کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم المجلد 1

اشارة

نام کتاب: کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم
نویسنده: محمد علی التهانوی
تاریخ وفات مؤلف: 1158 ق
موضوع: فرهنگ نامه عمومی
زبان: عربی
تعداد جلد: 2
ناشر: مکتبة لبنان ناشرون
مکان چاپ: بیروت
سال چاپ: 1996 م
نوبت چاپ: اول
موسوعة کشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
mousoua'ah kshaf estlahat alfnoun wala'loum
تألیف: رفیق العجم تاریخ النشر: 01/01/1996
ترجمة، تحقیق: علی دحروج
الناشر: مکتبة لبنان ناشرون السلسلة: موسوعات المصطلحات العربیة و الإسلامیة
النوع: ورقی غلاف فنی،
حجم: 25×18
عدد الصفحات: 3184 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 2
اللغة: عربی

الجزء الاول

المحتویات‌

شکر و تقدیم‌I التّقدیم‌III کشاف اصطلاحات الفنون: البسملة 1 المقدّمة 3 موسوعة المصطلحات 71 حرف الألف 71 حرف الباء 305 حرف التاء 360 حرف الثاء 536 حرف الجیم 544 حرف الجیم الفارسیة 607 حرف الحاء 608 حرف الخاء 729 حرف الدال 773 حرف الذال 816 حرف الراء 838 حرف الزای 902 حرف السین 920 حرف الشین 1000 حرف الصاد 1053
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 2
حرف الضاد 1108 حرف الطاء 1123 حرف الظاء 1144 حرف العین 1256 حرف الغین 1245 حرف الفاء 1260 حرف القاف 1295 حرف الکاف 1375 حرف الکاف الفارسیّة 1398 حرف اللام 1399 حرف المیم 1419 حرف النون 1679 حرف الهاء 1736 حرف الواو 1750 حرف الیاء 1811 فهرس الفرق و الاعلام و القبائل 1819 فهرس الکتب 1845 فهرس المصطلحات 1867Index Francais 7591English INDEX 5402
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 3

شکر و تقدیر

إنّ هذا العمل الذی ترکه التهانوی عزّ نظیره و قلّ مثیله. و قد جاء دسما غنیا و شرحا وفیا، فغزرت مادة نصوصه و تداخلت، و توشّت بأعلام و کتب و غیرها مما ذکرنا. و ترتبت جمیعها علی نظم قدیم معقّد. فآلینا علی أنفسنا تحویل کل ذلک إلی سهل مبسط، و التعریف بکل معقد و وارد تعریفا مقتضبا مع إجزال فی ذکر المراجع و المصادر لیعود إلیها القارئ ما شاء استزادة و تفصیلا.
و لعلّ کل هذا یحتاج إلی فرق من الباحثین و لیس إلی فریق واحد: فقضی الأمر علی هذا الشکل بعون اللّه، و أنجز العمل بعامین.
و إنّ الفضل یعود إلی الکثیرین ممن ساعد مباشرة أو غیر مباشرة، لهم منی و من فریق العمل الرئیسی کل شکر و تقدیر، و أخص بالذکر:
- الأستاذ خلیل حبیب الصائغ، الذی تبنّی المشروع بروحه العلمیة النافذة، و خبرته العملیة الصائبة، و مقدامیّته الوثّابة، فی وقت قلّت فیه رعایة العلم و تبنّی مشروعاته، و فی فترة کان الوطن یقوم فیها من بین الأنقاض.
- المعهد العالی للدراسات الاسلامیة التابع لجمعیة المقاصد الخیریة الاسلامیة فی بیروت، ففی رحابه رعینا هذا الرهط من تلامذتنا الباحثین الذی یعدّون رسائل ماجستیر فاخترنا منهم جمعا من المساعدین الباحثین باتفاقات خاصة. و من مکتبته استقینا العلم و اغترفنا، هذه المکتبة المتخصّصة فی العلوم العربیة و الاسلامیة.
- مکتبة یافث فی الجامعة الأمیرکیة التی تختزن زادا علمیا وفیرا. و مکتبة کلیة الامام الأوزاعی التی تقتنی نوادر فهارس مخطوطات الهند.
- جماعة المساعدین الباحثین المدقّقین و هم: الدکتور بسام عبد الحمید، الشیخ علی البقاعی. و الباحثات: عاصمة رمضان و سلمی زینی و عنایة عبد اللّه و أمینة الحلبی و إلی ولدیّ محمد و ماهر، و بهم جمیعا تمثّلت الجدیة و الأمانة و الدقة.
و أخیرا أنوّه بزملائی و أشکرهم: د. علی دحروج و الشیخ د. عبد اللّه الخالدی ود.
جورج زیناتی، فقد کنا جمیعا کلا واحدا و آلیة واحدة متعاضدة متناغمة فی أثناء العمل، و لو لا ذلک و عون اللّه لما تحقّق کل ذلک.
رفیق العجم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 4

التّقدیم‌

نستصبح ما عزمنا علیه من عنایة فی المصطلح بتحقیق کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم للتهانوی. و نستهل بهذا العمل الموسوعی، و هذه المعلمة المعرفیة، باکورة التوجه فی إعادة بلورة المصطلح کما جمعه علماء العرب و المسلمین، أو کما حزمنا الأمر بعون اللّه تعالی علی جمعه تبعا لأبسط الطرق و الأسالیب و استعانة بأحدث الآلات، و ما توصّل إلیه التوثیق و التقمیش.
و إننا إذ نتصدی لعمل شاق صعب و غنی فی حقول المعرفیة العربیة و الاسلامیة، وضعه عالم جلیل ذو باع طویل و دأب ملیل، و أکمله تلامذة أفاضل، حیث وجدنا العمل مغمورا و ترتیبه علی النهج القدیم فی أبواب و فصول للجذر، و بالتسلسل الالفبائی، إضافة إلی امتلائه بالمئات من أسماء الأعلام و الکتب، و معظمها مجهول من غیر تعریف و لا تحقیق.
فنهجنا منهجا تبسیطیا اعتمد إیراد المصطلح و اللفظ کما هو، حیث تمّ إدراج کلّ هذه المصطلحات بالترتیب الألفبائی بحسب ورود الاسم، من غیر التفات إلی الجذر أو أی اعتبار آخر. و علی هذه الوتیرة مثلا: الآحاد/ الآخر/ الآخرة/ الآدم/ الآراء … الاسراف/ الأسطرلاب الخ. الصاحب/ الصاعقة/ الصالح/ الصالحیة/ الصامت/ الصّبا/ الصبائی الخ. و الملاحظ هنا أن الاعتماد علی الکلمة کما هی مرسومة و تبعا لتسلسل أحرفها: الأول و الثانی و الثالث و أحیانا الرابع و الخامس، تمشیا مع النمط العام و السائد فی تبسیط العلوم و تسهیلها، لتصبح فی متناول الید من غیر التباس و لا تعقید، و هو ما درجت علیه بعض المعاجم الحدیثة.
و کان الفضل هنا للحاسوب (الکمبیوتر).
و سلکنا مسلکا توثیقیا فی التعریف بالأعلام و الکتب و الأماکن و الفرق و المصطلحات، إضافة إلی تخریج الآیات القرآنیة و الأحادیث النبویة الشریفة، مع ذکر المرجع أو المراجع، حیث بلغ العمل مبلغ المعلمة الموسوعیة. و سیتابع العمل إن شاء اللّه بعمل موسوعی آخر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 5
أما ما حزمنا الأمر علیه فهو بعض المصطلحات من العلوم العربیة و الاسلامیة فی موسوعات عدة تبعا لما وردت عند العلماء، صافیة، بحسب المراجع من غیر تدخل دخیل علی أقوال قائلیها. و یعتبر هذا العمل صنیعا بکرا لم یتحقّق فی الحقبتین القدیمة و الحدیثة. و یشکل- إن تمّ- قاعدة منطلق لضبط المصطلح و إحداث المستجد بالنحت و الاستقبال.
و البیّن فی الأفق حتی الآن تناول مصطلحات: المنطق، أصول الفقه، الفلسفة، علم الکلام، التصوف.
و الکشّاف الذی نقدّم له ناهزت الشروح بالفارسیة فیه علی ربع موضوعاته، و ورد الباقی باللغة العربیة: فنقلنا الربع إلی العربیة. زیادة فی اغناء المصطلحات و وضعنا ما یقابلها بالانکلیزیة و الفرنسیة و أحیانا باللاتینیة، ممّا یسهّل علی الباحث المقارنة بین المفاهیم و الأذهان و البنی المعرفیة، إذ إن ذلک یخفی ضمنا تحاورا داخلیا بین معارف العرب و المسلمین و معارف الأوروبیین، و لا سیما إبان حقبتهم فی العصور الوسطی و مطلع العصور الحدیثة.
و لا ضیر إن وجد الباحث أو الطالب أن هناک الکثیر من العلوم و المفاهیم التی عفی عنها الزمان و تخطّتها سنن التطور و الترقی. و لا سیما ما حدث علی مستوی العلوم البحتة و التفنین فی العقود الأخیرة، إلا أنّ هناک الکثیر من الشروح و المعانی، فی المجالات النظریة خصوصا، باقیة ثروة معرفیة، و دالّات علی بنیة من المعارف الغنیة، و موروث قابع فی أذهاننا و لا وعینا الثقافی؛ لا بدّ من إحیائه و استلهام عناصره و قراءة الحاضر بضوئه، فی سیرورة اتصال تملیها البنینة المعرفیة السلیمة و التحدیث الفاعل المؤثر.
و البنینة من فعلنة علی وزن فعلن، و هذا الوزن یستفاد منه فی أعمال الانصهار الکیمیائی و الترکیب العناصری و الذری. و قد واءمته هنا لیفید عملیة صهر عناصر مع البنیة المعرفیة «1»، تلک العناصر من المعانی الوافدة التی لا بدّ أن تتراکب مع العناصر القائمة و تنطبع بخصائصها فی عملیة إرادیة فاعلة، نقوم نحن بجزء منها عبر إحیاء المصطلحات المعبّرة عن العلوم العربیة و الاسلامیة، فتفد المعانی الحادثة العصریة بعد ذلک بالنقل و الترجمة مستفیدة من هذه المصطلحات، لتأتی المرحلة الثالثة و هی شیوع
______________________________
(1) استفدنا هنا من دراسات بیاجیه البنیویة و خصائص البنیة عنده و ترکیبها منهجا، مطبّقین ذلک إن صح علی البنیة المعرفیة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 6
المصطلحات العصریة بالعربیة مواکبة للعلم و المعارف الراهنة.
و لنا شاهد حی علی ذلک، ما حدث من نقلة فی دلالات و ألفاظ العربیة إبّان ظهور الاسلام، حیث استعمل اللفظ قریبا من موضوعه الأصلی. و علی الرغم من أنّه نقل عن دلالته السابقة إلا أن خیط اتصال بقی بین الأصل و الحادث، مثل الواجب:
السقطة مع الهدة من أعلی، کسقوط الحجر من الجبل. و ذلک فی الدلالات عند عرب الجاهلیة. ثم غدا الواجب: الأمر الإلهی المجرد المنزّل من أعلی فی الاسلام.
و أمثال ذلک الکثیر مما کان من خطاب اللّه عز و جل للعرب، و ما دار من علوم علی جنبات کتاب اللّه. إذ الصلاة عبارة عن الدعاء و الحج عن القصد و الصوم عن الامساک و الزکاة عن النمو و هکذا …
و من ثمّ بقیت هذه الألفاظ فی معانیها الحادثة قریبة من موضوعها الأصلی.
و لربّ قائل: إنّ المعانی العصریة فی شتی العلوم حادثة و مغایرة تماما لمعانی العلوم القدیمة التی درج علیها العرب و اصطلحوا علیها تعبیرا عمّا توصّلوا إلیه. فإن الجواب سهل بیّن ظهر فی أوروبا حیث انطلقت النهضة العلمیة من ألفاظ اللاتینیة و الفرنسیة و علیها استندت فتشعبت.
و الدلیل علی ذلک أن معظم مصطلحات الطب و الطبیعة و الکیمیاء و المعارف النظریة نجد أصلها بالیونانیة و اللاتینیة ثم تتشعب و تتحوّل و ینقطع بعضها عن دلالته الأولی. و من شواهد ذلک: لفظParadigme ورد بالیونانیة بصوت‌Paradeigma بمعنی المثال أو النموذج المحتذی، و لا سیما عند أفلاطون اشارة إلی المثال القائم فی عالم المثل. ثم أصبح اللفظ نفسه فی الثورة العلمیة عند توماس کون‌Kuhn النموذج علی ما یتفق علیه جماعة العلماء، فی عصر معیّن، من قوانین مرتبطة بنظریة محددة، مع ما یعقب ذلک من تطبیق علی الملاحظات کمعادلات نیوتن فی الحرکة: القوة الکتلة التسارع. ق ل* ع. «1» إذ تحکّم هذا النموذج فی المیکانیکا، و کصیغة و معادلة انشتاین فی ترابط السرعة بأبعاد المکان الثلاثة و الزمان الخ …
و نخلص من ذلک بتولیفة مفادها: أن إحیاء المصطلح و جمعه یصبّ فی عملیة بناء هادفة تشکّل رکیزة أساسیة فی التحدیث العربی، نأمل أن تطال البنیة الثقافیة و اللغویة علی أصول البنیة السلیمة، رغبة فی تشکیل بنیة دلالیة معرفیة للعلوم بالعربیة و ذلک عبر
______________________________
(1)
Kuhn. T. the Structure of Scientific Revolutions. Chicago.
1970.. 238.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 7
محطات ثلاث:
1- إبراز و إحیاء مصطلحات العلوم العربیة و الاسلامیة بألفاظها العربیة.
2- نقل علوم الآخر الحادثة بالارتکان و الارتکاز علی المحطة الأولی، و ما یؤدّیه ذلک من توحید المصطلح و غرس المعنی عند العرب قاطبة.
3- شیوع و تثبیت لغة علمیة عربیة حادثة.
و لعلّ هذه المحطات الثلاث تتجاوز الأفراد و المجامع العلمیة و تتطلب جهود أجیال، لکن لا بأس فی الانطلاق بخطوة أولی، و اللّه ولی التوفیق.
هذا و قد تمّ جمع التقدیم علی رکنین اثنین:
أولا: تمهید نظری یتناول إشکالیة المصطلح بین اللفظ و المعنی، المبنی و الفکر أو «الاذتهان».
ثانیا: دراسة وصفیة لعملیة التحقیق و التعریف بالمؤلف إلی جانب عرض الصعوبات و تمییز الأسالیب الفنیة المتّبعة فی عملیة التحقیق.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 8

إشکالیّة المصطلح بین اللّفظ و المعنی‌

تمهید:

إنّ التصورات الذهنیة و محصّلات الأفکار الکشفیة الصادرة عن العقل و الفهم، و الوجدانیات المعنویة المنبعثة من النفس، لا یمکنها جمیعا أن تتحقق عند صاحبها و منه إلی غیره ببیان فراغی، کمثل القابض علی الماء، بل لا بدّ لها من أن تتحقّق و تتعیّن و تتشیّأ إشارات و رموزا بنزولها و انسکابها فی أنواع من الألفاظ و أنماط من الصیغ تشکل فی جملتها بنیانا لغویا له خصائصه و طبعه و جبلته و سیرورة تکونه و تحوّله فی بعدی التاریخ و النسق الداخلی لبنیته، علما أنّ هذه البنیة قد اکتسبت وحدتها و ضبطها و تعقّدها بضوء التجربة المعرفیة التی خاضها الناطقون بهذه اللغة و المعبّرون بتلک الألفاظ و الأسماء.
و لعلّ العربیة، لغة الضاد، من أشد اللغات جمعا لهذین البعدین: السیرورة التاریخیة، و نسق البنیة الخاص، إذ إنّ لغات العالم بمعظمها مهما غزرت تجربتها أو تحدّدت تتمتع کل منها ببنیة لها میزاتها بحسب معطیات منهج اللغویات العصری و الدراسات الأنسیة الحادثة. فالعربیة أسوة بغیرها لها بنیتها و میزاتها، إلا أنّ للعربیة خاصیّة بارزة علی سواها تختص فی أثر البعد التاریخی فی تکوّن الأسماء و الألفاظ و استمرار تأثیره علی المفردات و الأسماء باتصال من غیر انقطاع و قطع. و لهذا کله کانت دراسة الحقل الدلالی لألفاظ العربیة و أسمائها ترتدی أهمیة و أهدافا معرفیة عدة.
إن هذه المفردات و الأسماء قد استعملت قوالب للفکر و الفهم و الاذتهان و العرفان علی امتداد عشرات القرون فی مسار الناطقین بالعربیة التاریخی، لهذا فهی محصّلة و نتاج جهود أجیال و حضارات عدة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 9
إنّ المفردات و الأسماء فی محطات دلالتها و التعبیر، و إبّان النقلات الحضاریة و اجتیاز اللفظة من مدلول إلی آخر، بقیت علی اتصال فی الدلالة مع ما سبقها و بخیط مشترک من المعنی بین الاثنین. بینما سارت بعض اللغات مسارا آخر تمثّل فی قطع دلالی مع مراحل سبقته. و أصبحت اللفظة رمزا و شکلا یطابق معنی حدث من غیر رابط مع المعنی الذی کان قائما فی تجربة سبقت.
و لعلّ آلیة بنیة السامیات، و العربیة منها، فی استحداث الألفاظ و المصطلحات علی تفعیلات و أوزان ترتدّ جمیعها إلی الثلاثی، منه تنطلق و إلیه تعود، قد فعلت فعلها و ترکت طبعها فی الحقل الدلالی للألفاظ، و رسّخت أثر السیرورة التاریخیة للأسماء فی انبنائها و اصطلاحها علی معان مستجدة. و لم یعن ذلک أن لغات أخری تفقد هذا الاتصال، إنّما المقصود هنا ضعف السیرورة التاریخیة فی الحقل الدلالی للألفاظ عند لغات و اشتداد ذلک فی العربیة.
إنّ الأبحاث التی شغلت الأمم فی عصور ازدهارها و انبثاق الکشوف العلمیة لدیها، و تشعّب تجربتها الفکریة و الوجدانیة، قد أغنت لغات هذه الأمم بالألفاظ و الأسماء و المصطلحات، فعبّرت اللغة تلک عن المعانی، و تحدّدت تلک المعانی بخاصیة هذه اللغة من دون سواها، و بحسب الأقوام الذین تناوبت الحضارة و العلم علی أیدیهم.
و لا مندوحة عن القول إن هذه المعانی حلقة ضروریة أدّت إلی ما بلغه العقل البشری من تطور و کشف. فسیرورة العلم حلقات متصلة بدأت بحاضرات ضفاف الأنهار لتمرّ بالیونان و الرومان و من ثمّ العرب و المسلمین، و لتنتقل بعد حین إلی أوروبا الحدیثة بحضارتها، و بالتالی، امتدادها إلی أمیرکا و العالم، فی بوتقة عصریة مذهلة بلغ فیها العلم و أنماط المعرفة و وسائلها مبلغا مدهشا یرسّخ ذاک التطور و الترقی للانسان و استخدامه الطبیعة لصالحه أفضل استخدام، فی عمل دءوب لراحته و سعادته و طول بقائه.
و عند العودة إلی ما بدأناه کیف یمکن لهذه العلوم و معانیها الحادثة عند الآخر أن تتحقّق عند العرب من غیر أن تنسکب فی وسائط ترسّخها فی الفهم و الأذهان؟. و من غیر اللغة القومیة وسائط تطال الجمهور و المثقفین و تشمل العامة و الخاصة، فتحدث نقلة معرفیة فی الشعب، بمثل ما تغتنی هی کلغة قائمة و فاعلة، إذ إن بقاء العلم منسکبا بلغة من صنع ذاک العلم یؤدّی إلی استقطاب النخب من أهل العربیة، لتتحوّل لغة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 10
العلوم و الفکر لدیهم إلی الانکلیزیة أو الفرنسیة و الألمانیة و الیابانیة. و قد یوصل ذلک إلی تعمیق الثغرة بین الشعوب فتحدّ عن المشارکة فی العلم، و عن وسائله و حسن استخدامها، ممّا یجعل الانسانیة فی مأزق حضاری لاحق یماثل ردّات الأعراب و البرابرة علی الحضارات؛ و قد یفقد الترقی الحضاری الراهن تمیّزه الحر المبدع السلمی عما سبقه من تجارب انسانیة عریقة.
و لا غرابة أن تتمثل عظمة العرب و المسلمین فیما رافق عنفوان الحضارة عندهم و درایتهم فی شتی أشکال العلم. و قد أغنی کل ذلک مفردات العربیة و الأسماء و المصطلحات. فعبّرت عن ذلک الغنی فی تراث بقی منه بعض المدوّنات و الأعمال الموسوعیة کتلک التی نبرزها و نحقّقها.
کما و أنّ کسوف العلم و انتقاله إلی غیرهم ترابط مع تحوّله عنهم و اضمحلال العمران و جمود المعانی التی عکست نفسها علی جمود الألفاظ و المصطلحات، حیث ذکر ابن خلدون فی مقدمته: «اعتبر ما قرّرناه بحال بغداد و قرطبة و القیروان و البصرة و الکوفة لمّا کثر عمرانها صدر الاسلام و استوت فیها الحضارة کیف زخرت فیها بحار العلم و تفنّنوا فی اصطلاحات التعلیم و أصناف العلوم و استنباط المسائل و الفنون حتی أربوا علی المتقدمین و فاتوا المتأخرین، و لما تناقص عمرانها و ابذعر سکانها انطوی ذلک البساط بما علیه جملة و فقد العلم بها و التعلیم و انتقل إلی غیرها من الأمصار» «1».
و مما لا بدّ من الوقوف علیه فی طبیعة العربیة و طبعها السامی، ذاک النسق الذی هو علیه حقل دلالة الفاظها، فی ذاک التواصل و الاتصال فیما بین الدلالات علی تشعّب العلوم و اختلافها و اجتیاز اللفظ من معنی إلی آخر و من مصطلح إلی سواه. و لا سیما أنّ نقل المفاهیم و المعانی المستجدّة الحادثة من لدن معطیات الشعوب و تجاربها، و من نبعات الآخر، لا ینقطع عن تجربة اللغة بألفاظها و المصطلح، إبّان سیرورتها و تجربتها العلمیة و اللغویة، و إلا کان تفلّتا لا یتوافق مع سنة التطور و طبع العربیة و انغراس الفهم فی الأذهان علی قدر اللغة المعاشة المعبّرة، و علی معطی اللاوعی المعرفی المنبث فی الضمیر و التجربة و العادات و المخیّلة، و التعلیم و التربیة «2».
إنّ الاقرار بفاعلیة العودة إلی دراسة المفردات و المصطلحات المعبّرة عن علوم
______________________________
(1) ابن خلدون، المقدمة، بیروت، دار احیاء التراث العربی، د. ت.، ص 434.
(2) العجم، رفیق، أثر الخصوصیة العربیة فی المعرفیة الإسلامیة، بیروت، دار الفکر اللبنانی، 1994، الفصل الأول.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 11
بادت أو تمّ تخطیها، و عن تجارب معرفیة و وجدانیة فقدت تأثیرها، حلقة وصل ضروریة فی حیاة اللغة، و مرحلة تواصل ذهنی مع ما هو قابع و أداة فهم استقطابا للجدید بخیط دلالی یصل الماضی بالحاضر، لا تنفک العربیة عنه.

حقول دلالة العربیة:

إنّ العربیة بمفرداتها و الأسماء عبّرت عن جملة معطیات و معان، فقد کانت أداة للتعبیر عن العرفان فی کل معطاه الوجدانی و العاطفی و اللاواعی، بمثل ما کانت أداة فهم للاحساس الفطری الأول فی حیاة الناطقین بها. و من ثمّ انتقلت لتشکّل اشارات و حروفا للفکر و التجرید، فاستعدّت لاستقبال معانی الغیر. و هنا فی خضم إعمال العقل و الفهم و تلقّی المجردات من الخارج انسکبت کل تلک المعانی فی قوالب اللغة بعد تلقیها فی الأذهان و انطباعها بها، و بالتالی تمّ اتسامها- تصورات الغیر- بطبع العربیة أیضا و بنیتها، هذه العربیة فی مبناها لا تنفک عن ذهنیة صانعیها و ناطقیها.
و هکذا تنجدل الأمور برباط معقّد متفاعل بین ما فی الأذهان و ما فی اللسان انطلاقا مما فی الأصوات و الأعیان.
و لا بدّ من تمییز الذهن عن العقل، فالذهن فی اللسن: «الفهم و العقل … و حفظ القلب» «1». إذا هو یجمع عملیة الفهم و التفکیر و القلب، أی الوجدان و ما هو قابع فی النفس بحسب المعطیات النفسیة الحدیثة، لذا کان العقل تبعا لدلالة العربیة: الجمع للأمر و الرأی، و الربط و التثبّت من الأمور. و کان الذهن أوسع نطاقا من هذا، و هنا نتلاقی مع التمییز الفرنسی التقلیدی بین العقل المکوّن الفاعل‌la raison constituante و بین العقل المکوّن المنفعل المشیّد السائدla raison constituee. الأول یمثّل النشاط المخی الذی یقوم به الفکر بالربط و الجمع، حیث یستخرج الانسان تصورات من ادراک العلاقات بین الأشیاء. أما الثانی فهو مجموع المبادئ و القواعد المعتمدة فی التفکیر أو الاستدلال «2». هذه القواعد تتأتّی من خارج فعل الفرد و فردیة نشاط مخه.
لهذا هی أقرب لمعنی الذهن أی العقل المکوّن المشیّد الذی یمارس دوره کاستعداد للادراک، أی إنّه محل المدرکات. و هنا یتلاقی مع معنی‌Mentalite بوجهته النفسیة فی بعض المناحی.
______________________________
(1) ابن منظور، لسان العرب، مادة ذهن.
(2)
Lalande. A. Vocabulaire technique et critique de la philosophie. Paris. P. U. F.
1968.P. 388
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 12
و لا ضیر إن مررنا لماما علی بعض هذه التوضیحات و التعریفات لتبیان علاقة المفاهیم و المعانی باللسان، و کیفیة بناء الصیاغة اللفظیة و الحکم علی حقیقة من الحقائق أو تصور اصطلاح من المصطلحات فیما یخصّ الانسان، أنّی کان زمانه أو مکانه، و لا سیما أن لغة العلوم تعود للإنسانیة جمعاء فی سیرورتها و الابداع. و من ثمّ تنسکب فی هذه اللغة أو تلک.
حتی أن الاسمیین بدءا بالرواقیة و انتقالا إلی أهل البیان المسلمین و خاصة ابن تیمیة (661- 726 ه) وصولا إلی الأوروبیین المعاصرین، جعلوا الحقیقة العلمیة و محصلة التجارب و التصورات تقوم فی الأسماء و تعرف من خلالها و بالألفاظ، و ان الحقیقة المتجسدة قائمة فی الألفاظ، فلا عجب أن ینکبوا انکبابا واسعا علی بیان العلاقات المنطقیة القائمة فی قضایا اللغة و علاقة المفردات و الکلام.
و لعلّ علم الدلالة أو حقل المعنی من أدق العلوم، إذ هو یبحث فی العلاقة بین المعنی و المبنی، بینما ذهبت اللغویات الحدیثة لدراسة العلاقة فی داخل المبنی للغة.
علما أن دراسة المبنی بما هو مبنی یساعد فی فهم عملیات الصیاغة و بناء العربیة و بنیتها الشکلیة. إلا أن دراسة عقل المعنی و علم الدلالة متعلّق تعلقا مباشرا بموضوع تحقیقنا للکشاف.
و لقد أدرک العرب و المسلمون أهمیة هذه المباحث فاحتفلوا بعلمی أصول الفقه و المنطق احتفالا ظاهرا، و ذهب بعضهم إلی اعتبار تمایز العلوم فی نفسها إنّما هو بتمایز الموضوعات. فصدّروا العلم بما عرف عندهم بالمبادئ و المقدمات. فکانت معرفة العلم بمعرفة حدّه تمییزا للمفهوم، و بمعرفة الموضوع تمییزا للذات.
و الملفت للنظر أنّ للفظ الواحد و المصطلح الواحد أحیانا عدة مفاهیم و کثرة من المعانی، حتی تکاد اللفظة الواحدة تضج فی تشعّب دلالاتها. و هذا الأمر یسری فی معظم اللغات و بحسب اختصاص کل علم و فن و تباین حقله عن الآخر. إلا أنّ دراسة معمّقة فی علم الدلالات تکشف لنا عن ذاک الخیط المشترک بین الدلالات، فتفتح الأفق أمام المحلّل و الأناسی و اللغوی لدراسة واسعة لطبع العربیة و ذهن ناطقیها و طبیعة تاریخ العلم و کیفیة صدوره.
و لهذا کله یمثّل کشاف المصطلحات عدة أدوار علمیة، فهو حلقة وصل و اتصال لنحت المصطلح المستحدث. کما أنّه أرض خصبة لدراسة تاریخ العلم و الموروث
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 13
الثقافی برمته، و فی الوقت عینه معلمة مرجعیة لعلماء و مراجع و کتب و آراء متعددة منتشرة علی امتداد قرون الحضارة العربیة و الاسلامیة.

بنیة العربیة و قابلیتها للتحدیث:

لقد طلع علینا زکی الأرسوزی فی تصویره عبقریة العربیة برأی مفاده أن تأسیس الدلالة ارتکز علی عملیتین: تقلید الطبیعة و تصویرها، و التعبیر عن المشاعر النفسیة الداخلیة للفرد. فالأصوات ثم الأسماء بالعربیة حدثت من الثنائی إلی الثلاثی و نشأت من خلال هذین البعدین.
و مع بدایة القرن العشرین میّزت الوضعیة المنطقیة «1» بین وظیفتین رئیسیتین للغة:
احداهما هی الوظیفة المعرفیة التی تستخدم اللغة فیها کأداة تشیر إلی وقائع و أشیاء موجودة فی العالم الخارجی، و لا یتعدی دور اللغة غیر هذا التصویر لتلک الوقائع و الأشیاء. أما الوظیفة الثانیة للغة فهی الوظیفة الانفعالیة و مؤدّاها أنّ الانسان یستعمل اللغة أحیانا للتعبیر عن مشاعر و انفعالات تجول فی نفسه. و یدخل فی اطار هذه المشاعر العبارات التی تعالج مسائل الأخلاق و الجمال و الماورائیات. فلا عجب إن صنّفنا العدد الکبیر من المصطلحات فی الکشاف الذی بین أیدینا ضمن دائرة مسائل الأخلاق و الماورائیات و المشاعر النفسیة التی تبدّت عند الصوفی أو غیره.
______________________________
(1) شکّلت جماعة فیینا حلقة ذات توجه فلسفی علمی لغوی. من أشهر أعلامها شلیک‌Schlick و فایزمن‌Waismann و فتغنشتین‌Wittgenstein و غیرهم مثل کارناب‌Carnap و فایجل‌Feigl و کرافت‌Kraft و آیرAyer. اضافة إلی هؤلاء سارت مدرسة آکسفورد بهذا المنحی، و من أشهر ممثلیها أوستن‌Austin و رایل‌Ryle و ستراوسون‌Strawson و هیرت‌Hart و هامبشیرHampshir و هیرHare. و نویل سمیث‌N.Smith و اشعیا برلین‌I.Berlin و سواهم ک رسل‌Russell. و شکّل هؤلاء الأفراد من الوضعیین و اللغویین توجها معرفیا، منذ أواخر القرن التاسع عشر المیلادی و المنتصف الأول من القرن العشرین، غرضه التأکید علی الآراء التالیة: الفلسفة تحلیلیة. الفلسفة علمیة، أی هی روابط منطقیة لغویة لوقائع جزئیة مجرّبة فی العلوم. القضایا تحلیلیة أو ترکیبیة. کل الماورائیات و الأفکار القبلیة الداخلة علی التجربة لغو.
ثم ان الاتجاه اللغوی شدّد علی أن اللغة العادیة هی الصحیحة و معاییرها تساعد بصورها و اشاراتها علی تحقیق الوظیفتین المعرفیة و الانفعالیة للغة فقط.
إن التفریق بین المعنی الدلالی و الاشاری یتم خلال التجربة و العلاقة المنطقیة الخاصة باللغة.
إن هذه الواقعیة التی اتسم بها هذا التوجه تساعد فی منهجها و النتائج علی فهم عملیات وضع المصطلح فی اللغة العربیة، و تؤازر علی ادراک ذاک التحول بین الدلالة العادیة للفظ و دلالته الاصطلاحیة و کیف استخدم العرب و المسلمون اللغة العادیة و المعاییر البنائیة للسانهم فی صیاغة التصورات العلمیة، بمثل ما یؤیّد ذلک التعرف علی موقع الاصطلاح و المصطلحات فی اطار أی وظیفة للغة، و لا سیما أنّ الألفاظ و الاصطلاحات المعتقدیة و الصوفیة تغزر فی العمل الذی بین أیدینا.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 14
و المتبحّر فی فضاء العربیة یجد بوضوح کیف استفاد المجتهد و الفقیه و العالم و العارف من اللغة العادیة و من الأسماء العربیة. فغدا الاسم مثقلا بدلالات عدة سبق للمنطق التقلیدی أن أطلق علیها الأسماء المتفقةHomonymes، و قصد بها ما کان اسما مشترکا لمعان مختلفة.
أما معنی کلمة عادی فهی ما یقابل ضمنا غیر المألوف و السوی و الاصطلاحی و الشعری و الرمزی. و تعنی کلمة عادی المشترک و المألوف عند العامة و المتداول علی کل لسان، لکن هل کل ذلک یتعارض مع الأسالیب و الأسماء المعتمدة لدی قلة من الناس اصطلحوا علیها فی مضمار الفنون و الرموز و العلوم؟ «1» و شکلوا الخاصة و أهل النظر. فلقد حرث المصطلح و لغة العلم فی العربیة حرثا عمیقا و مدیدا. إذ تمثّل عمقه فی تحویل الأسماء بدلالتها الحسیة ثمّ الدینیة إلی دلالة اصطلاحیة عبّرت عن کل علوم من سبق علی الحضارة العربیة و الاسلامیة تقریبا مضیفة ما کان من عندیات عقول تلک الحضارة و الابداعات و الاضافات و التبدیّات «2» و المشاعر. و تحصّل مدید المصطلح من طول عمر تلک اللغة العربیة و انتشارها الزمانی، بحیث یشکل اللسن العربی تاریخیا بین اللغات لسنا معرقا قدیما امتد عشرات القرون و لم یزل حیا قادرا علی الاستقطاب.
کل هذا یمکن أن نخلص من خلاله إلی عدم التعارض بین اللغة العادیة و الاصطلاحیة.
بید أنّ الأقدمین تنبهوا إلی مثل هذه العملیة داخل اللغة و استخرجوا منها تلک التفعیلات و الأوزان الضابطة؛ التی اعتبر ابن جنی فی خصائصه أنّها قوالب لصیاغة التصورات، و دالات لتمییز الأفکار و المعانی، و منحوتات تقولب خلالها ابداعات المفاهیم و مستحدثاتها.
ثم أبرزها العلائلی عصریا فی مقدمته و خرّج بها الکثیر من التفنینات و العلوم العصریة.
کما أنّ ابن رشد الفیلسوف وعاها کنحت اصطلاحی و تفسیر و تأویل تصوری، فقال بصحتها: علی أن لا تخل بعادة لسان العرب. جاعلا من العادة الضابط التقعیدی، منعا من التفلت. و لعلّ هذا الضابط هو ذاک الجسر بین اللغة العادیة و اللغة الاصطلاحیة.
______________________________
(1)
Ryle، G.، Ordinary Language، The Philosophical Review، V، LXII،
1953،. 167.
(2) نطلق کلمة تبدیات علی ما بدا للنفس فیوافق ذلک الوظیفة الانفعالیة للغة و یماثل الفلسفة الظواهریة و الظاهراتیةPhenomenologie.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 15
و ذهب حدیثا مور إلی الدفاع عن اللغة العادیة معتبرا إیاها الأساس لکل اصطلاح جاعلا اللغة العادیة ترتبط بالحس المشترک و الحکم الصائب، قائلا إنّ تناقض مذاهب الفلاسفة یعود إلی عبثهم باللغة العادیة، و إنّ کل ذلک یحصل عند انتقالهم من استعمال إلی آخر باللفظ و من غیر علم فیقعون بذلک فی المحال «1».
بینما انتقد رسل اللغة العادیة لأنّها بنظره عاجزة عن التعبیر الدقیق عن المفاهیم العلمیة، کما أن نظمهاsyntax کثیر ما یضلّل «2».
فی حین أکّد فتغنشتین علی أنّ اللغة العادیة هی المعیار الذی نحکم به علی صحة أو بطلان ما یقال من عبارات. یضاف إلی ذلک میله إلی وضع لغة مثالیة منطقیة.
و خلاصة ما ذهب إلیه أنّ اللغات المثالیة بالنهایة ما هی إلا مواضعات لا تعدو کونها توضیحات للغة العادیة «3».
کما ذهب شلیک إلی أنّ وضع العبارات الجدیدة فی اللغة یکون عند التعبیر عن وقائع فی الوجود الخارجی، و هذا یتم علی مستوی اللفظ أو الجملة أی الحدّ المتصوّر- المصطلح- أو القضیة. و بکلمة أبسط، أی ضرورة وجود (علامات، اشارات، أسماء) بقدر وجود وقائع و أفکار عن وقائع «4».
فهل ما ذهب إلیه، إذا أخذنا به لدراسة العربیة، یسائلنا: أ تکمن المشکلة فی الأسماء الجدیدة أم فی الوقائع؟ و ممّا لا شک فیه أنّ تیار شلیک یؤکد علی فعل الوقائع، بمثل ما أکد انبناء العربیة علی الوقائع المجرّبة المحسوسة. و هذا أمر یجعلنا نذهب مع القائلین إلی أنّ تلبیة العربیة للمعرفة المعاصرة و للکشف یکمن فی سر المساهمة فی وقائع جدیدة، أی الانخراط فی علوم العصر و المشارکة فی التفنین و الکشف و الابداع. و إن صح القول إحداث المعانی و فهمها، بهضم الجدید و تمثله و لیس بالترجمة الحرفیة.
حینئذ تلعب اللغة العادیة دورها فی صیاغة المصطلح و الاسم الجدید مستأنسة
______________________________
(1)
Moore، G. E.، Principia Ethica، Cambridge، the university press،
1948.
White، A. R.، G. E. Moore، A Critical Exposition، Oxford، Basil Black well،
1958،p 43- 23.
(2)
Russell، B.، Reply to Criticism in shlipp، P. A. ed.؛ The Philosophy of Bertrand Russell، p
. 694.
(3) لودفیغ فتغنشتین، رسالة منطقیة فلسفیة، ترجمة عزمی اسلام، مراجعة زکی نجیب محمود، القاهرة، الانغلو مصریة، 1968.
(4)
Quoted in Waismann، F، The Principles of Linguistic philosophy، Edited by Hare، R Macmilan، London، Melbourne، Toronto، New York، St. Martin's Press،
1968،pp. 603- 403.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 16
بالمصطلح السابق کمحطة فی سیرورة لا تنقطع.
عندها و بها یکون الکشاف و لغته أداة للتجدید، و یصبّ التهانوی فی مصبه التاریخی من عمر العلم و اللغة معا عند اللاسنین العرب.
و فی الوقت عینه ذهبت جماعة آکسفورد اللغویة مذهبا بنیویا فی عملیة الارتباط بین الواقع و اللفظة أو الجملة. إذ ترتکز النظرة علی محور أساس مؤداه أن هناک تناظرا بین بنیة الواقعة و بنیة القضیة التی تعبر عنها أو الحد المتصوّر المفرد «1». و هذا التناظر بین الواقع و اللغة لعب دورا عند رسل و فتغنشتین و شلیک. و جلّ النظرة أنّ التعبیر یتوقف علی امکانیة ترتیب العلامات بطرق مختلفة. فالترتیب‌Order هذا یمکن جعله کشفا لعملیة مهمة فی بناء اللغات و منها العربیة. مع الاشارة إلی أنّه تم وضع شی‌ء من هذا القبیل قبل ذلک بقرون طویلة علی ید ابن جنی و آخرین فی دور التفعیلات و دلالتها کترتیب و نظم لتحولات الفعل الثلاثی، و کأدوات اجرائیة لاختلاف المعانی التی تحصل فی الواقع و تستجد، و الأمر عینه عند بقیة النحویین و البلاغیین فی ترتیب و صیاغة الجملة العربیة. مع اعتبار للفارق الزمانی و اختصاص العرب بلغتهم و تعمیم المعاصرین النظرة علی کل اللغات الخ …
و لعلّ اتجاه أهل البیان فی التجربة العربیة و الاسلامیة الذی توجّه ابن تیمیة فی توجهه الاسمی، و تشییده منطقا یتأسّس علی الاسم فی بناء التصورات، قد یلتقی فی کثیر من الأبعاد مع ما آلت إلیه أعمال جماعة الذریة المنطقیة و جماعة آکسفورد حدیثا، حیث قارن فتغنشتین بین: واقعة ذریة تتشکل فی مجموعات موضوعات، موجودات‌Entities أو أشیاء. و علامات بسیطة مستخدمة فی قضایا تدعی أسماء «2».
أی أن فتغنشتین حلّل العالم أو علم العالم من وقائع مرکبة إلی وقائع بسیطة من غیر الممکن تجزئتها إلی ما هو أبسط منها- الواقعة الذریة-، و قوامها مجموعة من صغائر الأشیاء. و مماثلة مع ذلک یمضی فتغنشتین فی تحلیل اللغة من قضایا تنحل إلی قضایا أولیة تجزّأ هی بدورها إلی أبسط منها فتغدو مجموعة من الأسماء، فالعالم ینتهی إلی صغائر الأشیاء و اللغة تنتهی إلی أسماء. و هنا خیط مشترک بین الاسمیة القدیمة و هذا التیار، یتمثل هذا الخیط فی أنّ اللغة ترسم الوجود الخارجی و الاسم خیر معبّر عن الواقعة. و العلاقة علاقة واحد بواحد.
______________________________
(1)Ibid،p. 603.
(2) فتغنشتین، رسالة منطقیة فلسفیة، ص 63 و ص 73.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 17
و لهذا کله ینصب الاهتمام علی دراسة الأسماء أی دلالة المصطلحات لتعبیرها عن الوقائع أو فهم الوقائع- المعنی، التصور الذهنی-.
و لم یعن العرب و المسلمون کثیرا بدلالة القضیة الجملة بل بمعناها، و وضعوا معاییر مختلفة للحکم علی معناها من حیث السند و الصدق و الکذب، النظر و التجربة الخ … لکن غایتهم انصبت علی دلالة الأسماء انصبابا هاما و انقسموا فریقین: فریق أعطی الأولویة للدلالة، علاقة الشکل بالمضمون. و فریق قدّم أولویة المعنی علی الدلالة.
بینما رأی فتغنشتین حدیثا بأنّ الأسماء ذات دلالة فحسب و لیس لها معنی، و أنّ القضایا ذات معنی فحسب و لیس لها دلالة «1». و هذا الاتجاه یقارب مفهوم أهل الاصطلاح عند العرب و المسلمین.
بل اعتبر الغزالی أن الواقعة و المعنی و الدلالة مترابطة ترابطا تاما، إذ قال إنّ للأشیاء وجودا فی الأعیان و الأذهان و اللسان «2».
لکن تطور العلوم العصری جعل معنی الاسم یؤخذ علی السیاقات التی تستعمل فیها الأسماء. و هذا التوجه یخدم تشعب المصطلحات و غزارتها.
بید أنّ المصطلح العربی و الاسلامی ارتکز علی وظیفتین مثله مثل وظیفة اللغة عامة: وظیفة معرفیة و وظیفة انفعالیة. فی حین ضؤل دور الوظیفة الانفعالیة فی المصطلح العصری الغربی لضمور الآداب و الفلسفة أمام العلوم و التفنین. و لم تعد المعرفة العصریة تعنی بتبدیات النفس و تخیلات الشعور عنایتها بالوقائع المجربة المصغرة و الافتتان بها.
و لم یحدث الأمر فی اللغة العربیة لعدم انسلاک المجتمعات العربیة فی سلک العلوم و التفنین و انخراطهم کلیا فی التکنولوجیا و هضم علومها.
و لا عجب إن جاء الکشاف یلبّی الوظیفة المعرفیة للغة، و لکن مصطلحاته الملبّیة للوظیفة الانفعالیة تطفو و تغزر. و لا سیما أن الدلالات الفلسفیة و الصوفیة الدّالة علی التّبدیات و التمظهرات الفکریة و النفسیة تکثر، و تغنی القارئ بحقل واسع من
______________________________
(1)
Picher. G. The Philosophy of Wittgenstein، Inc.، Englewood، Cliffs، N. J.، Prentice- Hall،
1964،p. 54.
(2) و لا سیما فی کتابیه: معیار العلم و المستصفی من علم أصول الفقه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 18
الموروث الثقافی العربی و الاسلامی. و فی الوقت عینه تصور له تجربة انفعالیة نفسیة غنیة فی عمر الشعوب.
لقد جعلت مصطلحات الکشاف القارئ أمام ألفاظ و أسماء لم تقتصر علی الوصف، إنّما اصطنعت ألفاظا جدیدة بألعاب فی اللغة عن طریق التفعیلات تارة و عن طریق الخروج عن العادة طورا.

علاقة المعنی باللفظ

و ثمة مسألة تتعلق فی المصطلح و باتجاه خاص عند کل من أهل المعنی و المبنی، و قد أثیرت فی التراث العربی و الاسلامی، و کانت مجالا رحبا للنقاش العصری.
و هذه المسألة ترتبط فیما سبق ذکره عن کنه العلاقة بین المعنی و اللفظ أو ما سمّی قدیما المفهوم و البیان، الأذهان و اللسان، الماهیة و الاسم، و إذ باتجاه مدرسة آکسفورد یجعل تعریف المعنی فی حدود الاستعمال اللغوی، أی إن معنی أیة کلمة یرتبط دائما بالسیاق الذی تستعمل فیه الکلمة. فإذا، المعنی یتجلّی من خلال الاستعمال «1». و کان سبب موقفهم هذا أنّه تتمة طبیعیة لفلسفة الوضعیة المنطقیة الرافضة لأی قبلیات عقلیة أو معان ذهنیة متباینة من خارج التجربة العینیة. و قد تابعت مدرسة آکسفورد هذا فرفضت أیضا إمکانیة التحقق للمعنی. أی أنّه لا یوجد منهج للتحقق من أن العشب أخضر و أنّ السماء صافیة زرقاء الیوم، إذ لا یوجد من یتعلم کیفیة الرؤیة و الشعور، بینما یوجد من تعلم معنی اسم العشب و الأخضر، و ارتباط ذلک فی جملة إخباریة «2».
و ما خلصت هذه المدرسة إلیه هو أنّ المعنی لا یتحد بالکلمة اتحاد الروح بالجسد أو المعنی روح فی جسد کلمة، إنّما یکشف المعنی عن ذاته فی استعمال الکلمة. إذا، إذا قصد کل منا معرفة ما تعنیه الکلمة فعلیه النظر و تدبر أمر و کیفیة استعمالها، حیث ذهب فایزمن إلی أنّ معنی الکلمة یتغیّر تبعا لتغیّر استعمالها «3».
______________________________
(1)
CharlesWorth، M. J.، Philosophy and Linguistic Analysis، Duquense Studies، Philosophical series 9، Pittsburgh، Duquense University،
1959،p. 071.
(2)
Quoted by: Weitz، M.، Oxford philosophy، Philosophical Review،
1953،p. 691.
(3)
Waismann، F.، The Principles of Linguistic Philosophy، London، R. Macmilan،
1968،pp. 751- 651.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 19
و قد عثرنا علی شی‌ء من هذا التوجه فی التراث العربی و الاسلامی، مع اختلاف الأغراض و الوضوح فی المسألة و الفضاء المعرفی.
و تمثل هذا التوجه بانتصار أهل البیان لمنطق اللغة علی منطق المعنی أی توخّی أوجه النحو و أحکامه و فروقه و وجوهه و العمل بقوانینه و أصوله «1». فاعتبر السکاکی فی مفتاح العلوم «2»: «أنّ من أتقن أصلا واحدا من علم البیان، … و وقف علی کیفیة مساقه لتحصیل المطلوب، أطلعه ذلک علی کیفیة نظم الدلیل».
و خیر شاهد و مثال علی هذه المسألة المحاورة التی تمت فی مجلس الوزیر ابن الفرات فی بغداد عام 366 ه بین السیرافی و أبی بشر متی بن یونس. إذ قال السیرافی لمتی: «ما تقول فی قول القائل: زید أفضل الأخوة؟ قال متی: صحیح. قال السیرافی: فما تقول إن قال: زید أفضل أخوته؟ قال متی: صحیح … فقال السیرافی:
أفتیت علی غیر بصیرة و لا استبانة. المسألة الأولی جوابک عنها صحیح «و المسألة الثانیة جوابک عنها غیر صحیح … إن إخوة زید هم غیر زید، و زید خارج عن جملتهم. و الدلیل علی ذلک أنّه لو سأل سائل فقال: من إخوة زید؟ لم یجز أن تقول: زید و عمرو و بکر و خالد، و إنما تقول عمرو و بکر و خالد، و لا یدخل زید فی جملتهم. فإذا کان زید خارجا عن اخوته صار غیرهم، فلم یجز أن تقول: أفضل اخوته، کما لم یجز أن تقول: إنّ حمارک أفضل البغال، لأنّ الحمیر غیر البغال، کما أن زیدا غیر اخوته. فإذا قلت: زید خیر الأخوة، جاز، لأنّه أحد الأخوة، و الاسم یقع علیه و علی غیره فهو بعض الأخوة … » «3».
إن متّی انتصر لأرسطو فی جعله الأخوة جوهرا له ماهیته، أی هو معنی قبلی متصوّر فی الذهن. بینما نظر السیرافی من خلال سیاق ترتیب الألفاظ و الحروف، فهاء الضمیر المتّصل فی الأخوة تحدّد المعنی و لیس للمعنی أسبقیة و قبلیة. لهذا اختلفت الجملتین فاختلف المعنیان.
و رب سائل یقول: ما علاقة کل هذا من المصطلح کلفظ و تصور، کاسم و معنی؟
______________________________
(1) الجرجانی، عبد القاهر، دلائل الاعجاز، تحقیق بن تاویت، تطوان المغرب، د. ت.، ص. 27 و 139.
(2) المرجع نفسه، ص. 182.
(3) التوحیدی، أبو حیان، الامتاع و المؤانسة، القاهرة، التألیف و الترجمة، 1939- 1944، ج 1، ص 121.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 20
و الجواب أنّ هذا الحجاج یمدّنا بمعطیات معرفیة و توجهات فلسفیة، تجعلنا ندرک تماما فعل المصطلح و أثره فی تحریک المعانی فی الذهن و دور اللغة فی کل ذلک و أثرها. إذ إن المصطلح، علی الرغم من کونه فی معظم الأحیان، یأتی مفردا، و لفظا واحدا من غیر سیاق فی الجملة؛ إلا أنه کاسم، اتفق علی أن له دلالات متعدّدة و معانی منتشرة یضع أسبقیة اللفظ علی المعنی من وجهة نظر المنتصرین لفعل اللغة؛ و یحرک فی الذهن المعانی الوافدة و المحصّلة بالابداع فی اطار بنیة و سلطة اللغة. هذه اللغة المعاشة القابعة فی اللاوعی المعرفی و اللامفکر به. و لعلّ کل ذلک یرتبط ارتباطا وثیقا بعملیة التحدیث لأغلبیة الجمهور. فالإنسان یفکر من خلال مداخل لغته و یستسیغ و یهضم و یتعلم بلغته المعاشة و بشکل أسهل و أسرع؛ من غیر أن یعنی ذلک عدم مشارکته فی لغات العلم و الابداع عند الآخر. إلا أن هذه المشارکة تبقی خارج البنیة المعرفیة و الذهنیة للجمهور، مما یضعنا أمام المأزق الحضاری الذی أثرناه سابقا.

دلالة المصطلح عربیا:

و لا ضیر من بعض السبر و الحفر فی دلالة المصطلح عربیا، لعلّ ذلک یمدّ القارئ بأبعاد و آفاق و یکشف الستر عن سیرورة فی عمر اللفظ و بنائه.
إن جذر اللفظ (مصطلح) من: صلح: و الصلاح ضد الفساد. و ربما کنّوا بالصالح عن الشی‌ء الذی هو إلی الکثرة. فیقال: مغرت فی الأرض مغرة من مطر. و هی مطرة صالحة.
إن جذر اللفظة له دلالة حسیة عند العربی تشیر إلی المواجه للفساد و الانحلال، أی التنبّت، و من التنبّت تتشعب معانی الخصب و الحیاة و الاستمرار و البقاء.
ثم استخدم اللفظ علی معنی مجرد عند ما انبری اللغویون إلی تقعید اللغة، لکن هذا المعنی الذی أشار إلی البقاء و الاستمرار عندهم ظل له علاقة ما مع الدلالة الحسیة. مثال ذلک: یقول بعض النحویین، کأنّه ابن جنی، أبدلت الیاء من الواو ابدالا صالحا: أی أبقی و أکثر قابلیة للحیاة فی الاستعمال اللغوی.
و من ثمّ أخذت اللفظة مجراها فی الاشتقاق فأضحت «الاصطلاح» من افتعال وزنا. و وزن افتعال یحمل فی دلالته معنی تدخل الإنسان و مهارته العقلیة فی الفعل، إذ یقال: اصطناع، اقتسام. و الاصطلاح حدیثا: العرف الخاص، أی اتفاق طائفة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 21
مخصوصة من القوم علی وضع الشی‌ء أو الکلمة «1».
و لعلّ الجرجانی (المتوفی 816 ه)، و الذی لقّبه صاحب الکشاف بالسید السند، خیر من قدّم لنا فی تعریفاته الأبعاد المعرفیة التی اکتسبتها اللفظة عقب ما حملته من أس محسوس، و من معنی بیانی لغوی فی سیرورتها و المآل. قال الجرجانی «2»:
الاصطلاح «عبارة عن اتفاق قوم علی تسمیة الشی‌ء باسم ما ینقل عن موضعه الأول».
و هذا القول اشارة عامة إلی طبیعة استعمال الألفاظ و کیفیة استخدامها فی الدلالات، بعد إحداث معان فی الذهن، أو نقلها من معرفیات وافدة علی القوم.
و یتابع الجرجانی فیقول: «إخراج اللفظ من معنی لغوی إلی آخر لمناسبة بینهما».
أما المناسبة بینهما بعد معرفی تصوری عقلی یربط بین الدلالة الأولی و الدلالة المجازیة الدینیة. إنّها النقلة الکبیرة فی اللغة العربیة من المحسوس المجرّب إلی المجرّد الدینی الشرعی، مثال ذلک شاهد مستخرج من القرآن الکریم: لفظ: الواجب.
أی الذی وجب فعله لا خیار فیه، إنّه الأمر الدینی. و هذا معنی جامع اتفق علیه أرباب المذاهب الأصولیة و الکلامیة. و اللفظ لغة بمعنی الوجبة: أی السقطة مع الهوة.
و وجب وجبة أی سقط إلی الأرض «3».
إن بنیة الاتصال بین المعنیین: السقوط من الأعلی بشدة، حیث کان المعنی السقوط من أعلی، و کان المعنی الدینی السقوط و التنزیل الآمر. و ما یلبث الجرجانی أن یتابع تعریفه للاصطلاح بالقول: «اتفاق طائفة علی وضع اللفظ بإزاء المعنی».
و هذه الوضعیة شبیهة بوضعیة اللغات الأوروبیة المعاصرة حیث غدت اللغة بنیانا آلیا، تتحول به الکلمة من صورة إلی رمز، یرتبط بالمعنی عرضا و اتفاقا.
و الأرجح أنّ قول الجرجانی السابق یشیر إلی مرحلة ادخال المعانی العقلیة المنطقیة الیونانیة إلی اللغة العربیة، و اضفاء دلالات علی هذه المعانی، و شاهدنا علی ذلک قول الفارابی (257- 339 ه/ 873- 950 م) «إذا حدثت ملة فی أمة … فإذا احتاج واضع الملة إلی أن یجعل لها أسماء، فإما أن یخترع لها أسماء لم تکن تعرف عندهم قبله، و إما أن ینقل إلیها أسماء أقرب الأشیاء التی لها أسماء عندهم شبیها
______________________________
(1) المنجد، بیروت، دار المشرق، 1986، حرف أ.
(2) الجرجانی، علی بن محمد، التعریفات، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1983، ص 28.
(3) ابن منظور، لسان العرب، مادة وجب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 22
بالشرائع التی وضعها … و کذلک إذا حدثت الفلسفة احتاج أهلها ضرورة إلی أن ینطقوا عن معان لم تکن عندهم معلومة قبل ذلک، فیفعلون فیها أحد ذینک» «1».
و مفاد عملیة النطق بالمعانی الفلسفیة استخدام ألفاظ مستحدثة تخصّ هذه المعانی، أو نقل أسماء قریبة الشبه فی دلالاتها إلی هذه المعانی. و فی الحالین اعطاء لفظ محدد لمعنی فلسفی محدّد «2». إلا أنّ العملیة هنا تتمیّز فیها العربیة بخصوصیاتها اللسنیة، فی کونها غیر قابلة علی احداث قطع معرفی بین اللفظ و أصله أو جذره، فعلا أو مصدرا، سیرورة دلالیة أو بنیة معرفیة مضمرة. فهی أشبه بتکوین عضوی منها إلی آلیة.
و قیل بحسب ما یتابع الجرجانی فی التعریفات: «و الاصطلاح إخراج الشی‌ء عن معنی لغوی إلی معنی آخر لبیان المراد». و هذا الأمر یشیر إلی دخول مصطلحات الصوفیة و بعض التعابیر الفلسفیة و الحکمیة بمعانیها الخاصة، و إلباسها أسماء و ألفاظ عربیة. و هذا الأمر حدث فی العربیة و ضمن التاریخ الاسلامی، و کان یحمل فی باطنه اسقاطات لمعانی فارسیة زرادشتیة و مانویة، و لمعانی أفلاطونیة محدثة ملفّقة من شوائب هرمسیة و یونانیة قدیمة و غنوصیة، بید أن العاملین فی المجال العقلی أو البیانی تنبّهوا للمسألة و لفتوا النظر إلیها.
ففی المجال البیانی قیل: «لا یحل لأحد صرف لفظة معروفة المعنی فی اللغة عن معناها الذی وضعت له فی اللغة التی بها خاطبنا اللّه تعالی فی القرآن، إلی معنی غیر ما وضعت له، إلا أن یأتی نص قرآن أو کلام عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم أو إجماع من علماء الأمة کلها علی أنّها مصروفة عن ذلک المعنی إلی غیره، أو یوجب صرفها ضرورة حسن أو بدیهة عقل … » «3».
و فی المجال العقلی لم یلبث ابن باجة (475- 533 ه) أن شرح بعد العقل الذی شقته التجربة المغربیة العربیة، فیذکر فی (تدبیر المتوحد)، أنّ التوحّد ممیّز من التصوف. فالتوحّد سلوک عقلی یهدف إلی اکتساب المعرفة النظریة و مرکز الإنسان فیه. إنّ الکشف الصوفی مجرّد و هم و حالة نفسیة ناتجة عن تجنید قوی النفس الثلاث
______________________________
(1) الفارابی، کتاب الحروف، تحقیق محسن مهدی، بیروت، دار المشرق، 1970، ص 157.
(2) جهامی، جیرار، الاشکالیة اللغویة فی الفلسفة العربیة، بیروت، دار المشرق، 1994، الفصل الأول.
(3) ابن حزم، الفصل فی الملل و الأهواء و النحل، طبعة مصر، مجهول، ج 3، ص 50.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 23
الحس المشترک و المخیلة و الذاکرة، بواسطة المجاهدات. و ذلک کله ظن و فعل ما ظنوا أمر خارج عن الطبع «1».
و یتابع ابن رشد (520- 595 ه) الدرب عینه لیلخص لنا موقفا مهما، جاعلا الخطاب الدینی متوافقا مع ما یقرره العقل إما بالبیان الظاهر و إما بتأویل الدلالة من غیر «أن یخلّ ذلک بعادة لسان العرب فی التجوّز أو سببه أو لاحقه أو مقارنه أو غیر ذلک من الأشیاء، التی عودت فی تعریف أصناف الکلام المجازی» «2». فالتشدید هنا یرکّز علی سلطتی العقل و بناء اللغة أو ما سمّی عادة لسان العرب.
و لا مندوحة عن القول بأن المصطلح العربی رافق التجربة اللغویة العربیة و المعرفیة الاسلامیة بتعدّدها، فشکّل سیرورة بنائیة دلالیة معرفیة، إذ تضمن فی مراحله و المسار محطات رئیسة بارزة:
- اصطلاح علی أسماء و ألفاظ بین القوم لها موضع أول، أی دلالة حسیة.
- دلالة بیانیة دینیة نقلت الألفاظ إلی مضامین مجردة و حادثة.
- دلالة اختصت بمعان عقلیة مجرّدة حادثة و وافدة.
- دلالة علی معان لیس لها اتصال لغوی أو معرفی فی حیاة العرب.
- دلالة علی معانی علوم و اختصاصات تطبیقیة.
و لا بأس، فإنّ هذه المحطات تعبّر عن مجالات الدلالة فی اللسن العربی و کیفیة حدوث المعانی بسبر جامع لأکثر الحالات المتعلّقة بمفاصل حدوث المصطلح.
و لعلّنا نعثر فی الکشاف علی کل ذلک.

المصطلح بین الوقف و الوضع:

و ینقلنا ما تقدّم من تعرّف علی دلالة المصطلح لغة إلی التعرّف علی أصل المسألة الاصطلاحیة و منبتها. و یتمثّل ذلک فی التساؤل: هل المصطلحات و الألفاظ موضوعة وضعا مسبقا؟ أ هی توقیف؟ و صیغ التساؤل قدیما: هل وردتنا عن اللّه أم صنعها الانسان بعد أن خلقه اللّه؟ «3»
______________________________
(1) ابن باجة، رسائل ابن باجة الالهیة، تحقیق ماجد فخری، بیروت، دار النهار، 1968، ص ص 53- 55 و ص ص 121- 141.
(2) ابن رشد، فصل المقال، القاهرة، المکتبة المحمودیة، 1968، ص 16.
(3) الکفوی، أبو البقاء، الکلیات، دمشق، الثقافة و الارشاد القومی، 1981، ج 1، ص ص 201- 202.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 24
إنّ الأبحاث العلمیة و تبحّر الإنسان بالکشف عن ماضیه الثقافی تثبت أنّ اللغات مرّت بالمقطع البسیط ثم المقطعین فالمقاطع، و عربیا الحرف المصوّت فالثنائی فالثلاثی. مثال: (ع) تدلّ علی صوت الزئیر و (ا) الصوت المتکرر. و مثال الثنائی (عو) و الثلاثی (عوی) «1». و فی ختام التجربة وقفت لغات و ماتت لغات. و یماثل هذه العملیة المغرقة فی التاریخ، و الموغلة فی التجربة الأناسیة اللغویة شاهد علی کیفیة نمو التصویت و النطق و استعمال المحسوس ثم المجرد، و الأمر یحصل عند الطفل تباعا.
و لعلّ الدراسات التربویة و النفسیة الحدیثة و المعاصرة وافیة فی هذا المضمار، بحیث تقاس الإنسانیة، فی تطورها نحو التجرید، علی الطفل فی نموّه.
أما القدماء فوقفوا عند قوله عزّ و جل القائل وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها البقرة/ 31. فعلّق الجاحظ (160- 255 ه) قائلا: «لا یجوز أن یعلّمه الاسم و یدع المعنی و یعلّمه الدلالة و لا یضع له المدلول علیه. و الاسم بلا مسمّی لغو کالظرف الخالی …
و لو أعطاه الأسماء بلا معان لکان کمن وهب شیئا جامدا لا حرکة له، و شیئا لا حسن فیه … و لا یکون اللفظ اسما إلا و هو مضمّن بمعنی» «و قد یکون المعنی و لا اسم له، و لا یکون اسم إلا و یکون له معنی» «2». و قیل أیضا: «إن استعمال العبارة علی وجه یفید و یصحّ لا یکون إلا بعد العلم بما وضعت له» «3» فهی تابعة للمعنی أی للنشاط العقلی.
فاللغة وضع فی أساسها، و من هذا الوضع تخرج الأسماء العرفیة، أی ما تعارف علیه القوم، بحیث یوضع الاسم لمعنی عام یخصص «4».
و أعاد زکی الأرسوزی- القرن العشرین- هذا الاتجاه و توسّع فیه، ثم أضاف التجربة الوجدانیة علی التجربة الطبیعیة و سمّاه الایحاء، کفرس، من (فرّ) و صوت (س) المعبّر عن الحرکة.
و ذهب هذا المذهب فی أوروبا (Whitney(، و من أشهر مؤلفاته: (حیاة اللغة 1875) و (اللغة و دراستها 1876). و اهتمامه انصب علی الدلالة و حقل المعنی (Semantique(، و منشأ اللغة یطرح فی أبعاده مسائل الازدواجیة بین اللفظ و المعنی،
______________________________
(1) العلائلی، عبد اللّه، تهذیب المقدمة اللغویة، بیروت، دار النعمان، 1968،
(2) الجاحظ، رسائل الجاحظ، تحقیق عبد السلام هارون، القاهرة، الخانجی، 1965، ج 1، ص 262.
(3) عبد الجبار، المغنی فی أبواب التوحید، القاهرة، وزارة الثقافة، 1961، ج 8، ص 36.
(4) الغزالی، أبو حامد، المستصفی من علم الأصول، دار صادر، ج 1، ص 326.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 25
و اللغة و الفکر، إذ لم یبت أحد من اللغویین العرب، و لا من خاض أبحاثا فی الألسنیة المعاصرة، بالتصریح حاسما أولویة أحدهما علی الآخر. فهل اللفظ یتولّد عقب ممارسة التفکیر؟ و تلحق به أوجه البیان و النحو حیث ینتقل الفکر و یسود. أم أن اللغة قوالب یشکّل فیها الفکر؟ و یری هردر (1803- 1744Herder (أنّ اللغة لیست أداة للفکر و حسب، بل هی أیضا القالب الذی یتشکّل فیه الفکر. کما «أنّ لغة جماعة أنسیة ما تفکر داخل اللغة و تتکلم بها، هی المنظّم لتجربتها، و هی بهذا تصنع عالمها و واقعها الاجتماعی … إن کل لغة تحتوی علی تصوّر خاص بها للعالم» «1». و هذه المسألة تتعلّق بالرباط شکلا و دلالات، مبنی و معنی، و بین المعرفة بوصفها بنیانا یشیّد العالم علی أساس من التصور و النظم، و یفسّر الظواهر تبعا لأنساق تتضافر مکوّنة النظام الطبیعی و الانسانی. علما أنّ المسلمین حاولوا تلافی هذا التباین فی ازدواجیة الفکر و اللغة، فعملوا علی الصهر بینهما» لأنّ حقائق المعانی لا تثبت إلا بحقائق الألفاظ، فإذا تحرّفت المعانی فکذلک تتزیّف الألفاظ، فالألفاظ و المعانی متلاحمة متواشجة متناسجة» «2». و لکن ذهب البعض إلی سبق التفکیر للنظم فی اللغة، مما أکّد علی أنّ نظم الکلمات یخضع لانتظام معانیها فی العقل، «فلیس الغرض بنظم الکلم إن توالت ألفاظها علی النطق، بل إن تناسقت دلالتها و تلاقت معانیها علی الوجه الذی یقتضیه العقل.» «3»
و عقب هذه العجالة و الحجاج نخلص إلی تولیفة نتحدث بها عن المصطلح الذی یشیّد علی أساس المعنی و المبنی. أما المعنی فمیدانه العقل الانسانی المتفرّد و المیدان المعرفی المتمثل بهذا الجمع من النظریات و الآراء، و الأفکار القائمة أو السائدة فی معارف الناس جهارا أو خفیة، وعیا أو لا وعیا. و أما المبنی فمجاله بنیة اللغة ترکیبا و قوالبا، نشوءا و تقعیدا، إنشاء و علاقات، نحوا و تفنینا- جناس بدیع کنایة توریة- أصواتا و دلالیة ما.
و إذا أمعنا النظر نجد علاقة تفاعلیة تبادلیة بین الاثنین، فالمعنی ینصاغ باللغة، بحیث یتقولب فیها، أی تضفی علیه خصوصیتها الترکیبیة و خلفیتها المعرفیة، و اللغة تتحدّد بالمعنی الذی یؤثّر فیها تبعا للعقل العارف الذی أنشأ المعنی، و للذهنیة التی ولّدته. و لا سیما أنّ اللغة انبنت تبعا لذهنیة مستعملیها و الناطقین بها، فحملت
______________________________
(1)
Shaft، Adam، Langage et connaissance، Paris، Anthropos،
1967.p. 6.
(2) التوحیدی، أبو حیان، البصائر و الذخائر، دمشق، مطبعة الارشاد، 1964، ج 3، ص 49.
(3) الجرجانی، عبد القاهر، دلائل الاعجاز، ج 2، ص 47.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 26
معارفهم، انها بعد ترکیبی، لکنها معرفی تاریخی أیضا لم یضعه الفرد، فهی خارجة عنه فاعلة فیه.
بید أنّ التجربة السلالیة التاریخیة لانتماء هذا الفرد المکانی عملت علی ایجادها.
و لما کانت اللغة صنیعا بشریا فهی وضع، و بما أنّها تحصّلت من سیر تاریخی فهی معارف شتی لها خصوصیاتها، علی أن میدانها التفاعل الطبیعی الاجتماعی، أی العمل و الاتصال، فهی عملیة و تجریبیة، إنها من العقل و فی العقل و للعقل، لأنّها بیانه.
«فلیس الطریق بالنهایة فی إنشاء ال (Axiome، البدیهة)، بل فی العمل علی معرفة الوقائع اللسانیة و استدراک سوء المفهومیة» «1».
و لا عجب أن نری بأنّ مسألة اللفظ عند الألسنیین لها بعدان: بعد تعبیری له شکل و مادة، و بعد مضمونی له شکل و مادة أیضا «2».
أما مادة التعبیر فالحقل الصوتی، و شکله الاشارات الصوتیة، بینما مادة المضمون الحقل الدلالی، و شکله المفهوم «3» - المعنی-
و لنبیّن الرأی المتعلّق بموضوعنا و مفاده:
- إن المصطلح ینحبس فی عالم اللغة بنیة مبنی و بنیة معنی- حقل دلالی-.
- إن المصطلح یغنی اللغة فی حقل دلالاتها، فیحدث تأثیرا فی البناء المعرفی للناطقین بها، أی ینقلهم من حال إلی حال، و یغنی فکرهم، و ربما أدّی تراکم هذا الاغناء إلی التأثیر فی مبنی اللغة، نحو مطواعیتها فی التحدیث المستمر.
و المصطلح ینطبق علیه القول المأثور: فیک الخصام و أنت الخصم و الحکم، حیث یخضع المصطلح فی نشوئه لبنیتی المبنی و الحقل الدلالی، و من ثمّ ینقلهما نحو فهم جدید و تفعیل حادث. و قد استعملت التفعیل عوضا عن الترکیب، تبعا لخصوصیة العربیة فی الاشتقاق و لیس فی الترکیب المقطعی.
______________________________
(1) یستشهد لالاند فی معجمه بقول لا یبنتز هذا.Lalande،OP.CIT.P.XIII
(2)Groupe M.،Rhetorique generale،Paris،Larousse، 0791.pp. 171- 271.
(3)
Hjemslev. L.، Prolegomenes a une theorie du langage، Paris، Minuit. p.
65.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 27

المصطلح و دراسة المبنی:

و لا غرو من القول إن المصطلح لا یقف عند مسألة الدلالة و ارتباط الاسم بالمعنی بل یطال دراسات المعنی و الترکیب اللغوی. و لعلّ لفظ المبنی مرتبط بالبنیة و مفاهیم الترکیب الصوری للغة. إذ إنّ اللغة أشکال عناصرها الحروف، و الأصوات تترکب علی نظم معین، و فی أنساق محددة، لتتمیّز بنمط ما.
و المبنی متعلّق بالبیان، حیث یردّ اللفظ إلی بین و یدلّ علی «1»:
- الظهور و الوضوح. و ظهور الشی‌ء یعقب تمایزه من غیره و انفصاله عنه، و لا سیما إذا علمنا أن (بین) علی وزن (عین) یفید الفصل، و البعد، و الفرقة، و منها المباینة.
- القدرة علی التبلیغ و الفصاحة، فبعد الظهور تأتی فصاحة اللسن، و الافصاح مع الذکاء، و إظهار المقصود بأبلغ لفظ.
- تمیّز الإنسان بفصل و مقوّمیّة، فقد ورد فی القرآن الکریم: خَلَقَ الْإِنْسانَ، عَلَّمَهُ الْبَیانَ الرحمن/ 3- 4، فبعد الخلق، فصل الإنسان عن سواه بالبیان «2».
فالبیان التمیّز و الظهور و البلاغ فالاتصال. و قد اختصر الجاحظ دور البیان قائلا:
«المعانی القائمة فی صدور الناس … مستورة خفیة … و إنما یحی تلک المعانی ذکرهم لها، و إخبارهم عنها، و استعمالهم إیّاها … و علی قدر وضوح الدلالة و صواب الإشارة و حسن الاختیار و دقة المدخل یکون إظهار المعنی» «3». ثم إن الإعراب هو الإبانة عن المعنی. إن النحو منطق العربیة، ففیه یتبیّن وجه تصرف الألفاظ فی المعانی «4». إنّ العلوم البیانیة العربیة قد کشفت عن منطق داخلی فیها، و ذلک حینما دفع بها تطورها الذاتی إلی أن تصل إلی ما وصلت إلیه. فالتعقیدات و التفنینات التی جاءت علی ید اللغویین لم تکن خنقا للحیاة فی اللغة، بل کان لا بدّ من الکشف عن النظم البنیوی لهذه اللغة. إنّ هذه العملیة تسمّی عقل اللغة و البیان.
و هذا ما حدث عند ما تم ضبط علم الصرف و الاشتقاق، و علم المعانی و البیان و علم النحو. کما إن «تتّبع تراکیب الکلام الاستدلالی و معرفة خواصها مما یلزم صاحب علم
______________________________
(1)Schaft،Langage et connaissance،p. 992.
(2) ابن منظور، لسان العرب، مادة بین. و الزمخشری، أبو القاسم، الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل و عیون الأقاویل فی وجوه التأویل، بیروت، دار الکتاب العربی، ج 4، ص 443.
(3) الجاحظ، البیان و التبیین، بیروت، احیاء التراث، ج 1، ص 56.
(4) المرجع ذاته، ص 56.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 28
المعانی و البیان» «1».
و نحن عند ما نتحدث عن هذه المرحلة من عمر اللغة فلنظهر وصولها إلی انتظام و استخراج منطق مجرّد، یسعفنا علی تولید المصطلح، باستخدام آلیات العربیة، بخصوصیاتها لهضم المعنی الوافد، عبر صیاغاتها، و بالتالی فی الذهن العارف لمستعملها. أی نعمل علی تطویع المعنی من خلال اختیار المصطلح له، فنختار بعمل غیر مباشر، تقاربا بین المعارف و استعدادا للاستقبال الفکری، یتم تطویعه بقالب اللغة التی تحمل فی طیاتها سمة المعارف. و لنا مثال مشخّص من علم الحیاة. فعند زراعة الأعضاء أو الأنسجة یتم اختیار ما هو الأقرب و الأشبه لتکوین الجسم المنوی الزرع فیه، کی یتأقلم ما هو مزروع بما هو مزروع فیه. ثم یعملان سویا، و أخیرا یتجانسان تقریبا بوحدة بعد الهضم فی البنیة. و لعل اللغة هی تلک الأداة للتأقلم و للانطباع فی البنیة.
و الأرجح أن من أهم میزات العربیة و خصوصیتها البیانیة طریقتی: الأوزان و الحرکات. فبهما یستفاد للکشف عن المعانی أو لتطویع المعانی و تسویغها. و عند ذکر الأوزان لا بدّ من ربطها بالقلب و الابدال و الاشتقاق. علما أن اللغویین الأوروبیین قلّلوا فی مسائل البنیان و الدلالة من قیمة التجاوز (Diachronie(فی اللفظ.
حیث یختصر تاریخ الکلمة علی عرض معناها الحالی، و لا سیما أنّها تخضع لنظام یقال له المتزامن‌synchronie، مما یؤدّی إلی التطابق بین المعنی و الشارة «2».
و تختلف العربیة فی بنائها فی صفتین: إنّها تأسّست فی جزء کبیر منها علی التجاوز و لم تزل تخضع له. و إنّها تعتمد علی الردّ إلی الثلاثی. و هذا ما یجعل العلاقة الداخلیة الثابتة بالردّ إلی الأصل، قائمة علی وجود معنی عمیق لهذا الأصل و علی ارتباط و لو بسیط بالجدید، مما یبعد صفة التزامن. کما أنّ اللفظة فی العربیة تستمد وجودها من خلال تغیّر التنوین علیها. و أقصد بالوجود دلالتها علی المعنی و فعلها الاشاری.
إنّ التزامن یؤدّی إلی انقطاع دور تاریخ الکلمة فی اللفظة الحالیة، و إلی اعتبار ما هی علیه اللفظة و الکلمة و الترکیب آنیا. ممّا یدفع إلی اتجاه القطع المعرفی علی المستوی النظری فی دراسة بنیان اللغة. بینما العربیة فی أشکالها و فی عملیة بناء المبنی
______________________________
(1) السکاکی، أبو یعقوب، مفتاح العلوم، بیروت، دار الکتب العلمیة، ص 3.
(2)
Saussure. F.، Cours de Linguistique generale، Paris،
1960.pp. 56- 02.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 29
تقعدت علی أساس الردّ إلی الأوزان، و من الأوزان إلی التفعیلات الأساسیة و من التفعیلات الأساسیة إلی المسلّمات، أی الثلاثی البسیط فعلا أو مصدرا.
و هذا یشابه تماما حرکة (الاکسیوم) البدیهیات فی الریاضیات الحدیثة، و عملیة الردّ إلی مسلمات أولی یستند إلیها النسق فی نظم معیّن. و لا غرابة فی مقارناتنا هذه لأنّ الهدف دفع الذهن نحو اکتشاف العلاقات الصوریة، بالرغم من المماثلة بین منطق اللغة و منطق العلوم.
و المصطلح یرافق اللغة و بنیانها النحوی، و یلحّ مبرزا إشکالیة فی أثناء اتصال الثقافات ببعضها و تلاقحها کمحاولة الغزالی «1». و لنا محطات بارزة فی تاریخ اللغة العربیة و روادا أوائل، تابع الآخرون خطاهم، مثل الکندی و الفارابی قدیما، و الطهطاوی و البستانی حدیثا. و قد شق هؤلاء و غیرهم دربا تعزّز، ثم انجمع فی معاجم اختصت بالاصطلاحات. و فی الزمن المعاصر أشیر إلی إلحاح المعنی الحادث المستجدّ، و أنّه یجنّ الکثیر من الفعالیة و عناصر التأثیر فی الفکر و العمل. لکن العودة إلی الأصل الثلاثی، البعد العمقی للبنیان، لم یلق انتباها عند البعض، بمثل ما تعتم ما تحصّل من مصطلح عند هذا البعض، فغدا المصطلح العصری تفلّتا من غیر ضابط، فأدّی إلی عدم تأثیره فی الذهنیة، بل انتشر علی وضع من التباین اللفظی فی المفهوم الواحد. و هذا الأمر تشهده کثیرا عملیات الترجمة و النقل الحالیة.
علما أنّ المصطلحات تخصّ اللسان و تطال المعنی، و هی فی خاصیة اللسان تکتسی صیغة العربیة کسوة فتوسم بمیسم أبعادها، و هی فی محاولة إصابة المعنی تتعدّی کسوتها الخاصة لتنجمع علی تصور یتعدّی دلالة اللسن. و کأن الفارابی وعی صعوبة ذلک و الإشکالیة فقال: علم اللسان ضربان: «حفظ الألفاظ الدالة عند أمة ما و علم ما یدلّ علی شی‌ء شی‌ء منها. و الثانی علم قوانین تلک الألفاظ. و القوانین فی کل صناعة أقاویل کلیة أی جامعة … » «2».
و کما ذکرنا من أنّ الدلالة العربیة سارت مسارا طویلا، تنبّه له علماء أفاضل، فوضعوا جوامع أو معاجم لهذه المصطلحات، بعد أنّ تخطّت دلالات اللفظ مسارا
______________________________
(1) تمیزت محاولة الغزالی بطبع المعانی المنطقیة الیونانیة بطبع العربیة، حتی کادت المعانی تغترب أحیانا عن بعدها الیونانی آخذة الطبع العربی بخصوصیته و الأبعاد للتوسع:
العجم، رفیق، المنطق عند الغزالی فی أبعاده الأرسطویة و خصوصیاته الاسلامیة، بیروت، دار المشرق، 1989.
(2) الفارابی، احصاء العلوم، القاهرة، ط 1949، ص 3- 4.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 30
محسوسا ثم مجردا فاصطلاحا. و اقتصر الاصطلاح علی عدة مجالات سابرا عدة قرون من العطاء الفکری و العلمی. و الملفت أنّ جمع هذا الاصطلاح تم علی ید غیر العرب بجلّه، و لکن هؤلاء بالرغم من کونهم لیسوا عربا إلا أنّهم ممن ضمّتهم الثقافة العربیة بالاسلام. فبذلوا جهدا متمیّزا جمّاعا ابتداء من القرن التاسع الهجری. و أخص بالذکر الجرجانی، و الکفوی الترکی، و التهانوی و النکری الهندیین و غیرهم.
و لما استفاق العقل علی مشارف القرن الثالث عشر الهجری لم یعط أهمیة لعمل هؤلاء کحلقة وصل لنحت المصطلح الحادث، فحدث التفلت فی تخیّر المصطلحات، و تمثّل ذلک بسقطتین:
أولاهما: عدم العنایة التامة فی تخیّر المصطلح بالوزن و دلالته و أبعاده.
ثانیتهما: غیاب الاستئناس و الانطلاق ممّا جمعه الموسوعیون من المصطلحات.
ضمن هذه الخلفیة تحفّزت أعمالنا فی إعادة نظم و تحقیق کشاف اصطلاحات العلوم و الفنون و غیره من الأعمال المماثلة المقبلة التی ستلی بعون اللّه تعالی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 31

التّعریف بالمؤلّف و الکتاب و عملیّة التّحقیق‌

اشارة

ضمّ هذا القسم الموضوعات التالیة:
1- سیرة التهانوی
2- أهمیة الکشاف و طبیعته
3- منهجیة عمل الفریق و المساعدین فی التحقیق
4- شکر و تقدیر

سیرة التهانوی‌

حیاته:

یعتبر محمد أعلی بن شیخ علی بن قاضی محمد حامد بن مولانا أتقی العلماء محمد صابر الفاروقی السنی الحنفی التهانوی «1» (الثانی عشر الهجری/ الثامن عشر المیلادی) واحدا من العلماء المسلمین الذین لم یجزوا حظا وافرا من الدراسة و البحث و الشهرة علی الرغم من أنّ عطاءه الکبیر المتمثّل فی الکشاف ینمّ عن سعة أفق و غزارة معلومات عزّ نظیرهما، و قد أملیا علیه لقب الموسوعی الکبیر الذی بزّ أقرانه فی عالم الفکر الموسوعی. فی حین سکتت المصادر العربیة و الاسلامیة عنه أو أشارت إلیه لماما و باقتضاب. لذا جمعنا أخباره و نشأته بجهد جهید، و ذلک من خلال العبارات المتناثرة و الجمل الشاردة، التی کوّنت مجتمعة صورة عن هذا العالم الجلیل. و الأرجح أنّ هناک الکثیر من حلقات حیاته ما زالت مجهولة لم یستطع الوقوف علی معرفتها، و لم یعثر علی ما یهدی إلیها سبیلا. من ذلک: ولادة الشیخ و وفاته تحدیدا، رحلته فی الحیاة، شیوخه و تلامیذه و التعرّف علیهم. علما أنّ المصادر
______________________________
(1) الحسینی، عبد الحی، نزهة الخواطر و بهجة المسامع و النواظر، حیدرآباد، د. ت.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 32
التی ذکرته کثیرة العدد «1» ضئیلة التفصیل فی حیاته، و ربما استقت معلوماتها من مصدر واحد.
و من ثمّ تباینت المصادر و المراجع فی تفصیل اسمه، حیث ورد فی دائرة المعارف اسمه محمد علی «2». کما ذکر جرجی زیدان فی ترجمته أنه محمد صابر الفاروقی السنّی الحنفی التهانوی «3»، من غیر أن یذکر شیئا عن أبیه أو جده مثلما فعل الحسینی. و جاء فی فهرس الکتبخانة الخدیویة المصریة: محمد بن محمد بن جابر «4».
و فی اکتفاء القنوع: محمد علی بن أعلی «5». بینما ذکر الزرکلی و کحالة أنّه محمد بن علی «6».
و الفاروقی نسبة إلی الفاروق عمر بن الخطاب رضی اللّه عنه، و إلیه کانت تنسب دولة الفاروقیین فی خندیش بالهند، حیث استقلت هذه الدولة عن دلهی عقب وفاة (فیروز تغلق) فی أواخر القرن الثامن الهجری، و استمرت حتی أوائل القرن الحادی عشر الهجری. و السنّی نسبة إلی أهل السنة. و الحنفی نسبة إلی مذهب أبی حنیفة الذی
______________________________
(1) یمکن سبر هذه المصادر و المراجع بالآتی:
مقدمة کشاف اصطلاحات الفنون. البستانی، دائرة المعارف بیروت، دار العلم للملایین، ط 8، 1989، 6/ 246- 247. بروکلمان، الملحق، 2/ 628. زیدان، جرجی، تاریخ آداب اللغة العربیة، مصر، 1913- 1914.- دار الهلال بالقاهرة، 1957، 3/ 329. جمیل، د. أحمد، حرکة التألیف باللغة العربیة فی الاقلیم الشمالی الهندی فی القرنین 18- 19، ص 21، و ص ص 168- 170. فندیک، ادوارد، اکتفاء القنوع بما هو مطبوع، مصر، 1313 ه/ 1896 م، ص 328. صالحیة، محمد عیسی، المعجم الشامل للتراث العربی المطبوع، القاهرة، معهد المخطوطات العربیة، ط 1، 1992، 1/ 266. الجزار، فکری، مداخل المؤلفین و الاعلام العرب حتی عام 1215 ه/ 1800 م، الریاض، مکتبة الملک فهد الوطنیة، 1411 ه/ 1991 م، 1/ 247- 248. الدلیل الببلیوغرافی للقیم الثقافیة العربیة (مراجع الدراسات العربیة)، الیونسکو، مصر، القاهرة، 1965، ص ص 262- 263. عطیة، عبد الرحمن، مع المکتبة العربیة، دراسة فی أمهات المصادر و المراجع المتصلة بالتراث، بیروت، دار الأوزاعی، ط 2، 1404 ه/ 1984 م، ص ص 69- 70. ساجقلی‌زاده، الشیخ محمد بن أبی بکر المرعشی، ترتیب العلوم، تحقیق محمد بن اسماعیل السید أحمد، بیروت، دار البشائر الاسلامیة، ط 1، 1408 ه/ 1988 م، ص ص 47- 50. الزرکلی، خیر الدین، الاعلام، بیروت، دار العلم للملایین، ط 8، 1989، 6/ 295. سرکیس، الیان، معجم المطبوعات العربیة و المعربة، مصر، 1346 ه/ 1928 م، ص 645.
البغدادی، اسماعیل باشا، هدیة العارفین، استنبول، 1951- 1955، 2/ 326، و إیضاح المکنون، استنبول، 1945- 1947، 2/ 353. نویهض، عادل، معجم المفسرین، بیروت، ط 3، 1409 ه/ 1988 م، 2/ 592.
کحالة، عمر رضا، معجم المؤلفین، دمشق، 1957- 1961، 11/ 47 فهرس الکتبخانه الخدیویة المصریة (اللغة)، مصر، 1308- 1310 ه، 4/ 179. فهرس المکتبة الأزهریة، القاهرة، 1950، 6/ 226.
(2) دائرة المعارف، 6/ 246.
(3) تاریخ آداب العربیة، 3/ 329.
(4) الکتبخانة، 4/ 179.
(5) ص 328.
(6) الاعلام، 6/ 295، معجم المؤلفین، 11/ 47.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 33
کان سائدا و لم یزل فی بلاد الهند و ما جاورها. أما التهانوی فنسبة لبلدة صغیرة تدعی (تهانه بهون) من أعمال مظفر نکر بالهند و من ضواحی دلهی. و إلی هذه البلدة ینسب عدد من العلماء منهم:
الشیخ عبد الرحیم التهانوی (- 1223 ه)، الشیخ محمد بن حمد اللّه التهانوی (- 1296 ه)، و سبطه أحمد اللّه التهانوی و قطب الزمان إمداد اللّه التهانوی الفاروقی الصابری المهاجر المکی و غیرهم.
هذا و لم تمدنا المصادر و المراجع التی ذکرت التهانوی صاحب الکشاف، فی شی‌ء و لو یسیر عن مولده. و لکن المرجّح لدینا أنّه ولد فی أواخر القرن الحادی عشر الهجری. و ذلک أنّ معظم المؤرخین اتفقوا علی أنّه من علماء القرن الثانی عشر الهجری/ الثامن عشر المیلادی. و أنّ تألیف الکشاف وقع فی حدود عام 1158 ه/ 1745 م. إضافة إلی دلیل آخر مفاده ادراک التهانوی لعصر عالمکیر. و عالمکیر هذا هو العالم الامبراطور (أورنک ذیب) الملقّب بعالم‌گیر (1069- 1119 ه/ 1658- 1707 م) علما أنّ مؤرخی الحرکة العلمیة و الثقافیة فی عصر المغول ذکروا هذا العالم القائد، و تحدثوا عن اهتمامه الشدید بالعلوم النقلیة و العقلیة، و عمله الدءوب فی نشر الاسلام و عقیدة أهل السنة، فضلا عن اهتمامه بالفتاوی الفقهیة، حتی أنّه طلب من بعض الفقهاء وضع کتاب فی ذلک سمّی بالفتاوی العالمکیریة.
و مثلما ساد الغموض و التحدید مولد التهانوی فکذلک الأمر بالنسبة لوفاته. إذ غیّبت المصادر و المراجع تاریخ الوفاة. بل کل ما یستفاد منها و من الکشاف أنّه کان حیا عام 1158 ه، عند انتهائه من وضع معظم نصوص الکشاف.
و هذا التاریخ أیضا ترافق مع أفول دولة المغول، لذا لا نستطیع الجزم ما إذا کان قد عاش بعد هذا التاریخ لسنوات طویلة أم قلیلة. و لم یذکر عبد الحی الحسینی فی نزهة الخواطر شیئا عن ذلک، و هو أقدم من أرّخ للتهانوی و عنه أخذ الباقون.
أمّا ما ورد فی الکشاف من الارتکان إلی بعض المراجع التی ظهرت فی بدایة القرن الثالث عشر الهجری، فهذا من عمل و اضافات تلامیذه من الذین تابعوا ضبط الکشاف و نصوصه.

ثقافته و مؤلفاته:

تنوعت ثقافة التهانوی و تعدّدت مشارب علومه لغة و فقها و حدیثا و تاریخا و فلکا
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 34
و فلسفة و تصوفا و غیر ذلک. و هو الذی نشأ فی بیت علم حیث کان والده من کبار العلماء، لقّب بقطب الزمان. و لاقت الأسرة و الابن ضمنها تبجیل و تقدیر المجتمع لنسبها إلی الفاروق عمر رضی اللّه عنه، ممّا عکس نفسه علی تنشئة الولد النابه، فزاده ذلک دافعا و زخما.
و المتتبّع للحرکة العلمیة التی سادت الهند آنذاک، یجد أنّ هذه الحرکة عمیقة الجذور متأصلة فی التربة منذ أیام الغزنویین قبل عدة قرون، حیث انتشرت المعاهد العلمیة و تأسّست المدارس، و لا سیما ما أنشأه السلطان محمود فی غزنة. أضف إلی ذلک اهتمام السلاطین المتتابع فی المکتبات و إعلاء دورها و تأثیرها، ممّا وفّر المصادر و المراجع الکثیرة بین أیدی طلاب العلم و العلماء.
فی هذا الجو المفعم بالزاد و النشاط العلمیین عاش التهانوی، فنهل من ینابیع المعرفة و بحار العلم. و جال علی الحواضر یلتقی العلماء و یستمع إلیهم یأخذ عنهم و ینکب علی بحثه. فلا عجب إن أورد فی تقدیمه الکشاف فیما أورد: «لما فرغت من تحصیل العلوم العربیة و الشرعیة من حضرة جناب أستاذی و والدی، شمّرت عن ساق الجد إلی اقتناء ذخائر العلوم الحکمیة الفلسفیة من الحکمة الطبیعیة و الالهیة و الریاضیة کعلم الحساب و الهندسة و الهیئة و الأسطرلاب و نحوها. فلم یتیسر لی تحصیلا من الأساتذة فصرفت شطرا من الزمان إلی مطالعة مختصراتها الموجودة عندی، فکشفها اللّه علیّ، فاقتبست منها المصطلحات أو ان المطالعة و سطّرتها علی حدة فی کل باب یلیق بها … ».
و ما ان نشر کتاب الکشاف و اطلع علیه الباحثون و المؤرخون حتی انبروا إلی تقریظ التهانوی و الثناء علیه بعبارات المدح و صیغ التبجیل. و مما قالوا عنه: باحث هندی «1»، لغوی «2»، کان إماما بارعا عالما فی العلوم «3» و مصطلحاتها «4». و التهانوی مصنّف الکشاف حسنة من حسنات الاسلام الهندی «5».
و بعد الاطلاع علی موسوعة الکشاف لا یسعنا القول أمام هذا الانجاز العظیم
______________________________
(1) الاعلام، 6/ 295.
(2) معجم المؤلفین، 11/ 47.
(3) دائرة المعارف 6/ 246.
(4) حرکة التألیف باللغة العربیة فی الاقلیم الشمالی الهندی، ص 168.
(5) مقدمة الکشاف، ط الهند، ص و.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 35
سوی الاقرار بأعلمیة و موسوعیة التهانوی التی فاقت کل عمل معجمی و موسوعی فی العلوم حتی عصره.
و یبدو أن التهانوی قد ترک مؤلفات عدة وصلنا منها ثلاثة. و لم نعلم إن کتب سواها فضاعت أم اکتفی بها. و هی:
أولا: «أحکام الأراضی». یوجد فی المکتبة الهندیة تحت رقم 1730، و مکتبة بانکی‌پور تحت رقم 1599. و یقع الکتاب فی 19 ورقة، یشتمل علی الأبواب التالیة:
أ- فی بیان معنی دار الاسلام و دار الحرب.
ب- فی بیان أحکام أراضی دار الاسلام.
ج- فی بیان أنواع الأراضی و أحکامها.
و الکتاب لم یزل مخطوطا لم یطبع بعد.
ثانیا: «سبق الغایات فی نسق الآیات». و هو کتاب فی تفسیر القرآن الکریم، ذکر بعض المترجمین أنّه للتهانوی «1»، و طبع بالهند عام 1316 ه.
ثالثا: کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، و هو الکتاب الذی نحققه بحلّة جدیدة. و هو أشهر کتبه بل أشهر الأعمال الموسوعیة. فقد نال حظا وفیرا لدی أهل العلم و الاختصاص. طبع الکتاب مرات عدة، هی:
أ- طبع بالهند لأول مرة عام 1862 م علی ید جمعیة البنغال الآسیویة من سلسلة المکتبة الهندیة، کلکتا، و صحّحه المولوی محمد وجیه و المولوی عبد الحق و المولوی غلام قادر. و اهتم به المستشرق النمساوی لویس سبرنغر التیرولی (- 1310 ه/ 1893 م). و المستشرق الایرلندی ولیم ناسولیس. و صدرت هذه الطبعة فی مجلدین کبیرین عدد صفحاتهما 1564 صفحة.
ب- الطبعة الثانیة کانت بالآستانة عام 1317 ه، و هذه الطبعة لیست کاملة حیث انتهی الکتاب بفصل الیاء من باب الصاد، فی مجلد واحد کبیر، عدد صفحاته 955 صفحة کبیرة، یلیها خمس صفحات تتضمن استدراکات علی الأخطاء الواردة فی الطباعة.
ج- الطبعة الثالثة کانت بتحقیق لطفی عبد البدیع و عبد المنعم محمد حسنین، و راجعه
______________________________
(1) معجم المفسرین 2/ 592، الاعلام 6/ 295، نزهة الخواطر 6/ 278، معجم المطبوعات العربیة، ص 65، معجم المؤلفین 11/ 47، حرکة التألیف باللغة العربیة ص 171.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 36
أمین الخولی، و صدرت عن مطبعة السعادة بمصر عام 1382 ه/ 1963 م، تحت اشراف و عنایة وزارة الثقافة و الارشاد القومی. و کانت هذه الطبعة فی أربعة أجزاء، و هی غیر کاملة حیث توقفت عند حرف الصاد، کما هی حال طبعة الآستانة.
د- ثم صوّر فی مکتبة صادر و لدی شرکة خیاط فی بیروت. و الصورتان تحصّلتا عن طبعة کلکتا.
و الجدیر بالذکر أنّ جمیع هذه الطبعات، علی تعدادها اکتفت بنشر النص فقط، باستثناء الطبعة المصریة التی حاول فیها المحققون أن یعزوا الأقوال إلی مکانها فی المصادر و المراجع و یعودوا إلیها أحیانا، هذه الأقوال التی اعتمد علیها التهانوی فی کشافه. و لم یتبعوا هذا المنهج فی کل أمکنة النص، کما أنّهم نقلوا النص الفارسی إلی العربیة.

2- أهمیة الکشاف و طبیعته.

ما إن ظهرت طبعة الکشاف بکلکتا عام 1278 ه/ 1862 م، حتی انبری العلماء ینکبون علی الکتاب ینهلون من معینه، یمتدحونه و یثنون علی مؤلفه بخیر العبارات و أفضلها. إذ وجدوا فیه برد الیقین و المرجع الرصین و العلم الواسع و الزاد اللغوی الوافر. و به جمع التهانوی اصطلاحات العلوم و الفنون و عرّف بها مع شرح لموضوعاتها و اطناب فی تشعباتها، و ایراد لأعلام المتخصصین فیها، و ثبت لأمهات مصادرها. حتی کاد المصطلح أو الفن أحیانا یضج بشواهده و یسبر غوائر دلالاته، فأضحی کل ذلک تأریخا شاملا لعلوم العرب و المسلمین علی امتداد حقبتهم الحضاریة المزدهرة، و إبان انبلاج قرائحهم و انفتاحها، و تمثّلها علوم السابقین المتقدمین مع ملاحقة أعمال المتأخرین.
فلا غرو إن مثّل الکشاف مختصرا لسبر وفیر للمفردات و المعانی و المصطلحات العربیة و الاسلامیة فی تعدّد دلالاتها، التی تنمّ عن تجربة کبیرة فی میادین المعرفة و تفرّعات اللغة و العلوم النظریة و الکسبیة و العملیة و السلوکیة. هذا فی طبیعته و البناء، أما فی غایته و الهدف فإنّه معلمة جمع لما کان و محطة وصل لما سیکون.
إذ به و منه یستعان فی وضع الاصطلاح الجدید عبر تجوّز اللفظ و التجویز، کما هی عادة لسان العرب. فعبره یمکن توظیف الکثیر من الاصطلاحات لمدلولات حادثة بواسطة خیط رفیع یربط بین المعنیین القدیم و الجدید أو مناسبة أو قیاس.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 37
و لا سیما أنّه بحقله و المعانی مغروس فی وعی الذهنیة العربیة و الاسلامیة، قابع فی اللامفکر به داخلها، و کل نشاط مستجد لن یخرج عن أرضیتها و بنائها. ففی هذه الذهنیة و بها یتمثّل المعنی و ینطلق اللفظ معبّرا عمّا فی الافهام بعد هضمها فی الأذهان، عندها یتم الاذتهان و نتمثّل العلوم العصریة خیر تمثّل و بأفضل استقلاب مماثلة لما یحدث فی العضویات.
قیل فی الکشاف: «هو معجم عظیم النفع للمصطلحات العلمیة و الفنیة، یغنی عن مراجعه آلاف من الصفحات و عشرات من الکتب. کفی تقدیرا له أنّ علماء العرب تلقوه بالقبول، و علماء الغرب عملوا علی نشره» «1».
و ذکر أیضا: «و الکتاب لا یستغنی عنه دارس لجوانب المعرفة التراثیة، و بخاصة فی میادین العلوم المختلفة کالطب و الفلسفة و الریاضیات و التصوف و الفقه … » «2».
کما وصف أیضا بأنه: «ابتکار جدید فی الکتب و الأدوات المساعدة فی التصنیف أکثر منه فی التصنیف نفسه، إذ إنّ فی تصنیف العلوم قد کتب من کتب … و لکن کثیرا من مشکلات التصنیف نجد حلا لها فی هذا الکشاف. فالصیاغات اللفظیة لها مدلولاتها فی الذهن و الواقع» «3».
و لقد وضع العلماء المسلمون عددا من الموسوعات العلمیة و المعاجم الشاملة التی تعین الباحث علی مبتغاه؛ مثل جامع العلوم الملقّب بدستور العلماء لأحمدنکری، و مفاتیح العلوم للخوارزمی، و الکلیات لأبی البقاء الکفوی، و التعریفات للجرجانی و غیرها، و لعلّ أوسع هذه الکتب و أشملها کتاب الکشاف.

الباعث علی تألیف الکشاف:

یقول التهانوی عن باعثه إلی انتهاض الجد و تشمیر العزم و توکید الحزم و تنفیذه فیما حفزه إلی هذا العمل الشاق الواسع:
«إنّ أکثر ما یحتاج به فی تحصیل العلوم المدوّنة و الفنون المروّجة إلی الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فان لکل علم اصطلاحا خاصا به، إذا لم یعلم بذلک لا یتیسّر للشارع فیه الاهتداء إلیه سبیلا، و لا إلی انقسامه دلیلا. فطریق علمه إما الرجوع إلیهم
______________________________
(1) أحمد، د. جمیل، حرکة التألیف باللغة العربیة فی الاقلیم الشمالی الهندی، ص 21 و 169.
(2) عطیة، مع المکتبة العربیة، دراسة فی أمهات المصادر و المراجع المتصلة بالتراث ص 70.
(3) ساجقلی‌زاده، ترتیب العلوم، ص 47.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 38
أو إلی الکتب التی جمع فیها اللغات المصطلحة … و لم أجد کتابا حاویا لاصطلاحات جمیع العلوم المتداولة بین الناس و غیرها. و قد کان یختلج فی صدری أوان التحصیل أن أؤلف کتابا وافیا لاصطلاحات جمیع العلوم، کافیا للمتعلم من الرجوع إلی الأساتذة العالمین بها، کی لا یبقی حینئذ للمتعلم بعد تحصیل العلوم العربیة حاجة إلیهم إلا من حیث السّند عنهم تبرکا و تطوعا. فلما فرغت من تحصیل العلوم العربیة و الشرعیة … شمّرت عن ساق الجد إلی اقتناء ذخائر العلوم من الحکمة … فصرفت شطرا من الزمان فی مطالعة مختصراتها الموجودة عندی، فکشفها اللّه تعالی علیّ، فاقتبست منها المصطلحات أوان المطالعة و سطّرتها علی حدة فی کل باب یلیق بها علی ترتیب حروف التهجی کی یسهل استخراجها لکل أحد.
فحصّلت فی بضع سنین کتابا جامعا لها. و لما حصل الفراغ من تسویده سنة 1158 ه، جعلته موسوما و ملقّبا بکشاف اصطلاحات الفنون … » «1».
إذا، کان الغرض الأساسی الذی سعی إلیه التهانوی التوفیر علی طالب العلم الجهد و الوقت اللذین یبذلهما فی أثناء التعرف علی معنی متشعب الدلالات متنوع الموضوعات حیث یضیع بین طیات عشرات الکتب اللغویة و العلمیة و ربما لا یهتدی إلی مقصوده و لا یجد إلیه سبیلا.

منهج الکشاف:

جاء الکشاف استجابة لمل‌ء الفراغ فی المکتبة العربیة و الاسلامیة. و قد استقصی فیه التهانوی بحث المعانی و ایرادها علی مختلف دلالاتها متدرجا من الدلالة اللغویة إلی الدلالة النقلیة فالعقلیة ثم العلمیة. و توسّع أحیانا فی ایراد المسائل التی اقتضاها البحث فی مجال من المجالات و أسهب. و سار علی المنوال نفسه فی بعض الألفاظ الفارسیة التی طعّمها فی الکتاب و لا سیما فی آخره، و التی وضعناها تبعا لرسمها و لفظها و بالتسلسل الألفبائی مع العربیة.
و کان یعتمد فی کل شرح علی الکتب المعتبرة فی العلوم المختلفة فیذکرها و یذکر أحیانا أصحابها، بمثل ما یورد الثقات من العلماء و المؤلفین، و یعمد أحیانا إلی ایراد المظان التی نقل عنها بارسالها فی ثنایا المادة أو فی آخرها.
______________________________
(1) مقدمة الکشاف، ط الهند، ص ص 1- 2.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 39
و کما ذکرنا فالکشاف موسوعة کبیرة جمعت المصطلحات و المفردات الخاصة بالعلوم المعروفة حتی زمان التهانوی، و ربما قیل انه استطاع جمعها أو جمع معظمها، لکن لم یسبرها کلها. فهذا فوق طاقته، إذ الوسائل فی عصره لم تکن متوفرة کما هی حال استخدام الآلات الآن، إضافة إلی المراجع.
رتّب التهانوی کشافة ترتیبا هجائیا الفبائیا فی أبواب بحسب أوائل الحروف، ثم رتّب مادة کل باب فی فصول تتسلسل الفبائیا، و لکن تبعا لأواخر الحروف. فمثلا نجد (أدب) و (أوبة) فی باب واحد هو باب الهمزة، و فی فصل واحد ضمن هذا الباب و هو فصل الباء، لأنّ کلیهما ینتهی بحرف الباء.
و من ثمّ افتتح التهانوی کتابه بمقدمة بسطها خطته المنهجیة فی التألیف. فتصدّرت المقدمة شروح فی تبیان العلوم المدوّنة و ما یتعلق بها، و عرضت وجوه تقسیم العلوم إلی نظریة و عملیة علی عادة تصنیف الحکمة لذلک. ثم جاء استعمال کل علم و غایته.
کما فرّعت العلوم إلی عربیة و غیر عربیة، و شرعیة و غیر شرعیة، و حقیقیة و غیر حقیقیة، و نقلیة و عقلیة، و إلی علوم جزئیة و غیر جزئیة.
انتقل التهانوی عقبها إلی ذکر مباحث فی فلسفة التصنیف تنمّ عن عقلیة متبحّرة فی هذا المضمار، و تعمّق فی التعریفات من حیث الذات و العرض و أحوالهما، و من تحدید لحیثیة الموضوع.
و الملفت البارز فی المقدمة ما سمّاه التهانوی بالرءوس الثمانیة، و هی معاییر و مواصفات تضبط المادة و تقیّدها و تضمن سلامتها من الزیف، و هی:
1- الغرض من تدوین العلم أو تحصیله.
2- المنفعة، أو الفائدة المجتناة من العلم.
3- السّمة، أی التسمیة، عنوان الکتاب.
4- المؤلف، و هو مصنف الکتاب.
5- من أی علم هو.
6- فی أی مرتبة هو، أی بیان مرتبة العلم بین العلوم.
7- القسمة، و هی بیان أجزاء العلوم و أبوابها.
8- الانحاء التعلیمیة، و هی أنحاء مستحسنة فی طرق التعلیم، کالتقسیم و التحلیل و التحدید و البرهان.
و لعلّ التهانوی یوزع العلوم ببعد خاص، فیجعلها علی ثلاث تصنیفات عامة:
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 40
أولا: العلوم العربیة، التی یقسمها إلی أصول و فروع، و یجمعها علی عشرة علوم: اللغة و التصریف و المعانی و البیان و البدیع و العروض و القوافی و النحو و علم قوانین الکتابة و علم قوانین القراءة.
ثانیا: العلوم الشرعیة الدینیة، و یفصّلها علی النحو التالی:
علم الکلام أو الفقه الأکبر أو التوحید و الصفات، علم التفسیر، علم القراءة- قراءة القرآن الکریم-، علم الاسناد، علم الحدیث، علم أصول الفقه، علم الفقه، علم الفرائض، علم السلوک.
ثالثا: العلوم العقلیة، و هی التی لا تتغیّر بتغیّر الملل و الأدیان، و هی:
المنطق و أصوله التسعة، و الحکمة و أقسامها: الإلهی و الریاضی و الطبیعی.
و فروع ستة. و الطبیعی له أصول ثمانیة و فروع سبعة.
و تجدر الاشارة إلی أنّ مواد الکشاف التی وردت بعد المقدمة انشطرت شطرین ضمن فنین:
الفن الأول: تضمن الألفاظ المصطلحة العربیة، و هو الأعظم حجما و مادة، و ورد فیه بعض الألفاظ غیر المصطلحة، و اشتمل علی أبواب و الأبواب علی فصول.
الفن الثانی: و وردت فیه الألفاظ الأعجمیة بالترتیب الهجائی، و هی ضئیلة العدد.
و قد بلغ عدد المصطلحات الواردة فی الکشاف من الفنین ثلاثة آلاف و خمسة و أربعون مصطلحا، تفاوتت فی توزیعها بحسب نظمنا لها، فکان نصیب حرف المیم من أکثرها ثم الألف فالتاء فالحاء فالعین و هکذا.
رحم اللّه التهانوی العالم الموسوعی و الشارح المدقّق رحمة واسعة. و یکفیه فضل أنّه أدرک حاجة طلاب العلم و المکتبة العربیة و الاسلامیة إلی هکذا عمل، فسدّ ثغرة، و تخطّی مرحلة، و اختزل جهد مجموعة، حتی قورن عمله، فظنّ به صدی لما قام فی أوروبا من أعمال معجمیة موسوعیة، دأبت علیها لتحقیقها جماعات و وحدانا، و انفرد هو بصبره و إیمانه فی إنجاز مشابه، خصّ العربیة و أتحف الاسلام. ندعو اللّه أن یجزیه جزیل الثواب و المغفرة لقاء صنیعه، و نحمده عز و جل، نعم المولی و نعم النصیر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 41

3- منهجیة عمل الفریق و المساعدین فی التحقیق.

توزّعت أعمال الفریق علی ثلاث شعب رئیسیة هی:
تحقیق النص و نظمه، نقل النصوص الفارسیة إلی العربیة، اختیار الألفاظ الأوروبیة المقابلة للمصطلحات.
قام بتحقیق النص و ضبطه الدکتور علی دحروج یساعده فریق کبیر من الباحثین سنأتی علی ذکرهم لاحقا، و تولّیت توزیع العمل بینهم مع المشارکة و المراجعة خطوة خطوة.
أنجز الشیخ د. عبد اللّه الخالدی نقل النصوص و العبارات الفارسیة جمیعها إلی العربیة. و أشرفت علی المادة توزیعا و ضبطا فقط.
وضع الدکتور جورج زیناتی الألفاظ المقابلة لمصطلحات الکشاف فی الانکلیزیة و الفرنسیة و أحیانا فی اللاتینیة. أما فی الالمانیة فهی لغة حدیثة نسبیا و بعیدة عن مقابلة علوم المسلمین التی ظهرت فی فترة سابقة علیها. و شارکت فی توزیع العمل و المراجعة.
تدرّج التحقیق و ترتّب علی مراحل عدة نوجزها بما یلی:
- إعادة تبویب المادة علی أساس المصطلح المستقل.
- ایراد المصطلحات و موادها متتالیة تبعا للتسلسل الألفبائی و بحسب رسم کل مصطلح و تتابع حروفه کما أشرنا، و ذلک من غیر اعتبار لأل التعریف و للجذر اللغوی. و قد قام بذلک «الکمبیوتر» الحاسوب، بعد أن أعددنا له لوائح المصطلحات منظّمة علی أحرف الألفباء للحرف الأول فیها.
- بقی مضمون مادة المصطلح أو ما سنتعارف علیه بالنص و المتن کما هو من غیر مسّ. و ضبطت بعض حرکاته بالتنوین عند الاقتضاء، تحاشیا للإشکال فقط، من غیر قاعدة واحدة، و الغرض التیسیر علی القارئ.
- و لقد اعتمد نص الطبعة الهندیة فی المتن، و إن وجد فیه نقص أضیفت کلمة أو عبارة من طبعتی: العثمانیة و المصریة، و ذلک بعد مقارنة کل طبعة علی المتن الأصلی.
و إن عثر علی فارق أشیر فی الهامش إلی ذلک الفارق. و فی جمیع الأحوال عند وجود النقص أو الفارق أشیر فی الهامش إلی کل ذلک، مع تثبیت الکلام المختلف و وضع أمامه رمز الطبعة و علامة زائد عند الزیادة و ناقص عند النقص. کما رمز
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 42
للطبعة العثمانیة (ع) و للمصریة (م). لکن من المعلوم أن الطبعتین وقفتا عند نهایة حرف الصاد و داخلهما بعض من حرف المیم.
- نقل النص الفارسی المنبث فی ثنایا المادة إلی الهامش کما هو، و وضع مکانه معناه فی العربیة حسبما آلت إلیه الترجمة. و تم الاکتفاء بتعریبه من دون التعریف بالأعلام و بأسماء الکتب الواردة فی متنه لتعذّر ذلک مرجعیا. کما میّز الکلام العربی المترجم فی المتن لفصله عن کلام التهانوی بخط أشد سوادا.
- سبرت و حصرت فی النص العربی العناصر التالیة: آیات القرآن، أحادیث الرسول صلی الله علیه و سلم، الاعلام، أسماء الکتب، المصطلحات الغریبة، الفرق، القبائل، الأمکنة.
- و لقد تم بعد حصر هذه العناصر الآتی:
* تخریج آیات القرآن بایراد السورة و رقم الآیة فی الهامش. و وضعت الآیة بین هلالین متوجین فی المتن.
* اسناد الأحادیث و تصویبها عند الاقتضاء فی الهامش انطلاقا من الصحاح و المسانید و کتب الحدیث المعهودة. و وضع الحدیث فی المتن بین «».
* التعریف بالاعلام فی الهامش بالاعتماد علی أکثر من مرجع مع ذکر المراجع مختصرة.
* التعریف بأسماء الکتب و أصحابها مع ذکر تاریخ وفاتهم بوضع علامة (-) قبل السنة، و الارتکاز فی ذلک علی مرجع أو أکثر مختصر. کل ذلک فی الهامش.
* شرح بعض المصطلحات و التعلیق علیها، و لا سیما تلک التی تحمل أبعادا فلسفیة. کذلک الأمر فی الهامش.
* التعریف بالفرق و القبائل و الأمکنة.
اعتمدنا فی جل شروحنا بالهامش، معظم الأحیان، علی التاریخین الهجری و المیلادی. و ممّا یلفت إلیه کثرة الأخطاء الواردة فی النص و فی کل النسخ علی اختلاف طبعتها. و ربما کان مرد الأمر النسخ أو الطباعة. و تجلّی ذلک فی ورود عدد من أسماء الأعلام و الکتب مصحّفة، فصوبنا ما استطعنا إلیه سبیلا عن قاعدة و مرجع. و قد زاد کل ذلک فی الصعوبات.
کما ورد عدد من الأحادیث النبویة بالمعنی دون اللفظ، فاقتضانا ذلک الاشارة و ایراد الحدیث أحیانا.
و إن قصرنا عن التعریف ببعض الاعلام و أسماء الکتب التی لا تتجاوز العشرة فمرد الأمر التصحیف أو عدم وجودها فی المراجع المتوفرة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 43
و تبیّن أنّ التهانوی کثیرا ما ینتقل فی شرحه من العربیة إلی الفارسیة، لکن الجلی فی شروحه الفارسیة أنّه قد تعلم هذه اللغة و لیس هو ابنها، و یستدل ذلک من بعض الأخطاء أحیانا أو المبالغة أو البساطة تارة و التعقید طورا. بل حوّرت أحیانا بعض الألفاظ، و المعروف أنّ أصلها هندی، و لا سیما أن الکاتب هندی. فیستفاد من ذلک أن التهانوی غریب عن الفارسیة و أتقنها کما حاله مع العربیة، و مع الفارق بین اللغتین لجهة تملکه نواصی العربیة.
لکن النقل من الفارسیة إلی العربیة تحصّل یسیرا من غیر صعوبات لتشارک اللغتین فی المعنی و مساهمتهما معا فی الحضارة الاسلامیة.
أما الصعوبات المتعددة فقد تأتّت عند نقل المصطلح من العربیة إلی الأوروبیة.
فعلی الرغم من أنّ جزءا من ذاکرة الحضارة الغربیة جاء من الحضارة العربیة، حین کانت هذه تحتضن شتی العلوم، إلا أنّ هوة شاسعة زادت من الفصل بینهما تباعا.
حیث تغیرت کثیرا المعطیات العلمیة، و طریقة فهم الأشیاء. ففی الطب مثلا بقی عدد من أسماء الأمراض علی حاله و تغیّر العدید، أما فی الأدویة و تصنیفها، و إن احتفظت بشی‌ء من قدمها، فقد تغیرت کثیرا. و فی علم الهیئة و الفلک أخذ التنجیم حیّزا هاما فی الموسوعة، بینما لم یعد مهما فی أوروبا، حیث ظهرت مصطلحاته. و تبدّلت النظریات الفلکیة و قیاس أبعاد الکواکب کلیا. و ممّا تجدر الاشارة إلیه فی هذا الصدد مثلا أنّ علمی الرمل و الجفر قد اختفیا تماما من المصطلح العلمی المعاصر، بینما کان لهما اعتبار مرموق فی الکشاف.
و لم یخل الأمر من مفاجآت إبّان الترجمة، إذ یوجد مرض ما أو انحراف حسابی لا وجود لمقابل له فی الأوروبیة، ممّا یدفع إلی جهد جهید للتفتیش و الاستنباط أحیانا. و ربما وجد مصطلح متعارف علیه کلفظ محمولات الذی درج فی المنطق عند العرب، لکن اصطلح علیه آنذاک علی غیر ما تعارفنا علیه. حیث دلّ علی دواء خاص و طریقة استعمال، و ربما قابل ما ندعوه الیوم «تحمیلة».
و أخیرا فمن صعوبات الترجمة ما أدخله المتصوفة بقوة علی المصطلحات الشرعیة و العلمیة من دلالات لا تخصّ معناها الأصلی. حیث استخدموا المصطلحات عینها بعد تحویرها جزئیا أو کلیا عن حقلها الدلالی و اعطائها معنی من عندیاتهم و من لدن تبدّیاتهم. و لیس أمام الناقل إلا التمعّن فی ذلک و عدم تجاهله و تخیّر المقابل السلیم المعبّر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، المقدمة، ص: 44
و قد خلصنا بعد اتمام العمل هذا إلی جملة فهارس زادت العمل اغناء، و ستیسر علی طالب العلم و القارئ تیسیرا، و تساعده فی الوصول إلی مبتغاه و مطلوبه سریعا.
و قد جمعت هذه الفهارس علی:
- فهرس أسماء الاعلام تبعا لتسلسلها الألفبائی و بحسب ورودها فی صفحاتها.
- فهرس أسماء الکتب ألفبائیا أیضا، مع ذکر ورودها فی صفحاتها.
- فهرس للمصطلحات الأوروبیة اعتمادا علی ذکر المصطلح الأول الانکلیزی الفبائیا و مقابله الفرنسی و العربی، تبعا لورودها فی صفحاتها.
- فهرس مصطلحات الکشاف کما وردت ألفبائیا مع ذکر صفحاتها. و هذا الفهرس هو بمثابة فهرس المحتویات.
کما لا بدّ من ذکر مختصر للرموز المعتمدة فی عملنا:
الهلالان المتوجان: خاص بالآیات القرآنیة.
«» المحصوران: خاص بالأحادیث النبویة الشریفة.
ع رمز النسخة العثمانیة.
م رمز النسخة المصریة.
(+) رمز یشیر إلی لفظة أو عبارة زائدة.
(-) رمز یشیر إلی لفظة أو عبارة ناقصة.
- … ه یشیر إلی وفاة علم أو صاحب کتاب.
[] المعقوفان خاص بکلام ورد ضمنهما زیادة علی نسخة الهند.
بیروت: الأول من محرم 1416 ه 30 أیار 1995 م رفیق العجم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1
موسوعة کشّاف اصطلاحات الفنون و العلوم‌

[مقدمة المؤلف]

بسم اللّه الرّحمن الرّحیم الحمد للّه الذی خلق الإنسان، و علّمه البیان، و خصّصه بروائع الإحسان، و میّزه بالعقل الغریزی و أتم العرفان. و الصلاة علی من وجوده رحمة للعالمین، محمد رسول الملائکة و الثّقلین أجمعین، أفضل مجموع الملائکة و المرسلین، و علی آله و أصحابه الذین بهم طلع شمس الحقّ و أشرق وجه الدین، و اضمحلّ ظلام الباطل، و لمع نور الیقین.
و بعد، یقول العبد الضعیف محمد علی «1» بن شیخ علی بن قاضی محمد حامد بن مولانا أتقی العلماء محمد صابر الفاروقی السنی الحنفی التهانوی انّ أکثر ما یحتاج به فی تحصیل العلوم المدوّنة و الفنون المروّجة إلی الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإنّ لکل [علم] «2» اصطلاحا خاصا به إذا لم یعلم بذلک لا یتیسّر للشارع فیه الاهتداء إلیه سبیلا، و إلی انغمامه «3» دلیلا.
فطریق علمه إمّا الرجوع إلیهم أو إلی الکتب التی جمع فیها اللغات المصطلحة کبحر الجواهر «4» و حدود الأمراض «5» فی علم الطب و اللطائف الأشرفیة «6» و نحوه فی علم التصوّف، و لم أجد کتابا حاویا لاصطلاحات جمیع العلوم المتداولة بین الناس و غیرها. و قد کان یختلج فی صدری أوان التحصیل أن أؤلّف کتابا وافیا لاصطلاحات جمیع العلوم، کافیا للمتعلم من الرجوع إلی الأساتذة العالمین بها کی لا یبقی حینئذ للمتعلّم بعد تحصیل العلوم العربیة حاجة إلیهم إلّا من حیث السّند عنهم تبرکا و تطوّعا.
فلمّا فرغت من تحصیل العلوم العربیة و الشرعیة من حضرة جناب أستاذی و والدی شمّرت عن ساق الجدّ إلی اقتناء ذخائر العلوم الحکمیة الفلسفیة من الحکمة الطبعیة «7» و الإلهیة و الریاضیة کعلم الحساب و الهندسة و الهیئة و الاسطرلاب و نحوها، فلم یتیسّر تحصیلها من الأساتذة، فصرفت شطرا من الزمان إلی مطالعة مختصراتها الموجودة عندی فکشفها اللّه تعالی علیّ، فاقتبست منها المصطلحات أوان المطالعة و سطّرتها علی حدة، فی کل باب باب یلیق بها علی ترتیب حروف التهجّی کی یسهل استخراجها لکل أحد، و هکذا اقتبست من سائر العلوم فحصّلت فی بضع سنین
______________________________
(1) أعلی (م).
(2) علم (+ م).
(3) انفهامه (م).
(4) بحر الجواهر فی تحقیق المصطلحات الطبیة من العربیة و اللاتینیة و الیونانیة لمحمد بن یوسف الهروی الطبیب الذی کان یعیش بعد سنة 924 ه/ 1518 م. طبع الکتاب فی کلکوتا باعتناء حکیم أبو المجاد سنة 1830 م. إیضاح المکنون فی الذیل علی کشف الظنون، 3/ 164.،GALS،II، 592.
(5) حدود الأمراض لمحمد أکبر الأرزانی.GALS،II، 1030.
(6) اللطائف الأشرفیة أو لطائف أشرفی للسید الأمیر أشرف جهانگیر ابن السلطان ابراهیم السمنانی (- 808 ه) إیضاح المکنون، 3/ 403
(7) الطبیعیة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 2
کتابا جامعا لها.
و لمّا حصل الفراغ من تسویدها سنة ألف و مائة و ثمانیة و خمسین جعلته موسوما و ملقبا بکشّاف اصطلاحات الفنون، و رتّبته علی فنّین: فن فی الألفاظ العربیة، و فنّ فی الألفاظ العجمیة.
و لمّا کان للعلوم المدوّنة نوع تقدّم علی غیرها من حیث إنّا إذا قلنا هذا اللفظ فی اصطلاح النحو موضوع لکذا مثلا وجب لنا أن نعلم النحو أولا، و کان ذکرها مجموعة موجبا للإیجاز و الاختصار و التسهیل علی النّظار ذکرتها فی المقدمة، فنقول مستعینا بالوهّاب العلّام.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 3

المقدّمة فی بیان العلوم المدوّنة و ما یتعلّق بها

اشارة

العلوم المدوّنة: و هی العلوم التی دوّنت فی الکتب کعلم الصرف و النحو المنطق و الحکمة و نحوها.
اعلم أنّ العلماء اختلفوا؛ فقیل: لا یشترط فی کون الشخص عالما بعلم أن یعلمه بالدلیل؛ و قیل:
یشترط ذلک حتی لو علمه [أحد] «1» بلا أخذ «2» دلیل یسمّی حاکیا لا عالما، و إلیه یشیر کلام المحقق عبد الحکیم «3» فی حاشیة فوائد الضیائیة «4» حیث قال: من قال العلم عبارة عن العلم بالمسائل المدلّلة جعل العلم بالمسائل المجرّدة حکایة لمسائل العلوم، و من قال إنه عبارة عن المسائل جعله علما انتهی.
و بالنظر إلی المذهب الأول ذکر المحقّق المذکور فی حواشی الخیالی «5» من «6» أنّ العلم قد یطلق علی التصدیق بالمسائل، و قد یطلق علی نفس المسائل، و قد یطلق علی الملکة الحاصلة منها.
و أیضا مما یقال کتبت علم فلان أو سمعته، أو یحصر فی ثمانیة أبواب مثلا هو المعنی الثانی، و یمکن حمله علی المعنی الأول أیضا بلا بعد، لأن تدوین المعلوم بعد تدوین العلم عرفا، و أمّا تدوین الملکة فممّا یأباه الذوق السلیم انتهی. و ما یقال فلان یعلم النحو مثلا لا یراد به أن جمیع مسائله حاضرة فی ذهنه، بل یراد به أنّ له حالة بسیطة إجمالیة هی مبدأ لتفاصیل مسائله، بها یتمکّن من استحضارها، فالمراد بالعلم المتعلّق بالنحو هاهنا هو الملکة و إن کان النحو عبارة عن المسائل، هکذا یستفاد من المطوّل و حواشیه «7».
______________________________
(1) أحد (+ م).
(2) أخذ (- م).
(3) عبد الحکیم، هو عبد الحکیم بن شمس الدین محمد الهندی السیالکوتی الپنجابی. توفی حوالی العام 1067 ه/ 1656 م. من أهل سیالکوت التابعة للاهور بالهند. فقیه حنفی، عالم بالتفسیر، و العقائد، و کان من کبار العلماء و خیارهم. و له الکثیر من التصانیف، الأعلام 3/ 283، معجم المفسرین 1/ 258، خلاصة الأثر 2/ 318، معجم المطبوعات 1068، أبجد العلوم 902، هدیة العارفین 1/ 504، إیضاح المکنون 1/ 140، معجم المؤلفین 5/ 95.
(4) حاشیة الفوائد الضیائیة لعبد الحکیم بن شمس الدین محمد السیالکوتی الپنجابی الهندی الفقیه الحنفی (- 1067 ه) طبعت فی القاهرة سنة 1256 ه. معجم المطبوعات العربیة، 1069.
(5) حاشیة الخیالی لعبد الحکیم بن شمس الدین محمد السیالکوتی (- 1067 ه) و تعرف بزبدة الافکار. آستانة 1235 ه. معجم المطبوعات العربیة، 1069.
(6) من (- م، ع).
(7) المطول للعلامة سعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 792 ه/ 1389 م) شرح فیه کتاب تلخیص المفتاح فی المعانی و البیان لجلال الدین محمد بن عبد الرحمن القزوینی الشافعی المعروف بخطیب دمشق (- 739 ه).-
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 4
و بالنظر إلی المذهب الثانی قال صاحب الأطول «1» فی تعریف علم المعانی: أسماء العلوم المدوّنة نحو علم المعانی تطلق علی إدراک القواعد عن دلیل، حتی لو أدرکها أحد تقلیدا لا یقال له عالم بل حاک، ذکره السیّد السند «2» فی شرح المفتاح «3».
و قد تطلق علی معلوماتها التی هی القواعد، لکن إذا علمت عن دلیل و إن أطلقوا، و علی الملکة الحاصلة من إدراک القواعد مرة بعد أخری، أعنی ملکة استحضارها متی أرید، لکن إذا کانت ملکة إدراک عن دلیل و إن أطلقوا کما یقتضیه تخصیص الاسم بالإدراک عن دلیل کما لا یخفی.
و کذلک لفظ العلم یطلق علی المعانی الثلاثة، لکن حقق السید السند أنه فی الإدراک حقیقة، و فی الملکة التی هی تابعة للإدراک فی الحصول و وسیلة إلیه فی البقاء، و فی متعلّق الإدراک الذی هو المسائل إمّا حقیقة عرفیة أو اصطلاحیة أو مجاز مشهور. و فی کونه حقیقة الإدراک نظر، لأنّ المراد به الإدراک عن دلیل لا الإدراک مطلقا حتی یکون حقیقة انتهی. و قال أبو القاسم «4» فی حاشیة المطول:
إن جعل أسماء العلوم المدوّنة مطلقة علی الأصول و القواعد و إدراکها و الملکة الحاصلة علی سواء، و کذا لفظ العلم صحّ.
ثم إنهم ذکروا أن المناسب أن یراد بالملکة هاهنا کیفیة للنفس بها یتمکن من معرفة جمیع المسائل، یستحضر بها ما کان معلوما مخزونا منها، و یستحصل ما کان مجهولا، لا ملکة الاستحضار فقط المسمّاة بالعقل بالفعل إذ الظاهر أنّ من تمکّن من معرفة جمیع مسائل علم بأن یکون عنده ما یکفیه فی تحصیلها یعدّ عالما بذلک العلم من غیر اشتراط العلم بجمیعها فضلا عن صیرورتها «5» مخزونة، و لا ملکة الاستحصال فقط المسمّاة بالعقل بالملکة، لأنه یلزم حینئذ أن یعدّ عالما من له تلک الملکة مع عدم حصول شی‌ء من المسائل، فالمراد بالملکة أعم من ملکة الاستحضار و الاستحصال؛ قال فی
______________________________
و علی المطول عدة هوامش أهمها حاشیة السید الشریف. کشف الظنون عن أسامی الکتب و الفنون، 1/ 474؛ معجم المطبوعات العربیة، 637- 638.
(1) الأطول لعصام الدین ابراهیم بن محمد عرب شاه الأسفرایینی (- 951 ه) شرح فیه تلخیص المفتاح للقزوینی، القسطنطنیة، 1284 ه [1- 2]. اکتفاء القنوع 357.
(2) السید السند، هو علی بن محمد علی، المعروف بالشریف الجرجانی. ولد بضواحی شیراز عام 740 ه/ 1340 م، و توفی فیها عام 816 ه/ 1413 م. فیلسوف، من کبار علماء العربیة. له تصانیف کثیرة و هامة. الاعلام 5/ 7، الفوائد البهیة 125، مفتاح السعادة 1/ 167، دائرة المعارف الاسلامیة 6/ 333، الضوء اللامع 5/ 328، معجم المطبوعات 678، آداب اللغة 3/ 235.
(3) شرح المفتاح للسید الشریف الجرجانی (- 816 ه)، فرغ السید من تألیفه سنة 803 ه فی ما وراء النهر. کشف الظنون 2/ 1763.
(4) أبو القاسم، هو أبو القاسم بن أبی بکر اللیثی السمرقندی. توفی بعد 888 ه/ بعد 1483 م. عالم بفقه الحنفیة، أدیب، له عدة مصنفات. الاعلام 5/ 173، کشف الظنون 475، 875، معجم المطبوعات 1044، معجم المؤلفین 8/ 103، إیضاح المکنون 1/ 140.
(5) الصیرورة: صار الأمر الی کذا یصیر صیرا و مصیرا و صیرورة … و الصیرورة مصدر یصیر. و صیّرته أنا کذا أی جعلته … و صیّور الشی‌ء: آخره و منتهاه و ما یؤول إلیه … و ماله صیور أی عقل و رأی … صار علی ضربین: بلوغ فی الحال و بلوغ فی المکان. (لسان العرب، مادة صیر). یتبیّن مما تقدم أن الدلالة اللغویة تفید حراکیة معینة لأمر ما أو شی‌ء ما، یبلغ فیها الواحد منهما أمرا أو حالا أو موضعا. و هذا المصطلح یعبّر أصدق تعبیر عن الحال الثالث فی جدل هیغل المتصاعد. و یفید معنی‌Devenir فی الاوروبیة، و هو یتباین عن‌Processus الذی یقابله لفظ سیرورة علی الأرجح.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 5
الأطول: المراد الاستحضار لا الملکة المطلقة، و عدم حصول العلم المدوّن لأحد و هو یتزاید یوما فیوما لیس بممتنع و لا بمستبعد، فإنّ استحالة معرفة الجمیع لا ینافی کون العلم سببا لها، و تسمیة البعض فقیها أو نحویا أو حکیما کنایة عن علوّ شأنه فی العلم بحیث کأنه حصل له الکلّ، و بالجملة فملکة الاستحصال لیست علما و إنما الکلام فی أن ملکة استحضار أکثر المسائل مع ملکة استحصال الباقی هل هو العلم أم لا؟ فمن أراد أن یکون إطلاق الفقیه علی الأئمة حقیقة مع عجزهم عن جواب بعض الفتاوی التزم ذلک، و أمّا علی ما سلکنا من أنّ الإطلاق مجازی فلا یلزمه.

التقسیم‌

اعلم أن هاهنا، أی فی مقام تقسیم العلوم المدوّنة التی هی إمّا المسائل أو التصدیق بها، تقسیمات علی ما فی بعض حواشی شرح المطالع «1». و قال السیّد السّند إن [العلم] «2» بمعنی ملکة الإدراک یتناول العلوم النظریة.
الأول: العلوم إمّا نظریة أی غیر متعلّقة بکیفیة عمل، و إمّا عملیّة أی متعلّقة بها. فالمنطق و الحکمة العملیة و الطب العملی و علم الخیاطة کلّها داخلة فی العملی لأنها بأسرها متعلّقة بکیفیة عمل: إمّا ذهنی کالمنطق أو خارجی کالطّب مثلا؛ توضیحه أن العملی و النظری یستعملان لمعان: أحدها فی تقسیم العلوم مطلقا کما عرفت. و ثانیها فی تقسیم الحکمة، فإن العملی هناک علم بما یکون وجوده بقدرتنا و اختیارنا، و النظری علم بما لا یکون وجوده بقدرتنا و اختیارنا. و ثالثها ما ذکر فی تقسیم الصناعات من أنها [إمّا] «3» عملیة أی یتوقّف حصولها علی ممارسة العمل أو نظریة [أی] «4» لا یتوقف حصولها علیها، و علی هذا فعلم الفقه و النحو و المنطق و الحکمة العملیة و الطبّ العملی خارجة عن العملی إذ لا حاجة فی حصولها إلی مزاولة الأعمال، بخلاف علوم الخیاطة و الحیاکة و الحجامة لتوقفها علی الممارسة و المزاولة. و العملی بالمعنی الأول أعم من العملی المذکور فی تقسیم الحکمة، لأنه یتناول ما یتعلّق بکیفیة عمل ذهنی کالمنطق و لا یتناوله العملی المذکور فی تقسیم الحکمة لأنه هو الباحث عن أحوال ما لاختیارنا مدخل فی وجوده مطلقا، أو الخارجی.
و موضوع المنطق معقولات ثانیة لا یحاذی بها أمر فی الخارج، و وجودها الذهنی لا یکون مقدورا لنا فلا یکون داخلا فی العملی بهذا المعنی.
و أما العملی المذکور فی تقسیم الصناعات فهو أخصّ من العملی بکلا المعنیین لأنه قسم من الصناعة المفسرة بعلم متعلّق بکیفیة العمل سواء حصل بمزاولة العمل أولا، فالعملی بالمعنی الأول نفس الصناعة، و بالمعنی الثانی أخصّ من الأول لکنه أعمّ من هذا المعنی الثالث لعدم المزاولة ثمة بخلافها هاهنا.
______________________________
(1) شرح المطالع أو لوامع الأسرار شرح مطالع الأنوار لقطب الدین محمد بن محمد الرازی (- 766 ه)، طهران 1314. معجم المطبوعات العربیة، 919- 920.
(2) العلم (+ م، ع).
(3) إمّا (+ م، ع).
(4) أی (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 6
الثانی: العلوم إمّا آلیة أو غیر آلیة، لأنها إمّا أن لا تکون فی أنفسها آلة لتحصیل شی‌ء آخر بل کانت مقصودة بذواتها، أو تکون آلة له غیر مقصودة فی أنفسها، الثانیة تسمّی آلیة و الأولی تسمّی غیر آلیة.
ثم إنه لیس المراد بکون العلم فی نفسه آلیة أنّ الآلیّة ذاتیة لأنّ الآلیّة للشی‌ء تعرض له بالقیاس إلی غیره، و ما هو کذلک لیس ذاتیا بل المراد أنه فی حدّ ذاته بحیث إذا قیس إلی ما هو آلة یعرض له الآلیة و لا یحتاج فی عروضها له إلی غیره، کما أنّ الإمکان الذاتی لا یعرض للشی‌ء إلّا بالقیاس إلی وجوده؛ و التسمیة بالآلیة بناء علی اشتمالها علی الآلة فإنّ العلم الآلی مسائل کلّ منها ممّا یتوسّل به إلی ما هو آلة له، و هو الأظهر إذ لا یتوسل بجمیع علم إلی علم.
ثمّ اعلم أنّ مؤدی التقسیمین واحد إذ التقسیمان متلازمان؛ فإنّ ما یکون فی حد ذاته آلة لتحصیل غیره لا بدّ أن یکون متعلّقا بکیفیة تحصیله فهو متعلّق بکیفیة عمل، و ما یتعلّق بکیفیة عمل لا بدّ أن یکون فی نفسه آلة لتحصیل غیره، فقد رجع معنی الآلی إلی معنی العملی، و کذا ما لا یکون آلة له کذلک لم یکن متعلّقا بکیفیة عمل، و ما لم یتعلّق بکیفیة عمل لم یکن فی نفسه آلة لغیره، فقد رجع معنی النظری و غیر الآلی إلی شی‌ء واحد.
ثم اعلم أنّ غایة العلوم الآلیة أی العلّة الغائیة لها حصول غیرها، و ذلک لأنها متعلّقة بکیفیة العمل و مبیّنة لها، فالمقصود منها حصول العمل سواء کان ذلک العمل مقصودا بالذات أو مقصودا لأمر آخر یکون هو غایة أخیرة لتلک العلوم، و غایة العلوم الغیر الآلیة حصولها أنفسها و ذلک لأنها فی حدّ أنفسها مقصودة بذواتها و إن أمکن أن یترتّب علیها منافع أخری، فإنّ إمکان الترتّب الاتفاقی بل وقوعه لا ینافی کون المرتّب علیه مقصودا بالذات إنّما المنافی له قصد الترتّب. و الحاصل أنّ المراد بالغایة هی الغایة الذاتیة التی قصدها المخترع الواضع لا الغایة التی کانت حاملة للشارع علی الشروع، فإنّ الباعث للشارع فی الشروع فی العلوم الآلیة یجوز أن یکون حصولها أنفسها، و فی العلوم الغیر الآلیة یجوز أن یکون زائدا علی أنفسها.
فإن قیل: غایة الشی‌ء علّة له و لا یتصوّر کون الشی‌ء علّة لنفسه، فکیف یتصوّر کون غایة العلوم الغیر الآلیة حصولها أنفسها؟ قیل: الغایة تستعمل علی وجهین: أحدهما أن تکون مضافة إلی الفعل و هو الأکثر، یقال غایة هذا الفعل کذا، و حینئذ تکون الغایة مترتّبة علی نفس ذی الغایة و تکون علّة لها. الثانی أن تکون مضافة إلی المفعول، یقال غایة ما فعل کذا، و حینئذ تکون الغایة مترتّبة علی فعله و علّة له لا لذی الغایة، أعنی ما أضیف إلیه الغایة؛ و الغایة فیما نحن فیه من القسم الثانی لأن المضاف إلیه للغایة هاهنا المفعول و هو المحصل، أعنی العلوم دون الفعل الذی هو التحصیل، فالمراد بغایتها ما یترتّب علی تحصیلها و یکون علّة له لا لها، هذا کله خلاصة ما فی شرح المطالع و حواشیه. الثالث إلی عربیة و غیر عربیة. الرابع إلی شرعیة و غیر شرعیة. الخامس إلی حقیقیة و غیر حقیقیة. السادس إلی عقلیة و نقلیة، فالعقلیة ما لا یحتاج فیه إلی النقل و النقلیة بخلاف ذلک. السابع إلی العلوم الجزئیة و غیر الجزئیة، فالعلوم التی موضوعاتها أخصّ من موضوع علم آخر تسمّی علوما جزئیة کعلم الطب فإن موضوعه و هو الإنسان أخصّ من موضوع الطّبعی، و التی موضوعاتها أعمّ یسمّی بالعلم الأقدم لأن الأعمّ أقدم للعقل من الأخصّ، فإن إدراک الأعم قبل إدراک الأخصّ کذا فی بحر الجواهر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 7

اجزاء العلوم‌

اشارة

قالوا: کل علم من العلوم المدوّنة لا بدّ فیه من أمور ثلاثة: الموضوع و المسائل و المبادئ، و هذا القول مبنی علی المسامحة، فإنّ حقیقة کل علم مسائله، و عدّ الموضوع و المبادئ من الأجزاء إنّما هو لشدّة اتصالهما بالمسائل التی هی المقصودة فی العلم.
أمّا الموضوع فقالوا: موضوع کل علم ما یبحث فیه عن عوارضه الذاتیة؛ و توضیحه أن کمال الإنسان بمعرفته أعیان الموجودات من تصوّراتها و التصدیق بأحوالها علی ما هی علیه بقدر الطاقة البشریة، و لمّا کانت معرفتها بخصوصها متعذّرة مع عدم إفادتها کمالا معتدّا بها لتغیّرها و تبدّلها أخذوا المفهومات الکلیّة الصادقة علیها، ذاتیة کانت أو عرضیة، و بحثوا عن أحوالها من حیث انطباقها علیها، لیفید علمها بوجه کلّی علما باقیا أبد الدهر. و لمّا کانت أحوالها متکثّرة و ضبطها منتشرة مختلفة متعسّرا، اعتبروا الأحوال الذاتیة لمفهوم مفهوم، و جعلوها علما منفردا بالتدوین و سمّوا ذلک المفهوم موضوعا لذلک العلم، لأن موضوعات مسائله راجعة إلیه، فصارت کلّ طائفة من الأحوال المتشارکة فی موضوع علما منفردا ممتازا فی نفسه عن طائفة أخری متشارکة فی موضوع آخر، فجاءت علومهم متمایزة فی أنفسها بموضوعاتها؛ و هذا أمر استحسانی إذ لا مانع عقلا من أن یعد کل مسئلة علما برأسه و یفرد بالتعلیم، و لا بدّ من أن تعد مسائل کثیرة غیر متشارکة فی موضوع واحد علما واحدا و یفرد بالتدوین، فالامتیاز الحاصل للطالب بالموضوع إنّما هو للمعلومات بالأصالة، و للعلوم بالتبع.
و الحاصل بالتعریف علی عکس ذلک إن کان تعریفا للعلم، و إن کان تعریفا للمعلوم فالفرق أنه قد لا یلاحظ الموضوع.
ثم إنهم عمّموا الأحوال الذاتیة و فسّروها بما یکون محمولا علی ذلک المفهوم، إمّا لذاته أو لجزئه الأعم أو المساوی؛ فإنّ له اختصاصا بالشی‌ء من حیث کونه من أحوال مقوّمه أو للخارج المساوی له، سواء کان شاملا لجمیع أفراد ذلک المفهوم علی الإطلاق، أو مع مقابله مقابلة التّضاد، أو العدم، و الملکة دون مقابلة السلب و الإیجاب، إذ المتقابلان تقابل السلب و الإیجاب لا اختصاص لهما بمفهوم دون مفهوم، ضبطا للانتشار بقدر الإمکان، فأثبتوا الأحوال الشاملة علی الإطلاق لنفس الموضوع و الشاملة مع مقابلتها لأنواعه، و اللاحقة للخارج المساوی لعرضه الذاتی، ثم إنّ تلک الأعراض الذاتیة لها عوارض ذاتیة شاملة لها علی الإطلاق، أو علی التقابل، فأثبتوا العوارض الشاملة علی الإطلاق لنفس الأعراض الذاتیة، و الشاملة علی التقابل لأنواع تلک الأعراض، و کذلک عوارض تلک العوارض، و هذه العوارض فی الحقیقة قیود للأعراض المثبتة للموضوع و لأنواعه إلّا أنّها لکثرة مباحثها جعلت محمولات علی الأعراض، و هذا تفصیل ما قالوا: معنی البحث عن الأعراض الذاتیة أن تثبت تلک الأعراض لنفس الموضوع أو لأنواعه أو لأعراضه الذاتیة أو لأنواعها، أو لأعراض أنواعها، و بهذا یندفع ما قیل إنه ما من علم إلّا و یبحث فیه عن الأحوال المختصّة بأنواعه فیکون بحثا عن الأعراض الغریبة، للحوقها بواسطة أمر أخصّ کما یبحث فی الطبعی «1» عن الأحوال
______________________________
(1) الطبیعی (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 8
المختصة بالمعادن و النباتات و الحیوانات، و ذلک لأن المبحوث عنه فی العلم الطبعی «1» أن الجسم إمّا ذو طبیعة أو ذو نفس، آلی أو غیر آلی، و هی من عوارضه الذاتیة، و البحث عن الأحوال المختصّة بالعناصر و بالمرکّبات التامة و غیر التامة، کلّها تفصیل لهذه العوارض و قیود لها.
و لاستصعاب هذا الإشکال قیل: المراد بالبحث عن الأعراض الذاتیة حملها علی موضوع العلم، کقول صاحب علم أصول الفقه: الکتاب یثبت الحکم قطعا، أو علی أنواعه کقوله: الأمر یفید الوجوب، أو علی أعراضه الذاتیة کقوله: یفید القطع، أو علی أنواع أعراضه الذاتیة کقوله: العام الذی خصّ منه یفید الظنّ. و قیل معنی قولهم: یبحث فیه عن عوارضه الذاتیة أنه یرجع البحث فیه إلیها، بأن یثبت أعراضه الذاتیة له أو یثبت لنوعه ما هو عرض ذاتی لذلک النوع أو لعرضه الذاتی ما هو عرض ذاتی لذلک العرض او یثبت لنوع العرضی الذاتی ما هو عرض ذاتی لذلک النوع. و لا یخفی علیک أنه یلزم دخول العلم الجزئی فی العلم الکلّی کعلم الکرة المتحرّکة فی علم الکرة و علم الکرة فی العلم الطبعی «2»، لأنه یبحث فیها عن العوارض الذاتیة لنوع الکرة أو الجسم الطبعی «3»، أو لعرضه الذاتی، أو لنوع عرضه الذاتی.
ثم اعلم أنّ هذا الذی ذکر من تفسیر الأحوال الذاتیة إنّما هو علی رأی المتأخرین الذاهبین إلی أنّ اللاحق للشی‌ء بواسطة جزئه الأعم من أعراضه الذاتیة المبحوث عنها فی العلم، فإنّهم ذکروا أنّ العرض هو المحمول علی الشی‌ء الخارج عنه، و ان العرض الذاتی هو الخارج المحمول الذی یلحق الشی‌ء لذاته، بأن یکون منتهاه الذات کلحوق إدراک الأمور الغریبة للإنسان بالقوة، أو یلحقه بواسطة جزئه الأعم کلحوق التحیّز له لکونه جسما، أو المساوی کلحوق التکلّم له لکونه ناطقا، أو یلحقه بواسطة أمر خارج مساو کلحوق التعجّب له لإدراکه الأمور المستغربة؛ و أما ما یلحق الشی‌ء بواسطة أمر خارج أخصّ أو أعم مطلقا أو من وجه أو بواسطة أمر مباین فلا یسمّی عرضا ذاتیا بل عرضا غریبا.
و التفصیل أنّ العوارض ستة: لأن ما یعرض للشی‌ء إمّا أن یکون عروضه لذاته أو لجزئه أو لأمر خارج عنه سواء کان مساویا له أو أعمّ منه أو أخصّ أو مباینا، فالثلاثة الأول تسمّی أعراضا ذاتیة لاستنادها إلی ذات المعروض أی لنسبتها إلی الذات نسبة قویة و هی کونها لا حقة بلا واسطة أو بواسطة لها خصوصیة بالتقدیم أو بالمساواة، و البواقی تسمّی أعراضا غریبة لعدم انتسابها إلی الذات نسبة قویة. أمّا المتقدمون فقد ذهبوا إلی أن اللاحق بواسطة الجزء الأعم من الأعراض الغریبة التی لا یبحث عنها فی ذلک العلم، و عرّفوا العرض الذاتی بالخارج المحمول الذی یلحق الشی‌ء لذاته أو لما یساویه، سواء کان جزءا لها أو خارجا عنها.
قیل هذا هو الأولی إذ الأعراض اللاحقة بواسطة الجزء الأعم تعمّ الموضوع و غیره، فلا تکون آثارا مطلوبة له لأنها هی الأعراض المعیّنة المخصوصة التی تعرضه بسبب استعداده المختص، ثم فی عدّ العارض بواسطة المباین مطلقا من الأعراض الغریبة نظر، إذ قد یبحث فی العلم الذی موضوعه
______________________________
(1) الطبیعی (م).
(2) الطبیعی (م).
(3) الطبیعی (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 9
الجسم الطبعی «1» عن الألوان مع کونها عارضة له بواسطة مباینة، و هو السطح.
و تحقیقه أن المقصود فی کل علم مدوّن بیان أحوال موضوعه: أعنی أحواله التی توجد فیه و لا توجد فی غیره و لا یکون وجودها فیه بتوسّط نوع مندرج تحته، فإن ما یوجد فی غیره لا یکون من أحواله حقیقة بل هو من أحوال ما هو أعم منه؛ و الذی یوجد فیه فقط لکنه لا یستعد لعروضه ما لم یصر نوعا مخصوصا من أنواعه، کان من أحوال ذلک النوع حقیقة، فحقّ هاتین الحالین أن یبحث عنهما فی علمین موضوعهما ذلک الأعم و الأخص، و هذا أمر استحسانی کما لا یخفی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 9 اجزاء العلوم … ص: 7
الأحوال الثابتة للموضوع علی الوجه المذکور علی قسمین: أحدهما ما هو عارض له، و لیس عارضا لغیره إلّا بتوسّطه، و هو العرض الأولی. و ثانیهما ما هو عارض لشی‌ء آخر و له تعلّق بذلک الموضوع بحیث یقتضی عروضه له بتوسّط ذلک الآخر، الذی یجب أن لا یوجد فی غیر الموضوع، سواء کان داخلا فیه أو خارجا عنه، إمّا مساویا له فی الصدق، أو مباینا له فیه و مساویا فی الوجود، فالصواب أن یکتفی فی الخارج بمطلق المساواة، سواء کانت فی الصدق أو فی الوجود، فإن المباین إذا قام بالموضوع مساویا له فی الوجود و وجد له عارض قد عرض له حقیقة لکنه یوصف به الموضوع کان ذلک العارض من الأحوال المطلوبة فی ذلک العلم، لکونها ثابتة للموضوع علی الوجه المذکور.
و اعلم أیضا أنّ المطلوب فی العلم بیان إنّیة «2» تلک الأحوال، أی ثبوتها للموضوع، سواء علم لمّیتها «3» أی علّة ثبوتها له أو لا.
و اعلم أیضا أنّ المعتبر فی العرض الأولی هو انتفاء الواسطة فی العروض دون الواسطة فی الثبوت التی هی أعم، یشهد بذلک أنهم صرّحوا بأنّ السطح من الأعراض الأولیة للجسم التعلیمی مع أن
______________________________
(1) الطبیعی (م).
(2) الأنّیة: أنّی کلمة معناها کیف و أین. لسان العرب، مادة أنن. فالنسبة إلیها الأنیّة بالهمزة المفتوحة. و فی لغة تمیم بمعنی کیف و أین و للتوکید. أما إنّی فتثنیة إنّا، و کان فی الأصل إنّنا فکثرت النونات فحذفت إحداها، و قیل إنّا، و قوله عز و جل إِنَّا أَوْ إِیَّاکُمْ، المعنی إنّنا أو إنّکم … کما تقول إنّی و إیّاکم، معناه إنّی و إنک. و النسبة إلی ذلک الإنّیة بالهمزة المکسورة. و قد استعمل هذه الکلمة الکندی (المتوفی 256 ه) دلالة علی الذات و عین الأنا المفردة.
ثم عبّر الحلاج (المتوفی 309 ه) عن هذا الفهم فی طاسین الالتباس و الأزل ص 28 فی تفسیره للفظ عزازیل- إبلیس- بالقول: «عین عزازیل لعلو همته و الزاء لازدیاد الزیادة فی زیادته و الألف آراؤه فی إنّیته … » و هناک تفریق بین الإنّیة و الأیّیة فی الفلسفة و منذ الکندی القائل: «الفصل هو المقول علی کثیر مختلفین بالنوع منبئ عن أیّیة الشی‌ء» رسالة الکندی فی الفلسفة الأولی، تحقیق أبی ریدة القاهرة، ص 129. و بهذا تتمیز الإنّیة من الأیّیة بمثل تمیّز الجوهر عن الفصل. الفارابی، المنطق، تحقیق العجم، ج 3، ص 132. ثم إن الأمر التبس علی اللاحقین.
فذکر طاش کبری زادة (المتوفی 968 ه) فی مفتاح السعادة، تحقیق بکری و ابو النور، القاهرة ج 1، ص 93، تحت علم إملاء العربیة: «هو علم یبحث بحسب الأنّیة و اللمیّة عن الأحوال العارضة لنقوش الألفاظ العربیة» بینما ورد عند حاجی خلیفة (المتوفی 1067 ه) فی کشف الظنون عن اسامی الکتب و الفنون، مط. المثنی، ص 169، تحت علم املاء الخط: «هو علم یبحث فیه حسب الأنّیة و الکمیة عن الأحوال العارضیّة لنقوش الخط العربی.» و نرجح أن خطأ مطبعیا وقع بین اللمیّة و الکمیّة أدّی لاختلاف الشرح بین حاجی خلیفة و طاش کبری زادة. و الأرجح أن معنی الاصطلاح للإنّیة و اللمیّة هو أین توضع الحروف و التنوین و ما شابه و کیف یکون الشکل لمواضع الحروف و مواقع التنوین، و لا سیما أن الأصل و الفصل لهما مصطلحاتهما الفلسفیة کالماهیّة و الأیّیة و الإنّیة.
(3) اللمیّة: من لمی: اللمّة: الجماعة من الناس أو المثل یکون من الرجال و النساء. و اللمّة: الشکل: لسان العرب، مادة لما. و بهذا التعریف تلتقی اللفظة مع ما سبق أن شرحناه من معنی الأنّیة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 10
ثبوته [له] «1» بواسطة انتهائه و انقطاعه، و کذلک الخط للسطح و النقطة للخط، و صرّحوا بأنّ الألوان ثابتة للسطوح أولا و بالذات، مع أنّ هذه الأعراض قد فاضت علی محالها من المبدأ الفیّاض «2»، و علی هذا فالمعتبر فیما یقابل العرض الأولی، أعنی سائر الأقسام، ثبوت الواسطة فی العروض.
و إن شئت الزیادة علی ما ذکرنا فارجع إلی شرح المطالع و حواشیه و غیرها من کتب المنطق.

فائدة

قالوا یجوز أن تکون الأشیاء الکثیرة موضوعا لعلم واحد، لکن لا مطلقا بل بشرط تناسبها، بأن تکون مشترکة فی ذاتی کالخط و السطح و الجسم التعلیمی للهندسة، فإنها تتشارک فی جنسها و هو المقدار، أو فی عرضی کبدن الإنسان و أجزائه و الأغذیة و الأدویة و الأرکان و الأمزجة، و غیر ذلک إذا جعلت موضوعات للطب، فإنها تتشارک فی کونها منسوبة إلی الصحة التی هی الغایة القصوی فی ذلک العلم.

فائدة

قالوا الشی‌ء الواحد لا یکون موضوعا للعلمین، و قال صدر الشریعة «3» هذا غیر ممتنع، فإنّ الشی‌ء الواحد له أعراض متنوعة، ففی کل علم یبحث عن بعض منها، ألا تری أنهم جعلوا أجسام العالم و هی البسائط موضوع علم الهیئة، من حیث الشکل، و موضوع علم السماء و العالم، من حیث الطبیعة، و فیه نظر. أمّا أولا فلأنهم لمّا حاولوا معرفة أحوال أعیان الموجودات وضعوا الحقائق أنواعا و أجناسا، و بحثوا عمّا أحاطوا به من أعراضها الذاتیة، فحصلت لهم مسائل کثیرة متّحدة فی کونها بحثا عن أحوال ذلک الموضوع، و إن اختلفت محمولاتها فجعلوها بهذا الاعتبار علما واحدا، یفرد بالتدوین و التسمیة، و جوّزوا لکل أحد أن یضیف إلیه ما یطّلع علیه من أحوال ذلک الموضوع؛ فإنّ المعتبر فی العلم هو البحث عن جمیع ما تحیط به الطاقة الإنسانیة من الأعراض الذاتیة للموضوع، فلا معنی للعلم الواحد إلّا أن یوضع شی‌ء أو أشیاء متناسبة فیبحث عن جمیع عوارضه، و لا معنی لتمایز العلوم إلّا أنّ هذا ینظر فی أحوال شی‌ء، و ذلک فی أحوال شی‌ء آخر مغایر له بالذات أو بالاعتبار، بأن یؤخذ فی أحد العلمین مطلقا و فی الآخر مقیّدا أو یؤخذ فی کل منهما مقیّدا بقید آخر، و تلک الأحوال مجهولة مطلوبة، و الموضوع معلوم بیّن الوجود و هو الصالح سببا للتمایز. و أمّا ثانیا فلأنه ما من علم إلّا و یشتمل موضوعه علی أعراض ذاتیة متنوّعة، فلکل أحد أن یجعله علوما متعددة بهذا الاعتبار، مثلا یجعل البحث عن فعل المکلّف من حیث الوجوب علما، و من حیث الحرمة علما آخر، إلی غیر ذلک فیکون الفقه علوما متعددة موضوعها فعل المکلّف، فلا ینضبط الاتحاد و الاختلاف.
______________________________
(1) له (+ م، ع).
(2) المبدأ الفیاض: أطلقه المسلمون علی اللّه عز و جل و الفلاسفة علی العقل الأول أو العقل الفعّال، و له مصطلح فی الکشاف.
(3) صدر الشریعة هو عبید اللّه بن مسعود بن محمود بن أحمد المحبوبی البخاری الحنفی، صدر الشریعة الأصغر ابن صدر الشریعة الأکبر. توفی فی بخاری حوالی عام 747 ه/ 1346 م. من علماء الحکمة و الأصول و الفقه و الطبیعیات. له الکثیر من المؤلفات. الأعلام 4/ 197، الفوائد البهیة 109، مفتاح السعادة 2/ 60، المکتبة الأزهریة 2/ 24، سرکیس 1119.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 11

فائدة

قال صدر الشریعة: قد یذکر الحیثیة فی الموضوع و له معنیان: أحدهما أنّ الشی‌ء مع تلک الحیثیة موضوع، کما یقال: الموجود من حیث إنه موجود، أی من هذه الجهة و بهذا الاعتبار موضوع العلم الالهی، فیبحث فیه عن الأحوال التی تلحقه من حیث إنّه موجود کالوحدة، و الکثرة، و نحوهما، و لا یبحث فیه عن تلک الحیثیة أی حیثیة الوجود لأن الموضوع ما یبحث فیه عن عوارضه الذاتیة لا ما یبحث عنه و عن أجزائه. و ثانیهما أن الحیثیة تکون بیانا للأعراض الذاتیة المبحوث عنها فإنه یمکن أن یکون للشی‌ء عوارض ذاتیة متنوعة، و إنّما یبحث فی علم من «1» نوع منها، فالحیثیة بیان لذلک النوع، فیجوز أن یبحث عنها، فقولهم: موضوع الطبّ بدن الإنسان من حیث إنّه یصحّ و یمرض، و موضوع الهیئة أجسام العالم من حیث إنّ لها شکلا یراد به المعنی الثانی لا الأول، إذ فی الطب یبحث عن الصحة و المرض، و فی الهیئة من «2» الشکل، فلو کان المراد الأول لم یبحث عنها.
قیل: و لقائل أن یقول: لا نسلّم أنها فی الأول جزء من الموضوع، بل قید لموضوعیته، بمعنی أن البحث یکون عن الأعراض التی تلحقه من تلک الحیثیة؛ و بذلک الاعتبار و علی هذا لو جعلنا فی القسم الثانی أیضا قیدا للموضوع لا بیانا للأعراض الذاتیة علی ما هو ظاهر کلام القوم لم یکن البحث عنها فی العلم بحثا عن أجزاء الموضوع و لم یلزم للقوم ما لزم لصدر الشریعة من تشارک العلمین فی موضوع واحد بالذات و الاعتبار.
و أمّا الإشکال بلزوم عدم کون الحیثیة من الأعراض المبحوث عنها فی العلم ضرورة أنها لیست ممّا یعرض للموضوع من جهة نفسها، و إلّا لزم تقدّم الشی‌ء علی نفسه، مثلا لیست الصحّة و المرض مما یعرض لبدن الإنسان من حیث یصحّ و یمرض، فالمشهور فی جوابه أن المراد من حیث إمکان الصحة و المرض و هذا لیس من الأعراض المبحوث عنها.
و التحقیق أن الموضوع لمّا کان عبارة عن المبحوث عنها فی العلم عن أعراضه الذاتیة قیّد بالحیثیة، علی معنی أن البحث عن العوارض إنّما یکون باعتبار الحیثیة و بالنظر إلیها أی یلاحظ فی جمیع المباحث هذا المعنی الکلّی لا علی معنی أن جمیع العوارض المبحوث عنها یکون لحوقها للموضوع بواسطة هذه الحیثیة البتة. و تحقیق هذه المباحث یطلب من التوضیح «3» و التلویح «4».
و أمّا المسائل فهی القضایا التی یطلب بیانها فی العلوم و هی فی الأغلب نظریات، و قد تکون ضروریة فتورد فی العلم إمّا لاحتیاجها إلی تنبیه یزیل عنها خفاءها، أو لبیان لمّیتها، لأن القضیة قد تکون بدیهیة دون لمّیتها ککون النار محرقة فإنه معلوم الإنیّة أی الوجود مجهول اللمّیة، کذا فی شرح
______________________________
(1) عن (م).
(2) عن (م).
(3) التوضیح فی حل غوامض التنقیح لصدر الشریعة عبید اللّه بن مسعود المحبوبی الحنفی (- 747 ه/ 1346 م)، دهلی، 1267 ه. و الکتاب شرح لتنقیح الأصول للمؤلف نفسه. اکتفاء القنوع، 140، و معجم المطبوعات العربیة، 1199- 1200.
(4) التلویح فی کشف حقائق التنقیح لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 792 ه/ 1389 م) شرح فیه تنقیح الأصول لصدر الشریعة، دهلی، 1267 ه. معجم المطبوعات العربیة 1200 و اکتفاء القنوع 140.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 12
المواقف «1» و بعض حواشی تهذیب المنطق «2»؛ و قال المحقق التفتازانی «3»: المسألة لا تکون إلّا.
نظریة، و هذا ممّا لا اختلاف فیه لأحد، و ما قیل من احتمال کونها غیر کسبیة فسهو ظاهر.
ثم للمسائل موضوعات و محمولات، أمّا موضوعها فقد یکون موضوع العلم، کقولنا کلّ مقدار إمّا مشارک للآخر أو مباین، و المقدار موضوع علم الهیئة، و قد یکون موضوع العلم مع عرض ذاتی کقولنا: کل مقدار وسط فی النسبة فهو ضلع ما یحیط به الطرفان. فقد أخذ فی المسألة المقدار مع کونه وسطا فی النسبة و هو عرض ذاتی، و قد یکون نوع موضوع العلم کقولنا: کل خط یمکن تنصیفه، فإن الخط نوع من المقدار، و قد یکون نوعا مع عرض ذاتی کقولنا: کل خط قام علی خط فإنّ زاویتی جنبتیه قائمتان أو مساویتان لهما، فالخط نوع من المقدار، و قد أخذ فی المسألة مع قیامه علی خط و هو عرض ذاتی، و قد یکون عرضا ذاتیا کقولنا: کل مثلّث فإن زوایاه مثل القائمتین، فالمثلث عرض ذاتی للمقدار؛ و قد یکون نوع عرض ذاتی کقولنا: کل مثلّث متساوی الساقین فإن زاویتی قاعدته متساویتان. و بالجملة فموضوعات المسائل هی موضوعات العلم أو أجزاؤها أو أعراضها الذاتیة أو جزئیاتها، و أمّا محمولاتها فالأعراض الذاتیة لموضوع العلم فلا بدّ أن تکون خارجة عن موضوعاتها، لامتناع أن یکون جزء الشی‌ء مطلوبا بالبرهان، لأن الأجزاء بیّنة الثبوت للشی‌ء، کذا فی شرح الشمسیة «4».
اعلم أنّ من عادة المصنّفین أن یذکروا عقیب الأبواب ما شذّ منها من المسائل فتصیر مسائل من أبواب متفرّقة، فتترجم تارة بمسائل منشورة و تارة بمسائل شتّی، کذا فی فتح القدیر «5»، و أکثر ما یوجد ذلک فی کتب الفقه.
و أمّا المبادئ فهی التی تتوقّف علیها مسائل العلم، أی تتوقف علی نوعها مسائل العلم، أی التصدیق بها إذ لا توقّف للمسألة علی دلیل مخصوص؛ و هی إمّا تصوّرات أو تصدیقات. أمّا التصورات فهی حدود الموضوعات، أی ما یصدق علیه موضوع العلم لا مفهوم الموضوع کالجسم الطبعی «6»، و حدود أجزائها کالهیولی و الصورة و حدود جزئیاتها کالجسم البسیط، و حدود أعراضها
______________________________
(1) شرح المواقف [فی أصول الدین] لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه/ 1413 م) طبع فی‌Leipzig باعتناء سورتس 1848 م و فی بولاق مع المواقف 1841 م، القسطنطینیة 1239 و 1242 ه. اکتفاء القنوع، 200.
(2) تهذیب المنطق و الکلام لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 792 ه/ 1389 م) ألّفه سنة 789 ه طبع فی لکنا و 1869 م. و له شروح کثیرة. معجم المطبوعات العربیة، 636- 637.
(3) التفتازانی هو مسعود بن عمر بن عبد اللّه التفتازانی، سعد الدین. ولد بتفتازان عام 712 ه/ 1312 م و توفی بسمرقند عام 792 ه/ 1389 م. من أئمّة البیان و اللغة و المنطق. له العدید من المصنفات. الاعلام 7/ 219، بغیة الوعاة 391، مفتاح السعادة 1/ 165، الدرر الکامنة 4/ 350.
(4) شرح الشمسیة لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 792 ه/ 1389 م) و تعرف بسعد الدین علی الشمسیة، شرح فیها التفتازانی متن الشمسیة لنجم الدین لعلی بن عمر بن علی القزوینی الکاتبی (- 675 ه/ 1277 م). و علی الشمسیة شروح کثیرة. استانة 1312 ه. معجم المطبوعات العربیة، 637.
(5) فتح القدیر للعاجز الفقیر لکمال الدین محمد السیواسی المعروف بابن الهمام (- 861 ه/ 1456 م)، شرح فیه متن الهدایة لابی الحسن برهان الدین علی المرغینانی (- 593 ه/ 1197 م). طبع فی لکناو. 1292 ه.
(6) الطبیعی (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 13
الذاتیة کالحرکة للجسم الطبعی «1»، و خلاصته تصوّر الأطراف علی وجه هو مناط للحکم.
و أمّا التصدیقات فهی مقدمات إمّا بیّنة بنفسها و تسمّی علوما متعارفة کقولنا: فی علم الهندسة المقادیر المساویة لشی‌ء واحد متساویة، و إمّا غیر بیّنة بنفسها سواء کانت مبیّنة هناک أو فی محل آخر أو فی علم آخر یتوقف علیها الأدلة المستعملة فی ذلک العلم سواء کانت قیاسات أو غیرها من الاستقراء و التمثیل، و حصرها فی المبیّنة فیه و المبیّنة فی علم آخر و فی أجزاء القیاسات کما توهم محلّ نظر.
ثم الغیر البیّنة بنفسها إمّا مسلّمة فیه أی فی ذلک العلم علی سبیل حسن الظن، و تسمّی أصولا موضوعة، کقولنا فی علم الهندسة: لنا أن نصل بین کل نقطتین بخط مستقیم، أو مسلّمة فی الوقت أی وقت الاستدلال مع استنکار و تشکّک إلی أن تستبین «2» فی موضعها، و تسمّی مصادرات، لأنه تصدّر بها المسائل التی تتوقف علیها کقولنا فیه: لنا أن نرسم علی کل نقطة و بکلّ بعد دائرة؛ و نوقش فی المثال بأنه لا فرق بینه و بین قولنا لنا أن نصل الخ فی قبول المتعلّم بهما بحسن الظن. و أورد مثال المصادرة قول اقلیدس «3» إذا وقع خط علی خطّین و کانت الزاویتان الداخلتان أقلّ من قائمتین فإنّ الخطین إذا أخرجا بتلک الجهة التقیا، لکن لا استبعاد فی ذلک، إذ المقدمة الواحدة قد تکون أصلا موضوعا عند شخص، مصادرة عند شخص آخر. ثم الحدود و الأصول الموضوعة و المصادرات یجب أن یصدّر بها العلم. و أما العلوم المتعارفة فعن تصدیر العلم بها غنیة لظهورها، و ربما تخصص العلوم المتعارفة بالصناعة إن کانت عامة، و تصدّر بها فی جملة المقدمات کما فعل اقلیدس فی کتابه.
و اعلم أنّ التصدیر قد یکون بالنسبة إلی العلم نفسه بأن یقدّم علیه جمیع ما یحتاج إلیه، و قد یکون بالنسبة إلی جزئه المحتاج، لکن الأول أولی.
هذا و قد تطلق المبادئ عندهم علی المعنی الأعم و هو ما یبدأ به قبل الشروع فی مقاصد العلم کما یذکر فی أوائل الکتب قبل الشروع فی العلم، لارتباطه به فی الجملة، سواء کان خارجا من العلم، بأن یکون من المقدمات، و هی ما یکون خارجا یتوقف علیه الشروع فیه و لو علی وجه البصیرة، أو علی وجه کمال البصیرة و وفور الرغبة فی تحصیله بحیث لا یکون عبثا عرفا، أو فی نظره، کمعرفة العلم برسمه المفید لزیادة البصیرة، و معرفة غایته، أو لم یکن خارجا عنه، بل داخلا فیه، بأن یکون
______________________________
(1) الطبیعی (م).
(2) تستبین (م).
(3) أقلیدس: المهندس النجار الصوری المتوفی (285 ق. م.) لم یذکر الکثیر عن مجری حیاته، لکن قیل إنه تنشّأ علی مدرسة افلاطون. مارس التعلیم فی الاسکندریة، عهد بطلیموس الأول، حیث افتتح مدرسة. ترک کتبا بالیونانیة فی الریاضیات و لا سیما فی الهندسة، و قد فقد معظمها. و لعلّ أهم معالجاته الهندسیة مسائل السطح و الأمکنة علیه، إذ بنی نظریة هندسیة بقیت تعرف باسمه حتی القرن العشرین، و من أشهر مسلماته أنه من نقطة خارج خط لا یمکننا أن نمد إلا خطا موازیا واحدا. عرفه العرب و ذکروه کما عرفوا کتابه «الأصول» الذی انقسم إلی ثلاثة عشر کراسا.
Larousse du xxes siec، Paris
، 1930،T. 3،P. 233.
Webster's، New International Dictionary، sec. Ed.، U. S. A.، Meriam Company publishers
. 1945،P. 978.
و السجستانی، ابو سلیمان المنطقی، صوان الحکمة، تحقیق بدوی، طهران، 1974 م، ص 206. القفطی، جمال الدین ابو الحسن، إخبار العلماء بأخبار الحکماء، القاهرة، السعادة، 1326 ه، ص 45.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 14
من المبادئ المصطلحة السابقة من التصوّرات و التصدیقات؛ و علی هذا تکون المبادئ أعم من المقدمات أیضا، فإنّ المقدمات خارجة عن العلم لا محالة بخلاف المبادئ. و المبادئ بهذا المعنی قد تعدّ أیضا من أجزاء العلم تغلیبا، و إن شئت تحقیق هذا فارجع إلی شرح مختصر الأصول و حواشیه «1». و منهم من فسّر المقدمة بما یعین فی تحصیل الفنّ فتکون المقدمات أعم، کذا قیل، یعنی تکون المقدمات بهذا المعنی أعمّ من المبادئ بالمعنی الأول لا من المبادئ بالمعنی الثانی و إن اقتضاه ظاهر العبارة إذ بینها و بین المبادئ بالمعنی الثانی هو المساواة، إذ ما یستعان به فی تحصیل الفنّ یصدق علیه أنه مما یتوقف علیه الفنّ إمّا مطلقا، أو علی وجه البصیرة، أو علی وجه کمال البصیرة، و بالجملة فالمعتبر فی المبادئ التوقّف مطلقا. قال السید السند: مبادئ العلم ما یتوقف علیه ذات المقصود فیه «2»، أعنی التصوّرات التی یبتنی علیها إثبات مسائله، و هی قد تعدّ جزءا منه، و أمّا إذا أطلقت علی ما یتوقف علیه المقصود ذاتا أو تصوّرا أو شروعا فلیست بتمامها من أجزائه؛ فإنّ تصوّر الشی‌ء و معرفة غایته خارجان عنه، و لا من جزئیات ما یتضمنه حقیقة لدخوله فی العلم قطعا، انتهی.

الرءوس الثمانیة

قالوا الواجب علی من شرع فی شرح کتاب ما أن یتعرّض فی صدره لأشیاء قبل الشروع فی المقصود، یسمّیها قدماء الحکماء الرءوس الثمانیة.
أحدها الغرض من تدوین العلم أو تحصیله، أی الفائدة المترتبة علیه لئلّا یکون تحصیله عبثا فی نظره.
و ثانیها المنفعة و هی ما یتشوّقه الکلّ طبعا و هی الفائدة المعتدّ بها لیتحمل المشقّة فی تحصیله، و لا یعرض له فتور فی طلبه، فیکون عبثا عرفا؛ هکذا فی تکملة الحاشیة الجلالیة «3». و فی شرح التهذیب «4» و شرح إشراق الحکمة «5» أنّ المراد بالغرض هو العلّة الغائیة، فإنّ ما یترتب علی فعل یسمّی فائدة و منفعة و غایة فإن کان باعثا للفاعل علی صدور ذلک الفعل منه یسمّی غرضا و علّة غائیة، و ذکر المنفعة إنّما یجب إن وجدت لهذا العلم منفعة و مصلحة سوی الغرض الباعث، و إلّا فلا.
و بالجملة فالمنفعة قد تکون بعینها الغرض الباعث.
______________________________
(1) شرح مختصر الأصول لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه/ 1413 م) شرح فیه مختصر منتهی السئول و الأمل فی علمی الأصول و الجدل لجمال الدین أبی عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (- 646 ه/ 1249 م).
استانه، د. ت. کشف الظنون، 2/ 1853- 1854. معجم المطبوعات العربیة، 679.
(2) منه (م).
(3) تکملة الحاشیة الجلالیّة (حاشیة جلال الدین الدوانی علی شرح القوشجی لتجرید الکلام لنصیر الدین الطوسی).
معجم المطبوعات العربیة 892، اکتفاء القنوع 197.
(4) شرح التهذیب لجلال الدین محمد بن أسعد الدوانی الصدیقی الشافعی (- 907 ه)، طبع فی لکناو 1293 ه.
معجم المطبوعات العربیة، 892.
(5) شرح اشراق الحکمة. الأرجح أنه شرح حکمة الإشراق لقطب الدین محمد بن مسعود بن مصلح الدین الفارسی (- 710 ه)، اسماء الکتب 87.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 15
و ثالثها السّمة و هی عنوان الکتاب، لیکون عند الناظر إجمال ما یفصّله الغرض، کذا فی شرح اشراق الحکمة. و فی تکملة الحاشیة الجلالیة السّمة هی عنوان العلم؛ و کأنّ المراد منه تعریف العلم برسمه أو بیان خاصّة من خواصه لیحصل للطالب علم إجمالی بمسائله و یکون له بصیرة فی طلبه؛ و فی شرح التهذیب السّمة العلامة، و کأنّ المقصود الإشارة إلی وجه تسمیة العلم؛ و فی ذکر وجه التسمیة إشارة إجمالیة إلی ما یفصل العلم من المقاصد.
و رابعها المؤلّف و هو مصنّف الکتاب لیرکن قلب المتعلّم إلیه فی قبول کلامه، و الاعتماد علیه لاختلاف ذلک باختلاف المصنّفین؛ و أما المحقّقون فیعرفون الرجال بالحق لا الحق بالرجال، و لنعم ما قیل: لا تنظر إلی من قال و انظر إلی ما قال. و من شرط المصنفین أن یحترزوا عن الزیادة علی ما یجب و النقصان عمّا یجب و عن استعمال الألفاظ الغریبة المشترکة و عن رداءة الوضع، و هی تقدیم ما یجب تأخیره و تأخیر ما یجب تقدیمه.
و خامسها أنه من أیّ علم هو، أی من الیقینیات أو الظنّیات، من النظریات أو العملیات، من الشرعیات أو غیرها، لیطلب المتعلّم ما تلیق به المسائل المطلوبة.
و سادسها أنه أیّة مرتبة هو، أی بیان مرتبته فیما بین العلوم، إمّا باعتبار عموم موضوعه أو خصوصه، أو باعتبار توقّفه علی علم آخر، أو عدم توقّفه علیه، أو باعتبار الأهمیة أو الشرف، لتقدّم تحصیله علی ما یجب، أو یستحسن تقدیمه علیه، و یؤخّر تحصیله عما یجب أو یستحسن تأخیره عنه.
و سابعها القسمة، و هی بیان أجزاء العلوم و أبوابها لیطلب المتعلّم فی کل باب منها ما یتعلّق به، و لا یضیّع وقته فی تحصیل مطالب لا تتعلّق به، کما یقال: أبواب المنطق تسعة، کذا و کذا؛ و هذا قسمة العلم، و قسمة الکتاب کما یقال: کتابنا هذا مرتّب علی مقدمة، و بابین و خاتمة، و هذا الثانی کثیر شائع لا یخلو عنه کتاب.
و ثامنها الأنحاء التعلیمیة و هی أنحاء مستحسنة فی طرق التعلیم، أحدها التقسیم، و هو التکثیر من فوق إلی أسفل، أی من أعم إلی ما هو أخصّ، کتقسیم الجنس إلی الأنواع، و النوع إلی الأصناف، و الصنف إلی الأشخاص. و ثانیها التحلیل، و هو عکسه أی التکثیر من أسفل إلی فوق، أی من أخصّ إلی ما هو أعم، کتحلیل زید إلی الإنسان و الحیوان، و تحلیل الإنسان إلی الحیوان و الجسم؛ هکذا فی تکملة الحاشیة الجلالیة، و شرح إشراق الحکمة. و فی شرح التهذیب کأنّ المراد من التقسیم ما یسمّی بترکیب القیاس، و ذلک بأن یقال: إذا أردت تحصیل مطلب من المطالب التصدیقیة ضع طرفی المطلوب و اطلب جمیع موضوعات کل واحد منهما، و جمیع محمولات کل واحد منهما سواء کان حمل الطرفین علیها، أو حملها علی الطرفین، بواسطة، أو بغیر واسطة، و کذلک اطلب جمیع ما سلب عنه الطرفان أو سلب هو عن الطرفین، ثم انظر إلی نسبة الطرفین إلی الموضوعات و المحمولات، فإن وجدت من محمولات موضوع المطلوب ما هو موضوع المحمول فقد حصل المطلوب عن «1» الشکل الأول، أو ما هو محمول علی محموله فمن الشکل الثانی، أو من موضوعات موضوعه «2» ما هو موضوع لمحموله فمن الشکل الثالث، أو محمول لمحموله فمن
______________________________
(1) حصلت المطلوب من (م).
(2) موضوعه (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 16
الرابع، کلّ ذلک بحسب تعدّد اعتبار الشرائط بحسب الکیفیة و الکمیة و الجهة، کذا فی شرح المطالع. فمعنی قولهم: و هو التکثیر من فوق أی من النتیجة لأنها المقصود الأقصی بالنسبة إلی الدّلیل، و أما التحلیل فقد قیل فی شرح المطالع: کثیرا ما تورد فی العلوم قیاسات منتجة للمطالب لا علی الهیئات المنطقیة، اعتمادا علی الفطن العارف بالقواعد، فإن أردت أن تعرف أنه علی أیّ شکل من الأشکال فعلیک بالتحلیل و هو عکس الترکیب فحصّل المطلوب فانظر إلی القیاس المنتج له، فإن کان فیه مقدمة یشارکها المطلوب بکلا جزئیه فالقیاس استثنائی، و إن کانت مشارکة للمطلوب بأحد جزئیه فالقیاس اقترانی، ثم انظر إلی طرفی المطلوب فتتمیّز عندک الصغری عن الکبری لأن ذلک الجزء إن کان محکوما علیه فی النتیجة فهی الصغری، أو محکوما به فهی الکبری، ثم ضم الجزء الآخر من المطلوب إلی الجزء الآخر من تلک المقدمة، فإن تألّفا علی أحد التألیفات الأربع، فما انضمّ إلی جزئی المطلوب هو الحدّ الأوسط، و تتمیّز لک المقدمات و الأشکال، و إن لم یتألّفا کان القیاس مرکبا، فاعمل بکلّ واحد منهما العمل المذکور، أی ضع الجزء الآخر من المطلوب و الجزء الآخر من المقدمة کما وضعت طرفی المطلوب أولا، أی فی التقسیم، فلا بد أن یکون لکل منهما نسبة إلی شی‌ء «1» ما فی القیاس و إلّا لم یکن القیاس منتجا للمطلوب، فإن وجدت حدّا مشترکا بینهما فقد تمّ القیاس، و إلّا فکذا تفعل مرّة بعد أخری إلی أن تنتهی إلی القیاس المنتج للمطلوب بالذات، و تتبیّن لک المقدمات و الشکل و النتیجة. فقولهم التکثیر من أسفل إلی فوق، أی إلی النتیجة انتهی.
و ثالثها التحدید أی فعل الحدّ، أی إیراد حدّ الشی‌ء، و هو ما یدلّ علی الشی‌ء دلالة مفصّلة بما به قوامه بخلاف الرسم فإنه یدلّ علیه دلالة مجملة، کذا فی شرح إشراق الحکمة، و فی شرح التهذیب:
کأنّ المراد بالحدّ المعرّف مطلقا، و ذلک بأن یقال إذا أردت تعریف شی‌ء فلا بدّ أن تضع ذلک الشی‌ء و تطلب جمیع ما هو أعمّ منه و تحمل علیه بواسطة أو بغیرها، و تمیّز الذاتیات عن العرضیات، بأن تعدّ ما هو بین الثبوت أو ما یلزم من مجرّد ارتفاعه ارتفاع نفس الماهیة ذاتیا، و ما لیس کذلک عرضیا، و تطلب جمیع ما هو مساو له، فیتمیّز عندک الجنس من العرض العام، و الفصل من الخاصّة، ثم ترکّب أی قسم شئت من أقسام المعرّف بعد اعتبار الشرائط المذکورة فی باب المعرّف. و رابعها البرهان، أی الطریق إلی الوقوف علی الحق، أی الیقین إن کان المطلوب نظریا، و إلی الوقوف علیه و العمل به إن کان عملیا، کأن یقال إذا أردت الوصول إلی الیقین فلا بدّ أن تستعمل فی الدلیل بعد محافظة شرائط صحّة الصورة، إمّا الضروریات الستّ، أو ما یحصل منها بصورة صحیحة، و هیئة منتجة، و تبالغ فی التفحّص عن ذلک، حتی لا یشتبه بالمشهورات و المسلّمات و المشبّهات و غیرها، بعضها ببعض، و عدّ الأنحاء التعلیمیة بالمقاصد أشبه، فینبغی أن تذکر فی المقاصد، و لذا تری المتأخّرین کصاحب المطالع «2» یعدّون ما سوی التحدید من مباحث الحجة و لواحق القیاس، و أمّا التحدید فشأنه أن یذکر فی مباحث المعرّف، کذا فی شرح التهذیب.
و اعلم أنهم إنّما اقتصروا علی هذه الثمانیة لعدم وجدانهم شیئا آخر یعین فی تحصیل الفن، و من وجد ذلک فلیضمه إلیها، و هذا أمر استحسانی لا یلزم من ترکه فساد علی ما لا یخفی، هکذا فی
______________________________
(1) مما (م).
(2) المطالع أو مطالع الأنوار لسراج الدین أبو الثناء محمود بن أبی بکر بن أحمد الأرموی (- 682 ه). معجم المطبوعات العربیة، 428.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 17
تکملة الحاشیة الجلالیة.
و اعلم أنهم قد یذکرون وجه الحاجة إلی العلم، و لا شکّ أنه هاهنا بعینه بیان الغرض منه، و قد یذکرون وجه شرف العلم، و یقولون شرف الصناعة إما بشرف موضوعها، مثل الصیاغة فإنها أشرف من الدباغة، لأن موضوع الصیاغة الذهب و الفضة و هما أشرف من موضوع الدباغة التی هی الجلد «1»، و إما بشرف غرضها، مثل صناعة الطب فإنها أشرف من صناعة الکناسة، لأن غرض الطب إفادة الصحة و غرض الکناسة تنظیف المستراح، و إما بشدّة الحاجة إلیها کالفقه، فإن الحاجة إلیه أشدّ من الحاجة إلی الطبّ، إذ ما من واقعة فی الکون إلّا و هی مفتقرة إلی الفقه، إذ به انتظام صلاح الدنیا و الدین، بخلاف الطب، فإنه یحتاج إلیه بعض الناس فی بعض الأوقات. و المراد بذلک بیان مرتبة العلم علی ما یفهم مما سبق، و یؤیده ما قال السیّد السّند فی شرح المواقف، و أما مرتبة علم الکلام أی شرفه فقد عرفت أن موضوعه أعمّ الأمور و أعلاها الخ.

العلوم العربیة

اشارة

فی شرح المفتاح: اعلم أنّ علم العربیة المسمّی بعلم الأدب علم یحترز به عن الخلل فی کلام العرب لفظا أو کتابة، و ینقسم علی ما صرّحوا به إلی اثنی عشر قسما، منها أصول هی العمدة فی ذلک الاحتراز، و منها فروع.
أما الأصول فالبحث فیها إما عن المفردات من حیث جواهرها و موادّها فعلم اللغة، أو من حیث صورها و هیئاتها فعلم الصرف، أو من حیث انتساب بعضها إلی بعض بالأصلیة و الفرعیة فعلم الاشتقاق، و إمّا عن المرکّبات علی الإطلاق، فإمّا باعتبار هیئاتها الترکیبیة و تأدیتها لمعانیها الأصلیة فعلم النحو، و إمّا باعتبار إفادتها لمعان زائدة علی أصل المعنی فعلم المعانی، أو باعتبار کیفیة تلک الفائدة فی مراتب الوضوح فعلم البیان، و إمّا عن المرکّبات الموزونة، فإمّا من حیث وزنها فعلم العروض، أو من حیث أواخر أبیاتها فعلم القافیة.
و أمّا الفروع فالبحث فیها إمّا أن یتعلّق بنقوش الکتابة فعلم الخط، أو یختصّ بالمنظوم فعلم عروض الشعراء، أو بالمنثور فعلم إنشاء النثر من الرسائل، أو من الخطب، أو لا یختص بشی‌ء منهما فعلم المحاضرات و منه التواریخ؛ و أمّا البدیع فقد جعلوه ذیلا لعلمی البلاغة لا قسما برأسه.
و فی إرشاد القاصد «2» للشیخ شمس الدین الاکفانی السنجاری «3»: الأدب و هو علم یتعرّف منه التفاهم عمّا فی الضمائر بأدلة الألفاظ و الکتابة، و موضوعه اللفظ و الخط من جهة دلالتهما علی
______________________________
(1) الذی هو (ع)، الذی هو جلد المیتة (م).
(2) ارشاد القاصد إلی اسنی المقاصد لشمس الدین أبی عبد اللّه محمد بن ابراهیم بن ساعد الأنصاری الأکفانی السنجاری المعروف بابن الأکفانی (- 749 ه/ 1348 م). طبع فی کلکوتا، د. ت مع کتاب حدود النحو لعبد اللّه بن احمد الفاکهی. معجم المطبوعات العربیة، 464.
(3) شمس الدین الأکفانی السنجاری: هو محمد بن ابراهیم بن ساعد الأنصاری السنجاری، المعروف بابن الأکفانی، ابو عبد اللّه. ولد فی سنجار و توفی بالقاهرة بعد العام 749 ه/ 1348 م. طبیب، باحث، عالم بالحکمة و الریاضیات. له الکثیر من التصانیف. الأعلام 5/ 299، الدرر الکامنة 3/ 279، البدر الطالع 2/ 79.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 18
المعانی، و منفعته إظهار ما فی نفس الإنسان من المقاصد و إیصاله إلی شخص آخر من النوع الإنسانی، حاضرا کان أو غائبا، و هو حلیة اللسان و البنان، و به تمیّز ظاهر الإنسان علی سائر أنواع الحیوان. و إنما ابتدأت به لأنه أوّل أدوات الکمال. و لذلک من عری عنه لم یتم بغیره من الکمالات الإنسانیة.
و تنحصر مقاصده فی عشرة علوم و هی: علم اللغة و علم التصریف و علم المعانی و علم البیان و علم البدیع و علم العروض و علم القوافی و علم النحو و علم قوانین الکتابة و علم قوانین القراءة، و ذلک لأن نظره إمّا فی اللفظ أو الخط، و الأول فإمّا فی اللفظ المفرد أو المرکب، أو ما یعمهما.
و أمّا نظره فی المفرد فاعتماده إمّا علی السماع و هو اللغة أو علی الحجة و هو التصریف، و أمّا نظره فی المرکّب فإما مطلقا أن مختصّا بوزن، و الأول إن تعلّق بخواص تراکیب الکلام و أحکامه الإسنادیة فعلم المعانی، و إلّا فعلم البیان، و المختص بالوزن فنظره إمّا فی الصورة أو فی المادة، الثانی علم البدیع، و الأول إن کان بمجرد الوزن فهو علم العروض، و إلّا فعلم القوافی؛ و ما یعمّ المفرد و المرکب فهو علم النحو، و الثانی فإن تعلّق بصور الحروف فهو علم قوانین الکتابة، و إن تعلّق بالعلامات فعلم قوانین القراءة. و هذه العلوم لا تختصّ بالعربیة بل توجد فی سائر لغات الأمم الفاضلة من الیونان و غیرهم.
و اعلم أنّ هذه العلوم فی العربیة لم تؤخذ عن العرب قاطبة بل عن الفصحاء البلغاء منهم، و هم الذین لم یخالطوا غیرهم، کهذیل «1» و کنانة «2» و بعض تمیم «3» و قیس عیلان «4» و من یضاهیهم من عرب الحجاز «5» و أوساط نجد «6»؛ فأما الذین صابوا «7» العجم فی الأطراف فلم تعتبر لغاتهم
______________________________
(1) هذیل بن مدرکة بن الیاس بن مضر بن عدنان. جد جاهلی، بنوه قبیلة کبیرة، و کان أکثر سکان وادی نخلة المجاور لمکة منهم، و لهم منازل بین مکة و المدینة و منهم فی جبال السراة، و کانوا أهل عدد و عدة و منعة و اشتهر منهم کثیرون فی الجاهلیة و الإسلام. و فیهم شعراء و مشاهیر. و قد نشر دیوان للعدید من شعرائهم. الأعلام 8/ 80، معجم البلدان 8/ 167- 168، جمهرة الانساب 185- 187، تاریخ الیعقوبی 1/ 212، معجم قبائل العرب 1213، قلب جزیرة العرب 1202.
(2) کنانة بن بکر بن عوف بن عذرة، من کلب، من قضاعة، جد جاهلی، یرتقی نسبه للقبائل العربیة القحطانیة. و بنوه قبیلة ضخمة یقال لها کنانة عذرة، و سکنوا أعالی الحجاز بالقرب من تبوک و جوارها. و انحدرت منها قبائل کثیرة منها: بنو عدی، بنو جناب، و غیرها کثیر. کما کانت لهم صلات قویة بقریش و بالأوس و الخزرج. خفاجة محمد عبد المنعم، قصة الأدب فی الحجاز 90، جمهرة الانساب 425- 427، معجم قبائل العرب 996.
(3) تمیم بن قرّ بن أدّ بن طابخة بن إلیاس بن مضر. جد جاهلی قدیم بنوه بطون کثیرة جدا. قال عنهم ابن حزم: و هم قاعدة من أکبر قواعد العرب کانت منازلهم بأرض نجد و البصرة و الیمامة و امتدت إلی قرب الکوفة. و قد تفرقوا فی الحواضر و البوادی. و اخبارهم کثیرة، و فیهم شعراء و مشاهیر، و قد أدرکوا الاسلام، و لهم مواقف مشهودة.
الاعلام 2/ 87- 88، تاریخ الیعقوبی 1/ 212، جمهرة الانساب 196- 221، معجم قبائل العرب 126- 133، دائرة المعارف الاسلامیة 5/ 473- 478.
(4) قیس عیلان بن مضر بن نزار، من عدنان، جد جاهلی ینتسب للعرب الإسماعیلیة. انحدرت منه قبائل کثیرة منها:
هوازن، سلیم، غطفان، عدوان، باهلة و غیرهم. و تروی کتب السیر و التاریخ أن الجد الأعلی کان علی دین اسماعیل بن ابراهیم علیهما السلام و قد امتدحهم النبی (ص) فی بعض أحادیثه، و کانت سکناهم بالطائف و جوارها من بلاد الحجاز، البکری، معجم ما استعجم 1/ 64- 66، 76- 77، ابن خلدون، العبر 2/ 300، 305، 315، الیعقوبی 1/ 212، جمهرة الانساب 232، 437، معجم قبائل العرب 972، تاریخ الاسلام 1/ 13.
(5) الحجاز بلاد واسعة تقع شمالی الیمن و شرقی تهامة. و تتکون من عدة أودیة، و تتخللها سلسلة جبال السراة الممتدة من الشام إلی نجران فی الیمن. و قد وصفه جوستاف لوبون بأنه اقلیم جبلی رملی فی الصقع الأوسط من المنطقة المعتدلة الشمالیة تجاه البحر الأحمر و فیه المدینتان المقدستان: مکة و المدینة. و قد سمّی حجازا لأنه یحتجز بین تهامه و نجد. تاریخ معجم البلدان 3/ 219، تاریخ الإسلام السیاسی و الدینی و الاجتماعی 1/ 4، معجم ما استعجم 1/ 1- 90، حضارة العرب 1/ 11، المسالک و الممالک 12، قصة الأدب فی الحجاز 24.
(6) نجد و هو اقلیم یمتد بین الیمن جنوبا و بادیة السماوة شمالا و العروض و أطراف العراق، و سمی نجدا لارتفاع أرضه. تاریخ الإسلام 1/ 4.
(7) صاقبوا (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 19
و أحوالها فی أصول هذه العلوم، و هؤلاء کحمیر «1» و همدان «2» و خولان «3» و الازد «4» لمقاربتهم الحبشة «5» و الزنج «6»، و طیّ «7» و غسان «8» لمخالطتهم الروم بالشام، و عبد القیس «9» لمجاورتهم
______________________________
(1) حمیر بن سبأ بن یشجب بن یعرب بن قحطان. جد جاهلی قدیم کان ملک الیمن، و إلیه ینسب الحمیریون (ملوک الیمن). و هو من سلالة العرب العاربة، أی العرب الخلص أو الأصلیون. ولد. له أبناء کثیرون انحدرت منهم قبائل کثیرة منها: السکاسک، الشعبیون، بنو الریان، قضاعة، عبد شمس. و کان لبنی حمیر فی الجاهلیة صنم یقال له:
نسر نصب بنجران و آخر بصنعاء اسمه رئام. و قد قامت مملکة حمیر علی اثر مملکة سبأ و بلغت شأوا بعیدا، و قامت فیها حضارة عامرة، کما اشتهر فیها ملوک عظام. الأعلام 2/ 284، القلقشندی، صبح الأعشی 1/ 313- 315، قصة الأدب 81، جمهرة الانساب 406 و 459، طرفة الأصحاب 12 و 43، تاریخ العرب قبل الإسلام لجواد علی 1/ 17، العرب قبل الإسلام لزیدان 1/ 121، تاریخ الإسلام 1/ 8.
(2) همدان بن مالک بن زید بن أوسلة، من بنی کهلان، من قحطان. جد جاهلی قدیم. کان بنوه یسکنون فی شرقی الیمن، و نزل کثیر منهم بعد الإسلام فی بلاد الحجاز و غیرها، و قد تشیع قسم کبیر منهم و انحاز للامام علی بن أبی طالب، و انحدر منهم بطون کثیرة، أما صنمهم فی الجاهلیة فهو یعوق و کان منصوبا فی أرحب. الاعلام 8/ 94، جمهرة الانساب 369، 445، 459، ابن خلدون 2/ 252، معجم قبائل العرب 1225.
(3) خولان بن عمرو بن الحاق بن قضاعة، من بنی کهلان، یرتقی نسبه إلی القبائل القحطانیة. جد عربی قدیم کان یسکن و بنوه بلاد الیمن. و إلی بنیه تنسب بلاد خولان فی شرقی الیمن. و اسم صنمهم فی الجاهلیة: عم أنس. کما اشترکوا مع همدان فی الصنم یعوق. و قد عبدوا النار أیام انتشار المجوسیة فی الیمن. و منهم انحدرت قبائل کثیرة، منها: الربیعة، بنو بحر، بنو مالک، بنو غالب، بنو حرب، الزبیدیون، بنو منبه و غیرهم ادرکوا الإسلام، و کانت لهم وقائع مشهورة، الاعلام 2/ 325، طرفة الأصحاب 56، ابن خلدون العبر 2/ 256، تاریخ العرب لجواد علی 2/ 203- 211، جمهرة الانساب 392، معجم قبائل العرب 365.
(4) الأزد بن الغوث بن نبت بن مالک بن زید بن کهلان. یرتقی نسبه للقبائل القحطانیة. جد جاهلی قدیم من الیمن.
و یقال له: الأسد و قد انقسم بنوه إلی ثلاثة أقسام: أزد شنوءة، أزد السراة و ازد عمان. و انحدر منهم بطون کثیرة منها: قبائل غسان، خزاعة، أسلم، بنی جفنه، الأوس، الخزرج و غیرهم. من أصنامهم فی الجاهلیة رئام، کما اشترکوا فی صنم مناة. ادرکوا الاسلام. و فیهم مشاهیر. الاعلام 1/ 290، صبح الأعشی 1/ 313- 315، ابن خلدون 2/ 252، تاریخ الیعقوبی 1/ 212، جمهرة الانساب 458، طرفة الأصحاب 6 و 19، دائرة المعارف الاسلامیة 2/ 37 و اللباب 1/ 36.
(5) الحبشة هی بلاد واسعة جدا، تتصل بالبحر من الجهة الشرقیة، و ساحلها مقابل لبلاد الیمن، و یقال: ان أول بلادهم من الجهة الغربیة بلاد التکرور. و مملکة الحبشة قسمان: بلاد النصرانیة و بلاد المسلمین. و القسم الثانی یقع علی ساحل بحر القلزم (البحر الأحمر) و ما یتصل به من بحر الهند (المحیط الهندی) و یقال له بلاد الزیلع، مع أن الزیلع إحدی مدنه الکبیرة. تقویم البلدان 153، صبح الأعشی 5/ 302 و 324، الأمصار ذوات الآثار 229.
(6) الزنج بلادهم مثل بلاد السودان و تقع شرقی الخلیج البربری، و هی تقابل بلاد الحبشة من البر الآخر. صبح الأعشی 5/ 337، البیان المعرب 1/ 6، الأمصار ذوات الآثار 229.
(7) طیّئ بن أد، من بنی یشجب، من کهلان. یرتقی نسبه لقبائل العرب القحطانیة. جد جاهلی. کانت منازل بنیه فی الیمن، ثم انتقلوا إلی الشمال و سکنوا بین جبلی أجأ و سلمی من بلاد نجد، إلی الشمال الشرقی من المدینة المنورة.
و اسم صنمهم فی الجاهلیة الفلس. و قد انحدرت من طی قبائل کثیرة منها: نبهان، جدیلة، زبید، ثعلبة، بنو شمّر و غیرها و نبغ فیهم شعراء کثیرون و مشاهیر. تاریخ الاسلام 1/ 8- 9، نهایة الأرب 266، ابن خلدون، العبر 2/ 254، جمهرة الانساب 380 و 459، معجم قبائل العرب 689، عشائر العراق 1/ 130، الاعلام 3/ 234.
(8) غسان فی الأصل کلمة غسان هی اسم لبئر یقع فی نواحی الشام، نزلت حوله قبیلة جفنه بن عمر الأزدیة التی تنحدر من قبائل کهلان القحطانیة، و بسبب ذلک عرفوا باسم قبائل غسان، و منها انحدر ملوک الغساسنة الذین حکموا بادیة الشام. و کان الحارث بن جبلة من أشهر أمرائهم، و هو الذی حارب المنذر أمیر الحیرة، و قد کان الحارث مع بنیه و البطون التی تفرعت منه یعملون مع الروم ضد الفرس. کما کانت لهم وقائع مشهورة. الأعلام 2/ 153- 154، نولدکه، أمراء غسان 192، تاریخ الاسلام 1/ 9، قصة الأدب فی الحجاز 81،
(9) عبد القیس بن أفصی بن دعمی، من أسد ربیعة، من عدنان. جد جاهلی. النسبة إلیه عبدی و قیسی. کانت دیار بنیه بتهامة ثم خرجوا إلی البحرین و استقروا بها و هم بطون کثیرة، و فیهم مشاهیر. الأعلام 4/ 49، جمهرة الانساب 278- 282، نهایة الأرب 275، اللباب 2/ 113، معجم البلدان 8/ 65، معجم قبائل العرب 726.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 20
أهل الجزیرة «1» و فارس «2»، ثم أتی ذوو العقول السلیمة و الأذهان المستقیمة و رتّبوا أصولها و هذّبوا فصولها حتی تقررت علی غایة لا یمکن المزید علیها، انتهی.

علم الصرف:

و یسمّی بعلم التصریف أیضا، و هو علم بأصول تعرف بها أحوال أبنیة الکلم التی لیست بإعراب و لا بناء، هکذا قال ابن الحاجب «3». فقوله علم بمنزلة الجنس، لأنه شامل للعلوم کلها، و قوله تعرف بها أحوال أبنیة الکلم یخرج الجمیع سوی النحو، و قوله لیست بإعراب و لا بناء یخرج النحو.
و فائدة اختیار «تعرف» علی «تعلم» تذکر فی تعریف علم المعانی. ثم المراد من بناء الکلمة و کذا من صیغتها و وزنها هیئتها التی یمکن أن یشارکها فیها غیرها، و هی عدد حروفها المرتّبة، و حرکاتها المعیّنة، و سکونها مع اعتبار حروفها الزائدة و الأصلیة، کلّ فی موضعه؛ فرجل مثلا علی هیئة و صفة یشارکه فیها عضد، و هی کونه علی ثلاثة أحرف، أولها مفتوح، و ثانیها مضموم، و أما الحرف الأخیر فلا تعتبر حرکاته و سکونه فی البناء، فرجل و رجلا و رجل علی بناء واحد، و کذا جمل علی بناء ضرب، لأن الحرف الأخیر متحرّک بحرکة الإعراب و سکونه و حرکة البناء و سکونه. و إنما قلنا یمکن أن یشارکها لأنه قد لا یشارکها فی الوجود کالحبک بکسر الحاء و ضم الباء، فإنه لم یأت له نظیر، و إنما قلنا حروفها المرتبة لأنه إذا تغیّر النظم و الترتیب تغیّر الوزن، کما تقول یئس علی وزن فعل و أیس علی وزن عفل، و إنما قلنا مع اعتبار الحروف الزائدة و الاصلیة لانه یقال ان کرّم مثلا علی وزن فعّل لا علی وزن فعلل [أو أفعل] «4» أو فاعل، مع توافق الجمیع فی الحرکات المعیّنة و السکون،
______________________________
(1) الجزیرة هی جزیرة أقور الواقعة بین دجلة و الفرات، و تشمل علی دیار ربیعة و مضر و بکر. و هی بلاد واسعة فیها مدن هامة و کبیرة منها: حرّان، الرها، الرّقة، الموصل، سنجار و آمد و غیرها. و خرج منها علماء و محدثون و غیر ذلک.
الانساب 3/ 248، معجم البلدان 2/ 134، تقویم البلدان 273- 298، صبح الأعشی 4/ 314، تذکرة الحفاظ 3/ 924، الاعلان بالتواریخ 627، الأمصار ذوات الآثار 193.
(2) فارس هی بلاد واسعة یحدّها من الغرب بلاد خوزستان و الجبال، و من الشرق بلاد کرمان، و من الجنوب بحر فارس (الخلیج العربی)، و من الشمال المفازة التی بینها و بین خراسان و الجبال، و هی تشمل الیوم ایران و ما جاورها إلی الشرق و الشمال الشرقی. معجم البلدان 4/ 226، تقویم البلدان 321، الأمصار ذوات الآثار 230.
(3) ابن الحاجب هو عثمان بن عمر بن أبی بکر بن یونس جمال الدین بن الحاجب. ولد فی أسنا من صعید مصر عام 570 ه/ 1174 م، و توفی بالاسکندریة عام 646 ه/ 1249 م. من فقهاء المالکیة و من کبار علماء العربیة. تنقل بین القاهرة و دمشق، و له العدید من التصانیف الاعلام 4/ 211، وفیات الأعیان 1/ 314، غایة النهایة 1/ 508.
(4) أو أفعل (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 21
و قولنا کل فی موضعه لأنّ نحو درهم لیس علی وزن قمطر لتخالف مواضع الفتحتین و السکونین، و کذا نحو بیطر مخالف لشریف فی الوزن لتخالف موضعی الیاءین، و قد یخالف ذلک فی أوزان التصغیر فیقال: أوزان التصغیر فعیل و فعیعل و فعیعیل، و یدخل فی فعیل رجیل و حمیر و غیر ذلک، و فی فعیعل اکیلب و حمیّر و نحوها، و فی فعیعیل مفیتیح و تمیثیل، و نحو ذلک، و یعرف وجهه فی لفظ الوزن. فعلی هذا لا حاجة إلی تقیید الأحوال بکونها لا تکون إعرابا و لا بناء إذ هما طارئان علی آخر حروف الکلمة، فلم یدخلا فی أحوال الأبنیة. لکن بقی هاهنا شی‌ء و هو أنه یخرج من الحدّ معظم أبواب التصریف، أعنی الاصول التی تعرف بها أبنیة الماضی و المضارع و الأمر و الصفة و أفعل التفضیل و الآلة و الموضع و المصغّر و المصدر لکونها أصولا تعرف بها أبنیة الکلم لا أحوال أبنیتها، فإن أرید أن الماضی و المضارع مثلا حالان طارئان علی بناء المصادر ففیه بعد، لأنهما بناءان مستأنفان بنیا بعد هدم بناء المصدر، و لو سلّم فلم عدّ المصادر فی أحوال الأبنیة ثم الماضی و المضارع و الأمر و غیر ذلک مما مرّ، کما أنها لیست بأحوال الأبنیة علی الحقیقة، بل هی أشیاء ذوات أبنیة علی ما مرّ، من تفسیر البناء. بلی قد یقال: لضرب مثلا هذا بناء حاله کذا مجازا، و لا یقال أبدا إنّ ضرب حال بناء، و إنّما یدخل فی أحوال الأبنیة الابتداء، و الوقف، و الإمالة، و تخفیف الهمزة، و الإعلال [و الإبدال، و الحذف] «1» و بعض الإدغام، و هو إدغام بعض حروف الکلمة فی بعض، و کذا بعض التقاء الساکنین، و هو ما إذا کان «2» الساکنان فی کلمة [کما فی قل و أصله قول] «3»، فهذه المذکورات أحوال الأبنیة، ثم الوقف و التقاء الساکنین فی کلمتین، و الإدغام فیهما لیست بأبنیة و لا أحوال أبنیة لعدم اعتبار حرکة الحرف الأخیر و سکونها، اللّهم إلّا أن یقال: أرید بالبناء الحروف المرتّبة بلا اعتبار الحرکات و السکنات، کذا ذکر المحقّق الرّضی «4» فی شرح الشافیة «5».
و الجواب عن ذلک بأنه أرید بأبنیة الکلم ما یطرأ علیها، أی علی الکلم من الهیئات و الأحوال کما عرفت، فهی نفس أحوال الکلم، فالإضافة بیانیة کما فی قولهم شجر أراک، فمعنی أحوال أبنیة الکلم علی هذا أحوال هی أبنیة الکلم، فلا یخرج من الحدّ معظم أبواب التصریف من أبنیة الماضی و المضارع و نحوهما. و بالجملة فعلم الصرف علم بأصول تعرف بها أبنیة الکلم، ثم إنه کما یبحث فی العلم عن العوارض الذاتیة لموضوعه کذلک یبحث فیه عن أعراض تلک الأعراض، فدخل فی أبنیة الکلم الابتداء و الإمالة و نحوهما ممّا هو من أحوال الأبنیة، و یؤیّده ما وقع فی الأصول من أنّ الصرف علم تعرف به أحوال الکلمة بناء و تصرّفا فیه، أی فی ذلک البناء، لا إعرابا و بناء، و کذا یدخل فی الحدّ الوقف لأنه من أحوال الأبنیة یعرضها باعتبار قطعها عمّا بعدها، لا باعتبار حرکة
______________________________
(1) و الإبدال، و الحذف (+ م، ع).
(2) و هو إذا کان (م، ع).
(3) کما فی قل و أصله قول (+ م، ع).
(4) المحقق الرضی هو محمد بن الحسن الأسترآباذی. توفی نحو 686 ه/ 1287 م فی استراباذ. عالم بالعربیة، و له بعض التصانیف فی النحو و الصرف. الاعلام 6/ 86، مفتاح السعادة 1/ 147، خزانة الادب 1/ 12، بغیة الوعاة 248.
(5) شرح الشافیة لرضی الدین محمد بن الحسن الأسترآباذی (حوالی 686 ه/ 1287 م) و هو شرح مطول، طبع فی لکناو، 1280 ه. اکتفاء القنوع، 306.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 22
الحرف الأخیر أو سکونه، و إلّا لخرج بعض أقسام الوقف من الوقف، کالحذف و الإبدال و الزیادة فتدبر. و ذکر التقاء الساکنین فی الکلمتین و الإدغام فیهما استطرادی کذکر الجزئی فی علم المنطق، و هذا الجواب مما استخرجته مما ذکروه فی هذا المقام. فعلی هذا موضوع الصّرف هو الکلمة من حیث أنّ لها بناء و قد عرفت أنه لا محذور فی البحث عن قید الحیثیة إذا کانت بیانا للموضوع، فلا محذور فی البحث عن الأبنیة فی هذا العلم. و یؤیّد هذا ما مرّ فی تقسیم العلوم العربیة من أنّ الصرف یبحث فیه عن المفردات من حیث صورها و هیئاتها، و کذا ما ذکر المحقق عبد الحکیم فی حاشیة الفوائد الضیائیة من أنّ التصریف و المعانی و البیان و البدیع و النحو، بل جمیع العلوم الأدبیة، تشترک فی أنّ موضوعها الکلمة و الکلام، إنّما الفرق بینها بالحیثیات، انتهی. و فی شرح الشافیة «1» للجار بردی «2» أنّ موضوعه الأبنیة من حیث تعرض الأحوال لها، و الأبنیة عبارة عن الحروف و الحرکات و السکنات الواقعة فی الکلمة، فیبحث عن الحروف من حیث أنها ثلاثة أو أربعة أو خمسة، و من حیث أنها زائدة أو أصلیة، و کیف یعرف الزائد من الأصلی، و عن الحرکات و السکنات من حیث أنها خفیفة أو ثقیلة، فیخرج عن هذا العلم معرفة الأبنیة، و یدخل فیه معرفة أحوالها، لأن الصرف علم بقواعد تعرف بها أحوال الأبنیة، أی تعرف بها الماضی و المضارع و الأمر الحاضر إلی غیر ذلک؛ فإنّ جمیع ذلک أحوال راجعة إلی أحوال الأبنیة، لا إلی نفس الأبنیة، انتهی. فعلی هذا إضافة أحوال الأبنیة لیست بیانیة، و یرد علیه أنّ الماضی و نحوه لیس بناء و لا حال بناء، بل هو شی‌ء ذو بناء کما مرّ، و أضعف منه ما وقع فی بعض کتب الصرف من أن موضوعه الأصول و القواعد، حیث قال:
موضوع علم الصّرف هو تلک الأصول المتعدّدة التی بحثوا فیها فی هذا العلم، و أثبتوا له أحوالا.
و المراد بالأصول هی تلک المسائل الکلّیة التی تتفرّع عنها مسائل جزئیة. فمثلا إلیک إحدی هذه القواعد الکلیة «3»: إذا اجتمع الواو و الیاء و سبقت إحداهما بالسکون قلبت الواو یاء و أدغمت الأولی فی الثانیة. و أمّا جزئیّات هذا الأصل فمثل کلمتی مرمیّ و مرویّ، فإن أصلهما مرموی، و مرووی، و هذه المسألة الکلیة المذکورة جعلت مسألة مستقلة: و هذان المثالان فرعان عن تلک المسألة الکلیة التی تحقّقت بالمثالین، حیث لاحظ المتکلم فی هذه المسألة الآلة، و إن ذکره الموضوع المشار إلیه هو لإثبات الأحوال لذلک الأصل، أی أنه بعبارة أخری: حیث أنّ الأصل قد تحقّق من خلال الفرع الذی هو مرمی و مروی فهو یصدق علیه «4». و مبادیه حدود ما تبتنی علیه مسائله، کحدّ الکلمة و الاسم و الفعل و الحرف و مقدمات حججها، أی أجزاء علل المسائل، کقولهم: إنما یوقع الإعلال فی الکلمة لإزالة الثقل منها، و مسائله الأحکام المتعلّقة بالموضوع، کقولهم: الکلمة إمّا مجرّد أو مزید،
______________________________
(1) شرح الشافیة لفخر الدین أحمد بن الحسن الجاربردی الشافعی (- 746 ه/ 1346 م) وصفه الخوانساری بأنه من أحسن الشروح علی الرسالة المذکورة. معجم المطبوعات العربیة، 670.
(2) هو أحمد بن الحسن بن یوسف، فخر الدین الجاربردی، توفی سنة 746 ه/ 1346 م. فقیه شافعی له العدید من کتب الفقه و الأصول، الاعلام 1/ 111، البدر الطالع 1/ 47، الدرر الکامنة 1/ 123، طبقات الشافعیة 5/ 169، شذرات الذهب 6/ 148.
(3) صرف أن أصول چندیست که أز وی درین علم بحث کرده‌اند و اثبات احوالات بر وی کرده‌اند و مراد باصول آن مسائل کلیه است که متفرع شود بر آن مسائل جزئیات أن مسائل مثلا یکی از اصول این فن این قاعده کلیه است.
(4) جزئیات وی مثل مرمی و مروی که در اصل مرموی و مرووی بود که این مسأله کلیه مذکوره را موضوع عنوانی کرده شد که این دو مثال فرع آن مسأله کلیه است که آن در ضمن این دو مثال متحقق شده که متکلم آن مسأله را آلة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 23
أو جزئه کقولهم: ابتداء الکلمة لا یکون ساکنا، أو جزئیة کقولهم: الاسم إمّا ثلاثی أو رباعی أو خماسی، أو عرضه کقولهم: الإعلال إمّا بالقلب أو الحذف أو الإسکان.
و غایته غایة الجدوی حیث یحتاج إلیه جمیع العلوم العربیة و الشرعیة، کعلم التفسیر و الحدیث و الفقه و الکلام؛ و لذا قیل: إنّ الصرف أمّ العلوم و النحو أبوها. قال الرضی: اعلم أنّ التصریف جزء من أجزاء النحو بلا خلاف من أهل الصنعة، و التصریف علی ما حکی سیبویه «1» عنهم هو أن تبنی من الکلمة بناء لم تبنه العرب علی وزن ما بنیته، ثم تعمل فی البناء الذی بنیته ما یقتضیه قیاس کلامهم، کما یتبیّن فی مسائل التمرین. و المتأخّرون علی أنّ التصریف علم بأبنیة الکلمة و بما یکون لحروفها من أصالة و زیادة و حذف و صحّة و إعلال و إدغام و إمالة، و بما یعرض لآخرها مما لیس بإعراب و لا بناء من الوقف و غیر ذلک، انتهی. فالصرف و التصریف عند المتأخّرین مترادفان، و التصریف علی ما حکی سیبویه عنهم جزء من الصرف الذی هو جزء من أجزاء النحو [لأنه من مبادئ النحو، و المبادئ من الأجزاء کما عرفت] «2».

علم النحو:

و یسمّی علم الإعراب أیضا، علی ما فی شرح اللبّ «3»، و هو علم یعرف به کیفیة الترکیب العربی صحة و سقاما، و کیفیة ما یتعلّق بالألفاظ من حیث وقوعها فیه، من حیث هو هو أو لا وقوعها فیه؛ کذا فی الإرشاد. فقوله: علم، جنس، و قوله کیفیة الترکیب العربی فصل، یخرج علم أصول الفقه و الفقه و غیرهما، فإنه لا یعرف بها کیفیة الترکیب العربی و هو أی الترکیب العربی لا یستلزم کون جمیع أجزائه عربیا، فیشتمل أحوال المرکّبات و أحوال الأسماء الأعجمیة، و لو قیل کیفیة الکلم العربیة، کما قال البعض لخرج العجمیة، إلّا أن یقال إنها ملحقة بالعربیة بعد النقل إلی العرب. و قوله صحة و سقاما تمییز لقوله کیفیة الترکیب، أی تعرف به صحة الترکیب العربی و سقمه، إذ یعرف منه أنّ نحو ضرب غلامه زید صحیح، و ضرب غلامه زیدا فاسد، و خرج به علم المعانی و البیان و البدیع و العروض، فإنها تعرف بها کیفیة الترکیب من حیث الفصاحة و البلاغة و نحوها، لا من حیث الصحة و السقم؛ و یتناول أحکام ضرورة الشعر لأنها أیضا تبحث من حیث الصحة و السقام؛ و ما فی قوله ما یتعلّق عبارة عن الأحوال، أی تعرف به أحوال الألفاظ لکن لا مطلقا، بل من حیث وقوعها فی الترکیب العربی من حیث هو هو أو لا وقوعها فیه، کتقدیم المبتدأ و تأخیره، و تذکیر الفعل و تأنیثه، لا مثل الأحوال التی هی الحرکات و السکنات و نحوها، فخرج علم الصرف.
فالحاصل أنّ تلک الأحوال من حیث هی هی تتعلّق بالألفاظ فقط، و من حیث أنها باستعمالها یصحّ الترکیب، مثل ابن زید، و بترکها یفسد الترکیب، مثل زید ابن تتعلّق بالترکیب، هذا خلاصة ما
______________________________
ملاحظه نموده است و ذکر موضوع عنوانی کرده اثبات احوال بر آن اصل کرده شد از آن حیثیت که آن اصل متحقق میشود در ضمن آن فرع که مرمی و مروی است یعنی صادق می‌آید بر وی.
(1) هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثی. ولد بشیراز عام 148 ه/ 765 م و توفی بالأهواز عام 180 ه/ 796 م. إمام النحاة و اللغة. وضع کثیرا من کتب النحو و ناظر العلماء. و لفظ سیبویه فارسی یعنی رائحة التفاح. الأعلام 5/ 81، وفیات الأعیان 1/ 385، البدایة و النهایة 10/ 176، تاریخ بغداد 12/ 195، طبقات النحویین 66- 74، و غیرها.
(2) [لأنه من مبادئ النحو و المبادئ من الأجزاء کما عرفت] (+ م).
(3) شرح اللب سیرد ذکره.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 24
فی حواشی الإرشاد. فعدّهم الصرف من أجزاء النحو بناء علی کونه من مبادئ النحو لأنه یتوقّف علیه مسائل النحو، أی التصدیق بها، و هذا کما عدّ صاحب مختصر الأصول «1» علم الکلام و العلوم العربیة من مبادئ أصول الفقه لتوقف مسائله علیهما تصورا أو تصدیقا، و إن شئت توضیح هذا فارجع إلی شرح مختصر الأصول و حواشیه.
و موضوع النحو اللفظ الموضوع مفردا کان أو مرکّبا، و هو الصواب، کذا قیل؛ یعنی موضوع النحو اللفظ الموضوع باعتبار هیئته الترکیبیة و تأدیتها لمعانیها الأصلیة لا مطلقا، فإنه موضوع العلوم العربیة علی ما مرّ قبل هذا. و قیل الکلمة و الکلام، و فیه أنه لا یشتمل المرکّبات الغیر الإسنادیة مع أنها أیضا موضوع النحو. و قیل هو المرکب بإسناد أصلی، و فیه أنه لا یشتمل الکلمة و المرکّبات الغیر الإسنادیة؛ و مبادیه حدود ما تبتنی علیه مسائله کحدّ المبتدأ و الخبر و مقدمات حججها، أی أجزاء علل المسائل، کقولهم فی حجة رفع الفاعل إنه أقوی الأرکان، و الرفع أقوی الحرکات؛ و مسائله الأحکام المتعلقة بالموضوع، کقولهم الکلمة إما معرب أو مبنی، أو جزئه کقولهم آخر الکلمة محلّ الإعراب، أو جزئیه کقولهم الاسم بالسببین یمتنع عن الصرف، أو عرضه کقولهم الخبر إما مفرد أو جملة، أو خاصته کقولهم الإضافة تعاقب التنوین و لو بواسطة، أو وسائط، أی و لو کان تعلّق الأحکام بأحد هذه الأمور ثابتا بواسطة أو وسائط کقولهم الأمر یجاب بالفاء، فالأمر جزئی من الإنشاء و الإنشاء جزئی من الکلام، و الغرض منه الاحتراز عن الخطأ فی التألیف و الاقتدار علی فهمه و الإفهام به، هکذا فی الإرشاد و حواشیه و غیرها.

علم المعانی:

و هو علم تعرف به أحوال اللفظ العربی التی بها یطابق اللفظ لمقتضی الحال، هکذا ذکر الخطیب «2» فی التلخیص «3». فالعلم جنس یشتمل جمیع العلوم المدوّنة. ثم إنه إن حمل العلم علی الأصول و القواعد و الإدراک المتعلّق بها فعدم شموله لعلم أرباب السلیقة ظاهر، لأنهم لا یعلمون القواعد مفصّلة، و إن کانوا یعتبرون مقتضیاتها فی المواد بسلیقتهم، و إن حمل علی الملکة فعدم شموله لعلمهم بناء علی أن الملکة إنّما تحصل من إدراک القواعد مرة بعد أخری، و عدم شموله علی التقدیر الأول لعلم اللّه تعالی و علم جبرائیل غیر ظاهر. و أمّا علی التقدیر الثانی، أی علی تقدیر حمله
______________________________
(1) مختصر الأصول لجمال الدین أبی عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (- 646 ه/ 1249 م). أختصر فیه کتابه المسمّی منتهی السئول و الأمل فی علمی الأصول و الجدل و علی هذا المختصر شروح کثیرة.
(2) الخطیب: هو محمد بن عبد الرحمن بن عمر، ابو المعالی، جلال الدین القزوینی الشافعی، المعروف بخطیب دمشق. ولد بالموصل عام 666 ه/ 1268 م، و توفی بدمشق عام 739 ه/ 1338 م. قاض، من أدباء الفقهاء له عدة مؤلفات. الاعلام 6/ 192، مفتاح السعادة 1/ 168، بغیة الوعاة 66، ابن الوردی 2/ 324، البدر الطالع 2/ 183، البدایة و النهایة 14/ 185، النجوم الزاهرة 9/ 318، مرآة الجنان 4/ 301، طبقات الشافعیة 5/ 238، الدرر الکامنة 4/ 3.
(3) تلخیص المفتاح لجلال الدین محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزوینی المعروف بخطیب دمشق (- 739 ه/ 1338 م) لخصّه من القسم الثالث من مفتاح العلوم لأبی یعقوب یوسف بن أبی بکر السکاکی،. طبع فی کلکوتا، 1815 م. معجم المطبوعات العربیة 1508.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 25
علی الملکة فظاهر فتدبّر، کذا ذکر الفاضل الچلپی «1». هذا، و أمّا علی ما اختاره صاحب الأطول من أنّ المعتبر فی جمیع العلوم المدوّنة حصول العلم عن دلیل علی ما سبق فی تعریف العلوم المدوّنة، فعدم شموله لعلم اللّه تعالی و علم جبرائیل علی جمیع التقادیر واضح، لأنّ علم اللّه تعالی و کذا علم جبرائیل لیس استدلالیا، و کذا الحال فی علم الصرف و النحو و البیان و البدیع و نحو ذلک.
و اختار «تعرف» دون «تعلم» لأن المعرفة إدراک الجزئی، فکأنّه قال: هو علم تستنبط منه إدراکات جزئیة، هی معرفة کل فرد فرد من جزئیات الأحوال المذکورات فی هذا العلم، بمعنی أنّ أی فرد یوجد منها أمکننا أن نعرفه بذلک، لا أنّها تحصل جملة بالفعل، لأن وجود ما لا نهایة له محال، فلا یرد ما قیل إن أرید الکلّ فلا یکون هذا العلم حاصلا لأحد، أو الجنس، أو البعض، فیکون حاصلا لکل من عرف مسئلة منه. و قال صاحب الأطول: و یمکن أن یجاب بأنّ المراد معرفة الکل و استحالة معرفة الکل لا ینافی کون العلم سببا لها، کما أنّ استحالة عدم صفات الواجب لا ینافی سببیة عدم الواجب، و عدم حصول العلم المدوّن لأحد لیس بمستبعد و لا بممتنع، و تسمیة البعض فقیها مجاز، و قد سبق إلی هذا إشارة فی تعریف العلوم المدوّنة.
و المراد بأحوال اللفظ الأمور العارضة المتغیّرة کما یقتضیه لفظ الحال من التقدیم و التأخیر و التعریف و التنکیر و غیر ذلک، و أحوال الإسناد أیضا من أحوال اللفظ باعتبار أنّ کون الجملة مؤکّدة أو غیر مؤکّدة اعتبار راجع إلیها؛ و یجی‌ء تحقیق قوله: التی بها یطابق اللفظ لمقتضی الحال فی لفظ الحال، و احترز به عن الأحوال التی لیست بهذه الصفة کالإعلال و الإدغام و الرّفع و النصب و ما أشبه ذلک من المحسّنات البدیعیة، فإنّ بعضها ممّا یتقدم علی المطابقة و بعضها مما یتأخر منها «2»، فإن الإعلال و الإدغام و نحوهما مما لا بدّ منه فی تأدیة أصل المعنی مقدّم علی المطابقة، و المحسّنات البدیعیة من التجنیس و الترصیع و نحوهما مما یکون بعد رعایة المطابقة متأخّر عن المطابقة، و لا بدّ من اعتبار قید الحیثیة المستفادة من تعلیق الحکم [بالمشتق ثمّ] «3» بالموصول الذی صلته مشتقّة، أی التی بها یطابق اللفظ لمقتضی الحال من حیث هو کذلک، لیتم أمر الاحتراز، و إلّا ادخل فیه بعض المحسّنات و الأحوال النحویة و البیانیة التی ربما یقتضیها الحال، فإن الحال ربما یقتضی تقدیما أو تأخیرا یبحث عنه النحوی، و ربما یقتضی السجع و غیره، و ربما یقتضی إیراد المجاز و التشبیه. فلو لا قید الحیثیة لدخلت هذه الأمور التی تعلّقت بعلوم أخر فی المعانی.
ثم موضوع العلم لیس مطلق اللفظ العربی کما توهمه العبارة، بل الکلام من حیث أنه یفید زوائد المعانی. فلو قال أحوال الکلام العربی لکان أوفق، إلّا أنه راعی أن أکثر تلک الأحوال من عوارض أجزاء الکلام بالذات، و إنّ صاحب المعانی یرجعه إلی الکلام، فاختار اللفظ لیکون صحیحا فی
______________________________
(1) الفاضل الچلبی هو الحسن بن محمد شاه بن محمد شمس الدین بن حمزة الفناری، الملقّب بملّا حسن شلبی. ولد بترکیا عام 840 ه/ 1436 م و توفی فیها عام 886 ه/ 1481 م. من علماء الدولة العثمانیة. عارف بالأصول و الحدیث و المعقول. له الکثیر من المؤلفات. الاعلام 2/ 216، الضوء اللامع 3/ 127، شذرات الذهب 7/ 324، هدیة العارفین 1/ 288، المکتبة الأزهریة 2/ 673، البدر الطالع 1/ 208، معجم المؤلفین 3/ 213، الفوائد البهیة 64، إیضاح المکنون 2/ 193.
(2) عنها (م).
(3) [بالمشتق ثم] (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 26
بادئ الرأی. و قد نبّه بتقیید اللفظ بالعربی و إطلاقه فی قوله: یطابق اللفظ، علی أنّ تخصیص البحث باللفظ العربی مجرّد اصطلاح، و إلّا فیطابق بها مطلق اللفظ لمقتضی الحال، و بها یرتفع شأن کلّ مقال؛ و لهذا لم یضمر فاعل المطابقة، فاتجه أنّ الأحوال الشاملة بغیر اللفظ العربی، کیف تکون من الأحوال التی تبحث فی العلم، و لا تبحث فیه إلّا عن الأعراض الذاتیة، و لا یندفع إلّا بما ذکره المحقق التفتازانی فی بعض تصانیفه من أنّ اشتراط البحث عن الأعراض الذاتیة إنّما هو عند الفلسفی. و أما أرباب تدوین العربیة فربّما لا یتم فی علومهم هذا إلّا بمزید تکلّف، کذا فی الأطول؛ و لا یخفی أنّ هذا الإیراد إنما هو علی مذهب المتقدّمین الذاهبین إلی أنّ اللاحق بواسطة الجزء الأعم من الأعراض الغریبة، و أمّا علی مذهب المتأخرین الذاهبین إلی أنه من الاعراض الذاتیة فلا إیراد.
و قد عرّف صاحب المفتاح «1» [علم] «2» المعانی بأنه تتبع خواص تراکیب الکلام فی الإفادة و ما یتّصل بها من الاستحسان و غیره لیحترز بالوقوف علیها عن الخطأ فی تطبیق ما یقتضی الحال ذکره، و التعریف الأول أخصر و أوضح کما لا یخفی. و أیضا التعریف بالتتبّع تعریف بالمباین إذ التتبّع لیس بعلم و لا صادق علیه، و إن شئت التوضیح فارجع إلی المطول و الاطول.

علم البیان:

و هو علم یعرف به إیراد المعنی الواحد بطرق مختلفة فی وضوح الدلالة علیه، کذا ذکر الخطیب فی التلخیص. فالعلم جنس، و قوله یعرف به إیراد المعنی الواحد، أی علم یعرف به إیراد کلّ معنی واحد یدخل فی قصد المتکلّم، علی أن اللام فی المعنی للاستغراق العرفی، و هذا هو العرف فی وصف العلوم بمعرفة الجزئیات بها، فلو عرف من لیس له هذه الملکة أو الأصول أو الإدراک علی اختلاف معانی العلم کالعربی المتکلّم بالسلیقة إیراد معنی قولنا: زید جواد بطرق مختلفة، لم یکن عالما بعلم البیان، و فسّر القوم المعنی الواحد بما یدلّ علیه الکلام الذی روعی فیه المطابقة لمقتضی الحال، و اعترض علیه بأنه مما لا یفهم من العبارة، و یخرج البحث عن المجاز المفرد مع أنه من البیان، و یمکن دفعه بأنّ تخصیص المعنی الواحد بمعنی الکلام البلیغ لاشتهار أنّ موضوع الفن اللفظ البلیغ، علی أنّ وصف المعنی بالواحد یحتمل أن یکون باعتبار وحدة تحصل للمعنی باعتبار ترتیبه فی النفس بحیث لا یصحّ تقدیم جزء علی جزء، فهذا هو الوحدة المعتبرة فی نظر البلیغ. و أمّا المجاز المفرد و أمثاله، فالبحث عنه راجع إلی البحث عن الکلام البلیغ، و قد احترز به عن ملکة الاقتدار علی إیراد المعنی العاری عن الترتیب الذی یصیر به المعنی معنی الکلام المطابق لمقتضی الحال بالطرق المذکورة، فإنها لیست من علم البیان. و هذه الفائدة أقوی مما ذکره السیّد السّند من أنّ فیما ذکره القوم تنبیه علی أن علم البیان ینبغی أن یتأخّر عن علم المعانی فی الاستعمال، و ذلک لأنه یعلم منه هذه الفائدة أیضا، فإن رعایة مراتب الدلالة فی الوضوح و الخفاء علی المعنی ینبغی أن یکون بعد رعایة مطابقته لمقتضی الحال، فإنّ هذه کالأصل فی المقصودیة و تلک فرع و تتمة لها؛ و کذا خرج به ملکة الاقتدار علی معنی الشّجاع بألفاظ مختلفة [فی الوضوح] «3» کالأسد و الغضنفر و اللیث
______________________________
(1) مفتاح العلوم لأبی یعقوب یوسف بن ابی بکر بن محمد بن علی السکاکی.
(2) [علم] (+ م).
(3) [فی الوضوح] (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 27
و الحارث؛ و قوله بطرق مختلفة، أی فی طرق مختلفة؛ و المراد بالطرق التراکیب، و یستفاد منه أنه لا بد فی البیان من أن تکون بالنسبة إلی کل معنی طرق ثلاثة علی ما هو أدنی الجمع، و لا بعد فیه لأن المعنی الواحد الذی نحن فیه له مسند و مسند إلیه، و نسبة لکل منها دال یجری فیه المجاز سیّما باعتبار المعنی الالتزامی المعتبر فی هذا الفن، فتحصل للمرکب طرق ثلاثة لا محالة. و لا یشکل علیک أنه و إن تتحقق الطرق الثلاثة بالاعتبار المذکور، و أزید لکن کیف یجزم بتحقق الاختلاف فی الوضوح و هو خفی جدّا، فإنّ الأمر هیّن إذ الاختلاف فی الوضوح و الخفاء کما یکون باعتبار قرب المعنی المجازی و بعده من المعنی الحقیقی، یکون بوضوح القرینة المنصوبة و خفائها فلا محالة تتحقق «1» المعانی المختلفة وضوحا و خفاء و لو باعتبار القرائن التی نصبها فی تصرّف البلیغ؛ فتقیید إیراد المعنی الواحد بطرق مختلفة فی وضوح الدلالة علی تقدیر أن یکون لها طرق مختلفة مما لا حاجة إلیه.
بقی هاهنا شی‌ء و هو أنه کما أنّ الاقتدار علی إیراد المعنی الواحد بطرق مختلفة من «2» مزایا البلاغة، کذلک الاقتدار علی إیراده بطرق متساویة فی الوضوح، فلا معنی لإدخال الأول تحت البیان دون الثانی إلّا أن یقال هذا تعریف بخاصة شاملة للمعرف و لا یلزم منه ان یکون کل ما یغایر هذه الخاصة خارجا عن وظائف البیان. ثم المختلفة تشتمل المختلفة فی الکلمات التی هی أجزاء المرکّب و المختلفة فی وضوح الدلالة، فالطرق المختلفة فی الأول لیس من البیان فأخرجه بقوله فی وضوح الدلالة، إمّا لأنه أراد بالدلالة الدلالة العقلیة لما أنّه تقرّر من أنّ الاختلاف المذکور لا یجری إلّا فی الدلالات العقلیة، و إمّا لأنّ الاختلاف فی وضوح الدلالة یخصّ الدلالة العقلیة، فلا حاجة إلی تقیید الدلالة بالعقلیة لإخراج الطرق المختلفة بالعبارة، و ترک فی التعریف ذکر الخفاء، و إن ذکر فی المفتاح للاختصار و لاستلزام الاختلاف فی الوضوح الاختلاف فی الخفاء. و قوله علیه، أی علی المعنی الواحد، و إن شئت زیادة التوضیح فارجع إلی الأطول. و موضوعه اللفظ البلیغ من حیث أنه کیف یستفاد منه المعنی الزائد علی أصل المعنی.

علم البدیع:

اشارة

و هو علم تعرف به وجوه تحسین الکلام بعد رعایة المطابقة لمقتضی الحال، و بعد رعایة وضوح الدلالة، کذا ذکر الخطیب؛ أی علم یعرف به کل وجه جزئی یرد علی سامع الکلام البلیغ و المتلفّظ به علی ما فی الأطول. و لیس المراد بوجوه التحسین مفهومها الأعمّ الشامل للمطابقة، و الخلو عن التعقید المعنوی، و غیر ذلک مما یورث الکلام حسنا، سواء کان داخلا فی البلاغة أو غیر داخل فیها مما یتبیّن فی علم المعانی و البیان و اللغة و الصرف و النحو، لأنه یدخل فیها حینئذ بعض ما لیس من المحسنات التابعة لبلاغة الکلام کالخلو من التنافر و مخالفة القیاس و ضعف التألیف، لأن البلاغة موقوفة علی الخلوّ عنها، فلا یکون الخلوّ عنها من المحسّنات التابعة لبلاغة الکلام، ضرورة أنها تکون بعد البلاغة، بل المراد منها ما سواها مما لا دخل له فی البلاغة من المحسنات. فقوله بعد رعایة مطابقة الکلام الخ، لیس للاحتراز عن تلک الأمور لعدم دخولها فی وجوه التحسین، بل للتنبیه
______________________________
(1) تحقق (م).
(2) بین (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 28
علی أن الوجوه المحسنة البدیعیة لا تحسّن بدون البلاغة، و إلّا لکان کتعلیق الدّرر علی أعناق الخنازیر. فقوله بعد متعلّق بالمصدر و هو التحسین، و للتنبیه علی أنه یجب تأخیر علم البدیع عن المعانی و البیان، و أنها تورث حسنا عرضیا غیر داخل فی حدّ البلاغة، و أنها إنما تکون من البدیع إذا لم یقتض الحال لها إذ لو اقتضاها الحال لم تکن تابعة للبلاغة. و لذا ذکر فی شرح المفتاح و أما البدیع فقد جعلوه ذیلا لعلمی البلاغة لا قسما برأسه من أقسام العلوم العربیة علی ما سبق. هذا خلاصة «1» ما فی المطول و حواشیه. و موضوعه اللفظ البلیغ من حیث أن له توابع.

بیان الغرض من تلک العلوم:

اعلم أنّ البلاغة سواء کانت فی الکلام أو فی المتکلّم رجوعها إلی امرین: أحدهما الاحتراز عن الخطأ فی تأدیة المعنی المراد، أی ما هو مراد البلیغ من الغرض المصوغ له الکلام کما هو المتبادر من إطلاق المعنی المراد فی کتب علم البلاغة، فلا یندرج فیه الاحتراز عن التعقید المعنوی کما توهمه البعض، و لا الاحتراز عن التعقید مطلقا. و الثانی تمییز الفصیح عن غیره، و معرفة أن هذا الکلام فصیح و هذا غیر فصیح، فمنه ما یبیّن فی علم متن اللغة أو التصریف أو النحو أو یدرک بالحسّ، و هو أی ما یبیّن فی هذه العلوم ما عدا التعقید المعنوی، فمسّت الحاجة للاحتراز عن الخطأ فی تأدیة المعنی المراد إلی علم، و الاحتراز عن التعقید المعنوی إلی علم آخر، فوضعوا لهما علمی المعانی و البیان، و سموهما علم البلاغة لمزید اختصاص لهما بها، ثم احتاجوا لمعرفة ما یتبع البلاغة من وجوه التحسین إلی علم آخر، فوضعوا له علم البدیع، فما یحترز به عن الأوّل أی الخطأ فی التأدیة علم المعانی، و ما یحترز به عن الثانی أی التعقید المعنوی علم البیان، و ما یعرف به وجوه التحسین علم البدیع.

علم العروض:

و هو علم تعرف به کیفیة الأشعار من حیث المیزان و التقطیع، و القید الأخیر احتراز عن علم القافیة. و موضوعه اللفظ المرکّب من حیث أن له وزنا.

علم القافیة:

و هو علم تعرف به کیفیة الأشعار من حیث التقفیة، و القید الأخیر احتراز عن علم العروض.
و موضوعه اللفظ المرکّب من حیث أن له قافیة.

العلوم الشرعیة

اشارة

و تسمّی العلوم الدینیة، و هی العلوم المدوّنة التی تذکر فیها الأحکام الشرعیة العملیة أو الاعتقادیة، و ما یتعلّق بها تعلّقا معتدا به، و یجی‌ء تحقیقه فی الشرع، و هی أنواع فمنها.
______________________________
(1) خلاصة (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 29

علم الکلام:

و یسمّی بأصول الدین، أیضا، و سماه أبو حنیفة «1» رحمه اللّه تعالی بالفقه الاکبر. و فی مجمع السلوک «2»: و یسمّی بعلم النظر و الاستدلال أیضا، و یسمّی أیضا، بعلم التوحید و الصفات. و فی شرح العقائد «3» للتفتازانی: العلم المتعلّق بالأحکام الفرعیة، أی العملیة یسمّی علم الشرائع و الأحکام، و بالأحکام الأصلیة أی الاعتقادیة یسمّی علم التوحید و الصفات، انتهی. و هو علم یقتدر معه علی إثبات العقائد الدینیة علی الغیر بإیراد الحجج و دفع الشبه، فالمراد بالعلم معناه الأعم أو التصدیق مطلقا، لیتناول إدراک المخطئ فی العقائد و دلائلها و یمکن أن یراد به المعلوم، لکن بنوع تکلّف بأن یقال علم أی معلوم یقتدر معه، أی مع العلم به الخ. و فی صیغة الاقتدار تنبیه علی القدرة التّامة، و بإطلاق المعیّة تنبیه علی المصاحبة الدائمة، فینطبق التعریف علی العلم بجمیع العقائد مع ما یتوقف علیه إثباتها من الأدلة و ردّ الشّبه، لأن تلک القدرة علی ذلک الإثبات إنما تصاحب هذا العلم دون العلم بالقوانین التی تستفاد منها صور الدلائل فقط، و دون علم الجدل الذی یتوسّل إلی حفظ أی وضع یراد، إذ لیس فیه اقتدار تامّ علی ذلک، و إن سلّم فلا اختصاص له بإثبات هذه العقائد، و المتبادر من هذا الحدّ ما له نوع اختصاص به، و دون علم النحو المجامع لعلم الکلام: مثلا إذ لیس تترتّب علیه تلک القدرة دائما علی جمیع التقادیر، بل لا مدخل له فی ذلک الترتّب العادی أصلا.
و فی اختیار یقتدر علی یثبت إشارة إلی أنّ الإثبات بالفعل غیر لازم، و فی اختیار معه علی به مع شیوع استعماله تنبیه علی انتفاء السببیّة الحقیقیة المتبادرة من الباء، إذ المراد الترتّب العادی، و فی اختیار إثبات العقائد علی تحصیلها إشعار بأن ثمرة الکلام إثباتها علی الغیر، و بأن العقائد یجب أن تؤخذ من الشرع لیعتدّ بها، و إن کانت مما یستقل العقل فیه، و لا یجوز حمل الإثبات هاهنا علی التحصیل و الاکتساب، إذ یلزم منه أن یکون العلم بالعقائد خارجا عن علم الکلام ثمرة له و لا خفاء فی بطلانه.
و المتبادر من الباء فی قولنا بإیراد هو الاستعانة دون السببیة، و لئن سلّم وجب حملها علی السببیّة العادیة دون الحقیقیة بقرینة ذلک التنبیه السابق. و لیس المراد بالحجج و الشّبه ما هی کذلک فی نفس الأمر، بل بحسب زعم من تصدّی للإثبات بناء علی تناول المخطئ، و لا یراد بالغیر الذی یثبت علیه العقائد غیرا معیّنا حتی یرد أنّها إذا أثبتت علیه مرة لم یبق اقتدار علی إثباتها قطعا، فیخرج المحدود عن الحدّ. فحاصل الحدّ أنه علم بأمور یقتدر معه، أی یحصل مع ذلک العلم حصولا دائما عادیا قدرة تامة علی إثبات العقائد الدینیة علی الغیر و إلزامها إیاه بإیراد الحجج و دفع الشّبه عنها، فإیراد الحجج إشارة إلی وجود المقتضی، و دفع الشبه إلی انتفاء المانع. ثم المراد بالعقائد ما یقصد به نفس الاعتقاد کقولنا اللّه تعالی عالم قادر سمیع بصیر، لا ما یقصد به العمل، کقولنا الوتر واجب إذ قد
______________________________
(1) ابو حنیفة: هو الإمام النعمان بن ثابت، التیمی الکوفی، أبو حنیفة. ولد بالکوفة عام 80 ه/ 699 م و توفی ببغداد عام 150 ه/ 767 م. فقیه مجتهد أصولی و متکلم، من أئمة الفقه الأربعة الکبار. له الکثیر من المؤلفات الفقهیة الهامة. الأعلام 8/ 36، تاریخ بغداد 13/ 323، وفیات الأعیان 2/ 163، النجوم الزاهرة 2/ 12، البدایة و النهایة 10/ 107، الجواهر المضیة 1/ 26، نزهة الجلیس 2/ 176، تاریخ الخمیس 2/ 326، مفتاح السعادة 2/ 63، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 330، مرآة الجنان 1/ 309 و غیرها.
(2) مجمع السلوک فی التصوف للشیخ سعد الدین الخیرآبادی (- 882 ه). إیضاح المکنون، 4، 434.
(3) شرح العقائد النسفیة لسعد الدین مسعود بن عمر بن عبد اللّه التفتازانی (- 792 ه/ 1389 م) طبع فی کلکوتا، 1260 ه. معجم المطبوعات العربیة، 637.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 30
دوّن للعملیات الفقه.
و المراد بالدینیة المنسوبة إلی دین محمد علیه الصلاة و السلام سواء کانت صوابا أو خطأ، فلا یخرج علم أهل البدع الذی یقتدر معه علی إثبات عقائده الباطلة عن علم الکلام، ثم المراد جمیع العقائد لأنها منحصرة مضبوطة لا تزاد علیها «1»، فلا یتعذّر الإحاطة بها و الاقتدار علی إثباتها، و إنما تتکثر وجوه استدلالاتها و طرق دفع شبهاتها، بخلاف العملیات، فإنها غیر منحصرة، فلا تتأتّی الإحاطة بکلّها، و إنما مبلغ من یعلمها هو التهیؤ التام.
و موضوعه هو المعلوم من حیث أنه یتعلّق به إثبات العقائد الدینیة تعلّقا قریبا أو بعیدا، و ذلک لأن مسائل هذا العلم إما عقائد دینیة کإثبات القدم و الوحدة للصانع، و إما قضایا تتوقف علیها تلک العقائد کترکب الأجسام من الجواهر الفردة، و جواز الخلاء و انتفاء الحال، و عدم تمایز المعدومات المحتاج إلیها فی المعاد، و کون صفاته تعالی متعدّدة موجودة فی ذاته، و الشامل لموضوعات هذه المسائل هو المعلوم المتناول للموجود، و المعدوم و الحال، فإن حکم علی المعلوم بما هو من العقائد تعلّق به إثباتها تعلّقا قریبا، و إن حکم علیه بما هو وسیلة إلیها تعلّق به إثباتها تعلّقا بعیدا.
و للبعد مراتب متفاوتة؛ و قد یقال المعلوم من الحیثیة المذکورة یتناول محمولات مسائله أیضا، فأولی أن یقال من حیث إنه یثبت له ما هو من العقائد أو وسیلة إلیها. و قال القاضی الارموی «2»: موضوعه ذات اللّه تعالی إذ یبحث فیه عن عوارضه الذاتیة التی هی صفاته الثبوتیة و السلبیة، و عن أفعاله إمّا فی الدنیا کحدوث العالم، و إمّا فی الآخرة کالحشر، و عن أحکامه فیهما کبعث الرسل و نصب الإمام فی الدنیا من حیث إنهما واجبان علیه تعالی أو لا، و الثواب و العقاب فی الآخرة من حیث إنهما یجبان علیه أم لا، و فیه بحث، و هو أنّ موضوع العلم لا یبیّن وجوده فیه، أی فی ذلک العلم، فیلزم إمّا کون إثبات الصانع بیّنا بذاته و هو باطل، أو کونه مبیّنا فی علم آخر سواء کان شرعیا أو لا، علی ما قال الأرموی، و هو أیضا باطل لأن إثباته تعالی هو المقصود الأعلی فی هذا العلم. و أیضا کیف یجوز کون أعلی العلوم الشرعیة أدنی من علم غیر شرعی، بل احتیاجه إلی ما لیس علما شرعیا مع کونه أعلی منه مما یستنکر جدا. و قال طائفة و منهم حجّة الإسلام «3»: موضوعه الموجود بما هو موجود أی من حیث هو هو غیر مقیّد بشی‌ء؛ و یمتاز الکلام عن الإلهی باعتبار أنّ البحث فیه علی قانون الإسلام لا علی قانون العقل، وافق الإسلام أو لا، کما فی الإلهی، و فیه أیضا بحث إذ قانون الإسلام ما هو الحق من هذه المسائل الکلامیة إذ المسائل الباطلة خارجة عن قانون الإسلام قطعا، مع أن المخطئ من أرباب علم الکلام و مسائله من مسائل الکلام.
______________________________
(1) لا یزاد فیها (م).
(2) الأرموی: هو محمود بن أبی بکر بن أحمد، أبو الثناء، سراج الدین الأرموی. ولد بنواحی أذربیجان عام 594 ه/ 1198 م و توفی بمدینة قونیة عام 682 ه/ 1283 م. عالم بالأصول و المنطق، فقیه شافعی. تنقل فی البلاد و له کثیر من المصنفات. الأعلام 7/ 166، طبقات السبکی 5/ 155، معجم المطبوعات 1/ 427، هدیة العارفین 2/ 406.
(3) حجة الإسلام: الغزالی هو الإمام محمد بن محمد الغزالی الطوسی، أبو حامد، حجّة الإسلام. ولد بطوس بنواحی خراسان عام 450 ه/ 1058 م و فیها توفی عام 505 ه/ 1111 م. فیلسوف، فقیه و صوفی، له العدید من المصنفات الهامة. الأعلام 7/ 22، وفیات الأعیان 1/ 463، طبقات الشافعیة 4/ 101، شذرات الذهب 4/ 10، الوافی بالوفیات 1/ 277، مفتاح السعادة 2/ 191، تبیین کذب المفتری 291، تاریخ آداب اللغة 3/ 97، اللباب 2/ 170 و غیرها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 31
و فائدة علم الکلام و غایته الترقّی من حضیض التقلید إلی ذروة الایقان و إرشاد المسترشدین بإیضاح الحجّة لهم، و الزام المعاندین بإقامة الحجة علیهم، و حفظ قواعد الدین عن ان یزلزلها شبهة المبطلین، و أن تبتنی علیه العلوم الشرعیة، أی یبتنی علیه ما عداه من العلوم الشرعیة، فإنه أساسها و إلیه یؤول أخذها و اقتباسها، فإنه ما لم یثبت وجود صانع عالم قادر مکلّف مرسل للرسل منزل للکتب لم یتصوّر علم تفسیر و لا علم فقه و أصوله، فکلّها متوقفة علی علم الکلام مقتبسة منه، فالآخذ فیها بدونه کبان علی غیر أساس، و غایة هذه الأمور کلها الفوز بسعادة الدارین.
و من هذا تبیّن «1» مرتبة الکلام أی شرفه فإن شرف الغایة یستلزم شرف العلم، و أیضا دلائله یقینیة، یحکم بها صریح العقل و قد تأیّدت بالنقل، و هی أی شهادة العقل مع تأیّدها بالنقل هی الغایة فی الوثاقة إذ لا تبقی حینئذ شبهة فی صحة الدلیل. و أما مسائله التی هی المقاصد فهی کلّ حکم نظری لمعلوم، هو أی ذلک الحکم النظری من العقائد الدینیة، أو یتوقف علیه إثبات شی‌ء منها. و الکلام هو العلم الأعلی إذ تنتهی إلیه العلوم الشرعیة کلّها، و فیه تثبت موضوعاتها و حیثیاتها، فلیست له مباد تبین فی علم آخر شرعیا أو غیره، بل مبادیه إمّا مبیّنة بنفسها أو مبیّنة فیه. فهی أی فتلک المبادئ المبیّنة فیه مسائل له من هذه الحیثیة و مباد لمسائل أخر منه لا تتوقّف علیها، لئلّا یلزم الدور، فلو وجدت فی الکتب الکلامیة مسائل لا یتوقّف علیها إثبات العقائد أصلا و لا دفع الشّبه عنها، فذلک من خلط مسائل علم آخر به تکثیرا للفائدة فی الکتاب. فمن الکلام یستمدّ غیره من العلوم الشرعیة و هو لا یستمد من غیره أصلا، فهو رئیس العلوم الشرعیة علی الإطلاق. بالجملة، فعلماء الإسلام قد دوّنوا لإثبات العقائد الدینیة المتعلّقة بالصانع و صفاته و أفعاله، و ما یتفرّع علیها من مباحث النبوّة و المعاد، علما یتوصّل به إلی إعلاء کلمة الحقّ فیها، و لم یرضوا أن یکونوا محتاجین فیه إلی علم آخر أصلا، فأخذوا موضوعه علی وجه یتناول تلک العقائد، و المباحث النظریة التی تتوقف علیها تلک العقائد سواء کان توقّفها علیها باعتبار موادّ أدلتها أو باعتبار صورها، و جعلوا جمیع ذلک مقاصد مطلوبة فی علمهم هذا، فجاء علما مستغنیا فی نفسه عمّا عداه، لیس له مباد تبین فی علم آخر.
و أمّا وجه تسمیته بالکلام فلأنه یورث قدرة علی الکلام فی الشرعیات، أو لأنّ أبوابه عنونت أولا بالکلام فی کذا، أو لأنّ مسألة الکلام أشهر أجزائه، حتی کثر فیه التقاتل. و أما تسمیته بأصول الدین فلکونه أصل العلوم الشرعیة لابتنائها علیه؛ و علی هذا القیاس فی البواقی من أسمائه، هذا کله خلاصة ما فی شرح المواقف، و منها:

علم التفسیر:

اشارة

و هو علم یعرف به نزول الآیات و شئونها و أقاصیصها و الأسباب النازلة فیها، ثم ترتیب مکّیها و مدنیّها، و محکمها و متشابهها، و ناسخها و منسوخها، و خاصّها و عامّها، و مطلقها و مقیّدها، و مجملها و مفسّرها، و حلالها و حرامها، و وعدها و وعیدها، و أمرها و نهیها، و أمثالها و غیرها. و قال أبو حیان «2»: التفسیر علم یبحث فیه عن کیفیة النطق بألفاظ القرآن و مدلولاتها و أحکامها الإفرادیة
______________________________
(1) یتبین (م).
(2) أبو حیان: هو محمد بن یوسف بن علی بن یوسف بن حیان الغرناطی الأندلسی الجیّانی، اثیر الدین أبو حیان. ولد بجهة غرناطة عام 654 ه/ 1256 م و توفی بالقاهرة عام 745 ه/ 1344 م. من کبار العلماء بالعربیة و التفسیر
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 32
و الترکیبیة، و معانیها التی یحمل علیها حالة الترکیب و تتمّات ذلک. قال: فقولنا علم جنس، و قولنا یبحث فیه عن کیفیة النطق بألفاظ القرآن هو علم القراءة، و قولنا و مدلولاتها أی مدلولات تلک الألفاظ، و هذا متن علم اللغة الذی یحتاج إلیه فی هذا العلم. و قولنا و أحکامها الإفرادیة و الترکیبیة یشتمل «1» علم الصرف و النحو و البیان و البدیع، و قولنا و معانیها التی یحمل علیها حالة الترکیب یشتمل ما دلالته بالحقیقة و ما دلالته بالمجاز، فإنّ الترکیب قد یقتضی بظاهره شیئا و یصدّ عن الحمل علیه صادّ، فیحمل علی غیره و هو المجاز، و قولنا و تتمّات ذلک هو مثل معرفة النسخ و سبب النزول «2» و توضیح ما أبهم فی القرآن و نحو ذلک. و قال الزرکشی «3»: التفسیر علم یفهم به کتاب اللّه المنزّل علی محمد صلی اللّه علیه و سلم، و بیان معانیه و استخراج أحکامه و حکمه و استمداد ذلک من علم اللغة و النحو و التصریف و علم البیان و أصول الفقه و القراءات، و یحتاج إلی معرفة أسباب النّزول و الناسخ و المنسوخ، کذا فی الاتقان «4»، فموضوعه القرآن.
و أما وجه الحاجة إلیه فقال بعضهم اعلم أنّ من المعلوم أن اللّه تعالی إنّما خاطب خلقه بما یفهمونه، و لذلک أرسل کل رسول بلسان قومه و انزل کتابه علی لغتهم، و إنما احتیج إلی التفسیر لما سیذکر بعد تقریر قاعدة، و هی أنّ کل من وضع من البشر کتابا فإنما وضعه لیفهم بذاته من غیر شرح، و إنما احتیج إلی الشروح لأمور ثلاثة: أحدها کمال فضیلة المصنف، فإنه بقوته العلمیة یجمع المعانی الدقیقة فی اللفظ الوجیز، فربما عسر فهم مراده فقصد بالشروح ظهور تلک المعانی الدقیقة؛ و من هاهنا کان شرح بعض الأئمة لتصنیفه أدلّ علی المراد من شرح غیره له. و ثانیها إغفاله بعض متمّمات المسألة أو شروطها اعتمادا علی وضوحها، أو لأنها من علم آخر، فیحتاج الشارح لبیان المتروک و مراتبه. و ثالثها احتمال اللفظ لمعان مختلفة کما فی المجاز و الاشتراک و دلالة الالتزام، فیحتاج الشارح إلی بیان غرض المصنّف و ترجیحه، و قد یقع فی التصانیف ما لا یخلو عنه بشر من السّهو و الغلط، أو تکرار الشی‌ء، أو حذف المهمّ، و غیر ذلک، فیحتاج الشارح للتنبیه علی ذلک.
و إذا تقرر هذا، فنقول: إنّ القرآن إنما نزل بلسان عربی فی زمن فصحاء العرب، و کانوا یعلمون ظواهره و أحکامه، أما دقائق باطنه فإنما کانت تظهر لهم بعد البحث و النظر مع سؤالهم النبی صلی اللّه علیه و سلم فی الأکثر، کسؤالهم لما نزل [قوله] «5» وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ «6» فقالوا و أیّنا لم یظلم نفسه، ففسّره
______________________________
و الحدیث و التراجم و اللغات. له الکثیر من المصنفات. الأعلام 7/ 152، الدرر الکامنة 4/ 302، بغیة الوعاة 121، فوات الوفیات 2/ 282، نکت الهمیان 280، غایة النهایة 2/ 285، نفح الطیب 1/ 598، شذرات الذهب 6/ 145، النجوم الزاهرة 10/ 111، طبقات السبکی 6/ 31، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 332.
(1) هذا یشمل (م).
(2) المنزل (م).
(3) الزرکشی: هو محمد بن بهادر بن عبد اللّه الزرکشی، بدر الدین. ولد بمصر عام 745 ه/ 1344 م و فیها مات عام 794 ه/ 1392 م. فقیه أصولی، عالم بالقرآن و علومه. له تصانیف عدیدة. الأعلام 6/ 60، الدرر الکامنة 3/ 397، شذرات الذهب 6/ 335.
(4) الإتقان فی علوم القرآن لأبی الفضل عبد الرحمن بن کمال الدین أبی بکر جلال الدین السیوطی (- 911 ه)، طبع فی کلکوتا، 1271 ه. معجم المطبوعات العربیة، 1074.
(5) [قوله] (+ م).
(6) الأنعام/ 82.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 33
النبی صلی اللّه علیه و سلم بالشّرک، و استدل علیه إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ «1»، و غیر ذلک مما سألوا عنه علیه الصلاة و السلام. و نحن محتاجون إلی ما کانوا یحتاجون إلیه مع أحکام الظواهر لقصورنا عن مدارک أحکام اللغة بغیر تعلّم، فنحن أشد احتیاجا إلی التفسیر.
و أما شرفه فلا یخفی، قال اللّه تعالی یُؤْتِی الْحِکْمَةَ مَنْ یَشاءُ وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً «2». و قال الأصبهانی «3»: شرفه من وجوه: أحدها من جهة الموضوع، فإن موضوعه کلام اللّه تعالی الذی [هو] «4» ینبوع کل حکمة و معدن کل فضیلة. و ثانیها من جهة الغرض، فإنّ الغرض منه الاعتصام بالعروة الوثقی و الوصول إلی السعادة الحقیقیة التی هی الغایة القصوی. و ثالثها من جهة شدّة الحاجة، فإنّ کل کمال دینی أو دنیوی مفتقر إلی العلوم الشرعیة و المعارف الدینیة، و هی متوقفة علی العلم بکتاب اللّه تعالی.

فائدة

اختلف الناس فی تفسیر القرآن هل یجوز لکل أحد الخوض فیه؟ فقال قوم لا یجوز لأحد أن یتعاطی تفسیر شی‌ء من القرآن و إن کان عالما أدیبا متّسعا فی معرفة الأدلة و الفقه و النحو و الأخبار و الآثار، و لیس له إلّا أن ینتهی إلی ما روی عن النبی صلی اللّه علیه و سلم فی ذلک. و منهم من قال: یجوز تفسیره لمن کان جامعا للعلوم التی یحتاج المفسّر إلیها و هی خمسة عشر علما: اللغة و النحو و التصریف و الاشتقاق و المعانی و البیان و البدیع و علم القراءات، لأنه یعرف به کیفیة النطق بالقرآن، و بالقراءات یرجح بعض الوجوه المحتملة علی بعض، و أصول الدین أی الکلام و أصول الفقه و أسباب النزول و القصص إذ بسبب النزول یعرف معنی الآیة المنزلة فیه بحسب ما أنزلت فیه، و الناسخ و المنسوخ لیعلم المحکم من غیره و الفقه و الأحادیث المبیّنة لتفسیر المبهم و المجمل، و علم الموهبة، و هو علم یورثه اللّه تعالی لمن عمل بما علم، و إلیه الإشارة بحدیث «من عمل بما علم أورثه اللّه تعالی علم ما لم یعلم» «5». و قال البغوی «6» و الکواشی «7» و غیرهما: التأویل، و هو صرف الآیة إلی معنی موافق لما
______________________________
(1) لقمان/ 13.
(2) البقرة/ 269.
(3) الأصبهانی: هو الحسین بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهانی أو الأصبهانی المعروف بالراغب. توفی حوالی العام 502 ه/ 1108 م. أدیب، من الحکماء العلماء و اشتهر أمره حتی قرن بالإمام الغزالی. له الکثیر من المؤلفات. الأعلام 2/ 255، روضات الجنان 249، کشف الظنون 1/ 36، تاریخ حکماء الإسلام 112، تاریخ آداب اللغة 3/ 44، بغیة الوعاة 396، الذریعة 5/ 45، سفینة البحار 1/ 528 و غیرها.
(4) هو (+ م، ع).
(5) أخرجه العجلونی فی کشف الخفاء، 2/ 347، الحدیث رقم 2542، و قال عقبه: رواه أبو نعیم عن أنس. و رجعت إلی الحلیة فلم أجده بهذا اللفظ، و وجدته بلفظ: «من عمل بعلم الروایة ورث علم الدرایة، و من عمل بعلم الدرایة ورث علم الرعایة، و من عمل بعلم الرعایة هدی إلی سبیل الحق». عن أبی بکر بن أبی قعدان. ج 10/ 377، ترجمة أحمد بن أبی سعدان رقم 650، و عنه: من عمل بما علم هدی و اهتدی.
(6) البغوی: هو الحسین بن مسعود بن محمد المعروف بالفراء. ولد عام 436 ه/ 1044 م و توفی عام 510 ه/ 1117 م فی مروالروذ. لقب بمحیی السنة، فقیه، محدث و مفسر، و له العدید من المصنفات. الأعلام 2/ 259 وفیات الأعیان 1/ 145، تهذیب ابن عساکر 4/ 345، دائرة المعارف الإسلامیة 4/ 27.
(7) الکواشی: هو أحمد بن یوسف بن الحسن بن رافع بن الحسین بن سویدان الشیبانی الموصلی، موفق الدین ابو
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 34
قبلها و ما بعدها تحتمله الآیة، غیر مخالف للکتاب و السنّة، غیر محظور علی العلماء بالتفسیر، کقوله تعالی: انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا «1» قیل شبابا و شیوخا، و قیل أغنیاء و فقراء، و قیل نشّاطا و غیر نشّاط، و قیل أصحاء و مرضی، و کل ذلک سائغ، و الآیة تحتمله. و أما التأویل المخالف للآیة و الشرع فمحظور، لأنه تأویل الجاهلین، مثل تأویل الروافض قوله تعالی مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ «2» انهما علی و فاطمة، یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ «3» یعنی الحسن و الحسین.

فائدة:

و أما کلام الصوفیة فی القرآن، فلیس بتفسیر. و قال النسفی «4» فی عقائده «5»: النصوص محمولة علی ظواهرها و العدول عنها إلی معان یدّعیها أهل الباطن إلحاد. و قال التفتازانی فی شرحه: سمّیت الملاحدة باطنیة لادّعائهم أنّ النصوص لیست علی ظواهرها، بل لها معان باطنة لا یعرفها إلّا المعلّم، و قصدهم بذلک نفی الشریعة بالکلیة. و أما ما ذهب إلیه بعض المحققین من أن النصوص مصروفة علی ظواهرها، و مع ذلک فیها إشارات خفیّة إلی دقائق تنکشف علی أرباب السلوک، و یمکن التطبیق بینها و بین الظواهر المرادة، فهو من کمال الإیمان و محض العرفان «6». فإن قلت: قال رسول
______________________________
العباس الکواشی ولد بالموصل عام 590 ه/ 1194 م. و فیها توفی عام 680 ه/ 1281 م. مفسر، فقیه شافعی.
له الکثیر من المؤلفات. الاعلام 1/ 274، النجوم الزاهرة 7/ 348، نکت الهمیان 116.
(1) التوبة/ 41.
(2) الرحمن/ 19.
(3) الرحمن/ 22.
(4) النسفی: هو الإمام عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعیل نجم الدین النسفی. ولد عام 461 ه/ 1068 م، و توفی 537 ه/ 1142 م. عالم بالتفسیر و الأدب و التاریخ، فقیه حنفی، له العدید من المصنفات. الأعلام 5/ 60، لسان المیزان 4/ 327، إرشاد الأریب 6/ 53.
(5) العقائد النسفیة لأبی حفص، عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعیل النسفی (- 537 ه/ 1142 م). و کتابه فی العقیدة و أصول الدین. طبع فی کلکوتا سنة 1260 ه، و ألّفت علیه شروحات و حواشی کثیرة أهمها: شرح العقائد النسفیة للتفتازانی و قد سبقت الإشارة إلیها. معجم المطبوعات العربیة 637.
(6) العرفان استخدم هذا المصطلح فی الموروث المعرفی العربی و الاسلامی تعبیرا عن طریق معرفی یحصل عند العارف و الحکیم بالإلهام و الکشف؛ علی أن الإلهام و الکشف یحصلان بعدة مسالک، منها الإشراق المعرفی، و منها الکرامة الصوفیة، و أخری بالخیال و التنبؤ. و عرف لغة: العلم، و عرفه عرفة و عرفانا و عرفانا و معرفة …
و رجل عروف و عرفة: عارف یعرف الأمور. و فی حدیث ابن مسعود: فیقال لهم هل تعرفون ربکم؟ فیقولون: إذا اعترف لنا عرفناه، أی إذا وصف نفسه بصفة نحقّقه بها عرفنا … و یقال للحاذی- یدّعی علم الغیب- عرّاف …
و للطبیب (لسان العرب، مادة عرف). و قیل: العلم یقال لادراک الکلی أو المرکب، و المعرفة تقال لإدراک الجزئی أو البسیط، و لهذا یقال عرفت اللّه دون علمه … و یستعمل العرفان فیما تدرک آثاره و لا تدرک ذاته. (الکفوی، الکلیات، ج 3، ص 204) فعرف و العرفان تشیران إلی الادراک المباشر و إلی ادراک الآثار. ثم إن عرفان علی وزن فعلان: خصوصیته الدلالة علی التفعّل و الاضطراب خفیفا أو ثقیلا … و فعلان: خصوصیته الدلالة علی الشی‌ء المحشو من معنی الوصف. (العلائلی، المقدمة اللغویة، ص 66 و ص 75). و بهذا نری أن العرفان علی وزنیه یدلّ علی الاضطراب و الظهور و الاختفاء بمثل ما یدل علی الحشو فی الوصف. و فی الحالین فإن الأمر إذا ما أخذ منضافا إلی دلالة لفظ عرف و الاصطلاح عبّر أصدق تعبیر عن حقیقة العرفان و مفهومه. إذ هو معرفة مباشرة بالبسیط مخالف للبرهان و العلم الکلی یداخله الظن و حشد الاوصاف و الاضطراب مثلما یباطنه الکشف و الحدس. و من ثمّ أطلق اللفظ علی ثلاثة معان:
- قابل لفظة الغنوص‌Gnose، و دلّ احیانا علی من اتبع المعرفة الغنوصیة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 35
اللّه صلی اللّه علیه و سلم «لکل آیة ظهر و بطن، و لکل حرف حدّ، و لکل حدّ مطلع» «1». قلت أما الظهر و البطن ففی معناه أوجه: أحدها انک إذا بحثت عن باطنها و قسته علی ظاهرها وقفت علی معناها. و الثانی ما من آیة إلّا عمل بها قوم و لها قوم سیعملون بها، کما قاله ابن مسعود «2» فیما أخرجه. و الثالث أن ظاهرها لفظها و باطنها تأویلها. و الرابع و هو أقرب إلی الصواب أنّ القصص التی قصّها اللّه تعالی عن الأمم الماضیة و ما عاقبهم به ظاهرها الإخبار بهلاک الأولین، و باطنها وعظ الآخرین و تحذیرهم أن یفعلوا کفعلهم. و الخامس أن ظهرها ما ظهر من معانیها لأهل العلم بالظاهر، و بطنها ما تضمنه من الأسرار التی أطلع اللّه علیها أرباب الحقائق. و معنی قوله و لکل حرف حدّ أی منتهی فیما أراد من معناه، و قیل لکل حکم مقدار من الثواب و العقاب. و معنی قوله و لکل حدّ مطلع، لکل غامض من المعانی و الأحکام مطلع یتوصّل به إلی معرفته و یوقف علی المراد به، و قیل کلّ ما یستحقه من الثواب و العقاب یطلع علیه فی الآخرة عند المجازاة. و قال بعضهم الظاهر التلاوة، و الباطن الفهم، و الحدّ أحکام الحلال و الحرام، و المطلع الإشراف علی الوعد و الوعید. قال بعض العلماء: لکل آیة ستون ألف فهم، فهذا یدلّ علی أنّ فی فهم المعانی للقرآن مجالا متسعا، و أن المنقول من ظاهر التفسیر لیس ینتهی الإدراک فیه بالنقل و السماع [بل] «3»، لا بدّ منه فی ظاهر التفسیر لتتقی به مواضع الغلط، ثم بعد ذلک یتّسع الفهم و الاستنباط، و لا یجوز التهاون فی حفظ التفسیر الظاهر، بل لا بدّ منه أوّلا، إذ لا مطمع فی الوصول إلی الباطن قبل أحکام الظاهر. هذا کله نبذ مما وقع فی الاتقان، و إن شئت الزیادة فارجع إلیه.

علم القراءة:

و هو علم یبحث فیه عن کیفیة النطق بألفاظ القرآن، و موضوعه القرآن من حیث إنه کیف یقرأ.
______________________________
- رافق المفهوم الاشراقی الشرقی، و دلّ علی المعرفة بالنور، أصل من أصلین عند الفرس.
- عبّر عن التیار الصوفی الاسلامی و طریقته فی المعرفة و التیار الباطنی و طریقته فی التأویل. و قد میّز الفکر الحدیث، بمؤتمر مدینةMissine بایطالیا عام 1966 م بین العرفان و العرفانیة، معتبرا أن العرفان هو المعرفة الإلهیة یخصّ صفوة من الناس. أما العرفانیة فهی مذاهب دینیة متعدّدة و مختلفة، کثرت فی القرن الثانی المیلادی، تتفق علی جامع واحد مفاده: أنها ترقی إلی معرفة تفوق المعرفة العقلیة و تسمو علیها، إنها المعرفة الباطنیة.
Jambet، Ch.، la Logique des Orienteaux، Paris
، 1983،P. 171.
و لعلّ هذه المذاهب ترجع إلی مذهب هرمس الهرامس- أو ادریس، أخنوخ الفرعونی- و هرمس لغة سریانیة تعنی العالم، لمزید من التفصیل عن کل هذا التیار. (العجم، رفیق، أثر الخصوصیة العربیة فی المعرفیة الاسلامیة، بیروت، 1992، ج 1، فصل العرفان).
(1) لکل آیة ظهر و بطن، و لکل حرف حد، و لکل حد مطلع. أخرجه البیهقی فی الشعب، 2/ 485، عن معقل بن یسار، باب فی تعظیم القرآن (16)، فصل فی فضائل السور، الحدیث رقم 2478، بلفظ: « … لکل آیة نور یوم القیامة … ».
(2) هو عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبیب الهذلی، ابو عبد الرحمن. توفی بالمدینة المنورة عام 32 ه/ 653 م.
صحابی جلیل. من اهل مکة. من السابقین للاسلام. خدم الرسول و صاحبه. من أکابر الصحابة علما و ورعا.
الاعلام 4/ 137، غایة النهایة 1/ 458، صفة الصفوة 1/ 154، حلیة الأولیاء 1/ 124، تاریخ الخمیس 2/ 257، سیر أعلام النبلاء 1/ 461، الاصابة 2/ 360 و غیرها.
(3) بل (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 36

علم الإسناد:

و یسمّی بأصول الحدیث أیضا، و هو علم بأصول تعرف بها أحوال حدیث رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم، من حیث صحة النقل و ضعفه و التحمّل و الأداء، کذا فی الجواهر «1»؛ و فی شرح النخبة «2» هو علم یبحث فیه عن صحة الحدیث و ضعفه لیعمل به أو یترک من حیث صفات الرجال و صیغ الأداء انتهی.
فموضوعه الحدیث بالحیثیة المذکورة.

علم الحدیث:

اشارة

و یسمّی بعلم الروایة و الأخبار و الآثار أیضا علی ما فی مجمع السلوک، حیث قال و یسمّی جملة علم الروایة و الأخبار و الآثار علم الأحادیث، انتهی. فعلی هذا علم الحدیث یشتمل علم الآثار أیضا، بخلاف ما قیل، فإنه لا یشتمله، و الظاهر أن هذا مبنی علی عدم إطلاق الحدیث علی أقوال الصحابة و أفعالهم علی ما عرف. و علم الحدیث علم تعرف به أقوال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم و أفعاله.
أما أقواله علیه الصلاة و السلام فهی الکلام العربی، فمن لم یعرف حال الکلام العربی فهو بمعزل عن هذا العلم، و هو کونه حقیقة و مجازا و کنایة و صریحا و عاما و خاصا و مطلقا و مقیّدا و منطوقا و معنویا و نحو ذلک، مع کونه علی قانون العربیة الذی بیّنه النحاة بتفاصیله، و علی قواعد استعمال العرب، و هو المعبر بعلم اللغة.
و أما أفعاله علیه الصلاة و السلام فهی الأمور الصادرة عنه التی أمرنا باتباعه فیها أولا کالأفعال الصادرة عنه طبعا أو خاصة، کذا فی العینی «3» شرح صحیح البخاری «4»، و زاد الکرمانی «5» و أحواله.
ثم فی العینی: و موضوعه ذات رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم من حیث أنه رسول اللّه، و مبادیه هی ما تتوقف علیه المباحث، و هی أحوال الحدیث و صفاته، و مسائله هی الأشیاء المقصودة منه، و غایته الفوز بسعادة الدارین.
______________________________
(1) الجواهر المکلّلة فی الأخبار المسلسلة لأبی الحسن علم الدین علی بن محمد بن عبد الصمد السخاوی (- 643 ه/ 1245 م). الرسالة المستطرفة، 83.
(2) شرح النخبة و یعرف بنزهة النظر فی توضیح نخبة الفکر للحافظ شهاب الدین احمد بن علی بن حجر العسقلانی (- 852 ه/ 1448 م) و قد شرح فیه کتابه نخبة الفکر.
(3) العینی هو محمود بن أحمد بن موسی بن أحمد، ابو محمد، بدر الدین العینی الحنفی. ولد بضواحی حلب عام 762 ه/ 1361 م و توفی بالقاهرة عام 855 ه/ 1451 م. مؤرخ، علامه، من کبار المحدثین، له الکثیر من المصنفات الهامة. الاعلام 7/ 163، الضوء اللامع 10/ 131، خطط مبارک 6/ 10، شذرات الذهب 7/ 286، الجواهر المضیة 2/ 165، إعلام النبلاء 5/ 255، آداب اللغة 3/ 196، معجم المطبوعات 1402.
(4) عمدة القاری شرح صحیح البخاری لمحمود بن أحمد بن موسی، أبو محمد بدر الدین العینی (- 855 ه/ 1451 م). طبع فی القسطنطینیة، 1310 ه، اکتفاء القنوع، 126.
(5) الکرمانی هو محمود بن حمزة بن نصر برهان الدین الکرمانی. توفی حوالی العام 505 ه/ 1110 م. عالم بالقراءات. الاعلام 7/ 168، غایة النهایة 2/ 290، إرشاد الأریب 7/ 146، الاتقان فی علوم القرآن 2/ 221، مفتاح السعادة 1/ 421، هدیة العارفین 2/ 402.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 37

فائدة

لأهل الحدیث مراتب: أولها الطالب، و هو المبتدئ الراغب فیه، ثم المحدّث و هو الأستاذ الکامل، و کذا الشیخ و الإمام بمعناه، ثم الحائط «1» و هو الذی أحاط علمه بمائة ألف حدیث متنا و إسنادا، و أحوال رواة «2» جرحا و تعدیلا و تاریخا، ثم الحجّة و هو الذی أحاط علمه بثلاثمائة ألف حدیث کذلک قاله ابن المطری «3». و قال الجزری «4» رحمه اللّه: الراوی ناقل الحدیث بالإسناد و المحدّث من تحمّل بروایته و اعتنی بدرایته، و الحافظ من روی ما یصل إلیه و وعی ما یحتاج إلیه.
و فی إرشاد القاصد للشیخ شمس الدین الاکفانی السنجاری: درایة الحدیث علم تتعرف منه أنواع الروایة و أحکامها و شروط الروایة و أصناف المرویات، و استخراج معانیها، و یحتاج إلی ما یحتاج إلیه علم التفسیر من اللغة و النحو و التصریف و المعانی و البیان و البدیع و الأصول، و یحتاج إلی تاریخ النقلة، انتهی.

علم أصول الفقه:

اشارة

و یسمّی هو و علم الفقه بعلم الدرایة أیضا علی ما فی مجمع السلوک، و له تعریفان: أحدهما باعتبار الإضافة، و ثانیهما باعتبار اللّقب، أی باعتبار أنه لقب لعلم مخصوص. و أما تعریفها باعتبار الإضافة فیحتاج إلی تعریف المضاف و هو الأصول و المضاف إلیه و هو الفقه، و الإضافة التی هی بمنزلة الجزء الصّوری للمرکّب الإضافی. فالأصول هی الأدلة، إذ الأصل فی الاصطلاح یطلق علی الدّلیل أیضا، و إذا أضیف إلی العلم یتبادر منه هذا المعنی، و قیّد المراد المعنی اللغوی، و هو ما یبتنی علیه الشی‌ء فإنّ الابتناء یشتمل الحسّی، و هو کون الشیئین حسّیین کابتناء السقف علی الجدران، و العقلی کابتناء الحکم علی دلیله. فلمّا أضیف الأصول إلی الفقه الذی هو معنی عقلی، یعلم أن الابتناء هاهنا عقلی، فیکون أصول الفقه ما یبتنی هو علیه و یستند إلیه، و لا معنی لمستند العلم و مبتناه إلّا دلیله. و أما الفقه فستعرف معناه.
و أما الإضافة فهی تفید اختصاص المضاف بالمضاف إلیه باعتبار مفهوم المضاف إذا کان المضاف مشتقّا أو ما فی معناه، مثلا دلیل المسألة ما یختصّ بها باعتبار کونه دلیلا علیها، فأصول الفقه ما یختصّ به من حیث إنه مبنی له و مسند إلیه، ثم نقل إلی المعنی العرفی اللّقبی الآتی لیتناول الترجیح و الاجتهاد أیضا. و قیل لا ضرورة إلی جعل أصول الفقه بمعنی أدلته ثم النقل إلی المعنی اللّقبی أی العلم بالقواعد المخصوصة، بل یحمل علی معناه اللّغوی أی ما یبتنی الفقه علیه و یستند إلیه و یکون شاملا لجمیع معلوماته من الأدلة و الاجتهاد و الترجیح لاشتراکها فی ابتناء الفقه علیها، فیعبّر عن
______________________________
(1) الحافظ (م).
(2) رواته (م).
(3) ابن المطری هو محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الخزرجی الأنصاری السعدنی المدنی، أبو عبد اللّه، جمال الدین المطری. ولد عام 671 ه/ 1272 م و توفی بالمدینة المنورة عام 741 ه/ 1340 م. فاضل، عالم بالحدیث و الفقه و التاریخ. تولی نیابة القضاء بالمدینة و له عدة تصانیف. الاعلام 5/ 325، الدرر الکامنة 3/ 315.
(4) الجزری، هو محمد بن یوسف بن عبد اللّه بن محمود، ابو عبد اللّه شمس الدین الجزری. ولد بالجزیرة عام 637 ه/ 1239 م و توفی بالقاهرة عام 711 ه/ 1312 م خطیب من فقهاء الشافعیة. له بعض المؤلفات فی اللغة و الأصول.
الأعلام 7/ 151، الدرر الکامنة 4/ 299، بغیة الوعاة 120، شذرات الذهب 6/ 42.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 38
معلوماته بلفظه و هو أصول الفقه، و عنه بإضافة العلم إلیه، فیقال علم أصول الفقه، أو یکون إطلاقها علی العلم المخصوص علی حذف المضاف أی علم الأصول الفقه. لکن یحتاج إلی اعتبار قید الإجمال، و من ثمّة قیل فی المحصول «1»: أصول الفقه مجموع طرق الفقه علی سبیل الإجمال و کیفیة الاستدلال بها و کیفیة حال المستدلّ بها. و فی الإحکام: هی أدلة الفقه و جهات دلالتها علی الأحکام الشرعیة و کیفیة حال المستدلّ من جهة الجملة، کذا ذکر السیّد السّند فی حواشی شرح مختصر الأصول.
و أما تعریفه باعتبار اللقب، فهو العلم بالقواعد التی یتوصّل بها إلی الفقه علی وجه التحقیق، و المراد بالقواعد القضایا الکلیّة التی تکون إحدی مقدمتی الدلیل علی مسائل الفقه، و المراد بالتوصّل التوصّل القریب الذی له مزید اختصاص بالفقه إذ هو المتبادر من الباء السببیة، و من توصیف القواعد بالتوصّل فخرج المبادئ کقواعد العربیة و الکلام، إذ یتوصّل بقواعد العربیة إلی معرفة الألفاظ و کیفیة دلالتها علی المعانی الوضعیة و بواسطة ذلک یقتدر علی استنباط الأحکام من الکتاب و السنة و الاجماع، و کذا یتوصّل بقواعد الکلام إلی ثبوت الکتاب و السنة و وجوب صدقهما، و یتوصل بذلک إلی الفقه، و کذا خرج علم الحساب، إذ التوصّل بقواعده فی مثل: له علیّ خمسة فی خمسة، إلی تعیّن مقدار المقرّ به لا إلی وجوبه الذی هو حکم شرعی کما لا یخفی، و کذا خرج المنطق إذ لا یتوصّل بقواعده إلی الفقه توصلا قریبا مختصا به، إذ نسبته إلی الفقه و غیره علی السویة.
و التحقیق فی هذا المقام أنّ الإنسان لم یخلق عبثا و لم یترک سدی، بل تعلّق بکل من أعماله حکم من قبل الشارع منوط بدلیل یختصه لیستنبط منه عند الحاجة، و یقاس علی ذلک الحکم ما یناسبه لتعذّر الإحاطة بجمیع الجزئیات، فحصلت قضایا موضوعاتها أفعال المکلّفین، و محمولاتها أحکام الشارع علی التفصیل، فسمّوا العلم بها الحاصل من تلک الأدلة فقها. ثم نظروا فی تفاصیل الأدلة و الأحکام فوجدوا الأدلّة راجعة إلی الکتاب و السنة و الإجماع و القیاس، و الأحکام راجعة إلی الوجوب و النّدب و الحرمة و الکراهة و الإباحة. و تأمّلوا فی کیفیة الاستدلال بتلک الأدلة علی تلک الأحکام إجمالا من غیر نظر إلی تفاصیلها، إلّا علی طریق ضرب المثل، فحصل لهم قضایا کلیّة متعلّقة بکیفیة الاستدلال بتلک الأدلة علی تلک الأحکام إجمالا، و بیان طرقه و شرائطه، یتوصل بکل من تلک القضایا إلی استنباط کثیر من تلک الأحکام الجزئیة عن أدلّتها، فضبطوها و دوّنوها و أضافوا إلیها من اللواحق و المتمّمات و بیان الاختلافات و ما یلیق بها، و سمّوا العلم بها أصول الفقه، فصار عبارة عن العلم بالقواعد التی یتوصّل بها إلی الفقه. و لفظ القواعد مشعر بقید الإجمال. و قید التحقیق للاحتراز عن علم الخلاف و الجدل، فإنه و إن شمل «2» علی القواعد الموصلة إلی الفقه، لکن لا علی وجه التحقیق، بل الغرض منه إلزام الخصم. و لقائل أن یمنع کون قواعده مما یتوصّل به إلی الفقه توصلا قریبا، بل إنما یتوصّل بها إلی محافظة الحکم المستنبط أو مدافعته، و نسبته إلی الفقه و غیره علی السویة، فإن الجدلی إمّا مجیب یحفظ وضعا أو معترض یهدم وضعا، إلّا أنّ الفقهاء أکثروا فیه من مسائل الفقه و بنوا نکاته علیها، حتی یتوهّم أن له اختصاصا بالفقه.
______________________________
(1) المحصول فی أصول الفقه لفخر الدین محمد بن عمر بن الحسین الرازی (- 606 ه/ 1209 م)، طبعته جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامیة بالریاض باعتناء و تحقیق طه جابر العلوانی، 1979.
(2) اشتمل (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 39
ثم اعلم أنّ المتوصّل بها إلی الفقه إنما هو المجتهد، إذ الفقه هو العلم بالأحکام من الأدلة، و لیس دلیل المقلد منها، فلذا لم یذکر مباحث التقلید و الاستفتاء فی کتب الحنفیة. و أما من ذکرهما فقد صرّح بأن البحث عنهما إنما وقع من جهة کونه مقابلا للاجتهاد.

تنبیه‌

بعد ما تقرر أنّ أصول الفقه لقب للعلم المخصوص لا حاجة إلی إضافة العلم إلیه إلّا أن یقصد زیادة بیان و توضیح کشجر الأراک. و فی إرشاد القاصد للشیخ شمس الدین: أصول الفقه علم یتعرّف منه تقریر مطلب الأحکام الشرعیة العملیة و طرق استنباطها و موادّ حججها و استخراجها بالنظر، انتهی.
و موضوعه الأدلة الشرعیة و الأحکام؛ توضیحه أنّ کل دلیل من الأدلة الشرعیة إنما یثبت به الحکم إذا کان مشتملا علی شرائط و قیود مخصوصة، فالقضیة الکلیّة المذکورة إنما تصدق کلیة إذا اشتملت علی هذه الشرائط و القیود، فالعلم بالمباحث المتعلّقة بهذه الشرائط و القیود یکون علما بتلک القضیة الکلیة، فتکون تلک المباحث من مسائل أصول الفقه. هذا بالنظر إلی الدلیل، و أمّا بالنظر إلی المدلول و هو الحکم، فإن القضیة المذکورة إنما یمکن إثباتها کلیة إذا عرف أنواع الحکم، و أنّ أی نوع من الأحکام یثبت بأیّ نوع من الأدلة بخصوصیة ثابتة من الحکم، ککون هذا الشی‌ء علّة لذلک الشی‌ء، فإنّ هذا الحکم لا یمکن إثباته بالقیاس.
ثم المباحث المتعلّقة بالمحکوم به، و هو فعل المکلف ککونه عبادة أو عقوبة و نحو ذلک مما یندرج فی کلیّة تلک القضیة، فإن الأحکام مختلفة باختلاف أفعال المکلّفین، فإن العقوبات لا یمکن إیجابها بالقیاس.
ثم المباحث المتعلقة بالمحکوم علیه و هو المکلّف کمعرفة الأهلیة و نحوها مندرجة تحت تلک القضیة الکلیة أیضا، لاختلاف الأحکام باختلاف المحکوم علیه، و بالنظر إلی وجود العوارض و عدمها. فیکون ترکیب الدلیل علی إثبات مسائل الفقه بالشکل الأول هکذا: هذا الحکم ثابت لأنه حکم هذا شأنه، متعلق بفعل هذا شأنه، و هذا الفعل صادر من مکلّف هذا شأنه، و لم توجد العوارض المانعة من ثبوت هذا الحکم، و یدل علی ثبوت هذا الحکم قیاس هذا شأنه. هذا هو الصغری، ثم الکبری و هو قولنا: و کل حکم موصوف بالصفات المذکورة و یدلّ علی ثبوته القیاس الموصوف فهو ثابت، فهذه القضیة الأخیرة من مسائل أصول الفقه؛ و بطریق الملازمة هکذا کلما وجد قیاس موصوف بهذه الصفات دالّ علی حکم موصوف بهذه الصفات یثبت ذلک الحکم، لکنه وجد القیاس الموصوف الخ، فعلم أن جمیع المباحث المتقدمة مندرجة تحت تلک القضیة الکلیة «1» المذکورة، فهذا معنی التوصّل القریب المذکور.
و إذا علم أن جمیع مسائل الأصول راجعة إلی قولنا کل حکم کذا یدلّ علی ثبوته دلیل کذا فهو ثابت، أو کلما وجد دلیل کذا دالّ علی حکم کذا یثبت ذلک الحکم، علم أنه یبحث فی هذا العلم عن الأدلة الشرعیة و الأحکام الکلیتین من حیث إنّ الأولی مثبتة للثانیة، و الثانیة ثابتة بالأولی، و المباحث
______________________________
(1) الکلیة (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 40
التی ترجع إلی أنّ الأولی مثبتة للثانیة بعضها ناشئة عن الأدلة و بعضها عن الأحکام؛ فموضوع هذا العلم هو الأدلة الشرعیة و الأحکام إذ یبحث فیه عن العوارض الذاتیة للأدلة الشرعیة، و هی إثباتها للحکم، و عن العوارض الذاتیة للأحکام، و هی ثبوتها بتلک الأدلة. و ان شئت زیادة التحقیق فارجع إلی التوضیح و التلویح.

علم الفقه:

و یسمی هو و علم أصول الفقه بعلم الدرایة أیضا علی ما فی مجمع السلوک. و هو معرفة النفس ما لها و ما علیها، هکذا نقل عن أبی حنیفة. و المراد بالمعرفة إدراک الجزئیات عن دلیل، فخرج التقلید، قال المحقق التفتازانی: القید الأخیر فی تفسیر المعرفة مما لا دلالة علیه أصلا لا لغة و لا اصطلاحا، و قوله: ما لها و ما علیها یمکن أن یراد به ما ینتفع به «1» النفس و ما یتضرر به «2» فی الآخرة، علی أن اللام للانتفاع، و علی للضرر. و فی التقیید بالأخروی احتراز عما ینتفع به أو یتضرر به فی الدنیا من اللذات و الآلام؛ و المشعر بهذا التقیید شهرة أن علم الفقه من العلوم الدینیة. فإن أرید بهما الثواب و العقاب، فاعلم أنّ ما یأتی به المکلّف إما واجب أو مندوب أو مباح أو مکروه کراهة تنزیه أو تحریم أو حرام، فهذه ستة، و لکل واحد طرفان: طرف الفعل و طرف الترک، فصارت اثنتی عشرة؛ ففعل الواجب مما یثاب علیه، و فعل الحرام و المکروه تحریما مما یعاقب علیه، و الباقی لا یثاب و لا یعاقب علیه، فلا یدخل فی شی‌ء من القسمین. و إن أرید بالنفع الثواب و بالضرر عدمه، ففعل الواجب و المندوب من الأول، و البواقی من الثانی. و یمکن أن یراد بما لها و ما علیها ما یجوز لها و ما یجب علیها، ففعل ما سوی الحرام و المکروه تحریما و ترک ما سوی الواجب یجوز، و فعل الواجب و ترک الحرام و المکروه تحریما مما یجب علیها، فبقی فعل الحرام و ترک الواجب و فعل المکروه تحریما خارجا عن القسمین. و یمکن أن یراد بهما ما یجوز لها و ما یحرم علیها، فیشتملان جمیع الأقسام. إذا عرفت هذا فالحمل علی وجه لا تکون بین القسمین واسطة أولی.
ثم ما لها و ما علیها یتناول الاعتقادیات کوجوب الإیمان و نحوه، و الوجدانیات أی الأخلاق الباطنة و الملکات النفسانیة و العملیات کالصوم و الصلاة و البیع و نحوها. فمعرفة ما لها و ما علیها من الاعتقادیات هی علم الکلام، و معرفة ما لها و ما علیها من الوجدانیات هی علم الأخلاق و التصوّف، کالزهد و الصبر و الرضا و حضور القلب فی الصلاة و نحو ذلک. و معرفة ما لها و ما علیها من العملیات هی الفقه المصطلح. فإن أرید بالفقه هذا المصطلح زید عملا علی قوله ما لها و ما علیها. و إن أرید ما یشتمل الأقسام الثلاثة فلا یزاد قید عملا. و أبو حنیفة إنما لم یزد قید عملا لأنه أراد الشمول أی أطلق الفقه علی العلم بما لها و ما علیها، سواء کان من الاعتقادیات أو الوجدانیات أو العملیات، و لذا سمّی الکلام فقها أکبر.
و ذکر الإمام الغزالی أن الناس تصرّفوا فی اسم الفقه، فخصّوه بعلم الفتاوی و الوقوف علی دلائلها و عللها. و اسم الفقه فی العصر الأول کان مطلقا علی علم الآخرة، و معرفة دقائق آفات النفوس، و الاطلاع علی الآخرة و حقارة الدنیا، و لذا قیل: الفقیه هو الزاهد فی الدنیا الراغب فی الآخرة،
______________________________
(1) تنتفع (م).
(2) تتضرر (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 41
البصیر بذنبه، المداوم علی عبادة ربه، الورع الکافّ عن أعراض المسلمین. قال أصحاب الشافعی «1»: الفقه هو العلم بالأحکام الشرعیة العملیة من أدلتها التفصیلیة، و المراد بالحکم النسبة التامة الخبریة التی العلم بها تصدیق و بغیرها تصوّر، فالفقه عبارة عن التصدیق بالقضایا الشرعیة المتعلّقة بکیفیة العمل تصدیقا حاصلا من الأدلة التفصیلیة التی نصبت فی الشرع علی تلک القضایا، و هی الأدلة الأربعة: الکتاب و السنة و الإجماع و القیاس.
اعلم أنّ متعلّق العلم إمّا حکم أو غیر حکم، و الحکم إمّا مأخوذ من الشرع أو لا، و المأخوذ من الشرع إمّا أن یتعلق بکیفیة عمل أو لا، و العملی إمّا أن یکون العلم حاصلا من دلیله التفصیلی الذی ینوط به الحکم أو لا. فالعلم المتعلّق بجمیع الأحکام الشرعیة العملیة الحاصلة من الأدلة هو الفقه.
فخرج العلم بغیر الأحکام من الذوات و الصفات، و بالأحکام الغیر المأخوذة من الشرع بل من العقل کالعلم بأن العالم حادث، أو من الحسّ کالعلم بأن النار محرقة، أو من الوضع و الاصطلاح کالعلم بأن الفاعل مرفوع. و خرج العلم بالأحکام الشرعیة النظریة المسماة بالاعتقادیة و الأصلیة، ککون الإجماع حجة و الإیمان به واجبا. و خرج علم اللّه تعالی و علم جبرائیل و علم الرسول علیه الصلاة و السلام، و کذا علم المقلّد لأنه لم یحصل من الأدلة التفصیلیة. و التقیید بالتفصیلیة لإخراج الإجمالیة کالمقتضی و النافی، فإن العلم بوجوب الشی‌ء لوجود المقتضی أو بعدم وجوبه لوجود النافی لیس من الفقه. و المراد بالعلم المتعلق بجمیع الأحکام المذکورة تهیؤه للعلم بالجمیع بأن یکون عنده ما یکفیه فی استعلامه، بأن یرجع إلیه فیحکم، و عدم العلم فی الحال لا ینافیه «2» لجواز أن یکون ذلک لتعارض الأدلة أو لعدم التمکن من الاجتهاد فی الحال لاستدعائه زمانا، و قد سبق مثل هذا فی بیان العلوم المدوّنة و علم المعانی.
ثم إنّ إطلاق العلم علی الفقه و إن کان ظنیا باعتبار أنّ العلم قد یطلق علی الظنیات کما یطلق علی القطعیات کالطب و نحوه. ثم إن أصحاب الشافعی جعلوا للفقه أربعة أرکان: فقالوا الأحکام الشرعیة إمّا أن تتعلق بأمر الآخرة و هی العبادات، أو بأمر الدنیا، و هی إمّا أن تتعلّق ببقاء الشخص و هی المعاملات، أو ببقاء النوع باعتبار المنزّل و هی المناکحات، أو باعتبار المدینة و هی العقوبات.
و هاهنا أبحاث ترکناها مخافة الإطناب، فمن أراد الاطلاع علیها فلیرجع إلی التوضیح و التلویح.
و موضوعه فعل المکلف من حیث الوجوب و الندب و الحلّ و الحرمة و غیر ذلک کالصحة و الفساد.
و قیل موضوعه أعمّ من الفعل، لأن قولنا: الوقت سبب لوجوب الصلاة من مسائله و لیس موضوعه الفعل. و فیه أن ذلک راجع إلی بیان حال الفعل بتأویل أنّ الصلاة تجب بسبب الوقت، کما أن قولهم النیة فی الوضوء مندوبة، فی قوة أنّ الوضوء یندب فیه النیة. و بالجملة تعمیم موضوع الفقه مما لم یقل به أحد، ففی کل مسألة لیس موضوعها راجعا إلی فعل المکلّف یجب تأویله حتی یرجع
______________________________
(1) الشافعی هو الامام محمد بن إدریس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمی القرشی المطلبی، أبو عبد اللّه. ولد فی غزة بفلسطین عام 150 ه/ 767 م ثم رحل إلی بغداد فمصر حیث توفی فیها عام 204 ه/ 820 م. أحد الأئمة الأربعة الکبار فی الفقه، أصولی و لغوی و مفسر. له کتب هامة فی الفقه و الأصول و الاحکام. الاعلام 6/ 26، تذکرة الحفاظ 1/ 329، تهذیب التهذیب 9/ 25، وفیات الاعیان 1/ 447، إرشاد الأریب 6/ 367، غایة النهایة 2/ 95، صفة الصفوة 2/ 140، تاریخ بغداد 2/ 56، حلیة الأولیاء 9/ 63، طبقات الشافعیة 1/ 185 و غیرها.
(2) ینفیه (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 42
موضوعها إلیه، کمسألة المجنون و الصبی فإنه راجع إلی فعل الولی، هکذا فی الخیالی «1» و حواشیه.
و مسائله الأحکام الشرعیة العملیة کقولنا الصلاة فرض، و غرضه النجاة من عذاب النار و نیل الثواب فی الجنة. و شرفه مما لا یخفی لکونه من العلوم الدینیة.

علم الفرائض:

و هو علم یبحث فیه عن کیفیة قسمة ترکة المیّت بین الورثة، و موضوعه قسمة الترکة بین المستحقین. و قیل موضوعه الترکة و مستحقّوها، و الأول هو الصحیح، لأنهم عدوّا الفرائض بابا من الفقه، و موضوع الفقه هو عمل المکلّف، و الترکة و مستحقوها لیس من قبیل العمل، کذا فی الخیالی.

علم السلوک:

اشارة

و هو معرفة النفس ما لها و ما علیها من الوجدانیات علی ما عرفت قبیل هذا، و یسمّی بعلم الأخلاق و بعلم التصوّف أیضا. و فی مجمع السلوک: و أشرف العلوم علم الحقائق و المنازل و الأحوال، و علم المعاملة و الإخلاص فی الطاعات و التوجّه إلی اللّه تعالی من جمیع الجهات، و یسمّی هذا العلم بعلم السلوک. فمن غلط فی علم الحقائق و المنازل و الأحوال المسمّی بعلم التصوّف فلا یسأل عن غلطه إلّا عالما منهم کامل العرفان، و لا یطلب ذلک من البزدوی «2» و البخاری «3» و الهدایة «4» و غیر ذلک. و علم الحقائق ثمرة العلوم کلها و غایتها، فإذا انتهی السالک إلی علم الحقائق وقع فی بحر لا ساحل له، و هو أی علم الحقائق علم القلوب و علم المعارف و علم الأسرار، و یقال له علم الإشارة. و فی موضع آخر منه. و یقول کبار مشایخ أهل الباطن: إنه یجب بعد تحصیل علم المعرفة و التوحید و الفقه و الشرائع أن یتعلّم (السّالک) علم آفات النّفس و معرفتها و علم الریاضة، و مکاید الشیطان للنفس و سبل الاحتراز منها. و یقال لهذا العلم علم الحکمة، ذلک أن نفس السالک متی استقامت علی الواجبات. و صلح طبع السّالک. و تأدّب بآداب اللّه. أمکنه حینئذ أن یراقب خواطره و أن یطهّر سریرته؛ و هذا العلم یقال له علم المعرفة. و أمّا مراقبة الخواطر فهی أن یتفکّر فی الحق و لا یمکنه أن یشغل کل خواطره بذات الحق، بل بالأعراض، أی فیما سوی اللّه تعالی.
______________________________
(1) حاشیة الخیالی للمولوی عبد الحکیم بن شمس الدین الهندی السیالکوتی (- 1067 ه/ 1656 م) علی حاشیة شرح العقائد النسفیة لأحمد بن موسی الشهیر بخیالی (- 862 ه/ 1457 م) کشف الظنون 2/ 1145 و 1148.
(2) البزدوی هو علی بن محمد بن الحسین بن عبد الکریم، أبو الحسن، فخر الاسلام البزدوی. ولد عام 400 ه/ 1010 م توفی عام 482 ه/ 1089 م. فقیه أصولی من أکابر الحنفیة، له تصانیف هامة. الاعلام 4/ 328، الفوائد البهیة 124، مفتاح السعادة 2/ 54، الجواهر المضیة 1/ 372.
(3) البخاری هو محمد بن اسماعیل بن ابراهیم بن المغیرة البخاری، ابو عبد اللّه. ولد فی بخاری عام 194 ه/ 810 م و مات بسمرقند عام 256 ه/ 870 م حبر الاسلام، و الحافظ لحدیث رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم، صاحب الجامع الصحیح المعروف بصحیح البخاری، له عدة تصانیف. الاعلام 6/ 34، تذکرة الحفاظ 2/ 122، تهذیب التهذیب 9/ 47، وفیات الاعیان 1/ 455، تاریخ بغداد 2/ 4. طبقات السبکی 2/ 2، طبقات الحنابلة 1/ 271، آداب اللغة 2/ 210 و غیرها.
(4) الهدایة شرح البدایة لبرهان الدین أبی الحسن علی بن أبی بکر بن عبد الجلیل المرغینانی (- 593 ه/ 1197 م)، طبع فی لندن باعتناءCh.Hamilton، 1791 م. معجم المطبوعات العربیة 1739.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 43
و أما تطهیر السّرائر فهو أن یتطهر من کل ما یلوّثه، حتی إذا وصل إلی علم المعرفة أصبح بمقدوره أن یصل إلی علم المکاشفة و المشاهدة، و هذا ما یطلق علیه الإشارة. انتهی «1».
و موضوعه أخلاق النفس إذ یبحث فیه عن عوارضها الذاتیة، مثلا حبّ الدنیا فی قولهم: حبّ الدنیا رأس کل خطیئة، خلق من أخلاق النفس حکم علیه بکونه رأس الخطایا و رأس الأخلاق الرذیلة التی تتضرر بسببها النفس، و کذا الحال فی قولهم: بغض الدنیا رأس الحسنات؛ و غرضه التقرّب و الوصول إلی اللّه تعالی.

فائدة

ورد فی مجمع السلوک، أیّها الاخ العزیز: بما أنّ مقامات الناس و أفهامها مختلفة، و قد قال النبی صلی اللّه علیه و سلم: «نحن معاشر الأنبیاء أمرنا أن نکلّم الناس علی قدر عقولهم» «2». لذا اتفق الصوفیة علی اصطلاحات و ألفاظ فیما بینهم، و أشاروا إلی تلک الألفاظ بالمصالح، لکی یدرک عنهم کلّ من کان له حظّ من الفهم؛ و أمّا من کان غیر أهل لذلک فإنه یبقی بعیدا «3».

العلوم الحقیقیة

اشارة

هی العلوم التی لا تتغیّر بتغیّر الملل و الأدیان، کذا ذکر السیّد السّند فی حواشی شرح المطالع، و ذلک کعلم الکلام إذ جمیع الأنبیاء علیهم السلام کانوا متّفقین فی الاعتقادیات، و کعلم المنطق و بعض أنواع الحکمة. و علم الفقه لیس منها لوقوع التغیر فیه بالنسخ.
______________________________
(1) مشایخ کبار اهل باطن می‌فرمایند بعد تحصیل علم معرفت و توحید و فقه و شرائع لازم است که علم آفات نفس و معرفت آن و علم ریاضت و مکاید شیطان و نفس و سبیل احتراز آن بیاموزد و این را علم حکمت گویند تا چون نفس سالک بر واجبات استقامت یافت و طبع وی صالح گشت و بآداب خدای مؤدب گشت ممکن گردد مر وی را مراقبه خواطر و تطهیر سرائر و این را علم معرفت گویند. و مراقبه خواطر آنست که همه از حق اندیشد و نتواند همه خواطر بحق مشغول داشتن مگر باعراض از ما سوی اللّه تعالی و تطهیر سرائر آن باشد که مر او را بشوید از هر چیزی که مر او را بیالاید تا چون علم معرفت دست دهد ممکن بود که بعلم مکاشفه و مشاهده رسد و این را علم اشارت گویند، انتهی.
(2) أخرجه الدیلمی فی مسند الفردوس. ج 1/ 398، عن ابن عباس، الحدیث رقم 1611، بلفظ: آمرت أن نکلم الناس علی قدر عقولهم. و اخرجه الهندی فی کنز العمال، 10/ 242، رقم 29282، بلفظ «امرنا … » و عزاه للدیلمی. و اخرجه السخاوی فی المقاصد الحسنة، 93 رقم 180، و قال عقبه: … و رواه ابو الحسن التمیمی من الحنابلة فی العقل له بسنده عن ابن عباس بلفظ: «بعثنا معاشر الأنبیاء نخاطب الناس قدر عقولهم»، و له شاهد من حدیث مالک عن سعید بن المسیب رفعه مرسلا: «إنا معاشر الأنبیاء أمرنا … ».
(3) در مجمع السلوک می‌آرد ای عزیز چون مقامات و فهم مردم مختلف شد و حضرت رسالت‌پناه علیه الصلاة و السلام فرموده‌اند «نحن معاشر الأنبیاء امرنا ان نکلم الناس علی قدر عقولهم» لا جرم صوفیة تدبیر کرده‌اند و میان خویش اندر علم خود ألفاظی بنهادند و اصطلاح کردند و بدان الفاظ بمصالح اشارت کردند تا هرکه خداوند مقام و فهم بود دریافت و هرکس که نااهل بود نیافت.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 44

علم المنطق:

و یسمّی علم المیزان إذ به توزن الحجج و البراهین. و کان أبو علی «1» یسمّیه خادم العلوم إذ لیس مقصودا بنفسه، بل هو وسیلة إلی العلوم، فهو کخادم لها. و أبو نصر «2» یسمّیه رئیس العلوم لنفاذ حکمه فیها، فیکون رئیسا حاکما علیها. و إنّما سمّی بالمنطق لأن النطق یطلق علی اللفظ و علی إدراک الکلیّات و علی النفس الناطقة. و لما کان هذا الفن یقوّی الأول و یسلک بالثانی مسلک السّداد، و یحصل بسببه کمالات الثالث، اشتق له اسم منه و هو المنطق. و هو علم بقوانین تفید معرفة طرق الانتقال من المعلومات إلی المجهولات و شرائطها، بحیث لا یعرض الغلط فی الفکر. فالقانون یجی‌ء بیانه فی محله. و المعلومات تتناول الضروریة و النظریة. و المجهولات تتناول التصوّریة و التصدیقیة. و هذا أولی مما ذکره صاحب الکشف «3»: تفید معرفة طرق الانتقال من الضروریات إلی النظریات، لأنه یوهم بالانتقال الذاتی علی ما یتبادر من العبارة، و المراد الأعمّ من أن یکون بالذات أو بالواسطة. و المراد بقولنا بحیث لا یعرض الغلط فی الفکر عدم عروضه عند مراعاة القوانین کما لا یخفی، فإنّ المنطقی ربما یخطئ فی الفکر بسبب الإهمال، هذا مفهوم التعریف.
و اما احترازاته فالعلم کالجنس، و باقی القیود کالفصل احتراز عن العلوم التی لا تفید معرفة طرق الانتقال، کالنحو و الهندسة، فإن النحو إنما یبیّن قواعد کلیة متعلقة بکیفیة التلفّظ بلفظ العرب علی وجه کلی، فإذا أرید أن یتلفظ بکلام عربی مخصوص علی وجه صحیح احتیج إلی أحکام جزئیة تستخرج من تلک القواعد کسائر الفروع من أصولها. فتقع هناک انتقالات فکریة من المعلوم إلی المجهول لا یفید النحو معرفتها أصلا. و کذلک الهندسة یتوصل بمسائلها القانونیة إلی مباحث الهیئة بأن تجعل تلک المسائل مبادئ الحجج التی تستدلّ «4» بها علی تلک المباحث، و أما الأفکار الجزئیة الواقعة فی تلک الحجج فلیست الهندسة مفیدة لمعرفتها قطعا. قیل التعریف دوری لأن معرفة طرق الاکتساب جزء من المنطق، فیتوقف تحققه علی معرفة طرق الاکتساب؛ فلو کانت معرفتها مستفادة من المنطق توقفت علیه فلزم الدور.
و أجیب بأنّ جزء المنطق هو العلم بالطرق الکلیة و شرائطها، لا العلم بجزئیاتها المتعلّقة بالمواد
______________________________
(1) ابن سینا الشیخ الرئیس هو الحسین بن عبد اللّه بن سینا، أبو علی، شرف الملک، الفیلسوف الرئیس، ولد فی ضواحی بخاری عام 370 ه/ 980 م و مات بهمذان عام 428 ه/ 1037 م. من دعاة الباطنیة. فیلسوف إلهی، ناظر العلماء و اشتهر، و له العدید من المؤلفات المعروفة. الاعلام 2/ 241، وفیات الأعیان 1/ 152، تاریخ حکماء الاسلام 27- 72، خزانة الأدب 4/ 466، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 203، لسان المیزان 2/ 291، تاریخ آداب اللغة 2/ 336 و غیرها.
(2) ابو نصر الفارابی هو محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر الفارابی، ولد بفاراب عام 260 ه/ 874 م. و توفی بدمشق عام 339 ه/ 950 م أکبر فلاسفة المسلمین، و یعرف بالمعلم الثانی. ترکی الأصل، مستعرب، أول من وضع آلة القانون. له العدید من المصنفات الهامة. الاعلام 7/ 20، وفیات الاعیان 2/ 76، طبقات الاطباء 2/ 134، تاریخ حکماء الاسلام 230، آداب اللغة 2/ 213، البدایة و النهایة 11/ 224، الوافی بالوفیات 1/ 106، مفتاح السعادة 1/ 259، دائرة المعارف الاسلامیة 1/ 407 و غیرها.
(3) الکشف الأرجح أنه جامع الدقائق فی الکشف عن الحقائق لعلی بن عمر بن علی الکاتبی القزوینی، (- 675 ه/ 1277 م). کشف الظنون 1/ 540 و معجم المؤلفین 7/ 159.
(4) یستدل (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 45
المخصوصة، و هذا هو الذی جعل مستفادا من المنطق و المشعر علی ذلک استعمال المعرفة فی إدراک الجزئیات. ثم هذا التعریف مشتمل علی العلل الأربع، فإنّ مادته هی القوانین، تحتمل هذا الفن و غیره، کما أن المادة أمر مبهم فی نفسها تحتمل أمورا و لا تصیر شیئا معیّنا منها، إلّا بأن ینضم إلیها ما یحصله و ما یعینه. و قولنا تفید معرفة طرق الانتقال إشارة إلی الصورة لأنه المخصّص لها، أی للقوانین بالمنطق، و قد أشیر أیضا إلی العلّة الفاعلیة بالالتزام، و هو العارف بتلک الطرق الجزئیة المفادة العالم بتلک القوانین المفیدة إیاها. و قولنا بحیث لا یعرض الغلط إشارة إلی العلّة الغائیة.
اعلم أنّ المنطق من العلوم الآلیّة لأنّ المقصود منه تحصیل المجهول من المعلوم، و لذا قیل الغرض من تدوینه العلوم الحکمیة، فهو فی نفسه غیر مقصود؛ و لذا قیل المنطق آلة قانونیة تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ فی الفکر، فالآلة بمنزلة الجنس و القانونیة بمنزلة الفصل تخرج الآلات الجزئیة لأرباب الصنائع، و قوله تعصم مراعاتها الخ یخرج العلوم القانونیة التی لا تعصم مراعاتها عن الضلال فی الفکر بل فی المقال «1» کالعلوم العربیة.
و الموضوع، قیل موضوعه التصوّرات و التصدیقات، أی المعلومات التصوّریة و التصدیقیة لأن بحث المنطقی عن أعراضها الذاتیة، فإنه یبحث عن التصوّرات من حیث أنها توصل إلی تصوّر مجهول إیصالا قریبا أی بلا واسطة کالحدّ و الرسم أو إیصالا بعیدا ککونها کلیة و جزئیة و ذاتیة و عرضیة و نحوها، فإن مجرد أمر من هذه الأمور لا یوصل إلی التصوّر ما لم ینضم إلیه آخر یحصل منهما حدّ أو رسم، و یبحث عن التصدیقات من حیث أنها توصل إلی تصدیق مجهول إیصالا قریبا کالقیاس و الاستقراء و التمثیل، أو بعیدا ککونها قضیة و عکس قضیة و نقیضها، فإنها ما لم تنضم إلیها ضمیمة لا توصل إلی التصدیق، و یبحث عن التصوّرات من حیث أنها توصل إلی التصدیق إیصالا أبعد ککونها موضوعات و محمولات. و لا خفاء فی أن إیصال التصوّرات و التصدیقات إلی المطالب، قریبا أو بعیدا، من العوارض الذاتیة لها، فتکون هی موضوع المنطق. و ذهب أهل التحقیق إلی أن موضوعه المعقولات الثانیة لا من حیث أنها ما هی فی أنفسها و لا من حیث أنها موجودة فی الذهن، فإن ذلک وظیفة فلسفیة بل من حیث أنها توصل إلی المجهول، أو یکون لها نفع فی الإیصال، فإن المفهوم الکلّی إذا وجد فی الذهن و قیس إلی ما تحته من الجزئیات فباعتبار دخوله فی ماهیاتها یعرض له الذاتیة، و باعتبار خروجه عنها العرضیة، و باعتبار کونه نفس ماهیاتها النوعیة.
و ما عرض له الذاتیة جنس باعتبار اختلاف أفراده و فصل باعتبار آخر. و کذلک ما عرض له العرضیة إمّا خاصة أو عرض عام باعتبارین مختلفین. و إذا رکبت الذاتیات و العرضیات إمّا منفردة أو مختلطة علی وجوه مختلفة عرض لذلک المرکّب الحدّیة و الرّسمیة. و لا شک أن هذه المعانی، أعنی کون المفهوم الکلی ذاتیا أو عرضیا أو نوعا و نحو ذلک، لیست من الموجودات الخارجیة بل هی مما یعرض للطبائع الکلیة، إذا وجدت فی الأذهان، و کذا الحال فی کون القضیة حملیة أو شرطیة، و کون الحجة قیاسا او استقراء أو تمثیلا، فإنها بأسرها عوارض تعرض لطبائع النسب الجزئیة فی الأذهان إما وحدها أو مأخوذة مع غیرها، فهی أی المعقولات الثانیة موضوع المنطق.
و یبحث المنطقی عن المعقولات الثالثة و ما بعدها من المراتب، فإنها عوارض ذاتیة للمعقولات
______________________________
(1) المثال (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 46
الثانیة، فالقضیة مثلا معقول ثان یبحث عن انقسامها و تناقضها و انعکاسها و إنتاجها إذا رکّبت بعضها مع بعض، فالانعکاس و الإنتاج و الانقسام و التناقض معقولات واقعة «1» فی الدرجة الثالثة من التعقّل، و إذا حکم علی أحد الأقسام أو أحد المتناقضین مثلا فی المباحث المنطقیة بشی‌ء کان ذلک الشی‌ء فی الدرجة الرابعة من التعقّل، و علی هذا القیاس. و قیل موضوعه الألفاظ من حیث أنها تدل علی المعانی، و هو لیس بصحیح لأن نظر المنطقی لیس إلّا فی المعانی، و رعایة جانب اللفظ إنما هی بالعرض.
اعلم أن الغرض من المنطق التمییز بین الصدق و الکذب فی الأقوال و الخیر، و الشرّ فی الأفعال، و الحق و الباطل فی الاعتقادات. و منفعته القدرة علی تحصیل العلوم النظریة و العملیة. و أما شرفه فهو أن بعضه فرض و هو البرهان، لأنه لتکمیل الذات، و بعضه نفل «2» و هو ما سوی البرهان «3» من أقسام القیاس، لأنه للخطاب مع الغیر، و من اتقن المنطق فهو علی درجة من سائر العلوم، و من طلب العلوم الغیر المتّسقة و هی ما لا یؤمن فیها من الغلط و لا یعلم المنطق فهو کحاطب اللیل و کرامد العین، لا یقدر علی النظر إلی الضوء لا لبخل من الموجد بل لنقصان فی الاستعداد. و الصواب الذی یصدر من غیر المنطقی کرمی من غیر رام. و قد یندر للمنطقی خطأ فی النوافل دون المهمّات، لکنه یمکنه استدراکه بعرضه علی القوانین المنطقیة.
و مرتبته فی القراءة أن یقرأ بعد تهذیب الأخلاق و تقویم الفکر ببعض العلوم الریاضیة من الهندسة و الحساب. أما الأول فلما قال ابقراط «4»: البدن الذی لیس ینقّی کلّما غذوته إنما یزیده شرّا و وبالا، ألا تری أنّ الذین لم یهذّبوا أخلاقهم إذا شرعوا فی المنطق سلکوا منهج الضلال، و انخرطوا فی سلک الجهّال، و أنفوا أن یکونوا مع الجماعة، و یتقلّدوا ذلّ الطاعة، فجعلوا الأعمال الطاهرة و الأقوال الظاهرة من البدائع التی وردت بها الشرائع وقر «5» آذانهم، و الحق تحت أقدامهم و أما الثانی فلتستأنس طبائعهم إلی البرهان، کذا فی شرح إشراق الحکمة. و مؤلّف المنطق و مدوّنه أرسطو «6».
______________________________
(1) واضحة (م).
(2) نقل (م).
(3) البراهین (م).
(4) ابقراط (460- 377 ق. م.) أقام فی حمص و کان عالما موسوعیا فی الطب جمع علوم عصره و من سبقه. مارس الطب تارکا آثارا کثیرة جمعها خلال ملاحظاته و معالجاته. اعتقد أن الجسم یتکون من عناصر أربعة رئیسیة، و أن المرض یقع عند ما یحدث اختلال فی توازن هذه العناصر فی الجسم الإنسانی. نقلت أعماله إلی اللغات الأوروبیة الحدیثة. و استفاد منه أطباء العرب و المسلمین و عرفوه. أشهر مؤلفاته کتاب الفصول المتضمن لمقالات عدة بالیونانیة.
Larousse du xxeme siec. t
. 3،P. 6301.
Webster's، New International Dictionary
،P. 1811.
صوان الحکمة، ص 207- 214، إخبار العلماء بأخبار الحکماء، 1326 ه، ص 64.
(5) دبر (م).
(6) أرسطو طالیس (384- 322 ق. م.) ولد فی اسطاغیراStageria و هی مدینة یونانیة من أعمال آسیا الصغری- ترکیا- و تقع علی بحر ایجه هو ابن نیقوماخوس طبیب البلاط عند الملک امنتاس‌Amyntas الثانی المقدونی. والد فیلیب وجد الاسکندر الأکبر. فلا عجب إن أصبح أرسطو معلما للإسکندر. تلقی ارسطو المبادئ العلمیة فتشبّع فی النظرة الواقعیة، بمثل ما تشبّع بفکر أفلاطون معلمه بعد التحاقه بمدرسته فی أثینا، حیث بقی یتتلمذ علی یدیه زهاء عشرین عاما. فلا مندوحة إن جمع ارسطو نظرة واقعیة و فکرا مثالیا من معلمه افلاطون ذهب إلی اسوس‌Assus من أعمال
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 47
و أما القسمة فاعلم أنّ المنطقی إما ناظر فی الموصل إلی التصوّر و یسمّی قولا شارحا و معرّفا، و إمّا ناظر فی الموصل إلی التصدیق و یسمّی حجة. و النظر فی المعرّف إمّا فی مقدماته و هو باب إیساغوجی و إمّا فی نفسه و هو باب التعریفات. و کذلک النظر فی الحجة، إمّا فیما یتوقف علیه و هو باب «1» ارمینیاس و هو باب القضایا و أحکامها، و إمّا فی نفسها باعتبار الصورة و هو باب القیاس، أو باعتبار المادّة و هو باب من أبواب الصناعات الخمس، لأنه إن أوقع ظنا فهو الخطابة، أو یقینا فهو البرهان، و إلّا فإن اعتبر فیه عموم الاعتراف و التسلیم فهو الجدل و إلّا فهو المغالطة. و أمّا الشعر فلا یوقع تصدیقا و لکن لإفادته التخییل الجاری مجری التصدیق من حیث إنه یؤثر فی النفس قبضا أو بسطا، عدّ فی الموصل إلی التصدیق. و ربما یضم إلیها باب الألفاظ فتحصل الأبواب عشرة، تسعة منها مقصودة بالذات و واحد بالعرض.
له تعریفات، فقیل: هو علم باحث عن أحوال أعیان الموجودات علی ما هی علیه فی نفس الأمر بقدر الطاقة البشریة. و لفظ علی متعلّق بقوله باحث. و البحث عن أحوال أعیان الموجودات، أی أحوال الموجودات العینیة الخارجیة، حمل تلک الأحوال علیها، یعنی علم تحمل فیه أحوال أعیان الموجودات علیها علی وجه هی أی أعیان الموجودات علیه، أی علی ذلک الوجه من الإیجاب و السلب و الکلیة و الجزئیة فی نفس الأمر. و قوله بقدر الطاقة البشریة متعلّق أیضا بقوله باحث، لکن بعد اعتبار تقییده بقوله علی ما هی علیه، یعنی بذل جهده الإنسانی بتمامه فی أن یکون بحثه مطابقا لنفس الأمر، فدخلت فی التعریف المسائل المخالفة لنفس الأمر المبذولة الجهد بتمامه فی تطبیقها علی نفس الأمر، و لما کان فی توصیف العلم بالباحث مسامحة قیل: هو علم بأعیان الموجودات الخ.
و إن قیل التعریف لا یشتمل العلوم التصوّریة، قلت: هذا علی رأی الأکثرین القائلین بأنها لیست داخلة فی الحکمة. و قیل المراد بالأحوال المبادئ فقط و هی التی تتوقف علیها المسائل تصورات کانت أو تصدیقات أو هی و المحمولات.
و إن قیل یخرج عن الحکمة العلم بأحوال الأعراض النسبیة إذ النسبة لیست موجودة فی الخارج، قلت: هی موجودة عند الحکماء. و لو سلّم عدم وجودها فالبحث عنها استطرادی، أو نقول: البحث عنها فی الحقیقة بحث عن أحوال العرض الذی هو موجود خارجی، و إن لم یکن بعض أنواعه أو أفراده موجودا، کما یبحث فی الحکمة عن الحیوان و بعض أنواعه کالعنقاء، و بعض أفراده غیر موجود و لا یخرج الحیوان عن الموجودات الخارجیة فتأمل. و لا یرد أنّ قید ما هی علیه یغنی عن قید
______________________________
طروادة فی آسیا الصغری لیؤسس فرعا لاکادیمیة أفلاطون الأتینیة. ثم طلبه فیلیب المقدونی لیقیم فی بلاطه و یعلم ابنه. عاد أرسطو إلی أثینا لیؤسّس مدرسة عرفت باللوقیوم‌Lyceum، إذ سمّیت فیما بعد بالمدرسة المشائیة، لأن افرادها کانوا یتناقشون فی المسائل الفکریة اثناء مشیهم جیئة و ذهابا. ترک ارسطو جمعا کبیرا من المؤلفات أوردها علی هیئة محاورات توزعت علی مراحل: فترة الشباب ثم الرجولة فالدور الأخیر، و کان لکل منها طابعه، ففی البدایة تأثر بأفلاطون، ثم نقد نظریة المثل عنده، ثم قدم آراءه العلمیة. و ترک ارسطو مجموعة منطقیة مهمّة سمّیت لاحقا بالاورغانون. کما ترک آراء فی الطبیعة و الحیاة و الماورائیات و الاخلاق و السیاسة و نسب إلیه کتب منحولة.
(1) باری (م) باب (ک ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 48
نفس الأمر لأن العلوم العربیة علم بأحوال الموجود کالألفاظ علی وجه یکون الموجود علی ذلک الوجه، ککون اللفظ مفردا أو مرکبا و نحو ذلک، لکنها لیست بنفس أمریة بل باعتبار المعتبر وضع الواضع فلا بدّ من تقییده. و لا یلزم من عدم کونها نفس أمریة کذبها، إذ لزوم الکذب إنما یلزم لو حکم علی مسائلها کذلک فی نفس الأمر مع قطع النظر عن الوضع، و لیس کذلک، فإنهم یحکمون بأن بعض الألفاظ مفرد و بعضها مرکّب بحسب وضع الواضع، و هذا الحکم مطابق لنفس الأمر فلا یکون کاذبا. و لا یتوهّم دخولها علی هذا فی الحکمة لأن معنی نفس الأمر هاهنا هو الواقع مع غیر ملاحظة الوضع.
إن قیل: قوله بقدر الطاقة البشریة یخرج علمه تعالی من الحکمة، إذ علمه فوق طوق البشر فلا یکون هو حکیما، قلت: علمه تعالی حاصل مع الزیادة، و التقیید یفید أن هذا القدر ضروری لأن الزائد علی هذا القید مضرّ. أو یقال: هذا تعریف حکمة المخلوق لا حکمة الخالق. ثم إنه لا ضیر فی کون الحکمة أعلی العلوم الدینیة، و کونه صادقا علی الکلام و الفقه، إذ التحقیق أنّ الکلام و الفقه من الحکمة. قال المحقق التفتازانی: إن الحکمة هی الشرائع، و هذا لا ینافی ما ذکروا من أنّ السالکین بطریق أهل النظر و الاستدلالات و طریقة أهل الریاضة و المجاهدات، إن اتبعوا ملة فهم المتکلمون و الصوفیون، و إلّا فهم الحکماء المشّائیون و الإشراقیون، إذ لا یلزم منه أن لا یکون المتکلّم و الصوفی حکیما، بل غایة ما لزم منه أن لا یکون حکیما مشّائیا و إشراقیا.
إن قلت: فعلی هذا ینبغی أن تذکر العلوم الشرعیة فی أنواع الحکمة. قلت: لا امتناع فی ذلک، لکونها شاملة للعلوم الشرعیة بحسب المفهوم، إلّا أنّ الحکمة لما دوّنها الحکماء الذین لا یبالون بمخالفة الشرائع، فالألیق أن لا تعدّ العلوم الشرعیة منها. و أیضا العلوم الشرعیة أشرف العلوم، فذکرها علی حدة إشارة إلی أنها بشرفها بالغة إلی حدّ الکمال، کأنها منفردة من الحکمة، و أنواعها غیر داخلة فیها.
إن قیل: الحدّ لا یصدق علی علم الحساب الباحث عن العدد الذی لیس بموجود، و لا علی الهیئة الباحثة عن الدوائر الموهومة، قلت: العدد عندهم قسم من الکمّ الذی هو موجود عندهم. نعم عند المتکلمین لیس من الموجودات، و التعریف للحکماء، و البحث عن الدوائر الهیئیة من حیث إنها من المبادئ، و لیست موضوعاتها، بل موضوعها الأجرام العلویّة و السفلیّة، من حیث مقادیرها و حرکاتها و أوضاعها اللازمة لها.
إن قیل: یصدق التعریف علی علم العقول مع أنهم لا یطلقون أن العقل حکیم، و علی علم الأفلاک و الکواکب علی رأی من یثبت النفوس الناطقة لها، فیکون الفلک و الکوکب حکیما، و لا قائل به. قلت: هذا التعریف لحکمة البشر کما عرفت. أو نقول بتخصیص العلم بالحصولی الحادث. و یجاب أیضا عن الأخیر بأن هذا التعریف علی رأی من لا یثبت النفوس الناطقة لها.
إن قیل: یصدق التعریف علی العلم بالأحوال الجزئیة المتعلقة بالأعیان کالعلم بقیام زید، قلت:
إنّ المراد بالأحوال ما له دخل فی استکمال النفس و هذه الأحوال لیست کذلک، أو المراد ما یعتدّ به من الأحوال. ثم المراد من الأحوال جمیع ما یمکن لأوساط الناس العلم به أو البعض المعیّن المعتدّ به مع القدرة علی العلم بالباقی بقدر الطاقة علی ما هو شأن جمیع العلوم المدوّنة. فحاصل
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 49
التعریف علی تقدیر شموله للعلوم التصوریة أنّ الحکمة علم متعلّق بجمیع أحوال الموجودات العینیة المکمّلة للنفس بحسب ما یمکن، أو بعضها المعتدّ به تصوریا أو تصدیقیّا محتاجا إلی التنبیه، أو نظریا علی وجه تکون الموجودات و أحوالها علی ذلک الوجه فی الواقع لا بالوضع، و الاعتبار بقدر الطاقة البشریة من أوساط الناس، فیصیر مآل هذا التعریف، و ما قیل إنّ الحکمة علم بأعیان الموجودات و أحوالها علی ما هی علیه فی نفس الأمر بقدر الطاقة البشریة واحدا. و إذا قلنا بعدم شموله للتصورات حذفنا عن هذا الحاصل القید الذی به یلزم الشّمول. و منهم من ترک قید الأحوال لشمول العلم التصوّر و التصدیق، و ترک قید نفس الأمر لأن التقیید به مستدرک، فقال: الحکمة علم بأعیان الموجودات علی ما هی علیه بقدر الطاقة البشریة.
اعلم أنهم اختلفوا فی أنّ المنطق من العلم أم لا. فمن قال إنه لیس بعلم فلیس بحکمة عنده إذ الحکمة علم. و من قال بأنه علم اختلفوا فی أنه من الحکمة أم لا. و القائلون بأنه من الحکمة یمکن الاختلاف بینهم بأنه من الحکمة النظریة جمیعا أم لا، بل بعضه منها و بعضه من العملیة، إذ الموجود الذهنی قد یکون بقدرتنا و اختیارنا و قد لا یکون کذلک. و القائلون بأنه من الحکمة النظریة یمکن الاختلاف بینهم بأنه من أقسامها الثلاثة أم قسم آخر، فمن أخذ فی تعریفها قید الأعیان، کما فی التعریفات المذکورة، لم یعدّه من الحکمة، لأن موضوعه المعقولات الثانیة التی هی من الموجودات الذهنیة. و إنما أخذ قید الأعیان لأن کمال الإنسان هو إدراک الواجب تعالی، و الأمور المستندة إلیه فی سلسلته العلیّة بحسب الوجود الأصلی، أی الخارجی، و لا کمال معتدّا به فی إدراک أحوال المعدومات، و إذا بحث عنها فی الحکمة کان علی سبیل التبعیة. و البحث عن الوجود الذهنی بحث عن أحوال الأعیان أیضا من حیث إنها هل لها نوع آخر من الوجود أو لا. و من حذف قید الأعیان فقال: هی علم بأحوال الموجودات الخ، عدّه من الحکمة النظریة إذ لا یبحث فی المنطق إلّا عن المعقولات الثانیة التی لیس وجودها بقدرتنا و اختیارنا.
و منهم من فسّر الحکمة بالکمال الحاصل للنفس الخارج من القوة إلی الفعل بحسب القوانین «1»، ای النظریة و العملیة، و لا حاجة إلی التقیید بالخارج من القوة إلی الفعل لأنه معتبر فی الکمال.
و منهم من فسّرها بما یکون تکمّلا للنفس الناطقة کمالا معتدّا به. و قیل هی خروج النفس إلی کمالها الممکن فی جانبی العلم و العمل، أما فی جانب العلم فبأن تکون متصوّرة للموجودات کما هی و مصدّقة بالقضایا کما هی، و أما فی جانب العمل فبأن تحصل لها الملکة التّامة علی الأفعال المتوسّطة بین الإفراط و التفریط. و المراد بالخروج ما یخرج به النفس، إذ الخروج لیس بحکمة. قیل الحکمة لیست ما تخرج به النفس إلی کمالها بل هی الکمال الحاصل الخ فمؤدّی التعریفات الثلاثة واحد. و المنطق علی هذه التعاریف من الحکمة أیضا.
و یقرب من التعریف الأخیر من هذه التعاریف الثلاثة ما وقع فی شرح حکمة العین من أن الحکمة استکمال النفس الإنسانیة بتحصیل ما علیه الوجود فی نفسه، و ما علیه الواجب مما ینبغی أن یعمل من الأعمال، و ما لا «2» ینبغی، لتصیر کاملة مضاهیة للعالم العلوی، و تستعد بذلک للسعادة القصوی الأخرویة بحسب الطاقة البشریة.
______________________________
(1) القوین (ع).
(2) لا (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 50
الموضوع: موضوع الحکمة علی القولین أی القول بأن المنطق منها و القول بأنه لیس منها، فلیس شیئا واحدا هو الموجود مطلقا أو الموجود الخارجی، بل موضوعها أشیاء متعدّدة متشارکة فی أمر عرضی هو الوجود المطلق أو الخارجی، و إلّا لم یجز أن یبحث فی الحکمة عن الأحوال المختصة بأنواع الموجود إذ البحث عن العارض لأمر أخصّ الذی هو من الأعراض الغریبة غیر جائز. فإذا لم یکن موضوعها شیئا واحدا فالأحسن أن تقیّد الأحوال المشترکة فیها بقیود مخصّصة لها بواحد واحد من تلک الأشیاء لئلّا تکون تلک الأحوال من الأعراض العامة الغریبة، کتقیید الوجود الذی یحمل علی الواجب بکونه مبدأ لغیره لیکون مختصّا بالواجب و هکذا. و الغرض من الفلسفة الوقوف علی حقائق الأشیاء کلّها علی قدر ما یمکن للإنسان أن یقف علیه و یعمل بمقتضاه لیفوز بسعادة الدارین.
الأعیان الموجودة إما الأفعال و الأعمال و وجودها بقدرتنا و اختیارنا، أو لا. فالعلم بأحوال الأول من حیث إنه یؤدی إلی صلاح المعاش و المعاد یسمّی حکمة عملیّة لأن غایتها ابتداء الأعمال التی لقدرتنا مدخل فیها، فنسبت إلی الغایة الابتدائیة. و العلم بأحوال الثانی یسمّی حکمة نظریة.
و ذکر الحرکة و السکون و المکان فی الحکمة الطبعیة «1» بناء علی کونها من أحوال الجسم الطبعی «2» الذی لیس وجوده بقدرتنا، و إن کانت تلک مقدورة لنا. و إنّما سمّیت حکمة نظریة لأن غایتها الابتدائیة ما حصل بالنظر و هو الإدراکات التصوّریة و التصدیقیة المتعلّقة بالأمور التی لا مدخل لقدرتنا و اختیارنا فیه. و لا یرد أنّ الحکمة العملیة أیضا منسوبة إلی النظر لأن النظر لیس غایتها، و لأن وجه التسمیة لا یلزم اطراده. و إنما قیدت الأحوال بالحیثیة المذکورة لأنهم کما لا یعدّون من الکمال المعتدّ به النظر فی الجزئیات المتغیّرة من حیث خصوصها، کذلک لا یعدّون من الکمال النظر فی الأعمال لا من هذه الحیثیة.
قیل إن أرید بالأحوال ما لا یوجد إلّا بقدرتنا و اختیارنا، فیخرج عن الحکمة العملیة بعض الأخلاق کالشجاعة و السخاوة الذاتیتین، و إن أرید بها ما یوجد بقدرتنا و اختیارنا فی الجملة فیدخل فیها بعض مباحث الحکمة النظریة کالأصوات و النغمات.
و یجاب باختیار الشقّ الأول: و لا بأس بخروج الأخلاق الذاتیة لأنها لیست من تهذیب الأخلاق.
و عدم دخولها فی السیاسة المدنیة و تدبیر المنزل ظاهر، و باختیار الشقّ الثانی و ارتکاب کون الأصوات من الحکمة العملیة. لا یقال الأعیان قد تکون ذواتا و هی خارجة من التقسیم، لأنّا نقول هی داخلة فی القسم الثانی أی قولنا أو لا.
ثم الحکمة العملیة ثلاثة أقسام، لأنها إمّا علم بمصالح شخص بانفراده و یسمّی تهذیب الأخلاق، و علم الأخلاق و الحکمة الخلقیة. و فائدتها تهذیب الأخلاق، أی تنقیح الطبائع بأن تعلم الفضائل و کیفیة اقتنائها لتزکی بها النفس، و أن تعلم الرذائل و کیفیة توقّیها لتطهّر عنها النفس. و إمّا علم بمصالح جماعة متشارکة فی المنزل کالولد و الوالد و المالک و المملوک و نحو ذلک و یسمّی تدبیر
______________________________
(1) الطبیعیة (م).
(2) الطبیعی (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 51
المنزل. و فی بعض الکتب و یسمّی علم تدبیر المنزل و الحکمة المنزلیة. و فائدتها أن تعلم المشارکة التی ینبغی أن تکون بین أهل منزل واحد لتنتظم بها المصلحة المنزلیة التی تهمّ بین زوج و زوجة، و مالک و مملوک، و والد و مولود. و إمّا علم بمصالح جماعة متشارکة فی المدینة «1» و یسمّی السیاسة المدنیة، بفتح المیم و الدّال المهملة لا بضمهما، سمّیت بها لحصول السیاسة المدنیة أی مالکیة الأمور المنسوبة إلی البلدة بسببها. و فی بعض الکتب و یسمّی علم السیاسة و الحکمة السیاسیة و الحکمة المدنیة و سیاسة الملک. و فائدتها أن تعلم کیفیة المشارکة التی بین أشخاص الناس لیتعاونوا علی مصالح الأبدان و مصالح بقاء نوع الإنسان.
و اعلم أنّ فائدة الحکمة الخلقیة عامة شاملة الجمیع أقسام الحکمة العملیة. ثم مبادئ هذه الثلاثة من جهة الشریعة و بها تتبیّن کمالات حدودها، أی بعض هذه الأمور معلومة من صاحب الشرع علی ما یدلّ علیه تقسیمهم الحکمة المدنیة إلی ما یتعلّق بالملک و السلطنة إذ لیس العلم بهما من عند صاحب الشرع، کذا ذکر السیّد السّند فی حواشی شرح حکمة العین «2».
و منهم من قسّم المدنیة إلی علم بمصالح جماعة متشارکة فی المدینة تتعلّق بالملک و السلطنة و یسمّی علم السیاسة، و إلی علم بمصالح مذکورة تتعلّق بالنبوّة و الشریعة و یسمّی علم النوامیس.
و تربیع القسمة لا یناقض التثلیث لدخول قسمین منها فی قسم واحد عند من یثلّث القسمة. قیل فی تربیع القسمة نظر، لأن التعلّق بالشریعة کما یجری فی المدینة «3» کذلک یجری فی الآخرین. فالوجه فی التقسیم علی هذا أن یقال کلّ واحد من الأقسام الثلاثة إمّا أن یعتبر تعلّقه بالشریعة أو لا، فالأقسام ستة حاصلة من ضرب الثلاثة فی الاثنین.
ثم اعلم أنّ موضوع الحکمة العملیة الأفعال الاختیاریة؛ فالمراد بقولهم علم بمصالح شخص أو جماعة أنه علم بأحوال أفعال اختیاریة صالحة تتعلّق بکل شخص أو جماعة. و فی الصدری «4» موضوع الحکمة العملیة النفس الإنسانیة من حیث اتصافها بالأخلاق و الملکات انتهی.
ثم توضیح الحصر فی الأقسام الثلاثة أنّ الأفعال الاختیاریة لا بدّ لها من غایة و فائدة، و تلک الفائدة عائدة إلی کمال القوّة العملیة للشخص، إما بالقیاس إلی نفسه أو إلی الاجتماع مع جماعة خاصة أو عامة. فالعلم بأحوال الأفعال بالقیاس إلی الأول تهذیب الأخلاق و بالقیاس إلی الثانی تدبیر المنزل و بالقیاس إلی الثالث السیاسة المدنیة. فلا یرد أنه یتداخل الأقسام إذا کان لفعل واحد فائدة راجعة إلی الکلّ. و لا یرد أیضا أن أکثر مباحث الحکمة الخلقیة غیر مخصوص بشخص بانفراده، بل یصلح لمصالح الجماعة. و لا یرد أیضا أنه یخرج عن الحکمة العملیة العلم بمصالح جماعة متشارکة فی غیر المنزل و المدینة کالقریة و أمثالها.
______________________________
(1) المدینة (م، ع).
(2) حاشیة علی شرح حکمة العین لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه/ 1413 م) علّق فیها علی شرح قطب الدین محمود بن مسعود الشیرازی (- 710 ه/ 1310 م) لحکمة العین. و حکمة العین متن مختصر فی الإلهی و الطبیعی نجم الدین أبی الحسن علی بن محمد الکاتبی القزوینی (- 675 ه/ 1277 م). کشف الظنون، 1/ 685
(3) المدینة (ع).
(4) الصدری، أو شرح وقایة الروایة فی مسائل الهدایة لصدر الشریعة الثانی عبید اللّه بن مسعود المحبوبی (- 750 ه/ 1349 م) و قد فرغ من وضعه سنة 743 ه/ 1342 م، و سمی الصدری لغلبة نعته علی شرحه حتی صار اسما للشرح.
کشف الظنون، 1/ 2021.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 52
و الحکمة النظریة أیضا ثلاثة أقسام لأنها إما علم بأحوال ما لا یفتقر فی الوجود الخارجی و التعقّل، أی الإدراک و الوجود الذهنی إلی المادّة کالإله، و یسمّی بالإلهی، إذ مسائلها منسوبة إلی.
الإله، و بالعلم الأعلی إذ لا یبحث فیه إلّا عن الربّ الأعلی و عن العقول و هی الملأ الأعلی، و أیضا لتنزّهه عن المادة و عوارضها التی هی مبدأ للنقصان، ألیق بهذا الاسم و بالفلسفة الأولی تسمیة للشی‌ء باسم سببه، إذ هذا العلم سبب للفلسفة؛ و هی فی اللغة الیونانیة التشبّه بحضرة واجب الوجود.
و توصیفها بالأولی لحصولها من العلّة الأولی و هی الإله، و بالعلم الکلیّ للعلم بالأمور العامة التی هی الکلیات الشاملة لجمیع الموجودات أو أکثرها. و بما بعد الطبیعة و قد یطلق علیه علی سبیل الندرة ما قبل الطبیعة أیضا، و ذلک لأن لمعلوماته قبلیة و تقدّما علی معلومات الحکمة الطبیعة «1» باعتبار الذات و العلیّة و الشرف، و بعدیة و تأخّرا باعتبار الوضع لکون المحسوسات أقرب إلینا، فسمّی بهما بالاعتبارین. و إمّا علم بأحوال ما یفتقر إلیها فی الوجود الخارجی دون التعقّل کالکرة، و یسمّی بالعلم الأوسط لتنزّهه عن المادة بوجه، و هو التعقّل، و بالریاضی لریاضة النفوس بهذا العلم أوّلا، إذ الحکماء کانوا یفتتحون به فی التعلّم، و بالتعلیمی لتعلیمهم به أولا، و لأنه یبحث فیه عن الجسم التعلیمی. و إمّا علم بأحوال ما یفتقر إلیها فی الوجود الخارجی و التعقل کالإنسان، و یسمّی بالعلم الأدنی لدناءته و خساسته من حیث الاحتیاج إلی المادة فی الوجودین، و بالعلم الأسفل و هو ظاهر، و بالطبعی «2» لأنه یبحث فیه عن الجسم من حیث اشتماله علی الطبیعة. و الحصر فی الأقسام الثلاثة استقرائی، إذ لم یجدوا موجودا فی الأعیان یکون مفتقرا إلی المادّة فی التعقّل دون الوجود الخارجی، فلا یکون العلم بأحواله من الحکمة. و منهم من ربّع القسمة فجعل ما لا یفتقر إلی المادّة قسمین: ما لا یقارنها مطلقا کالإله و العقول، و ما یقارنها لا علی وجه الافتقار، فسمّی العلم بأحوال الأول إلیها، و بأحوال الثانی علما کلیّا و الفلسفة الأولی، و لا منافاة بین هذین التقسیمین، کما أنه لا منافاة بین تقسیمی الحکمة العملیة. و یمکن أن یجعل ما یقارن المادة لا علی وجه الافتقار قسمین أحدهما ما یقارنها، و قد یفارقها کمباحث الأمور العامة، و ثانیهما ما یقارنها و لا یفارقها کمباحث الصورة. و لعلهم لم یعتبروا أفراد هذا القسم لقلة مباحثه. و مبادئ هذه الأقسام مستفادة من أرباب الشریعة علی سبیل التنبیه، و متصرفة علی تحصیلها بالکمال بالقوّة العقلیة علی سبیل الحجة.
اعلم أنّ أقسام الحکمة النظریة أصولا و فروعا مع أقسام المنطق علی ما یفهم من رسالة تقسیم الحکمة «3» للشیخ الرئیس أربعة و أربعون، و بدون أقسام المنطق خمسة و ثلاثون. فأصول الإلهی خمسة: الأول الأمور العامة. الثانی إثبات الواجب و ما یلیق به. الثالث إثبات الجواهر الروحانیة.
الرابع بیان ارتباط الأمور الأرضیة بالقوی السماویة. الخامس بیان نظام الممکنات، و فروعه قسمان: الأول البحث عن کیفیة الوحی و صیرورة المعقول محسوسا، و منه تعریف الإلهیات، و منه الروح الأمین. الثانی العلم بالمعاد الروحانی. و أصول الریاضی أربعة: الأول علم العدد. الثانی
______________________________
(1) الطبیعیة (م)، الطبعیة (ع).
(2) بالطبیعی (م).
(3) رسالة تقسیم الحکمة أو الرسالة فی اقسام العلوم العقلیة للشیخ الرئیس أبی علی الحسین … بن علی بن سینا (- 428 ه). نشر ضمن تسع رسائل فی الحکمة و الطبیعیات فی مطبعة الجوائب الآستانة 1298 ه. معجم المطبوعات العربیة 128- 129.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 53
علم الهندسة. الثالث علم الهیئة. الرابع علم التألیف الباحث عن أحوال النغمات. و یسمّی بالموسیقی. و فروعه ستة الأول علم الجمع و التفریق. الثانی علم الجبر و المقابلة. الثالث علم المساحة. الرابع علم جرّ الأثقال. الخامس علم الزیجات و التقاویم. السادس علم الأرغنوة، و هو اتخاذ الآلات الغریبة. و أصول الطبعی «1» ثمانیة: الأول العلم بأحوال الأمور العامة للأجسام.
الثانی العلم بأرکان العالم و حرکاتها و أماکنها المسمّی بعلم السماء و العالم. الثالث العلم بکون الأرکان و فسادها. الرابع العلم بالمرکبات الغیر التامة ککائنات الجوّ. الخامس العلم بأحوال المعادن. السادس العلم بالنفس النباتیة. السابع العلم بالنفس الحیوانیة. الثامن العلم بالنفس الناطقة. و فروعه سبعة الأول الطب. الثانی النجوم. الثالث علم الفراسة [و هو ما یستدلّ فیه من خلق رجل علی خلقه، یعنی من الشکل] «2». الرابع علم التعبیر. الخامس علم الطلسمات و هو مزج القوی السماویة بالقوی الأرضیة. السادس علم النیرنجات و هو مزج قوی الجواهر الأرضیة بعضها ببعض.
السابع علم الکیمیات و هو تبدیل قوی الأجرام المعدنیة بعضها ببعض. و أصول المنطق تسعة علی المشهور: الأول باب الکلیّات الخمس. الثانی باب التعریفات. الثالث باب التصدیقات. الرابع باب القیاس. الخامس البرهان. السادس الخطابة. السابع الجدل. الثامن المغالطة. التاسع الشعر.
هذا خلاصة ما فی العلمی حاشیة شرح هدایة الحکمة المیبدیة «3» و شرح حکمة العین و غیرهما.
اعلم أنّ موضوع الحکمة النظریة هو الموجود الذی لیس وجوده بقدرتنا و اختیارنا علی ما لا یخفی.

