التدوين فى أخبار قزوين المجلد 1

اشارة

نام كتاب: التدوين فى اخبار قزوين

altdouin fi a'khbar kzouin

نويسنده: رافعى قزوينى، عبد الكريم بن محمد

محقق / مصحح: عطاردى قوچانى، عزيز الله

موضوع: جغرافياى شهرها

زبان: عربى

تعداد جلد: 4

ناشر: دار الكتب العلمية

مكان چاپ: بيروت

سال چاپ: 1408 ه. ق

نوبت چاپ: اول تاريخ النشر: 01/01/1987

ترجمة، تحقيق: عزيز الله العطاردي الناشر: دار الكتب العلمية

النوع: ورقي غلاف فني، حجم: 24×17، عدد الصفحات: 1948 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 4

[الجزء الاول]

نسخ الكتاب

عندنا من التدوين ثلاث نسخ:

1- نسخة عتيقة ثمينة تاريخ كتابتها سنة 674 بقزوين و كان وقفا للمسلمين بقزوين كما تراه فى الصورة و هى الآن فى إحدى مكتبات اسلامبول تفضل بها المحقق الحجة السيد عبد العزيز الطباطائى دامت بركاته.

2- نسخة فى المكتبة السليمانية فى اسلامبول تاريخ كتابتها 890.

3- نسخة فى مكتبة الناصرية فى لكهنؤ من بلاد الهند تاريخ كتابتها 1158.

كتبة بانامله يوم الثالث و العشرين من رجب المرجب سنة 1404 فى محروسة حيدر آباد الدكن صنيت عن الحوادث و الفتن.

خادم العلم و الدين

عزيز اللّه العطاردى

صورة فوتوغرافية من استانبول

صورة فوتوغرافية من مكتبة السليمانية فى استانبول

صوره فوتوغرافية من نسخه مكتبة الناصرية

[خطبة الكتاب]

بسم اللّه الرحمن الرحيم

و به الاستعاذة و التوفيق، رب يسر و أتمم بالخير سبحان اللّه مقلب الليل و النهار، عبرة لأولى الأبصار، و الحمد للّه الذي رفع بنعمته الأقدار، و وضع برحمته الأغلال و الآصار، و لا إله إلا اللّه المنزه عن أن يغيره تعاقب الأدوار، أو يبله تناسخ الأعصار، و اللّه أكبر من أن يقاوم أن بدا منه اقتهار أو أن ينحل بملكه إمهال و اقصار.

و الصلاة على رسوله محمد المختار، و على آله و صحبه المهاجرين و الأنصار، و بعد! فقد كان يدور فى خلدى أن أجمع ما حضرنى من تاريخ بلدى و وقع فى ألسنة الناس قبل شروعى، فبما أنى مشغول بضم قوادمه إلى خوافيه.

فطمعت فى أن تكون الأراجيف مقدمات الكون، و استعنت باللّه و نعم العون، و شارعت إلى تحقيق ظنون الطالبين، و سعيت فى إقرار عيونهم، و نقلت ما ظفرت فى الأصول و التعاليق المتفرقة و الأوراق

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 2

المسودة إلى هذا البياض متحريا فى ألفاظه الاختصار، و

فى معانيه الاكتثار مبينا لك أو مذكرا أن كتب التاريخ ضربان:

ضرب تقع العناية فيه بذكر الملوك و السادات و الحروب و الغزوات و نبأ البلدان و فتوحها و الحوادث العامة كالأسعار و الأمطار، و الصواعق، و البوائق، و النوازل و الزلازل: و الانتقال الدول، و تبدل الملل، و النحل، و أحوال أكابر الناس و المواليد و الاملاكات و التهانى و التعازى و ما يجرى مجراها.

ضرب يكون المقصد فيه بيان أحوال أهل العلم و القضاة و فضلاء الرؤساء و الولاة، و أهل المقامات الشريفة، و السير المحمودة من أوقات ولادتهم و وفاتهم و طرف من مقالاتهم و رواياتهم و مشائخهم و رواتهم، و بهذا الضرب اهتمام علماء الحديث.

للكتب المصنفة فيه تنقسم إلى عامة كالتاريخ عن ابن نمير و أحمد ابن حنبل و يحيى بن معين و على بن المدينى و تاريخ محمد بن اسماعيل البخارى، و ابن أبى خيثمة و أبى زرعة الدمشقى و أبى عبد اللّه بن منده و كالجرح و التعديل لابن أبى حاتم، و ابن عدى رحمهم اللّه و إلى خاصة إما باقليم- كتاريخ الشام.

إما ببلدة كتواريخ بغداد للحافظ أبى بكر الخطيب و غيره و تاريخ مصر لأبى سعد بن يونس و واسط لأسلم ابن سهل و اصبهان لأبى بكر ابن مردويه، و ابن مندة، و أبى نعيم، و همدان لصالح بن أحمد الحافظ ثم لكياشيرويه، و نيسابور للحاكم، و هراة لأبى إسحاق بن معين و بلخ، لأبى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 3

إسحاق المستملى و غيره، و مرو للعباس بن مصعب، و لأحمد بن سيار و غيرهما و بخارا لأبى عبد اللّه غنجار و سمرقند لأبى سعد الادريسى

لم أر من هذا الضرب

تاريخا لقزوين إلا المختصر الذى ألفه الحافظ الخليل بن عبد اللّه رحمه اللّه، و إنه غير واف بذكر من تقدمه و قد خلت من عصره (امم) و نشأ فى كلّ قرن ناشئة و لم يقم إلى الآن أحد بتعريفهم فى تأليف يشرح أحوالهم- و كان الامام هبة اللّه بن زاذان رحمه اللّه على عزم أن يجمع فيه شيئا، فقد رأيت بخطه فى خلال كلام فى أحوال البلدة.

إنى معتزم قديما و حديثا أن أجمع فى أخبارها و أخبار ساكنيها و الصاد عن ذاك قلة الرغبات فى أمور عددها و لم يساعده القدر فيما أظن، و هذا كتاب إن يسره اللّه تعالى، و فىّ بذكر اكثر المشهورين و الخاملين من الآخرين و الأولين من أرباب العلوم و طالبيها و أصحاب المقامات المرضية و سالكيها من الذين نشأوا بقزوين و نواحيها أو سكنوها أو طرقوها أذكرهم و أورد أحوالهم فيه بحسب ما سمعته من الشيوخ و العلماء أو وجدته فى التعاليق و الاجزاء و أودعه مما نقل من سيرهم و كلماتهم و مقولاتهم و رواياتهم ما أراه أحسن و أتمّ فائدة.

سميته «كتاب التدوين فى ذكر أهل العلم بقزوين» و رأيت أن أصدره بأربعة فصول، أحدها فى فضائل البلدة و خصائصها، و ثانيها فى اسمها و ثالثها فى كيفية بنائها و فتحها، و رابعها فى نواحيها و أوديتها

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 4

و قنيها و مساجدها و مقابرها ثم أتبع هذه الفصول بذكر من وردها من الصحابة و التابعين رضى اللّه عنهم أجمعين، ثم أندفع فى تسمية من بعدهم و اللّه الموفق.

أما فصول الصور، فالفصل الأول فى فضائل قزوين و خصائصها و هى تنقسم إلى منقولة و مستنبطة.

القسم الاول المنقول

اشارة

و قد ألف و جمع فيها الامام المشهور عبد الرحمن بن أبى حاتم، رأيت فهرست كتبه التى وقفها و تصدق بها فى جملة ما سماها من مصنفاته الصغيرة و الكبيرة و جزء فى فضائل قزوين، و جمع فيها أيضا إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان، و بعدهما الحافظ على بن أحمد بن ثابت البغدادى، ثم الحافظ الخليل بن عبد اللّه.

ثم سميه الخليل بن عبد الجبار و أخوه نصر بن عبد الجبار و بعدهم الحافظ الحسن بن أحمد العطار، رحمهم اللّه، و لو استوعبنا المنقول فى الباب لأطلنا، فتقصر على عيون فيما بلغنا فيه، و هو نوعان أخبار و آثار.

النوع الأول الأخبار،

قرأ الامام والدى على الامام أبى الفضل محمد بن عبد الكريم، الكرجى رحمهما اللّه، سنة ثمان و خمسين و خمسمائة، و قد احضرت مجلس القراءة، أخبركم القاضى أبو الفتح إسماعيل بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 5

عبد الجبار أنا الحافظ الخليل بن عبد اللّه، ثنا محمد بن سليمان بن يزيد ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم، ثنا أبو زرعة، ثنا أبو نعيم ثنا بشر بن سلمان قال حدثنى رجل قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: اغزوا قزوين، فانه من أعلى أبواب الجنة.

قدمت هذا الحديث على إرساله لأن على بن أحمد بن ثابت قال أنا أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ، حدثنى إسحاق بن محمد، سمعت أبا زرعة الرازى يقول ليس فى قزوين حديث أصح من هذا و بشر بن سلمان هو أبو إسماعيل النهدى الكوفى، روى عن مجاهد و عكرمة، و أبى حازم و القاسم بن صفوان، روى عنه الثورى، و وكيع و ابن عيينة، و أبو نعيم الفضل بن دكين،

و قد أخرج عنه مسلم.

فى الرواة آخر يقال له بشير بن سلمان، مدنى يروى عن جابر بن عبد اللّه و يروى هذا الحديث عن بشير بن سلمان عن أبى السدى عن رجل نسى أبو السدى اسمه عن النبى صلى اللّه عليه و سلم، و من هذا الطريق رواه ابن ثابت البغدادى. و قوله: اغزوا قزوين أى اقصدوها للمرابطة بها و الجهاد فيها، و قوله فانه من أعلى أبواب الجنة يجوز رد الكناية إلى الغزو، و يجوز ردها إلى قزوين، و التذكير على تقدير الصرف إلى البلد و الموضع على ما اشتهر، أنها باب من أبواب الجنة و قد ذكر بعض شيوخنا أن المعنى فيه أنها موضع الجهاد، و هو أحد الأبواب الثمانية المذكورة فى قوله تعالى:

و فتحت أبوابها، و أحد الأسهم الثمانية من الاسلام.

أنبانا يحيى بن ثابت بن بندار عن أبيه، أنا أبو القاسم الزهرى. أنا على بن عمر الحافظ، ثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، ثنا سويد بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 6

سعيد، ثنا حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات، عن أبى إسحاق عن الحارث، عن على رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

الاسلام ثمانية أسهم، فالصلاة سهم، و الزكوة سهم، و الجهاد سهم، و صوم رمضان سهم، و الأمر بالمعروف سهم، و النهى عن المنكر سهم، و خاب من لا سهم له، و فى غير هذه الرواية إتمام الثمانية بكلمة الشهادة و الحج.

ذكر إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان فيما جمع من فضائل قزوين، ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زكريا الكوفى ببغداد، عن ميسرة بن عبد ربه عن سفيان يعنى الثورى، عن

عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش عن أبى بن كعب رضى اللّه تعالى عنه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال (زر أخبرنى أبى رضى اللّه تعالى عنه) أنه يكون فى آخر الزمان قوم بقزوين يضيئ نورهم للشهداء كما تضيئ الشمس لأهل الدنيا يجوز أن يكون المعنى يضيئ نورهم لشهداء غيرهم لارتفاع مكانهم و يجوز أن يكون المعنى، أنه يضيئ لمكان الشهداء فيهم.

أخبرنا محمد بن عبد الكريم الكرجى بقرأة والدى رحمهما اللّه، أنا إسماعيل بن عبد الجبار، أنا الخليل بن عبد اللّه (ثنا محمد بن سليمان بن يزيد) ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ثنا إبراهيم بن الوليد ثنا داؤد بن المحبر عن الربيع بن الصبيح عن يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك رضى اللّه تعالى عنه:

قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: يفتح عليكم الآفاق، و يفتح عليكم مدينة، يقال لها قزوين، من رابط فيها أربعين صباحا كان

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 7

له فى الجنة عمود من ذهب، على رأسه قبة من ياقوته حمراء على رأسها سبعون ألف مصراع على كل باب منها زوجة من الحور العين مشهور.

رواه عن داؤد جماعة منهم الحارث بن أبى أمامة، و إسماعيل بن أسد و سليمان بن خلاد، أبو خلاد المؤدب و أودعه الامام أبو عبد اللّه ابن ماجة فى سننه و الحفاظ يقرنون كتابه بالصحيحين و سنن أبى داؤد و النسائى و يحتجون بما فيه، و رواه عبد الرحمن بن أبى حاتم عن أبيه عن إبراهيم بن الوليد بن مسلمة عن داؤد، لكن يحكى تضعيف داؤد بن المحبر عن أحمد بن حنبل و على بن المدينى، و

أبى زرعة و أبى حاتم و الربيع بن صبيح بفتح الصاد بصرى يروى عنه الثورى، و وكيع و أبو نعيم و عبد الرحمن بن مهدى.

فى الجرح و التعديل لابن أبى حاتم أن أحمد بن حنبل و أبا زرعة أثنيا عليه و أن يحيى بن معين ضعفه و أن أباه حدثه عن حرملة بن يحيى، عن الشافعى رضى اللّه عنه أنه قال كان الربيع بن صبيح رجلا غزاء قال:

و إذا مدح الرجل بغير صناعته فقد قنص أى كسر و دق.

روى لنا غير واحد عن زاهر الشحامى عن أبى صالح المؤذن أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه ثنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر قال: لم أر محمد ابن يوسف يعنى الاصبهانى الذى يقال له عروس الزهاد روى حديثا مسندا إلا حديثا رواه على بن شعبة العسكرى ثنا محمد بن أحمد بن أبى سلم، ثنا عبد اللّه بن عمران الاصبهانى ثنا عامر بن حماد الاصبهانى، عن محمد بن يوسف عن عمر بن صبيح عن أبان عن أنس رضى اللّه تعالى عنه قال قال

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 8

رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: يحول اللّه تعالى ثلاث قرى من زبرجدة خضراء تزف إلى أزواجهن، عسقلان و الاسكندرية و قزوين كذا كان فى الأصل.

محمد بن أحمد بن أبى سلم، و الصواب أحمد بن محمد بن أبى سلم و كذلك سماه على الصحة ابن ثابت البغدادى، و روى الحديث سليمان ابن يزيد عنه، و أورده الحافظ أبو نعيم فى الحلية، و قوله تزف إلى ازواجهن يجوز أن يريد إلى أشكالهن من القصور الزبرجدية فى الجنة و يجوز أن يريد يزف بعد ما يحول زبرجدة

إلى أهلهن لتقربهما أعينهم.

أنبانا الحافظ الحسن بن أحمد أنبا هبة اللّه بن الفرج، أنبا محمد ابن الحسين الصوفى أنبا أبو بكر محمد بن الحسين بن الفرا أنبا إبراهيم بن على بن مالوية. أنبا جحدر بن إبراهيم الغازى بالشاش، أنبا محمد بن لقمان، أنبا شداد ابن سعيد، أنبا خالد بن يزيد، أنبا إبراهيم بن طهمان، عن أبان بن أبى عياش عن أنس بن مالك عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، قال إن جبلا من جبال فارس بأرض الديلم يقال له قزوين نبانى خليلى جبرئيل عليه السلام قال يحشرون يوم القيامة فيقومون على أبواب الجنة صفوفا، و الخلائق فى الحساب و هم يجدون رائحة الجنة.

قوله من جبال فارس يعنى أرض العجم لا ناحية فارس و هذا كما أن لغة العجم تسمى فارسية و قوله يحشرون يعنى أهله.

أخبرنا عطاء اللّه بن على فى كتابه عن الخليل بن عبد الجبار ثنا أبو بكر الشافعى بن محمد بن إدريس، و جماعته قالوا: أنبأ الزبير ثنا سليمان بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 9

يزيد ثنا محمد بن يونس، ثنا العباس بن عبد اللّه الترقفى، ثنا القاسم بن الحكم، عن محمد بن بشير عن إسحاق بن مالك عن القاسم بن مهران، عن أبان عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لو لا أن اللّه أقسم بيمينه و عهد أن لا يبعث بعدى نبيا لبعث من قزوين ألف بنى، رواه على ابن جمعة عن حمدان بن المعيرة. عن القاسم بن الحكم الغزى.

أنبانا المرتضى بن الحتسن بن خليفة الحسينى، أنبانا أبو على أنبا أبو نعيم، عن أبى الشيخ الاصبهانى، أنبا أحمد بن عيسى، ثنا خالد

بن زاذان العبادانى، ثنا عبدة بن عاصم التغلبى عن عنبثة عن الحسن بن أبى الحسن البصرى عن أنس بن مالك رضى اللّه عنه، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: بابان مفتوحان فى الجنة عبادان و قزوين، قلنا عبادان محدث قال و لكنها أول بقعة آمنت بعيسى ابن مريم، هكذا كان هذا الأسناد فى الأصل المنقول منه.

رأيت بخط موسى بن محمد بن يونس الفقيه ثنا ميسرة ابن على الخفاف قرى على أبى الحريش، أحمد بن عيسى الكوفى، ثنا خالد بن يزداد العبادانى ثنا عبدة بن محمد، و ذكر الحديث، و كتب إلينا الحسن بن أحمد الحافظ أنبا الحسن بن أحمد المقرى أنبا عيد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن و أنبأنا أبو منصور الديلمى فى مسند الفردوس أنبانا أبو عثمان إسماعيل ابن محمد بن أحمد بن جعفر بن ملة الواعظ، أنبا عبد الرحمن بن محمد أنبانا عبد اللّه ابن محمد بن جعفر بن حيان، أنبانا إبراهيم هو ابن محمد بن الحسن ثنا إسحاق هو ابن زريق ثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثى مجاشع بن عمرو، عن أبى الزبير عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 10

جابر رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إنى لأعرف أقواما يكونون فى آخر الزمان، قد اختلط الايمان بلحومهم و دمائهم، يقاءتلون فى بلدة يقال لها قزوين، تشتاق إليهم الجنة و تحنّ كما تحنّ الناقة إلى ولدها.

رواه الحافظ أبو بكر ألجعابى عن الحسين بن موسى بن خلف عن إسحاق بن زريق و قال إنى لأعرف أقواما فى آخر الزمان يحبون اللّه و يحبهم يقاتلون فى بلد إلى آخره،

و إسحاق بن زريق بتقديم الزاى، و يقال له الرسعنى نسبة إلى رأس العين، و قد يقال الرأسى و اختلاط الايمان باللحوم و الدماء كناية عن شدة الاعتناق و طول الملازمة.

و قرأ الامام والدى على محمد بن عبد الكريم الكرجى رحمهما اللّه، و أنا حاضر أنبا القاضى أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار، عن أبى يعلى الحافظ ثنا محمد بن سليمان بن يزيد أنبا أبى أنبا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه المقرى ثنا أسامة بن بشر البجلى عن بقية بن الوليد، عن عبد اللّه ابن عون عن جابر بن يزيد، عن جابر بن عبد اللّه الأنصارى، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ما من قوم أحب إلى اللّه تعالى من قوم حملوا القرآن، و ركبوا إلى التجارة التى ذكر اللّه تعالى تنجيكم من عذاب أليم، و قرأوا القرآن و شهروا السيوف يسكنون بلدة يقال لها قزوين يأتون يوم القيامة و أوداجهم تقطردما يحبهم اللّه و يحبونه لهم ثمانية أبواب الجنة، فيقال لهم ادخلوا من أيها شئتم.

رواه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة الحافظ فى تاريخه عن الواقد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 11

ابن الخليل، عن أبيه، و ثنا محمد بن سليمان، حدثى أبى، أنبا أحمد بن عبد اللّه ثنا أبو بهز، ثنا سلمة بن بشير عن بقية فزاد أبا بهز و قال مسلمة ابن بشير بدل أسامة روى على بن ثابت، الحافظ عن سليمان بن يزيد، قال أنبا أحمد بن عبد اللّه بن عاصم القزوينى ثنا محمد بن إسحاق البجلى و كان ثقة ثنا الحسن بن زياد، عن الحسن بن أبى جعفر، عن محمد بن عثمان، عن عمران

بن سليم، عن أبى ذر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه سيكون فى آخر الزمان قوم ينزلون مكانا يقال لم قزوين يكتب لهم فيه، قتال فى سبيل اللّه.

أنبانا أبو منصور الديلمى عن أبى عثمان إسماعيل بن محمد المحتسب أنبا عبد الرحمن بن محمد أنبا أبو الشيخ الحافظ فى كتاب الأمصار و البلدان أنبا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا إسحاق بن زريق برأس العين، أنبا عثمان ابن عبد الرحمن الحرانى، حدثى جميل مولى منصور، عن ابن عطا عن أبيه، عن عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنه، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: ينظر اللّه إلى أهل قزوين فى كلّ يوم مرتين، فيتجاوز عن مسيئهم و يقبل من محسنهم.

حدث به القاضى أبو بكر الجعابى بقزوين عن الحسين بن موسى ابن خلف عن ابن زريق و قوله: ينظر اللّه إليهم أى يرحم و يعطف، و قوله مرتين يمكن أن يؤخذ بظاهره و يقال أنه فى كل مرة يتجاوز عن المسئ و يقبل عن المحسن، و يمكن أن يكنى بالمرتين عن النوعين و يجعل التجاوز أحد النوعين و التقبل الثانى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 12

ذكر الحافظ على بن أحمد بن ثابت فيما جمعه من فضائل قزوين و من خطه نقلت أنبا سليمان بن يزيد، أنبا أحمد بن عبد اللّه بن عاصم، ثنا محمد بن إسحاق البجلى ثنا الحسن بن زياد، عن ابن جريج، عن عطا، عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يخرج الدجال من يهودية اصبهان حتى يأتى الكوفة فيلحقه قوم من الطور و قوم

من ذى يمن و قوم من قزوين.

قيل يا رسول اللّه: و ما قزوين قال قوم يكونون باخرة يخرجون من الدنيا زهدا، فيها يرد اللّه بهم قوما من الكفر إلى الايمان، قوله فيلحقه قوم، يعنى قاصدين له رادين عليه، و قوله من ذى يمن يمكن أن يريد من جهة صاحب اليمن و ملوك اليمن من قضاعة كانوا يسمون ألا ذواء، و قوله بآخرة أى أخيرا، الخآء مفتوحه.

فيه أيضا أنبانا أحمد بن إبراهيم الفقيه، ثنا القاسم بن زكريا، حدثنى الحسن بن السكن، ثنا أبو الشيخ الحرانى، أنبا مخلد عن مجاشع بن ميسرة، عن سفيان عن أبيه، عن ميمون بن مهران، عن عكرمة، عن ابن عباس رضى اللّه عنه، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

سيكون جهاد، و رباط بقزوين يشفع أحدهم فى مثل ربيعة و مضر.

أخبرنا القاضى عطاء اللّه بن على كتابة عن الخليل بن عبد الجبار، أنبا أبو إبراهيم حاجى بن على الصوفى، أنبا القاضى أبو الحسن على بن محمد بن وكيع الأسكندرانى، ثنا أبو محمد إسحاق بن محمد أنبا يعقوب بن إبراهيم، أنبا يعقوب بن إسحاق، عن ميسرة بن عبد ربه عن عمر، عن ثور

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 13

عن مكحول، عن ابن عباس عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال من سره أن يفتح اللّه له بابا من أبواب الجنة، فليشهد بابا من أبواب العجم سكانه رهبان بالليل ليوث بالنهار.

قوله: فليشهد يشبه أن يريد غاريا و مرابطا و الرهبان جمع راهب كركبان و راكب، و يجمع على رهابن و ميسرة بن عبد ربه ممن أسآؤا القول فيه.

أنبانا أيضا عن الخليل أنبا أبو منصور أميركا بن أحمد

بن زيادة، ثنا أبو القاسم على بن الحسن الصيدنانى، و أبو محمد الطيبى، و أبو طلحة، القاسم بن أبى المنذر قالوا أنبا أبو بكر محمد بن عمر الجعابى الحافظ أملا.

بقزوين ثنا أبو عبد اللّه الحسين بن موسى بن خلف برأس العين، ثنا إسحاق ابن زريق ثنا عثمان الحرانى عن جميل مولى منصور عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من سره أن يحرم اللّه وجهه، و بدنه على النار فليمت بقزوين كأن المعنى فليقم بها مرابطا إلى أن يموت.

أخبرنا محمد بن عبد الكريم، أنبا إسماعيل بن عبد الجبار عن الحافظ أبى يعلى أنبا محمد بن إسحاق الكيسانى، أنبا أبى إسحاق بن محمد أنبا يعقوب بن إسحاق ثنا زكريا، ثنا ميسرة عن ثور بن يزيد، عن شهر بن حوشب، عن عبد اللّه بن مسعود رضى اللّه عنه، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: صلوات اللّه على أهل قزوين، فان اللّه ينظر إليهم فى الدنيا، فيرحم بهم أهل الأرض.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 14

أنبانا الحسن بن أحمد عن هبة اللّه بن الفرج، عن محمد بن الحسين الصوفى، عن أبى بكر الفراء عن إبراهيم بن على، عن جحدر الغازى، عن محمد بن لقمان عن شداد بن سعد، عن خالد بن يزيد أنبا قيس ابن الربيع عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود، عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال من سره أن يختم له بالشهادة و السعادة، فليشهد باب قزوين.

أخبر لنا عن حمد بن نصر بن أحمد أنبا أبو

ثابت بن بجير بن منصور الصوفى أنبا جعفر بن محمد الأبهرى، أنبا أبو بكر بن بلال الفقيه، أنبا أبو بكر عبد اللّه بن الحسن الكرجى، ثنا على بن سعيد العسكرى، حدثى عمرو بن سلمة الجعفى، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبا أبو هشام الحوشبى عن أيوب ابن مقدم عن أبى هاشم عن زاذان عن ابن مسعود عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال اللّه: إن اللّه و ملائكته يصلون فى كل يوم و ليلة على موتى قزوين و التجار و شهداؤهم مائة صلاة. يمكن أن يكون المراد من الموتى الذين رابطوا إلى أن ماتوا فيلحقون بالشهدآء.

أنبانا على بن عبيد اللّه الحافظ عن كتاب الشافعى ابن محمد بن إدريس عن أبيه أنبا المحسن الراشدى و أخبرنا عاليا محمد بن عبد الكريم، عن إسماعيل، عن الخليل الحافظ قال: أنبا محمد بن على بن عمر، أنبا سليم بن يزيد، أنبا خازم ابن يحيى الحلوانى: أنبا هانى ابن المتوكل الاسكندرانى، عن خالد بن حميد، عن سليمان الأعمش عن أبى صالح عن على رضى اللّه عنه انه قال للربيع بن خثيم ما يمنعك أن تدخل معنا قال ما كنت لأقاتلك

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 15

و لا أقاتل معك فدلى على جهاد أو رباط قال: عليك بالأسكندرية أو بقزوين فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول ستفتحان على أمتى و أنهما بأبان من أبواب الجنة من رابط فيهما أو فى أحديهما ليلة واحدة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

رواه عن هانى بن المتوكل محمد بن سنان القزاز و أبو منصور محمد ابن سليمان البجلى أيضا، و رواه أبو حفص عمر بن عبد

اللّه بن زاذان، عن على بن إبراهيم، عن خازم، و قال هو غريب من حديث الأعمش لا أعلم رواه عنه غير خالد بن حميد المهرى، و رواه أبو الحسن الصيقلى عن أبى بكر بن روضة عن خازم بالخاء و الزاى المعجمتين و هو أخو أحمد ابن يحيى الحلوانى.

قول الربيع: ما كنت لأقاتلك و لا أقاتل معك، جرى على مذهب التورع و طلب السلامة و قد تورّع جماعة من الصحابة و التابعين عن حضور الوقايع التى جرت بين علىّ و معاوية لا رغبة عن مبايعة على و متابعته لكنهم راوا العزلة أسلم فاستأذنوه فيها و قوله: فدلنى على جهاد أو رباط كانه يقول لا بدّ لك ممن يجاهد و يرابط فى الثغور و أنا فيهما أرغب منى فى قتال الباغين فان رأيت أذنت لى فيهما له .

قرأت على والدى رحمه اللّه سنة خمس و ستين و خمس مائة فى ذى حجتها، أخبركم أبو الفضل عبد الملك بن سعد التميمى أنبا أبو عثمان بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 16

إسماعيل بن محمد المحتسب، أنبا عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن ثنا أبو بكر محمد بن على بن محمد الغزال، ثنا أبو الحسن على بن محمد بن محمد ابن مهرويه، و إسماعيل بن عبد الوهاب بقزوين سنة ثلاثين و ثلاث مائة.

أنبانا عاليا الحافظ أبو العلاء العطار، أنبا الهيثم بن محمد، أنبا أبو عثمان العيار الصوفى، أنبا أبو الحسن على بن الحسن بن بندار العنبرى، أنبا ابن مهرويه قالا أنبا أبو أحمد داؤد بن سليمان بن يوسف الغازى، أنبا على ابن موسى الرضا، نبا أبى عن أبيه جعفر عن أبيه، محمد، عن أبيه على، عن أبيه الحسين، عن

أبيه، على رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قزوين باب من أبواب الجنة هى اليوم فى أيدى المشركين و سيفتح على يدى أمتى من بعدى المفطر فيها كالصائم فى غيرها و القاعد فيها كالمصلى فى غيرها و أن الشهيد فيها، يركب يوم القيامة على براذين من نور، فيساق إلى الجنة ثم لا يحاسب على ذنب أذنبه. و لا عمل عمله و هو فى الجنة خالدا، و يزوج من الحور العين و يسقى من الألبان و العسل و السلسبيل فطوبى للشهداء فيها مع ماله عند اللّه من المزيد و قوله: و لا شئ عمله كذا قيده و يمكن أن يقرأ و لا شئ عمله و قوله من الحور العين و من الألبان و العسل و السلسبيل الألف و اللام فى جميع ذلك للتعريف يعنى الحور العين و العسل و الألبان التى سبق الوعد بها من اللّه تعالى.

قوله مع ماله عند اللّه من المزيد يجوز أن يريد مع مزيد ثواب و درجات لم يقع النصّ عليهما، و قد يشير به إلى النظم إلى اللّه تعالى كما فسربه قوله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ و به قال رسول اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 17

صلى اللّه عليه و آله و سلم رحم اللّه إخوانى بقزوين قالوا يا رسول اللّه ما قزوين و ما إخوانك قال؛ بلدة فى آخر الزمان يقال لها قزوين إن الشهيد فيها يعدل عند اللّه شهداء بدر، يقال عدل الشئ بالشئ أى سواه به و لم يوردوا فى كتب اللغة عدل الشئ بالشئ بمعنى ساواه.

كتب إلينا الحافظ أبو العلاء العطار، أنبا هبة اللّه الكاتب؛ أنبا عبدوس

بن عبد اللّه، أنبا أبو طاهر الحسين بن على سلمة العدل، ثنا الفضل ابن الفضل الكندى ثنا عيسى بن هارون ثنا هارون بن هزازى ثنا ابن سالم ثنا أبو سعيد النجرانى عن محارب بن دثار، عن على بن أبى طالب رضى اللّه عنه قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول صلى اللّه على أخى يحيى بن زكريا قال: يكون فى آخر الزمان ترعة من ترع الجنة، يعنى بابا من أبواب الجنة يقال له قزوين، فمن أدركها فليرابطها و يشركنى فى رباطها أشركه فى فضل نبوتى.

أورده أبو حفص عمر بن عبد اللّه بن زاذان فى فوائده، عن على ابن محمد بن أبى سهل البزار عن هارون بن هزازى ثنا الحسن بن عبد اللّه أبو سالم ثنا يحيى بن سعيد، عن محارب بن دثار عن على و الترعة قد تفسر بالباب كما صرح به الحديث و يقال هى الروضة و يقال الدرجة.

ذكر على بن ثابت فى جمعه، أنبا سليمان ثنا على بن سعيد العسكرى ثنا عمرو بن مسلمة الجعفى، أنبا أحمد بن عبد الرحمن المخزومى، ثنا أبو هشام الحوشى عن أيوب بن مقدم، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه عن أبى الدرداء رضى اللّه عنه إن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، قال المرابطون

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 18

بقزوين، و الروم و ساير المرابطين فى البلاد يختم لكلّ من رابط منهم فى كل يوم و ليلة أجر قتيل فى سبيل اللّه متشحط فى دمه.

أنبانا عطاء اللّه بن على، عن الخليل بن عبد الجبار، أنبا حاجى بن على، أنبا القاضى أبو الحسن بن وكيع، ثنا إسحاق بن محمد، عن

يعقوب ابن إسحاق عن ميسرة ابن عبد ربه، عن عروة، عن عائشة قالت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: ترك قزوين حسرة و أتيانها بركة، و الجنة الى أهلها مسرعة.

قرأ والدى على محمد بن عبد الكريم الكرجى رحمهما اللّه، و أنا حاضر أنبا القاضى أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار عن أبى يعلى الحافظ ثنا محمد ابن سليمان بن يزيد ثنا أبى حدثى محمد بن أحمد بن محمد النخعى بنا عبدان الجواليقى ثنا محمد بن عبد الأعلى عن معتمر بن سليمان التيمى عن عبد الملك ابن أبى جميلة عن أبى بكر بن بشر قال: لقيت كعب بن عجرة رضى اللّه عنه خارجا من مدينة النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فى أول يوم من شعبان فقلت له: أين تريد يا كعب قال إلى الجبل قلت و أى شئ تصنع بالجبل و تترك جوار النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال أمضى إلى مدينة سمعت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: إنها تجئ يوم القيامة و لها جناحان تطير بهما بين السماء و الأرض من درة بيضاء مجوفة بأهلها تنادى أنا قزوين قطعة من الفردوس من دخلنى حتى أشفع له إلى ربى و فى بعض النسخ قطعت من الفردوس و روى الحديث على بن ثابت و قال فى أول يوم من شهر رمضان و قوله: بأهلها متعلق بقوله تطير بهما.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 19

عن أبى يعلى الحافظ بنا الحسين بن على بن محمد بن زنجويه نبا على ابن محمد بن مهرويه ثنا عبد اللّه بن أحمد الدشتكى ثنا إبراهيم بن أحمد بن

مسعود ابن أخى سندول نبا القاسم بن حكم بنا إسماعيل بن سليمان حدثنى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من بات ليلة بقزوين على قدر فواق ناقة بعث اللّه تعالى من كل سمآء سبعين ألفا من الملائكة مع كلّ ألف ملك دفتر من نور و أقلام من نور يستمدون من نهر من نور يكتبون ثوابه إلى ينفخ فى الصور.

رواه أبو الحسن الصقلى عن العباس الصفار الرازى عن الدشتكى و سماه عبد الرحمن و الفواق ما بين الحلبتين من المدة و ذلك لأن الناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل فيها فيدرّ لبنها و قوله: من بات على قدر فواق ناقة أى بات من ليلة هذا لقدر و تخصيص الليل بالذكر يمكن أن يكون سببه أن خوف أصحاب الثغور فى الليالى أشد.

أملى الحافظ أبو بكر الجعابى بقزوين حدثنى محمد بن سهل أبو عبد اللّه العطار، ثنا عبد اللّه بن محمد البلوى ثنا عمارة بن زيد حدثنى أبو نعيم عمر ابن صبيح عن مقاتل بن حيان عن أبى سلمة عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: اللهم ارحم إخوانى بقزوين قلنا و من إخوانك هؤلاء قال قزوين باب من أبواب الجنة يقاتلون الديلم الشهدآء فيهم، كشهداء بدر.

و فيه عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 20

يكون لامتى مدينة يقال لها قزوين الساكن بها أفضل من ساكن الحرمين، كأنه يريد أن السكون بها للمرابط أفضل.

روى الخليل بن

عبد الجبار و قد أجاز لمن أجاز لنا عن أمير كابن زيتارة ثنا سليمان بن يزيد ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد، ثنا محمد بن هبيرة الغاضرى ثنا سلم بن قادم ثنا سليمان بن عوف النخعى ثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: أفضل الثغور أرض ستفتح يقال لها قزوين من بات بها ليلة احتسابا مات شهيدا و بعث مع الصديقين فى زمرة النبيين، حتى يدخل الجنة.

قوله مع الصديقين: فى زمرة النبيين كأنه يشير إلى أن زمرة النبيين أو أتباعهم أصناف منهم الصديقون و هم أعلى الأصناف درجة.

روى الخليل هذا عن أبى محمد عبد اللّه بن أحمد زردة نبا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ بأصبهان نبا سليمان بن أحمد الطبرانى، نبا الحسن بن على بن الحجاج ثنا إبراهيم بن محمد الترجمانى ثنا شريح بن محمد بن زيد عن أبى نعيم الخراسانى عن مقاتل بن سليمان عن مكحول عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ذات يوم قاعد معنا إذ رفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع أمرا فقال: رحم اللّه إخوانى بقزوين يقولها ثلاثا.

فقال أصحابه يا رسول اللّه بآبآئنا و أمهاتنا ما قزوين هذه و ما إخوانك الذين هم بها قال: قزوين باب من أبواب الجنة و هى اليوم فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 21

يد المشركين، ستفتح فى آخر الزمان على أمتى فمن أدرك ذلك الزمان فليأخذ نصيبه من فضل الرباط بقزوين.

قريب من هذا الحديث ما روى عن عبد الرحمن بن أبى حاتم أنه أورده بأساده عن هشام

بن عبيد اللّه عن زافر يعنى ابن سليمان عن عبد الحميد ابن جعفر يرفعه إلى أبى هريرة و ابن عباس رضى اللّه عنهما قال كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فرفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع شيئا فقال يرحم اللّه إخوانى بقزوين ثلاث مرات فسالت دموعه فجعلت يقطر من أطراف لحيته فقالوا يا رسول اللّه ما قزوين و من إخوانك الذين ذكرتهم فرققت لهم قال قزوين أرض من أرض الديلم و هى اليوم فى يد الديلم و ستفتح على أمتى و تكون رباطا لطوائف من أمتى فمن أدرك ذلك فليأخذ نصيبه من فضل رباط قزوين فانه يستشهد بها قوم يعدلون شهداء بدر.

فيما جمع الحافظ على بن أحمد بن ثابت، ذكر أبو بكر محمد بن عبد اللّه الاصبهانى نزيل قزوين ثنا الحسين بن مأمون البردعى نبا الحسن بن محمد الصباح نبا عبد الغفار ابن عبيد اللّه الكريزى أنبا صالح بن أبى الأخضر، عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال قزوين باب من أبواب الجنة يحشر من مقبرتها كذا و كذا ألف شهيد.

أخبرنا القاضى عطاء اللّه بن على كتابة أن الخليل بن عبد الجبار أجاز له أنبا أبو الحسن على بن محمد بن مخلد الوكيل نبا عمى إبراهيم بن على ابن مخلد نبا أبو داؤد سليمان بن يزيد نبا أبو حاتم الرازى ثنا نعيم بن حماد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 22

ثنا رشد بن سعد عن جرير بن حازم عن الأعمش عن مولى لعمر بن عبد العزيز قال رأيت رجلا يحدث عمر بن عبد العزيز يقول حدثى أبى عن جدى عن

رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال:

ستفتح على أمتى مدينتان، أحدهما من أرض الديلم يقال لها قزوين و الأخرى من أرض الروم، يقال لها الأسكندرية من رابط فى أحدهما يوما أو قال يوما و ليلة وجبت له الجنة، قال فجعل عمر بن عبد العزيز يقول للرجل حدثك أبوك عن جدك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، قال عمر بن عبد العزيز اللهم لا تمتنى حتى يجعل لى فى إحديهما دارا و منزلا ثم دعا بدواة و قرطاس فكتب الحديث.

أخرجه محمد بن داؤد بن ناجية المهرى فى فضائل الأسكندرية عن داؤد بن حماد بن أخى رشدين قال نبا رشدين عن أبى عبد اللّه الخراسانى عن سفيان الثورى عن الأعمش و رواه أبو الحسن الصقلى عن على بن إسحاق بن خشنام بن رنجلة الرازى عن العباس بن أحمد البغدادى عن محمد ابن إسحاق الصاغانى عن نعيم بن حماد و رواه ميسرة بن على عن العباس بن أحمد البغدادى أبى أحمد و قال ثنا به بالرى فى مجلس ابن أيوب.

روى لنا غير واحد من الشيوخ عن الحسن بن أحمد المقرى أنبا عبد الرحمن بن محمد أنبا عبد اللّه بن جعفر بن حيان أبو الشيخ فى كتاب الأمصار، ثنا محمد بن جعفر نبا الجراح بن مخلد نبا محمد بن بكير نبا عبد اللّه ابن هيثم الزهرى عن جده أبى عقيل عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال يفتح مدينتان فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 23

آخر الزمان مدينة الروم و مدينة الديلم أما مدينة الروم فالاسكندرية و مدينة

الديلم قزوين من رابط فى شئ منهما خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

رأيت يخط الفقيه الحجازى بن شعبويه أنبا الشيخ أبو إبراهيم الخليل ابن عبد الجبار سنة تسعين و أربعمائة، أخبرنى أبو الحسن على ابن أبى عبد اللّه بن أبى الحسين البناء و كان رجلا صالحا، قال: سمعت استاذى حسان بن حمزة بن أبى يعلى البناء و كان مقدما فى صناعته أنه أقبل فى آخر عمره على عمارة سور قزوين و اشتغل بمرمته صيفا و شتاء و ترك سائر الأعمال حتى توفى.

فسئل عن ذلك فقال كنت أعمل على السور يوما فاذا أنا برجل قد أقبل من الطريق و بيده كوز و عصا فدخل البلدة و صعد السور و صلى عليه ركعتين، ثم نزله و أخذ قدرا يسيرا من الطين و بله بالمآء الذى كان معه فى الكوز و جعله فى بعض الشقوق و أخذ يرجع من الطرق الذى جآء منه فتعجبت منه فلحقته و سألته.

فقال أنا رجل من ناحية كذا من نواحى ماوراء النهر قرأت فى خبر عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه يكون فى آخر الزمان بلدة بقرب الديلم يقال لها قزوين، هى باب من أبواب الجنة من عمل فى عمارة سورها و لو بقدر كفّ من طين غفر اللّه له ذنوبه صغيرها و كبيرها.

قال حسان بن حمزة: فذلك الذى دعانى إلى أن أصرف بقية عمرى فى عمارته و وجدت فى بعض الأجزآء العتيقة أحاديث غير مسندة فى فضل الطالقان التى بين الرى و قزوين و منها أن تربة قزوين و تربة الطالقان من تربة الجنة من كبر بها تكبيرة فله عند اللّه أن يعتقه من النار.

التدوين فى أخبار قزوين،

ج 1، ص: 24

النوع الثانى فى الاثار

أخبرنا محمد بن عبد الكريم عن إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل الحافظ ثنا محمد بن سليمان بن يزيد ثنا أبى ثنا الحسن بن أيوب نبا على بن محمد الطنافسى نبا زيد بن الحباب عن زائدة عن إسماعيل السدى عن مرة الهمدانى قال قال على رضى اللّه عنه من كره المقام معنا فليلحق بالديلم فخرج مرّة فى أربعة آلاف رواه سفيان بن عيينة و معاوية بن عمرو و الحسين بن علىّ أبو عبد اللّه الجعفى عن زائدة.

و به عن محمد بن سليمان نبا الفضل بن محمد نبا أبو سهل موسى ابن نصر الرازى نبا حكام بن سلم عن أبى سنان قال قال على بن أبى طالب رضى اللّه عنه: من كره القتال معنا فليلحق بقزوين قال فسار إليه الربيع ابن خثيم فى أربعة آلاف.

و به عن محمد بن سليمان عن أبيه حدثنى أحمد بن محمد القرشى نبا جعفر بن محمد البزار ثنا عمرو بن مالك ثنا سعيد بن عبد الرحمن الحرانى، ثنا محمد بن أبى عائشة عن عطاء عن ابن عباس رضى اللّه عنه، أنه ذكر الثغور يوما فعدّ فضلها ثم قال و من الثغور قزوين و هى روضة من رياض الجنة و من استشهد بها كان أكرم الشهداء عند اللّه يوم القيامة.

و به عن سليمان نبا عيسى بن عبد اللّه العسقلانى ثنا محمد بن راشد الدمشقى حدثنى أبى ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبى ذرّ رضى اللّه عنه قال من مشى بأرض قزوين أربعين خطوة فما فوقها عند فزعة العدو ثم لقى اللّه بمثل تراب الأرض خطيئة غفر اللّه له و لا يبالى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 25

و

به عن سليمان، نبا أحمد بن محمد بن أبى سلم، ثنا سعيد بن أبى سعيد الدورى، و كتب الىّ مدرك بن عامر الجزرى من أهلى رأس العين قال نبا إسحاق بن زريق، نبا عثمان بن عبد الرحمن، حدثنى جميل مولى منصور، عن ثور بن يزيد، عن مكحول عن واثلة ابن الاسقع رضى اللّه عنه قال مثل قزوين فى الأرض كمثل جنة عدن فى الجنان.

و به عن الخليل الحافظ، نبا على ابن أحمد بن صالح، نبا محمد بن مسعود، و محمد بن يونس بن هارون، قال دخل سعيد بن جبير قزوين و هو هارب متوار من الحجاج فبات بها ليلة فقال ليجتهد عباد المسجدين فلن يدركوا فضل هذه الليلة قال عبد اللّه بن أسوار كان فى مسجدنا هذا يعنى مسجد التوث يريد بالمسجدين المسجد الحرام و مسجد المدينة.

و به عنه نبا محمد بن على بن عمر، نبا أحمد بن محمد بن الشحام ثنا حجاج بن حمزة، ثنا يزيد بن هارون، قال بلغنى أن محمد بن جبير بن مطعم خرج من مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إلى قزوين فى الغزو.

و به عنه نبا الواحد بن محمد نبا عبد الوهاب بن محمد الخطيب، ثنا أحمد بن محمد ابن أبى سلم، نبا نصر بن خلف حدثنى الحسن بن عبد اللّه عن عمرو بن جرير عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم قال قلت لابى ما قزوين هذه التى تذكر قال: مباركة بها باب من أبواب الجنة.

فيما جمعه على بن ثابت، نبا جعفر بن أحمد بن يحيى العدل، نبا أحمد بن عبيد القزوينى نبا حامد بن محمود الهروى، نبا يحيى بن سعيد

الأموى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 26

ثنا شيبان النحوى، عن عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه عن على رضى اللّه عنه، قال أربعة أبواب فى الدنيا من الجنة، الاسكندرية و عسقلان و قزوين و عبادان، رواه أبو الحسن الصقلى عن أبى على الطهرانى عن عمه عبد الرحمن بن محمد الطهرانى عن محمد بن أبى موسى عن إسماعيل بن مالك، عن أبى المضا الحجاج بن خالد عن عبد الملك بأسناده مرفوعا و زاد و فضل جدة على الأربع فضل بيت اللّه على سائر البيوت.

روى ابن ثابت فيه عن أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ، نبا زكريا ابن يحيى النيسابورى حدثنا إسماعيل بن توبة عن عبد اللّه بن أسوار، عن أبى سنان الشيبانى، قال قال عمر بن عبد العزيز لو كان لى من يكفينى أمر الأمة لتحولت إلى قزوين بعيالى أرابط فيها، فأما ان استشهدو إما أن أموت مرابطا بها فأبعث يوم القيامة مع شهداء بدر.

عن على بن إبراهيم، ثنا محمد بن إدريس بن المنذر، ثنا هشام بن عبيد اللّه الرازى ثنا يعقوب بن عبد اللّه الأشعرى، عن أبن المجالد الصنعانى، ثنا عمر بن حفص العبدى، عن عون بن أبى شداد، عن محمد بن كعب القرظى قال بلغنا أنه يحشر من كل واحدة من قزوين و عسقلان سبعون ألفا، أو نحو ذلك كلهم شهداء.

عن إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان عن ابن أبى سلم حدثنا أحمد بن حمك بن السندى نبا عيسى بن أبى فاطمة، ثنا يزيد العجمى قلنا لسفيان الثورى مجاورة سنة بمكة أحب إليك أم رباط أربعين يوما، فقال رباط أربعين يوما بقزوين أحبّ إلى من مجاورة سنة بمكة أورده الشيخ الحافظ

التدوين

فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 27

فى ثواب الأعمال عن خاله عن أبى حازم عن عيسى بن أبى فاطمة عن يزيد أبى خالد الجلاب قال قلت لسفيان.

و حدث ابن ثابت عن أبى عبد اللّه، ثنا علقمة بن الحصين، نبا هناد ابن السرى قال: قدم رجل من همدان على شريك فقال له كم بينكم و بين قزوين فقال كذا و كذا فرسخا فقال له حججت قال: نعم قال غزوت قال لا قال لو مت ما صليت عليك.

عن أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ عن أحمد بن عبيد، ثنا أحمد ابن ثابت فرخونة الرازى، ثنا عيسى بن أبى فاطمة، قال أتينا سفيان الثورى و معنا الخليل بن زرارة فقال سفيان كم بينكم و بين قزوين قلنا دون الثلثين فرسخا قال فيكم من لا يأتيها فى كلّ شهر مرة قلنا نعم، و منا من لم يأتها قط فقال سبحان اللّه سبحان اللّه.

عن سليم بن يزيد ثنا أحمد بن محمد بن أبى سلم، نبا على ابن خلف المقرى قال: كنا بقزوين فى مسجد التوت و معنا الدشتكى و حمدوية العطار و غيرهما، فخرج علينا أبو جعفر محمد بن إبراهيم وراق وكيع فقال رأيت وكيعا فى النوم بقزوين، كأنه على سطح فسلمت عليه فقال: أنت هاهنا قلت نعم، قال إرتفع إلى قلت كيف أصعد فدلى يده فصرت معه، فقلت يا أبا سفيان ما تقول فى قزوين، قال أرض رباط و فضل و عبادة.

ذكر فيه أن موسى بن هارون بن حيان قال ثنا عبد اللّه بن محمد، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن حكيم بن جبير قال: قال على ابن أبى طالب رضى اللّه عنه للربيع بن خثبم و مرة الطيب من

كره الخروج معى إلى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 28

صفين فليخرج إلى هذا الوجه يعنى قزوين، فأخذوا عطيآتهم و خرجوا و كانوا أربعة الآف.

أخبرنا أبو العلاء الحافظ فى كتابه أنبا أحمد بن محمد بن على بن أحمد، أنبا الحسن بن على الواعظ التميمى، أنبا أحمد بن جعفر القطيعى، أنبا عبد اللّه ابن أحمد بن حنبل حدثنى أبو معمر، أنبا جربر عن حكيم بن جبير، قال قال عمر بن عبد العزيز لوددت إن منزلى بقزوين حتى أموت يعنى بذلك الرباط.

أنبانا الحافظ عن الحسن بن أحمد، أنبا عبد الرحمن بن محمد، أنبا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، حدثى خالى أنبا أبو حاتم، أنبا على بن ميسرة سمعت عبد العزيز بن عثمان، قال سألت سفيان الثورى قلت: عسقلان أحب إليك أم قزوين، قال قزوين أما سمعت حديث الحسن قاتلوا الذين يلونكم من الكفار قال كلّ قوم و ما يليهم الرى و الديلم.

أخبرنا القاضى عطاء اللّه بن على فى كتابه عن الخليل بن عبد الجبار، ثنا أبو منصور و جماعة نبا الزبير بن محمد نبا أبو داؤد نبا أحمد بن محمد بن ساكن الزنجانى، سمعت عمى المسيب: يقول كان رجل من أهل البادية يحضر معنا غزو بابك قال فقضى اللّه تعالى للمسلمين الفتح قال فقضى اللّه أنه تلك السنة لم يحضر، فنزل بعض ضياعنا و قد اغتم لما لم يقض له الحضور، قال فنام تلك الليلة فرأى فيما يرى النائم كانه يقول أغتمت لما لم تشهد هذا الفتح أذهب حتى تصلى بقزوين هذا العيد فانه مثل من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 29

شهد هذا الفتح.

عن الخليل أنبا حاجى بن على الصوفى، نبا على بن محمد بن وكيع ثنا

إسحاق بن محمد ثنا أبو حاتم الرازى، ثنا عبد العزيز بن عثمان ختن عثمان ابن زائدة، سمعت سفيان يقول وددت أن منزلى بقصران قال أبو حاتم لقربها من قزوين.

رأيت بخط أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ ثنا محمد بن يزيد ثنا جعفر بن محمد بن عبد الجبار الهمدانى المعروف بسندول سمعت أبى يقول شاورت وكيعا و هو بمكة فقلت له يا أبا سفيان الاقامة بمكة أحب إليك أم الخروج إلى جدة فقال أرى أن تقيم بمكة و تنوى ان كان بجدة فزع أن تنفر إليه.

ثم سألنى من أى البلاد أنت قلت من أهل همدان قال: أين أنتم من قزوين قلت بيننا و بينهم مسيرة ثلاث أو أربع، قال يأتى على أحدكم الشهر و لا يأتيها قلت رحمك اللّه نعم و العمر لا يأتيها، قال أظن قزوين حسرة على أهل هذه البلاد يوم القيامة.

حدث القاضى أبو خليفة الفضل بن إسماعيل بن ماك و أنبانا غير واحد عنه عن أبى منصور المقومى، نبا المحسن بن الحسين الراشدى، نبا الخضر بن أحمد الفقيه ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم، ثنا أبى و أبو زرعة، قالا حدثنا عن يعقوب بن عبد اللّه القمى عن أبى مالك، ثعلبة عن أبى سنان

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 30

قال قيل لابراهيم النخعى ما تقول فى قزوين قال وددت أن منزلى بدستبى .

فى مختصر جمع فى فضل عسقلان أن أبا إسحاق الطالقانى حدث عن أبى حفص بن ميسرة الصنعانى عن سلمان الباهلى عن سالم بن أبى الجعد قال وجدت فى بعض الكتب أن عسقلان و قزوين قريتان من قرى الجنة- هذا ما اتفق ايراده من الفضائل المنقولة.

و أعلم أن الآثار فى هذا الباب

أوضح اسنادا و أوثق رجالا من الأخبار فان فى أكثر أسانيدها إضطرابا لكنك إذا تاملت فى النوعين و وقفت على تظاهرهما و كثرة طرقها و اعتضاد البعض بالبعض لم تشك فى أن لها أصلا و أن للبقعة عند الأولين مرتبة و فضلا و باللّه التوفيق.

[القسم الثانى المستنبطة]

الفصل الاول، فضائلها و خصائصها المستنبطة

فمنها أنها لم تزل رباطا و ثغرا قرأت على على بن عبد اللّه بن بابويه، أخبركم عبد الرحيم بن المظفر الحمدونى إجازة نبا عبد الواحد بن الحسن الصفار، نبا محمد بن أحمد بن موسى الشروطى، نبا محمد بن الحسين ابن الخليل، ثنا أبو سعيد مسعدة ابن بكر الفرغانى، ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى النيسابورى، ثنا أحمد بن حرب عن محمد بن الفضل، عن عبد الملك ابن جريج، عن أبى الزبير المكى، عن جابر بن عبد اللّه الأنصارى عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال من بات بالرى ليلة واحدة صلى فيها و صام فكأنما فى غيره ألف ليلة صامها و قامها.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 31

خير خراسان نيشابور و هرات ثم بلخ، ثم أخاف على الرى و قزوين أن تغلب عليهما العدو و الثغر هو الموضع الذى يخاف عليه من غلبة العدو و قوله ليلة واحدة صلى فيها و صام أى ليلة واحدة بيومها.

ذكر أصحاب التواريخ منهم مؤلف كتاب البلدان قال الكياشيروية الديلمى و هو أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأخبارى الهمدانى يعرف بابن الفقيه يروى عن أبيه و ابن ديزبل و محمد بن أيوب الرازى روى عنه أبو بكر بن لال و غيره و منهم أبو الفرج قدامة بن جعفر بن قدامة الكاتب أن أحوال الديلم لم تزل مذبدبة

لم تكن لهم شريعة محصله و لا طاعة مستقرة و قد نقضوا و غدروا و رجعوا إلى الكفر غير مرة و جيل الديلم مشهورون بالقسوة و غلظ الطبع و الذهاب بالنفس و التأبى عن الطاعة و الانقياد و بهم يضرب المثل فى ذلك.

أنبانا أبو زرعة المقدسى أنبا أبو منصور المقومى بالرى سنة أربع و ثمانين و أربعمائة، أنبا الزبير بن محمد، أنبا على بن محمد بن مهروية، أنبا على بن عبد العزيز، نبا أبو عبيد، نبا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى وائل قال استعمل على بن أبى طالب عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنهما على الموسم، فخطب عليهم خطبة لو سمعتها الديلم لأسلمت ثم قرأ، عليهم سورة النور.

و به عن عبيد، نبا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن أبى وائل قال قرأ ابن عباس رضى اللّه عنه سورة النور، و جعل يفسرها، فقال رجل لو سمعت الديلم هذا لأسلمت، و كان للفرس قبل البعثة مقاتلة بقزوين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 32

مرتبون يرابطون فيه و يدفعون الديلم إذا لم يكن مهادنة و يحتاطون إذا جرت مهادنة لأنهم كانوا يخافون عليهم النقض و النكث.

يذكر أن كسرى وجه سابور بن اندكان فى عشرة آلاف رجل و أمره أن يقيم بقزوين و يمنع من أراد النفوذ من أرض الديلم إلى ممالكه و سببه على ما فيه- حكى أبو حنيفة أحمد بن داؤد الدينورى فى تاريخه المعروف بالأخبار الطوال أن بهرام المعروف بجوبين قتل ببلاد الترك فى أيام كسرى بتدبير من بعثه كسرى لذلك.

فخرج أصحاب بهرام و عبروا جيحون و أخذوا فى شاطى النهر حتى إنتهوا إلى بلاد الديلم فسكنوها و عاهدوا الديلم و تابوا ثم

قتل كسرى بعد ذلك خالد بندويه و كتب إلى خاله الآخر بسطام يأمره بالقدوم عليه و أراد الحاقه بأخيه فبلغه فى الطريق حبر قتله فعدل إلى من الديلم من أصحاب بهرام ففرحوا بقدومه و ملكوه و عقدوا على رأسه التاج و زوجوه أخت بهرام و وافقهم أشراف الديلم و أهل جيلان و الطيلسان.

فخرج بسطام الى دسبتى و بث السرايا فى الجبال حتى بلغوا حلوان و وجه كسرى إليه العساكر و اشتد القتال بين الفريقين أياما، ثم بعث كسرى إلى أحت بهرام و وعدها أن ينكحها، و يجعلها سيدة نسآئه ان فقلت زوجها فأجابته إليه و ارتحل أهل بسطام هاربين نحو بلاد الديلم ففى ذلك وجه كسرى سابور إلى قزوين، و فى أيام الجمل و صفين خرجت الديلم و أزعجت العرب عن قزوين و نواحيها و غلبوا عليها ثم إن بنى أمية فى أيامهم بعثوا الجيوش إليها و جرت بينهم و بين الديلم حروب كثيرة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 33

فى تاريخ محمد بن جرير رحمه اللّه إنّ فى سنة ثلاث و أربعين و مائة ندب المنصور الناس إلى غزو الديلم لما بلغه من ايقاعهم بالمسلمين و كثرة فتكهم بهم، و فى سنه أربع و أربعين و مائة غزا محمد بن أمير المؤمنين أبى العباس عبد اللّه بن محمد بن على الديلم فى أهل الكوفة و البصرة و الموصل و الجزيرة، فأشعرت هذه الدلالات بأن قزوين لم تزل ثغرا فى الجاهلية و الاسلام، و فيما قدمنا من الآثار و الأخبار ما يصرح بكونها ثغرا.

هذا صاحب المسالك و الممالك يقول قزوين ثغر الديلم، و البديع أبو الفضل الهمدانى يقول فى إحدى مقاماته غزوت الثغر بقزوين سنة خمس

و سبعين و الرئيس الأسدى فى سقيا الهيمان يعبر عن القزوينى بالثغرى و كونها ثغرا من وقت إستيلآء الملاحدة دمرهم اللّه على ديار الديلم و قلاعها أوضح من أن يحتاج إلى شرحه، و إذا كان بلد من البلاد ثغرا لم يزل حكمه باسلام الكفار الذين يلونه حتى قال علماء الأصحاب لو وقف على ثغر فاتسعت رقعة الاسلام تحفظ ربع الوقف لاحتمال عوده ثغرا.

منها أنها ليست على الجادة التى يسلك فيها من الشرق إلى الغرب و من أقليم إلى أقليم بل هى مزورة عن الجواد المسلوكة و انما يدخلها من يتحذها مقصد المرابط أو زيارة أو تجارة أو غيرها بخلاف البلاد الواقعة، على الجواد فانها كثيرا ما يقع منزلا لا مقصدا فلا يكون واردوها قاصدين لها.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 34

منها صلابة أهلها فى الدين و شدة غيرتهم و صفا عقيدتهم إلا فى الأقلين، رأيت فى بعض مكتوبات شيخنا أبى محمد النجار رحمه اللّه عن الحسن البصرى رضى اللّه عنه انّ قوله تعالى: قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً، نزلت فى أهل قزوين و الغلظة خشونة ركزت فى طباعهم غيرة للدين.

منها ان الخمر و سائر المنكرات المشهورة لا يتأتى إظهارها فيها و لا يجتاز بها بين أهلها إلا بضرب حيلة أو انتهاز فرصة و لا يصبرون على مشاهدتها إلا إذا استولى عسكر، و خافوا من الانكار فحينئذ يتجرعون غيظا، و ان ادت الضرورة إلى السكوت.

منها كثرة حفاظ القرآن بها و مداوتهم على تلاوتها و مدارستها و اشتغالهم بعلم التفسير إسماعا و استماعا.

منها غلبة الفقر على أكثر أهلها و قناعتهم بالمراتب النازلة فى المطعوم و الملبوس و مثل ذلك محمود عند السالكين.

منها إقبالهم

على الجهاد على اختلاف الطبقات و قد مدحوا لهاتين الخصلتين، فانهم آخذون بحرفتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الفقر و الجهاد.

منها كثرة حجاجها الوافدين إلى بيت اللّه تعالى حسب ما يقدرون عليه راجلين و راكبين.

من خصائصها المتعلقة بالأمور الدنيوية عموم الأمن فى نواحيها من السراق و قطاع الطريق بخلاف أكثر البلاد و كونها على أرض

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 35

مستوية بالقرب منها جبل يمنع من وصول الرياح الطيبة إليها و نزاهة مياهها عن المستخبثات لأن قنواتها تجرى تحت الأرض حتى تنصب فى الحياض بحسب الحاجة و نظافة مواضع الفراغ فيها و نفاسة أرضها سيما قصبة البلد.

سمعت غير واحد من رؤسا نواحى الرى يقول لو كان عندنا مثل هذه الأرض لحصل من الجربب الواحد كذا و كذا لغزارة مياهها.

منها جودة الحبوب بها و نقاؤها و كثرة ننزلها.

منها طيب ثمارها على وفور منافعها، و قصور مضارها و للاطناب فى مثل هذا مجال لمن يعنيه، و رأيت لأبى العميس محمد بن إسماعيل المكى فصلا يصف فيه الرى و قزوين مدحا و ذما و يذكر ما يفضل به كل واحدة منها للاخرى قال فيه بعد وصف الرى.

أما قزوين فانها أبين فضلا و أشرف أهلا، ثغر من ثغور المسلمين و أهلها من العرب المشهورين و هى باب من أبواب الجنة العمل بها أفضل، و الثواب فيها أجزل النائم فيها كالعابد و المقيم فيها كالمجاهد، و حصنها أمنع، و سورها أجمع، و ماؤها امرأ و خبزها أشهى، و كرومها أعجب، و أعنابها أعذب و عصيرها أحدّ، و شرابها أشدّ و هى بعد أرخص أسعارا، و أكثر ثلوجا و أمطارا.

استغنت بنفسها عن الرى أن تمتاز منها، و

افتقرت الرى إليها فان تستغى عنها، و أهلها اسرع إلى الدعاء، و أثبت عند اللقاء و أعلم بالحروب، و أسرع فى الخطور، راحلهم جلد، و فارسهم فهد، إلى أن عكس فقال

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 36

أهل فظاظة و قسوة و غلظ و جفوة لقاؤهم شيئم، و بشرهم دميم، و سلامهم قليل، و ردهم كليل، فقيههم ضعيف، و عالمهم سحيف، و أديبهم بارد، و طبيبهم واحد، و هم أهل الرى فى سبيل الجود كما قال الشاعر:

إذا ما قستهم فى باب جودوجدتهم كأسنان الحمار

فى كتاب اللمع الفضة لأبى منصور الثعالبى عن أبى الحسن المصيصى قال كان أبو دلف الخزرجى و أبو على الهآئم من ندماء عضد الدولة فجرت بينهما يوما مداعبة ادت إلى المهاترة، بعد المحاضرة و المذاكرة، فقال أبو على لأبى دلف: صب للّه عليك طواعين الشام، و حمى خير، و طحال البحرين و ضربك بالعرق المدنى، و النار الفارسية، و القروح البلخية.

فقال أبو دلف يا مسكين أتقرأ «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ» و تنقل التمر إلى هجر فخذ إليك صب اللّه عليك ثعابين مصر، و أفاعى سجستان، و عقارب شهر زور، و جرارات الأهواز، و صب على برود اليمن، و قصب مصر، و خزوز السوس، و اكسية فارس، و خلل اصبهان، و سقلاطون بغداد، و سمور بلغار، و فنك كاشغر، و ثعالب الخرز، و جوارب قزوين و كذا و كذا فعد الجوارب من خواص قزوين و لا يدرى أقصد الجوارب الصوفية أو جوارب من الجلود.

الفصل الثانى فى اسمها

ذكروا فى عدة من البلدان و النواحى، أنها سميت باسمآء من بناها أو نزل فى مواضعها كهمدان و أصبهان، قالوا سميا باسم أخوين هما إبنا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1،

ص: 37

ملوح لبطن من بنى يافث، و حلوان قيل أنه بناها حلوان بن الحاف و ذكر مثل ذلك فى تفليس و أران و بردعة و فارس و الرى و جرجان و نيسابور، و بلخ و بخارا بل قيل مثل ذلك فى الشام و خراسان و يمكن أن يكون قزوين مثلها لكن اشتهر أنها كانت تسمى بالفارسية كشوين فعربت اللفظة و قيل قزوين.

قال قدامة الكاتب و تفسيره المرموق أى الطرف الذى لا ينبغى أن يهمل و يغفل عنه، و لم يزل الخلفاء و أعاظم الملوك معتنين بأمر قزوين خائفين عليها.

حدث القاضى المحسن بن على التنوخى عن أبى على محمد بن حمدون قال: كنت بحضرة المعتضد ليلة إذ جآءه كتاب فقرأه و قطع ما كان فيه و تنقص عليه و على الحاضرين عنده الوقت، و استدعى عبيد اللّه بن سليمان فأحضر فى الحال، و قد كاد أن يتلف و ظن أنه قبض عليه، فرمى بالكتاب إليه فاذا هو كتاب صاحب السر يقول للوزير: أن رجلا من الديلم وجد بقزوين متنكرا، فقال لعبيد اللّه اكتب الساعة إلى صاحبى الحرب و الخراج و أقم عليهما القيامة و تهددهما و طالبهما بتحصيل الرجل و لو من أقصى أرض الديلم و أعلمها أن ذمتها مرتهن به و أرسم لهما أن لا يدخل البلد أحد مستأنفا و لا يخرج إلا بجواز.

فقال عبيد اللّه: السمع و الطاعة أمضى إلى دارى و أكتب فقال:

لا اجلس و اكتب و اعرضه على، قال فأجلسه و عقله ذاهل، فكتب و عرضه عليه فارتضاه و أنفذه و قال لعبيد اللّه: أنفذ معه من يأتيك بخبر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 38

عبوره النهروان، فنهض عبيد اللّه و عاد المعتضد

إلى ما كان فيه و كأنه قد لحقه تعب عظيم، فاستلقى ساعة، فقلت له: يا مولاى تأذن فى الكلام قال نعم.

قلت: كنت على سرور و طيب عيش فورد الخبر بأمر كان يجوز أن تأمر فيه غدا بما أمرت الساعة فضيقت صدرك، و نغصت على نفسك و روعت وزيرك، و أطرت عقل عياله و أصحابه. باستدعائك إياه فى هذا الوقت المنكر.

فقال يا ابن حمدون ليس هذا من مسائلك و لكنا أذنا لك فى الكلام، اعلم أن الديلم شر أمة فى الدنيا و أتمهم مكرا و أشدهم بأسا و أقواهم قلوبا و يطير قلبى فزعا على الدولة لو تمكنوا من دخول قزوين سرا فيجتمع منهم فيها عدة فيوقعون يمن فيها و هى انثغر بيننا و بينهم فيطول ارتجاعها منهم و يلحق الملك من الضعف و الوهن (بذلك) أمر عظيم و تخيلت أنى إن امسكت عن اللّه بيرساعة واحدة فات الأمر، و و اللّه لو ملكوا قزوين (ساعة) لبغوا على من تحت سريرى هذا و احتووا على دار الملك و المعتضد رحمة اللّه عليه موصوف بالحزم و الكفاية و حسن التدبير و ضبط الممالك على أحسن الوجوه.

رأيت فى كتاب التبيان تأليف أحمد بن أبى عبد اللّه البرقى أنه روى الهيثم أن قزوين كانت ثغرا و كان بعض الأكاسرة قد وجه إليها قائدا فى جمع كثير فأتاهم العدو و هم معسكرون بذلك المكان فاصطفوا لهم و استعدوا للحرب.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 39

فنظر القائد إلى ذلك المكان فرأى فيه خللا، فقال لرجل من اصحابه أين كش وين أى، احفظ ذلك الموضوع فهزموا العدو و بنوا بذلك المكان مدينة و سميت كشوين، فعربت و قيل قزوين و يمكن أن

يكون الزاى من قزوين مبدلة من السين كالزراط و السراط و يكون اللفظ من قسا يقسو أى صلب و اشتد.

يقال رجل قاس أى صلب أو من أقسان العود إذا اشتد و قسا و أقسا الرجل إذا كبر و ذلك لما فى أهلها من الشدة و الصلابة فهو على التقدير الاول على أمثال فعلين و على التقدير الثانى على مثال فعويل و الهمزة ملينة و الواو مبدلة من الهمزة لان اللسان بها أطوع، هذا ما يتعلق باسمها المشهور.

قرأت عبد العزيز بن الخليل الخطيب أخبركم الشافعى المقرى أنبا إبراهيم بن حمير، أنبا الكشميهنى، أنبا الفربرى، عن محمد بن إسماعيل البخارى نبا على بن عبد اللّه نبا سفيان قال قال إسماعيل أخبرنى قيس قال أتينا أبا هريرة فقال صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ثلاث سنين لم أكن فى شئ أحرص على أن أعى الحديث منى فيهن، سمعته يقول و قال هكذا بيديه بين يدى الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر و هو هذا البارز، و قال سفيان مرة: و هم أهل البارز.

قوله، لم أكن فى شئ أحرص و فى بعض النسخ لم أكن فى سنى و هما صحيحان، و قوله و قال هكذا بيديه يعنى أشار، يقال قال بيده و قال بعينه كأن السبب فى التعبير عن الاشارة بالقول انّ الاشارة تفهم المقصود افهام اللفظ، و قوله نعالهم الشعر أى نعالهم من ضفاير الشعر، أو من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 40

جلود غير مدبوغة بقيت عليها الشعور و ذكر أنه يحتمل أنه أشار به إلى وفور شعورهم و انتهاء طولها إلى أن يطأوها بأقدامهم أو أن يقرب من الأرض.

قوله و هو هذا البارز ذكر

الحافظ أبو إسحاق الحمرى المغربى المعروف بابن قرقول أن الرآء فى اللفظ مقدمة على الزاى مفتوحة باتفاق الرواة و أنّ بعضهم قال أنهم الديلم و البارز بلدهم، و حكى اختلافا فى اللفظ المحكية عن سفيان ثانيا فذكر أن بعض الرواة نقلها بتقديم الزاء أيضا لكن كسرها.

قيل على هذا أن المعنى هؤلاء البارزون لقتال الاسلام الظاهرون فى البراز من الأرض و أن بعضهم نقلها البارز بتقديم الزاى و فتحها و أشعر ما ساقه بأن التفسير على هذا كتفسير البارز و قضية ما ذكر أن البارز أو البازر بلد الديلم ان يكون ذلك اسما لقزوين لما اشتهر أنها بلد الديلم، و مدينتهم ألا ترى إلى ما قدمنا عن رواية عمر بن عبد العزيز رضى اللّه عنه، عن جده عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال يفتح مدينتان فى آخر الزمان مدينة الروم و مدينة الديلم أما مدينة الروم فالاسكندرية، و مدية الديلم قزوين.

و اعلم أن ايراد جماعة من العلماء يشعر بحمل الحديث على الترك على ما ورد فى بعض روايات الحديث الصحيح، أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، قال، تقاتلون بين يدى الساعة قوما نعالهم الشعر كأنّ وجوههم المجان المطرقة حمر الوجوه صغار الأعين و هذا نعت الترك و قد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 41

أفصح به بعض الروايات، فقال لا تقوم الساعة حتى تقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة، و يلبسون الشعر، و يمشون فى الشعر.

لكن فى كثير من الروايات المدونة فى الصحاح ما يدلّ على مقاتل قوم ورآء الترك كما روى أنه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال لا تقوم الساعة، حتى تقاتلوا قوما كأن

وجوههم المجانّ المطرقة. و على هذا و فتتجه تفسير الاولين بالديلم و الآخرين بالترك، و وصف الترك فى الرواية السابقة بأن نعالهم الشعر لا يمنع من إختلاف الفريقين، أما إذا حملناه على أن نعالهم من الشعور أو من جلود بقيت عليها الشعور فلأنهم فى الأصل بعيدا من التنعم و الترفه، فالترك سكان البوادى و الديلم سكان الشعاب و الغياض و أما إذا حملناه على كثرة الشعور و طولها فلانهم جميعا مشعوفون بها أما الديلم فيعتنون بتوفيرها منشورة و أما الترك فيعتنون بتطويلها مضفورة.

الفصل الثالث فى كيفية بنائها و فتحها

سمعت الامام والدى رحمه اللّه غير مرة يحكى، عن مشائخه، أن البقعة الملاصقة للمقبرة المعروفة بكهنبر و تدعى القرية بالفارسية دهك أقدم الابنية بقزوين و أنه لا يدرى من بناها لتقادم عهدها و من المشهور أن المدينة العتيقة بناها سابور ذو الاكتاف و ذلك أن مرزبانا من قبله

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 42

كان يقيم بالدستبى و القاقزان و يغزو الديلم مرة و يهادنهم أخرى و كانوا ينقضون الهدنة و يغيرون على الناحيتين فأمر سابور المرزبان ببناء المدينة للتحصن بها.

فلما أخذ فى البنآء كانت الديلم تجمع الجموع و تهدم ما كان يرتفع من البناء فأنهى الحال إلى سابور، فأمره أن يرضيهم بمال إلى أن يتم البناء ففعل، و كان سابور حينئذ مشغولا بمحاربة العرب و التوغل فى بلادهم، فلما فرغ خرج نحو الديلم، و دخل بلادهم فى وقت شدة البرد و أقام بها حتى انكسر البرد و طاب الهواء و نفقت هناك دوابهم من شدة البرد فسموا موضع نزولهم اسمرد.

ثم شن الغارة فيهم بعد طيب الهواء و قتل من وجد منهم و أوغل حتى انتهى إلى بحر الجيل، و لم يحمل شيئا

من مالهم، استنكافا بل زفنها فى ديارهم فى مملكة آل لنجر، و كان دخوله من مملكة آل حسان و خرج من مملك آل مسافر بن أسوار بن لنجر.

ثم مصر سعيد بن العاص قزوين، و كان قد ولاه عليها الوليد ابن عتبة بن أبى معيط حين كان واليا على الكوفة من قبل أمير المؤمنين عثمان رضى اللّه عنه ثم إن موسى الهادى دخل قزوين فى أيام خلافته و خروجه إلى الرى متنكرا و أمر الوالى بها أن يستنفر الناس لينظر إليهم فأمر الوالى بضرب الطبول و بالنداء فيهم بالنفير و أشرف موسى على مكان مرتفع ينظر إليهم فاستحسن مبادرتهم و أعجبه جدهم فأمر ببناء

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 43

و حصن بقزوين و سماه مدينة موسى و أسكنه مواليه و وقف عليها و على أهلها قريتين تسميان اراذ برسه و رستما باذ و ذلك فى سنة ثمانية و ستين و مائة.

قيل فى سنة سبع و نسب بعضهم مدينة موسى إلى بناء موسى بن بغا و هو غلط و بنى المبارك التركى مولى الهادى بها مدينة أخرى تنسب إلى اليوم إليه و هى آهلة بعد و يقال انه بناها سنة ست و سبعين و مائة و مدينة موسى قد اندرست و جعلت بساتين و مزارع.

ثم دخل هارون الرشيد قزوين فى خلافته و أمر ببناء المسجد الجامع و هو الصحن الصغير من المسجد الكبير، و المقصورة العتيقة و أمر بابتياع حوانيت مستغلات وقفها على مصالح المدينة و عمارة مسجدها و سورها و هى الرشيديات، و سور قزوين المحيط بالمداين الثلثاء و ساير المحال بناه موسى بن بغامولى المعتصم سنة أربع و خمسين و مائتين و أنفق عليه مالا

جليلا.

رأيت بخطّ بعض بنى عجل أن بروج سور قزوين مائتان و خمسة سوى البرج المعروف بكاه دان و أن دور السور يبلغ عشرة آلاف و شمار و ثلاث مائة و شمار ، ثم أنه استرم السور، و أصابه الخلل بعوارض حدثت غير مرة فاصلح و أعيدت عمارته.

منها أن الصاحب إسماعيل بن عباد أمر بعمارته حين دخل قزوين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 44

سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة فقام بها أصحابه سنتين؛ و منها نقض السلار إبراهيم بن المرزبان السور فى طريق الجوشق و درج سنة عشر و أربعمائة بعد ما قامت الحرب على ساق بينه و بين أهل البلد ستة أشهر فأمر الشريف أبو على الجعفرى باعادة ما نقضه سنة إحدى عشرة و أربعمائة.

آخر من اعتنى به الوزير السعيد محمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن مالك قاضى المراغة رحمه اللّه أمر برم المسترم و تجديد المنهدم منه سنة اثنتين و سبعين و خمسمائة و ستين بعدها و كان يتول عمارته والدى قدس اللّه روحه لما كان بينهما من الاتحاد و المودة القديمة و صحبة المدرسة ببغداد و نيسابور.

فى كتاب البنيان لأحمد بن أبى عبد اللّه أن مدينة قزوين بناها سابور بن أردشير و سماها شاذ سابور.

أما فتحها: فقد أنبانا جماعة عن إسماعيل بن عبد الجبار، عن الخليل ابن عبد اللّه الحافظ، قال: حدثنى عبد اللّه بن محمد القاضى، نبا إسماعيل بن محمد النحوى، نبا الحسين بن الحسن أبو سعيد السكرى فى كتاب البلدان من تصنيفه قال قزوين فتحها البرآء بن عازب رضى اللّه عنه مع زيد الخيل، و يقال: أن البراء غزا بعد فتح قزوين و ابهر و الطيلسان و زنجان ففتحها

و غزا الديلم و انصرف إلى قزوين فرابط بها ثم انصرف إلى الكوفة فكانت قزوين مغزى أهل الكوفة و فى خروجه إلى هذه النواحى قال بعض من كان معه:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 45 و قد تعلم الديلم إذ نحارب حين أتى فى جيشه ابن عازب

بأن ظن المشركين كاذب و كم قطعنا فى دجى الغياهب

من جبل و عرو من سباسب يؤمهم فى الخيل و الكتائب

حتى فتحناها بعون الغالب لم يكن بقزوين حين أتاها البرآء رضى اللّه عنه إلا المدينة العتيقة و كان أهلها يقاتلون محاصرين، و إذا عرض عليهم الاسلام أو أدوا الأتاوة قالوا و هم وقوف على أطراف السور: نه مسلمان بييم و نه كريت دهيم- ثم إنهم بعد القتال الشديد سالموا و أظهروا أنهم قد أسلموا، فلما انصرف القوم عادوا إلى ما كانوا عليه فعاد المسلمون و استولوا عليها قهرا.

يذكر أن كثير بن شهاب الحارثى أنبا عبد الرحمن هو الذى فتح قزوين المرة الثانية بهذا القدر قد اشتهر النقل و لم يثبت بطريق معتمد ان المسالمة و المصالحة فى المرة الأولى كيف كانت، و على ماذا جرت و أن القهر و الاستيلاء فى المرة الثانية إلى ما أفضى، و كيف فعلوا بها و استولوا عليه من الدور و الأراضى و هل جرى فى امتناعهم ثانيا ما يقتضى الردة أم لا، و إن لم يجر فذلك لأنه لم يقع الاعتماد، على إسلامهم أولا، و لم يعرف حقيقة حالهم فيه أو لأن الامتناع الثانى كان خروجا عن الطاعة لا ردة و اللّه أعلم بحقائق الأمور.

رأيت بخط أبى عبد اللّه النساج رحمه اللّه محكيا عن بعضهم أن قزوين و الرى عشريتان لأنهما فتحتا صلحا ألا ترى أنه نرك

فيهما بيوت النيران و لو فتحتا قهرا لما تركت بيوت النيران و إنما جعل أهلها أراضيها

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 46

خراجية رفقا بهم و فى كتب الفقه فى باب الجزية ذكر أن الرىّ فتحت صلحا كما حكاه.

يروى أن دستبى و القاقزان فتحا فى عهد عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه على يدى عروة بن زيد الخيل الطائى و ذلك أن عمر رضى اللّه عنه كتب إلى أمرائه بعد فتح نهاوند يأمرهم بأن يبعث عروة فى ثمانية آلاف إلى ناحية الرى و دستبى ففعل فلما انتهى عروة إلى جبال القاقزان جعل مرزبان الديلم و مرزبانا القاقزان و دستى كلمتهم واحدة و تهيأوا للقتال و جمعوا الجموع و اشتد الحرب بين الفريقين حتى قال بعض العرب.

أجول فلا أدرى لعل منيتى بذ كان أو ذا كان أو بالجبرندق

هذه القرى من الناحية المعروفة باهروذ، ثم نصر اللّه المسلمين و رجعت الديلم إلى أماكنها، و طلب أهل القاقزان و دستبى الصلح و أقام أهل دستبى على دينهم، فصارت تلك الناحية خراجية و أسلم أهل القاقزان فصارت ناحيتهم عشرية، و لما ولى القاسم بن الرشيد جرجان و طبرستان و قزوين التجأ أهل القاقزان إليه، و شكوا جور العمال و جعلوا له عشرا ثانيا و تعززوا.

الفصل الرابع فى ذكر نواحيها و أوديها و قنيها و مساجدها و مقابرها

اشارة

أما النواحى فقد ذكر أبو عبد اللّه الجيهانى صاحب كتاب المسالك و الممالك أنّ قزوين كانت ثغرا و رباطا للجند المرتبطين هناك، ثم ضم إليها

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 47

رستاق من رساتيق الرىّ يقال له دستبى الرى فصارت قزوين كورة مفردة جليلة، و الذى ضم إليها دستبى الرى موسى بن بغا.

فى كتاب أبى عبد اللّه القاضى و غيره أن دستبى كانت مقسومة بين همدان

و الرى فقسم يدعى دستبى همدان كان عامل همدان ينفذ خليفة له مقيم فى قرية اسفقنان حتى يجبى خراجه و ينقل إلى همدان و قسم يدعى دستبى الرى، و قد حازه السلطان لنفسه مدة حين تغلب كوتكين التركى على قزوين سنة ست و ستين و مائتين و قبض على محمد بن الفضل ابن محمد بن سنان العجلى رئيس قزوين و استولى على ضياعه.

انه لما ظهر العدل بقزوين من جهة طاهر بن الحسين صاحب المأمون و الجور بهمدان من جهة عمالها و تظلم رجل يقال له محمد بن ميسرة و شكا سوء سيرة عمال همدان و توجه وفد إلى نيسابور و سئلت الطاهرية نقل رستاق سلقان روذ و الخرقان إلى قزوين فاجيبوا و يقال ان الذى سعى فى تكوير قزوين و نقل الدستبى إليها بقسميه رجل تميمى من ساكنى قرى قزوين يقال له حنظلة بن خالد و يكى أبا مالك.

فى كتاب البنيان الذى كور قزوين هو الحسن بن عبد اللّه بن سيار العبدى كورها أيام الرشيد و اقتطع إليها نسا و سلقان روذ و الزهراء و الطرم و غيرها و فى كتاب اصبهان تاليف حمزة بن الحسن انه نقلت نسا و سلقان روذ و الخرقان من رساتيق همدان إلى قزوين سنة إحدى و أربعين و مائتين ثم ردت آنفا إلى همدان سنة أربع و خمسين و مائتين ثم ردت بعد ذلك إلى قزوين و استقر الأمر عليه و دستبى أشهر نواحى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 48

قزوين و من نواحيها القاقزان، قرى طيبة الهواء كثيرة الماء.

منها الرامند قرى كبيرة كثيرة الربع و قصبتها قرقسين و خيارج و يمكن أن تكون هى دستبى الهمدان و فى البنيان

للبرقى ان الكلبى قال إنما سميت رامند لأن بعض الاكاسرة فى غزاته خراسان مر بهذه المفازة فانتهى إلى موضع رامند، فقال كم بين العمران و بين هذا الموضع فقالوا عشرة، فقال راه مند أى بقى الطريق و اشتهرت بذلك.

و منها اهروذ و منها الزهراء و هى ناحية معمورة غزيرة المياه كثيرة الثمار قصبتها مسكن و ذكر البرقى ان الزهراء بنيت باسم الزهراء بنت ردى صاحب الرى و أنه وهب تلك البقع من ابنته فبنت هناك.

منها البشاريات، و منها ناحية السفح و ناحية الاقبال و هى أقرب النواحى إلى البلد، و منها رستاق اندجن، و أكثر أهل الزهراء من الشيعة و أكثر أهل البشاريات و السفح من الحنيفة و أهل ساير النواحى شافعيون، و فى فرق البدعة من أهل البلدة و نواحيها لدد و شدة كما أن فى أهل الاستقامة منهم غيرة و صلابة.

رأيت فى بعض المجاميع أن غريبا حضر فى قرية من قرى قزوين أهلها متناهون فى التشيع فسألوه عن إسمه فقال عمران فأخذوا يضربونه و يستخفون به، فقال لست بعمر إنما أنا عمران فقالوا فيك حروف عمر و حرفان من عثمان، و كانت زنجان و الطرم و تلك النواحى تعدّ من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 49

كورة قزوين و كذلك سهرورد و سجائن و قد ينسب إلى قزوين فى الوثائق اليوم أيضا.

عد فى البنيان من قرى قزوين جيكان و باجرون و زنجان، و قصر البراذين إلى ناحية الديلم، و من نواحيها فشكل و قد يضاف الطالقان إليها أيضا، و ذكر البرقى أنه بناها الطالقان الأصغر بن خراسان، و هو توأم الطالقان الأكبر صاحب طالقان خراسان.

أما أوديتها فلها ثلاثة أودية، يسقى منها كروم القصبة على

كثرتها و الأغلب وفاؤها بها، و تكتفى أرضوها بالسقى مرة واحدة بجودة تربتها و قد لا تجد الماء سنتين إلى خمس و تشهر كرومها و أصل هذه الأودية ثلوج يجتمع فى الجبل و عيون هناك لكن العيون بحيث لا يصل ماؤها إلى البلد، إلا بمعاونة الثلج و المطر.

أحدها وادى دزج يسقى منها كروم دروب الجوسق و دزج و ارداق فى داخل البلد و قد تزيد فتضر بالدور و العمارات.

الثانى وارى ارنوك يسقى منه كروم دروب دستجرد و الصامغان و الرى و بعض بساتين البلد.

الثالث وادى زرارة تنصبّ إلى الكروم بطريق أبهر و السد المعروف بدهل بندهو دلف بند بناه دلف بن عبد العزيز بن أبى دلف العجلى حين قدم قزوين و توطنها لصرف الماء عن العمران و هو بآزاء السد الذى عقده سابور ذو الأكتاف و سمى سابور بند و هذه الأودية مباحة و الحكم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 50

فى المحتاجين إلى السقى منها تقديم الأعلى فالأعلى و ما اصطلحوا عليه من المناوبة مسامحة من أصحاب الأراضى العالية و الأشبه أنها غير لازمة و لهم الرجوع إذا شاؤا.

رأيت محضرا كتب فى آخر صفر سنة أربع عشرة و خمسمائة و فيه خطوط جماعة من الأئمة المعروفين من البلديين و غيرهم مقصودة أنه لما وقعت الزلزلة العظيمة بقزوين ليلة الخامس من رمضان سنة ثلاث عشرة و خمسمائة و حدث بسببها خراب كثير خربت مقصورة الجامع لأصحاب أبى حنيفة رحمه اللّه و انكسرت القبة و احتاج إلى إعادتها.

فالتمس من الأمير الزاهد خمار تاش العمادى لرغبته فى الخير، أن يعيد عمارتها فلما أمر بالعمارة نقضت المقصورة فوجد تحت المحراب المنصوب فى الجدار لوح منقور عليه.

الحمد للّه رب العالمين،

و صلواته على محمد و آله أجمعين أمر الملك العادل المظفر المنصور عضد الدين علاء الدولة و فخر الأمة و تاج الملة أبو جعفر محمد بن دشمن زيار حسام أمير المؤمنين أطال اللّه بقاه بتخليد هذا اللوح ذكر ما راه و اباحه من ماء و أد نبى دزج و اربرك لخاصة أهل قزوين ليشربوا و ليسبحوه إلى مزارعهم و كرومهم فى القصبة على النصفة و تحريم أخذ ثمر له و الزام مؤنة عليه على التابيد.

فمن غير ذلك أو نقضه أو خالف مرسومه فقد باء لغضب من اللّه و استحق اللعنة و استوجب العقاب الاليم، فمن بدله بعد ما سمعه فانما ائمه على الذين يبدلونه إن اللّه سميع عليم، و كتب فى شهر رمضان سنة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 51

اثنين و عشرين و أربعمائة.

أما قنواتها ففى كتاب إصبهان تأليف حمزة بن الحسن أن حمزة بن اليسع الأشعرى كان رئيسا بقم و هو الذى مصرها و نصب المنبر فى مسجدها ثم زاد السلطان ولاية قزوين فانشأ بقزوين قناة و أجرى مائها وسط المدينة، و ليس بقزوين مآء جار غيره قال له على هذه القناة وقف قائم بقزوين يعرف بوقف حمزة و هذا شئ لا يعرف اليوم و قوله و ليس هناك ماء جار غيره أراد به ما اشتهر من حال البلد قديما انهم كانوا يستقون من الآبار و هى باقية إلى الآن فى جميع المحال.

من قنواتها القديمة القناة الطيفورية و هى كثيرة الماء إذا ساعدتها العمارة تدخل من درب دزج و يقسم ماؤها على المحال القريبة و البعيدة، و رأيت فى محاضر عتيقه كيفية قسمة مائها فى تفصيل طويل، و فى المحاضر ذكر قناة أخرى تعرف

بالطرخانية و أخرى تعرف باللمطابادية و هما إما مندرستان الآن او شعبتان تنصبان فى الطيفورية.

و منها القناة الخمار تاشية استنبطها الأمير الزاهد خمار تاش ابن عبد اللّه فى أيامه و يقال إنه انفق عليها أكثر من اثنى عشر ألف دينار، و عليها الاعتماد فى أكثر محال البلد.

منها القناة الزرارية و هى قديمة.

منها القناة السيدية يذكر انها منسوبة إلى بعض العلوية إما لاحداثه لها أو لتولية القيام بها.

منها القناة الخاتونية و هى مستمدة من مآء الوادى و كثيرا ما يتطرق

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 52

إليها الخلل بسببه.

منها قناة استنبطها الحاجب الحسن بعد سنة سبعين و خمسمائة، و أورد الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ فى تاريخ نيسابور أن بقزوين مياها إذا داوم الغريب على شربها و لم يكثر الحركة انتفخت رجلاه، حتى لا يجد، بدا من قطعهما، و هذا شئ إن كان فى ذلك الزمان، فقد عافى اللّه منه الآن و له الحمد.

أما مساجدها، فمن المساجد المشهورة المسجد الجامع الكبير، بنى صدره هارون الرشيد و المفهوم مما أورده المؤرخون أن الصحن الكبير و صفوقه زيدت فيه بعد ذلك و ذكروا أنه أصاب طبقات الصحن الكبير خلل فأصلحها و أعادها أبو أحمد الكسائى، و منارة المنادى سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة.

فى سنة ثلاثة عشرة و أربعمائة أمر السلار إبراهيم بن المرزبان باعادة طبقات وهت من الصحن الكبير و انفق عليها مالا كثيرا و ذكر أنه وقف لهذا التاريخ قرية زرارة على الجامع و القناة و كان يسمى الباب الشارع إلى الحلاويين من أبواب الجامع الباب المعتصمى.

حكى الخليل الحافظ، عن أبى عبد اللّه بن حلبس، أن الباب الذى يشرع إلى الدقاقين اتخذه الشيخ محمد بن عبد الوهاب

المرزى ليقرب الطريق إلى داره، و هذا الباب فى غالب الظن هو المنسوب اليوم إلى الخزريين، و الصحن الصغير الذى يلى الأبواب الشارعة إلى الحلاويين إتخذه عبد الجبار ابن أبى حاتم و رتب هناك صندوقا فى الحظيرة المنسوبة الآن إلى الأستاد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 53

على بن الشافعى المقرى و أودعها كتبا وقفها على المسلمين، و فى غير موضع من المسجد صناديق فيها كتب موقوفه و غير موقوفة.

فمنها صندوق أبى الحسين أحمد بن فارس بن زكريا صاحب المجمل فى الصف المقدم، و منها صندوق الخضر. و هو الموضوع فى الحظيرة التى فيها اليوم قبور الكرجية و كان يتولاه حاجى الاسترابادى.

منها صندوق أبى تمام و أبى الحسن الكندرى، وضع فيه المحسن الراشدى و غيره كتبا موقوفة و هو الصندوق الموضوع فى الحظيرة الواقعة فى الزاوية التى يشرع عندها الباب إلى باب لغ.

منها الصندوق الذى ضمنه على بن أحمد بن على المعروف بحاجى البيع كتبا وقفها و هو المنسوب إلى الامام ملكداد بن على رحمه اللّه، و فى وضع الصناديق فى المسجد نظر للفقيه، و كذا فى وضع المنابر الكثيرة لما فيه من شغل الموضع و المنع من الصلاة و يشبه أن يقال إذا لم يكثر أو كان فى المسجد سعة، و أذن فيه السلطان فلا باس به و يدلّ عليه وضع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم المنبر فى المسجد، و إطباق المسلمين على نصب المنابر و وضع الكتب فى المواضع المهياة لها فى جوامع المسلمين و عد ذلك من شعاير الدين.

المقصورة العتيقة من بنآء أبى الحسن محمد بن يحيى بن زكريا القاضى صاحب أبى العباس ابن شريح رحمهما اللّه، و هو

الذى أمر باتخاذ منبرها، و المقصورة الكبيرة الجديدة ابتدأ الأمير الزاهد خمار تاش بعمارتها فى شوال سنة خمسمائة. و تمت فى رجب سنة تسع و خمسمائة و نتقل الخطيب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 54

إليها و بنى البهو الكبير فى جهة القبلة بعد ذلك و البهو الذى يعقد فيه المجلس تجاه القبلة عمره الأمير الب ارغو بن برنقش و فرغ منه فى شهور سنة ثمان و أربعين و خمسمائة.

المسجد الجامع لأصحاب أبى حنيفة رضى اللّه عنه برستاق القطن محدث، و كان دار عيسى النصرانى الذى كان واليا بقزوين مدة، و حمل منبره الكبير من الرى سنة أربع و أربعمائة، وجهه أبو عبد اللّه الزعفرانى، و لا بأس باقامة الجمعة فى مسجدين إن جعلنا اختلاف البناء مؤثرا فان مسجدنا فى داخل المدينة العتيقة و مسجدهم خارجها، و بنآء المدينة سابق و ان لم نجعله مؤثرا فنودى الجمعة فى مسجدنا قبل أن تقام فى مسجدهم فتصحّ لنا جمعتنا، و عند أبى يوسف يجوز أقامة جمعتين فى بلدة واحدة فتصح جماعتهم أيضا على مذهبه و قد تحتاج الزحمة إلى التعديد.

من المساجد القديمة مسجد التوث و هى من بناء محمد بن الحجاج ابن يوسف و كانوا يجمعون فيه إلى أن بنا هارون الرشيد الجامع و يروى أن الحجاج بعث إلى الديلم، يدعوهم إلى الاسلام أو الجزية، فأبوا فأمر أن تصور له ناحية الديلم سهلها و جبلها و بنيانها فصورت له فدعا من كان قبله من الديلم و عرض عليهم الصورة و قال رأيت فيها مطمعا فقالوا صوروا لك البلاد و لم يصوروا الفرسان الذين يحمون عقابها و جبالها، و ستعلم ذلك لو تكلفته فأغزاهم الجنود و أمر عليها ابنه

محمد بن الحجاج فلم يصنع شيئا، و أنصرف إلى قزوين و بنى مسجد التوث.

قال محمد بن زياد المذحجى: رأيت فى مسجد قزوين لوحا نقش

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 55

عليه هذا مما أمر به محمد بن الحجاج، و كان عمال خالد بن عبد اللّه القسرى و سائر عمال بنى أمية يلعنون فى هذا المسجد عليا رضى اللّه عنه حتى وثب رجل من موالى بنى الجند و قتل الخطيب و انقطع اللعن من يومئذ.

روى عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهرانى، فيما رأيت بخط على ابن ثابت البغدادى، قال نبا على بن شهاب ثنا مقاتل بن محمد النصرابادى قال: كان بقزوين فى مسجد التوث رجل يؤذن فاتى فى منامه فقيل له إذا فرغت من كلمة لا إله إلا اللّه فى آخر الأذان فقل الواحد القهار ربّ السماوات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار، فكان يقوله حتى توفى فرئى فى المنام و قيل له ما فعل اللّه بك فقال غفر لى بالكلمات التى كنت اقولها بعد الأذان.

منها مسجد بنى مرار فى المدينة العتيقة كان يؤمّ فيه محمد بن سعيد ابن سائق.

منها مسجد الطيبين فى المدينة أيضا، و ذكر لى أنه المسجد الذى ينسب اليوم إلى القاضى أبى خليفة.

منها مسجد أبى عبد اللّه النساج فى آخر طريق الرى و مسجد محمد بن مسعود، و كان يصلى فيه بعده على بن أحمد بن صالح.

منها مسجد القاضى إسماعيل المالكى و سلفه برأس طريق الصامغان.

منها مسجد بنى مادا بطريق دزج و المسجد عند حوض النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم.

منها مسجد الكتاب بطريق الجوسق و مسجد أبى الغريب و مسجد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 56

مدينة المباركة، و

مسجد مدينة موسى، و قد اندرس مع المدينة.

منها مسجد دهك و المسجد بطريق المقابر الذى فيه قبر الصيقلى.

منها مسجد باب المدينة، و قد أمر الشريف أبو الطيب الجعفرى باعادة عمارته سنة أربع عشره و أربعمائة، و هذه مساجد موصوفة بالفضل درس فيها القرآن و العلم كثيرا فتبركت بذكرها.

مقابرها و مزاراتها

فأعظم المقابر المقبرة التى يتصل أحد أطرافها بالمارستان و دهك و يمتد طرف منها إلى باب كادول و طريق أرادق و طرف منها يدعى باب المشبك و ينتهى بعض أطرافها إلى الأومشت من طريق الرى، و فى الطريق المتصل بطريق أرادق قبر واحد من الصحابة رضى اللّه عنهم كذلك سمعت والدى رحمه اللّه.

فى هذه المقبرة المشهد المعروف بابن لعلى بن موسى الرضا رضى اللّه عنه و كان قد مات فى الصغر، و فيه قبر جماعة من العلوية و الشيعة و فيها قبر الشيخ إبراهيم المعروف بستنبه، و قبور و مزارات معروفة يطول تعدادها، و عند باب المشبك الجم الغفير من العلماء و الأحبار و الشهداء و الأخيار.

من مقابرها مقبرة طريق الجوسق و يعرف مقبرة علك لأن الشيخ علك القزوينى مدفون فيها، و فيها قبور جمع كثير من أهل العلم و الصلاح. و بقعة تدعى قبور الشهداء تستجاب عندها الدعاء.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 57

منها مقبرة طريق دستجرد و تدعى كوهك و فيها مسجد على رأس تلّ يتبرك به، و يصلى فيه لغرض الحاجات و استنجاح الطلبات، و سمعت عن واحد من المعمرين أنه كان عند الدرب بطريق الصامغان، قبور داخل البلد و خارجه، و أنهم دفنوا هناك لموتات وقع و لم يتيسر نقلهم إلى المقابر المعهودة، و لم أستحسن التطويل فى وصف القبور المزورة لان البعيد

عنها لا ينتفع بالوصف كثير انتفاع و من وردها يسهل عليه البحث و المراجعة.

من القبور التى تزار فى غير المقابر قبر الشهيد أبى القاسم الكرجى، و جماعة من أئمة نسله فى الجامع، فى الخطيرة المعروفة برأس التربة و لا أدرى ما العذر فى الدفن فى المسجد.

منها قبر ابن الاسكاف إمام الجامع فى أصل حائط فى شارع محلة ابن مراد و قبر الشهيد أسكندر بن حاجى فى خانقاه شهر هيزه و قبر ابتكين التركى فى مدرسته برأس كوكبره، و قبر فى المسجد القديم بدهك فى الصف الداخل و قبر فى المسجد المبنى فى مقابل حوض النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم يقال انه لبعض العلوية، و فى الرستاق مواضع يتبرك بها.

منها مسجد بالجرندق فيه قبر بعض الصحابة كما يقال و قبور عظيمة عند دربند اشنستان، ذكر غير واحد ممن زارها أن الدعاء عندها مستجاب، و أن الزاير إذا أتاها أخذته هيبة عظيمة عندها و بطزرك من ناحية الرامند مشهد مشهور يتبرك به و بشنستان مسجد عزيز و مزار و هذا آخر الفصول الأربعة و باللّه التوفيق.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 58

القول فى بيان من ورد قزوين من الصحابة و التابعين رضى اللّه عنهم أجمعين

اشارة

نقدم عليه ما بلغنا فى قصة تسخير الريح لسليمان عليه السلام أنه كان ينزل فى سيره غدوا و رواحا بقزوين قال اللّه تعالى فى سورة سبا «وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ» أى سخرناها له و يقرأ الريح بالرفع، و قال تعالى «فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً» و قرئت الآيتان بالرياح على الجمع.

قوله: غدوها شهر و رواحها شهر أى يسير بالغدو مسيرة شهر، و بالرواح كذلك و يقطع فى اليوم الواحد مسيرة شهرين.

قوله: رخاء قيل: لينة الهبوب و قيل

طيبة و قيل مطيعة له، و قوله:

حيث أصاب أى أراد و قصد من النواحى، تقول العرب أصاب الصواب فأخطا الجواب، أى قصد الصواب، و ذكروا أقوالا فى المسافة التى قطعها غدوا و رواحا.

فمنها ان الريح كانت تحمله غدوة من اصطخر فارس إلى مصر و عشية من مصر إلى اصطخر.

منها فى تفسير أبى على الحسن بن محمد الزعفرانى بروايته عن يزيد بن هارون عن أبى هلال و هو الراسبى عن الحسن، قال: كان نبى اللّه سليمان عليه السلام يغدو من بيت المقدس فيقيل باصطخر ثم يروح من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 59

من اصطخر فيبيت بقلعة بخراسان يقال لها قلعة سليمان .

منها عن الحسن أنه كان يغدوا من دمشق فيقيل باصطخر و بينهما مسيرة شهر ثم يروح من اصطخر و يبيت بكابل و بينهما مسيرة شهر و منها فى تفسير النقاش أنه يقال أنه كان يتغدى بالرى و يتعشى بسمرقند، و يتغدى بسمرقند و يتعشى بالرى.

منها و هو المقصود قال محمد بن جرير الطبرى فى تفسيره: نبا محمد ابن عبد اللّه ابن بزيع، نبا بشر بن المفصل عن عوف عن الحسن ان نبى اللّه سليمان عليه السلام لما عرضت عليه الخيل فشغله النظر إليها عن الصلاة العصر حتى توارت بالحجاب، غضب للّه تعالى فأمر بها فعقرت فأبدله اللّه مكانها أسرع منها سخر له الريح تجرى بأمره رخاء حيث شآء، و كان يغدو من ايليآ و يبيت بقزوين ثم يروح من قزوين و يبيت بكابل.

رأيت هذا القول أولا فى نكت علم القرآن تلخيص محمد بن يوسف ابن بندار من كتاب أبى الحسن على بن عيسى البغدادى النحوى، ثم رأيت فى الأصل الملخص منه، ثم وجدته فى تفسير

ابن جرير المشهور بالأسناد المذكور.

اعلم أنه لا تنافى بين الأقوال و الظاهر أنه كانت له عليه السلام توجهات و مقاصد مختلفة و كانت تجرى بأمره تارة هكذا و تارة هكذا، و كلّ نقل من سيره ما بلغه أو نوعا مما بلغه و يذكر أن الحكمة فى تسخير

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 60

الريح له و تسيره بأهل مملكته بها أن يعرف أن ملك الدنيا مبنىّ على مالا يقبل الضبط و التقيد و لا ثبات له و لا استقرار بل يميل تارة هكذا و أخرى هكذا- أنشد:

ان ابن آوى لشديد المقتنض و هو إذا ما صيد زج فى قفص

و أيضا:

أفا و تعسا لمن مودته إن زلت عنه سويعة زالت

ان مالت الريح هكذا و كذامال مع الريح حيث ما مالت

و قيل:

و كلّ ريح لها هبوب يوما فلا بدّ من ركود

ثم أنه قد ورد قزوين ألجم الغفير من صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و تابعيهم، ألا ترى إلى ما روينا فى الآثار فى فصل الفضائل أن مرة الهمدانى خرج إليها فى أربع آلاف و عن الربيع بن خثيم مثله، و هذا عدد كثير سوآء تداخلت الأربعتان أو لم يتداخلا و كان العصر عصر الصحابة و التابعين إلا إن الذين نقل ورودهم بأعيانهم جماعة معدودون.

منهم البراء بن عازب بن الحارث بن عدى بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصارى الحارثى أبو عمارة، و يقال أبو الطفيل و يقال أبو عمرو، صحب النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، و كذلك أبوه و استصغر البراء يوم أحد، و قيل أنه استصغر يوم أحد أيضا

و أول مشاهده الخندق.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 61

كذلك ذكره أبو عبد اللّه بن مندة الحافظ و حدث الامام البخارى فى التاريخ عن عبد اللّه بن رجاء قال ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق نبا البراء قال غزوت مع النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم خمس عشرة غزوة، قال ابن مندة و روى عنه أبو جحيفة و بنوه الربيع و يزيد و عبيد و ذكر أبو بكر بن أبى خيثمة له ابنا آخر و هو لوط.

فى تاريخ البخارى فى باب إبراهيم بن البراء بن عازب، و أورد روايته عن أبيه و فى باب يحيى، يحيى بن البراء بن عازب، و ذكر أنه روى عن ابن مسعود و فى المعارف لابن قتيبة، انه كان للبراء ابنان يزيد و سويد و قد سبق ما اشتهر من فتح البراء قزوين رضى اللّه عنه.

قال بكر بن الهيثم: ولى فى أول زوال ملك العجم المغيرة بن شعبة الكوفة و جرير بن عبد اللّه همدان، و البراء بن عازب قزوين سار إليها و فتحها اللّه على يده، و عن أبى عمر الشيبانى، أن البراء افتتح قزوين و الرى و أبهر و زنجان و شهد مع على رضى اللّه عنه الجمل و صفين و النهروان و كان رسوله إلى أهل النهروان.

ذكر الخليل الحافظ فى تاريخه أنه كان للبراء بقزوين أجناد فيهم رواة و علماء و أنه بقى فيهم سنتان، أنبانا أبو منصور الديلمى، أنبا أبو القاسم البرجى، أنبا أبو نعيم الحافظ، أنبا أبو محمد بن فارس، أنبا يونس بن حبيب أنبا أبو داؤد، ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء قال خرجنا مع رسول

اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر. و لم يلحد فجلس رسول اللّه صلى اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 62

عليه و آله و سلم و جلسنا حوله كأنّ على رؤسنا الطير.

فجعل يرفع بصره و ينظر إلى السماء، و يخفض بصره و ينظر إلى الأرض، قال عوذوا باللّه من عذاب القبر، قالها مرارا ثم قال: إن العبد إذا كان فى قبل من الآخرة و انقطاع من الدنيا جآءه ملك فجلس عند رأسه فقال أخرجى أيتها النفس الطيبة، إلى مغفرة من اللّه و رضوان فتخرج نفسه، و تنزل ملائكة من الجنة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم أكفان من أكفان الجنة، و حنوط من حنوطها، فيجلسون منه مد البصر، فاذا قبضها الملك لم يدعوها فى يده طرفة عين.

قال فذلك قوله تعالى: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا يُفَرِّطُونَ، قال:

فتخرج بنفسه كأطيب ريح فتعرج به الملائكة فلا يأتون على جند فيما بين السماء و الأرض إلا قالوا ما هذه الروح فيقال فلان بأحسن أسمائه حتى ينتهوا به إلى باب سمآء الدنيا، فيفتح لهم و تبعه من كل سمآء مقربوها، حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة، فيقال اكتبوا كتابه فى عليين، و ما أدريك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون، فيكتب كتابه فى عليين.

ثم يقال ردوه إلى الأرض، فانى رعدتهم أنى منها خلقتهم و منها أعيدهم و منها نخرجهم تارة أخرى، قال فيرد إلى الأرض و يعاد روحه فى جسده، فيأتيه ملكان شديد الانتهار فينتهرانه و يجلسانه فيقولان:

من ربك و ما دينك فيقول ربى اللّه و دينى الاسلام.

فيقولان فما تقول فى هذا الرجل الذى بعث فيكم، فيقول هو رسول اللّه،

فيقولان، و ما يدريك فيقول: جاءنا بالبينات من ربنا فآمنا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 63

به و صدقنا قال و ذلك قوله: يثبت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا و فى الآخرة.

قال: و ينادى مناد من السماء أن قد صدق عبدى، فألبسوه من الجنة و افرشوه منها، و أروه منزله منها، فيلبس من الجنة و يفرش منها و يرى منزله منها، و يفسح له مدّ بصره و بمثل له عمله فى صورة رجل حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب، فيقول أبشر بما أعد اللّه لك أبشر برضوان من اللّه، و جنات فيها نعيم مقيم.

فيقول بشرك اللّه بخير، من أنت فوجهك الذى جاء بالخير، فيقول هذا يومك الذى كنت توعد و الأمر الذى كنت توعد أنا عملك الصالح فو اللّه ما علمتك الا سريعا فى طاعة اللّه بطيئا عن معصيته فجزاك اللّه خيرا فيقول يا رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلى و مالى.

قال فان كان فاجرا و كان فى قبل من الآخرة و انقطاع من الدنيا جاء ملك فجلس عند رأسه فقال: أخرجى أيتها النفس الخبيثة، و ابشرى بسخط من اللّه و غضبه و ينزل ملائكة سود الوجوه، معهم مسوخ فاذا قبضها الملك قاموا فلم يدعوه بيده طرفة عين قال فيفرق فى جسده فيستخرجها يقطع معها العروق و العصبة كالسفود الكثير الشعب فى الصوف المبلول، فنؤخذ من الملك فتخرج كأنتن ريح وجد فلا تمرّ على جسده فيما بين السماء و الأرض إلا قالوا ما هذه الروح الخبيثة.

فيقولون: هذا فلان بن فلان بأسوأ أسمائه حتى تنتهى إلى السماء الدنيا فلا يفتح له فيقول ردوه إلى الأرض إنى وعدتهم أنى منها خلقتهم

التدوين فى أخبار قزوين،

ج 1، ص: 64

و فيها نعبدهم و منها نخرجهم تارة أخرى قال فيرمى به من السماء و تلا هذه الآية «وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ».

قال فيعاد إلى الأرض فتعاد فيه روحه و يأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه، و يجلسانه فيقولان من ربك و ما دينك فيقولان:

ما تقول، فى هذا الرجل الذى بعث فيكم فلا يهتدى لاسمه فيقال محمد، فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون ذلك، فيقال لا دريت، فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه و يمثل له عمله فى صورة رجل قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب فيقول أبشر يعذاب من اللّه و سخط.

فيقول من أنت فوجهك الوجه الذى جاء بالشرّ، فيقول أنا عملك الخبيث و اللّه ما عملتك الا كنت بطئيا عن طاعة اللّه سريعا إلى معصية اللّه.

قوله: فانتهيا إلى القبر و لم يلحد فجلس، إنما جلس ليتم اللحد فان المستحب للمشيع أن يمكث إلى مواراة الميت.

قوله كأنما على رؤسنا الطير معناه إنا كنا جمودا لا نتحرك تعظيما لأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و رعاية لأدب مجلسه كما أن من على رأسه الطير لا يتحرك لئلا ينفر و رفع البصر و خفضه يشعر بالتفكر، و هو اللايق بحال حضور الجنازة و الحضور فى المقبرة و الأمر بالعياذ من عذاب القبر، فى تلك الحالة كأن سببه اطلاعه على معذبين هناك.

قوله فى قبل من الآخرة: قبل الشئ أوله و مقدمه إما زمانا كما يقال كان ذلك فى قبل الصيف و اما مكانا كما يقال وقع السهم قبل الهدف.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 65

قوله معهم أكفان من أكفان الجنة و

حنوط من حنوطها، أى للنفس الطيبة يدرجونها فى الاكفان و يطيبونها بذلك الحنوط، و الحنوط و الحناط ما يخلط من الطيب للموتى خاصة قاله فى الغريبين، و جلوسهم منه مد البصر يشبه أن يكون المراد منه بيان كثرة عددهم، و يمكن أن يريد جلوسهم على بعد منه إما لتوقيره، و توقير النفس الطيبة أو لئلا يرتاع منهم و من إجتماعهم.

قوله: فتخرج نفسه كأطيب ريح، أى بأطيب ريح، أو فى ريح كأطيب ريح، و قوله: فتعرج به الملائكة ذكر الكناية فى الحديث فى مواضع فالتانيث على الرد إلى النفس و التذكير على الردّ إلى الخارج أو المقبوض.

قوله فى هذه الروح بعد ما سبق، ذكر النفس حيث قال أيتها النفس، و قال فخرج نفسه يبين أنّ المراد من الروح و النفس شئ واحد و قوله: فلان بأحسن أسمائه يشير إلى أن العبد الصالح يعرف فيما بينهم بالصلاح و الطاعة.

قوله فيردّ إلى الأرض و يعاد روحه إلى جسده أى يردّ روحه و يعاد روحه المردود إلى جسده و انتهر و نهر واحد.

روى عن محمد بن الحجاج بن هارون المقرى القزوينى قال سمعت أبا بكر الأسدى ينشد قصيدة التى يهجو فيها الجهمية و يرد فيها على انكارهم عذاب القبر بقوله:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 66 سليمان و المنهال قالا و حدثاو زاذان يروى و البراء المخبر

عن الصادق المصدوق إذ فى جنازةيحدث فى الأنصار و القبر يحفر

فمن شكّ فيه للشقآء فانه سيعرفه فى قبره حين يقبر

أراد به الخبر الذى رويناه و سليمان هو الأعمش و زاذان مولى كندة أبو عمرو يقال أبو عبد اللّه روى عن على و ابن مسعود و البراء فتح قزوين مع زيد الخيل الطائى رضى

اللّه عنهم.

حكينا عن أبى سعيد البكرى، أن البراء فتح قزوين مع زيد الخيل رضى اللّه عنهما و هو زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن صهب بن عبد رضا ابن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن سودان و يقال أسودان، و هو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طى، و يكنى بأبى مكنف بابنه مكنف بن زيد شاعر فارس وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و أسلم، و يعدّ فى المؤلفة مع عيينة بن حصن و الأقرع بن حابس و قد يقال له زيد الخير بالراء، و يروى أنه كان يشهر فى العرب بزيد الخيل فلما قدم على النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بدل اللام بالراء.

سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى، أبو عثمان يلتقى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى عبد مناف و يقال له سعيد بن العاص الأصغر و لجده سعيد بن العاص الأكبر و هو أبو احيحة، و ربما قيل له سعيد بن العاص ابن أبى احيحة، و ربما حذف جده و أبى جده و قيل سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس و له صحبة فيما ذكر ابن أبى حاتم و غيره.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 67

فى الذيل لمحمد بن جرير الطبرى، أنه كان يوم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ابن تسع سنين أو نحوها و أبوه العاص بن سعيد قتل يوم بدر مشركا قتله على رضى اللّه عنه و يروى أن عمر بن الخطاب لقى سعيد

أو رأى منه إعراضا، فقال مالى أراك معرضا كأنى قتلت أباك إنما قتله على و لو قتلته ما اعتذرت من قتل مشرك و قد قتلت بيدى خالى العاص ابن هشام بن المغيرة فقال سعيد يا أمير المؤمنين لو قتلته كنت على حقّ و كان على باطل.

جده أبو أحيحة مات مشركا و له أعمام صحابيون منهم، خالد بن سعيد بن العاص قديم الاسلام، يقال أنه خامس من أسلم، و عذبه أبو أحيحة أبوه على الاسلام فهاجر مع زوجته إلى أرض الحبشة.

منهم عمرو بن سعيد بن العاص أسلم بعد أخيه خالد بيسير و تبعه فى الهجرة إلى الحبشة ثم قدما على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى السفينتين اللتين بعثهما النجاشى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم مع جعفر ابن أبى طالب.

أبان بن سعيد بن العاص أسلم قبل الفتح، و هو الذى أجار عثمان رضى اللّه عنه حين دخل مكة و كان مشركا بعد، و توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و خالد عامله على صدقات مذحج و عمرو، عامله على خيبر و تيماء و وادى القرى، و أبان على البحرين و قتل خالد شهيدا فى خلافة عمر رضى اللّه عنه، و عمرو شهيدا فى خلافة أبى بكر رضى اللّه عنه بأجنادين.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 68

ذكر ابن جرير و ابن منده أنّ الحكم بن سعيد بن العاص أسلم فسماه النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم عبد اللّه فسمى به، و ترك الحكم فهذا عم رابع، و سعيد من أجواد الاسلام المجتمعين فى عصر واحد و هم أحد عشر على ما ذكر

هشام بن الكلبى و غيره، و قد صنف الجاحظ كتابا فى ذكرهم و أحوالهم و فيه أن سعيدا كان ذابيان، و أنه كان يقال له عكة العسل و أنه روى عن ابن عمر أن امرأة جاءت إلى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بثوب برد فقالت: يا رسول اللّه إنى نويت أن أعطى هذا الثوب أكرم شاب فى العرب فقال لها أعطيه هذا الغلام يعنى سعيد بن العاص و هو واقف، فبذلك سميت الثياب السعيدية.

قال ابن جرير أنه اعتزل أيام الجمل و صفين فلم يشهد تلك الحروب، ولاه معاوية المدينة بعد ما تم له الأمر ثم عزله، و يقال أنه ولى الرى لعثمان رضى اللّه عنه و دخل قزوين.

عن بكر بن الهثيم أنه مصرها و غزا الديلم و يبين وروده هذه الديار، و كونه من الصحابة ما قرأت على الحافظ على بن عبيد اللّه، أنبا القاضى عبد الكريم بن إسحاق إذنا، أنبا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الجرجانى سنة ستة و سبعين و أربعمائة، أنبا أبو زرعة إبراهيم بن محمد بن الحسن الرازى، ثنا الضحاك على المكتب ثنا أبو على الحسين بن حمدان، ثنا محمد بن يوسف الفرا، ثنا محمد بن شادان عن محمد بن أبان عن سعيد بن عبد الجبار، أخبرنى من سمع الزهرى يقول نزل الرى أربعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و رضى اللّه عنهم.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 69

نزل عبد اللّه ابن عمر أندرمان و نزل عبد اللّه بن عمرو بن العاص جاموران و نزل سعيد بن العاص شيروان و نزل عبد اللّه بن عباس فيروز و رام كانوا يتزاورون و كان

لسعيد بنون عمرو و يحيى و عنبسة و روى عن عمر بن الخطاب و عثمان و عائشة و روى عنه ابنه يحيى و سالم بن عبد اللّه ابن عمر، و توفى سنة سبع أو ثمان و خمسين.

أخبرنا عن أبى طاهر هاجز عن ابنى شجاع المصقليين، أنبا أبو عبد اللّه ابن مندة، أنبا أحمد بن سليمان، ثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرنى شعيب ابن حمزة عن الزهرى، أخبرنى يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص قال استأذن أبو بكر رضى اللّه عنه على النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، و هو مضطجع على فراشه لابسا مرط عائشة زوج النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فأذن لأبى بكر و هو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف.

قال ثم استأذن عمر رضى اللّه عنه فأذن له و هو على تلك الحالة فقضى إليه حاجته، ثم انصرف و قال عثمان بن عفان ثم استأذنت إليه فجمع عليه ثيابه فقضيت إليه حاجتى ثم انصرفت، فقالت عائشة يا رسول اللّه مالك لم تفزع لأبى بكر و عمر كما فزعت لعثمان قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم عثمان رجل حييى و خشيت ان أذنت له و أنا على حالى تلك أن لا يبلغ حاجته.

المرط كساء من صوف أو خز أو كتان قاله الخليل قيل هو الازار و قولها لم يفزع يرويه بعضهم لم يفزع و كما فزعت من الفزاع و بعضهم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 70

لم تفزع و كما فزعت أى بادرت من الذعز و الهيبة و فيه ما يدل على أن مباسطة الاخوان بعضهم مع بعض لا يخل بالأدب و رعاية

الاحترام و على رأفة النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم.

حيث أشفق أن يمنع الحيآء عثمان رضى اللّه عنه من عرض الحاجة فى تلك الحالة، و على أنه ينبغى أن يعامل كل أحد بحسب طبعه و مزاجه، و طبايع الناس مختلفة و شيمهم و مزاجهم متفاوتة جودة و رداءة و طيبا و خبثا ثم كل صنف من ذوى الأخلاق الجيدة و الردية، على درجات و مراتب و ينشد لمنصور الفقيه:

بنو آدم كالنبت و نبت الأرض ألوان فمنه شجر الصندل و الكافور و البان

و من شجر أفضل ما يحمل قطران منهم سلمان الفارسى رضى اللّه عنه أبو عبد اللّه يقال له سلمان بن الاسلام و سلمان الخير و كان اسمه الأول على ما حكى الحافظ أبو نعيم ماهويه و قيل بوذ بن بدخشان بن آذر جشنش من ولد منوچهر الملك و قيل غيره و كان من أهل أصبهان و يقال من جى أصبهان و يقال من رامهرمز و يذكر أنه عاد إلى أصبهان فى زمن عمر رضى اللّه عنه و أنه كان له أخ بشيراز قد أعقب بها و بنتان بمصر و أنه كان له ابن اسمه كثير و قد تداولته أيد كثيرة بعد ما استرق إلى أن أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى السنة الأولى من الهجرة و أسلم و قصة إسلامه تروى بطرق كثيرة مطولة و مختصرة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 71

فمنها ما كتب إلينا غير واحد من الشيوخ رحمهم اللّه- عن هبة اللّه ثنا محمد بن الحصين سماع بعضهم منه و إجازته لبعضهم، أنبا أبو على بن المذهب، أنبا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن

أحمد بن حنبل، حدثنى أبى ثنا يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد، ثنا أبى عن محمد بن إسحاق بن بشار، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، قال حدثنى سلمان الفارسى رضى اللّه عنهما حديثه.

قال كنت رجل فارسيا من أهل أصبهان من أهل قرية يقال لها جى فكان أبى دهقان قريته و كنت أحب خلق اللّه تعالى إليه لم يزل فى حبه إياى حتى حبسنى فى بيته كما تحبس الجارية و اجتهدت فى المجوسية حتى كنت قاطن النار الذى يوقدها لا يتركها تخبو ساعة قال و كانت لأبى ضيعة عظيمة قال: فشغل فى بنيان له يوما قال يا بنى إنى قد شغلت فى بنيانى هذا اليوم عن ضيعتى فاذهب فاطلعها و أمرنى فيها ببعض ما يريد.

فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنايس النصارى فسمعت أصواتهم فيها و هم يصلون و كنت لا أدرى ما أمر الناس، يحبس أبى إياى فى بيته فلما مررت بهم و سمعت أصواتهم دخلت أنظر ما يصنعون قال فلما رأيتهم أعجبنى صلاتهم و رغبت فى أمرهم، و قلت هذا و اللّه خير من الدين الذى نحن عليه، فو اللّه ما تركتهم، حتى غربت الشمس، و تركت ضيعة أبى و لم آتها.

فقلت لهم أين أصل هذا الدين فقالوا بالشام قال ثم رجعت إلى أبى و قد بعث فى طلبى و شغلته عن عمله كله قال فلما جئته قال لى أى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 72

بنى أين كنت ألم أكن عهدت إليك ما عهدت، قال قلت يا أبه مررت بناس يصلون فى كنيسة لهم فأعجبنى ما رأيت من دينهم فو اللّه ما زلت عندهم حتى غربت

الشمس قال أى بنى ليس فى ذلك الدين خير، دينك و دين آبائك خير منه.

قال قلت كلا و اللّه أنه لخير من ديننا، قال فخافنى فجعل فى رجلى قيدا ثم حبسنى فى بيته قال و بعثت إلى النصارى فقلت لهم إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبرونى بهم قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى قال فأخبرونى بهم قال فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم، و أرادوا الرجعة إلى بلدهم فأذنونى بهم.

فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبرونى بهم، فألقيت الحديد من رجلى ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين قالوا الأسقف فى الكنيسة قال: فجئته فقلت إنى قد رغبت فى هذا الدين، و أحببت أن أكون معك لخدمتك فى كنيستك، و أتعلم منك و أصلى معك.

قال فأدخل فدخلت معه، قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة و يرغبهم فيها فاذا جمعوا إليه منها شيئا اكتنزه لنفسه و لم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب و ورق قال فأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم ان هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة و يرغبكم فيها فاذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه و لم يعطه المساكين منها شيئا فقالوا أو ما علمك بذلك.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 73

قال فقلت أنا أدلكم على كنزه، قالوا فدلنا عليه، قال فأريتهم موضعه قال فاستخرجوا منه سبع قلال مملؤة ذهبا و ورقا، قال فلما رأوها قالوا: و اللّه لا ندفنوه أبدا فصلبوه ثم رموه بالحجارة، ثم جاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه، قال يقول سلمان: فما رأيت رجلا يعنى لا يصلى الخمس أرى

أنه أفضل منه أزهد فى الدنيا و لا أرغب فى الآخرة و لا أدأب ليلا و نهارا منه فأحببته حبا لم أحبه من قبل.

فأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة فقلت له يا فلان إنى قد كنت معك و أحببتك حبا لم أحبه من قبلك و قد حضرك ما ترى من أمر اللّه عز و جل فالى من توصى فى و ما تأمرنى قال أى بنى و اللّه ما أعلم أحد اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس و بدلوا و تركوا أكثرها ما كانوا عليه إلا رجل بالموصل و هو فلان فهو على ما كنت عليه فألحق به.

فلما مات و غيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له يا فلان إن فلانا أوصانى عند موته ان الحق بك، و أخبرنى أنك على أمره فقال أقم عندى، قال فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إن فلانا أوصى بى إليك و أمرنى باللحوق بك، و قد حضرك من أمر اللّه ما ترى فالى من توصى بى و ما تأمرنى قال: أى بنى و اللّه ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين و هو فلان فالحق به.

قال فلما مات و غيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته خبرى و ما أمرنى به صاحبه، قال فأقم فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 74

فأقمت مع خير رجل، فو اللّه ما لبثت أن نزل به الموت فلما حضر قلت له يا فلان أن فلانا أوصى بى إلى فلان ثم أوصى بى فلان يعنى إلى فلان و فلان إليك فالى من توصى

بى و ما تأمرنى قال أى بنى و اللّه ما أعلم أحدا بقى على أمرنا أمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية فانه على مثل ما نحن عليه فان أحببت فأته فانه على أمرنا.

فلما مات و غيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبرى، فقال أقم عندى فاقمت عند خير رجل على هدى أصحابه و أمرهم قال و اكتسبت حتى كانت لى بقرات و غنيمة قال ثم نزل به أمر اللّه تعالى فلما حضر قلت له يا فلان إنى كنت مع فلان فأوصى بى فلان إلى فلان و أوصى بى فلان إلى فلان ثم أوصى بى فلان إليك فالى من توصى و ما تأمرنى.

قال: أى بنى و اللّه ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك بأن تأتيه و لكن أظلك زمان نبى هو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلام يخرج بأرض العرب مهاجرا إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا يخفى يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فان استطعت ان تلحق بتلك البلاد فافعل قال ثم مات و غيب فمكثت بعمورية ما شاء اللّه عز و جل ان أمكث.

ثم مر بى نفر من كلب تجارا فقلت لهم تحملونى إلى أرض العرب و أعطيكم بقراتى هذه و غنيمتى قالوا نعم فأعطيتهموها و حملونى حتى إذا قدموا بى وادى القرى ظلمونى فباعونى من رجل من يهود عبدا فكنت عنده و رأيت النخل و رجوت أن يكون البلد الذى وصف لى صاحبى،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 75

و لم يحق فى نفسى فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة، من بنى قريظة فابتاعنى منه فاحتملنى إلى المدينة فو اللّه

ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبى فأقمت بها.

بعث اللّه تعالى رسوله صلى اللّه عليه و آله و سلم فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له يذكر ما أنا فيه من شغل الدولج، ثم هاجر إلى المدينة فو اللّه إنى لفى رأس عذق لسيدى أعمل فيه بعض العمل و سيدى جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال يا فلان قاتل اللّه بنى قيلة و اللّه إنهم الآن يجتمعون بقبا على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبى قال فلما سمعتها أخذتنى العروا حتى ظننت أنى سأسقط على سيدى.

قال و نزلت عن النخل فجعلت أقول لابن عمه ذلك ما ذا تقول قال فغضب سيدى فلكمنى لكمة شديدة، ثم قال مالك و لهذا أقبل على عملك قال قلت لا شئ إنما أردت ان استثبته عما قال و قد كان عندى شئ قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و هو بقبا فدخلت عليه فقلت أنه قد بلغنى إنك رجل صالح و معك أصحاب لك غربآء ذو حاجة و هذا شئ كان عندى للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم.

قال فقربته إليه فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لأصحابه كلوا و أمسك يده فلم يأكل، فقلت فى نفسى هذه واحدة، قال ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا و تحول رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إلى المدينة، ثم جئته به فقلت إنى رأيتك لا تأكل الصدقة و هذه هدية

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 76

أكرمتك بها قال فأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و

سلم منها و أمر أصحابه فأكلوا معه.

قال فقلت فى نفسى هاتان اثنتان، قال ثم جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و هو ببقيع الغرقد قال: و قد شيع جنازة رجل من أصحابه عليه شملتان له فهو جالس فى أصحابه، فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل يرى الخاتم الذى وصف لى صاحبى فلما رآنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم استدبرته عرف أنى استثبت فى شئ وصف لى فألقى ردآءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكبت عليه أقبله و أبكى.

فقال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تحول فتحولت فقصصت عليه حديثى كما حدثتك يابن عباس فأعجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أن يسمع ذلك أصحابه ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بدر واحد قال ثم قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبى على ثلاثمائة نخلة احييها له بالفقير و أربعين وقية.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لأصحابه أعينوا أخاكم فأعانونى بالنخل الرجل بثلاثين ودية و الرجل بعشرين، و الرجل بخمس عشرة و الرجل بعشرة و يعين الرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لى ثلاثمائة ودية فقال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم اذهب يا سلمان فتقفر لها فاذا فرغت فاتنى أكون أنا اضعها بيدى قال فقفرت لها و أعاننى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 77

أصحابى حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته.

فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم معى إليها فجعلنا

تقرب له الودى و يضع رسول اللّه صلى اللّه و آله و سلم بيده، فو الذى نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل و بقى على المال فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المغازى فقال ما فعل الفارسى المكاتب قال فدعيت له.

فقال خذ هذه فأدبها ما عليك يا سلمان قال قلت و أين يقع هذه يا رسول اللّه مما على قال خذها فان اللّه سيؤدى بها عنك قال فأخذتها فوزنت لهم منها و الذى نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم و عتقت فشهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الخندق حرا ثم لم يفتنى معه مشهد.

قاطن النار الذى يقيم عندها و يلازمها، يقال قطن بالمكان إذا أقام به و خبت النار سكنت و البنيان البناء كان اشتغال بالبنا منعه من تعهد ضيعته و قوله من الدين نحن عليه كذلك هو فى الأصل و هو صحيح و يمكن أن يكون من الذى نحن عليه أو الدين الذى نحن عليه.

الحرة الأرض التى ألبست الحجارة السود و الدولج النقب فى الأرض و المواضع التى يستتر فيها يقال أنه شبه موضع عمله فى البعد عن الناس و قلة وصول الأخبار إليه بالمواضع التى يستتر فيها.

العذق بفتح العين النخلة و بنو قيلة الأنصار و العروا شبه الرعدة و اللكم الضرب باليد، و قوله هذه واحدة أى من العلامات التى وصفت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 78

لى، و أمر النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بالأكل فى المرة الأولى، و أكلهم معه فى مرة الثانية مع كونه عبدا لا يملك،

محمول على أنه كان مأذونا له فى الاطعام و الاهدا- و اللّه أعلم.

قوله أحييها له بالفقير أى أفقر مواضعها و انصبها فيها و الفقير و الفقرة: الحفرة التى تحفر لذلك و قفرت أى حفرت للغرس حفرا و كانت تلك الكناية على عين و منفعة و العين نوعان ودى و نقد و الذى أخبر عنه جملة ما كونت عليه فأما بيان أوصاف العوض المشروط و التاجيل المعتبر فى النجوم فهى غير مقصودة بالذكر.

الواقية و الأوقية قدر أربعين درهما و الودى صغار النخل و وفاء القدر الذى أعطاه و قد استحقره سلمان كوفاء الطعام اليسير باشباع الجمع الكثير و هو نوع من معجزات النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم.

فى الحديث بيان أول مشهد شهده سلمان الخندق و يقال إن حفر الخندق كان باشارة منه و خرج سلمان رضى اللّه عنه مع الصحابة و التابعين إلى العراق و حضر فتح المدائن و ذكر الحافظ الخليل أنه ورد كور قزوين مع أبى هريرة رضى اللّه عنهما عند منصرفهما من الباب و كان واليا بالمداين و بها و توفى فى خلافة عثمان و قيل فى خلافة على رضى اللّه عنه سنة ست و ثلاثين.

أنبانا على بن عبد اللّه نبا أبو زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن سهلويه نبا أبو بكر الدينورى إجازة سمعت أبا هنصور عبد اللّه بن على الأصبهانى ببروجرد سمعت أبا القاسم الطبرانى، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 79

عن أشياخه قال لما كان يوم السقيفة اجتمعت الصحابة على سلمان الفارسى فقالوا يا أبا عبد اللّه ان لك سنك و دينك و عملك و صحبتك من رسول اللّه صلى اللّه

عليه و آله و سلم فقل فى هذا الأمر قولا يخلد عنك فقال «گويم اكر شنويد» ثم غدا عليهم فقالوا ما صنعت أبا عبد اللّه فقال:

«كفتم اگر بكار بريد»، ثم أنشا يقول:

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن هاشم ثم منهم عن أبى الحسن

أليس أول من صلى لقبلته و أعلم القوم بالأحكام و السنن

ما فيهم من صنوف الفضل يجمعهاو ليس فى القوم ما فيه من الحسن

يقال ليس لسلمان غير هذه الأبيات سلمان بن ربيع التميمى الباهلى، ذكر الحافظ أبو يعلى الخليلى أنه فمن دخل قزوين و أن له صحبة و لذلك عده أحمد ابن فارس صاحب المجمل فى الصحابة رأيته فى بعض أماليه و عده آخرون فى التابعين، و قال الحافظ أبو عبد اللّه بن مندة أن البخارى ذكره فى الصحابة و لا يصح و ذكر أنه كان يقال له سلمان الخيل لأنه كان يلى الخيول فى خلافة عمر رضى اللّه عنه بأرض العراق، و أنه كان يحج كل سنة، و أنه كان قد استقضاه عمر رضى اللّه عنه بالكوفة، و كان أول قاض بها، و عن أبى وايل قال اختلفت إلى سلمان بن ربيع حين قدم على قضآء الكوفة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 80

أربعين صباحا لا يأتيه فيها خصم.

ذكر الحاكم أبو عبد اللّه ان سلمان بن ربيع أعقب بنيسابور سمع عمر رضى اللّه عنه و روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة و عدى بن عدى و الصبى بن معبد أخبرنا الحافظ أبو موسى المدينى كتابة عن أبى نصر أحمد ابن عمر الغازى قال أنبا الواقد بن الخليل بأصبهان أنبا والدى حدثنى محمد ابن أحمد بن ميمون الكاتب، ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم، ثنا

عبد اللّه بن محمد بن عمرو الغزى ثنا الفريابى، ثنا سفيان عن منصور الأعمش عن أبى وائل عن الصبى بن معبد التغلبى.

قال قرنت بين الحج و العمرة خرجت التى بهما فقال لى زيد بن صوحان و سلمان بن ربيع و سمعانى التى بهما لأنت أضل من بعيرك قال فخرجت كأنى أحمل بعيرى على عنقى حتى قدمت على عمر بن الخطاب فحدثته بما قالا بى و ما صنعت فقال إنهما لا يقولان شيئا هديت لسنة نبيك صلى اللّه عليه و آله و سلم.

الصبى روى عنه مسروق الاجدع و الشعبى و أبو إسحاق السبيعى و إبراهيم النخعى، و يقال أنه كان نصرانيا فأسلم و قوله و سمعانى التى بهما الواؤ للحال و قولهما لانت أضل من بعيرك جواب قسم محذوف، و قوله كأنما أحمل بعيرى على عنقى يريد من ثقل قولهما لى و توبيخها إياى على ما صنعت، و اختلاف الناس فى الأفضل من الأفراد و القران و التمتع مشهور، و قد صح عن عائشة و جابر و أبى هريرة أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أفراد الحج و عن أنس و عمران بن الحصين و يروى عن عمر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 81

ابن الخطاب رضى اللّه عنهم أنه قرن و عن عثمان و على و ابن عباس رضى اللّه عنهم أنه تمتع.

رجح الشافعى رضى اللّه عنه رواية جابر فى الأفراد على رواية التمتع و القران، بأن جابرا رضى اللّه عنه كان أشد عناية بضبط المناسك، و أفعال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم من لدن خرج من المدينة و إلى أن تحلل و كانت وفاة سلمان بن ربيع ببلنجر من

ناحية أرمينية سنة إحدى و ثلاثين يقال أنه قتل.

فى دلائل النبوة لأبى محمد بن عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة أن أهل تلك الناحية جعلوا عظامه فى تابوت فاذا احتبس عنهم القطر أخرجوه و استسقوا به فيسقون قال ابن جمانة الباهلى يفتخر؛

و إن لنا قبرين قبرا بلنجرو قبرا بأعلى الصين يالك من قبر

فهذا الذى بالصين عمت فتوحه و هذا الذى بالترك يسقى به القطر

لو قال يسقى من القطر لكان أولى، و القبر الذى بالصين قبر قتيبة ابن مسلم الباهلى و الذى بالترك قبر سلمان بن ربيع.

النعمان بن مقرن المزنى رضى اللّه عنه أبو عمرو و فى تاريخ الخليل الحافظ تكنيته بأبى حكيم و مقرن على ما ذكر محمد بن جرير، و الحافطان الدارقطنى و ابن مندة جد النعمان، و هو نعمان بن عمرو بن عايذ بن منجا بن بجير بن نصر بن حبشية بن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم شهد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 82

مع ستة إخوة له الخندق منهم سويد و معقل و عقيل و فى أعقابهم رواة، منهم معاوية بن سويد بن مقرن، روى عن أبيه، و عن البراء بن عازب و عبد اللّه بن معقل بن مقرن، روى عن ابن مسعود، نقل و رود النعمان ظاهر قزوين كان أمير الجيش يوم نهاوند و استشهد بها سنة إحدى عشرين و بها قبره.

أخبرنا الخطيب عبد الكافى بن عبد الغفار بن مكى بن محمد الحربى فى كتابه أخبرنا جدى أبو بكر مكى ابن محمد قراءة عليه سنة ثلاث و خمسمائة أنبا أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن حاباره المالكى سنة خمسين و أربعمائة أنبا أبو بكر محمد بن

عمر بن حابارة، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبى حماد، ثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن ساكن، ثنا عثمان بن أبى شيبة، ثنا حسين بن على عن زائدة عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبى الجعد، قال ثنا النعمان بن مقرن قال.

قدمنا على النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فى أربعمائة من مزينة قال فأمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، ببعض أمره، فقال بعض القوم يا رسول اللّه ما معنا طعام نتزود قال فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يا عمر زودهم فقال عمر رضى اللّه عنه يا رسول اللّه ما عندى إلا قطع من تمر ما أرى أن يغنى عنهم شيئا قال انطلق فزودهم فانطلق بنا ففتح لنا عليه له فاذا فيها من تمر مثل البكر الأورق قال فأخذ القوم حاجتهم قال و كنت فى آخر القوم فالتفت فما افقد موضع تمرة و قد احتمل أربعمائة رجل.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 83

العلية الغرفة و الجمع العلالى و البكر الفتى من الابل و الورفة فى الابل لون يضرب إلى الخضرة كلون الرماد و يقال إلى السواد.

به عن ابن ساكن قال ثنا عثمان بن أبى شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه ان النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان إذا بعث أميرا على جيش أو سرية، أوصاه قال إذا حاضرتم أهل حصن فأرادوكم على ان تجعلوا لهم ذمة اللّه و رسوله فلا تجعلوا لهم ذمة اللّه و لا ذمة رسوله و لكن اجعلوا لهم ذممكم و

ذمم أبنائكم فانكم أن تخفروا ذممكم و ذمم آبائكم خير لكم من أن تخفروا ذمة اللّه و ذمة رسوله.

قال سفيان قال علقمة فحدث سليمان بن بريدة مقاتل بن حبان فقال هقاتل حدثنى سلم بن هيضم عن النعمان بن مقرن عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم مثله أخرجه مسلم فى الصحيح أكمل من هذا و قوله أن تخفروا يقال أخفرته إذا لم تف بذمة و غدرت و خضرته عقدت له ذمة و الخفارة بالمضم الذمة و العهد.

أخبرنا عن كتاب أبى طاهر المعروف بهاجر عن ابنى شجاع المصقليين أنبا الحافظ أبو عبد اللّه بن منده؛ أنبا محمد بن محمد بن عبد اللّه بن حمزة، ثنا جعفر بن شاكر، ثنا عفان مسلم، ثنا حماد بن مسلمة عن أبى عمران الحربى عن علقمة بن عبد اللّه عن معقل بن يسار عن النعمان بن مقرن قال كان النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم إذا غزا فلم يقاتل أول النهار و لم يقاتل حتى تزول الشمس و تهب الرياح و ينزل النصر- اورده البخارى فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 84

التاريخ الكبير فقال قال موسى بن إسماعيل: ثنا حماد بن سلمة عن أبى عمران باسناده.

الوليد بن عقبة بن أبى معيط بن أبى عمرو بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف أبو وهب القرشى الأموى و اسم أبى معيط أبان قال ابن جرير هو و أخواه عمارة و خالد إبنا عقبة من مسلمة الفتح و الوليد أخو عثمان رضى اللّه عنه لأمه و هى اروى بنت كريز بن ربيع بن خبيب بن عبد شمس بن عبد مناف و له صحبة و رواية و ولى الكوفة لعثمان

رضى اللّه عنه و غزا آذربيجان و شهد أهل الكوفة عليه بالشرب فضربه عثمان رضى اللّه عنه و أخرجه منها فنزل الرقة.

ذكر ابن أبى حاتم أنه أعقب بها و مات بها و كان من رجال قريش و شعرائهم و عن بكر بن الهيثم أنه بعد ما ولى الكوفة غزا الديلم مما يلى قزوين و دخل قزوين و غزا جيلان و موقان و البر و الطيلسان.

أنبانا غير واحد عن القاضى أبى بكر محمد بن عبد الباقى، أنبا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى، أنبا أحمد بن عبدان بن محمد، أنبا محمد بن إسماعيل قال قال محمد بن عبد اللّه العمرى، ثنا زيد بن أبى الزرقا الموصلى، ثنا جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابى عن عبد اللّه الهمدانى عن الوليد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 85

ابن عقبة قال لما فتح النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم مكة جعل أهل مكة يجيؤن بصبيانهم فيمسح رؤسهم و يدعو لهم بالبركة فجئ بى إليه و أنا مطيب بالخلوق فلم يمسح رأسى و لم يمنعه من ذلك إلا أن أمى خلقتنى بخلوق فلم يمسنى من اجله و الخلوق ضرب من الطيب معروف عندهم و خلقه بالتشديد علاه به.

كان عقبة بن أبى معيط والد الوليد شديد العداوة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و أصحابه فقوله، و لم يمنع من ذلك إلا أن أمى خلقتنى يمكن أن يشير به أبى ان امتناعه صلى اللّه عليه و آله و سلم من مسح رأسه لم يكن على سبيل المجازاة لأفعال أبيه السيئة و إنما كان للخلوق و مدحت بنت لبيد بن ربيعة الوليد بقولها:

إذا هبت

رياح أبى عقيل ذكرنا عند هبتها الوليدا

أشم الأنف أصيد عبشمياأعان على مروته لبيدا

و أبو عقيل كنية لبيد و كان قد نذر أن ينحر كلما هبت الصبا.

أبو هريرة الدوسى رضى اللّه عنه أنبا أبو سعد السمعانى بالاجازة العامة أنبا أبو نصر الغازى عن الواقد بن الخليل عن أبيه ثنا على بن عمر الفقيه و محمد بن إسحاق بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ثنا أبى ثنا معاذ بن أسد المروزى نزيل البصرة ثنا منصور بن عبد الحميد بن راشد و كان قديم السن من أهل مرو قال رأيت أبا هريرة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بقزوين عليه عمامة بيضاء قد خضب بالصفرة و هذه الرواية تعتضد بروايات آخر متطابقة على ورود أبى هريرة قزوين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 86

و قد كثر الاختلاف فى اسم أبى هريرة و اسم أبيه و رجح مرجحون من الروايات فى اسمه عبد الرحمن و فى اسم أبيه صخرا.

يقال أنه كان ينزل ذا الحليقة و انه تصدق بداره بالمدينة على مواليه و أنه قدم المدينة و النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بخيبر سنة سبع فسار إلى خيبر و عاد منه إلى المدينة و أنه كان من احفظ أصحاب النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و أحرصهم على طلب العلم و أنه كان من ملازمى الصفة يسكنها حياة النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و كان عريف أهلها و أنه كان يلى الأعمال استعمله عمر رضى اللّه عنه على البحرين و مروان على المدينة و كان مع تولى الامارة لا يتحاشى عن اظهار ما كان عليه من

رقة الحال فى الابتداء و يشكر اللّه تعالى على ما أتاه.

حدث الحافظ أبو نعيم فيما أنسى عن أبى على عنه عن سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقى، ثنا أبو اليمان أنبا شعيب ابن أبى حمزة عن الزهرى حدثنى سعيد و أبو سلمة، أن أبا هريرة رضى اللّه عنه قال انكم تقولون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و تقولون ما للمهاجرين و الأنصار لا يحدثون عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم مثل حديث أبى هريرة، فان اخوانى من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالاسواق، و كان يشغل إخوانى من الأنصار عمل أموالهم و كنت امرأ من مساكين الصفة الزم النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم على مل ء بطئ فاحضر حين يغيبون و أعى حين ينسون .

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 87

يروى عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال ان كنت لاستقرى الرجل السورة لأنا اقرأ لها منه رجاء أن يذهب بى إلى بيته فيطعمنى و ذلك حين لا آكل الخمير و لا ألبس الحبر قوله آكل الخمير أى الذى أجيد عجنه و تخميره و يمكن أن يريد حين لا أجد ما أخمره فأقتصر على السويق، و نحوه و الحبر من البرود ما فيه و شئ و تخطيط، يقال حبرت الثوب و حبرته بالتخفيف.

هذا مما ذكرنا أنه كان لا يبالى باظهار رقة الحال، ثم لم يكن لبسه الجير تزينا و تكاثرا بل كان يلبس ما ينفق على زهده فى الدنيا و تزهيده فيها، و قد روى فى حديثه أنه قال: تعس عبد الدينار و الدرهم الذى أن أعطى مدح و

صيح و ان منع قبح و كلح تعس فلا انتعش و شيك فلا انتعش تعس أى عثر و هلك و منه يقال تعسا له و صيح أى صاح.

يقال صيح الثعلب و نحوه إذا صوت و يجوز ان يريد تشبيه صوته عند تملقه بصوت الثعلب قبح شتم و عاب قال تعالى هم من المقبوحين و قوله فلا انتعش أى لأقام من مصرعه يقال انتعش العليل إذا أفاق من علته و نهض و قوله: و شيك أى اصيب بالشوكة و قوله: و لا انتعش، أى فلا أخرجها من موضعها الذى دخلت فيه يقال نقشت الشوكة إذا استخرجتها و منه المنقاش، هكذا فسر القتبى اللفظة و قضية تفسيره أن يكون النقش و الانتقاش واحد، و قال غيره نقشت الشوكة من رجله فانتقشت هى، و الحمد للّه حق حمده و صلواته على محمد و آله.

و أما التابعون

فمنهم، إبراهيم بن يزيد بن عمر و النخعى أبو عمران و رفع الخليل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 88

الحافظ فى نسبه فقال إبراهيم بن يزيد بن عمرو بن ربيع بن حارثة بن سعد ابن مالك و ذكر أنه ورد قزوين، و قال ثنا محمد بن إسحاق بن محمد الكيسانى أنبأ أبى ثنا أبو حاتم الرازى ثنا محبوب بن موسى، و المسيب بن واضح قالا:

نبا أبو إسحاق القزارى عن سليمان الأعمش.

قال كان عبد الرحمن بن يزيد و إبراهيم النخعى و عمارة بن عمير يغزون فى أيام الحجاج قلت أين كانوا يغزون قال طبرستان و الديلم و غير ذلك فقال رجل كانوا يكرهون على ذلك قال لا كانوا يخفون فيه و يعجبهم ذلك و أدرك إبراهيم عائشة و أنسا رضى اللّه عنهما و روى عن علقمة

و مسروق و خالد الأسود بن يزيد و روى عنه الحكم و منصور و سلمة ابن كهيل و توفى سنة ست و تسعين متواريا من الحجاج و دفن ليلا و يقال أنه لم يكن فى جنازته إلا سبعة رجال و حمل الامام البخارى ما روى أنه بلغ موت الحجاج فخر ساجدا على أنه سمع به و لم يكن كما أسمع و يروى أن الشعبى لما بلغه موت إبراهيم قال مات رجل ما ترك بعده مثله بالكوفة و لا بالبصرة و لا بالمدينة و لا بالشام.

كتب إلينا أبو الفتح محمد بن عبد الباقى و قرأت على يوسف بن عمر بسماعه منه قال أنبا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبا أبو على أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شادان، أنبا أبو بكر بن كامل ثنا القاسم بن العباس، ثنا زكريا بن يحيى الخراز، ثنا إسماعيل بن عباد، ثنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من بيت زينب بنت جحش، و أتى بيت أم سلمة و كان يومها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 89

فلم يلبث أن جاء على رضى اللّه عنه فدق الباب دقا خفيفا فأثبت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم الدق و أنكرته أم سلمة فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قومى فافتحى له قالت يا رسول اللّه من هذا الذى بلغ من خطره ما أفتح له الباب أتلقاه بمعاصمى و قد نزلت فى آية من كتاب اللّه تعالى بالأمس فقال لها

رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كهيئة المغضب ان طاعة الرسول كطاعة اللّه و من عصى رسول اللّه فقد عصى اللّه.

إن بالباب رجلا ليس بنزق و لا غلق يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله لم يكن ليدخل حتى يقطع الوطا قالت فقمت و أنا اختال فى مشيتى و أنا أقول بخ يخ من الذى يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله ففتحت الباب فأخذ بعضادتى الباب حتى إذا لم يسمع حسيسا و لا حركة و صبرت فى خدرى استأذن فدخل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يا أم سلمة أتعرفينه قالت نعم يا رسول اللّه.

هذا على بن أبى طالب قال صدقت سيد احبه لحمه من لحمى و دمه من دمى، و هو عيبة علمى أسمعى و أشهدى و هو قاتل الناكثين و المارقين و القاسطين من بعدى فاسمعى و اشهدى و هو قاصم عداتى فاسمعى و اشهدى لو ان عبدا عبد اللّه ألف عام و ألف عام و ألف عام بين الركن و المقام، ثم لقى اللّه تعالى مبغضا لعلى بن أبى طالب و عترتى اكبه اللّه على منخريه يوم القيامة فى نار جهنم.

تخفيف الدق ادب ليلا ينزعج من فى البيت و قوله: أثبت الدق

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 90

أى أعرف أنه دق من يقال اثبت و تثبت، و المعصم موضع السوار من اليد، و قولها نزلت فى آية من كتاب اللّه تعالى يمكن أن يريد به آية الحجاب و يناسبه قولها أتلقاه بمعاصمى، و يمكن أن يريد الأيات الواردة فى فضيلة زوجات النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و

يناسبه استبعادها فتح الباب له و على التقديرين المعنى فى و فى مثلى.

النزق الطياش يقال نزق ينزق أى طاش و يقال غلق الرجل أى غضب و الغلق الذى يغضب كثيرا و يجوز أن يكون اللفظ و لا علق، بالعين يقال علق به و علقه إذا هو به و يقال نظرة من ذى علق أى ذى هوى يعنى أنه ضابط لنفسه يعرف ادب الدخول و وقته و قولها و أنا أختال فى مشيتى.

يجوز أن يكون الاختيال تعجبها مما وصف به النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم الدق به و يجوز أن يكون السبب بتججها بفتح الباب لمن وصفه به و حسيس الشئ حسه و يقال أراد بالمناكثين الذين بغوا على على رضى اللّه عنه و بالمارقين الخوارج قال صلى اللّه عليه و آله و سلم يمرقون من الدين و بالقاسطين الكفار قال تعالى: و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا.

يروى عن كلام إبراهيم رحمه اللّه أنه قال استتماز رجل من رجل به بلآء فابتلى به استماز منه أى تحاشى و تباعد، و أصله من الميز و هو الفصل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 91

بين الشيئين يقال من ذا من ذا قال النابغة:

و لكننى كنت امرأ لى جانب من الأرض فيه مستماز و مذهب

أويس القرنى أبو عمرو يقال هو أويس بن أنيس و يقال أويس ابن عامر و يقال أويس بن عمرو، و ذكره الحافظ أبو عبد اللّه بن مندة فى كتاب معرفة الصحابة، فقال أويس بن أنيس و يقال ابن عامر، و هو منسوب إلى قرن بفتحتين بن ردمان بن ناجية بن مراد، كذلك نقل أبو الحسن الدارقطنى الحافظ و الحافظ و أما قرن الذى

هو أحد المواقيت فالراء منه ساكنة على الصحيح، و ادعى الجوهرى فى صحاح اللغة أن الراء مه متحركة و أن أويسا منسوب إليه و لا يكاد يثبت، و قد ورد فى الخبر ان أويسا خير التابعين.

أنبانا يحيى بن ثابت بن بندار، عن أبيه أنبا القاضى أبو الحسين أحمد بن على أنبا أبو حفص بن شاهين، نبا عبد بن سليمان، نبا إسحاق بن منصور الكوسج، نبا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة عن الجريرى عن أبى نضرة عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه أنه قال لأويس استغفر لى قال و كيف استغفر لك و أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فقال إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: خير التابعين رجل يقال له أويس- أخرجه مسلم فى الصحيح، من حديث زهير و ابن المثنى عن عفان.

روى لنا غير واحد عن الحسن بن أحمد عن أبى نعيم، ثنا أبى حامد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 92

ابن محمود، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا الوليد بن إسماعيل الحرانى، ثنا محمد بن إبراهيم بن عبيد، حدثنى مخلد بن يزيد عن نوفل بن عبد اللّه، عن الضحاك ابن مزاحم عن أبى هريرة قال بيننا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى حلقة من أصحابه إذ قال ليصلين معكم غدا رجل من أهل الجنة.

قال أبو هريرة فطمعت أن أكون ذلك الرجل، فغدوت فصليت خلف النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فأقمت فى المسجد حتى انصرف الناس و بقيت أنا و هو فبينا نحن كذلك إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد

برقعة فجاء حتى وضع يده فى يد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ثم قال يا نبى اللّه ادع اللّه لى فدعا له النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بالشهادة و إنا لنجد منه ريح المسك الاذفر.

فقلت يا رسول اللّه أهو هو، قال نعم أنه مملوك بنى فلان قلت أفلا تشتريه فتعتقة يا نبى اللّه، قال و أنى لى ذلك ان كان اللّه يريد أن يجعله من ملوك أهل الجنة، يا أبا هريرة ان لأهل الجنة ملوكا و سادة و أن هذا الأسود أصبح من ملوك أهل الجنة و سادتهم يا أبا هريرة ان اللّه يحب من خلقه الأصفيا الشعثة رؤسهم، المغبرة وجوههم، الخمصة بطونهم من كسب الحلال.

الذين إذا استأذنوا على الآمراء لم يؤذن لهم و إن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا و ان غابوا لم يقتقدوا، و ان حضروا لم يدعوا و إن طلعوا لم يفرح بطلعتهم و ان مرضوا لم يعادوا و ان ماتوا لم يشهدوا قالوا يا رسول اللّه كيف لنا برجل قال ذاك أويس القرنى قالوا و ما أويس القرنى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 93

فال أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة آدم شديد الادمة، ضارب بذقنه إلى صدره رام بصرة إلى موضع سجوده واضع يمنيه على شماله يتلو القرآن يبكى على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له متزر بازار من صوف و ردآء من صوف مجهول فى الأرض معروف فى السماء، لو أقسم على اللّه لأبر قسمه.

ألا و إن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا و أنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة و يقال لأويس قف فاشفع فيشفعه اللّه فى

مثل عدد ربيعة و مضر، يا عمر و يا على إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه يستغفر لكما فمكثا يظلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان فى آخر السنة التى توفى فيها عمر رضى اللّه عنه قام على أبى قيس فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس من مراد.

فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال أنا لا أدرى ما أويس و لكن ابن أخ لى يقال له أويس و هو أخمل ذكرا و اقل مالا، و أهون أمرا من أن نرفعه إليك و أنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا فعمى عليه عمر كأنه لا يريد قال أين ابن أخيك هذا يخدمنا هو قال نعم قال و أين نصاب . قال بأراك عرفات قال فركب عمر و على رضى اللّه عنهما سراعا إلى عرفات فاذا هو قائم يصلى إلى شجرة و الابل حوله ترعى فشدا حماريهما ثم اقبلا إليه فقالا السلام عليك و رحمة اللّه.

فخفف أويس الصلاة ثم قال السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته قالا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 94

من الرجل قال راعى ابل و أجير قوم قالا لسنا نسألك عن الرعاية و لا عن الاجارة ما اسمك قال عبد اللّه قالا علمنا ان أهل السماوات و الأرض كلهم عبيد اللّه، فما اسمك الذى سمتك امك قال يا هذان ما تريدان إلى، قولا وصف لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أويسا القرنى فقد عرفنا الصهوبة و الشهلة و أخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فان كان بك فانت هو.

فأوضح منكبه فاذا اللمعة فابتدراه يقبلانه و قالا نشهد أنك أويس القرنى فاستغفر لنا يغفر

اللّه لك قال ما أخص نفسى بالاستغفار و لا أحدا من ولد آدم و لكنه فى البر و البحر فى المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات، يا هذان قد اشهر اللّه لكما حالى و عرفكما أمرى، فمن نتما قال على أما هذا أمير المؤمنين و أما أنا فعلى بن أبى طالب فاستوى أويس قائما.

فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته و أنت يا ابن أبى طالب فجزا كما اللّه عن هذه الأمة خيرا قالا و أنت فجزاك للّه عن نفسك خيرا فقال عمر مكانك يرحمك اللّه حتى أدخل مكة فأتيك بنفقة من عطائى و فضل كسوة من ثيابى هذا المكان بينى و بينك فقال يا أمير المؤمنين لا ميعاد بينى و بينك أراك بعد اليوم تعرفنى ما أصنع بالنفقة ما أصنع بالكسوة.

أما ترانى على ازار من صوف و ردآء من صوف، متى ترانى، اخرقهما أما ترى أن نعلى مخصوفتان متى ترانى ابليهما أما ترانى قد أخذت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 95

من رعايتى أربعة دراهم متى ترانى آكلهما يا أمير المؤمنين أن بين يدى و يديك عقبة كؤدا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول، فاخف يرحمك اللّه.

فلما سمع ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته ألا ليت ان أم عمر لم تلده يا ليتها كانت عاقرا لم تعالج حملها الا من نأخذها بما فيها و لها، ثم قال يا أمير المؤمنين خذ أنت ماهنا حتى آخذ انا هاهنا فولى عمر رضى اللّه عنه ناحية مكة و ساق أويس ابله فوافى القوم إبلهم و خلى عن الرعاية و أقبل على العبادة حتى لحق باللّه عز و جل فهذا

ما أنا عن أويس خير التابعين. قال سلمة بن شبيب كتبنا غير حديث فى قصة أويس ما كتبنا أتم منه.

قوله و انى ذلك لى ان كان اللّه يريد أن يجعله من ملوك الجنة، يجوز أن يكون معناه كيف اشتريه و اعتقه و اللّه يريد أن يجعله من ملوك الجنة بابقآء الرق فيه ليطيع اللّه و يطيع مولاه فيوفيه اللّه الأجر مرتين كما ورد فى الخبر و يتدرج بالمملوكية فى الدنيا إلى الملكية فى العقبى، و يجوز أن يكون المعنى، أنى محتاج إلى الشراء و الاعتاق و هو منتهى إلى ملك الآخرة و إليه تتمته لا إلى العتق فى الدنيا.

قوله الخمصة بطونهم من كسب الحلال، يمكن أن يريد به انهم بقوا خماصا لأشتغالهم باكتساب الحلال، قياما بأمر العيال و تعففا عن السؤال، و يمكن أن يريد أن بطونهم خاوية عن الحلال فضلا عن الحرام تودعا.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 96

قوله و ما أويس القرنى، قد يحمل ما على من و قد يجعل الكلمة إشارة إلى بعد ذهنهم عنه، و شدة خمول المسمى بهذا الاسم عندهم كما قال فرعون: و ما رب العالمين، و المعنى فيه ان من يعبر عنه، عن باعتبار أنه يعقل و يعلم قد بعبر عنه، بما باعتبار أنه شئ و ذات، فاذا جهلت صفاته الخاصة، استعمل فيه ما اشارة إلى الجهل بصفاته و أحواله الخاصة.

قوله ضارب بذقه إلى صدره عبارة عن خضوعه و اخباته و يقرب منه قوله رام ببصره إلى موضع سجوده و يمكن أن هذا كناية عن ادامته الصلاة، لأن المستحب أن يكون نظر المصلى إلى موضع سجوده يؤيده قوله على اثره واضع يمينه على شماله.

قول ذلك الشيخ لا أدرى

ما أويس و لكن لى ابن أخ يقال له أويس يعنى لا أدرى من تطلبون و لكن لى ابن أخ هذا اسمه إستبعد أن يكون ابن أخيه على خموله بغيتهما.

قوله فعمى عليه عمر رضى اللّه عنه كانه خاف ان يطلع أويس على أنه يطلب فيخفى نفسه هربا من الناس.

قوله فابتدرا فاقبلا يقبلانه الكناية يرجع إلى أويس دون اللمع كان المراد انهما لما وجدا العلامة أيقنا أنه أويس فأقبلا يقبلان ما امكنهما من أعضائه و سؤاله عنهما من أنتما قد يتعجب منه و قد اشتهر عنه انه عرف هرم بن حيان، انتهى إليه و لم يتلاقيا قط فسلم عليه و خاطبه باسمه و نسبه، لكن الحال قد يختلف فقد يكون للولى شعور بنفسه و رجوع إليها.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 97

فيعرف من كان بينه و بين نفسه تعارف على ما ورد فى قصة هرم، و قد تكون فى مشاهدة التى تذهله عن نفسه و إذا ذهل عن نفسه فهو عمن يناسبها و يؤالفها أشد ذهولا.

قوله: أراك بعد اليوم تعرفنى أى إذا عرفت أنى أويس المنعوت لك، عرفت انى ما أرغب فى النفقة و الكسوة.

قوله: ضرب بدرته الأرض أى ألقاها من يده، و قوله من يأخذها بما فيها و لها أى من يرغب فى الخلافة و يأخذها بما فيها من الخوف و الحظر و ما لها من القدر و الحظر.

قوله خذ أنت هاهنا حتى آخذ أنا هاهنا أى خذ فى طريقك لآخذ فى طريقى و نفترق.

قوله فوافى القوم إبلهم إلى آخره كأنه ترك ما كان عليه اخفاء لنفسه كيلا يستدل عليه بذلك و ربما تأثر بلقآء أميرى المؤمنين فزاد فى العبادة.

به عن أبى نعيم قال: ثنا

أبو بكر بن مالك ثنا عبد اللّه بن أحمد ثنا أبى، ثنا عبد الرحمن بن مهدى، ثنا عبد اللّه بن الأشعث بن سوار، عن محارب بن دثار قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من أمتى من لا يستطيع أن يأتى مسجده أو مصلاه من العرى يحجزه إيمانه أن يسأل منهم أويس القرنى و فرات بن حيان.

يقال أويسا استشهد فى حرب الديلم فطلبوا مكانا ليدفنوه فيه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 98

فظهر بيت منجد فادخلوه فيه تم انضم البيت و خفى عليهم و لذلك عده الحافظ أبو يعلى الخليلى فيمن ورد هذه الناحية من التابعين و ذكر أنه روى عن عمر و على رضى اللّه عنهما و قال حدثنى أحمد بن على بن عمر بن أبى رجآء أنبا سعيد بن محمد بن نصر الهمدانى بقزوين، ثنا على بن نصر ابن عبد العزيز الرازى، ثنا أبو عبد اللّه الجرجانى، ثنا سليمان بن داؤد عن سفيان عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرنى عن عمر و على رضى اللّه عنهما قالا.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إن للّه تعالى أمانين فى الأرض أنا أولهما، و الثانى الاستغفار فاستكثروا من الاستغفار، فانه أمان من النار، و ذلك من قول اللّه تعالى «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ، وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» فالاستغفار أمان بعدى.

الربيع بن خثيم أبو يزيد الكوفى الثورى من ثور بن عبد مناة بن اد بن طابخة بن إلياس بن مضر كذلك ذكره البخارى و غيره، و ورد الربيع على ما سبقت الرواية قزوين و سكنها- قاله الخليل الحافظ،

و يقال أنه توفى بها و هو من كبار التابعين علما و زهدا، و من الزهاد الثمانية، سمع ابن مسعود و روى عنه إبراهيم الشعبى و المنذر بن يعلى و بكر بن ماعز.

قرأت على والدى قدس اللّه روحه، أخبركم سعيد بن محمد بن عمر ثنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبا أبو طالب عمر بن إبراهيم الزهرى أنبا عبيد اللّه ابن عبد اللّه بن أبى ثمرة البغوى، ثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطى، ثنا محمد بن المصطفى، ثنا يحيى بن سعيد الحمصى، ثنا يزيد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 99

ابن عطا عن علقمة بن مرثد، قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين رحمة اللّه عليهم عامر بن عبد اللّه و أويس القرنى و هرم بن حيان و الربيع ابن خثيم و أبى مسلم الخولانى و الأسود بن يزيد و مسروق بن الاجدع و الحسن بن أبى الحسن، و ذكر بعض أحوالهم و سيرهم.

قال عند ذكر الربيع قيل له حين أصابه الفالج لو تداويت فقال قد عرفت ان الدوآء حق، و لكن ذكرت عادا و ثمودا و قرونا بين ذلك كثيرا كانت فيهم الأوجاع، و كانت فيهم الأطباء فما بقى المداوى و لا المداوى و لا الناعت و لا المنعوت و قيل له ألا تذكر الناس فقال ما أنا عن نفسى براض فاتفرغ من ذمها إلى ذم الناس، ان الناس خافوا اللّه فى ذنوب الناس و آمنوا على ذنوبهم.

قيل له كيف أصبحت قال أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل ارزاقنا و ننتظر آجالنا، قال و كان عبد اللّه بن مسعود رضى اللّه عنه إذا رآه قال و بشر المخبتين لو رآك محمد صلى اللّه عليه

و آله و سلم لأحيك، قال و كان الربيع يقول أما بعد فاعد زادك و خذ فى جهازك و كن وصى نفسك.

أنبانا العدد الجم عن أبى على عن أبى نعيم ثنا أحمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان قال قال رجل صحبنا الربيع بن خثيم عشرين سنة، فما تكلم إلا بكلمة تصعد و قال آخر صحبته سنين فما كلمنى إلا بكلمتين.

عن سرية الربيع قالت لما حضر الربيع الوفاة بكت ابنته فقال با بنية لم تبكين قولى يا بشرى لقى أبى الخير.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 100

و يروى عن الربيع أنه قال لا تقولن أحدكم أستغفر اللّه و أتوب إليه فيكون ذلك ذنبا جديدا إذا لم يفعل و لكن ليقل اللهم اغفر لى و تب على.

عنه أنه كان يقول السراير السراير اللاتى يخفين على الناس، و هن عند اللّه بواد دواؤهن أن تتوب و لا تعود.

و كتب إلينا طاهر بن محمد المقدسى ان أبا منصور المقومى أخبره بالرى سنة أربع و ثمانين و أربعمائة، عن الزبير بن محمد قال: أنبا على بن محمد بن مهروية أنا على بن عبد العزيز. أنبا أبو عبيد ثنا حجاج عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم، عى عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبى أيوب الأنصارى عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلث القرآن. التدوين فى أخبار قزوين ؛ ج 1 ؛ ص100

ى معناه الربيع عن ابن مسعود، عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و رواه عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أبو سعيد الخدرى

و أبو مسعود الأنصارى و أبى بن كعب، و عدة ثلث القرآن يمكن أن يكون باعتبار أن جملة ما فى القرآن إما وصف للخالق، أو للخلق و الثانى اما ان يتعلق بالدنيا و العقبى فالأقسام ثلاثة.

سعيد بن جبير بن هشام أبو عبد اللّه مولى بنى والبة، من أسد بن خزيمة، و هو والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، من مشاهير علماء التابعين كثير العلم و الرواية، سمع عباد اللّه ابن عمر و ابن عباس و ابن الزبير و ابن عمرو، و ابن مغفل و أبا هريرة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 101

و أبا موسى الأشعرى، و عدى بن حاتم.

يروى عن ابن مهدى ان سفيان كان يقدم سعدا على إبراهيم فى العلم، و عن خصيف بن عبد الرحمن قال كان أعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، و بالحج عطاء و بالحلال و الحرام طاؤس و بالتفسير مجاهد و أجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير.

عن جعفر بن المغيرة قال: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول أليس فيكم ابن أم الدهماء يعنى سعيدا و كان مستجاب الدعوة.

روى عن أصبغ بن زيد قال كان لسعيد بن جبير ديك يقوم إلى الصلاة إذا صاح فلم يصح ليلة من الليالى، فأصبح سعيد و لم يصل قال فشق عليه ذلك فقال له قطع اللّه صوتك، قال فما سمع ذلك الديك يصيح بعدها فقالت له أمه أى بنى لا تدع على شئ، قتله الحجاج بن يوسف سنة خمس و تسعين و كان ابن تسع و أربعين و ورود سعيد قزوين و مبيته فى مسجد التوت مشهور و قد مر ذكره.

و

قال أبو الشيخ الحافظ فى كتاب ثواب الأعمال حدثنى خالى ثنا أبو حاتم، ثنا أبو حجر، ثنا عبد اللّه بن سعيد الدشتكى عن أبى سنان قال قدم سعيد بن جبير قزوين و هو متوار من الحجاج فبات بها ليلة، فلما كان عند وجه الصبح، قال ليجتهد عباد المسجد من أن يدركوا مثل ليلى هذه.

قرأت على أبى بكر بن الخليل، أنبا أبو عمرو المقرى، أنبا إبراهيم أنبا محمد بن المكى، أنبا أبو عبد اللّه أنبا محمد بن إسماعيل، ثنا عبد اللّه بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 102

محمد، ثنا عبد الرزاق، أنبا معمر عن أيوب السختيانى و كثير بن كثير بن المطلب بن أبى وداعة يزيد أحدهما على أخر، عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس رضى اللّه عنه أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل عليه السلام.

اتخذت منطقا لتعفى أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم و بابنها إسماعيل عليهما السلام و هى مرضعة حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم، فى أعلا المسجد، و ليس بمكة يومئذ أحد و ليس بها ماء فوضعهما هناك، و وضع عندهما جرابا فيه ثمر و سقاء فيه مآء ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل.

فقالت يا إبراهيم أين تذهب و تتركنا بهذا الوادى ليس فيه أنيس و لا شئ فقالت له ذلك مرارا و جعل لا يلتفت إليها فقالت له: و اللّه أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت إذا لا يضيعنا. ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات.

فقال «رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ» حتى بلغ «يَشْكُرُونَ» و

جعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل و تشرب من ذلك المآء حتى نفد ما فى السقاء عطشت و عطش ابنها و جعلت تنظره يتلوى أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل فى الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادى تنظر هل ترى أحدا.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 103

فلم ترى أحدا فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادى رفعت طرف درعها ثم سعت سعى الانسان المجهود حتى جاوزت الوادى ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات.

قال ابن عباس قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، فلذلك سعى الناس بينهما فلما أشرفت على المروة، سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم فسمعت أيضا فقالت قد اسمعت ان كان عندك غواث فاذا هى بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر المآء فجعلت تحوضه و يقول بيدها هكذا و جعلت تغرف من المآء فى صفائها و هو يفور بعد ما تغرف.

قال ابن عباس قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم يرحم اللّه أم إسماعيل، لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا، قال فشربت و أرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة فان هاهنا بيت اللّه يبنى هذا الغلام و أبوه و ان اللّه لا يضيع أهله.

كان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية نأتيه السيول فتأخذ عن عن يمينه و عن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كذا فنزلوا فى أسفل مكة فرأوا طايرا عايفا،، فقالوا إن هذا الطاير ليدور

على مآء، لعهدنا بهذا الوادى و ما فيه مآء فأرسلوا جريا أو جريتين فاذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فاقبلوا و أم إسماعيل عند الماء، فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك قالت نعم،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 104

و لكن لا حق لكم فى الماء قالوا نعم.

قال ابن عباس قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، فألقى ذلك أم إسماعيل و هى تحب الانس فنزلوا و أرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم و شب الغلام و تعلم العربية منهم، و أنفسهم و أعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه إمراة منهم و ماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته فقالت خرج يبتغى لنا.

ثم سألها عن عيشهم و هيئتهم، فقالت نحن بشر نحن فى ضيق و شدة فشكت إليه قال فاذا جاء زوجك اقرأى عليه السلام و قولى له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كانه أنس شيئا قال هل جاءكم من أحد قالت نعم، جاءنا شيخ كذا و كذا فسأر لنا عنك فأخبرته و سألنى كيف عيشنا فاخبرته أنا فى جهد و شدة.

قال فهل أوصاك بشئ قالت نعم أمرنى أن اقرء عليك السلام و يقول غير عتبة بابك قال ذلك أبى و قد أمرنى أن افارقك الحقى بأهلك فطلقها و تزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء اللّه ثم أتاهم، بعد فلم يجده و دخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغى لنا قال كيف أنتم و سألها عن عيشهم و هيئتهم فقالت نحن بخير وسعة، و اثنت على اللّه عز و جل قال ما طعامكم قلت اللحم

قال فما شرابكم قالت الماء، قال اللهم بارك لهم فى اللحم و الماء.

قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و لم يكن لهم يومئذ حب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 105

و لو كان لهم دعا لهم فيه، قال: فهما لا يخلوا عليهما أحد بغير مكة الا لم يوافقاه قال فاذا جاء زوجك فاقرأى عليه السلام، و مريه يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة و أثنت عليه فسألنى عنك فأخبرته فسألنى كيف عيشا فأخبرته أنا بخير قال فأوصاك بشئ قالت نعم هو يقرأ عليك السلام و يأمرك ان تثبت عتبة بابك.

قال ذاك أبى و أنت العتبة، أمرنى ان امسكك ثم لبث عنهم ما شاء اللّه ثم جاء بعد ذلك و إسماعيل يبرى نبلاله تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد و الولد بالوالد، ثم قال يا إسماعيل إن اللّه أمرنى بأمر قال فاصنع ما أمرك ربك، قال و تعيننى قال و أعينك، قال: فان اللّه أمرنى أن ابنى هاهنا بيتا و أشار إلى اكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتى بالحجارة و إبراهيم يبنى، حتى إذا ارتفع اليناء جاء بهذا الحجر فوضع له.

فقام عليه و هو يبنى و إسماعيل يناوله الحجارة، و هما يقولان «رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» قال فجعلا يبنيان حتى يدورا حوله البيت و هما يقولان «رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».

المنطق النطاق و هو ثوب تلبسه المرأه و تشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل و أم إسماعيل عليه السلام

هاجر و ربما قيل لها آجر و عفى الشئ أى محاه، كأنها أرادت أن لا تعرف أثرها سارة فتقصدها بمكروه فانها كانت قد غارت عليها.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 106

عفا بالتخفيف لازم و متعد و يقال عفت الريح المنزل، فعفا و لو كانت الرواية لتعفو لجاز.

الدوحة الشجرة العظمية، و فسر قوله قفى بولىّ أخذا من المعنى المشهور من معنى التقفية إتباع الانسان الانسان قال تعالى: وَ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، و لو كانت الرواية بالتخفيف لجاز يقال قفا أثره أى اتبع فيكون المعنى قفى أثره فى مجيئه أو منزله الذى جاء منه.

فى قوله استقبل بوجهه البيت دليل على أن موضع البيت كان معظما و كان إبراهيم صلى اللّه عليه و آله و سلم عالما بشرفه قبل ان يبنيه.

قوله يتلبط أى يضرب نفسه على الأرض و يتقلب عطشا.

قوله ثم سعت سعى الانسان المجهود، المجهود الذى أصابه الجهد، و هو المشقة و يقال: الجهد بالضم الطاقة و بالفتح المبالغ، و عن ابن دريد أنهما لغتان.

يقال بلغ الرجل جهده و جهده قرى قوله تعالى: لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ بالضم و الفتح، و يشبه أن يكون الموضع الذى سعت فيه هو الذى أمرنا بشدة السعى فيه بين الصفا و المروة، وصه أى اسكت.

قوله تريد نفسها المعنى انها سمعت حسا فسكنت نفسها و تسمعته، و الغواث و الغواث الاسم من أغاث يغيث، و كذلك الغوث و عن الفراء أنه يقال أجاب اللّه دعآءه و غواثه و غواثه و أنه لم يأت من الأصوات بالفتح شئ غيره إنما يأتى بالضم كالدعاء و البكاء و بالكسر كالصياح و النداء.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 107

قوله فاذا هى بالملك يعنى

جبرئيل عليه السلام على ما هو مبين فى بعض الروايات و لذلك عرف.

قوله تحوضه أى تحفر له كالحوض ليستقر الماء فيه أو يسيل إليه.

المعين قيل هو مفعول كمبيع و مكيل أى جار من العيون و قيل هو فعيل، إما من الماعون و المعن و هو المعروف أو من الماعون الذى هو الماء يقال معن الماء و أمعن إذا سال.

جرهم قبيلة كانت تسكن مكة و كان يسكنها قبيلة أخرى يقال لها طسم.

قوله من طريق كذا اهملوا بيانه فى هذا الموضع، و ربما ظن أن اللفظة كذا و انها كناية كما يقال الطريق الفلانى لكن المشهور أنه كدآء بالدال و فتح الكاف، و المد و هى ثنية بأعلى مكة مشهورة فى المناسك كأنهم اقبلوا من طريقها و نزلوا بأسفل مكة.

قوله عايفا أى دايرا حول المآء، يقال عاف يعيف و الجرى عن الخليل أنه الرسول لانك تجريه فى الحوائج و عن أبى عبيدة أنه الوكيل و على ذلك حمل قوله لا يستجرينكم الشيطان أى يستتبعنكم فيجدكم كالوكيل الطائع.

قوله فألقى ذلك أم إسماعيل قيل معناه وافقها قولهم و وجدته لا يقا بحالها.

قوله و أنفسهم قال الخطابى أى أعجبهم لكن أعجبهم مذكور معه، و فى اللغة أنفسنى فيه أى رغبنى فالأولى ان يحمل اللفظ عليه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 108

قوله: يطالع تركته أى ولده و أهله اللذين تركهما هناك.

آنس: أى أبصر و تفرس كأنه وجد ريح أبيه فبحث عن الحال.

قوله: شيخ كذا و كذا يريد أنها سبته و حقرته.

قوله لا يخلوا عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه أى لا يقتصر عليهما أحد بغير مكة إلا مرض منه، و أضر به و استفاد المعبرون من القصة تأويل عتبة الدار

فى المنام على المرأة و أصل الحديث لابن عباس ثم أنه ضمنه كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى غير موضع.

سماك بن خرشة الأنصارى حكى الحافظ أبو الحسن الدارقطى عن سيف بن عمر أن سماكا هذا أول من ولى مصالح الدستبى و قاتل الديلم و أنه ليس بأبى دجانة صاحب الآثار المشهورة و المقامات المحمودة مع النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم لكنه يشاركه فى اسمه و اسم أبيه و فى النسبة إلى الأنصار و سماك بن مخرمة الأسدى الكوفى و هو الذى نسب إليه مسجد سماك بالكوفة و كان خال سماك بن حرب المشهور فى التابعين.

سماك بن عبيد العبسى ذكر الخليل الحافظ أنه دخل قزوين فى وفود أهل الكوفة حين غزو الديلم- و عن سيف ابن عمر أن هؤلاء الثلاثة قدموا على عمر رضى اللّه عنه فيمن وفد من أهل الكوفة و انتسبوا له سماك و سماك و سماك فقال عمر بارك اللّه فيكم اللهم إسمك بهم الاسلام و أيدهم.

قوله اسمك بهم أى ارفع يقال سمك أى رفع و سمك السنام

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 109

ارتفع متعد و لازم، بالمعنى الأول قال الفرزدق:

ان الذى سمك السماء بنى لنابيتا دعائه أعز و أطول

تردد الامام هبة اللّه ابن زاذان فى ورود هؤلاء الثلاثة هذه الناحية و قال لم أجده فى تواريخ الرى.

شمر بن عطية بن عبد الرحمن الأسدى الكاهلى الكوفى روى عن المغيرة بن سعد بن الاخرم.

شهر بن حوشب قال الخليل الحافظ و عن أسامة بن زيد و سويد بن غفلة، روى عنه أبو إسحاق السبيعى و الأعمش مات فى ولاية خالد بن عبد اللّه القسرى و هو

ممن ورد قزوين، روى الخليل عن محمد بن إسحاق الكيسانى عن أبيه عن على بن سهل بن حماد، عن عبد الرحمن بن الحكم بن بشير، عن حكام بن سلم الرازى عن أبى سنان قال قدم علينا شمر بن عطيية قزوين فقوم فرسه و درعه أحدهما ثلاثة آلاف و الآخر أربع آلاف و سائر ثيابه باثنى عشر درهما.

أنبانا يحيى بن ثابت بن بندار، عن أبيه، عن أبى القاسم عبيد اللّه ابن أحمد بن عثمان الصيرفى الأزهرى، أنبا أبو الحسن على بن عمر الدارقطنى، ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا أبو هشام الرفاعى، ثنا حفص بن غياث عن الأعمش، عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال لا تتخذوا الضيعة فترغبوا فيها.

شهر بن حوشب أبو عبد الرحمن الأشعرى روى عن أم سلمة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 110

و عبد اللّه بن عمر و ابن عمرو و ابن عباس و أبى هريرة و روى عنه قتادة، و معاوية بن قرة، و يحكى توثيقه عن يحيى بن معين و أبى زرعة الرازى و تكلم فيه متكلمون، و فى حقه قيل ان شهرا نزكوه يقال نزكه ينزكه إذا عابه و أصل النزك الطعن بالنيزك و هو أصغر من الرمح، و صحف بعضهم نزكوه بتركوه، و توفى سنة ثمان و تسعين و قيل بعد المائة- و رأيت فى بعض التواريخ أنه دخل قزوين غازيا و اللّه أعلم.

قرأت على والدى قدس اللّه روحه أنبا عبد الصمد بن عبد الرحمن الجنزى، أنبا محمد بن أحمد أنبا أبو مالك البلخى، أنبا نصر بن محمد، ثنا منصور بن الدبوسى،

ثنا عيسى بن أحمد بن حم، ثنا عيسى بن أحمد، ثنا على بن عاصم، عن عبيد اللّه بن عثمان عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول من شرب الخمر لم يقبل منه صلاة سبعا، فان هى أذهبت عقله لم تقبل صلاته أربعين يوما و ان مات مات كافرا و إن تاب تاب اللّه عليه، و إن عاد كان حقا على اللّه أن يسقيه طينة الخبال.

قوله مات كافرا أى لأنعم اللّه تعالى، و أشبه الكفار فى لحوق العقوبة الشديدة.

طينة الخبال مفسرة فى الحديث بأنها عصارة أهل النار و صديدهم، و الخبال: الفساد قيل اضيفت إليه لافسادها أجسامهم.

صخر أو الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين أبو بحر السعدى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 111

المشهور بالاحنف و هو لقب و اختلف فى اسمه فقيل صخر و به قال ابن قتيبة و قيل الضحاك و هو الذى ذكره البخارى، و الحاكم أبو عبد اللّه و أورداه فى باب الألف اعتبارا بلقبه و هو من بنى سعد بن زيد مناة بن تميم ابن مر سمع عمر بن الخطاب و عثمان و عليا العباس رضى اللّه عنهم و أدرك زمان النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم.

ذكر ابن قتيبة أنه أسلم حينئذ لكنه لم يفد إلى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، و كان حليما حكيما رئيسا بليغا محمود السير و جبر كمال صفاته ما كان من نقصان فى ذاته، فعن عبد الملك بن عمير أنه كانه صعل الرأس متراكب الأسنان مائل الذقن ناتى الوجنة باحق العين خفيف العارضين أحنف الرجلين و لكنه كان

إذا تكلم جلى عن نفسه.

صعل الرأس صغيره و كانوا لا يحمدون ذلك.

باحق العين المنخسف العين و كانت قد ذهبت إحدى عينيه قيل بالجدرى و قيل اصيبت حين خرج إلى خراسان بسمرقند و يعد فى العور الأشراف.

أحنف الرجل الذى يميل و يقبل كل واحدة من ابهاميه على الأخرى، و قيل الأحنف الذى يمشى على ظهر قدميه و كان مع ذلك نحيف الجسم.

روى الامام محمد بن إسماعيل البخارى فى التاريخ، عن حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن الحسن عن الأحنف قال بينا أنا أطوف بالبيت زمن عثمان رضى اللّه عنه أخذ بيدى رجل من بنى ليث

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 112

فقال ألا أبشرك قلت نعم، قال أما تذكر اذ بعثنى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم إلى قومك بنى سعد، فجعلت أعرض عليهم الاسلام فقلت أنه يدعو إلى خير و يأمر بالخير فبلغت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فقال اللهم اغفر لاحنف فقال الاحنف ما عمل ارجى لى منه.

نزل الاحنف قزوين على ما حكى الخليل الحافظ و حارب الديلم، و حدث محمد ابن إسحاق عن أبيه، قال ثنا أبو زرعة، ثنا عثمان بن أبى شيبة ثنا جرير عن ثعلبة، قال خرج الديلم فعسكروا عسكرا بالرى، و عسكرا بهمدان، و عسكرا بماه ، فتوجه لهم الاحنف فانتهى إلى العسكر الأول، فاستباحهم، و قتلهم و بادر إلى العسكر الآخر قبل أن يبلغهم الخبر و استباحهم و بادر إلى العسكر الثالث، قبل أن يبلغهم الخبر فبيتهم و قتلهم و ولد الأحنف ابنا واحدا يقال له بحر و ولد بحر بنتا واحدة و ماتت و انقرض نسله.

قد حكى ابن

أبى خيثمة عن سلمان بن أبى شيخ ان أم الأحنف كانت ترقصه فى صباه و تقول:

و اللّه لو لا حنف برجله و فلة أخافها من نسله

ما كان فى فتياتكم من مثله مات الأحنف بالكوفة سنة إحدى و سبعين، و صلى عليه مصعب ابن الزبير، و قال ذهبت اليوم الرأى و الحزم.

طليحة بن خويلد الأسدى حكى الخليل الحافظ عن بكر بن الهيثم أن البراء بن عازب رضى اللّه عنه غزا الدستبى و معه خمسمائة رجل من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 113

المسلمين فيهم طليحة بن خويلد و أولادهم، سكنوها و توارثوا الضياع بعد ما بنوها و عمروها.

عبد خير بن يزيد الهمدانى ثم الخيوانى أبو عمارة الكوفى روى عن على رضى اللّه عنه و روى عنه ابنه المسيب و عبد الملك بن سلع الهمدانى الكوفى، و عبد خير من المعمرين جاهلى ثم اسلامى، روى عن مسهر بن عبد الملك عن أبيه قال: قلت لعبد خيركم أتى عليك قال عشرون و مائة سنة قلت هل تذكر من أمر الجاهلية شيئا قال اذكر إنى كنت ببلدنا باليمن، فجاءنا كتاب النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فنودى بالصلوة فخرجوا إلى حيز واسع فكان أبى ممن خرج فلما ارتفع النهار جاء أبى فقالت له أمى ما حبسك و هذه القدر قد بلغت و هؤلآء عيالك يتضورون يريدون الغدا.

فقال يا أم فلان أسلمنا فاسلمى و استصبينا فاستصبئ فقلت له؛ فما قوله استصبينا، فقال: هو فى كلام العرب أسلمنا قال: و آمرك بهذا القدر فلترق للكلاب كانت ميتة فهذا ما أذكره من أمر الجاهلية.

قوله فنودى للصلاة يشبه أن يريد بنداء كما ينادى للصلاة و يمكن أن يكون لهم صلاة فنادوا لها فاجتمع

الناس، و الحيز شبه الحظيرة أو الحمى.

التضور: القلق و الاضطراب من الجوع و قوله كانت ميتة من كلام عبد خير بقوله إنما أبى باراقتها لأن ذبيحتهم ميتة و عبد خير ممن ورد هذا النواحى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 114

حدث محمد بن إسحاق عن أبيه، ثنا أبو حاتم الرازى ثنا الحسين بن عمرو، ثنا أبى عن أسباط بن نصر عن السدى عن عبد خير قال غزونا مع سلمان بن ربيع بلنجر حتى خرجنا على جيلان و موقان و الديلم.

حدثنا الامام والدى رحمه اللّه أنبا عبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفى أنبا عبد الواحد بن عبد الكريم أنبا محمد بن عبد الملك بن بشران أنبا أبو الحسن الدارقطنى ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو عقيل الجمال نبا حسن بن جميل الجزرى عن شعيب بن إسحاق عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب عن رجل عن عبد خيز قال وضأت عليا رضى اللّه عنه برحية الكوفة قال يا عبد خير سلنى قلت عم أسالك يا أمير المؤمنين.

فتبسم ثم قال وضأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كما وضأتى فقلت، من أول من يدعى إلى الحساب يوم القيامة فقال أنا أقف بين يدى ربى تعالى ما شاء اللّه ثم أخرج و قد غفرلى قلت ثم من قال أبو بكر يقف كما وقفت مرتين و يخرج و قد غفر اللّه له قلت ثم من قال عمر يقف كما يقف أبو بكر مرتين و يخرج و قد غفر اللّه له قلت ثم من قال ثم أنت يا على قلت فأين عثمان يا رسول اللّه قال عثمان رجل ذو حيآء سألت ربى عز و جل ان لا يوقفه

للحساب فشفعنى فيه تجويز التوضية و بيان ان من هو أعلى مرتبة يكون وقوفه للحساب أخف و فى السياق ما يشعر بتقديم عثمان على على رضى اللّه عنهما.

عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعى أبو بكر الكوفى أخو الأسود ابن يزيد و هما خالا إبراهيم النخعى و سمع عبد الرحمن عثمان و ابن مسعود

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 115

و هو موصوف بالزهد و حس السيرة، و يروى عن الأعمش أنه قال:

سمعتهم يذكرون أن عبد الرحمن بن يزيد، لم يعمل عملا قط إلا و هو يريد وجه اللّه تعالى، و عنه أن عبد الرحمن ممن غزا الديلم و طبرستان.

فى الارشاد للخليل أنه دخل قزوين فى البعث فى أيام على رضى اللّه عنه روى عنه ابنه محمد بن عبد الرحمن أبو جعفر و له ابن آخر يقال له عبد الرحمن بن عبد الرحمن محتج به فى الصحيحين.

قرأت على عبد اللّه بن أبى الفتوح أنبا عبد الملك بن أبى القاسم أنبا محمود بن القاسم أنبا عبد الجبار بن محمد أنبا أحمد بن محمد أنبا محمد بن عيسى ثنا قتيبة و على بن حجر قال قتيبة ثنا شريك و قال على أنبا عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد اللّه بن مسعود رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من سأل الناس و له ما يغنيه جاء يوم القيامة و مسئلته فى وجهه خموش أو خدوش أو كدوح قيل يا رسول اللّه و ما يغنيه قال خمسون درهما أو قيمتها من الذهب.

قوله فى وجهه خموش، أو كدوح كأنه شك من بعض الرواة و

الالفاظ متقاربة المعنى فالخدش قشر الجلد و الخمش فى معناه يقال خمشت المرأة وجهها تخمشه خمشا و الخماشات الجراحات و الجنايات و كدوح وجهه مثل خمش و الكدح أيضا السعى و العمل، قال تعالى: إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً.

أخذ جماعة من العلماء بظاهر الخبر فقالوا من ملك خمسين درهما

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 116

لم تحل له الصدقة لأنه غنى و الصدقة لا تحل لغنى، و عند الشافعى رضى اللّه عنه لا تحديد بل المعتبر الكفاية لما روى أنه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال لا تحل الصدقة إلا لثلاثة فذكر رجلا أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له الصدقة، حتى يصيب سدادا من عيش و من لم يجد ما يكفيه لم يصب سدادا و السداد ما يسد به الخلة و السداد بالفتح لغة.

عبد اللّه بن خليفة الهمدانى روى عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه و ذكرت روايته عن جابر بن عبد اللّه الأنصارى، و يروى أنه ممن غزا الديلم.

أنبأنا الامام أحمد بن حسنويه عن جده لأمه الوقد بن الخليل عن أبيه، قال ثنا عبد اللّه بن محمد القاضى، ثنا إسماعيل بن محمد النحوى، ثنا العباس بن محمد الدورى، ثنا يحيى بن أبى بكير، ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن عبد اللّه ابن خليفة عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال جاءت امرأة إلى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فقالت يا رسول اللّه ادع اللّه أن يدخلنى الجنة قال فعظم اللّه قال ان كرسيه وسع السماوات و الأرض و له أطيط كأطيط الرحل الحديد من الثقل.

قوله فعظم اللّه كأن أزاد فى جواب المرأة انتهى الكلام إلى تعظيم اللّه عز

و جل.

قوله ان كرسيه وسع السماوات و الأرض هو كما ذكره اللّه تعالى فى آية الكرسى، و اختلف فى معنى الكرسى، فعن ابن عباس فى رواية سعيد بن جبير ان كرسيه علمه و المعنى ان علمه أحاط بكل شئ.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 117

عنه فى رواية عطا و السدى أن المراد هذا الكرسى المعروف و يروى أنه من لؤلؤ و ان السماوات السبع فيه كسبع دراهم القيت فى ترس و هذا ما رضيه أبو إسحاق الزجاج و قال هو المعروف فى اللغة.

ثم قيل سمى الكرسى كرسيا لتراكيب بعضه على بعض، و كل ما تركب فقد تكارس، و منه الكراسة لتراكب بعض أوراقها على بعض و قيل لثبوته و منه الكراسة لثبوتها و لزوم بعضها بعضا.

منهم من فسر الكرسى بالملك و السلطان، يقال كرسى فلان من كذا إلى كذا أى ملكه و يقرب منه قول من قال كرسيه قدرته؛ و المعنى أنه يمسك بقدرته السماوات و الأرض جميعا.

قوله وسع أى احتمل و أطاق يقال وسع فلان الشئ يسعه سعة أى احتمله فأطاقه.

الاطيط: نقيض صوت المحامل و أطيط الابل صوتها يقال لا أفعله ما أطت الابل، و الرحل رحل البعير و هو من مراكب الرجال و الرحل أيضا منزل الرجل و مسكنه و منه قوله فالصلوة فى الرحال و إذا كان الرحل حديدا كان أكثر أطيطا و قد يقال كيف يستمر قوله و له أطيط من الثقل مع قوله تعالى: وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما، أى لا يثقل الكرسى حفظهما، و الجواب أن الصحيح فى التفسير عود الكناية فى قوله و لا يؤده إلى اللّه تعالى، و الحديث يدل على أن المراد من الكرسى هذا المعروف دون

العلم و القدرة.

عبيد اللّه بن خليفة الهمدانى أبو الغريف الارحبى الكوفى و لم يذكروا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 118

أهو و عبد اللّه أخوان، أم لا روى عن على و الحسن بن على و صفوان ابن عسال رضى اللّه عنهم، و روى عنه أبو روق الحسن بن صالح و عامر ابن السمط و أبو الغريف كنيته غريبة نعم فى الأسماء الغريف بن الديلمى روى عن واثلة بن الأسقع و غريب اليمانى العابد و ورد أبو الغريف قزوين عاملا.

حدث الخليل بن عبد اللّه عن محمد بن على بن الجارود، قال أخبرنى هارون بن على قال: وجدت فى كتاب عتيق لبعض المتقدمين من أهل قزوين أنه كان لعلى رضى اللّه عنه أربعة من الولاة على قزوين الربيع بن خثيم و مرة و أبو الغريف و الرابع أظنه عبيد.

أنباؤنا عن إسماعيل بن عبد الجبار، عن الحافظ أبى يعلى قال أنبأ جدى ثنا على بن محمد ثنا عبد اللّه بن محمد بن شاكر ثنا أبو أسامة ثنا أبو روق ثنا أبو الغريف الهمدانى عن صفوان بن عسال المرادى قال بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى سرية فقال: سيروا فى سبيل اللّه قانلوا أعداء اللّه، لا تغلوا و لا تغدروا و لا تقتلوا وليدا و لا تمثلوا و ليمسح أحدكم إذا كان مسافرا إذا أدخلهما طاهرتين ثلاثة أيام و لياليهن و يمسح المقيم يوما دليلة.

أبو روق عطية بن الحارث كوفى و أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفى مولى بنى هاشم و عبيدة بن عمر و السلمانى أبو مسلم و يقال أبو عمرو و قال ابن قتيبة هو عبيدة بن قيس و الأشهر الأول، و سلمان

الذى نسب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 119

إليه عبيدة هو سلمان بن يشكر بن ناجية بن مراد، و هو من كبار فقهاء التابعين من أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود سمع عمر و عليا و عبد اللّه و الزبير ابن العوام.

روى عنه ابن سيرين و إبراهيم و أبو إسحاق الهمدانى و هو محتج به فى الصحيحين و ليس فى صحيح البخارى عبيدة بفتح العين سواه إلا عبيدة بن حميد الحذاء و لا فى صحيح مسلم عبيدة سواه، إلا عبيدة بن سفيان الحضرمى و كان قد أسلم و صلى قبل وفاة النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بسنتين إلا أنه لم يلقه توفى سنة اثنتين و سبعين و صلى عليه الأسود ابن يزيد بوصية و قد ورد فزوين و ذكرنا انه كان أحد الولاة الأربعة لعلى رضى اللّه عنه.

قرأت على أبى بكر بن الخليل عن أبى عمرو المقرى عن إبراهيم العجلى أنبا الكشميهنى أنبا محمد بن يوسف أنبا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن كثير أنبا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد اللّه أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه و يمينه شهادته قاله قال إبراهيم: و كانوا يضربوننا على الشهادة و العهد و نحن صغار و هذا الحديث أصل فى بيان فضيلة الصحابة و التابعين.

قوله يسبق شهادة أحدهم يمينه و يمينه شهادته، يجوز أن يريد به أنهم لا يحتاطون و لا يتدبرون بل يتبادر المبادر منهم إلى اليمين فى مظة اليمين و إلى الشهادة فى مظنة الشهادة فيكاد لمبادرته و قلة

مبالاته يسبق

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 120

شهادته يمينه و بالعكس.

عروة بن زيد الخليل الطائى ذكر أبو عبد اللّه، محمد بن إبراهيم القاضى، ثم الخليل بن عبد اللّه و غيرهما أن دستبى و القاقزان فتحا على يده فى عهد عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه و قد نقلنا قصة فتحها من قبل و يروى ذلك عن لوط بن يحيى، قال و لما نصر اللّه الدين و هزم المشركين بعد المقاتلات العظيمة استخلف عروة ابنه على الجيش و انصرف إلى عمر رضى اللّه عنه و بشره بالفتح.

ذكر الدارقطنى و غيره أن عروة شهد القادسية و ان أخاه حربث ابن زيد له صحبة، و قد قدمنا ذكر زيد فى الصحابة.

عمارة بن عمير التيمى الكوفى و ليس هو من تيم قريش رأى ابن عمر رضى للّه عنه و سمع عبد الرحمن بن يزيد و الأسود بن يزيد و عبد اللّه ابن سخبرة، أنبا معمر و سمع منه الأعمش و سعد بن عبيدة ختن أبى عبد الرحمن السلمى توفى فى خلافة سليمان بن عبد الملك و قد سبق عند ذكر إبراهيم النخعى ان عمارة ممن غزا الديلم و طبرستان.

قرأت على عبد اللّه بن عمران أنبا عمر بن أحمد أنبا نصر اللّه بن على أنبا أحمد بن الحسن أنبا محمد بن يعقوب أنبا الربيع أنبا الشافعى أنبا سفيان عن سليمان بن مهران عن عمارة عن الأسود عن عبد اللّه قال:

لا تجعلن أحدكم للشيطان من صلاته جزأ يرى ان حتم عليه أن لا ينتقل إلا عن يمينه فلقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أكثر ما ينصرف عن يساره.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 121

قوله لا تجعلن

أحدكم للشيطان من صلاته جزأ يريد أنه إذا تحتم ما ليس بمتحتم أخذ الشيطان منه بخط فكما لا يجوز تحليل الحرام لا يجوز تحريم الحلال و المقصود أن الانصراف عن الصلاة جايز يمينا و يسارا فان لم تختلف الغرض فالتيامن أولى.

قرظة بن أرطاة العبدى، عده الخليل الحافظ فى التابعين الذين وردوا قزوين و قال إنه قدمها غازيا مع كثير بن شهاب و عن خليفة بن خياط أنه قدمها واليا سمع قرظة كثير بن شهاب و روى عنه أبو إسحاق السبيعى.

كثير بن شهاب أبو عبد الرحمن الحارثى و يقال أبو شهاب، سمع عمر رضى اللّه عنه روى عنه قرظة بن أرطاه، و صبيح المرى و ذكر عبد الرحمن بن أبى حاتم أن أبا زرعة سئل عن كثير فقال كان أمير الرى فى خلافة عمر رضى اللّه عنه ثم صار بعده على قزوين.

عن أبى عبد اللّه بن ماجة أن كثيرا هو الذى فتح قزوين، يعنى المرة الثانية و يقال أنه أعقب بقزوين و سمعت غير واحد من القبيلة المعروفة بالكثيرية انهم من ولده.

أنبانا الحافظ محمد بن عمر عن أحمد بن عمر الغازى، أنبا الواقد بن الخليل عن أبيه أنبا محمد بن سليمان ثنا إبى ثنا زنجويه بن خالد. ثنا عمرو ابن رافع ثنا جرير عن حمزة الزيات قال كتب عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه إلى كثير بن شهاب مر من قبلك من المسلمين أن يأكلوا الخبز القطير بالجبن فانه أبقى للبطن، كأن مقصود الاثر إرشادهم إلى ما يؤثر فى الامساك و هو من المهمات فى الاسفار.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 122

محمد بن جبير بن مطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف أبو سعيد القرشى

يعد فى أهل الحجاز قريب النسب من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و أبوه من مشاهير الصحابة، سمع أباه و معاوية بن أبى سفيان، روى عنه الزهرى و سعد بن إبراهيم و عمرو بن دينار و بنوه عمرو و سعيد و جبير توفى بالمدينة زمن عمر بن عبد العزيز و قد مر فى فصل الفضائل أنه خرج إلى قزوين للغزو و منهم من لم يصحح وروده قزوين.

قرأت على والدى قدس اللّه روحه أخبركم الحسن بن أحمد الغزال أنبا أحمد بن محمد الزيادى أنبا على بن أحمد الخزاعى، أنبا الهيثم بن كليب أنبا محمد بن عيسى ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومى و غير واحد قالوا أنبا سفيان عن الزهرى عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إن لى أسماء أنا محمد و أنا أحمد و أنا الماحى يمحو اللّه بى الكفر و أنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى و أنا العاقب الذى ليس بعده بنى.

رواه البخارى عن إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى عن مالك عن الزهرى و مسلم عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده عن عقيل عن الزهرى.