العلم الإلهی:

هو علم بأحوال ما لا یفتقر فی الوجودین، أی الخارجی و الذهنی، إلی المادة، و یسمّی أیضا بالعلم الأعلی و بالفلسفة الأولی و بالعلم الکلّی و بما بعد الطبیعة و بما قبل الطبیعة. و البحث فیه عن الکمیّات المتّصلة و الکیفیات المحسوسة و المختصّة بالکمیات و أمثالها، مما یفتقر إلی المادة فی الوجود الخارجی، استطرادی. و کذا البحث عن الصورة مع أن الصورة تحتاج إلی المادة فی التشکّل، کذا فی العلمی، و فی الصدری من الحکمة النظریة ما یتعلّق بأمور غیر مادیة مستغنیة القوام فی نحوی الوجود العینی و الذهنی عن اشتراط المادة کالإله الحق، و العقول الفعّالة، و الأقسام الأوّلیة للموجود کالواجب و الممکن و الواحد و الکثیر، و العلّة و المعلول و الکلّی و الجزئی، و غیر ذلک، فإن خالط شی‌ء منها المواد الجسمانیة فلا یکون علی سبیل الافتقار و الوجوب، و سمّوا هذا القسم العلم الأعلی، فمنه العلم الکلّی المشتمل علی تقاسیم الوجود المسمّی بالفلسفة الأولی، و منه الإلهی الذی هو فنّ من المفارقات. و موضوع هذین الفنین أعمّ الأشیاء و هو الموجود المطلق من حیث هو هو، انتهی. و أصول الإلهی و فروعه قد سبقت.
______________________________
(1) الطبیعی (م).
(2) ما بین المعقوفین (+ م).
(3) علی شرح هدایة الحکمة للقاضی میر حسین بن معین الدین المیبذی الحسینی (- 910 ه/ 1504 م) عدة حواش، أبرزها: حاشیة مصلح الدین محمد بن صلاح الدین اللاری (- 979 ه/ 1571 م) و حاشیة نصر اللّه بن محمد العمری المعروف بالخلخالی (- 946 ه/ 1539 م). و هدایة الحکمة متن فی المنطق لأثیر الدین مفضل بن عمر الأبهری (- 663 ه/ 1238 م) و علیه شروح کثیرة. کشف الظنون، 2/ 2028- 2029
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 54

العلم الریاضی:

اشارة

هو علم بأحوال ما یفتقر فی الوجود الخارجی دون التعقّل إلی المادة کالتربیع و التثلیث و التدویر و الکرویة و المخروطیة و العدد و خواصه، فإنها أمور تفتقر إلی المادة فی وجودها لا فی حدودها، و یسمّی أیضا بالعلم التعلیمی و بالعلم الأوسط و بالحکمة الوسطی کما مرّ. و أصوله أربعة علی ما مرّ أیضا، و ذلک لأن موضوعه الکمّ و هو إما متّصل أو منفصل. و المتّصل إمّا متحرّک أو ساکن، فالمتحرک هو الهیئة و الساکن هو الهندسة. و المنفصل إمّا أن یکون له نسبة تألیفیة أو لا، فالأول هو الموسیقی و الثانی هو الحساب. ثم إنه یرد علی التعریف أنّ العدد الذی هو موضوع علم الحساب لا یفتقر إلی المادة فی الوجود الخارجی أیضا، فإن المفارقات ذوات أعداد؛ و لذا عدّ صاحب الإشراق «1» الحساب من الإلهی فإن موضوعه و هو العدد من الأقسام الأولیة للموجود، لأن الموجود بما هو موجود صالح لأن یوصف بوحدة و کثرة من غیر أن یصیر ریاضیا أو طبعیا «2». و أیضا أنه یبحث فی الهیئة عن الأفلاک مع أنها محتاجة إلی المادة فی کلا الوجودین. و أجیب عن الأول بأنه إذا [کان] «3» یبحث عن العدد من حیث هو فی أذهان الناس و فی الموجودات المادیة فهو علم العدد و إلّا فلا. و فیه أنّ العدد المأخوذ بهذه الحیثیة لا ینفکّ فی کلا الوجودین من المادة. و دفعه بأن یراد بالمادّة المادّة المخصوصة کالذهب و الخشب و نحوهما علی ما تدلّ علیه عبارة الصدری من أنّ الریاضی علم بأمور مادیّة بحیث لا تحتاج فی فرضها موجودة إلی خصوص مادة و استعداد لا ینفع، و إلّا لزم دخول الطبعی «4» فی الریاضی، إذ موضوعه الجسم الطبعی و هو لا یفتقر «5» إلی مادة مخصوصة. و أجیب عن الثانی بأنّ البحث عن الأفلاک فی الحقیقة بحث عن الکرة التی لا تحتاج فی التعقّل إلی مادة مخصوصة و فیه ما مرّ. و لهذا قال صاحب الصدری: الأجود أن تقسم العلوم إلی ما موضوعه نفس الوجود و إلی ما لیس موضوعه نفس الوجود، فالأول العلم الإلهی، و الذی لیس موضوعه نفس الوجود إمّا أن یشترط فی فرض وقوعه صلوح مادة متخصصة الاستعداد أم لا. الاول الطبعی «6» و الثانی الریاضی. و هذه طریقة حسنة لا یلزم منها دخول الحساب فی الإلهی.

فائدة

قد اختلف قدماء الفلاسفة فی ترجیح أحد من الریاضی و الطبعی «7» علی الآخر فی الشرف و الفضل، و کلّ قد مال إلی طرف بحجج مذکورة فیما بینهم. و الحق أنّ الحکم بجزم فضیلة أحدهما علی الآخر غیر سدید، بل کلّ واحد أفضل من الآخر من وجه. فالطبعی «8» أفضل من الریاضی من
______________________________
(1) الإشراق لشهاب الدین أبی الفتح یحی بن حبش السهروردی المقتول (- 587 ه) و هی فلسفة کاملة تقوم علی الجمع بین الهللینیة و الاشراق الزرادشتی النورانی. من کتبه حکمة الاشراق و الالواح العمادیة و هیاکل النور … و فی جمع السهروردی بین فکرة النور الفارسیة و الفیض من الافلاطونیة المحدثة اخرج مذهبا خاصا.
(2) طبیعیا (م).
(3) [کان] (- ک، ع) (+ م).
(4) الطبیعی (م).
(5) و الالزام … و هو لا یفتقر (- م).
(6) الطبیعی (م، ع)
(7) الطبیعی (م، ع).
(8) الطبیعی (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 55
جهة أنّ موضوعه جسم طبعی «1» و هو جوهر، و الریاضی موضوعه کمّ و هو عرض، و الجوهر أشرف من العرض. و أیضا الطبعی «2» فی الأغلب معطی اللّمّ و الریاضی الإنّ، و معطی اللّم أفضل، و أیضا هو یشتمل علی علم النفس و هو أمّ الحکمة و أصل الفضائل. و الریاضی أفضل من الطبعی «3» من جهة أنّ الأحوال الوهمیة و الخیالیة غیر متناهیة القسمة، فهناک لا تقف عند حدّ، فهو أفضل مما هو محصور بین الحواصر؛ و أیضا الأمور الریاضیة أصفی و ألطف و ألذّ و أتمّ عن «4» الأمور المکدرة الجسمانیة، و أیضا یقلّ التشویش و الغلط فی براهینه العددیة و الهندسیة بخلاف الطبعی «5»، بل الإلهی؛ و من أجل ذلک قیل إدراک الإلهی و الطبعی «6» من جهة ما هو أشبه و أحری لا بالیقین، کذا فی الصدری.

العلم الطبعی:

«7»
و یسمّی أیضا بالعلم الأدنی و بالعلم الأسفل، و هو علم بأحوال ما یفتقر إلی المادة فی الوجودین و تحقیقه قد سبق. و موضوعه الجسم الطبعی «8» من حیث أن «9» یستعد للحرکة و السکون. و فی إرشاد القاصد للشیخ شمس الدین الأکفانی العلم الطبعی «10» و هو علم یبحث فیه عن أحوال الجسم المحسوس من حیث هو معرّض للتغیّر فی الأحوال و الثبات فیها، فالجسم من هذه الحیثیة موضوعه.
و أما العلوم التی تتفرّع علیه و تنشأ منه فهی عشرة: علم الطب و علم البیطرة و علم البیزرة «11» و علم الفراسة و علم تعبیر الرؤیا و علم أحکام النجوم و علم السحر و علم الطلسمات و علم السیمیا و علم الکیمیاء و علم الفلاحة، و ذلک لأن نظره إمّا یکون فیما یتفرّع علی الجسم البسیط أو الجسم المرکّب أو ما یعمهما. و الأجسام البسیطة إمّا الفلکیة فأحکام النجوم و إمّا العنصریة فالطلسمات. و الأجسام المرکّبة إمّا ما لا یلزمه مزاج و هو علم السیمیا و ما یلزمه مزاج، فإمّا بغیر ذی نفس فالکیمیا أو بذی نفس، فإمّا غیر مدرکة فالفلاحة و إمّا مدرکة، فإمّا لها مع ذلک أن یعقل أو لا، الثانی البیطرة و البیزرة و ما یجری مجراهما، و الذی بذی النفس العاقلة هو الإنسان، و ذلک إمّا فی حفظ صحته و استرجاعها و هو الطبّ أو أحواله الظاهرة الدالة علی أحواله الباطنة و هو الفراسة، أو أحوال نفسه حال غیبته عن حسّه و هو تعبیر الرؤیا. و العام للبسیط و المرکّب السحر، فلنذکر هذه العلوم علی النهج المتقدم.
______________________________
(1) الطبیعی (م، ع).
(2) الطبیعی (م، ع).
(3) الطبیعی (م، ع).
(4) من (م، ع).
(5) الطبیعی (م، ع).
(6) الطبیعی (م، ع).
(7) الطبیعی (م، ع).
(8) الطبیعی (م، ع).
(9) أن (- م).
(10) الطبیعی (م، ع).
(11) علم البیزرة، علم یبحث عن أحوال الجوارح من الحیوان من حیث حفظ صحتها، و إزالة مرضها، و معرفة العلامات الدالة علی قوتها من الصید و ضعفها فیه.
کشف الظنون 1/ 265 و مفتاح السعادة لطاش کبری‌زاده 1/ 331.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 56

علم الطب:

و هو علم یبحث فیه عن بدن الإنسان من جهة ما یصح و یمرض لالتماس حفظ الصحة و إزالة المرض. و موضوعه بدن الإنسان و ما یشتمل علیه من الأرکان و الأمزجة و الأخلاط و الأعضاء و الأرواح و القوی و الأفعال، و أحواله من الصحة و المرض، و أسبابها من المأکل و المشرب، و الأهویة المحیطة بالأبدان و الحرکات و السکنات و الاستفراغات و الاحتقانات و الصناعات و العادات و الواردات الغریبة، و العلامات الدالة علی أحواله من ضرر أفعاله، و حالات بدنه و ما یبرز منه و التدبیر بالمطاعم و المشارب و اختیار الهواء و تقدیر الحرکة و السکون و الأدویة البسیطة و المرکّبة و أعمال الید لغرض حفظ الصحة و علاج الأمراض بحسب الإمکان و سیجی‌ء تفصیله.

علم البیطرة و البیزرة:

الحال فیه بالنسبة إلی هذه الحیوانات کالحال فی الطبّ بالنسبة إلی الإنسان، و عنی بالخیل «1» دون غیرها من الأنعام لمنفعتها للإنسان فی الطلب و الهرب و محاربة الأعداء و جمال صورها و حسن أدوانها، و عنی بالجوارح «2» أیضا لمنفعتها و أدبها فی الصید و إمساکه.

علم الفراسة:

و هو علم تتعرّف منه أخلاق الإنسان من هیئته و مزاجه و توابعه، و حاصله الاستدلال بالخلق الظاهر علی الخلق الباطن، و یجی‌ء فی الفراسة.

علم تعبیر الرؤیا:

و هو علم یتعرّف منه الاستدلال من المتخیّلات الحلمیّة علی ما شاهدته النفس حالة النوم من عالم الغیب، فخیّلته القوة المتخیّلة مثالا یدلّ علیه فی عالم الشهادة، و قد جاء أن الرؤیا الصالحة [جزء] «3» من ستة و أربعین جزءا من النبوّة، و هذه النسبة تعرفها من مدة الرسالة و مدة الوحی قبلها مناما، و ربما طابقت الرؤیا مدلولها دون تأویل، و ربما اتصل الخیال بالحسّ کالاحتلام، و یختلف مأخذ التأویل بحسب الأشخاص و أحوالهم. و منفعته البشری بما یرد علی الإنسان من خیر و الإنذار بما یتوقّعه من شرّ، و الاطلاع علی الحوادث فی العالم قبل وقوعها، و یجی‌ء تفصیله فی لفظ الرؤیا.

علم أحکام النجوم:

و هو علم یتعرّف منه الاستدلال بالتشکّلات الفلکیة علی الحوادث السفلیة، و یجی‌ء فی لفظ النجوم أیضا.
______________________________
(1) به الخیل (ع).
(2) به الجوارح (ع).
(3) جزء (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 57

علم السحر:

و هو علم یستفاد منه حصول ملکة نفسانیة یقتدر بها علی أفعال غریبة بأشیاء خفیة. و منفعته أن یعلم لیحذر لا لیعمل، و لا نزاع فی تحریم عمله. أمّا مجرّد علمه فظاهر الإباحة، بل قد ذهب بعضهم إلی أنه فرض کفایة لجواز ظهور ساحر یدّعی النبوّة فیکون فی الأمة من یکشفه و یقطعه، و یجی‌ء فی لفظ السحر «1».

علم الطلسمات:

و هو علم یتعرّف منه کیفیة تمزج «2» القوی العالیة الفعّالة بالقوی السافلة المنفعلة لیحدث عنها فعل غریب فی عالم الکون و الفساد، و یجی‌ء فی لفظ الطلسم.

علم السیمیا:

و هو قد یطلق علی غیر الحقیقی من السحر و هو الأشهر، و حاصله إحداث مثالات خیالیة لا وجود لها فی الحسّ، و قد یطلق علی إیجاد تلک المثالات بصورها فی الحسّ و تکون صورا فی جوهر الهواء، و سبب سرعة زوالها «3» سرعة تغیّر جوهر الهواء؛ و لفظة سیمیا عبرانی معرّب أصله سیم یه، و معناه اسم اللّه، و یجی‌ء فی الفن الثانی «4».

علم الکیمیاء:

و هو علم یراد به سلب الجواهر المعدنیة خواصّها و إفادتها خواصّا لم تکن لها، و الاعتماد فیه علی الفلزّات کلّها، مشترکة فی النوعیة، و الاختلاف الظاهر بینها إنما هو باعتبار أمور عرضیة یجوز انتقالها، و یجی‌ء فی الفن الثانی.

علم الفلاحة:

و هو علم تتعرف منه کیفیة تدبیر النبات من بدء کونه إلی تمام نشوئه، و هذا التدبیر إنما هو بإصلاح الأرض بالماء و بما یخلخلها و یحمیها کالسّماد و الرّماد و نحوه، مع مراعاة الأهویة، فیختلف باختلاف الأماکن، انتهی.

علم العدد

هو من أصول الریاضی و یسمّی بعلم الحساب أیضا و هو نوعان: نظری و هو علم یبحث فیه عن «5»
______________________________
(1) الساحر (م).
(2) تمازج (م).
(3) زوالها (- م).
(4) أی أن المؤلف قد عرض لهذا الأمر فی القسم المتعلق بالألفاظ الأعجمیة (الفارسیة) و الذی عبّر عنه بالفن الثانی و ستأتی ترجمته عقب الانتهاء من القسم الأول الذی نحن بصدده.
أما نحن فی التحقیق فقد أدخلناه ضمن الترتیب الالفبائی کل لفظ بحسب تسلسل حروفه مع مصطلحات الفن الاول کلا واحدا مجموعا و منتظما.
(5) عند (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 58
ثبوت الأعراض الذاتیة للعدد و سلبها عنه، و هو المسمّی بأرتماطیقی، و تشتمل علیه المقالات الثلاث: السابعة و الثامنة و التاسعة من کتاب الأصول «1»، و موضوعه العدد مطلقا. و عملی و هو علم تعرف به طرق استخراج المجهولات العددیة من المعلومات العددیة. و المراد بالمجهولات العددیة مجهولات لها نسبة إلی العدد، نسبة الجزئی إلی الکلّی، أی مجهولات هی من أفراد العدد، و کذا الحال فی المعلومات العددیة، مثلا فی الضرب المضروب و المضروب فیه معلومان، و منهما یستخرج الحاصل الذی هو عدد مجهول بالطریق المعیّن، و کذا فی سائر الأعمال. فهو علم تعرف به الطرق التی یستخرج بها عدد مجهول من عدد معلوم. و قید من المعلومات العددیة احتراز عمّا إذا استخرج المجهول العددی بغیر علم الحساب، کاستخراج عدد الدراهم من علم الرّمل، و لا یخرج عنه علم المساحة لأنها علم بطرق استخراج المجهولات المقداریة من حیث عروض العدد لها، فیئول إلی المجهولات العددیة عند التأمّل.
ثم اعلم أن الحساب العملی نوعان: أحدهما هوائی تستخرج منه المجهولات العددیة بلا استعمال الجوارح، کالقواعد المذکورة فی کتاب البهائیة «2»، و ثانیهما غیر هوائی و هو المسمّی بالتّخت و التراب یحتاج إلی استعمال الجوارح کالشّبکة و ضرب المحاذاة. ثم النظری و العملی هاهنا بمعنی ما لا یتعلق بکیفیة العمل و ما یتعلق بها. فتسمیة النوع الأول بالنظری ظاهرة، و کذا تسمیة القسم الثانی من النوع الثانی بالعملی. و أما تسمیة القسم الأول منه بالعملی فعلی تشبیه الحرکات الفکریة بالحرکات الصّادرة عن الجوارح، أو یقال المراد بالعمل فی تعریفی النظری و العملی أعمّ من العمل الذهنی و الخارجی کما مرّ. و اعلم أیضا أنّ لاستخراج المجهولات العددیة من معلوماتها طرقا مختلفة و هی إمّا محتاجة إلی فرض المجهول شیئا و هو الجبر و المقابلة، و إمّا غیر محتاجة إلیه و هو علم المفتوحات و هی کمقدمات الحساب التی سوی المساحة، أو مما یحصل ببعض من تلک المقدمات و استعانة بعض القوانین من النسبة و هو شامل لمسألة الخطائین أیضا. و موضوعه العدد مطلقا کما هو المشهور. و التحقیق أنّ موضوعه العدد المعلوم تتعقل عوارضه من حیث إنه کیف یمکن التأدّی منه إلی بعض عوارضه المجهولة. و أما العدد المطلق فإنما هو موضوع علم الحساب النظری، هذا کله خلاصة ما فی شرح خلاصة الحساب «3».

علم الهندسة:

هو من أصول الریاضی، و هو علم یبحث فیه عن أحوال المقادیر من حیث التقدیر علی ما فی شرح أشکال التأسیس. فقوله من حیث التقدیر أی لا من حیث کون المقدار موجودا أو معدوما،
______________________________
(1) الأصول (لأقلیدس). ثم تحریر أصول الهندسة لاقلیدس، لنصیر الدین أبی جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسی (- 672 ه)، روما، 1594 م و کلکوتا 1824 م فی 180 صفحة. کشف الظنون 357، معجم المطبوعات العربیة 1251، اکتفاء القنوع 238.
(2) البهائیة أو خلاصة الحساب و الهندسة، لبهاء الدین محمد بن الحسین بن عبد الصمد الحارثی البهائی (- 1030 ه).
معجم المطبوعات العربیة 1263،GALS،II، 595.
(3) شرح خلاصة الحساب و الهندسة لبهاء الدین محمد بن حسن بن عبد الصمد الحارثی البهائی (- 1030 ه)، کلکوتا 1812. معجم المطبوعات العربیة 1263.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 59
عرضا أو جوهرا، و نحو ذلک. و الهندسة معرّب [اندازه] «1»، فأبدلت الألف الأولی بالهاء و الزاء بالسین و حذفت الألف الثانیة فصار هندسة. و وجه التسمیة ظاهر. و موضوعه المقدار الذی هو الکمّ المتصل من حیث التقدیر. و فی إرشاد القاصد للشیخ شمس الدین: الهندسة و هو علم تعرف به أحوال المقادیر و لواحقها و أوضاع بعضها عند بعض، و نسبها و خواصّ أشکالها، و الطرق إلی عمل ما سبیله أن یعمل بها، و استخراج ما یحتاج إلی استخراجه بالبراهین الیقینیة. و موضوعه المقادیر المطلقة أعنی الجسم التعلیمی و السطح و الخطّ و لواحقها من الزاویة و النقطة و الشکل. و أما العلوم المتفرعة علیه فهی عشرة: علم عقود الأبنیة، و علم المناظر، و علم المرایا المحرفة، و علم مراکز الأثقال، و علم المساحة، و علم إنباط «2» المیاه، و علم جرّ الأثقال، و علم البنکامات، و علم الآلات الحربیة، و علم الآلات الروحانیة، و ذلک لأنه إما یبحث عن إیجاد ما یتبرهن علیه فی الأصول الکلیة بالفعل، أو لا، و الثانی إمّا یبحث عما ینظر إلیه، أو لا، الثانی علم عقود الأبنیة، و الباحث عن المنظور إلیه إن اختص بانعکاس الأشعّة فهو علم المرایا المحرفة، و إلّا فهو علم المناظر، و أمّا الأول و هو ما یبحث عن إیجاد المطلوب من الأصول الکلیة بالفعل فإمّا من جهة تقدیرها أو لا، و الأول منهما إن اختص بالثقل فهو علم مراکز الأثقال و إلّا فهو علم المساحة، و الثانی منهما فإمّا إیجاد الآلات، أو لا، الثانی علم إنباط «3» المیاه، و الآلات، إمّا تقدیریة، أو لا، و التقدیریة إمّا ثقیلة و هو جرّ الأثقال، أو زمانیة و هو علم البنکامات، و التی لیست تقدیریة فإمّا حربیة، أو لا، الثانی علم الآلات الروحانیة، و الأول علم الآلات الحربیة، فلنرسم هذه العلوم علی الرسم المتقدم.

علم عقود الأبنیة:

و هو علم تتعرّف منه أحوال أوضاع الأبنیة و کیفیة شق الأنهار و تنقیة القنی و سدّ البثوق «4» و تنضید المساکن، و منفعته عظیمة فی عمارة المدن و القلاع و المنازل و فی الفلاحة.

علم المناظر:

و هو علم تتعرّف منه أحوال المبصرات فی کمیتها و کیفیتها باعتبار قربها و بعدها عن المناظر، و اختلاف أشکالها و أوضاعها، و ما یتوسّط بین المناظر و المبصرات و علل ذلک. و منفعته معرفة ما یغلط فیه البصر عن أحوال المبصرات، و یستعان به علی مساحة الأجرام البعیدة و المرایا المحرفة أیضا.

علم المرایا المحرّفة:

و هو علم تتعرّف منه أحوال الخطوط الشعاعیّة المنعطفة و المنعکسة و المنکسرة، و مواقعها
______________________________
(1) کلمة فارسیة تعنی الهندسة حوّرت عربیا إلی هندسة.
(2) استنباط (م، ع).
(3) استنباط (م، ع).
(4) البثوق: البثق: کسرک شط النهر لینشق الماء …
و بثق شقّ النهر یبثقه بثقا کسره لینبعث ماؤه. (لسان العرب مادة بثق) إذا هو حفر الاقنیة لتفجیر الماء فیها و تسییله من النهر إلی السهول المحیطة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 60
و زوایاها و مراجعها، و کیفیة عمل المرایا المحرّفة بانعکاس أشعّة الشمس عنها و نصبها و محاذاتها، و منفعته بلیغة فی محاصرات المدن و القلاع.

علم مراکز الأثقال:

و هو علم تتعرّف منه کیفیة استخراج مرکز ثقل الجسم المحمول، و المراد بمرکز الثقل حدّ فی الجسم عنده یتعادل بالنسبة إلی الحامل، و منفعته کیفیة معادلة الأجسام العظیمة بما هو دونها لتوسّط المسافة.

علم المساحة:

و هو علم تتعرّف منه مقادیر الخطوط و السطوح و الأجسام، و ما یقدرها من الخطّ و المربع و المکعّب، و منفعته جلیلة فی أمر الخراج و قسمة الأرضین و تقدیر المساکن و غیرها.

علم إنباط المیاه:

«1»
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 60 علم إنباط المیاه: … ص: 60
هو علم تتعرّف منه کیفیة استخراج المیاه الکامنة فی الأرض و إظهارها، و منفعته إحیاء الأرضین المیتة و إفلاحها.

علم جر الأثقال:

و هو علم تتبیّن منه کیفیة إیجاد الآلات الثقیلة، و منفعته نقل الثّقل العظیم بالقوّة الیسیرة.

علم البنکامات:

و هو علم تتبین منه کیفیة إیجاد الآلات المقدّرة للزمان، و منفعته معرفة أوقات العبادات و استخراج الطوالع من الکواکب و أجزاء فلک البروج.

علم الآلات الحربیة:

و هو علم تتبین منه کیفیة إیجاد الآلات الحربیة کالمجانیق و غیرها، و منفعته شدیدة العنا «2» فی دفع الأعداء و حمایة المدن.

علم الآلات الروحانیة:

و هو علم تتبین منه کیفیة إیجاد الآلات المرتّبة علی ضرورة عدم الخلاء و نحوها من آلات الشراب و غیرها، و منفعته ارتیاض النفس بغرائب هذه الآلات، انتهی.
______________________________
(1) استنباط (م، ع).
(2) الغناء (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 61

علم الهیئة:

اشارة

هو من أصول الریاضی و هو علم یبحث فیه عن أحوال الأجرام البسیطة العلویّة و السفلیّة من حیث الکمیّة و الکیفیة و الوضع و الحرکة اللازمة لها و ما یلزم منها. فالکمیة إمّا منفصلة کأعداد الأفلاک، و بعض الکواکب دون أعداد العناصر فإنها مأخوذة من الطبعیات «1»، و إمّا متّصلة کمقادیر الأجرام و الأبعاد و الیوم و أجزائه، و ما یترکّب منها. و أمّا الکیفیة فکالشّکل إذ تتبین فیه استدارة هذه الأجسام، و کلون الکواکب وضوئها. و أمّا الوضع فکقرب الکواکب و بعدها عن دائرة معینة و انتصاب دائرة و میلانها بالنسبة إلی سمت رءوس سکان الأقالیم و حیلولة الأرض بین النیرین، و القمر بین الشمس و الإبصار و نحو ذلک. و أما الحرکة فالمبحوث عنه فی هذا الفن منها هو قدرها و جهتها. و أمّا البحث عن أصل الحرکة و إثباتها للأفلاک فمن الطبعیات «2». و المراد باللازمة الدائمة علی زعمهم و هی حرکات الأفلاک و الکواکب، و احترز بها عن حرکات العناصر کالریاح و الأمواج و الزلازل، فإن البحث عنها من الطبعیات «3». و أما حرکة الأرض من المغرب إلی المشرق و حرکة الهواء بمشایعتها و حرکة النار بمشایعة الفلک، فممّا لم یثبت، و لو ثبت فلا یبعد أن یجعل البحث عنها من حیث القدر و الجهة من مسائل الهیئة. و المراد بما یلزم من الحرکة الرجوع و الاستقامة و الوقوف و التعدیلات، و یندرج فیه بعض الأوضاع. و لم یذکر صاحب التذکرة «4» هذا القید، أعنی قید ما یلزم منها، و الظاهر أنّه لا حاجة إلیه. و الغرض من قید الحیثیة الاحتراز عن علم السماء و العالم، فإن موضوعه البسائط المذکورة أیضا، لکن یبحث فیه عنها لا عن «5» الحیثیة المذکورة، بل من حیث طبائعها و مواضعها و الحکمة فی ترتیبها و نضدها و حرکاتها لا باعتبار القدر و الجهة.
و بالجملة فموضوع الهیئة الجسم البسیط من حیث إمکان عروض الأشکال و الحرکات المخصوصة و نحوها، و موضوع علم السماء و العالم الذی هو من أقسام الطبعی «6» الجسم البسیط أیضا، لکن من حیث إمکان عروض التغیّر و الثبات. و إنما زید لفظ الإمکان إشارة إلی أنّ ما هو من جزء الموضوع إمکان العروض، لا العروض بالفعل الذی هو المحمول، فإن ما یکون جزء الموضوع ینبغی أن یکون مسلّم الثبوت، و هو إمکان العروض لا العروض بالفعل.
و قیل موضوع کل من العلمین الجسم البسیط من حیث إمکان عروض الأشکال و الحرکات و التمایز بینهما، إنما هو بالبرهان، فإن أثبت المطلوب بالبرهان الإنّی یکون من الهیئة، و إن أثبت بالبرهان اللّمّی یکون من علم السماء و العالم؛ فإنّ تمایز العلوم کما یکون بتمایز الموضوعات کذلک قد یقع بالمحمولات. و القول بأن التمایز فی العلوم إنما هو بالموضوع فأمر لم یثبت بالدلیل، بل هو مجرد رعایة مناسبة.
اعلم أنّ الناظر فی حرکات الکواکب و ضبطها و إقامة البراهین علی أحوالها یکفیه الاقتصار علی
______________________________
(1) الطبیعیات (م، ع).
(2) الطبیعیات (م، ع).
(3) الطبیعیات (م، ع).
(4) التذکرة النصیریة فی الهیئة لنصیر الدین محمد بن محمد الطوسی (- 672 ه/ 1273 م). کشف الظنون 1/ 391
(5) من (م).
(6) الطبیعی (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 62
اعتبار الدوائر، و یسمّی ذلک هیئة غیر مجسّمة. و من أراد تصوّر مبادئ تلک الحرکات علی الوجه المطابق لقواعد الحکمة فعلیه تصوّر الکرّات علی وجه تظهر حرکات مراکز الکواکب و ما یجزی مجراها فی مناطقها، و یسمّی ذلک هیئة مجسّمة؛ و إطلاق العلم علی المجسّمة مجاز. و لهذا قال صاحب التذکرة: إنها لیست بعلم تام لأنّ العلم هو التصدیق بالمسائل علی وجه البرهان، فإذا لم یورد بالبرهان یکون حکایة للمسائل المثبتة بالبرهان فی موضع آخر. هذا کله خلاصة ما ذکره عبد العلی البرجندی فی حواشی شرح الملخص «1».

فائدة

المذکور فی علم الهیئة لیس مبنیا علی المقدمات الطبیعیة و الإلهیة و ما جرت به العادة من تصدیر المصنفین کتبهم بها، إنما هو بطریق المتابعة للفلاسفة و لیس ذلک أمرا واجبا، بل یمکن إثباته من غیر ملاحظة الابتناء علیها، فإنّ المذکور فیه بعضه مقدمات «2» هندسیة لا یتطرّق إلیها شبهة، مثلا مشاهدة التشکّلات البدریة و الهلالیة علی الوجه المرصود توجب الیقین بأن نور القمر مستفاد من نور الشمس، و بعضه مقدمات یحکم بها العقل بحسب الأخذ لما هو الألیق و الأحری کما یقولون إن محدّب الحامل یماس محدّب الممثل علی نقطة مشترکة، و کذا مقعّره بمقعّره، و لا مستند لهم، غیر أن الأولی أن لا یکون فی الفلکیات فصل لا یحتاج إلیه، و کذا الحال فی أعداد الأفلاک من أنها تسعة، و بعضه مقدمات یذکرونها علی سبیل التردّد دون الجزم، کما یقولون إنّ اختلاف حرکة الشمس بالسرعة و البطوء إمّا بناء علی أصل الخارج أو علی أصل التدویر من غیر جزم بأحدهما، فظهر أنّ ما قیل من أنّ إثبات مسائل هذا الفن مبنی علی أصول فاسدة مأخوذة من الفلاسفة من نفی القادر المختار و عدم تجویز الخرق و الالتئام علی الأفلاک و غیر ذلک لیس بشی‌ء، و منشئوه عدم الاطلاع علی مسائل هذا الفن و دلائله، و ذلک لأن مشاهدة التشکّلات البدریة و الهلالیة علی الوجه المرصود توجب الیقین بأنّ نور القمر حاصل من نور الشمس، و أنّ الخسوف إنما هو بسبب حیلولة الأرض بین النیرین، و الکسوف إنما هو بسبب حیلولة القمر بین الشمس و البصر، مع القول بثبوت القادر المختار و نفی تلک الأصول المذکورة؛ فإن ثبوت «3» القادر المختار و انتفاء تلک الأصول لا ینفیان أن یکون الحال ما ذکر. غایة الأمر أنهما یجوّزان الاحتمالات الأخر، مثلا علی تقدیر ثبوت القادر المختار یجوز أن یسوّد القادر بحسب إرادته و ینوّر وجه القمر علی ما یشاهد من التشکّلات البدریة و الهلالیة.
و أیضا یجوز علی تقدیر الاختلاف فی حرکات الفلکیات و سائر أحوالها أن یکون أحد نصفی کلّ من النیرین مضیئا و الآخر مظلما، و یتحرک النّیران علی مرکزیهما بحیث یصیر وجهاهما المظلمان مواجهین لنا فی حالتی الخسوف و الکسوف، إمّا بالعام إذا کانا تامین أو بالبعض إن کانا ناقصین.
و علی هذا القیاس حال التشکّلات البدریة و الهلالیة، لکنّا نجزم مع قیام الاحتمالات المذکورة أنّ
______________________________
(1) حاشیة شرح الملخص لعبد العلی بن محمد بن حسین البرجندی (- 932 ه/ 1525 م) علق فیها علی شرح الملخص لموسی بن محمد بن محمود المعروف بقاضی‌زاده (- 815 ه/ 1412 م). و الملخص کتاب فی الهیئة لمحمود بن محمد الجغمینی الخوارزمی فرغ من تألیفه سنة 808 ه/ 1405 م. طبع فی لکنا و سنة 1290 ه/ 1873 م. کشف الظنون، 2/ 1819- 1820؛ معجم المطبوعات العربیة، 1489.
(2) مقامات (ع).
(3) ثبوت (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 63
الحال علی ما ذکر من استفادة القمر النور من الشمس، و أن الخسوف و الکسوف بسبب الحیلولة، و مثل هذا الاحتمال قائم فی العلوم العادیة و التجربیة «1» أیضا، بل فی جمیع الضروریات، مع أن القادر المختار یجوز أن یجعلها کذلک بحسب إرادته؛ بل علی تقدیر أن یکون المبدأ موجبا یجوز أن یتحقق وضع غریب من «2» الأوضاع الفلکیة، فیقتضی ظهور ذلک الأمر الغریب علی مذهب القائلین بالإیجاب من استناد الحوادث إلی الأوضاع الفلکیة، و غیر ذلک مما هو مذکور فی شبه القادحین فی الضروریات. و لو سلم أنّ إثبات مسائل هذا الفن یتوقّف علی تلک الأصول الفاسدة فلا شک أنه إنما یکون ذلک إذا ادّعی أصحاب هذا الفن أنه لا یمکن إلّا علی الوجه الذی ذکرنا. أمّا إذا کان دعواهم أنه یمکن أن یکون علی ذلک الوجه و یمکن أن یکون علی الوجوه الأخر، فلا یتصوّر التوقف حینئذ، و کفی بهم فضلا أنهم تخیّلوا من الوجوه الممکنة ما تنضبط به أحوال تلک الکواکب مع کثرة اختلافاتها علی وجه تیسّر لهم أن یعیّنوا مواضع تلک الکواکب و اتصالات بعضها ببعض فی کل وقت أرادوا، بحیث یطابق الحسّ و العیان مطابقة تتحیّر فیها العقول و الأذهان، کذا فی شرح التجرید.
و هکذا یستفاد من شرح المواقف فی موقف الجواهر فی آخر بیان محدد الجهات. و فی إرشاد القاصد [علم] «3» الهیئة و هو علم تعرف به أحوال الأجرام البسیطة العلویة و السفلیة و أشکالها و أوضاعها و أبعاد ما بینها، و حرکات الأفلاک و الکواکب و مقادیرها. و موضوعه الأجسام المذکورة من حیث کمیتها و أوضاعها و حرکاتها اللازمة لها.
و أما العلوم المتفرعة علیه فهی خمسة: علم الزیجات، و علم المواقیت، و علم کیفیة الأرصاد، و علم تسطیح الکرات و الآلات الحادثة عنه، و علم الآلات الظلیّة؛ و ذلک لأنه إمّا أن یبحث عن إیجاد ما تبرهن بالفعل، أو لا، الثانی کیفیة الأرصاد، و الأول إمّا حساب الأعمال أو التوصّل إلی معرفتها بالآلات، فالأول منهما إن اختصّ بالکواکب المجرّدة فهو علم الزیجات و التقاویم، و إلّا فهو علم المواقیت، و الآلات إمّا شعاعیة أو ظلّیة، فإن کانت شعاعیة فهو علم تسطیح الکرة، و إن کانت ظلیّة فعلم الآلات الظلیّة، فلنرسم هذه العلوم کما تقدم.

علم الزیجات و التقاویم:

علم تتعرّف منه مقادیر حرکات الکواکب السیّارة منتزعا من الأصول الکلیة. و منفعته معرفة موضع کلّ واحد من الکواکب السبعة بالنسبة إلی فلکه و إلی فلک البروج، و انتقالاتها و رجوعها و استقامتها و تشریقها و تغریبها و ظهورها و اختفائها فی کل زمان و مکان، و ما أشبه ذلک من اتصال بعضها ببعض، و کسوف الشمس و خسوف القمر و ما یجری هذا المجری.

علم المواقیت:

و هو علم تتعرّف منه أزمنة الأیام و اللیالی و أحوالها و کیفیة التوصّل إلیها. و منفعته معرفة أوقات العبادات و توخّی جهتها، و الطوالع و المطالع من أجزاء البروج، و الکواکب الثابتة التی منها منازل القمر، و مقادیر الظلال و الارتفاعات، و انحراف البلدان بعضها عن بعض و سموتها.
______________________________
(1) التجریبیة (م).
(2) مع (ع).
(3) علم (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 64

علم کیفیة الأرصاد:

و هو علم تتعرّف منه کیفیة تحصیل مقادیر الحرکات الفلکیة و التوصل إلیها بالآلات الرصدیة.
و منفعته علم الهیئة و حصول عمله بالفعل.

علم تسطیح الکرة:

و هو علم تتعرّف منه کیفیة إیجاد الآلات الشّعاعیة. و منفعته الارتیاض بعلم هذه الآلات و عملها، و کیفیة انتزاعها من أمور ذهنیة مطابقة للأوضاع الخارجیة و التوصل بها إلی استخراج المطالب الفلکیة.

علم الآلات الظلیة:

و هو علم تتعرّف منه مقادیر ظلال المقایس و أحوالها و الخطوط التی سمتها أطرافها. و منفعته معرفة ساعات النهار بهذه الآلات. و هذه الآلات کالبسائط و القائمات و المائلات من الرخامات و نحوها، انتهی.

علم السماء و العالم:

هو من أصول الطبعی «1»، و هو علم یبحث فیه عن أحوال الأجسام التی هی أرکان العالم و هی السموات و ما فیها، و العناصر الأربعة من حیث طبائعها و حرکاتها و مواضعها، و تعرف «2» الحکمة فی صنعها و ترتیبها. و موضوعه الجسم المحسوس من حیث هو معرّض للتغیّر فی الأحوال و الثبات فیها، و یبحث فیه عما یعرض له من حیث هو کذلک، کذا فی التلویح. و قید الحیثیة احتراز عن علم الهیئة. و موضوعها کما مرّ.

علم الطبّ:

هو من فروع الطبعی «3» و هو علم بقوانین تتعرف منها أحوال أبدان الإنسان من جهة الصحة و عدمها، لتحفظ حاصلة و تحصّل غیر حاصلة ما أمکن. و فوائد القیود ظاهرة، فإنّ العلم جنس، و قولنا تتعرّف الخ فصل یخرج ما لا تتعرّف منه أحوال بدنه کالهیئة و غیرها. و قولنا من جهة الصحة و عدمها یخرج العلم الذی تعرف منه أحوال بدنه لا من الجهتین کعلم الأخلاق و الکلام. و قولنا لتحفظ الخ بیان لغایة الطبّ لا للاحتراز. ثم إن هذا أولی ممّن قال من جهة ما یصح و یزول عنه الصحة فإنه یرد علیه أنّ الجنین الغیر الصحیح من أول الفطرة لا یصلح علیه أنه زال عن الصحة أو صحته زائلة، کذا فی السدیدی شرح الموجز «4». فالمراد بالعلم هاهنا التصدیق بالمسائل و یمکن أن
______________________________
(1) الطبیعی (م).
(2) و تعریف (م).
(3) الطبیعی (ع، م).
(4) السدیدی فی شرح الموجز أو الشرح المغنی لسدید الدین الکازرونی من علماء القرن الثامن الهجری شرح فیه کتاب موجز القانون فی الطب لعلاء الدین بن أبی الحزم القرشی المعروف بابن النفیس، (- 687 ه/ 1288 م) طبع فی کلکوتا، 1249 ه/ 1833 م. معجم المطبوعات العربیة 1539، کشف الظنون، 2/ 1899- 1900.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 65
یراد به الملکة، أی ملکة حاصلة بقوانین الخ. و فی شرح القانونچه هو علم بأحوال بدن الإنسان من جهة الصحة و المرض لتحفظ الصحة أو تعاد ما أمکن، و مآل التعریفین واحد. و موضوعه بدن الإنسان و ما یترکّب منه من حیث الصحة و المرض، و قد سبق الإشارة إلیه فی بحث الموضوع.

علم النجوم:

هو من فروع الطبعی «1» و هو علم بأصول تعرف بها أحوال الشمس و القمر و غیرهما من بعض النجوم، کذا فی بعض حواشی الشافیة «2». و المراد بالأحوال الآثار الصادرة منها فی العالم السفلی، فلا یکون من أجزاء الهیئة و علم السماء و العالم. و خرج منه علم الرّمل و الجفر و نحوهما مما یدلّ علی صدور أثر فی العالم إذ لا یبحث فیها عن أحوال النجوم. و موضوعه النجوم من حیث یمکن أن تعرف بها أحوال العالم. و مسائله کقولهم: کلّما کانت الشمس علی هذا الوضع المخصوص فهی تدلّ علی حدوث أمر کذا فی هذا العالم.

فصل فی بیان العلوم المحمودة و المذمومة

أما المحمودة فبعضها من فرض العین و بعضها من فرض الکفایة. أمّا الأول فقال علیه الصلاة و السلام: «طلب العلم فریضة علی کل مسلم و مسلمة» «3»، و اختلف العلماء فی أنّ أیّ علم طلبه فرض. فقال المتکلمون علم الکلام. و قال الفقهاء علم الفقه. و قال المفسّرون و المحدّثون هو علم الکتاب و السنّة إذ بهما یتوصّل إلی سائر العلوم. و قال بعضهم هو علم العبد بحاله و مقامه من اللّه تعالی. و قیل بل هو العلم بالإخلاص و آفات النفوس. و قیل بل هو علم الباطن. و قال المتصوفة هو علم التصوّف. و قیل هو العلم بما شمل «4» علیه قوله علیه الصلاة و السلام: «بنی الإسلام علی خمس» «5» الحدیث؛ و الذی ینبغی أن یقطع ما هو مراد به هو علم بما کلّف اللّه تعالی عباده من الأحکام الاعتقادیة و العملیة. و قال فی السراجیة طلب العلم فریضة بقدر ما یحتاج إلیه لأمر لا بدّ منه من أحکام الوضوء و الصلاة و سائر الشرائع، و لأمور معاشه، و ما وراء ذلک لیس بفرض، فإن تعلّمها فهو الأفضل و إن ترکها فلا إثم علیه.
______________________________
(1) الطبیعی (م) البیعی (ع).
(2) الشافیة فی التصریف لأبی عمرو عثمان بن عمر بن أبی بکر المعروف بابن الحاجب. علیها عدة شروح و حواشی.
طبعت فی الهند سنة 1278 مع شروح لها، و قد سبقت الاشارة إلی بعض شروحها. اکتفاء القنوع 306.
(3) اخرجه ابن ماجه فی سننه، ج 1/ 81، عن انس، المقدمة، باب فضل العلماء (17) الحدیث رقم (224) بلفظ:
«طلب العلم فریضة علی کل مسلم»، و واضع العلم عند غیر أهله کمقلّد الخنازیر الجوهر و اللؤلؤ و الذهب. [و قال فی الزوائد: إسناده ضعیف لضعف حفص بن سلیمان]. أخرجه ابن عبد البر فی جامع بیان العلم، ج 1/ 7، عن أنس باب قوله صلی اللّه علیه و سلم طلب العلم فریضة.
(4) اشتمل (م).
(5) متفق علیه: اخرجه البخاری فی صحیحه، ج 1/ 12، کتاب الإیمان، باب الإیمان، معلّقا بلفظ «بنی الاسلام علی خمس و هو قول و فعل و یزید و ینقص». و ص 14، عن ابن عمر بلفظ: بنی الإسلام علی خمس شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه و إقام الصلاة و إیتاء الزکاة و الحج و صوم رمضان. و أخرجه مسلم فی صحیحه، ج 1/ 45، عن ابن عمر، کتاب الإیمان (1) باب بیان أرکان الإسلام (5)، الحدیث رقم 19/ 16، 20، 21، 22.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 66
و أما الثانی فقد ذکره فی منتخب الإحیاء «1»: اعلم أنّ علم الطب فی تصحیح الأبدان من فروض الکفایة، لکن فی السراجیة «2». یستحب أن یتعلم الرجل من الطبّ قدر ما یمتنع به عما یضرّ بدنه.
و کذا من فروض الکفایة علم الحساب فی الوصایا و المواریث. و کذا الفلاحة و الحیاکة و الحجامة و السیاسة. أما التعمّق فی الطبّ فلیس بواجب و ان کان فیه زیادة قوة علی قدر الکفایة.
فهذه العلوم کالفروع فإن الأصل هو العلم بکتاب اللّه تعالی و سنة رسوله صلی اللّه علیه و سلم، و إجماع الأمة و آثار الصحابة، و التعلّم بعلم اللغة التی هی آلة لتحصیل العلم بالشرعیات. و کذا العلم بالناسخ و المنسوخ و العامّ و الخاصّ، مما فی علم الفقه، و علم القراءة و مخارج الحروف، و العلم بالأخبار و تفاصیلها، و الآثار و أسامی رجالها و رواتها، و معرفة المسند و المرسل و القوی و الضعیف منها، کلها من فروض الکفایة. و کذا معرفة الأحکام لقطع الخصومات و سیاسة الولاة. و هذه العلوم إنما تتعلّق بالآخرة لأنها سبب استقامة الدنیا، و فی استقامتها استقامتها، فکان هذا علم الدنیا بواسطة صلاح الدنیا، بخلاف علم الأصول من التوحید و صفات الباری. و هکذا علم الفتوی من فروض الکفایة. أما العلم بالعبادات و الطاعات و معرفة الحلال و الحرام فإنه أصل فوق العلم بالغرامات و الحدود و الحیل.
و أما علم المعاملة فهو علی المؤمن المتقی کالزهد و التقوی و الرّضاء و الشکر و الخوف و المنّة للّه فی جمیع أحواله، و الإحسان و حسن النظم و حسن الخلق و الإخلاص، فهذه علوم نافعة أیضا. و أما علم المکاشفة فلا یحصل بالتعلیم و التعلّم، و إنّما یحصل بالمجاهدة التی جعلها اللّه تعالی مقدّمة للهدایة، قال اللّه تعالی: وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا «3». و أما علم الکلام فالسّلف لم یشتغلوا به حتی إنّ من اشتغل به نسب إلی البدعة و الاشتغال بما لا یغنیه «4»، هذا کله خلاصة ما فی التاتارخانیة «5».
و قال فی خزانة الروایة فی السراجیة: تعلّم الکلام و المناظرة فیه قدر ما یحتاج إلیه غیر منهیّ [عنه] «6». قال شیخ الشیوخ شهاب الدین السهروردی «7» فی أعلام الهدی «8» بأنّ عدم الاشتغال بعلم
______________________________
(1) منتخب الإحیاء، الراجح أنه منتخب الاطباء لعبد الکریم اللّه، الفهرس التوضیحی لمخطوطات مکتبة حیدرآباد، الطب و علومه، ترتیب فضل اللّه فاروفی الندوی، کراتشی، 1981.
(2) الفتاوی السراجیة لسراج الدین الأوشی الحنفی، فرغ من تألیفها سنة 569 ه/ 1173 م. کشف الظنون 2/ 1224.
(3) العنکبوت/ 69.
(4) یعنیه (م، ع).
(5) التاتارخانیة فی الفتاوی لعالم بن علاء الحنفی و تعرف بزاد المسافر و قد أشار بجمعه الخان الأعظم تاتارخان.
کشف الظنون 1/ 268.
(6) [عنه] (+ م).
(7) السهروردی هو عمر بن محمد بن عبد اللّه بن عمویة، أبو حفص، شهاب الدین القرشی التیمی البکری السهروردی.
ولد فی سهرورد عام 539 ه/ 1145 م و توفی ببغداد عام 632 ه/ 1234 م فقیه شافعی، مفسّر، واعظ من کبار الصوفیة، لقب بشیخ الشیوخ ببغداد. له الکثیر من التصانیف. الاعلام 5/ 62، وفیات الاعیان 1/ 380، شذرات الذهب 5/ 153، البدایة و النهایة 13/ 138، طبقات الشافعیة 5/ 143، النجوم الزاهرة 6/ 283، تذکرة الحفاظ 1458، مفتاح السعادة 2/ 355، طبقات المفسرین 2/ 10، معجم المؤلفین 7/ 313، معجم المفسرین 1/ 400.
(8) اعلام الهدی و عقیدة أرباب التقی لشهاب الدین ابی حفص عمر بن محمد السهروردی (- 632 ه). کشف الظنون 1/ 126،GAL،I، 789.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 67
الکلام إنّما هو فی زمان قرب العهد بالرسول و أصحابه، الذین کانوا مستغنین عن ذلک بسبب برکة صحبة النبی علیه الصلاة و السلام، و نزول الوحی، و قلة الوقائع و الفتن بین المسلمین. و صرّح به السید الشریف و العلّامة التفتازانی و غیره من المحققین المشهورین بالعدالة أنّ الاشتغال بالکلام فی زماننا من فرائض الکفایة. و قال العلّامة التفتازانی: إنّما المنع لقاصر النّظر و المتعصّب فی الدین.
و أما المذمومة ففی التاتارخانیة: و أمّا علم السّحر و النیرنجات و الطّلسمات و علم النجوم و نحوها فهی علوم غیر محمودة؛ و أمّا علم الفلسفة و الهندسة فبعید عن علم الآخرة، استخرج ذلک الذین استحبوا الحیاة الدنیا علی الآخرة. و فی فتح المبین شرح الاربعین «1»: الحلیمی «2» و غیره صرّحوا بجواز تعلّم الفلسفة و فروعها من الإلهی و الطبعی «3» و الریاضی لیردّ علی أهلها و یدفع شرّهم عن الشریعة، فیکون من باب إعداد العدة.
و فی السراجیة: تعلّم النجوم قدر ما تعرف به مواقیت الصلاة و القبلة لا بأس به. و فی الخانیة «4»:
و ما سواه حرام. و فی الخلاصة «5»: و الزیادة حرام. و فی المدارک «6» فی تفسیر قوله تعالی: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِی النُّجُومِ، فَقالَ إِنِّی سَقِیمٌ «7» قالوا علم النجوم کان حقا، ثم نسخ الاشتغال بمعرفته انتهی.
و فی البیضاوی «8»: فنظر نظرة فی النجوم، أی فرأی مواقعها و اتصالاتها، أو فی علمها، أو فی کتابها، و لا منع منه، انتهی.
و فی التفسیر الکبیر «9»: فی هذا المقام إن «10» قیل النظر فی علم النجوم غیر جائز فکیف أقدم علیه ابراهیم علیه السلام؟ قلنا: لا نسلّم أنّ النظر فی علم النجوم و الاستدلال بمعانیها حرام، و ذلک لأنّ من اعتقد أنّ اللّه تعالی خصّ کلّ واحد من هذه الکواکب بقوة و خاصیة، لأجلها یظهر منه أثر
______________________________
(1) فتح المبین فی شرح الأربعین (أی الاربعین النوویة) لأبی العباس شهاب الدین أحمد بن محمد بن علی بن حجر الهیثمی (- 974 ه)، القاهرة، المطبعة المیمنیة، 1307 ه. معجم المطبوعات 84، اکتفاء القنوع 132،Gals،II 825.
(2) الحلیمی هو الحسین بن الحسن بن محمد بن حلیم الجرجانی، ولد بجرجان عام 338 ه/ 950 م و توفی ببخاری عام 403 ه/ 1012 م. فقیه شافعی، قاض و محدث له بعض التصانیف الاعلام 2/ 235، الرسالة المستطرفة 44.
(3) الطبیعی (م).
(4) الفتاوی الخانیة أو التاتارخانیة.
(5) خلاصة الفتاوی لطاهر بن أحمد بن عبد الرشید البخاری (- 542 ه)، کشف الظنون 1/ 717.
(6) مدارک التنزیل و حقائق التأویل و یعرف بتفسیر النسفی لأبی البرکات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفی (- 710 ه). بومبای، 1279 ه، معجم المطبوعات 1853، اکتفاء القنوع 117.
(7) الصافات/ 88- 89.
(8) أنوار التنزیل و أسرار التأویل أو تفسیر البیضاوی لعبد اللّه بن عمر بن محمد بن علی ناصر الدین البیضاوی (- 685 ه) اعتمد فیه علی الکشاف، و علی التفسیر الکبیر للرازی. نشره‌H.P.Fleisher فی سبعة أجزاء بمجلدین فی‌Leipzig سنة 1844 م کما وضع‌W.Fell فهرسا وافیا طبع فی المدینة نفسها سنة 1878 م. معجم المطبوعات 617، اکتفاء القنوع 114.
(9) التفسیر الکبیر مفاتیح الغیب المشهور بالتفسیر الکبیر لأبی عبد اللّه محمد بن عمر بن الحسین الرازی (- 606 ه/ 1209 م)، بولاق 1279- 1289، معجم المطبوعات العربیة 917، اکتفاء القنوع 115.
(10) إنه إن (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 68
مخصوص، فهذا العلم علی هذا الوجه لیس بباطل، انتهی. فعلم من هذا أنّ حرمة تعلّم [علم] «1» النجوم مختلف فیها.
و أما أخبار المنجمین فقد ذکر فی المدارک فی تفسیر: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ «2» الآیة: و أمّا المنجّم الذی یخبر بوقت الغیث أو الموت فإنه یقول بالقیاس و النظر فی الطّالع، و ما یدرک بالدلیل لا یکون غیبا، علی أنّه مجرّد الظنّ، و الظن غیر العلم.
و فی الکشف: مقالات المنجّمة علی طریقین: من النّاس من یکذّبهم، و استدلّ علیه بقوله تعالی:
وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُطْلِعَکُمْ عَلَی الْغَیْبِ «3» و بقوله علیه السلام: «من أتی کاهنا أو عرافا «4» فصدّقه فقد کفر بما أنزل علی محمّد» «5». و منهم من قال بالتفصیل، فإنّ المنجّم لا یخلو من «6» أن یقول: إنّ هذه الکواکب مخلوقات أو غیر مخلوقات، الثانی کفر صریح. و أمّا الأول فإمّا أن یقول إنها فاعلات مختارات بنفسها فذلک أیضا کفر صریح. و إن قال إنّها مخلوقات مسخّرات أدلة علی بعض الأشیاء، و لها أثر بخلق اللّه تعالی فیها، کالنّور و النار و نحوهما، و أنهم استخرجوا ذلک بالحساب، فذلک لا یکون غیبا لأنّ الغیب ما لا یدلّ علیه بالحساب. و أما الآیة و الحدیث فهما محمولان علی علم الغیب، و هذا لیس بغیب.
و أمّا المنطق فقد ذکر ابن الحجر «7» فی شرح الأربعین «8» للنووی «9»: اعلم أنّ من آلات العلم الشرعی من فقه و حدیث و تفسیر، المنطق الذی بأیدی الناس الیوم فإنّه علم مفید «10» لا محذور فیه بوجه؛ انّما المحذور فیما کان یخلط به شی‌ء من الفلسفیات المنابذة للشرائع، و لأنّه کالعلوم العربیة فی أنّه من مواد أصول الفقه، و لأن الحکم الشرعی لا بدّ من تصوّره و التصدیق بأحواله إثباتا و نفیا، و المنطق هو المرصد لبیان أحکام التصوّر و التصدیق، فوجب کونه علما شرعیا، إذ هو ما صدر عن
______________________________
(1) [علم] (+ م).
(2) لقمان/ 34.
(3) آل عمران/ 179.
(4) عرّافا (م).
(5) رواه احمد فی المسند من طریق أبی هریرة 2/ 429. و ورد عند مسلم فی باب تحریم الکهانة 4/ 1752 کما یلی:
من أتی عرافا فسأله عن شی‌ء لم تقبل له صلاته اربعین لیلة. و ورد الحدیث بصیغ متعددة، انظر کنز العمال 6/ 748- 749.
(6) من (- م).
(7) ابن الحجر هو أحمد بن محمد بن علی بن حجر الهیثمی الأنصاری، شهاب الدین شیخ الاسلام. ولد بمصر عام 909 ه/ 1504 م و توفی بمکة عام 974 ه/ 1567 م. فقیه باحث، له تصانیف کثیرة. الاعلام 1/ 234، آداب اللغة 3/ 334، خلاصة الأثر 2/ 166، دائرة المعارف الاسلامیة 1/ 133.
(8) شرح الاربعین حدیث النوویة لشهاب الدین احمد بن محمد بن علی بن حجر الهیثمی، و هو شرح ممزوج اسمه الفتح المبین.
کشف الظنون 1/ 60.
(9) النووی هو یحی بن شرف بن مری بن حسن الشافعی، أبو زکریا، محی الدین. ولد بنوی فی حوران بالشام عام 631 ه/ 1233 م، و فیها توفی عام 676 ه/ 1277 م. من علماء الفقه و الحدیث. و له الکثیر من المصنفات.
الاعلام 8/ 149، طبقات الشافعیة 5/ 165، النجوم الزاهرة 7/ 278، تاریخ آداب اللغة 3/ 242 و غیرها.
(10) مقیّد (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 69
الشرع، أو توقّف علیه العلم الصادر عن الشرع توقّف وجود، کعلم الکلام، أو توقّف کمال، کعلم العربیة و المنطق. و لذا قال الغزالی: لا ثقة بفقه من لا یتمنطق، أی من لا قواعد المنطق مرکوزة بالطبع فیه، کالمجتهدین فی العصر الأول، أو بالتعلم. و ممّن أثنی علی المنطق الفخر الرازی «1» و الآمدی «2» و ابن الحاجب و شرّاح کتابه و غیرهم من الأئمة. و القول بتحریمه محمول علی ما کان مخلوطا بالفلسفة.
______________________________
(1) الفخر الرازی هو الامام الکبیر محمد بن عمر بن الحسن بن الحسین التیمی البکری، فخر الدین الرازی. ولد فی الری عام 544 ه/ 1050 م و توفی بهراة عام 606 ه/ 1210 م. من کبار العلماء فی المعقول و المنقول، وضع العدید من الکتب و ذاع صیته حتی رحل إلیه الناس. الاعلام 6/ 313، طبقات الاطباء 2/ 23، وفیات الاعیان 1/ 474، مفتاح السعادة 1/ 445، آداب اللغة 3/ 94، البدایة و النهایة 13/ 55 و غیرها.
(2) الآمدی هو علی بن محمد بن سالم التغلبی، سیف الدین الآمدی. ولد فی آمد عام 551 ه/ 1156 م، و توفی بدمشق عام 631 ه/ 1233 م. أصولی و باحث، تعصّب ضده الفقهاء و اتهموه بفساد العقیدة. له العدید من المصنفات. الاعلام 4/ 332، وفیات الاعیان 1/ 329، طبقات السبکی 5/ 129، میزان الاعتدال 1/ 439، لسان المیزان 3/ 134 و غیرها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 70

موسوعة المصطلحات‌

اشارة

کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 71

حرف الألف (آ)

الآحاد:

[فی الانکلیزیة]Unities
[فی الفرنسیة]Les unites
جمع أحد، و هی عند المحاسبین هو الواحد إلی التسعة. قالوا الواحد إلی التسعة آحاد و هو من أحد قسمی العدد المفرد. و عند أهل الشرع هو کل خبر لم یبلغ درجة المتواتر، و یسمّی خبر الواحد أیضا. و الآحاد من القراءة هو ما صحّ سنده و خالف الرسم أو العربیة أو لم یشتهر عند القراء کما فی الإتقان.

الآخر:

[فی الانکلیزیة]Others،the other
[فی الفرنسیة]Autrui،l'autre
بالمدّ و فتح الخاء المعجمة اسم خاص للمغایر بالشخص، و بعبارة أخری اسم للمغایر بالعدد. و قد یطلق علی المغایر فی الماهیة أیضا، کذا فی شرح حکمة العین و حواشیه «1» فی بحث الوحدة و الکثرة.

الآخرة:

[فی الانکلیزیة]Future life
[فی الفرنسیة]La vie Future
بالمدّ و کسر الخاء عبارة عن أحوال النفس الناطقة فی السعادة و الشقاوة و یسمّی بالمعاد الروحانی أیضا، کذا فی بعض حواشی شرح هدایة الحکمة. و الظاهر أنّ هذا اصطلاح الحکماء النافین للمعاد الجسمانی، و إلّا فالمتعارف فی کتب الشرع و اللغة إطلاقها علی المعاد مطلقا أی جسمانیا أو روحانیا کما یدلّ علیه ما یجی‌ء فی لفظ البرزخ.

الآدم:

[فی الانکلیزیة]Adam،swarthy
[فی الفرنسیة]Adam،basane
بالمدّ و الدال المفتوحة المهملة رجل أسمر حنطیّ اللّون، و اسم نبیّ هو أبّ لجمیع البشر.
و فی اصطلاح أهل السلوک: آدم خلیفة اللّه و روح العالم الإنسانی، و کلّ ما یطلق علی اللّه جائز أن یطلق علی خلیفته «2». کذا فی کشف اللغات «3».

الآراء المحمودة:

[فی الانکلیزیة]Famous judgements
[فی الفرنسیة]Les opinions celebres،les jugements
هی المشهورات المطلقة.

الآل:

[فی الانکلیزیة]Family،ancestors
[فی الفرنسیة]Famille،ancetres
بالمدّ أهل و عیال و أتباع یعنی پس روان- بعد النفس- کما فی الصراح. و فی جامع الرموز فی کتاب الوصیة آل الشخص أهل بیته أی بیت النّسب، و هو کلّ من یتصل به من قبل آبائه من أقصی أب له فی الإسلام مسلما کان أو کافرا قریبا أو بعیدا محرما أو غیره، لأنّ الآل و الأهل یستعملان استعمالا واحدا فیدخل فیه جدّه و أبوه لا الأب الأقصی لأنّه مضاف، کذا فی الکرمانی. و لا أولاد البنات و أولاد
______________________________
(1) سبقت الإشارة إلیه.
(2) مرد گندم‌گون و نام پیغمبری که پدر همه آدمیان است و در اصطلاح سالکان آدم خلیفه خداست و روح عالم آدم است و آنچه بر خدا اطلاق کرده میشود رواست اطلاق أو بر خلیفه أو کذا.
(3) کشف اللغات (فارسی) لعبد الرحیم الهندی. إیضاح المکنون 4/ 366.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 72
الأخوات و لا أحد من قرابة أم ذلک الشخص إذ النسب إنما یعتبر من الآباء. و لهذا لو أوصت لأهل بیتها لم یدخل فیه ولدها إلّا أن یکون أبوه من قومها، کما فی الکافی «1» انتهی.
و أصل آل أهل بدلیل تصغیره علی أهیل.
و قیل أصله أول فإنه نقل عن الأصمعی «2» أنه سمع من أعرابی یقول آل و اویل و أهل و اهیل.
و ردّ بأنه لا عبرة بقول الأعرابی. و هذا مذهب الکوفیین کما أن الأول مذهب البصریین. و فی جامع الرموز «3»: الآل فی الأصل اسم جمع لذوی القربی ألفه مبدلة عن الهمزة المبدلة عن الهاء عند البصریین، و عن الواو عند الکوفیین.
و الأوّل هو الحق، انتهی.
ثم لفظ الآل مختص بأولی الخطر کالأنبیاء و الملوک و نحوهم. یقال آل محمد علیه السلام و آل علی رضی اللّه عنه و آل فرعون، و لا یضاف إلی الأرذال و لا المکان و الزمان و لا إلی الحق سبحانه و تعالی. فلا یقال آل الحائک و آل مصر و آل زمان و آل اللّه تعالی بخلاف الأهل فی جمیع ما ذکر.
و اختلف فی آل النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم فقیل إنه ذریة النبی علیه الصلاة و السلام.
و قیل ذریته و أزواجه. و قیل کل مؤمن تقیّ لحدیث (کلّ تقیّ آلی) «4». و قیل أتباعه. و قیل بنو هاشم و بنو المطلب قائله الشافعی. قال ابن الحجر فی شرح الأربعین «5» للنووی: و آل نبینا صلی اللّه علیه و آله و سلم عند الشافعی مؤمنو بنی هاشم و المطلب کما دلّ علیه مجموع أحادیث صحیحة، لکن بالنسبة إلی الزکاة و الفی‌ء دون مقام الدّعاء، و من ثمّ اختار الأزهری «6» و غیره من المحققین فی مقام الدعاء أنهم کل مؤمن تقیّ مثل أن یقال اللهم صلّ علی محمد و علی آل محمد. و قیل بنو هاشم فقط. و قیل من یجمع بینه و بین النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم غالب بن فهر «7». و قیل آل علی و آل جعفر و آل عقیل و آل عباس. و قیل عترته و هم أولاد فاطمة رضی اللّه تعالی عنهم. و قیل أهل بیته المعصومون و هو الحق. و قیل الفقهاء العاملون علی ما فی جامع الرموز. و قال العلامة الدوانی «8» آله صلی اللّه و آله علیه و سلم
______________________________
(1) الکافی فی فروع الحنفیة للحاکم الشهید محمد بن محمد الحنفی (- 334 ه) جمع فیه کتب محمد بن الحسن، و هو کتاب معتمد فی نقل المذهب و علیه أقام السرخسی کتابه المبسوط. کشف الظنون 2/ 1378.
(2) هو عبد الملک بن قریب بن علی بن أصمع الباهلی، أبو سعید الأصمعی. ولد بالبصرة عام 122 ه/ 740 م و توفی فیها عام 216 ه/ 831 م. من رواة العرب، و أحد أئمة اللغة و الأدب و البلدان. مدحه العلماء لمعرفته الواسعة، و له الکثیر من المؤلفات. الأعلام 4/ 162، جمهرة الأنساب 234، وفیات الأعیان 1/ 288، تاریخ بغداد 10/ 410، إنباه الرواة 2/ 197.
(3) جامع الرموز و غواشی البحرین للقوهستانی (نسبة إلی جبال قوهستان فی جنوب خراسان) (- 962 ه). طبع مع شروح له فی قازان، 1308 ه، اکتفاء القنوع، 147.
(4) أخرجه العجلونی فی کشف الخفاء 1/ 17، رقم 17، و أخرجه الهندی فی کنز العمال 3/ 89، الحدیث رقم 5624، باب التقوی، و أخرجه ابن عدی فی الکامل 7/ 41، باب من اسمه نوح، رقم 22/ 1975، بلفظ: «آل محمد کل تقی».
(5) شرح الأربعین حدیث النوویة لأحمد بن حجر الهیثمی (- 974 ه) و هو شرح ممزوج یعرف بالفتح المبین، کشف الظنون 1/ 60. و هناک شرح لشهاب الدین أحمد بن علی بن حجر العسقلانی (- 852 ه) و قد خرجه بالأسانید العالیة. کشف الظنون 1/ 60.
(6) الأزهری هو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروی، أبو منصور. ولد بهراة من أعمال خراسان عام 282 ه/ 895 م و توفی فیها عام 370 ه/ 981 م. أحد أئمة اللغة و الأدب، کما عنی بالفقه. له عدة مؤلفات هامة. الأعلام 5/ 311، وفیات الأعیان 1/ 501، إرشاد الأریب 6/ 297، آداب اللغة 2/ 308، طبقات السبکی 2/ 106، مفتاح السعادة 1/ 97.
(7) هو غالب بن فهر بن مالک من عدنان لا یعرف له تاریخ. جدّ جاهلی، یتصل به نسب النبی صلی اللّه علیه و سلم، و کنیته ابو تیم. و من نسله بنو تیم الأدرم، من بطون قریش الاعلام 5/ 114، ابن الأثیر 2/ 9، الطبری 2/ 186، المحبّر 51.
(8) هو محمد بن أسعد الصدیقی الدّوانی، جلال الدین. ولد بدوّان بالقرب من شیراز عام 830 ه/ 1427 م و مات بفارس عام
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 73
من یؤول إلیه بحسب النّسب أو النسبة. و کما حرّم اللّه تعالی علی الأوّل الصدقة الصوریة حرّم علی الثانی الصدقة المعنویة، أعنی تقلید الغیر فی العلوم و المعارف. فآله علیه السلام من یئول إلیه إمّا بحسب نسبته علیه السلام بحیاته الجسمانیة، کأولاده النسبیة، أو بحسب نسبته علیه السلام بحیاته العقلیة، کأولاده الروحانیة من العلماء الراسخین و الأولیاء الکاملین و الحکماء المتألهین المقتبسین من مشکاة أنواره. و إذا اجتمع النسبتان کان نورا علی نور، کما فی الائمة المعصومین. و هذا الذی ذکرنا أکثره منقول من العلمی «1» حاشیة شرح هدایة الحکمة و بعضه من البرجندی شرح مختصر الوقایة «2».

الآلة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Organ
[فی الفرنسیة]Organe
فی عرف العلماء هی الواسطة بین الفاعل و منفعله فی وصول أثره إلیه علی ما قال الإمام فی شرح الإشارات «3». فالواسطة کالجنس تشتمل کلّ ما یتوسّط بین الشیئین کواسطة القلادة و النسبة المتوسّطة بین الطرفین. و بقوله بین الفاعل و منفعله خرجت الوسائط المذکورة مما لا یکون طرفاه فاعلا و منفعلا. و القید الأخیر لإخراج العلّة المتوسّطة فإنها لیست واسطة بینهما فی وصول أثر العلّة البعیدة إلی المعلول، لأنّ أثر العلّة البعیدة لا یصل إلی المعلول فضلا أن یکون شی‌ء واسطة بینهما، بل إنما الواصل إلیه أثر العلّة المتوسّطة لأنه الصادر منها.
قیل علیه «4» الانفعال یستلزم وصول الأثر فإذا انتفی الوصول انتفی الانفعال، فلا حاجة إلی القید الأخیر. و أجیب عنه بمنع الاستلزام المذکور إذ العلّة البعیدة لها مدخل فی وجود المعلول لتوقّفه علیه، و لیس ذلک التوقّف إلّا بالفاعلیة، إلّا أنه فاعل بعید تخلّل بینه و بین منفعله فاعل آخر بسببه لم یصل أثره إلیه، إذ الشی‌ء الواحد لا یتّصف بالصدورین، و لا یقوم صدور واحد بصادرین، فلا یستلزم الانفعال وصول الأثر، فثبت أنّ الواصل إلیه أثر المتوسّطة دون البعیدة.
و ما قیل إنّ التعریف یصدق علی الشرائط و ارتفاع الموانع و المعدّات لأنها وسائط بین الفاعل و المنفعل فی وصول الأثر إذ الإیجاد لا یحصل بدونها فتوهّم لأنها متمّمات الفاعلیة، فإنّ الفاعل إنما یصیر فاعلا بالفعل بسببها لا أنها وسائط فی الفاعلیة.
قیل المتبادر من منفعله المنفعل القریب فلا حاجة إلی القید الأخیر. و فیه أنّ المتبادر هو المطلق، و لهذا قیّد المحقق الطوسی «5»
______________________________
- 918 ه/ 1512 م. قاض، متکلم، مفسّر، منطقی، یعد من الفلاسفة. له الکثیر من الکتب. الأعلام 6/ 32، معجم المفسرین 2/ 492، البدر الطالع 2/ 130، شذرات الذهب 8/ 160، آداب اللغة 3/ 238، الضوء اللامع 7/ 133، معجم المؤلفین 9/ 47، الذریعة 2/ 260.
(1) هو یحی بن أحمد بن عبد السلام بن رحمون، أبو زکریا العلمی. مات بمکة عام 888 ه/ 1483 م. فقیه مالکی. له عدة مصنفات. الاعلام 8/ 136، نیل الابتهاج 358، الضوء اللامع 10/ 216، شجرة النور 265.
(2) شرح الوقایة لصدر الشریعة الأصغر عبید اللّه بن مسعود البخاری الحنفی (- 747 ه) و هو شرح وقایة الروایة فی مسائل الهدایة، فرغ من وضعه سنة 743 ه. قازان، مطبعة الإمبراطوریة، 1318 ه. معجم المطبوعات العربیة 1200.
(3) شرح الاشارات و التنبیهات أو حل مشکلات الاشارات و التنبیهات و یعرف أیضا بشرح الاشارات فی الطبیعیات لنصیر الدین أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی (- 672 ه) أشار فیه إلی أجوبة بعض ما اعترض به فخر الدین الرازی فی شرحه علی الإشارات لابن سینا، و قد فرغ من تألیفه سنة 644 ه لکنا و 1293 ه. کشف الظنون 95؛ معجم المطبوعات العربیة 1251.
(4) علیّة (م).
(5) هو محمد بن محمد بن الحسن، أبو جعفر، نصیر الدین الطوسی. ولد بطوس عام 597 ه/ 1201 م و توفی ببغداد عام
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 74
التعریف بالقریب فقال: هی. ما یتوسّط بین الفاعل و منفعله القریب فی وصول أثره إلیه، و لو سلّم فالمتبادر من المنفعل القریب ما لا یکون بینه و بین فاعله واسطة أصلا، لا أن لا یکون بینهما فاعل آخر، و حینئذ یخرج عن التعریف آلة الضرب الذی یکون بین الضارب و المضروب حائلا.

فائدة:

إطلاق الآلة علی العلوم الآلیّة کالمنطق مثلا مع أنها من أوصاف النفس إطلاق مجازیّ، و إلّا فالنفس لیست فاعلة للعلوم الغیر الآلیّة لتکون تلک العلوم واسطة فی وصول أثرها إلیها. و قد تطلق الآلة مرادفة للشرط کما سیجی‌ء. ثم الآلة عند الصرفیین تطلق علی اسم مشتق من فعل لما یستعان به فی ذلک الفعل کالمفتاح فإنه اسم لما یفتح به و یسمی اسم آلة أیضا. و هذا معنی قولهم اسم الآلة ما صنع من فعل لآلیّته أی لآلیّة ذلک الفعل. و قد تطلق عندهم علی ما یفعل فیه إذا کان مما یستعان به کالمحلب، هکذا فی الأصول الأکبری «1» و شروح الشافیة. و الفرق بین اسم الآلة و الوصف المشتق یجی‌ء فی لفظ الوصف.

الأئمّة:

[فی الانکلیزیة]Imams
[فی الفرنسیة]Imams
جمع الإمام. و أئمة الأسماء هی الأسماء السبعة: کما فی: الحی و العالم و المرید و القادر و السمیع و البصیر و المتکلم. و هذه الأسماء السبعة هی أصول لمجموع الأسماء الإلهیة. کذا فی کشف اللغات «2».

الآمّة:

[فی الانکلیزیة]Membrane of cranium،pia mater
-[فی الفرنسیة]Membrane du cerveau،pia mater
بالألف الممدودة و المیم المشدّدة عند الأطباء تفرّق اتصال یحدث فی الرأس و یصل إلی الدّماغ، کذا فی حدود الأمراض.

آن:

[فی الانکلیزیة]Time،now،present
[فی الفرنسیة]Temps،maintenant،present
بالمدّ فی اللغة الوقت. و الآن بالألف و اللّام الوقت الحاضر کما فی کنز اللغات «3».
قیل أصل آن أوان حذفت الألف الأولی و قلبت الواو بالألف فصار آن، و لم یجی‌ء استعماله بدون الألف و اللّام بمعنی الوقت الحاضر، کذا فی بعض اللغات. و عند الحکماء هو نهایة الماضی و بدایة المستقبل، به ینفصل أحدهما عن الآخر، فهو فاصل بینهما بهذا الاعتبار و واصل باعتبار أنه حدّ مشترک بین الماضی و المستقبل، به یتصل أحدهما بالآخر. فنسبة الآن إلی الزمان کنسبة النقطة إلی الخطّ الغیر المتناهی من الجانبین. فکما أنه لا نقطة فیه عندهم إلّا بالفرض فکذلک لا آن فی الزمان إلّا بالفرض، و إلّا یلزم الجزء الذی لا یتجزّأ و لا وجود له فی الخارج، و إلّا لکان فی الحرکة جزء لا یتجزّأ.
قال فی شرح الملخص «4» قد تقرّر عندهم أنّ الموجود فی الخارج من الحرکة هو الحصول
______________________________
- 672 ه/ 1274 م. فیلسوف، عالم بالأرصاد و الریاضیات. له الکثیر من المؤلفات الهامة، الاعلام 7/ 30، فوات الوفیات 2/ 149، الوافی بالوفیات 1/ 179، شذرات الذهب 5/ 339، مفتاح السعادة 1/ 261، آداب اللغة 3/ 234، معجم المطبوعات 1250.
(1) الأصول الأکبریة أو شرح الأصول الأکبریة للشیخ علی أکبر، الهند 1315 ه، معجم المطبوعات 1359.
(2) و ائمة الاسماء اسمای سبعه را گویند چنانکه الحی و العالم و المرید و القادر و السمیع و البصیر و المتکلم و این اسمای سبعه اصول مجموع اسمای الهیه‌اند کذا فی کشف اللغات.
(3) کنز اللغات (فارسی) لمحمد رءوف بن عبد الخالق الهندی فرغ من تألیفه سنة 1106 ه، إیضاح المکنون 2/ 387.
(4) شرح الملخص فی الهیئة لموسی بن محمود المعروف بقاضی‌زاده، کان یعیش فی القرن التاسع الهجری، و قد فرغ من تألیف کتابه سنة 813 ه. طبع فی لکناو، 1290 ه. و الملخص کتاب فی الهیئة وضعه محمود بن محمد بن عمر الجغمینی الخوارزمی. معجم المطبوعات العربیة 1489؛ اکتفاء القنوع 247.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 75
فی الوسط، و أنّ ذلک الحصول یفعل بسیلانه الحرکة، بمعنی القطع التی هی عبارة عن الأمر الممتدّ من أول المسافة إلی آخرها، و أیضا یفعل سیلانها خطّا. و إذا کان کذلک فاعلم أنّ الموجود من الزمان أمر لا ینقسم، و أنّ ذلک الأمر الغیر المنقسم یفعل بسیلانه الزمان. فعلی هذا الموجود فی الخارج من الزمان لیس إلّا الآن المسمّی بالآن السیّال أیضا، هکذا فی المباحث المشرقیة «1».
قیل و قد یقال الآن علی الزمان الحاضر.
و فیه نظر إذ لیس عندهم زمان حاضر حتی یطلق علیه الآن، بل الزمان منحصر فی الماضی و المستقبل عندهم. فالصواب أن یقال: و قد یقال الآن علی الزمان القلیل الذی عن جنبتی الآن و هو زمان متوسّط بین الماضی و المستقبل، کذا فی شرح حکمة العین و حواشیه. و بالجملة فالآن قد یطلق علی طرف الزمان و قد یطلق علی الزمان القلیل. و سیجی‌ء ما یتعلق بهذا فی لفظ الزمان.
و عند السالکین هو العشق. و فی مجمع السلوک فی بیان معنی الوصول و السلوک و معناه:
هو صاحب روح. و فی اصطلاح الصوفیة یقولون للعشق آن «2».

الآن الدّائم:

[فی الانکلیزیة]The eternal present
[فی الفرنسیة]Le present etemel
هو امتداد الحضرة الإلهیة الذی یندرج به الأزل فی الأبد، و کلاهما فی الوقت الحاضر لظهور ما فی الأزل علی أحیان الأبد، و کون کلّ حین منها مجمع الأزل و الأبد، فیتّحد به الأزل و الأبد و الوقت الحاضر. فلذلک یقال له:
باطن الزمان و أصل الزمان و سرمد «3» لأنّ الآنات الزمانیة نقوش علیه و تغیّرات یظهر بها أحکامه و صوره و هو ثابت علی حاله دائما سرمدا. و قد یضاف إلی الحضرة العندیّة لقوله علیه السلام: (لیس عند ربّک صباح و لا مساء) «4»، کذا فی اصطلاحات الصوفیة «5» لکمال الدین أبی الغنائم.

الآیة:

[فی الانکلیزیة]Verse،signe
[فی الفرنسیة]Verset،signe
فی اللغة العلامة، و جملة تامّة من القرآن، و عدة حروف منه «6». أصله أویة بالتحریک آی و آیاء و آیات جمع، کذا فی الصراح. و فی جامع الرموز الآیة العلامة لغة «7» و شرعا ما تبیّن أوله و آخره توقیفا من طائفة من کلامه تعالی بلا اسم، انتهی. و قوله بلا اسم احتراز عن السورة و هذا التعریف أصح. و قال صاحب «8» الإتقان
______________________________
(1) المباحث المشرقیة لفخر الدین محمد بن عمر بن الحسن بن الخطیب الرازی (- 606 ه/ 1209 م). و هو کتاب فی العلم الإلهی و الطبیعی، جمع فیه آراء الحکماء السالفین و نتائج أقوالهم و أجاب عنهم. کشف الظنون 1577- 1578؛Gals،I، 923
(2) فلان آن دارد یعنی عشق دارد و در اصطلاح صوفیان عشق را آن گویند.
(3) و سرمد (- م).
(4) راجع اصطلاحات الصوفیة لعبد الرزاق بن أحمد بن أبی الغنائم محمد الکاشانی، الباب الاول: الآن الدائم، ص 32. مع النظر إلی هامش المحقق و صعوبة العثور علی سند یقینی لهذا الحدیث.
(5) اصطلاحات أو مصطلحات الصوفیة لکمال الدین عبد الرزاق بن أبی الغنائم الکاشانی (- 730 ه/ 1329 م). نشر القسم الأول منه‌Sprenger فی کلکوتا سنة 1845 م تحت عنوان «
Dictionary of the technical terms of the Sufies
». کما قدم‌Hammer -purgstatall
Hammer- purgstall
دراسة حول القسم الثانی منه فی 68،LxxxII،jahrbucher der Literatur
کشف الظنون 107.Gals،II، 280،EI)2(،I، 91.
(6) نشان ویک سخن تمام از قرآن و جماعتی حروف از وی.
(7) لغة (- م).
(8) السیوطی هو عبد الرحمن بن أبی بکر بن محمد سابق الدین الخضیری السیوطی، جلال الدین. ولد بالقاهرة عام 849 ه/-
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 76
الآیة قرآن مرکّب من جمل ذو مبدأ و مقطع و مندرج فی سورة، و أصلها العلامة و منه أنّه آیة ملکه لأنها علامة للفصل و الصدق، أو الجماعة لأنها جماعة کلمات، کذا قال الجعبری «1».
و قال غیره الآیة طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها و ما بعدها. و قیل هی الواحدة من المعدودات فی السور سمّیت بها لأنها علامة علی صدق من أتی بها و علی عجز المتحدّی بها. و قیل لأنها علامة علی انقطاع ما قبلها من الکلام و انقطاعها مما بعدها. قال الواحدی «2» و بعض أصحابنا: یجوز علی هذا القول تسمیة أقلّ من الآیة آیة لو لا التوقیف وارد بما هی علیه الآن. و قال أبو عمر الدوانی «3»: لا أعلم کلمة هی وحدها آیة إلّا قوله تعالی: مُدْهامَّتانِ «4».
و قال غیره بل فیه غیرها مثل: و الفجر و الضحی و العصر، و کذا فواتح السور عند من عدّها آیات. و قال بعضهم: الصحیح أنّ الآیة إنما تعلم بتوقیف من الشارع کمعرفة السّور. قال:
فالآیة طائفة من حروف القرآن علم بالتوقیف انقطاعها معنی عن الکلام الذی بعدها فی أوّل القرآن و عن الکلام الذی فی آخر القرآن، و عمّا قبلها و ما بعدها فی غیرها، غیر مشتمل علی مثل ذلک. و قال: بهذا القید خرجت السورة لأن السورة تشتمل الآیات بخلاف الآیة فإنها لا تشتمل آیة أصلا. و قال الزمخشری «5»: الآیات علم توقیفی لا مجال للقیاس فیه. و لذلک عدّوا آلم آیة حیث وقعت و لم یعدوا المر و الر. و عدّوا حم آیة فی سورها و طه و یس و لم یعدّوا طس.
و قال ابن العربی «6»: تعدید الآی من معضلات القرآن. و من آیاته طویل و قصیر، و منه ما ینقطع
______________________________
- 1445 م و فیها مات عام 911 ه/ 1505 م. إمام، حافظ، مؤرخ، أدیب و عالم. لم یترک فنا إلا و کتب فیه. و له نحو ستّمائة مصنّف، طبع منها الکثیر. الأعلام 3/ 301، معجم المفسرین 1/ 264، الکواکب السائرة 1/ 226، شذرات الذهب 8/ 51، آداب اللغة 3/ 228، الضوء اللامع 4/ 65، حسن المحاضرة 1/ 188 و غیرها.
(1) هو ابراهیم بن عمر بن ابراهیم بن خلیل الجعبری، ابو إسحاق. ولد فی الرقة عام 640 ه/ 1242 م. و مات بفلسطین عام 732 ه/ 1332 م. فقیه شافعی، عالم بالقراءات، و له نظم و نثر. له أکثر من مائة کتاب. الاعلام 1/ 55، البدایة و النهایة 14/ 160، الدرر الکامنة 1/ 50، غایة النهایة 1/ 21، طبقات الشافعیة 6/ 82، علماء بغداد 12.
(2) الواحدی هو علی بن أحمد بن محمد بن علی بن متّویه، أبو الحسن الواحدی. ولد بنیسابور و فیها توفی عام 468 ه/ 1076 م. مفسّر، عالم بالأدب، له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 4/ 255، معجم المفسرین 1/ 352، النجوم الزاهرة 5/ 104، وفیات الأعیان 1/ 333، مفتاح السعادة 1/ 402، طبقات السبکی 3/ 289، إنباه الرواة 2/ 223، شذرات الذهب 3/ 330، مرآة الجنان 2/ 96، البدایة و النهایة 12/ 114.
(3) هو عثمان بن سعید بن عثمان، أبو عمرو الدانی. و یقال له ابن الصیرفی، ولد بدانیة فی الاندلس عام 371 ه/ 981 م، و توفی فیها عام 444 ه/ 1053 م. أحد حفاظ الحدیث، عالم بقراءة القرآن و روایاته و تفسیره. له أکثر من مائة مصنف.
الاعلام 4/ 206، النجوم الزاهرة 5/ 54، نفح الطیب 1/ 392، الصلة 398، بغیة الملتمس 399، غایة النهایة 1/ 503، مفتاح السعادة 1/ 386.
(4) الرحمن/ 64.
(5) هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمی الزمخشری، جار اللّه، أبو القاسم. ولد فی زمخشر بخوارزم عام 467 ه/ 1075 م و توفی بالجرجانیة بخوارزم عام 538 ه/ 1144 م. إمام عصره فی اللغة و النحو و البیان و التفسیر، و کان معتزلیا، و له التصانیف الهامة. الاعلام 7/ 178، معجم المفسرین، 2/ 666، طبقات المفسرین للداودی 2/ 314، وفیات الاعیان 2/ 81، إرشاد الأریب 7/ 147، لسان المیزان 6/ 4، معجم الأدباء 19/ 126، میزان الاعتدال 4/ 78، الجواهر المضیئة 2/ 160، إنباه الرواة 3/ 265، العبر 4/ 106، شذرات الذهب 4/ 118، و غیرها.
(6) هو محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد المعافری الاندلسی الإشبیلی، أبو بکر. ولد فی أشبیلیة عام 468 ه/ 1076 م و توفی بالقرب من فاس بالمغرب عام 543 ه/ 1148 م. قاض، حافظ للحدیث، فقیه مالکی، مجتهد، مفسّر.
تجوّل فی البلاد و أخذ عنه العلماء. له الکثیر من الکتب. الاعلام 7/ 106، معجم المفسرین 2/ 558، طبقات المفسرین للسیوطی 34، طبقات المفسرین للداودی 2/ 162، نفح الطیب 2/ 25، الدیباج المذهب 281، شذرات الذهب 4/ 141، مرآة الجنان 3/ 279، تذکرة الحفاظ 1494، البدایة و النهایة 12/ 228.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 77
و منه ما ینتهی إلی تمام الکلام، و منه ما یکون فی أثنائه. و قال غیره سبب إختلاف السلف فی عدد الآی أنّ النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم کان یقف علی رءوس الآی للتوقیف، فإذا علم محلّها وصل للتمام فیحسب السامع حینئذ أنّها فاصلة. و قد أخرج ابن الضریس «1» من طریق عثمان بن عطاء «2» عن أبیه عن ابن عباس «3»:
قال جمیع آی القرآن ستة آلاف آیة و ستمائة آیة و ستّ عشرة آیة، و جمیع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف و ثلاثة و عشرون ألف حرف و ستمائة حرف و سبعون حرفا. و قال الدوانی أجمعوا علی أنّ عدد الآی ستة آلاف آیة، ثم اختلفوا فیما زاد، فمنهم من لم یزد، و منهم من قال و مائة آیة و أربع آیات. و قیل و أربع عشرة. و قیل و تسع عشرة. و قیل و خمس و عشرون. و قیل و ست و ثلثون.
ثم اعلم أنه قال ابن السّکّیت «4»: المنزّل من القرآن علی أربعة أقسام: مکّی و مدنی و ما بعضه مکّی و بعضه مدنی و ما لیس بمکّی و لا مدنی. و للناس فی المکّی و المدنی ثلاثة اصطلاحات: أولها أشهر و هو أن المکی ما نزل قبل الهجرة و المدنی ما نزل بعد الهجرة، سواء نزل بالمدینة أو بمکّة، عام الفتح أو عام حجّة الوداع أو بسفر من الأسفار، فما نزل فی سفر الهجرة مکّی. و ثانیها أنّ المکّی ما نزل بمکّة و لو بعد الهجرة و المدنی ما نزل بالمدینة، فما نزل فی الأسفار لیس بمکّی و لا مدنی فثبت الواسطة. و ثالثها أنّ المکّی ما وقع خطابا لأهل مکّة و المدنی ما وقع خطابا لأهل المدینة، انتهی ما فی الإتقان.
و الآیة عند الصوفیة عبارة عن الجمع، و الجمع شهود الأشیاء المتفرّقة بعین الواحدیّة الإلهیة الحقیقیّة. و فی الإنسان الکامل «5» الآیات عبارة عن حقائق الجمع، کلّ آیة تدلّ علی جمع إلهی من حیث معنی مخصوص، یعلم ذلک الجمع الإلهی من مفهوم الآیة المتلوّة. و لا بدّ لکلّ جمع من اسم جمالی و جلالی یکون التجلّی الإلهی فی ذلک الجمع من حیث ذلک الاسم، فکانت الآیة عبارة عن الجمع لأنها عبارة واحدة عن کلمات شتی، و لیس الجمع إلّا شهود الأشیاء المتفرّقة بعین الواحدیّة الإلهیة الحقیقیّة.
______________________________
(1) هو محمد بن أیوب بن یحی بن الضریس البجلی الرازی، أبو عبد اللّه. ولد حوالی العام 200 ه/ 815 م و مات بالری عام 294 ه/ 906 م. من حفاظ الحدیث. له بعض المؤلفات. الاعلام 6/ 46، تذکرة الحفاظ 2/ 195، معجم المفسرین 2/ 496، طبقات المفسرین للداودی 2/ 105، العبر 2/ 98، هدیة العارفین 2/ 21، کشف الظنون 458، شذرات الذهب 2/ 216، النجوم الزاهرة 3/ 162، الوافی 2/ 234.
(2) هو عثمان بن عطاء بن أبی مسلم، عبید اللّه، الخراسانی، أبو مسعود المقدسی. ولد فی بلخ عام 88 ه و توفی عام 155 ه.
محدث، ضعّفه العلماء. تهذیب التهذیب 7/ 138.
(3) هو عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب القرشی الهاشمی، أبو العباس. ولد بمکة عام 3 قبل الهجرة/ 619 م، و توفی بالطائف عام 68 ه/ 687 م. ابن عم النبی صلی اللّه علیه و سلم، من کبار الصحابة و أعلمهم، لقب بحبر الأمة، و روی الکثیر من الأحادیث، و سمّی بترجمان القرآن. الاعلام 4/ 95، صفة الصفوة 1/ 314، حلیة الأولیاء 1/ 314، تاریخ الخمیس 1/ 167، معجم المفسرین 1/ 311، العبر 1/ 76، تاریخ بغداد 1/ 173، طبقات القراء 1/ 41، شذرات الذهب 1/ 57، طبقات السبکی 11/ 365، تهذیب التهذیب 5/ 276.
(4) هو یعقوب بن إسحاق بن السکیت، أبو یوسف. ولد بالقرب من البصرة عام 186 ه/ 802 م و توفی ببغداد عام 244 ه/ 858 م. إمام فی اللغة و الأدب، و کان متشیّعا. ترک الکثیر من المؤلفات. الأعلام 8/ 195، وفیات الاعیان 2/ 309، الفهرست 72، هدیة العارفین 2/ 536، دائرة المعارف الاسلامیة 1/ 200.
(5) الإنسان الکامل فی معرفة الأواخر و الأوائل لعبد الکریم بن ابراهیم الجیلی (- 805 ه) و هو کتاب فی اصطلاحات الصوفیة، القاهرة، 1293 ه فی جزءین. کشف الظنون 1/ 181. معجم المطبوعات العربیة 728.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 78

الآیسة:

[فی الانکلیزیة]Woman arrived to the period of menopause
[فی الفرنسیة]Femme qui a atteint la menopause
هی البالغة خمسین سنة. و قیل خمسا و خمسین. و المختار الأوّل، کذا فی جامع الرموز فی بیان الحیض.

الأب:

[فی الانکلیزیة]Full moon.stars
[فی الفرنسیة]Pleine lune،astres
بالفارسیة: پدر، الآباء الجمع، و الآباء عند الحکماء تطلق علی الأفلاک. و سیجی‌ء فی لفظ الأمّهات.

آب:

[فی الانکلیزیة]August
[فی الفرنسیة]Aout
اسم شهر تکون الشمس فیه فی برج الأسد، و سیأتی فی لفظ التاریخ «1».

آب حیات:

[فی الانکلیزیة]Life water
[فی الفرنسیة]Eau de la vie
معناها ماء الحیاة، و هی لفظة فارسیة، یقصد بها عین ماء فی الظلمات، و کل من یشرب منها یموت بعد طول حیاة. و السلطان إسکندر ذهب فی الظلمات طلبا لها، و الخضر و الیاس کانا فی مقدمته، فوصلا إلیها و شربا منها، ثم أخفاهما اللّه تعالی عنه، و عاد الإسکندر من هناک بدون نصیب.
و فی اصطلاح السالکین: کنایة عن نبع العشق و المحبة التی کل من یذوقها لا یصبح معدوما و فانیا أبدا. و یشیر الاصطلاح أیضا إلی فم المعشوق. کذا فی کشف اللغات «2».

الإباحة:

[فی الانکلیزیة]Declaration،licence
[فی الفرنسیة]Declaration،licence
فی اللغة الإظهار و الإعلان من قولهم باح بالسّرّ و أباحه، و باحة الدار ساحتها لظهورها.
و قد یرد بمعنی الإذن و الإطلاق. یقال أبحته کذا أی أطلقته. و فی الشرع حکم لا یکون طلبا و یکون تخییرا بین الفعل و ترکه. و الفعل الذی هو غیر مطلوب و خیّر بین إتیانه و ترکه یسمّی مباحا و جائزا أیضا. فالقید الأول احتراز عن الواجب مخیّرا کان أو معیّنا موسّعا کان أو مضیّقا عینا کان أو کفایة. و عن الحرام و الکراهة و المندوب لکونها أفعالا مطلوبة من الحکم.
و القید الأخیر احتراز عن الحکم الوضعی.
و الحلال أعمّ من المباح علی ما فی جامع الرموز فی کتاب الکراهیة حیث قال: کل مباح حلال بلا عکس کالبیع عند النّداء فإنه حلال غیر مباح لأنه مکروه، انتهی. و قیل المباح ما خیّر بین فعله و ترکه شرعا و نقض بالواجب المخیّر و الأداء فی أول الوقت مع العزم فی الواجب، مع أنّ الفعل فی کل منهما واجب.
و قیل ما استوی جانباه فی عدم الثواب و العقاب و نقض بأفعال اللّه تعالی، فإنها لا توصف بالإباحة مع صدق الحدّ علیه، و نقض أیضا بفعل غیر المکلّف کالصّبی و المجنون لصدق الحدّ علیه مع عدم وضعه بالإباحة. و قیل: و لو قیل ما استوی جانباه من أفعال المکلّفین لاندفع النقصان. لکن یرد المباح المنوی لقصد التوسّل إلی العبادة فإنه یثاب علی فعله بالنیّة و یعاقب علیه عند قصد المعصیة. و یندفع هذا بزیادة قولنا لذاته. قیل و الأقرب أن یقال ما دلّ الدلیل السمعی علی خطاب الشارع فیه بالتخییر بین الفعل و الترک من غیر بدل. و الأول فصل من فعل اللّه. و الثانی أی قولنا من غیر بدل فصل
______________________________
(1) اسم ماهی است که آفتاب در آن ماه در برج اسد می‌باشد سیأتی فی لفظ التاریخ.
(2) آب حیات لفظ فارسی است و آن چشمه‌ایست در ظلمات هرکه آب از ان خورد بطول حیات بمیرد و سلطان سکندر بطلب ان در ظلمات رفته و خضر و الیاس که پیشرو او بودند در آن رسیدند و آب آن خوردند و باز از چشم ایشان خدای تعالی مخفی گردانید و سکندر أز آنجا بی‌نصیب بازگشت و در اصطلاح سالکان کنایت است از چشمه عشق و محبت که هرکه از آن بچشد هرگز معدوم و فانی نگردد و نیز اشارات بدهن معشوق میکنند. کذا فی کشف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 79
عن الواجب الموسّع و المخیّر فإنّ ترکهما و إن کان جائزا لکن مع بدل. و فیه أنه صادق علی ترک الواجب الموسّع فی أول الوقت علی المختار فإنه لا بدل له و هو العزم، و کذا المخیّر کلّ منهما واجب أصالة لأنّ أحدهما بدل عن الآخر علی المختار.
و اعلم أنّ المباح عند المعتزلة «1» فیما یدرک جهة حسنه أو قبحه بالعقل و هو ما لم یشتمل شی‌ء من طرفیه علی مفسدة و لا مصلحة و سیجی‌ء فی لفظ الحسن.
فائدة: اتّفق الجمهور علی أنّ الإباحة حکم شرعیّ. و بعض المعتزلة قالوا لا معنی لها إلّا نفی الحرج عن الفعل و الترک، و هو ثابت قبل الشرع و بعده فلیس حکما شرعیا. قلنا انتفاء الحرج لیس بإباحة شرعیة، بل الإباحة الشرعیة خطاب الشارع بالتخییر، و هو لیس ثابتا قبل الشرع، فالنزاع بالحقیقة لفظی لأنه إن فسّرت الإباحة بانتفاء الحرج عن الفعل و الترک فلیست شرعیة، و إن فسّرت بخطاب الشارع بانتفاء الحرج عنهما فهی من الأحکام الشرعیة.
فائدة: الجمهور علی أنّ المباح لیس جنسا للواجب لأنّ المباح ما خیّر بین الفعل و الترک و هو مباین للواجب. و قیل جنس له لأنّ المباح ما لا حرج فی فعله و هو متحقّق فی الواجب، و ما زاد به الواجب و هو کونه یذمّ علی ترکه فصل، و النزاع لفظی أیضا. فإن ارید بالمباح ما اذن فی فعله مطلقا من غیر تعرّض لطرف الترک بالإذن فیه فجنس للواجب و المندوب و المباح بالمعنی الأخص، و هو ما خیّر بین فعله و ترکه. و إن ارید به ما اذن فیه و لم یذمّ علی ترکه فلیس بجنس.
فائدة: المباح لیس بمأمور به عند الجمهور خلافا للکعبی «2» قال: لا مباح فی الشرع، بل ما یفرض مباحا فهو واجب مأمور به لهم أنّ الأمر طلب و أقلّه ترجیح الفعل و المباح لا ترجیح فیه، هکذا یستفاد من العضدی «3» و غیره.

الإباحیّة:

[فی الانکلیزیة]Ibahiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Ibahiyya)secte(
هی فرقة من المتصوّفة المبطلة. قالوا لیس قدرة لنا علی الاجتناب عن المعاصی و لا علی الإتیان بالمأمورات، و لیس لأحد فی هذا العالم ملک رقبة و لا ملک ید. و الجمیع مشترکون فی الأموال و الأزواج، کذا فی توضیح المذاهب «4». و لا یخفی أنّ هذه الفرقة من أسوأ
______________________________
(1) المعتزلة: فرقة کلامیة تنسب إلی واصل بن عطاء من حیث النشأة مع اختلاف بین الباحثین و علماء الفرق فی ذلک. و قد امتازت بدفاعها عن الإسلام، لا سیما ضد الفرق الملحدة إلا أنها اختلفت فی بعض معتقداتها عمّا أجمع علیه اهل السنة و الجماعة (السلف و أهل الحدیث و الأشاعرة). و اعتقادها یقوم علی أصول خمسة: التوحید، العدل، الوعد و الوعید، المنزلة بین المنزلتین، و الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر. ثم افترقت المعتزلة إلی فرق عدیدة، ذکرها کل من البغدادی فی الفرق بین الفرق 114- 201، الشهرستانی فی الملل و النحل 43- 84، طبقات المعتزلة 28 و ما بعدها. تمیّزت بحریة العبد المطلقة فی خلق أفعاله.
(2) الکعبی هو عبد اللّه بن أحمد بن محمود الکعبی، من بنی کعب، البلخی الخراسانی، ابو القاسم. ولد فی بلخ عام 273 ه/ 886 م و فیها مات عام 319 ه/ 931 م. أحد أئمة الاعتزال، و شیخ الفرقة الکعبیة. له عدة مؤلفات. الاعلام 4/ 65، معجم المفسرین 1/ 303، تاریخ بغداد 9/ 384، خطط المقریزی 2/ 348، وفیات الأعیان 1/ 252، لسان المیزان 3/ 255، اللباب 3/ 44، هدیة العارفین 1/ 444، طبقات المعتزلة 88،
(3) العضدی أو العقائد العضدیة لعضد الدین عبد الرحمن بن أحمد الإیجی (- 756 ه/ 1355 م). کشف الظنون 2/ 1144، معجم المطبوعات العربیة 1332.
(4) توضیح المذاهب: یرجح أنه رسالة فی بیان المذاهب الاربعة. نقلا من کتاب (حلویات) للامیر ابی الحسن اسماعیل من آل اسفندیار. اولها: پس بودرت مذهب دیدیکمز حقدر دیمک بویولون اولور که الخ. نسخة مخطوطة، بدون تاریخ. فهرس-
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 80
الخلائق خذلهم اللّه تعالی «1».

الإباضیّة «2»:

[فی الانکلیزیة]Al -Ibadiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Ibadiyya)secte(
هی فرقة من الخوارج أصحاب عبد اللّه بن إباض «3». قالوا فخالفونا من أهل القبلة کفار غیر المشرکین یجوز مناکحتهم. و غنیمة أموالهم من سلاحهم و کراعهم حلال عند الحرب دون غیره. و دارهم دار الإسلام إلّا معسکر سلطانهم. و قالوا تقبل شهادة مخالفیهم علیهم.
و مرتکب الکبیرة موحّد غیر مؤمن لأنّ الأعمال داخلة فی الإیمان و الاستطاعة قبل الفعل، و فعل العبد مخلوق للّه تعالی. و یفنی العالم کلّه بفناء أهل التّکلیف. و مرتکب الکبیرة کافر نعمة لا کافر ملّة. و توقّفوا فی تکفیر أولاد الکفّار، و فی النّفاق أ هو شرک أم لا، و فی جواز بعثة رسول بلا معجزة، و تکلیف أتباعه فیما یوحی إلیه.
و کفّروا علیا و أکثر الصّحابة. و افترقوا فرقا أربعة: الحفصیّة «4» و الیزیدیة «5» و الحارثیّة «6» و الرابعة العبادیّة «7» القائلون بطاعة لا یراد بها اللّه، أی الزاعمون أنّ العبد إذا أتی بما أمر به و لم یقصد اللّه کان ذلک طاعة. فالحفصیّة زادوا علی الإباضیة أنّ بین الإیمان و الشرک معرفة اللّه فإنها خصلة متوسّطة بینهما فمن عرف اللّه و کفر بما سواه من رسول أو جنّة أو نار أو بارتکاب کبیرة فکافر لا مشرک. و الیزیدیّة زادوا علیهم و قالوا سیبعث نبیّ من العجم بکتاب یکتب فی السماء و ینزل علیه جملة واحدة، و یترک شریعته إلی ملّة الصّابئة «8» المذکورة فی القرآن. و قالوا أصحاب الحدود مشرکون و کلّ ذنب شرک کبیرة
______________________________
- المخطوطات الترکیة العثمانیة القسم الثانی (خ- س) ص 184. و معه لمحمد بن محمد الزبیدی حکمة الاشراق إلی کتاب الآفاق، القاهرة 1954.
(1) الإباحیة: و تعرف بالمحمّرة، و منها البابکیة و المازیاریة و بعض الصوفیة، حیث یجتمعون فی عید لهم، ذکورا و إناثا، فإذا ما اطفئت السرج و النیران افتضّ فیها الرجال النساء علی تقدیر (من عزّ بزّ). و کانوا لا یصلّون و لا یصومون و لا یرون الجهاد ضد الکفار. الفرق بین الفرق 266 و ما بعدها.
(2) الإباضیة: لمزید من التفصیل عن هذه الفرقة مبادئها و معتقداتها، انظر ما ذکره: الفرق بین الفرق 103، الملل و النحل 134، مقالات الاسلامیین 1/ 170، التبصیر فی الدین 34، المعارف لابن قتیبة 622، مروج الذهب 3/ 258.
(3) هو عبد اللّه بن إباض المقاعسی المری التمیمی، من بنی مرة بن عبید بن مقاعس. توفی حوالی العام 86 ه/ 705 م. رأس الاباضیة، اضطرب المؤرخون فی سیرته، کان معاصرا لمعاویة. و ناظر العلماء. الاعلام 4/ 61، الکامل 2/ 179، الأغانی 7/ 230، خطط المقریزی 2/ 355، شذرات الذهب 1/ 177.
(4) الحفصیة: من فرق الخوارج الإباضیة، قالوا بإمامة حفص بن أبی المقدام، کان یعتقد أن بین الشرک و الإیمان معرفة اللّه تعالی وحدها. فمن عرفه ثم کفر بما سواه أو عمل بجمیع المحرمات فهو کافر بری‌ء من الشرک. و من جهل اللّه تعالی و أنکره فهو مشرک. و کانت لهم تأویلات غریبة فی تفسیر القرآن و الصحابة. الفرق بین الفرق 104، مقالات الاسلامیة 1/ 170، الملل و النحل 135.
(5) الیزیدیة فرقة من الخوارج الإباضیة، أصحاب یزید بن أنیسة الذی زعم أن اللّه تعالی سیبعث رسولا من العجم و ینزل علیه کتابا و یترک شریعة المصطفی محمد علیه السلام و یکون علی ملة الصابئة المذکورة فی القرآن. الملل و النحل 136، الفرق 104.
(6) الحارثیة فرقة من الخوارج الإباضیة، أتباع حارث بن یزید الإباضی، الذی اعتنق رأی المعتزلة فی القدر، فخالفت الإباضیة، و کذلک قالوا بالاستطاعة قبل الفعل، و فی إثبات طاعة لا یراد بها اللّه تعالی. الملل 136، الفرق 105، مقالات 1/ 171، التبصیر 35.
(7) العبادیة لم یعثر علی ترجمة لهذه الفرقة تعرف بهذا الاسم. و لعلّها الفرقة التی ذکرها کل من الأشعری و البغدادی تحت اسم: ذکر أصحاب طاعة لا یراد اللّه بها. و لها آراء مبتدعة کثیرة. المقالات 1/ 172، الفرق 105، التبصیر 35.
(8) الصابئة هم قوم یقولون بحدود و أحکام عقلیة بعیدة عن الشرع. و لا یقرّون بالاسلام و لا بأیة شریعة أخری. یؤمنون بالمحسوس و المعقول. و ربما یتّصلون بعاذیمون و هرمس. و لقد کانت لهم مناظرات مع الحنفاء ذکرها الشهرستانی.
الملل 259، 263، 311.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 81
[کانت] «1» أو صغیرة. و الحارثیّة خالفوهم فی القدر أی کون أفعال العباد مخلوقة للّه تعالی و کون الاستطاعة قبل الفعل، کذا فی شرح المواقف.

الإباق:

[فی الانکلیزیة]Escaping slave
[فی الفرنسیة]Esclave qui se sauve
بالکسر و بالموحدة لغة الاستخفاء و شرعا استخفاء العبد من المولی کذا فی جامع الرموز فی فصل: صحّ شراء ما لم یره. و فیه فی کتاب اللّقیط: و الآبق صفة من آبق إباقا أی ذهب بلا خوف و لا کدّ عمل، أو استخفی ثم ذهب.
و شرعا مملوک فرّ من مالکه تمرّدا و عنادا لسوء خلقه.

آبان:

[فی الانکلیزیة]Aban)octobre(
[فی الفرنسیة]Aban)Octobre(
اسم شهر فی التاریخ الیزدکردی، و هو الشهر الثانی من أشهر فصل الخریف فی التقویم الإیرانی الحالی «2».

الابتداء:

[فی الانکلیزیة]Beginning -Initiation
[فی الفرنسیة]Commencement،debut
هو لغة الافتتاح و فی عرف العلماء یطلق علی معان منها ذکر الشی‌ء قبل المقصود و هو المسمّی بالابتداء العرفی. و منها ما یکون بالنسبة إلی جمیع ما عداه و هو المسمّی بالابتداء الحقیقی. و منها ما یکون بالنسبة إلی بعض ما عداه و هو المسمّی بالابتداء الإضافی، و هذا علی قیاس معنی القصر الحقیقی و الإضافی.
فالابتداء بالبسملة حقیقی و بالتحمید إضافی. و لا یرد ما قیل إنّ کون الابتداء بالتسمیة حقیقیا غیر صحیح إذ الابتداء الحقیقی إنّما یکون بأوّل أجزاء البسملة، إذ الابتداء الحقیقی بالمعنی المذکور لا ینافی أن یکون بعض أجزائها متّصفا بالتقدیم علی البعض، کما أنّ اتّصاف القرآن بکونه فی أعلی مرتبة البلاغة بالنسبة إلی ما سواه لا ینافی أن یکون بعض سوره أبلغ من بعض.
ثم الابتداء العرفی أمر ممتدّ یمکن الابتداء به بأمور متعددة من التسمیة و التحمید و غیرهما، و قد یتحقّق فی ضمن الابتداء الحقیقی، و قد یتحقّق فی ضمن الإضافی، هکذا یستفاد من حاشیة الخیالی للمولوی عبد الحکیم. و منها مقابل الوقف کما سیجی‌ء مع بیان أنواعه و هو من مصطلحات القرّاء. و منها الرّکن الأوّل من المصراع الثانی علی ما فی المطوّل و غیره، و هذا من مصطلحات العروضیّین. و منها الزّحاف الواقع فی الصدر علی ما سیجی‌ء و هذا أیضا من مصطلحات أهل العروض. و منها ما هو مصطلح النحاة و هو تجرید الاسم عن العوامل اللفظیّة للإسناد أی لیسند إلی شی‌ء أو لیسند إلیه شی‌ء.
و قولهم للإسناد لإخراج التجرید الذی یکون للعدّ، فإنّ الأسماء المعدودة مجرّدة عن العوامل اللفظیة لکن لا للإسناد، و ذلک الاسم یسمّی بالمبتدإ و ذلک الشی‌ء یسمی بالخبر.
إن قیل التّجرید عدمیّ فلا یؤثّر و الابتداء من العوامل المعنویّة، و العامل لا بدّ أن یکون مؤثّرا، فالأولی أن یفسّر الابتداء بجعل الاسم فی صدر الکلام تحقیقا أو تقدیرا للإسناد إلیه أو إسناده إلی شی‌ء.
قلنا العوامل علامات لتأثیر المتکلّم لا مؤثّرات فإنّ المؤثّر هو المتکلّم و لا محذور فیه، مع أنّ ما جعله أولی أمر اعتباری فلا یصحّ أن یکون مؤثّرا.
ثمّ المبتدأ عندهم علی قسمین: أحدهما الاسم المجرّد عن العوامل اللفظیّة معنی من
______________________________
(1) [کانت] (+ م).
(2) آبان اسم ماهی است در تاریخ یزدجردی چنانکه گذشت.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 82
حیث هو اسم للإسناد إلیه. و الاسم أعمّ من اللفظی و التقدیری فیتناول نحو: وَ أَنْ تَصُومُوا خَیْرٌ لَکُمْ «1». و المجرّد معناه الذی لم یوجد فیه عامل أصلا حتی یئول إلی السّلب الکلّی.
و احترز به عن الاسم الذی فیه عامل لفظی کاسمی إنّ و کان. و معنی تمییز عن المجرّد أی المجرّد عنها معنی سواء لم یکن فیه عامل لفظا نحو زید قائم أو کان لکنه معدوم معنی و حکما بأن لا یکون مؤثّرا فی المعنی کالمبتدإ المجرور بحرف الجر الزائد نحو بحسبک درهم. و قولهم من حیث هو اسم قید للتجرید أی إنما یعتبر التجرید للإسناد إلیه من حیث هو اسم. أمّا إذا کان صفة کما هو القسم الثانی فلم یعتبر فیه التجرید عنها للإسناد إلیه إذ المبتدأ هو المسند فی القسم الثانی، کذا قیل. و فیه أنّه إن أرید بالاسم مقابل الصفة مطلقا فلا یجب فی التّجرید لأجل الإسناد أن یکون اسما بل یجوز أن یکون صفة أیضا، نحو حاتم من قریش. و إن أرید مقابل الصفة المعتمدة علی الاستفهام و النفی فهو استعمال غیر واقع فالأولی أن یقال إنّه قید فی المبتدأ «2» لیدخل فی تعریفه الناس فی قول الشاعر:
سمعت الناس ینتجعون غیثا.
برفع الناس علی حکایة الجملة. فالناس مبتدأ و هو من حیث هو اسم واحد مجرّد عن ملابسة سمعت معنی. و أمّا من حیث هو مع خبره جملة فیکون غیر مجرّد عن ملابسته معنی لأنّ المسموع هو هذه الجملة. و إنما کان الناس مجرّدا عن ملابسته معنی لأنّ المراد علی تقدیر رفعه حکایة الجملة فلا یکون بسمعت تأثیر فی الناس وحده، کما کان لباب علمت تأثیر فی کلّ «3» واحد من جزئی الجملة، لأنّ المراد منه مضمونها. و إنما قیّد التّجرید بالإسناد إلیه إذ لو جرّد لا للإسناد لکان حکمه حکم الأصوات التی ینعق بها غیر معربة، و فیه احتراز عن الخبر و عن القسم الثانی. و ثانیهما الصفة المتعمدة علی أحد ألفاظ الاستفهام و النفی رافعة لاسم ظاهر أو ما یجری مجراه من الضمیر المنفصل، نحو: أ قائم الزیدان و أَ راغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِی «4». و المراد بالصفة أعمّ من الوصف المشتقّ کضارب و مضروب و حسن أو جاریة مجراها کقریشی. و إنما قلنا أحد ألفاظ الاستفهام و النفی و لم نقل علی أحد حرفی الاستفهام و النفی لأنّ الشّرط الاعتماد علی الاستفهام حرفا کان أو اسما متضمّنا له کمن و ما، و علی النفی سواء کان مستفادا من حرفه أو ما هو بمعناه نحو إنما قائم الزیدان. و قولنا رافعة لظاهر احتراز عن نحو: أ قائمان الزیدان لأن قائمان رافع لضمیر عائد إلی الزیدان، و لو کان رافعا لهذا الظاهر لم یجز تثنیته. و عن سیبویه جواز الابتداء بالصّفة بلا اعتماد مع قبح نحو: قائم زید. و الأخفش «5» یری ذلک حسنا.
و عن البعض جواز الابتداء باسم الفعل نحو:
هیهات زید، فهیهات مبتدأ و زید فاعل سادّ مسدّ الخبر.
و اعلم أنّ العامل فی المبتدأ و الخبر عند
______________________________
(1) البقرة/ 184.
(2) المعتمدة (م، ع).
(3) کل (- م).
(4) مریم/ 46.
(5) هو سعید بن مسعدة المجاشعی بالولاء البلخی ثم البصری أبو الحسن، المعروف بالأخفش الأوسط. توفی حوالی العام 215 ه/ 830 م. نحوی، عالم باللغة و الأدب، و کان معتزلیا. له عدة مؤلفات هامة. الأعلام 3/ 101، وفیات الاعیان 1/ 208، إنباه الرواة، 2/ 36، معجم الأدباء 11/ 224، بغیة الوعاة 258، مرآة الجنان 2/ 61، معجم المفسرین 1/ 210، طبقات المفسرین للداودی 1/ 185، شذرات الذهب 2/ 36 و غیرها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 83
البصریین هو الابتداء. و أما عند غیرهم، فقال بعضهم الابتداء عامل فی المبتدأ و المبتدأ فی الخبر. و قال بعضهم کلّ واحد منهما عامل فی الآخر. و علی هذا لا یکونان مجرّدین عن العوامل اللفظیة، و علی القول الثانی لا یکون الخبر فقط مجرّدا عنها. هذا کله خلاصة ما فی العباب «1» و الإرشاد «2» و الفوائد الضیائیة «3» و غیرها.

الابتدائی:

[فی الانکلیزیة]
Subjective) belonging to the subject of the sentence (
[فی الفرنسیة]
Subjectif) qui appartient au sujet de la phrase (
عند أهل المعانی هو الکلام الملقی مع الخالی عن الحکم و التردّد فیه سواء نزل منزلة المنکر أو المتردّد أو لا، کقولک: زید قائم لمن لا یعلم قیامه و لا یتردّد فیه. و قوله تعالی:
إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ «4» من الابتدائی أیضا. و إنما سمّی به لأنّه ابتداء کلام من غیر سبق طلب أو إنکار. کذا فی الأطول و سیجی‌ء فی لفظ المقتضی أیضا.

الابتدائیة:

[فی الانکلیزیة]Subjective sentence)replacing the subject(
[فی الفرنسیة]Phrase subjective)tenant lieu du sujet(
عند النحاة تطلق علی جملة من الجمل التی لا محلّ لها من الإعراب و تسمّی مستأنفة أیضا، و علی الجملة المقدّرة بالمبتدإ.

الابتداء الجزئی:

[فی الانکلیزیة]Incubation،inhibition
[فی الفرنسیة]Incubation،inhibition
عندهم هو الزّمان الذی لا تظهر فیه أعراض النوبة، کذا فی بحر الجواهر.

الابتداء الکلّی:

[فی الانکلیزیة]Time of immaturity
[فی الفرنسیة]Temps d'immaturite
عند الأطباء هو الزمان الذی لا تظهر فیه دلائل النضج.

ابتداء المرض:

[فی الانکلیزیة]
Beginning of the sickness) manifestation of the first symptoms (
[فی الفرنسیة]
Declenchement de la maladie) debut des symptomes de la malE
هو عند الأطباء وقت ظهور ضرر الفعل قبل التّزاید و هو أوّل زمان حدوث المرض، و هو الوقت الذی لا جزء له، و یقال علی الأیام الثلاثة الأول. قال النفیس «5»: هو وقت ظهور ضرر الفعل لا الوقت الذی یطرح العلیل نفسه علی الفراش، فإنّ من الناس من لا یطرح نفسه علی الفراش فی المرض.
______________________________
(1) العباب الزاخر و اللباب الفاخر للحسن بن محمد العمری الصاغانی (- 650 ه/ 1252 م)، کتاب فی اللغة یقع فی عشرین مجلدا ألفه لابن العلقمی وزیر المستعصم العباسی. و قد رتبه مؤلفه علی ترتیب صحاح الجوهری لکن المنیّة وافته قبل أن یتمّه. کشف الظنون 2/ 1122، الاعلام 2/ 214، اکتفاء القنوع 321،Gals،I، (4) 614.
(2) الإرشاد أو إرشاد الهادی فی النحو، لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 792 ه/ 1389 م) ألّفه سنة 778 ه و علیه شروح کثیرة منها شرح تلمیذه شاه فتح اللّه الشروانی و علاء الدین البخاری و علاء الدین علی بن محمد البسطامی المعروف بمصنفک … و غیرهم. کشف الظنون 1/ 67- 66.
(3) الفوائد الضیائیة أو شرح ملا جامی علی الکافیة لنور الدین ملا عبد الرحمن بن أحمد بن حمد الجامی (- 898 ه/ 1492 م) و هو من أحسن الشروح علی کافیه ابن الحاجب. فرغ منها سنة 897 ه. بومبای 1278 ه. معجم المطبوعات العربیة 672.
(4) هود/ 37، المؤمنون/ 27.
(5) النفیس: هو علی بن أبی الحزم القرشی، علاء الدین الملقب بابن النفیس. ولد فی دمشق و توفی بمصر عام 687 ه/ 1288 م. أعلم أهل عصره بالطب. له الکثیر من المصنفات الطبیة، و المنطقیة و غیرها. الاعلام 4/ 270- 271، طبقات السبکی 5/ 129، شذرات الذهب 5/ 401، النجوم الزاهرة 7/ 377، مفتاح السعادة 1/ 269، معجم الأطباء 292.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 84

الابتزاز:

[فی الانکلیزیة]Zenith،zodiacal force of a star
[فی الفرنسیة]Zenith،puissance zodiacale d'un astre
بالذی المعجمة عند المنجّمین هو عبارة عن زینة أحد الکواکب بقوته الذّاتیّة أو العرضیة فی صورة الطّالع. و یقال لذلک الکوکب مبتزا.
و أقواها ذلک الذی یکون صاحب طالع فی الطالع، أو صاحب شرف الطالع فی الطالع، أو أرباب الخطوط الأخری فی الطالع، أو صاحب العاشر فی العاشر، أو صاحب حادی عشر أو صاحب شرف فیه. و هکذا إلی الخامس و السابع أو التاسع أو الثالث.
و أمّا إن کان کوکبا له قوی ذاتیّة، و لکنه سقط من الطالع، فإنه یبقی له أثر و لکن إذا اجتمع عدة کواکب لکلّ منها صفة الابتزاز، فالأقوی هو المقدّم، و الباقون شرکاؤه.
و الأحکام العامة للطوالع مبناها الکلی علی المبتز، ثم علی المستولی، ثم صاحب الطالع، و إن کان ساقطا ثم علی کوکب غریب الذی «هو ناظر». قال ذلک فی «الشجرة».
و جاء فی «کفایة التعلیم»: الابتزاز هو وجود کوکب فی أقوی بیت من بیوت الطالع، أو ناظرا إلی الطالع، و نظر أکثر الکواکب له و أقوی البیوت بیت الطالع ثم یلیه العاشر، ثم الحادی عشر ثم السابع ثم التاسع ثم الرابع، ثم الخامس ثم الثالث لا دخل له فی القوة، و الأربعة الأخری ساقطة. و أیّ واحد من الثوابت یصل إلی بیت کوکب فی البیت الخامس أو التاسع أو الرابع و لم یکن مبتزا ما لم یکن قوی الحال بواسطة البیت أو الشرف أو النظر من أکثر الکواکب إلیه راجعا أو محترقا فلا یکون مبتزا ابدا، لأنّ خاصیة الابتزاز هی القوة فی مکانه، و نظر أکثر الکواکب إلیه، کما أنّ خاصیة الاستیلاء خط للکوکب و نظره لذلک المکان «1».

الابتلاء:

[فی الانکلیزیة]Hardship،supernatural
[فی الفرنسیة]Epreuve،surnaturel
در لغت آزمایش- فی اللغة الاختبار- و عند أهل الشرع هو الخارق الذی یظهر من المتألّه، کذا فی الشمائل المحمدیة «2» فی فصل معجزاته صلی اللّه علیه و آله و سلم.

الأبد:

[فی الانکلیزیة]Eternity
[فی الفرنسیة]Eternite
بفتح الأول و الموحدة دوام الوجود فی المستقبل، کما أنّ الأزل دوام الوجود فی الماضی، علی ما فی شرح المطالع فی بیان القضایا الموجهة، و هکذا فی بعض کتب اللغة.
و فی الإنسان الکامل اعلم أنّ أبده تعالی عین
______________________________
(1) نزد منجمان عبارتست از آراسته شدن کوکب به قوتهای ذاتی و عرضی در صورت طالع و آن کوکب را مبتز گویند و قویتر همه آن بود که صاحب طالع در طالع بود یا صاحب شرف طالع در طالع بود یا ارباب حظوظ دیکر در طالع بود یا صاحب عاشر در عاشر بود یا صاحب شرف عاشر در وی بود یا صاحب حادی عشر یا صاحب شرف در وی بود تا همچنین در خامس یا سابع یا تاسع یا ثالث. و اما اگر کوکبی قوتهای ذاتی دارد و از طالع ساقط بود اثر او هم باشد اما وقتی بود که چند کواکب شایسته ابتزازیت باشند و قویتر را مقدم دارند و دیگران را شریک او دارند و مدار احکام کلی طالع بر مبتزّ است پس بر مستولی پس بر صاحب طالع اگرچه ساقط بود پس بر کوکب غریب که ناظر بود این در شجرة گفته. و در کفایة التعلیم می‌گوید ابتزاز بودن کوکبی است در قویترین بیتی از بیتهای طالع یا نظر او بطالع و نظر اکثر کواکب بدو و قویترین بیتها بیت طالع پس دهم پس یازدهم پس هفتم پس نهم پس چهارم پس پنجم پس سیوم را در قوت مدخلی نیست و جهار دیگر ساقطاند و از ثوابت هرکه با درجة طالع بر آید یا با درجة عاشر میان آسمان باشد او مبتز باشد و اگر کوکبی در پنجم یا نهم یا چهارم باشد مبتز نبود تا قوی خال نبود به بیت یا شرف یا بنظر اکثر کواکب بدو و راجع و محترق هرگز مبتز نگردد چرا که خاصیت ابتزاز قوت است در مکان خود و نظر اکثر کواکب بدو چنانکه خاصیت استیلا خط کوکب است و نظر او بدان مکان.
(2) الشمائل النبویة و الخصائص المصطفویة و تعرف بشمائل الترمذی لأبی عیسی بن محمد عیسی بن سورة السلمی الترمذی (- 129 ه/ 834 م)، استانه 1264 ه. و علیها شروح کثیرة. معجم المطبوعات العربیة 632- 633.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 85
أزله و أزله عین أبده لأنّه عبارة عن انقطاع الطرفین الإضافیین عنه لیتفرّد بالبقاء لذاته.
فسمّی تعقّل الإضافة الأولیّة «1» عنه و وجوده قبل تعقّل الأولیّة أزلا. و سمّی انقطاع الإضافة الآخریّة عنه و بقائه بعد تعقل الآخریة ابدا.
و الأزل و الأبد للّه تعالی صفتان أظهرتهما الإضافة الزمانیة لتعقّل وجوب وجوده، و إلّا فلا أزل و لا أبد، «کان اللّه و لم یکن معه شی‌ء» «2».
و فی تعریفات «3» السیّد الجرجانی الأبد مدة لا یتوهّم انتهاؤها بالفکر و التأمّل البتّة.

الإبداع:

[فی الانکلیزیة]Creativity
[فی الفرنسیة]Creativite
فی اللغة إحداث شی‌ء علی غیر مثال سبق. و فی اصطلاح الحکماء إیجاد شی‌ء غیر مسبوق بالعدم، و یقابله الصّنع و هو إیجاد شی‌ء مسبوق بالعدم، کذا ذکر شارح الإشارات فی صدر النمط الخامس. قال الشیخ ابن سینا فی الإشارات «4» الإبداع هو أن یکون من الشی‌ء وجود لغیره متعلّق به فقط دون متوسّط من مادّة أو آلة أو زمان، و ما یتقدّمه عدم زمانا لم یستغن عن متوسّط. و قال شارحه هذا تنبیه علی أنّ کل مسبوق بعدم فهو مسبوق بزمان و مادة، و الغرض منه عکس نقیضه، و هو أنّ کلّ ما لم یکن مسبوقا بمادة و زمان فلم یکن مسبوقا بعدم.
و تبیّن من إضافة تفسیر الإبداع إلیه أنّ الإبداع هو أن یکون من الشی‌ء وجود لغیره من غیر أن یسبقه عدم سبقا زمانیا. و عند هذا یظهر أنّ الصّنع و الإبداع یتقابلان علی ما استعملهما الشیخ فی صدر هذا النمط الخامس.
ثم الإبداع أعلی رتبة من التکوین و الإحداث، فإنّ التکوین هو أن یکون من الشی‌ء وجود مادّی، و الإحداث أن یکون من الشی‌ء وجود زمانی، و کلّ واحد منهما یقابل الإبداع من وجه. و الإبداع أقدم منهما لأنّ المادة لا یمکن أن تحصل بالتکوین، و الزمان لا یمکن أن یحصل بالإحداث لامتناع کونهما مسبوقین بمادّة أخری و زمان آخر. فإذا التکوین و الإحداث مترتبان علی الإبداع، و هو أقرب منهما إلی العلّة الأولی، فهو أعلی رتبة «5» منهما، و لیس فی هذا البیان موضع خطاب «6» کما وهم، انتهی.
و قال السیّد السند فی حاشیة شرح خطبة الشمسیة «7» الإبداع فی الاصطلاح إخراج الشی‌ء من العدم إلی الوجود- بغیر مادة، انتهی. أقول و المراد بالعدم السابق علی ذلک الشی‌ء المخرج هو السابق سبقا غیر زمانی، فإنّ المجرّدات قدیمة عندهم، فلا یخالف هذا ما سبق، و سیجی‌ء ما یتعلّق بهذا فی لفظ التکوین.
و عند البلغاء هو أن یشتمل الکلام علی عدة ضروب من البدیع. قال ابن أبی الإصبع «8»
______________________________
(1) الأزلیة (م).
(2) کان اللّه و لم یکن معه شی‌ء: أخرجه العجلونی فی الخفاء 2/ 171، رقم 2011، و أخرجه ابن حبان فی صحیحه، 8/ 4، عن عمران بن حصین، بلفظ: و لیس شی‌ء غیره، و اخرجه الحاکم من مستدرکه، 2/ 341، عن بریدة الاسلمی، کتاب التفسیر/ هود، بلفظ: و لا شی‌ء غیره، و قال عقبه: صحیح الإسناد، و لم یخرجاه.
(3) التعریفات لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه/ 1413 م). کشف الظنون 1/ 422.
(4) الإشارات و التنبهات لأبی علی الحسین بن عبد اللّه بن علی بن سینا، الشیخ الرئیس (- 428 ه/ 1036 م). نشره‌P.J.Forget مع ترجمة إلی الفرنسیة فی لیدن سنة 1892 م فی 224+ 10 صفحة. کشف الظنون 1/ 94- 95 معجم المطبوعات العربیة 128.
(5) مرتبة (م).
(6) خطأ (م).
(7) حاشیة خطبة القطبی أو حاشیة علی شرح القطب الرازی علی شمسیة القزوینی لعلی بن محمد بن علی السید الشریف الجرجانی (- 816 ه/ 1413 م)، استانه 1289 ه. معجم المطبوعات العربیة 679.
(8) هو عبد العظیم بن عبد الواحد بن ظافر بن أبی الإصبع العدوانی البغدادی ثم المصری، أبو محمد. ولد بمصر عام
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 86
و لم أر فی الکلام مثل قوله تعالی: وَ قِیلَ یا أَرْضُ ابْلَعِی ماءَکِ «1» الآیة، فإنّ فیها عشرین ضربا من البدیع و هی سبع عشرة لفظة. المناسبة التامة فی ابلعی و أقلعی، و الاستعارة فیهما، و الطباق بین الأرض و السماء، و المجاز فی قوله یا سماء فإنّه فی الحقیقة یا مطر، و الإشارة فی و غیض الماء فإنّه عبّر به عن معان کثیرة لأن الماء لا یغیض حتی یقلع مطر السماء و تبلع [الأرض] «2» ما یخرج منها من عیون الماء فینتقص الحاصل علی وجه الأرض من الماء، و الإرداف فی و استوت، و التمثیل فی و قضی الأمر، و التعلیل فإنّ غیض الماء علّة الاستواء، و صحة التقسیم فإنّه استوعب أقسام الماء حالة تغیّضه إذ لیس احتباس ماء السماء و الماء النابع من الأرض و غیض الماء الذی یظهر علی ظهرها، و الاحتراس فی الدّعاء لئلّا یتوهّم أنّ الغرق لعمومه مشتمل من لا یستحق الهلاک، فإنّ عدله تعالی یمنع أن یدعو علی غیر مستحق، و حسن النّسق، و ائتلاف اللفظ مع المعنی، و الإیجاز فإنه تعالی قصّ القصّة مستوعبة بأخصر عبارة، و التسهیم لأنّ أول الآیة تدل علی آخرها، و التهذیب لأنّ مفرداتها موصوفة بصفات الحسن، و کلّ لفظة سهلة المخارج علیها رونق الفصاحة مع الخلوّ من البشاعة و عقادة الترکیب، و حسن البیان من جهة أنّ السامع لا یتوقف فی فهم المعنی و لا یشکل علیه شی‌ء منه، و التمکین لأنّ الفاصلة مستقرّة فی محلها مطمئنة فی مکانها غیر قلقة و لا مستدعاة و لا انسجام. و زاد صاحب الإتقان أنّ فیها الاعتراض أیضا. و فی جامع الصنائع «3» و مجمع الصنائع «4» ما هو قریب منه حیث وقع فیهما «5» إبداع. و الاختراع هو إیجاد المعانی و التشبیهات الجدیدة، و صناعة الأشیاء المبتکرة.
و الکلام المشتمل علی مثل هذه المعانی و التشابیه یسمّی بدیعا و مخترعا «6».

الإبدال:

[فی الانکلیزیة]Substitution
[فی الفرنسیة]Substitution
بکسر الهمزة بدل کردن و التبدیل مثله.
و قیل التبدیل تغییر الشی‌ء عن حاله، و الإبدال جعل شی‌ء مکان آخر، هکذا فی بعض کتب اللغة. و قد عرفت معناه عند الصرفیین و أهل العربیة و کذا عند النحاة منهم فإنّ حاصل معناه إیراد الشی‌ء بدلا عن شی‌ء سواء کان ذلک الشی‌ء المبدل حرفا أو کلمة. و أما معناه عند المحدّثین فهو أن یبدل راو براو آخر أو إسناد بإسناد آخر من غیر أن یلاحظ معه ترکیب بمتن آخر، کما یستفاد من شرح شرح النخبة «7»،
______________________________
595 ه/ 1198 م و فیها توفی عام 654 ه/ 1256 م. عالم بالأدب، له تصانیف حسنة. الاعلام 4/ 30، فوات الوفیات 1/ 294، النجوم الزاهرة 7/ 37، شذرات الذهب 5/ 265، حسن المحاضرة 1/ 567، معاهد التنصیص 4/ 180.
(1) هود/ 44.
(2) [الأرض] (+ م).
(3) جامع الصنائع: لحاذق الملک محمد کاظم بن حکیم حیدر التستری الدهلوی (- حوالی 1149 ه)GALS،II، 627.
(4) مجمع الصنائع فی علم البلاغة لنظام الدین أحمد بن محمد صالح الحسینی الهندی کان یعیش فی النصف الثانی من القرن الحادی عشر الهجری. و الکتاب فارسی. إیضاح المکنون 1/ 434.
(5) فیها (م).
(6) و اختراع آنست که معانی و تشبیهات نو انگیزد و چیزهای نو أز صنائع و غیره انگیخته خود پیدا کند و این کلام که مشتمل بر چنین معانی و تشبیهات است این را بدیع و مخترع نامند.
(7) من شروح شرح النخبة، المعروف بنزهة النظر فی توضیح نخبه الفکر لشهاب الدین أحمد بن علی بن حجر العسقلانی (- 852 ه) الذی شرح فیه کتاب نخبه الفکر فی مصطلح أهل الأثر. شرح لعبد الرءوف المناوی الحدادی (- 1031 ه/ 1621 م) و یعرف بالیواقیت و الدرر، و شرح آخر لعلی بن سلطان محمد الهروی القاری (- 1014 ه/ 1605 م) سمّاه مصطلحات أهل الأثر علی شرح نخبه الفکر. کشف الظنون 2/ 1936.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 87
و سیجی‌ء أیضا فی لفظ القلب. و یطلق أیضا عندهم علی البدل کما عرفت. و أما عند المهندسین فهو اعتبار نسبة المقدّم إلی المقدّم و التالی إلی التالی، و سیجی‌ء فی لفظ النسبة.

الأبدال:

[فی الانکلیزیة]Substituted
[فی الفرنسیة]Substitues
بفتح الألف جمع البدل و البدیل و کذا البدلاء بالضمّ علی ما عرفت. و مولوی عبد الغفور «1»
فی حاشیة نفحات الأنس للجامی إنّ لفظ الأبدال فی اصطلاح الصوفیة هو لفظ مشترک، فهو یطلق تارة علی جماعة بدّلوا صفاتهم الذمیمة بالصفات الحمیدة و لیس عددهم محصورا، و تارة یطلق علی عدد معیّن؛ و علی هذا فبعضهم یطلق هذا الاصطلاح علی أربعین شخصا لهم أوصاف مشترکة، و بعضهم یطلق اسم الأبدال علی سبعة رجال، و من هؤلاء قوم، علی أنّ الأبدال هم غیر الأوتاد، بینما یقول آخرون: إن الأوتاد هم من جملة الأبدال. و اثنان من الأبدال هما إمامان و هما وزیرا القطب و الآخر هو القطب. و هؤلاء السّبعة إنما یقال لهم الأبدال لأنهم إذا ذهب واحد حلّ محله الذی یلیه فی الرتبة، و ینال رتبته. و یقول قوم: إنّ تسمیة هؤلاء بالأبدال لأنّ الحق جل و علا أعطاهم قوة بحیث یتنقّلون حیث یشاءون، و إذا أرادوا أمکنهم وضع صورتهم فی موضع، فإنهم یضعون شخصا علی مثالهم بدلا عنهم. و إذا اکتشف بعضهم الأشخاص المتشابهین فبدون إرادتهم لا یقولون لهم أبدالا، و إنّ کثیرا من الأولیاء هم هکذا. انتهی «2».
و فی بعض التفاسیر سئل أبو سعید «3» عن الأوتاد و الأبدال أیهما أفضل فقال الأوتاد.
فقیل کیف. فقال لأنّ الأبدال ینقلبون «4» من حال إلی حال و یبدلون «5» من مقام إلی مقام.
و الأوتاد بلغ بهم النهایة و ثبتت أرکانهم فهم الذین بهم قوام العالم و هم فی مقام التمکین.
و فی مرآة الأسرار «6» یقول: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم:
«بدلاء أمّتی سبعة» «7». بدلاء فی سبعة أقالیم یبقون. فذلک الذی فی الإقلیم الأول علی قلب إبراهیم علیه السلام و اسمه عبد الحی، و الثانی
______________________________
(1) عبد الغفور: هو عبد الغفور بن صلاح اللاری الأنصاری. توفی حوالی العام 912 ه/ 1507 م. أدیب، نحوی. کان تلمیذا للملّا جامی. له عدة تصانیف. الاعلام 4/ 32، کشف الظنون 1372.
(2) در حاشیه نفحات می‌آرد لفظ ابدال در عرف صوفیه مشترک لفظی است تارة اطلاق میکنند بر جمعی که تبدیل کرده‌اند صفات ذمیمه را بصفات حمیده و عدد ایشان منحصر نیست و تارة اطلاق میکنند بر عددی معین و بر تقدیر اطلاق بر عدد معین بعضی بر چهل شخص اطلاق میکنند که ایشان را اشتراک است در صفت مخصوص و بعضی بر هفت اطلاق میکنند و ازین بعض بعضی بر اینند که اوتاد از ابدال خارج‌اند و بعضی گویند که اوتاد از جملة ابدال‌اند و دو دیگر از ابدال امامان‌اند که وزیران قطب‌اند و دیگری قطب است. و این هفت تن را ابدال بنا بر آن گویند که چون یکی ازینها برود دیگری که بحسب مرتبه فروتر از أو بود و بجای أو نشیند و حفظ مرتبه وی کند. و بعضی میگویند که تسمیه ایشان بابدال از آن جهت است که حق سبحانه تعالی ایشان را قوتی داده که چون خواهند به جائی روند و بنا بر باعثی خواهند که صورت ایشان درین موضع بود شخصی مثالی بر صورت خود در آن موضع بگذارند بدل خود. اما جماعتی که بدل ایشان شخصی مثالی پیدا شود بی اراده ایشان آنها را ابدال نگویند و بسیاری از اولیا چنین باشند انتهی.
(3) أبو سعید الخراز: هو أحمد بن عیسی الخراز، أبو سعید. توفی عام 286 ه/ 899 م. من مشایخ الصوفیة. قیل إنه أول من تکلم فی علم الفناء و البقاء، و له عدة تصانیف. الاعلام 1/ 191، شذرات 2/ 192، اللباب 1/ 351، العبر 2/ 77، الشعرانی 1/ 102، القشیری 29.
(4) یتقلبون (م).
(5) و یبدل لهم (م).
(6) مرآة الأسرار (تصوف). کتاب فارسی لم نعثر له علی مرجع یذکره.
(7) ذکره الهندی فی کنز العمال، 12/ 190، حدیث رقم 34610، بلفظ: «بدلاء أمتی أربعون رجلا: اثنان و عشرون منهم بالشام، و ثمانیة عشر بالعراق، کلما مات واحد أبدل اللّه مکانه آخر، فإذا جاء الأمر قبضوا» و عزاه الهندی لابن عساکر عن أنس بن مالک.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 88
علی قلب موسی علیه السلام و اسمه عبد العلیم، و الثالث علی قلب هارون علیه السلام و اسمه عبد المرید، و الرابع اسمه عبد القادر و هو علی قلب إدریس علیه السلام، و الذی فی الاقلیم الخامس علی قلب یوسف علیه السلام و اسمه عبد القاهر، و الذی فی السادس هو علی قلب عیسی علیه السلام و اسمه عبد السمیع، و أمّا الذی فی السابع فهو علی قلب آدم و اسمه عبد البصیر.
و هؤلاء السبعة هم أبدال الخضر و وظیفتهم معاونة الخلق، و کلهم عارفون بالمعارف و الأسرار الإلهیة التی فی الکواکب السبعة التی جعل اللّه فیها التأثیر فی مجریات الأمور. و إن اثنین من الأبدال السبعة المذکورین أی عبد القاهر و عبد القادر، عند نزول مصیبة أو نازلة علی قوم أو ولایة، فإنهم یسمّون، و السبب فی قهر و عذاب إحدی الولایات أو بعض الأقوام بسبب قیامهم بذلک الأمر. و إذا مات أحد هؤلاء السبعة فإنه ینصّب مکانه أحد الصوفیة من عالم الناسوت، و یدعی باسم ذلک الذی مات، أی محبوب ثلاثمائة و سبعة و خمسین رجلا من الأبدال، و کلّهم من سکان الجبال. و طعامهم ورق السّلم و بقیة الأشجار و جرار الصحراء، و هم ملتزمون بکمال المعرفة، و هم لا یسیرون و لا یطیرون. و إنّ منهم ثلاثمائة علی قلب آدم.
قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم: «إن اللّه خلق ثلاثمائة نفس قلوبهم علی قلب آدم. و له أربعون علی قلب موسی. و له سبعة قلوبهم علی قلب إبراهیم. و له خمسة قلوبهم علی قلب جبرائیل. و له ثلاثة قلوبهم علی قلب میکائیل. و له واحد قلبه علی قلب محمد» «1» علیه الصلاة و السلام. فإذا مات یحلّ محلّه واحد من الثلاثة، و إذا مات واحد من الثلاثة یحلّ محله واحد من الخمسة، و إذا مات أحد الخمسة یحلّ محلّه أحد السبعة، و إذا مات أحد السبعة قام مقامه أحد الأربعین، و إذا مات واحد من الأربعین یرتقی مکانه واحد من الثلاثمائة، و إذا مات أحد الثلاثمائة یحلّ مکانه رجل من زهّاد الصوفیة. و إنّ هؤلاء البدلاء حسب الترتیب المذکور یستمدّون الفیوضات الإلهیة من القطب الذی قلبه علی قلب إسرافیل و هو محبوب الأربعمائة و أربعة البدلاء؛ و قد ذکرنا منهم ثلاثمائة و أربعة و ستین، و ثمة أربعون آخرون کما قال علیه الصلاة و السلام «بدلاء أمتی أربعون رجلا اثنا عشر بالشام و ثمان و عشرون بالعراق» «2».
و یقول فی «لطائف أشرفی»: إنّ النبیّ صلی اللّه علیه و سلم قد قسّم العالم إلی قسمین: نصف شرقی و نصف غربی، و من العراق النصف الشرقی کما أن بلاد خراسان و الهند و الترکستان و سائر بلاد الشرق داخلة فی العراق، و من الشام النصف الغربی و یشمل الشام و مصر و سائر بلاد الغرب. و هکذا تغمر فیوضات هؤلاء الأربعین المذکورین علی جمیع العالم، و یدعی أکثر هؤلاء الأبدال بالأبدال الأبرار «3».
______________________________
(1) ابن الجوزی (- 597 ه)، کتاب الموضوعات، تحقیق عبد الرحمن محمد عثمان، بیروت، دار الفکر، 1403 ه- 1983 م، کتاب الزهد، باب عدد الاولیاء، 3/ 150 بلفظ یختلف عما ورد فی «للّه تعالی … و للّه تعالی … و للّه تعالی فی الخلق واحد قلبه علی قلب اسرافیل علیه السلام
(2) ورد سنده فی لفظ الابدال.
(3) و در مرآة الاسرار میگوید قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم «بدلاء أمتی سبعة» هفت بدلاء در هفت اقلیم میمانند آنکه در اقلیم اوّل است بر قلب ابراهیم علیه السلام است و نام او عبد الحی و آنکه در دوم است بر قلب موسی است علیه السلام و نام او عبد العلیم و آنکه در سیوم است بر قلب هارون است علیه السلام و نام او عبد المرید و آنکه در چهارم است نام او عبد القادر است و أو بر قلب ادریس است علیه السلام و آنکه در پنجم است بر قلب یوسف است علیه السلام و نام او عبد القاهر و آنکه در ششم است بر قلب عیسی است علیه السلام نام او عبد السمیع و آنکه در هفتم است بر قلب آدم است علیه السلام و نام او عبد
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 89

أبر:

[فی الانکلیزیة]Cloud،Veil
[فی الفرنسیة]Nuage،Voile
و معناها بالفارسیة: السحاب، و عند السالکین یقال للحجاب الذی یمنع الوصول «1».

الأبرار:

[فی الانکلیزیة]Benefactors،the chosen
[فی الفرنسیة]Les bienfaiteurs،les elus
بفتح الألف و بالراء المهملة بمعنی نیکوکاران- المحسنین- و فی اصطلاح السّالکین یرادف الأخیار علی ما سیجی‌ء. و قیل: یرادف الأبدال علی ما سیجی‌ء أیضا.

الإبراز:

[فی الانکلیزیة]Manifestation
[فی الفرنسیة]Manifestation
بکسر الهمزة لغة هو الإظهار. و عند النحاة هو الإتیان بالضمیر البارز. و البارز هو ما یلفظ به علی ما سیجی‌ء فی لفظ الضمیر.

إبراز اللفظین:

[فی الانکلیزیة]Pun،paronomasia
[فی الفرنسیة]Calembour،jeu de mots
عند البلغاء هو أن یأتی الشاعر فی لفظ مشترک علی نحو یکون معناه مرة محبوسا و أخری مقبولا. و مثاله فی البیتین الفارسیین التالیین:
من یمینک الیم ظهر کما النار فی منار و من وجودک الجود ظهر کما الماء من الغمام فالمعنی المحبوس فی یمین یم و فی منار نار و فی وجود جود، و فی غمام ماء. و أما المعنی المقبول فظاهر، کذا فی جامع الصنائع «2».

الإبردة:

[فی الانکلیزیة]Frigidity
[فی الفرنسیة]Frigidite
بکسر الهمزة و سکون الموحدة و کسر الراء المهملة هی فتور فی الجماع من غلبة الرطوبة و البرودة، و الهمزة زائدة کذا فی بحر الجواهر.

آبروی:

[فی الانکلیزیة]Illumination،Inspiration
[فی الفرنسیة]Illumination،inspiration
و معناها ماء الوجه، و هو عند السالکین الإلهام الغیبی الذی یرد علی قلب السالک «3».
______________________________
- البصیر و این هفتم ابدال خضر است وظیفه ایشان مدد خلائق است همه عارف بمعارف و اسرار إلهی که در کواکب سبعه است اللّه تعالی در ایشان همه تاثیر داده است. و دو ابدال از هفت مذکور یعنی عبد القاهر و عبد القادر در هر ولایتی و یا بر هر قومی که قهر نازل شود نامزد میشوند و سبب مقهوری آن قوم ولایت اقدام ایشان باشد و چون یکی ازینها بمیرد یکی را از عالم ناسوت که صوفی باشد به جایش نصب کنند و به نام آن میرنده بخوانند ای محبوب سیصد و پنجاه و هفت دیگراند از ابدال و همه در کوه ساکن و خوراک ایشان برگ سلم و دیگر درختان است و ملخ بیابان و با کمال معرفت مقیداند سیری و طیری ندارند و سیصد ازین بر قلب آدم‌اند قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم «انّ اللّه خلق ثلاثمائة نفس قلوبهم علی قلب آدم، و له أربعون قلوبهم علی قلب موسی، و له سبعة قلوبهم علی قلب إبراهیم، و له خمسة قلوبهم علی قلب جبرئیل، و له ثلاثة قلوبهم علی قلب میکائیل، و له واحد قلبه علی قلب محمد» علیه و علیهم الصلاة و السلام چون این بمیرد از سه تن یکی را به جایش رسانند و چون از سه یکی بمیرد از پنج یکی را به جایش رسانند و چون از پنج یکی بمیرد از هفت یکی را به جایش رسانند و چون از هفت یکی بمیرد از چهل یکی را به جایش رسانند و چون از چهل یکی میرد از سیصد یکی را به جایش رسانند و چون از سیصد یکی میرد یکی از زهاد که صوفی سیرت باشد به جایش رسانند و این جمله بدلاء بترتیب مذکور فیض از قطب ابدال میگیرند که دل او بر دل اسرافیل است ای محبوب بدلاء و چهار صد و چهاراند سیصد و شصت و چهار را ذکر کردیم و چهل دیگراند کما قال علیه الصلاة و السلام «بدلاء أمتی أربعون رجلا اثنا عشر بالشام و ثمان و عشرون بالعراق». و در لطائف اشرفی گوید حضرت رسالت‌پناه صلی اللّه علیه و سلم عالم را دو قسم کرده نصف شرقی و نصف غربی و از عراق نصف شرقی خواسته چنانچه خراسان و هندوستان و ترکستان و سائر بلاد شرقی در عراق داخل‌اند و از شام نصف غربی خواسته چون شام و بلاد مصر و سائر بلاد غربی پس فیض این چهل تن مذکور بر تمام عالم ناشی است و اکثر این چهل تن بدلاء را چهل ابرار خوانند.
(1) نزد سالکان حجابی را گویند که مانع وصول باشد.
(2) نزد بلغا آنست که شاعر لفظ مشترک را در ربط بر نمطی آرد که از ترکیب یک معنی محبوس و دوم مقبول مفهوم شود مثاله.
شعر. از یمینت یم پدید آمد چو نار اندر منار. و ز وجودت جود پیدا گشت چون ماء از غمام. معنی محبوس در یمین یم و در منار نار و در وجود جود و از غمام ماء و معنی مقبول ظاهر است.
(3) نزد سالکان إلهام غیبی را گویند که بر دل سالک وارد شود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 90

الأبزار:

[فی الانکلیزیة]Spices
[فی الفرنسیة]Epices
بالزاء المعجمة هی ما یطیب بها الغذاء و کذا التوابل إلّا أنّ الأبزار تستعمل فی الأشیاء الرّطبة و الیابسة، و التوابل فی الیابسة، کذا فی بحر الجواهر.

الأبعاد الثلاثة:

[فی الانکلیزیة]The three dimensions
[فی الفرنسیة]Les trois dimensions
هی الطّول و العرض و العمق. و الطّول عبارة عن الامتداد الأول المفروض فی الجسم، و العرض عن الامتداد الثانی فیه، و العمق عن الامتداد الثالث. و إنما عبّر بالأول و الثانی و الثالث لیشتمل الجسم المربّع و قد یعبّر عنها بالجهات الثلاث.

الأبنة:

[فی الانکلیزیة]Anusmania،homosexuality
[فی الفرنسیة]Anusmania،homosexualite
بالضمّ و سکون الموحدة مثل الحمرة و هی عند الأطباء علّة یشتهی صاحبها أن یؤتی فی دبره و أن یری المجامعة تجری بین الأنثیین.
و هی إما طبعی «1» أی جبلّی و هو قد یکون لأمر فی الأبوین. کما إذا کان الأب مبتلی بها و کما إذا جومعت أمّه فی دبرها کثیرا خاصة حال حبله أو مدة رضاعه، و قد یکون لحصول مزاج أنوثی فی خلقته فتکون آلات تناسله مائلة إلی داخل البطن، کما أنّ آلات الإناث تکون غائرة تعرض له عند کثرة المنی أو حدته دغدغة فی ناحیة و یشتهی إحکاکها، فهو مع أنه رجل فی الحقیقة امرأة، و لذلک یکون المأبون الجبلّی صغیر القضیب و الخصیتین. و إمّا عرضی و هو یکون إمّا لاعتیاده بذلک الأمر و إمّا لحکّة تعرض فی أسافل أمعائه. و أحوال أصحاب هذه العلّة مختلفة، فمنهم من لا یقدر علی الجماع بدونه فیلتذّ مع تلک اللّذّة القذرة، و منهم من ینزل بذلک فیلتذّ لذة الإنزال، و منهم من یلتذّ بنفس الجماع فقط حتی یحبّ رؤیته بین الأنثیین، و منهم من یلتذّ بإنزال الفاعل لتسکین المنی حکة أمعائه، کذا فی حدود الأمراض.

ابنة المخاض:

[فی الانکلیزیة]One year old she -camel
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 90 ابنة المخاض: … ص: 90
[فی الفرنسیة]Chamelle de lait
بالفتح و تخفیف الخاء المعجمة لغة ما أتی علیه حولان من الإبل و شریعة حول واحد، کما فی شرح الطحاوی. لکن فی جامع الأصول «2» أنها ناقة تمّ لها سنة إلی تمام سنتین لأنّ أمّها ذات مخاض أی حمل. و فی المغرب «3» المخاض وجع الولادة، هکذا فی جامع الرموز.

ابن اللّبون:

[فی الانکلیزیة]Two or three years old)Camel(
[فی الفرنسیة]Agee de deux ou trois ans)Chamelle(
بالباء الموحدة لغة ما أتی علیه ثلاث سنین من الإبل و شریعة ما أتی علیه سنتان، کذا فی شرح الطحاوی «4». و فی جامع الرموز لکن فی عامّة کتب الفقه و اللغة أنّه ما تمّ له سنتان
______________________________
(1) الطبیعی (م).
(2) جامع الأصول لأحادیث الرسول لأبی السعادات المبارک بن أبی الکرم محمد بن محمد بن عبد الکریم الشیبانی المعروف بابن الأثیر الجزری (- 606 ه/ 1209 م)، دمشق 1969. معجم المطبوعات العربیة 34، أسماء الکتب 118.
(3) المغرب فی ترتیب المعرب لأبی الفتح ناصر الدین بن عبد السید بن علی المطرزی (- 610 ه/ 1213 م)، اختصره المؤلف من کتابه المعرب. و قد ذکر فیه الألفاظ التی یستعملها فقهاء الحنفیة من التریب. حیدرآباد، 1328 ه. معجم المطبوعات العربیة 1760- 1761.
(4) شرح الطحاوی هو کتاب فی الفقه الحنفی یسمی مختصر الطحاوی فی فروع الحنفیة للإمام ابی جعفر احمد بن محمد الطحاوی (- 321 ه) و قد شرحه کثیرون منهم: شیخ الاسلام السمرقندی الاسبیجابی (- 535 ه)، و الشیخ الحافظ أبو نصر أحمد بن منصور الطبری السمرقندی، و الإمام الکبیر محمد بن أحمد الخجندی الاسبیجابی، و الامام الجصاص (- 370 ه) و شمس الأئمة السرخسی (- 483 ه). کشف الظنون 2/ 1627- 1628؛ هدیة العارفین 1/ 58؛ معجم المطبوعات 1232.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 91
إلی تمام ثلاث لأنّ أمه ذات لبن بولد آخر، و بنت اللّبون ما هو المؤنّث من هذا الجنس.

أبیب:

[فی الانکلیزیة]Abib)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Abib)mois Egvptien(
بیاء مثناة تحتانیة و بعدها باء موحّدة. و هو اسم شهر فی تقویم القبط المحدث «1».

أبیقی:

[فی الانکلیزیة]Abiqui)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Abiqui)mois Egvptien(
بباءین بینهما قاف. و هو اسم شهر فی تاریخ القبط القدیم «2».

الاتّباع:

[فی الانکلیزیة]Assertion
[فی الفرنسیة]Assertion
هو مصدر من باب الافتعال و هو عند النحاة قسم من التأکید اللفظی.

الاتّحاد:

[فی الانکلیزیة]Union
[فی الفرنسیة]Union،fusion
هو فی عرف علماء الظاهر یطلق علی خمسة معان، علی ثلاثة منها علی سبیل الاستعارة، و علی اثنین علی سبیل الحقیقة.
فنقول المفهوم الحقیقی للاتحاد هو أن یصیر شی‌ء بعینه شیئا آخر. و معنی قولنا بعینه أنّه صار من غیر أن یزول عنه شی‌ء أو ینضمّ إلیه شی‌ء شیئا آخر. و إنّما کان هذا مفهوما حقیقیا لأنه المتبادر من الاتحاد عند الإطلاق. و إنّما یتصوّر هذا المعنی الحقیقی علی وجهین: أحدهما أن یکون هناک شیئان کزید و عمرو مثلا فیتّحدان بأن یقال زید عمرو أو بالعکس. ففی هذا الوجه قبل الاتحاد شیئان و بعده شی‌ء واحد کان حاصلا قبله. و ثانیهما أن یکون هناک شی‌ء واحد کزید فیصیر بعینه شخصا آخر غیره فیکون قبل الاتحاد أمر واحد و بعده أمر آخر لم یکن حاصلا قبله بل بعده، و هذا المعنی الحقیقی باطل بالضرورة. و لذا قالوا الاثنان لا یتّحدان.
و أمّا المفهوم المجازی له فهو إمّا صیرورة شی‌ء ما شیئا آخر بطریق الاستحالة، أعنی التغیّر و الانتقال دفعیّا کان أو تدریجیا، کما یقال صار الماء هواء و الأسود أبیض. ففی الأوّل زال حقیقة الماء بزوال صورته النوعیة عن هیولاه و انضمّ إلی تلک الهیولی الصورة النوعیة للهواء، فحصل حقیقة أخری هی حقیقة الهواء. و فی الثانی زال صفة السواد عن الموصوف بها و اتّصف بصفة أخری هی البیاض. و إمّا صیرورة شی‌ء شیئا آخر بطریق الترکیب و هو أن ینضمّ شی‌ء إلی ثان فیحصل منهما شی‌ء ثالث کما یقال صار التراب طینا و الخشب سریرا.
و الاتحاد بهذین المعنیین لا شک فی جوازه بل فی وقوعه أیضا. و إمّا ظهور شخص فی صورة شخص آخر کظهور الملک فی صورة البشر و ربما یعبّر عنه بالخلع و اللّبس فلا خفاء فی جوازه أیضا عند المتکلّمین. هکذا یستفاد من شرح المواقف و حاشیته «3» لمولانا مرزا زاهد «4» فی بحث الوحدة.
و فی عرف السالکین عبارة عن شهود وجود واحد مطلق من حیث أنّ جمیع الأشیاء موجودة بوجود ذلک الواحد معدومة فی أنفسها، لا من حیث أنّ لما سوی اللّه تعالی وجودا خاصا به یصیر متّحدا بالحق، تعالی عن ذلک علوا کبیرا. قال الشاعر:
______________________________
(1) به یای مثناة تحتانیه و بعد ان بای موحده و ان اسم ماهیست در تاریخ قبط محدث چنانکه گذشت.
(2) به دو یای مثناة تحتانیه که در میان آن هر دو قاف است و ان اسم ماهیست در تاریخ قبط قدیم.
(3) حاشیة شرح المواقف لمحمد بن محمد أسلم الحسینی الهروی المعروف بمیرزاهد (- 1101 ه/ 1689 م) علّق فیها علی شرح المواقف لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه/ 1413 م). الاعلام 7/ 65.
(4) میرزا زاهد: هو محمد (میر زاهد) بن محمد أسلم الحسینی الهروی، من الأفغان توفی بکابول حوالی العام 1101 ه/ 1689 م. باحث، له علم بالحکمة و المنطق، و له عدة مصنفات. الاعلام 7/ 65، معجم المفسرین 2/ 629، هدیة العارفین 2/ 301، الذیل 2/ 621
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 92
حاشا للّه أن یکونوا قائلین بهذا أو أنهم یسعون لمثل هذا الاتحاد «1»
کذا فی کشف اللغات.

الاتّساع:

[فی الانکلیزیة]Dilation
[فی الفرنسیة]Dilatation،elargissement
هو عند الأطباء أن تتسع العصبة المجوّفة مع سعة الحدقة. و قیل هو اتساع ثقبة العنبیة عن وضعها الطبیعی. و قد اختلف الأطباء فی الاتساع و الانتشار فیخصّ بعضهم الاتساع باتساع العصبة المجوّفة و الانتشار باتساع ثقبة العنبیة، و یعکس البعض. و إنّما یظهر من کلام المتقدمین الترادف. و التحقیق أنّ الاتساع یحدث فی العنبة أو العصبة و یلزمه الانتشار فی النور فالاتساع مرض و الانتشار عرض، و الفرق بین اتساع العصبة و اتساع الثقبة أنّ فی الأول یظهر النور منتشرا فی أجزاء العین و فی الثانی لا یتبیّن فیها من النور أصلا حتی یظن من لا درایة له أنّ العین قد اسودّت، کذا فی حدود الأمراض.
و عند أهل العربیة یطلق علی نوع من أنواع البدیع و هو أن یؤتی بکلام یتّسع فیه التّأویل بحسب ما یحتمله ألفاظه من المعانی کفواتح السور، ذکره ابن أبی الأصبع، و هو مما یصلح أن یعدّ من أنواع الإیجاز، کذا فی الإتقان فی نوع الإیجاز. و علی اتساع الظرف، قال السید السند: الاتساع فی الظرف بأن لا یقدر معه فی فینصب نصب المفعول به أو یضاف إلیه إضافة بمعنی اللام کما فی مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ «2».
و المعنی علی الظرفیة یعنی أنّ الظرف و إن قطع فی الصورة عن تقدیر فی و أوقع موقع المفعول به إلّا أنّ المعنی المقصود الذی سبق الکلام لأجله علی الظرفیة لأنّ کونه مالکا لیوم الدین کنایة عن کونه مالکا فیه للأمر کلّه، فإنّ تملّک الزمان کتملّک المکان یستلزم تملّک جمیع ما فیه. و من قال الإضافة فی مالک یوم الدین مجاز حکمی ثم زعم أنّ المفعول به محذوف عام یشهد بعمومه الحذف بلا قرینة خصوصه.
و ردّ علیه أنّ مثل هذا المحذوف مقدّر فی حکم الملفوظ فلا مجاز، کذا ذکر أبو القاسم فی حاشیة المطوّل فی بحث الالتفات فی باب المسند إلیه. و هذا هو المراد بالتوسّع فی قولهم: أما دخلت الدار فتوسع. و إن شئت الزیادة فارجع إلی شروح الکافیة «3» فی بحث المفعول فیه.

الاتصال:

[فی الانکلیزیة]Junction،communication
[فی الفرنسیة]Jonction،communication
فی اللغة پیوستن ضد الانفصال و هو أمر إضافی یوصف به الشی‌ء بالقیاس إلی غیره.
و یطلق علی أمرین: أحدهما اتحاد النهایات بأن یکون المقدار متّحد النهایة بمقدار آخر سواء کانا موجودین أو موهومین، و یقال لذلک المقدار إنّه متّصل بالثانی بهذا المعنی. و ثانیهما کون الشی‌ء بحیث یتحرّک بحرکة شی‌ء آخر و یقال لذلک الشی‌ء إنّه متّصل بالثانی بهذا المعنی. و هذا المعنی من عوارض الکمّ المنفصل مطلقا أو من جهة ما هو فی مادة کاتّصال خطّی الزاویة و اتّصال الأعضاء بعضها ببعض و اتصال اللحوم بالرباطات و نحوها. هکذا یستفاد من شرح الإشارات و المحاکمات «4»
______________________________
(1) حاش للّه که این‌چنین گویند. یا باین اتحاد آن جویند.
(2) الفاتحة/ 3.
(3) شرح الکافیة لجمال الدین ابی عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (- 646 ه/ 1248 م). و قد شرح فیها مختصره المعروف الکافیة فی النحو. و علی الکافیة شروح و حواشی کثیرة. کشف الظنون 2/ 137.
(4) المحاکمات لقطب الدین محمد بن محمد الرازی (- 766 ه/ 1364 م) و هو شرح حکم فیه المؤلف بین فخر الدین الرازی و نصیر الدین الطوسی فی شرحیهما علی الاشارات لابن سینا. استانة، 1290 ه. کشف الظنون 1/ 95. معجم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 93
و الصدری «1» فی بیان إثبات الهیولی.
و عند السالکین هو مرادف للوصال و الوصول کما عرفت. و عند المحدّثین هو عدم سقوط راو من رواة الحدیث و مجی‌ء إسناده متّصلا، و یسمّی ذلک الحدیث متّصلا و موصولا، هکذا فی ترجمة المشکاة «2»، و هو یشتمل المرفوع و الموقوف و المقطوع و ما بعده. و قال القسطلانی «3» و الموصول و یسمّی المتّصل هو ما اتّصل سنده رفعا أو وقفا، لا ما اتّصل للتابعی.
نعم یسوغ أن یقال متّصل إلی سعید بن المسیّب «4» أو إلی الزهری «5» مثلا انتهی. فلا یشتمل حینئذ المقطوع و ما بعده. و سیجی‌ء ما یتعلّق بهذا فی لفظ المسند.
و عند المنطقیین هو ثبوت قضیة علی تقدیر قضیة أخری کما وقع فی شرح المطالع.
فالمتصلة عندهم قضیة شرطیة حکم فیها بوقوع الاتصال أو بلا وقوعه، أی حکم فیها بوقوع اتصال قضیة بقضیة أخری و هی الموجبة، أو نفیه بلا وقوع ذلک الاتصال و هی السّالبة.
و یقابل الاتصال الانفصال و هو عدم ثبوت قضیة علی تقدیر أخری. و سیجی‌ء فی لفظ الشرطیة.
و عند الحکماء هو کون الشی‌ء بحیث یمکن أن یفرض له أجزاء مشترکة فی الحدود.
و الحدّ المشترک بین الشیئین هو ذو وضع یکون نهایة لأحدهما و بدایة لآخر کما مرّ فی محله.
و معنی الکلام أنه یکون بحیث إذا فرض انقسامه یحدث حدّ مشترک بین القسمین کما إذا فرض انقسام الجسم یحدث سطح هو حدّ مشترک بین قسمیه. و المتّصل بهذا المعنی یطلق علی ثلاثة أمور. الأول فصل الکمّ یفصله من الکم المنفصل الذی هو العدد. الثانی الصورة الجسمیة لأنها مستلزمة للجسم التعلیمی المتّصل فسمّیت به تسمیة للملزوم باسم اللّازم. الثالث الجسم الطبعی و إنما یطلق علیه المتّصل لأنه لمّا أطلق المتّصل علی الصورة الجسمیة و المتصل معناه ذو الاتصال، و کانت الصورة ذات الجسم التعلیمی، أطلق الاتصال علی الجسم التعلیمی.
و إذا أطلق الاتصال علی الجسم التعلیمی أطلق الاتصال علی الصورة أیضا إطلاقا لاسم اللّازم علی الملزوم. و لما أطلق الاتصال علی الجسم التعلیمی و علی الصورة الجسمیة أطلق المتّصل علی الجسم الطبیعی لأنه ذو الاتصال حینئذ.
هکذا یستفاد من شرح الإشارات و المحاکمات و الصدری فی بیان إثبات الهیولی.
______________________________
- المطبوعات 919.
(1) الصدری أو شرح وقایة الروایة فی مسائل الهدایة لصدر الشریعة الثانی عبید اللّه بن مسعود المحبوبی (- 750 ه). و قد فرغ من وضعه سنة 743 ه، و قد سمی الصدری لغلبة نعته علی شرحه حتی صار اسما للشرح. کشف الظنون 2/ 2021.
(2) مشکاة المصابیح لولی الدین أبی عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الخطیب کمّل فیه مصابیح السنة للحسین بن مسعود الفراء البغوی (- 516 ه/ 1122 م). کشف الظنون 2/ 1698- 1700.
(3) القسطلانی: هو محمد بن أحمد بن علی القیسی الشاطبی، أبو بکر، قطب الدین التوزری القسطلانی. ولد بمصر عام 614 ه/ 1218 م و توفی بالقاهرة عام 686 ه/ 1287 م. عالم بالحدیث و رجاله، کما تولی مشیخة دار الحدیث الکاملیة بالقاهرة. له العدید من المصنفات الهامة. الاعلام 5/ 323، طبقات الشافعیة 5/ 18، فوات الوفیات 2/ 181، شذرات الذهب 5/ 397، النجوم الزاهرة 7/ 373، التاج 8/ 80.
(4) هو سعید بن المسیّب بن حزن بن أبی وهب المخزومی القرشی، أبو محمد ولد عام 13 ه/ 634 م و توفی بالمدینة عام 94 ه/ 713 م، سید التابعین، و أحد الفقهاء السبعة بالمدینة، جمع بین الحدیث و الفقه و الزهد و الورع. الاعلام 3/ 102، طبقات ابن سعد 5/ 88، وفیات الاعیان 1/ 206، صفة الصفوة 2/ 24، حلیة الاولیاء 2/ 161.
(5) هو محمد بن أحمد بن سلیمان بن ابراهیم الزهری الاندلسی الإشبیلی، ابو عبد اللّه. ولد بمالقة بالأندلس و توفی شهیدا عام 617 ه/ 1220 م. عالم بالأدب، و النحو و التفسیر. طاف کثیرا فی البلاد، و له عدة مصنفات. الاعلام 5/ 320، معجم المفسرین 2/ 476، نفح الطیب 1/ 430، الصلة 2/ 563.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 94
و بالجملة فالمتّصل فی اصطلاحهم یطلق علی فصل الکمّ و علی الصورة الجسمیة و علی الجسم الطبیعی، و الاتصال علی کون الشی‌ء بحیث یمکن إلخ و علی الجسم التعلیمی و علی الصورة الجسمیة.
ثم قال فی المحاکمات و هاهنا معنی آخر للاتصال و هو کون الشی‌ء ذا أجزاء بالقوّة. لکن هذا المعنی یلازم المعنی الأول ملازمة مساویة، و کلا المعنیین غیر إضافیین انتهی. و بالنظر إلی هذا المعنی یقال هذا الجسم متّصل واحد أی لا مفصل فیه بالفعل.
و عند المنجّمین کون الکوکبین علی وضع مخصوص من النّظر أو التّناظر. و الأول یسمّی باتصال النّظر و هو الذی یذکر هو مع أقسامه هنا. و الثانی یسمّی بالاتصال الطبیعی و التناظر.
و باتصال المحلّ أیضا. قالوا: إذا کان کوکب متوجها نحو کوکب آخر من باب النظر أو التناظر و تبیّن أنّ بعده عنه بمقدار جرمه فذلک التوجّه یسمی اتصالا. و هذا الکوکب متّصلا.
و جرم الکوکب هو عبارة عن نوره فی الفلک من أمام و وراء. و هذا جعلوه معینا. و علیه، فنور جرم الشمس خمس عشرة درجة، و نور کرة القمر اثنتا عشرة درجة، و نور کلّ من زحل و المشتری تسع درجات، و المریخ ثمان درجات، و نور الزهرة و عطارد کلّ منهما سبع درجات، و عقدة الرأس و الذنب کلّ منهما عشرة درجات.
و الاتصال له ثلاث أحوال: متی وصل نور کوکب إلی کوکب آخر فهذا ابتداء الاتصال.
و یقال له: الاتّصال الأول. و متی وصل النور إلی بعد بینهما بنصف جرمین فهو بدایة اتصال القوة، و هو ما یقال له وساطة اتّصال، و متی وصل المرکز إلی المرکز فهو اتصال تام و هو الغایة فی قوة الاتصال. و إذا کان کوکب بطی‌ء الحرکة و آخر سریع الحرکة یعبران فهو بدایة الانصراف. و حین یصل إلی نصف الجرمین فهو نهایة قوة الاتصال، و متی انقطع جرم من جرم آخر فهذا نهایة تمام الاتصال و انتهاء الانصراف.
أمّا اعتبار نصف الجرمین فجائر فی جمیع الاتصالات. و بعضهم یقول: قلّما یفید نصف الجرم و مثاله: إنّ جرم المشتری تسع درجات، و جرم القمر اثنتا عشرة درجة، فیکون المجموع اثنا عشر+ تسع واحد و عشرون. و نصف هذا الرقم هو عشرة و نصف. إذا کلما کانت المسافة بین المشتری و القمر إحدی و عشرین درجة فإنّ نور کلّ منهما یتّصل بالآخر. و هذا بدایة الاتصال، و حین یصیر عشر درجات و نصف فهو بدایة القوة، و حینما یبتعد القمر إحدی و عشرین درجة فهو منصرف.
و أمّا إذا کان اعتبار نصف الجرم أقلّ مثل أربع درجات و نصف فذلک البعد هو بدایة القوة. و هذا القول أکثر إحکاما. و هذا مثال علی اتصال المقارنة. و علی هذا المنوال ینبغی أن تقاس بقیة الأقسام، مثل اتصال التسدیس و التربیع و التثلیث. اعلم أن أنواع الاتصال کثیرة، و المشهور أنها اثنا عشر نوعا.
أولها: القبول. و تفسیره: أن یکون کوکب فی حظوظ کوکبیة. و ذلک هو: البیت أو الشرف أو المثلثة أو الحد أو الوجه، و أن یتّصل بصاحب الحظ. و عندئذ (الکوکب) صاحب الحظ یقبله، لأنه یراه فی حظّه. و هذا دلیل علی جواز (قضاء) الحاجة و تمام المحبة بین شخصین.
ثانیها: السرد؛ و ذلک مثل حال کوکب ضعیف کأن یکون فی الوبال أو الهبوط أو راجعا أو محترقا فهو یبعد عنه نظر کوکب آخر متّصل به لعدم وجود قابلیة القبول لدیه. و هذا الحکم هو ضد القبول.
ثالثها: دفع القوة. و هو أن یکون کوکب فی حظوظه و یری کوکبا آخر صاحب حظّ
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 95
فیعطیه قوة، فإذا کان کلّ منهما فی حظوظه.
فکلّ واحد منهما یعطی لصاحبه قوّته، کما فی حال القمر فی برج السرطان و الزهرة فی برج الثور و هذا غایة فی الدفع. و هو دلیل علی الصداقة بین شخصین من الطرفین و انتهاء الأعمال من الجد و الجهد.
رابعها: دفع الطبیعة. و ذلک بأن یکون کوکب فی الحظوظ و أن یکون کوکب آخر فی أحد حظوظ الکوکب الأول، و کوکب ثالث بالتسدیس یتبادل طبیعته مع الآخرین. و یسمّی بعضهم هذا النور: دفع القوة، و هو أقوی من دفع القوة و هو من حیث السعادة و بلوغ الآمال الکلیّة أزید من أوضاع ذاتها الأخری.
خامسها: الإنکار، و ذلک بأن یری کوکب کوکبا آخر فی الوبال و الهبوط لذلک فإنّ الکوکب ینکر هذا لأنّه یراه فی وباله و هبوطه.
و هذا ضد دفع الطبیعة.
سادسها: نقل النور؛ و هو عبارة عن رؤیة کوکب خفیف الحرکة لکوکب ثقیل الحرکة، و لم ینصرف عنه تماما، بحیث یری کلّ منهما الآخر؛ و من ثمّ فإنّ نور الکوکب الأول یعطی للثانی مع أن کلا منهما ساقط بالنسبة للآخر.
و هذا بمثابة الاتصال بین کلا الکوکبین. و مثال ذلک: أن یکون کوکب فی الحمل و آخر فی العقرب و کوکب ثالث أسرع منهما فی السرطان.
فالأول یری ذلک الکوکب الذی فی الحمل، و قبل انصرافه یتّصل بکوکب آخر فی العقرب، فحینئذ ینتقل النور من الأول إلی الثانی. و فی هذا دلیل علی حالة الوسط فی الأعمال.
سابعها: الانتکاث: و هو أن یکون کوکب خفیف الحرکة یرغب أن یری کوکبا ثقیل الحرکة. ثم قبل الوصول المرکز للمرکز یرجع الکوکب الخفیف و یودّ الاتصال بثقیل الحرکة.
و یصیر مستقیما و لا یتم الاتصال. و فی هذا دلالة علی نقض العهود و الندم و الیأس من الأعمال.
ثامنها: بعید الاتصال: و ذلک بأن یکون کوکب فی برج و فی أوائل البرج لا یری أی کوکب، ثم یری فی آخر البرج کوکبا فی حال ضعیفة.
تاسعها: خالی السّیر: و هو أن یری فی أول البرج کوکبا. و لا یتصل بأی کوکب آخر فی ذلک البرج، و أن یکون الکوکب فی هذا الوقت ضعیفا، و أسوأ من ذلک أن یکون ذلک الکوکب کوکبا منحوسا.
عاشرها: وحشی السّیر: و هو أن یأتی کوکب إلی برج ثم یخرج منه دون أن یتّصل به کوکب ما. و هذه الحال تتجه نحو القمر و هو نحس. و أسوأ منه أن یظهر فی القوس.
و فی هذا دلالة علی عدم حصول المراد و نقصان المال و الکسب، و هذا کله بحسب بیوت الطوالع و نظرات المودّة أو العداوة.
الحادی عشر: التربیع الطبیعی: و هو أن یکون عطارد فی برج الجوزاء و أن یری کوکبا آخر فی السنبلة، أو أن یکون هو نفسه فی السنبلة و یری کوکبا آخر فی الجوزاء، و هذا التربیع هو بقوة التثلیث. و تکون هذه الحالة للمشتری أیضا فی برجی القوس و الحوت.
ثانی عشر: دستوریة: و ذلک أربعة أنواع:
أحدها: جیّد بعید، و الثانی جید ضعیف.
و الجیّد البعید هو ما ذکره صاحب المجمل. ثم إن النوعین الآخرین اللذین هما أقرب فأحدهما أن یقع صاحب الطالع فی العاشر و صاحب العاشر فی الطالع. و الثانی: هو أن یکون کوکب فی وتد، و ذلک الوتد شرف أو بیت و أن یری کوکبا آخر فی وتده، و ذلک البیت أو الشرف له، و هذا کمال القوة.
و هو دلیل علی السعادات الکبری و حکم السلطنة و السعادات الداخلیة و الخارجیة. و هذه
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 96
الدستوریة منقولة بکاملها من شجرة الثمرة «1».

اتصال التّربیع:

[فی الانکلیزیة]Disputed contiguous
2Lwalls -Contiguite contestee des murs
هو عند الفقهاء أن یکون أنصاف لبنات الحائط المتنازع فیه متداخلة فی أنصاف لبنات
______________________________
(1) گفته‌اند چون کوکب متوجه از روی نظر یا تناظر به کوکبی دیگر شود و بعد بقدر جرم خود از متصل به پیدا کند ان توجه را اتصال گویند و این کوکب را متصل و جرم کوکب عبارت است از نور او در فلک از پس و پیش و این را معین ساخته‌اند پس نور جرم آفتاب پانزده درجه است و نور جرم ماه دوازده درجه و نور زحل و مشتری هریک نه درجه و مریخ هشت درجه و زهرة و عطارد هریک هفت درجه و عقده راس و ذنب هریک دوازده درجه و اتصال را سه حال بود هرگاه که نور کوکبی به کوکبی رسد آغاز اتصال بود و این را اوّل اتصال گویند و چون بعد میان هر دو بنصف جرمین رسد آغاز قوت اتصال بود و این را وساطت اتصال هم گویند و چون مرکز بمرکز رسد اتصال تمام گردد و غایت قوت اتصال بود و چون کوکب سبک‌رو و تیزرو بگذرد آغاز انصراف بود و چون بنصف جرمین رسد نهایت قوت اتصال بود و چون جرم از جرم منقطع شود نهایت تمام اتصال بود و نهایت انصراف اما اعتبار نصف جرمین روا بود در جمیع اتصالات و بعضی گویند نصف جرم کمتر مفید باشد
مثال او آنست که جرم مشتری نه درجه است و جرم قمر دوازده درجه پس دوازده را با نه جمع کنند بیست و یک شود و نصف هر دو ده و نیم درجه پس هرگاه که میان مشتری و قمر به بیست و یک درجه بعد ماند نور هر دو بهم‌رسد و آغاز اتصال بود و چون ده درجه و نیم ماند آغاز قوت بود و چون قمر بیست و یک درجه بعد پیدا کند منصرف گشته بود و اما اگر نصف جرم کمتر اعتبار کنند چون چهارم درجه و نیم بعد ماند آغاز قوت بود و این قول محکم‌تر است و این مثال اتصال مقارنه است و بر همین طریق قیاس باید کرد در اقسام باقی مثل اتصال تسدیس و تربیع و تثلیث بدان که انواع اتصالات بسیار است
و آنچه اشهر است دوازده است اوّل قبول و نظر قبول آنست که کوکبی در حظوظ کوکبی بود و ان خانه است یا شرف یا مثلثه یا حد یا وجه یا صاحب ان حظ اتصال کند پس ان صاحب حظ آن را قبول کند چون او را در حظ خود بیند و این دلیل بود بر روا شدن حاجت و تمامی محبت میان دو کس دوم رد و ان آنست نگه کوکبی ضعیف شده باشد مثل آنکه در وبال یا در هبوط یا راجع یا محترق باشد و نظر کوکبی که بدو پیوندد از خود دور کند که قوت قبول ندارد و حکم این ضد حکم قبول است سیم دفع قوت و ان آنست که کوکبی که در چنانچه حظوظ خویش بود و کوکبی دیگر بیند صاحب حظ أو را قوت دهد و اگر هر دو در حظوظ خود باشند هریک قوت خود به دیگری دهد چنانچه قمر در سرطان بود و زهره در ثور و این غایت دفع. قوت بود و دلیل باشد بر دوستی میان هر دو کس از طرفین و تمام شدن کارها از جد و جهد چهارم دفع طبیعت و ان آنست
که کوکبی در حظوظ کوکبی بود و دیگری در حظ ان کوکب و هم دیگر بتسدیس هریک طبیعت خود به دیگری دهد و بعضی کسان دفع قوت خوانند این را و این وضع قوی‌تر است از دفع قوت و او را در سعادت و عطیت امیدها و رسانیدن به امید کلی زیاده از اوضاع همدیگر باشد پنجم انکار و ان آنست که کوکبی دیگر را ببیند از وبال و هبوط پس ان کوکب این را انکار کند چون در وبال و هبوط خودش بیند و این ضد دفع طبیعت است و اگر هر دو در وبال و هبوط یکدیگر باشند انکار از هر دو جانب بود و حکم ان ضد دفع طبیعت باشد
ششم نقل النور و ان آنست که کوکبی سبک رو گران‌رو را بیند و ازو تمام منصرف نشده باشد که دیگری را بیند پس نور اوّل کوکب بثانی دهد اگرچه ان هر دو کوکب از همدیگر ساقط باشند و این به مثابه اتصال باشد میان ان هر دو کوکب مثلا کوکبی بود در حمل و دیگری در عقرب و کوکبی سبک‌روتر از هر دو در سرطان باشد اوّل ان کوکب را بیند که در حمل است و هنوز ازو منصرف نشده باشد که به کوکبی که در عقرب است پیوندد پس نور اوّل به دوم نقل کرده باشد و این دلیل بر توسط کارها است هفتم انتکاث و ان آنست که کوکبی سبک رو خواهد که کوکب گران‌رو را بیند پس هنوز مرکز بمرکز نرسیده باشد که کوکب سبک‌رو راجع شود یا راجع بود خواهد که بگران رو پیوندد و مستقیم شود و اتصال تمام نکند و این دلیل شکستن عهد و پشیمانی و نومیدی از کارها بود هشتم بعید الاتصال و ان آنست که کوکبی که در برجی آید و با اوائل برج هیچ کوکب را نبیند و بآخر برج کوکبی را بیند در ان حال کوکب ضعیف بود نهم خالی السیر و ان آنست که در اوّل برج کوکبی را بیند و به هیچ کوکب دیکر نه پیوندد در آن برج و این وقت نیز کوکب ضعیف باشد و بدتر ان بود که ان کوکب نحس بود
دهم وحشی السیر و ان آنست که کوکبی در برجی آید و بیرون رود که هیچ کوکبی بدو نه پیوندد و این حال بقمر بسیار روی دهد و نحس بود و بدتر آنکه این حال او را در قوس روی دهد و این دلیل است بر عدم حصول مراد و نقصان مال و کسب و این همه بحسب خانهای طالع بود و نظرهای مودت و عداوت یازدهم تربیع طبیعی و ان آنست که عطارد در جوزا بود و کوکبی دیکر را بیند که در سنبله است یا خود در سنبله باشد و کوکب دیکر را بیند که در جوزا است این تربیع بقوت تثلیث باشد و این حالت مر مشتری را نیز باشد در قوس و حوت دوازدهم دستوریه و ان چهار نوع است یکی آنکه نیک بعید است و یکی نیک ضعیف و نیک بعید ان است که صاحب مجمل یاد کرده است پس دو نوع دیکر است که نزدیکتر است یکی آنکه صاحب طالع در عاشر افتد و صاحب عاشر در طالع و نوعی دیکر ان است که کوکبی در وتدی باشد و ان وتد خانه یا شرف
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 97
الحائط الغیر المتنازع فیه إن کان الحائط من نحو الحجر، أو یکون ساجة أحدهما مرکّبة فی الأخری إن کان من الخشب. و عن أبی یوسف «1» رحمه اللّه أنّ اتصال التربیع اتصال الحائط المتنازع فیه بحائطین آخرین لأحدهما و اتصالهما بحائط آخر، کذا فی جامع الرموز فی کتاب الدعوی فی فصل و لو اختلف المتبایعان.

اتصال الملازقة:

[فی الانکلیزیة]Contiguous walls
[فی الفرنسیة]Contiguites des murs
و یقال له اتصال الجوار أیضا، هو عند الفقهاء مجرّد اتصال بین الحائطین غیر اتصال التربیع، هکذا یستفاد من جامع الرموز و البرجندی.

الاتّفاق:

[فی الانکلیزیة]Agreement،concord
[فی الفرنسیة]Accord،concordance
فی اللغة: مرادف للموافقة، و هو عند المنجّمین نوعان: أحدهما، اتّفاق قوّة، و یسمّونه: تناظر مطلعی. و التالی: اتفاق طریقة و هو ما یقولون له تناظر زمانی «2». و سیجی‌ء ذکرهما فی لفظ التناظر.

الاتفاقیة:

[فی الانکلیزیة]Convention
[فی الفرنسیة]Convention
بیاء النسبة هی عند المنطقیین قضیة شرطیة متّصلة حکم فیها بوقوع الاتصال بین الطرفین أو بلا وقوعه لا لعلاقة تقتضی الاتصال. و هذا التفسیر یشتمل الصادقة و الکاذبة و الموجبة و السّالبة. ثم الاتفاقیة الموجبة الصادقة إن وجب فی صدقها صدق الطرفین تسمّی اتفاقیة خاصّة و تعرف بأنّها التی یکون صدق التالی فیها علی تقدیر صدق المقدّم لا لعلاقة تقتضی الاتصال، بل بمجرّد توافق صدق الجزءین، کقولنا إن کان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق، فإنه لا علاقة موجبة بین ناهقیة الحمار و ناطقیة الإنسان حتی یجوّز العقل کل واحد منهما بدون الآخر. و لیس فیهما إلّا توافق الطرفین علی صدق، لکن یجب أن یصدق و یتحقق التالی علی تقدیر صدق المقدّم حتی لو کان التالی الصادق منافیا للمقدّم کقولنا إن لم یکن الإنسان ناطقا فهو ناطق لم یصدّق اتفاقیة. و إن اکتفی فی صدقها بصدق التّالی فقط تسمّی اتفاقیة عامّة و تفسّر بأنها التی یکون فیها صدق التالی علی تقدیر صدق المقدّم لا لعلاقة بل بمجرد صدق التالی سواء کان المقدم فیها صادقا أو کاذبا سمّیت بذلک لأنها أعمّ من الأولی. فإنّه متی صدق المقدّم و التّالی فقد صدق التّالی بلا عکس کلّی. و تطلق الاتفاقیة أیضا علی قسم من الشرطیة المنفصلة و هی التی حکم فیها بالتنافی لا لذات الجزءین بل بمجرد أن یتفق فی الواقع أن یکون بینهما منافاة و إن لم یقتض مفهوم أحدهما أن یکون منافیا للآخر کقولنا للأسود اللاکاتب إما أن یکون هذا أسود أو کاتبا فإنه لا منافاة بین الأسود و اللاکاتب، لکن تحقق السّواد و انتفاء الکتابة. و علی هذا فقس السّالبة الاتفاقیة فإنها رفع هذا المفهوم. هکذا یستفاد من شرح
______________________________
- او باشد و کوکبی دیکر را بیند که ان کوکب هم در وتد وی باشد و ان خانه یا شرف او باشد و این کمال قوت بود و دلیل سعادتهای بزرگ و حکم سلطنت باشد و سعادتهای داخلی و خارجی و این دستوریه است این همه منقول است از شجره ثمره.
(1) أبو یوسف هو الإمام یعقوب بن إبراهیم بن حبیب الانصاری الکوفی البغدادی، أبو یوسف. ولد بالکوفة عام 113 ه/ 731 م و توفی ببغداد عام 182 ه/ 798 م. صاحب أبی حنیفة النعمان و تلمیذه، فقیه حنفی، أصولی، حافظ للحدیث و قاض، لقب بقاضی القضاة. له الکثیر من الکتب الهامة. الأعلام 8/ 193، مفتاح السعادة 2/ 100، أخبار القضاة 3/ 254، النجوم الزاهرة 2/ 107، البدایة و النهایة 10/ 180، تاریخ بغداد 4/ 242، وفیات الأعیان 2/ 303، مرآة الجنان 1/ 382، شذرات الذهب 1/ 298، معجم المفسرین 2/ 739، هدیة العارفین 2/ 536.
(2) در لغت مرادف موافقت است و نزد منجمان دو نوعست یکی اتفاق قوت که آن را تناظر مطلعی خوانند دوم اتفاق طریقت و ان را تناظر زمانی گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 98
الشمسیة و غیره و سیجی‌ء فی بیان معنی العلاقة ما یتعلق بهذا المقام.

الإثبات:

[فی الانکلیزیة]Confirmation
[فی الفرنسیة]Confirmation
عند القرّاء ضدّ الحذف کما فی شرح الشاطبی «1» و عند الصوفیة ضدّ المحو کما سیجی‌ء.

الأثر:

[فی الانکلیزیة]Sign،effect،news
[فی الفرنسیة]Signe،effet،nouvelle
بفتح الألف و الثاء المثلثة فی اللغة الفارسیّة العلامة، و علامة الجرح، و سنّة رسول اللّه علیه الصلاة و السلام «2» کذا فی الصراح «3».
و فی مجمع السلوک الروایة تطلق علی فعل النبی و قوله صلی اللّه علیه و سلم، و الخبر علی قول النبی لا علی فعله، و الآثار علی أفعال الصحابة رضی اللّه تعالی عنهم. و فی مقدمة ترجمة شرح المشکاة «4» الأثر عند المحدّثین یطلق علی الحدیث الموقوف و المقطوع کما یقولون جاء فی الآثار کذا. و البعض یطلقه علی الحدیث المرفوع أیضا کما یقال جاء فی الأدعیة المأثورة کذا. و فی خلاصة الخلاصة «5» و یسمّی الفقهاء الموقوف أثرا و المرفوع خبرا و أطلق المحدّثون الأثر علیهما. و فی الجواهر و أما الأثر فمن اصطلاح الفقهاء فإنهم یستعملونه فی کلام السلف و سیجی‌ء فی لفظ الحدیث. و فی تعریفات السید الجرجانی الأثر له أربعة معان الأول بمعنی النتیجة و هو الحاصل من الشی‌ء، و الثانی بمعنی العلامة، و الثالث بمعنی الخبر، و الرابع ما یترتّب علی الشی‌ء و هو المسمّی بالحکم عند الفقهاء.

الاثنا عشری:

[فی الانکلیزیة]Duodenum
[فی الفرنسیة]Duodenum
عند الأطباء اسم معاء متصل بقعر المعدة و له فم یلی المعدة یسمّی بوابا یندفع الثفل من المعدة إلیه. و هو مقابل للمری‌ء لأن المری‌ء للدخول فی المعدة و هو للخروج منها، و یسمّی بالاثنا عشری لأنّ طوله فی عرض «6» البدن بهذا القدر من أصابع صاحبه إذا کانت منضمّة، کذا فی بحر الجواهر. و اثنا عشریة البروج و الکواکب لدی المنجمین اسم لقسم من أقسام البروج الاثنی عشر، و کلّ برج یقسم إلی اثنی عشر قسما، و کل قسم من هذه الأقسام ینقسم إلی درجتین و نصف أیضا. و علیه فإن القسم الأول یطلق علی کلّ صاحب بیت، و القسم الثانی علی کلّ صاحب البرج الثانی الذی بعده بمقدار برج. و هکذا إلی اثنی عشر برجا. هذا ما قاله فی الشجرة. و هو ما یقال له فی الفارسیة اثنا عشر حصة «7».
______________________________
(1) شرح الشاطبی أو شرح الشاطبیة لشهاب الدین أحمد بن یوسف بن عبد الدائم بن محمد الحلبی المعروف بابن سمین (- 756 ه/ 1355 م). و الشاطبیة قصیدة فی القراءات و تعرف بحرز الامانی. الاعلام 5/ 180. اسماء الکتب 207.
(2) نشان و نشان زخم و سنت رسول.
(3) الصراح من الصحاح لأبی الفضل محمد بن عمر المعروف بجمال القرشی و الصراح مختصر لصحاح الجوهری. الهند 1328 ه. معجم المطبوعات العربیة 707.
(4) شرح المشکاة فی الحدیث سترد لاحقا.
(5) خلاصة الخلاصة لعلی بن محمود بن محمد الرائض البدخشانی، قازان، 1851، باعتناء المستشرق الالمانی فلا یشر.
اکتفاء القنوع 354.
(6) عرض (- م).
(7) نزد منجمان اسم قسمی است از دوازده اقسام یک برج و آن‌چنانست که هر برجی را به دوازده قسمت کرده‌اند هر قسمی دو درجه و نیم باشد. پس قسم اوّل بهر صاحب بیت بود. و قسم دوم بهر صاحب بروج دوم که بعد ان برج باشد همچنین تا به دوازده برج داده شود این در شجره گوید و این را در فارسی دوازده بهره گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 99

الاثنینیّة:

[فی الانکلیزیة]Dualism
[فی الفرنسیة]Dualisme
هی کون الطبیعة ذات وحدتین و یقابلها کون الطبیعة ذات وحدة أو وحدات. و الاثنان هما الغیران. و قال بعض المتکلّمین لیس کل اثنین بغیرین. و ستعرف تفصیله فی لفظ التغایر.

أثور:

[فی الانکلیزیة]Athur)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Athur)mois Egyptien(
اسم شهر فی تقویم القبط القدیم «1».

الإجارة:

[فی الانکلیزیة]Lease،fees
[فی الفرنسیة]Loyer،redevance،bail
بحرکة الهمزة و بالجیم کما فی القاموس و هی بیع المنافع کما فی الهدایة، فإنها و إن کانت فی الأصل مصدر أجر زید یأجر بالضم أی صار أجیرا إلّا أنّها فی الأغلب تستعمل بمعنی الإیجار إذ المصادر قد یقام بعضها مقام بعض، فیقال آجرت الدار إجارة أی أکریتها، و لم یجی‌ء من فاعل هذا المعنی علی ما هو الحق کما فی الرضی. لکن فی القاموس «2» و غیرها أنّها اسم الأجرة یقال آجره المملوک أجرا کآجره إیجارا، أی أکراه أی أعطاه ذلک بأجرة، و هی کالأجر أی ما یعود إلیه من الثواب. و شرعا بیع نفع معلوم بعوض معلوم دین أو عین. و النفع المنفعة و هی اللّذة و الراحة من دفع الحرّ و البرد و غیرهما. و المراد بالدّین المثلی کالنقود و المکیل و الموزون و المعدود المتقارب و بالعین القیمی و هو ما سوی المثلی.
و العوض أعمّ من المال و النفع. و خرج به العاریة و الوصیّة بالنفع. و الأصل أنّ کلّ ما یصلح ثمنا فی البیع یصلح أجرة فی الإجارة و ما لا فلا، إلّا المنفعة فإنها تصلح أجرة إذا اختلف الجنس و لا تصلح ثمنا. و قولنا معلوم أی جنسا و قدرا. و قید لا علی التأبید مراد هاهنا، کما أنّ قید التأبید مراد فی البیع فخرج بیع حق المرور.

الإجازة:

[فی الانکلیزیة]Licence،permission
[فی الفرنسیة]Licence،permission
هی مصدر أجاز و هی لغة بمعنی: طیّ المسافة و ترک المکان، و الانقضاء و إعطاء الإذن لشخص. و فی الشعر إتمام المصراع الثانی و المجی‌ء فی حرف الروی بطاء و فی آخر بحرف دال «3»، کما فی الصراح. و حقیقتها عند المحدّثین الإذن فی الرّوایة لفظا أو کتابة.
و أرکانها المجیز و المجاز له و لفظ الإجازة. و لا یشترط القبول فیها. فقیل هی مصدر أجاز.
و قیل هی مأخوذة من جواز الماء، یقال استجزته فأجاز لی إذا سقاک ماء. و هی عندهم خمسة أقسام: أحدها إجازة معیّن لمعیّن سواء کان واحدا کأجزتک کتاب البخاری، أو أکثر کأجزت فلانا جمیع ما اشتمل علیه فهرستی.
و ثانیها إجازة معیّن فی غیر معیّن کأجزتک مسموعاتی. و الصحیح جواز الرّوایة بهذین النوعین و وجوب العمل بهما. و ثالثها إجازة العموم کأجزت للمسلمین و جوّزها الخطیب «4» مطلقا و خصّصها القاضی أبو الطیّب «5» بالموجودین عند الإجازة. و رابعها إجازة
______________________________
(1) اثور اسم ماهیست در تاریخ قبط قدیم.
(2) القاموس المحیط و القاموس الوسیط الجامع لما ذهب من کلام العرب شماطیط لمجد الدین أبی طاهر محمد بن یعقوب بن محمد بن ابراهیم الفیروزآبادی الشیرازی (- 817 ه/ 1414 م). طبع فی کلکوتا باعتناءM.Lumsden سنة 1230- 1232 ه. معجم المطبوعات العربیة 1470.
(3) الاجازة بریدن مسافت و پس افگندن جای بگذشتن از وی و گذرانیدن و اجازت دادن بر نام کسی و در شعر مصراع دیگری را تمام کردن و یکی روی طا آوردن و یکی دال.
(4) الخطیب: سبق التعریف به فی المقدمة تحت اسم الخطیب القزوینی أو خطیب دمشق.
(5) القاضی أبو الطیب، طاهر بن عبد اللّه بن طاهر، الطبری، ولد بطبرستان عام 348 ه/ 960 م. و توفی ببغداد عام 450 ه/-
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 100
المعدوم کأجزت لمن یولد. و الصحیح بطلانها.
و لو عطفه علی الموجود کأجزت لفلان و لمن یولد له فجائز علی الأصح. و خامسها إجازة المجاز کأجزت لک جمیع مجازاتی و هی صحیحة. و من محسّنات الإجازة أن یکون المجیز عالما بما یجیزه، و المجاز له من أهل العلم. و ینبغی للمجیز بالکتابة أن یتلفّظ بها فإن اقتصر علی الکتابة مع صدق الإجازة صحّت، کذا فی خلاصة الخلاصة و غیره.

الاجتباء:

[فی الانکلیزیة]Election.illumination
[فی الفرنسیة]Election،illumination
ببای موحده مصدر است از باب افتعال بمعنی برکزیدن- الانتخاب- کما فی المنتخب «1». و هو فی اصطلاح أهل السّلوک من الصوفیة عبارة عن فیوضات ربّانیة خاصة لبعض عباده. فتحصل لهم النعم بدون اجتهاد منهم.
و ذلک فقط للأنبیاء و الرسل و الشهداء و الصدّیقین لا غیر. و الاصطفاء الخالص هو الاجتباء الخالی من أی شائبة، کذا ورد فی مجمع السلوک فی بیان التوکّل «2».

الاجتماع:

[فی الانکلیزیة]Union،determination،neighbourhood
[فی الفرنسیة]Union،determination،voisinage
عند أهل الرّمل اسم شکل صورته هکذا: عند المنجّمین و أهل الهیئة هو جمع النیّرین أی الشمس و القمر فی جزء من فلک البروج، و ذلک الجزء الذی اجتمع النّیران فیه یسمّی جزء الاجتماع، و سیجی‌ء فی لفظ النظر. و عند بعض الحکماء یطلق علی الإرادة کما وقع فی شرح الإشارات، و هکذا ذکر فی شرح حکمة العین و حاشیته للسیّد السّند فی آخر الکتاب. و عند المتکلّمین قسم من الکون و یسمی تألیفا و مجاورة و مماسّة أیضا، کما سیجی‌ء.

الاجتماع بالدّلیل:

[فی الانکلیزیة]Demonstration by the examples
[فی الفرنسیة]Demonstration par l'exemple
عند البلغاء هو أن یورد الشاعر صفة أو مقدمة ادّعائیة، ثم یؤیّد ذلک بالبراهین العقلیة أو الأدلة النقلیة. و مثاله فی البیت الفارسی الآتی:
الحدیقة تمتزج بک و إن طلب أحد البرهان؛ فقدّک شجرة سرو و سالفتک سنبلة و وجهک الورد «3». کذا فی جامع الصنائع.

اجتماع السّاکنین:

[فی الانکلیزیة]Existence of two consonants together
[فی الفرنسیة]Rencontre de deux consonnes
علی حدّه و هو جائز و هو ما کان الأول حرف مدّ و الثانی مدغما فیه کدابّة و خویصة فی تصغیر خاصّة. و اجتماع الساکنین علی غیر حدّه و هو غیر جائز، و هو ما کان علی خلاف الساکنین علی حده. و هو إمّا أن لا یکون الأول حرف مدّ أو لا یکون الثانی مدغما فیه، کذا فی السیّد الجرجانی.
______________________________
- 1058 م. قاض، من فقهاء الشافعیة له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 3/ 222، وفیات الاعیان 1/ 233، طبقات الشافعیة 3/ 176.
(1) منتخب تکمیل الصناعة فی القوافی (فارسی) لعطاء اللّه بن محمود الحسینی کان قد ألف التکمیل ثم انتخب منه رسالة فی القافیة عرفت بمنتخب تکمیل الصناعة. کشف الظنون 1/ 471.
(2) و در اصطلاح سالکان عبارتست از آنکه حق تعالی بنده را بفیضی مخصوص گرداند که از ان نعمتها بی سعی بنده را حاصل آید و آن جز پیغامبران و شهداء و صدیقان را نبود. و اصطفاء خالص اجتبائی را گویند که در ان به هیچ وجهی از وجوه شائبه نباشد کذا فی مجمع السلوک فی بیان التوکل.
(3) نزد بلغاء آنست که شاعر صفتی یا مقدمه ادعائیه ایراد کند بعده آن را به براهین عقلیة یا دلائل نقلیة ثابت کند مثاله. شعر.
بیامیزد ز تو باغی و گر برهان کسی خواهد. قدت سرویست و زلفت سنبل و گل رخ.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 101

الاجتهاد:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Ijtihad)independent judgement(jurisprudence
[فی الفرنسیة]Ijtihad)jugement independant(jurisprudence
فی اللغة استفراغ الوسع فی تحصیل أمر من الأمور مستلزم للکلفة و المشقّة. و لهذا یقال اجتهد فی حمل الحجر و لا یقال اجتهد فی حمل الخردلة. و فی اصطلاح الأصولیین استفراغ الفقیه الوسع لتحصیل ظنّ بحکم شرعی.
و المستفرغ وسعه فی ذلک التحصیل یسمّی مجتهدا بکسر الهاء. و الحکم الظنّی الشرعی الذی علیه دلیل یسمّی مجتهدا فیه بفتح الهاء.
فقولهم استفراغ الوسع معناه بذل تمام الطّاقة بحیث یحسّ من نفسه العجز عن المزید علیه، و هو کالجنس، فتبین بهذا أنّ تفسیر الآمدی لیس اعمّ من هذا التفسیر کما زعمه البعض. و ذلک لأنّ الآمدی عرّف الاجتهاد باستفراغ الوسع فی طلب الظنّ بشی‌ء من الأحکام الشرعیة علی وجه یحسّ من النفس العجز عن المزید علیه.
و بهذا القید الأخیر خرج اجتهاد المقصّر و هو الذی یقف عن الطلب مع تمکنه من الزیادة علی فعل من السعی، فإنه لا یعدّ هذا الاجتهاد فی الاصطلاح اجتهادا معتبرا. فزعم هذا البعض أنّ من ترک هذا القید جعل الاجتهاد أعمّ. و قید «1» الفقیه احتراز عن استفراغ غیر الفقیه وسعه کاستفراغ النّحوی وسعه فی معرفة وجوه الإعراب و استفراغ المتکلّم وسعه فی التوحید و الصفات و استفراغ الأصولی وسعه فی کون الأدلة حججا. قیل و الظاهر أنّه لا حاجة لهذا الاحتراز. و لذا لم یذکر هذا القید الغزالی و الآمدی و غیرهما فإنه لا یصیر فقیها إلّا بعد الاجتهاد، اللّهم إلّا أن یراد بالفقه التهیّؤ بمعرفة الأحکام. و قید الظن احتراز من القطع إذ لا اجتهاد فی القطعیّات. و قید شرعی احتراز عن الأحکام العقلیّة و الحسیّة. و فی قید بحکم إشارة إلی أنّه لیس من شرط المجتهد أن یکون محیطا بجمیع الأحکام و مدارها بالفعل، فإنّ ذلک لیس بداخل تحت الوسع لثبوت لا أدری فی بعض الأحکام، کما نقل عن مالک أنه سئل عن أربعین مسألة فقال فی ستّ و ثلاثین منها لا أدری. و کذا عن أبی حنیفة قال فی ثمان مسائل لا أدری، و إشارة إلی تجزئ الاجتهاد لجریانه فی بعض دون بعض. و تصویره أنّ المجتهد حصل له فی بعض المسائل ما هو مناط الاجتهاد من الأدلة دون غیرها، فهل له أن یجتهد فیها أو لا، بل لا بدّ أن یکون مجتهدا مطلقا عنده ما یحتاج إلیه فی جمیع المسائل من الأدلة. فقیل له ذلک إذ لو لم یتجزّأ الاجتهاد لزم علم المجتهد الآخذ بجمیع المآخذ و یلزمه العلم بجمیع الأحکام، و اللازم منتف لثبوت لا أدری کما عرفت. و قیل لیس له ذلک و لا یتجزّأ الاجتهاد، و العلم بجمیع المآخذ لا یوجب العلم بجمیع الأحکام لجواز عدم العلم بالبعض لتعارض، و للعجز فی الحال عن المبالغة إمّا لمانع یشوّش الفکر أو استدعائه زمانا.
اعلم أن المجتهد فی المذهب عندهم هو الذی له ملکة الاقتدار علی استنباط الفروع من الأصول التی مهّدها أمامه کالغزالی و نحوه من أصحاب الشافعی و أبی یوسف و محمد «2» من أصحاب أبی حنیفة، و هو فی مذهب الإمام
______________________________
(1) قیل (م، ع).
(2) محمد بن حسن الشیبانی هو محمد بن الحسن بن فرقد، من موالی بنی شیبان، أبو عبد اللّه. ولد بواسط عام 131 ه/ 748 م و توفی بالری عام 189 ه/ 804 م. فقیه، أصولی مجتهد صاحب أبی حنیفة. تولی القضاء للرشید. و کان فصیحا. له تصانیف هامة. الاعلام 6/ 80، الفوائد البهیة 163، وفیات الاعیان 1/ 453، البدایة و النهایة 10/ 202، الجواهر المضیئة 2/ 42، لسان المیزان 5/ 121، تاریخ بغداد 2/ 172 و غیرها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 102
بمنزلة المجتهد المطلق فی الشرع حیث یستنبط الأحکام من أصول ذلک الإمام.

فائدة:

للمجتهد شرطان: الأول معرفة الباری تعالی و صفاته و تصدیق النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم بمعجزاته و سائر ما یتوقّف علیه علم الإیمان، کلّ ذلک بأدلة إجمالیّة و إن لم یقدر علی التّحقیق و التفصیل علی ما هو دأب المتبحّرین فی علم الکلام. و الثانی أن یکون عالما بمدارک الأحکام و أقسامها و طرق إثباتها و وجوه دلالاتها و تفاصیل شرائطها و مراتبها و جهات ترجیحها عند تعارضها و التقصّی عن الاعتراضات الواردة علیها، فیحتاج إلی معرفة حال الرّواة و طرق الجرح و التعدیل و أقسام النّصوص المتعلقة بالأحکام و أنواع العلوم الأدبیة من اللغة و الصرف و النحو و غیر ذلک، هذا فی حقّ المجتهد المطلق الذی یجتهد فی الشرع.
و أمّا المجتهد فی مسألة فیکفیه علم ما یتعلّق بها و لا یضرّه الجهل بما لا یتعلّق بها، هذا کلّه خلاصة ما فی العضدی و حواشیه و غیرها.

الأجرام الأثیریّة:

[فی الانکلیزیة]Stars،heavenly bodies
-[فی الفرنسیة]Astres،corps celestes
هی الأجسام الفلکیة مع ما فیها و تسمّی عالما علویّا أیضا، کذا ذکر الفاضل [عبد] «1» العلی البرجندی فی بعض تصانیفه. و جرم الکوکب یطلق أیضا علی نوره فی الفلک و ورد مشروحا فی لفظ الاتصال، و یسمّی نصف الجرم أیضا، فإنّ جرم الشمس مثلا خمسة عشر درجة ممّا قبلها و کذا ممّا بعدها. و لا شک أنه نصف لمجموع مما قبلها و مما بعدها، کذا فی کفایة التعلیم «2».

الأجزاء:

[فی الانکلیزیة]Parts
[فی الفرنسیة]Parties
هو جمع الجزء، و الأجزاء الأصلیة و الزائدة یذکر تفسیرهما فی لفظ المنو.

الأجساد السّبعة:

[فی الانکلیزیة]The seven elements
[فی الفرنسیة]Les sept elements
عند الحکماء هی الذهب و الفضّة و الرصاص و الأسرب «3» و الحدید و النحاس و الخارصینی «4»، کذا فی شرح المواقف فی فصل ما لا نفس له من المرکبات.

الأجسام:

[فی الانکلیزیة]Bodies
[فی الفرنسیة]Corps
المختلفة الطبائع العناصر و ما یترکب منها من الموالید الثلاثة. و الأجسام البسیطة المستقیمة الحرکة التی مواضعها الطبیعیة داخل جوف فلک القمر، و یقال لها باعتبار أنها أجزاء للمرکّبات أرکان إذ رکن الشی‌ء هو جزؤه و باعتبار أنها أصول لما یتألّف «5» منها أسطقسات و عناصر لأنّ الأسطقس هو الأصل بلغة الیونان، و کذا العنصر بلغة العرب، إلّا أنّ إطلاق الأسطقسات علیها باعتبار أنّ المرکبات تتألّف منها و إطلاق العناصر باعتبار أنّها تنحلّ إلیها فلوحظ فی إطلاق لفظ الأسطقس معنی الکون و فی إطلاق لفظ العنصر معنی الفساد، کذا فی تعریفات السید الجرجانی.

الأجل:

[فی الانکلیزیة]Term،death time،destiny
[فی الفرنسیة]Terme،l'heure de la mort،destin
بفتح الألف و الجیم لغة هو الوقت المضروب المحدود فی المستقبل. و أجل
______________________________
(1) [عبد] (+ م).
(2) کفایة التعلیم فی وضع التقویم لشهاب الدین أحمد بن غلام الحاسب الکوم الریشی (- 836 ه/ 1432 م). إیضاح المکنون 2/ 371.
(3) الأجساد السبعة: یعنی الرصاص الأسود.
(4) الخارصین (م).
(5) یتوقف (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 103
الحیوان عند المتکلّمین هو الوقت الذی علم اللّه بموت ذلک الحیوان فیه. فالمقتول عند أهل السنّة میّت بأجله و موته بفعله تعالی، و لا یتصوّر تغیّر هذا المقدّر بتقدیم و لا تأخیر. قال اللّه تعالی: فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا یَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا یَسْتَقْدِمُونَ «1». و قال المعتزلة بل تولّد موته من فعل القاتل فهو من أفعاله لا من فعل اللّه، و أنه لو لم یقتل لعاش إلی أمد هو أجله الذی قدّره اللّه له. فالقاتل عندهم غیّر الأجل بالتقدیم.
و فی شرح المقاصد إن قیل إذا کان الأجل زمان بطلان الحیاة فی علم اللّه تعالی کان المقتول میّتا بأجله قطعا، و إن قید بطلان الحیاة بأن لا یترتب علی فعل من العبد لم یکن کذلک قطعا من غیر تصوّر خلاف، فکان النزاع «2» لفظیا علی ما یراه الأستاذ «3» و کثیر من المحققین. قلنا المراد بأجله زمان بطلان حیاته بحیث لا محیص عنه و لا تقدّم و لا تأخّر. و مرجع الخلاف إلی أنه هل یتحقّق فی حقّ المقتول مثل ذلک أم المعلوم فی حقّه أنه إن قتل مات و إن لم یقتل یعش، فالنزاع معنوی، انتهی. و قیل مبنی الخلاف هو الاختلاف فی أنّ الموت وجودی أو عدمی. فلما کان الموت وجودیا نسب إلی القاتل إذ أفعال العباد مستندة إلیهم عند المعتزلة.
و أما عند أهل السنّة فجمیع الأشیاء مستندة إلی اللّه تعالی ابتداء. فسواء کان الموت وجودیا أو عدمیا ینسب موت المقتول إلی اللّه. و بعض المعتزلة ذهب إلی أنّ ما لا یخالف العادة واقع بالأجل منسوب إلی القاتل کقتل واحد بخلاف قتل جماعة کثیرة فی ساعة فإنه لم تجر العادة بموت جماعة فی ساعة. و ردّ بأنّ الموت فی کلتا الصّورتین متولّد من فعل القاتل عندهم فلما ذا کان أحدهما بأجله دون الآخر. ثمّ الأجل واحد عند المتکلّمین سوی الکعبی حیث زعم أنّ للمقتول أجلین القتل و الموت، و أنه لو لم یقتل لعاش إلی أجله الذی هو الموت. و لا یتقدّم الموت علی الأجل عند الأشاعرة «4» و یتقدّم عند المعتزلة، انتهی.
و زعم الفلاسفة أن للحیوان أجلا طبیعیا و یسمّی بالأجل المسمّی و الموت الافترائی و هو وقت موته بتحلّل رطوبته و انطفاء حرارته الغریزیّتین، و أجلا اخترامیّا و یسمّی بالموت الاخترامی أیضا و هو وقت موته بسبب الآفات و الأمراض، هکذا یستفاد من شرح المواقف و شرح العقائد و حواشیه، و یجی‌ء أیضا فی لفظ الموت.

الإجماع:

[فی الانکلیزیة]Consensus،unanimous agreement
[فی الفرنسیة]Consensus،accord unanime
فی اللغة هو العزم، یقال أجمع فلان علی کذا أی عزم. و الاتفاق، یقال أجمع القوم علی کذا أی اتفقوا. و فی اصطلاح الأصولیین هو
______________________________
(1) الاعراف/ 34.
(2) الخلاف (م).
(3) الأستاذ الأسفرایینی هو ابراهیم بن محمد بن ابراهیم بن مهران، أبو إسحاق. مات بنیسابور عام 418 ه/ 1027 م. عالم بالفقه و الأصول. تنقّل بین البلاد، و له عدة مؤلفات. الاعلام 1/ 61، وفیات الأعیان 1/ 4، شذرات الذهب 3/ 209، طبقات السبکی 3/ 111.
(4) الأشاعرة: فرقة کلامیة تنسب للإمام أبی الحسن الأشعری الذی انشق عن مذهب الاعتزال و عاد إلی الحق کما قال، و هو مذهب أهل السنة و الجماعة. و قد کانت لهم آراء واضحة ضد جمیع الفرق المبتدعة. و تطورت هذه الفرقة و ظهر من أعلامها: الجوینی، الباقلانی، الغزالی، الأسفرایینی و الرازی و غیرهم، و وضعوا العدید من المؤلفات التی کشفت عن معتقد أهل السنة و الجماعة کما کتب الکثیر عنهم مثل ابن عساکر فی تبیین کذب المفتری فیما ینسب للامام الأشعری، جلال موسی فی نشأة الأشعریة و تطورها، و غیر ذلک و قد أفرد لهم الشهرستانی فصلا هاما فی کتابه: الملل و النحل 92- 103.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 104
اتفاق خاص، و هو اتفاق المجتهدین من أمة محمد صلی اللّه علیه و آله و سلم فی عصر علی حکم شرعی. و المراد بالاتفاق الاشتراک فی الاعتقاد أو الأقوال أو الأفعال أو السکوت و التقریر. و یدخل فیه ما إذا أطبق البعض علی الاعتقاد و البعض علی غیره مما ذکر بحیث یدلّ علی ذلک الاعتقاد. و احترز بلفظ المجتهدین بلام الاستغراق عن اتفاق بعضهم و عن اتفاق غیرهم من العوام و المقلّدین، فإنّ موافقتهم و مخالفتهم لا یعبأ بها. و قید من أمة محمد للاحتراز عن اتفاق مجتهدی الشرائع السالفة.
و معنی قولهم فی عصر فی زمان ما قلّ أو کثر، و فائدته الإشارة إلی عدم اشتراط انقراض عصر المجمعین. و منهم من قال یشترط فی الإجماع و انعقاده حجة انقراض عصر المجمعین، فلا یکفی عنده الاتفاق فی عصر بل یجب استمراره ما بقی من المجمعین أحد، فلا بدّ عنده من زیادة قید فی الحدّ، و هو إلی انقراض العصر لیخرج اتفاقهم إذا رجع بعضهم، و الإشارة إلی دفع توهم اشتراط اجتماع کلهم فی جمیع الأعصار إلی یوم القیمة. و قید شرعی للاحتراز عن غیر شرعی إذ لا فائدة للإجماع فی الأمور الدنیویة و الدینیة الغیر الشرعیة، هکذا ذکر صدر الشریعة. و فیه نظر لأنّ العقلی قد یکون ظنیّا، فبالإجماع یصیر قطعیا، کما فی تفضیل الصحابة و کثیر من الاعتقادیات. و أیضا الحسّی الاستقبالی قد یکون ممّا لم یصرّح المخبر الصادق به بل استنبطه المجتهدون من نصوصه فیفید الإجماع قطعیته. و أطلق ابن الحاجب و غیره الأمر لیعمّ الأمر الشرعی و غیره حتی یجب اتّباع إجماع آراء المجتهدین فی أمر الحروب و غیرها. و یردّ علیه أنّ تارک الإتباع إن أثم فهو أمر شرعی و إلّا فلا معنی للوجوب.
اعلم أنهم اختلفوا فی أنه هل یجوز حصول الإجماع بعد خلاف مستقر من حیّ أو میّت أم لا. فقیل لا یجوز بل یمتنع مثل هذا الإجماع فإنّ العادة تقتضی بامتناع الاتفاق علی ما استقرّ فیه الخلاف. و قیل یجوز. و القائلون بالجواز اختلفوا، فقال بعضهم یجوز و ینعقد، و قال بعضهم یجوز و لا ینعقد أی لا یکون إجماعا هو حجة شرعیة قطعیة. فمن قال لا یجوز أو یجوز و ینعقد فلا یحتاج إلی إخراجه.
أمّا علی القول الأول فلعدم دخوله فی الجنس.
و أمّا علی الثانی فلکونه من أفراد المحدود.
و أمّا من یقول یجوز و لا ینعقد فلا بدّ عنده من قید یخرجه بأن یزید فی الحدّ لم یسبقه خلاف مستقر من مجتهد.
ثم اعلم أنّ هذا التعریف إنّما یصحّ علی قول من لم یعتبر فی الإجماع موافقة العوام و مخالفتهم کما عرفت. فأما من اعتبر موافقتهم فیما لا یحتاج فیه إلی الرأی و شرط فیه اجتماع الکلّ، فالحدّ الصحیح عنده أن یقال هو الاتفاق فی عصر علی أمر من الأمور من جمیع من هو أهله من هذه الأمة. فقوله من هو أهله یشتمل المجتهدین فیما یحتاج فیه إلی الرأی دون غیرهم، و یشتمل الکلّ فیما لا یحتاج فیه إلی الرأی فیصیر جامعا مانعا. و قال الغزالی الإجماع هو اتفاق أمة محمد صلی اللّه علیه و آله و سلم علی أمر دینی. قیل و لیس بسدید، فإنّ أهل العصر لیسوا کلّ الأمة و لیس فیه ذکر أهل الحلّ و العقد أی المجتهدین، و لخروج القضیّة العقلیة و العرفیة المتّفق علیهما. و أجیب عن الکلّ بالعنایة، فالمراد بالأمة الموجودون فی عصر فإنه المتبادر، و الاتفاق قرینة علیه، فإنه لا یمکن إلّا بین الموجودین. و أیضا المراد المجتهدون لأنهم الأصول و العوام أتباعهم فلا رأی للعوام. ثم الأمر الدینی یتناول الأمر العقلی و العرفی لأنّ المعتبر منهما لیس بخارج عن البیّن، فإن تعلّق به عمل أو اعتقاد فهو أمر دینی و إلّا فلا یتصوّر حجّیته فیه إذ المراد
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 105
بالإجماع المحدود الإجماع الشرعی دون العقلی و العرفی بقرینة أنّ الإجماع حجّة شرعیة، فما دلّ علیه فهو شرعی، هذا کله خلاصة ما فی العضدی و حاشیته للمحقق التفتازانی و التلویح.
اعلم أنّه إذا اختلف الصحابة فی قولین یکون إجماعا علی نفی قول ثالث عند أبی حنیفة رحمه اللّه تعالی. و قال بعض المتأخرین أی الآمدی المختار هو التفصیل، و هو أن القول الثالث إن کان یستلزم إبطال ما أجمعوا علیه فهو ممتنع، و إلّا فلا إذ لیس فیه خرق الإجماع، حیث وافق کلّ واحد من القولین من وجه، و إن خالفه من وجه. فمثال الأوّل أنهم اختلفوا فی عدّة حامل توفّی عنها زوجها، فعند البعض تعتدّ بأبعد الأجلین و عند البعض بوضع الحمل. فعدم الاکتفاء بالأشهر قبل وضع الحمل مجمع علیه.
فالقول بالاکتفاء بالأشهر قبل الوضع قول ثالث لم یقل به أحد لأنّ الواجب إمّا أبعد الأجلین أو وضع الحمل، و مثل هذا یسمّی إجماعا مرکّبا. و مثال الثانی أنهم اختلفوا فی فسخ النّکاح بالعیوب الخمسة و هی الجذام و البرص و الجنون فی أحد الزوجین و الجبّ و العنّة فی الزوج و الرّتق و القرن فی الزوجة. فعند البعض لا فسخ فی شی‌ء منها و عند البعض حقّ الفسخ ثابت فی الکلّ. فالفسخ فی البعض دون البعض قول ثالث لم یقل به أحد و یعبّر عن هذا بعدم القائل بالفصل و إجماع المرکّب أیضا.
و بالجملة فالإجماع المرکّب أعمّ مطلقا من عدم القائل بالفصل لأنه یشتمل علی ما إذا کان أحدهما أی أحد القائلین قائلا بالثّبوت فی إحدی الصّورتین فقط و الآخر بالثّبوت فیهما أو بالعدم فیهما، و علی ما إذا کان أحدهما قائلا بالثبوت فی الصّورتین و الآخر بالعدم فی الصّورتین و عدم القائل بالفصل هذه الصورة الأخیرة. و إن شئت زیادة التحقیق فارجع إلی التوضیح و التلویح. و قال الجلبی فی حاشیة التلویح: و قیل الإجماع المرکّب الاتفاق فی الحکم مع الاختلاف فی العلّة، و عدم القول بالفصل هو الإجماع المرکّب الذی یکون القول الثالث فیه موافقا لکلّ من القولین من وجه کما فی فسخ النکاح بالعیوب الخمسة، فکأنهم عنوا بالفصل التفصیل، انتهی. و فی معدن الغرائب «1» الإجماع علی قسمین مرکّب و غیر مرکّب.
فالمرکّب إجماع اجتمع علیه الآراء علی حکم حادثة مع وجود الاختلاف فی العلّة، و غیر المرکّب هو ما اجتمع علیه الآراء من غیر إختلاف فی العلّة. مثال الأول أی المرکّب من علّتین الإجماع علی وجود الانتقاض عند القی‌ء و مسّ المرأة. أما عندنا معاشر الحنفیة فبناء علی أنّ العلّة هی القی‌ء. و أمّا عند الشافعی فبناء علی أنّها المسّ. ثم هذا النوع من الإجماع لا یبقی حجة بعد ظهور الفساد فی أحد المأخذین أی العلّتین، حتی لو ثبت أن القی‌ء غیر ناقض فأبو حنیفة لا یقول بالانتقاض. و لو ثبت أنّ المسّ غیر ناقض فالشافعی لا یقول بالانتقاض لفساد العلّة المبنی علیها الحکم. ثم الفساد متوهّم فی الطرفین لجواز أن یکون أبو حنیفة مصیبا فی مسألة المسّ مخطئا فی مسألة القی‌ء و الشافعی مصیبا فی مسألة القی‌ء مخطئا فی مسألة المسّ، فلا یؤدّی هذا الإجماع إلی وجود الإجماع علی الباطل. و بالجملة فارتفاع هذا الإجماع جائز بخلاف الإجماع الغیر المرکّب.
ثم قال: و من الإجماع قسم آخر یسمّی عدم «2» القائل بالفصل و هو أن تکون المسألتان
______________________________
(1) معدن الغرائب، شرح کنز الدقائق فی فروع الحنفیة، لمؤلف مجهول. أما الکنز فلأبی البرکات عبد اللّه بن أحمد المعروف بالنسفی (- 710 ه/ 1310 م).
(2) عدم (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 106
مختلفا فیهما، فإذا ثبت أحدهما علی الخصم ثبت الآخر لأنّ المسألتین إمّا ثابتتان معا أو منفیّتان معا، و هو نوع من الإجماع المرکّب.
و له نوعان أحدهما ما إذا کان منشأ الخلاف فی المسألتین واحدا کما إذا خرّج العلماء من أصل واحد مسائل مختلفة، و نظیره إذا أثبتنا أنّ النهی عن التصرّفات الشرعیة کالصلاة و البیع یوجب تقریرها، قلنا یصحّ النذر بصوم یوم النّحر و البیع الفاسد یفید الملک عند القبض بعدم القائل بالفصل لأنّ من قال بصحة النذر قال بإفادة الملک کما قال أصحابنا. فإذا أثبتنا الأول ثبت الآخر إذ لم یقل أحد بصحّة النّذر و عدم إفادة الملک، و منشأ الخلاف واحد و هو أن النهی عن التصرفات الشرعیة یوجب تقریرها. و الثانی ما «1» إذا کان منشأ الخلاف مختلفا و هو لیس بحجة کما إذا قلنا القی‌ء ناقض فیکون البیع الفاسد مفیدا للملک بعدم القائل بالفصل، و منشأ الخلاف مختلف فإنّ حکم القی‌ء ثابت بالأصل المختلف فیه، و هو أنّ غیر الخارج من السبیلین ینقض الوضوء عندنا بالحدث، و حکم البیع الفاسد «2» متفرّع علی أنّ النهی عن التصرفات الشرعیة یوجب تقریرها.

الأجوف:

[فی الانکلیزیة]Vena cava
[فی الفرنسیة]Veine cave
هو عند الصرفیین لفظ عینه حرف علّة و یسمّی معتلّ العین و ذا الثلاثة أیضا کقول و بیع و قال و باع. فإن کان حرف العلّة واوا یسمّی الأجوف الواوی و إن کان حرف العلّة یاء یسمّی الأجوف الیائی. و عند الأطباء اسم عرق نبت من محدّب الکبد لجذب الغذاء منه إلی الأعضاء، و إنما سمّی به لأنّ تجویفه أعظم من باقی العروق، و هما أجوفان الأجوف الصاعد و الأجوف النازل، و کلّ منهما منشعب بشعب مختلفة. و الأجوفان أیضا البطن و الفرج و العصبان المجوّفان الکائنان فی العینین، و لیس فی البدن غیرهما عصب مجوّف نابت من الدماغ، کذا فی بحر الجواهر. و قد یطلق الأجوف علی معاء مخصوص أیضا کما تقرّر فی علم التشریح.

الأجیر:

[فی الانکلیزیة]Salaried employee
[فی الفرنسیة]Salarie
فعیل بمعنی الفاعل أی آخذ الأجرة و یسمّی المستأجر أیضا بفتح الجیم. و هو فی الشرع نوعان: أجیر المشترک بالإضافة علی أنّ المشترک مصدر میمی، و یقال الأجیر المشترک علی التوصیف أیضا و هو الذی ورد العقد علی عمل مخصوص منه یعلم ببیان محلّه. فالمعقود علیه هو العمل فهو یستحق الأجرة بالعمل. و له أن یعمل للعامة أیضا و لذا سمّی مشترکا کالقصار و نحوه. و الأجیر الخاص و هو الذی ورد العقد علی منافعه مطلقا و هو یستحق الأجر بتسلیم نفسه مدة عقد الإجارة و إن لم یعمل و یسمّی أجیر وحد أیضا بسکون الحاء بمعنی الوحدة أو بفتحها بمعنی الواحد أی أجیر المستأجر الواحد، فالترکیب علی الوجهین إضافی. هذا کلّه خلاصة ما فی جامع الرموز و غیره من شروح مختصر الوقایة.

الإحالة:

[فی الانکلیزیة]Transformation
[فی الفرنسیة]Transformation
عند الحکماء عبارة عن تغییر الشی‌ء فی الکیفیات کالتسخین و التبرید و یلزمها الاستحالة کالتسخّن و التبرّد و قد یقال علی ما یعمّ ذلک، و تغییر صورة الشی‌ء أی حقیقته و جوهره المسمّی بالتکوین و الإفساد، و یلزمها الکون و الفساد.
و هذا المعنی هو المراد بالإحالة الواقعة فی تعریف الغاذیة، کذا فی شرح حکمة العین فی
______________________________
(1) ما (- م).
(2) الفاسد (- م،- ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 107
مبحث النفس النباتیة.

الاحتباس:

[فی الانکلیزیة]Constipation
[فی الفرنسیة]Constipation arret
بالباء الموحدة عند الأطباء هو احتقان المواد فی البدن و یجی‌ء لازما و متعدیا و منه احتباس الطّمث، کذا فی حدود الأمراض.

الاحتباک:

[فی الانکلیزیة]Ellipsis
[فی الفرنسیة]Ellipse
بالباء الموحدة و هو عند أهل البیان من ألطف أنواع الحذف و أبدعها و قلّ من تنبّه أو نبّه علیه من أهل فن البلاغة، و ذکره الزرکشی فی البرهان و لم یسمّه هذا الاسم بل سمّاه الحذف المقابلی، و أفرده بالتصنیف من أهل العصر العلامة برهان الدین البقاعی «1». و قال الأندلسی «2» فی شرح البدیعة «3» و من أنواع البدیع الاحتباک و هو نوع عزیز و هو أن یحذف من الأول ما أثبت نظیره فی الثانی و من الثانی ما أثبت نظیره فی الأول، کقوله تعالی: وَ مَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُوا کَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ «4» الآیة. التقدیر و مثل الأنبیاء و الکفار کمثل الذی ینعق و الذی ینعق به فحذف من الأول الأنبیاء لدلالة الذی ینعق علیه و من الثانی الذی ینعق به لدلالة الذین کفروا علیه. و قوله: وَ أَدْخِلْ یَدَکَ فِی جَیْبِکَ تَخْرُجْ بَیْضاءَ «5» التقدیر تدخل غیر بیضاء و أخرجها تخرج بیضاء، فحذف من الأول تدخل غیر بیضاء و من الثانی و أخرجها. و قال الزرکشی هو أن یجتمع فی الکلام متقابلان فیحذف من کلّ واحد منهما مقابله لدلالة الآخر علیه، نحو أَمْ یَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَیْتُهُ فَعَلَیَّ إِجْرامِی وَ أَنَا بَرِی‌ءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ «6» التقدیر إن افتریته فعلیّ إجرامی و أنتم براء منه و علیکم إجرامکم و أنا برئ ممّا تجرمون. و نحو وَ یُعَذِّبَ الْمُنافِقِینَ إِنْ شاءَ أَوْ یَتُوبَ عَلَیْهِمْ «7» أی یعذب المنافقین إن شاء فلا یتوب علیهم أو یتوب علیهم فلا یعذبهم. و نحو وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّی یَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَ «8» أی حتی یطهرن من الدم و یتطهرن بالماء فإذا تطهّرن و یتطهّرن فأتوهن. و نحو خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَیِّئاً «9» أی عملا صالحا بسیّئ و آخر سیئا بصالح. و مأخذ هذه التّسمیة من الحبک الذی معناه الشدّ و الإحکام و تحسین أثر الصّبغة فی الثوب فحبک الثوب سدّ ما بین خیوطه من الفرج و شدّه و إحکامه بحیث یمنع عنه الخلل مع الحسن و الرونق. و بیان أخذه منه أنّ مواضع الحذف من الکلام شبهت بالفرج من الخیوط فلمّا أدرکها الناقد البصیر بصوغه الماهر فی
______________________________
(1) برهان الدین البقاعی: هو ابراهیم بن عمر بن حسن الرّباط بن علی بن أبی بکر البقاعی، أبو الحسن. ولد بقریة خربة روحا بالبقاع عام 809 ه/ 1406 م، و توفی بدمشق عام 885 ه/ 1480 م. مؤرخ، مفسّر، محدّث و أدیب، له الکثیر من المؤلفات. الاعلام 1/ 56، معجم المفسرین 1/ 17 البدر الطالع 1/ 19، الضوء اللامع 1/ 101، شذرات الذهب 7/ 339، معجم المؤلفین 1/ 71، هدیة العارفین 1/ 21، معجم المصنفین 3/ 277.
(2) هو أحمد بن یوسف بن مالک الرّعینی الغرناطی ثم البیری، أبو جعفر الأندلسی ولد بعد سنة 700 ه/ بعد 1300 م. و توفی عام 779 ه/ 1378 م. أدیب، عارف بالنحو، شاعر، تنقل إلی المشرق، و له تألیف کثیرة. الأعلام 1/ 274، الدرر الکامنة 1/ 340، بغیه الوعاة 14.
(3) شرح البدیعیة لأحمد بن یوسف بن مالک الرعینی الأندلسی، و هی فی علم البلاغة و المعانی. النجوم 11/ 189، کشف الظنون 1/ 233.
(4) البقرة/ 171.
(5) النمل/ 12.
(6) هود/ 35.
(7) الأحزاب/ 24.
(8) البقرة/ 222.
(9) التوبة/ 102.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 108
نظمه و حوکه، فوضع المحذوف مواضعه، کان حائکا له مانعا من خلل یطرقه، فسدّ بتقدیره ما یحصل به الخلل مع ما أکسی من الحسن و الرونق کذا فی الإتقان فی نوع الإیجاز و الإطناب.

الاحتراس:

[فی الانکلیزیة]Prolixity by precaution
[فی الفرنسیة]Prolixite par precaution
بالراء المهملة عند أهل المعانی نوع من إطناب الزیادة و یسمّی التکمیل. و هو أن یؤتی فی وسط الکلام أو آخره الذی یوهم خلاف المقصود بما یرفع ذلک الوهم. و قولهم الذی صفة الکلام و قولهم بما یرفع متعلّق بیؤتی، کقوله تعالی: قالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّکَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِینَ لَکاذِبُونَ «1» فالجملة الوسطی احتراس لئلّا یتوهّم أنّ التکذیب لما فی نفس الأمر. قال فی عروس الأفراح «2» فإن قیل کل من ذلک أفاد معنی جدیدا فلا یکون إطنابا قلنا هو إطناب لما قبله من حیث رفع توهّم غیره و إن کان له معنی فی نفسه. و کقوله تعالی: لا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ «3»
فقوله و هم لا یشعرون احتراس لئلّا یتوهّم نسبة الظلم إلی سلیمان. و إنما سمّی بالاحتراس لأنّ الاحتراس هو التحفظ، و فیه تحفّظ الکلام عن نقصان الإیهام. و وجه تسمیته بالتکمیل ظاهر. ثم النسبة بینه و بین الإیغال أنّ الاحتراس أعمّ منه من جهة أنه یکون فی البیت و غیره و یکون فی أثناء الکلام و آخره، بخلاف الإیغال فإنّه یجب أن یکون فی آخر البیت و أخصّ منه من جهة أنّه یجب أن یکون لرفع إیهام خلاف المقصود بخلاف الإیغال فإنه لا یجب أن یکون لرفع الإیهام المذکور، فبینهما عموم و خصوص من وجه. و أما النسبة بینه و بین التذییل فالظاهر أنها المباینة لأنه یجب أن یکون الاحتراس لرفع إیهام خلاف المقصود، و یجب أن یکون التذییل للتأکید، اللّهم إلّا أن یجوز کون الشی‌ء مؤکّدا لشی‌ء و رافعا لإیهام خلاف المقصود أیضا، فتکون النسبة بینهما حینئذ عموما من وجه. هذا کله خلاصة ما فی الإتقان و الأطول و المطوّل و حواشیه.

الاحتراق:

[فی الانکلیزیة]Combust planet
[فی الفرنسیة]Planete combuste ou brullee
مصدر من باب الافتعال، و عند المنجّمین هو جمع الشمس مع إحدی الخمسة المتحیّرة فی درجة واحدة من فلک البروج و هو من أنواع النّظر کما یجی‌ء.

الاحتساب، و الحسبة:

[فی الانکلیزیة]Calculation،religious practices
[فی الفرنسیة]Calcul،pratiques religieuses
فی اللغة بمعنی العدّ و الحساب و یجی‌ء الاحتساب بمعنی الإنکار علی شی‌ء و الحسبة بمعنی التدبیر. و فی الشرع هما الأمر بالمعروف إذا ظهر ترکه و النهی عن المنکر إذا ظهر فعله.
ثم الحسبة فی الشریعة عامّ یتناول کلّ مشروع یفعل للّه تعالی کالأذان و الإمامة و أداء الشهادة إلی کثرة تعداده. و لهذا قیل القضاء باب من أبواب الحسبة. و فی العرف اختصّ بأمور أحدها إراقة الخمور و ثانیها کسر المعارف و ثالثها إصلاح الشوارع، کذا فی نصاب الاحتساب «4».
______________________________
(1) المنافقون/ 1.
(2) عروس الأفراح بشرح تلخیص المفتاح لأبی حامد بهاء الدین أحمد بن علی السبکی (- 773 ه/ 1371 م). مصر، مطبعة الخانجی. د. ت. معجم المطبوعات العربیة 1002 و 1983.
(3) النمل/ 18.
(4) نصاب الاحتساب لضیاء الدین عمر بن محمد بن عوض الشافی السمنانی. کلکوتا، د. ت. باعتناءSprenger. کشف الظنون 2/ 1953؛ معجم المطبوعات 2023؛ اکتفاء القنوع 504؛Gals،II، 427.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 109

الاحتکار:

[فی الانکلیزیة]Monopoly
[فی الفرنسیة]Monopole
هو لغة احتباس الشی‌ء [انتظارا] «1» لغلائه و الحکرة بالضم و سکون الکاف اسم له. و شرعا اشتراء قوت البشر و البهائم و حبسه إلی الغلاء.
و قوت البشر کالأرزّ و الذّرة و البرّ و الشعیر و نحوها دون العسل و السمن. و قوت البهائم کالتّبن و نحوه. و مدّة الحبس قیل أربعون یوما و قیل شهر و قیل أکثر من سنة. و هذه المقادیر فی حقّ المعاقبة فی الدنیا، لکن یأثم و إن قلّت المدّة، فإنّ الاحتکار مکروه شرعا بشرائط معروفة. و شرط البعض الاشتراء وقت الغلاء منتظرا زیادته کما فی الاختیار، فلو اشتری فی الرّخص و لا یضرّ بالناس لم یکره حکره، هکذا یفهم من جامع الرموز و الدّرر «2» فی کتاب الکراهیة.

الاحتیاط:

[فی الانکلیزیة]Preservation
[فی الفرنسیة]Preservation
فی اللغة هو الحفظ و فی الاصطلاح حفظ النفس عن الوقوع فی المآثم، کذا فی اصطلاحات السید الجرجانی.

الأحد:

[فی الانکلیزیة]Somebody،nobody
[فی الفرنسیة]L'un،personne
بفتح الأول و الحاء المهملة فی اللغة بمعنی «یکی» و هو فی الأصل وحد و یجئ مع ذکر الأحدیة.

الأحد:

[فی الانکلیزیة]Somebody،nobody
[فی الفرنسیة]L'un،personne
یکی و نام خدای تعالی- واحد، و هو اسم الرب تعالی- و أصله وحد بفتح الواو و الحاء.
فی الإتقان الأحد اسم أکمل من الواحد. فإذا قلت لا یقوم لفلان واحد جاء فی المعنی أن یقوم له اثنان فأکثر بخلاف لا یقوم له أحد.
و أیضا هو مخصوص بالآدمیین بخلاف الواحد فإنه عامّ و أیضا یستوی فیه المذکّر و المؤنث، بخلاف الواحد و أیضا هو ممتنع الدخول فی الضرب و القسمة و العدد و فی شی‌ء من الحساب بخلاف الواحد، و أیضا له جمع یقال أحدون و آحاد، و لا یقال واحدون. و اختار أبو عبید «3» أنهما بمعنی واحد، فلا یختص أحدهما بمکان الآخر و إن غلب استعمال أحد فی النفی، انتهی. و الواحد فی اصطلاح أرباب السلوک:
اسم ذات، باعتبار انتفاء تعدّد الصفات و الأسماء و النّسب و التعیّنات.
قال الشاعر:
هاهنا لا صفات و لا تعدد للأسماء أجل، و لا نسب و لا تعیّنات هاهنا.
فالذات بدون اعتبار الصفات یقال له الأحد. و أمّا باعتبار جمع الصفات فیقال له الواحد «4». کذا فی کشف اللغات.
______________________________
(1) انتظارا (+ م).
(2) درر الحکام فی شرح غرر الاحکام لمحمد بن فراموز المعروف بملا خسرو، فرغ من تألیفه سنة 883 ه، القاهرة، مطبعة مصطفی وهبی، 1294 ه. معجم المطبوعات العربیة 1790.
(3) أبو عبید: هو القاسم بن سلّام الهروی الأزدی الخزاعی الخراسانی البغدادی ابو عبید. ولد بهراة عام 157 ه/ 774 م، و توفی بمکة عام 224 ه/ 838 م. من کبار علماء الحدیث و الأدب و اللغة و الفقه، تنقل فی البلاد. و له الکثیر من المؤلفات الهامة. الاعلام 5/ 176، تذکرة الحفاظ 2/ 5، تهذیب التهذیب 7/ 315، وفیات الاعیان 1/ 418، طبقات النحویین و اللغویین 217، غایة النهایة 2/ 17، طبقات الحنابلة 1/ 259، تاریخ بغداد 12/ 403، طبقات السبکی 1/ 270.
(4) واحد در اصطلاح سالکان اسم ذات است باعتبار انتفای تعدد صفات و اسما و نسب و تعینات.
اینجا صفت و تعدد اسما نیست. اری نسب و تعینات اینجا نیست.
ذات را بی‌اعتبار صفات احد گویند و باعتبار جمع صفات واحد گویند کذا فی کشف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 110

الإحداث:

[فی الانکلیزیة]Creation،generation
[فی الفرنسیة]Creation،generation
بکسر الألف هو مرادف للتکوین، و قیل لا. و سیجی‌ء بعد، و قد سبق أیضا فی لفظ الإبداع.

الأحدیة:

[فی الانکلیزیة]Unicity
[فی الفرنسیة]Unicite
بیاء النسبة عند الحکماء عبارة عن عدم قسمة الواجب لذاته إلی الأجزاء و یجی‌ء فی لفظ الواحدیة أیضا. و عند الصوفیة هی المرتبة التی هی منبع لفیضان الأعیان و استعداداتها فی الحضرة العلمیة أولا، و وجودها و کمالاتها فی الحضرة العینیة بحسب عوالمها و أطوارها الروحانیة و الجسمانیة ثانیا. و هی أقدم مراتب الإلهیة و إن کانت کلها فی الوجود سواء، لکن العقل یحکم بتقدّم بعضها علی بعض کالحیاة علی العلم و العلم علی الإرادة. و علی هذا القیاس، کذا فی شرح الفصوص. و فی الإنسان الکامل الأحدیة عبارة عن مجلی ذاتی لیس للأسماء و لا للصفات و لا لشی‌ء من مؤثراتها فیه ظهور، فهی اسم لصرافة الذّات المجرّدة عن الاعتبارات الحقیّة و الخلقیة، و لیس لتجلّی الأحدیة فی الأکوان مظهر أتمّ من ذلک إذا استغرقت فی ذاتک و نسیت اعتباراتک و أخذت بک فیک عن خواطرک، لکنت أنت فی أنت من غیر أن تنسب إلیک شیئا مما تستحقه من الأوصاف الحقیّة، أو هو لک من النعوت الخلقیة. فهذه الحالة من الإنسان أتمّ مظهرا للأحدیة فی الأکوان، و الأحدیة أول ظهور ذاتی، و امتنع الاتصاف بها للمخلوق لأنها صرافة الذات المجرّدة عن الحقیّة و المخلوقیة و العبد قد حکم علیه بالمخلوقیة، فلا سبیل إلی ذلک. و إن شئت الزیادة فارجع إلی الإنسان الکامل. و فی التحفة المرسلة: للوجود الحق سبحانه مراتب: الأولی مرتبة اللّاتعیّن و الإطلاق و الذات البحت لا بمعنی أنّ قید الإطلاق و مفهوم سلب التعیّن ثابتان فی تلک المرتبة، بل بمعنی أنّ ذلک الوجود فی تلک المرتبة منزّه عن إضافة جمیع القیود و النعوت إلیه حتی عن قید الإطلاق أیضا، و یسمّی بالمرتبة الأحدیة و هی کنه الحق سبحانه، و لیس فوقها مرتبة أخری بل کلّ المراتب تحتها. الثانیة مرتبة التعیّن الأوّل و تسمّی بالوحدة و الحقیقة المحمّدیة و هی عبارة عن علمه تعالی لذاته و صفاته و لجمیع الموجودات علی وجه الإجمال من غیر امتیاز بعضها عن بعض. الثالثة مرتبة التعیّن الثانی و تسمّی بالواحدیة و الحقیقة الإنسانیة و هی عبارة عن علمه تعالی لذاته و صفاته و لجمیع الموجودات علی التفصیل و امتیاز بعضها عن بعض. فهذه ثلاث مراتب کلها قدیمة و التقدیم و التأخیر عقلی لا زمانی. الرابعة مرتبة الأرواح و هی عبارة عن الأشیاء الکونیة المجرّدة البسیطة التی ظهرت علی ذواتها و علی أمثالها کالعقول العالیة و الأرواح البشریة. الخامسة مرتبة عالم المثال و هی الأشیاء الکونیة المرکّبة اللطیفة الغیر القابلة للتجزی و التبعیض و لا الخرق و الالتیام.
السادسة مرتبة عالم الأجسام و هی الأشیاء الکونیة المرکّبة الکثیفة القابلة للتجزی و التبعیض. السابعة المرتبة الجامعة لجمیع المراتب المذکورة الجسمانیة و النورانیة و الوحدة و الواحدیة، و هی الإنسان. فهذه سبع مراتب، الأولی منها هی مرتبة اللاظهور و الباقیة منها هی مراتب الظهور الکلیّة، و الأخیر منها و هی الإنسان إذا عرج و ظهر فیه جمیع المراتب المذکورة مع انبساطها یقال له الإنسان الکامل.
و العروج و الانبساط علی الوجه الأکمل کان فی نبینا صلی اللّه علیه و آله و سلم. و لهذا کان خاتم الأنبیاء.
اعلم أنه لا یجوز إطلاق أسماء مرتبة الألوهیة و هی الأحدیة و الواحدیة و الوحدة علی مراتب الکون و الخلق و هی المراتب الباقیة و کذا
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 111
العکس و لو فی الحقیقة، کلها واحدة، لحفظ المراتب الشرعیة و هذا هو الفرق بین الصدیق و الزندیق، انتهی کلامه. قال الشاعر
لکلّ مرتبة فی الوجود شأن فإن لم تحفظ المراتب فأنت زندیق
و فی کشف اللغات: إنّ هذه المراتب السّتّ الأخیرة تسمّی مراتب کلیة و مظاهر کلیة.
و قیل: إنّ مرتبة الوحدة هی مرتبة الصفات، و الحقیقة المحمدیة و المرتبة الواحدیة هما مرتبة أسماء، کما یقال لآدم بأنه صاحب مقام قاب قوسین «1».

الإحراق:

[فی الانکلیزیة]Combustion
[فی الفرنسیة]Combustion
هو أن تمیّز الحرارة الجوهر الرّطب عن الجوهر الیابس بتصعید الرّطب و ترسیب الیابس.
و المحرق بکسر الراء عند الأطباء دواء یحرق أی یفنی بحرارته لطیف الأخلاط بتصعیدها و تبخیرها و یبقی رمادیتها کالفرفیون، کذا فی بحر الجواهر و المؤجز «2».

الإحرام:

[فی الانکلیزیة]Proscription
[فی الفرنسیة]Proscription
بکسر الهمزة لغة المنع و شرعا تحریم أشیاء و إیجاب أشیاء عند قصد الحج، کذا فی جامع الرموز. و فی البرجندی المذهب عند الحنفیة أن الإحرام عبارة عن نیة الحج مع لفظ التلبیة و القاصد للإحرام یسمّی محرما، انتهی.
و الإحرام عند الصوفیة عبارة عن ترک شهوة المخلوقات و الخروج عن الإحرام عندهم عبارة عن التوسّع للخلق و النزول إلیهم بعد العندیة فی مقعد الصدق و سیأتی فی لفظ الحج.

الإحساس:

[فی الانکلیزیة]Sensation
[فی الفرنسیة]Sensation
بکسرة الهمزة هو قسم من الإدراک، و هو إدراک الشی‌ء الموجود فی المادّة الحاضرة عند المدرک مکنوفة بهیئات مخصوصة من الأین و الکیف و الکم و الوضع و غیرها. فلا بدّ من ثلاثة أشیاء: حضور المادة و اکتناف الهیئات و کون المدرک جزئیا، کذا فی شرح الإشارات.
و الحاصل أنّ الإحساس إدراک الشی‌ء بالحواس الظاهرة علی ما یدلّ علیه الشروط المذکورة.
و إن شئت زیادة التوضیح فاسمع أنّ الحکماء قسّموا الإدراک علی ما أشار إلیه شارح التجرید إلی أربعة أقسام: الإحساس و هو ما عرفت، و التخیّل و هو إدراک الشی‌ء مع تلک الهیئات المذکورة فی حال غیبته بعد حضوره، أی لا یشترط فیه حضور المادة بل الاکتناف بالعوارض و کون المدرک جزئیا، و التوهّم و هو إدراک معان جزئیة متعلّقة بالمحسوسات، و التعقّل و هو إدراک المجرّد عنها کلیا کان أو جزئیا، انتهی. و لا خفاء فی أنّ الحواس الظاهرة لا تدرک الأشیاء حال غیبتها عنها و لا المعانی الجزئیة المتعلّقة بالمحسوسات و لا المجرّد عن المادة، بل إنما تدرک الأشیاء بتلک الشروط المذکورة. و إنّ المدرک من الحواس الباطنة لیس إلّا الحسّ المشترک فإنه یدرک الصور المحسوسة بالحواس الظاهرة و لکن لا یشترط فی إدراکه حضور المادة، فإدراکه من قبیل التخیّل إذ فی التخیّل لا یشترط حضور المادة. و لذا قیل فی بعض حواشی شرح الإشارات إنّ التخیّل هو إدراک الحسّ المشترک الصور الخیالیة إلّا الوهم فإنه یدرک المعانی لا الصور، فإدراکه من قبیل
______________________________
(1) هر مرتبه از وجود شانی دارد. گر حفظ مراتب نکنی زندیقی. و در کشف اللغات این شش مراتب اخیره را مراتب کلیه و مظاهر کلیه نامیده و گفته مرتبه وحدت مرتبه صفات است و حقیقت محمدیه و مرتبه واحدیت مرتبه اسما و آدم علیه السلام که آن را مقام قاب قوسین نیز گویند.
(2) المؤجز: الأرجح أنه کتاب موجز القانون فی الطب لعلاء الدین علی بن أبی الحزم القرشی المعروف بابن النفیسر- 687 ه/ 1288 م)، و علیه شروح کثیرة- و لفظ المؤجز تصحیف- کشف الظنون 2/ 1899- 1900.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 112
التوهّم. و أما إدراک العقل فلا یکون إلّا من قبیل التعقل فإنه لا یدرک المادیات، فثبت أنّ الإحساس هو إدراک الحواس الظاهرة، و التخیّل هو إدراک الحسّ المشترک، و الوهم هو إدراک التوهّم، و التعقّل هو إدراک العقل، و اللّه تعالی أعلم. هذا و قد یسمّی الکلّ إحساسا لحصولها باستعمال الحواس الظاهرة أو الباطنة، صرح بذلک المولوی عبد الحکیم فی حاشیة القطبی «1» فی مبحث الکلیّات. و بالجملة فللإحساس معنیان أحدهما الإدراک بالحواس الظاهرة و الآخر بالحواس الظاهرة أو الباطنة، و أما التعقّل فلیس إحساسا بکلا المعنیین.

إحصاء الأسماء الإلهیة:

[فی الانکلیزیة]Counting the divine names
[فی الفرنسیة]Denombrement des noms divins
هو التحقق بها فی الحضرة الوحدیة بالفناء عن الرسوم الخلقیة و البقاء ببقاء الحضرة الأحدیة. و أما إحصاؤها بالتخلّق بها فهو یوجب دخول جنّة الوراثة بصحّة المتابعة، و هی المشار إلیها بقوله تعالی: أُولئِکَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ «2». و أما إحصاؤها بتیقّن معانیها و العمل بفحاویها فإنه یستلزم دخول جنّة الأفعال بصحّة التوکّل فی مقام المجازاة. هکذا فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین.

الإحصار:

[فی الانکلیزیة]Exclusion،excommunication
[فی الفرنسیة]Exclusion،bannissement excommunication
لغة المنع من کلّ شی‌ء و منه المحصر بفتح الصاد و هو الممنوع من کلّ شی‌ء کما فی الکشاف و غیره. و الإحصار فی الشرع منع الخوف أو المرض من وصول المحرم إلی تمام حجّه أو عمرته. و المحصر فی الشرع الممنوع عن الحج أو العمرة لخوف أو مرض بعد الإحرام، کذا فی جامع الرموز و الدّرر.

الإحصان:

[فی الانکلیزیة]Abstinence،chastity
[فی الفرنسیة]Abstinence،chastete
بالصّاد المهملة لغة یقع علی معان کلّها ترجع إلی معنی واحد و هو أن یحمی الشی‌ء و یمنع منه و هو الحریّة و العفاف و الإسلام و ذوات الأزواج، فإنّ الحریة تحصّن عن قید العبودیة، و العفة عن الزنی، و الإسلام عن الفواحش، و الزوج یحصّن الزوجة عن الزنی و غیره، کذا فی بعض کتب اللغة. و فی فتح القدیر الإحصان فی اللغة المنع، قال تعالی:
لِتُحْصِنَکُمْ مِنْ بَأْسِکُمْ «3» و أطلق فی استعمال الشارع بمعنی الإسلام و بمعنی العقل و بمعنی الحریّة و بمعنی التزویج و بمعنی الإصابة فی النکاح و بمعنی العفة. و إحصان الرّجم أی الإحصان الموجب للرّجم عند الحنفیة أن یکون الشخص حرا عاقلا بالغا مسلما قد تزوج امرأة نکاحا صحیحا و دخل بها و هما علی صفة الإحصان. قال فی المبسوط «4»: المتقدمون یقولون إنّ شرائط الإحصان سبعة و عدّ ما ذکر سابقا ثم قال: فأما العقل و البلوغ فهما شرطان لأهلیة العقوبة و الحریّة شرط لتکمیل العقوبة لا شرط الإحصان علی الخصوص و شرط الدخول ثبت بقوله علیه السلام «الثّیب بالثّیّب لا یکون
______________________________
(1) حاشیة علی القطب علی الشمسیة لعبد الحکیم بن شمس الدین الهندی السیالکوتی (- 1067 ه). معجم المطبوعات العربیة 1069.
(2) المؤمنون/ 10- 11.
(3) الأنبیاء/ 80.
(4) المبسوط لشمس الائمة محمد بن أحمد بن أبی سهل أبو بکر السرخسی (- 483 ه/ 1090 م)، مصر، 1324. أملی السرخسی کتابه المبسوط و هو فی السجن بأوزجند. معجم المطبوعات العربیة 1016.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 113
إلا بالدخول» «1»، انتهی.
و اختلف فی شرط الإسلام و کون کلّ واحد من الزوجین مساویا للآخر فی شرائط الإحصان وقت الإصابة بحکم النکاح فهما شرطان عندنا خلافا للشافعی، فلو زنی الذمّی الثیّب بالحرّة یجلد عندنا و یرجم عنده، و لو تزوج الحرّ المسلم البالغ العاقل أمة أو صبیّة أو مجنونة أو کتابیة و دخل بها لا یصیر الزوج محصنا بهذا الدخول حتی لو زنی بعده لا یرجم عندنا خلافا له. و قولنا یدخل بها فی نکاح صحیح یعنی تکون الصحّة قائمة حال الدخول، حتی لو تزوّج من علّق طلاقها بتزوّجها یکون النکاح صحیحا، فلو دخل بها عقیبه لا یصیر محصنا لوقوع الطلاق قبله.
و اعلم أنّ الإضافة فی قولنا شرائط الإحصان بیانیة أی الشرائط التی هی الإحصان، و کذا شرط الإحصان. و الحاصل أنّ الإحصان الذی هو شرط الرّجم هی الأمور المذکورة، فهی أجزاؤه أو هیئته تکون باجتماعها فهی أجزاء علّیة، و کل جزء علّة، و کلّ واحد حینئذ شرط وجوب الرّجم، و المجموع علّة لوجود الشرط المسمّی بالإحصان. و إحصان القذف أی الإحصان الموجب لحد القذف عندهم هو أن یکون المقذوف حرا عاقلا بالغا مسلما عفیفا عن فعل الزنی، انتهی کلام فتح القدیر.
و فی البرجندی لیس المراد بالزنی هاهنا ما یوجب الحدّ بل أعمّ منه، فکل وطئ امرأة حرام لعینه فهو زنی، و لا یحدّ قاذفه و إن کان حراما لغیره لا یکون زنی و یحدّ قاذفه، فوطئ المکاتبة زنی عند ابی یوسف رحمه اللّه خلافا لأبی حنیفة و محمد رحمهما اللّه، و وطئ الأمة التی هی أخته من الرضاعة زنی علی الصحیح لأن الحرمة مؤبّدة. و ذکر الکرخی «2» أنّه لا یکون زنی، و یشترط أن لا یکون المقذوف رجلا مجبوبا و لا امرأة رتقاء إذ لو کان کذلک لا یجب الحدّ، و کذا یشترط أن لا یکون فی دار الحرب و عسکر أهل البغی، فإنه لا یجب الحدّ هناک، کما فی الخزانة «3» و تفصیل الأحکام یطلب من الکتب الفقهیة.
و فی رسالة السید الجرجانی: الإحصان هو التحقّق بالعبودیة علی مشاهدة حضرة الرّبوبیة بنور البصیرة، أی رؤیة الحق موصوفا بصفاته بعین صفته، فهو یراه یقینا و لا یراه حقیقة.
و لهذا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم قال:
«صلّ کأنک تراه فإن لم تکن تراه فإنه یراک» «4» لأنه یراه من وراء حجب صفاته فلا یری الحق
______________________________
(1) الثیب بالثیب لا یکون إلا بالدخول، الشطرة الأولی من الحدیث اخرجها مسلم فی صحیحه 3/ 1316، عن عبادة بن الصامت، کتاب الحدود 29، باب حد الزنی 3، الرقم 12/ 1690 و رقم 14 عن قتادة و تمام الحدیث: «خذوا عنی خذوا عنی، قد جعل اللّه لهن سبیلا، البکر بالبکر جلد مائه و نفی مائة، و الثیب بالثیب جلد مائة و الرجم». أما الشطرة الثانیة فقد اخرجها الترمذی بلفظ یفید معناها 4/ 39- 40 عن أبی هریره و زید بن خالد و شبل، کتاب الحدود 15، باب ما جاء فی الرجم علی الثیب 8، رقم 1433 … فقال النبی: «و الذی نفسی بیده لأقضین بینکما بکتاب اللّه … و أغد یا أنیس علی امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها، فغدا علیها فاعترفت فرجمها». و انظر الزیلعی فی نصب الرایة 3/ 329، حیث تتبع هذه الروایة عند اصحاب الکتب السنة و غیرهم، و لم یشر إلی الشطرة الثانیة فی هذا الحدیث.
(2) الکرخی هو محمد بن محمد الکرخی، بدر الدین. ولد بمصر عام 910 ه/ 1504 م. و فیها توفی عام 1006 ه/ 1598 م.
فقیه، عارف بالتفسیر. الاعلام 7/ 61، معجم المفسرین 2/ 627، خلاصة الاثر 4/ 152، هدیة العارفین 2/ 263، إیضاح المکنون 1/ 304، معجم المؤلفین 11/ 261.
(3) خزانة المفتین فی الفروع للحسین بن أحمد السمنقانی الحنفی کان یعیش فی سنة 740 ه/ 1339 م. کشف الظنون 1/ 703.
(4) «أصل کأنک تراه … » أخرجه مسلم فی صحیحه، 1/ 37- 38، عن عمر بن الخطاب، کتاب الایمان (1)، باب بیان الایمان و الاسلام (1)، حدیث رقم 1/ 8، من حدیث طویل بلفظ: «الإحسان أن تعبد اللّه کأنک تراه، فإن لم تکن تراه فهو یراک».
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 114
بالحقیقة لأنه تعالی هو الرائی وصفه بوصفه، و هو دون مقام المشاهدة فی مقام الروح.

الإحیاء:

[فی الانکلیزیة]Vivification،resurrection
[فی الفرنسیة]Vivification،resurrection
لغة جعل الشی‌ء حیّا أی ذا قوة إحساسیة أو نامئة. و فی عرف الشرع التصرّف فی أرض موات بالبناء أو الغرس أو الزرع أو السقی أو غیرها، کما فی الخلاصة و غیرها، کذا فی جامع الرموز. و عند الصوفیة حصول التجلّی للنفس و تنوّرها بالأنوار الإلهیة کما عرفت.

الإخالة:

[فی الانکلیزیة]Convenience
[فی الفرنسیة]Convenance
عند الأصولیین هی المناسبة و تسمّی تخریج المناط أیضا.

الإخبار:

[فی الانکلیزیة]Narration
[فی الفرنسیة]Recitation،narration
هو عند المحدّثین مرادف للتّحدیث. و قیل مغایر له. و عند أهل العربیة یطلق علی الخبر و هو الکلام الذی لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه. و قد یطلق علی إلقاء هذا الکلام و هو فعل المتکلّم أی الکشف و الإعلام و هذا ظاهر.
و أما المعنی الأول فقد قال سعد الملّة فی التلویح فی تعریف أصول الفقه المرکّب التّام المحتمل للصدق و الکذب یسمّی من حیث اشتماله علی الحکم قضیة، و من حیث احتماله الصدق و الکذب خبرا، و من حیث إفادته الحکم إخبارا، و من حیث کونه جزء من الدّلیل مقدمة، و من حیث یطلب بالدّلیل مطلوبا، و من حیث یحصّل من الدلیل نتیجة، و من حیث یقع فی العلم و یسأل عنه مسألة. فالذات واحدة و إختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات، انتهی.

الإخباریّة:

[فی الانکلیزیة]Al -Ikhbariyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Ikhbariyya)secte(
فرقة من الإمامیة «1». و سیأتی ذکرها.

الاختراع:

[فی الانکلیزیة]Invention،creation
[فی الفرنسیة]Invention،creation
قد سبق فی لفظ الإبداع. و یجئ أیضا فی لفظ التکوین. و المخترع عند أهل العروض اسم بحر و یجئ فی لفظ المتقارب.

الاختزال:

[فی الانکلیزیة]Reduction
[فی الفرنسیة]Reduction
فی اللغة القطع. و عند أهل المعانی یطلق علی نوع من الحذف.

الاختصار:

[فی الانکلیزیة]Concision،abreviation
[فی الفرنسیة]Concision،abreviation
بالصّاد المهملة هو عند بعض أهل العربیة مرادف للإیجاز. و قیل أخصّ منه لأنه خاص بحذف الجمل بخلاف الإیجاز. و قیل الإیجاز عند السکاکی «2» ما یکون بالنسبة إلی المتعارف و الاختصار عنده ما یکون بالنسبة إلی مقتضی المقام. و قال عبد العلی البرجندی فی حاشیة شرح الملخّص «3»: الإیجاز بیان المعنی المقصود بأقلّ ممّا یمکن من اللفظ من غیر حذف.
و الاختصار عبارة عن الحذف مع قرینة تدلّ علی
______________________________
(1) الإخباریة: فرقة من الشیعة الامامیة کانت تعتقد بالأصول ثم أعرضت عنها بعد الاختلاف فیما نقل عن الأئمة و تخبطوا فیما نسبوه إلی الأئمة زورا. الملل 165، الفرق 53، مقالات 1/ 98، التبصیر 20.
(2) السکّاکی هو یوسف بن أبی بکر بن محمد بن علی السکاکی الخوارزمی الحنفی، أبو یعقوب سراج الدین. ولد بخوارزم عام 555 ه/ 1160 م و فیها توفی عام 626 ه/ 1229 م. عالم بالعربیة و الأدب. له عدة تصانیف. الاعلام 8/ 222، إرشاد الأریب 7/ 306، مفتاح السعادة 1/ 163، الجواهر المضیئة 2/ 225، شذرات الذهب 5/ 122، بغیة الوعاة 425.
(3) حاشیة شرح الملخص لعبد العلی البرجندی علّق فیها علی شرح موسی بن محمود المعروف بقاضی‌زاده الرومی الذی کان یعیش فی مطالع القرن التاسع الهجری. و الملخص فی الهیئة البسیطة هو لمحمود بن محمد الجغمینی الخوارزمی. کشف الظنون 2/ 1819- 1820.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 115
خصوص المحذوف. و الاقتصار عبارة عن حذف لا یکون کذلک. و قد یستعمل الاختصار مرادفا للإیجاز انتهی.
و قد یراد بالاختصار الحذف بدلیل و بالاقتصار الحذف بغیر دلیل کما سبق فی لفظ الحذف. فعلی هذا یکون الاختصار أعمّ مما ذکره عبد العلی البرجندی لأنه یشتمل الحذف لقرینة لا تدلّ علی خصوص المحذوف أیضا، بخلاف ما ذکره. و فی بعض الحواشی المعلّقة علی الضوء ما حاصله الاقتصار ترک بعض الشی‌ء نسیا منسیّا کأنه لم یکن کترک الفاعل فی المجهول. و بعبارة أخری الحذف عن اللفظ و النیّة جمیعا. و بعبارة أخری الحذف مع کون المحذوف غیر مراد. و علی هذا قیل لا یجوز الاقتصار علی أحد مفعولی باب علمت إذ حذف أحد مفعولیه عن اللفظ لا عن المعنی جائز کما فی قوله تعالی: وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً أی لا تحسبنّ الذین قتلوا أنفسهم أمواتا. و الاختصار ترک بعض الشی‌ء صورة لا حقیقة. و یعبّر عنه أیضا بالحذف عن اللفظ دون النیّة، و بالحذف مع کون المحذوف مرادا.
و فی شرح هدایة النّحو «1» فی الخطبة قیل الاختصار قلة اللفظ و المعنی. و قیل هو مختصّ بالألفاظ. و قیل هو الحذف لدلیل. و قیل الحذف عن اللفظ دون النیّة. و قیل قلة الألفاظ و کثرة المعانی، و الاقتصار عکسه فی الکل، انتهی.
و فی الحاشیة المنقولة عنه قوله فی الکلّ أی فی جمیع الوجوه المذکورة فی الاختصار. أمّا عکس الأول فلأنّ الاقتصار قلة اللفظ و کثرة المعنی. و أمّا الثانی فلأنّ الاقتصار غیر مختصّ بالألفاظ. و أمّا الثالث فلأنّ الاقتصار الحذف بدون الدلیل. و أمّا الرابع فلأنّ الاقتصار الحذف عن اللفظ و النیة جمیعا. و أمّا عکس الخامس فلأنّ الاقتصار کثرة الألفاظ و قلة المعانی، انتهی.

الاختصاص:

[فی الانکلیزیة]P articularisation،exclusivity
[فی الفرنسیة]P articularisation،exclusivite
فی اللغة امتیاز بعض الجملة بحکم. و عند بعض أهل البیان هو الحصر. و بعضهم فرّق بینهما و یجی‌ء فی لفظ القصر. قال النّحاة: من المواضع التی یضمر فیها الفعل قیاسا باب الاختصاص. و یکون الاختصاص علی طریقة النّداء بأن یکون منقولا و ذلک بأن یذکر المتکلّم أولا ضمیر المتکلّم و یؤتی بعده بلفظ أیّ و یجری مجراه فی النداء من ضمه و الإتیان بعده بهاء التنبیه و وضعه بذی اللام، أو یذکر بعد ضمیر المتکلّم فی مقام لفظ أیّ اسم مضاف دالّ علی مفهوم ذلک الضمیر، و ذلک إمّا أن یکون لمجرّد بیان المقصود بذلک الضمیر، نحو أنا أفعل کذا أیّها الرجل، أی أنا أفعل کذا مختصا من بین الرجال بفعله. فإنّ قولک أیّها الرجل لتوکید الاختصاص لأن الاختصاص قد وقع أولا بقولک أنا و لیس بنداء، لأنّ المراد بصیغة أیّ هو ما دلّ علی ضمیر المتکلّم السابق لا المخاطب، فهو أی قولک أیّها الرجل فی محلّ النصب لأنه حال فی تقدیر مختصا من بین الرجال، و حکمه فی الإعراب و البناء حکم المنادی لأنّ کلّ ما انتقل من باب إلی باب فإعرابه علی حسب ما کان علیه. أو یکون لبیان المفهوم من الضمیر مع افتخار نحو أنا أکرم الضیف أیّها الرجل، و کذا إنّا معشر العرب نفعل کذا. فإنّ المعشر المضاف إلی العرب فیه قائم
______________________________
(1) هدایة النحو شرح هدایة النحو، مجهول المؤلف، الهند، د. ت. أما هدایة النحو فهو مختصر مضبوط فی النحو موضوع علی ترتیب الکافیة مجهول المؤلف أیضا، کانپور 1900 م. و نسبه البعض لأبی حیان الأندلسی النحوی. معجم المطبوعات العربیة 2024، هامش رقم 1 نفس الصفحة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 116
مقام أیّ فی محل النصب علی الحال و دالّ علی مفهوم ضمیر المتکلم و علی الافتخار أیضا، أو مع التصاغر نحو أنا المسکین أیّها الرجل، و یجب حذف حرف النداء فی باب الاختصاص.
و قد یکون الاختصاص علی غیر طریقة النداء بأن لا یکون منقولا عنه نحو نحن العرب أقرب «1» الناس للضیف، فإنّه لیس منقولا من النداء لأنّ المنادی لا یکون معرّفا باللام فیکون نصبه بفعل مقدّر، أی أخص العرب و لا یجوز إظهاره، کذا فی العباب.

الاختصاصات الشّرعیة:

[فی الانکلیزیة]Legal competences،)juridical(
[فی الفرنسیة]Competences legales)juridiques(
عند الأصولیین هی الأغراض المترتّبة علی العقود و الفسوخ کملک الرقبة فی البیع و ملک المنفعة فی الإجارة و البینونة فی الطلاق، کذا فی التلویح فی باب الحکم.

اختصاص النّاعت:

[فی الانکلیزیة]Proper quality
[فی الفرنسیة]Qualite propre
و هو التعلّق الخاص الذی یصیر به أحد المتعلّقین ناعتا للآخر و الآخر منعوتا به، و النعت حال و المنعوت محلّ، کالتعلّق بین لون البیاض و الجسم المقتضی لکون البیاض نعتا للجسم و الجسم منعوتا به بأن یقال جسم أبیض، کذا فی السیّد الجرجانی.

الاختلاج:

[فی الانکلیزیة]Palpitation،ataxia
[فی الفرنسیة]Palpitation،ataxie
هو حرکة العضو کما فی المنتخب. قال الأطباء هو حرکة عضلانیة بغیر إرادة و قد یتحرّک معها ما یلتصق بها من الجلد و یسرّع انقضاءها.
کذا فی بحر الجواهر. و الفرق بینه و بین الرّعشة یجی‌ء فیما بعد. و اختلاج القلب هو أن یتحرّک القلب حرکة منکرة لفرط الامتلاء. و اختلاج المعدة هو حرکة شبیهة بالخفقان تحدث فی المعدة لا کما تحدث فی الأعضاء العضلانیة، کذا فی حدود الأمراض.

الاختلاس:

[فی الانکلیزیة]Praise by gallant poetry
[فی الفرنسیة]Louange par poesie galante
هو بالفارسیة: «ربودن»، و ذلک یکون بأن یتغزّل القائل بأسلوب المدح أو أن یمدح بالتغزل. و مثال الأوّل: إن رمحک مستقیم مثل قامة الفاتنات الجمیلات. و مثال الثانی: إن قدّک یشبه رمح ملک الدین من حیث الاستقامة. کذا فی جامع الصنائع. و الاختلاس عند القرّاء هو عدم تکمیل الحرکة «2». کما فی شرح الشاطبی.

الاختلاف:

[فی الانکلیزیة]Parallax
[فی الفرنسیة]Parallaxe،desaccord
لغة ضدّ الاتفاق. قال بعض العلماء إنّ الاختلاف یستعمل فی قول بنی علی دلیل، و الخلاف فیما لا دلیل علیه کما فی بعض حواشی الإرشاد، و یؤیّده ما فی غایة التحقیق «3» منه أنّ القول المرجوح فی مقابلة الراجح یقال له خلاف لا إختلاف. و علی هذا قال المولوی عصام الدین «4» فی حاشیة الفوائد الضّیائیة فی
______________________________
(1) أقرب (م).
(2) الاختلاس: بمعنی ربودن است و آن‌چنان باشد که معنی غزل بمدح آرد و یا معنی مدح بغزل آرد مثال اوّل. ع. رمح تو راست چون قد زیبای دلبران. مثال دوم. ع. همی از راستی قدت برمح شاه دین ماند. کذا فی جامع الصنائع. و اختلاس نزد قراء ترک تکمیل حرکت را گویند.
(3) غایة التحقیق لمحمد بن عمر الاخسیکتی حسام الدین (- 644 ه/ 1246 م) معجم المؤلفین 11/ 253، الفوائد البهیة 188.
(4) المولی عصام الدین: هو ابراهیم بن محمد بن عرب شاه الأسفرایینی، عصام الدین. ولد فی إسفرایین بخراسان عام
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 117
آخر بحث الأفعال النّاقصة: المراد بالخلاف عدم اجتماع المخالفین و تأخّر المخالف، و المراد بالاختلاف کون المخالفین معاصرین منازعین. و الحاصل منه ثبوت الضعف فی جانب المخالف فی الخلاف، فإنه کمخالفة الإجماع و عدم ضعف جانب فی الاختلاف لأنه لیس فیه خلاف ما تقرر، انتهی.
و عند الأطباء هو الإسهال الکائن بالأدوار. و إختلاف الدّم عندهم یطلق تارة علی السّحج و تارة علی الإسهال الکبدی، کذا فی حدود الأمراض.
و عند أهل الحق من المتکلّمین کون الموجودین غیر متماثلین أی غیر متشارکین فی جمیع الصفات النفسیّة و غیر متضادّین أی غیر متقابلین و یسمّی بالتخالف أیضا. فالمختلفان و المتخالفان موجودان غیر متضادین و لا متماثلین، فالأمور الاعتباریة خارجة عن المتخالفین إذ هی غیر موجودة، و کذا الجواهر الغیر المتماثلة لامتناع اجتماعها فی محلّ واحد إذ لا محلّ لها، و کذا الواجب مع الممکن.
و أما ما قالوا الاثنان ثلاثة أقسام لأنهما إن اشترکا فی الصفات النفسیة أی فی جمیعها فالمثلان، و إلّا فإن امتنع اجتماعهما لذاتیهما فی محلّ واحد من جهة واحدة فالضّدّان، و إلّا فالمتخالفان، فلم یریدوا به حصر الاثنین فی الأقسام الثلاثة فخرج الأمور الاعتباریة لأخذ قید الوجود فیها. و أیضا تخرج الجواهر الغیر المتماثلة و الواجب مع الممکن، أمّا خروجها عن المثلین فظاهر، و أمّا خروجها عن المتخالفین فلما مرّ، و أما خروجها عن الضدّین فلأخذ قید المعنی فیهما. بل یریدون به أن الاثنین توجد فیه الأقسام الثلاثة.
و قیل التخالف غیر التماثل فالمتخالفان عنده موجودان لا یشترکان فی جمیع الصفات النفسیة، و یکون الضدّان قسما من المتخالفین فتکون قسمة الاثنین ثنائیة بأن یقال الاثنان إن اشترکا فی أوصاف النفس فمثلان و إلّا فمختلفان. و المختلفان إمّا متضادان أو غیره.
و لا یضرّ فی التخالف الاشتراک فی بعض صفات النفس کالوجود فإنه صفة نفسیة مشترکة بین جمیع الموجودات، و کالقیام بالمحل فإنه صفة نفسیة مشترکة بین الأعراض کلها و کالعرضیة و الجوهریة. و هل یسمّی المتخالفان المتشارکان فی بعض أوصاف النفس أو غیرها مثلین باعتبار ما اشترکا فیه؟ لهم فیه تردّد و خلاف، و یرجع إلی مجرد الاصطلاح لأن المماثلة فی ذلک المشترک ثابتة بحسب المعنی، و المنازعة فی إطلاق الاسم و یجی‌ء فی لفظ التماثل.
و اعلم أنّ الاختلاف فی مفهوم الغیرین عائد هاهنا أی فی التماثل و الاختلاف فإنه لا بدّ فی الاتصاف بهما من الاثنینیة فإن کان کل اثنین غیرین تکون صفاته تعالی متصفة بأحدهما، و إن خصّا بما یجوّز الانفکاک بینهما لا تکون متصفة بشی‌ء منهما. ثم اعلم أنه قال الشیخ الأشعری «1» کلّ متماثلین فإنهما لا یجتمعان.
______________________________
- 873 ه/ 1468 م و توفی بسمرقند عام 945 ه/ 1538 م. عالم باللغة و الأدب و التفسیر له مؤلفات عدیدة. الاعلام 1/ 66، کشف الظنون 477، شذرات الذهب 8/ 291، معجم المطبوعات 1330.
(1) الأشعری هو علی بن اسماعیل بن اسامه بن سالم، ابو الحسن، من نسل الصحابی أبی موسی الأشعری. ولد فی البصرة عام 260 ه/ 874 م و توفی ببغداد عام 324 ه/ 936 م. مؤسس المذهب الأشعری، و إمام متکلم مجتهد. کان معتزلیا ثم تاب عنه. له الکثیر من المؤلفات الهامة. الاعلام 4/ 263، معجم المفسرین 1/ 354، طبقات الشافعیة 2/ 245، وفیات الأعیان 1/ 326، البدایة و النهایة 11/ 187، الجواهر المضیئة 1/ 353، اللباب 1/ 52، تاریخ بغداد 11/ 346، النجوم الزاهرة 3/ 259، العبر 2/ 202.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 118
و قد یتوهّم من هذا أنه یجب علیه أن یجعلهما قسما من المتضادین لدخولهما فی حدّهما، و حینئذ ینقسم اثنان قسمة ثنائیة بأن یقال:
الاثنان إن امتنع اجتماعهما فهما متضادّان و إلّا فمتخالفان. ثم یقسم المتخالفان إلی المتماثلین و غیرهما. و الحق عدم وجوب ذلک و لا دخولهما فی حدّ المتضادین. أمّا الأوّل فلأنّ امتناع اجتماعهما عنده لیس لتضادّهما و تخالفهما کما فی المتضادین، بل للزوم الاتّحاد و رفع الاثنینیّة، فهما نوعان متباینان و إن اشترکا فی امتناع الاجتماع. و أمّا الثانی فلأن المثلین قد یکونان جوهرین فلا یندرجان تحت معنیین. فإن قلت إذا کانا معنیین کسوادین مثلا کانا مندرجین فی الحدّ قطعا، قلت لا اندراج [أیضا] «1» إذ لیس امتناع اجتماعهما لذاتیهما بل للمحلّ مدخل فی ذلک، فإنّ وحدته رافعة للاثنینیة منهما، حتی لو فرض عدم استلزامهما لرفع الاثنینیة لم یستحل اجتماعهما. و لذا جوّز بعضهم اجتماعهما بناء علی عدم ذلک الاستلزام. و أیضا المراد بالمعنیین فی حدّ الضدّین معنیان لا یشترکان فی الصفات النفسیة. هذا کله خلاصة ما فی شرح المواقف و حاشیته للمولوی عبد الحکیم.
و عند الحکماء کون الاثنین بحیث لا یشترکان فی تمام الماهیة. و فی شرح المواقف قالت الحکماء کلّ اثنین إن اشترکا فی تمام الماهیة فهما مثلان، و إن لم یشترکا فهما متخالفان. و قسّموا المتخالفین إلی المتقابلین و غیرهما، انتهی. و الفرق بین هذا و بین ما ذهب إلیه أهل الحق واضح. و أما الفرق بینه و بین ما ذهب إلیه بعض المتکلمین من أنّ التخالف غیر التماثل فغیر واضح، فإنّ عدم الاشتراک فی تمام الماهیة و عدم الاشتراک فی الصفات النفسیة متلازمان، و یؤیده ما فی الطوالع و شرحه من أنّ کل شیئین متغایران. و قال مشایخنا أی مشایخ أهل السنة الشیئان إن استقلّ کلّ منهما بالذات و الحقیقة بحیث یمکن انفکاک أحدهما من الآخر فهما غیران و إلّا فصفة و موصوف أو کلّ و جزء علی الاصطلاح الأول، و هو أنّ کل شیئین متغایرین إن اشترکا فی تمام الماهیة فهما المثلان کزید و عمر فإنهما قد اشترکا فی تمام الماهیة التی هی الإنسان و إلّا فهما مختلفان، و هما إمّا متلاقیان إن اشترکا فی موضوع کالسواد و الحرکة العارضین للجسم أو متساویان إن صدق کل منهما علی کل ما یصدق علیه الآخر کالإنسان و الناطق، أو متداخلان إن صدق أحدهما علی بعض ما یصدق علیه الآخر، فإن صدق الآخر علی جمیع أفراده فهو الأعمّ مطلقا و إلّا فهو الأعمّ من وجه أو متباینان إن لم یشترکا فی الموضوع و المتباینان متقابلان و غیر متقابلین، انتهی. و قال السیّد السند فی حاشیته إن اعتبر فی الاشتراک فی الموضوع إمکان الاجتماع فیه فی زمان واحد لم یکن مثل النائم و المستیقظ من الأمور المتّحدة الموضوع الممتنعة الاجتماع فیه داخلا فی التساوی لخروجه عن مقسمه، و إن لم یعتبر ذلک یکون السواد و البیاض مع کونهما متضادین مندرجین فی المتلاقیین لا فی المتباینین، فلا تکون القسمة حقیقیة، فالأولی أن یجعل اعتبار النسب الأربع قسمة برأسها و اعتبار التقابل و عدمه قسمة أخری کما هو المشهور.

الاختلاف الأول:

[فی الانکلیزیة]First parallax
[فی الفرنسیة]le parallaxe
عند أهل الهیئة هو التعدیل الأول و یسمّی بالتعدیل المفرد أیضا.
______________________________
(1) [أیضا] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 119 الاختلاف الثالث: … ص: 119
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 119

الاختلاف الثالث:

[فی الانکلیزیة]3 rd parallax
[فی الفرنسیة]3 e parallaxe
عندهم هو التعدیل الثالث، و یجی‌ء الکل فیما بعد.

الاختلاف الثانی:

[فی الانکلیزیة]2 nd parallax
[فی الفرنسیة]2 e parallaxe
عندهم هو التعدیل الثانی و یسمی بإختلاف البعد الأبعد و الأقرب أیضا و باختلاف البعد الأقرب أیضا و باختلاف المطلق أیضا کما فی الزیجات.

إختلاف الممر:

[فی الانکلیزیة]Path parallax
[فی الفرنسیة]Parallaxe de passage
عندهم قوس من فلک البروج فیما بین درجة الکوکب و درجة ممرّه، و یجی‌ء فی لفظ الدرجة.

إختلاف المنظر:

[فی الانکلیزیة]Perspective parallax
[فی الفرنسیة]Parallaxe de perspective
عندهم هو التفاوت بین الارتفاع الحقیقی و الارتفاع المرئی، و هو قوس من دائرة الارتفاع من الجانب الأقل بین موقعی الخطّین المارّین بمرکز الکوکب المنتهیین إلی سطح الفلک الأعلی الخارج أحدهما من مرکز العالم و الآخر من منظر الإبصار، و الزاویة الحادثة من تقاطع الخطّین عند مرکز الکوکب یسمّی زاویة إختلاف المنظر، و ینعدم هذا الاختلاف عند کون مرکز الکوکب علی سمت الرأس، و یبلغ غایة عند کونه علی الأفق الحسّی. و الارتفاع المرئی ناقص عن الحقیقی بمقدار هذه الزاویة، و هذا هو إختلاف المنظر فی دائرة الارتفاع. و قد یکون إختلاف المنظر فی الطول و العرض لأنّا إذا أخرجنا دائرتی عرض تمرّان بطرفی الموضع المرئی و الموضع الحقیقی من الکوکب فی دائرة الارتفاع، فالقوس الواقعة من منطقة البروج بین تقاطعی الدائرتین العرضیتین المذکورتین من الجانب الأقل هو إختلاف المنظر فی الطول، فإن اختلف القوسان الواقعتان من العرضیتین بین طرفی الخطّین المذکورین و منطقة البروج فمجموعهما أو التفاضل بینهما علی إختلاف المذهبین إختلاف المنظر فی العرض. و إن شئت التوضیح فأرجع إلی تصانیف الفاضل عبد العلی البرجندی.

إختلاف المنظر:

[فی الانکلیزیة]Perspective parallax
[فی الفرنسیة]Parallaxe de perspective
قد سبق فی لفظ الاختلاف.

الاختناق:

[فی الانکلیزیة]Suffocation،convulsion
[فی الفرنسیة]Etouffement،convulsion
علی وزن الافتعال فی اللغة خفه کردن.
و فی الطّب هو امتناع نفوذ النفس إلی الریة و القلب أو تعسره. و اختناق الرحم هی سعی الرحمن بالتقلص إلی فوق أو میلها بالاسترخاء إلی أحد الجانبین. و قیل هذه علّة شبیهة بالصّرع و الغشی تنوب کنوائبه لاستحالة المادّة إلی کیفیّة سمیّة تلدغ الدّماغ عند ارتفاعها إلیه و تؤذیه، و تحصل من ذلک حرکة تشنّجیة و تؤذی القلب، و یحصل له من ذلک غشی متواتر. و هذه العلّة تعرض للنساء اللواتی یحبس فیهنّ الطّمث و المنی، کذا فی بحر الجواهر.

الاختیار:

[فی الانکلیزیة]Choice،free will
[فی الفرنسیة]Choix،libre arbitre
لغة الإیثار یعنی برکزیدن- الانتخاب- و یعرف بأنّه ترجیح الشی‌ء و تخصیصه و تقدیمه علی غیره، و هو أخصّ من الإرادة. و عند المتکلّمین و الحکماء قد یطلق علی الإرادة کما سیجی‌ء. و قد یطلق علی القدرة و یقابله الإیجاب. و المشهور أنّ له معنیین:
الأول کون الفاعل بحیث إن شاء فعل و إن
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 120
لم یشأ لم یفعل، فعدم الفعل لم تتعلق به المشیئة بل هو معلّل بعدم المشیئة علی ما ورد به الحدیث المرفوع «ما شاء اللّه کان و ما لم یشأ لم یکن» «1» و هذا المعنی متّفق علیه بین المتکلّمین و الحکماء، إلّا أنّ الحکماء ذهبوا إلی أن مشیئة الفعل الذی هو الفیض و الجود لازمة لذاته تعالی کلزوم العلم و سائر الصفات الکمالیّة له تعالی، فیستحیل الانفکاک بینهما، و إنّ مشیئة الترک و عدم مشیئة الفعل ممتنع. فمقدّمة الشرطیة الأولی و هی إن شاء واجبة الصدق عندهم و مقدمة الشرطیة الثانیة و هی إن لم یشأ ممتنعة الصدق، و صدق الشرطیة لا یتوقّف علی صدق شی‌ء من الطرفین، فکلتا الشرطیتین صادقتان.
و المتکلمون قالوا بجواز تحقّق مقدّم کل من الشرطیتین. فالمختار و القادر علی هذا المعنی هو الذی إن شاء فعل و إن لم یشأ لم یفعل.
و الثانی صحة الفعل و الترک. فالمختار و القادر هو الذی یصحّ منه الفعل و الترک. و قد یفسّران بالذی إن شاء فعل و إن شاء ترک. و هذا المعنی مما اختلف فیه المتکلّمون و الحکماء فنفاه الحکماء، لاعتقادهم أنّ إیجاده تعالی العالم علی النظام من لوازم ذاته فیمتنع خلوّه عنه، و زعموا أنّ هذا هو الکلام التام، و لم یتنبّهوا علی أنّ هذا نقصان تام، فإنّ کمال السلطنة یقتضی أن یکون الواجب قبل کل شی‌ء و بعده کما لا یخفی علی العاقل المنصف، و أثبته المتکلمون کلّهم و هو الحق الحقیق اللائق بشأنه تعالی لأن حقیقة الاختیار هو هذا المعنی الثانی، لأنّ الواقع بالإرادة و الاختیار ما یصحّ وجوده و عدمه بالنظر إلی ذات الفاعل. هکذا یستفاد من شرح المواقف و بعض حواشیه و مما ذکره الصادق الحلوانی «2» فی حاشیة الطیبی «3».
و قال مرزا زاهد فی حاشیة شرح المواقف فی بحث امتناع استناد القدیم إلی الواجب:
اعلم أنّ الإیجاب علی أربعة أنحاء. الأول وجوب الصدور نظرا إلی ذات الفاعل من حیث هی مع قطع النّظر عن إرادة الفاعل و غایة الفعل، و هو لیس محلّ الخلاف لاتفاق الکلّ علی ثبوت الاختیار الذی هو مقابله للّه تعالی، بل هو عند الحکماء غیر متصوّر فی حقه تعالی، فإنه لا یمکن النّظر إلی شی‌ء و قطع النّظر عما هو عینه. و الثانی وجوب الصدور نظرا إلی ذات الفاعل بأن یکون الإرادة و الغایة عین الفاعل.
و بعبارة أخری وجوب الصدور نظرا إلی ذات الفاعل مع قطع النظر عن الخارج و هذا محلّ الخلاف بین الحکماء و المتکلمین. فالحکماء ذهبوا إلی هذا الإیجاب فی حقه تعالی و زعموا أنه تعالی یوجد العالم بإرادته التی هی عینه، و ذاته تعالی غایة لوجود العالم بل علّة تامة له.
و المتکلمون ذهبوا إلی الاختیار المقابل لهذا الإیجاب و قالوا إنه تعالی أوجد العالم بالإرادة الزائدة علیه لا لغرض، أو بالإرادة التی هی عینه لغرض هو خارج عنه. و الثالث وجوب الصدور نظرا إلی إرادة الفاعل و المصلحة المترتّبة علی الفعل، و هذا محلّ الخلاف بین الأشاعرة و المعتزلة. فالأشاعرة قالوا بالاختیار المقابل لهذا الإیجاب حیث لم یقولوا بوجود الأصلح و جوّزوا الترجیح بلا مرجّح، و المعتزلة
______________________________
(1) أخرجه الترمذی فی إتحاف السادة المتقین، 6/ 404، بلفظ: «ما شاء اللّه کان و ما لم یشأ لم یکن».
(2) الصادق الحلوانی: أو الحلوائی، هو یوسف بن الحسن بن محمود التبریزی الحلوائی، عز الدین. ولد فی تبریز عام 730 ه/ 1330 م و توفی بالجزیرة عام 804 ه/ 1402 م. مفسّر، فقیه شافعی، زاهد. له عدة مؤلفات. الاعلام 8/ 224، بغیة الوعاة 421، الضوء اللامع 10/ 309، هدیة العارفین 2/ 559.
(3) حاشیة الطیبی أو حاشیة علی فتوح الغیب فی الکشف عن قناع الریب لیوسف بن الحسن بن محمود التبریزی الحلوانی.
(- 804 ه)، و فتوح الغیب شرح لکشاف الزمخشری فی التفسیر للحسین بن محمد بن عبد اللّه، شرف الدین الطیبی (- 743 ه).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 121
قالوا بهذا الإیجاب حیث ذهبوا إلی وجوب الأصلح و امتناع الترجیح بلا مرجّح. و الرابع وجوب الصدور بعد الاختیار، و هذا الوجوب مؤکّد للاختیار و لا خلاف فی ثبوته و الاختیار الذی یقابله. و إذا تعیّن ذلک علمت أنّ أثر الموجب علی النحوین الأوّلین یجب أن یکون دائما بدوامه، أی بدوام ذلک الموجب لامتناع تخلّف المعلول عن العلّة التامة و أثر الموجب علی المعنیین الأخیرین، و کذا أثر المختار علی هذه المعانی کلّها یحتمل الأمرین. هذا ما ظهر لی فی هذا المقام، و الجمهور فی غفلة عنه فظنّ بعضهم أنّ محلّ الخلاف بین الحکماء و المتکلّمین هو الإیجاب بالمعنی الأول، و کلام أکثرهم مبنی علیه، و ظنّ بعضهم أنه لا خلاف بین الحکماء و المعتزلة إلّا فی قدم العالم و حدوثه مع اتفاقهما علی أنّ إیجاد العالم ممکن بالنسبة إلی ذاته تعالی بدون اعتبار الإرادة و واجب مع اعتبار الإرادة التی هی عینه، انتهی کلامه.
فالاختیار علی المعنی الأول إمکان الصدور بالنظر إلی ذات الفاعل مع قطع النظر عن الإرادة التی هی عین الذات، و کذا عن الغایة، و مرجعه إلی کون الفاعل بحیث إن شاء فعل و إن لم یشأ لم یفعل، و علی المعنی الثانی إمکان الصدور بالنظر إلی ذات الفاعل مع قطع النظر عن الخارج و مرجعه إلی کون الفاعل بحیث یصحّ منه الفعل و الترک و هو الذی نفاه الحکماء عنه تعالی. و أما تفسیرهم القدرة بصحة صدور الفعل و لا صدوره بالنسبة إلی الفاعل فمبنی علی ظاهر الأمر أو بالنسبة إلی ما وراء الصادر الأول. هکذا ذکر مرزا زاهد أیضا. و علی المعنی الثالث إمکان الصدور نظرا إلی إرادة الفاعل و المصلحة. و علی المعنی الرابع إمکان الصدور بعد الاختیار.
هذا ثم الاختیار عند المنجّمین یطلق علی وقت لا أحسن منه فی زعم المنجّم من الأوقات المناسبة لشروع أمر مقصود فیها، و تعیّن مثل ذلک الوقت یحصل بملاحظة أمور کثیرة، منها ملاحظة الطالع. هکذا ذکر الفاضل عبد العلی البرجندی فی شرح بیست باب «1».
- العشرین بابا-.

الأخذ:

[فی الانکلیزیة]Theft
[فی الفرنسیة]Vol
بفتح الأول و سکون الخاء المعجمة هو السرقة کما سیجی‌ء.

الآخذة:

[فی الانکلیزیة]Numbness،drowsiness
[فی الفرنسیة]Engourdissement
بالهمزة الممدودة و الخاء و الذّال المعجمتین و الهاء هی الجمود، کذا فی حدود الأمراض.

الإخفاء:

[فی الانکلیزیة]Disguise
[فی الفرنسیة]Deguisement
لغة السّتر. و فی اصطلاح القرّاء نطق حرف بصفة هی بین الإظهار و الإدغام عاریة من التّشدید مع بقاء الغنّة فی الحرف الأول.
و یفارق الإدغام بأنه بین الإظهار و الإدغام و بأنه إخفاء الحرف عند غیره لا فی غیره بخلاف الإدغام. و اعلم أنه یجب الإظهار فی النون الساکنة و التنوین عند حروف الحلق نحو: من آمن، و یجوز الإدغام عند حروف یرملون نحو من وّال، و الإقلاب بالمیم عند حرف واحد و هو الباء الموحدة نحو من بعد، و الإخفاء عند باقی الحروف، کذا فی الدقائق المحکمة «2» و الإتقان.
______________________________
(1) شرح بیست باب لنظام الدین بن حبیب اللّه الحسینی کان حیا سنة 873 ه. و الکتاب بالفارسیة. کشف الظنون 1/ 264.
(2) الدقائق المحکمة فی شرح المقدمة (الجزریة) لأبی یحی زکریا بن محمد بن أحمد الأنصاری (- 925 ه). القاهرة، المطبعة المیمنیة، 1308 ه. معجم المطبوعات العربیة 485.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 122

الإخلاص:

[فی الانکلیزیة]Faithfulness
[فی الفرنسیة]Devotion،loyaute
بکسر الهمزة هو عند السالکین إخراج الخلق عن معاملة اللّه تعالی أی لا یفعل فعلا إلّا للّه تعالی، هکذا فی مجمع السلوک. و فی مواضع أخر منه الإخلاص أن تکون جمیع حرکاته و سکناته و قیامه و قعوده و تقلّباته و أفعاله و أقواله للّه تعالی. و فی الصحائف «1» فی الصحیفة التاسعة عشرة الإخلاص تجرّد الباعث للواحد و یضادّه الاشتراک و کمال إخلاص صدق است- و کمال الإخلاص هو الصدق- انتهی.
و مآل العبارات واحد.
و فی شرح القصیدة الفارضیة «2» اعلم أنّ کل ما یظهر من العبد قولا کان أو فعلا عملا کان أو حالا فله وجه إلی الخلق و وجه إلی الحقّ سبحانه. فمن أخلص وجه الحق عن وجه الخلق یسمّی مخلصا بالکسر و فعله یسمّی إخلاصا، و ینقسم إلی إخلاص و إخلاص إخلاص.
أما الأول فینقسم بحسب ما یظهر من العبد أربعة أقسام: الأول إخلاص فی الأقوال بأن یخلص عبارة فعل الحق فیما یظهر علی لسانه من الأقوال عن عبارة فعل نفسه و عبارة نظره تعالی علیه عن عبارة نظر غیره. و الثانی إخلاص فی الافعال إلی المباحات بأن یخلص فی کلّ عمل وجه طلب رضاء الحق تعالی فیما یفعله عن وجه طلب حظه من الدنیا من جرّ نفع أو دفع مضرّة و لا یفعله إلّا لوجه اللّه تعالی.
و الثالث إخلاص فی الأعمال أی العبادات الشرعیة بأن یخلص فی کل عمل وجه طلب رضا الحق عن وجه طلب حظه و تربّص حسن ثوابه فی الآخرة. و الرابع إخلاص فی الأحوال أی الإلمامات القلبیة و الواردات الغیبیة بأن یخلص فی کل حال وجه نظر الحق علیه عن وجه نظر الخلق، و لا یبالی بنظرهم أصلا مبالاته بوجودهم.
و أما الثانی أی إخلاص الإخلاص فهو أن یخلص وجه فعل اللّه تعالی فی إخلاصه عن فعله فلا یری الإخلاص فعله بل یراه محض فعل اللّه تعالی. فالمخلص بالکسر حقیقة هو اللّه تعالی و هو مخلص بالفتح لا مخلص و هذا نهایة الإخلاص، انتهی. و فی مجمع السلوک:
الإخلاص فی العمل هو أن لا یطلب صاحبه العوض عنه فی الدنیا و لا فی الآخرة. و هذا إخلاص الصدّیقین، و أمّا من کان مخلصا راجیا للجنة و خائفا من النار فهو أیضا مخلص، و لکنّه لیس من جملة الصّدّیقین المخلصین. و أمّا من عمل مرائیا فهو فی سبیل الهالکین «3».
و هذا معنی ما قیل: الخالص ما أرید به وجه اللّه تعالی. و هذا معنی قول رویم «4»
______________________________
(1) الصحائف (تصوف) بالفارسیة.
(2) شرح القصیدة الفارضیة أو منتهی المدارک و مشتهی کل لب و عارف و سالک. و هو شرح لأبی عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد المعروف بسعد الدین الفرغانی للتائیة الکبری لابن الفارض. فرغ منه سنة 730 ه. القاهرة 1293 ه. معجم المطبوعات العربیة 1445.
(3) و در مجمع السلوک میگوید اخلاص در عمل آنست که صاحب آن در دنیا و آخرت بر ان عوض نخواهد و این اخلاص صدیقان است أما کسی که بر امید بهشت و بیم دوزخ عمل کند. او نیز مخلص است لیکن از جمله مخلصان صدیقان نباشد و هرکه عمل برای مجرد ریا کند در معرض هالکان باشد.
(4) هو رویم بن أحمد بن یزید بن رویم البغدادی، أبو محمد. توفی عام 330 ه/ 941 م و قیل عام 303 ه/ 915 م. صوفی شهیر، من جلة مشایخ بغداد، مقرئ، مفسّر، فقیه ظاهری. الاعلام 3/ 37، طبقات الصوفیة. 180، حلیة الاولیاء.
10/ 26، صفة الصفوة 2/ 249، تاریخ بغداد 8/ 430، البدایة و النهایة 11/ 125، معجم المفسرین 1/ 192، المنتظم 6/ 136.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 123
الإخلاص أن لا یرضی صاحبه علیه عوضا فی الدارین و لا حظّا فی الملکین. و قول بعض المشایخ الخالص هو الذی لا باعث له إلّا طلب القرب من الحق. و فی السید الجرجانی الإخلاص فی اللغة ترک الرّیاء فی الطاعات و فی الاصطلاح تخلیص القلب عن شائبة الشّوب المکدّر لصفائه و تحقیقه أنّ کل شی‌ء یتصوّر أن یشوبه غیره، فإذا صفا عن شوبه و خلص عنه یسمّی خالصا و یسمّی الفعل المخلص إخلاصا.
قال اللّه تعالی: مِنْ بَیْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً «1» فإنما خلوص اللّبن أن لا یکون فیه شوب من الفرث و الدم. و قال الفضیل بن عیاض «2» ترک العمل لأجل الناس ریاء، و العمل لأجلهم شرک، و الإخلاص الخلاص من هذین. و أیضا فیها الإخلاص أن لا تطلب لعملک شاهدا غیر اللّه. و قیل الإخلاص تصفیة الأعمال من الکدورات. و قیل الإخلاص ستر بین العبد و بین اللّه تعالی لا یعلمه ملک فیکتبه و لا شیطان فیفسده و لا هوی فیمیله. و الفرق بین الإخلاص و الصدق الصدق أصل و هو الأول و الإخلاص فرع و هو تابع، و فرق آخر أنّ الإخلاص لا یکون إلا بعد الدخول فی العمل.

الإخلال:

[فی الانکلیزیة]Litotes
[فی الفرنسیة]Litote
بکسر الهمزة عند أهل المعانی هو أن یکون اللفظ ناقصا عن أصل المراد غیر واف ببیانه کقول الشاعر: «3»
و العیش خیر فی ظلا ل النّوک ممن عاش کدّا
النّوک الحمق و الکدّ أی المکدود و المتعوب، فإن أصل مراده أنّ العیش الناعم فی ظلال النّوک خیر من العیش الشاق فی ظلال العقل، و لفظه غیر واف بذلک فیکون مخلّا، کذا فی المطول فی بحث الإیجاز و الإطناب.

الأخنسیّة:

[فی الانکلیزیة]Al -Akhnassiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Akhnassiyya)secte(
بفتح الألف و سکون الخاء و فتح النون فرقة من الخوارج الثعالبة «4» أصحاب اخنس بن قیس «5»، هم کالثعالبة فی الأحکام إلّا أنّهم امتازوا عنهم بأن توقّفوا فیمن هو فی دار البعثة «6» من أهل القبلة فلم یحکموا علیه بإیمان و لا کفر إلّا من علم حالة من إیمانه و کفره.
و حرّموا الاغتیال بالقتل لمخالفیهم و السّرقة من أموالهم. و نقل عنهم تجویز تزویج المسلمات من مشرکی قومهم «7»، کذا فی شرح المواقف.
______________________________
(1) النحل/ 66.
(2) هو الفضیل بن عیاض بن مسعود التمیمی الیربوعی، أبو علی. ولد فی سمرقند عام 105 ه/ 723 م و توفی عام 187 ه/ 803 م. شیخ الحرم المکی، فقیه، ثقة فی الحدیث، من الصالحین. الاعلام 5/ 153، طبقات الصوفیة 6، تذکرة الحفاظ 1/ 225، صفة الصفوة 2/ 134، حلیة الاولیاء 8/ 84، وفیات الاعیان 1/ 415، الجواهر المضیئة 1/ 409.
(3) الحارث بن حلزة الیشکری: هو الحارث بن حلزة بن مکروه بن یزید الیشکری الوائلی. توفی نحو 50 ق. ه نحو 570 م.
شاعر جاهلی من أهل بادیة العراق، أحد أصحاب المعلقات، و أشتهر بالفخر، له دیوان شعر مطبوع. الاعلام 2/ 154، الأغانی 11/ 42، خزانة البغدادی 1/ 158، الشعر و الشعراء 53، سمط اللآلئ 638.
(4) فرقة من الخوارج اصحاب ثعلبة بن عامر کما یراه الشهرستانی و المقریزی، أو ثعلبة بن مشکان کما یری البغدادی و الأسفرایینی. انشقوا عن العجاردة من الخوارج بسبب الحکم علی الاطفال و الولایة علیهم. و قد انشقت الثعالبة و تفرقت إلی ست فرق یخالف بعضها بعضا. الملل و النحل 131، الفرق 100، مقالات الاسلامیین 1/ 167، التبصیر فی الدین 33.
(5) اخنس بن قیس: من زعماء الخوارج، إلیه تنسب الفرقة الأخنسیة من الخوارج الثعالبة. کانت له آراء مبتدعة و لا نعرف له میلادا و لا وفاة. الفرق بین الفرق 101، التبصیر فی الدین 57، الملل و النحل 132، مقالات الإسلامیین 1/ 167.
(6) التقیة (م، ع).
(7) الأخنسیة: لمزید من تفصیل آرائهم، انظر ما ذکره الشهرستانی فی الملل 132، البغدادی فی الفرق 101، الأشعری فی مقالات الاسلامیین 1/ 167، و الأسفرایینی فی التبصیر 33.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 124

إخوان الصّفا:

[فی الانکلیزیة]Brethren of purity)Ikhwan Al -Safaa(
[فی الفرنسیة]Les freres de la purete)Ikhwan Al -Safaa(
و هم الأصدقاء و الإخوان الذین صفت مودتهم من کدورات البشر و تحلّوا بأوصاف الکمال الروحی «1». کذا فی لطائف اللغات «2».

الأخیار:

[فی الانکلیزیة]The rightous،the chosen
[فی الفرنسیة]Les justes،les elus
بفتح الألف جمع خیّر، و فی اصطلاح أهل السّلوک: الأخیار سبعة رجال من أصل ثلاثمائة و ستة و خمسین رجلا من رجال الغیب. کذا فی کشف اللغات. کما ورد فیه أیضا شرح لفظ أولیاء بأنهم ثلاثمائة شخص. و یقال لهم أیضا الأبرار. و سیجی‌ء أیضا فی لفظ الصوفی «3».

الأداء:

[فی الانکلیزیة]Practice،execution
[فی الفرنسیة]Pratique،execution
هو و القضاء: بحسب اللغة یطلقان علی الإتیان بالمؤقّتات کأداء الصلاة الفریضة «4» و قضائها، و بغیر المؤقتات کأداء الزکاة و الأمانة و قضاء الحقوق و الحج للإتیان به ثانیا بعد فساد الأول و نحو ذلک. و أما بحسب اصطلاح الفقهاء فهما أی الأداء و القضاء عند أصحاب الشافعی رحمه اللّه تعالی یختصّان بالعبادات المؤقتة. و لا یتصوّر الأداء إلّا فیما یتصوّر فیه القضاء و أما ما لا یتصور فیه القضاء، کصلاة العید و الجمعة فلا یطلقون الأداء فیه. و هما و الإعادة أقسام للفعل الذی تعلّق به الحکم فتکون أقساما للحکم أیضا. لکن ثانیا و بالعرض فیقال الحکم إمّا متعلّق بأداء أو قضاء أو إعادة و لهذا قالوا الأداء ما فعل فی وقته المقدّر له شرعا أولا. و اختیار فعل علی وجب لیتناول النوافل المؤقتة. و قید فی وقته للاحتراز عمّا فعل قبل الوقت أو بعده.
و قید المقدّر له للاحتراز عمّا لم یقدّر له وقت کالنوافل المطلقة و النذور المطلقة و الأذکار القلبیة إذ لا أداء لها و لا قضاء و لا إعادة، بخلاف الحجّ فإنّ وقته مقدّر معیّن لکنه غیر محدود فیوصف بالأداء لا بالقضاء لوقوعه دائما فیما قدّر له شرعا أولا. و إطلاق القضاء علی الحج الذی یستدرک به حجّ فاسد من قبیل المجاز من حیث المشابهة مع المقضی فی الاستدراک. و قید شرعا للتحقیق دون الاحتراز عمّا قیل و هو المقدّر له لا شرعا کالشهر الذی عیّنه الإمام لزکاته، و الوقت الذی عیّنه المکلّف لصلاته لأن إیتاء الزکاة فی ذلک الشهر و أداء الصلاة فی ذلک الوقت أداء قطعا. اللهم إلّا أن یقال المراد أنه لیس أداء من حیث وقوعه فی ذلک الوقت، بل فی الوقت الذی قدّره الشارع کما فی الحجّ، حتی لو لم یکن الوقت مقدّرا شرعا لم یکن أداء کالنوافل المطلقة و النذور المطلقة. و قولهم أولا متعلّق بفعل و احترز به عن الإعادة فإن الظاهر من کلام المتقدمین و المتأخرین أنّ الإعادة قسیم للأداء و القضاء.
و ذهب بعض المحققین إلی أنها قسم من الأداء، و أن قولهم أولا متعلّق بالمقدّر احتراز عن القضاء فإنه واقع فی وقته المقدّر له شرعا ثانیا حیث قال علیه الصلاة و السلام «فلیصلها
______________________________
(1) اخوان الصفا یاران و برادران روشن یعنی جماعتی که از مقتضیات کدورت بشری رسته باشند و باوصاف کمالات روحانی آراسته.
(2) لطائف اللغات لعبد اللطیف بن عبد اللّه الروحی الأدیب (- 1100 ه). إیضاح المکنون 2/ 405.
(3) بفتح الألف جمع خیّر است و در اصطلاح سالکان اخیار هفت تن را گویند از جملة سیصد و پنجاه و شش مردان غیب کذا فی کشف اللغات و نیز در ان در بیان لفظ اولیاء واقع شده که اخیار سیصد تن‌اند و ایشان را ابرار نیز خوانند،
(4) الفریضة (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 125
إذا ذکرها فإن ذلک وقتها» «1» فقضاء صلاة النائم و الناسی عند التذکّر قد فعل فی وقتها المقدّر لها ثانیا لا أولا. و لا یرد أنّ القضاء موسّع وقته العمر فلا یتقدّر بزمان التذکّر لأنه لا یدّعی انحصار الوقت فیه، بل المراد أن زمان التذکّر و ما بعده زمان قد قدّر له ثانیا. فإن قلت فالنوافل لها علی هذا وقت مقدّر أولا هو وقت العمر، کما أن لقضاء الظهر وقتا مقدّرا ثانیا هو بقیة العمر. قلت البقیة قدّرت وقتا له بالحدیث المذکور إذا حمل علی أن ذلک و ما بعده وقت له. و أما أنّ العمر وقت للنوافل فمن قضیة العقل لا من الشرع. و القضاء ما فعل بعد وقت الأداء استدراکا لما سبق له وجوب مطلقا.
فبقولهم بعد وقت الأداء خرج الأداء «2» و الإعادة فی وقته. و بقولهم استدراکا خرجت إعادة الصلاة المؤداة فی وقتها خارج وقتها، فإنها لیست قضاء و لا أداء و لا إعادة اصطلاحا و إن کانت إعادة لغة. و بقولهم لما سبق له وجوب خرج النوافل. و قولهم مطلقا تنبیه علی أنه لا یشترط فی کون الفعل قضاء الوجوب علی المکلّف بل المعتبر مطلق الوجوب، فدخل فیه قضاء النائم و الحائض إذ لا وجوب علیهما عند المحقّقین منهم، و إن وجد السبب لوجود المانع، کیف و جواز الترک مجمع علیه و هو ینافی الوجوب. و أمّا عند أبی حنیفة فالنوم لا یسقط نفس الوجوب بل وجوب الأداء، و الحیض و کذا النفاس لا یسقطان نفس الوجوب بل وجوب الأداء إلّا أنه ثبت بالنصّ أن الطهارة عنهما للصلاة فحینئذ لا حاجة إلی قید مطلقا.
و بالجملة فالفعل إذا کان مؤقّتا من جهة الشرع لا یجوز تقدیمه لا بکلّه و لا ببعضه علی وقت أدائه، فإن فعل فی وقته فأداء و إعادة و إن فعل بعد وقته فإن وجد فی الوقت سبب وجوبه سواء ثبت الوجوب معه أو تخلّف عنه لمانع فهو قضاء، و إن لم یوجد فی الوقت سبب وجوبه لم یکن أداء و لا قضاء و لا إعادة. فإن قلت إذا وقعت رکعة من الصلاة فی وقتها و باقیها خارجة عنه فهل هی أداء أو قضاء. قلنا ما وقعت فی الوقت أداء و الباقی قضاء فی حکم الأداء تبعا و کذا الحال فیما إذا وقع فی الوقت أقل من رکعة. و الإعادة ما فعل فی وقت الأداء ثانیا لخلل فی الأول، و قیل لعذر کما یجی‌ء فی محله. و عند الحنفیة من أقسام المأمور به مؤقّتا کان أو غیر مؤقّت «3» فالأداء تسلیم عین ما ثبت بالأمر إلی مستحقّه، فإنّ أداء الواجب إنما یسمّی تسلیما إذا سلم إلی مستحقّه و القضاء تسلیم مثل ما وجب بالأمر. و المراد بما ثبت بالأمر ما علم ثبوته بالأمر لا ما ثبت وجوبه، إذ الوجوب «4» إنما هو بالسبب، و حینئذ یصحّ تسلیم عین ما ثبت، مع أنّ الواجب وصف فی الذمّة لا یقبل التصرّف من العبد، فلا یمکن أداء عینه، و ذلک لأن الممتنع تسلیم عین ما وجب بالسبب و ثبت فی الذمة لا تسلیم عین ما علم ثبوته بالأمر کفعل الصلاة فی وقتها و إیتاء ربع العشر.
و بالجملة فالعینیة و المثلیة بالقیاس إلی ما علم من الأمر لا ما ثبت بالسبب فی الذمّة فلا حاجة إلی ما یقال إنّ الشرع شغل الذمّة بالواجب ثم أمر بتفریغها، فأخذ ما یحصل به فراغ الذمّة حکم ذلک الواجب کأنه عینه. ثم
______________________________
(1) أخرجه مسلم فی الصحیح، 1/ 477، عن انس بن مالک، کتاب المساجد (5)، باب قضاء الصلاة الفائتة (55)، حدیث رقم 314/ 684، بلفظ: «من نسی صلاة فلیصلها إذ ذکرها، لا کفارة لها إلا ذلک».
(2) خرج الأداء (- ع).
(3) کان أو غیر مؤقت (- م).
(4) الواجب (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 126
الثابت بالأمر أعم من أن یکون ثبوته بصریح الأمر نحو وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ «1» أو بما هو فی معناه نحو وَ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ «2».
و معنی تسلیم العین أو المثل فی الأفعال و الأعراض إیجادها و الإتیان بها، کأنّ العبادة حقّ اللّه تعالی، فالعبد یؤدّیها و یسلّمها إلیه تعالی. و لم یعتبر التقیید بالوقت لیعمّ أداء الزکاة و الأمانات و المنذورات و الکفارات.
و اختیار ثبت علی وجب لیعمّ أداء النفل. قیل هذا خلاف ما علیه الفقهاء من أنّ النفل لا یطلق علیه الأداء إلّا بطریق التوسّع، نعم موافق لقول من جعل الأمر حقیقة فی الإیجاب و الندب. و اختیار وجب فی حدّ القضاء بناء علی کون المتروک مضمونا و النفل لا یضمن بالترک. و أما إذا شرع فیه فأفسده فقد صار بالشروع واجبا فیقضی، و المراد بالواجب ما یشتمل الفرض أیضا. و لا بدّ من تقیید مثل الواجب بأن یکون من عند من وجب علیه کما قیده به البعض، و قال إسقاط الواجب بمثل من عند المأمور و هو حقه هو القضاء احترازا عن صرف دراهم الغیر إلی دینه، فإنه لا یکون قضاء، و للمالک أن یستردّها من ربّ الدّین.
و کذا إذا نوی أن یکون ظهر یومه قضاء من ظهر أمسه أو عصره قضاء من ظهره لا یصحّ مع قوّة المماثلة بخلاف صرف النفل إلی الفرض مع أن المماثلة فیه أدنی. و إنّما صحّ صرف النفل إلی الفرض لأن النفل خالص حقّ العبد و هو قادر علی فعله، فإذا صرفه إلی القضاء جاز.
فإن قیل یدخل فی تعریف الأداء الإتیان بالمباح الذی ورد به الأمر کالاصطیاد بعد الإحلال، و لا یسمّی أداء إذ لیس فی العرف إطلاق الأداء علیه. قلت المباح لیس بمأمور به عند المحققین، فالثّابت بالأمر لا یکون إلّا واجبا أو مندوبا، لکن عند من قال بأنه مأمور به فینبغی أن یسمّی أداء کما ذکر صاحب الکشف.
و اعلم أنه قد یطلق کل من الأداء و القضاء علی الآخر مجازا شرعیا لتباین المعنیین مع اشتراکهما فی تسلیم الشی‌ء إلی من یستحقه و فی إسقاط الواجب، کقوله تعالی: فَإِذا قَضَیْتُمْ مَناسِکَکُمْ «3» أی أدّیتم. و کقوله تعالی: فَإِذا قُضِیَتِ الصَّلاةُ «4» أی أدّیت صلاة الجمعة، و کقولک نویت أداء ظهر أمس. و أما بحسب اللغة فقد ذکروا أنّ القضاء حقیقة فی تسلیم العین و المثل و أنّ الأداء مجاز فی تسلیم المثل.
و اعلم أیضا أنهم لم یذکروا الإعادة فی هذا التقسیم لأنها داخلة فی الأداء و القضاء علی ما یجی‌ء فی محلها.
و الأداء ینقسم إلی أداء محض و هو ما لا یکون فیه شبه من القضاء بوجه من الوجوه من حیث تغیّر الوقت و لا من حیث التزامه، و إلی أداء یشبه القضاء. و الأول أی الأداء المحض ینقسم إلی کامل و هو ما یؤدّی علی الوجه الذی شرع علیه کالصلاة بجماعة و ردّ عین المغصوب، و قاصر و هو بخلافه کالصلاة منفردا فإنه أداء علی خلاف ما شرع علیه، فإن الصلاة لم تشرع إلّا بجماعة لأن جبرائیل علیه السلام علّم الرسول علیه السلام الصلاة أوّلا بجماعة فی یومین، و کرد المغصوب مشغولا بالجنایة أو بالدّین بأن غصب عبدا فارغا ثم لحقه الدّین فی الجنایة فی ید الغاصب. و الأداء الذی یشبه القضاء کإتمام الصلاة من اللاحق فإنه أداء من
______________________________
(1) یونس/ 87: النور/ 56. الروم/ 31.
(2) آل عمران/ 97.
(3) البقرة/ 200.
(4) الجمعة/ 10.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 127
حیث بقاء الوقت شبیه بالقضاء من حیث أنه لم یؤدّ کما التزم، فإنه التزم الأداء مع الإمام.
و القضاء أیضا ینقسم إلی قضاء محض و هو ما لا یکون فیه معنی الأداء أصلا لا حقیقة و لا حکما، و قضاء فی معنی الأداء و هو بخلافه. و الأول ینقسم إلی القضاء بمثل معقول و إلی القضاء بمثل غیر معقول. و المراد بالمثل المعقول أن یدرک مماثلته بالعقل مع قطع النّظر عن الشرع، و بغیر المعقول أن لا یدرک مماثلته إلّا شرعا. و المثل المعقول ینقسم إلی المثل الکامل کقضاء الفائتة بجماعة و إلی القاصر کقضائها بالانفراد. و القضاء الغیر المحض کما إذا أدرک الإمام فی العید راکعا کبّر فی رکوعه فإنه و إن فات موضعه و لیس لتکبیرات العید قضاء إذ لیس لها مثل، لکن للرکوع شبها بالقیام لبقاء الاستواء فی النصف الأسفل فیکون شبیها بالأداء، فصارت الأقسام سبعة. ثم جمیع هذه الأقسام توجد فی حقوق اللّه و فی حقوق العباد فکانت الأقسام أربعة عشر. هذا کلّه خلاصة ما فی العضدی و حواشیه و التلویح و کشف البزدوی «1». ثم الأداء عند القرّاء یطلق علی أخذ القرآن عن المشایخ کما یجی‌ء فی لفظ التلاوة.

الأداة:

[فی الانکلیزیة]Particle
[فی الفرنسیة]Particule
عند النحاة و المنطقیین هو الحرف المقابل للاسم و الفعل «2».

الأدب:

[فی الانکلیزیة]Literature،good manners
[فی الفرنسیة]Litterature،bonnes manieres
بفتح الأول و الدّال المهملة و هو بالفارسیة العلم و الثقافة و الرعایة و التعجّب و الطریقة المقبولة و الصالحة و رعایة حدّ کل شی‌ء، کما فی کشف اللغات. و هو أیضا علم من علوم العربیة یتعلّق بالفصاحة و البلاغة «3». کذا ذکر الشیخ عبد الحق «4» المحدّث فی رسالة حلیة النبی «5» صلی اللّه علیه و سلم. و فی الجواهر: الأدب حسن الأحوال فی القیام و القعود و حسن الأخلاق و اجتماع «6» الخصال الحمیدة انتهی. و فی العنایة «7» الأدب اسم یقع علی کلّ ریاضة محمودة فیخرج بها الإنسان إلی فضیلة من الفضائل. و قال أبو زید «8» و یجوز أن یعرّف بأنه ملکة تعصم من قامت به عمّا یشینه. و فی فتح
______________________________
(1) کشف الأسرار أو کشف بزدوی لعبد العزیز بن أحمد بن محمد علاء الدین البخاری (- 730 ه)، طبع مع أصول البزدوی فی 4 مجلدات فی الآستانة سنة 1307 ه. معجم المطبوعات العربیة 537- 538.
(2) المقابل للاسم و الفعل (- م).
(3) دانش و فرهنگ و پاس و شگفت و طریقه که پسندیده و باصلاح باشد و نگاهداشت حد هر چیزی کما فی کشف اللغات و علم عربی که تعلق بعلم زبان عرب و فصاحت و بلاغت دارد.
(4) هو عبد الحق بن سیف الدین الدهلوی. ولد بدهلی (الهند) عام 959 ه/ 1552 م. و توفی عام 1052 ه/ 1642 م. محدّث الهند فی عصره، فقیه حنفی. له الکثیر من المصنفات. الاعلام 3/ 280، معجم المطبوعات 899.
(5) الرسالة لعبد الحق بن سیف الدین أبی محمد الدهلوی (- 1052 ه) و قد ورد ذکر المؤلف و بعض مؤلفاته فی هدیة العارفین ج 1، ص 503. لکن رسالة حلیة النبی لم ترد ضمن مجموعة المؤلفات، فالارجح أنها رسالة صغیرة. و ورد ذلک فی:
معجم المؤلفین، 5/ 91.
(6) اجتماع (- م).
(7) العنایة بشرح الهدایة لأکمل الدین محمد بن محمد البابرتی (- 786 ه) شرح فیه کتاب الهدایة لبرهان الدین المرغینانی.
کلکوتا، 1831 م. کشف الظنون 2/ 2035. معجم المطبوعات العربیة 504.
(8) هو سعید بن أوس بن ثابت الأنصاری، أبو زید. ولد بالبصرة عام 119 ه/ 737 م. و فیها مات عام 215 ه/ 830 م. أحد أئمة اللغة و الأدب، و کان قدریا، له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 3/ 92، وفیات الأعیان 1/ 207، جمهرة الأنساب 352، تاریخ بغداد 9/ 77، نزهة الألباء 173، ابناه الرواة 2/ 30، تهذیب التهذیب 4/ 3، العبر 1/ 367، معجم الادباء 11/ 212، البدایة و النهایة 10/ 269، معجم المفسرین 1/ 207، هدیة العارفین 1/ 387 و غیرها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 128
القدیر الأدب الخصال الحمیدة. و المراد بالأدب فی قول الفقهاء کتاب أدب القاضی أی ما ینبغی للقاضی أن یفعله لا ما علیه انتهی. و الأولی التعبیر بالملکة لأنها الصفة الراسخة للنفس، فما لم یکن کذلک لا یکون أدبا کما لا یخفی، کذا فی البحر الرائق شرح الکنز «1» فی کتاب القضاء.
و الفرق بینه و بین التعلیم أن التأدیب یتعلّق بالمرادات «2» و التعلیم بالشرعیّات، أی الأول عرفی و الثانی شرعی، و الأول دنیوی و الثانی دینی، کما فی الکرمانی «3» شرح صحیح البخاری «4» فی باب تعلیم الرجل. و فی التلویح فی بحث الأمر التأدیب قریب من النّدب إلّا أنّ النّدب لثواب الآخرة و التأدیب لتهذیب الأخلاق و إصلاح العادات انتهی.
و قد یطلقه الفقهاء علی المندوب فی جامع الرموز و ما وراء ما ذکر من الفرائض و الواجبات فی الحجّ سنن تارکها مسی‌ء و آداب تارکها غیر مسی‌ء و قد یطلقونه علی السّنة فی جامع الرموز فی بیان العمرة و ما سوی ذلک سنن و آداب تارکها مسی‌ء. و فی البزازیة «5» فی کتاب الصلاة فی الفصل الثانی الأدب ما فعله الشارع مرة و ترکه أخری، و السنة ما واظب علیه الشارع، و الواجب ما شرع لإکمال الفرض و السنة لإکمال الواجب و الأدب لإکمال السنة انتهی کلامه.
و قیل الأدب عند أهل الشرع الورع و عند أهل الحکمة صیانة النفس. و حکی أنّ حاتم الأصم «6» قدّم رجله الیسری عند دخوله المسجد فتغیّر لونه و خرج مذعورا و قدّم رجله الیمنی، فقیل ما ذلک فقال: لو ترکت أدبا من آداب الدین خفت أن یسلبنی اللّه جمیع ما أعطانی.
و قال حکیم الأدب مجالسة الخلق علی بساط الصدق و مطابقة الحقائق. و قال أهل التحقیق الأدب الخروج من صدق الاختیار و التضرّع علی بساط الافتقار کذا فی خلاصة السلوک «7». و قیل لیس الأدب فی کسب الأعمال التّعبدیة و لا السعی فی طلب الحق، بل التواضع إلی حدّ التراب، و ما عدا ذلک فقلّة أدب «8».
و فی تعریفات الجرجانی الأدب عبارة عن معرفة ما یحترز به عن جمیع أنواع الخطأ، و أدب القاضی و هو التزامه لما ندب إلیه الشرع من بسط العدل و رفع الظلم و ترک المیل انتهی.
و آداب البحث یجی‌ء فی ذکر علم المناظرة.
______________________________
(1) البحر الرائق شرح کنز الدقائق لزین العابدین بن ابراهیم بن محمد بن نجم المصری الحنفی (- 970 ه). القاهرة، المطبعة العلمیة 1311. کشف الظنون 2/ 1515.
(2) بالعادات (ع)، بالمروءات (م).
(3) الکرمانی هو محمد بن یوسف بن علی بن سعید، شمس الدین الکرمانی. ولد بکرمان عام 717 ه/ 1317 م. و توفی بالقرب من بغداد عام 786 ه/ 1384 م. عالم بالحدیث له عدة تصانیف. الاعلام 7/ 53، الدرر الکامنة 4/ 310، بغیة الوعاة 120، مفتاح السعادة 1/ 170.
(4) مجمع البحرین و جواهر الحبرین فی شرح البخاری لتقی الدین یحی بن شمس الدین محمد بن یوسف بن علی البغدادی المعروف بابن الکرمانی (- 833 ه). هدیة العارفین 2/ 527.
(5) الفتاوی البزازیة أو البزازیة فی الفتاوی و تعرف أیضا بالجامع الوجیز لحافظ محمد بن محمد بن شهاب بن یوسف الکردری الشهیر بالبزازی أو بابن البزاز (- 827 ه)، فرغ من تألیفه سنة 812 ه. قازان 1308. کشف الظنون 1/ 242. معجم المطبوعات 555- 556.
(6) هو حاتم بن عنوان، أبو عبد الرحمن، المعروف بالأصم. توفی 237 ه/ 851 م. زاهد، اشتهر بالورع و التقشف و کان یقال له: لقمان هذه الأمة. الاعلام 2/ 152، اللباب 1/ 57.
(7) خلاصة السلوک فی نیل الرفعة و السموک لحاجی بن سعید القرشی (- 967 ه)،GALS،II، 1020.
(8) ادب نه کسب عبادت نه سعی حق طلبی است. بغیر خاک شدن هرچه هست بی ادبی است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 129

الإدبار:

[فی الانکلیزیة]Decline
[فی الفرنسیة]Declin
عند المنجّمین عبارة عن کون الکوکب فی زائل الوتد، و کونه فی الوتد یسمّی إقبالا و کونه فی مائل الوتد یسمّی توسّطا کذا فی کفایة التعلیم.

لإدراک:

[فی الانکلیزیة]Perception
[فی الفرنسیة]Perception
فی اللغة اللقاء و الوصول، و عند الحکماء مرادف للعلم بمعنی الصورة الحاصلة من الشی‌ء عند العقل، أعم من أن یکون ذلک الشی‌ء مجردا أو مادیا، جزئیا أو کلیا، حاضرا أو غائبا، حاصلا فی ذات المدرک أو فی آلته. و الإدراک بهذا المعنی یتناول أقساما أربعة: و هی الإحساس و التخییل و التوهّم و التعقّل. و منهم من یخص الإدراک بالإحساس، و حینئذ یکون أخص من العلم بالمعنی المذکور و قسما منه، هکذا فی بحر الجواهر و شرح الطوالع «1» و شرح التجرید «2». و فی کشف اللغات الإدراک بالفارسیة: دریافتن، و بلوغ الصبی، و نضوج الفاکهة. و فی اصطلاح الصوفیة الإدراک نوعان:
الإدراک البسیط «3» و هو إدراک الوجود الحق سبحانه مع الذهول عن هذا الإدراک، و عن أن المدرک هو الوجود الحق سبحانه. و لیس ثمة خفاء فی ظهور وجود الحق سبحانه بحسب الإدراک البسیط، لما ذا؟ لأنه حیثما تدرک الوجود الأول فهو الحق، و لو أنک عن هذا الإدراک غافل، و لشدة ظهوره فهو یخفی «4». و إدراک مرکّب و هو عبارة عن إدراک الوجود الحق سبحانه مع الشعور بهذا الإدراک و بأن المدرک هو الوجود الحق سبحانه، و هذا النوع من الإدراک یحتمل الخطأ و الصواب، و الحکم بالإیمان و الکفر عائد لذلک، و یتفاضل ذوو المراتب من أهل المعرفة بتفاوت مراتبهم فیه «5».

الأدرة:

[فی الانکلیزیة]Testicle hernia
[فی الفرنسیة]Hernie du testicule
بضم الألف و سکون الدال المهملة نفخة فی الخصیة و یقول لها الناس القبل فارسیها دبه.
و أدرة الماء و تسمّی بأدرة الدّوالی هی انصباب رطوبات متوفّرة إلی عروق الخصیتین، کذا فی بحر الجواهر. و قد یفرّق بین الأدرة و القبلة.

الإدغام:

[فی الانکلیزیة]Contraction
[فی الفرنسیة]Contraction
بالغین المعجمة هو فی اللغة إدخال الشی‌ء فی الشی‌ء. و هو إما مصدر من باب الإفعال کما ذهب إلیه الکوفیون، و إما مصدر من باب الافتعال علی أنّه بتشدید الدّال کما ذهب إلیه البصریون. و بالجملة بتخفیف الدّال من عبارات الکوفیین و بتشدیدها من عبارات البصریین کما فی شرح اللباب «6» فی بحث العلم. و فی
______________________________
(1) لطوالع الأنوار للبیضاوی (- 685 ه) شروح کثیره منها شرح شمس الدین محمود بن عبد الرحمن الاصفهانی (- 749 ه) و قد سماه مطالع الانظار و للشریف علی بن محمد الجرجانی (- 816 ه) شرح علیه، و کذلک شرحه عصام الدین ابراهیم بن محمد الأسفراینی (- 943 ه) … کشف الظنون 2/ 1116- 1117.
(2) شرح التجرید لعلاء الدین علی بن محمد القوشجی (- 879 ه) و تجرید الکلام لنصیر الدین الطوسی (- 672 ه). الهند 1307 ه. معجم المطبوعات العربیة 1531. اسماء الکتب 210.
(3) دریافتن و در رسیدن کودک ببلوغ و میوه به پختگی. و در اصطلاح صوفیه إدراک بر دو نوع است ادراک بسیط.
(4) و در ظهور وجود حق سبحانه بحسب إدراک بسیط خفا نیست چرا که هرجا که ادراک کنی اوّل هستی حق مدرک شود اگرچه از ادراک ابن ادراک غافل باشی و از غائب ظهور مخفی ماند.
(5) و این ادراک مرکب محل فکر و خطا و صواب است و حکم ایمان و کفر راجع باین است و تفاضل میان ارباب معرفت بتفاوت مراتب این است.
(6) اللباب فی النحو لتاج الدین محمد بن محمد بن أحمد بن السیف المعروف بالفاضل الأسفرایینی (- 684 ه). و علیه شروح کثیرة. کشف الظنون 2/ 1543.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 130
اصطلاح الصرفیین و القرّاء و هو إلباث الحرف فی مخرجه مقدار إلباث الحرفین فی مخرجهما، کذا نقل عن جار اللّه، و نقض بمدة مدّ بها مقدار الحرفین کالسماء. و أیضا المقصود من الإدغام التخفیف و رفع الثقل، فلو کان هو عبارة عن الإلباث المذکور لعاد إلی موضوعه بالنقض.
و لذا قیل إنّ الحرف المشدّد زمانه أقصر من زمان الحرف الواحد، فالأولی فی تعریفه ما قیل من أنّه عبارة عن إدراج الحرف الأول فی الثانی، و الحرف الأول یسمّی مدغما و الثانی مدغما فیه، هکذا فی شرح مراح الأرواح «1»، و ضد الإدغام الاظهار.
و الإدغام ینقسم إلی کبیر و صغیر. فالکبیر هو ما کان فیه المدغم و المدغم فیه متحرّکین، سواء کانا مثلین أو جنسین أو متقاربین، سمّی به لأنه یسکن الأول و یدغم فی الثانی، فیحصل فیه عملان فصار کبیرا. و قیل سمّی به لکثرة وقوعه إذ الحرکة أکثر من السکون. و قیل لما فیه من الصعوبة. و الصغیر هو ما کان فیه المدغم ساکنا فیدغم فی الثانی فیحصل فیه عمل واحد. و لذا سمّی به کذا فی الإتقان و شرح الشاطبی.