الحشر الجمع مع سوق و الحاشر فى أسماء النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، مفسر فى الحديث بأنه الذى يحشر الناس على قدمه ثم قيل أراد على عهدى و ذمتى، لأنه ليس بينه و بين الحشر نبى، يقال كان ذلك على رجل فلان و على قدمه أى فى عهده، و قيل أراد أمامى أى يجتمعون

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص:

123

إلى يوم القيامة، و قيل بعدى و هذا ما ذكره الهروى فى الغريبين، فقال يحشر الناس على قدمى أى على أثرى و على هذا فوجهان، قيل: معناه ليس و رأى إلا القيامة، و قيل أى أنا أول من يبعث و تنشق عنه الأرض ثم يبعث الناس.

العاقب الذى خلف الأنبياء، يقال عقبه يعقبه عقوبا و منه عقب الرجل لولده، و عن ابن الأعرابى أن العاقب و العقوب هو الذى يخلف من كان قبله فى الخير.

محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفى و هو الحجاج بن يوسف بن الحكم ابن أبى عقيل بن مسعود بن عامر بن معقب بن مالك بن كعب مات فى حياة أبيه و قد تقدم ذكر وروده قزوين عند ذكر مسجد التوث و كان قد لقى أنس بن مالك رضى اللّه عنه.

حدث أبو الحسن على بن إبراهيم بن سلمة فيما رأيته فى بعض الاجزاء العتيقة عن إبراهيم بن نصر ثنا الحسن بن بشر حدثنى أبى عن أبان بن أبى عياش عن أنس بن مالك قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج ابن يوسف ان انظر انس بن مالك خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فأدن مجلسه و أحسن جايزته و أكرمه فأتيته ذات يوم فقال يا أبا حمزة إنى أريد أن أعرض عليك خيلى فتعلمنى أين هى من الخيل التى كانت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فقلت شتان بينهما تلك كانت أبوالها و أوراثها أجرا.

فقال الحجاج لو لا كتاب أمير المؤمنين فيك لضربت الذى فيه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 124

عيناك فقلت ما أقدرك اللّه على ذلك قال: و لم قلت: لأن رسول اللّه

صلى اللّه عليه و آله و سلم علمنى دعآء أقوله لا أخاف من شيطان و لا سلطان و لا سبع قال يا أبا حمزة علمه ابن أخيك محمد بن الحجاج فأبيت عليه، فقال لابنه: آئت عمك أنسا فسله أن يعلمك ذلك قال أبان فلما حضرته الوفاة دعانى فقال يا أحمر إن لك أنقطاعا و قد وجبت حرمتك و أنا معلمك ذلك الدعاء الذى علمنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فلا تعلمه من لا يخاف اللّه.

قل اللّه أكبر اللّه أكبر بسم اللّه على نفسى و دينى بسم اللّه على كل شئ أعطانى ربى، بسم اللّه خير الأسماء، بسم اللّه رب الأرض و السماء، بسم اللّه الذى لا يضر مع إسمه شئ، بسم اللّه افتتحت و على اللّه توكلت اللّه اللّه ربى لا أشرك به شيئا اللهم إنى أسألك من خيرك الذى لا يعطيه غيرك، عز جارك، و جل ثناؤك و لا إله غيرك، اجعلنى فى عياذك من كل سوء و من الشيطان الرجيم.

اللهم إنى احترس بك من كل شئ خلقت و احترز بك منهم، و اقدم بين يدى بسم اللّه الرحمن الرحيم: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ* وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و من خلفى مثل ذلك و عن يمينى مثل ذلك و عن يسارى مثل ذلك و من فوقى مثل ذلك.

قوله كتب عبد الملك أن انظر أى تامل فى الحال، و تدبر ثم ابتدأ أنس خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.

مرة ابن شراحيل الهمدانى الكوفى و يقال له مرة الطيب و من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 125

العجيب أن يوصف

المر بالطيب لكن فى الألقاب و الأسماء ما ينزل من أسماء، سمع ابن مسعود و ذكر أنه روى عن أبى بكر و عمر و على رضى اللّه عنهم، و روى عنه عمرو ابن مرة و أبو إسحاق السبيعى و الشعبى، و قد تقدم أنه خرج إلى الديلم فى عدد جم فى أيام على رضى اللّه عنه، و فى الارشاد للخليل أنه دخلها فى آخر أيام عمر رضى اللّه عنه و ربما أتاها مرتين.

أنبا والدى عن أبى بكر بن على عن محمد بن الحسين و أنبانا غير واحد، عن كتاب ابن الحسين، أنبا القاسم بن محمد أنبا على بن إبراهيم، أنبا محمد بن يزيد ثنا يحيى بن حكيم ثنا يزيد بن هارون ثنا محمد بن طلحة عن زبيدة عن مرة عن عبد اللّه قال حبس المشركون رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم عن صلاة العصر، حتى غابت الشمس فقال حبسونا عن صلاة الوسطى ملاء اللّه قبورهم و بيوتهم نارا.

الوسطى تانيث الأوسط، و وسط القوم بسطهم أى صار وسطهم، فظهر اختلاف علماء الصحابة فمن بعدهم فى أن الصلاة الوسطى أية صلاة هى فعن زيد بن ثابت و عائشة و أبى سعيد الخدرى، و أسامة بن زيد أنها صلاة الظهر، لأنها فى وسط النهار و لأنها الوسطى من صلاة النهار، و قال الأكثرون هى صلاة العصر لأنها متوسطة بين صلاتى نهار و صلاتى ليل و الحديث حجة لهذا القول.

عن قبيصة بن ذوئب أنها صلاة المغرب لتوسطها بين الطول و القصر، و عن بعضهم أنها صلاة العشاء لأنها بين صلاتين لا يقصران،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 126

و عن ابن عباس و ابن عمر و معاذ

و طاؤس و عكرمة و هو أختيار الشافعى أنها صلاة الصبح لوقوعها بين سواد الليل و بياض النهار، و ذكر أن ذلك كان قبل نزول صلاة الخوف و إلا لما أخلى الوقت عن الصلاة.

منارة الغامدى، و غامد، بطن من الازد، حكى الخليل الحافظ و غيره أن البراء بن عازب رضى اللّه عنه، لما ولى قزوين سار و معه عروة ابن زيد الخيل حتى أتى أبهر فأقام على حصنها و هو من بناء سابور فقاتلوه ثم طلبوا الامان فآمنهم، ثم عزا قزوين فأظهر أهلها الاسلام فرتب البراء معهم خمسمائة رجل معهم طليحة بن خويلد الأسدى، و منارة و ميسرة الغامديان و جماعة من تغلب على دستبى و غزا البراء الديلم.

منصور بن عبد الحميد بن راشد الخراسانى من أهل مر و استوطن البصرة و انصرف إلى خراسان بأخرة و مات بسرخس، و ذكر أنه يكنى أبا رباح و أنه مولى عمار بن ياسر رأى أبا هريرة، و روى عن ابن عمر و أنس و أبى أمامة رضى اللّه عنهم، و من التابعين عن عطآء بن أبى رباح و طاؤس و مكحول و روى عنه سلمة بن سليمان و معاذ بن أسد المروزيان و غيرهما.

أنبانا أحمد بن حسنويه عن الواقد بن الخليل عن أبيه. نبا الحسن ابن عبد الرزاق أنبا على بن إبراهيم، حدثنى أبو الحسين محمد بن عطية القزوينى، حدثى أبو المنتصر مقيل بن رجاء الحارثى بطوس ثنا أبو الهذيل عيسى بن نصر السرخسى ثنا منصور بن عبد الحميد، سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول إذا قرأ الرجل القرآن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 127

و أحتشى من أحاديث

رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و كانت هناك عزيزة كان خليفة من خلفآء الأنبياء عليهم السلام.

قوله إذا قرأ الرجل القرآن يعنى قراءة فهم و معرفة، و على مثل ذلك حمل الشافعى قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم يؤم القوم أقرأوهم لكتاب اللّه.

قوله و احتشى من أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ضبط بالشين و كانه من قولهم حشا الوشاة و احتشت الحائض بكذا و يجوز أن يكون الرواية بالسين من قولهم: حسا المرقة و تحساها و احتساها و اللفظ على التقدير الأول يشير إلى الأكثار منها و على الثانى إلى الحرص عليها و الغوص فيها و فى معانيها و الغريزة الطبيعة و المقصود ان الطبيعة القويمة إذا ساعدت علم الكتاب و السنة كان صاحبها من خلفاء الأنبياء و وراثتهم.

ميسرة الغامدى يقال أنه ورد مع البراء قزوين و أنه من الذين سكنوا دستبى و أعقبوا بها و عمروا الضياع، و كانت فى أيديهم قبالة من السلطان انها لهم و سموا متقبلين لتقبلهم البلد من السلطان.

يزيد بن كيسان اليشكرى الكوفى أبو منين فيما روى عن يعلى بن عبيد و أبو إسماعيل فيما ذكر مروان بن معاوية الفزارى روى عن أبى حازم لأشجعى، و يذكر أنه رأى أنس بن مالك رضى اللّه عنه و روى عنه يحيى بن سعيد القطان و عبد الواحد بن زياد و مروان ابن معاوية و كتب عنه سفيان الثورى و شريك و فى تاريخ البخارى ان يحيى القطان

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 128

قال فى يزيد أنه صالح وسط، و ليس ممن يعتهد عليه لكن عن الحسين الجعفى، أنه حدث عنه و قال

كان أبو منين عندنا من الأخيار الصالحين و أخرج عنه مسلم فى الصحيح.

ذكر الخليل فى الارشاد أنه دخل قزوين مرابطا و مات بها، و أما أن له أعقابا مبرزين من أهل العلم و الحديث بقزوين فهو مشهور و سيأتى ذكرهم فى تراجمهم، إن شاء اللّه.

حدث على بن بياع الحديد عن أحمد بن محمد الذهبى، ثنا عبد اللّه ابن هاشم ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا يزيد بن كيسان عن أبى حازم عن أبى هريرة قال إن كان ليصلى خلف النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم نيف و سبعون رجلا من أصحاب الصفة لهم ثوب واحد لا يبلغ سوقهم، فيقول النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم للنساء لا ترفعن رؤسكن من السجدة حتى يستوى هؤلاء صفوفا قال أبو هريرة و أنتم اليوم تصلون فى الثوبين و الثلاثة.

فيه بيان أن جماعة من الصحابة كانوا يشهرون بأهل الصفة و قد جمع أسماءهم جامعون و تتبع الحافظ أبو نعيم الأصبهانى فى الحلية ما ذكر تصحيحا و تزبيفا.

قوله لهم ثوب واحد أى لكل واحد و يروى فى أحوالهم أنهم ربما تناوبوا فى الثوب الفرد، و فيه أن الصلاة تؤدى فى الثوب الواحد.

قوله لا يبلغ سوقهم كأنه لا يجاوز الركبة أو كان فويقها فليست هى من العورة و ليس ذلك لأن السنة تقصير الثوب إلى هذا الحد و إنما

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 129

كان السبب فيه قلة ذات يدهم، و منع النساء من رفع الرؤس إلى أن يستوى القوم لئلا يقع نظرهن على شئ من العورة، و فيه أن ستر العورة يرعى من الأعلى و من الجوانب لا من الأسفل، و أن النساء كن يقفن خلف

الرجال.

قوله و أنتم تصلون فى الثوبين و الثلاثة يشير إلى ما كانوا عليه من المجاهدة إلى أن وسع اللّه عليهم- فهؤلاء هم المشهورون ممن ورد قزوين من الصحابة و التابعين رحمه اللّه عليهم أجمعين.

القول فيمن بعد الصحابة و التابعين

اشارة

أخوص الآن مستعينا باللّه تعالى و نعم المعين فى ذكر من بعد الصحابة و التابعين ممن يعرف بنوع من العلم و الدراية أو طرف من السماع و الرواية من سكان قزوين و أهاليها و من توطنها و نسب إليها و إلى نواحيها، و ممن دخلها من غير أهلها متفقها أو تاجرا أو وردها أو اجتاز بها، غازيا أو زائرا، و أرتب أسمائهم على حروف المعجم من غير دعاية القرون و من غير تميز متقدم عن متأخر و فاضل عن مفضل ليكون الوقوف على اسم من يطلب منهم عند المراجعة أسهل.

أوردها المسمين بالاسم الواحد على ترتيب حروف المعجم فى أسماء آبائهم، و أسعى فى ايراد المتفقين فى أسمائهم و أسماء آبائهم على ترتيب الحروف فى أسماء أجدادهم، و أودع الذين لا اعرفهم إلا بالكنية فى آخر ذكر المسمين بالاسم المتكنى به، و كل ذلك بعد أن أقدم المسمين بأشهر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 130

أسماء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و هم المحمدون توقيرا له بتقدم أسمائه و اقتداء لمن سلك هذه الطريقة و أثر من السابقين و الخالفين من علماء الأثر، و إلى اللّه سبحانه أرغب فى تقريب البعيد و تسهيل القريب و ما توفيقى إلا باللّه عليه توكلت و إليه أنيب.

المحمدون
حرف الألف فى آبائهم
محمد بن آدم الغزنوى أبو عبيد اللّه المقرئ المعروف باللهاورى

شيخ متقن فى القراءة بارع فى الورع و حسن السمت و متانة الديانة مداوم على العبادة مواظب على التهجد، بلغى أنه كان يصلى و عنده قوم يقرؤن القرآن عليه فخر فى صلاته فظن القوم الظنون إلى ان انتعش لأنهم وجدوا السقطة منكرة ثم بحثوا على السبب و راجعوا من كان يخدمه و يلازمه فقال ما أعرف له سببا إلا

أنه يديم إحياء الليل و لا يتناول من الطعام إلا اليسير و كان مهيبا مستقيم الطريقة مبالغا فى الاحتياط.

يخطر لى و اللّه أعلم أن آدم المنسوب إليه أراد به أبا البشر عليه السلام، و لم يزد فى النسب عليه لشدة الاحتياط قدم قزوين و نزل خانقاه جوهر خاتون الشارع بابه إلى المسجد الجامع، ثم انتقل إلى المدرسة العنبرية و أقام بها يستفاد من علمه و عمله و يتبرك به و بسيرته إلى أن توفى سنة خمس و أربعين و خمسمائة و دفن بباب المشبك و قبره ظاهر مزور و ما فى وجدان بركاته و قضاء الحاجات عنده نزور.

سمع منه بقزوين جماعة منهم الامام والدى رحمه اللّه كتاب الغابة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 131

للامام أبى بكر بن مهران و شرحها لأبى الحسن على بن محمد بن عبيد اللّه الفارسى، سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة، بروايته الغابة عن عمر بن زكريا السرخسى عن الأديب سعيد بن عثمان الغزنوى عن عبد الكافى المقرئ عن أبى الحسن الفارسى عن ابن مهران و روايته الشرح بهذا الأسناد عن الفارسى و ذكر الجماعة أنه لقى بعد سماع الكتابين من ابن زكريا السرخسى الأديب سعيدا فقرأهما عليه.

أنبانا غير واحد و قرأت بعضه على والدى رحمه اللّه قالوا أنبا محمد ابن آدم المقرئ أنبا سعيد عن عبد الكافى عن الفارسى، قال أما حجة من قرأ ملك و ذكر فصلا طويلا فى حجة القرائتين المشهورتين فى قوله تعالى:

ملك يوم الدين، تلخيصه أنه احتج لمن قرء ملك بغير ألف بأنه يوافق قوله تعالى: لملك القدوس فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ،* و نحوهما و بأنه يوافق خط المصاحف كلها و بأنه أبلغ فى الثناء لأن

كل ملك مالك لشئ، و ليس كل مالك بملك و بأن مصدر الملك و الملك بضم الميم و مصدر المالك الملك بالكسر.

الأول أكثر فى القرآن كقوله: الملك يومئذ، لمن الملك اليوم، و بأن من قرأ ملك فقد قرأ مالك، و لا ينكعس لأن أصل ملك مالك فنقل إلى الملك للمبالغة فى المدح كما نقل لابث إلى لبث و بأن الملك مستغن عن الاضافة و المالك محتاج إليها و غير المحتاج، أفضل من المحتاج، و بأنه قرأة الشافعى و انتقل إليه أبو حنيفة رضى اللّه عنهما بعد ما كان يقرأ بالألف فهذه سبعة أوجه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 132

احتج للقراءة الأخرى بأنها توافق قوله تعالى: مالِكَ الْمُلْكِ، و بأنها قراءة الخلفاء الراشدين و جماعة كثيرة من الصحابة و بأن فيها زيادة حرف و لكل حرف عشر حسنات، و بأن مالكا أكثر استعمالا و مجالا من ملك فيقال مالك للدواب و الطيور، و لا يقال ملكها و إنما يقال ملك الناس و بأن اللفظ مضاف إلى اليوم، و الاضافة بمالك أحسن منها بملك فهذه خمسة أوجه هذا آخر كلامه بالمعنى و فى بعض هذه الوجوه توقف لا يخفى.

اختيار أبى عبيد ملك بغير ألف قال لأن الأسناد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم اثبت و احتج له أيضا بأن الملك يومئذ للّه على ما قال الملك يومئذ الحق للرحمن، و قال لمن الملك اليوم و إذا كان ملك يوم الدين له كان ملك يوم الدين.

فصل

محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللّه القاضى أبو عبد اللّه الرازى،

ثم القزوينى الأخبارى، كان عالما بالمعجزات و المبعث و المغازى و القصص و التواريخ جموعا كتوبا لها و صنف فيها مصنفات مطولة و مختصرة و منها مجموع التواريخ

يقع فى جلود صالحة، ابتدأ فيه بذكر التاريخ العام و أخبار الأنبياء و الخلفاء و الملوك، و اقتصر فى أواخر الكتاب على الحوادث و الوقائع المتعلقة بقزوين و نواحيها خاصة، و سمع أباه أبا إسحاق إبراهيم ابن أحمد القاضى و نصر بن على العجلى، و على بن إبراهيم و غيرهم،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 133

و أورده الخليل الحافظ فى جملة شيوخه.

فقال فى المشيخة ثنا محمد بن إبراهيم صاحب التاريخ، ثنا إبراهيم بن أحمد يعنى أباه ثنا يوسف بن موسى ثنا ابن أبى ناحية ثنا زياد بن يونس عن مسلمة بن على عن الاوزاعى، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى جعفر، عن أبى هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال ثلاثة لا يعادون الرمد و صاحب الضرس و صاحب الدمل.

روى محمد بن إبراهيم هذا عن أبيه عن إبراهيم بن عبد المؤمن بن أبى خالد عن محمد بن أبان الخراسانى، تفسيره بأسانيده عن ابن عباس رضى اللّه عنه.

محمد بن إبراهيم بن أحمد الفقيه أبو نصر البخارى

قاضى القضاة ولى القضاء بقزوين سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، و بقى على الولاية إلى أن توفى بها سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة، و كان ظاهر السداد موقرا فقيها ينتحل مذهب أبى حنيفة رحمه اللّه، و له الطبع القويم و الشعر الجيد و الخصال المرضية إلا أنه كان شديدا فى الاعتزال و هو الذى أثبت فى آخر ولايته المحضر بالمسائل السبع الاتفاقية بقزوين و هذه نسختها نقلتها عن خط والدى رحمه اللّه.

اتفق رأى قاضى القضاة أبى نصر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفقيه و جماعة أعيال الأئمة و الاماثل بقزوين، لما رأوه من الصلاح لأنفسهم و لأعقابهم فى أملاكهم، و

معايشهم على تقرير ما تضمنه هذه الفصول السبع فأخذها أن كل من عقد من أهل بلدهم عقدا على ملك له ظاهر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 134

باسم غيره فى شرى أو غيره من وجوه التمليكات و أشهد على نفسه فيه فسلمه إلى من عقد فيه و بقى زمانا فى يده على حكم ذلك التملك من غير منازعة منازع.

ثم أبرز هو بنفسه أو بعض من يتصل به حال حياته أو أبرز بعض أقاربه بعد موته عقدا يخالف ما عقده فيه لم ينظر إليه و لم يسمع فيه دعوى و لم يقم الشهود فيه شهادة، و لم تعترض على يد من هو فى يده بازالة كما اتفق عليه آراء من تقدمهم من العلماء.

ثانيها أن كل امرأة عقد زوجها عليها، عقد برأة فى صداقها على وجه لا يقف عليه أهلها و أقاربها أو لا يظهر ذلك فى مجلس الحاكم فى مدينة قزوين، أو لا يظهر سبب من أسباب البراءة لا يتهم فيه زوجها أو بعض من يتصل به بحيلة لم ينظر فيه و لم يسمع فى تلك البراءة دعوى و كانت البراءة منسوخة.

ثالثها أن كل من عقد على نفسه عقد بيع فى عقار بثمن مثله، فى وقت بيعه و حصل ذلك فى يد من كتب باسمه الشرى فيه فنطهر منه تصرف بما يظهر به تصرف المشتريين، ثم حصل فى ثمن ذلك العقار تراجع و لم يكن المشترى أشهد على نفسه بشرائه فى عقد الشرى المكتسب فيه فادعى أنه لم يشتر ذلك و أن له حق الرجوع على البائع بالثمن لم تسمع هذه الدعوى.

رابعها أن كل امرأة عقدت على نفسها لزوجها أو عقد بعض أهلها له عقدا فى ملك

ليزيد هو لأجل ذلك فى صداقها، ثم ابرزت هى أو بعض

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 135

من عقد ذلك العقد من اهلها عقدا يخالف ما عقدوه فى الظاهر لهذا الزوج لم ينظر فيه و لم يسمع دعواه و أجرى الأمر فيه على أحد الوجهين أما أن يرد ذلك المهر إلى مهر مثلها و يبطل العقد الذى فى يد هذا الزوج أو يقرر هذا العقد فى يد الزوج على ما وقع عليه و تقرر تلك المرأة على ما وقع عليه.

خامسها أن كل من ثبت فى ذمته دين من ثمن أو مهرا و غير ذلك و ظهر ذلك فى مجلس الحكم، و توجه عليه الحبس فأبرز هذا الخصم عقدا بأن ما كان له من عقار و غيره و قد جعله باسم غيره و أنه و ان كان ظاهر الغنى فهو الان فى الحكم فقير لا يسمع هذه الشهادة.

سادسها أنه تقرر رأى الجماعة فيما يقع من الشهادة النساء أن يبلغ الاحتياط فى ذلك المبلغ الممكن فيه من اعتبار حال المعرف، و كونه ممن يقبل قوله فى ذلك و لا يقتصر على واحد حتى يضم إليه غيره و ان أمكن الشاهد الاستقصاء فى التعرف يستقصى فيه و يبلغ أقصى ما يمكن و يجمع فى التعرف بين من كان من أهلها و بين أجانب الناس إذا كان ذلك عنده أقوى و إذا وقعت الشبهة بخلل وقع فى بعض الأمور توقف عن شهادته.

سابعها إذا حصل التنازع فى مجلس الحكم فى قبالة ظاهرها شرى فادعى من اضيف إليه للبيع فيها أنه عقد رهن فى الباطن و ان كان قد كتب فى الظاهر لفظ الشرى، يحلف المدعى للشرى فيه أنه عقد شرى فى

الظاهر و الباطن و ان أقام البائع فيه بينة على اقرار المشترى أنه رهن فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 136

الباطن سمع ذلك و ان أقام شهادة إلا على اقرار المشترى و لكن قال الشاهد إنى أعلم ذلك لم يقبل، اتفقت أرآء جماعتهم على تقرير هذه الفصول السبع المشروحة فيه و جعلوها مثالا يمتثلونه هم بأنفسهم، و يمتثل الكافة من أهل بلدهم فلا يتجاوزونه و ذلك فى يوم الأحد التاسع و العشرين من ربيع الآخر سنة ثلاثين و أربعمائة و جدد العهد بالاتقاق على المسئلة الأولى من السبع غير مرة.

فمنها فى سنة إحدى عشر و خمسمائة فى أيام ذى السعادات أبى على شرفشاه بن محمد بن أحمد الجعفرى كتب كتابا باتفاق الأئمة عليها و بذل المشهورون من الفرق خطوطهم به رأيت أصل المحضر بخط مخلد بن محمد ابن حيدر المخلدى الشروطى و فيه خط الشيخ ملكداد بن على و الاستاد على بن الشافعى، و الحسن بن عبد الكريم الكرجى، و عبد الوهاب ابن الحجازى، و آخرين من الحنيفة و حمزة بن سيدى ابن أبى ليلى الحسنى و أمير كابن أبى اللبجم و غيرهم، و هذه أبيات للقاضى أبى نصر من قصيدة له فى الأستاذ أبى طاهر وزير ابن كاكويه:

حليف مساع نقشن على غرة الدهر نقش السطور

خلقن فواقر صما لكسرفقار العدو و جبر الفقير

و سائل عن سيكون الزمان فقلت لها قوله طب خيبر

فان يك موسى قضى نحبه فان عصاه بكف الوزير

اسير عذرى إلى بابه و قل لأدنى رضاه مسيرى

فهذا اعترافى فهل قائل و هذا اعتذارى فهل من عذير

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 137 و لو لا التقى و شعار القضاءلأشعر شعرى بما فى ضميره

شفيعا لى شكرو و دله و ما

لى غيرها من نصيره

ذكر أن القاضى كانت له هيبة و قبول عند الخواص و العوام، و سمع الحديث من القاضى عبد الجبار ابن أحمد و سمع معه ابنه الحسن و له ابن آخر موصوف بالفضل، يقال له صاعد بن محمد تولى القضاء بخوزستان، و كان شعر من أبيه و يأتى ذكرهما فى موضعه ان شاء اللّه تعالى.

محمد بن إبراهيم بن أحمد بن الواقد أبو عبد اللّه الخليلى،

كريم نبيل نسيب صاحب مروة و جاه و محبة للعلم و أهله انتهت رياسة الأئمة إليه فى عصره و كان يكرم العلماء البلديين و الغرباء و ينزل الواردين من أهل العلم و الأكابر مدرسته و خانقائه و دوره و يرتبطهم، و يسدى إليهم الجميل ما أقاموا و يسرحهم باحسان إذا ارتحلوا و فوض تدريس مدرسته إلى والدى رحمه اللّه و صودر فى سنة أربع و خمسين و خمسمائة بأربعين ألف دينار فاداها من غير أن يستخف به أو يشدد عليه و احتفظ بجاهه و مروئته و توفى فى شعبان سنة سبع و خمسين و خمسمائة و كان قد سمع الحديث.

من مسموعه صحيح البخارى سمع بتمامه من الأستاذ الشافعى ابن داؤد المقرى سنة إحدى عشرة و خمسمائة و مسند الشافعى سمعه من السيد أبى حرب الهمدانى سنة خمس و عشرين و خمسمائة بروايته عن أبى بكر الشيروى عن القاضى أبى بكر عن الأصم عن الربيع عن الامام الشافعى رضى اللّه عنه و لما اقعدت فى مدرسته مكان والدى رحمه اللّه فى اليوم الثالث أو الرابع من وفاته و قد حضر أعيان البلد و فيهم ابنا صاحب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 138

المدرسة إبراهيم و الفضل أنشأت فى خلال فضل رتبته و ألقيته على رسم الدروس:

طوبى له طوبى له

طوبى قزوين منه ملئت طيبا

بزينة دام له نوره و ركنه يؤتيه تهذيبا

كان أبو عبد اللّه يلقب بنور الدين واحد ابنيه بالزين و الآخر بالركن.

محمد بن إبراهيم بن أبى نعيم إسحاق أبو بكر الأصبهانى

ثقة من أهل الحديث ورد قزوين سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة و حدث بها سمع أبا مسعود أحمد بن الفرات و روى عنه سننه و روى عنه على بن أحمد بن ابن صالح و الخضر بن أحمد و غيرهما حدث على بن أحمد بن صالح عن أبى بكر الاصبهانى هذا بسماعه منه بقزوين، قال ثنا يوسف بن زكريا ثنا يعلى عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، يقول قبل موته بثلاث لا يموتن أحد منكم إلا و هو حسن الظن باللّه.

رواه أبو داؤد الطيالسى فى سنة عن سلام عن الأعمش و أبو سفيان اسمه طلحة بن نافع، و هو واسطى روى عن جابر و ابن عمرو ابن عباس و قوله لا يموتن أحد منكم إلا و هو حسن الظن باللّه، يجوز أن يريد به الترغيب فى التوبة و الخروج من المظلمة فانه إذا فعل ذلك حسن ظنه و رجاء الرحمة.

محمد بن إبراهيم بن بندار البصير أبو جعفر التومجينى

شيخ صالح خاشع، و تومجين من قرى قزوين سمع والدى و أبا بكر محمد بن خليفة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 139

الصانعى و أقرانهما، أخبر والدى رحمه اللّه سنة إحدى و ستين و خمسمائة أنبا عبد الخالق بن أحمد بن عبد العالم أنبا أحمد بن الحسن الباقلانى أنبا عبد الملك بن عبد اللّه بن بشران أنبا أبو بكر الأجرى أنبا عبد اللّه بن صالح أنبا أبو بكر بن أبى شيبة، ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبى إسحاق عن أبى الأحوص عن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إن الاسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما

بدأ.

رواه ابن ماجه فى سننه عن سفيان بن وكيع عن حفص و قال فى آخره فطوبى للغرباء قيل و من الغرباء قال النزاع من القبائل، و رواه عبدان القاضى عن أبى بكر بن أبى شيبة عن حفص مع هذه الزيادة، ثم قال عبدان هم أصحاب الحديث.

قوله بدأ غريبا إن قرئ بغير همزة فهو ظاهر، يقال: بدأ الشئ يبدو أى ظهر و قد يسبق إلى اللفظ، بدأ بالهزة لأنه ذكر العود على الأثر و الابتداء و الاعادة متقابلان يقال بدأ بالشئ و ابتدأ و على هذا فالمبتدأ به محذوف كأنه قال ابتدأ الاسلام لصحبة القرن الأول و الغريب البعيد عن الوطن يقال اغترب الرجل و تغرب و غرب يغرب غربة فهو غريب و غرب و غربت الشمس تغرب غروبا و غرب الرجل يغرب و تنحى و تباعد.

يقال اغرب عنى أى تباعد و غربت الكلمة غرابة و ذلك لبعدها عن الفهم، و اغترب إذا تزوج إلى غير أقاربه و سمى الاسلام فى أول الأمر غريبا، لبعده عما كانوا عليه من الشرك، و أعمال الجاهلية و يعود

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 140

غريبا لفساد الناس آخرا و ظهور الفتن و بعدهم عن القيام بواجب الايمان.

قوله النزاع من القبائل هو جمع نزيع و نازع و هو الغريب الذى نزع عن أهله و عشيرته و صلى اللّه على محمد و آله.

محمد بن إبراهيم بن الحسن المقرئ الخياط

كان صالحا عارفا بطرف من علم القراءة سمع الوسيط لأبى الحسن على بن أحمد الواحدى، أو بعضه من القاضى عطاء اللّه بن على مع جماعة كثيفة فى الجامع بقزوين، سنة ثمان و ستين و خمسمائة، و فيما سمع حديث الواحدى عن سعيد بن محمد العدل أنبا أبو على بن

أبى موسى أنبا جعفر بن محمد بن المغلس ثنا ابو سعيد الأشج حدثنى عتبة بن خالد ثنا سعد بن سعيد ثنا عمر بن كثير بن أفلح عن سفينة عن أم سلمة رضى اللّه عنهما.

قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول من قال عند مصيبته، إنا للّه و إنا إليه راجعون، اللهم أجرنى فى مصيبتى، و أخلف له خيرا منها قالت أم سلمة فلما هلك أبو سلمة قلت من خير من أبى سلمة ثم عزم اللّه لى فقلتها و أخلفنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة عن أبى أسامة عن سعد.

عقبة هو ابن خالد بن عقبة بن خالد بن مسعود، أبو مسعود السكونى سمع عبد اللّه بن عمر، و هشام بن عروة و سعد هو ابن سعيد بن ابن قيس بن عمرو الأنصارى، أخو يحيى و عبد اللّه و به حدث عن أنس و القاسم بن محمد و الزهرى، و عمر بن كثير بن أفلح مولى أبى أيوب الأنصارى سمع نافعا مولى أبى قتادة و سفينة و روى عنه يحيى و سعد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 141

أنبا سعيد الأنصارى، و الحديث يدخل فى رواية التابعى عن التابعى ثم الصحابى و فى غير هذه الرواية أن أم سلمة حدثت به عن أبى سلمة عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و ربما سمعته من النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و من أبى سلمة أيضا.

قوله: اللهم أجرنى يقال أجره اللّه يأجره، أى أثابه و الأجر الثواب، و يقال أيضا أجره يأجره أى صار أجيرا له، و

منه قوله تعالى:

على أن تأجرنى ثمانى ححج، و ذكر بعضهم أنه قد يقال بالمعنى الأول آجره بالمد أيضا و إن الأصمعى أنكره فان جوز فيجوز آجرنى بالمد و أما من أجر يأجر فيسكن الهمزة و تضم الجيم.

يقال أخلف اللّه عليك أى رد عليك مثل ما ذهب منك ليكون خلقا عنه و أخلف الرجل لنفسه إذا ذهب له شئ فجعل مكانه آخر و الاسترجاع عند المصيبة مستحب ورد به القرآن و السنة، و كلمة إنا للّه إقرار بأنه المالك يفعل فى ملكه ما يشاء، و إنا إليه راجعون إقرار بالفنا و البعث و قيل معناه نرجع إليه ليكشف عنا ما أصابنا.

محمد بن إبراهيم بن حمك و رأيت بخط الراشدى

فى غير موضع ابن حمدك الرزاز القزوينى أبو سعيد الأنصارى، يقال أنه من ولد جابر ابن عبد اللّه الأنصارى، سمع أبا حاتم و يحيى بن عبدك و محمد بن عبد العزيز الدينورى، روى عنه محمد بن على بن عمر الختلى و غيره، و ذكر الحافظ الخليل فى الارشاد و وثقه و ذكر أنه حدثه عنه جماعة و أنه مات سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة و ان أولاده لم يكونوا من أهل العلم.

حدث أبو عبد اللّه محمد بن على بن عمر عن محمد بن إبراهيم هذا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 142

قال ثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك ثنا عبد اللّه بن أمية الفزارى، ثنا يعقوب القمى ثنا حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال ثنا عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال سمعت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، يقول أنا فرطكم على الحوض.

الفرط و الفارط الذى يسبق القوم إلى الماء فيهيئه لهم بالاستقاء أو الجمع

فى الحوض، و منه الدعا فى الصلاة على الصبيان أللهم اجعله شفيعا و فرطا لأبويه، يقال منه فرط القوم يفرطهم أى سبقهم إلى الماء و فرط من القول أى سبق و فرط عليه أى عجل، قال تعالى: إنا نخاف أن يفرط علينا، و الحوض منعوت فى الأحاديث الصحيحة.

فعن رواية ثوبان رضى اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال إن حوضى ما بين عدن إلى إيلة أشد بياضا من اللبن و أحلا من العسل، و عدن معروف و ايلة مدينة من بلاد الشام على ساحل البحر يقال هى على نصف الطريق بين فسطاطا مصر و مكة و ايلة أيضا من رضوى، و هو جبل منيع بين مكة و المدينة.

عن ابن عمر رضى اللّه عنه عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أمامكم حوضى، و فى بعض النسخ حوض كما بين جربا و أذرح و صورة الخط يقتضى أن يكون جرباء بالمد و كذلك روى فى صحيح البخارى و قيل بالقصر من بلاد الشام و اذرح بالحاء مدينة من ادانى الشام و يقال انها فلسطين و بينهما على ما حكى عن كتاب مسلم مسيرة ثلاثة أيام.

فى رواية أبى سعيد الخدرى أن لى حوضا ما بين الكعبة إلى بيت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 143

المقدس، و فى رواية حذيفة أن حوضى لا بعد من ايلة من عدن، و فى رواية أنس ما بين ناحيتى حوضى كما بين صنعاء و المدينة أو كما بين المدينة و عدن، و عن حارثة بن وهب الخزاعى، أنه سمع النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أن حوضه ما بين صنعاء و المدينة، و

فى رواية عبد اللّه بن عمرو أنه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال حوضى مسيرة شهر، و هذه الاختلافات تشعر بأن ذكرها- جرى على التقريب دون التحديد و بأن المقصود بيان بعد ما بين حافيته وسعته لا للتقدير بمقدار معين و يمكن أن ينزل بعضها على طول الحوض و بعضها على عرضه.

قد ورد من رواية أنس عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال طول حوضى ما بين مكة إلى إيلة و عرضه ما بين المدينة إلى الروحاء يقال أنه على نحو من أربعين ميلا من المدينة، و قيل على ستة و ثلاثين و قيل على ثلاثين.

محمد بن إبراهيم بن سليمان البزاز القزوينى

أجاز له على بن أحمد بن صالح بياع الحديد و لا يخفى سعة روايته و درايته و شهرته فى علوم القرآن فى جماعة يذكر أسمائهم فى مواضعها و هذه حكاية الاستجازة و الاجازة أن رأى الشيخ الفاضل اطال اللّه بقاه أن يجيزه المطيب بن على الطيى و أخويه أحمد و محمد و محمد بن الحسن بن جعفر الطيبى و أحمد و الخليل ابنى عبد اللّه الخليلى و أحمد بن الحسن بن دلك و أحمد بن عمر الصفار، و على بن محمد بن عمران البزار و على بن الحسين القطان و أخيه أحمد و عبد الغفار ابن الحسن بن حوالة و عبد اللّه بن إبراهيم القطان و محمد بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 144

إبراهيم الخزرى و محمد بن إبراهيم بن سليمان البزاز فعل يقول على بن أحمد ابن صالح أجزت لهؤلاء النفر أن يرووا عنى جميع ما يصح عندهم من أحاديثى عن مشائخى بعد أن تكون النسخ صحيحة و لا أطلق لأحد منهم

أن يروى عنى لحنا و لا تصحيفا أو خطأ و كتبت بيمينى فى ربيع الأول سلخها سنة سبعين و ثلاثمائة.

محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه المغربى، أبو عبد اللّه الاندلسى القرطبى

يعرف بابن الخطاب شاب ورد قزوين متفقها و طالبا للحديث بعد سنة ثمانين و خمسمائة و سمع من الامام أحمد بن إسماعيل و غيره و سمع بها جامع محمد بن يزيد بن ماجة من بعض رواته فى الجامع ثنا أبو بكر بن أبى شيبة ثنا إسماعيل بن علية عن أبى حيان عن أبى زرعة عن أبى هريرة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال يا رسول اللّه ما الايمان قال أن تؤمن باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و لقائه و تؤمن بالبعث الآخر قال يا رسول اللّه ما الاسلام قال الاسلام أن تعبد اللّه و لا تشرك به شيئا و تقيم الصلاة المكتوبة و تؤدى الزكوة المفروضة و تصوم رمضان، قال يا رسول اللّه ما الاحسان قال أن تعبد اللّه كأنك تراه فانك إن لا تراه فانه يراك.

قال يا رسول اللّه متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل، و لكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربتها بذلك من أشراطها، و إذا تطاول رعاء الغنم فى البنيان، فذلك من أشراطها فى خمس لا يعلمهن إلا اللّه فتلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن اللّه عنده علم الساعة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 145

و ينزل الغيث و يعلم ما فى الأرحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غدا و ما تدرى نفس بأى أرض تموت إن اللّه عليم خبير.

أخرجه البخارى عن مسدد عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبى حيان

و اللفظ: فان لم تكن تراه فانه يراك و إذا ولدت الأمة ربتها و إذا تطاول رعاة الابل البهم فى البنيان و زاد بعد الآية ثم أدبر فقال ردوه فلم يروا شيئا فقال هذا جبرئيل جاء يعلم الناس دينهم و رواه مسلم عن أبى بكر ابن أبى شيبة و زهير بن حرب عن ابن علية.

قوله كان يوما بارزا للناس أى ظاهرا لا حجاب دونه و اللقا فى الكتاب و السنة يفسر بالثواب و الحساب و الموت و الرؤية و البعث و ليحمل هاهنا على غير البعث لأنه مذكور من بعد حيث قال و يؤمن بالبعث الآخر، و فى الحديث بيان أن الايمان التصديق و الاسلام و الانقياد و الطاعة و لم يكن المقصد البحث عن حقيقتها و إنما كان المطلوب بيان ما أمر الناس بالتصديق به و الانقياد و الطاعة فيه.

فانطبق الجوابان على المقصد المبحوث عنه و الاحسان فى العمل تجويده و الاتيان به على أكمل الوجوه و من يراقب غيره و يعظمه يجود ما يعمل له سيما إذا كان بمرأ منه فعبر عن هذا المعنى بقوله كأنك تراه و بين أن العابد إن لم يكن حاضرا مشاهدا، فالمعبود قريب شاهد بعمله.

أشراط الساعة علاماتها الواحد شرط بفتح الراء كذا ذكره فى ديوان الأدب، و يقال أشرط نفسه لكذا أى أعلمه له و منه الشرط لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها و شروط الأشياء علامات لها

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 146

و واحد الشروط شرط بسكون الراء و هو فى الأصل مصدر.

الرب السيد و الربة السيدة و أشهر ما قيل فى قوله أن تلد الأمة ربتها ان السبى و الغنائم تكثر و الناس يبالغون فى اتخاذ

السرارى و على هذا فعده من علامات الساعة يجوز أن يكون لاعراض الناس عن سنة النكاح و يجوز أن يكون لظهور الدين و اتساع وقعة الاسلام و يلى ذلك قيام الساعة.

آراء المشهور قولان قيل المراد أنه يفشو العقوق حتى يقهر الولد أمه قهر السيد أمته و على هذا فتخصيص الأمة بالذكر يجوز أن يكون سببه أن العاق لمكان رقها أكثر استحقارا لها، و قيل المراد ان الناس لا يحتاطون فى أمر الجوارى، و قد ينتهى التهاون إلى أن تباع أمهات الأولاد ربما تقع فى يد إبنها و هو لا يدرى أنها أمه و تسمية الولد ربا و ربة على الأقوال باعتبار أنه فى الحرية و الشرف كسيدها أو أنه ولد سيدها و ولد السيد قد يسمى سيدا، و قد يثبت له الولاء كالسيد أو أنه سبب عتقها فهو كسيدها المنعم عليها بالعتق كل قد قيل.

الرعاء بكسر الرآء و المد و الرعاة جمع راع و المعنى ان البلدن يفتح فيترك الرعاة أصحاب البوادى و يسكنون البلاد و يتطاولون فى البنيان و معنى التطاول أن بعضهم يطاول بعضا يقال: طاول فلان فلانا من الطول و التطول، و يجوز أن يحمل على أنهم يتغلبون و يستطيلون، على الجيران فى أمر الأبنية و مرافقها يقال تطاول عليه و استطال.

قوله فى خمس أى وقت الساعة المسؤل عنها يقع فى خمس لا يعلمهن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 147

إلا اللّه تعالى و إنما يستدل عليها بعلاماتها.

قوله رعاة الابل البهم الأشهر من اللفظ فى صحيح البخارى البهم بضم الباء و هو جمع بهيم و البهيم الأسود و قيل ما كان على لون واحد لاشية فيه و منهم من يفتح الباء هو المشهور

فى رواية من روى رعا البهم و لم يرو لفظ الابل و البهم جمع بهمة و هى الصغيرة من أولاد الغنم و هى قريبة من رواية من روى رعا الغنم و يشير إلى زيادة تحقير بأن راعى البهم أضعف و أخس.

ثم الذين ضموا الباء منهم من جعل البهم نعتا للابل و منهم من جعله نعتا للرعاة و رفع الميم و هو الأظهر، ثم قيل أراد الرعاة السود، و قال الخطابى: أراد المجهولين، و منه قولهم أمر مبهم، إذا لم يعرف حاله و قيل هم الذين لا شئ لهم و منه يحشر الناس حفاة عراة بهما.

محمد بن إبراهيم بن العباس

يقال له الابهرى فيما أظن سمع بقزوين أبا عبد اللّه بن محمد بن على بن عمر، فى فوائد العراقيين رواية عبد الرحمن ابن أبى حاتم بسماع أبى عبد اللّه منه حديث ابن أبى حاتم عن عمار بن خالد ثنا إسحاق الأرزق عن عبد اللّه، يعنى ابن عمر العمرى عن أبى الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبى هريرة، قال نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم عن الشغار و الشغار أن يزوج الرجل اخته على ان يزوجه ابنته.

نكاح الشغار قيل سمى شغارا من قولهم شغر البلد عن السلطان إذا خلا و ذلك لخلوه عن المهر و قيل من قولهم شغر الكلب إذا رفع رجليه ليبول كأنه يقول كل واحد منهما لا ترفع رجل موليتى ما لم أرفع

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 148

رجل موليتك، و قوله و الشغار أن يزوج إلى آخره يجوز أن يكون من كلام النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، و يجوز أن يكون من كلام الراوى و يفسره.

فى رواية ابن عمر

رضى اللّه عنه و هى مخرجه فى الصحيح و الشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته و ليس بينهما صداق.

محمد بن إبراهيم بن على بن أحمد بن على بن أحمد بن دلف بن عبد العزيز ابن أبى دلف القاسم بن عيسى العجلى أبو بكر الكرجى القزوينى

شيخ معمر موصوف بالعلم و الورع، و فى بيته ائمة مقدمون و إليهم إمامة لجامع العتيق بقزوين سمع أباه و الزبير بن محمد و أبا الحسن بن إدريس و القاضى عبد الجبار بن أحمد و روى عنه إسماعيل المخلدى و إسماعيل الحافظ الأصبهانى و غيرهما و كان يروى تفسير هشام ابن الكلبى عن أبيه و عن عمر بلويه المقرئ عن أحمد بن على الأستاذ عن محمد بن جعفر الاشنانى عن محمد بن يوسف الفراء عن هشام.

حدث إسماعيل بن حمزة المخلدى عن محمد بن إبراهيم، قال ثنا القاضى أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب ثنا سمعان بن يحيى العسكرى ثنا إسحاق بن محمد القمى ثنا أبى عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس ابن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم رأس العقل بعد الايمان التودد إلى الناس، و نصف العلم حسن المسئلة و الاقتصاد فى المعيشة نصف العيش و صدقة السر تطفئ غضب الرب و أهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 149

قوله أهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة يفسر بمعنيين أحدهما أنهم يستمرون على اصطناع المعروف يومئذ فيشفعون للمجرم و يهدون إلى المكرم، و الثانى أنهم أهل المعروف و الاحسان إليهم فى الآخرة.

التودد إلى الناس المذكور فى الخبر ينبغى أن يقصد به نفع الناس أو الانتفاع بهم، و أن يحترز عن الافتتان بالناس و قد رأيت

بخط والدى رحمه اللّه أن محمد بن إبراهيم الكرجى الذى نحن فى ذكره كان يقول لسبط أخيه و الناس ينتابون بابه، على طبقاتهم لسؤدده يا أسفى على ابنى أبى القاسم سال به السيل أين هو و الحالة هذه من دينه و كان يقول إذا خلا به يا بنى عليك بدينك فان خفق النعال خلف الانسان و على باب داره معلول تهدم دينه و عقله.

محمد بن إبراهيم بن على أبو نصر

سمع الشهيد أسكندر بن حاجى بقزوين روى عنه الحافظ يحيى بن عبد الوهاب بن مندة فى كتاب الطبقات من جمعه فقال و قد كتب إلينا غير واحد عنه أنبا أبو نصر محمد بن إبراهيم لفظا أنبا اسكندر بن حاجى بقزوين، روى عنه أنبا عمر بن محمد الزاهد ثنا أبو الدرداء انكمرد بن إسحاق الجيلى ثنا بشر بن أحمد ثنا داؤد ابن الحسين ثنا يحيى بن يحيى ثنا العلاء بن عمرو ثنا محمد بن الفضل ثنا يونس عن الحسن قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من شرب شربة من مآء، فتجرعه فى ثلاث جرع، يسمى اللّه تعالى فى أوله، و يحمده فى آخره لم يزل المآء يسبح فى بطنه حتى يخرج مرسل و التنفس فى الاناء

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 150

ثلاثا عند الشرب محبوب.

فقد صح عن أنس أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يتنفس ثلاثا. و عن ابن عباس، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا تشربوا واحدا كشرب البعير و لكن إشربوا مثنى و ثلاث و سموا إذا أنتم شربتم و إذا أنتم رفعتم كأنه يريد رفعتم رؤسكم من الاناء.

محمد بن إبراهيم بن عامر أبو منصور القزوينى

سمع بدمشق أبا محمد طلحة بن أسد بن مختار الرقى جزأ من حديثه و مما سمع فى ذلك الجزء حديث طلحة هذا عن أبى الحسين محمد بن محمد بن الخطيب ثنا حفص بن عمر بن الصباح أبو عمرو ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان الثورى عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة قال لما نزلت:

يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما.

جاء

رجل فقال يا رسول اللّه هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة قال قال: اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد- قرأت الحديث على والدى رحمه اللّه قال أنبا أبو نصر حامد بن محمد و أنبانى حامد أنبا السيد حمزة بن هبة اللّه أنبا إسماعيل ابن الحسن أنبا أبو الحسن الخفاف أنبا أبو العباس السراج ثنا يوسف بن موسى القطان ثنا وكيع ثنا مسعر و شعبة بن الحجاج عن الحكم عن عبد الرحمن و الحديث مخرج فى الصحيحين.

قولنا اللهم صلى على محمد قيل فى تفسيره عظم محمدا فى الدنيا باعلاء

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 151

ذكره و إدامة شرعه و فى الآخرة بتشفعه فى أمته و اجزال مثوبته و ابدآء فضله للاولين و الآخرين بالمقام المحمود و تقديمه على كافة المؤمنين الشهود، و هذه أمور أنعم اللّه تعالى عليه لكن لها درجات و مراتب، و قد يزيدها اللّه تعالى بدعاء المصلين عليه و يذكر أن أصل الصلاة فى اللسان التعظيم و أن هذه العبادة المعروفة تسمى صلاة لأن المصلى ينحنى للصلاة و هو وسط ظهره و هذا شئ يفعله الصغير للكبير تعظيما.

أما الآل فقد يراد به ذات الشخص و نفسه و عليه حمل قوله:

لقد أوتى مزمارا من مزامير آل داؤد، و قد يراد به أتباع الرجل و أشياعه و عليه حمل قوله تعالى: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ، و قد يراد به أهل بيت الرجل الادنون- و فى الحديث، من آل محمد؟ قال عباس و عقيل و جعفر و على

رضى اللّه عنهم .

الآل فى قولنا اللهم صلى على محمد و على آل محمد فسره الشافعى رضى اللّه عنه فى رواية حرملة ببنى هاشم، و بنى المطلب و يوافقه ما ورد فى الحديث لا تحل الصدقة لمحمد و آل محمد، فيدخل فى آله زوجاته ألا ترى إلى قول عائشة رضى اللّه عنها كنا آل محمد نمكث شهرا ما نستوقد نارا و أيضا فاصل آل أهل و لذلك إذا صغر قيل أهيل ردا إلى الأصل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 152

و لا شك فى وقوع إسم الأهل على الزوجة و للاصحاب وجه أن كل مسلم يدخل فى إسم الآل.

محمد بن إبراهيم بن عمرو سمع أبا الحسن القطان بقزوين

جزأ من حديث عبد اللّه بن يزيد المقرئ بسماع أبى الحسن من يحيى بن عبدك سنة سبعين و مائتين فيه حديث عبد اللّه ثنا سعيد بن أبى أيوب عن عطاء بن دينار عن عمار بن سعد التجيبى أن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال من ملاء عينيه من قاعة أو قاعة بيت قبل أن يؤذن له فقد فسق.

القاعة ساحة الدار و القاع المستوى من الأرض و النظر فى دار الغير عظيم الموقع و لذلك جاز دفعه من غير تقديم الانذار.

محمد بن إبراهيم بن الفضل الجيلى،

سمع بقزوين القاضى أبا محمد ابن أبى زرعة يحدث عن أبى بكر بن داسة عن أبى داؤد ثنا زهير بن حرب أبو خثيمة ثنا عبد الرحمن بن مهدى نبا أبو عوانة عن داؤد بن عبد اللّه الأودى عن عبد الرحمن السلمى عن الأشعث بن قيس عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم لا يسئل الرجل فيما يضرب امرأته.

ضرب الرجل امرأته جائز فى الجملة قال تعالى: وَ اضْرِبُوهُنَ و يمكن حمل الحديث من جهة اللفظ على أنه يوأخذ بالضرب و لا يسأل عنه فى الآخرة و حينئذ فيكون المقصود بيان أن الضرب جائز و لكن المراد من الحديث أنه لا يبحث عن سبب الضرب فقد يستحبى عن الافصاح به و لا يحسن الدخول بين الزوجين. حينئذ ببينة ما فى غير هذه الرواية.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 153

عن يحيى بن حماد عن داؤد عن عبد الرحمن عن الأشعث قال ضفت عمر رضى اللّه عنه فلما كان فى جوف الليل قام إلى امرأته يضربها فحجزت بينهما فلما آوى إلى فراشه قال يا أشعث احفظ عنى ثلاثا حفظتهن

من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا تسأل الرجل فيما يضرب إمرأته و لا تنم إلا على وتر و نسيت الثالثة.

ضفته نزلت عليه ضيفا يقال: ضاف يضيفه ضيفا.

محمد بن إبراهيم بن قليبة الهمدانى أبو جعفر الصوفى

سمع بقزوين أبا إسحاق الشحاذى سنة تسع و عشرين و خمسمائة، و فيما سمع حديثه عن الواقد بن الخليل عن أبيه ثنا على بن عمر الفقيه ثنا عمر بن أحمد ثنا عبد العزيز بن حاتم ثنا الحارث بن مسلم ثنا زياد بن ميمون ثنا أنس بن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إنما سمى شعبان لأنه ينشعب فيه خير كثير للصائم فيه حتى يدخل الجنة.

رواه سلمة بن شبيب عن الحارث بن مسلم، باسناده و قال إنما سمى شعبان لأنه ينشعب فيه خير كثير لرمضان. و معنى هذه الرواية ان المؤمنين يستعدون فيه للذكر و الخير و قراءة القرآن و يتأهبون لمجئ رمضان.

عن ابن عمر و أبى هريرة رضى اللّه عنهما إنه سمى شعبان لأن الأرزاق ينشعب فيه و هذا يشير إلى ما روى أنه يقسم فيه رزق السنة و قيل سمى شعبان لأنه ينشعب فيه كل متصدع و يجبر كل كسر يقال شعبت الأمر إذا أصلحته، و قال أبو عمرو بن العلاء و أهل اللغة سمى شعبان لأنه تشعبت فيه القبائل و اعتزل بعضها بعضا و يجمع شعبان على شعبانات.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 154

محمد بن إبراهيم بن محمد بن على البكرانى أبو جعفر الخطيب القزوينى

كان هو و جماعة من عشيرته متميزين عمن فى درجتهم من خطباء النواحى بمزيد الديانة و معرفة طرف من الفقه و الحديث و سمع محمد هذا الفقيه الحجازى ابن شعبويه سنة ثمان و خمسمائة، و بعد ذلك سنة تسع عشرة و خمسمائة بقرية شرفاباد و مما سمع منه لهذا التاريخ كتاب الأربعين فى البسملة من جمع أحمد بن أبى الخطاب الطبرى برواية الحجازى عنه.

فى الأربعين أنبا إسماعيل بن على بن أحمد الخطيب أنبا

عبد الرحمن ابن محمد السراج أنبا أبو العباس الاصم أنبا الربيع أنبا الربيع أنبا الشافعى ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن أبى جريج أخبرنى عبد اللّه بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره ان أنس بن مالك قال صلى معاوية بالمدينة فجهر فيها بالقراءة فقرأ لأم القرآن و لم يقرأ بها للسورة التى بعدها حتى قضى تلك القراءة.

فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان يا معاوية أسرقت الصلوة أم نسيت فلما صلى بعد ذلك قرأ، للسورة التى بعد أم القرآن، و الحديث مدون فى الشافعى رضى اللّه عنه و فيه دليل على استحباب الجهر بالتسمية للفاتحة و للسورة بعدها.

ذكر يوسف بن على جبارة الهذلى أبو القاسم فى كتابه المعروف بالكامل إن نافعا إمام أهل المدينة فى القراءة لما قال أن السنة الجهر بالتسمية سلم له مالك بن أنس على علو رتبته ما قاله و قال كل علم يسأل عنه أهله.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 155

محمد بن إبراهيم بن محمد أبو الحمد الدولابى

فقيه من أصحاب أبى حنيفة رحمه اللّه سمع أبا حاتم بن خاموش و غيره و ورد قزوين قبل الخمسمائة، و حدث بها عن أبيه و كان هو و أبوه من المعتبرين عندهم و المعروفين بفقههم حدث الفقيه أبو زرعة عبد الحميد بن عبد الكريم الحنفى سنة خمسمائة فى رجب، فقال حدثنا الشيخ الامام أبو الحمد محمد بن إبراهيم الدولابى بقزوين ثنا والدى أبو الفتح إبراهيم بن محمد أنبا أبو العباس أحمد ابن الحسين الضرير ثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن على بن طرخان بلخ ثنا سعيد ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير

عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أنا سيد ولد آدم و أول من تنشق عنه الأرض و أول شافع و أول مشفع.

قوله أنا أول من تنشق عنه الأرض هو معنى ما روى فى حديث آخر رواه أنس رضى اللّه عنه أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا.

قوله أنا أول شافع و أول مشفع فيه دليل على أن غيره يشفع و يشفع كونه أولا فى الشفاعة و التشفيع يبين علو مرتبته.

محمد بن إبراهيم بن ناصر العمرو آبادى القزوينى

كنت أراه فى صغرى يتفقه ثم رأيته بأصبهان و عنده طرف من المذهب و الخلاف و اللغة و كان يورق و يتعيش بأجرة الوراقة، و ما يجرى له من النظامية بها و أقام فيها على التفلك إلى أن توفى و له إجازة من مشائخها كمحمد بن الحسن ابن الفضل الادمى و عبد الملك بن الحسين بن عبد الملك و محمد بن أبى نصر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 156

القاشانى و ستية بنت إسماعيل بن محمد الحافظ و أحمد بن أبى منصور بن محمد ابن ينال الصوفى و أجاز له من غير. الأصبهانين جماعة، منهم على بن المختار ابن عبد الواحد الغزنوى.

على هذا يرى الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخارى عن أبى الفتح ناصر بن نصر بن أبى الفوارس عن أبى نصر محمد بن أحمد المقرئ عن أبى إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملى عن الفربرى عن البخارى و فى الصحيح فى كتاب الجمعة ثنا آدم ثنا ابن أبى ذؤيب عن سعيد المقرئ قال أخبرنى أبى وديعة عن سلمان الفارسى قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما

استطاع من الطهر و يدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته ثم يخرج و لا يفرق بين اثنين ثم يصلى ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الامام الا غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى.

أورد الحافظ أبو الحسن الدارقطنى الحديث فى جملة الأحاديث المعلولة التى أخرجها الشيخان أو أحدهما و قال اختلف على ابن ذويب فى الحديث فقال ابن عجلان عن سعيد عن أبيه عن ابن وديعة عن أبى ذر، و أرسله الدرا وردى فقال: عن عبيد اللّه عن سعيد عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، و قال الضحاك بن عثمان عن المقبرى عن أبى هريرة، و قال أبو معشر عن المقبرى عن أبيه عن ابن وديعة عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم.

فيه بيان آداب و هيئات الجمعة، منها الغسل و منها التطهير بسائر وجوه التنظيف كالاستباك قلم الظفر، و منها الأدهان و مس الطيب، و يمكن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 157

أن يكون ادخال كلمة أو بينهما لأن الادهان و التطيب ضربان من الترفه و التزين فقد يكتفى بأحدهما عن الآخر بخلاف التنظيف و التطهر فانه يراعيه ما استطاع لأن التحرز عن المكروهات لا يقوم بعضه مقام بعض.

قوله من دهنه و طيب بيته كأنه أشار به إلى أنه يمس ما عنده و لا يتكلف فوق ذلك أو إلى أنه يستوعب من أنواع ما عنده و منها أن لا يفرق بين اثنين حاضرين و يتخطى رقابهما أو يحول بالجلوس بينهما من غير ضرورة، و منها التنفل بقدر ما يتيسر و منها الانصات عند الخطبة.

محمد بن إبراهيم أبو جعفر

وراق وكيع سبق ذكره فى الآثار الواردة فى فضائل قزوين و حضوره

مسجد التوت مع جماعة من أهل العلم و الحديث و الظاهر أن وكيعا المنسوب إليه هو وكيع بن الجراح الكوفى المعروف بين أهل العلم و لا أقف لمحمد بن إبراهيم هذا على حال و رواية و لم أجد ذكره إلا فى ذلك الأثر و لا أحب أن تخلو الترجمة عن فوائد.

فأقول فيها سبع كلمات إحديها محمد و هو مفعل من التحميد و هو أبلغ من الحمد يقال: رجل محمد إذا كثرت خصاله المحمودة، قال الأعشى يمدح النعمان بن المنذر:

إليك أبيت اللعن كان كلالهاإلى الماجد القوم الجواد المحمد

يقال حمدت فلانا و أتيت موضع كذا فأحمدته أى وجدته محمودا مرضيا كما يقال أبخلته أى وجدته بخيلا و أحمد الرجل إذا صار أمره إلى الحمد، المحمدة خلاف المدمة و رجل حمدة كهمزة إذا كان يكثر حمد الشئ فوق ما يستحقه، و فلان يتحمده على فلان أى يمتن.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 158

قولهم حماد لفلان أى حمدا له و شكرا بنى على الكسر لأنه معدول عن المصدر و قولهم حماداك أن يفعل كذا أى قصاراك و غايتك المحمودة منك، و يحمد بطن من الأزد و محمود اسم الفيل المذكور فى القرآن فى سورة الفيل و فى المثل العود أحمد، يقال إن أول من قاله خداش بن حابس التميمى، و ذكر الميدانى إن أحمد يجوز أن يكون أفعل من الحامد أى من ابتداء العرف حلب الحمد فاذا أعاد كان أحمد له، أى أكسب للحمد، و يجوز أن يكون أفعل من المفعول أى الابتداء محمود و العود أحق بأن يحمد، و حمدة النار صوت التهابها.

قال أحمد بن فارس فى المقايس ليس هو من هذا الباب إنما هو من المقلوب

و أصله خدمة و يمكن أن يرد إلى مثل ما رد إليه قولهم حماداك حتى يرجع إلى معنى الحمد، لأن صوت النار من شدة التوقد و غاية الالتهاب.

الثانية ابن و أصله بنو تقديره فعل و الجمع ابناء كجمل و أجمال و التصغير بنى و تصغير ابناء أبيناء، و النسبة إلى ابن بنوى و قد يقال إبنى و تبنيت فلانا أى اتخذته إبناء، و يقول: هذه ابنة فلان و بنت فلان و الجمع بنات لا غير و قد يزاد فى الابن الميم فيقال ابنم و هو معرب من مكانين يقال هو ابنم و رأيت إبنما و مررت بابنم تتبع النون الميم فى الاعراب قال حسان:

فأكرم بنا خالا و أكرم بنا إبنما. قال الشيخ أبو الحسين ابن فارس فى تفسير الابن هو الشئ يتولد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 159

عن الشئ كابن الانسان و غيره و على ذلك تسمى العرب أشياء كثيرة ابن كذا كقولهم هو ابن بجدتها أى عالم متقن و بجدة الأمر دخلته و باطنه و كما قالوا ابن ذكاء للصبح و ذكاء اسم للشمس غير مصروف، و لا تدخله الألف و اللام و ابن جمير لليل المظلم و ابنا جمير لليل و النهار سميا بذلك للاجتماع يقال هذا جمير القوم أى مجتمعهم، و يقال لهما أيضا ابنا سمير لأنه يسمر فيهما و ابن السبيل المسافر و ابن ليلة صاحب السرى و ابن عمل، صاحب العمل الجاد فيه و ابن أقوال المحجاج و ابن ملمة الذى تنزل به الملمات فيكشفها و هذا باب واسع، و قد جمع منه طرفا صالحا صاحب البلغة فى باب الكنى من كتابه.

الثالثة إبراهيم و هو أسم أعجمى و فيه لغات

أخر و هى ابراهام و ابراهم و أبراهم و للقراء فيها اختلاف و تفصيل طويلان و تصغير إبراهيم مختلف فيه فصغره سيبويه على بريهيم و توم الهمزة زايدة و عن المبرد أنه يصغر على أبيره و أن الألف أصلية لأن بعدها أربعة أحرف أصول و الهمزة لا تلحق بنات الأربع فى أولها، و إذا كان كذلك فتحذف من الآخر كما يقال فى تصغير سفرجل سفيرجل، و منهم من يقول يريه فيطرح الهمزة و الميم جميعا و تصغير إسماعيل و إسرافيل كتصغير إبراهيم و البراهمة قوم لا يجوزون بعثة الرسل و يقولون تكفينا عقولنا و البرهمة إدامة النظر و اسكان الطرف.

الرابعة الأب و أصله أبو و الدليل على أن الذاهب منه الواو إنك تقول فى التثنية أبوان و عن بعض العرب فى تثنيته أبان و الجمع الآباء

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 160

كقفاء و أقفا، و قد يجمع بالواو و النون، فيقال أبون و على ذلك قرأ بعضهم: إله أبيك إبراهيم و إسماعيل و إسحاق يريد جمع أب على أبين و النون محذوفة، و النسبة إلى الأب أبوى و يقال أبوت أبوة أى صرت أبا و ما له أب يأبوه أى يغدوه و يربيه، و الأبوة أيضا الآباء كالخؤلة و العمومة، و قولهم يا أبت أفعل جعلوا علامة التانيث فيه عوضا عن ياء الاضافة، و هو كقولهم لأم يا أمه، و الوقف فى يا أبة بالهاء كما فى يا أمه إلا فى القرآن بصورة الخط، و لا تسقط الهاء فى الأب إذا وصلت، و تسقط فى الأم مثل أن يقول يا أم أقبلى لأن الأب أخل به فى الأصل فجعلت الهاء لازمة له.

الخامسة جعفر و جعفر

النهر الصغير و ربما فسر بمطلق النهر- و ذكر الشيخ أبو الحسن ابن فارس أنه منحوت من كلمتين من جعف إذا صرع لأنه يصرع ما يلقاه من نبات و ما أشبهه و من الجفر و الجفار و الاجفر و هى كالحفر و جعفر أبو قبيلة من عامر و هو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر، و هم الجعافرة و الجعفريون اليوم أولاد جعفر الطيار رضى اللّه عنه.

السادسة الوراق و هو الذى يكتب و ينسخ و الوراق أيضا الكثير الدرهم- قال:

جارية من ساكنى العراق تأكل من كيس امرئ وراق

الوراق الدراهم المضروبة و كذلك الرقة و يقال أيضا ورق و ورق الورق للكتاب و الشجر الواحدة ورقة و شجرة ورقة، و وريقة أى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 161

كثيرة الأوراق و ورق الشجرة و أورق خرج ورقة و ورقت الشجرة ورقا إذا أخذت ورقة و ورق القوم أحداثهم و يقال فى القوس ورقة بالتسكين أى عيب و الأورق من الابل الذى فى لونه بياض إلى سواد و الجمع ورق.

السابعة، وكيع يقال: سقاء وكيع و فرس وكيع أى صلب شديد و قد وكع بالضم و أوكعه غيره و قال:

على أن مكتوب العجال وكيع و العجال: جمع عجلة و هى السقاء و يقال فى جمعها عجل أيضا كقربة و قرب و بذلك سمى الرجل وكيعا و استوكعت معدته أى اشتدت طبيعة و الوكيع اقبال الابهام على السبابة من الرجل يقال: منه رجل أوكع و امرأة وكعا و عبد أوكع و أمة وكعاء يريدون اللئم و قلت فى تركيب هذه الكلمات السبع:

كن ابن من شئت و عش محمداتنج كابرهيم من كيد العدى

قد خاض آباؤك جعفر الردى من مقتر راح و

وراق غدا

و تمتطى أنت وكيعا أجردايوردك اليوم و يرديك عدا

محمد بن إبراهيم الروذبارى

سمع بقزوين سنة خمس و أربعمائة غريب الحديث لأبى عبيد القاسم بن سلام من أبى الحسن بن جعفر بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 162

محمد الطيبى بروايته عن أبى الحسن القطان عن على بن عبد العزيز عن أبى عبيد، و فى الكتاب حدثنى حجاج عن شعبة عن يزيد بن أبى زياد عن عيسى بن فائد حدثنى من سمع سعد بن عبادة، يقول قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم من تعلم القرآن ثم نسيه لقى اللّه أجذم- رواه أبو عبيد فى فضائل القرآن من جمعه عن جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبى زياد عن عيسى و هو ابن فائد بالفاء.

قوله أجذم قال أهل اللغة أصل الجيم و الذال و الميم القطع، يقال جذمت الشئ جذما فانجذم أى أنقطع و الجذمة القطع من الجبل، و جذم الحائط: قطعه و الجذم قطع السياط و الأجذام السرعة فى السير، و أيضا الاقلاع عن الشئ و قيل أجذم عنى أى انقطع، و الجذام العلة المعروفة سمى به لما يتولد منه من التقطع.

فسر أبو عبيد الأجذم بمقطوع اليد و احتج عليه بحديث على رضى اللّه عنه من نكث بيعته لقى اللّه و هو أجذم ليست له يد، و يقال جذمت يده تجذم جذما و اعترض عليه ابن قتيبة فى كتاب اصلاح الغلط بأن العقوبة ينبغى أن يتشاكل الذنب و يتعلق بما يتعلق به الذنب كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى الآية، و فى الحديث رأيت ليلة أسرى بى قوما تقرض شفاههم، كلما قرضت وفت فقال جبرئيل هؤلاء خطباء امتك الذين يقولون ما لا

يفعلون.

قال و الأجذم هاهنا المجذوم يقال رجل أجزم و مجذوم و مجذم و هو الذى تهافتت أعضاؤه من الجذام، و هو داء شامل للبدن، قال و هذا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 163

المعنى أشبه كأن القرآن كان يدفع عن جسمه العاهة فلما نسيه نالته الآفة، فى جميع بدنه و نصر الأكثرون أبا عبيد، منهم ابن الأنبارى و أبو الحسين ابن فارس و أبو سليمان الخطابى و غيرهم و ذكروا أن سويد بن جبلة الفزارى سبق أبا عبيد إلى تفسيره و أجابوا إلى الاحتجاج لمشاكله.

العقوبة الذنب بأن هذا ليس بقياس مطرد ألا ترى أن القاذف يقذف بلسانه فيجلد ظهره و الزانى يزنى بفرجه فيغرق الجلد على أعضائه، و يجتنب الفرج و سائر المقاتل، قالوا و الأجذم فى الاستعمال هو الأقطع كما ورد فى الخبر: كل أمر ذى بال لم يدأ فيه بحمد اللّه، فهو أجذم، و يروى كل خطبة ليس فيها شهادة كاليد الجذما، و من أصابه الجذام لا يقال له أجذم فى الغالب إنما يقال مجذوم.

ثم اختلف هؤلاء فعن ابن الأعرابى أن المعنى من نسى القرآن، لقى اللّه خالى اليد، من الخير و الثواب، كنى باليد عما تحويه اليد، كما يقال لمن انقطعت قدرته لا يدله، و للبخيل قصير اليد، و يشهد له ما روى أنه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: لا تعجلوا ثواب القرآن فى الدنيا فتلقو اللّه يوم القيامة و أيديكم مما حملتم صفر، و قيل: اليد هاهنا بمعنى الحجة و البرهان و قد يقول السليم قطعت يدى و رجلى و يريد أبطلت حجتى، و قيل:

لقى اللّه منقطع السبب، و فى الحديث بيان ما فى نسيان القرآن من التشديد، و

قد يلحق ذلك بالاعراض عن فروض الكفايات بعد الشروع فيها فان حفظ القرآن من فروض الكفايات.

محمد بن إبراهيم الطالبى

شريف يوصف بالفضل و كان مع الحسين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 164

الكوكبى الذى تغلب بقزوين، و استخلفه الكوكبى على قصر البراذين فلما هزم موسى بن بغا الكوكبى، و ابن حسان بعث قواده فى طلب محمد هذا، و قد تحصن ببعض الحصون، فحاربوه و أسروه و حملوه إلى موسى و هو بقزوين فبعثه أسيرا إلى سر من رأى و قصة الكوكبى معروفة فى أخبار قزوين.

محمد بن إبراهيم الصائغ الهمدانى

سمع ميسرة بن على بقزوين، يحدث عن أبى العباس أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل قال: حدثنى كردوس خلف بن محمد بن أبى الحسن الواسطى، ثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطى ثنا سفيان عن موسى بن عبيدة الربذى، عن القاسم بن مهران عن عمران ابن حصين قال قال رسول اللّه علية و آله و سلم إن اللّه عز و جل يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال.

اعتبر بعد الايمان ثلاث صفات: الفقر و التعفف، و أبوة العيال، أما أبوة العيال و الاهتمام بشأنهم، ففضله ظاهر، و فى الحديث: الكادّ على عياله كالمجاهد فى سبيل اللّه، و أما الجمع بين الفقر و التعفف، فلان الفقر قد يكون عن ضرورة و صاحبه غير صابر عليه و لا راض به و قد يكون لعجز و كسل فى طلب الكفاية من جهات المكاسب، فاذا انضم إليه التعفف أشعر ذلك بالصبر و القناعة و التحرز عن التبعات، و ركوب الهوى.

محمد بن إبراهيم الكاكائى القزوينى

سمع الخليل بن عبد الجبار القرائى جزأ خرجه الخليل هذا فى فضائل رجب و شعبان و رمضان و فيه ثنا الفقيه إسحاق بن عبيد ثنا أبو الحسن الصيقلى ثنا عبد اللّه بن محمد ثنا أبو داؤد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 165

سليمان بن يزيد ثنا أبو عمرو عثمان بن محمد ثنا الحسن بن الصباح ثنا عبيد اللّه بن عبد اللّه عن منصور بن زيد ثنا موسى بن عمران قال أنس قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إن فى الجنة نهرا يقال له رجب من صام يوما من رجب سقاه اللّه من ذلك النهر.

رواه على بن الحسين الخواص عن منصور و قال ثنا أبو عمران خادم أنس و

يمكن أن يكون أبو عمران كنية موسى بن عمران، و رواه محمد بن المغيرة عن منصور، فقال ثنا منصور بن زيد الأسدى ثنا موسى ابن عبد اللّه سمعت أنس بن مالك، و منهم من زاد فقال موسى بن عبد اللّه ابن يزيد الأنصارى، و أظهر ما قيل فى اشتقاق رجب أنه من التعظيم، يقال رجبته بالكسر أى هبته و عظمته فهو مرجوب، و الترجيب التعظيم سمى به لانهم كانوا يعظمونه و لا يستحلون فيه القتال و الجمع أرجاب، و ربما ضموا إليه شعبان و سموهما رجبين فترجيب العتيرة ذبحها فى رجب، و الترجيب أيضا أن تدغم أغصان الشجرة عند كثرة حملها لئلا تنكسر الأغصان و منه: أنا عذيقها المرجب.

محمد بن إبراهيم الفقيه قزوينى

و أورد قزوين ، أنبانا الحافظ أحمد ابن محمد بن سلفة بالاجازة العامة و غيره عن أبى الفتح إسماعيل بن عبد الجبار أنبا محمد بن على بن مخلد ثنا أبو بكر بن حمشاد ثنا محمد بن إبراهيم الفقيه بقزوين ثنا محمد بن إسحاق بن يسار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضى ثنا عبد اللّه بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 166

مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضى اللّه عنهما قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الذى تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله و ماله. صحيح متفق عليه من حديث مالك عن نافع و رواه الأوزاعى عن نافع مع زيادة فقال من فاته صلاة العصر و فواتها ان تدخل الشمس صفرة فكأنما وتر أهله و ماله.

قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم فكأنما وتر أهله و ماله لو رفع اللامان من الأهل و المال لكان صحيحا لكن الحافظ ضبطوهما بالنصب

و قالوا المعنى أنه نقص و سلب منه ذلك فنصب لأنه مفعول ثان، وتر و نقص يتعديان إلى مفعولين يقال وتره حقه وترا، و قال تعالى: وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ، و الموتور الذى قتل حميمه، أو أخذ ماله فلم يدرك بثاره يقال منه أيضا وتره يتره وترا، و الأشهر من معنى الحديث سلب و نقص أهله و ما له فبقى وترا و قيل: إنه من الموتور شبه ما يلحق الذى يفوته العصر بما يلحق الموثور من قتل حميمه و أخذ ماله و تخصيص صلاة العصر بذلك يبين زيادة فضلها.

قوله فى رواية الأوزاعى و فواتها أن تدخل الشمس صفرة مع ما ثبت و تقرر أن وقت العصر يبقى إلى غروب الشمس كان المقصود منه بيان المراد من الفوات المذكور فى قوله من فاته صلاة العصر و ذلك لأنه إذا أصفرت الشمس كان الوقت وقت الكراهية و إن لم يكن الصلاة فيه مقضية و التأخير إلى دخول وقت الكراهية يفوت فضلا عظيما و فوات الفضائل الجليلة عند أهل الاعتبار من المصائب.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 167

محمد بن إبراهيم

سمع أبا الحسن القطان يحدث عن أبى الحسن خازم بن يحيى، ثنا هاشم بن الحارث ثنا عبيد اللّه بن عمرو عن عبد اللّه ابن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبى عن أبيه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إذا كان يوم القيامة كنت أمام النبيين و خطيبهم، و صاحب شفاعتهم غير فخر و لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار.

قوله و صاحب شفاعتهم يجوز أن يقال معناه و صاحب الشفاعة العامة بينهم، و يجوز أن يريد، و صاحب الشفاعة لهم و فيه بيان فضيلة

الأنصار، و محمد بن إبراهيم هذا يجوز أن يكون أحد المذكورين من قبل و كذلك الذى تلاه محمد هذا.

محمد بن إبراهيم الخزرى

من طلاب الحديث. أجاز له على بن أحمد بن صالح، بياع الحديد و هو أحد المذكورين فى الاستجازة التى حكيناها عند ذكر محمد بن إبراهيم بن سليمان البزاز.

محمد بن إبراهيم أبو عبد اللّه الكردى،

نزيل أصبهان، سمع بقزوين على بن محمد بن مهروية، و روى عنه أبو طاهر الثقفى، حدث الشيخ أبو الفتح أسعد بن أبى الفضائل العجلى فى إملائه، عن الحسين بن عبد الملك الخلال و عبد الواحد بن أحمد بن شيذة و سعيد بن أبى الرجاء الصيرفى إذنا قالوا أنبا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفى ثنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الكردى فى سنة ستة و سبعين و ثلاثمائة، أنبا أبو الحسن على بن محمد بن مهروية البزاز بقزوين، سنة خمس و ثلاثين و ثلاثمائة، ثنا داؤد ابن سليمان الغازى حدثنى على بن موسى الرضا حدثنى أبى موسى عن أبيه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 168

جعفر عن أبيه محمد عن أبيه على عن أبيه الحسين عن أبيه على ابن أبى طالب رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الايمان إقرار باللسان و معرفة بالقلب و عمل بالأركان.

فصل

محمد بن أحمد بن إبراهيم الخباز

أخو كاسوويه القزوينى، سمع أبا بكر الجعابى و قرأ عليه الحافظ أبو سعد إسماعيل بن على للسمان، فقال حدثكم أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم الحافظ، و كانت القرأة بقزوين، قال: ثنا جعفر بن محمد بن الحسن، ثنا عبد اللّه بن محمد النفيلى، ثنا كثير ابن مروان الرملى عن إبراهيم بن أبى عبلة عن عقبة بن وساج عن عمران ابن حصين رضى اللّه عنه، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع قالوا: يا رسول اللّه، و إن كان خيرا قال إن كان خيرا فهو له إلا من رحمه اللّه و إن كان شرا فهو شر- كذا كان

فى النسخة و ربما كانت اللفظة فهو له شر إلا من رحمه اللّه و السبب فيه أن المشار إليه قل ما يسلم عن العجب و الاغترار.

محمد بن أحمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد ابن على بن عبد اللّه بن جعفر الطيار أبو الحسن بن أبى طاهر

كان هو و أخوه أبو القاسم مشغوفين، بالصدقات، و أعمال الخير، و كان إليهما الرياسة بقزوين و كان الصاحب ابن عباد يخصهما بقبول الهدايا اللطيفة نحو مجلدات الكتب و الحلاوى، و سمع أبو الحسن الحديث من العليين ابن مهرويه و ابن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 169

إبراهيم و سليمان بن يزيد و بالرى من عتاب الورامينى و غيره.

حج سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة ففات فى تلك السنة الحج لأكثر الناس سبب أعواز الماء و شدة الوباء، فبذل ما لا لبعض الأعراب حتى سار به إلى عرفات فحج و فرق هناك أموالا على الطالبية و البكرية و العمرية و مات سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة و كانت ولادته سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة و لم يعقب هو و لا أخوه ذكرا.

محمد بن إبراهيم الخليل الخليلى أبو على عم الخليل الحافظ

و هو معدود من الحافظ سمع أباه أحمد و محمد بن هارون بن الحجاج، و على بن محمد بن مهرويه، و على بن إبراهيم و على بن جمعة، فمن بعدهم من شيوخ قزوين، و سمع بهمدان عبد الرحمن بن حمدان و بغداد إسماعيل الصفار، و بالكوفة ابن عقدة، و مات و هو شاب سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة و مما سمع من أبى الحسن القطان ما حدث سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

فقال ثنا يحيى بن عبد الأعظم ثنا عبد اللّه بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبى أيوب عن عمرو بن جابر الحضرمى عن جابر الحضرمى، عن جابر بن عبد اللّه الأنصارى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: من صام رمضان ثم أتبعه بستة من شوال- الحديث.

عمرو بن عامر الحضرمى أبو زرعة

يعد فى المصريين روى عن جابر، و روى عنه سعيد بن أبى أيوب و بكر بن مضر يروى الحديث عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، من رواية أبى هريرة و ثوبان، و أبى أيوب الأنصارى، و من روايته أخرجه مسلم فى الصحيح، و السبب فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 170

تعديل صوم رمضان و ستة أيام من شوال بسنة شهور و هو أن الحسنة بعشر أمثالها فيكون صوم ستة و ثلاثين يوما فى معنى صوم ثلاثمائة و ستين يوما و هى تمام السنة.

محمد بن أحمد بن إدريس بن محمد بن زيد بن يونس بن يزيد بن عبد اللّه بن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.

أبو بكر العدوى القزوينى كان فقيها زاهدا ورعا و محتاطا و هو ابن أخى جعفر بن إدريس القزوينى إمام الحرم، سمع الحديث من على بن أبى طاهر و أقرانه، و سمع أبا على الطوسى، إن شاء اللّه مات سنة نيف و عشرين و ثلاثمائة.

محمد بن أحمد بن إدريس الضرير القارى القزوينى،

شيخ كثير السماع سمع أبا الحسن بن إدريس و سمع سنن أبى عبد اللّه ابن ماجة من أبى طلحة الخطيب سنة تسع و أربعمائة، و سمع فى الصحيح البخارى من أبى الفتح الراشدى سنة ست ، حديث البخارى، عن عبد اللّه بن محمد قال ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن حميد سمعت أنسا رضى اللّه عنه يقول:

أصيب حارثة يوم بدر و هو غلام فجاءت أمه إلى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فقالت: يا رسول اللّه قد عرفت منزلة حارثة منى فان يك فى الجنة أصبر و احتسب و إن يكن الأخرى نرى ما أصنع فقال ويحك أو هبلت، أو جنة واحدة؟ هى أنها جنان كثيرة و أنه فى جنة الفردوس و حارثة هو ابن سراقة بن الحارث من بنى عدى من النجار ابن عمه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 171

أنس بن مالك و هى الربيع بنت النضر و يقال حارثة بن الربيع.

قوله أو هبلت يقال هبلته أمه أى ثكلته، و فقدته و المصدر الهبل و الهابل التى مات ولدها، و عن أبى زيد أنه لا يقال ذلك إلا للنساء و يقال إن المقصود افقدت عقلك و تمييزك من الثكل الذى أصابك حتى جهلت صفة الجنة، و الواو مفتوحة فى قوله أو هبلت و كذا فى قوله أو جنة واحدة و هى واؤ الابتداء دخلت عليها ألف

الاستفهام و الأولى على التوبيخ و الثانية على الانكار.

محمد بن أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقانى الحاكمى أبو إسماعيل

سمع الكثير من أبيه، الامام أحمد بن إسماعيل و من غيره و كان رجلا كافيا ذا جلادة و حسن تدبير فى أمور الدنيا مع تعبد و تقشف و كان يذكر و يحفظ أطرافا من التفسير و الحديث، و اجاز له جماعة من الشيوخ، منهم عبد الهادى بن على الهمدانى و الحسن بن أحمد الموسيابادى و إسماعيل الناصحى و توفى فى حياة أبيه رحمهما اللّه.

محمد بن أحمد بن إسماعيل الطالقانى أبو المناقب،

سمع أباه و أجاز له الذين أجازوا لأخيه و على بن أبى صادق السعدى و أبو الوقت عبد الأول و قد تزهد فى حياة أبيه و تولى الاحتساب مدة و زاد فى التزهد بعد وفاته و لبس الخشن و هو غائب عن قزوين منذ سنين يسكن الشام مدة و الروم أخرى و آذربايجان أخرى و زار الكعبة أعواما التوالى.

محمد بن أحمد بن إسماعيل أبو بكر الطالقانى

أخو الأولين و كان أصغرهم و أعلمهم، و كان له جاه و همة عالية و مرؤة و مهارة فى التذكير

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 172

و قبول عند السلاطين، و سمع الحديث الكثير من أبيه و غيره ببغداد و قزوين و غيرهما و تقلد القضاء ببلاد الروم مدة ثم خرج منها ثم استدعاه سلطانها فتوفى فى الطريق سنة أربع عشرة و ستمائة، و أجاز لثلاثتهم محمد بن الحسن بن الحسين المنصورى، سنة ست و سبعين و خمسمائة و ذكر انه من ولد نوح بن منصور و انه ولد سنه ثمان و سبعين و أربعمائة.

محمد بن أحمد بن أميرى بن محمد أبو سعد الرامشيى

ثم الأبهرى فقيه فاضل صالح تلمذ لوالدى رحمه اللّه مدة و لازمنى بعده و حصل طرفا من المذهب و الخلاف و الشروط و غيرها، و سمع الحديث من الامام أحمد ابن إسماعيل و والدى و طبقتهما، و كتب الكثير من كل فن و له سلف من أهل العلم يأتى ذكرهم و سكن قزوين و توفى بها.

محمد بن أحمد بن الورت القاضى أبو بكر القزوينى

الفقيه مذكور بالفقه و الحديث روى عن أحمد بن جعفر القطيعى و عبد الواحد بن بكر الفريابى؛ و قال محمد بن الحسين البزار فى فوائده أخبرنى القاضى أبو بكر محمد بن أحمد بن الورت أنبا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعى ثنا بشر بن موسى الأسدى ثنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ حدثنى سعيد بن أبى أيوب، حدثى يزيد بن عبد العزيز الرعينى عن يزيد بن محمد القرشى عن على بن رباح اللخمى عن عقبة بن عامر أنه قال: أمرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أن أقرء المعوذتين فى دبر كل صلاة.

على بن رباح اللخمى المصرى أبو موسى، سمع أبا هريرة و عمرو ابن العاص و عقبة بن عامر، و يقال هو و على على التصغير قال البخارى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 173

و الصحيح على.

محمد بن أحمد البراء البغدادى القاضى أبو الحسن

ورد قزوين و حدث بها عن على بن المدينى و المعافا بن سليمان و غيرهما، رأيت بخط أبى الحسن القطان ثنا أبو الحسن هذا بقزوين سنة سبع أو ثمان و سبعين و مائتين حدثنى على بن الجعد الجوهرى، ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن حذيفة سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول أنا محمد و أنا أحمد و أنا المقفى و أنا الحاشر و أنا نبى الرحمة.

محمد بن أحمد بن أبى بكر الأصبهانى

سمع طرفا من أول سنن الصوفية للشيخ أبى عبد الرحمن السلمى من الامام أحمد بن إسماعيل الطالقانى بقزوين و قال السلمى فى صدر الكتاب أنبا محمد بن محمد بن سعيد الأنماطى ثنا الحسن بن على بن يحيى ثنا محمد بن على الترمذى ثنا سعيد بن حاتم البلخى ثنا سهل بن أسلم ثنا خلاد بن محمد ثنا أبو حمزة السكرى عن يزيد النحوى عن عكرمة عن ابن عباس.

قال: وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يوما على أهل الصفة فرأى فقرهم و جهدهم و طيب قلوبهم فقال أبشروا يا أصحاب الصفة فمن بقى من أمتى على النعت الذى أنتم عليه راضيا بما فيه فانه من رفقائى.

يزيد النحوى هو ابن أبى سعيد أبو الحسين النحوى مولى قريش روى عن عكرمة و مجاهد و روى عنه حسين بن واقد و أبو حمزة السكرى هو محمد بن ميمون المروزى.

محمد بن أحمد بن جابارة أبو سليمان الجابارى القزوينى

سمع أبا طلحة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 174

الخطيب فى الطوالات لأبى الحسن القطان بسماع الخطيب منه أنبا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبى أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبا أبان بن أبى عياش قال: سألت أنس ابن مالك رضى اللّه عنه عن الكلام فى القنوت، فقال اللهم إنا نستعينك و نستغفرك و نثنى عليك الخير، و لا نكفرك و نؤمن بك و نخلع و نترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد و لك نصلى و نسجد و إليك نسعى، و نحفد و نرجو رحمتك و نخشى عذابك الجد ان عذابك بالكافرين ملحق، اللهم عذب الكفرة و ألق فى قلوبهم الرعب و خالف بين كلمتهم و أنزل عليهم رجزك و عذابك.

اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون

عن سبيلك، و يكذبون رسلك و يجهدون بآياتك و يجعلون معك إلها لا إله غيرك، اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات و أصلحهم و استصلحهم و ألف بين قلوبهم و أصلح ذات بينهم، و اجعل فى قلوبهم الايمان و الحكمة وثيتهم على ملة رسولك، و أوزعهم أن يشكروا نعمتك التى أنعمت عليهم، و أن يوفوا بعهدك الذى عاهدتم عليه و انصرهم على عدوهم، و عدوك إله الحق قال أنس و اللّه ان أنزلنا إلا من السماء.

أبان بن أبى عياش هو أبو إسماعيل البصرى يروى عن شعبة إساءة القول فيه.

محمد بن أحمد بن جعفر أبو الطيب،

فقيه قزوينى رأيت شهادته على حكومة القاضى أبى سعيد عثمان بن أحمد العباد آبادى فى سجل أثبت فى رمضان سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، و يشبه أن يكون أبو الطيب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 175

هذا هو الذى يوجد سماعه عن أبى منصور القطان و أبو بكر الجعابى و فيما سمع الجعابى سنة خمسين و ثلاثمائة، حديثه عن الفضل بن الخباب عن أبى الوليد ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم العمرى جائزة يقال أعمرته دارا أو إبلا إذا أعطيته و قلت له هى لك عمرك أو عمرى و الاسم العمرى مشتقة من العمر.

محمد بن أحمد بن جعفر الزنجانى

سمع بقزوين كتاب تعبير الرؤيا لأبى حاتم محمد بن إدريس الحنظلى و هو فى جزء واحد خفيف من أبى الحسن القطان بروايته عن أبى حاتم و سمع من أبى الحسن فى الطوالات يحدث عن حازم ابن يحيى قال ثنا محمد بن الصباح أنبا عمار بن محمد عن الليث عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البرأ رضى اللّه عنه قال قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم يكسى الكافر لوحين من نار فى قبره، فذلك قوله تعالى: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ، وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ.

محمد بن أحمد بن حاجى أبو الفوارس الرزاز

تفقه مدة و سمع الحديث و أجاز له عامة شيوخ والدى رحمهما اللّه فى أسفاره بتحصيله له.

محمد بن أحمد بن الحسن بن زيد المالك الفقيه،

أبو سعد القزوينى كان كبير الحمل فى الفقه يفضل على المالكيين فى أيامه قال الخليل الحافظ و لم نر بقزوين مثله زهدا و ديانة و كان ختن محمد بن الحسن بن فتح الصفار، سمع أبا الحسن القطان و محمد بن هارون الثقفى و على بن أحمد ابن يوسف الشيبانى، و ميسرة بن على، و على بن أحمد بادوية الصوفى،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 176

و القاضى أبو بكر الجعابى و سمع ببغداد أبا بكر محمد بن عبد اللّه الشافعى، و أحمد بن خلاد النصيبى و بالبصرة فاروق بن عبد الكبير الخطابى، و أجاز له رواية ما صح عنده من حديثه أبو حفص بن شاهين سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة.

كذلك أبو الحسن على بن محمد القزوينى القاضى بمصر، و أجاز له أبو الصعاليك محمد بن عبيد اللّه بن يزيد الطرسوسى، جزأ من حديثه و قال فيه حدثنى أبو عبيد اللّه بن يزيد ثنا أبو على الحسن بن محمد ثنا إسحاق بن شاهين الواسطى ثنا محمد بن يعلى الكوفى ثنا عمر بن صبيح عن أبى سهل عن الحسن عن أبى هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم تنظفوا بكل ما استطعتم فان اللّه بى الاسلام على النظافة، و لم يدخل الجنة إلا كل نظيف. و روى عنه غير واحد منهم أبو مسعود البجلى، حدث عنه فى الأربعين من جمعه بسماعه منه بمكة، و توفى أبو سعد سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة.

محمد بن أحمد بن الحسن السجزى أبو عبد اللّه

المعروف بخوبكار شيخ عزيز قنوع متبرك بسيرته عارف بالفقه و الحديث، سمع و كتب و سافر الكثير و جاور بمكة سنين و لقيته بالرى و قزوين، و أجاز لى و

حدث بقزوين عن القاضى عمر بن محمد بن الفضل بن على، قال: ثنا والدى ثنا عبد العزيز بن أحمد الحلوانى ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم الفارسى ثنا أبو بكر محمد بن على بن إسماعيل أنبا على بن محمد بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 177

مروان السامرى ثنا الزبير بن بكار ثنا عبد اللّه بن نافع المدينى ثنا عبد اللّه ابن مصعب بن زيد بن خالد الجهنى عن أبيه عن جده زيد بن خالد.

قال تلقيت هذه الخطبة من فى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بتبوك، و سمعته يقول أما بعد فان أصدق الحديث كتاب اللّه، و أوثق العرى كلمة التقوى، و خير الملل ملة إبراهيم، و خير السنن سنة محمد، و أشرف الحديث، ذكر اللّه و أحسن القصص هذا القرآن، و كان لهذا الشيخ اعتناء بأن يستجيز من الشيوخ لمن أدرك حياتهم.

ممن فعل ذلك باستجازته حمزة بن إبراهيم بن حمزة البخارى و أبو المكارم فضل اللّه بن محمد بن أحمد النوقانى و محمد بن ناصر بن سهل النوقانى البغدادى الأصل و أبو بكر بن أبى عبد اللّه الطرابلسى نزيل مكة و القاسم بن على بن الحسين بن هبة اللّه بن عساكر الشافعى.

محمد بن أحمد بن الحسن أبو بكر الشعيرى القزوينى

رأيت بخط بعضهم ثنا أبو بكر الشعيرى هذا بالدينور، ثنا أبو حازم محمد بن أحمد بن عبد الحميد الزاهد بآمل ثنا على بن محمد بن ماهان ثنا عمر بن سعيد بن سنان ثنا حاجب بن سليمان ثنا محمد بن مصعب ثنا الحسن بن دينار عن الحسن بن جحدر عن معاذ بن جبل قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا يصلح التملق و

الحسد إلا فى طلب العلم.

محمد بن أحمد بن الحسين بن مهران القزوينى

كان يعرف طرفا من الفقه و سمع الحديث و أجاز له الشيخ أبو الوقت عبد الأول سنة اثنين و خمسين و خمسمائة باستجازة أخيه القاضى الحسين بن أحمد، و أخوه الحسين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 178

و أبوهما و جدهما فقهاء عندهم محصول.

محمد بن أحمد بن الحسين أبو بكر البابى

سمع بقزوين من أبى الحسن القطان تعبير الرؤيا لأبى حاتم الرازى بسماع أبى الحسن منه و قد يوجد فى بعض الأجزاء، محمد بن أحمد بن عيسى البابى أبو بكر و كذلك نسبه محمد بن الحسين بن عبد الملك البزاز و روى عنه، و يمكن أن يكون هذا غير الأول.

محمد بن أحمد بن حمدان،

سمع بقزوين تفسير قتادة من محمد ابن الفضل بن موسى بروايته، عن محمد بن عبيد بن حسان عن محمد بن ثور عن معمر.

محمد بن أحمد بن الخضر ابن زيتارة ،

أبو منصور القزوينى يعرف بأميركا فقيه جليل سمع على بن الحسن الصيدنانى و أبا طلحة القاسم بن أبى المنذر و سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدى، حين قدم قزوين سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة، جزأ من حديث أبى محمد عبد اللّه بن أحمد ابن إسحاق المصرى برواية أبى عمر عنه.

فيه ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد اللّه بن وهب أخبرنى سليمان بن بلال حدثنى العلاء عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم، و نصرت بالرعب و احلت لى الغنائم، و جعلت لى الأرض طهورا و مسجدا و أرسلت إلى الناس كافة و ختم بى الأنبياء.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 179

رأيت تعليقة أبى منصور فى علم الفرائض وحده فى مجلدتين ضخمتين، عن أبى الحسن أحمد بن أحمد بن محمد الفارسى الكازرونى علقهما عنه بمدينة السلام، و سمع سنن أبى داؤد السجستانى من أبى عمر الهاشمى بروايته عن اللؤلؤى عن أبى داؤد، روى عنه نظام الملك الحسن بن على بن إسحاق و أجاز للحافظ إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندى سنة ثمان و ستين و أربعمائة.

رأيت بخط والدى رحمه اللّه أن الشيخ أبا منصور بن زيادة أنشد فى آل ماك حين خلا مسجدهم عن مشائخهم.

هذى منازل أقوام عهدتهم فى ظل عيش أنيق ما لهم خطر

صاحت بهم نايبات الدهر فانقلبواإلى القبور فلا عين و لا أثر

محمد بن أحمد بن الخضر المؤدب،

سمع مع أبيه من أبى الفتح الراشدى بقراءة خدا دوست الديلمى سنة اثنين و عشرين و أربعمائة التاريخ الصغير للامام محمد بن إسماعيل البخارى، أو بعضه و هو يرويه عن جبرئيل

ابن محمد بن إسماعيل عن القاضى أبى القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الأشقر عن البخارى، و سمع من الراشدى بهذا التاريخ جزأ من حديث أبى القاسم على بن أحمد بن راشد الدينورى بسماعه منه بها.

قال فيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الحكم، حدثنى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 180

عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحكم ثنا أحمد بن عمر قال: خرج عمر بن عبد العزيز ذات يوم فى مركب له فهاجت ريح شديدة فتقنع عمر بثوبه ثم جلس و هو يقول:

من كان حين تصيب الشمس جبهته أو الغبار يخاف الشين و الشعثا

و يألف الظل كى تبقى بشاشته فسوف يسكن يوما راغما جدثه

فى قعر مظلمة غبراء مقفرةيطيل تحت الثرى فى جوفها اللبثا

محمد بن أحمد بن ديزويه المقرئ القزوينى،

سمع على بن محمد بن مهرويه، و روى عنه الخليل بن عبد اللّه الحافظ، و فيها روى عنه حدثه عن ابن مهرويه قال ثنا محمد بن على ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، يحب الحلو أو العسل و رأيت شهادة ابن ديزويه على عيسى بن أحمد القاضى بقزوين فى سجل أنشأ سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة.

محمد بن أحمد بن السرى أبو بكر القرشى،

سمع الحديث بقزوين و كان قاضيا بالديلمان حدث بقاراب منها سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة عن أبى القاسم عبد العزيز بن ماك القزوينى قال ثنا أبو على الحسن بن على ابن نصر الطوسى، ثنا الحسن بن عرفة ثنا محمد بن مروان الكوفى عن عمرو بن منصور عن الحجاج بن فرافصه عن حذيفة قال قال رسول اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 181

صلى اللّه عليه و آله و سلم من قرأ القرآن طاهرا أو ناظرا حتى يختمه غرس اللّه له به شجرة فى الجنة لو أن غرابا أفرخ فى ورقة منها، ثم نهض يطير لأدركه الهرم، قبل أن يقطع تلك الورقة من تلك الشجرة.

محمد بن أحمد بن سلمة بن عمار العجلى، أبو بكر المقرئ،

يعرف بابن كوچك القزوينى من المتقدمين، روى عن أبى مصعب المدينى صاحب مالك و سمع منه على ابن إبراهيم، و أحمد بن محمد بن ميمون، ذكر الخليل الحافظ أنه مات سنة تسعين و مائتين.

محمد بن أحمد بن سلام الصوفى الرازى،

سمع مشيخة ميسرة بن على سنة ست و خمسين و ثلاثمائة، و فى المشيخة ثنا أبو العباس أحمد بن الصلت المغلس ابن أخى حبارة ثنا يحيى بن سليمان بن بصلة المالكى ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، لردّ دانق من حرام أفضل عند اللّه من سبعين حجة مبرورة.

محمد بن أحمد بن سهلويه الصيرفى،

رأيت فى بعض الأجزاء العتيقة، ما أشعر يكونه من الشيعة و بأنه سمع بقزوين، و سمع منه بها أن لم يكن قزوينيا و فى الجزء، ثنا محمد بن أحمد بن سهلويه الصيرفى ثنا أبو العباس محمد بن حمكويه الرازى الخظيب، بقزوين، ثنا العباس حمزة النيسابورى ثنا أحمد بن عبد اللّه ثنا نصر بن ثابت عن الأشعث، عن الحسن قال بلغنى أن للّه تعالى ملكا فى السماء له ألف ألف رأس فى كل رأس ألف ألف وجه، فى كل وجه ألف ألف فم فى كل فم ألف ألف

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 182

لسان يسبح اللّه بكل لسان بلغة.

قال فقال الملك هل خلقت خلقا أكثر تسبيحا لك منى قال فقال الرب إن لى فى الأرض عبدا أكثر تسبيحا منك، قال فقال له الملك يا رب أفتأذن فآتيه قال نعم، فأتى الملك ينظر إلى تسبيحه فكان الرجل يقول: سبحان اللّه عدد ما سبحه المسبحون منذ قط إلى الابد، أضعافا مضاعفة أبدا سرمدا، إلى يوم القيامة و الحمد للّه عدد ما حمده الحامدون منذ قط إلى الأبد أضعافا كذلك، و لا إله إلا اللّه عدد ما هلله المهللون منذ قط إلى الأبد، كذلك و اللّه أكبر عددها كبره المكبرون، منذ قط إلى الأبد كذلك، و لا

حول و لا قوة إلا باللّه عدد ما مجده الممجدون، منذ قط إلا الأبد كذلك.

قال أحمد قال نصر بن ثابت لو أن عبدا تكلم بهذا فى السنة مرة لكان من الذاكرين.

محمد بن أحمد بن أبى سهل البيع المروزى

سمع بقزوين من الامام أبى حفص عمر بن محمد بن عمر بن زاذان هبة اللّه سنة ثمان و أربعين و أربعمائة فى مسند أبى إسحاق إبراهيم بن نصر الرازى بروايته عن أبى طالب أحمد بن على بن أبى رجاء عن سليمان بن يزيد القاضى عن إبراهيم، قال:

ثنا الجمانى أنبا جرير بن عبد الحميد عن ليث عن شيخ عن معقل بن يسار قال قال أبو بكر الصديق و شهدته على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل.

قال أبو بكر يا رسول اللّه و هل الشرك إلا من دعا مع اللّه إلها

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 183

آخر، قال فقال: الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل ثم قال ألا أعلمك شيئا يذهب عنك صغاره و كباره، قل اللهم إنى أعوذ بك من الشرك بك و أنا أعلم و أستغفرك لما لا أعلم.

محمد بن أحمد بن سويد القزوينى أبو عبد اللّه التميمى المعلم،

سمع على بن أبى طاهر، و أبا على الطوسى و إبراهيم الشهرزورى و عبد اللّه بن محمد الاسفرائنى، قال الخليل الحافظ روى لنا جزأ واحدا عن على بن أبى طاهر، و ذكر أنه ولد سنة أربع و ثمانين و مائتين و مات سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة و يقال سنة تسع و سبعين.

محمد بن أحمد بن سوار،

سمع أبا على الحسن بن على الطوسى بقزوين أجزاء من القراءت لأبى حاتم السجستانى و فيما سمع: سأوريكم داد الفاسقين، قراءة العامة سأريكم من أرى يرى، و حدثنى يعقوب حدثنى يوسف، صاحب المشاجب، عن عوف عن قسامة بن زهير أنه قرأ سأورثكم و هو حسن لقوله تعالى: وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ، و يقويه اثبات الواو فى سأوريكم، و كان الوجه على قرأة العامة ان نكتب سأريكم بغير واو لكنهم كتبوا أوليك بالواو و لا واو فى اللفظ.

محمد بن أحمد بن شيبان،

سمع أبا الحسن القطان بقزوين فى جماعة يقول ثنا حازم بن يحيى ثنا أبو بكر بن أبى شيبة ثنا إسحاق بن منصور عن أبى رجاء عبد اللّه بن واقد عن محمد بن مالك عن البراء قال جلس النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم على قبر فبكى حتى بل الثرى، ثم قال إخوانى لمتل هذا اليوم فأعدوا.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 184

محمد بن أحمد بن صالح الوراق القزوينى،

روى عن على بن محمد ابن مهرويه و سليمان بن يزيد، روى الخليل الحافظ فى مشيخته، فقال ثنا محمد بن أحمد بن صالح الوراق ثنا سليمان بن يزيد ثنا أبو حاتم الرازى ثنا قطبة بن العلاء ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن أنس، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ارحم أمتى بأمتى أبو بكر و أشدهم فى أمر اللّه عمر، و أصدقهم حياء ابن عفان و أقضاهم على و أفرضهم زيد و أقرأهم أبى و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ، و رأيت بخطه أجزاء من مسند أبى داؤد الطيالسى، و كتب فى مواضع منها محمد بن أحمد ابن صالح بياع الحديد فيمكن أن يكون أخا على بن أحمد بن صالح المعروف.

محمد بن أحمد بن عبد الأعلى بن القاسم الاندلسى أبو عبد اللّه المقرئ

سمع بقزوين على بن أحمد بن صالح، و ذكر الخليل الحافظ فى مشيخته أنه قدم قزوين سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة و أنه حدثهم، فقال ثنا أبو إسماعيل خلف ابن أحمد بن العباس الرامهرمزى ثنا همام بن محمد ابن أيوب العبدى ثنا حفص بن عمر ثنا سعيد أبو عثمان القداح المكى عن ابن جريج عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ان أهل الدرجات لينظرون إلى أهل عليين كما تنظرون إلى الكوكب الدرى فى أفق السماء و أن أبا بكر و عمر منهم و أنعما.

قال الحافظ الخليل رأيت الحاكم أبا عبد اللّه كتبه عن رجل عن خلف قال و أنشدنا أبو عبد اللّه الأندليسى أنشدنا لؤلؤ القيصرى:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 185 كأنه قد سقانابكأسه حيث كنا

ما أقرب الموت مناتجاوز اللّه عنا

ذكر

الحاكم أبو عبد اللّه الاندليسى هذا فى تاريخه، و روى عنه، و قال: إنه كان متقدما فى علم القرآن و إنه سمع بمصر و الشام و العراق و الجبال و أصبهان و أنه ورد بلاد خراسان و توفى بسجستان سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة.

محمد بن أحمد بن عبد اللّه و تعرف بابن خدا داذ أبو عبد اللّه الجيلانى

ثم القزوينى تفقه بقزوين ثم بأصبهان، و سمع الحديث بهما، و حصل كتبا نفسية و عنده إجازة الشيخ عبد الأول و الحسن بن العباس الرستمى و عبد الجليل ابن محمد كوتاه و أبى الخير الباغبان أجازوا له سنة اثنين و خمسين و خمسمائة، و سمع لهذا التاريخ بأصبهان من أبى مسعود عبد الرحيم بن أبى الوفاء بن أبى طالب، «الأربعين» على مذاهب المتصوفة للحافظ أبى نعيم بروايته عن أبى على الحداد عنه.

فيه ثنا عبد اللّه بن محمد الواسطى ثنا عبد اللّه بن محطبة ثنا محمد ابن الصباح ثنا الوليد بن موسى عن وحشى بن حرب عن أبيه عن جده وحشى بن حرب أن رجلا قال يا رسول اللّه، إنا نأكل و ما نشبع قال فلعلكم تفرقون على طعامكم اجتمعوا عليه و اذكروا اسم اللّه يبارك لكم.

محمد بن أحمد بن عبد اللّه العجلى أبو العباس القزوينى

سمع سهل ابن زنجلة، و روى عنه ميسرة بن على قال فى مشيخته ثنا أبو العباس العجلى هذا فى داره فى مدينة المبارك سنة تسع و تسعين و مائتين ثنا سهل بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 186

زنجلة ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جير عن ابن عباس أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، و قل يا أيها الكافرون و قل هو اللّه أحد.

محمد بن أحمد بن عبد اللّه النيسابورى أبو سعيد الفارسى

سمع كتاب اليوم و الليلة لأبى بكر بن السنى من الشيخ اسكندر الخيارجى فى خانقاهه بقزوين سنة اثنين و تسعين و أربعمائة.

محمد بن أحمد بن عبد اللّه المؤدب القزوينى،

سمع أبا الفتح الراشدى سنة أربع عشرة و أربعمائة.

محمد بن أحمد بن عبد الواسع البابائى أبو طاهر القزوينى

فقيه، سمع مسند الشافعى رضى اللّه عنه من الشيخ أبى زرعة طاهر بن محمد المقدسى، بروايته عن السلار مكى و فضائل القرآن لأبى عبيد من أبى زرعة أيضا بروايته عن أبى منصور المقومى، و سمع أبا سليمان الزبيرى، و أبا الفضل الكرجى، و والدى و أقرانهم رحمهم اللّه و مما سمع من أبى الفضل الكرجى أجزاء جمعت من مسموعاته.

فيها ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على عم جدى ثنا على بن الحسن القطان ثنا محمد بن يونس بن موسى البصرى ثنا المنهال بن حماد ثنا الحسن بن عجلان عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق، ذو الشيبة فى الاسلام و الامام المقسط و معلم الخير.

محمد بن أحمد بن العباس سمع أبا الحسن القطان

بقزوين يقول

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 187

فى الطوالات ثنا أبو يعقوب إسماعيل بن محمد بن أبى كثير الفارسى، قاضى المدائن ببغداد سنة إحدى و ثمانين و مائتين، أنبا مكى بن إبراهيم ثنا إسماعيل ابن رافع عن محمد بن يزيد عن أبى زياد عن رجل من الأنصار عن محمد ابن كعب القرظى عن أبى هريرة، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و نحن عصابة من أصحابه فينا أبو بكر و عمر رضى اللّه عنهما، فقال إن اللّه عز و جل لما فرغ من خلق السماوات و الأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل عليه السلام و هو واضع على فيه، شاخصا بصره إلى العرش ينتظر متى يومر حديث الصور بطوله.

محمد بن أحمد بن عثمان بن طلحة بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام الزبيرى

قال الخليل الحافظ سمع إسحاق بن محمد و على بن جمع و ابن مهروية و على بن إبراهيم و سليمان بن يزيد و أحمد بن محمد بن ميمون و سمعنا منه و ابتخبت عليه و عمر حتى نيف على المائة سنة ثمان و أربعمائة و لم يرزق ولدا.

محمد بن أحمد بن عمر الفنجكروى أبو نصر النيسابورى،

شيخ من أهل العلم، حسن السيرة و الطريقة و كان من المختصين بالامام عبد الرحمن الاكاف، ورد قزوين غير مرة و سمعت منه بتبريز كتاب الأربعين لعبد الرحمن الاكاف سنة ثلاث و ثمانين و خمسمائة، و سمعت منه باهر بقراءة والدى عليه رحمهما اللّه سنة أربع و ستين و خمسمائة، و أخبركم فضل اللّه بن إسماعيل بن سعد الكبكانى أنبا على بن منصور الهروى، أنبا أبو على المظفر بن إلياس السعيدى ثنا أبو بكر محمد بن أحمد الحدادى ثنا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 188

أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن على ثنا أحمد بن محمد بن على السعيدى بجرجان ثنا عبد اللّه بن أحمد ثنا محمد بن المسيب الأرغيانى ثنا أحمد بن شيبان الرملى ثنا عبد اللّه بن ميمون ثنا جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جابر ابن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم سارعوا فى طلب العلم فالحديث من صادق خير من الدنيا و ما عليها من ذهب و فضة.

محمد بن أحمد بن على بن أسد البردعى الحافظ المعروف بابن جرادة الأسدى أبو الحسن

التدوين فى أخبار قزوين ؛ ج 1 ؛ ص188

د قزوين و حدث بها قال الخليل الحافظ فى الارشاد هو و أبوه حافظان مذكوران و سمع محمد بن العراق البغوى، و ابن أبى داؤد و ابن صاعد، و بالشام أبا عمير النحاس و آخرين، و روى بالرى و قزوين من حفظه سنتين زيادة على ثلاثة آلاف حديث و لم يكن معه ورقة من الأصول و فى أماليه غرايب مستفادة و حدثنا عنه شيوخنا و كهولنا و مات بقزوين سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، و فى مجموع التواريخ سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة.

أنبانا محمد بن عمر

الحافظ، قال قرأت على أبى نصر أحمد بن الغازى أنبا الواقد بن الخليل بن عبد اللّه، سنة ثمان و ستين و أربعمائة، عن أبيه عن جده أنبا محمد بن أحمد البردعى، بقزوين أخبرنى إسحاق بن محمد بن مروان أن أباه حدثهم ثنا محلد بن شداد ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرزق عن أبان ابن تغلب و محمد بن خالد الضبى عن أبى إسحاق عن البراء قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إذا قفل من سفر قال: آئبون قائبون لربنا حامدون.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 189

محمد بن أحمد بن على بن إبراهيم المؤدب،

سمع أبا حاتم بن خاموش سنة تسع و أربعمائة بقزوين و أبا الحسن بن إدريس سنة ثمان و أربعمائة، و أبا الفتح الراشدى جزءا من فوائده سنة إحدى عشرة و أربعمائة، و فى الجزء ثنا على بن أحمد بن صالح، ثنا أبو بكر الذهبى حدثنى عيسى بن أحمد العسقلانى، بأسناده عن عمر بن عبد العزيز، قال حسدت الحجاح على خصلتين حبه القرآن و إعطائه عليه، و قوله اللهم اغفرلى فان الناس يزعمون إنك لا تفعل، و فيما سمع أبا حاتم بن خاموش قوله سمعت أحمد ابن على بن سعدويه الأسفرائنى، سمعت إبراهيم بن محمد الفقيه النصر آبادى، سمعت أبا على الروزبارى بمصر يقول: دخل أحمد بن أبى الحوارى مصر فاستقبلته جنازة فيها عالم من الناس فسأل عنه، فقالوا جنازة فتى سمع قائلا يقول، كبرت همة عين طمعت فى أن تراكا فصرخ و مات.

محمد بن أحمد بن على بن عامر العامرى القزوينى الأصل

ذكر الشيخ الامام محمود بن محمد بن عباس الخوارزمى فيما جمع من تاريخ خوارزم، أنه فقيه نبيل من أصحاب الحديث بخوارزم تفقه بها و كان أصله من قزوين دخل أبوه خوارزم مع السلطان محمود قال: رأيت سماعه عن أبى عبد اللّه الحمديجى.

محمد بن أحمد بن على السراج،

سمع تفسير بكر بن سهل الدمياطى، أو بعضه من أبى عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد الكيسانى بقزوين و هذا تفسير يرويه بكر، عن عبد الغنى بن سعيد الثقفى عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس عن موسى بن عبد الرحمن عن مقاتل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 190

ابن سليمان الضحاك عن ابن عباس.

محمد بن أحمد بن على الواعظ

المعروف بلام أبو بكر القزوينى مذكر محقق حسن الكلام، رأيت له مختصرا سماه بآداب المريدين شرح فيه مقامات السالكين و قال فيه: سمعت مشائخنا، يقولون إن الرضا استقبال البلاء بالفرح و السرور، و أنا أقول أن ذلك يكون من قرب النفس من انفكاك رق الهوى استنارة القلب من الظلمة و صفآء مشاهدة الغيب بلا كدر فيتلذذ بورود البلاء عليه، سمع هذا المختصر جماعة منه سنة إحدى و أربعمائة.

محمد بن أحمد بن على بن محمد التميمى أبو عبد اللّه القزوينى،

روى عن ابن أبى طاهر و إبراهيم بن محمد بن عبيد، و محمد هارون بن الحجاج، حدث عنه الخليل الحافظ فى مشيخته و ذكر أنه حدثه سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة، فقال هو محمد بن أحمد بن على بن محمد بن أسود بن سعيد بن عتاب ابن سليك بن اياس بن حصين بن قيس بن همام بن يربوع بن حنظلة بن عبد مناف ابن قصى بن مرة بن كعب التميمى قال: ثنا على بن أحمد المعروف بابن أبى طاهر ثنا أحمد بن محمد الأثرم صاحب أحمد بن حنبل ثنا القعنبى ثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن محمد بن إبراهيم التميمى عن علقمة قال سمعت عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه على المنبر حديث الأعمال بالنية.

محمد بن أحمد بن على، أبو عبد اللّه بن أبى سعد القزوينى المقرئ

سكن مصر مذكور بها بالقراآت و الروايات، و سمع بها و بالشام و بالحجاز

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 191

و غيرهما، أخبرنا الحافظ أحمد بن سلقة بالاجازة العامة و الخاصة أنبا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازى أنبا محمد بن أبى سعد القزوينى بمصر أنبا الميمون بن حمزة بانتقاء عبد الغنى الحافظ ثنا أحمد بن محمد الطحاوى ثنا أحمد بن أبى عمران ثنا إسحاق بن إسماعيل، سمعت أبا معاوية يقول إنما سميت الأكدرية لأن قول زيد بن ثابت رضى اللّه عنه تكدر فيها.

محمد بن أحمد بن على بن أحمد،

تعرف أبوه بالكيا حاجى الخضرى، كان قومه و قبيلته معروفين بالثروة و السادة و الجاه، و يقال ان أصلهم من جيلان، سمع محمد الحديث من أبى منصور المقرئ سنة أربع و سبعين و أربعمائة.

محمد بن أحمد بن لام أبو العباس قزوينى،

سمع الخضر بن أحمد إعراب القرآن، لأحمد بن يحيى ثعلب بسماعة من أبى الحسن القطان عنه.

محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن ميمون بن عون الكاتب،

أبو بكر القزوينى من بيت العلم و الحديث، بقزوين و سيأتى أسماء أقاربه و سلفه فى مواضعها إن يسر اللّه تعالى، سمع إسحاق بن محمد، و محمد بن هارون بن الحجاج، و على بن جمع، و عم أبيه على بن أحمد ابن ميمون، و سمع بالرى عبد الرحمن بن أبى حاتم، و كان من المكاثرين، قال الخليل الحافظ: كان أبوه أحمد بن محمد و عمه القاسم بن انتخبنا له عن الشيوخ ألف جزء و حدث عنه الخليل فى مشيخته.

قال ثنا إسحاق بن محمد الكيسانى، ثنا محمد بن إسحاق الصنعانى ثنا روح بن عبادة ثنا سعيد عن المفضل بن فضالة عن أبى رجاء العطاردى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 192

قال خرج علينا عمران بن حصين و عليه مطرف خز لم نره عليه قبل و لا بعد فقال إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول إن اللّه تعالى إذا أنعم على عبد نعمة فانه يحب أن يرى أثر ذلك عليه حسنا.

قال الصنعانى: لم يروه عن سعيد غير روح و هو ثقة و حدث عنه الخليل أيضا قال: ثنا عم أبى على بن أحمد بن ميمون ثنا أبو حاتم الرازى ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا الشافعى، قال قيل لعمرين بن عبد العزيز ما تقول فى أهل صفين قال تلك دماء طهر اللّه منها يدى فلا أحب ان أخضب بها لسانى.

محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق السنى،

سمع مشيخته ميسرة بن على سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة، و فيها سمعت أبا جعفر أحمد بن كثير الدينورى، يقول: سمعت إسحاق ابن داؤد الشعرانى، يقول: سألت أحمد ابن حنبل أو سأله رجل عن شرب الفقاع فقال: بلغنى عن واثلة بن

الأسقع رضى اللّه عنه أنه كان يشرب الفقاع قال فقلت له: فان قوما يكرهونه قال:

أحدثك عن واثلة صاحب النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و تقول لى قوم يكرهون قال أحمد بن كثير ثم لقيت أنا أحمد بن حنبل فقلت له حدثنى عنك أبو يعقوب فى شرب الفقاع هو كما قال: عن واثلة فقال نعم.

محمد بن أحمد بن محمد بن أمية بن آدم بن مسلم،

أبو أحمد الساوى من بيت العلم، جده محمد بن أمية كبير فى الحديث، ورد محمد بن أحمد قزوين و حدث بها و روى عنه أبو الحسن القطان حديث الخليل الحافظ، عن الحسن بن عبد الرزاق قال ثنا على بن إبراهيم ثنا محمد بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 193

أحمد بن محمد بن أمية ورد علينا قزوين، ثنا أبى ثنا أبو محمد بن أمية ثنا نوفل ابن سليمان عن عبد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم ان فى بعض ما أنزل اللّه على نبى يقول اللّه تعالى:

ابن آدم، اخلقك و أرزقك و تعبد غيرى، ابن آدم أدعوك و تفرقنى، ابن آدم أذكرك و تنسانى، ابن آدم اتق اللّه و نم حيث شئت- رواه أحمد ابن فارس فى بعض أماليه عن على بن إبراهيم كذلك.

محمد بن أحمد بن محمد بن الخضر القزوينى

ذكر الخليل الحافظ أنه سمع الحسن بن على الطوسى و إبراهيم الشهزورى و محمد بن يونس بن هارون و وثقه، مات سنة نيف و ستين و ثلاثمائة، و هو أخو الخضر بن أحمد ابن محمد الخضر الفقيه.

محمد بن أحمد بن راشد أبو بكر بن أبى الوزير القزوينى

حدث عنه أبو الحسين القطان فى الطوالات فقال: ثنا محمد بن أبى الوزير القزوينى ثنا أحمد بن محمد بن أبى سلم ثنا محمد بن حسان ثنا أسباط و مالك بن إسماعيل عن أبى إسرائيل عن الحكم قال: شهد مع على رضى اللّه عنه ثمانون بدريا و مائتان و خمسون ممن بايع تحت الشجرة- و به عن محمد بن حسان ثنا نصر عن عبد اللّه بن مسلم الملائى عن أبيه عن حبة العرنى عن على رضى اللّه عنه أنه تقدم على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الشهباء بين الصفين.

قال فدعا الزبير فكلمه فدنا حتى اختلفت اعناق. دابتهما، فقال:

يا زبير أنشدك باللّه أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 194

ستقاتله و أنت ظالم له قال اللهم نعم قال فلم جئت قال جئت لأصلح بين الناس، قال فأدبر الزبير و هو يقول:

ترك الأمور التى تخشى عواقبهاللّه امثل فى الدنيا و فى الدين

أتى على بأمر كنت أعرفه قد كان عمر أبيك الخير مذحين

فقلت حسبك من عذل أبا حسن بعض الذى قلت من ذا اليوم يكفينى

فاخترت عارا على نار مؤججةأتى بقوم لها خلقا من الطين

قد كنت أنصره حينا و ينصرنى فى النايبات و يرمى من يرامينى

حتى ابتلينا بأمر ضاق مصدره فأصبح اليوم ما يعنيه يعنينى

محمد بن أحمد بن محمد بن أبى سماعة القزوينى،

قال الحافظ الخليل:

هو من العدول فى الرواية سمع عبد اللّه بن الجراح، و عليا الطنافسى، و روى عنه العليان ابن مهرويه و ابن إبراهيم و سليمان بن يزيد مات بعد ثمانين و مائتين.

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن،

سمع مشكل القرآن لابن قتيبة أو بعضه من أبى الحسن القطان بقزوين، بسماعه عن أبى بكر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 195

المفسر، عن ابن قتيبة و سمع فى غريب الحديث لأبى عبيد من أبى القاسم على بن عمر الصيدنانى بروايته عن على بن عبد العزيز عن أبى عبيد ثنا يزيد عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين أن مسجد النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان مريد اليتيمين فى حجر معاذ بن عفرا فاشتراه معوذ بن عفرا فجعله للمسلمين، فبناه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم مسجدا.

المربد كل موضع حبست فيه الابل و منه مربد النعم بالمدينة و مربد البصرة و هو سوق الابل و المربد أيضا الموضع المهيأ للتمر كالبيد للحنطة و اصل الكلمة الاقامة و اللزوم يقال ربد بالمكان أقام به.

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه أبو جعفر المقرئ الرازى

سمع بقزوين أباه أبا العباس، أحمد بن محمد المقرئ سنة سبع و أربعين و خمسمائة الأربعين فى الرباعى عن الأربعين تخريج أبى إسحاق المراغى الرازى، برواية أبيه عن أبى غالب الصيقلى الجرجانى عنه.

محمد بن أحمد ابن محمد بن على بن مردين، أبو منصور النهاوندى

ورد قزوين و حدث بها ذكر أبو نصر حاجى بن الحسين بن عبد الملك أن أبا منصور هذا حدثه بقزوين لفظا قال ثنا أبى قال أملى علينا أبو حفص عمر بن عبيد بن هارون القطان ابن بنت عمار بن كثير الواسطى بها، ثنا محمد بن على الوراق ثنا سعد بن شعبة بن الحجاج، سمعت أبى شعبة عن أبى إسحاق عن البراء بن عازب أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أسرّ إلى رجل فقال إذا أردت أن تنام فقل:

اللهم إنى أسلمت نفسى إليك، و وجهت وجهى إليك و الجأت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 196

ظهرى إليك رغبة و رهبة إليك لا ملجاء و لا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذى أنزلت و بنبيك الذى أرسلت، فقال الرجل برسولك فقال له النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بنبيك، فان مات من ليلته مات على الفطرة.

محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن فروج أبو زرعة بن أبى بكر

يعرف بابن متويه القزوينى من المشهورين المكثرين قال الخليل الحافظ:

كان عالما بهذا الشأن و ارتحل إلى أبى خليفة سنة ثلاثمائة، و سمع بقزوين على بن أبى طاهر، و محمد بن مسعود و غيرهما و دخل الشام و مصر سنة ثلاثين فمات عند رجوعه بقرميسين و هو فى حد الكهولة.

أنبانا محمد بن عبد الكريم عن إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل ابن عبد اللّه، حدثنى عبد اللّه بن محمد ثنا الزبير بن عبد الواحد، حدثنى أبو زرعة بن متويه ثنا خالى الحسن بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى بن زنجة ثنا القاسم بن الحكم ثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم من كذب

على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

قال الخليل غريب من حديث أبى حنيفة بهذا الأسناد إنما المشهور حديث أبى حنيفة عن عطية عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم.

محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل الخطيبى القزوينى،

أبو حامد ابن أبى بكر ابن بنت عمتى حصل طرفا من الخلاف، و الفقه و كان له طبع

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 197

قويم و شعر و جرى فى الكلام، و صرف أكثر همه إلى التذكير، و فى سلفه فقهاء و عدول و شروطيون، و سمع الحديث من عطاء اللّه بن على ابن ملكوية و مات فى أول حد البكهولة.

محمد بن أحمد بن محمد بن ماوا أبو جعفر القزوينى،

سمع بقزوين ناصر ابن أحمد بن الحسين الفارسى و أبا منصور المقومى سنة تسعة و أربعين و أربعمائة و فيما سمع المقومى ما رواه عن المحسن الراشدى، قال:

ثنا على بن أحمد المقرئ ثنا أبو على الطوسى ثنا إبراهيم بن عبد اللّه السعدى ثنا حفص بن عمر ثنا عبيد اللّه بن محمد بن عمر بن محمد بن على عن أبيه عن على قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول من كثر همه سقم بدنه و من ساء خلقه عذب نفسه و من لاقى الرجال سقطت و ذهبت كرامته.

سمع أبو جعفر بطبرستان سنة اثنتين و سبعين و أربعمائة أبا الفرج محمد بن محمود بن الحسن القزوينى و أبا حامد عبد الواحد بن أحمد بن أبى أحمد المقانعى.

المادابية قبيلة فى البلد كان فيهم علماء عباد و أصلهم من الديلم.

محمد بن أحمد بن محمد أبو طالب المذكر القزوينى،

سمع كتاب الأحكام تصنيف أبى على الحسن بن على الطوسى أو بعضه من محمد بن إسحاق بن محمد الكيسانى، و سمع الخضر بن أحمد الفقيه، و أحمد بن إبراهيم الاسماعيلى، و روى فيه محمد بن الحسين بن عبد الملك البزاز فى فوائده فقال أنبانا أبو طالب محمد بن أحمد المذكر ثنا أحمد بن إبراهيم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 198

الاسماعيلى أنبا يوسف بن يعقوب بن إسماعيل القاضى، ثنا عارم أبو الربيع و مسدد قالوا ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال تسحروا فان فى السحور بركة.

محمد بن أحمد بن محمد أبو منصور القومسانى

حدث بقزوين فقال ثنا أبو أحمد يحيى بن محمد بن يحيى القاضى، بنهاوند سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة ثنا على بن سعيد العسكرى ثنا محمد بن القاسم النيسابورى ثنا عبد الملك بن دليل ثنا أبى عن السدى عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من أراد أن يتمسك بقضيب الياقوت الأحمر الذى غرسه اللّه فى جنة عدن فليتمسك بحب على بن أبى طالب.

محمد بن أحمد بن محمد أبو طاهر بن أبى على الجعفرى،

السيد ذو الشرفين شريف معروف صاحب ثروة و أمرة و مال و جاه عظيمين، و محبة للعلم و أهله، و كان أبوه مشهور بالصيانة و الديانة، و أمه فاطمة بنت الشريف أبى الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الجعفرى الذى تقدم ذكره و هو والد الأمير شرفشاه، و تولى هو و أخوه أبو طيب رياسة قزوين و لهما يقول الشيخ الامام أبو الفضل يوسف بن أحمد الجلودى:

إلى السيدين الحفيين بى أبى طاهر و أبى الطيب

إلى الراجعيين ليوم الفخارإلى النسب الأشرف الأطيب

إلى جعفر بن أبى طالب شقيق الرسول و صنوا النبى

كان السيد أبو طاهر معتنيا بسماع الحديث سمع صحيح البخارى من أبى الفتح الراشدى، سنة سبع و أربعمائة و الطوالات لأبى الحسن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 199

القطان فى مجلدات من أبى طلحة الخطيب القاضى عبد الجبار بن أحمد سنة ثمان و أربعمائة حين ورد قزوين و نزل فى داره و خرج إلى الحج فى هذه السنة و هو الذى بنى دار الكتب على باب الجامع، و وقف عليها أوقافا، و كان إبتداء و بنيانها سنة خمس عشرة و أربعمائة، و كان يعرف الأدب و التاريخ و الشعر و رأيت هذه القطعة منسوبة إليه فى

غير موضع:

أقول لمن أمسى و أصبح لاهياو إنى بما قد قلته لأمين

على الخير لا تندم إذا ما فعلته و بادر به ان الزمان خؤون

تصير حديثا سائرا فاجتهد تكن من أحسنه ان أدركتك منون

فكم من كريم نابه الدهر نوبةفخيب آمال له و ظنون

ألا إنما الدنيا جميعا بأسرهاهبوب رياح بعدهن سكون

رياحك يابن الجعفرى غنيمةفخذها و للدنيا عليك عيون

رأيت بخط القاضى عبد الملك بن المعافا أن السيد أبا طاهر كتب إلى جده محمد بن عبد الملك من قلعة شروين فى صدر كتاب له.

كان لم يكن بينى و بين أحبتى سلام و لا حال و لا متعارف

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 200

ولد السيد أبو طاهر سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، و ذكر أنه توفى سنة خمس و أربعين و أربعمائة، لكن رأيت فى جزء من حديث أبى طلحة الخطيب سمعه منه أبو طاهر سماع جماعة عليه سنة ست و أربعين و أربعمائة- و اللّه أعلم.

محمد بن أحمد بن محمد الجعفرى الرئيس أبو الطيب أخو أبى طاهر

كان شجاعا جوادا و خرج إلى الحج سنة أربع عشرة و أربعمائة، و سمع أبا طلحة الخطيب فى الطوالات لأبى الحسن القطان حديثه، عن يحيى بن عبد الأعظم و عمرو بن سلمة الجعفى، قالا ثنا عبد اللّه بن الجراح ثنا جرير عن ليث عن عبد الرحمن ابن سابط عن أبى أمامة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ترآبى ربى فى أحسن صورة ، فقال يا محمد فقلت لبيك و سعديك قال فيم يختصم الملاء الأعلى الحديث.

محمد بن أحمد بن أبى بكر محمد الزنجانى أبو بكر،

سمع بقزوين التلخيص فى القرأآت لأبى معشر عبد الكريم ابن عبد الصمد الطبرى من الأستاذ أبى إسحاق الشحاذى سنة إحدى و عشرين و خمسمائة بسماعه منه.

محمد بن أحمد بن محمد القارئ الرازى،

سمع فضائل الصحابة لأحمد بن محمد الزهرى بقزوين تطرأة على بن عبيد اللّه بن بابويه سنة سبع و أربعين و خمسمائة عن عبد الرحيم بن الشافعى بن محمد الرعونى.

محمد بن أحمد بن المرزبان القاضى

روى عنه محمد بن سليمان بن يزيد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 201

أنبانا الامام أحمد بن حسنويه عن أبى الفتح إسماعيل بن عبد الجبار عن الحافظ الخليل ثنا محمد بن يزيد ثنا محمد بن أحمد المرزبان القاضى بقزوين سنة ثمان و ثلاثمائة، ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثورى عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من قال فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار.

محمد بن أحمد بن مزيد بن نبهان،

أبو الثناء الأسدى الأبهرى، فقيه قاض و ابن قاض سمع الحديث بقزوين، من الامام أحمد بن إسماعيل سنة خمس و أربعين و خمسمائة.

محمد بن أحمد بن مكى أبو العباس العبدى القزوينى،

روى عنه على ابن أحمد بن صالح، فقال ثنا أبو العباس هذا ثنا الحسن بن الفضل ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان البغدادى ثنا الأصمعى ثنا مالك بن مغول عن الشعبى عن ابن عباس قال لطم أبو جهل فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فشكت إلى أبيها فقال ائتى أبا سفيان فأتته فأخبرته فأخذ بيدها و قام معها حتى وقف على أبى جهل و قال لها الطميه كما لطمك ففعلت فجأت إلى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فأخبرته فرفع يديه و قال اللهم لا تنسها لأبى سفيان، قال ابن عباس: ما شككت أن كان إسلامه إلا لدعوة النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم .

محمد بن أحمد بن منصور أبو منصور القطان الفقيه القزوينى،

عالم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 202

مشهور، كان يقال له أسد السنة، سمع أبا يعلى الموصلى و عبد اللّه بن أبى سفيان بالموصل، و البغوى و الباغندى، و ابن عبد الجبار الصوفى و اقرانهم ببغداد و ابن عقدة، و عبد اللّه بن زيدان بالكوفة و أحمد بن كثير الدينورى و على بن أبى طاهر، و يوسف بن عاصم، و محمد بن مسعود بقزوين، و كان كثير العلم و الرواية و أملى خمس عشرة سنة فى الجامع على الصحة و الاستقامة، و توفى سنة ست و ستين و ثلاثمائة.

أنبانا القاضى عطاء اللّه بن على، عن كتاب الخليل بن عبد الجبار ثنا داؤد ابن المختار المقرئ ثنا عبد الرحمن بن أحمد ثنا أبو منصور القطان ثنا على بن سليمان ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا يحيى بن سليمان عن عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر، قال سافرت مع النبى

صلى اللّه عليه و آله و سلم و أبى بكر و عمر و عثمان رضى اللّه عنهم، فكانوا يصلون الظهر ركعتين و لا يصلون قبلها و لا بعدها.

حدث أبو منصور فى بعض أماليه عن محمد بن القاسم الأنبارى النحوى، قال ثنا أبى ثنا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبى، قال: خاصم أبو دلامة إلى عافية القاضى فأنشأ يقول:

لقد خاصمتتى دهاة الرجال و خاصمتها سنة وافية

فما أدحض اللّه لى حجةو لا خيب اللّه لى قافية

فمن كنت أحذر من جورهم فلست أخافك يا عافية

فقال و اللّه لأشكونك إلى أمير المؤمنين قال و لم قال لأنك هجوتنى قال إذا و اللّه يعز لك قال لم قال لأنك لا تعرف المدح من الهجو و لقى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 203

أبو منصور أبا العباس بن شريح و لعله تفقه عليه.

قال أبو عبد الرحمن السلمى فى تاريخ الصوفية: ثنا أبو على أحمد ابن سعيد النهاوندى، ثنا أبو منصور القطان القزوينى، قال قلت لأبى العباس ابن شريح ما هذا الذى يتكلم به الجنيد، قال لا أدرى غير أن للقايه صولة ما هى بصولة بطل، و بلغنى أبا منصور القطان، كان يرقى فيضع يمناه على موضع الوجع، و يقول: أعوذ باللّه السميع العليم، الواحد الأحد الصمد الدى لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، و بعزة اللّه، و قدرته من شر ما نجد، وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ، وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، إلى آخر السورة، و يقرأ الحمد للّه سبع مرات فيبرأ العليل باذن اللّه تعالى.

محمد بن أحمد بن منصور الفقيه، أبو المنذر القزوينى القطان

أخو أبى منصور، و هو أصغر منه سمع من

الحسن بن على الطوسى، و إسحاق بن محمد و ببغداد المحاملى و ابن زياد النيسابورى و بمصر أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن جعفر القزوينى القاضى، و روى عن محمد بن أحمد بن حماد زعبة، و روى عنه أبو بكر بن لال و توفى سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة و قيل سنة سبع و صلى عليه أخوه أبو منصور.

حدث الحافظ أبو الفتيان الدهستانى، عن محمد بن الفضل بن جعفر الشاهد أنبا أبو بكر بن لال ثنا أبو المنذر محمد بن أحمد بن منصور القزوينى ثنا الحسين بن يوسف بمصر ثنا يحيى بن محمد بن خشيش ثنا عبد الرحمن ثنا أبى ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 204

صلى اللّه عليه و آله و سلم اصنع المعروف إلى أهله و إلى غير أهله، فان أصبت أهله، أصبته و إن لم تصب أهله كنت أهله.

محمد بن أحمد بن منصور أبو الزبير القطان

أخو الأولين، خرج مع أبى الحسن القطان إلى صنعاء و مكة و مات و هو شاب لم يبلغ الرواية.

محمد بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد السمعانى المروزى،

أبو المعالى بيته من البيوت الرفيعة، و كان عزيز النظر فى التذكير لطيف العبازة، ورد قزوين و أكرم أهلها مورده، و ذكر بها و أحضرت مجلس تذكيرة للنظارة لصغرى و أنا اتذكره روى الحديث عن أبيه.

محمد بن أحمد بن مهدى القزوينى،

توطن أبوه بالرى و ولده بها، و كان له ثروة و مروة و تفقه مدة و كان يعرف طرفا من الحساب، و سمع معى الحديث بالرى، أخبرنى و إياه القاضى أبو على الحسين بن محمد ابن الحسين بن محمد بن القاضى الحسين المروروزى سنة سبع و ثمانين و خمسمائة، و قد قدم الرى حاجا.

أنبا السيد على بن يعلى بن عوض، أنبا محمود بن القاسم الأزدى، أنبا عبد الجبار بن محمد أنبا محمد بن أحمد بن محبوب ثنا محمد بن عيسى الحافظ ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن أبى إدريس الخولانى عن عبادة بن الصامت، قال: كنا عند النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فى مجلس فقال بايعونى على أن لا تشركوا باللّه شيئا، و لا تسرقوا و لا تزنوا ثم قرأ عليهم الآية، فمن وقى منكم فأجره على اللّه، و من أصاب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 205

من ذلك شيئا فعوقب عليه، فهو كفارة له، و من أصاب من ذلك شيئا فستره اللّه عليه، فهو إلى اللّه تعالى إن شاء عذبه و إن شاء غفر له.

محمد بن أحمد بن موسى المروزى أبو الحسين التاجر

قدم قزوين، غازيا سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة، و حدث بها روى عنه الخليل الحافظ فى مشيخته، فقال ثنا أبو الحسين هذا ثنا عبد اللّه بن عمر الجوهرى المروزى ثنا محمد بن إبراهيم بن سعد أبو شنجى، ثنا أحمد بن حنبل ثنا على بن المدينى ثنا هشام بن يوسف و حدثنى عبد اللّه بن بجير أنه سمع هانيا مولى عثمان، يذكر عن عثمان بن عفان رضى اللّه عنه قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إذا فرغ

من دفن الميت، قال استغفروا اللّه و سئلوا له التثبيت فانه الآن يسأل و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم القبر أول منزل من منازل الآخرة فان نجا منه فما بعده أيسر و إلا فما بعده أشد منه.

محمد بن أحمد بن ميمون بن عون الكاتب،

أبو بكر جد محمد بن أحمد بن محمد الذى سبق ذكره، سمع بقزوين إسماعيل بن توبة و أقرانه و بمكة محمد بن إسماعيل الصائغ، و ابن أبى ميسرة رأيت بخط بعضهم، سمعت أحمد بن محمد بن ميمون، يقول: سمعت أبى يقول: ما جلست منذ عقلت على غير وضوء إلا مرتين و فى كلتيهما أغتممت.

محمد بن أحمد بن أبى المظفر أبو سعيد،

سمع على بن أحمد بن صالح، بقزوين سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة، و مما سمع منه حديث ابن صالح عن محمد بن عبد بن عامر، قال: ثنا مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 206

و آله و سلم إبراهيم بن عبيد اللّه عن أبيه عن جده أبى رافع أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان إذا توضأ وضوءه للصلاة ترك خاتمه.

محمد بن أحمد بن ناصح الوزان،

سمع أبا الحسن القطان فى الطوالات يحدث عن أبى الحسن أحمد بن عبد اللّه بن سليمان الصنعانى، و ذكر أنه حدثه بصنعانى سنة خمس و ثمانين و مائتين، ثنا صابر بن سالم ابن حميد بن يزيد بن عبد اللّه بن ضمرة بن مالك، أبو أحمد البجلى، و كان ينزل فى طرف البصرة، و حدثنى أبى سالم حدثنى أبى حميد حدثنى أبى يزيد حدثتنى أختى أم القصاب بنت عبد اللّه، قالت حدثنى أبى عبد اللّه أنه كان قاعدا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فطلع جرير بن عبد اللّه البجلى، فبسط له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم رداءه و قال هذا كريم قوم فاذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.

محمد بن أحمد بن عبد اللّه القزوينى، أبو عبد اللّه،

سمع ببغداد أبا الحسن سعد اللّه بن محمد بن على الدقاق، سنة ثمان و خمسين و خمسمائة فى رجب، حديثه عن أبى القاسم، على بن أحمد بن بيان أنبا القاضى أبو العلاء الواسطى أنبا أبو محمد عبد اللّه بن محمد السقا الحافظ ثنا موسى هو ابن سهل بن عبد الحميد ثنا هشام هو ابن عمار، عن حاتم ابن إسماعيل ثنا صالح ابن محمد بن زائدة عن أبى سلمة عن عائشة.

قالت قلت يا رسول اللّه، إن ابن جدعان كان يضيف الضيف و يطعم الطعام، و يفعل و يفعل، فقال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم يا عائشة و لم يقل قط ساعة من ليل أو نهار رب اغفر لى خطيئتى يوم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 207

الدين، أنبانا الحديث والدى رحمه اللّه بقرأته على سعد اللّه سنة تسع و ثلاثين و خمسمائة.

محمد بن أحمد بن الوزير أبو بكر الوراق،

روى عنه ميسرة بن على، و روى عن إسماعيل بن توبة، و إبراهيم بن محمد بن يوسف المقدسى، قال ميسرة فى مشيخته ثنا محمد بن أحمد بن أبى الوزير و سهل بن سعد، قالا ثنا إسماعيل بن توبة ثنا بشر بن ميمون سمعت جعفر بن محمد عن أبيه قال تولوا أبا بكر و عمر رضى اللّه عنهما فما أصابكم من شئ فهو فى عنقى.

محمد بن أحمد بن يعقوب أبو بكر المروزى

ثقة، ولد بقزوين و أقام بالرى، سمع محمد بن أيوب و على بن الحسين الجنيد، قال الحافظ الخليل:

سمعت أبا حاتم اللبان يروى عنه و يثنى عليه، أنبانا أبو الفضل الكرجى أنبانا أبو بكر محمد بن إبراهيم الكرخى أنبا القاضى عبد الجبار بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب المرزى بالرى ثنا محمد بن أيوب البجلى ثنا أبو الربيع الزهرانى ثنا إسماعيل بن زكريا عن أبى رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: كن ورعا تكن أعبد الناس و كن قنعا تكن اشكر الناس و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما و أقل الضحك، فان كثرة الضحك تميت القلب.

محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو عبد اللّه المرزى

كان ينزل قزوين، و ربما أقام بالرى، روى عن أبى يعلى الموصلى و زنجوية بن خالد، و سمع

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 208

بمكة من أبى ميسرة و ببغداد من الكديمى و أقرانه و حدث عنه على بن أحمد بن صالح، و على بن محمد المرزى و المرزيون جماعة كثيرة من أهل الفقه و الحديث تأتى اسماؤهم فى مواضعها إن شاء اللّه تعالى.

محمد بن أحمد بن يوسف بن أبى الليث القزوينى،

أبو الحسين الفقيه، سمع صحيح البخارى أو بعضه من أوله من أبى الفتح الراشدى سنة ست و أربعمائة.

محمد بن أحمد المعسلى أبو منصور،

سمع أبا عبد اللّه الحسين بن حلبس، و فيما سمع منه و رواه ابن حلبس عن أبى على الحسين بن حمدان الصيدنانى، ثنا محمد بن عبد العزيز أنبا الفضل بن موسى عن الفضل بن دلهم عن الحسن فى قوله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ، قال هو أبو بكر و أصحابه.

محمد بن أحمد الفارسى،

سمع أبا الحسن القطان حدث عن حازم ابن يحيى ثنا أبو بكر بن أبى شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم ليس من الانسان شئ إلا يبلى إلا عظما واحدا قال و هو عجب الذنب، و منه قوله يركب الحق يوم القيامة.

محمد بن أحمد الدربكى،

سمع تفسير بكر بن سهل الدمياطى، أو بعضه من محمد بن إسحاق بن محمد الكيسانى و يمكن أن يكون منسوبا إلى المحلة بواقعة بطريق دزج المنفصلة عن العمارات فانها تدعى دربك.

محمد بن أحمد الهروى،

حدث بقزوين، أخبرنا عن كتاب أبى على الحداد، ان الحافظ الخليل كتب إليه من قزوين، قال حدثنى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 209

عبد الواحد بن محمد بن أحمد ثنا جعفر بن محمد بن حماد، إمام جامع قزوين سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، ثنا محمد بن أحمد الهروى بقزوين ثنا يحيى بن خذام السقطى بالبصرة ثنا محمد بن عبد اللّه الأنصارى ثنا مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم خبرنى جبرئيل عن اللّه تعالى أنه قال: و عزتى و جلالى و وحدانيتى و ارتفاع مكانى، وفاقة خلقى إلى و استواى على عرشى أنى لأستجى من عبدى و أمتى يشبان فى الاسلام ثم اعذبهما فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم تبكى عند ذلك فقلنا ما يبكيك يا رسول اللّه قال بكيت لمن يستحى اللّه منه و لا يستحيى من اللّه، خذام- بالخاء و الذال المعجمتين.

محمد بن أحمد أبو بكر الشعيرى،

سمع على بن أحمد بن صالح سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة، و أنا عبد اللّه محمد بن إسحاق الكيسانى و أبا القاسم عبد العزيز بن ماك و غيرهم، و كان من الفقهاء المذكورين، و يمكن أن يكون هو محمد بن أحمد بن الحسن الشعيرى الذى مر ذكره، و سمع محمد بن على بن عمر المعسلى فى فوائد العراقين رواية عبد الرحمن ابن أبى حاتم برواية المعسلى عنه، ثنا موهب بن يزيد الرملى ثنا ضمرة بن ربيع عن زيد بن حسن نسيب أيوب السختيانى عن العلاء بن يزيد السلمى عن أنس سمع النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قائلا يقول.

يا ذا الجلال، يا ذا البهجة

و الجمال يا حسن الفعال، أسألك أن تعيننى على ما ينجينى مما خوفتى منه و أن ترزقنى شوق الصادقين، إلى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 210

ما شوقتهم إليه، فقال يا أنس أتيه فقل له إنى رسول اللّه، و قل له فليستغفرلى فقال غفر اللّه لى و لأخى أبلغه منى السلام و أخبره إن اللّه قد فضله على الأنبياء كما فضل ليلة القدر على سائر الليالى ثم قال يا أنس تعرفه قال لا قال ذاك أخى الخضر عليه السلام.

محمد بن أحمد التميمى الطبرى،

أبو جعفر، سمع أبا الفتح الراشدى بقزوين سنة ست عشرة و أربعمائة صحيح البخارى أو بعضه.

محمد بن أحمد أبو منصور الأستاذى القزوينى،

سمع أبا الفتح الراشدى فى صحيح البخارى، حديثه عن أبى نعيم ثنا مسعر عن سعد عن ابن شداد، قال سمعت عليا رضى اللّه عنه يقول ما سمعت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم جمع أبويه لأحد غير سعد يريد قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم لسعد بن أبى وقاص إرم فداك أبى و أمى.

محمد بن أحمد المتكلم القزوينى،

سمع محمد بن على بن عمر الصيدنانى مع أحمد بن على المعسلى و الخليل الحافظ و جماعة.

محمد بن أحمد أبو بكر القزوينى،

روى عنه محمد بن سعيد الخفاف أنبا عن على بن عبيد اللّه إجادة عن كتاب عبد الرحيم بن الشافعى بن محمد ابن إدريس عن أبيه أنبا أبو الفتح الراشدى ثنا أبو نصر أحمد بن الحسن النيسابورى أنبا الحسين بن الحسن بن عامر بالكوفة ثنا محمد بن سعيد بن عبد الجبار الخفاف الزنجانى ثنا محمد بن أحمد أبو بكر القزوينى ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا محمد بن يحيى الكوفى عن سفيان الثورى عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن أنس بن مالك عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 211

صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن الفاقة لأصحابى سعادة ان الغنى للمؤمن فى آخر الزمان سعادة.

محمد بن أحمد العجلى أبو نعيم القزوينى،

رأيت أجزاء من حديثه و فيها ثنا أبو نصر منصور بن عبد الملك بن إبراهيم ثنا أبو الفضل العباس ابن الحسين بن أحمد الصفار ثنا أبو على الحسن بن إبراهيم الهاشمى ثنا إسحاق بن إبراهيم المدبرى عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أتانى جبرئيل، فقال: يا محمد الاسلام عشرة أسهم و خاب من لا سهم له.

أولهما شهادة أن لا إله إلا اللّه، و الثانى الصلاة و هى الطهر، و الثالث الزكوة و هى الفطرة، و الرابع الصوم و هو الجنة، و الخامس الحج و هو الشريعة، و السادس الجهاد و هو الغزو، و السابع الأمر بالمعروف و هو الوفاء، و الثامن النهى عن المنكر و هو الحجة. و التاسع الجماعة و هى الألفة، و العاشر الطاعة و هى العصمة.

سمع أبو نعيم هذا أبا حاتم بن خاموش جزأ من

الحكايات جمعه و فيه سمعت عبيد اللّه بن محمد بن محمد المؤدب يقول: قرأت على قبر عمرو ابن معدى كرب بنهاوند مكتوبا.

كل حى و إن بقى، فمن العمر يستقى فاعمل اليوم و اجتهد و احذر الموت يا شقى

محمد بن أحمد البستى،

سمع ربيعة بن على العجلى بقزوين فى شعبان سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة، أحاديث منها حديث ربيعة عن أبى على

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 212

الحسين القاضى ثنا محمد بن عبد بن خالد ثنا الليث بن خزيمة العابد ثنا منصور بن عبد الحميد عن أنس بن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: أيما رجل أطعم جائعا أطعمه اللّه من طعام الجنة، و أيما رجل آمن خائفا آمنه اللّه يوم القيامة من الفزع الأكبر.

محمد بن أحمد أبو عنان الغواس،

سمع الصحيح البخارى، أو بعضه من الشيخ أبى الفتح الراشدى فى الجامع بقزوين سنة أربع عشرة و أربعمائة.

محمد بن أحمد الخياط،

سمع أبا الفتح الراشدى، سنة إحدى و عشرين و أربعمائة، فى كتاب الزهد لابن أبى حاتم بروايته عن أبى الحسن على بن القاسم بن محمد السهروردى عن ابن أبى حاتم حديثه عن إسماعيل بن إسرائيل أبى محمد قال ثنا الفريابى ثنا سفيان عن الربيع عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من كانت نيته طلب الدنيا شتت اللّه عليه أمره و جعل الفقر بين عينيه و لم يؤته منها إلا ما كتب له، و من كانت نيته طلب الآخرة جمع اللّه شمله و جعل غناه فى قلبه، و آتته الدنيا و هى راغمة.

محمد بن أحمد الزبيرى،

أبو بكر، سمع أبا الحسن القطان فى إملاء له من الطوالات ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلى سنه اثنتين و سبعين و مائتين، ثنا عبد اللّه بن الحسن أنبا عبيد اللّه بن إسحاق بن حماد ثنا محمد ابن طلحة الطويل عن عبد الحليم بن سفيان بن أبى ثمر عن أبى نمر، و كان أبو نمر ممن يرعى الابل فى الجاهلية، و يأتى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 213

قال قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم وفد من بنى أسد، عليهم مماطر مزررة بالذهب و فيهم رجل هو رأسهم يدعى قد بن مالك.

فقال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أمعك من القرآن شئ قال: نعم فقرأ: عبسى و تولى، حتى أتى على آخرها فزاد فيها، و هو الذى أنعم على الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى بين صفاق و حشا، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه

و آله و سلم: لا تزد فى القرآن ما ليس فيه، الصفاق جلدة البطن.

محمد بن أحمد الهادى، أبو عبد اللّه البغدادى،

سمع أبا منصور المقومى بقزوين، سنة سبع و سبعين و أربعمائة، و سمع منه أبو أحمد الكوفى بها سنة ثمان و سبعين و أربعمائة، حديثه عن أبى الفتح المظفر بن حمزة الجرجانى ثنا أبو معمر المفضل بن إسماعيل الاسماعيلى أنبا أبو الحسن على بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن سليمان بن على المالكى بالبصرة ثنا محمد ابن مسكين ثنا أبو سعيد أسد بن موسى ثنا يزيد بن أبى الزرقا ثنا عبد اللّه ابن أبو سلمة عن يونس بن بكر العبدى عن قرة بن خالد السدوسى عن مورق العجلى.

قال لما حضرت عبيد اللّه بن شداد بن الأزهر العبدى الوفاة و كان مهاجرا دعا ابنه محمدا فى مرضه، فقال يا بنى أنى أرى داعى الموت لا يقلع و من مضى لا يرجع، و من بقى فاليه ينزع، و إنى أوصيك بتقوى اللّه، و ليكن أولى الأمور بك الشكر للّه مع حسن النية فى السر و العلانية، و اعلم أن الشكر مستزاد و التقوى خير زاد، و كن يا بنى كما

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 214

قال الخطيئة:

و لست أرى السعادة جمع مال و لكن التقى هو سعيد

و تقوى اللّه خير الزاد ذخراو عند اللّه للأتقى مزيد

و ما لابد أن يأتى قريب و لكن الذى يمضى بعيد

ثم قال يا بنى كن جوادا بالمال فى مواضع الحق بخيلا بالأسرار عن جميع الخلق فان أحمد جود الحر الانفاق فى وجه البر و البخل بمكنون السر كما قال قيس بن الخطمر الأنصارى:

أجود بمضنون التلاد و إننى بسرك عمن سألنى لضنين

إذا جاوز الاثنين سر فانه ينث و تكثير الحديث قمين

و إن

ضيع الاخوان سرا فاننى كتوم لأسرار العشير أمين

النث كالبث و يروى و تكثير الوشاة قمين.

محمد بن أحمد الحنبلى،

سمع بقزوين غريب الحديث لأبى عبيد من أبى محمد الطينى سنة خمس و أربعمائة، و سمع أبا الحسن الراشدى، حديثه عن أبى طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 215

جدى ثنا بندار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن عبد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال لم يقص على عهد النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و لا على عهد أبى بكر و لا على عهد عمر و لا على عهد عثمان رضى اللّه عنهم إنما كان القصص حيث كانت الفتنة.

محمد بن أحمد الأخوينى البيع،

و يعرف بمحمد بن أبى محمد، سمع أبا الفتح الراشدى فى التفسير، من صحيح البخارى، ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن عبد اللّه قال لما نزلت هذه الآية، «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ» شقّ ذلك على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و قالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: أنه ليس بذلك ألا تسمع إلى قول لقمان:

إن الشرك لظلم عظيم.

محمد بن أحمد أبو بكر البغوى،

سمع بقزوين جزأ من السيد أبى طاهر محمد بن أحمد الجعفرى، فيه حديثه من شيوخه سنة نيف و أربعين و أربعمائة.

محمد بن أبى أحمد الناطقى،

سمع الحديث بقزوين من أبى عبد اللّه القطان سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة.

فصل

محمد بن إدريس بن منذر بن داؤد بن مهران أبو حاتم الحنظلى الرازى

إمام متفق عليه مرجوع إليه، سمع بالرى عبد الصمد بن عبد العزيز

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 216

و إبراهيم بن موسى و بالكوفة عبد اللّه بن موسى و أبا نعيم و قبيصة و بالبصرة، محمد بن عبد اللّه الانصارى و أبا زيد سعيد بن أوس النحوى و ببغداد عاصم بن على، و هوذة بن خليفة و بمكة محمد بن بكار بن بلال، و بالمدينة اسمعيل بن أبى اويس، و بالشام آدم بن أبى أياس، و بمصر عبد اللّه بن يوسف، و يروى عنه أنه قال كتبت عن أبى شخ عن أبى حاتم اللبان أنه قال جمعت من روى عنه أبو حاتم فبلغوا قريبا من ثلاثة آلاف.

عن عبد الرحمن بن أبى حاتم قال سمعت ابى يقول: أحصيت ما مشيت على قدمى فى طلب الحديث فلما زد على ألف فرسخ تركت الاحصاء، و عن على بن ابراهيم بن سلمة أنه قال ما رأيت مثل أبى حاتم بالعراق، و لا بالحجاز و لا باليمن فقيل له قد رأيت اسمعيل القاضى و ابراهيم الحربى و غيرهما من علمآء العراق فقال ما رأيت أجمع من أبى حاتم و لا أفضل منه روى عنه يونس بن عبد الأعلى، و الربيع بن سليمان، و هما أكبر سنا منه، و أحمد بن منصور الرمادى و ابو بكر بن أبى الدنيا و محمد بن محلد الدورى، ورد قزوين سنة ثلث عشرة و مائتين و توفى سنة خمس و سبعين و مائتين، كذا ذكره الخليل الحافظ و حكى أبو بكر الخطيب الحافظ أنه توفى سنة سبع و سبعين.

فصل

محمد بن اسحاق بن ابراهيم بن مخلد الحنظلى المروزى أبو الحسن

يعرف أبوه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 217

براهويه، و هو الامام المشهور ورد قزوين سنة ثمان و

سبعين و مائتين، مع رافع بن هرثمة، و كان قاضى العسكر وردوها لغزو الديلم، و بنوا بها مسجدا قال أبو بكر الخطيب: و كان أبو الحسن عالما بالفقه مستقيم الحديث قتلته القرامطة فى رجوعه من الحج سنة أربع و تسعين و مائتين ولد بمرو و نشأ بنيسابور و كتب الحديث بخراسان و العراق و الحجاز و الشام و مصر، و روى عنه من أهل قزوين على بن محمد بن مهرويه و على بن إبراهيم القطان و آخرون.

قال أبو الحسن القطان فى الطوالات، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا الحسن بن عرفة ثنا يعقوب بن الوليد المدنى، ثنا يحيى بن سعيد الأنصارى عن سعيد بن المسيب. قال وضع عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه للناس ثمان عشرة كلمة حكمة كلها قال ما عاقبت من عصى اللّه فيك بمثل أن تطيع اللّه فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجئيك منه ما يغلبك، و لا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا و أنت تجد لها فى الخير محملا، و من كتم سره كانت الخبرة بيده، و من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به و عليك باخوان الصدق فانهم زينة فى الرخاء، و عدة فى البلاء و لا تهينوا بالحلف باللّه فيهنكم اللّه، و لا تسأل عما لم يكن فان فيما كان شغلا عما لم يكن و لا تعرض فيما لا يعنيك و عليك الصدق و ان قتلك الصدق، و لا تطلب حاجتك إلى من لا يحب نجاحها لك، و اعتزل عدوك و احذر صديقك إلا الأمين، و لا أمين الا من خشى اللّه و لا تصحب الفجار لتتعلم من فجورهم، و

ذل عند الطاعة و استعص

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 218

عند المعصية، و تخشع عند القبور و استشر فى أمرك الذين يخشون اللّه فان اللّه تعالى يقول: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.

قد سمع محمد بن إسحاق، هذا أباه و أحمد بن حنبل، و سويد بن نصر، و أبا سعيد الأشج و يونس بن عبد الأعلى، و على بن حجر و محمد ابن رافع، و محمد بن يحيى الذهلى، و على بن المدينى و أبا مصعب الزهرى و غيرهم.

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن المؤمل الجوهرى، أبو الفتح المراغى البزار

حديث بقزوين رأيت فى فوائد محمد بن الحسين البزار، ثنا أبو الفتح محمد بن إسحاق الجوهرى، فى خان سندول ثنا أبو بكر المفيد ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو العباس عيسى بن إسحاق بن موسى بن عبد اللّه الأنصارى الحظمى ثنا الحسن بن حرب بن طليب الهاشمى عن أبيه عن داؤد بن أبى هند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله تعالى: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ.

قال أصل الزرع عبد المطلب، أخرج شطأه محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم فآزره بأبى بكر الصديق فاستغلظ بعمر بن الخطاب فاستوى على سوقه بعثمان يعجب الزرع بعلى بن أبى طالب، ليغيظ بهم الكفار ببغضهم.

محمد بن إسحاق بن أبى تيمار البيع، أبو الحسن القزوينى

كان من الفقهاء بها، توفى سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة.

محمد بن إسحاق بن الشافعى ابن أبى الفتح القزوينى،

أبو اليمان

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 219

السليمانى و يعرف بالشافعى الواعظ شيخ كان فيه خير و عفة و محبة للعلم و نسبة إليه، و جمع و كتب بخطه كتبا و وقفها و سمع بنيسابور كتاب معرفة السنن و الآثار، للحافظ أبى بكر أحمد بن الحسين البيهقى، من أبى محمد عبد الجبار بن البيهقى بقرأة الامام أبى منصور العطارى سنة خمس و عشرين و خمسمائة، و سمع الحافظ شهردار بن شيرويه الديلمى، بهمدان من أول كتاب حلية الأولياء لأبى نعيم الحافظ رحمه اللّه إلى ترجمة أبى سليم الدارانى، سنة اثنين و خمسين و خمسمائة، و أجاز له الباقى و كان لا يزال يسمع و يكتب، و يجمع و كان حلو التذكير، مقبولا عند الناس و سمعت غير واحد أنه قال فى آخر مجلس له للقارى بين يديه، و قد استملى قراآته هكذا فاقرأ أمام جنازتى يوم كذا فوافق قوله الحال.

محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق ابن يزيد بن كيسان القزوينى،

أبو عبد اللّه الكيسانى من المزكين و المحدثين، بقزوين و قد سبق ذكر جده يزيد بن كيسان فى التابعين، سمع بقزوين أباه و أبا الحسن القطان و أحمد بن محمد بن ميمون، و محمد بن صالح الطبرى، و محمد بن مسعود ابن مهرويه، و على بن جمع، و بالرى عبد الرحمن بن أبى حاتم، و محمد بن عيسى الوسقندى و أبا العباس الشحام، و بهمدان أحمد بن محمد بن أوس المقرئ، و ببغداد القاسم بن إسماعيل، و الحسين بن إسماعيل المحامليين، و يزداد بن عبد الرحمن الكاتب و أبا بكر بن مجاهد، و بمكة أبا سعيد ابن الأعرابى و محمد بن الربيع بن سليمان الجيزى و بالكوفة ابن عقدة، و هناد بن السرى التميمى، و

بقرميسين محمد بن موسى بن أحمد السرخسى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 220

و بزنجان أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سعيد.

قال الخليل الحافظ، و كان ثقة كبيرا مرحولا إليه توفى فى ذى قعدة سنة ثلاث و ثمانين و ثلاثمائة، و قد نيف على التسعين و روى عنه الخلق الكثير.

أخبرنا الخليل بن عبد الجبار، أنبا أبو القاسم عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن إبراهيم عم والدى ثنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق ثنا الحسن ابن على الطوسى ثنا محمد بن عمرو بن حيان ثنا بقية بن الوليد عن عبد الملك ابن عبد العزيز عن عطاء عن ابن عباس عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: من حمل من أمتى أربعين حديثا، فهو من العلماء.

محمد بن إسحاق بن محمد أبو الحسين الأنصارى القزوينى،

من ولد البراء بن عازب رضى اللّه عنه، و ذكر أن جده هو محمد بن يونس ابن عثمان بن عبيد اللّه بن يزيد بن البراء بن عازب، و اللّه أعلم روى عنه الخليل الحافظ فى مشيخته.

فقال أنبا أبو الحسين الأنصارى، هذا فى سنة ست و سبعين و ثلاثمائة، ثنا إبراهيم بن محمد الشهرزورى، سنة سبع و تسعين و مائتين، ثنا محمد بن أبى عبد الرحمن المقرئ ثنا سفيان بن عيينة ثنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبى طلحة، عن أنس قال: دخلت مع النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و دعاه رجل من الأنصار فقدم إليه قصعة فيها مرق و فيه دبا فرأيته يتتبع الدبا فلا ازال أحبه لحب النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 221

الدباء بالمدّ و التشديد و ضم الدال القرع. الواحدة دباة.

محمد بن إسحاق بن محمد،

سمع أبا عبد اللّه محمد بن إسحاق الكيسانى بقزوين تفسير بكر بن سهل الدمياطى أو بعضه.

محمد بن إسحاق بن مهران أبو بكر القزوينى،

روى عن إسماعيل بن توبة، و روى عنه ميسرة بن على و أبو عبد اللّه الكيسانى، و فيما حدث عنه أبو عبد اللّه، عن إسماعيل بن توبة، ثنا عبد الرحمن بن عبد اللّه العمرى عن أبيه عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم نهى أن يتلقى السلع قبل أن تصل إلى الأسواق.

محمد بن إسحاق بن يزيد بن كيسان جد أبى عبد اللّه الكيسانى،

سمع على بن محمد بن الطنافسى، و عبد اللّه بن الجراح القهستانى و محمد ابن مهران الحمال، و روى عنه ابنه إسحاق و غيره، و ذكر أنه كان من خيار عباد اللّه عزّ و جل رأيت بخط الخليل الحافظ ثنا محمد بن إسحاق الكيسانى ثنا أبى إسحاق ثنا أبى محمد بن إسحاق ثنا موسى بن محمد البكاء القزوينى ثنا عمرو بن أبى المقدام عن سماك بن حرب، و عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد اللّه عن أبيه عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم نضر اللّه امرأ سمع منا حديثا، فبلغه كما بلغ فانه ربّ مبلغ أوعى من سامع.

محمد بن إسحاق الوراق،

سمع أبا على الحسن بن على الطوسى، فى القراآت لأبى حاتم السجستانى، إغفرلى و لوالدى و للمؤمنين يعنى أبويه و قرأ سعيد بن حبير و لوالدى يعنى أباه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 222

فصل

محمد بن أسد بن طاؤس الرامينى

سمع كتاب الأحكام أو بعضه من أبى سليمان محمد بن سليمان بن يزيد الفامى، بقزوين بسماعه من أبى على الطوسى مصنفه.

فصل

محمد بن أسعد بن أحمد الزاكانى القزوينى،

أبو عبد اللّه خالى فقيه مدرس مذكر مناظر، مفسر شروطى، حسن المنظر و المخبر، و الخط تلمذ له جماعة من خواص الفقهاء و كان له جاه و قبول عند العوام، تفقه بقزوين مدة على والده و على والدى رحمهم اللّه، ثم بأصبهان و سمع بهما الحديث، و سافر آخرا إلى همدن و ناب فى قضائها و قبله أكابرها و حمدوه و توفى بها سنه تسع و ثمانين و خمسمائة، و نقل منها إلى قزوين.

مما سمع بقزوين فضائلها سمعه من أبى الفضل الكرجى، و مجلدتان أو أكثر من الطوالات لأبى الحسن القطان، سمعهما من أبى سليمان الزبيرى، و سمع الكثير من والدى و من خاله الامام أحمد بن إسماعيل، و أجاز له من مشائخ بغداد ابن البطى و عبد اللّه بن محمد بن النقور، و يحيى ابن ثابت النقال و عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، و من مشايخ إصبهان الحسن بن العباس الرستمى، و أبو طاهر ابن هاجر و عثمان بن نصر الحللى، و آخرون و من مشايخ نيسابور إسماعيل ابن عبد الرحمن العضايدى و عبد الكريم بن الحسن الكاتب، و عبد الخالق

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 223

ابن زاهر الشحامى، و أحمد بن أبى الفضل الشقانى و من غيرهم صاعد بن عبد الكريم بن شريح، و على بن أبى صادق السعدى و أبو القاسم الناصحى و المرتضى بن الحسن بن خليفة.

محمد بن أسعد بن محمد بن عثمان العاقلى أبو سليمان

فقيه مناظر تفقه بقزوين، و همدان و أصبهان و كان له طبع قويم و شعر جيد، و معرفة بصناعة الشعر و بالعربية و حذق، و جرى فى الكلام و درس بقزوين مدة ثم انتقل إلى أبهر و كان

فى سلفه معارف و مياسير مذكورون و سمع الحديث بقزوين من والدى رحمه اللّه و من علىّ بن المختار الغزنوى، و من جدّه لأمه أبى الفضل محمد بن عبد الكريم الكرجى، و سمع بهمدان من الامام أبى القاسم عبد اللّه بن حيدر القزوينى، و أبى الحياة محمد بن عبد اللّه بن عمر الظريفى البلخى، و سمع الكثير باصبهان من مشائخها.

محمد بن أسعد بن المشرف بن نصر أبو بكر بن أبى الفضائل

بسبب جماعة من القضاة و الفقهاء تأتى أسماؤهم فى مواضعها و أجاز لمحمد هذا الشيخ أبو الوقت عبد الأوّل السجزى مسموعاته و أجازاته.

فصل

محمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داؤد أبو الفرج النساج

الواعظ هو و أبوه و جدّه علمآء مكثرون متقنون و وعاظ محسنون و رأيت أجزاء من تعليق أبى الفرج هذا فى المذاهب على الأستاد أبى سعد الحسن بن أحمد بن صالح و على الأستاد أبى محمد عبد اللّه بن عمر بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 224

عبد اللّه بن زاذان.

سمع ببغداد الدارقطنى و ابن شاهين، و بأصبهان ابن المقرئ، و بقزوين أحمد بن محمد بن أبى رزمة، و أبا منصور القطان، و أبا عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد، و مما سمع منه مسند أبى داؤد الطيالسى سمعه منه سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة، بروايته عن أبيه عن يونس بن حبيب عن أبى داؤد، و روى عن أبى الفرج هذا الخليل الحافظ فى مشيخته و محمد بن الحسين بن عبد الملك بن البزاز فى فوائده و الحافظ أبو سعد السمان فى معجم شيوخه.

فقال: ثنا أبو الفرج، محمد بن إسماعيل المذكر النساج فى داره بقزوين بطريق الرى ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبى حماد الأسدى، ثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن ساكن الزنجانى ثنا الحسين بن أبى كبشة ثنا إبراهيم بن زكريا ثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ ابن نباته عن على قال كنت مع النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، ببقيع الغرقد فى يوم مطير دجن إذ أقبلت امرأة على حمار و معها مكار فهوت يد الحمار فى هوة من الأرض، فأعرض النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم

بوجهه، فقال يا رسول اللّه: إنها متسرولة فقال: يرحم اللّه المتسرولات ثلاثا يا أيها الناس البسوا السراويلات و خصوا بها نسامكم فانها أستر لثيابكم.

الدجن الغيم و أصله الظلمة و الهوة من الأرض الموضع المنخفض.

محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الماهاباذى أبو أحمد الأصبهانى المقرئ،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 225

سمع بقزوين فضائل القرآن لأبى عبيد من أبى عبد اللّه الزبير بن محمد الزبيرى سنة سبع و أربعمائة، بروايته عن على بن مهروية عن على بن عبد العزيز عن أبى عبيد، و فى الكتاب ثنا أبو الأسود المصرى عن أبى لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر الجهنى، عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: لو كان القرآن فى إهاب ثم القى فى النار ما احترق. قال أبو عبيد، وجه هذا عندنا أن يكون أراد بالاهاب قلب المؤمن الذى قد وعى القرآن.

محمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو عبد اللّه الزهرى قزوينى،

سمع بقزوين عبد اللّه بن الجراح روى عنه ميسرة بن على الخفاف، فى مشيخته فقال: ثنا أبو عبد اللّه هذا ثنا عبد اللّه بن الجراح ثنا هشيم عن كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال:

يا ابن أم عبد هل تدرى ما حكم اللّه تعالى فيمن بغى من هذه الأمة قال:

قلت اللّه و رسوله أعلم قال لا يجهز على جريحها و لا يتبع مدبرها، و لا يقتل أسيرها الأجهاز على الجرح التذفيف.

محمد بن إسماعيل بن حمشاذ الصفار

ممن أثنى عليه و تبرك به و وصف بالعلم، كان يؤمّ الناس فى المسجد المقابل لمسجد أبى الحسين الصفار فى الصفارين بقزوين.

محمد بن إسماعيل بن أبى الربيع الواسطى

منسوب إلى قرية من قرى قزوين تدعى واسطة، سمع الامام أبا الخير أحمد بن إسماعيل الطالقانى، يحدث عن محمد الفراوى عن الحفصى عن الكشميهنى عن الفربرى عن البخارى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 226

ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبى الجعد عن جابر بن عبد اللّه الأنصارى، قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم سموا باسمى، و لا تكنوا بكنيتى فانما أنا قاسم أقسم بينكم.

محمد بن إسماعيل بن محمد بن حمزة المخلدى أبو سليمان بن أبى القاسم القزوينى،

يوصف أبوه بالحفظ و الجمع، و سمع محمد بأسداباد، أحمد بن محمد النعالى، سنة خمس عشرة و خمسمائة، و سمع أباه أبا القاسم، سنة ست و خمسمائة، فى كتاب التائبين عن الذنوب تأليف أبى العباس أحمد ابن إبراهيم بن تركان الهمدانى بسماعه من أبى على أحمد بن طاهر القومسانى عن أبى الحسن على بن حميد الهمدانى عن ابن تركان ثنا عبد اللّه بن محمد ابن عبدك ثنا أبو حاتم الرازى ثنا المسيب بن واضح السلمى ثنا بقية عن عبد العزيز الوصابى عن أبى الجون قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: افرح بتوبة التائب من الظمآن. الوارد، و من العقيم الولد، و من الضالّ الواجد، فمن تاب إلى اللّه توبة نصوحا أنسى اللّه عز و جل حافظيه و جوارحه و بقاع الأرض كلها خطاياه و ذنوبه.

محمد بن إسماعيل بن محمد المؤدب،

سمع من إبراهيم الشحاذى سنة تسع عشرة و خمسمائة كتاب الأربعين للقاضى أبى على عبد اللّه بن على الطبرى و الشحاذى برويه عن محمد بن أحمد الانماطى عن محمد بن الحسين الفراء للطبرى عن القاضى أبى على و فى الأربعين، ثنا أبو بكر محمد بن الفضل ثنا الحسن بن على بن داؤد الجعفرى من ولد جعفر الطيار ثنا إسماعيل بن أبى أويس حدثنى سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حبيب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 227

أنه سمع عطاء بن أبى رباح يقول: أخبرنى يوسف بن ماهك أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: ثلاث جدهن جدّ، و هزلهن جد: الطلاق و النكاح و العتاق- و اللّه أعلم.

محمد بن إسماعيل بن المؤذن الاردبيلى، أبو بكر العبسى القطان

روى عن أبى الفضل الزهرى و ورد قزوين، فحدث بها رأيت لأبى نصر حاجى بن الحسين الصرام أخبرنى أبو بكر محمد بن إسماعيل، هذا بقزوين، ثنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرحمن الزهرى ببغداد ثنا جعفر بن محمد ابن المستفاض الفريابى ثنا إسحاق ابن راهويه ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.

أول زمرة من أمتى يدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الثانية على أشدّ نجم فى السماء إضأة أمشاطهم الذهب و مجامرهم الالوة و رشحهم المسك، أخلاقهم على خلق رجل واحد لا يتغوطون و لا يبولون، و لا يمتخطون و لا يتفلون. على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعا.

الألوة بفتح الهمزة و ضم اللام قال الأصمعى: هى العود الذى يبخر به، و ذكر أن الكلمة فارسية معربة و قوله

لا يتفلون الرواية بكسر الفاء يقال تفل يتفل تفلا بزق، و التفل بفتحتين هو البزاق نفسه و كذلك الريح الكريهة، و يقال: فى معنى الرائحة تفل يتفل تفلا فهو تفل و منه و ليخرجن تفلات، فقوله لا يتفلون أى لا يبصقون، كما قال

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 228

لا يمتخطون و لو روى لا يتفلون لكان المعنى لا يتغير روائحهم.

محمد بن إسماعيل الفقيه،

سمع الصحيح للبخارى، أو بعضه بقزوين، من أبى الفتح الراشدى سنة ست و أربعمائة.

محمد بن أبى الأسوار ابن محمد أبو جعفر الفشتدى الطالقانى-

طالقان الديلم، ثم الاسفقنانى الخطيب، رأيت بخطه مجموعة فيها ثواب الأعمال لأبى العباس الناطفى كتبها سنة تسع و عشرين و خمسمائة و دلت كتابته على أنه يرجع إلى معرفة و فقه.

فصل

محمد بن إصبهان،

سمع طرفا من أول مسند عبد الرزاق بن همام الصنعانى بقزوين، من أبى عبد اللّه الحسين بن على بن محمد بن زنجويه القطان بروايته، عن أبى القاسم على بن عمر الصنعانى عن الدبرى عن عبد الرزاق.

محمد بن البنان أبو عبد اللّه الجيلى

شيخ صوفى متعبد متبتل متبرك بأوقاته أمار بالمعروف ورد قزوين غير مرة و كان قد تفقه فى ابتداء أمره، و سمع الحديث من محمد بن نصر بن الحسن الخلاطى، و توفى بالرى سنة ست و تسعين و خمسمائة.

فصل

محمد بن أميركا ابن أبى اللجيم العجلى، أبو جعفر القزوينى،

شيعى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 229

كان معتدا به فيما بين طائفته، و سمع الحديث و كتب و جمع من كل فن.

محمد بن أميركا الخينكى المقرئ،

كان جيد الحفظ حسن الصوت بالقرآن، و قرأت عليه الثلث الأول من القرآن، و كان له تردد إلى والدى رحمه اللّه و أجاز له أبو على الموسيابادى مسموعاته و أجازاته، سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة.

محمد بن أميركا المقرئ الدلال،

سمع من الامام أحمد بن إسماعيل الأربعين للصوفية جمع أبى عبد الرحمن السلمى سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة.

فصل محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلى الرازى، أبو عبد اللّه محدث و بنفسه بآبائه مكثر صاحب تصانيف، سمع بمكة سعيد بن منصور و بالمدينة، إسماعيل بن أبى أويس و ببغداد على بن الجعد و بالبصرة القعنبى، و بالكوفة الحمانى و بالرى إبراهيم بن موسى و محمد بن مهران، و بقزوين محمد بن سعيد بن سابق و على بن محمد الطنافسى، سمع منه القدماء ثم عمر و بقى إلى سنة ست و تسعين و مائتين، فسمع منه الأحاديث و آخر من روى عنه بقزوين ميسرة بن على و أبو زكريا يحيى بن يعقوب.

قال ابن أبى حاتم كتبت عنه و كان ثقة صدوقا، و فى معرفة علوم الحديث للحافظ أبى نعيم أن محمد بن أيوب مات سنة أربع و تسعين و مائتين، و قال أخبرت عن محمد بن أيوب الرازى ثنا مسدد ثنا معتمر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 230

ابن سليمان عن أبيه عن الحضرمى قال قرأ رجل عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لين الصوت أو لين القراءة فما بقى أحد من القوم الا فاضت عينه، غير عبد الرحمن بن عوف فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إن لم يكن عبد الرحمن بن عوف فاضت عينه فقد فاض قلبه.

حرف الباء فى الآباء
محمد بن بختيار بن أحمد الخبازى،

من طلبة العلم، سمع أبا الخير أحمد بن إسماعيل، يقول أنبا عبد الرزاق القشيرى أخبرتنا جدتى فاطمة بنت أبى على الدقاق، أنبا أبو عبد الرحمن السلمى أنبا عبد الرحمن بن محمد ابن على ثنا على بن سعيد العسكرى

ثنا عمرو بن على ثنا على بن مسلم، و إسحاق بن وهب الواسطى، قالا ثنا أبو داؤد ثنا صدقة بن موسى ثنا مالك ين دينار عن عبد اللّه بن غالب عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: خصلتان لا يجتمعان فى مؤمن البخل و سوء الخلق.

محمد بن بختيار المتفقه،

سمع السيد إسماعيل بن على بن محمد الجعفرى بقزوين سنة عشرين و خمسمائة، كتاب الاربعين، المعروف بشعار أصحاب الحديث، للحاكم أبى عبد اللّه الحافظ، و هو يرويه عن أبى بكر بن خلف عنه.

فصل

محمد بن برد أبو بكر الأبهرى،

من الشيوخ المتبرك بهم، و هو

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 231

صاحب الشيخ أبى بكر بن طاهر المختصّ به ورد قزوين و فوض إليه إمامة المسجد الجامع، حين وردها توفى سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة و حكى لى القاضى محمد بن خالد الخفيفى، أنه رأى بخطه يقول محمد بن برد سألت الشيخ عبد اللّه بن طاهر، قبل موته بمدة أن يجيز لى، و بجميع أهل السنة و الجماعة جميع ما صنف من الكتب فأجازنى و لهم روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الخبازى و غيره.

فصل

محمد بن بكر

سمع أبا الحسن القطان بقزوين، فى الغريب، لأبى عبيد ثنا هشيم أنبا داؤد بن أبى هند عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدى، يرفع إلى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم تسعة أشعار الرزق فى التجارة و الجزء الباقى فى السابيا و يروى تسع أعشار الرزق و العشر الباقى فى السابيا و السابيا النتاج و قيل المواشى و إذا كثر نتاج الغنم فهى السابيا و يقال بنو فلان تروح عليهم سآبيا من مالهم، و الجمع السوابى و قيل السابيا الابل و النتاج للشاء.

محمد بن أبى بكر بن أحمد الاسفرائنى أبو الحسن الاندقانى الصوفى،

توطن قزوين و أعقب بها و كان له قبول عند الأكابر و العوام، و حظ من التفسير و الحديث و الفقه و الخلاف و كتب بخطه على ردائته الكثير من كل فن لحرصه على الجمع و روى صحيح البخارى عن الشريف الزينى عن كريمة المروزية و غريب الحديث لأبى عبيد عن أبى على بن نبهان

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 232

الكاتب عن أبى على بن شادان عن دعلج عن على بن عبد العزيز عنه و تنبيه الغافلين لأبى الليث عن أبى العباس أحمد بن موسى الاشنهى عن أبى جعفر محمد بن أحمد البخارى، عن تميم بن قرينام عنه مسند الشهاب القضاعى عن عبد الوهاب بن المؤمل المصرى عنه.

سمع بقزوين صحيح مسلم من الأستاذ إبراهيم الشحاذى سنة ست و عشرين و خمسمائة، و الأحاديث الخمسة و الخمسين المنتخبة من كتاب المصافحة لأبى بكر البرقانى، سنة أربع و عشرين و سمع الطب لأبى العباس المستغفرى من الأستاذ ملكداد بن على سنة تسع و عشرين و خمسمائة، بروايته عن الحافظ الحسن السمرقندى عنه و سمع من أبى الحسن هذا الامام أحمد بن إسماعيل و

غيره.

محمد بن أبى بكر بن روشنائى الزنجانى،

من الطلبة سمع بقزوين، الامام أحمد بن إسماعيل فى المتفق للجوزقى أنبا أبو العباس الدغولى و مكى ابن عبدان، قالا: ثنا عبد اللّه بن هاشم ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثنى اشعث بن سليم عن أبيه عن مسروق عن عائشة عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم انه كان يعجبه الدائم من العمل فقلت أى الليل كان يقوم قالت إذا سمع الصارخ يعنى الديك.

محمد بن أبى بكر بن عبد الواحد الجرباذقانى

فقيه سمع بقزوين من أبى سليمان الزبيرى بقرأة والدى رحمهما اللّه سنة ثمان و خمسين و خمسمائة.

محمد بن أبى بكر بن عثمان الهروى الصوفى،

سمع طرفا من أول سنن الصوفية لأبى عبد الرحمن السلمى من الامام أحمد بن إسماعيل بقزوين.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 233

محمد بن أبى بكر بن على المروروذى،

سمع مسند الشافعى رضى اللّه عنه بقزوين سنة اثنين و سبعين و خمسمائة، من على بن مختار الغزنوى القاضى عطاء اللّه على بن بلكويه.

محمد بن أبى بكر بن على الشبلى الهمدانى

فقيه ماهر فى كتبه الشروط و الوثائق، عارف بالحيل الفقهيه المتعلقة بالمعاملات، و حكومات القضاء، ورد قزوين و حدثنى بها سنة أربع و تسعين و خمسمائة، و قال هذا لفظ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إذا سمعته منى فكأنك سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، ثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الرزاق ابن على الكرمانى و قال هذا لفظ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إذا سمعته منى فكأنك سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ثنا أبو السادات أحمد بن الحسن بن أحمد، و قال ذلك أنبا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشروى أنبا القاضى أبو بكر الحيرى أنبا أبو العباس الاصم أنبا الربيع أنبا الشافعى أنبا مالك عن نافع عن ابن عمر، و كل قال ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.

قال: نضر اللّه أمرا، سمع مقالتى، فوعاها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من ليس بفقيه، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، و سمع محمد هذا من عبد الوهاب بن صالح بن محمد المعزم و غيره، و كان يراجعنى مدة بالرى فيما يحتاج إليه من الفقهيات و قرأ على طرفا من الحديث و غير الحديث.

محمد بن أبى بكر بن محمد اللوزى،

تفقه مدة على جدى أسعد بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 234

أحمد الزاكانى، و كان بالاخرة يعرف فى البلد، و كان حافظا للقرآن كثير القراءة، و الذكر، سمع الخائفين من الذنوب لابن أبى زكريا الهمدانى من أبى سليمان الزبيرى، سنة ثمان و خمسين و خمسمائة، و سمع الامام أحمد بن إسماعيل و والدى

و أقرانهما و أجاز له المسموعات، و الاجازات عبد الهادى بن عبد الخالق الأنصارى، و محمد بن هبة اللّه بن محمد بن كوشيذ الكرجى و أبو على الموسياباذى و آخرون.

محمد بن أبى بكر بن موسى المشاط الفقيه،

سمع السيد محمد بن المطهر العلوى عوالى الفراوى، سنة سبع و خمسين و خمسمائة بسماعه منه.

محمد بن أبى بكر بن موسى أبو عبد اللّه المشكانى،

سمع فضائل قزوين للخليل الحافظ من القاضى عطاء اللّه بن على بن بلكويه، سنة ثمان و ستين و خمسمائة.

محمد بن أبى بكر القومسى أو القوسى

و رأيت بخط على بن الحسين الرفا بدلهما القرشى، شيخ قدم قزوين قديما و حدث عن الحسن بن عيسى عن أبى داؤد الحفرى عن سفيان الثورى، و حدث عنه أبو سعيد أحمد بن محمد بن مهدى.

محمد بن أبى بكر أبو جعفر الطبرى،

سمع بقزوين أبا الحسن القطان يحدث عن أبى عبد اللّه الحسين بن على الطنافسى، ثنا أبى ثنا محمد ابن فضيل ثنا ليث عن عبيد اللّه عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا و أنا خطيهم، إذا نصتوا، و أنا قائدهم إذا وفدوا، و أنا مبشرهم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 235

إذا أبلسوا و أنا شافعهم، إذا حبسوا لواء الكرم يومئذ بيدى، و مفاتيح الجنة يومئذ بيدى، و أنا أكرم ولد آدم، على ربه تعالى و لا فخر أطوف على ألف خادم كأنهم لولؤ مكنون.

فصل

محمد بن بلك بن أزهر الصوفى القزوينى،

سمع أبا محمد بن زاذان سنة عشر و أربعمائة، بقراءة الخليل الحافظ فى مسند أحمد بن حنبل بروايته عن القطيعى عن عبد اللّه عن أبيه ثنا وكيع عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن رجل عن ابن عمر، قال لم يصمه النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و لا أبى بكر و لا عمر، يعنى يوم عرفة روى فى غير هذه الرواية عن نافع عن ابن عمر.

فصل

محمد بن بجير ابن بجير الهمدانى الصوفى،

شيخ سمع بقزوين إبراهيم الشحاذى، سنة تسع و عشرين و خمسمائة جزأ من حديث أبى بكر النقاش رواه الشحاذى، عن أبى معشر الطبرى عن على بن محمد الشريف عن النقاش أنبا دران ثنا القعنبى ثنا أبى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اللّه بن زمعة أخبره أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول فى خطبته: و ذكر الناقة التى عقرها قوم صالح، فقال صلى اللّه عليه و آله و سلم إذا أنبعث أشقاها أنبعث لها رجل عزيز منيع فى رهطه مثل أبى زمعة أبو زمعة عم الزبير ابن العوام.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 236

محمد بن بجير بن الحسن الصوفى القصبرى

شيخ بكاء خاشع، تال لكتاب اللّه كان يؤمّ فى بعض المساجد بقزوين، سمع أكثر أسباب النزول للواحدى سنة إحدى و سبعين و خمسمائة، من عطاء اللّه بن على، بروايته عن أبى نصر الأرغيانى عن المصنف و كتاب يوم و ليلة لأبى بكر السنى من الامام أحمد بن إسماعيل.

فصل

محمد بن بندار بن أحمد البيع أبو سعد المعدل القزوينى

كان من الفقهاء و العدول المعتبرين، سمع أبا القاسم على بن عمر الصيدنانى و أبا الحسن القطان و غيرهما، و حدث عنه أبو نصر حاجى بن الحسين البزاز فى فوائده، فقال أنبا جدى أبو سعد محمد بن بندار بن أحمد البيع ثنا على بن معاذ بن يحيى ثنا محمد بن أيوب ثنا هلال بن العلاء بن هلال الرقى ثنا أبى ثنا طلحة بن زيد عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى قتادة، قال قدم وفد النجاشى على النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فقام بخدمتهم، قال أصحابه نحن نكفيك يا رسول اللّه: قال إنهم كانوا لأصحابى مكرمين و إنى أختار أكافيهم ، و كان أبو سعد هذا يعرف بابن بويان.

رأيت فى بعض السجلات شهادته على حكومة للقاضى أبى موسى عيسى بن أحمد، و السجل أنشئ سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة، و ذكر محمد بن إبراهيم صاحب التاريخ أن أبا سعد بن بويان توفى سنة تسع

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 237

و تسعين و ثلاثمائة.

محمد بن بندار بن على القزوينى،

سمع الامام أبا القاسم عبد اللّه بن حيدر مشيخته أو بعضها، و فيها أنبا الأستاذ الشافعى بن داؤد المقرئ ثنا الامام هبة اللّه بن زاذان عن عمه عبد اللّه بن عمر أنبا القاضى أحمد بن محمد السنى ثنا محمد بن عبد العزيز الفرغانى حدثنا أحمد بن بديل المحاربى ثنا عمر بن شمر عن أبيه، سمعت يزيد بن مرة، سمعت سويد بن غفلة سمعت عليا رضى اللّه عنه، يقول قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يا على ألا أعلمك كلمات إذا وقعت فى ورطة قلتها قلت جعلنى اللّه فداك

كم من خير علمتنيه قال إذا وقعت فى ورطة فقل بسم اللّه الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلى العظيم، فان اللّه يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء.

محمد بن بندار بن المعالى أبو عبد اللّه الكلامى

شيخ ورع بهىّ، حسن السيرة، قنوع موقر لقيته فى صباى و كان يعرف الفقه و الكلام، و يدرس بالفارسية للعوام، و صلح به أقوام و سمع صحيح البخارى أو بعضه من أبى سليمان الزبيرى بروايته، عن الأستاذ الشافعى و سمع مع والدى رحمهما اللّه بأسد آباذ من أبى الفضل عبد الملك بن سعد بن عنتر التميمى، كتاب الأربعين لأبى عثمان بن ملة بروايته عنه.

فى الكتاب، ثنا عبد اللّه بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن على بن الجارود ثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص ثنا خلاد بن يحيى ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 238

جابر بن عبد اللّه عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم إن هذا الدين متين فاوغل فيه برفق، و لا تبغض إلى نفسك عباد اللّه، فان المنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى.

محمد بن بندار،

سمع أبا الفتح الراشدى، سنة ثمان عشر و أربعمائة و فيما سمع منه، حديثه عن أبى طاهر، محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق ابن خزيمة ثنا جدى أبو بكر بن إسحاق ثنا يونس بن عبد الأعلى أنبا ابن وهب أن مالكا أخبره عن يحيى بن سعيد عن واقد بن سعد بن معاذ الأنصارى عن نافع بن جبير بن مطعم عن مسعود بن الحكم عن على بن أبى طالب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يقوم على الجنازة، ثم جلس بعد.

محمد بن المؤذن المقرى،

سمع الأستاد الشافعى فى الجامع سنة عشر و خمسمائة.

حرف التاء فى الاباء
محمد بن تبع

شيخ سمع مع أبى الحسن القطان، من أبى بكر أحمد ابن محمد بن سهل اللحيانى، طرفا من مغازى محمد بن إسحاق، برواية اللحيانى عن محمد بن حميد عن سلمة بن عن الفضل محمد بن إسحاق.

حرف الجيم [في الآباء]
محمد بن جعدوية الخلقانى المتكلم القزوينى

رأيت له كتابا فى الكلام فى قدر مجلدة سماه كتاب التوحيد و المعرفة، و حكى عنه أبو عبد اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 239

الحسين ابن نصر المعروفى فى كتابه المعروف بكفاية المسؤل فى الكلام، و المعروفى و ابن جعدويه بخاريان.

فصل

محمد بن جعفر بن عمرو بن أحمد،

سمع بقزوين أبا على الطوسى فى القراآت لأبى حاتم السجستانى قرأ يوسف و يونس بالكسر طلحة و عاصم و الحسن و الأعمش و اختلف عنها قال أبو حاتم هما اسمان أعجميان و الضم فيهما قرأة الفصحاء و من كثرهما فانه يهمز الواوين و يتوهما هما سميا بالفعل من أنس يونس، و أسف يوسف، و إن ترك الهمز فعلى التخفيف قال أبو زيد من العرب من يهمز و يفتح النون و السين، و هو صواب أيضا.

محمد بن جعفر بن محمد بن طرخان أبو بكر القزوينى،

قال الخليل الحافظ: ثقة متفق عليه و كان من الأجلاء المزكين، و له أوقاف و رحى ينسب إليه، سمع إسماعيل بن توبة و يحيى بن عبد الأعظم، و هارون بن هزارى، و أبا زرعة و أبا حاتم و روى عنه محمد بن على بن عمر، و غيره مات سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة و ثلاثمائة، و رواه عن إسماعيل بن توبة عن إسماعيل بن جعفر عن عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يصلى على راحلته حيث توجهت فى السفر.

محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل الجرجانى أبو الفضل الخزاعى المقرئ،

و يعرف بكميل مشهور بالقراءة صنف فى علمها كتبا ككتاب المنتهى فى القرأت و الواضح فى أداء الفاظ القراآت الثمان

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 240

ورد قزوين و قرأ على على بن أحمد بن صالح المقرئ، و قال فى الواضح فى أسناد قراأة الكسائى رواية أبى المنذر نصير بن يوسف النحوى قرأت القرآن كله على أبى الحسن على بن أحمد بن صالح بن حماد القزوينى، بقزوين سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة و أخبرنى أنه قرأ على أبى عبد اللّه الحسين بن على بن حماد الأرزق، و قال قرأت على أبى جعفر على بن أبى نصر النحوى قال قرأت على نصير قال قرأت على الكسائى.

محمد بن جعفر البردعى أبو الحسن الصابونى المقرى،

نزيل شروان قدم قزوين سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، و حدث بها عن محمد بن أحمد ابن على الأسدى أنبانا غير واحد عن كتاب أبى على الحداد أنبا الخليل الحافظ كتابه ثنا محمد بن جعفر البردعى بقزوين ثنا محمد بن أحمد الأسدى، ثنا الحسين أبى عاصم ثنا بشر بن عمرو بن بسام بمكة، حدثنى أبى حدثنى سلمان التيمى عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: الأئمة ضمناء و المؤذنون أمنآء، اللهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤذنين.

محمد بن جعفر الفقيه أبو بكر الأشنانى الرازى

روى عنه ميسرة بن على فى سباق يفهم أنه حدثه بقزوين قال حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثى الكوفى ثنا محمد بن بشر العبدى ثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا عبد اللّه بن يزيد عن عبد اللّه بن عمرو أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال إنما الدنيا متاع و ليس من متاع الدنيا شئ أفضل من المرأة الصالحة،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 241

و كان الأشنانى من أهل الحديث و الفقه و صنف فيهما كتبا حسة.

محمد بن جعفر الأديب، أبو جعفر الفضاض

من الأدباء و الفضلاء بقزوين كتب إليه أبو المعالى هبة اللّه بن الحسن الوكيلى القزوينى، قال فى صاحبى و قد قلت أنشدت قريضى بحضرة الفضاض.

كيف عريت فيه نفسك برد حياء لبسته فضفاض

أتداوى المرضى بمشهد عيسى بك فى العقل أخوف الأمراض

قلت دعنى بذرع عذرى لايعمل فيه سيف الملام الماضى

إنما جئت من نبا بفضولى بعد علمى بفضله فى التقاضى

لا أبالى و عنده أبرة الاصلاح ان كان مخطئا مقراضى

رجل قد علا به كوكب الفضل بقزوين بعد طول انخفاض

حبه ارتز فى سويدآء قلبى كارتتاز السهام فى الاغراض

بعت منه و باع منى تبيناو كان افتراقنا عن تراضى

فليكن شاهدا بذاك نهاناو ليسجل به من الفضل قاضى

محمد بن أبى جعفر القاسم،

سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدى جزء رواه بقزوين سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة عن عبد اللّه بن أحمد ابن إسحاق و فيه ثنا بكار بن قتيبة ثنا موئل بن إسماعيل ثنا سفيان عن الأعمش، عن أبى سفيان عن جابر قال قيل يا رسول اللّه: أىّ الصلاة أفضل قال: طول القنوت.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 242

فصل

محمد بن جمع بن زهير بن قحطبة الأزدى أبو الحسين القزوينى

قال الحافظ الخليل: كان ثقة عالما زاهدا يقال أنه من الأبدال، سمع يحيى ابن عبد الأعظم و روى عن عيسى بن حميد الرازى عن الحارث بن مسلم، عن بحر بن كنيز السقا نسخة كبيرة رواها عنه أبو الحسن القطان و سليمان بن يزيد، و ابنه محمد بن سليمان و على بن أحمد بن صالح و قال الخليل الحافظ ثنا محمد بن سليمان بن يزيد، ثنا محمد بن جمع بن زهير بقراءتى عليه سنة سبع و ثلاثمائة.

ثنا عيسى بن حميد ثنا الحارث بن مسلم ثنا بحر بن كنيز السقا عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، مات محمد بن جمع سنة ثمان و ثلاثمائة.

حرف الحاء فى الاباء
محمد بن حاجى بن على المؤذنى الصوفى القزوينى،

سمع أبا زيد الواقد ابن الخليلى سنة ست و سبعين و أربع مائة بعض الطوالات لأبى الحسن القطان و سمع اسماعيل بن محمد الطوسى سنة ثلاث و ثمانين و اربعمائة جزأ من حديث أبى عمر الهجرى بروايته عن أبى عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيرى، عن أبيه أبى عمرو محمد بن أحمد و فيه، ثنا أحمد بن جعفر الرصافى ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثنى أبى ثنا حماد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 243

بن خالد، ثنا مالك بن أنس ثنا زياد بن سعد، عن الزهرى عن أنس قال سدل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ناصيته ما شا اللّه ان يسد لها ثم فرق بينهما بعد و سمع تسمية الضعفاء و المتروكين لأبى عبد الرحمن النسائى

من اسماعيل الطوسى أيضا بروايته عن أبى عبد اللّه الكامخى عن أبى بكر البرقاتى، عن أحمد بن سعيد وكيل دعلج، عن أبى موسى عبد الكريم بن أبى عبد الرحمن النسائى عن أبيه المصنف.

فصل

محمد بن حامد بن الحسن بن حامد بن محمد بن كثير أبو بكر الكثيرى القزوينى

سمع ابراهيم الحميرى و أبا الفتح الراشدى سنة خمس عشرة و أربعمائة و سمع منه أبو الفضل الكرجى و على بن الحسن القصارى و قرأ عليه صحيح البخارى منه سنة تسعة و ثمانين و أربعمائة فسمعه الجم الغفير و كان أبو بكر من الفقهاء و الشيوخ المعتبرين و فى قومه و قبيلته غير واحد من أهل الفقه و العلم.

محمد بن حامد أبو جعفر الخرقى،

سمع أبا الحسن القطان بعض الطوالات من جمعه و سمع جزء من مسموعاته، و فيه ثنا أبو اسحاق إبراهيم ابن الحسن الهمدانى، ثنا مسدّد بن مسرهد، ثنا حماد الاشجّ عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك عن النبى، صلى اللّه عليه و آله و سلم، قال إنّ مثل أمتى مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره.

محمد بن الحجاج بن ابراهيم البزاز القاضى أبو عبد اللّه،

سمع منه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 244

أبو الحسن القطان، سنة ثلاث و ثمانين و مائتين و ميسرة بن على و قال فى مشيخته ثنا أبو عبد اللّه محمد بن الحجاج البزاز القاضى، بقزوين أملاء فى مسجده، ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود ثنا عمران عن قتادة عن نصر بن عاصم عن معاوية الليثى إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال يصبح الناس مجدبين فيرزقهم اللّه من عنده فيصحبون مشركين فيقولون مطرنا بنؤ كذا و كذا.

محمد بن الحجاج أبو بكر،

روى عن أبى الحسن القطان، و إسماعيل ابن توبة، و حدّث عنه أبو دأود سليمان بن أحمد بن محمد بن داود الواعظ، فقال ثنا محمد بن الحجاج ثنا إسماعيل بن توبة ثنا اسماعيل بن جعفر، عن عبد اللّه بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، عن الضب فقال لست بآكله و لا محرّمه.

فصل

محمد بن الحجازى ابن شعبوية بن غازى، أبو المحاسن

سمعه أبوه الحديث فسمع الأحاديث الخمسة و الخمسين لأبى بكر البرقانى من الاستاذ إبراهيم الشحاذى بروايته عن الشيخ ابى اسحاق الشيرازى و فيها قرأت على أبى بكر بن مالك، حدّثك بشر بن موسى ثنا المقرئ و هو عبد اللّه ابن يزيد، ثنا سعيد بن أبى أيوب حدثنى، عياش بن عباس عن أبى عبد الرحمن الحبلى، عن عبد اللّه بن عمرو عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: القتل فى سبيل اللّه يكفر كلّ شئ إلا الدين و كان قد أجاز

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 245

له جماعة من الأئمة منهم أبو نصر محمود بن محمد السرخسى المعروف بسره مرد و سمع منه الأحداث بتلك الاجازات.

فصل

محمد بن أبى حجر العجلى الأستاذ الرئيس،

من بيت النبل و الرياسة موصوف بالفضل و الخصال الشريفة و رأيت فى التاريخ لمحمد بن إبراهيم أنه كان من الأخيار الصالحين و أنه حج حجات و لم يشرب قط.

فصل

محمد بن أبى حرب بن محمد الحسينى أبو جعفر،

كان يعرف طرفا من فقه الشيعة و يكتب الوثائق لهم و كان سهلا سليم الجانب و قرأ النهاية لأبى جعفر الطوسى على على بن الحسن الداعى الحسينى الاسترابادى بالرى سنة خمس و خمسين و خمسمائة و هو يرويها عن أبى عبد اللّه الحسين عن شيخه أبى على الحسن بن محمد عن أبيه المصنف.

فصل

محمد بن أبى الحارث بن عبد الرحمن بن موسى بن الحسين الطبرى أبو المحاسن البزازى

قرأ التلخيص، لابى معشر على أبى إسحاق الشحاذى بقزوين، سنة إحدى و تسعين و أربعمائة بروايته عن أبى معشر.

فصل

محمد بن الحسن بن أحمد بن حسان الفرائضى،

سمع إسحاق بن محمد و الحسن بن على الطوسى مات فى حد الكهولة أبوه عالم مشهور يذكر فى موضعه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 246

محمد بن الحسن بن أحمد الخياط،

شيخ صالح، سمع الأربعين لأبى الحسن الفارسى، من على بن محمد البيهقى بقزوين، سنة ثمان و أربعين و خمسمائة بروايته عن المصنف.