الإدماج:

[فی الانکلیزیة]Combination،entanglement
[فی الفرنسیة]Combinaison،enchevetrement
بتخفیف الدّال کما یستفاد من المطوّل حیث قال: الإدماج من أدمج الشی‌ء فی الثوب إذا لفّه فیه. و فی جامع الصنائع ذکر أنه بتشدید الدّال و لیس هذا ببعید أیضا، لأن الإدماج بتشدید الدّال الدخول فی الشی‌ء و الاستتار فیه کما ذکر فی بعض کتب اللغة. و کلا المعنیین یناسبان المعنی الاصطلاحی لتقاربهما، و هو أی المعنی الاصطلاحی الذی هو اصطلاح أهل البدیع أن یضمّن کلام سیق لمعنی مدحا کان أو غیره معنی آخر، و هذا المعنی الآخر یجب أن لا یکون مصرّحا به، و لا یکون فی الکلام إشعار بأنه مسوق لأجله، فهو أعم من الاستتباع لشموله المدح و غیره و اختصاص الاستتباع بالمدح کقول أبی الطیب «2»:
أقلّب فیه أجفانی کأنی أعدّ بها علی الدهر الذّنوبا
فإنه ضمّن وصف اللیل بالطول الشّکایة من الدّهر یعنی لکثرة تقلّبی لأجفانی فی ذلک اللیل کأنی أعد علی الدهر ذنوبه. ثم المراد «3» بالمعنی الآخر الجنس أعم من أن یکون واحدا کما مرّ أو أکثر کما فی قول ابن نباتة «4»:
و لا بدّ لی من جهلة فی وصاله فمن لی بخلّ أودع الحلم عنده
______________________________
(1) شرح مراح الأرواح لشمس الدین أحمد المعروف بدیکتقوز من أبناء القرن التاسع الهجری. و مراح الأرواح فی الصرف لأحمد بن علی بن مسعود، القاهرة، المطبعة المیمنیة، 1309 ه.، معجم المطبوعات العربیة 906.
(2) أبو الطیب المتنبی هو أحمد بن الحسین بن الحسن بن عبد الصمد الجعفی الکوفی الکندی، أبو الطیب المتنبی. ولد بالکوفة عام 303 ه/ 915 م، و قتل بالقرب من بغداد عام 354 ه/ 965 م. الشاعر الحکیم، و أحد مفاخر الأدب العربی، له الأمثال و الأشعار و الحکم، و طبع له الکثیر من القصائد ضمن دواوین، کما ألّف الکثیر من العلماء عنه. الاعلام 1/ 115، وفیات الاعیان 1/ 36، لسان المیزان 1/ 159، تاریخ بغداد 4/ 102، المنتظم 7/ 24، دائرة المعارف الاسلامیة 1/ 363، فضلا عن الدراسات العدیدة عنه.
(3) المقصود (م، ع).
(4) هو محمد بن محمد بن الحسن الجذامی الفارقی المصری، ابو بکر جمال الدین. ولد بالقاهرة عام 686 ه/ 1287 م و فیها مات عام 768 ه/ 1366 م. شاعر و أحد الکتاب و الأدباء. له الکثیر من المؤلفات الهامة. الاعلام 7/ 38، حسن المحاضرة 1/ 329. البدایة و النهایة 14/ 322، الدرر الکامنة 4/ 216، النجوم الزاهرة 11/ 95، طبقات الشافعیة 6/ 31، الوافی 1/ 311.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 131
فقد أدمج ثلاثة أشیاء الأول وصف نفسه بالحلم، و الثانی شکایة الزمان «1» بأنه لم یجد فیهم صدیقا، و لذلک استفهم عنه منکرا لوجوده کما یشعر به قوله فمن لی بخلّ، الثالث وصف نفسه بأنه إن جهل لواصل المحبوب لا یستمرّ علی جهله بل یودع حلمه قبل ذلک عند صدیق أمین ثم یسترده بعد ذلک کما ینبئ عنه قوله أودع، هذا ما قالوا. و أیضا فیه إدماج رابع و هو وصف نفسه بأنه لا یمیل إلی الجهل بالطبع و إنّما یجهل لوصال المحبوب للضرورة لأنه لا بدّ منه. و إدماج خامس و هو أن لا یفعله إلّا مرة واحدة کما أشار إلیه بقوله جهلة. هذا خلاصة ما فی المطول و شرح الأبیات المسمّی بعقود الدّرر «2».

الإذالة:

[فی الانکلیزیة]Supplementary consonant
[فی الفرنسیة]Consonne supplemenraire
عند أهل العروض هی أن یزاد علی آخر الجزء حرف ساکن إذا کان آخره وتدا مجموعا، فإن کان آخره سببا فهو التّسبیغ، کذا فی بعض رسائل العروض العربی. و الجزء الذی فیه الإذالة یسمّی مذالا بضم المیم، کما فی عروض سیفی، بعد بیان معنی الإذالة علی الطریق المذکور. و صاحب عنوان الشرف عرف التذییل بهذا التعریف حیث قال التذییل هو زیادة حرف ساکن علی الوتد المجموع. و لم یذکر الإذالة فعلم منه أنّ الإذالة و التذییل مرادفان. فمستفعلن إذا زید قبل نونه ألف یصیر مذالا، و أما أنّه هل یسمّی مذیلا أم لا فمحتمل. و فی رسالة قطب الدین السرخسی «3» الإذالة أن یزاد علی التّعریة حرف ساکن. و فسّر التعریة بکون الجزء سالما من الزیادة، و هذا بظاهره مخالف لما سبق.

الآذان:

[فی الانکلیزیة]Call to the prayer
[فی الفرنسیة]Appel a la priere
بالفتح لغة الإعلام و شرعا الإعلام بوقت الصلاة بوجه مخصوص معروف. و یطلق أیضا علی الألفاظ المخصوصة المعروفة کذا فی الدرر شرح الغرر.

آذر:

[فی الانکلیزیة]March
[فی الفرنسیة]Mars
بالذال المعجمة و بعدها راء مهملة، و هو اسم شهر فی التقویم المیلادی و الیزدکردی الایرانی، و هو الشهر الثالث من أشهر فصل الشتاء. و فی التاریخ الیهودی «4».

الإذعان:

[فی الانکلیزیة]Determination
[فی الفرنسیة]Determination
الاعتقاد بمعنی عزم القلب، و العزم جزم الإرادة بعد تردّد. و للإذعان مراتب فالأدنی منها یسمّی بالظنّ و الأعلی منها یسمّی بالیقین، و بینهما التقلید و الجهل المرکّب و یجی‌ء تفصیله فی مواضعه، کذا فی الجرجانی و غیره.

الإذن:

[فی الانکلیزیة]Permission
[فی الفرنسیة]Permission
بالکسر و سکون الذال المعجمة لغة الإعلام بإجازة رخصة فی الشی‌ء، و شریعة فکّ الحجر أیّ حجر کان، أی سواء کان حجر الرّقّ أو الصّغر أو غیرهم، و الذی فکّ منه الحجر یسمّی مأذونا، هکذا یستفاد من جامع الرموز.

الإرادة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Will
[فی الفرنسیة]Volonte
هی فی اللغة نزوع النفس و میلها إلی
______________________________
(1) أبناء الزمان (م).
(2) عقود الدرر فی حل أبیات المطول و المختصر لحسین بن شهاب الدین حسین بن جاندار العاملی (- 1076 ه) و هو شرح علی شرحی التفتازانی المطول و مختصر المطول، طهران، 1269 ه. الاعلام 2/ 235. معجم المطبوعات العربیة 1264.
(3) رسالة فی العروض و القافیة یرجّح أنها بالفارسیّة. اما قطب الدین فلم نعثر له علی ترجمة.
(4) آذر بذال معجمة و بعد ان رای مهمله است و ان اسم ماهیست در تاریخ رومی و یزدجردی و تاریخ یهود چنانکه گذشت.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 132
الفعل بحیث یحملها علیه. و النزوع الاشتیاق، و المیل المحبة و القصد، فعطف المیل علی النزوع للتفسیر. قیل و فائدته الإشارة إلی أنها میل غیر اختیاری، و لا یشترط فی المیل أن یکون عقیب اعتقاد النفع کما ذهب إلیه المعتزلة، بل مجرد أن یکون حاملا علی الفعل بحیث یستلزمه، لأنه مخصّص للوقوع فی وقت و لا یحتاج إلی مخصّص آخر. و قوله بحیث متعلق بالمیل، و [معنی] «1» حمل المیل للنفس علی الفعل جعلها متوجهة لإیقاعه. و تقال أیضا للقوة التی هی مبدأ النزوع، و هی الصفة القائمة بالحیوان التی هی مبدأ المیل إلی أحد طرفی المقدور.
و الإرادة بالمعنی الأول أی بمعنی المیل الحامل علی إیقاع الفعل و إیجاده تکون مع الفعل و تجامعه و أن تقدم علیه بالذات، و بالمعنی الثانی أی بمعنی القوة تکون قبل الفعل، و کلا المعنیین لا یتصوّر فی إرادته تعالی. و قد یراد بالإرادة مجرد القصد عرفا، و من هذا القبیل إرادة المعنی من اللفظ. و قال الإمام: لا حاجة إلی تعریف الإرادة لأنها ضروریة، فإنّ الإنسان یدرک بالبداهة التفرقة بین إرادته و علمه و قدرته و ألمه و لذّته.
و قال المتکلّمون إنها صفة تقتضی رجحان أحد طرفی الجائز علی الآخر لا فی الوقوع بل فی الإیقاع، و احترز بالقید الأخیر عن القدرة، کذا ذکر الخفاجی «2» فی حاشیة البیضاوی «3» فی تفسیر قوله تعالی: ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا «4» فی أوائل سورة البقرة. و قال فی شرح المواقف: الإرادة من الکیفیات النفسانیة، فعند کثیر من المعتزلة هی اعتقاد النفع أو ظنه. قالوا إن نسبة القدرة إلی طرفی الفعل علی السویة، فإذا حصل اعتقاد النفع أو ظنه فی أحد طرفیه ترجّح علی الآخر عند القادر و أثّرت فیه قدرته.
و عند بعضهم الاعتقاد أو الظنّ هو المسمّی بالداعیة. و أما الإرادة فهی میل یتبع ذلک الاعتقاد أو الظنّ، کما أن الکراهة نفرة تتبع اعتقاد الضرر أو ظنه، فإنّا نجد من أنفسنا بعد اعتقاد أنّ الفعل الفلانی فیه جلب أو دفع ضرر میلا إلیه مترتبا علی ذلک الاعتقاد، و هذا المیل مغایر للعلم بالنفع أو دفع الضرر ضرورة.
و أیضا فإن القادر کثیرا ما یعتقد النفع فی فعل أو یظنه، و مع ذلک لا یریده ما لم یحصل له هذا المیل.
و أجیب عن ذلک بأنّا لا ندّعی أنّ الإرادة اعتقاد النفع أو ظنه مطلقا، بل هی اعتقاد نفع له أو لغیره ممن یؤثر خیره بحیث یمکن وصوله إلی أحدهما بلا ممانعة مانع من تعب أو معارضة. و المیل المذکور إنما یحصل لمن لا یقدر علی الفعل قدرة تامة، بخلاف القادر التام القدرة، إذ یکفیه العلم و الاعتقاد علی قیاس الشوق إلی المحبوب، فإنه حاصل لمن لیس واصلا إلیه دون الواصل إذ لا شوق له.
و عند الأشاعرة هی صفة مخصّصة لأحد
______________________________
(1) [و معنی] (+ م، ع).
(2) هو أحمد بن محمد بن عمر، شهاب الدین الخفاجی المصری. ولد بمصر عام 977 ه/ 1569 م، و توفی فیها عام 1069 ه/ 1659 م. قاضی القضاة، أدیب لغوی. له رحلات کثیرة و مصنفات عدیدة. الاعلام 1/ 238، خلاصة الأثر 1/ 331، آداب اللغة 3/ 286، الریحانة 361.
(3) حاشیة البیضاوی و تعرف بعنایة القاضی و کفایة الراضی علی تفسیر البیضاوی للقاضی شهاب الدین أحمد الخفاجی المصری (- 1069) شرح فیها أنوار التنزیل و أسرار التأویل للبیضاوی (- 691 ه)، بولاق 1283 ه. اکتفاء القنوع 114- 115.
(4) البقرة/ 26.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 133
طرفی المقدور بالوقوع فی وقت معین، و المیل المذکور لیس إرادة، فإن الإرادة بالاتفاق صفة مخصّصة لأحد المقدورین بالوقوع، و لیست الإرادة مشروطة باعتقاد النفع أو بمیل یتبعه، فإن الهارب من السبع إذا ظهر له طریقان متساویان فی الإفضاء إلی النجاة فإنه یختار أحدهما بإرادته و لا یتوقف فی ذلک الاختیار علی ترجیح أحدهما لنفع یعتقده فیه و لا علی میل یتبعه انتهی. و فی البیضاوی و الحق أنّ الإرادة ترجیح أحد مقدوریه علی الآخر و تخصیصه بوجه دون وجه، أو معنی یوجب هذا الترجیح، و هی أعم من الاختیار، فإنه میل مع تفضیل انتهی. أی تفضیل أحد الطرفین علی الآخر کأنّ المختار ینظر إلی الطرفین و المرید ینظر إلی الطرف الذی یریده، کذا فی شرح المقاصد «1». و المراد من المیل مجرّد الترجیح لا مقابل النفرة.
و قال الخفّاجی فی حاشیته ما حاصله: إن هذا مذهب أهل السنّة، فهی صفة ذاتیة قدیمة وجودیة زائدة علی العلم و مغایرة له و للقدرة.
و قوله بوجه الخ، احتراز عن القدرة، فإنّها لا تخصّص الفعل ببعض الوجوه، بل هی موجدة للفعل مطلقا، و لیس هذا معنی الاختیار کما توهم، بل الاختیار المیل أی الترجیح مع التفضیل، و هو أی التفضیل کونه أفضل عنده ممّا یقابله لأن الاختیار أصل وضعه افتعال من الخیر. و لذا قیل: الاختیار فی اللغة ترجیح الشی‌ء و تخصیصه و تقدیمه علی غیره و هو أخصّ من الإرادة و المشیئة. نعم قد یستعمل المتکلمون الاختیار بمعنی الإرادة أیضا حیث یقولون إنه فاعل بالاختیار و فاعل مختار. و لذا قیل: لم یرد الاختیار بمعنی الإرادة فی اللغة، بل هو معنی حادث، و یقابله الإیجاب عندهم، و هذا إمّا تفسیر لإرادة اللّه تعالی أو لمطلق الإرادة الشاملة لإرادة اللّه تعالی؛ و علی هذا لا یرد علیه اختیار أحد الطریقین المستویین، و أحد الرغیفین المتساویین للمضطر لأنّا لا نسلّم ثمّة أنّه اختیار علی هذا، و لا حاجة إلی أن یقال إنه خارج عن أصله لقطع النظر عنه. و قد أورد علی المصنّف أنّ الإرادة عند الأشاعرة الصفة المخصّصة لأحد طرفی المقدور و کونها نفس الترجیح لم یذهب إلیه أحد. و أجیب بأنه تعریف لها باعتبار التعلّق، و لذا قیل: إنها علی الأول مع الفعل و علی الثانی قبله، أو أنه تعریف لإرادة العبد انتهی.
ثم اعلم أنّه قال الشیخ الأشعری و کثیر من أصحابه: إرادة الشی‌ء کراهة ضدّه بعینه، و الحق أن الإرادة و الکراهة متغایرتان، و حینئذ اختلفوا، فقال القاضی أبو بکر «2» و الغزالی: إنّ إرادة الشی‌ء مع الشعور بضدّه یستلزم کون الضدّ مکروها عند ذلک المرید، فالإرادة مع الشعور بالضدّ مستلزمة لکراهة الضدّ، و قیل لا تستلزمها، کذا فی شرح المواقف.
و عند السالکین هی استدامة الکدّ و ترک الراحة کما فی مجمع السلوک. قال الجنید «3»:
الإرادة أن یعتقد الإنسان الشی‌ء ثم یعزم علیه ثم
______________________________
(1) شرح مقاصد الطالبین فی علم أصول الدین لسعد الدین مسعود بن عمر بن عبد اللّه التفتازانی (- 792 ه) و هو فی علم الکلام شرح فیه کتابه مقاصد الطالبین شرحا وافیا. الآستانة 1277 ه [1- 2] و بهامشه متن المقاصد. معجم المطبوعات العربیة 637- 638.
(2) ابو بکر الباقلانی، محمد بن الطیب بن محمد بن جعفر، ولد فی البصرة عام 338 ه/ 950 م، و توفی فی بغداد عام 403 ه/ 1013 م. قاض، من کبار علماء الکلام الأشعری. ناظر علماء النصاری و له العدید من المؤلفات الهامة.
الاعلام 6/ 176، معجم المفسرین 2/ 542، وفیات الأعیان 1/ 481، قضاة الأندلس 37، تاریخ بغداد 5/ 379، دائرة المعارف الاسلامیة 3/ 294، الدیباج المذهب 267، تبیین کذب المفتری 217، الوافی بالوفیات 3/ 177.
(3) هو الجنید بن محمد بن الجنید البغدادی الخزاز، ابو القاسم. ولد و مات ببغداد عام 297 ه/ 910 م. صوفی عالم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 134
یریده. و الإرادة بعد صدق النیّة، قال علیه الصلاة و السلام: «لکل امرئ ما نوی» «1» کذا فی خلاصة السلوک. و قیل الإرادة الإقبال بالکلیّة علی الحقّ و الإعراض عن الخلق، و هی ابتداء المحبة کذا فی بعض حواشی البیضاوی.

فائدة:

الإرادة مغایرة للشهوة، فإن الإنسان قد یرید شرب دواء کریه فیشربه و لا یشتهیه، بل یتنفّر عنه، و قد تجتمعان فی شی‌ء واحد فبینهما عموم من وجه. و کذا الحال بین الکراهة و النفرة إذ فی الدواء المذکور وجدت النفرة دون الکراهة المقابلة للإرادة، و فی اللذیذ الحرام یوجد الکراهة من الزهاد دون النفرة الطبعیة، و قد تجتمعان أیضا فی حرام منفور عنه.

فائدة:

الإرادة غیر التمنّی فإنها لا تتعلّق إلّا بمقدور مقارن لها عند أهل التحقیق، و التمنّی قد یتعلّق بالمحال الذاتی و بالماضی: و قد توهم جماعة أن التمنی نوع من الإرادة حتی عرّفوه بأنه إرادة ما علم أنه لا یقع أو شکّ فی وقوعه. و اتفق المحققون من الأشاعرة و المعتزلة علی أنهما متغایران.

فائدة:

الإرادة القدیمة توجب المراد «2»، أی إذا تعلّقت إرادة اللّه تعالی بفعل من أفعال نفسه لزم وجود ذلک الفعل و امتنع تخلّفه عن إرادته اتفاقا من الحکماء و أهل الملّة. و أمّا إذا تعلّقت بفعل غیره ففیه خلاف. المعتزلة القائلین بأن معنی الأمر هو الإرادة فإنّ الأمر لا یوجب وجود المأمور به کما فی العصاة.
و أمّا الإرادة الحادثة فلا توجبه اتفاقا، یعنی أنّ إرادة أحدنا إذا تعلّقت بفعل من أفعاله فإنها لا توجب ذلک المراد «3» عند الأشاعرة، و إن کانت مقارنة له عندهم، و وافقهم فی ذلک الجبائی «4» و ابنه «5» و جماعة من المتأخرین من المعتزلة. و جوّز النّظام «6» و العلّاف «7» و جعفر بن
______________________________
- بالدین، إمام فی الزهد و الوعظ. له عدة کتب و رسائل. الاعلام 2/ 141، وفیات الاعیان 1/ 117، حلیة الاولیاء 1/ 255، صفة الصفوة 2/ 235، تاریخ بغداد 7/ 241، طبقات السبکی 2/ 28، طبقات الحنابلة 89، طبقات الشعرانی 1/ 72.
(1) اخرجه البخاری فی صحیحه، 3/ 290، کتاب العتق، باب الخطأ و النسیان معلقا.
(2) المقصود (م، ع).
(3) المقصود (م، ع).
(4) ابو علی الجبائی: هو محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائی، أبو علی. ولد فی جبی عام 235 ه/ 849 م، و توفی فیها عام 303 ه/ 916 م، من أئمة المعتزلة، و رئیس علماء الکلام فی عصره. له آراء تفرّد بها، و له بعض المؤلفات. الاعلام 6/ 256، خطط المقریزی 2/ 348، وفیات الاعیان 1/ 480، البدایة و النهایة 11/ 125، اللباب 1/ 208، مفتاح السعادة 2/ 35، دائرة المعارف الاسلامیة 6/ 270، معجم المفسرین 2/ 570.
(5) هو عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائی. ولد عام 247 ه/ 861 م و توفی عام 321 ه/ 933 م. من کبار علماء المعتزلة. تبعثه فرقة سمّیت: الهشمیة نسبة لکنیته أبی هاشم. له آراء انفرد بها، و کتب کلامیة، الاعلام 4/ 7، خطط المقریزی 2/ 348، وفیات الأعیان 1/ 292، البدایة و النهایة 11/ 176، میزان الاعتدال 2/ 131، تاریخ بغداد 11/ 55.
(6) النظّام: هو ابراهیم بن سیار بن هانئ البصری، أبو إسحاق النظّام. توفی عام 231 ه/ 845 م. من أئمة المعتزلة. فیلسوف متکلم، انفرد بآراء کثیرة و له عدة مصنفات. الاعلام 1/ 43، تاریخ بغداد 6/ 97، آمالی المرتضی 1/ 132، اللباب 3/ 230، خطط المقریزی 1/ 346، سفینة البحار 2/ 597، النجوم الزاهرة 2/ 234، تاریخ المسعودی 6/ 371.
(7) العلّاف: هو محمد بن الهذیل بن عبد اللّه بن مکحول العبدی، أبو الهذیل العلّاف. ولد فی البصرة عام 135 ه/ 753 م.
و توفی بسامراء عام 235 ه/ 850 م. من أئمة المعتزلة. عالم فی الکلام. کفّ بصره آخر حیاته، و له کتب کثیره. الاعلام 7/ 131، وفیات الاعیان 1/ 480، لسان المیزان 5/ 413، مروج الذهب 2/ 298، تاریخ بغداد 3/ 366، آمالی المرتضی 1/ 124، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 416، نکت الهمیان 277.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 135
حرب «1» و طائفة من قدماء معتزلة البصرة إیجابها للمراد «2» إذا کانت قصدا إلی الفعل، و هو أی القصد ما نجده من أنفسنا حال الإیجاد، لا عزما علیه، لیقدم العزم علی الفعل، فلا یتصوّر إیجابه إیاه؛ فهؤلاء أثبتوا إرادة متقدّمة علی الفعل بأزمنة هی العزم و لم یجوّزوا کونها موجبة، و إرادة مقارنة له هی القصد و جوّزوا إیجابها إیاه. و أمّا الأشاعرة فلم یجعلوا العزم من قبیل الإرادة، بل أمرا مغایرا لها.
اعلم أنّ العلماء اختلفوا فی إرادته تعالی، فقال الحکماء: إرادته تعالی هی علمه بجمیع الموجودات من الأزل إلی الأبد، و بأنه کیف ینبغی أن یکون نظام الوجود حتی یکون علی الوجه الأکمل، و بکیفیة صدوره عنه تعالی حتی یکون الموجود علی وفق المعلوم علی أحسن النّظام، من غیر قصد و شوق، و یسمون هذا العلم عنایة. قال ابن سینا: العنایة هی إحاطة علم الأول تعالی بالکلّ و بما یجب أن یکون علیه الکلّ حتی یکون علی أحسن النظام، فعلم الأول بکیفیة الصواب فی ترتیب وجود الکلّ منبع لفیضان الخیر و الجود فی الکلّ من غیر انبعاث قصد و طلب من الأول الحقّ. و قال أبو الحسین «3» و جماعة من رؤساء المعتزلة کالنّظام و الجاحظ «4» و العلّاف و أبی القاسم البلخی «5» و و محمود الخوارزمی «6»: إرادته تعالی علمه بنفع فی الفعل، و ذلک کما یجده کلّ عاقل من نفسه إن ظنّه، أو اعتقاده لنفع فی الفعل، یوجب الفعل؛ و یسمیه أبو الحسین بالداعیة، و لما استحال الظنّ و الاعتقاد فی حقّه تعالی انحصرت داعیته فی العلم بالنفع. و نقل عن أبی الحسین وحده أنّه قال: الإرادة فی الشاهد زائدة علی الدّاعی، و هو المیل التّابع للاعتقاد أو الظنّ.
و قال الحسین النّجّار «7»: کونه تعالی مریدا أمر عدمیّ، و هو عدم کونه مکرها و مغلوبا، و یقرب منه ما قیل: هی کون القادر غیر مکره و لا ساه.
و قال الکعبی: هی فی فعله العلم بما فیه من المصلحة، و فی فعل غیره الأمر به.
و قال أصحابنا الأشاعرة و وافقهم جمهور معتزلة البصرة: إنها صفة مغایرة للعلم و القدرة، توجب تخصیص أحد المقدورین بالوقوع بأحد
______________________________
(1) جعفر بن حرب: هو جعفر بن حرب الهمدانی. ولد ببغداد عام 177 ه/ 793 م. و توفی فیها عام 236 ه/ 850 م. من أئمة المعتزلة. متکلم. الاعلام 2/ 123، تاریخ بغداد 7/ 162، مروج الذهب 2/ 298.
(2) للمقصود (م، ع).
(3) أبو الحسین البصری: هو محمد بن علی الطیب، أبو الحسین البصری. ولد فی البصرة و توفی فی بغداد عام 436 ه/ 1044 م. أحد أئمة المعتزلة. له تصانیف هامة، و کان مشهورا بالذکاء و الدیانة. الاعلام 6/ 275، وفیات الأعیان 1/ 482، تاریخ بغداد 3/ 100، لسان المیزان 5/ 298.
(4) الجاحظ: هو عمرو بن بحر بن محبوب الکنانی اللیثی، أبو عثمان الملقب بالجاحظ. ولد فی البصرة عام 163 ه/ 780 م.
و توفی فیها عام 255 ه/ 869 م. من کبار أئمة الأدب و البیان. عالم کلامی علی مذهب الاعتزال، و زعیم الفرقة الجاحظیة. أصیب بالفالج آخر حیاته و مات تحت کتبه. له مؤلفات عدیدة و هامة. الاعلام 5/ 74، إرشاد الأدیب 6/ 56، وفیات الأعیان 1/ 388، أمراء البیان 311، آداب اللغة 2/ 167، لسان المیزان 4/ 355، تاریخ بغداد 12/ 212، آمالی المرتضی 1/ 138، نزهة الألباء 254.
(5) أبو القاسم البلخی: هو عبد اللّه بن أحمد بن محمود الکعبی البلخی الخراسانی. و قد سبقت ترجمته تحت اسم الکعبی.
(6) الخوارزمی: هو محمود بن محمد بن العباس بن أرسلان، أبو محمد، مظهر الدین العباسی الخوارزمی. ولد بخوارزم عام 492 ه/ 1099 م. و فیها توفی عام 568 ه/ 1173 م. فقیه شافعی، مؤرخ، عارف بالحدیث. له عدة مؤلفات. الاعلام 7/ 181، طبقات الاسنوی 2/ 352.
(7) الحسین النجار: هو الحسین بن محمد بن عبد اللّه النجار الرازی، أبو عبد اللّه. توفی حوالی العام 220 ه/ 835 م. من أئمة المعتزلة. رأس الفرقة النجاریة. له مناظرات مع العلماء، و عدة کتب کلامیة. الاعلام 2/ 253، اللباب 3/ 215، الامتاع و المؤانسة 1/ 58، خطط المقریزی 2/ 350.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 136
الأوقات، کذا فی شرح المواقف. و یقرب منه ما قال الصوفیة علی ما وقع فی الإنسان الکامل من أنّ الإرادة صفة تجلّی علم الحقّ علی حسب المقتضی الذاتی، و ذلک المقتضی هو الإرادة، و هی تخصیص الحقّ تعالی لمعلوماته بالوجود علی حسب ما اقتضاه العلم، فهذا الوصف فیه یسمّی إرادة. و الإرادة المخلوقة فینا هی عین إرادته تعالی، لکن بما «1» نسبت إلینا، کان الحدوث اللازم لنا لازما لوصفنا، فقلنا بأنّ إرادتنا مخلوقة، و إلّا فهی بنسبتها إلی اللّه تعالی عین إرادته تعالی، و ما منعها من إبراز الأشیاء علی حسب مطلوباتها إلّا نسبتها إلینا، و هذه النسبة هی المخلوقیة «2»، فإذا ارتفعت النسبة التی لها إلینا و نسبت إلی الحقّ علی ما هی علیه انفعلت بها الأشیاء، فافهم. کما أنّ وجودنا بنسبته إلینا مخلوق و بنسبته إلیه تعالی قدیم، و هذه النسبة هی الضروریة التی یعطیها الکشف و الذوق، إذ «3» العلم قائم مقام العین، فما ثم إلّا هذا فافهم.
و اعلم أنّ الإرادة الإلهیة المخصّصة للمخلوقات علی کل حال و هیئة صادرة عن غیر علّة و لا سبب، بل بمحض اختیار إلهی، لأن الإرادة حکم من أحکام العظمة و وصف من أوصاف الألوهیة، فألوهیته و عظمته لنفسه لا لعلّة، و هذا بخلاف رأی الإمام محی الدین «4» فی الفتوحات «5»، فإنه قال: لا یجوز أن یسمّی اللّه تعالی مختارا فإنه لا یفعل شیئا بالاختیار، بل یفعله علی حسب ما یقتضیه العالم من نفسه، و ما اقتضاه العالم من نفسه إلّا هذا الوجه الذی هو علیه، فلا یکون مختارا، انتهی.
و اعلم أیضا أنّ الإرادة أی الإرادة الحادثة لها تسعة مظاهر فی المخلوقات، المظهر الأول هو المیل، و هو انجذاب القلب إلی مطلوبه، فإذا قوی و دام سمّی ولعا و هو المظهر الثانی.
ثم إذا اشتدّ و زاد سمّی صبابة، و هو إذا أخذ القلب فی الاسترسال فیمن یحبّ فکأنّه انصبّ الماء إذا أفرغ لا یجد بدّا من الانصباب، و هذا مظهر ثالث. ثم إذا تفرّغ له بالکلیّة و تمکّن ذلک منه سمّی شغفا، و هو المظهر الرابع. ثم إذا استحکم فی الفؤاد و أخذه من الأشیاء سمّی هوی، و هو المظهر الخامس. ثم إذا استولی «6» حکمه علی الجسد سمّی غراما، و هو المظهر السادس. ثم إذا نمی‌و زالت العلل الموجبة للمیل سمّی حبّا، و هو المظهر السابع. ثمّ إذا هاج حتی یفنی المحبّ عن نفسه سمّی ودّا، و هو المظهر الثامن. ثم إذا طفح حتی أفنی المحبّ و المحبوب سمّی عشقا، و هو المظهر التاسع. انتهی کلام الإنسان الکامل.
______________________________
(1) لما (م).
(2) المخلوقة (م).
(3) أو العلم (م).
(4) الإمام محی الدین: هو محمد بن علی بن محمد ابن عربی، أبو بکر الحاتمی الطائی الأندلسی، المعروف بمحی الدین بن عربی. ولد فی مرسیة بالأندلس عام 560 ه/ 1165 م. و توفی فی دمشق عام 638 ه/ 1240 م. لقب بالشیخ الأکبر.
فیلسوف صوفی، من علماء الکلام و الأصول و التصوف. قام برحلات عدیدة و تنقل، و قابل العلماء، و له أکثر من أربعمائة مؤلف و رسالة. الاعلام 6/ 281، فوات الوفیات 2/ 241، جذوة الاقتباس 175، مفتاح السعادة 1/ 178، میزان الاعتدال 3/ 108، لسان المیزان 5/ 311، جامع کرامات الأولیاء 1/ 118، نفح الطیب 1/ 404، شذرات الذهب 5/ 190، آداب اللغة 3/ 100، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 231.
(5) الفتوحات المکیة فی معرفة الاسرار المالکیة و الملکیة لأبی بکر محی الدین محمد بن علی بن محمد الطائی المعروف بابن عربی (- 638 ه). آخر کتبه و أهمها. فرغ من تألیفه سنة 629 ه. بولاق 1293 ه. معجم المطبوعات العربیة 178- 179.
(6) أستوفی (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 137

آرام أی:

[فی الانکلیزیة]Aram -Ay)Turkish month(
[فی الفرنسیة]Aram -Ay)mois Turc(
بالراء المهملة. اسم شهر فی تقویم الترک «1».

الأربعة الأحرف:

[فی الانکلیزیة]Four letters poetry
[فی الفرنسیة]Poesie de quatre lettres
هی عند بعض البلغاء أن یلتزم بإیرادها الکاتب أو الشاعر فی کلامه، و هی عبارة عن الدال و الهاء و الألف و النون، و أن لا یورد سواها. و هذا النوع من الالتزام من اختراع الشاعر الفارسی أمیر خسرو دهلوی، و قد ذکر ذلک فی کتاب إعجاز خسروی «2».

الأربعة المتناسبة:

[فی الانکلیزیة]The inversely proportional
[فی الفرنسیة]Les inversement proportionnels
هی عند المحاسبین أربعة أعداد أو مقادیر نسبة ما فرض منها أوّلا إلی ما فرض منها ثانیا، تکون کنسبة ما فرض منها ثالثا إلی ما فرض منها رابعا، و الأول و الرابع یسمّی بالطّرفین، و الثانی و الثالث یسمّی بالوسطین.
مثلا نسبة الأربعة إلی الثمانیة کنسبة الخمسة إلی العشرة، فهذه الأعداد أربعة متناسبة، فکما أنّ نسبة الأربعة التی هی الأولی فرضا إلی الثمانیة التی هی الثانیة فرضا نسبة النصف إلی الکلّ، کذلک نسبة الخمسة إلی العشرة، و تلزمها مساواة مسطّح الطّرفین لمسطّح الوسطین. و أما ما فی حکم الأربعة المتناسبة فثلاثة أعداد أو مقادیر نسبة أولها إلی ثانیها کنسبة ثانیها إلی ثالثها، مثلا نسبة الأربعة إلی الثمانیة کنسبة الثمانیة إلی الستة عشر، و تسمّی متناسبة الفرد أیضا، و کونها فی حکم الأربعة المتناسبة لمساواة مربّع الوسط فیها لمسطّح الطّرفین، و تحقیق ما ذکرنا بما لا مزید علیه یطلب من شرحنا علی ضابط قواعد الحساب المسمّی بموضح البراهین «3».
الأربعة المتناسبة: ما یکون نسبة أوّلها إلی ثانیها کنسبة ثالثها إلی رابعها.

الارتثاث:

[فی الانکلیزیة]To be dangerously wounded
[فی الفرنسیة]Etre blesse gravement
فی اللغة مصدر ارتثّ الجریح أی حمل من المعرکة و به رمق، و فی الشرع أن یرتفق الجریح بشی‌ء من مرافق الحیاة، أو یثبت له حکم من أحکام الأحیاء، کالأکل و الشرب و النوم و غیرها، کذا فی شرح الوقایة فی باب الشهید.

الارتسام:

[فی الانکلیزیة]Image،impression
[فی الفرنسیة]Image،impression
فی اللغة الامتثال، و استعمله المنطقیون بمعنی الانطباع و الانتقاش، و هذا لتصویر المعقول بالمحسوس، کذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح الشمسیة.

الارتفاع:

[فی الانکلیزیة]Height
[فی الفرنسیة]Hauteut
عند المهندسین یطلق علی عمود من رأس الشی‌ء علی سطح الأفق أو علی سطح مواز للأفق بشرط أن یکون قاعدة الشی‌ء علی ذلک السطح، و لذا قیل: ارتفاع الشکل هو العمود الخارج من أعلی الشکل مسطّحا کان ذلک الشکل أو مجسّما علی قاعدة ذلک الشکل.
______________________________
(1) برای مهملة اسم ماهیست در تاریخ ترک چنانکه گذشت.
(2) نزد بعضی بلغاء آنست که منشی یا شاعر در کلام خود چهار حرف یعنی د ه ا ن را لازم گیرد و سوای این چهار هیچ حرفی نیارد و این صنعت از مخترعات حضرت أمیر خسرو دهلویست که در إعجاز خسروی ذکر کرده.
(3) موضح البراهین أو ضابط قواعد الحساب لعصمة اللّه بن أعظم بن عبد الرسول سهار بنوری (- 1086 ه) شرح فیه البهائیة أو خلاصة الحساب لبهاء الدین محمد بن الحسین بن عبد الصمد الحارثی البهائی (- 1031 ه)GALS،II، 96- 595.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 138
و مسقط الحجر قد یطلق علی الارتفاع مجازا کما یجی‌ء، کذا فی شرح خلاصة الحساب «1».
و عند أهل الهیئة یطلق علی معنیین:
أحدهما ما یسمّی ارتفاعا حقیقیا و هو قوس من دائرة الارتفاع محصورة بین الکوکب و بین الأفق من جانب، لا أقرب منه إذا کان الکوکب فوق الأفق. و دائرة الارتفاع دائرة عظیمة تمرّ بقطبی الأفق و بکوکب ما، و المراد «2» بالکوکب رأس خط یخرج من مرکز العالم مارا بمرکز الکوکب إلی سطح الفلک الأعلی. و قیل المراد «3» بالکوکب مرکز الکوکب، و الأمر فیه سهل، و قید الکوکب إنما هو باعتبار الأغلب، و إلّا فقد تعتبر نقطة أخری غیر مرکز الکوکب کالقطب، و المراد «4» من جانب لا أقرب منه و هو الجانب الذی لیس فیه قطب الأفق. و القید الأخیر احتراز عن الانحطاط فإنه قوس من دائرة الارتفاع بین الکوکب و الأفق من جانب، لا أقرب منه إذا کان الکوکب تحت الأفق. ثم القوس المذکورة إن کانت من جانب الأفق الشرقی فهی ارتفاعه الشرقی، و إن کانت من جانب الأفق الغربی فهی ارتفاعه الغربی، و علی هذا القیاس، الانحطاط الشرقی و الغربی یعنی أنّ القوس من دائرة الارتفاع بین الکوکب و الأفق تحت الأرض من جانب الشرق هو الانحطاط الشرقی، و من جانب الغرب هو الانحطاط الغربی. ثم إنّ الارتفاع الشرقی قد یخصّ باسم الارتفاع و یسمّی الغربی حینئذ انحطاطا، و هذا اصطلاح آخر مذکور فی کثیر من کتب هذا الفن. و بالنظر إلی هذا قال صاحب المواقف: و القوس الواقعة من دائرة الارتفاع بین الأفق و الکوکب الذی فوق الأرض من جانب المشرق ارتفاعه و من جانب المغرب انحطاطه، فلا یرد علیه تخطئة المحقق الشریف فی شرحه.
ثم القوس من دائرة الارتفاع بین الکوکب و بین سمت الرأس تسمّی تمام ارتفاع الکوکب، فإن انطبقت دائرة الارتفاع علی نصف النهار و الکوکب فوق الأفق فتلک القوس المحصورة من دائرة الارتفاع بین الأفق و الکوکب هی غایة ارتفاع الکوکب، فإن مرّ الکوکب بسمت الرأس فارتفاعه فی ربع الدور، و لیس هناک تمام ارتفاع، و إن لم یمرّ به کان ارتفاعه أقلّ من الربع، و کان له تمام ارتفاع، و علی هذا القیاس تمام الانحطاط فإنه قوس منها بین الکوکب و بین سمت القدم، فإن انطبقت دائرة ارتفاعه علی نصف النهار و الکوکب تحت الأفق، فتلک القوس منها بین الأفق و بین الکوکب، فإنه انحطاطه إلی آخر ما عرفت. فالکوکب إذا طلع من الأفق یتزاید ارتفاعه شیئا فشیئا إلی أن یبلغ نصف النهار، فهناک غایة ارتفاعه عن الأفق و إذا انحطّ منها یتناقص ارتفاعه إلی غروبه، و إذا غرب ینحطّ عن الأفق متزایدا انحطاطه إلی أن یبلغ نصف النهار تحت الأرض، فهناک غایة انحطاطه عنه؛ ثم إنّه یأخذ فی التّقارب منه متناقصا انحطاطه إلی أن یبلغ الأفق من جهة الشرق ثانیا.
ثم الظاهر أنّ المراد «5» بالأفق الأفق الحقیقی لأنهم صرّحوا بأن تمام الارتفاع قوس
______________________________
(1) خلاصة الحساب و الهندسة لبهاء الدین محمد بن حسین بن عبد الصمد الحارثی العاملی (- 1031 ه). کلکوتا، 1812 م.
معجم المطبوعات العربیة 1263.
(2) المقصود (م، ع).
(3) المقصود (م، ع).
(4) المقصود (م، ع).
(5) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 139
أقل من تسعین درجة دائما، فلو کان المعتبر الأفق الحسیّ بالمعنی الثانی لزم أن یکون تمام الارتفاع أکثر من تسعین فیما إذا رأی الکوکب فوق تلک الأفق و تحت الأفق الحقیقی، لکن لا یخفی أنه إذا رأی الکوکب تحت الأفق الحقیقی و فوق الأفق الحسّی فإطلاق الانحطاط علیه مستبعد. و التحقیق أنّ عند أهل الهیئة المعتبر فی الارتفاع أن یکون فوق الأفق الحقیقی، و عند العامّة أن یکون فوق الأفق الحسّی بالمعنی الثانی. و اعلم أیضا أنه إذا کان الکوکب علی الأفق فلا ارتفاع له و لا انحطاط. و ثانیهما ما یسمّی بالارتفاع المرئی و هو قوس من دائرة الارتفاع بین الأفق و بین طرف خطّ خارج من بصر النّاظر إلی سطح الفلک الأعلی مارّا بمرکز الکوکب من جانب لا أقرب منه. و الارتفاع المرئی أبدا یکون أقل من الارتفاع الحقیقی، إلّا إذا کان الکوکب علی سمت الرأس، فانهما حینئذ یتساویان، و علی هذا فقس حال الانحطاط المرئی.
اعلم أنّ الارتفاع و الانحطاط بالحقیقة هو بعد نقطة مفروضة علی سطح الفلک الأعلی عن الأفق، و ذلک البعد هو خطّ مستقیم فی سطح دائرة الارتفاع یصل بین تلک النقطة و محیط الأفق، إن کان المراد «1» بدائرة الأفق محیطها، أو عمود یخرج من تلک النقطة علی سطح الأفق إن کان المراد «2» سطحها، و هذا ارتفاع النقطة و انحطاطها. و أما ارتفاع مرکز الکوکب و انحطاطه فهو خطّ مستقیم خارج من مرکز الکوکب، إمّا واصل إلی محیط الأفق و سطح دائرة الارتفاع، أو عمود علی سطح الأفق، لکن القوم اصطلحوا علی أخذ الارتفاع و الانحطاط من الخطوط المفروضة علی سطح الفلک الأعلی؛ و لا یمکن فرض الخطّ المستقیم علی سطحه، و لم تکن فی سطحه قوس تصل بین تلک النقطة و الأفق أقصر من قوس الارتفاع و الانحطاط، فلذلک أقامهما أهل الصناعة مقام البعد. هذا کله خلاصة ما ذکره عبد العلی البرجندی فی تصانیفه کشرح التذکرة «3» و شرح بیست باب «4» - عشرین باب- و حاشیة الجغمینی «5».

ارتفاع الخصیة:

[فی الانکلیزیة]Testicle swelling
[فی الفرنسیة]Gonflement du testicule
عند الأطباء هو أن یرتفع إحداهما أو کلتاهما من کیسهما إلی العانة فتؤلم و تمنع أکثر الحرکات، و یخرج البول بالعسر و التقطیر، و سببها استیلاء المزاج البارد و الضعف علیها.
فإن کان السبب ضعیفا تنقص و تتصغّر الخصیة فی نفسها، کما یکون عند الخوف الشدید و الغوص فی الماء البارد، و إن کان السبب قویا ترتفع و تغیب إلی المراق یکون ذلک کلها
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) المقصود (م، ع).
(3) للتذکرة النصیریة فی الهیئة لنصیر الدین الطوسی (- 672 ه) عدة شروح منها: شرح التذکرة النصیریة لعبد العلی البرجندی، کشف الظنون 1/ 392، و لها شرح لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه) و شرح نظام الدین علی بن محمود الیزدی و سمّاه توضیح التذکرة … کشف الظنون 1/ 391- 392.
(4) من شروح بیست باب (العشرین باب) شرح لنظام الدین بن حبیب اللّه الحسینی کان یعیش فی النصف الثانی من القرن التاسع الهجری، شرح فیه بیست باب فی معرفة الأسطرلاب لنصیر الدین محمد بن الحسن الطوسی (- 673 ه). و بیست باب و شرحه بالفارسیة. کشف الظنون 1/ 264.
(5) حاشیة الجغمینی لعبد العلی البرجندی علّق فیها علی شرح الملخص فی الهیئة لموسی بن محمود المعروف بقاضی زاده الرومی (- 815 ه). و الملخص فی الهیئة البسیطة لمحمود بن محمد الجغمینی الخوارزمی. کشف الظنون 2/ 1819- 1820. هدیة العارفین 586.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 140
لیکتسب حرارة من الأحشاء و الأعضاء الباطنة، و کذلک قد یرتفع القضیب بتمامه إلی فوق بأسباب مذکورة، کذا فی حدود الأمراض.

الارتقاء:

[فی الانکلیزیة]Climax
[فی الفرنسیة]Gradation
بالقاف هو ما یقال له بالفارسیة:
«بر آمدن»، و فی اصطلاح البلغاء: هو البدء بالوصف ثم الارتقاء إلی أعلی. و مثاله من الشعر الفارسی، بالمعنی، إذا وقعت قطرة من ماء شفتک من السراب. فإنّه یتولّد منها عین ماء الحیاة و ینمو النبات. فهو أولا وصف شفة المعشوق ثم ارتقی بعد ذلک فقال: إذا سقطت قطرة من تلک الشفة علی أرض السراب، تخرج منها عین ماء، و لکنها عین ماء الحیاة، و من ذلک الماء ینبت النبات. ثم إنّ لفظ نبات له معنیان: أحدهما الخضرة و هو معروف، و الثانی سکر النبات. فقد ارتقی الشاعر إذا فی هذا البیت بالصفة إلی ثلاث درجات. کذا فی جامع الصنائع «1».

ارتماطیقی:

[فی الانکلیزیة]Arithmetic
[فی الفرنسیة]Arithmetique
هو علم الحساب النظری کما مرّ فی المقدمة «2».

الإرداف:

[فی الانکلیزیة]Metonymy
[فی الفرنسیة]Metonymie
عند أهل البیان هو أن یرید المتکلّم معنی فلا یعبّر عنه بلفظه الموضوع له و لا بدلالة الإشارة، بل بلفظ یرادفه، کقوله تعالی: وَ قُضِیَ الْأَمْرُ «3»، و الأصل و هلک من قضی اللّه هلاکه و نجّی من قضی اللّه نجاته، و عدل عن ذلک إلی لفظ الإرداف لما فیه من الإیجاز و التنبیه علی أنّ هلاک الهالک و نجاة الناجی کان بأمر آمر مطاع و قضاء من لا یردّ قضاؤه. و الأمر یستلزم الآمر، فقضاؤه یدلّ علی قدرة الآمر به و قهره، و إنّ الخوف من عقابه و الرجاء من ثوابه یحضّان علی طاعة الآمر، و لا یحصل ذلک کله من اللفظ الخاص، و کذا قوله وَ اسْتَوَتْ عَلَی الْجُودِیِ «4» و حقیقة ذلک جلست، فعدل عن اللفظ الخاص بالمعنی إلی مرادفه لما فی الاستواء من الإشعار بجلوس متمکّن لا زیغ فیه و لا میل، و هذا لا یحصل من لفظ الجلوس، و کذا فِیهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ «5» و الأصل عفیفات، و عدل عنه للدلالة علی أنهنّ مع العفّة لا تطمح أعینهن إلی غیر أزواجهن و لا یشتهین غیرهم، و لا یؤخذ ذلک من لفظ العفة.
قال بعضهم: الفرق بینه و بین الکنایة أنّ الکنایة انتقال من لازم إلی ملزوم، و الإرداف من مذکور إلی متروک، کذا فی الاتقان فی نوع الکنایات.

اردیبهشتماه:

[فی الانکلیزیة]Ardi -Bahshatmah)Persian month(
[فی الفرنسیة]Ardi -Bahshatmah)mois perse(
اسم شهر فی تاریخ الفرس، و هو الشهر الثانی من اشهر الربیع فی التقویم الایرانی الحالی «6».
______________________________
(1) الارتقاء بالقاف در لغت بر آمدن است و در اصطلاح بلغاء آنست که صفتی آغاز کند و بمراتب بالا برد مثاله. بیت. در سراب افتد اگر یک قطرة خوی از لبت. چشمه را آب حیاتش زائد و خیزد نبات. أول صفت لب معشوق می‌کند و بترقی آن صفت را بالا برد که اگر قطرة از لب تو بر زمین سراب افتد از و چشمه بیرون آید و لیکن چشمه آب‌حیات و از آن آب نبات خیزد لفظ نبات دو معنی دارد یکی سبزه دوم نبات از شکر پس درین بیت درین صفت بسه درجه ارتقا نموده کذا فی جامع الصنائع.
(2) ارتماطیقی: هو علم الحساب النظری کما مرّ فی المقدمة.
(3) البقرة/ 210.
(4) هود/ 44.
(5) الرحمن/ 56.
(6) اردیبهشت ماه: اسم ماهیست در تاریخ فرس چنانکه گذشت.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 141

الأرش:

[فی الانکلیزیة]Compensation
[فی الفرنسیة]Dedommagement
بفتح الأول و سکون الراء المهملة هو بدل ما دون النفس من الأطراف، و قد یطلق علی بدل النفس و حکومة العدل، و یجی‌ء فی لفظ الدّیة.

الإرصاد:

[فی الانکلیزیة]Control،supervision
[فی الفرنسیة]Controle،surveillance
لغة نصب الرّقیب فی الطریق، من رصدته رقبته. و عند أهل البدیع هو أن یجعل قبل العجز من البیت أو الفقرة ما یدلّ علیه إذا عرف الرّویّ، و یسمیه البعض بالتّسهیم، نحو وَ ما کانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ «1» و قید إذا عرف الرّوی إشارة إلی أنه إنما یجب فهم [فی الإرصاد] «2» العجز بالنسبة إلی من یعرف الرّوی فإنه قد یکون من الإرصاد ما لا یعرف فیه العجز لعدم معرفة حرف الرّوی، کقوله تعالی وَ ما کانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَ لَوْ لا کَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ فِیما فِیهِ یَخْتَلِفُونَ «3» فإنه لو لم یعرف أن حرف الرّوی النون لربما توهّم أنّ العجز هاهنا فیما فیه اختلفوا [أو فیما اختلفوا فیه] «4»، و کقول الشاعر «5»:
أحلّت دمی من غیر جرم و حرّمت بلا سبب یوم اللقاء کلامی
فلیس الذی حللته بمحلل و لیس الذی حرمته بحرام
فإنه لو لم یعرف أن القافیة مثل سلام و کلام، لربما توهم أنّ العجز بمحرم، کذا فی المطول. قیل: یفهم من هذا أن معرفة الرّوی قد لا یکفی بل لا بدّ معها من معرفة القافیة، فإنّ مجرد معرفة أنّ الرویّ فی البیت المیم لا یکفی فی معرفة أنّ القافیة حرام، لجواز أن یتوهم أنه محرم. و یمکن أن یقال إنه لیس المراد به أنّ هذه الدلالة محصورة علی معرفة الرویّ، بل المراد به أنه لا تحصل بدونها و ان توقف علی شی‌ء آخر، کذا ذکر الچلپی.

ارمینیاس:

[فی الانکلیزیة]De interpretation
[فی الفرنسیة]De l'interpretation
هو باب القضایا و أحکامها، کما مرّ فی تعریف المنطق.

الإرهاص:

[فی الانکلیزیة]Supernatural deeds
[فی الفرنسیة]Faits Surnaturels
شرعا قسم من الخوارق، و هو الخارق الذی یظهر من النبی قبل البعثة، سمّی به لأنّ الإرهاص فی اللغة بناء البیت، فکأنه بناء بیت إثبات النبوة، کذا فی حواشی شرح العقائد.

الأرواح:

[فی الانکلیزیة]Spirits
[فی الفرنسیة]Esprits
جمع روح، و هی کما تطلق علی ما عرفت کذلک تطلق علی قسم من المعدنیات، فإن الحکماء قسّموا المعدنیات إلی أرواح و أجساد و أحجار.
______________________________
(1) العنکبوت/ 40
(2) [فی الأرصاد] (+ م، ع).
(3) یونس/ 19.
(4) [أو فیما اختلفوا فیه] (+ م، ع).
(5) البحتری: هو الولید بن عبید بن یحی الطائی، أبو عبادة البحتری. ولد بمنبج قرب حلب عام 206 ه/ 821 م و توفی فیها عام 284 ه/ 898 م. شاعر کبیر من شعراء العباسیین، کان یقال لشعره سلاسل الذهب. له دیوان شعر مطبوع و کتاب الحماسة. و کتب عنه الکثیرون. الأعلام 8/ 121، وفیات الأعیان 2/ 175، معاهد التنصیص 1/ 234، تاریخ بغداد 13/ 446، مفتاح السعادة 1/ 193، دائرة المعارف الإسلامیة 3/ 365.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 142

آزاد:

[فی الانکلیزیة]Free man
[فی الفرنسیة]Homme libre
و معناها الحرّ. و هو عند السالکین الحر.
و آزادگی: الحریة، کما سیأتی. و وقع فی بعض الرسائل أن الحریة هی مقام امّحاء العاشق من ذاته و صفاته و حلوله فی ذات و صفات المعشوق «1».

الأزارقة:

[فی الانکلیزیة]Al -Azariqa)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Azariqa)secte(
فرقة من الخوارج أصحاب نافع بن الأزرق «2»، قالوا کفر علیّ بالتحکیم و ابن ملجم «3» محقّ فی قتله، و کفّرت الصحابة أی عثمان «4» و طلحة «5» و زبیر «6» و عائشة «7» و عبد اللّه بن عباس و سائر المؤمنین معهم و قضوا بتخلیدهم فی النار، و کفّروا القعدة عن القتال و إن کانوا موافقین لهم، و قالوا: تحرم التقیة فی القول و العمل، و یجوز قتل أولاد المخالفین و نسائهم، و لا رجم علی الزانی المحصن و لا حدّ للقذف علی النساء، و أطفال المشرکین فی النار مع آبائهم، و یجوز اتّباع نبی کان کافرا و إن علم کفره بعد النبوة، و مرتکب الکبیرة کافر،
______________________________
(1) آزاد نزد سالکان حر را گویند و آزادگی حریت را چنانکه خواهد آمد و در بعضی رسائل واقع شده که آزادگی و آزادی مقام محویت عاشق از ذات و صفات خود در ذات و صفات معشوق است.
(2) هو نافع بن الأزرق بن قیس الحنفی البکری الوائلی الحروری، أبو راشد. ولد فی البصرة و مات قتلا بالقرب من الأهواز عام 65 ه/ 685 م. رأس الأزارقة من الخوارج. کان فتاکا، خرج علی الأمویین و حاربهم بشدة إلی أن قتل. الأعلام 7/ 352، الکامل للمبرد 2/ 172، لسان المیزان 6/ 144، جمهرة الأنساب 293، ابن الأثیر 4/ 65، تاریخ الطبری 7/ 65، خطط المقریزی 3/ 354.
(3) هو عبد الرحمن بن ملجم المرادی التدؤلی الحمیری. مات قتلا بالکوفة عام 40 ه/ 660 م. ثائر، من أشداء الفرسان.
أدرک الجاهلیة و هاجر زمن خلافة عمر، و کان من القراء و أهل الفقه و العبادة. تشیّع لعلی بن أبی طالب ثم خرج علیه و قتله، فقتل بذلک. الأعلام 3/ 339، المبرد 2/ 136، طبقات ابن سعد 3/ 23، لسان المیزان 3/ 439، النجوم الزاهرة 1/ 120.
(4) عثمان بن عفان: هو عثمان بن عفان بن أبی العاصی بن أمیة، أمیر المؤمنین، ذو النورین. ولد بمکة عام 47 ق. ه/ 577 م.
و توفی بالمدینة مقتولا شهیدا عام 35 ه/ 656 م. ثالث الخلفاء الراشدین، أحد العشرة المبشّرین بالجنة. صاحب النبی صلی اللّه علیه و سلم و روی عنه و شهد المواقع. کان تاجرا غنیا و یتصدق کثیرا. فی عهده تم تدوین القرآن بشکل رسمی و نسب الرسم إلیه فقیل:
الرسم العثمانی، الأعلام 4/ 210، تاریخ ابن الأثیر حوادث سنة 35 ه، غایة النهایة 1/ 507، شرح نهج البلاغة 2/ 61، البدء و التاریخ 5/ 79، تاریخ الیعقوبی 2/ 139، حلیة الأولیاء 1/ 55، تاریخ الطبری 5/ 145، صفة الصفوة 1/ 112، تاریخ الخمیس 2/ 254، و غیرها.
(5) طلحة هو طلحة بن عبید اللّه بن عثمان التیمی القرشی المدنی، أبو محمد. ولد بمکة عام 28 ق. ه/ 596 م و توفی مقتولا بالبصرة یوم الجمل عام 36 ه/ 656 م. صحابی شجاع، جواد، أحد العشرة المبشرین بالجنة، و أحد الستة أصحاب الشوری و ثامن المسلمین لقّبه الرسول صلی اللّه علیه و سلم بطلحة الجود، و طلحة الفیاض، و طلحة الخیر. و شهد المعارک مع النبی صلی اللّه علیه و سلم. الأعلام 3/ 229، طبقات ابن سعد 3/ 152، تهذیب التهذیب 5/ 20، البدء و التاریخ 5/ 82، غایة النهایة 1/ 342، صفة الصفوة 1/ 130، حلیة الأولیاء 1/ 87.
(6) هو الزبیر بن العوام بن خویلد الأسدی القرشی، أبو عبد اللّه. ولد عام 28 ق. ه/ 594 م، و توفی غیلة عام 36 ه/ 656 م.
صحابی جلیل، أحد العشرة المبشّرین بالجنة. شهد المعارک و أبلی بلاء حسنا، و کان کثیر المتاجر و الأملاک، روی الحدیث عن النبی صلی اللّه علیه و سلم. الأعلام 3/ 43، تهذیب ابن عساکر 5/ 355، صفة الصفوة 1/ 132، حلیة الأولیاء 1/ 89، ذیل المذیل 11، تاریخ الخمیس 1/ 172.
(7) هی عائشة بنت أبی بکر الصدیق عبد اللّه بن عثمان. ولدت عام 9 ق. ه/ 613 م و توفیت بالمدینة عام 58 ه/ 678 م. أفقه نساء المسلمین و أعلمهن بالدین و الأدب، تکنی بأم عبد اللّه. تزوجها النبی صلی اللّه علیه و سلم فی السنة الثانیة بعد الهجرة، و روت عنه الکثیر من الأحادیث. کانت تفتی الصحابة و لها مواقف مشهودة. الأعلام 3/ 240، الإصابة رقم الترجمة 701 فی کتاب النساء، طبقات ابن سعد 8/ 39، تاریخ الطبری 3/ 67، ذیل المذیل 70، أعلام النساء 2/ 760، حلیة الأولیاء 2/ 43، تاریخ الخمیس 1/ 475، الدر المنثور 280.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 143
کذا فی شرح المواقف «1».

الأزل:

[فی الانکلیزیة]Eternity
[فی الفرنسیة]Perennite،eternite
بفتح الألف و الزاء المعجمة دوام الوجود فی الماضی کما أنّ الأبد دوامه فی المستقبل علی ما مرّ. و فی شرح الطوالع فی بیان حدوث الأجسام هو ماهیة تقتضی اللّامسبوقیة بالغیر، و هذا معنی ما قیل: الأزل نفی الأولیة. و قیل هو استمرار الوجود فی أزمنة مقدّرة غیر متناهیة فی جانب الماضی، انتهی. و المعنی الأخیر بعینه هو المعنی المذکور سابقا. و قال أهل التصوّف: الأعیان الثابتة و بعض الأرواح المجرّدة أزلیة، و الفرق بین أزلیتها و أزلیة المبدع أنّ أزلیة المبدع تعالی نعت سلبی بنفی الأولیة، بمعنی افتتاح الوجود عن العدم لأنه عین الوجود، و أزلیة الأعیان و الأرواح دوام وجودها مع دوام مبدعها مع افتتاح الوجود عن العدم، لکونه من غیرها، کذا فی شرح الفصوص «2» للمولوی الجامی «3» فی الفص الأول.

الأزلی:

[فی الانکلیزیة]Eternal
[فی الفرنسیة]Sempiternel،eternel
ما لا یکون مسبوقا بالعدم. اعلم أنّ الموجود أقسام ثلاثة لا رابع لها، فإنه إما أزلی أبدی و هو اللّه سبحانه و تعالی، [أو] «4» لا أزلی و لا أبدی و هو الدنیا، أو أبدی غیر أزلی و هو الآخرة، و عکسه محال. فإنّ ما ثبت قدمه امتنع عدمه، کذا فی تعریفات السید الجرجانی.

الاستتار:

[فی الانکلیزیة]Disguise
[فی الفرنسیة]Deguisement
هو فی اللغة الفارسیة: در یرده شدن.
و هو عند الشعراء أن یغطّی حرف بحرف آخر من أجل استقامة الوزن مثل أن تقرأ العین أیضا.
و هذا من العیوب. و أما المستتر عند النحاة فهو نوع من الضمائر، و یسمّی أیضا مستکن.
و سیجی‌ء فی لفظ الضمیر «5».

الاستتباع:

[فی الانکلیزیة]Praise followed by another one
[فی الفرنسیة]Louange completee par une autre
هو مصدر من باب الاستفعال، و هو عند أهل البدیع من المحسّنات المعنویة، و یسمّی بالمدح الموجّه أیضا کما فی مجمع الصنائع، و هو المدح بشی‌ء علی وجه یستتبع المدح بشی‌ء آخر، کقول أبی الطیب:
نهبت من الأعمار ما لو حویته لهنّئت الدنیا بانک خالد
مدحه بالنهایة فی الشجاعة إذا کثر قتلاه بحیث لو ورث أعمارهم لخلّد فی الدنیا علی وجه یستتبع مدحه بکونه سببا لصلاح الدنیا و نظامها حیث جعل الدنیا مهنّأة لخلوده، و لا معنی لتهنئة أحد بشی‌ء لا فائدة له فیه، کذا فی المطول.

الاستثناء:

[فی الانکلیزیة]Exclusion،exception
[فی الفرنسیة]Exclusion،exception
و یسمّی بالثنیا بالضم أیضا علی ما یستفاد
______________________________
(1) لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه) شرح فیه کتاب المواقف فی علم الکلام لعضد الدین عبد الرحمن بن أحمد الإیجی (- 756 ه) و علی شرح الجرجانی حواش کثیرة، کشف الظنون 2/ 1891.
(2) شرح الفصوص لعبد الرحمن بن أحمد الجامی (- 898 ه) شرح فیه کتاب فصوص الحکم لمحی الدین أبی عبد اللّه محمد بن علی الطائی المعروف بابن عربی (- 638 ه).
(3) الجامی هو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الجامی، نور الدین. ولد فی جام من بلاد ما وراء النهر عام 817 ه/ 1414 م، و توفی بهراة عام 898 ه/ 1492 م. مفسر، فاضل، له عدة تصانیف و شروحات، الأعلام 3/ 296، الفوائد البهیة 86، شذرات الذهب 7/ 360، معجم المطبوعات 671، کشف الظنون، 137، معجم المفسرین 1/ 262.
(4) أو (+ م).
(5) الاستتار: در لغت در پرده شدن است و نزد شعرا آنست که حرفی بجهت استقامت وزن بحرفی بپوشد مثلا عین را الف خواند و این از عیوب است. و مستتر نزد نحویان قسمی است از ضمیر و آن را مستکن نیز نامند و یجی‌ء فی لفظ الضمیر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 144
من الصراح، قال الثّنیا بالضم و الثّنوی بالفتح اسم من الاستثناء، هو عند علماء النحو و الأصول یطلق علی المتّصل و المنقطع. قیل إطلاقه علیهما بالتواطؤ و الاشتراک المعنوی.
و قیل بالاشتراک اللفظی. و قیل فی المتّصل حقیقة و فی المنقطع مجاز، لأنه یفهم المتصل من غیر قرینة و هو دلیل المجاز فی المنقطع.
و ردّ بأنه إنما یفهم المتصل لکثرة استعماله فیه، لا لکونه مجازا فی المنقطع، کالحقیقة المستعملة مع المجاز المتعارف. و قیل لأنه مأخوذ من ثنیت عنان الفرس أی صرفته، و لا صرف إلّا فی المتصل. و قیل لأنّ الباب یدلّ علی تکریر الشی‌ء مرتین أو جعله ثنتین متوالیتین أو متنائیتین، و لفظ الاستثناء من قیاس الباب.
و ذلک أنّ ذکره یثنی مرة فی الجملة و مرة فی التفصیل لأنک إذا قلت خرج الناس ففی الناس زید و عمرو، فإن قلت إلّا زیدا فقد ذکرت مرة أخری ذکرا ظاهرا و لیس کذلک إلّا فی المتصل، فعلی هذا هو مشتق من التثنیة. و ردّ بأنه مشتق من التثنیة کأنه ثنی الکلام بالاستثناء بالنفی و الاستثناء و هو متحقّق فی المتصل و المنقطع جمیعا. و أیضا علی تقدیر اشتقاقه من ثنیت عنان الفرس لا یلزم أن لا یکون حقیقة إلّا فی المتصل لجواز أن یکون حقیقة فی المنقطع أیضا، باعتبار اشتقاقه من أصل آخر کما عرفت.
و القائل بالتواطؤ، قال العلماء، قالوا:
الاستثناء متصل و منقطع و مورد القسمة یجب أن یکون مشترکا بین الأقسام. و ردّ بأنّ هذا إنما یلزم لو کان التقسیم باعتبار معناه الموضوع له، و هو ممنوع، لجواز أن یکون التقسیم باعتبار استعماله فیهما بأی طریق کان، و هذا کما أنهم قسّموا اسم الفاعل إلی ما یکون بمعنی الماضی و الحال و الاستقبال مع کونه مجازا فی الاستعمال بالاتفاق، قالوا و أیضا الأصل عدم الاشتراک و المجاز فتعین التواطؤ. و ردّ بأنه لا یثبت اللغة بلوازم الماهیة کما أثبتم ماهیة التواطؤ للاستثناء، بأن من لوازمها عدم مخالفة الأصل، بل طریق إثباتها النقل، فهذا الکلام یدلّ علی أنّ الخلاف فی لفظ الاستثناء. و ظاهر کلام کثیر من المحققین أنّ الخلاف فی صیغ الاستثناء لا فی لفظه، لظهور أنه فیهما مجاز بحسب اللغة، حقیقة عرفیة بحسب النحو، هکذا ذکر المحقق التفتازانی فی حاشیة العضدی. فمن قال بالتواطؤ عرّفه بما دلّ علی مخالفته بإلّا غیر الصفة و أخواتها أی إحدی أخواتها نحو سوی و حاشا و خلا وعدا و بید. و إنما قید إلّا لغیر الصفة لتخرج إلّا التی للصفة، نحو: لَوْ کانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا «1» فهی صفة لا استثناء. و فی قوله بإلّا و أخواتها احتراز من سائر أنواع التخصیص، أعنی الشرط و الصفة و الغایة و بدل البعض و التخصیص بالمستقل.

الاستثنائی:

[فی الانکلیزیة]The excluded،the exceptional
[فی الفرنسیة]L'exclu،l'exceptionnel
عند المنطقیین قسم من القیاس و یجی‌ء ذلک مستوفی مع بیان أقسامه من المتصل و المنفصل و المقدمة الاستثنائیة.

الاستحاضة:

[فی الانکلیزیة]Menstruation
[فی الفرنسیة]Menstruation
لغة مصدر استحیضت المرأة علی لفظ المجهول، أی استمر بها الدمّ، و شریعة دم أو خروج دم من موضع مخصوص غیر حیض و نفاس، و منها دم الآیسة و المریضة و الصغیرة، کذا فی جامع الرموز. و منها دم تراه المرأة أقل من ثلاثة أیام أو أکثر من عشرة أیام فی الحیض، و من أربعین فی النفاس، کذا فی
______________________________
(1) الأنبیاء/ 22.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 145
اصطلاحات السید الجرجانی.

الاستحالة:

[فی الانکلیزیة]Transformation
[فی الفرنسیة]Transformation
عند الحکماء هی الحرکة الکیفیة، و هی الانتقال من کیفیة إلی کیفیة أخری تدریجا، و هذا أولی ممّا قیل من أنها انتقال الجسم من کیفیة إلی کیفیة أخری علی التدریج، لأنه کما ینتقل الجسم من کیفیة إلی کیفیة کذلک الهیولی و الصورة أیضا قد ینتقلان من کیفیة إلی کیفیة.
ثم الاستحالة لا تقع فی الکیفیات، بل إنما تقع فیما یقبل الاشتداد و الضعف کالتسخّن و التبرّد العارضین للماء مثلا فلا بد فی الاستحالة من أمرین، الانتقال من کیفیة إلی کیفیة، و کون ذلک الانتقال تدریجا لا دفعا. و من الناس من أنکر الاستحالة، فالحار عنده لا یصیر باردا، و البارد لا یصیر حارا، و زعم أنّ ذلک الانتقال کمون و استتار لأجزاء کانت متّصفة بالصفة الأولی کالبرودة، و بروز، أی ظهور لأجزاء کانت متّصفة بالصفة الأخری کالحرارة، و هما موجودان فی ذلک الجسم دائما إلّا أنّ ما یبرز منها أی من تلک الأجزاء یحسّ بها و بکیفیتها و ما کمن لا یحسّ بها و بکیفیتها، فأصحاب الکمون و البروز زعموا أنّ الأجسام لا یوجد فیها ما هو بسیط صرف، بل کل جسم فإنه محیط من جمیع الطبائع المختلفة، لکنه یسمّی باسم الغالب الظاهر، فإذا لقیه ما یکون الغالب علیه من جنس ما کان مغلوبا فیه یبرز ذلک المغلوب من الکمون و یحاول مقاومة الغالب حتی یظهر، و توسّلوا بذلک إلی إنکار الاستحالة و إنکار الکون و الفساد.
و ذهب جماعة من القائلین بالخلیط إلی أنّ الحار مثلا إذا صار باردا فقد فارقته الأجزاء الحارة. و منهم من قال إن الجسم إنما یصیر حارا بدخول أجزاء ناریة فیه من خارج، و منهم من قال تنقلب أجزاؤه أولا نارا و تخلط بالأجزاء المائیة، فهذه الطائفة معترفون بالکون و الفساد دون الاستحالة، و هذه الأقوال باطلة.
ثم الاستحالة کما تطلق علی ما مرّ، أی علی التغیّر فی الکیفیات، کذلک تطلق علی الکون و الفساد، کما فی بحر الجواهر، و کذلک تطلق علی التغیّر التّدریجی فی العرض، کما وقع فی بعض حواشی شرح الطوالع، فهذا المعنی أعمّ من الأول لکون العرض أعم من الکیف، و مباین من الثانی لاشتراط التدریج فیه و عدمه فی المعنی الثانی، و کذا المعنی الأول مباین من الثانی.

الاستحذام:

[فی الانکلیزیة]Modality of use
[فی الفرنسیة]Mode d'emploi
بالذال المعجمة هو الاستخدام و سیجی‌ء ذکره.

الاستحسان:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Appreciation
[فی الفرنسیة]Appreciation
هو فی اللغة عدّ الشی‌ء حسنا. و اختلفت عبارات الأصولیین فی تفسیره و فی کونه دلیلا، فقال الحنفیة و الحنابلة بکونه دلیلا، و أنکره غیرهم، حتی قال الشافعی: من استحسن فقد شرّع، قیل معناه: إنّ من أثبت حکما بأنّه مستحسن عنده من غیر دلیل شرعی فهو الشارع لذلک الحکم، و أبو حنیفة رحمه اللّه أجلّ قدرا من أن یقول فی الدین من غیر دلیل شرعی و من غیر أن یرجع إلی أصل شرعی. و فی میزان «1» الشعرانی «2» فی بحث ذمّ الرأی: و قد روی
______________________________
(1) المیزان الکبری الشعرانیة المدخلة بجمیع أقوال الأئمة المجتهدین و تعدیلهم و مقلدیهم فی الشریعة المحمدیة لأبی المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علی المعروف بالشعرانی (- 973 ه). بولاق 1275. کشف الظنون 2/ 1918. معجم المطبوعات العربیة 1133- 1134.
(2) الشعرانی: هو عبد الوهاب بن أحمد بن علی الحنفی، نسبة إلی محمد بن الحنفیة، الشعرانی، أبو محمد. ولد بمصر عام
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 146
الشیخ محی الدین العربی فی الفتوحات بسنده إلی الإمام أبی حنیفة أنه کان یقول: إیاکم و القول فی دین اللّه بالرأی، و علیکم باتباع السنّة، فمن خرج منها ضلّ؛ فإن قیل إن المجتهدین قد صرّحوا بأحکام فی أشیاء لم یصرّح فی الشریعة بتحریمها و لا بإیجابها فحرّموها و أوجبوها، فالجواب: أنهم لو لا علموا من قرائن الأدلّة بتحریمها أو بإیجابها ما قالوا به، و القرائن أصدق الأدلة، و قد یعلمون ذلک بالکشف أیضا فتشاهد به القرآن، و کان الإمام أبو حنیفة یقول: القدریة مجوس هذه الأمة و الشیعة الدّجال، و کان یقول: حرام علی من لم یعرف دلیلی أن یفتی بکلامی، و کان إذا أفتی یقول: هذا رأی أبی حنیفة، و هو أحسن ما قدّرنا علیه، فمن جاء بأحسن منه فهو أولی بالصواب، و کان یقول: إیاکم و آراء الرجال، إلی قوله «1» فکیف ینبغی لأحد أن ینسب الإمام إلی القول فی دین اللّه بالرأی الذی لا یشهد له کتاب و لا سنّة. و کان یقول: علیکم بآثار السلف، و إیاکم و رأی الرجال، و کان یقول: لم یزل الناس فی صلاح ما دام فیهم من یطلب الحدیث فإذا طلبوا العلم بلا حدیث فسدوا، و کان یقول: لا ینبغی لأحد أن یقول قولا حتی یعلم أنّ شریعة رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم تقبله، و کان یجمع العلماء فی کل مسألة لم یجدها صریحة فی الکتاب و السنّة و یعمل بما یتفقون علیه فیها، و کذلک کان یفعل إذا استنبط حکما فلا یکتبه حتی یجمع علیه علماء عصره فإن رضوه قال لأبی یوسف: اکتبه، فمن کان علی هذا القدم من اتّباع السنّة کیف یجوز نسبته إلی الرأی، معاذ اللّه أن یقع فی مثل ذلک عاقل، فضلا عن فاضل، انتهی من المیزان. و لذا قیل: الحقّ أنه لا یوجد فی الاستحسان ما یصلح محلا للنزاع.
أما من جهة التسمیة فلأنه اصطلاح و لا مشاحة فی الاصطلاح، و قد قال اللّه تعالی:
الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ «2»، و قال النبی صلی اللّه علیه و سلم: «ما رآه المسلمون حسنا فهو عند اللّه حسن» «3» و قال النبی صلی اللّه علیه و سلم «من سنّ فی الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها بعده من غیر أن ینقص من أجورهم شی‌ء، و من سنّ فی الإسلام سنة سیئة کان علیه وزرها و وزر من عمل بها من غیر أن ینقص من أوزارهم شی‌ء» «4» رواه مسلم «5». و نقل عن الأئمة إطلاق
______________________________
- 898 ه/ 1493 م. و توفی بالقاهرة عام 973 ه/ 1565 م. من علماء الصوفیة. له تصانیف هامة، الأعلام 4/ 180، خطط مبارک 14/ 109، آداب اللغة 3/ 335، شذرات الذهب 8/ 372، معجم المطبوعات 1129.
(1) إلی قوله (- م، ع).
(2) الزمر/ 18.
(3) أخرجه أحمد فی المسند، 1/ 379، عن عبد اللّه بن مسعود بلفظ: «إن اللّه نظر فی قلوب العباد فوجد قلب محمد صلی اللّه علیه و سلم خیر قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فأبعثه برسالته، ثم نظر فی قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خیر قلوب العباد فجعلهم وزراء نبیه یقاتلون علی دینه، فما رأی المسلمون حسنا فهو عند اللّه حسن. و ما رأوه سیئا فهو عند اللّه سیئ». و عند أبی داود الطیالسی بلفظ: «فما رآه المؤمنون حسنا فهو عند اللّه حسن، و ما رآه قبیحا فهو عند اللّه قبیح». المسند 33.
(4) هذا جزء من حدیث أخرجه مسلم فی الصحیح، 4/ 2059، عن جریر بن عبد اللّه، کتاب العلم (47)، باب من سن فی الإسلام سنة حسنة أو سیئة (6)، حدیث رقم 15/ 1017، و تمامه «من سن فی الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، کتب له مثل آخر من عمل بها، و لا ینقص من أجورهم شی‌ء. و من سن سنة سیئة، فعمل بها بعده، کتب علیه مثل وزر من عمل بها، و لا ینقص من أوزارهم شی‌ء».
(5) مسلم: هو الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القشیری النیسابوری، أبو الحسین. ولد بنیسابور عام 204 ه/ 820 م. و توفی بضواحی نیسابور عام 261 ه/ 875 م. حافظ من أئمة الحدیث و علمائه. له العدید من المصنفات خاصة الصحیح فی الحدیث. الأعلام 7/ 221، تذکرة الحفاظ 2/ 150، تهذیب التهذیب 10/ 126، وفیات الأعیان 2/ 91، تاریخ بغداد 13/ 100، طبقات الحنابلة 1/ 337، البدایة و النهایة 11/ 33.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 147
الاستحسان فی دخول الحمام و شرب الماء من ید السقّاء و نحن ذلک. و عن الشافعی أنه قال:
استحسن فی المتعة أن یکون ثلاثین درهما و استحسن ترک شی‌ء للمکاتب من نجوم الکتابة.
و أما من جهة المعنی فقد قیل هو دلیل ینقدح فی نفس المجتهد یعسر علیه التعبیر عنه، فإن أرید بالانقداح الثبوت فلا نزاع فی أنه یجب العمل به، و لا أثر لعجزه عن التعبیر عنه، و إن أرید به أنه وقع له شک فلا نزاع فی بطلان العمل به. و قیل: هو العدول عن قیاس إلی قیاس أقوی منه و هذا مما لا نزاع فی قبوله.
و یردّ علیه أنه لیس بجامع لخروج الاستحسان الثابت بالأثر کالسّلم و الإجارة و بقاء الصوم فی النسیان، أو بالإجماع کالاستصناع، أو بالضرورة کطهارة الحیاض و الآبار. و قیل هو العدول إلی خلاف الظنّ لدلیل أقوی. و لا نزاع فی قبوله أیضا. و قیل تخصیص القیاس بدلیل أقوی منه فیرجع إلی تخصیص العلّة. و قال الکرخی هو العدول فی مسألة عن مثل ما حکم به فی نظائرها إلی خلافه لدلیل أقوی یقتضی العدول عن الأول و یدخل فیه التخصیص و النسخ. و قال أبو الحسین البصری هو ترک وجه من وجوه الاجتهاد غیر شامل شمول الألفاظ لوجه و هو أقوی منه، و هو فی حکم الطارئ علی الأول. و احترز بقوله غیر شامل عن ترک العموم إلی الخصوص، و بقوله و هو فی حکم الطارئ عن القیاس فیما إذا قالوا ترکنا الاستحسان بالقیاس. و أورد علی هذه التفاسیر أن ترک الاستحسان بالقیاس تکون عدولا عن الأقوی إلی الأضعف، و أجیب بأنه إنما یکون بانضمام معنی آخر إلی القیاس به یصیر أقوی من الاستحسان، و قیل هو العدول عن حکم الدلیل إلی العادة و المصلحة کدخول الحمام من غیر تعیین مدة المکث، و العادة إن کانت معتبرة شرعا، فلا نزاع فی أنها مقبولة، و إلّا فلا نزاع فی کونها مردودة.
و الذی استقرّ علیه رأی المتأخرین هو أنه عبارة عن دلیل یقابل القیاس الجلیّ نصا کان أو إجماعا أو قیاسا خفیا أو ضرورة، فهو أعمّ من القیاس الخفی، هذا فی الفروع، فإنّ إطلاق الاستحسان علی النصّ و الإجماع عند وقوعها فی مقابلة القیاس الجلی شائع فی الفروع. و ما قیل إنه لا عبرة بالقیاس فی مقابلة النصّ و الإجماع بالاتفاق فکیف یصحّ التمسک به؟
فالجواب عنه أنه لا یتمسک به إلّا عند عدم ظهور النصّ و الإجماع، و أما فی اصطلاح الأصول فقد غلب إطلاقه علی القیاس الخفی کما غلب اسم القیاس علی القیاس الجلی تمییزا بین القیاسین. و بالجملة، لما اختلفت العبارات فی تفسیر الاستحسان مع أنه قد یطلق لغة علی ما یمیل إلیه الإنسان و إن کان مستقبحا عند الغیر و کثر استعماله فی مقابلة القیاس الجلی و علی القیاس الخفی، کان إنکار العمل به عند الجهل بمعناه مستحسنا إذ لا وجه لقبول العمل بما لا یعرف معناه. و بعد ما استقرت الآراء علی أنه اسم لدلیل متفق علیه سواء کان قیاسا خفیا أو أعم منه إذا وقع فی مقابلة القیاس الجلی حتی لا یطلق علی نفس الدلیل من غیر مقابلة، فهو حجة عند الجمیع من غیر تصوّر خلاف.

فائدة:

الفرق بین المستحسن بالقیاس الخفی و المستحسن بغیره أن الأول یعدی إلی صورة أخری لأن من شأن القیاس التعدیة، و الثانی لا یقبل التعدیة لأنه معدول عن سنن القیاس، مثلا إذا اختلف المتبایعان فی مقدار الثمن، فالقیاس أن یکون الیمین علی المشتری فقط لأنه المنکر، فهذا قیاس جلیّ إلّا أنه ثبت بالاستحسان التحالف، أی الیمین علی کل منهما، أمّا قبل القبض فبالقیاس الخفی، و هو أنّ البائع ینکر وجوب تسلیم المبیع بما أقرّ به المشتری من
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 148 فائدة: … ص: 147
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 148
الثّمن، کما أنّ المشتری ینکر وجوب زیادة الثمن فیتحالفان، و أمّا بعد قبض المبیع فلقوله علیه السلام «إذا اختلف المتبایعان و السلعة قائمة تحالفا و ترادّا» «1» فوجوب التحالف قبل القبض یتعدّی إلی ورثة المشتری و البائع إذا اختلفا فی الثمن بعد موت المشتری و البائع، و أما بعد القبض، فلا یتعدی إلی الورثة، هذا کله خلاصة ما فی العضدی و حاشیته للتفتازانی و التوضیح و التلویح و غیرها.

الاستخبار:

[فی الانکلیزیة]Information
[فی الفرنسیة]Renseignement
عند أهل العربیة هو الاستفهام و هو طلب الفهم. و قیل الاستخبار ما سبق أولا و لم یفهم حق الفهم، فإذا سألت عنه ثانیا کان استفهاما، حکاه ابن فارس «2» فی فقه اللغة «3»، کذا فی الاتقان فی أنواع الإنشاء. و فی بعض الکتب الاستخبار هو طلب الخبر.

الاستخذام:

[فی الانکلیزیة]Break،syllepsis
[فی الفرنسیة]Coupure،syllepse
بالخاء و الذال المعجمتین من خذمت الشی‌ء قطعته، و منه سیف مخذوم. و یروی بالحاء المهملة و الذال المعجمة أیضا من حذمت أی قطعت، و یروی بالمعجمة و المهملة أیضا من الخدمة، هکذا ذکر السید السّند فی حاشیة المطول. و هو عند أهل البدیع من أشرف أنواع البدیع، و کذلک التوریة. و البعض فضّله علی التوریة أیضا، و لهم فیه عبارتان: إحداهما أن یؤتی بلفظ له معنیان فأکثر مرادا به «4» أحد معانیه ثم یؤتی بضمیره مرادا به «5» المعنی الآخر، و هذه طریقة السکاکی و أتباعه. و الأخری أن یأتی المتکلّم بلفظ مشترک ثم بلفظین یفهم من أحدهما أحد المعنیین و من الآخر الآخر، و هذه طریقة بدر الدین بن مالک «6» فی المصباح «7» و مشی علیها ابن أبی الأصبع، و مثّله بقوله تعالی: لِکُلِّ أَجَلٍ کِتابٌ «8» الآیة، فلفظ کتاب یحتمل الأمد المختوم و الکتاب المکتوب، فلفظ أجل یخدم المعنی الأول، و یمحو یخدم
______________________________
(1) أخرجه ابن ماجه فی السنن، 2/ 737، کتاب التجارات (12)، باب البیعان یختلفان (19)، حدیث رقم 2186، عن عبد اللّه بن مسعود بلفظ: «إذا اختلف البیعان و لیس بینهما بینة، و البیع قائم بعینه، فالقول ما قال البائع، أو یزاد البیع».
(2) ابن فارس: هو أحمد بن فارس بن زکریا القزوینی الرازی، أبو الحسین، ولد بقزوین عام 329 ه/ 941 م. و توفی بالری عام 395 ه/ 1004 م. من أئمة اللغة و الأدب. له عدة تصانیف هامة. الأعلام 1/ 193، وفیات الأعیان 1/ 35، یتیمة الدهر 3/ 214، آداب اللغة 2/ 309، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 247.
(3) فقه اللغة أو الصاحبی لأبی الحسین أحمد بن فارس بن زکریا بن محمد بن حبیب الرازی القزوینی (- 395 ه)، عنونه بالصاحبی فی فقه اللغة و سنن العرب فی کلامها لأنه ألفه للصاحب إسماعیل بن عباد وزیر فخر الدولة البویهی سنة 385 ه.
طبع فی القاهرة فی مطبعة المؤید سنة 1328 ه. کشف الظنون 2/ 1068- 1069. معجم المطبوعات العربیة، 200.
(4) مقصودا (م، ع).
(5) مطلوبا (م، ع).
(6) هو محمد بن محمد بن عبد اللّه بن مالک الطائی، أبو عبد اللّه، بدر الدین، و یعرف بابن الناظم، أی ناظم الألفیة. ولد فی دمشق و مات فیها عام 686 ه/ 1287 م. من کبار علماء النحو. له تصانیف هامة. الأعلام 7/ 31، مفتاح السعادة 1/ 156، النجوم الزاهرة 7/ 373، مرآة الجنان 4/ 203، شذرات الذهب 5/ 398، بغیة الوعاة 96، معجم المطبوعات 234.
(7) المصباح لمحمد بن محمد بن عبد اللّه بن مالک الطائی، أبو عبد اللّه بدر الدین (- 686 ه). الأعلام 7/ 31. معجم المطبوعات العربیة 232- 233.
(8) الرعد/ 38.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 149
الثانی. قیل و لم یقع فی القرآن علی طریقة السکاکی. قال صاحب الاتقان و قد استخرجت أنا بفکری آیات علی طریقة السکاکی، منها قوله تعالی: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ «1» فإنّ المراد «2» به آدم علیه السلام، ثم أعاد الضمیر علیه مرادا به ولده، فقال ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً «3» الآیة. و منها قوله: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ إِنْ تُبْدَ لَکُمْ تَسُؤْکُمْ «4»، ثم قال: قد سألها قوم من قبلکم أی أشیاء أخر لأن الأوّلین لم یسألوا عن الأشیاء التی سألوا عنها الصحابة فنهوا عن سؤالها. و منها قوله تعالی: أَتی أَمْرُ اللَّهِ «5» فأمر اللّه یراد به قیام الساعة و العذاب و بعثة النبی صلی اللّه علیه و آله و سلّم. و قد أرید بلفظ الأمر الأخیر کما روی عن ابن عباس و أعید الضمیر علیه فی تستعجلوه مرادا به قیام الساعة و العذاب، انتهی. فعلم من هذه الأمثلة أنّ المراد «6» بالمعنیین أعمّ من أن یکونا حقیقیّین أو مجازییّن أو مختلفین، و قد صرّح بذلک فی حواشی المطول.
و قال صاحب المطوّل: الاستخدام أن یراد «7» بلفظ له معنیان أحدهما ثم یراد بضمیره المعنی الآخر، أو یراد بأحد ضمیریه أحد المعنیین، ثم بالضمیر الآخر معناه الآخر، فالأول کقوله:
إذا نزل السماء بأرض قوم رعیناه و إن کانوا غضابا «8» أراد بالسماء الغیث و بالضمیر الراجع إلیه من رعیناه النبت، و الثانی کقوله:
فسقی الغضا و السّاکنیة و إن هم شبوه بین جوانح و ضلوع «9»
أراد بأحد الضمیرین الراجعین إلی الغضا و هو المجرور فی الساکنیة المکان و بالآخر و هو المنصوب فی شبوه النار أی أوقدوا بین جوانحی نار الغضا، یعنی نار الهوی التی تشبه بنار الغضا، انتهی.

الاستدارة:

[فی الانکلیزیة]Circular
[فی الفرنسیة]Circulaire
هی کون الخطّ أو السطح مستدیرا، و یجی‌ء فی لفظ الخط.

الاستدراج:

[فی الانکلیزیة]The supernatural
[فی الفرنسیة]Le surnaturel
هو فی الشرع أمر خارق للعادة یظهر من ید الکافر أو الفاجر موافقا لدعواه، کذا فی مجمع البحرین. و فی الشمائل المحمدیة:
الاستدراج هو الخارق الذی یظهر من الکفار و أهل الأهواء و الفسّاق. و المشهور هو أنّه أمر خارق للعادة یقع من مدّعی الرسالة. فإن کان موافقا للدعوی و الإرادة یسمّی معجزة، و إن کان مخالفا لدعواه و قصده فهو إهانة. کما حصل مع مسیلمة الکذّاب الذی قال له أتباعه: إن محمدا
______________________________
(1) المؤمنون/ 12.
(2) المقصود (م، ع).
(3) المؤمنون/ 13.
(4) المائدة/ 101.
(5) النحل/ 1.
(6) المطلوب (م، ع).
(7) یطلب (م، ع).
(8) البیت لجریر: هو جریر بن عطیة بن حذیفة الخطفی بن بدر الکلبی الیربوعی، من تمیم. ولد فی الیمامة عام 28 ه/ 640 م.
و فیها مات عام 110 ه/ 728 م. من فحول الشعراء فی عصره، أحد ثلاثة شعراء شکلوا المثلث الأموی (جریر، الأخطل و الفرزدق) کان له مع الشعراء مساجلات و نقائض. له دیوان شعر مطبوع. الأعلام 2/ 119، وفیات الأعیان 1/ 102، الشعر و الشعراء 179، خزانة البغدادی 1/ 36، شرح شواهد المغنی 16.
(9) البیت للبحتری من قصیدة طویلة. و قد سبقت ترجمته.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 150
رسول اللّه قد تفل فی بئر فارتفع فیه الماء إلی سطح البئر، فافعل أنت هکذا، ففعل ذلک فی بئر، فغار الماء فیه حتی جفّ. و أمّا ما یصدر من غیر الأنبیاء مقرونا بکمال الإیمان و التقوی و المعرفة و الاستقامة فهو ما یقال له کرامة. و ما یقع من عوامّ المؤمنین فیسمّی معونة، و أما ذاک الذی یقع من الکفار و الفسّاق فهو استدراج «1».
کذا فی مدارج النبوة «2» من الشیخ عبد الحق الدهلوی «3». و سیأتی فی لفظ الخارق.
و عند أهل المعانی هو الکلام المشتمل علی إسماع الحق علی وجه لا یورث مزید غضب المخاطب سواء کان فیه تعریض أو لا، و یسمّی أیضا المنصف من الکلام نحو قوله تعالی: وَ ما لِیَ لا أَعْبُدُ الَّذِی فَطَرَنِی «4» أی ما لکم أیها الکفرة لا تعبدون الذی خلقکم بدلیل قوله: وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ «5» ففیه تعریض لهم بأنهم علی الباطل و لم یصرّح بذلک لئلّا یزید غضبهم حیث یرید المتکلم لهم ما یرید لنفسه، کذا فی المطول و حواشیه فی بحث إن و لو فی باب المسند.

الاستدراک:

[فی الانکلیزیة]Restriction،metonymy Restriction،metonymie
فی عرف العلماء یطلق علی ذکر شیئین یکون الأول منهما مغنیا عن الآخر، سواء کان ذکر الآخر أیضا مغنیا عن الأول، کما إذا کان الشیئان متساویین، أو لم یکن، کما إذا ذکر أولا الخاصّ ثم العامّ، کما تقول فی تعریف الإنسان الناطق الحیوان، بخلاف ذکر الخاصّ بعد العامّ فإنه لیس باستدراک، إذ الأول لیس مغنیا عن الثانی، کما تقول فی تعریف الإنسان الحیوان الناطق. و هو قبیح إلّا أن یتضمن فائدة إذ حینئذ لا یبقی الاستدراک بالحقیقة، هکذا یستفاد مما ذکره المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف فی تعریف الحال فی مقدمة الأمور العامة.
و یطلق أیضا عند النحاة علی دفع توهّم ناشئ من کلام سابق، و أداته لکن، فإذا قلت:
جاءنی زید مثلا فکأنه توهّم أنّ عمرا أیضا جاءک لما بینهم من الإلف، فرفعت ذلک الوهم بقولک لکن عمرا لم یجئ، و لهذا یتوسّط لکن بین کلامین متغایرین نفیا و إثباتا تغایرا لفظیا، کما فی المثال المذکور، أو معنویا کما فی قولک: زید حاضر لکن عمرا غائب، هکذا فی الفوائد الضیائیة فی بحث الحروف المشبّهة بالفعل. و فی الضوء شرح المصباح «6»: الفرق بین الاستدراک و الإضراب أنّ الإضراب هو الإعراض عن الشی‌ء بعد الإقبال علیه، فإذا
______________________________
(1) و سخن مشهور آنست که أمر خارق عادت که از مدعی رسالت واقع شود أکر موافق دعوی و إرادة أو باشد معجزة خوانند و اگر مخالف دعوی و قصد أو باشد إهانت نامند چنانچه از مسیلمة کذاب صادر شده بود که وقتی تابعانش گفتند که محمد رسول خدا در چاهی خوی خود انداخت آبش بجوش آمد تا آنکه تا لب چاه برآمد تو نیز آن‌چنان کن پس أو در چاهی تف خود انداخت آبش فرورفت تا آنکه خشک شد و آنچه از غیر نبی صادر شود پس اگر مقرون بکمال إیمان و تقوی و معرفت و استقامت باشد کرامت گویند و آنچه از عوام مؤمنان از أهل صلاح وقوع یابد آن را معونت شمارند و آنچه از فاسقان و کافران صدور یابد استدراج خوانند.
(2) مدارج النبوی لعبد الحق بن سیف الدین بن سعد اللّه الدهلوی أبو محمد (- 1052 ه).
(3) هو عبد الحق بن سیف الدین الدهلوی. ولد بدهلی (الهند) عام 959 ه/ 1552 م. و توفی عام 1052 ه/ 1642 م. محدّث الهند فی عصره، فقیه حنفی. له الکثیر من المصنفات. الأعلام 3/ 280، معجم المطبوعات 899.
(4) یس/ 22.
(5) یس/ 22/ 83، یونس/ 56، هود/ 34.
(6) الضوء علی المصباح لتاج الدین محمد بن محمد بن أحمد الأسفرایینی (- 684 ه) شرح فیه کتاب المصباح فی النحو للمطرزی. الهند، 1850 م. کشف الظنون 2/ 1708، معجم المطبوعات العربیة 436.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 151
قلت: ضربت زیدا کنت قاصدا للإخبار بضرب زید، ثم ظهر لک أنک غلطت فیه فتضرب عنه إلی عمرو، و تقول بل عمرا، ففی الإضراب تبطل الحکم السابق، و فی الاستدراک لا تبطله، انتهی. یعنی أن فی الاضراب تجعل المعطوف علیه فی حکم المسکوت عنه فلا تحکم علیه بشی‌ء لا ینفی و لا بإثبات، فقد أبطلت الحکم السابق الذی قصدت الإخبار به قبل الإضراب بکلمة بل، و لیس المراد «1» ببطلان الحکم السابق إثبات نقیض الحکم السابق فی المعطوف علیه، و یؤیده ما فی الأطول من أن معنی الإضراب جعل الحکم الأول موجبا کان أو غیر موجب کالمسکوت عنه بالنسبة إلی المعطوف علیه، و ما فی المطول من أن معنی الإضراب أن یجعل المتبوع فی حکم المسکوت عنه یحتمل أن یلابسه الحکم و أن لا یلابسه، فنحو جاءنی زید بل عمرو یحتمل مجی‌ء زید و عدم مجیئه انتهی.
اعلم أنّ الاستدراک بهذا المعنی إن تضمن ضربا من المحاسن یصیر من المحسّنات البدیعة معدودا فی علم البدیع، قال صاحب الإتقان:
شرط کون الاستدراک من البدیع أن یتضمن ضربا من المحاسن زائدا علی ما یدلّ علیه المعنی اللغوی، نحو: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا «2» فإنه لو اقتصر علی قوله لم تؤمنوا لکان منفّرا لهم لأنهم ظنّوا الإقرار بالشهادتین من غیر اعتقاد إیمانا، فأوجبت البلاغة ذکر الاستدراک لیعلم أن الإیمان موافقة القلب و اللسان و أن انفراد اللسان بذلک یسمّی إسلاما و لا یمّی إیمانا، و زاد ذلک إیضاحا بقوله: وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ «3» فلمّا تضمّن الاستدراک إیضاح ما علیه ظاهر الکلام من الإشکال عدّ من المحاسن، انتهی.
و یطلق الاستدراک علی معنی آخر أیضا ذکره صاحب جامع الصنائع، قال: الاستدراک هو أن یبدأ المدح بلفظ یظن أنه قدح، ثم یعود للإتیان بألفاظ تعود للمدح. و مثاله:
علمک مکسور الرأس لانّه قد طلع فوق الفلک
و یقول صاحب مجمع الصنائع إن هذا النوع یسمّی التدارک «4».

الاستدلال:

[فی الانکلیزیة]Research ofthe proof)inference(
[فی الفرنسیة]Recherche de la preuve)inference(
فی اللغة طلب الدلیل، و فی عرف الأصولیین یطلق علی إقامة الدلیل مطلقا من نصّ أو إجماع أو غیرهما، و علی نوع خاص منه أیضا، فقیل هو ما لیس بنصّ و لا إجماع و لا قیاس؛ و لا یتوهّم أنّ هذا التعریف بالمساوی فی الجلاء و الخفاء بسبب کونه تعریف بعض أنواع منه ببعض، بل ذلک تعریف للمجهول بالمعلوم بسبب سبق العلم بالأنواع المذکورة فی التعریف، إذ قد علم تعریف کل من النصّ و الإجماع و القیاس فی موضعه. و قیل مکان قولنا و لا قیاس، و لا قیاس علته، فیدخل فی الحدّ القیاس بنفی الفارق المسمّی بتنقیح المناط، و بالقیاس فی معنی الأصل، و کذا یدخل قیاس التلازم المسمّی بقیاس الدّلالة، لأن نفی الأخص لا یوجب نفی الأعم،
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) الحجرات/ 14.
(3) الحجرات/ 14.
(4) استدراک آنست که بلفظی مدح آغاز کند که پنداشته آید مگر قدح خواهد کرد و بعده الفاظی آرد که بمدح بازگرداند مثاله.
شعر.
علمت را شکسته سر ز آنست. که سر او رسید بر افلاک.
و صاحب مجمع الصنائع این را مسمّی بتدارک نموده.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 152
فالتعریف المأخوذ به هو الأول، أی نفی الأعم لأنه أخصّ، هکذا فی العضدی و حاشیته للمحقق التفتازانی. و بالجملة فالاستدلال فی عرفهم یطلق علی إقامة الدلیل مطلقا و علی إقامة دلیل خاصّ، فقیل هو ما لیس بنصّ و لا إجماع و لا قیاس، و هو المأخوذ به، و قیل هو ما لیس بنصّ و لا إجماع و لا قیاس علته.
ثم فی العضدی و حاشیته المذکورة ما حاصله أن الفقهاء کثیرا ما یقولون وجد السّبب فیوجد الحکم أو وجد المانع أو فقد الشرط فیعدم الحکم. فقیل هذا لیس بدلیل إنما هو دعوی دلیل، فهو بمثابة قوله وجد دلیل الحکم فیوجد الحکم و لا یکون دلیلا ما لم یعیّن، و إنما الدلیل ما یستلزم الحکم و هو وجود السبب الخاص أو وجود المانع أو عدم الشرط المخصوص. و قیل هو دلیل إذ لا معنی للدلیل إلّا ما یلزم من العلم به العلم بالمدلول، و قولنا وجد السبب فوجد الحکم و نحوه بحیث یلزم من العلم به العلم بالمدلول، غایة ما فی الباب أن إحدی مقدمتیه و هو أنه وجد السبب یفتقر إلی بیان، و القائلون بأنه دلیل اختلفوا، فقیل هو استدلال مطلقا لأنه غیر النصّ و الإجماع و القیاس. و قیل هو استدلال إن ثبت وجود السبب أو المانع أو فقد الشرط بغیر هذه الثلاثة، و إلّا فهو من قبیل ما ثبت به و لیس باستدلال، بل نصّ إن ثبت به و إجماع إن ثبت به و قیاس إن ثبت به، و هذا هو المختار، لأن حقیقة هذا الدلیل هو أنّ هذا حکم وجد سببه، و کلّ حکم وجد سببه فهو موجود، و الکبری بیّنة فیکون مثبت الحکم هو ما ثبت به الصغری، فإن کان غیر النصّ و الإجماع و القیاس کان مثبت الحکم غیرها، فیکون استدلالا، و إن کان أحدها کان هو مثبت الحکم فلم یکن استدلالا.
اعلم أنّه اختلف فی أنواع الاستدلال، و المختار أنه ثلاثة: الأول التلازم بین الحکمین من غیر تعیین علّة و إلّا کان قیاسا، و حاصله الأقیسة الاستثنائیة. و الثانی استصحاب الحال.
و الثالث شرع من قبلنا. و قالت الحنفیة و الاستحسان أیضا. و قالت المالکیة و المصالح المرسلة أیضا. و قال قوم انتفاء الحکم لانتفاء مدرکه. و نفی قوم شرع من قبلنا. و قوم الاستصحاب. و قال الآمدی منها قولهم وجد السبب أو المانع أو فقد الشرط، و منها انتفاء الحکم لانتفاء مدرکه، و منها الدلیل المؤلّف من أقوال یلزم من تسلیمها لذاتها قول آخر، ثم قسّمه إلی الاقترانی و الاستثنائی، و ذکر الأشکال الأربعة و شروطها و ضروبها و الاستثنائی بقسمیه و المنفصل بأقسامه الثلاثة، ثم قال: و منها استصحاب الحال، انتهی.
ثم اعلم أنّه قد عرّف الاستدلال فی شرح العقائد بالنظر فی الدلیل سواء کان استدلالا من العلّة علی المعلول أو من المعلول علی العلّة، و قد یخصّ الأول باسم التعلیل و الثانی باسم الاستدلال. و قال المولوی عصام الدین فی حاشیة شرح العقائد: و الأولی أن یفسّر بإقامة الدلیل لیشتمل ما یتعلّق بالدلیل، بمعنی قول مؤلّف من قضایا یستلزم لذاته قولا آخر، فإنه لیس الاستدلال به النظر فی الدلیل، انتهی.
و بالجملة فتعریفه بالنظر فی الدلیل یختص بمذهب الأصولیین و المتکلّمین، و تعریفه بإقامة الدلیل یشتمل مذهب المنطقیین أیضا.
و فی کشف البزدوی: الاستدلال هو انتقال الذهن من الأثر إلی المؤثّر و قیل بالعکس. و قیل مطلقا، و بهذا المعنی قیل: الاستدلال بعبارة النصّ و إشارة النصّ و دلالة النصّ و اقتضاء النصّ، انتهی؛ إذ النص علّة و مؤثّر و أثره و معلوله الحکم کما لا یخفی، و بالنظر إلی المعنی الأول وقع فی الرشیدیة «1» أن المدعی إن
______________________________
(1) الرشیدیة لعبد الرشید بن مصطفی شمس الحق الجانبوری (- 1083 ه) و هی شرح لرسالة الشریف الجرجانی فی آداب
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 153
شرع فی الدلیل الآنیّ یسمّی مستدلّا انتهی، إذا الدلیل الآنی هو الذی یکون الاستدلال فیه من المعلول علی العلّة کما عرفت، و التعلیل الانتقال من المؤثّر إلی الأثر و یسمّی ذلک الدلیل دلیلا لمّیّا، و قد یطلق المستدل علی المعلّل و هو الشارع فی الدلیل اللّمیّ، و قد یطلق المعلّل علی المستدل کما ستعرف فی لفظ الدعوی.

الاسترخاء:

[فی الانکلیزیة]Asystoly،hemiplegia
[فی الفرنسیة]Asystolie،hemiplegie
عند الأطباء ترهّل و ضعف یظهر فی العضو عن عجز القوّة المحرّکة، و هو مرادف للفالج عند القدماء. و أمّا المتأخرون فیطلقون الفالج علی استرخاء یحدث فی أحد شقّی البدن طولا، و یضاف الاسترخاء بکل عضو حدث فیه کاللّثة و اللّهاة و اللّسان و غیرها، کذا فی حدود الأمراض.

الاستسقاء:

[فی الانکلیزیة]Dropsy،hydrocephalus
[فی الفرنسیة]Hydropisie،hydrocephalie
فی اللغة طلب السّقی و إعطاء ما یشربه، و الاسم السّقیا بالضم، و شرعا طلب إنزال المطر من اللّه تعالی علی وجه مخصوص عند شدّة الحاجة بأن یحبس المطر عنهم و لم تکن لهم أودیة و أنهار و آبار یشربون منها و یسقون مواشیهم و زروعهم، کذا فی جامع الرموز. و عند الأطباء هو مرض ذو مادّة باردة غریبة تدخل فی خلل الأعضاء فتربو بها الأعضاء، إمّا الظاهرة من الأعضاء کلها کما فی اللحمی، و إمّا المواضع الخالیة من النواحی التی فیها تدبیر الغذاء و الأخلاط کفضاء البطن التی فیها المعدة و الکبد و الأمعاء، و إمّا فضاء ما بین الشرب و الصفاق، و أقسامه ثلاثة: اللحمی و الزقّی و الطّبلی المسمّی بالاستسقاء الیابس أیضا، لأنّ المادة الموجبة لها إمّا ذات قوام أو لا، الثانی الطّبلی، و الأول إمّا أن تکون شاملة لجمیع البدن و هو اللحمی، و إلّا فهو الزّقی. و بالجملة فالزقّی استسقاء تنصبّ فیه المائیة إلی فضاء الجوف، سمّی به تشبیها لبطن صاحبه بالزقّ المملوء ماء، و لهذا یحسّ صاحبه خفخفة الماء عند الحرکة.
و اللحمیّ استسقاء یغشو فیه الماء مع الدم إلی جملة الأعضاء فیحتبس فی خلل اللحم فیربو، سمّی به لازدیاد لحم صاحبه من حیث الظاهر بخلاف السّمن فإنه ازدیاد حقیقة، و هذا تربّل یشبه الازدیاد الحقیقی. و الطبلی ما یغشو فیه المادة الریحیة فی فضاء الجوف مجففة فیها، و لا تخلو تلک المواضع مع الریاح عن قلیل رطوبة أیضا. و أیضا الاستسقاء ینقسم إلی مفرد و مرکّب، لأن تحقّقه إمّا أن یکون من نوعین فصاعدا أو لا، الثانی المفرد، و الأول المرکّب إمّا من اللحمی و الزقّی، أو من اللحمی و الطبلی، أو الزقی و الطبلی، أو من الثلاثة، هکذا یستفاد من بحر الجواهر و حدود الأمراض.

الاستصحاب:

[فی الانکلیزیة]Antecedent judgement
[فی الفرنسیة]Jugement base sur un antecedent
هو عند الأصولیین طلب صحبة الحال للماضی بأن یحکم علی الحال بمثل ما حکم علی الماضی، و حاصله إبقاء ما کان علی ما کان بمجرد أنه لم یوجد له دلیل مزیل، و هو حجّة عند الشافعی و غیره کالمزنی «1» و الصّیرفی «2» و الغزالی فی کل حکم عرف وجوبه
______________________________
- البحث، الهند، 1298 ه. الاعلام 3/ 353، هدیة العارفین 1/ 568. معجم المطبوعات العربیة 1282 و 1963.
GALS، II
، 305.
(1) المزنی هو إسماعیل بن یحیی بن اسماعیل، أبو إبراهیم المزنی. ولد بمصر عام 175 ه/ 791 م. و توفی فیها عام 264 ه/ 878 م. صاحب الإمام الشافعی. زاهد، عالم مجتهد. له عدّة مؤلّفات هامّة. الاعلام 1/ 329، وفیات الأعیان 1/ 71.
(2) هو محمد بن عبد اللّه الصیرفی، أبو بکر. توفی العام 330 ه/ 942 م. فقیه متکلّم، عالم باللغة، من الشافعیة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 154
بدلیله ثم وقع الشکّ فی زواله، من غیر أن یقوم دلیل بقائه أو عدمه مع التأمل و الاجتهاد فیه.
و عند أکثر الحنفیة لیس بحجة موجبة للحکم، و لکنها دافعة لإلزام الخصم لأن مثبت الحکم لیس بمبق له، یعنی أنّ إیجاد شی‌ء أمر و إبقاءه أمر آخر، فلا یلزم أن یکون الدلیل الذی أوجده ابتداء فی الزمان الماضی مبقیا فی زمان الحال، لأن البقاء عرض حادث بعد الوجود و لیس عینه. و لهذا یصحّ نفی البقاء عن الوجود فیقال:
وجد فلم یبق، فلا بد للبقاء من سبب علی حدة، فالحکم ببقاء حکم بمجرد الاستصحاب یکون حکما بلا دلیل، و ذلک باطل، هکذا فی نور الأنوار «1». و فی الحموی «2» حاشیة الأشباه «3» فی القاعدة الثالثة: الاستصحاب و هو الحکم بثبوت أمر فی وقت آخر، و هذا یشمل نوعیه، و هما جعل الحکم الثابت فی الماضی مصاحبا للحال أو جعل الحال مصاحبا للحکم الماضی.
و اختلف فی حجیته، فقیل حجة مطلقا، و نفاه کثیر مطلقا، و اختیر أنه حجة للدفع لا للاستحقاق، أی لدفع إلزام الغیر لا لإلزام الغیر. و الوجه الأوجه أنه لیس بحجة أصلا لأن الدفع استمرار عدمه الأصلی لأن المثبت للحکم فی الشروع لا یوجب بقاءه، لأن حکمه الإثبات، و البقاء غیر الثبوت، فلا یثبت به البقاء، کالإیجاد لا یوجب البقاء، لأن حکمه الوجود لا غیر، یعنی أنّه لمّا کان الإیجاد علة للوجود لا للبقاء فلا یثبت به البقاء حتی یصحّ الإفناء بعد الإیجاد، و لو کان الإیجاد موجبا للبقاء کما کان موجبا للوجود لما تصوّر الإفناء بعد الإیجاد لاستحالة الفناء مع البقاء، و لما صحّ الإفناء بعد الإیجاد لا یوجب البقاء، انتهی.
فإن قیل إن قام دلیل علی کونه حجة لزم شمول الوجود أعنی کونه حجة للإثبات و الدفع و إلّا لزم شمول العدم، أجیب بأن معنی الدفع أن لا یثبت حکم، و عدم الحکم مستند إلی عدم دلیله، و الأصل فی العدم الاستمرار حتی یظهر دلیل الوجود، و ثمرة الخلاف تظهر فیما إذا بیع شقص من الدار و طلب الشریک الشّفعة فأنکر المشتری ملک الطالب فی السهم الآخر الذی فی یده، و یقول إنه بالإعارة عندک، فعند الحنفیة القول قول المشتری و لا تجب الشّفعة إلّا ببیّنة لأن الشفیع یتمسّک بالأصل و لأن الید دلیل الملک ظاهرا، و الظاهر یصلح لدفع الغیر لا لإلزام الشّفعة علی المشتری فی الباقی، و عند الشافعی تجب بغیر بیّنة لأن الظاهر عنده یصلح للدفع و الإلزام جمیعا فیأخذ الشفعة من المشتری جبرا، و إن شئت الزیادة فارجع إلی کتب الأصول کالتوضیح و نحوه.

الاستصناع:

[فی الانکلیزیة]Asking to manufacture
[فی الفرنسیة]Faire fabriquer
هو استفعال من الصّناعة و یعدّی إلی
______________________________
- و الأصولیین. له بعض المؤلفات. الاعلام 6/ 224، وفیات الأعیان 1/ 458، الوافی بالوفیات 3/ 346، طبقات الشافعیة 2/ 169، مفتاح السعادة 2/ 178.
(1) نور الأنوار فی شرح المنار للشیخ أحمد جیون شمس الدین شیخ الربوة الدمشقی (- 1130 ه). الهند، 1293 ه. معجم المطبوعات العربیة 1964.
(2) الحموی: هو أحمد بن محمد مکی، أبو العباس، شهاب الدین الحسینی الحموی. توفی بالقاهرة عام 1098 ه/ 1687 م.
مدرّس، من علماء الحنفیة، تولی الإفتاء و له کتب عدیدة و هامّة. الاعلام 1/ 239، الجبرتی 1/ 167، معجم المطبوعات 375، هدیة العارفین 1/ 164.
(3) حاشیة الأشباه أو غفر عیون البصائر علی محاسن الأشباه و النظائر لأحمد بن محمد الحموی (- 1098 ه) شرح فیها الأشباه و النظائر فی فروع الفقه الحنفی لابن نجیم المصری (- 970 ه). القسطنطینیة 1290. اکتفاء القنوع 386.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 155
مفعولین، و هو فی اللغة طلب العمل، و فی الشرع بیع ما یصنعه الصانع عینا، فیطلب من الصانع العمل و العین جمیعا، فلو کان العین من المستصنع کان إجارة لا استصناعا کما فی إجارة المحیط. و کیفیته أن یقال للصانع کخفاف مثلا اخرز لی من أدیمک خفّا صفته کذا بکذا درهما و یریه رجله، و یقبل الصانع سواء أعطی الثمن أو لا، کذا فی جامع الرموز و البرجندی فی فصل السّلم.

الاستطاعة:

[فی الانکلیزیة]Faculty،power
[فی الفرنسیة]Faculte،pouvoir
هی تطلق علی معنیین: أحدهما عرض یخلقه اللّه تعالی فی الحیوان یفعل به الأفعال الاختیاریة، و هی علّة للفعل، و الجمهور علی أنها شرط لأداء الفعل لا علّة. و بالجملة هی صفة یخلقها اللّه تعالی عند قصد اکتساب الفعل بعد سلامة الأسباب و الآلات، فإن قصد فعل الخیر خلق اللّه قدرة فعل الخیر، و إن قصد فعل الشرّ خلق اللّه قدرة فعل الشرّ، و إذا کانت الاستطاعة عرضا وجب أن تکون متقارنة للفعل بالزمان لا سابقة علیه، و إلّا لزم وقوع الفعل بلا استطاعة و قدرة علیه لامتناع بقاء الأعراض.
و قیل هی قبل الفعل. و قیل إن أرید بالاستطاعة القدرة المستجمعة لجمیع شرائط التأثیر فالحقّ أنها مع الفعل، و إلّا فقبله. و أما امتناع بقاء الأعراض فمبنی علی مقدّمات صعبة البیان.
و ثانیهما سلامة الأسباب و الآلات و الجوارح کما فی قوله تعالی: وَ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا «1» و هی علی هذا یجوز أن تکون قبل الفعل، و صحة التکلیف مبنی علی هذا. فإن قیل الاستطاعة صفة المکلّف، و سلامة الأسباب لیست صفة له، فکیف یصحّ تفسیرها بها؟ قلنا: المراد سلامة أسباب و آلات له و المکلّف کما یتّصف بالاستطاعة یتصف بذلک، حیث یقال: هو ذو سلامة الأسباب، إلّا أنه لترکّبه لا یشتق منه اسم فاعل یحمل علیه، بخلاف الاستطاعة، هکذا فی شرح العقائد النسفیة فی بحث أفعال العباد.
و الاستطاعة الحقیقیة و هی القدرة التّامة التی یجب عندها صدور الفعل فهی لا تکون إلّا مقارنة للفعل. و الاستطاعة الصحیحیة و هی أن یرتفع الموانع من المرض و غیره، کذا فی الجرجانی.

الاستطراد:

[فی الانکلیزیة]Digression
[فی الفرنسیة]Digression
عند البلغاء هو أن یذکر عند سوق الکلام لغرض ما یکون له نوع تعلّق به، و لا یکون السّوق لأجله، کذا فی حواشی البیضاوی فی تفسیر قوله: وَ لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِها «2» و هو قریب من حسن التخلّص کقوله تعالی: یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَیْکُمْ لِباساً یُوارِی سَوْآتِکُمْ وَ رِیشاً وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِکَ خَیْرٌ «3». قال الزمخشری هذه الآیة وردت علی سبیل الاستطراد عقب ذکر بدو السّوءات و خصف الورق علیها إظهارا للمنّة فیما خلق من اللّباس و لما فی العری و کشف العورة من الإهانة و الفضیحة، و إشعارا بأنّ السّتر باب عظیم من أبواب التقوی. و قد خرّج علی الاستطراد صاحب الإتقان قوله: لَنْ یَسْتَنْکِفَ الْمَسِیحُ أَنْ یَکُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِکَةُ الْمُقَرَّبُونَ «4» فإنّ أول
______________________________
(1) آل عمران/ 97.
(2) البقرة/ 189.
(3) الاعراف/ 26.
(4) النساء/ 172.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 156
الکلام ذکر الردّ علی النصاری الزاعمین بنوّة المسیح، ثم استطراد الردّ علی الزاعمین بنوّة الملائکة. و فی بعض التفاسیر، مثال الاستطراد هو أن یذهب الرجل إلی موضع مخصوص صائدا فعرض له صید آخر فاشتغل به و أعرض عن السّیر إلی ما قصد و أشباهه، انتهی کلامه.
و الفرق بینه و بین حسن التّخلّص سیأتی فی لفظ التّخلّص. و فی الجرجانی: الاستطراد سوق الکلام علی وجه یلزم منه کلام آخر و هو غیر مقصود بالذات بل بالعرض، فیؤتی علی وجه الاستتباع، انتهی.

الاستظهار:

[فی الانکلیزیة]Bringing up
[فی الفرنسیة]Vomissement،vidage
اعلم أنّ الأطباء یأمرون بالاستظهار و إن لم یکن الأخلاط زائدة زیادة شدیدة توجب الاستفراغ، و لکن زیادة ما یستحبّ فیه الاستفراغ لیحصل أمن من حصول امتلاء القوی الموجب للأمراض دفعة و فجأة. و الفرق بین الاستظهار و التقدم بالحفظ أنّ الاستفراغ فی الاستظهار یکون خارجا عن غیر حدّ الاعتدال و فی التقدم بالحفظ لا یکون خارجا عنه، بل یکون إلی حدّ یقطع السبب فقط من أن ینقل البدن إلی الستّة المضادة، و کلاهما یکون لمن یعتاده مرض قبل حدوثه به، کذا قال النفیس.
و قال الآقسرائی «1»: الفرق بین الاستظهار و التقدم بالحفظ أنّ الأول فی غیر المعتاد و الثانی فی حق المعتاد، کذا فی بحر الجواهر.

الاستعارة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Metaphor
[فی الفرنسیة]Metaphore
فی اللغة: هو أخذ الشی‌ء بالعاریة أو عند الفرس: هو إضافة المشبّه به إلی المشبّه، و هذا خلاف اصطلاح أهل العربیة. و هو علی نوعین:
أحدها: استعارة حقیقیة، و الثانی: مجازیة.
فالاستعارة الحقیقیة هی أن یکون المستعار و المستعار منه ثابتین و معلومین، و هما نوعان:
ترشیح و تجرید. فالترشیح هو أن یکون المستعار و المستعار منه ثابتین و معلومین، و أن تراعی فیها لوازم الجانبین. و مثاله:
یا ملک البلغاء إن تجرّد سیف لسانک نلت وطرک و فتحت العالم
فالسیف مستعار و اللسان مستعار منه، و قد راعی اللوازم للسیف و اللسان. و أمّا التجرید فهو أن یراعی جانبا واحدا من اللوازم و أن یکون أحد الموجودات من الأعیان و الثانی من الأعراض. و مثاله: من ذلک السکّر الشفهی الذی هو غیر مأکول، نأکل فی کل لحظة سمّ الغصة.
فالسکر مستعار و الشفه مستعار منه. فهنا راعی جانب السکر، و الغصة لیست من الأعیان فتؤکل و لم یراع الغصة.
و أمّا المجاز فهو أن یکون کلّ من المشبّه و المشبّه به من الأعراض، یعنی أن یکون محسوسا بأحد الحواسّ الظاهرة أو من المتصوّرة أی محسوسا بالحواس الباطنة. أو یکون أحدها عرضا و الثانی متصوّرا. و مثاله: حیثما یوجد أحد فی الدنیا سأقتله کی لا یرد کلام العشق علی لسان أحد. فالکلام عرض و العشق هو من الأشیاء التی تصوّر فی الذهن. و کلاهما أی الکلام و العشق من المتصوّرات التی لا وجود مادی لها فی الخارج.
و اعلم أنّ کلّ ما ذکرناه هاهنا عن الحقیقة و المجاز هو علی اصطلاح الفرس، و قد أورده
______________________________
(1) الأقسرائی: هو محمد بن محمد بن محمد بن فخر الدین، جمال الدین المعروف بالأقسرائی. توفی بعد العام 776 ه/ 1374 م. عالم بالطب و التفسیر و اللغة و الأدب. حفید الإمام فخر الدین الرازی. له الکثیر من المؤلّفات. الاعلام 7/ 40، الفوائد البهیة 191، کشف الظنون 1900، الشقائق النعمانیة بهامش ابن خلکان 1/ 20.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 157
مولانا فخر الدین قواس فی کتابه. و هذا أیضا مخالف لأهل العربیة. کذا فی جامع الصنائع «1». و الاستعارة عند الفقهاء و الأصولیین عبارة عن مطلق المجاز بمعنی المرادف له. و فی اصطلاح علماء البیان عبارة عن نوع من المجاز، کذا فی کشف البزدوی و چلپی المطول. و ذکر الخفاجی فی حاشیة البیضاوی فی تفسیر قوله تعالی: خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ عَلی سَمْعِهِمْ «2» الآیة الاستعارة تستعمل بمعنی المجاز مطلقا، و بمعنی مجاز علاقته المشابهة، مفردا کان أو مرکّبا، و قد تخصّ بالمفرد منه و تقابل بالتمثیل حینئذ کما فی مواضع کثیرة من الکشاف «3». و التمثیل و إن کان مطلق التشبیه غلب علی الاستعارة المرکّبة، و لا مشاحّة فی الاصطلاح انتهی کلامه. و القول بتخصّص الاستعارة بالمفرد قول الشیخ عبد القاهر «4» و جار اللّه. و أمّا علی مذهب السکّاکی فالاستعارة تشتمل التمثیل و یقال للتمثیل استعارة تمثیلیة، کذا ذکر مولانا عصام الدین فی حاشیة البیضاوی. و سیأتی فی لفظ المجاز ما یتعلّق بذلک.
قال أهل البیان: المجاز إن کانت العلاقة فیه غیر المشابهة فمجاز مرسل و إلّا فاستعارة.
فالاستعارة علی هذا هو اللفظ المستعمل فیما شبّه بمعناه الأصلی أی الحقیقی، و لما سبق فی تعریف الحقیقة اللغویة أن استعمال اللفظ لا یکون إلّا بإرادة المعنی منه، فإذا أطلق نحو المشفر علی شفة الإنسان و أرید تشبیهها بمشفر الإبل فی الغلظ فهو استعارة، و إن أرید أنّه إطلاق المقیّد علی المطلق کإطلاق المرسن علی الأنف من غیر قصد إلی التشبیه فمجاز مرسل، فاللفظ الواحد بالنسبة إلی المعنی الواحد یجوز أن یکون استعارة و أن یکون مجازا مرسلا باعتبارین، و لا یخفی أنک إذا قلت: رأیت مشفر زید، و قصدت الاستعارة، و لیس مشفره غلیظا، فهو حکم کاذب، بخلاف ما إذا کان مجازا مرسلا. و کثیرا ما یطلق الاستعارة علی فعل المتکلّم أعنی استعمال اسم المشبّه به فی المشبّه. و المراد بالاسم ما یقابل المسمّی أعنی اللفظ لا ما یقابل الفعل و الحرف. فالاستعارة
______________________________
(1) الاستعارة: فی اللغة بعاریت خواستن چیزی و نزد فارسیان عبارتست از اضافت مشبه به بمشبه و این خلاف اصطلاح عربیان است و این بر دو گونه است یکی حقیقت دوم مجاز حقیقت آنست که مستعار و مستعار منه ثابت و معلوم باشند و آن را بر دو نمط یافته‌اند یکی ترشیح دوم تجرید ترشیح آنست که مستعار و مستعار منه ثابت و معلوم باشند و لوازم جانبین را رعایت کنند مثاله.
شعر.
ای شاه سخنوران گر از تیغ زبان. تو کام براندی و جهان بگرفتی.
تیغ مستعار است و زبان مستعار منه و رعایت لوازم تیغ و زبان نیز کرده است و تجرید آنست که بیک جانب رعایت لوازم کنند و یکی از موجودات یعنی از اعیان باشد و دوم از اعراض مثاله. شعر.
ز ان شکر لب که خوردنی نیست. هر لحظه خوریم زهر غصه.
شکر مستعار است و لب مستعار منه اینجا رعایت شکر کرده و غصه از اعیان نیست که خورده شود و رعایت غصه هیچ نکرده و مجاز آنست که مشبه به و مشبه هر دو عرض باشند یعنی محسوس حواس ظاهره و یا آنکه از متصورات باشند یعنی محسوس حواس باطنه و یا یکی عرض باشد و دوم متصور مثاله. شعر.
هرجا که کسی است در جهان خواهم کشت. تا کس سخن عشق نیارد بزبان.
سخن عرض است و عشق از انها است که آن را در ذهن تصور کنند و سخن و عشق نیز از متصوراتست که در خارج وجودی ندارد بدان که آنچه اینجا از تعریف حقیقت و مجاز ذکر کرده شده بر اصطلاح پارسیانست و این را مولانا فخر الدین قواس در کتاب خود آورده است و این نیز مخالف عربیان است کذا فی جامع الصنائع.
(2) البقرة/ 7.
(3) الکشاف عن حقائق التنزیل لمحمود بن عمر بن محمد بن عمر أبو القاسم جار اللّه الزمخشری (- 538 ه). فرغ من تألیفه سنة 528 ه. بولاق، 1281. معجم المطبوعات العربیة 974- 975.
(4) عبد القاهر الجرجانی: هو عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجانی، أبو بکر. توفی عام 471 ه/ 1078 م. واضع أصول البلاغة، إمام فی اللغة له شعر و مصنّفات هامة. الاعلام 4/ 48، فوات الوفیات 1/ 297، مفتاح السعادة 1/ 143، بغیة الوعاة 310، آداب اللغة 3/ 44، مرآة الجنان 3/ 101، طبقات الشافعیة 3/ 242، نزهة الألباء 434، إنباه الرواة 2/ 188.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 158
تکون بمعنی المصدر فیصحّ منه الاشتقاق، فالمتکلّم مستعیر و اللفظ المشبّه به مستعار، و المعنی المشبّه به مستعار منه، و المعنی المشبّه مستعار له، هکذا فی الأطول و أکثر کتب هذا الفن.
و زاد صاحب کشف البزدوی ما یقع به الاستعارة و هو الاتصال بین المحلّین لکن فی الاتقان أرکان الاستعارة ثلاثة: مستعار و هو اللفظ المشبّه به، و مستعار منه و هو اللفظ المشبّه، و مستعار له و هو المعنی الجامع. و فی بعض الرسائل المستعار منه فی الاستعارة بالکنایة هو المشبّه علی مذهب السکاکی انتهی.
ثم قال صاحب الاتقان بعد تعریف الاستعارة بما سبق، قال بعضهم: حقیقة الاستعارة أن تستعار الکلمة من شی‌ء معروف بها إلی شی‌ء لم یعرف بها، و حکمة ذلک إظهار الخفی و إیضاح الظاهر الذی لیس بجلیّ، أو حصول المبالغة أو المجموع. مثال إظهار الخفی: وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتابِ «1» فإنّ حقیقته و إنّه فی أصل الکتاب فاستعیر لفظ الأم للأصل لأن الأولاد تنشأ من الأم کما تنشأ الفروع من الأصول، و حکمة ذلک تمثیل ما لیس بمرئی حتی یصیر مرئیا فینتقل السامع من حدّ السّماع إلی حدّ العیان، و ذلک أبلغ فی البیان. و مثال إیضاح ما لیس بجلیّ لیصیر جلیّا: وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ «2» فإن المراد منه أمر الولد بالذلّ لوالدیه رحمة فاستعیر للذّلّ أولا جانب ثم للجانب جناح، أی اخفض جانب الذلّ أی اخفض جانبک ذلّا؛ و حکمة الاستعارة فی هذا جعل ما لیس بمرئی مرئیا لأجل حسن البیان.
و لمّا کان المراد خفض جانب الولد للوالدین بحیث لا یبقی الولد من الذلّ لهما و الاستکانة متمکنا، احتیج فی الاستعارة إلی ما هو أبلغ من الأولی، فاستعیر لفظ الجناح لما فیه من المعانی التی لا تحصل من خفض الجانب، لأن من یمیل جانبه إلی جهة السّفل أدنی میل صدق علیه أنّه خفض جانبه، و المراد خفض یلصق الجنب بالأرض و لا یحصل ذلک إلّا بذکر الجناح کالطائر. و مثال المبالغة: وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً «3» أی فجّرنا عیون الأرض، و لو عبّر بذلک لم یکن فیه من المبالغة ما فی الأول المشعر بأن الأرض کلها صارت عیونا. انتهی.

فائدة:

اختلفوا فی الاستعارة أ هی مجاز لغوی أو عقلی، فالجمهور علی أنها مجاز لغوی لکونها موضوعة للمشبّه به لا للمشبّه و لا لأعمّ منهما.
و قیل إنها مجاز عقلی لا بمعنی إسناد الفعل أو معناه إلی ما هو له بتأوّل، بل بمعنی أنّ التصرّف فیها فی أمر عقلی لا لغوی لأنها لم تطلق علی المشبّه إلّا بعد ادّعاء دخوله فی جنس المشبّه به فکان استعمالها فیما وضعت له، لأن مجرد نقل الاسم لو کان استعارة لکانت الأعلام المنقولة کیزید و یشکر استعارة، و ردّ بأن الادعاء لا یقتضی أن تکون مستعملة فیما وضعت له للعلم الضروری بأن الأسد مثلا موضوع للسبع المخصوص، و فی صورة الاستعارة مستعمل فی الرجل الشجاع، و تحقیق ذلک أنّ ادعاء دخوله فی جنس المشبّه به مبنی علی أنه جعل أفراد الأسد بطریق التأویل قسمین: أحدهما المتعارف و هو الذی له غایة الجرأة و نهایة القوّة فی مثل تلک الجثة و تلک الأنیاب و المخالب إلی غیر ذلک. و الثانی غیر المتعارف و هو الذی له تلک
______________________________
(1) الزخرف/ 4.
(2) الاسراء/ 24.
(3) القمر/ 12.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 159
الجرأة و تلک القوة، لکن لا فی تلک الجثة و الهیکل المخصوص، و لفظ الأسد إنما هو موضوع للمتعارف، فاستعماله فی غیر المتعارف استعمال فی غیر ما وضع له، کذا فی المطول.
و قال صاحب الأطول: و یمکن أن یقال: إذا قلت: رأیت أسدا و حکمت برؤیة رجل شجاع یمکن فیه طریقان: أحدهما أن یجعل الأسد مستعارا لمفهوم الرجل الشجاع، و الثانی أن یستعمل فیما وضع له الأسد و یجعل مفهوم الأسد آلة لملاحظة الرجل الشجاع، و یعتبر تجوّزا عقلیا فی الترکیب التقییدی الحاصل من جعل مفهوم الأسد عنوانا للرجل الشجاع، فیکون الترکیب بین الرجل الشجاع و مفهوم الأسد مبنیا علی التجوّز العقلی، فلا یکون هناک مجاز لغوی. ألا تری أنه لا تجوّز لغة فی قولنا: لی نهار صائم فقد حقّ القول بأنه مجاز عقلی و لکن أکثر الناس لا یعلمون.

فائدة:

الاستعارة تفارق الکذب بوجهین: بالبناء علی التأویل، و بنصب القرینة علی إرادة خلاف الظاهر.

التقسیم‌

للاستعارة تقسیمات باعتبارات: الأول باعتبار الطرفین أی المستعار منه و المستعار له إلی وفاقیة و عنادیة، لأن اجتماع الطرفین فی شی‌ء إمّا ممکن و تسمّی وفاقیة لما بین الطرفین من الموافقة نحو أحییناه فی قوله تعالی: أَ وَ مَنْ کانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ «1» أی ضالّا فهدیناه، استعار الإحیاء من معناه الحقیقی و هو جعل الشی‌ء حیّا للهدایة التی هی الدلالة علی طریق یوصل إلی المطلوب؛ و الإحیاء و الهدایة مما یمکن اجتماعهما فی شی‌ء. و إمّا ممتنع و تسمّی عنادیة لتعاند الطرفین کاستعارة المیّت فی الآیة للضالّ إذ لا یجتمع الموت مع الضلال. و منها أی من العنادیة التهکّمیة و التملیحیة، و هما الاستعارة التی استعملت فی ضدّ معناها الحقیقی أو نقیضه تنزیلا للتضادّ و التناقض منزلة التناسب بواسطة تملیح أو تهکّم نحو: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ «2» أی أنذرهم، استعیرت البشارة التی هی الإخبار بما یظهر سرورا فی المخبر به للإنذار الذی هو ضدّها بإدخال الإنذار فی جنس البشارة علی سبیل التهکّم، و کذا قولک: رأیت أسدا و أنت ترید جبانا علی سبیل التملیح و الظرافة. و الاستهزاء الثانی باعتبار الجامع إلی قسمین لأن الجامع إمّا غیر داخل فی مفهوم الطرفین کما فی استعارة الأسد للرجل الشجاع، فإن الشجاعة خارجة عن مفهوم الطرفین، و إمّا داخل فی مفهوم الطرفین نحو قوله علیه السلام:
«خیر الناس رجل یمسک بعنان فرسه کلّما سمع هیعة طار إلیها، أو رجل فی شعفة فی غنیمة له یعبد اللّه حتی یأتیه الموت» «3». الهیعة الصوت المهیب، و الشّعفة رأس الجبل. و المعنی خیر الناس رجل أخذ بعنان فرسه و استعدّ للجهاد، أو رجل اعتزل الناس و سکن فی رأس جبل فی غنم له قلیل یرعاها و یکتفی بها فی أمر معاشه و یعبد اللّه حتی یأتیه الموت. استعار الطّیران للعدو و الجامع و هو قطع المسافة بسرعة داخل فی مفهومهما. و أیضا باعتبار الجامع إمّا عامّیة و هی المبتذلة لظهور الجامع فیها نحو: رأیت
______________________________
(1) الانعام/ 122.
(2) آل عمران/ 21.
(3) أخرجه أحمد فی المسند، 2/ 396، عن أبی هریرة بلفظ: قال النبی صلی اللّه علیه و سلم: «ألا أخبرکم بخیر البریة، قالوا بلی یا رسول اللّه، قال: رجل أخذ بعنان فرسه فی سبیل اللّه عز و جلّ، کلّما کان هیعة استوی علیه. ألا أخبرکم بالذی یلیه، قالوا بلی: رجل فی ثلة من غنمه یقیم الصلاة و یؤتی الزکاة. ألا أخبرکم بشر البریة، قالوا بلی، قال: الذی یسأل باللّه و لا یعطی به.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 160
أسدا یرمی، أو خاصیّة و هی الغریبة أی البعیدة عن العامة. و الغرابة قد تحصل فی نفس الشّبه کما فی قول یزید بن مسلمة «1» یصف فرسا بأنّه مؤدّب و أنّه إذا نزل عنه صاحبه و ألقی عنانه فی قربوس سرجه أی مقدّم سرجه وقف علی مکانه حتی یعود إلیه. قال الشاعر:
و اذا احتبی قربوسه بعنانه علک الشکیم إلی انصراف الزائر
علک أی مضغ و الشکیم اللّجام، و أراد بالزائر نفسه، فاستعار الاحتباء و هو أن یجمع الرجل ظهره و ساقیه بثوب أو غیره لوقوع العنان فی قربوس السّرج، فصارت الاستعارة غریبة لغرابة التشبیه. و قد تحصل الغرابة بتصرّف فی العامّیة نحو قوله:
أخذنا بأطراف الأحادیث بیننا و سالت بأعناق المطیّ الأباطح
و الأباطح جمع أبطح و هو مسیل الماء فیه دقاق الحصی، أی أخذت المطایا فی سرعة المضی. استعار سیلان السیول الواقعة فی الأباطح لسیر الإبل سیرا سریعا فی غایة السرعة المشتملة علی لین و سلاسة، و التشبیه فیها ظاهر عامی، و هو السرعة لکن قد تصرف فیه بما أفاده اللطف و الغرابة، إذ أسند سالت إلی الأباطح دون المطیّ و أعناقها حتی أفاد أنه امتلأت الأباطح من الإبل، و أدخل الأعناق فی السیر حیث جعلت الأباطح سائلة مع الأعناق، فجعل الأعناق سائرة إشارة إلی أنّ سرعة سیر الإبل و بطؤه إنما یظهران غالبا فی الأعناق.
الثالث باعتبار الثلاثة، أی المستعار منه و المستعار له و الجامع إلی خمسة أقسام:
الأول استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس نحو: وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً «2» فالمستعار منه هو النار، و المستعار له هو الشیب، و الوجه أی الجامع هو الانبساط الذی هو فی النار أقوی، و الجمیع حسّی، و القرینة هو الاشتعال الذی هو من خواص النار، و هو أبلغ مما لو قیل: اشتعل شیب الرأس لإفادته عموم الشیب لجمیع الرأس.
و الثانی استعارة محسوس لمحسوس بوجه عقلی، نحو: وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ «3» فالمستعار منه السّلخ الذی هو کشط الجلد عن نحو الشاة، و المستعار له کشف الضوء عن مکان اللیل و هما حسّیان، و الجامع ما یعقل من ترتّب أمر علی آخر، کترتّب ظهور اللحم علی الکسط و ترتّب ظهور الظلمة علی کشف الضوء عن مکان اللیل، و الترتّب أمر عقلی؛ قال ابن أبی الإصبع: هی ألطف من الأولی.
و الثالث استعارة معقول لمعقول بوجه عقلی؛ قال ابن ابی الإصبع: هی ألطف الاستعارات نحو: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا «4» فإن المستعار منه الرقاد أی النوم و المستعار له الموت و الجامع عدم ظهور الفعل، و الکلّ عقلی.
الرابع استعارة محسوس لمعقول بوجه عقلی نحو: مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ استعیر المسّ و هو صفة فی الأجسام و هو محسوس لمقاساة الشّدّة، و الجامع اللحوق، و هما
______________________________
(1) هو یزید بن سلمة الخیر بن قشیر بن کعب بن ربیعة بن عامر بن صعصعة، أبو مکشوح، المعروف بابن الطثریة متوفی 126 ه/ 744 م. شاعر مطبوع ظریف، عفیف، حسن الوجه و الشعر، من شعراء الأمویین. جمع شعره فی دیوان.
الأعلام 8/ 183، معجم الادباء 20/ 46، وفیات الأعیان 2/ 299، الشعر و الشعراء 392، طبقات الشعراء 150، الأغانی 8/ 155.
(2) مریم/ 4.
(3) یس/ 37.
(4) یس/ 52.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 161
عقلیان.
الخامس استعارة معقول لمحسوس و الجامع عقلی نحو: إِنَّا لَمَّا طَغَی الْماءُ «1» المستعار منه التکبّر و هو عقلی و المستعار له کثرة الماء و هو حسّی، و الجامع الاستعلاء و هو عقلی أیضا. هذا هو الموافق لما ذکره السکاکی، و زاد الخطیب قسما سادسا و هو استعارة محسوس لمحسوس و الجامع مختلف بعضه حسّی و بعضه عقلی، کقولک رأیت شمسا و أنت ترید إنسانا کالشمس فی حسن الطلعة و نباهة الشأن، فحسن الطلعة حسّی و نباهة الشأن عقلیة و معنی الحسّی و العقلی قد مرّ فی التشبیه الرابع باعتبار اللفظ إلی قسمین لأن اللفظ المستعار إن کان اسم جنس فاستعارة أصلیة کأسد و قتل للشجاع و الضرب الشدید، و إلّا فاستعارة تبعیة کالفعل و المشتقّات و سائر الحروف.
و المراد باسم الجنس ما دلّ علی نفس الذّات الصالحة لأن تصدق علی کثیرین من غیر اعتبار وصف من الأوصاف، و المراد بالذات ما یستقلّ بالمفهومیة. و قولنا من غیر اعتبار وصف أی من غیر اعتبار وصف متعلّق بهذا الذات فلا یتوهّم الإشکال بأنّ الفعل وصف و هو ملحوظ فدخل علم الجنس فی حدّ اسم الجنس، و خرج العلم الشخصی و الصفات و أسماء الزمان و المکان و الآلة. ثم المراد باسم الجنس أعمّ من الحقیقی، و الحکمی أی المتأوّل باسم الجنس نحو حاتم فإن الاستعارة فیه أصلیة، و فیه نظر لأن الحاتم مأوّل بالمتناهی فی الجود فیکون متأوّلا بصفة، و قد استعیر من مفهوم المتناهی فی الجود لمن له کمال جود فیکون ملحقا بالتبعیة دون الأصلیة. و أجیب بأنّ مفهوم الحاتم و إن تضمّن نوع وصفیة لکنه لم یصر به کلیّا بل اشتهر ذاته المشخصة بوصف من الأوصاف خارج عن مدلوله کاشتهار الأجناس بأوصافها الخارجة عن مفهوماتها بخلاف الأسماء المشتقّة فإن المعانی المصدریة المعتبرة فیها داخلة فی مفهوماتها الأصلیة فلذلک کانت الأعلام المشتهرة بنوع وصفیة ملحقة بأسماء الأجناس دون الصفات.
و الحاصل أنّ اسم الجنس یدلّ علی ذات صالحة للموصوفیة مشتهرة بمعنی یصلح أن یکون وجه الشبه، و کذا العلم إذا اشتهر بمعنی، فالاستعارة فیهما أصلیة و الأفعال و الحروف لا تصلح للموصوفیة و کذا المشتقات.
و إنما کانت استعارة الفعل و ما یشتق منه و الحرف تبعیة لأنّ الفعل و المشتقات موضوعة بوضعین: وضع المادة و الهیئة فإذا کان فی استعاراتها لا تتغیر معانی الهیئات فلا وجه لاستعارة الهیئة، فالاستعارة فیها إنما هی باعتبار موادّها، فیستعار مصدرها لیستعار موادّها تبعیة استعارة المصدر، و کذا إذا استعیر الفعل باعتبار الزمان کما یعبر عن المستقبل بالماضی تکون تبعیة لتشبیه الضّرب فی المستقبل مثلا بالضرب فی الماضی فی تحقق الوقوع، فیستعار له ضرب، فاستعارة الهیئة لیست بتبعیة استعارة المصدر، بل اللفظ بتمامه مستعار بتبعیة استعارة الجزء، و کذا الحروف، فإن الاستعارة فیها تجری أولا فی متعلق معناها و هو هاهنا ما یعبّر عنها به عند تفسیر معانیها، کقولنا: من معناه الابتداء و إلی معناه الانتهاء نحو: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِیَکُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً «2» شبّه ترتّب العداوة و الحزن علی الالتقاط بترتّب علته الغائیة علیه، ثم استعیر فی المشبه اللّام الموضوعة
______________________________
(1) الحاقة/ 11.
(2) القصص/ 8.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 162
للمشبّه به فیکون الاستعارة فی اللّام تبعا للاستعارة فی المجرور.
ثم اعلم أنّ الاستعارة فی الفعل علی قسمین: أحدهما أن یشبّه الضرب الشدید مثلا بالقتل و یستعار له اسمه ثم یشتق منه قتل بمعنی ضرب ضربا شدیدا، و الثانی أن یشبّه الضرب فی المستقبل بالضرب فی الماضی مثلا فی تحقق الوقوع فیستعمل فیه ضرب فیکون المعنی المصدری أعنی الضرب موجودا فی کلّ من المشبّه و المشبّه به، لکنه قیّد فی کل واحد منهما بقید مغایر للآخر فصحّ التشبیه لذلک، کذا أفاده المحقق الشریف «1». لکن ذکر العلامة عضد الملة «2» و الدین فی الفوائد الغیاثیة «3» أنّ الفعل یدلّ علی النسبة و یستدعی حدثا و زمانا، و الاستعارة متصوّرة فی کلّ واحد من الثلاثة، ففی النسبة کهزم الأمیر الجند، و فی الزمان کنادی أصحاب الجنّة، و فی الحدث نحو فبشّرهم بعذاب ألیم، انتهی؛ و ذلک لأن الفعل قد یوضع للنسبة الإنشائیة نحو اضرب و هی مشتهرة بصفات تصلح لأن یشبه بها کالوجوب، و قد یوضع للنسبة الإخباریة و هی مشتهرة بالمطابقة و اللامطابقة، و یستعار الفعل من أحدهما للآخر کاستعارة رحمه اللّه لا رحمه، و استعارة فلیتبوّأ فی قوله علیه السلام «من تبوّأ علیّ الکذب فلیتبوّأ مقعده علی النار» «4» للنسبة الاستقبالیة الخبریة فإنه بمعنی یتبوّأ مقعده من النار، صرّح به فی شرح الحدیث، و ردّه صاحب الأطول بأنّ النسبة جزء معنی الفعل فلا یستعار عنها، بخلاف المصدر فإنه لا یستعار من معناه الفعل بل یستعار من معناه نفس المصدر و یشتق منه الفعل، و لا یمکن مثله فی النسبة، فالحقّ عدم جریانها فی النسبة کما قاله السید السّند.

فائدة:

قال الفاضل الچلپی: القوم إنما تعرّضوا للاستعارة التبعیة المصرّحة، و الظاهر تحقق الاستعارة التبعیة المکنیّة کما فی قولک: أعجبنی الضارب دم زید، و لعلهم لم یتعرضوا لها لعدم وجدانهم إیاها فی کلام البلغاء.

فائدة:

لم یقسموا المجاز المرسل إلی الأصلی و التبعی علی قیاس الاستعارة لکن ربما یشعر بذلک کلامهم. قال فی المفتاح: و من أمثلة المجاز قوله تعالی: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ «5» استعمل قرأت مکان أردت القراءة لکون القراءة مسبّبة من إرادتها استعمالا مجازیا، یعنی استعمال المشتقّ بتبعیة المشتقّ منه، کذا فی شرح بعض رسائل الاستعارة.
الخامس باعتبار المقارنة بما یلائم شیئا
______________________________
(1) الجرجانی: هو علی بن محمد بن علی، المعروف بالشریف الجرجانی. ولد قرب استراباد عام 740 ه/ 1340 م. و مات بشیراز عام 816 ه/ 1413 م. فیلسوف، من کبار علماء العربیة. له أکثر من خمسین مصنّفا. الأعلام 5/ 7، الفوائد البهیة 125، مفتاح السعادة 1/ 167، دائرة المعارف الإسلامیة 6/ 333، الضوء اللامع 5/ 328، آداب اللغة 3/ 235.
(2) عضد الدین الإیجی: هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو الفضل، عضد الدین الإیجی. توفی عام 756 ه/ 1355 م. مسجونا بقلعة کرمان. عالم بالأصول و المعانی و العربیة و الکلام. له تصانیف هامة. الاعلام 3/ 295، بغیة الوعاة 296، مفتاح السعادة 1/ 169، الدرر الکامنة 2/ 322، طبقات السبکی 6/ 108.
(3) الفوائد الغیاثیة (معانی و بیان) لعضد الدین عبد الرحمن بن أحمد الإیجی (- 756 ه) کشف الظنون 2/ 1299. أسماء الکتب 229.
(4) أخرجه مسلم فی الصحیح، 1/ 10، عن أبی هریرة، المقدمة، باب تغلیظ الکذب علی رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم (2)، حدیث رقم 3/ 3، بلفظ: «من کذب علی متعمدا فلیتبوأ مقعده من النار».
(5) النحل/ 98.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 163
من الطرفین و عدمها إلی ثلاثة أقسام: أحدها المطلقة و هی ما لم یقترن بصفة و لا تفریع مما یلائم المستعار له أو المستعار منه، نحو عندی أسد، و المراد بالاقتران بما یلائم الاقتران بما یلائم مما سوی القرینة، و إلّا فالقرینة مما یلائم المستعار له، فلا یوجد استعارة مطلقة، و المراد بالصفة المعنویّة لا النعت النحوی، و المراد بالتفریع ما یکون إیراده فرع الاستعارة سواء ذکر علی صورة التفریع و هو تصدیره بالفاء أو لا، و ثانیها المجرّدة و هی ما قرن بما یلائم المستعار له، و ینبغی أن یقیّد ما یلائم المستعار له بأن لا یکون فیه تبعید الکلام عن الاستعارة و تزییف لدعوی الاتحاد إذ ذکروا أنّ فی التجرید کثرة المبالغة فی التشبیه کقوله تعالی: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ «1» فإنّ الإذاقة تجرید اللباس المستعار لشدائد الجوع و الخوف بعلاقة العموم لجمیع البدن عموم اللباس، و لذا اختاره علی طعم الجوع الذی هو أنسب بالإذاقة. و إنما کانت الإذاقة من ملائمات المستعار له مع أنه لیس الجوع و الخوف من المطعومات لأنه شاعت الإذاقة فی البلایا و الشدائد و جرت مجری الحقیقة فی إصابتها، فیقولون ذاق فلان البؤس و الضرّ، و أذاقه العذاب، شبّه ما یدرک من أثر الضرّ و الألم بما یدرک من طعم المرّ و البشع، و اختار التجرید علی الترشیح، و لم یقل فکساها اللّه لباس الجوع و الخوف لأن الإدراک بالذوق یستلزم الإدراک باللمس من غیر عکس، فکان فی الإذاقة إشعار بشدة الإصابة لیست فی الکسوة. و ثالثها المرشّحة و تسمّی الترشیحیة أیضا و هی ما قرن بما یلائم المستعار منه نحو:
أُولئِکَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدی فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ «2» فإنه استعار الاشتراء للاستبدال و الاختیار، ثم فرّع علیها ما یلائم الاشتراء من فوت الرّبح و اعتبار التجارة. ثم أنهم لم یلتفتوا إلی ما یقرن بما یلائم المستعار له فی الاستعارة بالکنایة مع أنه أیضا ترشیح لأنه لیس هناک لفظ یسمّی استعارة، بل تشبیه محض، و کلامهم فی الاستعارة المرشّحة التی هی قسم من المجاز لا فی ترشیح یشتمل ترشیح الاستعارة و التشبیه المضمر فی النفس. و أما عدم التفات السکّاکی فیوهم ما لیس عنده و هو أنّ المرشّحة من أقسام الاستعارة المصرّحة، إذ التحقیق أنّ الاستعارة بالکنایة إذا زید فیها علی المکنیّة ما یلائمها تصیر مرشّحة عنده، کذا فی الاطول.

فائدة:

قال أبو القاسم: تقسیمهم الاستعارة المصرّحة إلی المجردة و المرشحة یشعر بأنّ الترشیح و التجرید إنما یجریان فی الاستعارة المصرّح بها دون المکنیّ عنها، و الصواب أنّ ما زاد فی المکنیة علی قرینتها أعنی إثبات لازم واحد یعدّ ترشیحا لها؛ ثم التجرید و الترشیح إنما یکونا بعد تمام الاستعارة، فلا یعدّ قرینة المصرح بها تجریدا و لا قرینة المکنی عنها ترشیحا، انتهی.

فائدة:

قال صاحب الأطول: إذا اجتمع ملائمان للمستعار له فهل یتعیّن أحد للقرینة أو الاختیار إلی السامع یجعل أیهما شاء قرینة و الآخر تجریدا؟ قال بعض الأفاضل: ما هو أقوی دلالة علی الإرادة للقرینة و الآخر للتجرید. و نحن نقول أیهما سبق فی الدلالة علی المراد قرینة و الآخر تجرید، کیف لا و القرینة ما نصب للدّلالة علی المراد، و قد سبق أحد الأمرین فی الدلالة، فلا معنی لنصب اللاحق، و الاوجه أنّ کلّا من الملائمین المجتمعین إن صلح قرینة فقرینة، و مع
______________________________
(1) النحل/ 112.
(2) البقرة/ 16.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 164
ذلک الاستعارة مجرّدة، و لا تقابل بین المجرّدة و متعددة القرینة، بل کل متعددة القرینة مجرّدة.

فائدة:

قد یجتمع التجرید و الترشیح کقول زهیر «1»:
لدی أسد شاکی السلاح مقذّف له لبد أظفاره لم تقلّم
و وجه اجتماعهما صرف دعوی الاتحاد إلی المشبّه المقارن بالصفة و التفریع و المشبّه به حتی یستدعی الدعوی ثبوت الملائم للمشبه به أیضا.

فائدة:

الترشیح أبلغ من التجرید و الإطلاق و من جمع الترشیح و التجرید لاشتماله علی تحقیق المبالغة فی ظهور العینیة التی هی توجب کمال المبالغة فی التشبیه، فیکون أکثر مبالغة و أتمّ مناسبة بالاستعارة، و کذا الإطلاق أبلغ من التجرید. و مبنی الترشیحیة علی أن المستعار له عین المستعار منه لا شی‌ء شبیه به.

فائدة:

فی شرح بعض رسائل الاستعارة الترشیح یجوز أن یکون باقیا علی حقیقته تابعا فی الذّکر للتعبیر عن الشی‌ء بلفظ الاستعارة و لا یقصد به إلّا تقویتها، کأنّه نقل لفظ المشبه به مع ردیفه إلی المشبّه، و یجوز أن یکون مستعارا من ملائم المستعار منه لملائم المستعار له، و یکون ترشیح الاستعارة بمجرد أنه عبّر عن ملائم المستعار له بلفظ موضوع لملائم المستعار منه. هذا و لا یخفی أنّ هذا لا یخصّ بکون لفظ ملائم المستعار منه مستعارا، بل یتحقّق الترشیح بذلک التعبیر علی وجه الاستعارة کان أو علی وجه المجاز المرسل، إمّا للملائم المذکور أو للقدر المشترک بین المشبّه و المشبّه به، و أنّه یحتمل مثل ذلک فی التجرید أیضا، و یحتمل تلک الوجوه قوله تعالی: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ «2» حیث استعیر الحبل للعهد فی أن یکون وسیلة لربط شی‌ء لشی‌ء، و ذکر الاعتصام و هو التمسک بالحبل ترشیحا إما باقیا علی معناه للوثوق بالعهد أو مجازا مرسلا فی الوثوق بالعهد، لعلاقة الإطلاق و التقیید فیکون مجازا مرسلا بمرتبتین، أو فی الوثوق، کأنه قیل ثقوا بعهد اللّه، و حینئذ کلّ من الترشیح و الاستعارة ترشیح للآخر.
السادس باعتبار أمر آخر إلی أربعة أقسام:
تصریحیة و مکنیة و تحقیقیة و تخییلیة. فالتصریحیة و تسمّی بالمصرّحة أیضا هی التی ذکر فیها المشبّه به. و المکنیة ما یقابلها و تسمّی الاستعارة بالکنایة أیضا. اعلم أنه اتفقت کلمة القوم علی أنه إذا لم یذکر من أرکان تشبیه شی‌ء بشی‌ء سوی المشبّه و ذکر معه ما یخصّ المشبّه به کان هناک استعارة بالکنایة و استعارة تخییلیة، کقولنا:
أظفار المنیّة أی الموت نشبت بفلان، لکن اضطربت أقوالهم فی تشخیص المعنیین اللذین یطلق علیهما هذان اللفظان. و محصّل ذلک یرجع إلی ثلاثة أقوال: أحدها ما ذهب إلیه القدماء و هو أنّ المستعار بالکنایة لفظ المشبه به المستعار للمشبه فی النفس المرموز إلیه بذکر لازمه من غیر تقدیر فی نظم الکلام، و ذکر اللازم قرینة علی قصده من غرض و إثبات ذلک
______________________________
(1) زهیر بن أبی سلمی: هو زهیر بن أبی سلمی ربیعة بن ریاح المزنی المضری. توفی عام 13 ق. ه/ 609 م. من حکماء العرب فی الجاهلیة و شعرائهم. له شعر جید و منه المعلقة المعروفة. ابنه کعب و اخته سلمی. و قد طبع له دیوان. الاعلام 3/ 52، الأغانی 10/ 88، شرح شواهد المغنی 48، جمهرة الانساب 25، معاهد التنصیص 1/ 327، آداب اللغة 1/ 105، الشعر و الشعراء 44.
(2) آل عمران/ 103.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 165
اللازم للمشبّه استعارة تخییلیة. ففی المثال المذکور الاستعارة بالکنایة السبع المستعار للمنیّة الذی لم یذکر اعتمادا علی أنّ إضافة الأظفار إلی المنیّة تدل علی أن السبع مستعار لها.
و الاستعارة التخییلیة إثبات الأظفار للمنیة، فحینئذ وجه تسمیتها بالمکنیة و بالاستعارة بالکنایة ظاهر لأنها استعارة بالمعنی المصطلح و متلبسة بالکنایة بالمعنی اللغوی، أی الخفاء، و کذا تسمیتها بالتخییلیة لاستلزامها استعارة لازم المشبه به للمشبّه، و تخییل أنّ المشبّه من جنس المشبّه به. و ثانیها ما ذهب إلیه السکّاکی صریحا حیث قال: الاستعارة بالکنایة لفظ المشبّه المستعمل فی المشبّه به ادعاء أی بادعاء أنه عینه بقرینة استعارة لفظ هو من لوازم المشبّه به بصورة متوهّمة متخیّلة شبیهة به أثبتت للمشبّه، فالمراد بالمنیّة عنده هو السبع بادعاء السبعیة لها و إنکار أن تکون شیئا غیر السبع بقرینة إضافة الأظفار التی من خواص السبع إلیها. و لا خفاء فی أن تسمیتها بالاستعارة بالکنایة أو المکنیة غیر ظاهر حینئذ، و فی جعله إیاها قسما من الاستعارة التی هی قسم من المجاز، و جعل إضافة الأظفار قرینة الاستعارة نظرا لأنّ لفظ المشبه فیها هو المستعمل فی ما وضع له تحقیقا، و الاستعارة لیست کذلک. و اختار السکّاکی ردّ التبعیة إلی المکنی عنها بجعل قرینتها استعارة بالکنایة و جعلها أی التبعیة قرینة لها، علی عکس ما ذکره القوم فی مثل نطقت الحال من أنّ نطقت استعارة لدلّت و الحال قرینة لها. هذا و لکن فی کون ذلک مختار السکاکی نظرا لأنه قال فی آخر بحث الاستعارة التبعیة:
هذا ما أمکن من تلخیص کلام الأصحاب فی هذا الفصل، و لو أنهم جعلوا قسم الاستعارة التبعیة من قسم الاستعارة بالکنایة بأن قلبوا، فجعلوا فی قولهم نطقت الحال هکذا الحال التی ذکرها عندهم قرینة الاستعارة بالتصریح استعارة بالکنایة عن المتکلّم بواسطة المبالغة فی التشبیه علی مقتضی المقام، و جعلوا نسبة النطق إلیه قرینة الاستعارة، کما تراهم فی قولهم: و إذا المنیّة انشبت أظفارها، یجعلون المنیّة استعارة بالکنایة عن السبع و یجعلون إثبات الأظفار لها قرینة الاستعارة لکان أقرب إلی الضبط فتدبر، انتهی کلامه. و هو صریح فی أنه ردّ التبعیة إلی المکْنیة علی قاعدة القوم، فحینئذ لا حاجة له إلی استعارة قرینة المکنیة لشی‌ء حتی تبقی التبعیة مع ذلک بحالها، و لا یتقلّل الأقسام بهذا أیضا.
فإن قلت لم یجعل السلف المکنیة المشبّه المستعمل فی المشبّه به کما اعتبره فی هذا الرّدّ، فکیف یتأتی لک توجیه کلامه بأنّ ردّه علی قاعدة السلف من غیر أن یکون مختارا له؟
قلت: لا شبهة فیما ذکرنا و العهدة علیه فی قوله، کما تراهم فی قولهم: و إذا المنیة أنشبت أظفارها، یجعلون المنیة استعارة بالکنایة، و لا یضرّنا فیما ذکرنا من توجیه کلامه.
و أما التخییلیة عند السکاکی فما سیأتی.
و ثالثها ما ذهب إلیه الخطیب و هی التشبیه المضمر فی النفس الذی لم یذکر شی‌ء من أرکانه سوی المشبّه و دل علیه أی علی ذلک التشبیه بأن یثبت للمشبه أمر مختصّ بالمشبه به من غیر أن یکون هناک أمر متحقق حسّا و عقلا یجری علیه اسم ذلک الأمر، و یسمّی إثبات ذلک الأمر استعارة تخییلیة، و المراد بالتشبیه التشبیه اللغوی لا الاصطلاحی، فلا یردّ أن ذکر المشبّه به واجب البتة فی التشبیه، و إنما قیل: و دلّ علیه الخ لیشتمل زیدا فی جواب من یشبه الأسد؛ و علی هذا التسمیة بالاستعارة غیر ظاهر و إن کان کونها کنایة غیر مخفی. و بالجملة ففی المکنیة ثلاثة أقوال، و فی التخییلیة قولان: أحدهما قول السکاکی کما یجی‌ء، و الآخر قول غیره. و علی هذا المذهب الثالث کلّ من لفظی الأظفار و المنیّة فی المثال المذکور حقیقتان مستعملتان
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 166
فی المعنی الموضوع له، و لیس فی الکلام مجاز لغوی، و إنما المجاز هو إثبات شی‌ء لشی‌ء لیس هو له، و علی هذا هو عقلی کإثبات الإنبات للربیع. و الاستعارة بالکنایة و التخییلیة أمران معنویان، و هما فعلا المتکلم، و یتلازمان فی الکلام لأن التخییلیة یجب أن تکون قرینة للمکنیة البتة، و هی یجب أن تکون قرینة للتخیلیة البتة.

فائدة:

قال صاحب الأطول: و من غرائب السوانح و عجائب اللوائح أن الاستعارة بالکنایة فیما بین الاستعارات معلومة مبنیة علی التشبیه المقلوب لکمال المبالغة فی التشبیه، فهو أبلغ من المصرّحة، فکما أنّ قولنا السبع کالمنیّة تشبیه مقلوب یعود الغرض منه إلی المشبّه به، کذلک أنشبت المنیة أظفارها استعارة مقلوبة استعیر بعد تشبیه السبع بالمنیة المنیة للسبع الادعائی، و أرید بالمنیة معناها بعد جعلها سبعا تنبیها علی أنّ المنیّة بلغت فی الاغتیال مرتبة ینبغی أن یستعار للسبع عنها اسمها دون العکس، فالمنیة وضعت موضع السبع، لکن هذا علی ما جری علیه السکاکی.
و التحقیقیة هی ما یکون المشبّه متحققا حسّا أو عقلا نحو: رأیت أسدا یرمی، فإنّ الأسد مستعار للرجل الشجاع و هو أمر متحقق حسّا، و نحو: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ «1» أی الدین الحقّ و هو أمر متحقق عقلا لا حسّا. أما التخییلیة فعند غیر السکّاکی ما مرّ، و أما عند السکّاکی فهی استعارة لا تحقّق لمعناها حسّا و لا عقلا، بل معناها صورة وهمیة محضة.
و لما کان عدم تحقّق المعنی لا حسّا و لا عقلا شاملا لما لم یتعلّق به توهّم أیضا أضرب عنه بقوله بل معناها إلخ، و المراد بالصورة ذو الصورة فإن الصورة جاءت بهذا المعنی أیضا.
و المراد بالوهمیة ما یخترعه المتخیلة بأعمال الوهم إیاه فإن للإنسان قوة لها ترکیب المتفرّقات و تفریق المرکّبات إذا استعملها العقل تسمّی مفکرة و إذا استعملها الوهم تسمّی متخیّلة. و لما کان حصول هذا المعنی المستعار له بأعمال الوهم سمّیت استعارة تخییلیة، و من لم یعرفه قال المناسب حینئذ أن تسمّی توهمیة، و عدّ التسمیة بتخییلیة من أمارات تعسّف السکّاکی و تفسیره، و إنما وصف الوهمیة بقوله محضة أی لا یشوبها شی‌ء من التحقق الحسّی و العقلیّ للفرق بینه و بین اعتبار السلف، فإن أظفار المنیة عندهم أمر متحقق شابه توهّم الثبوت للمنیة، و هناک اختلاط توهّم و تحقق بخلاف ما اعتبره فإنه أمر وهمیّ محض لا تحقّق له لا باعتبار ذاته و لا باعتبار ثبوته، فتعریفه هذا صادق علی لفظ مستعمل فی صورة وهمیة محضة من غیر أن تجعل قرینة الاستعارة، بخلاف تفسیر السلف و الخطیب فإنها لا تنفک عندهم عن الاستعارة بالکنایة. و قد صرّح به حیث مثّل للتخییلیة بأظفار المنیة الشبیهة بالسبع أهلکت فلانا، و السلف و الخطیب إمّا أن ینکروا المثال و یجعلوه مصنوعا أو یجعلوا الأظفار ترشیحا لتشبیه لا استعارة تخییلیة. و ردّ ما ذکره بأنه یقتضی أن یکون الترشیح استعارة تخییلیة للزوم مثل ما ذکره فیه مع أنّ الترشیح لیس من المجاز و الاستعارة، و أجیب بأن الأمر الذی هو من خواصّ المشبّه به لمّا قرن فی التخییلیة بالمشبّه کالمنیّة مثلا حملناه علی المجاز و جعلناه عبارة عن أمر متوهّم یمکن إثباته للمشبّه، و فی الترشیح لمّا قرن بلفظ المشبّه به لم یحتج إلی ذلک لأنه جعل المشبّه به هو هذا المعنی مع لوازمه. فإذا قلنا: رأیت أسدا یفترس أقرانه و رأیت بحرا یتلاطم أمواجه، فالمشبه به هو
______________________________
(1) الفاتحة/ 6.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 167
الأسد الموصوف بالافتراس الحقیقی و البحر الموصوف بالتلاطم الحقیقی، بخلاف أظفار المنیّة فإنها مجاز عن الصورة الوهمیة لیصحّ إضافتها إلی الوهمیة لیصح إضافتها إلی المنیّة.
و محصّله أنّ حفظ ظاهر إثبات لوازم المشبه به للمشبه یدعو إلی جعل الدالّ علی اللازم استعارة لما یصحّ إثباته للمشبّه و لا یحتاج إلی تجوّز فی ذلک الإثبات، و لیس هذا الداعی فی الترشیح لأنه أثبت للمشبّه به فلا وجه لجعله مجازا، و لا یلزم عدم خروج الترشیح عن الاستعارة و عدم زیادته علیها لأنه فرّق بین المقید و المجموع و المشبّه به هو الموصوف و الصفة خارجة عنه لا المجموع المرکب منهما، و أیضا معنی زیادته أن الاستعارة تامة بدونه.
و یردّ علی هذا أنّ الترشیح کما یکون فی المصرّحة یکون فی المکنیة أیضا ففی المکنیة لم یقرن المشبّه به فلا تفرقة هناک، و یمکن أن یفرّق بأن التخییلیة لو حملت علی حقیقتها لا یثبت الحکم المقصود فی الکلام للمکنی عنها کما عرفت بخلاف المصرّحة فإن قولنا جاءنی أسد له لبد، لو أثبت فیه اللبد الحقیقی للأسد المستعمل فی الرجل الشجاع مجازا لم یمنع عن إثبات المجی‌ء للأسد، فإن مآله جاءنی رجل شجاع لما شبّهه به لبد، لکنه لا یتم فی قوله تعالی: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً «1» فإنه لو أرید الأمر بالاعتصام الحقیقی لفات ما قصد بیانه للعهد، فلا بدّ من جعل الاعتصام استعارة لما یثبت العهد.

فائدة:

التصریحیة تعمّ التحقیقیة و التخییلیة، و الکلّ مجاز لغوی و متباین، هذا عند السکّاکی.
و المکنیة داخلة فی التحقیقیة عند السلف لأنّ اللفظ المستعار المضمر فی النفس و هو محقق المعنی. و التصریحیة عند الخطیب ترادف التحقیقیة و تباین التخییلیة لأنها عنده لیست لفظا، فلا تکون محقق المعنی، و کذا تباین المکنیة لأنها عنده نفس التشبیه المضمر فی النفس فلا تکون محقق المعنی.

فائدة:

فی تحقیق قرینة الاستعارة بالکنایة ذهب السلف سوی صاحب الکشاف إلی أنّ الأمر الذی أثبت للمشبه من خواصّ المشبه به مستعمل فی معناه الحقیقی، و إنما المجاز فی الإثبات و یحکمون بعدم انفکاک المکنی عنده عنها، و إلیه ذهب الخطیب أیضا، و جوّز صاحب الکشاف کون قرینتها استعارة تحقیقیة و کذا السکاکی، و وجه الفرق بین ما یجعل قرینة للمکنیة و یجعل نفسه تخییلا أو استعارة تحقیقیة أو إثباته تخییلا و بین ما یجعل زائدا علیها و ترشیحا قوّة الاختصاص بالمشبه به، فأیّهما أقوی اختصاصا و تعلّقا به فهو القرینة و ما سواه ترشیح، و کذا الحال بین القرینة و الترشیح فی الاستعارة المصرّحة، و الأظهر أنّ ما یحضر السامع أولا فهو القرینة و ما سواه ترشیح، ذلک أن تجعل الجمیع قرینة فی مقام شدة الاهتمام بالإیضاح، هکذا فی شرح بعض رسائل الاستعارة.

فائدة:

فی الإتقان أنکر قوم الاستعارة بناء علی إنکارهم المجاز، و قوم إطلاقها فی القرآن لأن فیها إیهاما للحاجة، و لأنه لم یرد فی ذلک إذن الشارع، و علیه القاضی عبد الوهاب المالکی «2»، انتهی.
______________________________
(1) آل عمران/ 103.
(2) القاضی عبد الوهاب المالکی: هو عبد الوهاب بن علی بن نصر الثعلبی البغدادی، أبو محمد. ولد ببغداد عام 362 ه/
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 168

خاتمة

إذا جری فی الکلام لفظة ذات قرینة دالّة علی تشبیه شی‌ء بمعناه فهو علی وجهین:
أحدهما أن لا یکون المشبّه مذکورا و لا مقدّرا کقولک: لقیت فی الحمام أسدا أی رجلا شجاعا، و لا خلاف فی أنّ هذا استعارة لا تشبیه. و ثانیهما أن یکون المشبّه مذکورا أو مقدّرا و حینئذ فاسم المشبّه به إن کان خبرا عن المشبّه أو فی حکم الخبر کخبر باب کان و إنّ و المفعول الثانی لباب علمت و الحال و النعت، فالأصح أنه یسمّی تشبیها لا استعارة، لأن اسم المشبّه به إذا وقع هذه المواقع کان الکلام مصوغا لإثبات معناه لما أجری علیه أو نفیه عنه، فإذا قلت زید أسد فصوغ الکلام لاثبات الأسدیة لزید و هو ممتنع حقیقة، فیحمل علی أنه لإثبات شبه من الأسد له، فیکون الإتیان بالأسد لإثبات التشبیه فیکون خلیقا بأن یسمّی تشبیها لأن المشبه به إنما جی‌ء به لإفادة التشبیه بخلاف نحو لقیت أسدا، فإنّ الإتیان بالمشبه به لیس لإثبات معناه لشی‌ء بل صوغ الکلام لإثبات الفعل واقعا علی الأسد، فلا یکون لإثبات التشبیه، فیکون قصد التشبیه مکنونا فی الضمیر لا یعرف إلّا بعد نظر و تأمّل.
هذا خلاصة کلام الشیخ فی أسرار البلاغة، و علیه جمیع المحققین. و من الناس من ذهب إلی أن الثانی أیضا أعنی زید أسد استعارة لإجرائه علی المشبّه مع حذف کلمة التشبیه، و الخلاف لفظی مبنی علی جعل الاستعارة اسما لذکر المشبّه به مع خلوّ الکلام عن المشبّه علی وجه ینبئ عن التشبیه أو اسما لذکر المشبّه به لإجرائه علی المشبّه مع حذف کلمة التشبیه.
ثم إنه نقل عن أسرار البلاغة أنّ إطلاق الاستعارة فی زید الأسد لا یحسن لأنه یحسن دخول أدوات التشبیه من تغییر بصورة الکلام، فیقال: زید کالأسد، بخلاف ما إذا کان المشبّه به نکرة نحو زید أسد، فإنه لا یحسن زید کأسد، و إلّا لکان من قبیل قیاس حال زید إلی المجهول و هو أسد ما؛ و لهذا یحسن کأنّ زیدا أسد لأن المراد بالخبر العموم فالتشبیه بالنوع لا بفرد، فلیس کالتشبیه بالمجهول، و إنما یحسن دخول الکاف بتغییر صورته و جعله معرفة بأن یقال زید کالأسد، فإطلاق اسم الاستعارة هاهنا لا یبعد، و یقرب الإطلاق مزید قرب أن یکون النکرة موصوفة بصفة لا تلائم المشبه به نحو فلان بدر یسکن الأرض فإن تقدیر أداة التشبیه فیه یحتاج إلی کثرة التغییر، کأن یقال هو کالبدر إلّا أنه یسکن الأرض، و قد یکون فی الصلات و الصفات التی تجی‌ء فی هذا القبیل ما یحول تقدیر أداة التشبیه فیه فیشتد استحقاقه لاسم الاستعارة و یزید قربه منها، کقوله أسد دم الأسد الهزبر خضابه، فإنه لا سبیل إلی أن یقال المعنی إنه کالأسد للتناقض لأن تشبیه بجنس السبع المعروف دلیل علی أنه دونه أو مثله، و جعل دم الهزبر الذی هو أقوی الجنس خضاب یده دلیل علی أنه فوقه فلیس الکلام مصوغا لإثبات التشبیه بینهما، بل لإثبات تلک الصفة، فالکلام فیه مبنی علی أنّ کون الممدوح أسدا أمر تقرّر و ثبت، و إنما العمل فی إثبات الصفة الغریبة. فمحصول هذا النوع من الکلام أنک تدعی حدوث شی‌ء هو من الجنس المذکور إلّا أنه اختص بصفة عجیبة لم یتوهّم جوازها، فلم یکن لتقدیر التشبیه فیه معنی. و لقد ضعّف هذا الکلام صاحب الأطول و المطول و قالا الحقّ أن
______________________________
- 973 م. و توفی بمصر عام 422 ه/ 1031 م. قاض، فقیه مالکی، له نظم و معرفة بالأدب. کذلک له کتب کثیرة و هامة.
الاعلام 4/ 184، فوات الوفیات 2/ 21، البدایة و النهایة 12/ 32، وفیات الأعیان 1/ 304، شذرات الذهب 3/ 223، تبیین کذب المفتری 249، قضاة الأندلس 40.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 169
امثال زید أسد تشبیه مطلقا، هذا إذا کان اسم المشبّه به خبرا عن اسم المشبّه أو فی حکم الخبر و إن لم یکن کذلک نحو لقیت من زید أسدا و لقینی منه أسد فلا یسمّی استعارة بالاتفاق، لأنه لم یجر اسم المشبه به علی المشبه لا باستعماله فیه کما فی لقیت أسدا و لا بإثبات معناه له کما فی زید أسد علی اختلاف المذهبین، و لا یسمّی تشبیها أیضا لأن الإتیان باسم المشبّه به لیس لإثبات التشبیه إذ لم یقصد الدلالة علی المشارکة، و إنما التشبیه مکنون فی الضمیر، لا یظهر إلّا بعد تأمّل خلافا للسکّاکی فإنه یسمّی مثل ذلک تشبیها، و هذا النزاع أیضا لفظی راجع إلی تفسیر التشبیه؛ فمن أطلق الدلالة المذکورة فی تعریف التشبیه عن کونها لا علی وجه التجرید و الاستعارة و عن کونها علی وجه التصریح سمّاه تشبیها، و من قیّده لا. قال صاحب الأطول و نحن نقول فی لقیت من زید أسدا تجرید أسد من زید بجعل زید أسدا و هذا الجعل یتضمّن تشبیه زید بالأسد حتی صار أسدا بالغا غایة الجنس حتی تجرّد عنه أسد، لکن هذا التشبیه مکنون فی الضمیر خفیّ لأن دعوی أسدیته مفروغ عنها منزلة منزلة أمر متقرّر لا یشوبه شائبة خفاء، و لا یجعل السکّاکی هذا من التشبیه المصطلح، و کذلک یتضمّن التشبیه تجرید الأسد الحقیقی عنه إذ لا یخفی أن المجرد عنه لا یکون إلّا شبه أسد، فینصرف الکلام إلی تجرید الشّبه فهو فی إفادة التشبیه بحکم ردّ العقل إلی التشبیه بمنزلة حمل الأسد علی المشبّه فهو الذی سمّاه السکّاکی تشبیها، و لا ینبغی أن ینازع فیه معه؛ و کیف لا و هو أیضا فی تقدیر المشبّه و الأداة کأنه قیل لقیت من زید رجلا کالأسد، و لا تفاوت فی ذلک بینه و بین زید أسد، انتهی. و هاهنا أبحاث ترکناها خوفا من الإطناب.

الاستعانة:

[فی الانکلیزیة]Borrowing a verse from another poet
[فی الفرنسیة]Emprunt d'un vers a un autre poete
هی عند أهل البدیع تضمین البیت لغیره أو ما زاد علیه لیستعین به علی إتمام مراده.

الاستعداد:

[فی الانکلیزیة]Disposition
[فی الفرنسیة]Disposition
هو الذی یحصل للشی‌ء بتحقق بعض الأسباب و الشرائط و ارتفاع بعض الموانع، کما ذکر العلمی فی حاشیة شرح هدایة الحکمة «1» فی تعریف موضوع الحکمة. و فی شرح القانونچة «2» النطفة إنسان بالقوة، یعنی أن من شأنها أن یحصل فیها صورة الإنسان، فبحسب ارتفاع الموانع و حصول الشرائط یحصل فیها کیفیة مهیّئة لتلک الصورة، فتلک الکیفیة تسمّی استعداد، و القبول اللازم لها إمکانا استعدادیا و قوة أیضا انتهی. و یسمّی أیضا بالقبول و إمکان الاستعداد، و الاستعداد کما یجی‌ء فی لفظ الإمکان؛ فالاستعداد علی هذا معنیان: الکیفیة المهیّئة و القبول اللازم لها المقابل للفعل، و یجی‌ء أیضا فی لفظ القبول و لفظ القوة. قال شارح المواقف: الکیفیات الاستعدادیة إمّا استعداد نحو القبول و الانفعال و یسمّی ضعفا و لا قوة کالممراضیة، و إمّا استعداد نحو الدفع و اللاقبول و یسمّی قوة و لا ضعفا کالمصحاحیة.
و أمّا قوة الفعل کالقوة علی المصارعة فلیست
______________________________
(1) حاشیة شرح هدایة الحکمة، لعلی بن محمد الشریف الجرجانی (- 816 ه) و هدایة الحکمة لأثیر الدین مفضل بن عمر الأبهری (- 663 ه). الضوء اللامع 5/ 328، کشف الظنون 2/ 2028- 2029، معجم المؤلفین 4/ 63.
(2) شرح القانونچة للحسن بن محمد بن علی الأسترآبادی المعروف بشاید، و القانونجة کتاب فی الطب لمحمود بن عمر الجغمینی (- 745 ه) اختصر فیه القانون فی الطب لابن سینا (- 428 ه). فهرست نسخ خطی کتابخانه ملی، طهران، 1357، نهم 9/ 157- 158. و عن القانونجة أنظر کشف الظنون 2/ 1311.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 170
منها و إن ظنّه قوم، و جعلوا أقسامها ثلاثة، فإنّ المصارعة مثلا تتعلّق بعلم هذه الصناعة و صلابة الأعضاء لئلا یتأثر بسرعة، و لا یمکن عطفها بسهولة و تتعلّق بالقدرة علی هذا الفعل، و شی‌ء من هذه الثلاثة التی تعلّق بها المصارعة لیس من الکیفیات الاستعدادیة لأن العلم و القدرة من الکیفیات النفسانیة، و صلابة الأعضاء من الملموسات.

الاستعلاء:

[فی الانکلیزیة]Preeminence،height -elevation
[فی الفرنسیة]Preeminence،hauteur،elevation
لغة عدّ النفس عالیا کما سیأتی فی لفظ الأمر. و عند المنجمین و أهل الهیئة یطلق علی ازدیاد بعد الکوکب علی بعده الأوسط، و یقابله الانخفاض، و هو انتقاص بعده عنه، أی عن بعده الأوسط، و هذا هو المشهور. و قد یسمّیان بالصعود و الهبوط أیضا و یجی‌ء فی لفظ الصعود.
و قد یطلق الاستعلاء علی قرب أحد الکوکبین المتقاربین من أوجه، أو ذروة تدویره أکبر من قرب الآخر من أوجه، أو ذروة تدویره أیضا، و علی کون الکوکب فوق الأرض، و علی کونه فی عاشر الطالع أو حادی عشره، و علی کونه فی عاشر کوکب آخر أو حادی عشره، و یطلق الانخفاض علی مقابلات هذه المعانی الأربعة، کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة «1» فی بحث النظائر.

الاستعمال:

[فی الانکلیزیة]Use
[فی الفرنسیة]Emploi
قیل مرادف العادة و قیل لا، و سیأتی فی تعریف الحقیقة اللغویة. و أما الماء المستعمل فعند الفقهاء کل ماء أزیل به حدث أو استعمل فی البدن علی وجه القربة کما وقع فی کتب الفقه.

الاستغراق:

[فی الانکلیزیة]Meditation
[فی الفرنسیة]Recueillement،abandon
بالراء هو عند الصوفیة أن لا یلتفت قلب الذاکر إلی الذکر فی أثناء الذکر و لا إلی القلب، و یعبّر العارفون عن هذه الحالة عن الفناء، کذا فی مجمع السلوک. و تعریف الاستغراق سیأتی فی لفظ المعرفة.

الاستفتاء:

[فی الانکلیزیة]Consultation،appreciation
[فی الفرنسیة]Consultation،appreciation
هو عند الأصولیین و الفقهاء مقابل الاجتهاد، و المستفتی خلاف المفتی، و المفتی هو الفقیه، فإن لم نقل بتجزؤ الاجتهاد و هو کونه مجتهدا فی بعض المسائل دون بعض فکل من لیس مجتهدا فی الکلّ فهو مستفت فی الکل، و إن قلنا بتجزؤ الاجتهاد فالأمر واضح أیضا فإنه مستفت فیما لیس مجتهدا فیه مفت فیما هو مجتهد. و بالجملة فالمفتی و المستفتی إنما یکونان متقابلین ممتنعی الاجتماع عند اتحاد متعلّقهما. و أمّا إذا اعتبر کونه مفتیا فی حکم مستفتیا فی حکم آخر فلا، و الاستفتاء فی المسائل العقلیة علی القول الصحیح کوجوب العلم بها بالنظر و الاستدلال، هکذا فی العضدی و بعض حواشیه. و المفتی الماجن هو الذی لا یبالی أن یحرّم حلالا أو بالعکس فیعلّم الناس حیلا باطلة کتعلیم الرجل و المرأة أن یرتدّ فیسقط عنه الزکاة أو تبین من زوجها، کما فی الذخیرة «2»، فکل حیلة تؤدی إلی الضرر لم تجز فی الدیانة و إن جاز فی الفتوی، کذا فی جامع الرموز فی کتاب الحجر.
______________________________
(1) شرح التذکرة النصیریة فی الهیئة لعبد العلی البرجندی شرح فیها تذکرة نصیر الدین محمد بن محمد الطوسی (- 672 ه) فی الهیئة. کشف الظنون 1/ 391- 392.
(2) ذخیرة الفتاوی المشهورة بالذخیرة البرهانیة لبرهان الدین محمود بن عبد العزیز البخاری (- 616 ه) و هی مختصر لکتاب المؤلف المعروف بالمحیط البرهانی. کشف الظنون 1/ 823.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 171

الاستفراغ:

[فی الانکلیزیة]Vomitting
[فی الفرنسیة]Vomissement
بالراء المهملة عند الأطباء هو انتقاص المواد من البدن و الاستفراغ الکلّی قد یعنی به ما یکون من البدن کله فیکون الاستفراغ الجزئی ما یستفرغ من عضو مخصوص کالسعوطات و العطوسات المستفرغة من الرأس وحده، و قد یعنی به ما یستفرغ الأخلاط کلها فیکون الاستفراغ الجزئی ما یستفرغ خلطا خاصا، کما یکون بالإسهال و القی، کذا فی بحر الجواهر.

الاستفسار:

[فی الانکلیزیة]Explication،information
[فی الفرنسیة]Explication،renseignement
لغة طلب الفسر، و عند أهل المناظرة طلب بیان معنی اللفظ، و إنما یسمع إذا کان فی اللفظ إجمال أو غرابة و إلّا فهو تعنّت مفوّت لفائدة المناظرة إذ یأتی فی کلّ ما یفسّر به لفظ و یتسلسل، هکذا فی العضدی فی بیان الاعتراضات.

الاستفهام:

[فی الانکلیزیة]Interrogation
[فی الفرنسیة]Interrogation
هو عند أهل العربیة من أنواع الطلب الذی هو من أقسام الانشاء، و هو کلام یدلّ علی طلب فهم ما اتصل به أداة الطلب، فلا یصدق علی افهم، فإنّ المطلوب لیس فهم ما اتصلت به لأن أداة الطلب صیغة الأمر و قد اتصلت بالفهم، و لیس المطلوب به طلب فهم الفهم، بخلاف أزید قائم فإن المطلوب به طلب فهم مضمون زید قائم؛ و سمّی استفهاما لذلک.
و هذا الطلب علی خلاف طلب سائر الآثار من الفواعل فإنّ العلم فی علّمنی مطلوب المتکلّم و هو أثر المعلّم، لکن یطلب فعله الذی هو التعلیم لیترتب علیه الأثر، و کذا فی اضرب زیدا المطلوب مضروبیة زید، و یطلب من الفاعل التأثیر لیترتب علیه الأثر، و فی أزید قائم یطلب نفس حصول قیام زید فی العقل لأن الأداة إنما اتصلت بقیام زید بخلاف علمنی، فإن الأداة فیه متّصلة بالتعلیم، کذا فی الأطول و فی الاتقان.
و لکون الاستفهام طلب ارتسام صورة ما فی الخارج فی الذهن لزم أن لا یکون حقیقة إلّا إذا صدر عن شاکّ یصدق بإمکان الإعلام فإن غیر الشاک إذا استفهم یلزم منه تحصیل الحاصل، و إذا لم یصدق بإمکان الإعلام انتفت فائدة الاستفهام. قال بعض الأئمة: و ما جاء فی القرآن علی لفظ الاستفهام فإنما یقع فی خطاب علی معنی أنّ المخاطب عنده علم ذلک الإثبات أو النفی حاصل، انتهی.

الاستقامة:

[فی الانکلیزیة]Probity،integrity
[فی الفرنسیة]Droiture،honnetete،probite
هی عند أهل السلوک أن تجمع بین أداء الطاعة و اجتناب المعاصی. و قال السّری «1»:
الاستقامة أن لا تختار علی اللّه شیئا؛ و قیل هی الخوف من العزیز الجبّار و الحب للنبی المختار؛ و قیل: حقیقة الاستقامة لا یطیقها إلّا الأنبیاء و أکابر الأولیاء لأن الاستقامة الخروج عن المعهودات و مفارقة الرسوم و العادات و القیام فی أمر اللّه بالنوافل و المکتوبات. و قال یحیی بن معاذ «2»: هی علی ثلاثة أضرب: استقامة اللسان
______________________________
(1) السّریّ: هو سریّ بن المغلس السقطی، أبو الحسن. ولد و مات ببغداد عام 253 ه/ 867 م. من کبار المتصوّفة، خال الجنید. له أقوال فی الزهد و الحکمة و التصوّف و النصیحة. الاعلام 3/ 82، طبقات الصوفیة 48، وفیات الأعیان 1/ 200، تهذیب ابن عساکر 6/ 71، صفة الصفوة 2/ 209، حلیة الأولیاء 10/ 116، لسان المیزان 3/ 13، طبقات الشعرانی 1/ 63، تاریخ بغداد 9/ 187.
(2) یحیی بن معاذ: هو یحیی بن معاذ بن جعفر الرازی، أبو زکریا. ولد بالری و مات بنیسابور عام 258 ه/ 872 م. واعظ، زاهد. لم یکن له نظیر فی وقته. له أقوال فی الزهد و النصیحة و الأخلاق. الاعلام 8/ 172، طبقات الصوفیة 107، صفة الصفوة 4/ 71، العروس علی شرح الرسالة القشیریة 1/ 119.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 172
علی کلمة الشهادة، و استقامة الجنان علی صدق الإرادة، و استقامة الأرکان علی الجهد فی العبادة، کذا فی خلاصة السلوک. و عند أهل الهیئة و النجوم حرکة الکوکب إلی التوالی. و عند المحاسبین کون الخط مستقیما. و المستقیم کما یطلق علی الکوکب المتحرک إلی التوالی و علی الخط کذلک یستعمل فی القیاس، فیقال القیاس مستقیم و غیر مستقیم مسمّی بالخلف.

الاستقبال:

[فی الانکلیزیة]Future
[فی الفرنسیة]Avenir
هو فی العرف اسم للزمان الآتی، و منه الفعل المستقبل، و هو الفعل الدالّ علی الزمان الآتی. و عند المنجمین مقابلة الشمس و القمر، و الجزء الذی یقع فیه القمر وقت الاستقبال یسمّی جزء الاستقبال إن کان الاستقبال واقعا فی اللیل، و إن کان واقعا فی النهار فموضع الشمس یسمّی بجزء الاستقبال و إن کان الاستقبال فی أحد طرفی اللیل فالجزء الذی یکون أقرب إلی الأفق الشرقی یسمّی بجزء الاستقبال. و سیأتی فی لفظ الجزء.

الاستقراء:

[فی الانکلیزیة]Induction
[فی الفرنسیة]Induction
لغة التتبّع من استقریت الشی‌ء إذا تتبعته.
و عند المنطقیین قول مؤلف من قضایا تشتمل علی الحکم علی الجزئیات لإثبات الحکم الکلّی. و قولهم الاستقراء هو الحکم علی کلّی لوجوده فی أکثر جزئیاته، و کذا قولهم هو تصفّح الجزئیات لإثبات حکم کلّی لا یخلو عن التسامح لأن الاستقراء قسم من الدلیل فیکون مرکّبا من مقدمات تشتمل علی ذلک الحکم و التصفّح، فالأول تعریف بالغایة المترتبة علیه، و الثانی تعریف بالسبب، و المراد بالجزئی الجزئی الإضافی. ثم الاستقراء قسمان: تام و یسمّی قیاسا مقسّما بتشدید السین المکسورة، و هو أن یستدل بجمیع الجزئیات و یحکم علی الکل و هو قلیل الاستعمال، کما یقال کل جسم إمّا حیوان أو نبات أو جماد و کلّ واحد منها متحیّز ینتج کل جسم متحیّز، و هو یفید الیقین. و ناقص و هو أن یستدل بأکثر الجزئیات فقط و یحکم علی الکلّ و هو قسیم القیاس. و لذا عدّوه من لواحق القیاس و توابعه، و هو یفید الظن کقولنا کل حیوان یتحرک فکّه الأسفل عند المضغ لأن الإنسان و الفرس و الحمار و البقر و غیر ذلک مما تتبعناه کذلک، فإنه یفید الظن لجواز التخلّف کما فی التمساح.
قال السیّد السّند فی حاشیة شرح التجرید «1» لا بدّ فی الاستقراء من حصر الکلّی فی جزئیاته ثم إجراء حکم واحد علی تلک الجزئیات لیتعدّی ذلک الحکم إلی ذلک الکلّی، فإن کان ذلک الحصر قطعیا بأن یتحقق أن لیس له جزئی آخر کان ذلک الاستقراء تاما و قیاسا مقسّما، فإن کان ثبوت ذلک الحکم لتلک الجزئیات قطعیا أیضا أفاد الجزم بالقضیة الکلیة، و إن کان ظنیا أفاد الظنّ بها، و إن کان ذلک الحصر ادّعائیا بأن یکون هناک جزئی آخر لم یذکر و لم یستقرأ حاله لکنه ادعی بحسب الظاهر أن جزئیاته ما ذکر فقط أفاد ظنا بالقضیة الکلّیة، لأن الفرد الواحد ملحق بالأعمّ للأغلب فی غالب الظن، و لم یفد یقینا لجواز المخالفة، انتهی.
قال المولوی عبد الحکیم: هذا تحقیق نفیس یفید الفرق الجلی بین القیاس المقسّم و الاستقراء الناقص و الشّکّ الذی عرض لبعض الناظرین من أنه لا یجب ادّعاء الحصر فی الاستقراء الناقص کما یشهد به الرجوع إلی
______________________________
(1) حاشیة شرح تجرید الکلام لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه) علّق فیها علی شرح شمس الدین محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأصفهانی (- 746 ه) المسمّی بتشیید القواعد فی شرح تجرید العقائد. و تجرید الکلام لنصیر الدین الطوسی (- 672 ه). و تعرف حاشیة الجرجانی بحاشیة التجرید. کشف الظنون 1/ 342- 343.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 173
الوجدان فمدفوع بأنه إن أراد به عدم التصریح به فمسلّم، و إن أراد عدمه صریحا و ضمنا فممنوع فإنه کیف یتعدی الحکم إلی الکلّی بدون الحصر.

الاستقصاء:

[فی الانکلیزیة]Investigation
[فی الفرنسیة]Investigation
بالصاد المهملة عند أهل المعانی هو من أنواع إطناب الزیادة، و هو أن یتناول المتکلّم معنی فیستقصیه فیأتی بجمیع عوارضه و لوازمه بعد أن یستقصی جمیع أوصافه الذاتیة بحیث لا یترک لمن یتناوله بعده فیه مقالا. قال ابن أبی الإصبع: و الفرق بین الاستقصاء و التتمیم و التکمیل أن التتمیم یرد علی المعنی الناقص فیتمّمه، و التکمیل یرد علی المعنی التام فیکمل أوصافه، و الاستقصاء یرد المعنی التام فیستقصی لوازمه و عوارضه و أوصافه و أسبابه حتی یستوعب جمیع ما تقع الخواطر علیه، فلا یبقی لأحد فیه مساغ، مثاله قوله تعالی: أَ یَوَدُّ أَحَدُکُمْ أَنْ تَکُونَ لَهُ جَنَّةٌ «1» الآیة، فإنه لو اقتصر علی جنة لکفی، و لم یقتصر حتی قال فی تفسیرها من نخیل و أعناب، فإن مصاب صاحبها بها أعظم، ثم زاد تجری من تحتها الأنهار متمّما لوصفها بذلک، ثم کمّل وصفها بعد التتمیمین فقال، له فیها من کل الثمرات، فأتی بکل ما یکون فی الجنان، ثم قال فی وصف صاحبها: و أصابه الکبر، ثم استقصی المعنی فی ذلک بما یوجب تعظیم المصاب بقوله بعد وصفه بالکبر: و له ذریة، و لم یقتصر حتی وصفها بالضّعفاء، ثم ذکر استئصال الجنة التی لیس بهذا المصاب غیرها بالهلاک فی أسرع وقت حیث قال:
فأصابها إعصار، و لم یقتصر علی ذکره للعلم بأنه لا یحصل به سرعة الهلاک فقال: فیه نار، ثم لم یقف عند ذلک حتی أخبر باحتراقها لاحتمال أن تکون النار ضعیفة لا یفی احتراقها لما فیها من الأنهار و رطوبة الأشجار فاحترس عن هذا الاحتمال بقوله: فاحترقت. فهذا أحسن استقصاء وقع فی القرآن و أتمّه و أکمله، کذا فی الاتقان فی نوع الإطناب.

الاستناد:

[فی الانکلیزیة]Reference،support
[فی الفرنسیة]Reference،appui
عند الأصولیین هو أن یثبت الحکم فی الزمان المتأخر و یرجع القهقری حتی یحکم بثبوته فی الزمان المتقدم، کالمغصوب فإنه یملکه الغاصب بأداء الضمان مستندا إلی وقت الغصب حتی إذا استولد الغاصب المغصوبة فهلکت فأدّی الضمان یثبت النسب من الغاصب، کذا فی التوضیح فی فصل المأمور به المطلق و المؤقت.
اعلم أن الأحکام تثبت بطرق أربعة:
الأول الاقتصار و هو أن یثبت الحکم عند حدوث علّة الحکم لا قبله و لا بعده کما فی تنجیز الطلاق [و العتاق] «2»، و الطلاق بأن قال أنت طالق. و الثانی الانقلاب و هو صیرورة ما لیس بعلّة علّة کما فی تعلیق الطلاق بالشرط بأن قال: إن دخلت فأنت طالق، فعند حدوث الشرط ینقلب ما لیس بعلّة علّة، یعنی أن قوله أنت طالق فی صورة التعلیق لیس بعلّة قبل وجود الشرط و هو دخول الدار و إنما یتّصف بالعلیة عند الدخول. و الثالث الاستناد و هو أن یثبت الحکم فی الحال بوجود الشرط فی الحال ثم یستند الحکم فی الماضی بوجود السبب فی الماضی، و ذلک کالحکم فی المضمونات فإنها تملک عند أداء الضمان مستندا إلی وقت وجود سبب الضمان و هو الغصب، و کالحکم فی النصاب فإنه تجب الزکاة عند تمام الحول
______________________________
(1) البقرة/ 266.
(2) و العتاق (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 174
بوجود الشرط عنده مستندا إلی وقت وجود سبب الزکاة و هو ملک النصاب. و الرابع التبیین و هو أن یظهر فی الحال أنّ الحکم کان ثابتا من قبل فی الماضی بوجود علّة الحکم و الشرط کلیهما فی الماضی، مثل أن یقول فی یوم الجمعة: إن کان زید فی الدار فأنت طالق ثم تبیّن یوم السبت وجوده فیها یوم الجمعة فوقع الطلاق فی یوم الجمعة و یعتبر ابتداء العدّة منه، لکن ظهر هذا الحکم یوم السبت، هکذا فی الأشباه و حاشیة الحموی.

الاستنطاق:

[فی الانکلیزیة]Fortune telling with letters،Onomancy
[فی الفرنسیة]Onomancie
مصدر من باب الاستفعال و هو لدی أهل الجفر عبارة عن صنع الحروف من عدد حرف لفظی «1». و سیأتی فی لفظ البسط.

الاستیفاء:

[فی الانکلیزیة]Exhaustion of the subject
[فی الفرنسیة]Epuisement du sujet
هو عند البلغاء أن یسعی الشاعر أقصی جهده فی المدح و الوصف حتی یبلغ الغایة التی لیس وراءها غایة. و هذا عین البلاغة. و نظائره مثل نظائر البلاغة. أمّا فی الصنائع فقد أورد الاسم للضرورة. کذا فی جامع الصنائع «2».

الاستیلاء:

[فی الانکلیزیة]Zodiacal superiority
[فی الفرنسیة]Superiorite Zodiacale
عند المنجّمین هو کون الکوکب مستولیا و المستولی علی جزء من أجزاء فلک البروج عندهم کوکب یتّصل بذلک الجزء بالنظر أو التناظر و یکون له فی ذلک الجزء حظ بأن یکون ذلک الجزء فی بیته و فی شرفه، أو فی مثلثته الأولی أو الثانیة أو الثالثة أو فی حدّه أو فی وجهه، و یکفی فی النظر اتصال البرجیة، و فی التناظر یشترط اتصال الجزئیة، و عند البعض یکفی اتصال البرجیة فیه أیضا، و عند البعض یشترط فی النظر أیضا اتصال الجزئیة کما فی التناظر، و البعض لا یشترط الاتصال أصلا لکن الأکثرین علی اشتراط الاتصال فإن الساقط الذی له حظ فی جزء لا یسمّی مستولیا علی ذلک الجزء، و الکوکب الذی یکون حظه أقوی مقدم علی الذی یکون حظه أضعف، و الکوکب الذی له حظ فی ذلک الجزء إن وقع فی حظه یکون قوته مضاعفة. هذا خلاصة ما ذکره عبد العلی البرجندی فی شرح زیج الغ بیگی «3» و غیره.

الاستیلاد:

[فی الانکلیزیة]Requirement of having a baby
[فی الفرنسیة]Exigence d'enfantement
لغة طلب الولد مطلقا، و شرعا جعل الأمة أم الولد و هو بشیئین: ادعاء الولد و تملّک الأمة، کذا فی جامع الرموز فی فصل التدبیر.

الاستئناف:

[فی الانکلیزیة]Renewal of a prohibition
[فی الفرنسیة]Renouvellement d'une proscription
هو فی اللغة الابتداء علی ما فی الصراح.
و عند الفقهاء تجدید التحریمة بعد إبطال التحریمة الأولی، و بهذا المعنی وقع فی قولهم: المصلی إذا سبقه الحدث یتوضأ ثم یتم ما بقی من الصلاة مع رکن وقع فیه الحدث أو یستأنف، و الاستئناف أفضل، و ذلک الإتمام یسمّی بالبناء.
و إن شئت الزیادة فارجع إلی البرجندی و جامع الرموز.
و عند أهل المعانی یطلق بالاشتراک علی
______________________________
(1) و ان نزد أهل جفر عبارت است از ساختن حروف از عدد حرف لفظی.
(2) الاستیفاء: نزد بلغا آنست که شاعر در مدح و صفت هر چیزی بنهایت کوشد چنانکه زیادة ازین نتواند کرد و این عین بلاغت است و نظائر أو نظائر بلاغت أما در صنائع نام‌آورده بضرورت گفته شد کذا فی جامع الصنائع.
(3) شرح زیج الغ بیک، لعبد العلی بن محمد بن الحسین البرجندی و هذا الزیج من وضع ألوغ‌بیک محمد بن شاه رخ بن تیمور (- 853 ه)، و علیه شروح کثیرةGALS،II، 298.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 175
معنیین. أحدهما فصل جملة عن جملة سابقة لکون تلک الجملة جوابا لسؤال اقتضته الجملة السابقة. و ثانیهما تلک الجملة المفصولة و تسمّی مستأنفة أیضا. و بالجملة فالاستئناف یطلق علی معنیین و المستأنفة علی المعنی الأخیر فقط.
و النحاة یطلقون المستأنفة علی الابتدائیة و یجی‌ء فی لفظ الجملة. ثم الاستئناف بالمعنی الأول ثلاثة أضرب لأن السؤال إما عن سبب الحکم مطلقا أی لا عن خصوص سبب، فیجاب بأی سبب کان، سواء کان سببا بحسب التصوّر کالتأدیب للضرب أو بحسب الخارج نحو:
قال لی: کیف أنت؟ قلت: علیل. سهر دائم و حزن طویل.
أی ما سبب علتک أو ما بالک علیلا لأن العادة أنه إذا قیل فلان علیل أن یسأل عن سبب علته و موجب مرضه، لا أن یقال هل سبب علته کذا و کذا. و إما عن سبب خاص للحکم نحو وَ ما أُبَرِّئُ نَفْسِی إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ «1» فکأنه قیل هل النفس أمّارة بالسوء؟ فقیل نعم إن النفس لأمّارة بالسوء. و الضرب الأول یقتضی عدم التأکید و الثانی یقتضی التأکید. و إما عن غیرهما أی عن غیر السبب المطلق و السبب الخاص نحو قوله تعالی قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ «2» أی فما ذا قال إبراهیم فی جواب سؤالهم فقیل قال سلام. و قول الشاعر:
زعم العواذل أننی فی غمرة. صدقوا و لکن غمرتی لا تنجلی.
ففصل قوله صدقوا عما قبله لکونه استئنافا جوابا للسؤال عن غیر السبب، کأنه قیل أصدقوا فی هذا الزعم أم کذبوا فقیل صدقوا. ثم السؤال عن غیر السبب إمّا أن یکون علی إطلاقه کما فی أول هذین المثالین و لا یقتضی التأکید، و إمّا أن یشتمل علی خصوصیة کما فی آخرهما.
فإن العلم حاصل بواحد من الصدق و الکذب؛ و إنما السؤال عن تعیینه و هذا یقتضی التأکید.
و الاستئناف باب واسع متکاثر المحاسن.
و من الاستئناف ما یأتی بإعادة اسم ما استؤنف عنه أی أوقع عنه الاستئناف نحو: أحسنت أنت إلی زید، زید حقیق بالإحسان. و منه ما یبنی علی صفته أی علی صفة ما استؤنف عنه دون اسمه أی یکون المسند إلیه فی الجملة الاستئنافیة من صفات من قصد الحدیث عنه نحو أحسنت إلی زید صدیقک القدیم أهل لذلک. و السؤال المقدّر فیهما لما ذا أحسن إلیه؟
أو هل هو حقیق بالإحسان؟ و هذا أبلغ من الأول. و قد یحذف صدر الاستئناف نحو:
یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ، رِجالٌ «3» کأنه قیل من یسبحه؟ فقیل رجال أی یسبحه رجال.
هذا کله خلاصة ما فی الأطول و المطول فی بحث الفصل و الوصل.

الإسجال:

[فی الانکلیزیة]Dialectics
[فی الفرنسیة]Dialectique،polemique
بالجیم فی علم الجدل هو الإتیان بألفاظ یسجل علی المخاطب وقوع ما خوطب به نحو رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ «4» و رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ «5» فإن فی ذلک أسجالا بالإتیان و الإدخال حیث وصفا بالوعد من اللّه الذی لا یخلف وعده، کذا فی الإتقان فی نوع جدل القرآن.
______________________________
(1) یوسف/ 53.
(2) هود/ 69.
(3) النور/ 36- 37.
(4) آل عمران/ 194.
(5) غافر/ 8.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 176

الإسحاقیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Is'haquiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Is'haquiyya)secte(
هم النصیریة فرقة من غلاة الشیعة قالوا حلّ اللّه فی علی رضی اللّه عنه.

الإسراف:

[فی الانکلیزیة]Excess،surplus
[فی الفرنسیة]Exces
هو إنفاق المال الکثیر فی الغرض الخسیس و قیل الإسراف صرف شی‌ء فیما ینبغی زیادة علی ما ینبغی بخلاف التبذیر فإنه صرف الشی‌ء فیما لا ینبغی، کذا فی الجرجانی.

أسطرلاب:

[فی الانکلیزیة]Astrolabe
[فی الفرنسیة]Astrolabe
بالسین المهملة فی اصل اللغة، و بعضهم یبدّلها بالصاد. و معناه میزان الشمس. و من هنا ظنّ بعضهم أن أصله فی اللغة الیونانیة أسترلابوه، و معناها: مرآة الکواکب.
و یقول بعضهم أسطر: معناها تصنیف، و لاب اسم ابن هرمس الحکیم الذی اخترع الأسطرلاب.
و یقول بعضهم: لما کان لاب قد رسم الدوائر الفلکیة علی سطح مستو سأله هرمس:
من سطّر هذا فقال فی جوابه: سطّره لاب.
و لهذا السبب یقال له: أسطرلاب. کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح العشرین بابا.
و یقول فی کشف اللغات: أسطرلاب بضم الهمزة و الطاء: آلة بها یوضح الحکماء و المنجمون أسرار الفلک. و معناه میزان الشمس.
لأن فی الیونانیة أسطر میزان. و لاب- الشمس.
و قیل ابن أرسطو لاب. و قیل: ابن إدریس علیه و علی نبینا السلام. و الصحیح أن واضعه أرسطو طالیس. انتهی.
إذن علم الأسطرلاب من أقسام علم الأرغنوة الذی هو فرع من الریاضیات. و علم الأرغنوة هو علم اتخاذ الآلات الغریبة کما مرّ فی المقدمة «1».

أسطقس:

[فی الانکلیزیة]Element
[فی الفرنسیة]Element
هو لفظ یونانی بمعنی الأصل، و تسمّی العناصر الأربع التی هی الماء و الأرض و الهواء و النار أسطقسات لأنها أصول المرکبات التی هی الحیوانات و النباتات و المعادن، کذا فی تعریفات السید الجرجانی.

الأسطوانة:

[فی الانکلیزیة]Cylinder
[فی الفرنسیة]Cylindre
بضم الهمزة فی اللغة ستون و هی أفعوالة مثل أقحوانة، و نونه أصلیة لأنه یقال أساطین مسطنة کذا فی الصراح. و عند المهندسین یطلق علی معان. منها الأسطوانة المستدیرة و هی جسم تعلیمی أحاطت به دائرتان متوازیتان متساویتان و سطح مستدیر و أصل بینهما بحیث لو أدیر خط مستقیم واصل بین محیطیهما من جهة واحدة علی محیطیهما لماسّه فی کل الدورة.
و قولهم علی محیطیهما متعلق بأدیر، و قولهم
______________________________
(1) اسطرلاب: بسین مهملة است در اصل لغت و بعضی آن را بصاد بدل کنند و معنی او ترازوی آفتاب است و ازینجا بعضی گمان برده‌اند که اصل او در لغت یونان استرلابون است و معنی او آئینه کواکب و بعضی گویند که اسطر تصنیف است و لاب اسم پسر هرمس حکیم است که اسطرلاب اختراع اوست. و بعضی گویند که چون لاب دوائر فلکی را در سطح مستوی مرتسم ساخت هرمس از ان سؤال کرد که من سطر هذا او در جواب گفت سطره لاب و بدین سبب آن را اسطرلاب گویند کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح بیست باب و در کشف اللغات میگوید اسطرلاب بضم همزة و طا آلتی است مر حکماء و منجمان را که بدان راز فلکی روشن می‌شود و معنی ان ترازوی آفتاب است چه بیونانی اسطر ترازو را گویند و لاب آفتاب را و بعضی گویند لاب نام حکیمی دیگر است که به تدبیر سکندر اسطرلاب را ساخته بود و قیل پسر ارسطو است و قیل نام پسر ادریس است علی نبینا و علیه السلام و صحیح آنست که واضعش ارسطاطالیس است انتهی پس علم اسطرلاب از اقسام علم ارغنوه که از فروع ریاضی است و علم الارغنوة هو علم اتخاذ الآلات الغریبة کما مر فی المقدمة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 177
لماسّه جواب لو أی ماسّ ذلک الخط المستقیم ذلک السطح الواصل، و هو احتراز عن کرة قطعت من طرفیها قطعتان متساویتان متوازیتان بدائرتین کذلک. و ما قیل إن الأسطوانة المستدیرة شکل یحدث من وصل خط من جهة بین محیطی دائرتین متوازیتین متساویتین کل منهما علی سطح و إدارة ذلک الخط علیهما، أی علی محیطیهما إلی أن یعود إلی وضعه الأول، ففیه أنه یحدث من حرکة الخط شکل مسطح لا مجسّم. ثم الأسطوانة المستدیرة إن کانت مجوّفة متساویة الثّخن و قطر قاعدة تجویفها الذی هو أیضا علی شکل الأسطوانة المستدیرة أکبر من نصف قطر قاعدة الأسطوانة بحیث یکون ثخنها أقل من سمکها، أی من ثخن تجویفها فتسمّی بالذّوقیة. و الدائرتان قاعدتان للأسطوانة و الخط الواصل بین مرکزی الدائرتین سهم الأسطوانة و محورها. فإن کان ذلک الخط عمودا علی القاعدة فالأسطوانة قائمة و هی جسم یتوهّم حدوثه من إدارة ذی أربعة أضلاع قائم الزوایا علی أحد أضلاعه المفروض ثابتا حتی یعود إلی وضعه الأول، و إلّا فمائلة و هی جسم یتوهّم حدوثه من إدارة ذی أربعة أضلاع غیر قائم الزوایا علی أحد أضلاعه المفروض ثابتا إلی أن یعود إلی وضعه الأول. و منها الأسطوانة المضلّعة و هی جسم تعلیمی أحاط به سطحان مستویان متوازیان کثیر الأضلاع، أضلاع «1» کل من السطحین موازیة لأضلاع السطح الآخر و أحاطت به أیضا سطوح ذوات أضلاع أربعة متوازیة بأن یکون کل ضلعین منها متوازیین، عدة تلک السطوح عدة أضلاع إحدی القاعدتین، و قاعدتاهما السطحان المتوازیان، فإن کانت تلک السطوح التی هی ذوات الأربعة الأضلاع قائمة الزوایا فالأسطوانة قائمة و إلّا فمائلة.
و منها الأسطوانة التی تکون مشابهة للمستدیرة أو المضلّعة بأن لا تکون قاعدتها شکلا مستقیم الأضلاع و لا دائرة بل سطحا یحیط به خط واحد لیس بدائرة کالسطح البیضی. و منها أسطوانة تکون سطحا تحیط به خطوط بعضها مستدیر و بعضها مستقیم. هکذا یستفاد من ضابطة قواعد الحساب و غیره، و الحکم فی أن إطلاقها علی تلک المعانی بالاشتراک اللفظی أو المعنوی کالحکم فی المخروط.

إسفندارمذماه:

[فی الانکلیزیة]Isfindar Madhmah)Persian month(
[فی الفرنسیة]Isfindar Madhmah)mois perse(
اسم شهر فی تاریخ الفرس، و یقال له الیوم إسفند ماه، و هو الشهر الأخیر من السنة و الثالث من أشهر الشتاء «2».

إسقاط الإضافات و إسقاط الاعتبارات:

[فی الانکلیزیة]
Annihilation of all relations and consideration
E[فی الفرنسیة]
Annulation des relations، et des consideration
Eهو اعتبار أحدیة الذات فی کل الذوات، و هو التوحید الحقیقی کما قال بعضهم:
بیت:
الخیر تقول و الخیر قال بالذات إن التوحید هو إسقاط الإضافات «3»

الإسکافیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Iskafiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Iskafiyya)secte(
______________________________
(1) اضلاع (- م، ع).
(2) اسفندار مذ ماه: اسم ماهیست در تاریخ فرس.
(3) نکوگوئی نکو گفته است بالذات. که التوحید إسقاط الإضافات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 178
فرقة من المعتزلة أصحاب أبی جعفر إسکاف «1» قالوا: اللّه تعالی لا یقدر علی ظلم العقلاء بخلاف ظلم الصبیان و المجانین فإنه یقدر علیه، کذا فی شرح المواقف «2».

الإسلام:

[فی الانکلیزیة]Islam
[فی الفرنسیة]L'Islam
هو لغة الطاعة و الانقیاد، و یطلق فی الشرع علی الانقیاد إلی الأعمال الظاهرة، کما بین ذلک النبیّ صلی اللّه علیه و سلم بقوله: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا اللّه و أن محمدا رسول اللّه و تقیم الصلاة و تؤتی الزکاة و تصوم رمضان و تحج البیت» «3».
و حاصل ذلک أن الإسلام شرعا هو الأعمال الظاهرة من التلفظ بکلمتی الشهادة و الإتیان بالواجبات و الانتهاء عن المنهیات. و علی هذا المعنی، هو یغایر الإیمان و ینفک عنه، إذ قد یوجد التصدیق مع انقیاد الباطن بدون الأعمال، و قد یطلق علی الأعمال المشروعة، و منه قوله تعالی: إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ «4» و خبر أحمد «5»: «أیّ الإسلام أفضل؟ قال:
الإیمان» «6»، و خبر ابن ماجة «7» «قلت ما الإسلام قال تشهد أن لا إله إلّا اللّه و تشهد أنّ محمدا رسول اللّه و تؤمن بالأقدار کلها خیرها و شرها حلوها و مرّها» «8»، و علی هذا هو یغایر الإیمان و لا ینفک عنه، أی عن الإیمان لاشتراطه لصحتها و هی لا تشترط لصحته خلافا للمعتزلة.
و أما الإسلام المأخوذ بالمعنی اللغوی الذی قد یستعمله به أهل الشرع أیضا فبینه و بین الإیمان تلازم فی المفهوم، فلا یوجد شرعا إیمان بلا إسلام و لا عکسه و هو الظاهر.
و قیل بینهما ترادف لأن الإسلام هو الخضوع و الانقیاد للأحکام بمعنی قبولها و الإذعان بها، و ذلک حقیقة التصدیق، فیترادفان. فالإسلام یطلق علی ثلاثة معان و الإیمان أیضا یطلق شرعا علی کلّ من تلک
______________________________
(1) أبو جعفر الإسکافی: هو محمد بن عبد اللّه، أبو جعفر الإسکافی. أصله من سمرقند، و توفی فی بغداد عام 240 ه/ 854 م. أحد أئمة المعتزلة. عالم بالکلام. له عدة مناظرات مع علماء الکلام. الأعلام 6/ 221. خطط المقریزی 2/ 346.
لسان المیزان 5/ 221.
(2) سبقت الإشارة إلیه.
(3) أخرجه مسلم فی الصحیح، 1/ 37- 38، عن عمر بن الخطاب، کتاب الإیمان (1)، باب بیان الإیمان و الإسلام (1)، حدیث رقم 1/ 8.
(4) آل عمران/ 19.
(5) هو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد اللّه الشیبانی الوائلی. ولد فی بغداد عام 164 ه/ 780 م و توفی فیها عام 241 ه/ 855 م. أحد الأئمة الأربعة فی الفقه الإسلامی، و إمام المذهب الحنبلی أصولی، متکلم، کثیر الأسفار، له عدة مؤلفات هامة. الأعلام 1/ 203، ابن عساکر 2/ 28، حلیة الأولیاء، 9/ 161، صفة الصفوة 2/ 190، وفیات الأعیان 1/ 17، تاریخ بغداد 4/ 412، البدایة و النهایة 10/ 325، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 491، معجم المفسرین 1/ 57.
(6) أخرجه أحمد بن حنبل فی المسند، 3/ 372، عن جابر بن عبد اللّه بلفظ: «أی الإسلام أفضل؟ قال أن یسلم المسلمون من لسانک و یدک».
(7) ابن ماجة: هو محمد بن یزید الربعی القزوینی، أبو عبد اللّه ابن ماجة. ولد بقزوین عام 209 ه/ 824 م. و توفی عام 273 ه/ 887 م. أحد الأئمة فی علم الحدیث. تنقل فی البلاد. و له عدة مؤلفات. الأعلام 7/ 144، وفیات الأعیان 1/ 484، تهذیب التهذیب 9/ 530، تذکرة الحفاظ 2/ 189، المنتظم 5/ 90، سنن ابن ماجة 2/ 1520، کشف الظنون 300، معجم المفسرین 2/ 639.
(8) أخرجه ابن ماجة فی سننه، 1/ 34، عن عدی بن حاتم، المقدمة، باب فی القدر (10) الحدیث رقم 87، قال عدی: أتیت النبی صلی اللّه علیه و سلم فقال: یا عدی بن حاتم! أسلم تسلم. قلت و ما الإسلام؟ فقال: تشهد أن لا إله إلا اللّه، و أنی رسول اللّه و تؤمن بالأقدار کلها، خیرها و شرها، حلوها و مرها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 179
المعانی الثلاثة، و إذا تقرر ذلک فحیث ورد ما یدلّ علی تغایرهما کما فی قوله تعالی قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا «1» الآیة، و کما فی بعض الأحادیث، فهو باعتبار أصل مفهومیهما، فإنّ الإیمان عبارة عن تصدیق قلبی، و الإسلام عبارة عن طاعة و انقیاد ظاهر کما صرّح بذلک فی شروح صحیح البخاری.
فصحّ ما قاله ابن عباس و غیره فی تفسیر هذه الآیة أنهم لم یکونوا منافقین بل کان إیمانهم ضعیفا، و یدل علیه قوله تعالی: وَ إِنْ تُطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ «2» الآیة، الدالّ علی أن معهم من الإیمان ما یقبل به أعمالهم، و حینئذ یؤخذ من الآیة أنه یجوز نفی الإیمان عن ناقصه. و مما یصرح به قوله علیه الصلاة و السلام: «لا یزنی الزانی حین یزنی و هو مؤمن» «3» و فیه قولان لأهل السنة، أحدهما هذا، و الثانی لا ینفی عنه اسم الإیمان من أصله و لا یطلق علیه مؤمن لإیهامه کمال إیمانه، بل یقیّد فیقال: مؤمن ناقص الإیمان، و هذا بخلاف اسم الإسلام فإنه لا ینتفی بانتفاء رکن من أرکانه و لا بانتفاء جمیعها ما عدا الشهادتین. و کأنّ الفرق أنّ نفیه یتبادر منه إثبات الکفر مبادرة ظاهرة بخلاف نفی الإیمان. و حیث ورد ما یدلّ علی اتحادهما کقوله تعالی فَأَخْرَجْنا مَنْ کانَ فِیها مِنَ الْمُؤْمِنِینَ، فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ «4» فهو باعتبار تلازم المفهومین أو ترادفهما. و من هاهنا قال کثیرون إنهما علی وزان الفقیر و المسکین، فإذا أفرد أحدهما دخل فیه الآخر و دلّ بانفراده علی ما یدل علیه الآخر بانفراده، و إن قرن بینهما تغایرا کما فی خبر أحمد «الإسلام علانیة و الإیمان فی القلب» «5»، و حیث فسّر الإیمان بالأعمال فهو باعتبار إطلاقه علی متعلقاته لما تقرر أنه تصدیق بأمور مخصوصة، و منه: وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ «6»، و اتفقوا علی أنّ المراد «7» به هنا الصلاة و منه حدیث وفد عبد القیس: «هل تدرون ما الإیمان شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمدا رسول اللّه و إقام الصلاة و إیتاء الزکاة و أن تؤدوا خمسا من المغنم» «8» ففسّر فیه الإیمان بما فسر فی حدیث جبرائیل الإسلام، فاستفید منهما إطلاق الإیمان و الإسلام علی الأعمال شرعا باعتبار أنها متعلقة مفهومیهما المتلازمین و هما التصدیق و الانقیاد، فتأمّل ذلک حق التأمّل لتندفع به عنک الشکوک الواردة هاهنا. و ممّا أطلق فیه الإیمان علی
______________________________
(1) الحجرات/ 14.
(2) الحجرات/ 14.
(3) أخرجه البخاری فی الصحیح، 8/ 293، عن أبی هریرة، کتاب المحاربین من أهل الکفر و الردة، باب إثم الزناة، حدیث رقم 9/ 6810، بلفظ قال النبی صلی اللّه علیه و سلم: «لا یزنی حین یزنی و هو مؤمن، و لا یسرق حین یسرق و هو مؤمن، و لا یشرب حین یشرب و هو مؤمن، و التوبة معروضة.
(4) الذاریات/ 35- 36.
(5) أخرجه أحمد فی مسنده، 3/ 134، عن أنس، و تمامه: «و الإیمان فی القلب، قال ثم یشیر بیده إلی صدره ثلاث مرات، قال: ثم یقول: التقوی هاهنا، التقوی هاهنا»، و أخرجه الهیثمی فی مجمع الزوائد، 1/ 52، باب الإسلام و الإیمان، عن أنس، و قال عقبه: رواه أحمد و أبو یعلی بتمامه، و البزار باختصار، و رجاله رجال الصحیح.
(6) البقرة/ 143.
(7) المقصود (م، ع).
(8) حدیث وفد عبد القیس حدیث طویل ورد بصیغ متعددة و روایات کثیرة، و قد أخرجه الشیخان و من استخرج علیهما و النسائی و ابن خزیمة و ابن حبان من طریق روایة أبی جمرة. بینما یذکره أحمد بن حنبل فی مسنده من طریق روایة أبان العطار عن قتادة. ذکر کل هذه الروایات و علّق علیها ابن حجر العسقلانی فی فتح الباری بشرح صحیح البخاری، فی کتاب الإیمان 1/ 129- 135.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 180
الأعمال المشروعة ما روی «الإیمان اعتقاد بالقلب و إقرار باللسان و عمل بالأرکان» «1». هذا کله خلاصة ما ذکر ابن الحجر فی شرح الأربعین للنووی فی شرح الحدیث الثانی.

أسلوب الحکیم:

[فی الانکلیزیة]The method of the wise)pun(
[فی الفرنسیة]La methode du sage)calembour(
عند أهل المعانی هو تلقّی المخاطب بغیر ما یترقّب بحمل کلامه علی خلاف مراده تنبیها له علی أنه هو الأولی بالقصد، و هو من خلاف مقتضی الظاهر، کقول القبعثری «2» للحجاج «3» حین قال الحجاج له مخوّفا إیّاه: لأحملنّک علی الأدهم، یعنی به القید، مثل الأمیر یحمل علی الأدهم و الاشهب. فأبرز القبعثری وعید الحجاج فی معرض الوعد و تلقاه بغیر ما یترقب بأن حمل لفظ الادهم الذی فی کلام الحجاج علی الفرس الأدهم، أی الذی غلب سواده حتی ذهب البیاض الذی فیه، و ضم إلیه الأشهب أی الذی غلب بیاضه حتی ذهب ما فیه من السواد قرینة علی تعیین مراد القبعثری و دفعا لمراد الحجاج، فإن مراد الحجاج إنما هو القید، فنبّه علی أنّ الحمل علی الفرس الأدهم هو الأولی بأن یقصده الأمیر؛ ای من کان مثل الأمیر فی السلطنة و بسط الید فجدیر بأن یقصد بأن یعطی المال لا أن یقصد بأن یقید و یعذب بالنکال. ثم قال الحجاج له ثانیا: أردت به الحدید، فقال القبعثری: الحدید خیر من البلید، فحمل الحدید أیضا علی خلاف مراد الحجاج أی الجلد الماضی فی الأمور.
و أصل القصة أن القبعثری الشاعر کان جالسا فی بستان مع جملة الأدباء، و کان الزمان زمان الحصرم فجری ذکر الحجاج فی ذلک المجلس فقال القبعثری تعریضا علی الحجاج:
اللهم سوّد وجهه و اقطع عنقه و اسقنی من دمه، فأخبر الحجاج بذلک فأحضر القبعثری و هدّده، فقال القبعثری أردت بذلک الحصرم. فقال له الحجاج لأحملنک إلی آخر القصة. فانظر إلی ذکاوة القبعثری فقد سخر الحجاج بهذا الأسلوب حتی تجاوز عن جریمته و أحسن إلیه و أنعم علیه، هکذا فی المطول و حاشیة الجلبی فی آخر الباب الثانی.
و لفظ الأسلوب بضم الهمزة و سکون السین بمعنی روشن و راه،- المنیر و الطریق- و وجه التسمیة ظاهر. و فی اصطلاحات الجرجانی أسلوب الحکیم هو عبارة عن ذکر الأهمّ تعریضا للمتکلم علی ترکه الأهم کما قال الخضر علیه السلام حین سلّم علیه موسی علیه السلام إنکارا لسلامه لأن السلام لم یکن معهودا فی تلک الأرض بقوله: إنّی بأرضک السلام. فقال موسی علیه السلام: فی جوابه أنا موسی، کأنه قال أجبت عن اللائق بک و هو أن تستفهم عنی لا عن سلامی بأرضی، فقول موسی هو أسلوب الحکیم انتهی.
و فی المطول و یلقی السائل بغیر ما یترقب «4» تنزیل سؤاله منزلة غیره تنبیها علی أنّ
______________________________
(1) أخرجه الطبرانی بلفظ: «الإیمان معرفة بالقلب و قول باللسان و عمل بالأرکان»، بروایة علی بن أبی طالب. کنز العمال، 1/ 23.
(2) هو الغضبان بن القبعثری الشیبانی، کان حیا فی نهایة القرن الأول الهجری. و هو من الذین هجوا الحجاج. أنساب الأشراف/ 114- 124.
(3) الحجاج: هو الحجاج بن یوسف بن الحکم الثقفی، أبو محمد. ولد بالطائف عام 40 ه/ 660 م. و توفی بواسط عام 95 ه/ 714 م. قائد، داهیة، خطیب. و من ولاة الأمویین الشداد. فتک بالثورات و أحمد الفتن. و هو الذی بنی مدینة واسط بین الکوفة و البصرة، و کتب عنه الکثیرون. الأعلام 2/ 168، معجم البلدان 8/ 382، وفیات الأعیان 1/ 123، تاریخ المسعودی 2/ 103، تهذیب التهذیب 2/ 210، ابن الأثیر 4/ 222، البدء و التاریخ 6/ 28.
(4) یتطلب (ع) یتطلب غیره (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 181
ذلک الغیر هو الأولی بحال السائل أو المهم له کقوله تعالی یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِیَ مَواقِیتُ لِلنَّاسِ وَ الْحَجِ «1» فقد سألوا عن السبب فی إختلاف القمر فی زیادة النور و نقصانه حیث قالوا: ما بال الهلال یبدأ دقیقا مثل الخیط، ثم یتزاید قلیلا قلیلا حتی یمتلأ و یستوی، ثم لا یزال ینقص حتی یعود کما بدأ، و لا یکون علی حالة واحدة فأجیبوا ببیان الغرض من هذا الاختلاف، و هو أنّ الأهلة بحسب ذلک الاختلاف معالم یؤقّت بها الناس أمورهم من المزارع و المتاجر و آجال الدیون و الصوم [و غیر ذلک] «2» و معالم الحج [یعرف بها وقته] «3» و ذلک للتنبیه علی أنّ الأولی بحال السائلین أن یسألوا عن الغرض لا عن السبب، فإنهم لیسوا ممن یطلعون بسهولة علی ما هو من دقائق علم الهیئة، و أیضا لا یتعلّق لهم به غرض، و أیضا لم یعط الإنسان عقلا بحیث یدرک به ما یرید من حقائق الأشیاء و ماهیاتها، و لهذا لم یجب فی الشریعة البحث عن حقائقها، انتهی.

الإسلام:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Name،noun
[فی الفرنسیة]Nom
بالکسر و الضمّ لغة بمعنی اللفظ الدال علی الشی‌ء کما فی قوله: وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها، کذا ذکر المولوی عصام الدین فی حاشیة الفوائد الضیائیة. و حاصله أنه یطلق لغة علی مقابل المهمل، کما صرّح به فی باب منع الصرف. و فی شرح المقاصد: الاسم هو اللفظ المفرد الموضوع للمعنی و هو یعم جمیع أنواع الکلمة، و المسمّی هو المعنی الذی وضع الاسم بإزائه، و التسمیة هو وضع الاسم للمعنی. و قد یراد به ذکر الشی‌ء باسمه، یقال سمّی زیدا و لم یسم عمروا، و لا خفاء فی تغایر الأمور الثلاثة، انتهی. و فی جامع الرموز فی جواز الیمین باسم اللّه تعالی: الاسم عرفا لفظ دال علی الذات و الصفة معا کالرحمن و الرحیم، و اللّه اسم دال علی ذات الواجب فهو اسم للذات انتهی. و فی کشف اللغات: الاسم بالکسر و الضم، هو بالفارسیة: نام، و فی اصطلاح أهل السلوک:
لیس لفظا یدلّ علی شی‌ء بالوضع، بل هو اسم الذّات للمسمّی باعتبار الصّفة. و الصّفة إمّا وجودیة کالعلیم و القدیر أو عدمیّة کالقدوس و السّلام یقول الشاعر:
العارفون الذین یعرفون علمنا یقولون: الصفة و الذات هی الاسم «4»
انتهی.
اعلم أنه قد اشتهر الخلاف فی أنّ الاسم هل هو نفس المسمّی أو غیره، و لا یشکّ عاقل فی أنه لیس النزاع فی لفظ ف ر س أنه هل هو نفس الحیوان المخصوص أو غیره فإن هذا ممّا لا یشتبه علی أحد، بل النزاع فی مدلول الاسم أ هو الذات من حیث هی هی أم هو الذات باعتبار أمر صادق علیه عارض له ینبئ عنه؛ فلذلک قال الأشعری قد یکون الاسم أی مدلوله عین المسمّی أی ذاته من حیث هی نحو اللّه، فإنه اسم علم للذات من غیر اعتبار معنی فیه، و قد یکون غیره نحو الخالق و الرازق ممّا یدلّ
______________________________
(1) البقرة/ 189.
(2) [و غیر ذلک] (+ م، ع).
(3) [یعرف بها وقته] (+ م، ع).
(4) و در کشف اللغات اورده اسم بالکسر و الضم نام و در اصطلاح سالکان اسم نه لفظی است که دلالت کند بر شی‌ء بالوضع بلکه اسم ذات مسمی است باعتبار صفت و صفت یا وجودیه است چون علیم و قدیر و یا عدمیه چون قدوس و سلام. بیت.
عارفانی که علم ما دانند. صفت و ذات اسم را خوانند. انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 182
علی نسبة إلی غیره. و لا شک أنّ تلک النسبة غیره و قد یکون لا هو و لا غیره کالعلیم و القدیر ممّا یدلّ علی صفة حقیقیة قائمة بذاته، فإنّ تلک الصفة لا هو و لا غیره عنده فهکذا الذات المأخوذة معها.
قال الآمدی: اتفق العقلاء علی المغایرة بین التسمیة و المسمّی، و ذهب أکثر أصحابنا إلی أن التسمیة هی نفس الأقوال الدالة، و إنّ الاسم هو نفس المدلول، ثم اختلف هؤلاء، فذهب ابن فورک «1» و غیره إلی أن کل اسم فهو المسمّی بعینه. فقولک: اللّه دالّ علی اسم هو المسمّی، و کذلک قولک عالم و خالق فإنه یدلّ علی ذات الربّ الموصوف بکونه عالما و خالقا. و قال بعضهم من الأسماء ما هو عین کالموجود و الذات و منها ما هو غیر کالخالق، فإنّ المسمّی ذاته، و الاسم هو نفس الخلق و خلقه غیر ذاته، و منها ما لیس عینا و لا غیرا کالعالم فإن المسمّی ذاته و الاسم علمه الذی لیس عین ذاته و لا غیرها. و توضیح ذلک أنهم لم یریدوا بالتسمیة اللفظ و بالاسم مدلوله کما یریدون بالوصف قول الواصف و بالصفة مدلوله، ثم إنّ ابن فورک و من یوافقه اعتبروا المدلول المطابقی و أرادوا بالمسمّی ما وضع الاسم بإزائه، فأطلقوا القول بأن الاسم نفس المسمّی. و البعض أراد بالمسمّی ما یطلق علیه الاسم، و أخذ المدلول أعمّ من المطابقی و اعتبر فی أسماء الصفات المعانی المقصودة، فزعم أنّ مدلول الخالق الخلق و أنه غیر ذات الخالق بناء علی ما تقرّر من أنّ صفات الأفعال غیر الموصوف، و أن الصفات التی لا عینه و لا غیره هی التی یمتنع انفکاکها عن موصوفها. ثم إنّ الأشعری أراد بالمسمّی ما یطلق علیه الاسم، أعنی الذات، و أعتبر المدلول المطابقی و حکم بغیریة هذا المدلول أو بکونه لا هو و لا غیره باعتبار المدلول التضمنی. و ذهب المعتزلة إلی أنّ الاسم هو التسمیة و وافقهم علی ذلک بعض المتأخرین من أصحابنا. و ذهب الأستاذ أبو نصر بن أیوب إلی أنّ لفظ الاسم مشترک بین التسمیة و المسمّی، فیطلق علی کل منهما و یفهم المقصود بحسب القرائن. و لا یخفی علیک أن النزاع علی قول أبی نصر فی لفظ ا س م، و أنها تطلق علی الألفاظ فیکون الاسم عین التسمیة بالمعنی المذکور، أی القول الدال لا بمعنی فعل الواضع و هو وضع الاسم للمعنی، أو تطلق علی مدلولاتها فیکون عین المسمّی، و کلا الاستعمالین ثابت، کما فی قولک:
الأسماء و الأفعال و الحروف، و قوله تعالی:
تَبارَکَ اسْمُ رَبِّکَ «2» أی مسمّاه، و قول لبید: «3» اسم السلام علیکما. و قال الإمام الرازی:
المشهور عن أصحابنا أن الاسم هو المسمّی، و عن المعتزلة أنه التسمیة، و عن الغزالی أنه مغایر لهما لأن النسبة و طرفیها مغایرة قطعا، و الناس قد طوّلوا فی هذه المسألة، و هو عندی فضول لأن الاسم هو اللفظ المخصوص و المسمّی ما وضع ذلک اللفظ بإزائه، فنقول:
الاسم قد یکون غیر المسمّی، فإنّ لفظ الجدار مغایر لحقیقة الجدار و قد یکون عینه، فإن لفظ الاسم اسم للفظ دال علی معنی مجرّد عن
______________________________
(1) هو محمد بن الحسن بن فورک الأنصاری الأصبهانی، أبو بکر. توفی بالقرب من نیسابور عام 406 ه/ 1015 م واعظ، عالم بالأصول و الکلام، فقیه شافعی. له کتب کثیرة و متنوعة. الأعلام 6/ 83، طبقات السبکی 3/ 52، تبیین کذب المفتری 232، النجوم الزاهرة 4/ 240، وفیات الأعیان 1/ 482، اللباب 2/ 226، معجم المفسرین 2/ 514.
(2) الرحمن/ 78.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 182 الإسلام: … ص: 181
(3) لبید (الشاعر العامری) هو لبید بن ربیعة بن مالک، أبو عقیل العامری. توفی عام 41 ه/ 661 م. أحد فحول الشعر فی الجاهلیة. أدرک الإسلام و صحب النبی صلی اللّه علیه و سلم. له معلّقة مشهورة، طبع شعره فی دیوان. الأعلام 5/ 240، خزانة 1/ 337، مطالع البدور 1/ 52، سمط اللآلی 13، آداب اللغة 1/ 111، الشعر و الشعراء 231، جمهرة أشعار العرب 30.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 183
الزمان، و من جملة تلک الألفاظ لفظ الاسم، فیکون لفظ الاسم اسما لنفسه فاتّحد هاهنا الاسم و المسمّی. قال: فهذا ما عندی، هذا کله خلاصة ما فی شرح المواقف و الچلپی و ما فی تعلیقات جدّی رحمة اللّه علیه.

التقسیم‌

اعلم أنّ الاسم الذی یطلق علی الشی‌ء إمّا أن یؤخذ من الذات بأن یکون المسمّی به ذات الشی‌ء و حقیقته من حیث هی، أو من جزئها، أو من وصفها الخارجی، أو من الفعل الصادر عنه؛ ثم أنظر أیّها یمکن فی حق اللّه تعالی، فالمأخوذ من الوصف الخارجی الداخل فی مفهوم الاسم فجائز فی حقه تعالی، سواء کان الوصف حقیقیا کالعلیم، أو إضافیا کالماجد بمعنی العالی، أو سلبیا کالقدوس، و کذا المأخوذ من الفعل کالخالق. و أما المأخوذ من الجزء کالجسم للإنسان فمحال لانتفاء الترکیب فی ذاته، فلا یتصوّر له جزء حتی یطلق علیه اسمه. أمّا المأخوذ من الذات فمن ذهب إلی جواز تعقّل ذاته جوّز أن یکون له اسم بإزاء حقیقته المخصوصة، و من ذهب إلی امتناع تعقّلها لم یجوّز لأن وضع الاسم لمعنی فرع تعقله و وسیلة إلی تفهیمه، فإذا لم یمکن أن یعقل و یفهم فلا یتصوّر اسم بإزائه. و فیه بحث لأن الخلاف فی تعقّل کنه ذاته و وضع الاسم لا یتوقف علیه إذ یجوز أن یعقل ذاتا ما بوجه ما، و یوضع الاسم لخصوصیة و یقصد تفهیمها باعتبار ما لا بکنهها، و یکون ذلک الوجه مصحّحا للوضع و خارجا عن مفهوم الاسم، کما فی لفظ اللّه، فإنه اسم علم له موضوع لذاته من غیر اعتبار معنی فیه، کذا فی شرح المواقف.
و فی شرح القصیدة الفارضیة فی علم التصوف: الأسماء تنقسم باعتبار الذات و الصفات و الأفعال إلی الذاتیة، کاللّه و الصفاتیة کالعلیم و الأفعالیة کالخالق، و تنحصر باعتبار الأنس و الهیبة عند مطالعتها فی الجمالیة کاللطیف و الجلالیة کالقهار. و الصفات تنقسم باعتبار استقلال الذات بها إلی ذاتیة و هی سبعة:
العلم و الحیاة و الإرادة و القدرة و السمع و البصر و الکلام، و باعتبار تعلّقها بالخلق إلی أفعالیة، و هی ما عدا السبعة و لکل مخلوق سوی الإنسان حظ من بعض الأسماء دون الکلّ کحظ الملائکة من اسم السبّوح و القدّوس. و لذا قالوا نحن نسبّح بحمدک و نقدس لک، و حظّ الشیطان من اسم الجبار و المتکبر، و لذلک عصی و استکبر و اختص الإنسان بالحظ من جمیعها و لذلک أطاع تارة و عصی أخری و قوله تعالی وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها «1» أی رکّب فی فطرته من کل اسم من أسمائه لطیفة و هیّأه بتلک اللطائف للتحقّق بکل الأسماء الجلالیة و الجمالیة، و عبّر عنهما بیدیه فقال للإبلیس ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَ «2» و کلّ ما سواه مخلوق بید واحدة لأنه إمّا مظهر صفة الجمال کملائکة الرحمة أو الجلال کملائکة العذاب. و علامة المتحقق باسم من أسماء اللّه أن یجد معناه فی نفسه کالمتحقق باسم الحق علامته أن لا یتغیّر بشی‌ء، کما لم یتغیر الحلاج «3» عند قتله تصدیقا لتحققه بهذا الاسم انتهی. و فی الإنسان الکامل قال
______________________________
(1) البقرة/ 31.
(2) ص/ 75.
(3) الحلّاج: هو الحسین بن منصور الحلّاج، أبو مغیث. مات مقتولا عام 309 ه/ 922 م. فیلسوف زاهد صوفی و متکلم.
تکلم الناس فی معتقده و وشوا به حتی قتل و أحرقت جثته. له عدة تصانیف. الأعلام 2/ 260، الفهرست 1/ 190، طبقات الصوفیة 307، روضات الجنان 226، البدایة و النهایة 11/ 132، لسان المیزان 2/ 314، ابن الأثیر 8/ 39، وفیات الأعیان 1/ 146، میزان الاعتدال 1/ 256، تاریخ بغداد 8/ 112، مرآة الجنان 2/ 253.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 184
المحققون أسماء اللّه تعالی علی قسمین یعنی الأسماء التی تفید فی نفسها وصفا فهی عند النحاة أسماء لغویة: القسم الأول هی الذاتیة کالأحد و الواحد و الفرد و الصمد و العظیم و الحیّ و العزیز و الکبیر و المتعال و أشباه ذلک. القسم الثانی هی الصفاتیة کالعلیم و القادر و لو کانت من الأسماء النفسیة و کالمعطی و الخلّاق و لو کانت من الأفعالیة، انتهی.

فائدة:

اعلم أنّ تسمیته تعالی بالأسماء توقیفیة، أی یتوقف إطلاقها علی الإذن فیه و لیس الکلام فی أسماء الأعلام الموضوعة فی اللغات، إنما النزاع فی الأسماء المأخوذة من الصفات و الأفعال، فذهب المعتزلة و الکرّامیة «1» إلی أنها إذ ادلّ العقل علی اتصافه تعالی بصفة وجودیة أو سلبیة جاز أن یطلق علیه اسم یدلّ علی اتصافه بها، سواء ورد بذلک الإطلاق إذن شرعی أو لا، و کذا الحال فی الأفعال. و قال القاضی أبو بکر من أصحابنا کلّ لفظ دلّ علی معنی ثابت للّه تعالی جاز إطلاقه علیه بلا توقیف إذا لم یکن إطلاقه موهما لما لا یلیق بکبریائه، و لذا لم یجز أن یطلق علیه لفظ العارف، لأن المعرفة قد یراد بها علم تسبقه غفلة، و کذا لفظ الفقیه و العاقل و الفطن و الطبیب و نحو ذلک. و قد یقال لا بدّ مع نفی ذلک الإیهام من الإشعار بالتعظیم حتی یصحّ الإطلاق بلا توقیف. و ذهب الشیخ و متابعوه إلی أنه لا بدّ من التوقیف و هو المختار، و ذلک للاحتیاط فلا یجوز الاکتفاء فی عدم إیهام الباطل بمبلغ إدراکنا، بل لا بدّ من الاستناد إلی إذن الشرع. فإن قلت من الأوصاف ما یمتنع إطلاقه علیه تعالی مع ورود الشرع بها کالماکر المستهزئ و غیرهما. أجیب بأنه لا یکفی فی الإذن مجرّد وقوعها فی الکتاب أو السنّة بحسب اقتضاء المقام و سیاق الکلام، بل یجب أن یخلو عن نوع تعظیم و رعایة أدب، کذا فی شرح المواقف و حواشیه.
و الاسم عند أهل الجفر یطلق علی سطر التکسیر و یسمّی أیضا بالزّمام و الحصّة و البرج، کذا فی بعض الرسائل. و عند المنطقیین یطلق علی لفظ مفرد یصح أن یخبر به وحده عن شی‌ء، و یقابله الکلمة و الأداة، و یجی‌ء فی لفظ المفرد. و عند النحاة یطلق علی خمسة معان:
علی ما فی المنتخب حیث قال «2»: اسم بالکسر و الضم هو السّمة و العلامة علی الشی‌ء. و فی اصطلاح النحاة: یطلق الاسم علی خمسة أشیاء:
1- الاسم، العلم، مقابل اللّقب و الکنیة.
2- کلمة لا تحمل معنی وصفیا، و هی بهذا تقابل الصفة.
3- کلمة لا تحمل معنی ظرفیا، و هی بهذا تقابل الظرف.
4- کلمة تحمل معنی حاصل المصدر، و تستعمل کالمصدر.
5- کلمة بدون إضافة کلمة أخری إلیها تدلّ علی معنی و لا تدلّ علی أیّ زمان من أزمنة الفعل من الماضی و المضارع و الاستقبال، و هی
______________________________
(1) من الفرق الکلامیة الصفاتیة، أتباع أبی عبد اللّه محمد بن کرّام السجستانی. کانت لهم معتقدات عدة تأثروا بالفلاسفة کما أنهم أوّلوا کثیرا من النصوص. و قد اختلف أتباعه و انقسموا إلی اثنتی عشرة فرقة خالفت بعضها بعضا. و قد فصل آراءها و معتقداتها کل من: الملل 108، التبصیر 65، الفرق 215، العبر 1/ 10، مقالات الإسلامیین 1/ 257.
(2) نشان و علامت چیزی و باصطلاح نحوی اسم را بر پنج معنی اطلاق کنند أول نام مقابل لقب و کنیت باشد دوم لفظی که معنی صفتی نداشته باشد و باین معنی مقابل صفة باشد سیوم لفظی که معنی ظرف نداشته باشد و باین معنی مقابل ظرف باشد چهارم لفظی که بمعنی حاصل مصدر باشد و آن را در برابر مصدر استعمال کنند و پنجم کلمة که بی انضمام کلمة دیکر بر
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 185
بهذا الاصطلاح تقابل اصطلاح الفعل و الحرف.
انتهی.
أما المعنی الأول فیجی‌ء تحقیقه فی لفظ العلم، و یطلق أیضا مرادفا للعلم کما یجی‌ء هناک أیضا. و أما المعنی الثانی فقد صرّح به فی شروح الکافیة فی باب منع الصرف فی بحث الألف و النون المزیدتین. و أما المعنی الثالث فقد صرّحوا به أیضا هناک، و أیضا وقع فی الضوء الظروف بعضها لازم الظرفیة فیکون منصوبا أبدا نحو: عند و سوی، و بعضها یستعمل اسما و ظرفا کالجهات الستّ، انتهی. و فی العباب و یستعمل إذا اسما صریحا مجرّدا عن معنی الظرفیة أیضا، و یصیر اسما مرفوع المحل بالابتداء أو مجروره أو منصوبه لا بالظرفیة، نحو: إذا یقوم زید إذا یقعد عمر، أی وقت قیام زید وقت قعود عمر، فإذا هنا مبتدأ و خبر، انتهی.
فالاسم حینئذ مقابل للظرف بمعنی المفعول فیه. و أما المعنی الرابع فقد ذکر فی تیسیر القاری شرح صحیح البخاری «1» فی باب الاحتکار قال الاحتکار: هو شراء الغلّة فی أوان الرّخص، لتباع فیما بعد عند غلائها. و الحکرة هی اسم من فعل الاحتکار. و أیضا فی جامع الرموز: الشبهة اسم من الاشتباه. و فی الصراح شبهة پوشیدگی کار. الخطأ فی ستر العمل «2».
ثم أقول قال فی بحر المعانی «3» فی تفسیر قوله تعالی: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِی وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ «4»، الوقود بفتح الواو اسم لما یوقد به النار و هو الحصب و بالضم مصدر بمعنی الالتهاب انتهی. و هکذا فی البیضاوی، و هذا صریح فی أن الاسم قد یستعمل بمعنی الاسم الذی لا یکون مصدرا، سواء کان بمعنی الحاصل بالمصدر أو لم یکن إذ لا خفاء فی عدم کون الوقود هاهنا بمعنی الحاصل بالمصدر، فینتقض الحصر فی المعانی الخمسة حینئذ لخروج هذا المعنی من الحصر. و أما المعنی الخامس فشائع و تحقیقه أنهم قالوا الکلمة ثلاثة أقسام، لأنها إمّا أن تستقل بالمفهومیة أو لا.
الثانی الحرف، و الأول إمّا أن تدلّ بهیئتها علی أحد الأزمنة الثلاثة أو لا. الثانی الاسم و الأول الفعل، فالاسم ما دلّ علی معنی فی نفسه غیر مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، و الفعل ما دلّ علی معنی فی نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، و الحرف ما دلّ علی معنی فی غیره. و الضمیر فی قولهم فی نفسه فی کلا التعریفین إمّا راجع إلی ما، و المعنی ما دلّ علی معنی کائن فی نفس ما دلّ أی الکلمة؛ و المراد بکون المعنی فی نفس الکلمة دلالتها علیه من غیر حاجة إلی ضمّ کلمة أخری إلیها لاستقلاله بالمفهومیة، و إما راجع إلی المعنی و حینئذ یکون المراد بکون المعنی فی نفسه استقلاله بالمفهومیة و عدم احتیاجه فی الانفهام إلی کلمة أخری، فمرجع التوجیهین إلی أمر واحد و هو استقلال الکلمة بالمفهومیة أی بمفهومیة المعنی منه، و کذا الحال فی قولهم فی غیره فی تعریف الحرف یعنی أن الضمیر إمّا عائد إلی ما، فیکون المعنی:
الحرف ما دلّ علی معنی کائن فی غیر ما دلّ أی الکلمة لا فی نفسه و حاصله أنه لا یدل بنفسه بل بانضمام کلمة أخری إلیها. و إمّا إلی
______________________________
- معنی دلالت کند و بر یکی از زمان ماضی و حال و استقبال دلالت نکند و باین معنی مقابل فعل و حرف باشد انتهی
(1) لنور الحق الشاه‌جهان‌آبادی (- 1037 ه)GALS،S.I. 362.
(2) احتکار خریدن غله است در ارزانی تا فروخته شود در گرانی و حکرة اسم است مر این فعل را و أیضا فی جامع الرموز الشّبهة اسم من الاشتباه. و فی الصراح: شبهه پوشیدگی کار اشتباه پوشیده شدن کار.
(3) یرجح أنه بحر المعانی فی حقائق التوحید (فارسی) لمحمد بن جعفر المکی الدهلی (- 891 ه) إیضاح المکنون 1/ 166.
(4) البقرة/ 24.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 186
المعنی فیکون المعنی: الحرف ما دلّ علی معنی فی غیره لا فی نفسه بمعنی أنه غیر تام فی نفسه، أی لا یحصل ذلک المعنی من اللّفظ إلّا بانضمام شی‌ء إلیه، فمرجع هذین التوجهین إلی أمر واحد أیضا، و هو أن لا یستقل بالمفهومیة.
ثم المعنی قد یکون إفرادیا هو مدلول اللّفظ بانفراده و قد یکون ترکیبیا یحصل منه عند الترکیب فیضاف أیضا إلی اللّفظ، و إن کان معنی اللّفظ عند الإطلاق هو الإفرادی، و یشترک الاسم و الفعل و الحرف فی أن معانیها الترکیبیة لا تحصل إلّا بذکر ما یتعلّق به من أجزاء الکلام، ککون الاسم فاعلا و کون الفعل مسندا مثلا مشروط بذکر متعلّقه، بخلاف الحرف، فإنّ معناه الإفرادی أیضا لا یحصل بدون ذکر المتعلق.
و تحقیق ذلک أن نسبة البصیرة إلی مدرکاتها کنسبة البصر إلی مبصراته. و أنت إذا نظرت فی المرآة و شاهدت صورة فیها فلک، هناک حالتان: إحداهما أن تکون متوجها إلی تلک الصورة مشاهدا إیاها قصدا جاعلا للمرآة حینئذ آلة فی مشاهدتها، و لا شک أن المرآة حینئذ مبصرة فی هذه الحالة لکنها لیست بحیث تقدر بإبصارها علی هذا الوجه أن تحکم علیها و تلتفت إلی أحوالها. و الثانیة أن تتوجّه إلی المرآة نفسها و تلاحظها قصدا فتکون صالحة لأن تحکم علیها، و حینئذ تکون الصورة مشاهدة تبعا غیر ملتفت إلیها، فظهر أن فی المبصرات ما یکون تارة مبصرا بالذات و أخری آلة لإبصار الغیر، و استوضح ذلک من قولک قام زید.
و نسبة القیام إلی زید إذ لا شک أنک مدرک فیهما نسبة القیام إلی زید، إلّا أنها فی الأول مدرکة من حیث أنها حالة بین زید و القیام و آلة لتعرف حالهما فکأنها مرآة تشاهدهما بها مرتبطا أحدهما بالآخر، و لهذا لا یمکنک أن تحکم علیها أو بها ما دامت مدرکة علی هذا الوجه.
و فی الثانی مدرکة بالقصد ملحوظة فی ذاتها بحیث یمکنک أن تحکم علیها و بها؛ فعلی الوجه الأول معنی غیر مستقل بالمفهومیة، و علی الثانی معنی مستقل بها. و کما یحتاج إلی التعبیر عن المعانی الملحوظة بالذات المستقلة بالمفهومیة یحتاج إلی التعبیر عن المعانی الملحوظة بالغیر التی لا تستقل بالمفهومیة.
إذا تمهّد هذا فاعلم أنّ الابتداء مثلا معنی هو حالة لغیره و متعلّق به، فإذا لاحظه العقل قصدا و بالذات کان معنی مستقلا بنفسه ملحوظا فی ذاته صالحا لأن یحکم علیه و به، و یلزمه إدراک متعلّقه إجمالا و تبعا، و هو بهذا الاعتبار مدلول لفظ الابتداء، و لک بعد ملاحظته علی هذا الوجه أن تقیده بمتعلق مخصوص، فتقول مثلا ابتداء سیر البصرة و لا یخرجه ذلک عن الاستقلال و صلاحیة الحکم علیه و به و علی هذا القیاس الأسماء اللازمة الإضافة کذو و أولو «1» و فوق و تحت، و إذا لاحظه العقل من حیث هو حالة بین السیر و البصرة و جعله آلة لتعرف حالهما کان معنی غیر مستقل بنفسه، و لا یصلح أن یکون محکوما علیه و لا محکوما به، و هو بهذا الاعتبار مدلول لفظ من. و هذا معنی ما قیل إنّ الحرف وضع باعتبار معنی عام و هو نوع من النسبة کالابتداء مثلا لکل ابتداء مخصوص معیّن النسبة لا تتعین إلّا بالمنسوب إلیه، فما لم یذکر متعلق الحرف لا یتحصّل فرد من ذلک النوع هو مدلول الحرف، لا فی العقل، و هو الظاهر، و لا فی الخارج لأنّ مدلول الحرف فرد مخصوص من ذلک النوع، أعنی ما هو آلة لملاحظة طرفیه و لا شک أنّ تحقق هذا الفرد فی الخارج یتوقف علی ذکر المتعلق.
______________________________
(1) ألو (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 187
و ما قیل الحرف ما یوجد معناه فی غیره و أنّه لا یدلّ علی معنی باعتباره فی نفسه بل باعتباره فی متعلقه، فقد اتضح أنّ ذکر المتعلق للحرف إنما وجب لیتحصّل معناه فی الذهن إذ لا یمکن إدراکه إلّا بإدراک متعلقه إذ هو آلة لملاحظته فعدم استقلال الحرف بالمفهومیة إنّما هو لقصور و نقصان فی معناه، لا لما قیل من أنّ الواضع اشترط فی دلالته علی معناه الإفرادی ذکر متعلقه، إذ لا طائل تحته لأنّ هذا القائل إن اعترف بأنّ معانی الحروف هی النسب المخصوصة علی الوجه الذی قررناه، فلا معنی لاشتراط الواضع حینئذ، لأن ذکر المتعلق أمر ضروری إذ لا یعقل معنی الحرف إلّا به، و إن زعم أنّ معنی لفظة من هو معنی الابتداء بعینه إلّا أنّ الواضع اشترط فی دلالة من علیه ذکر المتعلّق و لم یشترط ذلک فی دلالة لفظ الابتداء علیه، فصارت لفظة من ناقصة الدلالة علی معناها غیر مستقلة بالمفهومیة لنقصان فیها؛ فزعمه هذا باطل. أمّا أولا فلأنّ هذا الاشتراط لا یتصوّر له فائدة أصلا بخلاف اشتراط القرینة فی الدلالة علی المعنی المجازی. و أمّا ثانیا فلأنّ الدلیل علی هذا الاشتراط لیس نصّ الواضع علیه کما توهّم لأنّ فی تلک الدعوی خروجا عن الإنصاف، بل هو التزام ذکر المتعلّق فی الاستعمال علی ما یشهد به الاستقراء، و ذلک مشترک بین الحروف و الأسماء اللازمة الإضافة.
و الجواب عن ذلک بأنّ ذکر المتعلق فی الحرف لتتمیم الدلالة و فی تلک الأسماء لتحصیل الغایة، مثلا کلمة ذو موضوعة بمعنی الصاحب و یفهم منها هذا المعنی عند الإطلاق، لکنها إنّما وضعت له لیتوصّل بها إلی جعل أسماء الأجناس صفة للمعارف أو للنکرات، فتحصیل هذه الغایة هو الذی أوجب ذکر متعلّقها، فلو لم یذکر لم تحصل الغایة عند إطلاقه بدون ذکر متعلّقه تحکّم بحت. و أمّا ثالثا فلأنّه یلزم حینئذ أن یکون معنی من مستقلا فی نفسه صالحا لأن یحکم علیه و به، إلّا أنّه لا ینفهم منها وحدها، فإذا ضمّ إلیها ما یتمّ دلالتها وجب أن یصحّ الحکم علیه و به و ذلک مما لا یقول به من له أدنی معرفة باللغة و أحوالها.
و قیل الحرف ما دلّ علی معنی ثابت فی لفظ غیره، فاللام فی قولنا الرجل مثلا یدل بنفسه علی التعریف الذی فی الرجل. و فیه بحث لأنّه إن أرید بثبوت معنی الحرف فی لفظ غیره أنّ معناه مفهوم بواسطة لفظ الغیر أی بذکر متعلّقه، فهذا بعینه ما قرّرناه سابقا، و إن أرید به أنه یشترط فی انفهام المعنی منه لفظ الغیر بحسب الوضع ففیه ما مرّ، و إن أرید به أنّ معناه قائم بلفظ الغیر فهو ظاهر البطلان، و کذا إن أرید به قیامه بمعنی غیره قیاما حقیقیا، و لأنه یلزم حینئذ أن یکون مثل السّواد و غیره من الأعراض حروفا لدلالتها علی معان قائمة بمعانی ألفاظ غیرها، و إن أرید به تعلقه بمعنی الغیر لزم أن یکون لفظ الاستفهام و ما یشبهه من الألفاظ الدّالة علی معان متعلّقة بمعانی غیرها حروفا، و کلّ ذلک فاسد.
و قیل الحرف لیس له معنی فی نفسه بل هو علاقة لحصول معنی فی لفظ آخر، و إنّ فی قولک فی الدار علامة لحصول معنی الظرفیة فی الدار، و من فی قولک خرجت من البصرة علامة لحصول معنی الابتداء فی البصرة، و علی هذا فقس سائر الحروف و هذا ظاهر البطلان.
ثمّ الاسم و الفعل یشترکان فی کونهما مستقلین بالمفهومیة، إلّا أنهما یفترقان فی أنّ الاسم یصلح لأن یقع مسندا و مسندا إلیه، و الفعل لا یقع إلّا مسندا، فإنّ الفعل ما عدا الأفعال الناقصة کضرب مثلا یدلّ علی معنی فی نفسه مستقل بالمفهومیة و هو الحدث، و علی معنی غیر مستقل هو النسبة الحکمیة الملحوظة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 188
من حیث أنها حالة بین طرفیها و آلة لتعرف حالهما مرتبطا أحدهما بالآخر. و لما کانت هذه النسبة التی هی جزء مدلول الفعل لا تتحصل إلّا بالفاعل وجب ذکره، کما وجب ذکر متعلّق الحرف، فکما أنّ لفظة من موضوعة وضعا عاما لکل ابتداء معین بخصوصه، کذلک لفظة ضرب موضوعة وضعا عاما لکل نسبة للحدث الذی دلّت علیه إلی فاعل بخصوصها، إلّا أن الحرف لمّا لم یدل إلّا علی معنی غیر مستقل بالمفهومیة لم یقع محکوما علیه و لا محکوما به إذ لا بدّ فی کل منهما أن یکون ملحوظا بالذات لیتمکن من اعتبار النسبة بینه و بین غیره، و احتاج إلی ذکر المتعلق رعایة لمحاذات الأفعال «1» بالصور الذهنیة، و الفعل لمّا اعتبر فیه [الحدث] «2» و ضمّ إلیه انتسابه إلی غیره نسبة تامة من حیث أنها حالة بینهما وجب ذکر الفاعل لتلک المحاذاة، و وجب أیضا أن یکون مسندا باعتبار الحدث إذ قد اعتبر ذلک فی مفهومه وضعا و لا یمکن جعل ذلک الحدث مسندا إلیه لأنه علی خلاف وضعه. و أمّا مجموع معناه المرکّب من الحدث و النسبة المخصوصة فهو غیر مستقلّ بالمفهومیة فلا یصلح أن یقع محکوما به فضلا عن أن یقع محکوما علیه کما یشهده «3» التأمّل الصادق.
و أمّا الاسم فلما کان موضوعا لمعنی مستقل و لم تعتبر معه نسبة تامة لا علی أنه منسوب إلی غیره و لا بالعکس صحّ الحکم علیه و به.
فإن قلت کما أنّ الفعل یدل علی حدث و نسبة إلی فاعل علی ما قررته کذلک اسم الفاعل یدلّ علی حدث و نسبة إلی ذات، فلم یصح کون اسم الفاعل محکوما علیه دون الفعل؟. قلت لأنّ المعتبر فی اسم الفاعل ذات ما من حیث نسب إلیه الحدث، فالذات المبهمة ملحوظة بالذات، و کذلک الحدث. و أمّا النسبة فهی ملحوظة لا بالذات، إلّا أنها تقییدیة غیر تامة و لا مقصودة أصلیة من العبارة تقیدت بها الذات المبهمة و صار المجموع کشی‌ء واحد، فجاز أن یلاحظ فیه تارة جانب الذات أصالة فیجعل محکوما علیه و تارة جانب الوصف أی الحدث أصالة فیجعل محکوما به. و أمّا النسبة التی فیه فلا تصلح للحکم علیها و لا بها، لا وحدها و لا مع غیرها، لعدم استقلالها، و المعتبر فی الفعل نسبة تامة تقتضی انفرادها مع طرفیها من غیرها و عدم ارتباطها به، و تلک النسبة هی المقصودة الأصلیة من العبارة فلا یتصور أن یجری فی الفعل ما جری فی اسم الفاعل، بل یتعیّن له وقوعه مسندا باعتبار جزء معناه الذی هو الحدث.
فإن قلت قد حکموا بأنّ الجملة الفعلیة فی: زید قام أبوه محکوما بها. قلت فی هذا الکلام یتصور حکمان: أحدهما الحکم بأن أبا زید قائم، و الثانی أن زیدا قائم الأب، و لا شکّ أن هذین الحکمین لیسا بمفهومین منه صریحا بل أحدهما مقصود و الآخر تبع، فإن قصد الأول لم یکن زید بحسب المعنی محکوما علیه بل هو قید یتعین به المحکوم علیه، و إن قصد الثانی کما هو الظاهر فلا حکم صریحا بین القیام و الأب، بل الأب قید للمسند الذی هو القیام، إذ به یتم مسندا إلی زید. ألا تری أنک لو قلت: قام أبو زید و أوقعت النسبة بینهما لم یرتبط بغیره أصلا، فلو کان معنی قام أبوه ذلک القیام لم یرتبط بزید قطعا فلم یقع خبرا، و من ثمّ تسمع النحاة یقولون قام أبوه جملة و لیس بکلام، و ذلک لتجریده عن إیقاع النسبة بین طرفیه بقرینة ذکر زید مقدما، و إیراد ضمیره فإنها
______________________________
(1) الألفاظ (م).
(2) [الحدث] (+ م).
(3) یشهد به (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 189
دالة علی الارتباط الذی یستحیل وجوده مع الإیقاع، و هذا الذی ذکر من التحقیق هو المستفاد من حواشی العضدی، و مما ذکره السیّد الشّریف فی حاشیة المطول فی بحث الاستعارة التبعیة.
ثم إنه لما عرف اشتراک الاسم و الفعل فی الاستقلال بالمفهومیة فلا بد من ممیّز بینهما فزید قید عدم الاقتران بأحد الأزمنة الثلاثة فی حدّ الاسم احترازا عن الفعل، و لا یخرج من الحدّ لفظ أمس و غد و الصبوح و الغبوق و نحو ذلک، لأنّ معانیها الزمان لا شی‌ء آخر یقترن بالزمان کما فی الفعل. ثم المراد بعدم الاقتران أن یکون بحسب الوضع الأول فدخل فیه أسماء الأفعال لأنها جمیعا إما منقولة عن المصادر الأصلیة سواء کان النقل صریحا نحو روید فإنه قد یستعمل مصدرا أیضا، أو غیر صریح نحو هیهات فإنه و إن لم یستعمل مصدرا إلّا أنّه علی وزن قوقاة مصدر قوقی، أو عن المصادر التی کانت فی الأصل أصواتا نحو صه، أو عن الظرف، أو الجار و المجرور نحو أمامک زید و علیک زید، فلیس شی‌ء منها دالة علی أحد الأزمنة الثلاثة بحسب الوضع الأول. و خرج عنه الأفعال المنسلخة عن الزمان و هی الأفعال الجوامد کنعم و بئس و عسی و کاد لاقتران معناها بالزمان بحسب الوضع الأول، و کذا الأفعال المنسلخة عن الحدث کالأفعال الناقصة لأنها تامّات فی أصل الوضع منسلخات عن الحدث، کما صرح به بعض المحققین فی الفوائد الغیاثیة. و خرج عنه المضارع أیضا فإنه بتقدیر الاشتراک بین الحال و الاستقبال لا یدلّ إلّا علی زمان واحد، فإنّ تعدد الوضع معتبر فی المشترک و یعلم من هذا فوائد القیود فی تعریف الفعل.

الإسماعیلیة:

[فی الانکلیزیة]ISma'illiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Isma'illiyya)secte(
هی السّبعیة «1» کما سیجی‌ء. [الإسماعیلیة و هم الذین أثبتوا الإمامة لإسماعیل بن جعفر الصادق، و من مذهبهم أن اللّه تعالی لا موجود و لا معدوم و لا عالم و لا جاهل و لا قادر و لا عاجز، و کذلک فی جمیع الصفات کذا فی الجرجانی.]

اسم الإشارة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Demonstrative adjective or pronoun
[فی الفرنسیة]Adjectif ou pronom demonstratif
عند النحاة قسم من المعرفة، و هو ما وضع لمشار إلیه أی لمعنی یشار إلیه إشارة حسّیة بالجوارح و الأعضاء، لأن الإشارة حقیقة فی الإشارة الحسّیة، فلا یرد ضمیر الغائب و أمثاله، فإنها للإشارة إلی معانیها إشارة ذهنیة لا حسّیة، و مثل ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ «2» مما لیست الإشارة إلیه حسّیة محمول علی التجوّز، کذا فی الفوائد الضیائیة. و لا یلزم أن هذا التعریف دوری، و لا أنه تعریف بما هو أخفی منه، أو بما هو مثله، لأنه تعریف لاسم الإشارة الاصطلاحیة بلفظ المشار إلیه اللغوی المعروف المشهور.

فائدة:

أکمل التمییز إنما یتصوّر بأعرف المعارف و هو المضمر المتکلم ثم العلم ثم اسم الإشارة علی المذهب المنصور کذا فی الأطول. و قال
______________________________
(1) السبعیة: هی من فرق الشیعة الإسماعیلیة الذین قالوا ابن الإمام محمد بن إسماعیل بن جعفر هو الإمام التام، و به تمّ دور السبعة، و بعد بدأ دور الأئمة المستورین، و قالوا به الأئمة تدور أحکامهم علی سبعة سبعة کأیام الأسبوع و السموات السبع و الکواکب السبع، فسمّو ذلک بالسبعیة. لکنهم افترقوا فرقا عدیدة و کانوا یتمیزون بالباطنیین و القرامطة و المزدکیة و غیرها من الألقاب. و قد ذکرها مفصلا کل من: الملل 191، الفرق 62، مقالات الإسلامیین 1/ 98، التبصیر 23.
(2) یونس/ 3.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 190
السیّد السّند فی شرح المفتاح: اسم الإشارة و إن کان بحسب الوضع و الاستعمال متناولا لمتعدد إلّا أنه بسبب اقترانه بالإشارة یفید أکمل تمییز و تعیین إذ لا یبقی اشتباه أصلا بعد الإشارة التی هی بمنزلة وضع الید، و یمتاز المقصد به عند العقل و الحسّ، بخلاف العلم و المضمر فإن المقصد بهما یمتاز عند العقل وحده.

اسم إنّ و أخواتها:

[فی الانکلیزیة]
The subject of Inna and the similar particle
E[فی الفرنسیة]
Le sujet de Inna et les particules semblable
Eعند النحاة هو المسند إلیه من معمولیها، و إنما قیل من معمولیها لئلّا یرد علیه أن الذی أبوه قائم زید فإن أبوه مسند إلیه بعد دخولها و لیس باسم لأنه لیس من معمولیها، و علی هذا القیاس اسم کان و أخواتها، و اسم ما و لا المشبّهتین بلیس، و اسم عسی و أخواته و غیر ذلک، هکذا فی الوافی و حواشیه «1».

الاسم التّام:

[فی الانکلیزیة]The accusative
[فی الفرنسیة]Le cas accusatif
و هو الاسم الذی ینصب لتمامه أی لاستغنائه عن الإضافة، و تمامه بأربعة أشیاء:
بالتنوین و الإضافة و نونی التثنیة و الجمع، هکذا فی الجرجانی.

اسم التّفضیل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Comparative adjective
[فی الفرنسیة]Adjectif comparatif
هو عند النحاة اسم اشتق من فعل لموصوف بزیادة علی غیره. فقولهم اسم اشتق شامل للمشتقات کلّها، و قولهم لموصوف یخرج أسماء الزمان و المکان و الآلة لأنّ المراد «2» بالموصوف ذات مبهمة و لا إبهام فی تلک الأسماء، و المراد «3» بالموصوف أعمّ أی موصوف قام به الفعل أو وقع علیه فیشتمل قسمی اسم التفضیل، أعنی ما جاء للفاعل و ما جاء للمفعول. و قولهم بزیادة علی غیره أی غیر الموصوف بعد اشتراکهما فی أصل الفعل یخرج اسم الفاعل و اسم المفعول و الصّفة المشبّهة، و لا یرد صیغ المبالغة کضراب و ضروب فإنها و إن دلّت علی الزیادة لکن لم یقصد فیها الزیادة علی الغیر، و لا یرد نحو زائد و کامل حیث لم تقصد فیه الزیادة علی أصل الفعل إذ لم ترد الزیادة فی الزیادة أو الکمال، و کذا لا یرد اسم الفاعل المبنی من باب المغالبة نحو طائل أی زائد فی الطول علی غیره إذ لم تقصد فیه الزیادة فی أصل الغلبة، و هذا کلّه خلاصة ما فی شروح الکافیة و العباب.

فائدة:

قد یقصد بأفعل التفضیل تجاوز صاحبه و تباعده عن الغیر فی الفعل لا بمعنی تفضیله بالنسبة إلیه بعد المشارکة فی أصل الفعل، بل بمعنی أنّ صاحبه متباعد فی أصل الفعل متزاید إلی کماله قصدا إلی تمایزه عنه فی أصله مع المبالغة فی اتصافه، بحیث یفید عدم وجود أصل الفعل فی الغیر و وجوده إلی کماله فیه علی وجه الاختصار، فیحصل کمال التفضیل، و هو المعنی الأوضح فی الأفاعل فی صفاته تعالی إذ لم یشارکه أحد فی أصلها، حتی یقصد التفضیل نحو قولنا: اللّه أکبر و أمثاله. قیل و بهذا المعنی ورد قوله تعالی حکایة عن یوسف: قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا یَدْعُونَنِی إِلَیْهِ «4» و مثله أکثر
______________________________
(1) الوافی فی النحو لمحمد بن عثمان بن عمر البلخی، علیه شرح لمحمد بن أبی بکر الدمامینی (- 828 ه).
(2) المقصود (م، ع).
(3) المقصود (م، ع).
(4) یوسف/ 33.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 191
من أن یحصی، کذا ذکر الچلپی فی حاشیة المطول فی خطبة المتن فی شرح قوله: إذ به یکشف عن وجوه الإعجاز فی نظم القرآن أستارها.

اسم الجنس:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Common noun
[فی الفرنسیة]Nom commun
هو عند النحاة ما وقع فی کلّ ترکیب علی شی‌ء و علی کل مشارک له فی الحقیقة علی سبیل البدل أو الشمول، اسم عین کان کصرد أو معنی کهدی، جامدا کان أو مشتقا، و منه أسماء العدد، و هو أعم مطلقا من النّکرة لأنه قد یکون نکرة کرجل و قد یکون معرفة کالرجل، و النکرة لا تکون إلّا اسم جنس و من وجه من المعرفة لصدقهما علی الرجل و صدق اسم الجنس فقط علی رجل، و صدق المعرفة فقط علی زید، و الضمائر و المبهمات لأنها فی کل ترکیب یقع علی معیّن لخصوص الموضوع له فیها. و قولهم علی کل مشارک الخ احتراز عن العلم المشترک فإنه لا یقع علی شی‌ء و علی کل مشارک له فی الحقیقة، هکذا یستفاد من الإرشاد و حواشیه «1».
و قولنا علی سبیل البدل أو الشمول إشارة إلی أنّ من اسم الجنس ما یتناول المشارکات فی الحقیقة علی سبیل البدل کرجل و امرأة، فإنه یدل علی أفراده لا دفعة بل دفعات علی سبیل البدل کما فی العضدی فی بحث العام. و منه ما یتناولها علی سبیل الشمول و الاجتماع کالتمر فإنه یطلق علی الواحد و الکثیر. و یقرب من هذا ما وقع فی حاشیة حاشیة الفوائد الضیائیة «2» للمولوی عبد الحکیم فی بحث العدل: المراد «3» من اسم الجنس ما یقابل العلم و هو ما دلّ علی معنی کلی سواء کان اسم عین کصرد أو معنی کهدی انتهی.
اعلم أنّه اختلف فی وضع اسم الجنس فقیل هو موضوع الماهیة من حیث هی، و قیل هو موضوع الماهیة مع وحدة لا بعینها و تسمّی فردا منتشرا. و رجّح المحقق التفتازانی الثانی و رده السیّد السّند بأنه حینئذ یلزم أن یکون اسم الجنس المعرف بلام العهد الذهنی مجازا، و قد جعلوه حقیقة أو موضوعا بالوضع الترکیبی علی خلاف الإفرادی. و فیه بعد، و یعارضه أنه لو کان اسم الجنس موضوعا للحقیقة لکان المعرّف بلام العهد مجازا فی الحصّة المعینة أو موضوعا بالوضع الترکیبی، علی خلاف الوضع الإفرادی، و الأول باطل، و الثانی بعید، کذا فی الأطول فی بیان فائدة تعریف المسند إلیه.
و هذا التعریف شامل للمذهبین، قال السیّد السّند فی حاشیة المطوّل: قولهم رجل لکل فرد من أفراد الرجال بحسب الوضع لیس معناه أنه بحسب وضعه یصلح أن یطلق علی خصوصیة أیّ فرد کان، بل معناه أنه بحسب وضعه یصلح أن یطلق علی معنی کلّی هو الماهیة من حیث هی، أو الفرد المنتشر علی إختلاف الرأیین.
و اعلم أنّ أسماء الأجناس أکثر ما یستعمل فی التراکیب لبیان النسب و الأحکام، و لمّا کان أکثر الأحکام المستعملة فی العرف و اللغة جاریا علی الماهیات من حیث أنها فی ضمن فرد منها لا علیها، من حیث هی فهم بقرینة تلک الأحکام مع أسماء الأجناس فی تلک التراکیب معنی الوحدة، و صار اسم الجنس إذا أطلق وحده یتبادر منه الفرد إلی الذهن لإلف النفس بملاحظته مع ذلک الاسم، کأنه دالّ علی معنی
______________________________
(1) سبق ذکره.
(2) حاشیة حاشیة الفوائد الضیائیة لعبد الحکم بن شمس الدین محمد السیالکوتی الهندی (- 1067 ه) علّق فیها علی حاشیة الفوائد الضیائیة لعبد الغفور اللاری (- 912 ه). و الفوائد الضیائیة أحد شروح الکافیة لابن الحاجب (- 646 ه) و أشهرها، و هی لعبد الرحمن بن أحمد الجامی (- 898 ه). کشف الظنون 2/ 1370- 1372؛ هدیة العارفین 1/ 504.
(3) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 192
الوحدة.
ثم الفرق بین اسم الجنس و علم الجنس عند من یقول بوضعه للماهیة مع الوحدة أن إطلاق اسم الجنس علی الواحد علی أصل وضعه، بخلاف علم الجنس فإنه موضوع للحقیقة المتحدة فی الذهن، فإذا أطلقته علی الواحد فإنما أردت الحقیقة، و لزم من إطلاقه علی الحقیقة باعتبار الوجود التعدّد ضمنا. و أمّا من یقول بوضعه للماهیة من حیث هی فعنده کلّ من اسم الجنس و علمه موضوع للحقیقة المتحدة فی الذهن، و إنما افترقا من حیث أنّ علم الجنس یدل بجوهره علی کون تلک الحقیقة معلومة للمخاطب معهودة عنده، کما أن الأعلام الشخصیة تدل بجواهرها علی کون الأشخاص معهودة له، و أما اسم الجنس فلا یدلّ علی ذلک بجوهره، بل بالآلة، أی آلة التعریف إن وجدت انتهی.
المفهوم من التفسیر الکبیر فی بیان تفسیر التعوّذ أنّ اسم الجنس موضوع الماهیة و علم الجنس موضوع لأفرادها المعینة علی سبیل الاشتراک اللّفظی حیث قال: إذا قال الواضع، وضعت لفظ أسامة لإفادة ذات کلّ واحد من أشخاص الأسد بعینها من حیث هی علی سبیل الاشتراک اللّفظی کان ذلک علم الجنس، و إذا قال: وضعت لفظ الأسد لإفادة الماهیة التی هی القدر المشترک بین هذه الأشخاص فقط من غیر أن یکون فیها دلالة علی الشخص المعیّن کان هذا اسم الجنس، فقد ظهر الفرق بین اسم الجنس و علم الجنس انتهی کلامه.
و قد یطلق اسم الجنس و یراد به النکرة، صرّح به فی الفوائد الضیائیة فی بحث حذف حرف النداء، و الظّاهر أن هذا هو المراد مما وقع فی حاشیة الجمال «1» علی المطول من أنّ اسم الجنس قد یطلق علی ما یصح دخول اللام علیه. و قال أیضا: و قد یطلق علی القلیل و الکثیر کالماء و الخلّ علی ما ذکر فی باب التمییز انتهی. و فی شروح الکافیة اسم الجنس یراد به هاهنا أی فی باب التمییز لفظ مجرد عن التاء واقع علی القلیل و الکثیر کالماء و الزیت و التمر و الجلوس، بخلاف رجل و فرس و تمرة، و المراد «2» بالتاء تاء الوحدة الفارقة بین الواحد و الجنس، فلا ینافی غیر تاء الوحدة کون الکلمة اسم جنس شاملا للقلیل و الکثیر، فالجلسة بالفتح و الکسر اسم جنس. و فی الفوائد الضیائیة اسم الجنس هاهنا ما تشابه أجزاؤه و یقع مجرّدا عن التاء علی القلیل و الکثیر کالماء و التمر و الزیت و الضرب بخلاف رجل و فرس.
قال المولوی عصام الدین فی حاشیة قوله تشابه أجزاؤه فی اسم الکلّ، و یشکل بالأبوة لأنه لا جزء له، فالأولی الاقتصار علی الوقوع مجردا عن التاء علی القلیل و الکثیر انتهی. و قال المولوی عبد الحکیم: ما ذکره الشارح لا یقتضی تجرّده عن التاء بل وقوعه حال تجرده عن التاء علی القلیل و الکثیر، فنحو تمرة و جلسة یکون جنسا انتهی. فانظر ما فی العبارات من التخالف؛ قال السیّد السّند فی حاشیة خطبة القطبی «3»: اسم الجنس یقع علی القلیل و الکثیر بخلاف اسم الجمع و الجمع، فإنهما لا یطلقان علی القلیل، لکن من اسم الجنس ما یکون غریقا فی معنی الجمع بحیث لا یطلق علی الواحد و الاثنین کالکلم، فامتیاز مثل هذا عن اسم الجمع فی غایة الصعوبة. و مما یقال إن
______________________________
(1) یعتقد بأنها حاشیة علی بن محمد الجرجانی (- 816 ه) علی المطول لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 792 ه).
کشف الظنون 1/ 474.
(2) و المقصود (م، ع).
(3) ورد اسم الکتاب سابقا فی مادة الابداع تحت اسم حاشیة شرح خطبة الشمسیة. کشف الظنون 2/ 1063- 1064.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 193
عدم إطلاق اسم الجمع علی القلیل بالوضع و الاستعمال و عدم إطلاق اسم الجنس کذلک بالاستعمال فقط فمجرد اعتبار انتهی.

تنبیه‌

المعنی الأول أعم من المعنی الثانی، و أما المعنی الثالث و هو ما یدل علی القلیل و الکثیر فبینه و بین المعنیین الأولین عموم من وجه تأمل.
اعلم أن أهل البیان قد یریدون باسم الجنس ما یکون اسما لمفهوم غیر مشخّص و لا مشتمل علی تعلّق معنی بذات فیدخل فیه نحو رجل و أسد و قیام و قعود، و تخرج عنه الأسماء المشتقّة من الصفات و أسماء الزمان و المکان و الآلة، و بهذا المعنی وقع فی قولهم: المستعار إن کان اسم جنس فالاستعارة أصلیة و إلّا فتبعیة. ثم اسم الجنس بهذا المعنی یشتمل علم الجنس نحو أسامة و لا یشتمل الأسماء المشتقة بخلافه بالمعنی النحوی، فإنه فی عرف النحاة لا یشتمل علم الجنس و یشتمل الأسماء المشتقة کذا فی الأطول. و یقرب من هذا ما قیل اسم الجنس ما دلّ علی نفس الذات الصالحة لأن تصدق علی کثیرین من غیر اعتبار وصف من الأوصاف، و یجی‌ء فی بیان الاستعارة الأصلیة و التبعیة. و قد یطلق اسم الجنس علی ما لا یکون صفة و لا علما. و فی التوضیح الاسم الظاهر إن کان معناه عین ما وضع له المشتق منه مع وزن المشتق فصفة، و إلّا فإن تشخّص معناه فعلم، و إلّا فاسم الجنس؛ و کل من العلم و اسم الجنس إما مشتقان کحاتم و مقتل، أو لا کزید و رجل، ثم کل من الصفة و اسم الجنس إن أرید به المسمّی بلا قید فمطلق، أو معه فمقیّد، أو أشخاصه کلها فعام، أو بعضها معیّنا فمعهود، أو منکرا فنکرة، و التوضیح فی التلویح و حواشیه.

اسم الفاعل:

[فی الانکلیزیة]Present participle
[فی الفرنسیة]Participe present
هو عند النحاة اسم مشتقّ لما قام به الفعل بمعنی الحدوث، فالاسم جنس یشتمل المشتق کالصفات و اسم الزمان و المکان و الآلة، و غیر المشتق. و بقید المشتق خرج غیر المشتق.
و قولهم لما قام به الفعل یخرج ما سوی الصفة المشبّهة من اسم التفضیل و غیره، لأن المتبادر بقولهم «1» لما قام به الفعل أنه تمام الموضوع له من غیر زیادة و لا نقصان، فلو ضمّ إلی أصل الفعل معنی آخر کالزیادة فیه و وضع له اسم لا یصدق علی ذلک الاسم أنه موضوع لما قام به الفعل، بل لما قام به الفعل مع زیادة، فخرج اسم التفضیل. و البعض أخرج اسم التفضیل بقید الحدوث و لیس کذلک، بل هو لإخراج الصفة المشبّهة التی وضعها علی الاستمرار أو مطلق الثبوت علی إختلاف الرأیین، لا علی الحدوث الذی معناه تجدد وجوده له و قیامه به مقیّدا بأحد الأزمنة الثلاثة. ثم إن لفظ ما عامة لغیر العقلاء فدخل فیه الناهق و الصهال و نحوهما من صفات غیر العقلاء، بخلاف ما قیل لمن قام به حیث یخرج هذه عنه، إلّا أن یرتکب التغلیب.
و المراد «2» بالفعل المصدر لأن سیبویه یسمّی المصدر فعلا و حدثا.
و قیل و ینبغی أن یعلم أن المراد بما قام به الفعل ما قام به الفعل مع الفعل و قیامه به إذ اسم الفاعل موضوع للجمیع لا لمجرد ما قام به الفعل، و لا یرد ما قیل إن هذا القید أخرج مثل زید مضارب عمرا و متقرّب من فلان و غیر ذلک من الإضافیات، فإن هذه الأحداث نسب لا
______________________________
(1) من قولهم (م، ع).
(2) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 194
تقوم بأحد المنتسبین معینا دون الآخر، لأن معنی المضارب لیس المتصف بالضربین بل المتصف بضرب متعلق بشخص یصدر عنه ضرب متعلق بفاعل الضرب الأول، و هذا معنی ما قیل: باب المفاعلة لحدث مشترک بین اثنین، فالمضارب مشتق من مصدر هو المضاربة، أی ضرب متعلق بمضروب یصدر عنه ضرب، متعلق بضاربه، و کذا الحال فی أمثاله. و أما قوله لا یقوم بأحد المنتسبین إلخ فلا معنی له إذ الحدث لا بدّ أن یقوم بمعیّن و لا معنی للقیام بشی‌ء لا علی التعیین. نعم لا تتعین النسبة إلی أحدهما معنیا بل الواحد منهما یجب أن یکون منسوبا إلیه لا علی التعیین. فقوله هذا من قبیل اشتباه النسبة بالانتساب.
ثم بقی هاهنا شی‌ء و هو أن صیغ المبالغة علی التقریر المذکور تخرج من التعریف مع کونها داخلة فیه و لا یبعد أن یلتزم ذلک، و یدل علیه ما فی الترجمة الشریفیة «1» ما حاصله أن صیغة اسم الفاعل من الثلاثی المجرّد علی وزن فاعل کضارب و قاتل، و کل ما اشتق من مصادر الثلاثی لما قام به الفعل لا علی هذه الصیغة فهو لیس باسم فاعل، بل هو صفة مشبّهة أو أفعل التفضیل أو صیغة المبالغة کحسن و أحسن و مضراب. و لا یخرج من التعریف ثابت و دائم و مستمر و نحو ذلک مما یدلّ علی الدوام و الثبوت، و کذا نحو حائض و طالق من الصفات الثابتة بمعنی ذات حیض و طلاق لکونها دالّة بحسب أصل الوضع علی حدوث الثبوت و الدوام، و کذا صفات اللّه تعالی لکون ثبوتها اتفاقیا باعتبار الموصوف لا وضعیا، هکذا یستفاد من شروح الکافیة.

اسم الفعل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Verbal noun
[فی الفرنسیة]Nom verbal
هو عند النحاة اسم یکون بمعنی الأمر أو الماضی، و لا یرد علیه نحو: أفّ بمعنی اتضجر، و أوّه بمعنی اتضجع، لأنهما بمعنی تضجرت و توجعت، إلّا أنه عبر عنهما بالمستقبل کما یعبر عن الماضی فی بعض الأوقات لنکتة، و ذلک لأن أکثر أسماء الأفعال وجدت بمعنی الأمر و الماضی فحمل ما وجد منه بمعنی المستقبل علی أنه بمعنی الماضی، إلّا أنه عبر عنه بالمستقبل طردا للباب. و الذی حملهم علی أن قالوا إن هذه الکلمات و أمثالها لیست بأفعال مع تأدیتها معانی الأفعال أمر لفظی، و هو أن صیغها مخالفة لصیغ الأفعال، و أنها لا تتصرف تصرفها إلّا أنها موضوعة لصیغ الأفعال، علی أن یکون روید مثلا موضوعا لکلمة أمهل. قال الرضی ما قیل إنّ صه مثلا اسم للفظ أسکت الدالّ علی معنی الفعل فهو علم للفظ الفعل لا لمعناه لیس بشی‌ء، إذ العرب «2» القحّ ربما یقول صه مع أنه لم یخطر بباله لفظ أسکت، و ربما لم یسمعه أصلا. و المتبادر أن یکون هذا بحسب الوضع فلا یرد الضارب أمس مثلا نقضا علی التعریف. و فیه أنه حینئذ یصدق حدّ الفعل علیه.
و أجیب بأنها وضعت أولا اسما، و وضعها بمعنی الأفعال وضع اعتباری و استعمالی، فلم یتناول نحو الضارب أمس لعدم هذا الوضع و لم یخرج عن الأسماء لتحقق ذلک الوضع. و قیل أسماء الأفعال معدولة عن ألفاظ الفعل، و هذا لیس بشی‌ء، إذا الأصل فی کل معدول عن شی‌ء أن لا یخرج عن النوع الذی ذلک الشی‌ء منه، فکیف خرج الفعل بالعدل من الفعلیة إلی الاسمیة.
______________________________
(1) یعتقد بأنها الرسالة الشریفیة فی آداب البحث لعلی بن محمد الشریف الجرجانی (- 816 ه) و علیها عدة شروح.
(2) العربی (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 195

فائدة:

اختلفوا فی إعرابها فقیل إنها مرفوعة المحل علی الابتداء لسدّ الفاعل مسدّ الخبر کما فی: أ قائم الزیدان. و فیه أن معنی الفعل یمنع الابتداء لکون المبتدأ مسندا إلیه، و الفعل لا یکون مسندا إلیه کذا قیل. و أقول لا یلزم أن یکون المبتدأ مسندا إلیه کما فی: أ قائم الزیدان، فلا یرد البحث المذکور. و قیل إنها منصوبة المحل علی المصدریة لأنها أسماء مصادر الأفعال، سمّیت بأسماء الأفعال قصرا للمسافة.
و فیه أنه یستدعی تقدیر الفعل قبلها فلم تکن حینئذ قائمة مقام الفعل، فلم تکن مبنیة. و الحق أنه لا محل لها من الإعراب.

الاسم المتمکن:

[فی الانکلیزیة]Declined noun
[فی الفرنسیة]Nom decline
ما تغیّر آخره بتغیّر العوامل فی أوله، و لم یشابه مبنی الأصل، أعنی الماضی و الأمر بغیر اللام و الحرف، و یرادفه الاسم المعرب هکذا فی الجرجانی.

اسم المصدر:

[فی الانکلیزیة]Infinitive
[فی الفرنسیة]Infinitif
کما یستفاد مما سبق هو اسم الحدث الغیر الجاری علی الفعل. و ورد فی کتاب شرح نصاب الصبیان للقهستانی أنّ اسم المصدر خمسة أقسام:
الأول: وصف حاصل للفاعل و القائم به و مترتّب علی المعنی المصدری الذی هو التأثیر.
و یقال أیضا لهذا القسم حاصل المصدر کما هو فی «التلویح» مذکور، و تطلق جمیع المصادر علی هذا المعنی، مثل الجواز بمعنی: المرور، و الثانی بمعنی أن یکون الأمر جائزا. فالأول معنی اسمی و الثانی معنی مصدری.
و الفرق بین المصدر و حاصل المصدر فی جمیع الألفاظ ظاهر بحسب المعنی. و فی بعض الألفاظ بحسب اللفظ أیضا. مثل فعل بکسر الفاء: الفحل. و بفتح الفاء: عمل؛ و یطلق حاصل المصدر أیضا علی المصدر المستعمل بمعنی متعلّق فعل مثل: خلق بمعنی مخلوق، کما یستفاد ذلک من شرح العقائد فی بحث أفعال العباد. و یقرب من هذا ما ذکره فی أمالی ابن الحاجب و هو الاسم الذی یتوسّل به إلی الفعل مثل، أکل فإن استعمل بمعنی أکل فإنّه یقال له اسم مصدر، و إذا کان بمعنی الأکل فیقال له المصدر.
الثانی: اسم مستعمل بمعنی المصدر الذی لا یشتقّ منه فعل مثل: القهقری، و هذا مذکور فی أمالی ابن الحاجب.
الثالث: مصدر معرفة مثل فجار الذی هو اسم الفجور.
الرابع: اسم بمعنی المصدر و لکنه خارج عن الأوزان القیاسیة مثل سقیا و غیبة الذی هو اسم للسّقی و الاغتیاب. و هذا فی کلام العرب کثیر.
الخامس: مصدر مبدأ بحرف المیم و یقال له المصدر المیمی: منصرف و مکرم. و هذا مذکور فی الرضی «1». انتهی کلامه.
______________________________
(1) و در شرح نصاب صبیان قهستانی مذکور است که اسم مصدر پنج قسم است اوّل وصف حاصل مر فاعل را و قائم به او و مترتب بر معنی مصدری که آن تأثیر است و این قسم را حاصل مصدر نیز گویند چنانچه در تلویح مذکور است و جمیع مصادر را بر این معنی اطلاق کنند مثل جواز بمعنی روائی و روا بودن اوّل معنی اسمی است و دوم معنی مصدری و فرق میان مصدر و حاصل مصدر در جمیع الفاظ بحسب معنی ظاهر است و در بعض الفاظ بحسب لفظ نیز مثل فعل بکسر فا کردار و بفتح فا کردن و حاصل مصدر را نیز اطلاق میکنند بر مصدر مستعمل بمعنی متعلق فعل مثل خلق بمعنی مخلوق چنانچه از شرح عقائد در بحث افعال عباد مستفاد میگردد و قریب باین است آنچه در امالی ابن حاجب مذکور است اسمی که وسیله فعلی گردد مثل اکل چون بمعنی آنچه خورده شود استعمال یابد او را اسم مصدر گویند و چون بمعنی خوردن باشد او را مصدر گویند دوم اسمی است مستعمل بمعنی مصدر که فعلی ازو مشتق نگشته مثل قهقری این در امالی ابن حاجب مذکور است سیوم مصدر
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 196
أقول لا شکّ أن الأقسام الخمسة المذکورة لیست مشترکة فی مفهوم عام یطلق علیه اسم المصدر کما هو دأب التقسیم، حیث یذکر أولا لفظ یکون. معناه عاما شاملا للأقسام، ثم یذکر بعده أقسامه، کما تری فی تقسیم الکلمة التی هی اللفظ الموضوع لمعنی مفرد إلی الاسم و الفعل و الحرف، فهنا أرید بالتقسیم تقسیم ما یطلق علیه لفظ اسم المصدر، کما یقسم العین إلی الجاریة و الباصرة و غیرهما، و کما قسّم أهل الأصول السبب و العلّة إلی الأقسام المعینة، هکذا ینبغی أن یفهم.

اسم المفعول:

[فی الانکلیزیة]Past participle
[فی الفرنسیة]Participe passe
هو عند النحاة اسم مشتقّ لما وقع علیه الفعل. و الأصل فیه اسم المفعول به الذی فعل به أی أوقع علیه الفعل. یقال فعلت به الضرب أی أوقعته علیه، لکنه حذف الجار فصار الضمیر مرفوعا و استتر. فقولهم اسم مشتق شامل لجمیع المشتقات. و قولهم لما وقع علیه الفعل یخرج ما عداه کاسم الفاعل و الصفة المشبهة و اسم التفضیل، سواء صیغ لتفضیل الفاعل أو المفعول، فإنه مشتق لموصوف بزیادته «1» علی الغیر فی ذلک الفعل و لا یخرج منه نحو: أوجدت ضربا فهو موجد و علمت عدم خروجک فهو معلوم إذ هو جار مجری الواقع، صرّح بذلک فی العباب. و المراد «2» بالوقوع التعلّق المعنوی و لو بواسطة حرف جرّ، کما یجی‌ء فی لفظ فعل ما لم یسم فاعله.

الاسم المنسوب:

[فی الانکلیزیة]Relative noun
[فی الفرنسیة]Le nom de relation
و هو الاسم الملحق بآخره یاء مشددة مکسورة ما قبلها علامة للنسبة إلیه، کما ألحقت التاء علامة للتأنیث، کالبصری و الهاشمی هکذا فی الجرجانی.

الإسناد:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Attribution،cross reference
[فی الفرنسیة]Attribution،renvoi
عند أهل النظر و المحدّثین ستعرف فی لفظ السند. و عند أهل العربیة یطلق علی معنیین:
أحدهما نسبة إحدی الکلمتین إلی الأخری أی ضمّها إلیها و تعلّقها [بها] «3» فالمنسوب یسمّی مسندا و المنسوب إلیه مسندا إلیه، و هذا فیما سوی المرکبات التقییدیة شائع. و أما فیها فالمستفاد من إطلاقاتهم أن المنسوب یسمّی مضافا أو صفة؛ و المنسوب إلیه یسمّی مضافا إلیه أو موصوفا.
قال المولوی عبد الحکیم فی حاشیة حاشیة الفوائد الضیائیة ما حاصله: إن الشائع فی عرفهم أن النسبة عبارة عن الثبوت و الانتفاء، و هی صفة مدلول الکلمة، فإضافتها إلی الکلمة إمّا بحذف المضاف أی نسبة مدلول إحدی الکلمتین إلی مدلول الأخری أو بحمل النسبة علی المعنی اللغوی. فعلی الأول یکون إطلاق المسند و المسند إلیه علی الالفاظ مجازا تسمیة للدالّ بوصف المدلول، و علی الثانی حقیقة. ثم المراد «4» بالاسناد و النسبة و الضم الحاصل بالمصدر المبنی للمفعول و هی الحالة التی بین
______________________________
- معرفه مثل فجار که اسم الفجور است چهارم اسمی است بمعنی مصدر و خارج از اوزان قیاسیه مصدر مثل سقیا و غیبت که اسم سقی و اغتیاب است و این قسم در کلام عرب بسیار است پنجم اسمی است مرادف مصدر مصدّر بمیم و او را مصدر میمی نیز گویند مثل منصرف و مکرم این در رضی مذکور است.
(1) بزیادة (م، ع).
(2) المقصود (م، ع).
(3) بها (+ م، ع).
(4) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 197
الکلمتین أو مدلولهما و لذا عبّر عنه الرّضی بالرابط بین الکلمتین، و المراد «1» بالکلمة هاهنا أعم من الحقیقیة ملفوظة کانت أو مقدرة، و من الحکمیة. و الکلمة الحکمیة ما یصحّ وقوع المفرد موقعه فدخل فیه إسناد الجمل التی لها محل من الإعراب، و کذا الإسناد الشرطی إذ الإسناد فی الشرطیة عندهم فی الجزاء، و الشرط قید له. نعم یخرج الإسناد الشرطی علی ما حققه السیّد السّند و المنطقیون من أن مدلول الشرطیة تعلیق حصول الجزاء بحصول الشرط، لا الإخبار بوقوع الجزاء وقت وقوع الشرط، إذ لیس المسند إلیه و المسند فیهما کلمة حقیقة و هو ظاهر، و لا حکما إذ المقصود حینئذ تعلیق الحکم بالحکم فتکون النسبة فی کلّ واحد منهما ملحوظة تفصیلا، لا بدّ فیها من ملاحظة المسند إلیه و المسند قصدا لا إجمالا، فلا یصح التعبیر عنهما بالمفرد، انتهی. فالموافق لمذهبهم هو أن یقال: الإسناد ضمّ کلمة أو ما یجری مجراها إلی الأخری، أو ضمّ إحدی الجملتین إلی الأخری.

تنبیه‌

قال صاحب الأطول فی بحث المسند فی قوله: و أما تقیید الفعل بالشرط الخ، الکلام التّام هو الجزاء و الشرط قید له إما لمسنده نحو إن جئتنی أکرمک، أی اکرمک علی تقدیر مجیئک، و إمّا لمجموعه نحو: إن کان زید أبا عمرو فأنا أخ له، فإنّ التقیید لیس للفعل و لا لشبهه بل للنسبة. و هذا هو المنطبق بجعل الإسناد إلیه من خواص الاسم و لحصر الکلام فی المرکّب من اسمین أو فعل و اسم فقد رجع الشرطیات عندهم إلی الحملیات إلّا أنه یخالف ما ذهب إلیه المیزانیون من أنّ کلّا من الشرط و الجزاء خرج عن التمام بدخول أداة الشرط علی الجملتین، و الجزاء محکوم به و الشرط محکوم علیه و النسبة المحکوم بها بینهما لیس من نسبتی الشرط [و الجزاء] «2». قال السیّد السّند لیس کون الشرط قیدا للجزاء إلّا ما ذکره السکّاکی.
و فی کلام النحاة برمّتهم حیث قالوا: کلم المجازاة تدل علی سببیة الأول و مسبّبیة الثانی إشارة إلی أنّ المقصود هو الارتباط بین الشرط و الجزاء، فینبغی أن تحفظ هذه الإشارة و تجعل مذهب عامتهم ما یوافق المیزانیین، و کیف لا و لو کان الحکم فی الجزاء لکان کثیر من الشرطیات المقبولة فی العرف کواذب، و هو ما لا یتحقق شرطه فیکون قولک إن جئتنی أکرمک کاذبا إذا لم یجی‌ء المخاطب مع أنه لا یکذبه العرف، و ذلک لأن انتفاء قید الحکم یوجب کذبه. و فیه أنه لا یخص کلام «3» السکّاکی لأن حصر الکلام فی القسمین المذکورین یقتضیه اقتضاء بیّنا و جعل الإسناد إلیه من خواص الاسم ظاهر فیه، و لا یلزم کذب القضایا المذکورة لأنه یجوز أن یکون المراد «4» بالجزاء فی قولک إن جئتنی أکرمک، أنی بحیث أکرمک علی تقدیر مجیئک. و فی قولک إن کان زید حمارا فهو حیوان أنه کائن بحیث یکون حیوانا علی تقدیر الحماریة. و فی قولک إن کان الآن طلوع الشمس کان النهار موجودا أنه یکون النهار بحیث یتصف بالوجود علی تقدیر طلوع الشمس الآن و علی هذا القیاس. و إشارة قولهم کلم المجازاة تدلّ الخ إلی أنّ المقصود هو
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) [و الجزاء] (+ م، ع).
(3) کلام (- م، ع).
(4) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 198
الارتباط بینهما غیر سدیدة، بل هو کقولهم: فی للظرفیة، أی لظرفیة مجرورها لغیره و له نظائر لا تحصی، و لم یقصد بشی‌ء أن المقصود الارتباط بینهما.
فإن قلت إذا دار الأمر بین ما قاله المیزانیون و بین ما قاله النحاة فهل یعتبر کل منهما مسلکا لأهل البلاغة أو یجعل الراجح مسلکا و أیّهما أرجح؟
قلت الأرجح تقلیل المسلک تسهیلا علی أهل الخطاب و الاصطلاح، و لعلّ الأرجح ما اختاره النحاة لئلا یخرج الجزاء عن مقتضاه کما خرج الشرط، إذ مقتضی الترکیب أن یکون کلاما تاما، و أیضا هو أقرب إلی الضبط إذ فیه تقلیل أقسام الکلام، و لو اعتبره المیزانیون لاستغنوا عن کثیر من مباحث القضایا و الأقیسة فکن حافظا لهذه المباحث الشریفة.

التقسیم‌

الإسناد بهذا المعنی إمّا أصلی و یسمّی بالتام أیضا و إمّا غیر أصلی و یسمّی بغیر التّام أیضا. فالإسناد الأصلی هو أن یکون اللفظ موضوعا له و یکون هو مفهوما منه بالذات لا بالعرض، و غیر الأصلی بخلافه. فقولنا ضرب زید مثلا موضوع لإفادة نسبة الضرب إلی زید و هی المفهومة منه بالذات و التعرّض للطرفین إنما هو لضرورة توقّف النسبة علیهما. و قولنا غلام زید موضوع لإفادة الذات و التعرّض للنسبة إنما هو للتبعیة، و کذا الحال فی إسناد المرکبات التوصیفیة و إسناد الصفات إلی فاعلها «1» فإنها موضوعة لذات باعتبار النسبة، و المفهوم منها بالذات هو الذات باعتبار النسبة، و النسبة إنما تفهم بالعرض. و لا شک أن اللفظ إنما وضع لإفادة ما یفهم منه بالذات لا ما یفهم منه بالعرض، و تلوح لک حقیقة ذلک بالتأمّل فی المرکّبات التامّة إنشائیة کانت أو خبریة، و فی غیرها من المرکبات التقییدیة و ما فی معناها.
هذا خلاصة ما حققه السیّد الشریف فی حاشیة العضدی فی تعریف الجملة فی مبادئ اللغة.
و من الاسناد الغیر الأصلی إسناد المصدر إلی فاعله و لذا لا یکون المصدر مع فاعله کلاما و لا جملة کما یجی‌ء فی لفظ الکلام. و منه إسناد اسم الفاعل و اسم المفعول و الصفة المشبّهة و اسم التفضیل و الظرف أیضا علی ما قالوا.
و الإسناد الأصلی هو إسناد الفعل أو ما هو فعل فی صورة الاسم کالصفة الواقعة بعد حرف النفی أو الاستفهام، کذا فی الأطول فی باب المسند إلیه فی بحث التقوی.
اعلم أنّ المراد «2» بالإسناد الواقع فی حدّ الفاعل هو هذا المعنی صرّح به فی غایة التحقیق حیث قال: المراد بالإسناد فی حدّ الفاعل أعم من أن یکون أصلیا أو لا، مقصودا لذاته أو لا. و ثانیهما الإسناد الأصلی فالإسناد الغیر الأصلی علی هذا لا یسمّی إسنادا. و عرّف بأنه نسبة إحدی الکلمتین حقیقة أو حکما إلی الأخری بحیث تفید المخاطب فائدة تامة، أی من شأنه أن یقصد به إفادة المخاطب فائدة یصحّ السکوت علیها، أی لو سکت المتکلّم لم یکن لأهل العرف مجال تخطئته. و نسبته إلی القصور فی باب الإفادة و إن کان بعد محتاجا إلی شی‌ء کالمفعول به و الزمان و المکان و نحوها، فدخل فی الحدّ إسناد الجملة الواقعة خبرا أو صفة أو صلة و نحوها؛ فإن تلک الجمل بسبب وقوعها موقع المفرد و إن کانت غیر مفیدة فائدة تامة، لکن من شأنها أن یقصد بها الإفادة إذا لم تکن
______________________________
(1) فواعلها (م، ع).
(2) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 199
واقعة فی مواقع المفرد. و کذا دخل إسناد الجملة التی علم مضمونها المخاطب، کقولنا:
السماء فوقنا، فإنها و إن لم تکن مفیدة باعتبار العلم بمضمونها، لکنّها مفیدة عند عدم العلم به. فالإسناد الأصلی علی نوعین: أحدهما ما هو مقصود لذاته بأن یلتفت إلی النسبة قصدا بأن یلاحظ المسند و المسند إلیه مفصّلا، کما فی قولنا: زید قائم، و أ قائم الزیدان. و ثانیهما ما هو غیر مقصود لذاته بأن لا یلتفت إلی النسبة قصدا بل إلی مجموع المسند و المسند إلیه من حیث هو مجموع کإسناد جملة قائمة مقام المفرد، و الواقعة صلة، و نحو ذلک. و یتضح ذلک فی لفظ القضیة. فبقید الإفادة خرج الاسناد الغیر الأصلی. و لما کانت الإفادة غیر مقیدة بشی‌ء یشتمل الحدّ الاسناد الخبری و هو النسبة الحاکیة عن نسبة خارجیة. و الإسناد الانشائی و هو ما لا یکون کذلک. و عرّف الإسناد الخبری بأنه ضمّ کلمة أو ما یجری مجراها کالمرکّبات التقییدیة و ما فی معناها إلی الأخری بحیث یفید أن مفهوم إحداهما ثابت لمفهوم الأخری أو منفی عنه، فإنّ مفاد الخبر هو الوقوع و اللاوقوع لا الحکم بهما، و هذا أوفق بإطلاق المسند و المسند إلیه علی اللفظ علی ما هو اصطلاحهم، فهو أولی من تعریف المفتاح بأنه الحکم بمفهوم لمفهوم بأنه ثابت له أو منفی عنه؛ لکن صاحب المفتاح أراد التنبیه علی أنّ هذا الاطلاق علی ضرب من المسامحة و تنزیل الدالّ منزلة المدلول لشدّة الاتصال بینهما.
و تعریفه المنطبق علی مذهب المیزانیین هو أنه ضمّ کلمة أو ما یجری مجراها إلی الأخری، أو ضم إحدی الجملتین بحیث یفید الحکم بأن مفهوم إحداهما ثابت لمفهوم الأخری، أو عنده، أو مناف لمفهوم الأخری، أو ینفی ذلک کذا فی الأطول.

فائدة:

قیل فی نحو: زید عرف، ثلاثة أسانید مترتبة فی التقدیم و التأخیر، أولها إسناد عرف إلی زید بطریق القصد و امتناع إسناد الفعل إلی المبتدأ قبل عود الضمیر ممنوع. و ثانیها إسناده إلی ضمیر زید. و ثالثها إسناده إلی زید بطریق الالتزام بواسطة أن عود الضمیر إلی زید یستدعی صرف الإسناد إلیه مرة ثانیة. أما وجه تقدیم الأول علی الثانی فلأنّ الإسناد نسبة لا تتحقق قبل تحقق الطرفین و بعد تحققهما لا تتوقف علی شی‌ء آخر. و لا شک أن ضمیر الفاعل إنما یکون بعد الفعل و المبتدأ قبله. فکلّ ما یتحقق الفعل أسند إلی زید لتحقق الطرفین.
ثم إذا تحقّق الضمیر انعقد بینهما الحکم. و أما وجه تقدیم الثانی علی الثالث فظاهر کذا فی المطول فی آخر باب المسند.

فائدة:

المسند فعلی و سببی فالمسند الفعلی کما ذکر فی المفتاح ما یکون مفهومه محکوما بثبوته للمسند إلیه أو بالانتفاء عنه بخلاف السببی، فإن: زید ضرب حکم فیه بثبوت الضرب لزید، و زید ما ضرب حکم فیه بنفی الضرب عنه، بخلاف زید ضرب أبوه فإنه لم یحکم فیه بثبوت ضرب أبوه لزید بل بثبوت أمر یدلّک علیه ذلک المذکور، و هو کائن بحیث ضرب أبوه؛ فالمسند السببی سمّی مسندا لأنه دال علی المسند الحقیقی، و المسند السببی ما أسند فیه شی‌ء إلی ما هو متعلّق المسند إلیه، و صار ذلک سببا لإسناد أمر حاصل بالقیاس إلیه إلی المسند إلیه، نحو: زید أبوه منطلق، فإن أبوه منطلق أسند فیه شی‌ء إلی متعلق زید، و صار ذلک سببا لإسناد کون زید بحیث ینطلق أبوه إلیه. و علی هذا یلزم أن یکون منطلق أبوه فی: زید منطلق أبوه مسندا سببیا، و لا یکون نحو: زید مررت به، و زید
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 200
کسرت سرج فرس غلامه فعلیا و لا سببیا. هذا هو مختار صاحب الاطول. و ذکر الفاضل فی شرح المفتاح أن المسند فی: زید منطلق أبوه فعلی بخلافه فی: زید أبوه منطلق؛ فإنّ فی المثال الأول اسم الفاعل مع فاعله لیس بجملة، فالمحکوم به فی زید منطلق أبوه هو المفرد، بخلاف زید أبوه منطلق، و هذا خبط ظاهر لأن اللازم مما ذکر أن لا یکون منطلق مع أبوه جملة، و لم یلزم منه أن یکون المسند هو منطلق وحده. و قال صاحب التلخیص: و المراد «1» بالسببی نحو زید أبوه منطلق، و قال فی المطول لم یفسّر المصنف له لإشکاله و تعسّر ضبطه، و کان الأولی أن یمثل بالجملة الفعلیة أیضا نحو: زید انطلق أبوه. و یمکن أن یفسر بأنه جملة علقت علی المبتدأ بعائد بشرط أن لا یکون ذلک العائد مسندا إلیه فی تلک الجملة، فخرج نحو: زید منطلق أبوه، لأنه مفرد، و نحو: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «2» لأن تعلیقها علی المبتدأ لیس بعائد، و نحو: زید قائم، و زید هو قائم، لأن العائد مسند إلیه، و دخل فیه نحو:
زید أبوه قائم، و زید ما قام أبوه، و زید مررت به، و زید ضرب عمرا فی داره، و زید کسرت سرج فرس غلامه، و زید ضربته، و نحو قوله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا «3» لأنّ المبتدأ أعم من أن یکون قبل دخول العوامل أو بعدها، و العائد أعم من الضمیر و غیره. فعلی هذا، المسند السببی هو مجموع الجملة التی وقعت خبر مبتدأ. و هاهنا بحث طویل الذیل و تحقیق شریف لصاحب الأطول ترکناه حذرا من الاطناب.
اعلم أنّ الاسناد فی الحدیث أن یقول المحدّث: حدّثنا فلان عن فلان عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلّم، و هو یسمّی بعلم أصول الحدیث أیضا و قد سبق فی المقدمة.

الإسهاب:

[فی الانکلیزیة]Prolixity
[فی الفرنسیة]Prolixite
بالهاء عند أهل المعانی أعم من الإطناب و هو التطویل لفائدة أو لا لفائدة. و قیل هو الإطناب.

الإسهال:

[فی الانکلیزیة]Diarrhoea
[فی الفرنسیة]Diarrhee،colique
کالإکرام عند الأطباء هو خروج مواد البدن بطریق المعی المستقیم أزید من المقدار الطبیعی، و سببه الواصل فی أی عضو کان ینسب الإسهال إلی ذلک العضو، کالإسهال المعوی و المعدی و الکبدی و المراری و الطحالی و الدماغی و البدنی و الماساریقی، و کذلک ینسب بحسب الأخلاط إلی الأخلاط کالدموی و الصفراوی و نحوهما. و إذا کان مجیئه مؤقّتا یسمّی بالدّوری؛ و الفرق بینها مکتوب فی المطولات، کذا فی حدود الأمراض، فهو من أقسام الاستفراغ. و فی بحر الجواهر الإسهال المعوی قد یکون معه سحج و قد لا یکون، و ما کان منه بغیر سحج یخص باسم الزلقی، فکذلک إذا أطلق لفظ الإسهال المعوی إنما یتبادر منه إلی فهم الأطباء ما یکون مع سحج انتهی.

الإسواریّة:

[فی الانکلیزیة]Al -Iswariyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Iswariyya)secte(
فرقة من المعتزلة أصحاب الأسواری «4»،
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) الاخلاص/ 1.
(3) الکهف/ 30.
(4) الأسواری: هو علی الأسواری، (توفی عام 240 ه). کان من أتباع أبی الهذیل العلاف و أعلمهم ثم انتقل الی النّظام، لکنه انفصل عنه و کوّن فرقة خاصة عرفت به و نسبت إلیه فقیل: الأسواریة. و کانت له آراء کثیرة. طبقات المعتزلة 72، الملل و النحل 58، الفرق بین الفرق 151، التبصیر فی الدین 44.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 201
وافقوا النّظامیة «1» فیما ذهبوا إلیه، و زادوا علیهم أن اللّه لا یقدر علی ما أخبر بعدمه أو علم عدمه، و الإنسان قادر علیه، لأن قدرة العبد صالحة للضدین علی سواء، فإذا قدر علی أحدهما قدر علی الآخر کذا فی شرح المواقف «2».

الإشارة:

[فی الانکلیزیة]Indication
[فی الفرنسیة]Indication
معناه بدیهی و هی قسمان: إشارة عقلیة و إشارة حسّیة. و للإشارة ثلاثة معان: الأول المعنی المصدری الذی هو فعل، أی تعیین الشی‌ء بالحسّ. الثانی المعنی الحاصل بالمصدر و هو الامتداد الموهوم الآخذ من المشیر المنتهی إلی المشار إلیه، و هذا الامتداد قد یکون امتدادا خطّیا، فکأنّ نقطة خرجت من المشیر و تحرکت نحو المشار إلیه فرسمت خطّا انطبق طرفه علی نقطة من المشار إلیه، و قد یکون امتدادا سطحیّا ینطبق الخط الذی هو طرفه علی ذلک الخط المشار إلیه، فکأنّ خطّا خرج من المشیر فرسم سطحا انطبق طرفه علی خطّ المشار إلیه، و قد یکون امتدادا جسمیا ینطبق السطح الذی هو طرفه علی السطح من الجسم المشار إلیه فکأنّ سطحا خرج من المشیر فرسم جسما انطبق طرفه علی سطح المشار إلیه. الثالث تعیین الشی‌ء بالحسّ بأنه هنا أو هناک أو هذه بعد اشتراکها فی أنها لا تقتضی کون المشار إلیه بالذات محسوسا بالذات. و تفترق بأن الأول و الثانی لا یجب أن یتعلّقا أولا بالجوهر بل ربما یتعلقان أولا بالعرض و ثانیا بالجوهر لأنهما لا یتعلقان بالمشار إلیه أولا، إلّا بأن یتوجّه المشیر إلیه أولا، فکلّ من الجوهر و العرض یقبل ذلک التوجه و کذا ما هو تابع له. و الثالث یجب أن یتعلّق أولا بالجوهر و ثانیا بالعرض فإنه و إن کان تابعا لتوجّه المشیر لکن التوجّه بأن المشار إلیه هنا أو هناک لا یتعلّق أولا إلّا بما له مکان بالذات، هکذا ذکر مرزا زاهد فی حاشیة شرح المواقف فی مقدمة الأمور العامة.
و قد تطلق علی حکم یحتاج إثباته إلی دلیل و برهان کما وقع فی المحاکمات، و یقابله التنبیه بمعنی ما لا یحتاج إثباته إلی دلیل.
و الإشارة عند الأصولیین دلالة اللفظ علی المعنی من غیر سیاق الکلام له، و یسمّی بفحوی الخطاب أیضا، نحو: وَ عَلَی الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَ کِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ «3» ففی قوله تعالی له إشارة إلی أن النسب یثبت بالأب، و هی من أقسام مفهوم الموافقة کما یجی‌ء هناک، و فی لفظ النصّ أیضا. و أهل البدیع فسّروها بالإتیان بکلام قلیل ذی معان جمّة، و هذا هو إیجاز القصر بعینه، لکن فرق بینهما ابن أبی الأصبع بأن الإیجاز [له] «4» دلالة مطابقیة، و دلالة الإشارة إمّا تضمّن أو التزام، فعلم منه أنه أراد بها ما تقدّم من أقسام المفهوم، أی أراد بها الإشارة المسمّاة بفحوی الخطاب، هکذا یستفاد من الإتقان فی نوع المنطوق و المفهوم و نوع الإیجاز. و علم الإشارة قد سبق فی المقدمة.
______________________________
(1) فرقة کلامیة من المعتزلة أتباع أبی اسحاق ابراهیم بن سیار بن هانی النظّام. خلطوا فی آرائهم و معتقداتهم ما تعتقده الفلاسفة ثم انفردوا عن المعتزلة الآخرین بمسائل فی القدر و أفعال العباد و الإرادة الإلهیة و حقیقة الإنسان و غیر ذلک من المباحث الفلسفیة و المیتافیزیقیة. و قد ذکرهم: الملل ص 53، الفرق 131، مقالات الإسلامیین 1/ 227، التبصیر 43، طبقات المعتزلة 49، اعتقادات فرق المسلمین للرازی 41، العبر 1/ 315.
(2) الاسواریة: فرقة کلامیة من المعتزلة، أتباع علی الاسواری الذی انفصل عن ابی الهذیل العلاف إلی النظام ثم انفصل عنه حیث زاد علیه فی الرأی، فقال إن اللّه تعالی لا یوصف بالقدرة علی ما علم أنه لا یفعله مع أن الإنسان قادر علی ذلک، الملل 58، الفرق 151، التبصیر 44، طبقات المعتزلة 72.
(3) البقرة/ 233.
(4) [له] (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 202
ثم الإشارة إذا لم تقابل بالصریح «1» کثیرا ما یستعمل فی المعنی الأعم الشامل للصریح «2»، کما فی چلپی المطول فی تعریف علم المعانی. فعلی هذا یقال أشار إلی کذا فی بیان علم السلوک، و إن کان المشار إلیه مصرّحا به فیما سبق و أسماء الإشارة.

الإشباع:

[فی الانکلیزیة]Vowel of the rhyme
[فی الفرنسیة]Voyelle de la rime
هو لدی أهل العروض عبارة عن الحرکة الدخیلة، و أکثرها الکسرة و أحیانا الفتحة مثل:
بادر (التصدیق) و داور (الحکم) و أحیانا الضمّة کما فی: تجاهل، و تساهل، و هذا التعریف باعتبار المشهور؛ و اختلاف حرکة الحرف الدخیل فی القوافی التی لیست مشتملة علی حرف الوصل غیر جائز، أمّا القوافی الموصلة أی المشتملة علی حرف الوصل فجائز. و لیس بخاف أنّ هذا التعریف یتّجه علیه کسرة الهمزة مثل مائل و زائل حیث یقولون لها: «توجیه» و لیس إشباعا. إذا فالأولی هو أن یخصّص الإشباع بحرکة الدخیل فی القوافی الموصلة یعنی المشتملة علی حرف وصل مثل کسرة همزة مائلی و زائلی، و تخصیص التوجیه بحرکة ما قبل الروی الساکن التی هی لیست حرکة إشباع، مع أنّه من المشهور أنّهما معرفتان بالتخصیص.
و یؤیّد هذا ما ذهب إلیه شمس قیس الرازی فی کتاب «حدائق العجم» حیث یقول:
الدخیل فی القوافی الموصلة یسمّی إشباعا، و فی القوافی المقیّدة توجیها. کذا فی منتخب تکمیل الصناعة «3». و هکذا عند أهل العربیة حیث وقع فی بعض الرسائل و عنوان الشرف «4» أن حرکة الدخیل فی الروی المطلق تسمّی الاشباع و حرکة الحرف الذی قبل الروی المقید تسمّی التوجیه انتهی. فإن الرویّ المطلق عندهم هو الرویّ المتحرک و الساکن یسمّی رویا مقیّدا.

الاشتراک:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Homonymy
[فی الفرنسیة]Homonymie
فی عرف العلماء کأهل العربیة و الأصول و المیزان یطلق بالاشتراک علی معنیین: أحدهما کون اللفظ المفرد موضوعا لمفهوم عام مشترک بین الأفراد و یسمّی اشتراکا معنویا، و ذلک اللفظ یسمّی مشترکا معنویا، و ینقسم إلی المتواطئ و المشکّک. و ثانیهما کون اللفظ المفرد موضوعا لمعنیین معا علی سبیل البدل من غیر ترجیح، و یسمّی اشتراکا لفظیا. و ذلک اللفظ یسمّی مشترکا لفظیا. فقولهم لمعنیین أی لا لمعنی واحد فیشمل ما وضع لأکثر من معنیین فهو للاحتراز عن اللفظ المنفرد و هو الموضوع لمعنی واحد، لکنه إذا وقع فی معناه شکّ بحیث یتردّد
______________________________
(1) التصریح (م).
(2) التصریح (م).
(3) الاشباع: بالباء الموحدة نزد أهل قوافی عبارتست از حرکت دخیل مطلقا و ان اکثر کسره است و گاهی فتحه باشد چنانکه در باور و داور و گاهی ضمه چنانکه در تجاهل و تساهل و این تعریف باعتبار مشهور است و اختلاف حرکت دخیل در قوافی که بر حرف وصل مشتمل نیستند جائز نیست اما در قوافی موصله یعنی مشتمله بر حرف وصل جائز داشته‌اند. و مخفی نیست که این تعریف منقوض می‌شود بکسره همزه مثل مائل و زائل که این کسره را توجیه گویند نه اشباع پس اولی آنست که تخصیص کنند اشباع را بحرکت دخیل در قوافی موصله یعنی مشتمله بر حرف وصل مانند کسره همزه مائلی و زائلی و تخصیص کنند توجیه را بحرکت ما قبل روی ساکن که آن حرکت اشباع نیست اگرچه در مشهور هر دو را بلا تخصیص تعریف کرده‌اند و مؤید است باین آنچه شمس قیس در حدائق العجم گفته که حرکت دخیل را در قوافی موصله اشباع خوانند و در قوافی مقیده توجیه.
(4) عنوان الشرف الوافی فی الفقه و التاریخ و النحو و العروض و القوافی لشرف الدین أبی محمد اسماعیل بن أبی بکر الشاوری المعروف بابن المقری (- 837 ه)، حیدرآباد، 1272 ه فی 105 صفحات. معجم المطبوعات العربیة 248- 249.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 203
بین معنیین بأنّ هذا اللفظ موضوع لهذا أو لهذا صدق علیه أنّه للمعنیین علی سبیل البدل من غیر ترجیح، فزید قید معا للاحتراز عن مثل هذا المنفرد إذ لا یصدق علیه أنّه لهما معا.
إن قیل إنّا نقطع أنّ المنفرد لیس موضوعا للمعنیین فلا حاجة إلی الاحتراز، قلت: لمّا دار وضعه بین المعنیین عند المشکّک جاز انتسابه إلیهما فی الوضع بحسب الظاهر عنده، فاحترز عنه بزیادة معا احتیاطا، و لذا قیل: إنه للاحتراز عن المشترک معنی کالمتواطئ و المشکّک.
و قولهم علی سبیل البدل احتراز عن الموضوع لمجموع المعنیین أو أکثر من حیث المجموع، و عن المتواطئ، لکن بحسب الظاهر لأن المتواطئ یحمل علی أفراده بطریق الحقیقة فیظنّ أنه موضوع لها. و قولهم من غیر ترجیح احتراز عن اللفظ بالقیاس إلی معنییه الحقیقی و المجازی، فإنه بهذا الاعتبار لا یسمّی مشترکا؛ و هذا الاحتراز إنما هو علی تقدیر أن یقال بأن فی المجاز وضعا أیضا، هکذا یستفاد من العضدی و حواشیه.
و بالجملة فالمنقول مطلقا لیس مشترکا لأنه لا بدّ أن یکون فی أحد معنییه حقیقة و فی الآخر مجازا، و لزم من هذا أن یکون المعنیان بنوع واحد من الواضع حتی لو کان أحدهما بوضع اللغة و الآخر بوضع الشرع، مثلا کالصلاة لا یسمّی مشترکا، و قد صرّح بهذا فی بعض حواشی الإرشاد أیضا. و فی بدیع المیزان «1» وضع المشترک لمعنیین فصاعدا لا یلزم أن یکون من لغة واحدة، بل یجوز أن یکون من لغة واحدة کالعین للباصرة و الجاریة و الذهب و غیرها، أو من لغات مختلفة مثل بئر فإنه فی العربیة بمعنی چاه و فی الهندیة برادر انتهی.
و قیل المشترک هو اللفظ الموضوع لحقیقتین مختلفتین أو أکثر وضعا أوّلا من حیث أنهما مختلفتان. فاحترز بالموضوع لحقیقتین عن الأسماء المفردة. و بقوله وضعا أولا عن المنقول و بالقید الأخیر عن المشترک معنی انتهی.
و إطلاق اللفظ و عدم تقییده بالمفرد لا یبعد أن یکون إشارة إلی عدم اختصاصه بالمفرد.

فائدة:

اختلف فی أن المشترک واقع فی اللغة أم لا، و قد یقال المشترک إمّا أن یجب وقوعه، أو یمتنع، أو یمکن، و حینئذ إمّا أن یکون واقعا أو لا، فهی أربعة احتمالات عقلیة. و قد ذهبت إلی کلّ منها طائفة، إلّا أنّ مرجعها إلی اثنین إذ لا یتصوّر هاهنا وجوب و لا امتناع بالذات، بل بالغیر، فهما راجعان إلی الإمکان. فالواجب هو الممکن الواقع و الممتنع هو الممکن الغیر الواقع، و الصحیح أنه واقع. و اختلف أیضا فی وقوعه فی القرآن و الأصح أنه قد وقع، و دلائل الفرق تطلب من العضدی و حواشیه.
اعلم أنّ فی المشترک اختلافات کثیرة.
الاختلاف الأول: فی إمکانه، قال البعض:
وقوع الاشتراک لیس بممکن لأنّ المقصود من وضع الألفاظ فهم المعانی، و إذا وضع لمعان کثیرة فلا یفهم واحد منها عند خفاء القرینة و إلّا یلزم الترجیح بلا مرجّح، و فهم الجمیع یستلزم ملاحظة النفس و توجّهها إلی أشیاء کثیرة بالتفصیل عند زمان الإطلاق، لأن ملاحظة المعانی بالأوضاع المتعددة المفصّلة لا بدّ أن تکون علی التفصیل، و هذا باطل لما تقرّر فی موضعه. و أجیب عنه بأنّ المقصود قد یکون الإجمال دون التفصیل، و قد یکون فی التفصیل مفسدة، و فی الإجمال رفع الفساد کما قال
______________________________
(1) بدیع المیزان لعبد القادر بن حداد العثمانی الطولنبی و هو شرح علی میزان المنطق اختصار نجم الدین الکاتبی، کانپور 1877 م. معجم المطبوعات العربیة 1310.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 204
الصدّیق الأکبر «1» عند ذهاب رسول اللّه فی وقت الهجرة من مکة إلی المدینة، حین سأله بعض الکفار عن الرسول صلی اللّه علیه و آله و سلّم بقوله: من هذا قدّامک؟ فقال الصدّیق: رجل هادینا. فالتفصیل هاهنا کان موجبا للفساد العظیم فالأصح أنه ممکن لعدم امتناع وضع اللفظ الواحد لمعان متعددة مختلفة بأوضاع متعددة.
و قد یجاب بأنه یفهم واحد من المعانی، و لا یلزم الترجیح بلا مرجّح لجواز أن یکون بین بعض المعانی و الذهن مناسبة ینتقل الذهن من اللفظ إلیه أو یکون بعضها مناسبا للفظ بحیث یتبادر الذهن بسبب تلک المناسبة إلیه، أو یکون بعضها مشهورا بحیث یتسارع الذهن بسبب الشهرة إلیه، أو تکون القرینة مرجّحة لبعض المعانی علی الآخر.
و الاختلاف الثانی فی وقوع الاشتراک فی اللغة، قال البعض: لیس بواقع، لأنّ وقوعه یوجب الإجمال و الإبهام و هو مخلّ للاستعمال «2» إذا لم یبیّن. و أمّا إذا بیّن المراد «3» فالبیان هو الکافی للمقصود «4»، و لا حاجة إلی غیره، فیلزم اللغو فی وقوع المشترک و لأن الواضع إن کان هو اللّه تعالی فهو متعال عن اللغو و العبث، و إن کان غیره تعالی فلا بدّ لصدور الوضع من علّة غائیة لأنّ الفعل الاختیاری لا بدّ له من علّة غائیة کما تقرر فی موضعه. و أجیب بأنّ الإجمال و الإبهام قد یکون مقصودا فی الاستعمال کما عرفت، و مثل أن یرید المتکلّم إفهام مقصوده للمخاطب المعیّن و إخفاءه عن غیره، فیتکلّم بلفظ مشترک یفهم المخاطب مراده «5» منه بسبب کونه معهودا بینهما من قبل، أو بسبب قرینة خفیّة بحیث یفهم المخاطب دون غیره؛ و المبیّن قد یکون أبلغ من البیان وحده، و قد یحدث من اجتماعهما لطافة فی الکلام لا یحصل من البیان وحده، و غیر ذلک من الفوائد.
و أجیب بأن الواضع إذا کان اللّه تعالی فقد یکون المقصود منه ابتلاء العلماء الراسخین، و قد یکون المقصود منه توسیع المفاهیم بالنظر إلی جماعة العلماء المجتهدین، و قد یکون المقصود تشویق المخاطبین إلی فهم المراد «6» حتی إذا ادرکوه بعد التأمل وجدوه لذیذا لأن حصول المطلوب بعد الطلب و التعب یکون ألذ من المنساق بلا تعب و بغیر نصب. و إن کان الواضع غیره تعالی فالمقصود قد یکون واحدا من تلک الأغراض و قد یکون غیرها مثل إخفاء المراد «7» من غیر المخاطب، و مثل اختبار ذهن المخاطب هل یفهم بالقرائن أم لا، أو اختیار مقدار فهم المخاطب هل یدرک بالقرائن الخفیة أم لا، و غیرها من الأغراض. و قد یکون الواضع متعددا، فشخص وضع لفظا لمعنی
______________________________
(1) أبو بکر الصدیق هو عبد اللّه بن أبی قحافة عثمان بن عامر بن کعب التیمی القرشی، أبو بکر. ولد بمکة عام 51 ق. ه/ 573 م و توفی بالمدینة عام 13 ه/ 634 م. أول من آمن بالرسول من الرجال و أول الخلفاء الراشدین. من رجال العرب المشهورین و من سادات قریش: تاجر عالم بالأنساب و الأخبار. شهد الوقائع مع الرسول و حدّث عنه، و لقبه النبی بالصدّیق. الاعلام 4/ 102، طبقات ابن سعد 9/ 26، ابن الأثیر 2/ 160، الطبری 4/ 46، الیعقوبی 2/ 106، صفة الصفوة 1/ 88، حلیة الأولیاء 4/ 93، تاریخ الخمیس 2/ 199.
(2) بالاستعمال (م).
(3) المقصود (م، ع).
(4) للمقصود (م، ع).
(5) مقصوده (م، ع).
(6) المقصود (م، ع).
(7) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 205
واحد ثم شخص آخر وضعه لمعنی آخر کما فی الأعلام المشترکة، فالأصح أن المشترک واقع فی اللغة.
و الاختلاف الثالث فی کون الاشتراک بین الضّدّین، یعنی اختلف بعد تسلیم إمکانه و وقوعه فی أنه هل هو واقع بین الضّدّین بحیث یکون لفظ واحد مشترکا بین معان متضادة متباینة.
فقال بعضهم لیس بواقع لأن الاشتراک یقتضی التوحّد، و التضادّ یقتضی التباین، و بینهما منافاة، فلا یکون واقعا. و أجیب بأنّ التوحّد و التباین لیسا من جهة واحدة لیلزم المنافاة، لأن الأول من جهة اللفظ و الثانی من جهة المعانی، فلا منافاة حینئذ لاختلاف المحل، فالأصح أنه واقع بین الضّدّین کالقرء للحیض و الطّهر.
الاختلاف الرابع فی عموم المشترک یعنی بعد تسلیم إمکانه و وقوعه و تحقّقه بین الضّدّین.
اختلف فی عموم المشترک بأن یراد بلفظ المشترک أکثر من معنی واحد معا أو لا. الأول مذهب الشافعی و الثانی مذهب الإمام الأعظم.
ثم بعد کون المشترک عاما اختلف فی أن إرادة العموم علی سبیل الحقیقة أو المجاز. فذهبت طائفة منهم إلی أنه حقیقة لأن کلا من معانیه موضوع له فکان مستعملا فی الموضوع له، و هذا هو الحقیقة. و قال الآخرون منهم إنه مجاز و أن لفظ المشترک لیس بموضوع لمجموع المعنیین، و إلّا لما کان استعماله فی أحدهما علی سبیل الانفراد حقیقة، ضرورة أنّه لا یکون نفس الموضوع له بل جزؤه، و اللازم باطل بالاتفاق فثبت أنه لیس بموضوع «1» للمجموع، فلم یکن حقیقة. و استدل الشافعی علی إرادة العموم من المشترک بقوله تعالی: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً «2» الخ بأنّ الصلاة مشترکة بین الرحمة و الاستغفار و الدعاء. و فی الآیة الرحمة و الاستغفار کلاهما مرادان «3» من لفظ واحد و هو یصلّون، لأن الصلاة من اللّه رحمة و من الملائکة استغفار. و الجواب عن هذا الاستدلال أنّ الآیة سیقت لإیجاب اقتداء المؤمنین باللّه و ملائکته، و لا یصحّ ذلک إلّا بأخذ معنی عام شامل للکل و هو الاعتناء بشأنه صلی اللّه علیه و سلم، فیکون المعنی: اللّه و ملائکته یعتنون بشأن النبی یا أیها المؤمنون اعتنوا أنتم أیضا «4» بشأنه، و ذلک الاعتناء من اللّه رحمة و من الملائکة استغفار و من المؤمنین دعاء. فالصلاة هاهنا لمعنی الاعتناء سواء کان حقیقة أو مجازا، و هو مفهوم واحد و معنی عام، لکن یختلف باختلاف المحال «5» فکانت لها أفراد مختلفة بحسب اختلاف نسبة الصلاة إلیها. و عند الإمام لا یجوز استعمال المشترک فی أکثر من معنی واحد لا حقیقة لما مرّ، و لأن الوضع تخصیص اللفظ للمعنی، فکلّ وضع فی المشترک یوجب أن لا یراد به إلّا هذا المعنی الموضوع له، و یوجب أن یکون هذا المعنی تمام الموضوع له. فإرادة المعنی الآخر ینافی الوضع للمعنی الأول، فلا یکون استعماله فی کلا المعنیین بالوضع، فلم یکن حقیقة «6» و لا مجازا لأنه إذا استعمل فی أکثر من معنی واحد فقد استعمل فی الموضوع له و غیر الموضوع له أیضا، لأنّ
______________________________
(1) بموضوع (- م).
(2) الاحزاب/ 56.
(3) مقصودان (م، ع).
(4) أیضا (- م).
(5) الحال (م).
(6) فلم یکن حقیقة (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 206
کل واحد من المعنیین موضوع له باعتبار وضع اللفظ لذلک المعنی، و غیر الموضوع له باعتبار وضعه للمعنی الآخر، فلزم الجمع بین الحقیقة و المجاز، و هو لا یجوز عند الإمام الأعظم، فبطل استعمال المشترک فی أکثر من معنی واحد. هذا خلاصة ما فی التوضیح و التلویح و حاشیة المبین «1» و الحسن علی السلّم «2».

فائدة:

إذا دار اللفظ بین أن یکون مشترکا أو مجازا کالنّکاح، فإنه یحتمل أن یکون حقیقة فی الوطء مجازا فی العقد، و أنه مشترک بینهما، فلیحمل علی المجاز لأنه أقرب.

فائدة:

جوّز الشافعی و أبو بکر الباقلانی و بعض المعتزلة کالجبائی و عبد الجبار «3» و غیرهم أن یراد بالمشترک کلّ واحد من معنییه أو معانیه بطریق الحقیقة إذا صحّ الجمع بینهما، کاستعمال العین فی الباصرة و الشمس، لا کاستعمال القرء فی الحیض و الطهر معا، إلّا أنّ عند الشافعی و أبی بکر متی تجرد المشترک عن القرائن الصارفة إلی أحد معنییه أو معانیه وجب حمله علی جمیع المعانی کسائر الألفاظ العامة، و عند الباقین لا یجب، فصار العام عندهم قسمین:
قسم متفق الحقیقة و قسم مختلفها، و عند بعض المتأخرین یجوز إطلاقه علیهما مجازا حقیقة.
و عند الحنفیة و بعض المحققین و جمیع أهل اللغة و أبی هاشم و أبی عبد اللّه البصری «4» یصح ذلک لا حقیقة و لا مجازا.