محمد بن الحسن بن أيوب بن مسلم،

سمع أباه و يحيى بن عبدك و أقرانهما و كان حجازى الأصل سكن أبوه قزوين، قال الخليل الحافظ فى الارشاد و له وقف على أهل بيته فى قرية يقال لها جبوران و كان من الكبار المزكين، مات فى حدّ الكهولة و لم يكن فى أولاده من يروى و سيأتى ذكر أبيه فى موضعه.

محمد بن الحسن بن جعفر بن أحمد بن شمة الدهخدا ، أبو عبد اللّه القزوينى،

روى عن أبى الحسن محمد بن أحمد البردعى، و روى عنه أبو سعد السمان الحافظ، فقال ثنا أبو عبد اللّه هذا بقراءتى عليه فى شارع طريف بقزوين، ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن على بن أسد الأسدى البردعى ثنا محمد بن أبى عمران ثنا يعقوب بن حميد ثنا عبد اللّه بن عبد اللّه الأموى عن الحسن بن الحراء عن يعقوب بن عتبة عن سعيد بن المسيب، قال سمعت عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه يقول سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول من اعتز. بالعبيد أذله اللّه.

محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد بن عبدك بن ثابت بن زيد الطيبى، أبو الفرج بن أبى محمد،

سمع القاضى أبا بكر الجعابى، و أباه أبا محمد و على بن أحمد بن صالح و غيرهم، و مما سمع من أبيه مشكل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 247

القرآن لابن قتيبة، و روى عنه الحافظ أبو سعد السمان، فقال ثنا أبو الفرج هذا و يعرف بابن أبى الطيب بقراءتى عليه بقزوين على باب دكانه أنبا على بن أحمد بن صالح المقرئ، ثنا جعفر بن عامر أبى الليث ثنا أحمد بن عبد الرحيم الضبعى ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: ثلاث يصحبن الرجل إلى قبره، أهله و ولده و عمله. فأما أهله و ولده فيذهبان و عمله يبقى معه.

محمد بن الحسن حمكويه القزوينى،

سمع أبا طلحة القاسم بن أبى المنذر فى الطوالات لأبى الحسن القطان بسماعة منه، أنبا أبو الحسن على بن عبد العزيز ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن بريد، عن أبى الحوراء عن الحسن بن على رضى اللّه عنهما قال: علمنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: اللهم اهدنى فيمن هديت، و عافنى فيمن عافيت، و تولنى فيمن توليت، و بارك لى فيما أعطيت، و قنى شر ما قضيت إنك يقضى و لا يقضى عليك، و أنه لا يذل من واليت تباركت و تعاليت تقوله أو تقول فى القنوت فى الوتر، بريد بالباء المضمومة، و هو ابن أبى مريم، مالك ابن ربيع و أبى الحوراء بالحاء و اسمه ربيعة ابن شيبان.

محمد بن الحسن بن ديزويه أبو التقى القزوينى،

سمع أبا منصور، محمد بن أحمد الفقيه، و أبا محمد بن أبى زرعة و غيرهما، حدث أبو الحسن على بن القاسم بن نصر عن أبى التقى محمد بن الحسن، هذا قال: ثنا أبو منصور محمد بن أحمد الفقيه ثنا حامد بن بلال البخارى ثنا أحمد بن مسلم ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 248

عبد اللّه بن عباس، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بينما أنا نائم ذات ليلة بين الصفا و المروة، و ذكر حديثا طويلا فى المعراج قال فى صحاح اللغة ابن أبى العروبة بالألف و اللام و هذا غير مسلم عند أصحاب الحديث.

محمد بن الحسن بن سليمان أبو بكر القزوينى،

أورده الحافظ أبو بكر الخطيب فى تاريخه و ذكر أنه حدث عن جعفر بن محمد الفريابى، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفى و أبى القاسم البغوى، و محمد بن صالح العكبرى، قال و روى لنا عنه على بن محمد بن الحسن المالكى، فحدثنا عنه قال: ثنا الفريابى ثنا هشام بن عمار الدمشقى ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبى العاتكة عن على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة الباهلى أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال.

عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض و قبل أن يرفع ثم جمع بين إصبعيه الوسطى و التى تلى الابهام، ثم قال العالم و المتعلم شريكان فى الأجر و لا خير فى سائر الناس بعد قال و ذكر المالكى انه مات هذا الشيخ سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة و كان عند المالكى عنه جزؤ واحد فى أكثر أحاديثه تخليط فى

الأسانيد و المتون.

محمد بن الحسن بن طاهر،

سمع أبا الحسن القطان بقراءة أحمد ابن فارس بقزوين، حديثه عن إبراهيم بن نصر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط عن أبى حدرد الأسلمى عن أبيه قال موسى مرة عن ابن أبى حدرد الأسلمى عن أبيه أن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 249

رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بعثه، و أبا قتادة و محلم بن جثامة فى سرية فلقيهم عامر بن الأضبط الأشجعى فحياهم بتحية الاسلام فكفأ عنه و حمل عليه محلم، فقتله فلما قدموا على النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أخبر أو أخبر بذلك فقال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم: أقتلته بعد ما قال آمنت باللّه، و نزل القرآن: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل اللّه فتبينوا و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا.

محمد بن الحسن بن عبد الرزاق بن محمد بن على بن خسرو ماه أبو الحسن الكرومى القزوينى،

المعروف بمدوار سمع ميسرة بن على و أبا منصور القطان، قال الخليل و لم يكن ينشط للرواية و روى عنه الحافظ أبو سعد السمان فقال ثنا أبو الحسن هذا بقراءتى عليه فى جامع قزوين ثنا القاضى أبو بكر محمد الجعابى ثنا الفضل بن الحباب ثنا سليمان ابن حرب ثنا شعبة عن منصور و الأعمش عن أبى وائل عن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم سباب المسلم فسوق و قتاله كفر.

محمد بن الحسن بن عبد الملك بن العباس بن خالد الخالدى أبو على القزوينى،

ولد سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، و تفقه سنين، و سمع الحديث من أبى طالب أحمد بن على بن أبى رجاء و أبى عمر بن مهدى و توفى فى الغربة و كان فى آبائه و أقاربه فضلا يذكرون فى مواضعهم.

محمد بن الحسن بن على بن إبراهيم بن سلمة القطان أبو سعيد،

سمع جده أبا الحسن، و روى عنه أبو سعد السمان الحافظ فقال ثنا أبو سعيد هذا فى داره بقزوين، ثنا جدى على بن إبراهيم ثنا يحيى بن عبد الأعظم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 250

ثنا عبد الصمد بن عبد العزيز العطار ثنا عتاب بن أعين عن سفيان الثورى عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس.

محمد بن الحسن بن على بن عمر بن محمد بن يزيد الصيدنانى، أبو نعيم القزوينى،

من بيت العلم و الحديث، قال الخليل الحافظ: حمله أبوه إلى نيسابور فسمع بها أبا العباس الأصم و الاخرم و غيرهما، و مما سمع مع أبيه من أبى العباس الاصمّ معانى القرآن لأبى زكريا يحيى بن زياد الفراء بروايته عن محمد بن الجهم عن الفرآء.

محمد بن الحسن بن على بن محمد أبو الحسن الطنافسى

زاهد عالم بالقراآت، سمع الحديث من عمه الحسين بن على بن محمد، و من على بن أبى طاهر و بالرى من أبى حاتم، روى عنه على بن أحمد بن صالح، و ميسرة ابن على، و سمع أبو الحسن حروف أهل مكة جمع أبى محمد إسحاق بن أحمد الخزاعى منه بمكة، و استشهد الخزاعى فى ذلك الكتاب فى ترك همز القرآن بأن شاعر خزاعة أنشد النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم يطلب نصرته.

يا رب إتى ناشد محمداحلف أبينا و أبيه الأتلدا

إنا ولدناك فكنت ولداثمت أسلمنا فلم ننزع يدا

يتلوا القرآن ركعا و سجدا و لأبى الحسن أسلاف من أهل العلم و الحديث مشهورون.

محمد بن الحسن بن أبى عمارة، أبو بكر القزوينى،

قال الخليل الحافظ: سمع هارون بن هزارى ثقة قديم الموت، لم يحدثنا عنه إلا بكر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 251

ابن أحمد البغدادى القزوينى، و ذكر أنه مات قبل العشرين يعنى و الثلاثمائة، و قال فى مشيخته، ثنا بكر بن أحمد بن عمر البغدادى سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أبى عمارة القزوينى بها، ثنا هارون بن هزارى ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهرى عن مالك بن أوس بن الحدثان، سمع عمر بن الخطاب يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إنا لا نورث ما تركناه صدقة.

محمد بن الحسن بن فتح الصفار، أبو عبد اللّه الصوفى القزوينى

المعروف بكيسكين، قال الخليل: شيخ معمر سمع بقزوين محمد بن مسعود الشهرزورى، و أقرانه و ارتحل إلى العراق سنة سبع عشرة فسمع عبد اللّه ابن محمد البغوى و ابن صاعد و أبا بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، و سمع بحران أبا عروبة و بيت المقدس زكريا بن يحيى قال: و سمعنا منه سنة أربع و سبعين و قد نيف على التسعين، و مات آخر سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، و صلى اللّه على محمد المصطفى و آله.

محمد بن الحسن بن فرقد الشيبانى مولاهم،

أبو عبد اللّه صاحب الامام أبى حنيفة رضى اللّه عنهما ذكر الأئمة أن أصله من دمشق و أنّ أباه قدم العراق فولده بواسط و نشأ بالكوفة و تفقه بها، و سمع الحديث من أبى حنيفة و الثورى، و أبى يوسف و مسعر بن كدام و مالك بن معول، و روى عنه الشافعى و أبو سليمان الجوزجانى و أبو عبيد القاسم بن سلام و إسماعيل بن توبة و هشام الرازى.

كان الرشيد قد ولاه القضاء و خرج معه فمات بالرى سنة تسع

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 252

و ثمانين و مائة و قيل سنة إحدى و ثمانين، و رأيت على حاشية التاريخ لمحمد بن إبراهيم القاضى بخط من ألحق بكتابه فوائد أن فى سنة تسع و ثمانين و مائة دخل هارون الرشيد قزوين و معه ابنه المأمون و جميع القواد و محمد بن الحسن رحمه اللّه، أنه قال ترك أبى ثلاثين ألفا فانفقت خمسة عشر ألفا على النحو و الشعر و خمسة عشر ألفا على الحديث و الفقه.

عن الربيع بن سليمان أنّ رجلا سأل الشافعى رضى اللّه عنه، من مسألة فأجابه، فقال له الرجل خالفت الفقهاء فقال

له الشافعى: و هل رأيت فقيها قطّ اللهم إلا أن يكون رأيت محمد بن الحسن فانه كان يملا العين و القلب، و ما رأيت مبدنا قطّ أذكى من محمد بن الحسن.

عن هشام بن عبد اللّه الرازى قال حضرت موت محمد بن الحسن فى منزله بالرى، و كان يبكى بكآء شديدا فقلت أتبكى مع عملك فقال:

دعنا يا هشام من هذا أرأيت إن أوقفنى اللّه فقال: ما أقدمك الرىّ الجهاد فى سبيل اللّه أم لابتغاء مرضاتى و اللّه لو قال ذلك لا أستطيع أن أقول نعم، و أنشد اليزيدى لنفسه يرثى محمد بن الحسن و الكسائى و قد ماتا فى يوم واحد بالرى:

أسيت على قاضى القضاة محمدفأذريت دمعى و العيون تجود

و كان إذا ما الخطب أشكل من لنابايضاحة يوما و أنت فقيد

و أقلقنى موت الكسائى بعده فكادت بى الأرض القضاء تميد

هما عالمانا أوذيا و تخر مافما لهما فى العالمين نديد

محمد بن الحسن بن قدامة الوزان

سمع أبا الحسن القطان بقزوين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 253

أجزاء أنتخبها أبو الحسن من مسموعاته و مما فيها ثنا أبو بكر أحمد بن داؤد السمنانى بمكة فى المسجد الحرام سنة ثمانين و مائتين، ثنا محمد بن مرزوق، ثنا عبد اللّه ابن حرب ابن الليثى ثنا معمر بن المثنى أبو عبيدة، ثنا رويه ابن العجاج عن أبيه العجاج أنه سأل أبا هريرة رضى اللّه عنه ما تقول فى هذا.

طاف الخيالان فهاجا سقماخيال تكنى و خيال تكتما

قامت تريك خشية أن تصرماساقا بخنداة و كعبا أدرما،

قال أبو هريرة كان يتحدّى بهذا أو نحو هذا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، فلا يعيبه، تكنى و تكتم من أسماء النساء، و البخنداة التامة القصب و الدرم

فى الكعب أن يواريه اللحم حتى لا يوجد حجمه.

محمد ابن ماجة القزوينى،

سمع أبا بكر أحمد بن محمد الذهبى، سنة تسع و تسعين و مائتين، يقول ثنا بندار، ثنا مخلد بن يزيد ثنا مجالد عن الشعبى قال نديدم و ندانم هزار سالى.

محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الاسترابادى أبو عبد اللّه

قاضى الرىّ و ابن قاضيها و والد قضاتها، و لبيتهم رفعة و قدم ثبات قدم فى العلم و الرياسة، ورد قزوين غير مرّة و كان قد تفقه بالرّى، و بغداد و سمع بها الزهد لهناد ابن السرّى من أبى طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف بروايته، عن أبى اسحاق البرمكى عن محمد بن صالح العكبرى، عن محمد بن عبد اللّه بن خيت عن المصنف، و جزء ابن عرفة عن ابن بيان

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 254

عن ابن مخلد.

روى جامع أبى عيسى الترمذى عن محمد بن على المضرى عن أبى عامر الأزدى، باسناده و فوائد أبى بكر محمد بن عبد اللّه الشافعى المعروف بالغيلانيات عن أبى سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفى بروايته عن ابن غيلان ولد القاضى أبو عبد اللّه ببغداد سنة خمسمائة و توفى سنة خمس و ستين و خمسمائة.

محمد بن الحسن بن محمد بن خالد الخشاب أبو العباس البغدادى،

روى عن جعفر بن محمد بن نصير و أقرانه و أكثر الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى الرواية عنه ورد أبو العباس هذا قزوين قال الشيخ أبو عبد الرحمن فيما جمع من حكايات المشائخ و أشعارهم أنشدنا محمد بن الحسن البغدادى أنشدنا أحمد بن حسين الهمدانى بقزوين:

أحسن من نور كلّ زهرو من وصال بعقب هجر

خل رأى خلة بحرفسدها من خفى ستر

محمد بن الحسن بن محمد بن زيد بن محمد بن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى اللّه عنه

من الأشراف المذكورين، ذكر محمد بن إبراهيم الفامى فى تاريخه أنه ولد بقزوين و أن أباه ولد بطرسوس ثم أتى بغداد فى السنة التى استولى فيها الطاغية على طرسوس.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 255

محمد بن الحسن بن زياد بن هارون بن جعفر النقاش، أبو بكر الموصلى

المفسر صاحب شفاء الصدور فى التفسير، و له تصانيف فى القراآت و غيرها و يقال إنه مولى أبى دجانة سماك بن خرشة الأنصارى، و كان كثير العلم و الرواية ورد قزوين، و سمع بها من أبى عبد اللّه الحسين بن على بن حماد الأرزق الرازى، و سهل بن سعد القزوينى، و رأيت روايته عنهما بسماعه بقزوين فى مختصر له فى القراآت السبع منتزع من الكتاب الكبير من تأليفه.

ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب فقال سافر الكثير و كتب بالكوفة و البصرة و مكة و مصر و الشام و الجبال و بلاد خراسان و ماورأ النهر، و فى حديثه مناكير بأسانيد مشهورة و حكى عن أبى بكر البرقانى أنه تكلم فيه و عن أبى الحسين بن الفضل القطان أنه قال حضرت أبا بكر النقاش و هو يجود بنفسه سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة، فجعل يحرك شفتيه لشئ لا أعلم ما هو ثم نادى بصوت رفيع «لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ» ثم خرجت نفسه.

أنبانا غير واحد سماعا و إجازة أنبا إبراهيم الشحاذى أنبا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبرى أنبا أبو القاسم على بن محمد الشريف أنبا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش ثنا الحسن بن على ثنا يزيد بن هارون عن داؤد بن أبى هند عن الشعبى عن ابن أبى ليلى عن أبى أيوب لأنصارى قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: مسئلة واحدة يتعلمها المؤمن

خير له من عبادة سنة و خير له من عتق رقبة من ولد إسماعيل و إن طالب العلم و المرأة المطيع لزوجها و الولد البار بوالديه يدخلون

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 256

الجنة مع الأنبياء بغير حساب.

محمد بن الحسن بن محمد بن على الأزغندى أبو طاهر بن أبى خليفة القزوينى

فقيه مناظر حصل سفرا و حضرا و لقى الأئمة و المشائخ و كان يتوكل فى دار القضاة، سمع الوسيط فى التفسير للواحدى من عبد الجبار ابن محمد البيهقى سنة ثمان و عشرين و خمسمائة، بسماعه من المصنف و الأربعين من رواية المحمدين تخريج عبد الرزاق الطبسى من مسموعات محمد القزوينى بسماعه من الفراوى، و سمعته من لفظه سنة خمس و ستين و خمسمائة، و سمع هبة اللّه بن سهل السيدى سنة ثمان و عشرين أيضا، و سمع أبا يحيى حسنويه بن حاجى الزبيرى بقزوين سنة ست و عشرين، باجازته عن الواقد بن الخليل عن أبيه قال أنشدنا أبو يعقوب إسماعيل بن يوسف الصوفى أنشدنى شيخ اسكندرانى بالاسكندرية للحسين بن منصور الحلاج:

متى سهرت عينى لغيرك أو بكت فلا أعطيت ما منيت و تمنت

و ان أضمرت نفسى سواك فلا رعت رياض المنى من جنتيك و جنت

أجاز لأبى طاهر الأزغندى عبد الكريم بن سهلويه و جماعة من أئمة طبرستان، مسموعاتهم باستجازة أبى الحسن الشهرستانى منهم سعد ابن على العصارى، و محمد بن الحسين بن أميركا الطبرى.

محمد بن الحسن بن محمد أبو منصور الطيبى القزوينى،

الصحيح

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 257

أو طرفا صالحا من أول الكتاب من أبى بكر محمد بن حامد بن الحسن ابن كثير سنة تسع و ثمانين و أربعمائة.

محمد بن الحسن بن مخلد المخلدى أبو الحسن القزوينى

سمع، كتاب الأحكام لأبى على الحسن بن على الطوسى، من على بن أحمد بن صالح، بياع الحديد، و من محمد بن سليمان الفامى بروايتهما عن المصنف، و المخلديون جماعة فيهم فقهاء و شروطيون يأتى أسماؤهم فى تراجمها.

محمد بن الحسن المرجى الناتلى أبو جعفر الطبرى

كثير الحديث حدث بقزوين عن محمد بن هارون الأرزق الواسطى و غيره رأيت بخط بعض أهل الانفاق من المتقدمين ثنا ابو جعفر محمد بن الحسن بن المرجى الناتلى بقزوين ثنا محمد بن هارون الواسطى ثنا عبد الحميد بن بيان، ثنا خالد عن يحيى بن عبيد اللّه بن موهب، عن أبيه عن أبى هريرة، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: عمل قليل فى سنة خير من كثير فى بدعة.

محمد بن الحسن بن يزيد أبو الحسين

روى عنه ميسرة بن على، و غالب الظن أنه قزوينى، قال ثنا محمد بن شاذان الجوهرى ثنا المعلى بن منصور أخبرنى ابن لهيعة ثنا عيسى بن موسى بن حميد، عن أبى سعيد عن أبى ذر قال قلت يا رسول اللّه أصبت أهلى و لم أقدر على الماء قال أصب أهلك و إن لم تقدر على المآء عشر سنين.

محمد بن الحسن بن يوسف بن لالأ الزنجانى الصوفى

شيخ عزيز سكن هو و أخوه على بن الحسن قزوين. و كان يتوليان أمر الخانقاه التدوين فى أخبار قزوين ؛ ج 1 ؛ ص258

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 258

المعروف برش انكوران بطريق أبهر، و هما من مريدى الشيخ الفرج الزنجانى المعروف باخى.

محمد بن الحسن بن يوسف،

سمع أبا منصور ناصر بن أحمد الفارسى جزأ من مسموعاته بقزوين، و فيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل، ثنا ميسرة بن على، ثنا عبد الرحمن بن إدريس الرازى، ثنا أبو الزبير النيسابورى بمكة، ثنا هارون بن يحيى بن هارون، حدثنى سعيد بن عبد اللّه عن أبى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى، عن على بن أبى طالب قال قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يا أبا حسن أيما أحب إليك خمسمائة شاة و رعاؤها أو خمس كلمات أعلمكهن تدعوبهن.

قال على: اما من يريد الآخرة فليرد الكلمات و أما من يريد الدنيا فيريد خمسمائة شاة و رعاؤها قال فما تريد يا أبا حسن قال: اريد الكلمات قال تقول اللهم اغفرلى ذنبى و طيب لى كسبى و وسع لى فى خلقى و قنعنى بما قضيت لى و لا تذهب نفسى إلى شئ صرفته عنى.

محمد بن الحسن المالكى أبو عبد اللّه الوراق القزوينى،

سمع إبراهيم بن المنظر الخرامى و أبا مصعب صاحب مالك، و سمع بمصر حرملة و يونس بن عبد الأعلى، و بقزوين أبا حجر و اسماعيل بن توبة، قال الخليل و كان ثقة، سمع منه إسحاق بن محمد، و على بن إبراهيم و على ابن مهرويه و سليمان بن يزيد و روى عنه ميسرة بن على فى مشيخته، فقال: ثنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسن المالكى، فى خان سندول بباب الجامع، ثنا أبو مصعب حدثنى مالك عن نعيم بن عبد اللّه المجمر، أن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 259

محمد بن عبد اللّه بن زيد الأنصارى أخبره عن أبى مسعود.

قال: أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و نحن فى مجلس سعد

بن عبادة، فقال بشير بن سعد أمرنا اللّه عز و جلّ أن نصلى عليك فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلمّ حتى تمنينا أنه لم نسأله قال قولوا اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم، و بارك على محمد كما باركت على ابراهيم فى العالمين انك حميد مجيد و السلام كما قد علمتم، توفى ابو عبد اللّه المالكى سنة نيف و سبعين و مائتين، و كان يعرف بابن مأمون و كان قد سمع موطأ مالك عن أبى مصعب سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

رأيت بخطه إجازة كتبها لجماعة منهم أبو على الكرابيسى سلام عليكم، و بعد فان أبا الحسن على بن أحمد بن ميمون سألنى أن أكتب إليكم باءحازة الموطأ فقد كتبت لكم فارووه عنى، و ليقل أحدكم، حدثنى محمد بن الحسن المالكى و الحجة فيه حديث النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم حين كتب لعبد اللّه بن جحش، فى غزوة غزاها، فقال إذا بلغت موضع كذا و كذا فاقرأ كتابى و اعمل به فقرأ للكتاب و قال أمرنى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بكذا و كذا.

محمد بن الحسن أبو جعفر البيلقانى

سمع بقزوين الكثير من أبى الحسن القطان، و كان من الطلبة المكثرين، و فيما سمع منه، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد الذهبى، حدثنى إسماعيل بن قتيبة، ثنا عبد الرحمن بن دبيس الكوفى، ثنا أبو زياد الفقيمى عن أبى جناب قال لما قتل الحسن بن على

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 260

رضى اللّه عنهما سمعوا فى نوح الجن عليه.

مسح النبى جبينه فله بريق فى الخدود

أبواه فى عليا قريش و جدّه خير الجدود

محمد بن الحسن القصيرى،

سمع منه محمد بن اسحاق الكيسانى فى بيته نفسير بكر بن سهل الدمياطى أو بعضه.

محمد بن الحسن الطالقانى أبو عبد اللّه المؤدب

شيخ صالح، سمع النصف الاول من تفسير مقاتل بن سليمان من الأستاذ الشافعى ابن داؤد المقرئ، سنة ثمان و تسعين و أربعمائة بروايته عن أبى الفرج حمدان بن عمران الخطيب عن أبى زرعة.

محمد بن الحسن أبو الفتح الطيب القزوينى،

سمع صحيح البخارى أو بعضه من القاضى ابراهيم بن حمير الخيارجى سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة.

محمد بن الحسن الخيارجى،

سمع أبا منصور نصر بن عبد الجبار القرائى سنة إحدى و تسعين و أربعمائة، حديثه، عن أبى طالب العشارى، ثنا أحمد بن محمد بن عمران ثنا عبد اللّه بن محمد البغوى، ثنا أبو نصر التمار ثنا كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، يقول: من اغبرت قدماه فى سبيل اللّه حرمهما اللّه على النار.

محمد بن الحسن الديالابازى أبو شجاع الصوفى،

سمع بقزوين،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 261

محمد بن أبى الربيع الغرناطى، سنة ثلاث و عشرين و خمسمائة و أبا اسحاق الشحاذى لهذا التاريخ الأحاديث الخمسة و الخمسين لأبى بكر البرقانى.

محمد بن أبى الحسن بن شاهين،

سمع القاضى عبد الجبار بن أحمد فيما أملاه بقزوين سنة ثمان و أربعمائة يقول أنبا أبو الحسن القطان ثنا يحى بن عبدك ثنا مكى بن إبراهيم ثنا عبيد اللّه بن أبى زياد، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد أنها قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

من ذب عن لحم أخيه بالمغيبة كان حقا على اللّه عز و جل أن يعتقه من النار.

محمد بن حسنوية بن عبد اللّه المعروف بحاجى بن القاسم بن عبد الرحمن الزبيرى،

أبو سهل القزوينى سمع أباه أبا يحيى و من مسموعاته منه جزء من فوائد الحافظ الخليل بحق اجازة الواقد بن الخليل له قال أنبانا والدى أنشدنا محمد بن سليمان بن يزيد أنشدنا الفضل بن السرى الدكينى أنشدنا أبو الهميدع العبقسى.

و لست بهياب لمن يهابنى و لست أرى للمرء مالا يرى ليا

كلانا غنى عن أخيه حياته و نحن إذا متنا أشد تغانيا

فان تدن، منى تدن منك مودتى و إن تنأ عنى تلقنى منك نائيا

رأيت بخط والدى رحمه اللّه ان أبا سهل الزبيرى توفى فى صفر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 262

سنة ثلاث و ثلاثين

محمد بن حسنوية بن نوح أبو الوزير القزوينى،

سمع والدى رحمه اللّه «أخلاق العلماء» لأبى بكر الآجرى من عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوى ببغداد سنة ست و ثلاثين و خمسمائة و كان فقيها يرجع الى محصول و سافر الى نيسابور و سمع مع والدى من مشايخها و حصل على أئمتها لكنه استقر اسمه آخرا على أحمد و اللّه أعلم.

فصل

محمد بن حسين بن ابراهيم الصرام أبو بكر القزوينى المعروف بحاجى،

سمع أبا بكر بن لال و أحمد بن فارس و ربيعة بن على العجلى و أبا حاتم بن خاموش و كان من المكثرين، روى عنه محمد بن الحسين ابن عبد الملك البزاز و غيره أنبانا القاضى عطاء اللّه بن على أنبأ أبو المحد عبد المجيد بن عبد الرحمن ابن عبد العزيز الأبهرى بها سنة ست و عشرين و خمسمائة أنبا والدى أنبا أبو بكر محمد بن الحسين بن ابراهيم القزوينى المعروف بحاجى الصرام أنبا أبو القاسم عمر بن يوسف بن محمد الليثى العدل، و أبو القسم الخضر بن الحسين بن جعفر بن الفضل المقرئ، قالا أنبا أبو الحسن القطان ثنا أبو حاتم ثنا محمد بن الوزير الدمشقى ثنا الوليد ابن مسلم ثنا، خالد بن يزيد عن عثمان بن أيمن عن أبى الدرداء.

قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول من غدا يريد العلم بتعلمه فتح له باب إلى الجنة، و صلت عليه ملائكة السموات

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 263

و حيتان البحور و للعالم على العابد الفضل كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب فى السماء و رأيت خط أبى بكر الصرام باجازة الحديث لبعضهم سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة.

محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم القزوينى أبو منصور المقومى الهيثمى

شيخ مشهور عارف بالحديث و اللغة و الشعر، و قد سمع و كتب الكثير و انتشر من روايته سنن أبى عبد اللّه بن ماجه سمعه من أبى طلحة القاسم بن أبى المنذر الخطيب، سنة تسع و أربعمائة و سمع منه الكبار بالرى و قزوين و سمع أبا الحسن على بن الحسن بن إدريس، و من مسموعه منه كتاب السنة لأبى الحسن القطان بروايته ابن إدريس عنه الزبير بن الزبيرى و

من مسموعه منه الصحيفة التى يرويها داؤد بن سليمان الغازى عن على بن موسى الرضا بروايته عن ابن مهرويه عن داؤد و أبى الفتح الراشدى و أبى محمد الزاذانى و عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم الصوفى و غيرهم.

أنبانا غير واحد عن كتاب أبى منصور المقومى أنبا أبو الفتح الراشدى سنة سبع عشرة و أربعمائة، ثنا على بن أحمد المقرى ثنا أبو على الحسن بن على الطوسى ثنا إبراهيم بن عبد اللّه السعدى ثنا حفص بن عمر ثنا عبيد اللّه بن عمر بن محمد بن على عن أبيه عن على قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول من كثر همه سقم بدنه و من ساء خلقه عذب نفسه و من لاحى الرجال سقطت مروته و ذهبت كرامته.

عن أبى منصور أنبا أبو الفتح الراشدى سنة ثمان و أربعمائة، ثنا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 264

أبو بكر محمد بن عبد اللّه البجلى، سمعت أبا العباس بن عطاء يقول رأيت الجنيد فى النوم فقلت ما فعل اللّه بك، فقال تذكر السنة الفلانية، و قد احتبس على الناس المطر، فقلت بلى فقال قلت مع الناس ما أحوج الناس إلى المطر فوبخنى اللّه على ذلك فقال يا جنيد ما يدريك أن الناس يحتاجون إلى المطر، و أنا ادبر الخليفة بعلمى إنى عليم خبير اذهب فقد غفرت لك- و عن أبى منصور، أنبا الراشدى أنشدنى أبو سعد الادريسى الحافظ أنشدنى محمد بن جعفر بن الحسين أبو بكر البغدادى، أنشدنى و شاح بن الحسين أنشدنا على بن محمد الخراز .

دنيا تدور بأهلها فى كلّ يوم مرتين فغدوها لتجمع و رواحها تشتيت بين

توفى أبو منصور سنة سبع أو

ثمان و ثمانين و أربعمائة.

محمد بن الحسين بن أحمد الصوفى،

سمع أبا الحسن بن إدريس بقزوين، أنبانا الحافظ شهردار بن شيرويه عن أبيه أنبا محمد بن الحسين الصوفى هذا كتابه أنبا أبو الحسين على بن الحسن بن أحمد بن إدريس القرشى بقزوين أنبا على بن إبراهيم القطان ثنا أبو العباس، جعفر بن سعد، حدثنى أبو جعفر الخواص قال قال عبد اللّه بن المبارك أردت الحجّ فمررت فى بعض طرقات الكوفة فاذا أنا بامرأة تجرشاة مية و ذكر حكاية معروفة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 265

محمد بن الحسين بن عبد اللّه،

سمع أبا على الطوسى بقزوين فى قراآت أبى حاتم السجستانى، قوله تعالى: وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ- قراءة العامة و آلهتك جمع الاله و قرأ الأعمش و قد تركك و آلهتك قيل للحسن و هل كان فرعون يعبد شيئا قال نعم و يقال أنه كان يعبد البقر، و عن ابن عباس و الضحاك بن مزاحم و يذرك و آلهتك يعنى عبادتك قال ابن عباس: و كان فرعون يعبد و يقال للرجل إذا نسك و تعبد تأله قال رؤبة:

سبحن و استرجعن من تألهى أى حين رأيننى نسكت و يروى عن ابن عباس مع ذلك و يذرك بالرفع و هذا على القطع من الأول كأنه قال و هو يذرك و يمكن أن يكون معطوفا على أتذر موسى.

محمد بن الحسين بن عبد الملك بن العباس بن عبد اللّه القزوينى أبو نصر المعروف بحاجى البزاز

كثير الشيوخ و له فوائد منتقاة خرجها من سماعاته بقزوين و الرىّ و همدان و هى فى الحقيقة معجم شيوخه، سمع أبا طالب أحمد بن على بن رجاء و أبا بكر بن لال، و أبا الحسن الصيقلى، و أبا الفتح الراشدى، و جده من قبل الأم أبا سعيد محمد بن أحمد بن بندار البيع منه أبو سعد السمان الحافظ.

قال فى مشيخته أنبا أبو نصر محمد بن الحسين هذا بقراءتى عليه فى جامع قزوين أنبا أحمد بن على بن عمر بن محمد بن أبى رجاء، ثنا سعيد ابن محمد بن نصر، أبو عمرو ثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم ثنا محمد بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 266

عثمان ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعى عن حسان بن عطية عن أبى كبشة عن ثوبان، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم صاحب الصفّ و صاحب الجمع لا يفضل هذا على هذا

و لا هذا على هذا كأنه يريد صفّ القتال.

محمد بن الحسين بن أبى القاسم الخالدى البخارى المؤدب،

سمع بقزوين أبا إسحاق الشحاذى سنة ثمان و تسعين و أربعمائة، جزأ من حديث، أبى معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبرى المقرئ برواية الشحاذى عنه، و فى الجزء، ثنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد المعروف بابن مأمون أنبا أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه الرازى، ثنا بكار ابن قتيبة القاضى ثنا صفوان بن عيسى ثنا محمد بن عجلان عن القعقاع.

عن أبى صالح عن أبى هريرة.

قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إنما أنا لكم مثل الوالد فاذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة و لا يستدبرها، فاذا استطاب فلا يستطبّ بيمينه و كان يأمر بثلاثة أحجار و ينهانا، عن الروث و الرمة قال فخرج الجزء، أخرجه مسلم عن أحمد بن الحسن بن خراش، عن عمر بن عبد الوهاب، عن يزيد بن زريع عن روح، عن سهيل عن القعقاع فأبو معشر فى محل مسلم.

محمد بن الحسين بن أبى القاسم الجالوسى أبو بكر

ورد قزوين، و كان من أهل العلم و الحديث، و سمع مسند الشافعى رضى اللّه عنه منه جماعة بقزوين سنة ثمان و عشرين و خمسمائة، بسماعه من نصر اللّه الخشنامى عن الحيرى عن الاصمّ ولد سنة سبع أو ثمان و سبعين و أربعمائة،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 267

و صنف كتبا منها كتاب الكشف فى معجم الصحابة رضى اللّه عنهم.

محمد بن الحسين بن محمد بن عبيد اللّه بن صالح الشعيرى أبو بكر المؤدب القزوينى،

سمع على بن أحمد بن صالح و الحسن بن على بن عمر الصيدنانى، و محمد بن على بن عمر المعسلى و غيرهم، و روى عنه الحافظ أبو سعيد السمان فى مشيخته فقال ثنا أبو بكر الشعيرى المؤدب بقزوين فى مكتبه بقراأتى عليه، ثنا على بن أحمد المقرئ، بباع الحديد ثنا أبو عبد اللّه الحسين بن على بن حماد بن مهران الجمال الأرزق المقرئ ثنا أحمد بن يزيد الحلوانى ثنا المعسلى بن هلال عن سليمان التيمى عن أنس بن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن ملكا موكل بالقرآن فمن قرأ منه شيئا لم يقومه، قومه الملك و رفعه.

محمد بن الحسين بن محمد بن العباس الفقيه المالكى،

روى عنه الخليل فى مشيخته، فقال حدثنى محمد بن الحسين المالكى هذا بقزوين، ثنا على بن عمر بن محمد بن يزيد المذكر، ثنا محمد بن على بن بطحا ثنا بشر ابن آدم ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل ثنا القاسم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه ابن عمرّ عن عمه سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه عبد اللّه بن عمر، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: لا تأكلوا بشمالكم و لا تشربوا بها فان الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله.

محمد بن الحسين بن محمد الأسكانى،

و يقال ابن الاسكاف أبو بكر العالم القزوينى، روى عن أبى الحسن القطان و عبد اللّه بن السرى الاسترابادى و القاضى أبى الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن زكريا، و حدث عنه الخليل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 268

الحافظ و أبو الفتح الراشدى و فيما روى الراشدى ثنا أبو بكر محمد بن الحسين العالم ثنا القاضى أبو الحسن محمد بن يحيى بن زكريا ثنا أبو عمر محمد بن جعفر القرشى ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا سفيان عن الأعمش عن سفيان عن عبد اللّه بن مسعود، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: ان أول ما يقضى بين الناس فى الدماء.

فى تاريخ محمد بن إبراهيم القاضى أن أبا بكر محمد بن الحسين الاسكاف الفقيه توفى بقزوين سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة.

محمد بن الحسين بن محمد الطوسى،

سمع بقزوين الخطيب أبا زيد الواقد بن الخليل بن عبد اللّه جزأ من مسموعات أبيه بسماعه منه و فيه ثنا عبد الواحد بن محمد ثنا على بن محمد ابن مهروية ثنا أحمد بن خيثمة ثنا ابن الأصبهانى، ثنا شريك عن عمرو بن عبد اللّه بن يعلى بن مرة عن أبيه، عن جده قال رأيت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم مر بشجرتين متفرقتين فقال اذهب فمرهما فلتجمعا، قال فاجتمعا فقضى حاجته و مضى.

محمد بن الحسين بن محمد الخفاف

من فقهاء قزوين رأيت له مجموعا فى الفرائض و من أسباط ابنه محمد بن حامد بن الحسن بن محمد بن كثير و قد توجد فى طبقات السماع عن أبى الحسن القطان ذكر محمد بن الحسين الخفاف و غالب الظن أنه هو.

محمد بن الحسين بن محمد بن عيسى البياع القزوينى

كان من أهل الثروة و حصل طرفا من للغة على الامام أبى محمد النجار و قرأ عليه كتبا و كان يعرف شيئا من الحساب و الشعر.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 269

محمد بن الحسين بن هلال بن إسحاق الخدامى أبو عمر الثغرى

ورد الرى و قزوين مستترا، و سمع أبا بكر عبد اللّه بن حبان بن عبد العزيز القاضى بالموصل و أبا هاشم محمد بن أحمد بن سنان بن طالب روى عنه أبو سعد السمان و الخليل الحافظ، و غيرهما و فيها حدث بقزوين أبو عمر سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة، أنبا أبو بكر عبد اللّه بن حبان ثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجمانى، ثنا عبد الرحمن بن عمان بن إبراهيم عن أبيه عن أمه عائشة بنت قدامة بن مظعون، قالت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: عزيز، على اللّه تعالى أن يأخذ كريمتى عبد مسلم ثم يدخله النار.

يقال عز على كذا أى شقّ و تعذر و اللّه سبحانه و تعالى لا يعجزه شئ و لا يشق عليه لكن من شق عليه شئ تركه و أعرض عنه، فالمعنى أن اللّه تعالى لا يجمع بين سلب كريمتى العبد و إدخاله النار.

محمد بن الحسين بن وارين القارى،

سمع أبا عمر بن مهدى سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة، و يشبه أن يكون محمد بن الحسين أبو بكر الوارينى الذى سمع مشكل القرآن لابن قتيبة من أبى محمد الحسن بن جعفر الطيى سنة إحدى و أربعمائة بسماعه من أبى الحسن القطان هو هذا القارى.

محمد بن الحسين بن يزدينيار ، أبو جعفر السعيدى،

سمع بقزوين من أبى الحسن بن إدريس أنبانا الحافظ أبو منصور الديلمى، عن أبيه شيرويه قال: أنبا القاضى أبو جعفر محمد بن الحسين السعيدى هذا ثنا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 270

أبو الحسن على بن الحسن بن أحمد بن إدريس بقزوين، ثنا أبو بكر أحمد محمد بن الرازى الحافظ ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ثنا الحسن ابن عرفة سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول رأيت ليلة الجمعة و كانت ليلة مظلمة و ذكر حكاية طويلة فى أنّ القرآن غير مخلوق.

محمد بن الحسن الشافعى النسوى،

سمع بقزوين ربيعة بن على العجلى سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة، و فيما سمعه أبو الحسن على بن أحمد بن موسى الدمشقى بحلوان ثنا إبراهيم بن زهير بن أبى خالد ثنا مكىّ بن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بعث اللّه ثمانية آلاف نبى، أربعة آلاف منهم إلى بنى إسرائيل و أربعة آلاف منهم إلى سائر الناس.

محمد بن الحسين القاضى

قلده أمير المؤمنين المقتدر قضاء بلاد منها قزوين و رأيت نسخة عهده و فيها أن عبد اللّه جعفر المقتدر أمير المؤمنين ولاه قضاء الرى و دنباوند و قزوين و زنجان و أبهر.

محمد بن الحسين الزجاجى أبو الحسين،

سمع أبا الفرج حمدان بن ابن عمران الخطيب يحدث عن أبى طالب بن أبى رجاء عن سلمان بن يزيد الفامى ثنا إبراهيم بن مضر ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام عن يزيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن إسحاق بن عبد اللّه بن أبى طلحة عن أمه عبيدة أو حميدة و عن عمه عمر بن عبد اللّه بن أبى طلحة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، رهان الخيل طلق يعنى حلال.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 271

محمد بن الحسين السمرقندى أبو جعفر المقرى،

سمع ناصر بن أحمد الفارسى بقزوين فى الجامع.

فصل

محمد بن حفص التميمى القزوينى

من المتقدمين، روى عن روح ابن عبادة و أبى أحمد الزبيرى، و الوليد بن القاسم قال عبد الرحمن بن أبى حاتم، سمع منه أبى بقزوين.

فصل

محمد بن حماد بن الفضل الهروى، أبو الفضل

ورد قزوين سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، و حدث بها على المصلى و غيره، و سمع منه من أهلها محمد بن سليمان بن يزيد، و ميسرة بن على، و محمد بن إسحاق بن محمد أبو عبد اللّه و غيرهم، قال ميسرة فى مشيخته قرأ علىّ أبو الفضل محمد بن حماد الهروى بقزوين على المصلى فى جمادى الأولى، سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، ثنا أحمد بن حيويه أبو الحسن ثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد ثنا عبيد اللّه بن الحارث، حدثنى عنسبة عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت، قال دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و بين يديه كاتب يكتب فسمعته يقول ضع القلم على اذنك، و حدث الخليل الحافظ عن محمد بن سليمان بن يزيد، قال أنشدنى محمد ابن حماد الهروى أنشدنا ثعلب:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 272 و إنك لا تدرى بأعطاء سائل أ أنت بما تعطيه أم هو أسعد

عسى سائل ذو حاجة ان منعته من اليوم سؤلا أن يكون له غد

محمد بن حماد الرازى أبو عبد اللّه الطهرانى

قال الخليل الحافظ ثقة متفق عليه، قدم قزوين مرارا للرباط و للرواية، سمع عبد الرزاق ابن همام الصنعانى و السيدى بن عبدويه و أبا عاصم النبيل و حفص بن عمر القدفى و سمع منه بالرى عبد الرحمن بن أبى حاتم، و بقزوين محمد ابن هارون بن الحجاج، و بالشام أحمد بن عمير بن جوصا، و ذكر الخطيب أبو بكر الحافظ أنه مات بعسقلان سنة إحدى و سبعين و مائتين، و قال أنبا البرقانى أنبا على بن عمر الحافظ، أخبرنا القاضى أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بحير ثنا محمد بن حماد

الطهرانى أنبا عبد الرزاق قراءة عليه عن سفيان عن الثورى عن أبى معشر عن المقبرى عن أبى هريرة ان النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: دعوة المظلوم مستجابة، و إن كانت من فاجر ففجوره على نفسه، و ذكر غير الخطيب أنه مات سنة سبع و ستين و مائتين.

فصل

محمد بن حمدان بن إسحاق الرازى، أبو بكر البزار

حدث بقزوين عن المنذر بن شاذان قال ميسرة بن على فى مشيخته ثنا أبو بكر هذا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 273

بقزوين ثنا منذر بن شاذان ثنا موسى بن داؤد ثنا حسام بن معتك عن محمد بن سيرين عن ابن عباس عن أبى بكر الصديق قال نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من كتف و لم يتوضأ .

فصل

محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد النيسابورى أبو بكر

ورد قزوين، و حدث بها و روى عنه أبو الحسن القطان، فى الطوالات فقال ثنا أبو بكر محمد بن حمدون هذا بقزوين فى المحرم سنة تسع و سبعين و مائتين، حدثنى أبو إسحاق عبد الجبار بن كثير بن سيار الرقى ثنا محمد بن بشر، لقيته باليمن عن أبان البجلى، عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال حدثنى على بن أبى طالب قال: لما أمر اللّه تعالى رسوله صلى اللّه عليه و آله و سلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج و أنا معه و أبو بكر الصديق حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر يسلم و كان أبو بكر مقدما فى كل خير و كان رجلا نسابة و ذكر الحديث الطويل.

قال أبو بكر أحمد بن محمد الذهبى، عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس هو أبان بن عثمان الأحمر و أخطأ قوم فحسبوه أبان ابن عبد اللّه البجلى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 274

فصل

محمد بن حمزة بن إبراهيم فقيه،

سمع عطاء اللّه بن على سنة إحدى و سبعين و خمسمائة، بقزوين أسباب النزول لعلىّ الواحدى بسماعه، عن أبى نصر الأرغيانى عنه.

محمد بن حمزة بن الحسن بن يزيد بن ماجة أبو العباس القزوينى،

من بيت العلم و الحديث و الحسن، هو أخو أبى عبد اللّه بن ماجة، و رأيت بخط الامام هبة اللّه بن زاذان وصف أبى العباس، هذا بالعلم و الفضل، سمع القاضى أبا محمد بن أبى زرعة سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة، و أبا عمرو عبد الواحد بن محمد بن مهدى البغدادى، بقزوين سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة، و مما سمعه منه حديثه عن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق عن بكار ابن قتيبة ثنا موئل بن إسماعيل ثنا سفيان عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر قال قيل يا رسول اللّه: أىّ الصلاة أفضل، قال طول القنوت، و سمع أيضا أبا عبد اللّه الحسين بن على القطان و أبا الفتح الراشدى سنة أربع عشرة و أربعمائة.

محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن على ابن الحسين بن على بن أبى طالب الحسينى أبو سليمان الزيدى

كان من كبار الأشراف علما و عفة و خلقا و جودا سمع بقزوين العليين ابن مهروية و ابن إبراهيم و ابن عمر و سليمان بن يزيد، و بآذربيجان حفص بن عمر الاردبيلى الحافظ و غيره، و روى عنه ابنه أبو يعلى حمزة و غيره، توفى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 275

أبو سليمان فى رمضان سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة، و قيل سنة خمس و ستين، و حدث أبو نصر القاسم بن حسان الحسانى قال أنشدنى أبو سليمان محمد بن حمزة الزيدى لبعضهم:

فويحكما يا واشئ أم مالك بمن والى من جئتما تشيان

بمن لو أراه عانيا لفديته و من لو رآنى عانيا لفدانى

فمن مبلغ عنى الحبيب رسالةبأن فؤادى دائم الخفقان

و أنى ممنوع من النوم مدنف و عينى من وجد بها تكفان

محمد بن حمزة الداؤدى

فقيه كان معروفا بالصلاح و حسن السيرة و أحياء المساجد و إقامة الجماعات، و كان أبوه محتسبا فى البلد و جده من الصوفية و كان فى قومه فقهاء توفى سنة إحدى و خمسين و خمسمائة.

فصل

محمد بن حمويه

سمع أبا عمر بن مهدى بقزوين فى جم غفير سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة.

فصل

محمد بن حمكويه أبو جعفر العطار القزوينى،

روى الحديث عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 276

محمد بن حميد و موسى بن نصر، و روى عنه أحمد بن إبراهيم بن الخليل، و أبو داؤد سليمان بن يزيد، مات قبل سنة ثمانين و مائتين، ذكره الخليل الحافظ فى التاريخ.

محمد بن حمكويه الخطيب أبو العباس الرازى،

حدث بقزوين، و روى عنه محمد بن أحمد بن سهلويه الصيرفى و قد أوردت له رواية عند ذكر الصيرفى هذا.

فصل

محمد بن حنظلة الجرجانى،

سمع بقزوين على بن أحمد بن صالح سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة.

فصل

محمد بن حيدر بن إبراهيم الخباز

شيخ، سمع أبا منصور ناصر ابن أحمد الفارسى المقرئ فى جامع قزوين سنة ست و سبعين و أربعمائة، جزأ من حديثه، و فيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى ثنا أبو بكر أحمد بن على الأستاذ ثنا محمد بن مسعود ثنا أبو مصعب عن الدراوردى عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة، أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر.

محمد بن حيدر بن جعفر المحمدى العلوى،

أبو البركات من الأشراف المعروفين بالسنة، سمع أبا سليمان الزبيرى سنة ثمان و خمسين و خمسمائة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 277

محمد بن حيدر بن عبد الملك الشروطى

فقيه، كتب الوثائق كثيرا فى حدود سنة ستين و أربعمائة، و الظن أنه من المخلديين.

محمد بن حيدر بن أبى القاسم القزوينى،

فقيه محصل مناظر حاذق واعظ سافر، و كتب الكثير من كل فن و سمع أخاه الامام أبا القاسم بن حيدر و أبا الحياة محمد بن عبد اللّه البلخى، و سمع منه سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة و أبا عامر، سعد بن على ابن أبى سعد الجرجانى، و فيما سمع منه حديثه عن أبى مطيع، محمد بن عبد الواحد المصرى أنبا أبو بكر ابن مردويه ثنا محمد ابن محمد بن شاذان المقابرى ثنا أبو غسان عبد اللّه ابن محمد بن يوسف القلزمى ثنا أبى ثنا سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يكتحل كلّ ليلة و يحتجم كلّ شهر و يشرب الدوا كلّ سنة.

محمد بن حيدر بن محمد بن على بن مخلد، أبو منصور المخلدى

سمع جده أبا الحسن محمد بن على بن محمد، و محمد بن الحسن و جعفر الطيبى، و فيما سمع منه سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة، حديثه عن أبيه أبى محمد الحسن بن جعفر، قال ثنا القاضى أبو بكر محمد بن عمر الجعابى ثنا الفضل ابن الحباب ثنا عثمان بن الهيثم ثنا أبو الهيثم بن جهم عن عاصم عن زرّ عن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من غشنا فليس منا و المكر و الخدع فى النار.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 278

حرف الخاء فى الآباء
محمد بن خرشيد بن يزى بن بابا الديلمى أبو بكر الأقطع،

حدث بقزوين و الظن أنه قزوينى روى عن محمد بن يعقوب بن مقسم المصرى، و عبد اللّه بن إسماعيل بن برية الهاشمى، و روى عنه الخليل الحافظ فى مشيخته، قال ثنا محمد بن يعقوب بن مقسم ثنا عبد العزيز بن محمد الفارسى ثنا هاشم بن الوليد ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن مسعود، أنه إذا كان فى جنازة و وضع السرير قبل أن يصلى عليه استقبل الناس بوجهه.

ثم قال: يا أيها الناس إنكم شفعاء جئتم شفعاء لميتكم فاشفعوا فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: أربعون رجلا أمة و لم يخلص أربعون رجلا فى الدعاء لميتهم إلا وهبة اللّه لهم و غفر له، و قال الخليل: حدثنى أبو بكر عن ابن مقسم ثنا موسى بن على ثنا زكريا ابن يحيى ثنا الأصمعى.

قال كان لأبى عمرو بن العلاء كل يوم من غلة داره فلسان، فلس يشترى به كوزا و فلس يشترى به ريحانا يشمّ الريحان يومه و يشرب من الكوز يومه، فاذا أمسى تصدق

بالكوز و أمر الجارية أن تجفف الريحان و تدقه فى الأسنان، و حدث عن أبى بكر الأقطع أبو نصر محمد بن الحسين البزاد فى فوائده.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 279

فصل

محمد بن خسرو شاه بن عبد الكريم الروجكى القزوينى،

سمع أبا زيد الواقد بن الخليل الحافظ، فضائل القرآن لأبى عبيد سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة، بقرأة الحافظ إسماعيل بن محمد الأصبهانى، و هو يرويه عن الزبير بن محمد بن على بن مهرويه، عن على بن عبد العزيز عنه، و الروجكيون جماعة فيهم طائفة من أهل العلم يأتى ذكرهم.

محمد بن خسرو

سمع الأحاديث الخمسة و الخمسين من المصافحة لأبى بكر البرقانى من الأستاذ أبى إسحاق الشحاذى بروايته عن الامام أبى إسحاق الشيرازى عنه.

فصل

محمد بن الخضر،

سمع أحمد بن إبراهيم بن سمويه بقزوين حديثه عن أحمد بن منصور الرمادى، فقال: ثنا عبد اللّه بن صالح، حدثنى فرقد بن ابن عمران، و ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: إذا رأيت اللّه عز و جلّ يعطى العبد ما يحبّ و هو مقيم على معاصيه، فانما ذلك منه استدراج ثم قرأ هذه الآية «فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ ءٍ، حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 280

فصل

محمد بن خالد بن أبى منصور،

و هو كما ذكر محمد بن خالد بن عبد الغفار بن أبى منصور إسماعيل بن أحمد بن أبى عبد اللّه محمد بن خفيف الضبى الخفيفى، الشيرازى الأصل أبو المحاسن الأبهرى، دخل قزوين مرارا كثيرة و سمع بها، و سمع منه، و كانت له معرفة بالحديث، و الفقه و الشروط و الأدب و سرعة فى الكتابة، و عبادة لا بأس بها و جمع أربعينيات و مجاميع و له اجازات عالية و سماعات كثيرة.

أنبانا القاضى محمد بن خالد، أنبا أبو النجم المظفر بن سيدى بن المظفر السامانى ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن خشنام بن إسحاق الباكوى ثنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد ثنا أبو عبد الرحمن السلمى أنبا أحمد بن محمد بن عبدويه الجصاص ثنا الحسن بن أحمد الزعفرانى ثنا محمد بن عبد ارحمن الهروى ثنا يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن أبى هريرة، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: تفكروا فى خلق اللّه و

لا تفكروا فى اللّه قال: و أنشدنى المظفر أنشدنى والدى أنشدنى أبو محمد الحمدانى:

و لا تجزع إذا ما سد باب فأرض اللّه واسعة المسالك

و لا تفزع إذا ما ضاق أمرفان اللّه يحدث بعد ذلك

محمد بن خالد البزار،

سمع على بن أحمد بن صالح بقزوين، سنة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 281

ثمان و سبعين و ثلاثمائة، حديثه عن محمد بن عبد بن عامر، قال ثنا قتيبة ابن سعيد ثنا مالك سعير عن الأعمش عن أبى وائل عن أبى موسى الأشعرى عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أن الدينار و الدرهم أهلكا من كان قبلكم و هما مهلكاكم.

فصل

محمد بن خليفة بن المعالى بن أبى سهل المتوى أبو بكر الصائغى القزوينى

فقيه جليل بارع ورع جميل السيرة، حميد الأخلاق تفقه بقزوين و نيسابور و غيرهما و سمع بقزوين مسند الشافعى رضى اللّه عنه من السيد أبى حرب الهمدانى، بروايته عن الشيروى عن الحيرى و بنيسابور الترغيب، لحميد بن زنجويه عن الفراوى و الوسيط فى التفسير للواحدى عن عبد الجبار البيهقى عن المصنف و الرسالة للاستاذ أبى القاسم عن أبى المظفر عبد المنعم عن أبيه و هذه مسائل مستفادة رأيتها فى معلقاته رحمه اللّه.

رجل قبل النكاح لابنه بالوكالة عنه، ثم أنكر الابن التوكيل، فأقيمت البينة عليه يرتفع النكاح باتكاره، و يلزمه نصف المهر ثم لو كذب نفسه و صدق الشاهدين يشترط نكاح جديد، على قول أبى إسحاق الشيرازى و عند الفقال تردّ المرأة إليه و لا يشترط نكاح جديد.

عن القاضى أبى المحاسن الطبرى: إمام سريع القرأه ركع و المأموم لم يتم الفاتحة عليه إتمامها ثم ان ادرك الامام فى الركوع أو الاعتدال منه جازت صلاته، و كان مدركا للركعة و إن علم أنه لا يقدر على اتمامها

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 282

حتى يسجد الامام تبعه، قبل إتمامها و يعيد الركعة، و إن علم أنه يتكرر ذلك فى كل ركعة فارقه و صلى منفردا.

ان تحرم المأموم و اشتغل بدعا الاستفتاح، و ركع الامام، قبل أن

يتم الفاتحة، فان قدر على أن يتمها، و يدركه فى الركوع أو الاعتدال فعل، و إلا تبعه و أعاد الركعة و لو تبعه حين ركع و أعاد الركعة جاز، و لو اشتغل باتمامها، و هو عالم بحكمه، حتى سجد الامام بطلت صلاته لأن الامام سبقه بركنين و رأيت بخطه:

تأوبنى همّ بيضاء نابتةلها لوعة فى مضمر القلب ثابتة

و من عجب أنى إذا رمت نتفهانتفت سواها و هى تضحك شامتة

يقال تأوبه هم أى جآءه.

فصل

محمد بن الخليل بن القاسم المعروف بحاجى،

سمع ربيعة بن على العجلى غريب الحديث لأبى عبيد، بروايته عن أبى الحسن محمد بن هارون الزنجانى، سماعا و على بن إبراهيم القطان إجازة بروايتهما عن على بن عبد العزيز عنه، و كان سماعه من ربيعة فى سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة أو نحوها.

محمد بن الخليل بن ملكا القزوينى، ثم البروجردى

سمع الرياضة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 283

للشيخ أبى محمد جعفر بن محمد الأبهرى، المعروف ببابا، من الشيخ أبى على الموسياباذى بقزوين.

محمد بن الخليل بن الواقد الخليلى الخطيب أبى جعفر

من بيت الخطابة و الحديث، و سيأتى ذكر سلفه، و كان فيه خشوع و اخبات و أقام للتفقه مدة ببغداد و سمع الحديث من مشائخها و من الطارئين، منهم أبو الفتح عبيد اللّه بن عبد اللّه بن بحا بن شاتيل و إسماعيل بن نصر بن نصر العكبرى، و أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم الصيدلانى الأصبهانى و الامام أحمد بن إسماعيل و غيرهم، و أجاز له أبو الفضل منوچهر بن محمد بن تركانشاه و قال أنبأ أبو بكر أحمد بن على بن بدران الحلوانى أنبا أبو محمد الحسن بن على الجوهرى أنشدنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن شاذان البزاز أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزدى لنفسه:

ضمان اللّه يكنف من تولى و قلبى من تذكره مريض

ضننت و كيف لا يضنى مريض يشرد قومه دمع يفيض

ضميرى مرتع الأحزان دهرى و طرفى عن سوى حبى غضيض

ضرام الشوق فى أثناء قلبى و بين جوانحى جمر فضيض

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 284

محمد بن خمار تاش بن عبد اللّه الصوفى، التركى

شيخ سمع الحديث بالرى و آمل، و دهستان، و قزوين و روى عن القاضى أبى المحاسن و غيره، روى عنه المرتضى بن الحسن بن خليفة و ابنه على و عطاء اللّه بن على بن بلكويه أنبانا القاضى عطاء اللّه، هذا أنبا الأمير الزاهد محمد بن خمارتاش، سنة ثلاثين و خمسمائة، أنبا الامام أبو المحاسن الرويانى ثنا الحافظ أبو محمد عبد اللّه بن جعفر ثنا هبة اللّه بن موسى ثنا أبو يعلى أحمد ابن على بن المثنى ثنا شيبان بن فروخ ثنا سعيد الضبى حدثنى أنس بن مالك قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن اللّه عز و

جل يطلع فى العيدين إلى الأرض فابرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة.

أنبانا القاضى أنبا الأمير أنبا أحمد بن أبى سعد أبو العباس الاسفرائنى، بقزوين ثنا الحافظ أبو الفتيان الرواسى ثنا أبو بكر محمد بن أبى نصر بن إبراهيم ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذى ثنا خالد بن إسماعيل الخيام ثنا أبو بكر محمد التنوخى حدثنى نصر بن محمود البلخى ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقى، قال جاء رجل إلى داؤد الطائى فقال: أوصنى.

فقال: انظر أن لا يراك اللّه عنه ما نهاك و لا يفقدك حيث أمرك، قال زدنى قال: كما ترك لكم الملوك الحكمة، يعنى العلم، فاتركوا لهم الدنيا قال: زدنى قال أرض باليسير من الدنيا مع سلامة الدين كما رضى أهل الدنيا بالكثير مع خراب الدين، قال زدنى قال، فرّ من الناس فرارك من الأسد، و لا تفارق الجماعة، قال زدنى قال أجعل عمرك يوما واحدا، فصمه عن شهواتك و اجعل فطرك الموت.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 285

فصل

محمد بن خيران،

سمع أبا الحسن القطان بقزوين فى الطوالات، حديثه عن أبى يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبرى، بسماعه بصنعاء عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى، قال أخبرنى أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس، قالت أول ما أشتكى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى بيت ميمونة فاشتدّ مرضه حتى اغمى عليه فتشآءور فساءه فى لده فلدوه- الحديث.

حرف الدال فى الآباء
محمد بن داؤد الأبهرى الغازى

ورد قزوين و أجاز له أبو الحسن القطان، و ناوله الكتاب الطوالات أو بعضه، و فيما ناوله، ثنا القاضى إسماعيل بن إسحاق ثنا يحيى بن محمد السكن ثنا حبان بن هلال ثنا مبارك حدثنى عبيد اللّه بن عمر عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبى هريرة عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، قال لما خلق اللّه تعالى آدم عطس، فألهمه ربه تعالى أن قال الحمد للّه، فقال له ربه: رحمك ربك، فلذلك سبقت رحمته على غضبه.

قال: ثم قال إن اللّه تعالى قال ايت الملأ من الملائكة فسلم عليهم، فأتاهم، فقال: السلام عليكم قالوا: السلام عليك و رحمة اللّه- حبان بالباء و فتح الحاء بصرى و مبارك يشبه أن يكون مبارك بن فضالة بن أبى أمية الذى سمع الحسن و عبد اللّه بن عمر.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 286

محمد بن درستويه بن محمد الهمدانى، أبو طاهر العصارى

معروف بالتقدم و التورع، و حسن السيرة، و السريرة و الحظ الجزيل من علوم الطريقة و الحقيقة، دخل قزوين و أقام بها مدة يعظ و يذكر و ينتفع الناس بوعظه، و كان قد درس الكلام على الامام أبى نصر القشيرى و صنف فى التذكير و علوم المشائخ كتابا كثير الفائدة لقبه بالغنيمة للقلوب السقيمة، و روى فيه عن الكياشيرويه بن شهردار، و أبى القاسم عبد الملك ابن عبد الغفار الفقيه، و أبى القاسم يوسف بن محمد بن عثمان الخطيب و غيرهم.

قال فيه: أخبرنى أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد بن على ثنا الحافظ أبو الحسين خدا دوست بن اسفهفيروز ثنا أبو الحسن على بن محمد بن الحسين البشتى نزيل قاشان أنبا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن شاذان الرازى ثنا

أبو مطيع مكحول بن الفضل النسفى ثنا على بن جرير ثنا على ابن الحسين الشعيرى عن مالك بن سليمان عن إبراهيم بن طهمان و الهياج ابن بسطام عن أبان عن أنس بن مالك قال:

قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم ثلاثة أعين لا تمسها النار عين فقئت فى سبيل اللّه، و عين باتت تحرس فى سبيل اللّه، و عين دمعت من خشية اللّه، و رأيت بخط والدى رحمه اللّه، سمعت أبا طاهر ينشد على المنبر:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 287 و كم من عائب قولا صحيحاو آفته من الفهم السقيم

سمعت والدى يقول: سمعت أبا طاهر رحمه اللّه ينشد: فى مرض موته:

لو لا بناتى و سيأتى لطرت شوقا إلى الممات

و قد أورد البيت أبو سليمان الخطابى فى كتاب العزلة و نسبه أبى منصور بن إسماعيل الفقيه، و اللفظ لذبت شوقا و بعده.

لأننى فى جوار قوم يبغضنى قومهم حياتى

كتب أبو طاهر إلى بعض أصدقائه بقزوين:

أتانى كتاب منك يا من أوده فهيج أحزان الفؤاد و شوقا

و ذكرنى عهد الوصال و طيبه و أضرم فى الأحشاء نارا و أقلقا

فنزهت طرفى فى بدائع لطفه و سليت قلبا كان بالبعد محرقا

إنى أن قال:

أبيت أراعى النجم فى غسق الدجى اردد طرفى مغربا ثم مشرقا

و لو أن مابى بالحديد أذا به و بالحجر الصلد الاصمّ تفلقا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 288

توفى بقزوين سنة ثلاث و خمسمائة، و دفن بها و قبره معروف تسأل الحاجات، بينه و بين قبر الامام ملك داد بن على رحمهما اللّه بباب المشبك.

محمد بن دلك أبو عبد اللّه القزوينى،

من عباد اللّه الصالحين المستورين عن الناس، كان ينزل سكة لبّ رأيت بخط أبى الحسين القطان ذكره و يشبه أن يكون هو الذى صحب

الشيخ علك القزوينى فى بعض أسفاره و حكى علك عنه احوالا عجيبة جليلة نوردها عند ذكر الشيخ علك إن شاء اللّه تعالى.

محمد بن ديزك،

سمع بقزوين أبا على الطوسى فى القراآت لأبى حاتم السجستانى «فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ» أبو عمرو و العامة على ما فى الامام و كذلك يقرأ و قرأها «فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ» بزيادة تآء الحسن رحمه اللّه.

حرف الراء فى الآباء
محمد بن رامين،

سمع أبا إسحاق الشحاذى الأحاديث الخمسة و الخمسين من المصافحة لأبى بكر البرقانى.

محمد بن الربيع،

سمع بقزوين تاريخ أحمد بن حنبل من أبى الحسن أحمد بن الحسن بن ماجة، أو من احمد بن محمد بن أحمد بن ميمون و هما يرويانه، عن على بن أبى طاهر عن أبى بكر أحمد بن محمد الأثرم عن أحمد ابن حنبل.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 289

محمد بن ربيعة بن على بن محمد بن عبد الحميد العجلى أبو الماجد القزوينى،

ولد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و سمع أباه و أبا الحسن على بن أحمد بن صالح المقرئ، و مما سمع منه سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة، يقول: ثنا أبو عمر محمد بن عبد الوهاب المرزى ثنا إسماعيل ابن توبة الثقفى ثنا عبد الرحمن بن عبد اللّه العمرى عن أبيه و عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من اعتق شركائه فى عبد عتق عليه كله ان كان له مال قوم عليه قيمة العبد، ثم دفع إلى شركائه أنصباءهم و ان لم يكن له ملك عتق منه ما أعتق.

محمد بن رجاء بن أحمد بن رجاء بن جرير اليمانى،

سكن آباؤه قزوين، و كانوا من أهل العلم و الحديث و ذكر الخليل الحافظ فى الارشاد، أن محمدا هذا كان يتزهد و لم يسمع الحديث.

محمد بن رستم الفامى المقرئ،

شيخ صالح خير، سمع شرح الغاية للفارسى، من محمد بن آدم الغزنوى اللهاورى، بروايته المثبتة فى ترجمته.

محمد بن روشنائى بن أبى اليمين أبو اليمن المرداسى القزوينى

و يعرف بالفقيه بابويه، كان من أهل العلم و الدراية لطيف المحاورة، و كان كثير التردد إلى والدى، و أئمة ذلك العصر رحمهم اللّه، و يؤنسهم و ينسخ لهم الكتب عن ضبط و معرفة، و كار يدعى فهرست الكتب لممارسته لها و وقوفه على نسخها، ملكا و وقفا، و كان والدى يرتاح بدخوله عليه سمع أبا أحمد عبد اللّه بن هبة اللّه الكمونى، سنة إحدى و أربعين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 290

و خمسمائة.

مما سمعه منه كتاب يوم و ليلة لأبى بكر السنى و سمع أبا اليمين ابن على بن محمد الصوفى الدشتكى فضائل قزوين للخليل الحافظ، سنة اثنين و سبعين و خمسمائة. بسماعه عن أبى إسحاق الشحاذى عن الواقد بن الخليل عن أبيه، و سمع معظم الصحيح للبحارى أو جميعه من الأستاذ محمد بن الشافعى بن داؤد سنة سبع و ثلاثين و خمسمائة، بسماعه من أبيه و غيره، و أجاز له الشيخ أبو سعد الحصيرى، و أبو على الموسياباذى و ناصر بن أبى نضر الخدامى، و عبد الجليل بن محمد المعروف بكوتاه و أبو الخير الباغبان و عبد الأول و غيرهم.

سمع الامام أحمد بن إسماعيل، و نصر بن محمد الخوارى و عبد الواحد بن عبد الماجد القشيرى، و محمد بن محمد البروى و عبد الملك ابن محمد أبا شجاع الهمدانى و غيرهم، و قرأ على أبى الفتوح سعد بن سعيد ابن مسعود الرازى الحنفى بقزوين سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة.

أنبا أبو طاهر عبد العزيز بن إبراهيم الزعفرانى، بالرى سنة عشرين و خمسمائة، أنبا أبو على الحسن

بن على بن الحسن الصفار، أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن حمير القزوينى، ثنا محمد بن عبد اللّه بن نعيم ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه المذكر بمرو و لم نكتبه إلا عنه ثنا أحمد بن الصلت الحمانى ثنا بشر بن الوليد القاضى ثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، سمعت أبا حنيفة يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم ولد محمد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 291

ابن روشنائى سنة أربع عشرة و خمسمائة.

محمد بن روشنائى، أبو بكر بن أبى الفرج الهمدانى،

سمع بقزوين سنة تسع و ستين و خمسمائة، من الامام أبى محمد النجار جزأ من الحديث فيه، روايته عن السيد أبى حرب العباسى، ثنا محمد بن الحسين البردائى أنبا إبراهيم بن محمد الخطيب أنبا أبو جعفر محمد بن أبى حفص العمرانى أنبا أبو جعفر محمد بن إبراهيم النائلى ثنا أبو جعفر محمد بن المفضل الزاهد، أتت عليه مائة و ثلاثون سنة أنبا أبو العباس هرمزدان الكرمانى الجيرفتى، ثنا أنس بن مالك قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

الفتنة نائمة لعن اللّه من أيقظها.

حرف الزاء فى الآباء
محمد بن الزبير القراء

فقيه، سمع القاضى إبراهيم بن حمير الخيارجى سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة.

محمد بن أبى زرعة بن أبى أحمد الصباغ أبو أحمد المتكلم القزوينى،

سمع الواقد بن الخليل الخطيب سنة أربع و ثمانين و أربعمائة.

محمد بن زكريا بن يحيى بن عبد الأعظم القزوينى،

هو و أبوه من أهل العلم و الحديث، و جده يحيى كبير مشهور، و سمع محمد الحسين بن على الطنافسى، و أقرانه.

محمد بن زكريا السمان المقرئ،

سمع الواضح فى القراآت العشر لأبى الحسن أحمد بن رضوان المقرئ، من أبى محمد سعد بن الفضل بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 292

النائى المقرئ بقزوين، سنة تسع و خمسمائة، بروايته، عن عبد السيد بن عتاب بن محمد الضرير المقرئ عن المصنف.

محمد بن زنجويه بن خالد المقرئ، أبو الحسن القزوينى

ذكر الخليل الحافظ أنه كان ثقة، يقرئ فى الجامع و أنه سمع محمد بن أيوب و علىّ ابن ابى طاهر و أبا يعلى الموصلى و أنه توفى بآذربيجان، سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و أبوه زنجويه، و عمه الحسن بن خالد مقريان ثقتان يأتى ذكرهما.

محمد بن زنجويه بن على القزوينى،

أبو الحسن أورده الحافظ شيرويه بن شهردار فى تاريخ همدان، و ذكر أنه روى عن أبى يعلى محمد ابن زهير و أحمد بن محمد الوهبى، و محمد بن صالح الخولانى المصرى، و أبى القاسم البغوى و أنه روى عنه صالح بن أحمد الحافظ، و أبو بكر ابن لال و غيرهما و فى تاريخ بغداد لأبى بكر الخطيب، إن أبا عبد اللّه مكى بن بندار بن مكى الزنجانى روى عن ابن زنجويه هذا.

محمد بن زياد أبو عبد اللّه المعروف بابن الأعرابى

من مشهورى علماء اللغة حكى أبو محمد بن قتيبة أنه كان، ربيب المفضل الضبى و ذكر الحافظ أبو بكر الخطيب أنه حدث عن أبى معاوية الضرير و روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربى و أبو العباس ثعلب، و أبو شعيب الحرانى و أنه كان ثقة و أنه توفى بسر من رأى، سنة إحدى و ثمانين و مائتين، و قد ذكر أنه ورد قزوين رأيت فى دار البطيخ جمع على بن الحسين الرفا القصيرى أنه اجتمع أبو عبد اللّه بن الأعرابى و أبو تمام فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 293

خان بقزوين، و أحدهما لا يعرف الآخر فأنشد أبو تمام قصيدة من شعره استحسنها ابن الأعرابى ثم سأله عن اسمه و نسبه فلما تبين له أنه أبو تمام هجنها و عابها و وقعت بينهما وحشة شديدة.

محمد بن زيد الجعفرى أبو الحسن

من الأشراف الفضلاء، و يعرف بالعراقى، سمع بقزوين القاضى عبد الجبار بن أحمد سنة تسع و أربعمائة، و سمع أبا الحسن محمد بن عمر بن زاذان حديثه عن أبى بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعى، كتابة ثنا الفضل بن الحباب بالبصرة ثنا القعنبى ثنا ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة بن الزبير أن رجلا وقع فى على ابن أبى طالب بمحضر من عمر رضى اللّه عنهما فقال له عمر تعرف صاحب هذا القبر هو محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب و على بن أبى طالب بن عبد المطلب فلا تذكر عليا إلا بخير فانك إن أبغضته آذيت هذا فى قبره صلى اللّه عليه و آله و سلم.

محمد بن زيدان بن الوليد بن يحيى بن سلام الدينورى

حدث بقزوين، و روى عنه أبو على الخضر بن أحمد الفقيه، و عبد الواحد بن محمد و غيرهما أنبا غير واحد عن الحافظ إسماعيل بن محمد التيمى، أنبا واقد بن الخليل بن عبد اللّه أنبا أبى، سمعت عبد الواحد بن محمد، سمعت محمد بن زيدان بن الوليد الدينورى بقزوين، سمعت محمد بن يونس البصرى يقول: قلت لشداد بن على الهزانى و كان من عباد البصرة: قد قتلت نفسك بالصوم فقال: إنى أخاف حرّ النار. ثنا عبد الواحد بن زيد عن الحسن عن أنس قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 294

الحوض فقال: فيه قدحان كعدد نجوم السماء قالوا يا رسول اللّه! فمن أول من يشرب من أمتك قال: السائحون قال شداد قال عبد الواحد بن يزيد:

هم الصائمون.

حرف السين فى الآباء
محمد بن سعد بن محمد أبو جعفر بن أبى الفضائل المشاط الرازى

هو و أبوه و قومه مشهورون بعلم الكلام و بالصلابة فى الدين كان فيهم أئمة لهم جموع فى الكلام، و ما يقاربه، و جاه عند العوام و الخواص وصيت و سمع أبو جعفر الحديث من أبيه و غيره و ورد قزوين و ذكر بها محترما كما يليق بحاله.

محمد بن سعيد بن سابق الأثرم القزوينى،

قال الامام عبد الرحمن ابن أبى حاتم هو رازى الأصل سكن قزوين، روى عن عمرو بن أبى قيس و أبى جعفر الرازى و يعقوب بن عبد اللّه القمى، و عن أبيه سعيد بن سابق، و سمع منه أبو زرعة محمد بن مسلم بن وارة، و يحيى بن عبدك، و كثير بن شهاب، و عمرو بن سلمة الجعفى و آخر من روى عنه بقزوين، يعقوب بن يوسف أخو حسيبكا.

أخبرنا غير واحد عن كتاب أبى بكر بن خلف عن الحاكم أبى عبد اللّه أنبا أبو إسحاق الفقيه أنبا يعقوب بن يوسف القزوينى ثنا محمد ابن سعيد بن سابق ثنا عمرو بن قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير فى قوله: فلنحينيه حياة طيبة قال: القنوع قال و كان رسول اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 295

صلى اللّه عليه و آله و سلم يدعو، يقول: اللهم قنعنى بما رزقتنى و بارك لى فيه و اخلف على كلّ غاية لى بخير، مات محمد بن سعيد سنة إحدى و عشرين و مائتين، بقزوين هكذا ذكره أبو عبد اللّه بن ماجة فى تاريخه حكاية عن على بن محمد الطنافسى و فى الارشاد للخليل الحافظ أنه مات سنة ست عشر و مائتين.

محمد بن سعيد بن سالم القزوينى،

روى عن أبيه و أبو الفضل النسوى رأيت فى كتاب عقلاء المجانين، تأليف الامام أبى القاسم الحسن ابن محمد بن حبيب المفسر، سمعت أبا الفضل أحمد بن محمد بن حمدون الفقيه النسوى، بها سمعت محمد بن سعيد بن سالم القزوينى، يقول سمعت أبى سمعت محمد بن إسماعيل بن أبى فديك يقول رأيت بهلولا فى بعض المقابر و قد دلى رجليه فى قبر، و هو يلعب بالتراب فقلت له:

ما تصنع هاهنا، قال أجالس أقواما لا يؤذوننى، و ان غبت عنهم لا يغتابونى، فقلت قد غلا السعر فهل تدعو اللّه تعالى، فيكشف فقال: و اللّه ما أبالى و لو حبة بدينار، إن اللّه علينا أن نعبده كما أمرنا و أن عليه أن يرزقنا كما وعدنا ثم صفق يده و أنشأ يقول:

يا من تمتع بالدنيا و زينتهاو لا تنام عن اللذات عيناه

شغلت نفسك فيما الست تدركه تقول للّه ما ذا حين تلقاه

محمد بن سعيد بن عبد اللّه الصوفى السجستانى

سمع بقزوين طرفا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 296

من أول سنن الصوفية لأبى عبد الرحمن السلمى.

محمد بن سعيد الفامى الخطيب،

سمع محمد بن إسحاق الكيسانى، و سمع أبا الحسن القطان فى غريب الحديث، حدثنى على بن ثابت عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصارى عن أبيه عن جده رفعه أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أمر بالاثمد المروح عند النوم و قال ليتقة الصائم.

محمد بن سعيد الصاغانى،

سمع التصحيف و التحريف لأبى أحمد العسكرى من القاضى عبد الملك المعافى، سنة ست و عشرين و خمسمائة، بقزوين و القاضى يرويه عن السيد أبى محمد الحسنى عن المنصف.

محمد بن سعيد القزوينى الصوفى أبو سعيد،

روى عنه أبو القاسم ابن حبيب فى تفسيره فقال: أنشدنى أبو سعيد محمد بن سعيد القزوينى الصوفى:

ألا باللّه جاهى و اعتزارى و ما أحد سواه به أباهى

و فى عصيانه ذلى و حينى و عزى فى مجانبة المناهى

محمد بن أبى سعيد أبو النجيب الصائغ،

سمع الامام أحمد بن إسماعيل سنة سبع و أربعين و خمسمائة.

محمد بن سليمان بن حمدان البزاز الخوزى أبو الحسين القزوينى،

ذكر الخليل الحافظ أنه ابن بنت يحيى الحيانى: و أنه كان من المعمرين، سمع بقزوين الحسن بن على الطوسى، و العباس بن الفضل بن شاذان، و بالرى ابن أبى حاتم و الحزورى و أنه حدثهم، سنة ست و سبعين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 297

و ثلاثمائة، قال ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث و ابن لهيعة و الليث بن سعد عن يزيد ابن أبى حبيب عن أبى الخير عن عبد اللّه بن عمرو عن أبى بكر الصديق.

قال قلت يا رسول اللّه علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى، قال قل: اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا و أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلى مغفرة من عندك و أرحمنى إنك أنت الغفور الرحيم، مات سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة.

محمد بن سليمان بن داؤد بن عقبة بن رؤبة بن العجاج القزوينى،

أبو جعفر حدث عن يحيى بن عبدك، و روى عنه أبو يعقوب بن مندة الكرجى المقرئ رأيت بخط القاسم بن نصر الحسانى فى كتاب مصنف فى الوقف و الابتداء، حدثنى أبو يعقوب إسحاق بن منده المقرئ الكرجى ثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن داؤد بن عقبة ثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الأعظم القزوينى ثنا أبو الحسن الجوسقى المقرئ ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن أبان القرشى المقرئ مولى عثمان بن عفان ثنا أبو جعفر المقرئ مؤدب جعفر بن سلمة عن عبد الملك بن جريج عن عطاء عن ابن عباس فى قول اللّه تعالى: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، قال بلسان قريش و لو كان غير عربى ما فهموه.

محمد بن سليمان بن مادا أبو بكر،

سمع أبا الفتح الراشدى، صحيح البخارى أو بعضه سنة أربع عشرة و أربعمائة، و رأيت بخط الشيخ أبى منصور المقومى أنشدنى أبو بكر محمد بن سليمان بن مادا لبعضهم:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 298 إذا هجر العلم يوما هجرو مرّ فلم يبق منه أثر

كماء تحادر فوق الصفاإذا انقطع الماء جفّ الحجر

محمد بن سليمان بن محمد أبو يعلى الزاذانى القزوينى،

سمع صحيح البخارى من إبراهيم بن حمير الخيارجى بتمامه، سنة اثنين و ثلاثين و أربعمائة، بقراءة هبة اللّه بن زاذان، و الزاذانية جماعة يأتى أسماءهم فى مواضعها، و روى عن أبى يعلى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغى، فى ثواب الأعمال من جمعه كتابة أنبا أبو الحسن على بن أحمد بن صالح، ثنا محمد بن مسعود الأسدى ثنا أبو سعيد ثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

من وقاه اللّه شرّ ما بين لحييه و ما بين رجليه دخل الجنة.

محمد بن سليمان بن محمد: بن سليمان بن حمدان البزاز،

سبط الذى قدمنا ذكره قال الخليل الحافظ، سمع معنا من ابن صالح، و عمر بن زاذان، مات سنة خمس و أربعين و أربعمائة، و لم يكن له نسل.

محمد بن سليمان بن يزيد بن سليمان بن سلمان بن يزيد بن أسد الفامى، أبو سليمان القزوينى،

قال الخليل الحافظ: سمع محمد بن جمعة بن زهير، و الحسن بن حمك الرياش و أحمد بن المرزبان و الحسن ابن على الطوسى، و العباس بن الفضل بن شاذان، و إسحاق بن محمد و بالرى عبد الرحمن بن أبى حاتم، و أحمد بن خالد الحزورى، و كان حديثه منتقى بانتخاب أبيه ولد سنة سبع أو ثمان و تسعين و مائتين،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 299

و مات سنة ست و ثمانين، قال الخليل: قد أكثرت السماع منه، و كان أبوه من كبار محدثى قزوين.

مما سمع أبو سليمان من أبى على الطوسى «كتاب الأحكام» من جمعه، و سمع أبا بكر عبد اللّه بن محمد بن خالد الحبال و مما سمعه منه جزء من حديث محمد بن جحادة بن جرعب الوالبى البصرى، تأليف الحبال هذا و مما فيه ثنا على بن إسماعيل الطنافسى، و الفضل بن الربيع بن تغلب ثنا الربيع بن تغلب ثنا يحيى بن عقبة عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا تطرحوا الدر فى أفواه الكلاب- يعنى الفقه، و أيضا ثنا أحمد بن يحيى الحلوانى، أخو حازم ثنا الحسن بن حماد الوراق ثنا محمد بن الحسن بن أبى يزيد عن مسعر عن محمد بن جحادة قال: كان الشعبى من أولع الناس بهذا البيت:

ليست الأحلام فى حين الرضاإنما الأحلام فى حين الغضب

محمد بن سهل بن أبى سهل الخياط الرازى، أبو جعفر

المعروف أبوه بسهل بن زنجلة، قال الخليل الحافظ: ثقة كبير عالم سمع محمد بن سعيد ابن سابق و ارتحل إلى العراق و مصر، فسمع أبا صالح كاتب الليث، و إسماعيل بن أبى أويس، و يحيى بن بكير و عمرو

بن خالد الحرانى، و قدم قزوين سنة خمس و ستين و مائتين، و نزل فى خان سندول،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 300

و سمع منه بقزوين إسحاق بن محمد الكيسانى، و على بن محمد بن مهرويه و أحمد بن إبراهيم بن سمويه، و سمع منه بالرى عبد الرحمن بن أبى حاتم، و روى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج النيسابورى.

ثم قال حدثنى على بن أحمد بن إبراهيم أنبا على بن محمد بن مهرويه ثنا محمد بن سهل بن زنجلة ثنا إسماعيل بن أبى أويس ثنا محمد بن عبد الرحمن الجدعانى عن سليمان بن مرقاع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عباس، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم سورة الكهف تدعى فى التوراة الحائلة، تحول بين قاريها و بين النار.

ممن روى عن محمد بن سهل من أهل قزوين، عثمان بن محمد بن الطيب، توفى سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

محمد بن سهل بن محمد القرميسينى الصوفى

يعرف ببهلول، سمع الشيخ أبا محمد الشافعى بن الحسين بن محمد الأستاذى فى رباط شهرهيزه، و سمع تلخيص أبى معشر الطبرى المقرئ فى القراآت من الأستاذ أبى إسحاقى الشحاذى، سنة ثمان عشرة و خمسمائة.

محمد بن سوتاش بن عبد اللّه الصوفى القزوينى،

كان عفيفا حسن الخلق خدوما، و خلوطا للعلماء و الخواصّ، سمع أبا سليمان الزبيرى، جزأ من الحديث بقراأة والدى رحمهما اللّه، و سمع صحيح البخارى أو بعضه، من على بن المختار الغزنوى، و عطاء اللّه بن على.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 301

حرف الشين فى الآبا
محمد بن الشافعى بن داؤد بن المختار التميمى أبو سليمان المقرى القزوينى،

عريق فى علم القراأة، و دراسة القرآن و تعليمه سمع صحيح البخارى من أبيه الأستاذ الشافعى، و من أبى بكر محمد بن حامد بن الحسين ابن كثير، و مسند الشافعى من نصر بن عبد الجبار القرائ بسماعه، عن أبى ذر أحمد بن محمد الأسكاف عن القاضى الحيرى، و الارشاد للخليل الحافظ، من القاضى أبى الفتح إسماعيل بن عبد الجبار، سنة ست و تسعين و أربعمائة، و الغاية لأبى بكر بن مهران و شرحها لأبى على الفارسى، من محمد بن آدم الغزنوى و اعتصام العزلة من الفقيه أبى عمرو المينقانى و الأنوار فى القراآت من أبيه عن جده المصنف، و سمع منه والدى و الأئمة.

محمد بن الشافعى بن روشنائى أبو بكر الصوفى القزوينى،

شيخ عزيز سافر الكثير، و كان لا يأكل من الخانقاهات مع كونه فى ذى الصوفية، و معرفة أربابها إياه بل كان يعمل على سبيل المضاربة لمن يرى ماله بعيدا عن الشبهات، ثم ما يحصل له يصل به و أقاربه و يحسن إلى الفقراء فى أسفاره سماه الامام أحمد بن إسماعيل محمدا و كان يشهر بأبى بكر، و سمع الحديث منه و من غيره من الشيوخ معى، و كان قد صاحبنى فى السفر و الحضر، فأحمدت أخلاقه.

محمد بن شجاع القزوينى،

روى عن عبد اللّه بن وهب الدينورى أخبرنا الحافظ أبو موسى المدينى و غيره كتابة أنبا إسماعيل بن محمد أنبا أبو بكر محمد بن السمسار ثنا أبو طاهر الريحانى ثنا محمد بن شجاع القزوينى ثنا عبد اللّه بن وهب الدينورى حدثنى عبيد اللّه بن يوسف ثنا إسماعيل ابن حكيم الهزانى ثنا الفضل بن عيسى الرقاشى عن محمد بن المنكدر عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 302

جابر بن عبد اللّه الأنصارى، قال سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: ما الشوم؟ قال سوء الخلق.

محمد بن شريفة من مشائخ الصوفية،

ذكر أبو عبد الرحمن السلمى فى «تاريخ الصوفية» أنه من الطالقان، بين الرى و قزوين، و أنه من أصحاب أبى عبد اللّه السندى الطالقانى، و الطالقان إلى قزوين أقرب و أكثر انتسابا.

محمد بن شيرازاد،

سمع أبا عبد اللّه محمد بن إسحاق الكيسانى، و أبا الحسن القطان، و مما سمع منه فى الغريب لأبى عبيد، حدثنى أبو حفص الابار عن منصور و الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمى عن على عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه جاء إلى البقيع و معه مخصرة فجلس و نكت بها فى الأرض ثم رفع رأسه و قال: ما من نفس منفوثة إلا و قد كتب مكانها من الجنة و النار، و ذكر حديثا طويلا فى القدر.

محمد بن شيرزاد بن الحسن بن شيرزاد السراجى

ابن عمتى كان عفيفا قنوعا حمولا عارفا بطرف من الفقه، حافظ للقرآن قرأه بقراآت و كان يقرئ الناس مدة سمعت أخاه أبا بكر بن شيرزاد يقول رأيت فى المنام محمد بن عمر الخفاف و كان من جيراننا الصلحاء المنكسرين، أقبل علىّ يهنينى فقلت بم تهنينى فاعاد التهنئة فأعدت السؤال فقال قد ازددت بكثرة ما تقرأ آية الكرسى عمرا و قد كدت تأتينا ثم امهلت لبناتك الصغائر.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 303

ثم قال لم يأتينا أحد يبكى بكاء أخيك محمد، فقلت ما فعل به قال وقف يومين أو ثلاثة و شدد عليه ثم عفى عنه هذا معنى ما حكاه توفى سنة ثلاث و ستمائة و كان قد سمع الكثير من والدى رحمه اللّه.

مما سمعه منه إملاء حدثه عن أبى جعفر محمد بن الشافعى المقرئ، أنبا والدى أنبا أبو بدر محمد بن على الفرضى أنبا أبو الفضل بن أبى الفضل الفراتى، أنبا عبد اللّه بن يوسف بن بابويه أنبا عمران بن موسى أنبا محمد بن المسيب ثنا محمد بن النعمان عن يحيى بن العلاء عن عبد الكريم، عن مجاهد عن أبى

هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من زار قبر أبويه أو أحدهما فى كل جمعة غفر له و كتب برا به.

عن ابن بابويه سمعت أبا بكر الحافظ سمعت بشر بن الحارث، يقول رأيت على بن أبى طالب فى المنام فقلت يا أمير المؤمنين تقول شيئا لعل اللّه أن ينفعنى به فقال ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء رغبة فى ثواب اللّه و أحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة باللّه عز و جل قلت يا أمير المؤمنين تزيدنا فولى و هو يقول:

قد كنت ميتا فصرت حياو عن قريب تصير ميتا

عزّ بدارا لهوان بيت فابن بدار البقاء بيتا

حرف الصاد فى الآباء
محمد بن أبى صابر بن عبد الجليل القزوينى، أبو عبد اللّه

تفقه مدة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 304

على والدى رحمه اللّه و على غيره، بقزوين، ثم تفقه بهمدان و علق تعاليق الفقه ثم أقبل على التذكير و النظم، و النثر باالعجمية فى كلّ فنّ و جمع و كتب الكثير و كان له ذهن و حفظ جيد، و سمع الحديث من والدى و من القاضى عطاء اللّه بن على و مما سمع منه فهم المناسك لأبى بكر النقاش، و سمع والدى فى فهرست مسموعاته سنة ثلاث و ستين و خمسمائة.

أنبأ أبو البركات عبد اللّه بن محمد الصاعدى أنبأ الرئيس أبو عمرو عثمان بن محمد المحمى، ثنا أبو نعيم انبأ أبو عوانة ثنا محمد بن عبد الملك الواسطى ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبو مالك الاشجعى، عن أبيه أنّه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: من وحد اللّه و كفر بما يعبد من دونه، حرم ماله و دمه و حسابه على اللّه.

محمد بن صاعد بن محمد الغزنوىّ الصوفى،

سمع بقزوين كتاب يوم و ليلة لأبى بكر السنى الدينورى، من الشيخ الشهيدى اسكندر بن حاجى الخيارجى.

محمد بن صالح بن عبد اللّه أبو الحسين الطبرى

و يعرف بالصيمرى لأنه كان نزيل الصيمرة، و ذكر الخليل الحافظ فى التاريخ أنه ورد قزوين سنة عشر و ثلاثمائة و أنه سمع أبا الاشعث أحمد بن المقدام العجلى، و إسماعيل بن موسى و أبا بكر بن محمد بن العلاء و نصر بن علىّ الجهضمى، و أبا موسى، و بندارا و أنه كان له معرفة و حفظ و جمع الأبواب، و الشيوخ لكن لينوه لروايته عن بعض القدماء، قال و كان جوالا روى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 305

عنه شيوخيا القدماء، و أدرك ممن روى عنه عبد العزيز ابن ماك الفقيه، و محمد بن إسحاق الكيسانى، و على بن أحمد بن صالح و غيرهم.

رأيت فى بعض الأجزاء محمد بن إسحاق الكيسانى حدّث عنه فقال ثنا أبو الحسين الصيمرى بقزوين ثنا أبو يوسف محمد بن يوسف ثنا أبو قرّة، موسى بن طارق قال قال ابن جريج، أخبرنى يحيى بن سعيد، عن الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه أنه أبصر النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم مستلقيا فى المسجد على ظهره، رافعا احدى رجليه على الأخرى.

محمد بن صالح الأندلسى،

سمع بقزوين أبا الحسن القطان حدثيه عن الحارث بن محمد ابن أبى اسامة، قال ثنا سليمان بن حرب ثنا أبو هلال، ثنا غيلان بن جرير بن عبد اللّه بن معبد الزمانى، عن أبى قتادة أن عمر رضى اللّه سأل النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم عن صوم يوم الاثنين، فقال ذاك يوم ولدت فيه و يوم أنزلت علىّ فيه النبوة.

محمد بن أبى صالح الطوسى أبو الفتح

فقيه مناظر ورد قزوين و جرت له مناظرة مع أبى بكر محمد بن المزيدى، و سمع الحديث بقزوين من الاستاذ الشافعى بن داؤد المقرى ء فى الجامع سنة سبع و خمسمائة و روى فى الأربعين من جمعه عن أبى الحسن على بن أحمد بن يوسف القرشى بسماعه منه باصبهان سنة أربع و ثمانين و أربعمائة.

قال ثنا ابو الحسن على بن عمر بن محمد القزوينى ببغداد، ثنا أبو حفص عمر بن محمد الزيات ثنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم السراج،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 306

ثنا عبيد اللّه بن عمر، ثنا معاذ بن هشام، حدثنى أبى عن قتادة عن أبى اسحاق الكوفى، عن البراء بن عازب، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن اللّه و ملئكته يصلون على الصف المقدم و المؤذن يغفر له مدّ صوته و يصدّقه من سمعه من رطب و يابس، و له مثل أجر من صلّى معه انبأنا الأربعين أبو الفضل الكرخى بسماعه منه.

محمد بن أبى صالح أبو الفضل البقال المقرئ،

سمع الصحيح للبخارى بتمامه من أبى بكر محمد بن حامد بن الحسن بن كثير، سنة تسعين و أربعمائة، و التلخيص لأبى معشر الطبرى من الاستاذ أبى اسحاق الشحاذى سنة إحدى و تسعين.

محمد بن أبى صالح، أبو صالح الايلاقى،

و يعرف ببا صالح سمع أبا الفتح الراشدى فى الصحيح للبخارى، حدثه عن أبى نعيم، ثنا شيبان عن يحيى عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن عمر رضى اللّه عنه بينما هو يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل فقال عمر لم يحبسون عن الصلاة، فقال رجل ما هو إلا أن سمعت النداء توضأت فقال: ألم تسمعوا النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال اذا راح أحدكم الى الجمعة فليغتسل.

حرف الطاء فى الآباء
محمد بن أبى طالب،

و يقال ابن طالب بن ملكويه الاستاذ أبو بكر المقرئ الضرير الجصاصى القزوينى، شيخ ماهر فى القرآن عالم بالقراآت، بحوث عن طرقها أقرأ الناس القرآن مدة على عفة، و سداد و قناعة،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 307

و سمع صحيح البخارى من الاستاذ الشافعى و تفسير مقاتل بن سليمان من إسماعيل المخلدّى سنة اثنتين و خمسمائة، و المخلدى يرويه عن أبى المعالى الحسن بن محمد بن شاذى، عن أبى بكر محمد بن احمد بن وصيف، عن أبى محمد عبد الخالق بن الحسن، عن عبد اللّه بن ثابت عن أبيه، عن الهذيل عن مقاتل.

تفسير الثعلبى من السيد أبى الصمصام ذى الفقار بن محمد بن معبد البصير الحسنى سنة ثلاث عشرة و خمسمائة بروايته عن أبى عبد اللّه محمد بن على المروزى، عن أبى اسحاق الثعلبى، و مسند الشهاب القضاعى عن الخليل القرائ عنه و المنتهى فى القراآت، لأبى الفضل الخزاعى عن محمد بن المبارك اليمانى عن أبى منصور محمد بن عبد الملك القرائى عن محمد بن على البغدادى عن ابراهيم بن الحسن البيهقى عن الخزاعى لقيت الاستاذ أبا طالب و سمعت منه كتاب الخائفين من الذنوب لابن أبى زكريا الهمدانى، يقرأة والدى رحمه اللّه و

توفى سنة أربع و سبعين و خمسمائة سلخ جمادى الاخرى.

رأيت بخط الأديب صالح بن عمر أنشدنا الاستاذ ابو بكر محمد ابن أبى طالب البصير المقرئ عن الشيخ أحمد الغزالى و رحمه اللّه:

سقى الغيث بالبطحاء سعد بن عامرو معهد سرب كنّ فيه هويننا

تبدّد ذاك لمشعل حتى لو أنه يعود زمان الوصل لم ندر أينتا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 308 حمايم نجدكنّ يهتفن حولنافلما بكينا ساكنيه بكيننا

أنسنا زمانا فيه و الوصل جامع فلما أمنا فرق الدهر بيننا

محمد بن طاهر،

سمع بقزوين أبا الحسن القطان فى الطوالات يقول: ثنا أبو جعفر محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمى ثنا أبو العلاء ثنا أسد بن عمرو ثنا مجالد بن سعيد عن الشعبى عن عبد اللّه بن جعفر بن أبى طالب عن أبيه قال: بعثت قريش عمرو بن العاص و عثمان بن الوليد بهدية إلى النجاشى و ذكر القصة.

محمد بن طاهر أبو جعفر الأصبهانى،

سمع جزأ من حديث الشيخ أبى منصور ناصر بن أحمد بن الحسين الفارسى، منه بقزوين فى جامعها، سنة ست و سبعين و أربعمائة و فى الجزء ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل ثنا أبو منصور محمد بن أحمد القطان ثنا أحمد بن الحسين الموصلى ثنا على بن مسلم ثنا أبو حوالة إمام مسجد الكوفة حدثنى مسلمة ابن جعفر حدثنى عمرو بن قيس الملايى فى قوله تعالى «لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً» قال المرأة «لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا» يعنى الحور العين «إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ» قال ما كنا لنفعل قال الشيخ أبو منصور فعلى هذا يحسن الوقف على من لدنا و الابتداء بأن كنا فاعلين و من جعل أن كنا بمعنى لو كنا فوقفه على فاعلين و تأويله و لكنا لا نفعله.

محمد بن أبى طاهر أبو الفرج القرأئى القزوينى،

سمع أجزاء من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 309

أول الرسالة من أستاذ أبى القاسم القشيرى، من أبى الفضل إسماعيل بن محمد الطوسى، سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة.

محمد بن الطيب بن محمد الطيبى أبو الفضل القزوينى،

سمع الارشاد للحافظ الخليل بقراءته على ابنه الوافد بن الخليل سنة ست و أربعين و أربعمائة، و الطيبون قبيلة كانوا موسومين بالعلم و العدالة و كتبة الوثائق و رأيت من نسلهم نفرا ينتحلون مذهب أبى حنيفة رحمه اللّه و الأشبه أنّ سلفهم كانوا كذلك.

محمد بن أبى الطيب الخياط،

سمع أبا الحسن القطان أجزاء انتخبها من مسموعاته عن شيوخه، و فيها ثنا يعقوب بن يوسف أبو عمر بقزوين ستة ست و سبعين و مائتين، ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا عمرو عن المغيرة عن الشعبى عن النعمان بن بشير عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: مثل المؤمنين فى تراحمهم كمثل رجل اشتكى بعض جسده يألم بسائر جسده، روى الحافظ أبو نعيم عن سليمان بن أحمد الطبرانى قال رأيت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فسألته عن صحة هذا الحديث فأشار بيده صحيح صحيح صحيح.

حرف الظاء فى الآباء
محمد بن ظفر بن إسماعيل القرائى أبو جعفر

أجاز له أبو على الموسياباذى و أبو الوقت، و عبد الأول و سمع الصحيح للبخارى، سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة، و سمع بها لهذا التاريخ من أبى الفضل المعروف

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 310

بسيدومه ، نسخة على بن حرب، و نسخة أبى جعفر الدقيقى و هما معروفتان، من مسموعات هذا الشيخ.

حرف العين فى الآباء
محمد بن عامر بن مرداس بن هارون السغدى،

و يقال له السمرقندى أبو بكر التميمى، روى عن عصام بن يوسف و أخيه إبراهيم و قتيبة بن سعيد و غيرهم، و روى عنه أبو الحسن القطان و أبو منصور الفقيه و أحمد ابن على بن صالح، و حدث ببغداد و همدان و غيرهما، و كان بقزوين، سنة ثلاثمائة، و تكلموا فيه، فقال أبو بكر الجعابى يجب أن لا يروى الحديث عن مثله، قال الخليل الحافظ: كان يضع الحديث على الثقات و ذكره الخطيب فى التاريخ فقال:

قدم بغداد و حدث بها. و بغيرها عن يحيى بن يحيى النيسابورى، و قتيبة بن سعيد و محمد بن سلام البيكندى، و إسحاق بن راهويه أحاديث منكرة: روى عنه أحمد بن عثمان الآدمى، و أبو بكر الشافعى أنبا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبا أحمد بن عمير بن العباس القزوينى، قدم علينا ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: دع ما يريك إلى ما لا يربيك فانك لن تجد فقد شئ تركته للّه عز و جل، ثم قال: هذا الحديث

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 311

باطل عن قتيبة عن مالك إنما يحفظ من حديث عبد اللّه بن أبى رومان الاسكندرانى، عن ابن وهب

عن ابن مالك تفرد به ابن أبى رومان و كان ضعفا و الصواب عن مالك قوله، و ذكر الخليل الحافظ، فى هذا الحديث أنه موقوف على ابن عمر مات محمد بن عبد، سنة ثلاث و ثلاثمائة.

محمد بن عبد

كان سمع أبا على الطوسى، بقزوين فى القراآت لأبى حاتم السجستانى «تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا» متحرك الرآء كذا القراأة و العرض متاع الدنيا أجمع و العرض ما سوى الدراهم و الدنانير.