الاشتقاق:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Derivation
[فی الفرنسیة]Derivation
عند أهل العربیة یحدّ تارة باعتبار العلم، کما قال المیدانی «5»: هو أن تجد بین اللفظین تناسبا فی أصل المعنی و الترکیب، فتردّ أحدهما إلی الآخر؛ فالمردود مشتق و المردود إلیه مشتق منه. و تارة باعتبار العمل کما یقال: هو أن تأخذ من اللفظ ما یناسبه فی الترکیب فتجعله دالا علی معنی یناسب معناه؛ فالمأخوذ مشتق و المأخوذ منه مشتق منه، کذا فی التلویح فی التقسیم الأول. مثلا الضارب یناسب الضرب فی الحروف و المعنی، و قد أخذ منه بناء علی أن الواضع لما وجد فی المعانی ما هو أصل تتفرع منه معان کثیرة بانضمام زیادات إلیه عیّن بإزائه حروفا و فرّع منها ألفاظا کثیرة بإزاء المعانی المتفرعة علی ما تقتضیه رعایة المناسبة بین الألفاظ و المعانی، فالاشتقاق هو هذا الأخذ و التفریع، لا المناسبة المذکورة، و إن کانت ملازمة له فالاشتقاق عمل مخصوص، فإن
______________________________
(1) حاشیة المبین علی سلم العلوم فی المنطق لمحب اللّه البهاری. طبع بهامش المتن، لکناهور 1290 ه. اکتفاء القنوع، 205.
(2) حاشیة الحسن علی السلم للمنلا حسن و هی حاشیة علی کتاب سلم العلوم فی المنطق لمحب اللّه البهاری. طبع بهامش المتن فی لکناهور 190 ه. اکتفاء القنوع 205.
(3) القاضی عبد الجبار هو عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذانی الأسدآبادی، أبو الحسین. توفی بالری عام 415 ه/ 1025 م. قاض، أصولی، من شیوخ المعتزلة الکبار. لقب بقاضی القضاة، و له تصانیف کثیرة. الاعلام 3/ 273، الرسالة المستطرفة 120، طبقات السبکی 3/ 219، لسان المیزان 3/ 386، تاریخ بغداد 11/ 113، طبقات المعتزلة 112.
(4) أبو عبد اللّه البصری هو الحسین بن علی بن ابراهیم، أبو عبد اللّه الملقّب بالجعل الکاغدی. ولد فی البصرة عام 288 ه/ 900 م و توفی ببغداد عام 369 ه/ 980 م. فقیه، من شیوخ المعتزلة، اشتغل بالتدریس و کان له شهرة واسعة. له عدة مؤلّفات هامّة. الاعلام 2/ 244، المنتظم 7/ 101، شذرات الذهب 3/ 68، الإمتاع و المؤانسة 1/ 140.
(5) المیدانی: هو أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهیم المیدانی النیسابوری، أبو الفضل. ولد بنیسابور و فیها توفی عام 518 ه/ 1124 م. أدیب، باحث لغوی. له عدة مؤلفات. الاعلام 1/ 214، وفیات الأعیان 1/ 46، انباه الرواة 1/ 121، آداب اللغة 3/ 45، بغیة الوعاة 155،
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 207
اعتبرناه من حیث أنّه صادر عن الواضع احتجنا إلی العلم به لا إلی عمله، فاحتجنا إلی تحدیده بحسب العلم کما قال المیدانی، و الحاصل منه العلم بالاشتقاق، فکأنّه قیل: العلم بالاشتقاق هو أن تجد بین اللفظین تناسبا فی أصل المعنی و الترکیب فتعرف ارتداد أحدهما إلی الآخر و أخذه منه، و إن اعتبرناه من حیث أنه یحتاج أخذنا إلی عمله عرّفناه باعتبار العمل، فنقول هو أن تأخذ الخ هذا حاصل ما حققه السیّد الشریف فی حاشیة العضدی فی المبادئ اللغویة.
اعلم أنّه لا بدّ فی المشتق اسما کان أو فعلا من أمور: أحدها أن یکون له أصل، فإنّ المشتق فرع مأخوذ من لفظ آخر، و لو کان أصلا فی الوضع غیر مأخوذ من غیره لم یکن مشتقا. و ثانیها أن یناسب المشتق الأصل فی الحروف إذ الأصالة و الفرعیة باعتبار الأخذ لا تتحققان بدون التناسب بینهما و المعتبر المناسبة فی جمیع الحروف الأصلیة، فإنّ الاستسباق من السبق مثلا یناسب الاستعجال من العجل فی حروفه الزائدة و المعنی، و لیس بمشتق منه بل من السبق. و ثالثها المناسبة فی المعنی سواء لم یتفقا فیه أو اتفقا فیه، و ذلک الاتفاق بأن یکون فی المشتق معنی الأصل إمّا مع زیادة کالضرب فإنه للحدث المخصوص، و الضارب فإنه لذات ما له ذلک الحدث، و إمّا بدون زیادة سواء کان هناک نقصان کما فی اشتقاق الضرب من ضرب علی مذهب الکوفیین أو لا، بل یتحدان فی المعنی کالمقتل مصدر من القتل، و البعض یمنع نقصان أصل المعنی فی المشتق و هذا هو المذهب الصحیح. و قال البعض لا بدّ فی التناسب من التغایر من وجه فلا یجعل المقتل مصدرا مشتقا من القتل لعدم التغایر بین المعنیین. و تعریف الاشتقاق یمکن حمله علی جمیع هذه المذاهب.

التقسیم‌

الاشتقاق أی مطلقا إن جعل مشترکا معنویا أو ما یسمّی به إن جعل مشترکا لفظیا ثلاثة أقسام، لأنه إن اعتبرت فیه الموافقة فی الحروف الأصول مع الترتیب بینها یسمّی بالاشتقاق الأصغر، و إن اعتبرت فیه الموافقة فیها بدون الترتیب یسمّی بالاشتقاق الصغیر، و إن اعتبرت فیه المناسبة فی الحروف الأصول فی النوعیة أو المخرج للقطع بعدم الاشتقاق فی مثل: الحبس مع المنع و القعود مع الجلوس یسمّی بالأکبر. مثال الأصغر الضارب و الضرب، و مثال الصغیر کنی و ناک، و مثال الأکبر ثلم و ثلب، فالمعتبر فی الأصغر الترتیب، و فی الصغیر عدم الترتیب، و فی الأکبر عدم الموافقة فی جمیع الحروف الأصول، بل المناسبة فیها، فتکون الثلاثة أقساما متباینة. و أیضا المعتبر فی الأصغر موافقة المشتق للأصل فی معناه و فی الصغیر و الأکبر مناسبة فیه بأن یکون المعنیان متناسبین فی الجملة، هکذا ذکر صاحب مختصر الأصول. و المشهور تسمیة الأول بالصغیر و الثانی بالکبیر و الثالث بالأکبر: و الاشتقاق عند الاطلاق یراد به الأصغر. و تعریف الاشتقاق المذکور سابقا کما یمکن أن یکون تعریفا لمطلق الاشتقاق کما هو الظاهر، لکون المناسبة أعمّ من الموافقة کذلک یمکن حمله علی تعریف الاشتقاق الأصغر بأن یراد بالتناسب التوافق.
و فی تعریفات الجرجانی و الاشتقاق نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنی و ترکیبا و مغایرتهما فی الصیغة. الاشتقاق الصغیر و هو أن یکون بین اللفظین تناسب فی الحروف و الترتیب نحو ضرب من الضرب. و الاشتقاق الکبیر و هو أن یکون بین اللفظین تناسب فی اللفظ و المعنی دون الترتیب نحو جبذ من الجذب. و الاشتقاق الأکبر و هو أن یکون بین اللفظین تناسب فی المخرج نحو نعق من النهق انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 208
اعلم أنّ من اشترط التغیر فی المعنی نظر إلی أنّ المقاصد الأصلیة من الألفاظ معانیها، و إذا اتحد المعنی لم یکن هناک تفرّع و أخذ بحسبه، و إن أمکن بحسب اللفظ فالمناسب أن یکون کل واحد أصلا فی الوضع و عرّف المشتق بما ناسب أصلا بحروفه الأصول و معناه بتغیر ما، أی فی المعنی. و من لم یشترط اکتفی بالتفرّع «1» و الأخذ من حیث اللفظ، فحذف قید التغیر من هذا التعریف. فإن قلت نحو أسد مع أسد یندرج فی التعریفین فما تقول فی ذلک جمعا و مفردا. قلت یحتمل القول بالاشتراک فلا اشتقاق، و یمکن أن یعتبر التغیر تقدیرا فیندرج فیهما و یکون من نقصان حرکة و زیادة مثلها، و إمّا الحلب و الحلب بمعنی واحد فیمکن أن یقال باشتقاق أحدهما عن الآخر کالمقتل مع القتل و أن یجعل کل واحد أصلا فی لوضع لعدم الاعتداد بهذا التغیر القلیل. فإن قلت ما الفرق بین الاشتقاق و العدل المعتبر فی منع الصرف؟ قلت المشهور أنّ العدل یعتبر فیه الاتحاد فی المعنی و الاشتقاق إن اشترط فیه الاختلاف فی المعنی کانا متباینین و إلّا فالاشتقاق أعمّ، إلّا أن الشیخ ابن الحاجب قد صرّح فی بعض مصنفاته بمغایرة المعنی فی العدل، فالأولی أن یقال إنه صیغة من صیغة أخری، مع أنّ الأصل البقاء علیها و الاشتقاق أعمّ من ذلک، فالعدل قسم منه. و لذلک قال فی شرحه للکافیة عن الصیغة المشتقة: هی منها، فجعل ثلاث مشتقة من ثلاثة ثلاثة، هذا کله خلاصة ما ذکره السید الشریف فی حاشیة العضدی.
اعلم أنّ المشتق قد یطّرد کاسم الفاعل و اسم المفعول و الصفة المشبّهة و أفعل التفضیل و ظرفی الزمان و المکان و الآلة، و قد لا یطّرد کالقارورة، فإنها مشتقة من القرار لأنها لا تطلق علی کل مستقرّ للمائع، و کالدّبران مشتق من الدبر و لا یطلق مما یتصف به إلّا علی خمسة کواکب فی الثور، و کالخمر مشتق من المخامرة مختص بماء العنب إذا غلی و اشتدّ و قذف بالزبد، و لا یطلق علی کلّ ما توجد فیه المخامرة و نحو ذلک، و تحقیقه أنّ وجود معنی الأصل فی المشتق قد یعتبر بحیث یکون داخلا فی التسمیة و جزأ من المسمّی، و المراد «2» ذات ما باعتبار نسبة معنی الأصل إلیها بالصدور عنها أو الوقوع علیها أو فیها أو نحو ذلک، فهذا المشتق یطّرد فی کلّ ذات کذلک کالأحمر فإنه لذات ما لها حمرة، فاعتبرت فی المسمّی خصوصیة صفة أعنی الحمرة مع ذات ما [فاطّرد] «3» فی جمیع محاله، و قد یعتبر وجود معنی الأصل من حیث أن ذلک المعنی مصحّح للتسمیة بالمشتق، مرجّح لها من بین سائر الأسماء، من غیر دخول المعنی فی التسمیة، و کونه جزأ من المسمّی و المراد «4» بالمشتق حینئذ ذات مخصوصة فیها المعنی لا من حیث هو، أی ذلک المعنی فی تلک الذات، بل باعتبار خصوصها، فهذا المشتق لا یطّرد فی جمیع الذوات المخصوصة التی یوجد فیها ذلک المعنی، إذ مسمّاه تلک الذات المخصوصة التی لا توجد فی غیرها کلفظ الأحمر إذا جعل علما لولد له حمرة. و حاصل التحقیق الفرق بین تسمیة الغیر بالمشتق لوجود المعنی فیه فیکون المسمّی هو ذلک الغیر و المعنی سببا للتسمیة به، کما فی القسم الثانی، فلا یطّرد فی مواضع
______________________________
(1) النوع (م).
(2) المقصود (م، ع).
(3) [فاطّرد] (+ م، ع).
(4) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 209
وجود المعنی، و بین تسمیته لوجوده أی مع وجود المعنی فیه فیکون المعنی داخلا فی المسمّی کما فی القسم الأول، فیطّرد فی جمیعها، فاعتبار الصفة فی أحدهما مصحّح للاطلاق و فی الآخر موضّح للتسمیة.

فائدة:

المشتق عند وجود معنی المشتق منه حقیقة اتفاقا کالضارب لمباشر الضرب و قبل وجوده مجاز اتفاقا کالضارب لمن لم یضرب و سیضرب، و بعد وجوده منه و انقضائه کالضارب لمن قد ضرب [قبل] «1» و هو الآن لا یضرب، فقد اختلف فیه علی [ثلاثة] «2» أقوال: أولها مجاز مطلقا، و ثانیها حقیقة مطلقا، و ثالثها أنه إن کان مما یمکن بقاؤه کالقیام و القعود فمجاز، و إن لم یکن مما یمکن بقاؤه کالمصادر السیّالة نحو التکلم و الأخبار فحقیقة، و دلائل الفرق الثلاث تطلب من العضدی و حواشیه.

فائدة:

قال مرزا زاهد فی حاشیة شرح المواقف فی مبحث الماهیة: اعلم أنّ فی معنی المشتق أقوالا: الأول أنه مرکب من الذات و الصفة و النسبة و هو القول المشهور. الثانی أنه مرکب من النسبة و المشتق منه فقط و اختاره السیّد السّند، و استدل علیه بأن مفهوم الشی‌ء غیر معتبر فی الناطق، و إلّا لکان العرض العام داخلا فی الفصل و لا ما یصدق هو علیه و إلّا انقلب الإمکان بالوجوب فی ثبوت الضاحک للإنسان مثلا، فإنّ الشی‌ء الذی له الضحک هو الإنسان و ثبوت الشی‌ء لنفسه ضروری. و أنت تعلم أنّ مفهوم المشتق لیس فصلا بل یعبّر عن الفصل، و ما ذکر من لزوم الانقلاب ففیه ذهول عن القید مع أنّ دخول النسبة التی هی معنی غیر مستقل بالمفهومیة فی حقیقة من غیر دخول أحد المنتسبین فیها مما لا یعقل. و الثالث ما ذهب إلیه المحقق الدّوانی من أنه أمر بسیط لا یشتمل علی النسبة، فإنه یعبّر عن الأسود و الأبیض و نحوهما بالفارسیة «بسیاه و سفید» و نظائرهما، و لا یدخل فیه الموصوف لا عاما و لا خاصا، و إلّا کان معنی قولک الثوب الأبیض الثوب الشی‌ء الأبیض، أو الثوب الثوب الأبیض و کلاهما معلوم الانتفاء، بل معناه أی معنی المشتق هو القدر الناعت المحمول بالعرض مواطأة وحده، أی من غیر أن یعتبر فی الموصوف و لا النسبة، بل الأمر البسیط الذی هو مفهوم المبدأ، أی المشتق منه بحیث یصحّ کونه نعتا لشی‌ء، هکذا فی شرح السّلّم «3» للمولوی مبین «4». و لیس بینه و بین المشتق منه تغایر حقیقة فالأبیض إذا أخذ لا بشرط شی‌ء فهو عرضی و مشتق، و إذا أخذ لا بشرط شی‌ء فهو عرض و مشتق منه، و إذا أخذ بشرط شی‌ء فهو ثوب أبیض مثلا.
فحاصل کلام المحقق أنه لا فرق بین العرض و العرضی و الحمل «5» حقیقة، و إنما الفرق بالاعتبار کما بین الجنس و المادة، فالأبیض إذا أخذ من حیث هو هو أی لا بشرط شی‌ء فهو یحمل علی الجسم و یتّحد معه و یحمل علی البیاض و یتّحد معه أیضا، لکنه فرّق بین
______________________________
(1) [قبل] (+ م، ع).
(2) [ثلاثة] (+ م، ع).
(3) شرح السلم أو مرآة الشروح للمولوی محمد مبین، و هو شرح علی سلم العلوم لمحب اللّه البهاری، قازان، 1911 م. معجم المطبوعات العربیة 1818.
(4) المولوی مبین، محمد مبین المولوی، هندی الأصل توفی 1225 ه/ 1810 م. عالم بالمنطق، له عدة شروحات و کتب.
الأعلام 7/ 18، معجم المطبوعات العربیة 1818.
(5) المحل (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 210
الاتحادین فإنّ اتحاده مع الجسم اتحاد عرضی بأنّ مبدأه کان قائما به، فبهذه الجهة یتّحد معه و یحمل علیه، و اتحاده مع البیاض اتحاد ذاتی لأن الشی‌ء لا یکون خارجا عن نفسه بل اتحاده معه ذاتی بأنه لو کان البیاض موجودا بنفسه بحیث لا یکون قائما بالجسم لکان أبیض بالذات، فالأبیض عند هذا المحقق معنی بسیط لا ترکیب فیه أصلا و لا مدخل فیه للموصوف لا عاما و لا خاصا، و لهذا قال ذلک المحقق: إنّ المشتق بجمیع أقسامه لا یدل علی النسبة و لا علی الموصوف لا عاما و لا خاصا، هکذا فی شرح السلّم للمولوی مبین. و أنت تعلم أنّ الأمر لو کان کذلک لکان حمل الأبیض علی البیاض القائم بالثوب صحیحا و ذلک باطل بالضرورة، مع أنه مستبعد جدا، کیف و یعبر بالفارسیة عن البیاض «بسفیدی و عن الأبیض بسفید». و الحق أن حقیقة معنی المشتق أمر بسیط ینتزعه العقل عن الموصوف نظرا إلی الوصف القائم به.
فالموصوف و الوصف و النسبة کلّ منها لیس علّة و لا داخلا فیه، بل منشأ لانتزاعه و هو یصدق علیه، و ربما یصدق علی الوصف و النسبة فتدبّر.

فائدة:

قال فی الإحکام «1»؛ هل یشترط قیام الصفة المشتق منها بما له الاشتقاق فذلک مما أوجبه أصحابنا، و نفاه المعتزلة و کأنه اعتبر الصفة احترازا عن مثل: لابن و تامر مما اشتق من الذوات، فإنّ المشتق منه لیس قائما بما له الاشتقاق، فإنّ المعتزلة جعلوا المتکلّم [اللّه تعالی] «2» لا باعتبار کلام هو له، بل باعتبار کلام حاصل بجسم «3» کاللّوح المحفوظ و غیره، و یقولون لا معنی لکونه متکلّما، إلّا أنه یخلق الکلام فی الجسم. و توضیح ذلک یطلب من العضدی و حواشیه.
اعلم أنّ الاشتقاق کما یطلق علی ما عرفت کذلک یطلق علی قسم من التجنیس عند أهل البدیع، و قد سبق. و یقول بعضهم: الاشتقاق هو جمع کلمات فی النظم أو النثر بحیث تکون حروفها متقاربة و متجانسة بعضها مع بعض، و أفضله ما کان مشتقا من کلمة واحدة نحو قوله تعالی: فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ، و فی الحدیث: «الظلم ظلمات یوم القیامة». و مثل:
«البدعة شرک الشرک». و فی النثر: الإکبار الوافر للخالق الذی أکرمنی بأنواع عوارف العرفان أنا العبد العدیم الشکر المنکر للحق. و فی الشعر:
إذا وصل إلی من عطف قبولک ذرة فإنها تنقلنی فی الثروة من الثّری إلی الثریا
کما ورد فی الشعر العربی قول القائل:
إنما الدنیا الدّواهی و الدّواهی قط لا تنجو بلاهی و البلاهی
و قال فی جامع الصنائع: هذا خاص بالکلمات العربیة، و مثاله: الحکیم هو الذی یعلم أن الحکم المحکم لا یکون حقا لشخص ما «4».
______________________________
(1) الإحکام فی أصول الأحکام لسیف الدین أبی الحسن علی بن أبی علی بن محمد بن سالم الآمدی (- 631 ه). فرغ من تألیفه سنة 625 ه. القاهرة، مطبعة المعارف، 1914 م. کشف الظنون 1/ 17، معجم المطبوعات العربیة 10.
(2) اللّه تعالی (+ م، ع).
(3) لجسم (م، ع).
(4) و بعضی گویند که اشتقاق آنست که از نظم یا نثر کلماتی جمع کرده شود که حروف آنها در گفتار متقارب باشند و متجانس یکدیگر و بهتر آنست که از یک کلمه مشتق باشند نحو قوله تعالی: «فَرَوْحٌ وَ رَیْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِیمٍ». [و در حدیث: الظلم ظلمات یوم القیمة و مثل البدعة شرک الشرک. و در نثر فارسی آفرین فراوان آفریننده را که چندین عوارف عرفان در حق من ناسپاس ناحق‌شناس ارزانی فرموده. و در نظم فارسی امیر خسرو دهلوی فرموده. بیت.
گر ذرة ز مهر قبولت بمن رسد. در ثروت از ثری به ثریا برد مرا.
و در شعر عربی نیز آمده:
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 211

الأشرف:

[فی الانکلیزیة]The noblest،unveiling
[فی الفرنسیة]Le plus noble،devoilement
هو عند الصوفیة عبارة عن ارتفاع الوسائط أیّا کانت بین الموجد و الموجد، وسائط أقل، و أحکام وجوبها علی أحکام الإمکان أغلب.
فذاک هو الأشرف. و أمّا إذا کانت الوسائط أکثر بینه و بین الحق فذلک الشی‌ء أخسّ، فلهذا کان العقل أولا و الملائکة المقرّبون أشرف من الإنسان الکامل و الإنسان أکمل منهم. قال الشاعر:
بین الأشرف و الأکمل هناک فرق: لقد أخبرتک فادرک ذلک جیدا
فالملک أشرف من الإنسان الکامل و لکن الإنسان الکامل أکمل منه
کذا نقل عن عبد الرزاق الکاشی «1».

الإشمام:

[فی الانکلیزیة]Light pronunciation of a vowel
-[فی الفرنسیة]Prononciation legere d'une voyelle
هو عند القراء و النحاة عبارة عن الإشارة إلی الحرکة من غیر تصویت. و قیل أن تجعل شفتیک علی صورتها، و کلاهما واحد، و یختص بالضمّ سواء کانت حرکة إعراب أو بناء إذا کانت لازمة؛ و هو بهذا المعنی من أقسام الوقف کما فی الاتقان. و أما الإشمام بمعنی أن تنحو الکسرة نحو الضمة فتمیل الیاء الساکنة بعدها نحو الواو قلیلا إذ هی تابعة لحرکة ما قبلها فیستعمله النحاة و القرّاء فی نحو قیل و بیع. و قیل الإشمام فی نحو قیل و بیع کالإشمام حالة الوقف، أعنی ضمّ الشفتین مع کسرة الفاء خالصا، هذا خلاف المشهور عند الفریقین.
و قیل الإشمام أن تأتی الضمّة خالصة بعدها یاء ساکنة و هذا أیضا غیر مشهور عندهم، و الغرض من الإشمام فی نحو قیل و بیع الإیذان بأنّ الأصل الضم فی أوائل هذه الحروف، هکذا فی الفوائد الضیائیة فی بحث الفعل المجهول.

آشنائی:

[فی الانکلیزیة]Knoweledge
[فی الفرنسیة]Connaissance
و معناها المعرفة. و فی اصطلاح السالکین عبارة عن العلاقة الدقیقة للربوبیة المتّصلة بجمیع المخلوقات، کما هو تعلّق الخالقیة بالمخلوقیة «2».

الإصبع:

[فی الانکلیزیة]Finger،one sixth
[فی الفرنسیة]Doigt،une sixieme
بکسر الهمزة و فتح الموحدة [فی اللغة الفارسیة یقال له: أنلشت. و فی اصطلاح الرّیاضیین هو نصف سدس المقیاس. کما سیأتی فی لفظ: ظل، کما یقال أیضا: نصف سدس کل من قطر القمر و قطر الشمس و من جرم کلیهما «3». قال فی التذکرة و شرحه لعبد العلی البرجندی: و یجزئ کل واحد من قطری
______________________________
انما الدنیا الدواهی و الدواهی قط لا تنجو بلاهی و البلاهی
و در جامع الصنائع گوید که این خاصه کلمات عربی است مثاله حکیم آنست کز حکم بداند که حکم محکم حق کسی نیست.
(1) الاشرف نزد صوفیه عبارتست از ارتفاع وسائط هرچند میان موجد و موجد وسائط کمتر و احکام وجوبش بر احکام امکانش اغلب آن شی‌ء اشرف و اگر وسائط اکثر میان وی و حق آن شی‌ء اخس از بهر همین عقل اوّل و ملائکة مقربون از انسان کامل اشرف باشند و انسان از ایشان اکمل. نظم. میان اشرف و اکمل تمیز است. ترا کردم خبر دریاب نیکو. ملک اشرف بود ز انسان کامل. ولی انسان کامل اکمل از او. کذا نقل عن عبد الرزاق الکاشی.
(2) آشنائی: در اصطلاح سالکان عبارتست از تعلق دقیقه ربوبیت که با همه مخلوقات پیوسته است چون تعلق خالقیت بمخلوقیت.
(3) بحسب لغت انگشت را گویند و در اصطلاح ریاضیان نصف سدس مقیاس را گویند چنانچه در لفظ ظل خواهد آمد و نیز نصف سدس هریک از قطر قمر و قطر شمس و از جرم هر دو را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 212
النیرین و جرمیهما إلی اثنی عشر جزءا متساویة و تسمّی الأصابع. و الأصابع القطریة أی المعتبرة فی القطر تقیّد بالمطلقة، و الأصابع الجرمیة تقیّد بالمعدّلة. و المراد «1» بجرمی النیرین صفحتاهما المرئیتان فإنّ سطح نصف جرم القمر مثلا یری من بعید کدائرة، و هذا السطح المستوی یسمّی بسطح صفحة القمر، و کذا الحال فی الشمس.
فصفحة القمر مثلا هی ما یقع من جرم القمر علی قاعدة مخروط شعاع البصر، و إنما یقسم هکذا لأنّ کلا منهما فی المنظر قریب من شبر هو اثنا عشر إصبعا، کل إصبع منها ستّ شعیرات مضمومة بطون بعضها إلی ظهور البعض. و لهذا یسمّی الأقسام بالأصابع. فإذا قیل المنخسف من القمر کذا إصبعا، فالمراد «2» منه ظاهر، و أمّا إذا قیل من جرم القمر قطر فالمراد «3» منه مساحة القدر المظلم من صفحة القمر بمربع یکون مساحة تمام صفحته اثنی عشر مربعا، و قس علیه المنکسف من قطر الشمس و جرمها و إن شئت الزیادة فارجع إلیه.

أصحاب الفرائض:

[فی الانکلیزیة]Eligible party،entitled party
[فی الفرنسیة]Les ayants -droit)ayants -cause(
و أصحاب الفروض عند أهل الفرائض هم الورثة الذین لهم سهام مقدّرة فی الکتاب أو السنة أو الإجماع، کذا فی الشریفی و غیره.

أصداع الجمع:

[فی الانکلیزیة]Multiplicity)after unification(
[فی الفرنسیة]Multiplicite apres unification
هو الفرق باصطلاح الصوفیة بعد الجمع بظهور الکثرة فی الوحدة، و اعتبار الکثرة فی الوحدة، کذا فی لطائف اللغات «4».

الإصرار:

[فی الانکلیزیة]Persistance
[فی الفرنسیة]Persistance
الإقامة علی الذنب و العزم علی فعل مثله کذا فی الجرجانی.

الاصطفاء:

[فی الانکلیزیة]Pure illumination or election
-[فی الفرنسیة]Illumination pure،pure election
هو عند أهل السلوک الاجتباء الخالص «5».

الاصطلاح:

[فی الانکلیزیة]Convention
[فی الفرنسیة]Convention
هو العرف الخاص، و هو عبارة عن اتفاق قوم علی تسمیة شی‌ء باسم بعد نقله عن موضوعه الأول لمناسبة بینهما، کالعموم و الخصوص، أو لمشارکتهما فی أمر أو مشابهتهما فی وصف أو غیرها، کذا فی تعریفات الجرجانی. و سیأتی فی لفظ المجاز.
و الاصطلاحی هو ما یتعلق بالاصطلاح، یقال هذا منقول اصطلاحی و سنّة اصطلاحیة و شهر اصطلاحی و نحو ذلک.

الاصطلام:

[فی الانکلیزیة]Passion
[فی الفرنسیة]Passion amoureuse
هو الوله الغالب علی القلب، و هو قریب من الهیمان، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.
______________________________
(1) و المقصود (م، ع).
(2) فالمقصود (م، ع).
(3) فالمقصود (م، ع).
(4) اصداع الجمع: در اصطلاح صوفیه فرق است بعد از جمع بظهور کثرت در وحدت و اعتبار کثرت در وحدت کذا فی لطائف اللغات.
(5) الاصطفاء: نزد سالکان خالص اجتباء را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 213

الأصغر:

[فی الانکلیزیة]Minor
[فی الفرنسیة]Mineur
عند أهل العربیة یطلق علی قسم من الاشتقاق، و عند المنطقیین یطلق علی موضوع المطلوب فی القیاس الاقترانی، و سیأتی فی لفظ الحدّ أیضا.

الأصل:

[فی الانکلیزیة]Origin
[فی الفرنسیة]Origine
بفتح الأول و سکون الصاد المهملة. فی اللغة ما یبتنی علیه غیره من حیث إنّه یبتنی علیه غیره. و بقید الحیثیة خرج أدلة الفقه مثلا من حیث، إنها تبتنی علی علم التوحید فإنها بهذا الاعتبار فروع لا أصول، إذ الفرع ما یبتنی علی غیره من حیث إنه یبتنی علی غیره. و کثیرا ما یحذف قید الحیثیة عن تعریفهما لکنه مراد لأن قید الحیثیة لا بدّ منه فی تعریف الإضافیات. ثم الابتناء أعم من الحسّی و العقلی. و الحسّی کون الشیئین محسوسین و حینئذ یدخل فیه مثل ابتناء السقف علی الجدار، و ابتناء المشتق علی المشتق منه کالفعل علی المصدر. و العقلی.
بخلافه. و قیل الحسّی مثل ابتناء السقف علی الجدار بمعنی کونه مبنیا علیه و موضوعا فوقه فإنه مما یدرک بالحسّ و یخرج منه حینئذ مثل ابتناء الأفعال علی المصادر، و یدخل فی العقلی، فإنّ ابتناء الأفعال علی المصادر و المجاز علی الحقیقة و الأحکام الجزئیة علی القواعد الکلیة و المعلولات علی عللها و ما یشبه ذلک ابتناء عقلی. و قیل الأصل المحتاج إلیه و الفرع المحتاج. و فیه أنّ الأصل لغة لا یطلق علی العلل الأربع سوی المادة، یقال أصل هذا السریر خشب، و کذا لا یطلق علی الشروط مع کون تلک الأشیاء المذکورة محتاجة إلیها فلا یکون مطردا مانعا، کذا فی التلویح و حواشیه فی تعریف أصول الفقه و فی بحث القیاس.
و عند الفقهاء و الأصولیین یطلق علی معان: أحدها الدلیل، یقال الأصل فی هذه المسألة الکتاب و السنة. و ثانیها القاعدة الکلیة و هی اصطلاحا علی ما یجی‌ء قضیة کلیة من حیث اشتمالها بالقوة عل جزئیات موضوعها، و یسمّی تلک الأحکام فروعا و استخراجها منها تفریعا. و ثالثها الراجح أی الأولی و الأحری یقال الأصل الحقیقة. و رابعها المستصحب، یقال تعارض الأصل و الظاهر، فهذه أربعة معان اصطلاحیة تناسب المعنی اللغوی، فإن المدلول له نوع ابتناء علی الدلیل، و فروع القاعدة مبنیة علیها، و کذا المرجوح کالمجاز مثلا له نوع ابتناء علی الراجح و کذا الطارئ بالقیاس إلی المستصحب، کذا فی العضدی و حواشیه للسیّد السّند و السعد التفتازانی. و ربّما یعبر عن المعنی الرابع بما ثبت للشی‌ء نظرا إلی ذاته علی ما وقع فی حاشیة الفوائد الضیائیة للمولوی عبد الحکیم. و ربّما یفسّر بالحالة التی تکون للشی‌ء قبل عروض العوارض علیه، کما یقال الأصل فی الماء الطهارة و الأصل فی الأشیاء الإباحة، هکذا فی حواشی المسلم «1». و خامسها مقابل الوصف علی ما یجی‌ء فی لفظ الوصف، و کذا یجی‌ء بیان بعض المعانی المذکورة سابقا أیضا فی محله. و فی چلپی البیضاوی ذکر الأصل بمعنی الکثیر أیضا، و لعل مرجع هذا المعنی إلی المعنی الثالث و اللّه أعلم.

أصل القیاس:

[فی الانکلیزیة]Origin syllogism
[فی الفرنسیة]Syllogisme d'origine
هو عند أکثر علماء الفقه و الأصول هو محل الحکم المنصوص علیه کما إذا قیس الأرز علی البرّ فی تحریم بیعه بجنسه متفاضلا، کأن الأصل هو البرّ عندهم لأن الأصل ما کان حکم
______________________________
(1) مسلم الثبوت لمحب اللّه البهاری الهندی الحنفی (- 1119 ه) و علیه شرح لعبد العلی محمد بن نظام الدین محمد الانصاری الهندی (- 1180 ه) سماه فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت. إیضاح المکنون 2/ 481.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 214
الفرع مقیسا علیه و مردودا إلیه و ذلک هو البرّ فی هذا المثال.
و عند المتکلّمین هو الدلیل الدّالّ علی الحکم المنصوص علیه من نصّ أو إجماع کقوله علیه السلام: «الحنطة بالحنطة مثلا بمثل» «1» فی هذا المثال لأنّ الأصل ما یتفرّع علیه غیره، و الحکم المنصوص علیه متفرّع علی النص، فکأنّ النصّ هو الأصل.
و ذهب طائفة إلی أنّ الأصل هو الحکم فی المحل المنصوص علیه لأنّ الأصل ما ابتنی علیه غیره فکان العلم به موصلا إلی العلم أو الظنّ بغیره، و هذه الخاصیة موجودة فی الحکم لا فی المحل لأن حکم الفرع لا یتفرّع علی المحل، و لا فی النص و الإجماع إذ لو تصوّر العلم بالحکم فی المحل دونهما بدلیل عقلی أو ضرورة أمکن القیاس فلم یکن النص أصلا للقیاس أیضا؛ و هذا النزاع لفظی لإمکان إطلاق الأصل علی کلّ واحد منها لبناء حکم الفرع علی الحکم فی المحل المنصوص علیه و علی المحل و علی النص، لأن کلّ واحد أصله، و أصل الأصل أصل، لکن الأشبه أن یکون الأصل هو المحل کما هو مذهب الجمهور، لأن الأصل یطلق علی ما یبتنی علیه غیره و علی ما یفتقر إلیه غیره، و یستقیم إطلاقه علی المحل بالمعنیین. أمّا بالمعنی الأول فلما قلنا، و أمّا بالمعنی الثانی فلافتقار الحکم و دلیله إلی المحلّ، ضرورة من غیر عکس، لأن المحل غیر مفتقر إلی الحکم و لا إلی دلیله، و لأن المطلوب فی باب القیاس بیان الأصل الذی یقابل الفرع فی الترکیب القیاسی، و لا شک أنه بهذا الاعتبار هو المحل. و أما الفرع فهو المحل المشبّه عند الأکثر کالأرزّ فی المثال المذکور.
و عند الباقین هو الحکم الثابت فیه بالقیاس کتحریم البیع بجنسه متفاضلا و هذا أولی لأنه الذی یبتنی علی الغیر و یفتقر إلیه دون المحل، إلّا أنهم لمّا سمّوا المحل المشبّه به أصلا سمّوا المحلّ الآخر المشبّه فرعا، کذا فی بعض شرح الحسامی «2».

أصلی:

[فی الانکلیزیة]The original Arabic
[فی الفرنسیة]La langue arabe originelle
نوع من أنواع اللّغة، و هو اللفظ المستعمل عند سبع أقوام من العرب سکان البادیة الذین یقال لهم: الأعراب و العرب العرباء و العرب العاربة. و قد استنبطت علوم الأدب و النحو العربی من کلام هؤلاء الأعراب؛ و اللغات السّبع المشهورة بالفصاحة هی: لغة قریش و علیا هوازن و أهل الیمن و ثقیف و هذیل و بنی تمیم «3»، کذا ذکر فی شرح نصاب الصبیان «4». و علی هذا
______________________________
(1) (الحنطة بالحنطة مثلا بمثل) هذا جزء من حدیث، أخرجه مسلم، 3/ 1211، عن أبی هریرة، کتاب المساقاة (22)، باب الصرف و بیع الذهب بالورق نقدا (15)، حدیث رقم 79/ 1576، و تمامه: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم: «التمر بالتمر، و الحنطة بالحنطة، و الشعیر بالشعیر، و الملح بالملح؛ مثلا بمثل، یدا بید. فمن زاد أو استزاد فقد أربی إلّا ما اختلفت ألوانه».
(2) شرح الحسامی أو شرح المنتخب الحسامی أو التحقیق فی شرح المنتخب فی أصول المذهب لعبد العزیز بن أحمد بن محمد علاء الدین البخاری (- 730 ه). و هو شرح علی مختصر حسام الدین محمد بن عمر الأخسیکثی فی أصول الفقه. لکنا و 1292 ه، 372 ص. معجم المؤلّفین 5/ 242. معجم المطبوعات العربیة 538.
(3) نوعی است از انواع لغت و آن لفظی است مستعمل نزد هفت طائفه مخصوصه مشهوره از مردم بیابانی که ایشان را اعراب و عرب عرباء و عرب عاربه نیز گویند و علوم ادبیه و قواعد عربیه علمای عرب از کلام این قوم و لغت این گروه استنباط کرده‌اند. و هفت لغت در عرب مشهور است بفصاحت و آن هفت لغت قریش و علیا هوازن و اهل یمن و ثقیف و هذیل و بنی تمیم.
(4) شرح نصاب الصبیان و یعرف بریاض الفتیان (فارسی) لکمال بن جمال بن حسام الهروی و هو شرح لنصاب الصبیان فی اللغة (نظم من مائتی بیت) لأبی نصر مسعود بن أبی بکر بن حسین السنجری الفراهی (- 640 ه) و علی النصاب تعلیق للشریف الجرجانی (- 816 ه). کشف الظنون 2/ 1954.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 215
المعنی یقال: هذا اللفظ فی الأصل أو فی أصل اللغة لکذا ثم استعمل لکذا. و یقابل الأصلی المولّد. و فی الخفاجی فی تفسیر قوله تعالی:
رَبِّ الْعالَمِینَ، المراد بالأصل حالة وضعه الأول.

الأصمّ:

[فی الانکلیزیة]Prime number،irrational root
[فی الفرنسیة]Nombre premire،racine irrationelle
بتشدید المیم عند الصرفیین هو المضاعف. و عند المحاسبین و المهندسین هو مقدار لا یعبّر عنه إلّا باسم الجذر کجذر خمسة، و یقابله المنطق علی ما سیجی‌ء.
و الأصم علی مراتب یعبر عنها به فما کان منه فی المرتبة الأولی فهو أن یکون المربع الذی یقوی علیه منطقا فی القوة؛ و معنی القوة هو المربّع الذی یکون من ضرب الخط فی مثله، و إنما سمّی منطقا لأنه یعبر عن مربعه بعدد. و ما کان منه فی المرتبة الثانیة فهو أن یکون مربعه أصمّ، و مربع مربعه منطقا، و إن شئت قلت: هو ما یکون مربعه منطقا فی القوة مثل جذر جذر سبعة. و ما کان فی المرتبة الثالثة فهو ما یکون مربع مربعه منطقا فی القوة مثل حذر جذر جذر سبعة، و هکذا. و إذا کان الخط فی المرتبة الثانیة إلی ما بعدها من المراتب سمّی متوسطا، لأنّ هذا الخط متوسط فی الرتبة لأنّه انحطّ عن مرتبة الخط الذی مربعه عددی، و ارتفع عن مرتبة الخطّ المرکّب، هذا فی الخط. و أما فی السطح فیسمّی الأصمّ متوسطا سواء کان ذلک الأصمّ فی المرتبة الأولی أو فیما بعدها من المراتب. و أیضا یطلق علی قسم من الجذر مقابل للمنطق، و علی قسم من الکسر مقابل للمنطق منه.

الأصول:

[فی الانکلیزیة]Elements،parts
[فی الفرنسیة]Elements،parties
جمع أصل، و أهل العروض یریدون بها ما تترکب منه الأرکان و هی أی الأصول ثلاثة:
الوتد و السبب و الفاصلة و تحقیق کل فی موضعه.

أصول الأفاعیل:

[فی الانکلیزیة]Parts
[فی الفرنسیة]Parties
هی الأجزاء کما سیجی‌ء.

أصول الدین:

[فی الانکلیزیة]Fundamentals of the religion
[فی الفرنسیة]Fondements de la religion
هو علم الکلام، و یسمّی بالفقه الأکبر أیضا. و قد سبق فی المقدمة، و کذا أصول الحدیث و أصول الفقه.

الأصول الموضوعة:

[فی الانکلیزیة]Axioms
[فی الفرنسیة]Axiomes
هی المبادئ الغیر البیّنة بنفسها المسلّمة فی العلم علی سبیل حسن الظنّ. و قد سبق فی المقدمة أیضا فی بیان المبادئ.

الإضافة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Relation
[فی الفرنسیة]Relation
هی عند النحاة نسبة شی‌ء إلی شی‌ء بواسطة حرف الجرّ لفظا أو تقدیرا مرادا.
و الشی‌ء یعمّ الفعل و الاسم، و الشی‌ء المنسوب یسمّی مضافا و المنسوب إلیه مضافا إلیه. و قید بواسطة حرف الجرّ احتراز عن مثل الفاعل و المفعول نحو: ضرب زید عمروا فإنّ ضرب نسب إلیهما لکن لا بواسطة حرف الجر.
و اللفظ بمعنی الملفوظ، مثاله: مررت بزید، فإنّ مررت مضاف و زید مضاف إلیه، و التقدیر بمعنی المقدر مثاله غلام زید، فإنّ الغلام مضاف بتقدیر حرف الجر إلی زید إذ تقدیره: غلام لزید. و قولنا مرادا حال، أی حال کون ذلک التقدیر أی المقدّر مرادا من حیث العمل بإبقاء أثره و هو الجرّ، فخرج منه: قمت یوم الجمعة فإنه و إن نسب إلیه قمت بالحرف المقدّر و هو فی، لکنه غیر مراد، إذ لو أرید لانجر، و کذا
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 216
ضربته تأدیبا. و هذا مبنی علی مذهب سیبویه.
و المصطلح المشهور فیما بینهم أن الإضافة نسبة شی‌ء إلی شی‌ء بواسطة حرف الجر تقدیرا، و بهذا المعنی عدّت فی خواص الاسم. و شرط الإضافة بتقدیر الحرف أن یکون المضاف اسما مجرّدا عن التنوین، و هذه قسمان: معنویة أی مفیدة معنی فی المضاف تعریفا إذا کان المضاف إلیه معرفة، أو تخصیصا إذا کان نکرة، و تسمّی إضافة محضة أیضا، و علامتها أن یکون المضاف غیر صفة مضافة إلی معمولها، سواء کان ذلک المعمول فاعلها أو مفعولها قبل الإضافة کغلام زید و کریم البلد، و هی بحکم الاستقراء إمّا بمعنی اللام فیما عدا جنس المضاف إلیه و ظرفه، نحو: غلام زید، و إمّا بمعنی من، فی جنس المضاف نحو: خاتم فضة، و إمّا بمعنی فی، فی ظرفه، نحو: ضرب الیوم. و إضافة العام من وجه إلی الخاص من وجه إضافة بیانیة بتقدیر من، کخاتم فضة، و إضافة العام مطلقا إلی الخاص مطلقا إضافة بیانیة أیضا، إلّا أنّه بمعنی اللام عند الجمهور و بمعنی من عند صاحب الکشاف کشجر الأراک. و لفظیة أی مفیدة للخفة فی اللفظ و تسمّی غیر محضة أیضا، و علامتها أن یکون المضاف صفة مضافة إلی معمولها، مثل ضارب زید و حسن الوجه، و حرفها ما هو ملائمها، أی ما یتعدّی به أصل الفعل المشتق منه المضاف نحو: راغب زید، فإنه مقدّر بإلی أی راغب إلی زید إذا جعلت إضافته إلی المفعول، و لیست منها إضافة المصدر إلی معموله خلافا لابن برهان «1»، و کذا إضافة اسم التفضیل لیست منها خلافا للبعض.
اعلم أنّ القول بتقدیر حرف الجر فی الإضافة اللفظیة هو المصرّح به فی کلام ابن الحاجب، لکن القوم لیسوا قائلین بتقدیر الحرف فی اللفظیة، فعلی هذا، تعریف الإضافة لا یشتملها. ففی تقسیم الإضافة بتقدیر الحرف إلی اللفظیة و المعنویة خدشة، و قد تکلّف البعض فی إضافة الصّفة إلی مفعولها مثل: ضارب زید بتقدیر اللام تقویة للعمل، أی ضارب لزید، و فی إضافتها إلی فاعلها مثل: الحسن الوجه بتقدیر من البیانیة، فإنّ ذکر الوجه فی قولنا جاءنی زید الحسن الوجه بمنزلة التمییز، فإن فی إسناد الحسن إلی زید إبهاما فإنه لا یعلم أنّ أی شی‌ء منه حسن، فإذا ذکر الوجه فکأنّه قال: من حیث الوجه، هکذا یستفاد من الکافیة و شروحه «2» و الإرشاد و الوافی.
و عند الحکماء یطلق بالاشتراک علی ثلاثة معان: الأول النسبة المتکررة أی نسبة تعقل بالقیاس إلی نسبة أخری معقولة أیضا بالقیاس إلی الأولی، کالأبوّة فإنها تعقل بالقیاس إلی البنوّة، و أنها أی البنوّة أیضا نسبة تعقل بالقیاس إلی الأبوّة، و هی بهذا المعنی تعدّ من المقولات من أقسام مطلق النسبة، فهی أخص منها أی من مطلق النسبة، فإذا نسبنا المکان إلی ذات المتمکّن مثلا حصل للمتمکن باعتبار الحصول فیه هیئة هی الأین، و إذا نسبناه إلی المتمکّن
______________________________
(1) ابن برهان: هو عبد الواحد بن علی، ابن برهان الأسدی العکبری، ابو القاسم. توفی ببغداد عام 456 ه/ 1064 م. عالم بالأدب و النسب کان منجما ثم صار نحویا، و کان حنبلیا ثم تحوّل حنفیا. له عدة کتب. الاعلام 4/ 176، فوات الوفیات 2/ 19، تاریخ بغداد 11/ 17، إنباه الرواة 2/ 213، شذرات الذهب 3/ 297، بغیة الوعاة 317، هدیة العارفین 1/ 634.
(2) لکافیة ابن الحاجب فی النحو شروح کثیرة أهمها شرح رضی الدین محمد بن الحسن الأسترآبادی، و شرحها جلال الدین أحمد بن علی بن محمود الغجدوانی و کذلک تاج الدین أبو محمد أحمد بن عبد القادر الحنفی (749 ه) و نجم الدین أحمد بن محمد القمولی (- 727 ه) و شمس الدین محمود بن عبد الرحمن الأصفهانی (- 749 ه) و شهاب الدین احمد بن عمر الهندی (- 849 ه) الی غیر ذلک من الشروح و المطولات. کشف الظنون 2/ 1370- 1376.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 217
باعتبار کونه ذا مکان کان الحاصل إضافة لأنّ لفظ المکان یتضمّن نسبة معقولة بالقیاس إلی نسبة أخری هی کون الشی‌ء ذا مکان، أی متمکنا فیه، فالمکانیة و المتمکّنیة من مقولة الإضافة، و حصول الشی‌ء فی المکان نسبة معقولة بین ذات الشی‌ء و المکان لا نسبة معقولة بالقیاس إلی نسبة أخری، فلیس من هذه المقولة، فاتضح الفرق بین الإضافة و مطلق النسبة، و تسمی الإضافة بهذا المعنی مضافا حقیقیا أیضا. و الثانی المعروض لهذا العارض کذات الأب المعروضة للأبوّة. و الثالث المعروض مع العارض، و هذان یسمّیان مضافا مشهوریا أیضا. فلفظ الإضافة کلفظ المضاف یطلق عل ثلاثة معان: العارض وحده و المعروض وحده و المجموع المرکّب منهما، کذا فی شرح المواقف، لکن فی شرح حکمة العین أن المضاف المشهوری هو المجموع المرکب، حیث قال: و المضاف یطلق بالاشتراک علی نفس الإضافة کالأبوّة و البنوّة، و هو الحقیقی، و علی المرکب منها و من معروضها و هو المضاف المشهوری کالأب و الابن، و علی المعروض وحده انتهی. قال السیّد السّند فی حاشیته: الظاهر أن إطلاق المضاف علی المعروض من حیث أنه معروض لا من حیث ذاته مع قطع النظر عن المعروضیة، لا یقال فما الفرق بینه و بین المشهوری لأنا نقول: العارض مأخوذ هاهنا بطریق العروض و هناک بطریق الجزئیة.
فإن قلت الأب هو الذات المتّصفة بالأبوّة لا الذات و الأبوّة معا، و إلّا لم یصدق علیه الحیوان. قلت المضاف المشهوری هو مفهوم الأب لا ما صدق علیه، و الأبوّة داخلة فی المفهوم، و إن کانت خارجة عمّا صدق علیه.
و التفصیل أن الأبوّة مثلا یطلق علیها المضاف لا لأنها نفس مفهومه بل لأنها فرد من أفراده، فله مفهوم کلّی یصدق علی هذه الإضافات و لذا اعتبرت الأبوة مع الذات المتصفة بها مطلقة أو معیّنة، و یحصل مفهوم مشتمل علی الإضافة الحقیقیة، و عیّن بإزائه لفظ الأب أطلق المضاف علیه لا لأنها مفهومه، بل لأنه فرد من أفراد مفهومه، فله معنی کلّی شامل لهذه المفهومات المشتملة علی الإضافات الحقیقیة. ثم إذا اعتبر معروض الإضافات علی الإطلاق من حیث هی معروضات و عیّن لفظ بإزائه حصل له مفهوم ثالث مشتمل علی المعروض و العارض علی الإطلاق لا یصدق علی الأبوة و لا علی مفهوم الأب بل علی الذات المتّصفة بها فکما أنّ مفهوم الأب مع ترکبه من العارض و المعروض لا یصدق إلّا علی المعروض من حیث هو معروض فکذلک المفهوم الثالث للمضاف، و إن کان مرکّبا من العارض و المعروض علی الإطلاق لا یصدق إلّا علی المعروض من حیث هو معروض، فقد ثبت أنّ المضاف یطلق علی ثلاثة معان و ارتفع الإشکال انتهی.

تنبیه‌

قولهم المضاف ما تعقل ماهیته بالقیاس إلی الغیر لا یراد به أنه یلزم من تعقّله تعقّل الغیر إذ حینئذ تدخل جمیع الماهیات البیّنة اللوازم فی تعریف المضاف، بل یراد به أن یکون من حقیقته تعقّل الغیر فلا یتم إلّا بتعقل الغیر، أی هو فی حدّ نفسه بحیث لا یتم تعقّل ماهیته إلّا بتعقّل أمر خارج عنها. و إذا قید ذلک الغیر بکونه نسبة یخرج سائر النسب و بقی التعریف متناولا للمضاف الحقیقی و أحد القسمین من المشهوری، أعنی المرکّب. و أمّا القسم الآخر منه أعنی المعروض وحده فلیس لهم غرض یتعلّق به فی مباحث الإضافة، و لو أرید تخصیصه بالحقیقی قیل ما لا مفهوم له إلّا معقولا بالقیاس إلی الغیر علی الوجه الذی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 218
سبق، فإنّ المرکب مشتمل علی شی‌ء آخر کالإنسان مثلا.

التقسیم‌

للإضافة تقسیمات. الأول الإضافة إمّا أن تتوافق من الطرفین کالجوار و الأخوّة، و إمّا أن تتخالف کالابن و الأب، و المتخالف إمّا محدود کالضّعف و النّصف أو لا کالأقل و الأکثر.
و الثانی إنّه قد تکون الإضافة بصفة حقیقیة موجودة إمّا فی المضافین کالعشق فإنه لإدراک العاشق و جمال المعشوق، و کلّ واحد من العاشقیة و المعشوقیة إنّما یثبت فی محلها بواسطة صفة موجودة فیه، و إمّا فی أحدهما فقط کالعالمیة فإنها بصفة موجودة فی العالم و هو العلم دون المعلوم، فإنه متصف بالمعلومیة من غیر أن تکون له صفة موجودة تقتضی اتصافه به، و قد لا تکون بصفة حقیقیة أصلا کالیمین و الیسار إذ لیس للمتیامن صفة حقیقیة بها صار متیامنا، و کذا المتیاسر. و الثالث قال ابن سینا:
تکاد تکون الإضافات منحصرة فی أقسام المعادلة و التی بالزیادة و التی بالفعل و الانفعال و مصدرهما من القوة و التی بالمحاکاة، فأمّا التی بالمعادلة فکالمجاورة و المشابهة و المماثلة و المساواة، و أمّا التی بالزیادة فإمّا من الکمّ و هو الظاهر، و إمّا من القوة فکالغالب و القاهر و المانع، و أمّا التی بالفعل و الانفعال فکالأب و الابن و القاطع و المنقطع. و أمّا التی بالمحاکاة فکالعلم و المعلوم و الحس و المحسوس، فإنّ العقل یحاکی هیئة المعلوم و الحس یحاکی هیئة المحسوس. و الرابع الإضافة قد تعرض المقولات کلها، بل الواجب تعالی أیضا کالأول، فالجوهر کالأب و الابن، و الکمّ کالصغیر و الکبیر، و الکیف کالأحرّ و الأبرد، و المضاف کالأقرب و الأبعد، و الأین کالأعلی و الأسفل، و متی کالإقدام، و الإحداث، و الوضع کالأشد انحناء أو انتصابا، و الملک کالأکسی و الأعری، و الفعل کالأقطع، و الانفعال کالأشدّ تسخّنا.

فائدة:

قد یکون لها من الطرفین اسم مفرد مخصوص کالأبوّة و البنوّة أو من أحدهما فقط کالمبدئیة أو لا یکون لها اسم مخصوص لشی‌ء من طرفیها کالأخوة.

فائدة:

قد یوضع لها و لموضوعها معا اسم فیدلّ ذلک الاسم علی الإضافة بالتضمّن سواء کان مشتقا کالعالم أو غیر مشتق کالجناح، و زیادة توضیح المباحث فی شرح المواقف.

الإضجاع:

[فی الانکلیزیة]Inclination
[فی الفرنسیة]Inclination
بالجیم اسم الإمالة کما سیجی‌ء.

الإضراب:

[فی الانکلیزیة]Renunciation
[فی الفرنسیة]Renoncement
بکسر الهمزة عند النحاة هو الإعراض عن الشی‌ء بعد الإقبال علیه، و الفرق بینه و بین الاستدراک قد سبق. فعلی هذا، معنی الإضراب الإبطال لما قبله. و قد یکون بمعنی الانتقال من غرض إلی آخر. قال فی الإتقان: لفظ بل حرف إضراب إذا تلاها جملة. ثم تارة یکون معنی الإضراب الإبطال لما قبلها نحو قوله تعالی:
وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُکْرَمُونَ «1» أی بل هم عباد. و قوله تعالی: أَمْ یَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ «2». و تارة یکون معناه الانتقال من غرض إلی آخر فی الإسناد کقوله تعالی: وَ لَدَیْنا کِتابٌ یَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا
______________________________
(1) الأنبیاء/ 26.
(2) المؤمنون/ 70.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 219
یُظْلَمُونَ، بَلْ قُلُوبُهُمْ فِی غَمْرَةٍ مِنْ هذا «1». و أمّا إذا تلاها أی کلمة بل مفرد فهی حرف عطف و لا یقع مثله فی القرآن.

الإضمار:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Ellipsis
[فی الفرنسیة]Ellipse
عند أهل العربیة یطلق علی معان، منها إسکان الثّانی المتحرک من الجزء کما فی عنوان الشرف، و علیه اصطلاح العروضیین. و فی بعض رسائل العروض العربی الإضمار و الوقص کلاهما لا یکونان إلّا فی متفاعلن انتهی.
و الرکن الذی فیه الإضمار یسمّی مضمرا بفتح المیم، مثل إسکان تاء متفاعلن لیبقی متفاعلن فینتقل إلی مستفعلن. و منها الحذف قال المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف فی آخر الموقف الأول: الإضمار أعمّ مطلقا من المجاز بالنقصان لأنه معتبر فیه تغیّر الإعراب بسبب الحذف، بخلاف الإضمار نحو: أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ «2» أی فضرب فانفجرت انتهی. و مثل هذا فی القرآن کثیر.
و قد یفرّق بین الحذف و الإضمار و یقال إنّ المضمر ما له أثر من الکلام نحو: وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ «3» و المحذوف ما لا أثر له کقوله تعالی:
وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ «4» أی أهلها کما یجی‌ء فی لفظ المقتضی. و فی المکمل الحذف ما ترک ذکره من اللفظ و النیة لاستقلال الکلام بدونه، کقولک: أعطیت زیدا فیقتصر علی المفعول الأول و یحذف المفعول الثانی، و الإضمار ما ترک من اللفظ، و هو مراد بالنیة، و التقدیر کقوله تعالی وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ أی أهلها ترک ذکر الأهل و هو مراد لأن سؤال القریة محال انتهی.
و منها الاتیان بالضمیر و هو أی الضمیر، و یسمّی بالمضمر أیضا اسم کنی به عن متکلّم أو مخاطب أو غائب تقدم ذکره بوجه ما.
فبقولهم اسم خرج حرف الخطاب، و بقولهم کنی به خرج لفظ المتکلّم و المخاطب و الغائب، و المراد بالغائب غیر المتکلم و المخاطب اصطلاحا، فإن الحاضر الذی لا یخاطب یکنی عنه بضمیر الغائب، و کذا یکنی عن اللّه تعالی بضمیر الغائب؛ و فی توصیف الغائب بقولهم تقدم احتراز عن الأسماء الظاهرة فإنها کلّها غیب، لکن لا بهذا الشرط. و قولهم بوجه ما متعلّق بتقدم أی تقدم ذکره بوجه ما سواء کان التقدّم لفظا بأن یکون المتقدم ملفوظا تحقیقا مثل ضرب زید غلامه أو تقدیرا مثل ضرب غلامه زید أو کان التقدم معنی بأن یکون المتقدم مذکورا من حیث المعنی لا من حیث اللفظ سواء کان ذلک المعنی مفهوما من لفظ بعینه نحو: اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوی «5»، فإن مرجع ضمیر هو العدل المفهوم من اعدلوا، أو من سیاق الکلام نحو: وَ لِأَبَوَیْهِ «6» الآیة، لأنه لما تقدم ذکر المیراث دل علی أن ثمة مورثا فکأنه تقدم ذکره معنی، أو کان التقدم حکما أی اعتبارا لکونه ثابتا فی الذهن کما فی ضمیر الشأن و القصة، لأنه إنما جی‌ء به من غیر أن یتقدم ذکره قصدا لتعظیم القصة بذکرها مبهمة لیعظم وقعها فی النفس ثم یفسرها، فیکون ذلک أبلغ من ذکره أولا مفسّرا، و کذا الحال فی ضمیر نعم رجلا زید و ربّه رجلا.
قال السیّد السّند الشریف الجرجانی:
______________________________
(1) المؤمنون/ 62- 63.
(2) الأعراف/ 160.
(3) یس/ 39.
(4) یوسف/ 82.
(5) المائدة/ 8.
(6) النساء/ 11.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 220
الإضمار قبل ذکر المرجع جائز فی خمسة مواضع: الأول فی ضمیر الشأن مثل هو زید قائم، و فی ضمیر القصة نحو هی هند قائمة.
و الثانی فی ضمیر ربّ نحو ربه رجلا. و الثالث فی ضمیر نعم نحو نعم رجلا زید. و الرابع فی تنازع الفعلین علی مذهب إعمال الفعل الثانی نحو ضربنی و أکرمنی زید. و الخامس فی بدل المظهر عن المضمر نحو ضربته زیدا انتهی.
اعلم أنّ الضمیر یقابله الظاهر و یسمّی مظهرا أیضا. قال الإمام الرازی فی التفسیر الکبیر: الأسماء علی نوعین: مظهرة و هی الألفاظ الدالّة علی الماهیة المخصوصة من حیث هی هی کالسواد و البیاض و الحجر و الإنسان، و مضمرة و هی الألفاظ الدالّة علی شی‌ء ما هو المتکلّم أو المخاطب أو الغائب من غیر دلالة علی ماهیة ذلک المعین انتهی.

التقسیم‌

للضمیر تقسیمات: الأول ینقسم إلی متصل و منفصل. فالمنفصل المستقل بنفسه أی فی التلفظ غیر محتاج إلی کلمة أخری قبله یکون کالجزء منها بل هو کالاسم الظاهر کأنت فی إمّا أنت منطلقا، و المتصل غیر المستقل بنفسه فی التلفّظ أی المحتاج إلی عامله الذی قبله لیتصل به، و یکون کالجزء منه کالألف فی ضربا، کذا فی الفوائد الضیائیة. و الثانی إلی مرفوع و هو ما یکنّی به عن اسم مرفوع کهو فی فعل هو فإنه کنایة عن الفاعل الغائب، و منصوب و هو ما یکنی به عن اسم منصوب نحو ضربت إیّاک، فإیاک کنایة عن اسم منصوب، و مجرور و هو ما یکنّی به عن اسم مجرور نحو بک.
و الثالث إلی البارز و المستکنّ المسمّی بالمستتر أیضا. فالبارز ما لفظ به نحو ضربت و المستکنّ ما نوی منه، و لذا یسمّی منویا أیضا نحو ضرب أی ضرب هو و المستکنّ إمّا أن یکون لازما أی لا یسند الفعل إلّا إلیه و ذلک فی أربعة أفعال و هی: أفعل و نفعل و تفعل للمخاطب و افعل، أو غیر لازم و هو ما یسند إلیه عامله تارة و إلی غیره أخری کالمنوی فی فعل و یفعل، و فی الصفات تقول: ضرب زید و ما ضرب إلّا هو و زید ضارب غلامه و هند زید ضاربته هی.
ثمّ اعلم أنّ الضمیر المرفوع المتصل قد یکون بارزا و قد یکون مستکنّا، و أمّا ضمیر المنصوب و المجرور المتصل فلا یکونان إلّا بارزین لأن الاستتار من خواصّ المرفوع المتصل لشدة اتصاله بالعامل. و إنما قید المرفوع بالمتصل لامتناع استتار المنفصل فی العامل لانفصاله، هذا کله خلاصة ما فی الضوء و الحاشیة الهندیة «1» إلّا أنّ فیها أنّ هذا التقسیم للمتصل، و هکذا فی الفوائد الضیائیة.
و من أنواع الضمیر ضمیر الشأن و القصة و هو ضمیر غائب یتقدم الجملة و یعود إلی ما فی الذهن من شأن أو قصة، فإن اعتبر مرجعه مذکّرا سمّی ضمیر الشأن و إن اعتبر مؤنّثا سمّی ضمیر القصة رعایة للمطابقة نحو إنه زید قائم؛ و تفسّر ذلک الضمیر لإبهامه الجملة المذکورة بعده.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 220 فائدة: … ص: 220

فائدة:

قد یوضع المظهر موضع المضمر و ذلک أی وضع المظهر موضع المضمر إن کان فی معرض التفخیم جاز قیاسا، و إلّا فعند سیبویه یجوز فی الشعر و یشترط أن یکون بلفظ الأول.
و عند الأخفش یجوز مطلقا، و علیه قوله تعالی:
إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِیعُ أَجْرَ
______________________________
(1) یرجّح أنها شرح شهاب الدین أحمد بن عمر الهندی (- 849 ه) لکافیة جمال الدین أبی عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (- 646 ه) فی النحو. و علی هذا الشرح حاشیة للطف اللّه التوقاتی (- 902 ه) کشف الظنون 2/ 1371.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 221
مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا «1» أی لا نضیع أجرهم، کذا ذکر عبد الغفور فی بحث المبتدأ و الخبر.

الإضمار علی شریطة التفسیر:

[فی الانکلیزیة]The implied to be explained -Le sous
[فی الفرنسیة]entendu a expliquer
هو عند النحاة حذف عامل الاسم بشرط تفسیر ذلک العامل بما بعده، و ذلک الاسم یسمّی بالمضمر علی شریطة التفسیر، و بالمضمر عامله علی شریطة التفسیر. ثم إنّ ذلک الاسم قد یکون مرفوعا بفعل مضمر یفسره الظاهر نحو: هل زید خرج؟ فارتفاع زید بفعل مضمر یفسره الظاهر أی هل خرج زید خرج، و لیس ارتفاعه بالابتداء، لأنّ هل یقتضی الفعل فلا یلیه الاسم إلّا نادرا، و هکذا حکم الاسم الواقع بعد لو و إن و إذا و هلّا و إلّا و نحو ذلک لما فیها من اقتضاء الفعل. و قد یکون منصوبا نحو قولک عبد اللّه ضربته، فعبد اللّه منصوب بإضمار فعل یفسّره الظاهر بمعنی ضربت عبد اللّه ضربته، هکذا فی الضوء.

الاطّراد:

[فی الانکلیزیة]Linking،inclusion
[فی الفرنسیة]Enchalnement،inclusion
هو مرادف للطّرد. فالاطّراد المستعمل فی التعریفات ما وقع فی شرح الطوالع من أنّ معرّف الشی‌ء یجب أن یساویه صدقا أی یجب أن یصدق المعرّف علی کل ما صدق علیه المعرّف و هو الاطّراد و المنع و بالعکس، أی یجب أن یصدق المعرّف علی کل ما یصدق علیه المعرّف و هو الجمع و الانعکاس انتهی.
و الاطّراد فی باب العلل هو الدوران، قال فی نور الأنوار شرح المنار: الاطّراد معناه دوران الحکم مع الوصف وجودا و عدما. و قیل وجودا فقط، و العلّة الثابتة بالطّرد تسمّی طردیة انتهی.
اعلم أنّ مرجع ما قیل إنّ الاطّراد هو دوران الحکم مع الوصف وجودا فقط أی الاطّراد المستعمل فی التعریفات، و کذا الحال فی الطّرد. و فی التلویح الاطراد فی العلّة أنه کلما وجدت العلة وجد الحکم. و معنی الانعکاس أنه کلّما انتفت العلّة انتفی الحکم، کما فی الحدّ علی المحدود، و هذا اصطلاح متعارف انتهی.
و الاطّراد عند أهل البدیع من المحسّنات المعنویة و هو أن یؤتی باسم الممدوح أو غیره و أسماء آبائه علی ترتیب الولادة من غیر تکلّف فی السبک کقوله علیه السلام: «الکریم بن الکریم بن الکریم بن الکریم یوسف بن یعقوب بن إسحاق بن إبراهیم» «2»، و کقول المتنبی:
إن یقتلوک فقد ثللت عروشهم بعتیبة بن حارث بن شهاب «3»
یقال: ثلّ اللّه عروشهم أی هدم ملکهم، کذا فی الجرجانی. و المراد من التکلّف فی السبک أن یقع الفصل بین الأشیاء بلفظ غیر دالّ علی نسب کقولک: رأیت زیدا الفاضل بن عمرو بن بکر، سمّی بالاطّراد لأن تلک الأسماء فی تحدّرها و نزولها کالماء الجاری فی اطراده و سهولة انسجامه أی سیلانه، کذا فی المطول و الچلپی. و فی الإتقان الاطّراد هو أن یذکر المتکلّم أسماء آباء الممدوح مرتّبة علی حکم ترتیبها فی الولادة. قال ابن أبی الإصبع: و منه فی القرآن قوله تعالی حکایة عن یوسف:
______________________________
(1) الکهف/ 30.
(2) أخرجه البخاری، 4/ 294، عن ابن عمر، کتاب الأنبیاء، باب أم کنتم شهداء إذ حضر یعقوب الموت، حدیث رقم 184.
(3) هو عتیبة بن الحارث بن شهاب التمیمی. فارس تمیم فی الجاهلیة. کان یلقب بسم الفرسان و صیاد الفوارس. عدّه العلماء من أبطال الجاهلیة. لا نعلم له تاریخا لمولده و لا لوفاته و له بعض الأشعار. الأعلام 4/ 201، جمهرة الأمثال 2/ 111، جمهرة الأنساب 184، شرح نهج البلاغة 3/ 279، رغبة الآمل،/ 155.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 222
وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِی إِبْراهِیمَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ «1»، قال: إنما لم یأت به علی الترتیب المألوف فإن العادة الابتداء بالأب ثم بالجدّ ثم بالجدّ الأعلی لأنه لم یرد هاهنا مجرد ذکر الآباء و إنما ذکرهم لیذکر ملّتهم التی اتبعها، فبدأ بصاحب الملّة ثم بمن أخذها منه أوّلا فأوّلا علی الترتیب؛ و مثل قول أولاد یعقوب: قالُوا نَعْبُدُ إِلهَکَ وَ إِلهَ آبائِکَ إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ «2» انتهی.

الأطرافیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Itrafiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Itrafiyya)secte(
هی فرقة من الخوارج العجاردة «3» أتباع غالب «4» و هم علی مذهب الحمزیة «5» إلّا أنهم عذروا أهل الأطراف فیما لم یعرفوه من الشرع إذا أتوا بما یعرف لزومه من جهة العقل، و وافقوا أهل السنة فی أصولهم، و فی نفی القدر، أی إسناد الأفعال إلی قدرة العبد، کذا فی شرح المواقف «6».

الإطلاق:

[فی الانکلیزیة]Absolute meaning
[فی الفرنسیة]Au sens absolu
فی اللغة رها گردن بندی و دست گشادن أی- هو فکّ القیود و فتح الید- کما فی الصراح.
و فی الخفاجی حاشیة البیضاوی فی تفسیر قوله تعالی: صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ «7» الآیة، الإطلاق ضد التقیید، و هو فی الاصطلاح استعمال اللفظ فی معناه حقیقة کان أو مجازا.

الإطناب:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Prolixity
[فی الفرنسیة]Prolixite
بالنون قال أهل البلاغة: الإطناب و الإیجاز من أعظم أنواع البلاغة، حتی نقل عن البعض أنه قال البلاغة هی الإیجاز و الإطناب.
قال صاحب الکشاف: کما أنه یجب علی البلیغ فی مظان الإجمال أن یجمل و یوجز فکذلک الواجب علیه فی موارد التفصیل أن یفصل، کما إذا کان الکلام مع المحبوب فیؤتی بکلام طویل لأن کثرة الکلام توجب طول الصحبة معه، و کثرة الالتفات منه، کما قال اللّه تعالی حکایة عن قول موسی علیه السلام فی جواب قوله تعالی وَ ما تِلْکَ بِیَمِینِکَ یا مُوسی، قالَ هِیَ عَصایَ أَتَوَکَّؤُا عَلَیْها وَ أَهُشُّ بِها عَلی غَنَمِی وَ لِیَ فِیها مَآرِبُ أُخْری «8»، کذا فی الجرجانی.
و اختلف هل بین الإیجاز و الإطناب واسطة و هی المساواة أو لا و هی داخلة فی قسم الإیجاز؟
فالسکّاکی و جماعة علی الأول، لکنهم جعلوا المساواة غیر محمودة و لا مذمومة لأنهم فسّروها بالمتعارف من کلام أوساط الناس الذین لیسوا
______________________________
(1) یوسف/ 38.
(2) البقرة/ 133.
(3) فرقة من الخوارج، أتباع عبد الکریم بن عجرد الذی کان یقول بجواز نکاح بنات البنین و بنات البنات و بنات الأخوة و الأخوات، کما کانوا یرون البراءة من الأطفال عند ما یبلغون إذا ما دعوا و لم یستجیبوا. و أنکروا سورة یوسف فی القرآن و غیر ذلک من الآراء المنکرة. و قد افترقوا فرقا عدیدة. الملل 128، الفرق 63، مقالات 1/ 164، التبصیر 32.
(4) غالب: هو غالب بن شاذک من سجستان. زعیم الفرقة الأطرافیة من خوارج العجاردة کانوا علی مذهب حمزة بن أدرک.
و کانت لهم ضلالات کبیرة، و افترقوا فرقا کثیرة. الملل و النحل 130.
(5) فرقة من الخوارج العجاردة، أتباع حمزة بن أکرک کما یقول البغدادی أو أدرک کما یقول الشهرستانی خالفوا العجاردة بالقول فی القدر و الاستطاعة و زعموا أن أطفال المشرکین فی النار و غیر ذلک من الآراء. الملل 129، الفرق 98، مقالات الإسلامیین 1/ 165، التبصیر 33.
(6) فرقة من الخوارج العجاردة أتباع مذهب حمزة فی الأصل، ثم انحازوا عنه و تبعوا غالب بن شاذک من سجستان. و کانت لهم آراء غریبة و شاذة. الملل 130.
(7) البقرة/ 18.
(8) طه/ 17- 18.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 223
فی رتبة البلاغة، و فسّروا الإیجاز بأداء المقصود بأقل من المتعارف، و الإطناب بأدائه بأکثر منه.
و ابن الأثیر «1» و جماعة علی الثانی فقالوا:
الإیجاز التعبیر عن المراد بلفظ غیر زائد و الإطناب بلفظ ازید.
و قال القزوینی الأقرب أن یقال إن المقبول من طرق التعبیر عن المراد تأدیة أصله إمّا بلفظ مساو لأصل المراد، أو ناقص عنه واف، أو زائد علیه لفائدة، و الأول المساواة، و الثانی الإیجاز، و الثالث الإطناب. و احترز بقوله واف عن الإخلال، و بقوله لفائدة عن الحشو و التطویل فعنده تثبت المساواة واسطة و أنها من قسم المقبول، کذا فی الإتقان. لکن قال الچلپی فی حاشیة المطول إنّ الإطناب فی اصطلاح السکّاکی یعم المساواة فتعریفه بأداء المقصود بأکثر منه لا یلائم مذهبه انتهی. قال صاحب الأطول: أمّا أنّ هذا التعمیم المذکور اصطلاح السکّاکی فغیر ثابت انتهی؛ فقول صاحب الإتقان أولی. ثم قال صاحب الأطول:
المساواة عند السکّاکی هی متعارف الأوساط الذین یکتفون بأداء أصل المعنی علی ما ینبغی، أی کلامهم فی مجری عرفهم فی تأدیة المعانی و ربما یشتمل متعارفهم علی الحذف و مع ذلک لا یسمّی اختصارا و إیجازا لأنه متعارفهم فإن عرفهم فی طلب الإقبال یا زید و هو مشتمل علی الحذف و فی التحذیر إیاک و الأسد و امرأ و نفسه و حمدا و سقیا، و هی لا تحمد فی باب البلاغة من الأوساط و لا تحمد أیضا من البلیغ معهم، لأنه لا یقصد معهم بکلامه مزیة سوی التجرید عن المزایا، و بذلک یرتقی عن أصوات الحیوانات، و لا تذم أیضا لا منهم و لا من البلیغ. و أمّا التکلّم بمتعارفهم إذا عری عن المزیة فلا یحمد من البلیغ معهم و یذم منه مع البلیغ، و إذا اشتمل علی المزایا التی هم غافلون عنها کما فی إیّاک و الأسد فمعهم لا یحمد من البلیغ و لا یذمّ و مع البلیغ یحمد لأن البلیغ قصد به مزایا تتعلّق بالإیجازات التی فیها، فالإیجاز عنده أداء المقصود بأقل من المتعارف، و الإطناب أداؤه بأکثر منه، لکن یرد علی السکّاکی أمران: أحدهما أنهم جعلوا نحو: نعم الرجل زید من الإطناب و لا عبارة للأوساط غیره. و ثانیهما أنه لم یحفظ تعریف الإیجاز عن دخول الإخلال و تعریف الإطناب عن دخول الحشو و التطویل، و لذا عدل عنه القزوینی و قال الأقرب الخ.
و فیما ذکر القزوینی أیضا أنظار: الأول أنه إن أراد بالمقبول المقبول مطلقا سواء کان من البلیغ أو من الأوساط فالزائد و الناقص غیر مقبولین من الأوساط لأنهما خروج عن طریقهم لا لداع، و إن أراد المقبول من البلیغ فلیس المساوی و الناقص الوافیان مقبولین مطلقا، بل إذا کانا لداع. و الثانی إنّ قولنا جاءنی إنسان و قولنا جاءنی حیوان ناطق کلاهما مساو بأنه أصل المراد بلفظ مساو فینبغی أن لا یکون أحدهما إطنابا و الآخر إیجازا. و بالجملة لا یشتمل تعریف الإیجاز إیجاز القصر. و الثالث إن قولنا حمدا لک و نظائره مساواة بتعریف السکّاکی و إیجاز بتعریف القزوینی، فنزاعه مع السکّاکی فی نقل اصطلاح القوم فی مثله لا یسمع بدون سند قوی. و لو قیل المراد المساوی بحسب الأوساط فتعریفه یؤول إلی ما ذکره السکّاکی.
و الرابع الإیجاز و الإطناب و المساواة مختصّة
______________________________
(1) هو المبارک بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الکریم الشیبانی الجزری، أبو السعادات مجد الدین. ولد بالقرب من الموصل عام 544 ه/ 1150 م و توفی عام 606 ه/ 1210 م. محدث، لغوی، أصولی. له العدید من المؤلفات الهامة.
الأعلام 5/ 272، بغیة الوعاة 385، وفیات الأعیان 1/ 441، الکامل 12/ 113، إرشاد الأریب 6/ 238، طبقات الشافعیة 5/ 153.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 224
بالکلام البلیغ کما عرف، فلا یتمّ تعریف الإیجاز و الإطناب ما لم یقیّد بالبلاغة لجواز أن یکون الناقص الوافی غیر فصیح، و کذا الزائد لفائدة انتهی ما قال صاحب الأطول.
اعلم أنه قال السکّاکی: قد یوصف الکلام بالاختصار لکونه أقل من عبارة المتعارف کما سبق، و قد یوصف به لکونه أقل من العبارة اللائقة بالمقام بحسب مقتضی الظاهر نحو:
قالَ رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً «1» فإنه إطناب بالنسبة إلی المتعارف، و هو قولنا یا ربی شخت، لکنه إیجاز بالنسبة إلی ما یقتضیه المقام لأنه مقام بیان انقراض الشباب و نزول المشیب، فینبغی أن یبسط الکلام فیه غایة البسط، فعلم أنّ للإیجاز معنیین: أحدهما کون الکلام أقل من عبارة المتعارف و الثانی کونه أقل مما هو مقتضی ظاهر المقام، و أنه لا فرق بین الإیجاز و الاختصار و إن توهّمه البعض کما ورد فی لفظ الإجازة. ثم إنّ بین الإیجازین عموما من وجه لتصادقهما فیما هو أقلّ من عبارة المتعارف، و یقتضی المقام جمیعا کما إذا قیل ربّ شخت بحذف حرف النداء و یاء الإضافة، و صدق الأوّل بدون الثانی کما فی قوله إذا قال: الخمیس نعم بحذف المبتدأ فإنه أقل من المتعارف، و هو هذا نعم، و لیس أقل من مقتضی المقام لأنّ المقام لضیقه یقتضی حذف المسند إلیه و صدق الثانی بدون الأول کما فی قوله تعالی: رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی و یمکن اعتبار هذین المعنیین فی الإطناب أیضا.
و النسبة بین الإطنابین أیضا عموم من وجه لأنّ الإطناب بالمعنی الأول دون الثانی یوجد فی قوله تعالی: رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً، و بالمعنی الثانی دون الأول یوجد فی ما إذا قیل: هذا نعم بذکر المبتدأ بناء علی مناسبة خفیة مع ذلک المقام، و یوجد بالمعنیین فیما إذا زید فی هذا المثال نظرا إلی ما ذکر من المناسبة الخفیة، فقیل مثلا: هذا نعم فاغتنموه؛ و کذا بین الإیجاز بالمعنی الثانی و بین الإطناب بالمعنی الأول عموم من وجه لوجودهما فی قوله تعالی: رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی و وجود الإطناب بالمعنی الأول دون الإیجاز بالمعنی الثانی فیما إذا قال هذا نعم فسوقوه إذا طابق المقام علی ما مرّ، و بالعکس فیما إذا قال یا ربی قد شخت، و کذا بین الإیجاز بالمعنی الأول و الإطناب بالمعنی الثانی لوجودهما فی غزال فاصطادوه إذا طابق المقام عند کون الأمر بالاصطیاد مقصودا أصلیا للمتکلّم، فإن متعارف الأوساط هذا غزال فاصطادوه. و مقتضی ظاهر المقام غزال و وجود الإیجاز بالمعنی الأول دون الإطناب بالمعنی الثانی فی قوله قد شخت، و بالعکس فی قوله هذا نعم عند مناسبة خفیة.
و اعلم أیضا أنه کما یوصف الکلام بالإیجاز و الإطناب باعتبار کونه ناقصا عمّا یساوی أصل المراد أو زائدا علیه و هو الأکثر کذلک قد یوصف الکلام بهما باعتبار کثرة حروفه و قلتها بالنسبة إلی کلام آخر مساو له، أی لذلک الکلام، فی أصل المعنی. و إنما قید المعنی بالأصل لعدم إمکان المساواة فی تمام المراد فإن للإیجاز مقاما لیس للإطناب، و بالعکس، و لا یوصف بالمساواة بهذا الاعتبار إذ لیس المساواة بهذا الاعتبار مما یدعو إلیه المقام بخلاف الإیجاز و الإطناب، هکذا یستفاد من الأطول و المطول و أبی القاسم.
و اعلم أیضا أنّ البعض علی أن الإطناب بمعنی الإسهاب. و الحق أنه أخصّ من الإسهاب، فإن الإسهاب التطویل لفائدة أو لا
______________________________
(1) مریم/ 4.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 225
لفائدة کما ذکره التنوخی «1» و غیره.

التقسیم‌

الإطناب قسمان: إطناب بسط و إطناب زیادة. فالأول الإطناب بتکثیر الجمل کقوله تعالی: إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ «2» الآیة فی سورة البقرة أطنب فیها أبلغ إطناب لکون الخطاب مع الثقلین و فی کل عصر و حین للعالم منهم و الجاهل، و المؤمن منهم و الکافر و المنافق. و الثانی یکون بأنواع: الأول دخول حرف فأکثر من حروف التأکید. و الثانی الأحرف الزائدة. و الثالث التأکید. و الرابع التکریر.
و الخامس الصفة. و السادس البدل. و السابع عطف البیان. و الثامن عطف أحد المترادفین علی الآخر. و التاسع عطف الخاصّ علی العام و عکسه. و العاشر الإیضاح بعد الإبهام.
و الحادی عشر التفسیر. و الثانی عشر وضع الظاهر موضع المضمر. و الثالث عشر الإیغال.
و الرابع عشر التّذییل. و الخامس عشر الطّرد و العکس. و السادس عشر التّکمیل المسمّی بالاحتراس أیضا. و السابع عشر التّتمیم. و الثامن عشر الاستقصاء. و التاسع عشر الاعتراض.
و العشرون التعلیل و فائدته التقریر، فإنّ النفوس أبعث علی قبول الأحکام المعلّلة من غیرها، کذا فی الإتقان و تفصیل کل فی موضعه.

الأطوار السبعة:

[فی الانکلیزیة]The seven periods)entities(
[فی الفرنسیة]Les sept periodes)entites(
هی عند الصوفیة عبارة عن الطّبع و النفس و القلب و الروح و السّرّ و الخفی و الأخفی کما فی شرح المثنوی «3».

الإظهار:

[فی الانکلیزیة]Discontraction
[فی الفرنسیة]Decontraction
هو عند الصرفیین و القرّاء خلاف الإدغام أی فکّه و ترکه و یسمّی بالبیان أیضا کما فی المراح و شروحه «4».

إظهار المضمر:

[فی الانکلیزیة]Guessing the missed letters
[فی الفرنسیة]Deviner les lettres retranchees
هو عند البلغاء أن یقال شعر علی نحو فیضمر أحدهم من ذلک الشعر بعض الحروف، ثم یسأله آخر عن ذلک الحرف الذی أضمره فی مصراع البیت الأول و الثانی، و هکذا هل یوجد أم لا؟ فیخبر بالإیجاب أو النفی علی القاعدة المقرّرة بینهما. و مثال ذلک من کلام مخصوص یعیّن حرفا فی خاطره کما فی هذا المصراع و هو حرف العین: حدیث العشق إلّا مع الحبیب لا تقل فیفترضون واحدا من هذه الحروف، ثم یسألون و یعلم الحرف من هذین البیتین:
لقد بدا ملک الحسن بحسنه و جماله و الصولجان الخطی و الکرة کأنه نقطة الخال
فذهب الوعی من قلبی حین بدا المعشوق
______________________________
(1) التنوخی: هو أحمد بن اسحاق بن بهلول بن حسان، أبو جعفر التنوخی. ولد بالأنبار عام 231 ه/ 845 م و توفی ببغداد عام 318 ه/ 930 م. عالم بالأدب و السیر، و له اشتغال بالتفسیر و الحدیث، و کان من کبار القضاة. له عدة مؤلفات. الأعلام 1/ 95، تاریخ بغداد 4/ 30، إرشاد الأریب 1/ 82، الجواهر المضیة 1/ 57، شذرات الذهب 2/ 276، بغیة الوعاة 128.
(2) البقرة/ 164.
(3) مثنوی (فارسی) لمحمد بن حسین البلمنی القونوی المعروف بجلال الدین الرومی (670 ه) و علیه شروح کثیرة منها شرح مصطفی بن شعبان (- 969 ه) و شرح إسماعیل الأنقوری (- 1042 ه) و سمّاه فاتح الأبیات و شرحه کذلک کمال الدین حسین بن حسن الخوارزمی (- 840 ه) بالفارسیة و سمّاه کنوز الحقائق فی رموز الدقائق … کشف الظنون 2/ 1587- 1589.
(4) مراح الأرواح (صرف) لأحمد بن علی بن مسعود و هو من المختصرات المتداولة، آستانه 1233 ه، من شروحه شرح عبد الوهاب بن الشافعی سمّاه فتح الفتاح فی شرح المراح، و شرح بدر الدین محمود بن أحمد العینی الحنفی (- 855 ه) سمّاه ملاح الأرواح و هو أول تصانیفه. کشف الظنون 2/ 1651، معجم المطبوعات العربیة 374.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 226
و قلت: حفظک اللّه من خطر الزوال. و القاعدة فی هذا هی أن یؤخذ من المصراع الأول عدد واحد من المصراع الثانی اثنین و من الثالث أربعة و من الرابع ثمانیة، فیصیر المجموع لهذه الحروف الأربعة خمسة عشر، و هی مطابقة للمصراع المذکور: فإذا کان الحرف المفروض موجودا فی المصراع الأوّل فهو السّین و إن کان فی الثانی فهو الخاء و إن یکن فی الأول و الثانی فهو النون لأنّه مجموع واحد و اثنین و ثلاثة، و الثالث من حرف ذلک المصراع هو النون.
و علی هذا فقس إلی الآخر. و إلیک مثالا آخر من الحروف التی تضمر من معنی أبیات للأسترابادی:
إنّ القضاء النازل قد خجلت روحه من الملک الغازی ظل الخالق من المناهی
فقل بصراحة و بدون غروض من أجل الذهب عن حظه بالیاقوت الأحمر و الذّهب الخالص
فالسلاح علی صفوف فرسانه هو فیض کلی و من یکون لائقا لمقابلة صف جیشه الثقیل
هو ملاذ من حوادث الدهر و عدوّ للفضّة و الذّهب و شرب الخمر مائة مرة یصیر فورا/ کذا
أنظر إلی معانیه اللطیفة و ملاءمة أقواله و ألفاظه للمعنی إذا، من البیت الأول یحسبون واحدا و من الثانی اثنین و من الثالث أربعة و من الرابع ثمانیة و من الخامس ستة عشر.
فمثلا: إذا کان الحرف المضمر موجودا فی البیت الأول و لیس موجودا فی بقیة الأبیات فالحرف الأول هو ألف. و إذا وصل إلی البیت الأول و الخامس و لیس فی الأبیات الأخری فالحرف السابع هو القاف طبقا للقاعدة المذکورة فی المثال الأول. و إنما الفرق بین المثلین أنه یلاحظ فی المثال الأول المصراع و فی الثانی البیت «1»، کذا فی مجمع الصنائع.

الإعادة:

[فی الانکلیزیة]Revision،repetition
[فی الفرنسیة]Revision،repetition
هی عند الفقهاء من الشافعیة من أقسام الحکم باعتبار متعلقه و هو الفعل، و هی ما فعل فی وقت الأداء ثانیا لخلل فی الأول، و قیل لعذر. فالمنفرد إذا صلّی ثانیا مع الجماعة کانت إعادة علی الثانی لأن طلب الفضیلة عذر دون
______________________________
(1) اظهار المضمر: نزد بلغاء آنست که شعری گفته شود بر وجهی که از حروف کلامی مخصوص و یا از جملة حروف تهجی هرچه شخصی در ضمیر خود گیرد چون مصراع مصراع یا بیت بیت آن شعر بخوانند و از ان شخص بپرسند که آن حرف درین جا هست یا نه و آن‌کس معیّن نماید معلوم شود که کدام حرفست موافق قاعدة که مقرر کرده‌اند مثال آنچه از کلام مخصوص حرفی در خاطر کنند حروفی که درین مصراع. ع. سخن عشق جز بیار مکو. هستند ازینها یکی را فرض کنند و بپرسند معلوم گردد ازین دو بیت. بیت. آن شاه بتان نمود با حسن و جمال. چو کان خطی گوی چو آن نقطة خال. شد هوش دلم چو جلوه‌گر شد معشوق. گفتم که مباد هرگزت بیم زوال. و قاعده دریافت آن‌چنانست که از مصراع أول یک عدد بگیرند و از دوم دو و از سیوم چهار و از چهارم هشت مجموع أعداد این چهار چون جمع نمایند پانزده شود که مطابق عدد حروف. سخن عشق جز بیار مگو هستند پس اگر حرف مفروض در مصراع أول یافته شود فقط آن سین است و اگر در دوم فقط باشد آن خا است و اگر در اوّل و دوم است آن نون است چرا که مجموع یک و دو سه باشد و سیومی حرف آن مصراع همین نون است و هم برین قیاس تا آخر [مثال آنچه از حروف تهجی در خاطر گیرند دریافته شود این ابیات استرابادی است.
بیت. ز ذات شاه غازی ظل خالق. قضا نازل خجل جان از مناهی. بهر بی‌زر صریح و بی‌غرض گوی. ز بخت وی بلعل و زر بری پی. سلاح صف خیلش فیض کلی. صف جیش ثقیلش لائق کی. ملاذ دهر و ضد سیم و زر نیز. شود صدره دم نوشیدن می. معانی لطیف وی نگه‌کن. ملائم قول و لفظ معنی وی. پس از بیت اوّل یک حساب کنند و از دوم بیت دو و از سیم بیت چهار و از چهارم بیت هشت و از پنجم بیت شانزده مثلا اگر حرف مضمر در بیت اوّل یافته شود و در باقی ابیات نباشد اوّل حرف تهجی است که الف باشد و اگر در بیت اوّل و پنجم بهم‌رسد و در دیگر ابیات نباشد پس حرف هفدهم باشد که قاف است بر طبق قاعده که جهت مثال قسم اوّل مذکور شد فرق این است که در آنجا جهت گرفتن عدد ملاحظه مصراع است و درین جا ملاحظه بیت است کذا فی مجمع الصنائع].
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 227
الأول لعدم الخلل فیه کذا فی العضدی. و فی کشف البزدوی، قال بعض الأصولیین: الأداء تسلیم عین الواجب فی وقته المعیّن شرعا و القضاء تسلیم مثل الواجب فی غیر وقته المعیّن شرعا، و الإعادة إتیان مثل الأول علی صفة الکمال بأن وجب علی المکلّف فعل موصوف بصفة فأدّاه علی وجه النقصان، و هو نقصان فاحش یجب علیه الإعادة، و هو إتیان مثل الأول ذاتا مع صفة الکمال، کذا ذکر فی المیزان.
فعلی هذا إذا فعل ثانیا فی الوقت أو خارج الوقت یکون إعادة.
ثم قال الإعادة إن کانت واجبة بأن یقع الفعل الأول فاسدا بأن ترک القراءة أو رکنا من الصلاة مثلا، فهی داخلة فی الأداء و القضاء، لأن الفعل الأول لمّا فسد أخذ حکم العدم شرعا فیکون أداء إن وقع فی الوقت و قضاء إن وقع خارج الوقت، و إن لم تکن واجبة بأن وقع الفعل الأول ناقصا لا فاسدا بأن ترک مثلا فی الصلاة شیئا یجب بترکه سجدة السهو، فلا تکون داخلة فی الأداء و القضاء لأنهما من أقسام الواجب بالأمر، و هی لیست بواجبة؛ و لهذا وقع الفعل الأول عن الواجب دون الثانی، و الثانی بمنزلة سجود السهو، انتهی ما فی کشف البزدوی.

الإعتاق:

[فی الانکلیزیة]Freeing)of a slave(
[فی الفرنسیة]Affranchissement)d'un esclave(
لغة إثبات القوة و شرعا إثبات القوة الشرعیة بإزالة الملک أو إزالة الملک مطلقا، أی القوة التی بها یصیر المعتق أهلا للشهادة و الولایة، قادرا علی التصرّف فی الأغیار، و علی دفع تصرّف الأغیار عن نفسه لا مطلقا بل بإزالة الملک الذی هو ضعف حکمی، أو إزالة الملک مطلقا أی غیر مقیّد بکونه ملکه؛ و حاصله جعله غیر مملوک لأحد، فیخرج به البیع و الهبة، و یلزم إثبات القوة الشرعیة، هکذا فی الدرر و البرجندی.

الاعتبار:

[فی الانکلیزیة]Syllogism،consideration
[فی الفرنسیة]Syllogisme،consideration،tirer une lecon
فی اللغة ردّ الشی‌ء إلی نظیره بأن یحکم علیه بحکمه، و منه سمّی الأصل الذی تردّ إلیه النظائر عبرة، و هو یشتمل الاتّعاظ و القیاس العقلی و الشرعی کما یستفاد من التوضیح و التلویح فی باب القیاس. و عند المحدّثین هو تفحّص حال الحدیث الذی یظن أنه فرد لیعلم هل له متابع أم لا و ذلک بأن یتتبع طرق الحدیث من الجوامع و المسانید و الأجزاء. و قول ابن الصلاح «1» معرفة الاعتبار و المتابعات و الشواهد قد توهم أنّ الاعتبار قسیم للمتابعات و الشواهد و لیس کذلک، بل هو هیئة التوصّل إلیهما، هکذا فی خلاصة الخلاصة و شرح النخبة. و عند الأصولیین هو اعتبار عین الوصف فی عین الحکم. قال فی التلویح: معنی الاعتبار شرعا عند الإطلاق هو اعتبار عین الوصف أی العلّة فی عین الحکم لا اعتبار عین الوصف فی جنس الحکم، و لا اعتبار جنس الوصف فی عین الحکم، و لا اعتبار جنس الوصف فی جنس الحکم. و یجی‌ء فی لفظ المناسبة ما یتعلق بذلک.

الاعتدال:

[فی الانکلیزیة]Equinox
[فی الفرنسیة]Equinoxe
هو عند أهل العروض الزّحاف الذی یقع
______________________________
(1) هو عثمان بن عبد الرحمن (صلاح الدین) بن عثمان بن موسی بن أبی النصر النصری الشهرزوری الکردی الشرخانی، أبو عمرو، تقی الدین المعروف بابن الصلاح ولد قرب شهرزور عام 577 ه/ 1181 م. و توفی بدمشق عام 643 ه/ 1245 م.
عالم بالتفسیر و الحدیث و الفقه و أسماء الرجال له عدة مؤلفات هامة. الأعلام 4/ 207، وفیات الأعیان 1/ 312، طبقات الشافعیة 5/ 137، شذرات الذهب 5/ 221، مفتاح السعادة 1/ 397.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 228
فی جمیع البیت کما سیأتی فی لفظ الزحاف.
و اعتدال المزاج عند الأطباء مع أقسامه یجی‌ء فی لفظ المزاج. و الاعتدال الربیعی و الخریفی سیأتی ذکرهما فی بیان دائرة البروج.

الاعتراض:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Prolixity،incidental and unuseful sentence
[فی الفرنسیة]Prolixite،phrase incidente et inutile
کالاجتناب عند أهل المعانی نوع من إطناب الزیادة. و سمّاه قدامة «1» التفاتا و هو الإتیان بجملة أو أکثر لا محل لها من الإعراب فی أثناء کلام أو کلامین اتّصلا معنی لنکتة غیر دفع الإیهام کذا فی الإتقان. و تلک الجملة تسمّی معترضة، فخرج بقوله: لا محل لها من الإعراب التتمیم، لأن الفضلة لا بدّ لها من الإعراب؛ هذا عند من فسّر الفضلة فی تفسیر التتمیم بما یقابل العمدة. و أما عند من فسّرها بما یزید علی أصل المراد فیشتمل التعریف عنده للتتمیم الذی یکون بجملة لا محل لها من الإعراب. و بقوله فی أثناء کلام أو کلامین الإیغال، و لیس المراد بالکلام هو المسند إلیه و المسند فقط بل مع جمیع ما یتعلّق بهما من الفضلات و التوابع. و المراد باتصال الکلامین أن یکون الثانی بیانا للأول أو تأکیدا أو بدلا منه أو معطوفا علیه. و الظاهر أنّ الصفة المقطوعة مما یتصل معنی بالجملة السابقة، و کذا جواب سؤال نشأ من الجملة السابقة. و خرج بقوله:
غیر دفع الإیهام التکمیل، لکنه یشتمل بعض صور التذییل و هو ما کان بجملة لا محلّ لها من الإعراب وقعت فی أثناء کلام أو کلامین متّصلین، و ینتقض التعریف بمعطوف لا محل له من الإعراب وقع بین المعطوف و المعطوف علیه، نحو قوله تعالی: الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا «2» فإنّ قوله: وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ، جملة لا محلّ لها من الإعراب وقع بین جملتین متّصلتین معنی، مع أنه لا یسمّی اعتراضا.
و قال قوم قد تکون النکتة فی الاعتراض دفع إیهام خلاف المقصود و افترقوا فرقتین، فجوّز فرقة منهم وقوع الاعتراض فی آخر جملة متصلة بها بأن لا تلیها جملة أصلا فیکون الاعتراض فی آخر الکلام، أو تلیها جملة غیر متصلة بها معنی، و هذا صریح فی مواضع من الکشاف. فالاعتراض عند هؤلاء أن یؤتی فی أثناء الکلام أو فی آخره أو بین کلامین متّصلین أو غیر متّصلین بجملة أو أکثر لا محل لها من الإعراب لنکتة، لأنهم لم یخالفوا الأولین إلّا فی جواز کون النکتة دفع الإیهام و جواز أن لا تلیها جملة متّصلة بها، فیبقی اشتراط أن لا یکون لها محل من الاعراب بحاله، فیشمل الاعتراض علی هذا جمیع صور التذییل و بعض صور التکمیل و بعض صور الإیغال و هو أن یکون بجملة لا محل لها من الإعراب؛ هذا إذا اشترط فی التذییل أن یکون جملة لا محل لها من الإعراب، و إن لم یشترط فیه ذلک یشمل بعض صور التذییل أیضا، و یباین التتمیم عند من فسّر الفضلة بما یقابل العمدة، و إلّا فیشمل بعض صور التتمیم أیضا. و جوّز فرقة أخری منهم کونه غیر جملة فالاعتراض عندهم أن یؤتی فی أثناء الکلام أو بین کلامین متّصلین معنی بجملة أو غیرها لنکتة، فیشمل علی هذا بعض صور التتمیم و بعض صور التکمیل، و هو ما یکون واقعا فی أثناء کلام أو بین کلامین
______________________________
(1) هو قدامة بن جعفر بن قدامة بن زیاد البغدادی، أبو الفرج. توفی ببغداد عام 337 ه/ 948 م. کاتب، بلیغ فصیح، عالم بالمنطق و الفلسفة. له عدة مؤلفات. الأعلام 5/ 191، النجوم الزاهرة 3/ 297، إرشاد الأریب 6/ 203، المنتظم 6/ 363.
(2) غافر/ 7.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 229
متّصلین معنی، و کذا بعض صور التذییل. فعند هؤلاء لا یشترط أن لا یکون للمعترضة محل من الإعراب هکذا یستفاد من الأطول و المطول و أبی القاسم. و قد یقع اعتراض فی اعتراض کقوله تعالی: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ، وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِیمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ کَرِیمٌ «1» اعترض بین القسم و جوابه بقوله: وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ الآیة، و بین القسم و صفته بقوله لَوْ تَعْلَمُونَ تعظیما للقسم و تحقیقا لاجلاله، و إعلاما لهم بأنّ له عظمة لا یعلمونها. قال الطیبی «2» فی التبیان و وجه حسن الاعتراض حسن الإفادة مع أنّ مجیئه مجی‌ء ما لا یترقب فیکون کالحسنة تأتیک من حیث لا تحتسب، کذا فی الإتقان.

فائدة:

کثیرا ما یشتبه الاعتراض بالحال کما فی قوله تعالی قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنْثی وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ «3» فإنّ ما بین قوله: إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی و قوله وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ، اعتراض. و الفرق أنه قال ابن مالک «4» فی شرح التسهیل «5» و تمیّز الاعتراضیة عن الحالیة امتناع قیام المفرد مقامها و جواز اقترانها بالفاء و إن و السین و لن و حرف تنفیس و جواز کونها طلبیّة، و الحالیة تخالف الاعتراضیة فی جمیع ذلک. و من جملة الفارقات اللفظیة و إن لم یذکره ابن مالک جواز اقتران الاعتراضیة بالواو مع تصدیرها بالمضارع المثبت، و أنه تمنع فی الحالیة هذه الفروق اللفظیة. و أما الفروق المعنویة فهو ما أشار إلیه صاحب الکشاف من أنّ الحالیة قید لعامل الحال و وصف له فی المعنی، بخلاف الاعتراضیة فإنّ لها تعلّقا بما قبلها، لکن لیس بهذه المثابة، کذا فی چلپی المطول. و ان شئت الزیادة علی هذا فارجع إلی مغنی اللبیب «6».
و هاهنا إشعار بأنّ الاعتراض و الاعتراضیة تطلقان علی الجملة المعترضة أیضا، کما أنّ الاعتراض یطلق علی الإتیان بالجملة المذکورة. و قد ذکر صاحب المغنی وقوع الاعتراض فی سبعة عشر موضعا، فإن شئت التفصیل فارجع إلیه.

اعتراض الکلام:

[فی الانکلیزیة]Pleonasm،verbiage
[فی الفرنسیة]Pleonasm،verbiage،tautologie
قبل التمام هو الحشو.
______________________________
(1) الواقعة/ 75- 77.
(2) الطیبی هو الحسین بن محمد بن عبد اللّه، شرف الدین الطیبی. توفی العام 743 ه/ 1342 م. من علماء الحدیث و التفسیر و البیان. کان له ثروة کبیرة أنفقها فی وجوه الخیر حتی أصبح فقیرا آخر عمره. ردّ علی المبتدعة و له عدة مؤلفات. الأعلام 2/ 256، الدرر الکامنة 268، البدر الطالع 1/ 229، کشف الظنون 1/ 720 بغیة الوعاة 228.
(3) آل عمران/ 36.
(4) ابن مالک هو محمد بن عبد اللّه بن مالک الطائی الجیّانی، أبو عبد اللّه جمال الدین. ولد فی الأندلس عام 600 ه/ 1203 م و توفی بدمشق عام 672 ه/ 1274 م. إمام فی اللغة و النحو، له الکثیر من المؤلفات الهامة. الأعلام 6/ 233، بغیة الوعاة 53، فوات الوفیات 2/ 227، خزائن الکتب 64، نفح الطیب 1/ 434، غایة النهایة 2/ 180، آداب اللغة 3/ 140، طبقات السبکی 5/ 28.
(5) من شروح تسهیل الفوائد و تکمیل المقاصد لجمال الدین أبی عبد اللّه محمد بن عبد اللّه المعروف بابن مالک الطائی (- 672 ه) شرح أثیر الدین أبی حیان محمد بن یوسف الأندلسی (- 745 ه) و سمّاه التخییل الملخص من شرح التسهیل و شرح جمال الدین عبد اللّه بن یوسف بن هشام (- 762 ه) و سمّاه التحصیل و التفصیل لکتاب التذییل و التکمیل إلی غیر ذلک من الشروح. کشف الظنون 1/ 405- 407.
(6) (مغنی اللبیب عن کتب الأعاریب لجمال الدین أبی محمد عبد اللّه بن یوسف بن أحمد بن عبد اللّه بن هشام الأنصاری (- 762 ه) تبریز، 1276 ه، کشف الظنون 1751- 1752، معجم المطبوعات 276.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 230

الاعتقاد:

[فی الانکلیزیة]Opinion،belief،dogma
[فی الفرنسیة]Opinion،croyance،dogme
کالافتخار له معنیان: أحدهما المشهور و هو حکم ذهنی جازم یقبل التشکیک، و الثانی الغیر المشهور و هو حکم ذهنی جازم أو راجح، فیعم العلم، و هو حکم جازم لا یقبل التشکیک و الاعتقاد المشهور، و الظنّ و هو الحکم بالطرف الراجح کذا ذکر المحقق التفتازانی فی المطول فی بیان صدق الخبر. فالاعتقاد بالمعنی المشهور یقابل العلم و بالمعنی الغیر المشهور یشتمل العلم و الظن کما صرّح به هذا المحقق فی حاشیة العضدی فی بحث العلم. و قال فی شرح التجرید: إنّ الاعتقاد یطلق علی التصدیق مطلقا أعم من أن یکون جازما أو غیر جازم، مطابقا أو غیر مطابق، ثابتا أو غیر ثابت؛ و هذا متداول مشهور. و قد یقال لأحد قسمی العلم و هو الیقین انتهی. و هو یخالف ما فی المطول حیث جعل الاعتقاد بمعنی الیقین غیر مشهور و بمعنی التصدیق مشهورا. و أیضا الاعتقاد بمعنی الیقین لا یشتمل الجهل المرکب بخلاف الاعتقاد بمعنی الحکم الذهنی الجازم القابل للتشکیک فإنه یشتمله أیضا. و لهذا ذکر صاحب العضدی الاعتقاد إن کان مطابقا للواقع فهو اعتقاد صحیح و إلّا فاعتقاد فاسد، انتهی. و کأنّ الیقین معنی ثالث للاعتقاد، و اللّه أعلم.

الاعتکاف:

[فی الانکلیزیة]Retreat)religious(
[فی الفرنسیة]Retraite)spirituelle(
هو افتعال من عکف إذا دام و عکفه حبسه فهو فی اللغة اللبث و الدّوام. و فی الشرع لبث رجل فی مسجد جماعة أو امرأة فی بیتها بنیته أی بنیة اللّبث، و المراد اللبث للعبادة، علی أن یکون الإضافة للعهد. و لذا عرّف بأنه مکث فی مسجد بنیّة عبادة. و المراد بمسجد الجماعة ما یقوم فیه جماعة و لو مرّة فی یوم. و عن أبی حنیفة رحمه اللّه أنه لا یصحّ إلّا فی ما تقوم خمس مرات، و الصحیح أنه یصح فیما أذّن و أقیم. ثم الاعتکاف واجب فی المنذور، و سنّة فی العشر الأخیر من رمضان، و مستحب فیما سواه. و قیل هو سنّة مؤکّدة مطلقا. و أمّا الصوم فشرط فی الواجب لا المستحب، و قیل للمستحب أیضا، کذا فی جامع الرموز و غیره.

الاعتلال:

[فی الانکلیزیة]Existence of vowels
[فی الفرنسیة]Existence des voyelles
عند الصرفیین هو الإعلال کما یستفاد من الضریری «1».

الاعتماد:

[فی الانکلیزیة]Inclination،desire
[فی الفرنسیة]Inclination،desir
عند المتکلمین هو المیل عند الحکماء.
و اعتماد اسم الفاعل و اسم المفعول علی صاحبه عند النحاة هو أن یذکر بعد صاحبه أی بعد المتصف به و هو المبتدأ و الموصول و الموصوف و ذو الحال. و اعتماده علی الهمزة و ما النافیة هو أن یذکر بعدهما، هکذا یستفاد من الفوائد الضیائیة و غیره.

الاعتیاد:

[فی الانکلیزیة]Familiarity
[فی الفرنسیة]Familiarite
مقابل الغرابة و المعتاد مقابل الغریب کما یجی‌ء.

الأعداد الطبعیة:

[فی الانکلیزیة]Natural numbers
[فی الفرنسیة]Nombres naturels
هی الأعداد المتفاضلة بتفاضل معیّن کواحد و اثنین و ثلاثة و نحوها، سواء کان المبدأ
______________________________
(1) من المحتمل أن یکون کتاب مختصر النحو أو مقدمة الضریری. لحمید الدین أبی الحسن علی بن محمد بن ابراهیم الضریر (الضریری) القهندزی، البخاری (-/ 666 ه). بروکلمان، ج 5، ص 268.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 231
واحدا أو غیره مثل 3 و 6 و 9 و مثل 1 و 4 و 7.
و إن جعل المبدأ واحدا ثم یزاد علیه اثنان و علی المجموع ثلاثة، و علی المجموع أربعة، هکذا یزاد بتفاضل واحد واحد تسمّی تلک الأعداد مثلثات مثل 1 و 3 و 6 و 10 و 15. و إن أخذ الواحد ثم یترک العددان اللذان بعده و یؤخذ الأربعة ثم یترک أربعة أعداد بعدها أی بعد الأربعة و یؤخذ ما بعدها أی التسعة ثم یترک ستة أعداد و یؤخذ ما بعدها و هکذا یترک بتفاضل اثنین اثنین و یؤخذ ما بعده، فالمأخوذات تسمّی مربعات. و إن أخذ واحد ثم ترک ثلاثة أعداد بعده و یؤخذ ما بعدها أی الخمسة ثم یترک ستة و یؤخذ ما بعدها أی أثنی عشر و هکذا یترک بتفاضل ثلاثة ثلاثة و یؤخذ ما بعدها فالأعداد المأخوذة تسمّی مخمّسات، هکذا فی بعض رسائل الحساب.

الأعداد المتناسبة:

[فی الانکلیزیة]Proportional numbers
-[فی الفرنسیة]Nombres proportionnels
هی المتّحدة فی النسبة بأن یکون نسبة مقدم منها إلی تالیه کنسبة جمیع المقدمات إلی التوالی.

الأعداد المتوالیة:

[فی الانکلیزیة]Successive numbers
[فی الفرنسیة]Nombres successifs
هی الأعداد المتفاضلة بواحد واحد مثل 1 و 2 و 3 و 4 سواء أخذ المبدأ واحدا أم غیر واحد، و إن أخذت الأعداد بتفاضل اثنین اثنین و جعل المبدأ واحدا سمیت أفرادا متوالیة، مثل 1 و 3 و 5، و إن جعل المبدأ اثنین سمیت أزواجا متوالیة مثل 2 و 4 و 6.

الأعداد المخمسة:

[فی الانکلیزیة]Pentagonal numbers
[فی الفرنسیة]Nombres pentagonaux
سبق فی لفظ الأعداد الطبعیة.

الإعراب:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Declinaison،grammatical analysis
[فی الفرنسیة]Declinaison،flexion،analyse grammaticale
بکسر الهمزة عند النحاة ما اختلف آخر المعرب به علی ما ذکره ابن الحاجب فی الکافیة. و المراد بما الموصولة أو الموصوفة الحرکة أو الحرف، فخرج المقتضی.
و بالاختلاف التحوّل أی اتصاف الآخر بشی‌ء لم یکن قبل. و إنما فسّر بذلک لأنّ الاختلاف لا یکون ناشئا إلّا من متعدّد، فیلزم أن لا یکون حرکة زید فی ابتداء الترکیب إعرابا و لو اعتبر بالنسبة إلی السکون السابق کان زید فی حال عدم الترکیب أیضا معربا، لأنّ نسبة الاختلاف إلی الطرفین علی السواء. فإذا کان الاسم فی أحد طرفیه معربا لزم أن یکون فی الطرف الآخر أیضا کذلک دفعا للتحکم، بخلاف التحوّل فإنه ناشئ من الحرکة الثانیة أو الحرف الثانی، و إن کان تقدّم حرف أو حرکة شرطا له فتدبر. و قوله آخر المعرب یخرج اختلاف الوسط فی نحو ابنم و امرئ بضم النون و الراء و ابنما و امرأ بفتحهما و ابنم و امرئ بکسرهما، فإنه لا یسمّی إعرابا.
و المعرب شامل للاسم و الفعل المضارع.
و قید الحیثیة معتبر، أی الإعراب حرکة أو حرف یتحوّل به آخر المعرب من حیث هو معرب ذاتا کما فی الإعراب بالحروف أو صفة کما فی الإعراب بالحرکات، فخرج حرکة نحو غلامی فإنه معرب علی اختیار ابن الحاجب، لکن هذه الحرکة لیست مما جی‌ء بها من حیث أنها یختلف بها آخر المعرب بل، من حیث أنها توافق الیاء و کذا جر الجوار. و الباء فی به للسببیة و المتبادر من السبب السبب القریب فخرج العامل، و إن کان حرفا واحدا، و لو أبقیت ما علی عمومها و لم ترد بها الحرکة أو الحرف خرج المقتضی و العامل کلاهما بهذا القید لکونهما من الأسباب البعیدة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 232
ثم التنوین لیس فی آخر المعرب لأنه یلحق الحرکة. و أما کون الحرف فی نحو مسلمان و مسلمون و إن لم یکن فی آخره ظاهرا إذ الآخر هو النون إلّا أنّ النون فیهما کالتنوین لحذفه حال الإضافة کالتنوین، فکما أنّ التنوین لعروضه لم یخرج ما قبله عن أن یکون آخر الحروف فکذا النون. فالإعراب عند ابن الحاجب عبارة عمّا به الاختلاف. و أمّا عند غیره فهو عبارة عن الاختلاف، و لذا عرّف بأن یختلف آخر الکلمة باختلاف العوامل أی باختلاف جنس العامل لأن الجمعیة بطلت باللام. و احترز بذلک عن حرکة نحو غلامی عند من یقول بأنه معرب و جر الجوار. و یعضد هذا المذهب أن الإعراب ضد البناء و البناء عبارة عن عدم الاختلاف اتفاقا، و لا یطلق علی الحرکات أصلا فالحرکة ما به البناء فی البناء فکذا فی الإعراب. و یعضد المذهب الأول أنّ وضع الإعراب للمعانی المعتورة و تعیین ما به الاختلاف للمعانی أولی لأنه أمر متحقق واضح، بخلاف الاختلاف، فإنه أمر معنوی اعتباری.
ثم للاعراب تقسیمات: الأول الإعراب إمّا أصلی و هو إعراب الاسم لأن الاسم محل توارد المعانی المختلفة علی الکلم فتستدعی ما ینتصب دلیلا علی ثبوتها، و الحروف بمعزل عنها، و کذا الأفعال لدلالة صیغها علی معانیها.
و ستعرف ذلک فی لفظ المقتضی. و إمّا غیر أصلی و هو إعراب الفعل. الثانی الإعراب إمّا صریح و هو أن یختلف آخر الکلمة باختلاف العوامل، أو غیر صریح و هو أن یکون الکلمة موضوعة علی وجه مخصوص من الإعراب و ذلک فی المضمر خاصة لا غیر، و ذلک لأنّ اختلاف الصیغة لا یکون إعرابا و إنما هو اختلاف الآخر باختلاف العوامل. فإذا قلت:
هو فعل کذا فلفظ هو مبنی إلّا أنه کنایة عن اسم مرفوع فقط، و لهذا سمّی ضمیرا مرفوعا و کذا الحال فی الضمیر المنصوب و المجرور.
و لما کانت هذه الأسماء نائبة مناب الأسماء الظاهرة و مسّت الحاجة فیها إلی تمییز ما کان کنایة عن مرفوع عمّا کان کنایة عن منصوب أو مجرور، و لم یمکن إعرابها لعلّة أوجبت بناءها، صیغ لکلّ واحد من هذه الأحوال صیغة لیکونوا لم یبطلوا بناءها و یحصل لهم الغرض المقصود من التمییز بین هذه الأحوال، فکان اختلاف الصیغة فیها لدلالته علی ما یدل علیه الإعراب نوع إعراب، إلّا أنها لمّا لم یوجد فیها اختلاف الآخر باختلاف العوامل لم یحکم بإعرابها صریحا، فقیل إنه إعراب غیر صریح. الثالث الإعراب إمّا بالحروف أو بالحرکات. أمّا بالحرف ففی الاسم کإعراب الأسماء الستّة و المثنی و المجموع و غیرها، و أما فی الفعل فکنون یفعلان و نحوه. و أمّا بالحرکة ففی الاسم کرفع زید فی ضرب زید و فی الفعل کرفع آخر یفعل. الرابع الإعراب فی الاسم ثلاثة أنواع:
رفع و نصب و جر. فالرفع علم الفاعلیة و النصب علم المفعولیة و الجر علم الإضافة.
و فی الموشّح شرح الکافیة «1» لما کان المعانی المعتورة علی الأسماء ثلاثة، و أنواع الإعراب کذلک، جعل کلّ واحد منها علما أی علامة لمعنی من المعانی، فجعل الرفع الذی هو الأثقل علامة للفاعلیة و ما أشبهها و یسمّی عمدة، و هی المعنی الذی فیه خفة من حیث هو أقل من المفعولیة لکون الفاعل واحدا و المفعول خمسة. و النصب الذی هو الأخف علما للمفعولیة و شبهها و یسمّی فضلة لیعادل ثقل الرفع قلة الفاعلیة و خفّة النصب کثرة المفعولیة. و الجر
______________________________
(1) الموشح شرح الکافیة لأبی بکر شمس الدین محمد بن أبی بکر بن محرز بن محمد الخبیصی (- 731 ه) و علی الموشح هذا حاشیة للشریف الجرجانی. کشف الظنون 2/ 1371. هدیة العارفین 6/ 148.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 233
الذی هو المتوسط بینهما أی أخف من الرفع و أثقل من النصب علم الإضافة و هی المعنی الذی بین الفاعلیة و المفعولیة فی القلّة و الکثرة و یسمّی علامة انتهی. و إعراب الفعل رفع و نصب و جزم. الخامس الإعراب إمّا محلی أو غیر محلی، فالمحلی یتّصف به اللفظ إذا لم یکن معربا، لکن وقع فی موضع المعرب، فهؤلاء مثلا فی قولک جاءنی هؤلاء مرفوع محلا و معناه أنه فی محل لو کان ثمة معرب لکان مرفوعا، لا أنه مرفوع حقیقة. فإن قلت المعرب محلا هل هو معرب بالحرکة أو الحرف و هو بحیث لو فرض فی محله المعرب بالحرکة کان معربا بالحرکة و لو فرض المعرب بالحرف کان معربا بالحرف؟ قلت الأقرب بالاعتبار أن یجعل مثل الذی معربا بالحرکة محلا و مثل اللذان و اللذین معربا بالحرف محلا، هکذا ذکر المولوی عصام الدین فی حاشیة الکافیة فی تعریف المرفوعات.
و غیر المحلی إمّا لفظی و هو الذی یتلفّظ به کرفع زید و إمّا تقدیری و هو بخلافه و یکون فی المعرب الذی تعذّر فیه الإعراب بأن یمتنع ظهوره فی لفظه و ذلک بأن لا یکون الحرف الأخیر قابلا للحرکة الإعرابیة سواء کان موجودا کالعصا أو محذوفا کعصا بالتنوین، و فی المعرب الذی استثقل ظهوره فیه کالقاضی فی قولک مررت بالقاضی. و من الإعراب ما هو محکی سواء کان جملة منقولة نحو تأبّط شرّا أو مفردا کقولنا زید بالجر من مررت بزید علما للشخص. و نحو خمسة عشر علما یحتمل أن یجعل من التقدیری و یحتمل أن یجعل بعد العلمیة مبنیا، إعرابه محکی کسائر المبنیات، کذا فی العباب.

فائدة:

الإعراب مأخوذ من أعربه إذا أوضحه، فإن الإعراب یوضّح المعانی المقتضیة، أو من عربت معدته إذا فسدت، علی أن تکون الهمزة للسلب فیکون معناه إزالة الفساد، سمّی به لأنه یزیل فساد التباس بعض المعانی ببعض. هکذا کلّه خلاصة ما فی شروح الکافیة و غیرها.

الأعراف:

[فی الانکلیزیة]Limit between heaven and hell
[فی الفرنسیة]Limite entre le paradis et l'enfer
بفتح الهمزة: هو الروائح و نوع من التمر، و جدار بین الجنّة و النّار کذا فی کشف اللغات.
[و فی اصطلاح الصوفیة: هی عبارة عن الطاعة فی مقام الشّهود، شهود الحقّ، أی حالة تجلّی الحق بصفات علی أی شی‌ء من أعیان الممکنات و أوصافها، و هذا الشی‌ء هو مظهر لتلک الصفات. و هذا مقام الأشراف. کذا فی لطائف اللغات «1»

الأعظم:

[فی الانکلیزیة]The greatest،root
[فی الفرنسیة]Le plus grand،racine
هو عند المهندسین اسم لجذر ذی الاسمین الرابع و قد مرّ.

الإعقال:

[فی الانکلیزیة]Aphasia
[فی الفرنسیة]Aphasie
بکسر الهمزة عند الأطباء عبارة عن فتور یحدث فی اللسان بحیث لا یقدر علی التلفّظ، و بالفارسیة: زبان بستن، و إذا یضیفونه إلی الطبیعة یریدون به حبس البطن کذا فی حدود الأمراض.

الإعلال:

[فی الانکلیزیة]Sweeting of a weak letter
[فی الفرنسیة]Adoucissement d'une lettre faible
بکسر الهمزة عند الصرفیین تغییر حرف
______________________________
(1) الأعراف: بفتح همزة بویها و نوعی از خرما و دیواری است میان بهشت و دوزخ کذا فی کشف اللغات و در اصطلاح صوفیه عبارت از اطاعت که آن مقام شهودی حق است در هر شی‌ء از اعیان ممکنات و اوصاف آن ممکنات در حالت بودن اللّه تعالی متجلی بصفات که این شی‌ء مظهر آن صفات است و این مقام اشراف است کذا فی لطائف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 234
العلّة بالقلب أو الإسکان أو الحذف للتخفیف و یسمّی تعلیلا و اعتلالا أیضا. و حروف العلّة الألف و الواو و الیاء، فلا یقال لتغییر الهمزة بأحد الثلاثة أی بالقلب أو الحذف أو الإسکان إعلال، بل تخفیف همزة و لا لإبدال غیر حروف العلّة و لا لحذفه و لا لإسکانه إعلال، و لا یقال أیضا لتغییر حروف العلّة للإعراب لا للتخفیف إعلال کمسلمین و أبیه. و قد اشتهر فی اصطلاحهم الحذف الإعلالی للحذف الذی یکون لعلّة موجبة علی سبیل الاطّراد کحذف ألف عصا و یاء قاض، و الحذف الترخیمی و الحذف لا لعلّة للحذف غیر المطّرد، کحذف لام ید و دم، و إن کان أیضا حذفا للتخفیف، و لفظ القلب مختص فی اصطلاحهم بإبدال حروف العلّة و الهمزة بعضها مکان بعض.
و المشهور فی غیر الأربعة لفظ الإبدال، هکذا فی الرضی شرح الشافیة و غیره.

الإعلام:

[فی الانکلیزیة]Information
[فی الفرنسیة]Information
لغة هو الإخبار و هو أعم من الإلهام.
و عند المحدّثین هو أن یعلم الشیخ الطالب أن هذا الکتاب روایته أو سماعه مقتصر علیه، فجوّز الروایة به کثیر من الفقهاء و المحدّثین و الأصولیین، و مال إلیه المتأخرون، و قطع بعض الفقهاء بعدم الجواز، کذا فی خلاصة الخلاصة.
و فی شرح النخبة یشترط فی الإعلام الإذن فی الروایة و إلا فلا عبرة بذلک.

الإعنات:

[فی الانکلیزیة]Implication
[فی الفرنسیة]Implication
بالنون عند أهل البدیع هو التضمین و یسمّی أیضا بالالتزام و لزوم ما لا یلزم، و التشدید.

الإعیاء:

[فی الانکلیزیة]Fatigue
[فی الفرنسیة]Surmenage،epuisement
عند الأطباء کلال مفرط یعرض فی المفاصل و العضلات و یسمّی فی العرف تعبا و فارسیها ماندگی. و اعلم أنه إن حدث بتوسط الحرکة یسمّی الإعیاء الریاضی، و إن حدث بذاته بلا واسطة الحرکة یسمّی الإعیاء الذی لا یعرف له سبب و هذا مقدمة المرض. و إنّ أنواع الإعیاء بأی وجه کان أربعة: القروحی و التمددی و الورمی و القشفی. أمّا القروحی فهو الذی یتألم البدن معه بالحرکة و إصابة الید. و التمددی هو الذی یحسّ الإنسان معه کأنّ بدنه یتمدّد و یجد الامتلاء و الحرارة فی العروق و المفاصل و یعسر علیها الحرکة. و أما الورمی فهو الذی یسخن معه البدن و تمتلئ الأعصاب و العروق و یتألم بمسّ الید کأنه متورم. و القشفی هو الذی یحسّ معه الیبوسة فی البدن کذا فی حدود الأمراض.

الإغارة:

[فی الانکلیزیة]Raid،razzia
[فی الفرنسیة]Razzia
هی المسخ و هو من أنواع السرقة.

الإغراق:

[فی الانکلیزیة]Hyperbole
[فی الفرنسیة]Hyperbole
نوع من المبالغة.

الإغراء:

[فی الانکلیزیة]Incitation،anaphora
[فی الفرنسیة]Incitation،repetition
بالراء المهملة عند النحاة هو معمول الزم المقدر و یکون مکررا مثل التحذیر نحو أخاک أخاک أی الزم أخاک، کذا فی الإرشاد و اللباب «1». فأخاک مفعول به لالزم المقدّر، و هذا من المواضع التی یجب حذف الفعل فیها.
______________________________
(1) لباب الأعراب لتاج الدین محمد بن محمد بن أحمد الأسفرایینی (- 684 ه) حققه بهاء الدین عبد الوهاب عبد الرحمن، الریاض، مطبعة الرفاعی 1984 م. کشف الظنون 2/ 1545- 1546.
و هناک کتاب بالعنوان نفسه للبیضاوی، و هو مختصر من کافیة ابن الحاجب. کشف الظنون، 2/ 1546- 1547.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 235

الإغماء:

[فی الانکلیزیة]Syncope،fainting
[فی الفرنسیة]Syncope،evanouissement
بالمیم عند الفقهاء آفة تعرض للدماغ أو القلب بسببها تتعطل القوی المدرکة و المحرکة حرکة إرادیة عن أفعالها و إظهار آثارها فیدخل فیه الغشی. و أمّا عند الأطباء فإن کان ذلک التعطل لضعف القلب و اجتماع الروح إلیه بسبب تحققه فی داخله فلا یجد منفذا فهو المسمّی بالغشی، و إن کان لامتلاء بطون الدماغ من بلغم غلیظ فهو مخصوص باسم الإغماء کذا فی البرجندی. و فی جامع الرموز الإغماء ضعف القوی بغلبة الداء فیدخل فیه الغشی. و فی حدود الأمراض الإغماء ضعف القوی القلبیة، یقال أغمی علیه فهو مغمی علیه، و قد یطلق علی الصرع الخفیف.

الأفاعیل:

[فی الانکلیزیة]Feet of a metre)prosody(
[فی الفرنسیة]Pieds d'un metre)prosodie(
و تسمّی بالتفاعیل أیضا، هی عند أهل العروض الأجزاء و أصول الأجزاء تسمّی أصول الأفاعیل و سیأتی فی لفظ الجزء.

الافتراض:

[فی الانکلیزیة]Hypothesis
[فی الفرنسیة]Hypothese
هو عند المنطقیین طریق من طرق بیان عکوس القضایا، و هو فرض ذات الموضوع شیئا معینا و حمل وصفی الموضوع و المحمول علیه لیحصل مفهوم العکس. و إنما اعتبروا الفرض لیشتمل القضیة الخارجیة و الحقیقیة، فالفرض هاهنا بالمعنی الأعم الجامع للتحقق، و حمل وصف الموضوع یکون بالإیجاب، و حمل وصف المحمول کما هو فی الأصل إیجابا أو سلبا لیحصل العکس، أی بأن یترتب من تینک المقدمتین قیاس ینتج عکس المطلوب أو یحتاج إلی ضمّ مقدمة أخری صادقة معها، کما فی بیان عکس اللادوام فی الخاصتین. و الافتراض لا یجری إلّا فی الموجبات و السوالب المرکّبة لوجود الموضوع فیهما، کذا فی شرح الشمسیة و حاشیته لمولانا عبد الحکیم.

الافتراق:

[فی الانکلیزیة]Part of the universe
[فی الفرنسیة]Partie de l'univers
هو عند المتکلمین قسم من الکون و سیجی‌ء.

الافتنان:

[فی الانکلیزیة]Zeugma
[فی الفرنسیة]Zeugme
بالنون من باب الافتعال هو عند البلغاء الإتیان بکلام بفنین مختلفین کالجمع بین الفخر و التعزیة نحو: کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ «1» فإنّه تعالی عزی جمیع المخلوقات من الإنس و الجنّ و الملائکة و سائر أصناف ما هو قابل للحیاة، و تمدّح بالبقاء بعد فناء الموجودات فی عشر ألفاظ مع وصفه ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال و الإکرام سبحانه و تعالی، و منه: ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا «2» الآیة جمع فیها بین هناء و عزاء، کذا فی الإتقان فی نوع بدائع القرآن.

أفراد:

[فی الانکلیزیة]The three perfect men
[فی الفرنسیة]Les trois hommes parfaits
فی اصطلاح السالکین هم ثلاثة رجال قد تحقّقوا بالتجلّی الفردی بسبب حسن اتّباعهم للنبی صلی اللّه علیه و سلم، و هم بسبب بلوغهم غایة الکمال خارجون عن دائرة قطب الأقطاب. کذا فی کشف اللغات «3». و فی مرآة الأسرار بقول:
______________________________
(1) الرحمن/ 26- 27.
(2) مریم/ 72.
(3) أفراد: در اصطلاح سالکان سه تنان‌اند که بتجلی فردیه به واسطه حسن متابعت حضرت رسالت‌پناه صلی اللّه علیه و آله و سلم متحقق شده‌اند و از غایت کمال که ایشان راست خارج از دایره قطب الاقطاب‌اند کذا فی کشف اللغات. و در مرآة الاسرار گوید افراد آنها باشند که بر قلب علی کرم اللّه وجهه باشند و اینها را تعداد نیست.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 236
الأفراد هم علی قلب علیّ کرّم اللّه وجهه و لیس لهؤلاء تعداد معیّن. و یجی‌ء فی لفظ القطب …

الإفراد:

[فی الانکلیزیة]Separation
[فی الفرنسیة]Separation
بکسر الهمزة تنها کردن و استعمله الفقهاء فی الإفراد بکل من الحج و العمرة أی عدم الجمع بینهما کذا یستفاد من جامع الرموز.

الأفضل:

[فی الانکلیزیة]Al Afdal)prosody(
[فی الفرنسیة]Al Afdal)prosodie(
هو عند أهل العروض اسم لأحد البحور و وزن السالم منه: متفاعلن ثمانی مرات، و وزن المجزوء منه متفاعلتن ست مرات «1» کذا فی جامع الصنائع.

أفعال القلوب:

[فی الانکلیزیة]Verbs of doubt and certitude
[فی الفرنسیة]Les verbes de doute et de certitude
و تسمّی أفعال الشکّ و الیقین أیضا، و هی عند النحاة ظننت و حسبت و خلت و زعمت و علمت و رأیت و وجدت. و تسمیتها بأفعال القلوب ظاهر. و أما تسمیتها بأفعال الشکّ و الیقین فکأنّهم أرادوا بالشکّ الظنّ و إلّا فلا شی‌ء من هذه الأفعال بمعنی الشک، أی تساوی الطرفین، فهذه سبعة أفعال تشترک فی أنها موضوعة للحکم بتعلّق شی‌ء بشی‌ء علی صفة، فلذا اقتضت مفعولین، و فائدتها الإعلام بأنّ النسبة حاصلة عمّا دلّ علیه الفعل من علم أو ظن، و الحصر فی السبعة باعتبار مدلوله النوعی، فإنّ بعضها للظنّ و بعضها للعلم و بعضها مشترک فیهما، فذکر من کل نوع ما هو المشهور منه، هکذا فی الفوائد الضیائیة و حاشیته للمولوی عبد الحکیم. و الفرق بین مفعولی هذه الأفعال و بین مفعولی باب أعطیت أنّ المفعول الثانی فیها عین الأول و أن المفعول الثانی فی باب أعطیت غیر الأول کما هو المشهور. و مما یشبه أفعال القلوب فی مجرد نصب جزئی الاسمیة لا فی خواصّها من الإلغاء و التعلیق اتخذ و صیّر و جعل و ترک و شعر و دری و ألفی و توهّم وهب بمعنی أحسب کما فی الوافی و اللب «2».

أفعال المدح و الذم:

[فی الانکلیزیة]Verbs of praise and dispraise
[فی الفرنسیة]Les verbes de louange et de blame
عند النحاة هی ما وضع لإنشاء مدح أو ذم، فلم یکن مثل مدحته أو ذممته منها لأنه لم یوضع للإنشاء، و ذلک لأنک إذا قلت نعم الرجل زید فإنما تنشئ المدح. و تحدثه بهذا اللفظ، و لیس المدح موجودا فی الخارج فی أحد الأزمنة الثلاثة مقصودا مطابقة بهذا الکلام إیاه حتی یکون خبرا، بل تقصد مدحه علی شی‌ء حاصل له خارجا، بخلاف مدحته و ذممته فإن القصد فیه الإخبار بالمدح و الذم و الإعلام به موجودا فی الزمان الماضی لقصد مطابقة هذا الکلام إیاه، و کذا مثل ما أحسن زیدا لیس منها، لأنه و إن کانت تفید إنشاء المدح لکنها لیست موضوعة له بل لإنشاء التعجّب، و ذلک یستلزم إنشاء المدح و الذم، و کذا مثل الأمر من مدحت و ذممت لأنها لإنشاء طلب المدح و الذّم لا لإنشاء المدح و الذّم. و التزم أن یکون فاعل أفعال المدح و الذّم مضمرا مفسّرا بنکرة منصوبة موضّحا باسم معرفة مجانس له یسمّی مخصوصا بالمدح أو الذم نحو: نعم رجلا زید و بئس رجلا عمرو، أو یکون مظهرا مفسّرا بلام
______________________________
(1) الأفضل نزد اهل عروض اسم بحریست و وزن سالم تام آن بحر متفاعلن هشت بار و وزن مجزو آن متفاعلتن شش بار کذا فی جامع الصنائع.
(2) لب الألباب فی علم الإعراب لتاج الدین محمد بن محمد بن أحمد بن سیف الدین الأسفرایینی (- 684 ه). و علیه شروح کثیرة. کشف الظنون 2/ 1545- 1546.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 237
الجنس أو مضافا إلیه موضّحا بالمخصوص نحو: نعم الصاحب أو صاحب القوم زید کما فی اللباب.

أفعال المقاربة:

[فی الانکلیزیة]Verbs of near action
[فی الفرنسیة]Les verbes de l'action proche
قال بعض النحاة هی أفعال ناقصة لعدم تمامها بالمرفوع، لکنها لمّا خصت بأحکام أفردوها بالذکر. و لا یخفی ما فیه إذ کل فرقة من الأفعال الناقصة مختصة بأحکام لا توجد فی أخری. و قال المولوی عبد الحکیم: و عندی أنها لیست ناقصة لأن المقصود نسبة الحدث أعنی القرب الذی هو مدلول مصادرها التی هی فاعلها، و إنّ معناها لمّا کان قرب الفاعل عن الخبر لا بدّ من ذکرهما لأن أفعال المقاربة موضوعة لدنوّ الفاعل الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فیه. ألا تری أنّ معنی عسی زید أن یخرج قارب زید الخروج أو قرب عن الخروج، و معنی کاد قرب و معنی طفق أخذ، و مجرد عدم التمام بالمرفوع لا یقتضی کونها ناقصة، و إلّا لکان جمیع الأفعال النسبیة بل المتعدّیة ناقصة. نعم لها اتصال و شبه بالناقصة، و لذا قال فی اللباب:
و یتصل بالأفعال الناقصة أفعال المقاربة انتهی.
و عرّفت بما وضع لدنوّ الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فیه، و المراد بما الفعل و اللام فی لدنوّ للغرض لأن الدنوّ لیس تمام ما وضعت له لدخول النسبة و الزمان فی مدلولها أیضا.
و الظاهر أنّ اللام صلة الوضع و المراد بیان المعنی المشترک الذی به تمتاز من باقی الأفعال کما سیأتی فی تعریف الأفعال الناقصة. و الدنوّ الذی اعتقده المتکلّم قد یکون سببه و منشأه رجاء المتکلم و طمعه بحصول الخبر للفاعل و قد یکون جزمه بإشراف الخبر علی الحصول من غیر أن یشرع فیه، و قد یکون جزمه بشروع الفاعل فی الخبر. فالدنوّ یتنوع أنواعا ثلاثة باعتبار منشأه و سبب حصوله فی ذهن المتکلم، و الأول مدلول عسی فی قولک عسی زید أن یخرج، فإنه یدل علی قرب حصول الخروج لزید بسبب أنک ترجو ذلک و تطمعه، لا أنک جازم به. و الثانی مدلول کاد، فکاد فی قولک کاد زید أن یخرج یدل علی قرب حصول الخروج لزید لجزمک بقرب حصوله. و الثالث مدلول طفق، فطفق فی قولک طفق زید أن یخرج یدل علی قرب حصول الخروج لزید بسبب جزم المتکلّم بشروعه فی الخبر أی فیما یفضی إلیه، فقوله رجاء أو حصولا أو أخذا فیه منصوبات علی المصدریة بحذف المضاف للنوع أی دنوّ رجاء و دنو أخذ فیه، و یجوز أن یکون تمییزا عن الدنوّ لکونها أنواعا له. قال ابن مالک فی التسهیل: إنّ أفعال المقاربة منها للشروع نحو طفق و جعل و أخذ و علق، و منها للمقاربة نحو کاد و کرب و أوشک، و منها للرجاء نحو عسی و حری. و قال شارحه:
سمیّت أفعال المقاربة لأنّ فیها ما هو للمقاربة من باب تسمیة المجموع ببعض أفراده لأن بعضها للشروع و بعضها للترجی، و اختاره الرضی. هذا کله خلاصة ما فی الفوائد الضیائیة و حاشیته للمولوی عبد الحکیم.

الأفعال الناقصة:

[فی الانکلیزیة]Incomplete verbs
[فی الفرنسیة]Les verbes incomplets
عند النحاة هی ما وضع لتقریر الفاعل علی صفة. و یسمّیها المنطقیون کلمات وجودیة.
و یقابلها الأفعال التامة، کضرب و قعد، کما فی الموشح شرح الکافیة. فی بحث الفاعل. و قد تستعمل الناقصة بمعنی ما لا یتمّ بالمرفوع و یقابلها التامة. و بهذا المعنی یقال: عسی قد یجی‌ء ناقصة و قد یجی‌ء تامة. ثم التقریر هو الجعل و التثبیت، و اللام صلة الوضع، و الصفة هی الحدث. و معنی التثبیت و الإثبات إدراک ثبوت الشی‌ء إیجابا أو سلبا لیشتمل لیس، أی الثبوت الحاصل فی الذهن علی وجه الإذعان علی ما تقرّر فی محلّه، و هذا بناء علی أنّ
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 238
الألفاظ موضوعة للصور الذهنیة و إن کان المشهور أنّ الألفاظ موضوعة للأعیان الخارجیة فیصح کون التقریر موضوعا له. و اندفع ما قیل إنّ معانیها ثبوت الفاعل علی صفة أو انتفاؤها لا التقریر. ثم التقریر المذکور لیس تمام ما وضع له هذه الأفعال لاشتمالها علی معان زائدة علی ذلک التقریر، کالزمان فی الکلّ و الانتقال و الدوام و الاستمرار فی بعضها، لکنه اکتفی بالتقریر لکونه عمدة فیما وضع له هذه الأفعال لعدم خلوّ جمیعها أو بعضها عنه، و هو ظاهر.
و عدم وجوده فی غیرها من الأفعال لأن التقریر نسبة بین الفاعل و الصفة، فکل من الفاعل و الصفة خارج عنه إذ طرفا النسبة خارجان عنها، فلم تکن الصفة مدلولة لهذه الأفعال کالفاعل، بخلاف سائر الأفعال فإنها موضوعة للتقریر و الصفة معا فکانت الصفة مدلولة لها، فاندفع بهذا ما قیل لو کان مجرد الدخول فی الموضوع له مستلزما لکونه عمدة فیما وضع له لکان الزمان أیضا عمدة فی هذه الأفعال، و اندفع أیضا ما قال الرضی إنه کان ینبغی أن یقیّد الصفة و یقال علی صفة غیر مصدر ذلک الفعل لئلّا یرد الأفعال التامة، و إن جعل اللام فی قولهم لتقریر الفاعل للغرض لا صلة الوضع یتم الحدّ أیضا إذ لا شک أنّ الغرض من وضع هذه الأفعال هو التقریر المذکور لا الصفات، بخلاف الأفعال التامة فإنّ الغرض من وضعها مجموعهما لا التقریر فحسب.
و قیل الحق أنّه لا حاجة إلی ما ذکر و اعتبار قید زائد فإنّ هذا التعریف للأفعال الناقصة باعتبار أمر مشترک فیه و ممیّز عن سائر الأفعال، فإنّ الدلالة علی الزمان خاصة شاملة للفعل مطلقا، و الانتقال و الدوام و الاستمرار مثلا معان یمیّز لها بعضها عن بعض، و المتبادر من کونها موضوعة لتقریر الفاعل علی صفة أنّ الصفة خارجة عن مدلولها کما أنّ الفاعل کذلک، و من ثمّ احتیج فیها إلی الجملة الاسمیة فالتعریف تام.
وجه آخر و هو أنّ الأفعال التامة موضوعة لتقریر الفاعل أی المعتبر فیها نسبة الحدث إلی الذات لا تقریر الفاعل علی صفة، أی نسبة الذات إلی الحدث. اعلم أنّ هذا التعریف مبنی علی رأی من ذهب إلی أنّها مسلوبة الدلالة علی الحدث و هو مذهب المنطقیین، کما فی شرح المطالع. و إلیه ذهب أیضا أهل البیان، و لذا سمیّت ناقصة. فمعنی قولک کان زید قائما، زید متصف بالقیام فی الزمن الماضی فهی قیود لإخبارها و الإسناد بین اسمها و خبرها، کما کان قبل دخولها، و لیست مسندة إلی أسمائها. و فیه أنّ الدلالة علی الحدث لما عدا کان واضحة غایة الوضوح. و الجمهور علی أنّ لها حدثا و زمانا فإنّ کان مثلا یدل علی الحصول المطلق. و الفائدة فیه التأکید و المبالغة باعتبار أنه یدل وضعا فی نحو کان زید قائما علی حدث مطلق یعیّنه خبره، کما أنّ خبره یدل عقلا علی زمان مطلق یعیّنه کان. و سمّیت ناقصة لأنها لا تتمّ بمرفوعها، أی لا تصیر مرکّبا تاما یصحّ السکوت علیه حتی یکون الخبر قیدا فیه لتربیة الفائدة، أی لزیادة الفائدة، بل المرفوع مسند إلیه و المنصوب مسند یتمّ الحکم بهما، و یفید کان تقییده بمضمونه، فإنّ معنی کان زید قائما، زید متصف بالقیام المتصف الحصول فی الزمان الماضی. و قس علی ذلک البواقی. و هذا مشکل أیضا إذ لم یعهد فعل یقع فی الترکیب غیر زائد و لا مؤکد و لیس مسندا إلی شی‌ء و لو قیل بأنها مسندة إلی اسمها و لیست مقیّدة للخبر لا یتجه و لا یضر إسناد خبرها إلی الاسم لأنه قد عهد أنّ الاسم یسند إلیه شیئان کما فی قولک: ظن زید قائما و جاء عمرو ضاحکا. و فی الرضی تسمیة مرفوعها اسما أولی من تسمیته فاعلا لأن الفاعل فی الحقیقة مصدر الخبر مضافا إلی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 239
الاسم، لکنهم سموه فاعلا علی القلّة، و لم یسموا المنصوب بالمفعول بناء علی أنّ کل فعل لا بدّ له من فاعل، و قد یستغنی عن المفعول.
و قال المولوی عصام الدین کما یسمّی الاسم فاعلا و اسما کذلک یسمّی الخبر مفعولا و خبرا انتهی. و قال السیّد السّند فی حاشیة المطول:
خبر کان شبیه بالمفعول و مندرج فی نحوه إلّا أنه لیس قیدا للفعل و شبهه، بل الأمر بالعکس لأنّ الفعل الذی هو مسند صورة قید للخبر الذی هو مسند حقیقة انتهی.

الأفق:

[فی الانکلیزیة]Horizon
[فی الفرنسیة]Horizon
بضمتین و سکون الثانی أیضا فی اللغة الطرف، و الآفاق الجمع علی ما فی الصراح.
و عند أهل الهیئة و أهل الأحکام من المنجّمین یطلق بالاشتراک علی أشیاء. فأهل الهیئة یطلقونه علی ثلاث دوائر ثابتة. و أهل الأحکام یطلقونه علی دائرة ثابتة أخری أیضا. الأولی الأفق الحقیقی و هی دائرة عظیمة ثابتة حادثة فی الفلک الأعلی مارّة بمرکز العالم، یقوم الخطّ الواصل بین قطبیها و هما سمتا سمت الرأس، و القدم عمودا علیها أی علی تلک الدائرة. و قید الثابتة احتراز عن معدل النهار فی عرض تسعین فإنه لا یسمّی أفقا. نعم یقال له أنه منطبق علی الأفق، و الثانیة الأفق الحسّی و یسمّی أیضا بالأفق المرئی و الشعاعی؛ و أفق الرؤیة و هی دائرة صغیرة ثابتة حادثة فی الفلک الأعلی تماسّ الأرض عن فوق، أی تماسّها من موضع قدم الناظر موازیة للأفق الحقیقی. و لما کان الخط الواصل بین سمتی الرأس و القدم أعنی الخط الذی علی استقامة قامة الناظر عمودا علی الأفق الحقیقی کان عمودا علی الأفق الحسّی أیضا فإن العمود علی أحد المتوازیین عمود علی الآخر. و الثالثة الأفق الحسّی و یسمّی بالأفق المرئی أیضا، و هی دائرة ثابتة یرتسم محیطها فی سطح الفلک الأعلی من طرف خطّ یخرج من البصر إلی سطح الفلک الأعلی مماسّا للأرض، إذا أدیر ذلک الخطّ مع ثبات طرفه الذی فی البصر و مماسّة «1» للأرض دورة تامة، و قطبا هذین الأفقین أیضا سمتا الرأس و القدم.
و فائدة قید الثابتة فیهما سلامة تعریفهما من الانتقاض ببعض المدارات الیومیة فی عرض تسعین. و هذه الدائرة الثالثة قد تکون عظیمة و قد تکون صغیرة، إذ ربما تنطبق علی الأولی، و ربما تقع تحتها أو فوقها، و ربما تقع تحت الثانیة، بحسب إختلاف قامة الناظر، و هی الفاصلة بین ما یری من الفلک و ما لا یری منه حقیقة. و أما الثانیة فلا تفصل أصلا. و أما الأولی فقد تفصل و قد لا تفصل، و التفاوت بین مرکزی الحقیقی و الحسّی بالمعنی الثانی بقدر نصف قطر الأرض، و هذا القدر من التفاوت غیر محسوس فی فلک ما إلّا فی فلک القمر، و لذا کان الظاهر من فلک القمر دائما أصغر من الحقیقی بمقدار معتدّ به. و هکذا التفاوت بین مرکزی الحقیقی و الحسّی بالمعنی الأول.
و اعلم أنّ المنجمین یقیسون الطلوع و الغروب بالنسبة إلی الأفق الحقیقی و العامة بالنسبة إلی الحسّی بالمعنی الثانی. و اعلم أیضا أنّ الأفق رحوی إن انطبقت معدل النهار علیها و هو أفق عرض تسعین، و دور الفلک الأعظم هناک رحوی، أی یتحرک کحرکة الرحی، و الأفق استوائی إن قامت علیها علی قوائم، و یسمّی بالأفق المستقیم و أفق الإستواء أیضا و هو أفق خط الإستواء، و دور الفلک الأعظم هناک دولابی و الأفق مائل إن مالت علیها، و هذا الأفق هو أفق المواضع التی یکون لها عرض.
و قد یسمّی نفس تلک المواضع بالآفاق المائلة
______________________________
(1) و مماسته (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 240
تجوّزا و دور الفلک الأعظم فیه حمائلی.
و قیل قطبا الأفق إن وقعا علی المعدل فاستوائی، و إن وقعا علی قطبی المعدل فرحوی، و إن وقعا علی غیر هذین الموضعین فمائل.
أقول هذه العبارة الثانیة فی التقسیم أشمل من العبارة الأولی لاقتضائها شمول هذا التقسیم للأفق الحقیقی و الحسّی بالمعنیین بخلاف العبارة الأولی فإنها تقتضی اختصاص هذا التقسیم بالأفق الحقیقی إذ لا ینطبق معدّل النهار علی الأفق الحسّی بالمعنی الأول أصلا، و لا علی الأفق الحسّی بالمعنی الثانی فی بعض الأوقات، فلا یوجد أفق رحوی علی مقتضی العبارة الأولی إلّا من الأفق الحقیقی، و هذا التقسیم بالقیاس إلی حرکة المعدل.
و اعلم أیضا أنّ الآفاق باعتبار الإظلال و العروض ثلاثة أقسام لأنها إما ذوات ظلّین و هی آفاق خط الإستواء و المواضع التی عروضها أقل من المیل الکلی، و إما ذوات ظلّ واحد و هی آفاق المواضع التی عروضها لا تکون أقل من المیل الکلّی و لا أزید من تمام المیل الکلی، و إما ذوات ظلّ دائر و هی آفاق المواضع التی عروضها لا تکون أقلّ من تمام المیل الکلّی، ففی هذه الآفاق إن کانت الشمس فی جزء ذی طلوع و غروب فظلّ نصف النهار یکون فی جهة القطب الظاهر، و إن کانت فی جزء أبدی الظهور فظل نصف النهار یدور حول المقیاس دورة تامة. و اعلم أیضا أنّ الأفق ینقسم بنقطتی المشرق و المغرب أرباعا. فالربع الذی بین نقطتی الشمال و المشرق شرقی شمالی و مقابله غربی جنوبی و الذی بین نقطتی الجنوب و المشرق شرقی جنوبی و مقابله غربی شمالی.
و الرابعة الأفق الحادث و هی دائرة عظیمة تمرّ بنقطتی الشمال و الجنوب و بمرکز الکوکب أو الجزء المفروض من فلک البروج و نصفها المتحدد بأفق البلد الذی یمرّ بالکوکب أو الجزء یسمّی النصف الشرقی و الآخر النصف الغربی، فإن کان علی نصف النهار فلا عرض لأفقه الحادث، و إن کان علی نصف الأفق الشرقی فأفقه الحادث أفق البلد، و إن کان علی نصفه الغربی فأفقه الحادث أفق عرضه فی خلاف جهة عرض البلد مثله. و القوس الواقعة من أول السموات بین الأفق الحادث و نصف النهار من الجانب الأقرب یسمّی میل الأفق الحادث.
و العظیمة المارّة بقطبی المعدل و قطبی الأفق الحادث هی نصف نهار الأفق الحادث.
و القوس الواقعة منها بین قطب المعدل و الأفق الحادث من الجانب الأقرب هی عرض الأفق الحادث، هکذا ذکر الفاضل عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة.
و ذکر فی حاشیة الچغمنی فقال: اعلم أنّ أهل الأحکام یعتبرون دائرة تمرّ بنقطتی الشمال و الجنوب و بمرکز کوکب معین عند ولادة شخص، و یسمّونها بالأفق الحادث لذلک الکوکب، و یفرضونها ثابتة غیر متحرکة بحرکة الفلک کأفق البلد و یسمون تقاطع الأفق مع دائرة أول السموات بنقطة عدیمة السمت. و قد یحتاج إلی معرفة ارتفاع تلک النقطة فی الأعمال، فهذه النقطة ثابتة فرضا و دائرة ارتفاعها أبدا منطبقة علی أول السموات انتهی.
و یقول فی الزیج الإیلخانی: إنّ معرفة الآفاق الحادثة للکواکب ضروریة فی مطلبین:
الأول، مطارح أشعّة الکواکب. و الثانی: فی مسارات الکواکب. و علیه أقول: إذا کان الکوکب فی صورة طالع نصف شرقی الأفق، و یعبر بمرکز جرم تلک الکواکب، فإنّه أفق ولادة أفق ذلک الکوکب بحسب موضعه.
و کلّ کوکب الذی یمر نصف غربی الأفق بمرکز جرمه نظیر أفق الولادة فهو أفق ذلک
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 241
الکوکب بحسب موضعه. و کلّ کوکب تمر دائرة نصف النهار بمرکز جرمه سواء فوق الأرض أو تحت الأرض، فإنّ أفق ذلک الکوکب هو دائرة نصف النهار بحسب موضعه. و لمّا کانت دائرة نصف النهار واحدة من آفاق خط الإستواء فإنّ أفق ذلک الکوکب لا عرض له. و کلّ کوکب یقع بین و تدین فیجب تصوّر دائرة بمرکز جرم ذلک الکوکب، و به نقطتان: شمالیة و جنوبیة، یعنی نقطتان هما تقاطع نصف النهار و الأفق فی کلا الجهتین، و تلک هی دائرة أفق ذلک الکوکب بحسب موضعه.
إذا، إذا کان الکوکب فی النصف الصاعد، یعنی ما بین العاشر و الطالع أو ما بین الرابع و الطالع، یکون عرض أفقه أقلّ من عرض أفق ولادته فی جانب الشمال. و إن یکن فی النصف الهابط یعنی فی واحد من ربعین آخرین فعرض أفقه أقلّ من عرض أفق ولادته و لکن من جهة الجنوب «1».

الأفق المبین:

[فی الانکلیزیة]Final horizon،unveiling of the divine presence
[فی الفرنسیة]
Horizon final devoilement de la presence diE
هو نهایة مقام القلب. و الأفق الأعلی هو نهایة مقام الروح، و هی الحضرة الواحدیة و الحضرة الألوهیة، کذا فی اصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم.

الإقالة:

[فی الانکلیزیة]Cassation،annihilation،cancelling
[فی الفرنسیة]Cassation،annulation
لغة الإسقاط و الرفع، و شرعا رفع البیع السابق. و قد یقال إنها من القول و الهمزة للإزالة کأشکیت و معناها إزالة القول السابق، و هی تثبت بلفظین: أحدهما یعبّر به عن الماضی و الآخر عن المستقبل، کما إذا قال أقلنی، فقال أقلت. و قال محمد رحمه اللّه تعالی لا یصحّ إلّا بلفظی ماض، کذا فی البرجندی شرح مختصر الوقایة.

الإقامة:

[فی الانکلیزیة]Accomplishing the prayer،installation
[فی الفرنسیة]Accomplissement de la priere،installation
عند أهل الشرع هی الإعلام بالشروع فی الصلاة بألفاظ عیّنها الشارع، و امتازت عن الأذان بلفظ الشروع، کذا فی الکرمانی شرح صحیح البخاری. و فی البرجندی الإقامة فی الأصل مصدر سمّی بها فی الشرع الأذان الثانی لما أنها سبب لقیام الناس إلی الصلاة، و ألفاظه هی ألفاظ الأذان بعینها إلّا أنه یزاد فیها: قد قامت الصلاة مرتین بعد الحیعلتین. و عند أهل الهیئة عبارة عن کون الکوکب فی موضع من فلک البروج واقفا غیر متحرّک. قالوا مما یعرض للکواکب المتحیّرة الرجوع و هو حرکتها إلی خلاف التوالی، و الاستقامة و هی حرکتها إلی التوالی، و الإقامة و هی کونها أیاما فی موضع
______________________________
(1) و در زیج ایلخانی میگوید معرفت آفاق حادثه کواکب ضروریست در دو مطلوب یکی مطارح شعاعات کواکب و دیگر در تسیرات کواکب پس گویم هر کوکب که در صورت طالع نصف شرقی افق بمرکز جرم آن کواکب بگذرد افق ولادت افق آن کوکب باشد بحسب موضع او و هر کوکب که نصف غربی نظیر افق بمرکز جرم او بگذرد افق ولادت یعنی افق که در جانب جنوب عرض آن افق مساوی عرض افق ولادت باشد افق ولادت افق آن کوکب باشد بحسب موضع او و هر کوکب که دائرة نصف النهار بمرکز جرم او بگذرد چه فوق الارض و چه تحت الارض دائره نصف النهار افق آن کوکب باشد بحسب موضع او و چون دائره نصف النهار یکی از آفاق خط استوا باشد افق آن کوکب را هیچ عرض نبود و هر کوکب که میان دو وتد افتد دائره تصور باید کرد که بمرکز جرم آن کوکب و بدو دو نقطه شمال جنوب یعنی دو نقطه که موضع تقاطع نصف النهار و افق باشد در هر دو جهت و آن دائره افق آن کوکب باشد بحسب موضع او پس اگر کوکب در نصف صاعد باشد یعنی ما بین عاشر و طالع یا ما بین رابع و طالع عرض افق او کمتر باشد از عرض افق ولادت در جانب شمال و اگر در نصف هابط باشد یعنی در یکی از دو ربع دیگر عرض افق او کمتر از عرض افق ولادت باشد لیکن در جانب جنوب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 242
واحد من فلک البروج. و فی کفایة التعلیم إذا رجع کوکب لآخر أو وصل إلی الاستقامة فإنّه یقع فی حدّ الإقامة. و یقال لحدّ الإقامة رباط الکوکب «1» انتهی کلامه.
بیان ذلک أن الکوکب إذا کان فی أعلی التدویر أی فوق البعدین الأوسطین بحسب المسیر لا بحسب المسافة کانت حرکة مرکزه موافقة فی الجهة لحرکة مرکز تدویره، فیری الکوکب مستقیما سریع الحرکة إلی التوالی لأن مرکز الکوکب یتحرک حینئذ إلی التوالی بمجموع حرکتی الحامل و التدویر، فإذا قرب الکوکب من أسفل التدویر أی من الحضیض و ما یقرب منه جعل یمیل إلی خلاف التوالی لما تقرر أن حرکة التدویر علی مرکزه، و أن حرکة أسفله تخالف فی الجهة حرکة أعلاه قطعا لعدم شموله للأرض، لکنه ما دام حرکة مرکز الکوکب علی أسفل محیط التدویر إلی خلاف التوالی یکون أقل من حرکة التدویر إلی التوالی یری الکوکب مستقیما لکن بطی‌ء السیر فی الاستقامة، فإذا تساوت الحرکتان یری الکوکب مقیما فی موضع معیّن إذ بمقدار ما یحرکه الحامل إلی التوالی یرده التدویر إلی خلافه فیری فی مقامه واقفا و لا یحسّ بحرکته، فإذا زادت حرکة مرکز الکوکب علی حرکة مرکز التدویر یری الکوکب راجعا متحرکا إلی خلاف التوالی بمقدار فضل حرکة التدویر علی حرکة الحامل ثم الکوکب بعد الرجعة یقیم ثانیا فی الجانب الآخر من التدویر إذا تساوت الحرکتان، و یستقیم بعد الوقوف إذا اتفقت الحرکتان فی الجهة. فالکوکب فی أعلی التدویر مستقیم و فی غایة سرعة الحرکة إلی التوالی، ثم یبطئ فی الاستقامة حتی یقیم، ثم یرجع متدرجا من البطء فی الرجوع إلی السرعة فیه؛ و غایة سرعته فی الرجوع فی حضیض التدویر، و من هناک یتدرج من السرعة إلی البطء فیه حتی یقیم ثانیا ثم یستقیم متدرجا من البطء فی الاستقامة إلی السرعة فیها، و غایة السرعة فی الاستقامة فی ذروة التدویر التی فرضناها مبدأ فی حرکة مرکز الکوکب علی محیط التدویر، فظهر أنّ الکوکب یتم دورة فی فلکه من غیر إختلاف یقع له بالنسبة إلی فلکه فلیس له فی الحرکة إسراع و لا إبطاء و لا رجوع و لا وقوف فی نفس الأمر، بل کل ذلک بحسب رؤیتنا لترکّب فی الحرکات و إختلاف الأوضاع.
و لما کانت حرکة مرکز القمر علی منطقة التدویر أقل من حرکة مرکز تدویره علی منطقة الحامل لا یری القمر راجعا و لا واقفا إذ لا تساوی حرکة التدویر حرکة الحامل فی الرؤیة حتی یری القمر واقفا فضلا عن أن تزید علی حرکة الحامل حتی یری راجعا، بل قد یری بطی‌ء السیر إذا خالفت حرکة مرکز جرمه فی الجهة حرکة مرکز تدویره، و ذلک إذا کان القمر فی أعلی التدویر. و إذا توافقت الحرکتان فی الجهة یری سریعا فی الاستقامة و ذلک إذا کان القمر فی أسفل التدویر. هکذا فی شروح الملخص و تصانیف عبد العلی البرجندی.

الإقبال:

[فی الانکلیزیة]Planet in the meridian or in the ecliptic
[فی الفرنسیة]
Planete se trouvant au meridien ou a l'ecleptE
مصدر من باب الإفعال و هو عند المنجّمین عبارة عن کون الکوکب فی الوتد و یقابله الإدبار.

الاقتباس:

[فی الانکلیزیة]Quotation from the Koran and hadith
[فی الفرنسیة]Citation du Coran ou de hadith
بالباء الموحدة هو عند البلغاء أن یضمن الکلام نثرا کان أو نظما شیئا من القرآن أو
______________________________
(1) چون کوکب بآخر رجعت و یا استقامت رسد در حد اقامت افتد و حد اقامت را رباط کوکب خوانند
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 243
الحدیث لا علی أنه منه، أی علی وجه لا یکون فیه إشعار بأنه من القرآن أو الحدیث و هذا احتراز عمّا یقال فی أثناء الکلام قال اللّه تعالی کذا أو قال النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم کذا، و فی الحدیث کذا. و نحو ذلک. و هو ضربان: أحدهما ما لم ینقل فیه المقتبس عن معناه الأصلی، فمن المنثور قول الحریری «1»:
فلم یکن إلّا کلمح البصر و هو أقرب. و من المنظوم قول الآخر:
إن کنت أزمعت علی هجرنا من غیر ما جرم فصبر جمیل
و إن تبدّلت بنا غیرنا فحسبنا اللّه و نعم الوکیل
و الثانی ما نقل فیه المقتبس عن معناه الأصلی کقول ابن الرومی «2»:
لئن أخطأت فی مدحک ما أخطأت فی منعی لقد أنزلت حاجاتی بواد غیر ذی زرع
أراد بقوله بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ جنابا لا خیر فیه و لا نفع، و أرید فی القرآن بذلک مکّة إذ لا ماء فیه و لا نبات؛ و لا بأس فی اللفظ المقتبس أن یقع تغییر یسیر للوزن أو غیره کالتقفیة کقول البعض:
قد کان ما خفت أن یکونا إنا إلی اللّه راجعونا
و فی القرآن إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ «3».
کذا فی المطول.
قال فی الإتقان فی نوع آداب تلاوة القرآن: قد اشتهر عن المالکیة تحریم الاقتباس و تشدید النکیر علی فاعله. و أما أهل مذهبنا فلم یتعرض له المتقدمون و لا أکثر المتأخرین مع شیوع الاقتباس فی أعصارهم و استعمال الشعراء له قدیما و حدیثا. و قد تعرض له جماعة من المتأخرین، فسئل عنه الشیخ عز الدین بن عبد السلام «4» فأجازه، و استدل بما ورد عنه صلی اللّه علیه و آله و سلم من قوله فی الصلاة و غیرها و جهت وجهی إلی آخره، و قوله: «اللّهم فالق الإصباح و جاعل اللیل سکنا و الشمس و القمر حسبانا اقض عنی دینی و أغننی من الفقر» «5».
و هذا کله إنما یدل علی جوازه فی مقام المواعظ و الثناء و الدعاء و فی النثر و لا دلالة فیه علی جوازه فی الشعر و بینهما فرق لأن القاضی أبا بکر من المالکیة صرح بأن تضمینه فی الشعر مکروه و فی النثر جائز. و قال الشرف إسماعیل بن المقری الیمنی «6» صاحب مختصر الروضة فی
______________________________
(1) الحریری هو القاسم بن علی بن محمد بن عثمان، أبو محمد الحریری البصری. ولد بالقرب من البصرة عام 446 ه/ 1054 م. و توفی فیها عام 516 ه/ 1122 م. أدیب لغوی، صاحب المقامات الحریریة. له عدة مصنفات. الأعلام 5/ 177، وفیات الأعیان 1/ 419، مفتاح السعادة 1/ 179، طبقات السبکی 4/ 295، خزانة البغدادی 3/ 117، آداب اللغة 3/ 38، نزهة الجلیس 2/ 2.
(2) هو علی بن العباس بن جریح، أبو جورجیس الرومی، أبو الحسن. ولد ببغداد عام 221 ه/ 836 م. و مات فیها مسموما عام 283 ه/ 896 م. شاعر کبیر من طبقة بشّار و المتنبی. أصله رومی، کان یهجو الناس. و له دیوان شعر مطبوع. الأعلام 4/ 297، وفیات الأعیان 1/ 350، تاریخ بغداد 12/ 22، معاهد التنصیص 1/ 108، الذریعة 1/ 313، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 181.
(3) البقرة/ 156.
(4) عز الدین بن عبد السلام هو عبد العزیز بن عبد السلام بن أبی القاسم بن الحسن السلمی الدمشقی، عز الدین الملقّب بسلطان العلماء. ولد بدمشق عام 577 ه/ 1181 م. و توفی بالقاهرة عام 660 ه/ 1262 م. فقیه شافعی مجتهد. تولی الخطابة و التدریس ثم القضاء. له مؤلفات هامة. الأعلام 4/ 21، فوات الوفیات 1/ 287، طبقات السبکی 5/ 80، النجوم الزاهرة 7/ 208، علماء بغداد 104، مفتاح السعادة 2/ 212.
(5) حدیث رواه ابن أبی شیبة فی مصنف، کتاب الدعاء، باب من کان یدعو بالغنی، 7/ 27.
(6) هو إسماعیل بن أبی بکر بن عبد اللّه بن ابراهیم الشرجی الحسینی الشاوری الیمنی. ولد بالیمن عام 755 ه/ 1354 م.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 244
شرح بدیعیة «1»: ما کان منه فی الخطب و المواعظ و مدحه صلی اللّه علیه و آله و سلم و صحبه و لو فی النظم فهو مقبول و غیره مردود.
و فی شرح بدیعیة «2» ابن حجة «3»: الاقتباس ثلاثة أقسام: مقبول و هو ما کان فی الخطب و المواعظ و العهود. و مباح و هو ما کان فی الغزل و الرسائل و القصص. و مردود و هو علی ضربین: أحدهما ما نسبه اللّه تعالی إلی نفسه و نعوذ باللّه ممن ینقله إلی نفسه، کما نقل عن أحد بنی مروان و أنه وقع علی مطالعة فیها شکایة عماله إن إلینا إیابهم ثم إن علینا حسابهم. و الثانی تضمین آیة فی معنی هزل و نعوذ باللّه من ذلک کقوله:
أوحی إلی عشاقه طرفه هیهات هیهات لما توعدون
و ردفه ینطق من خلفه لمثل هذا فلیعمل العاملون
انتهی.
قال قلت و هذا التقسیم حسن جدا.
و یقرب من الاقتباس شیئان: أحدهما قراءة القرآن یراد بها الکلام. قال النووی: فی هذا إختلاف، فروی عن النخعی «4» أنه کان یکره أن یتأوّل القرآن بشی‌ء یعرض من أمر الدنیا.
و أخرج عن عمر بن الخطاب أنه قرأ فی صلاة المغرب بمکة و التین و الزیتون و طور سینین ثم رفع صوته، و قال: هذا البلد الأمین. و قال بعضهم: یکره ضرب الأمثال من القرآن صرّح به من أصحابنا العماد النتهی «5» تلمیذ البغوی.
الثانی التوجیه بالألفاظ القرآنیة فی الشعر و غیره و هو جائز بلا شک. قال الزرکشی فی البرهان:
لا یجوز تعدی أمثلة القرآن و لذلک أنکر علی الحریری قوله فأدخلنی بیتا أحرج من التابوت و أوهن من بیت العنکبوت انتهی.

الاقتدار:

[فی الانکلیزیة]The faculty of using many figures of speech
[فی الفرنسیة]
La faculte d'utiliser differentes figures de sE
هو عند البلغاء أن یبرز المتکلم المعنی الواحد فی عدة صور اقتدارا منه علی نظم الکلام و ترکیبه و علی صیاغة قوالب المعانی و الإعراض، فتارة یأتی به فی لفظ الاستعارة و تارة فی صورة الإرداف وحینا فی مخرج الإیجاز مرّة فی قالب الحقیقة. قال ابن أبی الإصبع: و علی هذا أتت جمیع قصص القرآن، فإنک تری القضیة الواحدة التی لا تختلف معانیها تأتی فی صور مختلفة و قوالب من الألفاظ المتعددة حتی لا تکاد تشتبه فی
______________________________
- و توفی فیها عام 837 ه/ 1433 م. باحث، تولی إمارة بعض البلاد فی دولة الأشرف. کما تولی التدریس. له عدة کتب.
الأعلام 1/ 310، البدر الطالع 1/ 142، الضوء اللامع 2/ 292، بغیة الوعاة 193، آداب اللغة 3/ 237.
(1) مختصر الروضة أو الفریدة الجامعة للمعانی الرائعة لاسماعیل بن أبی بکر بن عبد اللّه بن ابراهیم الزبیدی شرف الدین المقری (- 837 ه) شرح فیها بدیعیته. کشف الظنون 1/ 234، هدیة العارفین 5/ 216.
(2) البدیعیة لأبی بکر علی المعروف بابن حجة الحموی (- 837 ه) سمّاها تقدیم أبی بکر، و هی مؤلفة من 143 بیتا. کشف الظنون 1/ 233.
(3) الحموی (ابن حجة) هو أبو بکر بن علی بن عبد اللّه الحموی الأزراری، تقی الدین ابن حجة. ولد فی حماة بسوریة عام 767 ه/ 1366 م. و توفی فیها عام 837 ه/ 1433 م. إمام عصره فی اللغة و الأدب، شاعر له مصنفات کثیرة هامة.
الأعلام 2/ 67، الضوء اللامع 11/ 53، شذرات الذهب 7/ 219، آداب اللغة 3/ 125، کشف الظنون 1366، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 135.
(4) النخعی هو حفص بن غیاث بن طلق بن معاویة النخعی الأزدی الکوفی، أبو عمر. ولد بالکوفة عام 117 ه/ 735 م. و توفی فیها عام 194 ه/ 810 م. تولی القضاء فی بغداد أیام هارون الرشید ثم قضاء الکوفة. فقیه محدث ثقة. و له کتاب فی الحدیث. الأعلام 2/ 264، میزان الاعتدال 1/ 266.
(5) هذا تصحیف. اسمه التیمی و لیس النتهی. العماد التیمی تلمیذ البغوی. ذکره طاش کبری زاده فی مفتاح السعادة: 2/ 410
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 245
موضعین منه. و لا بدّ أن تجد الفرق بین صورها ظاهرا، کذا فی الإتقان فی نوع بدائع القرآن.

الاقتران:

[فی الانکلیزیة]Proof،syllogism
[فی الفرنسیة]Preuve،syllogisme d'analogie
عند المنطقیین هو القرینة فی الإشارات تألیف الصغری و الکبری یسمّی اقترانا.
و الاقترانی عندهم قسم من القیاس.

الاقتصار:

[فی الانکلیزیة]Concision،briefness
[فی الفرنسیة]Concision،Brievete
مرّ ذکره فی لفظ الاختصار و سیأتی أیضا فی لفظ الحذف.

الاقتصاص:

[فی الانکلیزیة]To make somebody relate
[فی الفرنسیة]Emprunter،se faire raconter
بالصاد المهملة عند البلغاء کما ذکره ابن فارس هو أن یکون کلام فی سورة مقتصّا من کلام فی سورة أخری أو فی تلک السورة کقوله تعالی: وَ لَقَدِ اصْطَفَیْناهُ فِی الدُّنْیا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ «1» و الآخرة دار الثواب لا عمل فیها فهذا مقتصّ من قوله وَ مَنْ یَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِکَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلی «2» و منه: وَ لَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّی لَکُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِینَ «3» مأخوذ من قوله فَأُولئِکَ فِی الْعَذابِ مُحْضَرُونَ «4» و قوله وَ یَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهادُ «5» مقتص من أربع آیات لأن الأشهاد أربعة: الملائکة فی قوله وَ جاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِیدٌ «6»، و الأنبیاء فی قوله فَکَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِکَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً «7»، و أمة محمد علیه الصلاة و السلام فی قوله لِتَکُونُوا شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ «8»، و الأعضاء فی قوله:
یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ «9» الآیة کذا فی الإتقان فی نوع بدائع القرآن.

الاقتضاب:

[فی الانکلیزیة]Shortening،concision
[فی الفرنسیة]Ecourtement،concision
بالضاد المعجمة کالاجتناب هو عند البلغاء الانتقال مما افتتح به الکلام إلی المقصود من غیر مناسبة، و هذا مذهب عرب الجاهلیة و من یلیهم و هم الذین أدرکوا الجاهلیة و الإسلام، و الشعراء الإسلامیون أیضا قد یتبعونهم فی ذلک و یجرون علی مذهبهم و إن کان الأکثر فیهم التخلّص. و من الاقتضاب ما یقرب من التخلّص فی أنه یشوبه شی‌ء من الملائمة کقولک بعد حمد اللّه أمّا بعد فإنی قد فعلت کذا و کذا، فهو اقتضاب من جهة أنه قد انتقل من حمد اللّه و الثناء علی رسوله إلی کلام آخر من غیر رعایة ملائمة بینهما، لکنه یشبه التخلّص من جهة أنه لم یؤت الکلام الآخر فجاءه من غیر قصد إلی ارتباطهما و تعلیق بما قبله، بل أتی بلفظ أمّا بعد قصدا إلی ربط هذا الکلام بما سبق. قیل قولهم بعد حمد اللّه أمّا بعد فصل الخطاب. قال ابن الأثیر: و الذی علیه المحققون من علماء البیان أن فصل الخطاب هو أما بعد لأن المتکلم یفتح کلامه فی أمر ذی شأن بذکر اللّه و تحمیده، فإذا
______________________________
(1) البقرة/ 130.
(2) طه/ 75.
(3) الصافات/ 57.
(4) الروم/ 16.
(5) غافر/ 51.
(6) ق/ 21.
(7) النساء/ 41.
(8) البقرة/ 143.
(9) النور/ 24.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 246
أراد أن یخرج منه إلی الغرض المسوق لأجله فصل بینه و بین ذکر اللّه تعالی بقوله أما بعد، و من الاقتضاب الذی یقرب من التخلّص ما یکون بلفظ هذا کقوله تعالی بعد ذکر الجنة:
هذا وَ إِنَّ لِلطَّاغِینَ لَشَرَّ مَآبٍ «1» و منه قول الکاتب عند إرادة الانتقال من حدیث إلی حدیث آخر:
هذا باب، فإن فیه نوع ارتباط حیث لم یبتدأ الحدیث فجأة. و من هذا القبیل لفظة أیضا فی کلام المتأخرین من الکتّاب. و قد جعل البعض هذا النوع قریبا من حسن التخلّص، کذا فی المطول.
و یقول فی جامع الصنائع: إنّ تعریف الاقتضاب هو تعریف الاشتقاق، إلّا إذا کان هنا لا معنی للمقارنة، و هذا یکون فی الفارسیة.
و مثاله:
یا من إذا أخذ حصانک الأبیض فی الجولان فإنه یثیر الغبار حتی یبلغ عنان السماء «2»

الاقتطاع:

[فی الانکلیزیة]Omission،cut
[فی الفرنسیة]Omission،coupure
هو عند أهل المعانی حذف بعض الکلمة، و أنکر وروده فی القرآن ابن الأثیر، و ردّ بعضهم و جعل منه فواتح السور علی القول بأن کل حرف منها اسم من أسمائه تعالی. و ادعی بعضهم أن الباء فی قوله تعالی: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ «3» أول کلمة بعض ثم حذف الباقی، و منه قراءة: وَ نادَوْا یا مالِکُ «4» بالترخیم، و لمّا سمعها بعض السلف قال ما أغنی أهل النار عن الترخیم. و أجاب بعضهم بأنهم من شدّة ما هم فیه عجزوا عن إتمام الکلمة. و یدخل فی هذا حذف همزة أنا فی قوله: لکِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّی «5» إذ الأصل لکن أنا حذفت همزة أنا تخفیفا و أدغمت النون فی النون، کذا فی الإتقان فی فصل الحذف.

الإقرار:

[فی الانکلیزیة]Confession
[فی الفرنسیة]Aveu
بالراء مأخوذ من القرار بمعنی الثبات، و هو فی الشرع إخبار بحق لآخر علیه. فقولنا إخبار أی إعلام بالقول، فإذا أشار و لم یقل شیئا لم یکن إقرارا، و یدخل فیه ما إذا کتب إلی الغائب. أمّا بعد فله علیّ کذا، فإنه کالقول شرعا. و قولنا بحق أی بما یثبت من عین أو غیره، لکن لا یستعمل إلّا فی حق المالیة، فیخرج عنه ما دخل من حق التعزیر و نحوه.
و قولنا لآخر علیه أی لغیر المخبر علی المخبر، و یحترز به عن الإنکار و الدعوی و الشهادة و لا ینقض علی ما ظن بإقرار الوکیل و الولی و نحوهما لنیابتهم مناب المنویات شرعا هکذا فی جامع الرموز.

الأقران:

[فی الانکلیزیة]Similar narrators and trustworthy
[فی الفرنسیة]Narrateurs semblables et dignes de foi
بفتح الهمزة عند المحدّثین هم الرواة المتشارکة أی الموافقة فی السنّ و اللّقی أی الإسناد و الأخذ عن المشایخ فی شرح النخبة، و شرحه أن تشارک الراوی و من روی عنه فی أمر من الأمور المتعلقة بالروایة مثل السن و اللقی فهو النوع الذی یقال له روایة الأقران لأنه حینئذ یکون راویا عن قرینه، و هذا باعتبار الغالب و إلّا
______________________________
(1) ص/ 55.
(2) و در جامع الصنائع گوید تعریف اقتضاب تعریف اشتقاق است مگر آنکه این اینجا مقارنت معنی نباشد و این در پارسی آید مثاله. شعر. ای که چون خنک تو جولان برگرفت گرد گردا گرد گردون گرد کرد.
(3) المائدة/ 6.
(4) الزخرف/ 77. یا مال للترخیم کما أشار المؤلف. و الترخیم هو حذف الحرف الأخیر من الاسم.
(5) الکهف/ 38.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 247
فقد یکتفی باللقی. قال ابن الصّلاح: و ربما یکتفی بالتقارب فی الإسناد أی الأخذ عن المشایخ و إن لم یوجد التقارب فی السّن، و المراد بالمشارکة التقارب.

الإقلیم:

[فی الانکلیزیة]Zone،region
[فی الفرنسیة]Zone،region
بکسر الهمزة کشور، الأقالیم الجمع- و جمعه أقالیم- کما فی المهذب «1». و فی کنز اللّغات: الإقلیم هو قطعة من الأرض «2». اعلم أن أهل الهیئة قسّموا الأرض إلی أربعة أقسام متساویة، و سموا واحدا من تلک الأقسام بالربع المسکون و الربع المعمور، و ذلک أنهم فرضوا علی سطح الأرض دائرتین، إحداهما هی المسمّاة بخط الإستواء و هی تقطع الأرض بنصفین شمالی و جنوبی. فالشمالی ما کان فی جهة القطب الذی یلی بنات النعش، و الجنوبی ما یقابله. و ثانیتهما هی التی تمر بقطبی خط الإستواء، و هی تنصف کلّ واحد من نصفیه المذکورین، فتصیر کرة الأرض بتقاطعی الدائرتین المذکورتین أرباعا، ربعان شمالیان و ربعان جنوبیان، و المعمور منها أحد الربعین الشمالیین و هو المسمّی بالربع المسکون، و العمارة لیست واقعة فی تمامه بل فی بعضه و سائر الأرباع الثلاثة لا یعلم حالها فی العمارة علی التحقیق. قیل فی تعین الربع المعمور تعذر أو تعسر لأنه لو قیل هو الفوقانی من الشمالیین کما قیل لورد أن کلا منهما فوقانی بالنسبة إلی من هو علیه، و لو قیل هو الربع الذی کثر فیه العمارات لکان دورا مع أن قلة العمارة فی الربع الآخر مشکوک فیه. ثم إنّ عرض المعمور أی بعده عن خط الإستواء ست و ستون درجة، و طوله نصف الدور أی مائة و ثمانون درجة، و ابتداء الطول عند الیونانیین من المغرب لأنه أقرب إلیهم، و عند أهل الهند من المشرق لذلک و سیأتی فی لفظ الطول.
ثم إنهم قسموا المعمور سبع قطاع دقیقة مستطیلة علی موازاة خط الإستواء لیکون کل قسم منها تحت مدار واحد حکما، فیتشابه أحوال البقاع الواقعة فی ذلک القسم، و سمّوا تلک الأقسام بالأقالیم. فابتداء الإقلیم الأول من خط الإستواء لأنه متعیّن لذلک طبعا و النهار هناک أبدا اثنتا عشرة ساعة و لا عرض هناک.
و عند بعضهم ابتداء الإقلیم الأول من حیث یکون النهار الأطول من السنة اثنتی عشرة ساعة و خمسا و أربعین دقیقة من دقائق الساعات، و یکون العرض هناک اثنتی عشرة درجة و أربعین دقیقة. و إنما جعلوه مبدأ إذ من هنا إلی خط الإستواء عمارات متفرقة لا اعتبار لها و وسط الإقلیم الأول باتفاق الطائفتین حیث یکون النهار الأطول من السنة ثلاث عشرة ساعة و یکون العرض ست عشرة درجة و نصف درجة و ثمنها.
و ابتداء الإقلیم الثانی و هو آخر الإقلیم الأول حیث یکون النهار الأطول ثلاث عشرة و ربع ساعة و یکون العرض عشرین درجة و سبعا و عشرین دقیقة، و وسط الإقلیم الثانی حیث یکون النهار الأطول ثلاث عشرة ساعة و نصف ساعة و یکون العرض أربعا و عشرین درجة و أربعین دقیقة. و ابتداء الإقلیم الثالث حیث یکون النهار الأطول ثلاث عشرة ساعة و ثلاثة أرباع ساعة، و یکون العرض سبعا و عشرین درجة و نصف درجة، و وسطه حیث یکون النهار الأطول أربع عشرة ساعة و العرض ثلاثین درجة و أربعین دقیقة، و مبدأ الرابع حیث یکون النهار الأطول أربع عشرة ساعة و ربعا و العرض ثلاثة
______________________________
(1) المهذب الأسماء فی مرتب الحروف و الأشیاء لمحمود بن عمر القاضی الزنجی السمیزی، و یشتمل علی أسماء من لغة العرب و أسمائها الفارسیة. تاریخ أدبیات در ایران، جمع د. ذبیح اللّه صفا، طهران 1339، 2/ 319.
(2) و در کنز اللغات میگوید: إقلیم بخشی از زمین.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 248
و ثلاثین درجة و سبعا و ثلاثین دقیقة، و وسطه حیث یکون النهار الأطول أربع عشرة ساعة و نصفا، و العرض ستا و ثلاثین درجة و اثنتین و عشرین دقیقة. و مبدأ الخامس حیث یکون النهار الأطول أربع عشرة ساعة و ثلاثة أرباع ساعة، و العرض ثمانیا و ثلاثین درجة و أربعا و خمسین دقیقة، و وسطه حیث یکون النهار الأطول خمس عشرة ساعة و العرض إحدی و أربعین درجة و خمس عشرة دقیقة. و مبدأ السادس حیث یکون النهار الأطول خمس عشرة ساعة و ربعا و العرض ثلاثا و أربعین درجة و ثلاثا و عشرین دقیقة، و وسطه حیث یکون النهار الأطول خمس عشرة ساعة و نصفا و العرض خمسا و أربعین درجة و إحدی و عشرین دقیقة.
و مبدأ السابع حیث یکون النهار الأطول خمس عشرة ساعة و ثلاثة أرباع، و العرض سبعا و أربعین درجة و اثنتی عشرة دقیقة، و وسطه حیث یکون النهار الأطول ست عشرة ساعة و العرض ثمانیا و أربعین درجة و اثنتین و خمسین دقیقة، و آخره عند البعض آخر العمارة، و عند البعض حیث یکون النهار ست عشرة ساعة و ربعا و العرض ثلاثا و خمسین درجة، هکذا فی الملخص و شروحه.

إقلیم الرؤیة:

[فی الانکلیزیة]Zodiac
[فی الفرنسیة]Les signes du zodiac)horoscope(
هو فلک البروج.

الإقناعی:

[فی الانکلیزیة]Rhetoric proof
[فی الفرنسیة]La preuve rhetorique
بکسر الهمزة یطلق علی القیاس الخطابی هو الدلیل المرکّب من المشهورات و المظنونات، قد یطلق علی المقنع فی بادئ النظر و إن لم یکن إقناعیا حقیقة کذا فی المحاکمات فی إبطال الجزء الذی لا یتجزأ.

الأقنوم:

[فی الانکلیزیة]Person
[فی الفرنسیة]Personne)de la trinite(
بالنون فی اللغة الأصل و جمعه أقانیم.
قال الجوهری و أحسبه رومیا. و الأقانیم عند النصاری ثلاث صفات من صفات اللّه و هی العلم و الوجود و الحیاة، و عبّروا عن الوجود بالأب و عن الحیاة بروح القدس و عن العلم بالکلمة، و قالوا أقنوم الکلمة اتحدت بعیسی علیه السلام، کذا فی التفسیر الکبیر.

الإقواء:

[فی الانکلیزیة]Irregularity of rhyme
[فی الفرنسیة]Irregularite de rime
بکسر الهمزة عند الشعراء هو عبارة عن تبدیل التّوجیه و الحذو غیر الحذو الذی هو حرکة ما قبل القید فی القافیة التی رویّها متحرّک، لأنّ تغیّر هذا الحذو مثل: آهسته (رویدا) و بسته (مقید) عند أکثر الشعراء جائز.
و إختلاف الحذو الذی هو حرکة ما قبل الرّدف فیکون بطریقتین:
الأول: أن یکون فی کلا القافیتین حذو مختلف مثل داد (أعطی) و دید (رأی) و فی هذا الوقت الردف سیکون مختلفا.
الثانی: هو أن یکون الحذو فی قافیة و لا یوجد فی الثانیة مثل دور (بعید) و دور. و من هذا القبیل تبدیل بطریق المعروف و المجهول مثل شیر و شیر: (الأسد و الحلیب) (فشکل الکتابة واحد، و لکنّ اللفظ بینهما مختلف. الأولی‌chere و الثانیةchire (کذا فی منتخب تکمیل الصناعة.
و فی کشف اللغات یقول: الإقواء:
إختلاف القوافی بین رفع و نصب و جرّ و إنقاص حرف من عروض البیت «1».
______________________________
(1) الاقواء بکسر الهمزة نزد شعرا عبارت است از تبدیل توجیه و حذو غیر حذوی که حرکت ما قبل قید است در قافیه که روی آن
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 249

الأکّال:

[فی الانکلیزیة]Phagedena
[فی الفرنسیة]Phagedenique
عند الأطباء دواء یبلغ فی تقریحه و تحلیله إلی أن ینقص قدرا من اللحم کالزنجار، کذا فی الموجز «1».

الأکبر:

[فی الانکلیزیة]Derivation.predicate
[فی الفرنسیة]Derivation،premisse majeure،predicat
عند أهل العربیة یطلق علی قسم من الاشتقاق کما مرّ. و عند المنطقیین یطلق علی محمول المطلوب فی القیاس الاقترانی و سیأتی فی لفظ الحد.

الاکتفاء:

[فی الانکلیزیة]Ellipsis
[فی الفرنسیة]Ellipse
بالفاء هو عند أهل المعانی نوع من أنواع الحذف و هو أن یقتضی المقام ذکر شیئین بینهما تلازم و ارتباط، فیکتفی بأحدهما عن الآخر لنکتة و یختصّ غالبا بالارتباط العطفی کقوله تعالی سَرابِیلَ تَقِیکُمُ الْحَرَّ «2» أی و البرد، و خصص الحرّ بالذکر لأن الخطاب للعرب و بلادهم حارة و الوقایة عندهم من الحرّ أهم لأنه أشد من البرد عندهم؛ و قوله: بِیَدِکَ الْخَیْرُ «3» أی و الشرّ، و إنّما خصّ الخیر بالذکر لأنه مطلوب العباد و مرغوبهم؛ و قوله: إِنِ امْرُؤٌ هَلَکَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ «4» أی و لا والد بدلیل أنه أوجب للأخت النصف، و إنما ذلک مع فقد الأب لأنه یسقطها، کذا فی الإتقان فی نوع الحذف.

الإکراه:

[فی الانکلیزیة]Constraint،coercion
[فی الفرنسیة]Contrainte.coercition
فی اللغة عبارة عن حمل إنسان علی أمر یکرهه، و قیل علی أمر لا یریده طبعا أو شرعا.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 249 الإکراه: … ص: 249
الاسم الکره بالفتح. و فی الشریعة فعل یوقعه بغیره فیفوت رضاه أو یفسد اختیاره مع بقاء أهلیته. فالفعل یتناول الحکمی کما إذا أمره بقتل رجل و لم یهدده بشی‌ء إلّا أنّ المأمور یعلم بدلالة الحال أنه لو لم یقتله لقتله الآمر أو قطعه، فإنه إکراه. و الإیقاع فعل بالمعنی المصدری إلّا أنّه یخص بما یکره یقال أوقع فلان بفلان بالسوءة، فالمعنی هو فعل یوقعه إنسان بغیره مما یسؤ و الرضاء خلاف الکراهة و الاختیار هو القصد إلی مقدور متردد بین الوجود و العدم بترجیح أحد جانبه علی الآخر فإن استقل الفاعل فی قصده فذلک الاختیار صحیح و إلّا ففاسد. ثم الفائت الرضا به نوعان: صحیح الاختیار و ذلک بأن یفوت الرضاء و لا یفسد الاختیار و یسمّی بالإکراه القاصر و غیر الملجئ، و فاسد الاختیار و یسمّی بالإکراه الکامل و الملجئ و بالجملة ففی الإکراه الملجئ یضطر الفاعل إلی مباشرة الفعل خوفا من فوات النفس أو ما هو فی معناه کالعضو، و فی غیر الملجئ یمکنه من الصبر إذ لیس فیه خوف فوات النفس أو العضو بل إنما هو خوف الحبس و الضرب و نحو ذلک کالکلام الخشن فی
______________________________
- متحرک باشد چه تغیر این حذو مانند آهسته و بسته نزد بیشتر شعرا جائز است و اختلاف حذوی که حرکت ما قبل ردف است بدو طریق میشود أول آنکه در هر دو قافیه آن حذو باشد و مختلف باشد مانند داد و دید و این هنگام ردف نیز مختلف خواهد بود دوم آنکه در یک قافیه آن حذو باشد مانند دور و دور و ازین قبیل است تبدیل بطریق معروف و مجهول چون شیر و شیر کذا فی منتخب تکمیل الصناعة و در کشف اللغات میگوید اقواء مختلف گردانیدن قافیها برفع و نصب و جر و نقصان کردن حرفی از عروض بیت.
(1) موجز القانون لعلاء الدین علی بن أبی الحزم القرشی المعروف بابن النفیس (- 687 ه) و علیه شروح کثیرة. کشف الظنون 2/ 1899- 1900.
(2) النحل/ 81.
(3) آل عمران/ 26.
(4) النساء/ 176.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 250
حق القاضی و عظیم البلد و إلیه الإشارة فی الکلام بطریق الاکتفاء أی یفوت رضاه یصح اختیاره أو یفسد اختیاره فاندفع ما ظنّ من تسامح التردید بین العام و الخاص. و فی هذا الکلام إشعار بأن الإکراه لم یتحقق مع الرضاء و هذا صحیح قیاسا؛ و أمّا استحسانا فلا، لأنه لو هدّد بحبس أبیه أو ابنه أو أخیه أو غیرهم من ذی رحم محرم منه لبیع أو هبة أو غیره کان إکراها استحسانا، فلا ینفذ شی‌ء من هذه التصرفات کما فی المبسوط. و قولنا مع بقاء الأهلیة احتراز عما إذا ضربت علی رأس آخر بحیث صار مجنونا فإنه لم یبق الأهلیة بخلاف ما نحن فیه فإنّها تثبت بالذمّة و العقل و البلوغ، و الإکراه لا یخلّ بشی‌ء منها. ألا تری أنّ الإکراه متردد بین فرض و حظر و رخصة و مباح، و مرة یأثم و مرة یثاب. و عرّف بعضهم الإکراه بأنه حمل الغیر علی أمر یمتنع عنه بتخویف یقدر الحامل علی إیقاعه و یصیر الغیر خائفا به فائت الرضاء بالمباشرة. و قیل هو إلزام الغیر علی ما یکرهه الإنسان طبعا أو شرعا فیقدم علیه مع عدم الرضاء لیدفع عنه ما هو أضرّ منه. و قیل هو تهدید القادر غیره علی أمر بمکروه طبعا أو شرعا بحیث ینتفی به الرضا. و قیل فعل یوجد من الفاعل فیحدث فی المحل معنی یصیر به مدفوعا إلی الفعل الذی طلب منه. و فی التلویح الإکراه حمل الغیر علی أن یفعل ما لا یرضاه و لا یختار مباشرته لو خلّی و نفسه فیکون معدما للرضاء و الاختیار. هکذا یستفاد من جامع الرموز و البرجندی.

الإکفاء:

[فی الانکلیزیة]Dissemblance of the rhyme
[فی الفرنسیة]Dissemblance de la rime
بالفاء عند الشعراء أن یخالف الشاعر بین نفس الروی کالذال مع الظاء و الحاء مع الخاء و نحوهما. و قیل بین حرکات الروی کقافیة المرفوع مع المکسور. و الإکفاء من العیوب کذا فی الصحاح و الصراح. و من قبیل الإکفاء:
الجمع بین حرف أعجمی و آخر عربی قریب منه.
مثل: کلمة چپ (یسار) مع کلمة طرف فیجعل منهما قافیة. أو سراجه (قصر صغیر) مع سراجه، و سگ (کلب) مع شک و هذا فی غایة القبح. و تبدیل حرف الروی بحرف غیر قریب المخرج منه ساقط من الاعتبار «1» کما فی منتخب تکمیل الصناعة.

الأکل:

[فی الانکلیزیة]The eating،nutrition
[فی الفرنسیة]Le manger،la nourriture
إیصال ما یتأتّی فیه المضغ إلی الجوف ممضوغا کان أو غیره، فلا یکون اللبن و السویق مأکولا کذا فی تعریفات السیّد الجرجانی.

الأکلة:

[فی الانکلیزیة]Phagedena ulcer
[فی الفرنسیة]Ulcere phagedenique
بفتح الألف و سکون الکاف عند الأطباء علة صورتها صورة القروح إلّا أنها تسعی فی زمان یسیر فی مواضع کثیرة، و لها رائحة. و إذا حدثت فی الفم تضاف إلیه و یقال أکلة الفم، و کذا إلی غیره، کذا فی حدود الأمراض.

الأکمل:

[فی الانکلیزیة]Al Akmal)prosody(،more perfect
[فی الفرنسیة]Al Akmal)prosodie(،plus parfait
اسم أحد بحور الشعر، و وزنه مفتعلاتن
______________________________
(1) و از قبیل اکفا است جمع میان حرف عجمی و عربی متقارب بوی چنانکه چپ را با طرب قافیه سازند و سراچه را با سراجه و سگ را با شک و این بغایت ناپسندیده است و تبدیل روی بحرفی که در مخرج به او نزدیک نباشد از درجه اعتبار ساقط است کما فی منتخب تکمیل الصناعة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 251
ثمانی مرات. و مثاله المصراع التالی: إن أردت وزن بحر الأکمل اللّطیف فافعل هکذا بسرعة.
کذا فی جامع الصنائع. و یأتی هذا البحر مجزوءا یعنی بست تفعیلات. و یقول الصوفیة: کل من اجتمعت فیه الأسماء و الصفات الإلهیة بشکل أکثر فهو أکمل، و کلّ من کان حظّه من الأسماء الإلهیة أقل فهو أنقص و أبعد من مرتبة الخلافة «1»، کذا نقل من الشیخ عبد الرزاق الکاشی و الفرق بینه و بین الأشرف قد سبق.

الالتزام:

[فی الانکلیزیة]Enriched rhyme،implication
[فی الفرنسیة]A rime enrichie،implication
عند أهل البدیع هو لزوم ما لا یلزم، و یسمّی بالتشدید و الإعنات و التضمین أیضا.
و هو أن یجی‌ء قبل حروف الروی أو ما فی معناه ما لیس بلازم فی القافیة أو السجع. و سیأتی مستوفی فی لفظ التضمین.

الالتفات:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Apostrophe
[فی الفرنسیة]Apostrophe
بالفاء عند أهل المعانی یطلق علی معان منها الاعتراض و قد سبق. و منها تعقیب الکلام بجملة مستقلة متلاقیة له فی المعنی علی طریق المثل أو الدعاء و نحوهما من المدح و الذم و التأکید و الالتماس کقوله تعالی: وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً «2» و کقوله تعالی: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ «3» و فی کلامهم قصم الفقر ظهری و الفقر من قاصمات الظهر. و منها أن تذکر معنی فیتوهم أن السامع اختلج فی قلبه شی‌ء فتلتفت إلی کلام یزیل اختلاجه ثم ترجع إلی مقصودک کقول ابن میّاد «4»:
فلا صرمه یبدو و فی الیأس راحة و لا وصله یصفو لنا فنکارمه
کأنه لما قال فلا صرمة یبدو قیل له ما تصنع به فأجاب بقوله و فی الیأس راحة. و منها التعبیر عن معنی بطریق من الطرق الثلاثة من التکلم و الخطاب و الغیبة بعد التعبیر عنه بآخر منها أی بعد التعبیر عن ذلک المعنی بطریق آخر من الطرق الثلاثة، بشرط أن یکون التعبیر الثانی علی خلاف مقتضی الظاهر، و یکون مقتضی ظاهر سوق الکلام أن یعبّر عنه بغیر هذا الطریق إذ لو لم یشترط ذلک لدخل فیه ما لیس من الالتفات منها، نحو: أنا زید و أنت عمرو و نحوهما مما یعبّر عن معنی واحد تارة بضمیر المتکلم أو المخاطب، و تارة بالاسم المظهر أو ضمیر الغائب. و منها نحو: یا زید قم و یا رجلا له بصر خذ بیدی، لأن الاسم المظهر طریق غیبة. و منها تکریر الطریق الملتفت إلیه نحو:
إیاک نستعین و اهدنا و أنعمت، فإن الالتفات إنما هو فی إیاک نعبد و الباقی جار علی أسلوبه.
و منها نحو: یا من هو عالم حقّق لی هذه المسألة فإنک الذی لا نظیر له، فإنه الالتفات؛ فإن حق العائد إلی الموصول أن یکون غائبا و ما سبق إلی بعض الأوهام أن نحو یا آیها الذین آمنوا التفات، و القیاس آمنتم فلیس بشی‌ء. و من الناس من زاد لإخراج بعض ما ذکر قیدا و هو أن یکون التعبیران فی کلامین و هو غلط لأن
______________________________
(1) اسم بحریست که وزنش مفتعلاتن است هشت بار مثاله. مصراع. وزن لطیف اکمل ما را گر تو بخواهی زود چنین کن. کذا فی جامع الصنائع و این بحر مجزو هم آید یعنی مفتعلاتن شش بار و صوفیه میگویند هرکه در وی جمعیت الهیه بجمیع اسما و صفات اکثر بود اکمل باشد و هر کرا حظ از اسمای الهیه اقل باشد انقص بود و از مرتبه خلافت ابعد.
(2) الأسراء/ 81.
(3) التوبة/ 127.
(4) ابن میّاد هو الرمّاح بن أبرد بن ثوبان الذبیان الغطفانی المضری، أبو شرحبیل و یقال أبو حرملة. توفی حوالی عام 149 ه/ 766 م. شاعر رقیق هجّاء، مخضرم بین الأمویین و العباسیین. کان یهجو الناس و یسبهم، اشتهر بنسبته لأمه میادة فقیل: ابن میادة. الأعلام 3/ 31، الأغانی 2/ 85، إرشاد الأریب 4/ 212، الشعر و الشعراء 298، خزانة الأدب 1/ 77.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 252
قوله تعالی بارَکْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا «1» فیمن قرأ لیریه بلفظ الغیبة فیه التفات من التکلّم إلی الغیبة ثم من الغیبة إلی التکلم مع أن قوله مِنْ آیاتِنا لیس بکلام آخر بل هو من متعلّقات لیریه؛ هذا التفسیر هو المشهور فیما بین الجمهور.
و قال السکاکی: الالتفات عند أهل المعانی إمّا ذلک التعبیر أو التعبیر بأحدها فیما حقّه التعبیر بغیره، و کأنه حمل السکاکی قولهم بعد التعبیر عنه بآخر منها علی أعم من التعبیر حقیقة أو حکما، فإنّ اقتضاء المقام تعبیرا فی حکم التعبیر، فالتفسیر المشهور أخصّ من تفسیر السکاکی فقول الشاعر:
تطاول لیلک بالإثمد.
فیه التفات علی تفسیر السکاکی، و قد صرّح بذلک أیضا إذ مقتضی الظاهر أن یقال:
تطاول لیلی، و لیس علی التفسیر المشهور منه إذ لم یذکر تطاول لیلی سابقا. هذا خلاصة ما فی المطول و الأطول، فظهر أنّ الالتفات ستة أقسام. فمن التکلّم إلی الخطاب قوله تعالی:
وَ أُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِینَ، وَ أَنْ أَقِیمُوا الصَّلاةَ «2»، و من التکلّم إلی الغیبة قوله إِنَّا فَتَحْنا لَکَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ «3» و الأصل لنغفر لک، و من الخطاب إلی التکلّم لم یقع فی القرآن و مثّل له بعضهم بقوله فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ «4»، ثم قال إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا «5»، و هذا المثال لا یصحّ لأن شرط الالتفات أن یکون المراد به واحدا. و من الخطاب إلی الغیبة قوله حَتَّی إِذا کُنْتُمْ فِی الْفُلْکِ وَ جَرَیْنَ بِهِمْ «6» و الأصل بکم. و من الغیبة إلی الخطاب قوله وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ «7» و الأصل لقد جاءوا.
و من الغیبة إلی التکلّم قوله: وَ أَوْحی فِی کُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ زَیَّنَّا «8».

تنبیهات‌

الأوّل شرط الالتفات بهذا المعنی أن یکون الضمیر فی المنتقل إلیه عائدا فی نفس الأمر إلی المنتقل عنه، و إلّا یلزم أن یکون فی أنت صدیقی التفات. الثانی شرطه أیضا أن یکون فی جملتین صرّح به صاحب الکشاف و غیره. الثالث ذکر التنوخی فی الأقصی الغریب «9» و ابن الأثیر و غیرهما نوعا غریبا من الالتفات و هو بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تکلّمه کقوله تعالی غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ «10» بعد أنعمت، فإنّ المعنی غیر الذین غضبت علیهم. و توقف صاحب عروس الأفراح. الرابع قال ابن أبی الإصبع: جاء فی القرآن من الالتفات قسم غریب جدا لم أظفر فی الشعر بمثاله، و هو أن یقدم المتکلّم فی کلامه مذکورین مرتّبین ثم یخبر عن الأول منهما و ینصرف عن الإخبار عنه إلی الإخبار عن الثانی، ثم یعود إلی الإخبار عن الأول کقوله تعالی: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَکَنُودٌ، وَ إِنَّهُ عَلی ذلِکَ
______________________________
(1) الأسراء/ 1.
(2) الأنعام/ 71- 72.
(3) الفتح/ 1- 2.
(4) طه/ 72.
(5) طه/ 73.
(6) یونس/ 22.
(7) (مریم/ 88- 89.
(8) فصلت/ 12.
(9) الأقصی الغریب و الصحیح الأقصی القریب فی علم البیان لأبی علی محمد بن محمد التنوخی، زین الدین‌GALS،I،994.
(10) الفاتحة/ 7.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 253
لَشَهِیدٌ «1» انصرف عن الإخبار عن الإنسان إلی الإخبار عن ربه تعالی، ثم قال منصرفا عن الإخبار عن ربه إلی الإخبار عن الإنسان بقوله وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَیْرِ لَشَدِیدٌ «2». قال و هذا یحسن أن یسمّی التفات الضمائر. الخامس یقرب من الالتفات نقل الکلام من خطاب الواحد أو الاثنین أو الجمع لخطاب الآخر ذکره التنوخی و ابن الأثیر و هو ستة أقسام أیضا. مثاله من الواحد إلی الاثنین قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَیْهِ آباءَنا وَ تَکُونَ لَکُمَا الْکِبْرِیاءُ فِی الْأَرْضِ «3» و إلی الجمع یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ «4» و من الاثنین إلی الواحد قالَ فَمَنْ رَبُّکُما یا مُوسی «5» فَلا یُخْرِجَنَّکُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقی «6» و إلی الجمع وَ أَوْحَیْنا إِلی مُوسی وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِکُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَکُمْ قِبْلَةً «7»، و من الجمع إلی الواحد وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ «8» و إلی الاثنین یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ «9» إلی قوله فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّکُما تُکَذِّبانِ. السادس یقرب من الالتفات أیضا الانتقال من الماضی أو المضارع أو الأمر إلی آخر منها. مثاله من الماضی إلی المضارع إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ «10» و إلی الأمر قُلْ أَمَرَ رَبِّی بِالْقِسْطِ وَ أَقِیمُوا وُجُوهَکُمْ «11» و أُحِلَّتْ لَکُمْ بَهِیمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما یُتْلی عَلَیْکُمْ «12» و من المضارع إلی الماضی وَ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَفَزِعَ «13» و إلی الأمر قالَ إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ وَ اشْهَدُوا أَنِّی بَرِی‌ءٌ «14» و من الأمر إلی الماضی وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِیمَ مُصَلًّی وَ عَهِدْنا إِلی إِبْراهِیمَ «15» و إلی المضارع وَ أَنْ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ اتَّقُوهُ وَ هُوَ الَّذِی إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ «16» کذا فی الإتقان فی نوع بدائع القرآن. السابع قال صاحب الأطول: لا یخفی أن التعبیر عن معنی یقتضی المقام التعبیر عنه بلفظ مذکر بلفظ مؤنث و بالعکس، و کذا التعبیر بمذکر بعد التعبیر بمؤنث ینبغی أن یجعل تحت الالتفات و لو لم یثبت أنها جعلت التفاتا فنجعلها ملحقات به.

فائدة:

قال البعض: الالتفات من البیان، و قیل من البدیع. و لذا ذکره السکّاکی فی علم البدیع.

فائدة:

وجه حسن الالتفات أن الکلام إذا نقل من أسلوب یتوقعه السامع إلی أسلوب لا یتوقعه سواء وجد المتوقع قبل غیر المتوقع کما فی الالتفات المشهور أو لم یوجد کما فی الالتفات السکّاکی کان أحسن نظریة لنشاط السامع و أکثر إیقاظا للإصغاء إلیه، کذا فی الأطول.
______________________________
(1) العادیات/ 6- 7.
(2) العادیات/ 8.
(3) یونس/ 78.
(4) الطلاق/ 1.
(5) طه/ 49.
(6) طه/ 117.
(7) یونس/ 87.
(8) یونس/ 87.
(9) الرحمن/ 33.
(10) الحج/ 25.
(11) الأعراف/ 29.
(12) المائدة/ 1.
(13) النمل/ 87.
(14) هود/ 54.
(15) البقرة/ 125.
(16) الأنعام/ 72.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 254

فائدة:

ملخّص ما ذکر القوم فی هذا المقام أنّ فی الالتفات أربعة مذاهب. و وجه الضبط أن یقال لا یخلو إمّا أن یشترط فیه سبق التعبیر بطریق آخر أم لا، الثانی مذهب الزمخشری و السکّاکی و من تبعهما، و علی الأول لا یخلو إمّا أن یشترط أن یکون التعبیران فی کلام واحد أو لا، الأول مذهب البعض، و علی الثانی لا یخلو إمّا أن یشترط کون المخاطب فی التعبیرین واحدا أم لا، الأول مذهب صدر الأفاضل «1»، و الثانی مذهب الجمهور، کذا فی الچلبی حاشیة المطوّل.

الالتفاف:

[فی الانکلیزیة]Conversion،divergence،obliquity
[فی الفرنسیة]Conversion،divergence،obliquite
هو مصدر من باب الافتعال و هو عند أهل الهیئة الانحراف المسمّی بعرض الوراب.
و سیأتی فی لفظ العرض.

التقاء الخاطرین:

[فی الانکلیزیة]Telepathy
[فی الفرنسیة]Telepathie
هو عند البلغاء أن یتّفق شاعران فی المجاوبات علی قول مصراع أو بیت من الشعر، إذا یراد معنی أو صفة بحیث لا یتّهم أحدهما بالأخذ من الآخر، و ذلک بأن یکون کلاهما فی زمان واحد و مکان واحد، فینشئان قولا علی ذلک الخط، بحیث لم یطّلع أحدهما علی ما یقوله الآخر. و إذا کان هذا الأمر أی طریق المجاوبات یتفقون فیما بینهما علی مدة یومین ثم یصنعون شیئا بشرط أن یکون تلاقیهما غیر ممکن، فله نفس الحکم. و إذا وافق بیت لأحد المتأخّرین بیت أحد من المتقدمین، و کان القائل من أصحاب القریحة القویة فهذا من هذا القبیل.
کما یقال لذلک أیضا توارد الخواطر «2».

الالتماس:

[فی الانکلیزیة]Solicitation
[فی الفرنسیة]Sollicitation
لغة طلب الفعل مع التساوی، و أمّا عرفا فیطلق علی ما یکون مع نوع تواضع، کما فی البدیع المیزان. و فی المطول فی بحث الأمر الالتماس فی العرف إنما یقال للطلب علی سبیل نوع من التضرّع لا إلی حدّ الدعاء.

الالتواء:

[فی الانکلیزیة]Luxation،obliquity
[فی الفرنسیة]Luxation،obliquite
هو عند الأطباء زوال الفقرات إلی الیمین أو الیسار کما فی حدود الأمراض. و عند أهل الهیئة و هو الانحراف و یسمّی بعرض الوراب أیضا.

الإلحاق:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Annexion
[فی الفرنسیة]Annexion
هو عند الصرفیین أن یزید حرفا أو حرفین علی ترکیب زیادة غیر مطّردة فی إفادة معنی لیصیر ذلک الترکیب بتلک الزیادة مثل کلمة أخری فی عدد الحروف و حرکاتها المعینة و السّکنات، کلّ واحد فی مثل مکانها فی الملحق بها، و فی تصاریفها من المضارع و الماضی و الأمر و المصدر و اسم الفاعل و اسم
______________________________
(1) صدر الأفاضل: هو القاسم بن الحسین بن أحمد الخوارزمی، مجد الدین الملقب بصدر الأفاضل. ولد بخوارزم عام 555 ه/ 1160 م. و مات مقتولا عام 617 ه/ 1220 م. من فقهاء الحنفیة، عالم بالعربیة. له عدة مؤلفات. الأعلام 5/ 175، الفوائد البهیة 153، بغیة الوعاة 376. الجواهر المضیة 1/ 410.
(2) نزد بلغا ان است که دو شاعر در مجاوبات مصراعی یا بیتی و یا معنی و یا صفتی را موافق بگویند چنان که اتهام بر هیچ یکی نبود و ان چنان باشد که هر دو در زمان متحد و مکان متحد بانشاء رسانند بر ان نمط که یکی را بر دیگری اطلاع نبود و اگر هر دو طریق مجاوبات قبول کنند و بعد یک دو روز فرصت طلبند و سازند و امکان اطلاع نبوده باشد همین حکم دارد و اگر بیت متأخرین موافق بیت متقدمین افتد و قائل از انها باشد که در قوت طبع او شبهه نبود هم ازین قبیل بود کذا فی جامع الصنائع و این را توارد خاطرین نیز گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 255
المفعول إن کان الملحق به فعلا رباعیا، و من التصغیر و التکسیر إن کان الملحق به اسما رباعیا لا خماسیا، و فائدة الإلحاق أنه ربما یحتاج فی تلک الکلمة إلی مثل ذلک الترکیب فی شعر أو سجع و لا یجب عدم تغیّر المعنی بزیادة الإلحاق، کیف و أن معنی حوقل مخالف لمعنی حقل، و شملل مخالف لشمل، بل یکفی أن لا تکون تلک الزیادة فی مثل ذلک الموضع مطّردة فی إفادة معنی، کما أن زیادة الهمزة فی أکثر و أفضل للتفضیل و زیادة المیم فی مفعل للمصدر أو الزمان أو المکان و فی مفعل للآلة، و من ثمّ لم نقل بأنّ هذه الزیادات للإلحاق، و إن صارت الکلم بها کالرّباعی لظهور کون هذه الزیادات للمعانی، فلا نحیلها علی الغرض اللّفظی مع إمکان إحالتها علی الغرض المعنوی و لیس لأحد أن یرتکب کون الحرف لمعنی للإلحاق أیضا، لأنه لو کان کذلک لم یدغم نحو أشدّ و مردّ لئلا ینکسر وزن جعفر، کما لم یدغم مهدد و قردد لذلک، و ترک الإدغام فی قردد لیس لکون أحد الدالین زائدة، و إلّا لم یدغم نحو قمد لزیادة أحدد إلیه و لم یظهر نحو الندد و بلندد لأصالة دالیهما، بل هو للمحافظة علی وزن الملحق به، و ربما لا یکون لأصل الملحق معنی فی کلامهم ککوکب و زینب فإنه لا معنی لترکیب ککب و زنب.
قولنا: أن یزید حرفا نحو کوثر قولنا أو حرفین کالندد، و أما اقعنسس و احرنسی فقالوا لیس الهمزة و النون فیهما للإلحاق بل أحد سینی اقعنسس و ألف الحرنسی للإلحاق فقط و ذلک لأن الهمزة و النون فیهما فی مقابلة الهمزة و النون الزائدتین فی الملحق به أیضا، و لا یکون الإلحاق إلّا بزیادة حرف فی موضع الفاء أو العین أو اللام، هذا ما قالوا. قال الرضی و أنا لا أری منعا من أن یزاد للإحلاق لا فی مقابلة الحرف الأصلی إذا کان الملحق به ذا زیادة، فنقول: زوائد اقعنسس کلها للإلحاق باحرنجم، و قد یلحق الکلمة بکلمة ثم یزاد علی الملحقة ما یزاد علی الملحق بها کما ألحق شیطن و سلقی بدحرج ثم ألحق الزیادة فقیل تشیطن و اسلنقی کما قیل تدحرج و احرنجم فیسمّی مثله ذا زیادة الملحق و لیس اقعنسس کذلک إذ لم یستعمل قعسس و لا یلحق کلمة بکلمة مزید فیها إلّا بأن یجی‌ء فی الملحقة ذلک الزائد بعینه فی مثل مکانه، فلا یقال إنّ اعشوشب و اجلوذّ ملحقان باحرنجم لأن الواو فیهما فی موضع نونه؛ و لذا ضعّف قول سیبویه فی نحو سودد ملحق بجندب المزید نونه، و قوی قول الأخفش أنه ثبت جحدب و أنّ سودد ملحق به.
قولنا و المصدر یخرج نحو افعل و فعّل و فاعل فإنها لیست ملحقة بدحرج لأن مصادرها إفعال و تفعیل و مفاعلة مع أن زیاداتها مطّردة لمعان و لا یکفی مساواة إفعال و فعال و فیعال کإخراج و قتال و قیتال لفعلال مصدر فعلل، لأنّ المخالفة فی شی‌ء من التصاریف تکفی فی الدلالة علی عدم الإلحاق لا سیما و اشتهر مصدر فعلل فعللة. قولنا فی التصغیر و التکسیر یخرج عنه نحو حمار و إن کان علی وزن قمطر لأنّ جمعه قماطر و لا یجمع حمار علی حمائر بل علی حمر. و أمّا شمائل جمع شمال فلا یرد اعتراضا لأن فعائل غیر مطّرد فی جمع فعال.
قولنا لا خماسیا لأن الملحق به لا یحذف آخره فی التصغیر و التکسیر کما یحذف فی الخماسی بل یحذف الزائد منه أین کان، لأنه لمّا احتیج إلی حذف حرف واحد فالزائد أولی. قیل لا یکون حرف الإلحاق فی الأول فلیس أبلم ملحق ببرثن. قال الرضی و لا أری منعا منه فإنها تقع أولا للإلحاق مع مساعد اتفاقا کما فی الندود و بلندود، فما المانع أن یقع بلا مساعد. و قیل لا یقع الألف للإلحاق فی الاسم حشوا أی وسطا و لا دلیل علی هذا الامتناع. و قال بعضهم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 256
الألف لا تکون للإلحاق أصلا و لا دلیل علی ما قال أیضا.

فائدة:

کل کلمة زائدة علی ثلاثة أحرف، فی آخرها مثلان مظهران فهی ملحقة، سواء کانا أصلیین کما فی الندد أو أحدهما زائدا کما فی مهدد، لأن الکلمة إذن ثقیلة، و فکّ التضعیف ثقیل، فلو لا قصد مماثلتهما لرباعی أو خماسی لأدغم الحرف طلبا للتخفیف. فلهذا قیل إنّ مهدد ملحق بجعفر دون معد. و لهذا قال سیبویه نحو سودد ملحق بجندب مع کون النون فی جندب زائدا هکذا یستفاد مما ذکر الرضی فی الشافیة.

الإلغاء:

[فی الانکلیزیة]Abolition
[فی الفرنسیة]Abolition
هو عند النحاة إبطال العمل فی اللفظ و المعنی و سیأتی فی لفظ التعلیق. و عند الأصولیین وجود الحکم بدون الوصف فی صورة و حاصله عدم تأثیر الوصف، أی العلّة.
و سیأتی فی لفظ السّیر.

الألفة:

[فی الانکلیزیة]Familiarity
[فی الفرنسیة]Familiarite
بالضم هی فی اللغة خوگرفتگی کما فی الصّراح، و عند السالکین هی من مراتب المحبة و هی میلان القلب إلی المألوف. و یقول فی الصحیفة الثامنة عشرة من «الصحائف»: الألفة علی خمس درجات: الأول: النظر فی أفعال الصانع. یقول الشاعر: و فی کل شی‌ء له آیة تدلّ علی أنّه الواحد. و ذلک مثل أن یتکلّم أحدهم عن الصفات الحسنة لأحد أصحابه أمام آخر، فتنشأ لدیه حرکة نحو محبة ذلک الآخر الموصوف.
ثانیا: کتمان المیل و تحمّل المشقّة. و هنا نجد الألیف یستر أحواله مع أنّ صفرة وجهه و دموع عینه تظهر ما یخفی.
ثالثا: التمنّی. و فی هذا المقام لا یبالی بروحه و لا بهلاکه و یقول: و إن یکون الوصال متعذرا و مستحیلا إلّا أنّ الموت ما أحسن الموت فی سبیله!.
رابعا: الإخبار و الاستخبار. الألیف فی هذه المرحلة یخبر عن حاله و یستخبر عن أحوال مألوفه، و بسبب حالة شبه الجنون یخاطب الصّبا بسره حینا و یرجو الجواب من النسیم حینا آخر «1».
خامسا: التضرّع، و هنا نجد الألیف یتقدّم متضرّعا باکیا.

الألم:

[فی الانکلیزیة]Suffering
[فی الفرنسیة]Douleur
هو إدراک المنافر من حیث هو منافر، و یقابله اللّذة، و سیجی‌ء ذکره هناک مستوفی.

الإلمام:

[فی الانکلیزیة]Plagiarism
[فی الفرنسیة]Plagiat
بالمیم عند الشعراء قسم من السّرقة، و یسمّی سلخا أیضا.

الإلهام:

[فی الانکلیزیة]Inspiration،revelation
[فی الفرنسیة]Inspiration،revelation
بالهاء لغة الإعلام مطلقا و شرعا إلقاء
______________________________
(1) و در صحائف در صحیفه هجدهم میگوید الفت را پنج درجه است. اوّل نظر در افعال صانع شعر.
و فی کل شی‌ء له آیة تدل علی انه واحد
و آن به منزله آن باشد که کسی بعضی صفات صاحب حسنی پیش کسی گوید و بدان سبب دوستی او در دل بجنبد. دوم کتمان میلان است و تحمل مشقات اینجا الیف احوال خود را نهان دارد اگرچه رخ زرد و چشم ترش ظاهر کند. سیوم تمنا است درین مقام نه از جان اندیشد و نه از هلاک و گوید اگرچه وصول متعذر و مستحیل اما در آرزوی مردن خوشتر. چهارم اخبار و استخبار الیف درین مقام خواهد اخبار کند و از احوال مألوف خود استخبار و از سر دیوانگی گاه راز با صبا گوید و گاه جواب از نسیم جوید. پنجم تضرع است درین مقام الیف بتضرع و زاری پیش آید.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 257
معنی فی القلب بطریق الفیض أی بلا اکتساب و فکر و لا استفاضة بل هو وارد غیبی ورد من الغیب، و قد یزاد من الخیر لیخرج الوسوسة.
و لهذا فسّره البعض بإلقاء الخیر فی قلب الغیر بلا استفاضة فکریة منه. و یمکن أن یقال استغنی عنه لأن الإلقاء من اللّه تعالی لأنه المؤثّر فی کل شی‌ء. فقولهم بطریق الفیض یخرج الوسوسة لأنه لیس إلقاء بطریق الفیض بل بمباشرة سبب نشأ من الشیطان و هو أخص من الإعلام إذ الإعلام قد یکون بطریق الاستعلام. و هو أی الإلهام لیس سببا یحصل به العلم لعامة الخلق و یصلح للإلزام علی الغیر، لکن یحصل به العلم فی حقّ نفسه، هکذا یستفاد من شرح العقائد النسفیة و حواشیه.

الإلهامیة:

[فی الانکلیزیة]Al Ilhamiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Ilhamiyya)secte(
فرقة من المتصوّفة المبطلة و هم موافقون للقرامطة و الدّهریة، فهم یعرضون عن قراءة و تعلّم القرآن و العلوم الدینیة، و یقولون: المسلم الظاهر هو حجاب لطریق الباطن، و إنما یتعلمون الأشعار «1». کذا فی توضیح المذاهب.

الألوهیة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Divinity،deism
[فی الفرنسیة]Divinite،deisme،theisme
هی عند الصوفیة اسم مرتبة جامعة لمراتب الأسماء و الصفات کلها، کذا فی شرح الفصوص فی الفص الأول. و فی الإنسان الکامل جمع حقائق الوجود و حفظها فی مراتبها یسمّی الألوهیة. و المراد بحقائق الوجود أحکام المظاهر مع الظاهر فیها أعنی الحق و الخلق.
فشمول المراتب الإلهیة و الکونیة و إعطاء کلّ ذی حقّ حقه من مرتبة الوجود هو معنی الألوهیة.
و اللّه اسم لربّ هذه المرتبة، و لا یکون ذلک إلّا الذات الواجب الوجود؛ فأعلی مظاهر الذات الألوهیة إذ له الحیطة علی کل مظهر. فالألوهیة أمّ الکتاب و القرآن هو الأحدیة و الفرقان هو الواحدیة و الکتاب المجید هو الرحمانیة، کل ذلک بالاعتبار و إلّا فامّ الکتاب بالاعتبار الأولی الذی علیه اصطلاح القوم، هو ماهیة کنه الذات. و القرآن هو الذات، و الفرقان هو الصفات، و الکتاب هو الوجود المطلق. و لا خلاف بین القولین إلّا فی العبارة و المعنی واحد. فأعلی الأسماء تحت الألوهیة الأحدیة.
و الواحدیة أول تنزّلات الحق من الأحدیة.
فأعلی المراتب التی شملتها الواحدیة المرتبة الرحمانیة، و أعلی مظاهر الرحمانیة فی الربوبیة، و أعلی مراتب الربوبیة فی اسمه الملک، فالملائکة «2» تحت الربوبیة و الربوبیة تحت الرحمانیة و الرحمانیة تحت الواحدیة و الواحدیة تحت الأحدیة و الأحدیة تحت الألوهیة، لأن الألوهیة إعطاء حقائق الوجود و غیر الوجود حقّها مع الحیطة و الشمول. و الأحدیة حقیقة من حقائق الوجود فالألوهیة أعلی، و لذا کان اسمه اللّه أعلی الأسماء و أعلی من اسمه الأحد، انتهی ما فی الإنسان الکامل.
قال العلماء: اللّه اسم للذات الواجب الوجود و المستحق لجمیع المحامد. و ذکر الوصفین إشارة إلی استجماع اسم اللّه جمیع صفات الکمال. أمّا وجوب الوجود فلأنه «3» یستتبع سائر صفات الکمال. و أمّا استحقاق جمیع المحامد فلأن کلّ کمال یستحق أن یحمد
______________________________
(1) و ایشان موافق‌اند به قرامطه و دهریه که از خواندن و آموختن قران و علوم دینی اعراض کنند و گویند که مسلم ظاهر حجاب راه باطن است و ابیات و اشعار آموزند کذا فی توضیح المذاهب.
(2) الملکیة (م).
(3) فإنه (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 258
علیه، فلو شذّ کمال عن «1» الثبوت له تعالی لم یکن مستحقا للحمد علی هذا الکمال فلم یکن مستحقا لجمیع المحامد. و أمّا وجه استجماعه سائر صفات الکمال و دلالته علیها فهو أنه تعالی اشتهر بهذه الصفات فی ضمن إطلاق هذا الاسم فتفهم هذه الصفات منه و لا تفهم هذه الصفات من اسمه الرحمن عند إطلاقه و ذلک کاشتهار حاتم بالجود فی ضمن إطلاق هذا الاسم.

فائدة:

اختلفوا فی واضعه، و الأصح أن واضعه هو اللّه لأن القوة البشریة لا تفی بإحاطة جمیع مشخّصات ذاته ثم أوحی إلی النبی علیه السلام أو ألهم إلی العباد بأنه علم للذات کما هو رأی الأشعری فی وضع جمیع الألفاظ. و قیل واضعه البشر. و یکفی فی ملاحظة المشخّصات من کونه تعالی قادرا موجدا للعالم رزاقا إلی غیر ذلک من الصفات.

فائدة:

اختلفوا فی أنه مشتق أم لا، فالمحقّقون علی أنه لیس بمشتق بل هو اسم مرتجل لأنه یوصف و لا یوصف به، و أیضا لا بدّ للصفات من موصوف تجری تلک الصفات علیه، فلو جعلتها کلها صفات بقیت غیر جاریة علی اسم موصوف بها، و لأنه لو کان وصفا لم یکن قوله لا إله إلّا اللّه توحیدا. و قیل إنه مشتق من أله إلهة و ألوهیة و ألوهة بمعنی عبد و أصله إله فعال بمعنی المفعول أی المعبود فحذفت الهمزة من غیر تعویض بدلیل قولنا الإله. و قیل عوّض عنها الألف و اللام، و لذا قیل یا اللّه بقطع الهمزة، إلّا أنه مختص بالمعبود بالحق. و الإله فی أصل وضعه لکل معبود بحق کان أو لا، ثم غلب علی المعبود بحق. و قیل مشتق من آله بمعنی تحیّر إذ العقول تتحیر فی معرفته. و قیل من إله الفصیل إذا اولع بأمه إذ العباد مولعون بالتضرّع إلیه. و قیل من وله إذا تحیّر فهمزته بدل عن الواو کإعاء و إشاح. و قیل أصله لاه مصدر لاه یلیه إذا احتجب و ارتفع لأنه محجوب عن البصر و مرتفع عن کلّ شی‌ء. و قیل أصله لاها بالسریانیة فعرّب بحذف الألف الأخیرة و إدخال لام التعریف فی أوّله، هکذا یستفاد من التفاسیر و حواشی التلخیص.

الأم:

[فی الانکلیزیة]Mother،the disk of the astrolabe
-[فی الفرنسیة]La mere،le disque de l'astrolabe
بالضمّ و التشدید. و یقال لها بالفارسیة «مادر» و أصل کلّ شی‌ء و الکبیر و القبر، و مکان العودة، و العلم، و مکة، و اللوح المحفوظ و تجمع علی أمّهات «2»، کما فی کشف اللغات. فأصل الأم أمه أسقط الهاء عنه و ردّت فی الجمع. و قد یجمع الأم علی الأمات أیضا بغیر هاء، و أکثر استعمال الأمات فی الحیوان غیر الآدمی علی ما فی التفسیر الکبیر. و فی الصّراح الأمهات للناس و الأمات للبهائم، و تصغیرها أمیمة. و الأمّ فی علم الأسطرلاب عبارة عن جسم علیه کرسی و مشتمل علی صفائح و غیرها، و یقال لها حجرة أیضا. و فی بعض تصانیف أبی الریحان مسطور أنّ الحجرة هی طوق علی أطراف الأسطرلاب و أمّه هی صفیحة یترکّب علیها ذلک الطوق. کذا فی شرح العشرین بابا.
و فی بعض جاء أنّ الأمّ هی الدائرة الکبیرة للأسطرلاب و هی التی علی ظهرها تثبت آلة الارتفاع، و فیها جوف بحیث یوضع فیه الصفائح و العنکبوت. و بهذا الاعتبار یقال لها أیضا أمّ
______________________________
(1) من (م).
(2) مادر اصل هر چیزی و مهتر و قبر و جای بازگشتن و علم و مکه و لوح محفوظ امهات جمع کما فی کشف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 259
الحجرة «1». و مرجع هذا نحو القول الأول.

الأمارة:

[فی الانکلیزیة]Presumption
[فی الفرنسیة]Presomption
هی عند الأصولیین و المتکلمین هو الدلیل الظنّی. و عرّفت بما یمکن التوصّل فیه بصحیح النظر إلی الظنّ بمطلوب خبری، و یجی‌ء توضیحه فی لفظ الدلیل. ثم الأمارة قد تکون مجرّدة أی وصفا طردیا لا مناسبا و لا شبیها به، و قد تکون باعثة أی مناسبة کذا فی العضدی. و فی تعریفات السیّد الجرجانی: الأمارة لغة العلامة، و اصطلاحا هی التی یلزم من العلم بها الظنّ بوجود المدلول کالغیم بالنسبة إلی المطر فإنه یلزم من العلم به الظن بوجود المطر.

الإمالة:

[فی الانکلیزیة]Inclination
[فی الفرنسیة]Inclination
هی عند القرّاء و الصرفیین أن ینحو بالفتحة نحو الکسرة و بالألف نحو الیاء کثیرا و هو المحض، و یقال له الإضجاع و البطح و الکسر؛ و قلیلا و هو بین اللفظین، و یقال له أیضا التقلیل و التلطیف، و بین بین، فهی قسمان: شدیدة و متوسطة، و کلاهما جائزان فی القراءة.
و الشدیدة یجتنب معها القلب الخالص و الاشباع المبالغ فیه، و المتوسطة بین الفتح المتوسط و الإمالة الشدیدة. قال الدانی: علماؤنا مختلفون أیهما أوجه و أولی، و أنا أختار الإمالة الوسطی التی هی بین بین لأن الغرض من الإمالة حاصل بها و هو الإعلام بأن أصل الألف الیاء و التنبیه علی انقلابها إلی الیاء فی موضع أو مشاکلتها للکسر المجاور لها أو الیاء، و توضیح المسائل یطلب من الاتقان.

الإمام:

[فی الانکلیزیة]The imam
[فی الفرنسیة]L'imam
بالکسر بالفارسیة: پیشوا، و الطریق الواضح، و القرآن و اللوح المحفوظ. کما فی کشف اللغات «2». و عند المتکلمین هو خلیفة الرسول علیه السلام فی إقامة الدین بحیث یجب اتباعه علی کافة الأمة. و عند المحدّثین هو المحدّث و الشیخ و قد سبق فی المقدمة. و عند القرّاء و المفسّرین و غیرهم مصحف من المصاحف التی نسخها الصحابة رضی اللّه عنهم بأمر عثمان رضی اللّه عنه، ثم أرسل منها إلی کل مصر مصحفا و أمسک عنده مصحفا، فیسمّی کلّ من تلک المصاحف إماما، لا المصحف الذی کان عند عثمان وحده کما قیل، کذا ذکر الخفاجی «3» فی حاشیة البیضاوی فی تفسیر اهدنا الصراط المستقیم.

الإمامان:

[فی الانکلیزیة]The two imams or guides
[فی الفرنسیة]Les deux imams ou guides
هو تثنیة الإمام، و أما معناه عند السّالکین فیجی‌ء فی لفظ القطب.

الإمامة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Imamate
[فی الفرنسیة]Imamat
بالکسر فی اللغة پیش نمازی گردن کما فی الصّراح. و عند المتکلمین هی خلافة الرسول علیه السلام فی إقامة الدین و حفظ حوزة الإسلام بحیث یجب اتباعه علی کافة الأمة
______________________________
(1) و أم در علم اسطرلاب عبارت است از جسمی که برو کرسی باشد و مشتمل باشد بر صفائح و غیر آن و آن را حجره نیز نامند.
و در بعضی تصانیف ابی ریحان مسطور است که حجره آن طوقیست که بر کناره اسطرلاب باشد و أم آن صفیحه که آن طوق بر ان مرکب است کذا فی شرح بیست باب. و در بعضی رسائل گوید أم دائره بزرگ اسطرلاب باشد گه بر پشت آن آلت ارتفاع بسته باشند و در وی جوفی باشد که صفائح و عنکبوت درو موضع کنند و بدین اعتبار او را أم حجره نیز گویند و مرجع این به سوی قول اوّل است.
(2) پیشوا و راه روشن و قرآن و لوح محفوظ کما فی کشف اللغات.
(3) الخفاجی: هو أحمد بن محمد بن عمر، شهاب الدین الخفاجی المصری. ولد بمصر عام 977 ه/ 1569 م. و توفی فیها عام 1069 ه/ 1659 م. قاضی القضاة، عالم باللغة و الأدب و التفسیر. له الکثیر من المصنفات. الأعلام 1/ 238، خلاصة الأثر 1/ 331، آداب اللغة 3/ 286.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 260
و الذی هو خلیفته یسمّی إماما. و قولنا یجب اتباعه الخ یخرج من ینصّبه الإمام فی ناحیة کالقاضی، و یخرج المجتهد أیضا إذ لا یجب اتباعه علی الأمة کافة بل علی من قلّده خاصة، و یخرج الآمر بالمعروف أیضا. و هذا التعریف أولی من قولهم الإمامة رئاسة عامة فی أمور الدین لشخص من الأشخاص. و قید العموم احتراز عن القاضی و الرئیس و غیرهما. و القید الأخیر احتراز عن کل الأمة إذا عزلوا الإمام عند فسقه، فإنّ الکل لیس شخصا واحدا و إنما کان أولی إذ ینتقض هذا التعریف بالنبوّة.

فائدة:

فی شروط الإمامة الجمهور علی أنّ أهل الإمامة و مستحقها من هو مجتهد فی الأصول و الفروع شجاع ذو رأی. و قیل لا تشترط هذه الصفات الثلاث. نعم یجب أن یکون عدلا عاقلا بالغا ذکرا حرا، فهذه الشروط الخمسة بل الثمانیة معتبرة بالإجماع، إذ القول بعدم اشتراط الثلاث الأول مما لا یلتفت إلیه، و هاهنا صفات أخر فی اشتراطها خلاف. الأولی أن یکون قریشیا اشترطه الأشاعرة و الجبائیة «1» و منعه الخوارج و بعض المعتزلة. الثانیة أن یکون هاشمیّا شرطه الشیعة. الثالثة أن یکون عالما لجمیع مسائل الدین شرطه الإمامیة أیضا.
الرابعة ظهور الکرامة علی یده و به قال الغلاة «2» و لم یشترط هذه الثلاثة الأشاعرة. و الخامسة أن یکون معصوما شرطها الإمامیة و الإسماعیلیة و لم یشترطها الأشاعرة.

فائدة:

یثبت الإمامة بالنصّ من الرسول أو من السابق بالإجماع و یثبت أیضا بتبعیة أهل الحلّ و العقد عند أهل السنة و الجماعة و المعتزلة الصالحیة «3» من الزیدیة «4» خلافا لأکثر الشیعة، فإنهم قالوا لا طریق إلّا النص. و ان شئت الزیادة فارجع إلی شرح المواقف و غیره. و قال بعض الصوفیة الإمامة قسمان إمامة ظاهریة و إمامة باطنیة و سیجی‌ء فی لفظ الخلافة.

الإمامیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Imamiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Imamiyya)secte(
فرقة من الشیعة قالوا بالنصّ الجلی علی إمامة علیّ و کفّروا الصحابة «5»، و وقعوا فیهم و ساقوا الإمامة إلی جعفر الصادق «6» و اختلفوا
______________________________
(1) الجبائیة: فرقة من المعتزلة أصحاب محمد بن عبد الوهاب الجبائی، من معتزلة البصرة، و کانت لهذه الفرقة آراء خاصة فیما یتعلق بطاعة اللّه و أفعال العباد. و قد فصّل آراءها و معتقداتها کل من: الملل 78، الفرق 183، التبصیر 52، طبقات المعتزلة 80، العبر 2/ 125.
(2) الغلاة: من الفرق الرافضة التی انشقت عنها و تطرفت فی معتقداتها حتی قالوا بإلهیة الأئمة و أباحوا محرمات الشریعة، و أسقطوا وجوب الفرائض و اعتقدوا اعتقادات باطلة حتی لقبوا بالغلاة و أخرجوا من دائرة الإسلام. و هؤلاء الغلاة انقسموا إلی عشرین فرقة، منها السبئیة، البیانیة، المغیریة، الجناحیة، الخطابیة و غیرها. و قد ذکرها البغدادی فی الفرق 230، الملل النحل 173، التبصیر 71 و ما بعدها.
(3) الصالحیة: من فرق الشیعة الزیدیة، أصحاب الحسن بن صالح بن حی، توقفوا فی تکفیر عثمان إلا إن ورد خبر بذلک. و أن علیا هو أفضل الناس بعد رسول اللّه، کما جوزوا إمامة المفضول مع وجود الفاضل و غیر ذلک من الآراء. الملل 161، الفرق 33، مقالات 1/ 136، التبصیر 17.
(4) الزیدیة: فرقة شیعیة أتباع زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب. ساقوا الإمامة فی أولاد فاطمة و لم یجوزا ثبوت الإمامة فی غیرهم. و کانت لهم آراء مخالفة للشیعة الإمامیة و الإسماعیلیة. ثم انقسموا إلی فرق عدة، ذکرتها کتب الفرق و المقالات و العقیدة: الملل 154، الفرق 29، مقالات الإسلامیین 1/ 132، التبصیر 16.
(5) و کفروا الصحابة (- ع).
(6) جعفر الصادق هو الإمام جعفر بن محمد الباقر بن علی زین العابدین بن الحسین السبط الهاشمی القرشی، أبو عبد اللّه الملقب بالصادق. ولد بالمدینة المنورة عام 80 ه/ 699 م. و توفی فیها عام 148 ه/ 765 م. سادس الأئمة الاثنی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 261
فی المنصوص علیه بعده و الذی استقر علیه رأیهم أنه ابنه موسی الکاظم «1» و بعده علی بن موسی الرضاء «2» و بعده محمد بن علی التقی «3» و بعده علی بن محمد النقی «4» و بعده حسن بن علی الزکی العسکری «5» و بعده محمد بن الحسن «6» و هو الإمام المنتظر و لهم فی کلّ من المراتب التی بعد جعفر اختلافات أوردها الإمام فی آخر المحصّل. ثم متأخرو الإمامیة «7» اختلفوا و تشیّعوا «8» إلی معتزلة إمّا وعیدیة «9» أو تفضیلیة «10» و إلی إخباریة «11» یعتقدون ظاهر ما ورد به الأخبار المتشابهة، و هؤلاء ینقسمون إلی مشبّهة «12» یجرون المتشابهات علی أن المراد بها
______________________________
- عشریة. تابعی فقیه تتلمذ علیه أبو حنیفة و مالک. له عدة رسائل. الأعلام 2/ 126، نزهة الجلیس 2/ 35، وفیات الأعیان 1/ 105، تاریخ الیعقوبی 3/ 115، صفة الصفوة 2/ 94 و حلیة الأولیاء 3/ 192.
(1) هو موسی بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، أبو الحسن. ولد بالقرب من المدینة عام 128 ه/ 745 م. و توفی ببغداد عام 183 ه/ 799 م. سابع الأئمة الاثنی عشریة. تقی عابد، عالم جواد. له مسند فی الحدیث. الأعلام 7/ 321، وفیات الأعیان 2/ 131، البدایة و النهایة 10/ 183، صفة الصفوة 1/ 103، میزان الاعتدال 3/ 209، نور الأبصار 142، فرق الشیعة 81، تاریخ بغداد 13/ 27.
(2) علی بن موسی الرضا: هو علی بن موسی الکاظم بن جعفر الصادق، أبو الحسن الملقب بالرضا. ولد بالمدینة عام 153 ه/ 770 م. و توفی بطوس عام 203 ه/ 818 م. ثامن الأئمة الاثنی عشریة. من سادات أهل البیت و فضلائهم. الأعلام 5/ 26، ابن الأثیر 6/ 119، الطبری 10/ 251، منهاج السنة 2/ 125، الیعقوبی 3/ 180، وفیات الأعیان 1/ 321، نزهة الجلیس 2/ 65.
(3) هو محمد بن علی الرضی بن موسی الکاظم الطالبی الهاشمی القرشی، أبو جعفر الملقب بالجواد. ولد بالمدینة عام 195 ه/ 811 م. و توفی فی بغداد عام 220 ه/ 835 م. تاسع الأئمة الاثنی عشریة. صالح تقی مهیب قوی البدیهة.
الأعلام 6/ 271، مرآة الجنان 2/ 20، تاریخ بغداد 3/ 54، منهاج السنة 2/ 127، وفیات الأعیان 1/ 450، شذرات الذهب 2/ 48، النجوم الزاهرة 2/ 231.
(4) علی بن محمد التقی هو علی بن محمد الجواد بن علی الرضی بن موسی بن جعفر الحسینی الطالبی الملقب بالهادی. ولد بالمدینة عام 214 ه/ 829 م. و توفی بسامراء عام 254 ه/ 868 م. عاشر الأئمة الاثنا عشریة. تقی صالح زاهد. الأعلام 4/ 323، وفیات الأعیان 1/ 322، منهاج السنة 2/ 129، تاریخ الیعقوبی 3/ 225، تاریخ بغداد 12/ 56، نزهة الجلیس 2/ 82.
(5) هو الإمام الحسن بن علی الهادی بن محمد الجواد الحسینی الهاشمی، أبو محمد. ولد فی المدینة عام 232 ه/ 846 م.
و توفی بسامراء عام 260 ه/ 873 م. و هو الإمام الحادی عشر عند الإمامیة، و بویع بالإمامة بعد وفاة أبیه. تقی صالح.
الأعلام 2/ 200، وفیات الأعیان 1/ 135، سفینة البحار 1/ 259، نزهة الجلیس 2/ 120.
(6) هو محمد بن الحسن العسکری (الخالص) بن علی الهادی، أبو القاسم. ولد بسامراء عام 256 ه/ 870 م. و اختفی بسرداب بسامراء عام 275 ه/ 888 م. آخر الأئمة الاثنی عشریة. و هو عند الشیعة الإمامیة المهدی المنتظر و صاحب الزمان و الحجة. الأعلام 6/ 80، وفیات الأعیان 1/ 451، نور الأبصار 161، نزهة الجلیس 2/ 128، منهاج السنة 2/ 131.
(7) الإمامیة: من أکبر فرق الشیعة، قالوا بإمامة علی نصا ظاهرا، و تعیینا صادقا. و مع تقادم الزمن و اختلاف النقل عن الأئمة و موت بعضهم، افترقت الإمامیة إلی فرق عدیدة بعضها معتزلة و بعضها مشبهه و بعضها سلفیة، و بعضها ضل الطریق و تاه، و کانت ککل فرقة لها معتقداتها الخاصة بها. الملل 162، التبصیر 20، الفرق 53، مقالات 1/ 98 و ما بعدها.
(8) و تشعبوا (م).
(9) وعیدیة: فرقة من الشیعة الإمامیة کانت تعتقد بالأصول الإمامیة، و بعد ما اختلفت الروایات عند الأئمة انحازت الوعیدیة و اعتقدت اعتقاد المعتزلة. الملل 162 و ما بعدها، الفرق 53، مقالات 1/ 98، التبصیر 20.
(10) تفضیلیة: فرقة من الشیعة الإمامیة، کانت تعتقد بالأصول الإمامیة، ثم انحرفت عنها بعد الاختلاف فیما نقل عن الأئمة، و مالت إلی القول بالاعتزال، الملل 162، الفرق 53، مقالات 1/ 98، التبصیر 20.
(11) إخباریة: فرقة من الشیعة الإمامیة، کانت تعتقد بالأصول ثم انحرفت عنها نتیجة الخلافات الواردة بشأن الأئمة و تخبطوا فیما نسبوه إلی الأئمة زورا و بهتانا. الملل 165، الفرق 53، مقالات 1/ 98، التبصیر 20.
(12) مشبهة: فرقة من الشیعة الإمامیة الإخباریة، قالوا بالتشبیه بین الأئمة و بین الآلهة، و وصفوا بعض الأئمة بالأنبیاء حتی غالوا فی حقهم. الملل 165، الفرق 53، مقالات 1/ 98، التبصیر 20.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 262
ظواهرها، و سلفیة «1» یعتقدون أنّ ما أراد اللّه بها حق بلا شبهة کما علیه السّلف و إلی ملتحقة بالفرق الضالة.

الأمانة:

[فی الانکلیزیة]Consignment،deposit
[فی الفرنسیة]Consignation
بالفتح و المیم، و سیجی‌ء تفسیرها فی لفظ الودیعة.

الأمّة:

[فی الانکلیزیة]Nation،community
[فی الفرنسیة]Nation،communaute
بالضم، المجموعة من أی جنس «2».
و لهذا قالوا الأمّة جمع لهم جامع من دین أو زمان أو مکان أو غیر ذلک. و تطلق تارة علی کل من بعث إلیهم نبی، و یسمون أمّة الدعوة، و أخری علی المؤمنین به و هم أمة الإجابة.
هکذا فی شرح المشکاة فی کتاب الإیمان.

الامتداد:

[فی الانکلیزیة]Extent،space
[فی الفرنسیة]Etendue،espace
فی اللغة درازی، و عند الحکماء یطلق علی الصورة الجسمیة، و کذلک الممتد یطلق علی الصورة الجسمیة.

الامتزاج:

[فی الانکلیزیة]Mixing
[فی الفرنسیة]Melange،combinaison
کالاحتراق فی اللغة هو الاختلاط. و عند المنجّمین نظر القمر، قالوا نظرات القمر تسمّی امتزاجات و ممازجات قمر و مزاجات قمر. و عند أهل الجفر عبارة عن جمع حروف اسم المطلوب مع حروف اسم الطالب، و یسمّی مزاجا و تمازجا أیضا. و ابتداء یأخذون الحروف المطلوبة، یعنی أوّل حرف من الاسم المطلوب ثم یکتبونه. و بعد ذلک یأخذون الحرف الأول من اسم الطّالب و یکتبونه، ثم الحرف الثانی و هکذا إلی آخر اسم المطلوب و الطالب، ثم الامتزاج إذا کان المطلوب علیم، أو محمّد إذا کان الطالب بهذه الصورة: ع، م، ل، ح، ی، م، م، د. و هذا إذا کان اسم المطلوب من الأسماء الإلهیة. و إلّا فإنّهم یبدءون الحروف من اسم الطالب. و إذا کانت الحروف فی الامتزاج لأحد الطرفین أقلّ من الآخر، فالاسم الأقلّ حروفا یکسر حتی تتساوی مع الاسم الآخر «3».
کذا فی بعض رسائل علم الجفر و قد سبق فی لفظ البسط أیضا. و عند أهل الرمل عبارة عن ضرب شکل فی شکل، و یطلق أیضا علی ضرب شکلین یکون نتیجتهما طریقا و یسمّی امتزاجا عنصریا، و یقولون: إنّ هذین الشکلین هما مزاج کلّ منهما للآخر: مثل و مثل و علی هذا یکون القیاس. و هذا العمل یستعمل فی الضمیر، و یقولون: إنّ کلا من هذین الشکلین طالب و مطلوب من وقت واحد. و إذا کان الشکل طالعا فطالب ذلک الشکل یکون الذی له مزاجه. ففی أیّ بیت یجدونه یکون الضمیر فی ذلک الشکل أو ذلک البیت. و یقولون أیضا: بعد طرح ثمانیة من عدد شکلی بضابطة الجدّ فإن کان الباقی مساویا لعدد الشکل الآخر فیکون کلّ من الشکلین لهما نفس المزاج، و یقال لهذا أیضا: امتزاج عنصری.
و ضابطة الجدّ هی: نقطة آتش واحد
______________________________
(1) سلفیة: من فرق الشیعة الإمامیة الإخباریة، کانوا یعتقدون بأصول الإمامیة ثم انحازوا عنهم بسبب الخلافات فی حق الأئمة.
الملل 165، التبصیر 53 و ما بعدها، مقالات 1/ 98، التبصیر 20 و ما بعدها.
(2) گروه از هر جنس را میگویند.
(3) و ابتدا از حروف مطلوب گیرند یعنی اوّل حرف اسم مطلوب بگیرند و بنویسند بعد از ان اوّل حرف اسم طالب بگیرند و بنویسند بعد از ان حرف دویم از اسم مطلوب علی هذا القیاس تا اخر اسم مطلوب و طالب عمل کنند پس امتزاج علیم اگر مطلوب باشد با محمد اگر طالب باشد باین صورة ع م ل ح ی م م د و این وقتی است که مطلوب از اسماء إلهی گرفته باشند و الا از حروف طالب ابتدا کنند و اگر در امتزاج حروف احد المتمازجین کمتر باشد اقل اسمین را تکرار دهند چندان که مساوی شوند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 263
و الریح اثنان و الماء ثلاثة و التراب أربعة، فمثلا:
نار لحیان لها عدد واحد. و نقاط عتبة الداخل تسعة، و متی طرح من العدد ثمانیة فیبقی واحد، و هکذا عدد نقاط طریق عشرة، فبعد طرح الثمانیة یبقی اثنان. و لحمرة عدد اثنین، فإذا طریق و حمرة لهما نفس المزاج. و من هذا العمل یستخرجون أیضا الضمیر بالطریق المذکورة.
هکذا یستفاد من بعض الرسائل «1».

الامتلاء:

[فی الانکلیزیة]Satiety،satiation،indigestion
[فی الفرنسیة]Satiete،indigestion
هو أن یمتلئ البدن من خلط من الأخلاط الأربعة و یشرف الإنسان علی العلّة، و قد یطلق الامتلاء علی رداءة الأخلاط فی الکیفیة. و أما الامتلاء من الطعام و الشراب فقلّ إطلاقه فی کلام الأطباء بهذا المعنی کذا فی بحر الجواهر.
و الامتلاء عند المنجّمین عبارة عن الاستقبال کما فی کفایة التعلیم.

الامتناع:

[فی الانکلیزیة]Impossibility
[فی الفرنسیة]Impossibilite
هو عدم الوجوب و عدم الإمکان، و الممتنع ما لیس بواجب و لا ممکن. و یجی‌ء مستوفی فی لفظ الواجب.

أم الدّم:

[فی الانکلیزیة]Ecchymosis
[فی الفرنسیة]Ecchymose
عند الأطباء هو نتوء یحدث فی الجلد لاجتماع دم الشریان تحته، و هو ینخفض بالانغمار لإعادة الدم إلی الشریان. و کیفیة حدوثه أن یحدث التفرّق فی الشریان و لم یلتحم و کان الدم یسیل منه إلی الفضاء الذی یحویه حتی یمتلئ ذلک الفضاء، و لأجل بقاء اتصال الشریان یعاد الدم منها إلیه بالانغمار. و قوم یقولون أم الدمّ لکل انفجار شریانی کذا فی حدود الأمراض.

أم الدماغ و أم الرأس:

[فی الانکلیزیة]Pia mater،dura mater
[فی الفرنسیة]Pia mater،dura mater
عندهم هی الجلیدة التی تجمع قیح الرأس. اعلم أنّ الدماغ کله مجلل بغشاءین:
أحدهما رقیق یحیط بظاهر جرم الدماغ و یسمّی الأم الرقیقة، و الثانی صفیق یماس العظم و یسمّی الأم الغلیظة و الجافیة أیضا، کذا فی بحر الجواهر.

الأمر:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Apostrophe،supernatural world
[فی الفرنسیة]Apostrophe،le monde surnaturel
بفتح الألف و سکون المیم فی لغة العرب عبارة عن استعمال صیغ الأمر کنزال و أنزل و لینزل و صه علی سبیل الاستعلاء، کذا ذکره السیّد السّند فی حاشیة المطول ناقلا عن المفتاح. و عند المتصوّفة یطلق علی عالم وجد بلا مدة و مادة کما فی کشف اللغات حیث قال:
أمر بالفتح «کار و فرمان» بالفارسیة، و فی اصطلاح المتصوّفة: الأمر: هو عالم بدون مادّة و لا مدّة مثل: عقول و نفوس. و هذا ما یدعونه عالم الأمر و عالم الملکوت و عالم الغیب «2». و قیل عالم
______________________________
(1) و میگویند که این دو شکل هم مزاج یکدیگر باشند مثل و مثل و علی هذا القیاس و این عمل در ضمیر بکار آید و میگویند که این هر دو شکل طالب و مطلوب یکدیگرند چون شکل طالع میشود طالب ان شکل بود که مزاج او دارد هر خانه بیابند ضمیر در ان شکل یا در ان خانه باشد و نیز میگویند که بعد طرح هشت از عدد شکلی به ضابطه ابجد اگر باقی مساوی ماند مر عدد شکل دیگر را پس ان هر دو شکل هم مزاج باشند و این را نیز امتزاج عنصری نامند و ضابطه ابجد اینست که نقطه آتش را یک عدد و باد را دو و آب را سه و خاک را چهار مثلا آتش لحیان یک عدد دارد و نقاط عتبة الداخل نه و از نه چون هشت طرح کنند یکی ماند و هم چنین عدد نقاط طریق ده‌اند و بعد از طرح هشت دو باقی مانند و حمره را دو عدد است پس طریق و حمره هم مزاج باشند و ازین عمل هم استخراج ضمیر بطور مذکور میکنند.
(2) کار و فرمان. و در اصطلاح متصوفه امر بالفتح عالمی است که موجود بی‌ماده و مدت گشته باشد مثل عقول و نفوس و این را عالم امر و عالم ملکوت و عالم غیب میخوانند انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 264
الأمر ما لا یدخل تحت المساحة و المقدار و یجی‌ء فی لفظ العالم. و أمّا عند أهل العربیة فالنحاة منهم علی أنه ما یطلب به الفعل من الفاعل المخاطب بحذف حرف المضارعة سواء طلب علی وجه الاستعلاء أو لا علی ما قال الرضی. و الصرفیون منهم علی أنه یشتمل الأمر بغیر اللام و باللام، صرّح بذلک فی الأطول.
و یؤیده ما قال المولوی عصام الدین فی حاشیة الفوائد الضیائیة: الأمر فی ألسنة الصرفیین یشتمل الأمر باللام و هو الاصطلاح المشتهر بین المحصّلین. و قال فی تعریف المعرب النحوی لا یسمّی ما هو باللام أمرا بل مضارعا مجزوما و الأمر باصطلاحه ما هو بغیر اللام. لکن فی المطول ما یخالفه حیث قال: و القسمان الأوّلان أی الصیغة المقترنة باللام و غیر المقترنة بها سمّاهما النحویون أمرا [قال فی الأطول:
و سمّاها الصرفیون] «1» سواء استعملا فی حقیقة الأمر أو فی غیرها حتی أن لفظ اغفر فیّ:
اللّهم اغفر لی أمر عندهم. و وجه التسمیة غلبة استعمالهما فی حقیقة الأمر أعنی طلب الفعل علی سبیل الاستعلاء انتهی.
أما أسماء الأفعال التی هی بمعنی الأمر فلیست بأمر عند الفریقین، لأن الأمر عندهم من أقسام الفعل. و أهل المعانی علی أن صیغ الأمر ثلاثة أقسام: المقترنة باللام الجازمة و غیر المقترنة بها. و الاسم الدّال علی طلب الفعل من أسماء الأفعال. و عرّفوه بأنه کلام تام دالّ علی طلب الفعل علی سبیل الاستعلاء وضعا علی ما فی الأطول، و هکذا عند الأصولیین و المتکلّمین و المنطقیین، إلّا أنه قد یطلق الأمر عند جمهور الأصولیین علی الفعل أیضا مجازا کما ستعرف.
فالکلام جنس. و التامّ صفة کاشفة. و قوله دال علی طلب الفعل «2» احتراز عمّا لا یدلّ علی الطلب أصلا، و عمّا یدلّ علیه لکن لا یدل علی طلب الفعل، بل علی طلب الکفّ کالنهی.
و قوله علی سبیل الاستعلاء احتراز عن الدعاء و الالتماس. و قوله وضعا احتراز عن نحو أطلب منک الفعل فإنه لیس بأمر إذ لم توضع صیغة اطلب أی صیغة المضارع المتکلم للطلب، فإنّ المراد بالوضع الوضع النوعی لا الشخصی.
قیل یخرج عن الحدّ کفّ نفسک عن کذا.
و أجیب بأن الحیثیة معتبرة فإن الحیثیة کثیرا ما تحذف سیّما فی التعریفات للشهرة علی ما ستعرف فی لفظ الأصل فإن الکفّ له اعتباران.
أحدهما من حیث ذاته و أنه فعل فی نفسه و بهذا الاعتبار هو مطلوب قولک: کفّ عن الزنا مثلا.
و الثانی من حیث أنه کفّ عن فعل و حال من أحواله و آلة لملاحظته، و بهذا الاعتبار هو مطلوب لا تزن مثلا. فإذا قیل طلب فعل من حیث أنه فعل دخل فیه کفّ عن الزنا و خرج لا تزن.
ثم اعلم أنّ اشتراط الاستعلاء هو مذهب البعض کأبی الحسن «3» و من تبعه. و المراد بالاستعلاء طلب العلوّ و عدّ الطالب نفسه عالیا، سواء کان فی نفسه عالیا أو لا. و رأی الأشعری إهمال هذا الشرط. و المعتزلة یشترطون العلوّ.
و إنّما قلنا و المراد بالاستعلاء کذا لأن لفظ الاستعلاء بهذا المعنی من مصنوعات المصنفین، و إلّا ففی الصحاح استعلی الرجل أی علا و استعلاه أی علاه. فظاهر التعریف یوافق مذهب المعتزلة، هکذا ذکر صاحب الأطول.
و إنما اشترط الاستعلاء لأن من هو أعلی رتبة من الغیر لو قال له علی سبیل التضرّع افعل، لا
______________________________
(1) [قال فی الأطول و سمّاها الصرفیون] (+ م).
(2) الفعل (- ع، م).
(3) الحسین (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 265
یقال إنه امره. و لو قال من هو أدنی رتبة لمن هو أعلی منه افعل علی سبیل الأمر یقال إنه أمره، و لهذا یصفونه بالجهل و الحمق. فعلم أن ملاک الأمر هو الاستعلاء. و قوله تعالی حکایة عن فرعون: فَما ذا تَأْمُرُونَ «1» مجاز عن تشیرون للقطع بأن الطلب علی سبیل التضرّع أو التساوی لا یسمّی أمرا لا لغة و لا اصطلاحا.
و اعلم أنّه لا نزاع فی أنّ الأمر کما یطلق علی نفس الصیغة کذلک یطلق علی التکلّم بالصیغة، و طلب الفعل علی سبیل الاستعلاء.
و بالاعتبار الثانی و هو کون الأمر بمعنی المصدر یشتق منه الفعل و غیره مثل أمر یأمر و الآمر و المأمور و غیر ذلک کذا فی التلویح. فهذا التعریف باعتبار الإطلاق الأول. و أما ما قیل من أن الأمر هو قول القائل استعلاء افعل فیمکن تطبیقه علی کلا الاعتبارین، فإن القول یطلق بمعنی المقول و بمعنی المصدر. قیل المراد بقوله افعل ما اشتق من مصدره اشتقاق افعل من الفعل. و فیه أنه یخرج من التعریف حینئذ نحو لیفعل و نزال. و قیل المراد من افعل کل ما یدل علی طلب الفعل من لغة العرب، و لا فساد فی اختصاص التعریف بلغة العرب، لأنّ مقصود الأصولیین مراد الألفاظ العربیة لمعرفة أحکام الشرع المستفاد من الکتاب و السنة لا غیرها، فدخل فی الحدّ نحو لیفعل و نزال.
و قیل افعل کنایة عن کل ما یدل علی طلب الفعل من صیغ الأمر علی أیّ لغة تکون و علی أیّ وزن تکون. و یرد علی طرد هذا التعریف أنّ صیغة افعل علی سبیل الاستعلاء قد تکون للتهدید و التعجیز و نحو ذلک، فإنها ترد لخمسة عشر معنی و لیست بأمر. و یقول العبد الضعیف فی جوابه: إن هذا إنما یرد لو فسّر افعل بما اشتق من مصدره اشتقاق افعل من الفعل. و أما علی التفسیرین الآخرین فلا یرد شی‌ء. و یردّ علی عکس هذا التعریف قول الأدنی للأعلی افعل تبلیغا أو حکایة عن الآمر المستعلی، فإنه أمر و لیس علی طریق الاستعلاء من القائل. قیل مثله لا یعدّ فی العرف مقول هذا القائل الأدنی بل مقول المبلّغ عنه و فیه استعلاء من جهته. أو قیل الأمر اقتضاء فعل غیر کفّ علی سبیل الاستعلاء، سواء کان فی صیغة سمّاها أهل العربیة أمرا أو نهیا أو لا، إذ الاعتبار للمعنی دون الصیغة، فاترک و کفّ و نحوهما نهی نظرا إلی المعنی و إن کان أمرا صیغة، و لا تکف و لا تترک و نحوهما أمر لا نهی انتهی. و لا یخفی أنه اصطلاح و لا مشاحة فیه.
اعلم أنّ من أثبت الکلام النفسی عرّف الأمر علی ما هو النفسی من الطلب و الاقتضاء و ما یجری مجراهما، و النفسی هو الذی لا یختلف بالأوضاع و اللغات. و إنما عرف به لیعلم أن اللفظی هو ما یدل علیه من أی لغة کانت.
و لذا قیل إنّ الأمر بالحقیقة هو ذلک الاقتضاء، و الصیغة سمّیت به مجازا لدلالتها علیه کذا قیل. فالتعریفان الأولان یحتملان الأمر اللفظی و النفسی. و کذا ما قیل إنه طلب فعل غیر کفّ علی جهة الاستعلاء، فإنّ الطلب کما یطلق علی المعنی المصدری کذلک یطلق علی الکلام الدال علی الطلب کما یجی‌ء. و ما قیل إنه اقتضاء فعل الخ تعریف للأمر النفسی.
اعلم أنه قد ذکر أصحابنا فی الأمر و جوّها مزیفة و کذا المعتزلة. أما أصحابنا فقال القاضی: الأمر هو القول المقتضی طاعة المأمور بفعل المأمور به و ارتضاه الجمهور، و اعترض علیه بأنه مشتمل علی الدّور، فإنّ المأمور الواقع فی الحدّ مرتین مشتق من الأمر فیتوقف معرفته علی معرفة الأمر و أیضا الطاعة
______________________________
(1) الشعراء/ 35.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 266
موافقة للأمر. و أجیب بأنّا إذا عرّفنا الأمر بوجه ما ککونه کلاما کفانا ذلک فی أن یعلم المخاطب به و هو المأمور و ما یتضمّنه و هو المأمور به و فعل مضمونه و هو طاعة. و الحاصل أن المأمور و المأمور به و الطاعة لا تتوقف معرفتها علی معرفة الأمر بحقیقته، بل علی معرفته بوجه ما فلا دور. و قیل هو الخبر بالثواب عن الفعل تارة و العقاب علی الترک تارة. و یرد علیه أنه یستلزم الثواب و العقاب حذرا عن الخلف فی خبر الصادق و لیس کذلک. أما الثواب فلجواز إحباط العمل بالرّدة، و أما العقاب فلجواز العفو و الشفاعة. فالأولی أن یقال إنه الخبر باستحقاق الثواب علی الفعل و العقاب علی الترک. و یرد علیهما أنّ الخبر یستلزم إمّا الصدق أو الکذب و الأمر من قبیل الإنشاء المباین للخبر فکیف یجعل أحد المتباینین جنسا للآخر. أمّا المعتزلة فلمّا أنکروا الکلام النفسی و کان الطلب نوعا منه لم یمکنهم تحدیده به، فتارة حدّدوه باعتبار اللفظ فقالوا:
هو قول القائل لمن دونه افعل. و یرد علیه الإیرادان السابقان المذکوران فی التعریف الثانی مع إیراد آخر و هو أن افعل إذا صدر عن الأدنی علی سبیل الاستعلاء لا یکون أمرا. و أجیب بمنع کونه أمرا عندهم لغة و إن سمّی به عرفا.
و المراد بالقول هو اللفظ لأنهم لم یقولوا بالکلام النفسی. و قال قوم هو صیغة افعل مجرّدة عن القرائن الصارفة عن الأمر و فیه أنه تعریف للأمر بالأمر فیشتمل الدّور. و أجیب بأن الأمر المأخوذ فی التعریف بمعنی الطلب. و تارة باعتبار ما یقترن بالصیغة من الإرادة. فقال قوم صیغة افعل بإرادات ثلاث: إرادة وجود اللفظ و إرادة دلالتها علی الأمر و إرادة الامتثال.
و احترز بالأولی عن النائم إذ یصدر عنه صیغة افعل من غیر إرادة وجود اللفظ و بالثانیة عن التهدید و التخییر و نحو ذلک، و بالثالثة عن الصیغة التی تصدر عن المبلّغ و الحاکی فإنه لا یرید الامتثال. و یرد علیه أن فیه تعریف الشی‌ء بنفسه. و أجیب بأن المراد بالأمر الثانی هو الطلب. و غایته أنه استعمل اللفظ المشترک تعویلا علی القرینة. و تارة باعتبار نفس الإرادة فقال قوم الأمر إرادة الفعل. و فیه أنه لو کان الأمر هو الإرادة لوقعت المأمورات کلها لأن الإرادة تخصّص المقدور بحال حدوثه، و إذا لم یوجد لم یحدث، فلا یتصوّر تخصیصه بحال حدوثه. قیل مبنی هذا علی أن الإرادة من اللّه و العبد معنی واحد و أن إرادته فعل العبد یستلزم وقوعه، و هذا لا یطابق أصول المعتزلة و تمام تحقیقه فی الکلام.

فائدة:

لفظ الأمر حقیقة فی الصیغة بالاتفاق مجاز فی الفعل عند الجمهور، و حقیقة عند البعض حتی یکون مشترکا. فقد ذهب أبو الحسین البصری إلی أن لفظ الأمر مشترک بین القول المخصوص و الشی‌ء و الفعل و الصفة و الشأن لتردّد الذهن عند إطلاقه إلی هذه الأمور، و ردّ بالمنع، بل یتبادر الذهن إلی القول المخصوص. و قیل هو حقیقة فی القدر المشترک بین القول و الفعل أعنی هو مشترک معنوی و متواطئ بینهما، و هو مفهوم أحدهما دفعا للاشتراک و المجاز. و بعضهم علی أنه الفعل أعم من أن یکون باللسان أو بغیره.
ثم اختلفوا فی أن صیغة الأمر لما ذا وضعت. فقال الجمهور إنها حقیقة فی الوجوب فقط. و قال أبو هاشم إنها حقیقة فی الندب فقط. و قیل فی الطلب و هو القدر المشترک بین الوجوب و الندب. و قیل مشترکة بین الوجوب و الندب اشتراکا لفظیّا. و قال الأشعری و القاضی بالتوقّف فیهما أی لا ندری أ هو للوجوب أو الندب، و قیل مشترکة بین معان ثلاثة الوجوب و الندب و الإباحة. و قیل للقدر المشترک بین
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 267
الثلاثة و هو الإذن. و قالت الشیعة هی مشترکة بین الوجوب و الندب و الإباحة و التهدید.

فائدة:

ضد الأمر النهی أی کلام دالّ علی طلب الکفّ من «1» الفعل علی سبیل الاستعلاء وضعا، أو هو قول القائل استعلاء لا تفعل، أو هو القول المقتضی طاعة المنهی بترک المنهی عنه، أو قول القائل لمن دونه لا تفعل مجرّدة عن القرائن الصارفة عن النهی، أو صیغة لا تفعل بإرادات ثلاث: وجود اللفظ و دلالته و الامتثال، و علی هذا القیاس. و فوائد القیود و الاعتراضات و الأجوبة ما مرّت فی لفظ الأمر، هذا کله خلاصة ما فی العضدی و حاشیته للتفتازانی و التلویح و الچلپی و المطول و الأطول. و فی تعریفات السید الجرجانی الأمر بالمعروف هو الإرشاد إلی المراشد المنجیة و النهی عن المنکر الزجر عمّا لا یلائم فی الشریعة. و قیل الأمر بالمعروف الدلالة علی الخیر و النهی عن المنکر المنع عن الشر. و قیل الأمر بالمعروف أمر بما یوافق الکتاب و السنة، و النهی عن المنکر نهی عمّا یمیل إلیه النفس و الشهوة. و قیل الأمر بالمعروف إشارة إلی ما یرضی اللّه تعالی من أفعال العبد و أقواله و النهی عن المنکر تقبیح ما ینفر عنه الشریعة و العفة، و هو ما لا یجوز فی دین اللّه تعالی انتهی.

امشیزی:

[فی الانکلیزیة]Amshizi)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Amchizi)mois Egyptien(
بمیم بعدها شین معجمة ثم یاء مثناة تحتانیة ثم راء: اسم شهر فی تاریخ تقویم القبط المحدث.

أم الصبیان:

[فی الانکلیزیة]Epilepsy
[فی الفرنسیة]Epilepsie
عندهم هو الصرع الذی یعرض مع حمّی حادّة محرقة یابسة قشفیة، کذا قال الرازی.
و قیل إنه ضرب من الصرع یخص بهذا الاسم عند عروضه للصبیان، و زعم أنه هو الذی سماه الشیخ بریح الصبیان، و سمّاه غیره بأم الشیاطین و بفزع الصبیان. و أما الحکیم أبو الفرج «2» فقد قال فی المفتاح «3» إن الصرع مطلقا یسمّی بأم الصبیان لکثرة ما یعتریهم. و قیل هو الصرع الصفراوی کذا فی حدود الأمراض.

الإمکان:

[فی الانکلیزیة]Contingency
[فی الفرنسیة]Contingence
عند المنطقیین و الحکماء یطلق بالاشتراک علی معنیین: الأول سلب الضرورة و هو قد یکون بحسب نفس الأمر و یسمّی إمکانا ذاتیا و إمکانا خارجیا و قبولا و هو المستعمل فی الموجهات، و قد یکون بحسب الذهن و یسمّی إمکانا ذهنیا و هو ما لا یکون تصور طرفیه کافیا بل یتردد الذهن بالنسبة بینهما. و سیأتی فی لفظ الضرورة. الثانی القوة القسیمة للفعل و یسمّی بإمکان الاستعداد و بالإمکان الاستعدادی و بالاستعداد و بالقبول أیضا، و هی کون الشی‌ء من شأنه أن یکون و لیس بکائن، کما أنّ الفعل کون الشی‌ء من شأنه أن یکون و هو کائن.
و الفرق بین المعنیین بوجوه: الأول أنّ ما بالقوة لا تکون بالفعل لکونها قسیمة له بخلاف الممکن بالمعنی الأول فإنه کثیرا ما یکون بالفعل. و الثانی أنّ القوة لا تنعکس إلی الطرف الآخر فلا یکون الشی‌ء بالقوة فی طرف وجوده
______________________________
(1) عن (م).
(2) الحکیم أبو الفرج: هو عبد اللّه بن الطّیّب، أبو الفرج. توفی عام 435 ه/ 1043 م. طبیب عراقی، واسع العلم، کثیر التصنیف خبیر بالفلسفة. کان یدرّس الطب و یعالج المرضی. له عدة مصنفات هامة. الأعلام 4/ 94، طبقات الأطباء 1/ 239، ابن العبری 330، هدیة العارفین 1/ 450.
(3) مفتاح الطب للحکیم أبی الفرج علی بن الحسین بن هند (- 430 ه). کشف الظنون 2/ 1762.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 268
و عدمه بخلاف الممکن بالمعنی الأول فإنه ممکن أن یکون و ممکن أن لا یکون. و الثالث أنّ ما بالقوة إذا حصل بالفعل فقد یکون بتغیّر الذات کما فی قولنا الماء هواء بالقوة، و قد یکون بتغیّر الصفات کما فی قولنا الأمّی بالقوة کاتب، بخلاف الممکن بالمعنی الأول، فبین المعنیین عموم من وجه لتصادقهما فی الصورة الثانیة، و صدق الأول فقط فی الصورة الأولی لصدق لا شی‌ء من الماء بهواء بالضرورة، و لصدق الماء هواء بالإمکان، و صدق الثانی فقط حیث یکون النسبة فعلیة. هکذا فی شرح المطالع. قال السیّد السّند فی شرح المواقف و مولانا عبد الحکیم فی حاشیته فی أبحاث الحدوث: الإمکان الاستعدادی مغایر للإمکان الذاتی لأن الإمکان الذاتی اعتباری، یعقل للشی‌ء عند انتساب ماهیته إلی الوجود و هو لازم لماهیة الممکن قائم بها یستحیل انفکاکه عنها، و لا یتصوّر فیه تفاوت بالقوة و الضعف و القرب و البعد أصلا، بخلاف الإمکان الاستعدادی فإنه أمر موجود من مقولة الکیف کما ذهب إلیه المتأخرون من الحکماء، حیث جعلوا الاستعداد قسما رابعا من الکیفیات، و هو قائم بمحل الشی‌ء الذی ینسب إلیه لا به، و غیر لازم له.
و تحقیقه أنّ الممکن إن کفی فی صدوره عن الواجب تعالی إمکانه الذاتی دام بدوامه إذ الواجب تام لا شرط لتأثیره و فاعلیته، و إن لم یکف إمکانه الذاتی فی صدوره عنه تعالی احتاج إلی شرط به یفیض الوجود من الواجب علیه، فإن کان ذلک الشرط قدیما دام أیضا بدوام الواجب و شرطه القدیم، و إن کان حادثا کان الممکن المتوقف علیه حادثا ضرورة لکن ذلک الشرط یحتاج إلی شرط حادث آخر و هلمّ جرا، فیتوقف کل حادث علی حادث إلی غیر النهایة.
فتلک الحوادث إمّا موجودة معا و هو باطل لاستحالة التسلسل فی الأمور المترتبة طبعا أو وضعا مع کونها موجودة معا، و إمّا متعاقبة فی الوجود یوجد بعضها عقیب بعض و لا بدّ له أی لذلک المجموع من محل یختص به أی بالحادث المفروض أو لا، و إلّا کان اختصاص مجموع الحوادث بحادث دون آخر ترجیحا بلا مرجّح.
فإذن لذلک المحل استعدادات متعاقبة کلّ واحد منها مسبوق بالآخر لا إلی نهایة، فکل سابق من الاستعدادات شرط للاحق. و إن کانا بحیث لا یجتمعان معا فی الوجود و مقرب للعلة الموجودة القدیمة إلی المعلول المعین بعد بعدها عنه و مقرب لذلک المعلول إلی الوجود و مبعد له عن العدم فإن المعلول الحادث إذا توقّف علی ما لا یتناهی من الحوادث المتعاقبة، فخروج کلّ منها إلی الوجود یقرب الفاعل إلی التأثیر فی ذلک تقریبا متجددا حتی تصل النوبة إلیه فیوجد، فهذا الاستعداد الحاصل بمحل ذلک الحادث هو المسمّی بالإمکان الاستعدادی لذلک الحادث، و أنه أمر موجود لتفاوته بالقرب و البعد و القوة و الضعف، إذ استعداد النطفة للانسان أقرب و أقوی من استعداد العناصر له، و لا یتصور التفاوت بالقرب و البعد و القوة و الضعف فی العدم. فإذن هو أمر موجود فی محله الموجود و هو المادة و فیه نظر لأن قبوله لهما لیس إلّا وهمیا منتزعا من قرب فیضانه من العلّة و بعده عنها بحسب تحقق الشروط. کیف و لا دلیل علی أن النطفة کیفیة مغایرة للکیفیة المزاجیة التی هی من جملة الملموسات المقربة إلی قبول الصور المتواردة علیها، بل التحقیق أن الإمکان الاستعدادی هو الإمکان الذاتی مقیسا إلی قرب أحد طرفیه بحسب تحقق الشروط. فالمغایرة بین الإمکانین بالاعتبار و حینئذ یجوز قیام استعداد کل حادث به و لا حاجة إلی المحل. هذا قال شارح المطالع: ثم الإمکان الذاتی یطلق علی معان: الأول الإمکان العامی و هو سلب الضرورة المطلقة أی الذاتیة عن أحد طرفی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 269
الوجود و العدم و هو الطرف المخالف للحکم، و ربما یفسّر بما یلازم هذا المعنی و هو سلب الامتناع عن الطرف الموافق، فإن کان الحکم بالإیجاب فهو سلب ضرورة السلب أو سلب امتناع الإیجاب. فمعنی قولنا کل نار حارة بالإمکان أنّ سلب الحرارة عن النار لیس بضروری، أو ثبوت الحرارة للنار لیس بضروری. و معنی قولنا لا شی‌ء من الحار ببارد بالإمکان أن إیجاب البرودة للحار لیس بضروری أو سلبها عنه لیس بممتنع و ما لیس بممکن ممتنع و لما قوبل سلب ضرورة أحد الطرفین بضرورة ذلک الطرف انحصرت المادة فی الضرورة و اللاضرورة بحسب هذا الإمکان. فإن قلت الإمکان بهذا المعنی شامل لجمیع الموجهات فلو کانت الضرورة مقابلة له کان قسم الشی‌ء قسیما له، قلت له اعتباران من حیث المفهوم، و بهذا الاعتبار یعمّ الموجهات و من حیث نسبته إلی الإیجاب و السلب متقابلة الضرورة لأنه إذا کان إمکان الإیجاب تقابله ضرورة السلب و إن کان إمکان السلب تقابله ضرورة الإیجاب. الثانی الإمکان الخاصی و هو سلب الضرورة الذاتیة عن الطرفین أی الطرف الموافق للحکم و المخالف جمیعا، کقولنا بالإمکان الخاص کل کاتب إنسان و لا شی‌ء من الإنسان بکاتب و معناهما أن سلب الکتابة عن الإنسان و إیجابها له لیسا بضروریین فهما متّحدان معنی لترکّب کلّ منهما من إمکانین عامین موجب و سالب. و الفرق لیس إلّا فی اللفظ.
و إنما سمّی خاصا لأنه المستعمل عند الخاصة من الحکماء و هو المعدود فی الأمور العامة کما یجی‌ء فی لفظ الوجوب مع بیان فوائد اخری.
ثم إنهم لمّا تأملوا المعنی الأول کان الممکن أن یکون و هو ما لیس بممتنع أن یکون واقعا علی الواجب و علی ما لیس بواجب و لا ممتنع بل ممکن خاص و الممکن أن لا یکون و هو ما لیس بممتنع أن لا یکون واقعا علی الممتنع و علی ما لیس بواجب و لا ممتنع فکان وقوعه علی ما لیس بواجب و لا ممتنع فی حالیه لازما فأطلقوا اسم الإمکان علیه بالطریق الأولی فحصل له قرب إلی الوسط بین طرفی الإیجاب و السلب و صارت المواد بحسبه ثلاثة إذ فی مقابلة سلب ضرورة الطرفین سلب ضرورة أحد الطرفین، و هی إما ضرورة الوجود أی الوجوب أو ضرورة العدم أی الامتناع، و لا یمتنع تسمیة الأول عاما و الثانی خاصا لما بینهما من العموم و الخصوص المطلق؛ فإنه متی سلبت الضرورة عن الطرفین کانت مسلوبة عن أحدهما من غیر عکس کلی. الثالث الإمکان الأخص و هو سلب الضرورة المطلقة أی الذاتیة و الوصفیة و الوقتیة عن الطرفین و هو أیضا اعتبار الخواص، و إنما اعتبروه لأن الإمکان لما کان موضوعا بإزاء سلب الضرورة فکلما کان أخلی عن الضرورة کان أولی باسمه فهو أقرب إلی الوسط بین الطرفین، فإنهما إذا کانا خالیین عن الضرورات کانا متساویتی النسبة و الاعتبارات بحسبه ستة، إذ فی مقابلة سلب هذه الضرورات عن الطرفین ثبوت إحداها فی أحد الطرفین و هی ضرورة الوجود بحسب الذات أو بحسب الوصف أو بحسب الوقت، أو ضرورة العدم بحسب الذات أو بحسب الوصف أو بحسب الوقت. الرابع الإمکان الاستقبالی و هو إمکان یعتبر بالقیاس إلی الزمان المستقبل فیمکن اعتبار کل من المفهومات الثلاثة بحسبه لأن الظاهر من کلام الکشف و المصنف اعتبار الإمکان الأخص.
فالأول أی الإمکان العام أعم من البواقی. ثم الإمکان الخاص أعم من الباقیین و الإمکان الأخص أعم من الإمکان الاستقبالی لأنه متی تحقق سلب الضرورة بحسب جمیع الأوقات تحقق سلبها بحسب المستقبل من غیر عکس، لجواز تحققها فی الماضی و الحال. قال الشیخ:
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 270
الإمکان الاستقبالی هو الغایة فی الصرافة فإن الممکن ما لا ضرورة فیه أصلا لا فی وجوده و لا فی عدمه فهو مباین للمطلق لأن المطلق ما یکون الثبوت أو السلب فیه بالفعل فیکون مشتملا علی ضرورة ما، لأن کلّ شی‌ء یوجد فهو محفوف بضرورة سابقة و ضرورة لا حقة بشرط المحمول. و البعض شرط فی إمکان الوجود فی الاستقبال العدم فی الحال و بالعکس أی شرط فی إمکان العدم فی الاستقبال الوجود فی الحال، و ألحق عدم الالتفات إلی الوجود و العدم فی الحال و الاقتصار علی اعتبار الاستقبال.

أم الکتاب:

[فی الانکلیزیة]Mother of the book: table of God's decrees،first chapter of the Coran،the first intellect
[فی الفرنسیة]Mere du livre: table des decrets de Dieu،premier chapitre du Coran،l'intellect premier
أهل الکتاب هو اللوح المحفوظ، و أیضا سورة الفاتحة و الآیات المحکمات. و فی اصطلاح السالکین: هو العقل الأوّل. و هو إشارة لمرتبة الوحدة. یقول الشاعر: إنّ اسم العقل الأوّل هو أمّ الکتاب فافهم و اللّه أعلم بالصواب «1». کذا فی کشف اللغات. و مرتبة الوحدة علی ما یجی‌ء عبارة عن علمه تعالی لذاته و صفاته و لجمیع موجوداته علی وجه الإجمال. و فی الإنسان الکامل أم الکتاب عبارة عن ماهیة کنه الذات المعبّر عنها من بعض وجوهها بماهیات الحقائق التی لا یطلق علیها اسم و لا وصف و لا نعت و لا وجود و لا عدم و لا حق و لا خلق. و الکتاب هو الوجود المطلق الذی لا عدم فیه، فکانت ماهیة الکنه أم الکتاب لأن الوجود مندرج فیها اندراج الحروف فی الدواة، و لا یطلق علی الدواة باسم شی‌ء من أسماء الحروف مهملة کانت أو معجمة، فکذلک ماهیة الکنه لا یطلق علیها اسم الوجود و لا اسم العدم لأنها غیر معقولة، و الحکم علی غیر المعقول محال، فلا یقال بأنها حق أو خلق و لا غیر و لا عین و لکنها عبارة عن ماهیة لا تنحصر بعبارة إلّا و لها ضد تلک من کل وجه، و هی الألوهیة باعتبار، و من وجه هی محل الأشیاء و مصدر للوجود و الوجود فیها بالفعل «2». و لو کان العقل یقتضی أن یکون الوجود فی ماهیة الحقائق بالقوة کوجود النخلة فی التمر، و لکن الشهود یعطی الوجود منها بالفعل لا بالقوة للمقتضی الذاتی الإلهی، لکن الإجمال المطلق هو الذی حکم علی العقل أن یقول بأن الوجود فی ماهیة الحقائق بالقوة بخلاف الشهود فإنه یعطیک الأمر المجمل مفصلا علی أنه فی نفس ذلک التفصیل باق علی إجماله و هذا أمر ذوقی.
إذا علمت أن الکتاب هو الوجود المطلق تبیّن لک أنّ الأمر الذی لا یحکم علیه لا بالوجود و لا بالعدم هو أم الکتاب و هو المسمّی بماهیة الحقائق لأنه الذی تولّد منه الکتاب، و لیس الکتاب إلّا وجها واحدا من وجهی کنه الماهیة لأن الوجود أحد طرفیها، و العدم هو الثانی. و لهذا ما قیلت العبارة بالوجود و لا بالعدم لأن ما فیها وجه من هذه الوجوه إلّا و فیها ضدها. فالکتاب النازل علی محمد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم هو عبارة عن أحکام الوجود المطلق و هو علم الکتاب و إلیه أشار الحق
______________________________
(1) أصل کتاب که لوح محفوظ است و نیز سوره فاتحة و آیات محکمات. و در اصطلاح سالکان عقل أول را گویند که اشارت به مرتبه وحدت.
عقل أول نام أو أم الکتاب فهم کن و اللّه أعلم بالصواب
(2) بالفعل (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 271
بقوله: وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی کِتابٍ مُبِینٍ «1».
اعلم أنّ اللوح عبارة عن مقتضی التعین من ذلک الوجود فی الوجود علی الترتیب الحکمی لا علی المقتضی الإلهی الغیر المنحصر، فإن ذلک لا یوجد فی اللوح مثل تفصیل أهل الجنة و النار و أهل التجلّیات و ما أشبه ذلک، و لکنه موجود فی الکتاب، و الکتاب کلی عام و اللوح جزئی خاص، انتهی ما فی الإنسان الکامل.

أم ملدم:

[فی الانکلیزیة]The fever
[فی الفرنسیة]La fievre
عند الأطباء هو الحمّی و ملدم بکسر المیم و سکون اللام و فتح الدال المهمة.

الأمناء:

[فی الانکلیزیة]Esoterics)mystical sect(Les
[فی الفرنسیة]esoteriques)secte mystique(
هم الملامتیة «2»، و هم الذین لم یظهروا مما فی بواطنهم أثرا علی ظواهرهم، و تلامذتهم یتقلّبون فی مقامات أهل الفتوّة، کذا فی اصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم.

الأمّهات:

[فی الانکلیزیة]Elements and natures
[فی الفرنسیة]Les elements et les natures
عند الحکماء هی العناصر و فی کشف اللغات: الأمّهات فی اصطلاح الحکماء هی العناصر و الطبائع، کما أنّ کلمة الآباء فی اصطلاحهم هی الأفلاک و الأنجم. انتهی.
و الأمّهات فی اصطلاح أهل الرّمل عبارة عن أربعة أشکال بحیث فی وقت تحریک زایجه فإنّها تقع فی الخانات الأربع الأولی «3».

أمّهات الأسماء:

[فی الانکلیزیة]The four divine names
-[فی الفرنسیة]Les quatre noms divins
فی اصطلاح الصوفیة هی الأسماء الإلهیّة الأربعة أی: الأوّل و الآخر و الظاهر و الباطن، کذا فی کشف اللغات «4».

الأمّهات السفلیة:

[فی الانکلیزیة]The four elements
[فی الفرنسیة]Les quatre elements
هی العناصر الأربعة.

الأمّهات العلویة:

[فی الانکلیزیة]Sciences of the spirit
[فی الفرنسیة]Les sciences de l'esprit
هی علم العقول و النفوس و الأرواح کذا فی کشف اللغات.

أم الهیولی:

[فی الانکلیزیة]Mother of the material،table
[فی الفرنسیة]La mere de la matiere،la table
عند الصوفیة هو اللوح کما سیجی‌ء فی لفظ اللوح.

الأمور الاعتباریة:

[فی الانکلیزیة]Universale
[فی الفرنسیة]Universale
و تسمّی أمورا کلیة أیضا. هی عند
______________________________
(1) الأنعام/ 59.
(2) الملامتیة: و یقال لها أیضا الملامیة، و هی فرقة صوفیة ظهرت فی النصف الثانی من القرن الثالث الهجری فی مدینة نیسابور بخراسان. و هؤلاء کانوا یکتمون أحوالهم و یخفون عن الناس أنهم صوفیة و یحسنون سلوکهم بین الناس و یتّقون اللّه بقلوبهم، و لا یهمهم رضا البشر ما دامت قلوبهم مطمئنة بإرضاء اللّه. و الملامتی أرفع من المتصوف و أدنی من الصوفی. و من الملامتیة فرقة أخری تدّعی التصوف فقط فی الأعمال الظاهرة و یسمّون أحیانا (قلندریة). عوارف المعارف 1/ 232- 236، رسالة الملامتیة، 24 و ما بعدها. رسالة القشیری (صفات الفیتاری) 134 و ما بعدها، الشعرانی 1/ 134.
(3) امهات در اصطلاح حکما عناصر و طبائع را گویند چنانکه آباء در اصطلاح‌شان افلاک و انجم را گویند انتهی و امهات در اصطلاح اهل رمل عبارت است از چهار شکل که در وقت کشیدن زایجه در چهار خانه أولین واقع شوند.
(4) در اصطلاح صوفیه چهار اسمای الهیه را گویند یعنی الاول، و الآخر و الظاهر و الباطن کذا فی کشف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 272
المتکلمین و الحکماء تطلق علی الأمور التی لا وجود لها فی الخارج، و قد تطلق بمعنی الفرضیات. ثم إنّهم ذکروا لمعرفة الأمور الاعتباریة بالمعنی الأول قاعدتین: إحداهما کل ما تکرّر مفهومه أی یتصف أیّ شخص یفرض منه بمفهومه فهو اعتباری. أعنی کل مفهوم جنسا کان أو نوعا عالیا أو سافلا یکون بحیث إذا فرض منه أیّ فرد کان موجودا وجب أن یتصف ذلک الفرد بذلک المفهوم حتی یوجد فیه ذلک المفهوم مرتین، مرة علی أنه حقیقته أی تمام ماهیة ذلک الفرد محمول علیه مواطأة و مرة علی أنه صفة قائمة به أی محمول علیه اشتقاقا فإنه یجب أن یکون اعتباریا لا وجود له فی الخارج و إلّا لزم التسلسل فی الأمور الخارجیة المترتبة الموجودة معا. قیل المراد مطلق الحمل اشتقاقا کان أو مواطأة لأن مفهومی الموجود و الوجود کلاهما یتکرر أن أحدهما یصدق علی الأفراد اشتقاقا و الآخر مواطأة فههنا أربع صور.
إن قیل هاهنا صورة أخری و هی أنّ یتحقق العرضی فی أفراده مرتین مرة بأن یحمل علیها مواطأة و مرة بأن یحمل علیها اشتقاقا کالوجود علی تقدیر عرضیته للوجود الخاص. قلت هذه الصورة ممتنعة التحقق لأن الوجود مثلا لو کان عرضیا للوجود الخاص کان الموجود عرضا لمفهوم الوجود الخاص لاستلزام عرضیة المشتق منه عرضیة المشتق لأنه لو لم یستلزم صدق المشتق علی الماهیة من حیث هی من غیر اتصافها بمبدإ الاشتقاق، فلا یتحقق الفرق بین صدق الموجود علی مفهوم الوجود الخاص و صدقه علی ما یصدق هو علیه، مع أن الفرق بینهما ضروری، انتهی. مثاله القدم و الحدوث و نحوهما کالمعقولات الثانیة فإن القدم لو وجد منه فرد لقدم ذلک الفرد و إلّا لکان ذلک الفرد حادثا مسبوقا بالعدم، فیلزم حدوث القدیم.
الثانیة کل ما لا یجب من الصفات تأخره عن الوجود أی وجود الموصوف فهو اعتباری کالوجود فإنه علی تقدیر زیادته یجب أن یکون من المعقولات الثانیة إذ لا یجب أن یکون ثبوتها للماهیة متأخرا عن وجودها بل یمتنع ذلک، و کذا الحال فی الحدوث و الذاتیة و العرضیة و أمثالها فإنها صفات لا یجب تأخرها عن وجود موصوفاتها فی الخارج، فیجب أن تکون اعتباریة، و إلّا لجاز اتصاف الماهیة حال عدمها فی الخارج بصفة موجودة فیه، و أنه محال بالضرورة، کذا فی شرح المواقف و حاشیته للمولوی عبد الحکیم و مرزا زاهد فی المرصد الثالث من موقف الأمور العامة.

الأمور الطبیعیة:

[فی الانکلیزیة]Natural necessary parts
-[فی الفرنسیة]Parties naturelles necessaires
هی عند الأطباء المبادی التی یبتنی علیها وجود الإنسان و بها یکون قوامه. و لو فرض عدم شی‌ء منها لم یکن له وجود أصلا، و هی سبعة:
الأرکان و الأمزجة و الأخلاط و الأعضاء و الأرواح و القوی من الطبیعة و النفسانیة و الحیوانیة و الأفعال. و إنما نسبت تلک الأمور إلی الطبیعة لأنها إمّا مادة لما هی فیه و هی الأرکان و الأخلاط و الأعضاء و الأرواح، أو صورة له و هی الأمزجة و القوی إذ الأمزجة هی الصور الأول و القوی هی الصور الثانیة، أو غایة له و هی الأفعال. و قیل الأرکان و الأخلاط و الأعضاء و الأرواح کالمادة و الأمزجة و القوی کالصورة. و ألحق الأطباء الأفعال بها للتعلّق الشدید بین القوة و الفعل، کذا فی الأقسرائی شرح الموجز. و زاد بعض الأطباء أربعة أخری و هی الأسنان و الألوان و السحنات و الفرق بین الذکر و الأنثی، و أراد بالأمور المنسوبة إلی الطبیعة الداخلة فی بقاء الإنسان و ما یجری مجراها، و لا مشاحة فی الاصطلاحات کذا فی بحر الجواهر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 273

الأمور العامة:

[فی الانکلیزیة]General questions
[فی الفرنسیة]Les questions generales
هی عند المتکلمین و الحکماء الأمور التی لا تختص بقسم من أقسام الموجود من الواجب و الجوهر و العرض. فإمّا أن تشتمل الأقسام الثلاثة کالوجود و الوحدة فإن کل موجود و إن کان کثیرا له وحدة ما باعتبار و کالماهیة و التشخّص عند القائل بأن الواجب له ماهیة مغایرة لوجوده و تشخّص مغایر لماهیته، أو تشتمل الاثنین منها کالإمکان الخاص و الحدوث و الوجوب بالغیر و الکثرة و المعلولیة فإنها کلها مشترکة بین الجوهر و العرض، فعلی هذا لا یکون العدم و الامتناع و الوجوب الذاتی و القدم من الأمور العامة، و یکون البحث عنها فی الأمور العامة علی سبیل التبعیة. و قد یقال الأمور العامة ما یتناول المفهومات بأسرها [أما علی سبیل الاطلاق کالإمکان العام] «1»، أو علی سبیل التقابل بأن یکون هو مع ما یقابله متناولا لها جمیعا و یتعلق لکل منهما أی من هذین المتقابلین غرض علمی کالوجود و العدم. و بهذا القید خرج کل مفهوم مع ما یقابله لشمولهما جمیع المفهومات، إلّا أنه لا یتعلّق بشی‌ء منهما غرض علمی کالإنسان و الإنسان، أو یتعلّق بأحدهما فقط کالوجوب و اللاوجوب [إذ هو] «2» لیس من الامور العامة. و معنی تعلق الغرض العلمی عند المتکلم ان یتعلّق به إثبات العقائد الدینیة تعلّقا قریبا أو بعیدا، فإن غرض المتکلّم من البحث عنها إثبات العقائد الدینیة. و علی هذا فقس معنی تعلّقه عند الحکیم. هذا خلاصة ما فی شرح المواقف و حاشیته للمولوی عبد الحکیم.

الأمور الکلیة:

[فی الانکلیزیة]Universal questions
[فی الفرنسیة]Les questions universalles
و هی فی اصطلاح السالکین ما لا یمکن دفعه و إبعاده عن العقل، و لا یمکن وجدانه فی العین. و بعبارة أخری: هو ما کان موجودا و معدوما فی الخارج یعنی فی الخارج الذاتی لا یکون، حیث یسمّی حیاة و علما. إذا الأمور الکلیة بعینها هی أمور اعتباریة بالمعنی الأوّل «3».

امیری:

[فی الانکلیزیة]Imposition،constraint
[فی الفرنسیة]Imposition،contrainte
بالمیم عند الصوفیة هی: اجراء الإرادة علی السالک «4».

الإنابة:

[فی الانکلیزیة]Devotion،repentance
[فی الفرنسیة]Devotion،repentir
عند السالکین هی الرجوع من الغفلة إلی الذکر. و قیل التوبة فی الظاهر أی فی الأفعال الظاهرة من المعاصی. و الإنابة فی الباطن أی فی الافعال الباطنة مما بینه و بین اللّه، کذا فی مجمع السلوک. و سیجی‌ء فی لفظ التوبة أیضا و فی شرح القصیدة الفارضیة الإنابة الرجوع إلی اللّه من کل شی‌ء. قال الشیخ شهاب الدین:
المنیب من لم یکن له مرجع سواه فیرجع إلیه من رجوعه ثم یرجع من رجوع رجوعه، فیبقی شیخا لا وصف له قائما بین یدی الحق تعالی مستغرقا فی عین الجمع. و قیل الإنابة الرجوع
______________________________
(1) [إما علی سبیل الإطلاق کالإمکان العام] (+ م، ع).
(2) إذ هو (+ م، ع).
(3) و آن در اصطلاح سالکان آن را گویند که ممکن نباشد راندن و دور کردن آن از عقل و ممکن نباشد یافتن آن در عین و بعبارت دیگر آنکه موجود باشد و معدوم باشد در خارج یعنی در خارج ذاتی نباشد که او را حیات و علم نام نهاده شود کذا فی کشف اللغات پس امور کلیه بعینها امور اعتباریه باشد بمعنی اوّل.
(4) بمیم نزد صوفیه اراده خود را جاری کردن بود بر سالک.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 274
منه إلیه تعالی لا من شی‌ء غیره، فمن رجع من غیره فقد ضیع الإنابة انتهی. و فی خلاصة السلوک الإنابة ترک الإصرار و ملازمة الاستغفار.
و قیل الفرار من الخلق إلی الحق. و قال أهل الکلام إخراج القلب عن ظلمات الشبهات.
و قیل الإنابة علی ثلاثة أوجه: إنابة من السیئات إلی الحسنات، و إنابة من کل ما سوی اللّه إلی اللّه، و إنابة من اللّه إلی اللّه. و عن أبی القاسم:
إنابة العبد أن یرجع إلی ربه بنفسه و بقلبه و روحه. فإنابة النفس أن یشغلها بخدمته، و إنابة القلب تخلیته عما سواه، و إنابة الروح دوام الذکر حتی لا یذکر غیره و لا یتکفّأ إلّا به.
و قال بعض أهل المعرفة: الإنابة هی الإخلاص فی جمیع الأحوال و الأفعال.

الأنانیة:

[فی الانکلیزیة]Egotism،the I
[فی الفرنسیة]Egoisme،moite
رؤیة النّفس و أیضا کلّ ما یضیفه العبد لنفسه کأن یقول: نفسی و روحی و ذاتی. و ذاتیة الحقّ وجودیة بینما ذاتیة الخلق عدمیّة. و هذا عند السالکین هو الشّرک الخفی «1». و لذا وقع فی بعض الرسائل الأنینیة عبارة عن الحقیقة التی یضاف إلیها کل شی‌ء من العبد کقولک نفسی و روحی و یدی، و هذا کلّه شرک خفی. و فی التحفة المرسلة «2»: الأنینیة عبارة عن أن تکون حقیقتک و باطنک غیر الحق، و نفی الأنینیة هی عین معنی لا إله ثم إثبات الحق سبحانه فی باطنک ثانیا عین معنی إلّا اللّه.

الإنباء:

[فی الانکلیزیة]Information
[فی الفرنسیة]Information
بکسر الهمزة و بالباء الموحدة لغة و کذا عند المتقدمین من أهل الحدیث بمعنی الإخبار إلّا فی عرف المتأخرین منهم فهو للإجازة کذا فی شرح النخبة.

ان پیرنج آی:

[فی الانکلیزیة]An -Pirinj -Ay)Turkish month(
[فی الفرنسیة]-An -Pirinje -Ay)mois turc(
اسم شهر من أشهر الترک «3».

الانتحال:

[فی الانکلیزیة]Plagiarism
[فی الفرنسیة]Plagiat
بالحاء قسم من السرقة و هو النسخ.

الانتشار:

[فی الانکلیزیة]Priapism
[فی الفرنسیة]Priapisme
هو مصدر من باب الافتعال و هو عند الأطباء صیرورة الثقبة العنبیة أوسع مما هی علیه فی الطبع، و یطلق علی نعوظ الذّکر و انتفاخ عصبة الدابة من تعب، و هو عیب؛ کذا فی بحر الجواهر و قد سبق فی لفظ الاتساع ذکره أیضا.

الانتفاش:

[فی الانکلیزیة]Card
[فی الفرنسیة]Cardage
بالفاء هو أن تتباعد الأجزاء بعضها عن بعض و یداخلها الهواء أو جسم غریب کالقطن المنفوش، و یقابله الاندماج. و سیأتی فی لفظ التخلخل.

الانتقاد:

[فی الانکلیزیة]Argumentation،research of the causes
[فی الفرنسیة]Argumentation،recherhe des causes
بالقاف من باب الافتعال یقال نقدت الدراهم و انتقدتها أی أخرجت منها الزیف کما فی الصراح، و النقدان یستعمل فی عرف الفقهاء بمعنی الذهب و الفضة. و الانتقاد عند المحدّثین التعلیل و المنتقد هو الحدیث الذی فیه علّة؛ و المراد بالعلّة هی العلّة بالمعنی اللغوی فیشتمل الشاذ و المعلل، فمن المنتقد ما یختلف فیه
______________________________
(1) بالفتح منی و خودبینی و نیز هرچه آن را بنده به خود مضاف گرداند چنانکه گوید نفس من و روح من و ذات من. و انانیت حق وجودیه است و انانیت ما عدمیه است لان العبد و ما فی یده لمولاه کذا فی کشف اللغات و این نزد سالکان شرک خفی است.
(2) التحفة المرسلة إلی النبی لمحمد بن فضل اللّه الهندی البرهانبوری (- 1029 ه) و له شرح علیها. إیضاح المکنون 257.
GALS، II، 716
. (3) اسم ماهیست در تاریخ ترک.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 275
الروایة بالزیادة و النقص من رجال الإسناد، فإن أخرج صاحب الصحیح الطریق المزیدة و علّله الناقد بالطریق الناقصة فهو تعلیل مردود، و إن أخرج صاحب الصحیح الطریق الناقصة و علّله الناقد بالطریق المزیدة تضمن اعتراضه دعوی انقطاع فیما صححه. و منه ما یختلف الروایة فیه بتغیر بعض الإسناد، و منه ما تفرّد بعض الرواة فیه دون من هو أکثر عددا أو ضبطا ممن لم یذکرها. و منه ما تفرّد به بعضهم ممن ضعّف منهم. و منه ما حکم فیه بالوهم علی بعض الرواة. و منه ما اختلف فیه بتغیر بعض ألفاظ المتن. هکذا یستفاد من بعض حواشی النخبة.
و فی الإرشاد الساری «1» توضیح لذلک. و الانتقاد عند أهل التّعمیة عبارة عن الإشارة إلی بعض الحروف من أجل التصرّف فیها بوجه من الوجوه، مثل: أوّل و مفتح و روی و رأس، و أمثال ذلک و مرادهم الحرف الأول. و آخر و أمد و النهایة و الذّیل، و أمثال ذلک، و إنما قصدهم الحرف الأخیر للکلمة. کما یقولون القلب و الوسط و المرکز و الواسطة و أمثال ذلک، و إنّما مرادهم الحروف الوسطی من الکلمة. مثل کلمة فرد و قد جمعت بکلمة شمس. یقول الشاعر:
إن یلقی الرأس مکان قدمک أکون رئیس الرؤساء و الشمس تاجی
و المراد: إن توضع السین بعد شم.
نحصل علی کلمة شمس. و مثال آخر: بنور اللّه.
قال الشاعر:
متی القی قدّک الصبر من الصنوبر فالأقاحی تضع رأسها فی طریقک بشکل متوالی
و المراد: إذا حذفنا حروف کلمة الصبر من کلمة الصنوبر فیبقی منها نو و کلمة لا له: «زهرة الأقحوان» أمام الطریق و هو «راه» تلقی ثم تجمع مع نو فیحصل معنا نور اللّه. و هذا العمل من أقسام العمل التسهیلی. کذا فی بعض الرسائل لمولانا عبد الرحمن الجامی «2».

الانتقال:

[فی الانکلیزیة]Phase،transfer
[فی الفرنسیة]Phase،transfert
هو فی علم النجوم عبارة عن تحویل القمر. قالوا تحویلات القمر تسمّی انتقالات.
و فی علم الکلام عبارة عن حصول الشی‌ء فی حیّز بعد أن کان فی حیّز آخر. و هذا انتقال الجوهر. و أمّا انتقال العرض فهو أن یقوم عرض بعینه بمحل بعد قیامه بمحل آخر، کذا فی شرح المواقف فی بحث: العرض لا ینتقل. و فی علم الجدل هو أن ینتقل المستدلّ إلی استدلال غیر الذی کان أخذ فیه، لکون الخصم لم یفهم وجه الدلالة من الأول کما فی مناظرة الخلیل الجبار لما قال ربی الذی یحیی و یمیت، فقال الجبار أنا أحیی و أمیت، ثم دعی بمن وجب علیه القتل فأعتقه، و من لا یجب علیه فقتله فعلم الخلیل
______________________________
(1) إرشاد الساری لشرح صحیح البخاری لشهاب الدین أبی العباس أحمد بن محمد بن أبی بکر القسطلانی المصری (- 923 ه)، فرغ من تألیفه سنة 916 ه، بولاق، 1276 ه فی 10 أجزاء. کشف الظنون 552. معجم المطبوعات العربیة 128
(2) و انتقاد نزد أهل تعمیه عبارتست از اشاره کردن بعضی از حروفها از برای تصرف کردن در ان بوجهی از وجوه چنانکه اوّل و مفتح و وری و سر و امثال ان گویند و حرف نخستین مراد دارند و آخر و أمد و نهایت و دامن و امثال ان بکریند و حرف آخر کلمه قصد کنند و دل و میانه و مرکز و واسطه و مانند ان پویند و حروف وسط کلمه مراد دارند جون فرد باشد چنانکه در معمی باسم شمس.
گر دست دهد به پایت افکندن سر باشم سر سروران خورشید افسر
یعنی اگر سین را به پای شم اندازند شمس حاصل آید مثال دیگر معمی باسم نور اللّه.
جو برتابد قدت صبر از صنوبر پیاپی لاله در راهت نهد سر
یعنی اگر لفظ صبر از صنوبر دور کنند نو باقی ماند و لاله در پای راه اندازند و مجموع جمع کنند نور اللّه حاصل آید و این عمل از اقسام اعمال تسهیلی است کذا فی بعض الرسائل لمولانا عبد الرحمن الجامی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 276
أنه لم یفهم معنی الإحیاء و الإماتة، فانتقل علیه الصلاة و السلام منه إلی أن قال فَإِنَّ اللَّهَ یَأْتِی بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِی کَفَرَ «1» ای الجبار و لم یمکنه أن یقول أنا الآتی بها لأنّ من هو أسن منه یکذبه، کذا فی الاتقان فی نوع جدل القرآن. قال فی التوضیح:
اعلم أنّ الانتقال هو أن ینتقل المستدل من کلام إلی کلام آخر و هو إنما یکون قبل أن یتم إثبات الحکم الأول و أقسامه المعتبرة فی المناظرة أربعة: الأول الانتقال إلی علة أخری لإثبات علة القیاس و هو صحیح، لکن لا یسمّی انتقالا حقیقة لأن الانتقال حقیقة أن یترک الکلام الأول بالکلیة و یشتغل بالآخر کما فی قصة الخلیل علیه الصلاة و السلام. و إنما أطلق الانتقال علیه لأنه ترک هذا الکلام و اشتغل بکلام آخر. و الثانی الانتقال إلی علة لإثبات حکم القیاس و هو لیس بصحیح علی الأصح. و الثالث الانتقال إلی علّة أخری لإثبات حکم آخر یحتاج إلیه حکم القیاس. و الرابع الانتقال إلی حکم یحتاج إلیه حکم القیاس بأن یثبت بعلّة القیاس و أمثلة الجمیع تطلب منه أی من التوضیح.

الانتکاث:

[فی الانکلیزیة]Perfidy،relapse
[فی الفرنسیة]Perfidie،rechute
بالکاف علی أنه مصدر من باب الافتعال.
و هو فی اللغة الفارسیة نقض العهد (شکسته شدن عهد). و أمّا فی اصطلاح المنجّمین فهو من أنواع الاتّصال بین الکواکب مثل: أن یکون کوکب متوجها بالنّظر أو التناظر أو المحاسدة إلی إحدی العقدتین و قبل تمام الاتّصال یصیر أحد الکوکبین راجعا أو مستقیما أو بطیئا أو سریعا. و هکذا یبطل النظر و التناظر أو المحاسدة. و بمعنی آخر: لا یصل الکوکب إلی درجة إتمام النّظر أو التناظر أو المحاسدة.
و یقال لهذا البطلان انتکاسا. و هذا لا یقع للنیّرین. کذا فی توضیح التقویم. و قد مرّ هذا البحث فی مادة الاتصال أیضا «2».

الأنحاء التعلیمیة:

[فی الانکلیزیة]The eight heads
[فی الفرنسیة]Les huit tetes
سبقت فی المقدمة فی بیان الرءوس الثمانیة.

الانحراف:

[فی الانکلیزیة]Declination
[فی الفرنسیة]Declination
فی اللغة المیل إلی الحرف أی الطرف.
و عند أهل الهیئة هو میل القطر المار بالبعدین الأوسطین من التدویر عن سطح المائل و یسمّی بعرض الوراب و الالتواء أیضا و هو مختص بالسفلیین، و یجی‌ء فی لفظ العرض. و انحراف سمت القبلة عندهم قوس من دائرة الأفق ما بین خط سمت القبلة و خط نصف النهار بشرط أن لا یکون أزید من ربع الدور، هکذا ذکر العلی البرجندی فی شرح بیست باب.

الانحطاط:

[فی الانکلیزیة]Descent
[فی الفرنسیة]Chute،descente
هو عند أهل الهیئة مقابل الارتفاع و سیجی‌ء.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 276 الانحطاط الجزئی: … ص: 276

الانحطاط الجزئی:

[فی الانکلیزیة]Feebleness
[فی الفرنسیة]Deprime
هو زمان الراحة و هو من أزمان الصحة کذا فی بحر الجواهر.
______________________________
(1) البقرة/ 258.
(2) در لغت شکسته شدن عهد است و در اصطلاح منجمان نوعیست از انواع اتصالات گفته‌اند که چون کوکب متوجه بنظر یا تناظر یا محاسده بیکی از عقدتین بود پیش از تمام اتصال یک کوکب راجع یا مستقیم یا بطی یا مربع شود و ان نظر یا تناظر یا محاسده باطل شود یعنی کوکب بحد اتمام نظر یا تناظر یا محاسده نرسد ان بطلان را انتکاث گویند و با نیرین انتکاث نیفتد کذا فی توضیح التقویم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 277

الانحطاط الکلّی:

[فی الانکلیزیة]False feebleness -Pseudo
[فی الفرنسیة]deprime
عند الأطباء استیلاء القوة البدنیة علی المادة المرضیة، و قد یراد الانحطاط الغیر الحقیقی.

الانحلال:

[فی الانکلیزیة]Analysis،disjunction،hemolysis
[فی الفرنسیة]Analyse،disjonction،hemolyse
عند المنطقیین هو التحلیل کما عرفت.
و انحلال الفرد عند الأطباء تفرق اتصال یحدث الأعضاء المتشابهة. و یظهر من القانون «1» أنه مرادف لتفرق الاتصال سواء کان فی الأعضاء المتشابهة أو الآلیة. کذا فی حدود الأمراض.

الانخفاض:

[فی الانکلیزیة]Depression
[فی الفرنسیة]Depression
بالفاء عند أهل الهیئة هو مقابل الاستعلاء کما سیجی‌ء.

الانخلاع:

[فی الانکلیزیة]Dislocation،luxation
[فی الفرنسیة]Dislocation،luxation
مصدر من باب الانفعال و هو عند الأطباء زوال العضو عن موضعه کما فی بحر الجواهر.

الاندماج:

[فی الانکلیزیة]Amalgamation
[فی الفرنسیة]Amalgamation
و سیأتی ذکره فی لفظ التخلخل.

الانزعاج:

[فی الانکلیزیة]Piety
[فی الفرنسیة]Piete
تحرّک القلب إلی اللّه تعالی بتأثیر الوعظ و السماع فیه، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

الأنس:

[فی الانکلیزیة]Delight،familiarity
[فی الفرنسیة]Rejouissance،familiarite
بضم الألف و سکون النون هو فی اللغة آرام یافتن به چیزی الاستئناس بالشی‌ء. و عند الصوفیة یطلق علی أنس خاص و هو الأنس باللّه و کذا المؤانسة. و فی مجمع السلوک الأنس عند الصوفیة حال شریف و هو التذاذ الروح بکمال الجمال. و فی موضع آخر منه الأنس ضد الهیبة. و قال الجنید: الأنس ارتفاع الحشمة مع وجود الهیبة. و معنی ارتفاع الحشمة هو أن یغلب الرّجاء علی الخوف منه. إذا، یعلم من هذا أنّ الأنس و الهیبة لازم و ملزوم کما هو حال الخوف و الرّجاء لدی المؤمن، کلّ منهما قرین للآخر. «2» و الهیبة ضد الأنس و هو فوق القبض و کل هائب غائب. ثم یتفاوتون فی الهیبة بحسب تناهیهم فی الغایة. و یقول الخواجه ذو النون: إنّ أدنی مقامات الأنسی هو بحیث لو ألقی به فی النّار لا یتکدّر، و لا یغفل عمّن یستأنس به. و أمّا کمال الأنس فهو انبساط المحبّ نحو المحبوب. کما قال الخلیل علیه السلام: رب أرنی کیف تحی الموتی. و قال کلیم اللّه: رب أرنی أنظر إلیک. و یقول ابراهیم بارستانی: الأنس فرح القلب بالمحبوب، و یقول الشبلی: الأنس وحشتک منک «3». و قیل الأنس أن تستأنس بالأذکار فتغیب عن رؤیة الأغیار.
و الأنس و الهیبة نوعان: أحدهما: أن یظهر کلاهما قبل الفناء فی مطالعة صفات الجلال و الجمال. و هذا مقام التلوین. و ثانیهما:
ظهورهما بعد الفناء فی مقام التمکین و البقاء
______________________________
(1) القانون فی الطب لأبی علی الحسین بن عبد اللّه المعروف بابن سینا (- 428 ه) کشف الظنون 2/ 1311.
(2) حشمت آنست که رجا غالب شود برو از خوف پس ازین معلوم شد که انس و هیبت لازم و ملزوم‌اند چنانچه خوف و رجاء مؤمن یکدیگر مقرون‌اند.
(3) و خواجه ذو النون گوید ادنی مقام انس آنست که چون در آتش انداخته شود انس وی مکدر نشود و با کسی که انس دارد ازو غافل نشود و کمال انس انبساط محب است به سوی محبوب کما قال الخلیل علیه السلام رب ارنی کیف تحیی الموتی و قال کلیم اللّه: رب ارنی انظر ألیک. ابراهیم بارستانی گوید الانس فرح القلب بالمحبوب. و شبلی گوید الأنس وحشتک منک.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 278
مطالعة الذات. و یقال لهذا أنس الذات و هیبة الذات. و هذا حال شریف یحصل للسالک بعد طهارة الباطن «1». و فی اصطلاحات «2» الشیخ محی الدین العربی: الأنس أثر مشاهدة جمال الحضرة الإلهیة فی القلب، و هو جمال الجلال انتهی.

الإنسان:

[فی الانکلیزیة]Man
[فی الفرنسیة]L'homme
بالکسر و سکون النون قال الإمام الرازی فی التفسیر الکبیر فی تفسیر قوله تعالی: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی «3» اعلم أنّ العلم الضروری حاصل بأن هاهنا شیئا یشیر إلیه الإنسان بقوله أنا، فالمشار إلیه إمّا أن یکون جسما أو عرضا أو مجموعهما، أو شیئا مغایرا لهما أو ما یترکب منهما، و من ذلک الشی‌ء الثالث. أمّا القسم الأول و هو أن یقال إنّ الإنسان جسم فذلک الجسم إمّا هذه البنیة المخصوصة أو جسم داخل فی هذه البنیة أو جسم خارج عنها.
أما القائلون بأنّ الإنسان عبارة عن هذه البنیة المخصوصة المحسوسة و عن هذا الهیکل المجسّم المحسوس، فهم جمهور المتکلمین.
و هذا القول باطل عندنا لأن العلم البدیهی حاصل بأنّ أجزاء هذه الجثّة متبدّلة زیادة و نقصانا بحسب النموّ و الذبول و السّمن و الهزال، و زیادة عضو من الأعضاء و إزالته. و لا شکّ أنّ المتبدّل المتغیّر مغایر للثابت الباقی و لأنّ کل أحد یحکم بصریح عقله بإضافة کل من أعضائه إلی نفسه، فیقول رأسی و عینی و یدی، و المضاف غیر المضاف إلیه. و قول الإنسان نفسی و ذاتی یراد به البدن فإنّ نفس الشی‌ء کما یراد به ذاته التی إلیها یشیر کل أحد بقوله أنا، کذلک یراد به البدن، و لأنّ الإنسان قد یکون حیّا مع کون البدن میتا، قال اللّه تعالی وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ «4» الآیة. و قال النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْها غُدُوًّا وَ عَشِیًّا «5» و قال أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً «6» و مثل هذه الآیات کثیرة دالّة علی تغایر الإنسان و البدن، و لأن جمیع فرق الدنیا من الهند و الروم و العرب و العجم و جمیع أرباب الملل من الیهود و النصاری و المجوس و المسلمین و غیرهم یتصدّقون عن موتاهم و یدعون لهم بالخیر، و لو لا أنهم بعد موت الجسد بقوا أحیاء لکان التصدّق و الدّعاء لهم عبثا. فهذه الدلائل تدلّ علی أنّ الإنسان لیس بجسم، و أنّ الإنسان غیر محسوس لأن حقیقته مغایرة للسطح و اللون، و کلّ ما هو مرئی فهو السطح و اللون، فثبت أنّ الإنسان لیس جسما و لا محسوسا فضلا عن کونه جسما محسوسا.
و أما أنّ الإنسان جسم موجود فی داخل البدن ففیه أقوال، و ضبطها أنّ الأجسام الموجودة فی هذا العالم السفلی إمّا أن تکون أحد العناصر الأربعة أو تکون متولّدة من
______________________________
(1) و انس و هیبت دو نوع‌اند. یکی آنست که ظاهر میشوند هر دو پیش از فنا از مطالعه صفات جلال و جمال و این مقام تلوین است. دوم آنست که ظاهر میشوند بعد از فنا در مقام تمکین و بقا بواسطة مطالعه ذات و این را انس ذات و هیبت ذات گویند و این حالی شریف است که میباشد سالک را بعد طهارت باطن.
(2) التعریفات أو اصطلاحات الصوفیة للشیخ الأکبر محمد بن علی بن محمد بن العربی الطائی محی الدین أبی عبد اللّه المعروف بابن عربی. هدیة العارفین 6/ 114. و قد نشره رفیق العجم فی مجلة الأبحاث، بیروت، الجامعة الأمیرکیة، عدد 36/ 1988.
(3) الأسراء/ 85.
(4) آل عمران/ 169.
(5) غافر/ 46.
(6) نوح/ 25.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 279
امتزاجها، و یمتنع أن یحصل فی البدن الإنسانی جسم عنصری خالص، فلا بدّ أن یکون الحاصل جسما متولّدا من امتزاجها.
أما الجسم الذی تغلب «1» علیه الأرضیة فهو الأعضاء الصلبة الکثیفة کالعظم و اللحم و الشّحم و العصب و نحوها، و لم یقل أحد من العقلاء الذین قالوا إنّ الإنسان شی‌ء مغایر لهذا الجسد بأنه عبارة عن أحد هذه الأعضاء لأنها کثیفة ثقیلة ظلمانیة.
و أما الجسم الذی تغلب «2» علیه المائیة فهو الأخلاط الأربعة، و لم یقع فی شی‌ء منها أنه الإنسان إلّا فی الدم، فإن منهم من قال إنه هو الروح لأنه إذا خرج لزم الموت.
و أما الجسم الذی تغلب «3» علیه الهوائیة و الناریة فهو الأرواح فهی أجسام هوائیة مخلوطة بالحرارة الغریزیة متولّدة إمّا فی القلب أو فی الدماغ، و قالوا إنها هی الروح و هی الإنسان.
ثم اختلفوا فمنهم من یقول إنه جزء لا یتجزأ فی الدماغ، و منهم من یقول الروح عبارة عن أجزاء ناریة مختلطة بهذه الأرواح القلبیة و الدماغیة و تلک الأجزاء الناریة المسماة بالحرارة الغریزیة هی الإنسان. و من الناس من یقول الروح عبارة عن أجسام نورانیة سماویة لطیفة الجوهر علی طبیعة ضوء الشمس، و هی لا تقبل التحلّل و التبدّل، و لا التفرق و التمزّق، فإذا تکوّن البدن و تمّ استعداده و هو المراد بقوله تعالی فَإِذا سَوَّیْتُهُ «4» نفذت تلک الأجسام الشریفة السماویة الإلهیة فی داخل أعضاء البدن نفاذ النار فی الفحم و نفاذ دهن السمسم فی السمسم و نفاذ ماء الورد فی الورد. و نفاذ تلک الأجسام فی البدن هو المراد بقوله وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی «5». ثم إنّ البدن ما دام یبقی سلیما قابلا لنفاذ تلک الأجسام الشریفة فیه بقی حیّا، فإذا تولّدت فی البدن أخلاط غلیظة منعت تلک الأخلاط لغلظها سریان تلک الأجسام الشریفة فیها فانفصلت عن هذا البدن و لزم الموت، فهذا مذهب قوی شریف یجب التأمّل فیه، فإنه سدید بالمطابقة بما ورد فی الکتب الإلهیة من أحوال الحیاة و الموت. و أما أنّ الإنسان جسم موجود خارج البدن فلا أعرف أحدا ذهب إلیه.
و أمّا القسم الثانی و هو أنّ الإنسان عرض فی البدن فهذا لا یقول به عاقل لأنه موصوف بالعلم و القدرة و التدبیر و التصرّف، و من کان کذلک کان جوهرا لا عرضا، بل الذی یمکن أن یقال به هو الإنسان بشرط أن یکون موصوفا بأعراض مخصوصة، و علی هذا التقدیر فللناس فیه أقوال: القول «6» الأول إنّ العناصر إذا امتزجت و انکسرت سورة کلّ واحد منها بسورة الآخر حصلت کیفیة معتدلة هی المزاج. و مراتب المزاج غیر متناهیة فبعضها إنسانیة و بعضها فرسیة، فالإنسانیة عبارة عن أجسام موصوفة بکیفیات مخصوصة متولّدة عن امتزاجات أجزاء العناصر بمقدار مخصوص، و هذا قول جمهور الأطباء و منکری النفس. و من المعتزلة قول أبی الحسین. و القول الثانی إنّ الإنسان عبارة عن أجسام مخصوصة بشرط کونها موصوفة بصفة الحیاة و العلم و القدرة، و هی أعراض قائمة بالجسم؛ و هؤلاء أنکروا الروح و النفس، و قالوا
______________________________
(1) تغلبت (ع، م).
(2) تغلبت (ع، م).
(3) تغلبت (ع، م).
(4) الحجر/ 29 ص/ 72.
(5) الحجر/ 29.
(6) القول (- ع،- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 280
لیس هاهنا الأجسام «1» مؤتلفة موصوفة بهذه الأعراض المخصوصة، و هذا مذهب أکثر شیوخ المعتزلة. و القول الثالث إنّ الإنسان عبارة عن أجسام موصوفة بأشکال مخصوصة بشرط أن تکون أیضا موصوفة بالحیاة و العلم و القدرة.
و الإنسان یمتاز عن سائر الحیوانات بشکل جسده و هذا مشکل لأنّ الملائکة قد یشتبهون بصور الناس، و فی صورة المسخ معنی الإنسانیة حاصل مع أن هذه الصورة غیر حاصلة، فبطل اعتبار الشّکل و الصورة فی حصول معنی الإنسانیة طردا و عکسا.
و أما القسم الثالث و هو أن یقال الإنسان موجود لیس بجسم و لا جسمانی، و هذا قول أکثر الإلهیین من الفلاسفة القائلین بفناء الجسم المثبتین للنفس معادا روحانیا و ثوابا و عقابا روحانیا، و ذهب إلیه جماعة عظیمة من علماء المسلمین کالراغب «2» و الغزالی، و من قدماء المعتزلة یعمر عباد السلمی «3»، و من الشیعة الملقب عندهم بالشیخ المفید «4»، و من الکرّامیة جماعة. و اعلم أنّ أکثر العارفین الکاملین من أصحاب الریاضات و أرباب المکاشفات و المشاهدات مصرّون علی هذا القول جازمون بهذا المذهب.
و أمّا القسم الرابع و هو أنّ الإنسان مرکّب من تلک الثلاثة فنقول: اعلم أنّ القائلین بإثبات النفس فریقان. الفریق الأول و هم المحققون منهم قالوا إنّ الإنسان عبارة عن هذا الجوهر المخصوص و هذا البدن آلة منزله، و منزله «5».
و علی هذا التقدیر فالإنسان غیر موجود فی داخل العالم و لا فی خارجه و غیر متصل بالعالم «6» و لا منفصل عنه، و لکن له تعلقا بالبدن تعلق التدبیر و التصرف، کما أنّ إله العالم لا تعلّق له بالعالم إلّا تعلّق التصرّف و التدبیر.
و الفریق الثانی الذین قالوا النفس إذا تعلّقت بالبدن اتحدت بالبدن فصارت النفس غیر البدن و البدن غیر النفس «7»، و مجموعهما عند الاتحاد هو الإنسان، فإذا جاء وقت الموت بطل هذا الاتحاد و بقیت النفس و فسد البدن. فهذا جملة مذاهب الناس فی الإنسان.
و کان ثابت بن قرّة «8» یثبت النفس و یقول إنها متعلّقة بأجسام سماویة نورانیة لطیفة غیر
______________________________
(1) إلّا أجسام (م).
(2) الراغب الأصفهانی هو الحسین بن محمد بن المفضل أبو القاسم الأصفهانی أو الأصبهانی المعروف بالراغب. توفی العام 502 ه/ 1108 م. أدیب، حکیم عالم. له الکثیر من المؤلفات الهامة. الأعلام 2/ 255، تاریخ حکماء الإسلام 112، روضات الجنان 249، کشف الظنون 1/ 36، آداب اللغة 3/ 44، الذریعة 5/ 45، سفینة البحار 1/ 528.
(3) یعمر بن عباد السلمی هو معمر بن عباد السلمی أو یعمر. توفی عام 215 ه/ 830 م. معتزلی من الغلاة، قدری متطرف، ناظر النّظام و له آراء عجیبة. الأعلام 7/ 272، خطط المقریزی/ 347، لسان المیزان 6/ 71، اللباب 3/ 161، الملل و النحل 1/ 89.
(4) الشیخ المفید هو محمد بن النعمان بن عبد السلام العکبری، أبو عبد اللّه المفید، و یعرف بابن المعلم. ولد بالقرب من بغداد عام 336 ه/ 947 م. و توفی ببغداد عام 413 ه/ 1022 م. محقق إمامی، انتهت إلیه رئاسة الشیعة فی عهده، أصولی، متکلم و فقیه. له الکثیر من المصنفات. الأعلام 7/ 21، روضات الجنات 4/ 24، میزان الاعتدال 3/ 131، الذریعة 1/ 302.
(5) آلته و منزله و منزلته (م).
(6) بالعلم (م).
(7) عین البدن، عین النفس (م).
(8) هو ثابت بن قرة بن زهرون الحرانی الصابئی، أبو الحسن. ولد بحران عام 221 ه/ 836 م. و توفی ببغداد عام 288 ه/ 901 م. طبیب حاسب فیلسوف. صابئی المذهب. له الکثیر من المؤلفات. الأعلام 2/ 98، طبقات الأطباء 1/ 215، حکماء الإسلام 20، وفیات الأعیان 1/ 100.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 281
قابلة للکون و الفساد و التفرق و التمزق، و إنّ تلک الأجسام تکون سیّالة فی البدن. و ما دام یبقی ذلک السریان بقیت النفس مدبّرة للبدن، فإذا انفصلت تلک الأجسام اللطیفة عن جوهر البدن انقطع تعلّق النفس مدبرة للبدن، انتهی ما قال الإمام الرازی. و إن شئت زیادة التوضیح فارجع إلی التفسیر الکبیر.
و قال بعض الصوفیة: الإنسان هو هذا الکون الجامع. و قال الشیخ الکبیر فی کتاب الفکوک «1»: إنّ الإنسان الکامل الحقیقی هو البرزخ بین الوجوب و الإمکان و المرآة الجامعة بین صفات القدم و أحکامه و بین صفات الحدثان، و هو الواسطة بین الحق و الخلق، و به و بمرتبته یصل فیض الحق و المدد الذی سبب بقاء ما سوی الحقّ إلی العالم کله علوا و سفلا، و لولاه من حیث برزخیته التی لا تغایر الطرفین لم یقبل شی‌ء من العالم المدد الإلهی الوحدانی لعدم المناسبة و الارتباط، و لم یصل إلیه کذا فی شرح الفصوص للمولوی عبد الرحمن الجامی.
فی الفصّ الأول و یجی‌ء أیضا ذکره فی لفظ الکلمة. و فی الإنسان الکامل حیث وقع من مؤلفاتی لفظ الإنسان الکامل فإنما أرید به محمدا صلّی اللّه علیه و آله و سلّم تأدّبا لمقامه الأعلی. و للإنسان الکامل ثلاثة برازخ و بعدها المقام المسمّی بالختام. البرزخ الأول یسمّی البدایة و هو التحقق بالأسماء و الصفات. و البرزخ الثانی یسمّی التوسّط و هو محک «2» الرقائق الإنسانیة بالحقائق الرحمانیة، فإذا استوفی هذا المشهد علم سائر المتمکنات «3» و اطلع علی ما یشاء «4» من المغیبات. و البرزخ الثالث و هو معرفة التنوّع «5» الحکمیة فی اختراع الأمور القدریة، و لا یزال الحق یخترق له العادات بها فی ملکوت القدرة حتی یصیر له خرق العوائد عادة فی تلک الحکمة، فحینئذ یؤذن له بإبراز القدرة فی ظاهر الأکوان. و إذا تمکّن من هذا البرزخ حلّ فی المقام المسمّی بالختام، و لیس بعد ذلک إلّا الکبریاء، و هی النهایة التی لا تدرک لها غایة. و الناس فی هذا المقام مختلفون فکامل و أکمل و فاضل و أفضل. و فی تعریفات السیّد الجرجانی: الإنسان الکامل هو الجامع لجمیع العوالم الإلهیة و الکونیة الکلیّة و الجزئیة و هو کتاب جامع للکتب الإلهیة و الکونیة فمن حیث روحه و عقله کتاب عقلی مسمّی بأمّ الکتاب. و من حیث قلبه کتاب اللوح المحفوظ و من حیث نفسه کتاب المحو و الإثبات، فهو الصحف المکرّمة المرفوعة المطهرة التی لا یمسّها و لا یدرک أسرارها إلّا المطهّرون من الحجب الظلمانیة. فنسبة العقل الأول إلی العالم الکبیر و حقائقه بعینها نسبة الروح الإنسانی إلی البدن و قواه، و أنّ النفس الکلیّة قلب العالم الکبیر، کما أنّ النفس الناطقة قلب الإنسان.
و لذلک یسمّی العالم بالإنسان الکبیر انتهی.

الانسجام:

[فی الانکلیزیة]Flow،harmony
[فی الفرنسیة]Ecoulement،harmonie
بالجیم لغة جریان الماء. و عند البلغاء هو أن یکون الکلام لخلوه من العقادة منحدرا کتحدّر الماء المنسجم، و یکاد بسهولة ترکیبه و عذوبة ألفاظه أن یسیل رقة، و القرآن کله
______________________________
(1) الفکوک فی مستندات حکم الفصوص لصدر الدین محمد بن اسحاق القونوی (- 673 ه). کشف الظنون 1/ 1288.
GALS، I، 297
. (2) فک (م).
(3) المکتمات (م).
(4) ما شاء (م).
(5) التنوعات (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 282
کذلک. قال أهل البدیع: و إذا قوی الانسجام فی النثر جاءت فقراته موزونة بلا قصد لقوة انسجامه، و من ذلک ما وقع فی القرآن موزونا، فمنه من البحر الطویل فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَکْفُرْ «1» و من المدید وَ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْیُنِنا «2» و من البسیط فَأَصْبَحُوا لا یُری إِلَّا مَساکِنُهُمْ «3» و من الوافر وَ یُخْزِهِمْ وَ یَنْصُرْکُمْ عَلَیْهِمْ وَ یَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِینَ «4» و من الکامل وَ اللَّهُ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ «5» و من الهزج فَأَلْقُوهُ عَلی وَجْهِ أَبِی یَأْتِ بَصِیراً «6» و من الرجز وَ دانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِیلًا «7» و من الرمل وَ جِفانٍ کَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِیاتٍ «8» و من السریع أَوْ کَالَّذِی مَرَّ عَلی قَرْیَةٍ «9» و من المنسرح إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ «10» و من الخفیف لا یَکادُونَ یَفْقَهُونَ حَدِیثاً «11» و من المضارع یَوْمَ التَّنادِ یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ «12» و من المقتضب فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ «13» و من المجتث نَبِّئْ عِبادِی أَنِّی أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِیمُ «14» و من المتقارب وَ أُمْلِی لَهُمْ إِنَّ کَیْدِی مَتِینٌ «15» کذا فی الإتقان فی نوع بدائع القرآن.

الانسحاب:

[فی الانکلیزیة]Function
[فی الفرنسیة]Fonction
هو عند النحاة سیأتی فی لفظ التابع.

الإنشاء:

[فی الانکلیزیة]Assertoric sentence
[فی الفرنسیة]Proposition assertorique
بکسر الهمزة و بالشین المعجمة عند أهل العربیة یطلق علی الکلام الذی لیس لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه، و یقابله الخبر. و قد یقال علی فعل المتکلم، أعنی إلقاء الکلام الإنشائی و یقابله الإخبار. و المراد بالإنشاء فی قولهم الإنشاء إمّا طلب أو غیره و الطلب إمّا تمنّ أو استفهام أو غیرهما هو المعنی الثانی المصدری لا الکلام المشتمل علیها، لظهور أنّ قولهم لیت موضوع للتمنی معناه إنها موضوعة لإفادة معنی التمنّی، لا للکلام الذی فیه التمنی.
هکذا ذکر المحقق التفتازانی. و قال صاحب الأطول: المراد بالإنشاء فی قولهم هذا الکلام فإنّ التمنی و الاستفهام مثلا لم یأت بمعنی إلقاء الکلام المفید للتمنّی و الاستفهام حتی یجعل الإنشاء بهذا المعنی منقسما إلیهما. و ما ادعی المحقق من تصحیح مثل قولهم لیت موضوع للتمنی لیس بحق، فإن إلقاء کلام التمنی لیس الموضوع له لیت، کما أنّ نفس الکلام لیس کذلک بل معنی التمنی فی قولهم هذه الحالة التی تحدث بهذا الکلام، و علی هذا فقس الاستفهام و غیره.
______________________________
(1) الکهف/ 29.
(2) هود/ 37.
(3) الأحقاف/ 25.
(4) التوبة/ 14.
(5) البقرة/ 213.
(6) یوسف/ 93.
(7) الإنسان/ 14.
(8) سبا/ 13.
(9) البقرة/ 259.
(10) الإنسان/ 2.
(11) النساء/ 78.
(12) غافر/ 32- 33.
(13) البقرة/ 10.
(14) الحجر/ 49.
(15) الأعراف/ 183.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 283
و توضیحه ما ذکره السیّد السّند من أنّا إذا قلنا لیت زیدا قائم فقد دلّلنا علی نسبة القیام إلی زید فی النفس، و علی هیئة نفسانیة متعلّقة بتلک النسبة علی وجه یخرجها عن احتمال الصدق و الکذب، فالمجموع المرکّب من هذه الألفاظ کلام لفظی إنشائی، و المجموع المرکّب من معانیها کلام نفسی إنشائی، و هو مدلول الکلام الإنشائی اللفظی. و الظاهر أنّ کلمة لیت لیست موضوعة لذلک الکلام اللفظی و لا لمدلوله و لا لإلقاء أحدهما و لا لإحداث تلک الهیئة النفسانیة، بل هی موضوعة لتلک الهیئة النفسانیة، فالإنشاء المنقسم إلی التمنّی بهذا المعنی لا یصلح أن یفسّر بإلقاء الکلام الإنشائی. نعم إذا أرید بالتمنّی إلقاء کلام إنشائی مخصوص کان قسیما للإنشاء المفسّر بالإلقاء، و حینئذ لا یصح أن یقال إنّ اللفظ الموضوع له أی للتمنّی لیت، لأنها لم توضع لإلقاء کلام إنشائی مخصوص إلّا أن یجعل اللام للغایة و التعلیل، أما إذا جعلت اللام صلة للوضع کما هو الظاهر، فالضمیر المجرور فی له عائد إلی التمنّی، لا بمعنی إلقاء الکلام المخصوص و لا بمعنی إحداث الهیئة المخصوصة، بل بمعنی الهیئة المترتّبة علی ذلک الإحداث العارضة مثلا لنسبة القیام إلی زید فی النفس، المانعة لتلک النسبة عن احتمال الصدق و الکذب کما مرّ.
اعلم أنّ الإنشاء إمّا طلب أو غیره و غیر الطلب کصیغ العقود و أفعال المدح و الذمّ و فعلی التعجب و عسی و القسم، و إمّا جعل مطلق أفعال المقاربة للانشاء کما ذکر المحقق التفتازانی، فلا یصح إذ کاد زید یخرج یحتمل الصدق و الکذب، و کذا طفق زید یخرج، و کذا ربّ رجل لقیته، و کم رجل ضربته، و إن کان کم لإنشاء التکثیر فی جزء الخبر و ربّ لانشاء التقلیل فیه، لکن لا یخرج به الکلام عن احتمال الصدق و الکذب، و لا یتعدی الإنشاء منه إلی النسبة، فعدّ المحقق التفتازانی إیاهما من الإنشاء لیس علی ما ینبغی کذا فی الأطول.

الانصداع:

[فی الانکلیزیة]Ecchymosis،haemorrhage،Ecchymose،hemorragie
عندهم انشقاق عرق فی غیر الرأس کذا فی بحر الجواهر.

الإنضاج:

[فی الانکلیزیة]Subtilisation
[فی الفرنسیة]Subtilisation
بکسر الهمزة و بالضاد المعجمة عند الأطباء هو ترقیق الغلیظ و تغلیظ الرقیق، أو تقطیع اللزج. و المنضج بکسر الضاد عندهم دواء یصلح قوام الخلط و یهیئه للدفع، فإن کان غلیظا یرققه باعتدال بمثل السکنجبین البزوری «1»، و إن کان رقیقا یغلظه. فلذلک لا یجب أن یکون المنضج حارا کما سبق إلیه و هم کثیرین. فإن قلت: إن کان قوام الخلط رقیقا لا یحتاج إلی منضج لسهولة اندفاع الرقیق، قلت: الخلط الرقیق قد ینتشر به جرم العضو فلا یندفع بسهولة، فمتی غلظ یسهل اندفاعه کذا فی بحر الجواهر.

الانعقاد:

[فی الانکلیزیة]Agreement
[فی الفرنسیة]Accord
کالانصراف عند الأصولیین و الفقهاء هو ارتباط أجزاء التصرّف شرعا، فالبیع الفاسد منعقد لا صحیح. و خصّ استعمال هذا اللفظ فی المعاملات کذا فی التوضیح فی باب الحکم. و المراد بأجزاء التصرّف الإیجاب و القبول کما أشار إلیه صاحب البرجندی حیث قال فی شرح مختصر الوقایة فی کتاب البیع:
الانعقاد انضمام کلام أحد المتعاقدین إلی الآخر انتهی. و لا خفاء فی أنّ کلام أحد المتعاقدین
______________________________
(1) السکنجبین البزوری: دواء معروف مرکب من الخل و العسل بنسبة معیّنة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 284
إیجاب و کلام الآخر قبول.

الانعکاس:

[فی الانکلیزیة]Contrary،opposition
[فی الفرنسیة]Contraire،opposition
هو العکس أیضا.

الانفتاح:

[فی الانکلیزیة]Haemorrhage
[فی الفرنسیة]Hemorragie cerebrale
عند الأطباء انشقاق العرق فی رأسه کذا فی بحر الجواهر.

الانفجار:

[فی الانکلیزیة]Arteriotomy،arteriorrhage
[فی الفرنسیة]Arteriotomie،arteriorragie
عند الأطباء و هو تفرّق اتصال فی وسط الورید کذا فی بحر الجواهر.

الانفصال:

[فی الانکلیزیة]Disjunction،separation
[فی الفرنسیة]Disjonction،separation
هو ضد الاتصال. و الحکماء یطلقونه أیضا علی کون الشی‌ء بحیث لا یمکن أن یفرض فیه أجزاء مشترکة فی الحدود. و المنفصل بهذا المعنی یطلق علی فصل الکم بفصله عن المتصل، و یطلق المنفصلة علی قسم من القضیة الشرطیة مقابل للمتصلة، و یطلق المنفصل أیضا علی قسم من الضمیر عند النحاة مقابل للمتصل. و عند المهندسین یطلق علی ما بقی بعد استثناء الخطّ الأقصر من خطی ذی الاسمین من أطوله، فإنّ ذوات الاسمین کلّ واحد منها خطّان متصلان مختلفان بالطول و القصر، فإذا استثنی الأقصر من الأطول فما بقی یسمّی منفصلا، لکنه باسم متصله، أعنی إن کان متصله ذا الاسمین الأول فهو المنفصل الأول و إن کان متصله ذا الاسمین الثانی فهو المنفصل الثانی، هکذا إلی المنفصل السادس. مثلا ثلاثة و جذر ثمانیة ذو الاسمین الأول و ثلاثة إلّا جذر ثمانیة منفصل أول و جذر ثمانیة و أربعین ذو الاسمین الثانی فجذر ثمانیة و أربعین إلّا ستة منفصل ثان، هکذا فی حواشی تحریر أقلیدس فی تفسیر صدر المقالة العاشرة.

الانفعال:

[فی الانکلیزیة]Emotion،passion
[فی الفرنسیة]Emotion،passion
عند الحکماء هو التأثّر، و قد عرفت قبیل هذا. و الانفعالیات عندهم هی الکیفیات المحسوسة الراسخة کصفرة الذهب.
و الانفعالات هی الکیفیات المحسوسة الغیر الراسخة کصفرة الوجل، سمیت تلک الکیفیات بها لوجهین: الأول أنها محسوسة و الإحساس انفعال للحاسّة، فهی سبب الانفعال و متبوعه.
و الثانی أنها تابعة للمزاج التابع للانفعال إمّا بشخصها کحلاوة العسل، فإنها تکوّنت فیه بسبب مزاجه الذی حدث بانفعال وقع فی مادته، أو بنوعها کحرارة النّار فإنها و إن کانت ثابتة لبسیط لا یتصوّر فیه انفعال، فقد توجد الحرارة نوعها فی بعض المرکّبات تابعة للمزاج کالعسل. ثم إنهم لمّا سمّوا تلک الکیفیات بذلک الاسم سمّوا مقابلها بالانفعالیات تمییزا لها عن اختها و تنبیها علی قصور فیه. و لکیفیة الفعلیة عندهم کیفیة محسوسة تجعل محلها فاعلا لمثلها فیما یجاوره کالنار فإنها تسخّن ما جاورها.
و الکیفیة الانفعالیة کیفیة محسوسة یصیر بها محلها منفعلا. و الحرارة و البرودة کیفیتان فعلیتان و الرطوبة و الیبوسة کیفیتان انفعالیتان. قیل و لمّا کان الفعل فی الأولیین أظهر من الانفعال، و الانفعال فی الأخریین أظهر من الفعل سمّیت الأولیان فعلیتین و الأخریان انفعالیتین مع ثبوت الفعل و الانفعال فی الکلّ کما یکون عند حدوث المزاج.

الانقطاع:

[فی الانکلیزیة]Suspension،end
[فی الفرنسیة]Cessation،fin
هو فی اصطلاح المناظرة اختتام البحث، و ذلک إمّا بثبوت دعوی المستدل أو دعوی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 285
المعترض، و انتقال القائس من علّة إلی أخری لإثبات حکم القیاس یعدّ فی عرفهم انقطاعا إذ لم یثبت الحکم بالعلّة الأولی، هکذا یستفاد من التوضیح و التلویح فی فصل الانتقال. و عند المحدّثین هو کون الحدیث منقطعا؛ قالوا المنقطع حدیث لم یتصل سنده سواء سقط ذکر الراوی من أول الإسناد أو وسطه أو آخره، سواء کان الراوی الساقط واحدا أو أکثر مع التوالی أو غیره، فیشتمل المرسل و المعلّق و المعضل و المدلّس، إلّا أنّ الغالب استعماله فی روایة من دون التابعی عن الصحابی، کمالک عن ابن عمر، و هو الصحیح المشهور، و ذلک السقوط یسمّی بالانقطاع. و سیأتی ما یتعلق بهذا فی لفظ المرسل.
و یعرف الانقطاع بمجیئه بوجه آخر بزیادة رجل و عرف أنه لا یتم الإسناد إلّا معه. قیل الظاهر أنّ مناط العلم به علی معرفة عدم تمام إسناده، لا علی مجیئه من وجه آخر. و قیل هو ما سقط من سنده واحد فقط أو أکثر، لکن بشرط عدم التوالی بأن لا یزید فی کل موضع من الإسناد عن واحد، فیشتمل المرسل و المدلّس دون المعضل عند من اشترط التوالی فیه، و أمّا عند من لم یشترط التوالی فیه فبینه و بین المعضل عموم من وجه، لوجود المنقطع فقط، فیما الساقط واحد، و المعضل فقط فیما الساقط أکثر من واحد، مع التوالی، و اجتماعهما فیما الساقط أکثر من واحد مع عدم التوالی، و کذا لحال بینه و بین المعلّق لاجتماعهما فیما الساقط واحد من مبادئ السند، و وجود المنقطع فقط فیما الساقط لا من مبادئ السند، و وجود المعلق فقط فیما الساقط أکثر من واحد من مبادئ السند؛ و کذا الحال عند من قیّد السقوط فی المعلّق بالتصرف من مصنف، فیجتمعان فیما الساقط واحد من مصنف و وجد المنقطع فقط فیما لم یکن من مصنف و المعلّق فقط فیما الساقط أکثر من الواحد.
و قیل هو ما سقط من وسط سنده واحد فقط أو أکثر إلی آخر ما مرّ کما وقع فی مقدمة ترجمة المشکاة. فعلی هذا لا یشتمل المرسل و المعلّق و المعضل عند من اشترط السقوط فی المعضل من الوسط، و أمّا عند من لم یشترط ذلک فبینه و بین المعضل عموم و خصوص من وجه لاجتماعهما، فیما الساقط اثنان من الوسط و وجود المعضل فقط فیما الساقط اثنان من غیر الوسط و وجود المنقطع فقط فیما الساقط واحد فقط من الوسط. و قال فی التلویح إنّ ترک الراوی واسطة واحدة بین الراویین فمنقطع انتهی. فعلی هذا هو مباین للمعضل و أعم من وجه من المرسل و المعلّق. و قال القسطلانی هو ما سقط من رواته واحد قبل الصحابی و کذا من مکانین أو أکثر بحیث لا یزید کل سقط منها علی راو واحد انتهی. فهذا بعینه هو القول الثانی إلّا أنه لا یشتمل السقوط من آخر السند، و قیل هو ما اختلّ فیه رجل قبل التابعی محذوفا کان الساقط أو مبهما کرجل أو شیخ. و قیل هو ما روی عن تابعی أو من بعده قولا أو فعلا، و ردّ بأنّ هذا هو المقطوع، إلّا أن یرتکب التجوّز فی الاصطلاح علی ما مرّ فی المقطوع.
هذا کله ما یستفاد من شرح النخبة و شرحه و خلاصة الخلاصة و غیرها. و المنقطع عند النحاة قسم من المستثنی مقابل للمتّصل.

الانقلاب:

[فی الانکلیزیة]Reversing
[فی الفرنسیة]Renversement
هو فی الفارسیة برگردیدن، و فی اصطلاح أهل الرّمل اسم لعمل و هو أن یضرب الشکل الأول للزائجة الرملیة فی لحیان، و الشکل الثانی فی همزة و الثالث فی بیاض و الرابع فی انکیس.
و هذه الأشکال الأربعة الحاصلة تصنع الأمّهات و تتمّ الرمل، و هذا الانقلاب یقولون له الانقلاب
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 286
الأصلی. و علامة صحّة هذا الانقلاب هی أنّ میزان کلّ اثنین من الرمل هو واحد بعینه. و إن جاءت جماعة أخری فصنعت المیزان الرملی بشکل انقلاب آخر أی بأن تضرب أوتاد ذلک الرّمل بشواهده یعنی: الشکل الأول فی 13، الرابع فی 14 و السابع فی 15 و العاشر فی 16، و هذه الأشکال الحاصلة أی الأمّهات المصنوعة تتم العمل. و یسمون هذا الانقلاب وتد الوتد.
و ظاهر قولهم یقتضی أنّه من هذا الانقلاب فی الرمل الثانی هو میزان لیس له شکل الجماعة. و علیه فأقول أنا العبد الضعیف مؤلّف هذا الکتاب. إنّه یقع فی بعض الصور لهذا الانقلاب میزان الرمل الثانی. مثلما یکون فی الأمّهات الشکل الأوّل و الثانی شکلا واحدا و الراتبة الثالثة من هذا الشکل أیضا زوج و الشکل الثالث و الرابع یکون جماعة فمثلا: هذه هی أمهات الرمل: و علیه فإنه فی انقلاب الوتد یحصل میزان الجماعة، و ربّما کانت هذه قاعدة تأتی غالبا و لیس دائما و اللّه أعلم «1».
و الانقلابان و نقطتا الانقلابین و نظیرتا الانقلابین سیأتی ذکرها فی بیان دائرة البروج.

الإنکار:

[فی الانکلیزیة]Communication،junction
[فی الفرنسیة]Communication،jonction
عند المنجّمین نوع من الاتصال کما سیجی‌ء.

الإنکاری:

[فی الانکلیزیة]Sentence without the definite article
[فی الفرنسیة]Proposition sans l'article defini
عند أهل المعانی هو الکلام الملقی مع المنکر للحکم کما قال تعالی حکایة عن رسل عیسی علیه السلام إذ کذبوا فی المرة الأولی إِنَّا إِلَیْکُمْ مُرْسَلُونَ «2» و یجب التأکید هاهنا بحسب الإنکار قوة و ضعفا. هکذا یستفاد من الأطول فی باب الاسناد الخبری.

الأنکیس:

[فی الانکلیزیة]
Figure of superposed three lines and a poiE
[فی الفرنسیة]
Figure de trois ligne et un point superpose
Eبالکاف هو عند أهل الرّمل اسم الشکل بهذه الصورة و یقولون لها أیضا: منکوس «3».

الإهانة:

[فی الانکلیزیة]Violation،perfidy
[فی الفرنسیة]Violation،infamie،perfidie
هی عند أهل الشرع ما یظهر علی ید الکفرة أو الفجرة من خرق العادة مخالفا لدعواه کذا فی مجمع البحرین «4» و غیره.
______________________________
(1) در لغت بر گردیدن و در اصطلاح اهل رمل اسم عملیست و آن اینست شکل اوّل زائجه رمل را در لحیان ضرب کنند و شکل دوم را در حمره و سیوم را در بیاض و چهارم را در انکیس و این چهار شکل را که حاصل شوند امهات سازند و رمل تمام کنند و این انقلاب را انقلاب اصلی گویند و علامت صحت این انقلاب اینست که میزان هر دو رمل یک شکل باشد بعینه و نیز اگر میزان رملی جماعت آید انقلاب بطور دیگر کنند که اوتاد آن رمل را در شواهد آن ضرب نمایند یعنی شکل اوّل را در سیزدهم ضرب کنند و چهارم را در چهاردهم و هفتم را در پانزدهم و دهم را در شانزدهم و این چهار اشکال حاصله را امهات ساخته عمل تمام کنند و این انقلاب را انقلاب وتد الوتد نامند و ظاهر قول‌شان مقتضی آنست که ازین انقلاب در رمل دوم میزان غیر شکل جماعت آید پس این بنده ضعیف مؤلف این کتاب میگوید که در بعضی صور باین انقلاب میزان رمل دوم جماعت نیز می‌افتد چنانکه اگر در امهات شکل اوّل و دوم یک شکل باشد زوج باشد و مرتبه سوم ازین شکل نیز زوج باشد و شکل سیم و چهارم جماعت باشد مثلا امهات رمل این باشند پس در انقلاب وتد الوتد نیز میزان جماعت می‌آید و شاید که این قاعده اکثریة باشد نه کلیه و اللّه اعلم.
(2) یس/ 14.
(3) نزد أهل رمل اسم شکلی است بدین صورت و این را منکوسی نیز میگویند.
(4) ورد اسم الکتاب سابقا فی مادة الأدب. و هناک جمع البحرین و ملتقی النهرین لمظفر الدین أحمد بن علی بن ثعلب
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 287

الأهل:

[فی الانکلیزیة]Family،relatives
[فی الفرنسیة]La famille،les parents
بفتح الألف و سکون الهاء هم بالفارسیة «کسان» و «کسان سرای» و مکان و أهلة کذلک، و أهلات و أهال جماعة «1» کذا فی الصراح. و فی جامع الرموز فی کتاب الوصیة أهل الرجل زوجته عرفا، و لغة قال الغوری «2» و الأزهری:
أهل الرجل أخص الناس به، و لا أخصّ بالإنسان من الزوجة کما فی الکرمانی. و یقال تأهّل فلان أی تزوّج، کذا فی الهدایة و هذا عند أبی حنیفة، و أمّا عندهما فکل من یعوله من امرأته و ولده و أخیه و عمه و صبی أجنبی یقوته من «3» منزله کما فی المغرب، و لا یدخل فیه رفیقه کما فی الاختیار «4» انتهی. قیل قد یراد بالأهل الزوجة و الأولاد، و قد یراد به الأقارب، و قد یراد به المنقاد، کذا فی المفاتیح شرح المشکاة «5» فی باب مناقب أهل بیت النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم. و أهلیة الإنسان للشی‌ء صلاحیته لصدور ذلک الشی‌ء، و طلبه و قبوله إیاه. و فی لسان الشرع عبارة عن صلاحیته لوجوب الحقوق المشروعة له و علیه هکذا فی بعض شروح الحسامی.

أهل الأهواء:

[فی الانکلیزیة]People of prevention
[فی الفرنسیة]Les gens de prevention
أهل القبلة الذین لا یکون معتقدهم معتقد أهل السنة، و هم الجبریة و القدریة و الروافض و الخوارج و المعطّلة و المشبّهة، و کل منهم اثنتا عشرة فرقة، فصاروا اثنین و سبعین. کذا فی تعریفات السیّد الجرجانی.

أهل طامات:

[فی الانکلیزیة]People of devotion
[فی الفرنسیة]Les gens de devotion،les bigots
هو عند الصوفیة الرّجل الذی یتکلّم عن حقائق نفسه و کراماته، و فی مقام الکشف و الکرامة هو ملتزم و مقیّد. کذا فی بعض الرسائل. و فی کشف اللغات: الطّامات عند الصوفیة هی عبارة عن التظاهر و التفاخر و إظهار الکمال من أجل خداع الناس و السیطرة علیهم و تسخیرهم لخدمته «6».

أوب:

[فی الانکلیزیة]Ob)August in Hebrew calander(
-[فی الفرنسیة]Ob)Aout en calandrier juif(
اسم شهر من أشهر الیهود «7».

الأوبة:

[فی الانکلیزیة]Return،repentance
[فی الفرنسیة]Retour،repentir
بالواو عند السالکین یجی‌ء ذکرها فی لفظ التوبة.
______________________________
- المعروف بابن الساعاتی البغدادی (- 694 ه). و هو فقه حنفی.
(1) کسان و کسان سرای و جای و اهلة کذلک و اهلات و اهال جماعة.
(2) لا یوجد بین التراجم الغوری إنما وجد النوری: هو أحمد بن محمد النوری، أبو الحسین، توفی عام 295 ه. زاهد واعظ من شیوخ الصوفیة. العبر 138. و لکن الأرجح هنا أنه عالم باللغة، فلم نعثر علی الاسم بین علماء اللغة.
(3) فی (م).
(4) الاختیار شرح المختار لأبی الفضل مجد الدین عبد اللّه بن محمود الموصلی الحنفی (- 683 ه) و قد شرح فیه کتابه المختار فی فروع الحنفیة. کشف الظنون 2/ 1622.
(5) المفاتیح فی شرح (حل) المصابیح لمظهر الدین الحسین بن محمود بن الحسن الزیدانی (- 727 ه) شرح فیه مصابیح السنة للحسین بن مسعود الفراء البغوی (- 516 ه) کشف الظنون 2/ 1698- 1699.
(6) نزد صوفیه سالکی را گویند که بیان حقائق خود کند و اظهار کرامت خود خواهد و کند و در مقامات کشف و کرامت مقید شده باشد کذا فی بعض الرسائل و در کشف اللغات گوید طامات نزد صوفیه عبارت از خوینمائی و خودفروشی و کمالاتی است که از جهت فریبیدن عوام الناس و تسخیر ایشان کنند.
(7) بضم و سکون واو اسم ماهیست در تاریخ یهود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 288

اوتاد زمام:

[فی الانکلیزیة]1 st،2 nd،4 th،7 th،01 th letters
[فی الفرنسیة]1 e،2 e،4 e،7 e،01 e lettres
هی عند أهل الجفر عبارة عن الحرف الأوّل و الرابع و السابع و العاشر، و إذا زادت حروف الزّمام عن اثنی عشر حرفا فإنّهم یضیفون حرفین فی الوسط و یأخذون الحرف الثالث، و هکذا إلی آخر حروف الزّمام «1».

اوترنج آی:

[فی الانکلیزیة]Otranj -Ay)Turkish mouth(
-[فی الفرنسیة]Otranje -Ay)mois turc(
اسم شهر من أشهر الترک «2».

الأوج:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Apogee،climax
[فی الفرنسیة]Apogee
بفتح الأول و سکون الواو لغة معرب أوک بمعنی العلوّ. و عند أهل الهیئة یطلق علی معنیین: أحدهما نقطة مشترکة بین ملتقی السطحین المحدّبین من الفلکین، أحدهما سطح الخارج المرکز الذی هو قد یسمّی بفلک الأوج أیضا، و الآخر سطح الفلک الذی هو أی الخارج فی ثخنه، و سمّیت به لکونها أبعد علی الخارج من مرکز الفلک الذی هو فی ثخنه.
و الأوج الممثلی و یسمّی بأوج المدیر أیضا هو النقطة المشترکة بین محدّبی ممثل عطارد و المدیر و ذلک لأنه کالجزء من الممثل فناسب أن ینسب إلیه، و أبعد نقطة من محیط المدیر عن مرکز العالم فناسب أن یضاف إلیه. و الأوج المدیری و یسمّی أوج الحامل أیضا هو النقطة المشترکة بین محدّبی المدیر و الحامل، و وجه التسمیة کما عرفت و یجی‌ء ذلک فی لفظ الفلک أیضا. و ثانیهما تقویم تلک النقطة المذکورة.
فأوج الشمس قوس من الممثل مبتدؤه «3» من أول الحمل إلی نقطة الأوج علی التوالی.
و المراد بنقطة الأوج هو الأوج بالمعنی الأول.
و الأولی أن یقال قوس من منطقة البروج علی ما وقع فی عبارات القوم، لکن لمّا کان الممثل فی سطح منطقة البروج و مرکزهما واحد کانت قسیه متشابهة لقسیها فلا یتغیر المقصود. و أمّا ما قیل من أنه قوس من الممثل بین أول الحمل و نقطة الأوج علی التوالی ففیه أنه یصدق علی القوس الواقعة من الممثل مبتدؤه «4» من نقطة الأوج إلی أول الحمل علی التوالی، إذ کلمة الواو لا تدل علی الترتیب. و علی هذا القیاس أوجات المتحیرة سوی أوج عطارد. و أوج القمر قوس من المائل من أول الحمل منه إلی نقطة الأوج من المائل علی التوالی. و أوج عطارد قوس من المائل من أول الحمل منه إلی نقطة منه یحاذی أوج المدیر. و قد ذکر العلامة فی تعریف أوج عطارد معدل المسیر بدل المائل، و الأول أولی لأن تشابه حرکة الأوج حول مرکز المائل الذی هو مرکز العالم لا حول مرکز معدل المسیر.
و اعلم أنّ المراد من الممثل و الماثل هاهنا منطقتهما.

فائدة:

قالوا للأوجات عن الجوزهرات أبعاد معیّنة لا تتغیّر أصلا، فإذا عرفت هذه الأبعاد و علمت مع ذلک مواضع الجوزهرات من فلک البروج علمت مواضع الأوجات منه و بالعکس.
و هذه الأبعاد علی هذا الوجه و هو أن أوج زحل متأخر عن منتصف ما بین نقطتی جوزهریة، أعنی غایة میل مائله عن فلک البروج فی الشمال علی التوالی بخمسین جزء فهو متأخر عن الرأس
______________________________
(1) نزد اهل جفر عبارت است از حرف اوّل و چهارم و هفتم و دهم و اگر حروف زمام زیادة از دوازده باشد دو حرف در میان بگذارند و حرف سوم بگیرند و همچنین تا اخر حروف زمام کذا فی انواع البسط.
(2) اسم ماهی است در تاریخ ترک.
(3) مبتدأ به (ع)، مبتدئة (م).
(4) مبتدأ به (ع)، مبتدئة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 289
بمائة و أربعین درجة. و أوج المشتری متقدم علی المنتصف فی الشمال علی التوالی بعشرین جزء فهو متأخر عن الرأس بسبعین درجة. و معنی التقدم أنّ بلوغ الکواکب إلیه متقدم علی بلوغه إلی المنتصف بحرکة علی التوالی. و قد یقال معناه أنّ طلوعه یتقدم علی طلوع المنتصف، و علی هذا القیاس التأخر. و أوج الکواکب الباقیة علی منتصف ما بین العقدتین. ففی المریخ و الزهرة الأوج متأخر عن الرأس علی التوالی بربع دور. و فی عطارد رأسه متأخر عن أوجه علی التوالی بذلک إذا تقدّم علی الأوج مثلا بمقدار، کان الذنب عنه متأخرا بتمام ذلک المقدار من نصف الدور فیعلم من هذا حال الذنب. و أمّا مواضع الأوجات من فلک البروج فمذکورة فی الزیجات مع قید التواریخ، هکذا حقق الفاضل عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة و غیره من تصانیفه.

اوجونج:

[فی الانکلیزیة]Ojonje)Turkish mouth(
[فی الفرنسیة]Ojonje)mois turc(
اسم شهر من أشهر الترک «1».

الأوّل:

[فی الانکلیزیة]Primordial
[فی الفرنسیة]Primordial
بتشدید الواو هو مثال واوی، و کذا الأولیّات.

الأول:

[فی الانکلیزیة]First،prime number
[فی الفرنسیة]Premier،nombre premier
بالفتح و تشدید الواو نقیض الآخر. و أصله قیل أوأل علی أفعل مهموز الأوسط فقلبت الهمزة واوا و أدغمت، یدل علی ذلک قولهم و هذا أول منک و الجمع الأوائل و الأولی أیضا عل القلب و الأولون أیضا. و قیل ووول علی فوعل قلبت الواو الأولی همزة و لم یجمع علی أواول لاستثقالهم اجتماع الواوین بینهما ألف کذا فی الصراح. و فی کشف اللغات أوّل هو بالفارسیة نخستین، و پیشین، و یجمع علی أوائل، و هو فی اصطلاح أهل السلوک: الأوّل:
هو اسم اللّه تعالی. و یقول فی شرح المشارق:
الأول: هو موجود الوجود و الآخر. و الآخر هو مغنی الوجود، و أیضا: الأول هو دائما و الآخر دائما یکون انتهی «2». و الأوّل عند المحاسبین هو العدد الذی لا یعده غیر الواحد کالثلاثة و الخمسة و السبعة و أحد عشر، و یقابله المرکب و کون العدد هکذا یسمّی أولیة، و سیأتی فی لفظ الترکیب و لفظ العدد. و قیل الأول إمّا زوج کالإثنین أو فرد کالثلاثة.

الأولویة الذاتیة:

[فی الانکلیزیة]Priority of essence
[فی الفرنسیة]Priorite en soi
هی عند الحکماء تطلق علی معنیین:
الأول أن یکون أحد طرفی الممکن ألیق بالنسبة إلی ذاته. و الثانی أن یقتضی ذاته أحد طرفیه علی سبیل الأولویة علی قیاس ما قال الحکماء و المتکلمون فی الواجب بالذات، و کل منهما یتصوّر علی وجهین: أحدهما أن یکون الأولویة بالنسبة إلی ذات الممکن ضروریة، و الثانی أن یقتضی ذاته أولویة أحد الطرفین علی سبیل الأولویة. و هکذا أولویة الأولویة و أولویة أولویتها حتی تنقطع الاعتبار. کذا ذکر مرزا زاهد فی حاشیة شرح المواقف فی خاتمة أبحاث الممکن.

الأولیائیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Awliyaiya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Awliyaiya)secte(
هم فرقة من الصوفیة المبطلة، یقولون:
______________________________
(1) اسم ماهیست در تاریخ ترک.
(2) أول نخستین و پیشین أوائل جمع و در اصطلاح سالکان اوّل نام خدای تعالی است و در شرح مشارق گوید بیدا پیداکننده وجود و اخر فناکننده وجود و نیز اوّل همیشه بود و اخر همیشه باشد انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 290
متی وصل العبد إلی مرتبة الولایة فإنّه یعلو عن رتبة خطاب النهی. و یقولون: ما لم یصل الإنسان إلی مرتبة الولایة فهو خاضع لمرتبة الخطاب، و یفضلون الولیّ علی النبی. و ظاهر هذا الاعتقاد کفر محض و ضلالة بعیدة «1».

الأوّلیّات:

[فی الانکلیزیة]Axioms
[فی الفرنسیة]Axiomes
هی تطلق علی قسم من المقدمات الیقینیة الضروریة و تسمّی بالبدیهیات أیضا. و هی ما لا یخلو النفس عنها بعد تصوّر الطرفین أی من حیث أنهما طرفان فیشتمل تصور النسبة أیضا.
و المراد بتصوّر الطرفین ما هو مناط الحکم أعم من أن یکون بالبداهة أو بطریق الکسب و النظر.
و الحاصل أنّ الحکم فیه لا یتوقف بعد حصول تصوّر الطرفین علی ما هو مناط الحکم علی شی‌ء آخر أصلا بشرط سلامة الغریزة، فلا یرد الصبیان و المجانین و صاحب البلادة المتناهیة، و بشرط عدم تدنّس الفطرة بما یضاده، فلا یرد المدنّس بالاعتقادات الباطلة المنکر للبدیهیات، و بعض العوام و الجهّال. فمن الأولیات ما هو جلی عند الکل لوضوح تصورات أطرافه، کقولنا: الکل أعظم من الجزء، أی الکل المقداری أعظم فی المقدار من جزئه المقداری.
و منها ما هو خفی لخفاء فی تصورات أطرافه إمّا لعدم الوضوح أو لکونها نظریة. هکذا یستفاد مما ذکر الصادق الحلوانی فی حاشیة القطبی و السیّد السّند فی شرح المواقف و المولوی عبد الحکیم فی حاشیته. و الفرق بینها و بین المشهورات علی ما فی شرح المطالع أن الإنسان لو قدّر أنّه خلّی و نفسه من غیر مشاهدة أحد و ممارسة عمل، ثم عرض علیه المشهورات توقف فیها لا فی الأولیات؛ و کذا الحال فی الفرق بینها و بین المتواترات. و قد تطلق الأولیات علی الضروریات أیضا باعتبار أنّ الضروریات أوائل العلوم، فحینئذ الأولیات محمولة علی المعنی اللغوی، هکذا ذکر مولانا داود فی حاشیة شرح المطالع «2» فی الخطبة فی بیان مراتب النفس.

آی:

[فی الانکلیزیة]Ay)Turkish month(
[فی الفرنسیة]Ay)mois turc(
اسم شهر فی تاریخ الترک «3»

الایتلاف:

[فی الانکلیزیة]Harmony،equilibrium
[فی الفرنسیة]Harmonie،equilibrage
عند أهل البدیع هو التناسب. و ائتلاف القافیة عندهم هو التمکین. و ائتلاف اللفظ مع اللفظ عندهم أن تکون الألفاظ یلائم بعضها بعضا، بأن یقرن الغریب بمثله و المتداولة بمثله رعایة لحسن الجوار و المناسبة، کقوله تعالی:
قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْکُرُ یُوسُفَ حَتَّی تَکُونَ حَرَضاً «4»، أتی بأغرب ألفاظ القسم و هی التاء، فإنها أقل استعمالا و أبعد من أفهام العامة بالنسبة إلی الباء و الواو، و بأغرب صیغ الأفعال التی ترفع الأسماء و تنصب الأخبار، فإن تزال أقرب إلی الأفهام و أکثر استعمالا منها، و بأغرب ألفاظ الهلاک و هو الحرض، فاقتضی حسن
______________________________
(1) فرقة من المتصوّفة المبطلة گویند چون عبد به مرتبه ولایت رسد از تحت خطاب امر و نهی بر آید و گویند تا انسان به مرتبه خطاب است به مرتبه ولایت نمی‌رسد و ولی را افضل بر نبی گویند و ظاهر این عقیدة کفر محض است و ضلالت سخت کذا فی توضیح المذاهب.
(2) حاشیة شرح المطالع لداود و هی حاشیة علی لوامع الأسرار فی شرح مطالع الأنوار لقطب الدین محمود بن محمد الرازی (- 766 ه) و مطالع الأنوار (منطق) لسراج الدین محمود بن أبی بکر الأرموی (- 682 ه). کشف الظنون 2/ 1715- 1716
(3) اسم ماهیست در تاریخ ترک چنانکه گذشت.
(4) یوسف/ 85.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 291
الوضع فی النظم أن تجاور کل لفظة بلفظة مثلها فی الغرابة توخیا لحسن الجوار و رغبة فی ائتلاف المعانی بالألفاظ، و لتتعادل الألفاظ فی الوضع و تتناسب فی النظم. و لما أراد غیر ذلک قال وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ «1» فأتی بجمیع الألفاظ المتداولة لا غرابة فیها.
و ائتلاف اللفظ مع المعنی أن تکون ألفاظ الکلام ملائمة للمعنی المراد، فإن کان فخما کانت ألفاظه مفخّمة أو جزلا فجزلة أو غریبا فغریبة أو متداولا فمتداولة أو متوسطة بین الغرابة و الاستعمال فکذلک، کقوله تعالی وَ لا تَرْکَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّکُمُ النَّارُ «2» فلمّا کان الرکون إلی الظالم و هو المیل إلیه و الاعتماد علیه دون مشارکته فی الظلم، وجب أن یکون العقاب علیه دون العقاب علی الظالم، فأتی بلفظ المسّ الذی هو دون الإحراق و الاصطلام «3». و منه الفرق بین سقی و أسقی، فإنّ سقی لما کان لا کلفة معه فی السقیة أورده تعالی فی شراب الجنة فقال وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً «4» و أسقی لمّا کان فیه کلفة أورده فی شراب الدنیا فقال وَ أَسْقَیْناکُمْ ماءً فُراتاً «5» و لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً «6» لأن السقیا فی الدنیا لا یخلو من الکلفة أبدا، کذا فی الاتقان فی نوع بدائع القرآن.

الإیجاب:

[فی الانکلیزیة]Necessity،agreement
[فی الفرنسیة]Necessite،acceptance
یطلق علی معان منها خلاف الاختیار و سیأتی مع أقسامه. و منها التلفّظ الذی صدر عن أحد العاقدین أولا من أی جانب کان و سیأتی فی لفظ القبول. و منها جعل الشی‌ء واجبا. قالوا الإیجاب و الوجوب متّحدان ذاتا مختلفان اعتبارا و سیأتی فی لفظ الحکم. و منها مقابل السلب.

الإیجاز:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Concision
[فی الفرنسیة]Concision
بالجیم هو عند أهل المعانی مقابل الإطناب و قد سبق تعریفه هناک. و یرادف الإیجاز الاختصار کما یؤخذ من کلام السکّاکی فی المفتاح. و قیل الفرق بین الإیجاز و الاختصار عند السکّاکی هو أن الإیجاز ما یکون بالنسبة إلی المتعارف، و الاختصار ما یکون بالنسبة إلی مقتضی المقام، و هو وهم، لأنّ السکّاکی قد صرّح بإطلاق الاختصار علی کون الکلام أقل من المتعارف، کذا فی المطول. و قال بعضهم:
الاختصار خاص بحذف الجمل فقط بخلاف الإیجاز. قال الشیخ بهاء الدین «7» و لیس بشی‌ء کذا فی الإتقان.
ثم الإیجاز قسمان: إیجاز قصر و هو ما لیس بسبب حذف، و إیجاز حذف و هو ما کان بسبب حذف. و فی الإتقان فالأول أی إیجاز القصر هو الوجیر بلفظه. قال الشیخ بهاء الدین:
الکلام القلیل إن کان بعضا من کلام أطول منه فهو إیجاز حذف، و إن کان کلاما یعطی معنی
______________________________
(1) الأنعام/ 109.
(2) هود/ 113.
(3) الاصطلاء (م).
(4) الإنسان/ 21.
(5) المرسلات/ 27.
(6) الجن/ 16.
(7) هو یوسف بن رافع بن تمیم بن عتبه الأسدی الموصلی، أبو المحاسن، بهاء الدین ابن شداد. ولد بالموصل عام 539 ه/ 1145 م و توفی فی حلب عام 632 ه/ 1234 م. مؤرخ، من کبار القضاة. له عدة تصانیف. الأعلام 8/ 230، وفیات الأعیان 2/ 354، طبقات الشافعیة 5/ 115، غایة النهایة 2/ 395 الأنس الجلیل 2/ 447، ذیل الروضتین 163، مرآة الجنان 4/ 82.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 292
أطول منه فهو إیجاز قصر. و قال بعضهم إیجاز القصر هو تکثیر المعنی بتقلیل اللفظ. و قال آخر: هو أن یکون اللفظ بالنسبة إلی المعنی أقل من القدر المعهود عادة. و سبب حسنه أنّه یدلّ علی التمکین فی الفصاحة. و لهذا قال صلّی اللّه علیه و آله و سلّم «أوتیت جوامع الکلم» «1».
و قال الطیبی: الإیجاز الخالی من الحذف ثلاثة أقسام: أحدها إیجاز القصر، و هو أن یقصر اللفظ علی معناه کقوله تعالی إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمانَ «2» إلی قوله تعالی وَ أْتُونِی مُسْلِمِینَ «3» جمع فی أحرف العنوان و الکتاب و الحاجة.
و قیل فی وصف بلیغ کانت ألفاظه قوالب معناه.
قلت و هذا رأی من یدخل المساواة فی الإیجاز.
و ثانیها إیجاز التقدیر و هو أن یقدّر معنی زائد علی المنطوق و یسمّی بالتضییق أیضا، و به سمّاه بدر الدین بن مالک فی المصباح لأنه نقص من الکلام ما صار لفظه أضیق من قدر معناه نحو فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهی فَلَهُ ما سَلَفَ «4» أی خطایاه غفرت فهی له لا علیه و نحو هُدیً لِلْمُتَّقِینَ «5» أی للضالین الصائرین بعد الضلال إلی التقوی. و ثالثها الإیجاز الجامع و هو أن یحتوی اللفظ علی معان متعددة نحو إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ «6» الآیة، فإنّ العدل هو الصراط المستقیم المتوسط بین طرفی الإفراط و التفریط المؤتی به إلی جمیع الواجبات فی الاعتقاد و الأخلاق و العبودیة، و الإحسان هو الإخلاص فی واجبات العبودیة لتفسیره فی الحدیث بقوله «أن تعبد اللّه کأنک تراه» «7» أی تعبده مخلصا فی نیّتک، واقفا فی الخضوع، و إیتاء ذی القربی هو الزیادة علی الواجب من النوافل. هذا فی الأوامر، و أما فی النواهی فبالفحشاء الإشارة إلی القوة الشهوانیة، و بالمنکر إلی الإفراط الحاصل من آثار الغضبیة، أو کل محرّم شرعا، و بالبغی إلی الاستعلاء الفائض عن الوهمیة. قلت و لهذا قال ابن مسعود: ما فی القرآن آیة أجمع للخیر و الشرّ من هذه الآیة.
و من بدیع الإیجاز قوله تعالی قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «8» إلی آخرها، فإنه نهایة التنزیه و قد تضمن الردّ علی نحو أربعین فرقة، کما أفرد ذلک بالتصنیف بهاء الدین بن شدّاد.

تنبیهات‌

الأول: ذکر قدامة من أنواع البدیع الإشارة و فسرها بالإتیان بکلام قلیل ذی معان جمّة، و هذا هو إیجاز القصر بعینه. لکن فرّق بینهما ابن أبی الإصبع بأن الإیجاز دلالته مطابقة، و دلالة الإشارة إمّا تضمّن أو التزام؛ فعلم أنّ المراد بها هی إشارة النص.
الثانی: ذکر القاضی أبو بکر فی إعجاز القرآن أنّ من الإیجاز نوعا یسمّی التضمین، و هو حصول معنی فی لفظ من غیر ذکر له باسم هی عبارة عنه.
الثالث: ذکر ابن الأثیر أنّ من أنواع إیجاز
______________________________
(1) أخرجه أحمد بن حنبل فی المسند، 2/ 268، عن أبی هریرة بلفظ «نصرت بالرعب، و اتیت جوامع الکلم، و بینما أنا نائم إذ جی‌ء بمفاتیح خزائن الأرض فوضعت فی یدی».
(2) النمل/ 30.
(3) النمل/ 31.
(4) البقرة/ 275.
(5) البقرة/ 2.
(6) النحل/ 90.
(7) أخرجه مسلم فی صحیحه، 1/ 37- 38، عن عمر بن الخطاب، کتاب الإیمان (1)، باب بیان الإیمان و الإسلام (1)، حدیث رقم 1/ 8، من حدیث طویل بلفظ: «الإحسان أن تعبد اللّه کأنک تراه، فإن لم تکن تراه فهو یراک».
(8) الإخلاص/ 1.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 293
القصر باب الحصر سواء کان بإلّا أو بإنّما أو غیرهما من أدواته لأن الجملة فیها نائبة مناب جملتین، و باب العطف لأن حرف العطف وضع للإغناء عن إعادة العامل، و باب النائب عن الفاعل لأنه دلّ علی الفاعل بإعطائه حکمه، و علی المفعول بوضعه، و باب الضمیر لأنه وضع للاستغناء به عن الظاهر اختصارا، و باب علمت أنّک قائم لأنه متحمل لاسم واحد سادّ مسدّ المفعول الثانی من غیر حذف، و منها باب التنازع إذا لم یقدّر علی رأی الفراء «1»، و منها طرح المفعول اقتصارا علی جعل المتعدّی کاللازم. و منها جمیع أدوات الاستفهام و الشرط، فإنّ کم مالک یغنی عن قولک أ هو عشرون أم ثلاثون. و منها الألفاظ الملازمة للعموم کأحد. و منها التثنیة و الجمع فإنه یغنی عن تکریر المفرد و أقیم الحرف فیهما مقامه اختصارا. و مما یصلح أن یعد من أنواعه المسمّی بالاتساع من أنواع البدیع، انتهی ما فی الاتقان. و تحقیق إیجاز الحذف سیأتی فی لفظ الحذف.

الإیداع:

[فی الانکلیزیة]Consignment،deposit
[فی الفرنسیة]Consignation
هو لغة تسلیط الغیر علی حفظ أی شی‌ء کان مالا أو غیر مال. یقال أودعت زیدا مالا و استودعته إیّاه إذا دفعته إلیه لیکون عنده فأنا مودع و مستودع بکسر الدّال فیهما و زید مودع و مستودع بالفتح فیهما، و المال مودع و ودیعة، و شریعة تسلیط الغیر علی حفظ المال کذا فی الکفایة فی أول کتاب الودیعة، فهو مرادف للودیعة. و الإیداع عند البلغاء هو تضمین المصراع فما دونه و یسمّی رفوا أیضا.

ایر:

[فی الانکلیزیة]Ayur)may in Hebrew calender(
[فی الفرنسیة]Ayur)Mai dans le calendrier juif(
(ایار) بفتح الألف و ضم الیاء المثناة التحتانیة. اسم شهر فی التقویم الیهودی «2».

إیراد المعطوفات:

[فی الانکلیزیة]Conjunctive sentences
-[فی الفرنسیة]Phrases conjonctives
هو عند البلغاء أن تأتی عدّة ألفاظ فی مصراع أو بیت شعر واحد معطوفة کلّها بعضها علی بعض مثل البیت التالی و ترجمته:
لیدم لک الجمال و الکمال و الجلال کما هو إحسانک و اکرامک وجودک
کذا فی جامع الصنائع «3».

ایساغوجی:

[فی الانکلیزیة]Isagoge
[فی الفرنسیة]Isagoge
هی الکلیات الخمس «4».

الإیضاح:

[فی الانکلیزیة]Clearness
[فی الفرنسیة]Clarte
بالضاد المعجمة مصدر من باب الإفعال و هو عند أهل المعانی أن تری فی کلامک خفاء دلالة فتأتی بکلام یبین المراد و یوضّحه، و هو من أنواع إطناب الزیادة، و یسمّی بالإیضاح بعد
______________________________
(1) هو یحی بن زیاد بن عبد اللّه بن منظور الدیلمی، أبو زکریا المعروف بالفراء. ولد بالکوفة عام 144 ه/ 761 م و توفی عام 207 ه/ 822 م. إمام الکوفة بالنحو و اللغة و الأدب، فقیه متکلم، عارف بالطب و النجوم. له الکثیر من المؤلفات.
الأعلام 8/ 145، إرشاد الأریب 7/ 276، وفیات الأعیان 2/ 228، مفتاح السعادة 1/ 144، غایة النهایة 2/ 371، مراتب النحویین 86، الذریعة 1/ 39، تاریخ بغداد 14/ 149.
(2) بفتح ألف و ضم یاء مثناة تحتانیه اسم ماهیست در تاریخ یهود.
(3) نزد بلغاء آنست که چند لفظ در یک مصراع و یا یک بیت معطوف آرد مثاله.
جمال و کمال و جلال تو باد چو احسان و اکرام وجود تو دائم
کذا فی جامع الصنائع.
(4) کلیات خمس را گویند چنانچه گذشت.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 294
الإبهام أیضا، و منه التوشیع کذا فی المطول فی آخر فنّ البدیع. و فی باب الإطناب قال فی الإتقان: قال أهل البیان: إذا أردت أن تبهم ثم توضّح فإنک تطنب، و فائدته إمّا رویة المعنی فی صورتین مختلفتین: الإبهام و الإیضاح، أو لیتمکن المعنی فی النفس تمکّنا زائدا لوقوعه بعد الطلب، فإنه أعزّ من المنساق بلا تعب، أو لتکمل لذة العلم به، فإنّ الشی‌ء إذا علم من وجه ما تشوقت النفس للعلم به من باقی الوجوه و تأملت، فإذا حصل العلم به من بقیة الوجوه کانت لذته أشدّ من علمه من جمیع الوجوه دفعة واحدة، و من أمثلته قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی «1» فإن اشرح یفید طلب شرح شی‌ء ماله و صدری یفید تفسیره و بیانه، و منه التفصیل بعد الإجمال نحو إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً «2» إلی قوله و منها أربعة حرم، و عکسه کقوله تعالی فَصِیامُ ثَلاثَةِ أَیَّامٍ فِی الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْکَ عَشَرَةٌ کامِلَةٌ «3» اعید ذکر العشرة لرفع توهم أن الواو فی سبعة بمعنی أو فتکون الثلاثة داخلة فیها انتهی. و فی عدة الإجمال بعد التفصیل من الإیضاح بعد الإبهام بحث، فالصواب أن لا یعد منه بل من أنواع الإطناب کما یستفاد من الأطول. فإن قلت قد ذکر صاحب الإتقان ناقلا عن أهل البیان نوعا آخر من الإطناب بعد ذکر الإیضاح و هو التفسیر و فسّره بأن یکون فی الکلام لبس و خفاء فیؤتی بما یزیله و یفسّره، فما الفرق بینه و بین الإیضاح؟
أقول و الذی یسنح بخاطری أنّ التفسیر أعم من الإیضاح، إذ هو یحصل بذکر المرادف إذا کان أشهر کتفسیر اللّیث بالأسد، و لیس ذلک بإیضاح بعد الإبهام إذ لیس فی اللیث إبهام بل خفاء بسبب عدم شهرته بالنسبة إلی الأسد، و اللّه أعلم.

الإیطاء:

[فی الانکلیزیة]Repetition of the same rhyme
[فی الفرنسیة]Repetition de la meme rime
عند الشعراء هو إعادة القافیة و هو عیب کما فی عنوان الشرف، و کلّما تباعدا کان القبح أقل. فإن کان أحد اللفظین معرفة و الآخر نکرة و اختلف المعنی لم یکن إیطاء کما فی بعض الرسائل. و فی الإتقان الإیطاء تکرار الفاصلة أو القافیة و هو عیب فی القافیة لا فی الفاصلة لوقوعه فی القرآن و هو قوله تعالی فی الإسراء هَلْ کُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا «4» و ختم بذلک الآیتین بعدها. و قد أورد فی کتاب تکمیل الصناعة من عیوب القافیة الإیطاء و هو تکرار القافیة بأحد المعانی غیر قافیة المصراع الأول للمطلع، حیث لا یعدّ تکراره فی غیر المطلع إیطاء، بل یسمّونه ردّ المطلع. و الإیطاء قسمان:
أحدها إیطاء خفیّ حیث لا یظهر التکرار مثل:
دانا (عالم) و بنینا (مبصر). و آب و کلاب (ماء الورد) و هذا عند أکثر الشعراء جائز إذا لم یکثر کثرة فاحشة. و مع ذلک فالأولی عدم وضع أمثال هذه القوافی إلی جانب بعضها. و بعضها یری التکرار فی الأمر و النهی مثل: بیا (تعال) و میا (لا تأت). و ذلک بحجة أنّ الباء فی بیا و المیم فی میا حرفان لا معنی لهما إلّا بالإضافة لغیرهما. إذا فالتکرار فی هذه الکلمة لیس ظاهرا. و أما التکرار فی النفی و الإثبات مثل رفت (ذهب) و نرفت (ما ذهب) فهو بالاتّفاق، و هو معیب و غیر مستحسن. کما أنّ بعضهم یقول فی ترا (إیاک) و مرّا (إیای) و کرا (الذی) ثمة إیطاء خفی. و أمّا الایطاء الجلی: فهو تکرار ظاهر مثل: جانا (روحی) و یارا (صدیقی)
______________________________
(1) طه/ 25.
(2) التوبة/ 36.
(3) البقرة/ 196.
(4) الاسراء/ 93
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 295
و صفات و کائنات و محبّت و مودّت، و سراجه (بیت صغیر) و غلامچه (غلام صغیر) و برود (لیذهب) و بدهد (لیعط) و دردمند (متألم)، و حاجتمند (محتاج) و نیکوتر (افضل) و بهتر (أحسن) و فسونکر (محتال) و ستمکر (ظالم)، و زرین (ذهبی) و سیمین (فضی)، و خندان (ضاحکا) و گریان (باکیا). و مردی (رجل) و رامی.
و هذا النوع من الإیطاء عیب فاحش لا یقترفونه إلّا عند ما تکون الأبیات کثیرة حیث للضرورة أحکامها «1».

الإیغال:

[فی الانکلیزیة]Epiphrasis
[فی الفرنسیة]Epiphrase
بالغین المعجمة عند أهل المعانی قسم من إطناب الزیادة، و هم ختم الکلام بما یفید نکتة یتم المعنی بدونها. قیل لا یخفی أنّ تمام الکلام بدونها لا یخص الإیغال بل کذلک جمیع أقسام الإطناب، و أنّ تعریف الإیغال یشتمل الإیضاح بعد الإبهام، و ذکر الخاص بعد العام، و التکریر، إذا کانت ختم الکلام و غیرها أیضا من أقسام الإطناب إذا کان کذلک، و لا محذور فیه إذ الأقسام لیست متباینة. و قیل إنّه مختص بالشعر و فسّره بختم البیت بما یفید نکتة الخ.
و ردّ بأنه وقع فی القرآن من ذلک قوله تعالی اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ اتَّبِعُوا مَنْ لا یَسْئَلُکُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ «2» فقوله وَ هُمْ مُهْتَدُونَ إیغال لأنه یتم المعنی بدونه إذ الرسول مهتد لا محالة، لکن فیه زیادة مبالغة فی الحث علی اتباع الرسول و الترغیب فیه. و جعل منه ابن أبی الإصبع قوله وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِینَ «3» فإن قوله إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِینَ زائد علی المعنی مبالغة فی عدم انتفاعهم. هکذا یستفاد من الأطول و المطول و الإتقان.

ایکندی آی:

[فی الانکلیزیة]Ikindi -Ay)Turkish month(
-[فی الفرنسیة]Ikindi -Ay)mois turc(
اسم شهر من اشهر الترک «4».

الإیلاء:

[فی الانکلیزیة]Warning
[فی الفرنسیة]Avertissement
لغة مصدر آلیت علی کذا إذا حلفت علیه فأبدلت الهمزة یاء و الیاء ألفا ثم همزة و الاسم منه ألیة، و تعدیته بمن فی القسم علی قربان المرأة لتضمین معنی البعد و منه قوله تعالی:
لِلَّذِینَ یُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ «5». و شرعا حلف بمنع وطئ الزوجة أربعة أشهر إن کانت حرّة و شهرین إن کانت أمة. و المراد بالمنع المنع فی الجملة فلا یرد أنه مما لم یمنع. و قولهم وطئ
______________________________
(1) و در منتخب تکمیل الصناعة می‌آرد از عیوب قافیه است ایطاء و ان تکرار قافیه است بیک معنی غیر از قافیه مصراع اوّل مطلع که تکرار آن را در غیر مطلع ایطاء نمی‌گویند بل رد مطلع نامند و ایطاء بر دو قسم است یکی ایطاء خفی و ان آنست که تکرار ظاهر نباشد مانند دانا و بینا و آب و گلاب و این پیش اکثر شعراء جائز است وقتی که بسیار نشود و مع ذلک اولی ان است که مثل این قوافی را پهلوی یکدیگر نیارند و بعضی تکراری را که در امر و نهی است مثل بیا و میا ازین قبیل شمرند بجهت آنکه میم در میا و با در بیایی ترکیب هیچ معنی ندارد پس تکرار درین کلمه ظاهر نباشد اما تکرار در نفی و اثبات است چون رفت و نرفت باتفاق ازین قبیل است و عیب و ناخوش است و بعضی گویند که در مثل ترا و مرا و کرا إیطای خفی است و دیگری ایطای جلی و ان آنست که تکرار ظاهر باشد مانند جانا و یارا و صفات و کائنات و محبت و مودت و سراچه و غلامچه و برود و بدهد و دردمند و حاجتمند و نیکوتر و بهتر و فسونگر و ستمگر و زرین و سیمین و خندان و گریان و مردی و رامی و این ایطا از عیوب فاحش است ارتکابش نکنند مگر وقتی که شعر را ابیات بسیار باشند که این هنگام بقدر ضرورت ارتکاب اندکی جائز است انتهی.
(2) یس/ 20 و 21.
(3) النمل/ 80.
(4) اسم ماهیست در تاریخ ترک.
(5) البقرة/ 226.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 296
الزوجة أی لا غیر الوطء کما هو المتبادر فلو قال: و اللّه لا أمسّ جلدک لا یکون مولیا لأنه «1» یحنث بالمسّ دون الوطء کما فی قاضی خان «2» فلا حاجة إلی زیادة قید و لا یحنث إلّا بالوطء، و إطلاق الزوجة دالّ علی أنها أعم من أن تکون فی الابتداء و البقاء معا، أو فی الابتداء فقط.
فلو آلی من زوجته الحرة ثم أبانها «3» بتطلیقة ثم مضت مدة الإیلاء و هی معتدة وقع علیها طلقة کما فی الذخیرة. لکن فی قاضی خان لو آلی من زوجته الأمة ثم اشتراها فانقضت مدته لم یقع. و المراد بأربعة أشهر أربعة أشهر متوالیة هلالیة أو یومیة. و فیه إشارة إلی أنه لو عقد علی أقل من المدتین لم یکن إیلاء بل یمینا، و إلی أنّ الوطء فی تلک المدة لازم دیانة و مطالب شرعا، فلو لم یطأ فیها لأثم و أجبره القاضی علیه، بخلاف ما دون تلک المدة کما فی خزانة المفتین. فعلی هذا فالإیلاء نفس الیمین کما فی المحیط «4» و التحفة «5» و الکافی «6» و غیرها لکن فی قاضی‌خان و النهایة «7» أنّ الإیلاء منع النفس عن قربان المنکوحة منعا مؤکدا بالیمین باللّه تعالی أو غیره من طلاق أو عتاق و نحو ذلک، مطلقا أو مؤقّتا بالمدة المذکورة، أی بأربعة أشهر فی الحرائر و شهرین فی الإماء، هکذا فی جامع الرموز، هذا عند أبی حنیفة.
و الإیلاء عند الشافعی حلف بأن یحلف علی أن لا یقربها أکثر من أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة وقف فإمّا أن یجامع أو تطلق، فإن امتنع طلق علیه القاضی و مدة الإیلاء لا تنتصف برق أحد الزوجین عنده. و عند أبی حنیفة رحمه اللّه تنتصف برق المرأة. و عند مالک برق الزوج کذا فی التفسیر الکبیر و تفسیر أحمد الرازی.
و الإیلاء علی قسمین مؤبّد و مؤقّت. الأول نحو و اللّه لا أقربک، أو قال إن قربتک فعلیّ حجّ أو فأنت طالق و نحوه. و الثانی لا أقربک أربعة أشهر، فإن قربها فی المدة حنث و یجب الکفارة فی الحلف باللّه تعالی، و فی غیره الجزاء، و سقط الإیلاء. و إن لم یقربها بانت بتطلیقة واحدة و سقط الحلف المؤقّت لا المؤیّد حتی لو نکحها ثانیا و لم یقربها أربعة أشهر تبین ثانیا، و هکذا ثالثا، و بقی الحلف بعد ثالث لا الإیلاء هکذا فی شرح الوقایة.

ایلد:

[فی الانکلیزیة]Ilud)september in Hebrew calender(
[فی الفرنسیة]Ilud)septembre dans le calendrier juif(
بکسر الألف و سکون الیاء و ضم اللام اسم شهر فی التقویم الیهودی «8».
______________________________
(1) لأنه (- م، ع).
(2) القاضیخانیة أو فتاوی قاضی‌خان (فقه حنفی) لحسن بن منصور بن أبی القاسم محمود بن عبد العزیز، فخر الدین المعروف بقاضی‌خان الفرغانی. الأعلام 2/ 224.
(3) ثم أبانها (- ع).
(4) المحیط البرهانی فی الفقه النعمانی لبرهان الدین محمود بن أحمد بن عبد العزیز البخاری (- 616 ه) و قد اختصره فیما بعد فی کتاب سمّاه الذخیرة. کشف الظنون 2/ 1619.
(5) تحفة الفقهاء لعلاء الدین محمد بن أحمد السمرقندی الحنفی (- 553 ه) زاد فیها علی مختصر القدوری. و علی التحفة هذه شرح شهیر لأبی بکر بن مسعود الکاسانی (- 587 ه) یعرف ببدائع الصنائع فی ترتیب الشرائع. کشف الظنون 1/ 371
(6) الکافی فی فروع الحنفیة لمحمد بن محمد الحنفی (- 334 ه) جمع فیه بعض کتابات محمد بن الحسن الشیبانی تلمیذ أبی حنیفة و علیه شروح کثیرة منها الشرح المشهور بالمبسوط للسرخسی کشف الظنون 2/ 1378.
(7) النهایة لحسام الدین الحسین بن علی بن الحجاج بن علی (- 728 ه) شرح فیه کتاب الهدایة لأبی الحسن علی بن أبی بکر بن عبد الجلیل بن برهان الدین المرغینانی (- 593 ه). مفتاح السعادة 2/ 266.
(8) بکسر الف و سکون یا و ضم لام نام ماهیست در تاریخ یهود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 297

ایلول:

[فی الانکلیزیة]September
[فی الفرنسیة]Septembre
اسم شهر فی تاریخ الروم «1».

الإیماء:

[فی الانکلیزیة]Warning
[فی الفرنسیة]Avertissement
بالمیم عند الأصولیین هو التنبیه، سیأتی.

الإیمان:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Faith،belief
[فی الفرنسیة]Foi،croyance
هو فی اللغة التصدیق مطلقا. و اختلفت فیه أهل القبلة علی أربع فرق. الفرقة الأولی قالوا الإیمان فعل القلب فقط، و هؤلاء قد اختلفوا علی قولین: أحدهما أنه تصدیق خاص و هو التصدیق بالقلب للرسول علیه السلام فیما علم مجیئه به ضرورة من عند اللّه. فمن صدّق بوحدانیة اللّه تعالی بالدلیل و لم یصدّق بأنه مما علم به مجی‌ء الرسول من عند اللّه لم یکن هذا التصدیق منه إیمانا. ثم ما لوحظ إجمالا کالملائکة و الکتب و الرسل کفی الإیمان به إجمالا، و ما لوحظ تفصیلا کجبرئیل و موسی و الإنجیل اشترط الإیمان به تفصیلا. فمن لم یصدّق بمعیّن من ذلک فهو کافر. ثم التقیید بالضرورة لإخراج ما لا یعلم بالضرورة کالاجتهادیات، فإن منکرها لیس بکافر و عدم تقیید التصدیق بالدلیل لاشتمال اعتقاد المقلّد إذ إیمانه صحیح عند الأکثر و هو الصحیح.
و التصدیق اللغوی هو الیقینی علی ما یجی‌ء فی محله. فالظنی لیس بکاف فی الإیمان، و هذا قول جمهور العلماء، فإنّ الإیمان عندهم هو التصدیق الجازم الثابت.
و قال بعضهم: عدم کفایة الظنّ القوی الذی لا یخطر معه النقیض محل کلام، و قد صرّح فی شرح المواقف أنّ الظنّ الغالب الذی لا یخطر معه احتمال النقیض حکمه حکم الیقین فی کونه إیمانا حقیقة فإن إیمان أکثر العوام من هذا القبیل. و أطفال المؤمنین و إن لم یکن لهم تصدیق لکنهم مصدقون حکما لما علم من الدین ضرورة أنه علیه السلام کان یجعل إیمان أحد الأبوین إیمانا للأولاد.
و التصدیق مع لبس الزنار بالاختیار کلا تصدیق فیحکم بکفر هذا المصدّق. و قیل الکفر فی مثل هذه الصورة أی فی الصورة التی یکون التصدیق مقرونا بشی‌ء من أمارات التکذیب فی الظاهر فی حق إجراء أحکام الدنیا لا فیما بینه و بین اللّه تعالی، کذا فی حاشیة الخیالی للمولوی عبد الحکیم.
و حدّ الإیمان بما ذکرنا هو مختار جمهور الأشاعرة و علیه الماتریدیة «2» و أکثر الأئمة کالقاضی و الأستاذ و الحسین بن الفضل «3» و وافقهم علی ذلک الصالحی «4» و ابن الراوندی «5»
______________________________
(1) اسم ماهیست در تاریخ روم.
(2) الماتریدیة: فرقة کلامیة تنسب فی نشأتها إلی محمد بن محمد بن محمود المعروف بأبی منصور الماتریدی (- 333 ه)، أی نسبة إلی بلدة ماترید فی سمرقند. و قد عاصر الأشعری و إن تباعدت بینهما المسافات، إلّا أن الماتریدی بنی عقیدته أولا علی منهج أبی حنیفة النعمان. و أحیانا نجد تقاربا بین آراء الماتریدیة و المعتزلة فی بعض القضایا الکلامیة. أحمد أمین فی ظهر الإسلام 2/ 91، ابن عذبة فی الروضة البهیة ص 4 و ما بعدها، الکوثری. فی مقدمة إشارات المرام من عبارات الإمام للبیاضی ص 7، الشیخ زادة فی نظم الزائد و جمع الفوائد ص 22 و ما بعدها.
(3) الحسین بن الفضل: هو الحسین بن الفضل بن عمیر البجلی. ولد بالکوفة عام 178 ه/ 794 م، و توفی بنیسابور عام 282 ه/ 895 م. مفسّر، لغوی، کان یدرّس الناس لفترة طویلة. الأعلام 2/ 251، العبر 2/ 68، لسان المیزان 2/ 307.
(4) الصالحی: هو محمد بن مسلم الصالحی، أبو الحسین، من زعماء الاعتزال الذین کانوا یقولون بالإرجاء. و کانت له مکانة کبیرة فی علم الکلام. و ناظر أبا الحسین الخیاط. طبقات المعتزلة 72، الملل 145.
(5) ابن الراوندی: هو أحمد بن یحی بن اسحاق، أبو الحسین الراوندی أو ابن الراوندی. مات مصلوبا ببغداد عام 298 ه/ 910 م. فیلسوف مجاهر بالإلحاد. اشتهر بزندقته و آرائه التی أنکرها علیه العلماء حتی رموه بالکفر. له ما یزید عن مائة و أربعة عشر کتابا. الأعلام 1/ 267، وفیات الأعیان 1/ 27، البدایة و النهایة 11/ 112، الملل و النحل 1/ 81، لسان
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 298
من المعتزلة. و القول الثانی أنه معرفة اللّه تعالی مع توحیده بالقلب. و الإقرار باللسان لیس برکن فیه و لا شرط، حتی أن من عرف اللّه بقلبه ثم جحد بلسانه و مات قبل أن یقرّ به فهو مؤمن کامل الإیمان و هو قول جهم بن صفوان «1».
و أما معرفة الکتب و الرسل و الیوم الآخر فزعم أنها داخلة فی حدّ الإیمان، و هذا بعید عن الصواب لمخالفته ظاهر الحدیث «بنی الإسلام علی خمس» «2». و الصواب ما حکاه الکعبی عن جهم أنّ الإیمان معرفة اللّه تعالی و کل ما علم بالضرورة کونه من دین محمد علیه السلام. و فی شرح المواقف قیل الإیمان هو المعرفة، فقوم باللّه و هو مذهب جهم بن صفوان، و قوم باللّه و بما جاءت به الرسل إجمالا و هو منقول عن بعض الفقهاء.
و الفرقة الثانیة قالوا إنّ الإیمان عمل باللسان فقط و هم أیضا فریقان: الأول أنّ الإقرار باللسان هو الإیمان فقط و لکن شرط فی کونه إیمانا حصول المعرفة فی القلب، فالمعرفة شرط لکون الإقرار اللسانی إیمانا لا أنها داخلة فی مسمّی الإیمان و هو قول غیلان بن مسلم الدمشقی «3». و الثانی أنّ الإیمان مجرّد الإقرار باللسان و هو قول الکرّامیّة، و زعموا أنّ المنافق مؤمن الظاهر کافر السریرة، فثبت له حکم المؤمنین فی الدنیا و حکم الکافرین فی الآخرة.
و الفرقة الثالثة قالوا إنّ الإیمان عمل القلب و اللسان معا أی فی الإیمان الاستدلالی دون الذی بین العبد و ربه، و قد اختلف هؤلاء علی أقوال: الأول أنه إقرار باللسان و معرفة بالقلب و هو قول أبی حنیفة و عامة الفقهاء و بعض المتکلمین و الثانی أنه التصدیق بالقلب و اللسان معا و هو قول أبی الحسن الأشعری و بشر المریسی «4». و فی شرح المقاصد «5» فعلی هذا المذهب من صدّق تقلبه و لم یتفق له الإقرار باللسان فی عمره مرة لا یکون مؤمنا عند اللّه تعالی، و لا یستحق دخول الجنة و لا النجاة من الخلود فی النار، بخلاف ما إذا جعل اسما للتصدیق فقط، فالإقرار حینئذ لإجراء الأحکام علیه فقط کما هو مذهب أبی حنیفة رحمه اللّه تعالی انتهی کلامه. و المذهب الأخیر موافق لما فی الحدیث «یخرج من النار من کان فی قلبه مثقال ذرّة من الإیمان» «6» کذا فی حاشیة
______________________________
- المیزان 1/ 323، النجوم الزاهرة 3/ 175، خطط المقریزی 2/ 353.
(1) الجهم بن صفوان: هو جهم بن صفوان السمرقندی، أبو محرز. مات مقتولا عام 128 ه/ 745 م. رئیس الفرقة الجهمیة.
کان مبتدعا ضالا، حتی کفرته معظم الفرق الإسلامیة. الأعلام 2/ 141، میزان الاعتدال 1/ 197، لسان المیزان 2/ 142، خطط المقریزی 2/ 349.
(2) أخرجه مسلم فی الصحیح، 1/ 45، عن عبد اللّه بن عمر، کتاب الإیمان (1)، باب بیان أرکان الإسلام و دعائمه العظام (5)، حدیث رقم 21/ 16.
(3) غیلان بن مسلم الدمشقی: هو غیلان بن مسلم الدمشقی، أبو مروان. مات مصلوبا بدمشق عام 105 ه/ 723 م. زعیم الفرقة الغیلانیة التی تقول بالقدر، و کان من المتکلمین. له عدة رسائل. الأعلام 5/ 124، الملل و النحل 1/ 227، عیون الأخبار 2/ 345، مفتاح السعادة 2/ 35، لسان المیزان 4/ 424، اللباب 2/ 186.
(4) بشر المریسی هو بشر بن غیاث بن أبی کریمة عبد الرحمن المریسی العدوی، أبو عبد الرحمن ولد و توفی ببغداد عام 218 ه/ 833 م. رأس الفرقة المریسیة، فقیه معتزلی عارف بالفلسفة، و رمی بالزندقة. و کان أبوه یهودیا. له عدة مصنفات الأعلام 2/ 55، وفیات الأعیان 1/ 91، النجوم الزاهرة 2/ 228، تاریخ بغداد 7/ 56، میزان الاعتدال 1/ 150، لسان المیزان 2/ 29، الجواهر المضیّة 1/ 164.
(5) شرح المقاصد لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 791 ه) شرح فیه کتابه المقاصد فی علم الکلام و یعرف أیضا بمقاصد الطالبین فی أصول الدین، و علی الکتاب و الشرح عدة حواشی. کشف الظنون 2/ 1780- 1781.
(6) هذا جزء من حدیث، أخرجه الترمذی فی سننه، 4/ 361، عن عبد اللّه، کتاب البر و الصلاة (28)، باب ما جاء فی الکبر (61) الحدیث رقم 1999، و تمامه: «لا یدخل الجنة من کان فی قلبه مثقال ذرة من کبر، و لا یدخل النار من کان فی قلبه
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 299
الخیالی للمولوی عبد الحکیم. و الثالث أنه إقرار باللسان و إخلاص بالقلب. ثم المعرفة بالقلب علی قول أبی حنیفة مفسّرة بشیئین: الأول الاعتقاد الجازم سواء کان استدلالیّا أو تقلیدیّا، و لذا حکموا بصحة إیمان المقلّد و هو الأصح.
و الثانی العلم الحاصل بالدلیل، و لذا زعموا أن الأصح أنّ إیمان المقلّد غیر صحیح. ثم هذه الفرقة اختلفوا، فقال بعضهم الإقرار شرط للإیمان فی حق إجراء الأحکام حتی أنّ من صدّق الرسول علیه السلام فهو مؤمن فیما بینه و بین اللّه تعالی و إن لم یقرّ بلسانه و هو مذهب أبی حنیفة و إلیه ذهب الأشعری فی أصح الروایتین و هو قول أبی منصور الماتریدی. و لا یخفی أنّ الإقرار لهذا الغرض لا بدّ أن یکون علی وجه الإعلام علی الإمام و غیره من أهل الإسلام لیجروا علیه الأحکام، بخلاف ما إذا کان رکنا فإنه یکفی مجرّد التکلّم فی العمر مرة، و إن لم یظهر علی غیره کذا فی الخیالی. و قال بعضهم هو رکن لیس بأصلی له بل هو رکن زائد، و لهذا یسقط حال الإکراه. و قال فخر الإسلام إنّ کونه زائدا مذهب الفقهاء و کونه لإجراء الأحکام مذهب المتکلمین.
و الفرقة الرابعة قالوا إنّ الإیمان فعل بالقلب و اللسان و سائر الجوارح و هو مذهب أصحاب الحدیث و مالک «1» و الشافعی و أحمد و الأوزاعی «2». و قال الإمام و هو مذهب المعتزلة و الخوارج و الزیدیة. أما أصحاب الحدیث فلهم أقوال ثلاثة: القول الأول أنّ المعرفة إیمان کامل و هو الأصل ثم بعد ذلک کل طاعة إیمان علی حدة، و زعموا أنّ الجحود و إنکار القلب کفر، ثم کل معصیة بعده کفر علی حدة، و لم یجعلوا شیئا من الطاعات ما لم یوجد المعرفة و الإقرار باللسان إیمانا و لا شیئا من المعاصی کفرا ما لم یوجد الجحود و الإنکار لأن اصل الطاعات الإیمان و أصل المعاصی الکفر و الفرع لا یحصل بدون ما هو أصله و هو قول عبد اللّه بن سعد «3». و القول الثانی أن الإیمان اسم للطاعات کلها فرائضها و نوافلها، و هی بجملتها إیمان واحد، و أنّ من ترک شیئا من الفرائض فقد انتقض إیمانه، و من ترک النوافل لا ینتقض إیمانه. و القول الثالث أنّ الإیمان اسم للفرائض دون النوافل.
و أما المعتزلة فقد اتفقوا علی أنّ الإیمان إذا عدّی بالباء فالمراد «4» به فی الشرع التصدیق، یقال آمن باللّه أی صدّق، إذ الإیمان بمعنی أداء الواجبات لا یمکن فیه هذه التعدیة،
______________________________
مثقال ذرة فی إیمان … » و هکذا روی عن أبی سعید الخدری عن النبی صلی اللّه علیه و سلم قال: «یخرج من النار من کان فی قلبه مثقال ذرة من إیمان». و قال عقبه: هذا حدیث حسن صحیح غریب.
(1) مالک بن أنس: هو الإمام مالک بن أنس بن مالک الأصبحی الحمیری، أبو عبد اللّه. ولد بالمدینة عام 93 ه/ 712 م.
و توفی فیها عام 179 ه. إمام دار الهجرة، و أحد الأئمة الأربعة فی الفقه، و هو صاحب المذهب المالکی. أصولی مجتهد، محدث و مفسّر. له عدة مؤلفات. الأعلام 5/ 257، معجم المفسرین 2/ 460، وفیات الأعیان 1/ 439، تهذیب التهذیب 10/ 5، صفة الصفوة 2/ 99، حلیة الأولیاء 6/ 316، تاریخ الخمیس 2/ 332، اللباب 3/ 86، تاریخ التراث العربی 2/ 120، مرآة الجنان 1/ 373، مفتاح السعادة 2/ 84 و غیرها.
(2) الأوزاعی: هو الإمام عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الأوزاعی، أبو عمرو. ولد فی بعلبک عام 88 ه/ 707 م و توفی ببیروت عام 157 ه/ 774 م. إمام أهل الشام فی الفقه و الزهد، محدث عالم بالأصول. له عدة مؤلفات. الأعلام 3/ 320، ابن الندیم 1/ 227، وفیات الأعیان 1/ 275، تاریخ بیروت 15، حلیة الأولیاء 6/ 135، شذرات الذهب 1/ 241.
(3) هو عبد اللّه بن سعد بن سعید بن أبی جمرة الأزدی الأندلسی أبو محمد. أصله أندلسی و توفی بعصر عام 695 ه/ 1296 م. فقیه مالکی، عالم بالحدیث. له عدة مؤلفات. الأعلام 4/ 89، البدایة و النهایة 13/ 346، نیل الابتهاج هامش الدیباج 140.
(4) فالمقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 300
لا یقال فلان آمن بکذا إذا صلّی و صام، فالإیمان المتعدّی بالباء یجری علی طریق اللغة، و إذا أطلق غیر متعدّ فقد اتفقوا علی أنه منقول نقلا ثانیا من التصدیق إلی معنی آخر. ثم اختلفوا فیه علی وجوه. الأول أنّ الإیمان عبارة عن فعل کل الطاعات سواء کانت واجبة أو مندوبة أو من باب الاعتقادات أو الأقوال أو الأفعال و هذا قول واصل بن عطاء «1» و أبی الهذیل و القاضی عبد الجبار. و الثانی أنه عبارة عن فعل الواجبات فقط دون النوافل و هو قول أبی علی الجبائی و أبی هاشم. و الثالث أنه عبارة عن اجتناب کل ما جاء فیه الوعید و هو قول النظّام و أصحابه، و من قال شرط کونه مؤمنا عندنا و عند اللّه اجتناب کل الکبائر.
و أما الخوارج فقد اتفقوا علی أنّ الإیمان باللّه یتناول معرفة اللّه تعالی و معرفة کل ما نصب اللّه علیه دلیلا عقلیا أو نقلیا، و یتناول طاعة اللّه فی جمیع ما أمر و نهی عنه صغیرا کان أو کبیرا.
و قالوا مجموع هذه الأشیاء هو الإیمان و یقرب من مذهب المعتزلة مذهب الخوارج، و یقرب من مذهبهما مذهب السلف و أهل الأثر أنّ الإیمان عبارة عن مجموع ثلاثة أشیاء: التصدیق بالجنان و الإقرار باللسان و العمل بالأرکان، إلّا أنّ بین هذه المذاهب فرقا، و هو أن من ترک شیئا من الطاعات فعلا کان أو قولا خرج من الإیمان عند المعتزلة و لم یدخل فی الکفر، بل وقع فی مرتبة بینهما یسمّونها منزلة بین المنزلتین. و عند الخوارج دخل فی الکفر لأن ترک کلّ واحد من الطاعات کفر عندهم. و عند السلف لم یخرج من الإیمان لبقاء أصل الإیمان الذی هو التصدیق بالجنان. و قال الشیخ أبو إسحاق الشیرازی «2»: هذه أول مسألة نشأت فی الاعتزال. و نقل عن الشافعی أنه قال الإیمان هو التصدیق و الإقرار و العمل، فالمخلّ بالأول وحده منافق، و بالثانی وحده کافر، و بالثالث وحده فاسق ینجو من الخلود فی النار و یدخل الجنّة.
قال الإمام: هذه فی غایة الصعوبة لأن العمل إذا کان رکنا لا یتحقق الإیمان بدونه، فغیر المؤمن کیف یخرج من النار و یدخل الجنة. قلت الإیمان فی کلام الشارع قد جاء بمعنی أصل الإیمان و هو الذی لا یعتبر فیه کونه مقرونا بالعمل کما فی قوله علیه السلام «الإیمان أن تؤمن باللّه و ملائکته و رسله و تؤمن بالبعث و الإسلام و أن تعبد اللّه و لا تشرک به و تقیم الصلاة» «3» الحدیث. و قد جاء بمعنی الإیمان الکامل و هو المقرون بالعمل و هو المراد «4» بالإیمان المنفی فی قوله علیه السلام «لا یزنی الزانی حین یزنی و هو مؤمن» «5» الحدیث، و کذا
______________________________
(1) هو واصل بن عطاء الغزّال، أبو حذیفة. ولد بالمدینة عام 80 ه/ 700 م. و توفی بالبصرة عام 131 ه/ 748 م. رأس المعتزلة، بلیغ متکلم. له عدة تصانیف. الأعلام 8/ 108، المقریزی 2/ 345، وفیات الأعیان 2/ 170، مروج الذهب 2/ 298، فوات الوفیات 2/ 317، تاریخ الاسلام 5/ 311، مرآة الجنان 1/ 274 النجوم الزاهرة 1/ 313، لسان المیزان 6/ 214، شذرات الذهب 1/ 182.
(2) هو إبراهیم بن علی بن یوسف الفیروزآبادی الشیرازی، أبو إسحاق. ولد فی فیروزآباد بفارس عام 393 ه/ 1003 م.
و مات ببغداد عام 476 ه/ 1083 م. عالم، ناظر العلماء و اشتهر بالحجة و الجدل و نبغ فی علوم الشریعة. له تصانیف کثیرة. الأعلام 1/ 51، طبقات السبکی 3/ 88، وفیات الأعیان 1/ 4، اللباب 2/ 232.
(3) أخرجه مسلم فی الصحیح، 1/ 39، عن أبی هریرة، کتاب الإیمان (1)، باب بیان الأیمان و الإسلام (1)، حدیث 5/ 9، من حدیث طویل.
(4) المقصود (م، ع).
(5) أخرجه البخاری فی الصحیح، 8/ 293، عن أبی هریرة، کتاب المحاربین من أهل الکفر و الردة، باب إثم الزناة، حدیث رقم 9/ 6810، بلفظ، قال النبی صلی اللّه علیه و سلم: «لا یزنی حین یزنی و هو مؤمن، و لا یسرق حین یسرق و هو مؤمن، و لا یشرب حین یشرب و هو مؤمن، و التوبة معروضة».
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 301
کل موضع جاء بمثله. فالخلاف فی المسألة لفظی لأنه راجع إلی تفسیر الإیمان و أنه فی أیّ المعنیین منقول شرعی، و فی أیهما مجاز و لا خلاف فی المعنی فإنّ الإیمان المنجّی من دخول النار هو الثانی باتفاق جمیع المسلمین، و الإیمان المنجّی من الخلود فی النار هو الأول باتفاق أهل السنة خلافا للمعتزلة و الخوارج.
و بالجملة فالسلف و الشافعی جعلوا العمل رکنا من الإیمان بالمعنی الثانی دون الأول، و حکموا مع فوات العمل ببقاء الإیمان بالمعنی الأول، و بأنه ینجو من النار باعتبار وجوده، و إن فات الثانی فاندفع الإشکال.
اعلم أنهم اختلفوا فی التصدیق بالقلب الذی هو تمام مفهوم الإیمان عند الأشاعرة أو جزء مفهومه عند غیرهم. فقیل هو من باب العلوم و المعارف فیکون عین التصدیق المقابل للتصور. و ردّ بأنّا نقطع بکفر کثیر من أهل الکتاب مع علمهم بحقیقة رسالته صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و ما جاء به قال اللّه تعالی: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا کَفَرُوا بِهِ «1» و یَعْرِفُونَهُ کَما یَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ «2» الآیة. و أجیب بأنّا إنما نحکم بکفرهم لأن من أنکر منهم الرسالة أبطل تصدیقه القلبی بتکذیبه اللسانی، و من لم ینکرها أبطله بترک الإقرار اختیارا، لأنّ الإقرار شرط لإجراء الأحکام علی رأی، و رکن الإیمان علی رأی.
و لهذا لو حصل التصدیق لأحد و مات من ساعته فجأة قبل الإقرار یکون مؤمنا إجماعا. لکن بقی شی‌ء آخر و هو أنّ الإیمان مکلّف به و التکلیف إنما یتعلق بالأفعال الاختیاریة فلا بد أن یکون التصدیق بالقلب اختیاریا، و التصدیق المقابل للتصوّر لیس اختیاریا کما بیّن فی موضعه.
و أجیب بأن التکلیف بالإیمان تکلیف بتحصیل أسبابه من القصد إلی النظر فی آثار القدرة الدالة علی وجوده تعالی و وحدانیته و توجیه الحواس إلیها، و ترتیب المقدمات المأخوذة، و هذه أفعال اختیاریة. و لذا قال القاضی الآمدی: التکلیف بالإیمان تکلیف بالنظر الموصل إلیه و هو فعل اختیاری. و فیه أنه یلزم علی هذا اختصاص التصدیق بأن یکون علما صادرا عن الدلیل.
و قیل هو أی التصدیق من باب الکلام النفسی و علیه إمام الحرمین «3». و هکذا ذکر صدر الشریعة حیث قال: المراد «4»
بالتصدیق معناه اللغوی و هو أن ینسب الصدق إلی المخبر اختیارا لأنه إن وقع فی القلب صدق المخبر ضرورة کما إذا شاهد أحد المعجزة و وقع صدق دعوی النبوة فی قلبه ضرورة و قهرا من غیر أن ینسب الصدق إلی النبی علیه السلام اختیارا، لا یقال فی اللغة إنه صدّقه، فعلم أنّ المراد من التصدیق إیقاع نسبة الصدق إلی المخبر اختیارا الذی هو کلام النفس و یسمّی عقد الإیمان. و ظاهر کلام الأشعری أنه کلام النفس و المعرفة شرط فیه إذ المراد بکلام النفس الاستسلام الباطنی و الانقیاد لقبول الأوامر و النواهی. و بالمعرفة إدراک مطابقة دعوی النبی للواقع أی تجلیها للقلب و انکشافها له و ذلک الاستسلام إنّما یحصل بعد حصول هذه المعرفة، و یحتمل أن یکون کل منهما رکنا.
______________________________
(1) البقرة/ 89.
(2) البقرة/ 146.
(3) هو عبد الملک بن عبد اللّه بن یوسف بن محمد الجوینی، أبو المعالی، رکن الدین الملقب بإمام الحرمین. ولد بنواحی نیسابور عام 419 ه/ 1028 م و توفی فیها عام 478 ه/ 1085 م. فقیه شافعی، متکلم أشعری. له الکثیر من المؤلفات الهامة. الأعلام 4/ 160، وفیات الأعیان 1/ 287، طبقات السبکی 3/ 249، مفتاح السعادة 1/ 440؛ تبیین کذب المفتری 278.
(4) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 302
و قال بعض المحققین إنّ کلا من المعرفة و الاستسلام خارج من مفهوم التصدیق لغة، و هو نسبة الصدق بالقلب أو اللسان إلی القائل، لکنهما معتبران شرعا فی الإیمان إمّا علی أنهما جزءان لمفهومه شرعا، أو شرطان لإجراء أحکامه شرعا. و الثانی هو الراجح لأن الأول یلزمه نقل الإیمان عن معناه اللغوی إلی معنی آخر شرعی، و النقل خلاف الأصل، فلا یصار إلیه بغیر دلیل.

فائدة:

قیل الإیمان و الإسلام مترادفان، و قیل متغایران. و قد سبق تفصیله فی لفظ الإسلام.

فائدة:

الإیمان هل یزید و ینقص أو لا؟ اختلف فیه. فقیل لا یقبل الزیادة و النقصان لأنه حقیقة التصدیق، و هو لا یقبلهما. و قیل لا یقبل النقصان لأنه لو نقص لانتفی الإیمان، و لکن یقبل الزیادة لقوله تعالی زادَتْهُمْ إِیماناً «1» و نحوها. و قیل یقبلهما و هو مذهب جماعة أهل السنة من سلف الأمة و خلفائها. و قال الإمام هذا البحث لفظی لأن المراد «2» بالإیمان إن کان هو التصدیق فلا یقبلهما لأنّ الواجب هو الیقین الغیر القابل للتفاوت لعدم احتمال النقیض فیه، و الاحتمال و لو بأبعد وجه ینافی الیقین. و إن کان المراد به الأعمال إمّا وحدها أو مع التصدیق فیقبلهما و هو ظاهر. فإن قلت انتفاء الجزء یستلزم انتفاء الکل فکیف تتصوّر الزیادة و النقصان؟ قلت الأعمال لیست مما جعله الشارع جزءا من الإیمان حتی ینتفی بانتفائها الإیمان بل هی تقع جزءا منه إن وجدت. فما لم یوجد الأعمال فالإیمان هو التصدیق و الإقرار و إن وجدت کانت داخلة فی الإیمان، فیزید علی ما کان قبل الأعمال.
و قیل الحق أنّ التصدیق یقبلهما بحسب الذات و بحسب المتعلق، أمّا الأول فلقبوله القوة و الضعف فإنه من الکیفیات النفسانیة القابلة لهما کالفرح و الحزن و الغضب. و قولکم الواجب هو الیقین و التفاوت لاحتمال النقیض. قلنا لا نسلم أنّ التفاوت لذلک فقط إذ یجوز أن یکون بالقوة و الضعف بلا احتمال النقیض. ثم الذی قلتم یقتضی أن یکون إیمان النبی علیه السلام و إیمان آحاد الأمة سواء و أنه باطل إجماعا و لقول إبراهیم علیه السلام وَ لکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی «3» فإنه یدل علی قبول التصدیق الیقینی للزیادة و النقصان. و الظاهر أنّ الظن الغالب الذی لا یخطر معه احتمال النقیض بالبال حکمه حکم الیقین فی کونه إیمانا حقیقة، فإنّ إیمان أکثر العوام من هذا القبیل. و علی هذا فقبول الزیادة و النقصان واضح وضوحا تاما. و أمّا الثانی فإن التصدیق التفصیلی فی أفراد ما علم مجیئه به جزء من الإیمان یثاب علیه ثوابه علی تصدیقه بالإجمال.

فائدة:

هل الإیمان مخلوق أم لا؟ فذهب جماعة إلی أنه مخلوق. و ذکر عن أحمد بن حنبل و جمع من أصحاب الحدیث أنهم قالوا الایمان غیر مخلوق. و أحسن ما قیل فیه الإیمان إقرار، و هو مخلوق لأنه صنع العبد أو هدایة و هی غیر مخلوقة لأنها صنع الربّ. هذا خلاصة ما فی العینی شرح صحیح البخاری و الفتح المبین شرح الأربعین و شرح المواقف. و قد بقیت بعد أبحاث ترکناها مخافة الإطناب، فإن شئت تحقیقها فارجع إلی العینی فی أول کتاب الإیمان.
______________________________
(1) الأنفال/ 2.
(2) المقصود (م، ع).
(3) البقرة/ 260.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 303

الأین:

[فی الانکلیزیة]Place
[فی الفرنسیة]Lieu
بالفتح و بالمثناة التحتانیة الساکنة عند الحکماء قسم من المقولات النسبیة، و هو حصول الجسم فی المکان أی فی الحیّز الذی یخصه و یکون مملوءا به و یسمّی هذا أینا حقیقیا. و عرّفوه أیضا بأنه هیئة تحصل للجسم بالنسبة إلی مکانه الحقیقی، أعنی أنه الهیئة المترتبة علی الحصول فی الحیز لکن فی ثبوت أمر وراء الحصول ترددا. و قد یقال الأین لحصول الجسم فیما لیس مکانا حقیقیا له مثل الدار و البلد و الإقلیم و نحو ذلک مجازا، فإنّ کلّ واحد منها یقع فی جواب أین، و المتکلمون یسمّون الأین بالکون، کذا فی شرح المواقف و حاشیته للمولوی عبد الحکیم.

الإیهام:

[فی الانکلیزیة]Syllepsis
[فی الفرنسیة]Syllepse
هو عرفا استعمال لفظ له معنیان، و إرادة أحدهما مطلقا علی ما ذکر الچلپی فی حاشیة التلویح فی الخطبة. و عند أهل البدیع: استعمال لفظ له معنیان إمّا بالاشتراک أو التواطی أو الحقیقة و المجاز، أحدهما قریب و الآخر بعید، و یقصد البعید و یوری عنه بالقریب فیتوهمه السامع من أول الوهلة و یسمّی بالتوریة و التخییل أیضا. و ذکر المعنیین أخذ بالأقل للاحتراز عن الأکثر من معنیین، و لا یراد به.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 303 الإیهام: … ص: 303
ل الزمخشری: لا تری بابا فی البیان أدقّ و لا ألطف من التوریة و لا أنفع و لا أعون علی تعاطی تأویل المتشابهات فی کلام اللّه و رسوله، و هی ضربان: مجرّدة و مرشّحة.
فالمجردة هی التی لم یذکر فیها شی‌ء من لوازم الموری به و لا الموری عنه کقوله تعالی:
الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی «1» فإن الاستواء علی معنیین: الاستقرار فی المکان و هو المعنی القریب الموری به الذی هو غیر مقصود لتنزیهه تعالی عنه. و الثانی الاستیلاء و هو المعنی البعید الذی وری عنه بالقریب المذکور انتهی. و هذه التوریة تسمّی مجرّدة لأنها لم یذکر فیها شی‌ء من لوازم الموری به و لا الموری عنه.
و المرشحة هی التی ذکر فیها شی‌ء من لوازم هذا أو هذا کقوله تعالی: وَ السَّماءَ بَنَیْناها بِأَیْدٍ «2» الآیة، فإنه یحتمل الجارحة و هو الموری به و قد ذکر من لوازمه علی جهة الترشیح البیان، و یحتمل القدرة و القوة و هو البعید المقصود، کذا فی الإتقان. و فی المطوّل: المجردة هی التی لا تجامع شیئا مما یلائم المعنی القریب نحو الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی و المرشحة هی التی تجامع شیئا مما یلائم المعنی القریب الموری به عن المعنی البعید نحو وَ السَّماءَ بَنَیْناها بِأَیْدٍ انتهی.

إیهام العکس:

[فی الانکلیزیة]Deceit
[فی الفرنسیة]Tromperie
سیأتی فی لفظ المغالطة.
______________________________
(1) طه/ 5.
(2) الذاریات/ 47.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 305

حرف الباء (ب)

ب:

[فی الانکلیزیة]B
[فی الفرنسیة]B
أعنی الباء المفردة هی حرف من حروف التهجّی، و یراد بها فی حساب أبجد الاثنان.
و فی اصطلاح المنطقیین المحمول، فإنهم یعبّرون عن الموضوع بج و عن المحمول بب للاختصار و العموم. و فی اصطلاح السالکین أوّل الموجودات الممکنة و هو المرتبة الثانیة من الوجود. قال الشاعر:
التمس الألف فی الأول و الباء فی الثانی اقرأ کلیهما واحدا و کلا الاثنین قل.
و فی الفارسیة یقال له در «1».
و فی اصطلاح الشطّاریین علامة البرزخ، کذا فی کشف اللغات.

الباب:

[فی الانکلیزیة]Portal vein،part
[فی الفرنسیة]Porte،veine porte،partie
فی اللغة بمعنی در و جمعه أبواب و أبوبة کذا فی الصراح. و الأطباء یطلقونه علی أوّل عرق ینبت من مقعّر الکبد لجذب الغذاء إلیه، و هو عرق کبیر ینشعب کلّ واحد من طرفیه إلی شعب کثیرة کذا فی بحر الجواهر. و العلماء المصنفون قد یطلقونه و یریدون به مسائل معدودة من جنس واحد أو نوع واحد أو صنف واحد، و بالکتاب مسائل معدودة من جنس واحد، و بالفصل من صنف واحد، و بالمنشورة «2» و بالشتی من أبواب مختلفة أو من أصناف متخالفة. و أهل الجفر یطلقونه علی حروف الهجاء المرتّبة بترتیب مخصوص و یسمونه بالبیت و السهم أیضا.
و یقولون: الباب یکون کبیرا و صغیرا و متصلا؛ أمّا الباب الکبیر فتسعة و عشرون حرفا، و هی حروف الألفباء المعروفة أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ک ل م ن ه و لا ی. و أمّا الباب الصغیر فمبنیّ علی اثنین و عشرین حرفا و هی: أ ب ج د ه و ز ح ط ی ک ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت. و الباب المتّصل هو أیضا اثنان و عشرون حرفا و هی کما یلی: ب ت ث ج ح خ ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ک ل م ن ه ی.
إذن فی الباب الصغیر لا توجد هذه الحروف: ث خ ذ ض ظ ع لا. و فی الباب المتصل لا توجد هذه الحروف: ا د ذ ر ز و لا «3». و السبعیة یطلقونه و یریدون به علی بن
______________________________
(1) الف در اوّل و با در دوم جوی. بخوان هر دو یکی را هر دو می‌گوی.
(2) المنثورة (م).
(3) میگویند: باب کبیر باشد و صغیر و متصل. اما باب کبیر بیست و نه حرفست و آن اینست. ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ک ل م ن و ه لا ی. و اما باب صغیر مبنی است بر بیست و دو حرف و آن اینست. ا ب ج د ه و ز ح ط ی ک ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت. و باب متصل نیز بیست و دو حرف است و آن اینست. ب ت ث ج ح خ س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ک ل م ن ه ی. بس در باب صغیر این هفت حرف نیست. ث خ ذ ض ظ غ لا. و در باب متصل این هفت حرف نیست. ا د ذ ر ز و لا.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 306
أبی طالب رضی اللّه عنه، و یریدون بالأبواب الدعاة علی ما سیجی‌ء.

باب الأبواب:

[فی الانکلیزیة]The door of doors،repentance
[فی الفرنسیة]La porte des portes،repentir
هو التوبة لأنّها أوّل ما یدخل به «1» العبد حضرات القرب من جناب الرّبّ، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم.

البابکیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Babakiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Babakiyya)secte(
هی فرقة تلقّب بالسبعیة.

بابه:

[فی الانکلیزیة]Babah)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Babah)mois Egyptien(
اسم شهر فی تقویم القبط المحدث «2».

باخون:

[فی الانکلیزیة]BAkun)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Bakhun)mois Egyptien(
اسم شهر فی تاریخ تقویم القبط القدیم «3».

باد:

[فی الانکلیزیة]Wind
[فی الفرنسیة]Vent
بالفارسیة الریح. و عند الصوفیة النصر الإلهی الضروری لکل الموجودات، و لا یوجد اسم أوفق منه للسالک «4».

بادزهر:

[فی الانکلیزیة]Bezoar
[فی الفرنسیة]Bezoard
لفظ فارسی معناه: مقاوم السموم (تریاق)، یحفظ قوة الروح و اسم البادزهر و إن کان عاما لکل دواء دافع لضرر السم، فقد یختص بحجر الحیة. و هو حجر یوجد فی الحیة کما فی المنهاج.
قال الشیخ الرئیس ابن سینا. اسم البادزهر بالمفردات الواقعة عن الطبیعة أولی.
و اسم التریاق بالمصنوعات. فیقال البادزهر تریاق طبیعی، و التریاق بادزهر صناعی. و یشبه أن تکون النباتیات من المطبوعات أحق باسم التریاق. و المعدنیات باسم البادزهر. و یشبه أن لا یکون بینهما کثیر فرق. کذا فی بحر الجواهر «5».

باد صبا:

[فی الانکلیزیة]Breeze،east Wind
[فی الفرنسیة]Brise،Vent de l'est
لفظ فارسی، و هو عبارة عن الریح الشرقیة، و قیل: هی النسیم التی بها یتفتح الورد. و فی تذکرة الأولیاء مذکور أن الصبا:
ریح تهب من تحت العرش. و ذلک فی وقت الصبح. و هی ریح لطیفة و منعشة رطیبة. و فی اصطلاح السالکین، ریح الصبا إشارة إلی النفحات الرحمانیة التی تأتی من جهة المشرق.
کما قال سیدنا محمد صلی اللّه علیه و سلم: «إنی وجدت نفس الرحمن من جانب الیمن». و المراد من نفس الرحمن هو روحانیة التابعی الجلیل سیدنا أویس القرنی. کذا فی کشف اللغات «6».
______________________________
(1) به (- م).
(2) بابه: اسم ماهیست در تاریخ قبط محدث.
(3) باخون: نام شهریست در تاریخ قبط قدیم.
(4) باد: نزد صوفیة نصرت إلهی است که ضروری کافه موجوداتست و هیچ اسم موافق‌تر ازین اسم نیست مر سالک را.
(5) بادزهر: لفظ فارسی است معناه مقاوم السموم یحفظ قوة الروح و اسم البادزهر و إن کان عاما لکل دواء دافع لضرر السم فقد یخص بحجر الحیة و هو حجر یوجد فی الحیة کما فی المنهاج قال الشیخ اسم البادزهر بالمفردات الواقعة عن الطبیعة اولی و اسم التریاق بالمصنوعات فیقال البادزهر تریاق طبیعی و التریاق بادزهر صناعی و یشبه ان تکون النباتیات من المطبوعات احق باسم التریاق و المعدنیات باسم البادزهر و یشبه ان لا یکون بینهما کثیر فرق کذا فی بحر الجواهر.
(6) باد صبا: لفظ فارسی است عبارت از باد شرقی و قیل بادیکه بدان گل بشکفد و در تذکرة الأولیاء است کذا فی جامع
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 307

الباذق:

[فی الانکلیزیة]Water of life
[فی الفرنسیة]Eau -de -vie
بالذال المعجمة هو ماء عنب طبخ فذهب منه أقل من النصف، فإن ذهب النصف یسمّی المنصّف، و إن ذهب الثلثان و بقی الثلث یسمّی المثلث و یجی‌ء فی لفظ الطلاء.

باران:

[فی الانکلیزیة]Rain،Mercy
[فی الفرنسیة]Pluie،misericorde
بالفارسیة هی المطر. و یقال: هی عبارة عن نزول الرحمة «1».

البارح:

[فی الانکلیزیة]Rise
[فی الفرنسیة]Lever
جمعه البوارح بالراء المهملة عند المنجمین عبارة عن طلوع المنزل من ضیاء الفجر فی غیر موسم المطر، کذا ذکره عبد العلی البرجندی فی بعض الرسائل و یجی‌ء فی لفظ الطلوع.

البارقة:

[فی الانکلیزیة]Flash of lightning
[فی الفرنسیة]Eclair
هی عند الصّوفیة من اللّائحة الواردة علی السّالک من جناب القدس، و تنقطع بسرعة، و هذا من أوائل الکشف. کذا فی لطائف اللغات «2».

بازوی:

[فی الانکلیزیة]Volontary
[فی الفرنسیة]Volontaire
بمعنی صفة للمشیئة «3».

الباطنیة:

[فی الانکلیزیة]Al -batiniyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -batiniyya)secte(
بالطاء المهملة هی السبعیة. و تطلق أیضا علی المشبهة المبطلة بالصوفیة، و تسمّی إباحیة و صاحبیة أیضا.

الباغی «4»:

[فی الانکلیزیة]Tyrant،despot
[فی الفرنسیة]Tyran،despote
بالغین المعجمة لغة الظالم المتجاوز عن الحدّ علی ما فی کنز اللغات، و جمعه البغاة.
و شرعا الخارج عن طاعة الإمام الحقّ، و هو الذی استجمع شرائط صحة الإمامة من الإسلام و الحریة و العقل و البلوغ و العدالة، و صار إماما ببیعة جماعة من المسلمین، و هم رضوا بإمامته، و یرید إعلاء کلمة الإسلام و تقویة المسلمین، و یؤمن منهم دماؤهم و أموالهم و فروجهم، و یأخذ العشر و الخراج علی الوجه المشروع، و یعطی حقّ الخطباء و العلماء و القضاة و المفتین و المتعلمین و الحافظین و غیر ذلک من بیت المال، و یکون عدلا مأمونا مشفقا لیّنا علی المسلمین. و من لم یکن کذلک فلیس بإمام حقّ، فلا یجب إعانته، بل یجب قتاله و الخروج علیه حتی یستقیم أو یقتل کذا فی المعدن شرح الکنز «5».
______________________________
- الصنائع. مذکور است: صبا بادیست که از زیر عرش خیزد و ان در وقت صبح وزد بادی لطیف و خنک است و خوش دارد و در اصطلاح سالکان باد صبا اشارتست از نفحات رحمانیة که از طرف مشرق روحانیات می‌آید چنانکه حضرت رسالت‌پناه صلی اللّه علیه و آله و سلم فرموده که انی وجدت نفس الرحمن من جانب الیمن مراد از نفس الرحمن بندگی خواجه اویس قرنی است کذا فی کشف اللغات.
(1) باران نزول رحمت را گویند.
(2) نزد صوفیه عبارتست از لائحه که وارد میشود بر سالک از جناب اقدس و بسرعت منقطع شود و این اوائل کشف است کذا فی لطائف اللغات.
(3) بازوی صفت مشیت را گویند.
(4) مصطلح الباغی کله (- ع).
(5) المعدن شرح کنز الدقائق فی فروع الحنفیة. و الکنز لأبی البرکات عبد اللّه بن أحمد المعروف بالنسفی (- 710 ه). و مؤلف المعدن مجهول. کشف الظنون 2/ 1516.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 308

البالغ:

[فی الانکلیزیة]Adult،of age
[فی الفرنسیة]Adulte،majeur
فی اللغة بمعنی رسنده، و قال الفقهاء الغلام یصیر بالغا بالاحتلام و الإحبال و الإنزال، و الجاریة تصیر بالغة بالاحتلام و الحیض و الحبل فإن لم یوجد شی‌ء فیهما، فحین یتم لهما خمس عشرة سنة، و به یفتی. و قیل غیر ذلک. و إن شئت التفصیل فارجع إلی جامع الرموز و نحوه.
و قال الصوفیة الإنسان لا یصیر بالغا إلا إذا کمل فیه أربع صفات: الأقوال و الأفعال و المعارف و الأخلاق الحمیدة، فإنّ کمال البلوغ یکون بالسنّ وحده، و بلوغ الکمال یکون بأربعة خصال و یجی‌ء فی لفظ الحرّ.

بؤنه:

[فی الانکلیزیة]Boni)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Boni)mois egyptien(
بالفتح و ضم الهمزة بعدها نون ثم هاء اسم شهر فی تقویم القبط المحدث «1».

بأونی:

[فی الانکلیزیة]Baoni)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Baoni)mois egyptien(
بالفتح و ضم الهمزة بعدها واو و نون ثم یاء اسم شهر فی تقویم القبط القدیم «2».

بت:

[فی الانکلیزیة]Idol
[فی الفرنسیة]Idole
بالضم و سکون التاء المثناة الفوقانیة هو الصنم. و سیجی‌ء لاحقا. و بمعنی بد أیضا أی بمعنی النفس و المرشد «3».

البتر:

[فی الانکلیزیة]Amputation
[فی الفرنسیة]Amputation
بسکون التاء المثناة الفوقانیة فی اللغة القطع علی ما فی الصراح، و قطع الذّنب علی ما فی عروض سیفی «4». و عند الأطباء هو القطع فی العصب و العروق عرضا. و یطلق أیضا علی کشف الجلد عن الشریان و تعلیقه بصنّارات «5» و شدّ کلّ واحد من طرفیه بخیط إبریسم (أی حریری) ثم یقطع بنصفین و توضع علیه الأدویة القاطعة للدم کذا فی بحر الجواهر. و عند أهل العروض هو اجتماع الحذف و القطع. و الحذف إسقاط السبب الخفیف من آخر الجزء. و القطع إسقاط ساکن الوتد المجموع و تسکین متحرّکة، کذا فی عنوان الشرف و رسالة قطب الدین السرخسی. و لکن فی عروض السیفی یقول:
البتر هو اجتماع الجبّ و الحزم، و الرّکن الذی وقع فیه البتر یقال له الأبتر. مثل مفاعیلن فیحذف منها «عیلن» ثم یسکنون الألف و الفاء بالحزم فیصیر «مف». و بدلا من «أ» یضعون «فع» اللذین هما الحرفان الأوّلان من المیزان.
و یدعی هذا العمل البتر. و إذا حذف «فع» من مفاعیلن فیقال له الأبتر انتهی «6». و لا یخفی ما فی العبارتین من التخالف فمبناه إما علی تخالف اصطلاحی عروض أهل العرب و العجم أو علی أن للبتر معنیین.
______________________________
(1) بؤنه: بالفتح و ضم الهمزة بعدها نون نام ماهیست در تاریخ قبط محدث.
(2) بأونی: بالفتح و ضم الهمزة و سکون الواو بعدها نون ثم یاء نام ماهیست در تاریخ قبط قدیم.
(3) بت: بالضم و سکون التاء المثناة الفوقانیة هو الصنم و بمعنی نفس و مرشد نیز آمده.
(4) عروض سیفی رسالة فی علم العروض لسیفی بخارائی و طبع فی مدینة کانپور سنه 1916 م.
فهرست خطی کتابخانه آستان قدس رضوی، تألیف أحمد معانی، مشهد، 1364، 2/ 647.
(5) بصنارات (- م).
(6) لیکن در عروض سیفی گوید بتر در اصطلاح اجتماع جب و خرم است و رکنی که درو بتر واقع شود آن را ابتر گویند چون از مفاعیلن را بجب بیندازند و الف را بخرم و فا را ساکن سازند مف شود و به جای أو فع نهند که دو حرف اوّل میزانست پس این عمل را بتر خوانند وفع را چون از مفاعیلن بگیرند ابتر گویند انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 309

البتریة:

[فی الانکلیزیة]Al -Butriyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Butriyya)secte(
بضم الموحدة و الیاء هی فرقة من الزیدیة أصحاب بتیر الثومی «1»، و یجی‌ء فی لفظ الزیدیة «2».

بتکده:

[فی الانکلیزیة]Temple
[فی الفرنسیة]Temple
و معناها بالفارسیة المعبد الوثنی. و عند الصوفیة بمعنی باطن العارف الکامل الذی یشتمل علی الشوق و الذوق و المعارف الإلهیة الکثیرة «3»

البتول:

[فی الانکلیزیة]The virgin
[فی الفرنسیة]La vierge
بالفتح و بالمثناة الفوقانیة هی العذراء المنقطعة عن الأزواج. و قیل المنقطعة إلی اللّه عن الدنیا و اتصالها فی العقبی، و هی نعت فاطمة رضی اللّه تعالی عنها بنت النبی صلی اللّه علیه و سلم، کذا فی الصراح و غیره.

البثور:

[فی الانکلیزیة]Pustule،spot،pimple
[فی الفرنسیة]Pustule،bouton
بالثاء المثلثة جمع البثر و البثرة بفتح الموحدة و سکون المثلثة، و هی عند الأطباء الأورام الصّغار، فمنها دمویة کالشّری، و منها صفراویة کالنملة و الجمرة و النار الفارسیة، و منها سوداویة کالجرب السوداوی و الثآلیل و المسامیر، و منها بلغمیة کالشّری البلغمی، و منها مائیة کالنفاطات، و منها ریحیة کالنفاخات. کذا فی الموجز و بحر الجواهر.

البحث:

[فی الانکلیزیة]Examination،investigation
[فی الفرنسیة]Examen،investigation
بسکون الحاء المهملة لغة التفحص. و فی اصطلاح أهل النظر یطلق علی حمل شی‌ء علی شی‌ء، و علی إثبات النسبة الخبریة بالدلیل، و علی إثبات المحمول للموضوع، و علی إثبات العرض الذاتی لموضوع العلم، و علی المناظرة، و هی النظر إظهارا للثواب «4». و المبحث عندهم هو الدعوی من حیث إنه یرد علیه أو علی دلیله البحث کذا فی الرشیدیة «5» و العلمی حاشیة شرح هدایة الحکمة فی الخطبة.

البحّة و البحوحة:

[فی الانکلیزیة]Extinction of the voice
-[فی الفرنسیة]Extinction de voix،enrouement
بالحاء المهملة فی اللغة بمعنی گرفتگی آواز، کما فی الصراح. و إن کانت من داء فهو البحاح و رجل أبحّ بیّن البحح إذا کان فیه خلقة، کذا فی بحر الجواهر. و فی شرح المواقف إنها غلظ الصّوت کما یجی‌ء فی لفظ الحرف.

البحر:

[فی الانکلیزیة]Prosodic meter
[فی الفرنسیة]metre prosodique
بالفتح و سکون الحاء المهملة. فی اللغة الفارسیة: دریا، و فی اصطلاح أهل العروض:
أی قطعة من الکلام الموزون المشتمل علی نوع من الشعر کذا فی عروض سیفی. و ذکر فی جامع الصنائع: البحر اسم جنس و تحته عدد من
______________________________
(1) هو کثیر النوی الملقب بالأبتر زعیم فرقة البتریة من الزیدیة، و لیس اسمه بتیر الثومی کما ورد فی النص، و لعلّه تصحیف، إذ لم یعثر علیه بهذا الاسم. فجمیع المصادر أشارت إلی أن اسمه کثیر النوی المتوفی حوالی 169 ه. الفرق بین الفرق 33، التبصیر 29، مقالات الإسلامیین، 1/ 136، الملل و النحل 161.
(2) البتریة: من فرق الزیدیة الشیعة. اتباع رجلین هما: الحسن بن صالح بن حی المتوفی عام 168 ه، و کثیر النوی الملقب بالأبتر المتوفی عام 169 ه. قالوا بالإمامة و لم یکفروا عثمان. توقفوا فی الأخبار. و أخبارهم مستفیضة. الملل و النحل 161، الفرق بین الفرق 33، مقالات الإسلامیین 1/ 136، التبصیر فی الدین 29.
(3) بتکده نزد صوفیه بمعنی باطن عارف کامل است که در ان شوق و ذوق و معارف الهیه بسیار باشد
(4) الصواب (م، ع).
(5) وردت سابقا فی هامش الاستدلال.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 310
الأنواع. و البحر فی أصل اللّغة فجوة فی الیابسة مملوءة بالمیاه و أنواع الحیوانات، و لذا یقولون للبحر بحرا، کما یقولون لوزن الشعر لهذا السبب بحرا، و تحت کلّ واحد من هذه الأصول فروع کثیرة. ثم اعلم بأنّ البحر (العروض) مرکّب من أرکان، و الأرکان من أصول، و الأصول ثلاثة هی: السبب و الوتد و الفاصلة.
کما هو مفصّل فی موضعه.
و البحر المکوّن من تکرار رکن واحد یسمّی البحر المفرد.
و البحر المکوّن من تکرار رکنین أو أکثر فهو البحر المرکّب.
و عدد البحور المفردة و المرکّبة تسعة عشر بحرا:
الطویل و المدید و البسیط و الوافر و الکامل و الهزج و الرجز و الرمل و المنسرح و المضارع و المقتضب و المجتث و السریع و الجدید و القریب و الخفیف و المشاکل و المتقارب و المتدارک.
و من بین هذه البحور التسع عشرة خمسة بحور الأولی هی الطویل و المدید و البسیط و الوافر و الکامل هی خاصة بالشعر العربی. و قلما ینظم العجم بهذه البحور بحجة أنّها غیر ملائمة لطباعهم. و ثمة ثلاثة بحور هی خاصة بالشعر الفارسی و لا تقع فی شعر العرب و هی الجدید و القریب و المشاکل. و أما الأحد عشر بحرا الباقیة فهی مشترکة بین الشعراء العرب و العجم. ثم إنّ البحر المرکّب من أربعة أرکان یقال له المسدّس و البحر المرکب من ثمانیة أرکان یقال له المثمن.
و یقال للبحر الخالی من الزحاف سالما.
و البحر الذی فیه زحاف غیر سالم. و ینبغی أن یعلم أنّه یمکن الحصول علی وزن من بحرین إذا کان البحر سهل المأخذ. فمثلا أخذ مفاعلن من مفاعیلن سهل أکثر من مستفعلن. و لهذا السبب یستخدم من الرّجز تفعیلة مفاعلن ست مرات و ثمانی مرات فی بحر الهزج. کذا فی عروض سیفی. هذا و إنّ صاحب جامع الصنائع قد أضاف إلی هذه البحور التسع عشرة بحرا آخر و سماه الأفضل «1».

البحران:

[فی الانکلیزیة]Delirium،hallucination
[فی الفرنسیة]Delire،hallucination
بالضم هو لفظ یونانی معرب، و هو فی لغة الیونان الفصل فی الخطاب، أی الخطاب
______________________________
(1) در لغت دریاست و در اصطلاح اهل عروض هر طائفه و پاره از کلام موزون که مشتمل است بر نوع شعر کذا فی عروض سیفی. و در جامع الصنائع آورده که بحر اسم جنس است که در تحت او انواع است و بحر در اصل لغت شکافی است در زمین موضع آب حیوانات مختلفة الأنواع و دریا را بدین سبب بحر گویند و وزن شعر را نیز بدین سبب بحر گویند که در تحت هریکی یکی از ان اصول فروعی بسیار است. بدان که بحر مرکب است از ارکان و ارکان از اصول. و اصول سه‌اند سبب و وتد و فاصله چنانچه هریک در موضع خود مسطور است و بحری که از تکرار یک رکن حاصل شود آن را بحر مفرد گویند و بحری که از ترکیب دو رکن یا زیاده حاصل آید آن را بحر مرکب گویند و جمله بحور مفرده و مرکبه نوزده است طویل و مدید و بسیط و وافر و کامل و هزج و رجز و رمل و منسرح و مضارع و مقتضب و مجتث و سریع و جدید و قریب و خفیف و مشاکل و متقارب و متدارک و ازین نوزده بحر ینج بحر اوّل یعنی طویل و مدید و بسیط و وافر و کامل خاصه عرب است و عجم درین بحور شعر کمتر گویند بجهت آنکه نامطبوع مینماید و سه بحر خاصه عجم است که در ان عرب شعر نگویند و آن جدید و قریب و مشاکل است و یازده بحور دیگر مشترک‌اند میان عرب و عجم و نیز بحری که مرکب است از چهار ارکان آن را مربّع گویند و بحری که مرکب است از شش ارکان آن را مسدّس نامند و بحری که مرکب است از هشت ارکان آن را مثمّن خوانند و نیز بحری که در وی زحاف نباشد آن را سالم گویند و بحری که در وی زحاف باشد آن را غیر سالم گویند. و باید دانست که چون یک وزن را از دو بحر می‌توان داشت از بحری که آسان گرفته شود اعتبار باید نمود مثلا اخذ مفاعلن از مفاعیلن آسانست از اخذ او از مستفعلن و ازین جهت شش مفاعلن را در رجز آورده شد و هشت مفاعلن را در هزج آورده شد کذا فی عروض سیفی. و صاحب جامع الصنائع برین نوزده بحر یک بحر زیادة ساخته و مسمی بافضل نموده.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 311
الذی یکون به الفصل بین الخصمین أعنی الطبیعة و المرض. قال جالینوس «1» هو الحکم الحاصل لأنه به یکون انفصال حکم المرض إمّا إلی الصحة و إما إلی العطب. و عند الأطباء هو ما یلزم من ذلک الفصل، و هو تغیّر عظیم یحدث فی المرض دفعة إلی الصحة أو إلی العطب، و ذلک التغیّر یکون علی ثمانیة أصناف:
الأول التغیر الذی یکون دفعة إلی الصحة و یقال له البحران المحمود و البحران الکامل و البحران الجیّد. و الثانی الذی یکون إلی العطب دفعة و یقال له البحران الرّدی‌ء. و الثالث الذی یکون فی مدة طویلة إلی الصحة و یقال له التحلّل.
و الرابع الذی یکون فی مدة طویلة إلی العطب و یقال له الذّوبان و الذّبول. و یقال لهذه الأصناف الأربعة البحارین التّامة إمّا الجیّدة و إما الرّدیئة.
و الخامس الذی یکون دفعة إلی حال أصلح ثم یتمّ الباقی فی مدة طویلة حتی یتأدّی إلی الصحة. و السادس الذی یکون دفعة إلی حال أردأ ثم یتمّ الباقی فی مدة طویلة حتی یتأدّی إلی الصحة. و السادس الذی یکون دفعة إلی حال أردأ ثم یتمّ الباقی فی مدة طویلة حتی یتأدّی إلی الهلاک. و السابع الذی یکون قلیلا قلیلا إلی حال أصلح ثم یؤول إلی الصحة دفعة. و الثامن الذی یکون قلیلا قلیلا إلی حال أردأ ثم یؤول إلی الهلاک دفعة، و یقال لهذه الأصناف الأربعة الأخیرة لما فیه من تغیّر دفعی بحارین مرکّبة إمّا جیّدة ناقصة و إمّا ردیئة ناقصة.
و بحران الانتقال هو أن تدفع الطبیعة المرض عن القلب و الأعضاء الشریفة إلی بعض الأعضاء الخسیسة. و البحران التام ما ینقضی به المرض سواء کان باستفراغ أو بانتقال، کذا فی بحر الجواهر و غیره. و الأیام الباحوریة هی الأیام التی یقع فیها البحران. و قولهم یوم باحوری علی غیر قیاس، فکأنه منسوب إلی باحور، و هو شدّة الحرّ فی تموز و جمیع ذلک مولّد کذا قال الجوهری «2».

البخار:

[فی الانکلیزیة]Steam
[فی الفرنسیة]Vapeur
بالضم و الخاء المعجمة عند الحکماء جسم مرکّب من أجزاء مائیة و هوائیة. و الدخان مرکّب من أجزاء أرضیة و ناریة و هوائیة. و الغبار مرکّب من أجزاء أرضیة و هوائیة. قالوا الحرارة إذا أثّرت تأثیرا تاما فی المیاه أو الأراضی الرطبة تحلّلت منها و تصعّدت أجزاء هوائیة تمازجها أجزاء مائیة بحیث لا یتمیّز شی‌ء منهما عن الآخر فی الحسّ لصغرها، و یسمّی المرکّب منها بخارا. و إن أثّرت فی الأراضی الیابسة تحلّلت منها و تصعّدت أجزاء ناریة تخالطها أجزاء أرضیة بحیث لا یتمیز شی‌ء منهما عن الآخر فی الحسّ، و یسمّی المرکّب منها دخانا، و إن لم یکن أسود، هذا هو المشهور. و ذکر بعض المحققین أن الحرارة إذا أثّرت فی المیاه أحالت بالتسخین بعضها أجزاء هوائیة و صعّدت مختلطة بالأجزاء اللطیفة المائیة، فهذه المتصاعدات معا تسمّی بخارا. و إذا أثّرت فی الأراضی الغائرة
______________________________
(1) جالینوس (131- 210 م) طبیب یونانی. درس الطب و تعمق فیه و جال فی انحاء الیونان و کورنتا و الإسکندریة ثم روما.
ترک أثرا علمیا فی الطب حتی القرن السابع عشر المیلادی تقریبا. درس جسم الإنسان و علم التشریح و أجری بحوثه علی الحیوانات. خلّف رسائل و مؤلفات عدیدة فی الطب و الأسطقسات الأربعة و الأدویة و الأمراض العسیرة، و له آراء فی الفلسفة و الریاضیات.Larousse du xxeme siecle.T 3،p.986. ابن جلجل، طبقات الأطباء و الحکماء، القاهرة المعهد الفرنسی، 1955، ص 41- 50، الفهرست 288- 291، طبقات الأطباء 28.
(2) الجوهری: هو اسماعیل بن حماد الجوهری، أبو نصر. أصله من فاراب و توفی بنیسابور عام 393 ه/ 1003 م. أول من حاول الطیران و مات بسببه، من أئمة اللغة. الاعلام 1/ 313، معجم الأدباء 2/ 269، النجوم الزاهرة 4/ 207، لسان المیزان 1/ 400، إنباه الرواة 1/ 194.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 312
الیابسة أحدثت هناک أجزاء ناریة، فإذا صادفت تلک الأجزاء الناریة أجساما قابلة للاحتراق تشبّثت بها و أحدثت منها أجزاء هوائیة متصاعدة مختلطة بأجزاء أرضیة لطیفة منفصلة من تلک الأجسام، فهذه الأجزاء الهوائیة المختلطة بالأجزاء الأرضیة هی الدخان، و إن لم تکن أسود کما هو المسمّی به عند العامة. و علی کلّ تقدیر، کلّ من البخار و الدّخان یری شیئا آخر غیر الأجزاء التی ترکّبا منها لعدم تمیّزها فی الحسّ، و لیسا فی الحقیقة شیئا آخر غیرها علی ما زعمه بعضهم، کذا فی شرح التذکرة لعبد العلی البرجندی. و علی هذا إذا عملت الحرارة فی الرطب و الیابس کحرارة أبداننا فإنّ فیها من الأخلاط الرطبة و الیابسة، فما ارتفع منها إمّا بخار دخانی، و ذلک إذا غلبت الأجزاء الأرضیة علی الأجزاء المائیة، و إمّا بخار غیر دخانی و ذلک إذا غلبت الأجزاء المائیة علی الأجزاء الأرضیة. و من الثانی یتولّد الوسخ و العرق و نحوهما، و من الأول الشّعر کذا فی بحر الجواهر. و قد یطلق البخار بحیث یشتمل الدخان أیضا کما فی «دانش‌نامه» رسالة العلم، و حینا یعنون بالبخار نوعین: أحدهما رطب و الثانی جاف. فمن الجاف الدخان هو المراد.
و من البخار الرطب: جسم مرکّب من أجزاء هوائیّة و مائیّة انتهی «1». و لا یبعد أن یکون علی هذا الاصطلاح ما وقع فی شرح حکمة العین من أنّ البخار الدخان إذا صعد إلی فوق و حصل منه لزوجة دهنیة ثم عرض له برودة فإنه یصیر حجرا أو حدیدا و سقط إلی الأرض.

البخت:

[فی الانکلیزیة]Chance،fortune
[فی الفرنسیة]Chance،fortune
الجدّ، و التّبخیت و التّکبیت و أن تکلّم خصمک حتی تنقطع محجته «2» عن صاحب التکلمة. و أما قول بعض الشافعیة فی اشتباه القبلة إذا لم یمکنه الاجتهاد صلی علی التبخیت فهو من عبارات المتکلّمین، و یعنون به الاعتقاد الواقع علی سبیل الابتداء من غیر نظر فی شی‌ء کذا فی المغرب.

البختج:

[فی الانکلیزیة]Eau -de vie
،water of life]فی الفرنسیة]Eau -de -vie
بالضم معرب پخته أی المطبوخ. و قیل هو اسم لما طبخ من ماء العنب إلی المثلث. و عن الدینوری «3» الفختج بالفاء. قال و قد یعید علیه قوم الماء بقدر الماء الذی ذهب منه بالطبخ ثم یطبخونه بعض الطبخ و یودعونه الأوعیة و یخمّرونه و یسمّونه الجمهوری کما یجی‌ء، کذا فی بحر الجواهر.

البخیل:

[فی الانکلیزیة]Miserly)stingy(
[فی الفرنسیة]Avare
بالفتح و الخاء المعجمة فی اللغة الفارسیة «نابخشنده» و قد ذکر فی مجمع السلوک: البخیل هو الممتنع عن أداء الحقوق الواجبة کالزکاة و النفقات و غیرها. و یقول بعضهم: البخیل هو الذی لا یعطی أحدا من ماله. و یقول العارفون:
البخیل هو من لا یعطی روحه للحق «4».
______________________________
(1) کما فی دانش‌نامه گاهی بخار را دو قسم سازند تر و خشک و از بخار خشک دخان مراد دارند و از بخار تر جسمی مرکب از اجزاء هوآئیة و مائیه مراد دارند انتهی.
(2) حجته (م).
(3) الدینوری: هو عبد اللّه بن مسلم بن قتیبة الدینوری، أبو محمد. ولد ببغداد عام 213 ه/ 828 م و توفی فیها عام 276 ه/ 889. من أئمة الأدب و اللغة و الحدیث له العدید من التصانیف الهامة. الاعلام 4/ 137، وفیات الأعیان 1/ 251، لسان المیزان 3/ 357، آداب اللغة 2/ 170.
(4) نابخشنده و در مجمع السلوک می‌آرد بخیل آنست که حقوق واجبه چون زکاة و نفقات و غیر آن بجا نیارد و بعضی گویند بخیل آنست که مال خود را به کسی ندهد و عارفان گویند بخیل آنست که جان خود حق را ندهد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 313

البدء:

[فی الانکلیزیة]Beginning
[فی الفرنسیة]Commencement
بسکون الدال المهملة فی اللغة افتتاح الشی‌ء. و أهل الحدیث یقولون بدینا بمعنی بدأنا کذا فی بعض اللغات، و کذا فی البدایة علی ما فی کنز اللغات. و البدایة عند الصوفیة التحقّق بالأسماء و الصفات و هو البرزخ الأول من برازخ الإنسان.

البدائیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Bidaiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Bidaiyya)secte(
فرقة من غلاة الشیعة جوّزوا البدو علی اللّه تعالی أی جوزوا أن یرید شیئا ثم یبدو له أی یظهر علیه ما لم یکن ظاهرا له. و یلزمهم أن لا یکون الربّ عالما بعواقب الأمور، کذا فی شرح المواقف.

البدعة:

[فی الانکلیزیة]Heresy
[فی الفرنسیة]Heresie
بالکسر فی اللغة ما کان مخترعا علی غیر مثال سابق، و منه بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ «1» أی موجدها علی غیر مثال سبق. قال الشافعی رحمه اللّه تعالی: ما أحدث و خالف کتابا أو سنّة أو إجماعا أو أثرا فهو البدعة الضّالة، و ما أحدث من الخیر و لم یخالف شیئا من ذلک فهو البدعة المحمودة. و الحاصل أنّ البدعة الحسنة هی ما وافق شیئا ممّا مرّ، و لم یلزم من فعله محذور شرعی، و أنّ البدعة السّیئة هی ما خالف شیئا من ذلک صریحا أو التزاما. و بالجملة فهی منقسمة إلی الأحکام الخمسة.
فمن البدع الواجبة علی الکفایة الاشتغال بالعلوم العربیة المتوقّف علیها فهم الکتاب و السنّة کالنحو و الصرف و المعانی و البیان و اللغة، بخلاف العروض و القوافی و نحوهما، و بالجرح و التعدیل و تمییز صحیح الأحادیث عن سقیمها، و تدوین نحو الفقه و أصوله و آلاته، و الردّ علی نحو القدریة و الجبریة و المجسمة، لأنّ حفظ الشریعة فرض کفایة، و لا یتأتی إلّا بذلک. و محلّ بسطه کتب أصول الدین.
و من البدع المحرّمة مذاهب سائر أهل البدع المخالفة لما علیه أهل السنّة و الجماعة.
و من المندوبة إحداث نحو الرباطات و المدارس.
و من المکروهة زخرفة المساجد و تزویق المصاحف. و من المباحة التوسّع فی لذیذ المآکل و المشارب و الملابس.
و فی الشرع ما أحدث علی خلاف أمر الشارع و دلیله الخاص أو العام، هکذا یستفاد من فتح المبین شرح الأربعین للنووی فی شرح الحدیث الخامس و الحدیث الثامن و العشرین.
و فی شرح النخبة و شرحه: البدعة شرعا هی اعتقاد ما أحدث علی خلاف المعروف عن النبی صلی اللّه علیه و سلم لا بمعاندة، بل بنوع شبهة. و فی إشارة إلی أنه لا یکون له أصل فی الشرع أیضا، بل مجرد إحداث بلا مناسبة شرعیة أخذا من قوله صلی اللّه علیه و سلم «من أحدث فی أمرنا هذا ما لیس منه فهو ردّ» «2» حیث قیده بقوله ما لیس منه. و إنما قیل لا بمعاندة لأنّ ما یکون بمعاندة فهو کفر.
و الشبهة ما یشبه الثابت و لیس بثابت کأدلة المبتدعین.
و قد فصّل الشیخ عبد الحق الدهلوی فی شرح المشکاة فی باب الاعتصام بالکتاب و السنة فقال: اعلم بأنّ کلّ ما ظهر بعد النبی صلی اللّه علیه و سلم فهو بدعة. و کلّ ما وافق الأصول و القواعد أو القیاس فتلک البدعة الحسنة. و ما لم یوافق ذلک فهو البدعة السّیئة و الضلالة. و مفتاح «کل بدعة
______________________________
(1) البقرة/ 117.
(2) اخرجه ابن ماجه فی سننه، 1/ 7 عن السیدة عائشة، المقدمة، باب تعظیم حدیث رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم و التغلیظ علی من عارضه (2)، حدیث رقم 14، قالت: قال النبی صلی اللّه علیه و سلم: «من أحدث فی أمرنا هذا ما لیس منه، فهو رد».
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 314
ضلالة» محمول علی هذا.
هذا و إنّ بعض البدع واجبة شرعا مثل تعلّم و تعلیم الصّرف و النحو و اللغة التی بها تعرف الآیات و الأحادیث. و حفظ غریب الکتاب و السنة یصیر ممکنا، و بقیة الأشیاء التی یتوقّف علیها حفظ الدین و الأمّة.
و ثمّة بدع مستحسنة و مستحبّة مثل بناء الرّباط و المدارس و أمثال ذلک؛ و بعض البدع مکروهة مثل تزیین المساجد بالنقوش و المصاحف علی حدّ قول بعضهم. و بعض البدع مباحة مثل الرفاهیة فی المطاعم اللذیذة و الملابس الفاخرة بشروط منها أن تکون حلالا و أن لا تدعو إلی الطغیان و التکبّر و المفاخرة، و کذلک المباحثات التی لم تکن فی عصره صلی اللّه علیه و سلم.
و بعض البدع حرام کما هی حال مذاهب أهل البدع و الأهواء المخالفة للسّنة و الجماعة، و ما فعله الخلفاء الراشدون و إن لم یکن موجودا فی عصره صلی اللّه علیه و سلم فهو بدعة و لکن من قسم البدعة الحسنة، بل هو فی الحقیقة سنّة لأنّ النبی صلی اللّه علیه و سلم حضّ علی التمسک بسنته و سنّة الخلفاء الراشدین من بعده رضی اللّه عنهم «1».

البدل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]One who takes the place of another -Tenant
[فی الفرنسیة]lieu
بسکون الدال المهملة مع فتح الباء و کسرها هو القائم مقام الشی‌ء، و البدیل مثله، الأبدال و البدلاء الجمع علی ما فی الصراح و المهذب. و کذا البدل بفتحتین کما فی قوله تعالی بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا «2». و عند الصرفیین هو الحرف القائم مقام غیره. قال ابن الحاجب فی الشافیة: الإبدال جعل حرف مکان حرف غیره، أی جعل حرف من حروف الإبدال و هی حروف «انصت یوم جد طاه زل»، فلا یرد نحو اظّلم، فإنّ أصله اظتلم جعل الظاء مکان تاء افتعل لإرادة الإدغام، فإنّه لا یسمّی ذلک بدلا لما أنّ الظاء لیست من حروف الإبدال. و قوله مکان حرف احتراز عن جعل حرف عوضا عن حرف فی غیر موضعه کهمزة ابن و اسم، فإنّه لا یسمّی ذلک بدلا إلّا تجوّزا. و لذا لم یقل إنه جعل حرف عوضا عن حرف آخر. و قوله غیره تأکید لقوله حرف لدفع وهم أنّ ردّ اللام فی نحو أبوی یسمّی إبدالا و الحرف الأول أی الذی جعل مکانه غیره یسمّی مبدلا منه و الحرف الثانی أی الذی جعل مکان غیره یسمّی مبدلا و بدلا، هکذا یستفاد من شروح الشافیة.
ثم الإبدال أعم من الإعلال من وجه، فإنّ لفظ الإعلال فی اصطلاحهم مختص بتغییر حروف العلة بالقلب أو الحذف أو الإسکان فیصدقان فی قال، و یصدق الإبدال فقط فی السّادی، فإن أصله السادس، و الإعلال فقط فی
______________________________
(1) و شیخ عبد الحق دهلوی در شرح مشکاة در باب الاعتصام بالکتاب و السنة فرموده بدان که هرچه پیدا شده بعد از پیغمبر خدا صلی اللّه علیه و آله و سلم بدعت است و آنچه موافق اصول و قواعد سنت اوست و یا قیاس کرده شده است بر ان آن را بدعت حسنه گویند و آنچه مخالف آن باشد بدعت سیئه و ضلالت خوانند و کلیت کلّ بدعة ضلالة محمول بر این است. و بعضی بدعتها است که واجب است چنانچه تعلم و تعلیم صرف و نحو و لغت که بدان معرفت آیات و احادیث حاصل گردد و حفظ غرائب کتاب و سنت ممکن بود و دیگر چیزهائی که حفظ دین و ملت بر ان موقوف بود. و بعضی بدعت مستحسن و مستحب است مثل بنای رباطها و مدرسها و مانند آنها. و بعضی بدعت مکروه مانند نقش و نگار کردن مساجد و مصاحف بقول بعض.
و بعضی بدعت مباح مثل فراخی در طعامهای لذیذة و لباسهای فاخره به شرطی که حلال باشند و باعث طغیان و تکبر و مفاخرت نشوند و همچنین مباحات دیگر که در زمان آن حضرت صلی اللّه علیه و آله و سلم نبوده و بعض بدعت حرام چنانکه مذاهب أهل بدع و اهواء بر خلاف سنت و جماعت. و آنچه خلفای راشدین کرده باشند اگرچه بآن معنی که در زمان آن حضرت صلی اللّه علیه و سلم نبوده بدعت است و لیکن از قسم بدعت حسنه است بلکه در حقیقت سنت است زیرا چه آن حضرت فرموده‌اند بر شما باد که لازم گیرید سنت مرا و سنت خلفای راشدین را رضی اللّه عنهم.
(2) الکهف/ 50.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 315
یدعو؛ و أعمّ مطلقا من القلب إذ القلب مختص فی اصطلاحهم بإبدال حروف العلّة و الهمزة بعضها مکان بعض. إلّا أنّ «1» المشهور فی غیر الأربعة لفظ الإبدال، کذا ذکر الرضی و یجی‌ء فی لفظ الإعلال أیضا.
قال فی الاتقان فی نوع بدائع القرآن:
الإبدال هو إقامة بعض الحروف مقام بعض.
و جعل منه ابن فارس فانفلق أی انفرق. و عن الخلیل «2» فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ «3» أنه أرید فحاسوا فقامت الجیم مقام الحاء، و قد قرئ بالحاء أیضا. و جعل منه الفارسی «4» فَقالَ إِنِّی أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَیْرِ «5» أی الخیل. و جعل منه أبو عبیدة «6» إِلَّا مُکاءً وَ تَصْدِیَةً «7» أی تصددة انتهی. و هذا المعنی لیس عین المعنی الذی ذکره ابن الحاجب بل قریب منه، لعدم الاشتراط هاهنا بکون الحرف المبدل من حروف الإبدال کما لا یخفی.
و عند النحاة تابع مقصود دون متبوعه، و لفظ التابع یتناول تابع الاسم و غیره لعدم اختصاص البدل بالاسم، فإنه یجوز أن یقع الاسم المشتق بدلا من الفعل نحو مررت برجل یضرب ضارب علی ما فی بعض حواشی الإرشاد فی بیان خواص الاسم، و کذا یجوز أن یبدل الفعل من الفعل إذا کان الثانی راجحا فی البیان علی الأول کقول الشاعر «8»:
متی تأتنا تلمم بنا فی دیارنا
فإنّ تلمم من الإلمام و هو النزول بدل من تأتنا علی ما فی العباب، و کذا یجوز أن یکون جملة مبدلة من جملة لها محل من الإعراب أوّلا بشرط کون الثانیة أوفی من الأولی بتأدیة المعنی المراد کما ستعرف. ثم المراد بکونه مقصودا دون المتبوع أن یکون ذکر المتبوع أی المبدل منه توطئة لذکره حقیقة أو حکما کما فی بدل الغلط، فإنه و إن لم یجعل توطئة بل کان سبق لسان، لکنه فی حکم التوطئة، فإنه فی حکم الساقط، فخرج من الحدّ النعت و التأکید و عطف البیان لعدم کونها مقصودة، و کذا العطف بالحرف لکون متبوعه مقصودا أیضا.
و لا یرد علی التعریف المعطوف ببل لأن متبوعه مقصود ابتداء، ثم بدأ له شی‌ء فأعرض عنه ببل و قصد المعطوف فکلاهما مقصودان و إنما لم نقل تابع مقصود بالنسبة إلی آخره علی ما قالوا
______________________________
(1) إلّا أن (- م، ع).
(2) الخلیل بن أحمد: هو الخلیل بن أحمد بن عمرو بن تمیم الفراهیدی الأزدی، أبو عبد الرحمن. ولد بالبصرة عام 100 ه/ 718 م و توفی فیها عام 170 ه/ 786 م. من أئمة اللغة و الأدب، أستاذ سیبویه فی النحو، و واضع علم العروض، عارف بالموسیقی. له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 2/ 314، وفیات الأعیان 1/ 172، إنباه الرواة 1/ 341، نزهة الجلیس 1/ 80.
(3) الإسراء/ 5.
(4) أبو علی الفارسی: هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسی الأصل، أبو علی. ولد بفارس عام 288 ه/ 900 م و توفی ببغداد عام 377 ه/ 987 م. من أئمة اللغة و الأدب و علوم العربیة، تجوّل فی البلدان و وضع العدید من المؤلفات الهامة.
الأعلام 2/ 179، وفیات الأعیان 1/ 131، تاریخ بغداد 7/ 275، إنباه الرواة 1/ 273.
(5) ص/ 32.
(6) أبو عبیدة: هو معمر بن المثنی التیمی البصری، أبو عبیدة النحوی. ولد فی البصرة عام 110 ه/ 728 م و توفی فیها عام 28 ه/ 824 م. من أئمة العلم باللغة و الأدب، حافظ للحدیث و قیل إنه کان إباضیا شعوبیا. له الکثیر من المؤلفات الهامة.
الاعلام 7/ 272، وفیات الأعیان 2/ 105، تذکرة الحفاظ 1/ 338، بغیة الوعاة 390، میزان الاعتدال 3/ 189، طبقات النحویین و اللغویین 192.
(7) الأنفال/ 35.
(8) عبید اللّه الحر الجعفی: هو الشاعر عبید اللّه بن الحر بن عمرو الجعفی، من بنی سعد العشیرة. مات غریقا بالفرات عام 68 ه/ 687 م. من فحول الشعراء، قائد شجاع. کان من خیار قومه شرفا و صلاحا و فضلا. الأعلام 4/ 192، تاریخ الطبری 7/ 168، خزانة الأدب 1/ 296، رغبة الأمل 8/ 42.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 316
لئلّا یخرج عن التعریف بدل الجملة من الجملة.
ثم البدل أقسام أربعة لأن البدل لا یخلو من أن یکون عین المبدل منه بأن یصدق علی ما یصدق علیه المبدل منه أو لا یکون، و الثانی إمّا أن یکون بعض المبدل منه أو لا یکون، و الثانی إمّا أن یکون له بالمبدل تلبّس ما أو لم یکن، فالأوّل بدل الکلّ و سماه ابن مالک فی الألفیة ببدل المطابق. قال الچلپی فی حواشی المطول و هذه التسمیة أحسن لوقوعه فی اسم اللّه تعالی نحو إِلی صِراطِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ اللَّهِ «1» فیمن قرأ بالجر، فإنّ المتبادر من الکلّ التجزی و هو ممتنع فی ذات اللّه تعالی، فلا یلیق هذا الإطلاق بحسن الأدب و إن حمل الکلّ علی معنی أخر. و الثانی بدل البعض نحو ضربت زیدا رأسه. و الثالث بدل الاشتمال نحو أعجبنی زید علمه. و الرابع بدل الغلط. و بهذا اندفع اعتراض من یقول إنّ هاهنا قسما خامسا و هو بدل الکلّ من البعض نحو نظرت إلی القمر فلکه لأنّ هذا من بدل الاشتمال، إذ بدل الاشتمال هو أن یکون بینه و بین متبوعه ملابسة بغیرهما أی تکون تلک الملابسة بغیر کون البدل کلّ المبدّل منه أو جزءه، فیدخل فیه ما إذا کان المبدل منه جزءا من البدل و یکون إبداله منه بناء علی هذه الملابسة کما فی المثال المذکور.
و إنما لم یجعل هذا البدل قسما خامسا و لم یسمّ ببدل الکلّ عن البعض لقلته و ندرته، بل قیل بعدم وقوعه فی کلام العرب و المثال موضوع.
و اعلم أنّ فی إطلاق الملابسة یدخل بعض أفراد بدل الغلط نحو ضربت زیدا غلامه أو حماره. فالمراد بها ملابسة بحیث توجب النسبة إلی المتبوع النسبة إلی الملابس إجمالا، نحو:
أعجبنی زید علمه، حیث یعلم ابتداء أن یکون زید معجبا باعتبار صفة من صفاته لا باعتبار ذاته، فتضمن نسبة الإعجاب إلی زید نسبة إلی صفة من صفاته، و کذا فی سلب زید ثوبه، بخلاف: ضربت زیدا حماره أو غلامه لأن نسبة الضرب إلی زید تامة لا یلزم فی «2» صحتها اعتبار غیر زید، فیکون من باب بدل الغلط.
و کذا قولک بنی الأمیر وکیله من باب بدّل الغلط لأن شرط بدل الاشتمال أن لا یستفاد هو من المبدل منه معینا، بل تبقی النفس مع ذکر الأول منتظرة للبیان لإجمال الأول، و هاهنا الأول غیر مجمل لأنه یستفاد عرفا من قولک بنی الأمیر أن البانی هو وکیله. ثم إنّه لا یرد علی الحصر بدل التفضیل نحو الناس رجلان، رجل أکرمته و رجل أهنته، فإنه من قبیل بدل الکلّ إذ البدل إنما هو المجموع. فإن قلت یجوز أن یکون بدل البعض. قلت فحینئذ یحتاج إلی الضمیر و لم یر بدل تفضیل ملفوظا بالضمیر و لا محتاجا إلی تقدیره و ذلک آیة کونه بدل الکل. فإن قلت فإذا کان مجموع العاطفین بدل الکل فما رافع کلّ من الجزءین علی انفراده مع أنه غیر بدل علی هذا التقدیر؟. قلت هو نظیر قولهم هذا حلو حامض، فإن المجموع هو الخبر، فکلّ واحد من الجزءین مرفوع و تحقیقه أنهم ذکروا أنّ فی مثل قولهم هذا حلو حامض اعتبر العطف أوّلا، ثم جعل المجموع خبرا لأنّ المقصود إثبات الکیفیة المتوسّطة بین الحلاوة و الحموضة، لا إثبات أنفسهما کما قاله البعض، بناء علی أنّ الطعمین امتزجا فی جمیع الأجزاء. فعلی هذا القول یکون فی کلّ من الحلو و الحامض ضمیر المبتدأ، و علی ما ذکروه یکون فی المجموع ضمیر المبتدأ، و لیس فی شی‌ء من الجزءین ضمیر و لا محذور فی خلو الصفة عن الضمیر إذا لم تکن مسندة إلی شی‌ء کما فیما نحن فیه،
______________________________
(1) ابراهیم/ 1.
(2) فی (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 317
فإنّ المسند هو مجموع الصفتین، و کلّ واحد منهما جزء المسند، فیجوز خلوّها عن الضمیر لأنها حینئذ تکون بمنزلة الضاد من ضارب. إن قلت فینبغی أن لا یثنّی و لا یجمع و لا یؤنّث شی‌ء من الجزءین عند تثنیة المبتدأ و جمعه و تأنیثه؟. قلنا إجراء تلک الأحوال علی الجزءین کإجراء الإعراب علیهما، فإنّ حقّ الإعراب إجراؤه علی المجموع، لکن لمّا لم یکن المجموع قابلا للإعراب أجری إعرابه علی أجزاء، و إن شئت الزیادة علی هذا فارجع إلی عبد الغفور حاشیة الفوائد الضیائیة فی بیان تعدّد خبر المبتدأ.
ثم بدل الغلط ثلاثة أقسام: غلط صریح محقّق «1» کما إذا أردت أن تقول: جاءنی حمار فسبقک لسانک إلی رجل ثم تدارکته فقلت حمار. و غلط نسیان و هو أن تنسی المقصود فتعمد ذکر ما هو غلط ثم تدارکته بذکر المقصود، فهذان النوعان لا یقعان فی فصیح الکلام [و لا فیما یصدر عن رویّة و فطانة] «2».
و إن وقع فی کلام فحقّه الإضراب عن المغلوط فیه بکلمة بل. و غلط بداء و هو أن تذکر المبدل منه عن قصد ثم تتوهم أنک غالط فیه، و هذا معتمد الشعراء کثیرا مبالغة و تفنّنا، و شرطه أن ترتقی من الأدنی إلی الأعلی کقولک: هند نجم بدر [الشمس] «3»، کأنک و إن کنت متعمدا لذکر النجم تغلط نفسک و تری أنک لم تقصد إلا تشبیها بالبدر [و کذا قولک بدر شمس] «4»؛ و ادّعاء الغلط هاهنا «5» و إظهاره أبلغ فی المعنی من التصریح بکلمة بل، هکذا حقق السیّد السّند فی حاشیة المطول فی توابع المسند إلیه.
اعلم أنّه قد تکون جملة مبدّلة من جملة بمنزلة بدل الکلّ نحو: اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ، اتَّبِعُوا مَنْ لا یَسْئَلُکُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ «6». و قد تکون بمنزلة بدل البعض نحو أَمَدَّکُمْ بِما تَعْلَمُونَ، أَمَدَّکُمْ بِأَنْعامٍ وَ بَنِینَ وَ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ «7» الآیة، فإنّ الغرض من استعماله التنبیه علی نعم اللّه تعالی. و الثانی أوفی بتأدیته لدلالته علی النّعم بالتفصیل من غیر إحالة علی علم المخاطبین المعاندین، فوزانه وزان وجهه فی أعجبنی زید وجهه، لدخول الثانی فی الأول، فإنّ ما تعلمون یشتمل الأنعام و البنین و الجنات و غیرها. و قد تکون بمنزلة بدل الاشتمال نحو قول الشاعر:
أقول له ارحل لا تقیمنّ عندنا و إلّا فکن فی السّرّ و الجهر مسلما
فإنّ الغرض من قوله ارحل کمال إظهار الکراهة لإقامة المخاطب. و قوله لا تقیمنّ عندنا أوفی بتأدیته لدلالته علیه بالمطابقة مع التأکید الحاصل بالنون، فوزانه وزان حسنها فی أعجبنی الدار حسنها لأنّ عدم الإقامة مغایر للارتحال و غیر داخل فیه مع ما بینهما من الملابسة و الملازمة، هکذا فی المطوّل و الأطول. و ظهر من هذا أنّ أقسام البدل المذکورة لا تجری فی الجمل حقیقة بل علی سبیل التشبیه.

فائدة:

البدل فی باب الاستثناء یخالف سائر الأبدال من وجهین. الأول عدم احتیاجه إلی
______________________________
(1) محقق (- م، ع).
(2) [و لا فیما یصدر عن رویة و فطانة] (+ م، ع).
(3) [الشمس] (+ م، ع).
(4) [و کذا قولک بدر شمس] (+ م، ع).
(5) هاهنا (- م).
(6) یس/ 20- 21.
(7) الشعراء/ 134.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 318
الضمیر العائد إلی المبدل منه مع وجوبه فی بدل البعض و الاشتمال، و إنما لم یحتج لأن الاستثناء المتصل یفید أنّ المستثنی جزء من المستثنی منه، فیکون الاتصال قائما مقام الضمیر. و الثانی مخالفته للمبدل منه فی الإیجاب و السلب مع وجوب الاتفاق فی غیر باب الاستثناء، کذا ذکر الفاضل الچلپی فی حاشیة المطول. و عند المحدّثین هو الوصول إلی شیخ شیخ أحد المصنفین من غیر طریقه، کذا فی شرح النخبة، و یسمی البدل بالأبدال أیضا. و فی الاتقان فی النوع الحادی و العشرین العلوّ بالنسبة إلی روایة أحد الکتب الستة تقع الموافقات و الأبدال و المساواة و المصافحات.
فالموافقة أن یجتمع طریقه مع أحد أصحاب الکتب الستة فی شیخه و یکون مع علوّ علی ما لو رواه من طریقه، و قد لا یکون. و البدل أن یجتمع معه فی شیخ شیخه فصاعدا و قد یکون أیضا بعلوّ و قد لا یکون. و المساواة أن یکون بین الراوی و النبی صلی اللّه علیه و سلم إلی شیخ أحد أصحاب الکتب. و المصافحة أن یکون أکثر عددا منه بواحد، و مثاله یذکر فی لفظ الموافقة.

البدن:

[فی الانکلیزیة]Body
[فی الفرنسیة]Le corps،le tronc
بفتح الباء و الدال المهملة الجسد سوی الرأس کما فی القاموس. و قال الجوهری البدن الجسد و علیه اصطلاح السالکین. قال فی مجمع السلوک: البدن فی اصطلاح السالکین هو الجسم الکثیف.

البدیع:

[فی الانکلیزیة]The Creator
[فی الفرنسیة]Le Createur
هو یطلق علی اسم من أسماء اللّه تعالی، و معناه المبدع، فإنّه تعالی هو الذی فطر الخلائق بلا احتذاء مثال. و قیل بدیع فی نفسه لا مثل له، کذا فی شرح المواقف. و علی کلام مشتمل علی عدة ضروب من البدیع کما عرفت، و علی علم من العلوم العربیة، و علی العلوم الثلاثة المعانی و البیان و البدیع و قد سبق فی المقدمة مستوفی.

بدیهة:

[فی الانکلیزیة]Spontaneity،improvisation
[فی الفرنسیة]Spontaneite،improvisation
و کذا البداهة: و بالفارسیة یقال: «بی اندیشه آمدن سخن» أی مجی‌ء الکلام علی السّلیقة بدون إعمال فکر. «و ناگاه آمدن» المجی‌ء فجأة. کما فی کنز اللغات: و فی اصطلاح البلغاء: هو أن ینشئ الکاتب أو الشاعر کلاما بدون أدنی تمهّل، و یسمّی هذا أیضا ارتجال، کذا فی مجمع الصنائع. و علیه فالمعنی الاصطلاحی أخصّ من المعنی اللغوی کما لا یخفی، لأنّه الکلام أعمّ من الإنشاء و غیره «1».

البدیهی:

[فی الانکلیزیة]Self -evident،axiom
[فی الفرنسیة]Evident،axiome،postulat
هو فی عرف العلماء یطلق علی معان.
منها مرادف للضروری المقابل للنظری. و منها المقدّمات الأولیّة و هی ما یکفی تصوّر الطرفین و النسبة فی جزم العقل به؛ و بعبارة أخری ما یقتضیه العقل عند تصوّر الطرفین و النسبة من غیر استعانته بشی‌ء، و هذا المعنی أخصّ من الأول لعدم شموله التصوّر بخلاف المعنی الأول، و لعدم شموله الحسّیات و التجربیات، و غیرها بخلاف الأول و یجی‌ء تحقیقه فی لفظ الأولیّات.
و منها ما یثبته العقل بمجرد التفاته إلیه من غیر استعانته بحسّ أو غیره، تصوّرا کان أو تصدیقا، و هذا أعمّ من الثانی لشموله التصوّر و التصدیق، و أخصّ من الأول أی من الضروری لأن
______________________________
(1) و کذا البداهة بی اندیشه آمدن سخن و ناگاه آمدن کما فی کنز اللغات و در اصطلاح بلغا آنست که منشی یا شاعر کلام را بی رویت و فکر انشا کند و این را ارتجال نیز نامند کذا فی مجمع الصنائع پس معنی اصطلاحی اخص از معنی لغوی است کما لا یخفی چه سخن اعم است از انشا و غیر انشا.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 319
الضروری هو الذی لا یکون تحصیله مقدورا لنا بأن لا یکون له سبب مقدور لنا یدور معه وجوده و عدمه، و ذلک إمّا بأن لا یکون له سبب یدور معه و هو البدیهی، أو یکون له سبب یدور معه لکن لا یکون مقدورا کالحسیّات و التجربیات و العادیات و غیر ذلک فاستقمه، فإنه قد زلّت فیه أقدام، کذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف فی تقسیم العلم الحادث إلی الضروری و النظری فی الموقف الأول.

البراز:

[فی الانکلیزیة]Excrement،stools
[فی الفرنسیة]Excrement،selles
بالراء المهملة، قال المسیحی «1» هو مشتق مما یبرز من الفضلات، ثم خصّ فی عرف الطب بما یبرز من طرف المعاء المستقیم المعروف بالمخرج. و صاحب الخلاص «2» أورده فی الباء المکسورة، و المحمود الشیبانی «3» فی المفتوحة کذا فی بحر الجواهر.

البراعة:

[فی الانکلیزیة]Excellence،eloquence
[فی الفرنسیة]Excellence،eloquence
فی اللغة التفوّق. یقال برع الرجل إذا فاق علی أقرانه فی العلم و نحو ذلک. و عند البلغاء هی الفصاحة. و براعة الاستهلال عندهم هو أن یشتمل أول الکلام علی ما تناسب حال المتکلّم فیه و یشیر إلی ما سیق الکلام لأجله. إنما سمّی به لأنّ الکلام الذی فیه هذه الصناعة له تفوّق علی غیره. و الاستهلال فی اللغة أول صوت المولود حین الولادة، و بذلک یستدل علی حیاته، فسمّی به الکلام الذی یدلّ أوله علی المقصود کخطبة المطول و خطبة ضابطة قواعد الحساب و نحو ذلک؛ و بذلک یحسن الابتداء فی الإتقان، من ذلک سورة الفاتحة التی هی مطلع القرآن فإنها مشتملة علی جمیع مقاصده کما أخرج البیهقی «4» فی شعب الإیمان «5» حدیثا «أنزل اللّه تعالی مائة و أربعین کتابا أودع علومها أربعة منها التوراة و الإنجیل و الزبور و الفرقان، ثم أودع علوم التوراة و الإنجیل و الزبور الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصّل، ثم أودع علوم المفصّل فاتحة الکتاب. فمن علم تفسیرها کان کمن علم تفسیر جمیع الکتب المنزلة» «6». و قد وجه ذلک بأنّ العلوم التی احتوی علیه القرآن و قامت به الأدیان علم الأصول و مداره علی معرفة اللّه و صفاته، و إلیه الإشارة بربّ العالمین الرحمن الرحیم، و معرفة النبوات و إلیه الإشارة
______________________________
(1) المسیحی: هو عیسی بن یحی المسیحی الجرجانی، أبو سهل. توفی بخراسان عام 401 ه/ 1010 م. حکیم، غلب علیه الطب علما و عملا. وضع مجموعة من المؤلفات الطبیة الهامة. الأعلام 5/ 110، تاریخ حکماء الإسلام 95، طبقات الأطباء 1/ 327، هدیة العارفین 1/ 706.
(2) خلاص المفتی فی الفروع لأبی القاسم بن یوسف السمرقندی، کان حیا سنة 549 ه. کشف الظنون، 717، معجم المؤلفین، 8، 126.
(3) هو محمد بن الحسن الشیبانی، ابو عبد اللّه، تلمیذ أبی حنیفة. و قد سبقت ترجمته.
(4) البیهقی: هو أحمد بن الحسین بن علی، أبو بکر البیهقی. ولد بنیسابور عام 384 ه/ 994 م و توفی فیها عام 458 ه/ 1066 م. من أئمة الحدیث، فقیه شافعی، مؤرخ، واسع المعرفة. له الکثیر من المصنفات الهامة. الاعلام 1/ 116، شذرات الذهب 3/ 304، طبقات الشافعیة 3/ 3، وفیات الأعیان 1/ 20، اللباب 1/ 165.
(5) شعب الإیمان لأبی بکر أحمد بن الحسین البیهقی (- 458 ه)، حیدرآباد، المطبعة العزیزیة، د. ت. و قد نشر حدیثا بتحقیق محمد زغلول، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1990، [1- 9].
(6) رواه، البیهقی فی شعب الإیمان: 29 شعب الإیمان و هو باب فی تعظیم القرآن، ج 1/ 237، 2/ 450- 451، و لفظه أنزل اللّه عز و جل مائة و أربعة کتب من السماء أودع علومها أربعة. منها التوراة و الإنجیل و الزبور و الفرقان. ثم أودع علوم التوراة و الإنجیل و الزبور الفرقان. ثم اودع علوم القرآن المفصّل ثم أودع علوم المفصّل فاتحة الکتاب. فمن علم تفسیرها کان کمن علم تفسیر جمیع الکتب المنزلة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 320
بالذین أنعمت علیهم، و معرفة المعاد و إلیه الإشارة بمالک یوم الدین، و علم العبادات و إلیه الإشارة بإیّاک نعبد، و علم السلوک و هو حمل النفس علی الآداب الشرعیة و الانقیاد لربّ البریة و إلیه الإشارة بإیّاک نستعین اهدنا الصراط المستقیم، و علم القصص و هو الاطلاع علی أخبار الأمم السالفة و القرون الماضیة لیعلم المطلع علی ذلک سعادة من أطاع اللّه و شقاوة من عصاه، و إلیه الإشارة بقوله صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لَا الضَّالِّینَ، فنبّه فی الفاتحة علی جمیع مقاصد القرآن. و هذا هو الغایة فی براعة الاستهلال مع ما اشتملت علیه من الألفاظ الحسنة و المقاطع المستحسنة و أنواع البلاغة. و کذلک أول سورة اقرأ فإنها مشتملة علی نظیر ما اشتملت علیه الفاتحة من براعة الاستهلال لکونها أول ما نزل من القرآن، فإنّها فیها الأمر بالقراءة و البداءة باسم اللّه، و فیه الإشارة إلی علم الأحکام و فیها ما یتعلق بتوحید الربّ و إثبات ذاته و صفاته من صفة ذات و صفة فعل. و فی هذا الإشارة إلی أصول؛ و فیها ما یتعلق بالأخبار من قوله عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ «1».

البراهمة:

[فی الانکلیزیة]Brahman،Brahmin
[فی الفرنسیة]Les brahmanes
هم قوم من منکری الرسالة علی ما فی بعض شروح الحسامی. قال صاحب الإنسان الکامل: هم قوم یعبدون مطلقا لا من حیث نبی و رسول، بل یقولون إنه ما فی الوجود شی‌ء إلّا و هو مخلوق للّه تعالی فهم معترفون بالوحدانیة، لکنهم ینکرون الأنبیاء و الرسل مطلقا. فعبادتهم للحقّ نوع من عبادة الرسل قبل الإرسال، و هم یزعمون أنهم أولاد إبراهیم علیه السلام، و یقولون إنّ لنا کتابا کتبه إبراهیم علیه السلام من نفسه من غیر أن یقول إنه من عند ربه، فیه ذکر الحقائق و هو خمسة أجزاء. فأما أربعة أجزاء فإنهم یبیحون قراءتها لکل أحد. و أما الجزء الخامس فإنهم لا یبیحونه إلّا للآحاد منهم لبعد غوره. و قد اشتهر بینهم أنّ من قرأ الجزء الخامس لا بدّ أن یئول و یرجع أمره إلی الإسلام، فیدخل فی دین محمد. و هذه الطائفة أکثر ما یوجد فی بلاد الهند. ثم ناس منهم یتزیّئون بزیّهم و یدّعون أنهم براهمة و لیسوا منهم، و هم معروفون بینهم بعبادة الوثن، فمن عبد منهم الوثن فلا یعدّ من هذه الطائفة «2».

البرج:

[فی الانکلیزیة]Tower،constallation،zodiac
[فی الفرنسیة]Tour،constallation،signes du zodiaque
بالضم و سکون الراء المهملة فی اللغة القصر و الحصن. و عند أهل الجفر اسم لسطر التکسیر، و یسمّی أیضا بالزمام و الاسم و الحصة.
و عند أهل الهیئة قسم من فلک البروج محصور بین نصفی دائرتین من الدوائر السّتّ العظام المتوهّمة علی فلک البروج المتقاطعة علی قطبیه علی ما یجی‌ء فی بیان دائرة البروج. و جمیع البروج اثنا عشر، فالبرج نصف سدس فلک البروج. و أسماؤها هذه الحمل و الثور و الجوزاء، و تسمّی هذه بروجا ربیعیة. و السرطان و الأسد و السنبلة، و تسمّی هذه بروجا صیفیة، و هذه الستة تسمّی بروجا شمالیة و عالیة.
و المیزان و العقرب و القوس، و تسمّی هذه بروجا خریفیة. و الجدی و الدلو و الحوت و تسمّی هذه
______________________________
(1) العلق/ 5.
(2) البراهمة: هم فئات من الهنود ینکرون النبوات أصلا و رأسا، ینسبون إلی براهم و لیس إلی النبی ابراهیم علیه السلام کما یزعم البعض خطأ. لکن البراهمة یقولون. بحدوث العالم و توحید الصانع، و جعلوا للعقل المکان الأول الذی من خلاله یعرف اللّه و یعبد، لا عن طریق رسول و قد افترقوا أصنافا شتی، منهم أصحاب البدوة، و أصحاب الفکرة و أصحاب التناسخ. الملل و النحل 506، التبصیر 149.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 321
بروجا شتویة، و هذه الستة تسمّی بروجا جنوبیة و منخفضة، من أول الجدی إلی آخر الجوزاء صاعدة و معوجّة الطلوع، و من أول السرطان إلی آخر القوس مستقیمة الطلوع و هابطة و مطیعة و آمرة. و بعضهم نظمه بالفارسیة:
مثل الحمل و مثل الثّور و مثل الجوزاء و السرطان و الأسد السنبلة و المیزان و العقرب و القوس و الجدی و الدّلو و الحوت «1»
ثمّ هذا الترتیب یسمّی التوالی و هو من المغرب إلی المشرق و عکس ذلک، أی من المشرق إلی المغرب یسمّی خلاف التوالی. ثم الأول من کلّ واحد من البروج الربیعیة و الصیفیة و الخریفیة و الشتویة یسمّی بالبرج المنقلب لأنه إذا حلّت الشمس فیه انقلب الفصل بالفصل الآخر. و الثانی من کلّ واحد منها یسمّی برجا ثابتا. و الثالث من کل منها یسمّی برجا ذا جسدین لکون الهواء ممتزجا من هواء فصلین إذا حلّت الشمس فیه، و علی هذا القیاس وجه تسمیة الثابت بالثابت.
ثم اعلم أنّ کل قطعة من منطقة البروج واقعة بین نصفی دائرتین علی شکل حزات البطیخ کما تسمّی برجا کما عرفت. کذلک القطع الواقعة من سطح الفلک الأعلی بین أنصاف تلک الدوائر تسمّی برجا. فطول کل برج فیما بین المغرب و المشرق ثلاثون درجة.
و عرضه ما بین القطبین ثمانون درجة. توضیحه أنه إذا فرضت هذه الدوائر السّت قاطعة لکرة العالم فی السطوح الموهومة لها تنقسم الأفلاک الممثلة و الفلک الأعظم أیضا باثنی عشر برجا.
فالبروج معتبرة فی هذه الأفلاک بأسرها.
و الأولی اعتبارها علی السطح الأعلی أو الأدنی من الفلک الأعظم لتسهل مقایسة حرکات الثوابت أیضا إلی البروج و تصوّر انتقالها من برج إلی برج، و لذا قد یسمّی الفلک الأعظم بفلک البروج أیضا و کأنها إنما اعتبرت أولا فی الثامن لتتمایز الأقسام بالکواکب التی فیها، إذ أسماء البروج مأخوذة من صور توهّمت من کواکب وقعت فیها. ثم اعتبرت أقسام الفلک الأعظم الواقعة بإزاء الثامن و سمیت بصور الکواکب المحاذیة لها، فإذا خرجت تلک الصورة عن المحاذاة جاز أن تتغیر أسماؤها، و إن کان الأولی أن لا تتغیر لئلّا یقع خبط فی أحوال البروج بسبب التباس اسمائها. و اعلم أیضا أن أصحاب العمل اعتبروا أیضا فی الخارج المراکز و الحوامل و التداویر. و البروج و الدرجات و الدقائق و الثوانی و الثوالث و غیر ذلک من الأجزاء، فإنهم قسّموا محیط کل دائرة بثلاثمائة و ستین قسما متساویة، و سمّوا کلّ قسم واحد درجة، و کل ثلاثین منها برجا. هذا کله خلاصة ما حققه السیّد السّند فی شرح المواقف و شرح الملخص و الفاضل عبد العلی البرجندی فی تصانیفه.

البرد:

[فی الانکلیزیة]Cold،frigidity
[فی الفرنسیة]Froid،frigidite
ضدّ الحرّ، و البرودة ضدّ الحرارة، و البارد ضد الحارّ، سواء کان باردا بالقوة أو بالفعل و یجی‌ء فی لفظ الحرارة.

البردة:

[فی الانکلیزیة]Hailstone،indigestion
[فی الفرنسیة]Grelon indigestion
بالفتحتین رطوبة تغلظ و تتحجّر فی باطن الجفن یکون مائلا إلی البیاض یشبه البردة فی الشکل و الصلابة و لذا سمیت بها. و تطلق أیضا علی التّخمة؛ یقال أصل کلّ داء البردة. و إنما
______________________________
(1) چون حمل چون ثور و چون جوزا و سرطان و اسد. سنبله میزان و عقرب قوس و جدی و دلو و حوت.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 322
سمّیت بها لأنها تبرد المعدة فلا ینهضم الطعام.

البردیة:

[فی الانکلیزیة]Humidity
[فی الفرنسیة]Humidite
هی الرطوبة الجلدیة.

البرزخ:

[فی الانکلیزیة]Isthmus،interstice
[فی الفرنسیة]Isthme،interstice
بفتح الأول و الثالث علی وزن جعفر، فی اللغة الفارسیة هو عبارة عن شی‌ء حائل بین شیئین. و ما بین الدنیا و الآخرة. و ذلک زمان یقع بین الموت إلی حین النشور. و ما ورد فی القرآن الکریم وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ فالمراد به هنا القبر، لأنّه واقع بین الدنیا و الآخرة. و قیل: الحاجز بین شیئین کما فی القرآن الکریم بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ.
و فی اصطلاح الشطّارین: البرزخ صورة محسوسة للمرشد الذی هو واسطة بین الحقّ تعالی و بین المسترشد. إذن فعلی الذاکر فی وقت الذکر أن یستحضر صورة مرشده فی ذهنه لکی ینال ببرکة ذلک القرب من الحقّ جل و علا، و أن یتخلّی عن کلّ شی‌ء حتی عن نفسه أمام وجود الحقّ سبحانه. و فی اصطلاح السالکین: البرزخ هو الروح الأعظم، و عالم المثال هو الحائل بین الأجسام الکثیفة و الأرواح المجرّدة، کما یقال للدنیا و الآخرة برزخا.
و للشیخ و المرشد أیضا، کذا فی کشف اللغات.
و کذلک: هو خطّ بین جهنّم و الجنّة، کما فی لطائف اللغات. و علی قول الحکماء الإشراقیین: الجسم هو برزخ «1».
و فی شرح إشراق الحکمة فی بیان الأنوار الإلهیة البرزخ عند الحکماء الإشراقیین هو الجسم سمّی به لأنّ البرزخ هو الحائل بین الشیئین و الأجسام الکثیفة أیضا حائلة.

برزخ البرازخ:

[فی الانکلیزیة]The isthmus of isthmuses
-[فی الفرنسیة]L'isthme des isthmes
هو فی اصطلاح الصوفیة و یقال له الجامع أیضا: هو مرتبة الوحدة التی یعتبر التعیّن الأوّل عبارة عنها. کما یعبّر عنها بالنور المحمّدی و الحقیقة المحمدیة. کذا فی لطائف اللغات «2».

البرسام:

[فی الانکلیزیة]Pleuresy
[فی الفرنسیة]Pleuresie
بالکسر کما فی الینابیع «3» أو بالفتح کما فی التهذیب «4»، عند الأطباء و یسمّی بالجرسام أیضا، هو الورم الذی یعرض للحجاب الذی بین الکبد و المعدة، کذا قال الشیخ نجیب الدین «5». و قال نفیس الملة و الدین إنه قد خالف
______________________________
(1) بفتح الأول و الثالث علی وزن جعفر در لغت عبارتست از چیزی که میان دو چیز حائل باشد و آنچه میان دنیا و آخرت باشد و آن زمانی است از وقت موت تا وقت نشور. و آنچه در قرآن آمده است برزخ إلی یوم یبعثون مراد ببرزخ اینجا قبر است زیرا که واقع شده است میان دنیا و آخرت. و قیل بازداشت میان دو چیز چنانچه در قرآن است بینهما برزخ لا یبغیان. و در اصطلاح شطاریان برزخ صورت محسوسة مرشد باشد که آن مرشد واسطه است میان حق تعالی و مسترشد پس ذاکر را باید که در وقت ذکر صورت مرشد را در نظر خود متصور دارد تا از برکت آن بقرب حق تعالی رسد و خود را و کل کائنات را در هستی حق گم کند. و در اصطلاح سالکان برزخ روح اعظم را گویند و عالم مثال را که حائل است میان اجسام کثیفه و ارواح مجرده و دنیا و آخرت را نیز برزخ گویند و پیر و مرشد را نیز کذا فی کشف اللغات و نیز خطی میان دوزخ و بهشت کما فی لطائف اللغات.
و در اصطلاح حکمای اشراقیان جسم را گویند.
(2) در اصطلاح صوفیه و آن را جامع نیز گویند مرتبة وحدتست که تعین اوّل عبارت از آنست و بنور محمدی و حقیقت محمدی نیز معبر میشود کذا فی لطائف اللغات.
(3) ینابیع اللغة لأبی جعفر أحمد بن علی بن محمد المقری البیهقی (المتوفی 544 ه)
(4) تهذیب اللغة لأبی منصور محمد بن أحمد بن طلحة الأزهری (- 370 ه) و علیه مختصر لعبد الکریم بن عطاء اللّه الإسکندری (- 612 ه) کشف الظنون 1/ 515.
(5) الشیخ نجیب الدین: هو نجیب الدین أبو حامد محمد بن علی بن عمر السمرقندی. کان معاصرا لفخر الدین الرازی.
طبیب، فاضل بارع. له کتب جلیلة و تصانیف مشهورة. مات قتلا بمدینة هراة علی ید التتر عام 619 ه/ 1222 م. عیون
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 323
جمهور القوم فی تعریف هذا المرض الذی هو بین الکبد و القلب. و أمّا للحجاب الحائل بین المعدة و الکبد فممّا لم یقل به أحد من الفضلاء غیر الطبری «1» کذا فی بحر الجواهر.

البرش:

[فی الانکلیزیة]Freckle
[فی الفرنسیة]Taches sur la peau ou de rousseur
بفتح الباء و الراء المهملة هی نقاط صغار سود أکثرها تعرض فی الوجه، و ربّما کانت إلی حمرة و کمودة کذا فی بحر الجواهر.

البرص:

[فی الانکلیزیة]Leprosy
[فی الفرنسیة]Lepre
بالفتح و سکون المهملة عند الأطباء بیاض یظهر فی ظاهر الجلد و یغور، فإن کان فی سائر الأعضاء حتی یصیر لون البدن کله أبیض یقال له حینئذ المنتشر. و البرص الأسود و یسمّی بالقوباء أیضا سواد یحصل لجلد البدن لاستیلاء سواد سوداویة غلیظة کذا فی بحر الجواهر.
و فائدة قید یغور الاحتراز عن البهق الأبیض علی ما یدلّ علیه کلام الموجز و الآقسرائی.
و حاصلهما أنّ الفرق بین البهق و البرص الأبیضین أنّ البهق یکون فی سطح الجلد و لا یکون له غور، إذ المادة فیه أرقّ و القوة الدافعة أقوی، فدفعت إلی السطح، بخلاف البرص فإنه یکون نافذا فی الجلد و اللحم بسبب أنّ المادة فیه أغلظ و الدافعة فیه ضعیفة فارتکبت فی الباطن و أفسدت مزاج ما نفذ فیه، و أحالت الغذاء الذی یجی‌ء إلیها إلی طبعها و إن کان أجود غذاء. و الفرق بین البهق و البرص الأسودین لیس من جهة الغور و عدمه، بل من جهة أخری و هی أنّ البرص الأسود یتغیّر معه الجلد و یعرض له خشونة عظیمة و تفلیس کما یکون للسمک و تکوّنه من سوداویة لسرایتها العضو فأثرت تأثیرا قویّا أقوی من تغیّر لونه، و هو من مقدمات الجذام.

البرغوثیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Barghouthiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Barghouthiyya)secte(
بالراء المهملة و الغین المعجمة فرقة من النجّاریة «2»، قالوا کلام اللّه تعالی إذا قرئ فهو عرض، و إذا کتب بأیّ شی‌ء کان فهو جسم، کذا فی شرح المواقف «3».

البرق:

[فی الانکلیزیة]Lightning
[فی الفرنسیة]Eclair
بسکون الراء المهملة ضیاء یخرج من السحاب. قال الحکماء فی سبب حدوثه إنّ الدخان ربّما یخالط السّحاب فیخرقه، إمّا فی صعوده بالطبع أو عند هبوطه للتکاثف الحاصل بالبرد الشدید الواصل إلیه، فیحدث من خرقه له و مصاکّته إیّاه صوت هو الرّعد، و قد یشتعل الدخان بقوة التسخین، فلطیفه ینطفئ سریعا و هو البرق، و کثیفه لا ینطفئ حتی یصل إلی الأرض و هو الصاعقة، کذا فی المواقف و شرحه.
______________________________
- الأنباء فی طبقات الأطباء 3/ 47، الاعلام 6/ 280، الذریعة 1/ 404.
(1) الطبری: هو ربن بن علی بن ربن الطبری. یهودی الأصل إلّا أن أباه أسلم علی ید المعتصم کان من العالمین بالطب و الهندسة و انواع الریاضة. له العدید من کتب الطب و الهندسة و غیرها. عیون الأنباء فی طبقات الأطباء 2/ 342، أخبار الحکماء 128.
(2) النجاریة: فرقة جبریة أتباع الحسین بن محمد النجار المتوفی حوالی العام 230 ه. وافقوا أهل السنة فی بعض الأصول مثل خلق الأفعال و الاستطاعة و الإرادة و أبواب الوعید کما وافقوا القدریة فی بعض الأصول مثل نفی الرؤیة و الحیاة و القدرة.
و لهم آراء أخری ابتدعوها. و قد انقسموا إلی فرق عدة. الملل و النحل 88، التبصیر 101، الفرق 207، مقالات الإسلامیین 1/ 315.
(3) البرغوثیة: فرقة جبریة من النجاریة أتباع محمد بن عیسی الملقب ببرغوث، خالف الحسین النجار فی مسائل الکسب و الأفعال. الملل و النحل 90، التبصیر 102، الفرق 209.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 324

البرق:

[فی الانکلیزیة]Ecstasy،illumination،kidnaping
[فی الفرنسیة]Extase،enlevement،illumination
بفتحتین: هو عند الصّوفیة شی‌ء یظهر للعبد من اللّوامع النّوریّة، تأخذ بالعبد إلی قرب الحقّ. کذا فی لطائف اللغات «1».

برمهات:

[فی الانکلیزیة]Barmahat)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Barmahat)mois egyptien(
بفتح الباء و المیم بینهما راء ساکنة، اسم شهر فی تقویم القبط المحدث «2».

برموذه:

[فی الانکلیزیة]Birmuda)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Birmuda)mois egyptien(
بالفتح و سکون الراء و ضم المیم و سکون الواو و فتح الذال المعجمة اسم شهر فی تقویم القبط المحدث «3».

البرهان:

[فی الانکلیزیة]Demonstration،proof،-
[فی الفرنسیة]Demonstration،preuve
بالضم و سکون الراء المهملة بیان الحجة و إیضاحها علی ما قال الخلیل. و قد یطلق علی الحجّة نفسها و هی التی یلزم من التصدیق بها التصدیق بشی‌ء. و أهل المیزان یخصونه بحجّة مقدماتها یقینیة کذا فی البرجندی شرح مختصر الوقایة. و البرهان عند الأطباء هو الطریق القیاسی الذی یلیق بالطبّ لا المؤلّف من الیقینیات کذا فی بحر الجواهر.
ثم البرهان المیزانی إما برهان لم «4» و یسمّی برهانا لمّیّا و تعلیلا أیضا، أو برهان إنّ «5» و یسمّی برهانا إنّیّا و استدلالا أیضا، لأنّ الحدّ الأوسط فی البرهان لا بدّ أن یکون علّة لنسبة الأکبر إلی الأصغر فی الذهن، أی علّة للتصدیق بثبوت الأکبر للأصغر فیه، فإن کان مع ذلک علّة بوجود تلک النسبة فی الخارج أیضا فهو برهان لمّی لأنه یعطی اللّمّیّة فی الخارج و الذهن کقولنا: هذا متعفّن الأخلاط، و کلّ متعفّن الأخلاط فهو محموم، فهذا محموم.
فتعفّن الأخلاط کما أنه علّة لثبوت الحمّی فی الذّهن کذلک علّة لثبوتها فی الخارج. و إن لم یکن علّة لوجودها فی الخارج بل فی الذّهن فقط فهو برهان إنّی، لأنه مفید إنّیة النسبة فی الخارج دون لمّیتها کقولنا: هذا محموم و کل محموم متعفّن الأخلاط فهذا متعفن الأخلاط.
فالحمّی و إن کانت علّة لثبوت تعفّن الأخلاط فی الذّهن إلّا أنّها لیست علّة له فی الخارج بل الأمر بالعکس. و الحاصل أنّ الاستدلال من المعلول علی العلّة برهان إنّی، و عکسه برهان لمّی، و صاحب البرهان یسمّی حکیما، هذا خلاصة ما فی شرح المطالع و شرح الشمسیة و حواشیه و شرح المواقف.
______________________________
(1) بفتحتین نزد صوفیه چیزیست که ظاهر میشود بنده را از لوامع نوری پس می‌خواهد آن بنده را سوی قرب حق کذا فی لطائف اللغات.
(2) برمهات: بفتح الباء و المیم بینهما راء ساکنه نام ماهی است در تاریخ قبط محدث.
(3) برموذه: بالفتح و سکون الراء و ضم المیم و سکون الواو و فتح الذال المعجمة نام شهریست در تاریخ قبط محدث.
(4) برهان لم: حرف لم هو حرف السؤال، یطلب به سبب وجود الشی‌ء أو سبب وجود الشی‌ء لشی‌ء، و کأنه قیل لما ذا. و هذا السؤال یعلم وجوده أولا إما بنفسه و إما بالقیاس (الحروف، للفارابی، ص 204). برهان اللم هو ما یکون الحد الأوسط فیه علة للحد الأکبر و یسمی قیاس علة. فالبرهان الذی یفید لم ذلک الشی‌ء یکون بالعلة القریبة له (ابن رشد، تلخیص منطق ارسطو، البرهان ص 406).
(5) برهان الإن هو ما لم یکن الحد الأوسط فیه علة للحد الأکبر، و یسمّی قیاس الدلالة (المرجع السابق نفسه) و قیل العلوم الیقینیة ثلاثة: احدها الیقین بوجود الشی‌ء فقط، و هو علم الوجود و قوم یسمّونه علم إنّ الشی‌ء. و الثانی الیقین بسبب وجود الشی‌ء فقط، و قوم یسمّون هذا العلم علم لم الشی‌ء، و الثالث الیقین بهما جمیعا. (الفارابی، المنطق عند الفارابی، البرهان، ص 25).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 325
و قال صاحب السلم «1»: الأوسط: إن کان علّة للحکم فی الواقع فالبرهان لمّی و إلّا فإنّی، سواء کان معلولا أو لا، و الاستدلال بوجود المعلول علی أنّ له علّة ما کقولنا کل جسم مؤلف و لکل مؤلف مؤلّف لمّی و هو الحقّ، فإنّ المعتبر فی برهان اللمّ علیّة الأوسط لثبوت الأکبر للأصغر لا لثبوته فی نفسه و بینهما بون انتهی.
بقی هاهنا أنّ القیاس المشتمل علی الأوسط هو الاقترانی إذ لا وسط فی غیر الاقترانی اصطلاحا؛ فتخصیص البرهان بالاقترانیات لیس علی ما ینبغی إلّا أن یقال:
المراد بالأوسط نسبة الأوسط إلی الأصغر و ما فی حکمها «2» ممّا یتضمنه القیاس الاستثنائی علی ما قال أبو الفتح «3» فی حاشیة تهذیب المنطق «4». اعلم أنّ لبعض البراهین أسماء کبرهان التطبیق و البرهان السلمی و التّرسی و العرشی و برهان التضایف و برهان المسامّة «5».

البرهان التّرسی:

[فی الانکلیزیة]
The proof by the disk) that all distance is finite (
[فی الفرنسیة]
La demonstration par le disque) de la finitude des distances (
قالوا فی إثبات تناهی الأبعاد أیضا إنّا نقسم جسما علی هیئة الدائرة و لیکن ترسا بستة أقسام متساویة، بأن یقسّم أولا محیط دائرته إلی ستّ قطع متساویة، ثم یوصل بین النقطة المقابلة «6» بخطوط متقاطعة علی مرکزه فیقسّم حینئذ علی أقسام ستّة متساویة، یحیط بکل قسم منها ضلعان، ثم نخرج الأضلاع کلّها إلی غیر النهایة، ثم نردّد فی کل قسم فنقول: هو فی عرضه إمّا غیر متناه فینحصر ما لا یتناهی بین حاصرین، و إمّا متناه فکذا الکلّ متناه أیضا لأنّه ضعف المتناهی الذی هو أحد الأقسام بستّ مرات.

برهان التطبیق:

[فی الانکلیزیة]The proof by the succession to the infinity
[فی الفرنسیة]
La demonstration par la succession a l'infiE
و یجی‌ء بیانه فی لفظ التّسلسل، و کذا برهان التضایف و برهان العرشی یجی‌ء هناک أیضا.

البرهان السّلمی:

[فی الانکلیزیة]
The proof) that every distance is finite (by two lines of two triangles)
[فی الفرنسیة]
La demonstration) de la finitude (par les deux lignes tracees des bases de deux triangle
Eقالوا الأبعاد متناهیة للبرهان السّلمی، و هو أن نفرض ساقی مثلثین خرجا من نقطة واحدة کیف اتفق، أی سواء کان الانفراج بقدر الامتداد أو أزید أو أنقص، فللانفراج إلی الساقین نسبة محفوظة بالغا ما بلغ. فلو ذهب السّاقان إلی غیر النهایة لکان ثمة بعد متناه هو الامتداد الأول، نسبته إلی غیر المتناهی و هو الامتداد الذاهب إلی غیر النهایة نسبة المتناهی و هو
______________________________
(1) السلم المرونق لعبد الرحمن بن سیدی محمد الصغیر (- 983 ه) و هو أرجوزة فی نظم ایساغوجی. کشف الظنون 2/ 998.
(2) حکمهما (م).
(3) المیر ابو الفتح محمد السعید الحسینی فارسی عمل فی الحکمة و توفی 950 ه- له حواشی و شروح منطقیة منها: حاشیة علی شرح القزوینی الکاتبی لحکمة العین، و للرسالة الشمسیة.
G AL
، 11، 215، 112، 279.S I 648، 847،S 11، 260، 302.Rescher،N.the developement of Arabic logic،P 842.
(4) حاشیة تهذیب المنطق لمیر أبی الفتح السعیدی (- 950 ه) علّق فیها علی تهذیب المنطق و الکلام لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 789 ه) کشف الظنون 1/ 515- 516.
(5) المسامتة (م).
(6) النقط المتقابلة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 326
الانفراج الأول إلی المتناهی و هو الانفراج بینهما حال ذهابهما إلی غیر النهایة و هذا خلف، لأنه یلزم انحصار ما لا یتناهی بین الحاصرین، إذ الانفراج لا بدّ أن یکون متناهیا لکونه محصورا بین حاصرین و هما الساقان؛ مثلا إذا امتد الساقان عشرة أذرع و کان الانفراج بینهما حینئذ ذراعا، فإذا امتداد عشرین کان الانفراج ذراعین قطعا، و إذا امتدّا ثلاثین کان الانفراج ثلاثة أذرع و هکذا، و هذا معنی نسبة الانفراج إلیهما و حینئذ یکون نسبة المتناهی و هو الامتداد الأول أعنی العشرة إلی غیر المتناهی و هو امتداد الخطّین الذاهب إلی غیر النهایة کنسبة المتناهی هو الانفراج الأول أعنی الذراع الواحد إلی المتناهی و هو الانفراج بینهما حال ذهابهما إلی غیر النهایة، لما مرّ أنّ نسبة الامتداد إلی الامتداد کنسبة الانفراج إلی الانفراج، و هذا خلف لأن نسبة المتناهی إلی المتناهی معیّنة و یستحیل ذلک بین المتناهی و غیر المتناهی. هذا هو البرهان السّلمی علی الإطلاق. و أمّا مع زیادة التلخیص فهو أنّا نفرض من نقطة ما خطّین ینفرجان بحیث یکون الانفراج بینهما بقدر الامتداد، فإذا ذهبا إلی غیر النهایة کان البعد بینهما غیر متناه أیضا بالضرورة، و اللازم باطل لأنّه محصور بین حاصرین، و المحصور بین حاصرین یمتنع أن لا یکون له نهایة ضرورة.

برهان المسامّة «1»:

[فی الانکلیزیة]Coincidence proof or: demonstration
[فی الفرنسیة]Demonstration par la coincidence
قالوا لو وجد بعد غیر متناه و لو من جهة واحدة فلنا أن نفرض من مبدأ معیّن خطّا غیر متناه و خطّا آخر متناهیا موازیا له، ثم یمیل الخط المتناهی بحرکة مع ثبات أحد طرفیه الذی فی جانب المبدأ من الموازاة مائلا إلی جهة الخطّ الغیر المتناهی، فیسامّه «2» أی یلاقیه بالإخراج ضرورة، و المسامّة «3» حادثة لأنّها کانت معدومة حال الموازاة، فلها أول، إذ کلّ حادث کذلک و هی أی مسامته «4» إیّاه بنقطة، لأنّ تقاطع الخطین لا یتصوّر إلّا علیها، فیکون فی الخطّ الغیر المتناهی نقطة هی أول نقطة المسامّة «5» و أنه محال، إذ ما من نقطة تفرض علی الخطّ الغیر المتناهی إلّا و المسامّة «6» مع ما قبلها أی فوقها من جانب لا تناهی الخط قبل المسامة «7» معها، لأن المسامة «8» مع أیة نقطة تفرض إنّما تحصل بزاویة مستقیمة الخطّین عند الطرف الثابت من الخطّ المتناهی، فأحد الطرفین «9» هو مبدأ «10» المتناهی مفروضا علی وضع الموازاة و الآخر هو بعینه أیضا، لکن حال کونه علی وضع المسامّة «11». و الزاویة تقبل القسمة إلی غیر النهایة، و کلّما کانت الزاویة أصغر کانت المسامة «12» مع النقطة الفوقانیة،
______________________________
(1) المسامتة (م).
(2) فیسامته (م).
(3) و المسامتة (م).
(4) مسامتته (م).
(5) المسامتة (م).
(6) المسامتة (م).
(7) المسامتة (م).
(8) المسامتة (م).
(9) الخطین (م).
(10) هذا (م).
(11) المسامتة (م).
(12) المسامتة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 327
فلم تکن تلک النقطة الأولی أول نقطة المسامة «1»، فلا یمکن أن یوجد هناک ما هو أول نقطة المسامة «2». و تلخیصه أنّه لو وجد بعد غیر متناه لأمکن المفروض المذکور، و اللازم باطل لأنه مستلزم، إمّا لامتناع المسامة «3» أو لوجود نقطة هی أول نقطة المسامة «4»، و القسمان باطلان. و إن شئت تفصیل الجمیع فارجع إلی شرح المواقف فی موقف الجوهر فی بیان تناهی الأبعاد.

البریق:

[فی الانکلیزیة]Brilliance
[فی الفرنسیة]Brillance
هو الشی‌ء المترقرق للجسم من غیره، و یجی‌ء فی لفظ الضوء.

البستان:

[فی الانکلیزیة]The garden
[فی الفرنسیة]Le jardin
هو کل أرض یحیطها «5» حائط و فیها نخیل متفرّقة و أعناب و أشجار، یمکن زراعة ما بین الأشجار. فإن کانت الأشجار ملتفّة لا یمکن زراعة أرضها فهی کرم، کذا فی الکافی فی بیان ما یجب فیه الخراج و العشر و هکذا فی درر الأحکام و جامع الرموز.

البسط:

[فی الانکلیزیة]Joy،simplification،numerator،fortune -telling
[فی الفرنسیة]Joie،simplification،numerateur،
pratique de dire la bonne aventure) avec des lettres (
،onomancie
بسکون السین المهملة فی اللغة گستردن، کما فی الصّراح. و عند المحاسبین هو التجنیس، و هو جعل الکسور من جنس کسر معیّن، و الحاصل من العمل یسمّی مبسوطا.
و من هاهنا یقول المنجمون: البسط استخراج تقویم یوم واحد من تقویم خمسة أیام أو عشرة علی ما وقع فی الحلّ و العقد. و عند السالکین هو حال من الأحوال. و یقول فی مجمع السلوک: القبض و البسط و الخوف و الرّجاء هی قریبة، و لکنّ الخوف و الرجاء فی مقام المحبة هما عامّان. و أمّا القبض و البسط فی مقام الأوائل فهما من المحبة الخاصّة. إذن فکلّ من یؤدّی الأوامر و یجتنب المناهی فله حکم الإیمان. و لیس هو من أهل القبض و البسط، بل هو من الرجاء و الخوف الشبیهین بحال القبض و البسط. و هو یظنّ ذلک قبضا و بسطا. فمثلا:
إذا عرض له حزن أو تحیّر فیظن ذلک قبضا.
و إذا عرض له شی‌ء من النشاط الطبیعی أو الانبساط النفسی فإنّه یظنّ ذلک بسطا.
هذا و إنّ الحزن و الحیرة و النشاط و المرح جزء من جوهر النّفس الأمّارة، فإذا وصل العبد إلی أوائل المحبّة فإنّه یصبح صاحب حال و صاحب قلب و صاحب نفس لوّامة. و فی هذا الوقت تتناوب علیه حالتا القبض و البسط. ذلک لأنّ العبد انتقل من مرتبة الإیمان إلی أعلی فیقبضه الحقّ تارة و یبسطه أخری. إذن فالحاصل هو أنّ وجود البسط باعتبار غلبة القلب و ظهور صفته، و إنّ النفس فما دامت أمّارة فلا قبض و لا بسط. و أمّا النفس اللّوّامة فهی حینا مغلوبة و آخر غالبة، و بالنسبة للسالک یکون القبض و البسط باعتبار حال غلبة النفس و ظهور صفتها. و یقول فی اصطلاحات الصوفیة:
البسط فی مقام القلب بمثابة الرّجاء فی مقام النّفس، و هو وارد یقتضیه إشارة إلی قبول و لطف و رحمة و أنس، و یقابله القبض کالخوف
______________________________
(1) المسامتة (م).
(2) المسامتة (م).
(3) المسامتة (م).
(4) المسامتة (م).
(5) یحیط بها (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 328
فی مقابلة الرجاء فی مقام النفس. و البسط فی مقام الخفی هو أن یبسط اللّه العبد مع الخلق ظاهرا و یقبضه إلیه باطنا رحمة للخلق، فهو یسع الأشیاء و یؤثّر فی کلّ شی‌ء و لا یؤثّر فیه شی‌ء.
و قیل: القبض لیس أیضا قبضا إلّا إذا کان من حرکة النّفس و ظهوره بصفتها. و أما السّالک صاحب القلب فلا یری أبدا القبض، فروحه تبقی مستأنسة علی الدوام. و قالوا أیضا: القبض الیسیر هو عقوبة بسبب الإفراط فی البسط، و بمعنی آخر: إذا أقبلت الواردات الإلهیّة علی السّالک صاحب القلب فیمتلئ قلبه فرحا، فنفسه حینئذ تسترقّ السمع و تحصل علی نصیب من ذلک، و نظرا لطبیعتها تأخذ فی العصیان و تفرط فی البسط حتی یصیر مشابها للبسط القلبی، و اللّه تعالی من باب العقوبة للنفس یلقی حالة القبض.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 328 البسط: … ص: 327
لم بما أنّ السّالک یرتقی من عالم القلب و یخرج من حجاب القلب الذی هو لأهل القلوب حجاب، و من الوجود النورانی الذی هو یتخلّص حتی یصل إلی عالم الفناء و البقاء، فلا یعود القبض و البسط مفیدا له، و لا تتصرف فیه الأحوال، فلا قبض و لا بسط. قال الفارس:
یجد المحبّ أوّلا القبض ثم البسط ثم لا قبض و لا بسط لأنّهما یقعان فی الموجود. فأمّا مع الفناء و البقاء فلا، انتهی ما فی مجمع السلوک.
و عند أهل الجفر یطلق بالاشتراک علی أشیاء علی ما فی أنواع البسط.
أول بسط عددی: و تحصیل ذلک علی نوعین: أحدها فی بسط الحروف و الآخر فی بسط الترکیب، و کلاهما مستحسن و متداول.
أما الطریق الأوّل: فهو أن تأتی بالکلمة و تقطع حروفها ثم انظر کم یکون نتیجة کلّ حرف من الأعداد بحساب الجمّل علی التّرتیب الأبجدی، ثم استخرج الأعداد و اجمعها، فمثلا:
کلمة محمد تصبح بعد التقطیع: میم و حاء و میم و دال. فالمیم تساوی 90 و هی تعادل حرف ص و ما تعادل 9 أی تساوی حرف ط و المیم الثانیة 90 أی ص. و عدد لفظ الحرف دال یساوی 35 و هو یعادل الحرفین ه. ل. إذن الحروف الحاصلة من بسط عدد کلمة محمد هی: ص ط ص ه ل.
و الطریقة الثانیة: فهی أن نأخذ الرقم الناتج من جمع حروف کلمة ما ثم نحاول استنطاقها، أی استخراج حرف أو أکثر منها.
فمثلا کلمة محمد یساوی جمع حروفها الرقم 92، و باستنطاقها یمکن أن نحصل علی حرفین هما: الباء و الصاد. [الباء 2 و ص 90] بحساب الجمل. و هذا الطریق للعدد من فوقه کذا. و إذا کان لدینا اسم، مجموع حروفه مثلا:
224، فبالاستنطاق یکون لدینا ثلاثة حروف هی الراء 200 و الکاف 20 و الدال 4.
و النوع الثانی من بسط الحروف هو ما یقال له: بسط تلفّظ و بسط باطنی، و هو عبارة عن التلفّظ بالحروف فی الکلمة الواحدة، کما هی فی حال الانفراد. فمثلا محمد: نلفظه هکذا میم حا میم دال. و یقال للحرف الأول من کل حرف العالی الأول، و یقال للباقی حروف بنیات. کذا. فمثلا الحرف الأول من میم هو م و الباقی یم فالمیم الأولی هی بالفارسیة زبر:
و معناها فوق أو العالی. و الباقی تسمّی بنیات.
و النوع الثالث: بسط طبیعی، و هو عبارة عن الإتیان بحروف مقوّیة أو مربیّة لحروف الاسم المطلوب بحسب طبیعة کل منها. بحیث تکون الحروف الناریّة مربیتها هی من الحروف الهوائیة، و تکون الحروف الناریّة مقوّیة للحروف الهوائیة، و هکذا الحروف الترابیة مربیة للحروف المائیة، و المائیة مقوّیة للترابیة. و الحروف الناریة هی: جز کس قثظ. و الحروف الترابیة: دحلع رخغ. إذن حاصل البسط الطبیعی لکلمة محمد:
هو ن ز ن ج. لأنّ المیم ناریة فی الدرجة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 329
الرابعة فاخترنا لها النون لأنّها مربیة لها فی الدرجة الرابعة من الحروف الهوائیة. و اخترنا د حا التی هی ترابیة فی الدرجة الثانیة زا لأنّها مقوّیة لها، و هی من الحروف المائیة فی الدّرجة الثانیة. ثم اخترنا ثانیة النون للمیم الثانیة و أمّا الدال التی هی ترابیة فی الدرجة الأولی اخترنا الجیم التی هی مقویة لها فی نفس الدرجة من الحروف المائیة.
ناری/ هوائی/ مائی/ ترابی ا/ ب/ ج/ د ه/ و/ ذ/ ح ط/ ی/ ک/ ل م/ ن/ س/ ع ف ص/ ق/ ر/ ش ت/ ث/ خ/ ذ ص/ ظ/ ع مرفوع/ منصوب/ مکسور/ مجزوم و النوع الرابع: البسط الغریزی: و هو عبارة عن طلب کل من الحروف الناریة لحروف هوائیة من نفس الدرجة. أو العکس، بأن تطلب حروف مائیة حروفا ترابیة فی نفس درجتها و بالعکس.
مثل الألف فإنّها طالبة للباء، و الجیم طالبة للدال. و قس علی هذا باقی الحروف. إذن فالبسط الغریزی لکلمة محمد هو: ن ن ذلک لأنّ میمه ناریة فی الدرجة الرابعة، لذا اخترنا حرف النون التی هی هوائیة، و هکذا أیضا فعلنا بالنسبة للمیم الثانیة. أمّا حا و دال فهما ترابیان.
هذا التعریف قد أورده بعض الأئمة المتقدّمین، و جاء فی نفس الرسالة فی مکان آخر.
البسط الغریزی: ج ل ب ا ل ق ل و ب هکذا. د ک ا ب ک ر ک ه ا. و البسط الغریزی معتبر و مهم جدا، و متداول لدی أئمة هذا الفن.
النوع الخامس: بسط التّرفّع، و هو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب و هو علی ثلاثة أنواع: عددی و حرفی و طبیعی. أمّا بسط الترفّع العددی: فهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب من جهة الأعداد التی هی قائمة فیه من الأعداد الأبجدیة، بحیث إذا کان عدد أی واحد منها فی درجة الآحاد فإنّها ترفع إلی العشرات، و إذا کان فی العشرات یرفع إلی المئات، و إذا کان فی المئات یرفع إلی الألوف. و علیه فإنّ الترفّع العددی لمحمد هو ت ف ت م المیم التی هی 40 أی فی درجة العشرات فرفعها إلی المئات فتصبح 400، أی معادل حرف ت. ثم الحاء من محمد هی من حروف الآحاد أی 8 فنرفعها إلی العشرات فتصبح ثمانین و هی التی تعادلها ف، ثم من المیم الثانیة نحصل علی التاء أیضا و من الدال نحصل علی حرف م، لأنّ الدال 4 آحادیة و المیم من رتبة العشرات 40. أمّا البسط الترفّعی الحرفی: فهو عبارة عن ارتفاع کلّ واحد من الحروف الأبجدیة بالحرف التالی له الذی هو أفضل. فمثلا: من کلمة محمد نأتی بالنون بدلا من المیم لأنّ النون أفضل منها. و هکذا من أجل الحاء نأتی بما بعدها و هو الطاء، و من أجل المیم الثانیة نأتی بالنون أیضا، ثم الدال نضع بدلا منها الهاء، فتکون الحروف الحاصلة علی هذا البسط: ن ط ن ه.
و أمّا بسط الترفّع الطبیعی فهو عبارة عن ارتفاع الحروف بحسب طبیعتها بحیث یبدّلون الحرف الترابی بحرف مائی، و المائی بحرف هوائی، و الهوائی بناری، و یبقی الناریّ علی حاله بدون تبدیل لأنّه أعلی الحروف، و لا یمکن الارتفاع فوقه. فمثلا: محمد: المیم ناریة فنترکها کما هی و نضع بدلا من الحاء الترابیة ز، ثم المیم الثانیة علی حالها، ثم نبدّل الدال جیما. فیکون الحاصل إذن حرفین هما: ز. ج.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 330
النوع السادس: بسط التجمیع و هو عبارة عن جمع کلّ واحد من حروف الطالب مع حروف المطلوب، ثم تحصیل الحروف من کل اجتماع فمثلا: محمد طالب و جعفر مطلوب فنکتب: م ح م د+ ج ع ف ر. ثم نجمع المیم من محمد و التی تساوی 40 مع الجیم من جعفر فیکون الحاصل 43. و الحاصل منهما هو: ج م. ثم بعد ذلک نجمع الحاء من محمد مع ع جعفر فیکون الجواب 78 و حروفه ح ع؛ ثم نجمع المیم الثانیة من محمد مع الفاء من جعفر فالجواب هو 120 و حروفه ق ک. ثم نجمع الدال من محمد و الراء من جعفر فالجواب هو 204 و حروفه هی نفسها أی د. ر. و علیه فالحروف الحاصلة من هذا العمل هی: ج. م.
ح. ع. ق. ک. د. ر.
النوع السابع: بسط التضارب: و هو عبارة عن ضرب کلّ واحد من حروف الطالب فی حروف المطلوب و تحصیل الحروف من حاصل الضرب.
فمثلا: محمد طالب و جعفر مطلوب فإذا ضربنا الحروف ببعضها: المیم التی هی 40* ج التی هی 3 120 و هی تعادل الحروف ک- ق.
ثم ح محمد* ع جعفر 560 و حروفه س، ث.
ثم المیم الثانیة* ف 3200 و حروفه ر. غ. غ. غ.
ثم الدال* ر 800 و الحرف الحاصل منه هو: ض.
إذن فالحروف الحاصلة من هذا العمل:
ک، ق، س، ث ر غ غ غ ض.
و ثمة طائفة من أهل الجفر فی حال بسط التجمیع و بسط التضارب یجمعون مجموع أعداد الطالب مع مجموع أعداد المطلوب، ثم یضربونها ببعضها، ثم یستحصلون الحروف منها. و هذا النوع و إن یکن غیر بعید من الصواب إلّا أنّ الطریق الأول هو أتم و أکمل.
النوع الثامن: بسط التّزاوج و التّشابه:
و یسمّی أیضا بسط التآخی، و هو عبارة عن طلب الحروف المتشابهة للحروف المتزاوجة التی هی قرینة لها. فمثلا إذا نظرنا فی حروف محمد نجد المیم من الحروف المفردة یعنی غیر متشابهة و لا متزاوجة فنترکها بحالها. و بما أنّ الحاء من المتشابهة مع ج و خ فنأخذهما، ثم نترک المیم الثانیة علی حالها. و بما أنّ الدال من الحروف المتشابهة فنأخذ الذال بدلا منها فالنتیجة الحاصلة تکون: ج خ ذ.
النوع التاسع: بسط التّقوّی: و هو عبارة عن قوّة ما بین الحروف بحسب ضربها بنفسها.
و ذلک علی ثلاثة أنواع، و ذلک لأنّها لا تعدّ و إن تکون واحدة من ثلاثة أحوال: إمّا أن تضرب باطن الحروف فی باطنها، أو ظاهرها بظاهرها.
أو العکس، أی ظاهرها بباطنها؛ و المراد من العدد الباطنی للحرف: هو أنّه بحساب أبجد یکون کذا، و المراد بالظاهر للحرف هو رتبة الحرف بالنسبة للأبجدیة. فالمیم مثلا من الترتیب الأبجدی تعدّ فی المرتبة 13. فعلیه یأخذون من المیم رقم 13، و علی هذا القیاس النون 14. فإذا بسطنا الحروف الباطنة من لفظة محمد فالمیم هی تعادل 40* 40 1600، فصارت تعادل الحرفین خ و غ. و الحاء تساوی 8* 8 64 أی تعادل بالحروف: د. س.
و کذلک المیم الثانیة نتیجتها مثل الأولی أی.
خ. غ. ثم من حرف الدال الذی یعادل 4* 4 16 أی و. ی. فهذه الحروف: خ ع د س خ غ و ی. هی حاصل لفظة محمد. و إذا أردنا الحصول علی بسط التقوّی الظاهر فی الظاهر للفظة محمد:
فالمیم 13* 13 169 و هی تعادل الحروف ط، س، ق.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 331
و الحاء 8* 8 64 و هی تعادل الحرفان د. س.
و المیم الثانیة 169 أی ط، س، ق.
و الدال 4* 4 16 أی: و. ی.
إذن فالحروف الحاصلة هی: ط، س، ق، د، س، ط، س، ق، و، ی.
و إذا أخذنا بأسلوب بسط التقوّی بضرب الظاهر بالباطن من لفظة محمد:
فالمیم 13* 40 520 و حروف هذا الرقم ک. ث.
و کذلک المیم الثانیة و حروف هذا الرقم ک. ث.
و من الحاء نحصل علی د. س.
و من الدال نحصل علی د. ی.
إذن فالحروف الناتجة من هذا النوع هی:
ک، ث، د، س، ک، ث، و، ی.
النوع العاشر: بسط التّضاعف: و هو عبارة عن مضاعفة الأعداد الباطنیة للحروف ثم استخراج الحروف من تلک الأرقام فمثلا: م من محمد و تساوی 40 فنضاعفها فیکون الجواب 80 و هذا الرقم الحرف ف و الحاء التی هی ثمانیة، فبمضاعفتها یصبح لدینا 16، و من هذا الرقم نحصل علی الحرفین و ی، ثم نحصل من المیم الثانیة علی ف.
و من الدال نحصل علی حرف الحاء فیصیر المجموع: ف و ی ف ح.
الحادی عشر: بسط التکسیر: و هو عبارة عن تحصیل حروف من حروف أخری بشکل یعتبرون فیه الکسور تسعا، ثم یأخذون من کلّ کسر حرفا فمثلا: میم محمد التی هی 40 نصفها یکون 20 ثم نصف العشرین 10 و نصف العشرة خمسة. و من هذه الأنصاف المتتابعة نحصل علی الحروف الآتیة: ک، ی ه. ثم ح محمد التی هی 8 ننصفها، فتکون 4، ثم نصف الأربعة 2، و نصف الاثنین واحد. و بما أنّنا قد نصّفناها کلّها فإننا نحصل علی الحروف: د ب ا. و من د محمد یکون معنا ب ا. فالمجموع لهذه الحروف هو: ک ی ه د ب أ ک ه ب ا.
النوع الثانی عشر: بسط التّمازج: و هو أفضل أنواع التماذج: و معنی الخلط المطلق:
و هو فی اصطلاح أهل الجفر عبارة عن خلط اسم الطالب مع اسم المطلوب، سواء کان اسم المطلوب من الأسماء الإلهیة أو غیرها من الأسماء الدّنیویة و الأخرویة. و خلاصة هذا الکلام هو: أنّ بسط التماذج عبارة عن مزج اسم الطالب مع اسم المطلوب أیّا کان. فمثلا أردنا اسم محمد نمزجه مع اسم المطلوب علیم فیصیر الخلیط علی هذا النحو: ع م ل ح ی م م د.
و إذا خلطنا اسم محمد مع جعفر فیکون الخلیط هکذا: م ج ح ع م ف ل ر.
و اعلم بأنّه فی التماذج یقدمون دائما اسم الطالب علی اسم المطلوب، ما عدا الاسم المطلوب إذا کان مأخوذا من الأسماء الحسنی، لأنّ اسمه مشتمل علی اسم من الأسماء الإلهیّة.
لذا فیکون الابتداء بالاسم الإلهی لا بالطالب، کما مزج الاسمین محمد و علیم المذکورین.
و إذا کان الاسمان و کلاهما یشتملان علی المطلوب، فیقدمون الاسم الأقوی علی غیره.
فائدة: إنّ بسط التجمیع و التضارب من أجل المحبة و الاتحاد بین الاثنین معتبر جدا.
و أما بسط التآخی من أجل اتحاد الإخوان و التحبّب إلی قلوب الناس و تحصیل الفوائد و الإحسان فهو بحرف و لا یکاد یتخلّف. و أمّا بسط التقوّی فهو من أجل موضوع قوة الحال، و تحقق الآمال و الخروج من ضعف الطالع
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 332
و الانتصار بقوّة الطالع و زیادة الجاه و الاحترام و الإقبال و العزّة فهو محل اعتماد.
و أمّا بسط التضاعف فمن أجل زیادة العلم و الحکمة و العظمة و الشّوکة و التغلّب علی الأعداد، فهو قوی و راسخ جدا. و أمّا بسط التکسیر فهو یعمل به من أجل معرفة أحوال المستقبل «1».
______________________________
(1) و در مجمع السلوک گوید قبض و بسط و خوف و رجا قریب‌اند لیکن خوف و رجا در مقام محبت عام بود و قبض و بسط در مقام اوائل محبت خاص باشد پس کسی که اوامر و نواهی بجا آرد حکم ایمان دارد و وی را قبضی و بسطی نباشد بلکه خوفی و رجائی میباشد شبیه بحال قبض و بسط و آن را گمان برد که آن قبض و بسط است مثلا اگر حیرتی و حزنی پیش آید گمان دارد آن را قبض و اگر اهتزاز نفسانی و نشاط طبعی پیش آید گمان برد آن را بسط. و حزن و حیرت و نشاط و اهتزاز از جوهر نفس اماره است تا چون بنده به اوائل محبت خاص برسد خداوند حال و خداوند قلب و خداوند نفس لوامه گردد درین وقت قبض و بسط بنوبت حاصل میشود چرا که آن بنده از مرتبه ایمان به مرتبه رفته فیقبضه الحق تارة و یبسطه أخری. پس حاصل آنکه وجود بسط باعتبار غلبه قلب و ظهور صفت او است و نفس ما دام که اماره است قبض و بسط نبود و ما دام که لوامه است گاه مغلوب میشود و گاه غالب و وجود قبض و بسط مر سالک را درین وقت باعتبار غلبه نفس و ظهور صفت او میشود. و در اصطلاحات صوفیه میگوید …
و قیل قبض هم قبض نباشد مگر از حرکت نفس و ظهور او بصفت خویش. و اما سالک اهل دل هیچ وقت قبض را نیابد روح و انس با وی بدوام باشد هم ازین گفته‌اند که قبض اندکی عقوبت میباشد از بهر افراط در بسط یعنی چون سالک اهل دل را واردات إلهی وارد میشود و دل از ان پرفرح گردد نفس در ان استراق سمع می‌کند و نصیبی از ان میگیرد و بطبع و جبلی خویش نافرمانی آرد و در بسط افراط می‌کند تا آنکه مشابه شود بسط مر نشاط را حق تعالی مقابله این بر طریق عقوبت قبض میدهد.
بدان که چون سالک از عالم قلب بر می‌رود و از حجاب قلب که مر اهل قلب را همین وجود قلب حجاب است بیرون می‌آید و از وجود نورانی که قلب است متخلص میشود و بعالم فنا و بقا میرسد قبض و بسط بدیشان مفید نمی‌شود و حال درو تصرفی ندارد فلا قبض و لا بسط …
اوّل بسط عددی و تحصیل آن بر دو نوع است یکی در بسط حروف و دیگری در بسط ترکیب و هر دو مستحسن و معمول‌اند.
اما طریق اوّل آنست هر کلمة را که خواهی حروف او را مقطع کن و به بین که هریک از ان حروف را چه عدد است بحساب ابجد پس استنطاق کن آن عدد را یعنی حرف ساز و آن حرف را جمع کن مثلا حروف محمد را مقطع کردیم میم حا میم دال شد عدد لفظ میم 90 بود آن را حرف ساختیم ص شد و عدد لفظ حا 9 بود او را حرف ساختیم ط شد و لفظ میم دوم نیز ص شد و عدد لفظ دال 35 بود حرف ساختیم ه ل شد پس مجموع حروف مستحصله از بسط عدد محمد ص ط ص ه ل شد. اما طریق دوم آنست که هر کلمه را که خواهی عدد گیری عدد مجموع را جمع کن و استنطاق نمای و حروف که از ان حاصل آید جمع کن مثلا عدد مجموع حروف محمد 92 است و استنطاق آن ب ص است و این طریق عدد زبر اوست و اگر عدد اسمی حروف او گیریم که 422 است و استنطاق سازیم چنین میشود ر ک د. و دوم بسط حروف که آن را بسط تلفظ و بسط باطنی و بسط ظاهری نیز گویند و آن عبارت است از تلفظ کردن حروف باز بر و بنیات مثلا چون محمد را باسمای حروف او تلفظ کردیم میم حا میم دال شد و مجموع حروف مستحصله او اینست م ی م ح ا م ی م د ا ل و ز بر اوّل حروف اسم حرفی را گویند و ما سوای اوّل حروف اسم حرفی را بنیات نامند مثلا اسم اوّل حروف محمد میم است و اوّل لفظ میم که م است این را زبر و باقی حروفش را که ی م است بنیات نامند.
سیوم بسط طبعی و آن عبارتست از آوردن حروفی که مربی و مقوی بود مر حروف مطلوب را بحسب طبیعت چنانکه حروف آتشی را هوائی مربی و هوائی را آتشی مقویست و همچنین حروف آبی را خاکی مربی است و خاکی را آبی مقویست. و حروف آتشی حروف اهطمفشذ و حروف هوائی حروف بوینصتض و حروف آبی حروف جز کس قثظ و حروف خاکی حروف دحلع رخغ پس حاصل بسط طبعی محمد ن ز ن ج است چرا که میمش آتشی است در درجه چهارم برای او نون آوردیم که مربی اوست در درجه چهارم از حروف هوائی و برای حاکه خاکی است در درجه دوم زا آوردیم که مقوی اوست از حروف آبی در درجه دوم باز برای میم ثانی نیز نون آوردیم باز برای دال که خاکی است در درجه اوّل جیم که مقوی اوست در ان درجه از حروف آبی آوردیم.
چهارم بسط غریزیست و آن عبارتست از طالب بودن هریک از حروف آتشی حروف هوائی را که هم درجه او باشد و بالعکس و یا طالب بودن حروف آبی مر حروف خاکی را که هم درجه باشد و بالعکس چنانچه الف طالب با است و جیم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 333

البسیط:

[فی الانکلیزیة]Extended،simple،prosodic metre
[فی الفرنسیة]Etendu،metre prosodique،simple
فی اللغة بمعنی المبسوط أی المنشور کالأرض الواسعة. و فی الاصطلاح یطلق علی معان. منها ما هو مصطلح أهل العروض أعنی بحرا من البحور المختصّة بالعرب و هو مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مرّتین، و یستعمل مخبون
______________________________
آتشی/ هوائی/ آبی/ خاکی ا/ ب/ ج/ د ه/ و/ ز/ ح ط/ ی/ ک/ ل م/ ن/ س/ ع ف ص/ ق/ ر/ ش ت/ ث/ خ/ ذ ض/ ظ/ غ مرفوع/ منصوب/ مکسور/ مجزوم طالب دال است و قس علی هذا باقی الحروف پس حاصل بسط غریزی محمد ن ن است چرا که برای میم او که آتشی است در درجه چهارم ن آوردیم که هوائیست در درجه چهارم و همچنین برای میم دوم. اما حا و دال او خاکی‌اند و لیکن این تعریف بعضی ائمه متقدمین است. و نیز درین رساله در جائی دیگر واقع شده که بسط غریزی ج ل ب ا ل ق ل و ب چنین باشد د ک ا ب ک ر ک ه ا و بسط غریزی بغایت معتبر است و معمول ائمه این فن است. پنجم بسط ترفع و آن عبارتست از ارتفاع حروف مطلوب و آن سه قسم است عددی و حرفی و طبیعی. اما بسط ترفع عددی عبارتست از ارتفاع حروف مطلوب بجهت اعدادی که قائم است بدیشان از اعداد ابجدی چنانچه عدد هریک از آن حروف اگر در درجه آحاد باشد بعشرات برند و اگر در درجه عشرات بود بمئات برند و اگر به درجه مئات باشد به الوف برند پس بسط ترفع عددی محمد ت ف ت م است چه میم که 40 عدد دارد چون در درجه عشرات است بمئات بردیم 400 شد حرف ساختیم ت شد باز حای محمد که از آحاد است بعشرات بردیم 80 شد و ازو ف حاصل شد باز از میم دوم ت گرفتیم و از دال م گرفتیم چرا که در آحاد است و عدد او چهار و چهار عشرة چهل باشد و حرفش میم. اما بسط ترفع حرفی عبارتست از ارتفاع هریک از حروف ابجدی بحرف ما بعد که فاضلتر است مثلا در محمد به جای میم اوّل او ن بیاوریم چرا که فاضلتر میم نون است و همچنین برای حا ط بیاوردیم و برای میم دوم ن و برای دال ه بیاوردیم پس جمیع حروف مستحصله باین بسط ن ط ن ه باشد. اما بسط ترفع طبیعی عبارتست از ارتفاع حروف بحسب طبیعت چنانکه حرف خاکی را مبدل کنند بحرف آبی و آبی را بحرف هوائی و هوائی را به آتشی و آتشی را بحال خود دارند چرا که او بالاترین حروفست و ازو ترقی ممکن نیست مثلا در محمد میم که آتشی است بحال خود گذاشتیم و به جای حای او که خاکیست ز گرفتیم و میم دیگر را نیز بحال خود گذاشتیم و برای دال ج گرفتیم پس حاصل شد این دو حرف ز ج. ششم بسط تجمیع است و آن عبارتست از جمع نمودن هریک از حروف طالب با حروف مطلوب و تحصیل کردن حروف از هر اجتماعی مثلا محمد طالب و جعفر مطلوب نوشتیم بدین نوع م ح م د* ج ع ف ر پس میم محمد را که چهل بود با جیم جعفر جمع نمودیم 43 شد و همان ج م حاصل شد بعد از ان حای محمد را با عین جعفر جمع کردیم 78 شد حروفش ح ع شد پس میم دوم با فا جمع نمودیم 120 شد حروفش ق ک شد پس دال را با را جمع کردیم 204 شد حروفش همان د ر میشود پس حروف مستحصله ازین عمل ج م ح ع ق ک د ر میشود. هفتم بسط تضارب است و آن عبارتست از ضرب نمودن هریک از حروف طالب در حروف مطلوب و تحصیل نمودن حرف از حاصل الضرب مثلا خواستیم محمد را که طالب است با جعفر که مطلوب است بسط تضارب کنیم پس اعداد میم که 40 است در اعداد جیم که سه است ضرب کردیم 120 حاصل شد حروفش ک ق شد باز حای محمد را در عین جعفر ضرب کردیم 560 حاصل شد حروفش س ث باز میم را در فا ضرب کردیم 3200 شد حروفش ر غ غ غ شد پس دال را در را ضرب-
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 334
العروض و الضرب کذا فی عنوان الشرف. و جاء فی عروض سیفی إذا جاء البسیط مجردا فیکون مسدّسا، و أمّا إذا کان مثمّنا فیکون عروضه و ضربه مخبونین «1».
و منها السّطح، قال المهندسون: العرض المنقسم فی جهتین أی الطول و العرض هو السطح و یسمّی بالبسیط أیضا. و منها الشی‌ء الذی لا جزء له بالفعل سواء کان له جزء بالقوة
______________________________
کردیم 800 شد حرف ساختیم ض شد پس حروف مستحصله باین عمل ک ق س ث ر غ غ غ ض شد. و طائفه دیگر از جفریان در بسط تجمیع و تضارب مجموع اعداد طالب را با مجموع اعداد مطلوب جمع کنند و با یکدیگر ضرب کنند و از ان تحصیل حروف کنند و این نوع اگرچه خالی از صواب نیست اما طریق اوّل اتم و اکمل است. هشتم بسط تزاوج و تشابه است و آن را بسط تواخی نیز گویند و آن عبارتست از طالب بودن حروف متشابهة مر حروف متزاوجة را که قرین باشد با یکدیگر مثلا در حروف محمد نظر کردیم میم از حروف مفردة بود یعنی از متزاوجه و متشابهه نبود او را بحال خود گذاشتیم و چون حا از متشابهه بود بجهت او ج خ گرفتیم و همچنین میم دوم را نیز گذاشتیم چون دال از متشابهه بود به جایش ذ گرفتیم پس مجموعه حروف مستحصله باین عمل ج خ ذ شد. نهم بسط تقوی و آن عبارتست از قوت ما بین حروف بحسب ضرب در نفسشان و آن بر سه نوع است زیرا که خالی نیست از آنکه یا ضرب باطن حروفست در باطن و یا ضرب ظاهر در ظاهر و یا ضرب ظاهر در باطن و مراد بعدد باطن حرف عددیست که بحساب ابجد مر آن حرف را باشد و مراد بعدد ظاهر حرف عددیست که بحسب مرتبة از مراتب ابجدی مر آن حرف را باشد مثلا میم از حروف ابجد هوز حطی کلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ در مرتبه سیزدهم واقع شده پس از میم سیزده بگیرند و علی هذا القیاس از نون چهارده مثلا چون بسط باطن در باطن در لفظ محمد کنیم میم او که 40 است در 40 ضرب کردیم 1600 شد حروفش خ غ شد و حا که 8 دارد در 8 ضرب کردیم 64 شد حروفش د س شد و همچنین از میم دوم نیز خ غ حاصل شد و از دال و ی پس حاصل شد این حروف خ غ د س خ ع و ی و چون محمد را بسط تقوی ظاهر در ظاهر کنیم میم او را که سیزده دارد در سیزده ضرب کردیم حاصل شد 169 حروفش ط س ق و حای او که هشت دارد در هشت ضرب کردیم 64 شد حروفش د س و از میم دوم نیز ط س ق حاصل شد و از دال و ی پس مجموع حروف مستحصله این شد ط س ق د س ط س ق و ی و چون محمد را بسط تقوی باطن در ظاهر کنیم از میمش چهل گرفته در سیزده ضرب کردیم 520 شد حروفش ک ث شد و همچنین از میم دوم و از حا د س حاصل شد و از دال و ی پس جمیع حروف مستحصله این شد ک ث د س ک ث و ی. دهم بسط تضاعف است که عبارتست از دو چند ساختن اعداد باطنی حروف و تحصیل نمودن حروف از ان مثلا عدد میم محمد را که 40 است مضاعف کردیم 80 شد حرفش ف و حا را که 8 است مضاعف کردیم 16 شد حروفش و ی باز از میم دوم ف حاصل شد و از دال ح گرفتیم و مجموع این شد ف و ی ف ح. یازدهم بسط تکسیر است و آن عبارتست از تحصیل حروف از حروف دیگر بنوعی که کسور تسعه را اعتبار کنند و بهر کسری حرف گیرند مثلا میم محمد را که 40 دارد تنصیف کردیم 20 شد باز 20 را تنصیف کردیم 10 شد بازده را تنصیف کردیم 5 شد و چون از هریک ازین حاصل تنصیف حرف ساختیم و جمع کردیم این شد ک ی ه باز حای او که 8 دارد آن را تنصیف کردیم 4 و نصف 4 دو و نصف 2 یک میشود چون همه را حرف ساختیم این شد د ب او از دال محمد این برآمد ب ا و مجموع این حروف ک ی ه د ب ا ک ی ه ب ا شد. دوازدهم بسط تمازج است و این نیکوترین انواع بسط است و تمازج تفاعل است بمعنی آمیختن مطلق. و در اصلاح اهل جفر عبارتست از آمیختن اسم طالب با اسم مطلوب عام از آنکه اسم مطلوب از اسماء إلهی باشد یا غیر آن از اسمای مطالب دنیوی و أخروی. و ملخص این کلام آنست که بسط تمازج عبارتست از مزاج کردن اسم طالب با اسم مطلوب هرچه باشد مثلا خواستیم که محمد را بسط تمازج کنیم بنوعی که مطلوب اسم
علیم باشد چنین میشود ع م ل ح ی م م د و چون محمد را با جعفر مزاج کنیم چنین شود م ج ح ع م ف د ر. بدان که در تمازج همه جا اسم طالب مقدم سازند بر اسم مطلوب الا وقتی که مطلوب را بوسیله اسمای حسنی فرا گرفته باشند پس چون اسم خود را با اسمی از اسمای إلهی که مشتمل بر مطلوب است مزاج نمایند ابتدا باسم إلهی کنند چنانچه در مزاج اسم محمد با علیم مذکور شد و اگر دو اسم باشد و هر دو مشتمل بر مطلوب اقوی را مقدم دارند. فائدة. بسط تجمیع و تضارب بجهت محبت و اتحاد بین الاثنین بغایت معتبر است و بسط تواخی بجهت اتحاد اخوان و محبوب بودن در دل خلق و اخذ فوائد و احسان مجرب و معتبر است و تخلف ندارد و بسط تقوی بجهت قوت حال و حصول آمال و بیرون آمدن از ضعف طالع و پیروز شدن بقوت طالع و ازدیاد جاه و حشمت و اقبال و اعزاز اعتماد تمام دارد و بسط تضاعف بجهت ازدیاد علم و حکمت و شکوه و شوکت و غلبه کردن بر اعدا رسوخ تمام دارد و بسط تکسیر بجهت استخراج احوال آینده بکار آید.
(1) و در عروض سیفی می‌آرد بسیط اگر مجرد. آید مسدس شود و اگر مثمن باشد البته عروض و ضرب او مخبون باشد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 335
کالخطّ و السطح و الجسم التعلیمی أو لم یکن کالوحدة و النقطة من الأعراض و الجواهر المجرّدة، و یقابله المرکّب و هو الشی‌ء الذی له جزء بالفعل، و یعتبر کلاهما تارة بالقیاس إلی العقل و تارة بالقیاس إلی الخارج فالأقسام أربعة. بسیط عقلی لا یلتئم فی العقل من أجزاء کالأجناس العالیة علی تقدیر امتناع ترکّب الماهیة من أمرین متساویین. و بسیط خارجی لا یلتئم من أجزاء فی «1» الخارج کالمفارقات من العقول و النفوس علی تقدیر کون الجوهر جنسا، فإنها بسیطة فی الخارج مرکّبة فی العقل.
و مرکّب عقلی یلتئم من أمور متمایزة فی العقل فقط کالمفارقات. و مرکّب خارجی یلتئم من أجزاء متمایزة فی الخارج کالبیت، فکلّ مرکّب فی الخارج مرکّب فی العقل بلا عکس کلّی.
و کل بسیط عقلی بسیط خارجی بلا عکس کلّی، و النسب بین تلک المعانی ظاهرة.
و منها الشی‌ء الذی لا جزء له أصلا کالوحدة و النقطة فهو أخصّ من البسیط بالمعنی السابق الذی یلیه، أی أخصّ من البسیط بمعنی ما لا جزء له بالفعل، و یقابله المرکّب بمعنی الشی‌ء الذی له جزء فی الجملة، سواء کان بالفعل کالبیت أو بالقوّة کالخطّ و السطح و الجسم، فهو أعمّ من المرکّب بالمعنی الأول، و بینه و بین البسیط بالمعنی السابق عموم و خصوص من وجه.
و منها الشی‌ء الذی کلّ جزء مقداری منه مساو لکلّه بحسب الحقیقة فی الاسم و الحدّ کالعناصر، فإنّ کلّ جزء مقداری منها یفرض فیها یساوی کلّه فی اسمه و حدّه بخلاف الأفلاک، إذ لیس أجزاؤه المقداریة المفروضة فیه کذلک، و بخلاف الأعضاء المتشابهة الحیوانیة کالعظم و اللحم مثلا إذ فیها أجزاء مقداریة و هی لا تشارک فی أسمائها و حدودها، و یقابله المرکّب بمعنی ما لا یکون کلّ جزء مقداری منه کذلک کالأفلاک و الأعضاء المتشابهة و غیر المتشابهة.
و إنّما قید الجزء بکونه مقداریا لدفع ما یرد علیه من أنّ هذا إنما یستقیم إذا قلنا إنّ الجسم لیس مرکّبا من الهیولی و الصورة بل هو جوهر متّصل قائم بذاته لا بمادة. و أما إذا قیل أنّه مرکّب منهما فلا یستقیم لأن أجزاءه المادیة وحدها و الصوریة وحدها لا تساویه فی الأسماء و الحدود، بل لا بدّ حینئذ من أن یقید الجزء بکونه جسمیا أو مقداریا.
و منها ما یکون کل جزء مقداری منه مساویا لکلّه فی الاسم و الحدّ بحسب الحسّ فیتناول العناصر و الأعضاء المتشابهة فإنّ کلّ جزء محسوس منهما یساویهما فی الاسم و الحدّ و لا یتناول الأفلاک و یسمّی بالمفرد، و یقابله المرکّب بمعنی ما لا یکون کذلک. و بهذا المعنی یقال الأعضاء إمّا مفردة أو مرکّبة علی ما وقع فی کتب الطب. و منها ما لا یترکّب بحسب الحقیقة من أجسام مختلفة الطبائع أی الحقائق فیشتمل العناصر و الأفلاک دون شی‌ء من أعضاء الحیوان و یقابله المرکّب بمعنی ما لا یکون کذلک و بهذا المعنی البسیط الذی هو موضوع علم الهیئة.
و منها ما لا یترکّب بحسب الحسّ من أجسام مختلفة الطبائع، فیتناول الکلّ أی العناصر و الأفلاک و الأعضاء المتشابهة، و یقابله المرکّب بمعنی ما لا یکون کذلک. فهذا المعنی أعمّ من المعانی الثلاثة السابقة التی یلیها، و أول تلک المعانی الثلاثة أخصّها، و بین الثانی و الثالث عموم من وجه و باقی النسب یعرف بالتأمّل.
______________________________
(1) فی (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 336
و منها الشی‌ء الذی یکون أقلّ جزء من شی‌ء کالحملیّة التی هی أقلّ من الشّرطیة، و یسمّی هذا القسم «1» بسیطا إضافیا، و یقابله المرکّب؛ و بهذا المعنی الأخیر صرّح العلمی فی حاشیة شرح هدایة الحکمة. و المعانی الستة المتقدّمة مذکورة فی شرح المواقف و حاشیته للمولوی عبد الحکیم فی بحث الماهیة، و فی موقف الجواهر فی بیان أقسام الجسم، و من هذا القسم الأخیر أعنی البسیط الإضافی بسائط الموجّهات و بسائط الأمزجة و مرکّباتها، و منه السالبة البسیطة المسمّاة بالسالبة المحصّلة أیضا علی ما یجی‌ء فی لفظ التحصیل و منه التجنیس البسیط.

البشارة:

[فی الانکلیزیة]Annunciation
[فی الفرنسیة]Annonce،annonciation
کلّ خبر صدق یتغیّر به بشرة الوجه، و یستعمل فی الخیر و الشرّ، و فی الخیر أغلب، کذا فی تعریفات السید الجرجانی.

البشریّة:

[فی الانکلیزیة]Al bishriyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Bishriyya)secte(
هی فرقة من المعتزلة أتباع بشر بن المعتمر «2» کان من أفاضل علماء المعتزلة، و هو الذی أحدث القول بالتولید؛ قالوا الأعراض یجوز أن تحصل متولّدة فی الجسم من فعل الغیر کما إذا کان أسبابها من فعله. و قالوا القدرة و الاستطاعة سلامة البنیة و الجوارح عن الآفات. و قالوا اللّه تعالی قادر علی تعذیب الطفل، و لو عذّبه لکان ظالما لکنه لا یستحسن أن یقال فی حقّه ذلک، بل یجب أن یقال و لو عذّبه کان الطفل بالغا عاقلا عاصیا مستحقا للعقاب، و فیه تناقض، إذ حاصله أنّ اللّه تعالی یقدر علی الظلم، و لو ظلم لکان عادلا کذا فی شرح المواقف «3».

بشنشد:

[فی الانکلیزیة]Bashnashad)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Bachnashad)mois egyptien(
بالفتح و فتح الشینین المعجمتین، بینهما نون ساکنة، اسم شهر فی تاریخ القبط المحدث «4».

البصر:

اشارة

[فی الانکلیزیة]The vision
[فی الفرنسیة]La vue
بفتح الموحدة و الصاد المهملة بینائی.
و هو عند الحکماء قوّة مودعة فی ملتقی العصبتین المجوّفتین النابتتین من غور البطنین المقدّمین من الدماغ، یتیامن النابت منهما یسارا، و یتیاسر النابت منهما یمینا حتی یلتقیا و یتقاطعا و یصیر تجویفهما واحدا ثم یتفرقا، و ینفذ النابت یمینا إلی الحدقة الیمنی و النابت یسارا إلی الحدقة الیسری، فذلک الملتقی هو الذی أودع فیه القوّة الباصرة، و یسمّی بمجمع النور. و سبب تجویفهما الاحتیاج إلی کثرة الروح الحاملة للقوّة الباصرة، بخلاف باقی الحواس الظاهرة. و مدرکاتها تسمّی مبصرات و المبصر بالذات هو الضوء و اللون. و أمّا ما سواهما من الأشکال و الصغر و الکبر و القرب و البعد و نحوها فبواسطتهما. و اختلفوا فی
______________________________
(1) القسم (- م).
(2) بشر بن المعتمر: هو بشر بن المعتمر الهلالی البغدادی، أبو سهل. توفی ببغداد عام 210 ه/ 825 م. فقیه معتزلی مناظر من أهل الکوفة. و إلیه تنسب الطائفة البشریة من المعتزلة. له بعض المصنفات. الاعلام 2/ 55، طبقات المعتزلة 52، أمالی المرتضی 1/ 131، دائرة المعارف الإسلامیة 3/ 660.
(3) البشریة: فرقة من المعتزلة أصحاب بشر بن المعتمر المتوفی عام 210 ه. و کان أفضل علماء المعتزلة. و هو أول من قال بالتولد و أفرط فیه و انفرد عن أصحاب المعتزلة بست مسائل، کلها تدور حول الصفات و الاستطاعة و الألوان و ألطاف الباری. و کان له ضلالات واضحة. الملل 64، التبصیر 74، الفرق 156.
(4) بشنشد بالفتح و فتح الشینین المعجمتین بینهما نون ساکنة نام ماهی است در تاریخ قبط محدث.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 337
الأطراف أی النقطة و الخطّ و السطح فقیل هی أیضا مبصرة بالذات. و قیل بالواسطة و لیس المراد بالمبصر بالذات ما لا یتوقف إبصاره علی إبصار غیره و بالمبصر بالواسطة ما یتوقّف إبصاره علی إبصار غیره حتی یرد أنّ المدرک بالذات هو الضوء لا غیر، إذ اللّون مرئی بواسطة الضوء، بل المراد بالمرئی بالذات و بالعرض أن یکون هناک رؤیة واحدة متعلّقة بشی‌ء، ثم تلک الرؤیة بعینها متعلّقة بشی‌ء آخر فیکون الشی‌ء الآخر مرئیا ثانیا و بالعرض، و الأوّل مرئیا أولا، و بالذات علی قیاس قیام الحرکة بالسفینة و راکبها.
و نحن إذا رأینا لونا مضیئا فهناک رؤیتان.
أحدهما متعلّقة بالضوء أولا و بالذات. و الأخری متعلّقة باللّون کذلک، و إن کانت هذه الأخری مشروطة بالرؤیة الأولی. و لهذا انکشف کلّ منهما عند الحسّ انکشافا تاما، بخلاف ما عداهما فإنها لا تتعلق بشی‌ء منها رؤیة ابتداء، بل الرؤیة المتعلّقة بلون الجسم ابتداء متعلّق «1» هی بعینها ثانیا بمقداره و شکله و غیرهما فهی مرئیة بتلک الرؤیة لا برؤیة أخری؛ و لهذا لم تنکشف انکشاف الضوء و اللون عند الحسّ.
و من زعم أنّ الأطراف مرئیة بالذات جعلها مرئیة برؤیة أخری مغایرة لرؤیة اللون.

فائدة:

اختلف الحکماء فی کیفیة الإبصار.
و المذاهب المشهورة فیه ثلاثة. المذهب الأول و هو مذهب الریاضیین أنه یخرج من العین جسم شعاعی علی هیئة مخروط متحقّق رأسه یلی العین و قاعدته یلی المبصر، و الإدراک التّام إنما یحصل من الموضع الذی هو موضع سهم المخروط. ثم إنهم اختلفوا فیما بینهم علی وجوه ثلاثة. الأول أن ذلک المخروط مصمت.
الثانی أنه ملتئم من خطوط شعاعیة مستقیمة هی أجسام دقاق قد اجتمع أطرافها عند مرکز البصر و امتدت متفرّقة إلی المبصر، فما وقع علیه أطراف تلک الخطوط أدرکه البصر و ما وقع بینها لا یدرکه. و لذلک تخفی علی البصر الأجزاء التی فی غایة الصغر کالمسامات. الثالث أنه یخرج من العین جسم شعاعی دقیق کأنه خطّ مستقیم ینتهی إلی المبصر ثم یتحرک علی سطحه حرکة سریعة جدا فی طول المرئی و عرضه فیحصل الإدراک. و احتجوا بأن الإنسان إذا رأی وجهه فی المرآة فلیس ذلک لانطباع صورته فیها، و إلّا کانت منطبعة فی موضع منها و لم تختلف باختلاف أمکنة الرائی من الجوانب، بل لأن الشعاع خرج من العین إلی المرآة ثم انعکس بصقالتها إلی الوجه. ألا یری أنه إذا قرّب الوجه إلیها یخیل أن صورته مرتسمة فی سطحها و إذا بعد عنها توهّم أنها غائرة فیها مع علمنا بأنّ المرآة لیس فیها غور بذلک المقدار.
و المذهب الثانی هو مذهب أرسطو و أتباعه من الطبعیین «2» أنه إنما یحصل بانعکاس صورة المرئی بتوسّط الهواء المشفّ إلی الرطوبة الجلیدیة التی فی العین و انطباعها فی جزء منها، و ذلک الجزء زاویة رأس مخروط متوهّم لا وجود له أصلا، و قاعدته سطح المرئی و رأسه عند الباصرة. و لذلک یری القریب أعظم من البعید لأنّ الوتر الواحد کلّما قرب من النقطة التی خرج منها إلیه خطان مستقیمان محیطان بزاویة کان أقصر ساقا فأوتر عند تلک النقطة زاویة أعظم، و کلّما بعد عنها کان أطول ساقا فأوتر عندها زاویة أصغر. و النفس إنّما تدرک الصّغر و الکبر فی المرئی باعتبار تلک الزاویة،
______________________________
(1) تتعلق (م).
(2) الطبیعیین (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 338
فإنها إذا کانت صغیرة کان الجزء الواقع من الجلیدیة فیها صغیرا فیرتسم فیه صورة المرئی فیری صغیرا، و إذا کانت کبیرة «1» کان الجزء الواقع فیها کبیرا فیرتسم صورته فیه فیری کبیرا.
و هذا إنما یستقیم إذا جعل الزاویة موضعا للإبصار کما ذهبنا. و أما إذا جعل موضعه قاعدة المخروط کما یقتضیه القول بخروج الشّعاع فیجب أن یری کما هو سواء خرجت الخطوط الشعاعیة من زاویة ضیّقة أو غیر ضیّقة، هکذا قالوا، و فیه بحث إذ لیس الإبصار حاصلا بمجرّد القاعدة، بل لرأس المخروط فیه مدخل أیضا، فجاز أن یتفاوت حاصل المرئی صغرا و کبرا بتفاوت رأسه دقّة و غلظا.
ثم إنهم لا یریدون بالانطباع المذکور أنّ الصورة منفعلة من البصر إلی الرطوبة الجلیدیة، بل المراد به أنّ الصورة إنما تحصل فیها عند المقابلة عن واهب الصّور لاستعداد یحصل بالمقابلة، و لیس فی قوّة البشر تعلیل هذا.
و ذلک لأنّ الإبصار لیس بمجرد الانطباع المذکور، و إلّا لزم رؤیة الشی‌ء شیئین بسبب انطباعه فی جلیدتی العینین بل لا بدّ مع ذلک من تأدّی الشبح فی العصبتین المجوّفتین إلی ملتقاهما بواسطة الروح التی فیهما و منه إلی الحسّ المشترک. و المراد من التأدیة أنّ انطباعها فی الجلیدة معدّ لفیضان الصّورة من واهب الصّور علی الملتقی، و فیضانها علیه معدّ لفیضانها علی الحسّ المشترک.
و المذهب الثالث هو مذهب طائفة من الحکماء و هو أنّ الإبصار لیس بخروج الشعاع و لا بالانطباع بل بأنّ الهواء المشفّ الذی بین البصر و المرئی یتکیّف بکیفیة الشعاع الذی فی البصر و یصیر بذلک آلة للإبصار. و هذا المذهب فی حکم المذهب الأول لأنّه مبنی علی الشعاع. قال الإمام الرازی: إنّا نعلم بالضرورة أنّ العین علی صغرها لا یمکن أن یخیل «2» نصف کرة العالم إلی کیفیتها، و لا أن یخرج منها ما یتّصل بنصف کرته و لا أن یدخل فیها صورة نصفه. فالمذاهب الثلاثة باطلة ظاهرة الفساد بتأمّل قلیل. و من المحتمل أن یقال الإبصار شعور مخصوص و ذلک الشعور حالة إضافیة، فمتی کانت الحاسّة سلیمة و سائر الشروط حاصلة و الموانع مرتفعة حصلت للمبصر هذه الإضافة من غیر أن یخرج عن عینه جسم أو ینطبع فیها صورة؛ فلیس یلزم من إبطال الشعاع أو الانطباع صحة الآخر، إذ لیسا علی طرفی النقیض، انتهی. و ملخّصه علی ما قیل إنه إذا قابل المرئی علی الرائی علی وجه مخصوص خلق اللّه الرؤیة من غیر اتصال شعاع و لا انطباع صورة.

فائدة:

قال الفلاسفة و تبعهم المعتزلة إنّ الإبصار یتوقّف علی شرائط ممتنع حصوله بدونها و یجب حصوله معها و هی سبعة. الأول المقابلة.
و الثانی عدم البعد المفرط. و الثالث عدم القرب المفرط فإنّ المبصر إذا قرّب البصر جدا بطل الإبصار. و الرابع عدم الصغر المفرط.
و الخامس عدم الحجاب بالکثیف بین الرائی و المرئی. و السادس کون المرئی مضیئا إمّا من ذاته أو من غیره. و السابع کونه کثیفا أی مانعا للشعاع من النفوذ فیه. و ما قیل من أنه قد یضاف إلی هذه السبعة ثلاثة أخری هی سلامة الحاسّة و القصد إلی الإحساس و توسّط الشفاف بین الرائی و المرئی ففیه أنّ هذا الأخیر یغنی عنه اشتراط عدم الحجاب؛ لکنّ الأوّلین لا بدّ أن
______________________________
(1) کثیرة (م).
(2) یحیل (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 339
یعدّا من الشروط، فالحقّ أنّ الشروط تسعة.
و الأشاعرة ینکرونها و یقولون لا نسلّم وجوب الرؤیة عند اجتماع تلک الشرائط، فإنّا نری الجسم الکبیر من البعید صغیرا و ما ذلک إلّا لأنّا نری بعض أجزائه دون البعض مع تساوی الکلّ فی حصول الشرائط.

فائدة:

أجمعت الأئمة من الأشاعرة علی أنّ رؤیته تعالی فی الدنیا و الآخرة علی ما هو علیه جائزة عقلا، و اختلفوا فی جوازها سمعا فی الدنیا، فأثبته البعض و نفاه آخرون. و هل یجوز أن یری فی المنام؟ فقیل لا، و قیل نعم. و الحقّ أنّه لا مانع من هذه الرؤیا و إن لم تکن رؤیة حقیقة. و لا خلاف بیننا و بین معاشر الأشاعرة فی أنّه تعالی یری ذاته. و المعتزلة حکموا بامتناع رؤیته عقلا لذوی الحواسّ و اختلفوا فی رؤیته لذاته. قال الإمام الرازی: الأمة فی وقوع الرؤیة علی قولین: الأول یصحّ و یری و الثانی لا یصحّ و لا یری.

بصر الحقّ:

[فی الانکلیزیة]The vision of the True)God(
[فی الفرنسیة]La vue du Vrai)Dieu(
قال الصوفیة بصر الحق سبحانه تعالی عبارة عن ذاته باعتبار شهوده بمعلوماته، فعینه سبحانه تعالی عبارة عن ذاته باعتبار مدی غایة علمه، لأنه بذاته یبصر، و لا تعدّد فی ذاته.
فمحلّ علمه محلّ بصره و هما صفتان، و إن کانا بالحقیقة شیئا واحدا فلیس المراد ببصره إلّا تجلّی علمه له فی المشهد العیانی، و لیس المراد بعلمه إلّا الإدراک بنظره له فی العلم العینی، فهو یری ذاته بذاته و یری مخلوقاته أیضا بذاته، فرؤیاته «1» لذاته عین رؤیاته «2» لمخلوقاته لأن البصر وصف واحد، و لیس الفرق إلّا فی المرئی، فهو سبحانه لا یزال یبصر الاشیاء لکنه لا ینظر إلی شی‌ء واحد إلّا إذا شاء؛ فالأشیاء غیر محجوبة عنه أبدا، و لکن لا یوقع نظره علی شی‌ء إلّا إذا شاء ذلک. و من هذا القبیل قوله علیه السلام «إنّ للّه کذا و کذا نظرة إلی القلب فی کل یوم» «3». و قوله تعالی: وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ «4» الآیة لیس من هذا القبیل، بل النظر هاهنا عبارة عن الرحمة الإلهیة التی رحم بها من قرّبه إلیها. بخلاف النظر الذی إلی القلب فإنه علی ما ورد من النبی علیه الصلاة و السلام، و لیس هذا الأمر مخصوصا فی الصفة النظریة وحدها بل سار فی غیرها من الأوصاف. ألا تری إلی قوله تعالی وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ حَتَّی نَعْلَمَ الْمُجاهِدِینَ مِنْکُمْ «5» و لا نظنّ أنّه یجهلهم قبل الابتلاء، تعالی اللّه عن ذلک. و کذلک فی النظر فهو لا یفقد القلب الذی ینظر إلیه کل یوم کذا و کذا نظرة، لکن تحت ذلک أسرارا لا یمکن کشفها بغیر هذا التنبیه، فمن عرف فلیلزم، و من ذهب إلی التأویل فإنّه لا بدّ أن یقع فی نوع من التعطیل فافهم، کذا فی الإنسان الکامل.
و المتکلّمون اختلفوا فیه. فقیل هو نفس العلم.
و قیل زائد علیه. و قیل بعدم الوقوف بحقیقته و یجی‌ء فی لفظ السمع.

البصیرة:

[فی الانکلیزیة]Perspicacity،sagacity
[فی الفرنسیة]Perspicacite،sagacite
هی قوة للقلب منوّرة بنور القدس تری بها
______________________________
(1) فرؤیاه (م).
(2) رؤیاه (م).
(3) روی فی معنی ذلک فجاء (إن للّه عز و جلّ فی کل یوم ثلاثمائة و ستین نظرة لا ینظر فیها إلی صاحب الشاه یعنی الشطرنج).
ابن الجوزی، العلل المتناهیة فی الأحادیث الواهیة، کتاب ذمّ المعاصی، باب حدیث فی الشطرنج 2/ 783.
(4) آل عمران/ 77.
(5) محمد/ 31.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 340
حقائق الأشیاء و بواطنها بمثابة البصر للنفس الذی تری به صور الأشیاء و ظواهرها، و هی القوة التی یسمّیها الحکماء العاقلة النظریة. و أمّا إذا تنوّرت بنور القدس و انکشف حجابها بهدایة الحق فیسمّیها الحکیم القوة القدسیة، کذا فی اصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم.

البضاعة:

[فی الانکلیزیة]Investment
[فی الفرنسیة]Investissement،placement
بکسر الموحدة و فتح الضاد المعجمة المخففة شی‌ء من المال یعطی لآخر للتّجارة به.
کذا فی الصّراح «1». و فی البحر الرائق شرح کنز الدقائق فی کتاب الشرکة: البضاعة أن یدفع المال لآخر لیعمل فیه علی أن یکون الربح لربّ المال و لا شی‌ء للعامل. اعلم أنّ دفع المال إلی الغیر لیتصرف فیه ذلک الغیر دون ربّ المال علی ثلاثة أقسام. الأول أن یکون کلّ الربح لربّ المال و لا شی‌ء للعامل لکونه متبرعا فی التصرّف و العمل و هو البضاعة. و الثانی أن یکون کل الربح للعامل و هو القرض. و الثالث أن یکون الربح مشترکا بینهما علی حسب ما شرطا.
و هو المضاربة، هکذا فی الهدایة و غیرها. و إنّما قلنا دون ربّ المال لأنه لو کان شریکا مع العامل فهو شرکة عقد منقسما علی مفاوضة و عنان و وجوه و تقبل، و یجی‌ء تفصیلها فی الشرکة.

البطح:

[فی الانکلیزیة]Inclination
[فی الفرنسیة]Inclination
بالفتح و سکون الطاء المهملة عند القراء هو الإمالة کما سیجی‌ء.

البطلان:

[فی الانکلیزیة]Lie،Falsehood
[فی الفرنسیة]Mensonge،faussete
بالضم و سکون الطاء المهملة خلاف الحق کذا فی الصراح و سیجی‌ء مفصلا. و عند الفقهاء من الحنفیة هو کون الفعل بحیث لا یوصل إلی المقصود الدنیوی أصلا، و ذلک الفعل یسمّی باطلا. و لذا قالوا الباطل ما لا یکون مشروعا بأصله و لا بوصفه. و عند الشافعیة أعمّ من ذلک لأنه یشتمل الفساد أیضا، فإنّهم یسمّون ما لیس بصحیح باطلا و یقولون بترادف الباطل و الفاسد.
و یجی‌ء کل ذلک مستوفی فی لفظ الصحة و لفظ الفساد. و الباطل عند الصوفیة عبارة عما سوی الحق کما فی کشف اللغات و غیره.

بطلان الهضم:

[فی الانکلیزیة]Indigestion
[فی الفرنسیة]Indigestion
عندهم هو أن لا یستمرئ الطعام فی المعدة أصلا.

بطء الهضم:

[فی الانکلیزیة]Slowness of digestion
[فی الفرنسیة]lenteur dans la digestion
عندهم هو أن لا ینحدر الطعام عن المعدة بسرعة.

البعث و البعثة:

[فی الانکلیزیة]Message،dispatching،resurrection،sending
[فی الفرنسیة]Message،envoi،resurrection
بسکون العین المهملة فی اللغة برانکیختن و فرستادن کما فی الصّراح. و فی الشرع إرسال اللّه تعالی إنسانا إلی الإنس و الجنّ لیدعوهم إلی الطریق الحق، و شرطه ادّعاء النبّوّة و إظهار المعجزة. و قیل شرطه الاطلاع علی المغیبات و رؤیة الملائکة، و هو لا یکون إلّا رجلا، کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی حاشیة شرح الملخّص فی الخطبة و یجی‌ء بیانه فی لفظ الرسول و النبی. و یطلق علی الحشر و المعاد أیضا کما سیجی‌ء و علی السریة أیضا.

البعد:

[فی الانکلیزیة]Distance،dimension،interval
[فی الفرنسیة]Eloignement،distance،dimension،intervalle
______________________________
(1) پاره مال که بدست کسی بتجارت فرستند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 341
بالضمّ و سکون العین المهملة ضد القرب.
و هو عند الصوفیة عبارة عن بعد العبد عن المکاشفة و المشاهدة و یجی‌ء فی لفظ القرب.
و فی عرف العلماء هو امتداد بین الشیئین لا أقصر منه، أی لا یوجد بینهما أقصر من ذلک الامتداد، سواء وجد مساویا لذلک الامتداد کما فی بعد المرکز من المحیط أو زائدا علیه کما فی غیره. و هذا التفسیر أولی مما قیل هو الامتداد الأقصر من الامتدادات المفروضة بین الشیئین لأنه لا یشتمل بعد المرکز من المحیط فإنّه بقدر نصف القطر مع أنه لیس أقصر الخطوط الواصلة بینهما. ثم البعد عند المتکلّمین امتداد موهوم و لا شی‌ء محض فهو عندهم امتداد موهوم مفروض فی الجسم أو فی نفسه صالح لأن یشغله الجسم و ینطبق علیه بعده الموهوم و یسمّی خلاء أیضا. و عند الحکماء امتداد موجود، فعند القائلین منهم بالخلاء له نوعان: فإنهم قالوا إذا حلّ الامتداد الموجود فی مادة فجسم تعلیمی، و إن لم یحلّ فخلاء أی امتداد مجرّد عن المادة قائم بنفسه، و یسمّی بالبعد المفطور و الفراغ المفطور. و بالجملة البعد عندهم إمّا قائم بجسم و هو عرض، و إمّا بنفسه و هو جوهر مجرد.
قال السیّد السّند فی حاشیة شرح حکمة العین: إنهم قد صرّحوا بجوهریة البعد المجرّد حتی قالوا إن أقسام الجوهر ستة لا خمسة.
و عند النافین للخلاء المنکرین لوجود الامتداد المجرّد فله نوع واحد أعنی الامتداد القائم بالجسم، هذا کله خلاصة ما فی حواشی الخیالی و یجی‌ء أیضا فی لفظ الخلاء و لفظ المکان.
و أما أهل الهیئة فقد خصّوا البعد فی اصطلاحهم ببعد الکوکب عن معدل النهار و لا یطلقونه علی بعد أجزاء منطقة البروج عن معدل النهار. فالبعد عندهم قوس من دائرة المیل بین معدل النهار و بین الکوکب من الجانب الأقرب سواء کان للکوکب عرض أو لا، و قد یسمّی أیضا بمیل الکوکب مجازا علی سبیل التشبیه.
و البعض علی أنّ الکوکب إن کان له عرض فبعده عن المعدل یسمّی بعدا و إن لم یکن له عرض فبعده عنه یسمّی میلا أولا لذلک الکوکب، بخلاف العرض فإنه کما یطلق علی بعد مرکز الکوکب عن منطقة البروج کذلک یطلق علی بعد أجزاء المعدل عن منطقة البروج الذی یسمّی بالمیل الثانی. هذا کله خلاصة ما حققه الفاضل عبد العلی البرجندی فی تصانیفه کشرح التذکرة و حاشیة الچغمینی و ما حققه المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی. و یقول فی رسالة الاستخراج، و هی رسالة فی استخراج التقویم من زیج «الغ بیک». البعد: جزء أو ساعة من مکان معیّن مثلا من البرج أو نصف النّهار، و هو نوعان: ماض و مستقبل، فالماضی هو دور مضی من نصف النهار. و بعد المستقبل فهو دور من نصف النّهار الآتی. انتهی «1».

البعد الأبعد:

[فی الانکلیزیة]Zenith،apogee
[فی الفرنسیة]Zenith،apogee
و البعد الأقرب و البعدان الأوسطان جمیعها مذکورة مشروحا فی لفظ النطاق. و البعد الأقرب الوسط هو الحضیض الأوسط، و البعد الأبعد الوسط هو الذروة الوسطی، و البعد الأقرب المقوّم هو الحضیض المرئی، و البعد الأبعد المقوّم هو الذروة المرئیة، کذا ذکره عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة فی بیان الاختلاف الثالث للقمر.
______________________________
(1) و در سراج الاستخراج که رساله‌ایست در استخراج تقویم از زیج الغ بیک میگوید بعد دوری جزو است یا ساعت از جای معین مثلا از برج و یا از نصف النهار و آن بر دو نوع است ماضی و مستقبل. اما بعد ماضی آنست که دوری از نصف النهار گذشته باشد. و بعد مستقبل آنکه دوری از نصف النهار آینده باشد انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 342

بعد الاتصال:

[فی الانکلیزیة]Communication interval
[فی الفرنسیة]Intervalle de communication
و قد ذکر سابقا فی لفظ الاتصال.

البعد السواء:

[فی الانکلیزیة]
The distance between the astronomical statement of the sun and the mo
E[فی الفرنسیة]
La distance entre le releve astronomique du soleil et de la E
عند أهل العمل من المنجّمین هو البعد بین تقویم الشمس و القمر.

البعد المضعّف:

[فی الانکلیزیة]The astronomical statement of the moon
[فی الفرنسیة]Le releve astronomique de la lune
هو حرکة مرکز القمر و مرکز القمر أیضا کذا فی شرح التذکرة.

البعد المعدّل:

[فی الانکلیزیة]Azimuth
[فی الفرنسیة]Azimut
عندهم هو بعد القمر عن الأفق بدرجات المعدل، کذا یستفاد من توضیح التقویم «1».

البعد المفطور:

[فی الانکلیزیة]Natural distance
[فی الفرنسیة]La distance naturelle
بالفاء و قیل بالقاف هو البعد المجرّد الموجود و یجی‌ء فی لفظ المکان.

البقاء:

[فی الانکلیزیة]Survival
[فی الفرنسیة]Survie
بالقاف فی اصطلاح الصوفیة: هو عبارة عن أن یری نفسه باقیا بعد فنائه عن ذاته بالحقّ بسبب دعوة لاسم کلّی یقتضی جمع الفرق، فیأتی لجانب الخلق و یرشدهم من الأسماء المتفرّقة التی توجب التفرقة و الکثرة. و وجه البقاء و طریق البقاء هو وجه المرشد و الشیخ الذی هو إنسان کامل. و هو دائم البقاء بالعشق، کذا فی کشف اللغات و یجی‌ء أیضا فی لفظ الفناء «2».

البقرة:

[فی الانکلیزیة]The cow،pious soul
[فی الفرنسیة]La vache،l'ame pieuse
کنایة عن النفس إذا استعدّت للریاضة و بدت فیها صلاحیة قمع الهوی الذی هو حیاتها، کما یکنی عنها بالکبش قبل ذلک و بالبدنة بعد الأخذ فی السلوک، کذا فی اصطلاحات الصوفیة.

البکر:

[فی الانکلیزیة]Virgin
[فی الفرنسیة]Vierge
بکسر الموحدة و سکون الکاف لغة امرأة لم تلد، ثم سمّیت التی لم تفتضّ اعتبارا بالثّیب لتقدّمها علیها کما فی المفردات «3». و شرعا اسم لامرأة لم توطأ بالنکاح کما فی المبسوط. و قیل لم تجامع بنکاح و لا غیره و هذا قولهما، و الأول قوله. و الصحیح أنّ الأول قول الکل کما فی الظهیریة «4». و ذکر فی المغرب أنه یقع علی الذی لم یدخل بامرأة کذا فی جامع الرموز فی فصل نفذ نکاح حرة. کذا فی الأصل.

البلادة:

[فی الانکلیزیة]Debility
[فی الفرنسیة]Debilite
یجی‌ء فی لفظ الحمق.

البلاغة:

[فی الانکلیزیة]Eloquence،rhetoric
[فی الفرنسیة]Eloquence،rhetorique
عند أهل المعانی یطلق علی معنیین:
أحدهما بلاغة الکلام، و تسمّی بالبراعة و البیان و الفصاحة أیضا، و هی مطابقة الکلام لمقتضی
______________________________
(1) هو سراج الاستخراج. انظر ص 342.
(2) در اصطلاح صوفیان عبارتست از آنکه بعد از فنا از خود خود را باقی بحق دیده از حق بجهت دعوت از اسمای متفرقة که موجب تفرقه و کثرات است باسم کلی که مقتضی جمع الفرق است بجانب خلق بیاید و رهنمائی کند. و روی بقا و راه بقا روی پیر و مرشد که انسان کامل است و همیشه باقی بعشق است.
(3) مفردات ألفاظ القرآن لأبی القاسم حسین بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الاصبهانی (- 502 ه).
(4) الفتاوی الظهریة لظهیر الدین أبی بکر محمد بن أحمد القاضی الحنفی (- 619 ه). کشف الظنون 2/ 1226.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 343
الحال مع فصاحته أی مع فصاحة ذلک الکلام، کذا ذکر الخطیب فی التلخیص. قیل لو قال إلّا إذا اقتضی الحال خلاف ذلک لکان أحسن، لأنّ الحال قد یقتضی ما ینافی الفصاحة کالتعقید فی المعمّیات، فحینئذ رعایة التطابق أولی من رعایة الفصاحة إذ ارتفاع شأن الکلام بالطباق لمقتضی الحال، لکن بنی الکلام علی الکثیر الشائع و لم یعتد بالقلیل النادر. و قیل نمنع بلاغة الکلام المذکور. و معنی مطابقة الکلام لمقتضی الحال یذکر فی لفظ الحال.
قیل خالف الخطیب السکاکی فی اشتراط فصاحة الکلام. فقیل إنه لا یشترط شی‌ء من فصاحة الکلام فی البلاغة، و لیس رجوع البلاغة إلی البیان لاشتراطها بالخلوّ عن التعقید المعنوی، بل لمعرفة أنواع المجاز و الکنایة و علاقتها لئلّا یخرج فیها عن اعتبارات اللغة.
و قیل إنه لا یشترط فی البلاغة من الفصاحة سوی الخلوص عن التعقید المعنوی. ثم قال الخطیب: و لبلاغة الکلام طرفان: أحدهما أعلی إلیه تنتهی البلاغة و هو الإعجاز و ما یقرب منه أی من حدّ الإعجاز انتهی. أی الطرف الأعلی نوع تحته صنفان: کلام یعجز البشر عن الإتیان بمثله و هو حدّ الإعجاز و قریب من حدّ الإعجاز بأن لا یعجز البشر لکن یعجز مقدار أقصر سورة عن الإتیان بمثله، و کلاهما مندرج تحت حدّ الإعجاز لأنّ حدّ الإعجاز هو حد الاعجاز عن الإتیان بأقصر سورة، و بهذا اندفع ما أورده المحقق التفتازانی من أنه لا معنی لجعل حدّ الإعجاز و ما یقرب منه طرفا أعلی إذ المناسب أن یؤخذ حقیقیا کالنهایة أو نوعیا کالإعجاز انتهی. إذ قد یؤخذ نوعیا هو حدّ الإعجاز المعتبر شرعا و هو حدّ إعجاز أقصر سورة، إلّا أنّه نبّه علی أنه صنفان: کلام یعجز نفسه و کلام یعجز مقدار سورة من جنسه.
فإن قیل: لیست البلاغة سوی المطابقة لمقتضی الحال مع الفصاحة، و علم البلاغة کافل بإتمام هذین الأمرین فمن أتقنه و أحاط به لم لا یجوز أن یراعیهما حقّ الرعایة فیأتی بکلام هو فی الطرف الأعلی و لو بمقدار أقصر سورة؟ قلت إنّ العلم لا یتکفل إلّا بیان الأحوال و أما الاطّلاع علی کمیات الأحوال و کیفیاتها و رعایة الاعتبارات بحسب المقامات فأمر آخر. ثم قال و ثانیهما أسفل و هو ما إذا غیّر عنه إلی ما دونه التحق بأصوات الحیوانات عند البلغاء، و بینهما مراتب کثیرة انتهی. فإن قلت یلتحق ما یشتمل علی الدقائق البیانیة بأصوات الحیوانات؟ قلت اعتبار الوضوح و الخفاء فی الدلالة بالنسبة إلی المعانی [المجازیة،] «1» و تلک المعانی أزید من الدلالات الوضعیة و مما یتعلق بعلم المعانی، فرعایة البیان لا ینفک عن رعایة المعانی. و ثانیهما بلاغة المتکلم و هی ملکة یقتدر بها علی تألیف کلام بلیغ أی لا یعجز بها عن تألیف کلام بلیغ فالبلاغة بمعنییها أخصّ مطلقا من الفصاحة، فکلّ بلیغ کلاما کان أو متکلما فصیح و لا عکس، هذا خلاصة ما فی الأطول و المطول و الچلپی. و فی الإتقان فی النوع الرابع و الستین مراتب الکلام المحمود متفاوتة. فمنها البلیغ الرصین الجزل. و منها الفصیح القریب السهل.
و منها الجائز الطّلق الرّسل. فالأول أعلاها و الثانی أوسطها و الثالث أدناها، فحازت بلاغة القرآن من کل قسم من هذه الأقسام حصّة، فانتظم لها بانتظام هذه الصفات نمط من الکلام یجمع بین صفتی الفخامة و العذوبة، و هما علی الانفراد فی نعوتهما متضادان، لأن العذوبة نتاج السهولة، و الجزالة و المتانة یعالجان نوعا من
______________________________
(1) المجازیة (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 344
الزعورة، فکان اجتماع الأمرین فی نظمه مع نبوّ کلّ واحد منهما عن الآخر فضیلة خصّ بها القرآن لیکون آیة بیّنة لنبیه صلی اللّه علیه و آله و سلم.

البلّة:

[فی الانکلیزیة]Humidity
[فی الفرنسیة]Humidite
بحرکات الموحدة و باللام المشددة هی الرطوبة علی ما فی الصراح. و اختلفت عبارات العلماء فی تفسیرها. فقال شارح الإشارات: إنه ذکر الشیخ فی الشّفاء «1» أنّ البلّة هی الرطوبة الغریبة الجاریة علی ظاهر الجسم، کما أنّ الانتفاع هی الغریبة النافذة إلی باطنه، و الجفاف عدم البلّة عمّا من شأنه أن یبتل. و قال فی شرح حکمة العین ما حاصله إنّ الجسم إمّا أن یقتضی طبیعته النوعیة کیفیة الرطوبة أو لا، فالأول الرّطب، و الثانی إمّا أن یلتصق به جسم رطب أو لا یلتصق به جسم رطب، و الأوّل هو المبتلّ إن التصق بظاهره فقط غیر غائص فیه کالحجر فی الماء، و المنتقع إن کان غائصا فیه کالخشب فی الماء. و الثانی أی الذی لا تقتضی طبیعته الرطوبة و لم یلتصق به جسم رطب هو الجاف، و مثاله ظاهر، و قیل مثاله الزیبق، فالجفاف علی هذا هو عدم مقارنة جسم متکیف بالرطوبة إلی جسم لا تقتضی طبیعته الرطوبة فهو علی هذا التفسیر غیر محسوس، و بینه و بین البلّة تقابل العدم و الملکة انتهی.
و قال السیّد السّند فی حاشیة شرح الطوالع: فی الأجسام ما هو رطب الجوهر کالماء فإن صورته النوعیة تقتضی کیفیة الرطوبة فی مادته، و مبتلّ و هو الذی جری علی ظاهر ذلک الجوهر و التصق به أو نفذ فی جوفه أیضا و لم یفده لینا، و ذلک الجوهر حینئذ یسمّی بلّة، و منتقع و هو الذی نفذ فی أعماق ذلک الجواهر و أفاده لینا. و الرطوبة تطلق علی البلّة الجاریة علی سطوح الأجسام، و هی بهذا المعنی جوهر لا من الکیفیات الملموسة. و تطلق أیضا علی الکیفیة الثابتة لجوهر الماء. و قال فی شرح المواقف: الرّطب هو الذی تکون صورته النوعیة مقتضیة لکیفیة الرطوبة، و المبتلّ هو الذی التصق بظاهر ذلک الجسم الرطب، و المنتقع هو الذی نفذ ذلک الرطب فی عمقه و أفاده لینا. فالبلّة هو الجسم الرطب الجوهر إذا جری علی ظاهر جسم آخر. و الجفاف عدم البلّة عن شی‌ء هی من شأنه. و قد تطلق کلّ من البلّة و الرطوبة بمعنی الآخر انتهی. فظاهر هذه العبارة و کذا عبارة شرح الإشارات تدلّ علی أنّ المبتلّ أعم من المنتقع، و ما فی شرح حکمة العین و حاشیة الطوالع یدل علی أنهما متباینان.

البلغم:

[فی الانکلیزیة]Phlegm
[فی الفرنسیة]Glaire
هو عند الأطباء نوع من الأخلاط و هو قسمان: إمّا طبیعی و هو الذی یصلح لأن یصیر دما و کأنّه دم قاصر عن تمام النضج، و إمّا غیر طبیعی و هو خمسة أصناف: الحلو و المالح و العفص و التفه و الحرفة. و فی بحر الجواهر البلغم الطبیعی هو خلط بارد رطب أبیض اللون مائل إلی الحلاوة، و البلغم المائی هو الرقیق المستوی القوام، و البلغم الزجاجی هو الثخین الذی یشبه الزجاج الذائب، و البلغم المخاطی هو الغلیظ الذی یختلف قوامه، و البلغم الخام هو الرقیق الذی یختلف قوامه.

البناء:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Construction
[فی الفرنسیة]Construction
بالکسر و المد یعنی العمارة، و إحضار الزوجة للمنزل، و عدم إعراب اللفظ. کما فی کنز اللغات «2». و عند الفقهاء عدم تجدید التحریمة الأخری و إتمام ما بقی من الصلاة التی
______________________________
(1) الشفاء (منطق) لأبی علی حسین بن عبد اللّه المعروف بابن سینا (- 428 ه) و علیه شروح. کشف الظنون 2/ 1055.
(2) بناء کردن چیزی و زن به خانه آوردن و بی‌اعراب کردن لفظ را کما فی کنز اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 345
سبق للمصلی الحدث فیها بالتحریمة الأولی، و یقابله الاستئناف. هکذا یستفاد من جامع الرموز فی فصل مصلّ سبقه الحدث. و عند الصرفیین و النحاة یطلق علی عدم اختلاف آخر الکلمة باختلاف العوامل و یجی‌ء تحقیقه فی لفظ المعرب. و یطلق أیضا علی الهیئة الحاصلة للّفظ باعتبار ترتیب الحروف و حرکاتها و سکناتها، و قد سبق تحقیقه فی بیان علم الصرف فی المقدمة، و یسمّی بالصیغة و الوزن أیضا. و قد یقال الصیغة و البناء و الوزن لمجموع المادّة و الهیئة أیضا صرّح بذلک المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الفوائد الضیائیة، و ستعرف فی لفظ الوزن تحقیق هذا المقام.

التقسیم‌

ینقسم البناء عندهم إلی ثلاثی و رباعی و خماسی لأنّه إن کانت فی الکلمة ثلاثة أحرف أصول فثلاثی، و إن کانت فی الکلمة أربعة أحرف أصول فرباعی، و إن کانت خمسة فخماسی. قال الرّضی فی شرح الشافیة لم یتعرّض النّحاة لأبنیة الحروف لندور تصرّفها، و کذا الأسماء العریقة البناء کمن و ما. و لا یکون الفعل خماسیا لأنه إذا یصیر ثقیلا بما یلحقه مطّردا من حروف المضارعة، و علامة اسم الفاعل و اسم المفعول و الضّمائر المرفوعة التی هی کالجزء منه. ثمّ إنّ مذهب سیبویه و جمهور النحاة أنّ الرباعی و الخماسی صنفان غیر الثلاثی. و قال الفراء و الکسائی «1» بل أصلهما الثلاثی. و قال الفرّاء: الزائد فی الرباعی حرفه الأخیر، و فی الخماسی الحرفان الأخیران. و قال الکسائی الزائد فی الرباعی الحرف الذی قبل آخره، و لا دلیل علی ما قالا، و قد ناقضا قولهما باتفاقهما علی وزن جعفر فعلل، و وزن سفرجل فعللل، مع اتفاق الجمیع علی أنّ الزائد إذا لم یکن تکریرا یوزن بلفظة انتهی. و کلّ منهما مجرّد و مزید، فالمجرّد ما لا یکون فیه حرف زائد و المزید ما یکون فیه حرف زائد.
و لا یجوز الاسم سبعة أحرف و لا یجوز زیادته أربعة أحرف، و لا یجوز الفعل ستة أحرف و لا یجوز زیادته ثلاثة أحرف، فنهایة الزیادة فی الثلاثی من الاسم أربعة أحرف، و فی الرباعی منه ثلاثة، و فی الخماسی منه اثنان، و فی الثلاثی من الفعل ثلاثة، و فی الرباعی منه اثنان، کذا فی الأصول الأکبری و حواشیه. و فی بعض الکتب لا یکون الفعل المضارع مجرّدا أبدا بل مزیدا ثلاثیا أو رباعیا، و کذا الأمر و اسم الفاعل و المفعول و نحوها.
و ینقسم البناء أیضا إلی صحیح و غیر صحیح، و غیر الصحیح إلی معتلّ و مهموز و مضاعف، لأن البناء لا یخلو إمّا أن لا یکون أحد من حروفه الأصول حرف علّة و لا همزة و لا تضعیفا، أو یکون، و الأول هو الصحیح، و الثانی ثلاثة أقسام لأنّه إن کان أحد حروفه الأصول حرف علّة یسمّی معتلا، و إن کان أحدها همزة یسمّی مهموزا، و إن کان أحدها مکررا یسمّی مضاعفا. ففی الثلاثی ما یکون عینه و لامه أو فاؤه و عینه متماثلین، و فی الرباعی ما یکون فاؤه و لامه الأولی متماثلین مع تماثل عینه و لامه الثانیة کزلزل، و هذا هو التقسیم المشهور بین الجمهور. و عند البعض الصحیح ما لا یکون معتلا، فالمهموز و المضاعف حینئذ من أقسام الصحیح. قال الرّضی فی شرح الشافیة: تنقسم الأبنیة إلی صحیح و معتلّ، فالمعتلّ ما فیه حرف علّة أی فی حروفه
______________________________
(1) الکسائی: هو علی بن حمزة بن عبد اللّه الأسدی الکوفی، أبو الحسن الکسائی. ولد بالقرب من الکوفة و توفی بالریّ عام 189 ه/ 805 م. إمام فی اللغة و النحو و القراءات. له العدید من المصنفات الهامة. الأعلام 4/ 283، غایة النهایة 1/ 535، وفیات الأعیان 1/ 330، تاریخ بغداد 11/ 403، طبقات النحویین 138، إنباه الرواة 2/ 256.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 346
الأصول حرف علّة، و الصحیح بخلافه. و تنقسم الأبنیة أیضا إلی مهموز و غیر مهموز، فالمهموز ما أحد حروفه الأصلیة همزة، و غیر المهموز بخلافه. فالمهموز قد یکون صحیحا کأمر و سأل و قرأ و قد یکون معتلا نحو آل و وال و کذا غیر المهموز. و تنقسم قسمة أخری إلی مضاعف و غیر مضاعف. فالمضاعف فی الثلاثی ما یکون عینه و لامه متماثلین، و هو أکثر. و أمّا ما یکون فاؤه و عینه متماثلین کددن فهو فی غایة القلّة.
و المضاعف فی الرباعی ما کرّر فیه حرفان أصلیان بعد حرفین أصلیین نحو زلزل، و أمّا ما فاؤه و لامه متماثلان کقلق فلا یسمّی مضاعفا.
فالمضاعف إمّا صحیح کمدّ أو معتلّ کودّ و حیّ، و کذا غیر المضاعف کضرب و وعد؛ و کذا المضاعف إمّا مهموز کأزّ أو غیره کمدّ انتهی.
فعلی هذا النسبة بین الصحیح و المعتلّ تباین، و بینه و بین کلّ من المهموز و المضاعف هی العموم من وجه، و کذا النسبة بین کلّ من المعتلّ و المضاعف و المهموز.

فائدة:

لا یکون الرباعی اسما کان أو فعلا معتلا و لا مهموز الفاء و لا مضاعفا إلّا بشرط فصل حرف أصلی بین المثلین کزلزل «1»، و لا یکون الخماسی مضاعفا، و قد یکون معتلّ الفاء و مهموزها نحو ورنتل و إصطبل، کذا ذکر الرضی.

بناگوش:

[فی الانکلیزیة]Mastoid،Wittcism
[فی الفرنسیة]Mastoide،trait d'esprit
بالفارسیة هو ما خلف الأذن. و عند الصوفیة، نکتة المحبوب الدقیقة «2».

البنانیة «3»:

[فی الانکلیزیة]Al -Bananiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Bananiyya)secte(
بالنون فرقة من غلاة الشیعة أتباع بنان بن سمعان «4». قال بنان «5» خذله الرحمن إنّ اللّه علی صورة إنسان و یهلک کلّه إلّا وجهه لقوله تعالی وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ «6»، و روح اللّه حلّت فی علیّ ثم فی ابنه محمد بن الحنفیة «7» ثم فی ابنه أبی هاشم «8» ثم فی بنان «9» لعنة اللّه علی هذا الشیطان، کذا فی شرح المواقف «10».
______________________________
(1) زلزال (م).
(2) بناگوش: نزد صوفیه دقیقه محبوب را گویند.
(3) البیانیة (م).
(4) بیان بن سمعان التمیمی النهدی الیمنی، ظهر بالعراق فی اوائل القرن الثانی الهجری و ادّعی أن جزءا إلیها حلّ فی الامام علی بن ابی طالب ثم فی ابنه محمد بن الحنفیة ثم فی ابنه أبی هاشم ثم انتقل إلیه هو نفسه. و قد تزایدت المخارق عنده حتی ادّعی النبوة. مات قتلا علی ید خالد القسری. مقالات الاسلامیین 1/ 66، الملل و النحل 1/ 152، شرح المواقف 8/ 358، اعتقادات فرق المسلمین 57، الکامل لابن الأثیر 5/ 82، التبصیر 125، الفرق بین الفرق 236.
(5) بیان (م).
(6) الرحمن/ 27.
(7) محمد بن الحنفیة: هو محمد بن علی بن أبی طالب الهاشمی القرشی، أبو القاسم المعروف بابن الحنفیة. ولد بالمدینة عام 21 ه/ 642 م. و توفی فیها عام 81 ه/ 700 م. واسع العلم، ورع، تقی. الاعلام 6/ 270، طبقات ابن سعد 5/ 66، وفیات الاعیان 1/ 449، صفة الصفوة 2/ 42، حلیة الأولیاء 3/ 174، نزهة الجلیس 2/ 254.
(8) أبو هاشم ابن محمد الحنفیة: هو عبد اللّه بن محمد (ابن الحنفیة) بن علی أبی طالب، أبو هاشم. توفی عام 99 ه/ 717 م.
أحمد زعماء العلویین فی عهد بنی مروان، و من مؤسسی الدولة العباسیة، راو للحدیث. الاعلام 4/ 16، التهذیب 6/ 16، شذرات الذهب 1/ 113.
(9) بیان (م).
(10) البیانیة: و یقال لها البنانیة فرقة من غلاة الشیعة أتباع بیان بن سمعان التمیمی. قالوا بانتقال الامامة من أبی هاشم إلیه. ألّهوا الإمام علی، ثم ادعی بیان أن الجزء الإلهی قد حلّ فیه بنوع من التناسخ، و زعم أن معبوده علی صورة انسان. و قد مات
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 347

البنت:

[فی الانکلیزیة]Girl،daughter
[فی الفرنسیة]Fille
بالکسر و سکون النون مؤنّث الابن و البنات الجمع. و البنات عند أهل الرّمل أربعة أشکال من الأشکال الستّة عشر الواقعة فی الزائجة فی البیت الخامس و السادس و السابع و الثامن.

بنت اللّبون:

[فی الانکلیزیة]Two years old
[فی الفرنسیة]Qui a deux ans
شریعة التی أتی علیها حولان. و الحقّة التی أتی علیها ثلاث سنین، و الجذعة التی أتی علیها أربع سنین و یجی‌ء ذکر کلها فی محالها.

بنت المخاض:

[فی الانکلیزیة]One year old she -camel
-[فی الفرنسیة]Chemelle d'un an
شریعة فصیلة إبل أتی علیها حول واحد.

البندقة:

[فی الانکلیزیة]Ducat
[فی الفرنسیة]Ducat
هو اسم ما یتحمل فی المقعدة کالشیاف و یطلق أیضا علی درهم واحد. و بعض الأطباء یجعلها مثقالا و بعضها أربعة دوانق و یقال أیضا علی شی‌ء أکبر فی هیئة البندقة، و قد یطلق علی البراز الذی یشتد جفافه و صلابته حتی صار بعرا، و علی طینة مدوّرة یرمی بها کذا فی بحر الجواهر.

بندگی:

[فی الانکلیزیة]Slavery،obligation
[فی الفرنسیة]Esclavage،devoir
بالفارسیة هی العبودیة. و عند الصوفیة هی التکلیف «1».

بنطاسیا:

[فی الانکلیزیة]Imagination
[فی الفرنسیة]Imagination
هو اسم الحس المشترک «2».

البنیة:

[فی الانکلیزیة]Framework of the body
[فی الفرنسیة]Charpente du corps
بالکسر الفطرة کما فی الصّراح. و عند الحکماء هی الجسم المرکّب علی وجه یحصل من ترکیبها مزاج و هی شرط للحیاة عندهم.
و عند المتکلّمین فردة لا یمکن الحیوان من أقل منها، کذا فی شرح الطوالع فی مبحث الحیاة.

بهت:

[فی الانکلیزیة]Very much،Velocity
[فی الفرنسیة]Beaucoup،Velocite
بضم الباء و سکون الهاء لفظة هندیة بمعنی کثیر. و عند المنجّمین حرکة کوکب ما فی زمان معیّن مثل عشرة أیام أو خمسة أیام أو أقل أو أکثر. و إذا أطلقت فالمراد مقدار حرکة الکوکب فی الیوم الواحد. کما فی سراج الاستخراج «3».

البهر:

[فی الانکلیزیة]Shortness of breath
[فی الفرنسیة]Essouflement،respiration difficile
بالضم کقفل عند الأطباء هو الرّبو و ضیق النفس و یجی‌ء بیانه فی لفظ الربو.

البهشمیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Bahchamiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Bahchamiyya)secte(
هی فرقة من المعتزلة من أصحاب أبی هاشم. انفرد أبو هاشم عن أبیه بإمکان استحقاق الذمّ و العقاب بلا معصیة مع کونه مخالفا للإجماع و الحکمة، و بأنه لا توبة عن کبیرة مع الإصرار علی غیرها عالما بقبحه، و لا توبة مع عدم القدرة. و لا یتعلّق علم واحد بمعلومین علی التفصیل. و للّه تعالی أحوال لا معلومة و لا مجهولة و لا قدیمة و لا حادثة کذا
______________________________
- بیان قتلا علی ید الوالی خالد بن عبد اللّه القسری. الملل 152، التبصیر 124، الفرق 236، شرح المواقف 8/ 358، اعتقادات فرق المسلمین و المشرکین 57، المقالات 1/ 66، الکامل لابن الأثیر 5/ 82.
(1) بندگی: نزد صوفیه تکلیف را گویند.
(2) بنطاسیا: بالنون هو اسم الحس المشترک.
(3) بهت: بضم با و سکون‌ها لفظ هندیست بمعنی بسیار و نزد منجمان حرکت کوکبی بود در زمان معین مثل ده روز یا پنج روز یا کمتر یا بیشتر و چون مطلق گویند مراد مقدار حرکت او بود در یک شبانه‌روز کما فی سراج الاستخراج.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 348
فی شرح المواقف «1».

بهمن‌ماه:

[فی الانکلیزیة]Bahmanmah)Persian month(
[فی الفرنسیة]Bahmanmah)mois perse(
اسم شهر من أشهر التقویم الإیرانی، و هو أول شهور الشتاء «2».

البهیمة:

[فی الانکلیزیة]Quadruped،beast
[فی الفرنسیة]Quadrupede،bete
فی اللغة ما له أربع قوائم و الجمع البهائم. و فی جامع الرموز فی کتاب الشرب البهیمة ما لا نطق له، و ذلک لما فی صورته من الإبهام؛ لکن خصّ التعارف بما عدا السباع و الطّیر کما فی المضمرات.

البوّاب:

[فی الانکلیزیة]The pylorus
[فی الفرنسیة]Le pylore
بفتح الموحدة و تشدید الواو فی اللغة دربان کما فی الصّراح. و فی بحر الجواهر هو فم الاثنا عشری، سمّی به لأنه ینضم عند امتلاء المعدة لإتمام النضج ثم ینفتح إلی تمام الدفع.

البواده:

[فی الانکلیزیة]Fainting)diastole and systole(
[فی الفرنسیة]Syncope)diastole et systole(
جمع بادهة و هی ما یفجأ القلب من الغیب فیوجب بسطا أو قبضا، کذا فی اصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم.

البواسیر:

[فی الانکلیزیة]Haemorrhoids
[فی الفرنسیة]Hemorroides
عند الأطباء هی زیادة تنبت علی أفواه العروق التی فی المقعدة من دم سوداوی غلیظ، و ینقسم إلی ثؤلولیة یشبه الثؤلول الصغیر، و عینیة و هی عریضة مدوّرة لونها أرجوانیة، و إلی ناتئة أی ظاهرة و إلی غائرة أی کامنة. و البواسیر فی الأنف هی لحوم زائدة تنبت فربما کانت رخوة بیضاء لا وجع معها، و هذا أسهل علاجا، و ربما کانت حمراء شدیدة الوجع و هذا أصعب علاجا. و مفردها باسور. و لذلک یقال للدواء المستعمل فیه باسوری. و قد یعرض فی الشّفة السفلی غلظ و شقاق فی وسطها و یقال له بواسیر الشفة کذا فی بحر الجواهر و الأقسرائی.

البوال:

[فی الانکلیزیة]Polyurine
[فی الفرنسیة]Polyurie
بالضم علة توجب کثرة البول، یقال أخذه البوال.

بوسه:

[فی الانکلیزیة]Emanation،pleasure
[فی الفرنسیة]Emanation،plaisir
هی عند الصوفیة بمعنی الفیض و الجذب الباطنی الذی هو واقع بالنسبة للسالک. و أیضا اللذة البشریة «3».

البولتان:

[فی الانکلیزیة]Lachrimatory
[فی الفرنسیة]Lacrimatoire
هی أن تقطر من العینین فی کل قلیل من الزمان قطرات من الماء ثم تنقطع، کذا فی بحر الجواهر.

البیاض:

[فی الانکلیزیة]Whitness
[فی الفرنسیة]Blancheur
بالفتح و الیاء المثناة التحتانیة فی اللغة سپیدی. و عند أهل الرمل اسم شکل من الأشکال الستة عشر و صورته هکذا و توضیحه یطلب من کتب الرمل.

البیان:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Eloquence،rhetoric
[فی الفرنسیة]Eloquence،rhetorique
بالیاء المثناة التحتانیة لغة الفصاحة، یقال:
فلان ذو بیان أی فصیح و هذا أبین من فلان أی
______________________________
(1) البهشمیة: فرقة من المعتزلة أتباع ابی هاشم عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائی المتوفی عام 321 ه. و أکثر معتزلة البصرة علی مذهبه لأن ابن عبّاد کان یدعو له. و سمی اصحابه کذلک بالذمیة. و کانت لهم ضلالات کثیرة. و قد ذکرها العلماء بشی‌ء من التفصیل. الملل و النحل 78، الفرق بین الفرق 184، التبصیر فی الدین 86.
(2) بهمن‌ماه نام ماهیست در تاریخ فرس.
(3) بوسه: نزد صوفیه بمعنی فیض و جذبه باطن که بنسبت سالک واقع شود و نیز لذت بشری را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 349
أفصح منه و أوضح کلاما. قال صاحب الکشاف: البیان هو المنطق الفصیح المعبّر عمّا فی الضمیر، کذا ذکر السیّد السّند فی حاشیة خطبة شرح الشمسیة. و قال الچلپی فی حاشیة المطول: البیان مصدر بان أی ظهر جعل اسما للمنطق الفصیح المعبّر عمّا فی الضمیر، و التبیان «1» مصدر بیّن علی الشذوذ. و قد یفرّق بینهما بأنّ التبیان یحتوی علی کدّ الخاطر و إعمال القلب، و قریب منه ما قیل التبیان بیان مع دلیل و برهان، فکأنّه مبنی علی أنّ زیادة البیان لزیادة المعنی. و قال المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف: البیان الکشف و التوضیح، و قد یستعمل بمعنی الإثبات بالدلیل انتهی. و بالجملة فهو إمّا مصدر بان و هو لازم و معناه الظهور، أو مصدر بیّن و هو قد یکون لازما کقولهم فی المثل قد بیّن الصبح لذی عینین، أی بان، و قد یکون متعدّیا بمعنی الإظهار، قال اللّه تعالی ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا بَیانَهُ «2» أی إظهار معانیه و شرائعه علی ما وقع فی بعض الکتب.
و فی بعض شروح الحسامی ثم إنّ البیان عبارة عن أمر یتعلّق بالتعریف و الإعلام، و إنما یحصل الإعلام بدلیل، و الدلیل محصّل للعلم، فههنا أمور ثلاثة: إعلام و تبیین و دلیل یحصل به الإعلام أو علم یحصل من الدلیل. و لفظ البیان یطلق علی کلّ واحد من تلک المعانی الثلاثة.
و بالنظر إلی هذا اختلف تفسیر العلماء له. فمن نظر إلی إطلاقه علی الإعلام الذی هو فعل المبین کأبی بکر الصیرفی «3»، قال هو إخراج الشی‌ء من حیّز الأشکال إلی حیّز التّجلّی و الظهور، و أورد علیه أنّ ما یدلّ علی الحکم ابتداء من غیر سابقیة إجمال و أشکال بیان بالاتفاق، و لا یدخل فی التعریف. و کذا بیان التقریر و التغییر و التبدیل لم یدخل فیه أیضا.
و أیضا لفظ الحیّز مجاز و التجوّز فی الحدّ لا یجوز. و أیضا الظهور هو التّجلّی فیکون تکرارا.
فالأولی أن یقال البیان هو إظهار المراد کما فی التوضیح. و من نظر إلی إطلاقه علی العلم الحاصل من الدلیل کأبی بکر الدقّاق «4» و أبی عبد اللّه البصری، قال هو العلم الذی یتبیّن به المعلوم. و بعبارة أخری هو العلم عن الدلیل، فکأنّ البیان و التبین عنده بمعنی واحد. و من نظر، إلی إطلاقه علی ما یحصل به البیان کأکثر الفقهاء و المتکلّمین قال هو الدلیل الموصل بصحیح النظر إلی اکتساب العلم بما هو دلیل علیه. و عبارة بعضهم هو الأدلة التی بها تتبین الأحکام، قالوا و الدلیل علی صحّته أنّ من ذکر دلیلا لغیره و أوضحه غایة الإیضاح یصحّ لغة و عرفا أن یقال تمّ بیانه، و هذا بیان حسن إشارة إلی الدلیل المذکور. و علی هذا بیان الشی‌ء قد یکون بالکلام و الفعل و الإشارة و الرمز، إذ الکل دلیل و مبیّن، و لکنّ أکثر استعماله فی الدلالة بالقول، فکلّ مفید من کلام الشارع، و فعله و سکوته و استبشاره بأمر و تنبیهه بفحوی الکلام
______________________________
(1) التباین (م).
(2) القیامة/ 19.
(3) ابو بکر الصیرفی: هو محمد بن عبد اللّه الصیرفی، أبو بکر. توفی عام 330 ه/ 942 م. فقیه شافعی، متکلم، عالم بالأصول، له عدة مؤلفات. الأعلام 6/ 224، وفیات الاعیان 1/ 458، الوافی بالوفیات 3/ 346، طبقات الشافعیة 2/ 169، مفتاح السعادة 2/ 178.
(4) ابو بکر محمد بن أحمد بن عبد الباقی بن منصور البغدادی الدقاق، المعروف بابن الخاضبة. ولد عام نیف و ثلاثین و أربعمائة للهجرة، و توفی عام 489 ه. إمام محدث حافظ ثقة، له عدة کتب و تصانیف. سیر أعلام النبلاء 19/ 109، المنتظم 9/ 101، الکامل فی التاریخ 10/ 260، العبر 3/ 325، میزان الاعتدال 3/ 465، البدایة و النهایة 12/ 153، لسان المیزان 5/ 57، طبقات الحفاظ 448.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 350
علی علّة بیان لأنّ جمیع ذلک دلیل، و إن کان بعضها یفید غلبة الظنّ فهو من حیث أنه یفید العلم بوجوب العمل دلیل و بیان.

التقسیم‌

البیان بالاستقراء عند الأصولیین علی خمسة أوجه: بیان تقریر و بیان تفسیر و بیان تغییر و بیان تبدیل و بیان ضرورة. و الإضافة فی الأربعة الأول إضافة الجنس إلی نوعه کعلم الطب، أی بیان هو تقریر، و الإضافة فی الأخیر إضافة الشی‌ء إلی سببه ای بیان یحصل بالضرورة. و قد یقال بیان مقرّر و مفسّر و مغیّر و مبدّل، و ذلک لأنّ البیان إمّا بالمنطوق أو غیره، الثانی بیان ضرورة و بالعقل أیضا، و الأوّل إمّا أن یکون بیانا لمعنی الکلام أو اللازم له کالمدة، الثانی بیان تبدیل و یسمّی بالنسخ أیضا، و الأوّل إمّا أن یکون بلا تغییر أو مع تغییر، الثانی بیان تغییر کالاستثناء و الشرط و الصفة و الغایة و التخصیص، و الأول إمّا أن یکون معنی الکلام معلوما، لکن الثانی أکّده بما یقطع الاحتمال أو مجهولا کالمشترک و المجمل، الثانی بیان تفسیر و الأول بیان تقریر.
إن قیل الغایة أیضا بیان لمدّة فکیف یصح جعلها بیانا لمعنی الکلام لا للازمه؟. قلنا النسخ بیان لمدّة بقاء الحکم لا لشی‌ء هو من مدلول الکلام و مراد به بخلاف الغایة، فإنّها لمدّة معنی هو مدلول الکلام حتی لا یتمّ بدون اعتباره مثل ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّیامَ إِلَی اللَّیْلِ «1»، فلذا جعلت بیانا لمعنی الکلام دون مدّة بقاء الحکم المستفاد من الکلام. و بعضهم جعل الاستثناء بیان تغییر و التعلیق بالشرط بیان تبدیل و لم یجعل النسخ من أقسام البیان لأنّه رفع للحکم لا إظهار للحکم الحادث. قیل و لا یخفی أنه إن أرید بالبیان مجرّد إظهار المقصود فالنسخ بیان و کذا غیره من النصوص الواردة لبیان الأحکام ابتداء و إن أرید إظهار ما هو المراد من کلام سابق فلیس ببیان. و ینبغی أن یراد إظهار المراد بعد سبق کلام له تعلّق به فی الجملة لیشتمل النسخ دون النصوص الواردة لبیان الأحکام ابتداء.
و بعضهم زاد قسما سادسا و قال البیان إمّا بلفظی أو غیره، و غیر اللفظی کالفعل، و اللفظی إمّا بمنطوقه أو لا إلخ. و بالجملة فبیان التقریر هو توکید الکلام بما یقطع احتمال المجاز أو الخصوص کما فی قوله تعالی وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُکُمْ «2». و حرف فی هاهنا بمعنی علی کما فی قوله تعالی قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ «3».
فالدّابّة لا تکون إلّا علی الأرض لأنها مفسّرة بما یدبّ علی الأرض، لکن یحتمل المجاز بالتخصیص بنوع منها لأنها نقلت أولا فی ذوات أربع قوائم، ثم نقلت ثانیا فیما یرکب علیه من الفرس و الإبل و الحمار و الفیل، ثم نقلت ثالثا فی الفرس خاصة. فلقطع هذا الاحتمال قال اللّه تعالی فی الأرض لیفید شمول جمیع أجناسها و أنواعها و أصنافها و أفرادها. و کذلک جملة یطیر بجناحیه فإنّ حقیقة الطّیر أن لا یکون إلّا بالجناح، لکن یحتمل غیره کما یقال: المرء یطیر بهمته، فزاد قوله یطیر بجناحیه لیقطع احتمال التجوّز و لیفید العموم. و کما فی قوله تعالی فَسَجَدَ الْمَلائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ «4» و بیان التفسیر هو بیان ما فیه خفاء من المشترک و المجمل و المشکل و الخفی، و کلاهما یصحّ
______________________________
(1) البقرة/ 187.
(2) الانعام/ 38.
(3) النمل/ 69، العنکبوت/ 20، الروم/ 42.
(4) الحجر/ 30.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 351
موصولا و مفصولا. و بیان التغییر هو البیان لمعنی الکلام مع تغییره کالتعلیق و الاستثناء، و لا یصحّ إلّا موصولا. و بیان التبدیل هو النسخ.
و بیان الضرورة هو بیان یقع بغیر ما وضع للبیان إذ الموضوع له النطق، و هذا یقع بالسکوت الذی هو ضدّه. فمنه ما هو فی حکم المنطوق به أی النطق یدلّ علی حکم المسکوت عنه فکان بمنزلة المنطوق. ألا تری أنّ ما ثبت بدلالة النّصّ له حکم المنطوق، و إن کان النصّ ساکتا عنه صورة لدلالته معنی، فکذا هاهنا کقوله تعالی وَ وَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ «1». فقوله وَ وَرِثَهُ أَبَواهُ یوجب الشرکة مطلقا. و قوله فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ یدلّ علی أنّ الباقی للأب ضرورة ثبوت الشرکة فی الاستحقاق، فصار بیانا لنصیب الأب بصدر الکلام الموجب للشرکة لا بمحض السکوت إذ لو بیّن نصیب الأم من غیر إثبات الشرکة لم یعرف نصیب الأب بالسکوت بوجه، فصار بدلالة صدر الکلام، کأنّه قیل فلأمه الثلث و لأبیه ما بقی، فحصل بالسکوت بیان المقدار.
و منه ما یثبت بدلالة حال المتکلم الذی من شأنه التکلّم فی الحادثة کالشّارع و المجتهد و صاحب الحادثة، فالمعنی ما ثبت بدلالة حال السّاکت کسکوت صاحب الشرع من تغییر أمر یعاینه یدلّ علی حقیقته، و کذا السکوت فی موضع الحاجة.
و منه ما ثبت ضرورة دفع الغرور کالمولی یسکت حین رأی عبده یبیع و یشتری یکون إذنا دفعا للغرور عن الناس. قیل و الأظهر أنّ هذا القسم مندرج فی القسم الثانی، أعنی ما ثبت بدلالة حال المتکلّم. و منه ما ثبت بضرورة طول الکلام أو کثرته کقول الحنفیة فیمن قال: له علیّ مائة و درهم أو مائة و قفیز حنطة، أنّ العطف جعل بیانا للأول أی المائة بأنها دراهم أو قفیز حنطة. و إن شئت الزیادة علی ما ذکرنا فارجع إلی کتب الأصول کالتوضیح و التلویح و شروح الحسامی.
و البیان عند الصرفیین یطلق علی الإظهار أی فکّ الإدغام. و عند النّحاة یطلق علی عطف البیان.
و عند أهل البیان اسم علم علی ما سبق فی بیان أقسام العلوم العربیة فی المقدّمة و صاحب هذا العلم یسمّی بیانیا، و کثیر من الناس یسمّی علم المعانی و البیان و البدیع علم البیان، و البعض یسمّی الأخیرین أی البیان و البدیع فقط بعلم البیان کما فی المطول.

البیت:

[فی الانکلیزیة]House،family
[فی الفرنسیة]Maison،famille،un vers de poesie
بالفتح و سکون الیاء المثناة التحتانیة: عیال الرجل، و بیت الشّعر و المنزل. کما فی کنز اللّغات و فی الصّراح. بیت بالفارسیة: خانة و بیوت و أبیات و أبابیت، جمع و مصراعین من الشعر. و جمعه أبیات انتهی «2». و فی جامع الرموز البیت مأوی الإنسان سواء کان من حجر أو مدر أو صوف أو وبر کما فی المفردات.
و فی بیع النهایة أنه اسم لمسقّف واحد له دهلیز بخلاف خانه فإنه اسم لکلّ مسکن صغیرا کان أو کبیرا کما فی بیع الکفایة، فهو أعمّ من الدار الذی یدار علیه الحائط و یشتمل علی جمیع ما یحتاج إلیه من مساکن الإنسان و الدواب و المطبخ و الکنیف و غیرها، و من المنزل الذی یشتمل علی صحن مسقف و بیتین أو ثلاثة.
و الحجرة نظیر البیت فإنها اسم لما حجر بالبناء.
و الصفّة اسم لبیت صیفی یسمّی فی دیارنا کاشانه. و قیل هی غیر البیت ذات ثلاث حوائط
______________________________
(1) النساء/ 11.
(2) عیال مرد و بیت شعر و خانه کما فی کنز اللغات. و فی الصراح بیت خانه بیوت ابیات ابابیت جماعة و دو مصراع از شعر ابیات جماعة انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 352
و الصحیح الأول انتهی. ثم البیت بمعنی المصراعین إن استوفی نصفه نصف الدائرة یسمّی بیتا تامّا، و إن استوفی کلّه کلّ الدائرة یسمّی بیتا معتدلا، و البیت الوافی ما کان تامّ الأجزاء.
و البیت إن لم یکن فی عروضه قافیة فهو مصمّت، و إن کانت فهو مقفی إن کانت العروض فی أصل الاستعمال مثل الضرب و إلّا فهو المصرّع، کذا فی بعض رسائل عروض أهل العرب. و البیت عند أهل الجفر اسم للباب و یسمّی بالسهم أیضا و قد سبق قبیل هذا. و عند المنجّمین قسم من منطقة البروج المنقسمة إلی اثنی عشر قسما بطریق من الطرق الآتیة. اعلم أنّ الفاضل عبد العلی البرجندی فی کتابه شرح العشرین باب (بیست باب) قد کتب: إنّ تسویة البیوت عندهم هو تقسیم فلک البروج إلی اثنی عشر قسما فی ستة دوائر عظیمة، واحدها هو الأفق، و الثانی هو نصف النهار، و البقیّة هی دوائر هیولی، کل واحد نصف شرقی قوس النهار جزء من طالع، و نصف شرقی قوس اللیل جزء من طالع، و هی مقسّمة إلی ثلاثة أقسام متساویة. و کلّ قسم منها یعادل ساعتین من الزمن. و هذه الطریقة مشهورة. و أما أبو الریحان البیرونی فإنّه یقسم البیت إلی دوائر عظیمة تمرّ ما بین الشمال و الجنوب و کلّ واحد من أرباع الدائرة الأولی للسماوات التی ما بین نصف النهار و الأفق تقسّم إلی ثلاثة أقسام متساویة. و هی من اختراعه و تسمّی تلک المراکز المحقّقة.
و ثمة طریقة أخری تنسب لأحمد بن عبد اللّه المعروف بجیش الحاسب و خلاصتها: أنّ دوائر الارتفاع التی هی عبارة عن قوسین من الأفق الواقع بین جزء الطالع و نقطة الشمال و الجنوب تقسّم إلی ثلاثة أقسام متساویة. و أنّ طریقة المغاربة: فهی دوائر عظیمة تتألف کلّ واحدة منها من قوسین من منطقة البروج التی تقع بین جزء الطّالع و کلّ من الجزءین الرابع و العاشر، و هی تقسّم إلی ثلاثة أقسام متساویة. و بما أنّ منطقة البروج تنقسم بهذا الطریق إلی اثنی عشر قسما فیقال لکل قسم منها بیت. و یقال لابتداء الأقسام مراکز البیوت. و یبتدئون من الطالع ثمّ یعدون البروج علی التوالی. و اعلم أنّ البیوت ذات الرقم الأول و الرابع و السابع و العاشر یقال لها أوتاد و بیوت الإقبال أیضا. ثم البیوت ذات الرقم الثانی و الخامس و الثامن و الحادی عشر یقال لها: البیوت المائلة. و أمّا الأربعة المقدمة علی الأوتاد أی: الثانی عشر و الثانی و السادس و الثالث فإنّه یقال لها: البیوت الزائلة. و هکذا البیوت الأربعة التی تکون طالعة علی التسدیس و التثلیث فیقال لها بیوت ناظرة، و هی البیوت الحادی عشر و الثالث و الخامس و التاسع و الرابع، و البیوت الساقطة هی الثانی عشر و الثانی و السادس و الثامن انتهی «1».
______________________________
(1) بدان که فاضل عبد العلی برجندی در شرح بیست باب نوشته است که تسویة البیوت نزدشان تقسیم فلک البروج است به دوازده قسم به شش دائره عظیمة که یکی از افق باشد و دیگری نصف النهار و باقی یا دوائر هیولی که هریک از نصف شرقی قوس النهار جزء طالع و نصف شرقی قوس اللیل جزء طالع را بسه قسم متساوی کنند و هر قسم مقدار دو ساعت زمانی باشد و این طریقه مشهور است و یا دوائر عظیمه که به نقطه شمال و جنوب گذرد و هریک از ارباع دائرة اوّل سماوات را که در ما بین نصف النهار وافق بود بسه قسم متساوی کنند و این طریقه اختراع ابی ریحان بیرونی است و آن را مراکز محققه خوانند و یا دوائر ارتفاع که هریک از دو قوس را از افق که واقع شود میان جزء طالع و نقطه شمال و جنوب بسه قسم متساوی کنند و این طریقه منسوب باحمد بن عبد اللّه المعروف بجیش الحاسب است و یا دوائر عظیمه که هریک از دو قوس را از منطقة البروج که واقع شود میان جزء طالع و هریک از دو جزء رابع و عاشر بسه قسم متساوی کنند این را طریقه مغربیان گویند و چون منطقة البروج بیکی ازین طرق منقسم به دوازده قسم شود هر قسمی را بیت گویند و ابتداء اقسام را مراکز بیوت خوانند و ابتدا از طالع گیرند و بر توالی بروج بشمرند. بدان که ازین بیوت اوّل و رابع و سابع و عاشر را اوتاد گویند و بیوت اقبال نیز و بعد اینها که دوم و پنجم و هشتم و یازدهم‌اند اینها را بیوت مائله گویند و چهار که مقدم بر اوتاداند یعنی دوازدهم و نهم و ششم و سیوم اینها را
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 353
اعلم أنّ إطلاق البیت علی محلّ الشی‌ء مطلقا شائع کثیر فی استعمال أهل العلوم تشبیها له بمسکن الإنسان، و بهذا المعنی یقال بیوت الشبکة و المربّع و المخمّس و المسدّس و نحو ذلک، کما یقال بیوت الرمل کما لا یخفی.
و بیوت الرمل ستة عشر، و فی سیر النقطة فی بیوت الرمل تشکّل اثنی عشر اعتبارا، و سیأتی بیان ذلک فی لفظ الطالع «1».

بیت الحرام:

[فی الانکلیزیة]The holy house)the pure heart(،Al Ka'ba
[فی الفرنسیة]La maison sacree)le coeur pur(Al Ka'ba
قلب الإنسان الکامل الذی حرّم علی غیر الحق کذا أیضا فیه «2».

بیت الحکمة:

[فی الانکلیزیة]House of wisdom)faithful heart(
[فی الفرنسیة]La maison de la sagesse)le coeur loyal(
هو القلب الغالب علیه الإخلاص کذا فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین.

بیت العزة:

[فی الانکلیزیة]Mystical union
[فی الفرنسیة]Fusion mystique
هو القلب الواصل إلی مقام الجمع حال الفناء فی الحق کذا أیضا فیه.

بیت المقدس:

[فی الانکلیزیة]The holy city)Jerusalem(
-[فی الفرنسیة]La ville sainte)Jerusalem(
هو قبلة الأمم السّابقة، و فی اصطلاح الصوفیة: هو القلب الصافی عن القلوب بالغیر.
کذا فی کشف اللّغات «3».

بیداری:

[فی الانکلیزیة]Awaking،state of conscionsness
[فی الفرنسیة]Eveil،etat de conscience
و معناها الصحو و الیقظة. و هی عند الصوفیة عالم الصحو، کما یقولون من حیث العبودیة «4».

بیشنج آی:

[فی الانکلیزیة]Bishty -Ay)Turkich month(
[فی الفرنسیة]Bichty -Ay)mois turc(
بالکسر و سکون الیاء و فتح الشین المعجمة و النون بعدها جیم. اسم شهر من أشهر الترک «5».

البیضاء:

[فی الانکلیزیة]The first intellect or intelligence
[فی الفرنسیة]L'intellect premier
العقل الأوّل فإنّه مرکز العماء «6»، و أوّل منفصل من سواد الغیب، و هو أعظم نیّرات فلکه. فلذلک وصف بالبیاض لیقابل سواد الغیب، فیتبین بضده کمال التبین و لأنه هو أوّل موجود، و یرجّح وجوده علی عدمه، و الوجود بیاض و العدم سواد. و لذلک قال بعض العارفین فی الفقر إنّه بیاض یتبیّن فیه کل معدوم و سواد ینعدم فیه کلّ موجود، فإنّه أراد بالفقر فقر الإمکان، کذا فی تعریفات السّیّد الجرجانی.

البیضة:

[فی الانکلیزیة]Egg،headaches
[فی الفرنسیة]Euf،migraine،mal de tete
بالفتح هی بیضة الدّجاج و جمعه بیض،
______________________________
- بیوت زائله گویند و همچنین چهار خانه که بر تسدیس و تثلیث طالع‌اند آن را بیوت ناظره و آن یازدهم و سیوم و پنجم و نهم است و چهار را بیوت ساقطه گویند و آن دوازدهم و دوم و ششم و هشتم است انتهی.
(1) و بیوت رمل شانزده‌اند و در سیر نقطه در بیوت رمل دوازده اعتبار نمایند و بیانش در لفظ طالع خواهد آمد.
(2) یعنی کذا فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین.
(3) قبله امتهای پیشینیان و در اصطلاح صوفیه دلی را گویند که پاک باشد از لوث غیری کذا فی کشف اللغات.
(4) بیداری: نزد صوفیه عالم صحو را گویند جهت عبودیت.
(5) بیشنج آی: بالکسر و سکون الیاء و فتح الشین المعجمة و النون بعدها جیم نام ماهیست در تاریخ ترک.
(6) العلماء (هامش ک، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 354
و ورم یصیب ید الفرس، و باضت الدجاجة و شدة الحرّ، و الخصیة، و وسط البیت و الخوذة «1». کذا فی الصّراح. و فی الآقسرائی البیضة و یسمّی بالخوذة أیضا قسم من الصداع. و اختلف الأطبّاء فیه مع اتفاقهم علی إحاطته جمیع الرأس، و لذا سمی بیضة و خوذة. فقیل و منهم صاحب الموجز هو صداع مزمن یهیج کلّ ساعة لأدنی سبب من حرکة و شرب خمر و کل مبخر، و یهیّجه الصوت الشدید و الضوء و المخالطة من النّاس حتی أنّ صاحبه یکره الصوت و الضوء و الکلام مع الناس و یحبّ الوحدة و الظلمة و الراحة و الاستلقاء، و یحسّ کلّ ساعة کأنّ رأسه یطرق بمطرقة أو یجذب جذبا أو یشقّ شقّا، و سببه خلط ردی‌ء أو ورم مع ضعف الدماغ و قوة حسّه، فإن کان السبب فی الحجاب الداخل فی القحف أحسّ الوجع ممتدا إلی أصول العینین، و إن کان فی الحجاب الخارج أحسّ الوجع خارج الدماغ و أوجع بمسّ جلد الرأس، و یکون فی الغالب من برد کالورم السوداوی و نحوه لأنه یکون مزمنا، و الحار لا یزمن علی أنّه إن کان عن سبب حارّ استحال إلی البرد لضعف القوّة بسبب کونه مزمنا، و اجتماع الفضلات الباردة فتکسر الحرارة. و قیل لا تشترط الشروط المذکورة فی هذا المرض، فهو عندهم کلّ صداع مشتمل علی الرأس کله خارج القحف أو داخله و هذا الاختلاف لا یرجع إلی المعنی. و العلاج بحسب الرأی الأول علاج الصداع، و علی الرأی الثانی ما یقتضیه حال المرض من الحارّ أو البارد انتهی.

البیضی:

[فی الانکلیزیة]Oval
[فی الفرنسیة]Ovale
عند المهندسین سطح مستو یحیط به قوسان متساویتان مختلفتان تحدیبا و کلّ منهما أصغر من نصف دائرة و یسمّی بالإهلیلجی أیضا، و الخطّ الواصل بین زاویتیه قطره الأطول و الخطّ الآخر المنصف للقوسین قطره الأصغر و الأقصر، و لا بدّ أن یکون عمودا علی الأطول، و إذا أدیر السطح البیضی علی قطره الأطول نصف دورة یحصل مجسّم بیضی هذا هو المشهور. و ذکر البعض أنّ السطح البیضی یشترط فیه کون إحدی القوسین نصف دائرة و الأخری أصغر، و هو الذی یسمّی فی المشهور بالشبیه بالبیضی و الشبیه بالإهلیلجی، و لم یشترط البعض تساوی القوسین، و لا مشاحة فی الاصطلاح. و قیل السطح البیضی سطح یحیط به خطّ واحد مستدیر بحیث لا یکون دائرة، و یکون طول هذا السطح أکثر من عرضه، و إذا أدیر هذا السطح علی قطره الأطول نصف دورة یحصل المجسّم البیضی، و لا یخفی أنّ مشابهة المجسّم البیضی بهذا المعنی للبیضة أکثر منه بالمعنی الأول، هذا خلاصة ما فی شرح «2» خلاصة الحساب و حاشیة الچغمنی للفاضل عبد العلی البرجندی.

البیع:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Sale
[فی الفرنسیة]Vente
بسکون المثناة التحتانیة هو من لغات الأضداد فهو کالمبیع لغة یطلق غالبا علی إخراج المبیع عن الملک بعوض مالی قصدا، أی إعطاء المثمّن و أخذ الثّمن، و یعدّی إلی المفعول الثانی بنفسه و بحرف الجر، تقول: باعه الشی‌ء «3» و باعه منه. و یقال أیضا علی الشراء، أی إخراج الثّمن عن الملک بعوض مالی قصدا، أی إعطاء الثّمن و أخذ المثمّن. و الشراء أیضا من الأضداد لأنه یقال علی البیع أیضا قال اللّه تعالی وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ «4» أی باعوه و قوله تعالی
______________________________
(1) تخم مرغ بیض جماعة و أیضا آماسیدن دست اسپ و خایه گردن مرغ و سخت شدن گرما و خصیه و میان سرای و خود.
(2) ما فی شرح (- م).
(3) باعه الشی‌ء (- م).
(4) یوسف/ 20.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 355
وَ لَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ «1» الآیة. و یقالان أیضا علی ما إذا أعطی سلعة بسلعة «2» کما فی المفردات. و قال الإمام التقی «3» البیع و الشراء یقع فی الغالب علی الإیجاب و الابتیاع و الاشتراء علی القبول لأن الثلاثی أصل و المزید فرع علیه، و الإیجاب أصل و القبول بناء علیه.
و فی الشرع مبادلة مال بمال بتراض أی إعطاء المثمّن و أخذ الثّمن علی سبیل التراضی من الجانبین. فالفرق بین المعنی اللغوی و الشرعی إنما هو بقید التراضی علی ما اختاره فخر الإسلام. و فیه أنّ التراضی لا بدّ له من لغة أیضا، فإنّ الأخذ غصبا و إعطاء شی‌ء من غیر تراض لا یقول فیه أهل اللغة باعه. و أیضا یدخل فی الحدّ الشرعی بیع باطل کبیع الخنزیر، و یخرج عنه بیع صحیح کبیع المکره هذا. و قیل المتبادر من المبادلة هی الواقعة ممن هو أهلها کما لا یخفی، فخرج بیع المجنون و الصبی و المحجور و السّکران و الواقعة علی وجه التملّک و التملیک، فخرج الرّهن و علی وجه الکمال و التأبید فخرج الهبة بشرط العوض فإنه لیس بیعا ابتداء و الإجارة لعدم التأبید. و المراد بالمال ما یتناول المنفعة فدخل بیع حقّ المرور، هذا کله خلاصة ما فی فتح القدیر و البرجندی و الدرر و جامع الرموز.

التقسیم‌

فی الدّرر أنواع البیع باعتبار المبیع أربعة، لأنه إمّا بیع سلعة بسلعة و یسمّی مقایضة. أو بیعها بثمن و یسمّی بیعا لکونه أشهر الأنواع، و قد یقال بیعا مطلقا. أو بیع ثمن بثمن و یسمّی صرفا. أو بیع دین بعین و یسمّی سلما. و باعتبار الثمن أیضا أربعة لأنّ الثّمن الأول إن لم یعتبر یسمّی مساومة. أو اعتبر مع زیادة و یسمّی مرابحة. أو بدونها و یسمّی تولیة. أو مع النقص و یسمّی وضیعة انتهی کلامه. و من البیوع ما یسمّی بیع الحصاة و هو أن یقول البائع بعتک من هذه الأثواب ما تقع هذه الحصاة علیه. و منها بیع الملامسة و هو أن یلمس ثوبا مطویا فی ظلمة ثم یشتریه علی أن لا خیار له إذا رآه، کذا فی شرح المنهاج «4» فتاوی الشافعیة.
و فی الهدایة بیوع کانت فی الجاهلیة و هو أن یتساوم الرجلان علی سلعة فإذا لمسها المشتری أو نبذها إلیه البائع أو وضع المشتری علیها حصاة لزم البیع، فالأول بیع الملامسة و الثانی المنابذة و الثالث إلقاء الحجر. و منها بیع المزابنة و هو بیع التّمر علی النخیل بتمر مجذوذ مثل کیله خرصا. و منها بیع المحاقلة و هو بیع الحنطة فی سنبلها بحنطة مجذوذة مثل کیلها خرصا، کذا فی الهدایة. و منها بیع الوفاء هو و بیع المعاملة واحد، و کذا بیع التلجئة کما فی البزازیة، و هو أن یقول البائع للمشتری بعت بمالک علیّ من الدین علی أنی إن قضیت الدین فهو لی، و أنه بیع فاسد یفید الملک عند القبض. و قیل إنّ بیع الوفاء رهن حقیقة و لا یطلق الانتفاع للمشتری إلّا بإذن البائع و هو ضامن لما أکل و استهلک، و للبائع استرداده إذا
______________________________
(1) البقرة/ 102.
(2) بسلعة (- م).
(3) الإمام التقی: هو أبو بکر بن محمد بن عبد المؤمن بن حریز بن معلّی الحسینی الحصنی، تقی الدین. ولد بدمشق عام 752 ه/ 1351 م. و توفی فیها عام 829 ه/ 1426 م. فقیه ورع زاهد. له عدة مؤلفات. الاعلام 2/ 69. الضوء اللامع 11/ 81، شذرات الذهب 7/ 188، البدر الطالع 1/ 109.
(4) من شروح منهاج الطالبین لمحی الدین أبی زکریا یحی بن شرف النووی (- 676 ه) الشرح المسمّی بالابتهاج لتقی الدین علی بن عبد الکافی السبکی (- 756 ه) و شرح آخر لجلال الدین محمد بن أحمد المحلی (- 864 ه) سمّاه کنز الراغبین شرح منهاج الطالبین. کشف الظنون 2/ 1873- 1876.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 356
قضی دینه متی شاء. و قیل إنه بیع جائز و یوفی بالوعد کذا فی السراجیة و حواشیه.
و فی الخانیة اختلفوا فی البیع الذی یسمیه الناس بیع الوفاء و البیع الجائز. قال عامة المشایخ: حکمه الرهن، و الصحیح أنّ العقد الذی جری بینهما إن کان بلفظ البیع لا یکون رهنا، ثم ینظر إن ذکرا شرط الفسخ فی البیع فسد البیع و إن لم یذکراه و تلفظا بلفظ البیع بشرط الوفاء أو تلفظا بالبیع الجائز، و عندهما هذا البیع عبارة عن بیع غیر لازم أو إن ذکرا البیع من غیر شرط ثم ذکرا الشرط علی وجه المواعدة فحکمه أنه یجوز و یلزم الوفاء بالوعد.
و إن شئت زیادة علی ما ذکرناه فارجع إلی فتاوی إبراهیم شاهی «1».
و منها بیع العینة و هو منهی، و اختلف المشایخ فی تفسیر العینة. قال بعضهم تفسیرها أن یأتی الرجل المحتاج إلی آخر و یستقرضه عشرة دراهم و لا یرغب المقرض علی الإقراض طمعا فی الفضل لا یناله فی القرض فیقول:
لیس یتیسّر علیّ الإقراض و لکن أبیعک هذا الثوب إن شئت باثنی عشر درهما و قیمته فی السوق عشرة لتبیع فی السوق بعشرة فیرضی به المستقرض فیبیعه المقرض باثنی عشر درهما ثم یبیعه المشتری فی السوق بعشرة لیحصل، لربّ الثوب ربح درهمین و یحصل للمستقرض قرض عشرة. و قال بعضهم تفسیرها أن یدخلا بینهما ثالثا فیبیع المقرض ثوبه من المستقرض باثنی عشر درهما و یسلّم إلیه ثم یبیع المستقرض من الثالث الذی أدخلاه بینهما بعشرة و یسلّم الثوب إلیه، ثم إنّ الثالث یبیع الثوب من صاحب الثوب و هو المقرض بعشرة و یسلم الثوب إلیه و یأخذ منه العشرة و یدفعها إلی طالب القرض فیحصل لطالب القرض عشرة دراهم و یحصل لصاحب الثوب علیه اثنا عشر درهما، کذا فی المحیط «2» هکذا فی فتاوی عالمکیری «3»

تقسیم آخر

البیع باعتبار الصحة و عدمها أربعة لأنه إمّا أن یکون مشروعا بأصله و وصفه و مجاوره و هو البیع الصحیح، و المراد بأصل العقد ما هو من قوامه أعنی أحد العوضین، و بالوصف ما هو من لوازمه أعنی شرائطه و بالمجاور ما هو من عوارضه أعنی صفاته المفارقة. و إمّا أن لا یکون مشروعا بأصله أصلا بأن یکون قبح فی أحد العوضین و هو البیع الباطل کبیع المیتة و الخمر و الحرّ و نحوها. و إمّا أن یکون مشروعا بأصله دون وصفه بأن یکون القبح فی شرائطه و لوازمه و هو البیع الفاسد کالبیع بشرط لا یقتضیه العقد، و فیه منفعة لأحد المتعاقدین أو للمبیع إذا کان عبدا أو أمة. و إمّا أن یکون مشروعا بأصله و وصفه دون مجاوره بأن یکون القبح فی مقارناته و هو البیع المکروه، کالبیع بعد أذان الجمعة بحیث یفوّت السعی إلی صلاة الجمعة هکذا فی کتب الفقه.

بیکانکی:

[فی الانکلیزیة]Strangeness
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 356 بیکانکی: … ص: 356
فی الفرنسیة]Etrangete
الغربة. و هی عند الصوفیة استغناء عالم الألوهیة عن کل شی‌ء کما یقولون، و عدم
______________________________
(1) ابراهیم عاده شاه، حاکم مدینة بیغابور بالهند حکم بین 941- 965 ه. و قد ألّف شهاب الدین أحمد بن محمد نظام الجیلانی کتابا فی الفقه و الفتاوی و قدّمه إلی ابراهیم، فنسبت إلیه، فقیل فتاوی ابراهیم شاهی.
بروکلمان، الملحق 2/ 604.
(2) المحیط البرهانی فی الفقه النعمانی لبرهان الدین محمود بن أحمد بن الصدر الشهید البرهانی (- 616 ه).
کشف الظنون 2/ 1619- 1620،GALS،I، 246.
(3) الفتاوی الهندیة المسمّاة بالفتاوی العالمکیریة لأبی المظفر محی الدین محمد أورنگ زیب بهادر عالم عالمگیر پادشاه غازی (- 1118 ه)، بولاق المطبعة الامیریة، 1310 ه، [1- 6].
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 357
الافتقار بأی شکل، و انعدام الشبه و المثیل «1».

البیّن:

[فی الانکلیزیة]Evident،apodictic
[فی الفرنسیة]Evident،apodictique
بتشدید الیاء بمعنی پیدا و آشکارا علی ما فی الصّراح. و عند المنطقیین یطلق علی قسم من اللازم و سیجی‌ء تقسیمه أی البین بالمعنی الأعم و البین بالمعنی الأخص.

البیّنات:

[فی الانکلیزیة]Evident proofs،testemony
[فی الفرنسیة]Preuves evidentes،temoignage
جمع بینة و هی عند أهل الجفر یطلق علی ما سوی أول الحروف من اسم حرفی و تسمّی بالغرائز أیضا و قد سبق فی بیان البسط. و عند الفقهاء یطلق علی الشهادة فإنهم قالوا إنّ الحجة فی الشرع علی ثلاثة أقسام البینة و الإقرار و النکول کذا فی الأشباه «2».

بین بین:

[فی الانکلیزیة]Intermediate
[فی الفرنسیة]Intermediaire
بالیاء المخففة الساکنة و هما اسمان جعلا اسما واحدا و بنیا علی الفتح، یقال هذا بین بین، أی بین الجیّد و الردی‌ء، و الهمزة المخففة یسمّی همزة بین بین کذا فی الصّراح. قال الصرفیون بین بین هو التسهیل. و قد یطلق علی قسم من الإمالة أیضا و یقال له التقلیل و التلطیف أیضا. و قد یطلق علی النسبة الحکمیة التی اخترعها المتأخرون التی هی مورد الإیقاع و الانتزاع کما فی السلّم و غیره.

البیهشیّة:

[فی الانکلیزیة]Al -Bayhachiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Bayhachiyya)secte(
هی فرقة من الخوارج أصحاب بیهش بن الهیصم بن جابر «3». قالوا الإیمان هو الإقرار و العلم باللّه و بما جاء به الرسول، فمن وقع فیما لا یعرف أ حلال أم حرام فهو کافر، لوجوب الفحص علیه حتی یعلم الحق. و قیل لا یکفر حتی یرفع أمره إلی الإمام فیحدّه، و کلّ ما لیس فیه حدّ فهو مغفور. و قیل لا حرام إلا ما فی قوله تعالی قُلْ لا أَجِدُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَّ مُحَرَّماً عَلی طاعِمٍ «4» الآیة. و قیل إذا کفر الإمام کفرت الرعیة حاضرا أو غائبا. و قالوا الأطفال کآبائهم إیمانا و کفرا. و قیل السّکر من شراب حلال لا یؤاخذ صاحبه مما قال و فعل بخلاف السّکر من شراب حرام. و قیل السّکر مع الکبیرة کفر. و وافقوا القدریة «5» فی إسناد أفعال العباد إلیهم، کذا فی شرح المواقف «6».
______________________________
(1) بیگانگی نزد صوفیه استغنای عالم الوهیت را گویند که به هیچ چیز و به هیچ وجه مفتقر نیست و به هیچ چیز مماثلت و مشابهت ندارد.
(2) الأشباه و النظائر فی الفقه و الفروع للشیخ صدر الدین محمد بن عمر المعروف بابن الوکیل الشافعی (716 ه) و کذلک کتاب الأشباه و النظائر فی الفروع للفقیه الفاضل زین الدین بن ابراهیم المعروف بابن نجیم المصری الحنفی (- 970 ه). کشف الظنون 1/ 98- 100.
(3) بیهش بن الهیصم: هو هیصم بن جابر الضبعی، أبو بیهش من بنی سعد بن ضبیعة. مات قتلا بالمدینة عام 94 ه/ 713 م.
من زعماء الخوارج، رأس الفرقة البیهسیة، فقیه متکلم علی مذهب الأزارقة. الاعلام 8/ 105، الملل و النحل 1/ 196، المقریزی 2/ 355، دائرة المعارف الاسلامیة 1/ 316.
(4) الأنعام/ 145.
(5) القدریة: هم المعتزلة لقبوا بالقدریة لقولهم بالقدر خیره و شره من العبد و نفوا ذلک عن اللّه تعالی. و استدلوا ببعض الأحادیث الواردة فی هذا المجال و کانت لهم بدع و آراء کثیرة، و قد انقسمت المعتزلة القدریة إلی عشرین فرقة، و کل فرقة بدورها انقسمت إلی عدة فرق، و قد ذکر أصحاب الفرق و المقالات أخبارهم بالتفصیل. الملل و النحل 43، الفرق بین الفرق 114، التبصیر فی الدین 63.
(6) البیهسیة: من فرق الخوارج، أصحاب أبی بیهس الهیصم بن جابر کان علی مذهب الازارقة ثم انشق عنهم و کفرهم. لهم آراء مبتدعة. ثم انقسموا إلی عدة فرق متباینة. الملل و النحل 125، مقالات الاسلامیین 1/ 114، التبصیر فی الدین 60، الفرق بین الفرق 108، المعارف لابن قتیبة 622.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 358

بیهوشی:

[فی الانکلیزیة]State of unconsciousness
[فی الفرنسیة]Inconscience
و معناها فقدان الوعی. و هی عند الصوفیة مقام الطمس حیث تصبح فیه الصفات محوا «1».
______________________________
(1) بیهوشی نزد صوفیه مقام طمس را گویند که در آن صفات محو شود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 359

حرف الپ الفارسی (پ)

پارسائی:

[فی الانکلیزیة]Purety،ascetism
[فی الفرنسیة]Purete،ascetisme
و معناها الطهارة و الصفاء فی العبادة. و فی اصطلاح السالکین عبارة عن الإعراض عن المقتضیات الطبعیة و الشهوانیة. کذا فی کشف اللّغات «1».

پاک بازی:

[فی الانکلیزیة]Pure play،repentance
[فی الفرنسیة]jeu pur،repentir
و معناها لغة اللعبة الطاهرة. و هی عند الصوفیة التوبة الخاصة «2».

پیاله:

[فی الانکلیزیة]Cup
[فی الفرنسیة]Coupe
هی الکأس التی یشرب بها الشراب الخمر. و فی اصطلاح السالکین کنایة عن المحبوب. و قیل کل ذرة من الذرات الموجودة هی کأس یشرب بها العارف شراب المعرفة.
کذا فی کشف اللّغات «3».

پیام:

[فی الانکلیزیة]Message،obligation،duty
[فی الفرنسیة]Message،devoir،obligation
و معناها رسالة، و عند الصوفیة هی الأوامر و النواهی «4».

پیر:

[فی الانکلیزیة]Old man
[فی الفرنسیة]Vieil homme
هو الشیخ و المسنّ و سیجی‌ء فی لفظ الشیخ، الشیوخ الأربع «5».

پیر خرابات:

[فی الانکلیزیة]Mortification
[فی الفرنسیة]Aneantissement،mortifcation
و پیر مغان: هما عند الصوفیة الکاملان و المکملان. و البیت التالی: کل من یذهب للخرابات فلیس عنده دین.
و الخرابات الزوایا الصوفیة. و لأن الخرابات هی أصول الدین!.. و المراد من الخرابات هو: خراب الصفات البشریة (المذمومة)، و الفناء فی الوجود الجسمانی و الروحانی «6».

پیمانه:

[فی الانکلیزیة]Bushel
[فی الفرنسیة]Boisseau
و هی المکیال بالفارسیة. و عند الصوفیة هی الشی‌ء الذی یشاهد به الأنوار الغیبیة و تدرک به المعانی، أی: قلب العارف «7».
______________________________
(1) بارسائی: پاکی و صافی در عبادات و در اصطلاح سالکان عبارتست از اعراض از مقتضیات طبعی و شهوانی کذا فی کشف اللغات.
(2) پاک بازی نزد صوفیه توبه خاص را گویند.
(3) پیاله: کاسه خورد که بدان شراب خورند و در اصطلاح سالکان کنایت از محبوب است و قیل هر ذرّه از ذرات موجودات پیاله است که از ان مرد عارف شراب معرفت می‌خورد کذا فی کشف اللغات.
(4) پیام: نزد صوفیه اوامر و نواهی را گویند.
(5) پیر: شیخ را گویند و قد ذکر فی کلمة شیخ أیضا مع بیان چهار پیر.
(6) پیر خرابات: و پیر مغان نزد صوفیه کاملان و مکملان را گویند. بیت. هر کو بخرابات نشد بی دین است. زیرا که خرابات اصول دین است. ازین خرابات مراد خراب شدن صفات بشریه است و فانی شدن وجود جسمانی و روحانی.
(7) پیمانه نزد صوفیه چیزی را گویند که در وی مشاهده انوار غیبی کند و ادراک معانی نماید یعنی دل عارف.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 360

حرف التاء (ت)

التّابع:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Appositive words
[فی الفرنسیة]Mots appositifs
و هو بالفارسیة: پس‌رو. و عند النحاة هو الثانی بإعراب سابقه من جهة واحدة، و السابق یسمّی متبوعا. فقولهم الثانی جنس یشمل التابع و غیره کخبر المبتدأ و خبر کان و إنّ و نحو ذلک.
و قولهم بإعراب سابقه أی متلبّس بإعراب سابقه یخرج ما یکون ثانیا، لکن لا بإعراب سابقه کخبر کان و نحوه، و لا یرد خروج التابع الثالث فصاعدا عن التعریف لأنّ المراد بالثانی المتأخّر؛ و لذا لم یقل بإعراب أوّله أو المراد الثانی فی الرتبة. و الإعراب أعمّ من أن یکون لفظا أو تقدیرا أو محلا حقیقة أو حکما، فلا یخرج عن التعریف نحو جاءتنی هؤلاء الرجال، و یا زید العاقل و لا رجل ظریفا. و قولهم من جهة واحدة یخرج ما یکون ثانیا معربا بإعراب سابقه لا من جهة واحدة کخبر المبتدأ، و ثانی مفاعیل أعلمت و ثالثها، و کذا الخبر بعد الخبر و الحال بعد الحال و نحو ذلک، و ذلک لأنّ المراد بکون إعراب الثانی بجهة إعراب السابق أن یکون إعرابه بمقتضی إعراب السابق من غیر فرق، فلا یضر اختلافهما من جهة التّابعیة و المتبوعیّة و الإعراب و البناء، فالعامل فی خبر المبتدأ و إن کان هو الابتداء أعنی التجرّد عن العوامل اللفظیة للإسناد لکن هذا المعنی من حیث إنّه یقتضی مسندا إلیه صار عاملا فی المبتدأ، و من حیث إنه یقتضی مسندا صار عاملا فی الخبر، فلیس ارتفاعهما من جهة واحدة، و کذا ثانی مفعولی ظننت، فإنّ طننت من حیث إنّه یقتضی مظنونا فیه و مظنونا عمل فی مفعولیه، فلیس انتصابهما من جهة واحدة، و کذا ثانی مفعولی أعطیت فإنّ أعطیت من حیث إنّه یقتضی آخذا و مأخوذا عمل فی مفعولیه، و کذا الحال بعد الحال و الخبر بعد الخبر و نحو ذلک.
و الحاصل أنّ المراد من جهة واحدة الانصباب المتعارف بین النحاة و هو أنّ یعرب الثانی لأجل إعراب الأول بأن ینصبّ عمل العامل المخصوص فی القبیلتین «1» انصبابة واحدة، فإنّ عمل العامل فی الشیئین علی ضربین: ضرب یتوقّف عقلیة العامل علیهما معا علی السواء کعلمت بالنسبة إلی مفعولیه و أعلمت بالنسبة إلی ثلاثة مفاعیل، و لا یسمّی مثل هذا بالانسحاب عندهم لأنّه یقتضی الثانی کما یقتضی الأول، و کذا الابتداء بالنسبة إلی المبتدأ و الخبر، و کذا الحال فی الأحوال المتعدّدة لأنک إن أردت الحال الثانیة بالنسبة إلی الأولی فهی مثل مفعولی علمت فی أنّ العامل یقتضیهما معا و لا تکون الثانیة ذیل الأولی، و إن أردت بالنسبة إلی ذی الحال فحکمهما حکم الحال الأولی، و کذا الحال فی الأخبار المتعدّدة و المفاعیل المتعددة. و ضرب یتوقف علی واحد و لا یقتضی إلّا ذلک الواحد و إنما یعمل الآخر لأنه ذیل
______________________________
(1) القبیلین (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 361
لذلک الواحد و متعلّق به لا أنّه یتوقف عقلیة ذلک العامل علیه فإنک إذا قلت جاءنی رجل عالم فاستفاد عالم الرفع بما استفاد به رجل، لکن استفادة رجل بالأصالة و استفادة عالم بالتبعیة، یعنی لمّا ثبت مجی‌ء الرجل بإسناد جاء إلیه ثبت مجی‌ء العالم أیضا ضرورة أنّ ذلک الرجل عالم، و المراد هاهنا هو هذا الثانی.
و کذا یخرج نحو قرأت الکتاب جزءا و جزءا و جاء الملک صفا صفا لأنّ الثانی غیر متلبس بإعراب سابقه من جهة واحدة، بل إعراب الأول و الثانی إعراب واحد لتناولهما بلفظ واحد فظهر فی الموضعین تحرزا عن الترجیح بلا مرجّح. هذا کله خلاصة ما فی شروح الکافیة.
اعلم أنّه یخرج عن هذا التعریف نحو ضرب ضرب زید و إنّ إنّ زیدا قائم و زید قائم زید قائم، فإنّ کلّ واحد من ضرب الثانی و إنّ الثانیة و الجملة الثانیة تابع و لیس بإعراب سابقه.
و لا ضرر فی ذلک عند من ذهب إلی أنّ التابع المصطلح هو الذی یکون تابعا لما له إعراب بوجه ما. و أمّا عند من ذهب إلی أنّ التابع المصطلح أعمّ من أن یکون تابعا لما له إعراب أولا، فلا بدّ عنده من التأویل فی قولهم هو الثانی بإعراب سابقه بأن یقال المراد الثانی بإعراب سابقه علی تقدیر أن یکون له إعراب و لو فرضا، أو الثانی بإعراب سابقه نفیا و إثباتا علی ما یستفاد من الچلپی حاشیة المطول فی بحث الوصل و الفصل حیث قال: قیل التّابع المصطلح هو الثانی بإعراب سابقه فلا بدّ أن یکون للمتبوع إعراب لفظی أو تقدیری أو محلی، فلا یشتمل للجمل التی لا محلّ لها من الإعراب. قلت المراد من قولهم هو الثانی بإعراب سابقه فیما یسابقه إعراب أو أنه بإعراب سابقه نفیا و إثباتا و إن کان خلاف الظاهر، فإنّ الحقّ أنّ کون التابع مما یتلو السابق فی أحوال آخره علی الأکثر، فالتقیید بذلک بناء علی الغالب، صرّح به فی اللّب و شرحه «1» للسیّد، و یؤیده ما صرّح به فی شرح المغنی «2» بأنّ قوله تعالی أَمَدَّکُمْ بِأَنْعامٍ وَ بَنِینَ «3» بدل اصطلاحی من قوله تعالی أَمَدَّکُمْ بِما تَعْلَمُونَ «4» مع أنّه لا محلّ لها من الإعراب انتهی.
ثم اعلم أنّ أقسام التوابع خمسة: النعت و عطف البیان و التأکید و البدل و عطف النسق، و یجی‌ء تفاسیرها فی مواضعها. و عند اجتماع تلک الأقسام فی محلّ ترتب تلک التوابع بهذا الترتیب المذکور یعنی یذکر الصفة أولا ثم عطف البیان ثم التأکید ثم البدل ثم عطف النسق.
و التأکید یجری فی جمیع أنواع الکلمة من الاسم و الفعل و الحرف بل فی الجملة أیضا. و البدل یجری فی الاسم و الفعل و الجملة، کذا عطف النسق، و لا یجری البیان و الوصف فی الجمل کما ستعرف فی لفظ الجملة.

فائدة:

اعلم أنّهم اختلفوا، فذهب بعضهم إلی أنّ
______________________________
(1) یرجّح بأنه لب الألباب فی علم الإعراب لعبد اللّه بن عمر البیضاوی (- 685 ه) اختصر فیه الکافیة فی النحو لابن الحاجب (- 646 ه)، و علی اللب شروح کثیرة منها شرح محمد بن پیر علی المعروف ببرکلی (- 981 ه) و یعرف هذا الشرح بامتحان الأذکیاء، و منها الشرح المسمّی مدرج الفوائد لما ألحق به من الزوائد لبا یزید بن عبد الغفار القونوی، و منها أیضا خلاصة الکتب لمحمد بن علی الکوبنانی (کان حیا سنة 941 ه). کشف الظنون 2/ 1546.GAL،I، 814.GAS،II، 41.
(2) لجمال الدین أبی محمد عبد اللّه بن یوسف المعروف بابن هشام (- 762 ه) و علیه شروح کثیرة منها شرح محمد بن أبی بکر الدمامینی (- 828 ه) المسمّی بتحفة الغریب بشرح مغنی اللبیب، و شرح جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطی (- 911 ه)، (ط). کشف الظنون 2/ 1751- 1754؛ معجم المطبوعات العربیة 275.
(3) الشعراء/ 133.
(4) الشعراء/ 132.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 362
العامل فی المعطوف و البدل مقدّر، و فی سائر التوابع العامل فی التابع بحکم الانسحاب و سرایة حکم المتبوع فیه. و بعضهم إلی أنّ البدل و المعطوف کسائر التوابع. و التابع عند المحدّثین یجی‌ء فی لفظ المتابعة.

التابعیّ:

[فی الانکلیزیة]Follower of a companion of the Prophet
[فی الفرنسیة]Adepte d'un compagnon du prophete
بالیاء المشدّدة عند أهل الشرع هو من لقی الصحابی من الثقلین مؤمنا بالنبی صلی اللّه علیه و سلم و مات علی الإسلام. و قید الصحابی یخرج الصحابی و فوائد باقی القیود تعرف فی لفظ الصحابی.
و هذا هو المختار خلافا لمن اشترط فی التابعی طول الملازمة کالخطیب، فإنه قال: التابعی من صحب الصحابی. و قال ابن الصلاح و مطلقه مخصوص بالتابعی بإحسان انتهی. و الظاهر منه طول الملازمة إذ الإتباع بإحسان لا یکون بدونه، أو اشترط صحة السماع کابن حبان «1» فإنه اشترط أن یکون رآه فی سنّ من یحفظ عنه، فإنّ کان صغیرا لم یحفظ فلا عبرة برؤیته کخلف بن خلیفة «2» فإنه عدّه فی أتباع التّابعین، و إن کان رأی عمر بن حریث «3» لکونه صغیرا، أو اشترط التمییز أی کونه ممیزا تصلح نسبة الرؤیة إلیه، هکذا فی شرح النخبة و شرحه. و من ثم اختلف فی الإمام الأعظم أبی حنیفة رحمه اللّه تعالی، فالجمهور عدّوه من التابعین لأنه أدرک عدّة من الصحابة و روی عن بعضهم لما فی خطبة الدر المختار «4»، و صحّ أنّ أبا حنیفة سمع الحدیث من سبعة من الصحابة و أدرک بالسن نحو عشرین صحابیا. و ذکر العلامة شمس الدین محمد أبو النصر عرب شاه «5» فی منظومته الألفیة المسمّاة بجواهر العقائد و درر القلائد «6» ثمانیة من الصحابة من روی عنهم الإمام الأعظم أبو حنیفة رحمه اللّه تعالی حیث قال:
معتقدا مذهب عظیم الشأن أبی حنیفة الفتی النعمان
التابعی سابق الأئمة بالدین و العلم سراج الأمة
جمعا من أصحاب النبی أدرکا أثرهم قد اقتفی و سلکا
______________________________
(1) هو محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التمیمی، أبو حاتم البستی، و یقال له ابن حبّان. ولد بسجستان و توفی فیها عام 354 ه/ 965 م. مؤرخ، علامة جغرافی، محدّث. له العدید من المؤلفات الهامة. الأعلام 6/ 78، معجم البلدان 2/ 171، شذرات الذهب 3/ 16، اللباب 1/ 122، تذکرة الحفاظ 3/ 125، میزان الاعتدال 3/ 39، طبقات السبکی 2/ 141.
(2) هو خلف بن خلیفة الأقطع، من قیس بن ثعلبة بالولاء. توفی حوالی عام 125 ه/ 743 م. شاعر أموی مطبوع، راویة، کان لسنا بذیئا طریفا. الأعلام 2/ 310، الشعر و الشعراء 446.
(3) هو عمرو بن حریث بن عمرو بن عثمان المخزومی القرشی، أبو سعید. ولد عام 2 ق. ه/ 620 م. و توفی بالکوفة عام 85 ه/ 704 م و آل من الصحابة. ولی إمرة الکوفة. روی عدة أحادیث. الأعلام 5/ 76، ذیل المذیل 23، سمط اللآلی 552.
(4) الدر المختار شرح تنویر الأبصار (فقه حنفی) لعلاء الدین محمد بن علی بن محمد بن عبد الرحیم الحصکفی، مفتی الشام (- 1088 ه). إیضاح المکنون 1/ 447، معجم المطبوعات العربیة، 779.
(5) لم یعثر علیه بهذا الاسم و إنما المشهور باسم ابن عربشاه و هو الموجود فی بعض المراجع. و هو شهاب الدین أحمد بن محمد بن إبراهیم الدمشقی الحنفی المعروف بابن عربشاه. ولد فی دمشق عام 791 ه و توفی عام 854 ه فی القاهرة. مؤرخ مشهور. و قد أخذه تیمور إلی سمرقند و بعد تیمور انتقل إلی القاهرة فی آخر عمره. له عدة کتب منها: عجائب المقدور فی غرائب تیمور. حاشیة براون، ص 239.
(6) الأرجح أنها منظومة فی العقیدة و التوحید لشهاب الدین أحمد بن محمد المعروف بابن عرب شاه (- 854 ه) و قد ذکرتها المراجع التالیة تحت اسم العقد الفرید فی التوحید، إذ لم یعثر لعرب شاه علی ألفیة غیرها. الأعلام 1/ 228، کشف الظنون 2/ 1152، الضوء اللامع، 2/ 128.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 363
و قد روی عن أنس «1» و جابر «2» و ابن أبی أوفی «3» کذا عن عامر «4».
أعنی أبا الطّفیل ذا ابن واثلة. و ابن أنیس «5» الفتی و واثلة «6».
عن ابن جزء «7» قد روی الإمام. و بنت عجرد «8» هی التمام.
انتهی. و بعضهم جعله من تبع التّابعین لأنه لم یکن له طول الملازمة مع الصحابی.
التابل: Spices -Epices
بفتح الموحّدة و کسرها واحد التوابل، و هی الأشیاء الیابسة التی یطیب بها الغذاء، کذا فی بحر الجواهر.

التأبید:

[فی الانکلیزیة]Perpetuation
[فی الفرنسیة]Perpetuation
عند البلغاء هو دعاء معلّق بشی‌ء، بقاؤه مستمرّ إلی یوم القیامة. کذا فی جامع الصنائع «9».

تأثیر الوصف:

[فی الانکلیزیة]Cause،research of causes،reasoning by analogy
[فی الفرنسیة]Cause،recherche des causes،raisonnement par analogie
أی العلة فی اصطلاح الأصولیین من الحنفیة هو أن یثبت بنصّ أو إجماع اعتبار نوع ذلک الوصف أو جنسه فی نوع الحکم أو جنسه. و المراد بالوصف الوصف الذی یجعل علّة لا مطلق الوصف، و بالحکم الحکم المطلوب بالقیاس لا مطلق الحکم، لأنّ جمیع
______________________________
(1) هو أنس بن مالک بن النضر بن ضمضم البخاری الخزرجی الأنصاری، أبو ثمامة أو أبو حمزة، ولد بالمدینة عام 10 ق. ه/ 612 م و توفی بالبصرة عام 93 ه/ 712 م من صحابة النبی صلی اللّه علیه و سلم و خادمه. راو للحدیث. الأعلام 2/ 24، طبقات ابن سعد 7/ 10 تهذیب ابن عساکر 3/ 139، صفة الصفوة 1/ 298.
(2) هو جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام الخزرجی الأنصاری السلمی. ولد عام 16 ق. ه/ 607 م، و توفی عام 78 ه/ 697 م. صحابی جلیل من المکثرین فی الروایة عن الرسول (ص)، و غزا مع النبی غزوات عدیدة. الأعلام 2/ 104، الإصابة 1/ 213، ذیل المذیل 22، تهذیب الأسماء 1/ 142.
(3) هو علقمة بن خالد بن الحارث، أبو معاویة. توفی عام 86 ه، و قیل 88 ه. فقیه صاحب النبی صلی اللّه علیه و سلم. من أهل بیعة الرضوان. آخر من فی الکوفة من الصحابة. روی عدة أحادیث عن النبی. سیر أعلام النبلاء 3/ 428، طبقات ابن سعد 4/ 301، المحبر 298، الاستیعاب 870، تاریخ ابن عساکر 9/ 524، الإصابة 2/ 279، شذرات الذهب 1/ 96.
(4) هو عامر بن وائلة بن عبد اللّه بن عمرو اللیثی الکنانی القرشی، أبو الطفیل. ولد عام 3 ه/ 625 م و توفی بمکة عام 100 ه/ 718 م. شاعر کنانة و فارسها. روی عن النبی صلی اللّه علیه و سلم بعض الأحادیث. کان من أنصار علی بن أبی طالب. الأعلام 3/ 255، الأغانی 13/ 159، تهذیب التهذیب 5/ 82، طبقات ابن سعد 5/ 338، خزانة البغدادی 2/ 91، الجواهر المضیة 2/ 246.
(5) هو عبد اللّه بن أنیس الجهنی الأنصاری أبو یحی، متوفی عام 54 ه. صاحب النبی صلی اللّه علیه و سلم، هاجر إلی المدینة و شهد الفتوح مع النبی صلی اللّه علیه و سلم. طبقات ابن سعد 1/ 50، الاستیعاب فی معرفة الأصحاب 3/ 869.
(6) هو وائلة بن الأسقع بن عبد العزی بن عبد یالیل اللیثی الکنانی. ولد عام 22 ه/ 601 م. و توفی بدمشق أو القدس عام 83 ه/ 702 م صحابی من أهل الصّفة. و شهد المشاهد مع النبی صلی اللّه علیه و سلم و خدمه ثلاث سنین، و روی بضعا و سبعین حدیثا.
الأعلام 8/ 107، التهذیب 11/ 101، الاستیعاب 3/ 606، صفة الصفوة 1/ 279، حلیة الأولیاء 2/ 21، خزانة البغدادی 3/ 343.
(7) ابن جزء: هو أویس بن عامر بن جزء بن مالک القرنی، من بنی قرن بن ردمان بن ناجیة بن مراد. مات عام 37 ه/ 657 م.
ناسک متعبد من سادات التابعین. شهد صفین مع الإمام علی و قتل فی المعرکة. الأعلام 2/ 32، ابن سعد 6/ 111، میزان الاعتدال 129، حلیة الأولیاء 2/ 79، لسان المیزان 1/ 471.
(8) هی عائشة بنت عجرد، من التابعین، روی عنها بعض الأحادیث، و ذکرها کثیر من العلماء فیهم، و قد ذکرها بعضهم باسم بنت عجرة. أسد الغابة 6/ 193، طبقات ابن سعد 8/ 356، الإصابة 4/ 361.
(9) نزد بلغاء دعائی باشد که آن را تعلیق کنند به چیزی که بقای او تا قیامت باشد کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 364
الأوصاف و الأحکام حتی أجناسها أنواع لمطلق الوصف و الحکم، فإضافة النوع إلی الوصف و الحکم بیانیة أی النوع الذی هو الوصف أو الحکم المطلوب، فهو نوع لمطلق الوصف و الحکم. و قد تبین بالإضافة إلی الوصف المخصوص و الحکم المطلوب الاحتراز عن الأنواع العالیة أو المتوسطة التی وقع التعبیر عنها بلفظ الجنس.
و أما إضافة الجنس إلی الوصف و الحکم فبمعنی اللام علی أنّ المراد بهما الوصف المعروف [للحکم المطلوب أی الوصف الذی جعل علة] «1»، کما فی حال إضافة النوع.
و المراد بالجنس هو الجنس القریب، مثلا عجز الإنسان عن الإتیان بما یحتاج إلیه وصف و هو علّة لحکم فیه تخفیف للنّصوص الدّالّة علی عدم الحرج و الضّرر. فعجز الصبی الغیر العاقل نوع و عجز المجنون نوع آخر، جنسهما العجز بسبب عدم العقل، و فوقه الجنس الذی هو العجز بسبب ضعف القوی الظاهرة و الباطنة علی ما یشتمل المریض، و فوقه الجنس الذی هو العجز النّاشئ من الفاعل بدون اختیاره علی ما یشتمل المحبوس، و فوقه الجنس الذی هو العجز النّاشئ من الفاعل علی ما یشتمل المسافر أیضا، و فوقه مطلق العجز الشامل لما ینشأ عن الفاعل و عن محلّ الفعل و عن الخارج. و هکذا فی جانب الحکم فإنّه یقابل کلا ممّا ذکر فی جانب الوصف حکم فی مرتبته عموما و خصوصا، فلیعتبر مثل ذلک فی جمیع الأوصاف و الأحکام، و إلّا فتحقق «2» الأنواع و الأجناس و أقسامهما ممّا یتعسّر فی الماهیّات الحقیقیة فضلا من «3» الاعتباریات.
فالحاصل أنّ الوصف المؤثّر هو الذی یثبت بنصّ أو إجماع علیّة ذلک النوع من الوصف لذلک النوع من الحکم، کالعجز بسبب عدم العقل مؤثّر فی سقوط ما یحتاج إلی النیة، أو علیّة جنس ذلک الوصف لنوع ذلک الحکم، کما فی سقوط ما یحتاج إلی النیّة عن الصبی، فإنّ العجز بسب عدم العقل و هو جنس للعجز بسبب الصبی مؤثّر فی سقوطه، أو علیّة ذلک النوع من الوصف لجنس ذلک الحکم، کما فی سقوط الزکاة عمّن لا عقل له، فإنّ العجز بواسطة عدم العقل مؤثّر فی سقوط ما یحتاج إلی النیّة، و هو جنس لسقوط الزکاة أو علیّة جنس الوصف لجنس الحکم، کما فی سقوط الزکاة عن الصبی لتأثیر العجز بسبب عدم العقل فی سقوط ما یحتاج إلی النیة. و عند أصحاب الشافعی رحمه اللّه تعالی أخص من ذلک و هو أن یثبت بنصّ أو إجماع اعتبار عین الوصف فی عین ذلک الحکم، أی نوع الوصف فی نوع الحکم. و لذا قال الغزالی: المؤثّر مقبول باتفاق القائسین.
و اعلم أنّ المراد من اعتبار نوع الوصف فی نوع الحکم اعتبار الوصف المذکور فی الحکم المذکور، هکذا یستفاد من التلویح و الچلپی. و ذکر فخر الاسلام فی بعض مصنّفاته عدالة الوصف تثبت بالتأثیر، و هو أن یکون لجنس ذلک الوصف تأثیر فی جنس ذلک الحکم فی موضع آخر نصا أو إجماعا، کذا فی بعض شروح الحسامی. فإن ظهر أثر جنس الوصف فی عین الحکم أو ظهر أثر عین الوصف فی جنس الحکم أو عینه کان معدودا فی التأثیر أیضا بالطریق الأولی، کما أشار إلیه صاحب نور الأنوار. فرجع ما ذکره فخر الإسلام إلی
______________________________
(1) [للحکم … علة] (+ م).
(2) تحقیق (م).
(3) عن (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 365
الأوّل. و بعضهم قال: تأثیر جنس الوصف فی جنس الحکم هو الملائمة و تأثیر عینه فی عین الحکم أو جنسه فی عین الحکم هو التأثیر.
و یجی‌ء أیضا ما یوضّح هذا المقام فی لفظ المناسبة.