محمد بن عبد بن على الشيرزادى القزوينى،

كان محبّ للعلم، و أهله و يتردد إلى العلماء سمع الامام أحمد بن إسماعيل، يحدث إملآء عن وجيه ابن طاهر عن عبد الحميد بن عبد الرحمن البحترى عن الحاكم أبى عبد اللّه ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصرى ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه يحدث عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال لا يزال ناس من متى منصورون لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة.

محمد بن عبدك بن غانم الغانمى،

تفقه بقزوين ثمّ ببغداد و كان ماهرا فى الحساب، حاذقا فى وجوه الدهقنة، و سمع صحيفة جويرية بن أسماء من الامام أحمد بن إسماعيل، سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة.

فصل

محمد بن عبد الأعظم القزوينى،

سمع أبا الحسن القطان فى جماعة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 312

كثيرة يقول ثنا أبو على الحسن بن على الطوسى بقزوين، سنة سبع و ثلاثمائة، ثنا الزبير بن أبى بكر الزهرى حدثنى محمد بن حسن عن إبراهيم ابن محمد عن صالح بن إبراهيم عن يحيى بن عبد اللّه بن سعد بن زرارة عن حسان ابن ثابت قال أنى لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان إذا يهودىّ بيثرب يصرخ ذات غداة يا معشر يهود، فلما اجتمعوا قالوا مالك و يلك قال طلع نجم أحمد الذى ولد فى هذه الليلة قال فأدركه اليهودى فلم يؤمن به.

فصل

محمد بن عبد الباقى بن عبد الجبار الجرجانى أبو بكر بن أبى نصر القزوينى،

من أهل الفقه و الحديث سمع بالرى الأحاديث الألف التى جمعها القاضى الشهيد أبو المحاسن الرويانى أو بعضها منه سنة سبع و سبعين و أربعمائة، و بقزوين صحيح البخارى أو بعضه من الأستاذ الشافعى ابن داؤد سنة تسع و تسعين و أربعمائة، و مسند الشافعى رضى اللّه عنه من نصر ابن عبد الجبار القرائى سنة خمسمائة، بروايته عن أحمد بن محمد بن الاسكافى عن القاضى أبى بكر الحيرى.

فصل

محمد بن عبد الجبار القرشى المعروف بسندول الهمدانى،

روى عن يزيد بن هارون و سفيان بن عيينة و داؤد بن المحبر، و روى عنه إبراهيم ابن مسعود و على بن أبى طاهر القزوينى، و كان من الثقات، و يقال أنه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 313

جح نيفا و أربعين حجة، و كان له مجلس بمكة، يعرف باسطوانة سندول و كانت له داران بقزوين بجنب الجامع موقوفتان على السابلة و الغزاة.

محمد بن عبد الجبار المؤدب،

سمع عطاء اللّه بن على بن ملكويه، صحيفة جويرية بن أسماء بروايته عن زاهر الشحامى عن أبى سعد الكنجروذى عن أبى عمرويه الحيرى عن الحسن بن سفيان و أبى يعلى الموصلى عن عبد اللّه بن محمد بن أسماء عن عمه جويرية عن نافع عن ابن عمر رضى اللّه عنه.

محمد بن عبد الجبار أبو بكر الميانجى،

سمع بقزوين الاشجيات من لفظ السيد أبى الفضل محمد بن على الحسنى، سنة تسع و خمسين و خمسمائة، و كذا الأربعين المعروف بالمحمدى بروايته عن محمد الفراوى.

محمد بن عبد الجليل بن محمد بن أبى يعلى القزوينى،

أجاز له عبد الواحد بن على بن محمد بن فهد العلاف رواية مسموعاته خاصة غريب الحديث، لأبى عبيد، و منه أحمد بن حنبل و معجم القاضى ابن قانغ، سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة.

فصل

محمد بن عبد الحميد بن عبد العزيز الماكى أبو جعفر القاضى

أحد الاخوة السنة الذين لقيناهم يتولون القضاة بعضهم أصالة و بعضهم نيابة، و بيتهم معروف بعمل القضاء، و كان فى سلفهم، قضاة و عدول، و فقهاء

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 314

و محدثون، يذكرون فى تراجمهم و محمد هذا كان كثير التردد إلى والدى رحمه اللّه للتفقه، و سمع عليه كثيرا من كتب الحديث بقراأته و قراأة غيره و مما سمعه منه مشيخته سمعها عليه سنة ثمان و خمسين و خمسمائة.

فصل

محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثابتى المروروذى،

فقيه سمع بقزوين مسند الامام الشافعى رضى اللّه عنه من أبى بكر محمد بن الحسين بن أبى القاسم الشالوسى فى جماعة سنة ثمان و عشرين و خمسمائة.

محمد بن عبد الرحمن بن جميل،

سمع أبا الفتح الراشدى فى الجامع بقزوين صحيح البخارى أو بعضه، و فيما سمع حديثه عن يحيى بن سليمان حدثنى ابن وهب حدثنى عمر أن أباه حدثه عن عبد اللّه بن عمر، و ذكر الحرورية فقال قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم: يمرقون من الاسلام مروق السهم من الرمية.

محمد بن عبد الرحمن بن المعالى بن منصور بن الحسين بن أحمد الورائنى أبو عبد اللّه بن أبى مسلم

كان فقيها أذيبا شروطيا، ذكيا قويم الطبع، بقى بعد أقرانه سنين محترما مرجوعا إليه، سمع سنن أبى عبد اللّه ابن ماجه من الشيخ ملكداد بن على العمركى بقراأة أبى سليم الزبيرى، سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة، و سمع بأصبهان أبا مسعود عبد الجليل بن كوتاه سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة و سمع أبا خليفة الفضل بن إسماعيل ابن عبد الجبار بن ماك حديثه عن أبيه قال، أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 315

ابن أحمد بن يوسف المعبر القزوينى، أنبا أبو منصور محمد بن أحمد بن محمد القطان فى مجلس إملاء له.

ثنا أبو يعلى الموصلى ثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم حدثنى عبيد اللّه بن عمر عن أبى زيد بن أنيسة عن على بن ثابت الأنصارى عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

من تطهر فى بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت اللّه يقضى فريضة من فرائض اللّه كانت خطواته إحداهما تحط خطيئة و الأخرى ترفع درجة، و كان عنده إجازة الامام محمد الفراوى و جماعة من مشائخ خراسان و سمع منه الكثير الغرباء و البلديون و سمعت منه و ابتلى بوفاة بنين كبار متوجهين و أنشد فى مرثية ابنين له:

العيش من بعد الأحبة يحتوى مر

المذاق موت مع الأحباب أحلى من حيات فى فراق

تعس الطبيب و طبه ما من قضاء اللّه واق و إذا دنا أجل فما يغنيك من آس وراق

الدهر ينزل كل راكبة و يهبط كل راق يا صاحب الأمل الفسيح و طالب المآء المراق

دنياك ان عزت عليك فانها دار امتحان المرء مكبول بما فى الأسر مشدود الوثاق

بعد الها من دار هلك ما بها أحد بباق يا نازلا مترجلا و اللبث مقدار الفواق

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 316 يا جامعا متكاثرا بالمكر و الحيل الدقاق تبالدنيا لا تنال بغير زور و اختلاق

و بها الزيادة فى انتقاص و الجموع إلى افتراق.

و له أيضا مشيا على تصنيف لبعضهم:

هذا الكلام فدع ما دونه و ذرلو استطعنا حملناه على البصر

بدت به لرسول اللّه معجزةمن البيان إلى آياته الأخر

ما فى البسيطة من مثل لصاحبه و ان هذا لمن آياته الكبر

حلى المعانى و الألفاظ رايعةرشيقة كالنجوم الزهر و الدرر

ما فى الأئمة أهل الفضل منقصةلكنه فيهم كالنضر فى مضر

كم صنفوا فيه لكن لا ترى أحدلا يعرف الفرق بين الشمس و القمر

يا قائسا بصحيح القول فاسدةهيهات ليس يقاس الدر بالبعر

ولد سنة عشرين و خمسمائة فى المحرم و توفى آخر يوم من سنة إحدى عشرة و ستمائة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 317

محمد بن عبد الرحمن القصيرى،

سمع مسند عبد الرزاق بن همام من سليمان بن يزيد القزوينى بها سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، و سمع أبا الحسن القطان فى الطوالات يقول: ثنا أبو الحسن خازم بن يحيى ثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمى ثنا الوليد بن مسلم عن أبى رافع المدينى عن محمد بن كعب القرظى عن أبى هريرة قال سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم عن قوله تعالى:

«وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ» من استثنى ربنا جلّ جلاله، فقال:

الشهداء يا أبا هريرة الشهداء يا أبا هريرة.

محمد بن عبد الرحمن أبو جعفر

يشهر بممك القزوينى، سمع الكثير من أبى الحسن القطان و فيما سمع ما أملاه فى الطوالات، فقال ثنا أبو الحسن على بن الحسن الهسنجانى بالرى ثنا مسدد ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد اللّه بن الحارث عن زهير بن الأقمر قال:

خطب الحسن بن على بعد موت على رضى اللّه عنهما فقام رجل من از دشنؤة فقال: إنى رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و هذا فى حياته فقال: اللهم إنى أحبه فأحبه ليبلغ الشاهد الغائب و لو لا عزمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ما حدثنكم.

فصل

محمد بن عبد الرحيم بن الخليل الصرامى القزوينى،

سمع الغاية فى القراءة و شرحها من محمد بن آدم الغزنوى سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 318

و الخماسيات لابن النقور من محمد بن إسماعيل بن عبد اللّه مخاطرة الساوى بها سنة إحدى و خمسين و خمسمائة، بروايته عن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار الأسدى عن ابن النقور.

محمد بن عبد الرحيم بن سليمان بن الربيع بن عبد اللّه المازنى الأندلسى أبو حامد بن الربيع الغرناطى

و غرناطة بلدة بالأندلس، يقال انها بلدة دقيانوس صاحب أصحاب الكهف كان من المحدثين الجوالين فى البلاد المكثرين، ورد قزوين و سمع بها و سمع منه، سمع مسند أحمد ابن حنبل من الرئيس بن الحصين عن ابن المذهب، و صحيح محمد بن إسماعيل البخارى، من أبى صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المدينى، بسماعه منه بمصر بروايته عن كريمة المروزية.

و التاريخ الكبير للبخارى عن أبى بكر محمد بن الوليد الفهرى عن القاضى أبى الوليد الباجى عن أبى ذرّ الهروى عن أبى بكر بن عبدان الشيرازى عن أبى الحسن محمد بن سهل المقرئ عن البخارى و الكنى و الأسماء لمسلم ابن الحجاج عن الفهرى عن الباجى عن أبى ذر عن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا عن مكى بن عبدان عن مسلم وجدت له بخطه:

قد اختلف الروافض فى؟؟؟ على كما اختلف النصارى فى المسيح

و كلهم على التحقيق يهذى و ما عثروا على المعنى الصحيح

و كان له معرفة بالعربية و نظم لا بأس به و خط كما يكون

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 319

للمغاربة رأيت بخطه أن محمد بن الوليد الفهرى الطرسوسى أنشده بمصر لنفسه:

أفعاله تنبئك عن أعراقه و الفعل يخبر عن حدود الفاعل

انظر إلى أفعال من لم تدره فهى الدليل ودع سؤال السائل

محمد بن عبد الرحيم الشافعى الرعوى أبو اليمان القزوينى،

سمع التلخيص لأبى معشر الطبرى، من الأستاذ أبى إسحاق الشحاذى المقرئ، بقراأته عليه سنة سبع و خمسمائة، و سمع تفسير مقاتل بن سليمان من الحافظ إسماعيل بن محمد المخلدى سنة اثنين و خمسمائة.

محمد بن عبد الرزاق المقدسى

سمع جزأ كبيرا من حديث ناصر بن أحمد الفارسى عن شيوخه منه بقزوين، سنة ست و سبعين و أربعمائة، و فيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل ثنا أبو منصور، محمد ابن أحمد القطان ثنا على بن أبى طاهر ثنا دحيم ثنا ابن فديك عن ابن أبى ذئب عن شرحبيل عن أبى سعيد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: لأن يقدم أحدكم ثلاثة دراهم، فى حياته خير له من أن يتصدق بمائة بعد موته.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 320

فصل

محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن القاضى الهشجردى

كان يقضى و يذكر بقريته و قرى سواها و آباءه ذكروا بالعلم و السنة تفقه بقزوين مدة و سمع الحديث و سمع مشيخة الامام عبد اللّه بن حيدر منه و فيها، أنبا الأستاذ الشافعى بن داؤد المقرئ أنبا الامام أبو حفص هبة اللّه بن محمد بن عمر عن عمه أبى محمد عبد اللّه بن عمر بن زاذان أنبا القاضى أبو بكر السنى ثنا محمد بن عبد العزيز الفرغانى ثنا أحمد بن بديل ثنا المحاربى ثنا عمرو بن شمر عن أبيه قال سمعت يزيد بن مرة، سمعت سويد بن غفلة سمعت عليا رضى اللّه عنه يقول:

قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يا على ألا أعلمك كلمات إذا وقعت فى ورطة قلتها قلت جعلنى اللّه فداك كم من خير علمتنيه قال إذا وقعت فى ورطة و قل بسم اللّه الرحمن الرحيم، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلى العظيم، فان اللّه يصرف بها ما شاء اللّه من أنواع البلاء.

محمد بن عبد السلام الصوفى،

سمع صحيح البخارى بتمامه من القاضى إبراهيم بن حمير الخيارجى بقراأة هبة اللّه بن زاذان، سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة.

فصل

محمد بن عبد العزيز بن عبد البر الزاذانى

كان فقيها، ذكيا لسنا سمع الحديث من أبى سليمان الزبيرى و من والدى رحمهما اللّه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 321

محمد بن عبد العزيز بن عبد الجبار القرائى،

سمع كتاب الاستنصار فى الأخبار من جمع الخليل القرائى منه سنة سبع و ثمانين و أربعمائة، و فيه ثنا القاضى أبو الحسن علىّ بن أحمد بن هلة ثنا عبد اللّه بن محمد ابن عبدكان، القارى ثنا أحمد بن جابر، ثنا محمد بن أحمد ثنا يزيد بن هارون رفعه إلى أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

لياتينّ على الناس زمان لا يبالى المرء بما يأخذ المال من حلال أو حرام.

محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن الفضل الرافعى أبو جعفر

كان أبوه و والدى رحمه اللّه ابنى عمّ و كان له و لأبيه دخول فى عمل السلطان و جاه أفضى الأمر بهما إلى أن قتلا مظلومين و درس محمد كتبا فى اللغة، و حفظ اكثر القرآن و حصل طرفا من الفقه و الفرائض و الحساب، و سمع الأربعين من روايات المحمدين تخريج عبد الرزاق بن محمد الطبسى من صحيح البخارى للامام محمد الفزارى من والدى و من أبى طاهر محمد بن الحسن الازغندى سنة خمس و ستين و خمسمائة، و أجاز له جماعة من أبيه ببغداد و قزوين، و كان كثير الذكر و الدعاء و التلاوة.

محمد بن عبد العزيز بن ماك الفقيه،

فى الارشاد للخليل الحافظ أنه سمع من ميسرة بن على و ابن رزمة، و مات قبل أن يبلغ الرواية و أبوه محدّث و فقيه مشهور يأتى ذكره.

محمد بن عبد العزيز بن ماك المعروف بالمشرف

سمع التاريخ الصغير للبخارى أو بعضبه من الحافظ الخليل بن عبد اللّه سنة ثلاث و أربعين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 322

و أربعمائة، بروايته عن عبد الرحمن بن محمد الشيبانى عن ابن الأشقر عن البخارى و صحيح البخارى، من إبراهيم بن حمير بقراأة هبة اللّه بن زاذان و تفسير مقاتل بن سليمان من الحافظ الخليل و أجاز له محمد بن أحمد بن زيتارة سنة خمس و أربعين و أربعمائة، رواية جميع مسموعاته.

محمد بن عبد العزيز بن المبارك القيسى الدينورى،

ذكر الخليل الحافظ فى التاريخ أنه سمع شيوخ العراق كأبى نعيم، بالكوفة و القعنبى بالبصرة و أنه قدم قزوين سنة نيف و ستين و مائتين، و أنه روى عنه أحمد بن إبراهيم بن سمويه و إسحاق بن محمد و على بن محمد بن مهرويه و أنه لم يكن بذاك القوى، ثم قال ثنا محمد بن إسحاق بن محمد ثنا أبى ثنا محمد بن عبد العزيز الدينورى ثنا بشر بن عبد الملك الكوفى ثنا قرة بن سليمان ثنا هشام بن حسان عن مطر الوراق عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة و أم سلمة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يصبح جنبا من غير احتلام، ثم يصوم ذلك اليوم .

محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الملك أبو عبد اللّه الشحاذى

من الأئمة الذين لقيناهم تفقه بقزوين، ثم ببغداد ثم بنيسابور على الامام محمد بن يحيى، و كان مع والدى رحمهما اللّه، مصحبين فى أسفار التحصيل و لما رجع إلى قزوين قبله الأئمة و أقبلت عليه المتفقهة يتلمذون له و يحصلون عليه و كنت ألقاه فى صغرى فى مجالس النظر فصيحا جهورى الصوت ذا صولة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 323

ثم تراجعت به الأيام و أثرت فيه السنون و كان سليم الجانب سهل الخلق صاحبته سفرا و حضرا و استأنست به. و سمعت منه صدرا من صحيح البخارى بروايته عن أبى الأسعد القشيرى عن الحفصى و سمع عم أبيه أبا إسحاق الشحاذى و غيره بقزوين و مشائخ بغداد و نيسابور توفى سنة سبع و ثمانين و خمسمائة، بهمدان و نقل منها إلى قزوين.

محمد بن عبد العزيز بن محمد أبو العلاء القزوينى،

مقرئ تتبع علوم القرآن و حصل كثيرا من القراآت، و رأيت بخطه كتبا منها المختصر الرافعى فى قراأة الأئمة السبع المشهورين ألفه أبو بكر محمد بن على القطان الهمدانى باسم الوزير أبى بكر محمد بن عبد العزيز بن محمد بن رافع و رسمه.

فصل

محمد بن عبد الغفار بن أحمد بن محمد بن عيسى الصفار، أبو الفتح القزوينى

من قوم مذكورين بالعلم و الحديث، يروى عن محمد بن هارون الثقفى، و على بن محمد بن عيسى الصفار، و روى عنه محمد بن الحسين البزاز، و الخليل و الحافظ فى مشيخته، فقال حدثنى محمد بن عبد الغفار هذا ثنا محمد بن هارون الثقفى ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى عن سفيان الثورى عن أسلم المنقرى عن زهير أبى علقمة الثقفى، قال رأى النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم رجلا سيئ الهيئة قال الك مال قال:

نعم من كل نوع، قال فلير عليك، فان اللّه يحب أن يرى أثره على عبده حسنا و لا يحب البؤس و التباؤس.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 324

محمد بن عبد الغفار بن الحسن بن سهل المعدل البزاز، أبو عبد اللّه السمار القزوينى

كان يقرأ عليه الحديث فى خانه سمع أبا الحسن القطان، و روى عنه الخليل الحافظ و حدث عنه محمد بن عبد الملك البزاز فى فوائده فقال أنبا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الغفار البزاز أنبا على بن إبراهيم بن سلمة أنبا على بن عبد اللّه بن عبد الصمد، حدثنى محمود بن خداش الطالقانى ثنا سيف بن محمد ثنا مسعر و سفيان عن عطيه العوفى عن أبى سعيد الخدرى، قال كانت مريم تصلى حتى تورم قدماها قال و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يصلى حتى تورم قدماه فقيل له يا رسول اللّه! قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر قال:

أفلا أكون عبدا شكورا.

محمد بن عبد الغفار بن سهل القزوينى،

سمع من القاضى إبراهيم ابن حمير صحيح البخارى أو بعضه.

فصل

محمد بن عبد القديم بن مسعود المروزى أبو غياث القزوينى،

فقيه أجاز له عيسى بن يوسف المغربى المالكى، رواية تجريد الصحاح لأبى الحسن رزين ابن معاوية الأندلسى بسماعه من المصنف، و هو كتاب مفيد، جمع فيه أحاديث المؤطا و الصحيحين و سنن أبى داؤد و جامع الترمذى و سنن النسائى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 325

فصل

محمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم بن أحمد بن طاهر ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن أبو عبد اللّه بن أبى سعد بن أبى العباس بن الوزان التميمى

صدر ائمة الأصحاب و سالك طريق الصواب، كان إليه و إلى آبائه رياسة أهل العلم و غيرهم، من أصحاب الشافعى رضى اللّه عنهم بالرى و غيرها و أنه تولاها مدة فى عفة و نزاهة و تحرز عن الفتنة، و ما يوغر الصدور، و إقامة لسوق العلم و تربية لأهله ثم انه أعرض عن كثير من الرسوم المعتاد و انزوى مقبلا على العبادة.

حج و جاور بمكة مدة و كان فقيها متكلما مدرسا مذكرا صوفيا مكرما للعلم و أهله خائفا من اللّه تعالى، معظما لدينه، محذرا من الفتن محبا لمعالى الأمور محسنا إلى الضعفاء و المساكين ذا مصابة و صلابة و ثبات و صبر و قوة قلب بحوثا عن العلم منصفا توطن بالرى مدة و أكرم موردى، و مقامى و إذا حضرت فى مجلس تذكير للعامة، و سئل من بعض المسائل الفقهية فربما كان يراجعنى من رأس المنبر و يحيل السائل على لشدة احتياطه و لا يبالى مما يقول الناس فى مثله.

تففة على الامام حامد بن محمود المآوراء النهرى، و غيره و سمع الحديث منه و من الحافظ محمد بن على الجيانى و من القاضى أبى عبد اللّه الاسترآبادى، و أجاز له الامام محمد بن يحيى، و عبد الرحمن الاكاف و أبو البركات الفراوى و عبد الخالق الشحامى و جماعة من ائمة طبرستان و غيرهم و خرجت من مسموعاته و مجازاته

أربعينيات و قد أخبرنا بقراأتى عليه رحمه اللّه، أنبا هبة اللّه بن الحسين بن عمر النيسابورى، أنبا عبد الباقى ابن يوسف الحافظ، أنبا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن ماسى ثنا أبو مسلم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 326

الكجى ثنا محمد بن عبد اللّه الأنصارى ثنا عبد اللّه بن عون عن الشعبى، سمعت النعمان بن بشير يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول ان الحلال بين و أن الحرام بين و أن بين ذلك أمورا مشتبهات و ربما قال مشتبه و سأضرب لكم فى ذلك مثلا ان اللّه حمى حمى، و أن حمى اللّه ما حرم و أنه من يرع حول الحمى، يوشك أن يخالط الحمى و ربما قال من يخالطه الريبة يوشك أن محر ورد قزوين مرارا فيها ما قصد فيه زيارة الشيخ أبى بكر الشاذانى رحمه اللّه و مرض أياما قليلة.

توفى فى ربيع الآخر سنة ثمان و تسعين و خمسمائة رحمه اللّه و من عجيب الاتفاقات أنه فى أيام مرضه يذكر الموت، و لا أوصى بشئ مع أنه قلما كان يجلس مجلسا إلا هو يذكر الموت أو يتذكره، و كان اللّه تعالى سهل الأمر عليه باخفآء الحال «اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ».

محمد بن عبد الكريم بن الحسن بن على بن إبراهيم بن على بن أحمد الكرجى أبو الفضل

إمام مشهور مرجوع إليه، مقبول عند الخواص و العوام منتجب، و كانت إمامة الجامع إليه فى عهده، سمع عم جده أبا بكر محمد بن إبراهيم بن على الكرجى و سمع صحيح محمد بن إسماعيل البخارى، من محمد بن حامد بن كثير سنة تسع و ثمانين و أربعمائة، و من الأستاذ الشافعى ابن داؤد سنة تسع و تسعين و أربعمائة، و مسند الشافعى رضى اللّه عنه، من نصر بن

عبد الجبار القرائى سنة خمسمائة بروايته عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 327

أبى ذرّ عن أحمد بن محمد الاسكافى عن أبى بكر الحيرى عن الأصم و الارشاد للخليل الحافظ، من القاضى أبى الفتح إسماعيل بن عبد الجبار سوى القدر الضائع منه و هو مضبوط سنة تسع و ستين و أربعمائة.

و تفسير أبى إسحاق الثعلبى عن السيد ذى الفقار بن محمد بن معبد عن محمد بن على عن الثعلبى و اعتصام العزلة لأبى سليمان الخطابى عن الشيخ أبى عمر الميقانى عن أبى القاسم سعد بن على الزنجانى عن أبى محمد جعفر بن على المروروذى عن المصنف، و مسند الشهاب لأبى عبد اللّه القضاعى، عن الرئيس ابن عبد الوارث الأبهرى، و الكيا أحمد بن على ابن أحمد الخضرى، و الخليل القرائى بروايتهم عن المصنف، و قد لقيته و سمعت منه فضائل قزوين، للخليل الحافظ بقراأة والدى عليه رحمهما اللّه تعالى بروايته عن القاضى إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل و أجاز لى جميع مسموعاته.

أنبانا أبو الفضل الكرجى ثنا الشيخ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على بن أحمد الكرجى فى مسجده بقزوين، سنة أربع و ثمانين و أربعمائة، ثنا القاضى أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الأسد آبادى قدم علينا سنة تسع و أربعمائة، ثنا أبو الحسن القطان بقزوين، ثنا أبو حاتم الرازى ثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوى ثنا يزيد ثنا زيد بن أبى أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى، عن أبى سعيد الخدرى، قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: لا زكاة فى شئ من الحرث نخله و كرمه، و زرعه حتى يبلغ خمسة أو ساق، فما

بلغ خمسة أو ساق، ففيه الزكاة فما كان، التدوين فى أخبار قزوين ؛ ج 1 ؛ ص328

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 328

منه بالدوالى و الأيدى، و النواضح ففيه نصف العشر.

ما كان فيه مما يسقيه السماء و الأنهار ففيه العشر، و الوسق ستون صاعا، و لا زكاة فى شئ من الفضة حتى يبلغ خمسة، أواق ففيه الزكاة و الوقية أربعون درهما إذا بلغ مائتى درهم، ففيه خمسة دراهم و أجاز له رواية مسموعاته الشيخ الرئيس أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبد اللّه المحمى سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة و قرأت على على بن عبيد اللّه الحافظ بحق قرائته على الامام أبى الفضل.

أنبا الرئيس أبو عمرو المحمى اجازة أنبا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ثنا أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب الحافظ ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ثنا عبيد اللّه بن معاذ ثنا أبى ثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادى، سمع أنس بن مالك، يقول قال أبو جهل: اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة، من السماء أو أتنا بعذاب اليم، فنزلت «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» أخرجه البخارى فى الصحيح عن أحمد بن النضر، توفى أبو الفضل الكرجى سنة ست و ستين و خمسمائة.

محمد بن عبد الكريم بن أبى الفتح

فقيه سمع على بن حيدر الزريرى و غيره.

محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين بن رافع أبو الفضل الرافعى القزوينى،
اشارة

الامام والدى قدس اللّه روحه، حق الوالد على الولد عظيم و إحسانه إليه قديم، و لن يجزى الوالد المولود، و إن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 329

بذل فيه المجهود، و كنت قد عزمت على أن أجعل من شكر فواضله جمع مختصر فى نشر فضائله اسميه بالقول الفصل فى فضل أبى الفضل، فرأيت من الصواب أن أدرجه فى هذا الكتاب فمن أراد إفراده فليكتب.

بسم اللّه الرحمن الرحيم، قال العبد الضعيف أبو القاسم الرافعى غفر اللّه له هذه و باللّه اعتصم قوة و حولا و أحمده هو بالحمد أجدره و أولى و أشكره على ما ابتدى من الجميل و أولى و أبداك من النعمة إفضالا و طولا، و أصلى على رسوله محمد المختار، خلقا و خلقا، و عملا و قولا فصول ضمنها، نبدأ من سير والدى و أحواله تغمده اللّه برحمته و إفضاله.

فصل فى وقت ولادته

كانت ولادته رحمه اللّه سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة و خمسمائة، أو نحوهما لأنى سمعته رحمه اللّه يقول فى مرضته التى توفى فيها هذا آخر العهد و إنى لاستحيى من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم منذ ثلاثة أعوام، لزيادتها على أعوام عمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و كان صلى اللّه عليه و آله و سلم، حين توفى فى الرواية المشهورة ابن ثلاث و ستين سنة، و سنذكر من بعد وقت وفاته، و أيضا فانى سمعته يقول: سمعت ابن عمى عبد العزيز بن عبد الملك الرافعى، و كان أكبر منى بسنتين إلى ثلاث يقول لى أنذكر أنى كنت أحرك مهدك.

قد خرجنا مع الناس إلى شارع المحلة، و ضربنا القباب و أرخينا الستور لزلزلة عظيمة، كانت

بقزوين فى ذلك الوقت، و حدثت تلك

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 330

الزلزلة ليلة الأربعاء لخامس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و خمسمائة، و كانت تعود إلى مدة سنة كاملة، و أيضا فانه كان يقول لى ولدتك بعد ما جاوزت الأربعين، و ولدت فى أواخر العاشر من شهور سنة خمس و خمسين و خمسمائة.

فصل فى كنيته و اسمه

كناه أبواه بأبى الفضل رعاية لأسم جده الفضل و أما الاسم فرأيت فى آخر مختصرات كتبها فى سنة سبع و عشرين و خمسمائة و كتب رافع بن عبد الكريم بن الفضل، موافقة لاسم الجد الأكبر ثم بدله بأحمد و رأى موافقة إسم النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أولى فرأيت فى سماعاته و تعاليقه القديمة أحمد بن عبد الكريم، ثم استقر اسمه بعد ثلاث سنين أو أربع من أول تفقهه على محمد، و كان يلقب فى صغره ببابويه على ما يعتاده أهل قزوين من التلقيب ببابا و بابويه، يعنون أنه سمى جده و يحبون ذكر الجدّ بالحافد و بقى عليه ذلك إلا أنه رحمه اللّه كان يكرهه و يذكر أنّ عمة له كانت ترقصه به فى صغره فاشتهر به.

فصل فى نسبه

سمعت الخطيب الأفضل محمد بن أبى يعلى السراجى. يحكى عن أشياخ له أن الرافعية من أولاد العرب الذين توطنوا هذه البلاد فى عهد التابعين أو الاتباع، و سمعت غير واحد أن آخرين من ولد رجل من العرب إسمه رافع أو كنيته أبو رافع سكن أحدهما قزوين و الآخر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 331

همدان و أعقب كل واحد فيهما.

فقيل لأولادهما الرافعية. و هناك يعدّ جماعة من العدول و القضاة بهذه النسبة، و ورد علينا فقيه منهم مجتازا منذ سنين و ادعى هذه القرابة، و يقع فى قلبى أنا من ولد أبى رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و فى التواريخ ذكر جماعة من ولده منهم إبراهيم بن على الرافعى و لم اسمع ذلك من أحد و لا رأيته إلى الأن فى كتاب و اللّه أعلم بحقائق الأحوال.

كان فى آباء

والدى رحمه اللّه جماعة من أهل العلم، بقزوين كذلك حكاه والدى عن الامام أبى سليمان الزبيرى و عن الامام ملك داد بن على حين أحضر للتفقه بين يديه ثم لم يبق فيهم مترسم بالعلم أن أحيى اللّه بوالدى الرسم الميت و قد قيل:

كل نهر فيه ماء قد جرى فاليه الماء يوما سيعود

سمعت شيحا من شيوخ الديلم من محلتنا مرارا، يقول كان فى آبائكم جماعة استوزرهم ملوك الديلم، و خاصة بناحية الفشكل و كان لهم جاه و قدر، فى هذه النواحى، و الذين عملوا للسلطان من بنى عمومتكم حذوا حذوهم العرق نزاع.

فصل حضانته و ترشيحه للتعلم

توفى أبواه و هو صغير، و احتضته جده من قبل أمه الشيخ الزاهد أبو ذر رحمه اللّه، و كان من عباد اللّه الصالحين، المشهورين بالصيانة و حسن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 332

السيرة فنقل من محلة آبائه طريق الصامغان، إلى داره فى المدينة العتيقة و قام بتسليمه إلى المكتب و تعليمه و تأديبه و رباه أحسن تربية، بأطيب مكسب، و كان له حنين إلى تلك الدار التى نشأ فيها، و أتذكر أنه تملك بعضها و ربما همّ بالانتقال إليها ثم لم يتفق له ذلك.

لما خرج من الكتاب و هو فى حد الصغر بعد ذهب به جده إلى مفتى البلدة و إمام ائمتها أبى بكر ملكداد بن على العمركى رحمه اللّه و عرضه على عرض أم سليم أنسا رضى اللّه عنه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و سأله أن يعلمه ما يحتاج إليه و يأذن له فى ملازميه فى البيت و خارج البيت.

ذكر له قومه و قبيلته فتقبله بقبول حسن إحتراما لذلك الشيخ و سعادة قضيت له فعلق عليه المذهب،

و الخلاف و سمع عليه الحديث الكثير و كانت شفقته عليه شفقة الوالد على ولده، أو حافده الواحد كلّ خلق حسن و أدب محمود فتخرج عنده و توجه.

فصل فى أسفار تحصيله

لما تخرج و انتفخت عينه فيما كان مقبلا عليه من العلوم كان يعرض له عزم السفر على ما يتشوف إليه الأحداث من المحصلين و يعملهم، عليه الجوالون الواردون من البلاد التى يتفق فيها ازدحام الطلبة فى كلّ عصر و لم يكن تسمح نفسه بذلك محاماة على جانب استاذه ملكذاد بن على و رعاية بخاطره فلم يسافر حتى انتقل الشيخ إلى جوار رحمه اللّه تعالى نعم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 333

كان مع ملازمته لدرسه يتردد إلى غيره من أئمة ذلك العصر و يحصل بالمباحثة و غيرها، و رأيت أجزأ من تعليقه على جماعة منهم الأستاذ على ابن الشافعى بن داؤد و الامام أبو سليمان الزبيرى.

ثم سافر إلى الرى سنة خمس و ثلاثين و خمسمائة فى صفرها و اشتغل بتعليق الخلاف على الامام أبى نصر حامد بن محمود الخطيب، و سمع الحديث منه، و من غيره كالحسن بن محمد الغزال البلخى و القاضى الحسن بن محمد الاسترآبادى و غيرهما ثم عاد إلى قزوين فى آخر شوال السنة، ثم خرج إلى بغداد فى رمضان سنة ست و ثلاثين و خمسمائة، و علق طريقة الشيخ أسعد الميهنى على جماعة من فقهائها.

منهم يوسف الدمشقى، و أبو مشهور الرزاز و أبو نصر المبارك ابن المبارك و أحمد بن يحيى الزهرى و تعليقته على ضخامتها باقية عندنا، و سمع بها الحديث الكثير و حصل من كل فنّ و حج منها سنة ثمان و ثلاثين و خمسمائة و عقد المجلس فى التاجية، فى صفر

سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة.

خرج منها على قصد نيسابور فى شهر ربيع الأول، من هذه السنة، و بقى فى الطريق أشهرا و دخل نيسابور فى رمضان السنة و أقام مدة عند الامام محمد بن يحيى، و كانت له الدولة، و قتيذ و عليه إقبال الطلبة، و كان يعد الكمال فى تلامذمته و الشريف من حضر درسه، و الرشيد من فاز بلقائه، و سمع بها الحديث من مشائخها، و سمع بطوس و آمل و غيرها على ما سيظهر عند ذكر شيوخه و عاد إلى قزوين فى صفر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 334

سنة تسع و أربعين و خمسمائة.

فصل فى إبتداء أمره بعد العود من السفر

اغتنم الأقارب و الأباعد، قدومه و أكرموا مورده، و خرج بعضهم لاستقباله إلى الرىّ و كانوا يظنون انه يقيم بغيرها من البلاد لأنه طالت غيبته و كان لا يملك بقزوين عقارا، و اعتى بشأنه الأكابر سيما رئيس الأئمة حينئذ أبو عبد اللّه الخليلى رحمه اللّه، و فوض إليه تدريس مدرسته و عينت له الحظيرة المنسوبة إليه فى الجامع و ابتدأ بالتفسير فيها فى أواخر ربيع الأول من السنة، و أقبلت عليه المتفقهة و أولاد المعارف و استتب أمره، و كان ينتابه جماعة من صلحاء المحترفة، و أهل السوق زرافاتا و وجدانا يتلفقون منه الفقه و الكلام بالفارسية.

رأيت منهم فى صغرى كهلا من الصالحين يقال له: عثمان الحلاج يأتيه كل يوم وقت العصر، بعد ما يحصل قوته من الحلج لدرس المهذب للشيخ أبى إسحاق الشيرازى، إلى أن ختم الكتاب فكأن يقال أنه سرد فقه المهذب بتمامه بالفارسية حفظا و رغب فى مصاهرته الامام أبو الرشيد الزاكانى فتزوج منه والدتى حفظها اللّه و كان زفافها إليه فى صفر سنة

ثلاث و خمسين.

فصل فى معرفته بالفنون

كان رحمه اللّه فقيها مناطرا فصيحا حسن اللهجة صحيح العبارة جيد الايراد، يستعين فى المناظرة بالأمثال السائرة، و يأتى بالاستعارات

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 335

المليحة و كان مفتيا، مصيبا محتاطا فى الفتيا متكلما محققا فى قواعد الكلام، ماهرا فى تطبيق المنقولات، و حكايات المشائخ التى يشكل ظاهرها على قواعد الأصول، و أما علوم الكتاب و السنة فهى فنه لا ينكر حفظه و تبحره فيها، فكان جيد الحفظ فى كل باب حتى فى الأمثال و الأشعار و التواريخ و النوادر.

سمعته رحمه اللّه صيحة يوم كان قد سهر ليلتها يقول كنت أريد أن أشغل نفسى عما كان يسهرنى، فتذكرت ما تعلق يحفظنى من الأشعار، فبلغ كذا ألف بيت، ذكر عددا كثيرا، و كان أساتذته يعتمدون قوله، و يرجعون إليه فيما يقع من التصحيفات فى أسامى الرجال، و متون الأحاديث.

بلغنى أن الامام محمد بن يحيى رحمه اللّه كان يورد فى درسه فى مسائل الجنين حديث حمد بن مالك بن النابغ أنه قال كنت بين أمرأتين فرمت إحديهما الأخرى بمسطح فقتلها و قتلت جنينها، فقضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى الجنين بفره أمه و أمر أن يقتل بها فصحف بها بجمل، فبهه الوالد رحمه اللّه فتبسم و قال الأمر إليك كنت أكبره فصغرته.

فصل فى ذكر شيوخه فى الحديث و جمل من مسموعاته

تقدم فى المحمدين محمد بن آدم أبو عبد اللّه الغزنوى اللهاورى، سمع

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 336

منه الغاية لابن مهران و شرحها بالفارسى بالأسناد المذكورين عند ذكر الغزنوى.

محمد بن أحمد بن محمد الخليلى، أبو سعد النوقانى،

سمع منه مسند الشافعى بروايته عن أبى الحسن المدينى عن أبى بكر الحيرى و المرض بالكفارات لابن أبى الدنيا بروايته عن محمد بن أحمد العارف، عن محمد بن موسى الصيرفى عن محمد بن عبد اللّه الصفار عن ابن أبى الدنيا، و الشفقة و الوجل لأبى عبد اللّه بن منجويه عن أبى الحسن المدينى عنه و الأربعين للحسن بن سفيان بروايته عن أبيه، و أبى سعيد الفرخزاذى، عن خلف ابن أحمد الأبيوردى، عن أبى عمرو الحيرى عن الحسن بن سفيان.

محمد بن أحمد الطرائفى أبو عبد اللّه،

سمع منه صفة المنافق لجعفر ابن محمد الفريابى بروايته عن أبى جعفر بن المسلمة عن أبى الفضل الزهرى، عنه و الرقائق لأبى بكر الخطيب باجازته عنه.

محمد بن أحمد البندنيجى،

سمع منه فى النظامية ببغداد المختار من فضائل الامام الشافعى رضى اللّه عنه لأبى على البناء بسماعه منه، و لم يذكر رحمه اللّه هذا الشيخ فى مشيخته، و لا أورد الكتاب فى فهرست مسموعاته.

محمد بن أسعد بن محمد أبو منصور العطارى،

سمع منه أحاديث، هشام بن ملاس بروايته عن أبى بكر الشيروى، عن أبى سعيد الصيرفى، عن أبى العباس الأصم عنه.

محمد بن إسماعيل بن أحمد أبو سعيد المقرئ،

سمع منه جزأ من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 337

حديث أبى العباس السراج الثقفى بروايته عن أبى القاسم المحب عن أبى الحسين الخفاف عن أبى العباس.

محمد بن إسماعيل بن سعيد أبو منصور اليعقوبى الهروى،

سمع منه أجزاء و فوائد.

محمد بن جامع بن أبى نصر الضراب أبو سعيد

خياط الصوف، سمع منه الكثير، و منه سنن الصوفية لأبى عبد الرحمن السلمى بروايته عن أبى بكر بن خلف عنه و كيفية صلاة الضحى للحاكم أبى عبد اللّه بروايته عن ابن خلف عنه.

محمد بن الشافعى بن داؤد أبو جعفر المقرئ القزوينى

و سمع منه أحاديث من رواية أبى محمد بن نامويه الأصبهانى بسماعه عن أبيه عن أبى بدر النهاوندى عن أبى الفضل الفراتى عن ابن نامويه.

محمد بن الطراد بن محمد أبو الحسن الزينبى،

سمع منه أحاديث رواها عن والدى أبو الفوارس طراد.

محمد بن طاهر بن عبد اللّه بن على أبو بكر الرئيس،

سمع منه أحاديث من رواية أحمد بن محمد بن سليم بروايته، عن أبى منصور بن شكرويه عن أبى إسحاق بن خرشيد، قوله عن ابن سليم.

محمد بن أبى طالب بن بلكويه المقرئ القزوينى،

أبو بكر سمع منه الخائفين من الذنوب لابن أبى زكريا الهمدانى، بروايته عن إسماعيل المخلدى عن سعيد بن الحسن القصرى عن على بن إبراهيم البزاز عن المصنف.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 338

محمد بن عبد الرحمن بن محمد، أبو طالب الجيزبارانى،

سمع منه سنن أبى داؤد السجستانى، بروايته عن أحمد بن عبد الرحيم الاسماعيلى عن الحسن ابن داؤد السمرقندى عن ابن داسة عن داؤد.

محمد بن عبد الصمد بن أحمد أبو منصور المنصورى،

سمع منه جزءا من الحديث رواه عن الحافظ الحسن السمرقندى.

محمد بن عبد العزيز بن محمد العييى أبو رشيد الطبرى،

سمع منه ذم البغضاء و بغض الشقاء للحافظ أبى نعيم بسماعه من حمد بن أبى المحاسن الطبرى، عن أبى على الحداد عنه و الأخبار المروية فى الديك بهذا الأسناد.

محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون أبو منصور الدباس،

سمع منه نسب قريش للزبير بن بكار، بروايته عن أبى جعفر بن المسلمة عن أبى طاهر المخلص عن أبى عبد اللّه أحمد بن سليمان الطوسى عن الزبير.

محمد بن عبد الكريم بن الحسن الكرجى، أبو الفضل،

سمع منه فضائل قزوين بروايته عن إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل الحافظ.

محمد بن على بن محمد بن الفضل البار،

ثنا أبو عبد اللّه الطوسى، سمع منه الأربعين لأبى على الفارمذى بسماعه منه.

محمد بن على بن محمد الطوسى أبو بكر،

سمع منه جزأ من الحديث.

محمد بن على بن هارون الموسوى أبو جعفر،

سمع منه جزءا رواه عن أبى الفتيان الدهستانى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 339

محمد بن أبى على القائنى أبو المظفر،

سمع منه أخلاق النبى لأبى الشيخ بروايته عن أبى الفضل الشقانى و أبى بكر عتيق بن عبد العزيز عن أبى بكر التميمى، عن أبى الشيخ.

محمد بن عمر بن يوسف الأرموى، أبو الفضل

سمع منه إفراد الدارقطنى بروايته عن أبى الغنائم عبد الصمد بن على بن المامون عنه، و كتاب المصاحف لأبى بكر بن أبى داؤد السجستانى بروايته عن أبى جعفر ابن المسلمة عن أبى عمر الآدمى عن المصنف.

محمد بن الفضل بن على أبو زيد الفزارى،

سمع منه تسمية الضعفاء، و المتروكين لأبى عبد الرحمن النسائى، بروايته عن حمزة بن هبة اللّه الحسنى إجازة عن أبى بكر أحمد بن منصور المغربى عن أبى على الحسن بن حفص القضاعى عن أبى الحسن بن رشيق المصرى عن المصنف.

محمد بن الفضل بن محمد، المعتمد أبو الفتوح الاسفرائنى،

سمع منه مسند أبى داؤد الطيالسى، بروايته عن عبيد اللّه بن محمد عن أبى بكر البيهقى عن أبى بكر بن فورك عن عبد اللّه بن جعفر، عن يونس بن حبيب عن أبى داؤد.

محمد بن القاسم بن محمد أبو جعفر الطبرى،

سمع جزءا من حديث أبى الحسن على بن عمر الصيرفى، بروايته عن الشريف، أبى البركات عمر بن إبراهيم الحسينى عن أبى الحسين بن النقور عن الصيرفى.

محمد بن المحسن بن الحسن أبو المحاسن القشيرى،

سمع منه الوسيط فى التفسير لأبى الحسن الواحدى بروايته عن أبى الفضل الميدانى عنه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 340

محمد بن منصور بن عبد الرحيم، أبو نصر الحرضى:

سمع منه أجزاء من الحديث.

محمد بن يحيى بن منصور أبو سعد،

سمع منه الأحراز و الرقى لأبى الحسن محمد بن محمد البغدادى بروايته عن أبى نصر المعروف بسر مرد عنه و فضائل الصحابة لأبى عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، بروايته عن ابن عبدوس الحذاء عن عبد الرحمن بن همدان عن أبى بكر القطيعى عنه و الأربعين لأبى مسعود البجلى، بروايته عن أبى الفتيان عنه، و الأربعين المخرجة من مسموعاته عنه و أما غير المحمدين فهم هؤلاء.

إبراهيم بن عبد الملك بن محمد الشحاذى أبو إسحاق القزوينى،

سمع منه الأحاديث الخمسة و الخمسين. المستخرجة من المصافحة، لأبى بكر البرقانى، بسماعه عن الامام أبى إسحاق للشيرازى عن البرقانى.

أحمد بن إسماعيل بن أبى سعد أبو الفضل الجيزبارانى،

و يكنى بأبى عبد اللّه أيضا، سمع منه معرفة علوم الحديث للحاكم أبى عبد اللّه بروايته عن ابن خلف عنه.

أحمد بن الحسن بن أحمد الكاتب أبو عبد الرحمن الواعظ،

سمع منه الأربعين لامام الحرمين أبى المعالى الجوينى بروايته عنه.

أحمد بن حسنويه بن حاجى أبو سليمان الزبيرى القزوينى،

سمع منه الصحيح للبخارى، بروايته عن الأستاذ الشافعى عن الخيارحى عن الكشميهنى.

أحمد بن طاهر بن سعيد بن فضل اللّه بن أبى الخير أبو الفضل،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 341

سمع منه الأربعين: للحاكم أبى عبد اللّه بسماعة عن ابن خلف عنه.

أحمد بن عبد الغافر بن إسماعيل أبو الحسين الفارسى،

سمع منه فوائد عبدان الأهوازى بروايته عن جده إسماعيل عن أبى العباس إسماعيل ابن عبد اللّه بن محمد بن ميكال عنه.

احمد بن أبى القاسم بن أبى الليث أبو نصر النيسابورى،

سمع منه جزءا رواه عن زاهر الشحامى.

أحمد بن محمد بن أبى سعد أبو سعد البغدادى الحافظ،

سمع منه مجالس إملاء له.

أحمد بن محمد بن عبد اللّه المقرئ أبو العباس الرازى،

سمع منه الأربعين لأبى إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد اللّه الرازى بروايته عن أبى غالب الصيقلى عنه.

إسماعيل بن إبراهيم الشباى الجرجانى،

سمع منه أحاديث رواها عن أبى عمرو و ظفر بن إبراهيم بن عثمان الخلابى.

إسماعيل بن أحمد بن محمد الصوفى أبو البركات بن أبى سعد،

سمع منه الأربعين المخرجة من مسموعاته.

إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد العضائدى أبو عثمان،

سمع منه موطأ مالك بن أنس من رواية يحيى بن بكير، بروايته عن الفضل بن أبى حرب الجرجانى عن أبى عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى عن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفى عن عثمان بن سعيد عن يحيى بن بكير.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 342

إسماعيل بن أبى الفضل بن محمد الناضحى أبو القاسم التميمى،

سمع منه أجزاء من الحديث.

إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس الطالقانى القاضى أبو سعد

سمع منه الأحاديث الألف للقاضى أبى المحاسن الرويانى بسماعه منه.

جامع بن أبى نصر بن أبى إسحاق السقاء أبو الخير، سمع منه الأربعين لأبى على الفارمذى بسماعه منه.

الحسن بن أحمد بن محمد أبو على الموسياباذى،

سمع منه معظم حلية الأولياء لأبى نعيم بروايته عن أبى على الحداد عنه.

الحسن بن على بن الحسن أبو على الأنصارى المغربى،

سمع منه أحاديث من رواية أبى القاسم البغوى بروايته عن أبى القاسم الأبيوردى عن أبى نصر الاسفرائنى عن ابن بطة العكبرى عن البغوى.

الحسن بن محمد بن أحمد أبو على السنجبستى،

سمع منه أحاديث من رواية يحيى بن محمد بن صاعد بسماعه من أبى منصور البوشنجى كلار عن أبى محمد الأنصارى عن ابن صاعد.

الحسن بن محمد بن أحمد الاسترآبادى أبو محمد القاضى،

سمع منه جزأ من الحديث.

الحسن بن محمد بن عثمان الغزال أبو على البلخى،

سمع منه شمائل النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم لأبى عيسى الترمذى بروايته عن أحمد ابن محمد الخليلى عن على بن أحمد الخزاعى المعروف بابن المراغى عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 343

الهيثم بن كليب عن أبى عيسى.

الحسين بن نصر بن خميس أبو عبد اللّه الموصلى،

سمع منه الأربعين لأبى نصر بن وذعان بسماعه منه.

حامد بن أبى الفتح بن أبى بكر الحافظ أبو عبد اللّه المدينى،

سمع منه فضائل القرآن لعبد الرزاق بن همام الصنعانى، بروايته عن أبى نهثل العنبرى عن هارون بن محمد بن أحمد عن سليمان بن أحمد الطبرى عن إسحاق الدبرى عن عبد الرزاق.

حامد بن محمود بن على الماوراء النهرى،

سمع منه أجزاء و كتبا منها الأربعين لمحمد الفراوى تخريج ابنه أبى البركات بسماعه من الفراوى.

سعد بن على بن أبى سعد بن الفضل العصارى، أبو عامر الجرجانى،

سمع منه أحاديث رواها عن أبى مطيع محمد بن عبد الواحد المصرى.

سعد الخير بن محمد بن سهل المغربى أبو الحسن الأنصارى الأندلسى،

سمع منه سنن أبى عبد الرحمن النسائى بروايته عن أبى محمد الدونى عن أحمد بن الحسن الكسار عن أحمد بن محمد بن إسحاق السنى عن المصنف و غريب الحديث لأبى عبيد بروايته عن النقيب طراد بن محمد، عن أبى الحسن على بن أحمد عن دعلج بن أحمد عن أبى عبيد، و سنن الدارقطنى بروايته عن المبارك بن عبد الجبار الصيرفى عن القاضى أبى الطيب الطبرى عنه و قرأ عليه المختلف و المؤتلف، و مشتبه النسبة، لعبد الغنى بن سعيد بروايته عن محمد بن أبى نصر الحميد عن أبى زكريا المحاربى عنه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 344

سعد اللّه بن محمد بن على بن طاهر المقرئ أبو الحسن الدقاق،

سمع منه اقتضاء العلم العمل لأبى بكر الخطيب بروايته عن أبى الحسن محمد ابن مرزوق الزعفرانى عنه.

سعيد بن على بن مسعود الشجاعى أبو بكر،

سمع منه أحاديث.

سعيد بن محمد بن عمر بن الرزاز، أبو منصور،

سمع منه كتاب برّ الوالدين، لأبى محمد الحسن بن محمد الخلال، بروايته عن أبى الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف عنه.

شافع بن على أبو الفتوح الشعرى،

سمع منه أحاديث.

شهريوش بن أبى الحسن بن محمد أبو الحسن الطبرى،

سمع منه أحاديث.

صاعد بن سعيد بن محمد أبو طاهر العطارى،

سمع منه الأربعين لمحمد بن أسلم الطوسى بروايته عن أبى الفتيان، عن أبى مسعود البجلى عن أبى على زاهر عن محمد بن وكيع عنه و غريب الحديث لأبى سليمان الخطابى بروايته عن أبى نصر القشيرى و غيره، عن عبد الغافر بن محمد الفارسى عن أبى سليمان.

طغرل بن عبد اللّه التركى أبو الفتح الحاجب،

سمع منه أحاديث رواها عن القاضى أبى بكر محمد بن عبد الباقى البزاز.

طاهر بن أحمد بن محمد أبو محمد النجار القزوينى،

سمع منه الابحيات سنة، ست و ثلاثين و خمسمائة بروايته عن أبى المعالى إبراهيم بن محمد بن على بن نفيس الأنصارى عن الأشج.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 345

طاهر بن هبة اللّه بن طاهر أبو عمر القومسانى،

سمع منه تفضيل الأنبياء على الملائكة لأبى الحسن الصيقلى، بروايته عن عمه أبى على أحمد بن محمد بن طاهر الصيقلى.

عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف أبو الفرج البغدادى،

سمع منه من أول التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخارى إلى باب الحاء بروايته عن أبى الغنائم محمد بن على النرسى عن أبى أحمد الغندجانى عن أبى بكر بن عبدان عن محمد بن سهل عن البخارى.

عبد الخالق بن زاهد بن طاهر، أبو منصور الشحامى،

سمع منه بحر الفوائد للكلاباذى، بروايته عن الحسن بن أحمد السمرقندى عن على ابن أحمد بن خنباج عنه.

عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أحمد الأكاف أبو القاسم،

سمع منه أخلاق النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم لابن حبان، بروايته عن أبى الفضل العباس بن أبى العباس الشقانى عن أحمد بن محمد التميمى عنه.

عبد الرحمن بن عبد الصمد المقرئ أبو سعيد الصوفى،

سمع منه أحاديث.

عبد الرحمن بن المعالى بن منصور أبو مسلم الوارينى القزوينى،

سمع منه أجزاء من الحديث.

عبد الصمد بن عبد الرحمن الحسنوى الشامى أبو صالح،

سمع منه تنبيه الغافلين لأبى الليث السمرقندى، بروايته عن محمد بن أحمد البخارى عن تميم بن فرينام البلخى عن أبى الليث.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 346

عبد الصمد بن عبد اللّه العراقى أبو البركات،

سمع منه الوسيط فى التفسير لأبى الحسن الواحدى بروايته عن أبى الفضل الميدانى عنه.

عبد الكريم بن محمد أبو منصور الخيام،

سمع منه أحاديث.

عبد اللّه بن محمد بن الفضل الصاعدى أبو البركات الفراوى،

سمع منه مسند أبى عوانة الاسفرائنى بروايته، من أول الكتاب إلى باب فضائل المدينة عن عثمان بن محمد المحميى، و منه إلى باب فضائل القرآن عن محمد بن عبيد اللّه الصرام، و منه إلى آخر الكتاب، عن فاطمة بنت الأستاذ أبى على الدقاق بروايته عن أبى نعيم عن أبى عوانة.

عبد الملك بن سعد بن أحمد بن عنتر التميمى، أبو الفضل الأسدآبادى

سمع منه الأربعين لأبى عثمان المحتسب الاصبهانى بسماعه منه.

عبد الملك بن عبد الواحد بن عبد الكريم أبو صالح القشيرى،

سمع منه فرائد الفوائد، للحاكم أبى عبد اللّه بسماعه عن ابن خلف عنه.

عبد الملك بن أبى القاسم بن أبى سهل أبو الفتح الكروخى،

سمع منه جامع أبى عيسى الترمذى بروايته عن أبى عامر الأزدى، و غيره عن عبد الجبار بن محمد عن المحبوبى عن الترمذى.

عبد المنعم بن عبد اللّه بن محمد الفراوى أبو المعالى،

سمع منه أحاديث.

عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر الصيرفى أبو الفتوح،

سمع منه آداب الصحبة لأبى عبد الرحمن السلمى بروايته عن أبى بكر التفليسى، إجازة عنه و فضائل الصحابة للحافظ أبى الحسن الدارقطنى، بروايته عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 347

أبى سعيد القشيرى عن محمد بن بشران منه.

عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابونى أبو الفتح المقرئ،

سمع منه أجزاء.

عبيد اللّه بن أسكندر بن سليمان أبو اليسر التبريزى،

سمع منه أحاديث.

العباس بن محمد بن أبى منصور الطوسى أبو محمد الواعظ،

سمع منه تفسير أبى إسحاق الثعلبى بروايته عن أبى سعيد الفرخزادى عنه.

عطاء بن محمد بن عطاء أبو القاسم النيسابورى،

سمع منه أحاديث على بن أحمد بن حاتم بن برهان الدينورى، سمع منه شمائل النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، لأبى عيسى الترمذى، بروايته عن محمد بن عمر بن أميرجه عن الخليلى عن ابن المراغى عن الهيثم عنه.

على بن نبهان بن عبد الواحد الحديقتينى أبو الرشيد الهمدانى،

سمع منه أحاديث رواها عن أبى غالب أحمد بن محمد المقرئ.

على بن أبى بكر الواعظ اليزدى أبو الحسن،

سمع منه أحاديث على بن الحسن بن على بن أبى طالب الطريثيثى ء، سمع منه أحاديث رواها له عن أبيه عن أبى عثمان الصابونى.

على بن الشافعى بن داؤد أبو الحسن،

سمع منه مسند الشهاب للقضاعى، بروايته عن الخليل القرائى عنه.

على بن أبى صادق السعدى الطبرى، أبو الحسن،

سمع منه أحاديث.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 348

على بن عزيز بن أبى القاسم الجوينى،

سمع منه أحاديث عن أبى سعيد القشيرى.

على بن محمد بن جعفر بن على بن أحمد الكاتب أبو الحسن الحافظ الشهرستانى،

سمع منه كتاب الآداب للحافظ أبى بكر البيهقى بروايته عن عبد الجبار الخوارى عن المصنف، و لم يورد فى مشيخته.

على بن محمد بن جعفر الرباطى،

سمع منه أحاديث.

على بن محمد بن الحسين أبو الحسين البرخذآبادى الطوسى،

سمع منه أحاديث رواها له عن أبى الفتيان.

على بن محمد بن المطرز، أبو الحسن،

سمع منه أحاديث رواها عن صخر بن عبيد الطوسى.

عمر بن أحمد بن محمد الشاشى أبو حفص،

سمع منه تحفة العام للسيد أبى الحسن الحسينى بروايته عن على بن الحسين الثيقذئجى عنه.

عمر بن أحمد بن منصور الصفار، أبو حفص،

سمع منه صحيح مسلم بروايته عن محمد الفراوى و إسماعيل بن عبد الغافر الفارسى عن الجلودى عن الفقيه عن مسلم.

عمر بن عبد المؤمن بن يوسف أبو حفص البلخى،

سمع منه أحاديث من رواية محمد بن عبد الملك الماسكانى بسماعه من أبى جعفر محمد بن محمد الجالى عن الماسكانى

عمر بن على بن سهل الدامغانى، أبو سعد السلطان،

سمع منه طب النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم لأبى العباس المستغفرى بروايته عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 349

الحسن بن أحمد السمرقندى عنه.

المبارك بن أحمد بن عبد العزيز أبو المعمر،

سمع منه أحاديث من رواية أحمد بن سليمان العبادانى، بروايته عن أبى البطر عن أبى على بن شاذان عنه.

المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزورى أبو الكرم،

سمع منه أجزاء.

محمود بن إسماعيل بن محمد الطريثيثى أبو القاسم الترشيزى،

سمع منه أحاديث رواها عن أبى بكر الشيروى.

المرتضى بن الحسن بن خليفة أبو الفتوح

روى له عن أبى على الحداد عن أبى نعيم.

مسعود بن أحمد بن محمد أبو المعالى الخوافى،

سمع منه أحاديث رواها عن أبى سعيد إسماعيل بن عمرو البحترى.

المطهر بن على بن المحسن العباسى أبو حرب،

سمع منه مسند الشافعى رضى اللّه عنه بروايته عن أبى بكر الشيروى عن أبى بكر الحيرى عن الاصم.

ملكداد بن على بن أبى عمرو أبو بكر العمركى القزوينى،

سمع منه الكثير و منه سنن محمد بن يزيد ماجة بروايته عن محمد بن الحسين المقومى عن أبى طلحة الخطيب عن أبى الحسن القطان عن المصنف.

منصور بن محمد بن أبى نصر الهلالى، أبو نصر الباخرزى،

سمع منه أحاديث رواها عن أبى سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيرى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 350

الموفق بن إبراهيم المؤذن أبو عبد اللّه الطوسى،

سمع منه أحاديث رواها عن أبى عبد اللّه إسماعيل بن عبد الغافر الفارسى.

الموفق بن يحيى بن منصور بن أبو الفتح،

سمع منه أحاديث.

ناصر بن زهير بن على الحذامى أبو الفتح،

سمع منه أحاديث.

ناصر بن سلمان بن ناصر أبو الفتح الأنصارى

روى له أحاديث عن شيوخه.

هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم أبو الأسعد القشيرى،

سمع منه الصحيح للبخارى بروايته عن أبى سهل الحفصى عن الكشميهنى عن الفربرى عن البخارى، و سمع منه كثيرا من أماليه و غيرها.

هبة الكريم بن خلف بن المبارك بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر أبو نصر الحنبلى لقبا،

سمع منه أحاديث رواها عن أبى الخطاب بن البطر.

يوسف بن صديق الأرموى الواعظ أبو القاسم،

روى له بالمراغة عن نعمة اللّه العبدولى.

يوسف بن طاهر بن يوسف الخونى أبو يعقوب،

سمع منه الشمائل لأبى عيسى الترمذى بروايته عن إسماعيل بن محمد الخليلى عن أبى طاهر محمد ابن على الزراد عن على بن أحمد عن الهيثم عن أبى عيسى.

يوسف بن عبد اللّه بن بندار أبو المحاسن الدمشقى،

سمع منه بعض الأجزاء الغيلانيات بروايته عن أبى البركات.

هبة اللّه بن محمد بن على البخارى عن أبى طالب بن غيلان رحمهم اللّه
اشارة

و هذا الفصل يحوى أكثر ما فى مشيخته و فهرست مسموعاته رحمه اللّه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 351

فصل فى روايته

رأيت أن أورد من رواياته حديثا منعوتا فوقع الاختيار على حديث أمّ زرع الطويل ذيله الجزيل نيله و من أراد من الناظر من إفراد الحديث بشرحه فليكتب.

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه مبدع الأصل و الفرع الممتنع بعد الابداع بالضرع و الزرع و الصلاة على رسوله محمد المخصوص بأوسع الذرع و اتبع الشرع، و بعد فهذه درة الضرع لحديث أم زرع أسأل اللّه أن ينفع بها من يراجعها و يقف عليها و يطالعها قرأت على الامام والدى رحمه اللّه، سنة ثلاث و ستين و خمسمائة، أخبركم الحسن الغزال، أنبا أحمد ابن محمد الزيادى أنبا على بن أحمد الخزاعى أنبا الهيثم بن كليب ثنا محمد ابن عيسى ثنا على بن حجر أنبا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أخيه عبد اللّه بن عروة عن عائشة رضى اللّه عنها قالت جلست إحدى عشرة أمرأة تعاهدن، و تعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا.

قالت الأولى: زوجى لحم جمل غثّ على رأس جبل و عر لا سهل فيرتقى و لا سمين فينتقى أو ينتقل.

قالت الثانية: زوجى لا أبثّ خبره إنى أخاف أن لا أذره ان اذكره، عجره و بجره.

قالت الثالثة: زوجى العشنق إن أنطق أطاق و إن سكت أعلق.

قالت الرابعة: زوجى كليل تهامة لا حر و لا قرّ و لا مخافة و لا شامة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 352

قالت الخامسة: زوجى إن دخل فهد و إن خرج أسد و لا يسأل عما عهد.

قالت السادسة: زوجى إن أكل لفّ و ان شرب اشتفّ و إن اصطجع التف

و لا يولج الكف ليعلم البث.

قالت السابعة: زوجى عيايا أو غيايا باطنا كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلالك.

قالت الثامنة: زوجى المس مسّ أرنب، و الريح ريح زرنب.

قالت التاسعة: زوجى رفيع العماد عظيم الرماد طويل النجاد قريب الميت من الناد.

قالت العاشرة: زوجى مالك و ما مالك مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر أيقنّ أنهن هوالك.

قالت الحادية عشر: زوجى أبو زرع، و ما أبو زرع، أناس من حلّى أذنى و ملاء من شحم عضدبى، و بجحنى فبجحت إلى نفسى، و وجدنى فى أهل غنيمة بشق فجعلنى فى أهل صهيل، و أطيط و دابس و منق فعنده أقول، فلا أقبح، و أرقد فأتصبح، و أشرب فأتقمح أمّ أبى زرع و ما أمّ أبى زرع، عكومها رواح و بيتها فياح ابن أبى زرع و ما ابن أبى زرع، مضجعة كمسل شطبة، و بشبع ذراع الجفرة بنت أبى زرع و ما بنت أبى زرع، طوع أبيها و طوع أمها، و مل كسائها و غيظ جارتها، جارية أبى زرع و ما جارية أبى زرع، لا تبث حديثا تبثيثا و لا تنقث ميرتنا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 353

تنقيثا و لا تملا بيتنا تغششا.

قالت خرج أبو زرع و الأوطاب تمخض فلقى امرأة، معها ولدان كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقنى و نكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا و أحذ خطيا و أراح علىّ نعما ثريا، و أعطانى من كل رائحة زوجا و قال كلى أم زرع و ميرى أهلك فلو جمعت كل شئ أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبى زرع.

قالت عائشة: فقال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه

و آله و سلم كنت لك كأبى زرع لأم زرع، و قرأ عليه رحمه اللّه فى غريب الحديث لأبى عبيد أخبركم الحافظ سعد الخير بن محمد المغربى، أنبا أبو محمد السراج أنبا أبو على بن شاذان عن دعلج عن على بن عبد العزيز عن أبى عبيد، ثنا حجاج عن أبى معشر عن هشام بن عروة و غيره، من أهل المدينة عن عروة عن عائشة و كلام النبوة كما فى الرواية الأولى لا يختلفان إلا فى الفاظ يسيرة و الحديث صحيح بالاتفاق.

أخرجه البخارى فى كتاب النكاح عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقى و على بن حجر و مسلم عن على بن حجر و أحمد بن جناب بروايتهم عن عيسى بن يونس و رواه سعيد بن سلمة عن أبى الحسام و سويد ابن عبد العزيز عن هشام و أدخل بين هشام و بين أبيه عروة أخاه عبد اللّه، كما أدخله عيسى بن يونس و آخرون رواه عن هشام عن أبيه من غير ادخال عبد اللّه بينهما، كما ذكرنا فى رواية أبى عبيد منهم أبو معاوية و أبو أويس و عقبة بن خالد و عبد الرحمن بن أبى الزناد و عبد العزيز

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 354

الدراوردى و إدخاله بينهما أصحّ و كما وقع الاختلاف فى الاسناد وقع فى المتن.

فمنهم من وقف بعضه على عائشة، و رفع بعضه كما فى الرواية المسبوقة أولا و منهم من رفع الجميع فعن موسى بن إسماعيل عن سعيد ابن مسلمة بن أبى الحسام عن هشام بن عروة عن أخيه عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كنت لك كأبى زرع لأم زرع ثم

أنشأ يحدث بحديث أم زرع، و صواحبها و حكى أولا قول التى قالت زوجى عيايا و التى قالت زوحى لحم جمل غث و التى قالت زوجى الأشنق و التى قالت زوجى إذا شرب اشنف و التى زوجى لا أبث خبره قال عروة هؤلاء خمس يشكون.

فى غير هذه الرواية اجتمع نسوة ذوامّ و نسوة موادح لأزواجهن بمكة و كان الموادح ستا و الذوام خمسا.

عن الزبير بن بكار بروايات مختلفة قال حدثنى محمد بن الضحاك الخزامى عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و عندى بعض نسائه. فقال يا عائشة أنا لك كأبى زرع لأم زرع قلت يا رسول اللّه! و ما حديث أبى زرع لأم زرع قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إن من قرية من قرى اليمن كان بها بطن من بطون أهل اليمن، و كان منهنّ إحدى عشرة أمرأة و أنهن خرجن إلى مجلس من مجالسهنّ فقال بعضهن لبعض تعالين، فلنذكر بعولتنا بما فيهم، و لا نكذب فقيل للاولى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 355

تكلمى فقالت:

الليل ليل تهامة و الغيث غيث غمامة و لا حرّ و لا قرّ.

قالت الثانية و هى عمرة بنت عمر و فى اسم الرابع فهذه بنت أبى هزومة و زاد فقال اسم أم زرع عاتكة.

و أعلم أنه حكى عن ابن دريد، أسماؤهن مرتبة على رواية عيسى ابن يونس المذكورة أولا و فى ترتيبهن فى الروايتين تفاوت بين التى قالت زوجى لحم جمل غث هى الأول، فى تلك الرواية، و الرابع فى الرواية الأخيرة و التى قالت زوجى

لا أبث خبره هى الثانية فى تلك الرواية، و التاسعة فى الرواية الأخيرة فلا يصح أخذ أسمائهن على ذلك الترتيب، من المذكور فى الرواية الأخيرة، بل ينبغى أن يقال اسم واحدة منهن كذا و واحدة كذا أو ينظر فى الترتيبين، فيطبق أحدهما على الأخرى و يقضى بموجبه.

قولها لحم جمل غث: أى مهزول، يقول غثثت يا جمل تغث و غثثت تغث غثاثة و غثوثة و أغث اللحم أيضا.

الوعر الذى لا يوصل إليه إلا بتعب و مشقة و الانتقاء استخراج النقى من العظم، و هو المخّ و ذكر أن المقصود هاهنا هو الشحم و أنه يجوز أن يكون المعنى أنه يرعب فيه و يختار يقال انتقيت الشئ أى تخيرته و الانتقال بمعنى التناقل كالاقتسام، بمعنى التقاسم و قيل انتقل و نقل واحد أى ليس بسمين، يرغب الناس فيه و يتناقلونه إلى بيوتهم و ينتقى و ينتقل روايتان مشهورتان و قد بجمع بينهما على الشك.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 356

غرض المرأة وصف زوجها بقلة الخير و بعده مع القلة و شبهته، باللحم الغث الذى لا نقى فيه أو الذى لا ينتقله الناس إلى بيوتهم، لزهدهم فيه و مع ذلك هو على رأس جبل صعب لا يوصل إليه إلا بتعب و قولها لا سهل فيرتقى، من صفة الجبل و قولها و لا سمين فينتقى أو ينتقل من صفة اللحم.

ذكر الخطابى أنها أشارت، ببعد خيره إلى سوء خلقه و ترفعه بنفسه فيها و أرادت أنه مع قلة خيره يتكبر على عشيرته و أهله، و بقولها و لا سمين فينتقل إلى أنه ليس فى جانبه طرف و فائدة يحتمل بذلك سوء عشيرته و يروى بدل لحم جمل غث لحم جمل

قحر و هو المسن المهزول.

قال أبو بكر بن الأنبارى و يروى على رأس قوز وعث القوز رمل مرتفع يشبه الرابية، و الجمع أقواز و الوعث الذى لا تثبت القدم فيه لسيلانه و سهولته.

ذكر فى الصحاح أن القوز الكثيب الصغير و يروى مع ذلك ليس بلبد فيتوقل و اللبد المستمسك الذى ليس هو بسائل و لا منهال و التوقل الاسراع لى المشى، يقال توقل الوعل فى الجبل.

قول الأخرى زوجى لا أبث خبره أى لا أظهره و لا اشيعه و العجر جمع عجرة، و هى العقد فى الأعصاب و العروق المجتمع تحت الجلد و البجر: جمع بجرة، و هى انتفاخ يحصل فى البطن و الصرة يقال منه رجل أبجر و أمرأة بجراء و قيل العجر فى الظهر خاصة و البجر فى البطن، و قيل العجر فى الجنب و البطن و البجر فى السرة و غرضها أنى لا أنشر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 357

خبره كيلا يفتضح و اللام يرجع الكناية فى قولها أن لا أذن فيه قولان.

أحدهما أنها ترجع إلى الخبر و المعنى إنى أخاف أن لا أقطع لكثرة عيوبه، وسعة مجال المقال، و قيل معناه لا أترك منه شيئا.

الثانى أنها ترجع إلى الزوج أى هو مع كونه حقيقا بالمفارقة أخاف أن لا أفارقه لما بيننا من العلق و الأسباب، و بالأول قال ابن السكيت، و يشهد له ما روى فى بعض الروايات أنها قالت بعده و لا أبلغ قدره، و أرادت بالعجر و البجر عيوبه الباطنة و أسراره.

يروى أن عليا رضى اللّه عنه لما رأى طلحة رضى اللّه عنه صريعا قال إلى اللّه أشكو عجرى و بجرى يريد همومى و أحزانى.

قول الثالثة: زوجى العشنق العشنق: الطويل

و قيل: الطويل العنق، يريد أن له طولا بلا نفع و منظرا بلا مخبر فان نطقت بما فيه طلقها و إن سكتت تركها معلقة لا كذوات الأزواج و لا كالأيامى، و يروى بعد ذلك على حد سنان مذلق، و المذلق: المحدد أى لقيت معه على حد سنان.

عن إسماعيل بن أبى أويس، و غيره أن العشنق المقدام الشرس و على هذا فما بعده بيان له، و حكى أبو بكر بن الأنبارى عنه أن العشنق:

القصير و نسب فيه إلى التصحيف و ذكر أنه إنما قال: الصقر المقدام الجرئ.

قول الرابعة: زوجى كليل تهامة، إلى آخره تهامة ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز و القر و القرة: البرد و يقال قررت أى أصابنى البرد،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 358

و السامة الملال و ليل تهامة طلق لا تؤذى بحر و لا برد فشبهته به فى خلوه من الأذى و المكروه.

و قولها و لا حر و لا قر قيل معناه و لا ذو حر و لا قر كما يقال فلان عدل أى ذو عدالة و قيل يحتمل أن تريد لا حر فيها و لا قر.

قولها: و لا مخافة و لا سامة أى ليس فيه خلق أخاف بسبه منه، أو ساء منى أو أساء منه و يروى و لا مخافة و لا وخامة، و الوخامة: الثقل يقال: طعام وخيم أى ثقيل، و زاد بعضهم و لا يخاف خلفه و لا أمامه.

قال ابن الأنبارى معناه إن ساكنى تهامة و لا يخافون من خلفهم و لا أمامهم لامتناعهم بالجبال و تحصنهم فيها.

قول الخامسة: زوجى إن دخل فهد أى كان كالفهد قيل و صفته بلين الجانب لأن الفهدلين المس كثير السكون و قيل:

و صفته بالنوم و التغافل و الفهد كذلك، و المعنى انه يتغافل عن أحوال البيت و إن وجد فيها خللا استحق اللوم به أغضى، و أسد و استأسد أشبه الأسد فى الاقدام.

قولها و لا يسأل عما عهد. أى هو كريم لا يسأل عما ترك فى البيت من زاد و طعام و يروى بعده و لا يرفع اليوم لغد، و هو من القوة و الكرم أيضا، و عن إسماعيل بن أبى أويس أنها أرادت بقولها إن دخل فهد أنه يثب وثبة الفهد و سريع الوثب.

قال الشارحون: و على هذا فهذه المرأة ذمت منه شيئا و مدحت شيئا و يجوز أن يقال كنت به عن قوة مجامعته أو سرعة رغبته فيها و فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 359

معاشرتها و يروى ان دخل أسد و إن خرج فهد، على العكس مما سبق قالوا و هذا ذم و على هذا فقد روى و لا يسأل عما عهد أى لا يكلم لسوء خلقه و يجوز أن يحمل إن دخل أسد على شدة طلبه لها و تعلقه بها و ان خرج فهد على غفلته عن غيرها فيخرج عن أن يكون ذما.

قول السادسة: زوجى إن أكل لف أى ضم و خلط صنوف الطعام بعضها ببعض، اكثارا من الأكل يقال: لف الكتيبة بالأخرى إذا خلط و يروى أن أكل رف، قال ابن الأنبارى يقال: رف يرف أى أكل و رف يرف أيضا امتص و الوجه الحمل على المعنى الثانى، و فيه وصف بالشره و الخسة و قيل رف أى أكل كثيرا.

قولها: و إن شرب، اشتف أى استقصى و لم يشئيز و الشفافة:

بقية الشراب، فى الاناء فالاشتفاف شرب تلك البقية تصفه بالشره و

قلة الشفقة عليها.

قولها و ان اضطجع التف أى ينام ناحية ملتفا بثوبه لا يضاجعنى و لا يتحدث معى.

أما قولها: و لا يولج الكف ليعلم البث فالبث أشد الحزن الذى تباثه ثم فيه قولان، قال أبو عبيد أحسبها كان ببعض جسدها دآء أو عيب تكتئب منه فقالت إنه لا يدخل اليد ليتعرض له كرما منه و لم يساعده الأكثرون منهم ابن الأعرابى و ابن قتيبة و أبو سليمان، و قال أول كلامها ذم فكيف تمدحه على الأثر و تصفه بالكرم، و قد عدها عروة ابن الزبير من الذامات.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 360

ثم منهم من قال أرادت أنه لا يضاجعنى و لا يتعرف ما عندى من حب قربه و يوافقه ما روى و إذا اضطجع التف و قيل أرادت لا يدخل يده فى أمورى يعرف ما أكرهه و يصلحه و قيل أرادت أنى إذا كنت عليلة لم يجئنى، و لم يدخل يده تحت ثيابى ليعرف مالى و نصر ابن الأنبارى أبا عبيد، فقال إن النسوة تعاقدن على أن لا يكتمن شيئا من أخبار أزواجهن فلا يبعد أن يكون فيهن من يذم شيئا من زوجها، و يمدح شيئا و إنما عدها عروة من الذامات لابتدائها بالذم.

قول السابعة: زوجى عيايا أو غيايا، الشك فى اللفظتين، منسوب إلى عيسى بن يونس و الذى صححه أبو عبيد، و المعظم العين، و عدوا الغين فى الكلام تصحيفا و العيايا فعالا من العى و هو من الابل و الناس الذى عيى بالضراب ترميه بالعنه و انطباقا المعجم الذى انطبق عليه الكلام أى انغلق و قيل هو الأحمق الذى انطبقت عليه الأمور فلا يهتدى إلى الخروج منها، و قيل هو الذى لا

يأتى النساء و قيل هو الثقيل الصدر عند المباضع.

جوز الزمخشرى أن يكون اللفظ غيايا بالغين من الغياية و هى السحابة و يقال غاينيا عليه بالسيوف أى أظللنا و هو العاجز الذى لا يهتدى لأمر كأنه فى ظلمة، و غياية أبدا، و قيل يجوز أن يكون من الغى و هو الانهماك فى الشر، و أيضا الخيبة، و قد فسر به قوله تعالى: «فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا».

قولها: كل داء له داء، الدآء العيب و المرض و المعنى أن العيوب المتفرقة فى الناس مجتمع فيه و على هذا، فقولها له: داء خبرا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 361

لقولها كل دآء، و فى الفائق أنه يحتمل أن يكون له صفة لدآء و دآء خبر الكل أى كل داء فيه بليغ، متناه كما يقال إن زيد الرجل و يراد وصفه بالكمال.

قولها: شجك، أو فلك الشج: الجرح فى الرأس و الوجه، و الفلّ الكسر قيل: أرادت كسر العظام من الضرب و قيل كسر القلب بأخذ المال و الاثاث، و قيل كثير الحجة بالخصومة، و العذل، منهم من قال أردت بالفل الطرد، و الابعاد و المعنى أنه سيى ء الخلق يضرب امرأته بحيث يشج أو يفل أو يجمعهما معا و السماع فى شجك و فلك و كلالك كسر الكاف، لأن المحاورة كانت بين النسوة فكأنها قالت إن كنت زوحبته أيتها المخاطبة شجك أو فلك.

قول الثامنة: المس مسّ أرنب حملوه على الوصف بحسن الخلق، و لين الجانب، كما أن الأرنب لين عند المس، و يجوز أن تريد لين بشرته و نعومتها، و الزرنب قيل هو نبات طيب الريح و قيل شجر طيب الريح، و قيل الزعفران و قد يقال ذرنب بالذال، و هما لغتان كزبر

و ذبر و أرادت طيب ذكره فى الناس، و ثناؤهم عليه أو طيب عرفه، و يروى بعد الكلمتين أغلبه، و الناس يغلب و فيه وصفه بالقوة و الشجاعة و حسن الخلق مع الأهل.

قول التاسع: زوجى، رفيع العماد، العماد: عود الخباء، كنت بارتفاعه عن شرفه، و ارتفاع بيته و النجاد: حمالة السيف، و هو ما يتقلد به كنت، به، عن امتداد قامته، و حسن منظره.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 362

قولها: عظيم الرماد كناية عن كثرة ضيافته، و قد تشير به إلى طبخه اللحوم و الأطعمة التى يحوج طبخها إلى النيران العظيمة، و ذكر أن أهل البلاغة يسمون مثل هذه الصنعة الارادف، و هو التعبير عن الشئ ببعض لواحقه.

قال أبو سليمان الخطابى: يحتمل أن تريد، أنه لا يطفى ء ناره، لئلا يهتدى بها الضيفان فيعشونه و النادى، و الندى، و المنتدى، مجلس القوم، و مجتمعهم، و قد يجعل النادى اسما للقوم و فسر به بعضهم قوله تعالى «فَلْيَدْعُ نادِيَهُ» و الكريم يقرب بيته من النادى ليظهر و يعرف فيغشى، و قد يقصد الشريف به تسهيل إتيانه على القوم و يروى بعد هذه الكلمات لا يثبع ليلة يضاف، و لا ينام ليلة يخاف، و أرادت بالأول أنه يؤثر الفيضان بطعامة، و بالثانى أنه يستعدّ و يتأهب للعدوّ و يأخذ بالحذر.

قول العاشرة: زوجى مالك و ما مالك ارادت به تعظيمه و التعجب من أمره قولها مالك خير من ذلك أى هو فوق ما يوصف به من الجود و الأخلاق الحسنة و قد تريد إشارة إلى الذين، مدحنهم من قبل، و تقول هو خير منهم و ذكروا لقولها له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح معانى أشهرها و به قال أبو

عبيد و ابن السكيت: أنه يتركها ترك بفنائه ليكون معدة للضيفان فيطعمهم من لحومها و ألبانها و قل ما يسرحها لئلا يتأخر القرى لبعدها، و الثانى و به قال ابن أبى اويس إنه يكثر منها النحر لأضياف بعد ما بركت، فتكون قليلة إذا سرحت، و إن كانت كثيرة عنه البروك.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 363

الثالث ان كثرتها عند البروك لكثرة من تبعها، و انضم إليها طمعا فى رفقها فاذا ظفروا بما يبغون تفرقوا عنها فكانت قليلة إذا سرحت.

الرابع قيل أرادت بكثرة المبارك أنها محبوسة للاضياف. فتقام للحلب مرة بعد أخرى، فيتكرر بروكها بعد الاقامة، و المعزف: العود و المقصود أن إبله قد اعتادت منه، إكرام الضيفان بالنحر لهم و بسقيهم و اتيانهم بالمعارف فاذا سمعت صوت المعزف أيقنت بالنحر.

فى الفائق أنه قد قيل أن أن المزهر الذى يزهر النار، يقل زهر النار و أزهرها اى أو قدها أى اذا سمعن صوت موقد النار و يروى فى اخر كلامها و هو أمام القوم فى المهالك، أى مقدّمهم فى الحرب لشجاعته.

قول ام زرع، زوجى أبو زرع و ما أبو زرع قيل تكنية الزوجين بزرع كان على عادة العرب فى تكنية الأبوين باسم من ولد بينهما كام الدرداء و أبى الدرداء و ام الهيثم و أبو الهيثم فى الصحابة، و قولها:

اناس من حلى أذنى أى حركها بما حلاهما به من القرطة و النوس تحرك الشى المتدلى و إلا ناسة تحريكه.

قولهأ ملا من شحم عضدى أى سمننى بحسن التعهد، و اكتفت بالعضد عن سائر الأعضاء فانهما اذا سمنا سمن سائر البدن و قولها: و بجحنى فبججت إلى نفسى، قال إبن الأنبارى أى عظمنى، فعظمت عند نفسى و قال

ابو عبيد فرحنى ففرحت و عظمت عند نفسى و يروى فبحجت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 364

الى نفسى يقال بحبح بالشى و بحبح به أى فرح.

قولها: و وجدنى فى أهل غنيمة يثق فجعلتى فى أهل صهيل، و أطبط، قيل شق موضع بعينه ثم أبو عبيد فتح الشين، و كسرها غيره و ذكر الهزوى أن الصواب الفتح، و قال ابن أبى اويس: المعنى بشق جبل لقلتهم و قلة غنمهم، و هذا يصح على رواية الفتح أى بشق فى الجبل كالغار و نحوه و على رواية الكسر أى فى طرف منه و ناحية.

قال آخرون: المعنى بجهد و مشقه يحتملونها فى معيشتهم كما فى قوله تعالى «إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ» و المقصود أنى كنت فى قوم قليلى العدد و المال فلم يأنف من فقر قومى و ضعفهم، فنكحنى و نفانى إلى قومه، و هم أهل خيل و ابل و الأطيط ههنا صوت الابل و قد يسمى صوت غير الابل أطيطا.

قوله: و دائس و منق فقد قيل الدائس البيدر، و المنق الغربال، و قيل: الدائس الذى يدوس الطعام بعد الحصاد تريد أنهم أصحاب زرع أيضا، و يروى منق بكسر النون من النقيق، و فسر بالمواشى و الأنعام و قيل: أرادت الدجاج أى هم أصحاب طير.

قولها: فعنده أقول فلا أقبح، اى لا يرد قولى و لا يقال لى قبحك اللّه، و التصبح نوم الصبحة، و هو أن تنام بعد ما تصبع تريد أنها مخدومة مكفية المؤنة لا تحتاج الى البكور و قيل أرادت لا أنبه و لا ازعزع حتى أقضى و طرى من النوم.

قولها: و أشرب، فأتقمح أى أرفع رأسى عن إلاناء للرى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 365

و الاستغناء عن

الشرب من قولهم بعير قامح إذا رفع رأسه من الحوض فلم يشرب، و يروى فأتقنح بالنون أى أقطع الشرب من الرى و قيل أشرب على الرى و ذلك مع عزة الماء عندهم، و قيل هما بمعنى واحد، كما يقال امتقع لونه و انتقع و المعنى أشرب حتى أنى لأرى المشروب فأصرف وجهى عنه لغاية الرى و زيد فى بعض الروايات و آكل فأمنح أى أعطى عن تمام الشبع.

قولها: عكومها رداح العكوم، الأحمال و الأعدال التى فيها الأمتعة، الواحد عكم، و الرداح العظيمة الممتلئة و قيل الثقيلة، قال فى الفائق و تكون صفة للمؤنث كالرحال و الثقال يقال جفنة و كتيبة و امرأة رداح، و لما كانت جماعة ما لا يعقل فى حكم المؤنث جعلت صفة لها قال و لو جاءت الرواية بفتح العين لكان الوجه على أن يكون العكوم الجفنة التى لا تزول عن مكانها لعظمها أو لأن القرى متصل دائم، من قولهم مرّ و لم يعكم، أى لم يقف و لم يتحبس أو التى كثر طعامها و تراكم من قولهم، اعتكم الشئ و ارتكم، أو التى يتعاقب فيها الأطمعة، من قولهم للمرأة المعقاب عكوم، و الرداح حينئذ يكون واقعة فى نصابها و جوز بعضهم أن يقال كنت بالعكوم عن الكفل و الفياح و الافيح الواسع يقال فاح يفيح إذا اتسع، و يروى بدل الفياح، فساح بتخفيف السين و الفساح و الفسيح الواسع أيضا.

قولها: كمسل شطبه المسل، مصدر كالسل و هو مقام مقام المسلول و المعنى كمسلول شطبة و الشطبة: ما ينزع من القضبان الدقاق من جريد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 366

النخل، ينسج منها الحصر، و قد يشق الجريد فيجعل قضبانا دقاقا أى هو

صوب اللحم خفيف الخصر و العرب تمدح بذلك، و يستدل به على الشجاعة و قيل: الشطبة السيف شبهته بسيف سل من غمده، و الجفرة الأنثى من ولد الضان و الذكر جفر.

فى الفائق أن الجفر الماعزة إذا بلغت أربعة أشهر و فصلت و أخذت فى الرعى و الذراع يذكر و يؤنث و الرواية تشبعه بالتاء و يروى و ترويه فيقة اليعرة و يميس فى حلق النثرة و الفيقة ما يجتمع من اللبن بين الحلبتين و هى الفواق أيضا، و اليعرة: العناق و قيل الجدى تصفه بالاقلال من الطعام و الشراب و هو محمود عندهم، و يميس يتبختر، و النثرة الدرع القصيرة.

قولها: مل ء كسائها أى تملاءه بكثرة اللحم، و هى مستحبة فى النساء و يروى صغر ردائها، و مل ء إزارها، و فيه وصف بالضمور و عظم الكفل، لأن طرف الردآء يقع على معقد الازار.

قولها: و غيظ جارتها، الجارة، الضرة أى يغيظ الضرة، ما يرى من عفتها و جمالها و يروى بدله و عبر جارتها، و فسره ابن الأنبارى بوجهين أحدهما أنها ترى منها ما يعتبر عينها و يبكيها من الغيظ و الحسد، و الآخر انها ترى من عفتها ما يعتبر به الاول من العبرة و الثانى من العبرة و يروى و عقر جارتها بفتح العين و القاف و هو الدهش يقال منه عقر فادن و يروى و عقر جارتها، و هو الجرح، و منه قولهم: كلب عقور أى تجرح قلبها، و يروى و عقر جارتها، أى يعطل الزوج الجارة لرغبته فى هذه الممدوحة فلا تحبل فتصير كأنها عاقر، و يروى و غير جارتها و الغير

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 367

و الغار الغيرة و يروى قبل قولها

طوع أبيها و طوع أمها و فىّ الالّ كريم الخل برود الظل، و الال العهد أى هو وافية بعدها، و برد الظل مثل، لطيب العشره.

قولها: كريم الخلّ قيل معناه انها تكرم على من يعاشرها، فخليلها يعاشر بعشرته إياها كريما و قيل المعنى أنها لا تتخذ أخدان السوء، و إنما قال: وفىّ و كريم فى صفة المونث على تأويل أنها انسان أو شخص و فى الاءلّ.

قولها: لا تبثث حديثنا تبثيثا، و يروى بالباء و النون و هما متقاربان يقال: بث الخبر أى نشره و أشاعه، و نث الحديث ينثه نثا أفشاه و يقال نث اغتاب و اطلع على الشر، و هما متقاربان و المقصود أنها لا تخرج سرا و لا تظهره، و لقرب اللفظتين فى المعنى روى بعضهم الفعل بالباء و المصدر بالنون و مخالفة المصدر الفعل كما فى قوله تعالى: «وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا» و نظايره.

قولها: و لا ينتقل ميرتنا تنقيتا، الميرة: الطعام و الميرة أيضا ما يمتاره البدوى، من الحاضرة و التنقيت: الاسراع فى السير، و المعنى أنها لا تنقل طعامنا و لا تذهب و لا تفرقه مسرعة تصفها بالأمانة، و يروى و لا ينقث، و هو بمعناه و يروى و لا تنفث، و حينئذ يكون المصدر و الفعل متفقين، و رواه بعضهم لا تبث بالباء، و بعضهم لا تنفث بالفاء و لا صحة لهما.

قولها: و لا تملاء بيتنا تغششا روى بالغين المعجمة من الغش أى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 368

لا تغشنا و قيل أرادت النميمة، و رواه الأكثرون بالعين، ثم قيل هو مأخود من عش الطائر و ذكر على هذا ثلاثة أوجه، أحدها أنها تهتمّ بشان البيت و تطهيره، فلا تدع الكناسات

هاهنا و هاهنا كعشيشة الطيور، و الثانى أنها لا تدع متغيرا مستقذرا كعش الطائر و الثالث أنها لا تخون فى الطعام فتخبأه هنا و هنا كما يعشّ الطير فى مواضع شتى.

قال أبو سليمان الخطابى: و هو من قولهم عش الخبز إذا تكرج و فسد يريد أنها تحسن مراعاة الطعام، و تعهده و تطعم منه الشئ بعد الشئ، طريا و لا يغفل عنه فيفسد، و جوز أبو القاسم الزمخشرى أن يكون ذلك من قولهم شجرة عشة أى قليلة السعف و عش المعروف يعشه، إذا أقله و عطية معشوشة قليلة أى لا تملاء البيت اختزالا و تقليلا، لما فيه، و يروى فى صفة الجارية لا تنجث عن أخبارنا تنجيثا و لا تغث طعامنا تغثيثا و التنجيث الاستخراج و الاشاعة و الاغثاث و التغثيث إفساد الطعام و الكلام و غيرهما.

فى بعض الروايات طهاة أبى زرع و ما طهاة أبى زرع، لا تفترّ و لا تعدى تقدح قدرا و تنصب أخرى، يلحق الآخرة الأولى، و الطهاة:

الطباخون و أرادت أنهم لا يفترون عن الطبخ و لا يصرفون عنه و القدح الغرف و يقال للمغرفة مقدحة، و القدور يلحق بعضها بعضا، فلا ينقطع الطعام عن الضيفان و يروى ضيف أبى زرع و ما ضيف أبى زرع فى شبع ورىّ و رنع أى لهو و تنعم و أيضا مال أبى زرع و ما مال أبى زرع، على الجمم محبوس و على العفاة معكوس.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 369

الجمم جمع جمة، و هم القوم الذين يسألون فى الدية، و يقال الجمة:

الدية و أجم أعطى الدية و العفاة السائلون، و المعكوس المعطوف يريد أن ماله وقف على تسكين الفتن و دفع حاجات الناس.

قولها:

و الأوطاب تمخض، الأوطاب جمع وطب، و هو سقاء اللبن خاصة و الأفعال فى جمع فعل قليل و الأغلب الفعال و قد ورد فى بعض الروايات و الرطاب تمخض على وفق الغالب و تمخض تحرك لاستخراج الزبد، قيل اشارته بذلك إلى كثرة اللبن عندهم.

قولها: كالفهدين شبهتهما بالفهدين فى كونهما فارهين ممتلئين حسنى الصورة.

قولها: يلعبان من تحت خصرها برمانتين قال ابن أبى أويس أرادت بالرمانتين ثدييها، و قال أبو عبيد و غيره و صفتها بعظم الكفل، تريد أنها إذا استلقت نبابها الكفل عن الأرض حتى يصير تحتها، فجوة تجرى فيها الرمان، و السرى السيد الشريف، و يجمع على سريين و أسريا و سراة، و الفرس السرى الذى يسرى فى عدوه أى يلج و يتمادى، و يقال هو الفائق المختار من قولهم: لخيار المال، سرانه و شرانة و استرى و اشترى:

اختار و الخطى: الرمح المنسوب إلى الخط و هو موضع على ساحل البحر تنتقل إليه الرماح الهندية ثم ينقل منها و قيل هو ساحل البحر.

قولها: و أراح علىّ أى ردها من المرعى نعما ثريا، الثرى الكثير يقال أثرت اللارض إذا كثر ترابها، و أثرى بنو فلان كثرت أموالهم و الثروة: المال الواسع و الثراء كثرة المال يقال رجل ثروان و امرأة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 370

ثروى، و تصغيرها ثريا و ذكر ثريا حملا على اللفظ.

قولها: من كل رايحة زوجا أى ماشية تروح و يروى من كل سائمة و هى الماشية الراعية، يقال سامت هى أى رعت و أسمتها أنا و يروى من كل آبدة و هى المتوحشة، و الجمع الأوابد.

قولها: زوجا قيل الزوج يقع على الاثنين كما يقع على الفرد ثم يقال زوجان و قد روى

من كل ساثمة زوجين: و قيل: الزوج الفرد، إذا كان معه آخر، و ذكر بعضهم أنه يجوز أن يريد أنه أعطاها من كل رائحة صنفا و قد يعبر عن الصنف بالزوج، و قد قيل ذلك فى قوله تعالى: «وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً» ثلاثة.

قوله: و ميرى أهلك أى خذى الطعام، و اذهبى به إليهم تريد أنه وسع عليها و على أهلها.

قولها: أصغر آنية أبى زرع يروى أصفر بالفآء من الصفر، و هو الخالى يريد أن الذى نكحته، و إن كان بالصفات المذكورة فان قدره لا يبلغ قدر أبى زرع، و فى بعض الروايات فاستبدلت بعده أى بعد أبى زرع و كل بدل أعور، و هذا مثل معروف أى البدل قاضر، من الأصل غالبا نسبته إليه كنسبة لأعور إلى ذى العينين.

قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم لعائشة: كنت لك كأبى زرع لأم زرع زيد فى بعض الروايات، إلا أن أبا زرع طلق، و أنا لا أطلق و فى بعضها، كنت لك كأبى زرع لأم زرع فى الألفة، و الرفاء لا فى الفرقة و الخلاء، قال ابن الأنبارى: و الرفا، الاجتماع من قولهم رفأت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 371

الثوب أرفاه و يقرب منه: قول من يقول الرفا: الموافقة و المواصلة و الخلاء فى الابل كالحيوان فى الخيل و البغال.

يروى عن عائشة رضى اللّه عنها أنها قالت: قلت يا رسول اللّه! بل أنت لى خير من أبى زرع لأم زرع، و هذا هو اللائق لحسن أدبها، و أعلم أن الحديث أم زرع قد تكلم فى تفسيره و معانيه جماعة من المتقدمين، و المتأخرين من علماء الحديث و أصحاب اللغة و فيما أوردناه ما يحوى معظمه.

قال الامام أبو

سليمان الخطابى، و فيه العلم و حسن العشرة مع الأهل و استحباب محادثتهن بما لا إثم فيه و فيه ان بعضهن قد ذكرن عيوب أزواجهن، و لم يكن ذلك غيبة لأنهم لم يعرفوا بأعيانهم و أسمائهم و زاد تاج الاسلام أبو بكر السمعانى، فقال فيه دلالة على جواز ذكر أمور الجاهلية و اقتصاص أحوالهم، و على فضل عائشة رضى اللّه عنها و محبته لها بملاطفته إياها، و على ان السمر بما يحلّ جائز ، و لمعنى حسن العشرة مع الأهل و نحوه أورد البخارى الحديث فى كتاب النكاح و لا شعاره بفضل عائشة أورده مسلم فى الفضائل، و لمعنى السمر أورده أبو عيسى الترمذى فى أخلاق النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فى باب ترجمة بكلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى السمر و ليس فى اللفظ ما يدل على ان ذلك كان فى السمر لكن القصة تشبه الأسمار و ربما ورد نقل، و كان والدى رحمه اللّه يرغبنى فى حفظ هذا الحديث فى صغرى لكثرة فوائده، و حسن الفاظه- و اختم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 372

الان الحديث و شرحه بقولى:

نفسى من جانب طاعاتهاحلت بواد غير ذى زرع

لكن ربى واسع فضله ان اعتنى بى لم يضق ذرع

و صرت ارتاح باحسانه كام زرع بأبى زرع

أحسن اللّه بنا و حقق المى بجوده وسعة رحمته.

فصل فى ذكر طائفة من الذين تفقهوا عليه أو سمعوا منه الحديث أو جمعوا بينهما.

فممن درس عليه و سمع منه بقزوين بنوه الثلاثة جامع الكتاب عبد الكريم و محمد و عبد الرحمن و خالاهم محمد و عمر، أنبا سعد بن أحمد الزاكانى و القضاة عمر و على و محمد و سعد و عبد العظيم، بنو عبد الحميد ابن عبد العزيز بن

إسماعيل الماكى، و محمد بن أسعد بن محمد العاقلى و محمد بن شيرزيل بن الحسن السراجى، و الفضل بن عبد الرحمن ابن الفضل أبو خليفة الماكى و عبد الأول بن أبى بكر بن أحمد أبو القاسم الخوارى، المعروف بچهار ماهه .

صالح بن عمر بن نوح بن الحسن المعلمى أبو عبد اللّه الأديب، و محمد بن أبى صابر بن عبد الجليل و أبوه أبو صابر أحمد بن على بن أحمد الحاجى أبو بكر و أبو اليمين بن خوامذ محمود و أحمد بن عبد العزيز بن محمد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 373

الشحاذى و محمد بن أبى الفوارس بن المختار القرائى و أبو جعفر و عمر و عبد اللّه أبو القاسم و أبو حامد ابنا عبد العزيز بن الخليل الخليلى.

عبد الرحيم بن إبراهيم بن يوسف الهشتجردى و أبو بكر بن عبدويه ابن عبد الكافى البلاذرى، و إبراهيم و الفضل أبو إسحاق و أبو محمد، ابنا محمد بن إبراهيم بن الخليلى، و إقبال بن عبد اللّه الحبشى، عتيق الخليلية، و أحمد بن محمد بن عبد الكريم الكرجى، أبو الفضل و ابناه إبراهيم و محمد و محمد بن خداداد بن عبد البر الكويمى، و محمد بن محمد بن القاسم الممالحى أبو حامد و محمد بن أبى يعلى بن إسماعيل أبو إسماعيل السراجى، و سعد بن الحسن بن أبى العلاء أبو المكارم الكرمانى، و ابنه أسعد و أبو غانم ابن أبى ذر، البيع و يوسف بن أحمد بن إبراهيم أبو يعقوب الحافظ البغدادى.

محمد بن على بن المطهر الجرباذقانى أبو منصور و محمد بن عبد العزيز ابن عبد الملك الرافعى، و فضيل بن مسعود بن المختار القرائى، أبو سعيد و عثمان

بن على بن إبراهيم البوزيانى أبو عمرو، و عمر بن محمود بن خليفة المتكلم، أبو حفص، و محمد بن إبراهيم بن بندار البصير، و عمر بن أبى بكر ابن الفرج المقرئ، و محمد بن أحمد بن أميرى بن محمد أبو سعد الرامشينى، و حامد بن أبى العميد بن أميرى الزراد و حمزة بن محمد بن حمزة الداودى و محمد بن المويد بن الحسين بن محمد و العباس و محمد ابنا عبد الواحد بن إلياس و على بن الحسن بن على الكثيرى أبو الحسن.