التأخّر:

[فی الانکلیزیة]lateness،delay،setback
[فی الفرنسیة]Retard،recul
ضد التقدم و المتأخّر ضد المتقدم کما یجی‌ء فی لفظ المتقدم.

تاراج:

[فی الانکلیزیة]Confiscation
[فی الفرنسیة]Confiscation
و معناها: انتهاب. و فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن سلب اختیار العبد السالک فی جمیع أحواله الظاهرة و الباطنة «1».

التّاریخ:

[فی الانکلیزیة]History،chronology
[فی الفرنسیة]L'histoire chronologie،annales
فی اللغة تعریف الوقت. فقیل هو قلب التأخیر. و قیل هو بمعنی الغایة، یقال: فلان تاریخ قومه أی ینتهی إلیه شرفهم. فمعنی قولهم فعلت فی تاریخ کذا فعلت فی وقت الشی‌ء الذی ینتهی إلیه. و قیل و هو لیس بعربی، فإنّه مصدر المؤرّخ، و هو معرب ماه روز. و أمّا فی اصطلاح المنجّمین و غیرهم فهو تعیین یوم ظهر فیه أمر شائع من ملّة أو دولة أو حدث فیه هائل کزلزلة و طوفان ینسب إلیه، أی إلی ذلک الیوم ما یراد تعیین وقته فی مستأنف الزمان أو فی متقدمه. و قد یطلق علی نفس ذلک الیوم و علی المدّة الواقعة بین ذلک الیوم و الوقت المفروض، کذا فی شرح التذکرة. و البلغاء یطلقونه علی اللفظ الدّال بحساب الجمل بحسب حروفه المکتوبة علی تعیین ذلک الیوم، علی ما فی مجمع الصنائع، حیث قال: التاریخ عند البلغاء: هو أن یعمد الشاعر إلی أن یجمع حروفا لواقعة أو أمر فی کلمة، أو مصراعا بحساب الجمل موافقا للتاریخ الهجری، فتکون الکلمة أو المصراع بحسب مقدار حروفها بحساب الجمل هی تاریخ لتلک الواقعة، و أحسن أنواع التاریخ أن یکون الکلام مناسبا للموضوع کما فی المثل التالی: فقد بنی ابراهیم خان مسجدا فی بلاد البنغال وضع أحدهم تاریخا لذلک بهذا المصراع: «بنای کعبه ثانی نهاد ابراهیم» أی وضع ابراهیم بناء الکعبة الثانیة انتهی «2».
اعلم أن التواریخ بحسب اصطلاح کلّ قوم مختلفة. فمنها تاریخ الهجرة [و یسمی بالتاریخ الهجری أیضا] «3» و هو أوّل المحرّم من السنة التی وقع فیها هجرة النبی صلی اللّه علیه و سلم من مکّة إلی المدینة. و شهور هذا التاریخ معروفة مأخوذة من رؤیة الهلال، و لا یزید شهر علی ثلاثین یوما و لا ینتقص من تسعة و عشرین یوما. و یمکن أن یجی‌ء أربعة أشهر ثلاثین یوما علی التّوالی، لا أزید منها، و أن یجی‌ء ثلاثة أشهر تسعة و عشرین یوما علی التّوالی لا أزید منها. و سنوهم و شهورهم قمریة حقیقة، و کلّ سنة فهو اثنا عشر شهرا. و المنجّمون یأخذون للمحرّم ثلاثین یوما و للصّفر تسعة و عشرین یوما و هکذا إلی الآخر، فسنوهم و شهورهم قمریة اصطلاحیة. و یجی‌ء تفصیله فی لفظ السّنة.
و سبب وضع التاریخ الهجری أنه کتب أبو
______________________________
(1) تاراج: در اصطلاح صوفیه عبارتست از سلب اختیار سالک در جمیع احوال و اعمال ظاهری و باطنی.
(2) تاریخ نزد بلغا عبارتست از آنکه از جهت حدوث واقعه لفظی یا مصراعی که بحسب حروف مکتوبه از روی حساب جمل موافق تاریخ سال هجری از ان باشد تاریخ آن کنند و احسن آنست که کلام تاریخ مناسب باشد بآن واقعه چنانچه ابراهیم خان فتح جنگ در بنگاله مسجدی ساخت و شخصی تاریخش این مصراع نمود. بنای کعبه ثانی نهاد ابراهیم.
(3) [و یسمی بالتاریخ … ]+ م.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 366
موسی الأشعری «1» إلی عمر «2» رضی اللّه تعالی عنه أنّا قد قرأنا صکّا من الکتب التی تأتینا من قبل أمیر المؤمنین، رضی اللّه تعالی عنه، و کان محلّه شعبان، فما ندری أیّ الشعبانین هو الماضی أو الآتی، فجمع أعیان الصّحابة و استشارهم فیما تضبط به الأوقات، و کان فیهم ملک أهواز «3» اسمه الهرمزان «4» و قد أسلم علی یده حین أسر، فقال: إنّ لنا حسابا نسمّیه ماه روز، أی حساب الشهور و الأعوام، و شرح کیفیة استعماله، فأمر عمر بوضع التاریخ. فأشار بعض الیهود إلی تاریخ الروم فلم یقبله لما فیه من الطول. و بعضهم إلی تاریخ الفرس فردّه لعدم استناده إلی مبدأ معیّن، فإنهم کانوا یجدّدونه کلّما قام ملک و یطرحون ما قبله، فاستقرّ رأیهم علی تعیین یوم من أیامه علیه الصلاة و السلام لذلک. و لم یصلح وقت المبعث لکونه غیر معلوم و لا وقت الولادة للاختلاف فیه. فقیل إنّه قد ولد لیلة الثانی أو الثامن أو الثالث عشر من ربیع الآخر سنة أربعین أو اثنتین و أربعین أو ثلاثة و أربعین من ملک نوشیروان، و لا وقت الوفاة لتنفّر الطبع عنه. فجعل مبدأ الهجرة من مکّة إلی المدینة إذ بها ظهرت دولة الإسلام. و کانت الهجرة یوم الثلاثاء لثمان خلون من ربیع الأوّل، و أوّل تلک السنة یوم الخمیس من المحرّم بحسب الأمر الأوسط، و کان اتفاقهم علی هذا سنة سبع عشرة من الهجرة.
و منها تاریخ الروم و یسمّی أیضا بالتاریخ [الرومی] «5» الإسکندری، و مبدؤه یوم الاثنین بعد مضی اثنتی عشرة سنة شمسیة من وفاة ذی القرنین اسکندر بن فیلقوس «6» الرومی الذی استولی علی الأقالیم السبعة. و قیل بعد مضی ست سنین من جلوسه. و قیل مبدؤه أوّل ملکه.
و قیل أوّل ملک سولوقس «7» و هو الذی أمر ببناء أنطاکیة «8» و ملک الشام و العراق و بعض الهند
______________________________
(1) هو عبد اللّه بن قیس بن سلیم بن حضر بن حرب، أبو موسی الأشعری. ولد بالیمن عام 21 ق. ه/ 602 م و توفی بالکوفة عام 44 ه/ 665 م. صحابی جلیل. شجاع، من القادة الفاتحین. تولی التحکیم بین علی و معاویة. و له أخبار مشهورة. راو للحدیث. إمام فی القراءة. الأعلام 4/ 114، طبقات ابن سعد 4/ 79، غایة النهایة 1/ 441، صفة الصفوة 1/ 225، حلیة الأولیاء 1/ 256.
(2) هو الخلیفة عمر بن الخطاب بن نفیل القرشی العدوی، أبو حفص. ولد عام 40 ق. ه/ 584 م و توفی عام 23 ه/ 244 م.
ثانی الخلفاء الراشدین و أول من لقب بأمیر المؤمنین. صحابی جلیل، شجاع عدل حازم. أسلم قبل الهجرة. فتح العراق و الشام علی عهده و کذلک فلسطین و مصر. کانت له مواقف مشهودة فی تاریخ الدعوة الإسلامیة. و هو أول من دوّن الدواوین فی الإسلام. مات قتلا بخنجر من أبی لؤلؤة الفارسی. الأعلام 5/ 45، ابن الأثیر 3/ 19، الطبری 1/ 187، الیعقوبی 2/ 117، صفة الصفوة 1/ 101، حلیة الأولیاء 1/ 38، تاریخ الخمیس 1/ 259، البدء و التاریخ 5/ 88.
(3) هی الاسم العربی لکورة- أی صقع- خوزستان، و تقع بین البصرة و فارس، و الجبال. ثم عرب اسم الکورة (الأهواز) علی إحدی مدنه و قصبته، و هی سوق الأهواز، فهی المرادة فی کلام المتأخرین. معجم البلدان 1/ 284، الأنساب 1/ 391، تقویم البلدان 316، الأمصار ذوات الآثار 224.
(4) هو اسم لقائد فارسی معروف، وقع فی أسر المسلمین أیام عمر بن الخطاب، ثم أسلم ظاهرا.
(5) الرومی (+ م).
(6) هو الإسکندر الأکبر المقدونی ذو القرنین إسکندر بن فیلقوس أو فیلیپوس. حکم من سنة 336- 323 ق. م. و قد بنی مدینة الإسکندریة فنسبت إلیه و دفن فیها. و ذکر المسعودی أن قبره کان لا یزال بها حوالی سنة 322 ه. أخبار الحکماء 26، خطط المقریزی 1/ 150، دائرة المعارف الإسلامیة مادة الإسکندر، طبقات الأطباء و الحکماء 28 هامش 10.
(7) سلوقس، قائد مقدونی یونانی من قواد الإسکندر (355- 280 ق. م.) أرسل إلی الجهة الشرقیة من أمبراطوریة الإسکندر حاکما علی بابل. ثم أسّس المملکة السلوقیة بعد الإسکندر، فحکم منطقة الشرق و لقّب بسلوقس الأول. أعقبه سلوقس الثانی حتی السادس حوالی 95 ق. م.
(8) مدینة بالشام علی ساحل البحر. قالوا: و کل شی‌ء عند العرب من قبل الشام فهو أنطاکیة. و قد مدحها العرب و الجغرافیون
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 367
و الصین، و نسب بعده إلی اسکندر و اشتهر باسمه إلی الآن. و قیل مبدؤه مقدّم علی مبدأ الهجری بثلاثمائة و أربعین ألفا و سبعمائة یوم. و ذکر کوشیار «1» فی زیجه الجامع أنّ هذا التاریخ هو تاریخ السریانیین، و لیس بینهم و بین الروم خلاف إلّا فی أسماء الشهور و فی أوّل شهور السنة، فإنه عند الروم کانون الثانی باسم رومی علی الترتیب. و أسماء الشهور فی لسان السریانیین علی الترتیب هی هذه: تشرین الأول تشرین الآخر کانون الأول کانون الآخر شباط آذار نیسان أیار حزیران تموز آب أیلول. و المشهور أنّ هذه الأسماء بلسان الروم و أن مبدأ سنتهم أوّل تشرین الأول و وقته قریب من توسّط الشمس المیزان علی التقدیم و التأخیر. و السنة الشمسیة یأخذون کسرها ربعا تامّا بلا زیادة و نقصان. و أیام أربعة أشهر منها و هی تشرین الآخر و نیسان و حزیران و أیلول ثلاثون ثلاثون، و شباط ثمانیة و عشرون، و البواقی أحد و ثلاثون أحد و ثلاثون. و یزیدون یوم الکبیسة فی أربع سنین مرة فی آخر شباط فیصیر تسعة و عشرین.
و قیل فی آخر کانون الأول و یسمّون تلک السنة سنة الکبیسة فسنوهم [و شهورهم] «2» شمسیة اصطلاحیة. و منها تاریخ القبط المحدث.
و أسماء شهوره هذه: توت بابه هثور کیهک طوبه أمشیر برمهات برموزه بشنشد بونه ابیب مسری.
و أیام سنتهم کأیام سنة الروم، إلّا أنّ أیام شهورهم ثلاثون ثلاثون، و الخمسة المسترقة تزاد فی آخر الشهر الأخیر و هو مسری، و الکبیسة ملحقة بآخر السنة. و أوّل سنتهم و هو التاسع و العشرون من شهر آب الرومی، إلّا أن یکون فی سنة الروم کبیسة فإنّه حینئذ یکون أول السنة هو الثلاثون منه. و مبدأ هذا التاریخ حین استولی دقیانوس «3» ملک الروم علی القبط، و هو مؤخّر عن مبدأ تاریخ الروم بمائتین و سبعة عشر ألف یوم و مأتین و أحد و تسعین یوما. و أوله کان یوم الجمعة و علی هذا التاریخ یعتمد أهل مصر و إسکندریة.
و منها تاریخ الفرس، و یسمّی تاریخا یزدجردیا و قدیما «4» أیضا. اعلم أنّ أهل الفرس کانوا یأخذون کسر السنة الشمسیة أیضا ربعا تاما کالروم. و أول وضعه کان فی زمن جمشید «5». ثم کانوا یجدّدون التاریخ فی زمان
______________________________
- لحسن موقعها. بناها بطلیموس من ملوک الیونانیین. ثم اتّخذها النصاری مرکزا للعبادة، و دعوها مدینة اللّه و مدینة الملک و أم المدائن. و قد وصفها العلماء فی کثیر من الکتب و ذکروا ما فیها من ینابیع و أشجار و غیر ذلک. الروض المعطار 38، نزهة المشتاق 195، مروج الذهب 2/ 82، صبح الأعشی 4/ 129، معجم البلدان أنطاکیة.- تقع الیوم ضمن ترکیا-.
(1) هو أبو الحسن کوشیار بن لبان باشهری الجبلی. من أجلّة الریاضیین و المنجمین فی أواخر القرن الرابع الهجری و أوائل القرن الخامس. و من آثاره الباقیة: کتاب الأسطرلاب، عیون الحقائق فی علم أحکام النجوم، مجمل الأصول. انظر عنه:
م. معین، چهار مقالة، ص 202، و د. ذبیح اللّه صفا، تاریخ الأدب فی إیران، ج 1، ص 336.
(2) [و شهورهم] (+ م).
(3) دقلدیانوس (245- 313 م) حکم الإمبراطوریة الرومانیة بین (284- 305 م) جندی فلاح الأصل من إقلیم اللیریا المطل علی البحر الأدریاتیکی. بذل جهودا فذة فی القیادة و التنظیم و الإدارة فأدخل مرکزیة الحکم و قسّم الولایات تقسیما جدیدا فاصلا السیاسة عن السلطة العسکریة، جعل نفسه امبراطورا مستبدا مدّعیا حقوقا إلهیة و وضع تحته اداة إداریة یدیرها جمع کبیر من فئات الموظفین المدنیین المتسلسلی الرتب. قسّم أمبراطوریته إلی أربع جهات لیسهل الدفاع عن کل منطقة و هی منطقة ألمانیا، إیطالیا، سرمیوم- بلغراد- نیقومیدیا- ازمت- قرب اسطنبول و أقام فی الأخیرة مراقبا أوضاع الشرق المضطربة، کما أقرّ بدعة جدیدة بقیام قیصرین فی الحکم هو و مکسیمیانوس، و أعقبهما قسطنطین الذی أدخل النصرانیة علی الإمبراطوریة، علما أن النصاری لقوا اضطهادا شدیدا فی عهد دقلدیانوس الوثنی.
(4) قدیمیا (م).
(5) اسم علم لأحد ملوک إیران الأقدمین، و هو مشهور بالکأس التی کان یری فیها أحداث المستقبل، و لذلک عرف باسم: جام جم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 368
کلّ سلطان عظیم لهم. و أیام شهورهم ثلاثون ثلاثون. و أسماء شهورهم هذه: فروردین ماه أردیبهشتماه خرداد ماه تیر ماه مرداد ماه شهریور ماه مهر ماه آبان ماه آذر ماه دیماه بهمن ماه اسفندارمذماه. لکن یقیّد جمیعها بالقدیم بأن یقال فروردین ماه القدیم الخ. و هذه الأسماء بعینها أسماء شهور التاریخ الجلالی، إلّا أنّها تقیّد بالجلالی. ثم إنّهم کانوا یزیدون فی کل مائة و عشرین سنة شهرا فتصیر شهور السنة ثلاثة عشر و یسمّونه باسم الشهر الذی ألحق به، و ینقلون الشهر الزائد من شهر إلی شهر، حتی إذا تکرّر فروردین فی سنة تکرّر اردیبهشت بعد مائة و عشرین سنة و هکذا إلی أن تصل النوبة إلی اسفندارمذ، و ذلک فی ألف و أربعمائة و أربعین سنة، و تسمّی دور الکبیسة، و یزیدون الخمسة المسترقة فی سنة الکبیسة فی آخر الشهر الزائد، فیصیر خمسة و ثلاثون یوما. و فی السنین الأخری یزیدونها فی آخر الشهر الذی وافق اسمه اسم هذا الشهر. فإذا تمّت مائة و عشرون سنة أخری و وقعت کبیسة أخری و صار اسم الشهر الزائد موافقا لاسم شهر آخر یزیدونها علی آخر هذا الشهر و هکذا. و کان مبدأ السنة أبدا هو الشهر الذی یکون بعد الخمسة. و لمّا جدّدوا التاریخ لیزدجرد «1» کان قد مضی تسعمائة و ستون سنة من دور الکبیس، و انتهی الشهر الزائد إلی آبانماه و المسترقة کانت فی آخره. ثم لمّا ذهبت دولة الفرس علی یده فی زمن عثمان بن عفان رضی اللّه تعالی عنه، حیث انهزم من العرب عند محاربتهم إیّاه و لم یقم مقامه من یجدّد له التاریخ، اشتهر هذا التاریخ به من بین سائر ملوک الفرس، و بقیت الخمسة تابعة لآبانماه من غیر نقل و لا کبس. و کان کذلک إلی سنة ثلاثمائة و خمس و سبعین یزدجردیة، و قد تمّ الدّور حینئذ، و حلّت الشمس أوّل الحمل فی أوّل فروردین ماه، فنقلت الخمسة بفارس إلی آخر اسفندارمذماه، و ترکت فی بعض النواحی إلی آخر آبانماه، لأنهم کانوا یظنون أنّ ذلک دین المجوسیة «2»، لا یجوز أنّ یبدّل و یغیر. و لمّا خلا هذا التاریخ عن الکسور حینئذ، صار استعمال المنجّمین له أکثر من غیره. و أوّل هذا التاریخ یوم الثلاثاء أوّل یوم من تلک السنة فیها یزدجرد، و هو مؤخّر عن مبدأ الهجری بثلاثة آلاف و ستمائة و أربعة و عشرین یوما.
و منها التاریخ الملکی و یسمّی بالتاریخ الجلالی أیضا و هو تاریخ وضعه ثمانیة من الحکماء لمّا أمرهم جلال الدین ملک شاه السلجوقی «3» بافتتاح التّقویم من بلوغ مرکز الشمس أوّل الحمل. و کانت سنو التواریخ المشهورة غیر مطابقة لذلک، فوضعوا هذا التاریخ لیکون انتقال الشمس أوّل الحمل أبدا أوّل یوم من سنتهم. و أسماء شهورهم هی أسماء الشهور الیزدجردیة، إلّا أنها تقیّد بالجلالی. و أوّل أیام هذا التاریخ کان یوم الجمعة، و کان فی وقت وضعه قد اتّفق نزول الشمس أوّل الحمل فی الثّامن عشر من فروردین‌ماه القدیم، فهم جعلوه أوّل فروردین‌ماه الجلالی، و جعلوا الأیام الثمانیة عشر کبیسة.
و من هذا تسمعهم یقولون إنّ مبدأ التاریخ
______________________________
(1) لقب یطلق علی بعض ملوک آل ساسان. و یزدجرد أیضا اسم علی تقویم إیرانی تمّ إصلاحه فی عهد أحد ملوک السلاجقة، و عرف بالتقویم الجلالی، و ذلک علی ید المنجم عمر الخیام المشهور.
(2) المجوس (ع) و المجوسیة (م).
(3) هو السلطان الکبیر جلال الدولة، أبو الفتح ملکشاه بن السلطان ألب أرسلان محمد بن جفر بیک السلجوقی الترکی. تملّک بعد أبیه. کان ذا هیبة و سطوة، و بسط نفوذه علی کثیر من الممالک. و کان حسن السیرة، و اهتمّ بالعمران، و بنی فی بغداد جامعا کبیرا. سیر أعلام النبلاء 19/ 54، المنتظم 9/ 69، الکامل فی التاریخ 10/ 76، وفیات الأعیان 5/ 283، العبر 3/ 309، البدایة و النهایة 12/ 142، شذرات الذهب 3/ 376.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 369
الملکی هو الکبیسة الملک شاهیة، و هو متأخّر عن مبدأ التاریخ الیزدجردی بمائة و ثلاثة و ستین ألف یوم و مائة و ثلاثة و سبعین یوما.
و منها التاریخ الإیلخانی و هو کالتاریخ الملکی مبدأ و شهورا بلا تفاوت. و کان ابتدءوه فی سنة أربع و عشرین و مأتین من التاریخ الملکی و کان أوّل هذا التاریخ یوم الاثنین.
و منها تاریخ القبط القدیم و هو تاریخ بخت‌نصّر الأول «1» من ملوک بابل «2». و أیّام سنة هذا التاریخ ثلاثمائة و خمسة و ستون یوما بلا کسر.
و أسماء شهوره هذه: توت فاوفی اتور خوافی طوبی ما خیر فامینوث فرموت باخون باویتی ابیفی ماسوری. و أیام کل شهر ثلاثون.
و الخمسة المسترقة تلحق بالشهر الأخیر. و أوّل هذا التاریخ کان یوم الأربعاء من أول جلوس بخت نصر. و مبدؤه مقدّم علی مبدأ تاریخ الروم بمائة و تسعة و خمسین ألف یوم و مائتی یوم و یومین. و علی هذا التاریخ وضع بطلمیوس «3» أوساط الکواکب فی المجسطی.
و منها تاریخ الیهود و سنوه [کسنی تاریخ الروم کما یفهم من زیج إیلخانی،] «4» شمسیة حقیقیة و شهوره قمریة. و أسماء شهورهم هی هذه: تسری مرخشوان کسلیو طیبث شفط آذر نیسن ایرسیون تموز أب أیلول. و سبب وضعه أنّ موسی علیه السلام لمّا نجا من فرعون و قومه و غرقوا، استبشر بذلک الیوم و أمر بتعظیمه و جعله عیدا. و کان ذلک فی لیلة الخمیس خامس عشر شهر نیسن، و قد طلع القمر مع غروب الشمس فی ذلک الوقت، و کان القمر فی المیزان و الشمس فی الحمل، و کانوا یفرکون سنبل الحنطة بأیدیهم. و ذلک یکون فی المصر بقرب أوائل الحمل. فاحتاجوا إلی استعمال السّنة الشمسیة و الشهور القمریة و کبس بعض السنین بشهر زائد لئلّا یتغیر وقت عبادتهم.
و سمّوا سنة الکبیسة عبّورا و غیر الکبیسة بسیطة، و کبسوا تسع عشرة سنة بسبعة أشهر قمریة علی ترتیب بهزیجوج کبائس. لکنّ العرب کانوا یزیدون الشهر الزائد علی جمیع السنة، و الیهود أبدا یکرّرون الشهر السادس و هو آذر، فیصیر فی السنة آذران، آذر الکبس فیعدونه زائدا و بعده آذر الأصل و یعدّونه من أصل السنة و بعدهما نیسن.
و أول سنتهم یکون متردّدا بین أواخر آب و أیلول من سنة الروم. و أمّا الشهور فبعضهم یأخذونها من رؤیة الأهلّة و لا یلتفتون إلی التفاوت الواقع فی الأقالیم کالمسلمین، و کان فی زمن موسی علیه السلام کذلک. و بعضهم یأخذون بعض الشهور ثلاثین و بعضها تسعة و عشرین، علی ترتیب أهل الحساب حتی لا یتغیّر ابتداء الشهور فی جمیع العالم. فالشهور تکون قمریة وسطیة.
لکنهم یجعلون کلا من البسیطة و الکبیسة ناقصة و معتدلة و کاملة. فالبسیطة الناقصة شنجه یوما.
______________________________
(1) رجل من العجم کان فی خدمة لهراسب الملک حیث وجّهه إلی الشام و بیت المقدس لیجلی الیهود عنها، فسار إلیها ثم انصرف. ثم وجّهه بهمن الملک لیجلی الیهود عن بیت المقدس مرة أخری، فسار إلیهم و قاتلهم و سبی ذراریهم و هدم البیت و انصرف إلی بابل، تاریخ الطبری 2/ 541، ط. دار المعارف.
(2) حاضرة من حواضر العراق القدیم. قیل إن الضحاک أول من بناها، و سکنها العمالقة و دخلها إبراهیم علیه السلام. و یقال إن بها هاروت و ماروت المذکورین فی القرآن الکریم. و ذکر أنها أقدم بناء بنی بعد الطوفان، ثم هدمها کسری الأول ملک الفرس، و اشتهرت بحدائقها المعلّقة. و ورد ذکرها کثیرا لدی العلماء فی کتبهم. الروض المعطار 73.
(3) هو بطلیموس الثانی الملقب فیلادلفوس (أی محب أخیه). ولد فی قونیة 309 ق. م. و حکم من سنة 285- 246 ق. م. ملک بعد الإسکندر و کان حریصا علی العلم مولعا به کثیر البحث. و له العدید من الکتب الفلسفیة و الطبیة و فی الحکمة. و منها کتاب المجسطی فی الفلک و الهیئة و الجغرافیا. عیون الأنباء 1/ 72، مختصر الدول 98، الیعقوبی 107، خطط المقریزی 1/ 154، طبقات الأطباء و الحکماء 35، أخبار الحکماء 99.
(4) [کسنی تاریخ … إیلخانی] (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 370
و المعتدلة شند. و الکاملة شنه. و الکبیسة الناقصة شفد یوما. و المعتدلة شدد. و الکاملة شنه. فأیام کل من تشری و شفط و نیسن و سیون و اوب ثلاثون. و کذا أیام آذر الکبس. و أیام کل من طیبث و آذر الأصل و أیر و تموز و أیلول تسعة و عشرون. و أیام مرخشوان فی السنة المعتدلة تسعة و عشرون. و أیام کسلیو فیها ثلاثون.
و أیامها فی السنة الزائدة ثلاثون ثلاثون، و فی الناقصة تسعة و عشرون تسعة و عشرون.
و الحاصل أنهم رتّبوا الشهور فی السنة البسیطة إلی آخرها و فی السنة الکبیسة إلی الشهر الزائد کترتیب الشهور العربیة، أعنی جعل الشهر الأول ثلاثین و الثانی تسعة و عشرین، و علی هذا إلی آخر السنة البسیطة. و أمّا فی الکبیسة فیتغیّر ترتیب شهرین فقط و هما الخامس و السادس المکبوس، فإنّ کلّ واحد منهما ثلاثون یوما.
و فی السنة الناقصة من البسیطة و الکبیسة یکون کلّ من الشهرین الثانی و الثالث تسعة و عشرین یوما. و فی الکاملة کلّ واحد منهما یکون ثلاثین یوما. و یشترطون أن یکون أوّل أیام السنة أحد أیام السبت و الاثنین و الثلاثاء و الخمیس لا غیر، و أن یکون الخامس عشر من نیسن الذی هو عندهم هو «1» الأحد أو الثلاثاء أو الخمیس أو السبت لا غیر، و یکون حینئذ الشمس فی الحمل و القمر فی المیزان، و هو إمّا یوم الاستقبال أو الیوم الذی قبله أو بعده. و قد تزحفان إلی أوائل الثور و العقرب بسبب الکبس و هو نادر.
و یجعلون مبدأ تاریخهم من هبوط آدم علیه السلام، و یزعمون أنّ بین هبوطه و زمان موسی علیه السلام أی زمان خروج بنی إسرائیل من مصر و هو زمان غرق فرعون ألفین و أربعمائة و ثمان و أربعین سنة، و بین موسی و إسکندر ألف سنة أخری.
و منها تاریخ الترک و سنوه أیضا شمسیة حقیقیة. و یقسمون الیوم بلیلته اثنی عشر قسما، کل قسم یسمی چاغا و کل چاغ یقسم ثمانیة أقسام یسمّی کل قسم رکها لها «2». و أیضا یقسمون الیوم بلیلته بعشرة آلاف قسم، یسمّی کل قسم منها فنکا. و السنة الشمسیة بحسب أرصادهم ثلاثمائة و خمسة و ستون یوما و ألفان و أربعمائة و ستة و ثلاثون فنکا. و یقسمون السنة بأربعة و عشرین قسما متساویة خمسة عشر یوما و ألفان و مائة و أربعة و ثمانون فنکا و خمسة أسداس فنک. و مبدأ السنة یکون عند وصول الشمس إلی الدرجة السادسة عشر من الدّلو.
و کذا مبادئ الفصول الباقیة تکون فی أواسط البروج الباقیة. و أما شهورهم فتکون قمریة حقیقیة، و مبدأ کل منها الاجتماع الحقیقی.
و أسماء الشهور هذه: آرلم آی ایکندی آی جونج آی دونج آی بیشخ آی الیتخ آی شکیسح آی طوفتج آی لوترنج آی ان پیرنج آی چغشاباط آی، و یقع فی کل شهر من الشهور القمریة قسم زوج من أقسام السنة یکون عدده ضعف عدد ذلک الشهر. فإن لم یقع فی شهر قسم زوج و هو ممکن، لأن مجموع قسمین أعظم من شهر واحد، فذلک الشهر یکون زائدا و یسمّی بلغتهم شون آی. و إنما یزیدون هذا الشهر لیکون مبدأ الشهر الأول أبدا فی حوالی مبدأ السنة، و هذا الشهر هو الکبیسة. و ترتیب سنی الکبائس عندهم کترتیبها عند العرب، أعنی أنهم یکبسون أحد عشر شهرا فی کلّ ثلاثین سنة قمریة علی ترتیب بهزیجوج أدوط، لکن لا یقع شهر الکبیس فی موضع معیّن من السنة، بل یقع فی کل موضع منها. و عدد أیام الشهر عندهم إما ثلاثون أو تسعة و عشرون. و لا یقع أکثر من ثلاثة أشهر متوالیة تاما، و لا أکثر من شهرین متوالیین
______________________________
(1) یوم (م).
(2) کهنا (ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 371
ناقصا. و إذا أسقط من السنین الناقصة الیزدجردیة ستمائة و اثنان و ثلاثون، و طرح من الباقی ثلاثون ثلاثون إلی أنّ یبقی ثلاثون أو أقل منه، فإن وافقت إحدی السنین المذکورة للکبیس فکبیسة و إلّا فلا. و أمّا أنّ هذا الشهر یکون بعد أیّ شهر من شهور السنة فذلک إنّما یعرف بالاستقراء و حساب الاجتماعات. و اعلم أنّ لهم أدوارا. الأول منها یعرف بالدور العشری و مدته عشر سنین، لکل سنة منها اسم بلغتهم، و الثانی یعرف بالدور الاثنا عشری و مدّته اثنتا عشرة سنة، و کل سنة منها تنسب إلی حیوان بلغتهم، و هذا الدور هو المشهور فیما بین الأمم. و الثالث الدور الستونی «1» و مدته ستون سنة و هو مرکب من الدورین الأولین، فإنه ستة أدوار عشریة و خمسة أدوار اثنا عشریة. و أول هذا الدور یکون أول العشری و أول الاثنا عشری جمیعا.
و بهذه الأدوار الثلاثة یعدون الأیام أیضا کما یعدّون السنین بها. و لهم دور آخر یسمّی بالدور الرابع و الدور الاختیاری یعدّون به الأیام فقط و مدته اثنا عشر یوما، و هو مثل أیام الأسابیع عندهم، و کل یوم منه ینسب إلی لون من الألوان، و یسمّی باسم ذلک اللون بلغتهم.
و بعض هذه الأیام عندهم منحوس و قریب منه.
و بعضها مسعود و قریب منه، و فی الاختیارات یعتمدون علی ذلک. و إذا بلغ هذا الدور إلی أول قسم فرد من أقسام السنة یکرّر یوم هذا الدور أعنی یعد اللازم الأول من هذا القسم و الیوم الذی قبله فی هذا الدور واحدا. و لکل قسم من أقسام السنة و کذا لکل یوم من أیام الأدوار الأربعة اسم بلغتهم و تفصیل ذلک یطلب من کتب العمل. و یجعلون مبدأ تاریخهم ابتداء خلق العالم، و قد انقضت بزعمهم فی سنة ستین و ثمانمائة یزدجردیة من ابتداء خلق العالم ثمانیة آلاف و ثمانمائة و ثلاثة و ستون قرنا و تسعة آلاف و تسعمائة و خمس و ستون سنة، و یزعمون أنّ مدة بقاء العالم ثلاثمائة ألف قرن، کل قرن عشرة آلاف سنة. هذا کله خلاصة ما فی شرح التذکرة و غیره. و إن شئت زیادة التوضیح فارجع إلی الزیجات.

التاسعة:

[فی الانکلیزیة]The nineth
[فی الفرنسیة]La neuvieme
عند أهل الهیئة و المنجّمین هو سدس عشر الثامنة، کما وقع فی کتبهم.

التأسیس:

[فی الانکلیزیة]Foundation،antepenultimate alif on the rhyme
[فی الفرنسیة]Fondation،institution،fondements،alif antepenultieme a la rime
و بالفارسیة: بنیاد نهادن علی ما فی الصراح. و عند السّبعیة «2» من المتکلمین تمهید مقدمات یسلّمها المدعو و تکون سائقة إلی ما یدعوه إلیه من الباطل، و سیجی‌ء ذکرها. و عند أهل العربیة یطلق علی خلاف التأکید، فهو إمّا لفظ لا یفید تقویة ما یفیده لفظ آخر بل یفید معنی آخر، و إمّا لفظ یفید معنی لم یکن حاصلا بدونه، هکذا یستفاد من المطوّل فی بیان فائدة تقدیم المسند إلیه المسوّر بلفظ کلّ علی المسند المقرون بحرف النفی. و سیأتی أیضا فی لفظ التأکید و علی ألف ساکن بین ذلک الألف و بین الرّوی حرف، و یعرف ذلک الحرف بالدّخیل علی ما فی عنوان الشرف. و فی بعض الرسائل بشرط أن یکون الألف و الرّوی کلاهما من کلمة واحدة کألف الکواکب، فإن لم یکونا من کلمة واحدة لم یکن تأسیسا. و التأسیس بهذا المعنی
______________________________
(1) الستینی (م).
(2) هی فرقة الإسماعیلیة من الشیعة، یزعمون أن الإمامة صارت من جعفر إلی ابنه إسماعیل. و عارضهم فیها کثیر من الفرق الشیعیة الأخری. و ذکر ذلک أصحاب التواریخ لما صحّ عندهم من موت اسماعیل قبل أبیه جعفر. التبصیر فی الدین 38، الملل و النحل 167، الفرق بین الفرق 62.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 372
یستعمل فی علم القوافی، و هکذا عند أهل القوافی الفارسیة کما فی رسالة منتخب تکمیل الصناعة حیث قال: التأسیس: هو وجود ألف، یکون بعدها حرف متحرک، یلیه حرف الروی مثل کلمة: یاور و خاور، و کل قافیة تشتمل علی وجود ألف التأسیس فهی مؤسّسة، و لا یجب رعایة تکرار التأسیس بل هو مستحسن. و رأی بعضهم وجوب ذلک. و المؤسّس یطلق أیضا علی کلام یکون جمیع نقاط حروفه تحتانیة، کما فی جامع الصنائع حیث قال: مؤسّس هو کلام تکون لحروفه نقاط من أسفل، و مثال ذلک:
أرباب طرب بیار أی یار: و معناه ادع أرباب الطرب یا صدیقی. و تأسیسات القمر عند المنجمین التی یقولون لها أیضا: مراکز البحران عبارة عن: وصول القمر إلی درجات معیّنة من فلک البروج علی ما یجی‌ء فی لفظ المرکز. و فی تعریفات السید الجرجانی: التأسیس عبارة عن إفادة معنی آخر لم یکن حاصلا قبله. فالتأسیس خیر من التأکید، لأنّ حمل الکلام علی الإفادة خیر من حمله علی الإعادة. انتهی.
و أسوس فی اصطلاح أهل الجفر هو أعداد حرف، سواء کانت تلک الأعداد علیا مجرّدة أو مع البینات، کذا فی بعض الرسائل «1».

التأکید:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Affirmation،assertion،corroborration
[فی الفرنسیة]Affirmation،assertion،corroboration
و کذا التوکید فی اللغة بمعنی استوار کردن کما فی الصراح و غیره. و فی اصطلاح أهل العربیة یطلق علی معنیین: أحدهما التقریر، أی جعل الشی‌ء مقرّرا ثابتا فی ذهن المخاطب کما فی الأطول فی بحث تأکید المسند إلیه.
و ثانیهما اللفظ الدّال علی التقریر أی اللفظ المؤکّد الذی یقرّر به. و لذا قال المحقّق التفتازانی فی المطول فی بحث تقدیم المسند إلیه المسوّر بلفظ کلّ علی المسند المقرون بحرف النفی أنّ التأکید لفظ یفید تقویة ما یفیده لفظ آخر انتهی. و هو أعمّ من أن یکون تابعا أو لا. و أمّا ما قیل من أنّ التأکید الاصطلاحی إنما یکون بألفاظ مخصوصة أو بتکریر اللفظ فأراد بالتأکید التأکید الذی هو أحد التوابع الخمسة، کیف و قد قالوا الوصف قد یکون للتأکید، و أیضا قالوا ضربت ضربا للتأکید و نحو ذلک، هکذا وقع فی بعض حواشی المطول.
و قد یطلق التأکید مجازا علی أن یکون لفظ لافادة معنی کان حاصلا بدونه، أی لفظ یذکر لإفادة معنی کان حاصلا بدون ذکره نحو: لم یقم کل إنسان، فإن لفظ کلّ تأکید علی رأی لأنه کما یفید لم یقم إنسان عموم النفی کذلک یفیده لم یقم کلّ إنسان، و لیس تأکیدا علی الأول لأن الإسناد حینئذ إلی کلّ لا إلی إنسان.
و إنما کان هذا المعنی مجازا لأنّ إفادة معنی کان حاصلا بدونه لازمة للتأکید لا نفس معناه إذ التأکید یقتضی سابقیة مطلوب مذکور، هکذا یستفاد من جمال حاشیة المطول. فالتأکید بالمعنی المجازی أعم منه بالمعنی الاصطلاحی [أی لفظ یذکر لإفادة معنی کان حاصلا بدون
______________________________
(1) چنانچه در رساله منتخب تکمیل الصناعة می‌آرد تاسیس الفی است که یک حرف متحرک واسطه باشد میان او و روی چنانکه الف یاور و خاور و هر قافیه که مشتمل بر تاسیس باشد آن را مؤسسة گویند و رعایت تکرار تاسیس واجب نیست بلکه مستحسن و بعضی رعایت تکرار تاسیس را واجب دانند انتهی. مؤسس کلامیست که تمام حروف او را نقطهای زیرین باشند مثاله ارباب طرب بیار ای یار. و تاسیسات قمر نزد منجمان که آن را مراکز بحران نیز گویند عبارت است از رسیدن قمر بدرجات معینه از فلک البروج علی ما یجی‌ء فی لفظ المرکز و اسوس در اصطلاح اهل جفر اعداد حرف را گویند خواه آن اعداد زبر مجرد باشد و خواه مع البینات کذا فی بعض الرسائل.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 373
ذکره] «1». و ضد التأکید التأسیس. ثم التأکید الصناعی أی الاصطلاحی أقسام. منها التابع مطلقا أی سواء کان تابعا للاسم أو تابعا لغیره، و هو التأکید اللفظی، و یسمّی تأکیدا صریحا أیضا، و هو تکریر اللفظ الأول أو اللفظ المکرّر. و التکریر أعمّ من أن یکون بلفظه حقیقة نحو کانَتْ قَوارِیرَا، قَوارِیرَا مِنْ فِضَّةٍ «2» و نحو فَمَهِّلِ الْکافِرِینَ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً «3» و نحو هَیْهاتَ هَیْهاتَ لِما تُوعَدُونَ «4» و نحو فَفِی الْجَنَّةِ خالِدِینَ فِیها «5» و نحو فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً «6» أو حکما نحو ضربت أنت، فإنّ تکریر الضمیر لا یجوز متصلا، أو یکون بمرادفه نحو ضَیِّقاً حَرَجاً «7» بکسر الراء المهملة. هکذا یستفاد:
من الإتقان. و قال الرّضی: اللفظی ضربان.
أحدهما أن یعید الأول نحو جاءنی زید زید، و الثانی أن یقوّیه بموازنه مع اتفاقهما فی الحرف الأخیر و یسمّی اتباعا. و هو علی ثلاثة أضرب لأنه إمّا أن یکون للثانی معنی ظاهر نحو هنیئا مریئا، أو لا یکون له معنی أصلا، بل ضمّ إلی الأوّل لتزیین الکلام لفظا و تقویته معنی، و إن لم یکن له حال الإفراد معنی، کقولک حسن بسن و شیطان لیطان، أو یکون له معنی متکلّف غیر ظاهر نحو: خبیث نبیث من نبث الشرّ أی استخرجه انتهی. فعلی هذا یکون الإتباع داخلا فی اللفظی الحکمی کما لا یخفی.

فائدة:

المؤکد إمّا مستقلّ یجوز الابتداء به و الوقف علیه أو غیر مستقل. و غیر المستقل إن کان علی حرف واحد و کان مما یجب اتصاله بأول نوع من الکلم أو بآخر نوع منها یکرّر بتکرار عماده فی السّعة نحو بک بک، و ضربت ضربت، و إن لم یکن علی حرف واحد و لا واجب الاتصال جاز تکریره وحده نحو إنّ إنّ زیدا قائم.
و منها أحد التوابع الخمسة للاسم و هو تابع یقرر أمر المتبوع فی النسبة أو الشمول، أی یقرر حاله و شأنه عند السامع، یعنی یجعل حاله ثابتا متقرّرا عنده فی النسبة أی فی کونه منسوبا أو منسوبا إلیه، نحو زید قتیل قتیل، و ضرب زید زید، فیثبت عنده أنّ المنسوب أو المنسوب إلیه فی هذه النسبة هو المتبوع لا غیر، أو یقرر شمول المتبوع أفراده نحو: جاءنی القوم کلّهم، و هذا التقریر هو الغرض من جمیع ألفاظ التأکید. فبقولنا یقرر أمر المتبوع خرج البدل و عطف النسق و هذا ظاهر. و کذلک الصفة لأنّ وضعها للدلالة علی معنی فی متبوعها و إفادتها توضیح متبوعها فی بعض المواضع کما فی قولنا: نفخة واحدة، لیست بالوضع، و بقولنا فی النسبة أو الشمول خرج عطف البیان، فإنّه و إن کان یوضح و یقرر متبوعه لکن لا یوضح فی النسبة أو الشمول. فإن قیل قد ذکر صاحب المفصّل أنّ زید فی نحو یا زید زید من البدل و یصدق علیه هذا الحد. قیل إن ذکر زید بهذه الحیثیة فلا شک أنّه تأکید و إن ذکر زید أوّلا بحیث یکون توطئة لذکر غیره ثم بدا له أن یقصده دون غیره فذکره ثانیا بهذا الطریق یکون
______________________________
(1) [أی لفظ … بدون ذکره] (+ م).
(2) الإنسان/ 15- 16.
(3) الطارق/ 17.
(4) المؤمنون/ 36.
(5) هود/ 108.
(6) الشرح/ 5- 6.
(7) الأنعام/ 125.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 374
بدلا لکونه مقصودا دون الأول، و لا ضیر فی کون الشی‌ء الواحد مقصودا و غیر مقصود لاختلاف الزمان. ثم إنّ هذا التأکید قسمان:
لفظی و یسمّی صریحا و قد سبق، و معنوی و یسمّی غیر صریح و هو بخلافه، سمّی به لحصوله من ملاحظة المعنی کما سمّی باللفظی لحصوله من تکریر اللفظ. و التأکید الغیر الصریح مختصّ بألفاظ محصورة و هی نفسه و عینه و کلاهما و کله و أجمع و اکتع و أبصع و أبتع.
و منها ما هو غیر تابع للاسم و لا لغیره.
و منه تأکید الفعل بمصدره و هو عوض من تکریر الفعل مرتین نحو: وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً «1» و یجی‌ء ذکره مع ذکر التأکید لنفسه المسمّی أیضا بالتأکید الخاص و التأکید لغیره المسمّی أیضا بالتأکید العام فی لفظ المفعول المطلق. و منه الحال المؤکّدة نحو وَ یَوْمَ یُبْعَثُ حَیًّا «2»، و یذکر فی لفظ الحال. و منه الوصف المؤکّد نحو أمس الدابر، هذا کله خلاصة ما فی الإتقان و العباب و شروح الکافیة.

تأکید الذمّ بما یشبه المدح:

[فی الانکلیزیة]
Irony corroboration of a dispraise by a braise- E
[فی الفرنسیة]
Ironie، corroboration de la blame par ce qui ressemble a une louE
عند أهل البدیع من المحسّنات المعنویة، و هو ضربان: أحدهما أن یستثنی من صفة مدح منفیة عن الشی‌ء صفة ذم له بتقدیر دخولها فیه، أی دخول صفة الذمّ فی صفة المدح کقولک:
فلان لا خیر فیه إلّا أنّه یسی‌ء إلی من أحسن إلیه. و الثانی أن تثبت للشی‌ء صفة ذمّ و تعقب بآداة استثناء تلیها صفة أخری له کقولک: فلان فاسق إلّا أنّه جاهل. فالضرب الأول یفید التأکید من وجهین. و الثانی من وجه واحد علی قیاس ما عرفت فی تأکید المدح بما یشبه الذم.
و منه ضرب آخر أعنی الاستثناء المفرّغ نحو: لا نستحسن منه إلّا جهله. و الاستدراک فیه بمنزلة الاستثناء نحو: جاهل لکنه فاسق، هکذا فی المطول و حواشیه و الاتقان.

تأکید المدح بما یشبه الذمّ:

[فی الانکلیزیة]
Corroboration of a praise by a dispraise- E
-[فی الفرنسیة]
Corroboration de la louange par ce qui ressemble a une bE
. عند أهل البدیع من المحسّنات المعنویة، و هو ضربان: أفضلهما أن تستثنی من صفة ذمّ منفیة عن الشی‌ء صفة مدح لذلک بتقدیر دخولها فیها، أی بتقدیر دخول صفة المدح فی صفة الذمّ کقول النابغة الذبیانی «3».
و لا عیب فیهم غیر أن سیوفهم بهن فلول من قراع الکتائب.
أی من مضاربة الجیوش. و فلول أی کسور فی حدّتها. فالعیب صفة ذمّ منفیة قد استثنی منها صفة مدح، و هو أنّ سیوفهم ذات فلول أی لا عیب فیهم إلّا هذا الفلول إن کان عیبا و کونه عیبا محال. فإثبات الشی‌ء من العیب فی المعنی تعلیق بالمحال کما یقال: حتی یلج الجمل فی سمّ الخیاط. فتأکید المدح و نفی صفة الذمّ فی هذا الضرب من جهة أنه کدعوی الشی‌ء ببیّنة لأنّ المعلّق بالمحال محال ضرورة.
و من جهة أنّ الأصل فی الاستثناء الاتصال، فذکر أداته قبل ذکر المستثنی یوهم إخراج الشی‌ء
______________________________
(1) الأحزاب/ 56.
(2) مریم/ 15.
(3) هو زیاد بن معاویة بن ضباب الذبیانی الغطفانی المضری، أبو أمامة. توفی عام 18 ق. ه/ 604 م. شاعر جاهلی من الطبقة الأولی. ناقد للأدب. کانت تضرب له قبة فی سوق عکاظ لیعرض الشعراء علیه شعرهم. له دیوان مطبوع. الأعلام 3/ 54، معاهد التنصیص 1/ 333، الأغانی 11/ 3، نهایة الأرب 3/ 59، خزانة البغدادی 1/ 287.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 375
الذی هو من أفراد المستثنی منه، فإذا ولیتها صفة مدح جاء التأکید لما فیه من المدح علی المدح و الإشعار بأنّه لم توجد فیه صفة ذمّ أصلا حتی یثبتها. و الضرب الثانی أن تثبت لشی‌ء صفة مدح و تعقب باداة الاستثناء تلیها صفة مدح أخری له، أی لذلک الشی‌ء نحو «أنا أفصح العرب بید أنّی من قریش» «1». و أصل الاستثناء فی هذا الضرب الانقطاع أیضا کما فی الأول، لکن الاستثناء المنقطع فی هذا الضرب لم یقدّر متصلا کما فی الأول لأنه لیس فیه صفة ذم منفیة عامة یمکن تقدیر دخول صفة المدح فیها، فلا یفید التأکید إلّا من الوجه الثانی، لأنه مبنی علی التعلیق بالمحال المبنی علی تقدیر الاستثناء متصلا. و لهذا کان الضرب الأول أفضل. و أمّا قوله تعالی لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً إِلَّا سَلاماً «2» فیحتمل أن یکون من الأول بأن یقدّر السلام داخلا فی اللّغو أو أن یکون من الثانی بأن لا یقدر متصلا. فالفرق بین الضربین إنما هو باعتبار تقدیر الدخول فی الأول، و عدمه فی الثانی. قال السیّد السّند: الظاهر أنّ الآیة من الضرب الأول، فإن قدّر دخول السلام فی اللّغو فقد اعتبر جهتا تأکیده و إلا فلم تعتبر إلی جهة واحدة، و ذلک جار فی جمیع أفراد الضرب الأول، و لا یصیر بذلک من الضرب الثانی الذی لا یمکن فیه إلّا اعتبار جهة واحدة للتأکید و إن کان مثله فی ملاحظة جهة واحدة للتأکید انتهی.
فالفرق علی هذا أنّ فی الأول لا بدّ من إمکان اعتبار الجهتین، و فی الثانی من إمکان اعتبار الجهة الواحدة فقط. و منه ضرب آخر و هو أن یؤتی بالاستثناء مفرّغا و یکون العامل مما فیه معنی الذمّ و المستثنی ممّا فیه معنی المدح نحو وَ ما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآیاتِ رَبِّنا «3» أی ما تعیب شیئا منّا إلّا أصل المفاخر و المناقب کلها و هو الإیمان بآیات اللّه، و علیه قوله تعالی وَ ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ یُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ «4» الآیة: و قوله تعالی قُلْ یا أَهْلَ الْکِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ «5» الآیة، فإنّ الاستفهام فیه للإنکار فیکون بمعنی النفی، و هو کالضرب الأول فی إفادة التأکید من وجهین.
و الاستدراک فی هذا الباب کالاستثناء، قال ابن أبی الإصبع: هو فی غایة العزّة فی القرآن.

التال:

[فی الانکلیزیة]Young palm tree
[فی الفرنسیة]Jeune palmier
ما یقطع من کبار النخل أو یقلع من الأرض من صغار النخل فیغرس فی أرض أخری، الواحدة تالة، و منه غصب تالة فأنبتها، و قوله التالة للأشجار کالبذر للخارج منه یعنی أنّ الأشجار تحصل من التالة لأنها تغرس فتعظم فتصیر نخلا، کما أنّ الزرع یحصل من البذر کذا فی المغرب.

التالی:

[فی الانکلیزیة]The next،the predicate
[فی الفرنسیة]Le suivant،le predicat
عند المنطقیین هو الجزء الثانی من القضیة الشرطیة سمّی به لتلوه الجزء الأول المسمّی مقدما لتقدمه علی الجزء الثانی. فقولنا: إن کانت الشمس طالعة من قولنا إن کانت الشمس طالعة فالنهار موجود مقدّم، و قولنا فالنهار
______________________________
(1) أخرجه العجلونی فی کشف الخفاء 2/ 232، رقم 609، و اللفظ له. و ذکره الغزالی فی إحیاء علوم الدین 2/ 367. و قال العراقی فی تخریجه: أخرجه الطبرانی فی الکبیر عن أبی سعید الخدری، و أخرجه البیهقی فی مجمع الزوائد 8/ 218، عن أبی سعید الخدری کتاب علاقات النبوة باب کرامة أصله.
(2) مریم/ 62.
(3) الأعراف/ 126.
(4) البروج/ 8.
(5) المائدة/ 59.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 376
موجود تال. و عند المحاسبین هو العدد المنسوب إلیه و العدد المنسوب یسمی مقدّما و وجه التسمیة ظاهر، و هو أنّ المنسوب بمنزلة المضاف و المنسوب إلیه بمنزلة المضاف إلیه.
و لا شکّ أنّ المضاف مقدّم علی المضاف إلیه و هو تال عنه، و یجی‌ء فی لفظ النسبة.

التألیف:

[فی الانکلیزیة]Composition.synthesis
[فی الفرنسیة]Composition،synthese
هو لغة إیقاع الألف بین شیئین أو أکثر، و عرفا مرادف الترکیب و هو جعل الأشیاء بحیث یطلق علیه اسم الواحد. و قد یقال التألیف جمع أشیاء متناسبة و یشعر به اشتقاقه من الألفة فهو أخصّ من الترکیب، کذا فی البرجندی شرح مختصر الوقایة فی الخطبة. و یعلم من ذلک حدّ المؤلف فهو مرادف للمرکّب أو أخصّ منه. و قد یطلق المؤلف علی معنی أعمّ من معنی المرکّب علی ما ستعرف فی لفظ الجسم. و یجی‌ء توضیح التعریف فی لفظ المرکّب. و تألیف النسبة عند المهندسین عبارة عن ضرب قدر نسبة فی قدر نسبة أخری لتحصل النسبة المؤلّفة مثلا بین عددین أو مقدارین نسبة الثلث و بین آخرین نسبة النصف، و أردنا تألیف النسبتین فنضرب «1» الثلاثة التی هی قدر نسبة الثلث فی الاثنین الذی هو قدر نسبة النصف حصل ستة و هی قدر النسبة المؤلفة، و نسبة الواحد إلی الستة بالسّدس و هی النسبة المؤلفة. و معنی قدر النسبة یجی‌ء فی لفظ القدر، و یقابله تجزئة النسبة و هی قسمة قدر نسبة علی قدر نسبة أخری، کما إذا أردنا قسمة قدر نسبة السّدس علی قدر نسبة الثّلث، فیقسم الستة علی الثلاثة یخرج اثنان و هو قدر نسبة النصف، هذا خلاصة ما فی تحریر أقلیدس و حاشیته.
و علم التألیف هو الموسیقی و هو من أصول الریاضی، و هو علم یبحث فیه عن أحوال النغمات فموضوعه النغمات و قد سبق فی بیان أقسام الحکمة فی المقدمة.

التّام:

[فی الانکلیزیة]Complete.finished،perfect number
[فی الفرنسیة]Complet.entier.acheve،nombre parfait
بتشدید المیم ضد الناقص. و عند النحاة هو اسم مبهم یتمّ بأحد أربعة أشیاء التنوین و نون التثنیة و النون التی تشبه نون الجمع و الإضافة، فمثال الأول رطل فی قولنا عندی رطل زیتا، و مثال الثانی منوان فی قولنا عندی منوان سمنا، و مثال الثالث عشرون فی قولنا عندی عشرون درهما، و مثال الرابع قدر راحة فی قولنا ما فی السماء قدر راحة سحابا. و عند الشعراء هو بیت یستوفی نصفه نصف الدائرة و قد سبق فی لفظ البیت. و عند المحاسبین هو العدد الذی مجموع أجزائه مساو له و یجی‌ء فی لفظ العدد. و عند الحکماء یطلق علی الکامل.

التأنیس:

[فی الانکلیزیة]Manifestation،incarnation
[فی الفرنسیة]Attirance،manifestation،incarnation
علی وزن التفعیل عند السبعیّة من المتکلّمین استمالة کلّ واحد من المدعوین بما یمیل إلیه هواه و طبعه. و فی اصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم: التأنیس هو التجلّی فی المظاهر الحسّیة تأنیسا للمرید المبتدی بالتزکیة و التصفیة، و یسمّی التجلّی الفعلی لظهوره فی صور الأسباب انتهی.

التأویل:

[فی الانکلیزیة]Interpretation،hermeneutics
[فی الفرنسیة]Interpretation،hermeneutique
هو مشتق من الأول و هو لغة الرجوع.
و أمّا عند الأصولیین فقیل هو مرادف التفسیر، و قیل هو الظنّ بالمراد و التفسیر القطع به، فاللفظ المجمل إذا لحقه البیان بدلیل ظنّی کخبر
______________________________
(1) فبضرب (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 377
الواحد یسمّی مؤوّلا، و إذا لحقه البیان بدلیل قطعی یسمّی مفسّرا. و قیل هو أخصّ من التفسیر و جمیع ذلک یجی‌ء مستوفی هناک. و التأویل فی اصطلاح أهل الرمل: عبارة عن شکل حاصل من ربط أو انفتاح شکل المتن، و لفظة المتن ستأتی «1»

التّباین:

[فی الانکلیزیة]Difference،divergence،gap
[فی الفرنسیة]Difference،divergence،ecart
یرادف المباینة عند المحاسبین و کذا عند المنطقیین، و کذا الحال فی المتباین فإنه مرادف للمباین.

التّبدیل:

[فی الانکلیزیة]Substition،hesteron porteron،anastrophe
[فی الفرنسیة]Substitution،inversion
لغة هو الإبدال و قیل غیره و قد عرفت.
و عند الأصولیین هو النسخ. و عند أهل البدیع هو العکس. و عند أهل التّعمیة وضع حرف بلا توسّط عمل التصحیف، مثل اسم خلیل فی هذا البیت:
خلقی شده جاک دامن أز گُل روی کو باد که آورد از آن گل رو بوی
و المعنی:
لقد مزّق بعض الناس ثیابهم من ورد وجهک لأنّه ارسل نسیما من ذلک الوجه الوردی الرائحة
کذا فی بعض الرسائل المنسوبة إلی مولانا عبد الرحمن جامی. و فی جامع الصنائع یقول:
المعمّی المبدل هو أن یأتی بلفظ بحیث إذا جی‌ء بمعناه فی لغة أخری یخرج منه اسم یکون هو المطلوب، مثل اسم شمس فی هذا البیت:
گفتند: که معشوق کدام است ترا گفت: آن‌کس که آفتابش خوانند. لأنّ «آفتاب» بالعربیة هی الشمس، و لکن لا توجد هنا قرینة علی البدل، فإن ذکرت قرینة دالّة علی البدل فهو أفضل، و مثال ذلک الرباعی التالی:
شب خواجه أبو بکر بدیدم در راه گفتم که شوم ز سرّ نامت آگاه
ما را چو ز درهای عرب بیرون بُرد بر عکس سوار شد به تازی ناگاه
فیعنی بدرها بالعربیة أبواب و الماء بالفارسیة آب و متی حذفنا من أبواب آب فیبقی أبو و سوار بالعربیة تعنی رکب فإذا عکسناها تصبح بکر «2».

التّبر:

[فی الانکلیزیة]Raw gold،gold and silver
[فی الفرنسیة]Or brut،or et argent
بالکسر و سکون الموحدة هو الذهب و الفضة قبل أن یضربا دنانیر و دراهم، فإذا ضربا کانا عینا. و قد یطلق التّبر علی غیرهما من المعدنیات کالنحاس و الحدید و الرصاص، و أکثر اختصاصه بالذهب. و منهم من جعله فی الذهب
______________________________
(1) و تاویل در اصطلاح اهل رمل عبارتست از شکلی که حاصل شود از بستن و یا گشادن شکل متن و لفظ متن در فصل نون از باب میم مذکور خواهد شد.
(2) چون اسم خلیل درین بیت.
خلقی شده چاک دامن از گل روی کو باد که آورد از ان گل رو بوی
کذا فی بعض الرسائل المنسوب إلی المولوی الجامی. و در جامع الصنائع گوید معمای مبدل آنست که لفظی آرد که چون معنی آن را بزبان دیگر بدل کند نامی خیزد که مطلوب باشد چون نام شمس درین بیت.
گفتند که معشوق کدام است ترا گفتم آن‌کس که آفتابش خوانند
چرا که چون آفتاب را بعربی برند شمس شود لیکن اینجا قرینه بر بدل نیست اگر قرینه بر بدل هم ذکر کنند بهتر آید مثاله.
رباعی. شب خواجه ابو بکر بدیدم در راه. گفتم که شوم ز سرّ نامت آگاه. ما را چو ز درهای عرب بیرون برد. بر عکس سوار شد به تازی ناگاه. یعنی درها بعربی ابواب بود و ماء آب و هرگاه که از ابواب آب برود ابو ماند و سوار بعربی رکب بود چون رکب را معکوس کنند بکر شود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 378
حقیقة و فی غیرها مجازا کذا فی بحر الجواهر.

تبع التّابعی:

[فی الانکلیزیة]
Follower of a follower of a companion of the ProphE
[فی الفرنسیة]
Adepte d'un adepte d'un compagnon du propE
عندهم هو من لقی التّابعی من الثقلین مؤمنا بالنبی صلی اللّه علیه و آله و سلم و مات علی الإسلام.

تبعد نتیجة:

[فی الانکلیزیة]Digression،apostrophe
[فی الفرنسیة]Digression،apostrophe
هو عند البلغاء أن تعترض بین المقدمة و النتیجة ألفاظ کثیرة. و مثاله فی هذا الرباعی:
قلت لها یا وجه القمر و خاطفة القلب بصدق أنت من حیث اللطافة أفضل من مائه ألف من الحور العین
قدّک کالسّرو و الخدّ کالقمر و الشفة سکر و سیرک سیر الحجل
فمن فضلک و وافر مکارمک ارمقینا بنظرة منک کذا من مجمع الصنائع «1».

التّبلیغ:

[فی الانکلیزیة]Exaggeration،excess
[فی الفرنسیة]Exageration،exces
علی وزن التفعیل هو نوع من المبالغة کما عرفت.

التبیع:

[فی الانکلیزیة]One year calf
[فی الفرنسیة]Veau d'un an
کالکریم فی اللغة گوساله و التبیعة مؤنّثه کذا فی الصراح. و فی جامع الرموز فی کتاب الزکاة التبیع ذکر من أولاد البقر إذا أتی علیه سنة و الأنثی منه تبیعة، و مثله فی البرجندی حیث قال: ولد البقر إذا دخل فی السنة الثانیة یسمّی تبیعا.

التّبیین:

[فی الانکلیزیة]Unveiling،manifest،-
[فی الفرنسیة]Devoilement،le manifeste
هو مصدر علی وزن التفعیل معناه الکشف و إظهار المراد. و عند النحاة هو اسم التمییز.
و یقال له المبیّن أیضا بکسر الیاء المشددة. و فی الضوء شرح المصباح: و أما مائة فإنها تضاف إلی ما یبیّنها إلّا أنّ مبیّنها مفرد انتهی. ثم المبیّن بالفتح عند الأصولیین نقیض المجمل و هو اللفظ المتّضح الدلالة. و کما انقسم المجمل إلی المفرد و المرکّب فکذلک مقابله المبیّن قد یکون فی مفرد و قد یکون فی مرکّب، و قد یکون فیما سبق «2» له إجمال و هو ظاهر، و قد یکون و لم یسبق له إجمال کمن ابتدأ بقوله تعالی إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْ‌ءٍ عَلِیمٌ «3» کذا فی العضدی. فعلی هذا المبیّن مرادف للظاهر المفسّر بما دلّ دلالة واضحة. و فی بعض کتب الحنفیة المجمل ما لا یوقف علی المراد منه إلّا ببیان المتکلّم و نقیضه المبین. و قال شارحه:
فحدّه نقیض حدّه. فالمبیّن هو الذی یوقف علی المراد منه بدون بیان المتکلّم، و هذا غیر مطّرد أنه یدخل فیه بعض أفراد المشترک و المشکل و الخفی انتهی. و فی الکتب المشهورة للحنفیة کالتوضیح و الحسامی و المنار «4» ضد المجمل
______________________________
(1) نزد بلغاء آنست که میان مقدمه و نتیجه بسیار الفاظ معترض افتد مثاله. رباعی. گفتمش ای ماهروئی دلربائی راستین. کز لطافت بهتری از صد هزاران حور عین. سرو قد خد همچو مه شکر لب کبک خرام. از وفور مکرمت آخر به سوی من ببین.
کذا فی جامع الصنائع.
(2) یسبق (م).
(3) التوبة/ 115.
(4) منار الأنوار (أصول الفقه الحنفی) لأبی البرکات عبد اللّه بن أحمد المعروف بحافظ الدین النسفی (- 710 ه). و علیه شروح و حواش کثیرة. طبع فی مصر فی 400 صفحة د. ت. و فی دهلی سنة 1870 م. فی 308 صفحات. کشف الظنون 2/ 1823- 1827؛ معجم المطبوعات العربیة 1853.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 379
المفسّر و هو ما اتّضح دلالته حتی سدّ باب التأویل و التخصیص أی لم یبق محتملا لهما نحو قوله تعالی فَسَجَدَ الْمَلائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ «1».

التتمیم:

[فی الانکلیزیة]Apophasis
[فی الفرنسیة]Preterition
عند أهل المعانی هو نوع من أنواع إطناب الزیادة، و هو أن یؤتی فی کلام لا یوهم خلاف المقصود بفضلة فخرج عنه تکمیل یذکر فی کلام یوهم خلاف المقصود. فإنّ الفرق بین التتمیم و التکمیل بأنّ النکتة فی التتمیم غیر واقع وهم خلاف المقصود لا بأنه لا یکون فی کلام یوهم خلاف المقصود «2»، إذ لا مانع من اجتماع التتمیم و التکمیل، کذا فی الأطول. لکن قال أبو القاسم فی حاشیة المطول: اعلم أنّ التتمیم أعمّ من الإیغال من جهة أنّه لا یجب أن یکون فی آخر الکلام أو فی آخر البیت. و أخصّ من جهة أنّه یجب أن یکون فضلة و أن یکون لنکتة سوی دفع الإیهام و مباین للتکمیل. و کذا للتذییل إن اشترط فیه أن لا یکون للجملة محلّ من الإعراب فإنّ الفضلة لا بدّ أن یکون له محل من الإعراب و إلّا فأعمّ من وجه انتهی. فعلی هذا المراد بالفضلة ما یقابل العمدة و اختاره المحقّق التفتازانی. و منهم من حمل الفضلة علی ما یزید علی أصل المراد و لا یفوت المراد بحذفه کما وقع فی الأطول، مثاله قوله تعالی وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ «3» أی مع حب الطعام أی اشتهائه فإن الطعام حینئذ أبلغ و أکثر أجرا، و مثله وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ «4» و مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا یَخافُ «5» فقوله وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فی غایة الحسن، کذا فی الإتقان.
و قد ذکر البعض بین التتمیم و التکمیل فرقا آخر و هو أنّ التتمیم یرد علی المعنی النّاقص فیتمّ، و التکمیل یرد علی المعنی التّام فیکمل أوصافه علی ما ذکر فی لفظ الاستقصاء.

التّثقیل:

[فی الانکلیزیة]Centrifugation،accentuation
[فی الفرنسیة]Centrifugation،accentuation
هو تشدید الحرف، و منه أنّ المثقلة و النون الثقیلة. و قد یطلق علی الضّم أیضا فی فتح الباری شرح صحیح البخاری «6» فی باب ما جاء فی صفة الجنة من کتاب بدء الخلق: المراد بالتثقیل هاهنا الضّم و بالتخفیف الإسکان انتهی.

التّثلیث:

[فی الانکلیزیة]Triangulation،trinity
[فی الفرنسیة]Triangulation،trinite
ثلاث نقاط أو زوایا القسمة أثلاثا.
و باصطلاح المنجّمین: وقوع کوکب فی برج رابع من کوکب آخر، کما فی المنتخب «7».

التّثنیة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Cutting in two،dual
[فی الفرنسیة]Mise au duel d'un nom،coupure en deux
دو تا کردن- قسمة الشی‌ء إلی نصفین- و عند النحاة و یسمّی المثنی أیضا هو اسم لحق آخره ألف أو یاء مفتوح ما قبلها و نون مکسورة لیدلّ علی أنّ معه مثله من جنسه، کذا قال ابن الحاجب فی الکافیة. فقوله آخره بتقدیر المضاف
______________________________
(1) الحجر/ 30.
(2) [فإن الفرق … یوهم خلاف المقصود] (- م).
(3) الإنسان/ 8.
(4) البقرة/ 177.
(5) طه/ 112.
(6) فتح الباری شرح صحیح البخاری لأبی الفضل أحمد بن علی بن حجر العسقلانی (- 852 ه) و هو من أهم شروح الجامع الصحیح. کشف الظنون 1/ 547- 548.
(7) سه گوشه کردن و سه کردن و سه بخش کردن. و باصطلاح منجمین واقع شدن ستاره است به چهارم برج از ستاره دیگر کما فی المنتخب و یجی‌ء فی لفظ النظر أیضا.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 380
أی آخر بمفرده أی واحده، أو قدّر بعد قوله و نون مکسورة قولنا مع لواحقه فحینئذ أیضا یکون التثنیة مجموع المفرد و الألف أو الیاء و النون، و لو لم یقدّر لما صدق التعریف إلّا علی مسلم من مسلمان و مسلمین کما لا یخفی، و لو اکتفی بظهور المراد لاستغنی عن هذه التکلفات. و قوله لیدلّ إلی آخره أی لیدلّ ذلک اللحوق علی أنّ معه أی مع مفرده مثله فی العدد، یعنی الواحد حال کون ذلک المثل من جنسه أی من جنس مفرده باعتبار دخوله تحت جنس الموضوع له، بوضع واحد مشترک بینهما.
و لو أرید بقوله مثله ما یماثله فی الوحدة و الجنس جمیعا لاستغنی عن قوله من جنسه.
و فی هذا القول إشارة إلی فائدة لحوق هذه الحروف بالاسم المفرد و إلی أنه لا یجوز تثنیة الاسم باعتبار معنیین مختلفین، فلا یقال قرآن و یراد به الطهر و الحیض علی الصحیح خلافا للأندلسی، فإنه یجوز عنده تثنیة المشترک اللفظی. فإن قلت یشکل هذا بالأبوین للأب و الأم و القمرین للقمر و الشمس. قلنا جاز أن نجعل الأم مسماة باسم الأب ادّعاء لقوة التناسب بینهما ثم یؤوّل الاسم بمعنی المسمّی به، لیحصل «1» مفهوم متناول لهما، فیتجانسان، فیثنّی باعتباره، فیکون معنی الأبوین المسمّین بالأب و کذا الحال فی الشمس بالنسبة إلی القمر، و یسمّی هذا بالتثنیة التغلیبی. فإن قلت فلیعتبر مثل هذا فی القرء أیضا بلا احتیاج إلی ادعاء اسمیته للطهر و الحیض فإنه موضوع لهما حقیقة و لیؤوّل بالمسمّی لیحصل مفهوم یتناولهما. قلنا لا شبهة فی صحة هذا الاعتبار، لکن الکلام فی جواز تثنیته بمجرد الاشتراک اللفظی بینهما، و هو الذی اختلف فیه. و بهذا الاعتبار صحّ تثنیة الأعلام المشترکة حقیقة أو ادعاء و جمعها، فزید مثلا إذا کان علما للکثیرین یؤول بالمسمّی بزید ثم یثنّی و یجمع، و کذا عمر إذا صار علما ادعائیا لأبی بکر یؤوّل بالمسمّی بعمر ثم یثنّی و یجمع. و ردّه البعض و قال الأولی أن یقال: الأعلام لکثرتها استعمالا و کون الخفة مطلوبة فیها یکفی لتثنیتها و جمعها مجرّد الاشتراک فی الاسم، بخلاف أسماء الأجناس، فعلی هذا القول ینبغی أن لا یذکر فی تعریف التثنیة قید من جنسه. هذا کله خلاصة ما فی شروح الکافیة.

فائدة:

قد یثنی الجمع أو اسم الجمع بتأویل الفریقین نحو الجمالین و القومین، و قد جاء المثنّی بلفظ الجمع مضافا إلی مثنی هو بعضه نحو فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُکُما «2» و فَاقْطَعُوا أَیْدِیَهُما «3» و لا یقال أفراسکما لعدم البعضیة، کذا فی الوافی و حواشیه.

التّثویب:

[فی الانکلیزیة]Invocation،prayer
[فی الفرنسیة]Invocation،priere
هو الدّعاء مأخوذ من الثّوب فإنّ الرجل إذا کان جاء مستغیثا حرک ثوبه رافعا یدیه لیراه المستغاث فیکون ذلک دعاء له، ثم کثر حتی سمّی کل دعاء تثویبا. و قیل هو تردید الدّعاء، تفعیل من ثاب یثوب إذا رجع و عاد، کذا فی البرجندی شرح مختصر الوقایة فی باب الأذان.
و فی جامع الرموز التثویب لغة تکریر الدّعاء، و شرعا ما تعارفه کلّ بلدة بین الأذانین. و فی المحیط أنه کان فی زمانه علیه الصلاة و السلام الصلاة خیر من النوم مرتین فی أذان الفجر أو بعده ثم أحدث التابعون و أهل الکوفة بدله
______________________________
(1) لیحل (ع).
(2) التحریم/ 4.
(3) المائدة/ 38.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 381
الحیعلتین مرتین.

التجارة:

[فی الانکلیزیة]Trade
[فی الفرنسیة]Commerce
بالکسر هی مبادلة مال بمال مثل ثمن وجب بالشراء أو باستحقاق المبیع بعد التسلیم إلی المشتری أو بهلاکه قبله، و مثل نقصان مبیع إذا عیب و امتنع ردّه، کذا فی جامع الرموز فی فصل الإذن. و فیه فی کتاب الزکاة التجارة هی التصرّف فی المال للربح. قیل لیس فی کلامهم تاء بعده جیم غیرها کذا فی المغرب.

التجانس و کذا المجانسة:

[فی الانکلیزیة]Homogeneity،
belonging to the same genus or the same specie
E[فی الفرنسیة]Homogeneite،
appartenance au meme genre ou a la meme esE
بحسب الاصطلاح الکلامی الاتحاد فی الجنس کالإنسان و الفرس و هما من أقسام الوحدة کذا فی شرح المواقف و الأطول و هکذا عند الحکماء علی ما یفهم من استعمالاتهم.

تجاهل العارف:

[فی الانکلیزیة]Apophasis،dubitation
[فی الفرنسیة]Preterition،dubitation
هو عند أهل البدیع من المحسّنات المعنویة. تعریفه کما سمّاه السّکاکی: سوق المعلوم مساق غیره لنکتة. قال السّکاکی لا أحبّ تسمیته بالتجاهل لوروده فی کلام اللّه تعالی. و النکتة کالتحقیر فی قوله تعالی حکایة عن الکفار هَلْ نَدُلُّکُمْ عَلی رَجُلٍ یُنَبِّئُکُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ کُلَّ مُمَزَّقٍ «1» الآیة، یعنون محمدا صلی اللّه علیه و آله و سلم کأن لم یکونوا یعرفون منه إلّا أنه رجل ما، و هو عندهم أظهر من الشمس، و کالتعریض نحو وَ إِنَّا أَوْ إِیَّاکُمْ لَعَلی هُدیً أَوْ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ «2» و کغیر ذلک من الاعتبارات، کذا فی المطول. و مثاله فی الکلام الفارسی هذا البیت:
الزمان المضطرب أکثر أو سالفتک أو عملی أقلّ من ذرّة أو فمک أو قلبی المملوء بالغم «3».

التّجربة:

[فی الانکلیزیة]Experience
[فی الفرنسیة]Experience
لغة آزمودن. و التجربیّات «4» و المجرّبات فی اصطلاح العلماء هی القضایا التی یحتاج العقل فی جزم الحکم بها إلی واسطة تکرار المشاهدة. و فی شرح الإشارات: التجربة قد تکون کلیّة و ذلک عند ما یکون بتکرّر الوقوع بحیث لا یحتمل معه اللاوقوع و قد تکون أکثریة و ذلک عند ما یکون بترجح طرف الوقوع مع تجویز «5» اللاوقوع انتهی. فهذا التفسیر لمطلق المجرّبات کلیّة کانت أو أکثریة و ما هو من أقسام الیقینیّات الضروریة هو المجربات الکلّیة.
و حاصل التعریف أنّ المجرّبات مطلقا هی القضایا التی یحکم بها العقل لإحساسات کثیرة متکرّرة من غیر علاقة عقلیة، لکن مع الاقتران بقیاس خفیّ لا یشعر به صاحب الحکم مع حصول ذلک القیاس من تکرّر المشاهدة. و ذلک القیاس هو أنه لو کان الوقوع اتفاقیا لما کان دائمیا أو أکثریا، لأنّ الأمور الاتفاقیة لا تقع إلّا نادرا، فلا بدّ أن یکون هناک سبب و إن لم تعرف ماهیّة ذلک السبب، و إذا علم حصول السّبب علم حصول المسبّب، مثل حکمنا بأنّ الضرب بالخشب مؤلم و بأنّ شرب السقمونیا مسهّل للصفراء. فخرجت الأحکام الاستقرائیة إذ لا قیاس فیها، و الحدسیّات لأن القیاس المرتّب
______________________________
(1) سبأ/ 7.
(2) سبأ/ 24.
(3) روزگار آشفته‌تر یا زلف تو یا کار من. ذره کمتر یا دهانت یا دل غمخوار من.
(4) التجربیات (م).
(5) تجوز (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 382
فیها غیر حاصل من تکرار المشاهدة، و الفطریات لأنّ القیاس فیها لازم للطرفین. ثم الظاهر أنّ مصداق التجربة الکلیة حصول الیقین کما فی التواتر لا بلوغ المشاهدة إلی حدّ معیّن من الکثرة. قالوا لا بدّ فی التجربیّات «1» من وقوع فعل الإنسان لکن لا یشترط أن یفعله الحاکم المجرّب بنفسه، بل یکفی وقوعه من غیره، کما إذا تناول شخص السقمونیا و وقع الإسهال و شاهد شخص آخر ذلک مرارا حصل له العلم التجربی قطعا. و اعترض علیه بأنّ الأحکام النجومیة من التجربیّات و لا تتوقف علی فعل إنسان أصلا، کما أنّ الحدسیّات کذلک.
و لذا قال شارح إشراق الحکمة إنّ المجربات لا تقال إلّا فی التأثیر و التأثّر، فلا یقال جربت أنّ السواد هیئة نار أو أنّ هذه النار أسود، بل یقال جرّبت أنّ النار محرقة و أنّ السقمونیا مسهّل انتهی. فلم یشترط فیها فعل الإنسان بل التأثیر و التأثّر، هذا کله خلاصة ما فی الصادق الحلوانی حاشیة الطیبی و ما حققه المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف.

التّجرّد:

[فی الانکلیزیة]The abstract
[فی الفرنسیة]L'abstrait
فی اللغة الخلوّ، و عند الحکماء عبارة عن کون الشی‌ء بحیث لا یکون مادة و لا مقارنا للمادة مقارنة الصورة و الأعراض، کذا فی شرح التجرید.

التجرید:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Stripping،denudation،abstraction،antonomasia
[فی الفرنسیة]Depouillement،denudation،abstraction،antonomase
فی اللغة الفارسیة: برهنه کردن، و هو هنا یعادل (التعریة) و سلّ الحسام من الغمد، و قطع أغصان الأشجار، کما فی کنز اللغات. و هو فی اصطلاح الصوفیة: اعتزال الخلق و ترک العلائق و العوائق، و الانفصال عن الذّات، کما فی کشف اللغات. و یقول فی لطائف اللغات: التجرید:
قطع العلائق الظاهریة، و التفرید قطع العلاقات الباطنیة «2». و عند اهل الفرس من البلغاء یطلق علی قسم من الاستعارة کما یجی‌ء فی فصل الراء من باب العین. و عند أهل العربیة یطلق علی معان منها تجرید اللفظ الدّال علی المعنی عن بعض معناه کما جرّد الإسراء عن معنی اللیل و أرید به مطلق الإذهاب لا الإذهاب باللیل فی قوله تعالی سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا «3». و منها عطف الخاص علی العام سمّی به لأنه کأنه جرّد الخاص من العام و أفرد بالذکر تفضیلا نحو قوله تعالی حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطی «4» علی ما فی الإتقان و یجی‌ء فی لفظ العطف أیضا. و منها خلوّ البیت من الردف و التأسیس. و القافیة المشتملة علی التجرید تسمّی مجرّدة، و هذا المعنی یستعمل فی علم القوافی. و منها ذکر ما یلائم المستعار له و یجی‌ء فی بیان الاستعارة المجرّدة و فی لفظ الترشیح. و منها ما هو مصطلح أهل البدیع فإنهم قالوا من المحسنات المعنویة التجرید و هو أن ینتزع من أمر ذی صفة أمر آخر مثله فی تلک الصفة مبالغة فی کمالها فیه أی لأجل المبالغة فی کمال تلک الصفة فی ذلک الأمر ذی الصفة، حتی کأنه بلغ من الاتصاف بتلک الصفة إلی حیث یصح أن ینتزع منه موصوف آخر بتلک
______________________________
(1) التجربات (م).
(2) برهنه کردن و شمشیر از نیام بدر کشیدن و بریدن شاخهای درخت کما فی کنز اللغات. و در اصطلاح صوفیه تجرید از خلائق و علائق و عوائق و تفرید از خودی کما فی کشف اللغات. و در لطائف اللغات میگوید تجرید بمعنی قطع تعلقات ظاهریست و تفرید قطع تعلقات باطنی.
(3) الإسراء/ 1.
(4) البقرة/ 238.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 383
الصفة. قال الچلپی و هذا الانتزاع دائر فی العرف، یقال: فی العسکر ألف رجل و هم فی أنفسهم ألف، و یقال، فی الکتاب عشرة أبواب و هو فی نفسه عشرة أبواب. و المبالغة التی ذکرت مأخوذة من استعمال البلغاء لأنهم لا یفعلون ذلک إلّا للمبالغة انتهی. و یجری التجرید بهذا المعنی فی الفارسی أیضا، و مثاله علی ما فی جامع الصنائع: قوله: إنّ حسن روحک من النّضارة جعل منک بستانا و لکنه بستان من کلّ ناحیة تبدو فیه مائة أثر للسّهام «1».
ثم التجرید أقسام. منها أن یکون بمن التجریدیة نحو قولهم لی من فلان صدیق حمیم، أی بلغ فلان من الصداقة حدا صحّ معه أی مع ذلک الحد أن یستخلص منه صدیق حمیم آخر مثله فی الصداقة. و منها أن یکون بالباء التجریدیة الداخلة علی المنتزع منه نحو قولهم لئن سألت فلانا لتسألنّ به البحر أی بالغ فی اتصافه بالسماحة حتی انتزع منه بحرا فی السماحة. و زعم بعضهم أنّ من التجریدیة و الباء التجریدیة علی حذف مضاف، فمعنی قولهم لقیت من زید أسدا لقیت من لقائه أسدا و الغرض تشبیهه بالأسد، و کذا معنی لقیت به أسدا لقیت بلقائه أسدا، و لا یخفی ضعف هذا التقدیر فی مثل قولنا: لی من فلان صدیق حمیم، لفوات المبالغة فی تقدیر حصل لی من حصوله صدیق فلیتأمل. و منها ما یکون بباء المعیّة و المصاحبة فی المنتزع کقول الشاعر:
و شوهاء تعدو بی إلی صارخ الوغی. بمستلئم مثل الفتیق المرحّل.
المراد بالشوهاء فرس قبیح الوجه لما أصابها من شدائد الحرب، و تعدو أی تسرع، صارخ الوغی أی مستغیث الحرب، و المستلئم لابس الدرع، و الباء للملابسة، و الفتیق الفحل المکرم عند أهله، و المرحل من رحل البعیر أشخصه من مکانه و أرسله. و المعنی تعدو بی و معی من نفسی لابس درع لکمال استعدادی للحرب، بالغ فی اتصافه بالاستعداد للحرب حتی انتزع منه مستعدا آخر لابس درع. و منها ما یکون بدخول «فی» فی المنتزع منه نحو قوله تعالی: لَهُمْ فِیها دارُ الْخُلْدِ «2» أی فی جهنم و هی دار الخلد، لکنه انتزع منها دارا أخری و جعلها معدّة فی جهنم لأجل الکفار تهویلا لأمرها و مبالغة فی اتصافها بالشدّة. و منها ما یکون بدون توسّط حرف کقول قتادة «3»:
فلئن بقیت لأرحلنّ لغزوة. نحو الغنائم أو یموت کریم.
أی إلّا أن یموت کریم یعنی بالکریم نفسه، فکأنه انتزع من نفسه کریما مبالغة فی کرمه، و لذا لم یقل أو أموت. و قیل تقدیره أو یموت منی کریم، کما قال ابن جنی «4» فی قوله تعالی یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ «5» عند من قرأ بذلک أنه أرید یرثنی منه وارث من آل یعقوب و هو الوارث نفسه فکأنه جرد منه وارثا و فیه نظر إذ لا حاجة إلی التقدیر لحصول
______________________________
(1) حسن جانت از نضارت هست بستانی ولیک. بوستانی کاندر و هر سو نماید صد ارم.
(2) فصلت/ 28.
(3) هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزیز. و قیل قتادة بن دعامة بن عکابة أبو الخطاب السدوسی، ولد عام 60 ه و توفی عام 118 ه، صحابی جلیل عالم باللغة و المفردات طبقات ابن سعد 7/ 229، معجم الأدباء 17/ 9، تهذیب الأسماء و اللغات 2/ 57، وفیات الأعیان 4/ 85، تذکرة الحفاظ 1/ 122، سیر أعلام النبلاء 5/ 269.
(4) هو عثمان بن جنی الموصلی، أبو الفتح. ولد بالموصل و توفی ببغداد عام 392 ه/ 1002 م. من کبار أئمة اللغة و النحو و الأدب. و له شعر. له الکثیر من المؤلفات الهامة. الأعلام 4/ 204، إرشاد الأریب 5/ 15، وفیات الأعیان 1/ 313، تاریخ آداب اللغة 2/ 302، شذرات الذهب 3/ 140، مفتاح السعادة 1/ 114.
(5) مریم/ 6.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 384
التجرید بدونه کما عرفت. و منها ما یکون بطریق الکنایة نحو قول الشاعر «1»:
یا خیر من یرکب المطی و لا. یشرب کأسا بکفّ من بخلا.
أی یشرب الکأس بکفّ جواد، فقد انتزع من الممدوح جوادا یشرب هو الکأس بکفه علی طریق الکنایة لأنه إذا نفی عنه الشرب بکفّ البخیل فقد أثبت له الشرب بکف الکریم، و معلوم أنّه یشرب بکفّه فهو ذلک الکریم. و منها مخاطبة الإنسان نفسه فإنّه ینتزع فیها من نفسه شخصا آخر مثله فی الصفة التی سبق لها الکلام، ثم یخاطبه نحو:
لا خیل عندک تهدیها و لا مال. فلیسعد النطق إن لم تسعد الحال.
المراد بالحال الغنی فکأنه انتزع من نفسه شخصا آخر مثله فی فقد الحال و المال و الخیل.

فائدة:

قیل إنّ التجرید لا ینافی الالتفات بل هو واقع بأن یجرّد المتکلم نفسه من ذاته و یخاطبه لنکتة کالتوضیح فی:
تطاول لیلک بالإثمد.
و ردّه السیّد السّند بأنّ المشهور عند الجمهور أنّ المقصود من الالتفات إرادة معنی واحد فی صور متفاوتة، و المقصود من التجرید المبالغة فی کون الشی‌ء موصوفا بصفة و بلوغه النهایة فیها بأن ینتزع منه شی‌ء آخر موصوف بتلک الصفة، فمبنی الالتفات علی ملاحظة اتّحاد المعنی، و مبنی التجرید علی اعتبار التغایر ادعاء، فکیف یتصوّر اجتماعهما. نعم ربّما أمکن حمل الکلام علی کلّ منهما بدلا عن الآخر. و أما أنّهما مقصودان معا فلا، مثلا إذا عبّر المتکلّم عن نفسه بطریق الخطاب أو الغیبة فإن لم یکن هناک وصف یقصد المبالغة فی اتصافها به لم یکن ذلک تجریدا أصلا، و إن کان هناک وصف یحتمل المقام المبالغة فیه فإن انتزع من نفسه شخصا آخر موصوفا به فهو تجرید لیس من الالتفات فی شی‌ء، و إن لم ینتزع بل قصد مجرد الافتتان فی التعبیر عن نفسه کان التفاتا. هذا کله خلاصة «2» ما فی المطول و حواشیه.

تجزئة النّسبة:

[فی الانکلیزیة]Division of fractions
[فی الفرنسیة]Division des fractions
قد مرّ ذکرها فی لفظ التألیف. و النسبة الحاصلة من التجزئة تسمّی بالنسبة المنقسمة.
و قد یعبّر عن التجزئة بإلقاء عن نسبة أخری علی ما فی بعض حواشی تحریر أقلیدس.

التّجلّی:

[فی الانکلیزیة]Manifestation،transfiguration
[فی الفرنسیة]Manifestation،transfiguration
فی اللغة بمعنی الظهور. و عند السالکین عبارة عن ظهور ذات اللّه و صفاته، و هذا هو التجلّی الربانی، و یتجلّی الروح أیضا. قال فی مجمع السّلوک: التّجلّی هو عبارة عن ظهور الذّات و الصفات الإلهیة، و للروح أیضا نوع من التّجلّی، حینا صفات الروح تتجلّی مع ذات الرّوح، و یظنّ السالک أنّه تجلّی الحق، و هنا یجب علی المرید أن یلجأ للمرشد کی ینجو من الهلاک. و الفرق بین التجلّی الروحانی و التجلّی الربّانی هو أنّ التجلّی الروحانی یکون منه
______________________________
(1) الأعشی: هو میمون بن قیس بن جندل، من بنی قیس بن ثعلبة الوائلی، أبو بصیر المعروف بأعشی قیس. ولد بالقرب من الریاض فی بلدة اسمها منفوحة و فیها توفی عام 7 ه/ 629 م. من شعراء الطبقة الأولی فی الجاهلیة و أحد أصحاب المعلقات. عمّر طویلا و أدرک الإسلام و لم یسلم. و لقب بالأعشی لضعف بصره. الأعلام 7/ 341، معاهد التنصیص 1/ 196، خزانة البغدادی 1/ 84، الأغانی 9/ 108، تاریخ آداب اللغة 1/ 109، الشعر و الشعراء 79.
(2) خلاصة (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 385
اطمینان القلب، دون أن یتخلّص من شوائب الشّکّ و الرّیب، و لا یمنحه کلّ الذوق الناشئ عن المعرفة. أمّا تجلّی الحقّ فإنّه بعکس ذلک تماما. و ثانیا: یکون عن التجلّی الروحی الغرور و الخیال، و ینقص منه الطّلب و التّضرّع، و أمّا التجلّی الحقّانی فهو یظهر علی خلاف ذلک فیبدّل الوجود بالعدم، و یزید فیه الخوف و التضرع.
و التجلّی الحقّانی نوعان: تجلّی الذات و تجلّی الصفات. و کلّ واحد منهما متنوّع، و هو موضّح فی کتاب مرصاد العباد و أساس الطریقة من کتب السلوک. یقول الشیخ دستگیر شیخ مینا رحمه اللّه: ما بین المشاهدة و المکاشفة و التجلّی فرق دقیق جدا لا یستطیع أیّ سالک أن یدرکه.
و یقول فی مرصاد العباد: تکون المشاهدة مع التجلّی و بدونه. و یکون التجلّی مع المشاهدة و بدونها. لأنّ التجلّی من صفات الجمال فیکون مع المشاهدة. و إذا کان من صفات الجلال فیکون بدون مشاهدة، لأنّ المشاهدة من باب المفاعلة و هی تقتضی التّثنیة. بینما التجلّی من صفات الجلال فمن مقتضاه نفی التّثنیة و إثبات الوحدة. أمّا المشاهدة و التجلّی فلا تکون بدون مکاشفة. و المکاشفة بدون مشاهدة و لا تجلّی فهی کائنة. تم کلامه و حسنا یقول. و لکن بالنسبة إلیّ یبدو لی مشکلا القول بوجود مشاهدة بدون تجلّی، لأنّ التجلّی عبارة عن ظهور الذّات و الصّفات الإلهیة؛ إذن لا تکون مشاهدة بدون تجلّی. انتهی کلام مجمع السلوک. «1»
و فی الإنسان الکامل اعلم بأنّ الحقّ تعالی إذا تجلّی علی العبد سمّی ذلک التجلّی بنسبته إلی الحق سبحانه تعالی شأنا إلهیا، و بنسبته إلی العبد حالا، و لا یخلو ذلک التجلّی من أن یکون الحاکم علیه اسما من أسماء اللّه تعالی أو وصفا من أوصافه، فذلک الحاکم هو المتجلّی.
و إن لم یکن له وصف أو اسم مما بأیدینا من الأسماء و الصفات الإلهیّة فحال اسم ذلک الولی المتجلّی علیه هو عین الاسم الذی تجلّی به الحق علیه، و ذلک معنی قوله علیه السلام «إنه سیحمده یوم القیامة بمحامد لم یحمده بها من قبل» «2» و قوله «اللهم إنی أسألک بکل اسم سمّیت به نفسک و استأثرت به فی علمک» «3».
فالأسماء التی سمّاها «3» بها نفسه هی التی نبّهنا علیها بأنها أسماء أحوال المتجلّی علیه. و معنی
______________________________
(1) تجلی عبارتست از ظهور ذات و صفات الوهیت و روح را نیز تجلی بود کاه باشد که صفات روح با ذات روح تجلی کند سالک پندارد که این تجلی حق است درین محل مرشد باید تا از هلاکت خلاص یابد. و فرق میان تجلی روحانی و ربانی آنست که از تجلی روحانی آرام دل پدید آید و از شوائب شک و ریب خلاص نیابد و ذوق معرفت تمام ندهد و تجلی حق سبحانه تعالی بخلاف این باشد. و دیگر آنکه از تجلی روحانی غرور و پندار آید و در و طلب و نیاز نقصان شود و از تجلی حقانی بر خلاف آن ظاهر آید هستی به نیستی بدل شود و درو طلب بخوف و نیاز بیفزاید. و تجلی حقانی بر دو نوع است تجلی ذات و تجلی صفات و هریک ازین هر دو متنوع است در کتب سلوک مثل مرصاد العباد و اساس الطریقة بتشریح مذکور است پیر دستگیر شیخ مینارح میفرماید که میان مشاهده و مکاشفه و تجلی فرقی سخت باریکست هر سالکی نتواند که فرقی کند. اما آنکه در مرصاد العباد میگوید که مشاهده بی‌تجلی و با تجلی باشد و تجلی بی‌مشاهده و با مشاهده باشد چون تجلی از صفات جمال باشد با مشاهده بود و چون از صفات جلال باشد بی‌مشاهده بود که مشاهده از باب مفاعلة است اثنینیت را میخواهد و تجلی صفات جلال رفع اثنینیت را اقتضا کند و اثبات وحدت اما مشاهده و تجلی بی‌مکاشفه نبود و مکاشفه باشد که بی‌مشاهده و تجلی بود تم کلامه نیک میگوید. لیکن نزد من بودن مشاهده بی‌تجلی مشکل می‌نماید چه تجلی عبارت از ظهور ذات و صفات الوهیت است پس لا جرم مشاهده بی‌تجلی نبود
(2) ورد فی الصحیحین فی حدیث الشفاعة الطویل: « … فأحمد ربی بمحامد علّمنیها … »
صحیح البخاری: کتاب التوحید، باب لما خلقت بیدی، ح 39، 9/ 218 صحیح مسلم، کتاب الإیمان، باب أدنی أهل الجنة منزلة فیها، ح 322/ 193، 1/ 181.
(3) أخرجه أحمد فی مسنده 1/ 391، عن عبد اللّه و تمامه. ما أصاب أحد قط هم و لا حزن، فقال: اللهم إنی عبدک بن عبدک
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 386
قوله أسألک أدعوک هو القیام بما یجب علیه من آداب ذلک المتجلّی، و هذا لا یعرفه إلّا من ذاق هذا المشهد انتهی.
و یقول فی کشف اللغات إنّه مذکور فی شرح النّصوص بأنّ أهل الدین أخبروا الأمّة بأنّه جاء فی الصحیح «إنّ الحقّ یتجلّی یوم القیامة فی الخلق فی صورة منکرة، فیقول: أنا ربّکم الأعلی، فیقولون: نعوذ باللّه منک فیتجلّی فی صورة عقائدهم فیسجدون له». إذن عند ما یظهر الحقّ بصور محدودة و الکتاب ناطق بذلک: هو الظاهر و الباطن، إذن حصل للعارف العلم بهذا المعنی بأنّ الظاهر لیس بهذه الصور إلّا علی سبیل التجلّی، و ذلک تمهید للوجود المسمّی «1» باسم النّور، و هذا یعنی وجود ظهور الحقّ بصور الأسماء فی الأکوان، و الأسماء هی صور إلهیّة.
و ذلک هو ظهور نفس الرحمن. شعر:
کلّ الأشیاء موجودة بهذا النفس کأنّما هذه الخزانة کلّها کرم.
انتهی کلامه. «2»

التّجلّی الشّهودی:

[فی الانکلیزیة]Emanatist pantheism
[فی الفرنسیة]Panentheisme،pantheisme emanatiste
هو ظهور الوجود المسمّی باسم النور، و هو ظهور الحق بصور أسمائه فی الأکوان التی هی صورها، و ذلک الظهور هو نفس الرحمن الذی یوجد به الکلّ، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 386 التجنیس: … ص: 386

التّجنیس:

[فی الانکلیزیة]Unification،pun،paronomasia
[فی الفرنسیة]Unification،calembour،paronomase
عند بلغاء العرب و الفرس سیعرف فیما بعد فی الجناس. و عند المحاسبین هو جعل الکسور من جنس کسر معین و یسمّی بالبسط أیضا.
و العدد الحاصل من التجنیس یسمّی مجنسا بالفتح و مبسوطا. مثلا أردنا تجنیس اثنین و ثلاثین فبعد العمل حصل ثمانیة أثلاث فالثمانیة هی المجنّس و المبسوط، و طریقه معروف فی کتب الحساب.

و التجنیس المرفو:

[فی الانکلیزیة]Paronomasia،pun
[فی الفرنسیة]Paronomase،calembour
سیأتی ذکره فی الجناس.

التّجوید:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Distinct recitation
[فی الفرنسیة]Recitation distincte
فی اللغة التحسین. و فی اصطلاح القرّاء تلاوة القرآن بإعطاء کلّ حرف حقّه من مخرجه و صفته اللازمة له من همس و جهر و شدّة و رخاوة و نحوها، و إعطاء کل حرف مستحقه مما یشاء
______________________________
- بن أمتک، ناصیتی بیدک ماض فی حکمک، عدل فیّ قضاؤک، أسألک بکل اسم هو لک سمیت به نفسک أو علمته أحدا من خلقک أو أنزلته فی کتابک أو استأثرت به فی علم الغیب عندک أن تجعل القرآن ربیع قلبی و نور صدری و جلاء حزنی و ذهاب همی. إلا أذهب اللّه همه و حزنه و أبدله مکانه فرجا، قال: فقیل یا رسول اللّه ألا نتعلمها فقال بلی ینبغی لمن سمعها أن یتعلمها.
(1) سمی (م).
(2) و در کشف اللغات میگوید که در شرح فصوص مذکور است که همه اهل دین خبر کرده‌اند مرامت خود را چنانکه در صحیح آمده است ان الحق یتجلی یوم القیامة فی الخلق فی صورة منکرة فیقول انا ربکم الاعلی فیقولون نعود باللّه منک فیتجلی فی صورة عقائدهم فیسجدون له. پس وقتی که حق ظاهر باشد به صورتهای محدود و کتاب ناطق است بدین که هو الظاهر و الباطن پس حاصل شد علم مر عارف را بدین معنی که ظاهر بدین صورتها نیست مگر تجلی و آن تمهید وجود است که مسمی است باسم النور و آن یعنی وجود ظهور حق است بصور اسماء در اکوان و اسماء صور الهیه‌اند و آن ظهور نفس الرحمن است شعر.
همه اشیاء باین نَفَس موجود گویا هست این خزانه همه جود
انتهی کلامه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 387
من الصفات المذکورة کترقیق المستفل و تفخیم المستعلی و نحوهما، و ردّ کل حرف إلی أصله من غیر تکلّف. و طریقه الأخذ من أفواه المشایخ العارفین بطریق أداء القرآن بعد معرفة ما یحتاج إلیه القارئ من مخارج الحروف و صفاتها و الوقف و الابتداء و الرسم.
و مراتب التجوید ثلاثة: ترتیل و تدویر و حدر. و الأول أتم ثم الثانی. فالترتیل التّؤدة و هو مذهب ورش «1» و عاصم «2» و حمزة «3».
و الحدر الإسراع هو مذهب ابن کثیر «4» و أبی عمرو «5» و القالون «6». و التدویر التوسط بینهما و هو مذهب ابن عامر «7» و الکسائی، و هذا هو الغالب علی قراءتهم، و إلّا فکل منهم یجیز الثلاثة. و لا بدّ فی الترتیل من الاحتراز عن التمطیط. و فی الحدر عن الاندماج إذ القراءة کالبیاض إن قلّ صار سمرة و إن زاد صار برصا انتهی.
و صاحب الاتقان جعل الترتیل مرادفا للتحقیق حیث قال: کیفیات القراءة ثلاث:
إحداث التحقیق و هو إعطاء کلّ حرف حقه من إشباع المدّ و تحقیق الهمزة و إتمام الحرکات و اعتماد الإظهار و التشدیدات، و بیان الحروف و تفکیکها و إخراج بعضها من بعض بالسکت و الترتیل و التؤدة، و ملاحظة الجائزات من الوقوف بلا قصر و لا اختلاس و لا إسکان محرّک و لا إدغامه، و هو یکون لریاضة الألسن و تقویم الألفاظ. و یستحب الأخذ به علی المتعلمین من غیر أن یتجاوز فیه إلی حدّ الإفراط بتولید الحروف من الحرکات و تکریر الراءات و تحریک السواکن و تطنین النونات بالمبالغة فی الغنّات و نحو ذلک. و هذا النوع من القراءة مذهب حمزة و ورش. الثانیة الحدر بفتح الحاء و سکون الدال المهملتین و هو إدراج القراءة بسرعتها و تخفیفها بالقصر و التسکین و الاختلاس و البدل و الإدغام الکبیر و تخفیف الهمزة و نحو ذلک ممّا صحّت به الروایة، مع مراعاة إقامة الإعراب و تقویم اللفظ و تمکّن الحروف بدون بتر حروف المدّ و اختلاس
______________________________
(1) هو عثمان بن سعید بن عدی المصری. ولد بمصر عام 110 ه/ 728 م. و فیها توفی عام 197 ه/ 812 م. من کبار القراء.
غلب علیه لقب ورش لشدة بیاضه، و أصله من القیروان. الأعلام 4/ 205، إرشاد الأریب 5/ 33، غایة النهایة 1/ 502، التاج 4/ 364.
(2) هو عاصم بن أبی النجود بهدلة الکوفی الأسدی أبو بکر. توفی بالکوفة عام 127 ه/ 745 م. تابعی، أحد القرّاء السبعة.
ثقة فی الحدیث و القراءة. الأعلام 3/ 248، تهذیب التهذیب 5/ 38، وفیات الأعیان 1/ 243، غایة النهایة 1/ 346، میزان الاعتدال 2/ 5.
(3) هو حمزة بن حبیب بن عمارة بن اسماعیل التیمی الزیات. ولد عام 80 ه/ 700 م. و توفی بحلوان بالعراق عام 156 ه/ 773 م. أحد القراء السبعة، و انعقد الإجماع علی تلقی قراءته بالقبول. الأعلام 2/ 277، تهذیب التهذیب 3/ 27، وفیات الأعیان 1/ 167، میزان الاعتدال 1/ 284.
(4) هو عبد اللّه بن کثیر الداری المکی، أبو معبد. ولد بمکة عام 45 ه/ 665 م و توفی فیها عام 120 ه/ 738 م. أحد القراء السبعة کان قاضی الجماعة بمکة. الأعلام 4/ 115، وفیات الأعیان 1/ 250.
(5) هو زبّان بن عمار التمیمی المازنی البصری، أبو عمرو و یلقب أبوه بالعلاء ولد بمکة عام 70 ه/ 690 م. و توفی بالکوفة عام 154 ه/ 771 م. من أئمة اللغة و الأدب، و أحد القراء السبعة. الأعلام 3/ 41، غایة النهایة 1/ 288. فوات الوفیات 1/ 164، وفیات الأعیان 1/ 386، نزهة الألباء 31.
(6) هو عیسی بن میناء بن وردان بن عیسی المدنی، مولی الأنصار، أبو موسی. ولد بالمدینة عام 120 ه/ 738 م، و توفی فیها عام 220 ه/ 835 م. أحد القراء المشهورین. عالم بالعربیة و القراءة. الأعلام 5/ 110، النجوم الزاهرة 2/ 235، إرشاد الأریب 6/ 103، غایة النهایة 1/ 615، التاج 9/ 313.
(7) هو عبد اللّه بن عامر بن یزید، أبو عمران الیحصبی الشامی. ولد فی البلقاء عام 8 ه/ 630 م. و توفی بدمشق عام 118 ه/ 736 م. أحد القراء السبعة. راو للحدیث ثقة فیه، تولی قضاء دمشق للأمویین. الأعلام 4/ 95، تهذیب التهذیب 5/ 274، غایة النهایة 1/ 423، میزان الاعتدال 2/ 51.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 388
أکثر الحرکات و ذهاب صوت الغنّة و التفریط إلی غایة لا تصحّ به القراءة، و هذا النوع مذهب ابن کثیر و أبی جعفر «1». و من قصر المنفصل کأبی عمرو و یعقوب «2»، الثالثة التدویر و هو التوسّط بین المقامین من التحقیق و الحدر و هو الذی ورد عن أکثر الأئمة ممن مدّ المنفصل و لم یبلغ فیه الإشباع، و هو مذهب سائر القرّاء، و هو المختار عند أکثر أهل الأداء. ثم قال و الفرق بین الترتیل و بین التحقیق فیما ذکره بعضهم أنّ التحقیق یکون للریاضة و التعلیم و التمرین، و الترتیل یکون للتدبّر و التفکّر و الاستنباط، فکل تحقیق ترتیل و لیس کل ترتیل تحقیقا.

فائدة:

فی شرح المهذّب «3» اتفقوا علی کراهة الإفراط فی الإسراع، قالوا و قراءة جزء بترتیل أفضل من قراءة جزءین فی قدر ذلک الزمان بلا ترتیل. و قالوا: و استحباب الترتیل للمتدبّر و لأنه أقرب إلی الإجلال و التوقیر و أشد تأثیرا فی القلب، و لهذا یستحب للأعجمی الذی لا یفهم معناه. و فی النّشر اختلف: هل الأفضل الترتیل و قلة القراءة أو السرعة مع کثرتها؟. و أحسن بعض أئمتنا فقال: إنّ ثواب قراءة الترتیل أجلّ قدرا و ثواب الکثرة أکثر عددا، لأن بکل حرف عشرة حسنات. و فی البرهان للزرکشی کمال الترتیل تفخیم ألفاظه و الإبانة عن حروفه و أن لا یدغم حرفا فی حرف. و قیل هذا أقله. و أکمله أن یقرأه علی منازله، فإن قرأ تهدیدا لفظ به لفظ المتهدّد أو تعظیما لفظ به علی التعظیم، انتهی ما فی الاتقان.

التّجویف:

[فی الانکلیزیة]Cavity
[فی الفرنسیة]Cavite
عند الأطباء هو الفضاء الحاصل فی باطن العضو الحاوی بشی‌ء ساکن. و قولهم باطن العضو احتراز عن التقعّر فإنه فی ظاهر العضو کباطن الراحة. و قولهم بشی‌ء ساکن احتراز عن الحاوی المتحرّک، فإنه یسمی مجری، هکذا فی الأقسرائی. و أمراض التجاویف المسمّاة بأمراض الأوعیة أیضا یجی‌ء فی لفظ المرض.

التّحجّر:

[فی الانکلیزیة]Petrification،hardening،stiffness
[فی الفرنسیة]Petrification،durcissement،ankylose
هو ورم صغیر ینجمد و یتحجّر فی العین، کذا فی بحر الجواهر.

التّحدیث:

[فی الانکلیزیة]Information،narration،bringing back the words of others
[فی الفرنسیة]Information،narration،rapporter les propos d'un autre
لغة الإخبار. و عند المحدّثین إخبار خاص بما سمع من لفظ الشیخ، أی إخبار خاص بحدیث سمع الراوی بلفظه من الشیخ و هو الشائع عند المشارقة و من تبعهم. و أمّا غالب المغاربة فلم یستعملوا هذا الاصطلاح، بل الإخبار و التحدیث عندهم بمعنی واحد. فعلی القول الشائع یحمل ما إذا قال: حدّثنا علی السماع من الشیخ، و فیما إذا قال أخبرنا علی
______________________________
(1) هو یزید بن القعقاع المخزومی بالولاء، المدنی، أبو جعفر. توفی بالمدینة عام 132 ه/ 750 م. أحد القرّاء العشرة، من التابعین، إمام أهل المدینة فی القراءة، کان من المفتین المجتهدین. الأعلام 8/ 186، وفیات الأعیان 2/ 278، غایة النهایة 2/ 382، تاریخ الإسلام للذهبی 5/ 188.
(2) هو یعقوب بن اسحاق بن زید الحضرمی البصری، أبو محمد. ولد بالبصرة عام 117 ه/ 735 م. و فیها توفی عام 205 ه/ 821 م. أحد القرّاء العشرة. إمام البصرة و مقرئها، و له فی القراءات روایات مشهورة له عدة کتب. الأعلام 8/ 195، إرشاد الأریب 7/ 320، طبقات النحویین 51، غایة النهایة 2/ 386، النجوم الزاهرة 2/ 179.
(3) المهذّب فی القراءات العشر: لأبی منصور الإمام الزاهد محمد بن أحمد بن علی الخیاط البغدادی (- 499 ه). لم أعثر علی شرح له. کشف الظنون، 1/ 1913.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 389
سماع الشیخ، و کلاهما أی التحدیث و الإخبار عندهم من صیغ الأداء، هکذا فی شرح النخبة و شرحه. و قال الحافظ فی فتح الباری فی کتاب العلم: التحدیث و الإخبار و الإنباء سواء عند أهل العلم بلا خلاف بالنسبة إلی اللغة. و أما بالنسبة إلی الاصطلاح ففیه الخلاف. فمنهم من استمرّ علی أصل اللغة و هذا رأی الزّهری و مالک و ابن عیینة «1» و یحیی القطان «2» و أکثر الحجازیین و الکوفیین، و علیه استمر عمل المغاربة و رجّحه ابن الحاجب فی مختصره و نقل عن الحاکم أنّه مذهب الأئمة الأربعة. و منهم من رأی إطلاق ذلک حیث یقرأ الشیخ من لفظه و تقییده حیث یقرأ علیه و هو مذهب إسحاق بن راهویه «3» و النسائی «4» و ابن حبان و ابن مندة «5» و غیرهم. و منهم من رأی التفرقة بین الصّیغ بحسب افتراق التحمّل، فیخصّون التحدیث بما تلفّظ به الشیخ و الإخبار بما یقرأ علیه، و هذا مذهب ابن جریج «6» و الأوزاعی و الشافعی و ابن وهب «7» و جمهور أهل المشرق. ثم أحدث أتباعهم تفصیلا آخر، فمن سمع وحده من لفظ الشیخ أفرد فقال حدثنی، و من سمع من غیره جمع، و من قرأ بنفسه علی الشیخ أفرد فقال أخبرنی، و هذا مستحسن و لیس بواجب عندهم.
و إنّما أرادوا التمییز بین أحوال التحمّل. و ظنّ بعضهم أنّ ذلک علی سبیل الوجوب فتکلّفوا فی الاحتجاج علیه و له بما لا طائل تحته «8». نعم یحتاج المتأخّرون إلی مراعاة الاصطلاح المذکور لئلّا یختلط لأنّه صار حقیقة عرفیة عندهم، فمن تجوّز عنها احتاج إلی الإتیان بقرینة تدلّ علی مراده و إلّا فلا یؤمن اختلاط المسموع بالمجاز،
______________________________
(1) هو سفیان بن عینیة بن میمون الهلالی الکوفی، أبو محمد. ولد بالکوفة عام 107 ه/ 725 م و توفی بمکة عام 198 ه/ 814 م. محدّث الحرم المکی. حافظ ثقة، واسع العلم. له عدة کتب فی الحدیث و التفسیر. الأعلام 3/ 105، تذکرة الحفاظ 1/ 242، صفة الصفوة 2/ 130، وفیات الاعیان 1/ 210، میزان الاعتدال 1/ 397، حلیه الاولیاء 7/ 270.
(2) هو یحی بن سعید بن فروخ القطان التمیمی، أبو سعید. ولد عام 120 ه/ 737 م و توفی عام 198 ه/ 813 م. من حفاظ الحدیث، ثقة حجة، یمیل لمذهب أبی حنیفة له کتاب فی المغازی. الاعلام 8/ 147، تذکرة الحفاظ 1/ 274، التهذیب 11/ 216، تاریخ بغداد 14/ 135، الجواهر المضیة 2/ 212.
(3) هو إسحاق بن ابراهیم بن مخلد الحنظلی التمیمی المروزی، أبو یعقوب بن راهویه. ولد عام 161 ه/ 778 م و توفی بنیسابور عام 238 ه/ 853 م. من علماء خراسان بالحدیث و رجاله. ثقة، أخذ عنه کبار العلماء. له مسند فی الحدیث و بعض التصانیف الأخری. الاعلام 1/ 292، تهذیب ابن عساکر 2/ 409، تهذیب التهذیب 1/ 216، میزان الاعتدال 1/ 85، وفیات الاعیان 1/ 199، حلیة الاولیاء 9/ 234، طبقات الحنابلة 68.
(4) هو أحمد بن علی بن شعیب بن علی بن سنان بن بحر بن دینار، أبو عبد الرحمن النسائی. ولد بنسا من ضواحی خراسان عام 215 ه/ 830 م و توفی بفلسطین و قیل بمکة حاجّا عام 303 ه/ 915 م. قاض، حافظ، صاحب السنن، لقب بشیخ الاسلام. له عدة مصنّفات هامة فی الحدیث و رجاله. الاعلام 1/ 171، وفیات الاعیان 1/ 21، البدایة و النهایة 11/ 123، طبقات الشافعیة 2/ 83، تذکرة الحفاظ 2/ 241، شذرات الذهب 2/ 239.
(5) هو محمد بن اسحاق بن محمد بن یحی، ابن منده، أبو عبد اللّه العبدی الأصبهانی ولد عام 310 ه/ 922 م. و توفی عام 395 ه/ 1005 م. من کبار حفاظ الحدیث، المکثرین من التصنیف فیه. له العدید من التآلیف الجیدة. الاعلام 6/ 29، طبقات الحنابلة 2/ 167، میزان الاعتدال 3/ 26، لسان المیزان 5/ 70، تذکرة الحفاظ 3/ 338.
(6) هو عبد الملک بن عبد العزیز بن جریج، أبو الولید و أبو خالد. ولد بمکة عام 80 ه/ 699 م. و فیها توفی عام 150 ه/ 767 م. فقیه الحرم المکی. إمام الحجاز فی عصره. محدث مدلّس لکنه ثبت، الاعلام 4/ 160، تذکرة الحفاظ 1/ 160، صفة الصفوة 2/ 122، وفیات الاعیان 1/ 286، تاریخ بغداد 10/ 400، طبقات المدلّسین 15.
(7) هو عبد اللّه بن وهب بن مسلم الفهری البصری، أبو محمد. ولد بمصر عام 125 ه/ 743 م. و فیها توفی عام 197 ه/ 813 م. فقیه من الأئمة. جمع بین الفقه و الحدیث و العبادة. من أصحاب الامام مالک. له عدة مصنفات هامة. الاعلام 4/ 144، تذکرة الحفاظ 1/ 279، تهذیب ابن عساکر 6/ 71، وفیات الاعیان 1/ 249.
(8) مما لا طائل تحته (م)، (- ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 390
فیحمل ما یرد من ألفاظ المتقدمین علی محمل واحد بخلاف المتأخرین، انتهی کلامه.

التحذیر:

[فی الانکلیزیة]Warning،direct objet
[فی الفرنسیة]Avertissement،complement d'objet direct
فی اللغة مصدر حذّر بتشدید الذال المعجمة بمعنی ترسانیدن. و عند النحاة هو المفعول به بتقدیر اتّق و نحوه مثل حذّر «1» و بعّد و اجتنب. و ذلک التقدیر إمّا للتحذیر مما بعده نحو إیّاک و الأسد، أی اتّق إیاک من مقارنة الأسد، فالمحذّر منه هو الذی وقع بعد إیاک و هو الأسد، و إمّا لذکر المحذّر منه مکررا و طول الکلام به نحو الطریق الطریق أی اتّق الطریق، هکذا یفهم من شروح الکافیة.

التّحرّی:

[فی الانکلیزیة]Research،inquiry
[فی الفرنسیة]Recherche،enquete
بالراء المهملة لغة الطلب، و شرعا طلب شی‌ء من العبادات بغالب الرأی عند تعذّر الوقوف علی الحقیقة. و إنّما قید بالعبادات لأنهم کما قالوا التحرّی فیها قالوا التوخّی فی المعاملات کما فی المبسوط، کذا فی جامع الرموز فی فصل شروط الصلاة. و فی البحر الرائق شرح کنز الدقائق فی کتاب الزکاة التحرّی فی اللغة الطلب و الابتغاء، و هو و التوخّی سواء، إلّا أنّ لفظ التوخّی یستعمل فی المعاملات و التحرّی فی العبادات. و فی الشریعة طلب الشی‌ء بغالب الرأی عند تعذّر الوقوف علی حقیقته، و هو غیر الشکّ و الظنّ، فالشک أن یستوی طرفا العلم و الجهل، و الظّنّ ترجّح أحدهما من غیر دلیل، و التحرّی ترجّح أحدهما من دلیل یتوصّل به إلی طرف العلم، و إن کان لا یتوصّل به إلی ما یوجب حقیقة العلم و الیقین انتهی کلامه.

التّحریف:

[فی الانکلیزیة]Alteration
[فی الفرنسیة]Alteration
فی اللغة هو تغییر [الشی‌ء] «2» عن موضعه. و فی اصطلاح المحدّثین هو التصحیف، أی تغییر الحدیث. و قیل بالفرق بینهما. و فی اصطلاح القرّاء تغیر ألفاظ القرآن لمراعاة الصوت. و فی الاتقان و من البدعة نوع أحدثه هؤلاء الذین یجتمعون فیقرءون کلهم بصوت واحد، فیقولون فی قوله: أَ فَلا تَعْقِلُونَ، بحذف الألف و یمدّون ما لا یمدّ لیستقیم لهم الطریق الذی سلکوه، ینبغی أن یسمّی التحریف انتهی. و فی الدّقائق المحکمة بعد بیان مخارج الحروف هو أن یجتمعوا فیقرءون کلهم بصوت واحد، و یأتی بعضهم ببعض الکلمة و الآخر ببعضها و یحافظون علی مراعاة الأصوات خاصة. و فی اصطلاح أهل الجفر هو تکسیر الزمام، و فی رسالة مرسومة بأنواع البسط یقول:
تکسیر الزّمام: یعنی: تحریف حروف الزّمام بهذا الطریق أی: حینما یکسرون فإنّهم یکتبون حرف آخر الزمام فی أوّل السّطر، و الحرف الأول للزّمام بدلا من الحرف الثانی، و الحرف ما قبل الأخیر للزمام بدلا من الحرف الثالث فی أول السطر. و الحرف الثانی من أول الزمام بدلا من الحرف الرابع. و هکذا علی النحو إلی آخره. ثم یظهر هذا التحریف فی کلّ سطر حتی یعود الترتیب إلی شکله الأول. و علامة ذلک أن یأتی الحرف الأوّل للزمام فی الأخیر و الحرف الثانی فی الزمام حرفا أولا، فیصبح التکسیر قد تمّ.
و إن أرادوا سطرا آخر فنفس ذلک السطر سیکون سطر الزمام الأول.
و ما دام التحریف مستمرا فی جمیع أنواع البسط فإنّه یعود الزمام الأول ما عدا بسط التماذج حیث ینظر فی هذا العمل: ما هی
______________________________
(1) احذر (م).
(2) الشی‌ء (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 391
الحروف المطلوبة؟ و کم عددها؟ و حسب عدد الحروف المطلوب تحریفها یکون التحریف.
فمثلا: إذا کانت الحروف المطلوبة خمسة فالتحریف یکون لغایة خمسة أسطر. و إن کانت سبعة فسبعة و هکذا علی المنوال. و فی بعض الصّور یبتدأ التحریف من الحرف الأول أی حرف الزمام الأول فیکتبونه فی أول السطر الثانی و الحرف الأخیر فی الثانی من السطر الثانی و هکذا یتمّون العمل لغایته «1».

التّحریمة:

[فی الانکلیزیة]Prohibition،forbiddingness
[فی الفرنسیة]Prohibition،interdition
هی فی اللغة جعل الشی‌ء محرّما، سمّیت فی الشرع التکبیرة الأولی فی الصلاة لأنها تحرّم الأشیاء المباحة قبل الشروع فی الصلاة. فالتاء فیها للوحدة، و قیل للنقل من الوصفیة إلی الاسمیة، و قیل للمبالغة کما فی العلامة. و الأول أظهر، کذا فی البرجندی فی فصل صفة الصلاة.

التّحزین:

[فی الانکلیزیة]Saddening of the voice
[فی الفرنسیة]Attristement de la voix
بالزاء المعجمة عند بعض متأخّری القرّاء أن یترک طباعه و عادته فی التلاوة یأتی بها علی وجه آخر کأنه حزین یکاد أن یبکی من خشوع و خضوع و هو منهی لما فیه من الرّیاء، کذا فی الدقائق المحکمة.

التّحصیل:

[فی الانکلیزیة]
Acquisition of science 2 L Acquisition de la sciE
فی اللغة الجمع، و فی العرف العام جمع العلم مطلقا کذا فی جامع الرموز. و یؤیده ما فی البرجندی من أنّ التحصیل عام فی تحصیل کل شی‌ء، لکنه غلب استعماله فی تحصیل العلوم. و عند أهل التعمیة عبارة عن تحصیل حروف الاسم و یجی‌ء فی لفظ المعمی. و عند المنطقیین عبارة عن جعل القضیة محصّلة بفتح الصاد المشدّدة، و هی عندهم قضیة حملیة یکون کلّ من موضوعها و محمولها وجودیا بأن یکون السلب خارجا من مفهومی الموضوع و المحمول جمیعا سواء کانت موجبة کقولنا: زید کاتب، أو سالبة کقولنا: زید لیس بکاتب. سمّیت بها لکون کلّ واحد من الطرفین فیها وجودیّا محصّلا. و ربما یخصّص اسم المحصّلة بالموجبة و تسمّی السالبة بسیطة لأنّ البسیط ما لا جزء له، و حرف السلب و إن کان موجودا فیها إلّا أنّه لیس جزءا من طرفیها و یجی‌ء ما یتعلق بهذا فی لفظ السلب و لفظ المعدولة.

التّحضیض:

[فی الانکلیزیة]INcitation،exhortation
[فی الفرنسیة]Incitation،exhortation
فی اللغة البعث، و عند أهل العربیة طلب الشی‌ء بحثّ و إزعاج علی ما ذکر فی المغنی فی بحث الّا و لو لا، حیث ذکر هناک أن العرض و التحضیض معناهما طلب الشی‌ء، و لکن العرض طلب بلین و تأدّب و التحضیض من أنواع الإنشاء.
______________________________
(1) و در رساله مسمی بانواع البسط میگوید تکسیر زمام یعنی تحریف حروف زمام بدین‌طریق بود که چون تکسیر نمایند حرف آخر زمام را در اوّل سطر بنویسند و حرف اوّل زمام را به جای حرف دوم و حرف ما قبل آخر زمام را به جای حرف سویم اوّل سطر بنویسند و حرف دویم اوّل زمام را به جای حرف چهارم و بهمین قاعدة تمام کنند و این تحریف را در هر سطر نمایند تا آنکه زمام با ترتیب زمام اوّل بازآید و علامات او آنست که چون حرف اوّل زمام اوّل در آخر زمام آید و حرف دویم زمام اوّل در اوّل زمام آید تکسیر تمام شده باشد و اگر سطر دیگر خواسته باشند همان سطر زمام اوّل خواهد آمد. و در جمیع انواع بسط ما دامی تحریف کنند که بزمام اوّل بازگردد الا در بسط تمازج که در ان عمل نظر میکنند که حروف مطلوب چند است و بتعداد حروف مطلوب تحریف نمایند اگر حروف مطلوب پنج حروف باشند تا پنج سطر تحریف و اگر هفت باشند تا هفت سطر و برین قیاس و در بعضی صور در تحریف ابتدا از حرف اولین کنند یعنی حرف اوّل زمام را دو اوّل سطر نویسند و حرف آخرین را در دوم سطر دوم و همچنین عمل به پایان رسانند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 392

التّحقّق:

[فی الانکلیزیة]Identification،indubitableness
[فی الفرنسیة]Identification،indubitabilite
هو عند الأشاعرة مرادف للثبوت و الکون و الوجود. و عند المعتزلة مرادف للثبوت و أعم من الکون و الوجود و یجی‌ء فی لفظ المعلوم. ثم التحقق قسمان: أصلی و هو أن یکون التحقق حاصلا لشی‌ء فی نفسه قائما به، و إمّا تبعی و هو أن لا یکون حاصلا له بل لما تعلّق به علی قیاس الحرکة الذاتیة و التبعیة، کذا فی شرح المواقف فی مقدمة الأمور العامة.

التّحقیق:

[فی الانکلیزیة]Verification،realization،divine manifestation
[فی الفرنسیة]Verification،realisation،manifestation divine
هو فی عرف أهل العلم إثبات المسألة بالدلیل کما أنّ التدقیق إثبات الدلیل بالدلیل، کذا ذکر الصادق الحلوانی فی حاشیة بدیع المیزان. و عند الصوفیة هو ظهور الحق فی صور الأسماء الإلهیة کذا فی کشف اللغات. و عند القرّاء هو إعطاء کلّ حرف حقّه و قد سبق فی لفظ التجوید.

التّحلّل «1»:

[فی الانکلیزیة]Delirium،hallucination vomiting
[فی الفرنسیة]Delire،hallucination،vomissement
عند الأطباء هو استفراغ غیر محسوس و یقال له التحلیل أیضا، کذا فی بحر الجواهر.
و یطلق التحلّل أیضا علی البحران الذی یکون فی مدّة طویلة إلی الصحة کما مرّ.

التّحلیل:

[فی الانکلیزیة]Vomiting،suppression of the 2 L copula
[فی الفرنسیة]Vomissement،suppression de la copule
عند الأطباء هو التحلّل. و عند المحاسبین هو العکس. و عند المنطقیین و یسمّی بالانحلال أیضا عبارة عن حذف ما یدلّ علی العلاقة بین طرفی القضیة من النسبة الحکمیة، أی حذف أداة تدلّ علی الربط بین الطرفین، سواء کان ربطا حملیا أو شرطیا، و یجی‌ء فی لفظ القضیة.
و قد یطلق التحلیل عندهم علی معنیین آخرین سبق ذکرهما فی المقدمة فی بیان الرءوس الثمانیة فی الأنحاء التعلیمیة. و عند أهل التعمیة اسم لعمل من الأعمال التسهیلیة و یقول مولانا عبد الرحمن الجامی من رسالته: التحلیل عبارة عن معنی الشعری المفرد، و باعتبار آخر: نوع من اللغز المعمّی مرکّب من شیئین أو أکثر، و مثاله فی البیت التالی:
بسبب العربدة کنت أجادل و من الجهل کنت ألوم أهل الحال
فمن هذا البیت نستخلص اسم «عماد».
فمن لفظ عربدة حرف العین ثم یضاف إلیه «ما» و حرف «د» من جدال بعد حذف رأس الکلمة و هو «ج» فیبقی لدینا کلمة «عماد» «2».

التّحمیض:

[فی الانکلیزیة]Acidification
[فی الفرنسیة]Acidification
بالمیم هو القلی یستعمل فی قلی البزور کالشّونیز- الحبة السوداء- و نحوه، و طریقه أن توضع البزور فی قدر و توقد النّار تحته حتی یخرج لها الرائحة، کذا یفهم من بحر الجواهر و الأقسرائی.
______________________________
(1) التحلیل (ع).
(2) مولوی جامی در رساله مؤلفه خود میفرماید تحلیل عبارتست از آنکه باعتبار معنی شعری مفرد باشد و باعتبار معنی معمائی مرکب از دو چیز یا بیشتر مثاله. شعر. ز روی عربده تا ما جدال می‌کردم. ز جهل سرزنش اهل حال می‌کردم. ازین بیت اسم عماد برمی‌خیزد یعنی چون از روی لفظ عربده عین گرفته بالفظ ما و با حرف دال که از لفظ جدال بعد انداختن سر او که حرف جیم است ترکیب کنند عماد حاصل شود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 393

تحمیل الواقع:

[فی الانکلیزیة]Personification،incarnation،materialization
[فی الفرنسیة]Personification،incarnation،concretisation
هو عند البلغاء عبارة عن أنّ الوجود العینی یظهر له فی وقوعه الحالی حمل لطیف، ثم یبین السبب فی ذلک أنّ ذلک الشی‌ء انبثق منه ذلک الغرض. و ذلک الحال من هذا المعنی قد حصل. و مثال ذلک فی وصف عمود من الحجر:
و المعنی: «ما أن وضع الملک قرب العمود أحماله»، هذا أحد المعانی التی یمکن ترجمتها لأنّ کلمة بار لها عدد کبیر من المعانی و هناک احتمال آخر یقوّی روایة البیت نفسه فی آخر الصفحة: «حین أذن الملک بالورود علیه قرب العمود». حتی نهض العمود واقفا أمامه علی قدم واحدة، کذا فی جامع الصنائع «1».

التّحویل:

[فی الانکلیزیة]Passage from cross -reference to another،attribution،transformation
[فی الفرنسیة]Passage d'un renvoi a un autre،attribution،transformation
عند المحدّثین هو الانتقال من إسناد إلی إسناد آخر. قالوا إذا کان للحدیث إسنادان أو أکثر کتب عند الانتقال من إسناد إلی إسناد آخر ح مفردة مهملة إشارة إلی التحویل من أحدهما إلی آخر و هو الأصح. و قال ابن الصّلاح لم یأتنا ممن یعتمد بیانه، غیر أنی وجدت بخطّ الحفّاظ فی مکانها صح، و هو مشعر بأنه رمز إلی صح لئلّا یتوهّم سقوط إسناد حدیث هذا الإسناد من الکتابة، و هذا إسناد حدیث آخر لئلّا یرکّب الإسنادان إسنادا واحدا. و قیل هی لمجرد الحیلولة کنایة من الحائل فلا یتلفّظ بشی‌ء.
و حکی عن المغاربة أنهم یقولون عنده الحدیث، هکذا یفهم من خلاصة الخلاصة و الإرشاد الساری شرح البخاری. و عند المنجمین انتقال أی توجّه الکوکب من آخر برج إلی أول برج آخر کانتقال الشمس من الدرجة الأخیرة من الحوت إلی الدرجة الأولی من الحمل، و یسمّی بالطول أیضا. و البعض علی أنّ نقل الکواکب من موضع إلی موضع آخر مطلقا، أی سواء کان من برج إلی برج آخر أو لا یسمّی تحویلا علی ما ذکره عبد العلی البرجندی فی شرح زیج الغ «2» بیگی «3» فی باب معرفة الاتصالات.
و تحویل القمر یسمّی انتقالا، قالوا تحویلات القمر تسمّی انتقالات. و عند المحاسبین صرف الکسر من مخرج إلی مخرج آخر أی تغییر نوع من الکسر إلی نوع آخر، أعنی أنّ التحویل عبارة عن تغییر المنسوب إلیه إلی عدد إذا أخذ ذلک الکسر منه انتسب منه نسبة تعدّ من الصنف الأول، و طریقه أن یضرب عدد الکسر فی المخرج المحوّل إلیه و یقسم الحاصل علی مخرجه أی مخرج ذلک الکسر المحول، فالخارج هو الکسر المطلوب من المخرج المحوّل إلیه فإذا قیل النصف کم سدسا یعنی أردت تحویل النصف إلی الأسداس، فاضرب صورة النصف أی الواحد فی الستة التی هی مخرج السّدس فیحصل ستة ثم أقسم الستة علی الاثنین الذی هو مخرج النصف فیخرج الثلاثة بعد العمل، و هو ثلاثة أسداس، هکذا فی شرح
______________________________
(1) نزد بلغا عبارتست از آنکه وجود عینی را در وقوع حالی حملی لطیف پیدا کند و سببی در بیان آرد که آن چیز را آن غرض پدید آمده است و آن حال ازین ینمعنی حاصل شده مثاله در صفت ستون سنگین. شعر. چو نزدیک ستون شه بار آورد. ستون پیشش بیک پا ایستاده. کذا فی جامع الصنائع.
(2) تغ بیکی (م).
(3) لعبد العلی بن محمد بن الحسین البرجندی (- 935 ه). و هذا الزیج من وضع ألوغ‌بیک محمد بن شاه رخ بن تیمور (- 853 ه) و علیه شروح کثیرة. معجم المطبوعات العربیة 465.GALS،II، 892. طاش کبری‌زاده 1/ 380.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 394
خلاصة الحساب.

التحیّز:

[فی الانکلیزیة]Spatialization)to occupy a space(
[فی الفرنسیة]Spatialisation)occuper un espace(
هو الحصول فی المکان علی ما فی شرح المواقف فی مقدمة الموقف الثالث. و هذا و إن کان فی نفسه صحیحا باعتبار ترادف الحیّز و المکان، لکن أولی أن یفسّر بالحصول فی الحیّز لکونه صحیحا مطلقا سواء اعتبر ترادفهما أو لا.

التخدیر:

[فی الانکلیزیة]Anaesthesia
[فی الفرنسیة]Anesthesie
هو مقابل اللذع و هو تبرید للعضو بحیث یصیر جوهر الروح الحامل لقوة الحسّ و الحرکة باردا فی مزاجه غلیظا فی جوهره، فلا تستعملها القوی النفسانیة.

تخریج المناط:

[فی الانکلیزیة]Convenience
[فی الفرنسیة]Convenence
هو عند الأصولیین الإخالة و المناسبة و سیجی‌ء.

التّخصیص:

اشارة

[فی الانکلیزیة]P articularization
[فی الفرنسیة]P articularisation
هو فی اللغة تمییز بعض الجملة بحکم.
و لذا یقال خصّ فلان بکذا کذا فی کشف البزدوی. و فی عرف النحاة تقلیل الاشتراک الحاصل فی النکرات، و تقلیل الاشتراک الحاصل فی المعارف عندهم لا یسمّی توضیحا، بل التوضیح عندهم رفع الاحتمال الحاصل فی المعرفة و هذا هو المراد بالتخصیص و التوضیح فی قولهم: الوصف قد یکون للتخصیص و قد یکون للتوضیح. و قد یطلق التخصیص علی ما یعمّ تقلیل الاشتراک و رفع الاحتمال، و تحقیق ذلک أنّ الوصف فی النکرات إنما یقلّل الاحتمال و الاشتراک، و فی المعارف یرفعه بالکلیة، فإنّ رجلا فی قولک رجل عالم کان یحتمل علی سبیل البدلیة جمیع أفراده، و بذکر العالم قد زال الاحتمال حیث علم أن لیس المراد غیر العالم، و بقی الاحتمال بالنسبة إلی أفراد العالم. و أما زید فی قولک زید التاجر عند اشتراکه بین التاجر و غیره فکان محتملا لهما، و بذکر الوصف ارتفع ذلک الاحتمال بالکلیّة.
لا یقال قد یرتفع الاحتمال بذکر الوصف فی النکرات کما إذا لم یکن الموصوف إلّا واحدا، و قد لا یرتفع فی المعارف کما إذا کان الموصوف بالتجارة من المسمین بزید متعددا، لأنّا نقول مفهوم النکرة الموصوفة کلّی و إن کان منحصرا فی فرد بحسب الواقع فلم یرتفع الاحتمال بالکلیّة نظرا إلی المفهوم، و عند کون الموصوف بالتجارة من المسمین بزید متعددا یجب ذکر الصفة الرافعة للاحتمال لأنه إنما یستعمل فی واحد منهم بعینه و ذکر الوصف لدفع مزاحمة الغیر لیتعین المراد، فیجب ذکر ما یعین المراد «1» بخلاف النکرة فإنها تستعمل فی مفهومها الکلّی. و لذا تکون حقیقة و إن قیّدت بوصف لا توجد إلّا فی واحد. ثم کون الوصف رافعا للاحتمال فی سائر المعارف محلّ تردّد.
اعلم أنّ الاشتراک و الاحتمال إمّا معنوی أی ناشئ من المعنی کما فی النکرات و إما لفظی أی ناشئ من اللفظ، سواء کان بحسب الأوضاع المتعدّدة کما فی المشترک اللفظی بالقیاس إلی أفراد معنی واحد فهو ناشئ من المعنی من قبیل الاشتراک المعنوی، أو بحسب وضع واحد کما فی سائر المعارف. فإنّ المعرّف بلام العهد الخارجی مثلا کالرجل
______________________________
(1) المقصود (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 395
یصلح أن یطلق علی خصوصیة کلّ فرد من المفهومات الخارجیة إمّا لأنه موضوع بإزاء تلک الخصوصیات وضعا عاما و إمّا لأنه موضوع لمعنی کلّی لیستعمل فی جزئیاته لا فیه. و أیّا ما کان فالاحتمال ناشئ من اللفظ فقال السیّد السّند: الظاهر أنهم أرادوا الاشتراک المعنوی، لأنّ التقلیل إنّما یتصور فیه بلا تمحّل کما فی رجل عالم فلا تکون جاریة فی قولنا عین جاریة صفة مخصصة، و قد یتمحّل فیحمل الاشتراک علی ما هو أعمّ من المعنوی و اللفظی و تجعل جاریة صفة مخصصة لأنها قللت الاشتراک بأن رفعت مقتضی الاشتراک اللفظی و هو احتمال العین لمعانیه [و عینت معنی واحدا] «1» فلم یبق فی عین جاریة إلّا الاشتراک المعنوی بین أفراد ذلک المعنی. و صاحب الأطول قال: الظاهر أنّ التخصیص محمول علی إزالة الاشتراک لفظیا کان أو معنویا إمّا فی الجملة أو بالکلیة، إلّا أنه فسّر بتقلیل الاشتراک لأنه الغالب فی التخصیص، و قلّما یبلغ مرتبة الإزالة بالکلیّة.
فإن قلت الرجل العالم خیر من الجاهل فی صورة الاستغراق لا یتصور أن یکون لتقلیل الاحتمال، إذ لا احتمال للمستغرق بل لتقلیل الشمول، فهل یجعل تقلیل الشمول من التخصیص؟ قلت: قرینة الاستغراق تقوم بعد الوصف فالوصف لتقلیل الاحتمال و القرینة لتعمّم ما رفع فیه بعض الاحتمال، فیکون الوصف فیه مخصصا. فإن قلت لا یتمّ ذلک فی کلّ رجل عالم، قلت: دخل الکلّ علی الموصوف، و لذا لا یمکن وصف الکلّ بل یجب إجراء الوصف علی المضاف إلیه و لو جعل تقلیل الاشتراک عبارة عن رفع الاحتمال أو إزالة بعض الشمول لأنّ مقتضی الاشتراک قد یکون الشمول و إن کان الأکثر الاحتمال لهان الأمر انتهی.
و فی عرف أهل المعانی هو القصر و سیجی‌ء. و فی عرف الأصولیین یطلق علی معان. منها قصر العام علی بعض مسمیاته، و هذا مصطلح الشافعیة و المالکیة. فقیل المراد بالمسمیات أجزاء المسمّی للقطع بأنّ الآحاد کزید و عمرو مثلا لیس من أفراد مسمّی الرجال إذ مسمّاه ما فوق الاثنین من هذا الجنس، لکنّ التحقیق علی ما یجی‌ء فی لفظ العام أنها الآحاد التی دلّ العام علیها باعتبار أمر اشترکت فیه، و هو معنی مسمیات العام لا أفراد مدلوله.
و لو لا أنهم جوّزوا التخصیص بمثل الاستثناء إلی الواحد لجاز جعل مسمّیات صیغة الجمع هی الجماعات لا الآحاد، فیتناول التعریف ما ارید به جمیع المسمیات أولا ثم أخرج بعض کما فی الاستثناء، و ما لم یرد به إلّا بعض مسمیاته ابتداء کما فی غیره. فالمراد بالکافرین فی مثل اقتلوا الکافرین إلّا أهل الذمّة، جمیع الکفار لیصحّ إخراج أهل الذمّة، فیتعلق الحکم، فیکون القصر علی البعض باعتبار الحکم فقط. و فی مثل اقتلوا الکافرین و لا تقتلوا أهل الذمّة یتبیّن أنّ المراد بالکافرین غیر أهل الذمّة خاصّة، فیکون القصر علی البعض باعتبار الدلالة و الحکم جمیعا، و یکون معنی القصر فی الأول أنّ اللفظ الذی یتناول جمیع المسمّیات قد اقتصر الحکم علی بعضها، و فی الثانی أنّ اللفظ الذی کان یتناول فی نفسه قد اقتصرت دلالتها علی البعض خاصّة، و حینئذ یندفع ما یتوهّم من أنّ اللفظ إن کان علی عمومه فلا قصر، و إن وجدت قرینة صارفة عنه فلا عموم و لا قصر «2».
و قال أبو الحسین هو إخراج بعض ما تناوله الخطاب. و یردّ علیه أنّ ما أخرج فالخطاب لم یتناوله. و أجیب بأنّ المراد ما
______________________________
(1) [و عینت معنی واحدا] (+ م، ع).
(2) [فالمراد بالکافرین فی مثل … فلا عموم و لا قصر] (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 396
یتناوله الخطاب بتقدیر عدم المخصّص کقولهم خصص العام و هذا عام مخصّص. و لا شکّ أنّ المخصّص لیس بعام، لکن المراد به کونه عاما لو لا تخصیصه، و هذا ظاهر فی غیر استثناء.
و أمّا فی الاستثناء فاللفظ عام یتناول الجمیع، و إن لم یکن الخطاب أی الحکم عاما فعبارة أبی الحسین یفتقر إلی هذا التأویل فی الاستثناء و غیره، و فی الإخراج أیضا لاقتضائه سابقیة الدخول. و قولنا قصر العام علی بعض مسمیاته إنّما یفتقر إلیه فی غیر الاستثناء فیکون أولی.
و بعضهم لم یفرّق بین العام و الخطاب فزعم أنّ عبارة أبی الحسین لا یفتقر إلی التأویل لأنّ الخطاب فی نفسه متناول لذلک البعض المخرج.
و قیل هو تعریف أنّ العموم للخصوص و المراد بالتخصیص هو الاصطلاحی و بالخصوص اللغوی، کأنه قیل: التخصیص تعریف أنّ المراد باللفظ الموضوع لجمیع الأفراد هو البعض منها فلا دور و لا تساوی [بین] «1» الحدّ و المحدود فی الجلاء و الخفاء، باعتبار أنّ من عرف حصول الخصوص عرف تحصیل الخصوص و بالعکس لأنّ الخصوص اللغوی قد عرف و التخصیص الاصطلاحی بعد لم یعرّف.
و قیل هو بیان ما لم یرد باللفظ العام. و منها قصر العام علی بعض أفراده بکلام مستقل مقترن أی غیر متراخ، و هذا مصطلح الحنفیة. فبقید الکلام خرج المخصص الغیر الکلامی فإنه لیس بتخصیص اصطلاحی، نحو العقل فی قوله تعالی خالِقُ کُلِّ شَیْ‌ءٍ «2» فإنّ العقل یخصص ذات اللّه تعالی. و الحسّ فی نحو قوله تعالی وَ أُوتِیَتْ مِنْ کُلِّ شَیْ‌ءٍ «3» فإنّ الحسّ یخصص ما لم یکن فی ملک بلقیس. و العادة فی نحو لا یأکل الرأس فإنه لا یتناول رأس الطیر مثلا و بقید المستقل خرج غیر المستقل و هو الکلام الذی یتعلق بصدر الکلام أی ما هو صدر و مقدّم فی الاعتبار سواء کان مقدما فی الذّکر أو لم یکن، فلا یردّ الشرط المقدم علی الجزاء، فإنّه مؤخّر اعتبارا. و کذا لا یردّ الاستثناء المقدّم علی المستثنی منه و نحو ذلک. و لا یکون تاما بنفسه حتی لو ذکر منفردا لا یفید المعنی فإنّه لیس بتخصیص عند الحنفیة، بل إن کان بإلّا و أخواتها فاستثناء، و إلّا فإن کان بأن یؤدی مؤدّاها فشرط، و إلّا فإن کان بإلی و ما یفید معناها فغایة، و إلّا فصفة أو غیرها. و بقید المقترن خرج النسخ فإنّه إذا تراخی دلیل التخصیص یسمّی نسخا لا تخصیصا. و منها قصر العام علی بعض أفراده بدلیل مستقلّ و بهذا المعنی یطلق التخصیص أیضا عند الحنفیة.
و بهذا الاعتبار یقال النسخ تخصیص، فله عندهم معنیان. و مما ینبغی أن یعلم أنّه لیس معنی القصر عند الحنفیة ثبوت الحکم للبعض و نفیه عن البعض، فإنّ هذا قول بمفهوم الصفة و الشرط و هو خلاف مذهبهم بل المراد من القصر أن یدلّ علی الحکم فی البعض و لا یدلّ فی البعض الآخر لا نفیا و لا إثباتا حتی لو ثبت ثبت بدلیل آخر، و لو انعدم انعدم بالعدم الأصلی و أنّه لا بدّ فی التخصیص من معنی المعارضة، و لا یوجد ذلک فی الدلیل الغیر المستقل فإنّ الاستثناء مثلا لبیان أنّه لم یدخل تحت الصدر، لا أنّ هناک حکمین، أحدهما معارض للآخر، کما یوجد فی الدلیل المستقل. و منها قصر اللفظ علی بعض مسمیاته و إن لم یکن ذلک اللفظ عاما فهذا أعمّ من المعنی الأول. و هذا کما یقال للعشرة إنّه عام باعتبار تعدد آحاده مع
______________________________
(1) بین (+ م، ع).
(2) الانعام/ 102.
(3) النمل/ 23.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 397
القطع بأنّ آحاده لیست مسمیاتها، و إنّما مسمیاتها العشرات، فإذا قصر العشرة مثلا علی خمسة بالاستثناء عنه قیل قد خصّص، و کذلک المسلمون للمعهودین نحو: جاءنی مسلمون فأکرمت المسلمین إلّا زیدا فإنّهم یسمّون المسلمین عامّا و الاستثناء عنه تخصیصا له.
اعلم أنّ التخصیص کما یطلق علی القول کما عرفت کذلک قد یطلق تجوّزا علی الفعل و کذلک النسخ، صرّح بذلک فی العضدی فی مباحث السنة.

تقسیم‌

التخصیص بالمعنی الأول:

قالوا المخصّص ینقسم إلی متّصل و منفصل لأنّه إمّا أن لا یستقل بنفسه أو یستقل، و الأول المتصل و الثانی المنفصل. و المخصّص المتصل خمسة: الاستثناء و الشرط و الصفة و الغایة و بدل البعض نحو جاءنی القوم أکثرهم. و المنفصل إمّا کلام أو غیره کالعقل نحو خالق کل شی‌ء، فإنّ العقل هو المخصّص للشی‌ء بما سوی اللّه تعالی، و تخصیص الصبی و المجنون من خطابات الشرع من هذا القبیل، و کالحسّ نحو أوتیت من کل شی‌ء، و کالعادة نحو لا نأکل رأسا فإنه یقع علی ما یتعارف أکله مشویا، و کالتشکیک نحو کل مملوک لی حرّ لا یقع علی المکاتب؛ فهذا أی التخصیص بالمستقل تخصیص اتفاقا بین الحنفیة و الشافعیة و المالکیة، بخلاف التخصیص بغیر المستقل فإنه مختلف فیه کما عرفت. هذا کلّه هو المستفاد من کشف البزدوی و التلویح و العضدی و حاشیة التفتازانی.

تخصیص العلّة:

[فی الانکلیزیة]Designation of the cause،to quash a sentence
[فی الفرنسیة]Designation de la cause،cassation d'un jugement
عند الأصولیین هو أن یقول المجتهد: کانت علّتی صفة مؤثرة، لکن تخلّف الحکم عنها بمانع، کذا فی نور الأنوار شرح المنار و یجی‌ء فی لفظ النقض أیضا.

التخفیف:

[فی الانکلیزیة]Lightening
[فی الفرنسیة]Allegement
هو ضد التشدید و منه أنّ المخففة و النون الخفیفة. و قد یطلق علی إسکان الحرف أیضا کما فی فتح الباری. و قد مرّ فی لفظ التثقیل أیضا. و تخفیف الهمزة عند الصرفیین یطلق علی تغییر الهمزة بالقلب أو الحذف أو الإسکان کما ورد فی لفظ الإعلال. و الهمزة المخففة تسمّی همزة بین بین کما فی الصراح و یجی‌ء فی لفظ التسهیل.

التّخلخل:

[فی الانکلیزیة]Thickening،rarefaction
[فی الفرنسیة]Epaississement،rarefaction
عند الحکماء یطلق علی معان و کذا التکاثف الذی یقابله تقابل التضاد. منها ازدیاد حجم الجسم من غیر أن ینضمّ إلیه جسم آخر، و هو التخلخل الحقیقی، و یقابله التکاثف الحقیقی و هو انتقاص حجم الجسم من غیر أن ینفصل عنه شی‌ء من أجزائه أو من جسم غریب کما فی الاندماج و هما حینئذ من أنواع الحرکة فی الکمّ. فبقید الزیادة فی حدّ التخلخل خرج التکاثف و الذبول و الهزال و الانتقاص الصناعی و رفع الورم لأنّ الکلّ انتقاص. و بقید من غیر أن ینضم إلیه خرج النموّ و السّمن و الانتفاش.
و أیضا فی الانتفاش تباعد الأجزاء لا ازدیاد حجم الجسم فتأمّل. و فیه بحث و هو أنّ کلّ واحد من الورم و الأجزاء الزائدة الصناعیة إمّا أن یکون بانضمام الغیر أو لا. فعلی الأوّل یختلّ حدّ السّمن، و علی الثانی یختلّ حدّ التخلخل. و یمکن الجواب بأن کلّ واحد منها لیس علی نسبة طبیعیة أصلا بخلاف السّمن و التخلخل فإنهما قد یکونان کذلک فلا اختلال فی حدّ أحدهما. و حاصل تعریف التخلخل هو
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 398
ازدیاد أجزاء الجسم علی نسبة طبیعیة فی الجملة من غیر انضمام الغیر. و الذی یدلّ علی ثبوت التخلخل و التکاثف هو أنّ الماء إذا انجمد صغر حجمه و إذا ذاب عاد إلی حجمه الأول فظاهر أنه لم یکن انفصل عنه جزء حین صغر حجمه ثم عاد ذلک الجزء، أو ما یساویه إلیه حین عاد هو إلی حجمه الأول، بل صغر حجمه بلا انفصال و هو التکاثف ثم ازداد بلا انضمام و هو التخلخل. و منها الانتفاش بالفاء و هو أن تتباعد الأجزاء بعضها عن بعض و یتداخلها الهواء أو جسم آخر غریب کالقطن المنفوش، و یقابله التکاثف بمعنی الاندماج و هو أن تتقارب الأجزاء الوحدانیة الطبع بحیث یخرج عنها ما بینها من الجسم الغریب کالقطن الملفوف بعد نفشه، و هما بهذین المعنیین من الحرکة فی الوضع، فإنّ الأجزاء بسبب حرکتها الأینیة «1» إلی التباعد أو التقارب تحصل لها هیئة باعتبار نسب بعضها إلی بعض. و فی بحر الجواهر إنّ اطلاق التخلخل و التکاثف علی المعنی الأول حقیقة و علی الثانی مجاز. و منها رقّة القوام و یقابله التکاثف بمعنی غلظ القوام و هما بهذین المعنیین من الحرکة فی الکیف. و ظاهر کلام المواقف یدلّ علی أنّ الإطلاق علی المعنیین الأولین باشتراک اللفظ و علی الثالث مجاز. و إن شئت الزیادة علی هذا فارجع إلی العلمی حاشیة شرح هدایة الحکمة و شرح المواقف فی مباحث الحرکة.

التخلّص:

[فی الانکلیزیة]Disengagement،euphenism
[فی الفرنسیة]Desengagement،euphenisme
عند البلغاء یطلق علی إتیان المادح اسمه فی المدح کما فی جامع الصنائع. و علی الانتقال مما افتتح به الکلام إلی المقصود مع رعایة المناسبة. قال فی الإتقان فی فصل المناسبة بین الآیات: و یقرب من الاستطراد أو حتی لا یکاد أن یفترقا. و حسن التخلّص و هو أن ینتقل مما ابتدئ به الکلام إلی المقصود علی وجه سهل یختلسه اختلاسا دقیق المعنی بحیث لا یشعر السامع بالانتقال من المعنی الأول إلّا قد وقع الثانی بشدة الالتئام بینهما. و قد غلط أبو العلاء محمد بن غانم «2» فی قوله لم یقع منه فی القرآن شی‌ء لما فیه من التکلّف، و قال إنّ القرآن إنما ورد علی الاقتضاءات التی هی طریقة العرب من الانتقال إلی غیر ملائم و لیس کما قال، ففیه من التخلّصات العجیبة ما یحیّر العقول، و انظر إلی سورة الأعراف کیف ذکر الأنبیاء و القرون الماضیة و الأمم السابقة ثم ذکر موسی إلی أن قصّ حکایة السبعین رجلا و دعائه لهم و لسائر أمّته بقوله وَ اکْتُبْ لَنا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ «3» و جوابه تعالی عنه، ثم تخلّص بمناقب سیّد المرسلین بعد تخلّصه لأمّته بقوله قالَ عَذابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‌ءٍ «4» فسأکتبها للذین من صفاتهم کیت و کیت و هم الذین یتبعون الرسول النبی الأمی، و أخذ فی صفاته الکریمة و فضائله.
______________________________
(1) الأینیة نسبة إلی الأین، و الأین مقولة فی المنطق و علم الطبیعة تدل علی المکان و تشیر إلی الموضع. و قد استعملها المناطقة و الفلاسفة و الطبیعیون علی السواء بمثل ما استخدموا الحیّز و المتحیز ای المکان و الجسم القائم فی مکان محدّد. أما الأین فعنی المکان مقولا علی الأشیاء کما عنی أحیانا المکان المطلق.
(2) علی بن محمد بن سلمان بن حائل، علاء الدین بن غانم، متوفی بتبوک عام 737 ه. شیخ فاضل بلیغ کاتب. من أعیان الشام. الدرر الکامنة 3/ 178، الشذرات 6/ 114، البدایة و النهایة 14/ 178، السلوک 2/ 426، فوات الوفیات 3/ 78.
(3) الاعراف/ 156.
(4) الاعراف/ 156.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 399
و فی سورة الشعراء حکی قول إبراهیم وَ لا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ «1» فتخلّص منه إلی وصف المعاد بقوله یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ «2» إلی آخره. و فی سورة الکهف حکی قول ذی القرنین فی السّدّ فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّی جَعَلَهُ دَکَّاءَ وَ کانَ وَعْدُ رَبِّی حَقًّا «3» فتخلّص منه إلی وصف حالهم بعد دکّه الذی هو من أشراط الساعة ثم النفخ فی الصور ثم ذکر الحشر و وصف مآل الکفار و المؤمنین.
و قال بعضهم: الفرق بین التخلّص و الاستطراد أنک فی التخلّص ترکت ما کنت فیه بالکلّیة و أقبلت علی ما تخلّصت إلیه، و فی الاستطراد تمرّ بذکر الأمر الذی استطردت إلیه مرورا کالبرق الخاطف ثم تترکه و تعود إلی ما کنت فیه کأنّک لم تقصد و إنّما عرض عروضا.
قیل و بهذا یظهر أنّ ما فی سورة الأعراف و الشعراء من باب الاستطراد لا التخلّص لعوده فی الأعراف إلی قصة موسی علیه السلام بقوله و من قوم موسی إلی آخره، و فی الشعراء إلی ذکر الأنبیاء و الأمم. و یقرب من حسن التخلّص الانتقال من حدیث إلی آخر تنشیطا للسامع مفصولا بهذا کقوله تعالی فی سورة ص بعد ذکر الأنبیاء هذا ذِکْرٌ وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ لَحُسْنَ مَآبٍ «4» فإنّ هذا القرآن نوع من الذکر. فلما انتهی ذکر الأنبیاء و هو نوع من التنزیل أراد أن یذکر نوعا آخر و هو ذکر الجنة و أهلها، ثم لمّا فرغ قال:
هذا وَ إِنَّ لِلطَّاغِینَ لَشَرَّ مَآبٍ «5» فذکر النار و أهلها. قال ابن الأثیر فی هذا المقام من الفصل الذی هو أحسن من الوصل و هی علامة و کیدة بین الخروج من کلام إلی آخر. و یقرب أیضا منه حسن المطلب. قال الزنجانی «6» و الطیبی و هو أن یخرج إلی الغرض بعد تقدّم الوسیلة کقوله إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاکَ نَسْتَعِینُ «7».
قال الطیبی و مما اجتمع فیه حسن المطلب و حسن التخلّص قوله تعالی حکایة عن إبراهیم فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِی إِلَّا رَبَّ الْعالَمِینَ، الَّذِی خَلَقَنِی فَهُوَ یَهْدِینِ «8» إلی قوله: رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ «9» انتهی ما فی الإتقان.

التّخمة:

[فی الانکلیزیة]Indigestion
[فی الفرنسیة]Indigestion
بالضم و فتح الخاء ناگوار شدن طعام و جزان أصله الوخمة قلبت الواو تاء. و عند الأطباء عبارة عن فساد الطعام فی المعدة و استحالته إلی کیفیة غیر صالحة کما فی بحر الجواهر.

التّخیّل:

[فی الانکلیزیة]Imagination،representation
[فی الفرنسیة]Imagination،representation
عند الحکماء هو إدراک الحسّ المشترک الصور و قد سبق فی لفظ الإحساس. و یعرف أیضا بحرکة النّفس فی المحسوسات بواسطة
______________________________
(1) الشعراء/ 87.
(2) الشعراء/ 88.
(3) الکهف/ 98.
(4) ص/ 49.
(5) ص/ 55.
(6) هو محمود بن أحمد بن محمود بن غبیثار، أبو المناقب، شهاب الدین الزنجانی ولد عام 573 ه/ 1177 م و توفی ببغداد عام 656 ه/ 1258 م. لغوی، فقیه شافعی، درّس بالمدرسة النظامیة ثم بالمستنصریة ببغداد. له عدة مؤلفات. الاعلام 7/ 161، طبقات الشافعیة 5/ 154، النجوم الزاهرة 7/ 68.
(7) الفاتحة/ 5.
(8) الشعراء/ 77- 78.
(9) الشعراء/ 83.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 400
المتصرّفة و یجی‌ء فی لفظ الفکر. و التخیّل عند الشعراء هو أن یتخیّل الشاعر شیئا فی ذهنه بسبب ارتباط بعض أوصاف ذلک الشی‌ء، و یقال أیضا لهذا الأمر تصوّرا. و مثاله البیت الآتی:
بما أنّ الملک أعطی الإذن بالورود علیه قرب العمود وقف العمود أمامه علی قدم واحدة.
کذا فی جامع الصنائع. «1»

التخییل:

[فی الانکلیزیة]Amphibology،Polysemy،suggestion
[فی الفرنسیة]Amphibologie)double sens(،Polysemie،suggestion.
و هو مصدر من باب التفعیل. و یطلق علی تصوّر وقوع النسبة و لا وقوعها من غیر تردّد و لا تجویز، هکذا ذکر أبو الفتح و المولوی عبد الحکیم فی مبحث التصور و التصدیق. و علی الإیهام، و علی قسم من الاستعارة. و یقول فی جامع الصنائع: التخییل هو أن یؤتی بلفظ مشترک بین عدّة معان بحیث یدلّ سیاق الکلام علی أحد المعانی و یکون فیه مراعاة للنظیر، و بسبب طوق النظیر فالوهم یسبق إلی المعنی الثانی الذی هو غیر تامّ، و هذه الصنعة البدیعیة قریبة من الإیهام و الخیال، إلّا أنّ ثمة فرقا و هو أن الخیال فیه مجاز مصطلح أو مشتمل علی لطیفة أو ضرب مثل، و یذهب الظنّ إلی المعنی الحقیقی. و فی الإیهام کلا المعنیین تامّان، لکن أحدهما قریب و الثانی بعید. و البعید علّته سیاق العبارة و إلّا فهو المراد. و هنا نفس ذلک المعنی تامّ إلّا أنّه بسبب طوق النظیر، فإنّ الظنّ یسبق إلی المعنی الثانی و هو غیر ثابت.
و هذا النوع من المحسّنات البدیعیة غایة فی اللّطف. مثال علی ذلک:
تمزق الکوکب قطعا من نور القمر و سخنت بسببه طبلة الشمس.
فلفظ «حرارات» له معنیان: أحدها السخونة و الثانی: قرع الدّفّ الذی یصنع فی الأفراح. و هنا المعنی الأول هو المراد أی السخونة و هو معنی تامّ، إنّما بسبب ذکر الدّف فی المصراع الثانی فالوهم یسبق إلی المعنی الثانی. و هو معنی غیر تامّ إلّا أنّه بسبب طوق النظیر ملیح و مقبول. و مثال آخر علی هذا البیت التالی:
یبلغ مائة (کره) طول صفه من الناس و أمّا فی العرض فهو أکثر من النجوم.
فکلمة «عرض» لها معنیان: أحدهما مناسب للطول و الثانی: الجیش. و المعنی الثانی هو التامّ و المراد برغم أنّ العرض مناسب للطول إلّا أنّه غیر مراد. «2»
______________________________
(1) و تخیل نزد شعراء آنست که شاعر چیزی را در ذهن تخیل کند بسبب تعقل بعضی اوصاف ان که در ان صورت بندد و این را تصور نیز گویند مثاله. شعر. چو در پیش ستون شه بار داده. ستون پیشش بیک پا ایستاده. کذا فی جامع الصنائع.
(2) و در جامع الصنائع گوید تخییل آنست که لفظ مشترک مشتمل معانی آورده شود چنانچه سیاق ترکیب بر یک معنی تام حاکی بود و مراعات نظیر کرده آید و بسبب طوق نظیر گمان بر معنی دوم رود و آن معنی تام نباشد و این صنعت نزدیک ایهام و خیال است و فرق آنست که در خیال یک معنی که مجاز مصطلح و لطیفةآمیز و یا ضرب المثل مراد باشد و بر معنی حقیقی خیال رود و در ایهام هر دو معنی تام است لیکن یک قریب دوم بعید و بعید بسبب سیاق ترکیب باشد و مراد معنی بعید بود و اینجا همان یک معنی تام بود الا آنکه بسبب طوق نظیر گمان بر معنی دوم رود و ثابت نباشد و این صنعت در غایت دلاویز است مثاله. شعر.
کوکب از نور ماه پاره ازو. دف خورشید در حراره ازو. لفظ حرارت دو معنی دارد یکی گرمی دوم دف زدن معروف که در شادیها باشد و اینجا مراد معنی اوّل است و همین معنی تام است و لیکن بسبب ذکر دف گمان بر حراره می‌رود و آن معنی تام نیست و بسبب طوق نظیر دلاویز است مثال دیگر. شعر. صد کره طول صفش از مردم. لیک در عرض بیشتر ز انجم. لفظ عرض دو معنی دارد یکی مناسب طول دوم لشکر و این معنی دوم که تمام است مراد است و معنی اوّل که مناسب طول است مراد نیست.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 401

التّداخل:

[فی الانکلیزیة]Interference،coincidence
[فی الفرنسیة]Interference،coincidence
یطلق علی معان. الأول کون الشیئین بحیث یصدق أحدهما علی بعض ما یصدق علیه الآخر سواء کان بینهما عموم و خصوص مطلقا أو من وجه و قد سبق فی لفظ التخالف. و یجی‌ء أیضا فی لفظ الماهیة. و الثانی کون العددین بحیث یعدّ أحدهما الآخر کعشرة و عشرین فإنّ العشرة تعدّ العشرین أی تفنیه «1» إذا ألقیت منه مرتین، فبینهما تداخل، و هذان العددان متداخلان، و هذا المعنی من مصطلحات المحاسبین. و الثالث أن ینفذ أحد الشیئین فی الآخر و یلاقیه بأسره بحیث یصیر جوهرهما واحدا و یسمّی بالمداخلة أیضا. و الشی‌ء أعمّ من المادی و المجرّد فیدخل تداخل المجرّدات.
و ذکر الشیئین لبیان أقل ما یوجد فیه التداخل لا للاحتراز عن الأکثر. و قیل هو أن ینفذ أحد الشیئین فی الآخر و یلاقیه بأسره بحیث یصیر حجمهما واحدا، و حینئذ خرج تداخل المجرّدات. و بعضهم ذکر لفظ الجزء مکان لفظ الشی‌ء و لا ضیر فی ذلک إذ المراد بالجزء هو الشی‌ء. و یرد علی التعریفین حلول الهیولی فی الصورة. و أجیب بأن اتحاد جوهر الشیئین و حجمهما یستلزم اتحاد الوضع، و لا وضع للهیولی. و لذا عرّفه البعض بدخول الجواهر بعضها فی بعض بحیث یتّحدان فی الوضع و الحجم. و یخرج من هذا التعریف أیضا تداخل المجردات إذ لا حجم للمجردات. إن قلت یخرج من جمیع هذه التعریفات تداخل الأعراض قلت لا ضیر فی ذلک إذ هذه تعریفات للتداخل المستحیل و هو تداخل الجواهر بخلاف تداخل الأعراض فإنّه غیر مستحیل. و قیل هو أن یکون أحد الجزءین داخلا فی الآخر بحیث تکون الإشارة إلی أحدهما عین الإشارة إلی الآخر و التداخل بالمعنی الاصطلاحی و الدخول بالمعنی اللغوی، فلا دور «2». و المراد بالإشارة الإشارة العقلیة فدخل تداخل المجرّدات و خرج تداخل الأعراض لعدم کون العرض جزأ. نعم إذا أرید بالجزءین الشیئان و بالإشارة الحسّیة لخرج تداخل المجرّدات و دخل تداخل الأعراض و حلول الصورة فی الهیولی و حلول نحو الجسم التعلیمی فی الجسم الطبیعی. و قیل هو ملاقاة أحد الشیئین بکلیته کلیة الآخر بحیث یکون حیزهما و مقدارهما واحدا. و فیه أنّه لا یشتمل تداخل الجواهر الفردة إذ لا کلیة فیها إذ لا تقبل القسمة أصلا. و یدفعه أنّه أراد بتمامه بتمام الآخر و لو بدل بقوله بعینه عین الآخر لکان أسلم و أخصر. هذا کله خلاصة ما ذکره العلمی فی حاشیة شرح هدایة الحکمة فی فصل إبطال الجزء الذی لا یتجزأ.

التدارک:

[فی الانکلیزیة]Retraction
[فی الفرنسیة]Retraction
عند البلغاء هو الاستدراک کما عرفت عن قریب، و قد مرّ.

التدبیج:

[فی الانکلیزیة]Metaphor
[فی الفرنسیة]Metaphore
بالموحدة مصدر من باب التفعیل مأخوذ من الدیباج بمعنی جعل الشی‌ء ذا دیباج أی ذا حسن و زینة، کما فی حواشی المطوّل. و هو عند أهل البدیع أن یذکر المتکلم ألوانا یقصد بها التوریة و الکنایة کقوله تعالی وَ مِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِیضٌ وَ حُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَ غَرابِیبُ سُودٌ «3»: قال ابن أبی الإصبع: المراد بذلک و اللّه أعلم الکنایة عن المشتبه و الواضح من الطرق لأن الجادة البیضاء و هی الطریقة التی کثر
______________________________
(1) تنفیه (م).
(2) و المقصود (م، ع).
(3) فاطر/ 27.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 402
السلوک علیها جدا و هی أوضح الطرق و أبینها، و دونها الحمراء و دون الحمراء السوداء، کأنها فی الخفاء و الالتباس ضدّ البیاض و الطرف الأدنی فی الخفاء السوداء و الأحمر بینهما علی وضع الألوان فی الترکیب، و کانت ألوان الجبال لا تخرج عن هذه الثلاثة. و الهدایة و کل علم نصب للهدایة منقسمة إلی هذه القسمة. فالآیة الکریمة منقسمة کذلک فحصل فیها التدبیج کذا فی الاتقان. و هذا مثال تدبیج الکنایة. و أما مثال تدبیج التوریة علی ما فی المطول فقول الحریری: فمذ اغبرّ العیش الأخضر و ازورّ المحبوب الأصفر اسودّ یومی الأبیض و ابیضّ فودی الأسود، فالمعنی القریب للمحبوب الأصفر هو الإنسان الذی له صفرة و البعید هو الذهب و هو المراد «1» هاهنا فیکون توریة. هذا و قد اعتبر صاحب الاتقان التدبیج صنعة علی حدة و اعتبره صاحب التلخیص من أنواع الطباق. قال صاحب المطول: لما کان هذا داخلا فی تفسیر الطباق لما بین اللونین من التقابل صرّح المصنف بأنه من أقسام الطباق و لیس قسما من المحسّنات المعنویة برأسه.
و قال: و تفسیره بأن یذکر المتکلم فی معنی من المدح أو غیره ألوانا لقصد الکنایة أو التوریة، و المراد «2» بالألوان ما فوق الواحد و مآل التفسیرین واحد.

التدبیر:

[فی الانکلیزیة]Lucidity،conduct،freeing،art of direction
[فی الفرنسیة]Lucidite،regime،affranchissement،art de la direction
بالموحدة لغة التصرف أو التفکّر فی عاقبة الأمور. و عند الأطباء التصرف فی الأسباب باختیار ما یجب أن یستعمل نوعا و مقدارا و وقتا فی الستة الضروریة. و کثیرا ما أراد به بقراط التصرف فی الغذاء خاصّة من جهة اللطافة و الغلظة و القلة و الکثرة و غیرها. و قد یطلق علی الحقنة مأخوذا من الدبر. و تدبیر الروح هو إصلاح جوهره الذی لا یحصل إلّا بفعلین:
أحدهما ترویح حاصل بالانبساط و ثانیهما تنقیة حاصلة بالانقباض، کذا فی بحر الجواهر.
و التدبیر عند أهل الشرع إعتاق المملوک بعد الموت بلا فصل. و قیل عتقه بعد الموت و تعلیق العتق بالموت فالمملوک مدبّر بالفتح و المالک مدبّر بالکسر. و المدبّر بالفتح نوعان: مطلق و هو من علّق عتقه بمطلق موت المولی، و مقیّد و هو من علّق عتقه إلی مدة غلب موته قبلها، کما تقول أنت حرّ إن مت إلی مائتی سنة کذا فی جامع الرموز. و فی فتاوی عالمکیر نقلا عن البدائع: المقیّد هو أن یعلّق عتق عبده بموته موصوفا بصفة أو مشروطا بشرط نحو أن یقول إن متّ من مرضی هذا أو من سفری هذا فأنت حرّ، و نحو ذلک مما یحتمل أن یکون موته علی تلک الصفة و یحتمل أن لا یکون کذلک، و کذا إذا ذکر مع موته شرطا آخر یحتمل الوجود و العدم فهو مدبّر مقید.

تدبیر المنزل:

[فی الانکلیزیة]Home conduct
[فی الفرنسیة]Art menager
من أنواع الحکمة العملیة و قد سبق فی المقدّمة و تسمی أیضا بعلم تدبیر المنزل و الحکمة المنزلیة.

التدقیق:

[فی الانکلیزیة]Verification of proofs
[فی الفرنسیة]Verification des preuves
هو إثبات الدلیل بالدلیل کما أنّ التحقیق إثبات المسألة بالدلیل، کذا ذکر الصادق الحلوائی فی حاشیة بدیع المیزان، فالمدقّق أعلی مرتبة من المحقق. و المدقّق فی اصطلاح
______________________________
(1) المقصود (م).
(2) المقصود (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 403
الصوفیة هو الکامل الذی ظهرت له الأشیاء علی حقیقتها. و هذا المعنی إنّما یتیسر لمن تجاوز مرحلة الاستدلال بالحجّة و البرهان و وصل إلی مرتبة الکشف الإلهی و أصبح من أهل المشاهدة عیانا، بأنّ حقیقة کلّ الأشیاء هی الحقّ. و أنّه لا وجود إلّا للواحد المطلق. و أمّا الموجودات الأخری فهی مضافة له لیس إلّا. کذا فی لطائف اللغات «1».

التدلیس:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Cheating،smuggling،swindle،disguise
[فی الفرنسیة]Fraude،escroquerie،deguisement،dol
باللام فی اللغة عیب کالا پوشیدن و اختلاط و اشتداد ظلام- إخفاء العیب فی السلعة، و اختلاط الظلام و شدّته-. و عند السبعیة هو دعوی موافقة أکابر الدین و الدنیا و یجی‌ء فی لفظ السبعیة. و عند المحدّثین هو إسقاط الراوی من إسناد الحدیث بحیث یکون السقط من الإسناد خفیا أی غیر واضح، فلا یدرکه إلّا الأئمة الحذّاق المطّلعون علی طریق الحدیث و علل الإسناد، و ذلک الحدیث یسمّی مدلسا بفتح اللام و فاعل هذا الفعل یسمّی مدلّسا بکسر اللام.
و المدلّس ثلاثة أقسام: الأول أن یسقط اسم شیخه الذی سمع ذلک الحدیث منه و یرتقی إلی شیخ شیخه «2» أو من فوقه فیسند ذلک بلفظ لا یقتضی الاتصال بل بلفظ موهم له، فلا یقول أخبرنا أو ما فی معناه، بل یقول عن فلان أو قال فلان أو أنّ فلانا قال موهما بذلک أنّه سمعه ممن رواه عنه، و إنّما یکون تدلیسا إذا کان المدلّس قد عاصر الذی روی عنه أو لقیه و لم یسمع منه أو سمعه لکن من غیره. مثال ذلک ما روی عن علی بن حشرم «3» قال عن ابن عیینة قال الزهری فقیل له أحدّثک الزهری؟
فسکت ثم قال: قال الزهری، فقیل له أسمعت من الزهری؟ فقال لم أسمعه من الزهری و لا ممن سمعه من الزهری. حدّثنی عبد «4» الرزاق «5» عن معمر «6» عن الزهری، و هذا مکروه جدّا، فلا یقبل ممن عرف بذلک إلّا ما صرّح فیه باتّصال کسمعت، و الثانی تدلیس التسویة بأن یسقط الضعیف من الإسناد، و صورته أن یروی حدیثا عن شیخ ثقة و ذلک الثقة یرویه عن ضعیف عن ثقة فیسقط المدلّس الضعیف من السند و یجعل الحدیث عن شیخه الثقة عن الثقة الثانی فیستوی الإسناد کله ثقات، و هذا أشرف أقسام التدلیس لأن الثقة الأول قد لا یکون معروفا بالتدلیس و یجده الواقف علی السند کذلک بعد التسویة، فقد روی به عن ثقة آخر فیحکم له
______________________________
(1) و مدقق در اصطلاح صوفیه کاملی است که حقیقت اشیا کما ینبغی برو ظاهر گشته باشد و این معنی کسی را میسر است که از حجت و برهان گذشته بود و به مرتبه کشف إلهی رسیده باشد و بعین العیان مشاهدة نموده که حقیقت همه اشیا حق است و بغیر از وجود واحد مطلق موجودی دیگر نیست و موجود باشیای دیگر مجرد اضافت بیش نه کذا فی لطائف اللغات.
(2) شیخ (- م، ع)
(3) هو ابن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال، أبو الحسن المروزی، ابن أخت بشر الحافی. ولد عام 160 ه، و توفی عام 257 ه. إمام، حافظ ثقة. سیر أعلام النبلاء 11/ 552، الجرح و التعدیل 6/ 184، تهذیب التهذیب 3/ 61، خلاصة الکمال 273
(4) عبد الرازق (م).
(5) هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحمیری، أبو بکر الصنعانی. ولد عام 126 ه/ 744 م. و توفی عام 211 ه/ 827 م.
من حفاظ الحدیث. له عدة مؤلفات هامة فی الحدیث. الاعلام 3/ 353، تهذیب التهذیب 6/ 310، وفیات الاعیان 1/ 303، طبقات الحنابلة 152، میزان الاعتدال 2/ 126
(6) هو معمر بن المثنّی التیمی بالولاء، البصری، أبو عبیدة النحوی. ولد فی البصرة عام 110 ه/ 728 م. و فیها توفی عام 209 ه/ 824 م. من أئمة العلم بالأدب و اللغة. حافظ الحدیث، إباضی. و کان یبغض العرب. له العدید من المؤلفات الهامة. الاعلام 7/ 272، وفیات الاعیان 2/ 105، تذکرة الحفاظ 1/ 338، بغیة الوعاة 395، میزان الاعتدال 3/ 189.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 404
بالصحة، و فی هذا غرور شدید. و الثالث تدلیس الشیوخ بأن یسمّی المدلّس شیخه الذی سمع منه بغیر اسمه المعروف أو بنسبه أو بصفته «1» بما لم یشتهر به کیلا یعرف و هو جائز لقصد تیقظ الطالب و اختباره لیبحث عن الرواة.

فائدة:

الفرق بین المدلّس و المرسل الخفی هو أنّ التدلیس یختص بمن روی عمّن عرف لقاؤه إیاه، فأمّا إن عاصره و لم یعرف أنه لقیه فهو المرسل الخفی. و من أدخل فی تعریف التدلیس المعاصرة و لو بغیر لقی لزمه دخول المرسل الخفی فی تعریفه. و الصواب التفرقة بینهما.
و یدلّ علی ذلک إطباق المحدّثین علی أنّ روایة المخضرمین کأبی عثمان «2» و قیس بن أبی حازم «3» عن النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم من قبیل الإرسال لا من قبیل التدلیس، و لو کان المعاصرة تکفی فی التدلیس لکان هؤلاء مدلّسین لأنهم عاصروا النبی صلی اللّه علیه و سلم و لکن لم یعرف هل لقوه أم لا. و لیس معنی المخضرمین إلّا جماعة تکون فی عصره صلی اللّه علیه و سلم و لم یعرف هل لقوه أم لا.
و ممن قال باشتراط اللقی فی التدلیس الإمام الشافعی و أبو بکر الرازی و کلام الخطیب فی الکفایة یعضده و هو المعتمد، هکذا یستفاد من شرح النخبة و شرحه و الإرشاد الساری.

التدویر:

[فی الانکلیزیة]Recitation،meridian،zodiac
[فی الفرنسیة]Recitation،zodiaque،meridien
عند القرّاء هو التوسّط بین الترتیل و الحدر و سبق فی لفظ التجوید. و عند أهل الهیئة عبارة عن کرة سوی الکواکب غیر شاملة للأرض مرکوز فی ثخن فلک خارج المرکز بحیث تماس محدّبه بنقطة و مقعّره بنقطة أخری، و حینئذ یکون قطره بقدر ثخن ذلک الفلک الخارج المرکز، و لا یتصوّر لفلک التدویر مقعّر لعدم الاحتیاج إلی مقعره فهو کرة مصمتة، و یتحرک مرکزه بحرکة الفلک الحامل له. و یطلق التدویر أیضا علی منطقة التدویر مجازا من قبیل إطلاق المحلّ علی الحال، و شکله یجی‌ء فی لفظ الفلک.

التذکیة:

[فی الانکلیزیة]Slitting،purification،purge
[فی الفرنسیة]Egorgement،epuration،purification
فی اللغة الذبح و الاسم الذکاة. و فی الشریعة تسییل الدم النّجس کما فی صید المبسوط فیخرج المتردّیة و النطیحة. و ما قیل إنّ التذکیة قطع الأوداج فلا معنی له مع أنه یخرج منه ذکاة الضرورة و هی المسمّی بذکوة الاضطرار و هی جرح أین کان من بدن الذبیحة عند الاصطیاد، کما أن ذکاة الاختیار هی قطع الأوداج کذا فی جامع الرموز.

التذنیب:

[فی الانکلیزیة]Exhortation،addition of a letter
[فی الفرنسیة]Exhortation،addition d'une lettre
علی وزن تفعیل، و هو قریب من التنبیه، و بینهما فرق سیأتی بیانه. و هو عند الشعراء أن یزاد حرف فی کلمة کی یستقیم وزن الشعر.
و مثاله حرف الواو فی کلمة «سخن» و معناها کلام فی هذا البیت:
الکون موجود فهات الخمر الآن و املأ کأسا (سعته رطل) و لا تتحدث أمامه
و من هذا القبیل بشی‌ء، زیادة حرف الألف
______________________________
(1) یصفه (م،)
(2) هو سعید بن سلام المغربی القیروانی. توفی عام 373 ه. إمام، صوفی، أو حد عصره فی طریقته، و له أحوال و کرامات.
سیر أعلام النبلاء 16/ 320، طبقات الصوفیة 479، تاریخ بغداد 9/ 112، الرسالة القشیریة 29، العبر 2/ 365، البدایة و النهایة 11/ 302، شذرات الذهب 3/ 81
(3) هو قیس بن عبد عوف بن الحارث الأحمسی البجلی. توفی عام 84 ه/ 703 م. تابعی جلیل. أدرک الجاهلیة و أسلم و روی عنه الصحابة، جید الاسناد. الاعلام 5/ 207، تهذیب التهذیب 8/ 386
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 405
للإشباع من أواخر بعض الکلمات مثل کاخ فی هذا البیت:
ما أکثر القصور التی بناها (السلطان محمود الغزنوی) و التی بسبب ارتفاعها ألّفت هذه الرسالة «1»

التذییل:

[فی الانکلیزیة]Pleonasm،digression،prolixity
-[فی الفرنسیة]Pleonasme،digression،prolixite
عند أهل العروض هو الإذالة کما عرفت، و عند أهل المعانی نوع من أنواع إطناب الزیادة و هو أن تؤتی بجملة عقیب جملة و الثانیة تشتمل علی معنی الأولی لتأکید منطوقه أو مفهومه لیظهر المعنی لمن لم یفهمه، و یتقرّر عند من فهمه. و لا یخفی أنّ هذا یشتمل الجملة المؤکدة نحو إنّ زیدا قائم إنّ زیدا قائم، و جاء زید جاء زید. فبینه و بین التکرار عموم من وجه، و هو ضربان: ضرب أخرج مخرج المثل بأن تکون الجملة الثانیة حکما کلیا منفصلا عما قبلها جاریا مجری الأمثال فی الاستقلال و فشو الاستعمال کقوله تعالی وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً «2» فقوله إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً تذییل لقوله وَ زَهَقَ الْباطِلُ و تأکید لمنطوقه و هو زهوق الباطل. و ضرب لم یخرّج مخرج المثل بأن لم یستقل بإفادة المراد بل توقّف علی ما قبله أو کان حکما جزئیا أو کلیا لکنه لم یفش استعماله نحو قوله تعالی ذلِکَ جَزَیْناهُمْ بِما کَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِی إِلَّا الْکَفُورَ «3» علی وجه و هو أن یکون المعنی و هل نجازی ذلک الجزاء المخصوص فیکون متعلّقا بما قبله. فی الإیضاح و قد اجتمع الضربان فی قوله تعالی وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِکَ الْخُلْدَ أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ، کُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ «4» و قوله أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ تذییل من الضرب الأول و قوله کُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ من الضرب الثانی، فکلّ منهما تذییل علی ما قبله انتهی. و المتبادر من هذا أنّ قوله کُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ تأکید لتأکید و تذییل لتذییل. و یحتمل أن یقدّر کلاهما تذییلا لقوله وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِکَ الْخُلْدَ. ثم فی جمیع هذه الأمثلة تأکید المنطوق. و أمّا تأکید المفهوم فکما فی قول النابغة:
و لست بمستبق أخا لا تلمه علی شعث أیّ الرجال المهذّب
یعنی لا تقدر علی استبقاء مودة أخ حال کونک ممن لا تلمه، و لا تصلحه علی شعث أی تفرق حال و ذمیم خصال أی الرجال المهذّب أی منقح الفعال مرضی الخصال. فصدر البیت دلّ بمفهومه علی نفی الکامل من الرجال و عجزه تأکید کذلک تقریر لأن الاستفهام فیه للإنکار أی لا مهذّب فی الرجال.
اعلم أنّ التذییل أعمّ من الإیغال من جهة أنّه یکون فی ختم الکلام و غیره، و أخصّ منه من جهة أن الإیغال قد یکون بغیر الجملة و بغیر التأکید، و من جهة أنّ التذییل یجب أن لا یکون لها محل من الإعراب. هکذا یستفاد من الأطول و المطول و حواشیه و الاتقان.
______________________________
(1) یر وزن تفعیل قریب است به تنبیه لیکن میان هر دو فرقست به بیان آن خواهد آمد و نزد شعراء آنست که در لفظی حرفی زیادة کنند تا وزن شعر درست گردد چون حرف واو در لفظ سخن درین بیت. بودنی بود می‌بیار کنون. رطل پر کن مگو به پیش سخون. و این أز قبیل الف اشباع است که در آخر بعض کلمات زیادة کنند چون لفظ کاخا درین بیت
بسا کاخا که محمودش بنا کرده که از رفعت همین نامه مرا کرد
کذا فی مجمع الصنائع.
(2) الاسراء/ 81.
(3) سبأ/ 17.
(4) الأنبیاء/ 34- 35.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 406

تر:

[فی الانکلیزیة]Easy،light
[فی الفرنسیة]Facile،leger
کلمة فارسیة و معناها رطب، و فی فن البلاغة: هی الشعر السلس الذی لا تعقید فیه، و یقابله الجاف، الذی ینافی الفصاحة و السلاسة.
و هو طراز یسمّی بالفارسیة: باحفصانه أی الوحشی. کذا فی جامع الصنائع «1».

التّراخی:

[فی الانکلیزیة]Removal،postponement
[فی الفرنسیة]Eloignement،ajournement
بالخاء المعجمة لغة التباعد. و شرعا جواز تأخیر الفعل عن وقته الأول إلی ظنّ الفوت فیشتمل تمام العمر. و التراخی ضد الفور و هو لغة الغلیان، ثم استعیر للسرعة ثم سمّی به الساعة التی لا لبث فیها، کما فی قولهم یمین الفور. و المراد «2» من الفور فی الحجّ أن یعیّن أشهر الحج من العام الأول للأداء عند تحقّق شرائط الوجوب. و المراد «3» من التّراخ فی الحجّ أن لا یعین هذه الأشهر من العام الأول للأداء عند تحققها، کذا فی جامع الرموز فی کتاب الحج.

الترادف:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Succession،synonymy
[فی الفرنسیة]Succession،synonymie
لغة رکوب أحد خلف آخر. و عند أهل العربیة و الأصول و المیزان هو توارد لفظین مفردین أو ألفاظ کذلک فی الدلالة علی الانفراد بحسب أصل الوضع علی معنی واحد من جهة واحدة، و تلک الألفاظ تسمّی مترادفة. فبقید اللفظین خرج التأکید اللفظی لعدم کون المؤکّد منه و المؤکّد لفظین مختلفین. و بقید الانفراد التابع و المتبوع نحو عطشان بطشان و إن قال البعض بترادفهما. و بقید أصل الوضع خرج الألفاظ الدالة علی معنی واحد مجازا، و التی یدلّ بعضها مجازا و بعضها حقیقة. و بوحدة المعنی خرج التأکید المعنوی و المؤکد و بوحدة الجهة الحدّ و المحدود. قیل فلا حاجة إلی تقیید الألفاظ بالمفردة احترازا عن الحدّ و المحدود.
و قد یقال إنّ مثل قولنا الإنسان قاعد و البشر جالس قد تواردا فی الدلالة علی معنی واحد من جهة واحدة بحسب أصل الوضع استقلالا، فإن سمّیا مترادفین فذلک و إلّا احتیج إلی قید الإفراد و هو الظاهر. و یقابل الترادف التباین.
و اللفظان اللذان یکون معناهما اثنین و اتفقا فیه مترادفان من وجه و متباینان و متخالفان من وجه، ففیهما اجتماع القسمین.

فائدة:

من الناس من ظنّ أنّ المتساویین صدقا مترادفان و هو فاسد، لأنّ الترادف هو الاتحاد فی المفهوم لا فی الذات، و إن کان مستلزما له. و أبعد منه توهّم الترادف فی شیئین بینهما عموم من وجه کالحیوان و الأبیض. و منهم من زعم أنّ الحدّ الحقیقی و المحدود مترادفان و لیس بمستقیم إذ الحدّ یدل علی المفردات مفصلة بأوضاع متعددة بخلاف المحدود فإنه یدلّ علیها مجملة بوضع واحد فقد خرجا بوحدة الجهة.
نعم الحدّ اللفظی و المحدود مترادفان و دعوی الترادف فی الرسمی بعید جدا.

فائدة:

زعم البعض أنّ المرادف «4» لیس بواقع فی اللغة. و ما یظنّ منه فهو من باب اختلاف الذات و الصفة، کالإنسان و الناطق، أو اختلاف
______________________________
(1) تر لفظ فارسی است بمعنی رطب و در فن بلاغت شعر سلیس را گویند که در وی تعقید نباشد و مقابل اوست خشک که منافی فصاحت و سلاست بود و ان طرز باحفصانه.
(2) و المقصود (م، ع).
(3) و المقصود (م، ع).
(4) الترادف (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 407
الصفات کالمنشئ و الکاتب، أو الصفة و صفة الصفة کالمتکلّم و الفصیح، أو الذات و صفة الصفة کالإنسان و الفصیح، أو الجزء و الصفة کالناطق و الکاتب، أو الجزء و صفة الصفة و أمثال ذلک. و قال لو وقع المترادف لعری الوضع عن الفائدة لأن الغرض من وضع الألفاظ لیس إلّا إفادة التفهیم فی حق المتکلّم و استفادة التفهّم فی حق السامع، فأحد اللفظین یکون غیر مفید لأنّ الواحد کاف للإفهام، و المقصود حاصل من أحدهما، فلا فائدة فی الآخر، فصار وضعه عبثا، فلا یقع عن الواضع الحکیم، هکذا فی حواشی السلم. و الحق وقوعه بدلیل الاستقراء نحو قعود و جلوس للهیئة المخصوصة و أسد و لیث للحیوان المخصوص و غیرها. و لا نسلّم التعری عن الفائدة بل فوائده کثیرة کالتوسّع فی التعبیر و تیسّر النظم و النثر إذ قد یصلح أحدهما للروی و القافیة دون الآخر.
و منها تیسیر أنواع البدیع کالتجنیس و التقابل و غیرها. مثال السجع قولک ما أبعد ما فات و ما أقرب ما [هو] «1» آت. فإنّه لو قیل بمرادف ما فات و هو ما مضی أو بمرادف ما [هو] «2» آت و هو جاء أو یجی‌ء أو غیرهما لفات السجع.
و مثال المجانسة قولک اشتر بالبر «3» و أنفقه فی البر الأول بالضم و الثانی بالکسر، فإنّه لو أتی بمرادف الأول و هو الحنطة أو بمرادف الثانی و هو الخیر أو الحسنة لفاتت المجانسة.
و کالقلب نحو قوله تعالی وَ رَبَّکَ فَکَبِّرْ «4» فإنه لو أورد بمرادف کبّر و هو عظّم مثلا لفات صنعة القلب و غیرها من الفوائد، هکذا فی الحاشیة المنهیة علی السلم «5».

فائدة:

قد اختلف فی وجوب صحة وقوع کلّ واحد من المترادفین مکان الآخر و الأصح وجوبها. و قیل لا یجب و إلّا لصح خدای أکبر کما یصح اللّه أکبر. و الجواب بالفرق بأنّ المنع ثمة لأجل اختلاط اللغتین، و لا نسلّم المنع فی المترادفین من اللغة الواحدة. قیل و الحق أنّ المجوّز إن أراد أنّه یصح فی القرآن فباطل قطعا، و إن أراد فی الحدیث فهو علی الاختلاف، و إن أراد فی الأذکار و الأدعیة فهو إمّا علی الاختلاف أو المنع رعایة لخصوصیة الألفاظ فیها، و إن أراد فی غیرها فهو صواب سواء کانا من لغة واحدة أو أکثر. و أکثر ما ذکرنا مستفاد مما ذکره المحقق الشریف فی حاشیة العضدی و بعضها من کتب المنطق.
اعلم انّ الاختلاف لیس فی صحة قیام
______________________________
(1) هو (+ م).
(2) هو (+ م).
(3) البر (م).
(4) المدّثر/ 3.
(5) سلم العلوم. کتاب فی المنطق للشیخ محب اللّه البهاری الهندی الحنفی (- 1119 ه). و علی هذا الکتاب عدة شروح منها:
شرح سلم العلوم لمحمد فیروز بن محبت، لعبد العلی محمد بن نظام الدین بحر العلوم، لمحمد بن أشرف بن أبی محمد العباس الردوانی، لأحمد علی بن فتح اللّه الحسینی السندیلی. و هناک تعلیقات علی شرح سلم العلوم لعبد العلی محمد بن نظام الدین اللکهنوی. و علی شرح السلم هناک حواشی منها: حاشیة لملا عماد الدین العثمانی اللبکنی، حاشیة لشریف خان بن أکمل خان بن محمد بن واصل خان (- 1231 ه)، حاشیة القاضی محمد بن مبارک بن محمد دائم الفاروقی الجوفاسوی لأحسن بن محمد صدیق بن محمد أشرف بیشاوری المعروف بحافظ دراز (- 1263 ه).
کشف الظنون، ج 4، ص 23. سلسلة فهارس المکتبات الخطیة النادرة، فهرس المخطوطات العربیة بمکتبة بوهار، الهند کلکتا، تصنیف هدایت حسین، 1923 م، ج 2، ص 328- 333. فهرست وصفی للمخطوطات الاسلامیة بالمکتبة الحکومیة للمخطوطات الشرقیة فی مدراس الهند، ساستری، 1939 م، ج 1، ص 105.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 408
أحدهما مقام الآخر فی صورة التعدّد من غیر ترکیب فإنّ کلهم متفقون علی صحته، بل إنّما لاختلاف فی حال الترکیب. فقال البعض و هو ابن الحاجب و أتباعه إنّه یصح، و استدلّ بأنّ امتناع القیام إن کان لمانع فالمانع إمّا المعنی و إمّا الترکیب، و المعنی واحد، فلا یکون مانعا أصلا. و الترکیب أیضا مفید للمقصود و لا حجر فیه إذا صحّ فإذا لم یوجد المانع عن القیام صحّ القیام. و قیل یصح إذا کان من لغة واحدة و إلّا لا، فلا یصح مکان اللّه أکبر خدای بزرگ- بمعنی اللّه کبیر- لکونهما من لغتین بخلاف اللّه أعظم فإنّه یصح. و قیل لا یجب فی کلّ لفظ بل یصح فی بعضها و لا یصح فی البعض الآخر لعارض و إن کان من لغة واحدة، و هذا مذهب الإمام الرازی لأن صحّة الترکیب من العوارض، و لا شک أنّ بعض العوارض یکون مختصا بالمعروض، و لا یوجد فی غیره فیجوز أن یکون ترکیب أحد المترادفین مع شی‌ء صحیحا و مفیدا للمقصود و مختصا به بخلاف المرادف الآخر، لجواز أن یکون غیر مفید لذلک المقصود لأجل الاختصاص، کما یقال صلی اللّه علیه و لا یقال دعا علیه فضمّ صلی مع علیه یفید المقصود و هو دعاء الخیر، بخلاف ضمّ دعا مع علیه. فلفظ دعا و إن کان متحد المعنی مع صلی لکن ضمه مع علیه لا یفید المقصود بل عکس المقصود، و هو دعاء الشر. و ملخص الدلیل أنّ نفس المعنی و اللفظ فی المرادف لا یمنع صحة إقامة أحدهما مقام الآخر، لکن صحة الضمّ و الترکیب بحسب متعارف أهل اللغة و الاستعمال هی من عوارضها التی تصح فی بعض الألفاظ دون الآخر، فهذه العوارض هی المانعة فی بعض الألفاظ و فی بعض المقام «1» کما مرّ فی لفظ صلی و دعا، هکذا فی شرح السلم للمولوی مبین.
اعلم أنّ الترادف عند البلغاء نوعان:
أحدهما جیّد و هو أن یؤتی بکلمتین لهما معنی واحد، و لکن ثمة فرق بینهما فی الاستعمال، أو أن یکون للکلمة الثانیة معنی ثان خاص أو أن توصف بصفة خاصة، مثل أرجو و آمل فی اللغة العربیة و هما مترادفتان و جیدتان أیضا لأنّ کلمة آمل و إن کانت بمعنی الرجاء، إلّا أنّها مخصوصة بکونها لا تستعمل إلّا فی مکان محمود. و النوع الثانی: معیب و هو الإتیان بلفظتین لهما معنی واحد دون أن یکون لأحدهما أیّ فرق عن الأخری، و یسمّی بعضهم هذا النوع: الحشو القبیح، کذا فی جامع الصنائع.
و یعدّ عند بعضهم من باب الإطالة «2»، کما فی المطول فی بحث الإطناب. و احترز بقوله لفائدة عن التطویل و هو أن یکون اللفظ زائدا علی أصل المراد لا لفائدة، و لا یکون اللفظ الزائد متعینا نحو قول عدی بن الأبرش «3» یذکر غدر الزّبّاء «4» التی کانت ملکة غدرت بجذیمة بن
______________________________
(1) المقامات (م).
(2) بدان که ترادف نزد بلغاء دو نوع است یکی هنر و آن آنست که دو لفظ بیک معنی بیارد و لیکن میان هر دو در استعمالات فرقی باشد و یا معنی دوم خاص باشد و یا بصفتی مخصوص موصوف شده باشد چنانچه در ارجو و آمل ترادف است و هنر است چرا که امل اگرچه بمعنی رجا است لیکن مخصوص بر جای محمود است دوم عیب و آن آنست که هر دو لفظ بیک معنی بی فرقی آرد و بعضی این را حشو قبیح نامند کذا فی جامع الصنائع و بعض آن را از قسم تطویل می‌شمارند.
(3) هو عمرو بن عدی بن نصر بن ربیعة اللخمی، ابن أخت جذیمة الأبرش. من ملوک الحیرة بالعراق. تولی الحکم بعد مقتل خاله جذیمة و انتقم له من الزباء التی قتلته. و إلیه ینسب ملوک الحیرة من بعده مثل النعمان بن المنذر. الاعلام 5/ 82، الیعقوبی 1/ 169 البغدادی 3/ 271، طرفة الأصحاب 33، الکامل لابن الاثیر 1/ 122، العرب قبل الاسلام 201.
(4) هی الزّباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذینة بن السمیدع. توفیت عام 285 م. ملکة مشهورة فی العصر الجاهلی صاحبة تدمر و ملکة الشام و الجزیرة و تعرف باسم زنوبیا. و هناک اختلاف بین المؤرخین فی اسمها، و قیل إن الزباء هذه غیر زنوبیا. و تاریخها مشهور. الاعلام 3/ 41.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 409
الأبرش «1» فقال أخوه عدی المذکور:
و قدّدت الأدیم لراهشیه و ألفی قولها کذبا و مینا
فالکذب و المین بمعنی واحد و لا فائدة فی الجمع بینهما، و التقدید التقطیع و الراهشان العرقان فی باطن الذراعین و الضمیر فی راهشیه و فی ألفی لجذیمة، و الضمیر فی قددت و قولها للزّباء انتهی. و هو عند أهل الإلغاز و التعمیة: أن یؤتی بلفظ و لکن یراد مرادفه، و یجی‌ء فی لفظ المعمّی «2».

الترافق:

[فی الانکلیزیة]
Interchangeabili ty of the hemistiches of a E
[فی الفرنسیة]
Interchangeabili te des hemistiches d'un pE
عند الشعراء هو عبارة عن الإتیان بأبیات من الشعر بحیث یمکن ضمّ أی مصراع منها إلی مصراع بیت آخر، دون أن یظهر أیّ خلل بالترکیب و المعنی و القافیة، و مثاله فی المصاریع الآتیة:
تخلّی عن سالفک لو کنت أطیق ذلک‌علی الشفة لا تضع و لو صرت کالخمر الصافیة بدون ماء و فی العین لا تظهر إن أنا ذهبت فی النوم
ألقنی من یدک إن صرت ماء
کذا فی مجمع الصنائع «3».

ترانه:

[فی الانکلیزیة]Quatrain
[فی الفرنسیة]Quatrain
و معناها عند الشعراء الشعر المؤلف من بیتین أو الرباعی أی ذی المصاریع الأربعة.
و أما عند الصوفیة فنظام المحبة کما یقولون. «4»

التراویح:

[فی الانکلیزیة]Rest after four genuflexions،twenty genuflexions.
[فی الفرنسیة]Repos apres quatre genuflexion،vingt genuflexions
جمع ترویحة و هی فی الأصل اسم للجلسة مطلقة. و سمیت الجلسة التی بعد أربع رکعات فی لیالی رمضان بالترویحة لاستراحة الناس بها، ثمّ سمّیت کلّ أربع رکعات ترویحة مجازا لما فی آخرها من الترویحة کذا فی الدرر. و فی البرجندی التراویح جمع ترویحة و هی فی الأصل إیصال الراحة مرة واحدة. و فی الشرع اسم لأربع رکعات مخصوصة فی لیالی رمضان و هی سنّة مؤکدة. و التراویح بالجمع اسم لمجموع عشرین رکعة فیها.

التربل:

[فی الانکلیزیة]Swelling fleshy
[فی الفرنسیة]Gonflement،charnu
بالباء الموحدة عند الأطباء انتفاخ یعرض للأطراف و غیرها لانصباب بلغم رقیق بسبب ضعف الهضم کما یحصل فی الاستسقاء. یقال تربّلت المرأة إذا کثر لحمها کذا فی بحر الجواهر.

التربیع:

[فی الانکلیزیة]Quadrature،square
[فی الفرنسیة]Quadrature،carre
علی وزن التفعیل بالفارسیة چهار گوشه کردن چیزی را- أن تجعل للشی‌ء أربع زوایا-.
______________________________
(1) هو جذیمة بن مالک بن فهم بن غنم التنوخی القضاعی. توفی حوالی عام 366 ق ه/ 268 م. ثالث ملوک الدولة التنوخیة فی العراق. شاعر جاهلی لقب بالوضاح و بالأبرش. مات قتلا علی ید الزباء ثأرا لأبیها عمرو بن الظرب. الاعلام 2/ 114، ابن الأثیر 1/ 119، تاریخ الیعقوبی 1/ 169، معجم البلدان 3/ 379، خزانة الأدب للبغدادی 4/ 569.
(2) و نزد أهل تعمیه عبارت است از ذکر کردن لفظی و اراده کردن از ان لفظ مرادف آن و یجی‌ء فی لفظ المعمی.
(3) نزد شعراء عبارت است از انشای شعری بر وجهی که اگر هر مصراع اوّل را با مصراع دیگر ضم کنند بیتی مستقیم باشد از همان شعر و در لفظ و معنی و قافیه و وزن هیج خلل نیفتد مثاله. شعر. از زلف برون کنی اگر تاب شوم. بر لب ننهی اگر می‌ناب شوم. در چشم نیاوری اگر خواب شوم. از دست بریزی أم اگر آب شوم. کذا فی مجمع الصنائع.
(4) ترانه: نزد شعرا رباعی را گویند و نزد صوفیه آئین محبت را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 410
و عند المنجمین یطلق علی قسم من أقسام النظر. و التربیع الطبیعی یجی‌ء فی لفظ الاتصال. و عند المهندسین یطلق علی کون الشکل مسطحا متساوی الأضلاع الأربع المستقیمة القائمة الزوایا، و ذلک الشکل یسمّی مربعا بفتح الموحدة المشددة. و عرف المربع أیضا بأنّه شکل مسطّح یتوهّم حدوثه من توهّم خط قائم علی طرف خط یساویه إلی أن یقوم علی طرفه الآخر هکذا، و هو قسم من ذی أربعة أضلاع. و قد یطلق المربع علی المستطیل أیضا. و فی حاشیة تحریر أقلیدس المربّع یطلق علی مربع العدد و یراد به الحاصل من ضرب ذلک العدد فی نفسه، و یکون الحاصل من جنسه و یطلق علی مربع الخطّ بالاشتراک و یراد به السطح الذی ذلک الخط ضلعه. فالحاصل من تربیع الخطّ هو السطح لا الخط. و لا یطلق المربع علی الخط الحاصل من ضرب الخط فی نفسه. و إذا قیل مربع الخط فی خط یراد به السطح الذی هما ضلعاه، و فیها أیضا السطوح علی قسمین: مربع علی الحقیقة و مربع مطلقا.
فالحقیقی هو الذی یحیط به خطان متساویان بضرب أحدهما فی الآخر مثل سطح تسعة أذرع إذا أحاط به خطان کل منهما ثلاثة أذرع.
و قیل سطح یحیط بطرفیه خطان مجموعهما نحو سبعة أجزاء مفروضة، ثم یحیط بطرفیه الآخرین خطان آخران مجموعهما نحو خمسة أجزاء هکذا، و المربع المطلق هو الذی یحیط به خطان مختلفان نحو ستة إذا أحاط به خطان أحدهما ثلاثة و الآخر اثنان انتهی. و قد یطلق المربع علی ذی أربعة أضلاع أیضا و علی هذا وقع فی شرح أشکال التأسیس «1». و قد یقال لما عدا هذه الأربعة الأشکال الأربعة من المربعات إن کان ضلعان من أضلاعه الأربعة متوازیین منحرفا. و قد یطلق علی الحاصل من ضرب العدد فی نفسه، فإنهم قالوا کل عدد یضرب فی نفسه یسمّی جذرا فی المحاسبات و ضلعا فی المساحة و شیئا فی الجبر و المقابلة، و الحاصل یسمّی مجذورا و مربعا و مآلا. و قد یطلق علی عمل من أعمال الضرب.
و المربع عند أهل التکسیر یطلق علی وفق یکون مشتملا علی ستة عشر مربعا صغارا و یسمّی وفقا رباعیّا أیضا، و علی کل وفق لأنّه مشتمل علی أربعة أضلاع، سواء کان مشتملا علی ستة عشر مربعا صغارا أو علی أزید منها أو علی أنقص منها. و لهذا یقولون هذا مربع ثلاثة فی ثلاثة، و ذاک مربع أربعة فی أربعة أو خمسة فی خمسة إلی غیر ذلک.
و المربّع عند أهل العروض: هو البحر الذی یشتمل علی أربعة أرکان بلا زیادة و لا نقصان و قد سبق. و المربّع عند الشعراء قسم من المسمّط کما سیأتی، و هو أن یمکن قراءة أربعة مصاریع أو أبیات بالطول و العرض مع استقامة الوزن و المعنی. و مثاله فیما یلی. النموذج الأوّل:
من فراق ذلک المحبوب أنا دائما مریض ذلک المحبوب بسبب عشقه موجوع و یقظان أنا دائما موجوع بلا أنیس و بلا حبیب أنا مریض و یقظان و بلا حبیب و مغموم.
النموذج الثانی:
من الغالیة مائة سلسلة عنده الحبیب مائة سلسلة فوق العارض الوجه المنیر مثل القمر عنده الوجه المنیر کالیاسمین و الشفة کالسکر الحبیب کالقمر له شفة کالسکر و قلب کالحجر.
کذا فی مجمع الصنائع.
و رباعیات الغزل عند الشعراء هو أن یؤتی بقطعة من الغزل بحیث لو حذف منه الردیف من
______________________________
(1) لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه) و أشکال التأسیس لشمس الدین محمد بن أشرف الحسینی السمرقندی (حوالی 690 ه). البدر الطالع 1/ 488؛ الضوء اللامع 2/ 328؛GAL،I، 864.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 411
المصراع الأوّل، و کذلک بقیة الردیف فی المصراعین الباقیین أو الثلاثة، و کذلک یحذف من المصراع الثالث ما یوازیه من الردیف فعندئذ نحصل علی الرباعی. و مثاله فیما یلی:
حتی متی تجعل القلب المهموم مجنونا بک کلّ لحظة و فی ذلک الحین تجعل منی أنا المسکین مجنونا فی کلّ لحظة
لقد جذبنا سحر شفتک من ناحیتنا إذن هذا المسکین أنت تجعله مجنونا کلّ لحظة.
و هذا الغزل طویل، و قد اقتصرنا علی بیتین منه کانموذج. إذن؛ متی حذفنا کلمة «هردم» و معناها: کلّ لحظة، و بموازاتها حذفنا کلمة «مارا» «ایانا» من المصراع الثالث حینئذ یبقی الرباعی. کذا فی مجمع الصنائع. و هنا یشرح کلمة شومن الواردة فی المصراع الثالث بأنّها من اللغة الإیرانیة القدیمة و معناها فی اللغة الحدیثة:
پیشانی أی ناصیة بالعربی، کما فی قاموس البرهان القاطع ثم یقول: و المراد هو شعر الناصیة بقرینة لفظ کشیدن و معناه سحب کما جاء ذلک فی القرآن الکریم. «1» فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ. «2».

التّرتیب:

[فی الانکلیزیة]Hierarchy،arrangement،order
-[فی الفرنسیة]Hierarchie،arrangement،ordre
بالمثناة الفوقانیة فی اللغة جعل کلّ شی‌ء فی مرتبته. و بعبارة أخری وضع کل شی‌ء فی مرتبته. و المعنی أنّ الترتیب بین الأشیاء وضع کل شی‌ء منها فی مرتبة له عند المرتّب، فیشتمل الفکر الفاسد، و فیه إشارة إلی أنّه لا بدّ فی الترتیب من اعتبار المرتّب تلک المرتبة فلو وضع شیئا منها فی مرتبته و لم یلاحظها لا یکون ترتیبا.
______________________________
(1) و مربع نزد اهل عروض بحریر گویند که درو چهار ارکان باشند نه زیادة نه کم و قد سبق. و مربع نزد شعراء قسیست از مسمط چنانچه در فصل طا از باب سین خواهد آمد و نیز عبارتست از چهار بیت یا چهار مصراع که به روشی باشند که هم از عرض توان خواند و هم از طول مثاله.
از فرقت/ آن دلبر/ من دائم/ بیمارم آن دلبر/ کز عشقش/ با دردم/ و بیدارم من دائم/ با دردم/ و بی‌مونس/ و بی‌یارم بیمارم/ و بیدارم/ و بی‌یارم/ و غمخوارم از غالیه/ صد سلسله/ دارد/ دلبر صد سلسله/ بر عارض/ روشن/ چو قمر دارد/ روشن/ ضمبر/ لب چو شکر دلبر/ چو قمر/ لب چو شکر/ دل چو حجر کذا فی مجمع الصنائع. رباعیات الغزل نزد شعراء آنست که غزلی بنویسد چنانکه اگر ردیف غزل حذف کنند و از دو ردیف یا سه بعضی حذف کنند و از مصراع اوّل مطابق محذوف حذف کنند رباعیها خیزد مثاله. شعر. تا چند دل غمگین دیوانه کنی هر دم. و آنکه من مسکین را دیوانه کنی هر دم. ز افسون لب جادو بکشیده شو من ما را. پس حالت مسکین را دیوانه کنی هر دم. و این غزل طویل است بر دو بیت او اختصار نموده شد پس اگر لفظ هر دم را دور کنند و مطابق او لفظ ما را از مصراع سیوم نیز دور کنند باقی رباعی ماند کذا فی مجمع الصنائع و شو من بر وزن سوزن بزبان ژند و پا ژند بمعنی پیشانی باشد و بعربی ناصیه خوانند کذا فی البرهان و مراد درین جا موی پیشانی است مجازا بقرینه لفظ کشیدن چنانچه در قرآن واقع است.
(2) الرحمن/ 41.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 412
قیل الضمیر إما أن یرجع إلی کل أو إلی شی‌ء، و علی التقدیرین یفسد المعنی إذ الترتیب لیس وضع کلّ شی‌ء فی مرتبة کلّ شی‌ء و لا فی مرتبة شی‌ء ما، و قد تحیّر الناظرون فی حلّه.
و الجواب أنّه ذکر الرضی فی بحث المعرفة أنّ الضمیر الراجع إلی النکرة المذکورة التی لا یحکم سابقا علیها معرفة لصیرورته معهودا به فیختار أنّ الضمیر راجع إلی کل شی‌ء، و المعنی وضع کل شی‌ء من الأشیاء فی مرتبة کلّ شی‌ء یتعلق به الوضع. و لا شکّ أنّ الأوضاع متعدّدة بحسب تعدّد الأشیاء، و لکل واحد منها مرتبة مختصّة به عند الوضع لیس لغیره، فاندفع المحذور، و صار مآل المعنی ما فی التاج «1»:
الترتیب نهادن جیزیراپس جیزی دیکر. و الأظهر أن یقال وضع شی‌ء بعد شی‌ء إلّا أنّه زاد لفظ کلّ إشارة إلی أنّ الترتیب اللغوی إنّما یتحقّق إذا وضع کل شی‌ء منها فی موضعه، حتی لو انتفی فی شی‌ء منها انتفی الترتیب. فاندفع ما قیل إنّ هذا التعریف یقتضی الترتیب بحسب تعدد الأشیاء الموضوعة، کذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح الشمسیة فی تعریف الفکر فی مبحث لیس الکل من کلّ من التصوّر و التصدیق بدیهیّا و لا نظریّا.
و فی الاصطلاح کما وقع فی شرح الشمسیة جعل الأشیاء الکثیرة بحیث یطلق علیها اسم الواحد و یکون لبعضها نسبة إلی بعض بالتقدیم و التأخیر. و ذکر أحمد جند «2» فی حاشیته «3» أنّ هذا المعنی عرفی إذ فی کونه من مصطلحات العلوم تردّد انتهی. و فی التعریف إشارة إلی بقاء تعدّدها حال الترتیب، فإذا جعل الماء الذی فی الإنائین فی إناء واحد لا یکون ذلک ترتیبا، و لذلک لا یکون الترکیب من الأجزاء المحمولة عند من قال بوجود الکلّی فی الخارج ترتیبا. و قولهم بحیث یطلق علیها اسم الواحد أی یطلق علیها هذا الاسم بوجه ما لا من کلّ وجه، إذ لا یتصوّر ذلک فی الأشیاء الکثیرة إذ لا تعرض لها الوحدة باعتبار ذواتها، لأنها بهذا الاعتبار معروضة للکثرة و إنّما تعرض لها الوحدة باعتبار عروض الهیئة الوحدانیة لها، و الوحدة من کل وجه إنّما تعرض للبسیط من کل وجه. و لئن تصوّر ذلک فلیس بواجب فی الترتیب، سواء کان ذلک المجموع واحدا حقیقیّا بأن یصیر بحیث لا یبقی بین الأجزاء تمایز فی الوجود أو غیر حقیقی بل اعتباریّا بأن لا تصیر هذه الحیثیة. و قولهم و یکون لبعضها إلخ أی بحیث یمکن الإشارة حسّا أو عقلا إلی کلّ واحد من الأجزاء بأنّه أین هو من صاحبه، یخرج الواحد الحقیقی من التعریف، إذ الظاهر أنّ الضمیر فی بعضها راجع إلی الأشیاء المجعولة بالحیثیة المذکورة، و الأشیاء المجعولة بحیث یطلق علیها الواحد الحقیقی لا تکون لبعضها نسبة إلی البعض بالتقدیم و التأخیر بعد
______________________________
(1) تاج المصادر فی اللغة لأبی جعفر أحمد بن علی المعروف بجعفر البیهقی (- 440 ه). کشف الظنون!/ 269.
(2) و قیل أحمد جندی، و لم نعثر علی هذا الاسم فی الفهارس و الکشافات، إنما عثرنا علی ما ورد فی الفقرة التالیة و المتعلّق بالحاشیة.
(3) الشمسیة: متن مختصر فی المنطق لنجم الدین عمر بن علی القزوینی المعروف بالکاتبی (- 693 ه او 675 ه) ألفها لخواجه شمس الدین محمد و سمّاه بالنسبة إلیه. شرحها قطب الدین محمد بن محمد التمتانی (- 766 ه) و علی هذا الشرح حاشیة لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه) و هی التی یقال لها حاشیة کوجک و علی هذه الحاشیة حواشی کثیرة، إلا ان منها اثنتان لمؤلف یدعی احمد و هما: حاشیة لقرجه‌أحمد (- 854 ه). حاشیة لأحمد بن عثمان الترکمانی الجوزجانی (- 844 ه) کشف الظنون، 4/ 1063- 1064.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 413
الجعل کذلک، و هو ظاهر. و إلی هذا ذهب السیّد الشریف و قال و احترز به عن مثل ترتیب الأدویة.
ثم الترتیب أخصّ مفهوما من التألیف إذ لم یعتبر فی التألیف نسبة بعض الأجزاء إلی بعض بالتقدیم و التأخیر، بل أکتفی فیه بالجزء الأوّل من مفهوم الترتیب، و العقل إذا لاحظه جوّز تحقّقه فی شی‌ء بدون المقیّد من غیر عکس، و کذا أخصّ منه صدقا إذ قد یوجد التألیف بین أشیاء لا وضع لها أصلا لا حسّا و لا عقلا بأن لا تکون هی قابلة للإشارة الحسّیة و لا العقلیة، کما إذا لوحظت دفعة مفهومات اعتباریة علی هیئة وحدانیة هذا.
و قیل الضمیر فی بعضها راجع إلی ذات الأشیاء المتعددة من غیر اعتبار وصف المجعولیة المذکورة معها، و المعنی و یکون لبعض تلک الأشیاء نسبة إلی البعض بالتقدیم و التأخیر، إمّا حین حدوث تعلّق المجعولیة المذکورة لها فقط أو بعده أیضا. و ظنّ هذا القائل أنّ الأشیاء لتعددها متمایزة بالوجود لا محالة، فیکون لها وضع حین حدوث تعلّق المجعولیة لها البتة. فکلّ تألیف ترتیب و بالعکس، فهما متساویان صدقا. و ردّ بأنّه لیس من لوازم التمایز فی الوجود بوجه ما حین حدوث تعلّق المجعولیة لها قبول الإشارة الحسّیة أو العقلیة، لتوقّف قبول الإشارة علی ملاحظة تلک الأشیاء تفصیلا لتمایز تلک الأشیاء فی الوجود العقلی تفصیلا، إذ الإجمالی لا یکفی لقبولها، فیجوز أن لا تکون الأشیاء المتمایزة بالوجود الإجمالی متمایزة بالوجود التفصیلی حین حدوث تعلّق المجعولیة بها، فلا یکون لها وضع کالمفهومات الاعتباریة الملحوظة دفعة علی هیئة وحدانیة حین إطلاق الألفاظ الموضوعة بإزائها و هذه الملحوظیة الدفعیة هی المجعولیة. و حین حدوث تعلّق هذه المجعولیة بأجزاء تلک المفهومات و إن کانت تلک الأجزاء مجعولة فی العقل لوجوب سبق العلم بالوضع، إلّا أنّ تحقّقها فیه کان بطریق الإجمال علی وجه لا یمکن للعقل علی هذا الوجه أن یشیر إلی کلّ منها بأین هو من صاحبه هذا. نعم التألیف الواقع فی أمور تعلّق بها نظر لا یمکن بدون الترتیب لأنّه تألیف المبادی بحسب حرکة الذهن، فلا بدّ أن یقع بعضها فی أول الحرکة و البعض فی آخرها.
و بالجملة فالمراد «1» بقابلیة الأشیاء للإشارة الحسیة أو العقلیة هو الاستعداد القریب فقط کما هو الأظهر لا مطلق الاستعداد قریبا کان أو بعیدا کما ظنّ هذا البعض. هذا کله إذا أخذ الترتیب و التألیف مطلقین. و أمّا إذا أخذا معیّنین فالترتیب المعیّن یستلزم التألیف المعیّن من غیر عکس، لأن خصوص التألیف لخصوص المادة فقط، و خصوص الترتیب باعتبار خصوص المادّة و الصورة معا، فالتألیف من أ ب ج مع تعیّنه یمکن أن یقع علی هذا الترتیب المعیّن و أن یقع علی ترتیبات السّتّ الممکنة فیها. فهذا التألیف أعمّ من کلّ واحد من تلک الترتیبات، و لا یستلزم شیئا منها بل یستلزم واحدا منها لا بعینه، إذا کان لتلک الأمور وضع حسّی أو عقلی. هذا کله خلاصة ما فی حواشی شرح المطالع و شرح الشمسیة. قال أحمد جند: هذا الذی ذکر هو معنی الترتیب المطلق. و معنی ترتیب الکتاب لغة وضع أجزائه فی مواقعها، و عرفا جعل أجزائه بحیث یطلق علیها اسم الواحد علی قیاس ما عرفت فی الترتیب المطلق.
ثم الترتیب فی اصطلاح أهل البدیع هو
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 414
أن یورد أوصاف الموصوف بها علی ترتیبها فی الخلقة الطبیعیة، و لا یدخل فیها وصفا زائدا، و مثّله عبد الباقی «1» الیمینی «2» بقوله تعالی هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً «3» و بقوله تعالی فَکَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها «4» الآیة کذا فی الإتقان فی نوع بدیع القرآن.

التّرتیل:

[فی الانکلیزیة]Distinct reading recitation،hymn
[فی الفرنسیة]Lecture distincte،recitation،chant sacre
بالتاء المثناة الفوقانیة عند القرّاء هو التمهّل فی القراءة کما فی البرجندی. و فی الجرجانی التّرتیل رعایة مخارج الحروف و حفظ الوقوف و الأوصال و الآی و المدّ. و قیل هو خفض الصوت و التحزین بالقراءة و تحسین الصوت انتهی. و قد سبق مستوفی فی لفظ التجوید.

التّرجمة:

[فی الانکلیزیة]Translation
[فی الفرنسیة]Traduction
بفتح التاء و الجیم ملحق فعللة کما یستفاد من الصراح. و کنز اللغات و فی الفارسیة بیان لغة ما بلغة أخری، و اللسان المترجم به هو لسان آخر و فاعل ذلک یسمّی الترجمان کما فی المنتخب. و فی اصطلاح البلغاء هو عبارة عن نظم بیت عربی باللسان الفارسی أو بالعکس، أی ترجمة بیت شعر من الفارسیة إلی العربیة.
مثاله
لو لم یکن نیّة الجوزاء خدمته لما رأیت علیها عقدا منطّقا
و ترجمته بالفارسیة:
گر نبودی عزم جوزا خدمتش کس ندیدی بر میان أو کمر
و یقال للشعر المترجم من لغة أخری:
مترجم کذا فی مجمع الصنائع. و اللغز المعمّی المترجم سیذکر فی لفظ معمّی. مثال آخر عن الترجمة العربیة إلی الفارسیة:
قال لی:
کیف أنت قلت: علیل سهر دائم و حزن طویل.
و ترجمته بالفارسیة کما یلی
گفت: چونی؟ گفتمش: بیمار و زار نه شبم خواب است نه روزم قرار.
مثال آخر.
تعاللت کی أشجی و ما بک علّة تریدین قتلی قد ظفرت بذلک
و ترجمته:
می‌نمائی خویش را بیمار تا غمگین شوم قصد قتل بنده داری فتح یابی اندران. «5»
______________________________
(1) الیمنی (م).
(2) هو عبد الباقی بن عبد المجید بن عبد اللّه الیمنی المخزومی المکی، تاج الدین. ولد بمکة عام 680 ه/ 1281 م. و توفی بالقاهرة عام 743 ه/ 1343 م. فاضل. له معرفة بالادب و التاریخ. له عدة مؤلفات. الاعلام 3/ 272، فوات الوفیات 1/ 245، شذرات الذهب 6/ 138، الدرر الکامنة 2/ 315، البدر الطالع 1/ 317.
(3) غافر/ 67.
(4) الشمس/ 14.
(5) در لغت بیان کردن زبانی به زبانی دیگر و زبانی که بیان زبان دیگر شود و قائل را ترجمان گویند کما فی المنتخب. و در اصطلاح بلغاء عبارت است از آنکه معنی بیت عربی را بفارسی نظم کند یا بالعکس یعنی بیت فارسی را بعربی ترجمه کند مثاله. شعر. لو لم یکن نیة الجوزاء خدمته. لما رایت علیها عقدا منطقا. ترجمه آن. بیت. گر نبودی عزم جواز خدمتش.
کس ندیدی بر میان او کمر. و شعری که آن را ترجمه کند آن را مترجم خوانند کذا فی مجمع الصنائع و جامع الصنائع و معمای مترجم در لفظ معمی مذکور خواهد شد (مثال دیگر. شعر. قال لی کیف انت قلت علیل. سهر دائم و حزن طویل. ترجمة بفارسی این است. بیت. کفت چونی گفتمش بیمار و زار نه شبم خواب است نه روزم قرار. مثال دیگر. شعر: تعاللت کی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 415

التّرجّی:

[فی الانکلیزیة]Hope.expectation
[فی الفرنسیة]Esperance
ارتقاب شی‌ء لا وثوق بحصوله، فمن ثمّ لا یقال لعلّ الشمس تغرب. و یدخل فی الارتقاب الطمع و الإشفاق فالطمع ارتقاب المحبوب نحو لعلّک تعطینا. و الإشفاق ارتقاب المکروه نحو لعلّی أموت الساعة. و بهذا ظهر أنّ التّرجی لیس بطلب لظهور أنّ العاقل لا یطلب ما یکرهه. و الفرق بینه و بین التمنی أنّ فی التمنی لا یشترط إمکان المتمنّی، فهو قد یکون ممکنا کما تقول لیت زیدا یجی‌ء و قد یکون محالا نحو لیت الشباب یعود، بخلاف الترجّی، فإنّه یشترط فیه إمکان المرجو، کذا فی المطول و الچلبی فی بحث الإنشاء. و منهم من جعل التّرجّی داخلا فی الطلب کما یجی‌ء فی الإتقان. و من أقسام الإنشاء الترجّی و نقل القرافی «1» فی الفروق «2» الإجماع علی أنّ الترجّی إنشاء، و فرّق بینه و بین التمنی فی البعید، و بأنّ الترجی فی المتوقّع و التمنی فی غیره، و بأنّ التمنی فی المعشوق للنفس و الترجی فی غیره.
و سمعت شیخنا العلّامة الکافیجی «3» یقول:
الفرق بین التمنی و بین العرض هو الفرق بینه و بین الترجّی. و حرف الترجی لعلّ و عسی انتهی. فظهر من هذا أنّ الترجی هو الکلام الدال علی الارتقاب المذکور، و إلّا لم یصح جعلهم الترجّی من أقسام الإنشاء، إذ الإنشاء من أقسام الکلام. فالظاهر أنّ تفسیر الترجّی بالارتقاب مبنی علی المسامحة، و المراد «4» به الکلام الدالّ علی الارتقاب، أو یقال إنّه مشترک بین الارتقاب و الکلام الدالّ علیه علی قیاس الطلب، فإنه قد یطلق علی المعنی المصدری و قد یطلق علی الکلام الدال علیه کما یجی‌ء.

التّرجیح:

[فی الانکلیزیة]Probability،Preference
[فی الفرنسیة]Probabilite،preference
بالجیم فی اللغة جعل الشی‌ء راجحا أی فاضلا غالبا زائدا. و یطلق مجازا علی اعتقاد الرجحان. و فی اصطلاح الأصولیّین بیان الرجحان و إثباته، و الرجحان زیادة أحد المثلین المتعارضین علی الآخر وصفا. و معنی قولهم وصفا أنّ الترجیح یقع بما لا عبرة له فی المعارضة، فکان بمنزلة الوصف التابع للمزید علیه لا بما یصلح أصلا أو تقوم به المعارضة من وجه، کرجحان المیزان فإنه عبارة عن زیادة بعد ثبوت المعادلة بین کفتی المیزان، و تلک الزیادة علی وجه لا تقوم بها المماثلة ابتداء، و لا تدخل تحت الوزن منفردة عن المزید علیه قصدا فی العادة کالدانق أو الحبة أو الشعیرة فی مقابلة العشرة لا یعتبر وزنه عادة و لا یفرد لها الوزن فی مقابلها، بل یهدر و یجعل کأن لم یکن بخلاف الستة أو السبعة و نحوهما إذا قوبلت بالعشرة، فإنّ ذلک لا یسمّی ترجیحا لأنّ الستة
______________________________
- اشجی و ما بک علة. تریدین قتلی قد ظفرت بذلک. ترجمه فارسی. بیت. می‌نمائی خویش را بیمار تا غمگین شوم.
قصد قتل بنده داری فتح یابی اندران.
(1) هو أحمد بن ادریس بن عبد الرحمن، أبو العباس، شهاب الدین الصنهاجی القرافی ولد بمصر و توفی بالقاهرة عام 684 ه/ 1285 م. فقیه مالکی. له مصنفات جلیلة فی الفقه و الأصول. الأعلام 1/ 94، الدیباج المذهب 62، شجرة النور 188، التصویر عند العرب 79.
(2) انوار البروق فی أنواع الفروق فی القواعد الفقهیة لاحمد بن ادریس بن عبد الرحمن بن عبد اللّه الصنهاجی القرافی (- 684 ه).
هدیة العارفین 5/ 99، معجم المؤلفین 1/ 185.
(3) هو محمد بن سلیمان بن سعد بن مسعود الرومی الحنفی محیی الدین، أبو عبد اللّه الکافیجی. ولد عام 788 ه/ 1386 م.
و توفی عام 879 ه/ 1474 م. من کبار العلماء بالمعقولات. عالم بالنحو، فقیه حنفی. له الکثیر من المؤلفات الهامة.
الاعلام 6/ 150، الضوء اللامع 7/ 259، مفتاح السعادة 1/ 454، بغیة الوعاة 48، شذرات الذهب 7/ 326.
(4) و المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 416
و نحوها یعتبر وزنها فی مقابلة العشرة و لا تهدر، و هذا مأخوذ من قوله علیه السلام للوزّان حین اشتری سراویلا بدرهمین (زن و ارجح فإنّا معاشر الأنبیاء هکذا نزن) «1». فمعنی أرجح زد علیه فضلا قلیلا یکون تابعا بمنزلة الأوصاف کزیادة الجودة لا قدرا یقصد بالوزن عادة للزوم الرّبا فی قضاء الدیون، إذ لا یجوز أن یکون هبة لبطلان هبة المشاع، فخرج بهذا القید الترجیح بکثرة الأدلة بأن یکون فی أحد الجانبین حدیث واحد و قیاس واحد و فی الآخر حدیثان أو قیاسان، و إن ذهب إلیه البعض من أصحاب الشافعی و من أصحاب أبی حنیفة. و بالجملة إذا دلّ دلیل علی ثبوت شی‌ء و الآخر علی انتفائه فإما أن یتساویا فی القوة أو لا، و علی الثانی إمّا أن تکون زیادة أحدهما بمنزلة التابع و الوصف أو لا، ففی الصورة الأولی معارضة حقیقة و لا ترجیح، و فی الثانیة معارضة مع ترجیح، و فی الثالثة لا معارضة حقیقة فلا ترجیح لابتنائه علی التعارض المنبئ عن التماثل، فلا یقال النّصّ راجح علی القیاس.
و ما ذکرنا من معنی الترجیح هو معنی ما قیل:
الترجیح اقتران الدلیل الظنی بأمر یقوی به علی معارضة. هکذا فی التلویح و بعض شروح الحسامی. و فی العضدی الترجیح فی الاصطلاح اقتران الأمارة بما یقوی به علی معارضها.
و للفقهاء ترجیح خاص یحتاج إلیه فی استنباط الأحکام، و ذلک لا یتصوّر فیما لیس فیه دلالة علی الحکم أصلا، و لا فیما دلالته علیه قطعیة، إذ لا تعارض بین قطعیین و لا بین قطعی و ظنّی، بل لا بدّ من اقتران أمر بما یقوی به علی معارضها. فهذا الاقتران الذی هو سبب الترجیح هو المسمّی بالترجیح فی مصطلح القوم، و طرق الترجیح کثیرة تطلب من التوضیح و العضدی و غیرهما.

التّرجیع:

[فی الانکلیزیة]
Call to the prayer in a low voice then in a highE
،harmony of the stanzas of a poem
[فی الفرنسیة]
L'appel a la priere par voix basse et voix hE
،harmonie des strophes d'un poeme.
عند الفقهاء هو أن یأتی المؤذن کلّا من الشهادتین مرّتین خافضا بهما صوته و مرّتین رافعا بهما صوته، کذا فی البرجندی فی باب الآذان.
و الترجیع عند الشعراء هو أن یقسم الشاعر قصیدته إلی عدة قطع متساویة فی عدد الأبیات.
فإن کان القسم الأول مؤلّفا من خمس أبیات، فالقطع الباقیة تکون خماسیة أیضا. و إن کانت سبع أبیات فالباقی کذلک، و لا تقلّ عدد الأبیات عن خمسة و لا تزید عن أحد عشر، و ینبغی أن تتّفق أوزان الأبیات دون القافیة، بل یشترط اختلاف القافیة. و لکلّ قطعة مطلع مستقلّ. و بعد تمام کلّ قطعة یؤتی ببیت جدید بقافیة أو ردیف آخر، أو یکرّر بیت القطعة الأولی، و یسمّی هذا البیت: العقدة. فإذا تکرّر بعینه سمع هذا النوع من النظم: ترجیع‌بند. أمّا إذا اختلف فیسمّی ترکیب بند. و هذا النوع الأخیر قسمان:
إمّا أن تکون أبیات البند کلّ واحد منها علی حدة، و لکنّها علی قافیة واحدة بحیث لو جمعت تلک الأبیات وحدها یمکن أن تصبح قطعة کاملة.
و إمّا أن تکون أبیات البند کلّ واحد منها علی قافیة خاصّة تختلف عن بعضها. و فی جمیع
______________________________
(1) أخرجه أبو داود فی السنن، 3/ 631، عن سوید بن قیس، کتاب البیوع و الاجارات (17)، باب فی الرجحان فی الوزن (7)، الحدیث رقم 3336؛ و أخرجه؛ الترمذی فی سننه، 3/ 598 عن سوید بن قیس، کتاب البیوع (12)، باب ما جاء فی الرجحان (66)، الحدیث رقم 1305، و فی الباب عن جابر و أبی هریرة، و قال عقبه: حدیث سوید حسن صحیح، و أهل العلم یستحبون الرجحان فی الوزن.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 417
الأقسام یجب أن یکون بیت العقدة مرتبطا معناها بحسب ما قبلها. هذا کلّه خلاصة ما فی جامع الصنائع. و قد أورد مثالا علی ذلک قطعة من شعر مولانا حافظ الشیرازی قدّس سرّه.
و المعنی لهذا الشعر:
یا من أضعت المحبة مع الریح أ هکذا یکون الوفاء و حفظ العهد؟
و بالنتیجة فأنا جریح القلب و متألّم فإلی متی تسلمنی إلی شبکة الغم؟
لم أحصل علی نتیجة من زلفک سوی اللوعة و الاضطراب
أیّها العزیز حتی م تجفو و تذلّ الضّعفاء؟
فما دام الأمل مفقودا بأنّک ذات یوم سترحم العاشق المدنف، فالأفضل أن لا أصرف وجهی عن الصبر.
فعسی أن ینال قلبی مراده.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 417 الترجیع: … ص: 416
أیّها الساقی من تلک الخمرة لیلا صبّ لی اثنین أو ثلاثة کئوس من خمر الحبّ
فما دام فی رأسی شی‌ء من العقل باقیا فلا تضیع الفرصة و اعطنی خمرا منسوبة.
إلی کهان المجوس. لطالما نار القلب فی صدری ارتفعت شعلتها.
فیا حافظ اشرب الخمر بالسرور فحتی م تغتم لصروف الزمان
بما أنه لا یبدو بأی حال ساحل لبحر الفراق.
فمن الأفضل أن لا أتخلّی عن الصبر. فعسی القلب ینال مراده.
إن أمت فی عشقک الصّعب فلن یتراجع قلبی عن الاهتمام بک
فدائما حواجبه المقوّسة ترمینی بسهام لا نجاة منها.
لا یستطیع القلم بیان الشّوق إلیه، و لو صار الفلک القدیم العهد کاتبی
لی رأس کما کان لسعدی سأجلس و أصبر.
و بما أنّ الزمان الظالم جعلنی أسیر غمّک و أنا بعید عنک.
فمن الأفضل أن لا أتخلّی عن الصبر فلعلّ القلب ینال مراده.
و إلیک مثالا آخر من ترکیب بند من القسم الأوّل حیث أبیات العقدة متوافقة فی القوافی لخواجه سلمان السّاوجی:
لقد صارت مرآة جمال الروح لقاء وجهک لم أر مرآة ذات صفاء کصفاء وجهک.
إنّ النّظر إلی وجهک یشبه النظر إلی الورد و إن کان هو لا یبقی فلیبق وجهک.
الناس فی الدارین الدنیا و الآخرة یشترون (یسعون) للحصول علی روحک، و أنا أبذل کلا الدارین من أجل نصف ثمن وجهک.
لقد رأت عینای وجهک و من ثمّ قلبی ذهب إنّه ذنب عینی و لیس جفاء وجهک.
إن کسری و جمشید بالنسبة إلیه کلاهما ملکان کاذبان.
و إنّ حاتم و معن (بن زائدة) علی بابه کلاهما سائلان فی الواقع.
بخ بخ ما ذا یکون لو أقتل من أجل مثلک إن مات مائة مثلی فلتبق أنت
إنّ «الجور» منک عزّ لا یصل إلیه أیّ کان فأنّی لمثلی أن یصل إلیه جور و جفاء مثلک
فی حارة العشق یستوی الملک و السائل إنّ من یستجدی مثلک فهو الملک.
إن لم أبذل الروح فی سبیل عشقک لأنّها لا تساوی حقّک و لأنّها لیست لائقة لمثلک.
إنّه لا یری الجفاء جائزا خاصة ممّن هو عبد للملک و یدعی موافقة هوی مثلک.
من ماء وجهک علی ضفة نهر السلطان
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 418
منها سرو الجلال و الجاه فی الواقع
و الآن إلیک القسم الثانی من ترکیب‌بند مختلف القوافی، و لکلّ واحد منها مطلع مستقلّ، و هی لمولانا حافظ الشیرازی و المعنی.
یا من أنت رحمة من اللّه و برعم من حدیقة الملک
أنت لفلک الجمال شمس و أیضا لبرج الجلال قمر
أنت علی عرش السلطنة بدون تکلّف و قدرتک شاهدة علی ذلک
و إنّ الفلک قد صادق علی توقیعاتک و منشوراتک بالأوامر و النواهی
إنّ من یذکر اسمک فحتما تعلو شهرته حتی القمر
و إنّ الدهر الذی تصدر عنه اللطائف لا یملک لؤلؤة مثلک فی أی محارة
یا من تجمّلت بک خلقة الملک و یا من صارت دولتک غراء بک
یا من حضرت عروس دولته الجدیدة فاتنة علی شکلک و شمائلک
إنّ أنوار الملک و عظمته قد ظهرت علی وجهک المبارک
إنّ قامة سطوتک یقصر عنها أدیم السماء الأزرق
لقد تجاوز صیت عدلک و صوته السماء التاسعة الخضراء
و الفلک العالی قد احتواه قصرک و زحل واقف علی بابک یحرس
کان اللّه معینا لک ما حییت و لا ینغّص عیشک شی‌ء
و لتضع الأیام کلّ ما تتمنّاه إلی جانبک
و لیحالفک التوفیق من عینیک و تأیید الندیم فی یسارک
و ما دام الفلک فلیحرسک و ما دام الدهر فلیحقق لک ما ترید
الناس مثل حافظ عیشهم هنی‌ء تحت ظلّ عرشک الموفق.
و لیکن عملک فقط حفظ الملک و الدین و هکذا ما دامت الریح جاریة
«إلی ما شاء اللّه» «1»
______________________________
(1) و ترجیع نزد شعراء آنست که شاعر شعر را به چند قسم منقسم کند و شرطست که ابیات اقسام بشمار أبیات قسم اوّل بود اگر آن پنج بیت بود این نیز پنج بیت باید و اگر آن هفت بیت است این نیز هفت بیت شاید و کم از پنج روا نیست و لطافت تا یازده است و ابیات هر قسمی موافق ابیات قسم اوّل باشد در وزن نه در قافیه بلکه قافیه هر قسم مخالف قافیه قسم دیگر باشد و هرکدام را مطلع علی‌حده بود و بعد تمام هر قسم بیتی اجنبی به قافیه یا ردیف دیگر بیارد و یا همان را که التزام نموده است بیارد و این بیت را عقده نامند پس اگر آن عقده همان یک بیت بعینه مکرر شود آن را ترجیع بند نامند و اگر ابیات مختلف باشند ترکیب بند گویند و این دو قسم است یا آنکه بیتهای بند هرکدام علی‌حده است جملگی بر یک قافیه باشد چنانکه اگر آن ابیات یکانه یکانه را جمع کنند یک‌قسم گردد یا آنکه ابیات بند هرکدام بر قافیه خاص باشد مخالف دیگری و در همه اقسام باید که عقدة مرتبط باشد بحسب معنی بما قبل خود هذا کله خلاصة ما فی جامع الصنائع و مجمع الصنائع مثال ترجیع بند از حضرت خواجه حافظ شیرازی قدس سره شعر.
ای داده بباد دوستداری این بود وفا و عهد یاری
آخر دل ریش و دردمندم تا چند به دام غم سپاری
از زلف تو حاصلی ندیدم جز شیفتگی و بی‌قراری
ای جان عزیز بر ضعیفان تا چند کنی جفا و خواری
چون نیست امید آنکه روزی بر عاشق خسته رحمت آری
آن به که ز صبر رخ نتابم باشد که مراد دل بیابم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 419

الترخیم:

[فی الانکلیزیة]Elision
[فی الفرنسیة]Elision
بالخاء المعجمة لغة قطع الذنب. و عند النحاة هو حذف آخر الاسم تخفیفا أی من غیر علّة توجبه سوی التخفیف، و هو جائز فی غیر المنادی عند الضرورة، و فی المنادی بشروط و هی أن لا یکون المنادی مضافا و لا مضارعا له
______________________________
ای ساقی از ان می‌شبانه در ده دو سه جام عاشقانه
تا در سر من ز عقل باقی است از دست مده می‌مغانه
دیری است که آتش غم دل در سینه همی کشد زبانه
می نوش تو حافظا به شادی تا چند خوری غم زمانه
چون نیست به هیچ گونه پیدا دریای فراق را کرانه
آن به که ز صبر رخ نتابم باشد که مراد دل بیابم
در سختی عشق اگر بمیرم من دل ز غم تو بر نگیرم
پیوسته کمان ابروانش از غمزه همی زند به تیرم
نتوان قلم نوشت شوقش گر پیر فلک شود دبیرم
دارم سر آنکه همچو سعدی بنشینم و صبر پیش گیرم
چون کرد زمانه ستمکار دور از تو به بند غم اسیرم
آن به که ز صبر رخ نتابم باشد که مراد دل بیابم
مثال ترکیب بند از قسم اوّل که ابیات بند موافق باشند در قوافی خواجه سلمان ساوجی گفته.
آئینه جمال جان گشت لقای روی تو آئینه ندیده‌ام من به صفای روی تو
برک گل است در نظر کو برخ تو اندکی ماند و گر نماند او باد بقای روی تو
در دو جهان بجان ترا خلق همی خرند و من هر دو جهان نهاده‌ام نیم بهای روی تو
روی تو دیده چشم من در پی دیده رفت دل هست گناه چشم من نیست جفای روی تو
چون بربیع روی ابر از کف پادشاه ما در عرق است دم‌به‌دم گل ز حیای روی تو
کسری و جم بجنب او هر دو شه دروغی‌اند حاتم و معن بر درش هر دو گدای راستین
وه چه شود اگر شوم کشته برای چون توُئی صد چو من ار فنا شود باد بقای چون توئی
جور تو هست دولتی کان نرسد بهر کسی کی به چو من رسد گهی جور و جفای چون توئی
بر سر کوی عاشقی شاه و گدا یکی بود پادشهی کند کسی کوست گدای چون توئی
گر ندهم بعشق تو جان نه ز قدر جان بود زان ندهم که دامنش نیست سرای چون توئی
خود نبود جفا روا خاصه بر ان که او بود بنده شاه و می‌زند لاف هوای چون توئی
هست ز آبروی او بر لب جوی سلطنت سرو جلال و جاه را نشو و نمای راستین
مثال قسم دوم ترکیب بند که ابیات بند مختلف القوافی باشد و هرکدام مطلعی بود حضرت خواجه حافظ فرموده.
ای سایه رحمت إلهی وی غنچه باغ پادشاهی
هم چرخ جمال را تو مهری هم برج جلال را تو ماهی
بر سلطنت تو بی‌تکلف تمکین تو میدهد گواهی
بر نام تو مهر کرده گردون منشور اوامر و نواهی
نام تو یقین که می‌برآرد آوازه ز ماه تا بما هی
گردون که لطیفها برآرد دری چو تو در صدف ندارد
ای خلعت ملک بر تو زیبا وی غره دولت از تو غرا
ای آمده نوعروس دولت بر شکل و شمائل تو شیدا
انوار شکوه شهریاری از روی مبارکت هویدا
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 420
و لا مستغاثا و لا مندوبا و لا جملة و یکون علما زائدا علی ثلاثة أحرف أو یکون بتاء التأنیث نحو یا حار فی یا حارث و یا مرو فی یا مروان.
و تصغیر التّرخیم هو أن یحذف الزوائد من الحروف ثم یصغّر کحمید فی تصغیر أحمد کذا فی الضوء و العباب و غیرهما.

التّردید:

[فی الانکلیزیة]Counting،anaphora
[فی الفرنسیة]Denombrement،repetition
عند الأصولیّین و المنطقیّین هو إیراد أوصاف الأصل و حصرها و إبقاء البعض و إبطال البعض الآخر لتثبت علیة الباقی و یسمّی بالسّیر و التقسیم و بالسبر أیضا. و عند أهل البدیع هو أن تعلّق الکلمة فی المصراع أو الفقرة بمعنی ثم تعلّق هی بعینها بمعنی آخر کقوله تعالی حَتَّی نُؤْتی مِثْلَ ما أُوتِیَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ «1» الآیة فلفظ اللّه علّق بالرسل ثم هو بعینه علّق بأعلم کذا فی المطول قبیل الخاتمة. و جعله صاحب الإتقان من أنواع إطناب الزیادة بالتکریر. و قد یطلق التردید بمعنی قریب من معنی التقسیم، و الفرق بینهما إنما هو بوجود القدر المشترک فی التقسیم دون التردید.

ترسا:

[فی الانکلیزیة]Monk،christian
[فی الفرنسیة]Moine،chretien
معناها بالفارسیة راهب، (و تطلق علی المسیحیّ فی أیامنا). و عند الصوفیة هو رجل الدین الذی تبدّلت صفاته النفسیة المذمومة و صار موصوفا بالصفات الحمیدة. و ترسابچه: و معناها ابن المسیحی. و عند الصوفی هی الوارد الغیبی الذی یهبط علی قلب السالک. و ترسا تأتی أیضا بمعنی الخالق أی الإنسان الموحد. «2»

التّرشیح:

[فی الانکلیزیة]Metaphor،metonymy،simile
[فی الفرنسیة]Metophore،metonymie،comparaison
عند أهل البیان من أهل الفرس یطلق علی قسم من الاستعارة کما مرّ. و من أهل العرب یطلق علی معان منها ترشیح التشبیه و هو ذکر ما یلائم المشبّه به کذکر الإنشاب فی قولهم أظفار المنیة الشبیهة بالسبع أنشبت فلانا. و التخییل و هو إثبات ما یلازم المشبّه به للمشبه کإثبات الأظفار اللازمة للسبع للمنیة المشبّه. و منها ترشیح المجاز اللغوی و هو ذکر ما یلائم المعنی الحقیقی نحو أطولکنّ فی قوله علیه السلام (أسرعکن لحوقا بی أطولکن یدا) «3» فإنّه ترشیح
______________________________
بر قامت حشمت تو کوتاه این اطلس نیلگون خضرا
بگذشت صدای صیت عدلت از سقف نهم رواق خضرا
در قصر تو چرخ آستانی کیوان بدر تو پاسبانی
تا باد خدای باد یارت جز عیش مباد هیچ کارت
هر آرزوی که در دل آید ایام نهاده در کنارت
توفیق رفیق در یمینت تایید ندیم در یسارت
تا چرخ بپاست دور دورت تا دهر بجاست کار کارت
آسوده چو حافظند خلقان در سایه تخت کامکارت
کارت همه حفظ ملک و دین باد با باد همیشه همچنین باد
(1) الأنعام/ 124.
(2) ترسا نزد صوفیه مرد روحانی را گویند که صفات ذمیمه نفس اماره او متبدل شده باشد و بصفات حمیده موصوف شده باشد و ترسابچه نزدشان وارد غیبی را گویند که بر دل سالک فرود آید و نیز ترسا بمعنی مرد موحد آید.
(3) أخرجه مسلم فی الصحیح، 4/ 1907، عن عائشة، کتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل زینب … (17).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 421
للمجاز أعنی الید المستعملة فی النعمة. و منها ترشیح المجاز العقلی و هو ذکر ما یلائم ما هو له نحو:
و إذا المنیة أنشبت أظفارها لأصبت «1» کلّ تمیمة لا تنفع
فإنّ ذکر الإنشاب ترشیح لإثبات الأظفار للمنیة علی مذهب صاحب التلخیص. و منها ترشیح الاستعارة المصرّحة و هو ذکر ما یلائم المستعار منه و یجب اقترانه بلفظ المشبّه به، و ذکر بیانه فی ذکر الاستعارة المرشّحة، و کذا ترشیح الاستعارة بالکنایة إذ هو أیضا ذکر ما یلائم المستعار منه. فالإنشاب فی قولهم إذا المنیة أنشبت أظفارها ترشیح للاستعارة بالکنایة.
فإن قلت کما أنّ الأظفار من لوازم المشبّه به و هو السبع فکذا الإنشاب، فما وجه جعل إثبات الأول تخییلا و إثبات الثانی ترشیحا؟ قلت إذا اجتمع لازمان للمشبّه به فی الکلام فأیهما أقوی اختصاصا و تعلّقا به فإثباته تخییل، و أیهما دونه فإثباته ترشیح. و لا شک أنّ الأظفار أقوی اختصاصا و تعلّقا بالسبع من الإنشاب فیکون إثباته تخییلا و إثبات الإنشاب ترشیحا، هکذا یستفاد مما ذکر أبو القاسم فی حاشیة المطول فی فصل تحقیق الاستعارة بالکنایة.
و الحقّ فی الجواب أنّ الإنشاب لیس لازما للسبع لأنّ لازم الشی‌ء ما یمتنع انفکاکه عنه، و الإنشاب یجوز انفکاکه عن السبع لأن الإنشاب فعل من أفعال السبع یمکن أن یفارق عن بعض أفراده و إن کان لازما عادة بالنظر إلی جنس السبع، بخلاف الأظفار کما لا یخفی.
و یؤید هذا ما ذکر الچلپی فی حاشیة المطول فی خطبة التلخیص فی قوله و به یکشف عن وجوه الإعجاز فی نظم القرآن أستارها و هو أنّ الترشیح أن یذکر شی‌ء یلائم المشبّه به إن کان فی الکلام تشبیه أو المستعار منه إن کان فیه استعارة أو المعنی الحقیقی إن کان مجازا مرسلا کما فی قوله علیه السلام أسرعکن لحوقا بی أطولکن یدا، فإنّ أطولکن ترشیح للید و هی مجاز عن النعمة. و الظاهر من شرح الشریف للمفتاح أنّ الترشیح إنما یکون للمجاز اللغوی لا العقلی انتهی. و فی بعض الرسائل المستعار منه عند السّکّاکی فی الاستعارة بالکنایة هو المشبّه الذی یعبّر عنه غیر السکّاکی بالمستعار له انتهی. و أمّا عند غیره فالمستعار منه فی الاستعارة بالکنایة هو المشبّه به. و المفهوم من الأطول أنّ الترشیح فی الاستعارة بالکنایة هو ذکر ما یلائم المستعار له حیث قال ما یقارن بما یلائم المستعار له فی الاستعارة بالکنایة ترشیح أیضا. و منها ترشیح الإیهام.

التّرصیع:

[فی الانکلیزیة]Inlaying،inlay،harmonization
-[فی الفرنسیة]Incnustation،harmonisation
فی اللغة الفارسیة: تجمیل الأشیاء بالمجوهرات و اللّؤلؤ «2». و عند أهل البدیع من أنواع المطابقة و هو اقتران الشی‌ء بما یجتمع معه فی قدر مشترک کقوله تعالی إِنَّ لَکَ أَلَّا تَجُوعَ فِیها وَ لا تَعْری، وَ أَنَّکَ لا تَظْمَؤُا فِیها وَ لا تَضْحی «3» جاء بالجوع مع العری و بابه أن یکون مع الظمأ، و بالضحی مع الظمأ و بابه أن یکون مع العری، لأنّ الجوع و العری اشترکا فی الخلوّ، فالجوع خلو الباطن من الطعام و العری خلو الظاهر من اللباس، و الظمأ و الضحی اشترکا فی الاحتراق فالظمأ احتراق الباطن من العطش و الضحی احتراق الظاهر من حرّ الشمس، کذا فی الاتقان. و یطلق أیضا عندهم علی قسم من السجع و یسمّی مرصّعا و هو أن
______________________________
(1) ألفیت (م).
(2) در لغت نشاندن گوهر و مروارید است در چیزی.
(3) طه/ 118- 119.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 422
یتّفق الفاصلتان وزنا و تقفیة و یکون ما فی الفاصلة الأولی من الألفاظ مقابلة لما فی الثانیة کذلک، نحو قوله تعالی إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِی جَحِیمٍ «1» و کقوله تعالی إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ «2» و نحو قولهم فهو یطبع الإسجاع بظواهر لفظه و یقرع الأسماع بزواجر وعظه. و یجی‌ء فی لفظ السجع.
إنّ وجهک الذی هو زینة مجالس السّرور قد صار مشهورا فی الآفاق و إنّ النظر إلیه یقوّی الروح حتی صار ذلک راحة للعشّاق.
و أمّا الترصیع مع التجنیس فمثاله:
إنی لا أؤذیک إن أنت آذیتنی فأنا ضارع إلیک و إن أنت تظهر الدلّال
هکذا فی مجمع الصنائع. حیث إنّک بسببه طوّفت فکلّ شی‌ء عنک انصرف.
و حینما عنه سرت فکلّ شی‌ء عنک سار «3» و اللّه أعلم.

التّرعید:

[فی الانکلیزیة]Recitation in a trembling voice
-[فی الفرنسیة]Recitation a voix frissonnante
بالعین المهملة عند بعض متأخری القرّاء هو أن یرعد صوت القرآن کالذی یرعد من برد أو ألم و هو منهی، کذا فی الإتقان.

التّرفیل:

[فی الانکلیزیة]Change in the feet of a metre
[فی الفرنسیة]Changement dans les pieds d'un metre
بالفاء کما فی عنوان الشرف عند أهل العروض زیادة سبب خفیف علی متفاعلن کذا فی بعض رسائل العروض العربی. و فی رسالة قطب الدین السرخسی هو زیادة السبب الخفیف علی التعریة، و التعریة کون الجزء سالما من الزیادة. و یقول فی جامع الصنائع: التّرفیل:
الزیادة فی السّبب الخفیف فی العروض و الضرب حتی تصبح مستفعلن و مفتعلن سالما أو غیر سالم مستفعلاتن و مفتعلاتن «4». و فی الجرجانی زیادة سبب خفیف مثل متفاعلن زیدت فیه تن بعد ما أبدلت نونه ألفا فصار متفاعلاتن و یسمّی مرفّلا.

التّرقیص:

[فی الانکلیزیة]Recitation with pause then high voice
[فی الفرنسیة]Recitation avec pause puis haute voix
بالقاف عند متأخری القرّاء هو أن یروم السکوت علی السکون ثم ینفر مع الحرکة فی عدو و هرولة، و نهی عنه لأنّه من البدعات. کذا فی الدقائق المحکمة و الإتقان.

التّرک:

[فی الانکلیزیة]Abandonment،desertion
[فی الفرنسیة]Abandon،delaissement
بالفتح و سکون الراء المهملة لغة عدم فعل المقدور سواء قصد التارک أو لم یقصد، کما فی النوم. و سواء تعرّض لضده أو لم یتعرّض.
و أما عدم ما لا قدرة علیه فلا یسمّی ترکا. و لذا
______________________________
(1) الانفطار/ 13- 14.
(2) الغاشیة/ 25- 26.
(3) مثال دیگر در فارسی شعر.
آرایش آفاق شد رخسار بزم آرای تو آسایش عشاق شد دیدار روح افزای تو
و ترصیع مع التجنیس مثاله شعر.
من نیازارم ار تو آزاری من نیازارم ار تو نازاری
هکذا فی مجمع الصنائع. چون ازو گشتی همه چیز از تو گشت. چون ازو گشتی همه چیز از تو گشت.
(4) و در جامع الصنائع گوید ترفیل زیادة کردن سبب خفیف است در عروض و ضرب تا مستفعلن و مفتعلن سالم و غیر سالم مستفعلاتن و مفتعلاتن گردد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 423
لا یقال ترک فلان خلق الأجسام. و قیل فعل «1» المقدور قصدا فلا یقال ترک النائم الکتابة.
و لذلک لا «2» یتعلق به الذم و المدح. و قیل إنه من أفعال القلوب لأنه انصراف القلب عن الفعل و کفّ النفس عن ارتیاده. و قیل هو فعل الضدّ لأنه مقدور و عدم الفعل مستمر فلا یصلح أثرا للقدرة الحادثة. و قد یقال دوام استمراره مقدور لأنه قادر علی أن یفعل ذلک الفعل فیزول استمرار عدمه. فمن هذه الجهة صلح أن یکون العدم أثرا للقدرة. قالوا و لا بدّ أن یکون کلا الضدّین مقدورین حتی یکون ارتکاب أحدهما ترکا للآخر، فإذا لم یکن أحدهما أو کلاهما مقدورا لم یصلح استعمال الترک هناک، فلا یقال ترک بقعوده الصعود إلی السماء، و لا ترک بحرکته الاضطراریة حرکته الاختیاریة، و لا ترک بحرکته الاضطراریة الصعود. کذا فی شرح المواقف فی خاتمة بحث القدرة.

التّرکة:

[فی الانکلیزیة]Legacy،heritage
[فی الفرنسیة]Legs،heritage
ما یترکه الشخص و یبقیه. و فی الاصطلاح هو المال الصافی عن أن یتعلّق حقّ الغیر بعینه، کذا فی تعریفات السیّد الجرجانی.

ترک تازه:

[فی الانکلیزیة]Young Turkish،abandonment
-[فی الفرنسیة]Jeune Turc،abandonment
و معنی الاصطلاح عند الصوفیة: الجذب الإلهی الذی یصیب العبد السالک الذی قاسی فی الریاضة و المجاهدة، و تحمّل الکثیر من المشاق، و فجأة أصابه الجذب الإلهی فوصل إلی مقصوده «3».

الترکیب:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Synthesis،composition،combination
[فی الفرنسیة]Synthese،composition،combinaison
بالکاف لغة الجمع. و عرفا مرادف التألیف و هو جعل الأشیاء المتعدّدة بحیث یطلق علیها اسم الواحد، و لا تعتبر فی مفهومه النسبة بالتقدیم و التأخیر کما عرفت فی لفظ الترتیب بخلاف التألیف فإنه تعتبر فیه المناسبة بین الأجزاء لأنه مأخوذ من الإلفة، صرّح بذلک السیّد الشریف فی حاشیة الکشاف «4». هکذا فی شرح التهذیب «5» للیزدی «6». فالمرکّب علی هذا هو مجموع الأشیاء المتعدّدة المأخوذة بالحیثیة المذکورة. و فی بعض کتب الصرف هذا معنی مطلق الترکیب. و أمّا الترکیب فی اصطلاح الصرفیین فهو جمع حرفین أو حروف بحیث یطلق علیها اسم الکلمة انتهی. فالمرکّب علی هذا هو الکلمة التی فیها حرفان أو أکثر.
و الترکیب عند النحاة مقابل الإفراد، و کذا عند
______________________________
(1) عدم فصل المقدر (م).
(2) لا (- م).
(3) ترک تازه نزد صوفیه جذبه إلهی را گویند که سالک مجاهده و رنج بسیار می‌کشد و گشادگی نمی‌ابد ناگاه جذبه إلهی در رسد و او را بمقصود رساند.
(4) لعلی بن محمد الشریف الجرجانی (- 816 ه) علق فیها علی الکشاف عن حقائق التنزیل لأبی القاسم جار اللّه محمود بن عمر الزمخشری (- 538 ه)، لکنه لم یتمها، (ط). کشف الظنون 2/ 1479، معجم المطبوعات العربیة 679.
(5) و یعرف بالتحفة الشاهجانیة فی شرح تهذیب التفتازانیة لعبد اللّه بن شهاب الدین حسین الیزدی الشاه‌آبادی (- 1015 ه)، شرح فیها تهذیب المنطق و الکلام للتفتازانی (- 792 ه)، هدیة العارفین 2/ 474.GALS،II، 138.
(6) هو عبد اللّه بن الحسین. توفی بأصبهان عام 1015 ه/ 1686 م. من علماء أصبهان. له عدة کتب و شروحات فی المنطق و الفقه و البلاغة. الاعلام 4/ 80، خلاصة الأثر 3/ 40، روضات الجنات 363.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 424
المنطقیین، لکن بین الاصطلاحین فرقا یجی‌ء بیانه فی لفظ المفرد.
اعلم أنّ النحاة قالوا إن کان بین جزئی المرکّب و هما اللفظان إسناد سمّی مرکّبا إسنادیا و جملة، فإن کان ما بینهما إسنادا أصلیا مقصودا لذاته سمّی کلاما. فالجملة أعمّ من الکلام.
و إن لم یکن بینهما إسناد فإمّا أن تکون بینهما نسبة تقییدیة بأن یکون أحد الجزءین قیدا للآخر یسمّی مرکبا تقییدیا، فإن کان أحدهما مضافا و الآخر مضافا إلیه سمّی مرکبا إضافیا، و إن کان أحدهما موصوفا و الآخر صفة سمّی مرکبا توصیفیا. و أمّا المصادر و الصفات مع فاعلها فإنها فی حکم المرکّبات التقییدیة لکون إسنادها أیضا غیر تام و یجی‌ء ما یؤیّد هذا فی بیان الإسناد التام و غیر التام. و إمّا أن لا تکون بینهما نسبة تقییدیة أیضا و یسمّی مرکّبا غیر تقییدی. فالمرکّب الغیر التقییدی ما لیس فیه نسبة إسنادیة و لا تقییدیة أصلا، لا فی الحال و لا قبل الترکیب، فخرج تأبّط شرا علما، إذ فیه نسبة قبل العلمیة، و کذا نحو عبد اللّه علما، بخلاف بخت‌نصّر، فإنّ نصر قبل ترکیبه مع بخت أیضا علم، فلیست فیه نسبة أصلا.
و المفهوم من الضوء شرح المصباح أنّ المرکّب التقییدی هو التوصیفی حیث قال فی تعریف الکلام: التألیف إمّا علی وجه التعداد کخمسة عشر أو الإضافة نحو غلام زید أو التقیید أعنی التوصیف نحو الرجل الذاهب أو غیر ذلک انتهی. ثم المرکّب الغیر التقییدی إمّا أن یرکب ترکیبا به یصیر فی حکم الکلمة الواحدة معدودا فی الأسماء أو لا. الثانی نحو بزید و منک، و الأول إن تضمن الجزء الثانی منه حرفا سواء کان حرف عطف نحو خمسة عشر فإنه فی الأصل خمسة و عشر أو غیره کحرف الجر نحو بیت بیت أی بیت منته إلی بیت، أو ملصق به یسمّی مرکّبا تضمنیا. و إن لم یتضمن له سمّی مرکبا مزجیا و امتزاجیا و ذا المزاج «1» أیضا کما فی شرح التسهیل. و المزجی و إن کان مختوما بویه کسیبویه و عمرویه یسمّی مرکّبا صوتیا. و فی الفوائد الضیائیة فی بحث أسماء العدد قال خمسة عشر مرکّب امتزاجی. قال المولوی عصام الدین فی حاشیته: الصواب أن یقال هو مرکّب تضمنی انتهی.
اعلم أنّ نحو ضاربة و بصری و سیضرب و نحوها مما یعدّ لشدة الامتزاج کلمة واحدة عرفا لیس من المرکب بل هو داخل فی المفرد علی الصحیح، و إن جعله البعض داخلا فی المرکّب المزجی کما یجی‌ء فی لفظ المفرد، فیصح ما قالوا من أنّ الموجود من أقسام المزجی هو المرکّب من اسمین حقیقة کبعلبک، فإن بعل اسم صنم و بک اسم سلطان فرکّبا و جعلا اسما واحدا و سمّی به البلد الذی کانا فیه، کذا فی الفوائد الضیائیة. أو حکما کسیبویه فإنّ ویه حکایة صوت غیر موضوع لمعنی، لکنه فی حکم الاسم حیث أجری مجری الأسماء المبنیة. و سیب اسم بنی مع کلمة ویه فجعلا اسما واحدا. و کذا عمرویه و سعدویه، کذا فی الصراح. أو من اسم و فعل نحو بخت نصر فإنّ بخت معرب بوخت بمعنی الابن و نصر اسم صنم و هو ماض من باب التفعیل. هذا غایة جهدی فی هذا المقام مستنبطا من الإرشاد و اللباب و الکافیة و شروحها و غیرها، أو من فعل و اسم نحو تأبّط شرا، فإنّ تأبط ماض من باب التفعل من الإبط یعنی (در بغل گرفت بدی را) فإنّه مبنی فی الأحوال الثلاث. و کذا کل جملة
______________________________
(1) المزاج (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 425
یسمّی بها مثل برق نحره و ذرّی حبا کذا فی الصراح.

فائدة:

فی الرضی ما یکون ترکیبه للعلمیة ضربان: إمّا أن یکون فی الجزء الأخیر قبل الترکیب سبب البناء أو لا. فإن کان فالأشهر إبقاء الجزء الأخیر علی البناء، و یجوز إعراب ما لا ینصرف و تجوز علی قلة إضافة الصدر إلی العجز کما جاءت فی معد یکرب، فیجی‌ء فی المضاف إلیه الصرف و ترکه. و فیه أیضا و إن حذف حرف الجر أو العطف قبل العلمیة فبناء الجزءین أولی بعد الجزءین «1»، و یجوز إعراب الثانی مع منع الصرف مع الترکیب، و تجوز فیه الإضافة أیضا مع صرف الثانی و ترکه. و کذا کلّ ما یتضمن فیه الثانی حرفا یجوز فیه الأوجه الثلاثة بعد العلمیة. و فی المنهل «2» المرکّب المتضمن للحرف نحو خمسة عشر قیل إنّه یحکی. و قیل یعرب غیر منصرف. و فی شرح التسهیل ذو المزج قسمان أحدهما مختوم بغیر ویه کمعدیکرب و یجوز فیه ثلاث لغات.
الأولی أن یبنیا معا تشبیها له بخمسة عشر.
و الثانیة إعراب الثانی مع منع الصرف و هو الفصیح. و الثالثة الإضافة. هکذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة حاشیة الفوائد الضیائیة فی بحث غیر المنصرف.
قال المنطقیون اللفظ المرکّب یسمّی قولا و مؤلّفا. فهذه الألفاظ الثلاثة مترادفة بحسب الاصطلاح المشهور. و ربّما یفرّق بین المرکب و المؤلّف فیقال بتثلیث القسمة. اللفظ إمّا أن لا یدلّ جزؤه علی شی‌ء أصلا و هو المفرد، أو یدلّ. فإمّا أن یدلّ علی جزء معناه و هو المؤلّف أو لا علی جزء معناه و هو المرکّب، و هذا هو المنقول عن بعض المتأخرین. و قیل إنهم عرفوا المؤلّف بما عرّف به المرکّب فی المشهور، و هو ما تقصد بجزء منه الدلالة علی بعض ما یقصد به حین ما یقصد به، و المرکّب بما یدلّ جزؤه لا علی جزء المعنی. و علی هذا لا تکون القسمة حاصرة لخروج مثل الحیوان الناطق علما، إذ لا یدخل فی المفرد و هو ظاهر و لا فی المؤلّف لعدم الدلالة علی جزء ما یقصد به، و لا فی المرکّب لأنه الذی یدلّ جزؤه لا علی جزء معناه، اللّهم إلّا أن یزاد فی تعریف المرکّب و یقال بأنه ما یدلّ جزؤه لا علی جزء معناه دلالة مقصودة، أو ینقص من تعریف المؤلّف و یقال هو ما یدلّ جزؤه لا علی جزء معناه مطلقا أی سواء کانت دلالته مقصودة أو لا. و یطلق المرکب أیضا علی الأعمّ من الملفوظ و المعقول کما یطلق علی الملفوظ.

التقسیم‌

المرکّب إمّا تام و یسمّی کلاما و هو ما یفید. فإن احتمل الصدق و الکذب سمّی قضیة و خبرا و إن لم یحتمل، فإن دلّ علی طلب الفعل دلالة أولیّة فهو مع الاستعلاء أمر إن کان المطلوب غیر کفّ و إن کان کفا فهو نهی، و إلّا فهو التنبیه، و یندرج فیه التمنی و النداء و القسم و التّرجی. و منهم من عدّ التمنی و النداء و الاستفهام من أقسام الطلب کالأمر و النهی.
و قد یقسم المرکب إلی الخبر و الإنشاء المتناول للطلب و التنبیه. و إمّا ناقص و یسمّی غیر کلام
______________________________
(1) العلمیة (م، ع).
(2) لمحمد بن أبی بکر الدمامینی (- 828 ه) شرح فیه کتاب الوافی لمحمد بن عکاف بن عمر البلخی و أهداه لملک الهند المستنصر باللّه شهاب الدین أحمد، و کان قد فرغ من تألیفه سنة 825 ه. کشف الظنون 2/ 1884- 1885.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 426
و هو ما لا یفید. فإمّا أن یکون الثانی فیه قیدا للأول أو لا. و الأول المرکّب التقییدی و هو إمّا مرکب من اسمین أضیف أولهما إلی الثانی أو وصف به، أو من اسم متقدّم و فعل متأخر وقع صفة له أو صلة له، إذ لو تقدّم الفعل أو تأخّر و لم یکن صفة و لا صلة کان المرکّب منهما کلاما. و الثانی غیر تقییدی کالمرکّب «1» من اسم و أداة أو فعل و أداة. هذا کله خلاصة ما فی شرح المطالع و حاشیته للسید الشریف.
و فی الجرجانی المرکّب ما تقصد بجزء منه الدلالة علی جزء معناه. و للمفرد من حیث هو إطلاقات أربعة: فتارة یراد به ما یقابل المثنی و المجموع فیقال هذا مفرد أی لیس مثنی و لا مجموعا، و تارة ما یقابل المضاف أو شبهه فیقال هذا مفرد أی لیس بمضاف و لا شبهه، و تارة ما یقابل الجملة أو شبهها فیقال هذا مفرد أی لیس بجملة و لا شبهها، و تارة ما یقابل المرکّب کما مرّ. و ینقسم المرکّب علی خمسة أقسام: مرکّب إضافی کغلام زید، و مرکّب تعدادی کخمسة عشر، و مرکّب مزجی کبعلبک، و مرکّب صوتی کسیبویه، و مرکّب إسنادی کقام زید و زید قائم انتهی.
و الترکیب عند أهل التعمیة یطلق علی قسم من الأعمال التسهیلیة و هو الإتیان بلفظ مرکّب بحسب المعنی الشّعری و مفرد بحسب المعنی المعمائی، و هو المعنی المراد و لیس اللفظ، و مثاله التعمیة باسم مرشد فی هذا البیت:
بما أنّ محبته هیأت مکانا لها فی قلب الناس فیا جامی تعال نحو ذلک الجاذب للناس
کذا فی رسالة للمولوی عبد الرحمن الجامی «2». و عند المحاسبین یطلق علی قسم من النسبة، و علی کون العدد بحیث یعدّه غیر الواحد کالأربعة تعدّها الاثنان و الستة یعدها الثلاثة، و کذا الاثنان و یقابله الأولیّة، و هی کون العدد بحیث لا یعده غیر الواحد کالثلاثة و الخمسة و السبعة کذا فی شرح المواقف فی بحث الکیفیات المختصة بالکمیات. فالعدد قسمان أول و مرکّب، و تطلق المرکب عندهم أیضا علی کلّ من الفرد و الزوج إذا لم یکن أوّلا أی فی أول الأعداد کالأربعة و الثلاثة، و یجی‌ء فی لفظ العدد. و علی مقابل المفرد یفسّر بعدد مرتبته اثنتان فصاعدا کخمسة عشر فإنها الآحاد و العشرات، و یفسّر المفرد بعدد مرتبته واحدة فحسب کخمسة و خمسین و خمسمائة، کذا فی ضابط قواعد الحساب. و قد یفسّر المفرد بما یعبّر عنه باسم واحد سواء کان خطّا أو سطحا کثلاثة أو جذر ثلاثة. فعلی هذا المرکّب ما یعبّر عنه باسمین و یسمّی ذا الاسمین سواء کان خطّا أو سطحا کثلاثة و جذر ثلاثة مجموعین علی ما فی حواشی تحریر أقلیدس.

ترکیب بند:

[فی الانکلیزیة]Versification
[فی الفرنسیة]Versification
هو قسم من الترجیع، بند، نوع من النظم، و قد مرّ فی الترجیع «3».

التّزلزل:

[فی الانکلیزیة]
Semantic change by a syntactic change of the same word
[فی الفرنسیة]
Changement semantique par un changement syntaxique du meme mE
عند البلغاء هو أن یأتی الکاتب أو الشاعر بکلمة یمکن تبدیلها من مدح إلی ذمّ بتغییر حرکة
______________________________
(1) فالمرکب (م، ع).
(2) و آن آوردن لفظ مرکب بحسب معنی شعری و مفرد بحسب معنی معمائی و مراد از ان معنی باشد نه لفظ مثاله معمی باسم مرشد درین بیت شعر.
در دل مردم چو مهرش ساخت جای جامی آخر سوی آن مردم کش آی.
(3) ترکیب بند قسمی است از ترجیع‌بند و قد مر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 427
أحد الحروف و مثال ذلک:
لیلا و نهارا سأطلب من اللّه أن یجعل رأسک دائما علیه التاج
فبسکون الجیم من تا جدار یکون المعنی مدحا. و أمّا إذا کسرت فیکون ذمّا. مثال آخر من الرباعی قلت:
یا شیخ لا تسع فی أمر الرزق و اشرب الخمر و لا ترشد إلی الزّهد الجاف
فصاح بی: إنی ثمل. فقلت: أسکت إذن و لا تصح. فإذا فتحت الخاء من آخر کانت هجوا، و إن کسرت لم تکن هجاء.
و فی جامع الصنائع یقول: المتزلزل هو الذی یتغیّر معناه بتغیر إعرابه. انتهی. و ظاهره أنّ المراد بالتغیر مقیّد بما إذا تبدّل المعنی من مدح إلی قدح، و هذا ما یفهم من المثال الذی أورده لذلک «1».

التّسامح:

[فی الانکلیزیة]Allegory
[فی الفرنسیة]Allegorie
بالمیم فی عرف العلماء استعمال اللفظ فی غیر حقیقته بلا قصد علاقة مقبولة و لا نصب قرینة دالّة علیه اعتمادا علی ظهور الفهم فی ذلک المقام، کذا ذکر الچلپی فی حاشیة التلویح فی الخطبة. و فی اصطلاحات السیّد الجرجانی هو أن لا یعلم الغرض من الکلام و یحتاج فی فهمه إلی تقدیر لفظ آخر.

التّسامع:

[فی الانکلیزیة]Hearsay -Oui
[فی الفرنسیة]dire
علی وزن التفاعل لغة النقل عن الغیر، و شرعا الإشهاد، و هو ما حصل من العلم بالتواتر أو الشّهرة أو غیره، کذا فی جامع الرموز فی کتاب الشهادة.

التّساوی:

[فی الانکلیزیة]Equality
[فی الفرنسیة]Egalite
بالفارسیة: بمعنی برابر شدن دو چیز- تعادل الشیئین- و عند المتکلّمین و الحکماء هو الوحدة فی الکمّ عددا کان أو مقدارا، و یسمّی بالمساواة أیضا کذا فی شرح المواقف فی بحث الوحدة. و عند المنطقیین عبارة عن صدق کلّ من المفهومین علی جمیع ما یصدق علیه الآخر و یسمّی بالمساواة أیضا. فالناطق و الکاتب متساویان. و قد یطلق علی الاشتراک فی الذاتیات أی جمیعها و یجی‌ء فی لفظ النسبة.

التّسبیح:

[فی الانکلیزیة]Praise or glorification of God
[فی الفرنسیة]Louange ou glorification de Dieu
تنزیه الحقّ عن نقائص الإمکان و أمارات الحدوث و عن عیوب الذات و الصفات، و کذلک التقدیس کذا فی الجرجانی.

التّسبیغ:

[فی الانکلیزیة]Addition of a letter at the end of a rhyme
[فی الفرنسیة]Addition d'une lettre a la fin de la rime
بالباء الموحدة عند أهل العروض زیادة حرف ساکن فی السّبب الخفیف الذی فی آخر الجزء کزیادة الألف فی لن من مفاعیلن فیصیر مفاعیلان، و مثل فاعلاتن زید فی آخره نون آخر بعد ما أبدلت نونه ألفا فصار فاعلاتان. و الجزء
______________________________
(1) نزد بلغاء آنست که دبیر یا شاعر لفظی استعمال کند که از تغیر حرکت یک حرف مدح بذم مبدل گردد مثاله بیت.
روز و شب خواهم همه از کردگار تا سرت باشد همیشه تاجدار
اگر جیم تاجدار ساکن خوانند مدح باشد و اگر بکسر خوانند هجو گردد. [مثال دیگر رباعی.
گفتم یا شیخ رزق بنیاد مکن می‌نوش و بزهد خشک ارشاد مکن
فریاد بر آورد که مستی گفتم خاموش آخر نعره و فریاد مکن
اگر خای آخر را مکسور خوانند هجو نیست و اگر مفتوح خوانند هجو است کذا فی مجمع الصنائع]. و در جامع الصنائع گوید متزلزل آنست که به گردانیدن اعرابی معنی بگردد انتهی. و ظاهر آنست که مراد تغیر مقید است که از مدح به سوی قدح کشد و لهذا مثال که ذکر کرده است دلالت کند بر همین تغیر مخصوص و مقید.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 428
الذی فیه التسبیغ یسمّی مسبغا بفتح الموحدة المشددة.
و التسبیغ فی اللغة: الإتمام. إذن، من هذه الزّیادة یقال: ذلک الجزء التامّ و المنقطع من زیادة أخری. کذا فی عروض سیفی و غیره، و یسمّی التسبیغ أیضا إسباغا. کما فی جامع الصنائع. «1»

التّسدیس:

[فی الانکلیزیة]To make something hexagonal
[فی الفرنسیة]Rendre hexagonal
جعل الشی‌ء مسدّس الزّوایا، و فی اصطلاح المنجّمین وقوع النّجم بالبرج الثالث لنجم آخر، کما فی المنتخب و یجی‌ء فی لفظ النظر. «2»

التّسکین:

[فی الانکلیزیة]Declinaison،conjugation
[فی الفرنسیة]Declinaison،conjugaison
کالتصریف و فی اللغة الفارسیّة: آرام دادنست: أی إعطاء السّکینة. و فی اصطلاح أهل الرمل: وضع کلّ شکل فی مکانه وفقا لترتیب مخصوص، و تسکینات الأشکال فی علم الرمل کثیرة، مثلما یسمّی التسکین الوضعی تسکین الحکیم أیضا. و هی بهذا الترتیب.
لحیان، قبض الداخل، قبض الخارج، جماعت، فرح، عقله، أنکیس، حمرة، بیاض، نصرة الداخل، عتبة الخارج، نقی الخد، عتبة الداخل، اجتماع، طریق، و کذلک تسکین العدد، و تسکین الیوم و الأسبوع و الشهر و السنة، و تفصیل ذلک مکتوب فی کتب الرمل. «3»

التّسلسل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Chronological order،succession،chain
[فی الفرنسیة]ordre chronologique،succession،enchatnement
فی اللغة الفارسیة: الاتّصال و أن یجری الماء سائغا فی الحلق «4». کما فی المنتخب.
و عند المحدّثین عبارة عن توارد رجال إسناد الحدیث واحدا فواحدا علی حالة و صفة واحدة عند روایة ذلک الحدیث، سواء کانت تلک الصفة للرواة قولا أو فعلا أو قولا و فعلا معا، أو کانت للإسناد فی صیغ الأداء أو متعلّقة بزمن الروایة أو مکانها. و صیغ الأداء سمعت و حدّثنی و أخبرنی و قرأت علیه و قرئ علیه و أنا أسمع و نحوها، و هذا ما علیه الأکثرون. و قال الحاکم «5» و من أنواعه أنّ ألفاظ الأداء من جمیع الرواة دالة علی الاتصال. و إن اختلفت فقال بعضهم سمعت و بعضهم أخبرنا و بعضهم أنبأنا.
و أنواع التسلسل کثیرة خیرها ما فیه دلالة علی الاتّصال و عدم التّدلیس. و الحدیث الذی توارد رجال إسناده واحدا فواحدا علی حالة واحدة إلخ یسمّی مسلسلا، فالتسلسل بالحقیقة صفة
______________________________
(1) و تسبغ در لغت تمام کردن است پس ازین زیادتی گویا که ان جزء تمام و منقطع می‌شود از زیادتی دیگر کذا فی عروض سیفی و غیره و تسبیغ را اسباغ نیز نامند کما فی جامع الصنائع.
(2) شش گوشه کردن و شش کردن و در اصطلاح منجمین واقع شدن ستاره ببرج سیوم از ستاره دیگر کما فی المنتخب و یجی‌ء فی لفظ النظر.
(3) در لغت آرام دادنست. و در اصطلاح اهل رمل بمعنی جای دادن هر شکل است بترتیب مخصوص و تسکینات اشکال در علم رمل بسیار است چنانچه تسکین وضعی که آن را تسکین حکیم نیز گویند و آن بدین ترتیب لحیان قبض الداخل قبض الخارج جماعت فرح عقله انکیس حمره بیاض نصرة الداخل عتبة الخارج نقی الخد عتبة الداخل اجتماع طریق و چنانچه تسکین عدد و تسکین روز و هفته و ماه و سال که تفصیلش در کتب رمل مذکور است.
(4) بمعنی پیوسته و روان شدن آب در گلو است.
(5) هو محمد بن عبد اللّه بن حمدویه بن نعیم الضبی، الطهمانی النیسابوری المعروف بالحاکم و یعرف أیضا بابن البیّع، أبو عبد اللّه. ولد بنیسابور عام 321 ه/ 933 م. و توفی عام 405 ه/ 1014 م. من أکابر حفاظ الحدیث. تولی القضاء. له مصنفات هامة فی الحدیث و رجاله. الاعلام 6/ 227، طبقات السبکی 3/ 64، وفیات الاعیان 1/ 484، غایة النهایة 2/ 184، میزان الاعتدال 3/ 85، لسان المیزان 5/ 232.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 429
الإسناد. و قد یقع التسلسل فی معظم الإسناد أی أکثره. فمثال التسلسل القولی قول الراوی سمعت فلانا قال سمعت فلانا إلخ، أو حدثنا فلان قال حدثنا فلان إلخ. و مثال الفعلی قوله دخلنا علی فلان فأطعمنا تمرا قال دخلنا علی فلان فأطعمنا تمرا إلخ. و مثال القولی و الفعلی معا قوله حدثنی فلان و هو آخذ بلحیته قال آمنت بالقدر خیره و شرّه و حلوه و مرّه قال: حدثنی فلان و هو آخذ بلحیته قال آمنت بالقدر خیره و شرّه و حلوه و مرّه إلخ، هکذا فی شرح النخبة و شرحه. و فی خلاصة الخلاصة المسلسل هو ما تتابع فیه رجال الإسناد عند روایة علی صفة واحدة. و تلک الصفة إمّا فی الرواة و هو علی ضربین: قولی کقولهم سمعت فلانا أو أخبرنا فلان إلخ، و هو قسمان: الأول ما اتصل بالرسول صلی اللّه علیه و سلم و منه مسلسل إنی أحبک فی حدیث «اللهم أعنّی علی ذکرک و شکرک و حسن عبادتک» «1». و الثانی ما انقطع فی آخره. و فعلی کحدیث التشبیک بالید و العدّ بها و المصافحة و أشباهها. و إمّا فی الروایة کالمسلسل باتفاق أسماء الرواة و أسماء آبائهم أو کناهم أو أنسابهم کسلسلة الأحمدیین أو بلدانهم کسلسلة الدمشقیین المرویة عن النووی، أو صفاتهم کالفقهاء فی المتبایعان بالخیار. و أفضله ما دلّ علی اتّصال السّماع و من فضله زیادة الضبط انتهی. و عند الحکماء عبارة عن ترتّب أمور غیر متناهیة مجتمعة فی الوجود و الترتیب سواء کان الترتّب وضعیا أو عقلیا، صرّح بذلک المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح الشمسیة فی برهان امتناع کون کلّ من التصوّر و التصدیق بجمیع أفراده نظریا، و هذا تعریف للتسلسل المستحیل عند الحکماء.
و أمّا التسلسل مطلقا فهو ترتّب أمور غیر متناهیة عند الحکماء و کذا عند المتکلمین. و أمّا التّسلسل المستحیل عندهم فترتب أمور غیر متناهیة مجتمعة فی الوجود. و بالجملة فاستحالة التّسلسل عند الحکماء مشروطة بشرطین اجتماع الأمور الغیر المتناهیة فی الوجود و الترتیب بینها إمّا وضعا أو طبعا. و عند المتکلمین لیست مشروطة بشرطین مذکورین، بل کلّ ما ضبطه الوجود یستحیل فیه التسلسل. و یؤیّده ما وقع فی شرح حکمة العین أقسام التسلسل أربعة، لأنه إمّا أن لا تکون أجزاء السلسلة مجتمعة فی الوجود أو تکون، و الأوّل هو التسلسل فی الحوادث، و الثانی إمّا أن یکون بین تلک الأجزاء ترتّب طبیعی و هو کالتسلسل فی العلل و المعلولات و نحوها من الصفات و الموصوفات المترتبة الموجودة معا، أو وضعی و هو التسلسل فی الأجسام، أو لم یکن بینها ترتّب «2» و هو التسلسل فی النفوس البشریة. و الأقسام بأسرها باطلة عند المتکلّمین دون الأول، و الرابع عند الحکماء انتهی.
و تلخیص ما قال الحکماء هو أنّه إذا کانت الآحاد موجودة معا بالفعل و کان بینها ترتّب أیضا، فإذا جعل الأول من إحدی الجملتین بإزاء الأول من الجملة الأخری کان الثانی بإزاء الثانی قطعا، و هکذا فیتم التطبیق المستلزم للمحال بلا شبهة. و تقریره أن یقال لو تسلسلت الأمور المترتّبة الموجودة معا لأمکن
______________________________
(1) أخرجه ابن أبی شیبة فی مصنفه، 7/ 134، عن همام بن عروة عن أبیه، کتاب الدعاء (25)، باب ما أمر النبی صلی اللّه علیه و سلم عمر بن الخطاب أن یدعو به (136)، الحدیث رقم (2)، و أخرجه أیضا عن محمد بن المنکدر، 7/ 63، کتاب الدعاء (25)، باب ما کان یدعو به النبی صلی اللّه علیه و سلم (43)، الحدیث رقم (11)، بزیادة: «و أعوذ بک أن یبلغنی دین أو عدو، و أعوذ بک من غلبة الرجال».
و أخرجه الهیثمی فی مجمع الزوائد، 10/ 172، عن أبی هریره، کتاب الأدعیة، باب الاجتهاد فی الدعاء.
(2) و هو التسلسل فی الاجسام أو لم یکن بینها ترتب (- ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 430
أن تفرض هناک جملتان مبدأ إحداهما الواحد و مبدأ الأخری ما فوق الواحد بمتناه، ثم یطبق مبدأ أحدهما علی مبدأ الأخری. فالأول من أحدهما بإزاء الأول من الأخری و الثانی بالثانی و هلمّ جرّا. فالناقصة إمّا مثل الزائدة و استحالتها ظاهرة. و إن لم تکن مثلها و ذلک لا یتصوّر إلّا بأن یوجد جزء من التّامة لا یکون بإزائه جزء من الناقصة، و عند هذا الجزء تنقطع الناقصة فتکون متناهیة و الزائدة لا تزید علیه إلّا بمتناه، و الزائد علی المتناهی بمتناه متناه، فیلزم تناهی الزائدة أیضا، هذا خلف. و هذا الدلیل هو المسمّی ببرهان التطبیق. و أمّا إذا لم تکن الآحاد موجودة فلا یتمّ التطبیق لأنّ وقوع آحاد أحدهما بإزاء آحاد الأخری لیس فی الوجود الخارجی، إذ لیست مجتمعة فی الخارج فی زمان أصلا، و لیس فی الوجود الذهنی لاستحالة وجودها مفصّلة فی الذهن دفعة. و من المعلوم أنّه لا یتصوّر وقوع بعضها بإزاء بعض إلّا إذا کانت موجودة معا تفصیلا إمّا فی الخارج أو فی الذهن. و کذا لا یتمّ التطبیق إذا کانت الآحاد موجودة معا إذ لا یلزم من کون الأول بإزاء الأول کون الثانی بإزاء الثانی و الثالث بإزاء الثالث و هکذا لجواز أن تقع آحاد کثیرة من أحدهما بإزاء واحد من الأخری، اللّهم إلّا إذا لاحظ العقل کل واحد من الأولی و اعتبره بإزاء واحد واحد من الأخری. لکن العقل لا یقدر علی استحضار ما لا نهایة له مفصّلة لا دفعة و لا فی زمان متناه حتی یتصوّر التطبیق. و یظهر الخلف بل ینقطع التطبیق بانقطاع الوهم و العقل.
و استوضح ذلک بتوهّم التطبیق بین جبلین ممتدین علی الاستواء و بین أعداد الحصی فإنّک فی الأول إذا طبّقت طرف أحد الجبلین علی طرف الآخر کان ذلک کافیا فی وقوع کل جزء من أحدهما بإزاء جزء من الثانی و لیس الحال فی أعداد الحصی کذلک، بل لا بدّ فی التطبیق من اعتبار تفاصیلها.
و حاصل التلخیص أنّ التطبیق التفصیلی ممتنع فی الأمور الغیر المتناهیة مطلقا، فلا یجری البرهان فی شی‌ء من الصور. فالمراد «1» التطبیق الإجمالی و هو إنّما یجری فی الأمور المجتمعة المترتبة دون غیرها. و أما المتکلمون فیقولون یجریان التطبیق فی الأمور المتعاقبة أی الغیر المجتمعة فی الوجود کالحرکات الفلکیة و فی الأمور المجتمعة سواء کان بینها ترتّب طبعی کالعلل و المعلولات، أو وضعی کالأبعاد، أو لا یکون هناک ترتّب أصلا کالنفوس الناطقة المفارقة، و هذا هو الحقّ. و قول الحکماء إذ لیست مجتمعة فی الخارج فی زمان أصلا الخ، قلنا لا یخفی أنه لا یلزم من عدم اجتماع الآحاد فی زمان عدمها مطلقا، فإنّ کل واحد منها موجود فی زمانه و ذلک لأنّ العدم اللاحق لیس سلب الوجود مطلقا، بل سلب الوجود فی الزمان الثانی، و کذا العدم السابق لیس سلب الوجود فی الزمان الأول، فالتطبیق یجری بین الآحاد المترتبة الغیر المتناهیة سواء کانت مجتمعة أو متعاقبة. و أیضا فالعدم السابق عدم مطلقا بحدوث العالم، و العدم اللاحق غیبوبة زمانیة و لیس عدما حقیقیا لأنّ رفع الشی‌ء بعد ثبوته عن نفس الواقع محال یحکم به النظر الصحیح. فاللازم هاهنا هو الاجتماع بحسب الواقع لا بحسب الزمان. و ما ظنوا أنّه لا بدّ هاهنا من تقدم أو تأخر إمّا وضعا أو طبعا، و هما من الإضافات المتکررة فیجب اجتماعهما و اجتماع موصوفهما فی وجود، و ذلک الوجود لیس إلّا الوجود الخارجی لعدم اکتفاء الوجود الذهنی الإجمالی «2» فی التطبیق و انتفاء الوجود
______________________________
(1) فالمقصود (م، ع).
(2) الإجمالی (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 431
الذهنی التفصیلی مطلقا، کلام خال عن التحصیل، لأنّ ذلک الوجود هو الوجود الخارجی فی نفس الواقع، و المتقدم و المتأخر مجتمعان فی هذا الوجود، فإنّ کلا منهما موجود بهذا الوجود فی زمانه.
و کونهما من الإضافات المتکررة لا یستدعی أن یکونا فی زمان واحد، بل أن یکونا فی الواقع معا، ألا تری أنّ المعدات غیر متناهیة و المعدّ متقدم علی معلوله بسب الوجود الخارجی و هما لا یجتمعان فی زمان واحد.
و تحقیقه أنّ ما لا بدّ [منه] «1» فی التطبیق هو التقدّم و التأخر بمعنی منشأ الانتزاع، و هما لا یلزم أن یکونا مجتمعین فی الزمان بل فی الواقع. و کذا ما ظنّوا من أنّ فی ربط الحادث بالقدیم لا بدّ من التسلسل علی سبیل التعاقب، لأنّ القدیم لیس علّة تامة للحادث، و إلّا یلزم التخلّف، فیکون مع شرط حادث، و ینتقل الکلام إلیه و هکذا إلی غیر النهایة ساقط عن درجة التحقیق، لأن أزلیّة الإمکان لا تستلزم إمکان الأزلیة. فالقدیم علّة للحادث و لا یلزم التخلّف لامتناع وجوده فی الأزل. لا یقال علی تقدیر التعاقب لا یحتاج إلی الترتب و إنما یحتاج إلیه علی تقدیر الاجتماع لتحقّق التقدّم و التأخّر الزمانیین بین الآحاد المتعاقبة و لو بالفرض لأنّا نقول التطبیق یجری فیها من حیث إنها مجتمعة بحسب الوجود فی نفس الواقع. و لا شکّ أنها بهذه الحیثیة لا یلحقها التقدم و التأخر الزمانیان.
فإن قلت هذا حکم التطبیق فی الزمانیات فما حکمه فی الزمان علی تقدیر أن یکون بنفسه موجودا فی الخارج أی لا برسمه الذی هو الآن السیّال فقط فإنه لتغیره الذاتی یلحقه التقدّم و التأخّر؟ قلت حکم التطبیق أنه علی ذلک التقدیر یجب أن یکون من حیث التغیّر متناهیا محدودا بحدود لجریان التطبیق فیه، فإما أن یمتنع التجاوز عن ذلک الحدّ منقطعا عنده کما فی الجانب الماضی، فیکون من حیث الثّبات أیضا متناهیا فی هذا، أو یمکن التجاوز عنه غیر منقطع عنده کما فی الجانب المستقبل فیکون من حیث الثبات غیر متناه فی ذلک الجانب، و لا یجری التطبیق فیه فتدبّر جدا. فثبت أنّ کل ما ضبطه الوجود یجری فیه التطبیق و ما لیس ضبطه الوجود فلا، کمراتب الأعداد فإنها وهمیة محضة فلا یکون ذهابها فی التطبیق إلّا باعتبار الوهم، لکنه عاجز عن ملاحظة تلک الأمور الوهمیة التی لا تتناهی، فتنقطع تلک الأمور بانقطاع الوهم عن تطبیقها. هکذا یستفاد من شرح المواقف و حاشیته للمولوی میرزا زاهد فی مرصد العلّة و المعلول فی الموقف الثانی. و قد یراد بالتسلسل ما یعمّ الدور کما فی حاشیة جدّی علی البیضاوی فی تفسیر قوله تعالی وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها «2».

تنبیه.

الحکم بجواز التسلسل فی الأمور الاعتباریة لیس بصحیح علی الإطلاق، و إنما ذلک فیما إذا کان منشأ وجود آحاد السلسلة مجرّد اعتبار العقل، و إن کان الاعتبار مطابقا لنفس الأمر کما فی مراتب الأعداد فإنّ منشأها الوحدة و تکررها، و کذا کلّ ما تکرر نوعه بمجرد اعتبار العقل فإنه من الأمور الاعتباریة التی یجوز فیها التسلسل. و أمّا إذا کان منشأ وجود تلک السلسلة أمرا غیر اعتبار العقل فالتسلسل فیها باطل، و إلّا لزم وجود الأمور الغیر المتناهیة فی نفس الأمر و یجری فیها التطبیق عند المتکلمین. و عند الحکماء إذا کان ترتب
______________________________
(1) (منه) (+ م).
(2) البقرة/ 31.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 432
و اجتماع فی ذلک الوجود و لا ینقطع حینئذ بانقطاع الاعتبار إذ لا مدخل لاعتبار العقل فی وجودها. و لذا حکموا ببطلان التسلسل علی تقدیر نظریة کلّ من التصوّر و التصدیق لاستلزامه وجود أمور غیر متناهیة فی الذهن لعدم انقطاعه بانقطاع الاعتبار. هکذا حقق المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف فی مرصد إثبات العلوم الضروریة. اعلم أنّ لإبطال التسلسل طرقا أخر منها ما مرّ فی لفظ البرهان و منها ما یسمّی ببرهان التضایف.
اعلم أنّ لإبطال التسلسل طرقا أخر منها ما مرّ فی لفظ البرهان و منها ما یسمّی ببرهان التضایف، و تقریره لو تسلسلت العلل إلی غیر النهایة لزم زیادة عدد المعلولیة علی عدد العلیّة، و التالی باطل، فکذا المقدّم. أمّا بیان الملازمة فهو أنّ آحاد السلسلة ما خلا المعلول الأخیر لکلّ واحد منها علیّة بالنسبة إلی ما تحته و معلولیة بالنسبة إلی ما فوقه فیتکافأ عددهما فیما سواه، و بقیت معلولیة المعلول الأخیر زائدة فیزید عدد المعلولیات الحاصلة فی السلسلة الأولی علی عدد العلّیات الواقعة منها بواحد.
و منها ما یسمّی البرهان العرشی و تقریره أن یقال لو ترتّبت أمور غیر متناهیة کان ما بین مبدئها و کل واحد من الذی بعده متناهیا لأنه محصور بین حاصرین فیکون الکل متناهیا، لأنّ الکلّ لا یزید علی ما بین المبدأ و وکل واحد إلّا بالطرفین کذا فی رسالة إثبات الواجب «1».

التسلیم:

[فی الانکلیزیة]Resignation،abandonment،acception of the opposing point of view
-[فی الفرنسیة]Resignation،abandon،acceptation de la these adverse.
کالتصریف هو فی علم الجدل أن یفرض المحال إما منفیا أو مشروطا بحرف الامتناع لیکون المذکور ممتنع الوقوع لامتناع وقوع شرطه ثم یسلّم وقوع ذلک تسلیما جدلیا، فیدل علی عدم فائدة ذلک علی تقدیر وقوعه کقوله تعالی مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما کانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ کُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ «2» المعنی لیس مع اللّه من إله، و لو سلّم أنّ معه سبحانه إلها لزم من ذلک التسلیم ذهاب کلّ إله من الاثنین بما خلق و علوّ بعضهم علی بعض، فلا یتم فی العالم أمر و لا ینفذ حکم و لا ینتظم أحواله، و الواقع خلاف ذلک، ففرض إلهین فصاعدا محال لما یلزم منه المحال، کذا فی الإتقان فی نوع جدل القرآن.
و فی الجرجانی التسلیم هو الانقیاد لأمر اللّه تعالی و ترک الاعتراض فیما لا یلائم. و قیل التسلیم استقبال القضاء بالرضاء. و قیل التسلیم هو الثبات عند نزول البلاء من غیر تغیّر فی الظاهر و الباطن.

التسهیل:

[فی الانکلیزیة]Cocalization of the "hamza "
[فی الفرنسیة]Vocalisation de la¬ hamza.
کالتصریف عند الصرفیین و القرّاء و هو أن تقرأ الهمزة بین نفسها و بین حرف حرکتها، أی تقرأ الهمزة بین الهمزة و الواو إن کانت الهمزة مضمومة و بینها و بین الألف إن کانت مفتوحة و بینها و بین الیاء إن کانت مکسورة، و یقال له أیضا بین بین. و قیل بین بین علی ضربین أحدهما ما مرّ، و الثانی أن تقرأ الهمزة بینها و بین حرف حرکة ما قبلها کذا فی الإتقان فی نوع تخفیف الهمزة، و فی الرضی شرح الشافیة.
و فی جار بردی همزة بین بین عند الکوفیین ساکنة و عندنا متحرکة ضعیفة ینحی بها نحو
______________________________
(1) لجلال الدین محمد بن أسعد الدوانی الصدیقی (- 907 ه) و للدوانی فی إثبات الواجب رسالتان قدیمة و جدیدة. کشف الظنون 1/ 842- 843،Gals،II، 703.
(2) المؤمنون/ 91.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 433
الساکن. و لذلک لا تقع إلا حیث یجوز وقوع الساکن غالبا و لا تقع فی أول الکلام.

التسهیم:

[فی الانکلیزیة]Irsad)Figure of rhetoric(
[فی الفرنسیة]Irsad)Figure de rhetorique(.
کالتصریف هو عند بعض أهل البدیع اسم الأرصاد و قد سبق.

التسییر:

[فی الانکلیزیة]Rotation،orb،conjunction،aspect
[فی الفرنسیة]Rotation،orbe،conjonction،aspect.
هو عند المنجمین اسم لعمل، و سیمر بیانه فی لفظ الحد «1».

التشابه:

[فی الانکلیزیة]Analogy،harmony
[فی الفرنسیة]Analogie،harmonie.
عند المتکلمین هو الاتحاد فی الکیف و یسمّی مشابهة أیضا کذا فی شرح المواقف فی مقصد الوحدة و الکثرة. و فی الأطول التّشابه فی الاصطلاح الکلامی الاتحاد فی العرضی انتهی.
و تشابه الأطراف عند البلغاء قسم من التناسب.

التشبیب:

[فی الانکلیزیة]Love poerty
[فی الفرنسیة]Poesie amoureuse.
کالتصریف فی اللغة هو ذکر أیّام الشّباب و وصف المعشوق و شرح حال العاشق، و الشعراء یستخدمون التشبیب لوصف أیّ شی‌ء کالعشق و المعشوق و الهجران و أمثال ذلک و شرح الأحوال المتعلّقة بذلک، کمکان المعشوق و حاله و زمانه و أهل الزمان و نحو ذلک، حتی یتخلّص من ذلک إلی مدح الممدوح. فمقدمة القصیدة تسمّی التشبیب الذی یشتمل علی کلّ ما تطلقه قریحة الشاعر للوصول بعد ذلک إلی غرضه.
و ینبغی أن یکون الانتقال من التشبیب إلی المدیح أو سواه من أغراض الشعر بأسلوب رائع یسمّی التخلّص، و إذا خلت القصیدة من التخلّص فیسمّی ذلک اقتضابا. و أما إذا ابتدأ الشاعر مدیحه رأسا بدون تشبیب فیسمّی ذلک مجدّدا. کذا فی مجمع الصنائع. و اعتبر صاحب جامع الصنائع التشبیب مرادفا للغزل. و جاء فی تیسیر القاری ترجمة صحیح البخاری: التشبیب هو أن یأتی الشاعر بأبیات یذکر فیها حسن المحبوب و وصف جماله و بعض ما یتعلّق بذلک قبل أبیات المدیح. «2»

التّشبیع:

[فی الانکلیزیة]Anaphora
[فی الفرنسیة]Repetition
هو لدی البلغاء من المحسنات اللفظیّة و ذلک أن یبدأ البیت الثانی بقافیة البیت الأول، و إذا تکرّر ذلک فی کلّ مصراع فذلک أجود و ألطف: مثاله:
لقد أخذت منی القلب و قرّحت الکبد کبد العاشقین هکذا تأمّل
تأمّل کیف صار قلقا قلبی قلبی هکذا یخفق حین رأیت الخطر.
کذا فی جامع الصنائع، و هذا أعمّ من
______________________________
(1) نزد منجمان نام عملی است و بیانش در لفظ حد گذشت.
(2) در لغت ذکر ایام شباب و صفت معشوق و شرح حال خویش است و در استعمال شعراء آنست که صفت هر چیز که کند مثل عشق و معشوق و فراق و امثال آن و شرح هر حال که دهد مانند حال مکان معشوق و حال خود و حال زمان و حال زمانیان و نحو آن تا مدح ممدوح آن را تشبیب خوانند و بالجملة ابیاتی که أوائل قصیده باشد تا مدح ممدوح مشتمل بر آنچه خاطر خواهد آن را تشبیب نامند [و هر قصیده که مشتمل باشد بر ابیات تشبیب لازم است که آن را تخلص آرند یعنی کریز و انتقال است از اسلوب تشبیب سوی مدح ممدوح بوجهی مناسب و طرزی لطیف و هر قصیده که درو تخلص نبود آن را مقتضب گویند و هر قصیده که از تشبیب خالی بود چنانچه ابتداء بمدح کند آن را مجدد نامند کذا فی مجمع الصنائع] و صاحب جامع الصنائع تشبیب را مرادف غزل ساخته. و در تیسیر القاری ترجمه صحیح بخاری گفته تشبیب آن را گویند که شاعر پیش از ذکر مدائح ابیاتی می‌آرد که در ان ذکر حسن و جمال محبوبی کند و بعضی مطالب می‌آرد غیر از مدائح.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 434
المعاد کما سیأتی «1».

التّشبیه:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Simile
[فی الفرنسیة]Comparaison
لغة الدلالة علی مشارکة أمر لأمر آخر.
و ظاهر هذا شامل لنحو قولنا قاتل زید عمروا، و جاءنی زید و عمرو و ما أشبه ذلک، مع أنها لیست من التشبیه. و أجیب بأنّ المدلول المطابقی فی هذه الأمثلة: ثبوت المسند لکل من الأمرین و یلزمه مشارکتهما فی المسند. فالمتکلّم إن قصد المعنی المطابقی فلم یدل علی المشارکة، إذ المتبادر من إسناد الأفعال إلی ذوی الاختیار ما صدر بالقصد فلم یندرج فی التفسیر المذکور، و إن قصد المعنی الالتزامی فقد دلّ علی المشارکة فهو داخل فی التشبیه. و ما وقع فی عبارة أئمة التصریف أنّ باب فاعل و تفاعل للمشارکة و التشارک فمسامحة، و المراد «2» أنّه یلزمهما.
فمنشأ الاعتراض إما ظاهر عبارة أئمة التصریف أو عدم الفرق بین ثبوت حکم لشی‌ء و بین مشارکة أحدهما لآخر، أو الغفلة عن اعتبار القصد فیما یسند إلی ذوی الاختیار. و التحقیق أنّ هذه الأمثلة علی تقدیر قصد المشارکة فیهما تدلّ علی التشابه، و فرق بین التشابه و التشبیه کما ستعرف.
و عند أهل البیان هو الدلالة علی مشارکة أمر لأمر آخر فی معنی لا علی وجه الاستعارة التحقیقیة و الاستعارة بالکنایة و التجرید. و کثیرا ما یطلق فی اصطلاحهم علی الکلام الدّال علی المشارکة المذکورة أیضا. فالأمر الأول هو المشبّه علی صیغة اسم المفعول و الثانی هو المشبّه به، و المعنی هو وجه التشبیه، و المتکلّم هو المشبّه علی صیغة اسم الفاعل. قیل و ینبغی أن یزاد فیه قولنا بالکاف و نحوه لیخرج عنه نحو قاتل زید عمروا و جاءنی زید و عمرو. و فیه أنّه لیس تشبیها کما عرفت، فدخل فی هذا التفسیر ما یسمّی تشبیها بلا خلاف و هو ما ذکرت فیه أداة التشبیه نحو: زید کالأسد أو کالأسد بحذف زید لقیام قرینة. و ما یسمّی تشبیها علی القول المختار و هو ما حذفت فیه أداة التشبیه و جعل المشبّه به خبرا عن المشبّه أو فی حکم الخبر سواء کان مع ذکر المشبّه أو مع حذفه، فالأول کقولنا زید أسد و الثانی کقوله تعالی: صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ «3» أی هم صمّ بکم عمی، فإن المحققین علی أنّه یسمّی تشبیها بلیغا لا استعارة.
ثم إنّ هذا التعریف عرف به الخطیب علی ما هو مذهبه فإنّ مذهبه أنّ الاستعارة مشترکة لفظا بین الاستعارة التحقیقیة و الاستعارة بالکنایة. و لذا لم یقل لا علی وجه الاستعارة مع کونه أخصر، إذ لا یصح إرادة المعنیین من المشترک فی إطلاق واحد و لم یذکر الاستعارة التخییلیة لأنها عنده، و کذا عند السلف إثبات لوازم المشبّه به للمشبّه بطریق المجاز العقلی، و لیست فیه دلالة علی مشارکة أمر لأمر فهی خارجة بقوله الدلالة علی مشارکة أمر لأمر، بل لم یدخل فی التفسیر حتی یحتاج إلی إخراجه بقید. و أمّا علی مذهب السّکّاکی و هو أنّ الاستعارة مشترکة معنی بین الکلّ و التخییلیة استعارة اللفظ لمفهوم شبه المحقق فیجب الاکتفاء بقوله ما لم یکن علی وجه الاستعارة،
______________________________
(1) نزد بلغاء از محسنات لفظی است و آن‌چنانست که لفظ قافیه را ابتدای بیت دوم کنند و اگر در هر مصراع همچنین کنند خوب تر و لطیف‌تر آید مثاله بیت.
ز من دل ببردی و خستی جگر جگر عاشقان را بدین‌سان نگر
نگر کز غمت شد پریشان دلم دلم به چنین زد چو دیدم خطر
کذا فی جامع الصنائع و این اعم است از معاد چنانچه خواهد آمد.
(2) المقصود (م، ع).
(3) البقرة/ 18 و 171.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 435
لأن فی التقیید تطویلا و کذا عند السلف فإنّ لفظ الاستعارة عندهم مشترک معنی بین التحقیقیة و المکنیة. و قوله و التجرید أی لا علی وجه التجرید لیخرج تشبیه یتضمنه التجرید و هو التجرید الذی لم یکن تجرید الشی‌ء عن نفسه لأنه حینئذ لا تشبیه نحو لَهُمْ فِیها دارُ الْخُلْدِ «1» فإنّه لا نزاع أن دار الانتزاع دار الخلد من جهنّم و هی عین دار الخلد لا مشبّه به، بخلاف لقیت من زید أسدا فإنّه لتجرید أسد من زید و أسد مشبّه به لزید لا عینه، ففیه تشبیه مضمر فی النفس. فمن احترز به عن نحو قولهم لهم فیها دار الخلد فلم یجرد عقله عن غواشی الوهم، و کأن حبالة الوهم فیه تعریف التجرید بالانتزاع من أمر ذی صفة الخ. ثم إنّهم زعموا أنّ إخراج التجرید من التشبیه مخالفة من الخطیب مع المفتاح حیث صرّح بجعل التجرید من التشبیه. و فیه ما ستعرفه فی خاتمة لفظ الاستعارة.

فائدة.

إذا أرید الجمع بین شیئین فی أمر مرکّبا کان أو مفردا حسیّا کان أو عقلیا واحدا کان أو متعددا، فالأحسن أن یسمّی تشابها لا تشبیها و یجوز التشبیه أیضا، و ذلک تارة یکون فی المتساویین فی وجه الشّبه، و تارة یکون فی المتفاوتین من غیر قصد إفادة التفاوت. قال الشاعر:
رقّ الزجاج و رقّت الخمر فتشابها و تشاکل الأمر
فکأنّه خمر و لا قدح. و کأنّها قدح و لا خمر

فائدة

أرکان التشبیه أربعة. طرفاه یعنی المشبّه و المشبّه به و أداته کالکاف و کأنّ و مثل و شبه و نحوها و وجهه و هو ما یشترکان فیه تحقیقا أو تخییلا، أی وجه التشبیه ما یشترک الطرفان فیه بحکم التشبیه فیؤول المعنی إلی ما دلّ علی اشتراکهما فیه، فلا یرد نحو ما أشبهه بالأسد للجبان لأنّ الشجاعة لیست مشترکة بینهما مع أنّها وجه التشبیه للدلالة علی مشارکتهما فیها و لا یلزم أن یکون من وجوه التشبیه فی زید کالأسد الوجود و الجسمیة و الحیوانیة. و یتجه أنه یلزم أن یکون الطرفان قبل الدلالة علی الاشتراک فیه طرفین إلّا أن یتجوّز، و أخرج التعریف مخرج من قتل قتیلا. و فی قولنا تحقیقا أو تخییلا إشارة إلی أنّ وجه الشبه لا یجب أن یکون من أوصاف الشی‌ء فی نفسه من غیر اعتبار معتبر. و المراد «2» بالتخییل هو أن لا یوجد فی أحد الطّرفین أو کلیهما إلّا علی سبیل التخییل و التأویل.

فائدة:

الغرض من التشبیه فی الأغلب یعود إلی المشبّه لبیان إمکان وجوده أو لبیان حاله بأنّه علی أیّ وصف من الأوصاف کما فی تشبیه ثوب بآخر فی السّواد، أو لبیان مقدار حاله کما فی تشبیه الثوب بالغراب فی شدّة السواد، أو لبیان تقریرها أی تقریر حال المشبّه فی نفس السامع و تقویة شأنه کما فی تشبیه من لا یحصل من سعیه علی طائل بمن یرقم علی الماء. و هذه الأغراض الأربعة تقتضی أنّ یکون وجه الشّبه فی المشبّه به أتمّ و هو به أشهر، أو لبیان تزیینه فی عین السامع کما فی تشبیه وجه أسود بمقلة الظبی، أو لبیان تشویهه أی تقبیحه کما فی تشبیه وجه مجدور بسلحة- البراز- جامدة قد نقرتها الدیکة، أو لبیان استطرافه أی عدّ المشبّه طریفا حدیثا کما
______________________________
(1) فصلت/ 28.
(2) و المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 436
فی تشبیه فحم فیه جمر. قال الشاعر «1»:
کأنما الفحم و الجمار به بحر من المسک موجه الذهب
أی لإبراز المشبّه فی صورة الممتنع عادة.
و له أی للاستطراف وجه آخر غیر الإبراز فی صورة الممتنع عادة و هو أن یکون المشبّه به نادر الحضور فی الذهن، إمّا مطلقا کما فی المثال المذکور و إمّا عند حضور المشبّه کما فی قوله فی البنفسج:
و لازوردیّة تزهو بزرقتها بین الریاض علی حمر الیواقیت
کأنّها فوق قامات ضعفن بها أوائل النار فی أطراف کبریت
فإنّ صورة اتصال النّار بأطراف الکبریت لا تندر کندرة بحر من المسک موجه الذهب، لکن تندر عند حضور صورة البنفسج. و قد یعود الغرض إلی المشبّه به و هو ضربان: الضرب الأول إیهام أنّه أتمّ فی وجه التشبیه من المشبّه و ذلک فی التشبیه المقلوب، و هو أن یجعل الناقص فی وجه الشّبه مشبّها به قصدا إلی ادّعاء أنه زائد فی وجه الشّبه کقوله:
بدأ الصّباح کأنّ غرّته وجه الخلیفة حین یمتدح
فإنّه قصد إیهام أنّ وجه الخلیفة أتمّ من الصباح فی الوضوح و الضیاء.
قال فی الأطول: و لا یخفی أنّه یجوز أن یکون التشبیه المقلوب مبنیا علی تسلیم أنّه أتم من المشبّه إذا کان بینک و بین مخاطبک نزاع فی ذلک و أنت جاریت معه، و أنه یصحّ التشبیه المقلوب فی تشبیه التزیین و التشویه و الاستطراف لا دعاء أنّ الزینة فی المشبّه به «2» أتم أو القبح أکثر، أو ادّعاء أنّ المشبّه أندر و أخفی. و لا یظهر اختصاصه بصورة الحاق الناقص بالکامل.
و الضرب الثانی بیان الاهتمام به أی بالمشبه به کتشبیه الجائع وجها کالبدر فی الإشراق و الاستدارة بالرغیف، و یسمّی هذا النوع من الغرض إظهار المطلوب.
قال فی الأطول: و یمکن تربیع قسمة الغرض و یجعل ثالث الأقسام أن یعود الغرض إلی ثالث و هو تحصیل العناق أی الاتصال بین صورتین متباعدتین غایة التباعد، فإنّه أمر مستطرف مرغوب للطباع جدا. و رابعها أن یعود الغرض إلی المشبّه و المشبّه به جمیعا، و هو جعلهما مستطرفین بجمیعهما لأنّ کلا من المتباعدین مستطرف إذا تعانقا.

[التقسیم]

التقسیم الأول‌

و للتشبیه تقسیمات باعتبارات. الأول باعتبار الطرفین إلی أربعة أقسام لأنّهما إمّا حسّیان نحو کَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ «3» أو عقلیان نحو ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ فَهِیَ کَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً «4». کذا مثّل فی البرهان، و کأنه ظنّ أنّ التشبیه واقع فی القسوة و هو غیر ظاهر بل هو واقع بین القلوب و الحجارة، فمثاله العلم و الحیاة. أو مختلفان بأن یکون المشبّه عقلیا و المشبّه به حسّیا کالمنیّة و السبع أو بالعکس مثل العطر و خلق رجل کریم، و لم یقع هذا القسم فی القرآن، بل قیل
______________________________
(1) هو اسماعیل بن القاسم بن سوید العینی العنزی، أبو اسحاق الشهیر بأبی العتاهیة. ولد عام 130 ه/ 748 م و توفی ببغداد عام 211 ه/ 826 م. شاعر مکثر، سریع الخاطر. الاعلام 4/ 321، الأغانی 4/ 1، وفیات الاعیان 1/ 71، تاریخ بغداد 6/ 250، الشعر و الشعراء 309.
(2) به (- م).
(3) القمر/ 20.
(4) البقرة/ 74.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 437
إنّ تشبیه المحسوس بالمعقول غیر جائز لأنّ العلوم العقلیة مستفادة من الحواس و منتهیة إلیها. و لذا قیل من فقد حسّا فقد علما، یعنی العلم المستفاد من ذلک الحسّ. و إذا کان المحسوس أصلا للمعقول فتشبیهه به یکون جعلا للفرع أصلا و الأصل فرعا، و هو غیر جائز.
و المراد «1» بالحسیّ المدرک هو أو مادته بالحسّ أی بإحدی الحواس الخمس الظاهرة، فدخل فیه الخیالی، و بالعقلی ما عدا ذلک و هو ما لا یکون هو و لا مادته مدرکا بإحدی الحواس الظاهرة فدخل فیه الوهمی الذی لا یکون للحسّ مدخل فیه لکونه غیر منتزع منه، بخلاف الخیالی فإنّه منتزع منه، و کذا دخل الوجدانیات کاللذة و الألم. و أیضا التشبیه باعتبار الطرفین إمّا تشبیه مفرد بمفرد و یسمّی بالتشبیه المفرق و المفردان إمّا مقیدان بأن یکون للمقید بهما مدخل فی التشبیه کقولهم لمن لا یحصل من سعیه علی طائل هو کالراقم علی الماء، فإنّ المشبّه به هو الراقم المقیّد بکون رقمه علی الماء لأنّ وجه الشبه فیه التسویة بین الفعل و عدمه و هو موقوف علی اعتبار هذین القیدین. ثم إنّ القید یشتمل الصلة و المفعول و لا یخصّ بالإضافة و الوصف کما هو المشهور. و من القیود الحال أو غیر مقیدین کتشبیه الخد بالورد أو مختلفان فی التقیید و عدمه کقوله و الشمس کالمرآة فی کفّ الأشل. فإن المشبّه و هو الشمس غیر مقید و المشبّه به و هو المرآة مقیّد بکونها فی کفّ الأشل و عکسه، أی تشبیه المرآة فی کفّ الأشل بالشمس فیما یکون المشبّه مقیدا و المشبّه به غیر مقید. و إما تشبیه مرکّب بمرکّب و حینئذ یجب أن یکون کلّ من المشبّه و المشبّه به هیئة حاصلة من عدة أمور و هو قد یکون بحیث یحسن تشبیه کل جزء من أجزاء أحد الطرفین بما یقابله من الطرف الآخر کقوله:
کأن أجرام النجوم لوامعا درر نثرن علی بساط أزرق
فإنّ تشبیه النجوم بالدّرر و تشبیه السماء ببساط أزرق تشبیه حسن، و قد لا یکون بهذه الحیثیة کقوله:
فکأنما المریخ و المشتری قدامه فی شامخ الرفعة
منصرف باللیل عن دعوة قد أسرجت قدّامه شمعة
فإنه لا یصح تشبیه المریخ بالمنصرف باللیل عن دعوة. و قد یکون بحیث لا یمکن أن یعتبر لکل جزء من أجزاء الطرفین ما یقابله من الطرف الآخر إلّا بعد تکلّف، نحو مَثَلُهُمْ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ ناراً «2». الآیة فإنّ الصحیح أنّ هذین التشبیهین من التشبیهات المرکّبة التی لا یتکلّف لواحد واحد شی‌ء یقدر تشبیهه به فإن جعلتها من المفرقة فلا بد من تکلّف و هو أن یقال فی الأول شبّه المنافق بالمستوقد نارا و إظهاره الإیمان بالإضاءة و انقطاع انتفاعه بانطفاء النار، و فی الثانی شبّه دین الإسلام بالصیّب و ما یتعلّق به من شبه الکفر بالظلمات و ما فیه من الوعد و الوعید بالبرق و الرعد، و ما یصیب الکفرة من الإفزاع و البلایا و الفتن من جهة أهل الإسلام بالصواعق. و إمّا تشبیه مفرد بمرکّب کتشبیه الشاة الجبلی بحمار أبتر مشقوق الشفة و الحوافر نابت علی رأسه شجرتا غضا.
و الفرق بین المفرد المقیّد و بین المرکّب یحتاج إلی تأمّل، فإنّ المشبّه به فی قولنا هو کالراقم علی الماء إنّما هو الراقم بشرط أن یکون رقمه
______________________________
(1) و المقصود (م، ع).
(2) البقرة/ 17.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 438
علی الماء، و فی الشاة الجبلی هو المجموع المرکّب من الأمور المتعددة بل الهیئة الحاصلة منها. و إمّا تشبیه مرکّب بمفرد. و أیضا التشبیه باعتبار الطرفین إن تعدد طرفاه فإمّا ملفوف و هو أن یؤتی علی طریق العطف أو غیره بالمشبّهات أو لا، ثمّ بالمشبّه بها [کذلک،] «1» أو بالعکس کقولنا کالشمس و القمر زید و عمرو، و قولنا کالقمرین زید و عمرو إذا أرید تشبیه أحدهما بالشمس و الآخر بالقمر، أو مفروق و هو أن یؤتی بمشبّه و مشبّه به ثم آخر و آخر کقوله: النشر مسک و الوجوه دنانیر. و لا یخفی أنّ الملفوف و المفروق لا یخصّ بالطرف بل یجری فی الوجه أیضا. و إن تعدّد طرفه الأول یعنی المشبّه یسمی تشبیه التسویة لأنه سوّی بین المشبهین کقوله.
صدغ الحبیب و حالی کلاهما کاللیالی. ثغوره «2» فی صفاء و دمعی کاللآلئ
و إن تعدّد طرفه الثانی أعنی المشبه به فتشبیه الجمع لأنّه یجمع للمشبّه وجوه تشبیه أو یجمع له أمور مشبهات کقوله: «3»
کإنّما تبسم عن لؤلؤ. منضّد أو برد أو أقاح
و قیل شعر آخر مشتملا علی عدة تشبیهات و هو:
نفسی الفداء لثغر راق مبسمه و زانه شنب ناهیک من شنب.
یفتر عن لؤلؤ رطب و عن برد و عن أقاح و عن طلع و عن حبب
هکذا فی مقامات الحریری‌

التقسیم الثانی‌

باعتبار الأداة إلی مؤکد و هو ما حذفت أداته نحو زید أسد و مرسل و هو بخلافه. و فی جعل زید فی جواب من قال من یشبه الشمس تشبیها مؤکدا نظر، لأن حذف الأداة علی هذا الوجه لا یشعر بأنّ المشبّه عین المشبّه به.
فالوجه أن یفرّق بین الحذف و التقدیر و یجعل الحذف کنایة عن الترک بالکلیة بحیث لا تکون مقدّرة فی نظم الکلام. و یجعل الکلام خلوا عنها مشعرا بأنّ المشبّه عین المشبّه به فی الواقع بحسب الظاهر. فعلی هذا قوله تعالی وَ هِیَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ «4» إذا کان تقدیره مثل مرّ السّحاب بالقرینة، فتشبیه مرسل، و بدعوی أن مرور الجبال عین مرّ السحاب تشبیه مؤکّد فاعرفه، فإنّه من المواهب. فالمرسل ما قصد أداته لفظا أو تقدیرا لعدم تقییده بالتأکید المستفاد من إجراء المشبّه به علی المشبه. فإن قلت إنّ زیدا کالأسد مشتمل علی تأکید التشبیه فکیف یجعل مرسلا؟ قلت اعتبر فی المؤکد و المرسل التأکید بالنظر إلی نفس أرکان التشبیه مع قطع النظر عما هو خارج عما یفید التشبیه.

التقسیم الثالث‌

باعتبار الوجه. فالوجه إمّا غیر خارج عن حقیقة الطرفین سواء کان نفس الحقیقة أو نوعا أو جنسا أو فصلا، و سواء کان حسیا مدرکا بالحس أو عقلیا، و إمّا خارج عن حقیقتهما.
و لا یخفی أنّ تشبیه الإنسان بالفرس فی
______________________________
(1) کذلک (+ م، ع).
(2) و ثغره (م، ع).
(3) هو الولید بن عبید بن یحی الطائی، أبو عبادة البحتری. ولد بمنبج قرب حلب عام 206 ه/ 821 م. و توفی فیها عام 284 ه/ 898 م. شاعر کبیر، یقال لشعره سلاسل الذهب. لقب بالشاعر لجودة شعره حتی فضلوه علی المتنبی و ابی تمام.
له دیوان شعر مطبوع و کتاب الحماسة. الاعلام 8/ 121، وفیات الأعیان 2/ 175، معاهد التنصیص 1/ 234، تاریخ بغداد 13/ 446، مفتاح السعادة 1/ 193.
(4) النمل/ 88.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 439
الحیوانیة لا فی الحیوان کما هو دأب أرباب اللسان. و کون الشی‌ء حیوانا لیس جنسا فکأنّه أرید بالوجه الداخل ما یوجد بالنظر إلی الداخل. ثم الخارج لا بدّ أن یکون صفة، أی معنی قائما بالطرفین لأنّ الخارج الذی لیس کذلک غیر صالح لکونه وجه شبه. و الصفة إمّا حقیقیة أی موجودة فی الطرفین لا بالقیاس إلی الشی‌ء سواء کانت حسّیة أی مدرکة بالحسّ أو عقلیة و إمّا إضافیة. و أیضا باعتبار الوجه وجه التشبیه إمّا واحد و هو ما لا جزء له، و إمّا بمنزلة الواحد لکونه مرکبا من متعدّد، إمّا ترکیبا حقیقیا بأن یکون وجه التشبیه حقیقة ملتئمة من متعدّد، أو ترکیبا اعتباریا بأن یکون هیئة منتزعة انتزعها العقل من متعدّد، و إمّا متعدّد بأن یقصد [فیه] «1» بالتشبیه تشریک الطرفین فی کلّ واحد من متعدّد، بخلاف المرکّب من وجه الشبه، فإنّ القصد فیه إلی تشریکهما فی مجموع الأمور أو فی الهیئة المنتزعة عنها. هذا ثمّ الظاهر أن یخصّ الترکیب فی هذا العرف بالمرکّب الاعتباری و یجعل المرکب الحقیقی داخلا فی الواحد إذ لیس المراد بترکیب المشبّه أو المشبّه به أن یکون حقیقته مرکبة من أجزاء مختلفة، ضرورة أنّ الطرفین فی قولنا زید کالأسد مفردان لا مرکبان، و کذا فی وجه الشّبه ضرورة أنّ وجه الشبه فی قولنا: زید کعمرو فی الإنسانیّة واحد لا منزّل منزلة الواحد، بل المراد «2» بالترکیب أن تقصد إلی عدة أشیاء مختلفة أو إلی عدة أوصاف لشی‌ء واحد فتنتزع منها هیئة و تجعلها مشبّها و مشبّها به، أو وجه تشبیه. و لذلک تری صاحب المفتاح یصرّح فی تشبیه المرکّب بالمرکّب «3» بأنّ کلّا من المشبّه و المشبّه به هیئة منتزعة.
اعلم أنّه لا یخفی أنّ هذا التقسیم یجری فی الطرفین، فإنّ المشبّه أو المشبّه به قد یکون واحدا و قد یکون بمنزلة الواحد و قد یکون متعددا. فالقول بأنّ تعدّد الطرف یوجب تعدّد التشبیه عرفا دون تعدّد وجه الشّبه لو تمّ لتمّ وجه التخصیص.
و اعلم أیضا أنّ کلّا من الواحد و ما هو بمنزلته إمّا حسّی أو عقلی، و المتعدّد إمّا حسّی أو عقلی أو مختلف، أی بعضه حسّی و بعضه عقلی، و الحسّی و کذا المختلف طرفاه حسّیان لا غیر، و العقلی أعمّ. و بالجملة فوجه الشبه إمّا واحد أو مرکّب أو متعدّد، و کل من الأولین إمّا حسّی أو عقلی، و الأخیر إمّا حسّی أو عقلی أو مختلف، فصارت سبعة أقسام، و کل منه إمّا طرفاه حسّیان أو عقلیان و إمّا المشبّه حسّی و المشبّه به عقلی أو بالعکس، فتصیر ثمانیة و عشرین، لکن بوجوب کون طرفی الحسّی حسّیین یسقط اثنا عشر و یبقی ستة عشر. هذا ما قالوا. و الحق أن یقسم ما هو بمنزلة الواحد أیضا ثلاثیا، کتقسیم المتعدّد. فعلی هذا یبلغ الأقسام إلی اثنین و ثلاثین و الباقی بعد الإسقاط سبعة عشر، کما یشهد به التأمّل هکذا فی الأطول. و أیضا باعتبار الوجه إمّا تمثیل أو غیر تمثیل، و التمثیل تشبیه وجه منتزع من متعدّد و غیر التمثیل بخلافه.
و أیضا باعتبار الوجه إمّا مفصّل أو مجمل، فالمفصّل ما ذکر وجهه و هو علی قسمین: أحدهما أن یکون المذکور حقیقة وجه الشبه نحو زید کالأسد فی الشجاعة. و ثانیهما أن یکون المذکور أمرا مستلزما له کقولهم الکلام الفصیح هو کالعسل فی الحلاوة، فإنّ
______________________________
(1) [فیه] (+ م).
(2) المقصود (م، ع).
(3) بالمرکب (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 440
الجامع فیه هو لازم الحلاوة و هو میل الطّبع لأنه المشترک بین الکلام و العسل. و المجمل ما لم یذکر وجهه فمنه ظاهر یفهم وجهه کلّ أحد ممن له مدخل فی ذلک نحو زید کالأسد، و منه خفی لا یدرک وجهه إلّا الخاصة سواء أدرکه بالبداهة أو بالتأمّل، کقولک هم کالحلقة المفرغة لا یدری أین طرفاها، أی هم متناسبون فی الشرف کالحلقة المفرغة متناسبة فی الأجزاء صورة. و لا یخفی أنّ المراد «1» بالخفی الخفی فی حدّ ذاته، فلا یخرجه عن الخفاء عروض ما یوجب ظهوره کما فی هذا المثال. فإنّ وصف الحلقة بالمفرغة یظهر وجه الشّبه فلا اختصاص لهذا التقسیم «2» بالمجمل، بل یجری فی المفصل أیضا کأنّهم خصّوا به للتنبیه علی أنّه مع خفاء التشبیه فیه یحذف الوجه. و أیضا من المجمل ما لم یذکر فیه وصف أحد الطرفین أی وصف یذکر له من حیث أنّه طرف و هو وصف یشعر بوجه الشّبه، فلا یخرج منه زید الفاضل أسد لأنّ زیدا لا یثبت له الفضل من حیث أنّه کالأسد. و منه ما ذکر فیه وصف المشبّه به فقط کقولک هم کالحلقة المفرغة إلخ، فإنّ وصف الحلقة بالمفرغة مشعر بوجه الشّبه. و منه ما ذکر فیه وصف المشبّه فقط و کأنّهم لم یذکروا هذا القسم لعدم الظّفر به «3» فی کلامهم. و منه ما ذکر فیه وصفهما أی وصف المشبّه و المشبّه به کلیهما نحو فلان کثیر المواهب أعرضت عنه أو لم تعرض کالغیث فإنّه یصیبک جئته أو لم تجئ. و هذان الوصفان مشعران بوجه الشّبه أی الإفاضة [فی] «4» حالتی الطلب و عدمه و حالتی الإقبال و الإعراض.
اعلم أنّه لا یخفی جریان هذا التقسیم فی المفصل و کأنّهم لم یتعرّضوا له لأنه لم یوجد إذ لا معنی لإیراد ما یشعر بالوجه مع ذکره، أو لأنّ ذکره فی المجمل لدفع توهّم أنه لیس التقسیم مجملا مع ما «5» یشعر بالوجه، و لا داعی لذکره فی المفصل. و أیضا باعتبار الوجه إمّا قریب مبتذل و هو التشبیه الذی ینتقل فیه من المشبّه إلی المشبّه به من غیر تدقیق نظر لظهور وجهه فی بادئ الرأی. و لا ینتقض التعریف بتشبیه یکون المشبّه به لازما ذهنیا للمشبّه مع خفاء وجهه، «6» لأنّه لیس انتقالا لظهور وجهه فی بادئ الرأی. و قولنا لظهور وجهه قید للتعریف. و تحقیقه أن یکون [المشبّه] «7» بحیث إذا نظر العقل فیه ظهر المفهوم الکلّی الذی یشترک بینه و بین المشبّه به من غیر تدقیق نظر، و التفت النفس إلی المشبّه به من غیر توقف.
و لم یکتف بما ظهر وجهه فی بادئ الرأی لأنه یتبادر منه الظهور بعد التشبیه و إحضار الطرفین و هو لا یکفی فی الابتذال، بل لا بدّ أن یکون الانتقال من المشبّه إلی المشبّه به لظهور وجهه بمجرد ملاحظة المشبّه کتشبیه الشمس بالمرآة المجلوّة فی الاستدارة و الاستنارة، فإنّ وجه الشبه فیه لکونه تفصیلیا ظاهر. و إمّا غریب بعید و هو ما لا ینتقل فیه من المشبّه إلی المشبّه به لظهور وجهه فی بادئ الرأی، سواء انتقل فیه من المشبّه إلی المشبّه به من بادئ الرأی لکون المشبّه به لازما ذهنیا، لا لظهور وجهه، أولا ینتقل منه إلیه کذلک أصلا کقوله و الشمس
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) القسم (م).
(3) بعدم الظفر بمثال فی کلامهم (م، ع).
(4) [فی] (+ م، ع).
(5) علی ما (م).
(6) وجه (- م).
(7) [المشبه] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 441
کالمرآة فی کفّ الأشل. و کلما کان ترکیب وجه التشبیه خیالیا کان أو عقلیا من أمور أکثر کان التشبیه أبعد لکون تفاصیله أکثر کقوله تعالی إِنَّما مَثَلُ الْحَیاةِ الدُّنْیا کَماءٍ «1» الآیة. و قد یتصرف فی التشبیه القریب بما یجعله غریبا نحو قول الشاعر «2»
عزماته مثل النجوم ثواقبا لو لم یکن للثاقبات أفول
أی غروب. و هذا التشبیه یسمّی بالتشبیه المشروط، و هو التشبیه الذی یقیّد فیه المشبّه أو المشبّه به أو کلاهما بشرط وجودی أو عدمی أو مختلف یدلّ علیه بصریح اللفظ کما فی البیت السابق، أو بسیاق الکلام نحو هو بدر یسکن الأرض، فإنّه فی قوة و لو کان البدر یسکن الأرض، و هذه القبّة فلک ساکن أی لو کان الفلک ساکنا.

التقسیم الرابع‌

باعتبار الغرض فالتشبیه بهذا الاعتبار إمّا مقبول و هو الوافی بإفادة الغرض کأن یکون المشبّه به أعرف الطرفین بوجه الشّبه فی بیان الحال أو أتمّهما فیه، أی فی وجه الشبه فی إلحاق الناقص بالکامل، أو کأن یکون مسلّم الحکم فیه، أی فی وجه الشبه معروفا عند المخاطب فی بیان الإمکان أو التزیین أو التشویه، و إمّا مردود و هو بخلافه، أی ما یکون قاصرا عن إفادة الغرض و قد سبق فی بیان الغرض. ثم التسمیة بالمقبول و المردود بالنظر إلی وجه الشّبه فقط مجرد اصطلاح، و إلّا فکلما انتفی شرط من شرائط التشبیه باعتبار الوجه أو الطرف فمردود، لکن بعد الاصطلاح علی جعل فائت شرط الوجه أو الطرف مقبولا لإفادة الغرض لا یقال الوفاء بالغرض لا یوجد بدون اجتماع شرائط التشبیه مطلقا. هذا کله خلاصة ما فی الأطول و المطول.

فائدة:

القاعدة فی المدح تشبیه الادنی بالأعلی و فی الذم تشبیه الأعلی بالأدنی لأن المدح مقام الأعلی و الأدنی طارئ علیه [و الذم بالعکس،] «3» فیقال فی المدح فصّ کالیاقوت و فی الذمّ یاقوت کالزجاج، و کذا فی السلب، و منه قوله تعالی یا نِساءَ النَّبِیِّ لَسْتُنَّ کَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ «4» أی فی النزول لا فی العلوّ، و قوله تعالی أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجَّارِ «5» أی فی سوء الحال، أی لا نجعلهم کذلک. نعم أورد علی ذلک مثل نوره کمشکاة فإنّه شبّه فیه الأعلی بالأدنی لا فی مقام السلب، و أجیب بأنه للتقریب إلی أذهان المخاطبین، إذ لا أعلی من نوره، فیشبّه به کذا فی الاتقان. أقول هکذا أورد فی تشبیه الصلاة علی نبینا و آله صلی اللّه علیه و علیهم و سلّم بالصلاة علی إبراهیم و آله بأن الصلاة علی نبینا أکمل و أعلی لقوله تعالی إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً «6» و لقوله تعالی هُوَ الَّذِی
______________________________
(1) یونس/ 24.
(2) هو محمد بن ابراهیم بن یحی بن علی الأنصاری الکتبی، جمال الدین المعروف بالوطواط. ولد بمصر عام 632 ه/ 1235 م. و توفی بالقاهرة عام 718 ه/ 1318 م. أدیب مترسل من العلماء. له عدة تصانیف. الاعلام 5/ 297، الدرر الکامنة 3/ 298، تاریخ آداب اللغة 3/ 132، کشف الظنون 1846.
(3) [و الذم بالعکس] (+ م، ع).
(4) الأحزاب/ 32.
(5) ص/ 28.
(6) الاحزاب/ 56.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 442
یُصَلِّی عَلَیْکُمْ وَ مَلائِکَتُهُ «1» الآیة. و لأنّ نبینا علیه الصلاة و السلام سید المرسلین بالإجماع لا خلاف فیه لأحد من المؤمنین، فالصلاة علیه أشرف و أکمل و أعلی بلا ریب فیلزم تشبیه الأعلی بغیر الأعلی. و أجیب عن ذلک بوجوه:
أوّلها أنّ إبراهیم علی نبیّنا و علیه الصلاة و السلام دعا لنبینا حیث قال رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِکَ «2» الآیة و قال النبی صلی اللّه علیه و سلم (أنا دعوة إبراهیم) «3» الحدیث، فلما وجب للخلیل علی الحبیب حق دعائه قضی اللّه تعالی عنه حقّه بأن أجری ذکره علی ألسنة أمته إلی یوم القیمة. و ثانیها أنّ إبراهیم سأل ربه بقوله وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ «4» یعنی ابق لی ثناء حسنا فی أمة محمد علیه الصلاة و السلام، فأجابه اللّه تعالی إلیه و قرن ذکره بذکر حبیبه إبقاء للثناء الحسن علیه فی أمته. و ثالثها أنّ إبراهیم أبو الملّة لقوله تعالی مِلَّةَ أَبِیکُمْ إِبْراهِیمَ «5» الآیة و لقوله تعالی قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِیمَ حَنِیفاً «6» الآیة، و غیرها من الآیات. و نبینا علیه السلام کان أبا الرحمة لقوله تعالی النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ «7» الآیة فلمّا وجب لکل واحد منهما علیهما السلام حقّ الأبوة و حقّ الرحمة قرن بین ذکریهما فی باب الصلاة و الثناء. و رابعها أنّ إبراهیم کان منادی الشریعة فی الحجّ و کان نبینا علیه السلام منادی الدین لقوله تعالی رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ «8» الآیة، فجمع بینهما فی الصلاة. و خامسها أنّ الشّهرة و الظهور فی المشبّه به کاف للتشبیه، و لا یشترط کون المشبّه به أکمل و أتمّ فی وجه التشبیه. و کان أهل مکّة یدینون ملة إبراهیم علی زعمهم و کان أکثرهم من أولاد إسماعیل و إسماعیل بن إبراهیم، و کان إبراهیم مشهورا عندهم و کذلک عند الیهود و النصاری لأنهم من أولاد إسحاق و هو ابن إبراهیم أیضا، فکلّهم ینسبون إلی إبراهیم علیهم السلام. و سادسها بعد تسلیم الاشتراط المذکور یکفی أن یکون المشبّه به أتم و أکمل ممن سبق أو من غیره، و لا یشترط کونه أتمّ من المشبّه کما فی قوله تعالی اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ «9» الآیة. هکذا فی التفسیر الکبیر و شرح المشکاة «10» و مدارج النبوة.
اعلم أنّه فی جامع الصنائع یقول: إنّ التشبیه ینقسم إلی قسمین: الأول: مرعی، یعنی أنّ المشبّه و المشبّه به کلاهما من الأعیان، أی الموجودات کما فی تشبیه السالفة باللیل و الشفة بالسکر. و الثانی: غیر مرعی: و هو أن یکون المشبّه به لیس من الموجودات، و لکن من الممکن أن یکون کما فی تشبیه العمود المدبّب
______________________________
(1) الاحزاب/ 43.
(2) البقرة/ 129.
(3) اخرجه ابن عساکر فی تهذیب تاریخ دمشق 1/ 39، عن الضحاک، و تمامه: أن النبی قال: انا دعوة ابراهیم قال و هو یرفع القواعد من البیت: ربنا و ابعث فیهم رسولا منهم، فقرأ الآیة حتی أتمّها، و أخرجه السیوطی فی الدر المنثور 1/ 139، عن الضحاک 5/ 207، و اخرجه البیهقی فی دلائل النبوة 1/ 69.
(4) الشعراء/ 84.
(5) الحج/ 78.
(6) البقرة/ 135.
(7) الاحزاب/ 6.
(8) آل عمران/ 193.
(9) النور/ 35.
(10) لعبد الحق بن سیف الدین بن سعد اللّه أبی محمد الدهلوی (- 1052 ه). إیضاح المکنون 3/ 88، هدیة العارفین 1/ 503.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 443
الرأس «و یشعل فی الحرب» بالجبل و کانون النار «المصنوع من النحاس» کأنّه بحر من الذهب.
ثم إنّ التشبیه علی أنواع: أحدها: التشبیه المطلق، و هو الذی ذکرت فیه أداة التّشبیه و هی فی اللسان العربی: الکاف، و کأنّ، و مثل، و نحو ذلک و فی الفارسیة: چون «مثل» «و مانند» «مثل» و «گوئی» «کأنک تقول» و ما أشبه ذلک. مثال التشبیه المطلق:
عیناک قاهرة کالنار وجودک جار کالماء و طبعک صاف کالنسیم و حلمک ثابت کالطین (الأرض)
الثانی: تشبیه مشروط بأنّ یکون شی‌ء یشبه شیئا آخر و متوقّف علی شرط مثاله: إنّی اسمّی قامتک الجمیلة سروا و لکن بشرط أن یکون للسّرو غنج و دلال. حینما تخطرون فی الحدیقة لا یبلغ الورد إلی مستوی رائحتکم و لکن السّرو یستطیع مصارعة قامتکم لو کان غیر مقیّد.
الثالث: التشبیه بالعکس: و هو أن یشبّه شی‌ء بشی‌ء فی وصف.
ثم یعود فیشبّه المشبّه به فی صفة بالمشبّه مثاله:
لقد أضاء سطح الأرض من لمعان الحدید فی حوافر خیله حتی بدت کالفلک.
و صار الفلک من غبار جیشه کالأرض مملوءا بالعجاج. مثال آخر:
کرة الأرض من بهاء طلعتک تسامی الفلک فی سمّوه و الفلک الدوار من غبار حصانک اتخذ الأرض شعارا
الرابع: تشبیه الإضمار و هو إیراد شیئین یمکن التشبیه بهما دون ذکر التشبیه، ثم ذکر ألفاظ تجعل السامع یظنّ أنّ المراد هو شی‌ء آخر. و هنا یقع الإیهام و الغموض بأنّ المراد هو التشبیه.
و مثاله: إن تحرکی سالفک فسأملأ الدنیا هیاجا.
أجل: فالمجنون یزید هیجانه إذا حرّک أحد قیوده.
الخامس: التشبیه بالکنایة. أی أن یشبّه شی‌ء بشی‌ء دون ذکر اسمه صراحة، یعنی یکنّی عن المشبّه به و لا ذکر للمشبّه أو المشبّه به فی الکلام، و لکنه یفهم من السّیاق، و مثاله: نزلت من النرجس (قطرات) من اللؤلؤ و سقّت الورد و هزّت العنّاب بحبات من البرد الذی یبهج النفس (الروح).
السادس: تشبیه التفضیل و هو أن یشبّه شیئا بآخر ثم یرجع عن ذلک فیشبّه المشبّه به بالمشبّه مع تفضیل المشبّه و مثاله: أنت کالقمر و لکن أی قمر إنّه متکلّم. أنت کالسّرو و لکن سرو مغناج.
السابع: تشبیه التّسویة: أن یشبّه شی‌ء بشی‌ء آخر یساویه فی الصفة انتهی. و یقول فی مجمع الصنائع: إنّ تشبیه التسویة حسب ما هو مشهور هو أن یعمد الشاعر إلی صفة من صفاته صفة مماثلة من أوصاف محبوبه فیشبههما بشی‌ء آخر. و أمّا الطریق غیر المشهور فهو أن یشبّه الشاعر شیئین بشی‌ء واحد «1». و مثال هذین النوعین فی بیت من الشعر العربی و هما:
______________________________
(1) بدان که در جامع الصنائع گوید جملة تشبیهات بر دو نوع است یکی مرعی که مشبه و مشبه به هر دو أز اعیان یعنی از موجودات باشند چون تشبیه زلف بشب و لب بشکر دوم غیر مرعی که مشبه به از موجودات نباشد فاما امکان وجود دارد چون تشبیه گرز به کوه مبین و مشعل آتش به دریائی زرین. و نیز تشبیه هفت نوعست یکی تشبیه مطلق یعنی آنکه در وی حرف تشبیه آرد و آن در عربی کاف و کأنّ و مثل و نحو و مانند آن و در فارسی چون و مانند و گوئی و مشابه آن مثاله بیت.
چشم تو قاهر چو نار جود تو سائل چو آب طبع تو صافی چو باد حلم تو ثابت چو طین
دوم تشبیه مشروط که چیزی را به چیزی مانند کند و موقوف بر شرط دارد مثاله شعر.
سرو خوانم قد زیبای ترا لیک اگر در سرو رعنائی بود
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 444
صدغ الحبیب و حالی کلاهما کاللیالی
ثغوره فی صفاء و دمعی کاللآلی
و التشبیه عند أهل التصوّف عبارة عن صورة الجمال، لأنّ الجمال الإلهی له معان و هی الأسماء و الأوصاف الإلهیة، و له صورة و هی تجلیّات تلک المعانی فیما یقع علیه من المحسوس أو المعقول. فالمحسوس کما فی قوله علیه السلام «رأیت ربی صورة شاب أمرد» «1». و المعقول کقوله تعالی «أنا عند ظنّ عبدی بی فلیظن بی ما شاء» «2» و هذه الصورة هی المراد «3» بالتشبیه، و هو فی ظهوره بصور جماله باق علی ما استحقه من تنزیه. فکما أعطیت الجناب الإلهی حقّه من التنزیه فکذلک أعطه من التشبیه الإلهی حقّه.
و اعلم أنّ التشبیه فی حقّ اللّه تعالی حکم بخلاف التنزیه، فإنه فی حقّه أمر عینی و لا یدرکه إلّا الکمّل. و أمّا من سوههم من العارفین فإنما یدرک ما قلنا إیمانا و تقلیدا لما تقضیه صور حسنه و جماله، إذ کل صورة من صور الموجودات هی صورة حسنه، فإن شهدت الصورة علی الوجه التشبیهی و لم تشهد شیئا من التنزیه فقد أشهدک الحق حسنه من وجه واحد، و إن أشهدک الصورة التشبیهیة و تعلّقت فیها التنزیه الإلهی فقد أشهدک الحقّ جماله و جماله من وجهی التشبیه و التنزیه فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ «4». و اعلم أنّ للحق تشبیهین: تشبیه ذاتی
______________________________
مثال دیگر شعر.
چون تو به باغ بگذری گل نرسد به بوی تو لیک رسد به قامتت سرو اگر روان بود
سیوم تشبیه بعکس که چیزی را مانند کند به چیزی در صفتی باز مشبه به را در صفتی بمشبه تشبیه کند مثاله
از نعل مرکبانش زمین مه نما چو چرخ و ز گرد لشکرش چو زمین چرخ پرغبار
مثال دیگر شعر.
گرد زمین ز فرّ قدومت فلک مجال گرد فلک ز گرد سمندت زمین شعار
چهارم تشبیه اضمار که دو چیز قابل تشبیه آرد و ذکر تشبیه نکند و در میان سخنی آرد و سامع را چنان معلوم شود که مقصود ازین غرض دیگر است آنکه ربط الفاظ فائده میدهد و بغموض دریابد که غرض تشبیه است مثاله شعر.
اگر تو زلف جنبانی برآرم شور در عالم بلی دیوانه پر سوزد چو کس زنجیر جنباند
پنجم تشبیه بکنایت که چیزی را به چیزی مانند کند و نام او را صریحا نبرد یعنی بلفظ مشبه به کنایت کند از مشبه و مشبه در عبارت نباشد لیکن بسیاق معلوم گردد مثال آن. شعر
لؤلؤ از نرگس فروبارید و گل را آب داد و ز تگرگ روح‌پرور مالش عناب داد
ششم تشبیه تفضیل که چیزی را به چیزی تشبیه نماید و باز از آن رجوع کرده مشبه را بر مشبه به تفضیل دهد مثاله شعر.
توئی چون ماه اما ماه گویا توئی چون سرو اما سرو رعنا
هفتم تشبیه تسویه که چیزی را با چیزی مانند کند و در صفتی برابر کند انتهی
و در مجمع الصنائع گوید که تشبیه تسویه بر طریق مشهور آنست که شاعر صفتی از خود و صفتی از محبوب بیک چیز تشبیه دهد و بر طریق غیر مشهور آنست که مانند کند دو چیز را بیک شی‌ء [و مثال تشبیه تسویه بهر دو معنی مذکورین درین شعر تازی یافته می‌شود.
(1) أخرجه البغدادی فی تاریخ بغداد، 11/ 214، باب عمر بن موسی التوزی، رقم 5924، و قال: قال عفان: فسمعت حماد بن سلمة سئل عن هذا الحدیث فقال: دعوه، حدثنی به قتادة و ما فی البیت غیری و غیر آخر، و أخرجه العجلونی فی کشف الخفاء 1/ 527.
(2) اخرجه الزبیدی فی إتحاف السادة المتّقین 9/ 169- 221، 10/ 277 و اخرجه ابن عساکر فی تهذیب تاریخ دمشق 5/ 22 عن وائلة.
(3) المقصودة (م، ع).
(4) البقرة/ 115.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 445
و هو ما علیک «1» من صور الموجودات المحسوسة أو ما یشبه المحسوسة فی الخیال، و تشبیه وصفی و هو ما علیه صور المعانی الأسمائیة المنتزعة «2» عما یشبه المحسوس.
و هذه الصورة تتعقل فی الذهن و لا تتکیف فی الحسّ، فمتی تکیفت التحقت بالتشبیه الذاتی، لأن التکیّف من کمال التشبیه و الکمال بالذات أولی فبقی التشبیه الوصفی، و هو ما لا یمکن التکیّف فیه بنوع من الأنواع و لا حین یضرب المثل. ألا تری الحقّ سبحانه کیف ضرب المثل عن نوره بالمشکاة و المصباح و الزجاجة و کأنّ الإنسان صورة هذا التشبیه الذاتی، لأن المراد «3» بالمشکاة صدره و الزجاجة قلبه و بالمصباح سرّه و بالشجرة المبارکة الإیمان بالغیب، و هو ظهور الحقّ فی صورة الخلق، لأن معنی الحق غیب فی صورة شهادة الخلق، و الإیمان به هو الإیمان بالغیب. و المراد «4» بالزیتونیة الحقیقة المطلقة التی لا تقول بأنها من کلّ الوجوه حقّ، و لا بأنها من کل الوجوه خلق، فکانت الشجرة الإیمانیة لا شرقیة، فنذهب إلی التنزیه المطلق بحیث ینفی التشبیه، و لا غربیة فنقول بالتشبیه المطلق حتی ینفی التنزیه، فهی تعصر بین قشر التشبیه و لبّ التنزیه، و حینئذ یکاد زیتها یضیئ الذی هو یغیبها «5» فترتفع ظلمة الزیت بنوره و لو لم تمسسه نار المعاینة الذی هو نور عیانی، و هو نور التشبیه علی نور الإیمان، و هو نور التنزیه یهدی اللّه لنوره من یشاء. فکان هذا التشبیه ذاتیا، و هو و إن کان ظاهرا بنوع من ضرب المثل فذلک المثل أحد صور حسنه.
فکلّ مثل ظهر فیه الممثّل به فإنّ المثل أحد صور الممثّل به لظهوره به، کذا فی الإنسان الکامل.

التّشدید:

[فی الانکلیزیة]Digression،doubling of a letter
-[فی الفرنسیة]Digression،doublement dune lettre
کالتصریف فی العرف اسم للکیفیة العارضة للحرف بالإدغام و یقابله التخفیف. و عند أهل البدیع هو التضمین و یسمّی أیضا بالإعنات و الالتزام و لزوم ما لا یلزم.

تشری:

[فی الانکلیزیة]Tishri)october in Hebrew calender(
[فی الفرنسیة]Tichri)october dans le calandrier juif(
بالفتح و سکون الشین المعجمة و کسر الراء اسم شهر فی التقویم الیهودی «6»

التشریح:

[فی الانکلیزیة]Anatomy
[فی الفرنسیة]Anatomie
بالراء المهملة فی اللغة إظهار الشی‌ء و کشفه. یقال شرحت الغامض إذا فسّرته و منه تشریح اللحم. و فی اصطلاح الأطباء عبارة عن علم تعرف به أعضاء الإنسان بأعیانها و أشکالها و أقدارها و أعدادها و أصنافها و أوضاعها و منافعها. و المناسبة بین المعنیین لا تحتاج إلی التشریح. و أما العلم بکیفیة مباشرة التشریح فهو علم آخر یسمّی بعلم التشریح المشتمل علیه کتاب جالینوس، کذا فی شرح القانونچة.

التّشریع:

[فی الانکلیزیة]Broken or reinforced rhyme
[فی الفرنسیة]Rime brisee ou renforcee
کالتصریف عند أهل البدیع من المحسنات اللفظیة و یسمّی أیضا بالتوشیح و بذی القافیتین.
______________________________
(1) علیه صور (م).
(2) المنزهة (م).
(3) المقصود (م، ع).
(4) المقصود (م، ع).
(5) یقینها (م).
(6) تشری بالفتح و سکون الشین المعجمة و کسر الراء المهملة نام ماهی است در تاریخ یهود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 446
و سمّاه ابن الأصبع التوأم، و سمّاه أهل الفرس بالمتلوّن، و هو أن یبنی الشاعر بیتا ذا قافیتین علی بحرین أو ضربین من بحر واحد، فعلی أی قافیة وقعت کان شعرا مستقیما؛ و الاقتصار علی القافیتین من قبیل الاقتصار علی الأقل، إذ یجوز أن یبنی علی أکثر من قافیتین. فمثال ما بنی علی القافیتین:
یا خاطب الدنیا الدّنیّة إنها شرک الرّدی و قرارة الأکدار
دار متی ما أضحکت فی یومها أبکت غدا بعدا لها من دار
فإنّ البیتین من الکامل و القافیة الأولی الرّدی و حینئذ قرارة الأکدار مستزاد، و ابتداء المصراع الثانی من قوله دار و انتهاؤه غدا و بعدا لها من دار مستزاد، و القافیة الثانیة الأکدار و ابتداء الثانی من قوله دار و انتهاؤه من دار و مثال ما بنی علی الأکثر من القافیتین قول الحریری:
جودی علی المستنهر الصّبّ الجوی و تعطّفی بوصاله و ترحّمی
ذا المبتلی المتفکّر القلب الشّجی ثم اکشفی عن حالة لا تظلمی
فالقافیة الأولی الجوی و الشجی و الثانیة تعطفی و ثم اکشفی و الثالثة ترحمی و تظلمی.
و اعلم أنّه زعم قوم اختصاص التشریع بالشّعر علی ما یشعر علی ذلک التعریف المذکور و تسمیته بذی القافیتین. و قیل بل یکون فی النشر أیضا بأن یبنی علی سجعتین لو اقتصر علی الأولی منهما کان الکلام تاما مفیدا، و إن ألحقت به السجعة الثانیة کان فی التامیة و الإفادة علی حاله مع زیادة معنی ما زاد من اللفظ، مثاله الآیات التی فی أثنائها ما یصلح أن تکون فاصلة کقوله تعالی لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلی کُلِّ شَیْ‌ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْ‌ءٍ عِلْماً و أشباه ذلک، هکذا یستفاد من المطول و الإتقان فی نوع الفواصل.

التشریق:

[فی الانکلیزیة]Meat drying
[فی الفرنسیة]Sechage de la viande
تقدید اللّحم، و منه أیام التشریق و هو ثلاثة أیام بعد یوم الأضحی، و أیام النحر ثلاثة أیام من یوم الأضحی، و الکل یمضی بأربعة أولها نحر لا غیر و آخرها تشریق لا غیر، و المتوسطان نحر و تشریق، کذا فی الهدایة. و تکبیرات التشریق هی هذه: اللّه أکبر اللّه أکبر لا إله إلّا اللّه و اللّه أکبر اللّه أکبر و لله الحمد، و هی واجبة مرّة عقیب کلّ صلاة [أدّیت] «1» بجماعة مستحبّة من صلاة الفجر من یوم عرفة إلی صلاة العصر من آخر أیام التشریق، کذا فی شرح الوقایة و غیرها.

تشرین الاول:

[فی الانکلیزیة]October
[فی الفرنسیة]Octobre
و تشرین الآخر اسم شهرین من أشهر التقویم الرومی «2»

التّشطیر:

[فی الانکلیزیة]
Using of a different rhyme for every hemisE
[فی الفرنسیة]
Emploi d'une rime differente pour chaque hemistE
کالتصریف عند بعض أهل البدیع قسم من السجع کما عرفت فی باب السین المهملة و هو جعل کلّ شطری البیت سجعة مخالفة لأختها، أی للسجعة التی فی الشطر الآخر. و قولنا سجعة مفعول ثان للجعل بناء علی أنه یجوز أن یسمّی کل فقرتین مسجعتین سجعة، تسمیة للکل
______________________________
(1) أدّیت (+ م، ع).
(2) تشرین الاول و تشرین الاخر هر دو اسم دو ماهی‌اند در تاریخ روم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 447
باسم الجزء کقول الشاعر «1»
تدبیر معتصم باللّه منتقم باللّه مرتغب فی اللّه مرتقب.
مرتغب أی راغب فیما یقرّبه من رضوان اللّه مرتقب أی منتظر ثوابه أو خائف عقابه.
فالأول سجعة مبنیة علی المیم و الثانی علی الباء کذا فی المطوّل.

التّشعیث:

[فی الانکلیزیة]Change in the feet of a metre
-[فی الفرنسیة]Changement dans les pieds d'un metre
بالعین المهملة کالتصریف عند أهل العروض هو أن یقطع الوتد المجموع و لا یکون إلّا فی الخفیف و المجتثّ کذا فی عنوان الشرف، و مثله فی جامع الصنائع حیث قال:
تشعیث افگندن: أن یکون الوتد المجموع متحرکا، و هو مخصوص بفاعلاتن حتی یصیر مفعولن «2». و هکذا فی رسالة قطب الدین السرخسی قال: التشعیث إسقاط أحد متحرکی فاعلاتن. أما اللام کما هو مذهب الخلیل فیبقی فاعاتن فینقل إلی مفعولن، أو العین کما هو مذهب الأخفش فیبقی فالاتن فینقل إلی مفعولن، و یسمّی مشعّثا کذا فی الجرجانی.

التّشکیک:

[فی الانکلیزیة]Synonymy
[فی الفرنسیة]Synonymie
عند المنطقیین کون اللفظ موضوعا لأمر عام مشترک بین الأفراد لا علی السواء، بل علی التفاوت، و ذلک اللفظ یسمّی مشکّکا بکسر الکاف المشدّدة، و یقابله التواطؤ، و هو کون اللفظ موضوعا لأمر عام بین الأفراد علی السّواء، و ذلک اللفظ یسمّی متواطئا. ثم التشکیک قد یکون بالتقدّم و التأخّر بأن یکون حصول معناه فی بعض الأفراد متقدما بالذات علی حصوله فی البعض الآخر کالوجود، فإنّ حصوله فی الواجب قبل حصوله فی الممکن قبلیة ذاتیة لأنه مبدأ لما عداه، و لا عبرة بالتقدّم الزمانی فی باب التشکیک کما فی أفراد الإنسان لرجوعه إلی أجزاء الزمان لا إلی حصول معناه فی أفراده، فلا یقال إنّ زیدا أقدم أو أولی أو أشد من عمرو علی ما نقل عن بهمنیار «3» أنّ معیار التشکیک استعمال صیغة التفضیل، و قد یکون بالأولویة و عدمها کالوجود أیضا، فإنه فی الواجب أتمّ و أثبت و أقوی منه فی الممکن، و الفرق بین هذا و الأول أنّ المتأخّر قد یکون أثبت و أقوی من المتقدم، فإنّ الوجود فی الأجسام الکائنة الحادثة فی عالمنا هذا أثبت و أقوی منه فی الحرکة الفلکیة المتقدمة علیها تقدما بالذات، و قد یکون أی التشکیک بالشدّة و الضعف کالبیاض فإنه فی الثلج، أشد منه فی العاج، إذ تفریق البصر فی الثلج أکثر و أکمل منه فی العاج، و کالوجود أیضا فإنّ آثاره فی الواجب أکثر منه فی الممکن.
اعلم أنّ منهم من نفی التشکیک مستدلا بأنّ التفاوت الذی بین أفراد المشکک إن کان مأخوذا فی الماهیة أی فی مسمّی المشکّک کان مشترکا لفظیا و إن لم یکن فیها بل فی عوارضها کان مفهوم اللفظ حاصلا فی الکل علی السواء، إذ لا اعتبار بذلک العارض الخارج فیکون متواطئا. و الجواب أنّ التفاوت مأخوذ فی ماهیة ما صدق ذلک المسمّی علیه من الأفراد دون
______________________________
(1) هو حبیب بن أوس بن الحارث الطائی، أبو تمام. ولد بحوران عام 188 ه/ 804 م و توفی بالموصل عام 231 ه/ 846 م.
أحد أمراء البیان، شاعر أدیب، فصیح حلو الکلام. له عدة تصانیف أدبیة هامة. الاعلام 2/ 165، وفیات الاعیان 1/ 121، خزانة البغدادی 1/ 172، معاهد التنصیص 1/ 38.
(2) تشعیث افگندن متحرک باشد از وتد مجموع و آن مخصوص است بفاعلاتن تا مفعولن شود.
(3) هو ابو الحسن بن المرزبان، توفی عام 502 ه. و هو من تلامیذ الشیخ الرئیس ابن سینا. و قد تتلمذ علیه اللوکری ابو العباس فضل بن محمد اللوکری و کذلک شرف الزمان محمد الإیلاقی. تاریخ الأدب فی ایران 2/ 314.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 448
ماهیة مسمّاه و مفهومه، فلا یلزم التواطؤ لاعتباره فی الأفراد و لا الاشتراک لعدم اعتباره فی ماهیة المسمّی. و الحاصل أنّ التفاوت لیس فی الماهیة و لا فی العوارض، بل فی اتصاف الأفراد بها أی بتلک الماهیة، فلا تشکیک فی الجسم و لا فی السّواد، بل فی أسود. و معنی کون أحد الفردین أشد أنه بحیث ینتزع العقل بمعونة الوهم أمثال الأضعف و یحلّله إلیها، حتی إنّ الأوهام العامیة تذهب إلی أنه متألّف منها. و بیان أنّ المراد «1» بما صدق علیه هل هو الحصص التی هی أفراد اعتباریة له أو الأفراد الحقیقیة، و أنّ مسمّی المشکک هل یجوز أن یکون ذاتیا لماهیة الأفراد الحقیقیة أولا، و أنّ وجوه التفاوت داخلة فی ماهیة الأفراد أو الحصص أو فی هویة أحدهما، و أنّ التشکیک ینحصر بالاستقراء فی ثلاثة أقسام مما یحتاج إلی الاطناب و تعمّق الأنظار. هکذا یستفاد من العضدی و حاشیته للسیّد السّند و شرح المطالع و غیرها.
اعلم أنه لا تشکیک فی الماهیات بأن تکون الماهیة من حیث هی هی متفاوتة بالنسبة إلی الأفراد لأنّ أفراد الماهیة کلّها سواء بالنسبة إلی تلک الماهیة کالإنسان بالنسبة إلی زید و عمرو و بکر فإنّ کلها سواء بالنسبة إلی الإنسانیة لا تفاوت فیها بنحو من الأنحاء الأربعة المذکورة، و إن کانت متفاوتة باعتبار الأوصاف المختلفة و المتباینة فإنّ التفاوت بالنسبة إلی ما وراء الأنواع الأربعة المذکورة من الأوصاف و العوارض لا اعتبار له فی أمر التشکیک.
فالتفاوت المعتبر فی التشکیک منحصر فی أمور أربعة و کلّها منتف فی الماهیات. أمّا انتفاء الأولین فللزوم المجعولیة الذاتیة، فلأن صدق الماهیة إذا کان علی بعض الأفراد علّة لبعض آخر فثبوت الماهیة لهذا الآخر یکون بالعلّة مع أنها ذاتیة له، و هذا هو المجعولیة الذاتیة، و کذا إذا کان صدقها فی البعض أولی من غیر افتقار إلی أمر خارج، و فی الآخر یفتقر إلی الخارج، فصارت فی ثبوتها لما هی ذاتیة محتاجة إلی شی‌ء آخر، و هذا عین معنی المجعولیة الذاتیة.
و أمّا انتفاء الأخیرین فلأنّ الأشدّ و الأزید إمّا أن یشتملا علی شی‌ء لا یکون فی الأضعف و الأنقص أو لا، فعلی الثانی لا یکون الفرق بینهما، فما وجه کون أحدهما أشد و أزید و الآخر أضعف و أنقص، و علی الأول لا یخلو إمّا أن یکون الشی‌ء الذی یشتمل علیه الأشد و الأزید معتبرا فی ماهیتهما أو لا، فعلی الأول تکون ماهیتهما مشتملة علی شی‌ء لیس فی ماهیتی الأضعف و الأنقص فلا تکون ماهیتهما من ماهیة الأشد و الأزید لانتفاء الکل بانتفاء الجزء، فصارا مختلفی الماهیة، فلم تصر ماهیة واحدة متفاوتة فی الصدق، فلم یوجد التشکیک فیها. و علی الثانی یکون التشکیک فی الأمر الخارج من «2» الماهیة لا فی الماهیة.
و أقول أیضا لا تشکیک فی العوارض فإنّ العارض هو المبدأ القائم بالشی‌ء کالسواد مثلا لا تشکیک فیه لأنه إن کان مقولا بالتشکیک فإمّا أن یکون تشکیکه بالنظر إلی حصصها التی هی هذا العارض ذاتی لها کالسّوادات الخاصّة فی المحال المختلفة فذلک باطل لما مرّ فی بطلان تشکیک الماهیة، و إمّا بالنظر إلی معروضه الذی هو الجسم الأسود، فالسّواد غیر محمول علیه لأنّ المعنی المصدری لا یحمل بحمل المواطأة علی المعروضات و الکلّی المشکک محمول علی أفراده بالمواطأة فلا یکون التشکیک إلا فی العرضی أی الکلی الخارج المحمول کالأسود
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) عن (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 449
مثلا، و هذا هو مذهب المشّائین.
و خلاصة کلامهم أنّه لا تشکیک فی الماهیة بالنسبة إلی أفرادها بنحو من الأنحاء الأربعة للزوم المجعولیة الذاتیة علی تقدیر الأولیة و الأولویة کما عرفت، و للزوم اختلاف الماهیة علی تقدیر الشّدّة و الزیادة، مع أنّ التشکیک «1» لا بدّ له من أن تکون ماهیة «2» واحدة لما مرّ، و کذلک التشکیک «3» فی العوارض لأنّه إمّا بالنسبة إلی حصصها فحالها کحال الماهیة بالنسبة إلی أفرادها لأنّ العوارض عین ماهیات حصصها، و إمّا بالنسبة إلی معروضاتها فهو باطل لعدم حملها علیها، و المشکک لا بدّ أن یکون محمولا فلا تشکیک إلّا فی اتصاف الماهیة بالعوارض و هو المعتبر «4» بالأسودیة مثلا.
فالتشکیک لیس فی الجسم بالنسبة إلی أفراده و لا فی السواد مثلا بالنسبة إلی السوادات الخاصة، بل فی اتصاف الجسم بالسّواد و هو کونه أسود مثلا، هکذا فی حاشیة سلم العلوم «5» للمولوی مبین اللکهنوی.

التّشنج:

[فی الانکلیزیة]Spasm،crispation
[فی الفرنسیة]Spasme،crispation
بالنون هو تقلّص یعرض للعصب یمنع الأعضاء عن الانبساط، کذا فی المؤجز و بحر الجواهر.

التّصحیح:

[فی الانکلیزیة]Recovery
[فی الفرنسیة]Guerison
هو تفعیل من الصّحة التی هی ضدّ السّقم فیکون المعنی إزالة السّقم من السقیم. و عند أهل الفرائض هو أن یؤخذ السّهام من أقل عدد یمکن علی وجه لا یقع الکسر علی واحد من الورثة، کذا فی الشریفی. سمّی به لأنّ وقوع الکسر علی واحد من الورثة بمنزلة السقم فتعالجه بالطریق المذکور المعروف عندهم.
فأنت بمنزلة الطبیب و الطریق المذکور بمنزلة الدواء، و الحاصل إزالة الکسر الواقعة بین السهام و الرءوس. و عند المحدّثین هو کتابة صح علی کلام یحتمل الشک بأن کرر لفظ مثلا لا یخلّ ترکه، کذا فی خلاصة الخلاصة و الإرشاد الساری شرح صحیح البخاری.

التّصحیف:

[فی الانکلیزیة]Alteration of a text
[فی الفرنسیة]Alteration d'un texte
بالحاء کالتصریف بحسب اللغة الفارسیة:
الخطأ فی الکتابة، و عند أهل التعمیة: تغییر صورة اللفظة خطا بأن تمحی نقطة أو تزاد نقطة أو بتقدیم بعض الحروف أو تأخیرها کما فی لفظة: معمّی و سیأتی بیانه مع بیان التصحیف الوضعی و التصحیف الخطّی. و أمّا التصحیف عند البلغاء (الشعراء) فهو الإتیان بألفاظ بحیث یمکن بتحویل نقطة من مکانها أن یتحوّل المدح إلی ذمّ. و الناس یخطئون عند ما یسمّون التصحیف تجنیسا. و لیس الأمر کذلک، ذلک لأنّ فی التجنیس شرطا لا بدّ منه و الإتیان بألفاظ متجانسة. و علیه فإن جاء بلفظة ثم تلاها بلفظة أخری مجانسة لها فذلک التجنیس. و أمّا إذا جاء بلفظة ثم بتغییر مواضع النقطة فیها یتحوّل المعنی من مدح إلی قدح فذلک هو التصحیف.
و مثاله:
______________________________
(1) المشکک (م).
(2) ماهیته (م).
(3) لا تشکیک (م).
(4) المعبّر (ع).
(5) لمحمد، مبین اللکنوی (- 1255 ه) یعتقد بأنها اشارة من المصنف إلی مرآة الشروح علی سلم العلوم لمحمد مبین و قد سبقت الإشارة إلیها. انظر عن مرآة الشروح، إیضاح المکنون 2/ 459،GALS،II، 326.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 450
حبیبنا بذاته مخدوم موقّر العزة فی الأیام
و هو بهذا الشکل مدح.
و أمّا تصحیفه فهکذا:
حبیبنا بذاته مجزوم موفّر العزة فی الآثام
و علی هذا فهو قدح. و مثل هذا الکلام یقال له: مصحّف. هذا ما ورد فی «جامع الصنائع» و إعجاز خسروی». و مثاله التصحیف فی الشعر الفارسی: نحن نعیش فی عزّک. فإذا صحّفنا کلمة: دولت إلی دو لب (شفتیک) و کلمة: میزئیم (نعیش) إلی میریم (نموت) یتغیر المعنی و یصبح هجوا. کذا فی مجمع الصنائع.
و التصحیف عند المحدّثین: هو تغییر الحدیث بتغییر النقاط «1».
قالوا مخالفة الراوی للثقات إن کانت بتغیر الحروف أو الحروف مع بقاء صورة الخط فی السیاق فإن کان ذلک بالنسبة إلی النقطة یسمّی ذلک الحدیث مصحّفا بفتح الحاء المشدّدة، و إن کان بالنسبة إلی الشّکل و الإعراب سمّی محرّفا، و ابن الصّلاح و غیره سمّی القسمین محرّفا، کذا فی شرح شرح النخبة. و فی خلاصة الخلاصة المصحّف إمّا لفظی محسوس بالبصر أو بالسمع، و الأول إمّا فی الإسناد کما صحف مراجم بالراء و الجیم بمزاحم بالزاء و الحاء، و إما فی المتن کتصحیف ستا من حدیث من صام رمضان و أتبعه ستا من الشوال الحدیث بشیئا بالشین المعجمة و الیاء المثناة التحتانیة.
و الثانی أیضا إمّا فی الإسناد کما قال عن عاصم الأحول «2» فسمع واصل الأحدب و إمّا فی المتن کما قیل فی حدیث الکهان فرّ الدجاجة فسمع الزجاجة. و إمّا معنوی کما قال أبو موسی العنزی «3» نحن من عترة یصلی لنا النبی صلی اللّه علیه و سلم یرید ما ثبت أنه صلی اللّه علیه و سلم صلی إلی عترته و هی حزبته، فتوهم أنه قبیلة. و أصل العبارة صلی إلی عنزته.
و هی حربته و التصحیف قریب من الوضع فی المتن. و إمّا فی الإسناد فیصیره ضعیفا بهذا الاسناد انتهی کلامه.

التّصدیر:

[فی الانکلیزیة]Prefixation
[فی الفرنسیة]Prefixation
عند أهل البدیع من المحسّنات المعنویة و یسمّی ردّ العجز علی الصدر أیضا، و هو فی النثر أن یجعل أحد اللفظین المکرّرین أو
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 450 التصدیر: … ص: 450
______________________________
(1) لغت خطا کردن در کتابت است و نزد اهل تعمیه تغییر کردن صورت خطی لفظ است بمحو و اثبات نقطه یا به تقدیم و تاخیر حروف چنانکه در لفظ معما در ناقص یائی باب العین خواهد آمد با بیان تصحیف وضعی و تصحیف خطی و نزد بلغاء آنست که الفاظی در ترکیب آورده شود که به گردانیدن نقطه از مدح بقدح کشد و خلق بغلط تصحیف را تجنیس میخوانند و آن‌چنان نیست چرا که در تجنیس شرط است که الفاظ متجانس بیارد پس چون لفظی آورد و لفظی دیگر مجانس آورد تجنیس است و اگر لفظی آورد که اگر نقاط او بگرداند از مدح بقدح کشد تصحیف است مثاله شعر.
حبیبنا بذاته مخدوم موقّر العزة فی الایام
این بمعنی مدح است و تصحیفش اینست. حبیبنا بذاته مجذوم. موفّر العزة فی الآثام. و این بمعنی قدح می‌شود و این‌چنین کلام را مصحف خوانند و این در جامع الصنائع و اعجاز خسروی گفته [مثال آن در فارسی. مصراع. ما در میان دولت تو می‌زییم. اگر دولت را به تغییر نقاط دو لب خوانند و میزئیم را میرییم هجو می‌گردد کذا فی مجمع الصنائع] و نزد محدثین تغییر کردن حدیث است بتغییر نقاط.
(2) هو عاصم بن سلیمان الأحول البصری، أبو عبد الرحمن. توفی عام 142 ه/ 760 م. من حفاظ الحدیث. ثقة، تولی القضاء و الحسبة. و عرف بالزهد و طول العبادة. الاعلام 3/ 248، تهذیب التهذیب 5/ 42، حلیة الأولیاء 3/ 120، تاریخ بغداد 12/ 243.
(3) هو محمد بن المثنی بن عبید بن قیس بن دینار، أبو موسی العنزی. ولد بالبصرة عام 167 ه/ 783 م. و فیها توفی عام 252 ه/ 866 م. حافظ للحدیث عالم به، ثقة روی عنه المحدّثون. الاعلام 7/ 18، تاریخ بغداد 3/ 83، تهذیب التهذیب 9/ 425.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 451
المتجانسین أو الملحقین بهما فی أول الفقرة و اللفظ الآخر فی آخر الفقرة. و المراد «1» بالمکررین المتحدان لفظا و معنی، و بالمتجانسین المتحدان لفظا لا معنی، و بالملحقین بالمتجانسین اللذان یجمعهما الاشتقاق أو شبه الاشتقاق فیکون أربعة أقسام: الأول أن یکون اللفظان مکررین نحو وَ تَخْشَی النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ «2». و الثانی أن یکونا متجانسین نحو سائل اللئیم یرجع و دمعه سائل، الأول من السؤال و الثانی من السیلان. و الثالث أن یجمعهما الاشتقاق نحو فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفَّاراً «3» و الرابع أن یجمعهما شبه الاشتقاق نحو قال انی لعملکم من القالین. و فی النظم أن یکون احدهما أی أحد اللفظین المکررین أو المتجانسین أو الملحقین بهما فی آخر البیت و اللفظ الآخر فی صدر المصراع الأول أو حشوه أو آخره أو صدر المصراع الثانی، فهو أربعة أقسام لأن اللفظ الآخر فی صدر المصراع الأول أو حشوه أو آخره أی عجزه أو صدر المصراع الثانی، و علی کل تقدیر فاللفظان إمّا مکرران أو متجانسان أو متشابهان اشتقاقا أو شبه اشتقاق، فتصیر الأقسام ستة عشر حاصلة بضرب الأربعة فی الأربعة. و اعتبر صاحب المفتاح قسما آخر و هو أن یکون اللفظ الآخر فی حشو المصراع الثانی نحو:
فی علمه و حلمه و زهده و عهده مشتهر مشتهر
فعلی هذا یصیر مجموع الأقسام عشرین.
و لا یخفی أنّ ترکه أولی إذ لا معنی فیه لردّ العجز علی الصدر، إذ لا صدارة لحشو المصراع الثانی أصلا بخلاف المصراع الأول.
و قد یجاب عنه بأنّه لو کان لحشو المصراع الأول صدارة بالنسبة إلیه لکان لحشو المصراع الثانی أیضا صدارة بالنسبة إلیه فتأمّل. هکذا یستفاد من المطول و الچلپی و الاتقان فی نوع الفواصل، و تفصیل الأمثلة یطلب من المطول.

التّصدیق:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Assent
[فی الفرنسیة]Assentiment
فی اللغة نسبة الصدق بالقلب أو اللسان إلی القائل کذا قیل و الفرق بینه و بین المعرفة أنّ ضده الإنکار و التکذیب، و ضدّ المعرفة النکارة و الجهالة، و إلیه أشار الإمام الغزالی حیث فسّر التصدیق بالتسلیم، فإنّه لا یکون مع الإنکار و الاستکبار بخلاف العلم و المعرفة، و فصل بعض زیادة تفصیل فقال: التصدیق عبارة عن ربط القلب علی ما علم من أخبار المحققین و هو أمر کسبی یثبت باختیار المصدّق، و لهذا یؤمر به و یثاب علیه و یجعل رأس کل عبادة فإنّ الإیمان الذی هو رأس کل عبادة هو التصدیق بخلاف المعرفة فإنها ربّما تحصل بلا کسب، کمن وقع بصره علی جسم فحصل له معرفة أنّه جدار أو حجر و الإیمان الشرعی یجب أن یکون من الأول فإنّ النبی علیه السلام إذا ادّعی النبوة و أظهر المعجزة فوقع صدقه فی قلب أحد ضرورة من غیر أن یثبت له اختیار لا یقال له فی اللغة إنّه صدقه فلا یکون إیمانا شرعا، کذا فی شرح المقاصد.
قال المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی فی بحث الإیمان ثم إنه بعد الاتفاق علی أنّ تلک المعرفة خارجة عن التصدیق اللغوی اختلفوا فی أنها داخلة فی التصوّر أو فی التصدیق المنطقی. فصدر الشریعة ذهب إلی الثانی و قال: الصورة الحاصلة من النسبة التامة الخبریة تصدیق قطعا، فإن کان حاصلا له
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) الاحزاب/ 37.
(3) نوح/ 10.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 452
بالقصد و الاختیار بحیث یستلزم الإذعان و القبول فهو تصدیق لغوی و إن لم یکن کذلک کمن وقع بصره علی شی‌ء و علم أنه جدار فهو معرفة یقینیة و لیس بتصدیق لغوی. فالتصدیق اللغوی عنده أخصّ من المنطقی. و ذهب البعض إلی الأول و قال: الصورة الحاصلة من النسبة التامة الخبریة تصوّر و أنّ التصدیق المنطقی بعینه التصدیق اللغوی، و فیه أنّ التصدیق اللغوی قطعی و المنطقی أعمّ من القطعی و الظنی لکونه قسما من العلم الشامل للظنی و القطعی عند المنطقیین انتهی.
و عند المتکلمین و المنطقیین یطلق علی قسم من العلم المقابل للتصوّر و یسمّیه البعض بالعلم أیضا کما فی العضدی. قالوا العلم إن خلا عن الحکم فتصوّر و إلّا فتصدیق. و معنی الخلوّ و عدمه عند المتکلمین علی تقدیر کون العلم صفة ذات تعلّق أن لا یوجبه الحکم أو یوجبه. و علی تقدیر کونه نفس التعلّق أن لا یکون نفس الحکم أو أن یکون نفسه لأنّ التمییز فی قولهم هو تمیز معنی إلخ عبارة عن النفی و الإثبات، و هو الحکم و یجی‌ء ما یوضح ذلک فی لفظ العلم. و کذا معناهما علی مذهب الحکماء الأقدمین، فإنّ التصدیق عندهم هو نفس الحکم المفسّر بإدراک أنّ النسبة واقعة أو لیست واقعة. و أمّا معناهما علی مذهب الإمام الرازی القائل بأنّ التصدیق عبارة عن مجموع تصوّر النسبة الحکمیة و الطرفین و الحکم فظاهر، فإنّ قولهم إن خلا الموصول بعن مصدره الخلوّ المفسّر به تهی شدن، و المتبادر منه عدم الحصول. فمعنی التقسیم العلم إن خلا عن الحکم بأن لم یحصل فیه فتصوّر و إن لم یخل [عنه] «1» بأن حصل فیه فتصدیق. فظاهر هذه العبارة مبنی علی هذا المذهب و یمکن تطبیقه أیضا علی مذهب متأخری الحکماء القائلین بأنّ التصدیق هو الإدراکات الثلاث المقارنة للحکم، بأن یراد بالخلوّ عدم الحصول فیه أو عنده.
فالعلم عندهم إن خلا عن الحکم أی لم یحصل عنده حکم فتصوّر و إلّا فتصدیق، لکنه خلاف الظاهر. فالحکم عند الرازی داخل فی التصدیق و عند متأخری المنطقیین خارج عنه.
و یردّ علی الإمام و علیهم أنّ الإدراکات علوم متعددة فلا تندرج تحت العلم الواحد.
و أیضا التصوّر مقابل للتصدیق و لا شی‌ء من أحد المتقابلین بجزء من المقابل الآخر و لا شرطا له. و أجیب عن الأول بأنّ التصدیق و إن کان متعددا فی حدّ ذاته لکنه واحد بالاعتبار لعروض الهیئة الاجتماعیة. و عن الثانی بأنّ التقابل إنّما هو بین مفهومی التصوّر، و المعتبر فی التصدیق جزءا أو شرطا هو ما صدق علیه التصوّر الساذج لا مفهومه، و لو لم یجز کون ما صدق علیه أحد المتقابلین جزءا للآخر لامتنع أن یکون شی‌ء جزءا لغیره فإنّ جزء الجسم مثلا لیس بجسم ضرورة.
و یردّ علی المتأخرین أنّ الحکم علی مذهبهم خارج عن التصدیق عارض له مع کونه موصوفا بصفات الحکم من کونه ظنیا أو جازما یقینیا أو غیره. أجیب بأنّه لا مشاحة فی الاصطلاح و لا محذور فی إجراء صفات اللاحق علی الملحوق و لا یخفی أنّه تعسّف.
قال السید السّند: و التحقیق أن الحکم إن کان إدراکا کما یشهد به رجوعک إلی وجدانک إذ لا یحصل بعد تصوّر النسبة الحکمیة إلّا إدراک أنّ النسبة بواقعة أو لیست واقعة، فالصواب أن یجعل نفس الحکم تصدیقا و قسما من العلم المقابل للتصوّر الذی هو ما عداه من الادراکات کما ذکره القدماء، إذ لا إشکال
______________________________
(1) عنه (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 453
حینئذ فی انحصار العلم فیهما، و امتیاز کل منهما عن الآخر بطریق موصل إلیه، لا فی إجراء صفات التصدیق من الظنّیة و غیرها علیه لأنها من صفات الحکم بخلاف ما إذا جعل التصدیق معروض الحکم أو المجموع المرکّب، لأنه حینئذ لم تکن القسمة حاصرة و لا یکون لکل منهما موصل یخصّه، بل التصورات الثلاث إنّما تکتسب بالقول الشارح و الحکم وحده بالحجة مع أنّ المقصود من تقسیم العلم إلیهما بیان أنّ لکل من القسمین موصلا یخصه. بل نقول إنّا لا نعنی بالتصدیق إلّا ما یحصل من الحجة و هو الحکم دون المجموع أو المعروض، و العارض و إن کان الحکم فعلا کما توهمه [عبارات] «1» أکثر المتأخرین کالإمام و غیره من العبارات التی بها یعبّر عنه من الإسناد و الإیجاب و الإیقاع و الانتزاع، فالصواب أن یجعل نفس الحکم أیضا تصدیقا. و یقسّم العلم إلی تصوّر ساذج و تصوّر معه تصدیق کما ورد فی الشفاء، فللعلم حینئذ و هو التصوّر مطلقا طریق خاص و هو المعرف و لعارضه المسمّی بالتصدیق و الحکم طریق خاص آخر و هو الحجة. فالمقصود من التقسیم ظهور ذلک المتفرد عن معروضه بکاسب مخصوص، و لا سبیل حینئذ إلی جعل الحکم أی التصدیق قسما من العلم و لا جزءا من أحد قسمیه لأنّ العلم من مقولة الکیف فلا یصدق علی ما صدق علیه الفعل و علی ما ترکّب مما صدق علیه الفعل.
و تکلّف البعض و جعل لفظ العلم مشترکا لفظیا بین المعروض و ذلک العارض و قسّم العارض إلیهما کأنّه قیل ما یطلق علیه لفظ العلم إمّا تصوّر و إمّا حکم و هو التصدیق. و أمّا جعل التصدیق قسما من العلم مع ترکّبه من الحکم و غیره فلا وجه له، سواء کان الحکم فعلا لأنّ المرکب من الفعل و الإدراک لیس علما، أو إدراکا لما عرفت من بطلان الحصر و غیره. و أمّا جعل التصدیق عبارة عن التصور المقارن للحکم بتقسیم العلم إلی تصوّر ساذج و إلی تصدیق أی تصوّر معه حکم و جعل الحکم فعلا فجائز أیضا و لکن فیه تسامحا من إجراء صفات اللاحق علی الملحوق.
و قال المولوی عبد الحکیم فی حاشیة القطبی و التحقیق أنّ النزاع فی التصدیق لفظی.
فمن نظر إلی أنّ الحاصل بعد الحجة لیس إلّا الإدراک المذکور. قال ببساطته و من نظر إلی أنّ الإدراک المذکور بمنزلة الجزء الصوری.
و الحاصل بعد إقامة الحجة إدراک واحد متعلّق بالقضیة قال بترکّبه، و من نظر إلی أنّه لا یکفی فی التصدیق مجرد الإدراک المذکور بل لا بدّ فیه من نسبة المطابقة بالاختیار، و إلّا لکان إدراکا تصوّریّا متعلّقا بالقضیة مسمّی بالمعرفة، قال إنّه إدراک معروض للحکم سواء قلنا إنّه الإدراک المذکور أو مجموع الإدراک المذکور أو مجموع الإدراکات الثلاثة، فصحّ تقسیم العلم إلی التصوّر و التصدیق بأی معنی ترید منه و تفرد التصدیق علی جمیع التقادیر، إمّا باعتبار نفسه أو باعتبار جزئه فتدبّر.

التقسیم:

التصدیق عند المتکلمین هو الیقینی فقط.
و أمّا عند الحکماء فالتصدیق إن کان مع تجویز لنقیضه یسمّی ظنا و إلّا جزما و اعتقادا، و الجزم إن لم یکن مطابقا للواقع سمّی جهلا مرکّبا و إن کان مطابقا له، فإن کان ثابتا أی ممتنع الزوال بتشکیک المشکّک یسمّی یقینا و إلّا تقلیدا کذا فی شرح التجرید. و فی شرح الطوالع التصدیق إمّا جازم أو لا. و الجازم إمّا بغیر دلیل و هو التقلید
______________________________
(1) [عبارات] (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 454
و إمّا بدلیل، فهو إمّا أن یقبل متعلّقه النقیض بوجه و هو الاعتقاد أو لا و هو العلم، و غیر الجازم إن کان متساوی الطرفین فهو شکّ و إن لم یکن فالراجح ظنّ و المرجوح وهم انتهی.
فجعل الشکّ و الوهم من التصدیق، و المشهور أنّهما من التصوّر و هو فاسد کما مرّ فی لفظ الحکم.
اعلم أنّ التصدیق کما یطلق علی أحد قسمی العلم کما عرفت کذلک یطلق علی المعلوم أی المصدّق به، و لا أعنی به متعلّقه بالذات و هو وقوع النسبة و لا وقوعها، بل ما ترکّب منه و من غیره و هو القضیة. و من هاهنا نشأ توهّم من قال إنّ التصدیق بالمعنی الأول هو مجموع الإدراکات الأربعة. و منهم من جعله بذلک المعنی مرادفا للقضیة فزعم أنّ القضایا و المسائل و القوانین و المقدّمات کلها عبارات عن العلوم «1» لا المعلومات، هکذا حقّقه السیّد السّند فی حواشی العضدی. و تحقیق الفرق بین التصوّر و التصدیق یجی‌ء فی لفظ الحکم.

التّصرّف:

[فی الانکلیزیة]Taking liberties with a text
[فی الفرنسیة]Prise des libertes avec un texte
تحویل الأصل الواحد إلی أمثلة مختلفة لمعان مقصودة لا تحصل إلّا بها کذا فی الجرجانی. و عند البلغاء هو أن ینشئ أحدهم شیئا غایة فی اللّطافة من حیث الترکیب و المعانی المقصودة بدون أیّ تکلّف، ثم یأتی آخر إلی ذلک الکلام فیضیف إلیه من خیاله و قدرته فی البیان بحیث یمکن اختراع أو استخراج صنعة من الصنائع البدیعیة، ثم یتلوهما ثالث فیزید شیئا جدیدا من صور البدیع و المحسّنات اللفظیة بحیث یزید علی الأصل لطفا علی لطف، کذا فی جامع الصنائع. «2»

التّصریع:

[فی الانکلیزیة]Leonine rhyme
[فی الفرنسیة]Rime leonine
کالتصریف عند البلغاء جعل العروض مقفاة تقفیة الضرب و هو من أنواع السجع علی القول بجریانه فی النظم. قال ابن الأثیر:
التصریع ینقسم إلی سبع مراتب. الأولی أن یکون کل مصراع مستقلا بنفسه فی فهم معناه و یسمّی التصریع الکامل کقول امری القیس: «3»
أ فاطم مهلا بعض هذا التدلّل و إن کنت قد أزمعت هجری فأجملی
و الثانیة أن یکون الأول [غیر محتاج] «4» إلی الثانی، فإذا جاء جاء مرتبطا به کقوله أیضا:
قفا نبک من ذکری حبیب و منزل بسقط اللّوی بین الدّخول فحومل.
و الثالثة أن یکون المصراعان بحیث یصحّ وضع کل منهما موضع الآخر کقول ابن الحجاج:
من شروط الصّبوح فی المهرجان خفّة الشرب مع خلو المکان.
______________________________
(1) المعلوم (م، ع).
(2) و نزد بلغاء آنست که شخص چیزی إنشاء کرده باشد که در ترکیب و معانی مقصوده او بنهایت لطافت بود اما او را دست نداده باشد دیگری بقوت طبع خود چنان آرد که می‌بایست و یا صنعتی که استخراج و اختراع کرده باشد دیگری بقوت طبع در آن چیزی زیادة کند از صنائع لفظی و معنوی که لطافت بیفزاید کذا فی جامع الصنائع.
(3) هو امرؤ القیس بن حجر بن الحارث الکندی، من بنی آکل المرار. ولد بنجد حوالی 130 ق. ه/ 497 م. و توفی بأنقرة عام 80 ق. ه/ 545 م. أشهر شعراء العرب الجاهلیین صاحب المعلقة المشهورة. کان من الملوک. انصرف للهو و الشراب، و عند ما قتل أبوه، قال قولته المشهورة: رحم اللّه أبی، ضیعنی صغیرا و حمّلنی دمه کبیرا. لا صحو الیوم و لا سکر غدا. الیوم خمر و غدا أمر. و انطلق یجمع الناس لیثأر لأبیه. و مات من کثرة ما أصابه من قروح و أمراض. الاعلام 2/ 11، الأغانی 9/ 77، تهذیب ابن عساکر 3/ 104، الشعر و الشعراء 31، خزانة البغدادی 1/ 160.
(4) [غیر محتاج] (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 455
و الرابعة أن لا یفهم معنی الأول إلّا بالثانی و یسمّی التصریع الناقص کقول أبی الطیب:
مغانی الشعب طیبا فی المغانی بمنزلة الربیع من الزمان.
و الخامسة أن یکون التصریع بلفظة واحدة فی المصراعین و یسمّی التصریع المکرّر، و هو ضربان: لأنّ الألفاظ إمّا متحدة المعنی فی المصراعین کقول عبید: «1»
و کل ذی غیبة یئوب و غائب الموت لا یئوب.
و هذا أنزل درجة، و إمّا مختلفة المعنی لکونه مجازا کقول أبی تمام:
فتی کان شربا للعفاة و مرتعا فأصبح للهندیة البیض مرتعا.
و السادسة أن یکون المصراع الأول معلّقا علی صفة یأتی ذکرها فی أول المصراع الثانی و یسمّی التعلیق کقول إمرئ القیس:
ألا أیها اللیل الطویل ألا انجلی بصبح و ما الإصباح منک بأمثل.
لأنّ الأول [معلق] «2» بصبح و هذا معیب جدّا. و السابعة أن یکون التصریع فی البیت مخالفا لقافیته و یسمّی التصریع المشطور کقول أبی نواس: «3»
أقلنی قد ندمت من الذنوب و بالإقرار عدت من الجحود
فصرّع بالباء ثم قفّاه بالدال، انتهی کلامه.
و لا یخفی أنّ السابعة خارجة مما نحن فیه کذا فی المطول فی بیان السجع.

التّصریف:

[فی الانکلیزیة]Conjugation،syntax
[فی الفرنسیة]Conjugaison،syntaxe
هو علم الصرف. و قال سیبویه التصریف علی ما حکی عنهم هو أن تبنی من الکلمة بناء لم تبنه العرب علی وزن ما تبنیه، ثم تعمل فی البناء الذی بنیته ما یقتضیه قیاس کلامهم کما فی مسائل التمرین. کذا ذکر الرضی فی شرح الشافیة، و قد سبق فی المقدمة أیضا فی آخر بیان علم الصرف.

التّصوّر:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Representation،conception
[فی الفرنسیة]Representation،conception،
یطلق بالاشتراک علی العلم بمعنی الإدراک و علی قسم من العلم المقابل للتصدیق و یسمّیه بعضهم بالمعرفة أیضا کما وقع فی العضدی و القطبی و حواشیه. و توضیح هذا المعنی سبق فی لفظ التصدیق، و سیأتی أیضا فی لفظ الحکم. ثم التصوّر بهذا المعنی قد یکون تصوّرا واحدا کتصوّر الإنسان و قد یکون متعددا بلا نسبة کتصوّر الإنسان و الکاتب، و قد یکون متعدّدا مع نسبة إمّا تقییدیة أی غیر تامّة و هی علی قسمین: توصیفیة و إضافیة کالحیوان الناطق و غلام زید و إمّا تامة غیر خبریة کقولک اضرب، و إمّا خبریة یشکّ فیها أو مرجوح فیها، «4» فإنّ کل ذلک من التصوّرات لخلوّها عن الحکم.
و أمّا أجزاء الشرطیة فلیس فیها حکم أیضا إلّا
______________________________
(1) هو عبید بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدی، أبو زیاد. توفی حوالی عام 25 ق. ه/ 600 م. شاعر، من دهاة الجاهلیة و حکمائها. أحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانیة عن المعلقات. عاصر امرأ القیس و ناظره. له دیوان شعر مطبوع.
الاعلام 4/ 188، الشعر و الشعراء 84، الأغانی 19/ 84، خزانة البغدادی 1/ 323، رغبة الآمل 2/ 62.
(2) معلق (+ م، ع).
(3) هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحکمی، أبو نواس، ولد فی الأهواز عام 146 ه/ 763 م. و توفی ببغداد عام 198 ه/ 814 م. شاعر العراق فی عصره له أشعار کثیرة فی المدح و الخمر، طبعت فی عدة دواوین. الاعلام 2/ 225، تهذیب ابن عساکر 4/ 254، معاهد التنصیص 1/ 83، خزانة البغدادی 1/ 168، وفیات الاعیان 1/ 135.
(4) فیها (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 456
فرضا بحذف أدوات الشرط و اعتبار کل منها قضیة برأسها. فإدراکها لیس تصدیقا بالفعل بل بالقوة القریبة منه، و هذا علی خلاف مذهب أهل العربیة کما سبق فی لفظ الإسناد.

فائدة:

العلم الذی هو مورد القسمة إلی التصوّر و التصدیق فی فواتح کتب المنطق هو العلم المتجدّد الذی لا یکفی فیه مجرّد الحضور بل یتوقّف علی حصول مثال المدرک فی المدرک، و یقال له العلم الحصولی إذ هو المقصود هناک، فإنّ المعلومات المنطقیة لا تتجاوز عنه لا مطلق العلم الشامل له، و للعلم الإشراقی الذی یکفی فیه مجرّد الحضور کعلم الباری تعالی و علم المجردات المفارقة و علمنا بأنفسنا، و یقال له العلم الحضوری و إلّا لم ینحصر العلم فی التصوّر و التصدیق إذ التصوّر هو حصول صورة الشی‌ء فی العقل و التصدیق یستدعی تصوّرا هکذا. و علم الباری بجمیع الأشیاء و علم المجردات بأنفسها و علمنا بأنفسنا یستحیل أن یکون بحصول صورة فلا یکون تصوّرا و لا تصدیقا، کذا فی شرح إشراق الحکمة. و یطلق التصوّر أیضا علی الأمر المقصود أی المعلوم التصوّری. قال فی المطوّل فی بحث الفصل و الوصل فی شرح قوله الجامع إمّا عقلی بأن یکون بینهما اتّحاد فی التصوّر إلخ أی فی الأمر المتصوّر إذ کثیرا ما تطلق التصوّرات و التصدیقات علی المعلومات التصوّریة و التصدیقیة انتهی کلامه. و تصوّر نزد بلغاء تخیل را نامند- و التّصوّر عند البلغاء یسمّی تخیّلا.-

التّصوّف:

[فی الانکلیزیة]Soufism)mysticism(
[فی الفرنسیة]Soufisme)mysticisme(
هو التخلّق بالأخلاق الإلهیة. و خرقة التصوف هی ما یلبسه المرید من ید شیخه الذی یدخل فی إرادته و یتوب علی یده لأمور منها:
التزیی بزیّ المراد «1» لیتلبّس باطنه بصفاته کما یتلبّس ظاهره بلباسه و هو لباس التقوی ظاهرا و باطنا. قال اللّه تعالی قَدْ أَنْزَلْنا عَلَیْکُمْ لِباساً یُوارِی سَوْآتِکُمْ وَ رِیشاً وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِکَ خَیْرٌ «2» و منها وصول برکة الشیخ الذی ألبسه من یده المبارکة إلیه. و منها نیل ما یغلب علی الشیخ فی وقت الإلباس من الحال الذی یری الشیخ ببصیرته النافذة المنوّرة بنور القدس و أنه یحتاج إلیه لرفع حجبه العائقة و تصفیة استعداده فإنّه إذا وقف علی حال من یتوب علی یده علم بنور الحق ما یحتاج إلیه، فیستنزل من اللّه ذلک حتی یتصف قلبه به فیسری من باطنه إلی باطن المرید. و منها المواصلة بینه و بین الشیخ به فیبقی بینهما الاتصال القلبی و المحبة دائما و یذکّره الاتباع علی الأوقات فی طریقته و سیرته و أخلاقه و أحواله حتی یبلغ مبلغ الرجال، فإنّه أب حقیقی کما قال علیه الصلاة و السلام «الآباء ثلاثة أب ولدک و أب علّمک و أب ربّاک» «3»، هکذا فی الاصطلاحات الصوفیة.
قیل التصوّف الوقوف مع الآداب الشرعیة ظاهرا فیری حکمها من الظاهر فی الباطن، و باطنا فیری حکمها من الباطن فی الظاهر فیحصل للمتأدّب بالحکمین کمال. و قیل التصوّف مذهب کلّه جدّ فلا یخلطوه بشی‌ء من الهزل. و قیل هو تصفیة القلب عن موافقة
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) الاعراف/ 26.
(3) الآباء ثلاثة أب ولدک و أب علمک ذکره الامام الغزالی من کلام بعضهم: «الاباء ثلاثة: أب ربّاک و أب ولدک و أب علّمک، و خیر الآباء من علّمک» الغزالی، منهاج المتعلم ص 81. المطبوع مع کتاب التراث التربوی الاسلامی فی خمس مخطوطات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 457
البریة، و مفارقة الأخلاق الطبعیة «1»، و إخماد الصفات البشریة، و مجانبة الدّعاوی النفسانیة، و منازلة الصفات الروحانیة، و التعلّق بالعلوم الحقیقیة، و استعمال ما هو أولی علی السرمدیة، و النصح لجمیع الأمة و الوفاء للّه تعالی علی الحقیقة، و اتّباع رسوله صلی اللّه علیه و سلم فی الشریعة. و قیل ترک الاختیار و قیل بذل المجهود و الأنس بالمعبود. و قیل حفظ حواشیک «2» من مراعاة أنفاسک. و قیل الإعراض عن الاعتراض. و قیل هو صفاء المعاملة مع اللّه تعالی، و أصله التفرّغ عن الدنیا. و قیل الصبر تحت الأمر و النهی.
و قیل خدمة التشرّف و ترک التکلّف و استعمال التطرّف. و قیل الأخذ بالحقائق و الکلام بالدقائق و الإیاس بما «3» فی أیدی الخلائق، کذا فی الجرجانی.
اعلم أنّه قیل إنّ التصوّف مأخوذ من الصّفاء و هو محمود فی کل لسان، و ضدّه الکدورة و هو مذموم فی کل لسان. و فی الخبر ورد أنّ النبی المصطفی صلی اللّه علیه و آله و سلم قال: «ذهب صفاء الدنیا و لم یبق إلا کدرها».
إذن: الموت یعتبر الیوم تحفة لکلّ مسلم.
و قد اشتق ذلک الاسم من الصّفاء حتی صار غالبا علی رجال هذه الطائفة؛ أمّا فی عصر النبی صلی اللّه علیه و سلم فکان اسم الصحابة هو ما یطلق علی أکابر الأمّة، ثم کانت الطبقة التالیة طبقة التابعین، ثم کانت الطبقة الثالثة أتباع التابعین، ثم صار یطلق علی من یعتنون بأمر الدین أکثر من غیرهم اسم الزّهاد و العبّاد، ثم بعد ظهور أهل البدع و ادعائهم الزهد و العبادة انفرد أهل السّنّة بتسمیة الخواصّ منهم ممن یراعون الأنفاس باسم الصوفیة. و قد اشتهروا بهذا الاسم، حتی إنهم قالوا: إنّ اطلاق هذا الاسم علی الأعلام إنّما عرف قبل انقضاء القرن الثانی للهجرة.
و جاء فی توضیح المذاهب: أمّا التصوّف فی اللغة فهو ارتداء الصوف و هو من أثر الزّهد فی الدنیا و ترک التنعّم. و فی اصطلاح أهل العرفان: تطهیر القلب من محبة ما سوی اللّه، و تزیین الظاهر من حیث العمل و الاعتقاد بالأوامر و الابتعاد عن النواهی، و المواظبة علی سنّة النبی صلی اللّه علیه و سلم. و هؤلاء الصوفیة هم أهل الحق، و لکن یوجد قسم منهم علی الباطل ممّن یعدّون أنفسهم صوفیة و لیسوا فی الحقیقة منهم، و هؤلاء عدّة من الفرق إلیک بعض أسمائها: الجبیة و الأولیائیة و الشمراخیة و الإباحیة و الحالیة و الحلولیة و الحوریة و الواقفیة و المتجاهلیة و المتکاسلیة و الإلهامیة.
و ما تسمیة هؤلاء بالصوفیة إلا من قبیل إطلاق السّید علی غیر السّید. و أمّا مراتب الناس علی اختلاف درجاتهم فعلی ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الواصلون الکمّل و هم الطبقة العلیا.
القسم الثانی: السالکون فی طریق الکمال، و هؤلاء هم الطبقة الوسطی.
و القسم الثالث: سکان الأرض و الحفر (أهل المادة) «اللاصقون بالتراب» و هؤلاء هم الطبقة السفلی التی غایتها تربیة البدن بتحصیل الحظوظ المادّیة کالشهوات النّفسانیة و المتع الشّهوانیة و زینة اللباس، و لیس لهم من العبادات سوی حرکة الجوارح الظاهریة.
و أما القسم الأول الواصلون فهم أیضا
______________________________
(1) الطبیعیة (م).
(2) حواسک (م).
(3) عما (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 458
قسمان:
الأول: و هم مشایخ الصوفیة الذین حصّلوا مرتبة الوصول بسبب کمال متابعتهم و اقتدائهم بالنبیّ صلی اللّه علیه و سلم. ثم بعد ذلک أذن لهم بدعوة الناس إلی سلوک طریق اقتفاء النبی صلی اللّه علیه و سلم.
و هؤلاء هم الکاملون و المکمّلون الذین وصلوا بالعنایة الإلهیة إلی میدان البقاء بعد ما فنوا عن ذواتهم و استغرقوا فی عین الجمع.
و أمّا القسم الثانی من الفئة الأولی فهم الذین بعد وصولهم إلی درجة الکمال لم یؤذن لهم بإرشاد عامّة النّاس، و صاروا غرقی فی بحر الجمع، و فنوا فی بطن حوت الفناء و لم یصلوا إلی ساحل البقاء.
و أمّا السالکون فهم أیضا قسمان:
1- الطالبون لوجه اللّه. 2- و الطالبون للجنّة و الآخرة.
فأمّا الطالبون لوجه الحقّ فهم طائفتان:
المتصوّفة الحقیقیون و الملامتیّة. و المتصوفة الحقیقیون هم جماعة تنزّهوا عن نقص الصفات البشریة. و اتصفوا ببعض أحوال الصوفیة، و اقتربوا من نهایات مقاماتهم، إلّا أنّهم ما زالوا متشبّثین ببعض أهواء النفوس، و لهذا لم یدرکوا تماما نهایة الطریق کأهل القرب من الصوفیة.
و أمّا الملامتیة فهم قوم یسعون بکلّ جدّ فی رعایة معنی الإخلاص و دون ضرورة کتم طاعاتهم و عباداتهم عن عامة النّاس. کما یکتم العاصی معصیته، فهم خوفا من شبهة الرّیاء یتحرّزون عن إظهار عباداتهم و طاعاتهم. و لا یترکون شیئا من أعمال البرّ و الصّلاح، و مذهبهم المبالغة فی تحقیق معنی الإخلاص.
و قال بعضهم: الملامتیّة لا یظهرون فضائلهم و لا یسترون سیئاتهم، و هذه الطائفة نادرة الوجود. و مع ذلک لم یزل حجاب الوجود البشری عن قلوبهم تماما، و لهذا فهم محجوبون عن مشاهدة جمال التوحید. لأنّهم حین یخفون أعمالهم فهم ما زالوا ینظرون إلی قلوبهم. بینما درجة الکمال أن لا یروا أنفسهم و لا یبالوا بها و أن یستغرقوا فی الوحدة. قال الشاعر:
ما هو الغیر؟ و أین الغیر؟ و این صورة الغیر؟ فلا و اللّه ما ثمّة فی الوجود سوی اللّه.
و الفرق بین الملامتیّة و الصوفیة هو أنّ الصوفیة جذبتهم العنایة الإلهیة عن وجودهم فألقوا حجاب الخلقة البشریة و الأنانیة عن بصیرة شهودهم فوصلوا إلی درجة غابوا منها عن أنفسهم و عن الخلق. فإذن الملامتیة مخلصون بکسر اللام، و الصوفیة مخلصون بفتح اللام. أی أنّ الملامتیّة یخلّصون أعمالهم من شائبة الرّیاء بینما الصوفیة یستخلصهم اللّه تعالی.
و أمّا طلّاب الآخرة فهم أربعة طوائف:
الزّهاد و الفقراء و الخدام و العبّاد. أمّا الزهاد:
فهم الذین یشاهدون بنور الإیمان حقیقة الآخرة و جمال العقبی، و یعدّون الدنیا قبیحة و یعرضون عن مقتضیات النفس بالکلیة، و یقصدون الجمال الأخروی.
و الفرق بینهم و بین الصوفیة هو أنّ الزاهد بسبب میله لحظّ نفسه فهو محجوب عن الحق، و ذلک لأنّ الجنة دار فیها ما لا عین رأت و لا أذن سمعت. بینما الصوفیة لا یتعلّق نظرهم بشی‌ء سوی اللّه.
و أمّا الفقراء منهم طائفة لا یمیلون إلی تملّک أیّ شی‌ء من حطام الدنیا. و ذلک بسبب رغبتهم فیما عند اللّه. و علّة ذلک واحد من ثلاثة أشیاء: الأمل بفضل اللّه، أو تخفیفا للحساب أو خوفا من العقاب، لأنّ حلالها حساب و حرامها عقاب، و الأمل بفضل اللّه ثواب و یدخلون الجنة قبل الأغنیاء بخمسمائة عام. و رغبة فی جمع همتهم فی طلب العبادة مع حضور القلب فیها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 459
و الفرق بین الملامتیّة و الفقراء هو أنّ الفقراء طلاب للجنة و فیها حظّ للنفس، بینما الملامتیة طلاب الحق. و هذا الفقر رسم أی عادة تأتی بعد درجة الفقر و هو مقام فوق مقام الملامتیة و المتصوّفة، و هو وصف خاص بالصوفی لأنّه و إن تکن مرتبته وراء مرتبة الفقر لکن خلاصة مقام الفقر مندرجة فیه ذلک أنّ أی مقام یرتقی الصوفی فوقه فإنّه یحتفظ بصفاء ذلک المقام. فإذن صفة الفقر فی مقام الصوفی وصف زائد. و ذلک هو السبب فی کون نسبة جمیع الأحوال و الأعمال و المقامات لغیر نفسه و عدم تملّکها، بحیث لا یری لنفسه عملا و لا حالا و لا مقاما. و لا یخصّص نفسه بشی‌ء. بل لیس عنده خبر عن ذاته. و هذه حقیقة الفقر.
و الفرق بین الفقر و الزهد هو أنّ الفقر بدون وجود الزهد ممکن، و ذلک مثل شخص یترک الدنیا بعزم ثابت، و لکنّه ما زال باطنا راغبا فیها. و کذلک الزّهد بدون فقر ممکن أیضا.
و مثاله شخص یملک الأسباب الدنیویة و لکنه غیر راغب فیها.
أمّا الخدّام فهم طائفة اختارت خدمة الفقراء و طلاب الحق، و یشغلون أوقاتهم بعد القیام بالفرائض بمحاولة تفریغ خواطرهم من الاهتمام بأمور المعاش، و التعاون علی الاستعداد للقیام بأمر المعاد. و یقدّمون هذا علی النوافل سواء بالکسب أو بالسؤال.
أمّا العبّاد فهم طائفة تواظب علی أداء الفرائض و النوافل و الأوراد طلبا للثواب الأخروی. و هذا الوصف أیضا موجود فی الصوفی و لکنّه یتنزّه عن طلب الثّواب و الأغراض، لأنّ الصوفی الحق یعبد الحق لذاته.
و الفرق بین العباد و الزهاد هو أنّهم مع قیامهم بالعبادات فإنّ الرغبة بالدنیا یمکن أن تظل موجودة.
و الفرق بین العباد و الفقراء هو أنّ الغنیّ یستطیع أن یکون من العبّاد. فإذن صار معلوما أنّ الواصلین طائفتان فقط بینما السالکون هم ست طوائف و لکلّ واحد من هذه الطوائف الثمانی اثنان متشبهان به، أحدهما محقّ و الثانی مبطل.
أمّا المشبّه بالصوفیة بحقّ فهم الصوفیة الذین اطلعوا و تشوّقوا إلی نهایات أحوال الصوفیة، و لکنهم بسبب القلق ببعض الصّفات منعوا من بلوغ مقصدهم و أمّا المتشبّه بالصوفیة بالباطل منهم جماعة یتظاهرون بأحوال الصوفیة، و لکنهم لا یعملون بأعمالهم، و هؤلاء هم الباطنیّة و الإباحیة و الصاحبیة، و یسمّون أنفسهم متصوّفة، و یقولون: إنّ التقیّد بأحکام الشرع إنما هو للعوام الذین یرون ظاهر الأمور. أمّا الخواص فلیسوا مضطرّین للتقیّد برسوم الظاهر، و إنما علیهم مراعاة أحوالهم الباطنیة.
و أمّا المتشبّه المحقّ بالمجاذیب الواصلین فهم طائفة من أهل السلوک الذین ما زالوا یجاهدون فی قطع منازل السلوک و تصفیة النفوس، و ما زالوا مضطربین فی حرارة الطّلب و قبل ظهور کشف الذات، و الاستقرار فی مقام الفناء، فأحیانا تلمع ذواتهم بالکشف، و لا زال باطنهم یتشوّق لبلوغ هذا المقام.
و أمّا المتشبّه المبطل بالمجاذیب الواصلین فهم طائفة تدّعی الاستغراق فی بحر الفناء، و یتنصّلون من حرکاتهم و سکناتهم و یقولون: إنّ تحریک الباب بدون محرّک غیر ممکن. و هذا المعنی علی صحته لکنه لیس موجودا عند تلک الطائفة لأنّ هدفهم هو التمهید للاعتذار عن المعاصی و الإحالة بذلک علی إرادة الحقّ، و دفع اللّوم عنهم. و هؤلاء هم الزنادقة. و یقول الشیخ عبد اللّه التّستری: إذا قال هذا الکلام أحد و کان
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 460
ممن یراعی أحکام الشریعة و یقوم بواجبات العبودیة فهو صدیق و أما إذا کان لا یبالی بالمحافظة علی حدود الشرع فهو زندیق.
و أمّا المتشبّه المحق بالملامتیّة فهم طائفة لا یبالون بتشویش نظر الناس و معظم سعیهم فی إبطال رسوم العادات و الانطلاق من قیود المجتمع، و کلّ رأسمالهم هو فراغ البال و طیب القلب، و لا یبالون برسوم و أشکال الزّهاد و العبّاد و لا یکثرون من النوافل و الطاعات، و یحرصون فقط علی أداء الفرائض، و ینسب إلیهم حبّ الاستکثار من أسباب الدنیا و یقنعون بطیب القلب و لا یطلبون علی ذلک زیادة و هؤلاء هم القلندریة. و هذه الطائفة تشبه الملامتیّة بسبب اشتراکهما فی صفة البعد عن الرّیاء.
و الفرق بین هؤلاء و بین الملامتیّة هو: أنّ الملامتیّة یؤدّون الفرائض و النوافل دون إظهارها للناس. أمّا القلندریة فلا یتجاوزون الفرائض، و لا یبالون بالناس سواء اطلعوا علی أحوالهم أم لا.
و أمّا الطّائفة التی فی زماننا و تحمل اسم القلندریّة و قد خلعوا الإسلام من ربقتهم، و لیس لهم شی‌ء من الأوصاف السابقة، و هذا الاسم إنّما یطلق علیهم من باب الاستعارة، و الأجدر أن یسمّوا بالحشویّة. و أمّا المتشبّهون باطلا بالملامتیّة فهم طائفة من الزنادقة یدعون الإسلام و الإخلاص، و لکنّهم یبالغون فی إظهار فسقهم و فجورهم و معاصیهم، و یدّعون أنّ غرضهم من ذلک هو لوم الناس لهم، و أنّ اللّه سبحانه غنی عن طاعتهم، و لا تضرّه معصیة العباد. و إنّما المعصیة تضرّ الخلق فقط و الطاعة هی فی الإحسان إلی الناس.
و أمّا المتشبّهون بالزّهاد بحق فهم طائفة لا تزال رغبتها فی الدنیا قائمة یحاولون الخلاص من هذه الآفة دفعة واحدة، و هؤلاء هم المتزهدون. و أمّا المتشبّهون باطلا بالزّهاد فهم طائفة یترکون زینة الدنیا من أجل الناس لینالوا بذلک الجاه و الصّیت لدیهم، و تجوز هذه الخدعة علی بعضهم فیظنونهم معرضین عن الدنیا.
و حتّی إنّهم یخدعون أنفسهم بأنّ خواطرهم غیر مشغولة بطلب الدنیا، بدلیل إعراضهم عنها و هؤلاء هم المراءون.
و أمّا المتشبّهون بالفقراء بحقّ فهم الذین یبدو علیهم ظاهر و سیماء أهل الفقر، و فی باطنهم یطلبون حقیقة الفقر، إلّا أنّهم لم یتخلّصوا تماما من المیل للدنیا و زینتها و یتحمّلون مرارة الفقر بتکلّف، بینما الفقیر الحقیقی یری الفقر نعمة إلهیة، لذلک فهو یشکر هذه النعمة علی الدوام.
و أمّا المتشبّه بالباطل بالفقراء فهو ذلک الذی ظاهره ظاهر أهل الفقر و أمّا باطنه فغیر مدرک لحقیقة الفقر، و غرضه القبول لدی الناس لکی ینتفع منهم بشی‌ء من الدنیا، و هذه الطائفة هی مرائیة أیضا و أمّا المتشبّهون بالخدام بحق فهم الذین یقومون دائما بخدمة الخلق، و یأملون أن ینالوا بذلک سببا فی النجاة یوم القیامة. و فی تخلیصهم من شوائب المیل و الهوی و الرّیاء.
و لکنّهم لمّا یصلوا بعد إلی حقیقة ذلک. فحین تقع بعض خدماتهم فی مکانها فبسبب غلبة نور الإیمان و إخفاء النفس فإنّهم یتوقّعون المحمدة و الثّناء مع ذلک، و قد یمتنعون عن أداء بعض الخدمات لبعض المستحقّین، و یقال لمثل هذا الشخص متخادم.
و أمّا المتشبّهون بالخدام باطلا فهم الذین لا یخدمون بنیّة الثّواب الأخروی، بل إنّ خدمتهم من أجل الدنیا فقط، لکی یستجلبوا الأقوات و الأسباب، فإن لم تنفعهم الخدمة فی تحصیل مرادهم ترکوها.
إذن فخدمة أحدهم مقصورة علی طلب
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 461
الجاه و الجلال و کثرة الأتباع، و إنّما نظره فی الخدمة العامّة فمن أجل حظّ نفسه، و مثل هذا یسمّی مستخدما.
و أمّا المتشبّه بالعابد حقیقة فهو الرجل الذی ملأ أوقاته بالعبادة حتی استغرق فیها، و لکنه بسبب عدم تزکیة نفسه فإنّ طبیعته البشریة تغلبه أحیانا، فیقع بعض الفتور فی أعماله و طاعاته، و یقال لمن لم یجد بعد لذّة العبادة و ما زال یجاهد نفسه فی أدائها إنّه متعبّد.
و أمّا المتشبّه المبطل بالعابد فهو من جمل المرائین، لأنّ هدفه من العبادة هو السّمعة بین الناس، و لیس فی قلبه إیمان بالآخرة، و ما لم یر الناس منه أعماله فلا یؤدّی منها شیئا. و یقال أیضا لهذا و أمثاله متعبّد. انتهی ما فی توضیح المذاهب.
و یقول فی مرآة الأسرار: إنّ طبقات الصوفیة سبعة: الطالبون و المریدون و السالکون و السائرون و الطائرون و الواصلون، و سابعهم القطب الذی قلبه علی قلب سیدنا محمد صلی اللّه علیه و سلم و هو وارث العلم اللّدنی من النبی صلی اللّه علیه و سلم بین الناس، و هو صاحب لطیفة الحق الصحیحة ما عدا النبی الأمّی.
و الواصل هو الشخص الذی أصبحت قواه اللطیفة مزکّاة علی لطیفة الحق.
و الطائر هو الذی وصل إلی اللطیفة الروحیة.
و السائر هو الذی یکون صاحب قوی مزکیة للّطیفة السریة.
و السالک هو من یکون صاحب قوی مزکیة للطیفة القلبیة.
و المرید هو صاحب قوی مزکیة للطیفته النفسیة.
و الطالب هو صاحب قوی مزکیة للطیفته الخفیة الجسمیة.
و تبلغ عدّة أفراد هذه الطائفة 360 شخصا مثل أیام السنة الشمسیة.
و یقولون: إنّ رجال اللّه هم الأقطاب و الغوث و الإمامان اللذان هما وزیرا القطب و الأوتاد و الأبدال و الأخیار و الأبرار و النّقباء و النّجباء و العمدة و المکتومون و الأفراد أی المحبوبون.
و النّقباء ثلاثمائة شخص و اسم کلّ منهم علی.
و النّجباء سبعون و اسم کل واحد منهم حسن.
و الأخیار سبعة و اسم کلّ منهم حسین.
و العمدة أربعة و اسم کلّ منهم محمد.
و الواحد هو الغوث و اسمه عبد اللّه. و إذا مات الغوث حلّ محله أحد العمدة الأربعة، ثم یحلّ محلّ العمدة واحد من الأخیار، و هکذا یحلّ واحد من النجباء محلّ واحد من الأخیار و یحلّ محلّ أحد النقباء الذی یحلّ محله واحد من الناس.
و أمّا مکان إقامة النّقباء فی أرض المغرب أی السویداء و الیوم هناک من الصبح إلی الضحی و بقیة الیوم لیل. أمّا صلاتهم فحین یصل الوقت فإنّهم یرون الشمس بعد طی الأرض لهم فیؤدّون الصلاة لوقتها.
و أمّا النجباء فمسکنهم مصر. و أمّا الأخیار فهم سیّاحون دائما و لا یقرون فی مکان. و أمّا العمدة الأربعة ففی زوایا الأرض. و أمّا الغوث فمسکنه مکة، هذا غیر صحیح. ذلک لأنّ حضرة السیّد عبد القادر الجیلانی رحمه اللّه و کان غوثا إنّما أقام فی بغداد. هذا و تفصیل أحوال الباقی فسیأتی فی مواضعه. و یقول فی توضیح المذاهب، المکتومون أربعة آلاف رجل و یبقون
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 462
مستورین و لیسوا من أهل التصرّف. أمّا الذین هم من أهل الحلّ و العقد و التصرّف و تصدر عنهم الأمور و هم مقرّبون من اللّه فهم ثلاثمائة. و فی روایة خلاصة المناقب سبعة. و یقال لهم أیضا أخیار و سیّاح و مقامهم فی مصر. و قد أمرهم الحقّ سبحانه بالسّیاحة لإرشاد الطالبین و العابدین. و ثمّة سبعون آخرون یقال لهم النّجباء، و هؤلاء فی المغرب، و أربعون آخرون هم الأبدال و مقرّهم فی الشام، و ثمّة سبعة هم الأبرار و هم فی الحجاز. و ثمّة خمسة رجال یقال لهم العمدة لأنّهم کالأعمدة للبناء و العالم یقوم علیهم کما یقوم المنزل علی الأعمدة. و هؤلاء فی أطراف العالم. و ثمّة أربعون آخرون هم الأوتاد الذین مدار استحکام العالم بهم. کما الطناب بالوتد.
و ثلاثة آخرون یقال لهم النّقباء أی نقباء هذه الأمّة. و ثمة رجل واحد هو القطب و الغوث الذی یغیث کلّ العالم. و متی انتقل القطب إلی الآخرة حلّ مکانه آخر من المرتبة التی قبله بالتسلسل إلی أن یحلّ رجل من الصلحاء و الأولیاء محل أحد الأربعة.
و فی کشف اللغات یقول: الأولیاء عدة أقسام: ثلاثمائة منهم یقال لهم أخیار و أبرار، و أربعون: یقال لهم الأبدال و أربعة یسمّون بالأوتاد، و ثلاثة یسمّون النقباء، و واحد هو المسمّی بالقطب انتهی.
و یقول أیضا فی کشف اللغات: النّجباء أربعون رجلا من رجال الغیب القائمون بإصلاح أعمال الناس. و یتحمّلون مشاکل الناس و یتصرّفون فی أعمالهم. و یقول فی شرح الفصوص: النّجباء سبعة رجال، یقال لهم رجال الغیب، و النقباء ثلاثمائة و یقال لهم الأبرار.
و أقلّ مراتب الأولیاء هی مرتبة النقباء.
و أورد فی مجمع السلوک أنّ الأولیاء أربعون رجلا هم الأبدال، و أربعون هم النقباء، و أربعون هم النجباء، و أربعة هم الأوتاد، و سبعة هم الأمناء، و ثلاثة هم الخلفاء. «1»
______________________________
(1) در خبر است که مصطفی صلی اللّه علیه و آله و سلم فرموده صفا از دنیا برفت و باقی ماند کدورت پس مرگ امروز تحفه بود مر هر مسلمانی را پس آن نام از صفا برخاست و غالب شد مر این طائفة را گفته‌اند در عصر پیغامبر و بعد آن بزرگان را صحابه می‌گفتند و بعد ایشان دیگران را تابعین می‌گفتند و بعد ایشان دیگران را تبع تابعین می‌گفتند و بعد ایشان دیگران را که عنایت بامر دین بیشتر میداشتند زهاد و عباد می‌گفتند و بعد ایشان چون اهل بدعت پدید آمدند هریکی یکی میان خودها زهادی و عبادی دعوی میکردند پس خواص اهل سنت و جماعت که رعایت انفاس را لازم میشمرند به نام صوفیه منفرد شدند و آن نام مشهور گشت مر ایشان را تا گویند این اسمی است مر این طائفه را از اسمای اعلام و اطلاق این اسم بریشان پیش از ان بود که از هجرت دویست تمام گردد. بدان که در توضیح المذاهب گوید اما تصوف در لغت صوف پوشیدن است و این اثر زهد و ترک دنیا است و در اصطلاح اهل عرفان پاکیزه کردن دل است از محبت ما سوی اللّه و آراسته کردن ظاهر است من حیث العمل و الاعتقاد با مأمورات و دور بودن از منهیات و مواظبت نمودن بفرموده رسول خدا علیه الصلاة و السلام و این جماعت متصوفه محق‌اند و بعض متصوفه مبطل‌اند که خود را صوفیه می‌شمارند و بحقیقت صوفیه نیستند و اینها چند فرقه‌اند که أسامی بعضی از انها این است جبیه اولیائیه شمراخیه اباحیه حالیه حلولیه حوریة واقفیه متجاهلیه متکاسلیه الهامیة و تسمیه این طوائف به متصوفه مثل تسمیه غیر سید بسید است. و مراتب طبقات مردم علی اختلاف درجات سه قسم است قسم اوّل واصلان و کاملان و آن طبقه علیا است قسم دوم سالکان طریق کمال و آن طبقه وسطی است قسم سیوم مقیمان زمین و مغاک و آن طبقه سفلی است که همت ایشان تربیت بدن است از حظوظ نفسانی و شهوانی بطن و فرج و لباس و ننگ و ناموس و غیره و از عبادات و طاعات بجز تحریک اعضا نصیبی ندارند. و واصلان دو قسم‌اند اوّل: مشایخ صوفیه که بواسطة کمال متابعت حضرت نبوی علیه السلام مرتبه وصول یافته‌اند و بعد از ان در رجوع برای دعوت خلق بطریق متابعت حضرت نبوی علیه السلام مأذون شده‌اند و این طائفه کاملان‌اند و مکمل که عنایت إلهی ایشان را بعد از استغراق در عین جمع از شکم ماهی فنا خلاصی داده بساحل و میدان بقا رسانیده طائفه دوم آن جماعت‌اند که بعد از وصول به درجه کمال حواله تکمیل و رجوع خلق به ایشان نشده
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 463
و عن النبی علیه السلام أنّه قال (فی هذه الأمّة أربعون علی خلق إبراهیم و سبعة علی خلق
______________________________
و غرقه بحر جمع گشتند و در شکم ماهی فنا مستهلک شدند و به ناحیه بقا نرسیدند و سالکان نیز بر دو قسم‌اند طالبان وجه اللّه و طالبان بهشت و آخرت اما طالبان حق دو طائفه‌اند متصوفه محق و ملامتیه متصوفه محق آن جماعت‌اند که از نقص صفات بشری خلاص یافته‌اند و به بعضی احوال صوفیه متصف شده و مطلع نهایات ایشان گشته و لیکن هنوز به بقایای نفوس متشبث مانده باشند و بدان سبب از وصول بقایا و نهایات اهل قرب و صوفیه متخلف گشته‌اند اما ملامتیه جماعتی‌اند که در رعایت معنی اخلاص و صدق بغایت سعی کنند و در سر عبادات و کتم طاعات از خلق اهتمام لازم دانند چنانچه عاصی کتم معاصی کند ایشان از ظهور عبادات بجهت مظنه ریا محترز میباشند و هیچ چیز أز اعمال صالحه ترک نکنند و مشرب ایشان همیشه تحقق معنی اخلاص است و بعضی گفته‌اند که ملامتیه آنهااند که اظهار نیکی نمی‌کنند و بدی نمی‌پوشند و این طائفة هرچند عزیز است لیکن هنوز حجاب وجود بشری در قلوب ایشان انکشاف تام نیافته و لهذا از مشاهدة جمال توحید محجوب مانده‌اند چه در اخفای اعمال خود نظر دل به خود باقی است و کمال آنست که خود را نبیند و نداند و مستغرق وحدت باشد بیت.
چه غیر و کجا غیر و کو نقش غیر سوی اللّه و اللّه ما فی الوجود
و فرق میان ملامتیه و صوفیه آنست که صوفیه را جذبه عنایت ازلی از وجود پرداخته و حجاب خلقت و انانیت از دیده شهود برانداخته و به مرتبه رسانیده که خود را و خلق را نبیند پس ملامتیه مخلصان بکسر لام‌اند و صوفیه مخلصان‌اند بفتح لام یعنی ملامتیه اعمال خود را خالص میسازند از شائبه ریا و صوفیه را حق تعالی خالص میگرداند به خصلتی که حق تعالی را باشد نه غیر او را. اما طالبان آخرت چهار طائفه‌اند زهاد و فقرا و خدام و عباد اما زهاد طائفه که بنور ایمان و ایقان حقیقت آخرت و جمال عقبی را مشاهدة کنند و دنیا را قبیح شمرند و از مقتضیات نفس بکلی اعراض نمایند و مقصود جمال اخروی دارند و فرق میان ایشان و صوفیه آنست که زاهد بجهت حظ نفس خود از حق محجوب است زیرا که بهشت جای لذات است بخلاف صوفیه که نظر ایشان بجز خدا بر دیگر نیفتد اما فقرا آن طائفه‌اند که بملک هیچ چیز از دنیا اختیار نکرده‌اند بجهت طلب حق تعالی و سبب ترک ایشان یکی از سه چیز است امید فضل یا تخفیف حساب یا خوف عقاب چه حلال را حساب است و حرام را عذاب و امید فضل را ثواب و بیش در آمدن در بهشت از اغنیا است چه فقرا پانصد سال قبل از اغنیا بجنت در آیند و طلب جمعیت خاطر از برای بسیار کردن عبادت و حضور دل در آن و فرق میان فقرا و ملامتیه آنست که ایشان طالب بهشت‌اند که حظ نفس است و ملامتیه طالبان حق‌اند و این فقر رسمی است ورای مرتبه در فقر و مقامیست فوق مقام ملامتیه و متصوفه و این وصف خاص صوفیست چه صوفی اگر چه مرتبه او ورای مرتبه فقر است لیکن خلاصه مقام فقر در مقام درج است چه هر مقامی که از ان مقام صوفی ترقی کند صفای آن مقام بردارد پس فقر را در مقام صوفی وصف زائد بود و آن سبب نسبت جمیع احوال و اعمال و مقاماتست از خود و عدم تملک آن‌چنان‌که هیچ عمل و هیچ حال و مقام از خود نبیند و به خود مخصوص نگرداند بلکه از خود خبر ندارد و این حقیقت فقر است و فرق میان فقر و زهد آنست که فقر بی‌وجود زهد ممکن بود چنانکه کسی ترک دنیا کند بعزم ثابت و هنوز رغبت او بدنیا باقیست و أیضا زهد بی‌فقر ممکن است چنانکه کسی با وجود اسباب رغبت نداشته باشد. اما خدام طائفه‌اند که خدمت فقرا و طالبان حق اختیار کنند و اوقات را بعد ادای فرائض در تفریغ خاطر ایشان از اهتمام بامور معاش و اعانت بر استعداد امر معاد ایشان مقرون دارند و آن را بر نوافل تقدیم کنند خواه بکسب خواه بسؤال. اما عباد طائفه‌اند که پیوسته بر فرائض و نوافل و وظائف مداومت نمایند از برای ثواب اخروی و این وصف در صوفی نیز موجود است لیکن مبرّا أز ثواب و اغراض چه صوفی حق را برای حق‌پرستد و فرق میان زهاد و عباد آنست که با وجود عبادت رغبت بدنیا ممکن بود و فرق میان عباد و فقرا آن است که غنی می‌تواند که از عباد بود پس معلوم شد که واصلان دو طائفه‌اند و سالکان شش طائفه. و هریک ازین طوائف هشتگانه را دو متشبه‌اند یکی محق دیگری مبطل. متشبه محق به صوفیان متصوفه‌اند که بنهایات احوال صوفیان مطلع و مشتاق‌اند و به بقایای متعلقات صفات از بلوغ مقصد ممنوع گشته‌اند. و متشبه مبطل به صوفیان جماعتی‌اند که خود را در روی صوفیان اظهار کنند و از اعمال ایشان خالی باشند و این طائفه را باطنیه و اباحیه و صاحبیه خوانند و ایشان خود را متصوفه میگویند و میگویند که تقید باحکام شریعت وظیفه عوام است که نظر ایشان بر ظواهر اشیا است اما حال خواص آنست که برسوم ظاهر مقید نشوند و بمراعات حضور باطن اهتمام نمایند. و متشبه محق بمجذوبان و اصل طائفه‌اند از اهل سلوک که سر ایشان هنوز در قطع منازل صفات نفوس بود و از تابش حرارت طلب وجود ایشان در قلق و اضطراب است و پیش از ظهور کشف ذات و استقرار در مقام فنا گاه‌گاه کشف ذات لامع گردد و باطنشان همیشه مشتاق این مقام می‌ماند. و متشبه مبطل بمجذوبان واصل طائفه‌اند که دعوی استغراق در بحر
فنا کنند و حرکات و سکنات خود را هیچ به خود اضافت نکنند و گویند که تحریک باب بدون محرک ممکن نبود و این معنی هرچند صحیح است لیکن حال آن جماعت نیست زیرا که مراد ایشان ازین سخن تمهید عذر معاصی و حواله به اراده حق و دفع ملامت از خود است و این طائفه را زنادقه خوانند و شیخ عبد اللّه تستری گفته که اگر آن شخص قائل این قول رعایت شریعت و احکام عبودیت می‌کند از صدیقانست و اگر از عدم محافظت شرع باک ندارد از زندیقان است. و متشبه
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 464
موسی و ثلاثة علی خلق عیسی و واحد علی خلق محمد علیهم السلام و الصلاة فهم علی مراتبهم
______________________________
محق بملامتیه طائفه‌اند که در تخریب نظر خلق مبالاتی زیادة ننمایند و اکثر سعی ایشان در تخریب رسوم عادات و اطلاق از قیود آداب مخالطات بود و سرمایه حال ایشان جز فراغ خاطر و طیب قلب نبود و ترسم برسوم زهاد و عباد از ایشان صورت نه بندد و اکثار نوافل و طاعات ننمایند و جز بر أدای فرائض مواظبت ننمایند و جمع و استکثار اسباب دنیوی به ایشان منسوب باشد و بطیبة القلب قانع و طلب مزید احوال نکنند ایشان را قلندریه خوانند و این طائفه جهت عدم ریا با ملامتیه مشابهت دارند و فرق میان ایشان و ملامتیه آنست که ملامتیه بجمیع نوافل و طاعات تمسک جویند لیکن آن را از نظر خلق پنهان دارند اما قلندریه از حد فرائض در نگذرند و باظهار و اخفای اعمال مقید نشوند اما طائفه که درین زمان به نام قلندری موسوم‌اند و ربقه اسلام از گردن برداشته‌اند و از اوصاف مذکورة خالی این اسم بر ایشان عاریت است و ایشان را حشویّه گفتن لائق است.
و متشبه مبطل بملامتیه طائفه‌اند هم از زنادقه که دعوی اسلام و اخلاص کنند و بر إظهار فسق و فجور مبالغه کنند و گویند که مراد ما ازین ملامت خلق است و حق تعالی از طاعت بی‌نیاز است و از معصیت غیر متضرر و معصیت در آزار خلق منحصر دانند و طاعت در احسان خلق. و متشبه محق به زهاد طائفه‌اند که هنوز رغبت ایشان از دنیا بکلی نگشته و خواهند که به یکبارگی رغبت بگردانند و ایشان را متزهد خوانند. و متشبه مبطل به ایشان طائفه‌اند که از برای قبول خلق ترک زینت دنیا کنند و بدان تحصیل طلب جاه کنند در میان مردم و بر بعضی حال ایشان مشتبه شود و پندارند که ایشان از دنیا اعراض کرده‌اند و گاه بود که حال خودشان بر ایشان مشتبه شود گمان برند که چون خاطر ایشان بطلب اسباب دنیوی مشغول نیست علت آنست که اعراض کرده‌اند و این طائفه را مرائیة گویند. و متشبه محق به فقرا آنست که ظاهر او برسم فقر مترسم بود و باطنش خواهان حقیقت فقر و لیکن هنوز میل به غنا دارد و بتکلف بر فقر صبر می‌کند و فقیر حقیقی فقر را نعمتی از حق می‌داند و بر ان وظائف شکر همواره بتقدیم رساند. و متشبه مبطل به فقرا آنست که ظاهرش برسوم فقر مترسم بود و باطنش بحقیقت آن غیر مطلع و مرادش قبولیت در نظر خلق است تا نفعی از آنها حاصل شود و این طائفه را نیز مرائیه گویند. و متشبه محق به خدام آنست که همواره بخدمت بندگان حق قیام نماید و بباطن میخواهد که خدمت ایشان سبب نجات اخروی گردد و از شوائب میل هوا و ریا تخلیص کند و لیکن هنوز بحقیقت آن نرسیده پس وقتی که بحکم غلبه نور ایمان و اخفای نفس بعضی از خدمات او در محل استحقاق باشد بتوقع محمدت و ثنای خدمت طبع بتقدیم رساند و بعضی را که مستحق خدمت باشند محروم گذارد و این‌چنین کس را متخادم گویند. و متشبه مبطل بخادم کسی باشد که او را خدمت بنیت اخروی نباشد بلکه خدمت او محض از برای دنیا باشد تا بآن سبب استجلاب اقوات از اوقات و اسباب کند و اگر آن را در تحصیل مراد مؤثر نیابد ترک کند پس خدمت او مقصور بود بر طلب جاه و جلال و کثرت اتباع و نظر او در خدمت همگی بر حظ نفس خود بود این چنین کس را مستخدم خوانند. و متشبه محق بعابد کسی بود که اوقات خود را بعبادت مستغرق دارد و لیکن بجهت عدم تزکیه نفس طبع بشری بهر وقت در اعمال و طاعات او فتوری اندازد و کسی که هنوز لذت عبادت نیافته باشد و بتکلف بدان قیام نماید او را متعبد خوانند. و متشبه مبطل بعابد کسی باشد از جمله مرائیه که نظر او در عبادت خود بر قبول خلق بود و در دل او ایمان به ثبوت آخرت نباشد و تا اطلاع غیر بر طاعت خود نبیند بدان قیام نمی‌نماید و او را نیز متعبد خوانند انتهی ما فی توضیح المذاهب. در مرآة الاسرار میگوید طبقه صوفیه هفت نوع‌اند طالبان و مریدان و سالکان و سائران و طائران و واصلان و هفتم قطب که دل او بر دل محمد است علیه الصلاة و السلام و او وارث علم لدنی حضرت رسالت‌پناه است صلی اللّه علیه و سلم در میان خلائق و بس که صاحب لطیفه حق راست بخلاف نبی امی. و واصل کسی را گویند که قوی لطیفه او مزکی گشته بر لطیفه حق. و طائر کسی را گویند که به لطیفه روحی رسیده. و سائر کسی را گویند که صاحب قوی مزکی لطیفه سری باشد. و سالب کسی را گویند که صاحب قوی مزکی لطیفه قلبی باشد و مزید کسی را گویند که صاحب قوی مزکی لطیفه نفسی باشد و طالب کسی را گویند که صاحب قوی مزکی لطیفه خفی قالبی باشد و عدد این طائفة سه صد و شصت تواند بود مثل ایام شمسی و نیز میگویند مردان خدا اقطاب‌اند و غوث و امامان یعنی دو وزیر قطب و اوتاد و ابدال و اخیار و ابرار و نقباء و نجباء و عمده و مکتومان و مفردان ای محبوبان نقباء سه صد تن‌اند اسامی کل نقباء علی است و نجباء هفتاداند اسامی کل نجباء حسن است و اخیار هفت‌اند اسامی ایشان حسین است و عمده چهاراند اسامی ایشان محمد است و یکی غوث است
اسم او عبد اللّه است چون غوث بمیرد یکی از عمده به جایش رسد و به جای یکی از عمده یکی از اخیار آید و به جای یکی از اخیار یکی از نجباء بیاید و به جای یکی از نجباء یکی از نقباء بیاید و به جای یکی از نقباء یکی از خلق براورده نهند مسکن نقباء زمین مغرب است یعنی زمین سویدا آنجا روز مقدار از صبح تا چاشت می‌شود و باقی همه شب اما نمازهای ایشان چون وقت میرسد در طی زمینها که اوقات متعین است بمشاهدة عین تأثیر شمس میکنند و خمس صلوات میگذارند و سکونت نجباء مصر است و اخیار همیشه در سیاحت میباشند و ایشان را سکونتی و قراری نیست و عمده در زوایای ارض میباشند و مسکن غوث مکه است و این درست نیست چرا که حضرت عبد القادر جیلانی رحمة اللّه علیه غوث بود و در بغداد مسکن داشت انتهی و تفصیل باقی در مواضع آنها است. و در توضیح المذاهب میگوید مکتومان چهار هزار تن‌اند که مستور
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 465
سادات الخلق). «1» و قال أبو عثمان المغربی: «2» البدلاء أربعون و الأمناء سبعة و الخلفاء من الأئمة ثلاثة، و الواحد هو القطب: فالقطب عارف بهم جمیعا و مشرق علیهم و لم یعرفه أحد و لا یتشرق علیه، و هو إمام الأولیاء و الثلاثة الذین هم الخلفاء من الأئمة یعرفون السبعة و یعرفون الأربعین و هم البدلاء، و الأربعون یعرفون سائر الأولیاء من الأئمة و لا یعرفهم من الأولیاء أحد، فإذا نقص واحد من الأربعین أبدل مکانه من الأولیاء، و کذا فی السبع و الثلاث و الواحد إلّا أن یأتی بقیام الساعة انتهی.
و فی الإنسان الکامل أمّا أجناس رجال الغیب فمنهم من بنی آدم و منهم من هو من أرواح العالم و هم ستة أقسام مختلفون فی المقام. القسم الأول هم الصنف الأفضل و القوم الکمّل أفراد الأولیاء المقتفون آثار الأولیاء غابوا من عالم الأکوان فی الغیب المسمّی بمستوی الرحمن فلا یعرفون و لا یوصفون و هم آدمیون.
و القسم الثانی هم أهل المعانی و أرواح الأدانی یتنوّر الولی بصورهم فیکلّم الناس فی الظاهر و الباطن و یخبرهم فهم أرواح کأنّهم أشباح للقوة الممکنة فی التصویر فی الذین سافروا من عالم الشهود و وصلوا إلی فضاء غیب الوجود فصار عینهم شهادة و أنفاسهم عبادة، هؤلاء هم أوتاد الأرض القائمون للّه بالسّنة و الفرض. القسم الثالث ملائکة الإلهام و البواعث یطرقون الأولیاء و یکلّمون الأصفیاء لا یبرزون إلی عالم الأجسام و لا یعرفون بعوام الناس. القسم الرابع رجال المفاجأة فی المواقع و إنّما یخرجون عن عالمهم و لا یوجدون فی غیر عالمهم، «3» و لا یوجدون فی غیر معالمهم یتصوّرون بسائر الناس فی عالم الأجسام، و قد یدخل أجل «4» الصفا إلی ذلک
______________________________
میمانند و از اهل تصرف نیند اما آنان که اهل حل و عقد و تصرف‌اند و امور أز ایشان صادر گردد و مقربان درگاه‌اند سه صد کس‌اند و بروایت خلاصة المناقب هفت‌اند که ایشان را اخیار و سیّاح نیز گویند و مقام ایشان در مصر است حق تعالی ایشان را بسیاحت امر فرموده تا ارشاد طالبان و عابدان کنند و هفتاد تن دیگراند ایشان را نجباء خوانند و ایشان در مغرب‌اند و چهل تن دیگر را ابدال و جای ایشان شام است و هفت تن دیگر را ابرار و ایشان در حجاز میباشند و پنج تن دیگراند ایشان را عمده گویند که ستون عالم‌اند و قوام عالم بدیشان است مثل قوام خانه به ستون و ایشان در اطراف عالم‌اند و چهار تن دیگراند ایشان را اوتاد خوانند که مدار استحکام عالم بدیشان است چنانچه مدار ریسمان بر میخ است و سه تن دیگراند که ایشان را نقباء گویند که نقیبان این امت‌اند و یک تن دیگر را قطب و غوث نامند که فریادرس همه عالم اوست و هرگاه که قطب از عالم انتقال کند یکی به جای او آید و این‌چنین در همه مراتب تا یکی از صلحاء و اولیاء به جای یکی از ان چهار آید. و در کشف اللغات گوید: اولیاء اقسام‌اند سه صداند که ایشان را أخیار و ابرار خوانند و چهل‌اند که ایشان را ابدال گویند و چهاراند که مسمی باوتاداند و سه تن‌اند مسمی بنقباء و یک مسمی بقطب انتهی و نیز در کشف اللغات گوید نجباء چهل تنان‌اند أز مردان غیب که قائم باصلاح کارهای مردم‌اند و بردارند مشکلات بنی آدم و متصرف در کارهای خلایق. و در شرح فصوص گوید نجباء هفت تن‌اند که ایشان را رجال الغیب گویند و نقباء سیصد تنان‌اند که ایشان را ابرار گویند و پست‌ترین مرتبه از مراتب اولیاء مرتبه نقباء است. و در مجمع السلوک آرد که از اولیاء چهل تن‌اند ابدال و چهل نقباء و چهل نجباء و چهار اوتاد و هفت أمناء و خلفاء.
(1) رواه الطبرانی فی الأوسط عن أنس مرفوعا بلفظ «لن تخلو الارض من اربعین رجلا مثل خلیل الرحمن، فبهم تسقون و بهم تنصرون. ما مات منهم أحد إلا أبدل اللّه مکانه آخر». الهیثمی، مجمع الزوائد، کتاب المناقب، باب ما جاء فی الأبدال و أنهم بالشام، 10/ 63 و رواه الطبرانی أیضا من حدیث ابن مسعود مرفوعا: «لا یزال اربعون رجلا من أمتی قلوبهم علی قلب ابراهیم یدفع اللّه بهم عن أهل الأرض یقال لهم الأبدال». المرجع و الصفحة نفسهما.
(2) هو سعید بن سلام المغربی القیروانی. توفی عام 373 ه إمام، صوفی أوحد عصره فی طریقته، و له أحوال و کرامات. سیر أعلام النبلاء 16/ 320، طبقات الصوفیة 479، تاریخ بغداد 9/ 112، الرسالة القشیریة 29، العبر 2/ 365، البدایة و النهایة 11/ 302، شذرات الذهب 3/ 81، و الطبقات الکبری للشعرانی ج 1، ص 122.
(3) و لا یوجد منه فی غیر عالمهم (- م).
(4) أجل (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 466
الکوی «1» فیخبرونهم بالمغیبات و المکتومات.
القسم الخامس رجال البسابس هم أهل الخطوة فی العالم و هم من أجناس بنی آدم یظهرون و یکلمونهم فیجیبون أکثرهم، «2» و سکنی هؤلاء فی الجبال و القفار و الأودیة و أطراف الأنهار إلّا من کان منهم متمکنا فإنّه یأخذ «3» من المدن مسکنا غیر متشوّق إلیه و لا معوّل علیه. القسم السادس یشبهون الخواطر لا الوساوس هم المولّدون من أب التفکّر و أم التصوّر لا یعبأ بأقوالهم و لا یتشوّق إلی أمثالهم فهم بین الخطأ و الصواب و هم أهل الکشف و الحجاب.

التّضاد:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Contradition،opposition antagonism
[فی الفرنسیة]Contradition،opposition،antagonisme
بتشدید الدال یطلق علی معان. منها التقابل و التنافی فی الجملة، و فی بعض الأحوال و بهذا المعنی وقع فی تعریف الطّباق کما فی المطوّل. و الظاهر أنّ هذا المعنی لغوی فإنّ التضاد فی اللغة بمعنی: العداوة مع الآخر، و عدم التّجانس و التنافی، و بمعنی عدم التوافق. «4» و منها الطّباق و الجمع بین معنیین متضادین. و هذا المعنی من مصطلحات أهل البدیع. و یلحق به ما یسمّی إیهام التّضاد و هو الجمع بین معنیین غیر متقابلین، عبّر عنهما بلفظین، یتقابل معانیهما الحقیقیان نحو قول دعبل: «5»
لا تعجبی یا سلم من رجل ضحک المشیب برأسه فبکی.
یعنی بالرجل نفسه و بالضحک الظهور التامّ، فلا تضاد بین البکاء و ظهور المشیب، لکنّه عبّر عن ظهور المشیب بالضحک الذی یکون معناه الحقیقی مضادا لمعنی البکاء. و إنّما سمّی بإیهام التضاد لأنّ المعنیین المذکورین و إن لم یکونا متقابلین حتی یکون التضاد حقیقیّا لکنهما قد ذکرا بلفظین یوهمان بالتضاد، نظرا إلی الظاهر و الحمل علی الحقیقة کذا فی المطول. و منها کون المعنیین بحیث یمتنع لذاتیهما اجتماعهما فی محلّ واحد من جهة واحدة، و المعنیان یسمّیان بالمتضادین و الضّدین، و هو من مصطلحات المتکلّمین کما فی تهذیب الکلام «6» و شرح المواقف و علیه اصطلاح الفقهاء أیضا.
قال الچلپی فی حاشیة التلویح: اسم الضّد فی اصطلاح الفقهاء یطلق علی کلّ من المتقابلات مطلقا، صرّح به فی التحقیق «7»، انتهی. فقولهم معنیان أی عرضان یخرج العدم و الوجود لأنهما لیسا عرضین، و کذا الإعدام لذلک، و کذا الجوهر و العرض و هو ظاهر، و کذا
______________________________
(1) اللواء (م).
(2) أکثر سکن (م).
(3) یتخذ (م).
(4) بمعنی با یکدیگر دشمنی و ناهمتائی و التنافی بمعنی با یکدیگر نیست کردن.
(5) هو دعبل بن علی بن رزین الخزاعی، أبو علی. ولد عام 148 ه/ 765 م. و توفی عام 246 ه/ 860 م. شاعر هجاء، له أخبار و شعره جید. صدیق البحتری له کتاب طبقات الشعراء و دیوان شعر. الاعلام 2/ 339، وفیات الاعیان 1/ 178، معاهد التنصیص 2/ 190، الشعر و الشعراء. 350، لسان المیزان 2/ 430، تاریخ بغداد 8/ 382.
(6) تهذیب المنطق و الکلام لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 792 ه). و الکتاب مؤلف من قسمین: قسم فی المنطق و قسم فی الکلام، و علیه شروح کثیرة من أهمها شرح جلال الدین محمد بن أسعد الدوانی (907 ه). البدر الطالع 2/ 304، کشف الظنون 1/ 515- 517، معجم المطبوعات العربیة، 636- 637.
(7) التحقیق لعبد العزیز بن أحمد البخاری (- 730 ه) شرح فیه کتاب المنتخب فی أصول المذهب لحسام الدین محمد بن محمد بن عمر الأخسیکثی (- 644 ه). کشف الظنون 2/ 1849، معجم المطبوعات العربیة، 538.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 467
القدیم و الحادث فإنّ القدیم القائم بغیره کصفاته تعالی لا یسمّی عرضا عندهم لأنّه قسم من الممکن الذی هو ما سوی اللّه تعالی، و لذا حکموا بحدوثه. فهذه الأمور لا تضاد فی شی‌ء منها و کذا الأمور الإضافیة لعدم کونها موجودة عندهم. و قولهم یمتنع اجتماعهما یخرج نحو السّواد و الحلاوة فإنّهما یجتمعان فلا تضاد بینهما. و قولهم لذاتیهما أی یکون منشأ امتناع الاجتماع ذاتیهما و إن کان بواسطة لازمة للذات فلا ینافی ما یقال إنّ التقابل بالذات إنّما هو بین الإیجاب و السّلب و فیما عداهما بالواسطة.
و خرج بهذا القید العلم بالحرکة و السکون معا فإنّ هذین العلمین و إن امتنع اجتماعهما لکن لیس ذلک لذاتیهما، بل لاستلزامهما المعلومین اللذین یمتنع اجتماعهما لذاتیهما بناء علی أنّ المطابقة معتبرة عندهم فی العلم؛ فلو اجتمع العلمان فی شخص واحد لزم اجتماع المعلومین، أعنی کون شخص واحد متحرکا و ساکنا فی آن واحد فتدبّر. و کذا الحرکة الاختیاریة مع العجز فإنّ امتناع الاجتماع بینهما لیس لذاتیهما بل لأنّ الحرکة الاختیاریة تستلزم القدرة المضادّة للعجز لکونهما متنافیین بالذات.
و قولهم من جهة واحدة الأولی حذفه لعدم ظهور الفائدة. و ما قیل إنّ فائدته إدخال الاجتماع و الافتراق فإنّهما موجودان عندهم یمتنع اجتماعهما فی محلّ واحد من جهة واحدة لا من جهتین، إذ یجوز أن یکون لجسم واحد اجتماع بالنسبة إلی جسم و افتراق بالنسبة إلی آخر، فمدفوع بأنّ الکون الموجود أمر شخصی یعرض له اعتباران. فالموجود فی الخارج لا تعدّد فیه و إن اعتبر مع الإضافة فهو أمر اعتباری لا وجود له، و کذا ما قیل إنّ فائدته إدخال السواد و البیاض اللذین فی البلقة و الخطین اللذین فی السطح فإنّ الاجتماع فی الصورتین لیس من جهة واحدة، بل من جهتین لانتفاع الاجتماع فی المحلّ الواحد فی الصورة الأولی، و کون الخطّ و السطح و النقطة من الأمور الاعتباریة عندهم. و المراد امتناع الاجتماع بعد عدم اشتراکهما فی الصفات النفسیة فخرج التماثل، فإنّ المتماثلین عند الأشعری لا یجتمعان أیضا.
ثم اعلم أنّ اتّحاد المحلّ لم تشترطه المعتزلة، و قالوا الضدان معنیان یستحیل اجتماعهما لذاتیهما فی الجملة سواء کان فی محلّ واحد أو فی محلّین. و قالوا العلم بالشی‌ء کالسواد مثلا إذا قام بجزء فی القلب فإنّه یضادّ الجهل بذلک الشی‌ء بجزء آخر من القلب، و إلّا أی إن لم یکن بینهما تضاد اتصفت الجملة بهما، إذ الصفات التابعة للحیاة إذا قامت بجزء من شی‌ء ثبت حکمها للجملة. و المراد بالجهل الجهل المرکّب فإنّ الجهل البسیط عدمی عندهم و زاد علیه أبو الهذیل و من تبعه فلم یشترط المحلّ و ذهب إلی أنّ إرادته تعالی تضاد کراهیته تعالی و هما صفتان حادثتان لا فی محلّ، أی لیستا فی ذاته تعالی لامتناع قیام الحوادث به و لا فی غیره لامتناع قیام الصفة بغیر موصوفها، و هما متضادان لامتناع اجتماع حکمهما فی ذاته، أعنی کونه مریدا و کارها معا لشی‌ء واحد.
و یردّ علیهم الموت و الحیاة فإنّهما لیسا ضدین عندهم مع امتناع اجتماعهما.
و اعلم أیضا أنّ جمهور المعتزلة علی أنّ المتماثلین یجوز اجتماعهما فهم لا یعتبرون عدم الاشتراک فی الصفات النفسیة و یخرجون التماثل بقید امتناع الاجتماع.
و منها التقابل بین أمرین وجودیین بحیث لا یتوقف تعقّل کلّ منهما علی تعقّل الآخر، و هذان الأمران یسمّیان بالمتضادین و الضدّین، و هذا من مصطلحات الحکماء. فالضدان عندهم أخصّ مما عند المتکلمین لأنّ المتضایفین قد اختلف فی وجودهما، فعلی القول بوجودهما
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 468
یکونان داخلین فی الضدّین علی مقتضی تعریف المتکلمین دون تعریف الحکماء و إن لم یکن المتکلمون قائلین بدخولهما فی تعریف الضدّین، و کذا الحال فی المتماثلین. ثم المراد بالوجودی ما لا یکون السّلب جزءا من مفهومه، و بهذا القید خرج السلب و الإیجاب و العدم و الملکة.
و بقولهم لا یتوقّف الخ، خرج التضایف و هذا هو التضاد المشهوری سمّی به لاشتهاره بین عوام الفلاسفة. و قد یشترط أن یکون بین هذین الأمرین غایة الخلاف و البعد کالسواد و البیاض فإنهما متخالفان متباعدان فی الغایة دون الحمرة و الصفرة، إذ لیس بینهما ذلک الخلاف و التباعد فهما متعاندان لا ضدان، و هذا هو التضاد الحقیقی سمّی به لکونه المعتبر فی العلوم الحقیقیة. هذا هو المسطور فی أکثر الکتب.
و فی شرح المقاصد ناقلا عن الشیخ أنه یشترط فی التضاد المشهوری أیضا. غایة الخلاف هذا کله خلاصة ما فی شرح المواقف و حاشیته للمولوی عبد الحکیم.

فائدة:

الفرق بین الضدّ و النقیض أن النقیضین لا یجتمعان و لا یرتفعان کالعدم و الوجود و الضدّان لا یجتمعان لکن یرتفعان کالسّواد و البیاض کذا فی بحر الجواهر.

فائدة:

قالوا قد یلزم أحد المتضادین المحلّ إمّا بعینه کالبیاض للثلج أو لا بعینه کالحرکة و السکون للجسم فإنّه لا یخلو عنهما و قد یخلو عنهما معا إمّا مع اتصافه بوسط و یعبّر عن ذلک الوسط إما باسم وجودی کالفاتر المتوسّط بین الحار و البارد أو بسلب الطرفین، کما یقال لا عادل و لا جائر لمن اتصف بحالة متوسّطة بین العدل و الجور، و إما بدون الاتصاف بوسط فیخلو المحلّ عن الوسط أیضا کالشّافّ الخالی عن السواد و البیاض، و عن کلّ ما یتوسطهما من الألوان.
و أیضا قد یمکن تعاقب الضدین علی المحلّ بحیث لا یخلو المحلّ عنهما معا بأن یعدم أحدهما عنه و یوجد الآخر فیه فی آن واحد کالسواد و البیاض، أو لا یمکن ذلک کالحرکة الصاعدة و الهابطة، فإنّه لا یجوز تعاقبهما علی محلّ واحد. فإن قلنا یجب أن یکون بینهما سکون.

فائدة:

التضاد لا یکون إلّا بین أنواع جنس واحد أی لا تضاد بین الأجناس أصلا و لا بین أنواع لیست مندرجة تحت جنس واحد بل تحت جنسین، و إنّما التضاد بین الأنواع المندرجة تحت جنس واحد، و لا یکون التضاد إلّا بین الأنواع الأخیرة المندرجة تحت جنس قریب کالسواد و البیاض المندرجة تحت اللون الذی هو جنسهما القریب، و ما یتوهّم بخلاف ذلک نحو الفضیلة و الرذیلة و الخیر و الشّر فمن العدم و الملکة، و ضد الواحد الحقیقی لا یکون إلّا واحدا، فالشجاعة لیس لها ضدان حقیقیان هما التهوّر و الجبن بل لا تضاد حقیقیا إلّا بین الأطراف کالتهوّر و الجبن، و کل ذلک ثبت بالاستقراء کذا فی شرح المواقف.

التّضایف:

[فی الانکلیزیة]Correlation
[فی الفرنسیة]Correlation
کون الشیئین بحیث لا یمکن تعقّل کلّ واحد منهما إلّا بالقیاس إلی الآخر کذا فی المطول فی بحث الوصل و الفصل. و قیل کون الشئین بحیث یکون تعلّق کل واحد منهما سببا لتعلّق الآخر به کالأبوّة و البنوّة و مآل التعریفین واحد. و المتضایفان هما المتقابلان الوجودیان اللذان یعقل کل منهما بالقیاس إلی الآخر، أو یقال بحیث یکون تعلّق کلّ منهما سببا لتعلّق الآخر به کذا فی الجرجانی.

التّضعیف:

[فی الانکلیزیة]Doubling
[فی الفرنسیة]Doublement
هو عند المحاسبین زیادة عدد علی نفسه
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 469
کزیادة الأربعة علی الأربعة التی تحصل منها ثمانیة، فذلک العدد یسمّی مضعّفا بالفتح، و الذی یحصل من تلک الزیادة یسمّی حاصل التضعیف کالثمانیة فی المثال المذکور. و قد یستعمل التّضعیف بمعنی الضرب کما فی بعض حواشی تحریر أقلیدس. و المضعف عند المحدّثین عرفت قبیل هذا.

التّضمین:

[فی الانکلیزیة]Implication،inclusion
[فی الفرنسیة]Implication،inclusion
عند أهل العربیة یطلق علی معان. منها إعطاء الشی‌ء معنی الشی‌ء. و بعبارة أخری إیقاع لفظ موقع غیره لتضمنه معناه و یکون فی الحروف و الأفعال، و ذلک بأن تضمن حرف معنی حرف، أو فعل معنی فعل آخر، و یکون فیه معنی الفعلین معا و ذلک بأن یأتی الفعل متعدیا بحرف لیس من عادته التعدّی به، فیحتاج إلی تأویله أو تأویل الحرف لیصحّ التعدی به، و الأول تضمین الفعل و الثانی تضمین الحرف.
و اختلفوا أیّهما أولی، فقال أهل اللغة و قوم من النحاة التوسّع فی الحروف لأنّه فی الأفعال أکثر مثاله عَیْناً یَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ «1» فیشرب إنّما یتعدّی بمن فتعدیته بالباء إمّا علی تضمینه معنی یروی و یتلذّذ أو تضمین الباء معنی من. و أمّا فی الأسماء فإنّ تضمین اسم بمعنی اسم لإفادة معنی الاسمین معا نحو حَقِیقٌ عَلی أَنْ لا أَقُولَ عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ «2» ضمّن حقیق معنی حریص لیفید أنه محقوق بقول الحق و حریص علیه.
و هو أی التضمین مجاز لأنّ اللفظ لم یوضع للحقیقة و المجاز معا، فالجمع بینهما مجاز، کذا فی الإتقان فی نوع الحقیقة و المجاز. لکن فی چلپی التلویح فی الخطبة و فی چلپی المطوّل فی بحث تقدیم المسند ما یخالف ذلک حیث قال: التضمین أن یقصد بلفظ معناه الحقیقی و یراد معه معنی آخر تابع له بلفظ آخر دلّ علیه بذکر ما هو من متعلّقاته. فاللفظ فی صورة التضمین مستعمل فی معناه الحقیقی و المعنی الآخر مراد بلفظ آخر کیلا یلزم الجمع بین الحقیقة و المجاز. فتارة یجعل المذکور أصلا و المحذوف حالا و تارة یعکس.
فإن قلت إذا کان المعنی الآخر مدلولا علیه بلفظ آخر محذوف لم یکن فی ضمن المذکور فکیف قیل إنه متضمن إیاه؟ قلت: لما کان مناسبة المعنی المذکور بمعونة ذکر صلة قرینة علی اعتباره جعل کأنّه فی ضمنه انتهی.
و منها حصول معنی فی لفظ من غیر ذکر له باسم هو عبارة عنه و هو من أنواع الإیجاز.
قال القاضی أبو بکر و هو نوعان: أحدهما ما یفهم من البیّنة کقولک معلوم فإنه یوجب أنّه لا بدّ له من عالم. و ثانیهما من معنی العبارة کقوله تعالی بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ فإنّه تضمّن تعلیم الاستفتاح فی الأمور باسمه تعالی علی جهة التعظیم له و التبرک باسمه، کذا فی الإتقان فی نوع الإیجاز و الإطناب.
و منها أن یکون ما بعد الفاصلة متعلّقا بها أی بتلک الفاصلة کقوله تعالی وَ إِنَّکُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِمْ مُصْبِحِینَ، وَ بِاللَّیْلِ «3» و هو و إن کان عیبا فی النظم و لکنه لیس بعیب فی النثر، کذا فی الإتقان فی نوع الفواصل. فالتضمین کما یکون فی النثر کذلک یکون فی النظم بأن یکون ما بعد القافیة متعلّقا بها، و یؤیّده ما فی وقع المدارک فی تفسیر سورة قریش أنّ التضمین فی الشّعر هو أن یتعلّق معنی البیت الذی قبله تعلقا لا یصحّ إلّا به:
______________________________
(1) الانسان/ 6.
(2) الاعراف/ 105.
(3) الصافات/ 137- 138.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 470
و یقول فی جامع الصنائع: و هو أحد عیوب النّظم، و ذلک یکون بالإتیان ببیت من الشعر مفید لمعنی تام و لکنه بدون لفظ القافیة التالیة له، فیؤتی بلفظة تتعلّق بالبیت الثانی.
و مثاله فی البیتین التالیین:
یا من أنت سلطان الأخیار و أنا لک عبدا صرت بنظرة. و رأسک
لم یقلّ لی أبدا مرة واحدة بلطف هنیئا لک أی الملک بالخلق الکریم
فلفظة (تو) فی آخر البیت الأول و هی ضمیر مضاف. قد صارت قافیة و لکنها فی المعنی متعلّقة بأول البیت الثانی. و الفرق بین التضمین و الحامل الموقوف هو هذا، أی أنّ لفظ القافیة متعلّق بینما الحامل الموقوف: البیت کله متعلق «1».
و منها إدراج کلام الغیر فی أثناء کلامه لقصد تأکید المعنی أو ترکیب النّظم، و هذا هو النوع البدیعی. قال ابن أبی الأصبع و لم أظفر فی القرآن بشی‌ء منه إلّا فی موضعین تضمّنا فصلین من التوراة و الإنجیل قوله: وَ کَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ «2» الآیة، و قوله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ «3» الآیة. و مثّله ابن النقیب «4» و غیره بإیداع حکایات المخلوقین کقوله تعالی حکایة عن الملائکة قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها «5»، و عن المنافقین قالُوا أَ نُؤْمِنُ کَما آمَنَ السُّفَهاءُ «6»، و قالت الیهود و قالت النصاری، و کذلک ما أودع فیه من اللغات الأعجمیة کذا فی الاتقان فی نوع بدائع القرآن.
و فی المطوّل فی الخاتمة التضمین أن یضمّن الشعر شیئا من شعر الغیر بیتا کان أو ما فوقه أو مصراعا أو ما دونه مع التنبیه علیه أی علی أنّه من شعر الغیر إن لم یکن ذلک مشهورا عند البلغاء و إن کان مشهورا، فلا احتیاج إلی التنبیه. و بهذا یتمیّز عن الأخذ و السّرقة، و هذا هو الأکثر. و قد یضمّن الشاعر شعره شیئا من قصیدته الأخری فالأحسن أن یقال هو أن یضمّن الشعر شیئا من شعر آخر الخ. و ربما سمّی تضمین البیت و ما زاد علی البیت استعانة، و تضمین المصراع فما دونه إیداعا و رفوا. و أمّا تسمیته بالإیداع فلأنّ الشاعر قد أودع شعره شیئا من شعر الغیر و هو بالنسبة إلی شعره قلیل مغلوب. و أمّا تسمیته بالرّفو فلأنّه رفا خرق شعره بشعر الغیر.
و اعلم أنّ تضمین ما دون البیت ضربان:
أحدهما أن یتمّ المعنی بدون تقدیر الباقی کقول الحریری یحکی ما قاله الغلام الذی عرضه أبو زید للبیع:
علی أنّی سأنشد عند بیعی
______________________________
(1) و در جامع الصنائع گوید یکی از عیوب نظم است تضمین و آن بیتی نویسند که مفید معنی تمام باشد بی‌لفظ قافیه بعده قافیة که بضرورت می‌باید آورد لفظی آرد که متعلق بیت دوم مثاله شعر.
ای تو سلطان نیکوان و منت بنده گشته بدیده و سر تو
هیچ وقتی مرا نگفت بلطف شاد باش ای شهی ز خلق نکو
لفظ تو که قافیة بیت اوّل است متعلق بیت دوم شده. و فرق میان تضمین و حامل موقوف همین است که درو لفظ قافیه متعلق است و در حامل موقوف بیت تمام متعلق باشد.
(2) المائدة/ 45.
(3) الفتح/ 29.
(4) هو محمد بن سلیمان بن الحسن البلخی المقدسی، أبو عبد اللّه، جمال الدین ابن النقیب. ولد بالقدس عام 611 ه/ 1214 م. و توفی فیها عام 698 ه/ 1298 م. مفسّر، من فقهاء الحنفیة. له عدة کتب. الاعلام 6/ 150، الانس الجلیل 2/ 556، الفوائد البهیة 168، فوات الوفیات 2/ 215، الوافی بالوفیات 3/ 136.
(5) البقرة/ 30.
(6) البقرة/ 13.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 471
أضاعونی و أیّ فتی أضاعوا
المصراع الثانی للعرجی «1»، و المعنی تام بدون التقدیر. و معنی الإنشاد ذکر شعر الغیر، ففیه تنبیه علی أنّ المصراع من شعر الغیر.
و ثانیهما أن لا یتم بدونه کقول الشاعر:
کنّا معا أمس فی بؤس نکابده و العین و القلب منّا فی قذی و أذی
و الآن أقبلت الدنیا علیک بما تهوی فلا تنس أنّ الکرام إذا
أشار إلی بیت أبی تمام، و لا بدّ من تقدیر الباقی منه. لأنّ المعنی لا یتمّ بدونه.
و اعلم أیضا أنه لا یضر فی التضمین التغیّر الیسیر لما قصد تضمینه کقول البعض فی یهودیّ به داء الثعلب:
أقول لمعشر غلطوا و عضّوا من الشیخ الرشید و أنکروه
هو ابن جلا و طلّاع الثنایا متی یضع العمامة یعرفوه
فالبیت لسحیم بن وثیل «2» و أصله.
أنا ابن جلا و طلّاع الثنایا متی أضع العمامة یعرفونی
و أحسن التضمین ما زاد علی الأصل بنکتة، أی یشتمل البیت أو المصراع فی شعر الشاعر الثانی علی لطیفة لا توجد فی شعر الشاعر الأول کالتوریة و التشبیه، و الأمثلة کلها تطلب من المطول.
و منها أن یجی‌ء قبل حرف الروی أو ما فی معناه ما لیس بلازم فی القافیة أو السجع مثل التزام حرف أو حرکة تحصل القافیة أو السجع بدونها و یسمّی أیضا بالتشدید و الإعنات و الالتزام و لزوم ما لا یلزم، و هذا المعنی من المحسّنات اللفظیة. و المراد بما فی معنی حرف الروی الحرف الذی وقع فی فواصل الفقر موقع حرف الروی فی قوافی الأبیات. و أیضا المراد أن یجی‌ء ذلک فی بیتین أو أکثر أو قرینتین أو أکثر، و إلّا ففی کل بیت یجی‌ء قبل حرف الروی ما لیس بلازم فی القافیة مثلا قول الشاعر:
قفا نبک من ذکری حبیب و منزل بسقط اللّوی بین الدّخول فحومل
قد جاء قبل اللام میم مفتوحة و هو لیس بلازم فی القافیة و إنّما یتحقق الالتزام لو جی‌ء بها فی البیت الثانی أیضا. و مثال التزام حرف مع حرکة فی النثر قوله تعالی فَأَمَّا الْیَتِیمَ فَلا تَقْهَرْ، وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ «3» فإنّه التزم فیها الهاء المفتوحة قبل الراء التی بمنزلة حرف الروی. و قوله فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوارِ الْکُنَّسِ «4» فإنّه التزم فیها النون المشددة قبل السین. و مثال التزام حرفین مع الحرکات فیه قوله تعالی وَ الطُّورِ، وَ کِتابٍ مَسْطُورٍ «5».
و مثال التزام ثلاثة أحرف معها قوله تعالی تَذَکَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ، وَ إِخْوانُهُمْ یَمُدُّونَهُمْ فِی الغَیِّ ثُمَّ لا یُقْصِرُونَ «6». و مثال التزام الحرف بدون الحرکة فیه قوله تعالی اقْتَرَبَتِ
______________________________
(1) هو عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموی القرشی، أبو عمر. توفی حوالی 120 ه/ 738 م. شاعر غزل مطبوع قریب من مذهب عمر بن أبی ربیعة. کان مشغوفا باللهو و الصید. أدیب ظریف و سخی. له دیوان شعر مطبوع.
الاعلام 4/ 109. الأغانی 1/ 283، الشعر و الشعراء 224، جمهرة الأنساب 77، خزانة الأدب 1/ 47.
(2) هو سجیم بن وثیل بن عمرو الریاحی الیربوعی الحنظلی التمیمی. توفی نحو 60 ه/ 680 م. شاعر مخضرم. عاش فی الجاهلیة و الاسلام. کان شریفا فی قومه، نابه الذکر. الاعلام 3/ 79، خزانة البغدادی 1/ 126، جمهرة الأنساب 215.
(3) الضحی/ 9- 10.
(4) التکویر/ 15- 16.
(5) الطور/ 1- 2.
(6) الاعراف/ 201- 202.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 472
السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ، وَ إِنْ یَرَوْا آیَةً یُعْرِضُوا وَ یَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ «1». و مثال التزام حرکة بدون الحرف فیه قوله تعالی قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ «2» و علی هذا القیاس أمثلة الشعر.
فإن قلت ذکر فی الإیضاح «3» أن ذلک قد یکون فی غیر الفاصلتین أیضا کقول الحریری: ما أشتار العسل من اختار الکسل، فإنّه کما التزم فی العسل و الکسل الفاصلتین السین کذلک التزم التاء فی اشتار و اختار، فهل یدخل مثل ذلک فی التفسیر المذکور؟ قیل یحتمل أن یراد بکون الملتزم قبل حرف الروی أو ما فی معناه أعمّ من أن یکون ذلک الملتزم فی حروف القافیة أو الفاصلة أو فی غیرها لأنّ جمیع ما فی البیت أو القرینة یصدق علیه أنّه قبل حرف الروی أو ما فی معناه، لکن هذا بعید جدا. و الظاهر أنّ الالتزام إنّما یطلق علی ما کان فی القافیة أو الفاصلة لأنهم فسّروه بأن یلتزم المتکلّم فی السجع أو التقفیة قبل حرف الروی ما لا یلزم من مجی‌ء حرکة أو حرف بعینه أو أکثر. فمعنی ما فی الإیضاح أنّ مثل هذا الاعتبار الذی یسمّی بالالتزام قد یجی‌ء فی کلمات الفقر أو الابیات غیر الفواصل أو القوافی، هکذا یستفاد من المطوّل و الاتقان.

تضمین المزدوج:

[فی الانکلیزیة]Alliteration
[فی الفرنسیة]Alliteration
هو عند أهل البدیع: الإتیان بلفظ متوازن أو أکثر فی بیت أو جملة نثریة قبل بیت القافیة، فی حشو البیت، أو جملة السّجع. و مثاله فی الشعر:
حتی متی أکون أسیر زلفک أسفر عن الوجه و تفضل بخلاصنا
فلفظتا: چند. و بند مزدوجتان. کذا فی جامع الصنائع. و فی القرآن الکریم: وَ جِئْتُکَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ یَقِینٍ و فی الحدیث الشریف:
«و المؤمنون هینون لینون» و فی الشعر العربی:
تعود رسم الوهب و النّهب فی الصّبا و هذان وقت العطف و العنف دأبه
کذا فی الجرجانی «4».

التّضییق:

[فی الانکلیزیة]Concision
[فی الفرنسیة]Concision
عند أهل المعانی هو إیجاز التقدیر.

التّطبیق:

[فی الانکلیزیة]Antithesis،proof
[فی الفرنسیة]Antithese،preuve
کالتصریف عند أهل البدیع هو الطّباق کما مرّ. و عند أهل النظر عبارة عن إیراد الدلیل علی وجه المدعی، و هو مرادف التقریب کما یجی‌ء.
______________________________
(1) القمر/ 1- 2.
(2) الإخلاص/ 1- 2.
(3) الإیضاح فی المعانی و البیان أو الإیضاح فی علوم البلاغة لجلال الدین محمد بن عبد الرحمن القزوینی المعروف بخطیب دمشق (- 739 ه). و علیه شروح و حواشی کثیرة. بولاق، 1317. کشف الظنون 1/ 210- 211، معجم المطبوعات العربیة 1509.
(4) نزد اهل بدیع چنانست که در بیتی یا نثری دو لفظ یا سه لفظ و یا بیشتر الفاظ متوازن پیش از قافیه در حشو بیت آرد و یا پیش از سجع مثاله بیت.
در زلف تو چند بند باشم بگشای رخ و خلاص فرما
چند و بند مزدوج‌اند
کذا فی جامع الصنائع [و در قرآن است و جئتک من سبأ بنبإ و در حدیث است و المؤمنین هینون لینون و در شعر است شعر.
تعوّد رسم الوهب و النّهب فی الصبا و هذان وقت العطف و العنف دأبه
کذا فی الجرجانی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 473
و یطلق أیضا علی برهان التطبیق کما سبق.

التّطریب:

[فی الانکلیزیة]Euphoria
[فی الفرنسیة]Euphorie
بالراء المهملة هو عند متأخری القرّاء أن یترنّم بالقرآن فیمدّ فی غیر محل المدّ و یزید فی المدّ ما لا تجیزه العربیة، کذا فی الدقائق المحکمة، و هو من البدعات کما فی الإتقان.

تطهیر السّرائر:

[فی الانکلیزیة]Purification of one's intentions
[فی الفرنسیة]Epuration des intentions
قد مرّ فی المقدمة فی بیان علم السّلوک.

التّطوّع:

[فی الانکلیزیة]optional religious practices
[فی الفرنسیة]Pratiques religieuses facultatives
عند أهل الشرع هو النفل.

التّطویل:

[فی الانکلیزیة]Prolixity
[فی الفرنسیة]Prolixite
عند أهل المعانی هو أن یکون اللفظ زائدا علی أصل المراد لا لفائدة. و لا یکون اللفظ الزائد متعینا کقول عدی: و ألفی قولها کذبا و مینا. ألفی أی وجد و الکذب و المین بمعنی واحد، و لا فائدة فی الجمع بینهما فأحدهما زائد، کذا فی المطول. فبقوله لا لفائدة خرج الإطناب، و بقوله و لا یکون إلخ خرج الحشو لأن الزائد فیه متعیّن و هو غیر مقبول. و فی جامع الصنائع سمّی الوطواط الطویل بالحشو القبیح.

التظهیر:

[فی الانکلیزیة]Alliteration
[فی الفرنسیة]Alliteration
هو عند الشعراء تکرار حرف قبل حرف الأعتاب و مثاله فی البیت التالی:
الخان الأعظم ممدوح لأنّ البشر من کرمه هم مستبشرون.
فالراء هی حرف الروی و الشین إعتاب و الباء تظهیر. کذا فی جامع الصنائع. «1»

التعارض:

[فی الانکلیزیة]Opposition،contradiction
[فی الفرنسیة]Opposition،contradiction
و یسمّی أیضا بالمعارضة و التناقض عند الأصولیین هو کون الدلیلین بحیث یقتضی أحدهما ثبوت أمر و الآخر انتفاءه فی محلّ واحد فی زمان واحد بشرط تساویهما فی القوة، أو زیادة أحدهما بوصف هو تابع. و احترز باتحاد المحلّ عمّا یقتضی حلّ المنکوحة و حرمة أمّها، و باتحاد الزمان عن مثل حلّ وطئ المنکوحة قبل الحیض و حرمته عند الحیض، و بالقید الأخیر عمّا إذا کان أحدهما أقوی بالذات کالنصّ و القیاس إذ لا تعارض فیهما. و إن قلت إن أرید اقتضاء أحدهما عدم ما یقتضیه الآخر بعینه حتی یکون الإیجاب واردا علی ما ورد علیه النفی فلا حاجة إلی اشتراط اتحاد المحلّ و الزمان لتغایر حلّ المنکوحة و حلّ أمّها، و کذا الحلّ قبل الحیض و عنده. و لهذا قیل: المعارضة تقابل الحجتین المتساویتین علی وجه لا یمکن الجمع بینهما و إلّا فلا بدّ من اشتراط أمور أخر مثل اتحاد المکان و الشرط و نحو ذلک مما لا بدّ منه فی تحقق التناقض. قلت اشتراط اتحاد المحلّ و الزمان زیادة توضیح و تنصیص علی ما هو ملاک الأمر فی باب التناقض، فإنّه کثیرا ما یندفع باختلاف المحلّ و الزمان. ثم التعارض لا یقع بین القطعیین لامتناع وقوع المتنافیین، و لا یتصوّر الترجیح لأنّه فرع التفاوت فی احتمال النقیض، فلا یکون إلّا بین ظنیین. ثم الفرق بین التعارض و النقض الإجمالی أنّ النقض الإجمالی یوجب بطلان نفس الدلیل بخلاف التعارض فإنّه
______________________________
(1) نزد شعراء تکرار حرفیست که پیش از حرف اعتاب باشد شعر.
مثاله خان اعظم ستوده آنکه بشر از کرمهای اوست مستبشر
رای روی است و شین اعتاب و با تطهیر کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 474
یمنع الحکم من غیر أن یتعرّض للدلیل إلّا أنّ کلّ واحد منهما فی النصوص مستلزم للآخر، فإنّ تخلف المدلول عن الدلیل فیها لا یکون إلّا لمانع، فذلک المانع معارض للدلیل فیما تخلّف عنه، و کذا إذا تعارض النّصّ یکون الحکم متخلفا عن کلّ واحد لا محالة فیتحقّق التناقض کذا فی التلویح و غیره.

التعاکس و التعکیس:

[فی الانکلیزیة]The contrary
[فی الفرنسیة]Le contraire
عند المحاسبین هو العکس کما سیأتی.

التعاند:

[فی الانکلیزیة]Opposition
[فی الفرنسیة]Opposition
بالنون عند الحکماء هو التقابل بین أمرین وجودیین بحیث لا یتوقّف تعقّل کلّ منهما علی تعقّل الآخر و لا یکون بینهما غایة الخلاف و التباعد، و هذان الأمران یسمّیان بالمتعاندین کالحمرة و الصفرة فإنّهما متعاندان، و قد سبق أیضا فی لفظ التضاد.

التّعجّب:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Astonishment،admiration
[فی الفرنسیة]Etonnemet،admiration
عند أهل العربیة من أقسام الخبر علی الأصح قال ابن فارس: هو تفضیل الشی‌ء علی أضرابه. و قال ابن الصائغ: «1» استعظام صفة خرج بها المتعجّب منه عن نظائره. و قال الزمخشری: معنی التعجب تعظیم الأمر فی قلوب السامعین لأنّ التعجّب لا یکون إلّا من شی‌ء خارج عن نظائره و أشکاله. و قال الرمانی: «2» المطلوب فی التعجب الإبهام لأنّ من شأن الناس أن یتعجّبوا مما لا یعرف سببه، فکلّما استبهم السبب کان التعجب أحسن. قال واصل: التعجب إنما هو للمعنی الخفی سببه و الصیغة الدالّة علیه تسمّی تعجّبا مجازا، قال و من أجل الإبهام لم تعمل نعم إلّا فی الجنس من أجل التفخیم لیقع التفسیر علی نحو التفخیم بالاضمار قبل الذکر. ثم إنّهم قد وضعوا للتعجّب صیغا من لفظه و هی ما أفعله و أفعل به و من غیر لفظه نحو کبر کقوله تعالی کَبُرَتْ کَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ «3».

فائدة:

إذا ورد التعجّب من اللّه صرف إلی المخاطب نحو فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَی النَّارِ «4» أی هؤلاء یجب أن یتعجّب منهم. و إنّما لا یوصف اللّه تعالی بالتعجّب لأنّه استعظام یصحبه الجهل و هو منزّه عن ذلک. و لهذا یعبّر جماعة بالتعجیب بدله أی أنّه تعجیب من اللّه سبحانه للمخاطبین. و نظیر هذا بمجی‌ء الدعاء و الترجّی منه تعالی إنّما هو بالنّظر إلی ما یفهمه العرب، أی هؤلاء مما یجب أن یقال لهم عندکم هذا.
و لذلک قال سیبویه فی قوله تعالی لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشی «5» المعنی اذهبا علی رجائکما و طمعکما کذا فی الإتقان فی نوع الخبر و الإنشاء.

التّعدّی:

[فی الانکلیزیة]Transitive verb
[فی الفرنسیة]Verbe transitif
بالدال لغة التجاوز. و فی اصطلاح النحاة
______________________________
(1) هو محمد بن عبد الرحمن بن علی، شمس الدین الحنفی الزمردی، ابن الصائغ. ولد عام 708 ه/ 1308 م. و توفی عام 776 ه/ 1375 م. أدیب، عالم. تولی القضاء و الإفتاء. له العدید من المؤلفات. الاعلام 6/ 192، بغیة الوعاة 65، الدرر الکامنة 3/ 499، شذرات الذهب 6/ 248، الفوائد البهیة 175.
(2) هو علی بن عیسی بن علی بن عبد اللّه، أبو الحسن الرمانی. ولد ببغداد عام 296 ه/ 908 م. و فیها توفی عام 384 ه/ 994 م. من کبار النحاة. معتزلی مفسّر. له أکثر من مائة مصنف. الاعلام 4/ 317، بغیة الوعاة 344، وفیات الاعیان 1/ 331، تاریخ بغداد 12/ 16، مفتاح السعادة 1/ 142، إنباه الرواة 2/ 294.
(3) الکهف/ 5.
(4) البقرة/ 175.
(5) طه/ 44.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 475
تجاوز الفعل من فاعله إلی مفعول به. فالمصدر و الظرف لا یسمّی متعدیا کما فی شرح التسهیل، و کذا اسم الفاعل و اسم المفعول فإنّها إنما تتصف بکونها متعدّیة و غیر متعدیة باعتبار الفعل. فما قیل إنّ المتعدّی أعمّ من الفعل و شبهه و کذا غیر المتعدّی توهّم. و عرّف المتعدّی علی صیغة اسم الفاعل بما یتوقّف فهمه علی متعلّق و یسمّی مجاوزا أیضا کما فی الموشّح. و المراد بما الفعل و بالتعلّق هو التعلّق المصطلح أی نسبة الفعل إلی غیر الفاعل، و المعنی المتعدّی فعل یتوقّف فهمه علی متعلّق أی أمر غیر الفاعل یتعلّق الفعل به و یتوقف فهمه علیه. فأشیر بقوله غیر الفاعل إلی أنّ المراد بالمتعلّق المصطلح، و بقوله یتوقف فهمه علیه إلی أنّ المراد به ما یصدق علیه من أفراده المخصوصة لأنّه الذی یتوقف علیه فهمه لا المتعلّق المطلق المبهم، فلیس هذا القید أی قید التوقف معتبرا فی مفهوم المتعلّق فلا یرد أنّ المتعلّق المصطلح لیس معتبرا فی مفهومه التوقف.
و الحاصل أنّ فهم الفعل إن کان موقوفا علی فهم غیر الفاعل فهو المتعدّی کضرب فإنّ فهمه موقوف علی تعقّل المضروب بخلاف الزمان و المکان و الغایة، فإنّ فهم الضرب و تعقّله بدون هذه الأمور ممکن، و توضیحه أنّ نسبة الفعل المتعدّی إلی المفعول به کنسبته إلی الفاعل فی أنّه لا یجوز استعماله بدونهما أصلا إلّا علی خلاف مقتضی الظاهر لنکتة، إلّا أنّ نسبته إلی الفاعل لما کانت مقصودة بالذات لا یجوز ترکه إلّا بإقامة شی‌ء مقامه بخلاف نسبته إلی المفعول به فإنّه فضلة مقصودة لتکمیل نسبته إلی الفاعل، یجوز ترکه من غیر إقامة شی‌ء مقامه. و أمّا سائر المفاعیل فإنّه یجوز استعماله بدونها، فعلم من ذلک أنّ النسبة إلی المفعول المعیّن مأخوذة فی مفهوم الفعل المتعدّی کیلا یکون استعماله فی موارده مجازا لا حقیقة له کالنسبة إلی الفاعل فیکون فهم مدلوله موقوفا علی فهم متعلّقه. فالمراد بقوله علی متعلّق متعلّق معیّن أی معیّن کان، فاندفع ما قیل إنّ التعریف غیر مانع لدخول الأفعال اللازمة التی مدلولاتها نسب کقرب و بعد لعدم أخذ النسبة إلی أمر معیّن فی مفهومها، بل إلی أمر ما بمجرّد استعمالها بدون متعلّقاتها کقرب زید و بعد، نعم إذا قصد النسبة إلی معیّن کان موقوفا علیه لا بدّ من ذکره، و حینئذ یکون المتعدّی بحرف الجرّ داخلا فی التعریف کالمتعدّی بالهمزة و التضعیف.
قیل التعریف یصدق علی الأفعال الناقصة لتوقّف فهمها علی أمر غیر الفاعل تتعلّق به و هو الخبر، و الجواب منع توقّف مفهومها علی الخبر. فإنّ کان الناقصة معناها مطلق الکون مع الزمان الماضی، و کذا سائر الأفعال الناقصة فإنّ معنی صار زید غنیّا اتصف زید بالغناء المتصف بالصیرورة صرّح به الرضی. و یقابل المتعدّی غیر المتعدّی و یسمّی لازما أیضا، و هو ما لا یتوقّف فهمه علی فهم أمر غیر الفاعل نحو: کرم، فإنّه و إن کان له تعلّق بکلّ واحد من الزمان و المکان و الغایة، لکن فهمه مع الغفلة عن هذه المتعلّقات جائز.
اعلم أنّ الفعل لیس منحصرا فی المتعدّی و اللازم فإنّ الأفعال الناقصة لیست متعدّیة و لا لازمة، و قد یجتمعان. و فی التسهیل و قد یشتهر بالاستعمالین فیصلح للاسمین. و فی شرحه ما یتعدّی تارة بنفسه و تارة بحرف الجرّ و لم یکن أحد الاستعمالین نادرا، قیل له متعد بوجهین، و ذلک متصوّر علی السماع. و قد عدّها بعضهم خمسة یصحح و یشکر و یخال و وزن و عدد، و زاد صاحب الألفیة «1» قصد و الظاهر أنّها غیر محصورة. هذا کله خلاصة ما فی الفوائد
______________________________
(1) الألفیة فی النحو لجمال الدین أبی عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الطائی المعروف بابن مالک (- 672 ه) و قد سمّاها مؤلفها الخلاصة إلا انها اشتهرت بالألفیة لأنها تتألف من ألف بیت و علیها شروح و حواشی کثیرة، (ط). کشف الظنون 1/ 151- 155، معجم المطبوعات العربیة 233.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 476
الضیائیة و حاشیة المولوی عبد الحکیم و فی الارشاد. و مما ألحق بالمتعدّی مطلقا الأفعال الناقصة و فی بعض الوجوه أفعال المقاربة، أی إذا کان طالبا للخبر نحو عسی زید أن یخرج، بخلاف عسی أن یخرج زید. و إنّما ألحقا به لمشابهة خبرهما المفعول به، و من الجوامد اللازمة أفعال المدح و الذمّ و المحتمل للتعدیة و اللزوم فعلا التعجب انتهی.

التّعدیة:

[فی الانکلیزیة]Surpassing،transitivity of a verb
-[فی الفرنسیة]Depassement،transivite d'un verbe
هی فی اللغة جعل الشی‌ء متجاوزا عن الشی‌ء و متباعدا عنه. و فی علم النحو و التصریف هی أن لا یقتصر الفعل علی التعلّق بالفاعل، بل یتعلّق بالمفعول أیضا. فهذا المعنی مجاز أو منقول، کذا فی التوضیح و التلویح فی رکن القیاس، و التعلّق هاهنا بالمعنی اللغوی. و هذا الکلام یشیر إلی أنّ التعدیة فی اصطلاحهم بمعنی کون الفعل متعدیا لا بمعنی جعله متعدیا و هو خلاف المتعارف، فإنّه ذکر فی الفوائد الضیائیة و غیرها ما حاصله أنّ للتعدیة عندهم معنیین: أحدهما ما هو المشهور و هو جعل الفعل متعدیا بتضمینه معنی التصییر أی جعل المتکلّم الفعل متعدیا، فالتعدیة التی هی مدلول الباء أو الهمزة مثلا صفة المتکلّم و الباء فی قوله بتضمینه متعلّق بالفعل بیان الکیفیة، و المراد بالتضمین المعنی اللغوی أی اعتبار شی‌ء فی ضمن الآخر. فمعنی ذهبت بزید صیّرته ذاهبا، ثم هذا الجعل علی أنواع علی ما صرّح به الرضی فی شرح الشافیة. منها جعل اللازم متعدیا بجعل ما کان فاعلا للازم مفعولا لمعنی الجعل و فاعلا لأصل الفعل علی ما کان، فمعنی أذهبت زیدا جعلت زیدا ذا ذهاب، فزید مفعول لمعنی الجعل الذی استفید من الهمزة فاعل للذهاب کما فی ذهب زید. و منها جعل المتعدی إلی واحد متعدیا إلی اثنین أولهما مفعول الجعل و الثانی لأصل الفعل نحو أحفرت زیدا النهر أی جعلته حافرا له، فالأول مجعول و الثانی محفور، و مرتبة المجعول مقدّمة علی مرتبة مفعول أصل الفعل لأنه فیه معنی الفاعلیة.
و منها جعل المتعدّی إلی اثنین متعدیا إلی ثلاثة نحو أعلم و أری، و حاصل هذا المعنی إیصال الفعل إلی المفعول به بتغییر معناه. و ثانیهما ما هو أعمّ منه و هو إیصال الفعل إلی مفعوله من غیر تغییر معنی الفعل بمعنی أنّ التغییر لیس معتبرا فی مفهومه. فالمعنی إیصال الفعل إلی مفعوله سواء کان بتغییر معناه کما فی الباء فی بعض المواضع و الهمزة و التضعیف أو لم یکن کما فی سائر الحروف الجارّة کما صرّح به المولوی عبد الحکیم. فما قیل التعدیة مطلقا تقتضی تغییر المعنی فاسد و علی هذا المعنی الأعمّ یقال هذا الفعل عدّی بعلی. و فی اصطلاح الفقهاء و الأصولیین هی إثبات حکم مثل حکم الأصل فی الفرع و قد یجی‌ء فی لفظ القیاس.

التّعدید:

[فی الانکلیزیة]Enumeration
[فی الفرنسیة]Enumeration
عند أهل البدیع إیقاع أسماء مفردة علی سیاق واحد و یسمّی سیاقة الأعداد أیضا.

التّعدیل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Rectification،parallax،equation
[فی الفرنسیة]Rectification،parallaxe،equation
فی اللغة التّسویة. و تعدیل الأرکان عند أهل الشرع تسکین الجوارح فی الرکوع و السجود و القومة و الجلسة قدر تسبیحة، و یطلق علی کلّ، فإنّه صار کاسم جنس، کذا فی جامع الرموز فی فصل صفة الصلاة. و التعدیل عند الریاضیین یطلق علی معان منها ما ذکره بعض المحاسبین کما سیأتی فی لفظ الجبر و لفظ الرّد و منها التعدیل الأول و یسمّی بالاختلاف الأول أیضا لأنّه أول تفاوت وجد و یسمّی بالتعدیل المفرد
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 477
أیضا لانفراده عن غیره بخلاف التعدیل الثانی فإنّه مخلوط بالأول، هذا عند أهل الهیئة. و أهل العمل منهم أی أصحاب الزیجات یسمّونه بالتعدیل الثانی لتأخره بحسب العمل عن التعدیل الثالث الذی یسمّونه تعدیلا أولا، و هو قوس بین الوسط و التقویم. قال عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمینی هذا فی الشمس و القمر صحیح و أمّا فی المتحیّرة فما بین الوسط المعدّل و التقویم هو التعدیل الأول، و أمّا ما بین الوسط الغیر المعدّل و التقویم فلا یسمّی عندهم باسم.
فالظاهر أنّه أراد المصنّف بالوسط الوسط المعدل أی المعدّل بالتعدیل الثالث. و زاویة التعدیل و قد تسمّی بالتعدیل أیضا کما یستفاد من شرح التذکرة للعلی البرجندی هی الحادثة علی مرکز العالم بین خطین خارجین منه أحدهما وسطی و الآخر تقویمی، و هذا هو قول المحقّقین منهم. و مقدار هذه الزاویة هو قوس التعدیل لأنّ مقدار الزاویة قوس فیما بین ضلعیها موترة لها من دائرة مرکزها رأس الزاویة و هذا هو الحق.
و قیل القوس الواقعة من فلک البروج بین طرفی الخطین أی الخطّ الخارج عن مرکز الخارج و الخط الخارج من مرکز العالم المارّین بمرکز الشمس المنتهیین إلی دائرة البروج هی تعدیل الشمس. و لما کان الخطان المذکوران متقاطعین عند مرکز الشمس کان هناک زاویتان متقابلتان متساویتان، إحداهما فوق مرکز الشمس و تسمّی زاویة تعدیلیة و الأخری تحت مرکز الشمس و تسمّی أیضا بزاویة تعدیلیة لکونها مساویة للأولی، و هذا القول لیس بصحیح، و إن شئت وجهه فارجع إلی کتب علم الهیئة.
اعلم أنّ الشمس إذا کانت صاعدة أی متوجهة من الحضیض إلی الأوج یزاد هذا التعدیل علی وسطها، فالمجموع هو التقویم.
و إذا کانت هابطة أی متوجهة من الأوج إلی الحضیض ینقص هذا التعدیل من الوسط، فبالباقی هو التقویم، و لیس فی الشمس سوی هذا تعدیل آخر. و أما الخمسة المتحیّرة فیزاد فیها التعدیل علی الوسط إذا کانت هابطة و ینقص عنه إذا کانت صاعدة، فالمجموع أو الباقی هو التقویم. و الحال فی القمر بالعکس.
و دلائل هذه المقدمات تطلب من کتب الهیئة، و غایة هذا التعدیل بقدر نصف قطر التدویر.
و منها التعدیل الثانی و یسمّی بالاختلاف الثانی أیضا و هو القوس المذکورة أی التعدیل الأول باعتبار اختلافها فی الرؤیة صغرا و کبرا بحسب بعد مرکز التدویر عن مرکز العالم و قربه منه، و ذلک لأنّ مرکز التدویر إذا کان فی حضیض الحامل فنصف قطره بسبب قربه من مرکز العالم یری أکبر و إذا کان فی أوج الحامل فنصف قطره بسبب بعده عنه یری أصغر فلذلک تختلف القوس المذکورة و هذا الاختلاف یلحق الاختلاف الأول بقدر ذلک الاختلاف فی نصف القطر، فینقص منه إذا کان مرکز التدویر أبعد من البعد الأوسط و یزاد علیه إذا کان أقرب منه، و یکون بعد ذلک أی بعد نقصانه عن الاختلاف الأول أو زیادته علیه تابعا له أی للاختلاف الأول فی الزیادة و النقصان علی الوسط، و هذا عند من وضع مراکز تداویر المتحیّرة فی البعد الأوسط و استخرج الاختلاف الأول منها فیه فإنّ الاختلاف الثانی فیها قد یکون بحسب البعد الأبعد فیکون ناقصا عن الاختلاف الأول و قد یکون بحسب البعد الأقرب فیکون زائدا علیه.
و أما عند من وضع مراکز تداویرها فی الأوج و استخرج الاختلاف الأول منها فیه فلا محالة یزید الاختلاف الثانی دائما علی الأول، و هکذا الحال فی القمر فإنّ اختلاف الأول للقمر إنما وضع فی الأوج الذی هو البعد الأبعد. ثم إنّ ما حصل من زیادة الاختلاف الثانی علی الأول أو ما بقی بعد نقصه منه یسمّی تعدیلا معدلا.
اعلم أنّ هذا الاختلاف فی المتحیّرة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 478
یسمّی أیضا اختلاف البعد الأبعد و الأقرب لاشتماله علیهما، فهو إمّا علی سبیل التغلیب و إمّا علی أنه اختلاف بعد هو أبعد من البعد الأوسط أو أقرب منه، و هذا بخلاف ما فی القمر فإنه یسمّی اختلاف البعد الأقرب فقط، إمّا لتغلیب أقرب الأبعاد أعنی الحضیضیة علی سائرها و إمّا لأنه اختلاف بعد هو أقرب من البعد الأوجی. و قیل غایة الاختلاف الثانی اختلاف البعد الأقرب و هو الموافق لما ذهب إلیه صاحب المجسطی «1» و من تبعه من أصحاب الزیجات من تسمیة الاختلاف الثانی عند کون مرکز التدویر فی الحضیض باختلاف البعد الأقرب، و قد یسمونها بالاختلاف المطلق أیضا. هذا و قد قیل إنّ أهل الهیئة یسمّون الاختلاف الثانی مطلقا سواء کان مرکز التدویر فی الحضیض أو لم یکن اختلاف البعد الأقرب لما دلّ البرهان علی وجوده و إن لم یعرفوا مقداره. و أما أهل العمل أی أصحاب الزیجات فیسمّون الاختلاف الثانی عند کون مرکز التدویر فی الحضیض اختلاف البعد الأقرب لأنه معلوم عندهم موضوع فی الجدول. و أمّا فی سائر المنازل فهو غیر معلوم لهم و لا بموضوع فی الجدول لجزء جزء إلّا غایته، فإنها مستخرجة لسهولة تظهر فی العمل، فلهذا لم یسمّوه فی سائر المنازل باسم، و توضیح السهولة التی ذکرناها أنهم استخرجوا الاختلافات الثانیة لنقطة التماس بحسب کون مرکز التدویر فی الأبعاد المختلفة و نقلوها إلی أجزاء یکون الاختلاف الثانی لنقطة التماس عند کون مرکز التدویر فی الحضیض، أعنی غایة الاختلاف الثانی لنقطة التماس بتلک الأجزاء ستین دقیقة، و سمّوها دقائق الحضیض، و وضعوها بإزاء أجزاء المرکز.
کما أنهم وضعوا الاختلاف الأول و غایة الاختلاف الثانی لأجزاء التدویر معا بإزاء أجزاء الخاصة المعدّلة. و قد تقرّر أنّ نسبة غایة الاختلاف الثانی لنقطة التماس إلی غایة الاختلاف الثانی لجزء مفروض کنسبة الاختلاف الثانی لنقطة التماس عند کون التدویر فی بعد غیر الحضیض، أعنی کنسبة دقائق الحضیض إلی الاختلاف الثانی لذلک الجزء فی ذلک البعد، و لمّا کان المقدّم فی النسبة الأولی واحدا أعنی ستین دقیقة و قسمة المضروب علیه و عدمها سواء فبقاعدة الأربعة المتناسبة إذا ضرب غایة الاختلاف الثانی للجزء المفروض فی دقائق الحضیض و هما معلومان من الجدول، و یکون الحاصل الاختلاف الثانی لذلک الجزء بحسب البعد المفروض، فیحصل بهذا العمل الاختلافات الثانیة لأجزاء التدویر بحسب کونها فی الأبعاد المختلفة من غیر أن یحتاج إلی وضع جمیعها فی الجدول.

فائدة:

قد فسّر صاحب التذکرة و شارحوها الاختلاف الأول و الثانی بالزاویة الحاصلة عند مرکز العالم لا بالقوس، و الأمر فی ذلک سهل، فإنّ الزوایا إنما تتقدر بالقسی الموترة لها فیجوز أن یفسّر الاختلاف الأول بقوس بین الوسط و التقویم و أن یفسر بزاویة حادثة علی مرکز العالم بین خطّین الخ، فإنّ المآل واحد کما لا یخفی.

فائدة:

هذا الاختلاف هو الاختلاف الأول بعینه فی الحقیقة سواء کان مرکز التدویر فی البعد الأبعد أو لم یکن، إلّا أنهم لما أرادوا وضع
______________________________
(1) کلمة یونانیة معناها الترتیب و هو لبطلیموس القلوذی الحکیم و الکتاب من أفضل ما ألّف فی الهیئة. و قد عرّبه حنین بن إسحاق (- 260 ه) و حرره ثابت بن قرة فی عهد الخلیفة العباسی المأمون و لخّصه نصیر الدین الطوسی (- 672 ه) و علیه تعلیقات و شروح کثیرة. کشف الظنون 2/ 1594- 1596.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 479
التعدیل فی الجدول فرضوا مرکز التدویر فی بعد معیّن و استخرجوا مقادیر زوایا التعدیل بحسب ذلک البعد و وضعوها فی جدول و استخرجوا أیضا تفاوت التعدیلات بحسب وقوع مرکز التدویر فی أبعاد اخر بقاعدة مذکورة سابقا، و یجمعون هذا التفاوت مع التعدیل المذکور أو ینقصونه منه لیحصل التعدیل بحسب ما هو الواقع فی البعد المفروض، ففرض بطلیموس و من تابعه مرکز التدویر القمری ثابتا فی الأوج و سمّوا تلک الزوایا عند کونه فی الأوج بالاختلاف الأول، و الزیادات علیها فی سائر المنازل بالاختلافات الثانیة. و بعض أصحاب الزیجات فرض مرکز تدویره ثابتا فی الحضیض و استخرج مقادیر الزوایا و یسمّی النقصانات عنها فی سائر المنازل بالاختلافات الثانیة. و بعضهم فرضه ثابتا فی البعد الأوسط و یسمّی الزیادات فی النصف الحضیضی و النقصانات فی النصف الأوجی بالاختلافات الثانیة، و لا مشاحة فی الاصطلاحات. و الغرض من جمیع ذلک تسهیل الأمر علی أهل العمل، و إلّا فالاختلاف بحسب الواقع واحد، و الألیق بعلم الهیئة إنما هو ذکر هذا الاختلاف. و أمّا تشقیصه إلی الاختلاف الأول و الثانی فلائق بکتب العمل أی الزیجات کما لا یخفی، لکن جمیع أهل الهیئة ذکروا هذین الاختلافین. هکذا ذکر العلی البرجندی فی شرح التذکرة و حاشیة الچغمینی.
و منها التعدیل الثالث و یسمّی بالاختلاف الثالث أیضا. و أهل العمل یسمّونه بالتعدیل الأول سواء کان فی القمر أو فی غیره لتقدمه علی الأولین بحسب العمل، کذا فی شرح، التذکرة. و هو یطلق علی معنیین: أحدهما تعدیل المرکز لتعدیله به، و الثانی تعدیل الخاصة لتعدیلها به، و یسمّی أیضا فضل ما بین الخاصتین، کذا فی شرح التذکرة أیضا. فتعدیل المرکز هو قوس من الممثل فی المتحیّرة و من المائل فی القمر محصورة بین طرف خط وسطی و خط المرکز المعدّل أی المخرج من مرکز العالم المارّ بمرکز التدویر إلی الممثل أو المائل. و تعدیل الخاصة هو قوس من منطقة التدویر بین الذروة المرئیة و الوسطیة.
و توضیح ذلک أنّه إذا أخرج خطان أحدهما من مرکز العالم إلی مرکز التدویر و الآخر من مرکز معدل المسیر إلیه، فبعد إخراجهما یحصل عند مرکز التدویر أربع زوایا، اثنتان منها حادّتان متساویتان، فالتی فی جانب الفوق یعتبر مقدارها من منطقة التدویر و هو قوس منها ما بین الذروتین من الجانب الأقرب و تسمّی تعدیل الخاصة و التی فی جانب السفل یعتبر مقدارها من منطقة الممثل، و ذلک بأن یخرج من مرکز العالم خط مواز للخط الخارج من مرکز معدّل المسیر إلی مرکز التدویر و یخرجان إلی سطح الممثل، فالقوس الواقعة من الممثل بین طرفی هذین الخطین من الجانب الأقرب هی مقدار تلک الزاویة و تسمّی تعدیل المرکز. فإذا کان مرکز التدویر فی النصف الهابط کانت الزاویة الحاصلة عند مرکز معدّل المسیر من الخطین من أحدهما إلی الأوج و الآخر إلی مرکز التدویر أعظم من الزاویة الحاصلة عند مرکز العالم بقدر تعدیل المرکز، و فی النصف الصاعد الأمر بالعکس، فلذلک ینقص عن المرکز، أی عن مرکز التدویر فی النصف الهابط، و یزاد علیه فی النصف الصاعد لیحصل المرکز المعدل. ثم نقول إن تقاطع الخط المارّ بمرکز التدویر مع أعلی منطقته کان أقرب إلی الأوج إن کان خارجا عن مرکز العالم و أبعد عنه إن کان خارجا عن مرکز معدل المسیر، فإن کان مرکز التدویر هابطا یزاد علیه تعدیل الخاصة علی الخاصة الوسطیة التی هی معلومة فی کل حال، لأن حرکات التداویر معلومة لکونها علی وتیرة واحدة، و فی النصف
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 480
الآخر ینقص منها لتحصل الخاصة المعدّلة المسمّاة بالخاصة المرئیة، التی بها یعلم التعدیل الأول و الثانی. و لمّا کان ما بین الذروتین فی المتحیّرة مساویا لما بین الخط الوسطی و خط المرکز المعدّل لتساوی الزاویتین الحادّتین الحاصلتین عند مرکز التدویر من إخراج هذین الخطین کما عرفت، لم یحتج فی استخراج تقویمها إلی تعدیل أزید من الثلاثة أی تعدیل المرکز و التعدیل الأول و الثانی، و کان تعدیل المرکز و الخاصة فیها واحدا. و لمّا کان خط الوسط و خط المرکز المعدل فی القمر ینطبق أحدهما علی الآخر أبدا لکون حرکة تدویر القمر متشابهة حول مرکز العالم لم یحتج فی القمر إلی تعدیل المرکز، بل إلی تعدیل الخاصة، و التعدیلین الأولین. هکذا یستفاد من تصانیف عبد العلی البرجندی. و کأنه لهذا التساوی و الانطباق قال صاحب التذکرة فی بیان التعدیل الثالث للقمر: و یسمّی هذا التعدیل تعدیل الخاصة. و قال فی بیان التعدیل الثالث للمتحیّرة: و یسمّی هذا التعدیل تعدیل المرکز و الخاصة. و قال شارحه أی العلی البرجندی إنما سمّی بتعدیل المرکز و الخاصة لتعدیلهما به.

فائدة:

حال هذا التعدیل فی القمر فی زیادته علی الخاصة الوسطیة و نقصه منها کحال المتحیّرة لأنّ حرکة أعلی تدویر القمر و إنّ کانت مخالفة لحرکة أعالی تداویر المتحیّرة لکن مرکز معدل المسیر فی المتحیّرة فوق مرکز العالم و نقطة المحاذاة فی القمر تحت مرکز العالم بالنسبة إلی الأوج. و منها تعدیل النقل و هو التفاوت بین بعد موضعی القمر من منطقتی الممثل و المائل عن العقدتین و یسمّی الاختلاف الرابع أیضا. و أهل العمل یسمّونه التعدیل الثالث أیضا، و ذلک لأنهم سمّوا الاختلاف الثالث و الأول بالتعدیل الأول و التعدیل الثانی فسمّوا هذا بالتعدیل الثالث و یعتبر ذلک التفاوت إذا أرید تحویل موضعه أی موضع القمر من المائل إلی موضعه من الممثل، و قلّما یحتاج إلی عکسه. و لهذا أی لکون الاحتیاج إلی عکسه قلیلا یسمّی هذا التحویل فی کتب العمل نقل القمر من المائل إلی البروج، هکذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة. و قال فی حاشیة الچغمینی توضیحه أنّ وسط القمر مأخوذ من منطقة المائل لأنّه إذا أخذ ذلک من منطقة البروج لا یکون متشابها و إن اتّحد مرکزاهما لاختلاف منطقتیهما، فإذا مرّت دائرة عرض بمرکز التدویر تقاطع منطقة البروج علی قوائم فیحدث من قوس العرض و من القوسین الکائنتین من المائل و الممثل اللتین مبدأهما العقدة و منتهاهما دائرة العرض المذکورة مثلّث زاویة تقاطع العرضیة مع الممثل فیه قائمة، و زاویة تقاطعها مع المائل حادّة، فالقوس من المائل التی هی الوسط أعظم من القوس التی هی من الممثل، أعنی التقویم، و التفاوت بینهما یسمّی تعدیل النقل إذ به ینقل مقدار القوس من المائل إلی القوس من الممثل، فإن کان الوسط من الربع الأول و الثالث أعنی مؤخرا عن إحدی العقدتین ینقص تعدیل النقل منه، و إن کان من الربعین الآخرین یزاد علیه لتحصل القوس من الممثل. و هذا التفاوت لیس شیئا واحدا دائما بل إذا صار مرکز التدویر إلی بعد ثمن من العقدة تقریبا صار هذا التفاوت فی الغایة، و بعد ذلک یتناقص إلی أن یبلغ مرکز التدویر إلی منتصف ما بین العقدتین، و حینئذ ینعدم التفاوت. و قال فی شرح التذکرة: اعلم أنه ذکر المحقّق الشریف تبعا لصاحب التحفة أنّ تعدیل النقل هو القوس الواقعة من الممثل بین تقاطعی الممثل مع الدائرتین المارّتین بمرکز القمر، إحداهما تمرّ بقطبی الممثل و الأخری بقطبی المائل و هو سهو. و منها تعدیل النهار و هو قوس بین مطالع
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 481
جزء من أجزاء فلک البروج بخط الإستواء، و بین مطالعه بالبلد، و ذلک لأنّ لأجزاء فلک البروج مطالع فی خط الاستواء، و کذا لها مطالع فی الآفاق المائلة و بین المطالعین تفاوت، و هذا التفاوت یسمّی تعدیل النهار، و تعدیل نهار نقطة الانقلاب یسمّی بتعدیل النهار الکلّی.
اعلم أنّ قوس فضل مطالع الاستواء علی مطالع البلد و قوس فضل مغارب البلد علی مغارب الاستواء فی الآفاق الشمالیة متساویتان، فإذا زیدتا علی نهار الإستواء حصل نهار البلد و إذا نقصتا عن نهار البلد کان الباقی نهار الاستواء، و کذا الحال فی الآفاق الجنوبیة، إلّا أنّ الأمر فیها علی عکس ذلک فی الزیادة و النقصان کما یظهر بأدنی تأمّل. فتعدیل النهار فی الحقیقة هو مجموع القوسین لا إحداهما التی هی قوس فضل المطالع علی المطالع، لکن القوم أطلقوا تعدیل النهار علیها إذ بها یعرف التعدیل، و توضیحه یطلب من شرح الملخّص للسید السند. و منها تعدیل الأیام بلیالیها و هو التفاوت بین الیوم الحقیقی و الیوم الوسطی کما سیجی‌ء فی لفظ الیوم. و منها اسم عمل مخصوص یعلم به التعدیلات و غیرها المجهولة أی غیر المسطورة فی جداول الزیجات.
و یقول فی سراج الاستخراج: إذا کانوا یریدون حصة تعدیل عددی من جدول التعدیل و لیس موجودا فی سطر العدد، فیبحثون عن عددین متوالیین، بحیث یکون العدد الأول أقلّ من المطلوب و الثانی أکثر. فحینئذ یأخذون التفاضل بین الحصتین فی العددین المذکورین.
ثم یضربون رقم التفاضل فی العدد المفروض ثم یقسمون الحاصل علی التفاضل بین کلا العددین، و ما یبقی خارج القسمة یضیفونه إلی حصة العدد الأقل حتی یحصلوا علی المطلوب.
و هذا العمل یسمّونه التعدیل.
و إذا کانت الحصّة معلومة و العدد مجهولا فتطلب حصتین متوالیتین إحداهما من عدد معلوم أقلّ و الثانیة من عدد معلوم أکثر. ثم التفاضل ما بین کلا العددین نضربه بالتفاضل بین الحصّة المقدّمة و الحصّة المعلومة. و نقسم الحاصل علی التفاضل الموضوع بین کلا الحصتین. و نضیف الخارج علی العدد الأقلّ حتی یصیر العدد المجهول معلوما، و هذا العمل یقال له التقویس، ذلک لأنه بهذا العمل قوس تلک الحصة یصیر معلوما، و هذا الأسلوب فی استخراج الطوالع من المطالع ناجح. و قریب من هذا العمل عمل التعدیل الذی یعملونه من الأسطرلاب. و مبنی کلا العملین علی الأربعة المتناسبة، و تحقیق هذا العمل یجب أن یکون معلوما من باب (العشرین بابا) «1» و شرحه.

تعدیل النّقل:

[فی الانکلیزیة]Parallax of the moon،equation of the moon
[فی الفرنسیة]Parallaxe lunaire،equation de la lune
هو نقل القمر من المائل إلی البروج.
______________________________
(1) در سراج الاستخراج گوید اگر از جدول تعدیل حصه تعدیل عددی خواهند که در سطر عدد موجود نباشد دو عدد متوالی در سطر عدد بجویند بر وجهی که عدد اوّل کمتر از عدد مطلوب‌الحصه بود و دوم بیشتر پس تفاضل میان دو حصه عدد آن دو عدد بگیرند و در تفاضل میان عدد اقل و عدد مفروض ضرب کنند و حاصل را بر تفاضل میان هر دو عدد قسمت کنند و خارج قسمت را بر حصه عدد اقل افزایند تا مطلوب حاصل شود و این عمل را تعدیل خوانند و اگر حصه معلوم باشد و عدد آن مجهول دو حصه متوالی طلبم یکی از عدد معلوم کمتر باشد و دیگری بیشتر پس تفاضل ما بین هر دو حصه معلوم قسمت کنم و خارج را بر عدد اقل افزایم تا عدد مجهول معلوم گردد و این عمل را تقویس گویند چرا که ازین عمل قوس آن حصه معلوم شود و این طریق در استخراج طوالع از مطالع بکار آید انتهی. و قریبست باین عمل عمل تعدیل که در اسطرلاب میکنند و مبنی هر دو عمل بر اربعه متناسبه است و تحقیق این عمل از بیست باب و شرح آن معلوم باید کرد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 482

التّعریة:

[فی الانکلیزیة]Baring،concision
[فی الفرنسیة]Denudation،concision
هی عند أهل العروض کون الجزء سالما من الزیادة کذا فی رسالة قطب الدین السرخسی.

التّعریض:

[فی الانکلیزیة]Metonomy،apophasis
[فی الفرنسیة]Metonymie،preterition
کالتصریف عند أهل البیان استعمال لفظ فیما وضع له مع الإشارة إلی ما لم یوضع له من السیاق. قال السّبکی: التعریض قسمان، قسم یراد به معناه الحقیقی یشاربه إلی المعنی الآخر المقصود، نحو قوله تعالی وَ ما لِیَ لا أَعْبُدُ الَّذِی فَطَرَنِی «1» أی و ما لکم لا تعبدون بدلیل قوله وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ «2» و قسم لا یراد، بل یضرب مثلا للمعنی الذی هو مقصود التعریض کقول إبراهیم علیه السلام قالَ بَلْ فَعَلَهُ کَبِیرُهُمْ هذا «3»، کذا فی الإتقان و سیجی‌ء الفرق بینه و بین الکنایة.

التّعریف:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Definite article،definition
[فی الفرنسیة]Article defini،definition
عند أهل العربیة هو جعل الذات مشارا بها إلی خارج إشارة وضعیة و یقابلها التنکیر و سیأتی فی لفظ المعرفة. و عند المنطقیین و المتکلّمین هو الطریق الموصل إلی المطلوب التصوّری و یسمّی معرّفا بکسر الراء المشددة و قولا شارحا أیضا، و یسمّی حدّا أیضا عند الأصولیین و أهل العربیة، کما سیأتی فی لفظ الحد. و ذلک المطلوب التصوّری یسمّی معرّفا بفتح الراء المشددة و محدودا، و الطریق ما یمکن التوصل فیه بصحیح النظر إلی المطلوب کما سیأتی أیضا. و بالجملة فالمعرّف ما یکتسب به التصوّر فخرج ما یحصل بطریق الحدس و ما یحصل من الملزومات البیّنة من العلم باللوازم، فإنّ الاکتساب إنّما هو بالنظر. قال المنطقیون لا بد فی المعرّف من ممیّز فإن کان الممیز ذاتیا سمّی المعرف حدّا، و إن کان عرضیا سمّی المعرّف رسما، و إذا اجتمع الممیزان سمّی رسما أکمل من الحدّ، و کل من الحدّ و الرسم إن ذکر فیه تمام الذاتی المشترک بینه و بین غیره المسمّی بالجنس القریب فتام، و إلّا فناقص.
فالمرکّب من الجنس و الفصل القریبین حدّ تام کالحیوان الناطق فی تعریف الإنسان، و المرکّب من الخاصة و الجنس القریب رسم تام کالحیوان الضاحک فی تعریف الإنسان، و التعریف بالفصل وحده، أو مع الجنس البعید أو العرض العام عند من یجوز أخذه فی الحد حد ناقص، و التعریف بالخاصة وحدها أو مع الجنس البعید أو العرض العام عند من یجوز أخذه فی الرسم رسم ناقص.
أعلم أنّ التعریف بالمثال سواء کان جزئیا للمعرّف کقولک الاسم کزید و الفعل کضرب أو لا یکون جزئیا له کقولک العلم کالنور و الجهل کالظلمة، هو بالحقیقة تعریف بالمشابهة التی بین ذلک المعرّف و بین المثال، فإن کانت تلک المشابهة مفیدة للتمییز فهی خاصة لذلک المعرّف فیکون التعریف بها رسما ناقصا داخلا فی أقسام المعرّف الحقیقی، و إلّا لم یصح التعریف بها، فلیس التعریف بالمثال قسما علی حدة. و لما کان استئناس العقول القاصرة بالأمثلة أکثر لکون الجزئی أوّل المدرکات شاع فی مخاطبات المتعلّمین التعریف به.
و اعلم أیضا أنّ التعریف یطلق بالاشتراک علی معنیین: أحدهما التعریف الحقیقی و هو
______________________________
(1) یس/ 22.
(2) یس/ 22.
(3) الأنبیاء/ 63.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 483
الذی یقصد به تحصیل ما لیس بحاصل من التصوّرات و هو الذی ذکر سابقا و هو ینقسم إلی قسمین. الأول ما یقصد به تصوّر مفهومات غیر معلومة الوجود فی الخارج سواء کانت موجودة أو لا و یسمّی تعریفا بحسب الاسم و تعریفا اسمیا، فإذا علم مفهوم الجنس مثلا إجمالا و أرید تصوّره بوجه أکمل فإن قصد نفس مفهومه بأجزائه کان ذلک حدا له اسمیا، و إن ذکر فی تعریفه عوارضه کان ذلک رسما له اسمیا.
و الثانی ما یقصد به تصوّر حقائق موجودة أی معلومة الوجود فی الخارج بقرینة المقابلة و یسمّی تعریفا بحسب الحقیقة، إمّا حدا أو رسما. ثم الظاهر من عباراتهم أنّ المعتبر فی کونه تعریفا بحسب الاسم أو بحسب الحقیقة الوجود الخارجی، فالأمور الاعتباریة التی لها حقائق فی نفس الأمر، کالوجود و الوجوب و الإمکان یکون لها تعریفات بحسب الاسم فقط، لکن لا شبهة فی أن لها حقائق فی نفس الأمر، و ألفاظها یجوز أن تکون موضوعة بإزائها و أن تکون موضوعة بإزاء لوازمها، فیکون لها تعریفات بحسب الاسم و بحسب الحقیقة إمّا حدودا أو رسوما کالحقائق الخارجیة، فالصواب عدم التخصیص بالموجودات الخارجیة و أن یراد بالوجود فی الخارج الوجود فی نفس الأمر، و به صرّح المحقّق التفتازانی فی التلویح. فعلی هذا، الماهیات الحقیقیة أی الثابتة فی نفس الأمر لها تعریفات بحسب الاسم و بحسب الحقیقة بخلاف الماهیات الاعتباریة أی الکائنة بحسب اعتبار العقل کالمعدومات و المفهومات المصطلحة، فإنّها تعرف بحسب الاسم لا بحسب الحقیقة.
و ثانیهما التعریف اللفظی و هو الذی یقصد به الإشارة إلی صورة حاصلة و تعیینها من بین الصور الحاصلة لیعلم أنّ اللفظ المذکور موضوع بإزاء الصورة المشار إلیها. فمعنی قولنا الغضنفر الأسد إنّ ما وضع له الغضنفر هو ما وضع له الأسد، فالمستفاد منه تعیین ما وضع له لفظ الغضنفر من بین سائر المعانی و العلم بوضعه له، فمآله إلی التصدیق أی التصدیق بالوضع فهو فی الحقیقة من مطالب هل المرکّبة، و إن کان یسأل عنه بما نظرا إلی استلزامه لإحضار المعنی بعد العلم بالوضع، فیقال ما الغضنفر؟ و هو طریقة أهل اللغة و خارج عن المعرّف الحقیقی و أقسامه المذکورة. فإن التعریف الحقیقی ما یکون تصوّره سببا لتصور شی‌ء آخر. و لمّا لم یکن فی التعریف اللفظی المغایرة إلّا من حیث اللفظ لا یتحقق هاهنا تصوّران متغایران بالذات أو بالاعتبار، فضلا عن کون أحدهما سببا للآخر. و ما قیل من أنّ المفهوم من حیث إنه مدلول اللفظ الأول مغایر لنفسه من حیث إنّه مدلول اللفظ الثانی فبالحیثیة الثانیة سبب، و بالحیثیة الأولی مسبب، ففیه أنّ المفاد من التعریف اللفظی إحضار ذات مفهوم اللفظ الأول بتوسّط اللفظ الثانی لا إحضاره مقیدا بکونه مدلول اللفظ الأول بتوسّط إحضاره مقیدا بکونه مدلول اللفظ الثانی، فظهر من هذا فساد ما ذهب إلیه المحقق التفتازانی، من أنّ التعریف اللفظی من المطالب التصوّریة، و بالنظر إلی هذا ذهب صاحب السلم إلی أنّ الاشتراک بین المعنیین معنوی حیث قال: معرّف الشی‌ء ما یحمل علیه تصویرا و تحصیلا أو تفسیرا، و الثانی اللفظی و الأول الحقیقی، ففیه تحصیل صورة غیر حاصلة. فإن علم وجودها فهو بحسب الحقیقة، و إلّا فبحسب الاسم. ثم قال:
التعریف اللفظی من المطالب التصوّریة فإنه جواب ما، و کلّما هو جواب ما فهو تصوّر. ألا تری إذا قلنا الغضنفر موجود فقال المخاطب ما الغضنفر؟ ففسّره بالأسد، فلیس هناک حکم.
و هکذا ذکر المحقق الدوانی حیث قال: و أنت خبیر بأنه إذا کان الغرض منه معرفة حال اللفظ
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 484
و أنه موضوع لذلک المعنی کان بحثا لغویا خارجا عن المطالب التصوّریة، و أمّا إذا کان الغرض منه تصویر معنی اللفظ أی إحضاره فلیس کذلک کما إذا قلنا الغضنفر موجود، فلم یفهم السامع منه معنی، ففسرناه بالأسد فیحصل له تصوّر معناه فذلک من المطالب التصوریة انتهی. و فیه أنّ هذا التفسیر لإحضار صورة حاصلة للحکم علیه بموجود و لیس کل ما یفید إحضار صورة حاصلة تعریفا لفظیا و إلّا لکان جمیع الألفاظ المعلومة أوضاعها تعریفات لفظیة لکونها مفیدة لإحضار صورة حاصلة بل هو أی التعریف اللفظی ما یفید إحضار صورة حاصلة، و یعلم بأنّ اللفظ موضوع بإزائها کقولنا الغضنفر الأسد، علی أنه یرد علی قوله ففسرناه بالأسد لیحصل معناه أنه إن أراد به أنّ التفسیر یفید حصول المعنی ابتداء فممنوع. و إن أراد أنه یفیده بتوسط إفادته العلم بأنه موضوع فمسلّم.
لکن حینئذ یکون التفسیر المذکور للعلم بالوضع و حصول المعنی بتبعه فتدبر.

فائدة:

من حق التعریف اللفظی أن یکون بألفاظ مفردة مرادفة فإن لم توجد ذکر مرکّب یقصد به تعیین المعنی لا تفصیله و یجری فی الحروف و الأفعال أیضا.

فائدة:

یجب معرفة المعرّف قبل معرفة المعرّف قبلیة زمانیة و ذاتیة، فإنّ کونه طریقا لتلک المعرفة یثبت القبلیة الزمانیة، و کونه سببا لها یثبت القبلیة الذاتیة، فیکون غیر المعرّف و یکون أیضا أجلی منه، و لا بدّ أن یساویه فی العموم و الخصوص لیحصل به التمییز إذ لولاه لدخل فیه غیر المعرّف علی تقدیر کونه أعمّ مطلقا أو من وجه، فلم یکن مانعا مطردا أو خرج عنه بعض أفراده علی تقدیر کونه أخص، إمّا مطلقا أو من وجه فلم یکن جامعا و منعکسا. و هذا مذهب المتأخرین. و أمّا المتقدمون فقد قالوا الرّسم منه تام یمیز المرسوم عن کل ما یغایره و منه، و ناقص یمیزه عن بعض ما یغایره. و صرّحوا بأنّ المساواة شرط لجودة الرسم و جوّزوا الرسم بالأعم و الأخص، و أیّد ذلک بأنّ المعرّف لا بدّ أنّ یفید التمییز عن بعض الأغیار کما یقتضیه تعریفهم للمعرّف بما یستلزم معرفته معرفته، فإن المعرفة تقتضی التمییز فی الجملة. و أمّا التمییز عن جمیعها فلیس بشرط أنّ التصورات المکتسبة کما قد تکون بوجه خاص بالشی‌ء إمّا ذاتی أو عرضی، کذاک یکون بوجه عام ذاتی أو عرضی، فیجب أن یکون کاسب کل منهما معرفا.
فالمساواة شرط للمعرّف التام دون غیره حدا کان أو رسما.

فائدة:

کلّ من قسمی التعریف الحقیقی لا یتجه علیه منع لأنّ المتصدّی لهما بمنزلة نقاش ینقش لک فی ذهنک صورة مفهوم أو موجود، فإنّه إذا قال الإنسان حیوان ناطق لم یقصد به أن یحکم علیه بکونه حیوانا ناطقا و إلّا لکان مصدقا لا مصوّرا، بل أراد بذکر الإنسان أن یتوجه ذهنک إلی ما عرفته بوجه ما، ثم شرع فی تصویره بوجه أکمل. فلیس بین الحدّ و المحدود حکم حتی یمنع، فلا یصح أن یقال للکاتب: لا أسلم کتابتک. نعم یصح أن یقال لا نسلم أنّ هذا حدّ للإنسان أو أنّ الحیوان جنس له و نحو ذلک، فإنّ هذه الدعاوی صادرة عنه ضمنا و قابلة للمنع، فإذا أرید دفعه صعب جدا فی المفهومات الحقیقیة و إن سهل فی المفهومات الاعتباریة. و کذا لا یتجه علی الحدّ النقض و المعارضة. أمّا إذا قیل الإنسان حیوان ناطق و أرید أنّ هذا مدلوله لغة أو اصطلاحا کان هذا تعریفا لفظیا قابلا للمنع الذی یدفع بمجرد نقل أو وجه استعمال. هذا کله خلاصة ما فی شرح
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 485
المواقف و حاشیته لمولانا عبد الحکیم.

فائدة:

یحترز فی التعریف عن الألفاظ الغریبة الوحشیة و عن المشترک و المجاز بلا قرینة ظاهرة. و بالجملة فعن کلّ لفظ غیر ظاهر الدلالة علی المقصود.

فائدة:

المرکب إذا لم یکن بدیهی التصوّر یحدّ بأجزائه حدا تاما أو ناقصا دون البسیط فإنه لا یمکن تحدیده أصلا، إذ لا جزء له. فإن ترکّب عنهما أی عن المرکّب و البسیط غیرهما و لا یکون ذلک الغیر بدیهی التصوّر حدّ بهما، و إلّا فلا، إذ لم یقعا جزأ للشی‌ء. و کل متصوّر کسبی مرکّب أو بسیط له خاصة شاملة لازمة بیّنة بحیث یکون تصورها مستلزما لتصوره یرسم، و إلّا فلا. فإن کان ذلک الکسبی الذی له تلک الخاصة مرکّبا أمکن رسمه التام بترکیب جنسه القریب مع خاصته و إلّا فالناقص. ثم إنّه یقدم فی التعریف الاسم. ثم المشهور أنّ الشخص لا یحدّ بل طریق إدراکه الحواس إنما الحدّ لکلیّات المرتسمة فی العقل دون الجزئیات المنطبعة فی الآلات لأنّ معرفة الشخص لا تحصل إلا بتعیین مشخصاته بالإشارة و نحوها، و الحدّ لا یفید ذلک لأن غایته الحدّ التام و هو إنما یشتمل علی مقومات الشی‌ء دون مشخصاته. و لقائل أن یقول إنّ الشخص مرکّب اعتباری هو مجموع الماهیة و التشخّص، فلم لا یجوز أن یحدّ بما یفید معرفة الأمرین؟
و الحقّ أنّ الشخص یمکن أن یحدّ بما یفید امتیازه عن جمیع ما عداه بحسب الوجود لا بما یفید تعینه و تشخصه، بحیث لا یمکن اشتراکه بین کثیرین فی العقل، فإنّ ذلک إنما یحصل بالإشارة لا غیر. هکذا فی العضدی و حواشیه.

التعزیر:

[فی الانکلیزیة]Reproach،blame
[فی الفرنسیة]Reproche،blame
کالتصریف من العزر بالزاء المعجمة بمعنی الرّد و الردع. و شرعا هو تأدیب دون الحدّ کما فی الکافی. و الفرق بینه و بین الحدّ علی ما فی فتاوی الاحتساب «1» أنّ الحدّ مقدّر و التعزیر مفوّض إلی رأی الإمام، و أنّ الحدّ یدرأ بالشبهات و التعزیر یجب مع الشبهات، و أنّ الحدّ لا یجب علی الصبی و التعزیر یشرع علیه، و أنّ الحدّ یطلق علی الذّمی إن کان مقدرا و التعزیر لا یطلق علیه، و إنّما یسمّی عقوبة لأنّ التعزیر شرع للتطهیر و الکافر لیس من أهل التطهیر، و إنّما یسمّی فی حق أهل الذّمة إذا کان غیر مقدر عقوبة، کذا فی نصاب التعزیر انتهی.

التّعصّب:

[فی الانکلیزیة]Fanatism،sectarism
[فی الفرنسیة]fanatisme،sectarisme
هو عدم قبول الحق عند ظهور الدلیل بناء علی میل إلی جانب کما فی التلویح.

التّعطیل:

[فی الانکلیزیة]Ellipsis،atheism
[فی الفرنسیة]Ellipse،atheisme
بالطاء المهملة هو عند البلغاء قسم من الحذف، و هو أن یأتی الکاتب أو الشاعر بکلمات لا إعجام فیها أی بدون نقطة فی أی من حروفها مثاله:
محمد و أحمد و محمود فی العالم محمد هو رئیس و قائد العالم.
کذا فی جامع الصنائع. و ثمّة تعطیل آخر یسمّی معطل ذو القوافی کما سیجی‌ء. و حرف العطل هو أن لا یعتدّ بالحرف وزنا و إن کان مکتوبا، و یقال أیضا لهذا النوع «معدولة» کما مرّ.
و المعطل عند أهل الشرع هو الکافر الذی
______________________________
(1) لأحمد بن ادریس بن عبد الرحمن بن عبد اللّه الصنهاجی القرافی (- 864 ه)، (ط).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 486
لا یعتقد بوجود الباری جلّ جلاله و یجی‌ء فی لفظ الکفر «1»

التّعقّل:

[فی الانکلیزیة]Intellection،conception reasoning،prudence
[فی الفرنسیة]Intellection،conception،raisonnement،prudence
قسم من الإدراک. و هو إدراک الشی‌ء مجردا عن اللواحق المادیة، و یسمّی بالعقل أیضا. و قد یسمّی بالعلم أیضا عند بعض و قد یطلق علی الإدراک مطلقا سواء کان المدرک مجردا أو مادیا کما وقع فی العلمی فی تعریف الحکمة النظریة.

التّعقید:

[فی الانکلیزیة]Complication
[فی الفرنسیة]Complication
کالتصریف عند أهل البیان کون الکلام غیر ظاهر الدلالة علی المراد لخلل إما فی النظم و إما فی الانتقال أی کونه غیر ظاهر الدلالة مع أنّ المقصود من إیراده إعلام المرام، فخرج المتشابه إذ المقصود منه الابتلاء لا الإفهام، و لا یرد المشترک و المجمل أیضا إذ لیس فیهما خلل لا فی النظم و لا فی الانتقال کما فسّر به. و التعقید مطلقا سواء کان لفظیا و هو الذی یکون بسبب خلل فی النظم أو معنویا و هو الذی یکون بسبب خلل فی الانتقال مخلّ بالفصاحة. و أورد علیه بأنّه لو کان مخلّا بالفصاحة لم یکن اللّغز و المعمّی عنه مقبولین مع أنّهما مما یورد فی علم البدیع. و الجواب أنّ قبولهما لیس من حیث الفصاحة بل لاشتمالهما علی دقّة یختبر بها أهل الفطن. و لما کان عدم ظهور الدلالة صادقا علی عدم ظهورها لاشتمال الکلام علی لفظ غریب أو مخالف للقیاس مع أنّه لیس تعقیدا قیّد ذلک بقولنا لخلل. ثم إنّه لیس المراد بالنظم کون الألفاظ مترتبة المعانی متناسقة الدلالات علی حسب ما یقتضیه العقل فإنّ النظم حینئذ شامل لرعایة ما یقتضیه علم المعانی و علم البیان. و الخلل فیه یشتمل التعقید المعنوی و الخطأ فی تأدیة المعنی، بل المراد بالنظم ترکیب الألفاظ علی وفق ترتیب یقتضیه إجراء أصل المعنی. و الخلل فی النظم بأن یخرج عن هذا الترکیب إلی ما لا تشهد به قوانین النحو المشهورة أو إلی ما تشهد به لکن تحکم بأنّه علی خلاف طبیعة المعنی فتخفی الدلالة لکثرة اجتماع خلاف الأصل الموجبة لتحیّر السامع. قال فی الإیضاح:
فالکلام الخالی عن التعقید اللفظی ما سلم نظمه من الخلل فلم یکن فیه ما یخالف الأصل من تقدیم أو تأخیر أو إضمار أو غیر ذلک إلّا و قد قامت علیه قرینة ظاهرة لفظیة أو معنویة.
فالتعقید اللفظی ربما کان لضعف التألیف و ربما کان مع الخلوص عنه بأن یکون علی قوانین هی خلاف الأصل، فلا یکون اشتراط الخلوص عنه فی تعریف فصاحة الکلام بعد ذکر الخلوص عن ضعف التألیف مستدرکا کما توهم، و لا یکون وجود التعقید اللفظی بلا مخالفة لقانون نحوی مشهور، مخالفا للحکم بأنّ مرجع الاحتراز عن التعقید اللفظی هو النحو کما توهّم أیضا، لأنّ النحو یمیز بین ما هو الأصل و بین ما هو خلاف الأصل، و الاحتراز عنه بالاحتراز عن جمع کثیر من خلاف الأصل. و أمّا أنّه هل یکون الضعف بدون التعقید اللفظی أم لا، فالحق الثانی و إن توهّم بعض الأفاضل أنّه لا
______________________________
(1) نزد بلغاء قسمی است از حذف و آن آنست که منشی یا شاعر نثری یا نظمی نویسد که تمام حروف او معطل بود یعنی هیچ از حروف او نقطه دار نباشد مثاله. محمد احمد و محمود عالم محمد سرور سردار عالم کذا فی مجمع الصنائع و معطل ذو القوافی را نیز گویند کما سیجی‌ء. عطل آنست که در وزن در نیاید و لیکن نبشته شود و آن را معدوله نیز گویند چنانکه گذشت و معطل نزد اهل شرع کافری را گویند که اعتقاد بوجود باری تعالی نداشته باشد و یجی‌ء فی لفظ الکفر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 487
تعقید فی جاءنی أحمد بالتنوین لأنّ جاءنی أحمد یفید مجی‌ء أحمد ما لا الشخص المعیّن، فلا یکون ظاهر الدلالة علی الشخص المعیّن المراد. مثاله قول الفرزدق «1» فی مدح خال هشام بن عبد الملک «2» و هو إبراهیم بن هشام بن إسماعیل المخزومی: «3»
و ما مثله فی النّاس إلّا مملّکا أبو أمّه حیّ أبوه یقاربه.
أی لیس فی الناس مثله حیّ یقاربه فی الفضائل إلّا مملّک و هو الذی أعطی الملک و المال، یعنی هشاما، أبو أمّه أی أبو أم ذلک المملّک، أبوه أی أبو إبراهیم الممدوح، أی لا یماثله أحد إلّا ابن أخته و هو هشام، ففیه فصل بین المبتدأ و الخبر أعنی أبو أمه أبوه بالأجنبی الذی هو حیّ، و بین الموصوف و الصفة أعنی حیّ یقاربه بالأجنبی الذی هو أبوه، و تقدیم المستثنی أعنی مملّکا علی المستثنی منه أعنی حیّ، و لهذا نصبه، و إلّا فالمختار البدل. فهذا التقدیم شائع الاستعمال لکنه أوجب زیادة فی التعقید. و المراد بالخلل فی الانتقال الخلل الذی لیس لخلل النظم و إلّا فعدم ظهور الدلالة لخلل فی النظم إنّما هو لخلل فی الانتقال. قال فی الإیضاح و الکلام الخالی عن التعقید المعنوی ما یکون الانتقال فیه من معناه الأول إلی معناه الثانی الذی هو المراد به ظاهرا حتی یخیّل إلی السّامع أنّه فهمه من حاق اللفظ انتهی. و المراد أنّه فهمه قبل تمام الکلام لغایة ظهوره علی زعمه. و اعترض علیه بأنّه یفهم منه لزوم کون الجامع فی الاستعارة ظاهرا، و قد ذکروا أنّ الجامع إذا ظهر بحیث یفهمها غیر الخاصة تسمّی مبتذلة و یشترطون فی قبولها أن یکون الجامع غامضا دقیقا. فبین الکلامین تدافع و أجیب بأنّ غموض الاستعارة و دقّة جامعها لا ینافی وضوح طریق الانتقال بأن لا یکون مانع لغوی أو عرفی، و لا یرد الإبهام الذی عدّ من المحسّنات للکلام البلیغ، لأنّه إنّما یعدّ محسّنا عند وضوح القرینة الدالة علی المراد.
و الاعتراض بأنّ سهولة الانتقال لیست بشرط فی قبول الکنایات و إلّا لزم خروج أکثر الکنایات المعتبرة عند القوم من حیّز الاعتبار خارج عن حیّز الاعتبار، لأنّ صعوبة الانتقال فی تلک الکنایات إن أدّت إلی التعقید فلا نسلّم اعتبارها عندهم. کیف و قد صرّحوا بأنّ المعمّی و اللغز غیر معتبرین عندهم لاشتمالهما علی التعقید.
و اعترض أیضا أنّه یلزم أن لا یکون الکلام الخالی عن المعنی الثانی فصیحا لأنّه لیس له الخلوص عن التعقید و دفعه بأنّ مثل هذا الکلام بمنزلة الساقط عن درجة الاعتبار عند البلغاء غیر وجیه، لأنّ الکلام الخالی عن المجاز و الکنایة إذا روعی فیه المطابقة لمقتضی الحال کیف
______________________________
(1) هو همّام بن غالب بن صعصعة التمیمی الدارمی، أبو فراس، الشهیر بالفرزدق. ولد بالبصرة و توفی فیها عام 110 ه/ 728 م. شاعر من النبلاء، له أثر کبیر فی الأدب و اللغة. قیل عنه: لو لا شعر الفرزدق لذهب ثلث اللغة. و هو أحد أعمدة المثلث الأموی فی الشعر مع جریر و الأخطل. له دیوان شعر مطبوع، و قد کتب عنه الکثیرون. الاعلام 8/ 93، رغبه الآمل 1/ 114، وفیات الاعیان 2/ 196، معاهد التنصیص 1/ 45، خزانة الأدب 1/ 105، الأغانی 9/ 324، الشعر و الشعراء 442، مفتاح السعادة 1/ 195.
(2) هو هشام بن عبد الملک بن مروان. ولد فی دمشق عام 71 ه/ 690 م. و توفی فی الرصافة عام 125 ه/ 743 م. من خلفاء بین أمیة. کانت له وقائع مشهورة مع الخارجین علی الحکم، کما کان حسن السیاسة، یقظا فی أمره، یباشر الأعمال بنفسه. الاعلام 8/ 86، ابن الأثیر 5/ 96، الطبری 8/ 283، تاریخ الخمیس 2/ 318، الیعقوبی 3/ 57، المسعودی 2/ 142، تاریخ الاسلام للذهبی 5/ 170.
(3) هو ابراهیم بن هشام بن اسماعیل المخزومی القرشی. توفی بعد عام 115 ه/ 733 م. أمیر المدینة و خال الخلیفة هشام بن عبد الملک. کان شدیدا و قاسیا حتی شکاه الناس للخلیفة فعزله هشام عام 115 ه و انقطعت أخباره. الاعلام 1/ 78، النجوم الزاهرة 1/ 254، المحبّر 29.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 488
یکون ساقطا عن درجة الاعتبار إلّا أن یقال هو ساقط باعتبار الدلالة علی المعنی، و إن کان معتبرا من حیث رعایة مقتضی الحال. و بعد یتجه علیه أنّ المعتبر فی البلاغة سقوط ما لیس له معنی ثان بمعنی مقتضی الحال لا باعتبار الکون مجازا أو حقیقة. و الأحسن أن یقال خصّ صاحب الإیضاح البیان الخالی عن التعقید بما استعمل فی المعنی المجازی لأنّه المحتاج إلی البیان و التوضیح. و أمّا الخلو عن التعقید المعنوی لعدم معنی ثان فواضح لا حاجة إلی بیان هذا. مثال التعقید المعنوی قول عباس بن الأحنف: «1»
سأطلب بعد الدار عنکم لتقربوا و تسکب عینای الدموع لتجمدا.
فالشاعر قصد إلی أن یحصل المراد بأن یکون فی الاستغناء عنه کالهارب و یری نفسه عنه معرضا. و من هذا حکم بأنّ الحرص شؤم و الحریص محروم. و قیل لو لم تطلب الرزق یطلبک. و فی الحدیث «زر غبّا تزدد حبّا» «2».
و بالجملة جعل سکب الدموع و هو البکاء کنایة عمّا یلزم فراق المحبوبین من الحزن و أصاب لأنّه واضح الانتقال لأنه کثیرا ما یجعل دلیلا علیه و جعل جمود العین کنایة عن السرور قیاسا علی جعل السّکب بمقابله و لم یصب، لأنّ سکب الدموع قلّما یفارق الحزن بخلاف جمود العین فإنّه یعمّ أزمنة الخلوّ عن الحزن، سواء کان زمن السرور أو لا، فلا ینتقل منه إلی السرور بل إلی الخلوّ من الحزن. هذا کلّه خلاصة ما فی المطول و الأطول و الچلپی و أبی القاسم.

التعلّق:

[فی الانکلیزیة]Connection،relationship
[فی الفرنسیة]Rapport،relation
هو عند أهل العربیة نسبة الفعل إلی غیر الفاعل و یجی‌ء فی تعریف المتعدّی. و عند المتکلّمین هو الإضافة بین العالم و المعلوم.

التعلیق:

[فی الانکلیزیة]Supension of the transitivity of a verb،suspension of the reference)Isnad(
[فی الفرنسیة]Supension de la transitivite d'un verbe،suspension du renvoi)Isnad(
هو عند النحاة إبطال عمل أفعال القلوب لفظا لا محلا وجوبا نحو: علمت أزید عندک أم عمرو، بخلاف الإلغاء فإنّه إبطاله لفظا و محلّا جوازا، کذا فی الموشّح شرح الکافیة، و هکذا فی الفوائد الضیائیة. و عند أهل البدیع یطلق علی قسم من التصریع کما مرّ. و عند المحدّثین حذف راو واحد أو أکثر من أوائل إسناد الحدیث. فالحدیث الذی حذف من أوائل إسناده راو واحد فأکثر یسمّی معلّقا کقول الشافعی رحمه اللّه مثلا: قال نافع أو قال ابن عمر، أو قال النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم، لا ما حذف من أواسط إسناده فقط فإنّه منقطع، و لا ما حذف من أواخره فقط فإنّه مرسل، کذا فی خلاصة الخلاصة. و قد یحذف تمام الإسناد کما هو عادة المصنفین حیث یقول، قال النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم، و قد یحذف تمام الإسناد إلّا الصحابی أو إلّا التابعی و الصحابی معا. و قد یحذف من حدّثه و یضیفه إلی من فوقه فإن کان من فوقه شیخا لذلک المصنّف فقد اختلف فیه، هل یسمّی تعلیقا أم لا، و الصحیح التفصیل. فإن عرف بالنص أو الاستقراء أنّ
______________________________
(1) هو العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفی الیمامی، أبو الفضل توفی ببغداد، و قیل بالبصرة، عام 192 ه/ 808 م. شاعر غزل رقیق. له دیوان شعر مطبوع. الاعلام 3/ 259، وفیات الاعیان 1/ 245، معاهد التنصیص 1/ 54، النجوم الزاهرة 2/ 127، البدایة و النهایة. 10/ 209.
(2) أخرجه ابو نعیم فی الحلیة 3/ 322، عن أبی هریرة، باب عطاء بن أبی رباح، رقم 244، و أخرجه السخاوی فی المقاصد الحسنة 232، رقم 537.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 489
فاعل ذلک مدلّس فتدلیس و إلّا فتعلیق.

التّعلیل:

[فی الانکلیزیة]Motivation،enumeration of the causes،etiology
[فی الفرنسیة]Motivation،ennumeration des causes،etiologie
فی اللغة مصدر علّل أی سقی سقیا بعد سقی. و عند أهل المناظرة تبیین علّة الشی‌ء، کذا فی شرح آداب المسعودی. «1» و یطلق أیضا علی ما یستدلّ فیه من العلّة علی المعلول و یسمّی برهانا لمّیا أیضا کما فی شرح المواقف. و فی الرشیدیة و الشارع فی الدلیل اللّمّی یسمّی معلّلا بالکسر انتهی. و التعلیل عند الصرفیین هو الإعلال. و حسن التعلیل عند أهل البدیع هو أن یدعی لوصف علّة مناسبة له باعتبار لطیف غیر مطابق لما فی نفس الأمر و فی لفظ الحسن یأتی بیانه مستوفی.

التّعیّن:

[فی الانکلیزیة]Determination،specification
[فی الفرنسیة]Determination،specification
هو التشخّص و قد مرّ. و التعیّن الأول عند الصوفیة هو مرتبة الوحدة، و التعیّن الثانی عندهم هو مرتبة الواحدیة. و قد سبق فی لفظ الأحدیة.

التّغلیب:

[فی الانکلیزیة]Predominancy
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 489 التغلیب: … ص: 489
فی الفرنسیة]Predominance
باللام عند أهل المعانی إعطاء الشی‌ء حکم غیره. و قیل ترجیح أحد المغلوبین علی الآخر، إجراء للمختلفین مجری المتفقین نحو قوله تعالی وَ کانَتْ مِنَ الْقانِتِینَ، «2» و الأصل قانتات. فعدّت الأنثی من المذکّر تغلیبا و قوله تعالی بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، «3» و القیاس أن یؤتی بیاء العیبة لا بتاء الخطاب. و قوله تعالی وَ لِلَّهِ یَسْجُدُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ، «4» غلّب فیه غیر العاقل علی العاقل فأتی بما لکثرته، و فی آیة أخری عبّر بمن فغلّب العاقل لشرفه. و قوله تعالی فَسَجَدَ الْمَلائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلَّا إِبْلِیسَ «5» عدّ إبلیس منهم بالاستثناء تغلیبا لکونه بینهم. و قوله تعالی قالَ یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ «6» أی المشرق و المغرب غلّب المشرق لأنّه أشهر الجهتین. قال فی البرهان: «7» و إنّما کان التغلیب مجازا لأنّ اللفظ لم یستعمل فیما وضع له، فإنّ القانتین مثلا موضوع للذکور فإطلاقه علی الذکور و الإناث إطلاق علی غیر الموضوع له، کذا فی الإتقان فی نوع الحقیقة و المجاز.

التّغیّر:

[فی الانکلیزیة]Change،transformation
[فی الفرنسیة]Changement،transformation
بالیاء کالتصرّف فی اللغة هو کون الشی‌ء بحال لم یکن له قبل ذلک. و فی الاصطلاح یطلق علی معنیین، أحدهما التغیّر الدّفعی و هو أن یتغیّر الشی‌ء فی ذاته حقیقة، و هذا یسمّی کونا و فسادا کالخبز إذا صار لحما بعد الأکل، و ثانیهما التغیّر التّدریجی و هو أن یتغیّر فی کیفیته مع بقاء صورته النوعیة. و هذا یخصّ باسم الاستحالة. فالتغیّر الحاصل لذات الغذاء عند
______________________________
(1) شرح آداب المسعودی لکمال الدین مسعود بن الحسین الشیروانی الرومی (- مجهول) شرح فیها آداب البحث لشمس الدین محمد بن أشرف الحسینی السمرقندی (حوالی 690 ه).GAL،I، 516- 61.
(2) التحریم/ 12.
(3) النمل/ 55.
(4) النحل/ 49.
(5) الحجر/ 30- 31 و ص/ 73- 74.
(6) الزخرف/ 38.
(7) لبدر الدین محمد بن عبد اللّه الزرکشی (- 794 ه) و قد استفاد منه جلال الدین السیوطی (- 911 ه) فی الاتقان فی علوم القرآن. نشره محمد أبو الفضل ابراهیم فی القاهرة فی أربعة أجزاء عامی 1957- 1958.
کشف الظنون 1/ 240- 241.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 490
وروده لأکبادنا من قبیل الأول لأنه عند وروده إلیها یخلع الصورة الغذائیة و یلبس الصورة الخلطیّة. و التغیّر الحاصل للدواء عند وروده إلی أبداننا من قبیل الثانی فإنّه عند وروده إلیها یتغیّر منها کیفیته و صورته النوعیة باقیة هکذا فی بحر الجواهر.

التّغییر:

[فی الانکلیزیة]Modification of a term
[فی الفرنسیة]Modification d'un terme
کالتصریف و هو عند البلغاء أن یحوّل الشاعر لفظا عن صورته الأصلیة إلی صورة أخری کی یستقیم وزن البیت أو القافیة، کما فعل أبو شکور سلمی من أجل القافیة فی البیت التالی، غیّر کلمة نیلوفر إلی نیلوفل: إنّ ماء العنب و ماء النیلوفر یدلّانی إلی عبیر و مسک.
و هذا من العیوب. و أمّا إذا أشیر إلی ذلک التغییر فلا یعود عیبا. و ربما یزداد لطفا و مثاله:
دع عنک هذه المعارف الملیئة بالحیل و المکر و لا تجعل یا شیخ رأسنا أحمق.
لقد أخطأت فی هذا المعنی حین قلت إنّ ذقن حبیبنا تفاحة
و قال سیو بدلا من سیب لتناسب القافیة فی کالیو.
کما فی مجمع الصنائع. «1»

التّفاهة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Insipidity،tastelessness
[فی الفرنسیة]Insipidite
بفتح التاء تطلق علی معنیین: أحدهما عدم الطعم کما فی الأجسام البسیطة و تسمّی هذه تفاهة حقیقیة، و المتصف بها یسمّی تفها بکسر الفاء و مسیخا بالخاء المعجمة. و ثانیهما کون الجسم بحیث لا یحس طعمه لکثافة أجزائه و اکتنازه، فلا یتحلل منه ما یخالط الرطوبة اللعابیة اللسانیة الخالیة فی نفسها عن الطعوم کلها کالحدید و غیره، فإذا احتیل فی تحلیله أحسّ منه طعم قوی حاد کما یزنجر الصفر أی یجعل الصفر زنجارا و أجزاء صغارا، و هذه تسمّی تفاهة غیر حقیقیة و تفاهة حسّیة.

فائدة:

قد توهم أنّ المعدود فی الطعوم هو التفاهة بالمعنی الأول أی الحقیقیة و إنّما عدوها منها کما عدّت المطلقة فی الموجهات، و لذلک ترکها الإمام الرازی فقال: بسائط الطعوم ثمانیة، و ذکر بعضهم أنّ المعدود فیها هو التفاهة الغیر الحقیقیة فإنّها طعم بسیط و التوضیح فی شرح المواقف فی بحث المذوقات.

التّفتّت:

[فی الانکلیزیة]Disintegration،crumbling
[فی الفرنسیة]Desagregation،effritement
بالتاء المثناة الفوقانیة کالتصرّف عند الأطباء یطلق علی تفرّق اتّصال واقع فی عرض العظم بشرط أن یکون التفرّق إلی أجزاء صغار، و یسمّی مفتّتا أیضا، کذا فی شرح القانونجة.
و فی الأقسرائی تفرّق الاتّصال الواقع فی العظم أو الغضروف إذا کان تفریقه إلی أجزاء صغار یسمّی مفتتا انتهی. و علی إفناء الحرارة الرطوبة الثالثة فی الدقّ کما فی بحر الجواهر. و المفتت یطلق أیضا علی دواء یصغر أجزاء الخلط
______________________________
(1) نزد بلغاء آنست که شاعر لفظ را از صورتی که دارد بصورتی دیگر گرداند تا وزن بیت یا قافیه درست گردد چنانچه ابو شکور سلمی جهت قافیه درین بیت نیلوفر را به نیلوفل تغییر داده.
آب انگور و آب نیلوفل مر مرا از عبیر و مشک بدل
و این از عیوب است اما اگر اشارتی بدان تغییر رود از عیب دور گردد و بلطافت نزدیک شود مثاله.
برو معرفتهائی پر از ریو سر ما را مکن ای شیخ کالیو
غلط کردم درین معنی که گفتم زنخدان نگار خویش را سیو
سیب را سیو گفته با کالیو قافیه ساخته کما فی مجمع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 491
المتحجّر کالحجر الیهودی کما فی المؤجز فی فن الأدویة.

التفخیم:

[فی الانکلیزیة]Bombast،grandiloquence
[فی الفرنسیة]Emphase،grandiloquence
بالخاء کالتصریف هو الفتح کما سیأتی.
قالوا یستحب قراءة القرآن بالتفخیم لحدیث الحاکم «نزل القرآن بالتفخیم» «1». قال الحلیمی:
معناه أنه یقرأ علی قراءة الرجال و لا یخضع الصوت فیه ککلام النساء. قال و لا یدخل فی هذا کراهة الإمالة التی هی اختیار بعض القرّاء.
و قد قال: یجوز أن یکون القرآن نزل بالتفخیم فرخّص مع ذلک فی إمالة ما تحسن إمالته و یقابل التفخیم الترقیق کذا فی الاتقان.

تفرّق الاتصال:

[فی الانکلیزیة]dislocation،luxation
[فی الفرنسیة]Desagregation،luxation
هو قسم من المرض کما سیجی‌ء.

التفریع:

[فی الانکلیزیة]Ramification،extension
[فی الفرنسیة]Ramification،extension
هو عند البلغاء أن یثبت لمتعلّق أمر حکم بعد إثباته لمتعلّق له آخر علی وجه یشعر بالتفریع و التعقیب کقوله:
أحلامکم لسقام الجهل شافیة کما دماؤکم تشفی من الکلب
فرع علی وصفهم بشفاء أحلامهم بسقام الجهل لشفاء دمائهم من داء الکلب، کذا فی المطوّل. و له معنی آخر أیضا یجی‌ء فی لفظ القاعدة.

التّفریق:

[فی الانکلیزیة]Differenciation،distinction
[فی الفرنسیة]Differenciation،distinction
هو عند المحاسبین نقص عدد من عدد لیس بأقل منه و فی القید الأخیر إشارة إلی أنّ العددین لا بدّ أن یکونا غیر متساویین، و ما بقی بعد النقص یسمّی حاصل التفریق. و عند أهل البدیع هو أن یدخل شیئان فی معنی و یفرق بین جهتی الإدخال، و جعل منه الطیبی قوله تعالی اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها «2» الآیة جمع النفسین فی حکم التوفّی ثم فرّق بین جهتی التوفّی بالحکم بالإمساک و الإرسال، أی اللّه یتوفّی الأنفس التی تقبض و التی لم تقبض، فیمسک الأولی و یرسل الأخری، کذا فی الإتقان فی نوع بدائع القرآن و هکذا فی الکتب الفارسیة.

التّفسرة:

[فی الانکلیزیة]
Uruscopy) determination of the density of urine (
[فی الفرنسیة]
Uruscopie) determination de la densite de l'urine (
بالسین کالتّکرمة هی عند الأطباء القارورة التی فیها بول المریض لیعرض علی الطبیب، و تسمّی دلیلا أیضا. و إنّما سمیت بها لأنها تفسّر و تظهر للطبیب أحواله البدنیة، کذا فی بحر الجواهر.

التّفسیر:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Explication،interpretation،commentary،exegesis
[فی الفرنسیة]Explication،interpretation،commentaire،exegese
هو تفعیل من الفسر و هو البیان و الکشف.
و یقال هو مقلوب السّفر. تقول أسفر الصبح إذا
______________________________
(1) اخرجه الحاکم فی مستدرکه 2/ 231 عن زید بن ثابت، کتاب التفسیر باب قراءات النبی، و تمامه: أنزل القرآن بالتفخیم کهیئة الطیر عذرا أو نذرا و الصرفین و ألا له الخلق و الأمر و اشباه هذا فی القرآن. و قال الذهبی: صحیح لا و اللّه، و بکار لیس بعمدة و الحدیث واه منکر. و اخرجه السیوطی فی الدر المنثور 6/ 303. و أخرجه الهندی فی کنز العمال 2/ 53، رقم 3089. و عزاه لابن الانباری فی الوقف و للحاکم فی مستدرکه عن زید بن ثابت.
(2) الزمر/ 42.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 492
أضاء. و قیل مأخوذ من التّفسرة، و هی اسم لما یعرف به الطبیب المریض. و عند النحاة یطلق علی التمییز کما سیجی‌ء. و عند أهل البیان هو من أنواع إطناب الزیادة، و هو أن یکون فی الکلام لبس و خفاء فیؤتی بما یزیله و یفسّره.
و من أمثلته أنّ الإنسان خلق هلوعا إذا مسّه الشرّ جزوعا و إذا مسّه الخیر منوعا. فقوله إذا مسّه الخ مفسّر للهلوع کما قال أبو العالیة «1». و منها یَسُومُونَکُمْ سُوءَ الْعَذابِ یُذَبِّحُونَ أَبْناءَکُمْ «2» الآیة فیذبّحون و ما بعده تفسیر للسّوم. و منها الصّمد لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ «3» الآیة. قال محمد بن کعب القرظی «4» لم یلد الخ تفسیر للصّمد، و هو فی القرآن کثیر. قال ابن جنّی و متی کانت الجملة تفسیرا لا یحسن الوقف علی ما قبلها دونها لأنه تفسیر الشی‌ء لاحق به و متمّم له و جار مجری بعض أجزائه، کذا فی الإتقان فی أنواع الإطناب. و الفرق بینه و بین الإیضاح بعد الإبهام یذکر فی لفظ الإیضاح. و یقول فی مجمع الصنائع: التفسیر هو أن یعدّد الشاعر عدة أوصاف مجملة ثم یأتی بعد ذلک بالتفسیر لها.
فإذا أعاد تلک الألفاظ المجملة خلال التفسیر فإنّه یسمّی عند ذلک التفسیر الجلیّ، و إلّا فهو التفسیر الخفیّ. مثال الأول:
إمّا أن یکبّل أو یفتح أو یقبض أو یعطی لکی یبقی العالم شاهدا علی ما قام به الملک
فما یقبضه هو الولایة، و ما یعطیه فهو الأموال و ما یقیّده فهو رجل العدوّ، و ما یفتحه فهو القلعة
و مثال الثانی:
دائما یحضرون من أجل عیدک و هو ظاهر و هم یلدون دائما من أجل سرورک بسهولة
الرطب من النخل و العسل من النحل و الحریر من دود القزّ و المسک من الغزال
و اللؤلؤ من البحر و الذهب من الصخر و السکر من القصب و الجوهر من المنجم انتهی «5»
اعلم أنّ الأصولیین و الفقهاء اختلفوا فی التفسیر و التأویل فقال أبو عبیدة و طائفة هما بمعنی. و قال الراغب: التفسیر أعمّ من التأویل و أکثر استعماله فی الألفاظ و مفرداتها، و أکثر استعمال التأویل فی المعانی و الجمل. و کثیرا ما یستعمل فی الکتب الإلهیة. و التفسیر یستعمل فیها و فی غیرها. و قال غیره: التفسیر بیان لفظ لا یحتمل إلّا وجها واحدا، و التأویل توجیه لفظ متوجّه إلی معان مختلفة إلی واحد منها بما ظهر من الأدلة.
______________________________
(1) هو رفیع بن مهران الریاحی البصری. توفی عام 93 ه و قیل 90 ه. إمام حافظ، مقرئ، مفسّر ثقة. سیر أعلام النبلاء 4/ 207، تذکرة الحفاظ 1/ 61، تهذیب التهذیب 3/ 284.
(2) البقرة/ 49.
(3) الإخلاص/ 3.
(4) هو محمد بن کعب بن سلیم بن عمرو، أبو حمزة، و یقال أبو عبد اللّه، القرظی. توفی بالمدینة عام 118 ه/ 736 م. علی خلاف فی تاریخ وفاته. تابعی، من کبار العلماء. راو للحدیث ثقة، مفسّر. له عدة مصنفات. معجم المفسرین 2/ 608، تاریخ التراث العربی 1/ 190، تهذیب التهذیب 1/ 420، حلیة الأولیاء 3/ 212، غایة النهایة 2/ 233، شذرات الذهب 1/ 136.
(5) و در مجمع الصنائع گوید تفسیر آنست که شاعر اولا چند صفت مجمل بر شمارد و ثانیا تفسیر آن بیارد پس اگر در وقت تفسیر آن الفاظ مجمل اعاده نماید آن را تفسیر جلی نامند و اگر اعاده آنها نکند تفسیر خفی خوانند مثال اوّل.
یا به بندد یا گشاید یا ستاند یا دهد تا جهان بر پای باشد شاه را ابن یادگار
آنچه بستاند ولایت آنچه بدهد خواسته آنچه بندد پای دشمن آنچه بگشاید حصار
مثال دوم
همین آرند پیوسته ز بهر جشن تو پیدا همی زایند همواره ز بهر بزم تو آسان
رطب نخل و عسل نحل و بریشم کرم مشک آهو و در دریا و زر خارا و شکر نای گوهر کان
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 493
و قال الماتریدی «1»: التفسیر القطع علی أنّ المراد من اللفظ هذا أو الشهادة علی اللّه أنه عنی باللفظ هذا، فإن قام دلیل مقطوع به فصحیح و إلّا فتفسیر بالرأی و هو المنهی.
و التأویل ترجیح أحد المحتملات بدون القطع و الشهادة علی اللّه.
و قال أبو طالب الثعلبی «2»: التفسیر بیان وضع اللفظ إما حقیقة أو مجازا کتفسیر الصراط بالطریق و الصیّب بالمطر، و التأویل تفسیر باطن اللفظ، مأخوذ من الأول، و هو الرجوع بعاقبة الأمر، فالتأویل إخبار عن حقیقة المراد و التفسیر إخبار عن دلیل المراد، لأن اللفظ یکشف عن المراد و الکاشف دلیل کقوله تعالی إِنَّ رَبَّکَ لَبِالْمِرْصادِ «3» تفسیره أنه من الرّصد یقال:
رصدته رقبته و المرصاد مفعال منه و تأویله التحذیر من التهاون بأمر اللّه و الغفلة عن الأهبة و الاستعداد للعرض علیه و قواطع الأزلة تقتضی بیان المراد منه علی خلاف وضع اللفظ فی اللغة.
قال الأصبحانی فی تفسیره: اعلم أنّ التفسیر فی عرف العلماء کشف معانی القرآن.
و بیان المراد أعمّ من أن یکون بحسب اللفظ المشکل و غیره و بحسب المعنی الظاهر و غیره.
و التأویل أکثره فی الجمل، و التفسیر إمّا أن یستعمل فی غریب الألفاظ نحو البحیرة و السائبة و الوصیلة أو فی وجیز یتبیّن بشرح نحو أقیموا الصلاة و آتوا الزکاة و إمّا فی کلام متضمن لقصة لا یمکن تصویره إلّا بمعرفتها کقوله تعالی إِنَّمَا النَّسِی‌ءُ زِیادَةٌ فِی الْکُفْرِ «4». و إمّا التأویل فإنه یستعمل مرة عاما و مرة خاصا نحو الکفر المستعمل تارة فی الجحود المطلق و تارة فی جحود الباری تعالی خاصة، و یستعمل فی لفظ مشترک بن معان مختلفة نحو لفظ وجد المستعمل فی الجدة و الوجد و الوجود. و قال غیره التفسیر یتعلّق بالروایة و التأویل بالدرایة.
و قال أبو نصر القشیری «5»: التفسیر مقصور علی الإتباع و السماع و الاستنباط فی ما یتعلّق بالتأویل. و قال قوم ما وقع فی کتاب اللّه تعالی مبینا و فی صحیح السنة معینا سمّی تفسیرا لأنّ معناه قد ظهر و وضح، و لیس لأحد أن یتعرّض له باجتهاد و لا غیره، بل یحمله علی المعنی الذی ورد و لا یتعداه. و التأویل ما استنبطه العلماء العالمون بمعانی الخطاب الماهرون فی آلات العلوم.
و قال قوم منهم البغوی و الکواشی «6»:
التأویل صرف الآیة إلی معنی موافق لما قبلها و بعدها یحتمله الآیة غیر مخالف للکتاب و السّنة من طریق الاستنباط. و یطلق التفسیر أیضا علی علم من العلوم المدوّنة و قد سبق فی المقدمة.
______________________________
(1) هو محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتریدی. ولد بما ترید و توفی بسمرقند عام 333 ه/ 944 م. من ائمة الکلام و مؤسس المذهب الماتریدی. له الکثیر من المؤلفات الهامة. الأعلام 7/ 19، الفوائد البهیة 195، مفتاح السعادة 2/ 21، الجواهر المضیة 2/ 130.
(2) هو أحمد بن محمد بن ابراهیم الثعلبی، ابو طالب، و قیل ابو اسحاق، توفی عام 427 ه/ 1035 م. مفسّر عالم بالتاریخ، له عدة کتب، الاعلام 1/ 212، ابن خلکان 1/ 22، إنباه الرواة 1/ 119، البدایة و النهایة 12/ 40، اللباب 1/ 194.
(3) الفجر/ 14.
(4) التوبة/ 37.
(5) هو عبد الرحیم بن عبد الکریم بن هوازن القشیری، أبو نصر، توفی بنیسابور عام 514 ه/ 1120 م. واعظ من العلماء. له بعض المصنفات الاعلام 3/ 346، مرآة الجنان 3/ 210، البدایة و النهایة 12/ 187.
(6) هو أحمد بن یوسف بن الحسن بن رافع بن الحسین بن سویدان الشیبانی الموصلی، موفق الدین أبو العباس الکواشی ولد بالموصل عام 590 ه/ 1194 م. و توفی عام 680 ه/ 1281 م. فقیه شافعی، عالم بالتفسیر. له العدید من المؤلفات الهامة. الاعلام 1/ 274، النجوم الزاهرة 7/ 348، نکت الهمیان 116.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 494

فائدة:

قد یقال فی کلام المفسّرین هذا تفسیر معنی و هذا تفسیر إعراب. و الفرق بینهما أن تفسیر الإعراب لا بدّ فیه من ملاحظة صناعة النحو، و تفسیر المعنی لا یضرّه مخالفة ذلک.
هذا کله من الإتقان. و التفسیر فی اصطلاح أهل الرمل عبارة عن شکل ینتج عن إغلاق أو فتح.
و سیأتی شرح و طریقة ذلک فی لفظ «متن» «1».

التّفشّی:

[فی الانکلیزیة]Propagation،extension،aggravation of the voice
[فی الفرنسیة]Propagation،extension،aggravation de la voix
بالشین المعجمة لغة الاتساع. و فی اصطلاح القرّاء انتشار الریح فی الفم حتی یتصل بمخرج الظاء المعجمة، و بذلک عرف وجه تسمیة حرف الشین المعجمة متفشیا کذا فی الدقائق المحکمة.

التّفصیل:

[فی الانکلیزیة]Detail
[فی الفرنسیة]Detail
هو مقابل الإجمال کما مرّ، و تفصیل المفصّل و تفصیل المرکّب سیجی‌ء فی لفظ المغالطة. و المفصّل یطلق أیضا علی نوع من السّور القرآنیة.

تفضیل النّسبة:

[فی الانکلیزیة]Differences of p roportionalities
[فی الفرنسیة]Differences des proportionalites
عند المحاسبین یذکر فی لفظ النسبة.

التّفویف:

[فی الانکلیزیة]Harmonization،balancing of the sentences
[فی الفرنسیة]Harmonisation،equilibrage des phrases
هو مأخوذ من قولهم برد مفوّف للذی علی لون و فیه خطوط بیض علی الطول و هو عند أهل البدیع أن یؤتی فی الکلام بمعان متلائمة و جمل مستویة المقادیر أو متقاربة المقادیر. فمن المستویة المقادیر قول من یصف سحابا:
تسربل وشیا من خزوز تطرزت مطارفها طرزا من البرق کالتّبر
فوشی بلا رقم و نقش بلاید و دمع بلا عین و ضحک بلا ثغر
تسربل أی لبس السّربال و الوشی ثوب منقوش و الخزوز جمع خز و تطرزت أی اتخذت الطراز و المطارف جمع مطروف و هو رداء من خز مربّع له أعلام، و الطرز جمع طراز و هو علم الثوب. و من المتقاربة المقادیر قول الشاعر:
أحل و أمرر و ضر و أنفع و لن و أخ شن ورش و ابر و انتدب للمعانی
ای کن حلوا للأولیاء مرا علی الأعداء ضارا للمخالف نافعا للموافق لینا لمن یلاین خشنا لمن یخاشن، ورش أی أصلح حال من یختل حاله و ابر أی أفسد حال المفسدین، و انتدب أی أجب للمعانی و اجمعها، و هذا لیس صنعة علی حدة، فإنّ البیت الأول داخل فی مراعاة النظیر لکونه جمعا بین الأمور المتناسبة و الثانی داخل فی الطباق لکونه جمعا بین الأمور المتقابلة کذا فی المطوّل. لکن صاحب الإتقان اعتبره صنعة علی حدة و قال: التفویق هو إتیان المتکلّم بمعان شتّی من المدح و الوصف و غیر ذلک من الفنون کل فن فی جملة منفصلة عن أختها مع تساوی الجمل فی الزنة و تکون فی الجمل الطویلة و المتوسطة و القصیرة. فمن الطویلة قوله تعالی الَّذِی خَلَقَنِی فَهُوَ یَهْدِینِ، وَ الَّذِی هُوَ یُطْعِمُنِی وَ یَسْقِینِ، وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ یَشْفِینِ «2» و من المتوسطة قوله تعالی تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ وَ تُخْرِجُ
______________________________
(1) و تفسیر در اصطلاح اهل رمل عبارت است از شکلی که حاصل شود از بستن و یا گشادن. شرح و طریقش در لفظ متن.
خواهد آمد.
(2) الشعراء/ 78- 80.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 495
الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِ «1».
قال ابن أبی الأصبع، و لم یأت المرکّب من القصیرة فی القرآن.

التقابل:

[فی الانکلیزیة]Opposition
[فی الفرنسیة]Oppostion
عند أهل البدیع و الحکماء هو المقابلة.
و ستأتی فیما بعد.

التّقدّم:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Advance،precedence،priority،development
[فی الفرنسیة]Devancement،anteriorite،priorite،developpement
هو عند الحکماء یطلق علی خمسة أشیاء بالاشتراک اللفظی علی ما ذهب إلیه المحقّقون، و بالاشتراک المعنوی علی ما ذهب إلیه جمّ غفیر کما فی بعض حواشی شرح هدایة الحکمة.
و قیل بالحقیقة و المجاز. الأول التقدّم بالزمان و هو کون المتقدّم فی زمان لا یکون المتأخر فیه کتقدم موسی علی عیسی علیهما السلام، فإنه لیس لذات موسی و لا لشی‌ء من عوارضه إلّا الزمان، فمعناه أنّ موسی وجد فی زمان ثم انقضی ذلک الزمان و جاء زمان آخر وجد فیه عیسی. فالتقدم هاهنا صفة للزمان أولا و بالذات.
الثانی التقدّم بالشرف و هو أن یکون للسابق زیادة کمال من المسبوق کتقدم أبی بکر علی عمر رضی اللّه عنهما. و لا شک أنّ زیادة الکمال هو السبب للتقدم فی المجالس غالبا.
الثالث التقدّم بالرتبة بأن یکون المتقدم أقرب إلی مبدأ معیّن و سمّاه البعض بالتقدّم بالمکان.
و الترتب إمّا عقلی کما فی الأجناس المترتبة علی سبیل التصاعد و الأنواع الإضافیة المترتبة علی سبیل التنازل، فإنّ کلّ واحد من هذه الأمور المرتّبة واقع فی مرتبة یحکم العقل باستحالة وقوعه فی غیرها، و إمّا وضعی و هو أن یمکن وقوع المتقدّم فی مرتبة المتأخر کما فی صفوف المسجد، و یختلف ذلک التقدم الرتبی بحیث یصیر المتقدم متأخرا و المتأخر متقدما بسبب اختلاف المبدأ. فقد تبتدئ أنت من المحراب فیکون الصف الأول متقدما علی الصف الأخیر و قد تبتدئ من الباب فینعکس الحال، و کذا الأجناس فإنّک إذا جعلت الجوهر مبدأ کان الجسم متقدما علی الحیوان، و إن جعلت الإنسان مبدأ انعکس الأمر. الرابع التقدم بالطّبع و هو أن یکون المتقدم محتاجا إلیه المتأخّر و لا یکون علّة تامة له کتقدّم الواحد علی الاثنین و تقدّم سائر العلل الناقصة علی معلولاتها و سماه صاحب المواقف بالتقدّم بالذات أیضا، و خصّه بجزء الشی‌ء مقیسا إلی کله دون سائر علله الناقصة فقد خالف المشهور. الخامس التقدم بالعلیة، و ربما یقال له التقدم بالذات أیضا بأن یکون المتقدّم هو الفاعل المستقلّ بالتأثیر و یسمّی علّة تامة لاستجماعه شرائط التأثیر و ارتفاع موانعه، و ما سواه من العلل الناقصة متقدّم بالطبع. و أمّا العلة التامة بمعنی جمیع ما یتوقّف علیه وجود المعلول فهی قد تکون متقدّمة علی المعلول و ذلک إذا کانت هی العلّة الفاعلیة وحدها کما فی البسیط الصادر عن الموجب بلا اشتراط أمر فی تأثیره و لا تصوّر مانع أو مع اعتبار شی‌ء معها من شرط أو ارتفاع مانع، أو کانت هی الفاعلیة مع الغائیة کما فی البسیط الصادر عن المختار سواء اعتبر هناک شرط أو لا. أمّا إذا کانت العلّة التّامة هی الفاعلیة مع المادیة و الصوریة سواء کان هناک علّة غائیة کما فی المرکّب الصادر عن المختار أو لا کما فی المرکّب الصادر عن الموجب لا یتصور تقدّمها علی معلولها لأنّ مجموع الأجزاء المادیة و الصوریة عین الماهیة و الشی‌ء لا یتقدم علی نفسه فکیف یتقدم علیهما مع انضمام أمرین
______________________________
(1) آل عمران/ 27.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 496
آخرین إلیه؟ و یمکن أن یقال المعتبر فی العلّة التامة الصورة و المادة بدون انضمام إحداهما إلی الأخری و المعلول هما مع الانضمام، فلا یلزم تقدّم الشی‌ء علی نفسه. و ما قیل إنّ ذلک الانضمام إمّا أن یتوقف علیه وجود المعلول فیکون معتبرا فی جانب العلة فیلزم المحال المذکور أو لا، فلا یعتبر فی المعلول فلیس بشی‌ء، لجواز أن یکون ذلک الانضمام لازما لوجود المعلول معتبرا فیه من غیر أن یتوقّف علیه وجوده. و لا یلزم من عدم توقف الوجود عدم الاعتبار فتدبر. هذا و المتقدم بالعلّیة عند صاحب المحاکمات هو الفاعل مطلقا سواء کان مستقلا بالتأثیر أو لا.
اعلم أنّ المتقدم بالعلّیة و المتقدّم بالطبع مشترکان فی معنی واحد و هو الترتّب العقلی الموجب لامتناع وجود المتأخر بدون المتقدّم، فهذا المعنی المشترک یسمّی التقدّم بالذات أیضا. و ربما یقال للمعنی المشترک التقدّم بالطبع. و یخصّ التقدّم بالعلّیة باسم التقدّم بالذات، و الشیخ استعملهما فی قاطیغوریاس الشفاء کذلک، و فی شرح حکمة العین و ربّما یقال للمعنی المشترک التقدم الحقیقی فإنّ ما سواه لیس بحقیقی بل إطلاق لفظ المتقدّم علیه بالعرض و المجاز، فإنّ المتقدّم بالزمان لیس التقدّم له بالذات و الحقیقة، بل لأجزاء الزمان فالتقدّم الحقیقی بین الزمانین و هو بالطبع، لا بین الشخصین، و کذا الحال فی التقدّم بالشرف، إذ صاحب الفضیلة ربّما قدّم فی الشروع فی الأمور أو فی منتصب الجلوس فیرجع إلی التقدم الزمانی، و الرتبی راجع إلی الزمانی أیضا. فإنّه إذا قیل بغداد قبل البصرة فهو بالنسبة إلی القاصد المنحدر، و لا معنی لهذا التقدّم إلّا أنّ زمان وصوله إلی بغداد قبل زمان وصوله إلی البصرة. و أما القاصد المتصعّد فبالعکس و لیس أحدهما قبل الآخر بذاته و لا بحسب حیّزه و مکانه، بل بحسب الزمان علی الوجه المذکور، فعلم من هذا أنّ التقدّم لیس مقولا علی الخمسة بالتواطؤ و لا بالتشکیک بل بالحقیقة و المجاز کذا قیل انتهی.
قال المتکلّمون هاهنا نوع آخر من التقدّم و هو تقدّم بعض أجزاء الزمان علی البعض کتقدم الأمس علی الیوم و الیوم علی الغد، فإنه لیس تقدما بالعلیة و لا بالذات لوجوب اجتماع المتقدم و المتأخر من هذین النوعین، و لا یجوز الاجتماع فی أجزاء الزمان و لا بالشرف و الرتبة و هو ظاهر، و لا بالزمان و إلّا لزم أن یکون للزمان زمان و أجاب الحکماء عنه بأنّ ذلک هو التقدّم الزمانی و أنه لا یعرض أولا و بالذات إلّا للزمان فإذا أطلقناه علی غیره کان ذلک تقدما بالعرض کما أنّ القسمة تعرض للکم أولا و بالذات، فإذا عرضت لغیره کان بواسطة الکم و ذلک لا یوجب للکم کمّا آخر، فکذلک هاهنا إذا قلنا لغیر الزمان إنه متقدّم بالتقدم الزمانی أردنا أنّ زمانه متقدّم، و لا یوجب ذلک أن یکون للزمان زمان، و هذا مبنی لأبحاث کثیرة بین الطائفتین، منها أنّ الحکماء لما جعلوه راجعا إلی التقدّم الزمانی ادعوا قدم الزمان المستلزم لقدم الحرکة و المتحرّک، إذ لو کان حادثا لکان عدمه سابقا علی وجوده سبقا زمانیا فیلزم وجود الزمان حال عدمه. و المتکلّمون لمّا جعلوه قسما برأسه جوّزوا تقدّم عدم الزمان علی وجوده تقدّما یستحیل معه اجتماع المتقدّم مع المتأخّر من غیر أن یکون مع عدم الزمان زمان.

تنبیه‌

التقدّم إن اعتبر بین أجزاء الماضی فکلّما کان أبعد من الآن الحاضر فهو المتقدّم و إن اعتبر فیما بین أجزاء المستقبل فکلّما هو أقرب إلی الآن الحاضر فهو المتقدّم و إن اعتبر فیما بین الماضی و المستقبل فقد قیل الماضی مقدّم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 497
علی المستقبل و هذا هو الصحیح عند الجمهور، و هذا بالنظر إلی ذاتهما. و منهم من عکس الأمر نظرا إلی عارضهما فإنّ کل زمان یکون أولا مستقبلا ثم یصیر حالا ثم یصیر ماضیا فکونه مستقبلا یعرض له قبل کونه ماضیا.

فائدة:

جمیع أنواع التقدّم مشترک فی معنی واحد و هو أنّ للمتقدّم أمرا زائدا لیس للمتأخّر ففی الذاتی کونه محتاجا إلیه المتأخّر و فی الزمانی کونه مضی له زمان أکثر لم یمض للمتأخّر.
و فی الشرف زیادة کمال و فی الرتبی وصول إلیه من المبدأ أولا.

فائدة:

إذا عرف أقسام التقدّم عرف أقسام التأخّر لکونه ضدا له و إذا عرف أقسامهما عرف أقسام المعیة بالمقایسة، فهی إمّا بالزمان فقط کالعلّیة مع المعلول و ذلک فی غیر المفارقات لأنها غیر زمانیة و إمّا بالعلّیة کعلتین لمعلول واحد نوعی کالنار و الشعاع بالنسبة إلی الحرارة النوعیة أو لمعلولین شخصیین من نوع واحد، و إمّا بالطبع کجزءین مقوّمین لماهیة واحدة فی مرتبة واحدة، و إمّا بالشرف کشخصین متساویین فی الفضلیة، و إمّا بالرتبة کنوعین متقابلین تحت جنس واحد و شخصین متساویین فی القرب إلی المحراب.
هکذا کله خلاصة ما فی شرح المواقف و شرح حکمة العین و شرح هدایة الحکمة و غیرها.

التّقدیر:

[فی الانکلیزیة]The implied،divine decree)destiny(،estimation
[فی الفرنسیة]Le sous entendu،decret -divin)le destin(،estimation
هو عند النحاة یستعمل فی الحذف، فی الحاشیة الهندیة فی بحث المفعول له الاصطلاح جار بإطلاق أحدهما مکان الآخر. و قد یقال فی الفرق بینه و بین الحذف أنّ المقدّر ما بقی أثره فی اللفظ و المحذوف بخلافه، کذا فی الهادیة حاشیة الکافیة «1» فی بحث المفعول فیه. و فی الفوائد الضیائیة التقدیر عبارة عن حذف الشی‌ء عن اللفظ و إبقائه فی النیّة. و عند المتکلمین هو تحدید کل مخلوق بحده و یسمّی بالقدر أیضا کما عرفت و یجی‌ء ما یتعلق بهذا فی لفظ اللوح. و عند المهندسین یستعمل بمعنی العدّ.

التّقریب:

[فی الانکلیزیة]Application،coming close
[فی الفرنسیة]Application،rapprochement
هو عند أهل النظر سوق الدلیل علی وجه یستلزم المطلوب. فإن کان الدلیل یقینیا یستلزم الیقین به و إن کان ظنیّا یستلزم الظنّ به و هو مرادف التطبیق هکذا فی حواشی شرح الشمسیة.

التّقسیم:

[فی الانکلیزیة]Division،apportionment،enumeration of the parts
[فی الفرنسیة]Division،repartition،enumeration des parties
یطلق علی معان، منها مرادف القسمة سواء کانت قسمة الکلّ إلی الأجزاء أو قسمة الکلّی إلی جزئیاته، حقیقیة أو اعتباریة. قال مرزا زاهد: التقسیم عبارة عن إحداث الکثرة فی المقسوم فهو یتحقّق حقیقة إذا کان المقسوم متّحدا مع الأقسام قبل القسمة، و هو بالذات ینحصر فی تقسیم الکلّی الذاتی إلی جزئیاته و تقسیم المتّصل الواحد إلی أجزائه التحلیلیة.
و أما تقسیم الکلی إلی جزئیاته و تقسیم المنفصل إلی أجزائه فتقسیم بالعرض لا بالذات انتهی.
و منها ما یسمی ترکیب القیاس و قد سبق فی المقدمة فی بیان الرءوس الثمانیة. و منها ما هو
______________________________
(1) یعتقد بأنه الهادیة إلی حل الکافیة لعبد اللّه بن علی محمد المعروف بفلک العلی التبریزی (مجهول) و هو شرح مختصر للکافیة فی النحو لجمال الدین أبی عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (- 646 ه). و قد أهداه مؤلفه إلی الوزیر حاجی بن محمد الساوجی حوالی سنة 700 ه. کشف الظنون 2/ 1376.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 498
مصطلح أهل الأصول و المناظرة و هو أن یکون اللفظ مترددا بین أمرین أحدهما ممنوع فیمنعه إمّا مع السکون عن الآخر لأنه لا یضرّه، أو مع التعرّض لتسلیمه و هذا السؤال یجری فی الأصل و جمیع المقدمات القابلة للمنع. و منع قوم قبول هذا السؤال و المختار قبوله، کذا فی العضدی. و قد یطلق عندهم أیضا علی السیر کما سیأتی. و منها ما هو مصطلح أهل البدیع فإنهم یطلقونه علی معان. الأول ذکر متعدّد ثم إضافة ما لکلّ إلیه علی التعیین. و بهذا القید الأخیر یخرج عنه اللّفّ و النّشر، و قد أهمله السّکاکی فتوهّم البعض أنّ التقسیم عنده أعمّ من اللّف و النّشر، و الحقّ أن یقال إنّ ذکر الإضافة مغن عن هذا القید، إذ لیس فی اللّف و النّشر إضافة ما لکل إلیه، بل یذکر فیه ما لکل حتی یضیفه السامع إلیه و یردّه علیه، فلیتأمّل، فإنه دقیق کقول الشاعر:
و لا یقیم علی ضیم یراد به إلا الأذلّان عیر الحیّ و الوتد
هذا علی الخسف مربوط برمّته و ذا یشجّ فلا یرثی له أحد
أی لا یقیم أحد علی ضیم أی ظلم یراد ذلک الظلم بذلک الأحد إلّا الأذلّان أحدهما الحمار الوحشی و الأهلی و الآخر الوتد، هذا أی غیر الحی علی الخسف أی الذلّ مربوط برمّته أی بقطعة حبل بالیة و ذا أی الوتد یشجّ أی یدقّ و یشقّ رأسه فلا یرثی أی لا یرقّ و لا یرحم له أحد. ذکر العیر و الوتد ثم أضاف إلی الأول الربط مع الخسف و إلی الثانی الشّجّ علی التعیین. و الثانی أن یذکر أحوال الشی‌ء مضافا إلی کل من تلک الأحوال ما یلیق به کقولک:
لقیت قوما ثقالا علی الأعداء إذا حاربوا خفافا إذا دعوا إلی کفایة مهم. و الثالث استیفاء أقسام الشی‌ء الموجودة لا الممکنة عقلا کما فی الاتقان، و ترک قید الموجود صاحب التلخیص حیث قال: هو استیفاء أقسام الشی‌ء کقوله تعالی یَهَبُ لِمَنْ یَشاءُ إِناثاً وَ یَهَبُ لِمَنْ یَشاءُ الذُّکُورَ، أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْراناً وَ إِناثاً وَ یَجْعَلُ مَنْ یَشاءُ عَقِیماً «1» فإنّ الإنسان إما أن یکون له ولد أو لا، و إذا کان فإما أن یکون ذکرا أو أنثی أو ذکرا و أنثی. و قد استوفی جمیع أقسام الشی‌ء و ذکرها کذا فی المطول. و الرابع ما وقع فی جامع الصنائع قال: التقسیم: هو قسمة العرض إلی ثلاثة أنواع: عالی و خلط، و نکس. فالعالی هو المحافظة علی الترتیب فی العدد، فمثال العدد:
لقد غار من کرمک و کنزک و قلبک أولا السحاب ثانیا المعدن ثالثا البحر
و مثال دون ذکر العدد:
بسبب ذلک لا یختلط سالفک و وجهک حتی أری اللیل و النهار بوضوح
و أما الخلط فهو أن یراعی الترتیب ثم یأتی به مخلوطا. و مثاله:
إن قامتک و وجنتک و شعرک کل واحد منها فی الحسن کالشمس و المسک و السّرو بکل صدق
و أما النّکس هو أن یأتی بالموصوفات علی ترتیب معیّن ثم یورد أوصافها علی العکس من ذلک. و مثاله:
إن قامتک و شعرک و وجهک لا تختلط کما القمر و المسک و السّرو البستانی «2»
انتهی.
______________________________
(1) الشوری/ 49- 50.
(2) تقسیم آنست که عرض را به چند قسم کند و این بر سه نوع است: و الا و خلط و نکس و الا آنست که ترتیب را نگاهدارد در عدد و غیر او مثال عدد.
ز بذل و گنج و دل تو همین برد غیرت یکی سحاب دوم معدن و سیوم دریا
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 499

التقسیم المسلسل:

[فی الانکلیزیة]
Successive division) a kind of organization inside the stanzas of a poem (
[فی الفرنسیة]
Division successive) jeu a l'interieur des strophes d'un poeme (
عند الشعراء هو أن یؤتی بشی‌ء فی المصراع الأول ثم فی المصراع الثانی یصفه بثلاثة أوصاف. ثم فی البیت الثانی یعید تلک الصفات فی المصراع الأول منه، ثم یذکر نتیجة تلک الصفات فی المصراع الثانی للبیت الثانی، و هکذا حتی نهایة القطعة الشعریة. و مثاله فیما یلی:
لقد أعطانی ثلاثة أشیاء کل من وجه و سالف و شعر الحبیب
الأول: الحیلة، الثانی: الدلال، الثالث:
الهوی، و قد حوّلنی کل من الحیلة و الدلال و الهوی إلی ثلاث حالات:
إحداها: أسیر، و ثانیها: عاجز، و ثالثها:
مجنون.
و الآن تعال انظر إلی الأسیر و العاجز و المجنون فستری
الأول ملاک و الثانی انسان و الثالث حوراء «1»

التّقطیر:

[فی الانکلیزیة]Distillation،distilling
[فی الفرنسیة]Distillation
هو أن یوضع الشی‌ء فی القرع و یوقد تحته فیصعد ماء إلی الأنبیق و یجتمع فیه. و التصعید بمثله. و تقطیر البول هو أن یخرج البول قلیلا فی مرات مع الإرادة المطلقة، و هو حالة بین العسر و الاسترسال، کذا فی بحر الجواهر.

التّقطیع:

[فی الانکلیزیة]Scanning،scansion of the verse
-[فی الفرنسیة]Scansion des vers
کالتصریف هو عند أهل العروض عبارة عن وزن الکلام بمیزان أحد بحور الشعر المقررة المعروفة، فکلّما طابق وزن أحد البحور فهو کلام موزون، و ما لم یطابق وزن بحر من البحور فهو کلام غیر موزون، و یعتبر فی التقطیع عدد الحروف و الحرکات و السکنات، و خصوصیة بعض الحروف کأن یکون أصلیا أو زائدا، و خصوصیة الحرکة کالفتحة و الضمة و الکسرة لیست معتبرة، و لکن المهم مکان الحرکات و السکنات فمثلا: بلبل و زبرج لهما وزن واحد.
و إن کان فی الصرف الأمر یختلف. و کذلک کل حرف یتلفّظ به فهو معتبر و إن لم یکتب، فنون التنوین مثلا یکتبها أهل العروض لأنّها محسوبة فی الوزن، و لکی لا یقع الخطأ بعدم حسابها.
______________________________
مثال بی ذکر عدد.
زان رخ و زلف تو نیامیزد روز و شب آشکار میبینم
و خلط آنست که ترتیب را نگاهدارد و آمیخته آرد مثاله.
قد و خد و خط تو هریک بحسن آفتاب و مشک و مرو راستین
و نکس آنست که موصوفات را به ترتیبی که ذکر کرده باشد ایشان را بر عکس ترتیب آرد مثاله.
قد و خط رخت نیامیزد مه و مشکست و سرو بستانی
انتهی.
(1) نزد شعرا آنست که در مصراع اوّل سه چیز بیارد و در مصراع دوم مطلع ایشان را سه صفت کند و در بیت دوم در مصراع اوّل آن هر سه صفت را بازگرداند و در مصراع دوم بیت دوم قسم آن سه چیز دیگر آرد و هم برین نمط شعر را تمام کند مثاله.
سه چیز داد رخ و زلف و خط یار مرا یکی فریب دوم عشوه و سوم سودا
فریب و عشوه و سودای او مرا کردند یکی اسیر دوم عاجز و سوم شیدا
اسیر و عاجز و شیدای او کنون بینی یکی پری و دوم مردم و سوم حورا
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 500
کذا فی عروض سیفی «1».

التّقعیر:

[فی الانکلیزیة]Cavity،concavity
[فی الفرنسیة]Cavite،concavite
بالعین المهملة عند الأطباء هو تجویف فی ظاهر العضو لا یحوی شیئا. و المقعّر من سطحی الفلک سیأتی ذکره.

التّقلید:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Tradition،imitation
[فی الفرنسیة]Tradition،imitation
باللام لغة جعل القلادة فی العنق. و شرعا یطلق علی معنیین: الأول حکم وال بکون فلان قاضیا فی موضع کذا کما فی جامع الرموز فی کتاب القضاء. الثانی العمل بقول الغیر من غیر حجة. و أرید بالقول ما یعمّ الفعل و التقریر تغلیبا.
و لذا قیل فی بعض شروح الحسامی: التقلید اتّباع الإنسان غیره فیما یقول أو یفعل معتقدا للحقیة من غیر نظر إلی الدلیل، کأنّ هذا المتّبع جعل قول الغیر أو فعله قلادة فی عنقه من غیر مطالبة دلیل، کأخذ العامی و المجتهد بقول مثله أی کأخذ العامی بقول العامی و أخذ المجتهد بقول المجتهد. و علی هذا فلا یکون الرجوع إلی الرسول علیه الصلاة و السلام تقلیدا له، و کذا إلی الإجماع و کذا رجوع العامی إلی المفتی أی إلی المجتهد، و کذا رجوع القاضی إلی العدول فی شهادتهم لقیام الحجة فیها. فقول الرسول بالمعجزة و الإجماع بما تقرّر من حجته و قول الشاهد و المفتی بالإجماع و کذا الرجوع إلی الصحابی لأنه عمل بقوله علیه الصلاة و السلام «أصحابی کالنجوم بأیّهم اقتدیتم اهتدیتم» «2»، و لو سمّی ذلک أو بعض ذلک تقلیدا کما یسمّی فی العرف أخذ المقلّد العامی بقول المفتی تقلیدا فلا مشاحة فی التسمیة و الاصطلاح. و کذا قد یسمّی أتباع الصحابة تقلیدا باعتبار الصورة. و ربما یعرّف التقلید بأنه اعتقاد جازم غیر ثابت، و غیر الثابت هو ما یزول بتشکیک المشکّک.

فائدة:

غیر المجتهد یلزمه التقلید سواء کان عامیا أو عالما بطرق صالحة من وجوه علوم الاجتهاد. و قیل إنما یلزم العالم التقلید بشرط أن یتبیّن له صحة اجتهاد المجتهد بدلیله.
و اختلف فی جواز التقلید فی العقلیات کمسائل الأصول. قال عبد اللّه بجوازه و قال طائفة بوجوبه و أنّ النظر و البحث حرام.

فائدة:

إذا تعدد المجتهدون و تفاضلوا لا یجب علی المقلّد تقلید الأفضل، بل له أن یقلّد المفضول. و عن أحمد و ابن شریح «3» منعه بل
______________________________
(1) نزد اهل عروض عبارتست از وزن و وزن سنجیدن کلام است بمیزان بحری از بحور شعر که مقرر کرده‌اند پس هرچه بمیزان بحری از بحور راست باشد آن موزون است و آنچه بمیزان هیچ بحر نیاید ناموزون است و در تقطیع عدد حروف و حرکات و سکنات معتبر است و خصوصیت حرف چون اصلی و زائد و خصوصیت حرکت مثل ضمة و فتحه و کسره معتبر نیست لیکن خصوصیت امکنه حرکات و سکنات معتبر است پس بلبل و زبرج هم وزن باشند اگرچه باعتبار وزن صرفیان مختلف الوزن‌اند و هر حرف که در تلفظ آید معتبر است اگرچه در کتابت در نیاید بدان که نون تنوین را عروضیان ظاهر می‌نویسند تا ملفوظ و مکتوب اوزان شعر یکسان باشد و التباس نشود کذا فی عروض سیفی.
(2) أخرجه الدارقطنی فی المؤتلف و المختلف، 4/ 1778، عن جابر باب غصین …، و أخرجه ابن عبد البر فی جامع بیان العلم، 2/ 90- 91، باب ذکر الدلیل فی أقاویل السلف …، و قال عقبه: هذا إسناد لا یقوم به حجة لأن الحارث بن غصین مجهول، و أشار إلی أن النبی صلی اللّه علیه و سلم لا یبیح الاختلاف بعده فی أصحابه بأحادیث کثیرة، و أخرجه ابن حزم فی الأحکام، 6/ 82؛ و أخرجه ابن حجر بطرقه فی تلخیص الحبیر 402/ 190، کتاب القضاء، باب أدب القضاء، الحدیث رقم 2098.
(3) هو أحمد بن عمر بن سریج البغدادی، أبو العباس. ولد ببغداد عام 249 ه/ 863 م و توفی فیها عام 306 ه/ 918 م.
فقیه الشافعیة فی عصره. قاض، مناظر. له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 1/ 185، طبقات الشافعیة 2/ 87، البدایة و النهایة 11/ 129، تاریخ بغداد 4/ 287، وفیات الأعیان 1/ 17.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 501
یجب علیه النظر فی الأرجح فیهما و یتعین الأرجح عنده للتقلید.

فائدة:

إذا عمل العامی بقول المجتهد فی حکم مسئلة فلیس له الرجوع منه إلی غیره اتفاقا.
و أمّا فی حکم مسئلة أخری فیجوز له أن یقلّد غیره علی المختار، فلو التزم مذهبا معینا و إن کان لا یلزمه کمذهب مالک، ففیه ثلاثة مذاهب. الأول یلزم و الثانی لا یلزم و الثالث إن قلّد أی عمل لا یرجع، و إلّا جاز. هکذا یستفاد من العضدی و حواشیه و غیرها.

التّقلیل:

[فی الانکلیزیة]Inflexion of the voice
[فی الفرنسیة]Inflexion vocalique
عند القراء هو الإمالة.

التّقوی:

[فی الانکلیزیة]Piety،devotion
[فی الفرنسیة]piete،devotion
أصلها و قوی بکسر الواو و قد تفتح من الوقایة، أبدلت الواو تاء کما فی تراث و تخمة.
و هی لغة جعل النفس فی وقایة مما یخاف.
و شرعا امتثال الأوامر و اجتناب النواهی، و بعبارة أخری حفظ النفس عن الآثام، و ما ینجرّ إلیها.
و عند الصوفیة التبری ممّا سوی اللّه بالمعنی المعروف المقرّر عندهم، کذا فی فتح المبین شرح الأربعین للنووی. و قال المحقق التفتازانی فی حاشیة العضدی هو شرعا الاحتراز عمّا یذمّ به شرعا و المروءة عرفا، فزاد قید المروءة. و فی خلاصة السلوک التقوی عند أهل السلوک هو أن لا تری فی قلبک شیئا سواه، کذا قال الإمام جعفر الصادق. و قیل هو أن تزیّن سریرتک للحق کما تزیّن علانیتک للخلق. و قیل هو ترک ما دون اللّه. و فی مجمع السلوک التقوی لغة پرهیز کاری و شرعا یرجع إلی ترک ما فیه إساءة. و لمّا کانت الإساءة مختلفة بالنسبة إلی مقام مقام اختلفت الأقوال فی تفسیره، و ذلک لأنّ للإیمان مراتب.
الأولی مجرد کلمة لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه مع قبول الشرائع. و الثانیة الإیمان مع العمل بالشرائع فهذا الإیمان یزید و ینقص إذ معه التقوی عن المحرّمات مع الأخذ بالرّخص و التأویلات. و الثالثة الإیمان مع العمل بالشرائع و مع التقوی بمعنی الاحتراز عن الشّبهات و الأخذ بالعزائم و الحذر عن الرّخص و التأویلات. و الرابعة علم الإحسان و معه التقوی أیضا و هو التقوی عن کل شی‌ء سواه. و قال ابن عمر: «1» المتّقی الذی لا یری نفسه خیرا من أحد. و قال أبو یزید «2»: المتقی إذا قال قال للّه تعالی، و إذا سکت سکت للّه تعالی، و إذا ذکر ذکر للّه تعالی، و قال النووی: المتقی الذی یحبّ للناس ما یحبّ لنفسه، فسمع جنید فقال:
بل هو الذی یحبّ للناس أکثر مما یحبّ لنفسه.
و قیل التقوی ترک الشّبهات انتهی.

التّقویم:

[فی الانکلیزیة]Rectification،astronomic statement،almanac
[فی الفرنسیة]Rectification،releve astronomique،almanach
فی اللغة بمعنی التصحیح أو التقییم. و فی اصطلاح المنجّمین عبارة عن دفتر یکتب فیه المنجّمون أحوال النجوم بعد استخراجها من
______________________________
(1) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوی، أبو عبد الرحمن. ولد بمکة عام 10 ق ه/ 613 م. و توفی فیها عام 73 ه/ 692 م. صحابی جلیل، من أعزّ بیوتات قریش فی الجاهلیة کان جریئا فی الحق. نشأ فی الاسلام و هاجر إلی المدینة و شهد الفتح مع النبی صلی اللّه علیه و سلم. کان زاهدا عدلا علی سیرة والده. و عرضت علیه الخلافة فرفضها. الاعلام 4/ 108، تهذیب الاسماء 1/ 278، طبقات ابن سعد 4/ 105، حلیه الأولیاء 1/ 292، صفة الصفوة 1/ 228.
(2) هو طیفور بن عیسی البسطامی، أبو یزید. ولد فی خراسان عام 188 ه/ 804 م. و توفی فیها عام 261 ه/ 875 م. زاهد مشهور. له أخبار کثیرة فی التصوف. الاعلام 3/ 235، طبقات الصوفیة 67، وفیات الاعیان 1/ 240، میزان الاعتدال 2/ 481، حلیه الأولیاء. 10/ 33، طبقات الشعرانی 1/ 65، دائرة المعارف الاسلامیة 3/ 331.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 502
الزیج فیکتبون مواضع النجوم فی أیام السنة طولا و عرضا، و اتصالاتها بعضها مع بعض، و طالعها و فصولها، و الاجتماعات و الاستقبالات و القرانات و الخسوف و الکسوف و رؤیة الأهلّة و ما اشبه ذلک، کذلک فی سراج الاستخراج. و یطلق التقویم أیضا علی طول الکوکب و یسمونه بهت الکوکب أیضا. «1» و سیأتی فی لفظ الطول.
و بالجملة فتقویم الکوکب عندهم قوس من فلک البروج محصورة بین أول الحمل و مکان الکوکب علی التوالی. و فی التذکرة و تقویم الجوزهر قوس من فلک البروج بین أول الحمل و نقطة الرأس علی التوالی. و فی شرح التذکرة للعلی البرجندی کما یطلق التقویم علی القوس المذکورة کذلک یطلق علی الحرکة فیها.

التکاثف:

[فی الانکلیزیة]Thickening
[فی الفرنسیة]Epaississement
یطلق علی معان: منها الاندماج و منها غلظ القوام و سیأتی فی لفظ القوم، و قد سبق فی لفظ التخلخل. و منها انتقاص حجم الجسم من غیر أن ینفصل عنه جزء. فبقید الانتقاص خرج التخلخل الحقیقی و النمو و السّن و الزیادة الصناعیة و الورم إذ الجمیع ازدیاد. و بقید من غیر أن ینفصل عنه جزء خرج الذّبول و الهزال و النقصان الصناعی، و فیه بحث لأنّ رفع الورم عن الأجزاء الزائدة إمّا أن یکون بانفصال جزء عنه أولا، فعلی الأول ینتقص حدّ الهزال و علی الثانی حدّ التکاثف، کذا ذکر العلمی فی حاشیة هدایة الحکمة.

التکافؤ:

[فی الانکلیزیة]Antithesis
[فی الفرنسیة]Antithese
عند أهل البدیع هو الطّباق کما سیأتی.

التّکدر:

[فی الانکلیزیة]Eye trouble
[فی الفرنسیة]Inflammation de l'oeil
بالدال عند الأطباء هو رمد خفیف کما فی بحر الجواهر. و فی الأقسرائی هو تسخّن و ترتّب یعرض للعین فیشبه الرّمد و هو لیس بورم کالرّمد، بل هو شی‌ء یشبهه فی أعراضه و یکون من أسباب خارجیة کضربة أو سقطة أو شمس منحرة و مسخنة أو برد مکثّف و لا یلبث زمانا یمتدّ به.

التّکریر:

[فی الانکلیزیة]Repetition،pleonasm،-
[فی الفرنسیة]Repetition،pleonasme،
بالراء هو ذکر الشی‌ء مرة فصاعدا بعد أخری و کذا التکرار کما یستفاد من المطول فی تعریف الفصاحة. و فی الاتقان التکریر من أنواع إطناب الزیادة و هو أبلغ من التأکید، و هو من محاسن الفصاحة خلافا لبعض من غلط، و له فوائد. منها التقریر و قد قیل الکلام إذا تکرّر تقرّر. و منها التأکید. و منها زیادة التنبیه علی ما ینفی التهمة لیکمل تلقّی الکلام بالقبول و منه وَ قالَ الَّذِی آمَنَ یا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِکُمْ سَبِیلَ الرَّشادِ، یا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَیاةُ الدُّنْیا مَتاعٌ «2» الآیة، فإنّه کرر فیه النداء لذلک. و منها إذا طال الکلام و خشی تناسی الأول أعید ثانیا توطئة له و تجدیدا لعهده، و منه قوله تعالی وَ لَمَّا جاءَهُمْ کِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ «3» إلی قوله فَلَمَّا جاءَهُمْ
______________________________
(1) در لغت بمعنی راست داشتن و قیمت کردن است و در اصطلاح منجمان عبارتست از دفتری که می‌نویسند در ان احوال ستارگان بعد از برآوردن آنها از زیج پس می‌نویسند در ان دفتر مواضع ستارگان را در روزهای یک سال در طول و عرض و اتصالات ایشان را با یکدیگر و طالعها و فصول و اجتماعات و استقبالات و قرانات و خسوف و کسوف و رؤیت اهلّه و مانند آن کذا فی سراج الاستخراج و تقویم را نیز اطلاق کنند بر طول کوکب و آن را بهت کوکب نیز گویند.
(2) غافر/ 38- 39.
(3) البقرة/ 89.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 503
ما عَرَفُوا «1» الآیة. و منها التعظیم و التهویل نحو الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ «2» وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ «3» فإن قلت هذا النوع أحد أقسام التأکید الصناعی فإنّ منها التوکید بتکرار اللفظ فلا یحسن عدّه نوعا مستقلا. قلت هو یجامعه و یفارقه و یزید علیه و ینقص عنه فصار أصلا برأسه، فإنّه قد یکون التأکید تکرارا و قد لا یکون تکرارا، و قد یکون التکریر غیر تأکید صناعة و إن کان مفیدا للتأکید معنی؛ و منه ما وقع فیه الفصل بین المکررین فإنّ التأکید لا یفصل بینه و بین مؤکده نحو اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ «4» فالآیة من باب التکریر لا التأکید الصناعی. و من التکریر نوع یسمّی بالتردید، و هو ما کان لتعدّد المتعلّق بأن یکون المکرر ثانیا متعلّقا بغیر ما تعلّق به الأول کقوله اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ «5» الآیة و منه قوله وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ «6» لتعلّق کلّ واحدة بما قبلها.
قال فی عروس الأفراح فإن قلت: إذا کان المراد بکل ما قبله فلیس ذلک بإطناب بل هی ألفاظ بکل أرید به غیر ما أرید بالآخر؟ قلت:
إذا قلنا العبرة لعموم اللفظ فکلّ واحد أرید به ما أرید بالآخر، و لکن کرّر لیکون نصا فیما یلیه و ظاهرا فی غیره. فإن قلت یلزم التأکید؟ قلت:
و الأمر کذلک، و لا یرد علیه أنّ التأکید لا یزداد علی ثلاثة لأنّ ذلک فی التأکید الذی هو تابع، أمّا ذکر الشی‌ء فی مقامات متعدّدة أکثر من ثلاثة فلا یمتنع. و من أمثلة ما یظن تکرارا و لیس منه فَاذْکُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَ اذْکُرُوهُ کَما هَداکُمْ «7» ثم قال فَإِذا قَضَیْتُمْ مَناسِکَکُمْ فَاذْکُرُوا اللَّهَ کَذِکْرِکُمْ آباءَکُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِکْراً «8» ثم قال وَ اذْکُرُوا اللَّهَ فِی أَیَّامٍ مَعْدُوداتٍ «9» فإنّ المراد بکل واحد من هذه الأذکار غیر المراد بالآخر. فالأول الذکر فی المزدلفة عند الوقوف بقزح و قوله وَ اذْکُرُوهُ کَما هَداکُمْ «10» إشارة إلی تکرّره ثانیا. و ثالثا و یحتمل أن یراد به طواف الإفاضة منه بدلیل تعقیبه بقوله فَإِذا قَضَیْتُمْ «11» و الذکر الثالث إشارة إلی رمی جمرة العقبة و الذکر الأخیر لرمی أیام التشریق. و من ذلک تکریر الأمثال الواقعة فی القرآن کقوله وَ ما یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ، وَ لَا الظُّلُماتُ وَ لَا النُّورُ، وَ لَا الظِّلُّ وَ لَا الْحَرُورُ، وَ ما یَسْتَوِی الْأَحْیاءُ وَ لَا الْأَمْواتُ «12» و کذلک ضرب مثل المنافقین أول البقرة بالمستوقد نارا ثم ضربه بأصحاب الصیّب و من ذلک تکریر القصص الواقعة فی القرآن کقصة آدم و موسی و نوح و غیرهم من الأنبیاء علیهم السلام. و فی تکریر القصص فوائد. منها أنّ فی کل موضع زیادة شی‌ء لم یذکر فی الذی قبله، أو إبدال کلمة بأخری لنکتة و هی عادة البلغاء. و منها أنّ فی إبراز الکلام
______________________________
(1) البقرة/ 89.
(2) الحاقة/ 1- 2.
(3) الواقعة/ 27.
(4) الحشر/ 18.
(5) النور/ 35.
(6) المرسلات/ 15.
(7) البقرة/ 198.
(8) البقرة/ 200.
(9) البقرة/ 203.
(10) البقرة/ 198.
(11) البقرة/ 200.
(12) فاطر/ 19- 22.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 504
الواحد فی فنون کثیرة و أسالیب مختلفة ما لا یخفی من الفصاحة. و منها أنّ الدواعی لا تتوفر علی نقلها لتوفرها علی نقل الأحکام، فلذا کررت القصص دون الأحکام. و منها أنّه تعالی أنزل هذا القرآن و عجز القوم عن الإتیان بمثله ثم أوضح الأمر فی عجزهم بأن کرّر ذکر القصة فی مواضع إعلاما بأنهم عاجزون عن الإتیان بمثله بأیّ نظم جاءوا و بأی عبارة عبّروا. و منها أنه لما تحداهم قال فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ «1» فلو ذکرت القصة فی موضع واحد فقط لقال العربی ائتونا أنتم بسورة من مثله، فأنزلها سبحانه فی تعداد السور دفعا لحجتهم من کل وجه، انتهی ما فی الإتقان.

التّکسّر:

[فی الانکلیزیة]Upset،discomfort
[فی الفرنسیة]Malaise،indisposition
عند الأطباء حالة یجد الإنسان فیها اختلافا فی البرد و نخسا فی الجلد و العضل، کذا فی بحر الجواهر.

التّکسیر:

[فی الانکلیزیة]Area،alteration،art of predicting the future،clairvoyance
[فی الفرنسیة]Superficie،alteration،art de predire l'avenir،voyance
کالتصریف عند المهندسین یستعمل بمعنی المساحة. و عند أهل الجفر هو نوع من البسط و قد سبق. و یطلق علی التحریف أیضا و قد سبق. و علم التکسیر هو علم الجفر.

التّکلیس:

[فی الانکلیزیة]Calcination
[فی الفرنسیة]Calcination
باللام عند الأطبّاء هو شی‌ء یوضع علی النّار حتی یصبح مثل الکلس. کذا فی بحر الجواهر. «2»

التّکلیف:

[فی الانکلیزیة]Obligation،charge
[فی الفرنسیة]Obligation،charge
کالتصریف عند جمهور الأصولیین هو إلزام فعل فیه مشقة و کلفة من قولهم کلّفتک عظیما أی حملتک علی ما فیه کلفة و مشقة، فعلی هذا المندوب و المکروه و المباح لیس من الأحکام التکلیفیة، إذ لا إلزام فی کل منها.
و عند البعض إیجاب اعتقاد کون الفعل حکما من الأحکام الشرعیة. فعلی هذا المندوب و المکروه و المباح من الأحکام التکلیفیة. فإنّ المندوب یجب اعتقاد کونه مندوبا و کذا المکروه و المباح یجب اعتقاد کونه مکروها أو مباحا.
و الواجب و الحرام من الأحکام التکلیفیة علی کلا التفسیرین، هکذا یستفاد من العضدی و حواشیه و غیرها فی بیان أنواع الحکم. و فی فتح المبین شرح الاربعین فی الخطبة: و المکلّف هو العاقل البالغ من الإنس و کذا من الجنّ بالنسبة لنبینا علیه الصلاة و السلام إذ هو مرسل إلیهم إجماعا خلافا لمن وهم فیه کما بیّنه السّبکی فی فتاواه. و أما بقیة الرّسل فلم یرسل أحد منهم إلیهم و کذا من الملائکة بالنسبة لنبینا علیه الصلاة و السلام لأنه مرسل إلیهم کما هو مذهب جماعة من أئمتنا المحققین؛ بل أخذ بعض المحققین من أئمتنا بعمومه حتی للجمادات بأن رکّب فیهم عقل حتی آمنت به.
و أمّا غیر نبینا علیه الصلاة و السلام فغیر مرسل إلیهم قطعا. ثم تکلیف الملائکة من أصله مختلف فیه. قلت الحق تکلیفهم بالطاعات العملیة قال تعالی: لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ «3» بخلاف نحو الإیمان لأنه ضروری فیهم. فالتکلیف به تحصیل الحاصل و هو محال. و التکلیف إلزام ما فیه
______________________________
(1) البقرة/ 23.
(2) نزد اطبا آنست که چیزی را در آتش نهند و به درجه رسانند که همچو آهک شود کذا فی بحر الجواهر.
(3) التحریم/ 6.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 505
کلفة و مشقة و هو الواجب، و الحرام دون المندوب و المکروه، إذ لا تکلیف فیهما حقیقة انتهی کلامه.

التّکمیل:

[فی الانکلیزیة]Surplus،annex،prolixity
[فی الفرنسیة]Surplus،annexe،prolixite
هو عند أهل البیان الاحتراس و قد سبق.
و عند المحاسبین اسم لعمل یستعمل فی علم الجبر و المقابلة مقابل للردّ. و عند أهل التعمیة قسم من الأعمال المعمائیة مقابل للتحصیل و سیأتی فی لفظ المعمی.

التّکوین:

[فی الانکلیزیة]Creation،generation
[فی الفرنسیة]Creation،generation
هو عند المتکلّمین إخراج المعدوم من العدم إلی الوجود. و المراد بالإخراج مبدأ الإخراج لا المفهوم الإضافی الاعتباری. و عنه یعبّر بالفعل و الخلق و التخلیق و الإحداث و الاختراع و نحو ذلک من الإبداع و الصنع، بل الترزیق و التصویر و الإحیاء فإنّ جمیع هذه العبارات تعبیرات عن التکوین باعتبار تعلّق خاص. و الاختراع و الإبداع غیر الإحداث عند الحکیم فإنهما بلا مدة فیهما غیر مسبوقین بالعدم. و للإبداع مزید خصوص فإنه یشترط فیه انتفاء المادة أیضا فهو یخص المجردات. و لمّا لم یعترف المتکلّم بممکن غیر مادّی و غیر زمانی صارا عنده مساویین للإحداث کذا قیل. و التکوین عندهم هو أن یکون من الشی‌ء وجود مادی و قد سبق فی لفظ الإبداع. ثم الشیخ أبو المنصور الماتریدی و أتباعه قالوا التکوین صفة للّه تعالی أزلیة و هو تکوینه للعالم و لکلّ جزء من أجزائه لوقت وجوده علی حسب إرادته و علمه.
فالتکوین ثابت باق أبدا و أزلا، و المکوّن حادث بحدوث التعلّق کما فی سائر الصفات القدیمة التی لا یلزم من قدمها قدم المتعلّقات، و أنکره الأشاعرة، و قالوا إن کان المراد به نفس مؤثریة القدرة فی المقدور فهی صفة نسبیة اعتباریة لا توجد إلّا مع المنتسبین و الکون حادث فیلزم حدوث التکوین، و إن کان المراد به صفة مؤثّرة فی وجود الأثر فهو عین القدرة و إن أردتم أمرا آخر فبیّنوه. قالوا: متعلّق القدرة قد لا یوجد أصلا بخلاف متعلّق التکوین و القدرة مؤثّرة فی إمکان وجود الشی‌ء و التکوین مؤثر فی وجوده، هکذا یستفاد من شرح العقائد النسفیة و حواشیه. و قد بقی هاهنا أبحاث ترکناها.

التّلاقی:

[فی الانکلیزیة]Coincidence،junction،tangency،intersection
[فی الفرنسیة]Coincidence،jonction،tangence،intersection
هو قسم من التخالف کما مرّ. و الملاقاة بین الشیئین إن کان بالتمام بحیث إذا فرض جزء من أحدهما انفرض بإزائه جزء من الآخر فیتطابقان بالکلّیة یسمّی بالمداخلة، و إن لم یکن بالتمام بل بالأطراف یسمّی مماسة و قد سبق فی محلهما.

التّلاوة:

[فی الانکلیزیة]Reading،recitation of the Koran
[فی الفرنسیة]Lecture،recitation du Coran
بالکسر خواندن کما فی بعض کتب اللغة.
و عند القرّاء قراءة القرآن متتابعا کالأوراد و الأسباع و الدراسة. و الفرق بینها و بین الأداء و القراءة أنّ الأداء الأخذ عن المشایخ و القراءة تطلق علیهما فهی أعمّ منهما، کذا فی الدقائق المحکمة شرح المقدمة فی بیان التجوید.

التّلطیف:

[فی الانکلیزیة]Inflexion of the voice
[فی الفرنسیة]Inflexion vocalique
التصریف عند القرّاء هو الإمالة.

التّلفیف:

[فی الانکلیزیة]Harmony،proportionality،rolling up
[فی الفرنسیة]Harmonie،proportionnalite،enroulement
عند البلغاء و هو التناسب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 506

التّلمیح:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Allusion،periphrasis
[فی الفرنسیة]Allusion،periphrase
بالمیم عند البلغاء و هو أن یشار فی فحوی الکلام إلی قصة أو شعر أو مثل سائر من غیر ذکره، أی من غیر ذکر تلک القصة أو ذلک الشّعر أو المثل. فأقسام التلمیح ستة لأنّه إمّا أن یکون فی النظم أو النثر و علی التقدیرین فإمّا أن یکون إشارة إلی قصة أو شعر أو مثل سائر.
ففی النثر قول الحریری: فبتّ بلیلة نابغیة و أحزان یعقوبیة، فإنّ فیه إشارة إلی قول النابعة:
فبتّ کأنی ساورتنی ضئیلة من الرّقش فی أنیابها السّمّ ناقع
و إلی قصة یعقوب علیه السلام. و باقی الأمثلة تطلب من المطول.

فائدة:

قال البعض: هذا اللفظ تملیح بتقدیم المیم علی اللام و هو خطأ، و الصواب تلمیح بتقدیم اللام علی المیم مأخوذ من لمحه إذا أبصره و نظر إلیه. و کثیرا ما تسمعهم یقولون فی تفسیر الأبیات فی هذا البیت تلمیح إلی قول فلان، و قد لمح هذا البیت فلان و نحو ذلک.
و أما التملیح فهو مصدر ملح الشاعر إذا أتی بشی‌ء ملیح و قد ذکر فی باب التشبیه کذا فی المطول فی الخاتمة.

التّلویح:

[فی الانکلیزیة]Metonomy
[فی الفرنسیة]Metonymie
فی اللغة هو أن تشیر إلی غیرک من بعید، و لذا سمیت الکنایة الکثیرة الوسائط تلویحا کما سبق فی محلّه. و یقول فی جامع الصنائع:
التلویح فی فن البلغاء هو أن یکمل الشاعر المقدمة بمسألة علمیة أو حکمیة عرفیة. مثاله فی الوصف:
کلّ من کان فی خدمتک و رفع رأسه فالذین حکموا بارتداده هم کفار «1»

التّلوین:

[فی الانکلیزیة]Ecstasy and awaking
[فی الفرنسیة]Extase et eveil
کالتصریف عند الصوفیة سیأتی ذکره فی لفظ السکر.

التّماثل:

[فی الانکلیزیة]Equality،analogy
[فی الفرنسیة]Egalite،analogie
و المماثلة عند المحاسبین کون العددین متساویین و کل من العددین یسمّی متماثلا. و عند الحکماء و المتکلّمین ما قد عرفت فی لفظ المثل بالکسر. و المماثلة عند أهل البدیع تطلق علی قسم من الموازنة. و المتماثل عندهم قسم من السجع.

التّمتّع:

[فی الانکلیزیة]Utility،enjoyment،
going on the pilgrimage and the ¬Umra in oE
-[فی الفرنسیة]Utilite،jouissance،
faire le pelerinage et la ¬umra en un seul voE
لغة الجمع بین الحج و العمرة بإحرامین کذا فی جامع الرموز. و فی البرجندی التّمتّع مأخوذ من المتاع أی النفع الحاضر. و فی الشریعة هو الرفق بأداء الحج و العمرة مع تقدیم العمرة فی أشهر الحج فی سفر واحد من غیر أن یلمّ بینهما بأهله إلماما صحیحا، و ذلک بأن یرجع إلی أهله حلالا عند الشیخین، و عند محمد لیس من ضرورة صحّة الإلمام کونه حلالا انتهی.

التّمثیل:

[فی الانکلیزیة]Reasoning by analogy
[فی الفرنسیة]Raisonnement par analogie
کالتصریف هو عند المنطقیین إثبات حکم فی جزئی لثبوته فی جزئی آخر لمعنی مشترک
______________________________
(1) و در جامع الصنائع گویند تلویح در فن بلغاء آنست که شاعر اتمام مقدمة بمسألة علمی یا حکمی عرفی کند مثاله در نعت.
هرکس که سر بخدمت تو داشت برکشید کافر بوند که حکم کنندش بارتداد
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 507
بینهما مؤثّر فی ذلک الحکم. و المراد بالجزئی الجزئی الإضافی. و الأظهر أن یقال إثبات حکم لأمر لثبوته فی آخر لعلّة مشترکة بینهما، و کلا التعریفین لیسا خالیین عن التسامح لأنهما تعریفان له بالأثر المترتّب علیه. و التحقیق أن یقال التمثیل هو المؤلّف من قضایا تشتمل علی بیان مشارکة جزئی لجزئی فی علّة حکم لیثبت ذلک فی ذلک الجزئی. و یسمّیه الفقهاء قیاسا، و الجزئی الأول فرعا و الثانی أصلا و المشترک علّة و جامعا، کما یقال العالم مؤلّف فهو حادث کالبیت. و اعلم أنّ القوم قسّموا التمثیل إلی تمثیل قطعی یفید الیقین و إلی غیر قطعی یفید الظّنّ، و الظاهر من التمثیل فی مقابلة القیاس هو الثانی، إذ الأوّل یرجع إلی القیاس قطعا فینبغی علی هذا أن یذکر فی تعریفه قید یخرج الأول ککون المشارکة المذکورة ظنّیة، هکذا یستفاد من شروح الشمسیة و تکملة الحاشیة الجلالیة.
و عند أهل البیان یطلق علی معان. الأول المجاز المرکّب المسمّی بالمثل و التمثیل علی سبیل الاستعارة أیضا و سیأتی فی لفظ المجاز المرکّب. الثانی التشبیه و یشهد بذلک کلام الکشّاف حیث یستعمله استعمال التشبیه. الثالث قسم من التشبیه و هو التشبیه الذی وجهه منتزع من متعدّد أمرین أو أمور کتشبیه الشمس بالمرآة فی کف الأشل، و التشبیه فی قوله تعالی مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوها کَمَثَلِ الْحِمارِ «1» الآیة، علی ما مرّ فی لفظ التشبیه، هذا عند الجمهور. و عند الشیخ عبد القاهر «2» هو التشبیه الذی وجهه عقلی منتزع من متعدّد.
و المراد بالعقلی ما لا یکون حسیّا علی ما صرّح به المحقق الشریف فیتناول الحقیقی أی الموجود فی الخارج و الاعتباری الذی یشتمل النسبیّات و الوهمیات المحضة. و عند السّکاکی هو التشبیه الذی وجهه وصف غیر حقیقی منتزع من متعدّد.
و المراد بالحقیقی ما لیس اعتباریا کما فی تشبیه مثل یهود بمثل الحمار، فإنّ وجه الشبه و هو حرمان الانتفاع بأبلغ نافع مع الکدّ و التعب فی استصحابه، فهو وصف مرکّب من متعدّد و لیس بحقیقی، بل هو عائد إلی التوهّم و هو المطابق لکلام المفتاح. فمن قال مراد السکاکی بالحقیقی ما یقابل الإضافی فلم ینظر فی کلام المفتاح أدنی نظر. أمّا أنّ المراد غیر الحقیقی فی کلّ من الطرفین أو یکفی أن یکون کذلک فی أحد الطّرفین فممّا لم یتّضح، لکنّ المتبادر الأول لأنّه الفرد الکامل فلیحمل علیه ما لم یصرف صارف، هکذا ذکر صاحب الأطول.
فالتمثیل عند السّکاکی أخصّ مطلقا من التمثیل عند الشیخ هو أخصّ مطلقا من التمثیل عند الجمهور. فغیر التمثیل عند الجمهور تشبیه لا یکون وجهه منتزعا من متعدّد، و عند الشیخ ما لم ینتزع وجهه من متعدّد أو کان وصفا غیر عقلی. و عند السّکاکی ما لا یکون وجهه منتزعا من متعدّد أو کان وصفا حقیقیا.
اعلم أنّ المحقّق التفتازانی جعل أمثلة التمثیل جمیع أمثلة ذکرت فی باب التشبیه لوجه الشبه المرکّب بأقسامها من مرکّب الطرفین و مفردهما و مختلفهما، و خالفه السّید السند بدعوی أنّ التمثیل مخصوص بما طرفاه مرکّبان، و ادّعی أنّ تعریفه بما وجهه منتزع من متعدّد یتبادر منه المنتزع من متعدّد فی طرفی التشبیه، لا المرکّب من متعدّد هو أجزاؤه، و ألّا یقال مرکّبا من متعدّد فخرج منه ما لیس طرفاه
______________________________
(1) الجمعة/ 5.
(2) هو عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجانی، أبو بکر. توفی عام 471 ه/ 1078 م. واضع أصول علم البلاغة.
من أئمة اللغة الکبار، له شعر رقیق. و مؤلفاته العدیدة هامة. الاعلام 4/ 48، فوات الوفیات 1/ 297، مفتاح السعادة 1/ 143، بغیة الوعاة 310، طبقات الشافعیة 3/ 242، إنباه الرواة 2/ 188.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 508
مرکّبین، فلم یتناول إلا ما ترکّب طرفاه. و ردّ بأنّ حدیث التبادر ممنوع، و إنما اختیر الانتزاع علی الترکیب لیعلم أنّ المدار علی الترکیب الاعتباری و الهیئة الانتزاعیة، لا علی الترکیب الحقیقی، و لیتناول المرکّب من متعدّد هو أجزاؤه من متعدّد فی الطرف، هکذا یستفاد من الأطول.

التّمدّد:

[فی الانکلیزیة]Dilatation،aneurism
[فی الفرنسیة]Dilatation،anevrisme
قال الشیخ هو مرض آلیّ یمنع القوّة المحرّکة عن قبض الأعضاء التی من شأنها أن تنقبض. و قال الشیخ نجیب الدین هو تشنّج العصب من الجانبین فینضب العضو و لا یمیل إلی جانب، فهو ضد التشنّج و فیه نظر، لأنّ التمدّد علی تعریفه مرکّب من التشنّجین، فلا یکون ضدا له. و أمّا علی تعریف الشیخ فهو ضد التشنّج من جهة أنّه یمنع الانقباض، کما أنّ التشنّج یمنع الانبساط، کذا فی بحر الجواهر.

تمز:

[فی الانکلیزیة]Tamuz)July in Hebrew calender(
-[فی الفرنسیة]Tamuz)Juillet dans le calandrier juif(
بالفتح و ضم المیم و سکون الزاء المعجمة اسم شهر فی التقویم الیهودی «1».

التّمکّن:

[فی الانکلیزیة]Localization
[فی الفرنسیة]Localisation
هو نفوذ بعد شی‌ء فی مکان و ذلک الشی‌ء یسمّی متمکنا. و المکان إن کان بمعنی السطح الباطن فنفوذ بعد الشی‌ء بمعنی مماسّة السطحین أی سطح الشی‌ء و سطح المکان بتمامهما. و إن کان بمعنی البعد المجرّد القائم بنفسه فنفوذه بمعنی ملاقاة جمیع أبعاد ذلک الشی‌ء لأبعاد ذلک البعد المجرد و ذلک بالتداخل. و إن کان بمعنی البعد الموهوم فالنفوذ أیضا بهذا المعنی.
فما قیل التمکّن هو نفوذ بعد فی بعد آخر متوهّم أو متحقّق غیر صحیح لعدم صدقه علی التمکّن عند القائلین بأنّ المکان هو السطح أو البعد المجرّد، إنّ أرید أنّه تعریف علی مذهب المتکلّمین، و عدم صدقه علی التمکّن عند القائلین بأنّ المکان الموهوم أو السطح، إن أرید أنّه تعریف علی مذهب القائلین بأنّ المکان هو البعد المجرّد، و عدم صدقه علی شی‌ء من أفراده إن أرید التعریف علی مذهب القائلین بأنّ المکان هو السطح. فلیس للتمکّن معنی واحد بل معان بحسب معانی المکان. هکذا حقّق مولانا عصام الدین فی حاشیة شرح العقائد النسفیة فی بحث الصّفات السلبیة.

التمکین:

[فی الانکلیزیة]
Eschatology) the end of the world (A Well- adapted rhyme or exaE
[فی الفرنسیة]
Eschatologie) la fin du monde (rime ou exemple bien adapte
Eمعناه هو عند الصوفیة سیأتی فی لفظ السکر. و فی کشف اللغات یقول: المراد من التمکین زوال البشریة أی المرتبة التی یقولون لها الفناء و الفقر. «2» و عند أهل البلاغة هو أن یمهّد التأثر للقرینة أو الشاعر للقافیة تمهیدا یأتی به القرینة أو القافیة متمکنة فی مکانها مستقرّة فی قرارها مطمئنة فی موضعها، غیر نافرة و لا قلقة، متعلقا معناها بمعنی الکلام کلّه تعلّقا تاما بحیث لو طرحت. لاختلّ المعنی و اضطرب الفهم، و بحیث لو سکت عنها کمّله السامع بطبعه. و من أمثلة ذلک قالُوا یا شُعَیْبُ أَ صَلاتُکَ تَأْمُرُکَ «3» الآیة، فإنّه لمّا تقدّم فی الآیة ذکر العبادة و تلاه ذکر التصرّف فی الأموال اقتضی ذلک ذکر
______________________________
(1) بالفتح و ضم المیم و سکون الزاء المعجمة نام ماهیست در تاریخ یهود.
(2) در کشف اللغات گوید که مراد از تمکین زوال بشریت است که آن را مرتبه فنا و فقر گویند.
(3) هود/ 87.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 509
الحلم و الرّشد علی الترتیب لأنّ الحلم یناسب العبادات و الرشد یناسب الأموال. و قوله لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ «1» فإن اللطف یناسب ما لا یدرک بالبصر، و الخبر یناسب ما یدرکه. و قوله وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ «2» إلی قوله فَتَبارَکَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ «3» فإنّ فی هذه الفاصلة التمکین التام المناسب لما قبلها. و قد بادر بعض الصحابة حین نزل أول الآیة إلی ختمها بها قبل أن یسمع آخرها. و من بدیع هذا النوع اختلاف الفاصلتین فی موضعین و المحدّث عنه واحد لنکتة لطیفة کقوله تعالی فی سورة ابراهیم وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ کَفَّارٌ «4». ثم قال فی سورة النحل وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِیمٌ «5» قال ابن المنیر «6» کأنّه یقول إذا حصلت النعم الکثیرة فأنت آخذها و أنا معطیها، فحصل لک عند أخذها وصفان: کونک ظلوما و کونک کفارا، یعنی لعدم وفائک بشکرها، ولی عند إعطائها وصفان: و هما أنی غفور رحیم أقابل ظلمک بغفرانی و کفرک برحمتی، فلا أقابل تقصیرک إلّا بالتوفیر و لا أجازی جفاک إلّا بالوفاء، کذا فی الإتقان فی نوع الفواصل.

التّملیح:

[فی الانکلیزیة]Fine stoke of inspiration)in poetry(
[فی الفرنسیة]Bonne trouvaille)en poesie(
لم یفرّق البعض بینه و بین التلمیح المذکور سابقا و الحقّ الفرق کما سبق.

التّمنّی:

[فی الانکلیزیة]Wish
[فی الفرنسیة]Souhait
هو عند أهل العربیة یطلق علی طلب حصول الشی‌ء علی سبیل المحبة، و علی الکلام الدالّ علی هذا الطلب. و هو بهذا المعنی من أقسام الإنشاء. قیل ینبغی أن یقیّد المحبة بالمجرّدة عن الطمع و التوقع عن الأوامر و النواهی و النداءات التی قد وجدت المحبة فیها. و قیل قید الحیثیة المرادة یکفی فی اندفاع النقض بها. قیل لا یشترط إمکان المطلوب فی شی‌ء من أقسام الطلب سوی التمنی بل یکفی زعم إمکانه، و أمّا فی التمنّی فلا یشترط زعم الإمکان أیضا، بل یصحّ مع العلم بامتناعه و استحالته. فإن قیل کما لا یشترط إمکان المتمنّی کذلک لا یشترط امتناعه أیضا، فلم خصّ الإمکان بالنفی؟ قیل لأنّه یتبادر الوهم إلی اشتراط إمکانه لما تقرر أنّه لا یصحّ طلب المحال، و عدم تمییز الوهم بین طلب علی وجه التمنی و طلب لا علی وجه التمنی. و لذا قیل نوزع فی تسمیة تمنّی المحال طلبا بأنّ ما لا یتوقع کیف یطلب. قال السکاکی إذا کان المتمنی ممکنا یجب أن لا یکون لک طمع و توقع فی وقوعه، و إلّا لصار ترجّیا، و فیه بحث لأنّه لا طلب فی الترجّی و إنّما هو طمع و ترقّب. فإذا کان طلب المرجو علی سبیل المحبة کان هناک تمنّ و ترجّ، فإذا أتی بلیت فقد أفید التمنّی دون الترجّی، و إذا أتی بلعلّ فقد أفید الترجّی. هکذا یستفاد من المطول و حواشیه و الأطول.
______________________________
(1) الانعام/ 103.
(2) المؤمنون/ 12.
(3) المؤمنون/ 14.
(4) ابراهیم/ 34.
(5) النحل/ 18.
(6) هو عبد الواحد بن منصور بن محمد بن المنیر، أبو محمد، فخر الدین الاسکندری المالکی. ولد عام 651 ه/ 1253 م.
و توفی بالإسکندریة عام 733 ه/ 1333 م. مفسّر. له شعر و نظم و بعض المؤلفات. الاعلام 4/ 177، البدایة و النهایة 14/ 163، الدرر الکامنة 2/ 422.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 510
و فی الإتقان قال فی عروس الأفراح:
و الأحسن ما ذکره الإمام و أتباعه من أنّ التمنی و الترجی و النداء و القسم لیس فیها طلب بل هو تنبیه. و لا نزاع فی تسمیته إنشاء. و قد بالغ قوم فجعلوا التمنّی من قسم الخبر و أنّ معناه النفی.
و الزمخشری ممن جزم بخلافه، ثم استشکل دخول التکذیب فی جوابه فی قوله: یا لَیْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُکَذِّبَ إلی قوله وَ إِنَّهُمْ لَکاذِبُونَ. و أجاب بتضمنه معنی العدة فتعلّق به التکذیب. و قال غیره التمنی لا یصح فیه الکذب، و إنما الکذب فی المتمنی الذی یترجح عند صاحبه وقوعه، فهو إذن وارد علی ذلک الاعتقاد الذی هو ظنّ و هو خبر صحیح. قال و لیس المعنی فی قوله وَ إِنَّهُمْ لَکاذِبُونَ أنّ ما تمنّوا لیس بواقع لأنه ورد فی معرض الذمّ لهم و لیس فی ذلک المتمنی ذمّ، بل التکذیب ورد علی إخبارهم عن أنفسهم أنهم لا یکذبون و أنهم یؤمنون. و الفرق بینه و بین الترجّی و الرّجاء سیأتی ذکره فی لفظ الرجاء.

تموز:

[فی الانکلیزیة]July
[فی الفرنسیة]Juillet
اسم شهر فی التقویم الرومی «1».

التّمییز:

[فی الانکلیزیة]Determination،specification
[فی الفرنسیة]Determination،specification
هو عند النحاة، و یقال له أیضا الممیّز بکسر الیاء المثناة التحتانیة المشددة و فتحها.
و التفسیر و التبیین علی ما ذکر مولانا عصام الدین و المبین علی صیغة اسم الفاعل کما فی الضوء، حیث قال: و أمّا مائة فإنّها تضاف إلی ما یبیّنها إلّا أنّ المبین مفرد انتهی اسم نکرة یرفع الإبهام المستقر عن ذات مذکورة أو مقدّرة. قال فی المعیار «2» ناقلا عن منتهی الشباب التمییز فی الأصل مصدر میّزت الشی‌ء عن غیره بأمر مختص أی الممیّز بکسر الیاء و إنّما عدل عنه للمبالغة. فالجملة و المفرد یسمّی ممیّزا بفتح الیاء و المنصوب فیهما ممیّزا بکسر الیاء و ذلک تمییزا. و لو قلت للمنصوب ممیزا بفتح الیاء نظرا إلی أنّ المتکلّم میّزه عن سائر ما تعیّن بعض محتملاته لجاز، و لکن الأول أظهر انتهی فبقید الاسم خرج نحو فعلت أی قتلت فإنّ قتلت یرفع الإبهام الوضعی عن فعلت، لکنه لیس باسم. و بقید النکرة خرج نحو زید حسن الوجه أو وجهه بالنصب لأنه یرفع الإبهام کوجها مع أنه لیس تمییزا عند البصریین للتعریف المانع عن کونه تمییزا بل هو شبیه بالمفعول، و کذا خرج سفه نفسه و ألم بطنه. و قولهم یرفع الإبهام یخرج البدل فإنّ المبدل منه فی حکم التنحیة فهو لیس یرفع الإبهام عن شی‌ء بل هو ترک مبهم و إیراد معین. و قولهم المستقر و إن کان بحسب اللغة هو الثابت مطلقا، لکن المطلق منصرف إلی الفرد الکامل و هو الوضعی أی الثابت الراسخ فی المعنی الموضوع له من حیث أنه موضوع له. و احترز به عن نحو رأیت عینا جاریة، فإنّ جاریة یرفع الإبهام عن عینا لکنه غیر مستقر بحسب الوضع، بل نشأ فی الاستعمال باعتبار تعدّد الموضوع له. و کذا احترز به عن أوصاف المبهمات نحو هذا الرجل، فإنّ هذا مثلا إمّا موضوع لمفهوم کلی بشرط استعماله فی جزئیاته أو لکلّ جزئی منه، و لا إبهام فی هذا المفهوم الکلی و لا فی واحد واحد من جزئیاته، بل الإبهام إنّما نشأ من تعدّد
______________________________
(1) نام ماهیست در تاریخ روم.
(2) معیار الشعر: لعز الدین عبد الوهاب بن ابراهیم بن عبد الوهاب الخزرجی الزنجانی، و هو کان حیا فی سنة 654 ه.
کشف الظنون، ج 4، ص 1743.
کشف الظنون، ج 4، ص 516- 517.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 511
الموضوع له أو المستعمل فیه فتوصیفه بالرجل یرفع هذا الإبهام، لا الإبهام الواقع فی الموضوع له من حیث أنه موضوع له. و کذا احترز به عن عطف البیان فی مثل قولک أبو حفص عمر، فإن کلّ واحد منهما موضوع لشخص معیّن لا إبهام فیه. لکن لما کان عمر أشهر زال بذکره الخفاء الواقع فی أبی حفص لعدم الاشتهار لا الإبهام الوضعی. و قولهم عن ذات أی لا عن وصف. و احترز به عن النعت و الحال فإنهما یرفعان الإبهام المستقر الواقع فی الوصف لا فی الذات. و تحقیقه أنّ الواضع لمّا وضع الرطل مثلا لنصف المنّ فلا شک أنّ الموضوع له معنی معیّن متمیز عما هو أقل من النصف کالربع أو أکثر منه کالمن و المنین و لا إبهام فیه إلّا من حیث ذاته أی جنسه، فإنه لا یعلم منه بحسب الوضع أنه من جنس العسل أو الخلّ أو غیرهما، و إلا من حیث وصفه فإنه لا یعلم منه بحسب الوضع أنه بغدادی أو مکّی، فإذا أرید رفع الإبهام الوصفی الثابت فیه بحسب الوضع أتبع بحال أو صفة، فیقال: عندی رطل بغدادیا أو بغدادی و إذا أرید رفع إبهامه الذاتی قیل زیتا، فزیتا یرفع الإبهام المستقر عن الذات بخلاف النعت و الحال فإنهما یرفعان الإبهام عن الوصف.
قیل هذا الفرق واضح لا خفاء فیه إلّا من حیث حمل الذات علی الجنس، و لو أرید بالذات ما یقابل المفهوم من الأفراد لصحّ و کان أوضح، فیقال فی رطل زیتا إنّ فرد الرطل مبهم لا یعلم أنه من أی جنس فلما قیل زیتا بین ذاته بأنه من جنس الزیت و بعد یشکل بخروج تمییز صفة نحو للّه دره فارسا فإنه یرفع الإبهام عن الصفة، فإنّ الغرض من وضع المشتق المعنی، إلّا أن یقال التمییز أخرج الاسم عن وضعه الذی لغرض المعنی و جعله لبیان الجنس.
و قولهم مذکورة أو مقدرة صفتان للذات إشارة إلی تقسیم التمییز. فالمذکورة نحو رطل زیتا و المقدّرة نحو طاب زید نفسا فإنه فی قوة قولنا طاب شی‌ء منسوب إلی زید، و نفسا یرفع الإبهام عن ذلک الشی‌ء المقدّر فیه هکذا یستفاد من شروح الکافیة و حواشیه.

التّناثر:

[فی الانکلیزیة]Scattering،dispersal،falling of the hair
[فی الفرنسیة]Eparpillement،dispersion،chute des cheveux
بالثاء المثلّثة لغة مصدر من باب التفاعل بمعنی السقوط. و عند الأطباء هو سقوط الشعر لضعف نباته کما یکون عقیب الأمراض المتطاولة فیقل البخار المتولّد منه الشعر أو ینعدم بسبب تقلیل الغذاء، و بسبب أنّ الطبیعة اشتغلت بمقاومة المرض عن تدبیر الشعر و حفظه عن التناثر. و قد یفرّق بین التناثر و التمرّط بأنّ التناثر یکون متفرقا و التمرّط یأخذ موضعا مجتمعا، کذا فی بحر الجواهر.

التنازع:

[فی الانکلیزیة]Antagonism،struggle،conflict
[فی الفرنسیة]Antagonisme،lutte،conflit
بالزاء المعجمة عند النحاة هو توجّه العاملین أو أکثر إلی معمول واحد باختلاف الجهة أو باتحادها، هکذا یستفاد من الهادیة حاشیة الکافیة و غیرها.

التّناسب:

[فی الانکلیزیة]Proportion،harmony
[فی الفرنسیة]Proportion،harmonie
یطلق علی معان کما ستعرف فی لفظ المناسبة.

التناسخ:

[فی الانکلیزیة]Metempsychosis،transmigration of the souls،
to die before having one's part of inheritE
[فی الفرنسیة]Metempsychose،transmigration des ames،mourir sans es partager l'heritage
هو عند أهل الفرائض نقل نصیب بعض الورثة بموته قبل القسمة إلی من یرث منه
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 512
و یسمّی مناسخة أیضا کما فی الشریفی، و طریق عمله مشهور مذکور فی کتب علم الفرائض.
و عند الحکماء انتقال النفس الناطقة من بدن إلی بدن آخر. اعلم أنّ أهل التناسخ المنکرین للمعاد الجسمانی یقولون إنّ النفوس الناطقة إنما تبقی مجرّدة عن الأبدان إذا کانت کاملة بحیث لم یبق شی‌ء من کمالاتها بالقوة فصارت طاهرة عن جمیع العلائق البدنیة أی الجسمانیة، فتخلّصت و وصلت إلی عالم القدس. و أما النفوس التی بقی شی‌ء من کمالاتها بالقوة فإنّها تردد الأبدان الإنسانیة و تنتقل من بدن إلی بدن آخر حتی تبلغ النهایة فیما هو کمالها من علومها و أخلاقها، فحینئذ تبقی مجرّدة مطهّرة عن التعلّق بالأبدان، و یسمّی هذا الانتقال نسخا. و قیل ربما نزلت من البدن الإنسانی إلی بدن حیوان یناسبه فی الأوصاف کبدن الأسد للشجاع و الأرنب للجبان، و یسمّی هذا الانتقال مسخا.
و قیل ربما نزلت إلی الأجسام النباتیة و یسمّی رسخا. و قیل إلی الجمادیة کالمعادن و البسائط و یسمّی فسخا. قالوا هذه التنزلات المذکورة هی مراتب العقوبات و إلیها الإشارة بما ورد من الدّرکات الضیقة فی جهنم. و قالوا إنّ النفس فی جمیع مراتب التنزلات المذکورة تردّد فی الأجسام حتی تنتقل إلی بدن الإنسان، و تردّد فی الأمم حتی أن تبلغ فیما هو کمالها من العلوم و الأخلاق فتتخلص من الأبدان کلها. و قد یقال النفوس الکاملة تتصل بعالم العقول و المتوسطة بأجرام سماویة أو أشباح مثالیة لبقاء حاجتها إلی الاستکمال و الناقصة بأبدان حیوان یناسبه إلی أن تتخلّص من الظلمات. و هذا کله رجم بالظّن بناء علی قدم النفوس و تجرّدها. هذا کله خلاصة ما فی شرح المواقف و تهذیب الکلام و العلمی. قال الإمام الرازی فی التفسیر الکبیر فی سورة الأنعام: ذهب القائلون بالتناسخ إلی أنّ الأرواح البشریة إن کانت سعیدة مطیعة للّه تعالی موصوفة بالمعارف الحقّة و الأخلاق الطاهرة فإنها بعد موتها تنتقل إلی أبدان الملوک، و ربما قالوا إنها تنتقل إلی مخالطة عالم الملائکة. و أمّا إن کانت شقیة جاهلة عاصیة فإنها تنتقل إلی أبدان الحیوانات المناسبة لها، و احتجوا بقوله تعالی وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُکُمْ «1» لأنّ لفظ المماثلة یقتضی حصول المساواة فی جمیع الصفات الذاتیة. ثم إنّ القائلین بهذا القول زادوا علیه و قالوا أرواح الحیوانات کلها عارفة بربها، و بما یحصل لها من السعادة و الشقاوة، و اللّه تعالی أرسل إلی کل جنس منها رسولا من جنسها لأنه یثبت بهذه الآیة أنّ الدواب و الطیور أمم، ثم إنّه تعالی قال وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِیها نَذِیرٌ «2». فهذا تصریح بأنّ لکل طائفة من هذه الحیوانات رسولا أرسل إلیه. و الجواب أنه یکفی فی حصول المماثلة المساواة فی بعض الصفات، فلا حاجة إلی إثبات ما ذکره أهل التناسخ.

التناظر:

[فی الانکلیزیة]Horoscopy،divinatory art،clairvoyance
[فی الفرنسیة]Horoscopie،astromancie،voyance
عند المنجّمین و یسمّونه أیضا الاتّصال الطبیعی، و بدلا من الاتصالات یستخدمون النظر و هو علی ثلاثة أنواع: تسدیس و تربیع و مقابلة، و نسبته نوعان: الأول نسبة موافقة المطالع، و الثانی نسبة طول اللیل و النهار. و هذا مثل البعد فی الکوکب من نقطتی الاعتدال أن یتفق تساویه فی البعد منهما. فمثلا: إذا کان کوکب فی العشرین من درجة الحمل و کوکب آخر فی العاشر من درجة الحوت، فبین کلا الکوکبین
______________________________
(1) الانعام/ 38.
(2) فاطر/ 24.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 513
تسدیس لأنّ کلا الدرجتین متوافقتان فی المطالع من حیث أنّ بعد کلّ منهما من أول الحمل متساوی علی توالی الحمل و علی خلاف توالی الحوت.
فإذن: إذا کان کوکبان فی هذین الجزءین یقعان فی مکان نظر التسدیس. و هکذا الثور و الدّلو فی المطالع متوافقة علی التوالی. و الدّلو علی خلاف التوالی. و هذا کان تربیعا. و أجزاء الجوزاء مع الجدی متوافقة علی التوالی. و هذا یقع فی مکان المقابلة. و إذا کان ابتداء القسمة من المیزان فالحکم هو هکذا أن تکون تلک الأجزاء متوافقة فی طول النهار، و بعدها من نقطتی الانقلاب متساویا، کما أنّ أجزاء السرطان إلی الجوزاء علی خلاف التوالی.
و أجزاء الجوزاء إلی السرطان علی التوالی.
و علیه إذا کان کوکب فی العشرین من درجة السرطان و کوکب آخر فی العاشر من درجة الجوزاء فبینهما تسدیس. و هکذا الأسد مع الثّور و السّنبلة مع الحمل و المیزان مع الحوت و العقرب مع الدلو و القوس مع الجدی.
و إذا ابتدئ من الجدی فله نفس الحکم، قال هذا فی الشجرة. اعلم إنّ وجود کوکبین فی طرفین من نقطة انقلابین ببعد متساو فإنّه یسمّی تناظرا زمانیا، قال هذا فی توضیح التقویم. و التناظر المطلعی یسمّی أیضا اتفاق قوة.
و التناظر الزمانی اتفاق طریقة. کذا فی کفایة التعلیم «1».

التّنافر:

[فی الانکلیزیة]Dissonance،discord
[فی الفرنسیة]Dissonance
بالفاء عند أهل المعانی یطلق علی وصف فی الکلمة یوجب ثقلها علی اللسان، سواء کان لتنافر نفس الحروف أو لتنافر کیفیاتها أولهما.
فقالن بالتقاء الساکنین مشتمل علی تنافر الحروف من حیث کیفیاتها، نعم هو داخل فی مخالفة القیاس أیضا. و من التنافر ما هو یوجب التناهی فی الثّقل نحو الهعخع بکسر الهاء و فتح الخاء المعجمة بمعنی النبت الأسود فی قول أعرابی سئل عن ناقته فقال: ترکتها ترعی الهعخع. و منه ما هو دون ذلک نحو مستشزرات فی قول امرئ القیس:
غدائره مستشزرات إلی العلی أی مرتفعات إلی العلی. و تنافر الکلمات أن تکون الکلمات بسبب اجتماعها ثقیلة علی اللسان إمّا فی نهایة الثقل کقول الشاعر:
و لیس قرب قبر حرب قبر فإنّ التنافر لیس فی قرب و لا فی قبر، بل عند اجتماعهما حصل علی اللسان ثقل جدا و أمّا دون ذلک کقول أبی تمام:
______________________________
(1) نزد منجمان آن را اتصال طبیعی نیز نامند و به جای اتصالات نظر بکار برند و این بر سه نوع ست تسدیس و تربیع و مقابله و نسبت او دو نوع است اوّل نسبت موافقت مطالع دویم نسبت درازی روز و شب و این چنان بود که بعد دو کوکب از دو نقطه اعتدال برابر اتفاق افتد مثلا چون کوکبی در بیستم درجه حمل بود و کوکبی در دهم درجه حوت میان هر دو تسدیس است که این هر دو درجه موافق‌اند در مطالع بجهت آنکه بعد هر دو از اوّل حمل مساوی است بر توالی حمل و بر خلاف توالی حوت پس چون دو کوکب درین دو جزو باشند بجای نظر تسدیس نشیند و همچنین ثور و دلو در مطالع موافق‌اند ثور بر توالی و دلو بر خلاف توالی و این تربیع بود و اجزاء جوزا با جدی موافق‌اند بر توالی و این به جای مقابله نشیند و اگر ابتدای ان قسمت از میزان کنند حکم همین باشد ان اجزاء را که موافق باشند در درازی روز بعد ایشان از دو نقطه انقلاب برابر باشد چنانکه اجزاء سرطان تا جوزا بر خلاف توالی و اجزاء جوزا تا سرطان بر توالی پس کوکبی در بیستم درجه سرطان باشد و دیگری در دهم درجه جوزا میان هر دو تسدیس باشد و همچنین اسد را با ثور و سنبله را با حمل و میزان را با حوت و عقرب را با دلو و قوس را با جدی و اگر از نقطه جدی ابتدا گیرند همین حکم دارد، این در شجره گفته. بدان که بودن دو کوکب در دو طرف دو نقطه اعتدالین ببعد متساوی مسمی است بتناظر مطلعی و بودن دو کوکب در دو طرف دو نقطه انقلابین ببعد متساوی مسمی است بتناظر زمانی. این در توضیح التقویم گفته. و تناظر مطلعی را اتفاق قوت نیز نامند و تناظر زمانی را اتفاق طریقت نیز گویند کذا فی کفایة التعلیم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 514
کریم متی أمدحه أمدحه و الوری معی
فإنّ فی أمدحه من ثقل لما بین الحاء و الهاء من القرب لکن لا إلی حد یخرج به الکلمة عن الفصاحة. فإذا تکرّر کمل الثقل أی بلغ حدا لا یتحمله الفصیح و ذلک لأنّه تکرّر اجتماع الحاء و الهاء و أدّی إلی اجتماع حروف الحلق، إلّا أنّ التنافر لم یحصل فیه من حروف کلمة واحدة فلم یعد فی تنافر الحروف فأفهم.
و التنافر مطلقا سواء کان تنافر الحروف أو تنافر الکلمات مخلّ بالفصاحة. و زعم بعضهم أن من التنافر جمع کلمة مع کلمة أخری غیر مناسبة لها کجمع سطل مع قندیل و مسجد بالنسبة إلی الحمامی مثلا، و هو وهم لأنّه لا یوجب الثقل علی اللسان، فهو إنّما یخلّ بالبلاغة دون الفصاحة.
اعلم أن مرجع معرفة تنافر الحروف و الکلمات هو الحس، لکن لا اعتماد علی کل حسّ بل الحاکم النافد الحکم حسّ العربی الذی له سلیقة فی الفصاحة أو کاسب الذوق السلیم من ممارسة التکلّم بالفصیح و التحفظ عن التکلّم بغیر الفصیح و لیس التنافر لکمال تباعد الحروف بحسب المخارج، و إلّا لکان مرجعه إلی علم المخارج و لا لقربه کذلک لذلک، و لا لاختلاف الحروف فی الأوصاف من الجهر و الهمس إلی غیر ذلک، و إلّا لکان المرجع ضبط أقسام الحروف. و إیاک أن تذهب إلی شی‌ء منها إذ الکلّ مبنی علی الغفلة عن تعیین مرجع التنافر و عن کثیر من المرکبات الفصیحة الملتئمة من المتباعدات نحو علم و فرح، و الملتئمة من المتقاربات نحو جیش و شجی، و من مال إلی أنّ اجتماع المتقاربات المخارج سبب للتنافر لزمه عدم فصاحة أ لم أعهد. و الجواب عنه بأنّ فصاحة الکلام لا تتوقف علی فصاحة جمیع کلماته بل علی فصاحة الأکثر بحیث یکون غیر الفصیح مغموزا فیه مستورا علی الفائقة لفصاحة الکلمات الکثیرة کما تستر الحلاوة الشدیدة المرارة القلیلة و بعدم فصاحة کلمة من ذلک الکلام لا یخرج عن الفصاحة، کما أنّ الکلام العربی لا یخرج عن کونه عربیا بوقوع کلمة عجمیة فیه تکلف جدا من غیر داع. هکذا یستفاد من المطول و الأطول فی تعریف الفصاحة.

التّناقض:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Contradiction
[فی الفرنسیة]Contradiction
هو عند الأصولیین تقابل الدلیلین المتساویین علی وجه لا یمکن الجمع بینهما بوجه و یسمّی بالتعارض و المعارضة أیضا.
و سیأتی ذکره مع بیان الفرق بینه و بین النقض.
و عند المنطقیین یطلق علی تناقض المفردات و تناقض القضایا، إمّا بالاشتراک اللفظی أو الحقیقة و المجاز، بأن یکون التناقض الحقیقی ما هو فی القضایا. و إطلاقه علی ما فی المفردات علی سبیل المجاز المشهور، و بهذا صرّح السّید الشریف فی تصانیفه، و یؤیده ما اشتهر فیما بینهم أنّ التصور لا نقیض له، هکذا ذکر أبو الفتح فی حاشیة الحاشیة الجلالیة «1»، فتناقض المفردین اختلافهما بالإیجاب و السلب بحیث یقتضی لذاته حمل أحدهما و عدم حمل الآخر.
و تناقض القضیتین اختلافهما بالایجاب و السلب بحیث یقتضی لذاته صدق إحداهما و کذب الأخری. و الاختلاف جنس یتناول الاختلاف بین القضیتین مطلقا و بین المفردین و بین مفرد و قضیة، و بإضافته إلی ضمیر القضیتین خرج
______________________________
(1) حاشیة الحاشیة الجلالیة هی علی الأرجح حاشیة أبی الفتح محمد بن مخزوم السعیدی الحسینی (- 950 ه تقریبا) علی شرح تهذیب المنطق و الکلام لجلال الدین محمد بن أسعد الصدیقی الدوانی (- 907 ه). کشف الظنون 1/ 516؛ معجم المؤلفین 8/ 47.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 515
الاختلاف الواقع بین غیر القضیتین، و تقییده بالایجاب و السلب یخرج الاختلاف بالاتصال و الانفصال و الکلّیة و الجزئیة و العدول و التحصیل. و قولنا بحیث یقتضی یخرج الاختلاف بالایجاب و السلب بحیث لا یقتضی صدق إحداهما و کذب الأخری نحو زید ساکن و زید لیس بمتحرک. و قولنا لذاته أی صورته یخرج الاختلاف الواقع بالایجاب و السلب بحیث یقتضی صدق أحدهما و کذب الأخری لکن لا لذات الاختلاف بل بخصوصیة المادة، کما فی إیجاب الشی‌ء و سلب لازمه المساوی نحو زید إنسان و زید لیس بناطق، لا یقال أمثال هذا الاختلاف خرجت بقید الایجاب و السلب لأنها اختلافات بغیر الایجاب و السلب فیکون قید لذاته مستدرکا، لأنّا نقول کل قید قید به تعریف إنما یخرج ما ینافی ذلک لا ما یغایره، و إلّا لم یمکن إیراد قیدین فی تعریف فإنه لو أورد قیدان أخرج کلّ منهما الآخر یلزم جمع متنافیین فی تعریف و أنه محال. و أیضا لو أخرج هذا القید کل اختلاف بغیر الإیجاب و السلب خرج عن التعریف الاختلاف فی الکمّ و الجهة الذی هو شرط، و بطلانه ظاهر.
ثم إنه ربما یقع فی عباراتهم اختلاف القضیتین بحیث یقتضی لذاته صدق إحداهما کذب الأخری، و حینئذ یکون لذاته عائدا إلی الصدق لا إلی الاختلاف، إذ لا معنی له. و یرد علیه الکلیتان کقولنا کل ج ب و لا شی‌ء من ج ب، فإن صدق الأول یقتضی کذب الثانی و بالعکس. و یمکن أن یجاب عنه بأنّ اقتضاء صدق إحدی الکلیتین کذب الأخری لا لذاته بل بواسطة إهمالها علی نقیض، یعنی کلّ کلیة من الإیجاب و السلب یشتمل الجزئیة من جنسه.
فالموجبة الکلیة مشتملة علی نقیض السالبة الکلیة و هو الموجبة الجزئیة الأخری فقد رجع العبارتان إلی معنی واحد. قیل لا یصح التعریف لأنّ سلب السلب نقیض السلب، و لیسا مختلفین بالإیجاب و السلب فلا یکون التناقض منحصرا بین الإیجاب و السلب، و أیضا فعلی هذا یلزم أن یکون للسلب نقیضان الإیجاب و سلب السلب.
و أجاب عنه المحقق الدوانی أنّ السلب إن أخذ بمعنی رفع الإیجاب فنقیضه الإیجاب فلیس سلب السلب نقیضا له لأنه فی قوة السالبة السالبة المحمول و هی لا تکون نقیضا للسالبة، و إن أخذ بمعنی ثبوت السلب یکون فی قوة الموجبة السالبة المحمول فیکون نقیضه سلب السلب الذی هو فی قوة السالبة السالبة المحمول، و لا یکون الإیجاب نقیضا له. فعلی هذا لا یلزم أن یکون للسلب نقیضان بل لکل اعتبار نقیض و یکون التناقض منحصرا بین الإیجاب و السلب. و قال مولانا عبد الحکیم فی حاشیة القطبی: لا یشتبه علی عاقل أنّ النسبة بین الشیئین فی نفس الأمر إمّا بالثبوت أو بالسلب لأنّ التصدیق بأنّ الشی‌ء إمّا أن یکون أو لا یکون بدیهی ولیّ، و لیس فی نفس الأمر النسبة بین شیئین هی سلب السلب إنّما هو مجرد اعتبار عقل و تعبیر عن النسبة الإیجابیة بما یلازمه، فلا مغایرة بین الإیجاب و سلب السلب فی نفس الأمر لاتحادهما فیما صدقا علیه، إنما هی فی العقل، فلا یلزم أن یکون لشی‌ء واحد نقیضان، و أن لا یکون التناقض منحصرا بینهما.
فعلی هذا معنی قولهم نقیض کل شی‌ء رفعه أنّ نقیض کل شی‌ء وجودی أی ما لا یکون مفهومه سلب شی‌ء رفعه. و إذا کان الرفع نقیضا له یکون ذلک الشی‌ء الوجودی أیضا نقیضا له، و هذا هو المستفاد من تعریف التناقض لأنّ الاختلاف بالایجاب و السلب الذی یقتضی لذاته صدق أحدهما و کذب الأخری إنما یتحقق إذا کان السلب رفعا لذلک الایجاب بعینه لانتفاء الواسطة بینهما حینئذ، و کون التنافی بینهما بالذات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 516

فائدة:

اشترطوا فی التناقض ثمانی وحدات:
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 516 فائدة: … ص: 516
دة الموضوع و المحمول و الزمان و المکان و الشرط و الإضافة و الجزء و الکل و القوة و الفعل.
و اکتفی الفارابی بالثلاثة الأول، و یمکن ردّ الکل إلی وحدة النسبة الحکمیة لاختلافها عند اختلافه، و یعتبر اختلاف الجهة فی الموجّهة و فی المحصورات اختلاف الکم أیضا.

التّنبیه:

[فی الانکلیزیة]Exhortation،pleonasm
[فی الفرنسیة]Exhortation،pleonasme
بالباء الموحدة مصدر من باب التفعیل یطلق فی عرف العلماء علی معان. منها ما یجی‌ء فی لفظ المحاباة فی ناقص. و منها بیان الشی‌ء قصدا بعد سبقه ضمنا علی وجه لو توجّه إلیه السامع الفطن بکلیته لعرفه، لکن لکونه ضمنیا ربما یغفل عنه کذا فی الأطول فی أول فن المعانی. و الفرق بینه و بین التذنیب مع اشتراکهما فی أنّ کلا منهما یتعلّق بالمباحث المتقدمة أنّ ما ذکر فی حیزه بحیث لو تأمّل المتأمّل فی المباحث المتقدمة لفهمه بخلاف التذنیب، کذا فی الچلپی حاشیة المطول. و منها بیان البدیهی کما فی الأطول أیضا هناک. و یؤید هذا ما وقع فی الشریفیة أنّ الدلیل هو المرکّب من قضیتین للتأدی إلی مجهول نظری و إن ذکر لإزالة خفاء البدیهی یسمّی تنبیها انتهی. و قال فی المحاکمات: الإشارة حکم یحتاج إثباته إلی دلیل و برهان، و التنبیه حکم لا یحتاج إثباته إلی دلیل بل یکفی فی إثباته و بیانه إمّا مجرد ملاحظة أطرافه أو التمثیل المزیل للخفاء فی نفس الحکم البدیهی، أو النظر السهل فی الفصل السابق علی ذلک الحکم بأن تذکر مقدمات ذلک الحکم فی ذلک الفصل. و منها الإنشاء، قال ابن الحاجب فی مختصر الأصول غیر الخبر یسمّی إنشاء و تنبیها و یندرج فیه الأمر و النهی و التمنّی و الترجّی و القسم و النداء و الاستفهام. و المنطقیون یقسّمون غیر الخبر إلی ما یدلّ علی الطلب لذاته إمّا للفهم و هو الاستفهام و إمّا لغیره و هو الامر و النهی و إلی غیره و یخصون التنبیه و الإنشاء بالأخیر منهما، و یعدون منه التمنّی و الترجّی و القسم و النداء. و بعضهم یعد التمنی و النداء من الطلب انتهی. و قال المحقق التفتازانی فی حاشیته: تسمیة جمیع أقسام غیر الخبر بالتنبیه غیر متعارف، و کذا ما نسب إلی المنطقیین من تخصیص الإنشاء بما لا یدل علی الطلب بما لم نجده فی کلامهم انتهی. و فی بدیع المیزان غیر الخبر إن لم یدل علی طلب الفعل دلالة صیغیة فهو تنبیه، أی إعلام علی ما فی ضمیره و یندرج فیه التمنّی و الترجّی و النداء و القسم و الاستفهام و ألفاظ العقود و فعلا المدح و الذمّ و التعجب اصطلاحا، و لا مناقشة فیه. و دلالة النداء علی طلب الإقبال و الاستفهام علی طلب الإعلام التزامیتان فلا یخرجان من التنبیه، هکذا فی شرح المطالع و غیرهما. و منهم من عدّ التمنی و النداء و الاستفهام من أقسام الطلب علی ما ذکر السید الشریف. و منها الإیماء و هو عند الأصولیین من أقسام المنطوق الغیر الصریح و هو الاقتران بحکم لو لم یکن هو أو نظیره للتعلیل لکان بعیدا جدا أی اقتران الملفوظ الذی هو مقصود المتکلّم بحکم، أی بوصف لو لم یکن ذلک الحکم أی الوصف أو نظیره لتعلیل ذلک المقصود لکان اقترانه به بعیدا، فیحمل علی التعلیل لدفع الاستبعاد. و یرجع إلی هذا ما قال معناه اقتران نصّ الشارع کقوله اعتق رقبة فی المثال الآتی بحکم کقول الأعرابی واقعت أهلی فی نهار رمضان، لو لم یکن ذلک الحکم أو نظیره للتعلیل، أی علّة لقول الشارع، و حکمه کان بعیدا جدا من الشارع الإتیان بمثله.
و یحتمل أن یکون معناه أنّ اقتران الوصف المدعی کونه علّة لحکم من الشارع لو لم یکن ذلک الوصف أو نظیره علّة لحکم الشارع کان
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 517
بعیدا من الشارع الإتیان بذلک الحکم. مثال کون العین للتعلیل ما قال الأعرابی هلکت و أهلکت فقال النبیّ صلی اللّه علیه و آله و سلم «ما ذا صنعت؟ قال: واقعت أهلی فی نهار رمضان. فقال أعتق رقبة» «1» الحدیث فإنه یدل علی أنّ الوقاع علة للاعتاق، فإنّ غرض الأعرابی بیان حکم الوقاع، و ذکر الحکم جواب له لیحصل غرضه لئلّا یلزم إخلاء السؤال عن الجواب و تأخیر البیان عن وقت الحاجة فیکون السؤال مقدرا فی الجواب کأنه قال: واقعت فکفّر. و لا شک أن الفاء للتعلیل، فیحمل علیه.
و الاحتمال البعید عدم قصد الجواب کما یقول العبد: طلعت الشمس فیقول السّید اسقنی ماء، فإنّ ذلک و إن بعد لکنه لیس بممتنع.
و اعلم أن مثل ذلک إذا أخذ عنه بعض الأوصاف و علل بالباقی سمّی تنقیح المناط.
مثاله فی قصة الأعرابی أن یقال کونه أعرابیا لا مدخل له فی العلّة، إذ الهندی أیضا کذلک، و کذا کون المحل أهلا فإن الزنا أیضا أجدر به، أو یقال و کونه وقاعا لا مدخل له فبقی کونه إفسادا للصوم فهو العلة. و مثال کون النظیر للتعلیل قول النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم «و قد سألته الخثعمیة أنّ أبی أدرکته الوفاة و علیه فریضة الحج فإن حججت عنه أ ینفعه ذلک فقال صلی اللّه علیه و آله و سلم: أ رأیت لو کان علی أبیک دین فقضیته کان ینفعه ذلک قالت نعم قال فدین اللّه أحق بأن یقضی» «2». سألته الخثعمیة عن دین اللّه فذکر نظیره و هو دین الآدمی. فنبّه علی التعلیل به أی کونه علّة للنفع و إلّا لزم العبث، ففهم منه أن نظیره فی المسئول عنه و هو دین اللّه کذلک علّة بمثل ذلک الحکم و هو النفع.
و اعلم أنّ مثل هذا یسمیه الأصولیون تنبیها علی أصل القیاس، و فیه کما تری تنبیه علی أصل القیاس و علی علّة الحکم فیه و علی صحة إلحاق الفرع بها.
اعلم أنّ من مراتب الإیماء أن یذکر الشارع مع الحکم وصفا مناسبا له مثل قوله «لا یقضی القاضی و هو غضبان» «3»، فإن فیه إیماء إلی أنّ الغضب علّة عدم جواز الحکم لأنه مشوش للمنظر و موجب للاضطراب، و مثل أکرم العلماء و أهن الجهّال. هذا إذا ذکر الوصف و الحکم کلاهما فإنه إیماء بالاتفاق فإن ذکر أحدهما فقط مثل أن یذکر الوصف صریحا و الحکم مستنبط نحو وَ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَیْعَ «4» فإن حل البیع وصف له قد ذکر فعلم منه حکمه و هو الصحة، أو أن یذکر الحکم و الوصف مستنبط، و ذلک کثیر منه نحو حرمت الخمر فقد اختلف فی أنه هل یکون إیماء، فهو علی مذاهب. أحدها کلاهما إیماء. و الثانی لیس
______________________________
(1) اخرجه البخاری فی صحیحه، 3/ 318، عن أبی هریره، کتاب الهبة، باب إذا وهب هبة، الحدیث رقم 34، و أخرجه أیضا عن أبی هریره، 8/ 259، کتاب کفارات الإیمان، باب من أعان المعسر، الحدیث رقم 3، و أخرجه مسلم فی صحیحه، 2/ 781، عن أبی هریره، کتاب الصیام (13)، باب تغلیط تحریم الجماع … (14)، الحدیث رقم 81/ 1111، أوله قال:
جاء رجل إلی النبی صلی اللّه علیه و سلم، فقال هلکت یا رسول اللّه! قال: و ما أهلکک؟ قال: وقعت علی امرأتی فی رمضان.
(2) اخرجه مسلم فی صحیحه 2/ 804، عن ابن عباس، کتاب الصیام 13، باب قضاء الصیام عن المیت 27، رقم 156.
(3) اخرجه الزبیدی فی إتحاف السادة المتقین، 1/ 147، و أخرجه النسائی فی سننه، 8/ 247، عن ابی بکرة، باب النهی عن ان یقضی فی قضاء (32)؛ و أخرجه البیهقی فی السنن الکبری، 10/ 105، عن ابی بکرة، کتاب آداب القاضی، باب لا یقضی و هو غضبان، بزیادة: بین اثنین، و اخرجه مسلم فی صحیحه، 3/ 1343، عن عبد الرحمن بن ابی بکرة، کتاب الأقضیة (30)، باب نزاهة قضاء القاضی.. (7) الحدیث رقم 16/ 1717، بلفظ: «لا یحکم احد بین اثنین و هو غضبان»
(4) البقرة/ 275.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 518
شی‌ء منهما إیماء. و الثالث الأول و هو ذکر الوصف إیماء دون الثانی و هو ذکر الحکم، و النزاع لفظی مبنی علی تفسیر الإیماء و الأول مبنی علی أنّ الإیماء اقتران الحکم و الوصف سواء کانا مذکورین أو أحدهما مذکورا و الآخر مقدرا. و الثانی مبنی علی أنه لا بدّ من ذکرهما إذ به یتحقق الاقتران. و الثالث مبنی علی أن إثبات مستلزم الشی‌ء یقتضی إثباته و العلّة کالحلّ یستلزم المعلول کالصحة، فیلزم بمثابة المذکور، فیتحقّق الاقتران و اللازم حیث لیس إثباته إثباتا لملزومه بخلاف ذلک فلا یکون الملزوم فی حکم المذکور، فلا یتحقق الاقتران. هکذا ذکر فی العضدی و حاشیته للمحقق التفتازانی فی مباحث القیاس.

التنج:

[فی الانکلیزیة]Al -Tunj)Turkish month(
[فی الفرنسیة]Al -Tunj)mois turc(
باللام ثم بالتاء ثم بالنون ثم بالجیم اسم شهر فی تاریخ الترک «1»

التّنجیز:

[فی الانکلیزیة]Acceleration،immediate execution of a divorce
[فی الفرنسیة]Acceleration،execution immediate du divorce
بالجیم مصدر من باب التفعیل و هو فی اللغة التعجیل. و فی الشریعة إیقاع الطلاق فی الحال، کذا فی جامع الرموز فی فصل شرط صحة الطلاق.

التّنزه:

[فی الانکلیزیة]Exemption
[فی الفرنسیة]Exemption
مصدر من باب التّفعّل. فی البرجندی أصل التنزه التباعد عن مکان الحرمة انتهی.
و مرجعه إلی الدیانة کما یجی‌ء.

التّنزیه:

[فی الانکلیزیة]Exemption،
abtraction) refusal of all attributes of creatures (
[فی الفرنسیة]Exemption،
abstraction) rejet de tout attribut des creatures (
مصدر من باب التفعیل عند الصوفیة عبارة عن انفراد القدیم بأسمائه و أوصافه و ذاته کما یستحقه لنفسه من نفسه بطریق الأصالة و التّعالی لا بطریق أنّ المحدث ماثله أو شابهه، فانفرد الحق سبحانه و تعالی عن ذلک. فلیس بأیدینا من التنزیه إلّا التّنزیه المحدث و التحق به التنزیه القدیم، لأن التنزیه المحدث ما بإزائه تشبیه من جنسه، و لیس بإزاء التنزیه القدیم تشبیه من جنسه، لأنّ الحق لا یقبل الضدّ و لا یعلم کیف تنزیهه، فلأجل هذا القول تنزیهه عن التنزیه بتنزیهه لنفسه لا یعلمه غیره و لا نعلم إلّا التنزیه المحدث، لأنّ اعتباره عندنا تعرّی الشی‌ء عن حکم کان یمکن نسبته إلیه فتنزه و لم یکن للحق تشبیها ذاتیا یستحق عنها التنزیه، إذ ذاتیاته هی المنزهة فی نفسها عمّا لا یقتضیه کبریاؤه علی أیّ اعتبار کان، و فی أی مجلی ظهر، أو بأیّ تشبیه کان کقوله «رأیت ربی فی صورة شاب أمرد» أو بأی تنزیه کان کقوله «نور أنّی أراه» «2»، فإنّ التنزیه الذاتی له حکم لازم لزوم الصفة للموصوف، و هو فی ذلک المجلی علی ما استحقه من ذاته لذاته بالتنزیه القدیم الذی لا یسوغ إلّا له و لا یعرفه غیره، فانفرد فی أسمائه و صفاته و ذاته و مظاهره و تجلیاته بحکم قدمه من کل ما ینسب إلی الحدوث و لو بوجه من الوجوه، فلا تنزیهه کالتنزیه الخلقی و لا تشبیه کالتشبیه الخلقی تعالی و انفرد. و أمّا من قال إنّ التنزیه راجع إلی تطهیر محلک لا إلی الحق
______________________________
(1) باللام ثم بالتاء بالنون ثم بالجیم اسم ماهی است در تاریخ نرک.
(2) اخرجه مسلم فی صحیحه، 1/ 161، عن أبی ذر، کتاب الایمان (1)، باب فی قوله علیه السلام: نور أنی أراه … (78)، الحدیث رقم 291/ 178، و تمامه: قال: سألت رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم هل رأیت ربک؟ قال: «نور أنّی أراه».
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 519
فأراد هذا التنزیه الخلقی الذی بإزائه التشبیه.
نعم لأنّ العبد إذا اتصف من أوصاف الحق بصفاته سبحانه و تعالی تطهّر محله و خلص من نقائص المحدثات بالتنزیه الإلهی، فرجع إلیه هذا التنزیه، و بقی الحق علی ما کان علیه من التنزیه الذی لا یشارکه فیه غیره، و لیس للحق فیه مجال أی لیس لوجه المخلوق من هذا التنزیه شی‌ء بل هو لوجه الحق بانفراده کما یستحقه فی نفسه فافهم، کذا فی الإنسان الکامل.