موسى بن عيسى بن موسى المشكانى، و محمد بن عبد الواحد بن أبى الفتوح بن عمران و عبد الرشيد و عبد الحميد و عبد العظيم بنو عبد القديم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 374

ابن أبى الفتوح بن عمران و محمد بن عبد العزيز بن عبد البرّ الزاذانى و حيدر، و أحمد، و نصر و حمد و ظفر و عبد الرزاق بنو أبى بكر بن حيدر و عبد اللّه بن أبى الفتوح بن عمران و ابنه محمد أبو الفتوح و محمود بن محمد ابن نصر الخلفانى، أبو المكارم و القاضى الحسين بن أحمد بن الحسين بن بهرام و الحسين محمد بن الهمدانى، أبو عبد اللّه و محمد بن القاسم الطبرى، أبو بكر و محمد و محمود ابنا منصور الطبرى و يوسف بن على بن أثال الشيبانى البسطامى و محمد بن المامون بن الرشيد المطوعى.

العراقى و عبيد اللّه ابنا محمد بن العراقى الطاوسى و أبو بكر بن ناصر الصوفى و إبراهيم بن محمد مدوار الشامهانى و عبد الكافى بن أبى على بن محمد و محمد بن محمود بن أبى زرعة السوادى و حيدر بن عبد

الواحد بن حيدر الشابورى و عبد المجيد بن سعد اللّه بن عبد المجيد بن ناصر الأبهرى و محمد ابن أحمد بن إسماعيل أبو إسماعيل الطالقانى و عبد الواسع بن عبد الكافى ابن عبد الواسع الخليلى و أبو بكر بن عمر بن يعلى، و أبو بكر بن محمود ابن محمد بن الرافعى، و محمد بن أحمد بن عبد الواسع البابائى.

أحمد بن محمد بن روشنائى الفقيه، و محمود بن عبد السلام بن أبى العباس الخزنينى، و محمد بن أبى الوفاء المثيلى، و إبراهيم بن أبى المعتمر ابن الحسن أبو العز العصارى، و أحمد بن موسى بن بادويه، الخطيب و محمود بن محمد الاشترينى و عبد الرحمن بن أبى الفوارس أبو الحارث الزاكانى، و على بن عبد الواحد الفقيه الفارسى، و الخليل بن إبراهيم التومكى و يحيى بن أبى منصور و الرشيد الاسماعيلى و برغش بن عبد اللّه عتيق

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 375

الطاوسية و محمد بن الحسن بن محمد الغزنوى، ثم الزنجانى و عطاء اللّه بن عبد الرشيد بن أبى عنان الطاؤسى أبو النجيب و أخوه أبو عنان سعد.

أحمد بن الحسين بن أحمد الأصبهانى، و الحسن بن شيرويه البيع و عزيزى بن الوفاء و عبد الرشيد بن شيرزاد المؤدب، و القاضى محمد بن عمر بن عبد الحميد الماكى، و أبو بكر بن أحمد بن عثمان الأجينى و أبو عبد اللّه نصر بن على بن أبى القاسم الخيارجى، و محمد بن الحسن بن عبد الكريم الرافعى، و أبو الفرح أحمد بن أبى القاسم الحسن المقرئ الزنجان و أبو زرعة الحسن بن عبد الكريم المقرئ و محمد بن أبى بكر اللوزى و أبو حنيفة محمد ابن أبى الفرح

بن أحمد الديلمى، و أبو العشائر بن محمد بن ناصر الديوانى و أبو الوزير بن بابا بن بشار الحامدى و الشبلى بن مسعود بن محمد، و عبد الصمد بن أبى الفوارس بن المظفر الجبلى، و أبو بكر بن محمد بن عبد اللّه الخوارى الصوفى و إبراهيم بن أبى سعد المعلمى و مسعود بن شاه خسرو بن خليفة الجيلى الننكى ، سمع منه بنيسابور سنة ست و أربعين و خمسمائة، ثم بقزوين.

و ممن سمع منه بأبهر، بشار بن عثمان بن بشار و أحمد بن عبد الرحيم العبشمى أبو جعفر، و عربشاه بن المشرف بن مالك الأسدى و على بن أبى نعيم الرازى و أبو المعالى بن محمد بن الفضل الرافعى و محمد بن هبة اللّه ابن أبى محمد الأحمد كالى.

ممن سمع منه بزنجان محمد بن القاسم بن أبى الفرح بن أبى نصر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 376

الزنجانى، و أبوه و أبو المظفر سعد بن محمد بن أبى الفوارس المعروف بكندمه و أسفنديار بن حاجى الفهاد و أبو المجد بن الماجد بن المهتدى العبشمى الأبهرى.

ممن سمع منه بتبريز عثمان الغزالى، و عمر بن أبى المعالى أبو المكارم البرطلى و عثمان بن سليمان بن الوفاء أبو عمر البروجردى، و أبو الكرم ابن أبى المعمر بن عثمان و إبراهيم بن أبى الحسن بن أبى طاهر و عمر و أحمد أبنا أبى البدر التبريزى و عمر بن محمد بن عمر أبو الفضائل المستوفى و محبوب بن الوحيد الشروانى و محمد عمر بن بن اقبورى و محمد بن على بن أبى القاسم الحصرى و أسعد بن مسعود بن الحسن الخوارزمى.

عبد المحسن بن شفا بن أبى المعالى، أبو المحاسن التراسى المراغى،

و على بن أبى بكر بن أبى محمد بن المظفر، و أبو الفضل بن أبى الخير بن عدنان و أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهانى، و موسى بن إبراهيم بن موسى و مولاه مبشر و يونس بن سفاء بن علكان الفقيه و عمر بن محمد المجندى و داؤد بن أبى المعالى، و جلدك مولى الامام أبى منصور المعروف بحفذة و أبو الكرم بن الفرح بن محمود.

ممن سمع منه بخلاط أبو بكر بن عبد اللّه الأسدآباذى و على بن زيد المراغى و أبو طاهر أحمد بن محمد النسائى، و محمد بن زكريا الكازرونى و أبو المكارم عبد الصمد بن أحمد الزنجانى و الحسن بن إسماعيل بن على الخوئى و عبد الرحيم بن الحسين بن المؤمل الخلاطى و يونس بن محمود الخوئى، و إبراهيم بن الخليل الوانى و الحسن بن علكويه و محمد بن المظفر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 377

ابن عبد الواحد بن رشيق أبو الفتح و رجب بن نصر و مسعود بن محمد بن سعد أبو جعفر المستوفى و عبد العزيز بن أحمد البغدادى أبو محمد و محمد بن أبى على بن حيدر.

سمع منه بدهخوارقان، يعقوب بن تركانشاه و عبد المجيد بن محمد الخطيبى و أبو بكر بن محمود الحكيمى، و محمد بن ساوى البانى، و أبو القاسم ابن يوسف بن صالح المراغى.

فصل فى مصنفاته

له فى التفسير كتاب التحصيل فى تفسير التنزيل، و هو كتاب كبير يشتمل على ثلاثين مجلدة فى نسخة الأصل أورد فيها الأقوال التى يتضمنها التفاسير المشهورة، و وجوه القراآت و عللها، و ما يتعلق بالنظم و المعنى و شحنها بالأحاديث و حكايات المشائخ، على الطرز الذى اعتيد عقد الحلقة له بقزوين فى

مواضع من المسجد الجامع.

فى الحديث الحاوى الأصول من أخبار الرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ضمنه معظم الأحاديث التى يشتمل عليها ثمانية من الأصول موطأ مالك، و مسند الشافعى، و الصحيحان و جامع أبى عيسى الترمذى و سنن أبى داؤد و سنن أبى عبد الرحمن النسائى و سنن أبى عبد اللّه ابن ماجه رحمة اللّه عليهم.

له كتاب تحفة الغزاة و نزهة الهداة و كتاب فضائل الشهور الثلاثة، و جمع الأخبار الواردة فى تلقين المختصر، و الميت و زيارة القبور،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 378

و يليق بها، و أملى مجالس فى المسجد الجامع و فى مدرسة الخليلية، و جمع فهرست مسموعاته و أورد فيه من كل كتاب، من الكتب المشهورة حديثا و مشيخته، و أورد عن كل شيخ ثلاثة أحاديث و حكاية و شعرا.

له أربعينيات منها كتاب الأربعين فى متن كل حديث منه ذكر الأربعين و له تعليقات فى الأصول، و مختصر فى الخلاف، كتبه بنيسابور و كان بالأخرة قد أخذ فى جمع مذهبى و لم يتيسر الاطرف من أول العبادات، و شرع فى جمع تاريخ الأنبياء و الملوك بالفارسية، و لم يتم، له ملتقطات و منتخبات، فى كل فن فيها ما يدل على جودة الرأى و حسن الاختيار.

فصل فى صلابته فى الدين و ديانته

كان رحمه اللّه إذا سمع بثلمة فى الدين أو وهن فى المسلمين أو بلغه سوء اعتقاد، عمن يخاف منه فتنة، أو أغارت الملاحدة على بعض النواحى أو استشهد مسلم اشتدّ حزنه، و لم يتهنأ بالطعام و الشراب أياما، إذا توجه طائفة من الغزاة إلى الروذبار أو غيرها من ديار الملاحدة أقبل على الدعاء و الصدقة بما تيسر سرا و جهرا، و لم يزل

مفكرا مضطربا إلى أن يرجعوا أو يبلغ خبرهم.

حين بنت الملاحدة القلع المعروفة بأرسلان كشاد و احتيج إلى استنهاض العساكر لاستخلاصها كان له سعى جميل فى ترغيب الملوك فيه، و تخشين القول و تلبينه لهم، بحسب الحاجة إلى أن يسر اللّه فتحها،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 379

إلى أن يسر اللّه تعالى فتحها، و أتذكر أنه كان يحكى له أحوال سنية عن بعض المتساهلين المنتسبين إلى فن الأوائل و هو المقلب بالشمس القاشانى، فيعظم اكتئيابه لذلك، خوفا من أن يفتتن به أحدا و بسوء اعتقاده.

استنابه أسعد بن محمد الخليلى فى القضاء حين وليه، فقام به يومين أو ثلاثة بم استعفى منه، و تركه و لم يظهر له سببا، ثم ذكر بعد مدة أنه خرج إلى صلاة الصبح مغلسا فى يوم من تلك الأيام، فاذا هو برجل على باب الدار ينتظره فسلم عليه، و عرض عليه شيئا مشدودا، و قال أنا أحد المتداعيين أمس فى واقعة كذا فان رأيت أعنتنى فهاله ذلك و قال:

إن السلامة من سلمى و جارتهماأن لا تمر على حال بواديها

كان يخرج من المسجد الجامع ذات يوم مستعجلا لمهمة سانح، فنادى المؤذن بالاقامه فوقف فى الموضع الذى انتهى إليه و لم يخرج حتى صلى، و ذكر الحديث المعروف من سمع النداء و خرج من المسجد، فقد عصى أبا القاسم صلى اللّه عليه و آله و سلم، و كانت عنده شهادة فى حادثة فالتمس منه بعض أرباب الجاه تاخير أدائها أو زيادة فيها و توعده لو لم يجبه إليه فلم يبال لمقامه و مقاله و أداها على ما يجب فصرف اللّه تعالى المكروه و لم يمض إلا أياما قلائل حتى جاء الرجل تائبا معتذرا

و فى المشهور المأثور أن من ارضى اللّه تعالى لسخط الناس رضى اللّه عنه و أرضى عنه الناس.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 380

فصل فى بره باقاربه و أولاده و جيرانه و سائر الناس

ما ورثه من أبويه من العقار و المنقول، و لم يكن بالنافه آثر به أخواته و صرفه إلى أجهزتهنّ، حين عزم على السفر، و خرج مجردا و كان لا يترك تعهد الماضين، من ذوى رحمه بالدعاء و الزيارة و الصدقة و إذا مرّ بقبورهم فى شغل عرّج، و دعاء و قال إذا مررت بباب الصديق، و لم تقرعه فقد جفوته، و كان بعض بنى أعمامه فى ذى الصالحين ثم ابتلى بفترة و تهتك، و شرب الخمر، فوجم لذلك، و لم يزل يراجعه لطفا و عنفا و يعمل كل تدبير فى استصلاحه، و أحضره داره، و هو سكران مرتين إشفاقا عليه، من أن يعربد و تجهيلا له فأثر فيه ذلك، و تاب.

كان رحمه اللّه وافر الشفقة على أولاده معتنيا بشأنهم، مبالغا فى ضبطهم، و تأديبهم و من عظيم إحسانه بى إحتياطه فى أمر تربيتى، طعاما و أداما و كسوة، فسمعته رحمه اللّه غير مرة يقول: لم أطعمك و لم ألبسك إلا من وجه طيب، إلى أن تمّ لك سبع سنين، ثم كثر الأولاد، و المؤن، و لا آمن تداخل الشبهات، و ربما بكى عند ذلك، و قال نجا المخفون، كنت أخدمه فى مرض وفاته اشالة و أسناد او إضجاعا، و أرفق به بقدر الطاقة، فوقع ذلك منه الموقع، و دعالى بالسعادة مرارا، و هو من ذخائرى، و كان يبر إلى الجيران و يلاطفهم و ربما استحضرهم و استمع

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 381

كلام الملهوفين منهم، و كان فى أوقات المجاعة، يضع

رغيفين أو أكثر فى كمه عند الخروج من الدار يناول منه الضعفاء و الصبيان، و بلغ من كلفه بأقاربه أنه أقام نفسه مقامهم، فى حوادث ضاق الأمر عليهم، فيها و جادل عنهم حتى دفع من كان يبغى عليهم بعون اللّه تعالى.

فصل فى تبجيله لشيوخه و أساتذته

كان رحمه اللّه يوقرهم و يبالغ فى تبجيلهم أما حياتهم و حضورهم فقد سمعته، يقول: كنت أصدر فى الأكل و الشرب و الدخول و الخروج و المهمات المتكررة عن أمر الامام ملكداد بن على، و إشارته، فضلا عما له وقع، و خطر و سمعته، يقول: كنت لا أملا العين من النظر إلى الامام محمد بن يحيى، لعظم وقعه فى قلبى، و كان يشاور الكبار منهم فيما يعزم عليه سمعته، يقول: عزمت على الخروج من نيسابور، فدخلت على الامام العارف محمد بن أبى على القاينى رحمه اللّه لأشاوره و اودعه، و كنت قد هيات أسباب الرحيل، فقال: إنك لا تخرج الآن، من نيسابور، فاهتممت و خرجت من عنده متفكرا فرمدت عينى تلك الليلة و فترت العزيمة، و بقيت هناك سنة أخرى.

و أما بعد وفاتهم فكان إذا حكى عنهم لم يخل بالتوفير، و الثنا، و إذا روى عنهم لفظا أو كتابة، لم يخل ذكرهم عن صالح الدعاء و من كانت استفادته منه أكثر كان تعظيمه له أوفر، و كان يخصص الامام ملكداد بن على بمزايا لحسن تربيته إياه، و الامام محمد بن يحيى لعلو

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 382

مرتبته و لما رجع من السفر كان قد بقى جماعة ممن درس عليهم، و كان يحافظ على شرط الأدب و الاحترام و لا يسير بسيرة المغرورين بأنفسهم إذا أنسوا منها رشدا و ظهر لهم فهم، و تمكنوا

من تصرف.

فصل فى غيرته و أمره بالمعروف

كان رحمه اللّه شديد الانكار على منكرات الشرع يدفعها بيده، و لسانه، بحسب وسعه، و إمكانه، و إذا لم يستطع الدفع تاثر به اغتياظا و ربما ارتعد، و أخذته الحمى، و فيما روى عن عطاء الخراسانى عن ابن عباس أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال يأتى على الناس زمان يذوب قلب المؤمن، كما يذوب الملح فى الماء قيل يا رسول اللّه! مم ذاك قال مما يرى من المنكر لا يستطيع تغييره.

كان لصدقه بها به أهل الفسق و يهربون منه و إذا أحسّ الصبيان فى المحلة لقربه منهم فى مروره تفرقوا و تركوا اللعبة و إذا دخل الحمام احتاط الحاضرون فى ستر العورات و أسبلوا الأزار، و كانت فيه حدة منشاها الغيرة و استواء الظاهر و الباطن و البعد من الغوائل و التليسات، و هذه صفات تحمل على الأفصاح بحقيقة الحال و قد لا يحتمل فينسب صاحبها إلى الحدة.

استدعى منه بعض المتوجهين فى البلدان يعامله نسية من وجوه عمال السور حين كان يتولاها، عن الوزير قاضى المراغة رحمه اللّه، فقال أنا وكيل و الوكيل لا يعامل بالنسئية فراجعة مرارا، فلم يزد على هذا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 383

الجواب، فتأذى الطالب و وشى به إلى صاحب المال بما سيسأل عنه.

فصل فى ثنآء المعتبرين عليه

كان اساتذته من أول نشئه و ابتداء تحصيله يكرمونه و يثنون عليه لرشده و سداده، و استقامة سيرته و لزومه الطريقة المثلى، و حين عزم على الخروج من نيسابور كتب له الامام محمد بن يحيى بن رحمه اللّه بخطه المتين فصلا فى جزء اؤديه على وجهه نقلا عن خطه كتب على ظهر الجزء تذكرة لصاحبه من محمد بن يحيى أصلحه اللّه و

فى باطنه.

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه شكرا على نواله، و نشرا لانعامه و إفضاله و الصلاة على خير خلقه محمد و آله، و بعد فان الشيخ الامام الأجل الزاهد الولد جمال الدين فخر الاسلام أبا الفضل محمد بن عبد الكريم ابن الفضل الرافعى القزوينى أطال اللّه بقاه و أدامها إلى مراقى العز، ارتقاءه شاب نشأ فى عبادة اللّه نقى الجيب، أمين الغيب زكى النفس عن الشين، و العيب، يرجع إلى عقل رزين، و دين متين، و رأى فى المكرمات مبين و طال ما أخبر جانبى سره و جهره، و أسبر طرفى خيره و شره، فلم أعثر منه إلا على الورع و العفاف، و القناعة بأقل من الكفاف، و التوقى من المطامع الدنية، و المطاعم الوبية و الترقى من حضيض السفلة، إلى يفاع الرتب العلبة.

كيف و قد طالت مدة مقامه بين يدى و امتدت نوبة اختلافه، إلى و لم يزل كان متشوفا إلى درك الحقائق متعرفا للجليات منها و الدقائق،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 384

حتى أطلع على غوائل المسائل، و اغوارها و عثر من المعضلات على أسرارها فها هو الآن ملئ بعلم الأصول، و فروع الاحكام، غير مقتنع منها بالشروع دون الاتمام، لعمرى و قد بلغ الغاية القصوى فى الاتقان و الاحكام، يستقل بالاقادة و التدريس و قواعد النظر بالتمهيد و التأسيس لا تزوج عليه شبه التلبيس، و التدليس.

متى سئل أجاب و إذا أفتى أصاب و يتوب اللّه على من تاب، و بحق أقول لو ساعدنى الاقدار و القت إلىّ زمام الاختيار لم أسمح بان يفارق هذه الديار غير أن الجدّ و الجد قلّ ما يجتمعان، و الحرص و الحرمان لا يفترقان:

ما كلّ ما

يتمنى المرء يدركه تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن

فكثيرا من بحثت و فتشت و جناح الذل افترشت، فلم أعثر منه على مزعج غير داعية الارتحال إلى ما بين العمومة و الأخوال و رأيته، ينشد بلسان الحال:

بلاد بها نيطت علىّ تمائى و أول أرض مس جلدى ترابها

و لو لا نزوع النفس إلى مسقط الرأس، و دآئرة الميلاد، لم ينزل «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ» و قد صدق ابن الرومى حيث قال:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 385 و حبب أوطان الرجال إليهم مأرب قضاها الفؤاد هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبى فيها فحنوا لذالكا

و أخرى تحبونها فانى أحببت أن أتحف بلدة طيبة طاهرة و تربة سنية سنية، ظاهره مثل هذا العالم الدين ذى السمت و الهدى البين، لقصير رباع الفضل به معمورة، و أعلام السنة و الجماعة منشورة مشهورة، و رسوم أهل الزيغ و البدعة مغلوبة مقهورة، فان العالم الورع الذى يصدق قوله فعله، و يحقق علمه عمله، لحرى بأن يقتدى بآثاره و يقتبس من أنواره.

فمن علم و عمل و علم يدعى عظيما فى ملكوت السماوات و إنى لأرجو من اللّه سبحانه أن يجيب له دعائى و لا يخيب فيه رجائى، فانه سميع مجيب و ممن دعاه قريب و إذا تأملت الفضل لم يحف عليك ما فيه من جميل الذكر و جزيل الثناء و ما يفيد أنه من كامل السنا و السنا، و عرفت ما كان عند ذلك الامام من قدر المثنى عليه و مرتبة لديه رحمهما اللّه.

أثبت الامام عمر بن أحمد الصفار، بخطه بعض ما سمع منه والدى حجة له، و فيما أثبت يقول العبد المفتقر إلى رحمة اللّه تعالى ابن الصفار عمر

بن أحمد بن منصور من الاتفاق الحسن، المستفاد فى كرور الزمن الالتقا بالولد العزيز الشيخ الامام الاجل جمال الدين، شرف الاسلام

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 386

فخر الأئمة أبى الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعى القزوينى، أدام للّه حراسته، و أقام عليه رعايته، و تيسر اختلافه إلىّ فى اقتباس المعارف الدينية، و تحصيل السماع فى العلوم النقلية، و من جملتها كتاب كذا و حصل السماع بقرائته على إتقان و إحكام، إذ هو من أفراد الأئمة و الأعلام بارك اللّه له فى علومه و رده سالما إلى مولده على أيسر رسومه و دعا له فى موضع آخر بما هو مأخوذ من نسبته.

فكتب الامام الأجلّ جمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعى رفع اللّه قدره، و مهد أمره اتفقت له نهضة إلى تبريز، بعد رجوعه من نيسابور، و قيل ان أولا كان يقرأ بها شرح السنة لمحييها الحسين البغوى على الامام أبى منصور العطارى رحمه اللّه و يحضر لسماعه الجم الغفير و كانوا يراجعونه و يستكشفون فى مواضع الحاجة، و هو يجيبهم باشارة الشيخ و يصغى هو إلى كلامه و يستحسنه.

كتب له الامام أبو المحاسن الدمشقى، حين عزم على الخروج، من مدينة السلام صحبنى القاضى الامام الأجل جمال الدين فخر الاسلام، شرف الأئمة أبو الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعى، مد اللّه فى عمره، و نفع بما علمه، و قرن له سعادة الآخرة أحسن صحبته و حصل من العلوم و المعارف، مافاق به أهل زمانه حتى حصل لى الأنس بفوائده و الاستظهار لمحاورته، فلما عزم على التوجه إلى وطنه ضاق لذلك صدرى و حصل لى من الوحشة لمفارقته، ما لا يمكن التعبير عنه و رغبته

فى المقام يكل ما يدخل تحت الوسع.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 387

فلم يرغب و أبى إلا القصد إلى الوطن ليستروح بفوائده كل منتظر و يستفيد من أنفاسه كل طالب و يحيى تلك البقع الشريفة، بمكانه و يعيش ما دثر من العلوم فى أيامه، فأذنت له فى الرحيل عن طيب قلب لما يتوقع فيه من الفوائد، فاللّه تعالى يرضى عنه كما كنت راضيا عنه و يختار له فى جميع أحواله فى حركته، و سكونه، و غيبته، و حضوره و ينفعه و ينفع به أنه ولى الاجابة.

كتب الفقير إلى رحمة اللّه تعالى، سفيان بن عبد اللّه بن بندار الدمشقى، ثم الأئمة من بعد و رؤساهم كانوا يتبركون به، و يثنون عليه و يراجعونه و كان الامام محمد بن أبى سعد الوزان رحمه اللّه يدعو له على رأس المنبر، و ينقل الشئ بعد الشئ عن تفسيره، و يسنده إليه و كتب الامام كمال الاسلام عبيد اللّه الخجندى إسمه فى خلال.

فصل فقال الامام محمد بن عبد الكريم الرافعى رفع اللّه درجته، و أنشده الامام أبو سليمان الزبيرى رحمه اللّه، مودعا له إما عند سفرته الأولى الطفيفة الكيل أو الثانية الطويل الذيل.

أبا الفضل هجرك لا يحمل و لست ملوما بما تفعل

و أنك من حسنات الزمان و قدما علىّ بها يبخل

أنشدها القاضى محمد بن خالد الخفيفى الأبهرى، قال أنشدها الأفضل بديل الحقائقى الخاقانى فى مدح الامام أبى الفضل الرفعى، و قد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 388

تلاقيا بتبريز رحمهما اللّه:

إلى اللّه فى الحشر بعد النبى أى ثانى الشافعى شافعى

لئن أصبح الدهر لى خافضافبابويه الرافعى رافعى

و أنشد الشيخ الامام محمد الطنطرانى فيه:

يا جنة منك فتحت أبواب فى بلدة قزوين و من يرتاب

هذا خبر

و شاهدت عينى فى قزوين إذا الجمال منها باب

فى الرباعية مغالطة لا يخفى و كان للمشهور فى فنه أبى الفتوح فضل اللّه ابن على بن الموفق الخوارى، و غيره من أهل الفضل إلى والدى رحمهما اللّه كتب رأيت فيها مقطعات لا بأس بها، و لا أدرى أين ذهبت، و رأيت بخط الامام أبى بكر عبد اللّه بن أحمد الزبيرى كتب إلى جلال الدين أبى الفتوح الخوارى، لأعرضه على الامام أبى الفضل الرافعى فى معاتبة بينهما،

إنى اجلل أن أقول ظلمتنى و اللّه يعلم أننى مظلوم

فصل فى فوائد منقولة من معلقاته

كان رحمه اللّه لحرصه على العلم و جمعه يعلق كثيرا مما يسمع من أفواه الناس، و يجده فى بطون الأوراق، على ظهور الدفاتر، و يثبتها تارة على ظهور تعاليق الفقه و أخرى فى أجزاء مفردة، و أنا أثبت طرفا منها بلا ترتيب و لا تبويب، نقلا عن خطه بالمعنى من مناجاة إلهى أشكو إليك كمدى و تفتت كبدى و ضعفا فى جسدى: إلهى أرفع إليك قصة تنطق عن شجنى، و أنشر بين يديك غصة تخبر عن حزنى، إلهى ليس

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 389

بيدى إلا الأسف و الأسى، و قول لعلّ و عسى، و تذكر لما سلف و مضى، و تأسف على ما ذهب و انقضى، إلهى كل المصائب دون حدسك جلل و كل دمعة تسكب إلا على فرقتك باطل، و كل حزب إلا على بعدك ضائع، و كل سرور إلا بك محال، و كل شمس إلا فى يوم وصلك منكسفة، و كل مشرب دون حضرتك متكدر تعاليت يا جليل الوصف.

كتب الشيخ أبو سعيد بن أبى الخير رحمه اللّه لبعض أصحابه و قد أراد سفرا هذا الحرز، بسم اللّه الرحمن

الرحيم، بسم اللّه، ما شاء اللّه، لا يأتى بالخير إلا اللّه، بسم اللّه ما شاء اللّه لا يصرف السوء إلا اللّه، بسم اللّه ما شاء اللّه و ما بكم من نعمة فمن اللّه، بسم اللّه ما شاء اللّه، لا حول و لا قوة إلا باللّه، بسم اللّه الذى لا يضر مع إسمه شئ فى الأرض و لا فى السماء و هو السميع العليم، بسم اللّه الشافى، بسم اللّه الكافى، بسم اللّه المعافى، بسم اللّه ذى الشان، شديد السلطان، عظيم البرهان، ما شاء اللّه كان، أعوذ باللّه من الشيطان، و ننزل من القرآن ما هو شفآء و رحمة للمؤمنين، تحصنا بالحى الذى لا يموت و رمينا من أراد بنا سوأ بلا إله إلا أنت، و تمسكنا جميعا بالعروة الوثقى التى لانفصام لها، و اللّه سميع عليم.

سمعت الامام عبد الرحمن الاكاف رحمه اللّه، يقول كان من مريدى الشيخ أبى سعد بن أبى الخير، شاب أعرج يقال له عبد الكريم. يتولى خدمته التى يختص بنفسه، كمناولة الخلال و نحوها، و كان يخصه الشيخ بالنظر فقدم فى بعض الأيام إلى أصحاب الخانقاه لغدائهم قليل زبيب،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 390

و وضع نصيب كل واحد منهم، على طرف سجادته، فغضب عبد الكريم، و نثر الزبيب ثم ندم على ما فعل، و خرج من الخانقاه خجلا، فاتفق أنه دخل خانقاه البيهقى و قعد فى بيت متفكرا، و كان البيب ملاصقا لدار أبى القاسم الامام أستاذ إمام الحرمين رحمهما اللّه و فى اعلا الجدار كوة ينفذ منها الصوت.

فسمع الامام يقول لجارية هندية له كانت تخدمه تدعى سبزيا سبزانى اشتهى، منذ مدة رغيفا حارا مع خلّ و بقل، فقالت الجارية هذا سهل

نبدل رغيفا برغيف و نشترى برغيف بقلا، و عندنا من شئ من الخل و ذهبت لتجمعها فلما أدبرت ناداها أن أرجعى فانى أستحيى من أن اشتغل بقضاء شهوتى، فتعجب عبد الكريم، من ذلك، و لام نفسه و رجع إلى خدمة الشيخ و تاب.

سمعت الامام عبد الرحمن الاكاف يقول: كان للامام أبى القاسم الأنصارى قمقمة يتوضأ منها فلما كبر و ضعف كان يعسر عليه حملها، عند الوضو فأتى بقمقمة خفيفة يشتريها و يتوضأ منها فسأل عن ثمنها فقالوا ثمان دينار، فقال لا يتهنأ لى أن أضيف قمقمة إلى قمقمة، و على سبع عشر درهما دينا و ردها.

سئل الامام عبد الرحمن عن علامة قبول العمل، فقال: تسأل عن القبول الأدنى أم عن القبول الأعلى، فقال أسائل عنهما جميعا، فقال أما القبول الأدنى فعلامته رعاية حدود الشرع و الاشتغال بمثله بعد الفراغ منه، و أما علامة القبول الاعلى فأن يستنكف من عمل نفسه كما يستنكف

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 391

من الشرك سمعته يقول سمعت الامام أبا نصر القشيرى يقول إذا قرأ المصلى الفاتحة فقال بسم اللّه أو الحمد للّه بترك الألف بين اللام الثانية و بين الهاء لم تصح صلاته.

سمعت الامام أبا طاهر العطارى، يقول رأيت الامام أبا حامد الغزالى رحمه اللّه فى المنام بعد وفاته بأربع ليال، فقلت ما فعل اللّه بك فقال: اللّه يعطى فى الدنيا و يزيد فى الآخرة: سمعت الامام أبا الفتح الأنصارى، يقول تجوز رؤية اللّه تعالى فى المنام فى الصور و الأشكال مع تعالى ذاته عن الصور و الاشكال.

حكى عن أبيه الامام أبى القاسم الأنصارى انه قال رأيت اللّه تعالى فى المنام فجرى على لسانى:

و ما كنت ممن يدخل العشق قلبه،

ثم انتبهت فأتممت البيت، و قلت و لكن من يبصر جفونك يعشق، قال و رأيته مرة أخرى و كان القيامة قد قامت و رأيت جماعة على منابر و حول كل واحد منهم خلق كثير، يزدحمون عليه و رأيت الأستاد أبا القاسم القشيرى على أقرب المنابر إلىّ و احتف بى ناس و هو يرمى إلى كل واحد منهم قطع كاغذ، صغيرة فسألت عنه فقيل يعطيهم الأستاذ الجواز إلى الجنة، فقال اللّه تعالى أذهب إلى أبى القاسم فخذ جوازك فقلت إلهى لا أريد الجنة و لا الحوالة على غيرك .

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 392

سمعته يقول: سئل والدى عن شيخه، فقال كان شيخى فى أول الأمر أبو سعيد بن أبى الخير، ثم الأستاذ أبو القاسم، ثم شابّ من كفار الهنود، فتعجب السائل، فقال دخلت بلاد الهند مرة فألح علىّ جماعة فى الدخول على صنمهم الأكبر. فدخلت فجئ بشاب و وقف بحذآء الصنم، فسجد له ثم قام و أخذ آخذ بيمينه و آخر بيساره، و جاء ثالث بموسى فوضعها على هامته، و رفع الجلد، و اللحم و العظم حتى ظهر دماغه.

فوضع فيه فتيلة و أشعلها، و لم يزل الرجلان آخذين بضبعيه و الفتيلة، تتقد حتى مات فأخرجوه من البيت فسألت عن شانه فقالوا هذا فتى ادعى عشق الصنم فبذل نفسه و تقرب بان يستضئ الصنم بالشعلة فى دماغه، و هكذا يفعل عشاقه.

سمعت الامام أبا طاهر العطارى، يقول حضرت يوم عيد عند الامام أبى القاسم الأنصارى فى طائفة فاحضر الطعام و وضع على المائدة حمل مشوىّ فأشار الامام علىّ بالتناول منه، و كنت أمسك يدى إلى أن بسط الشيخ يده، فقال تناول منه و أنا أحكى لك حكاية،

فامتثلت أشارته، و لما فرغنا سألته عن الحكاية فقال اشتهيت فى منصرفى من خوزستان حملا مشويا آكل منه من حيث أريد و كان فى صحبتى نفر وقفوا على ما اشتهيت، فلما وصلنا إلى الرىّ ذكر بعضهم ذلك لخادم الخانقاه فهيأه.

فلما أحضر أخذتنى حمى شديدة، و لم أقدر على الأكل ثم لما دخلنا إسفرائن ذكروا ذلك للخادم فهيأه، و وضع بين أيدينا و كنت قد افتصدت فى أول النهار فلما مددت يدى انفتح العرق و سال الدم،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 393

فنبهنى الحاضرون، فقمت اشتغلت بغسله و خجلت مما جرى و لم أعد إليهم، فلما دخلنا أرغيان، ذكر ذلك لقاضيها فاتخذ دعوة و دعانا إلى داره و أخذنا المجلس مجتمعين ثم رأيت نفسى فى آخر الليل فى دار خالية على مضربة مفروشة فوق سرير.

فتعجبت من ذلك و كانوا قد و كلوا بى من يرعانى فقال قد هاج بك وجد فى خلال السماع، و غشى عليك فنقلت إلى هذه الدار، و قد تفرق القوم و ذهب الليل، فعاهدت أن لا اقضى هذه الشهوة، لما توالت هذه العلائق و قلت لعل الصلاح فى تركه أنشدنى الامام أبو منصور الرزاز للامام أبى محمد عبد اللّه بن القاسم الشهرزورى.

و ما نظرت من بعد بعدك مقلتى إلى أحد إلا و شخصك ماثل

و لا رقدت إلا وجدتك فى الكرى كأنك فيما بين جفنى منازل

أنشدنى الامام أبو منصور، أنشدنى أبو الفضل الفرضى أنشدنى أبو الجوائز الواسطى لنفسه:

يا من أراق دمى ثم انتهى فرقامن شاهد الدم عد فالدمع يمحوه

و ان تخوفت قومى أن يروا أثرامن سيف لحظك بى فالوصل يعفوه

أنشدنى الشيخ أحمد الشارآباذى بتبريز وقت وداعى له:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 394

إذا كنت قوت النفس ثم هجرتهافكم تلبث النفس التى أنت قوتها

سستبقى بقاء الضب فى المآء أو كمايعيش ببيدا المهامة حوتها

أنشدنى الامام أبو سليمان أحمد بن حسنويه الزبيرى رحمه اللّه.

ذكر اللّه راجلين بخيرعرجوا ساعة بنا ثم مروا

و أقروا بوصل سعدى عيوناأى عين بوصلها لا تقر

قرب سعدى و بعد ضرات سعدى لست أدرى بأى نعمى أسرّ

أنبا عبد الرشيد محمد بن عبد العزيز الطبرى، أنبا أبو عبد اللّه كثير ابن سعيد بن شماليق البغدادى، أنشدنا أبو الحسن محمد بن على بن أبى الصفر الواسطى لنفسه:

من عارض اللّه فى مشيته فما من الدين عنده خبر

لا يقدر الناس باجتهادهم إلا على ما جرى به القدر

كان شيخى صدر المعالى أبو القاسم رحمه اللّه لا يقول فى كلامه أنا و أنت و لكن يقول لهم فعلوا كذا و هم يفعلون و يذكر أن الشيخ

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 395

أبا سعيد بن أبى الخير رحمه اللّه كذلك كانت عادته، و حكى أن بعض اصدقاء الشيخ اهدى إليه كتابا بعد ما ترك مطالعة الكتب فعرض الخادم الكتاب عليه، و طالع صفحة منه، فى يد الخادم، فلما أمسوا و دخل الشيخ بيت خلوته سمعه أهل الدار يقول غير مرة الأمان الأمان تبت فقيل له من الغد سمعناهم البارحة يقولون كذا فما سببه، فقال عوتبوا على مطالعة ذلك الكتاب، فتابوا فقبلت توبتهم قال والدى: فقلت للشيخ رحمهما اللّه ما معنى العتاب على مطالعة الكتاب فقال لا يحسن العود إلى الطريق بعد الوصول إلى المقصد.

سمعت صدر المعالى، يحكى عن أبى القاسم المعروف بحدبان المدفون بقرميسين، و كان من الكبار أنه قال كنت أجول فى جبال لكام أطلب لقيا القطب فقيل لى ان فى موضع كذا واديا

اخضر فى وسطه، صخرة هو قاعد عليها أن رأيته بالليل رأيت على كتفيه عمودى نور يذهبان فى السماء، فلم أزل أسعى حتى انتهيت إلى ذلك الموضع فرأيت على الصخرة التى وصفت لى شابا اشقر يديم نظره إلى السماء و رأيت أفواجا، ينزلون من السماء، و يطوفون حوله و يقبلون يده و يرجعون إلى السماء فأخذتنى هيبة عظيمة، ثم انبسطت فطفت أنا أيضا حوله، و قبلت يده و أقمت مدة فما رأيته يتغير عن تلك الحالة إلا أنه يصلى المكتوبات الخمس و كنت أريد ان أسمع كلامه و أنظر من أين يأكل فقيل لى يا سليم القلب أتطمع فى ذلك و انه من مائة سنة و أكثر على هذه الحالة لا يتغير عنها.

سمعت الامام عبد الرحمن الاكاف سمعت أبا القاسم الأنصارى،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 396

سمعت الأستاذ أبا القاسم، سمعت من الأستاذ أبى على الدقاق يقول فى قوله تعالى: «وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ» يطعمهم من حيث لا يطعمون و يشوش عليهم تدبيرهم، و لا يشمت بهم عدوهم، قال عبد الرحمن يطعمهم، من حيث لا يظعمون ليقطعوا النظر عن الأسباب، و يشوش عليهم تدبيرهم، ليتبروا عن حولهم و قوتهم، و إذا أطمع العدو فيهم خيبه و لم يشمته بهم.

سمعت الامام عبد الرحمن، لو كانت فى الوجود ثلمة يجد الناس منها مهر بالكثر الأزدحام عليها حتى تكاد تخرج عن الانتفاع.

سمعت بعضهم يقول: كان فى خدم الوزير نظام الملك رحمه اللّه، فتى يختصه بنظره إسمه محمد كان يناديه باسمه عند الاستخدام، إذا كان راضيا عنه، و إذا بدا منه سوء أدب لم يخاطبه باسمه، و قال يا غلام أفعل كذا فخرج الوزير، ذات يوم بكرة، و لم يسمه

فحاسب الفتى نفسه و لم يعرف ما يستحقّ به العتاب فراجعه فى ذلك، فقال كنت جنبا فلم أرد أن يجرى على لسانى اسم محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم.

سمعت بعض الأئمة يقول: دخل الشيخ أبو محمد الجوينى رحمه اللّه، داره و ابنه أبو المعالى إمام الحرمين مقموط فى المهد، فبلغ صوت بكائه و اضطرابه، فسأل عن حاله فقالوا كانت أمه غائبة و هو يبكى فدعونا من دار فلان جارية فأرضعته فزاد بكاؤه فحلّ أبو محمد القماط و أخذ برجليه، و لم يزل يحركه منكسا حتى عرف أنه قد خرج ما ارتضع منها احتياطا منه فى تربية ولده.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 397

سمعت بعضهم: يقول دخل إمام الحرمين أبو المعالى رحمه اللّه، داره يوما و قعد يبكى و يتضرع فسئل عن سببه فقال: كنت أمشى فى السوق فسمعت رجلا يقول: لآخر أن فى دارك صورا و هى محرمة فقال رأيت فى دار أبى المعالى صورا، و قد دخلناها يوم كذا فلو كانت محرمة لما اتخذها فما عذرى فى هذا عند اللّه تعالى.

سمعت الامام العارف محمد بن أبى على القائنى رحمه اللّه، يقول رأيت أمير المؤمنين عليا رضى اللّه عنه فى المنام، فدفع إلى ذا الفقار و قال اضرب رقبتها و أشار إلى صورة هناك فنظرت فاذا الصورة كحلقة مدورة عليها عيون كثيرة مصطفة فضربت به الصورة، فانقطع طرف منها و اتصل أيضا فقال لى اضرب فقلت يا أمير المؤمنين أنت اقوى ضربا، و ذو الفقار فى يدك أحسن فقال إنما هى نفسك فعليك الضرب و المجاهدة، و هذه الحكايات قد سمعت أكثرها بالمعنى من والدى رحمه اللّه.

فصل فى كثرة كتابته للعلم و شغفه بالعلم و حرصه على جمعه

حمله على الاكثار من الكتابة لكتاب،

بتمامه تارة، و التقاطا، و انتخابا أخرى، و كان فى قلمه شرعة و غالب الظن ان مكتوباته لا تنقص عن ثلاثمائة، مجلدة ضخمة أو خفيفة، و قد حافظ فيما كتب على أمرين مستحسنين أحدهما أنه لا يوجد فيما كتب شئ من الفنون المذمومة، التدوين فى أخبار قزوين ؛ ج 1 ؛ ص398

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 398

لا كما يفعله المكثرون لأغراض صحيحة أو غير صحيحة بل لم يكتب إلا العلوم الشرعية و ما يتبعها و يتعلق بها و قد قيل:

و لا تكتب بخطك غير شئ يسرك فى القيامة أن تراه

و الثانى أنه قيد و ضبط الكثير من مواضع الحاجة و ربما أثبت فى المتن، أو على الحاشية، ما يوضح المقصود و يكشفه مما سمعه من غيره أو وقع له من المعانى، و ذلك كما أنه كتب فيما التقط مسند أبى عوانة الاسفرائنى، أنه سأل أبان القارئ معبدا المغنى عن دواء الحلق، فقال حدثنى: أم جميل الحدثية، أنها سألت الجن عنه فقالوا دواؤه الهوان.

و كتب عقيبه سمعت بعض الحفاظ، يقول: معناه إن دواه أن تستهين به، و لا تمتنع من القول، فان الصوت يطيب بكثرة القول.

كتب فى تهذيب الأسرار لأبى سعد الخركوشى، ما ورد فى الحديث، عن اللّه تعالى انه قال: أنا جليس من ذكرنى، و نقل ما حكاه صاحب الكتاب فى معناه، ثم قال و يقع لى أن معناه أنى أؤنسه بذكرى كما أن الجليس يؤنس الجليس.

من احتياطاته أنه ربما كتب و روى بالاجازة عن شيخ ما هو مسموع له لأنه لم يتذكر سماعه قرأت عليه، فى بعض معلقاته، أخبركم الاستاذ إبراهيم بن عبد الملك المقرئ إجازة أنبا أبو منصور المقومى أنبا أبو الفتح الراشدى

أنبا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عبد العزيز الرازى، سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص، سمعت أبا العباس بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 399

مسروق، سمعت حسين بن على، سمعت سفيان يقول سألت اللّه عز و جل أن يوفق للغزو أربعين سنة، فسمعت هاتفا فى جوف الليل، يقول:

كفّ عن هذا الكلام، فانك إن غزوت اسرت و ان أسرت تنصرت، ثم تحققت، أنه سمع منه الجزء المنقول، منه هذه الحكاية بتمامه من أبى إسحاق سنة ست و عشرين و خمسمائة.

فصل فى مناجاته

رأيت فى وريقة أثبتها بخظه يقول أبو الفضل الرافعى: أصلحه اللّه رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى المنام، بنيسابور مرتين مرة كأنه يمتشط لحيته و يسرجها، و أخرى رأيته قد أقبل علىّ و قال احفظ اللّه يحفظك احفظ اللّه تجده أمامك تعرف إلى اللّه فى الرخا، يعرفك و هذا حديث مشهور، يروى عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم بروايات و عبارات مختلفة، منها أنا أبو بكر محمد بن أبى طالب المقرئ، بقرأة والدى رحمهما اللّه أنا إسماعيل بن محمد بن حمزة، أنا سعد بن الحسن أنا على بن إبراهيم البزاز، أنا محمد بن يحيى المعروف بابن أبى زكريا، ثنا أبو يعلى الموصلى، ثنا إبراهيم بن عزرة، ثنا يحيى بن ميمون ثنا على بن زيد عن أبى نصرة عن أبى سعيد الخدرى قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لابن عباس رضى اللّه عنه: يا غلام يا غليم أو يا غليم يا غلام احفظ عنى كلمات لعل اللّه أن ينفعك بهنّ احفظ اللّه يحفظك احفظ اللّه تجده أمامك، احفظ فى الرخاء

التدوين

فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 400

يعرفك فى الشدة، إذا سألت فاسأل اللّه و إذا استعنت فاستعن باللّه، جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.

رواه أبو يعلى الموصلى، عن غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش عن عمر بن عبد اللّه مولى غفرة عن عكرمة عن ابن عباس قال كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فقال لى يا غلام ألا أعلمك شيئا ينفعك اللّه به قلت: بلى يا رسول اللّه! فقال احفظ اللّه يحفظك، احفظ اللّه تجده أمامك، تعرف إلى اللّه فى الرخا يضرفك فى الشدة، إذا سألت فسأل اللّه، و إذا استعنت فاستعن باللّه فقد جف العلم بما هو كائن إلى يوم القيامة. فلو جهد الخلائق أن يضروك بشئ لم يكتبه اللّه لك لم يقدروا و لو جهد الخلائق ان يضروك بشئ لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا على ذلك.

رواه بعضهم فلم يدخل بين عمر و ابن عباس عكرمة، و فى تلك الورقة، و رأيت أبا بكر و عمر رضى اللّه عنهما فى المنام، ليلة العيد أو ليلة البراءة و أنا مشتغل بالصلاة الماثورة فى الليلة، و هى مائة ركعة و ذلك قبل أن اسافر بغداد.

رأيت عليا رضى اللّه عنه فى المنام فى العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة ست و خمسين و رأيت، عبد للّه بن عباس رضى اللّه عنه فى المنام على باب جامع قزوين الذى ينفذ إلى العصارين و معه رأية علم طويل على رأس العلم شبه قلسنوة مغربية و كأنى أقول لابن عباس أليس كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، قلنسوة مضرية قال نعم كانت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص:

401

له قلنسوة مضرية و كنت أقول إن بعضهم يقول مصرية و أنا اقول مضرية فقال لا بل مضربة و أنا اعتقد أن تلك القلنسوة هى التى على رأس العلم.

رأيت قدام ابن عباس على بن أبى طالب رضى اللّه عنه فارسا خلف عسكر يتقدمونه فاقبل على ابن عباس، و قال كنيتك أبو فلان غير الكنية المشهورة، و قد أنسيت ما قال ابن عباس كنيتى أبو فلان، و الشهيد فقال على أبو فلان و الشهيد أيضا فقال نعم سمانى بهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و أجاز هما عبد الملك بن مروان و رأيت الأوزاعى رحمه اللّه فى المنام جالسا على رأس حشيش.

رأيت فى المنام شيخنا محمد بن يحيى، ليلة الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة ست و خمسين كأنه اعطانى كمثراة و أنا اعتقد أنه أكلا ثلاثها، و أتبرّك بما أعطانى فقسمته قطعا و فرقته على جماعة من المتفقهة أعرفهم بأعيانهم، و أكلت منه و رأيت قبل ذلك حين تم عليه ما تم، بسبب الغز الخارجين بخراسان كأنه جالس فى المدرسة النظامية فى الموضع الذى كان يجلس فيه، و أنا أظهر التاسف على ما أصابه، فاقبل على و قال لا تتأسف فقد كان ذلك قضآء قضى لنا، ثم قرأ قوله تعالى «قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا» و أعاد كلمة لنا مرتين فقال لنا لنا ثم قال:

لا علينا.

قد سمعت مضمون هذه المناجات من لفظه غير مرة، و فى كتب التعبير أن من رأى الصحابة أو واحدا منهم، فى الأحيا دلت رؤياه على أنه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 402

ينال عزا و شرفا و يعلوا مرة و ان من رأى

أبا بكر رضى اللّه عنه حيا أكرم بالرأفة و الرحمة و الشفقة، على عباد اللّه تعالى و إن من رأى عمر رضى اللّه عنه حيا أكرم بالصلابة فى الدين و العدل فى القول و الفعل، و إحسان السيرة، بمن تحت أمره و ان من رأى عليا رضى اللّه عنه حيا أكرم بالعلم و رزق فى السخا و الشجاعة و الزهد.

فصل فى كراماته

سمعت عبد الرحيم بن الحسين بن منصور المؤذن يحكى أن الوالد رحمه اللّه خرج لصلاة العشاء فى بعض الليالى المظلمة، و أنا أنتظر على باب المسجد، فحسبت أن فى يده سراجا فتعجبت منه لأنه ما كانت يعتاده فلما انتهى إلى باب المسجد لم أجد معه شيئا، فدهشت ثم ذكرت له ذلك، من بعد فمنعنى من حكايته و إفشائه، أحضرت و أنا ابن عشر سنين تقريبا مجلس الامام أحمد بن إسماعيل فى يوم جمعة رحمه اللّه، فجرى على عادته فى بناء المجلس على الأذكار و الدعوات، و ذكر فضل الذكر الذى روى أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم علمه فاطمة رضى اللّه عنها و هو يا أول الاولين و يا آخر الآخرين، و يا ذا القوة المتين و يا أرحم المساكين و يا أرحم الراحمين.

هذا حديث يروى مسندا عن سفيان الثورى عن عبدة بن أبى لبابة عن سويد بن غفلة قال أصابت على بن أبى طالب رضى اللّه عنه خصاصة فقال لفاطمة لو أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فسألته،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 403

فأتته و هو عند أمّ أيمن فدقت الباب فقال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم لأم أيمن: أن هذا لدق فاطمة، و

لقد أتتنا الساعة ما عودتنا أن تأتينا فى مثلها فقومى فافتحى لها الباب، ففتحت لها الباب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يا فاطمة لقد أتيتنا فى ساعة ما عودتنا أن تأتينا فى مثلها.

فقالت: يا رسول اللّه، هذه الملائكة طعامها التهليل و التسبيج، و التمجيد، فما طعامنا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: و الذى بعثنى بالحق ما اقتبس آل محمد نارا منذ ثلاثين يوما و لقد أتتنا أعنز، فان شئت أمرنا لك بخمس أعنز و ان شئت علمتك خمس كلمات علمنيهنّ جبرئيل عليه السلام، قالت بل علمنى الكلمات، فقال قولى: يا أول الأولين و يا آخر الآخرين، و يا ذا القوة المتين، و يا أرحم المساكين، و يا أرحم الراحمين فانصرفت فدخل على بن أبى طالب فقال لها ما وراءك قالت ذهبت من عندك إلى الدنيا و أتيت بالآخرة، فقال على بن أبى طالب خير أيامك خير أيامك.

فحفظت الكلمات من لفظ الأمام أحمد بن إسماعيل، و لما أمسينا وجدت كسلا فى نفسى، و تقاعدا عن إقامة وظيفة التكرار، و شغلنى بعض من حضر دارنا، من الارقاب، فعزمت على أن أتوسل بشفاعة من حضر إلى الاستيذان فى تعطيل تلك الليلة، ثم نقضت ذلك العزم و دخلت بيتا خاليا فصليت فيه العشاء الآخرة، و دعوت اللّه تعالى بالكلمات

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 404

الخمس و سألته تيسر ما قصدته، فلما جاء وقت التكرار و نهضت له دعانى الوالد رحمه اللّه فسارنى بما كنت أطلبه، و كان تلك تفرسا منه.

زاحمه بعض أهل العلم فى شئ من المناصب المختصة بأهل العلم بغيا منه فشق عليه ضبعيه و دعا عليه، فلم

يتمتع بعمره، و لا بعلمه و انقطع نسله فى مدة يسير.

حين كان يقوم بعمارة السور بما يوجهه الوزير قاضى المراغة رحمه اللّه تكلم بعض المجازفين بما فيه يعنيه و لا يعنيه، و بسط المقال فيه مسيئا، فلم يلبث أن أصابته بشوم إسائته علل منكرة، و ذكر أنه أنشق جوفه، و مات ميتة سوء، و اشتهر فيما بين من عرف حاله، و سمع مقاله إن لحم فلان سمه يعنون أن لحوم العلماء مسمومة.

حمل جماعة من الجسورين الحسودين نساجا أبله على ذكره بالسوء مرارا فى مجامع فأصابته عن قريب عاهات فى بدنه، و صار يسأل الناس فى الطرق و على الأبواب مهانا.

فصل فى نوادره و حسن محاوراته

أنه كان يكثر فى محاورته التمثل بالأبيات و مصاريعها و بالأمثال السائرة و ايراد الأحاديث، و الآثار الجارية مجرى و قد علق بحفظى فى الصبى كثير مما كان يورده و يستعمله و استيعابه مما يطول و كان الأفضل الحقائقى المعروف بالخاقانى مشهورا بأنه يكثر الكلام و لا يكله، إلى من تلقاه من الملوك و الوزراء و العلماء و سائر طبقات الناس، كان يرد القول

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 405

سردا، و يظهر الصعة استعارة و سجعا، و تمثيلا و سمعت غير واحد أنه حين القى والدى رحمه اللّه بتبريز، ترك عادته فكان يكلّ الكلام إليه، و إذا سكن سأله تبركا و استفادة منه، و كان رحمه اللّه جيد الفضل حاضر الجواب.

سمعته بقزوين كنا فى درس الامام محمد بن يحيى رحمهما اللّه، فجرى ذكر ملاحدة الروذبار و ما بين أهل قزوين و بينهم من المعاداة الشديدة، و المقاتلة و المناهبة فعلل بعض الحاضرين، تلك المعادات بتزاحمهم على الماء و الأرض، لما بينهم من المجاورة، و زعم

أنها غير مبنية على أمر دينى بل سبيلهم سبيل الشيعة و سائر المبتدعة فى البلاد، إلا أن أهل قزوين، يقبحون أمرهم فقلت فى نفسى هذا مجلس غاص بأهل العلم الواردين من الأقطار المختلفة، و لو اشتغلت بايراده، همّ عليه من العقائد الخبيثة و المقالات الشنيعة على ما هو مودع فى كتب الكشف لم يتسع الوقت و المجلس ثم لا يقع ذلك من الجاهل بحالهم، و المرتاب موقع القبول و لا سبيل إلى الاهمال.

فقلت بم تعرفون اللعين الحسن المعروف بالصباح، فاطبقوا على أنهم يعرفونه بالزندقة و الالحاد و الخروج عن دين الاسلام، فقلت هؤلاء القوم، يقولون نحن على عقيدته، و مقالته فهل يتوقف فى تكفير من هذا حاله، فقالوا لا و انقطع الكلام و سمعته يقول كنا فى حلقة الامام محمد بن يحيى فدخل الحلقة سنور، و رام الخروج فكان يدفع من أى وجه توجه إليه، فرفع رجله و بال على الحاضرين فجرى على لسانى من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 406

غير قصد منى:

لقد ذل من بالت عليه الثعالب فتبسم الحاضرون و كان رحمه اللّه أصابه مرض شديد فى بعض السنين و إذا تفكر فى شأن العيال، و صغرهم و ضعفهم ازداد كربه فكان يردد هذه الآية «وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ، وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً» ثم يقول لا إله إلا اللّه، و يشير إلى أن اللّه تعالى ببركة القول السديد يكفى أمر الذرية الضعاف.

قد فسر القول السديد فى قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً» بكلمة لا إله إلا اللّه، لكن ترديده كان على سبيل التعبير، عن المعنى المقصود، بنظم القرآن لصحة

تطبيقه عليه لا على أن ذلك المعنى، تفسير الآية و الأشهر من تفسيرها أنهم كانوا يقعدون عند المحتضر فيقولون: أنظر لنفسك فان أولادك لا يغنون عنك من اللّه شيئا، يرغبونه فى الصدقة و الوصية، فيقدم الرجل ما له و يحرم أولاده، و هذا قبل أن يحضر الوصية فى الثلث.

قنهاهم اللّه تعالى عن ذلك و قال: فليتقوا اللّه إذا قعدوا عند المحتضر و ليقولوا قولا عدلا و هو أن يخلف أكثر ماله لولده و يتصدق بالثلث فما دونه، و قيل: إن الآية وعظ للاوصياء، و المعنى و ليخش من لو ترك أولادا صغارا خاف الضيعة و الفقر عليهم، فليحسن إلى من فى كفالته من اليتامى، و ليتق اللّه فى أمرهم، و رأيت بخط الشيخ الأمام أبى بكر عبد اللّه بن أحمد الزبيرى كتب إلى الامام أبو الفضل الرافعى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 407

من نيسابور، و أنا ببغداد لأنشده شيخنا أبا المحاسن يوسف بن عبد اللّه الدمشقى فى معنى يناسبه.

لو كان لى سعد لساعدتكم لكننى لست بذى سعد

فاستحسنه كل من بلغ.

فصل فى كيفية اقامته للعبادات و اهتمامه بها

كان يحب النظافة فى الثوب، و البدن و يعجبه قول من قال ادب الظاهر و تطهره عنوان أدب الباطن و تطهيره، و يحتاط فى الاستبراء و ربما أبطأ فى الخروج من الخلا لذلك لا لاطالة الجلوس و يداوم على الاستياك خاصة عند الوضوء، و يحافظ على آداب الوضوء و سننه، سمعت أبا البركات الباذينى يقول لم أر فى كثرة مخالطى أهل العلم صفرا و حضرا من يحافظ على تطويل الغرة فى شدة البرد و فى المضائق العارضة مثل ما كان يحافظ عليها والدك.

كان يحب تجديد الوضوء و لا يؤدى المكتوبات إلا فى الجماعة و يقيم

الرواتب فى البيت و ربما صلى فى أول الوقت، فاذا حضر الجمع أعاد، و كان له ورد من التطوعات فى أول الليل و آخره و دعاء بكاء، و تضرع فى الوقتين، و كان يكثر الاعتكاف، و قراأة القرآن فى شهر رمضان، و ربما أحضرنا فى الليالى الطويلة فنقرأ معه دورا، و كان أكثر ما سأله من اللّه تعالى السعادة و حسن العافية، و دوام العافية.

كان يحبّ أهل العبادة و الصلاح و يكرمهم و يثنى على أهل الخير و المتمسكين بآداب الشريعة، و يزجر المفتونين و أصحاب السطح و الطامات

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 408

و يحافظ على الآداب المنقولة و السنن الماثورة، فيما يسنح من الأمور و يتعظ بالحوادث التى هى مظنة الاعتبار، و يتذكر و يذكر نفسه بكل ما يرجو نفعه و كان نقش خاتمة: من كمال المكارم اجتناب المحارم، سمعته رحمه اللّه يقول نقشت هذا على الخاتم ليكون مذكرا و منبها لى كلما نظرت إليه.

فصل فى لبسه الخرقة و تبركه به

تبرك رحمه اللّه بلبس الخرقة اقتدأ بمشائخ الطريقة و تشوفا إلى التزيى بزيهم و التسير بسيرتهم و تفألا بتعير الزى الطاهر لتبديل الاخلاق الذميمة، فلبسها بمحضر جماعة من الأئمة و المشائخ بمدينة السلام فى المحرم سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة، و شيخه فيها صدر المعالى أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد بن فضل اللّه، سبط الشيخ أبى سعيد بن أبى الخير، و صحب صدر المعالى الشيخ أبا الفتح طاهر بن أبى طاهر أباه و أخذ الخرقة منه، و أبو الفتح صحب جده الشيخ أبا سعيد بن أبى الخير و أخذ الخرقة منه و الشيخ أبو سعيد لبس الخرقة من الشيخ أبى الفضل الحسن السرخسى.

كان لأبى

الفتح قدم ثابت فى التصوف، و سافر الكثير، و رجع إلى خراسان و كان أكثر مقامه بنيسابور، و سمع بميهنة جده أبا سعيد و بنيسابور أبا القاسم القشيرى، و ببسطام أبا الفضل السهلكى و بقزوين،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 409

أحمد بن الخضر خاموش و ببغداد أبا الحسين بن النقور، توفى سنة اثنتين و خمسمائة.

كان الشيخ أبو سعيد تفقه على الخضرى خمس سنين، ثم بعد وفاته على القفال خمسا أخرى و قرأ الحديث و التفسير على الام أبى على زاهر بن أحمد السرخسى، و يروى عنه أنه قال مررت فى انصرافى من عند أبى على زاهر بلقمان السرخسى، و كان من عقلاء المجانين: فرأيته يخيط خرقة على فروة له خلقة، فنظر إلى فقال يا أبا سعيد أرى أن أخيطك مع هذه الخرقة على فروتى، ثم قام و أخذ بيدى، فمضى إلى خانقاه الشيخ أبى الفضل فدعاه و سلمنى إليه و قال هذا منكم فتعهدوه، و انصرف فادخلنى أبو الفضل الخانقاه، و أجلسنى فى الصفة و أخذ جزأ و اشتغل بمطالعته فخطر لى طلب ما فى ذلك الجزء.

فقال الشيخ يا أبا سعيد تريد أن تعرف لم بعث الأنبياء، بعثوا جميعا ليأمروا الخلق، بأن يقولوا اللّه فأمروا بها فسمعها سامعون و ما زالوا يقولونها، حتى صاروا هذه الكلمة، و استغرقوا فيها حتى دخلت قلوبهم و استغنوا عن القول قال أبو سعيد، فأثر كلامه فى قلبى، و لم أنم تلك الليلة و استأذنت من الغد فى الحضور عند الشيخ أبى على لدرس التفسير فأذن فلما دخلت عليه كان ورد اليوم «قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ» فانشرح صدرى لأمور، و ظهر فىّ تغير عظيم فتنبه له أبو

على و قال لى أين بت البارحة، فقلت عند الشيخ أبى الفضل فقال: قم، و عد إليه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 410

فالرجوع منه إلى هذا حرام فلما رجعت إلى أبى الفضل و رأى و لهى و تحيرى قال لى:

مستك شدة أى همى ندانى پس و پيش و كان للشيخ أبى سعيد نهضة بعد وفاة أبى الفضل إلى الشيخ أبى العباس القصاب بآمل و الشيخ أبو الفضل السرخسى صحب أبا نصر السراج الطوسى، و منه خرقته و أبو نصر صحب أبا محمد النيسابورى المعروف بالمرتعش، و منه لبس الخرقة و أبو محمد صحب أبا القاسم الجنيد، و لبس من يده الخرقة، و صحب الجنيد السرى و السرى معروفا الكرخى، و معروف داؤد الطائى، و داؤد حبيبا العجمى، و حبيب الحسن البصرى، و الحسن على بن أبى طالب رضى اللّه عنه ثم عنهم أجمعين و يذكر أن الشيخ أبا سعيد رحمه اللّه توفى فى شعبان سنة أربعين و أربعمائة و ان آخر ما سمع منه «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ،* و هذه الرباعية مما كان يتمثل به.

آزادى و عشق چون بهم نامدر است بنده شدم و نهادم از يك سو خواست

زين پس چنانكه دار دم دوست رواست گفتار و خصومت از ميانه برخاست

و رأيت بخط أبى بكر عبد اللّه بن أحمد الزبيرى، و سمعت صدر المعالى أبا القاسم يقول يوم إلباسه الامام أبا الفضل الرافعى الخرقة من لا يابس الخرقة منكم فى الظاهر فليلبسها فى الباطن يريد فليتب و ليرجع

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 411

إلى اللّه تعالى.

كان والدى رحمه اللّه يتكلم من علوم المشائخ و يوردها أحسن ايراد و قرأ عليه جماعة من أهل المعرفة فى أسفاره

الأخيرة الرسالة من الأستاذ أبى القاسم القشيرى رحمه اللّه قرأة تثبت و استفادة و هو يشرح لهم الفصل بعد الفصل بما يقضى الحاذقون منه العجب و سمعته، يقول كان لى فى زمان التفقه فى السفر إزار واحد اصلى عليه و أتعمم به إحيانا و اجعله شعارا بالليل و اتزر به فى الحمام و أشد به إلى مارب أخر، و لا أنسى ما كنت أجده من اللذة فى ذلك الانكسار و الاقلال.

فصل فى حليته

كان رحمه اللّه تام القد أجيد مائلا إلى النحافة أصلع أبلج الحاجبين واسع الجبهة أكحل العين أشم دقيق الشفتين متراكب الأسنان لطيفها، خفيف اللحية أسمر و هذه الهيات محمودة من الأكثر عند أهل التجربة، و كانت الأسقام كثيرا ما تأتيه.

قد روى عن أبى سعيد الخدرى رضى اللّه عنه عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أن رجلا أتاه فقال يا رسول اللّه، كبر سنى و سقم جسدى، و ذهب مالى، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا خير فى جسد لا يبتلى و لا خير فى مال لا يزرأ منه، و إن اللّه إذا أحب عبدا إبتلاه و إذا إبتلاه صبره.

عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 412

و آله و سلم ما من مؤمن و لا مؤمنة يمرض مرضا إلا حطّ اللّه عنه، خطاياه، و عن عائشة رضى اللّه عنها أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: إذا اشتكى المؤمن أخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد، و كان رحمه اللّه قليل الغذاء.

فى صحيح مسلم عن محمد بن رافع عن إسحاق بن عيسى الطباع،

عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ضافه ضيف، و هو كافر فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بشاة فحلبت فشرب، ثم أخرى فشرب حتى شرب حلاب، سبع شياه ثم أصبح، فأسلم فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بشاة فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى فلم يستتم حلابها فقال رسول اللّه عليه و آله و سلم، المؤمن يشرب فى وعآء واحد، و الكافر يأكل فى سبع أمعاء.

قال الامام الحليمى فى معنى الحديث اللائق بالكافر، إكثارا لأكل لأنه لا يقصد إلا قضاء الشهوة و المؤمن يدع البعض لأنه حرام و البعض إيثارا به على نفسه، و يدع التملؤ لئلا يثقل فينقطع عن العبادة، و يدع البعض لفرط ما فيه من النعمة خيفة أن لا يقوم بشكره و البعض رياضة لنفسه و البعض لئلا يعتاده، فيشتد عليه إذا لم يجده و المعاء فى الحديث، المعدة و المعنى أن الكافر يأكل أكل من له سبع أمعاء و المؤمن يأكل أكل من له وعاء واحد، و قيل فيه غير ذلك.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 413

عن عائشة رضى اللّه عنها أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أراد أن يشترى غلاما، فألقى بين يديه تمرا فأكل الغلام فأكثر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إن كثرة الأكل شوم، و عن الربيع ابن سليمان قال سمعت الشافعى رضى اللّه عنه يقول ما شبعت منذ عشرين سنه.

فصل فى ذكر اسفاره الأخيرة و مرضه

اتفق له فى آخر العهد سفر بقى فيه مدة خرج أولا إلى زنجان، ثم إلى تبريز، و المراغة

ثم إلى خلاط، و كان أكثر إقامته بتبريز و حملته على تلك السفرة أسباب أوحشته منها ما حقه الاخفاء و منها ما لا فائده فى حكايته و للّه تعالى اسرار يبرزها من وراء الاستار، و قد انتفع أهل تلك البلاد برؤيته و روايته و درايته و تبركوا بحضوره و سكنت به فتن و حقنت دمآء، و استدعى أهل كل بلدة منه أن يقيم عندهم، و سعى و لانهم، و رؤساءهم فى ارتباطه محكمين له، فيما يبغيه لنفسه أو لذويه، مما يليق بأهل العلم، من المناصب فلم يجبهم.

رجع و هو عليل و كانت قد ظهرت فى ساقه قرحة أيضا تندمل تارة و تعود أخرى و يتألم منها و امتدت علته بعد العود إلى الوطن، قريبا من أربعين يوما، و كان رحمه اللّه يعرف انه مقبوض، و يذكر الحال لاولاده و لأقاربه فى الأباعد، و يوصى كلا منهم بما يريد و ذكر لنا، و لمن حضر من التواد صبيحة يوم فى مرضه إنى رأيت البارحة فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 414

المنام أن رأس منارة الجامع قد سقط، و هذا المنام مؤذن بالرحيل.

فخراب المنارة و المسجد فى التعبير موت العالم و قد جربت ذلك، فى مناماتى و أنى؟؟؟ أعد فى أهل العلم، و ان لم ألحق من جربت فيه منامى و بكى و أبكى من حضر، و الأمر فى التعبير، على ما حكى قال المعبرون:

المسجد فى النوم، رجل عالم يجتمع الناس عنده فى صلاح و خير، و انهدام المسجد موت رئيس، صاحب مسجد و دين، و المنارة فى النوم رجل يجمع الناس على خير، و يدعوهم إليه، و انهدامها موت ذلك الرجل و كان يردد على لسانه

قبل وفاته بيومين أو ثلاثة:

أنا إن مت فالهوى حشو قلبى و بهذا الهوى يموت الكرام

يروى هذا البيت عن بعض المشائخ المعروفين، فى مثل هذه الحالة، و كثيرا ما كان يقول فى مرضه:

يار ما را به هيچ برنكرفت و آنچه گفتيم هيچ برنگرفت

بلغنى أن الامام عبد الرحمن الاكاف رحمه اللّه، تمثل فى آخر عمره بهذا البيت، و بآخر معه، و هو:

پرده ما دريده كشت و هنوزبرده كار هيچ برنگرفت

هكذا بلغنى و كان الأحسن أن يقول:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 415

برده از روى كار او از روى خويش

و مصدره هذه التمثيلات الشوق البالغ، و الظن باصطناع اللّه تعالى خواص عبيده، أن يكشف لهم الحجب كما ركدت الحواس الظاهرة، و انقطعت العلائق الدنيوية، و قد يبدوا لهم فى آخر الأمر تباشيره يقال أن الامام أبا حامد الغزالى رحمه اللّه قال للحاضرين سحر ليلة وفاته: هل طلع الفجر قالوا لا فقال: أما فجر الغزالى فنعم.

فصل فى وفاته رحمة اللّه عليه

سحر ليلة الأربعاء السابع من شهر رمضان سنة ثمانين و خمسمائة و أثار فضل اللّه و رحمته بأدية عند وفاته وقت السحر على الاطلاق وقت نزول الرحمة و استنشاق نسيمها، و وجدان روحها و لذلك تسكن الآلام حينئذ و شواهد ذلك فى الأخبار، و الآثار، لا يخفى و كان حسن الظنّ باللّه تعالى مستعينا به، فيما و من يخلفه و فيما يتوجه إليه مستمدا من جميل صنعه و جزيل إحسانه.

كان يقول لأولاده يوم الثلاثاء و أكثرهم صغار: أستودعكم اللّه تعالى و هو حسبى نعم الوكيل، و يقرأ قوارع القرآن فى ذلك اليوم و تلك الليلة ثم لم يكلمنا بعد انتصاف الليل إلا أنه كان يسمع منه أحيانا ذكر اللّه تعالى، و كان

العرق يتحدر من جبينه، و فى الخبر المشهور أن المؤمن يموت بعرق الجبين، و لما قضى نحبه رمى فى وجهه انبساط، و بريق كالشموع تزهر، و دفن أول يوم الخميس و تفجع بوفاته الخواص و العوام

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 416

و علت اصوات البكاء و أهملت الأسواق، و عطلت الحوانيت، و اجتمع لتشييع نعشه و الصلاة عليه طوائف الناس، و صلوا عليه أفواجا.

سمعت الشيخ أبا المجد عبد الصمد بن المحسن القضوى الصوفى يقول خرجنا فى جماعة من الصوفية يومئذ لتشييع الجنازة و كان فيها صوفى من المتورعين المحتاطين و من الفقراء المذكورين بحسن السيرة يقال له مسعود الأصبهانى فلما دخلنا المقابر ننتظر حضور الجنازة رأيناه، قد تغير حاله و أصابته غشية و رعدة و أثرت حالته فى كل واحد منا، فلما سكن ما به سألنا عنه فقال رأيت حين أخرج النعش من الطاق عند باب المارستان سريرا نزل من السماء بحمله نفر، و يزدهم عليه آخرون، و أدخل الحفرة فسألت بعضهم عنه فقالوا: هذا عمل الصالح هيى ء له يسكن إليه و تبكى عليه.

فصل فيما ظهر من الآثار الحميدة عند قبره

أما من حيث الصورة فما لا يخفى ان المقابر العتيقة بقزوين منبوشة و قد يظهر عند الحفر فى القبر لحود بعضها فوق بعض، و أن عادة البلد جارية بتعظيم قبور أهل العلم و رفعها و أعلامها، بما يميزّ عن سائر القبور و لم يتيسر عند دفنه مخالفة هذه العادة، و الجريان على قضية السنة، لفساد الزمان و أهله فذكر الحفار أنه وجد فى المدفن لحودا، عتيقة بنى بعضها فوق بعض، و أنه عمق القبر حتى جاوزها جميعا، و خلاها فوقه و ذكر الأستاذ الذى بنى القبر أنى نظرت فى الموضع، و

بنيت القبر فى الحال

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 417

لكن اللحود كثيرة و ظاهر حالها الانهيار و تأثيرها فى القبر بالاضطراب و الاعوجاج، إلا أن تناله بركته.

فيبقى على الاستقامة مدة، هكذا أجرى على لسانه و أنه بقى بحاله إلى اليوم، و قد مضى قريب من خمس و ثلاثين سنة لم يختلّ و لم يحتج إلى مرمة و تجصيص، و أما من حيث المعنى فقد سمعت جماعة من أهل القرية المعروفة بدهك الملاصقة للمقابر و أخبرنى رجالهم و نساؤهم أنهم يبيتون على سطوحهم فيرون الأنوار تظهر من قبره تجئ تارة و تذهب أخرى و ربما طافت حول القبر.

سمعت غير واحد أنه زاره و سأل اللّه حاجته عند قبره فقضى اللّه حاجاتهم، و سمعت بعضهم أنه أهمه أمر فزار قبر الشيخ إبراهيم المعروف بستنبه، و قبرا بحذاء قبره يقال أنه لبعض العلوية، و قبر الأستاذ الشافعى ابن داؤد المقرئ، و قبر الوالد رحمهم اللّه و دعا اللّه تعالى عندها، فاستجاب دعآءه، و كفاه ذلك المهمّ فاتخذ ذلك سنة، و هذه القبور متقاربة بعض الصالحين من أهل المعرفة، أنه يحضر عند قبره، و يجعل معروفا الكرخى و صاحب القبر شفيعا إلى اللّه تعالى فى استنجاح الحوائج، فينتفع بدعائه و قلت عقيب وفاته أرثيه رحمه اللّه:

ما للنوائب لاحللن و مالى يحللن فى بأس من الترحال

كسرت حناياها حنين كقدهاقدى لما يرشقنه بنبال

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 418 و لو أتى الدهر الخؤن محرقامضنى كأنى فى عداد ذبال

لكنى لا نور فى أمرى و مابعد اشتعال الرأس حل قذالى

و صبا إلى رفض الأفاضل جانباما شاب شوم دبورهم بشمال

و ردوا على اذنى عناق صدرهم لا يهتدى ليمين أو لشمال

كالخنفساء لأحبهم دهر غدامتنطفا بخطوبهم

كنمال

حتى بطود العلم بان دبيبه ما للنمال و ما لجرّ جبال

أودى أبو الفضل المعلى قدره أدوى نفوسا خبن من ابلال

حرموا من البحر الخضم فعندهم منه على هام بقايا الحال

كان الثمال لهم و للفتيا و ماحال المصاب بعصره و ثمال

ان كنت تنكر كونه بحرافهاألفاظه فى الكتب فهى لآءل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 419 لم يخل عن طرف اليمين يراعه و البحر ينبته على الأحوال

من لى كصدر يراعه فى ضيقه لشفآء صدر شارح الأشكال

لو لا تولد خطه منه لمانسبوا إلى خط قنا الابطال

خط محاسنه معانيه ودع من خط فيه لرين قلب جال

و اترك خطوطا منتهى تنميقهاو شم البياض و هبه و شى غوالى

لم يخل فى توليده أبكارهافى العمر عن خبب و عن أرقال

و كذا يكون زمانه متقلقلافى السعى من يغد و كثير عيال

أسفرت يا سفرا ألم بشخصه عن وجه كل دجنة و ضلال

و شهرت يا مرضا أقام بذاته عضبا لعل بافظع الأهوال

لجممال فضلك خلت حالا باديافأتى القضا و عم غم الخال

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 420 لم تحسب العينان أن يتعايناعين الكمال تصيب عين جمال

حلت بساحته و ساحة عينه لم يمتلى ء من رؤية الاطفال

لفراق أحمد مل يثرب ظامياحبشية سقيا لقلب بلال

أنى يطيق بلال بابك أن يرى معناك يخلو عن عديم مثال

كلمى تذيب تلهفا مهج الورى أعنى المعالى ناب حر مقالى

كالآل فى الخفقان قلبى و الصدى بحر العلوم ترفقا بالآل

كسر عرا أبناء رافع الذى بمكانك انتصبوا على الأحوال

فصل فى خاتمة المختصر

لو رمت الاطناب و التطويل، لو جدت فى كلّ فصل إليه السبيل تارة بالبسط فى العبارة و اخرى بالتصدير بالاخبار، و الاثار، على عادة المحدثين و ثالثة بالتذنيب بالشواهد، و الحكايات على رسم المترسلين، لكنى لا أحب الاسهاب فيما لا يختص بمقصود الباب، و بالجملة فقد عاش

التدوين فى

أخبار قزوين، ج 1، ص: 421

رحمه اللّه حميدا فى الغابرين و ترك و الحمد للّه لسان صدق فى الآخرين، و كان فى عصره بقزوين علماء و أكابر، تزدان بهم المحاريب و المنابر.

كل منهم يرجع إلى محصول فى علم الفروع و الأصول، يتبعون الحقّ و يتجنبون الهوى، و يتعاونون على البر و التقوى و يتقوى، بعضهم ببعض فى كلّ بسط و قبض و رفع و خفض و رفض و نفض، لا يتقاطعون و لا يتدابرون على ما ينوبهم يتصابرون، يحيون أخدانا و يموتون إخوانا و أما الآن فقد خلت الديار، و عفت الآثار، و لم يبق سيار و لا طيار، و لا فى الدار ديار و كانوا فابينوا، و امتلئت الأعين منهم، فعينوا و كانهم و عصرهم أراد من قال فأجاد:

من ذا أصابك يا قزوين بالعين ألم تكونى زمانا قرة العين

ألم يكن فيك قوم طاب صحبتهم و كان قربهم زينا من الزين

صاح الزمان بهم بالبين فانقرضواما ذا لقيت بهم من لوعة البين

استودع اللّه قوما ما ذكرتهم إلا تحدر ماء العين من عينى

كانوا ففرقهم دهر و صدعهم و الدهر يصدع ما بين المحبين

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 422

و قال القاضى صاعد بن محمد بن إبراهيم القزوينى رحمة اللّه عليه:

سقى اللّه أياما بقزوين قد مضت إذ العيش غض و الحبيب قريب

و إذ أنا ما بين الأحبة سالم و ثوب حياتى بالشباب تشيب

تذكرت ما قال ابن حجر صبابةو للوجد ما بين الفؤاد لهيب

أجارتنا أنا غريبان هاهناو كل غريب للغريب نسيب

فان تصلينا فالمودة بينناو ان تقطعينا فالغريب غريب

فصل

محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم أبو عمر البرزى الفقيه،

من بيت العلم و الحديث و كتب و سمع و علق الكثير سفرا و حضرا، سمع أبا نصر الفرّخان بن أحمد الفقيه سنة ثمان و ثلاثين

و أربعمائة، و أبا الفرج محمد بن الحسن بن الطيبى سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة، و أبا الحسن محمد بن الحسن بن مخلد سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة، و سمع لهذا التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخارى الامام من الحافظ أبى يعلى الخليل بن عبد اللّه، و سمع منه و من الفرّخان الفقيه من جامع حماد بن سلمة، بروايتهما عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 423

على بن أحمد بن صالح عن أبى يعقوب يوسف بن عاصم عن إبراهيم بن الحجاج عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى أن أمة لعمر بن الخطاب رضى اللّه كان لها اسم من اسماء العجم فسماها عمر جميلة.

فأبت فقال عمر رضى اللّه عنه بينى و بينك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فأتياه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أنت جميلة فقال خذيها على رغم أنفك، و سمع الفرّخان بن أحمد ثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ثنا أبو القاسم الكوكبى حدثنى محمد بن إبراهيم ابن أبى مريم أخبرنى يحيى بن أكثم قال قدم رجل إبنا له إلى بعض القضاء لحجر عليه فقال فيما قال القاضى أصلحك اللّه إن كان يحسن آيتين من كتاب اللّه فلا يحجر عليه، فقال له القاضى اقرأ فقال الفتى:

أضاعونى و أى فتى أضاعواليوم كريهة و سداد ثغر

فقال أبوه أن قرأ آية أخرى فلا تحجر عليه فحجر القاضى عليهما جميعا، و أجاز له محمد بن أحمد بن زيتاره سنة خمس و أربعين و أربعمائة.

محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم المرزى،

أبو سالم سمع بقراأة أبيه غريب الحديث لأبى عبيد القاسم بن سلام من أبى محمد الحسن بن جعفر الطيبى الفقيه بسماعة من أبى

الحسن القطان و سمع فضائل القرآن لأبى عبيد من الزبير بن محمد بن أحمد الزبيرى، سنة خمس و أربعمائة.

محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن باكويه الشيرازى، أبو عبد للّه الصوفى،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 424

و قد يسمى أحمد شيخ معروف من الصوفية الجوالين المكثرين، من كلام المشائخ و حكاياتهم، و سمع الحديث الكثير ورد قزوين، و سمع بها قرأت على أمّ العلاء عاتكة بنت الحافظ أبى العلاء العطار رحمهما اللّه، أنبا عبد الأول عيسى بن شعيب، أنبا أبو منصور عبد الوهاب بن أحمد الثقفى الصوفى، سنة سبعين و أربعمائة، أنبا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن بابوية، حدثنى أبو القاسم على بن أحمد بن إبراهيم بن ثابت البغدادى بقزوين، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدينورى السنى بالرى.

أخبرنى أبو العباس بن قتيبة ثنا إبراهيم بن مزاحم بن يوسف بن سماك بن يحيى الكتانى، ثنا أبى عن جدى يوسف ثنا عياض بن أبى قرصافة قال قال أبو قرصافة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يا عائشة لا تتكلفى للضيف فتمليه و لكن اطعميه مما تأكلين.

أنبانا والدى رحمه اللّه و آخرون عن جامع السقا أنبا الشيخ أبو على الفضل بن محمد الفارمذى ، ثنا شيخ الطريقة الجوال فى الآفاق الفقير إلى الملك الجبار أبو عبد اللّه محمد بن باكويه الصوفى الشيرازى، إملآء نبا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القزوينى، بها سمعت أبا بكر بن برد الأبهرى قال دخلت على أبى بكر بن طاهر صاحب الجنيد و رأيته كواله، و له أيام لم يتكلم، و لم يتناول شيئا فقلت له: يا سيدى لو تفضلت و زودتنى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 425

بشئ أتقوى به فى هذه السفرة

فأنشأ يقول:

ذكرتك لا أنى نسيتك لمحةو أضعف ما فى الذكر ذكر لسانى

فكدت بلا موت أموت صبابةو هام إليك القلب بالطيران

و لما رآنى الوجد أنك حاضرى و انك موجود بكل مكان

فخاطبت موجودا بغير تكلم و شاهدت مشهودا بغير عيان

محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن الحسن بن على بن سعيد أبو الفتاح البرزى القزوينى،

سمع أبا الفتح الراشدى سنة أربع عشرة و أربعمائة، صحيح البخارى أو بعضه و سمع مواعظ الحسن البصرى من الحسن بن سعيد بن كثير، بروايته عن محمد بن حيوة بن المؤمل ثنا إبراهيم بن ديزل ثنا شاذ بن الفياض ثنا أبو عبيدة الناجى، سمعت الحسن بن أبى الحسن البصرى يقول حادثوا هذه القلوب إلى آخرها.

أنبا القاضى عطاء اللّه بن على، كتابة أنبا القاضى أبو المحاسن عبد الجبار بن أبى الفتح بن ماك، أنبا أبا الفتاح المرزى أنا جدى الحسن ابن على بن سعيد أنا أبو بكر محمد بن حيوة بهمدان ثنا إبراهيم بن عبد اللّه ثنا الحكم ثنا فرات عن ميمون بن مهران عن ابن عمر رضى اللّه عنه قال

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 426

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أن يتخلى الرجل تحت الشجرة المثمرة و نهى عن النميمة و الاستماع إلى النميمة.

محمد بن عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن أبى طالب

من أكابر الأشراف المتعرضين إلى الأعمال الجليلة قتله عبد اللّه بن عزيز بين الرى و قزوين و هو موصوف بالفضل.

محمد بن عبد اللّه بن أبى بكر بن عبد الغنى الشيبى أبو بكر البابى

شيخ صوفى و فقيه و واعظ ورد قزوين زائرا، سمع أبا حفص عمر بن على بن الحسن البلخى، و محمد بن أبى النجيب الخازن و الأمير أبا منصور العبادى، و شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل و لقيته بتبريز و حدثنى عن عبد الرحيم بن إسماعيل بن أحمد بن محمد عن أبيه أبنا عبد العزيز بن أحمد بن الحسين الأنماطى.

قال: أنبا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنبا أبو القاسم البغوى ثنا أبو الربيع الزهرانى، ثنا حفص بن أبى داؤد عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: أول من أشفع له يوم القيامة من أمتى أهل بيتى، ثم الأقرب و الأقرب ثم الأنصار ثم من آمن بى و اتبعنى ثم اليمن ثم سائر العرب ثم الأعاجم، و من اشفع له أولا أفضل.

محمد بن عبد اللّه بن جعفر القارئ الصوفى أبو الفضل القزوينى،

كان يعرف بسمى النبى، سمع على بن أحمد بن صالح و أقرانه، روى عنه أبو سعد السمان الحافظ، فى معجم شيوخه، و قال ثنا أبو الفضل هذا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 427

بقزوين فى مسجد مراد، ثنا على بن أحمد بن صالح المقرئ ثنا محمد بن مسعود بن الحارث ثنا سليم بن الحكيم ثنا إسماعيل بن داؤد المخراقى عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع أنس بن مالك يقول ما صليت وراء أحد بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أشبه صلوة برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من هذا الفتى يعنى عمر بن عبد العزيز .

محمد بن عبد اللّه بن الحسن النهاوندى،

سمع بقزوين التلخيص لأبى معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبرى من الأستاذ أبى إسحاق الشحاذى سنة ثمان عشرة و خمسمائة.

محمد بن عبد اللّه بن زاذان الزاذانى،

سمع مع أخيه زاذان بن عبد اللّه من أبى الحسن القطان فى الطوالات، له ثنا حازم بن يحيى، ثنا عمار بن نصر المستملى ثنا سلام بن سليم أبو المنذر القارئ، أخبرنى عاصم ابن بهدلة عن أبى وائل عن الحارث بن حسان بن كلدة البكرىّ قال:

أردت المدينة، فأتيت الربذة فاستصحبتنى عجوز من بنى تميم، فحملتها معى إلى المدينة فأتيت المدينة فدخلت مسجدها.

فاذا أنا بالنبى صلى اللّه عليه و آله و سلم على المنبر يخطب و بلال قائم متقلد السيف، فاذا رايات سود تخفق، فقعدت حتى فرغ النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم من خطبته فلما فرغ قال لمن كان إلى جنبه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 428

ما هذه الروايات السود قالوا عمرو بن العاص قدم من غزاة ذات السلاسل ففرح المسلمون بذلك فرحا شديدا و الزاذانية قبيلة بقزوين كان فيهم أئمة كبار من المتقدمين و المتأخرين يأتى ذكرهم فى تراجمهم إن يسر اللّه تعالى.

محمد بن عبد اللّه بن سعدويه،

سمع أبا عمر بن مهدى بقزوين سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة، جزءا من حديث أبى محمد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصرى، برواية ابن مهدى عنه، و فى الجزء ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عمرو، يعنى ابن خالد ثنا زهير، يعنى ابن معاوية ثنا ابن أبى يعلى محمد بن عبد الرحمن عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال أهدى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى الحج مائة بدنه نحر منها بيده ستين و أمر ببقيتها فنحرت، ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجمعت فى قدر فطبخت فأكل من اللحم و حسا من المرق، قال زهير قلت لابن أبى ليلى ليكون قد

أكل منها كلها قال نعم.

محمد بن عبد اللّه بن شاذان،

سمع أبا على الحسن بن على الطوسى فى القراآت لأبى حاتم السجستانى «يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ» بكسر السين مجاهد و نافع و أبو عمرو و الكسائى، و يروى أن لغة النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كسر السين فى كلامه، و قرائته، و عن محمد بن المنكدر عن جابر أنه سمع النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم يقرأ «يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ» بكسر السين و قرأ يحسبهم بفتح السين أبو جعفر و الأعمش و عاصم و حمزة و القياس حسب يحسب بالفتح و الكسر لغة أهل الحجاز و فعل يفعل لا يوجد إلا فى أحرف قليلة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 429

محمد بن عبد اللّه بن عبد الجبار أبو عبد اللّه الجيلى الخالدى

من أولاد خالد بن الوليد سيف اللّه كان يعرف أبوه بأمير و جده بوخسوان فبقى لهما لقبين و سمى هذا عبد اللّه و ذاك عبد الجبار شيخ من الاعزة المتورعين المحتاطين سافر كثيرا على سبيل الزيارة و الاعتبار كما يفعل السالكون و تحمل فى المجاهدات و الرياضات المتاعب و الاخطار، و انكشفت له الحقائق و الأسرار، و له كلام فى علوم المعرفة و مجاميع ينتفع و يتبرك بها، و أقام بقزوين مدة فى الجامع فى الصف المقدم ثم انتقل إلى اشتربين من قرى قزوين و بقى هناك سنين يزرع و يطعم من ربعه الزائرين و السائلة من الفقراء و غيرهم و يرتفق به الخلق الكثير.

ثم عاد إلى قزوين و هو مقيم بها الآن، و سمع الحافظ أبا موسى المدينى أحاديث سنة ثمانين و خمسمائة، منها حديثه عن أبى على الحداد قال: أنبا أبو بكر محمد بن على الجوردانى المقرئ، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ابن داؤد بن

عيسى بالرقة ثنا أبى ثنا جدى داؤد بن عيسى، عن أبيه عيسى ابن على، عن علىّ بن عبد اللّه بن عباس عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن صدقة السرّ مطفئ غضب الرب و أن صلة الرحم تزيد فى العمر و أن صنائع المعروف تقى مصارع السوء و أن قول لا إله إلا اللّه، تدفع عن قائلها تسعة و تسعين بابا من البلاء أدناها الهمّ.

سمع بقزوين زاد العابدين للكاشغرى، عن عبد اللّه بن إسماعيل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 430

الجرجانى، بروايته عن أبى غانم أحمد بن عمرويه العمروى، عن هبة اللّه الزاذانى عن أبى الحسام الطبرى عن المصنف.

محمد بن عبد اللّه بن عبد العزيز الرازى أبو بكر،

يروى عن أبى بكر ابن خلاد، قدم قزوين و حدث بها رأيت بخطّ بعض الثقات السالفين، ثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عبد العزيز، قدم قزوين قال: سمعت أبا بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، سمعت موسى بن عبيدة السكرى، يقول: سعى رجل بجعفر بن محمد ، إلى أبى جعفر بأنه نال منك. و قال فيك فأحضر جعفر قال جعفر معاذ اللّه فقال الساعى، بلى نلت من أمير المؤمنين و قلت فيه كذا و كذا، فقال جعفر حلفه باللّه يا أمير المؤمنين، ثم أفعل ما شئت فحلف الرجل فقال له جعفر: إن حلفت كاذبا أخرج اللّه منك كل قوة أعطاك، فقال نعم فقام الرجل من ساعته أعمى أصمّ، أشلّ أعرج، و خطا خطوتين و ارتعد و سقط و مات.

محمد بن عبد اللّه بن على التككى أبو طاهر،

سمع ميسرة بن على، و يروى عنه، محمد بن الحسين بن عبد الملك البزاز فى فوائده، فقال: أنبا أبو طاهر هذا، ثنا ميسرة بن على ثنا عبد الصمد بن أحمد بن عباد ثنا يحيى بن عبد اللّه ثنا أبو نعيم ثنا على بن هاشم عن محمد بن عبيد اللّه عن أبيه عن جده أبى رافع أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 431

محمد بن عبد اللّه بن عيسى الساوى، أبو بكر،

سمع من الشيخ اسكندر الخيارجى بقزوين كتاب يوم و ليلة لأبى بكر السنى.

محمد بن عبد اللّه بن محمد بن على بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب أبو عبد اللّه المهدى،

أمير المؤمنين، دخل قزوين غازيا و مرابطا، و بويع سنة ثمان و خمسين و مائة، و أمه أم موسى بنت منصور الحميرية، و ذكر أبو بكر الخطيب فى تاريخ بغداد عند ذكره أنبا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبرانى ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادى ثنا نعيم ابن حماد ثنا يحيى بن يمان ثنا سفيان و زائدة عن عاصم عن أبى وائل عن زرّ عن عبد اللّه عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال المهدى يواطى اسمه اسمى، و اسم أبيه اسم أبى كأنه أشار إلى هذا الحديث.

قال الخليل الحافظ فى التاريخ ثنا أبو القاسم عبد الصمد بن أحمد ابن حنبش الخولانى بالرى، ثنا خالد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنى أبى أحمد بن محمد، حدثنى أبى محمد بن يحيى حدثنى أبى يحيى ابن حمزة قاضى دمشق، قال: صلى بنا المهدى فجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم، فقلت له فى ذلك فقال حدثنى أبى عن أبيه عن جده عن ابن عباس ان النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يجهر بها.

فى تاريخ أبى بكر الخطيب أنبا على بن عبد العزيز الطاهرى ثنا على بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهرى ثنا أحمد بن سعيد الدمشقى ثنا الزبير

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 432

ابن بكار، أخبرنى يونس بن عبد اللّه الخياط، قال دخل ابن الخياط المكى على أمير المؤمنين المهدى، و قد مدحه فأمر له بخمسين ألف درهم، فلما قبضها فرقها على الناس و قال:

قبضت بكفى كفه أبتغى الغنى و لم أدر انّ الجود

من كفه يعدى

فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى أفدت و أعدانى فبددت ما عندى

فنمى به إلى المهدىّ فأعطاه بدل كل درهم دينارا، أنبأنا والدى رحمه اللّه، عن سعد بن محمد الدقاق عن أبى منصور محمود بن إسماعيل الصيرفى، أنبا أبو الحسين بن فادشاه أنا سليمان بن أحمد الطبرانى، ثنا إبراهيم بن جميل الأندلسى ثنا عمر بن شبة قال كانت للمهدى جارية يحبها حبا شديدا و كانت شديدة الغيرة عليه فى سائر جواريه فتغتاض عليه و تؤذيه فقال فيها:

أرى مآء و بى عطش شديدو لكن لا سبيل إلى الورود

اراح اللّه من بدنى فؤادى و عجل بى إلى دار الخلود

أما يكفيك أنك تملكينى و أن الناس كلهم عبيدى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 433 و أنك لو قطعت يدى و رجلى لقلت من الرضا أحسنت زيدى

يحكى أنه هبت فى بعض أسفار المهدى ريح شديدة هتكت الأطناب و قطعت الأسباب فلفى بجبهته التراب و قال: اللهم احفظنا بنبيك محمد و لا تشمت بنا الأعداء من الأمم، اللهم إن كنت أخذت عبادك مجرمين فهذه ناصيتى بيدك فزالت الريح لوقتها و سكنت، مات المهدى سنة تسع و تسعين و مائة و هو ابن ثلاث و أربعين، و رأيت فى جمل ما رثى رحمه اللّه.

رحن فى الوشى و أصبحن عليهن المسوح كل نطاح من الدهر له يوم نطوح

لست بالباقى و ان عمرت ما عمر نوح فعلى نفسك نح ان كنت لا بد تنوح

محمد بن عبد اللّه بن أبى زرعة القاضى القزوينى،

قال الخليل الحافظ:

كان من أقراننا سمع على بن أحمد بن صالح و محمد بن الحسن بن فتح، و ببغداد ابن شاهين و الدارقطنى و بالبصرة ابن زحر، و بالأهواز أحمد ابن عبدان الحافظ، سمع منه تاريخ البخارى، و ذكر

الخليل فى التاريخ أنه توفى سنة ثمان و أربعمائة، و فى الارشاد سنة تسع و أربعمائة، و لم يعقب، و سلفه أئمة مشهورون أما جده أبو زرعة فقد سبق ذكره و أما الآخرون فسيجئ أسماؤهم فى مواضعها.

محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الميمنى،

سمع بقزوين أبا بكر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 434

محمد بن الحسين الجالوسى سنة ثمان و عشرين و خمسمائة.

محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن الموفق الموفقى أبو الحسن الفقيه،

سمع القاضى عبد الجبار بن أحمد و على بن أحمد المقرئ، و روى عنه أبو سعد السمان الحافظ فى معجم شيوخه، فقال: أنا أبو الحسن محمد ابن عبد اللّه الموفقى العدل بقراأتى عليه فى جامع قزوين، ثنا أبو الحسن على بن أحمد المقرئ، ثنا محمد بن مسعود بن سهل بن زنجلة ثنا وكيع عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن ابن عمر عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال لا يقبل صلاة إلا بطهور و لا صدقة من غلول.

محمد بن عبد اللّه بن محمد البغدادى ثم الساوى،

أقام بقزوين مدة يذكر و كان له حفظ و جرى فى التذكير، و معرفة الأشعار و الأمثال و الحكايات، و توفى بقزوين و سمع بها الحديث من القاضى أحمد بن الحسين، و فيما سمع حديثه عن أبى علىّ الحسن بن أحمد الموسياباذى، أنبا يحيى بن منصور أنا جعفر بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبى حماد و على بن أحمد بن صالح المقرئ، قالا ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا عصام بن يوسف ثنا عبد الواحد بن زياد عن أبى مالك الأشجعى عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن اللّه تعالى جعل لكل شئ آفة تفسده و أعظم آفة تصيب أمتى حبهم الدنيا و جمعهم الدينار

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 435

و الدرهم يا أبا هريرة لا خير فى كثير، ممن جمعها إلا من سلطه اللّه على هلكتها فى الحق.

محمد بن عبد اللّه بن حمونة

أحد الفقهاء المذكورين و استقضى بقزوين سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة أو قريبا منها، و فى مجموع التواريخ أنه توفى سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة.

محمد بن عبد اللّه بن ميمون،

سمع جزأ من أحمد بن محمد الذهبى بقزوين مع أبى الحسن القطان.

محمد بن عبد اللّه بن يزداد الرازى أبو بكر الخباز،

سمع بقزوين حموية بن يونس أملى الشيخ الفقيه، أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم البزاز البخارى، ببلخ سنة سبع و أربعمائة، حدثنى أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن يزداد إملاء سنة إثنتين و خمسين و ثلاثمائة، حدثنى أبو جعفر حموية بن يونس بقزوين، حدثنى الزيادى حدثنى عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبى وائل عن حذيفة قال رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم دنا من سباطة قوم فبال قائما فكنت أتنحى فقال لى ادن منى فدنوت منه حتى قمت عند عقبيه فتوضأ و مسح على خفيه.

محمد بن عبد اللّه الاصبهانى أبو بكر

نزيل قزوين، سمع أبا عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجه و سمع أبا عبد اللّه محمد بن الحجاج البزار، سنة ثلاث و ثمانين و مائتين، و سمع أبا على الحسن بن على بن نصر الطوسى، مع أبى الحسن القطان يقول فى إملائه سنة سبع و ثلاثمائة، ثنا الحسن ابن عرفة العبدى إملاء حدثنى عمار بن محمد بن أخت سفيان الثورى،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 436

عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد الخدرى قال سألنا نبى اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فقلنا يا نبى اللّه حدثنا ما ذا رأيت ليلة أسرى بك قال أتيت بدابة هى أشبه الدواب بالبغل- و ذكر الحديث الطويل و المعراج.

محمد بن عبد اللّه أبو جعفر المؤدب،

سمع الصحيح للبخارى أو بعضه من أبى الفتح الراشدى سنة أربع عشرة و أربعمائة و فيما سمع حديثه عن خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن منصور و الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود، قال رجل يا رسول اللّه! أنؤاخذ بما علمنا فى الجاهلية قال من أحسن فى الاسلام لم يؤاخذ بما عمل فى الجاهلية و من أساء فى الاسلام لأخذ بالأول و الآخر.

محمد بن عبد الطاليخونىّ الاصبهانى،

سمع من إبراهيم بن حمير الصحيح من الامام محمد بن إسماعيل بتمامه بقزوين.

محمد بن عبد اللّه الطبرى الكاتب،

سمع أبا محمد الطيبى الفقيه سنة خمس و أربعمائة.

محمد بن أبى عبد اللّه بن سماك،

سمع فضائل قزوين للخليل الحافظ من أبى سليمان أحمد بن حسنويه الزبيرى سنة تسع و خمسين و خمسمائة.

فصل

محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز، أبو نصر البخارى

فقيه، كان قاضيا بقزوين، سنة ثمان و ستين و أربعمائة، و كان ينوب عنه القاضى أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار بن ماك.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 437

محمد بن عبد الملك بن محمد، أبو عبد اللّه الشهاذى المقرئ،

أخو الأستاذ إبراهيم الشهاذى أجاز له رواية مسموعاته، أبو عبد اللّه محمد بن الأنماطى، بمكة سنة أربع و سبعين و أربعمائة، و سمع تفسير مقاتل من أبى العباس أحمد بن أبى بكر المشكانى ، سنة اثنتى و سبعين و أربعمائة، و سمع أبا زيد الواقد بن الخليل الخليلى فى الطوالات لأبى الحسن القطان بروايته عن أبيه الخليل عن ابن سوسة عن القطان ثنا إبراهيم بن نصر ثنا الحسن بن بشر ثنا قيس بن الربيع عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس عن العباس بن عبد المطلب، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إنى نهيت أن أمشى عريانا.

محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن محمد أبو جعفر الشحاذى،

سبط المذكور أولا سمع عمّ أبيه، إبراهيم بن عبد الملك الشحاذى أجزاء منشورة سنة ست و عشرين و خمسمائة، و فيها ثنا أبو منصور المقومى، أنا أبو الفتح الراشدى ثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه البجلى الرازىّ، سمعت أبا على الثقفى بنيسابور يقول: صنفت كتابا و كان يعزّ علىّ ذلك الكتاب، فطلبه منى بعض إخوانى، فمنعته، فالحّ علىّ و أنا أمنع فرأيت فيما يرى النائم كأن العلم يكلمنى و يقول لا تمنعنى من الناس، فانى بنفسى ممتنع من غير أهلى و قال البجلى أنشدنى عتبة الغسال:

يلاحظنى فيعلم ما بقلبى و ألحظه فأعلم ما يريد

محمد بن عبد الملك بن المعافا بن الفضل أبو عبد اللّه القزوينى،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 438

جد القاضى عبد الملك، فقيه شاعر أديب فاضل، ملاء اهابه، له الرسائل البليغة و الشعر المتين و الفضل المبين، و فى آبائه قضاة و فضلاء و فقهاء منعوتون، و سمع الحديث رأيت بخط القاضى عبد الملك بن أحمد بن محمد ابن عبد الملك، و قد أنبأنا عنه غير واحد، سمعت جدى محمد بن عبد الملك ابن المعافى يقول حدثنى والدى حدثنى والدى المعافى، حدثنى والدى الفضل حدثنى والدى عون، حدثنى والدى المعافى، حدثنى والدى زكريا، حدثنى والدى حبيش عن والده المعافى، عن محمد بن الحسن عن أبى حنيفة عن أنس بن مالك، عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم.

به عن أبى حنيفة، عن عبد اللّه بن أبى أوفى، أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: من بنى مسجدا و لو كمفحص قطاة، نبى اللّه له بيتا فى الجنة، و به عن أبى حنيفة عن عائشة بنت عجرد عن رسول اللّه صلى اللّه

عليه و آله و سلم، أنه قال: إن أكثر جند اللّه فى الأرض الجراد و أنا لا آكله و لا أحرمه. و أنبأ عن القاضى عبد الملك سمعت الشيخ الجدّ سمعت المعافا بن زكريا، يقول: ثنا الحسين بن القاسم الكوكبى، ثنا جرير بن أحمد بن أبى داؤد، سمعت العباس بن مأمون سمعت أمير المؤمنين يقول:

قال لى علىّ بن موسى ثلاثة موكل بها ثلاثة، بجاهل الأيام على

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 439

ذوى الآداب الكاملة و استيلاء الحرمان على المتقدم فى صنعته، و معاداة العوام لأهل المعرفة، و رأيت بخط القاضى عبد الملك أنشدنى جدى محمد ابن عبد الملك، لأبى تمام حبيب بن أوس الطائى يمدح جدنا القاضى بنصيبين حبيش بن المعافى فى قصيدة أولها:

نسائلها أى المواطن حلت و أى ديار أوطنتها و أية

و ما ذا عليها لو أشارت فودعت إلينا بأطراف البنان و أومت

و ما كان إلا أن تولت بها النوى فولى عزاء القلب لما تولت

فأما عيون العاشقين فأسخنت و أما عيون الشامتين فقرت

إلى أن قال:

تعشقتها و الليل ملق جرانه و جوزاؤه فى الافق لما استقلت

إلى خير من ساس الرعية عدله و وطد أعلام الهدى فاستقرت

حبيش حبيش بن المعافا الذى به أمرت حبال الدين حتى استمرت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 440 له كل يوم شمل مجد مؤلف و شمل ندى بين الصفاة مشتت

و منها:

إذا ما حلوم الناس حلمك و ازنت رجحت بأعلام الرجال و خفت

إذا ما يد الأيام حلت بنانهاإليك بخطب لم ينلك و سلت

إذا ما آمتطينا العيس نحوك لم نخف عثارا و لم نخش اللتيا و لا التى

أيضا لجدى محمد بن عبد الملك بن المعافى من قصيدة:

سقى الجيرة النادين من جانبى نجدعماد من الوسمى مرتجس الرعد

و دار السلمى إذ

سليمى عزيزةو إذ نحن فى طيب من الزمن الرغد

شباب و أوطان و خل مساعدو دهر حميد العهد يالك من عهد

و له:

خليلى هل عيش بقزوين راجع يزيل صبا باتى أم الهجر واصب

سقى معهد الأحباب كل عشيةعماد دموعى بل عماد سواكب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 441 سلوت عن الادلاج فى طلب الهوى و إن كان لى فى الغانيات مآرب

و ما لى لا أسلو و فى العلم وازع و ترك الهوى حق على و واجب

فيا لائمى فى ترك أروى و وصلهارويدك إنى تائب ثم تائب

و لكن علم المرء يورث خرفةو للجهل حظ وافر و مراتب

ترى نعما نالوا مراكب فضةمراكب جهل تحتهن مراكب

أيضا لجدى محمد بن عبد الملك كتبه إلى بعض أصدقائه:

كتبت إلى مولائى ملتمسا عفواو معتذرا عما أتيت به سهوا

ليغفر ذنب المستجير بعفوه و يبلغ فى الاحسان غايته القصوى

فما عن قلى فارقت منهل فضله و لكن صرف الدهر عن ورده ألوى

أقول و نار الشوق بين جوانحى ألا ليتنى من عذب رؤيته أروى

فاقضى حاجات الفؤاد بوصله و أشرب من كأس الأمانى به صفوا

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 442 على أنه بالفضل يغفر زلتى و يوسع جرما قد فرقت به محوا

سلام عليه من صديق يشوقه و يجزع من أيدى ملامته شجوا

رأيت أيضا بخطه كتب أبو الفرح عبد الرزاق بن عمرو بن الليث إلى جدى محمد بن عبد الملك بن المعافى:

ما الطل فرط سحرة روض الربى و تنسم المشتاق ريح صوارة

و الرندمال به الصبى فحسبته نشوان يسحب منه فضل إزاره

و الأغيد المعشوق فاجأ مطلعاقمر الدجنة من ذرى إزراره

و الطيف زار معانقا و مصافحافتعطر المثوى لطيب مزاره

كصحيفة موشية و أفا بهاابن المعافى من حلى أفكاره

و أيضا للدهخدا أبى النجم مسافر بن محمد الخيارجى فى جدى

محمد ابن عبد الملك أو لأبى العلاء بن حسول:

أقرت ربى قزوين من فضلائهاو ذوت معالمها لقلة مائها

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 443 فذماؤها شرف الانام محمدو اللّه يحرس طول عمر ذمائها

أيضا كتب جدى فى جواب كتاب بعضهم ورد كتاب فلان:

فسجدت للرحمن عند عيانه و عقدت عقد اللثم فى عنوانه

و فككته ففككت عن أسرا الجوى قلبى و جال الطرف فى ميدانه

هذا القدر كان من الاستدلال به على فضله، و شهرته عند الفضلاء.

محمد بن عبد الملك بن أبى نصر أبو هاشم المقرئ القزوينى،

سمع بعض مختصرات أبى معشر الطبرى فى القراأة من الأستاذ إبراهيم الشحاذى بسماعه من المصنف.

محمد بن عبد الملك الفقيه أبو الحسين الصفار

كان من وجوه الفقهاء بقزوين، و حدث بالرى مدة و روى عنه أبو بكر بن حمشاد أنبئنا عن كتاب القاضى أبى الفتح إسماعيل بن عبد الجبار، ثنا محمد بن على الشروطى ثنا أبو بكر بن حمشاد ثنا محمد بن عبد الملك الصفار أبو الحسين الفقيه ثنا عمر بن أحمد ثنا موسى بن نصر ثنا نصر بن ثابت ثنا الحجاج ابن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا يقطع السارق فى أقل من عشرة دراهم، توفى أبو الحسين بالرى سنة تسع و خمس و ثلاثمائة، و نقل إلى قزوين فدفن فى مقبرة طريق دستجرد.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 444

فصل

محمد بن عبد الواحد بن إلياس الالياسى الديلمى

كان من المتفقهة و توكل فى مجلس الحكم بالآخر، و سمع الأربعين الغوالى لوالدى رحمه اللّه، منه فى جماعة سنة ثمان و ستين و خمسمائة، و سمع القاضى عطاء اللّه بن ملكوية و أقرانه.

محمد بن عبد الواحد بن أبى الفتوح بن عمران،

سمع الخائفين من الذنوب لابن أبى زكريا الهمدانى من أبى سليمان الزبيرى سنة ثمان و خمسمائة و سمع التصحيف و التحريف لأبى أحمد العسكرى من أبى طاهر بن أحمد ابن محمد النجار.

محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر القزوينى أبو الحسن،

روى عنه على بن عبد الواحد الدينورى.

محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا أبو حاتم اللبان الخزاعى،

سمع على بن أحمد بن صالح بقزوين، سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة، و أدخله الحافظ أبو بكر الخطيب فى التاريخ و قال هو من أهل الرى قدم بغداد حاجا، و حدث بها عن أبى الحسن البردعى المعروف بابن حرارة عن عتاب بن محمد الورامينى و ميسرة بن على القزوينى و عبد اللّه بن عدى الجرجانى.

ثنا عنه القاضى أبو العلاء الواسطى، و الحسن بن على الجوهرى، و كان صدوقا، أنبأنا جماعة من الشيوخ عن كتاب أبى على الحداد قال

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 445

كتب إلىّ الخليل بن عبد اللّه الحافظ، حدثنى محمد بن عبد الواحد بن محمد زكريا الخزاعى، قال قرئى على إسماعيل بن محمد الصياد و أنا حاضر ثنا الحارث ابن محمد بن أبى أسامة ثنا الخليل بن زكريا ثنا مجالد ثنا عامر عن فاطمة بنت قيس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم خطب- فذكر حديث الحساسة.

محمد بن عبد الواحد بن محمد الطبرى أبو طاهر المفسر،

روى عن الخليل الحافظ، و عن عبد الجبار بن محمد بن ماك أنبا على بن عبيد اللّه الرازى، إجازة عن كتاب أبى حامد عبد الرحمن بن محمد بن محمود الطبرى و أحمد بن إبراهيم بن هجير، و أبى معشر حبيب بن نصر الصوفى قالوا أنبا أبو طاهر محمد بن عبد الواحد الطبرى المفسر فى كتاب التفريد فى فضائل التوحيد من جمعه ثنا القاضى أبو الحسن عبد الجبار محمد بن ماك بقزوين سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة، ثنا أحمد بن موسى بن الصلت، ببغداد سنة ثلاث و أربعمائة، ثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى ثنا أبو مصعب الزهرى، عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال قال رسول

اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: لما خلق اللّه جنة عدن و هى أول ما خلقها اللّه تعالى قال لها يا جنة عدن تكلمينى فتكلمت فقالت لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» قد أفلح من دخل فىّ و شقى من دخل النار.

محمد بن عبد الواحد أبو أحمد القزوينى،

أجاز له محمد الهادى جميع مسموعاته و أحاديثه سنة ثمان و سبعين و أربعمائة.

فصل

محمد بن عبد الواسع بن محمد بن الشافعى بن داؤد التميمى

مقرئ

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 446

عريق فى القراأة، سمع التلخيص لأبى معشر الطبرى من الأستاذ أبى بكر محمد بن أبى طالب المقرئ سنة ست و ستين و خمسمائة.

فصل

محمد بن عبد الوهاب أبو عمر المرزى القزوينى،

قال الخليل الحافظ شيخ مذكور جليل عند أصحاب أبى حنيفة رحمه اللّه كان يفتى برأيهم، سمع إسماعيل بن توبة و محمد بن مقاتل و موسى بن نصر روى عنه ابن صالح و غيره ثنا على بن أحمد بن صالح ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا محمد ابن مقاتل ثنا على بن عاصم عن سهيل بن أبى صالح عن أبى هريرة قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم من كان مصليا بعد الجمعة فليصل أربعاء مات أبو عمر سنة خمس و ثلاثمائة.

محمد بن عبد الوهاب بن محمد المرزى أبو إسماعيل الفقيه،

سمع أبا زيد الواقد بن الخليل الخليلى سنة ست و سبعين و أربعمائة، و فضائل القرآن لأبى عبيد من أبى منصور المتوفى سنة سبع و سبعين و أربعمائة، و مما سمع من المقومى لهذا التاريخ جزء من الحكايات جمعها أبو بكر محمد ابن عبد اللّه البجلى برواية المقومى عن أبى الفتح الراشدى عن البجلىّ، و فيه سمعت عبد العزيز بن غانم الأندلسى يقول كان لأبى صديق وراق فقال له أبى ذات يوم كيف أنت يا أبا فلان قال بخير ما دامت معى يدى قال فتناثرت أصابعه من الغد، و لمحمد بن عبد الوهاب تعاليق فى الفقه و الخلاف على أبى القاسم عبد الكريم بن الحسن الكرجى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 447

محمد بن عبد الوهاب بن محمد أبو سالم المرزى

أخو الأول، سمع الحديث الطويل فى فضائل سور القرآن الذى يروى عن أبى بن كعب رضى اللّه عنه من أبى الفتاح محمد بن عبد اللّه بن أحمد المرزى سنة أربع و ستين و أربعمائة، بروايته عن الزبير بن محمد بن أحمد الزبيرى، عن علىّ بن جمع بن زهير عن حمدان بن المغيرة السكرى، عن القاسم، بن الحكم العرفى عن هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبى أمامة الباهلى، عن أبى بن كعب رضى اللّه عنه.

فصل

محمد بن عبيد اللّه بن منصور،

سمع أبا الحسن القطان أجزاء مما انتخبه من مسموعاته و فيها ثنا ابن ديزيل بهمدان، ثنا مسدد بن مسرهد، ثنا حماد بن الابح عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال إن مثل أمتى مثل المطر لا يدرى اوله خير أم آخره.

محمد بن عبيد اللّه الهاشمى أبو عامر،

سمع أبا الحسن القطان يحدث عن أبى محمد عبيد بن محمد بن شريك البزاز بسماعه منه، ببغداد فى شهور سنة إحدى و ثمانين و مائتين ثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحرانى، ثنا القاسم بن الفضل أبو المغيرة الأزدى ثنا أبو نصرة عن أبى سعيد الخدرى قال بينما راع يرعى بالحرة انتهز الذئب شاة فحال الراعى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 448

بين الذئب و الشاة فاقعى الذئب على ذنبه فقال الذئب للراعى ألا تتقى اللّه تحول بينى و بين رزق ساقه اللّه إلى فقال الراعى العجب من ذئب يقعى على ذنبه يكلمنى كلام الانس، فقال الذئب للراعى ألا أحدثك بأعجب من هذا.

رسول اللّه بين الحرتين يحدث الناس بأنبائنا قد سبق، فساق الراعى شاة حتى أتى المدينة ثم دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فحدثه، بما قال الذئب، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إلى الناس فقال للراعى أخبر الناس بما رأيت فقام الراعى فحدث الناس بما قال الذئب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم صدق الراعى ألا ان أشراط الساعة كلام السباع الأنس، و الذى نفسى بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الأنس، و يكلم الرجل شراك نعله و عذبة سوطه و يخبره فخذه بما أحدث أهله بعده و

يمكن أن يكون محمد بن عبيد اللّه هو المذكور أولا.

محمد بن عبيد اللّه أبو عبد الرحمن القزوينى،

روى عن أبى عبد اللّه محمد بن أحمد النخعى بسماعه منه بالبصرة، و حدث عنه الشيخ أبو الفتح الراشدى.

محمد بن عبيد اللّه الحنفى، أبو جعفر القزوينى،

روى عن القاضى أبى المعالى أحمد بن قدامة كتاب الغرر و الدرر، للمرتضى معروف بعلم الهدى بروايته عن المصنف و رواه عن أبى جعفر على بن عبيد اللّه بن بابويه الرازى الحافظ.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 449

فصل

محمد بن العباس بن كرامة،

سمع أبا الحسن القطان بقزوين فى غريب الحديث لأبى عبيد بروايته عن على بن عبد العزيز عنه حدثنى يحيى ابن سعيد ثنا طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال من منح منحة ورق أو منح لبنا كان له كعدل رقبة أو نسمة.

محمد بن العباس الخيارجى،

سمع أبا عبد اللّه محمد بن على المعسلى حديثه عن عبد الرحمن بن أبى حاتم ثنا الحسن بن عرفة، ثنا قدامة بن شهاب المازنى البصرى، عن إسماعيل بن أبى خالد عن وبرة عن ابن عمر قال سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم عن أطيب الكسب فقال عمل الرجل بيده و كل بيع مبرور- قال ابن أبى حاتم قال أبى- الحديث منكر، و قدامة ليس بقوىّ.

محمد بن العباس أبو بشر النيسابورى،

سمع أبا الحسن القطان أيضا بقزوين.

محمد بن العباس المؤدب،

سمع بقزوين أبا عبد اللّه محمد بن على ابن عمر المعسلى جزءا من فوائد العراقيين رواية عبد الرحمن بن أبى حاتم، بسماع المعسلى منه، و فيه ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرنى مالك بن أنس عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال عذبت امرأة فى هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار، فقال لها و اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 450

أعلم لا أنت أطعمتها و سقيتها حين حبستها و لا أنت أرسلتها تأكل من حشائش الأرض حتى ماتت جوعا- قال عبد الرحمن بن أبى حاتم ليس هذا الحديث فى الموطأ.

محمد بن العباس الطالقانى القاضى

جدّ والد الامام أحمد بن إسماعيل تفقه ببغداد مدة و رجع إلى الطالقان، فاستقضى بها فقضى سنين ثم تورع عنه و كان مشتغلا بنشر العلم و التذكير و نصيحة الناس.

محمد بن العباس الزاكانى،

سمع الامام أحمد بن إسماعيل صحيفة جويرية بن أسماء سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة، بروايته عن زاهر الشحامى عن أبى سعد الكنجرودى عن أبى عمرو بن حمدان عن الحسن بن سفيان و أبى يعلى الموصلى عن عبد اللّه بن محمد بن أسماء عن عمه جويرية عن نافع عن ابن عمر رضى اللّه عنه.

فصل

محمد بن عثمان بن الطيب بن محمد القزوينى،

سمع أباه و على بن أبى طاهر و سهل بن سعد و روى عنه أبو سعد المالكى الفقيه، فقال ثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن الطيب الصوفى، ثنا على بن أحمد بن الصباح ثنا أبو حفص الفلاس ثنا يحيى بن سعيد ثنا سفيان حدثنى أبى عن أبى يعلى عن ربيع بن خثيم عن عبد اللّه بن مسعود قال خط لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم خطا مربعا و خطّ وسط الخط المربع خطا و خط خطوطا إلى جنب الخط الذى وسط المربع خطا خارجا من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 451

الخطّ، فقال أتدرون ما هذا.

قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال: الخط الأوسط الانسان و الخطوط إلى جنبه الأعراض ينهشه من كل مكان ان أخطاه هذا أصابه هذا، و الخط المربع، الأجل المحيط به، و الخطّ الخارج الأمل، توفى محمد بن عثمان سنة تسع و ستين و ثلاثمائة و كان من المعمرين.

محمد بن عثمان الأجدب القزوينى

من القدماء، حدث عنه أبو عبد اللّه ابن ماجه فى تاريخه قال: ثنا مهران عن عثمان بن زائدة قال: رأيت فيما يرى النائم كأنى أدخلت الجنة فرأيت سفيان الثورى يطير فيها من شجرة إلى شجرة و يقول «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً».

محمد بن عثمان،

سمع أبا الحسن القطان بقزوين فى غريب الحديث لأبى عبيد بروايته عن علىّ بن عبد العزيز عنه، ثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: الايمان يمان الحكمة يمانية.

محمد بن عثمان أبو الحسين بن العبادانى،

سمع على بن أحمد بن صالح، يحدث عن محمد بن عبد بن عامر السمرقندى، ثنا عصام بن يوسف ثنا عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا تزال أمتى على الفطرة ما لم يؤخروا صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم، و سمع يوم عرفة سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة، من على بن أحمد بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 452

صالح بعض كتاب الأحكام لأبى على الطوسى.

محمد بن عثمان الصيدنانى الرازى،

سمع بقزوين على بن أحمد ابن صالح.

محمد بن عثمان بن يوسف السمرقندى،

فقيه حدث بقزوين سنة خمس و ثمانين و خمسمائة، عن محمد بن أبى سعيد الكشانى و محمد بن محمد المعروف بالحجاج البخارى، قالا سمعنا الأشج عن على بن أبى طالب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: سنجر آخر ملوك العجم يعيش ثمانين عاما ثم يموت جوعا.

فصل

محمد بن عدنان اللوكرى ،

الخطيب صاحب فضل و جاه تولى الخطبة فى نكاح جمال الملوك أبى حفص عمر بن نظام الملك ببنت الأمير أبى على شرفشاه الجعفرى، سنة سبع و ستين و أربعمائة، بقزوين على ثلاثين ألف دينار عمادية.

فصل

محمد بن العراقى الطاؤسى أبو جعفر القزوينى الصوفى

معروف بحسن السيرة و الوجاهة عند السلاطين و كان له سعى جميل فى إسقاط الضرائب و المكوس و بورك فى نسله عددا و رياسة، سمع أبا زيد الواقد ابن الخليل، سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة، و سمع أبا منصور المقومى فى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 453

جامع التأويل لابن فارس بروايته عن أحمد بن الغضبان عنه حديثه عن أبى عمرو سعيد بن محمد بن نصر حدثنى بكر بن سهل الدمياطى، عن عبد الغنى بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن الضحاك عن ابن عباس:

قال هو عند اللّه عظيم أى قذف عائشة أم المؤمنين زوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يذكرونها بما لم يكن فيها و لم يقع فى قلبها قطّ قال يقول اللّه تعالى و أنا خلقتها طيبة و عصمتها من كل قبيح، و قد سمع الجامع منه بتمامه سنة ثمانين أو إحدى و ثمانين و أربعمائة، و سمع منه سنن ابن ماجه سنة ثمانين، و سمع كتاب يوم و ليلة لأبى بكر ابن السنى من محمد بن إبراهيم الكرجى، سنة ثلاث و ثمانين، و سمع أبا الفضل إسماعيل بن محمد الطوسى، لهذا التاريخ أيضا و توفى على ما أثبت فى حجر منقور مركب فى لوح قبره فى شهر ربيع الآخر سنة عشرين و خمسمائة.

محمد بن العراقى الصباغ،

سمع أبا العباس أحمد بن أبى سعد الاسفرائنى بقزوين، سنة ست و خمسمائة، حدثه عن على بن الحسين القزوينى أخبرنا أبو عمرو عبد القادر بن عبد القاهر الجرجانى عن أبيه عبد القاهر بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن محمد بن الحسن أنا جدى الامام أبو بكر الاسماعيلى، أخبرنى الحسين بن أحمد المالكى

أنا أبو المعافا ثنا محمد ابن سلمة عن أبى عبد الرحيم عن عبد الوهاب بن بخت عن نافع عن صفية بنت أبى عبيد عن صفية أو عائشة أو كلتيهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال لا يحل لامرأة تؤمن باللّه و اليوم الآخر أن تحد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 454

على ميت فوق ثلاثة أيام الا على زوجها.

فصل

محمد بن عبد العزيز بن على بن بادار القزوينى، أبو جعفر بن أبى زيد

توطن بنيسابور، و سمع أبا بكر بن محمد الشيروى و غيره قال الامام أبو سعد السمعانى كتبت عنه شيئا يسيرا.

محمد بن عزيزى البصيرآبادى،

سمع الأستاذ الشافعى ابن داؤد الصحيح للبخارى أو بعضه و سمع النصف الأول من تفسير مقاتل منه سنة ثمان و تسعين و أربعمائة.

فصل

محمد بن عطاء ملك بن عبد الملك أبو بكر البلخى

قرأ فى جامع قزوين، سنة ثمان و سبعين و أربعمائة، جزءا من حديث القاضى أبى محمد عبد اللّه بن أبى زرعة و غيره على الأستاذ الشافعى بن داؤد المقرئ، بروايته عن أبى العباس أحمد بن الخضر المعروف بخاموش عن القاضى أبى محمد قال ثنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا محمد بن عبدك القزاز ثنا يونس بن محمد ثنا الليث بن سعد عن يزيد يعنى ابن الهادى عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عبد اللّه بن الحكم عن القعقاع بن حكيم عن جابر بن عبد اللّه قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول غطوا الاناء، و لوكوا السقاء فانه ينزل فى ليلة وبآء لا يمرّ بانآء لم يغط و لا سقاء لم يوك إلا وقع فيه من ذلك الوباء.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 455

محمد بن عطية بن خالد القزوينى شيخ،

سمع تاريخ محمد بن إسماعيل البخارى من محمد بن سليمان بن فارس النيسابورى، بروايته عنه و سمع من ابن عطية أبو الحسن القطان و أبو داؤد مع كبر سنهما.

فصل

محمد بن عكرمة،

سمع تاريخ أحمد بن حنبل بقزوين من أبى الحسن أحمد بن الحسن بن ماجه أو من أحمد بن محمد بن ميمون، بروايتهما عن على بن أبى طاهر عن الأثرم عن أحمد رضى اللّه عنه.

فصل

محمد بن على إبراهيم بن سلمة بن بحر أبو إبراهيم بن أبى الحسن القطان،

سمع أباه فى جزء رواه عن أبى بكر أحمد بن محمد بن الحسن الذهبى، حدثنى أبو محمد سعيد بن عبد الفريابى بسرخس ثنا مالك بن سليمان هروى، ثنا داؤد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الانسان: الشعر و الظفر و الدم و الحيضة، و السن و المشيمة و القلفة.

محمد بن على بن أحمد بن إبراهيم بن ثابت أبو حاتم الصوفى القزوينى،

هو ابن الحافظ على بن ثابت المعروف بالبغدادى، سمع القاضى أبا بكر السنى و بقزوين على بن أحمد بن صالح المقرئ و غيره و بأبهر أبا إسحاق إبراهيم ابن محمد بن إبراهيم بن أبى حماد الأسدى، و بأصبهان أبا بكر محمد بن أحمد بن على بن عاصم بن المقرئ، روى عنه الخليل الحافظ فى مشيخته

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 456

فقال حدثنى أبو حاتم محمد بن على الصوفى ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السنى ثنا أبو عبد الرحمن النسائى بمصر ثنا عمرو بن يزيد ثنا أبو يزيد الجرمى ثنا سيف بن عبيد اللّه عن سلمة بن العتار عن سعد بن عبد العزيز عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة:

قال: قلت يا رسول اللّه هل نرى ربنا يوم القيامة، قال: هل ترون الشمس فى يوم لا غيم فيه قلنا نعم قال: فانكم ترون ربكم عزّ و جل و سمع مع أبيه على بن ثابت كتاب الضيافة لا بكر السنى الدينورى منه، و فيه حدثنى أحمد بن يحيى بن زهير ثنا الحسن بن أحمد بن شعيب، ثنا عثمان بن عبد الرحمن ثنا علىّ بن عروة، عن عبد الملك عن عطاء عن أبى هريرة

قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار. و فيه أنشدنى إبراهيم بن محمد بن عرفة أبو عبد اللّه النحوى:

أجلك قوم حين صرت إلى الغنى و كل غنى فى العيون جليل

و ليس الغنى إلا غنى زين الفتى عشية يقرى أو غداة ينيل

محمد بن على بن أحمد الخيارجى

وصف بالفضل و جميل الاخلاق و ذكر محمد بن إبراهيم القاضى فى مجموع التواريخ، أنه كان فاضلا كريما مطعاما و أنه بنى المسجد الجامع فى قريته و منارة المسجد و خانات ينزل فيها السابل و أنه كان عديم النظير بين أشكاله و أنه توفى سنة خمس

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 457

و تسعين و ثلاثمائة.

محمد بن على بن آزاد مرد أبو عبد اللّه القزوينى

من قدماء الشيوخ المنعوتين بالحفظ و المعرفة، روى عن يحيى بن المغيرة الرازى، و أحمد بن عثمان و إسماعيل بن توبة، و روى عنه على بن مهروية، و بالعراق محمد بن مخلد و أقرانه قال الخليل الحافظ فى التاريخ: أنا أبو الفرج المعافا بن زكريا بن طرارة القاضى، ببغداد ثنا محمد بن مخلد بن حفص الدورى، ثنا محمد بن على بن آزاد مرد القزوينى، ثنا إسماعيل ابن توبة، ثنا الحسن بن قحطبة بن شبيب، صاحب الدوله قال سمعت مولاى جعفر بن المنصور يحدث عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس قال:

قال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم الجبن دآء فاذا أكل بالجوز فهو شفاء قال و ثنا ابن صالح عن محمد بن هارون عن اسماعيل بن توبة عن رجلين عن الحسن بن فحطبة و ليس الحديث بالمتين و حدث أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون فى كتاب له جمع فى ذكر ما أنزل اللّه تعالى من القرآن فى شأن على بن أبى طالب رضى اللّه عنه عن محمد بن على بن آزاد مرد، قال ثنا اسحاق بن إبراهيم الصواف ثنا بدل بن المحبر ثنا عبد السلام بن عجلان، عن أبى يزيد المدنى، سمع يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال

اول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد و مثلها فى هذه الأمة مثل مريم فى بنى إسرائيل.

محمد بن على إسماعيل أبو بكر القفال الشاشى

إمام، من أئمة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 458

أصحاب الشافعى رضى اللّه عنه، مقدم فى العلوم، و له تصانيف مشهورة، فى التفسير و الحديث، و الأصول و الفقه، و له كتاب محاسن الشريعة، الذى تكلم فيه على أسلوب بديع، و جمع فى معجزات النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم زيادة على ألف حديث، و درس على ابن شريح، و انتشر عنه فقه الشافعى، بما وراء النهر، و سمع بخراسان محمد بن إسحاق ابن خزيمة، و محمد بن إسحاق السراج، و عمر بن محمد بن بحير السمرقندى، و بالعراق محمد بن جرير الطبرى، و موسى بن عبد الحميد و عبد اللّه ابن محمد البغوى و ابن أبى داؤد، و ابن صاعد، و بالكوفة عبد اللّه ابن زيدان، و علىّ بن العباس المقانعى و بالشام أبا الحميم و بالجزيرة أبو عروبة الحرائى.

ورد قزوين سنة بضع و خمسين و ثلاثمائة، و حضر مجلسه الكبار أبو منصور القطان، و أقرانه، و كتبوا عنه و ممن سمع منه أبو زرعة عبد اللّه بن الحسين بن أحمد الفقيه، و روى عنه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ فى تاريخ نيسالور، فقال ثنا أبو بكر القفال، ثنا محمد بن على ابن الحسن بن حرب الرقى، ثنا أيوب بن محمد الوزان، ثنا سعيد بن سلمة عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمى عن علقمة بن وقاص، عن عمر رضى اللّه عنه عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: الأعمال بالنيات- الحديث، قال و أنشدنا أبو بكر القفال، أنشدنا أبو بكر

الدريدى لنفسه فى صفة الأترج.

جسم لجين قميصه ذهب مركب فى بديع تركيب

فيه لمن شمه و أبصره لون محب و ريح محبوب

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 459

مات بالشاش سنة خمس و ستين و ثلاثمائة، و قيل سنة ست و رأيت على ظهر بعض التعاليق أنه ولد ليلة البراءة، سنة إحدى و تسعين و مائتين.

محمد بن على بن ثابت،

سمع مع أبى الحسن القطان عن أحمد بن ابن سهل اللحيانى، سنة خمس و تسعين و مائتين. مجلدة من مغازى محمد ابن إسحاق، بروايته عن محمد بن حميد عن سلمة بن الفضل عن محمد ابن إسحاق.

محمد بن على بن الحسن بن مخلد بن زنجوية،

و روى عنه أبو حفص ابن جاباره، و عن أبى الخطيب عبد الكافى بن عبد الغفار بن مكى، كتابه أنبا جدى أبو بكر مكى بن محمد الحربى سنة خمس و خمسمائة، أنبا أبو حفص عمر بن محمد بن جابارة المالكى أنبا أبو عبد اللّه محمد بن على بن الجارود أنبا أبو الحسن محمد بن زنجوية المقرئ بقزوين، ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندى، ثنا أبو كامل الجحدرى ثنا غندر عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال الأذنان من الرأس.

محمد بن على بن الحسين الواعظ أبو على الاسفرائنى،

ورد قزوين و كتب بها الحديث قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ فى تاريخه كان أبو على هذا من حفاظ الحديث و الجوالين فى طلبه و المعروفين بكثرة الحديث و التصنيف، سمع بخراسان أبا عوانة الاسفرائنى، و باالعراق ابن صاعد و بالجزيرة أبا عروبة و بمصر ابن زغبة، و كتب بالرى و قزوين و جرجان

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 460

و طبرستان، و توفى باسفرائن سنة اثنين و سبعين و ثلاثمائة.

قال فيه ثنا أبو على الاسفرائنى ثنا أسد بن أحمد الموصلى ثنا أحمد ابن حمدون الخفاف ثنا محمد بن عمار ثنا عمر بن أيوب، عن قيس بن الربيع عن أبى حصين قال ذكر لأنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ترك القنوت فغضب و قال ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم القنوت حتى لحق باللّه عز و جل.

محمد بن على بن الحسين،

فقيه كان قاضيا بقزوين، سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة، نيابة عن القاضى الخليل أبى بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السنى.

محمد بن على بن الحسين الوراق أبو سليمان،

سمع القاضى عبد الجبار بن أحمد سنة تسع و أربعمائة، و سمع بعض الصحيح للبخارى من أبى الفتح الراشدى، سنة ست و أربعمائة.

محمد بن على بن الحسين الحسنابادى،

سمع الامام أحمد بن إسماعيل فى مجلس أملاه سنة سبع و أربعين و خمسمائة، يقول أنبا زاهر الشحامى أنبا أحمد بن الحسين ثنا أبو حازم العبدوى، سمعت إبراهيم بن محمد بن رجاء. سمعت محمد بن عبد الأعلى، سمعت المعتمر بن سليمان يقول كتب إلىّ أبى و أنا بالكوفة يا بنىّ اشتر الصحف و اكتب العلم فان المال يفنى و العلم يبقى.

محمد بن على بن أبى الحسين المتكلم

كان يعرف شيئا من الفقه و الكلام بالفارسية، و كان من المسرفين فى التعصب، و سمع مجالس إملاء

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 461

لامام أحمد بن إسماعيل منه.

محمد بن على بن حيدر بن على الرزبرى، أبو عبد اللّه،

سمع الحديث الكثير من أبيه و مما سمع كتاب الأربعين لمحمد بن أسلم الطوسى، سمع منه سنة إحدى و ثلاثين و خمسمائة، برواية أبيه عن الفقيه حجازى بن أبى محمد بن كاكا.

محمد بن على بن خسرو ماه القزوينى

من أهل العلم و الحديث، من المتقدمين المكثرين، سمع هارون بن هزارى و يحيى بن عبدك و أبا عبد اللّه ابن ماجه، و روى عنه ابنه عبد الرزاق.

محمد بن على بن سعيد،

سمع الحديث بقزوين من الشيخ علىّ ابن محمد بن دينار المقرئ.

محمد بن على بن سليمان التاجرى،

سمع علىّ بن حيدر الرزبرى الأربعين لمحمد بن أسلم الطوسى، و كان من التجار الراغبين فى المعروف.

محمد بن على بن سوسويه الصوفى أبو يعلى

روى عن القاضى أبى محمد بن أبى زرعة أنبئنا، عن كتاب الخليل بن عبد الجبار القزوينى ثنا أبو يعلى محمد بن على بن سوسويه الصوفى ثنا القاضى أبو محمد عبد اللّه بن أبى زرعة، ثنا أحمد بن طاهر ثنا أحمد بن الخليل البغدادى ثنا عبد الواحد ابن غياث ثنا الربيع بن بدر ثنا هارون بن زياد الأسدى عن مجاهد عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، يراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة عام و لا يجد ريحها منان و لا مدمن خمر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 462

و لا عاقّ.

محمد بن على بن الصباح،

سمع أبا الحسن القطان بقزوين مشكل القرآن لابن قتيبة أو بعضه.

محمد بن على بن طالب بن زياد أبو جعفر القزوينى،

حدث بنيسابور، أورده الحاكم أبو عبد اللّه فى تاريخه و قال ثنا أبو عبد اللّه الحسين ابن داؤد العلوى ثنا أبو جعفر.

محمد بن على بن طالب القزوينى،

ثنا داؤد بن سليمان ثنا على بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه على بن أبى طالب رضى اللّه عنه، عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال الايمان إقرار باللسان و معرفة بالقلب و عمل بالأركان.

محمد بن على بن طالب العقيل السيد،

سمع أبا الفضل الكرجى، فى طائفة سنة ستين و خمسمائة، و فيما سمع أنبا أبو سعد الاسفرائنى أنبا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسى، حدثنى أبو عثمان محمد بن ورقاء الاصبهانى، قال كان الشيخ أبو حامد إمام الشافعيين، يجئ إلى مجلس أبى الحسين بن شمعون، و كان ابن شمعون يزور أبا حامد يوم الثلاثاء فزاره يوما و هو فى الدرس، فلما فرغ من الدرس، قال يا أبا الحسين قد فرغنا من درسنا فهات ما عندك، فقال أبو الحسين الغفلة عن نواهى اللّه نعمة و الغفلة عن أوامر اللّه نقمة، فبكى أبو حامد فقال أبو الحسين: من بكى توجعا داويناه، و من بكى تفزعا آويناه، و من بكى عذرا قبلناه، و من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 463

بكى خوفا آمناه.

محمد بن على بن أبى الطيب البزار،

سمع أبا زرعة أحمد بن الحسين الرازى سمع الخضر بن أحمد الفقيه فى سنن أبى داؤد بسماعه من أبى بكر ابن واسة سنة أربعين و ثلاثمائة، عند حديثه عن مسدد ثنا خالد ثنا سهيل يعنى ابن أبى صالح عن سعيد الأعشى و قال أبو داؤد و هو سعيد ابن عبد الرحمن بن مكمل الزيادى عن أيوب بن بشير الأنصارى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من عال ثلاث بنات فادبهن و زوجهنّ و أحسن إليهنّ فله الجنة.

محمد بن على بن عبد الرزاق بن محمد النيسابورى القزوينى،

كان هو و أبوه و إخوته يتولون قضآء العسكر، فى جاه عريض، و رفع تامة و قضى بعضهم بقزوين أيضا و سمع محمد الصحيح للبخارى بتمامه من الأستاذ الشافعى ابن داؤد المقرئ سنة إحدى عشرة و خمسمائة.

محمد بن علىّ بن عبد العزيز النهاوندى،

أبو بدر الفقيه الفرضى حدث بقزوين عن أبى الفضل الفراتى و القاضى أبى القاسم على بن بندار سنة ست و ستين و أربعمائة، أنبانا أبو الفضل محمد بن عبد الكريم الكرجى، أنا الأستاذ الشافعى ابن داؤد المقرئ أنبا أبو بدر محمد بن على ابن عبد العزيز أنبا أبو الفضل بن أبى المظفر الفراتى النيسابورى بهمدان، قدم بها حاجا سنة تسع و ثلاثين و أربعمائة، أنبا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن بابويه أنبا أبو سعد أحمد بن محمد بن زياد، ثنا عبد اللّه بن أيوب المخرمى، ثنا داؤد بن المحبر، عن محمد بن عروة عن هشام بن عروة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 464

عن عائشة قالت أسقطت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم سقطا فسماه عبد اللّه و كنانى بأم عبد اللّه، قال محمد بن عروة فليس فينا امرأة اسمها عائشة الا كنيت بأم عبد اللّه.

محمد بن على بن عبد اللّه بن عبد العزيز بن حماد بن أوس بن محمد ابن مسلمة بن يزيد الجعفى القزوينى،

أبو عبد اللّه قال الخليل الحافظ: روى عن حفص بن عمر المهرقاتى، و ابن حميد و روى عنه عبد الباقى بن قانع و سليم بن أحمد الطبرانى، و قال لقيته ببغداد، و ليس له بقزوين رواية، و حدث الخليل عن ابن جيران، يعنى أبا سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن خيران الفقيه، ثنا محمد بن مخلد الدورى ثنا محمد بن على بن عبد اللّه بن عبد العزيز القزوينى ثنا معمر بن سهل ثنا سهل ثنا عامر بن مدرك، عن علىّ بن صالح، عن مطرف عن الشعبى عن فاطمة بنت قيس، قالت طلقنى زوجى ثلاثا، فلم يجعل لى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم سكنى و لا نفقة، و أورده الحافظ أبو

بكر الخطيب فى تاريخه و قال هو محمد بن عبد اللّه بن آزاد مرد.

محمد بن على بن عبد الملك الحمدانى الفقيه،

سمع أبا زيد الواقد ابن الخليلى، سنة أربع و ثمانين و أربعمائة.

محمد بن على بن عمر بن يزيد بن محمد بن أبى خالد المعدل أبو عبد اللّه المعسلى القزوينى

كثير الشيوخ و الروايات، رأيت له فوائد بخط على بن ثابت فيها سماعه، من محمد بن الربيع بن سليمان الجيزى و ابن أبى حاتم، و الطبرانى و أبى الشيخ و الحسين بن إسماعيلى المحاملى، و روى عنه أبو طاهر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 465

ابن حمدان و أبو الفتح الراشدى و الخليل بن عبد اللّه الحافظ و الأئمة أنبانا غير واحد عن كتاب أبى منصور المقومى أنبا أبو الفتح الراشدى سنة إحدى عشرة و أربعمائة، أنبا أبو عبد اللّه المعسلى ثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن عقدة الكوفى بها، ثنا محمد بن الكندى ثنا عبد الرزاق بن عمر، عن ابن المبارك، عن شعبة عن قتادة عن أبى نضرة عن أبى سعيد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: فى قوله تعالى «لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ»* قال: من الحيض و المخاط و النخامة، و به عن أبى عبد اللّه المعسلى ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلى، ثنا أبو سعيد الأشج ثنا إبراهيم بن بريد بن مردانية ثنا رقية بن مصافة، عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من أتى امرأته و هى حائض فليتصدق بدينار أو نصف دينار.

محمد بن على بن عمر بن محمد بن يزيد الصيدنانى المزكى

مشهور بالعلم، و الحديث صاحب تصانيف، سمع بقزوين يعقوب بن إسحاق الصواف، و سهل بن سعد، و بالرىّ محمد بن أيوب، و على بن الحسين ابن الجنيد و ببغداد بشر بن موسى، و محمد بن شاذان، و بمكة علىّ بن عبد العزيز و بصنعاء، إسحاق بن إبراهيم الدبرى و الحسن بن عبد الاعلى، و كان أسنّ من أبى الحسن العطار،

بثلاث و ستين و مات سنة إثنتين و أربعمائة، ذكر ذلك كله، الحافظ الخليل رحمه اللّه.

محمد بن على بن الفرج الأهوازى أبو عبد اللّه،

حدث بقزوين، رأيت بخط أبى الحسن القطان، ثنا أبو عبد اللّه هذا بقزوين، سنة ثلاث

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 466

و ثمانين و مائتين، ثنا أبو مسعود خداش بن محمد بن خداش، و هو ابن خمس و سبعين سنة، و كان لجده مائة و خمس عشرة سنة حدثنى جدى، عن أنس بن مالك، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من قرأ فى ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين، و هذه نسخة كثيرة حدث بها فى فوائده.

محمد بن على بن أبى القاسم البخارى الصوفى،

سمع بقزوين أحمد ابن إسماعيل يحدث عن محمد بن الفضل الفراوى، سنة سبع و أربعين و خمسمائة، عن الحفصى عن الكشميهنى، عن الفربرى عن البخارى، ثنا على بن عبد اللّه ثنا سفيان ثنا عمر و أخبرنى وهب بن منبه، عن أخيه قال سمعت أبا هريرة، يقول: ما من أصحاب النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أحد كثر حديثا منه منى إلا ما كان من عبد اللّه بن عمر فانه كان يكتب و لا أكتب.

محمد بن على بن أبى القاسم الرازى

شاب كان يتفقه تارة، و يتصوف أخرى، سكن هو و أبوه قزوين، سمع القاضى عطاء اللّه بن على و علىّ بن المختار الغزنوى، سنة إحدى و سبعين و خمسمائة.

محمد بن على بن كرامة القزوينى،

سمع بعض القراآت لأبى حاتم السجستانى، من أبى على الطوسى، و فيما سمع «وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» أى و ما كان مكرهم لتزول منه الجبال، و عن عمر بن الخطاب و على رضى اللّه عنهما: و إن كاد بالدال لتزول منه الجبال، بالرفع و عن على و ابن عباس و ان كان مكرهم لتزول.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 467

محمد بن على بن بشكر أبو طاهر الشيرازى،

حدث بقزوين عن أبى نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، أملى من أبى الخطاب ببخارا رحمه اللّه سنة ستمائة، عن أبى الفتح مسعود بن محمد بن سعيد الخطيب، أنبا تاج الاسلام أبو بكر محمد بن منصور السمعانى أنبا والدى أبو المظفر أنبا أبو طاهر محمد بن على بن بشكر الشيرازى بقزوين، أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه أنبا ابن خلاد، ثنا الحارث بن أبى أسامة ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حيوة أخبرنى أبو هانئ أن أبا على الجبنى حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد حديث أصحاب الصفة أن رجالا منهم كانوا يخرون من قامتهم فى الصلاة.

محمد بن على بن مادا الديلمى

من فقهاء المادائية، سمع الحديث سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة.

محمد بن على بن محمد بن سليمان أبو جعفر،

سمع سعيد بن محمد الهمدانى بقزوين، سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة، فى تفسير بكر بن سهل الدمياطى، برواية سعيد عنه، و فيه فى قوله تعالى: «وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» يزيد إلى سنين معدودة.

محمد بن على بن محمد بن إبراهيم الغزال أبو بكر المؤدب،

سمع على بن محمد بن مهرويه و إسماعيل بن عبد الوهاب بقزوين، سنة ثلاثين و ثلاثمائة الأحاديث الرضويات، و يعرف بصحيفة أهل البيت بروايتهما عن أبى أحمد داؤد بن سليمان الغازى، عن على بن موسى الرضا، و قال الحافظ أبو الفتيان الدهستانى فيما جمع فى فضل السلطان العادل، أنبأ على

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 468

ابن محمد بن على القاضى أنبا أبو بكر أحمد بن محمد الخياط أنبا أبو محمد الحسن بن الحسين الفارسى ثنا أبو بكر محمد بن على بن محمد بن إبراهيم الغزال ثنا أبو الحسين على بن محمد القزوينى، ثنا محمد بن يحيى الطوسى ثنا محمد بن يوسف الفريابى، عن سفيان الثورى عن الأعمش عن أبى وائل، عن ابن مسعود، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ارحموا حاجة الغنى قالوا يا رسول اللّه و ما حاجة الغنى قال الرجل المؤسر يحتاج فصدقة الدرهم عليه عند اللّه بمنزلة سبعين ألفا.

محمد بن على بن محمد بن الحسن بن مخلد الوكيل، أبو الحسن المخلدى القزوينى،

فقيه شروطى، سمع على بن أحمد بن صالح، و محمد بن سليمان الفامى، و أبا بكر بن حمشاد، و روى عنه أبو سعد السمان، و محمد ابن الحسين بن عبد الملك حاجى البزار، و إسماعيل بن عبد الجبار بن ماك و قال الحافظ السمان فى مشيخته أنبا أبو الحسن بن محمد بن على المخلدى بقرأتى عليه بقزوين، ثنا على بن أحمد المقرئ بياع الحديد، ثنا محمد بن عبد بن عامر أنبا عصام بن يوسف ثنا شعبة بن الحجاج عن منصور عن ربعى عن أبى مسعود الأنصارى، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحى

فاصنع ما شئت.

محمد بن على بن محمد بن على بن عبد العزيز الفرضى، أبو طاهر القزوينى،

و يعرف بابن السقا شيخ واسع الرواية، سمع أحمد بن إسحاق الطيبى و على بن محمد بن مهرويه و غيرهما، و روى عنه أبو الفتح الراشدى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 469

و الحافظ الخليل و غيرهما، قال الراشدى أنبا أبو طاهر محمد بن على ثنا أبو الحسن على بن محمد بن مهرويه، ثنا الحسن بن على بن عفان العامرى بالكوفة ثنا عبد اللّه بن نمير، ثنا الأعمش عن إبراهيم بن يزيد عن الأسود عن عائشة قالت كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يباشرنا و هو صائم لأنه كان أملككم لاربه.

محمد بن على بن الفضل بن ناجية بن محمد بن ناجية بن عروة بن شيبان بن أحمر بن جبلة بن عمرو بن جساس بن عبد غنم بن نصر بن عبد اللّه بن بكر بن عبد اللّه بن بكر بن سعد بن ضبة بن ادّ بن طابخة بن إلياس بن مضر،

أبو الحسن الضبى القزوينى، لغوىّ أديب، فاضل، سمع معانى القرآن للفراء أو طرفا منه من الحسن بن على بن عمر الصيدنانى، بروايته عن أبى العباس الأصمّ، عن محمد بن الجهم عن الفراء توفى سنة اثنتين و ثمانين و ثلاثمائة.

محمد بن على بن محمد بن أبى يعلى،

سبط المحسن بن الحسين الراشدى، سمع أبا عمر بن مهدى بقزوين، حدثه عن أبى محمد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق، ثنا بكار بن قتيبة، ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر، قال قيل يا رسول اللّه أىّ الصلاة أفضل قال طول القنوت.

محمد بن على بن محمد البزار،

سمع أبا الحسن القطان فى غريب الحديث لأبى عبيد فى حديث النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم إنه قال لعلى رضى اللّه عنه: إن لك بيتا فى الجنة، و إنك ذو قرنيها.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 470

محمد بن على بن مجمد، أبو سعد النيسابورى،

سمع أبا الفضل ظفر ابن المحسن الخضرى، سنة إحدى و تسعين و أربعمائة، مسند على بن موسى الرضا ، بسماعه من المقومى عن الزبير بن محمد عن على بن محمد بن مهروية عن داؤد بن سليمان عن الرضا و سمع كتاب يوم و ليلة لأبى بكر السنى من الشيخ أسكندر و سمع الكثير من أبى إسحاق الشحاذى.

محمد بن على بن محمد بن المطهر المرتضى الحسينى السيد أبو الفضل، النقيب،

سمع صحيح مسلم بن الحجاج عن محمد بن الفضل الفراوى و سمع منه غريب أبى سليمان الخطابى، بروايته عن أبى الحسين عبد الغافر بن إسماعيل عنه ورد قزوين، سنة تسع و خمسين و خمسمائة، فسمع منه و سمع أبا الفضل الكرجى و أبا سليمان الزبيرى و توفى بساوة، سنة ست و ستين و خمسمائة.

محمد بن على بن محمد أبو جعفر القزوينى

المعروف بصاحب المعرفة، سمع معرفة الصحابة للحافظ أبى نعيم بن عبد الرحيم بن أبى الوفاء بن أبى طالب الحاجى، سنة خمس و خمسين و خمسمائة، و فضائل قزوين، للخليل الحافظ من القاضى عطاء اللّه بن على بأبهر.

محمد بن على بن مسعود الوبار،

سمع الأربعين فى الرباعى عن الأربعين لأبى إسحاق المراغى عن أبى العباس، أحمد بن محمد بن عبد اللّه المقرئ الرازى بقزوين، عن أبى غالب الصيقلى عن المصنف.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 471

محمد بن على بن المطهرّ الجرباذقانى،

أبو منصور يوصف بالحفظ و الطلب و المعرفة ورد قزوين سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة، و سمع والدى رحمه اللّه و غيره، و سمع فى هذه السنة أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن الغافر بهمدان باجازته عن محمد بن عبد الواحد الدقاق أنبا اسماعيل بن أبى الفضل أنبا حمزة بن يوسف أنبا ابن فارس، أنشدنى محمد بن عبد اللّه أنشدنا محمد بن عيسى لبعضهم:

كم و كم أنسخ علما بعد علم استفيدقد قسا قلبى عليه مثل ما يتسو الحديد

سمع الشيخ أبا الوقت عبد الأول، يروى عن أبى عاصم بن الفضل ابن يحيى الفضيلى ثنا أبو الحسين بن بشران أنبا أبو يعلى بن صفوان ثنا عبد اللّه بن محمد القرشى أنشدنى محمود بن محمد بن الحسن:

زينت بيتك جاهداو لعل غيرك صاحب البيت

و المرء مرتهن بسوف و ليتنى و هلاكه فى اللوّ و الليت

محمد بن على بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو منصور القراائى القزوينى

قرأ القرآن، برواية حفص عن عاصم عن طريق زرعان على أبى بكر محمد بن على بن محمد بن موسى الخياط و أخبره أنه قرأ على أبى الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر السوسنجردى، قال قرأت على أبى الحسن على بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع القلانسى قال قرأت على أبى الحسن زرعان بن أحمد بن عيسى الدقاق، قال قرأت على أبى حفص عمرو بن الصباح.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 472

قال قرأت على حفص عن عاصم و سمع جزء محمد بن عبد اللّه الأنصارى، عن أبى إسحاق البرمكى عن ابن ماسى عن الكجى عن الأنصارى و أدخل تاج الاسلام أبو سعد السمعانى أبا منصور فى المذيل، و قال كان شيخا صالحا له معرفة بالعربية و سمع أباه و

أبا طالب بن غيلان و القاضى أبا الطيب و أقضى بالقضاة الماوردى، و سألت عنه أبا البركات الأنماطى فاثنى عليه توفى سنة ست عشرة و خمسمائة.

محمد بن على أبو على القزوينى،

روى الخطيب الحافظ أبو بكر عن أبى نعيم الحافظ ثنا الحسن بن عبد الحميد ثنا محمد بن هارون الهاشمى ثنا محمد بن على أبو على القزوينى ثنا إسماعيل بن توبة القزوينى ثنا الحسين بن قحطبة حدثنى أبو جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الجبن دآء فاذا أكل بالجوز فهو شفآء، ثم قال هذا منكر الهاشمى ذاهب الحديث و القزوينى، محمد بن على مجهول، و قد قدمنا عند ذكر محمد بن على بن آزاد مرد القزوينى روايته هذا الحديث عن إسماعيل بن محمد و ابن آزاد مرد موصوف بالحفظ غير مجهول و اللّه أعلم.

محمد بن على الأستاذى،

و يقال الأستاذ، سمع الحسن بن على بن عمر الصيدنانى، و سمع الخضر بن محمد الفقيه فى سنن أبى داؤد السجستانى، بروايته عن ابن داسة عنه، ثنا ابن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم كان إذا رأى ناشئا فى افق السماء ترك العمل، و إن كان فى الصلوة ثم يقول

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 473

اللهم أعوذ بك من شرها فان مطر قال صيبا هنيئا.

محمد بن على القيم،

سمع الخضر أيضا.

محمد بن على القهندزى الصوفى،

سمع الرياضة للشيخ جعفر الأبهرى، عن أبى على الموسيابادى بقزوين محمد بن على النهاوندى، سمع الحافظ الخليل بقزوين سنة خمس و أربعين و أربعمائة، فيما سمع منه ثنا جدى محمد بن على بن عمر ثنا أبو محمد يزداد بن عبد الرحمن الكاتب ببغداد ثنا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر ثنا يزيد بن سنان عن ابن المبارك عن عطاء بن أبى رياح عن أبى سعيد الخدرى، قال أحبوا المساكين، فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول فى دعائه اللهم أحينى مسكينا، و أمتنى مسكينا، و احشرنى فى زمرة المساكين.

محمد بن على الكاتب،

سمع المجلد الأول من صحيح البخارى من القاضى إبراهيم بن حمير.

محمد بن على المروزى،

سمع الأربعين المعروف بشعار أهل الحديث للحاكم أبى عبد اللّه الحافظ من أبى الفتوح إسماعيل بن على الزينبى الطوسى بقزوين، سنة عشرين و خمسمائة، بسماعه عن ابن خلف عن المصنف.

محمد بن على اليزداباذى أبو جعفر الطيب

كان معروفا بالطب ماهرا فى علومه، توفى سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة بقزوين.

محمد بن على النيسابورى،

سمع الأربعين فى البسملة بقزوين، سنة خمس و ستين و خمسمائة، من على الرزبرى، عن الحجازى الفقيه عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 474

أبى بكر أحمد بن أبى الخطاب الطبرى مصنفه.

محمد بن على الخطيب،

أبو نصر و محمد بن على أبو سهل أخوه، سمعا أبا الحسن القطان كتاب تعبير الرؤيا للامام أبى حاتم محمد بن إدريس الحنظلى، بسماعه منه و فيه حدثنى محمد بن المثنى، حدثنى أحمد بن بشر، حدثنى ابن شبرمة، قال دخلت على ابن سيرين، بواسط فما رأيت رجلا أجرأ على الرؤيا و لا أجبن فى الفتيا منه.

محمد بن على المقرئ،

سمع أبا محمد عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيرى بقزوين، سنة ثلاث و ستين و خمسمائة، أحاديث مخرجة من مسموعات أبى بكر عبد الغفار بن محمد الشيروى، بسماعه منه، و هى فى جزئين لطيفين و فيها حديثه عن أبى سعيد محمد بن موسى الصيرفى أنبا محمد بن يعقوب المعقلى أنبا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم أنبا أنس بن أياض عن هشام بن عروة عن عائشة أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم طب حتى أنه ليخيل إليه أنه قد صنع الشئ، و ما صنع- الحديث.

محمد بن على الغازى النسوى،

سمع القاضى الحسين بن أحمد بن الحسين بن بهرام بقزوين، سنة إحدى و تسعين و خمسمائة، و كان من الصالحين.

محمد بن أبى على بن أحمد الاصبهانى،

سمع أبا إسحاق الشحاذى، سنة تسع و عشرين و خمسمائة بقزوين.

محمد بن أبى على النوقانى الطوسى،

من أصحاب الامام محمد بن يحيى كان له نظر فى علم النظر و الاشتغال به و شهرة فيه، ورد قزوين فأكرم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 475

و رغب فى الاقامة بها و سمع بقزوين أبا الفضل الكرجى و أبا محمد النجار، و سمع تفسير أبى إسحاق الثعلبى من محمد بن المنتصر عن الفرخزادى عنه، و توفى ببغداد.

فصل

محمد بن عمار بن الحسن البزاز أبو الحسين،

روى عن أبى الحسين القطان و روى عنه محمد بن الحسين الحاجى البزاز فى فوائده فقال أنبا أبو الحسين محمد بن عمار البزاز ثنا على بن إبراهيم بن سلمة ثنا أحمد بن على بن الفضل الخزاز ثنا عبيد بن صدقة النصيبى ثنا محمد بن سليمان حدثنى صدقة بن عبد اللّه عن هشام بن عروة عن أبيه عن جابر عن أبى عبيدة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى ثلمه رجل من بنى أمية.

محمد بن عمار بن ماجة،

سمع أبا الحسن القطان يقول ثنا أبو حاتم و بشر بن موسى ثنا الحميدى ثنا سفيان عن ابن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم، قال سمعت الصناتح الأحمشى يقول سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ألا أنى أفرطكم على الحوض، و إنى مكاثر بكم الأمم، فلا يقتلن بعدى.

فصل

محمد بن عمر بن آزاد القزوينى،

سمع معانى القرآن لأبى زكريا يحيى ابن زياد الفراء من أبى محمد الحسن بن على بن عمر الصيدلانى، بسماعه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 476

من أبى العباس بن الأصمّ بنيسابور، سنة اثنتين و أربعين و ثلاثمائة، عن محمد بن الجهم عن الفراء، و سمع أيضا أبا عبد اللّه محمد بن إسحاق الكيسانى، و قد يقال فى نسبه محمد بن عمر بن أحمد بن آزاد.

محمد بن عمر بن بختيار المعروف بابن النواحة

كان يتفقه و يحتسب، سمع الامام أبا الخير أحمد بن إسماعيل يحدث عن عبد الجبار الخوارى، أنبانا أبو بكر البيهقى أنبا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه ثنا أبو على الحسين بن محمد الروذبارى ثنا أبو بكر محمد بن مهروية الرازى ثنا أبو حاتم ثنا عبيد اللّه بن موسى أنبا الأوزاعى عن قرة عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بالحمد للّه فهو أقطع- قال عبيد اللّه يعنى ابتر.

محمد بن عمر بن بلوية الرازى،

سمع بقزوين النصف الأول من صحيح البخارى من القاضى إبراهيم الحميرى، سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة.

محمد بن عمر بن أبى الحسن الفارسى النيسابورى، أبو البركات الصوفى،

سمع الامام أحمد بن إسماعيل بقزوين، سنة سبع و أربعين و خمسمائة، يحدث عن حيواتى المعروفة بدردانة بنت وجيه بن طاهر الشحامى أنبا محمد بن عبد الواحد الدقاق أخبرنى على بن أبى عامر الجرجانى ثنا أبو نصر محمد بن إبراهيم الهارونى ثنا يحيى بن أحمد المروروذى ثنا أبو النضر محمد بن محمد بن الفضل ثنا أحمد بن منصور ثنا محمد بن أحمد بن صالح ثنا محمد بن إسحاق الفسوى، سمعت عبدان بن محمد الفقيه، يقول رأيت أبا يوسف يعقوب بن سفيان فى المنام فقلت ما فعل اللّه بك، قال: غفرلى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 477

و أمرنى أن أحدث فى السماء كما كنت أحدث فى الأرض فأجتمع على الملائكة، و استملى على جبرئيل عليه السلام و كتبوا بأقلام من ذهب.

محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن أبو عبد اللّه الخطيب المكى

التدوين فى أخبار قزوين ؛ ج 1 ؛ ص477

الرازى صاحب اليد الطولى فى أصول الكلام، و علوم الأوائل وافر التصرف و التصنيف و الاعتراض على الحكماء و المتكلمين انتشرت مؤلفاته فى البلاد، و اعترف أهل العصر له بالتبريز و التقدم فى الفنون و اشتهر فضله، حتى أسرف فى شأنه مسرفون، و كان أبوه خطيبا بالرى متكلما فصيحا و ورد هو قزوين فى أول شبابه و يكلم فى مجلس النظر و أتذكر أنى أحضرت ذلك المجلس على سبيل النظارة و أنا صغير.

ثم سافر إلى خراسان و خوارزم و ما ورآء النهر و وجد عند كبرائها و سلاطينها الرفعة و الجاه التامّ، و كثرت تلامذه و اصحابه و لم ألفه بعد ما فارق قزوين، و أخبرنى الامام محمد بن أبى سعد الوزان رحمه اللّه أنه حين دخل الرىّ فى صحبة سلطان خوارزم تفحص عن حالى غير مرة، و

كان يحسب أننى مقيم هناك، و يحب أن يكون بيننا تلاف و صنف أيضا فى تفسير القرآن و فى أصول الفقه و النحو و غيرها و طول كتابه فى التفسير و أكثر فيه من كل فن و كان قد طالع حين دخل الرى من تفسير والدى رحمه اللّه مجلدات.

رأيت كتابا كتبه بعد ما رجع إلى خراسان إلى الامام محمد بن أبى سعد الوزان رحمه اللّه سأله فى أن يكتب له تفسير قوله تعالى: «وَ إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها» من كتاب والدى و ينفذه إليه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 478

ليورد منه ما شاء فى مجموعه و كتب فى آخر سورة يوسف عليه السلام من تفسير الكبير لنفسه فى مرثية ولده محمد و ذكر أنه فرغ من تفسير السورة فى شعبان، سنة إحدى و ستمائة:

فلو كانت الاقدار منقاذة لنافديناك من حماك بالروح و الجسم

و لو كانت الأملاك تأخذه رشوةخضعنا لها بالرق قى الحكم و الاسم

سأبكى عليك العمر بالدم دائماو لم أنحرف عن ذاك فى الكيف و الكم

سلام على قبر دفنت بقريةأنحفك الرحمن بالنعم العم

و قد همّ قلبى جعل جفنى مدفنالجسمك إلا أنه أبدا يهمى

حياتى و موتى واحد بعد بعدكم بل الموت أولى من مداومة الغم.

توفى بهراة يوم عيد الفطر على ما حكى سنة ست و ستمائة.

محمد بن عمر بن الحسين أبو الحسين الفقيه،

سمع أبا سليمان محمد ابن سليمان بن يزيد جزأ من حديث محمد بن جحادة، برواية أبى سليمان عن القاضى أبى بكر الحبال و هو الذى جمع و أجاز له أبو على الحسن بن محمد بن عبيد اللّه بن النضر المحمى النيسابورى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 479

محمد بن عمر بن خليفة البوسهيلى، أبو خليفة،

فقيه عدل مشتغل بما يعنيه كان يكتب الشروط، سمع عبد اللّه بن إسماعيل الجرجانى و غيره و أجاز له جماعة من شيوخ إصبهان، منهم محمد بن عبد الخالق الجوهرى و محمد بن أبى نصر القاشانى و عبد اللّه بن أحمد بن أبى الفتح الخرمى، توفى فى رجب سنة اثنتى عشرة و ستمائة.

محمد بن عمر عبد اللّه بن زاذان أبو الحسن الزاذانى،

من شيوخ قزوين، سمع بكرا الشافعى و أبا منصور القطان و غيرهما و سمع ببغداد ابن المظفر و ابن لؤلؤ الوراق، و بحر جرايا أبا بكر المفيد و بواسط ابن السقاء الحافظ و حدث عنه أبو سعد السمان فى معجم شيوخه فقال: ثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد اللّه بن زاذان، بقراأتى عليه بقزوين ثنا أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه بن القاسم بن سوار ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المعروف بحموية الطيالسى ثنا أبو اليد الطيالسى ثنا زائدة بن قدامة، عن أبى حصين عن أبى صالح عن عائشة رضى اللّه عنها قالت رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم صلى فى ثوب بعضه علىّ توفى سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة، ذكره الخليل الحافظ فى التاريخ و قال فى الارشاد سنة ثمان.

محمد بن عمر بن عبد اللّه بن زاذان أبو منصور

أخو الأول، و كان أصغر منه سمع على بن أحمد بن صالح بياع الحديد، و أبا عبد اللّه بن إسحاق، و سمع ببغداد الدارقطنى، و ابن شاهين و بالموصل نصر بن أحمد صاحب أبى يعلى، و بالرىّ على بن عمر الفقه، و على بن محمد المرزى، و توفى فى شبابه سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 480

محمد بن عمر بن عبد اللّه الأبهرى المعروف بالشامى،

سمع فضائل قزوين لأبى يعلى الحافظ بها من أبى سليمان أحمد بن حسنوية الزبيرى، سنة خمسين و خمسمائة.

محمد بن عمر بن أبى العباس النيسابورى،

سمع بقزوين فضائلها للخليل الحافظ من القاضى عطاء اللّه بن على، سنة إحدى و خمسين و خمسمائة.

محمد بن عمر أبى المكارم بن العراقى البكرى أبو سعد القزوينى

تفقه بقزوين ثم بنيسابور، و خوارزم و ما وراء النهر، و سمع الحديث الكثير بنيسابور مع والدى رحمهما اللّه من أبى عثمان العضائدى و عمر الصفار، و عبد الرحمن الاكاف و غيرهم، و سمع بخوارزم و غيرها، و كان يحفظ بعض الطرق فى الخلاف و تحصل عنه إفادة و استفادة، و كان سليم القلب سهل الأخلاق لين الجانب بعيدا عن الشحناء، و توفى فى المنتصف من رجب، سنة تسع و ستمائة، و هو آخر من مات بقزوين من أصحاب الامام محمد بن يحيى، بل بعامة بلاد العراق، و تفقه عليه جماعة و سمع منه الحديث.

محمد بن عمر بن على الأصبهانى،

سمع الوسيط فى التفسير للواحدى بقزوين، من القاضى عطاء اللّه بن على.

محمد بن عمر بن يوسف بن أبان أبو عبد اللّه القزوينى،

كان من الفقهاء المعتبرين و أصحاب الجاه و هو من معاصرى القاضى أبى محمد العميرى اعتقل معه سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة.

محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء بن سبورة بن سيار القاضى

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 481

أبو بكر الجعابى التميمى من الحفاظ المعروفين روى عن الفضل بن الحباب و جعفر بن محمد الفريابى، و محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمى، و محمد ابن إبراهيم بن زياد الرازى و الهيثم بن خلف الدورى و أحمد بن الحسن الصوفى و روى عنه الدارقطنى و ابن شاهين، و أبو نعيم الحافظ، و أبو الحسن بن رزقويه و ورد قزوين و أملى بها مدة و سمع منه الناس و حضر مجلس املائه ميسرة بن على و هو أكبر سنا منه توقيرا له و أودع أماليه أحاديث فى فضل قزوين و ذكر جماعة من المعروفين و رودوها و ولدوا بها.

يقال أنه وقع بينه و بين جماعة من علمائها خصومة و خشونة فى الكلام فخرج إلى قرية فاسخين أياما و ذكر أبو بكر الخطيب الحافظ قى التاريخ أنه صحب أبا العباس بن عقدة و عنه أخذ الحفظ و أن له تصانيف فى الأبواب و الشيوخ و معرفة الاخوة و الأخوات و تواريخ الأمصار و أنه كان إماما فى المعرفة بعلل الحديث، و ثقات الرجال، و ضعفائهم و أسمائهم و كناهم و أوقات وفاتهم، و قد انتهى إليه هذا العلم فى آخر عمره حتى لم يبقى فى زمانه من لم يتقدمه فيه الدنيا.

قال سألت البرقانى عنه فقال ثنا عنه الدارقطنى و كان صاحب غرائب و مذهب فى التشيع معروف و لكن ما سمعت فى حديثه و سماعه إلا خيرا و قال الخطيب حدثنى الحسن بن محمد الأشقر، سمعت القاضى

أبا عمر بن القاسم بن جعفر الهاشمى، سمعت الجعابى يقول احفظ أربعمائة ألف حديث و اذاكر بمائة ألف حديث قال، و حدثنى عبيد اللّه بن أبى الفتح

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 482

ثنا عبد الرحمن بن محمد الاسترابادى، سمعت أبا القاسم إبراهيم بن إسماعيل المصرى باستراباد يقول كنا بارّجان مع الأستاذ الرئيس أبى الفضل بن العميد فى مجلس شرابه، و معنا أبو بكر الجعابى الحافظ يشرب فاتى بكأس بعد ما ثمل قليلا فقال لا أطيق شربه.

يا خليلى جنبانى الرحيقاإننى لست للرحيق مطيقا

فقال الأستاذ و لم و هى تجلب الفرح و تنقى الترح فقال:

قد تيقنت أنها تطرد الهمّ و تكفى إلى السرور طريقا

غير أنى وجدت للكأس ناراتلهب الجسم و المزاج الرقيقا

فاذا ما جمعتها و مزاجى و حرقته بنارها تحريقا

قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ فى تاريخه سمعت أبا على النيسابورى الحافظ يقول: ما رأيت فى المشائخ أحفظ من عبدان و لا رأيت احفظ الحديث من أهل الكوفة من أبى العباس بن عقدة و لا رأيت فى أصحابنا أحفظ من أبى بكر الجعابى، ولد الجعابى سنة أربع و ثمانين و مائتين، و مات ببغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة.

محمد بن عمر الخياط،

سمع أبا عبد اللّه، محمد بن على بن عمر المعسلى جزأ من حديثه فى فضائل على رضى اللّه عنه و فيه حدثنى أبى ثنا إسحاق ابن إبراهيم الصنعانى ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر بن راشد عن قتادة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 483

عن أنس رضى اللّه عنه، أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و آسية إمرأة

فرعون. و سمع محمد بن عمر أيضا أبا حفص عمر بن عبد اللّه بن زاذان.

محمد بن عمر الصفار،

سمع أبا الفتح الراشدى فى كتاب التفسير من صحيح محمد بن إسماعيل البخارى، حدثنى بسر بن خالد، ثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان، سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق عن خباب رضى اللّه عنه قال كنت قينا فى الجاهلية، و كان لى دين على العاص بن وائل السهمى قال فأتاه يتقاضاه، فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقال و اللّه لا اتكفر حىّ يميتك اللّه ثم يبعثك، قال فذرنى حتى أموت ثم أبعث فسوف أوتى مالا و ولدا، فأقضيك، قرأت هذه الآية «أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَ قالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَ وَلَداً» الآية.

محمد بن عمر القضاعى المقرئ،

سمع القاضى عطاء اللّه بن علىّ مجلس إملاء من أستاذ أبى القاسم القشيرى، سنة إحدى و أربعين و خمسمائة، فى الجامع بقزوين، بسماع القاضى من عبد المنعم القشيرى، عن الأستاذ و أنشد الأستاذ لنفسه فى ذلك الاملاء:

من عرف الأقدار من ربه ساعده النجح و داتاه

و ظل فى برد الرضا رافدامنفلتا من ضرّ شكواه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 484

محمد بن عمران بن الجنيد الدشتكى الرازى، أبو بشر،

ورد قزوين و حدث عن شحيب بن محمد الهمدانى و عن عبد السلام بن عاصم، روى عنه ميسرة بن على القزوينى، فى مشيخته، و حدث الخليل بن عبد اللّه الحافظ عن على بن أحمد بن صالح ثنا أبو بشر محمد بن عمر الدشتكى، بقزوين ثنا شحيب بن محمد ثنا سليمان بن عيسى ثنا مالك بن أنس عن عمه أبى سهيل عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم تدافنوا موتاكم وسط الصالحين فان الميت يتاذى بجار السوء كما يتاذى الحى بجار السوء، قال الخليل غريب جدا من حديث مالك بن أنس لا توجد فى الدنيا إلا بهذا الاسناد و هو من سؤالات حديث قزوين، و شحيب بضم الشين المعجمة و بالحاء المهملة كذلك ذكره الأمير أبو نصر ابن ماكولاء.

محمد بن عمران المعروف بحمكى القزوينى

من متكلمى البخارية حكى عنه الحسين المعروفى فى كتابه المعروف الكفاية فى الكلام أشياء و المعروفى بخارىّ أيضا.

فصل

محمد بن عيسى بن أحمد أبو عمر القزوينى،

موصوف بالحفظ، سمع يوسف بن يعقوب القزوينى، و روى عنه تمام بن محمد الرازى بدمشق، أنبانا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفى بالاجازة العامة أنبا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازى بالأسكندرية، أنبا أبو زكريا عبد الرحيم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 485

ابن أحمد بن نصر بن إسحاق البخارى الحافظ بمصر، أنبا أبو القاسم تمام ابن محمد بن عبد اللّه الرازى بدمشق أنبا أبو عمر بن محمد بن عيسى بن أحمد القزوينى الحافظ ببيت لها.

ثنا أبو عمرو يوسف بن يعقوب القزوينى بقزوين، ثنا القاسم بن الحكم العرنى ثنا عبيد اللّه بن الوليد الوصافى، عن محمد بن سوقة، عن أبى إسحاق عن الحارث عن على رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: من اشتاق إلى الجنة سابق إلى الخيرات، و من اشفق من النار لهى عن الشهوات، و من ترقب الموت، صبر عن اللذات، و من زهد فى الدنيا، هانت عليه المصيبات.

محمد بن عيسى بن سلمة أبو بكر الزيات القاضى الرازى،

سمع منه بقزوين سنة ست عشرة و ثلاثمائة، التفسير، رواية محمد بن أبان عن عبد الرحمن بن جابر، و يحيى بن آدم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، بروايته عن إبراهيم بن عبد المؤمن القيسى عن محمد بن أبان، و ذكر أن الزيات استقضى بقزوين، سنة ثمان و تسعين و مائتين.

محمد بن عيسى بن محمد بن حربوية بن عيسى القزوينى أبو عمر الكرومى،

روى عن على بن عمر الصيدلانى و أحمد بن الحسن بن ماجة حدث عنه ناصر بن أحمد الفارسى، سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة و أبو سعد إسماعيل بن على السمان الحافظ فقال فى مشيخته ثنا أبو عمر محمد بن عيسى ابن حربوية القزوينى ابن أخت هارون بن على بقراأتى عليه فى مسجد مراد بقزوين، ثنا أبو القاسم على بن عمر الصيدلانى ثنا إسحاق بن إبراهيم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 486

الديرى بصنعاء، عن عبد الرزاق عن معمر عن الرهرى عن سالم عن ابن عمر.

أن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم رأى على عمر رضى اللّه عنه قميصا أبيض، فقال: أجديد قميصك هذا أم غسيل، قال بل غسيل، فقال النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم ألبس جديدا و عش حميدا و مت شهيدا، و يرزقك اللّه قرة عين فى الدنيا و الآخرة، قال و إياك يا رسول اللّه، أنبا على بن عبيد اللّه بن بابوية، بقراأتى على سنة أربع و ثمانين و خمسمائة، أنبا عبد الرحيم بن المظفر الحمدوى أنبا أبو طاهر عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن فضلكان أنبا أبو سعد إسماعيل بن على السمان.

قال قال قرأت على أبى عمر محمد بن عيسى بن حربوية بن عيسى القزوينى بقزوين حدثكم أبو القاسم على بن عمر بن محمد

بن أبى خالد الصيدنانى ثنا الحسن بن أحمد بن الطبيب الصنعانى بصنعان ثنا محمد بن عبد الرحيم ابن شروس عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يغتسل من إناء هو الفرق من الجنابة.

محمد بن عيسى بن موسى الصفار، أبو عبد اللّه القزوينى،

أحد الفضلاء المذكورين بقزوين، سمع أباه و يحيى بن عبد الأعظم، و أباه عبد اللّه بن ماجة، و أقام عند أبى حاتم الرازى مدة، يأخذ عنه، روى عنه على بن أحمد بن صالح و غيره، توفى سنة ست و ثلاثمائة، و قيل سنة سبع، قال الخليل الحافظ، و كان ثقة متفقا عليه.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 487

محمد بن عيسى بن و هسودان، أبو بكر الجبلى

حدث بقزوين، روى عنه أبو الفتح الراشدى و الخليل الحافظ و عبد اللّه بن أحمد بن روزبة الفارسى الهمدانى، أخبرنا عن كتاب أبى منصور المقومى عن أبى الفتح الراشدى أنبا أبو بكر محمد بن عيسى بن وهسودان ثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن يوسف، حدثنى أبو محمد عبد اللّه السرخسى ثنا البرتى القاضى ثنا أبو حذيفة شبل عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضى اللّه عنه.

قال خمس لا يحسن من خمسة و خمس لا تحسن إلا بخمس فأما الخمس التى لا تحسن من خمسة لا يحسن الكذب من الأمراء، و لا البخل من الأغنياء، و لا الطمع من الفقراء و لا السفه من العلماء، و لا البطس من ذوى المقدرة، و خمس لا يحسن إلا بخمس لا يحسن الجمال إلا بخفة الروح، و لا يحسن العبادة إلا بالعلم، و لا يحسن العلم إلا بالورع و لا يحسن الغنى إلا بالأفضال و لا يحسن العفو إلا عند المقدرة، و قال الخليل الحافظ أنشدنى أبو بكر محمد بن عيسى بن وهسودان الجيلى المالكى أنشدنا أبو على عيسى بن محمد الطومارى ببغداد أنشدنا أبو بكر بن أبى الدنيا:

فلا تجزع و إن أعسرت يومافقد أيسرت فى الزمن الطويل

و لا تيأس فان اليأس كفرلعل اللّه يغنى عن قليل

و

لا تظن بربك ظن سوءفان اللّه أولى بالجميل

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 488

الأحسن أن يقال لئن أعسرت، و قال أبو بكر عبد اللّه بن أحمد ابن روزبة الفارسى، فى كتاب التبصر و التذكر من جمعه أنشدنا أبو بكر محمد بن عيسى بن وهسودان بهمدان أنشدنا أبو بكر أحمد بن سيار القاضى لنفسه:

لا تستهن عالما و إن قصرت أحواله فى لحاظ رامقه

و انظر إليه بعين ذى أدب مهذب الرأى فى طرائقه

فالمسك بينا تراه ممتهنابفهم عطاره و ساحقه

حتى تراه فى عارضى ملك و موضع التاج من طرائقه

محمد بن عيسى أبو جعفر،

سمع أبا الحسن القطان بقزوين فى الطوالات له أنبا على بن عبد العزيز ثنا ابن الأصبهانى أنبا شريك عن عمار الدهنى عن أبى صالح الحنفى عن على رضى اللّه عنه قال رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فيما يرى النائم: قال فشكوت إليه ما لقيته من أمته من الأود و اللدد، فلم أزل اشكو حتى بكيت، ثم انتهيت أو انتبهت، قال أبو صالح فغدوت إليه كما كنت أغدو قال فبينا أنا فى السوق عند الخزازين سمعت الناس يقولون قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين.

محمد بن عيسى،

سمع أبا الفتح الراشدى فى كتاب التوحيد، من

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 489

صحيح البخارى، ثنا قتيبة بن سعيد ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال يقول اللّه تعالى: و إذا أراد عبدى أن يعمل سئية، فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فان عملها فاكتبوها بمثلها و إن تركها من أجلى فاكتبوها له حسنة، و إذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فان عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة.

محمد بن عيسى الصوفى أبو بكر،

من المذكورين، و المعتبرين فى البلد، توفى سنة تسع و ستين و ثلاثمائة، و يمكن أن يكون هو محمد بن عيسى القصار القزوينى، الذى أدرجه الشيخ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين ابن موسى السلمى فى تاريخ الصوفية.

محمد بن عيسى القزوينى،

روى عنه أبو زكريا محمد بن أياس الأزدى فى تاريخ الموصل، من جمعه و هو ممن يروى عن عبد اللّه بن أحمد ابن حنبل و أقرانه فقال حدثنى محمد بن عيسى القزوينى، عن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسانى، عن أبيه عن جده قال: ولانى عمر بن عبد العزيز الموصل، فكانت أكثر بلاد اللّه سرقا و نقبا، فكتبت إلى عمر ابن عبد العزيز آخذ بالتهمة أو آخذ بالعدول فكتب إلى أن خذ بالبينة العادلة يمكن أن يكون محمد بن عيسى هذا أحد المذكورين من قبل.

محمد بن عيسى القصبرى أبو الفرج،

سمع بعض الرسالة من الأستاذ أبى القاسم القشيرى من أبى الفضل إسماعيل بن محمد الطوسى بقزوين، و مما سمع باب الفقراء إلى باب أحوالهم فى الخروج من الدنيا.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 490

حرف الغين فى الآباء
محمد بن غالب

رأيت سماعه على أجزاء من منتخبات أبى الحسن القطان مما سمع من شيوخه فى جملة من سمع من أبى الحسن بقزوين، ثنا إبراهيم يعنى ابن الحسين الهمدانى المعروف بابن ديزيل ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا بزيع بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم، يصلى فى الموضع الذى يبول فيه الحسن و الحسين، فقالت عائشة ألا نتقى لك جانبا من الحجرة أنظف من هاهنا، فقال يا عائشة أما علمت أن العبد إذا سجد للّه سجدة طهر اللّه موضع سجوده إلى سبع أرضين، كأن الموضع كان مغسولا لكنها ذكرت ذلك من جهة التقذر طبعا فلم يبال به النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم.

محمد بن غيث بن الحسن الحسنى،

أبو الحسن شريف، يذكر أنه كان جوادا مفضالا راغبا فى أعمال البر و هو الذى يعرف بالأمير خليفة.

حرف الفآء فى الآباء
محمد بن الفتاح بن أبى طلحة القاسم بن أبى المنذر محمد بن أحمد بن منصور القطان، أبو الزبير الخطيب

من بيت العلم و الحديث، سمع سنن ابن ماجه من جده أبى طلحة، سنة تسع و أربعمائة، بقراأة خدا دوست ابن با موسى الديلمى، و كانت ولادته سنة أربعمائة. و سمع أبا الفتح المحسن بن الحسين الراشدى، فى صحيح البخارى حديثه عن إبراهيم بن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 491

موسى، أنبا هشام عن معمر عن الزهرى قال و ثنا إسماعيل حدثنى أخى عن سليمان عن محمد بن أبى عتيق عن ابن شهاب عن عبيد اللّه بن عبد اللّه ابن عتبة بن مسعود أن ابن عباس قال: أخبرنى أبو طلحة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و كان قد شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب و لا صورة .

محمد بن أبى الفتح أبو الهيجاء الصيقلى،

سمع بقزوين الأستاذ أبا إسحاق الشحاذى، سنة تسع و خمسمائة، حديث التسبيح المسلسل برواية ابن عباس رضى اللّه عنه و الشحاذى يرويه عن عبد الرحمن بن عثمان بن رافع الكرجى.

محمد بن أبى الفتح الصباغ،

سمع من السيد أبى على الحسن بن على الغزنوى الحسنى بقزوين أحاديث نسطور الرومى، سنة اثنتى عشرة و خمسمائة.

فصل

محمد بن الفرج بن بينمانى السكاكينى،

سمع أبا الخير أحمد بن إسماعيل يحدث عن زاهر الشحامى، أنبا أبو بكر البيهقى أنبا على بن أحمد ابن عبدان أنبا أحمد بن عبيد ثنا ابن ناجية ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 492

ابن سلمة عن على بن زيد أن مصعب بن الزبير هم بعريف الأنصار أن يقتله فدخل عليه أنس فقال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول استوصوا بالأنصار، خيرا فاقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم قال فنزل مصعب من سريره على بساطه فألزق جلده أو قال تمعك، و قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم على الرأس و العينين أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم على الرأس و العينين، و خلى سبيله.

محمد بن الفرج أو أبى الفرج السليمانى

كان يكتب، و يحاسب و يجالس أهل العلم، و سمع «فهم المناسك» لأبى بكر النقاش من القاضى عطاء اللّه بن على بسماعه عن أبى عمرو المنيقانى سنة عشر و خمسمائة، عن سعد بن على الزنجانى عن أحمد بن على الصفار عن على بن عبد اللّه بن الحسن الهمدانى عن النقاش.

محمد بن الفرج الأنصارى،

سمع أبا الخير أحمد بن إسماعيل يقول فى إملائه أنبا زاهر بن طاهر أنبا عبد الكريم بن هوازن أنبا أبو محمد خناج بن نذير ثنا محمد بن على بن دخيم ثنا محمد بن الحسن ثنا الحسن ابن عطية ثنا أبو عاتكة عن أنس بن مالك، قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم اطلبوا العلم و لو بالصين فان طلب العلم فريضة على كل مسلم.

فصل

محمد بن فرخ البغدادى أبو جعفر

ورد قزوين، و حدث بها عن

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 493

إسحاق بن بشر القرشى قال الحافظ أبو بكر الخطيب فى تاريخ بغداد أخبرنى أبو القاسم الأزهرى ثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى الملاحمى انتخاب الدارقطنى ثنا عبد اللّه بن محمد البغوى ثنا عبد الرحيم بن عبد اللّه بن إسحاق السمعانى ثنا محمد بن فرخ البغدادى أبو جعفر بقزوين ثنا إسحاق بن بشر القرشى ثنا أبو حنيفة عن حماد عن أنس قال كان النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم و أبو بكر و عمر رضى اللّه عنهما لا يجهرون ببسم اللّه الرحمن الرحيم.

فصل

محمد بن أبى الفوارس بن المختار القرائى أبو جعفر

فقيه، مناظر مذكر متوجه كان له تصرف فى التذكير و العبارات المسجعة تفقه بقزوين على والدى و غيره. ثم بأصبهان و كان حسن الخلق لين الجانب، رقيق القلب، و سمع الحديث من والدى و غيره، و توفى سنة ست و ثمانين و خمسمائة.

فصل

محمد بن الفضل بن إسماعيل بن ماك القاضى،

سمع الارشاد للخليل الحافظ من جده أبى الفتح إسماعيل بن عبد الجبار بن ماك، بروايته عن المصنف، و سمع من الأستاذ الشافعى الصحيح للبخارى فى سنة إحدى عشرة و خمسمائة، و سمع منه سنة سبع و خمسمائة جزءا من حديث أبى الفضل الفراتى بروايته عن أبى بدر النهاوندى عنه.

محمد بن الفضل بن مادا،

سمع فى الصحيح للبخارى من أبى القاسم

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 494

هبة اللّه الكمونى، بروايته عن الحميرى حديث البخارى عن إبراهيم بن موسى أنبا عيسى عن إسماعيل عن قيس أنه سمع مرداس الاسلمى يقول و كان من أصحاب الشجرة، يقبض الصالحون الأول فالأول، و تبقى جفالة كجفالة التمر و الشعير لا يعبأ اللّه بهم شيئا، الجفالة و الحثلة من التمر و غيره، بقية الردية التى لا تؤكل لفسادها.

محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلى

من بنى عجل بن لجيم ابن صعب بن على بن وائل كان فى بيتهم السيادة و الرياسة، و الأيالة بقزوين، و كانوا أصحاب جاه و ثروة و مروة، و محمد بن الفضل كان واليا بقزوين محمود الأثر فى الرعية، و فى تسكين الديلم و دفع غائلتهم و غدر به حتى وقع فى أسر كوتكين بن شاتكين التركى.

فصادره و عقد عليه العقود بجميع دوره و بساتينه و ضياعه بقزوين و أبهر، و كانت كثيرة و أحضر القاضى و العدول و الأشراف يشهدهم عليها، فلما قرئت عليه، قال أشهدكم أن كذا و كذا وقف على أولادى و أولاد أولادى ما تناسلوا و كذا و كذا وقف على الطالبية، و كذا و كذا وقف على مساكين قزوين فاغتاض التركى من ذلك و حمله معه قتله ببعض نواحى ساوة.

محمد بن الفضل بن المعافا أبو الحسين البيع،

و يقال محمد بن المعافا بن الفضل، كان من الفقهاء ذوى الأقدار بقزوين، و هو من أقران أبى منصور القطان، ذكر فى التاريخ أنه وقعت فتنة بقزوين فى سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة، فأشخص أبو الحسين مع أبى منصور القطان و جماعة

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 495

إلى الرى لغضب السلطان على أهل البلد.

محمد بن الفضل القزوينى،

سمع منه الحديث بنيسابور محمد بن على بن عبد الصمد الماوراء النهرى.

محمد بن الفضل أبو المكارم الشيخى

صوفى من أسباط الشيخ أبى سعيد بن أبى الخير ورد قزوين، و سمع بها الحديث من الامام أحمد ابن إسماعيل.

محمد بن أبى الفضل الشريف،

سمع الكثير من أبى طلحة الخطيب، مع السيد بن أبى طاهر و أبى الخطيب الجعفريين.

محمد بن أبى الفضل الجرباذقانى،

سمع الرياضة للشيخ جعفر بن محمد الأبهرى المعروف ببابا من أبى على الموسياباذى بقزوين سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة، بروايته عن سنجر بن منصور عن المصنف.

فصل

محمد بن فوران أبو بكر الملقب بالحسام،

سمع الأستاذ الشافعى فى الصحيح لمحمد بن إسماعيل حديثه عن عمرو بن على ثنا عبد الوهاب، سمعت يحيى بن سعيد، أخبرنى سعد بن إبراهيم أن نافع بن جبير بن مطعم أخبره أنه سمع عروة بن المغيرة بن شعبة يحدث عن المغيرة بن شعبة انه كان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فى سفر و أنه ذهب لحاجة له و أن المغيرة جعل يصب الماء عليه، و هو يتوضأ فغسل وجهه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 496

و يديه و مسح برأسه و مسح على الخفين فيه ما يدل على أن الاستعانة بالغير فى الوضوء لا تبطل، و ترجم البخارى الباب بالرجل يوضئ صاحبه و أراد به إعانته على الوضوء.

فصل

محمد بن فيروز بن عبد اللّه الزاهد القزوينى،

شيخ متورع متبرك به حسن السيرة كان يأكل من كتب يده و يحكى عنه، ما يدل على الفراسة الصادقة، و كان قد درس ما يحتاج إليه من الفقه بالفارسية على السيد أبى حرب الهمدانى و كان من دعائه لمن لقيه حفظ اللّه عليك قلبك و دينك.

محمد بن فيروزان البزاز،

سمع أبا الحسن القطان فى الطوالات من لفظه ثنا عبد اللّه يعنى ابن أحمد بن حنبل ثنا أبى ثنا سفيان عن ابن عجلان، عن عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبى سرح، سمع أبا سعيد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و هو على المنبر إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج اللّه من نبات الأرض و زهرة الدنيا، فقال رجل أى رسول اللّه أو يأتى الخير بالشر فسكت حتى رأينا أنه ينزل عليه قال و غشية نهر و عرق فقال أين السائل فقال ها أنا ذا و لم أرد إلا خيرا.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أن الخير لا يأتى إلا بالخير و لكن الدنيا خضرة حلوة، و كل ما ينبت الربيع تقتل خبطا أويلم إلا آكله الخضر فانها أكلت حتى امتدت خاصر تاها استقبلت الشمس،

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 497

فثلطت و بالت ثم عادت و أكلت ممن أخذها بحق بورك له فيها و من أخذها بغير حقها لم يبارك له، و كان كالذى يأكل و لا يشبع يقال خبطت الدابة إذا أكلت المرعى حتى ينتفح جوفها فتموت و الخضر من النبات الرخص الغض و المقصود أن الاكثار الناشى من الحرص مهلك و المحمود التوسط و الاعتدال.

حرف القاف فى الآباء
محمد بن قارن،

سمع بقزوين أبا العباس أحمد بن إبراهيم بن سموية حديثه عن العباس بن محمد الدورى، ثنا عبيد بن إسحاق العطار ثنا حفص ابن عمران الفزارى عن أبى إسحاق السبيعى عن عمرو بن شرحبيل، فى قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ» قال عيسى عليه السلام كان يأكل من غزل أمه، و حديثه عن أبى بكر

بن أبى الدنيا ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا سلمة بن عقار، عن حجاج بن محمد، قال كتب إلى أبو خالد الأحمر، فكان فى كتابه إلى و أعلم ان الصديقين كانوا يستحيون من اللّه تعالى أن يكون اليوم على منزلة أمس.

فصل

محمد بن قتلع المعروف ببوروية الصوفى،

سمع أبا النجيب الكرجى يحدث عن أبيه إملاء أخبرنى إسماعيل بن محمد المخلدى ثنا أبو الوفاء القصيرى ثنا أبو القاسم على بن إبراهيم ثنا الامام أبو بكر محمد بن يحيى المعروف بابن أبى زكريا عن يوسف بن موسى المروزى عن هشام بن خالد عن بقية بن الوليد عن عبد الملك بن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 498

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: لما خلق اللّه جنة عدن، و فيها مالا عين رأت و لا أذن سمعت، قال لها تكلمى فقالت «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» ثم قالت انى حرام على كل مخيل و مراء ثم أطبقها فلم ير ما فيها ملك مقرب و لا نبى مرسل.

فصل

محمد بن القاسم بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان أبو الحسن ابن أخى أبى الحسن على بن إبراهيم القطان،

سمع على بن محمد بن مهروية، و روى عنه الخليل الحافظ فى مشيخته فقال: أنبا محمد بن القاسم هذا ثنا على بن مهروية ثنا محمد بن موسى ثنا محمد بن عبد الصمد المقدسى ثنا داؤد ابن إبراهيم النيسابورى ثنا محمد بن عبد الرحمن القشيرى عن إسماعيل بن رافع عن دويد بن رفيع عن سعيد بن سوقة، قال دخلنا على سلمان رضى اللّه عنه، و هو مبطون فى مرضه الذى مات فيه، فجلسنا عنده طويلا حتى ظننا أنه قد شقّ عليه ثم قمنا فأخذ بثوبى فجلست.

فقال ألا أحدثك بحديث لم أحدث به أحدا و لا أحدث به أحدا بعدك، سمعت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول ارقبوا الميت عند وفاته، فاذا ذرفت عيناه و زشح جبينه و انتشر منخراه، فهو رحمة من اللّه نزلت به و إذا غط غطيط البكر الخنق و كمد لونه، و أزبد شفتاه فهو

عذاب من اللّه نزل به ثم قال لأهله ما فعل المسك الذى قدمت به من بلنجر

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 499

قالت هو ذا قال بليه ثم انفحيه حول فراشى فانه يدخل عليك أقوام يشمون الريح و ما يأكلون الطعام ثم قضى.

محمد بن القاسم بن إبراهيم أبو الوفاء القهرمانى القزوينى،

سمع أبا الفتح الراشدى الصحيح للبخارى أو بعضه بقراأة هبة اللّه بن زاذان سنة أربع عشرة و أربعمائة، فى الجامع و سمع الراشدى فى كتاب الزهد لعبد الرحمن بن أبى حاتم بسماعه من أبى الحسن على بن القاسم بن محمد السهروردى، عن ابن أبى حاتم ثنا محمد بن عوف ثنا أبو اليمان ثنا ابن عياش عن صفوان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن العرباض بن سارية عن النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم قال إن المتحابين فى جلال اللّه فى ظل اللّه يوم لا ظل إلا ظله، و سمع أبو الوفاء غريب الحديث لأبى عبيد من أبى محمد الطيبى، سنة خمس و أربعمائة، بسماعه من أبى الحسن القطان.

محمد بن أبى القاسم بن أحمد الجصاصى،

سمع ابا الفتوح إسماعيل ابن على الجعفرى الطوسى سنة عشرين و خمسمائة، بقزوين كتاب الأربعين للحاكم أبى عبد اللّه بسماعه عن أبى بكر بن خلف عنه، و الأربعين فى البسملة من الفقيه الحجازى بن شعبويه بن الغازى بقرية شرفاباذ ، سنة تسع عشرة و خمسمائة بسماعه من مصنفه أحمد بن أبى الخطاب الطبرى.

محمد بن القاسم بن السرى بن زنبوية أبو عبد اللّه،

سمع على بن محمد بن مهروية، و أبا عبد اللّه محمد بن على بن عمر، و روى عنه الحافظ الخليل فى مشيخته، فقال: ثنا محمد بن القاسم بن السرى ثنا على بن محمد

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 500

ابن مهروية ثنا هارون بن هزارى ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

اسرعوا بالجنازة فان يك صالحا فخير تقدمون إليه، و ان يك سوى ذلك فشرّ تضعونه عن رقابكم. و قال الخليل أنشدنا محمد بن القاسم بن السرى أنشدنا أحمد بن سلمان أنشدنا عبد اللّه بن أبى الدنيا قال أنشدنا محمود الوراق:

يأيها الظالم فى فعله و الظلم مردود على من ظلم

إلى متى أنت و حتى متى تشكو المصيبات و تنسى النعم

محمد بن أبى القاسم بن سليمان الصوفى،

سمع فى خانقاه شهرهيزه محمد بن محمد بن محمد الاسفرائنى سنة أربع و ثمانين و خمسمائة.

محمد بن القاسم بن عتاب بن عدى القارئ أبو بكر المؤدب القزوينى،

سمع محمد بن إسماعيل بن العباس و أبا الفتح الراشدى سنة إحدى عشرة و أربعمائة، و أبا الحسن بن إدريس سنة ثمان و أربعمائة، و حدث عنه الحافظ أبو سعد السمان فى معجم شيوخه، فقال ثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس ثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب، ثنا جبارة بن المغلس حدثنى سلام بن سالم البلخى عن ابن جريج عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم إن من السنة أن يشيع الرجل الضيف إلى باب الدار.

محمد بن القاسم بن محمد بن القاسم الخيارجى،

سمع من الراشدى فى الصحيح حديث البخارى عن يحيى بن قرعة ثنا مالك عن عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن، و مجمع ابنى يزيد بن جارية الأنصارى عن خنساء بنت خذام الأنصارية، أن أباها زوجها و هى ثيب فكرهت

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 501

ذلك، فأتت النبى صلى اللّه عليه و آله و سلم فرد نكاحها. بزيد بن جارية بالجيم و الراء صحابى، خنساء بنت خذام بالخاء و الذال المعجمتين.

محمد بن القاسم بن هبة اللّه الخليلى، أبو البوكات القزوينى،

سمع من أبى منصور المقومى جامع التأويل لأحمد بن فارس، و سمع منه، و من أبى زيد الواقد بن الخليل فضائل القرآن لأبى عبيد، بقراأة ظاهر النيسابورى سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة، بروايتهما عن الزبير بن محمد عن على بن مهروية عن على بن عبد العزيز عن أبى عبيد، و قرأت على على بن عبيد اللّه الرازى أنبا أبو البركات محمد بن القاسم الخليلى أنبا الأستاذ أبو محمد الحسن ابن محمد بن كاكا الأبهرى المقرئ، ثنا القاضى أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الفلاكى، بزنجان سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، ثنا محمد بن القاسم ثنا أبو سعيد الحسن بن على العدوىّ ثنا خراش ثنا أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الصوم جنة.

محمد بن القاسم بن هبة اللّه أبو بكر الطبرى المقرئ،

سمع مسند الشافعى رضى اللّه عنه من القاضى عطاء اللّه بن على بن ملكوية بقزوين، سنة تسع و ستين و خمسمائة، بروايته عن الحصيرى عن السلار مكى.

محمد بن القاسم الفقيه،

ذكر الخليل الحافظ أنه كان يفتى برأى سفيان الثورى و أنه روى عن على الطنافسى و ابن سابق و أنه مات سنة نيف و سبع و مائتين.

محمد بن القاسم الأديب القزوينى

عنه أبو الأسود القزوينى، رأيت بخط الامام هبة اللّه بن زاذان، روى الشيخ العم يعنى أبا محمد عبد اللّه

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 502

ابن عمر بن زاذان عن على بن عثمان الفقيه المكنى بأبى الحسن الأسود عن محمد بن القاسم الأديب القزوينى لبعضهم:

يقولون إن الدهر يومان كله فيوم مسرات و يوم مكاره

و ما صدقوا و الدهر يوم مسرةو أيام مكروه كثير البدائه

و قد روى البيتين الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى عن أبى الحسن الأسود و هو على بن عثمان الفقيه القزوينى بسماعه عن الأديب محمد بن القاسم و نسبها إلى عبد اللّه بن طاهر.

محمد بن القاسم الممالحى الفامى،

سمع الغاية لأبى بكر بن مهران، و شرحها للفارسى من محمد بن آدم الغزنوى سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة.

محمد بن القاسم الدلائى الصوفى

شيخ عزيز صاحب إخبات و خشوع و بذل و قله طمع كان يخدم الصوفية و يحسن القيام بشأنهم مدة فى خانقاه شهر هيزة و مدة فى خانقاه و الكينان ، و سمع الحديث من أبى سليمان الزبيرى، سنة أربع و أربعين و خمسمائة.

محمد بن القاسم السليماناباذى،

سمع على بن أحمد الرزبرى بقزوين سنة تسع و خمسين و خمسمائة.

محمد بن أبى القاسم الحداد،

سمع عطاء اللّه بن على بن بلكويه، سنة ستين و خمسمائة، حديث الرحمة المسلسل بأول حدث بروايته عن زاهر الشحامى.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 503

فصل

محمد بن قهيار،

سمع أحمد بن إبراهيم بن سموية حديثه عن على ابن عبد العزيز ثنا سليمان بن أحمد ثنا مبشر بن إسماعيل الحلبى ثنا تمام بن نجيح، قال كنت عند ابن سيرين فجاء رجل فقال إنى رأيت كأن طائرا أنزل من السماء فوقع على ياسمينه يلقط ما فيها ثم طار، قال ابن سيرين إن صدقت رؤياك مات العلماء، قال: فمات فى ذلك العام الحسن و ابن سيرين فى جماعة من العلماء.

التدوين فى أخبار قزوين، ج 1، ص: 504

خاتمة الطبع

تم بحمد اللّه تعالى و حسن توفيقه طبع الجزء الأول من كتاب «التدوين فى ذكر أهل العلم بقزوين» تأليف الشيخ الأمام العالم العلامة أبى القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعى القزوينى المتوفى (623) سنة ثلاث و عشرين و ستمائة يوم الاثنتين 17 من جمادى الأولى سنة 1404 ه- 20 فبراير سنة 1984 م، بتصحيحه خادم العلماء الشيخ عزيز اللّه العطارى الحبوشانى، و يليه الجزء الثانى أوله: الكاف و اللام فى الآباء محمد بن كيلويه.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.