تنسیق الصّفات:

[فی الانکلیزیة]Coordination of the attributes،climax
[فی الفرنسیة]Coordination des attributs،gradation
عند أهل البدیع هو تعقیب موصوف بصفات متوالیة کقوله تعالی: یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنَّا أَرْسَلْناکَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً، وَ داعِیاً إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً «1» کذا فی المطول فی آخر فنّ البدیع.

التّنصیف:

[فی الانکلیزیة]Bisection
[فی الفرنسیة]Bissection
عند المحاسبین هو إخراج نصف العدد و طریقه معروف فی کتب الحساب.

تنقیح المناط:

[فی الانکلیزیة]Syllogism by analogy
[فی الفرنسیة]Syllogisme par analogie
بالقاف هو عند الأصولیین أن یثبت عدم علیّة الفارق لیثبت علیّة المشترک، و الفارق الوصف الذی یوجد فی الأصل دون الفرع، و المشترک هو الذی یوجد فیهما، کذا فی التوضیح. قال فی التلویح: مآل التنقیح إلی التقسیم بأنّه لا بدّ للحکم من علّة و هی إمّا الوصف الفارق أو المشترک، لکن الفارق لا یصلح للعلّیة فیثبت الحکم بالمشترک و هو من أحد مسالک العلیة، و لم یعتبره الحنفیة کما لم یعتبروا السبر و التقسیم، و یجی‌ء أیضا فی لفظ المناط، و یسمّی تنقیح المناط بالقیاس فی معنی الأصل أیضا.

التّنکیت:

[فی الانکلیزیة]
Using of a shaft of wit or a flash of inspirati
E[فی الفرنسیة]
Emploi d'une anecdote ou d'un trait d'esprE
بالکاف کالتصریف هو عند البلغاء أن یقصد المتکلم إلی شی‌ء بالذکر دون غیره مما یسدّ مسدّه لأجل نکتة فی المذکور ترجّح مجیئه علی ما سواه، کقوله تعالی وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْری «2» خصّ الشعری بالذکر دون غیرها من النجوم و هو تعالی ربّ کل شی‌ء، لأن العرب کان ظهر فیهم رجل یعرف بابن أبی کبشة «3» عبد الشعری و دعا خلقا إلی عبادتها فأنزل اللّه تعالی وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْری التی ادعیت فیها الربوبیة. کذا فی الإتقان فی نوع بدائع القرآن.

التّنوین:

[فی الانکلیزیة]Morphemes¬ un،an،in،added at the end of the indefite noun
[فی الفرنسیة]Morphemes un،an،in،ajoutes a la fin du nom indefini
هو فی الأصل مصدر نونته أی أدخلته نونا. و فی اصطلاح النحاة نون ساکنة تتبع حرکة آخر الکلمة لا لتأکید الفعل. فقولهم ساکنة أی بذاتها فلا تضرّها الحرکة العارضة مثل عادا الأولی و هی شاملة لنون من ولدن، فخرجت بقولهم تتبع حرکة آخر الکلمة. و إنّما لم یقل تتبع الآخر لأنّ المتبادر من متابعتها الآخر لحوقها به
______________________________
(1) الاحزاب/ 45- 46.
(2) النجم/ 49.
(3) هو یزید بن جبریل بن یسار السکسکی، و أبوه لقب بأبی کبشة، توفی بالسّند عام 96 ه/ 715 م. صاحب شرطة عبد الملک بن مروان. و کان من خیار الأمراء. الاعلام 8/ 180، الکامل لابن الأثیر 4/ 221، جمهرة الانساب 405.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 520
من غیر تخلّل شی‌ء، و هاهنا الحرکة متخلّلة بین آخر الکلمة و التنوین. و لم یقل آخر الاسم لیشمل تنوین الترنّم فی الفعل. و القید الأخیر لإخراج نون التأکید الخفیفة، کذا فی الفوائد الضیائیة.
و فی المغنی: النون تأتی علی أربعة أوجه. الأول نون التأکید و هی خفیفة و ثقیلة، و هما أصلان عند البصریین. و قال الکوفیون الثقیلة أصل. قال الخلیل: التوکید بالثقیلة أبلغ و تختصان بالفعل.
و الثانی نون الإناث نحو یذهبن و هی اسم خلافا للمازنی «1». و الثالث نون الوقایة و تسمّی نون عماد أیضا و هی تلحق قبل یاء المتکلم المنتصبة بواحد من ثلاثة: الفعل و اسم الفعل و الحرف لحفظ حرکة ما قبلها، و لذا سمّیت نون وقایة.
و الرابع التنوین و هو نون ساکنة زائدة تلحق آخر الکلمة بغیر توکید فخرج نون حسن و نون لنسفعا و أقسامه خمسة. تنوین التمکن و هو اللاحق للاسم المعرب المنصرف إعلاما ببقائه علی أصله و یسمّی تنوین الأمکنیة. و تنوین الصرف أیضا کزید و رجل. و تنوین التنکیر و هو اللاحق لبعض الأسماء المبنیة فرقا بین معرفتها و نکرتها کصه و مه. و تنوین المقابلة کمسلمات جعل فی مقابلة لنون فی مسلمین، و قیل هو عوض من الفتحة نصبا، و قیل و هو تنوین التمکن. و تنوین العوض و هو اللاحق عوضا من حرف أصلی أو زائد أو مضاف إلیه مفردا و جملة کتنوین جوار عوض من الیاء المحذوفة و جندل فإنه عوض من ألف جنادل، قاله ابن مالک. و نحو کل و بعض إذا قطعا عن الإضافة، و نحو یومئذ. و تنوین الترنّم و هو اللاحق للقوافی المطلقة بدلا من حروف الإطلاق و هو الألف و الیاء و الواو.
و الذی صرّح به سیبویه و غیره من المحققین أنه جی‌ء به لقطع الترنم و هو التغنی الذی یحصل بحروف الإطلاق لقبولها مدّ الصوت، فإذا أنشدوا و لم یترنّموا جاءوا بالنون فی مکانها، و لا یختص هذا التنوین بالاسم. و زاد الأخفش و العروضیون تنوینا سادسا سمّوه الغالی بالغین المعجمة و هو اللاحق للقوافی المقیّدة، سمّی به لتجاوزه حدّ الوزن و یسمّی الأخفش الحرکة التی قبلها غلوا، و فائدته الفرق بین الوقف و الوصل.
و جعله ابن بعیش «2» من نوع تنوین الترنّم زاعما أن الترنّم یحصل نفسها لأنها حرف أغن. و أنکر الزجاج «3» و السیرافی «4» ثبوت هذا التنوین البتة لأنه یکسر الوزن. و اختار هذا ابن مالک. و زعم أبو الحجاج بن مغرور «5» أنّ ظاهر کلام سیبویه فی المسمّی تنوین الترنّم أنه نون عرضت من المدّة و لیس بتنوین. و زعم مالک فی التّحفة أنّ
______________________________
(1) هو بکر بن محمد بن حبیب بن بقیة، أبو عثمان المازنی. توفی بالبصرة عام 249 ه/ 863 م. أحد أئمة النحو. له تصانیف عدة. الاعلام 2/ 69، وفیات الاعیان 1/ 92، معجم الادباء 2/ 280، إنباه الرواة 1/ 246.
(2) هو یعیش بن علی بن یعیش بن أبی السرایا محمد بن علی، أبو البقاء، موفق الدین الأسدی المعروف بابن یعیش و بابن الصانع. ولد بحلب عام 553 ه/ 1161 م. و فیها توفی عام 643 ه/ 1245 م. من کبار علماء العربیة له نوادر ظریفة، و بعض المؤلفات النحویة. الاعلام 8/ 206، وفیات الاعیان 2/ 341، شذرات الذهب 5/ 228، اعلام النبلاء 4/ 411، بغیة الوعاة 419، مفتاح السعادة 1/ 158.
(3) هو ابراهیم بن السّری بن سهل أبو إسحاق الزجّاج. ولد ببغداد عام 241 ه/ 855 م. و توفی فیها عام 311 ه/ 923 م.
عالم بالنحو و اللغة. له العدید من المؤلفات الهامة. الاعلام 1/ 40، معجم الأدباء 1/ 47، إنباه الرواة 1/ 159، تاریخ آداب اللغة 2/ 181، تاریخ بغداد 6/ 89، وفیات الاعیان 1/ 11.
(4) ابو الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السیرافی، أبو سعید. ولد بسیراف عام 284 ه/ 897 م. و توفی ببغداد عام 368 ه/ 979 م. نحوی، عالم بالأدب. کان معتزلیا متعفّفا. له عدة مصنفات هامة فی اللغة و النحو. الاعلام 2/ 195، وفیات الاعیان 1/ 130، نزهة الألباء 379، الجواهر المضیة 1/ 196، لسان المیزان 2/ 218، تاریخ بغداد 7/ 341.
(5) هو یوسف بن معزوز القیسی المرسی، ابو الحجاج، توفی بمرسیة فی الاندلس عام 625 ه/ 1228 م. عالم بالعربیة، له عدة مؤلفات.
الاعلام 8/ 254، بغیة الوعاة 424، کشف الظنون 212.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 521
تسمیة اللاحق للقوافی المطلقة و المقیدة تنوینا مجاز و إنّما هو نون أخری زائدة، و لهذا لا یختص بالاسم و یجامع الألف و اللام و یثبت فی الوقف. و زاد بعضهم سابعا و هو تنوین الضرورة و هو اللاحق لما لا ینصرف و المنادی المضموم.
و ثامنا هو التنوین الشاذ و فائدته مجرد تکثیر اللفظ. و ذکر ابن الخبّاز «1» فی شرح الجزولیة «2» أن أقسام التنوین عشرة و جعل کلا من تنوین المنادی و تنوین صرف ما لا ینصرف قسما برأسه. و العاشر تنوین الحکایة مثل ان تسمّی رجلا لعاقلة لبیبة انتهی.
و النون عند الصوفیة عبارة عن انتقاش صور المخلوقات بأحوالها و أوصافها کما هی علیه جملة واحدة. و ذلک الانتقاش هو عبارة عن کلمة اللّه لها کن، فهی تکون علی حسب ما جری به القدر فی اللوح المحفوظ الذی هو مظهر لکلمة الحضرة، لأنّ کل ما یصدر من لفظ کن فهو تحت حیطة اللوح المحفوظ، فلذا قلنا إنّ النون مظهر لکلام اللّه تعالی و کنایة عن اللوح المحفوظ، فهو کتاب اللّه أیضا، و التوضیح فی الإنسان الکامل فی باب الصفة.
و یقول فی لطائف اللغات: النون فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن العلم الإجمالی للحضرة الأحدیّة. و هی عند بعضهم کنایة عن العقل الکلّی، و عند صاحب الفتوحات المکیة (ابن عربی) فهی عبارة عن العرش العظیم، و عند فریق آخر کنایة عن بحر النور. و مرجع الجمیع واحد. و یقول فی کشف اللغات: النون فی اصطلاح المتصوفة اسم من أسماء اللّه تعالی و هو تجلّی الحقّ بالاسم الظاهر فی کلّ مجمع الأکوان «3».

التّهبّج:

[فی الانکلیزیة]Swelling
[فی الفرنسیة]Gonflement
بالموحدة مصدر من باب التفعل و هو عند الأطباء الورم الریحی اللّیّن عند الحسّ المخالط بالعضو، فإن لم یکن لینا مخالطا بل متمیزا مجتمعا مقاوما للحس یسمّی نفخة، کذا فی المؤجز.

التّهکّم:

[فی الانکلیزیة]Mocking،irony
[فی الفرنسیة]Moquerie،ironie
هو الاستهزاء. و الاستعارة التهکمیة قد سبقت.

التّواتر:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Succession،
hadith attributed to a companion of the ProphE
[فی الفرنسیة]Succession،hadith attribue a un compagnon du Prophete
هو فی اللغة تتابع أمور واحدا بعد واحد بغیره من الوتر. و منه ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا «4». و فی اصطلاح الأصولیین خبر جماعة مفید بنفسه العلم بصدقه و یسمّی متواترا أیضا.
فبقید الجماعة خرج خبر الواحد، و بقید المفید خرج خبر جماعة لا یفیده، و بقید بنفسه خرج الخبر
______________________________
(1) هو أحمد بن الحسین بن أحمد الاربلی الموصلی، أبو عبد اللّه، شمس الدین ابن الخبّاز. توفی عام 639 ه/ 1241 م.
نحوی ضریر. له تصانیف هامة فی اللغة و النحو. الاعلام 1/ 117، نکت الهمیان 96، دار الکتب 7/ 50.
(2) لأحمد بن الحسین بن أحمد بن معالی بن منصور بن علی الاربلی الموصلی المعروف بابن الخبّاز (- 639 ه). و المقدمة الجزولیة فی النحو لأبی موسی عیسی بن عبد العزیز الجزولی البربری (- 677 ه) و تعرف بالقانون أیضا و علیها شروح کثیرة. کشف الظنون 2/ 1800- 1801. هدیة العارفین 5/ 95، معجم المؤلفین 1/ 200.
(3) و در لطائف اللغات میگوید نون در اصطلاح صوفیه عبارت است از علم اجمالی در حضرت احدیت و نزد بعضی کنایت از عقل کل است و نزد صاحب فتوحات مکیه عبارت است از عرش عظیم و نزد بعضی کنایت از بحر نور است و مرجع کل یکیست انتهی. و در کشف اللغات میگوید نون در اصطلاح متصوفه اسمی است از اسماء اللّه تعالی و آن تجلی حق است باسم ظاهر در هر مجمع اکوان.
(4) المؤمنون/ 44.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 522
الذی علم صدق القائلین فیه بالقرائن الزائدة کموافقة دلیل عقلی أو غیر ذلک.
اعلم أنّهم اختلفوا فی إفادته العلم الیقینی فذهب السّمنیة «1» و البراهمة إلی أنّ الخبر لا یکون حجة أصلا و لا یقع به العلم، لا علم الیقین و لا علم طمأنینة، بل یوجب ظنا. و ذهب قوم منهم النظّام من المعتزلة و أبو عبد اللّه الثلجی «2» من الفقهاء إلی أنه یوجب علم طمأنینة، فإنّ جانب الصدق یترجّح فیه بحیث یطمئن إلیه القلوب فوق ما یطمئن بالظنّ، و لکن لا ینتفی عنه توهم الکذب و الغلط. و اتفق جمهور العقلاء علی أنه یوجب علم الیقین و اختلفوا فی أنه یوجب علم الیقین علما ضروریا أو نظریا، فذهب عامتهم إلی أنه یوجب علما ضروریا و ذهب أبو القاسم الکعبی و أبو الحسین البصری من المعتزلة و أبو بکر الدقاق من أصحاب الشافعی إلی أنه یوجب علما استدلالیا.

فائدة:

ذکر للتواتر شروط صحیحة و فاسدة.
فالصحیحة ثلاثة کلّها فی المخبرین. الأول تعددهم تعددا یبلغ فی الکثرة إلی أن یمنع اتفاقهم و تواطئهم علی الکذب عادة. فما اشترطه البعض من تعیین العدد فاسد. فقیل خمسة لا ما دونها. و قیل اثنا عشر. و قیل عشرون. و قیل أربعون. و قیل خمسون. و قیل سبعون. و فی شرح النخبة و قیل أربع و قیل سبعة و قیل عشرة. و فی خلاصة الخلاصة أقل عدد یورث العلم غیر معلوم علی الأصح، لکنّا نستدل بحصول العلم الضروری علی کماله. ثم قال: أقول و ظنی أنّه یختلف بحسب المخبر و المخبر له، بل المخبر عنه، و لا یشترط فیه الکثرة إذ یجوز أن یحصل من خبر واحد علم یقینی کما فی إخبار النبی علیه الصلاة و السلام عن اللّه تعالی کالقرآن، بل إخبار شیخ عما رواه أو یراه لمریده ما لا یحصل من خبر عشرة آلاف، کما إذا أخبروا عن اللّه تعالی من غیر وساطة نبی بالوحی أو ولی بالإلهام. و لذا عرّفه المحققون بما روی عمّن یمتنع فی العادة کذبه سواء کان واحدا أو أکثر، و یؤید ذلک ما روی فی الأصل عن البزدوی «3» أنه جعل کالمتواتر ما کان مرویّا عن آحاد الصحابة ثم انتشر، فنقله قوم لا یتصور اتفاقهم علی الکذب. و قال هو حجة من حجج اللّه تعالی، حتی قال الجصّاص «4» إنه أحد قسمی المتواتر، و یمتاز عنه بأنه یوجب علم یقین، و هذا علم طمأنینة.
و لا یخفی أنه یمکن أن یحصل منه الیقین أیضا و اللّه أعلم انتهی. الثانی کونهم مستندین لذلک الخبر إلی الحسّ فإن خبر جماعة کثیرة فی مثل حدوث العالم لا یفید قطعا. الثالث استواء الطرفین و الوسط أعنی بلوغ جمیع طبقات المخبرین فی الأول و الآخر و الوسط بالغا ما بلغ
______________________________
(1) السّمنیة: هم قوم کانوا قبل الإسلام، ینفون النظر و الاستدلال و یقولون بقدم العالم. الأسفراینی فی التبصیر 149.
(2) هو محمد بن شجاع ابن الثلجی البغدادی، أبو عبد اللّه. ولد عام 181 ه/ 797 م. و توفی عام 266 ه/ 880 م. فقیه العراق فی وقته. من أصحاب أبی حنیفة کان یمیل إلی الاعتزال. له عدة کتب هامة. الاعلام 6/ 157، تذکرة الحفاظ 2/ 184، التهذیب 9/ 220، الجواهر المضیة 2/ 60، میزان الاعتدال 3/ 71، تاریخ بغداد 5/ 350، الوافی بالوفیات 3/ 148.
(3) هو علی بن محمد الحسین بن عبد الکریم، أبو الحسن، فخر الاسلام البزدوی. ولد عام 400 ه/ 1010 م. و توفی عام 482 ه/ 1089 م. فقیه أصولی. من أکابر الحنفیة فی عصره. له تصانیف کثیرة و هامة. الاعلام 4/ 328، الفوائد البهیة 124، مفتاح السعادة 2/ 54، الجواهر المضیة 1/ 372.
(4) هو أحمد بن علی الرازی، أبو بکر الجصاص. ولد بالریّ عام 305 ه/ 917 م. و توفی ببغداد عام 370 ه/ 980 م. فقیه الحنفیة فی عصره. امتنع عن ولایة القضاء له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 1/ 171، الجواهر المضیة 1/ 84.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 523
عدد التواتر. و قد شرط فیه کونهم عالمین بالمخبر عنه و لا حاجة إلیه، لأنه إن أرید به وجوب علم الکل فباطل لأنه یجوز أن یکون بعضهم مقلّدا فیه أو ظانّا أو مجازفا، و إن أرید وجوب علم البعض فهو لازم مما ذکرنا من الشروط الثلاثة. و أما أنه کیف یعلم حصول هذه الشرائط، فمن زعم أنه نظری یشترط تقدم العلم بذلک کله. و من قال إنه ضروری فالضابطة عنده حصول العلم بصدقه. و إذا علم ذلک عادة علم وجود الشرائط، لا أنّ الضابطة فی حصول العلم سبق العلم بها.
و أمّا الفاسدة فمنها ما عرفت. و منها ما قیل إنه یشترط الإسلام و العدالة. و منها ما قیل یشترط أن لا یحویهم بلد لیمتنع التواطؤ. و منها ما قیل یشترط اختلاف النسب و الدین و الوطن.
و قال الشیعة یشترط أن یکون فیهم المعصوم و إلّا لم یمتنع الکذب. و قال الیهود یشترط أن یکون أهل الذلة فإنهم یمتنع تواطؤهم علی الکذب عادة للخوف، و أما أهل العزة فإنهم لا یخافون، و الکل فاسد لحصول العلم بدون ذلک.
اعلم إذا کثرت الأخبار فی الوقائع و اختلفت فیها لکن کلّ واحد منها یشتمل علی معنی مشترک بینها بجهة التضمن أو الالتزام حصل العلم بالقدر المشترک و یسمّی المتواتر من جهة المعنی و تواترا معنویا، کوقائع علی رضی اللّه عنه فی حروبه من أنه هزم فی خیبر «1» کذا، و فعل فی أحد «2» کذا، فإنه یدل بالالتزام علی شجاعته، و قد تواتر عنه ذلک، و إن کان شی‌ء من تلک الجزئیات لم یبلغ درجة القطع. هذا کله خلاصة ما فی العضدی و التحقیق شرح الحسامی.

التّواری:

[فی الانکلیزیة]Divine kidnapping
[فی الفرنسیة]Enlevement divin،ravissement
هو ما یقال له عند الصوفیة الإحاطة و الاستیلاء الإلهی. کما فی بعض الرّسائل «3»

التّواضع:

[فی الانکلیزیة]Humility
[فی الفرنسیة]Humilite
عند الفقهاء هو الوضیعة و عند السالکین هو الافتقار بالقلّة و تحمل أثقال أهل الملة.
و قال أهل الاشارات: التواضع تصغیر النفس جدا مع معرفتها و تعظیم النفس بحرمة التوحید.
قال علیه الصلاة و السلام: «ما بعث اللّه نبیا إلا کان متواضعا». قیل غایة التواضع أن تخرج من البیت فلا رأیت أحدا من الناس إلا رأیت أنه خیر منک، کذا فی خلاصة السلوک.

التّواطؤ:

[فی الانکلیزیة]Common noun،synonymy
[فی الفرنسیة]Nom commun،synonymie
بالطاء هو کون اللفظ موضوعا لأمر عام مشترک بین الأفراد علی السویّة، و ذلک اللفظ یسمّی متواطئا کالإنسان، و یقابله التشکیک، و قد سبق.

التّوالی:

[فی الانکلیزیة]Arrangement of the zodiac
[فی الفرنسیة]Arrangement des signes du zodiaque
عند أهل الهیئة هو ترتیب البروج من الحمل إلی الحوت، و هو من المغرب إلی
______________________________
(1) مدینة قریبة من المدینة المنوّرة، فیها حصون کثیرة. کانت فیها قبائل الیهود من بنی قریظة. نزلها الرسول ثم فتحها المسلمون بعد الهجرة. الروض المعطار 288، معجم ما استعجم 2/ 521، السیرة النبویة لابن هشام 2/ 329.
(2) أحد، جبل بظاهر المدینة المنورة إلی الشمال منها، علی بعد ستة امیال، یطل علی مزارع و ضیاع کثیرة. و حوله کانت المعرکة الشهیرة بین المشرکین و المسلمین عام 3 ه. الروض المعطار/ 3- 14، معجم ما استعجم 1/ 117.
(3) نزد صوفیه احاطه و استیلای إلهی را گویند کما فی بعض الرسائل.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 524
المشرق. و عکس ذلک الترتیب یسمّی خلاف التوالی و قد سبق أیضا فی لفظ البروج.

التّوأم:

[فی الانکلیزیة]Twin،twinning
[فی الفرنسیة]Jumeau،jumelage
بفتح التاء و الهمزة و بالواو الساکنة بینهما اسم ولد إذا کان معه آخر فی بطن واحد، أی یکون بینهما أقل من ستة أشهر کما فی الزاهدی «1» و غیره. لکن فی المحیط لو ولدت أولادا بین کل ولدین ستة أشهر و بین الأول و الثالث أکثر، جعل بعضهم من بطن واحد منهم أبو علی الدقاق «2»، کذا فی جامع الرموز، فی فصل الحیض. و عند البلغاء هو اسم التشریع و یسمّی بالتوشیح أیضا و بذی القافیتین أیضا.

توانائی:

[فی الانکلیزیة]Power،strength
[فی الفرنسیة]Pouvoir،puissance
معناها بالفارسیة مقدرة، و عند الصوفیة صفة فاعل مختار، مقوّ للروح، یعنی: ممدّ للحیاة مثل ماء الحیاة «3».

التّوبة:

[فی الانکلیزیة]Repentance
[فی الفرنسیة]Repentir
بالفتح و سکون الواو فی اللغة الرجوع.
و فی الشرع الندم علی معصیة من حیث هی معصیة، مع عزم أن لا یعود إلیها إذا قدر علیها. فقولهم علی معصیة لأنّ الندم علی المباح أو الطاعة لا یسمّی توبة. و قولهم من حیث هی معصیة لأنّ من ندم علی شرب الخمر لما فیه من الصداع أو خفة العقل أو الإخلال بالمال و العرض لم یکن تائبا شرعا. و قولهم مع عزم أن لا یعود إلیها زیادة تقریر لأنّ النادم علی الأمر لا یکون إلّا کذلک. و لذلک ورد فی الحدیث «الندم توبة» «4». و قولهم إذا قدر علیها لأنّ من سلب القدرة منه علی الزنا مثلا و انقطع طمعه عن عود القدرة إلیه إذا عزم علی ترکه لم یکن ذلک توبة منه. و فیه أنّ إذا ظرف لترک الفعل المستفاد من قولهم لا یعود فیعکس الأمر. قال الآمدی: إجماع السلف علی أنّ الزانی المجبوب إذا ندم علی الزنا و عزم أن لا یعود إلیها علی تقدیر القدرة فإن ذلک الندم توبة. و کذا الحال فی المشرف علی الموت لأنه یکفی تقدیر القدرة. و منع هذا أبو هاشم و قال:
مثل هذا الندم لیس توبة. ثم المعتزلة اشترطوا فی التوبة أمورا ثلاثة: ردّ المظالم و أن لا یعاود ذلک الذنب و أن یستدیم الندم. و هی عند أهل السنة غیر واجبة فی صحة التوبة. أما ردّ المظالم فواجب برأسه لا مدخل له فی الندم علی ذنب آخر. و أمّا أن لا یعاود فلأنّ الشخص قد یندم علی الأمر زمانا ثم یبدو له، و اللّه تعالی مقلّب القلوب من حال إلی حال. و غایته أنه إذا ارتکب ذلک الذنب مرّة أخری وجب علیه توبة أخری. و أما استدامة الندم فلأن فیه من الحرج المنفی عنه فی الدین. و أیضا المعتزلة أوجبوا
______________________________
(1) یعتقد أنه فرائض الزاهدیة لنجم الدین أبی الرجا مختار بن محمد الزاهدی الغزمینی المعروف بالزاهدی (- 685 ه).
کشف الظنون 2/ 1247، هدیة العارفین 6/ 423.
(2) هو الحسن بن علی الدقاق النیسابوری. توفی عام 406 ه، زاهد، عارف شیخ الصوفیّة فی عصره. فقیه شافعی، له کرامات و مکاشفات. شذرات الذهب 3/ 180.
(3) نزد صوفیه صفت فاعل مختاری بود جان‌افزا یعنی ممد حیات بود مثل آب‌حیات.
(4) اخرجه ابن ماجه فی سننه، 2/ 1420، عن ابن معقل، کتاب الزهد (37)، باب ذکر التوبة (30)، الحدیث رقم 4252، و أخرجه أحمد بن حنبل فی المسند، 1/ 376، عن عبد اللّه بن مسعود، 433؛ و أخرجه الهیثمی فی مجمع الزوائد، 10/ 199، عن وائل بن حجر، باب الندامة علی الذنب، و قال عقبه: رواه الطبرانی و فیه اسماعیل بن عمر الجبلی، وثقه ابن حبان، و ضعفه غیر واحد، و بقیة رجاله وثقوا، و عن أبی هریرة، قال عقبه: رواه الطبرانی فی الصغیر، و رجاله وثقوا و فیهم خلاف؛ و اخرجه الهیثمی أیضا عن أبی سعید عن أبیه، 10/ 200، باب التائب من الذنب …، و قال عقبه:
رواه الطبرانی و فیه من لم أعرفهم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 525
قبول التوبة علی اللّه بناء علی أصلهم الفاسد.
اعلم أنهم اختلفوا فی التوبة المؤقّتة مثل أن لا یذنب سنة و فی التوبة المفصّلة نحو أن یتوب عن الزنا دون شرب الخمر، بناء علی أنّ الندم إذا کان لکونه ذنبا عم الأوقات و الذنوب جمیعا أو لا یجب عمومه لهما. فقیل یجب العموم. و قیل لا یجب ذلک کما فی الواجبات، فإنه قد یأتی المأمور ببعضها دون بعض، و فی بعض الأوقات دون بعض، و یکون المأتی بها صحیحا فی نفسه بلا توقّف علی غیره مع أنّ العلّة للإتیان بالواجب هو کونه حسنا واجبا. ثم الظاهر أنّ التوبة طاعة واجبة فیثاب علیها لأنها مأمور بها قال اللّه تعالی: وَ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ جَمِیعاً أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ «1» و إن شئت التوضیح فارجع إلی شرح المواقف فی موقف السمعیات.
و قال فی مجمع السلوک التوبة شرعا هی الرجوع إلی اللّه تعالی مع دوام الندم و کثرة الاستغفار. و ما قیل إنّ التوبة هی الندم فمعناه أنّ الندم من معظم أرکان التوبة. قال أهل السنة: شروط التوبة ثلاثة ترک المعصیة فی الحال و قصد ترکها فی الاستقبال و الندم علی فعلها فی الماضی. و قال السری السقطی: التوبة أن لا تنسی ذنبک. و قال الجنید: التوبة أن تنسی ذنبک، و لا تناقض بین العبارتین، فإنها بالمعنی الأول فی حق المبتدئ و بالمعنی الثانی فی حق المنتهی الکامل، فإنّ العبد إذا بلغ النهایة ینبغی له أن ینسی الذنوب لأن ذکر الجفاء فی حالة الوفاء جفاء. و قال الثّوری «2»:
التوبة أن تتوب عن کل شی‌ء سوی اللّه تعالی.
و قال رویم: معنی التوبة أن تتوب من التوبة.
و قیل معناه قول رابعة «3»: استغفر اللّه من قلّة صدقی فی قولی استغفر اللّه. و الحاصل هو أن الاستغفار ینبغی أن یکون مقرونا بصدق المعاملة، و إلّا فلیس ذلک بتوبة بل ذنب فوق ذنب «4». و قیل التوبة علی نوعین: توبة الإنابة و توبة الاستجابة. فتوبة الإنابة أن تخاف من اللّه من أجل قدرته علیک بحیث لو أراد فی وقت ارتکاب المعصیة أن یعذّبک، فبسبب خوفک من عذابه ترجع عن الذنب «5». و توبة الاستجابة أن تستحیی من اللّه بقربه منک یعنی: قال اللّه تعالی: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ إذن: فما دام یعتبر نفسه قریبا فاللائق إذن أن لا یخطر الذنب ببالک. و یقول بعضهم: التائبون ثلاثة أقسام: عوام، و خواص، و خواصّ الخواص.
فأمّا توبة العوام: العودة عن الذنب، بمعنی الاستغفار باللسان و الندم بالقلب. و توبة الخواص: مراجعة الطّاعات بمعنی رؤیة التقصیر فیها بحیث لا یرون عبادتهم لائقة بمقام الربوبیة، فیعتذرون عن تقصرهم فیها کما لو کانوا مذنبین. و أمّا توبة خاصّة الخاصّة فهی الالتفات من الخلق إلی الحق، أی بعبارة أخری: عدم رؤیة أیّ منفعة أو مضرّة من الخلق و عدم الرکون إلیهم. إذن فالتوبة فی الحقیقة هی
______________________________
(1) النور/ 31.
(2) هو سفیان بن سعید بن مسروق الثوری، أبو عبد اللّه. ولد بالکوفة عام 97 ه/ 716 م. و توفی بالبصرة عام 161 ه/ 778 مولی. أمیر المؤمنین فی الحدیث. عالم بالدین، تقی ورع. له عدة مؤلفات هامة فی الحدیث. الاعلام 3/ 104، وفیات الاعیان 1/ 210، الجواهر المضیة 1/ 250، طبقات ابن سعد 6/ 257، حلیة الأولیاء 6/ 356، تهذیب التهذیب 4/ 111.
(3) هی رابعة بنت اسماعیل العدویة، أم الخیر، مولاة آل عتیک البصریة. ولدت بالبصرة و توفیت بالقدس عام 135 ه/ 752 م. زاهدة صالحة مشهورة. لها أشعار کثیرة فی الزهد و التصوف. الاعلام 3/ 10، وفیات الاعیان 1/ 182.
(4) حاصل آنکه استغفار مقرون بصدق معامله باید و الا توبه نباشد بل گناه بر گناه.
(5) یعنی توبه انابت آنست که بترسی از هر قدرت خدای بر تو که اگر بخواهد ترا در وقت ارتکاب گناه معذب سازد تا از بیم تعذیب او از گناه بازمانی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 526
الرجوع، و لکن صفة الرجوع تختلف باختلاف المقامات و الأحوال.
و یقول بعضهم: التوبة ثلاثة أقسام:
صحیحة و أصحّ و فاسدة.
فالصحیحة تلک التی یتوب فیها العبد من ذنبه فورا بکل صدق، و إن عاد فیما بعد إلی الوقوع فیها. و التوبة الأصح: هی التوبة النصوح.
و التوبة الفاسدة: هی التی یتوب فیها باللسان بینما بقیت فی خاطره لذّة المعصیة.
و التوبة النّصوح: هی من أعمال القلب، و هو تنزیه القلب عن الذنوب، و علامة ذلک أن یظنّ المعصیة صعبة و کریهة، و أن لا یعود إلیها، و ألّا یدع المعصیة تخطر بباله أصلا.
و قال ذو النون: توبة العوام من الذنوب و توبة الخواصّ من الغفلة، فإنّ الغفلة عن اللّه أکبر الکبائر. و توبة الأنبیاء من رؤیة عجزهم عن بلوغ ما ناله غیرهم حیث أنّ الرسول صلی اللّه علیه و سلم کان أراد أن لا یدعه الحق أن لا یفعل ما یرید بحسب طاقته. ثم حین نظر فی أعماله ظنّ أنّ أحدا من الأنبیاء لم یقم بمثل ما قام به. فلا جرم أنّه لم یر من اللائق أن یعتذر عن عجزه و تقصیره. و قال: «1» «انی لاستغفر اللّه کل یوم مائة مرة». و قال أبو دقاق: التوبة ثلاثة أقسام الأول التوبة و الثانی الإنابة و الثالث الأوبة. فمن یتوب لخوف العقاب فهو صاحب توبة. و من یتوب بطمع الثواب فهو صاحب إنابة. و من یتوب لمحض مراعاة أمر اللّه من غیر خوف العقاب و لا طمع الثواب فهو صاحب أوبة.
و قیل التوبة صفة عامة المؤمنین. قال اللّه تعالی وَ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ جَمِیعاً أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ «2».
و الإنابة صفة الأولیاء و المقرّبین. قال اللّه تعالی وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِیبٍ «3». و الأوبة صفة الأنبیاء و المرسلین قال اللّه تعالی نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ «4». و إن شئت الزیادة علی هذا فارجع إلی مجمع السلوک.

التّوتة:

[فی الانکلیزیة]Pustule،tumour
[فی الفرنسیة]Pustule،tumeur
قال الشیخ نجیب الدین: هی بثرة متقرحة تأخذ فی عمق الخد و الوجنة. قال العلامة هی غدد کثیرة مفروشة فی أجزاء العلیا من العنق کذا فی بحر الجواهر.
______________________________
(1) توبه استجابت آنست که شرم داری از خدای بسبب نزدیک بودن او از تو قال اللّه تعالی «و نحن اقرب إلیه من حبل الورید» پس چون وی را قریب خویش داند سزاوار آن بود که گناه را بخاطر هم نیندیشد. و بعضی گویند تائبان سه قسم‌اند عوام خاص و خاص الخاص. توبه عوام بازگشتن است از گناه بمعنی استغفار بر زبان و ندامت بقلب. و توبه خواص بازگشتن از طاعات خویش بمعنی تقصیر دیدن و بمنت خدای تعالی نظاره کردن که هر فعلی که آرد لائق حضرت متعال نبیند از ان طاعت عذر چنان خواهد که عاصی از گناه خواهد. و توبه خاص الخواص بازگشتن است از خلق بحق بمعنی نادیدن منفعت و مضرت از خلق و به ایشان آرام و اعتماد ناکردن پس توبه بحقیقت رجوع آمد لیکن صفت رجوع مختلف آمد بمقدار اختلاف احوال و مقامات. و بعضی گویند توبه سه قسم است صحیح و اصح و فاسد صحیح آنکه اگر گناه کند فی الحال توبه کند بصدق اگرچه باز در گناه افتد و اصح توبه نصوح است و فاسد آنکه بزبان توبه کند و لذت معصیت در خاطر او باشد. و توبه نصوح از اعمال دل است و هو تنزیه القلب عن الذنوب و علامت او آنست که معصیت را دشوار و کریه پندارد و به سوی وی بازنگردد و لذت معصیت اصلا در خاطر نگذرد. و قال ذو النون توبة العوام من الذنوب و توبة الخواص من الغفلة فان الغفلة عن اللّه اکبر الکبائر و توبة الأنبیاء من رؤیة عجزهم عن بلوغ ما ناله غیرهم چون رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم خواستی که حق خداوند نگذارد بمقدار طاقت بجا آوردی باز چون در معامله خویش نگاه کردی گمان بردی که احدی از انبیا مثل این نیاورده‌اند لا جرم سزاوار ندیدی از عجز و تقصیر خویش عذر خواستی و فرمودی.
(2) النور/ 31.
(3) ق/ 33.
(4) ص/ 30.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 527

توث:

[فی الانکلیزیة]Touth)Egyptian month(
[فی الفرنسیة]Touth)mois egyptien(
بالضم و سکون الواو و الثاء المثلثة اسم شهر فی تقویم القبط القدیم «1»

التّوجیه:

[فی الانکلیزیة]Ambiguity in the speach،syllepsis
[فی الفرنسیة]Equivoque dans le discours،syllepse
هو عند أهل النظر أن یوجّه المناظر کلامه منعا أو نقضا أو معارضة إلی کلام خصمه، کذا فی الرشیدیة. و عند أهل القوافی هو حرکة ما قبل الروی فی القافیة المقیّدة کما فی عنوان الشرف. و یقول فی منتخب تکمیل الصناعة:
التوجیه عبارة عن سکون ما قبل حرکة الروی، و تکرار التوجیه تجب مراعاته فی القوافی. و قال فی «معیار الأشعار»: متی کان الروی متحرکا فلا یکون ذلک من التوجیه. و لهذا الاختلاف فی هذا الوقت جائز بالاتفاق انتهی. و مآل العبارتین واحد کما مرّ فی لفظ الإشباع. و قد بیّن فی جامع الصنائع التوجیه بمعنی آخر و قال: إنّه من عیوب القافیة و ذلک عند ما تکون القافیة بالواو مع الباء العربیة أو الپاء الفارسیة، فمن أجل تصحیح القافیة یتمّ استبدال الباء الفارسیة بالباء العربیة أو یغیر الحرکة من ضم إلی فتح أو غیره. «2» و التوجیه عند أهل البدیع إیراد الکلام محتملا لوجهین مختلفین أی احتمالا علی السواء، فلا یتناول الإیهام، و یسمّی محتمل الضدین أیضا، کقول من قال لأعور یسمّی بعمرو:
خاط لی عمرو قباء لیت عینیه سواء
فإنه یحتمل تمنی أن یصیر العین العوراء صحیحة فیکون مدحا و تمنی خیر، و بالعکس فیکون ذما. قال السکاکی و منه أی من التوجیه متشابهات القرآن باعتبار احتمالها للوجهین المختلفین. و أمّا باعتبار أنّه یجب فی التوجیه استواء الاحتمالین فلیست منه، و لذا قال السکاکی: أکثر متشابهات القرآن من قبیل التوریة و الإیهام، کذا فی المطول. ثم المراد من قید الوجهین بیان أقل ما یطلق علیه التوجیه لا الاحتراز عن الأکثر. قال السیّد السّند فی حاشیة العضدی، فی بیان مسئلة إذا دار اللفظ بین أن یکون مشترکا أو مجازا: إنّ التوجیه إیراد کلام محتمل لوجهین مختلفین علی السواء و یأتی بالمشترک دون المجاز. و أما الإیهام فیأتی بالمشترک إذا اشتهر بعض معانیه فی الاستعمال دون بعض، و فی المجاز أیضا انتهی. و قال المحقق التفتازانی فی حاشیة العضدی هناک:
التوجیه و الإیهام بالمجاز إنما یکون إذا بلغ من الشهرة بحیث یلتحق بالحقیقة.

توجیه سخن (توجیه الکلام):

[فی الانکلیزیة]Rule of convenience)in rhetoric(
[فی الفرنسیة]Regle de la convenance)en rhetorique(
هو عند البلغاء أن تنسب الأفعال و الأقوال و الحرکات و السکنات و غیر ذلک لکلّ ذات موافقة لذلک إمّا بناء علی حکم الخلقة أو بناء علی حکم الاصطلاح أو العادة، کما ینسب للإنسان القول و الأکل و الشرب، و للبلبل و الببغاء الکلام و الطیران، و للحجر الکسر و الوقوع و للشجرة النمو، و للقلم الکتابة و الجریان. و ما
______________________________
(1) بالضم و سکون الواو و بالتاء المثلثة نام ماهیست در تاریخ قبط قدیم.
(2) و در منتخب تکمیل الصناعة گوید توجیه عبارتست از حرکت ما قبل روی ساکن و رعایت تکرار توجیه در قوافی واجب است و در معیار الأشعار گفته که هرگاه که روی متحرک شود آن حرکت توجیه نیست و لهذا اختلاف درین وقت جائز است بالاتفاق انتهی و مآل العبارتین واحد کما مرّ فی لفظ الاشباع و در جامع الصنائع توجیه را بمعنی دیگر نیز بیان ساخته و گفته از عیوب قافیه است توجیه و ان چنانست که در قوافی و او با بای عربی یا پارسی بود ان را برای تصحیح قافیه بای پارسی یا عربی گرداند یا حرکت را برای تصحیح بگرداند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 528
هو مخالف لهذا السیاق و مناف لهذا الوفاق فإنّه یجتنب. شعر:
فی الحرب سیفک لعدوک هکذا ضرب حتی کسر الصّدر
فکلمة لکدزن: و هی الضرب بقبضة الید غیر مناسبة للسیف «1».

التوجیه المحال:

[فی الانکلیزیة]Oxymoron
[فی الفرنسیة]Oxymoron
هو عند البلغاء: ازدواج الضّدّین و امتزاج النّقیضین و مثاله:
وجهه داخل کسوة العباسیین (السوداء) هکذا ظهر فی یوم عید و لیلة القدر!
«2»

توجیه الواقع:

[فی الانکلیزیة]Description reflecting a fact
[فی الفرنسیة]Description refletant un fait accompli
هو عند البلغاء أن یبرّر وصف شی‌ء أو شرح حال صورة أمر واقع فمثلا: إذا شخص بعد تأخّر یأخذ علیه شخص طریق المجی‌ء فیقع علی قدمیه و یتقلّب علی الأرض، ثم ینهض الآخر فیأخذه إلی جانبه. مثاله:
وصلت الخضرة للفرجة بعد سنة فی ساحة المرج و سارت مع النهر
فجری الماء مسرعا فوقعت الخضرة تحت قدمه ثم نهضت الخضرة و أخذت الماء إلی جانبها
هذا کله منقول من جامع الصنائع «3»

التّوحید:

[فی الانکلیزیة]Union،monotheism،unicity
[فی الفرنسیة]Union،monotheisme،unicite
هو لغة جعل شی‌ء واحدا. و فی عبارة العلماء اعتقاد وحدانیته تعالی. و عند الصوفیة معرفة وحدانیته الثابتة له فی الأزل و الأبد، و ذلک بأن لا یحضر فی شهوده غیر الواحد جلّ جلاله، کذا فی مجمع السلوک. قال فی شرح القصیدة الفارضیة: کلّ المقامات و الأحوال بالنسبة إلی التوحید کالطّرق و الأسباب الموصلة إلیه و هو المقصد الأقصی و المطلب الأعلی، و لیس وراءه للعباد قربة، و حقیقته جلّت عن أن یحیط بها فهم أو یحوم حولها وهم. و تکلّم کل طائفة فیه بعضهم بلسان العلم و العبارة و البعض بلسان الذوق و الإشارة، و ما قدّروه حق قدره و ما زاد بیانهم غیر ستره انتهی. و یؤیده ما قال الإمام الرازی فی التفسیر الکبیر من أن هاهنا حالة عجیبة، فإنّ العقل ما دام یلتفت إلی الوحدة فهو بعد لم یصل إلی عالم الوحدة، فإذا ترک الوحدة فقد وصل الوحدة، و هل یمکن التعبیر عن ذلک. فالحق أنه لا یمکن لأنک متی عبّرت عنه فقد أخبرت عنه بأمر آخر، و المخبر عنه غیر المخبر به، فلیس هناک توحید. و لو
______________________________
(1) نزد بلغا آنست که نسبت افعال و اقوال و حرکات و سکنات و جز ان بر هر ذاتی موافق کند یا بر حکم خلقت یا بر حکم اصطلاح و استعمال یا بر حکم اعتیاد چنانچه آدمی را گفتن و خوردن و آشامیدن و بلبل و طوطی را سخن و پریدن و سنگ را شکستن و افتادن و درخت را خاستن و قلم را نبشتن و رفتن و آنچه مخالف این سیاق است و منافی این وفاق از ان اجتناب گویند.
در وغا دشمن ترا تیغت آن‌چنان زد لکد که سینه شکست
لکد زن را بر تیغ اطلاق کردن سخن ناموجه است.
(2) نزد بلغا آنست که ازدواج ضدین و امتزاج نقیضین را صورت بندد مثاله.
در میان کسوت عباسیان رخسار او روز عید اندر شب قدر است پیدا آمده
(3) نزد بلغا آنست که در وصف جیزی و شرح حالی صورت واقعه را توجیه کند مثلا واقع آنست که چون کسی بعد از دیری بر کسی آمدن گیرد ان شخص که برو آینده می‌آید برود و در زیر پای او غلطد و آینده برخیزد و او را در کنار گیرد مثاله.
رسید سبزه تماشا کنان پس از سالی بعرصه چمن و راه جویبار گرفت
دوید آب بغلطید سبزه را ته پای بخاست سبزه و ان آب را کنار گرفت
این همه از جامع الصنائع منقول است
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 529
أخبرت عنه فهناک ذات مع السلب الخاص فلا یکون توحید هناک. فأما إذا نظرت إلیه من حیث أنه هو من غیر أن یخبر عنه لا بالنفی و لا بالإثبات، فهناک تحقّق الوصول إلی مبادی عالم التوحید. ثم الالتفات المذکور لا یمکن التعبیر عنه إلّا بقوله هو، فلذلک عظم وقع هذه الکلمة عند الخائضین فی بحار التوحید انتهی.
ثم قال شارح القصیدة الفارضیة: لکن أرباب الذوق لما کانت إشارتهم عن وجدان و بیانهم عن عیان الاحت إشارتهم لأسرار المحبین لوائح الکشف المبین، کما قیل: التوحید إسقاط الإضافات أی لا تضیف شیئا من الأشیاء إلی غیر الحق سبحانه، و قیل تنزیه اللّه عن الحدث.
و قیل إسقاط الحدث و إثبات القدم. و حاصل الإشارات أنّ التوحید إفراد القدم عن الحدث.
و للتوحید مراتب: علم و عین و حق، کما للیقین علمه ما ظهر بالبرهان، و عینه ما ثبت بالوجدان، و حقه ما اختص بالرحمن. أما التوحید العلمی فتصدیقی إن کان دلیله نقلیا، و هو التوحید العام، و تحقیقی إن کان عقلیا، و هو التوحید الخاص. و المصدّق و إن علم أن للخلق إلها واحدا لا شریک له لکن قد یعتوره الشبه، و المحقق یشاهده بعقله المقبل علی اللّه تعالی بأنوار الهدایة، و یعلم یقینا بالدلیل القاطع أنّ الموجود الحقیقی هو اللّه سبحانه، و کل ما سواه معدوم الأصل، وجوده ظلّ وجود الحق، فیعتقد أن لیس فی الوجود فعل و صفة و ذات إلّا للّه حقیقة، لکنه لا یجد بمجرد هذا العلم عین التوحید لتعوقه عنه بالتشبّثات الجسمانیة و التعلّقات النفسانیّة.
و أمّا التوحید العینی الوجدانی فهو أن یجد صاحبه بطریق الذوق و المشاهدة عین التوحید، و هو علی ثلاث مراتب. الأولی توحید الأفعال و هو إفراد فعل الحقّ عن فعل غیره بمعنی إثبات الفاعلیّة للّه تعالی مطلقا و نفیها عن غیره و ذلک إذا تجلی اللّه بأفعاله. و الثانیة توحید الصفات و هو إفراد صفته عن صفة غیره بمعنی إثبات الصفة للّه تعالی مطلقا و نفیها عن غیره، و ذلک إذا تجلّی اللّه له بصفاته، و الثالثة توحید الذات و هو إفراد الذات القدیمة عن الذوات بمعنی إثبات الذات للّه تعالی مطلقا و نفیها عن غیره، و ذلک إذا تجلّی اللّه بذاته، فیری صاحب هذا التوحید کلّ الذوات و الصفات و الأفعال متلاشیة فی أشعة ذاته و صفاته و أفعاله، و یجد نفسه مع جمیع المخلوقات کأنها مدبّرة لها و هی أعضاؤها، و لا یلمّ بواحد منها شی‌ء إلّا و یراه مسلّما به، و یری ذاته الذات الواحدة و صفته صفتها و فعله فعلها لاستهلاکه بالکلیة فی عین التوحید، و لیس للإنسان وراء هذه الرتبة مقام فی التوحید و هو التوحید الأخص.
و یرشد فهم هذا المعنی إلی تنزیه عقیدة أهل التوحید عن الحلول و التشبیه و التعطیل. کما طعن فیهم طائفة من الجامدین العاطلین عن المعرفة و الذوق لأنهم إذا لم یثبتوا معه غیره فکیف یعتقدون حلوله فیه أو تشبیهه به، تعالی اللّه عن ذلک علوا کبیرا.
و أمّا التوحید الرحمانی فهو أن یشهد الحق سبحانه علی توحید نفسه بإظهار الوجود، إذ کل موجود مختص بخاصیة لا یشارکه فیها غیره، و إلّا لما تعیّن. و هذه الوحدة فیه دلیل علی وحدانیة موجده کما قیل، ففی کلّ شی‌ء له آیة تدلّ علی أنّه واحد. فإظهار الموجودات علی صفة الوحدة صورة شهادة الحق تعالی أنّه واحد لا شریک له، شهادة أزلیة أبدیة غیر مستندة إلی سبب یقلها أو منزّه یحلها، و لیس للإنسان فی هذا المقام قدم إلّا أن یلمع برق من جانب القدم أضاء به أرجاء سرّه و ینطفئ سریعا، و هو الذی اصطفاه اللّه لنفسه، انتهی کلامه.

توحید المطلب:

[فی الانکلیزیة]The choise of a master by the follower
[فی الفرنسیة]
Le choix d'un maitre par l'adepte) chez les soufis (
هو عند الصوفیة أن یتحقّق للطالب أنه لا
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 530
یمکنه الوصول إلی مطلوبه إلّا من ید هذا الشیخ المستجمع لشرائط الشیخیة.

التّوراة:

[فی الانکلیزیة]The Bible of Moses،divine manifestation
[فی الفرنسیة]la Bible de Moise،manifestation divine
هی عند أهل الشرع کتاب أنزل علی موسی علی نبینا و علیه السلام فی تسعة ألواح، و أمره أن یبلغ سبعة منها و یترک لوحین. قال فی الإنسان الکامل: اعلم أنّ التوراة عند الصوفیة عبارة عن تجلّیات الأسماء الصفاتیة و ذلک ظهور الحق سبحانه تعالی فی المظاهر الخلقیة، فإنّ الحق تعالی نصب الأسماء أدلة علی صفاته، و جعل الصفات دلائل علی ذاته، فهی مظاهره و ظهوره علی خلقه بواسطة الأسماء و الصفات، و لا سبیل إلی غیر ذلک لأنّ الخلق فطروا علی السذاجة فهو خال عن جمیع المعانی الإلهیة، لکنه کالثوب الأبیض ینتقش فیه ما یقابله فیسمّی الحق بهذه الأسماء لتکون أدلة للخلق علی صفاته، فعرف الخلق بها صفات الحق، ثم اهتدی إلیه أهل الحق فکانوا لتلک الأسماء و الصفات کالمرآة و ظهرت الأسماء فیهم و الصفات فشاهدوا أنفسهم بما انتقش فیهم من الأسماء الذاتیة و الصفات الإلهیة، فإذ ذکر اللّه کانوا هم المذکورین، و بهذا الاسم فهذا المعنی توراة. و التوراة فی اللغة حمل المعنی علی أبعد المفهومین، فصریح الحق عند العامة الخیال الاعتقادی لیس لهم غیر ذلک، و الحق عند العارفین حقیقة ذواتهم فهم المراد به هذا لسان الإشارة فی التوراة، انتهی و التوضیح یطلب منه.

التّوریة:

[فی الانکلیزیة]Syllepsis،paronomasia
[فی الفرنسیة]Syllepse،paronomase
بالراء المهملة هی الإیهام أی استعمال لفظ له معنیان قریب و بعید و یراد البعید کما سبق.

التّوسّط:

[فی الانکلیزیة]Intermediate stage
[فی الفرنسیة]Phase intermediaire
عند الصوفیة هو البرزخ الثانی من برازخ الإنسان، و هو فک الرقائق الإنسانیة بالحقائق الرحمانیة، و قد سبق فی لفظ الإنسان.

التوسّط بین الإقبال و الإدبار:

[فی الانکلیزیة]
Intermidiate position between ascension and decE
-[فی الفرنسیة]
Position intermediaire entre l'ascension et le decl
Eعند المنجمین قد سبق فی لفظ الإدبار.

التّوشیح:

[فی الانکلیزیة]Jurisprudence،art of disjunction،a prosodic game
[فی الفرنسیة]Jurisprudence،art de la disjonction،jeu prosodique
بالشین المعجمة مصدر من باب التفعیل عند البلغاء قد یطلق علی التشریع و قد سبق.
و قد یطلق علی معنی آخر. قال فی الاتقان فی نوع الفواصل: أما التوشیح فهو أن یکون فی أول الکلام ما یستلزم القافیة، و الفرق بینه و بین التصدیر المسمّی بردّ العجز علی الصدر أنّ التوشیح دلالة معنویة و التصدیر دلالة لفظیة، کقوله تعالی إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ «1» الآیة. فإن اصطفی یدلّ علی أن الفاصلة العالمین لا باللفظ لأنّ لفظ العالمین غیر لفظ اصطفی و لکن بالمعنی لأنه یعلم أن من لوازم اصطفی شی‌ء یکون مختارا علی جنسه، و جنس هؤلاء المصطفین العالمون. و کقوله وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ «2» الآیة. قال ابن أبی الإصبع: فإنّ من کان حافظا لهذه السورة متفطّنا إلی أن مقاطع
______________________________
(1) آل عمران/ 33.
(2) یس/ 37.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 531
أیها النون المردفة و سمع فی صدر الآیة انسلاخ النهار من اللیل، علم أنّ الفاصلة «مظلمون» لأنّ من انسلخ النهار عن لیله أظلم أی دخل فی الظلمة. و لذلک سمّی توشیحا لأنّ الکلام لمّا دلّ أوله علی آخره نزّل المعنی منزلة الوشاح، و نزّل أول الکلام و آخره منزلة العاتق و الکشح الذین یحوّل علیهما الوشاح انتهی. و قد یطلق علی معنی آخر أیضا. و یقول فی مجمع الصنائع: التوشیح إنشاء شعر بحیث لو جمعت حروف مصاریع أو أبیات أو بعض الحروف و الکلمات الوسطی فنحصل علی اسم أو بیت.
و یقال لهذا النوع من الشعر موشّحا. انتهی.
و هذه الصناعة جاریة أیضا فی النثر. و لذا ألّف صاحب عنوان الشرف کتابه فی صنعة التوشیح.
و منه یخرج أو یستنبط خمسة علوم: الفقه و النحو و التاریخ و العروض و القافیة «1».

التّوشیع:

[فی الانکلیزیة]Pleonasm
[فی الفرنسیة]Pleonasme
بالشین المعجمة علی وزن التفعیل نوع من الإطناب بالإیضاح بعد الإیهام و هو أن یؤتی فی عجز الکلام بمثنی مفسّر باسمین ثانیهما معطوف علی الأول، نحو یشیب ابن آدم و تشبّ فیه خصلتان الحرص و طول الأمل. و لو أرید الإیجاز لقیل و تشبّ فیه الحرص و طول الأمل.
قال فی الأطول لا یظهر فرق بین المثنی المفسّر باسمین و بین الجمع المفسّر بأسماء. و لعلهم ذکروا أقل ما یکون. و کذا لا یظهر فرق بین المثنی فی عجز الکلام و فی أثنائه؛ و یخرج عن التوشیع بقولهم ثانیهما معطوف علی الأول مثل قولنا: و یشیب ابن آدم و تشبّ فیه خصلتان أحدهما الحرص و الآخر طول الأمل، مع أن اللائق جعله منه فتأمّل. و وجه التسمیة أنّ التوشیع لفّ القطن بعد النّدف، و المثنی أشبه باللّف و التفسیر بالنّدف، فهذا من قبیل التسمیة بالضدّ انتهی.

التّوضیح:

[فی الانکلیزیة]Clarification
[فی الفرنسیة]Clarification،elucidation
هو عند النحاة رفع الاحتمال الحاصل فی المعرفة نحو زید التاجر أو الرجل التاجر فإنه کان یحتمل التاجر و غیره، فلما و صفته به رفعت احتمال غیره. إن قیل تعریفهم لعطف البیان أنه تابع غیر صفة یوضح متبوعه غیر مطرد إذ لا یلزم تعریف المتبوع فی عطف البیان، أجیب بأنّ الإیضاح أعمّ من التوضیح لأنه رفع الاحتمال، سواء کان فی المعرفة أو النکرة، فلا یلزم کون المتبوع معرفة. و سواء کان الاحتمال محقّقا أو مقدّرا، إذ قد یکون متبوع عطف البیان مما لا إبهام فیه أصلا. و إنّما یؤتی بعطف البیان لتقدیر الاحتمال بتقدیر الاشتراک أو اتفاق الإطلاق علی غیره مجازا. و لذا جعل قوم هود فی قوله تعالی أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ «2» عطف بیان لعاد مع کون عاد علما مختصا بهم لا إبهام له.
قال السّید السّند: عطف البیان هاهنا لدفع الإبهام التقدیری، إمّا من تقدیر اشتراک الاسم بینهم و بین غیرهم و إمّا من جواز إطلاق اسمهم علی غیرهم لمشارکتهم إیاهم فیما اشتهروا به من العتوّ و العناد کثمود، و لذا قیل عادا الأولی. فالفائدة التی لا یخلو عنها عطف بیان هو الإیضاح التحقیقی أو التقدیری، فلذا صحّ جعل النحاة إیضاح المتبوع مثلا لتعریفه لکنه قد لا یکون الإیضاح مقصودا لذاته بل یجعل وسیلة
______________________________
(1) و در مجمع الصنائع گوید توشیح انشای شعریست که چون حروف مصارع یا ابیات و یا بعضی حروف و کلمات میانه قطعه و قصیده جمع کنند اسمی یا بیتی بیرون آید و ان شعر را موشح خوانند انتهی و این صنعت در نثر هم جاریست و لهذا صاحب عنوان الشرف کتاب خود را یعنی عنوان الشرف را در صنعت توشیح تالیف کرده و پنج علم از ان می‌بر آید فقه و نحو و تاریخ و عروض و قافیه.
(2) هود/ 60.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 532
إلی غیره کالمدح و نحوه علی ما ذکر صاحب الکشاف فی قوله تعالی جَعَلَ اللَّهُ الْکَعْبَةَ الْبَیْتَ الْحَرامَ قِیاماً لِلنَّاسِ «1» أنّ البیت الحرام عطف بیان جی‌ء به للمدح لا للإیضاح، کما یجی‌ء الصفة لذلک، أراد لا لمجرد الإیضاح أو لا للإیضاح التحقیقی، فلا ینافی جعل النحاة کل عطف بیان للإیضاح کذا فی الأطول و قد مرّ فی لفظ التخصیص ما یوضّح هذا المقام.

توفّر الدّواعی:

[فی الانکلیزیة]Enough cause or motive
[فی الفرنسیة]Raison suffisante
هو عند الشّعراء أن یذکر شیئا یؤدّی إلی تحصیل باقی الأسباب، و مثاله فی البیت التالی:
وصل سکران لیقتلنی ذلک الکافر الترکیّ و السیف فی یده «2»
کذا فی جامع الصنائع.

التّوفیق:

[فی الانکلیزیة]Agreement
[فی الفرنسیة]Accord،concordance
بالفاء لغة جعل الأسباب متوافقة للمطلوب أی متوافقة الحصول و التأدی إلی المسبّب، و حاصله توجیه الأسباب بأسرها نحو المسبّبات.
و أما فی عرف العلماء فعند المعتزلة الدعوة إلی الطاعة. و قیل اللطف لتحصیل الواجب. و عند الأشعری و أکثر أصحابه خلق القدرة علی الطاعة، و هو مناسب للوضع اللغوی، إذ خلق القدرة علی الطاعة سبب للطاعة. و قال إمام الحرمین خلق الطاعة لا خلق القدرة إذ لا تأثیر للقدرة. و لهذا لا یستعمل فی العرف و الشرع إلّا فی الخیر. و قیل تسهیل طریق الخیر و سدّ طریق الشرّ و الخذلان عکسه. و قیل هو درک الأسباب موافقة للصواب. و قیل هو الوقوع علی الخیر من غیر استعداد له. قال الغزالی هو عبارة عن التألیف و التلفیق بین إرادة العبد و قضاء اللّه و قدره، و هذا یشتمل الخیر و الشر، لکن جرت العادة بتخصیصه بما یوافق السعادة من جملة قضاء اللّه تعالی و قدره. و یقرب من هذا ما قیل هو جعل التدبیر موافقا للتقدیر، هکذا یستفاد من شرح المواقف و العلمی، و مما ذکر أبو الفتح فی حاشیة الحاشیة الجلالیة فی الخطبة. و عند أهل البدیع هو التناسب و قد مرّ.

التّوقیع:

[فی الانکلیزیة]Arguments of a trial
[فی الفرنسیة]Preuves d'un proces
سیأتی فی لفظ السّجل.

التّوقّف:

[فی الانکلیزیة]Dependence،interdependence
-[فی الفرنسیة]Dependance،interdependance
فی عرف العلماء یطلق علی معنیین.
الأول توقف المعیّة و هو أن لا یوجد أحد الشیئین إلّا مع الآخر و هو جائز بل واقع کما فی المتضایفین، ففسد ما ظنّ بعض العلماء من أنه لا یتصوّر توقف المعیّة، و احتج بأنّ کل واحد منهما إن استغنی عن الآخر فیصحّ وجوده دونه و إن کان لکلّ واحد منهما مدخل فی وجود الآخر فیتوقف کل منهما علی الآخر، و إن کان لأحدهما مدخل فی وجود الآخر فیتقدم علیه فلا معیة. و ردّ احتجاجه بأنه لا نسلم أنّه لا معیة علی التقدیر الثانی لأنّ توقف کل منهما علی الآخر لا ینافی المعیّة لأنّ الشیئین إذا کانا لهما علّة خارجة یجوز أن یقوم کلّ واحد منهما مع الآخر ضرورة کلبنتین منحتتین مثلا قد یقع أن یقام کل منهما مع الآخر ضرورة، و لا یقوم إحداهما إلّا مع قیام الأخری. الثانی توقّف
______________________________
(1) المائدة/ 97.
(2) نزد شعراء آنست که چیزی را ذکر کند که برای تحصیل ان جمیع اسباب بود مثاله.
بر کشتن من رسیده مست آن کافر ترک تیغ در دست
کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 533
التقدّم و هو أن لا یوجد أحدهما إلّا بالآخر، و هذا التوقّف من الطرفین ممتنع إذ یلزم حینئذ تقدّم کلّ واحد منهما علی نفسه و علی المتقدّم علیه، کذا فی شرح إشراق الحکمة فی بحث المغالطة.

التّوکّل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Confidence in God،handing in everything to God
[فی الفرنسیة]Remise a Dieu،confiance en Dieu
قال فی خلاصة السلوک: قال بعض أهل المعرفة: التوکّل أن یصبر علی الجوع اسبوعا من غیر تشویش خاطر. و قیل التوکل أن لا تقضی اللّه من أجل رزقک باشتغال الأسباب و رؤیة الرزق من اللّه تعالی فریضة. و من ترک الکسب و طمع فی المخلوقین فهو متأکل و لیس بمتوکّل. و قال فی مجمع السلوک: قال الصوفیّة فی بیان حدود التوکّل کلاما کثیرا، و کلّ شخص تکلّم بما یناسب مقامه، و لذا اختلفت عباراتهم.
فقال بعضهم: التوکّل هو الثقة باللّه فی العهود یعنی: أن تؤمن بأنّ ما کان مقدّرا لک فهو واصل إلیک و لو عارضک العالم. و کلّ ما لم یقسم لک فلن تحصل علیه بجدّک و اجتهادک.
و قال بعضهم: التوکّل هو أن یتساوی عندک الکثیر و القلیل و الموجود و المفقود. و قال بعضهم: الاسترسال بین یدی اللّه تعالی استرسالا بحیث تمضی حیث یرید. و قال بعضهم: التوکّل هو أن لا ترجو غیر اللّه، و ألّا تخاف سواه. فالمتوکل هو ذلک الواثق بحقّ بأنّ الحقّ کل ما یفعله ترضی به و لا تتشکّی. و بعبارة أخری: التسلیم ظاهرا و باطنا. یقول أبو موسی:
إذا أحاطت بک الوحوش و الأفاعی من یسار و یمین فلا تحرّک رأسک خوفا منها. و لهذا قیل: التوکّل الاعتماد علی اللّه تعالی فی الوعد و الوعید بإزالة الطّمع عمّن سواه. و یقول ذو النون المصری: التوکّل خلع الأرباب و قطع الأسباب.

فائدة:

المتوکّل یترک التداوی من باب العزیمة، و أخذ الدواء الذی یصفه الأطبّاء رخصة و هو لا ینافی العزیمة لقوله صلی اللّه علیه و سلم «تداووا عباد اللّه»، و قال: (ما من داء إلّا و له دواء عرفه من عرفه و جهله من جهله إلّا السام- و هو الموت-).
اعلم أنّ أسباب إزالة الضّرر ثلاثة أقسام؛ قطعی و وهمی و ظنّی.
أما القطعی فکالماء لدفع العطش و الخبز لسدّ الجوع. و ترک مثلهما لیس من التوکّل بالکلیّة. بل إنّ ترکهما فی وقت یخشی فیه الموت حرام.
و الوهمی کالکی و الرّقی، و من شروط التوکّل ترک ذلک. لأنّ النبی صلی اللّه علیه و سلم حین وصف المتوکلین قال: «و لا یکتوون و لا یسترقون».
و أمّا الظنیّ فکالفصد و الحجامة و الأدویة المسهّلة و بقیة أبواب الطبّ المعروفة لدی الأطباء. و الأخذ بذلک لیس مناقضا للتوکّل.
و قد قال فی «قوت القلوب»: فالتداوی رخصة وسعة و ترکه ضیق و عزیمة، و اللّه یحب أن یؤخذ برخصته کما یحب أن یؤتی عزائمه. لکن کمال التوکّل أن لا یدور حول الدواء. و هذا أمر میسّر فقط لأهل المکاشفة أو أهل الصّبر علی المرض لینال بصبره الثواب الجزیل أو الخائف من ذنوبه فینسی وجعه و مرضه. انتهی ما فی مجمع السلوک «1».
______________________________
(1) و در مجمع السلوک گوید صوفیه در بیان حد توکل سخنها بسیار گفته‌اند هرکسی از مقام خویش سخنی گفته و عبارات ایشان هم از ان مختلف گشته بعضی گفته‌اند توکل آنست که خدای را استوار داری در عهدها که کرده است یعنی اعتقاد داری که هرچه قسمت تو کرده است به تو رسد اگرچه جهان بدفع ان مشغول شوند و هرچه بقسمت تو نکرده است بجد و جهدت اگرچه در جهانست به تو نرسد و بعضی گفته‌اند که توکل آنست که برابر گردد نزد تو بسیار و اندک و موجود و معدوم و بعضی گفته‌اند
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 534

التّولیة:

[فی الانکلیزیة]Acceding to the rank of ruler
[فی الفرنسیة]Acces au pouvoir،avenement
لغة جعل الشخص والیا. و شریعة أن یشترط البائع فی بیع العرض أنّه بما شری به أی بما قام علی البائع من الثمن أو غیره.
و قولنا فی بیع العرض احتراز عن الصرف فإنّ التولیة لیست فی بیع الدراهم و الدنانیر کما فی الکفایة. و قولنا بما شری به احتراز عن المرابحة و الوضیعة. و بالجملة إذا اشتری شخص شیئا بثمن معیّن ثم أراد أن یبیعه بشخص آخر فإن قال بعته منک بما اشتریته من الثمن فهو تولیة، هکذا فی جامع الرموز و البرجندی و قد سبق فی لفظ البیع أیضا.

التّولید:

[فی الانکلیزیة]Generation،begetting
[فی الفرنسیة]Generation،engendrement
هو عند المعتزلة الفعل الصادر من الفاعل بوسط، و یقابله المباشرة.

تولید التوأمین:

[فی الانکلیزیة]
Using words formed by doubling the same syllE
[فی الفرنسیة]
Emploi des mots formes par le doublement de la meme sylE
هو عند البلغاء أن یستخدم لفظة یمکن الظنّ بأنّها مرکّبة من کلمتین. و مثاله: متی یصل البلبل و الصلصل إلی المرج المملوء بالزهور فزقزقة کلّ واحد منهما نشید بذکره؟؟
کذا فی جامع الصنائع «1».

توانگری:

[فی الانکلیزیة]Capacity،richness
[فی الفرنسیة]Capacite،richesse
معناها بالفارسیة الاستطاعة، الغنی. و هی عند الصوفیة جمع صفات الکمال مع وجود القدرة علی إظهار کل صفة. و سترد فی لفظة غنی. «2»

التّوهّم:

[فی الانکلیزیة]Illusion،imagination
[فی الفرنسیة]Illusion،imagination
هو عند الحکماء قسم من الإدراک و هو
______________________________
التوکل الاسترسال بین یدی اللّه تعالی استرسال ان باشد که هرکجا کشد رود بعضی گفته که توکل آنست که بغیر حق امید ندارد و از غیر او نترسد متوکل ان باشد که واثق بود بحق که حق را در هرچه کند متهم ندارد و شکایت نکند یعنی در ظاهر و باطن تسلیم باشد ابو موسی گوید اگر ددگان و ماران بر چپ و راست تو باشند سر تو برای ان نجنبد و لهذا قیل التوکل الاعتماد علی اللّه تعالی فی الوعد و الوعید بازالة الطمع عمن سواه ذو النون مصری گوید توکل خلع ارباب است و قطع اسباب. فائدة: متوکل را ترک دوا عزیمت است و کردن دارو که طبیبان گویند رخصت است نقض توکل نکند قال علیه الصلاة و السلام تداووا عباد اللّه و قال ما من داء الا و له دواء عرفه من عرفه و جهله من جهله الا السام بدان که اسباب مزیله ضرر سه قسم است قطعی و وهمی و ظنی قطعی چون آب دفع تشنگی را و نان برای دفع گرسنگی ترک ان بکلی از توکل نیست بلکه ترک ان در وقت بیم مرگ حرام است و وهمی چون داغ و افسون ترک ان از شرط توکل است زیرا چه پیغامبر علیه الصلاة و السلام متوکلان را بر ان صفت کرده و ظنی چون فصد و حجامت و داروی مسهل و دیگر ابواب طب که نزد طبیبان ظاهر است کردن ان ناقض توکل نباشد و در قوت القلوب گفته فالتداوی رخصة وسعة و ترکه ضیق و عزیمة و اللّه یحب ان یؤخذ برخصته کما یحب ان یؤتی عزائمه لیکن کمال توکل آنست که گرد دارو نگردد و این کسی را میسر شود که او از یکی مکاشفان باشد یا صابر باشد بر مرض تا او را ثواب جزیل باشد و یا خائف از گناهان باشد درد و بیماری را فراموش نماید انتهی ما فی مجمع السلوک.
(1) نزد بلغاء آنست که لفظی بکار بسته شود که بصورت پنداشته‌اید که از دو لفظ. مرکب است مثاله.
بلبل و صلصل چو بگلشن رسید زمزمه هریک بذکر ان کشید
کذا فی جامع الصنائع.
(2) نزد صوفیه جمع صفات کمال بود با وجود قدرت بر اظهار هر صفتی و در لفظ غنی نیز گذشته است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 535
إدراک المعانی الغیر المحسوسة من الکیفیات و الإضافات المخصوصة بالشی‌ء الجزئی الموجودة فی المادة لا یشارکه فیها غیره، فیشترط فیه کون المدرک جزئیا کما فی الإحساس و التّخییل، و لا یشترط حضور المادّة بخلاف الإحساس، و لا اکتناف الهیئات بخلاف التّخییل، کذا فی شرح الإشارات و قد سبق فی لفظ الإحساس أیضا.

التّیاسر:

[فی الانکلیزیة]
Star being at left) in bad position (ill om
E[فی الفرنسیة]
Astre a gauche) en mauvaise position (mauvais auE
بالسین المهملة مصدر من باب التفاعل.
و عند المنجّمین هو متی کان کوکب له قبول فی الوتد الرابع فمطرح الشعاع تسدیس و تربیع معا تحت الأرض. و هذا دلیل علی الضعف و النحس القوی. و یقال لهذا الکوکب «ذو الیسارین» کذا فی کفایة التعلیم «1»

التّیامن:

[فی الانکلیزیة]
Star being at right) in good position (good om
E[فی الفرنسیة]
Astre a droite) en bonne position (bon augure 2 E
مصدر من باب التفاعل و هو عند المنجّمین: إذا کان کوکب فی الوتد العاشر فمطرح شعاعه التسدیس و التربیع معا تحت الأرض أی فوق الأرض. و هذا دلیل قوة السّعد و العظمة. و یقال لهذا الکوکب: ذو الیمینین.
کذا فی کفایة التعلیم «2».

تیره ماه:

[فی الانکلیزیة]Tir mah)Persian month(
[فی الفرنسیة]Tir mah)mois persan(
اسم شهر من أشهر التقویم الفارسی، و هو الشهر الثانی من شهور فصل الصیف. و یسمی الیوم تیر ماه «3»

التّیمّم:

[فی الانکلیزیة]Direction،ablutionS
[فی الفرنسیة]Direction،ablution pulverale
بالمیم لغة القصد مطلقا. و شرعا القصد إلی الصعید للتطهیر أی لإزالة الحدث الحکمی.
و الحق أنه اسم لمسح الوجه و الیدین عن الصعید الطاهر بشروط مخصوصة، و القصد شرط کما فی فتح القدیر و جامع الرموز. و عند السبعیة هو الأخذ من المأذون عند غیبة الإمام الذی هو الحجة کما سیأتی.
______________________________
(1) و نزد منجمان آنست که چون کوکب را قبول در وتد رابع بود مطرح شعاع هر دو تسدیس و تربیع تحت الارض باشد و این دلیل ضعف و نحوست قویست و ان کوکب را ذو الیسارین خوانند کذا فی کفایة التعلیم.
(2) نزد منجمین آنست که چون کوکبی در وتد عاشر باشد مطرح شعاع هر دو تسدیس و هر دو تربیع وی زبر زمین بود ای بالای زمین و ان دلیل قوت سعادت و بزرگیست و ان کوکب را ذو الیمینین گویند کذا فی کفایة التعلیم.
(3) تیره ماه نام ماهیست در تاریخ فرس.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 536

حرف الثاء (ث)

الثّابت:

[فی الانکلیزیة]Stable،permanent،fixed stars
[فی الفرنسیة]Stable،permanent،etoiles fixes،immuable
هو الموجود و الذی لا یزول «1» بتشکیک المشکّک. و عند أهل الرّمل یجی‌ء فی لفظ الشکل. و جمعه الثّوابت، و هی أی الثوابت تطلق علی ما سوی السیارات من الکواکب، و تسمّی بالبیانیات أیضا علی ما فی شرح التذکرة، و یجی‌ء فی لفظ الکوکب.

الثّالثة:

[فی الانکلیزیة]The third)06 /1 of a second(
[فی الفرنسیة]La troisieme)06 /1 de la seconde(
عند أهل الهیئة و المنجّمین هی سدس عشر الثانیة التی هی سدس عشر الدقیقة.

الثّامنة:

[فی الانکلیزیة]The eighth)06 /1 of the seventh(
-[فی الفرنسیة]La huitieme)06 /1 de la septieme(
عند أهل الهیئة و المنجّمین هی سدس عشر السابعة سواء أخذت السابعة من الدرجات أو من الساعات.

الثّانیة:

[فی الانکلیزیة]Second
[فی الفرنسیة]Seconde
عند أهل الهیئة و المنجّمین هی سدس عشر الدقیقة التی هی سدس عشر الدرجة أو الساعة.

الثّبات:

[فی الانکلیزیة]Stability،permanence
[فی الفرنسیة]Stabilite،permanence
هو عدم احتمال الزّوال بتشکیک المشکّک. و قیل هو الجزم المطابق الذی لیس بثابت، و هو تقلید المصیب، کذا فی شرح العقائد و حواشیه فی بیان خبر الرسول.

الثّبوت:

[فی الانکلیزیة]Constancy،the being،the existence،verifacation
[فی الفرنسیة]Constance،l'etre،affirmation،l'existence،verification
بالفتح «2» عند الأشاعرة مرادف الکون و الوجود. و عند المعتزلة أعمّ منه و یجی‌ء فی لفظ الکون و لفظ المعلوم. و یطلق أیضا علی وقوع النسبة و علی إیقاعها أیضا و یجی‌ء فی لفظ النسبة.

الثّبوتی:

[فی الانکلیزیة]The affirmative
[فی الفرنسیة]L'affirmatif
یطلق علی ما لا یکون السلب جزءا من مفهومه، و علی ما من شأنه الوجود الخارجی، و علی الموجود الخارجی، و یرادف الثبوتی الوجودی و یجی‌ء فی محله.

الثّخن:

[فی الانکلیزیة]Deepness،depth،thickness
-[فی الفرنسیة]Profondeur،epaisseur
بالفارسیة: سطبر شدن کما فی بحر الجواهر. و فی کنز اللّغات ثخن سطبری ثخین سطبر. و عند الحکماء هو الجسم التعلیمی و هو حشو یحصره سطح أو سطوح أی حشو یحیط به
______________________________
(1) یزال (م، ع).
(2) الثبوت بالضم (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 537
سطح واحد کما فی الکرة، أو سطوح أی أکثر من سطح واحد، سواء کان سطحان کما فی المخروط المستدیر أو سطوح کما فی المکعب و بالجملة ففی السطح أو السطوح شیئان:
أحدهما الجسم الطبعی المنتهی إلی السطوح، و ثانیهما البعد النافذ فی أقطاره الثلاثة، الساری فیها، الواقع حشوها، و هو الجسم التعلیمی و الثخن. فإن کان الثخن نازلا أی آخذا من فوق إلی أسفل یسمّی عمقا کما فی الماء. و إن کان صاعدا أی آخذا من الأسفل إلی فوق یسمّی سمکا کما فی النبت. و قد یطلق علی الثخن مطلقا سواء کان نازلا أو صاعدا. و البعض عرف الثّخن بأنه حشو ما بین السطوح. و فیه أنه منقوض بالکرة إذ لیس له سطوح إلّا أن یقال ببطلان الجمعیة بدخول لام التعریف. و فی الطوالع: المقدار إن انقسم فی الجهات الثلاث فهو الجسم التعلیمی و الثخین و الثخن اسم لحشو ما بین السطوح، فإن اعتبر نزولا فعمق، و إن اعتبر صعودا فسمک انتهی. قال السیّد السّند فی حاشیته: اعلم أنّ الجسم التعلیمی أتمّ المقادیر و یسمّی ثخنا لأنه حشو ما بین السطوح و عمقا إذ اعتبر النزول لأنّه ثخن نازل و سمکا إذا اعتبر الصعود فإنّه ثخن صاعد، هکذا قال فی شرح الملخّص، فعلم أنّ الجسم التعلیمی لا یسمّی بالثخین إذ معناه ذو الثخن، و عرّفه بحشو ما بین السطوح و هو نفس الجسم التعلیمی، فلو أطلق علیه الثخین لکان الجسم التعلیمی ذا جسم تعلیمی. و توجیه ما قال أن یحمل الحشو علی المعنی المصدری أعنی التوسّط، فیکون الجسم التعلیمی ذا توسّط انتهی. و فی شرح الإشارات و حاشیة المحاکمات فی بیان أنّ للجسم ثخنا متّصلا ما حاصله أنّ الثخن مقول بالاشتراک علی حشو ما بین السطوح و علی الأمر الذی یقابله رقّة القوام، و هو غلظ القوام و هو أیضا حشو ما بین السطوح، لکنه صعب الانفصال.
و کذا الثخین مقول بالاشتراک علی ما هو ذو حشو بین السطوح و هو فصل الجسم التعلیمی، یفصله عن الخط و السطح و علی ما یقابل الرقیق من الأجسام و هو الغلیظ. فإن قلت الجسم التعلیمی حشو ما بین السطوح و ذو الحشو إنّما هو الجسم الطبعی. قلت المراد من الحشو المصدر أی التخلخل و التوسّط. فالمتخلخل و المتوسط هو الجسم الطبعی، و لذا حمل أیضا علی غلظ القوام لا علی الغلیظ.

الثّزم:

[فی الانکلیزیة]Prosodic modofication
[فی الفرنسیة]Changement prosodique
بالزاء المعجمة عند أهل العروض هو اجتماع الخرم و القبض، کذا فی عنوان الشرف.
و فی بعض رسائل عروض أهل العرب الخرم بعد القبض إن کان فی فعولن فهو ثزم و فی مفاعیلن شتر انتهی. و علی هذا تحمل عبارة عنوان الشرف بدلیل أنّه عرّف الشّتر بهذا التعریف بعینه. فلو لم تحمل علی هذا لزم تساوی الثزم و الشتر. و فی تعریفات السیّد الجرجانی: الثّزم و هو حذف الفاء و النون من فعولن لیبقی عول فینقل إلی فعل و یسمّی اثزم.

الثّعالبة:

[فی الانکلیزیة]Al -Tha'aliba)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Tha'aliba)secte(
بالعین المهملة فرقة من الخوارج أصحاب ثعلب بن عامر «1» قالوا بولایة الأطفال صغارا کانوا أو کبارا حتی یظهر منهم إنکار الحق بعد
______________________________
(1) ثعلبة بن عامر: اختلف فی اسمه بین کتاب المقالات و غیره، فقیل هو ثعلبة بن عامر، و قیل ثعلبة بن مشکان، الذی خالف عبد الکریم عجرد زعیم فرقة العجاردة من الخوارج. تزعم ثعلب فرقة عرفت باسمه: الثعالبة، ثم انقسمت فرقته إلی ست فرق. الفرق 100، مقالات الإسلامیین 1/ 167، الملل و النحل 131، التبصیر 57.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 538
البلوغ. و قد نقل عنهم أنّ الأطفال لا حکم لهم بولایة أو عداوة إلی أن یدرکوا، و یرون أخذ الزکاة من العبید إذا استغنوا و إعطاءها لهم إذا افتقروا. و تفرّقوا إلی أربع فرق الأخنسیة و المعبدیة «1» و الشیبانیة «2» و المکرمیة «3».

الثّفل:

[فی الانکلیزیة]Residue،dregs،excrement
[فی الفرنسیة]Residu،lie،excrement
بالضم و سکون الفاء هو ما ثفل من کل شی‌ء. و ثفل الغذاء ما خرج من الدّبر. و ثفل البول هو الذی یستفصله العروق عن الغذاء قبل الهضم الرابع، مع ما یتخلّف عن الغذاء عند الهضم و النضج. و قد یستعمل الثّفل علی عدم استعمال الطّیب، و قد یستعمل علی خشونة العین کذا فی بحر الجواهر.

الثّقل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Weight،mass،gravity،heaviness
-[فی الفرنسیة]Poids،masse،pesanteur،lourdeur
بالکسر و سکون القاف ضد الخفة و یسمّیهما أی الثقل و الخفة المتکلمون اعتمادا، و یسمّیهما الحکماء میلا طبعیا «4» علی ما فی شرح الطوالع. قال شارح حکمة العین و فی الحواشی القطبیة الثّقل قوة طبعیة یتحرّک بها الجسم إلی حیث ینطبق به مرکز ثقله علی مرکز العالم لو لم یعقه عائق. و قد یقال علی الطبیعة المقتضیة له و علی المدافعة الحاصلة بالاشتراک.
و کذا الخفّة انتهی. فالخفّة قوة طبعیة یتحرک بها الجسم إلی المحیط لو لم یعقه عائق. و قد یقال علی الطبیعة المقتضیة له، و علی المدافعة الحاصلة. فمن فسّر المیل بنفس المدافعة التی هی من الکیفیات الملموسة فسّرهما بنفس المدافعة. و من لم یفسّره بها بل بمبدإ المدافعة فسّرهما بمبدإ المدافعة.
قال القائلون بأنّ المیل هو مبدأ المدافعة الحرکة لها مراتب متفاوتة بالشّدّة و الضعف، و نسبة المحرّک الذی هو الطبیعة إلی تلک المراتب علی السّویّة فیمتنع أن یصدر عن ذلک المحرّک شی‌ء من تلک المراتب إلّا بتوسّط أمر ذی مراتب متفاوتة فی الشدّة و الضعف لیتعیّن بکلّ واحدة من هذه المراتب صدور مرتبة معینة من الحرکة، و ذلک الأمر هو المیل.
و أجاب عنه الإمام الرازی بأنّ الطبیعة قوّة ساریة فی الجسم منقسمة بانقسامه. فکلّما کان الجسم أکبر کانت طبیعته أقوی. و کلّما کان أصغر کانت طبیعته أضعف، فلم یلزم أن یکون للمدافعة مبدأ مغایر للطبیعة حتی یسمّی بالمیل و الاعتماد. و أما تسمیة الطبیعة بالمیل و الاعتماد فبعید جدا فلا وجود للمیل، هکذا فی شرح التجرید و شرح المواقف. و یفهم من هذا بعد تعمّق النظر أنّ القائلین بأنّ المیل مبدأ المدافعة بعضهم علی أن المیل هو الطبیعة علی ما یدلّ علیه کلام الإمام و الحواشی القطبیة، و بعضهم علی أنّه أمر آخر بواسطة تقتضی بها الطبیعة
______________________________
(1) المعبدیة: فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع معبد، قالوا بإمامته بعد ثعلب بن عامر لاختلافه معه. و قالوا یجوز أخذ الزکاة من العبید، و وقع التکفیر فیما بینهم. مقالات الإسلامیین 1/ 167، الملل و النحل 132، التبصیر 57، الفرق بین الفرق 101.
(2) الشیبانیة: فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع شیبان بن سلمة الخارجی، کانوا یعینون أبا مسلم الخراسانی فی حروبه، نحوا منحی المشبّهة، وقع الخلاف بینهم. مقالات الإسلامیین 1/ 167، الملل و النحل 132، التبصیر 57، الفرق بین الفرق 102.
(3) المکرمیة: فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع أبی مکرم بن عبد اللّه العجلی الذی کان یقول بأن من ترک الصلاة فقد کفر لأنه جاهل باللّه، و أن المذنبین کلهم جاهلون باللّه، کما کان یقول فی الموالاة و المعاداة بالموافاة. مقالات الإسلامیین 1/ 168، الملل و النحل 133، التبصیر 58، الفرق بین الفرق 103.
(4) طبیعیا (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 539
الحرکة المتفاوتة و المدافعة، ففهم من هذا أنّ ما ذکر فی الحواشی القطبیة من المعانی الثلاثة للثقل و الخفّة مبنی علی إختلاف المذاهب. فلو ترک قوله بالاشتراک لکان أولی إذ لیس لهما بالحقیقة إلّا معنی واحد لکنه مختلف فیه.

التقسیم‌

کل من الثقل و الخفة إمّا مطلقان أو إضافیان. فالثقل المطلق کیفیة تقتضی حرکة الجسم إلی حیث ینطبق مرکز ثقله علی مرکز العالم کالأرض. و الثقل الإضافی کیفیة تقتضی حرکه الجسم إلی جانب المرکز فی أکثر المسافة الممتدّة بین المرکز و المحیط لکنه لا یبلغ المرکز کالماء. و الخفة المطلقة کیفیة تقتضی حرکة الجسم إلی حیث ینطبق سطحه علی سطح مقعّر فلک القمر کالنار. و الخفة الإضافیة کیفیة تقتضی حرکته إلی جانب المحیط فی أکثر المسافة الممتدّة بین المرکز و المحیط لکنه لا یبلغ المحیط کالهواء. قیل هذا یقتضی أنّ الأرض لو فرض إخراجها عن مکانها لا یصل الماء إلی مرکز العالم و فیه بعد. و فی حواشی شرح التذکرة أنّ الماء أیضا طالب للمرکز علی الإطلاق بحیث لو لم تکن الأرض لسال الماء إلی مرکز العالم، إلّا أنّ الأرض قد سبقت الماء بالوصول إلی المرکز لأنّ ذلک الطلب فیها أقوی فغلبت علی الماء فصارت مانعة لوصول الماء إلی المرکز.
و کذا الکلام فی الهواء و النار من أنّ أحدهما طالب له علی الإطلاق و الآخر طالب له لا علی الإطلاق، أو أنّ کلیهما طالب له علی الإطلاق، إلّا أنّ ذلک الطلب فی أحدهما أقوی، کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمنی. و یؤیّد هذا زیادة قید لو لم یعقه عائق فی تعریف الثقل المنقول من الحواشی القطبیة.
ثم إنّه لا یخفی أنّ هذا التقسیم إنما هو للثقل و الخفة بالتفسیر الأول و الثانی من التفاسیر الثلاثة المذکورة. و یمکن أیضا اعتباره فیهما بالقیاس إلی التفسیر الأخیر کما لا یخفی.

الثّلاثة المتناسبة:

[فی الانکلیزیة]
Transitive law) two quantities equal to a third (
[فی الفرنسیة]
Les deux quantites egales a une troisieme) loi transitive (
ما کان نسبة أولها إلی ثانیها کنسبة ثانیها إلی ثالثها، و یسمّی متناسبة الفرد أیضا.

الثّلاثی:

[فی الانکلیزیة]Verb composed of three consonants
[فی الفرنسیة]Verbe compose de 3 consonnes
بالضم عند الصرفیین عبارة عن اسم أو فعل یوجد فیه ثلاثة أحرف أصول بمعنی أنّه لا یوجد فیه زائد من هذه الثلاثة و یسمّی بالقطب الأعظم علی ما فی بعض شروح المراح فی شرح قوله و الرباعی فرع الثلاثی. ثم الثلاثی إن لم یوجد فیه سوی هذه الأحرف الثلاثة کزید و ضرب یسمّی ثلاثیا مجرّدا، و إن وجد فیه سوی هذه الأحرف الثلاثة أیضا کإکرام و استنصر یسمّی ثلاثیا مزیدا فیه و مزیدا أیضا. و ذو الثلاثة عندهم هو الأجوف أی معتل العین. و الثلاثیة عند المنطقین قسم من القضیة الحملیة.

الثّلم:

[فی الانکلیزیة]
Cutting off the ¬f from fa'ulun) in prosody (
[فی الفرنسیة]
Retranchement de ¬f de fa'ulun) en prosodie (
بالفتح رخنه کردن کما فی الصّراح. و عند أهل العروض حذف فاء فعولن فیبقی عولن و یوضع موضعه فعلن، و الرکن الذی فیه الثّلم یسمّی أثلم کذا فی عنوان الشرف و عروض سیفی. و فی بعض رسائل عروض أهل العرب «1»
______________________________
(1) الغرب (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 540
الخرم و هو إسقاط أوّل متحرّک من الوتد المجموع إذا کان الجزء صدر البیت، فإن کان ذلک فی فعولن سالما فهو الثّلم. و فی رسالة قطب الدین السرخسی الثّلم خرم السالم و الخرم إسقاط أول الوتد المجموع و السالم الجزء الذی لا زحاف فیه. و فی جامع الصنائع یقول: الخرم و الثّلم: هو حذف المتحرّک فتصبح مفاعیلن، مفعولن و فعولن فعلن. انتهی، و لا یخفی ما فی هذه العبارات من التخالف «1».

الثّمامیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Thumamiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Thumamiyya)secte(
فرقة من المعتزلة «2» أتباع ثمامة ابن أشرس النمری «3»، قالوا الأفعال المتولّدة لا فاعل لها و المعرفة متولّدة من النظر و أنها واجبة قبل الشرع. و الیهود و النصاری و المجوس «4» و الزنادقة «5» یصیرون فی الآخرة ترابا لا یدخلون جنة و لا نارا و کذا البهائم و الأطفال.
و الاستطاعة سلامة الآلة و هی قبل الفعل. و من لا یعلم خالقه من الکفار معذورون. و المعارف کلها ضروریة. و لا فعل للإنسان غیر الإرادة و ما عداه حادث بلا محدث. و العالم فعل اللّه تعالی بطبعه أی صدر عنه بالإیجاب فلزمهم قدم العالم، کذا فی شرح المواقف.

الثّمن:

[فی الانکلیزیة]Price،cost،value
[فی الفرنسیة]Prix،valeur،cout
بفتحتین هو ما یلزم بالبیع و إن لم یقوّم به کذا فی جامع الرموز. فالقیمة ما قوّم به مقوّم.
و الثّمن قد یکون مساویا للقیمة و قد یکون زائدا منه «6» و قد یکون ناقصا عنه و یجی‌ء أیضا فی لفظ المال. و الحاصل أنّ ما یقدّره العاقدان بکونه عوضا للمبیع فی عقد البیع یسمّی ثمنا و ما قدّره أهل السوق و قرّروه فیما بینهم و روّجوه فی معاملاتهم یسمّی قیمة، و یقال له فی الفارسیة نرخ بازار. و فی البرجندی فی فصل الصرف قال
______________________________
(1) و در جامع الصنائع گوید خرم و ثلم افگندن متحرک اوّل باشد تا از مفاعیلن مفعولن و از فعولن فعلن گردد انتهی و لا یخفی ما فی هذه العبارات من التخالف.
(2) الثمامیة من فرق المعتزلة أتباع أبی معن ثمامة بن أشرس النمیری، کان زعیم القدریة المعتزلة زمن المأمون و المعتصم و الواثق. نادوا بأن المعارف ضروریة، و من لم یعرف اللّه ضرورة لیس علیه أمر و لا نهی. و قالوا إن اللّه خلق من لا یعرفه للسخرة و الاعتبار و لیس للتکلیف، و هؤلاء یصیرون ترابا یوم القیامة. و اعتبروا الأفعال المتولدة لا فاعل لها، ممّا یترتب علیه نفی الصانع، و غیر ذلک من الآراء. الملل و النحل 70، التبصیر 79، الفرق بین الفرق 172.
(3) ثمامة بن أشرس النمری: و قیل النمیری، أبو معن، متوفّی 213 ه/ 828 م. من کبار المعتزلة و زعیم الفرقة التی نسبت إلیه:
الثمامیة. و بعض المؤرخین و کتاب المقالات یجعله من الزنادقة. الأعلام 2/ 100، لسان المیزان 2/ 83، الاعتدال 1/ 173، خطط المقریزی 2/ 347، تاریخ بغداد 7/ 145، طبقات المعتزلة 62.
(4) المجوس: قوم یدینون بأصلین: النور و عبّروا عنه بالإله یزدان أو أهورامزدا. و الظلمة و عبّروا عنه بالإله أهرمن. عاشوا قبل المیلاد بقرون عدة، و افترقوا إلی فرق أربع: الزروانیة، المسخیة، الخرم دینیة، و البه‌آفریدیة. هذا ما ذکره صاحب التبصیر.
أما الشهرستانی فذکر منهم: الکیومرثیة، الزروانیة، الزرادشتیة. الملل و النحل 234- 245، التبصیر 149- 150.
(5) قوم ینکرون اللّه الواحد، اختلف فی حقیقة مذهبهم، نسبهم البعض إلی فرق من الیهود و النصاری، و رأی البعض أنهم الجمهیة من المعتزلة، و منهم من اعتبر المعتزلة زنادقة. رأی ابن الندیم أن اللفظ یطلق علی أصحاب مانی و معتنقی مذهبه.
لکن ابن خشیش الحنبلی (- 253 ه) رأی أن الزنادقة خمس فرق: 1- الذین ینکرون الخلق و الخالق. 2- المانویة.
3- المزدکیة من الثنویة أصحاب مزدک. 4- العبدکیة و هم زهاد لا یأکلون لحم الحیوان. 5- المعطّلة و هم ینکرون الخالق المدبّر. و رأی الغزالی و کثیر من علماء المسلمین أن الزندقة تقال علی کل ملحد ینکر وجود اللّه و یقول بقدم العالم و إنکار المعاد. مروج الذهب 1/ 250، الملل و النحل 230، المقدمة لابن خلدون ص 439، دائرة المعارف الإسلامیة (زندقة).
(6) عنه (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 541
الفرّاء: الثمن عند العرب ما یکون دینا فی الذمّة و الدراهم و الدنانیر لا تستحق بالعقد إلّا دینا فی الذّمة و العرض لا یستحق بالعقد إلّا عینا فکانت مبیعة فی کل حال، و المکیل و الموزون یستحق بالعقد تارة عینا و تارة دینا فإن کان معینا فی العقد کان مبیعا و إن لم یکن معینا و صحبه الباء و قابله مبیع فهو ثمن. و نوع آخر و هو سلعة فی الأصل کالفلوس فإن کانت رائجة کانت ثمنا و إن کانت کاسدة کانت سلعة. و الثمن إذا أطلق یراد به الدراهم و الدنانیر.

الثّناء:

[فی الانکلیزیة]Praise
[فی الفرنسیة]Louange،eloge
بالمدّ هو ذکر ما یشعر بالتعظیم. و قد یطلق علی الإتیان بما یشعر بالتعظیم. فقیل إنه حقیقة فیهما. و قیل فی الأول فقط و أما فی الثانی فمجاز مشهور کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمنی. و المعنی الثانی أعم لاختصاص الأول باللسان بخلاف الثانی.
و المعتبر عند البلغاء فی الثناء أن یذکر فی النظم کما فی جامع الصنائع. فالثناء بالمعنی الأول أعم مطلقا من الحمد لأنّه عبارة عن ذکر ما ینبئ عن تعظیم المنعم علی قصد التعظیم، و الثّناء مطلق عن قصد التعظیم. و کذا بالمعنی الثانی لأنّه أعمّ من الأول و الأعم من الأعم من الشی‌ء أعمّ من ذلک الشی‌ء و الثناء بالمعنی الأول أعمّ من وجه من الشکر لأنه عبارة عن فعل ما ینبئ عن تعظیم المنعم بإزاء النعمة، سواء کان باللسان أو الجنان أو الأرکان و الثّناء مختصّ باللسان، لکنه عام من حیث أنه بإزاء النعمة أو غیرها مثل نسبة الحمد إلی الشکر.
فالثناء بالمعنی الأول و کذلک الحمد أعمّ من الشکر باعتبار المتعلق و أخص باعتبار المورد و الشکر بالعکس. و الثناء بالمعنی الثانی أعمّ مطلقا من الشکر لأنّه غیر مختصّ بالنعمة، هکذا یفهم من المطول و حواشیه.

الثّنائیة:

[فی الانکلیزیة]Duality،dualism
[فی الفرنسیة]Dualite،dualisme
بالضم عند المنطقیین قسم من القضیة الحملیة.

الثّنویة:

[فی الانکلیزیة]Manicheanism
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 541 الثنویة: … ص: 541
فی الفرنسیة]Manicheisme
فرقة من الکفرة یقولون باثنینیة الإله، قالوا نجد فی العالم خیرا کثیرا و شرا کثیرا، و إنّ الواحد لا یکون خیّرا شریرا بالضرورة، فلکل منهما فاعل علی حدة و تبطله دلائل الوحدانیة.
و منع قولهم الواحد لا یکون خیّرا شریرا بمعنی أنه یوجد خیرا کثیرا و شرا کثیرا. ثم المانویة «1» و الدیصانیة «2» من الثنویة «3» قالوا فاعل الخیر هو النور و فاعل الشرّ هو الظلمة و فساده ظاهر لأنهما عرضان، فیلزم قدم الجسم و کون الإله محتاجا إلیه و کأنهم أرادوا معنی آخر سوی المتعارف، فإنهم قالوا النور حیّ عالم قادر
______________________________
(1) المانویة: فرقة من الثنویة أتباع مانی بن فاتک الحکیم، الذی ظهر زمن سابور بن أردشیر (الثالث میلادی). قتله بهرام بن هرمز بن سابور. أحدث دینا لفّقه من المجوسیة و النصرانیة. قال بأن العالم مکوّن من أصلین قدیمین: النور و الظلمة. و هما أزلیان، و له أباطیل أخری. الملل و النحل 245.
(2) الدیصانیة: فرقة من الثنویة أتباع دیصان. أثبتوا أصلین للعالم: النور و الظلمة. فالنور یفعل الخیر قصدا و اختیارا. و الظلام یفعل الشر طبعا و اضطرارا. و لهم بدع. الملل و النحل 251.
(3) الثنویة: أصحاب الاثنین الأزلیین. زعموا أن النور و الظلمة أزلیان قدیمان، عکس المجوس الذین نادوا بحدوث الظلام و ذکروا سبب حدوثه. أما الثنویة فقالت بتساوی الاثنین فی القدم و اختلافهما فی الجوهر و الطبع و الفعل و الحیّز المکان و الأجناس و الأبدان و الأرواح. انقسموا إلی فرق عدة منها: المانویة، المزدکیة، الدیصانیة، المرقونیة، الکینونیة، الصیامیة، التناسخیة. الملل و النحل 245، التبصیر 149.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 542
سمیع بصیر. و المجوس منهم ذهبوا إلی أنّ فاعل الخیر هو یزدان «1» و فاعل الشر هو أهرمن «2» و یعنون به الشیطان کذا فی شرح المواقف فی مبحث التوحید.
و فی الإنسان الکامل فی باب سرّ الأدیان ذهب طائفة إلی عبادة النور و الظلمة لأنهم قالوا إنّ اختصاص الأنوار بالعبادة لهؤلاء أولی فعبدوا النّور المطلق حیث کان فسمّوا النور یزدان و الظلمة أهرمن، و هؤلاء هم الثنویة، فهم عبدوا اللّه سبحانه من حیث نفسه تعالی لأنه سبحانه جمع الأضداد بنفسه فشمل المراتب الحقیّة و الخلقیة، و ظهر فی الوصفین بالحکمین و فی الدارین بالنعتین، فما کان منه منسوبا إلی الحقیقة الإلهیة فهو الظاهر فی الأنوار، و ما کان منه منسوبا إلی الحقیقة الخلقیة فهو عبارة من الظلمة فعبدت النور لهذا السرّ الإلهی الجامع للوصفین و الضدین. ثم ذهب طائفة إلی عبادة النار لأنهم قالوا مبنی الحیاة علی الحرارة الغریزیة و هی معنیّ و صورتها الوجودیة هی النار فهی أصل الوجود وحدها فعبدوها، و هؤلاء هم المجوس، فهم عبدوا اللّه سبحانه من حیث الأحدیة، فکما أنّ الأحدیة معبّیة «3» بجمیع المراتب و الأسماء و الصفات کذلک النار فإنها أقوی الأسطقسات و أرفعها، لا یقاربها طبیعة إلّا و قد تستحیل إلی النار لغلبة قوتها، فلهذه اللطیفة عبدت النار.

الثّنی:

[فی الانکلیزیة]One who looses his foreteeth،camel in its 6 th year
[فی الفرنسیة]Qui perd ses dents de devant،chameau dans sa 6 e annee
کالکریم هو ما ألقی ثنیّته أی الأضراس الأربع التی فی مقدم الفم الاثنان منها من فوق و الاثنان من تحت. و قد اختلفت الدوابّ فی ذلک. و فی المهذّب: الثنی هو الحصان و البقرة و الکبش الذی له من العمر ثلاث سنوات، و الجمل الذی له من العمر خمس سنوات، و یجمع علی الأثناء و الثنیات: و فی کنز اللغات:
الثنی هو البقرة و الغنم الذی له من العمر سنتان و طعن فی الثالثة. و الجمل الذی أتمّ الخامسة و طعن فی السادسة، و الغزال له ستّ سنوات من العمر «4». و فی البرجندی فی کتاب الأضحیة الثّنی من الضأن و المعز ما استکمل الثانیة و دخل فی الثالثة. و عند أکثر الفقهاء الثّنی من الضأن و المعز ما مضی علیه الحول و دخل فی الثانیة.
و فی النهایة الجزریة أنّ الثنی من الغنم ما دخل فی السنة الثالثة. و علی مذهب أحمد بن حنبل ما دخل فی السنة الثانیة. و الثّنی من البقر ما أتی علیه حولان و دخل فی الثالثة کما فی الهدایة. و فی الخلاصة هو ما أتی علیه ثلاث سنین، و یمکن التوفیق بینهما بأدنی تجوّز.
و الثّنی من الإبل ما أتی علیه خمس سنین و دخل فی السادسة. و فی الخزانة ما أتی علیه أربع سنین و طعن فی الخامسة انتهی کلام البرجندی.
و فی جامع الرموز قیل الثنایا ابن حول و ابن ضعفه و ابن خمس من ذوی ظلف و خفّ. لکن فی کتب اللغة هو من ذی ظلف ما دخل فی السنة الثالثة و من ذی خفّ فی السادسة. و هکذا
______________________________
(1) یزدان: إله الخیر أو النور عند المجوس و فرقهم. الملل و النحل 234، التبصیر 149.
(2) آهرمن: إله الشر أو الظلمة عند المجوس و فرقهم. الملل و النحل 234، التبصیر 149.
(3) مغنیة (م).
(4) و فی المهذب الثنی اسپ و گاو و گوسپند سه‌ساله و اشتر پنج‌ساله الاثناء و الثنیّات الجمع. و فی کنز اللغات ثنی گاو و گوسفند دوساله که پا در سیوم نهاده باشد و شتر پنج‌ساله که پا در ششم نهاده باشد و آهوی شش‌ساله.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 543
فی المحیط لکنه قال هو من الغنم ما دخل فی الثانیة. ثم قال هذا کله قول الفقهاء فهم یوافقون أهل اللغة فی الأکثر.

الثّواب:

[فی الانکلیزیة]Reward،award
[فی الفرنسیة]Recompense
ما یستحق به الرحمة و المغفرة من اللّه تعالی و الشفاعة عن الرسول صلی اللّه علیه و آله و سلم. و قیل الثواب هو إعطاء ما یلائم الطبع کذا فی اصطلاحات السیّد الجرجانی.

الثّوبانیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Thaubaniyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Thaubaniyya)secte(
فرقة من المرجئة «1» أصحاب ثوبان المرجئ «2»، قالوا الإیمان هو المعرفة و الإقرار باللّه و برسوله و بکل ما لا یجوز فی العقل أن یعقله. و أما ما جاز فی العقل أن یعقله فلیس الاعتقاد به من الإیمان، و هؤلاء کلهم علی أنّه تعالی لو عفا فی القیامة عن عاص لعفا عن کل من هو مثله، و کذا لو أخرج واحدا من النار لأخرج کل من هو مثله، و لم یجزموا بخروج المؤمنین من النار. و قد جمع ابن غیلان منهم بین الإرجاء و القدر أی إسناد أفعال العباد إلی العباد، و قال بالخروج حیث زعم جواز أن لا یکون الإمام قرشیا، کذا فی شرح المواقف.

الثّؤلول:

[فی الانکلیزیة]Wart،verruca
[فی الفرنسیة]Verrue
بالضم و سکون الهمزة مفرد الثّئالیل، و هی بثور صغار فی الجلد شدیدة الصلابة مستدیرة کالحمص فما دونه. و قال بعض أهل اللغة الثّؤلول بالواو مکان الهمزة، و منها القرون و المسماریة کذا فی بحر الجواهر.

الثّومنیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Thumaniyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Thumaniyya)secte(
فرقة من المرجئة «3» أصحاب أبی معاذ الثومن «4»، قالوا الإیمان هو المعرفة و التصدیق و المحبة و الإخلاص و الإقرار بما جاء به الرسول و ترک کله أو بعضه کفر و لیس بعضه إیمانا و لا بعض إیمان. و کل معصیة لم یجمع علی أنها کفر فصاحبه یقال فیه إنه فسق و عصی و لا یقال إنه فاسق. و من ترک الصلاة مستحلا کفر و من ترکها بنیة القضاء لا یکفر. و من قتل نبیا أو لطمه کفر لأنه دلیل لتکذیبه و بغضه، و به قال ابن الراوندی و بشر المریسی. و قال السجود للصنم لیس کفرا بل علامة الکفر، کذا فی شرح المواقف.
______________________________
(1) الثوبانیة فرقة من المرجئة، أتباع أبی ثوبان المرجئ، و کانوا یقولون بأن الإیمان إقرار و معرفة باللّه و رسله و کل شی‌ء یقدّر وجوده فی العقل، و قالوا فی الواجبات العقلیة. مقالات الإسلامیین 1/ 199، الملل و النحل 142، التبصیر 98، الفرق بین الفرق 204.
(2) ثوبان المرجئ: زعیم فرقة الثوبانیة من المرجئة، له بدع و آراء باطلة کثیرة. الملل و النحل 142، مقالات الإسلامیین 1/ 199، التبصیر 98، الفرق بین الفرق 204.
(3) الثومنیة من المرجئة: و تلفظ بالتاء أحیانا التومنیة. فرقة من المرجئة أتباع أبی معاذ التومنی، رأوا أن الإیمان ما وقاک عن الکفر، و الإیمان یقع علی خصال کثیرة من ترک خصلة منها کفر، و لهم بدع کثیرة. مقالات الإسلامیین 1/ 204، الملل و النحل 144، التبصیر 98، الفرق 203.
(4) أبو معاذ الثومن: أو التومنی، زعیم فرقة من المرجئة المبتدعة عرفت باسمه. مقالات الإسلامیین 1/ 204، الملل و النحل 144، التبصیر 98، الفرق 203، معجم البلدان 2/ 432.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 544

حرف الجیم (ج)

الجاحظیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Jaheziyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Jaheziyya)secte(
بالحاء المهملة هی فرقة من المعتزلة أصحاب عمرو بن بحر الجاحظ، قالوا:
المعارف کلّها ضروریة و لا إرادة فی الشاهد أی فی الواحد منّا، إنّما هی إرادته لفعله عدم السهو، أی کونه عالما به غیر ساه عنه، و إرادته لفعل الغیر هی میل النفس إلیه. و قالوا إنّ الأجسام ذوات طبائع مختلفة لها آثار مخصوصة، کما هو مذهب الطبعیین «1» من الفلاسفة و یمتنع انعدام الجواهر، إنّما تتبدّل الأعراض و الجواهر باقیة علی حالها، کما قیل فی الهیولی، و النار تجذب إلی نفسها أهلها لا أنّ اللّه یدخلهم فیها. و الخیر و الشّرّ من فعل العبد، و القرآن جسد ینقلب تارة رجلا و تارة امرأة «2»، کذا فی شرح المواقف.

الجاذب:

[فی الانکلیزیة]
Attractive drug which draws the liquid of the body toward the surE
[فی الفرنسیة]
Medicament attractif qui attire le liquide du corps vers la surE
عند الأطباء دواء یحرّک الخلط نحو السطح الذی یماسّه إمّا بخاصیة أو بتسخین. و الجاذبة هی القوّة التی تجذب الغذاء. و الجذوبات هی الأدویة الجاذبة، کذا فی بحر الجواهر.

الجار:

[فی الانکلیزیة]Neighbour
[فی الفرنسیة]Voisin
بتخفیف الراء فی اللغة بمعنی همسایه.
و قال أبو حنیفة رحمه اللّه: جار الشخص من لصق داره بداره بحیث یستحقّ بها الشّفعة لو کان مالکا، لأنّ الجار من المجاورة و هی الملاصقة حقیقة. فالجار عند الإطلاق إنّما یتناول الجار الملاصق و الملازق. و قال محمد و أبو یوسف رحمهما اللّه: الملاصق و غیره ممن یسکن محلته و یجمعهم مسجد المحلّة جار، إذ یسمّی کلّ هؤلاء جیرانا عرفا. و فائدة الخلاف تظهر فیما إذا أوصی أحد بشی‌ء من ماله لجاره.
هکذا فی البرجندی و غیره فی کتاب الوصیة.

الجارودیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Jarudiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Jarudiyya)secte(
فرقة من الزیدیة أصحاب [أبی] «3» الجارود «4».
______________________________
(1) الطبیعیین (م).
(2) من فرق المعتزلة أتباع عمرو بن بحر الجاحظ. کانت له آراء کثیرة و کان یقول إن المعارف کلها طباع، و أن العباد لا یفعلون إلا الإرادة فقط. و إن المعارف ضروریة و غیر ذلک کثیر. التبصیر 81، الملل و النحل 75، الفرق 175.
(3) [أبی] (+ م).
(4) هو زیاد بن المنذر الهمذانی الخرسانی، أبو الجارود. توفی بعد العام 150 ه/ بعد 767 م. من غلاة الشیعة، رأس الفرقة الجارودیة من الزیدیة و افترق عنه أصحابه فرقا. و کفّر الصحابة لعدم مبایعتهم علیّ بعد النبی. له عدة کتب. الأعلام 3/ 55، الفرق بین الفرق 22، المقریزی 2/ 352، اللباب 1/ 203.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 545

الجارودیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Jarudiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Jarudiyya)secte(
[أصحاب أبی الجارود «1»] قالوا بالنصّ عن النبی صلی اللّه علیه و سلم فی الإمامة علی علی رضی اللّه عنه وصفا لا تسمیة، و کفّروا الصحابة بمخالفته و ترکهم الاقتداء بعلی بعد النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم «2». کذا فی السیّد الجرجانی.

الجالی:

[فی الانکلیزیة]Dehydrating medecine
[فی الفرنسیة]Medicament deshydratant
هو عند الأطباء دواء یجرّد الرطوبة اللزجة عن مسام العضو کالعسل، کذا فی الموجز.

جام:

[فی الانکلیزیة]Cup
[فی الفرنسیة]Coupe
معناها عند الصوفیة الأحوال. و بالفارسیة الکأس «3».

الجامد:

[فی الانکلیزیة]Solid،inflexible،defective
[فی الفرنسیة]Solide،inflexible،defectif
فی اللغة نقیض الذائب و الجوامد الجمع.
و عند الصرفیین و النحاة هو الاسم الغیر المشتق سواء کان مصدرا أو غیر مصدر. و فی العباب و من حقّ الحال الاشتقاق، و قد تقع جامدة.
و من الحال الجامدة المصدر المأوّل بالمشتق نحو أتیته رکضا أی راکضا. و قد تقع الحال الجامدة اسما غیر مصدر علی ضرب من التأویل انتهی. لکن فی الأصول الأکبری: إنّ الجامد هو الاسم الذی لیس مصدرا و لا مشتقّا. و یطلق الجامد أیضا عندهم علی غیر «4» المتصرّف من الأفعال. قال فی المغنی فی بیان نون الوقایة:
و هی تلحق قبل یاء المتکلّم المتقیة بواحد من ثلاثة، الفعل متصرّفا کان نحو أکرمنی، أو جامدا نحو عسانی و قاموا ما خلانی و ما عدانی و حاشانی إن قدّرت فعلا الخ. و عند الأطبّاء هو الدواء الذی من شأنه أن یسیل عند فعل الحرارة الغریزیة فیه و هو مجتمع فی الحال کالشمع.
و الجوامد الجمع. و قد تطلق «5» الجوامد علی الأشیاء الصّلبة المنعقدة فی البدن کالعظام و الغضاریف، کذا فی بحر الجواهر.

الجامع:

[فی الانکلیزیة]Universal،unifying،general book،concision،gathering،collector
[فی الفرنسیة]Universel،unificateur،livre general،concision،rassembleur،collecteur
یطلق علی معان. منها ما مرّ و هو العلّة و التعریف المنعکس. و منها ما هو مصطلح المحدّثین و هو کتاب جمع فیه الأحادیث علی ترتیب الأبواب الفقهیة أو غیرها کالحروف، فیجعل حدیث إنما الأعمال بالنیات فی باب الهمزة علی هذا القیاس. و الأولی أن تقتصر علی صحیح أو حسن، فإن جمع الجمیع فلیبیّن علّة الضعیف و جمع الجامع الجوامع هکذا یستفاد من شرح النخبة و شرحه. و منها نوع من الحسن لغیره و هو ما یکون حسنا لحسن فی شرطه بعد ما کان حسنا لمعنی فی نفسه. و منها ما هو مصطلح أهل البیان فإنّ الجامع عندهم
______________________________
(1) [الجاروزیة أصحاب أبی الجاروز] (ک، ع) الجارودیة … الجارود (م).
(2) فرقة من الزیدیة الشیعة نسبت إلی أبی الجارود زیاد بن أبی زیاد؛ کانت تقول بأن النبی صلی اللّه علیه و سلم نصّ علی إمامة علیّ بن أبی طالب بالصفة لا بالاسم. لذا فقد کفّروا الصحابة لترکهم ذلک. و زعموا أن الامامة انتقلت بعد علیّ إلی ابنه الحسن ثم الحسین ثم تکون شوری فی أولادهما. و زعموا أن الإمام المنتظر هو محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علی، و أنه لم یمت و لم یقتل. و وقع الخلاف بین هذه الفرقة. التبصیر 27، تاج العروس 2/ 218، الملل و النحل 157، الفهرست 267، مروج الذهب 3/ 220، الفرق بین الفرق 29، مقالات الإسلامیین 1/ 133.
(3) جام: نزد صوفیة احوال را گویند.
(4) غیر (- م).
(5) تعلق (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 546
یطلق علی معان، أحدها ما قصد اشتراک طرفی الاستعارة فیه أی المشبّه و المشبّه به، و هو الذی یسمّی فی التشبیه وجها علی ما فی المطوّل فی تقسیم الاستعارة. و ثانیها نوع من الإیجاز کما مرّ فی لفظ الإیجاز. و ثالثها ما یجمع بین شیئین سواء کانا جملتین أو لا عند القوة المفکّرة جمعا من جهة العقل أو الوهم أو الخیال، و بهذا المعنی یستعمل فی باب الوصل و الفصل.
فالجامع بهذا المعنی ثلاثة أنواع: العقلی و الوهمی و الخیالی. و توضیحه أنّ العقل قوّة للنفس الناطقة بها تدرک الکلیات، و الخیال قوة لها خزانة تصور «1» المحسوسات، و الوهم قوة بها تدرک المعانی الجزئیة المنتزعة عن المحسوسات. و للنفس قوة أخری تسمّی مفکرة و متخیلة کما ستعرف فی مواضعها.
فالمراد بالجامع العقلی اجتماع ما هو سبب لاقتضاء العقل اجتماع الجملتین عند المفکرة کأن یکون بینهما تماثل أی الاتحاد فی النوع، أو تضایف کما بین العلّة و المعلول و الأقل و الأکثر، و بالجامع الوهمی ما لا یکون سببا إلّا باحتیال الوهم و إبرازه له فی نظر العقل فی صورة ما هو سبب لاقتضاء العقل و ذلک بأن یکون بینهما شبه تماثل کلونی بیاض و صفرة، فإنّ الوهم یبرزهما فی معرض المثلین، أو تضاد کالسواد و البیاض و الإیمان و الکفر أو شبه تضاد کالسماء و الأرض، فإنّ الوهم ینزلهما منزلة التضایف. و لذلک تجد الضدّ أقرب خطورا بالبال مع الضدّ، و بالجامع الخیالی ما یکون سببا بسبب تقارن أمور فی الخیال حتی لو خلی العقل و نفسه غافلا عن هذا التقارن لم یستحسن جمع الجملتین، و أسباب التقارن مختلفة متکثّرة جدا. و لذلک اختلف الثابتة ترتبا و وضوحا، فکم من صور لا انفکاک بینها أصلا فی خیال و فی خیال مما لا یجتمع أصلا، و کم من صور لا تغیب عن خیال و هی فی خیال آخر مما لا تقع قط هذا. لکن بقی هاهنا الجمع بین أمرین سببه التقارن فی الحافظة التی هی خزانة الوهم و التقارن فی خزانة العقل و هی المبدأ الفیّاض علی ما زعم الحکماء [لألف و عادة،] «2» فإنّ الإلف و العادة کما یکون سببا للجمع فی الخیالات یکون سببا للجمع بین الصور العقلیة و الوهمیة، فاحتال السیّد السّند بحمل الخیال علی مطلق الخزانة و قال: لما کان الخیال أصلا فی الاجتماع إذ یجتمع فیه الصور التی منها تنزع المعانی الجزئیة و الکلیات أطلق الخیال علی الخزانة مطلقا. و الأقرب أن یجعل التقارن فی غیر الخیال ملحقا بالخیال متروکا بالمقایسة، إذ جلّ ما یستعمله البلغاء مبنیا علی التقارن هو الخیالی فاقتصروا علی بیانه. و إن أردت القصر فالجامع إمّا التقارن فی الخزانة مطلقا فهو الخیالی و الملحق به أو لا، و هو إمّا أن یکون بسبب أمر یناسب الجمع و یقتضیه بحسب نفس الأمر فهو العقلی و إلّا فهو الوهمی. هذا کله خلاصة ما فی الأطول فی بحث الوصل و الفصل.

جامع الحروف:

[فی الانکلیزیة]
Gathering the letters of the alphabet in one verse or two
[فی الفرنسیة]
Rassembleur des lettres de l'alphabet en un vers ouE
و هو عند البلغاء: أن یجمع فی بیت جمیع حروف الهجاء بدون تکرار لبعضها فی کلمة واحدة. أمّا إذا کان ذلک فی کلمتین فلا بأس به کما فی هذا البیت:
أثر وصف غم عشق خطت ندهد حظ کسی جز بضلال
______________________________
(1) لصور (ع).
(2) [لألف و عادة] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 547
أنظر تکرار حرفی الدال و اللام فی کلمتین:
ندهد و ضلال. کذا فی مجمع الصنائع «1».

جامع الکلام:

[فی الانکلیزیة]Lament،precision and concision
[فی الفرنسیة]Complainte،precision et concision
هو عند الشعراء أن یذکر الشاعر فی شعره الموعظة و الحکمة و الشکوی من الزمان. کذا فی مجمع الصنائع. و یأتی أیضا بمعنی: الکلام الموجز الذی ألفاظه قلیلة و معانیه کثیرة «2».
کما وقع فی فتح المبین شرح الأربعین فی الخطبة، قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم: «أوتیت جوامع الکلم» «3» أی أوتیت الکلم الجوامع لقلة ألفاظها و کثرة معانیها. و منه حدیث «إنّما الأعمال بالنیات» «4» فإنّ تحته کنوزا من العلم، و منه: «البیّنة علی المدّعی و الیمین علی من أنکر» «5»، و منه: «الخراج بالضمان» «6» و منه: «الغرم بالغنم» «7».

جانان:

[فی الانکلیزیة]Beloved
[فی الفرنسیة]Bien aime
معناها بالفارسیة المحبوب. و عند الصوفیة هی صفة القیومیة التی تقوم بها جملة الموجودات «8».

جان افزا:

[فی الانکلیزیة]Reinforcement of the spirit
[فی الفرنسیة]Renforcement de l'esprit
بالفارسیة ما یزید الروح، یقوّی الروح.
و عند الصوفیة مقام البقاء. و هو إذا اتصف به السالک یکتسب صفة البقاء و لا یعتریه الفناء «9».

الجانب:

[فی الانکلیزیة]Side
[فی الفرنسیة]Cote
بکسر النون عند المهندسین یطلق فی الأکثر علی إحدی أضلاع المستطیل، کذا فی شرح خلاصة الحساب. و هو فی اللغة الطرف و وجه التسمیة ظاهر.

الجاهلیة:

[فی الانکلیزیة]Preislamic period or state
[فی الفرنسیة]Epoque preislamique،anteislam
هو الزمان الذی قبل البعثة. و قیل ما قبل فتح مکة کذا فی شرح شرح النخبة فی تعریف المخضرمین فی بیان الحدیث المرفوع و الموقوف و المقطوع.
______________________________
(1) نزد بلغاء کلامیست مرکب از جمیع حروف تهجی بی تکرار در یک لفظ و اگر در دو لفظ بود جائز است چنانچه درین بیت.
اثر وصف غم عشق خطت ندهد حظ کسی جز بضلال
چرا که در لفظ ندهد و ضلال دال و لام مکرر است کذا فی مجمع الصنائع.
(2) نزد شعراء عبارتست از آنکه شاعر در أبیات خویش از موعظت و حکمت و شکایت روزگار درج کند کذا فی مجمع الصنائع و نیز بمعنی کلام موجز آید که ألفاظ أو قلیل باشند و معانی کثیر.
(3) أخرجه مسلم فی صحیحه، 1/ 372، عن أبی هریرة، کتاب المساجد (5)، باب کتاب المساجد، الحدیث رقم، 2827 أوله: «نصرت بالرعب علی العدو و أوتیت … ».
(4) أخرجه البخاری فی صحیحه، 1/ 2 عن عمر بن الخطاب، کتاب بدء الوحی، باب کیف کان بدء الوحی، الحدیث رقم 1، 8/ 252، عن عمر کتاب الأیمان و النذور، باب النیة فی الإیمان، الحدیث رقم 63، بلفظ النیة، 9/ 40، عن عمر، کتاب الحیل، باب ترک الحیل، الحدیث رقم 1، بلفظ النیة، و أخرجه مسلم فی صحیحه، 3/ 1515، عن عمر بن الخطاب، کتاب الإمارة (33) باب قوله صلی اللّه علیه و سلم: إنما الأعمال …، (45)، حدیث رقم 155/ 1907.
(5) أخرجه الترمذی فی سننه، 3/ 626، عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جده، کتاب الأحکام (13)، باب ما جاء فی أن البیّنة علی المدعی.. (12)، الحدیث رقم 1341، و قال عقبة: فی أسناده مقال، و أخرجه البیهقی فی السنن الکبری، 8/ 279، عن الشافعی، کتاب السرقة، باب ما یستدل به علی ترک …
(6) أخرجه أحمد فی مسنده، 6/ 208، عن عائشة، بلفظ: «خراج العبد بضمانه».
(7) قاعدة فقهیة، أخرجها أحمد الزرقاء فی کتابه شرح القواعد الفقهیة، 437، القاعدة السادسة و الثمانون، المادة (87).
(8) جانان نزد صوفیه صفت قیومی را گویند که قیام جمله موجودات به اوست.
(9) جان‌افزا نزد صوفیه بقا را گویند که سالک از ان صفت باقی ابدی گردد و فنا را بدو راه نبود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 548

الجاورشیة «1»:

[فی الانکلیزیة]Pustule،spot،pimple
[فی الفرنسیة]Pustule،bouton
هی بثور صغار متقرحة حمر الأصول.
و ربّما کان معها لدغ شدید و ورم و سیلان صدید، و هو من أصناف النملة، کذا فی بحر الجواهر.

الجبّ:

[فی الانکلیزیة]Retrenchment،subtracting،prosodic modification
[فی الفرنسیة]Retranchement،coupure،modification prosodique
بالفتح بریدن- أی القطع- علی ما فی الصّراح. و عند أهل العروض حذف السببین من مفاعیلن فیبقی مفا و لکونه مهملا یوضع موضعه فعل بسکون اللام. و الرکن الذی فیه الجبّ یسمی مجبوبا کذا فی عروض سیفی.

الجبّائیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Jubaiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Jubaiyya)secte(
بالضم و فتح الموحّدة المشدّدة کما فی الصراح فرقة من المعتزلة أصحاب أبی علی الجبائی قالوا: إرادة الربّ لا فی محل. و اللّه متکلّم بکلام یخلقه اللّه فی جسم. و هو غیر مرئی فی الآخرة. و العبد خالق لفعله. و مرتکب الکبیرة لا مؤمن و لا کافر یخلّد فی النار إذا مات بلا توبة. و لا کرامة للأولیاء. و یجب علی اللّه لمن تکلّف «2» إکمال عقله و اللطف. و الأنبیاء معصومون، کذا فی شرح المواقف.

الجبر:

[فی الانکلیزیة]Reassembly،recasting،bonesetting،algebra،power،predestination
[فی الفرنسیة]Remboitement،reboutage،algebre،puissance،predestination
بالفتح و سکون الموحدة و بالفارسیة:
شکسته را بستن، أی تجبیر المکسور، و إصلاح حال شخص ما علی ما فی الصّراح. و هو أیضا بمعنی نسبة الخیر و الشّر إلی اللّه و بمعنی الإجبار: أی إکراه شخص ما علی عمل ما.
و من معانیه: الملک و العبد الشجاع و الفقیر «3».
علی ما فی المنتخب. و عند الصوفیة هو الجبروت. و عند المحاسبین حذف المستثنی من أحد المتعادلین أی المتساویین و زیادة مثله أی مثل ذلک المستثنی علی المتعادل «4» الآخر.
مثاله مال إلّا خمسة أشیاء یعدل ستة فحذف خمسة أشیاء من المتعادل «5» الأوّل و هو مال إلّا خمسة أشیاء و زیادته علی المتعادل «6» الآخر یسمّی جبرا، و الحاصل بعد الجبر مال یعدل ستة و خمسة أشیاء. و قیل حذف المستثنی من أحد المتعادلین جبر و زیادة مثله علی الآخر تعدیل، کذا فی بعض الرسائل. و قد یطلق الجبر عندهم و یراد به علم الجبر. و المقابلة و هو علم یعرف به المجهولات العددیة من معلوماتها المخصوصة حال کون تلک المجهولات علی وجه مخصوص من فرض المجهول شیئا، و حذف المستثنی من أحد المتعادلین و زیادته علی الآخر، و إسقاط المشترک بین المتعادلین، علی ما بیّن فی کتب الحساب، کذا فی شرح خلاصة الحساب.
______________________________
(1) الجاورشیة (م). و هامش (ک) الجاروشیة (هامش ک أیضا).
(2) یکلف (م).
(3) و نیکو کردن حال کسی علی ما فی الصراح. و بدی و نیکی کار از حق دانستن. و بزور بر کاری داشتن کسی را. و پادشاه و بنده شجاع و فقیر.
(4) المعادل (م، ع).
(5) المعادل (م، ع).
(6) عن (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 549
ثم الجبر عند أهل الکلام یستعمل کثیرا بمعنی إسناد فعل العبد إلی اللّه سبحانه، و هو خلاف القدر. و هو إسناد فعل العبد إلیه لا إلی اللّه تعالی. فالجبر إفراط فی تفویض الأمر إلی اللّه تعالی بحیث یصیر العبد بمنزلة الجماد لا إرادة له و لا اختیار. و القدر تفریط فی ذلک بحیث یصیر العبد خالقا لأفعاله بالاستقلال، و کلاهما باطلان عند أهل الحق و هم أهل السّنة و الجماعة. و الحق الوسط بین الإفراط و التفریط المسمّی بالکسب هکذا فی شرح المواقف و التلویح. و فی الصّراح الجبر بمعنی خلاف القدر علی ما قال أبو عبیدة کلام مولد.

الجبروت:

[فی الانکلیزیة]The all -mighty،constraint
[فی الفرنسیة]La Toute -puissance،contrainte
عند الصوفیة عبارة عن الذات القدیمة و هی صیغة المبالغة بمعنی الجبر. و الجبر إمّا بمعنی الإجبار من قولهم جبرته علی الأمر جبرا أو أجبرته أکرهته علیه، أو بمعنی الاستعلاء من قولهم نخلة جبارة إذا فاتتها الأیدی. و الجبّار الملک تعالی کبریاؤه متفرّد بالجبروت لأنه یجری الأمور مجاری أحکامه، و یجبر الخلق علی مقتضیات إلزامه، أو لأنّه یستعلی عن درک العقول کذا فی شرح القصیدة الفارضیة.
و الصفات القدیمة تسمّی بالملکوت کما وقع فی هذا الشرح أیضا، و یجئ فی محله. و فی مجمع السلوک الملکوت عندهم عبارة من «1» فوق العرش إلی تحت الثری و ما بین ذلک من الأجسام و المعانی و الأعراض. و الجبروت ما عدا الملکوت کذا قال الدیلمی «1».
و قال بعض الکبار و أمّا عالم الملکوت فالعبد له فیه اختیار ما دام فی هذا العالم، فإذا دخل فی عالم الملکوت صار مجبورا علی أن یختار ما یختار الحق و أن یرید ما یرید، لا یمکنه مخالفته أصلا انتهی.
و فی بعض حواشی شرح العقائد النسفیة فی الخطبة فی اصطلاح المشایخ عالم الجبروت عالم الکروبیین «3» و هو عالم المقربین من الملائکة و تحته عالم الأجساد و هو عالم الملک.
و المراد من الجبروت الجباریة و هی عبارة من قهر الغیر علی وفق إرادته. و الجبروت و العظمة بمعنی واحد لغة غیر أنّ فیه معنی المبالغة لزیادة اللفظ. و فی اصطلاح أهل الکلام عبارة عن الصفات کما أنّ اللاهوت عبارة عن الذات، فالإضافة فی نعوت الجبروت علی هذا الاصطلاح إضافة المسمّی إلی اسمه انتهی کلامه. و یقول فی کشف اللغات: الجبروت هو مرتبة الوحدة باصطلاح السّالکین، التی هی الحقیقة المحمدیّة، و لها علاقة بمرتبة الصّفات.
انتهی. و یقول فی موضع آخر: و تدعی مرتبة الصّفات الجبروت، و مرتبة الأسماء الملکوت.
و فی مرآة الأسرار یقول: اعلم بأنّ لأهل الفردانیّة مقام اللّاهوت، یعنی تجلّی الذات. و لاهوت فی الأصل تعنی: لا هو إلّا هو. و حرف التاء زائد علی قانون العربیة، و من عادة هؤلاء القوم (الصوفیة) إذا تکلّموا بکلام مخالط أن یضیفوا إلیه شیئا أو یحذفوا منه شیئا، لکی لا یصل إلی فهم مقصودهم من لیسوا بأهل لذلک. إذن لا هی نفی، أی لا یکون تجلّی الصفات لهؤلاء
______________________________
(1) هو أبو محمد روزبهان بن أبی نصر الشیرازی الدیلمی الفسوی الکازرونی، صدر الدین ولد عام 522 ه/ 1128 م. و توفی عام 606 ه/ 1209 م. صوفی، له عدة کتب فی التصوف و التفسیر. الأعلام 3/ 35، کشف الظنون 1131، بروکلمان، الملحق 1/ 724، السلاجقة فی التاریخ و الحضارة 381.
(3) خصّ الفلاسفة اسم الکروبیین فیما لا یکون له علاقة مع الأجسام و لو بالتأثیر، کالملائکة لأنهم العقول المجردة و النفوس الفلکیة. شرح المقاصد 2/ 54، شرح العقائد النسفیة 1/ 6.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 550
الأفراد. و هو اسم ذات یعنی إلّا هو ما عدا تجلّی الذات. و لاهوت نفسها یعنی أنّه لیس للفردانیّة مقام خارج عن الحدود السّتّة، و إذا أضیف لفظ مقام إلیه أی حین یقال مقام اللاهوت فهو مجازی. و لا مقام له. و أسفل من هذا المقام الجبروت یعنی: مقام جبر الخلائق و کسرهم، و هذا مقام هو مقام قطب العالم الذی یتصرّف من العرش إلی الفرش (الثری)، و یتضمّن الجبر و الکسر فی الجهات السّتّ.
و لقطب العالم فیض من العرش المجید و له تعلّق بالعزل و التعیین. و من هنا یقال بأنّ لهذا المقام التصرّف بالجبر و الکسر، فإنّ کرامات الأولیاء و معجزات الأنبیاء هی من هذا العالم. و متی حصل الترقّی من مقام الجبر و الکسر فإلی مقام الفردانیّة الذی هو اللّاهوت یکون الوصول. و فی عالم الفردانیّة یعتبر الاشتغال بعالم الجبروت من جبر و کسر کفرا. و الأفراد القادرون فوق عالم الجبروت إذا تشاغلوا بالجبر و الکسر فإنّهم یخطّون عن مقام الفردانیة أی مقام تجلّی الذات، و لهذا السبب یبقون أفرادا مستورین. انتهی.
و یقرب من هذا ما ورد نظما فی مجمع السلوک فی أحد المواضع: بأنّ منازل الخلائق أربعة:
1-
الأول: هو منزل یسمّی الناسوت و تنطبق علیه جمیع الأوصاف الحیوانیة
2-
و بواسطة عنایة الشیوخ بشّرت ببیان المنازل الأربعة.
3-
إذا عبر الآن من منزل الناسوت یصل إلی المنزل الثانی و هو منزل الملاک
4-
فمتی صار معروفا فی ذلک العالم کشف له عن الملائکة حتی یعاینهم.
5-
فإذا ارتقی من عالم الملکوت یصل إلی المنزل الثالث أی الجبروت
و فی مقام الروح غلبت علیّ الحیرة فجاءتنی الإشارة منه بالغیرة
و فی ذلک المنزل کان الکشف و الکرامات و لکن یجب تجاوز تلک المقامات
فلو تعرضت له الدنیا و الآخرة فلا ینبغی له أبدا النظر إلیهما.
و بنور الذّکر یجب العبور و یجب غسل القلب بدموع التّوبة.
و من تلک الحال یکون مقام النور فینأی عن صفات الماء و الطین
فمتی تنزّهت الروح و القلب عن التعلّق بالغیر (بالسویّ) صعد إلی عالم اللّاهوت بدون خوف
و فی ذلک المنزل الرابع البحث لا یکون إلّا مع اللّه.
و مقام القرب منزل لا یحتاج إلی علامة سوی أنّه فی عالم آخر غیر الکون الذی نعرفه
و إلی هناک یصل السّالک بعون الحق متی صار مالکا لجملة الأشیاء. «1»
______________________________
(1) و در کشف اللغات میگوید که جبروت در اصطلاح سالکان مرتبه وحدت را گویند که حقیقت محمدیست و تعلّق به مرتبه صفات دارد انتهی. و در موضع دیگر گوید و نیز مرتبه صفات را جبروت خوانند و مرتبه اسماء را ملکوت.
و در مرآة الاسرار میگوید بدان که اهل فردانیت را دوام مقام لاهوت است یعنی تجلی ذات و لاهوت در اصل لا هو الا هو است حرف تا زیاده از قانون عرب است و عادت این قوم است که چون کلامی مخالط گویند چیزی زیاده کنند و چیزی حذف تا نامحرمان از حقیقت محروم مانند پس لا نفی است یعنی نیست تجلی صفات مر طائفه افراد را و هو اسم ذات است یعنی الا هو مگر تجلی ذات و لاهوت خود یعنی فردانیت را مقام نیست که خارج از شش حدود است و لفظ مقام که اضافت بآن میکنند و گویند مقام لاهوت باسناد مجاز است اما مقام ندارد. و اسفل این مقام جبروتست یعنی مقام جبر و کسر خلائق و این مقام قطب عالم است که متصرفست از عرش تا ثری و جبر و کسر هم در شش جهت کنجد و قطب عالم را فیض از عرش مجید است که تعلق بعزلت و نصب دارد. و این مقام را جبر و کسر از ان گویند که کرامات اولیا و معجزات انبیا هم ازین عالم
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 551

الجبریة:

[فی الانکلیزیة]Predeterminism،fatalism،Al -Jabriya)Sect(
[فی الفرنسیة]Predeterminisme،fatalisme
بفتحتین خلاف القدریة علی ما فی الصّراح. و فی المنتخب و فتح الباء کما اشتهر إمّا غلط و إمّا لجهة مناسبته بالقدریة، و هی فرقة من کبار الفرق الإسلامیة کالجهمیة «1» و هم أصحاب جهم بن صفوان الترمذی، قالوا لا قدرة للعبد أصلا لا مؤثّرة و لا کاسبة، بل هو بمنزلة الجمادات فیما یوجد منها. و اللّه لا یعلم الشی‌ء و علمه حادث لا فی محل، و لا یتصف اللّه بما یوصف به غیره کالعلم و الحیاة إذ یلزم منه التشبه «2». و الجنة و النار تفنیان بعد دخول أهلها فیها حتی لا یبقی موجود سوی اللّه تعالی. و وافقوا المعتزلة فی نفی الرؤیة و خلق الکلام و إیجاب المعرفة بالعقل قبل ورود الشرع، فهؤلاء جبریة خالصة. و أمّا أهل السنة و الجماعة و کذا النّجّاریة و الضّراریة «3» فجبریة متوسّطة، أی غیر خالصة، بل متوسطة بین الجبر و التفویض لأنهم یثبتون للعبد کسبا بلا تأثیر فیه «4»، کذا فی شرح المواقف.
______________________________
است و چون از مقام جبر و کسر ترقی کنند بمقام فردانیت که لاهوت است رسند و در عالم فردانیت عالم جبروت یعنی جبر و کسر کفر است. اما افراد قادراند بر عالم جبروت اگر به جبر و کسر مشغول شوند از فردانیت یعنی از تجلی ذات بیفتند و بدین سبب افراد مستور میمانند انتهی. و قریب بدینست آنچه در مجمع السلوک در جائی واقع شده که منازل خلائق چهاراند. شعر:
یکی منزل که آن ناسوت نام است بر ان اوصاف حیوانی تمام است
ز راه تربیت پیران بشارت بداده چار منزل با عبارت
از ان منزل اگر خود بگذرد کس رسد در دویمی منزل ملک پس
در ان عالم چو او معروف گردد ملائک آسمان مکشوف گردد
چو برگیرد قدم را او ز ملکوت رسد در سیومی منزل بجبروت
مقام روح بر من حیرت آمد نشان از وی بگفتن غیرت آمد
در ان منزل بود کشف و کرامات ولی باید گذشتن ز آن مقامات
اگر دنیا و عقبی پیش آید نظر کردن برو هرگز نشاید
بنور ذکر باید در گذشتن بآب توبه باید دل بشستن
در ان حالت مقام نور باشد ز جای آب و گل او دور باشد
چو گردد جان و دل از غیر او پاک رسد در عالم لاهوت بی‌باک
در ان منزل چهارم جست و جوئی نباشد با خدا جز گفت و گوئی
مقام قرب منزل بی‌نشانست جز آن کون و مکان دیگر جهانست
بعون حق رسد آنجا چو سالک شود بر جمله اشیاء مالک
(1) فرقة جبریة مبتدعة أتباع الجهم بن صفوان الذی قال بالجبر و الاضطرار و أنکر الاستطاعات کلها. و زعم أن الجنة و النار تفنیان، و أن الإیمان هو المعرفة باللّه فقط و أن الکفر هو الجهل، و لا فعل و لا عمل لأحد غیر اللّه. و قد أجمع المسلمون و جمیع الفرق علی تکفیر الجهمیة. التبصیر 107، الفرق 211، الملل و النحل 86.
(2) التشبیه (م).
(3) من فرق الجبریة أتباع ضرار بن عمرو الذی وافق أهل السنة فی القول بخلق الأفعال و فی نفی التولّد. کما وافق القدریة فی الاستطاعة قبل الفعل لکنه زاد علیهم بأنها مع الفعل و قبله و بعده، و أنها بعض المطیع. کما وافق النجاریة فی أن الجسم أعراض مجتمعة. و أنکر أشیاء ثابتة فی القرآن و أجمع المسلمون علیها. و له ضلالات کثیرة. التبصیر 105، المقالات 1/ 313، الملل و النحل 90، الفرق 213.
(4) الجبریة فرقة ظهرت أیام الحکم الأموی، ادّعت أن العبد لا حول له و لا قوة، فنفت عنه أی فعل، و أضافت إلی اللّه کل شی‌ء، أی أن الإنسان فی نظر الجبریة مجبور فی کل ما یفعله و ما یصدر عنه، و هو کالریشة المعلّقة یتلاعب بها الهواء کیف یشاء. و قد ساعد هذا الاعتقاد علی نشر الفساد و الظلم، بحیث صار الإنسان یتعلل بالمعصیة و ینسبها إلی اللّه تعالی، لأنه مجبور علی فعلها. و قد افترقت هذه الفرقة إلی مجموعات عدیدة منها: الجهمیة و الضراریة و غیرها.
الفرق 211، الملل و النحل 86، التبصیر 105- 109.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 552

الجحد:

[فی الانکلیزیة]Ungratefulness،ingratitude
[فی الفرنسیة]Ingratitude
بسکون الحاء المهملة مع ضم الجیم و فتحها و بفتحتین أیضا فی اللغة إنکار شی‌ء مع العلم به کما یستفاد من الصراح. و عند أهل العربیة یطلق علی الکلام الدّال علی ذلک. قال فی الإتقان النافی إن کان صادقا یسمّی کلامه نفیا و منفیا، و إن کان کاذبا یسمّی جحدا و نفیا أیضا. و یطلق أیضا عندهم علی الفعل المنفی بلم نحو لم یضرب علی ما یستفاد من إطلاقاتهم، و قد صرّح بذلک أیضا فی بعض کتب الصرف.

الجدّ:

[فی الانکلیزیة]Grandfather -Grand
[فی الفرنسیة]pere
بالفتح و التّشدید هو فی اللّغة أب الأب أو أب الأمّ علی ما فی کنز اللغات. و الجدّة: أمّ الأب و أمّ الأمّ. علی ما فی المنتخب «1».
و الفقهاء یقولون الجدّ إمّا صحیح أو فاسد و کذا الجدّة. فالجدّ الصحیح لشخص هو ما لا یدخل فی نسبته إلی ذلک الشخص أم کأب الأب و إن علا. و الجدّ الفاسد لشخص هو ما یدخل فی نسبته إلیه أم کأب الأم و أب الأم و نحوهما.
و الجدّة الصحیحة لشخص هی التی لا یدخل فی نسبتها إلیه جدّ فاسد، سواء کانت مدلیة إلی ذلک الشخص بمحض الأنوثة کأمّ الأمّ و أمّ أمّ الأمّ أو بمحض الذکورة کأمّ الأب و أمّ أب الأب، أو بخلط منهما کأمّ أمّ الأب، و هی صاحبة الفرض کالجدّ الصحیح. و الجدّة الفاسدة لشخص هی التی تدخل فی نسبتها إلیه جدّ فاسد و مدلیة إلیه بخلط الذکور و الإناث کأمّ أب الأمّ و أمّ أب أمّ الأب، و هی من ذوی الأرحام کالجدّ الفاسد، هکذا یستفاد من الشریفی.

الجدّ:

[فی الانکلیزیة]Serious
[فی الفرنسیة]Serieux
بالکسر و التشدید ضد الهزل کما سیجی‌ء.

الجدری:

[فی الانکلیزیة]Smallpox،variola
[فی الفرنسیة]Variole،petite verole
بالضم و الفتح و سکون الدّال و الراء المهملتین لغة آبله و هو بثور صغار بعضها و کبار بعضها «2» یظهر علی البدن لدفع من الطبعیة «3» المدبّر لبدن الإنسان فضلات طمثیة منبثة «4» فی البدن لاغتذائه بها. و لذلک قیل إنّ هذا المرض لا بد أن یعرض لکل شخص، إلّا أنّ تلک الفضلات تبقی فی البدن إلی حین یحصل لها محرک یحرک القوة الدافعة لدفعها. و من الناس من یجدر مرتین، و ذلک عند عدم قوة الطبیعة علی دفع المادة فی البدن من الصبی بل یبقی شی‌ء منها ثم یتفق أسباب مسخنة رطبة فتحرّک المادة و تحرک الطبیعة لدفعها مرّة ثانیة کذا فی بحر الجواهر. و فی الأقسرائی الجدری بثور حمر مائلة إلی البیاض تنفرش فی جمیع البدن أو فی أکثره و تتقیّح سریعا. و سببه غلیان الدم و تعفنه بما یخالطه من الفضول الرقیقة المتولّدة فی سنّ الطفولیة، و لذا یحدث للصبیان کثیرا.
و تفسیر المضاعف و المختلط من الجدری یجئ فی لفظ الحصبة.

الجدع:

[فی الانکلیزیة]Cutting،prosodic modification
[فی الفرنسیة]Coupure،modification prosodique
بالفتح و سکون الدال المهملة هو عند أهل العروض حذف السّبب و السّاکن حیّ یبقی من مفعولات: فاع و یضعون مکانه فعل، ذلک لأنّ
______________________________
(1) پدر پدر و پدر مادر علی ما فی کنز اللغات. و جده مادر پدر و مادر مادر علی ما فی المنتخب.
(2) و کبار بعضها (- م، ع).
(3) الطبیعة (م، ع).
(4) مثبتة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 553
فاع لا معنی لها و غیر مستعمل. و ذلک الرکن الذی وقع فیه الجدع یقولون: المجدوع. کذا فی عروض سیفی «1».

الجدل:

[فی الانکلیزیة]Controversy،dialectic
[فی الفرنسیة]Polemique،dialectique
بفتح الجیم و الدال المهملة فی اللغة:
خصومت کردن، و اللجاج فی الخصومة «2». کما فی المنتخب. و عند المنطقیین هو القیاس المؤلّف من مقدّمات مشهورة أو مسلّمة، و صاحب هذا القیاس یسمّی جدلیا و مجادلا، أعنی الجدل قیاس مفید لتصدیق لا یعتبر فیه الحقیّة و عدمها بل عموم الاعتراف، أو التسلیم مرکّب من مقدّمات مشهورة لا یعتبر فیها الیقین، و إن کانت یقینیة بل تطابق جمیع الآراء کحسن الإحسان إلی الآباء أو أکثرها کوحدة الإله أو بعضها المعیّن کاستحالة التسلسل من حیث هی کذلک، فإنّ المشهورات یجوز أن تکون یقینیة بل أولیّة لکن بجهتین مختلفتین، أو مرکّب من مقدمات مسلّمة إمّا وحدها أو مع المشهورات، و هی أی المسلّمات قضایا توجد من الخصم مسلّمة أو تکون مسلّمة فیما بین الخصوم، فیبنی علیها کلّ واحد منهما الکلام فی دفع الآخر حقة، کانت أو باطلة، مشهورة کانت أو غیر مشهورة. ثم أخذ القیاس فی التعریف یشعر بأنّ الجدل لا ینعقد علی هیئة الاستقراء و التمثیل و لیس کذلک، اللّهم إلّا أن یراد بالقیاس مطلق الدلیل. هذا حاصل ما ذکره الصادق الحلوانی فی حاشیة القطبی. و یمکن أن یقال إنّ هذا التعریف لیس لمطلق الجدل بل للجدل الذی هو من الصناعات الخمس التی هی من أقسام القیاس. و ما ذکره من أنّ المشهورات یجوز أن تکون یقینیة بل أولیة باعتبار نظر یجئ فی لفظ المشهورات.
ثم قال و الغرض من الجدل إن کان الجدلی سائلا معترضا إلزام الخصم و إسکاته و إن کان مجیبا حافظا للرأی أن لا یصیر ملزما من الخصم. و المفهوم من کلامهم أنّ السائل المعترض یؤلفه مما سلم من المجیب مشهورا کان أو غیر مشهور، و المجیب الحافظ یؤلفه من المشهورات المطلقة أو المحدودة حقة کانت أو غیر حقة. و فی إرشاد القاصد الجدل علم یتعرف به کیفیة تقریر الحجج الشرعیة من الجدل الذی هو أحد أجزاء المنطق لکنه خصص بالمباحث الدینیة. و للناس فیه طرق أشبهها طریقة العمیدی «3». و من الکتب المختصرة فیه المغنی «4» للأبهری «5» و الفصول «6»
______________________________
(1) نزد عروضیان انداختن هر دو سبب و ساکن کردن تا از مفعولات فاع ماند به جای او فعل نهند چرا که فاع بی معنی است و مستعمل نیست و آن رکن که درو جدع واقع شده باشد آن را مجدوع گویند کذا فی عروض سیفی.
(2) خصومت کردن و ربودن بر خصومت.
(3) هو محمد بن محمد بن محمد، أبو حامد، رکن الدین العمیدی السمرقندی. توفی فی بخاری عام 615 ه/ 1218 م. فقیه، إمام فی فن الجدل و المناظرة و الخلاف. له عدة کتب هامة. الأعلام 7/ 27، الفوائد البهیة 200، الجواهر المضیة 2/ 128، وفیات الأعیان 1/ 477، الوافی 1/ 280، دائرة المعارف الإسلامیة 2/ 619.
(4) المغنی فی علم الجدل لأثیر الدین مفضل الأبهری (- 700 ه) و هو من الکتب المختصرة فی هذا العلم. کشف الظنون 2/ 1750، مفتاح السعادة 1/ 305.
(5) هو المفضل بن عمر بن المفضل الأبهری السمرقندی، أثیر الدین، توفی 663 ه/ 1264 م، منطقی، له اشتغال بالحکمة و الطبیعیات و الفلک. ترک عدة کتب و تصانیف. الأعلام 7/ 279، آداب اللغة 3/ 105، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 306، هدیة العارفین 2/ 469.
(6) فصول النسفی فی علم الجدل لبرهان الدین محمد بن محمد النسفی الحنفی (- 687 ه). کشف الظنون 2/ 1272، مفتاح السعادة 1/ 305.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 554
للنسفی «1» و الخلاصة «2» للمراغی «3» و من المتوسطة النفائس «4» للعمیدی «5» و الوسائل «6» للأرموی «7» و من المبسوطة تهذیب الکتب «8» للأبهری.

الجدید:

[فی الانکلیزیة]
The new verse or metre) in prosody (addel by the Persian
E[فی الفرنسیة]
Le nouveau vers) en prosodie ((vers ajoute par les Perses)
هو عند أهل العروض اسم لبحر جدید و وزنه: فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن مرتان کما یستعمل مخبونا علی الشکل التالی:
فعلاتن فعلاتن مفاعلن فعلاتن فعلاتن مفاعلن
و هذا البحر من اختراع الفرس لذلک سمّی بالجدید. کذا فی عروض سیفی «9».

الجذام:

[فی الانکلیزیة]Leprosy
[فی الفرنسیة]Lepre
بالضم و الذال المعجمة المخففة مشتق من الجذم و هو القطع، و هی علة ردیة تحدث من انتشار المرة السوداء فی البدن کله، فیفسد مزاج الأعضاء و یتغیر هیئاتها، و ربما یتفرّق فی آخرها اتصالها. قال القرشی «10»: السوداء إذا انتشرت فی البدن کله فإن عفنت أوجبت حمّی الربع، و إن اندفعت إلی الجلد أوجبت الیرقان الأسود، و إن تراکمت أوجبت الجذام، کذا فی بحر الجواهر.

الجذب:

[فی الانکلیزیة]Attraction
[فی الفرنسیة]Attraction
بالفتح و سکون الذال المعجمة کشیدن کما فی الصّراح. و عند أهل السلوک عبارة عن جذب اللّه تعالی عبدا إلی حضرته و یجئ فی لفظ السلوک مع ذکر أقسام المجذوب.

جذب القلب:

[فی الانکلیزیة]Cardiac arrhythmia،irregular heartbeating
[فی الفرنسیة]Battement irregulier du coeur
عند الأطباء علّة یحس صاحبها کأنّ قلبه یجذب إلی أسفل، کذا فی بحر الجواهر.

الجذر:

[فی الانکلیزیة]Square root،mathematics
[فی الفرنسیة]Racine carree،mathematique
بالفتح و سکون الذال المعجمة باللغة
______________________________
(1) هو محمد بن محمد بن محمد، أبو الفضل، برهان الدین النسفی. ولد عام 600 ه/ 1203 م و توفی ببغداد عام 687 ه/ 1289 م. عالم بالتفسیر و الأصول و الکلام، من فقهاء الحنفیة، له عدة تصانیف و کتب. الأعلام 7/ 31، مفتاح السعادة 1/ 305، الجواهر المضیة 2/ 127، شذرات الذهب 5/ 387، مرآة الجنان 4/ 200، الفوائد البهیة 194.
(2) لمحمود بن عبد اللّه الشافعی المراغی (- 681 ه). کشف الظنون 1/ 720، مفتاح السعادة 1/ 305.
(3) هو محمود بن عبد اللّه الشافعی، توفی عام 681 ه، عالم باللغة. کشف الظنون 1/ 720، مفتاح السعادة 1/ 305.
(4) النفائس (جدل) لأبی حامد محمد بن محمد بن محمد العمیدی السمرقندی (- 615 ه) و هو من الکتب المتوسطة فی علم الجدل. کشف الظنون 2/ 1966؛ مفتاح السعادة 1/ 305.
(5) هو أبو حامد محمد بن محمود العمیدی السمرقندی (المتوفی 615 ه) و قد تقدمت ترجمته.
(6) الوسائل، جدل لسراج الدین محمود بن أبی بکر الأرموی (- 682 ه). کشف الظنون 1/ 902.
(7) هو محمود بن أبی بکر بن أحمد، أبو الثناء، سراج الدین الأرموی، توفی بقونیة عام 682 ه/ 1283 م. عالم بالأصول و المنطق من فقهاء الشافعیة. له عدة کتب و شروحات. الأعلام 7/ 166، طبقات السبکی 5/ 155، معجم المطبوعات 1/ 427، هدیة العارفین 2/ 406.
(8) تهذیب النکت لأثیر الدین مفضّل الأبهری (- 700 ه). مفتاح السعادة 1/ 305.
(9) نزد أهل عروض اسم بحریست و اصل ان بحر فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن است دو بار و مخبون مستعمل میگردد و مخبون وی فعلاتن مفاعلن است دو بار و این بحر از مخترعات فارسیان است و لهذا بجدید موسوم گشته کذا فی عروض سیفی.
(10) هو علی بن أبی الحزم القرشی، علاء الدین الملقب بابن النفیس. من علماء الطب. و قد سبقت ترجمته تحت اسم: ابن النفیس.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 555
الفارسیة: بریدن، أی القطع و از بیخ برکندن أی الاجتثاث. و أصل کلّ شی‌ء. و ورد أیضا بهذا المعنی بکسر الجیم. و فی اصطلاح أهل الحساب: یقال للعدد المضروب فی نفسه کذا فی المنتخب «1». و فی خلاصة الحساب و شرحه العدد المضروب فی نفسه یسمّی جذرا فی المحاسبات و ضلعا فی المساحة و شیئا فی الجبر و المقابلة. و الحاصل یسمّی مجذورا و مربعا و مالا. و التجذیر هو تحصیل الجذر. ثم الجذر قسمان: منطق و هو ما له جذر صحیح کالتسعة فإنّ له جذرا صحیحا و هو الثلاثة، و أصم و هو ما لیس له جذر صحیح کالعشرة فإنّ جذرها هو ثلاثة و سبع تقریبا لیس صحیحا. إن قیل الکسر أیضا یکون منطقا و أصم مع أنّ جذر الکسر لا یکون صحیحا قط. قلت المراد بکون الکسر منطقا أن یکون عدد الکسر بعد تجنیسه أو قبل تجنیسه علی أنّه یعتبر کأنه عدد صحیح منطقا.
و قد یطلق الجذر علی معنی یعمّ المساحة و الجبر و المقابلة، کذا فی شرح خلاصة الحساب للخلخالی «2».

الجذع:

[فی الانکلیزیة]Little boy،camel in its fifth year،bull -calf
[فی الفرنسیة]Petit garcon،chameau danssa cinquieme annee،taurillon
بفتح الجیم و الذال المعجمة هو فی اللغة کلّما دخل فی سنته الثالثة من البقر و الخیل، و فی سنته الخامسة من الإبل، و فی سنته الثانیة من الغنم. و فی اصطلاح الفقهاء: الحمل الذی مرّ علیه أکثر الحول. کذا فی المنتخب و کنز اللّغات. و فی الصّراح: الجذع بفتحتین کلّما دخل فی عامه الثانی من الغنم، و فی عامه الثالث من البقر و فی عامه الخامس من الإبل. و جاء فی بعض کتب اللغة. الجذع: بلوغ الواحد من الغنم السنة الثانیة و کذلک البقر و الغزال و الحصان، و السنة الخامسة للجمل «3». و فی جامع الرموز فی کتاب الزکاة الجذع من الإبل لغة ما أتی علیه خمس سنین و شریعة أربع کما فی شرح «4» الطحاوی «5». لکن فی عامة کتب الفقه و اللغة أربع إلی تمام خمس لأنه شاب، و أصل الجذع الشاب و الجذعة مؤنث الجذع انتهی. و فیه فی کتاب الأضحیة الجذع بفتحتین فی اللغة من جنس الضأن ما تمّ له سنة، و من المعز ما دخل فی السنة الثانیة و البقرة فی الثالثة و الإبل فی الخامسة. و قیل غیر ذلک کما قال
______________________________
(1) بمعنی بریدن و از بیخ برکندن و اصل هر چیزی و بدین معنی، بکسر جیم نیز آمده. و در اصطلاح محاسبین عددی را گویند که در نفس وی ضرب کنند کذا فی المنتخب.
(2) هو نصر اللّه بن محمد العجمی الخلخالی. توفی بمرض الطاعون فی حلب عام 862 ه/ 1555 م. فاضل من فقهاء الشافعیة. له عدة کتب و شروحات. الأعلام 8/ 31، أعلام النبلاء 6/ 18، شذرات الذهب 8/ 333، هدیة العارفین 2/ 493.
(3) در لغت آنچه به سال سوم درآمده از گاو و اسپ و به سال پنجم درآمده باشد از شتر و به سال دوم درآمده باشد از گوسپند.
و باصطلاح فقهاء بره که بیشتر سال برو گذشته باشد کذا فی المنتخب و کنز اللغات. و فی الصراح جذع بفتحتین آنچه به سال دوم درآمده باشد از گوسپند و به سال سیوم از گاو و به سال پنجم از شتر. و در بعضی کتب لغت میگوید الجذع دوساله شدن گوسپند و گاو و آهو و اسپ و پنجساله شدن اشتر.
(4) شرح الطحاوی (- 321 ه/ 933 م) علی الجامع الصغیر و الکبیر للشیبانی (- 187 ه) فی الفروع. کشف الظنون 1/ 568، هدیة العارفین 1/ 58 و ربما کان الشرح علی مختصر الطحاوی فی فروع الحنفیة، و قد وردت الشروح سابقا.
(5) هو أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدی الطحاوی، أبو جعفر. ولد بمصر عام 239 ه/ 853 م. و توفی بالقاهرة عام 321 ه/ 933 م. فقیه حنفی مشهور له العدید من المؤلفات الهامة. الأعلام 1/ 206، وفیات الأعیان 1/ 19، البدایة و النهایة 11/ 174، الجواهر المضیة 1/ 102، لسان المیزان 1/ 274.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 556
ابن الأثیر «1». و فی الشریعة هو من الضأن ما أتی علیه أکثر الحول عند الأکثر کما فی الکافی «2». و فسّر الأکثر فی المحیط بما دخل فی الشهر الثامن. و فی الخزانة هو ما أتی علیه ستة أشهر و شی‌ء. و فی الزاهدی هو عند الفقهاء ما تم له ستة أشهر. و ذکر الزعفرانی «3» أنه ما یکون ابن ستة «4» أشهر أو ثمانیة أو تسعة و ما دونه حمل انتهی.

الجرّ:

[فی الانکلیزیة]Possesive case،genitive
[فی الفرنسیة]Genitif
بالفتح و التشدید فی اللغة الفارسیة إعراب آخر الکلمة بحرکة الجرّ (الکسرة) کما فی المنتخب «5». و عند النحاة یطلق علی نوع من الإعراب حرکة کان أو حرفا و یسمّی علامة أیضا کما یستفاد من الموشّح شرح الکافیة. و یجئ فی لفظ الإعراب. و الذی یحصل منه الجرّ یسمّی جارا و عامل الجر، و اللفظ الذی فی آخره الجرّ یسمّی مجرورا. و جرّ الجوار عندهم هو أن تصیر الکلمة مجرورة بسبب اتصالها بکلمة مجرورة سابقة علیها لا بسبب غیر الاتصال، فیکون جرّ الأولی بسبب العامل و جرّ الثانیة لا بعامل، و لا بسبب التبعیة کجرّ التوابع بل إنّما یکون بسبب الاتصال و المجاورة کجرّ أرجلکم فی قوله تعالی وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ «6» عند من قرأ بجرّ أرجلکم، فإنّه إنّما هو بسبب مجاورته بقوله بِرُؤُسِکُمْ.

الجراحة:

[فی الانکلیزیة]Injury،wound،cut،lesion
[فی الفرنسیة]Blessure،plaie،lesion
بکسر الجیم و فتح الراء المهملة عند الأطباء هو تفرّق اتّصال فی اللحم من غیر قیح، فإن تقیح یسمّی قرحة. قال القرشی: تفرّق الاتصال اللحمی إذا کان حدیثا یسمّی جراحة، فإذا تقادم حتی اجتمع فیه القیح یسمّی قرحة انتهی. فعلی هذا القرحة غیر الجراحة. و فی الوافیة «7» أنّ الجراحة أعمّ منها حیث قال:
تفرّق الاتّصال إذا کان غائرا فی اللّحم یسمّی جراحة، فإذا تقیّحت سمّیت قرحة «8».

الجرب:

[فی الانکلیزیة]Scabies،itch
[فی الفرنسیة]Gale
بفتحتین گرگین شدن. و فی بحر الجواهر هو بثور صغار تبتدأ حمراء و معها حکة شدیدة و ربما تقیّحت. و هی علی نوعین: رطب و یابس. و جرب العین ما یعرض فی داخل الجفن و هو أنواع أربعة، و الجمیع یلازمه الدمعة. و جرب الکلیة بثور صغار عرضت لها.
و الفرق بین الجرب و الحکة أنّ الحکة لا بثر معها کما فی الأقسرائی.
______________________________
(1) هو المبارک بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الکریم الشیبانی الجزری، أبو السعادات، مجد الدین. ولد عام 544 ه/ 1150 م. و توفی بنواحی الموصل عام 606 ه/ 1210 م. محدّث لغوی أصولی، عالم مکثر من التآلیف و التصانیف.
الأعلام 5/ 272، بغیة الوعاة 385، وفیات الأعیان 1/ 441، إرشاد الأدیب 6/ 238، طبقات الشافعیة 5/ 153.
(2) الکافی فی شرح الوافی لحافظ الدین عبد اللّه بن أحمد بن محمد النسفی (- 710 ه) شرح فیه کتابه الوافی. کشف الظنون 2/ 1997، مفتاح السعادة 2/ 188 و 281.
(3) هو الحسین بن محمد بن علی الزعفرانی، أبو سعید. توفی عام 369 ه/ 980 م. عالم بالحدیث و الأصول. و له مصنفات کثیرة. الأعلام 2/ 254، ذکر أخبار أصبهان 1/ 283.
(4) ابن سبعة أشهر، و عنه ثمانیة أو تسعة (م).
(5) زیر دادن آخر کلمه را و حرکت زیر
(6) المائدة/ 6.
(7) لرکن الدین حسن بن محمد الأسترآبادی الحسینی (- 717 ه) شرح فیها الکافیة فی النحو لجمال الدین أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (- 646 ه) و هو شرح متوسط و متداول. کشف الظنون 2/ 1370.
(8) قال: تفرّق اتصال اگر به گوشت فروشود آن را جراحت گویند و اگر جراحت ریم آرد آن را قرحه گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 557

الجرح:

[فی الانکلیزیة]Refutation or invalidation of a testemony،denigration
[فی الفرنسیة]Refutation ou invalidation d'un temoignage،denigrement
لغة من جرحه بلسانه جرحا بفتح الجیم عابه و نقصه. و منه جرحت الشاهد إذ أظهرت فیه ما تردّ فیه شهادته کذا فی المصباح. و فی اصطلاح الفقهاء إظهار فسق الشاهد فإن لم یتضمن ذلک إیجاب حق للّه تعالی أو للعبد فهو جرح مجرّد، و إن تضمّن إثبات حق للّه تعالی أو للعبد فهو غیر مجرّد. و هذا کلّه من البحر الرائق شرح کنز الدقائق فی کتاب الشهادة فی شرح قوله و لا یسمع القاضی الشهادة علی جرح.

الجرسام:

[فی الانکلیزیة]Pleurisy
[فی الفرنسیة]Pleuresie،pleurite
بالفتح هو البرسام کذا فی بحر الجواهر و قد سبق.

الجرعة:

[فی الانکلیزیة]Sip،gulp
[فی الفرنسیة]Gorgee،coup
بالضم و سکون راء مهملة یک‌آشام من ماء أو شراب و أمثاله کما فی الصّراح. و فی اصطلاح الصوفیة. الجرعة: عبارة عن أسرار بعض المقامات لا تزال محجوبة علی السالک أثناء سلوکه. کذا فی بعض الرسائل «1».

الجرم:

[فی الانکلیزیة]Body
[فی الفرنسیة]Corps
بالکسر و سکون الراء المهملة هو الجسم، إلّا أنّ أکثر استعماله فی الأجسام الفلکیة. و قال السیّد السّند فی شرح الملخّص الجرم هو الجسم و قد یخص بالفلکیات انتهی. و الأجرام الجمع.

الجریان:

[فی الانکلیزیة]Flowing،streaming،circulation
-[فی الفرنسیة]Ecoulement،ruissellement،circulation
بفتح الجیم و سکون الراء المهملة فی اللّغة بمعنی رفتن آب- ذهاب الماء- کما فی الصّراح. و فی اصطلاح النحاة یستعمل لمعان:
جریان الشی‌ء علی ما یقوم به مبتدأ أو موصوفا أو ذا حال أو موصولا أو متبوعا، و جریان اسم الفاعل علی الفعل أی موازنته إیّاه فی حرکاته و سکناته، و جریان المصدر علی الفعل أی تعلّقه به بالاشتقاق کذا فی غایة التحقیق فی تعریف المصدر.

الجریب:

[فی الانکلیزیة]Hectare
[فی الفرنسیة]Hectare
مثل الشدید عند المحاسبین و الفقهاء هو مقدار معلوم من الأرض، و هو ما یحصل من ضرب ستین ذراعا فی نفسه، أی ما یکون ثلاثة آلاف و ستمائة أذرع سطحیة. هکذا یستفاد من شرح الوقایة «2» و بعض کتب الحساب.

الجزاء:

[فی الانکلیزیة]Sanction،punishment،penalty
[فی الفرنسیة]Sanction،punition،penalite
بالفتح و تخفیف الزاء فی اللّغة پاداش کما فی الصّراح. و فی اصطلاح النحاة هی جملة علقت علی جملة أخری مسمّاة بالشرط. و کلم المجازاة عندهم هی کلمات تدلّ علی کون إحدی الجملتین جزاء للأخری، فالمجازاة بمعنی الشرط و الجزاء کإن و لو و إذا و متی و نحوها، کذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الفوائد الضیائیة.

الجزاف:

[فی الانکلیزیة]Stroke،chance،coincidence
[فی الفرنسیة]Hasard،a l'aveuglette
بالحرکات الثلاث و الضمّ أفصح معرب گزاف علی ما فی المنتخب. و معناه الأخذ بکثرة من غیر تقدیر. و قد یطلق بحسب اصطلاح الحکماء علی فعل یکون مبدؤه شوقا تخیلیا من
______________________________
(1) یک‌آشام از آب و شراب و مانند آن کما فی الصراح و در اصطلاح صوفیه عبارتست از اسرار مقامات که در سلوک از سالک پوشیده مانده بود کذا فی بعض الرسائل.
(2) لعبد العلی بن محمد بن الحسین البرجندی (- 932 ه) بحر العجم، 1301، أربعة أجزاء فی مجلد واحد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 558
غیر أن یقتضیه فاکرة کالرضاخة «1»، أو طبیعة کالنفس «2»، أو مزاج کحرکات المرضی، أو عادة کاللعب باللحیة مثلا، و هو باعتبار من الفاعل کالعبث باعتبار من الغایة «3». و قد یراد به الفعل الذی تتعلّق الإرادة «4» به للشعور به فقط من غیر استحقاق أو اختصاص، کذا فی شرح الإشارات فی آخر النمط الخامس.

الجزالة:

[فی الانکلیزیة]Eloquence،verve
[فی الفرنسیة]Eloquence،verve
بالفتح هی عند البلغاء: الإتیان بالکلام الفصیح و الترکیب العالی و المعانی البدیعة، و أنّ تکون الکلمات متوافقة، و فی غایة التّناسب، بحیث لو أبدلت کلمة مکان کلمة لذهبت لطافة الجملة. کذا فی جامع الصنائع. و لا یخفی أنّ کلام القرآن الکریم کلّه جزیل و بلیغ «5».

الجزء:

[فی الانکلیزیة]Cutting a part،)prosodic modification(
[فی الفرنسیة]
Coupure d'une partie) modification prosodique (
بالفتح و سکون الزاء المعجمة فی اللغة بریدن. و عند أهل العروض حذف الضرب و العروض من البیت، و ذلک البیت الذی وقع فیه الجزء یسمّی مجزوءا، و أصل البحر المقتضب مستفعلن مفعولات أربع مرات، و هو لا یستعمل فی شعر العرب إلّا مجزوءا کذا فی عروض سیفی. و فی بعض رسائل العروض العربیة المجزوء بیت ذهب منه جزءان سداسیا کان أو رباعیا انتهی. و مآل العبارتین واحد کما لا یخفی. و یؤید هذا ما وقع فی عنوان الشرف من أنّ المجزوء هو البیت الذی حذف عروضه و ضربه. لکن فی رسالة قطب الدین السرخسی الجزء نقص الثلث من أجزاء البیت انتهی. فعلی هذا لا یتصور الجزء إلّا فی البحر المسدّس.

الجزء:

[فی الانکلیزیة]Part،atom،section،fraction
[فی الفرنسیة]Partie،atome،section،fraction
بالضم و السکون فی اللغة پاره، الأجزاء الجمع کما فی الصّراح. و فی اصطلاح العلماء یطلق علی معان، منها ما یترکّب منه و من غیره شی‌ء سواء کان موجودا فی الخارج أو فی العقل کالأجناس و الفصول فإنهما من الأجزاء العقلیة، إلّا أنّ المتکلم لا یسمّی الجزء الأعمّ المحمول و لا المساوی المحمول جزء، بل وضعا «6» نفسیا علی ما فی العضدی و حاشیته للتفتازانی فی تقسیم العلّة إلی المتعدّیة و القاصرة فی مبحث القیاس. و من الأجزاء الخارجیة ما یسمّی جزءا شائعا کالثلث و الربع. و منها ما یعبّر به عن الکل کالروح و الرأس و الوجه و الرقبة من الإنسان کما فی جامع الرموز فی کتاب الکفالة.
و منها الجزء الذی لا یتجزأ المسمّی بالجوهر الفرد و عرّف بأنه جوهر ذو وضع لا یقبل القسمة أصلا لا قطعا و لا کسرا و لا وهما و لا فرضا، أثبته المتکلّمون و نفاه بعض الحکماء. فالجوهر بمنزلة الجنس فلا یدخل فیه النقطة لأنها عرض. و قولهم ذو وضع أی قابل للإشارة الحسّیة. و قیل أی متحیّز بالذات یخرج
______________________________
(1) فکر کالریاضة (م).
(2) طبیعیة کالتنفس (م).
(3) کما أن العبث یکون باعتبار الغایة (م).
(4) بالإرادة (م).
(5) نزد بلغاء کلامیست که بألفاظ فصیح و ترکیب عالی و معانی بدیع آورده شود و کلمه بعد کلمه چنان موافق و محکم نشیند که اگر خواهد کلمه دیگر به جای او بیارد لطافت ترکیب زائل گردد کذا فی جامع الصنائع و مخفی نیست که کلام قرآن همه جزیل و بلیغ است.
(6) وصفا (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 559
المجردات عند من أثبتها لعدم قبولها الإشارة الحسّیة و لا التحیّز. و قولهم لا یقبل القسمة یخرج الجسم. و قولهم أصلا یخرج الخط و السطح الجوهریین لقبولهما القسمة فی بعض الجهات. و القسمة الوهمیة ما هو بحسب التوهّم جزئیا. و الفرضیة ما هو بحسب فرض العقل کلیا علی ما سیجی‌ء.
و فائدة إیراد الفرض أنّ الوهم ربما لا یقدر علی استحضار ما یقسمه لصغره أو لأنّه لا یقدر علی إحاطة ما لا یتناهی. و الفرض العقلی لا یقف لتعقّله الکلّیات المشتملة علی الصغیر و الکبیر و المتناهی و غیر المتناهی، کذا فی شرح الإشارات. فإن قلت: لا یمکن أن یتصور وجود شی‌ء لا یمکن للعقل فرض قسمته. قلت:
المراد من عدم قبول القسمة الفرضیة أنّ العقل لا یجوز القسمة فیه، لا أنّه لا یقدر علی تقدیر قسمته أی علی ملاحظة قسمته و تصوّرها، فإنّ ذلک لیس بممتنع، و للعقل فرض کل شی‌ء و تصوّره حتی وجود المستحیلات و عدم نفسه.
و بالجملة فالمراد بالفرض الفرض الانتزاعی لا الفرض الاختراعی و لا الأعمّ الشامل لهما. و إن شئت الزیادة علی هذا فارجع إلی العلمی حاشیة شرح هدایة الحکمة. و یجئ ما یتعلق بهذا فی لفظ الجوهر أیضا. ثم هذا المعنی للجزء أعمّ من أکثر المعانی الآتیة، و منها الکتاب الذی جمع فیه أحادیث شخص واحد.
و فی شرح شرح النخبة فی بیان حدّ الاعتبار الأجزاء عند المحدّثین هی الکتب التی جمع فیها أحادیث شخص واحد. و منها علّة الماهیة و یسمّی رکنا أیضا. و منها سدس عشر المقیاس و یسمّی درجة أیضا تجوّزا، و یجئ فی لفظ الظل. و منها الدرجة کما سیجی‌ء. و منها جزء من ثلاثمائة و ستین جزءا من أجزاء الدائرة التی علی وجه حجرة الأسطرلاب و یسمّی درجة أیضا، و هی بمثابة درجات معدل النهار المسمّاة بالأجزاء. و المراد بالجزء الواقع فی قول المنجمین جزء الاجتماع و جزء الاستقبال هو الدرجة. و یقول الملّا عبد العلی البرجندی فی شرحه علی زیج «الغ بیکی». المراد بجزء الاجتماع هو الذی یکون فیه الاجتماع. و بجزء الاستقبال موضع القمر فی وقت الاستقبال إذا کان الاستقبال فی اللیل. و موضع الشمس إذا کان الوقت نهارا. و إذا کان فی أحد الطرفین لیل فذلک الجزء الذی هو أقرب إلی أفق الشرق هو المعتبر «1». و منها العدد الأقل الذی یعد الأکثر أی یفنیه کالإثنین من العشرة، فإنّه یعد العشرة أی یفنیه بخلاف الأربعة من العشرة فإنّها لا تعد العشرة فلیست جزءا منها، بل هی جزءان منها، و لذا یعبّر عنهما بالخمسین.
و بالجملة فالعدد الأقل إن عدّ الأکثر فهو جزء له و إن لم یعده فأجزاء له، و هذا المعنی یستعمله المحاسبون، هکذا یستفاد من الشریفی فی بیان النسب. و یفهم من هذا أنّ الجزء هو مرادف الکسر و یؤیّده أنّهم یعبّرون من الکسر الأصم بجزء من کذا. و أیضا یقولون إذا جزّئ الواحد الصحیح بأجزاء معینة سمیت تلک الأجزاء مخرجا و بعض منها کسرا. و منها ما هو مصطلح أهل العروض و هو ما یترکّب من الأصول و یسمّی رکنا أیضا. و الأصول هی السبب و الوتد و الفاصلة. و یجمع الکلّ قولهم:
لم أر علی رأس جبل سمکة، هکذا فی عروض سیفی. و هکذا فی بعض رسائل العروض العربیة، حیث قال: و یترکّب مما ذکرنا من السبب و الوتد و الفاصلة أجزاء تسمّی الأفاعیل
______________________________
(1) و ملا عبد العلی برجندی در شرح زیج الغ بیگی میگوید مراد بجزء اجتماع جزئیست که در ان اجتماع باشد و بجزء استقبال موضع قمر است در وقت استقبال اگر استقبال در شب باشد و موضع آفتاب اگر در روز باشد و اگر در یکی از طرفین شب باشد آن جزء که بافق مشرق اقرب بود معتبر باشد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 560
و التفاعیل. و الأصول «1» من تلک الأجزاء ثمانیة فی اللفظ و عشرة فی الحکم، و تسمّی فواصل و أرکانا و أجزاء. و فی رسالة قطب الدین السرخسی و تسمّی بأصول الأفاعیل أیضا. ثم قال فإثنان من تلک الأصول خماسیان مرکّبان من سبب خفیف و وتد مجموع، فإن تقدّم الوتد فهو فعولن، و إن تأخّر ففاعلن، و ستة سباعیة، و هی علی قسمین: الأول ما هو مرکّب من وتد و سببین خفیفین. فإن کان وتده مجموعا فإن تقدّم علی سببیه فهو مفاعیلن و إن توسّط بینهما فهو فاعلاتن فی غیر المضارع، و إن تأخّر عنهما فهو مستفعلن فی البسیط و الرجز و السریع و المنسرح. و إن کان وتده مفروقا فإن تقدّم علی سببیه فهو فاع لاتن فی المضارع خاصة، و إن توسّط بینهما فهو مس تفع لن فی الخفیف و المجتثّ، و إن تأخّر عنهما فهو مفعولات.
و الثانی ما هو مرکّب من وتد مجموع و فاصلة صغری. فإن تقدّم الوتد فهو مفاعلتن. و إن تأخّر فهو متفاعلن. فإن لم یعرض لهذه الأجزاء تغیّر یخرجها من هذا الوزن فهی سالمة. و إن عرض فمزاحفة انتهی کلامه. و تطلق الأجزاء علی هذه الثلاثة أیضا، أی السبب و الوتد و الفاصلة کما یقول فی جامع الصّنائع، و العرب هکذا یوردون نظائر أجزاء: لم أر علی رأس جبل سمگتن.
و الفرس یسمّون الکلمات المتضمّنة لهذه الحرکات و السکنات أجزاء. و متی ترکّبت بعض هذه الأجزاء مع بعضها الآخر أو تکرّرت فیسمّون ذلک قالبا. یعنی: یسمونه جزء بیت.
و العرب یسمّون القالب جزءا و جمعه أجزاء.
و منها ما هو مصطلح الصّوفیة فی کشف اللّغات حیث یقول: الجزء فی اصطلاح المتصوّفة هو الکثرات و التعینات «2».

الجزئیة:

[فی الانکلیزیة]Particular،individual
[فی الفرنسیة]Particulier،individuel
بالضم عند الحکماء و المنطقیین یطلق علی معان. الأول کون المفهوم بحیث یمنع نفس تصوّره من وقوع الشرکة فی ذلک المفهوم و یسمّی ذلک المفهوم جزئیا حقیقیا. و فی علم النحو یسمّی علما شخصیا. قیل و فیه بحث، فإنّ اسم الإشارة و الضمائر و نحوهما «3» من الأسماء التی یکون الوضع فیها عاما و الموضوع له خاصا من أفراد الجزئی الحقیقی علی المذهب المختار، و لا یسمّیها النحاة أعلاما.
و الثانی کون المفهوم مندرجا تحت کلّی و یسمّی ذلک المفهوم جزئیا إضافیا، و المعنی الأول أخصّ مطلقا من الثانی. و یقابل الجزئی الحقیقی الکلّی الحقیقی و الجزئی الإضافی الکلّی الإضافی، و یجئ توضیحه فی لفظ الکلی.
و الثالث القضیة التی یکون الحکم فیها علی بعض أفراد الموضوع، هذا فی الحملیات. و أمّا فی الشرطیات فیعتبر بالنسبة إلی بعض تقادیر المقدّم و یجئ فی لفظ المحصورة، و فی لفظ الشرطیة. و الرابع العلوم التی موضوعاتها أخصّ من موضوع علم آخر کعلم الطب بالنسبة إلی العلم الطبیعی فإنّه جزئی منه، و قد سبق فی المقدمة فی بیان تقسیم العلوم المدونة.
و الخامس الأفلاک التی هی أجزاء من أفلاک أخر و یجئ فی لفظ الفلک.
______________________________
(1) الأصول (- م).
(2) چنانچه در جامع الصنائع گوید و عرب نظائر اجزاء بدین ترتیب آورده‌اند لم ار علی راس جبل سمکتن. و پارسیان این کلمات متضمن این حرکات و سکنات را اجزاء نام کرده‌اند و چون بعضی ازین اجزاء با بعضی مرکب گردد و یا مکرر شود آن را قالب خوانند یعنی جزء بیت خوانند و عرب قالب را جزء گویند جمع آن اجزاء است و منها ما هو مصطلح الصوفیة در کشف اللغات میگوید جزء در اصطلاح متصوفه کثرات و تعینات را گویند.
(3) و نحوهما (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 561

الجزل:

[فی الانکلیزیة]Subtracting a syllable
[فی الفرنسیة]Retranchement d'une syllable
بالفتح و سکون الزاء المعجمة عند أهل العروض هو الخزل بالخاء المعجمة و سیجی‌ء.

الجزیة:

[فی الانکلیزیة]Tribute،capitation،tax
[فی الفرنسیة]Tribut،capitation،impot financier
بالکسر و سکون الزاء المعجمة هی المال الذی یوضع علی الذّمّی، و یسمّی بالخراج و خراج الرأس، کذا فی جامع الرموز.

الجسأة:

[فی الانکلیزیة]Hardening،callus،callosity،hard skin
[فی الفرنسیة]Durcissement،cal،calus،callosite،durillon
بالضمّ و سکون السین المهملة مثل الجرعة هی الصلابة. و جسأة المعدة صلابتها و کذلک جسأة الطّحال. و الجسأة فی الأجفان هو أن یعرض للأجفان عسر حرکة إلی التغمیض عن انقباض یقتضیها مع حمرة بلا رطوبة فی الأکثر، و یقال لها صلابة الأجفان أیضا. و جسأة الملتحمة هی صلابة تعرض فی العین کلها بحیث تعسر معها حرکة العین، و یعرض لها تمدّد من شدة الجفاف، کذا فی بحر الجواهر.

الجسد:

[فی الانکلیزیة]Body
[فی الفرنسیة]Corps،chair
بفتح الجیم و السین المهملة فی اللغة الجسم و الأجساد الجمع. و فی البیضاوی الجسد جسم ذو لون، و لذلک لا یطلق علی الماء و الهواء. و منه الجساد للزعفران. و قیل جسم ذو ترکیب لأنّ أصله جمع «1» الشی‌ء و اشتداده انتهی کلامه. و الجسد عند الصوفیة یطلق غالبا علی الصورة المثالیة علی ما فی شرح الفصوص للمولوی عبد الرحمن الجامی فی الفص الإسحاقی.

الجسم:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Body،organism،huge body
[فی الفرنسیة]Corps،organisme،corps corpulent
بالکسر و سکون السین المهملة بالفارسیة:
تن و کلّ شی‌ء عظیم الخلقة کما فی المنتخب.
و عند أهل الرّمل اسم لعنصر الأرض. و هو ثمانیة أنواع من التراب، کما سیأتی فی لفظ مطلوب. إذن یقولون: تراب انکیس للجسم الأوّل إلی تراب العتبة الداخل الذی هو الجسم السّابع «2». و عند الحکماء یطلق بالاشتراک اللفظی علی معنیین أحدهما ما یسمّی جسما طبیعیا لکونه یبحث عنه فی العلم الطبیعی، و عرّف بأنه جوهر یمکن أن یفرض فیه أبعاد ثلاثة متقاطعة علی زوایا قائمة. و إنّما اعتبر فی حده الفرض دون الوجود لأنّ الأبعاد المتقاطعة علی الزوایا القائمة ربما لم تکن موجودة فیه بالفعل کما فی الکرة و الأسطوانة و المخروط المستدیرین، و إن کانت موجودة فیه بالفعل کما فی المکعّب مثلا فلیست جسمیته باعتبار تلک الأبعاد الموجودة فیه لأنها قد تزول مع بقاء الجسمیة الطبعیة «3» بعینها. و اکتفی بإمکان الفرض لأنّ مناط الجسمیة لیس هو «4» فرض الأبعاد بالفعل حتی یخرج الجسم عن کونه جسما طبعیا «5» لعدم فرض الأبعاد فیه، بل مناطها مجرد إمکان الفرض سواء فرض أو لم
______________________________
(1) لجمع (م).
(2) و هر چیز عظیم خلقت کما فی المنتخب. و عند أهل الرمل اسم لعنصر الارض و آن هشت خاک‌اند چنانکه در لفظ مطلوب مذکور خواهد شد پس خاک آنکیس را جسم اوّل گویند تا خاک عتبة الداخل که جسم هفتم است.
(3) الطبیعیة (م).
(4) هو (- م).
(5) طبیعیا (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 562
یفرض. و لا یرد الجواهر المجردة لأنّا لا نسلّم أنّه یمکن فرض الأبعاد فیها، بل الفرض محال، کالمفروض علی قیاس ما قیل فی الجزئی و الکلی. و تصویر فرض الأبعاد المتقاطعة أن تفرض فی الجسم بعدا ما کیف اتفق و هو الطول، ثم بعدا آخر فی أیّ جهة شئت من الجهتین الباقیتین مقاطعا له بقائمة و هو العرض، ثم بعدا ثالثا مقاطعا لهما علی زوایا قائمة و هو العمق، و هذا البعد الثالث لا یوجد فی السطح، فإنّه یمکن أن یفرض فیه بعدان متقاطعان علی قوائم، و لا یمکن أن یفرض فیه بعد ثالث مقاطع للأولین إلّا علی حادة و منفرجة. و لیس قید التقاطع علی زوایا قوائم لإخراج السطح کما توهّمه بعضهم، لأنّ السطح عرض فخرج بقید الجوهر، بل لأجل أن یکون القابل للأبعاد الثلاثة خاصة للجسم فإنّه بدون هذا القید لا یکون خاصة له.
فإن قیل کیف یکون خاصة للجسم الطبعی مع أنّ التعلیمی مشارک له فیه؟. أجیب بأنّ الجسم الطبعی تعرض له الأبعاد الثلاثة المتقاطعة علی قوائم فتکون خاصة له، و التعلیمی غیر خارج عنه تلک الأبعاد الثلاثة لأنها مقوّمة له.
و بالجملة فهذا حدّ رسمیّ للجسم لا حدّ ذاتی، سواء قلنا إنّ الجوهر جنس للجواهر أو لازم لها، لأن «1» القابل للأبعاد الثلاثة إلی آخره من اللوازم الخاصة لا من الذاتیات، لأنه إمّا أمر عدمی فلا یصلح أن یکون فصلا ذاتیا للجسم الذی هو من الحقائق الخارجیة، و إمّا وجودی، و لا شکّ فی قیامه بالجسم فیکون عرضا، و العرض لا یقوّم الجوهر، فلا یصح کونه فصلا أیضا. کیف و الجسم معلوم بداهة لا بمعنی أنه محسوس صرف لأنّ إدراک الحواس مختص بسطوحه و ظواهره، بل بمعنی أنّ الحسّ أدرک بعض أعراضه کسطحه، و هو من مقولة الکمّ و لونه و هو من مقولة الکیف و أدّی ذلک إلی العقل، فحکم العقل بعد ذلک بوجود ذات الجسم حکما ضروریا غیر مفتقر إلی ترکیب قیاسی.
إن قیل: هذا الحدّ صادق علی الهیولی التی هی جزء الجسم المطلق لکونها قابلة للأبعاد. قلنا: لیست قابلة لها بالذات بل بواسطة الصورة الجسمیة، و المتبادر من الحدّ إمکان فرض الأبعاد نظرا إلی ذات الجوهر فلا یتناول ما یکون بواسطة. فإن قلت: فالحد صادق علی الصورة الجسمیة فقط. قلنا: لا بأس بذلک لأن الجسم فی بادئ الرأی هو هذا الجوهر الممتد فی الجهات، أعنی الصورة الجسمیة. و أما أنّ هذا الجوهر قائم بجوهر آخر فممّا لا یثبت إلّا بأنظار دقیقة فی أحوال هذا الجوهر الممتدّ المعلوم وجوده بالضرورة، فالمقصود هاهنا تعریفه.
و ثانیهما ما یسمّی جسما تعلیمیا إذ یبحث عنه فی العلوم التعلیمیة أی الریاضیة و یسمّی ثخنا أیضا کما سبق، و عرّفوه بأنه کمّ قابل للأبعاد الثلاثة المتقاطعة علی الزوایا القائمة.
و القید الأخیر للاحتراز عن السطح لدخوله فی الجنس الذی هو الکمّ. قیل الفرق بین الطبیعی «2» و التعلیمی ظاهر، فإنّ الشمعة الواحدة مثلا یمکن تشکیلها بأشکال مختلفة تختلف مساحة سطوحها فیتعدد الجسم التعلیمی. و أما الجسم الطبیعی ففی جمیع الأشکال أمر واحد، و لو أرید جمع المعنیین فی رسم یقال هو القابل لفرض الأبعاد المتقاطعة علی الزوایا القائمة و لا یذکر الجوهر و لا الکم.
______________________________
(1) لأن (- م، ع).
(2) الطبعی (ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 563

التقسیم‌

الحکماء قسّموا الجسم الطبیعی تارة إلی مرکّب یتألف من أجسام مختلفة الحقائق کالحیوان و إلی بسیط و هو ما لا یتألف منها کالماء، و قسّموا المرکّب إلی تام و غیر تام و البسیط إلی فلکی و عنصری و تارة إلی مؤلّف یترکّب من الأجسام سواء کانت مختلفة کالحیوان أو غیر مختلفة کالسریر المرکّب من القطع الخشبیة المتشابهة فی الماهیة و إلی مفرد لا یترکب منها. قال فی العلمی حاشیة شرح هدایة الحکمة و النسبة بین هذه الأقسام أنّ المرکب مباین للبسیط الذی هو أعمّ مطلقا من المفرد، إذ ما لا یترکّب من أجسام مختلفة الحقائق قد لا یترکّب من أجسام أصلا، و قد یترکّب من أجسام غیر مختلفة الحقائق.
و بالجملة فالمرکب مباین للبسیط و للمفرد أیضا، فإنّ مباین الأعمّ مباین الأخصّ و المرکّب أخصّ مطلقا من المؤلّف، إذ کلّ ما یترکّب من أجسام مختلفة الحقائق مؤلّف من الأجسام بلا عکس کلی، و البسیط أعمّ من وجه من المؤلّف لتصادقهما فی الماء مثلا و تفارقهما فی المفرد المباین للمؤلّف و فی المرکب.
و أما عند المتکلمین فعند الأشاعرة منهم هو المتحیز القابل للقسمة فی جهة واحدة أو أکثر. فأقلّ ما یترکّب منه الجسم جوهران فردان أی مجموعهما لا کلّ واحد منهما. و قال القاضی: الجسم هو کلّ واحد من الجوهرین لأنّ الجسم هو الذی قام به التألیف اتفاقا، و التألیف عرض لا یقوم بجزءین علی أصول أصحابنا لامتناع قیام العرض الواحد الشخصی بالکثیر، فوجب أن یقوم بکل من الجوهرین المؤلّفین علی حدة، فهما جسمان لا جسم واحد «1»، و لیس هذا نزاعا لفظیا راجعا إلی أنّ لفظ الجسم یطلق علی ما هو مؤلّف فی نفسه أی فیما بین أجزائه الداخلة فیه، أو یطلق علی ما هو مؤلّف مع غیره کما توهّمه الآمدی، بل هو نزاع فی أمر معنوی هو أنه هل یوجد ثمة أی فی الجسم أمر موجود غیر الأجزاء هو الاتصال و التألیف کما یثبته المعتزلة، أو لا یوجد؟ فجمهور الأشاعرة ذهبوا إلی الأول فقالوا: الجسم هو مجموع الجزءین، و القاضی إلی الثانی، فحکم أنّ کلّ واحد منهما جسم.
و قالت المعتزلة الجسم هو الطویل العریض العمیق. و اعترض علیه الحکماء بأنّ الجسم لیس جسما بما فیه من الأبعاد بالفعل. و أیضا إذا أخذنا شمعة و جعلنا طولها شبرا و عرضها شبرا ثم جعلنا طولها ذراعا و عرضها إصبعین مثلا فقد زال ما کان، و جسمیتها باقیة بعینها، و هذا غیر وارد لأنه مبنی علی إثبات الکمیة المتصلة. و أما علی الجزء و ترکّب الجسم منه کما هو مذهب المتکلّمین فلم یحدث فی الشمعة شی‌ء لم یکن و لم یزل عنها شی‌ء قد کان، بل انقلب الأجزاء الموجودة من الطول إلی العرض أو بالعکس.
أو نقول المراد أنه یمکن أن یفرض فیه طول و عرض و عمق، کما یقال الجسم هو المنقسم و المراد قبوله للقسمة. ثم اختلف المعتزلة بعد اتفاقهم علی ذلک الحدّ فی أقل ما یترکّب منه الجسم من الجواهر الفردة «2». فقال النّظّام لا یتألف الجسم إلّا من أجزاء غیر متناهیة. و قال الجبّائی یتألف الجسم من أجزاء ثمانیة بأن یوضع جزءان فیحصل الطول و جزءان آخران علی جنبه فیحصل العرض، و أربعة أخری فوق تلک الأربعة فیحصل العمق. و قال العلّاف من ستة بأن یوضع ثلاثة علی ثلاثة. و الحق أنه یمکن من أربعة أجزاء بأن یوضع جزءان و بجنب
______________________________
(1) واحد (- م، ع).
(2) المفردة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 564
أحدهما ثالث و فوقه جزء آخر و بذلک یتحصل الأبعاد الثلاثة. و علی جمیع التقادیر فالمرکّب من جزءین أو ثلاثة لیس جوهرا فردا و لا جسما عندهم، سواء جوّزوا التألیف أم لا.
و بالجملة فالمنقسم فی جهة واحدة یسمّونه خطا و فی جهتین سطحا، و هما واسطتان بین الجوهر الفرد و الجسم عندهم، و داخلتان فی الجسم عند الأشاعرة، و النزاع لفظی و قیل معنوی. و وجه التطبیق بین القولین علی ما ذکره المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المطالع أنّ المراد إنّ ما یسمّیه کل أحد بالجسم و یطلقه هل یکفی فی حصوله الانقسام مطلقا أو الانقسام فی الجهات الثلاث؟ فالنزاع لفظی، بمعنی أنه نزاع فی ما یطلق علیه لفظ الجسم، و لیس لفظیا بمعنی أن یکون النزاع راجعا إلی مجرد اللفظ و الاصطلاح لا فی المعنی انتهی.
و ما عرفه به بعض المتکلّمین کقول الصالحیة «1» من المعتزلة الجسم هو القائم بنفسه، و قول بعض الکرّامیة هو الموجود، و قول هشام «2» هو الشی‌ء فباطل لانتقاض الأوّل بالباری تعالی و الجوهر الفرد، و انتقاض الثانی بهما و بالعرض أیضا، و انتقاض الثالث بالثلاثة أیضا علی أنّ هذه الأقوال لا تساعد علیها اللغة، فإنّه یقال زید أجسم من عمرو أی أکثر ضخامة و انبساط أبعاد و تألیف أجزاء. فلفظ الجسم بحسب اللغة ینبئ عن الترکیب و التألیف، و لیس فی هذه الأقوال إنباء عن ذلک. و أما ما ذهب إلیه النّجّار و النّظّام من المعتزلة من أنّ الجسم مجموع أعراض مجتمعة، و أنّ الجواهر مطلقا أعراض مجتمعة فبطلانه أظهر.
فائدة: قال المتکلّمون الأجسام متجانسة بالذات أی متوافقة الحقیقة لترکّبها من الجواهر الفردة، و أنها متماثلة لا اختلاف فیها، و إنّما یعرض الاختلاف لا فی ذاتها، بل بما «3» یحصل فیها من الأعراض بفعل القادر المختار.
هذا ما قد أجمعوا علیه إلّا النّظّام، فإنّه یجعل الأجسام نفس الأعراض، و الأعراض مختلفة بالحقیقة، فتکون الأجسام علی رأیه أیضا کذلک. و قال الحکماء بأنها مختلفة الماهیات.
فائدة: الجسم المرکّب لا شک فی أنّ أجزاءه المختلفة موجودة فیه بالفعل و متناهیة.
و أما الجسم البسیط فقد اختلف فیه. فذهب جمهور الحکماء إلی أنه غیر متألّف من أجزاء بالفعل بل بالقوة، فإنّه متصل واحد فی نفسه کما هو عند الحسّ، لکنه قابل لانقسامات غیر متناهیة، علی معنی أنه لا تنتهی القسمة إلی حدّ لا یکون قابلا للقسمة، و هذا کقول المتکلمین أنّ اللّه تعالی قادر علی المقدورات الغیر المتناهیة مع قولهم بأنّ حدوث ما لا نهایة محال. فکما أنّ مرادهم أنّ قادریته تعالی لا تنتهی إلا حدّ إلّا و یصح منه الإیجاد بعد ذلک، فکذلک الجسم لا یتناهی فی القسمة إلی حدّ إلّا و یتمیّز فیه طرف عن طرف فیکون قابلا للقسمة الوهمیة. و ذهب بعض قدماء الحکماء و أکثر المتکلّمین من المحدثین إلی أنّه مرکّب من أجزاء لا تتجزأ موجودة فیه بالفعل متناهیة.
______________________________
(1) فرقة من المرجئة القدریة أتباع صالح بن عمر الصالحی، و الذی عدّه ابن المرتضی فی الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة.
و قد خالف الصالحی جمهور العلماء فی کثیر من الآراء، و زعم أن الإیمان هو المعرفة باللّه فقط، و الکفر الجهل به، و أن الصلاة لیست عبادة، و الإیمان وحده هو العبادة. و کانت للصالحیة ضلالات کثیرة. الفرق بین الفرق 207، الملل و النحل 145، طبقات المعتزلة 73.
(2) هو هشام بن عمرو الفوطی الشیبانی. ذکره ابن المرتضی فی آخر الطبقة السادسة من المعتزلة. زعیم الفرقة الهشامیة من المعتزلة. و کانت له ضلالات کبیرة فی القدر و تحریف القرآن، بل کان ینکر کثیرا مما ذکره القرآن. الفرق 159، الملل و النحل 72، مقالات الإسلامیین 1/ 218، التبصیر 75، طبقات المعتزلة 61.
(3) مما (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 565
و ذهب بعض قدماء الحکماء کأنکسافراطیس «1» و النّظّام من المعتزلة إلی أنّه مؤلّف من أجزاء لا تتجزأ موجودة بالفعل غیر متناهیة. و ذهب البعض کمحمد الشهرستانی «2» و الرازی إلی أنّه متصل واحد فی نفسه کما هو عند الحسّ قابل لانقسامات متناهیة. و ذهب دیمقراطیس «3» و أصحابه إلی أنّه مرکّب من بسائط صغار متشابهة الطّبع، کلّ واحد منها لا ینقسم فکّا أی بالفعل، بل وهما و نحوه، و تألّفها إنما یکون بالتّماسّ و التجاور لا بالتداخل کما هو مذهب المتکلمین. و ذهب بعض القدماء من الحکماء إلی أنّه مؤلّف من أجزاء موجودة بالفعل متناهیة قابلة للانقسام کالخطوط، و هو مذهب أبی البرکات البغدادی «4»، فإنّهم ذهبوا إلی ترکّب الجسم من السطوح و السطوح من الخطوط و الخطوط من النقط.
فائدة: اختلف فی حدوث الأجسام و قدمها فقال الملّیّون کلهم من المسلمین و الیهود و النصاری و المجوس إلی أنها محدثة بذواتها و صفاتها و هو الحق. و ذهب أرسطو و من تبعه کالفارابی و ابن سینا إلی أنها قدیمة بذواتها و صفاتها. قالوا الأجسام إمّا فلکیات أو عنصریات. أمّا الفلکیات فإنها قدیمة بموادّها و صورها الجسمیة و النوعیة و أعراضها المعینة من الأشکال و المقادیر إلّا الحرکات و الأوضاع المشخّصة فإنها حادثة قطعا. و أمّا مطلق الحرکة و الوضع فقدیمة أیضا و أمّا العنصریات فقدیمة بموادّها و بصورها الجسمیة بنوعها لأنّ المادة لا تخلو عن الصورة الجسمیة التی هی طبیعة واحدة نوعیة لا تختلف إلّا بأمور خارجة عن حقیقتها فیکون نوعها مستمر الوجود بتعاقب أفرادها أزلا و أبدا، و قدیمة بصورها النوعیة بجنسها لأنّ مادّتها لا یجوز خلوها عن صورها النوعیة بأسرها، بل لا بدّ أن تکون معها واحدة منها، لکن هذه متشارکة فی جنسها دون ماهیتها النوعیة، فیکون جنسها مستمر الوجود بتعاقب أنواعها. نعم الصورة المشخّصة فیهما أی فی الصورة الجسمیة و النوعیة و الأعراض المختصة المعینة محدثة، و لا امتناع فی حدوث بعض الصور النوعیة. و ذهب من تقدّم أرسطو من الحکماء إلی أنها قدیمة بذواتها محدثة بصفاتها، و هؤلاء قد اختلفوا فی تلک الذوات القدیمة.
فمنهم من قال إنّه جسم و اختلف فیه، فقیل إنه الماء، و منه إبداع الجواهر کلها من السماء و الأرض و ما بینهما، و قیل الأرض و حصل البواقی بالتلطیف، و قیل النار و حصل البواقی بالتکثیف، و قیل البخار و حصلت العناصر بعضها بالتلطیف و بعضها بالتکثیف، و قیل الخلیط من
______________________________
(1) الأرجح أنه انکساغوراس (- 428 ق. م). فیلسوف یونانی ولد قرب ازمیر بترکیا الیوم، اتبع التفسیر العقلی للوجود و اعتبر الوجود یقوم علی اتصال و انفصال الجواهر الموجودة بالفعل. و ترجیحنا مردّه إلی إمکانیة وقوع تصحیف فی الاسم. کرم، الفلسفة الیونانیة، انکساغوراس.
(2) هو محمد بن عبد الکریم بن أحمد، أبو الفتح الشهرستانی. ولد فی شهرستان عام 479 ه/ 1086 م. و توفی فیها عام 548 ه/ 1153 م. إمام فی علم الکلام و الأدیان و مذاهب الفلاسفة. و لقب بالأفضل. له الکثیر من المصنفات الهامة.
الأعلام 6/ 215، وفیات الأعیان 1/ 482، مفتاح السعادة 1/ 264، تاریخ حکماء الإسلام 141. آداب اللغة 3/ 99، لسان المیزان 5/ 263، طبقات السبکی 4/ 78.
(3) فیلسوف یونانی، ولد فی ابدیرا من نواحی ترافیه، عاصر سقراط. عاش فی حدود عام 470- 361 ق. م. نادی بأن الملأ ینقسم إلی ذرات یفصلها خلاء و هی دائمة الحرکة و لا حصر لها. طبقات الأطباء و الحکماء لابن جلجل 33، طبقات الأمم 27، الیعقوبی 96، مختصر الدول 284.
(4) هو هبة اللّه بن علی بن ملکا البغدادی، أبو البرکات، المعروف بأوحد الزمان. ولد عام 480 ه/ 1087 م و توفی ببغداد عام 560 ه/ 1165 م. طبیب، فیلسوف. کان یهودیا ثم أسلم فی آخر عمره. له الکثیر من الکتب فی الطب و المنطق و الفلسفة.
الأعلام 8/ 74، طبقات الأطباء 1/ 278، وفیات الأعیان 2/ 193، تاریخ حکماء الإسلام 152.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 566
کلّ شی‌ء لحم و خبز و غیر ذلک. فإذا اجتمع من جنس منها شی‌ء له قدر محسوس ظن أنّه قد حدث و لم یحدث، إنما حدث الصورة التی أوجبها الاجتماع و یجئ فی لفظ العنصر أیضا.
و منهم من قال إنه لیس بجسم، و اختلف فیه ما هو. فقالت الثنویة من المجوس النور و الظلمة و تولّد العالم من امتزاجهما. و قال الحرمانیون «1» منهم القائلون بالقدماء الخمسة النفس و الهیولی و قد عشقت النفس بالهیولی لتوقّف کمالاتها علی الهیولی فحصل من اختلاطها المکوّنات. و قیل هی الوحدة فإنها تحیّزت و صارت نقطا و اجتمعت النقط خطا و الخطوط سطحا و السطوح جسما. و قد یقال أکثر هذه الکلمات رموز لا یفهم من ظواهرها مقاصدهم. و ذهب جالینوس إلی التوقّف. حکی أنّه قال فی مرضه الذی مات فیه لبعض تلامذته أکتب عنی أنی ما علمت أنّ العالم قدیم أو محدث و أن النفس الناطقة هی المزاج أو غیره. و أما القول بأنها حادثة بذواتها و قدیمة بصفاتها فلم یقل به أحد لأنّه ضروری البطلان.
فائدة: الأجسام باقیة خلافا للنّظّام فإنه ذهب إلی أنها متجددة آنا فآنا کالأعراض. و إن شئت توضیح تلک المباحث فارجع إلی شرح المواقف و شرح الطوالع.

الجسمانی:

[فی الانکلیزیة]Bodily،material
[فی الفرنسیة]Corporel،materiel
هو الشی‌ء الحال فی الجسم کما فی شرح المواقف فی المقصد الخامس من مرصد الماهیة.

الجعفریة:

[فی الانکلیزیة]Al -Ja'fariyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Ja'fariyya)secte(
فرقة من المعتزلة أصحاب الجعفرین بن مبشر «2» و ابن حرب «3»، وافقوا الإسکافیة «4» و زادوا علیهم أنّ فی فسّاق الأمة من هو أشر من الزنادقة و المجوس. و إجماع الأمة علی حدّ الشرب خطأ لأنّ المعتبر فی الحدّ هو النص.
و سارق الحبة فاسق منخلع من الإیمان «5»، کذا فی شرح المواقف.

الجعل:

[فی الانکلیزیة]Creation،production
[فی الفرنسیة]Creation،production
بالفتح و سکون العین المهملة فی اللغة بمعنی کردن علی ما فی الصّراح. و هو عند الحکماء علی قسمین: جعل بسیط، و هو جعل
______________________________
(1) و یقال أیضا الحرنانیون، فرقة من الصابئة أو فرقة من المجوس قالوا إن الصانع المعبود واحد و کثیر واحد بالذات و کثیر بالأشخاص. و قالوا بالتناسخ و الحلول. و قد أخذوا مقالاتهم عن مجموعة من الفلاسفة القدماء أمثال عاذ یموس و هرمس و غیرهم. الملل و النحل 308، و عن المجوس انظر، الملل و النحل 234، التبصیر 149، الفرق 266، 270، أخبار الحکماء 257، الفصل 1/ 34.
(2) هو جعفر بن بشر بن أحمد الثقفی. ولد ببغداد و توفی فیها عام 234 ه/ 848 م. من کبار متکلمی المعتزلة. له آراء انفرد بها و عدة تصانیف. الأعلام 2/ 126، تاریخ بغداد 7/ 162.
(3) هو جعفر بن حرب الهمذانی. ولد ببغداد عام 177 ه/ 793 م. و فیها توفی عام 236 ه/ 850 م. تتلمذ علی العلّاف و أصبح من کبار متکلمی المعتزلة. له عدة کتب فی الاعتزال و کانت له صلة بالخلیفة العباسی الواثق. الأعلام 2/ 123، تاریخ بغداد 7/ 162، مروج الذهب 2/ 298.
(4) من فرق المعتزلة أتباع محمد بن عبد اللّه الإسکافی الذی اقتدی بجعفر بن حرب. و قال إن اللّه قادر علی ظلم الأطفال و المجانین و لیس بقادر علی ظلم العقلاء البالغین. و له آراء و أوهام کثیرة. التبصیر 79، الملل و النحل 70، الفرق بین الفرق 172.
(5) من فرق المعتزلة أتباع الجعفرین: جعفر بن مبشر و جعفر بن حرب. قالوا إن فسّاق المسلمین أشر من الیهود و النصاری و المجوس و الزنادقة مع أنهم موحّدون فی منزلة بین المنزلتین أی لا مؤمن و لا کافر. و کانت لهم ضلالات. التبصیر 78، الفرق 167، الملل و النحل 68.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 567
الشی‌ء و أثره نفس ذلک الشی‌ء، فلا یستدعی إلّا أمرا واحدا، و لا یکون بحسبه إلّا مجعولا فقط.
و حاصله إخراج شی‌ء من العدم إلی الوجود.
و قد أشیر إلیه فی القرآن وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ «1». و جعل مرکّب و هو جعل الشی‌ء شیئا، و أثره مفاد الهیئة الترکیبیة الحملیة، أعنی اتصاف الماهیة بالوجود من حیث إنّه غیر مستقل بالمفهومیة و مرآة لملاحظة الطرفین، و هو یتوسّط بین الشیئین فیستدعی مجعولا و مجعولا إلیه.
فالإشراقیون ذهبوا إلی الأول فقالوا الفاعل یجعل نفس الماهیة. و المشّائیون إلی الثانی أی الجعل المؤلّف، و قالوا الفاعل یجعل الماهیة موجودة، کذا ذکر میرزا زاهد فی حاشیة شرح المواقف فی الأمور العامة فی مقصد الماهیة مجعولة أم لا. و استدل علی حقیة «2» الجعل البسیط بوجوه. منها أنّه یجب الانتهاء إلی جعل بسیط متعلق بالوجود أو الاتصاف به إذ کل ما یفرض «3» أنّه مجعول فهو أیضا فی نفسه ماهیة فیحتاج إلی الجعل و هلمّ جرّا. و منها أنّ الوجود أمر اعتباری و کذا وجود الاتصاف. و أثر الجعل کما هو الظاهر أمر عینی. و منها أنّ مصداق حمل الوجود فی الواجب تعالی الحقیقة من حیث هی، و فی الممکن الماهیة من حیث إسنادها إلی الجاعل، فإذا فرض استغناؤها فی نفسها عنه یصدق حمل الوجود علیها فی مرتبة ذاتها، فلا یکون الممکن ممکنا. و استدل علی حقیّة الجعل المؤلّف بوجهین. الأول أنّ توسّط الجعل بین الماهیة و نفسها غیر معقول، و لا یخفی أنه مبنی علی عدم تصویر الجعل البسیط، فإنّ الجعل المتوسط المتخلل بین الشی‌ء و نفسه هو الجعل المؤلّف لا الجعل البسیط. و الثانی أنّ علّة الاحتیاج فی الممکن هی الإمکان و هو کیفیة نسبة الوجود إلی الماهیة، فیکون المجعول الماهیة باعتبار الوجود لا الماهیة من حیث هی. و لا یخفی أنّ الإمکان علّة لاحتیاج الماهیة باعتبار الوجود لا لاحتیاجها مطلقا، فلا یلزم رفع احتیاجها من حیث هی. کیف و لها فی کل مرتبة احتیاج مع أنّ ما هو علّة الاحتیاج هو الإمکان بمعنی مصداق الجعل و هو نفس الممکن، هکذا فی حواشی السلّم. و إن شئت الزیادة علی هذا فارجع إلی حواشی الزاهدیة علی شرح المواقف «4».

جغشباط آی:

[فی الانکلیزیة]Jagcha -bat -Ay)Turkish month(
[فی الفرنسیة]Jagcha -bat -Ay)mois turc(
اسم شهر من أشهر تقویم الترک «5».

جفا:

[فی الانکلیزیة]Distance،rudeness
[فی الفرنسیة]Eloignement،rudesse
کلمة عربیة أصلها جفاء، أی الجفاء.
و عند الصوفیة: هو الغطاء الذی یحجب قلب السالک عن المعارف و المشاهدات التی کان بها یربّی «6»).

الجفاف:

[فی الانکلیزیة]Dryness،aridity
[فی الفرنسیة]Secheresse،aridite
بالفتح و تخفیف الفاء و هو مقابل البلة و قد سبق.
______________________________
(1) الأنعام/ 1.
(2) احقیة (م).
(3) یعرض (م).
(4) حواشی الزاهدیة علی شرح المواقف لمحمد زاهد بن محمد أسلم العلوی میر زاهد (- مجهول) علّق فیها علی الموقف الثانی فی الأمور العامة من شرح المواقف لعلی بن محمد الشریف الجرجانی (- 816 ه).
(5) جغشباط آی نام ماهیست در تاریخ ترک
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 567 الجفاف: … ص: 567
(6) جفا نزد صوفیه پوشانیدن دل سالک است از معارف و مشاهدات که او را بدان‌ها تربیت می‌کردند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 568

الجفر:

[فی الانکلیزیة]،Art of telling the future
sciences of the letters of the alphabet and how to predict future till the end of the world
[فی الفرنسیة]،Art de predire l'avenir،
science des lettres de l'alphabet et comment en deviner l'avenir jusqua la fin des jour
Eeicnamono
بالفتح و سکون الفاء هو علم یبحث فیه عن الحروف من حیث هی بناء مستقل بالدلالة، و یسمّی بعلم الحروف و بعلم التکسیر أیضا.
و فائدته الاطلاع علی فهم الخطاب المحمّدی الذی لا یکون إلا بمعرفة علم اللسان العربی.
هکذا یستفاد من بعض الرسائل. و یعرف من هذا العلم حوادث العالم إلی انقراضه. قال السیّد السّند فی شرح المواقف فی المقصد الثانی من نوع العلم: الجفر و الجامعة کتابان لعلیّ کرّم اللّه وجهه قد ذکر فیهما علی طریقة علم الحروف الحوادث التی تحدث إلی انقراض العالم.
و کانت الأئمة المعروفون من أولاده یعرفونهما و یحکمون بهما. و فی کتاب قبول العهد الذی کتبه علی بن موسی رضی اللّه عنه إلی المأمون «1» بعد أن وعد المأمون له بالخلافة أنّک قد عرفت من حقوقها ما لم یعرفه آباؤک فقبلت منک عهدک، إلّا أنّ الجفر و الجامعة یدلان علی أنّه لا یتم. و لمشایخ المغاربة نصیب من علم الحروف ینتسبون فیه إلی أهل البیت.
و رأیت أنا بالشام نظما أشیر فیه بالرموز إلی أحوال ملوک مصر و سمعت أنّه مستخرج من ذینک الکتابین انتهی.

الجلاء:

[فی الانکلیزیة]Brilliance،manifestation،transfiguration
[فی الفرنسیة]Eclat،manification،transfiguration
بالکسر: الکحل و الضّیاء. و فی اصطلاح الصوفیة: الجلاء هو ظهور الذّات القدسیّة لذاته فی ذاته فی تعییناته، کذا فی کشف اللّغات «2».

الجلّاب:

[فی الانکلیزیة]Honey with rosewater
[فی الفرنسیة]Miel avec eau de rose
بالضم و تشدید اللام عند الأطباء هو العسل المطبوخ فی ماء الورد «3» حتی یتقوّم، و قد یتخذ بالسّکر. و قد یطلق علی المنضج کذا فی بحر الجواهر.

الجلب:

[فی الانکلیزیة]Chosen house
[فی الفرنسیة]Domicile d'election
عند المنجّمین هو وجود کوکب مذکّر فی نصف نهار الفلک و وجود کوکب مؤنّث فی نصف اللیل، و یجئ فی لفظ الحیّز «4».

الجلال:

[فی الانکلیزیة]Greatness،magnificence،splendour،the Venerated)God(
[فی الفرنسیة]Grandeur،magnificence splendeur،le Venere)Dieu(
بالفتح و تخفیف اللام فی اللّغة بزرکی کما فی المنتخب. و أیضا احتجاب الذّات بتعیّنات الأکوان، و لکلّ جمال عدّة وجوه من الجلال کذا فی کشف اللّغات. و فی اصطلاح الصوفیة معناه: إظهار استغناء المعشوق عن عشق العاشق، و ذلک دلیل علی فناء وجود و غرور العاشق، و إظهار عجزه، و بقاء ظهور المعشوق
______________________________
(1) هو عبد اللّه أبو العباس المأمون بن الرشید. ولد ببغداد عام 170 ه، و توفی بطوس أثر حمّی أصابته عام 218 ه. الخلیفة العباسی. تولی الإمارة قبل أن یصبح خلیفة. کان معتزلی المذهب. و حارب کثیرا و حقق انتصارات عظیمة. و فی عهده ظهرت محنة القول بخلق القرآن. الطبری 10/ 270، المقریزی 2/ 492، الفخری 197، تاریخ بغداد 10/ 183، الکامل 6/ 144، الأعلام 4/ 142.
(2) سرمه و روشنائی و در اصطلاح صوفیه جلاء ظهور ذات قدسیه است لذاته فی ذاته فی تعییناته کذا فی کشف اللغات.
(3) و ردّ (م).
(4) نزد منجمان بودن کوکب مذکر است در نیمه روزی فلک و بودن کوکب مؤنث است در نیمه شبی و سیجی‌ء فی لفظ الحیز.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 569
بحیث یحصل للعاشق الیقین بأنّه هو. کذا فی بعض الرسائل «1». و فی الإنسان الکامل الجلال عبارة عن ذاته تعالی بظهوره فی أسمائه و صفاته کما هی علیه، هذا علی الإجمال. و أما علی التفصیل فإنّ الجلال عبارة عن صفة العظمة و الکبریاء و المجد و السّناء و کل جمال له فإنّ شدة ظهوره یسمّی جلالا کما أنّ کل جلال له فهو فی مبادی ظهوره علی الخلق یسمّی جمالا.
و من هاهنا قیل إنّ لکل جمال جلالا و لکل جلال جمالا، و إنّ «2» بأیدی الخلق لا یظهر لهم من جمال اللّه إلّا جمال الجلال أو جلال الجمال. و أما الجمال المطلق و الجلال المطلق فإنه لا یکون شهوده إلّا للّه وحده، فإنّا قد عبرنا عن الجلال بأنّه ذاته باعتبار ظهوره فی أسمائه و صفاته کما هی علیه له فی حقّه، و یستحیل هذا الشهود إلّا له. و عبرنا عن الجمال بأنّه أوصافه العلی و أسماؤه الحسنی، و استیفاء أوصافه و أسمائه للخلق محال. و فی حواشی شرح العقائد النسفیة «3» فی الخطبة: الجلال صفة القهر. و یطلق الجلال أیضا علی الصفات السلبیة مثل أن لا یکون اللّه تعالی جسما و لا جسمانیا و لا جوهرا و لا عرضا و نحو ذلک من السوالب. و یقول فی کشف اللّغات: و یقال أیضا للصّفات الباطنیّة للحقّ تعالی صفات الجلال، و لصفات الظّاهر صفات الجمال. و فی اصطلاح المتصوفة: الجلال احتجاب الحقّ عن البصائر و الأبصار، لأنّه لا أحد من سوی اللّه یری ذاته المطلقة «4». و مما یناسب هذا یجئ فی لفظ المحبّة.

الجلد:

[فی الانکلیزیة]Flogging،flagellation
[فی الفرنسیة]Flagellation،fouettement
هو ضرب الجلد و هو حکم یختصّ بمن لیس بمحصن لما علم من أنّ حدّ المحصن هو الرجم، کذا فی اصطلاحات السیّد الجرجانی.

الجلواز:

[فی الانکلیزیة]Policeman،secret agent
[فی الفرنسیة]Agent de police،agent secret
بالکسر: صاحب العمل و صاحب الجلخ (الدولاب) و الشّرطی السّری، و القائد. کما فی کشف اللّغات. و یقول فی مدار الأفاضل: جلواز معرّبة من جلوبر بفتح الباء الفارسیة و معناه: قائد و ظالم و مرافق القاضی، و وردت أیضا بالباء العربیة انتهی «5». و فی المغرب الجلواز عند الفقهاء أمین القاضی أو الذی یسمّی صاحب المجلس. و فی اللّغة الشّرطی و الجمع جلاویز و جلاوزة.

الجمّ:

[فی الانکلیزیة]Building without a window
[فی الفرنسیة]Immeuble sans fenetre
عند أهل العروض اجتماع العقل و الخرم کما فی رسالة قطب الدین السرخسی، و هکذا فی عنوان الشرف و بعض رسائل العروض
______________________________
(1) جلال احتجاب ذات است بتعینات اکوان و هر جمالی جلالها دارد کذا فی کشف اللغات. و در اصطلاح صوفیه بمعنی اظهار استغنای معشوقست از عشق عاشق و آن دلیل بفناء وجود و غرور عاشق بود و اظهار بی‌چارگی او و بقای ظهور معشوق است چنانکه عاشق را یقین شود که اوست کذا فی بعض الرسائل.
(2) و إنما (م).
(3) لسعد الدین مسعود بن عمر التفتازانی (- 791 ه) حاشیة أحمد بن موسی الشهیر بخیالی (- 862 ه)، و حاشیة مصلح الدین مصطفی القسطلانی (- 901 ه)، و حاشیة عصام الدین إبراهیم بن محمد الأسفرایینی (- 945 ه) … کشف الظنون 2/ 1145- 1148.
(4) و در کشف اللغات میگوید و نیز صفات باطن حق تعالی را جلال گویند و صفات ظاهر را جمال. و در اصطلاح متصوفه جلال احتجاب حق است از بصائر و ابصار چه هیچ از ما سوی اللّه ذات مطلق او را نبیند.
(5) عمل دار و چرخ‌گیر و شحنه و سرهنگ کما فی کشف اللغات. و در مدار الافاضل گوید جلواز معرب جلوبر بفتح باء فارسی بمعنی سرهنگ و ظالم و پیاده قاضی و ببای تازی نیز آمده انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 570
العربی، إلّا أنه ذکر فیهما الجمم بفک الإدغام.
و فی کنز اللغات الجم بالفتح: ترک رکوب الخیل، و المناسبة بین المعنی اللغوی و الاصطلاحی أظهر «1». و فی المنتخب: الجمم بفتحتین عدم وجود شرفة للعمارة «1». و المناسبة بین المعنیین حینئذ ظاهرة.

الجمار الثّلاث:

[فی الانکلیزیة]The three embers)soul،character،and habit(
[فی الفرنسیة]Les trois charbons ardents)ame،caractere et habitude(
عند الصوفیة عبارة عن النفس و الطبع و العادة و یجئ فی لفظ الحج.

الجماعة:

[فی الانکلیزیة]Community،society،clan
[فی الفرنسیة]Communaute،collectivite،societe،clan
لغة فرقة یجتمعون. و الفقهاء یریدون بها صلاة الإمام مع غیره و لو صبیا یعقل، فهی مجاز أو حقیقة عرفیة، و هی سنّة مؤکّدة کذا فی جامع الرموز. و عند أهل الرمل هی اسم لشکل [مخصوص] «3» صورته هکذا «4».

الجمال:

[فی الانکلیزیة]Beauty
[فی الفرنسیة]Beaute
بالفتح و تخفیف المیم فی اللغة الفارسیّة بمعنی خوب شدن و جمال الصورة و السیرة «5».
کما فی المنتخب. و فی بحر الجواهر الجمال یطلق علی معنیین. أحدهما الجمال الذی یعرفه کل الجمهور مثل صفاء اللون و لین الملمس و غیر ذلک مما یمکن أن یکتسب، و هو علی قسمین: ذاتی و ممکن الاکتساب. و ثانیهما الجمال الحقیقی و هو أن یکون کل عضو من الأعضاء علی الفصل ما ینبغی أن یکون علیه من الهیئات و المزاج انتهی. و الجمال فی اصطلاح الصوفیة: عبارة عن الالهام الوارد علی قلب السّالک من عالم الغیب. و أیضا بمعنی: إظهار کمال المعشوق من العشق- و طلب- العاشق.
کذا فی بعض الرسائل «6». و فی شرح القصیدة الفارضیة: الجمال الحقیقی صفة أزلیة للّه تعالی شاهده فی ذاته أولا مشاهدة علمیة فأراد أن یراه فی صنعه مشاهدة عینیه، فخلق العالم کمرآة شاهد فیه عین جماله عیانا و یجئ فی لفظ المحبة. و فی الإنسان الکامل جمال اللّه تعالی عبارة عن أوصافه العلی و أسمائه الحسنی هذا علی العموم. و أما علی الخصوص فصفة الرحمة و صفة العلم و صفة اللطف و النعم و صفة الجود و الرزّاقیة و الخلّاقیة و صفة النفع و أمثال ذلک فکلها صفات جمال. ثم صفات مشترکة لها وجه إلی الجمال و وجه إلی الجلال کاسم الربّ، فإنه باعتبار التربیة و الإنشاء اسم جمال، و باعتبار الربوبیة و القدرة اسم جلال، و مثله اسم اللّه و اسم الرحمن، بخلاف اسمه الرحیم فإنه اسم جمال.
اعلم أنّ جمال الحق و إن کان متنوعا فهو نوعان. النوع الأول معنوی و هو معانی الأسماء و الصفات، و هذا النوع مختص بشهود الحق إیّاه. و النوع الثانی صوری و هو هذا العالم المطلق المعبّر عنه بالمخلوقات علی تفاریعه و أنواعه، فهو حسن مطلق إلهی ظهر فی مجال إلهیة سمّیت تلک المجالی بالخلق، و هذه
______________________________
(1) بالفتح ترک کردن سواری اسپ، و المناسبة بین المعنی اللغوی و الاصطلاحی اظهر. و فی المنتخب الجمم بفتحتین بی‌کنگره شدن عمارت.
(3) مخصوص (+ م).
(4) صورته هکذا (- م).
(5) بمعنی خوب شدن و خوبی صورت و سیرت.
(6) و جمال در اصطلاح صوفیه عبارتست از إلهام غیبی که بر دل سالک وارد شود و نیز بمعنی اظهار کمال معشوق از عشق و طلب عاشق آید کذا فی بعض الرسائل.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 571
التسمیة لها «1» من جملة الحسن الإلهی و القبیح من العالم کالملیح منه، باعتبار کونه مجلی الجمال الإلهی باعتبار تنوّع الجمال، فإنّ من الحسن أیضا إبراز جنس القبیح علی قبحه لحفظ مرتبته من الوجود، کما أنّ من الحسن الإلهی هو إبراز جنس الحسن علی وجه حسنه لحفظ مرتبته من الوجود.
و اعلم أیضا أنّ القبح فی الأشیاء إنما هو بالاعتبار لا بنفس ذلک الشی‌ء، فلا یوجد فی العالم قبیح إلّا بالاعتبار، فارتفع حکم القبیح المطلق من الوجود، فلم یبق إلّا الحسن المطلق، إذ قبح المعاصی إنّما ظهر باعتبار النهی، و قبح الرائحة المنتنة إنّما هو باعتبار من لا یلائمها طبعه. و أما هی فعند الجعل و من یلائم طبعه لها من المحاسن. و الإحراق بالنار إنما قبیح باعتبار من یهلک فیها، و أما عند السمندل و هو طیر لا یکون حیاته إلّا فی النار، فمن غایة المحاسن، فکل ما خلق لیس قبیحا بل ملیح بالأصالة لأنّه صورة حسنه و جماله. ألا تری أنّ الکلمة الحسنة فی بعض الأحوال تکون قبیحة ببعض الاعتبارات و هی فی نفسها حسنة؛ فعلم أنّ الوجود بکماله صورة حسنه و مظهر جماله. و قولنا إنّ الوجود بکماله یدخل فیه المحسوس و المعقول و الموهوم و الخیالی، و الأول و الآخر و الظاهر و الباطن، و القول و الفعل و الصورة و المعنی.
اعلم أنّ الجمال المعنوی الذی هو عبارة عن أسمائه و صفاته إنما اختصّ الحق بشهود کمالها علی ما هی علیه. و أما مطلق الشهود لها فغیر مختص بالحق لأنّه لا بدّ لکل من أهل المعتقدات فی ربّه اعتقاد أنه علی ما استحقه من أسمائه و صفاته أو غیر ذلک. و لا بدّ لکل من شهود صورة معتقدة، و تلک الصورة أیضا صورة جمال اللّه، فصار ظهور الجمال فیها ظهورا صوریا لا معنویا، فاستحال شهود الجمال المعنوی بکماله لغیره تعالی.

الجمرة:

[فی الانکلیزیة]Carbuncle،pustule،anthrax
[فی الفرنسیة]Anthrax،pustule
بالفتح و سکون المیم فی اللّغة آتشک، و هی حبّات تظهر إمّا متفرقة أو مجتمعة مع ألم شدید یأخذ کل حبة منها قطعة کبیرة من البدن و یعمق فی اللحم کذا فی بحر الجواهر. و فی الموجز: الجمرة و النار الفارسیة یقال لکل بثر أکّال منفط محرق محدث للخشکریشة «2». و ربّما خصت النار الفارسیة بما کان بثرا من جنس النملة فیه سعی و تنفط من مادة صفراویة قلیلة التعفّن و السوداء. و الجمرة ما یسوّد الجلد من غیر رطوبة و تکون کثیرة السواد غلیظة غامضة قلیلة البثر.

الجمع:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Groupe of people،crowd،addition،sum،plural،union
[فی الفرنسیة]Groupe de gens،foule،addition،somme،pluriel
بالفتح و سکون المیم فی اللغة بمعنی الجمیع، و جماعة الناس، و مصدر بمعنی ضمّ الأشیاء، و جمع الاسم الواحد. و النخل الوافر الثمر. کما فی المنتخب «3». و عند المحاسبین هو زیادة عدد علی عدد آخر و ما حصل من تلک الزیادة یسمی مجموعا و حاصل الجمع. و فی تقیید العدد بالآخر إشارة إلی أنه لا بدّ من التغایر بین العددین حقیقة، کأن یکون أحدهما خمسة و الآخر ستة، لا أن یکون کل منهما خمسة مثلا إذ حینئذ لا یسمّی جمعا بل
______________________________
(1) أیضا (م).
(2) معناها: الجرح الجاف.
(3) بمعنی همه و گروه مردم و گردآوردن و اسم واحد را جمع کردن و نخل بسیار بار کما فی المنتخب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 572
تضعیفا، هکذا یفهم من شرح خلاصة الحساب.
و عند أهل البدیع هو من المحسّنات المعنویة و هو أن یجمع بین شیئین أو أشیاء فی حکم کقوله تعالی: الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِینَةُ الْحَیاةِ الدُّنْیا «1» جمع المال و البنون فی الزینة کذا فی الإتقان و المطول. و عند الأصولیین و الفقهاء هو أن یجمع بین الأصل و الفرع لعلّة مشترکة بینهما لیصحّ القیاس، و یقابله الفرق و هو أن یفرّق بینهما بإبداء ما یختصّ بأحدهما لئلّا یصحّ القیاس کذا فی شرح المواقف فی المقصد السادس من مرصد النظر، و تلک العلّة المشترکة تسمّی جامعا کما مرّ فی لفظ التمثیل. و عند المنطقیین هو کون المعرّف أی بالکسر بحیث یصدق علی جمیع أفراد المعرّف أی بالفتح، و یسمّی بالعکس و الانعکاس أیضا کما یجئ، و ذلک المعرّف أی بالکسر یسمّی جامعا و منعکسا، و بهذا المعنی یستعمله الأصولیون و المتکلّمون و غیرهم فی بیان التعریف. و یطلق علی معنی آخر أیضا یجئ ذکره فی لفظ المغالطة.
و عند النحاة و الصرفیین هو اسم دلّ علی جملة آحاد مقصودة بحروف مفردة بتغیّر ما، و یسمّی مجموعا أیضا. فالآحاد أعمّ من أن تکون جملة أو متفرقة فیشتمل أسماء العدد و رجل و رجلان و أسماء الأجناس کتمر و نخل، فإنّها و إن لم تدل علیها وضعا فقد تدلّ علیها استعمالا و أسماء الجموع کرهط و نفر. و بإضافة الجملة إلیها خرجت الواحد و الاثنان و رجل و رجلان و بقیت البواقی. و قولنا مقصودة أی یتعلق بها القصد فی ضمن ذلک الاسم. و قولنا بحروف مفردة أی بحروف هی مادة لمفرده أی لواحده کما هی مادة له أیضا. فالقصد و الدلالة بحروف المفرد بمعنی المدخلیة لحروف المفرد فیه لا الاستقلال، إذ الهیئة لها أیضا مدخل فی الدلالة. و المراد بحروف مفرده أعمّ من حروف مفرده المحقّق کما فی رجال، و من حروف مفرده المقدّر کما فی نسوة فإنه یقدّر له مفرد لم یوجد فی الاستعمال، و هو نساء علی وزن غلام فإن فعلة من الأوزان المشهورة للجمع لمفرد علی فعال بضم الفاء. فبقولنا مقصودة خرجت أسماء الأجناس إذا قصد بها نفس الجنس لا أفراده. و إذا قصد بها الأفراد استعمالا فخرجت بقولنا بحروف مفرده. و خرج بقولنا بحروف مفرده أسماء الجموع و أسماء العدد أیضا.
فإن قیل لم یقدر المفرد فی نحو إبل و غنم و قوم و رهط لتدخل فی الجمع کما قدّر فی نسوة. قیل لعدم جریان أحکام الجمع فیها بل المانع متحقق و هو جریان أحکام المفرد فیها بخلاف نحو نسوة. و بالجملة فنحو نسوة و رجال لمّا کان علی أوزان الجموع و استعمالها فی التأنیث و الرّدّ فی التصغیر إلی الأصل و امتناع النسبة و منع الصرف عند تحقق منتهی الجموع اعتبر له واحد محقق أو مقدر. و أما نحو إبل و غنم و خیل و نحوها من أسماء الجموع، فلمّا لم یکن له أحکام الجمع بل أحکام المفرد لم یعتبر له واحد لا محقق و لا مقدر، فإنّ نحو رکب مثلا و إن وافق الراکب فی الحروف لکن الراکب لیس بمفرد له، بل کلاهما مفردان، بدلیل جریان أحکام المفرد فیهما من التصغیر و کون الرکب علی غیر صیغ القلّة و عود ضمیر الواحد إلیه و نحو ذلک. و هکذا الحال فی نحو تمر مما الفارق بینه و بین واحده التاء، فإنه اسم جنس لا جمع و إلیه ذهب سیبویه. و قال الأخفش أسماء الجموع التی لها آحاد من تراکیبها جمع فالرکب جمع راکب.
و قال الفرّاء و کذا أسماء الأجناس. کتمر فإنه جمع تمرة. و أما اسم جمع أو جنس لا واحد له من لفظه نحو إبل و غنم فلیس بجمع
______________________________
(1) الکهف/ 46.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 573
علی الاتفاق بل الإبل اسم جنس و الغنم اسم جمع. ثم الفرق بینهما أنّ اسم الجنس یطلق علی القلیل و الکثیر أی یقع علی الواحد و الاثنین فصاعدا وضعا بخلاف اسم الجمع. فإن قیل الکلم لا یقع علی الکلمة و الکلمتین و هو جنس.
قیل ذلک بحسب الاستعمال لا بالوضع علی أنه لا ضیر فی التزام کون الکلم اسم جمع و قد مرّ أیضا فی لفظ اسم الجنس. ثم إضافة حروف إلی مفرده للجنس أی بجمیع حروف مفرده کرجال أو بعضها کسفارج فی سفرجل و فرازد فی فرزدق. و قولنا بتغیّر ما أی أعم من أن یکون التغیر بزیادة کرجال جمع رجل و کما فی الجمع السالم أو نقصان ککتب جمع کتاب أو اختلاف فی الحرکات و السکنات کأسد جمع أسد، و من أن یکون حقیقة کعامة الجموع أو حکما کما فی فلک و هیجان حیث یتّحد فیهما الواحد و الجمع حرفا و هیئة، لکنه اعتبر الضمة فی فلک و الکسر فی هیجان فی حال الجمع عارضیتین «1»، و فی حال الإفراد أصلیتین، فحصل التغیر بهذا الاعتبار.

التقسیم‌

الجمع نوعان صحیح و یسمّی سالما و جمع السلامة أیضا و مکسر و یسمّی جمع التکسیر.
فجمع التکسیر ما تغیّر بناء واحده أی من حیث نفسه و أموره الداخلة فیه کما هو المتبادر بخلاف جمع السلامة، فإن «2» تغیر بناء واحده بلحوق الحروف الخارجة فتغیّر نحو أفراس باعتبار الأمور الداخلة حیث عرض للفاء السکون و صیرورته حرفا ثانیا بعد أن کان أولا، و الفصل بین الراء و السین بعد أن کانا متصلین و لیس کذلک تغیر نحو مسلمون لبقاء بناء مفرده و هو مسلم فی التلفظ. فالفرق بین التکسیر و التصحیح إنما هو باختصاص التکسیر بالتغیر بالأمور الدخلة، هکذا ذکر المولوی عصام الدین فی حاشیة الفوائد الضیائیة و فیه إشارة إلی جواز إطلاق جمع التصحیح علی الجمع السالم. ثم قال و الأوجه أن یقال المراد التغیّر بغیر إلحاق الواو و الیاء و النون و الألف و التاء، بل لا حاجة إلی مثل هذه التکلفات أصلا إذ فی الجمع السالم لم یتغیّر بناء المفرد أصلا فإنّ البناء و هو الصیغة لا یتغیّر بتغیّر الآخر فإنّ رجلا و رجل و رجل بناء واحد و قد سبق ذلک فی بیان تعریف علم الصرف فی المقدمة. ثم المتبادر من التغیّر تغیّر یکون بحصول الجمعیة فلا ینتقض بمثل مصطفون فإنّ تغیر الواحد فیه یلزم بعد حصول الجمعیة.
ثم لما عرفت فی تعریف الجمع أنّ التغیر أعمّ من الحقیقی، و الاعتباری لم یخرج من تعریف جمع التکسیر نحو فلک و هیجان.
و الجمع الصحیح بخلافه أی بخلاف جمع التکسیر و هو تارة یکون للمذکّر و تارة للمؤنث.
فالجمع الصحیح المذکّر ما لحق آخر مفرده واو مضموم ما قبلها أو یاء مکسور ما قبلها و نون مفتوحة نحو مسلمون و مسلمین جمع مسلم.
و الجمع الصحیح المؤنّث ما لحق آخر مفرده ألف و تاء نحو مسلمات جمع مسلمة، و حذف التاء من مسلمة لئلا یجتمع علامتا التأنیث.
و أیضا الجمع إمّا جمع قلّة و هو ما یطلق علی عشرة فما دونها إلی الثلاثة بطریق الحقیقة و إمّا جمع کثرة و هو ما یطلق علی ما فوق العشرة إلی ما لا نهایة له و قیل علی ثلاثة فما فوقها. ثم الجمع الصحیح کله و نحو أفلس و أفراس و أرغفة و غلمة جمع قلة، و ما عدا ذلک جمع کثرة. و إذا لم یجئ للفظ إلّا جمع القلّة
______________________________
(1) عارضتین (م).
(2) فإنه (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 574
کأرجل أو جمع کثرة کرجال فهو مشترک بینهما.
و قد یستعار أحدهما للآخر مع وجود ذلک الآخر کقوله تعالی ثَلاثَةَ قُرُوءٍ «1» مع وجود أقراء.
و قد یجمع الجمع و یسمّی جمع الجمع یعنی یقدر الجمع مفردا فیجمع علی ما یقتضیه الأصول. أما فی أوزان القلة لیحصل التکثیر و لذلک قل جمع السلامة فیها. و فی جموع الکثرة الغرض من جمعها معاملتها معاملة المفرد و لذلک کثر فیه السّلامة رعایة لسلامة الآحاد.
فمثال جمع التکسیر أکالب جمع أکلب جمع کلب، و أناعیم جمع أنعام جمع نعم. و مثال جمع السلامة جمالات جمع جمال جمع جمل، و کلابات جمع کلاب جمع کلب، و بیوتات جمع بیوت جمع بیت.
ثم اعلم أنّ جمع الجمع لا یطلق علی أقل من تسعة کما أنّ جمع المفرد لا یطلق علی أقل من ثلاثة إلّا مجازا، هکذا یستفاد من شروح الکافیة کالفوائد الضیائیة و غایة التحقیق و الحاشیة الهندیة و شروح الشافیة کالجاربردی.
و عند الصوفیة هو إزالة الشعث و التفرقة بین القدم و الحدث لأنّه لما انجذب بصیرة الروح إلی مشاهدة جمال الذات استتر نور العقل الفارق بین الأشیاء فی غلبة نور الذات القدیمة، و ارتفع التمییز بین القدم و الحدث لزهوق الباطل عند مجی‌ء الحقّ، و تسمّی هذه الحالة جمعا. ثم إذا أسبل حجاب العزّة علی وجه الذات و عاد الروح إلی عالم الخلق و ظهر نور العقل لبعد الروح عن الذات و عاد التمییز بین الحدث و القدم تسمّی هذه الحالة تفرقة.
و لعدم استقرار حال الجمع فی البدایة یتناوب فی العبد الجمع و التفرقة، فلا یزال یلوح له لائح الجمع و یغیب إلی أن یستقرّ فیه بحیث لا یفارقه أبدا. فلو نظر بعین التفرقة لا یزول عنه نظر الجمع، و لو نظر بعین الجمع لا یفقد نظر التفرقة، بل یجتمع له عینان ینظر بالیمنی إلی الحقّ نظر الجمع و بالیسری إلی الخلق نظر التفرقة، و تسمّی هذه الحالة الصحو الثانی و الفرق الثانی و صحو الجمع و جمع الجمع، و هی أعلی رتبة من الجمع الصرف لاجتماع الضدّین فیها و لأن صاحب الجمع الصرف غیر متخلّص عن شرک الشرک و التفرقة بالکلیة. ألا تری أنّ جمعه فی مقابلة التفرقة متمیّز عنها و هو نوع من التفرقة، و هذه مشتملة علی الجمع و التفرقة، فلا تقابل تفرقة و لهذا سمیت جمع الجمع. و صاحب هذه الحالة یستوی عنده الخلطة و الوحدة و لا یقدح المخالطة مع الخلق فی حاله، بخلاف صاحب الجمع الصرف فإنّ حاله ترتفع بالمخالطة و النظر إلی صور أجزاء الکون. و صاحب جمع الجمع لو نظر إلی عالم التفرقة لم یر صور الأکوان إلّا آلات یستعملها فاعل واحد، بل لا یراها فی البین فیجمع کل الأفعال فی أفعاله و کل الصفات فی صفاته و کل الذات فی ذاته، حتی لو أحسّ بشی‌ء یراه المحسّ و نفسه الحسّ و الحسّ صفة المحسّ، فتارة یکون هو صفة المحبوب و آلة علمه، و تارة یکون المحبوب صفة و آلة علمه و تصرفه کقوله سبحانه کنت له سمعا و بصرا و یدا و مؤیدا؛ و کما لا یتطرق السّکر إلی الصحو الثانی فکذلک لا تصیب التفرقة هذا الجمع لأنّ مطلعه أفق الذات المجردة و هو الأفق الأعلی، و مطلع الجمع الصرف أفق اسم الجامع و هو الأفق الأدنی.
و الجمع الصرف یورث الزندقة و الإلحاد و یحکم برفع الأحکام الظاهریة، کما أنّ التفرقة المحضة تقتضی تعطیل الفاعل المطلق. و الجمع مع التفرقة یفید حقیقة التوحید و التمییز بین أحکام الربوبیة و العبودیة. و لهذا قالت
______________________________
(1) البقرة/ 228.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 575
المتصوّفة: الجمع بلا تفرقة زندقة و التفرقة بلا جمع تعطیل، و الجمع مع التفرقة توحید، و لصاحب الجمع أن یضیف إلی نفسه کل أثر ظهر فی الوجود و کل فعل و صفة و أثر لانحصار الکلّ عنده فی ذات واحدة. فتارة یحکی عن حال هذا و تارة عن حال ذاک، و لا نعنی بقولنا قال فلان بلسان الجمع إلّا هذا، و الجمع واد ینصبّ إلی بحر التوحید، کذا فی شرح القصیدة الفارضیة. و فی کشف اللّغات یقول: الجمعیة فی اصطلاح السّالکین إشارة إلی الانتقال من مشاهدة الکلّ إلی الواحد. و التفرقة: عبارة عن تعلّق القلب بأمور متعدّدة فیتشتّت. و قیل:
الجمعیة (اجتماع الخاطر) هی أن یصل السّالک إلی مرتبة المحو بحیث یغیب عن حسّه بالناس و بنفسه. و یقولون أیضا: الجمع شهود الحقّ بدون الخلق. و جمع الجمع شهود الخلق قائمین بالحقّ «1».

جمع الجمع:

[فی الانکلیزیة]
Union of the union) gethering union and separation (
[فی الفرنسیة]
Union de l'union) cumul de l'union et de la separation (
قد عرفت معناه عند النحاة و الصوفیة قبیل هذا.

جمع المسائل فی مسئلة:

[فی الانکلیزیة]
Combination of two different relations) non- syllogistical propositions (
[فی الفرنسیة]
Combinaison de deux relations differentes entre elles) propositions non- syllogistiques (
یجئ فی لفظ المغالطة.

الجمع مع التفریق:

[فی الانکلیزیة]Union with separation)rhetoric figure(
[فی الفرنسیة]
Union avec separation) figure de rhetorique (
هکذا فی المطول. و فی الإتقان الجمع و التفریق و المآل واحد. و هو عند أهل البدیع أن تدخل شیئین فی معنی و تفرّق بین جهتی الإدخال کقوله تعالی اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها «2» الآیة. قال الطیبی: جمع اللّه سبحانه النفسین فی حکم التوفّی ثم فرّق بین جهتی التوفّی بالحکم بالإمساک و الإرسال، أی اللّه یتوفّی الأنفس التی تقبض و التی لم تقبض فیمسک الأولی و یرسل الأخری.

الجمع مع التفریق و التّقسیم:

[فی الانکلیزیة]
Union with separation and division) rhetoric figure (
-[فی الفرنسیة]
Union avec separation et division) figure de rhetorique (
تفسیره یعلم مما سبق و مثاله قوله تعالی یَوْمَ یَأْتِ لا تَکَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ «3» الآیات:
فالجمع فی قوله لا تکلم نفس إلّا بإذنه لأنها متعددة معنی، إذ النکرة فی سیاق النفی تعمّ و التفریق فی قوله فمنهم شقیّ و سعید و التقسیم فی قوله فأما الذین شقوا و أما الذین سعدوا، و هذه البدائع کلها من المحسّنات المعنویة.
هکذا یستفاد من الإتقان و المطول.

الجمع مع التّقسیم:

[فی الانکلیزیة]Union with division)rhetoric figure(
[فی الفرنسیة]Union avec division)figure de rhetorique(
هکذا فی المطول. و فی الإتقان الجمع و التقسیم و هو عند أهل البدیع جمع متعدد فی
______________________________
(1) و در کشف اللغات میگوید جمعیت در اصطلاح سالکان اشارت از ان است که از همه بمشاهده واحد پردازی. و تفرقه عبارتست از آنکه دل را به واسطه تعلق بامور متعدده پراگنده سازی. و قیل جمعیت آنکه سالک به مرتبه محو رسد و او را شعور از خلق و خود نماند. و نیز میگویند که جمع شهود حق است بی خلق و جمع الجمع شهود خلق است قائم بحق.
(2) الزمر/ 42.
(3) هود/ 105.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 576
حکم تحت حکم ثم تقسیمه أو العکس، أی تقسیم متعدّد ثم جمعه تحت حکم و الأول کقوله تعالی: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ «1». و الثانی کقول الشاعر «2»
إذا حاربوا ضرّوا عدوهم أو حاولوا النفع فی أشیاعهم نفعوا
سجیة تلک منهم غیر محدثة إنّ الخلاق فاعلم شرّها البدع
قسم فی البیت صفة الممدوحین إلی ضرّ الأعداء و نفع الأشیاع، أی الأنصار، ثم جمعهما فی الوصف الثانی أی فی کونهما سجیة حیث قال سجیة تلک منهم.

جمع المؤتلف و المختلف:

[فی الانکلیزیة]
Union of the same and the different) rhetoric figure (
-[فی الفرنسیة]
Union du semblable et du different) figure rhetorique (
عند أهل البدیع هو أن ترید التسویة بین الشیئین فتأتی بمعان متآلفة فی مدحهما، و تروم بعد ذلک ترجیح أحدهما علی الآخر بزیادة فضل لا ینقص الآخر، فتأتی لأجل ذلک بمعان تخالف بمعنی التسویة کقوله تعالی وَ داوُدَ وَ سُلَیْمانَ إِذْ یَحْکُمانِ فِی الْحَرْثِ «3» الآیة.
سویّ فی الحکم و العلم و زاد فضل سلیمان بالفهم کذا فی الإتقان.

الجملة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]The sum،the set،the sentence،the speach
[فی الفرنسیة]La somme،l'ensemble،la phrase،le discours
بالضم لغة المجموع. و عند بعض النحاة هی الکلام. و المشهور أنها أعمّ منه فإنّ الکلام ما تضمن الإسناد الأصلی المقصود لذاته، و الجملة ما تضمن الإسناد الأصلی سواء کان مقصودا لذاته أو لا. و یجئ فی لفظ الکلام.
و شبه الجملة عندهم هو اسم الفاعل و اسم المفعول و الصفة المشبهة و اسم التفضیل و المصدر، فإنّ هذه الأشیاء مع فاعلها لیست بجملة، بل مشابهة لها لتضمنها النسبة، و کذا کلّ ما فیه معنی الفعل نحو حسبک فی قولنا:
حسبک زید رجلا، و نحو یا لزید فی قولک: یا لزید فارسا، هکذا یستفاد من الفوائد الضیائیة و حواشیها و غایة التحقیق و العباب فی بحث التمییز. و لا یبعد أن یجعل المنسوب أیضا من شبه الجملة لأنّ حکمه حکم الصفة المشبّهة علی ما صرح به فی العباب.
و للجملة تقسیمات:

التقسیم الأول‌

الجملة إما فعلیة و هی ما کان صدرها فعلا کقام زید و کان زید قائما، و إمّا اسمیة و هی ما کان صدرها اسما کزید قائم و هیهات العقیق
______________________________
(1) فاطر/ 32.
(2) هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجی الأنصاری، أبو الولید الباجی. توفی فی المدینة عام 54 ه/ 674 م. صحابی جلیل. شاعر مخضرم بین الجاهلیة و الإسلام. و کان شاعر النبی صلی اللّه علیه و سلم عاش طویلا. و یقال إنه عاش ستین سنة فی الجاهلیة و مثلها فی الإسلام. و له مدائح کثیرة فی حق النبی و صحابته. له دیوان شعر مطبوع. و کتب عنه الکثیرون. الأعلام 2/ 175، تهذیب التهذیب 2/ 247، الإصابة 1/ 326، ابن عساکر 4/ 125، معاهد التنصیص 1/ 209، خزانة البغدادی 1/ 111، الشعر و الشعراء 104.
(3) الأنبیاء/ 78.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 577
و أ قائم الزیدان، و إمّا ظرفیة و هی ما کان صدرها ظرفا أو الجار و المجرور فإنّه أیضا ظرف اصطلاحا نحو أ عندک زید، و أ فی الدار زید، و إمّا شرطیة و هی ما تشتمل [علی] «1» أداة الشرط سواء کانت مرکّبة من فعلیتین نحو إن تکرمنی أکرمک، أو من شرطیتین معنی نحو: إن کان متی کان زید یکتب فهو یحرّک یده فمتی لم یحرک یده لم یکتب. و قولنا معنی إشارة إلی أنّ الشرط لا یجوز أن یکون جملة شرطیة لفظا لأنهم لا یوالون بین حرفی الشرط، فإن أرادوا ذلک أدخلوا کان و أسندوه إلی ضمیر الشأن و جعلوا الشرطیة خبره، فیکون الجملة فعلیة لفظا و شرطیة معنی.
ثم المراد بصدر الجملة المسند و المسند إلیه أیّهما کان صدرا فی الأصل فلا عبرة بما تقدّم علیها من الحروف کهمزة الاستفهام و الحروف المشبّهة بالفعل و نحو ذلک. فنحو أقام زید فعلیة و إنّ زیدا قائم اسمیة. و کذا نحو کیف جاء زید و فریقا کذبتم، و إن أحد من المشرکین استجارک فعلیة، فإنّ هذه الأسماء متأخّرة فی النیة، هکذا یستفاد من المغنی و العباب. إلّا أنّ صاحب المغنی لم یعدّ الشرطیة قسما علی حدة، و قال: الصواب أنها من قبیل الفعلیة. و منهم من عدّ نحو أ قائم الزیدان و هیهات العقیق من الفعلیة لا من الاسمیة. و قال فی الضوء شرح المصباح:
و الجمل أربع لأن المسند و المسند إلیه إمّا أن لم یعرض لهما ما یسلب عنهما صلاحیة السکوت علیهما و یخرجهما إلی جملة أخری أو قد عرض لهما ذلک، و الثانی هو الجملة الشرطیة و الأوّل إمّا أن لا یکون المسند مؤخرا عن المسند إلیه لا لفظا و لا تقدیرا، أو یکون مؤخّرا عنه إمّا لفظا أو تقدیرا، و الثانی هو الجملة الاسمیة نحو زید قائم أو قائم زید، و الأول إمّا أن یسدّ مسدّ المسند ظرف أو ما جری مجراه أو لا، و الثانی هو الجملة الفعلیة نحو ضرب زید و أ قائم الزیدان و هیهات الأمر و غیر ذلک، و الأول هو الجملة الظرفیة انتهی.
و قال الزمخشری الأصل أنّ یکون الجمل علی ضربین اسمیة و فعلیة و إلیه ذهب ابن الحاجب و صاحب اللّب و ابن مالک، و إلیه ذهب صاحب الوافی حیث قال: و تنقسم الجملة إلی فعلیة و لو ظرفیة أو شرطیة و إلی اسمیة انتهی. و تحقیق ذلک ما وقع فی العباب من أنّ هذا التقسیم إقناعی لتفهیم المخاطب و إلّا فهی علی الحقیقة علی ضربین فعلیة و اسمیة، إلّا أنّ الشرط لمّا خالف الظاهر من حیث جری الجملة فیه مجری المفرد فی امتناعها من أن تستقل بنفسها عدّت مفردا. و الظرف لما کان فیه إضمار الفعل ملتزما و ناب هو عن الفعل فی احتمال ضمیره و قیامه مقامه صار فی حکم ما لیس من الفعل فی شی‌ء انتهی.
فائدة: قد تکون الجملة محتملة للاسمیة و الفعلیة و الظرفیة و من أمثلته ما رأیته مذ یومان، فإنّ تفسیره عند الأخفش و الزجّاج بینی و بین لقائه یومان، و عند أبی بکر و أبی علی أمد انتفاء الرؤیة یومان. و علیهما فالجملة اسمیة لا محلّ لها من الإعراب، و مذ خبر علی الأول و مبتدأ علی الثانی. و قال الکسائی و جماعة المعنی مذ کان یومان فمذ ظرف لما قبلها و ما بعدها جملة فعلیة حذف فعلها و هی فی محل خفض. و قال آخرون المعنی من الزمن الذی هو یومان و مذ مرکّبة من حرف الابتداء و ذو الطائیة واقعة علی الزمن و ما بعدها جملة اسمیة و حذف مبتدأها و لا محل لها لأنها صلة.
______________________________
(1) علی (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 578

التقسیم الثانی‌

الجملة إمّا خبریة أو إنشائیة لأنّه إن کان لها خارج تطابقه أو لا تطابقه فخبریة، و إلّا فإنشائیة، و یجئ فی لفظ الخبر و الإنشاء.

التقسیم الثالث‌

الجملة إمّا صغری أو کبری، فالکبری هی الاسمیة التی خبرها جملة نحو زید قام أبوه و زید أبوه قائم، و الصغری هی المبنیة علی المبتدأ کالجملة المخبر بها فی المثالین. و قد تکون الجملة صغری و کبری باعتبارین نحو زید أبوه غلامه منطلق، فمجموع هذا الکلام جملة کبری لا غیر و غلامه منطلق صغری لا غیر لأنها خبر و أبوه غلامه منطلق کبری باعتبار غلامه منطلق و صغری باعتبار جملة الکلام، و هذا هو مقتضی کلامهم. و قد یقال کما تکون مصدّرة بالمبتدإ تکون مصدّرة بالفعل نحو ظننت زیدا یقوم أبوه. و إنّما قلنا صغری و کبری موافقة لهم و إنّما الوجه استعمال فعلی أفعل باللام أو بالإضافة، لکن ربّما استعمل أفعل التفضیل الذی لم یرد به المفاضلة مطابقا مع کونه مجرّدا، فعلی ذلک یتخرّج قول النحویین.
و کذلک قول العروضیین فاصلة کبری و فاصلة صغری. و قد یحتمل الکلام الکبری و غیرها کما فی نحو: زید فی الدار إذ یحتمل. تقدیره استقر و مستقر.

التقسیم الرابع‌

الجملة إمّا أن یکون لها محل من الإعراب أو لا، و الجمل التی لیس لها محل من الإعراب سبع. الأولی الابتدائیة و تسمّی المستأنفة أیضا، و هو أوضح لأنّ الابتدائیة تطلق أیضا علی الجملة المصدّرة بالمبتدإ، و لو کان لها محل. ثم الجمل المستأنفة نوعان: أحدهما الجمل المفتتح بها النطق کقولک ابتداء زید قائم، و منها الجمل المفتتح بها السور. و ثانیهما المنقطعة مما قبلها أی التی قطع تعلقها بما قبلها لفظا أو معنی. فالأول نحو مات فلان رحمه اللّه، فإنّ الجملة الدعائیة متعلقة بالأولی من جهة المعنی لا من جهة اللفظ، إذ لا رابط لفظیا یربطها. و الثانی نحو أو لم یروا کیف یبدأ اللّه الخلق ثم یعیده، فالرابط المعنوی مفقود، لأنّ إعادة الخلق لم تقع بعد فیقرروا برؤیتها مع أنّ الرابط اللفظی موجود و هو حرف العطف.
و من الاستئناف جملة العامل الملغی لتأخّره نحو زید قائم أظنّ، فأمّا العامل لتوسّطه نحو زید أظن قائم فمن باب الاعتراض. و یخص أهل البیان الاستئناف بما کان جوابا لسؤال مقدّر.
الثانیة المعترضة و یجئ «1» ذکرها. الثالثة التفسیریة و تسمّی بالجملة المفسّرة أیضا و هی الفضلة الکاشفة لحقیقة ما تلیه. فبقید الفضلة خرجت الجملة المفسّرة لضمیر الشأن فإنها کاشفة لحقیقة المعنی المراد به، و لها محل بالإجماع لأنّها خبر فی الحال أو فی الأصل، و کذا خرجت الجملة المفسّرة فی باب الاشتغال. فقد قیل إنها تکون ذات محل و هذا القید أهملوه و لا بدّ منه. و قال الشلوبین «2» إنّ الجملة المفسّرة فهی بحسب ما تفسّره، فهی فی نحو زیدا ضربته لا محلّ لها، و فی نحو إِنَّا کُلَّ شَیْ‌ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ «3» و نحو زید الخبز یأکله
______________________________
(1) الثانیة: المعترضة (- م).
(2) هو عمر بن محمد بن عمر بن عبد اللّه الأزدی، أبو علی، الشلوبین أو الشلوبینی. ولد باشبیلیة عام 562 ه/ 1166 م. و فیها توفی عام 645 ه/ 1247 م. من کبار علماء النحو و اللغة. له العدید من المصنفات الهامة. الأعلام 5/ 62، وفیات الأعیان 1/ 382، إنباه الرواة 2/ 332، معجم البلدان 5/ 290، الدیباج المذهب 185، کشف الظنون 508، صفة جزیرة الأندلس 111.
(3) القمر/ 49.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 579
بنصب الخبز فی محل رفع، و لهذا یظهر الرفع إذا قلت آکله. و قد بیّنا أنّ جملة الاشتغال لیست من الجمل التی تسمّی فی الاصطلاح جملة مفسّرة و إن حصل فیها تفسیر، هکذا ذکر صاحب المغنی. و قال فی التحفة شرح المغنی «1» و فیما ذکره نظر إذ التعریف المذکور غیر مانع لصدقه علی الجملة الحالیة فی قولک أسررت إلی زید النجوی و ما جزاء الإحسان إلّا الإحسان، إذ هی فضلة کاشفة لحقیقة ما تلیه من النجوی، فیلزم أن لا یکون لها محل من الإعراب. و أیضا لا یخرج بقید الفضلة الجملة المفسرة فی باب الاشتغال فی مثل قولنا قام زید عمروا یضربه لأنها هاهنا مفسّرة للحال، و هی فضلة انتهی. فعلی هذا الجملة المفسّرة هی الکاشفة لحقیقة ما تلیه أعمّ من أن یکون لها محل أو لا، و من أن تکون فضلة أو غیرها. ثم قال صاحب المغنی المفسّرة ثلاثة أقسام: مجرّدة من حرف التفسیر کقوله تعالی إِنَّ مَثَلَ عِیسی عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ «2» فخلقه و ما بعده تفسیر کمثل آدم لا باعتبار ما یقتضیه «3» ظاهر لفظ الجملة من کونه قدّر جسدا من طین ثم کوّن، بل باعتبار المعنی، أی إنّ شأن عیسی کشأن آدم فی الخروج عن مستمر العادة و هو التولّد بین أبوین، و مقرونة بأی کقول الشاعر:
و ترمیننی بالطرف أی أنت مذنب
و مقرونة بأن نحو فَأَوْحَیْنا إِلَیْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْکَ «4» و قولک کتبت إلیه أن افعل [کذا] «5» إن لم یقدّر الباء قبل أن.
اعلم أنّه لا یمتنع کون الجمل الإنشائیة مفسّرة بنفسها و یقع ذلک فی موضعین: أحدهما أن یکون المفسّر إنشاء أیضا نحو أحسن إلی زید أعطه ألف دینار. و الثانی أن یکون مفردا مؤدّیا معنی الجملة نحو بلغنی عن زید کلام و اللّه لأفعلن کذا. الرابعة المجاب بها القسم نحو وَ الْقُرْآنِ الْحَکِیمِ، إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ «6».
الخامسة الواقعة جوابا لشرط غیر جازم مطلقا أو جازم و لم یقترن بالفاء و لا بإذ الفجائیة، فالأول جواب لو و لو لا و لمّا و کیف، و الثانی جواب إن و ما فی معناه نحو إن تقم أقم و إن قمت قمت. أما الأول فلظهور الجزم فی لفظ الفعل، و أما الثانی فلأنّ المحکوم بموضعه «7» ما یجزم «8» الفعل لا الجملة بأسرها، کذا ذکر صاحب المغنی. و فی التحفة شرحه: الحق أنّ جملة جواب الشرط لا محل لها مطلقا لأنّ کل جملة لا تقع موقع المفرد فلا محل لها، و جملة الجواب لا تقع موقع المفرد. السادسة الواقعة صلة لاسم أو حرف. فالأول نحو جاء الذی أبوه قائم فالذی فی موضع رفع و الصلة لا محل لها. و قیل للموصول و صلته موضع لأنهما ککلمة واحدة، و الحق الأول بدلیل ظهور الإعراب فی نفس الموصول فی نحو قوله تعالی أَیُّهُمْ أَشَدُّ عَلَی الرَّحْمنِ عِتِیًّا «9» برفع أیّ، و الثانی نحو أعجبنی أن قمت أو ما قمت إذا
______________________________
(1) ورد ثبت الکتاب فی مادة التابع.
(2) آل عمران/ 59.
(3) یعطیه (م، ع).
(4) المؤمنون/ 27.
(5) کذا (+ م، ع).
(6) یس/ 2- 3.
(7) لموضعه (م).
(8) بالجزم (م).
(9) مریم/ 69.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 580
قلنا بحرفیة ما المصدریة. و فی هذا النوع یقال الموصول و صلته فی موضع کذا لأنّ الموصول حرف فلا إعراب له لا لفظا و لا تقدیرا.
السابعة التابعة لما لا محلّ له نحو قام زید و لم یقم عمرو إن قدّرت الواو للعطف دون الحال، و لم یثبت عند الجمهور وقوع البیان و البدل جملة کذا ذکر فی المغنی. و قال شارحه: قد أجازوا فی قوله تعالی وَ اتَّقُوا الَّذِی أَمَدَّکُمْ بِما تَعْلَمُونَ، أَمَدَّکُمْ بِأَنْعامٍ وَ بَنِینَ، وَ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ «1» أن یکون جملة أمدکم الثانیة بدلا من جملة أمدّکم الأولی، و أجازوا فی قول الشاعر:
أقول له ارحل لا تقیمنّ عندنا.
أن یکون لا تقیمن بدلا من ارحل، و لم أر من انتقد ذلک بأنه خلاف مذهب الجمهور، فینبغی تحریر النقل فی ذلک انتهی کلامه.
تم صاحب المغنی لم یتعرّض للتأکید و الوصف لظهور أمرهما فإنّ التأکید فی الجمل لا خفاء فی جوازه نحو زید قائم زید قائم، و الوصف لا خفاء فی امتناعه یشهد بذلک تعریفه. و الجمل التی لها محل من الإعراب أیضا سبع. الأولی الواقعة خبرا سواء کان خبرا لمبتدإ أو خبر کان و أنّ و نحو ذلک و محلّها بحسب اقتضاء العامل من الرفع و النصب. الثانیة الواقعة حالا نحو وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَکْثِرُ «2».
الثالثة الواقعة مفعولا و محلها النصب إن لم تنب عن الفاعل، و هذه النیابة مختصّة بباب القول، نحو ثُمَّ یُقالُ هذَا الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تُکَذِّبُونَ «3» لأنّ الجملة التی یراد بها لفظها تنزّل منزلة الأسماء المفردة. قیل و تقع أیضا فی الجملة المقرونة بمعلّق نحو علم أقام زید. و أجاز هؤلاء وقوع هذه فاعلا، و حملوا علیه قوله تعالی: وَ تَبَیَّنَ لَکُمْ کَیْفَ فَعَلْنا بِهِمْ «4»، و الصواب خلاف ذلک. و علی قول هؤلاء فتزاد فی الجمل التی لها محل الجملة الواقعة فاعلا.
و تقع الجملة مفعولا فی ثلاثة أبواب. أحدها باب ظنّ و أعلم. و ثانیها باب التعلیق و ذلک غیر مختص بباب ظن و أعلم، بل هو جائز فی کل فعل قلبیّ. و لهذا انقسمت هذه الجملة إلی ثلاثة أقسام: الأول أن تکون فی موضع مفعول مقیّد بالجار نحو أَ وَ لَمْ یَتَفَکَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ «5» فَلْیَنْظُرْ أَیُّها أَزْکی طَعاماً «6» و یَسْئَلُونَ أَیَّانَ یَوْمُ الدِّینِ «7» لأنّه یقال فکرت فیه و نظرت فیه و سألت عنه، و لکنها علّقت هاهنا بالاستفهام عن الوصول فی اللفظ إلی المفعول، و هی من حیث المعنی مطالبة «8» علی معنی ذلک الحرف. و زعم ابن عصفور «9» أنّه لا یعلق فعل غیر علم و ظن حتی یضمّن معناهما، و علی هذا فتکون هذه الجملة سادّة مسدّ مفعولین. و الثانی أن تکون فی موضع المفعول المصرّح نحو
______________________________
(1) الشعراء/ 132- 133- 134.
(2) المدّثر/ 6.
(3) المطففین/ 17.
(4) إبراهیم/ 45.
(5) الأعراف/ 184.
(6) الکهف/ 19.
(7) الذاریات/ 12.
(8) طالبة (م، ع).
(9) هو علی بن مؤمن بن محمد الحضرمی الإشبیلی، أبو الحسن المعروف بابن عصفور. ولد باشبیلیة فی الأندلس عام 597 ه/ 1200 م. و توفی بتونس عام 669 ه/ 1271 م. إمام اللغة و النحو فی عصره. له الکثیر من المؤلفات الهامة فی النحو و الصرف و غیرها. الأعلام 5/ 27، فوات الوفیات 2/ 93، شذرات الذهب 5/ 330، عنوان الدرایة 188، کشف الظنون 1822.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 581
عرفت من أبوک لأنک تقول عرفت زیدا.
و الثالث أن تکون فی موضع مفعولین نحو وَ لَتَعْلَمُنَّ أَیُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَ أَبْقی «1» و الثالث باب الحکایة بالقول أو بمرادفه. فالأول نحو قالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ «2» و هل هی مفعول به أو مفعول مطلق نوعیّ فیه مذهبان. و الثانی نوعان:
ما معه حرف التفسیر نحو کتبت إلیه أن افعل، و الجملة فی هذا النوع لیست مفعولا إذ لا محلّ لها، و ما لیس معه حرف التفسیر نحو وَ وَصَّی بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی لَکُمُ الدِّینَ «3» الآیة. و الجملة فی هذا النوع فی محل النصب اتفاقا. فقال الکوفیون النصب بالفعل المذکور. و قال البصریون النصب بقول مقدّر. هکذا ذکر صاحب المغنی، و الصواب ترک ذکر ما معه حرف التفسیر لعدم کونه مفعولا و الکلام فیه کذا فی التحفة.
فائدة: قد یقع بعد القول جملة محکیة و لا عمل للقول فیها نحو أول قولی إنی أحمد اللّه بکسر إنّ إذ الجملة حینئذ خبر. الرابعة المضاف إلیها و محلّها الجر، و لا یضاف إلی الجملة إلّا ثمانیة. الأول أسماء الزمان ظروفا کانت أو أسماء. و الثانی حیث و یختص بذلک عن سائر أسماء المکان و إضافتها إلی الجملة لازمة بشرط کونها ظرفا. و الثالث آیة بمعنی علامة. و الرابع ذو فی قولهم اذهب بذی تسلم، و الباء فی ذلک ظرفیة و ذی صفة لزمن محذوف. ثم قال الأکثرون هی بمعنی صاحب فالموصوف نکرة أی اذهب فی وقت صاحب سلامة و قیل بمعنی الذی فالموصول معرفة و الجملة صلة و لا محل لها. الخامس لدن. و السادس ریث. و السابع قول. و الثامن قائل. الخامسة الواقعة بعد الفاء جوابا لشرط جازم. السادسة التابعة لمفرد و هی ثلاثة أنواع. الأول المنعوت بها نحو: مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا بَیْعٌ فِیهِ «4» الثانی المعطوفة بالحرف نحو زید منطلق و أبوه ذاهب إن قدّرت العطف علی الخبر. الثالث المبدلة کقوله ما یُقالُ لَکَ إِلَّا ما قَدْ قِیلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِکَ إِنَّ رَبَّکَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَ ذُو عِقابٍ أَلِیمٍ «5». السابعة التابعة لجملة لها محل و یقع ذلک فی بابی النسق و البدل خاصة. فالأول نحو زید قام أبوه و قعد أخوه إذا قدّرت العطف علی قام أبوه.
و الثانی شرطه کونه «6» أوفی من الأولی بتأدیة المعنی، هکذا ذکر صاحب المغنی و لعلّ ترک ذکر التأکید لشهرة أمره، و إلّا ففی الفوائد الضیائیة التأکید اللفظی یجری فی الألفاظ کلها أسماء أو أفعالا أو حروفا أو جملا أو مرکّبات تقییدیة أو غیر ذلک. ثم قال صاحب المغنی:
هذا الذی ذکرته من انحصار الجمل التی لها محل فی سبع جار علی ما قرروه. و الحق أنها تسع و الذی أهملوه الجملة المستثناة و الجملة المسند إلیها. أمّا الأولی فنحو لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّی وَ کَفَرَ، فَیُعَذِّبُهُ اللَّهُ «7».
قال ابن خروف «8»: من مبتدأ و یعذّبه اللّه الخبر
______________________________
(1) طه/ 71.
(2) مریم/ 30.
(3) البقرة/ 132.
(4) البقرة/ 254.
(5) فصلت/ 43.
(6) کون الثانیة (م، ع).
(7) الغاشیة/ 22- 24.
(8) هو علی بن محمد بن علی بن محمد الحضرمی، أبو الحسن. ولد باشبیلیة عام 524 ه/ 1130 م. و توفی فیها عام 609 ه/ 1212 م. عالم بالعربیة و النحو. لم یتزوج قط فی حیاته. و له عدة مؤلفات هامة فی النحو و اللغة. الأعلام 4/ 330، جذوة الاقتباس 307، وفیات الأعیان 1/ 343، فوات الوفیات 2/ 79، إرشاد الأریب 5/ 420.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 582
و الجملة فی موضع النصب علی الاستثناء المنقطع. و أما الثانیة فنحو تسمع بالمعیدی خیر من أن تراه إذا لم یقدّر أنّ تسمع بل قدّر تسمع قائما مقام السماع.
فائدة: یقول المعرّبون: الجمل بعد المعارف أحوال و بعد النکرات صفات. و شرحه أن الجمل الخبریة التی لم تستلزم لها «1» ما قبلها إن کانت مرتبطة بنکرة محضة فهی صفة لها أو بمعرفة [محضة] «2» فهی حال عنها، أو بغیر المحض منهما فهی محتملة لهما، و کل ذلک بشرط وجود المقتضی و انتفاء المانع. و إن شئت التوضیح الوافی فارجع إلی المغنی.

الجمّل الکبیر:

[فی الانکلیزیة]
Textbook of devinatory sentences) art of telling the future or the good fortune with the letters of the alphabet (
[فی الفرنسیة]
Traite des phrases divinatoires) art de predire l'avenir ou de la bonne aventure avec les lettres de l'alphabet (
،onomancie
عبارة عن أعداد الحروف بالحساب الأبجدی، هکذا یفهم من بعض رسائل الجفر.
و فی الأقالیم السّبعة لأحمد الرازی ورد قوله:
و المراد من الجمّل الصغیر الحساب الأبجدی، و المراد من الجمّل الکبیر هو أن یکون للحروف اعتبار ملفوظ لأنّه عبارة عن إسقاط الحرف الأوّل، و ما بقی فیراعی فی حسابها الجمّل الصغیر. انتهی کلامه. و فی لطائف اللّغات:
حساب الجمّل له طریقان: صغیر و کبیر.
فالمعروف و المتداول یقال له الصغیر: و أمّا الکبیر فیحسبونه بالبیّنات. و فی المنتخب:
الجمّل بضم الجیم و تشدید المیم المفتوحة هو حساب أبجد و ورد أیضا بالتخفیف کما هو مشهور «3».

الجمهوری:

[فی الانکلیزیة]Heady wine
[فی الفرنسیة]Vin capiteux
هو نبیذ العنب. و قیل هو الشراب المتّخذ من المثلث یجعل علیه الماء الذی ذهب عنه ثم یطبخ بعض الطبخ و یودع فی الأوعیة و یخمّر.
و قیل ما بقی نصفه من عصیر العنب بعد طبخه.
و فی النهایة منه حدیث النخعی «4» أنه أهدی له بختج هو الجمهوری. و البختج العصیر المطبوخ و قیل له الجمهوری لأنّ جمهور الناس یستعملونه أی أکثرهم. و فی الجامع: الجمهوری ما بقی نصفه من عصیر العنب بعد طبخه. و المثلث ما بقی ثلثه و البختج ما بقی ربعه کذا فی بحر الجواهر. و فی البرجندی: الجمهوری هو الذی من ماء العنب یصب علیه الماء یطبخ أدنی طبخة و یجئ فی لفظ الطلاء.

الجمود:

[فی الانکلیزیة]Rigidity،immobility،inertia،catatonia
[فی الفرنسیة]Rigidite،immobilite،inertie،catatonie
بضم الجیم و المیم عند الأطباء علة إذا
______________________________
(1) تستلزمها (م، ع).
(2) محضة (+ م، ع).
(3) عبارتست از اعداد حروف بحساب ابجد یفهم هکذا من بعض رسائل الجفر. و در هفت اقلیم احمد رازی آرد و مراد از جمل صغیر حساب ابجد است و مراد از جمل کبیر آنست که حروف را ملفوظی اعتبار نمایند زیرا که عبارت است از آنکه حرف اوّل ساقط گردانیده ما بقی را که بینات آنست بحساب جمل صغیر اعتبار نمایند انتهی کلامه. و فی لطائف اللغات حساب جمل بدو طریق است صغیر و کبیر آنچه متعارف است آن را صغیر گویند و کبیر آنست که با بینات حسب کنند. و فی المنتخب الجمل بضم جیم و تشدید میم مفتوحه حساب ابجد و بتخفیف نیز آمده چنانکه مشهور است.
(4) هو حفص بن غیاث بن طلق بن معاویة النخعی الأزدی الکوفی، أبو عمر. ولد بالکوفة عام 117 ه/ 735 م. و فیها توفی عام 194 ه/ 810 م. قاض، فقیه، محدث حافظ ثقة. له کتاب فی الحدیث و صحب أبا حنیفة. الأعلام 2/ 264، میزان الاعتدال 1/ 266، تاریخ بغداد 8/ 188.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 583
عرضت للإنسان بقی علی الحالة التی أدرکته علیها إما جالسا أو قائما، کذا فی بحر الجواهر.

الجنّ:

[فی الانکلیزیة]Djinn،jinn،demon
[فی الفرنسیة]Dijinn،demon
بالکسر و تشدید النون بمعنی پری «1»، و هو خلاف الإنس. الواحد منه جنّی بکسرتین کذا فی الصّراح. و فی تهذیب الکلام زعم الحکماء أنّ الملائکة هم العقول المجرّدة و النفوس الفلکیة و الجنّ أرواح مجرّدة لها تصرف فی العنصریات، و الشیطان القوّة المتخیلة. و لا یمتنع ظهور الکل أی الملائکة و الجنّ و الشیاطین علی بعض الأبصار و فی بعض الأحوال انتهی.
اعلم أنّ الناس قدیما و حدیثا اختلفوا فی ثبوت الجنّ و نفیه. و فی النقل الظاهر عن أکثر الفلاسفة إنکاره و ذلک لأنّ أبا علی بن سینا قال: الجنّ حیوان هوائی یتشکّل بأشکال مختلفة. ثم قال: و هذا شرح الاسم. فقوله و هذا شرح الاسم یدل علی أنّ هذا الحدّ شرح للمراد من هذا اللفظ و لیس لهذه الحقیقة وجود فی الخارج. و أمّا جمهور أرباب الملل و المصدّقین بالأنبیاء فقد اعترفوا بوجود الجنّ، و اعترف به جمع عظیم من قدماء الفلاسفة و أصحاب الروحانیات، و یسمّونها الأرواح السّفلیة و زعموا أنّ الأرواح السفلیة أسرع إجابة لأنها ضعیفة. و أما الأرواح الفلکیة فهی أبطأ إجابة لأنها أقوی.
و اختلف المثبتون علی قولین: منهم من زعم أنها لیست أجساما و لا حالة فیها، بل جواهر قائمة بأنفسها. قالوا و لا یلزم من هذا تساویها لذات الإله لأنّ کونها لیست أجساما و لا جسمانیة سلوب، و المشارکة فی السلوب لا تقتضی المساواة فی الماهیة. و قالوا ثم إنّ هذه الذوات بعد اشتراکها فی هذه السلوب أنواع مختلفة بالماهیة کاختلاف ماهیات الأعراض بعد اشتراکها فی الحاجة إلی المحلّ. فبعضها خیّرة محبة للخیرات و بعضها شریرة محبّة للشرور و الآفات. و لا یعرف عدد أنواعهم و أصنافهم إلّا اللّه تعالی. و قالوا: و کونها موجودات مجرّدة لا یمنع من کونها عالمة بالجزئیات قادرة علی الأفعال. و هذه الأرواح یمکنها أن تسمع و تبصر و تعلم الأحوال الجزئیة و تفعل الأفعال و تعقل الأحوال المخصوصة. و لما ذکرنا أنّ ماهیاتها مختلفة لا جرم لم یبعد فی أنواعها أن یکون نوع منها قادرا علی أفعال شاقّة عظیمة یعجز عنها قوی البشر و لا یبعد أن یکون لکلّ نوع منها تعلّق بنوع مخصوص من أجسام هذا العالم. و کما أنّه دلت الدلائل الطبیّة أی المذکورة فی علم الطب علی أنّ المتعلّق الأول للنفس الناطقة أجسام بخاریة لطیفة تتولد من ألطف أجزاء الدم و هی المسمّی بالروح القلبی و الروح الحیوانی، ثم بواسطة تعلّق النفس للأرواح تصیر متعلقة بالأعضاء التی تسری فیها هذه الأرواح، لم یبعد أیضا أن یکون لکلّ واحد من هؤلاء الجنّ تعلّق بجزء من أجزاء الهواء و یکون ذلک الجزء من الهواء هو المتعلّق الأول لذلک الروح، ثم بواسطة سریان ذلک الهواء فی جسم آخر کثیف یحصل لتلک الأرواح تعلّق و تصرف فی تلک الأجسام الکثیفة.
و من النّاس من ذکر فی الجنّ طریقة أخری فقال: هذه الأرواح البشریة و النفوس الناطقة إذا فارقت أبدانها و ازدادت قوة و کمالا بسبب ما فی ذلک العالم الروحانی من انکشاف الأسرار الروحانیة فإذا اتفق أن حدث بدن آخر مشابه لما کان لتلک النفس المفارقة من البدن، فبسبب تلک المشاکلة یحصل لتلک النفس المفارقة تعلّق
______________________________
(1) پری (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 584
ما بهذا البدن و تصیر تلک النفس المفارقة کالمعاونة لنفس ذلک البدن فی أفعالها و تدبیرها لذلک البدن فإنّ الجنسیة علّة الضّمّ، فإن اتفقت هذه الحالة فی النفس الخیّرة سمی ذلک المعین ملکا و تلک الإعانة إلهاما، و إن اتفقت فی النفس الشریرة سمّی ذلک المعین شیطانا و تلک الإعانة وسوسة. و منهم من زعم أنها أجسام. و القائلون بهذا اختلفوا علی قولین: منهم من زعم أنّ الأجسام مختلفة فی ماهیاتها إنما المشترک بینها صفة واحدة، و هو کونها بأسرها فی الحیّز و المکان و الجهة، و کونها قابلة للأبعاد الثلاثة، و الاشتراک فی الصفات لا یقتضی الاشتراک فی الماهیة، و إلّا یلزم أن تکون الأعراض کلها متساویة فی تمام الماهیة، مع أنّ الحق عند الحکماء أنّه لیس للأعراض قدر مشترک بینها من الذاتیات إذ لو کان کذلک لکان ذلک المشترک جنسا لها و حینئذ لا تکون الأعراض التسعة أجناسا عالیة، بل کانت أنواع جنس. فلما کان الحال فی الأعراض کذلک فلم لا یجوز أن یکون الحال فی الأجسام أیضا کذلک، فإنّه کما أنّ الأعراض مختلفة فی تمام الماهیة متساویة فی وصف عرضی، و هو کونها عارضة لمعروضاتها، فکذلک الأجسام مختلفة فی الماهیات متساویة فی الوصف العرضی المذکور. و هذا الاحتمال لا دافع له أصلا.
فلمّا ثبت هذا الاحتمال ثبت أنّه لا یمتنع فی بعض الأجسام اللطیفة الهوائیة أن یکون مخالفا لسائر أنواع الهواء فی الماهیة، ثم تکون تلک الماهیة تقتضی لذاتها علما مخصوصا و قدرة علی أفعال عجیبة من التّشکّل بأشکال مختلفة و نحوه. و علی هذا یکون القول بالجن و قدرتها علی التّشکل ظاهر الاحتمال.
و منهم من قال الأجسام متساویة فی تمام الماهیة و القائلون بهذا أیضا فرقتان. الأولی الذین زعموا أنّ البنیة لیست شرطا للحیاة و هو قول الأشعری و جمهور أتباعه. و أدلتهم فی هذا الباب ظاهرة قریبة. قالوا لو کانت البنیة شرطا للحیاة لکان إمّا أن یقوم بالجزءین حیاة واحدة فیلزم قیام العرض الواحد بالکثیر و أنه محال، و إمّا أن یقوم بکل جزء منها حیاة علی حدّة، و حینئذ فإمّا أن یکون کلّ واحد من الجزءین مشروطا بالآخر فی قیام الحیاة فیلزم الدور، أو یکون أحدهما مشروطا بالآخر فی قیام الحیاة و بالعکس فیلزم الدور أیضا، أو یکون أحدهما مشروطا بالآخر من غیر عکس فیلزم الترجیح بلا مرجّح، أو لا یکون شی‌ء منهما مشروطا بالآخر و هو المطلوب. و إذا ثبت هذا لم یبعد أن یخلق اللّه تعالی فی الجواهر الفردة علما بأمور کثیرة و قدرة علی أشیاء شاقّة شدیدة و إرادة إلیها.
فظهر القول [بإمکان] «1» بوجود الجنّ سواء کانت أجسامهم لطیفة أو کثیفة، و سواء کانت أجرامهم صغیرة أو کبیرة. الثانیة الذین زعموا أنّ البنیة شرط للحیاة و أنّه لا بدّ من صلابة فی الجثة حتی یکون قادرا علی الأفعال الشاقة، و هو قول المعتزلة. و قالوا لا یمکن أن یکون المرء حاضرا و الموانع مرتفعة و الشرائط من القرب و البعد حاصلا و تکون الحاسة سلیمة، و مع هذا لا یحصل الإدراک المتعلّق بتلک الحاسة بل یجب حصول ذلک الإدراک حینئذ، و إلّا لجاز أن یکون بحضرتنا جبال لا نراها و هذا سفسطة. و قال الأشاعرة یجوز أن لا یحصل ذلک الإدراک لأنّ الجسم الکبیر لا معنی له إلّا تلک الأجزاء المتألّفة، و إذا رأینا ذلک الجسم الکبیر علی مقدار من البعد فقد رأینا تلک الأجزاء، فإمّا أن تکون رؤیة هذا الجزء مشروطة برؤیة ذلک الجزء أو لا یکون. فإن کان الأول لزم الدور لأنّ الأجزاء متساویة، و إن لم
______________________________
(1) بإمکان (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 585
یحصل هذا الافتقار فحینئذ رؤیة الجوهر الفرد علی ذلک القدر من المسافة تکون ممکنة. ثم من المعلوم أنّ ذلک الجوهر الفرد لو حصل وحده من غیر أن ینضمّ إلیه سائر الجواهر، فإنّه لا یری فعلمنا أنّ حصول الرؤیة عند اجتماع جملة الشرائط لا یکون واجبا بل جائزا، فعلی هذا قول المعتزلة بثبوت الملک و الجنّ مشکل فإنّهم إن کانوا موصوفین بالکثافة و الصلابة فوجب عندهم رؤیتهم، مع أنه لیس کذلک. فإنّ جمعا من الملائکة عندهم و عند الأشاعرة حاضرون أبدا و هم الحفظة و الکرام الکاتبون و یحضرون أیضا عند قبض الأرواح، و قد کانوا یحضرون عند الرسول صلی اللّه علیه و آله و سلم و إنّ أحدا من القوم ما کان یراهم. و کذلک الناس الجالسون عند من یکون فی النزع لا یرون أحدا فإن وجب رؤیة الکثیف عند الحضور فلم لا نراها، و إن لم تجب الرؤیة فقد بطل مذهبهم، و إن کانوا موصوفین بالقوة الشدیدة مع عدم الکثافة و الصلابة فقد بطل مذهبهم. و قولهم البنیة شرط للحیاة إن قالوا إنّها أجسام لطیفة روحانیة و لکنها للطافتها لا تقدر علی الأفعال الشاقة، فهذا إنکار بصریح القرآن، فإنّ القرآن دلّ علی أنّ قوتها عظیمة علی الأفعال الشاقة.
و بالجملة فحالهم فی الإقرار بالملک و الجنّ مع هذه المذاهب عجیب. هکذا فی التفسیر الکبیر فی تفسیر سورة الجن. و ما یتعلّق بهذا یجئ فی لفظ المفارق. و فی الینابیع قیل العقلاء ثلاثة أصناف الملائکة و الجنّ و الإنس. فالملائکة خلقت من النور و الإنس خلق من الطین و الجن خلق من النار. فالجن خلقوا رقاق الأجسام بخلاف الملائکة و الإنس. و رووا أنّ النبی علیه السلام قال: (الجن ثلاثة أقسام: قسم منها: له ریش کالطیور تطیر. و آخر علی هیئة الأفعی و الکلب، و ثالث علی هیئة النّاس، و یستطیعون التشکل بأی شکل یریدون) «1». و فی الإنسان الکامل: اعلم أنّ سائر الجنّ علی اختلاف أجناسهم کلهم علی أربعة أنواع: فنوع عنصریون و نوع ناریون و نوع هوائیون و نوع ترابیون. فأما العنصریون فلا یخرجون عن عالم الأرواح و تغلب علیهم البساطة، و هم أشد قوة. سمّوا بهذا الاسم لقوة مناسبتهم بالملائکة، و ذلک لغلبة الأمور الروحانیة علی الأمور الطبیعیة السفلیة [منهم،] «2» و لا ظهور لهم إلّا فی الخواطر. قال تعالی شَیاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِ «3» و لا یترأون إلّا للأولیاء. و أما الناریون فیخرجون من عالم الأرواح غالبا و هم متنوعون فی کل صورة، أکثر ما یناجون «4» الإنسان فی عالم المثال فیفعلون به ما یشاءون فی ذلک العالم، و کید هؤلاء شدید.
فمنهم من یحمل الشخص بهیکله فیرفعه إلی موضعه، و منهم من یقیم معه فلا یزال الرائی مصروعا ما دام عنده. و أما الهوائیون فإنّهم یترأون فی المحسوس یقابلون الروح فتنعکس صورتهم علی الرائی فیصرع. و أما الترابیون فإنّهم یلبّسون الشخص و یضرونه برائحتهم، و هؤلاء أضعف الجنّ قوة و مکرا انتهی.
فائدة: قد یطلق لفظ الجنّ علی الملائکة و الروحانیین لأنّ لفظ الجنّ مشتق من الاستتار، و الملائکة و الروحانیون لا یرون بالعینین، فصارت کأنها مستترة من العیون، فلهذا أطلق
______________________________
(1) و روایت کرده‌اند از پیغمبر علیه الصلاة و السلام که گفت پریان سه گروه‌اند یک گروه پرها دارند چون مرغان پرند و یک گروه بر هیآت مار و سگ باشند و یک گروه خود را بر صفت آدمیان و هر حیثیتی که میخواهند می‌گردانند.
(2) منهم (+ م).
(3) الأنعام/ 112.
(4) یفاجئون (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 586
لفظ الجنّ علیها. و بهذا المعنی وقع فی قوله وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَکاءَ الْجِنَ «1».
فائدة: قال أصحابنا الأشاعرة الجنّ یرون الإنس لأنه تعالی خلق فی عیونهم إدراکا و الإنس لا یرونهم لأنه تعالی لم یخلق الإدراک فی عیون الإنس. و قالت المعتزلة الوجه فی أنّ الإنس لا یرون الجنّ أنّ الجنّ لرقة أجسامهم و لطافتها لا یرون، و لو زاد اللّه فی أبصارنا قوة لرأیناهم کما یری بعضنا بعضا، و لو أنه تعالی کثّف أجسامهم و بقیت أبصارنا علی هذه الحالة لرأیناهم أیضا. فعلی هذا کون الإنس مبصرا للجنّ موقوف عندهم إمّا علی ازدیاد کثافة أجسام الجنّ أو علی ازدیاد قوة إبصار الإنس.
فائدة جلیلة: الإنسان قد یصیر جنا فی عالم البرزخ بالمسخ، و هذا تعذیب و غضب من اللّه تعالی علی من شاء، کمن کان یمسخ فی الأمم السابقة و القرون الماضیة قردة و خنازیر، إلّا أنّه قد رفع هذا العذاب عن هذه الأمة المرحومة فی عالم الشهادة ببرکة النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم، إلّا ما هو من علامات الساعة الکبری. فقد ورد فی الأحادیث الصحیحة أن یکون فی هذه الأمة مسخ و خسف و قذف عند القیامة، و ذلک أی مسخ الإنسان جنا فی البرزخ یکون غالبا فی الکفار و المؤمنین الظالمین المؤذین و الزانین و المغلمین سیما إذا ماتوا أو قتلوا علی جنابة. و کذا المرتدین غیر تائبین إذا ماتوا غیر تائبین. و لیس کل من کان کذلک یکون ممسوخا بل من شاء اللّه تعالی مسخه و عذابه. و المسخ لا یکون فی الصلحاء و الأولیاء أصلا و إن ماتوا علی جنابة. و یکون المسخ فی القیامة کثیرا کما ورد أنّ کلب أصحاب الکهف یصیر بلعما و البلعم یجعل کلبا و یدخل ذلک فی الجنة و یلقی هذا فی النار. و من هذا القبیل جعل رأس من رفع و وضع رأسه فی الصلاة قبل الإمام رأس حمار. و منه مسخ آخذ الرّشوة و آکل الربا و واضع الأحادیث و أمثال ذلک کثیر، کذا فی شرح البرزخ «2» لملا معین «3».
فائدة: اختلفوا: هل من الجنّ رسول أم لا فقال ضحّاک «4» إنّ من الجنّ رسلا کالإنس بدلیل قوله تعالی وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِیها نَذِیرٌ «5» و قوله تعالی وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَکاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا «6» الآیة. قال المفسرون فیه استئناس الإنسان بالإنسان أکمل من استئناسه بالملک، فاقتضی حکمة اللّه تعالی أن یجعل رسول الإنس من الإنس لتکمیل الاستئناس، فهذا السبب حامل فی الجنّ فیکون رسول الجنّ من الجنّ.
و الأکثرون قالوا ما کان من الجنّ رسول البتة و إنّما کان الرسول من بنی آدم، و احتجوا بالإجماع هو بعید لأنه کیف ینعقد الإجماع مع حصول الاختلاف. و استدلّوا أیضا بقوله تعالی إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً «7» الآیة، فإنّهم
______________________________
(1) الأنعام/ 100.
(2) لم یرد بعد التفتیش الطویل سوی برزخ أبی سفیان، و ورد شرح البرزخ أی شرحه کاسم لکتاب فی سلسلة فهارس المکتبات الخطیة النادرة، فهرس المخطوطات العربیة بمکتبة بوهار، الهند، کلکتا، تصنیف هدایت حسین، 1923، ج 2، ص 42- 43. لذا ذکرنا ذلک للعلم.
(3) لم نعثر علی ترجمة لملا معین.
(4) هو الضحاک بن مزاحم البلخی الخراسانی، أبو القاسم. توفی بخراسان عام 105 ه/ 723 م. مفسّر، کان یؤدب الأطفال.
له کتاب فی التفسیر. الأعلام 3/ 215، میزان الاعتدال 1/ 471، العبر للذهبی 1/ 124، تاریخ الخمیس 2/ 318، المجرّة 47.
(5) فاطر/ 24.
(6) الأنعام/ 9.
(7) آل عمران/ 33.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 587
اتفقوا علی أنّ المراد بالاصطفاء النبوّة، فوجب کون النبوة مخصوصة بهذا القوم.
فائدة: لا یجب أن یکون کل معصیة تصدر من إنسان فإنها تکون بسبب وسوسة الشیطان، و إلّا لزم التسلسل و الدور فی هؤلاء الشیاطین، فوجب الانتهاء إلی قبیح أول و معصیة سابقة حصلت بلا واسطة وسوسة شیطان آخر.
ثم نقول الشیاطین کما أنّهم یلقون الوسواس إلی الإنس فقد یوسوس بعضهم بعضا. فقیل الأرواح إمّا ملکیة و إمّا أرضیة و الأرضیة منها طیبة طاهرة و منها خبیثة قذرة شریرة تأمر المعاصی و القبائح و هم الشیاطین. ثم إنّ تلک الأرواح الطیبة کما تأمر النّاس بالطاعات و الخیرات فکذلک قد تأمر بعضهم بعضا بها، و کذلک الأرواح الخبیثة کما تأمر الناس بالمعصیة کذلک تأمر بعضهم بعضا بها. ثم إنّ صفات الطّهر کثیرة و صفات الخبث أیضا کذلک. و بحسب کل نوع منها طوائف من البشر و طوائف من الأرواح الأرضیة، و بحسب تلک المجانسة و المشابهة ینضم الجنس إلی جنسه. فإن کان ذلک من باب الخیر کان الحامل علیه ملکا یقویه و ذلک الخاطر إلهام.
و إن کان من باب الشّر کان الحامل علیه شیطانا یقویه و ذلک الخاطر وسوسة، فلا بد من المناسبة. و متی لم یحصل نوع من أنواع المناسبة بین البشریة و بین تلک الأرواح لم یحصل ذلک الانضمام بالنفوس البشریة، هکذا یستفاد من التفسیر الکبیر فی تفسیر سورة الجنّ و الأنعام و الأعراف.
فائدة: اختلف الناس فی حکم الجنّ، هل هم من أهل الجنّة أو النّار؟ فالکفار هم من أهل النّار باتفاق. و أمّا المؤمنون منهم فیقول أبو حنیفة رحمه اللّه هم ناجون من النّار و لا یدخلون الجنة، بل یفنون کالحیوانات الأخری؛ و ثمّة قول آخر بأنّهم یدخلون الجنة. کذا فی الینابیع «1».

الجنائب:

[فی الانکلیزیة]Travellers toward God
[فی الفرنسیة]Voyageurs vers Dieu
هم السائرون إلی اللّه فی منازل النفوس حاملین لزاد التقوی و الطاعة ما لم یصلوا إلی مناهل القرب حتی یکون سیرهم فی اللّه، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

الجناح:

[فی الانکلیزیة]Wing
[فی الفرنسیة]Aile
بفتح الجیم و النون الید و الجناح و الجانب و تحت الإبط. و قد أطلق الأطبّاء هذه الکلمة علی عظمین یبرزان من أضلاع الظهر، أحدهما من الیمین و الآخر من الیسار، و إنّما قیل لهما الجناحان لأنّهما بمثابة جناحی الطّائر المفتوحین. کذا فی بحر الجواهر «2».

الجناحیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Janahiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Janahiyya)secte(
فرقة من غلاة الشیعة أصحاب عبد اللّه بن معاویة بن عبد اللّه بن جعفر ذی الجناحین «3».
______________________________
(1) فائدة: إختلاف کرده‌اند در حکم پریان که در بهشت باشند یا در دوزخ هرچه کافران‌اند در دوزخ باشند باتفاق و هرچه مومن‌اند بقول ابی حنیفه رح از دوزخ برهند و در بهشت در نیایند و نیست گردند مثل حیوانات دیگر و بقول دیگر در بهشت در آیند کذا فی الینابیع.
(2) دست و بال و جانب و زیر بغل. و اطباء اطلاق کرده‌اند بر دو استخوان که از پهلوها مهرهای پشت برون آید یکی از راست و یکی از چپ وی را جناح از بهر آن گویند که مانند دو بال مرغ است که باز کرده باشد کذا فی بحر الجواهر.
(3) هو عبد اللّه بن معاویة بن عبد اللّه بن جعفر بن أبی طالب. توفی عام 129 ه/ 746 م. من شجعان الطالبیین. شاعر، متهم بالإلحاد و الزندقة. طلب الخلافة فی آخر عهد الأمویین. و قاتله ولاة الأمویین ثم ولاة العباسیین حتی قتل علی ید عامل هراة بأمر من أبی مسلم الخراسانی. الأعلام 4/ 139، ابن خلدون 3/ 121، الطبری 5/ 599، لسان المیزان 3/ 363، المقریزی 2/ 353.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 588
قالوا الأرواح تتناسخ، فکان روح اللّه فی آدم ثم فی شیث ثم فی الأنبیاء و الأئمة حتی انتهت إلی علی و أولاده الثلاثة ثم إلی عبد اللّه. و قالوا عبد اللّه حی مقیم بجبل أصفهان، و سیخرج، و أنکروا القیامة و استحلّوا المحرّمات کالخمر و المیتة و الزنا «1»، کذا فی شرح المواقف.

الجناس:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Paronomasia،paronymy،pun
[فی الفرنسیة]Paronomase،paronymie،calembour
عند أهل البدیع هو من المحسّنات اللفظیة هو تشابه اللفظین فی اللفظ، أی فی التلفّظ و یسمّی بالتجنیس أیضا. و المراد بالتلفّظ أعم من الصریح و غیر الصریح، فدخل تجنیس الإشارة و هو أن لا یظهر التجنیس باللفظ بل بالإشارة کقولنا حلقت لحیة موسی باسمه. و خرج التشابه فی المعنی نحو أسد و سبع أو مجرّد عدد الحروف أو الوزن نحو ضرب و علم و قتل.
و فائدة الجناس المیل إلی الإصغاء إلیه فإنّ مناسبة الألفاظ تحدث میلا و إصغاء إلیها، و لأنّ اللفظ المشترک إذا حمل علی معنی ثم جاء و المراد به معنی آخر کان النفس تشوق إلیه.

التقسیم‌

الجناس ضربان. أحدهما التّام و هو أن یتفق اللفظان فی أنواع الحروف و أعدادها و هیئاتها و ترتیبها. فبقولنا أنواع الحروف خرج نحو یفرح و یمزج فإنّ کلا من الفاء و المیم و کذا بواقی الحروف أنواع مختلفة. و بقولنا و أعدادها خرج نحو الساق و المساق. و بقولنا هیئاتها نحو البور و البور بفتح الموحدة فی أحدهما و ضمها فی الآخر، فإنّ هیئة الکلمة کیفیة تحصل لها باعتبار حرکات الحروف و سکناتها. و بقولنا و ترتیبها أی تقدیم بعض الحروف علی بعض و تأخیره عنه خرج نحو الفتح و الحتف. ثم إن کان اللفظان المتفقان فیما ذکر من نوع واحد من أنواع الکلمة کالاسم مثلا یسمّی مماثلا، لأنّ التماثل هو الاتحاد فی النوع نحو وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَیْرَ ساعَةٍ «2» أی من ساعات الأیام و الساعة الأولی بمعنی القیامة. و قیل الساعة فی الموضعین بمعنی واحد. و التجنیس أن یتفق اللفظان و یختلف المعنی و لا یکون أحدهما حقیقة و الآخر مجازا، بل یکونان حقیقتین، و زمان القیامة و إن طال لکنه عند اللّه فی حکم الساعة الواحدة، فإطلاق الساعة علی القیامة مجاز، و بذلک یخرج الکلام عن التجنیس، کما لو قلت رکبت حمارا و لقیت حمارا أی بلیدا. و إن کان اللفظان من نوعین یسمّی مستوفی کقول ابی تمام:
ما مات من کرم الزمان فإنه یحیی لدی یحیی بن عبد اللّه
فإن یحیی الأول فعل مضارع و الثانی علم.
و أیضا التام إن کان أحد لفظیه مرکبا و الآخر مفردا یسمّی جناس الترکیب و الجناس المرکّب. و المرکّب إن کان مرکّبا من کلمة و بعض کلمة یسمّی مرفوّا نحو عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ «3» و إن کان مرکّبا من کلمتین، فإن اتفق اللفظان فی الخط یسمّی متشابها نحو:
______________________________
(1) الجناحیة من فرق الغلاة أتباع عبد اللّه بن معاویة بن عبد اللّه بن جعفر بن أبی طالب، زعموا أن روح الإله تحلّ فی الأنبیاء و الأئمة و تنتقل فیما بینهم، و أنکروا القیامة و الجنة و النار، کما استحلوا الزنا و اللواط و الخمر و أکل المیتة، و نسخوا العبادات و أوّلوها. و لهم آراء صریحة فی الکفر. و هم عموما من الفرق التی خرجت من الإسلام و لا تمت له بصلة.
التبصیر 126، مقالات 1/ 67، الفرق 245، المواقف 8/ 386، اعتقادات فرق المسلمین و المشرکین 59، الفخری 162.
(2) الروم/ 55.
(3) التوبة/ 109.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 589
إذا ملک لم یکن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة
أی غیر باقیة و ذاهبة الأولی مرکّب من ذا وهبة بمعنی صاحب هبة. و إن لم یتفقا فی الخط یسمّی مفروقا نحو:
کلکم قد أخذ الجام و لا جام لنا «1» ما الذی ضر مدیر الجام لو جاملنا
أی عاملنا بالجمیل.- و الجام هو الکأس بالفارسیة-.
و ثانیهما غیر التام و هو أربعة أقسام، لأنه إن اختلف اللفظان فی هیئة الحروف فقط یسمّی محرّفا، و الحرف المشدّد هاهنا فی حکم المخفف.
و الاختلاف إمّا فی الحرکة أو فی الحرکة و السکون کقولهم جبّة البرد جنّة البرد. فلفظ البرد الأول بالضم و الثانی بالفتح. و أما لفظ الجبة و الجنة فمن التجنیس اللاحق. و قولهم الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط بتشدید الراء و الأول بتخفیفها. و قولهم البدعة شرک الشرک بکسر الشین و سکون الراء و الشرک الأول بفتحتین، و إن اختلفا فی أعدادها فقط یسمّی ناقصا و الاختلاف فی عدد الحروف إمّا بحرف فی الأول نحو وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلی رَبِّکَ یَوْمَئِذٍ الْمَساقُ «2»، أو فی الوسط نحو جدی جهدی، أو فی الآخر نحو عواص و عواصم. و ربّما یسمّی هذا القسم الأخیر بالمطرف أیضا. و إمّا بأکثر من حرف و ربّما یسمّی مذیلا و ذلک بأن یزید فی أحدهما أکثر من حرف فی الآخر أو الأول. و سمّی بعضهم الثانی بالمتوّج کقوله تعالی وَ انْظُرْ إِلی إِلهِکَ «3» وَ لکِنَّا کُنَّا مُرْسِلِینَ «4» مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ «5» إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ یَوْمَئِذٍ لَخَبِیرٌ «6» مُذَبْذَبِینَ بَیْنَ ذلِکَ «7». و إن اختلفا فی أنواعها فقط فیشترط أن لا یقع الاختلاف بأکثر من حرف إذ حینئذ. یخرج «8» عن التجانس کلفظی نصر و نکل. ثم الحرفان إن کانا متقاربین یسمّی مضارعا و هو ثلاثة أضرب: لأنّ الحرف الأجنبی إمّا فی الأول کدامس و طامس، أو فی الوسط نحو ینهون و ینأون، أو فی الآخر نحو الخیل و الخیر.
و إلّا أی إن لم یکونا متقاربین یسمّی لاحقا إمّا فی الأول کهمزة و لمزة، أو فی الوسط نحو تفرحون و تمرحون، أو فی الآخر کالأمر و الأمن. و فی الإتقان الحرفان المختلفان نوعا إن کان بینهما مناسبة لفظیة کالضاد و الظاء یسمّی تجنیسا لفظیا کقوله تعالی: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ «9». و إن اختلفا فی ترتیبها فقط یسمّی تجنیس القلب و هو ضربان، لأنه إن وقع الحرف من الکلمة الأولی أوّلا من الثانیة و الذی قبله ثانیا و هکذا علی الترتیب سمّی قلب الکلّ نحو فتح حتف، و إلّا یسمّی قلب البعض نحو فرقت بین بنی إسرائیل. و إذا وقع أحد المتجانسین فی أول البیت و الآخر [مجنحا] «10» فی آخره یسمّی تجنیس القلب حینئذ مقلوبا صحیحا «11» لأن
______________________________
(1) و الجام هو الکأس بالفارسیة.
(2) القیامة/ 29.
(3) طه/ 97.
(4) القصص/ 45.
(5) البقرة/ 62.
(6) العادیات/ 11.
(7) النساء/ 143.
(8) یخرجان (م).
(9) القیامة/ 22- 23.
(10) مجنحا (+ م).
(11) مجنحا (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 590
اللفظین کأنهما جناحان للبیت کقول الشاعر «1» لاح أنوار الهدی من کفه فی کل حال و إذا ولی أحد المتجانسین الآخر سواء کان جناس القلب أو غیره یسمّی مزدوجا و مکررا و مرددا کقولهم من طلب و جدّ وجد و من قرع و لجّ ولج، و قولهم النبیذ بغیر النغم غم و بغیر الدسم سم.

تنبیه‌

إذا اختلف لفظا المتجانسین فی اثنین أو أکثر مثلا أو اختلفا فی أنواع [الحروف] «2» و أعدادها أو فیهما مع ثالث کالهیئة و الترتیب لا یعد ذلک من باب التجنیس لبعد المشابهة. قال الخطیب فی التلخیص: و یلحق بالجناس شیئان:
أحدهما أن یجتمع اللفظین الاشتقاق نحو فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ الْقَیِّمِ «3»، و سماه صاحب الإتقان بتجنیس الاشتقاق و بالمقتضب. ثم قال: و الثانی أن یجمعهما أی اللفظین المشابهة نحو قالَ إِنِّی لِعَمَلِکُمْ مِنَ الْقالِینَ «4»، و سماه صاحب الإتقان بجنس «5» الإطلاق. و قال المحقق التفتازانی فی شرحه المطول: لیس المراد بما یشبه الاشتقاق الاشتقاق «6» الکبیر لأنه هو الاتفاق فی حروف الأصول من غیر رعایة الترتیب مثل القمر و الرقم. و لا شک أن قال فی المثال المذکور فی القول و القالین من القلی، بل المراد به ما یشبه الاشتقاق و لیس باشتقاق و ذلک بأن یوجد فی کل من اللفظین [جمیع] «7» ما یوجد فی الآخر من الحروف أو أکثر، لکن لا یرجعان إلی أصل واحد فی الاشتقاق. قال المحقق التفتازانی فی المطول: و قد یقال التجنیس علی توافق اللفظین فی الکتابة و یسمّی تجنیسا خطیا کقوله علیه السلام «علیکم بالأبکار فإنهن أشد حبّا و أقل خبّا «8». و قد یعد فی هذا النوع ما لم ینظر فیه إلی اتصال الحروف و انفصالها کقولهم فی مسعود متی یعود و فی المستنصر به جنة المسی‌ء یضربه حیة انتهی.
ففهم من کلام التلخیص و المطول أنّ إطلاق التجنیس علی تجنیس الاشتقاق و تجنیس الإطلاق علی سبیل التشابه و إطلاقه علی التجنیس الخطی علی سبیل الاشتراک اللفظی، و أنّ المعدود فی المحسنات اللفظیة هو التجنیس بمعنی تشابه اللفظین فی اللفظ. و قد صرّح به المحقق التفتازانی فی آخر فن البدیع، و قال: إنّ کون الکلمتین متماثلتین فی الخط کما ذکرنا لیس داخلا فی علم البدیع، و إن ذکره بعض المصنفین فیه.
فائدة: لکون الجناس من المحسّنات اللفظیة لا المعنویة ترک عند فوت المعنی کقوله
______________________________
(1) هو الأحنف بن قیس بن معاویة بن حصین المرّی السعدی التمیمی، أبو بحر. ولد فی البصرة عام 3 ق. ه/ 619 م. و توفی بالکوفة عام 72 ه/ 691 م. سید تمیم، داهیة فصیح شجاع. أدرک الرسول و لم یره، و کانت له مکانة عند عمر و علی. تولی إمرة خراسان. کتب عنه الکثیرون. الأعلام 1/ 276، طبقات ابن سعد 7/ 66، وفیات الأعیان 1/ 230، جمهرة الأنساب 206، تاریخ الخمیس 2/ 309، تاریخ الإسلام 3/ 129.
(2) الحروف (+ م، ع).
(3) الروم/ 43.
(4) الشعراء/ 168.
(5) بتجنیس (م).
(6) الاشتقاق (- م).
(7) جمیع (+ م).
(8) أخرجه ابن ماجة فی سننه 1/ 598، عن عویم بن ساعدة الأنصاری عن أبیه عن جده، کتاب النکاح (9)، باب تزویج ذات الدین (6)، الحدیث رقم 1861، و تمامه (علیکم بالأبکار فإنهن أعذب أفواها و أنتق أرحاما و أرضی بالیسیر) و أخرجه الهیثمی فی مجمع الزوائد 4/ 259، عن جابر، کتاب النکاح، باب تزویج الأبکار.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 591
تعالی وَ ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَ لَوْ کُنَّا صادِقِینَ «1». قیل لم یقل و ما أنت بمصدق لنا مع أنه یؤدی معناه مع رعایة التجنیس لأن فی مؤمن من المعنی ما لیس فی مصدق، إذ معناه مع التصدیق إعطاء الأمن، و مقصودهم التصدیق و زیادة، و هو طلب الأمن، فلذلک عبّر به و کقوله تعالی: أَ تَدْعُونَ بَعْلًا وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِینَ «2» لم یقل و تدعون أحسن الخالقین مع أنّ فیه رعایة الجناس لأنّ تدع أخصّ من تذر لأنه بمعنی ترک الشی‌ء مع الاعتناء «3» به بشهادة الاشتقاق، نحو الإیداع فإنه ترک الودیعة مع الاعتناء بحالها، و لذا یختار لها من هو مؤتمن علیها. و من ذلک الدّعة بمعنی الراحة.
و أما یذر فمعناه الترک مطلقا أو الترک مع الإعراض و الرفض الکلی. قال الراغب: یقال فلان یذر الشی‌ء أی یقذفه لقلة الاعتداد به.
و منه الوذر قطعة من اللحم لقلّة الاعتداد به.
و لا شکّ أنّ السیاق إنّما یناسب هذا لا الأول.
فأرید هاهنا تشنیع حالهم فی الإعراض عن ربّهم و أنهم بلغوا الغایة فی الإعراض، کذا ذکر الخولی «4». و قال الزملکانی «5» إنّ التجنیس تحسین، إنما یستعمل فی مقام الوعد و الإحسان لا فی مقام التهویل. هذا کله خلاصة ما فی المطوّل و الإتقان.
و أما التجنیس عند أهل الفرس فقال فی جامع الصنائع: إنّنا نبیّن هذه الصّناعة حسب اصطلاح رجال الأدب الفارسی: إذن نقول:
التجنیس عند الفرس هو الإتیان بلفظین متشابهین فی الصورة و لکنهما متخالفان فی المعنی. و هو أکثر من نوع.
النوع الأوّل البسیط: و ذلک بإیراد لفظین متجانسین و هو أیضا قسمان: أحدهما البسیط المتّفق: و ذلک بأن یکون اللفظان متفقین فی عدد الحروف و الإملاء و التّلفّظ، مثل کلمة خطا التی لها معنیان.
و ثانیهما: البسیط المختلف: و ذلک بأن یتّفق اللفظان فی الأرکان ما عدا الترکیب.
و مثاله لفظ تارها فی هذا المصراع: «تارها کردی از آن زلفین مشکین تارها».
و المعنی (لقد صنعت خیوط السّدی من تلک السّوالف السّوداء المضمخة بالمسک) و الثانی عبارة عن لفظین أو ثلاثة قلیلة الحروف بحیث تتساوی مع اللّفظ الأوّل، و هذا النوع ینقسم أیضا إلی قسمین:
1- مرکّب تام متّفق فی جمیع الأرکان و مثاله فی البیت التالی:
همچون لب أو چو دیده‌ام مرجان را خواهم که فدای أو کنم مر جان را
و معنی البیت:
حینما رأیت شفته الیاقوتیّة أودّ لو فدیته بروحی
فلفظة مرجان فی المصراع الثانی مؤلّف من کلمتین مر و جان بینما هی فی المصراع
______________________________
(1) یوسف/ 17.
(2) الصافات/ 125.
(3) الاعتقاد (م).
(4) هو عبد الرحمن بن عبد اللّه بن داود الخولانی الحرازی الیمنی. توفی عام 1003 ه/ 1595 م. مفسّر، فقیه، عالم بالعربیة.
له عدة تصانیف هامة. معجم المفسرین 1/ 267، خلاصة الأثر 2/ 360، إیضاح المکنون 1/ 304، هدیة العارفین 2/ 360.
(5) هو عبد الواحد بن عبد الکریم بن خلف الأنصاری الزملکانی، أبو المکارم، کمال الدین. و یقال له ابن خطیب ز ملکا. توفی بدمشق عام 651 ه/ 253 م. أدیب، من القضاة، له شعر حسن، و بعض الکتب. الأعلام 4/ 176، بغیة الوعاة 316، طبقات الشافعیة 5/ 133، شذرات الذهب 5/ 254.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 592
الأول کلمة واحدة مفردة.
2- مرکّب تام مختلف: و هذا أیضا علی قسمین: 1- و هو متّفق فی جمیع الأرکان ما عدا الحرکة، و مثاله فی البیت التالی:
از فراق رخ چو گلزارت عاشق خسته زیر گل زارت.
و معناه: بسبب فراق وجهک الأزهر صار العاشق مریضا تحت الطین. فلفظ گلزار مرکّب من کل و زار.
2- أن یختلف فی الحرکة و الکتابة و یتّفق فی الأرکان و مثاله:
رخ تو آفتاب دیدن آن آفت آب اندرون چشم است.
و المعنی:
وجهک هو رؤیة الشمس و الماء یکون آفة فی العین
و المراد ظاهر فی ترکیب کلمتی آفت و آب فی المصراع الثانی بینما هی کلمة واحدة فی المصراع الأول.
النوع الثالث: التجنیس المزدوج. و هو الإتیان بألفاظ تکون متّصلة أو منفصلة، و عدد حروفها أقلّ من ألفاظ أخری مشابهة لها. فمثال المتّصل آباد و باد. و مثال المنفصل گلزار و زار.
النوع الرابع: التجنیس المحرّف: هو الإتیان بلفظ من جنس اللفظ الأوّل یزید عنه أو ینقص جزءا فی آخره فإن کانت أکثر قیل له زائدا، و إن کانت أقلّ قیل له ناقصا، مثل کلمة چشم (عین باصرة) ناقص و چشمه (عین الماء) زائد.
النوع الخامس: التجنیس المرکّب:
و معناه: أن نبسط لفظا فیصیر لفظا مرکبا. و ذلک نوعان: أحدهما خطّی و لفظی، و الثانی خطّی مجرّد. و کلّ واحد منهما ینقسم إلی قسمین متّصل و منفصل. و مثال اللفظی و الخطّی المتّصل فی البیت التالی:
تا جان دهمت بگوی ای مر جان را یک بوسه بده بهاش بشمر جان را
و معناه:
لکی أعطیک الروح قل یا یاقوت الروح هات قبله واحدة و اعتبر الروح ثمنها
و مثال الخطّی و اللّفظی المنفصل فی البیت الآتی:
هر بار ندیده‌ام کسی گهربار إلا تو بتکرار سؤال سائل
و معناه:
لم أر شخصا فی کلّ مرة ینثر الجوهر إلّا أنت بتکرار سؤال السّائل
و مثال الخطی المجرّد المتّصل:
هر بار اگر یار نه گوهر بار است از دست نه بل ز چشم دانش اغیار است
و المعنی:
فی کل مرة إذا لم یکن الحبیب ناثرا للجوهر فلیس من یده بل من عین الرّقباء الأغیار
النوع السادس: التجنیس المستحیل:
و معناه أن یعرف التجنیس فقط بطریق الحیلة و هو علی ثلاثة أنواع: 1- المضارع: و هو أن یکون التجانس فی جمیع الحروف ما عدا الحرف الأخیر مثل آزار (الأذی) و أزاد (الحر).
2- التبدیل: أن یکون التجانس فی کلّ الحروف ما خلا الحرف الأول مثل: إشارت و بشارت 3- مطرّف: أی أن یکون التجانس فی کلّ الحروف ما عدا الحرف الوسیط: مثل قادری و قاهری.
النوع السابع: التجنیس اللفظی: یعنی أن یتشابه التّلفّظ بالکلمتین حتی تبدوان متجانستین و لکنهما فی الکتابة مختلفتان مثل سفر و صفر.
النوع الثامن: تجنیس الخطّ: أن یکون التجانس فی الخط و یختلف فی اللفظ. انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 593
و یقول فی مجمع الصنائع: یلحق بتجنیس الخطّ الکلام الذی له ذیل و الذی یقابل بعضه بعضا.
مثاله:
ما إنّ روح العالم سحبت ذیلها من المرج خارجة حتی انطلقت أرواح الطیر فی المروج من أجسادها
و إذا ذکرت کلمة دامن (ذیل) فی أثناء هذا القسم فإنّه یکون مقبولا. و کلّما فی ذلک الجنس یحافظ علی اللفظ فإنّه یقال له متجانس «1».

الجنایة:

[فی الانکلیزیة]Crime،mistake،offence
[فی الفرنسیة]Crime،faute،delit
بالکسر و تخفیف النون فی الأصل أخذ الثمر من الشجر، نقلت إلی إحداث الشّر ثم إلی الشّر ثم إلی فعل محرّم، کما أشیر إلیه فی المغرب.
و فی الخزانة الجنایة کل فعل محظور یتضمن ضررا، و هی إمّا علی العرض و یسمّی قذفا أو شتما أو غیبة، و إمّا علی المال و یسمّی غصبا أو سرقة أو خیانة، و إمّا علی النفس و یسمّی قتلا أو صلبا أو إحراقا أو خنقا، و إمّا علی الطّرف و یسمّی قطعا أو کسرا أو شجّا أو فقاء. و قیل هی اسم لکل فعل محرّم شرعا، لکن فی عرف الفقهاء خصّت بما یکون فی النفس و الطّرف.
هذا خلاصة ما فی جامع الرموز و البرجندی.
______________________________
(1) ما این صنعت را بطور پارسیان بیان کنیم پس گویم تجنیس نزد پارسیان آنست که لفظی مقابل لفظی چنان آرد که در صورت موافق و بمعنی مخالف بود و این متنوعست نوع اوّل بسیط و آن آوردن دو لفظ متجانس است و این بر دو طریق است یکی بسیط متفق و آن‌چنانست که هر دو لفظ در عدد حروف و کتابت و تلفظ متفق باشند چون لفظ خطا که دو معنی دارد و دیگری بسیط مختلف و آن‌چنانست که در ارکان متفق باشند جز در ترکیب چون لفظ تارها درین مصراع. ع. تارها کردی از ان زلفین مشکین تارها نوع دوم مرکب تام و آن آنست که مقابل لفظی که در حروف بسیار باشد دو یا سه لفظ اندک حروف آرند تا بدان برابر شود و این نیز بر دو طریق است مرکب تام متفق که در همه ارکان متفق باشند مثاله.
همچون لب او چو دیده‌ام مر جان را خواهم که فدای او کنم مر جان را
لفظ مر جان در مصراع دوم مرکب شده از لفظ مر و جان و در مصراع اوّل مفرد است و مرکب تام مختلف و این بر دو گونه است یکی آنکه همه ارکان متفق باشند جز در حرکت مثاله.
از فراق رخ چو گلزارت عاشق خسته زیر گل زارت
گلزار بلفظ زار مرکب شده و دیگری آنکه در حرکت و کتابت مختلف باشند و در ارکان متفق مثاله.
رخ تو آفتاب دیدن آن آفت آب اندرون چشم است
مراد آفت که بآب مرکب شده نوع سیوم تجنیس مزدوج و آن‌چنان است که جنس لفظی آورده شود متصل یا منفصل به چند حرفی کم از حروف اوّل مثال متصل لفظ آباد و باد و مثال منفصل چون لفظ گلزار و زار نوع چهارم محرف یعنی لفظی جنس لفظی آورده شود که بجزئی در آخر بیش یا کم باشد اگر اجزاء بیش باشد زائد خوانند و اگر کم باشد ناقص چون لفظ چشم ناقص و چشمه زائد نوع پنجم مرکب یعنی یک لفظ بسیط را بکنیم لفظ مرکب گردد و آن بر دو نمط یکی خطی و لفظی دوم خطی مجرد و هریک ازین دو بر دو طریق است متصل و منفصل مثال لفظی و خطی متصل.
تا جان دهمت بگوی ای مر جان را یک بوسه بده بهاش بشمر جان را
مثال خطی و لفظی منفصل.
هر بار ندیده‌ام کسی گهربار الا تو بتکرار سؤال سائل
مثال خطی مجرد متصل.
هر بار اگر یار نه گوهر بار است از دست نه بل ز چشم دانش اغیار است
نوع ششم مستحیل یعنی جنسیتش بحیله شناخته گردد و آن بر سه گونه است مضارع یعنی در همه حروف متجانس باشد مگر در حرف آخر چون آزار و آزاد و تبدیل یعنی در همه حروف مجانست باشد جز حرف اوّل چون اشارت و بشارت و مطرف یعنی در همه تجانس باشد جز در حرف میانه چون قادری و قاهری نوع هفتم تجنیس لفظ یعنی در تلفظ متشابه و متجانس نمایند و در کتابت متباین چون سفر و صفر نوع هشتم تجنیس خط یعنی در خط متجانس نمایند و در تلفظ متباین انتهی. و در مجمع الصنائع گوید لاحق است بتجنیس خط کلامی که که الفاظ او دامن دار برابر یکدیگر واقع شوند مثاله
چو آن جان جهان دامن‌کشان شد از چمن بیرون روان شد جان مرغان چمن گفتی ز تن بیرون
و اگر در اثنای این قسم لفظ دامن مذکور باشد پسندیده آید. و آنچه در آن جنس لفظ نگاهدارند آن را متجانس گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 594

الجنة:

[فی الانکلیزیة]Paradise
[فی الفرنسیة]Paradis
بالفتح بمعنی بهشت و السّبعیة من هذا یریدون راحة الأبدان من التکلیفات الشّرعیة کما سیأتی «1».

جنّة الأفعال:

[فی الانکلیزیة]Paradise of good actions
[فی الفرنسیة]Paradis des bienfaits
هی الجنة الصوریة من جنس المطاعم اللذیذة و المشارب الهنیة و المناکح البهیة ثوابا للأعمال الصالحة، و تسمّی جنة الأعمال و جنة النفس کذا فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم.

جنّة الذات:

[فی الانکلیزیة]
Paradise of the divine self) spiritual paradise (
[فی الفرنسیة]
Paradis du soi divin) le paradis spiritulel (
هی من مشاهدة جمال الأحدیة و هی جنة الروح [کذا] «2» أیضا فیها.

جنّة الصّفات:

[فی الانکلیزیة]Attributes Paradise)paradise of the heart(
[فی الفرنسیة]
Le paradis des attributs divins) paradis du coeur (
هی الجنة المعنویة من تجلیات الصفات و الأسماء الإلهیة و هی جنة القلب [کذا] «3» أیضا فیها.

جنّة الوراثة:

[فی الانکلیزیة]Paradise of legacy)of good manners(
[فی الفرنسیة]Paradis de l'heritage)de bonnes moeurs(
هی جنة الأخلاق الحاصلة بحسن متابعة النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم کذا أیضا فیها.

الجنس:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Genus،species،sex
[فی الفرنسیة]Genre،espece،sexe
بالکسر و سکون النون فی اللغة ما یعم کثیرین. و بهذا المعنی یستعمله الأطباء کذا فی بحر الجواهر. و یقرب منه ما فی الصّراح، حیث قال: الجنس: اسم عام یدخل تحته أفراد کثیرون. و هکذا فی المنتخب «4» و یؤید ما فی الصّراح ما فی المغرب قال: الجنس فی اللغة الضرب من کل شی‌ء، و هو أعمّ من النوع.
یقال الحیوان جنس و الإنسان نوع. و الفقهاء یقولون لا یجوز السّلم إلّا فی جنس معلوم یعنون به کونه تمرا أو حنطة، و فی نوع معلوم یعنون فی التمر کونه برنیا أو معقلیا، و فی الحنطة کونها ربیعیة أو خریفیة انتهی. و عند أهل العربیة یراد به الماهیة. و بهذا المعنی یقال تعریف الجنس و لام الجنس صرّح به المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی فی قوله: و العلم بالحقائق متحقق خلافا للسوفسطائیة. و بالنظر إلی هذا قیل اسم الجنس اسم موضوع للماهیة من حیث هی و کذا علم الجنس علی ما مرّ فی لفظ اسم الجنس. و یطلق عندهم أیضا علی اسم الجنس صرّح بذلک فی نتائج الأفکار حاشیة الهدایة «5» فی کتاب الوکالة حیث قال: الجنس علی اصطلاح أهل النحو ما دلّ علی شی‌ء و علی کل ما أشبهه.
و عند الفقهاء و الأصولیین عبارة عن کلّی مقول علی کثیرین مختلفین بالأغراض دون الحقائق کما ذهب إلیه المنطقیون، کالإنسان فإنه
______________________________
(1) و سبعیه ازین اراده میکنند راحت أبدان از تکلیفات شرعیه چنانچه خواهد آمد.
(2) کذا (+ م، ع).
(3) کذا (+ م، ع).
(4) جنس گونه از هر چیزی که درو گونه‌ها باشد.
(5) لشمس الدین أحمد بن قورد المعروف بقاضی زاده المفتی (- 988 ه) أکمل فیه فتح القدیر للعاجز الفقیر کمال الدین محمد بن عبد الواحد السیواسی المعروف بابن الهمام (- 861 ه) و هو من شروح الهدایة للمرغینانی (- 593 ه). کشف الظنون 2/ 2034.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 595
مقول علی کثیرین مختلفین بالأغراض، فإنّ تحته رجلا و امرأة، و الغرض من خلقة الرجل هو کونه نبیّا و إماما و شاهدا فی الحدود و القصاص و مقیما للجمع و الأعیاد و نحوه. و الغرض من خلقة المرأة کونها مستفرشة آتیة بالولد مدبّرة لأمور البیت و غیر ذلک. و الرجل و المرأة عندهم من الأنواع، فإنّ النوع عندهم کلی مقول علی کثیرین متفقین بالأغراض دون الحقائق کما هو رأی المنطقیین. و لا شکّ أنّ أفراد الرجل و المرأة کلهم سواء فی الأغراض، فمثل زید لیس بجنس و لا نوع. و بالجملة فهم إنّما یبحثون عن الأغراض دون الحقائق. فربّ نوع عند المنطقیین جنس عند الفقهاء، هکذا فی نور الأنوار شرح المنار فی بحث الخاص. فالمعتبر عندهم فی الجنس و النوع الاختلاف و الاتفاق فی الأغراض دون الحقائق، و یؤیده ما ذکر فی البرجندی شرح مختصر الوقایة فی فصل السّلم حیث قال: و فی بعض کتب الأصول الجنس عند الفقهاء کلی مقول علی أفراد مختلفة من حیث المقاصد و الأحکام. و النوع کلی مقول علی أفراد متفقة من حیث المقاصد و الأحکام انتهی. لکن فی العضدی و حاشیته للمحقق التفتازانی فی مبحث القیاس قبیل بیان الاعتراضات أن اصطلاح الأصولیین فی الجنس یخالف اصطلاح المنطقیین. فالمندرج کالإنسان جنس و المندرج فیه کالحیوان نوع علی عکس اصطلاح المنطقی. و من هاهنا الاتفاق فی الحقیقة تجانس و الاختلاف فیها تنوّع انتهی.
و إلی هذا أشار فی جامع الرموز فی کتاب البیع حیث قال: الجنس أخصّ من النوع عند الأصولیة انتهی. و فیه فی فصل المهر و یجوز إطلاق الجنس عند الفقهاء علی الأمر العام سواء کان جنسا عند الفلاسفة أو نوعا. و قد یطلق علی الخاص، کالرجل و المرأة نظرا إلی فحش التفاوت فی المقاصد و الأحکام کما یطلق النوع علیهما نظرا إلی اشتراکهما فی الإنسانیة و اختلافهما فی الذکورة و الأنوثة. و فیه دلالة علی أن المتشرعین ینبغی أن لا یلتفتوا إلی ما اصطلح الفلاسفة علیه کما فی الکشف انتهی.
و فیه فی فصل الربا الجنس شرعا التساوی فی المعنی باتحاد اسم الذات و المقصود أو المضاف إلیه، أو المنتسب بکل من الصفر و الشبه و لحم البقر و الغنم، و الثوب الهروی و المروی جنسان لفقدان الاتحاد المذکور انتهی.
و فی النهایة فی کتاب الوکالة المراد بالجنس و النوع هاهنا غیر ما اصطلح علیه أهل المنطق فإن الجنس عندهم المقول علی کثیرین متفقین بالحقیقة فی جواب ما هو کالإنسان مثلا.
و الصنف هو النوع المقیّد بقید عرضی کالترکی و الهندی. و المراد هاهنا بالجنس ما یشتمل إنسانا علی اصطلاح أولئک و بالنوع الصنف انتهی.
و فی فتح القدیر فی باب المهر فی بیان قول الهدایة و إن تزوجها علی هذا العبد فإذا هو حرّ یجب مهر المثل، إلی ما ذکر فی بعض شروح الفقه من أنّ الجنس عند الفقهاء المقول علی کثیرین مختلفین بالأحکام، إنّما هو علی قول أبی یوسف. و عند محمد المختلفین بالمقاصد.
و علی قول أبی حنیفة هو المقول علی متّحدی الصورة و المعنی. و قال أیضا: الحرّ مع العبد و الخلّ مع الخمر عند أبی یوسف جنسان مختلفان، لأنّ أحدهما مال متقوم یصلح صداقا أی مهرا و الآخر لا. و الحرّ مع العبد جنس واحد عند محمد، إذ معنی الذات لا یفترق فیهما، فإنّ منفعتهما تحصل علی نمط واحد، فإذا لم یتبدل معنی الذات اعتبر جنسا واحدا.
فأمّا الخلّ مع الخمر فجنسان إذ المطلوب من الخمر غیر المطلوب من الخلّ. و أبو حنیفة یقول لا تأخذ الذاتان حکم الجنسین إلّا بتبدل الصورة و المعنی، إذ کل موجود من الحوادث موجود بهما، و صورة الخمر و الخلّ واحدة،
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 596
و کذا صورة الحرّ و العبد، فاتحد الجنس انتهی.
فعلی هذا الجنس عند أبی یوسف رحمه اللّه هو المقول علی کثیرین متفقین بالأحکام. و عند محمد رحمه اللّه هو المقول علی کثیرین متفقین بالمقاصد أی المنافع و الأغراض. و عند أبی حنیفة رحمه اللّه هو المقول علی کثیرین متفقین صورة و معنی. و أمّا علی ما ذکره سابقا فالحرّ مع العبد لیسا جنسین بل مندرجین تحت جنس عند أبی یوسف رحمه اللّه و هو الإنسان، فإنّ الإنسان مقول علی کثیرین مختلفین بالأحکام، إذ تحته حرّ و عبد مثلا. و کذا الخلّ و الخمر لیسا جنسین لا عند أبی یوسف و لا عند محمد رحمهما اللّه، بل مندرجان تحت جنس واحد و هو الأشربة.
و عند المنطقیین هو المقول علی کثیرین مختلفین بالحقائق فی جواب ما هو. فالمقول کالجنس البعید یتناول الکلّی و الجزئی لأنّ الجزئی مقول علی واحد فیقال هذا زید و بالعکس. و المقول علی کثیرین کالجنس القریب یخرج به الجزئی و یتناول الکلّیات الخمس، فهو کالجنس لها، بل جنس لها لأنه مرادف للکلی، إلّا أنّ دلالته تفصیلیة و دلالة الکلی إجمالیة.
و قیل هو الکلی المقول علی کثیرین الخ و هو لا یخلو عن استدراک. و قولنا مختلفین بالحقائق یخرج النوع لأنه لا یقال علی مختلفین بالحقائق بل بالعدد. و قولنا فی جواب ما هو یخرج الثلاثة الباقیة أی الفصل و الخاصّة و العرض العام، إذ لا یقال کل منها فی جواب ما هو لعدم دلالتها علی الماهیة بالمطابقة. فإن قیل الفصل قد یکون مقولا علی مختلفین بالحقائق فی جواب ما هو کالحسّاس المقول علی السمع و البصر، و کذا الخاصة و العرض العام قد یقالان کذلک کالماشی فإنّه خاصة للحیوان و عرض عام للإنسان مقول فی جواب ما هو علی الماشی علی قدمین و الماشی علی أربع. قلت الکلیات من الأمور الإضافیة التی تختلف بالنسبة إلی الأشیاء، و حینئذ یجب اعتبار قید الحیثیة فیها.
فالمراد أنّ الجنس مقول فی جواب ما هو علی حقائق مختلفة من حیث أنه مقول، کذلک فالحسّاس و الماشی إذا اعتبر فیهما ما ذکرتموه کانا جنسین داخلین فی الحدّ، و إن کانا خارجین عنه باعتبار کونهما فصلا أو خاصة أو عرضا عاما لأنهما بهذا الاعتبار لا یقالان فی جواب ما هو أصلا. و هاهنا مباحث تطلب من شرح المطالع و حواشیه.

التقسیم‌

ثم الجنس إما قریب أو بعید، لأنه إن کان الجواب عن الماهیة و عن جمیع مشارکاتها فی ذلک الجنس واحدا فهو قریب و یکون الجواب ذلک الجنس فقط کالحیوان بالنسبة إلی الإنسان فإنّه جواب عن الإنسان و عن جمیع ما یشارکه فی الحیوانیة کالفرس و الغنم و البقر و نحوها. و إن کان الجواب عنها و عن جمیع مشارکاتها فی ذلک الجنس متعددا فهو بعید و یکون الجواب هو و غیره کالجسم النامی بالنسبة إلی الإنسان فإنه جواب عن الإنسان و عن بعض مشارکاتها فیه کالنباتات. و أمّا الجواب عن الإنسان و عن بعض مشارکاتها الأخر فلیس إیاه لأنه لیس تمام المشترک بینهما بل الحیوان فکلّما زاد جواب زاد الجنس مرتبة فی البعد عن النوع، لأن الجواب الأول هو الجنس القریب.
فإذا حصل جواب آخر یکون بعیدا بمرتبة، و إذا کان جواب ثالث یکون البعد بمرتبتین. و علی هذا القیاس فعدد الأجوبة یزید علی مراتب البعد بواحد، لکن کلّما یتزاید بعد الجنس تتناقض الذاتیات لأنّ الجنس البعید جزء القریب، و إذا ترقّینا عنه یسقط الجزء الآخر عن الاعتبار. ثم الأجناس ربما تترتب متصاعدة و الأنواع متنازلة و لا تذهب إلی غیر النهایة بل تنتهی الأجناس
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 597
فی طرف التصاعد إلی جنس لا یکون فوقه جنس آخر، و إلّا لترکّبت الماهیة من أجزاء لا تتناهی و هذا محال. و الأنواع تنتهی فی طرف التنازل إلی نوع لا یکون تحته نوع، و إلّا لم یتحقق الأشخاص إذ بها نهایتها، فلا یتحقق الأنواع. فمراتب الأجناس أربع لأنه إمّا أن یکون فوقه و تحته جنس و هو الجنس المتوسط کالجسم و الجسم النامی، أو لا یکون فوقه و لا تحته جنس و هو الجنس المفرد کالعقل إن قلنا إنّه جنس للعقول العشرة و الجوهر لیس بجنس له، أو یکون تحته جنس لا فوقه و هو الجنس العالی و یسمّی جنس الأجناس أیضا کالمقولات العشرة، أو یکون فوقه جنس لا تحته و هو الجنس السافل کالحیوان. و الشیخ لم یعدّ الجنس المفرد فی المراتب بل حصرها فی الثلاث، و کأنه نظر إلی أنّ اعتبار المراتب إنما یکون إذا ترتّب الأجناس، و الجنس المفرد لیس بواقع فی سلسلة الترتیب. و أمّا غیره فلم یلاحظ ذلک بل قاس الجنس بالجنس و اعتبر الأقسام بحسب الترتیب و عدمه. ثم للجنس مباحث مشهورة ذکرت فی شرح المطالع و غیره ترکناها مخافة الإطناب.

جنگ:

[فی الانکلیزیة]War
[فی الفرنسیة]Guere
بالفارسیة هی الحرب. و عند الصوفیة هی الامتحانات الإلهیة «1».

الجنون:

[فی الانکلیزیة]Djinn،kind of angels،folishness
[فی الفرنسیة]Djinn،espece d'anges،folie
بالضم لغة ارتفاع الشّجرة و امتلئوها، و العشب و الجن، و یقال أیضا: نوع من الملائکة، کذا فی المنتخب «2». قال الأصولیون الجنون بمعنی دیوانگی «3» اختلال القوة الممیزة بین الأمور الحسنة و القبیحة المدرکة للعواقب بأن لا یظهر آثارها و یتعطّل أفعالها، إمّا لنقصان جبل علیه الدماغ فی أصل الخلقة و إمّا لخروج مزاج الدماغ عن الاعتدال بسبب خلط و آفة، و إمّا لاستیلاء الشیطان علیه و إلقاء الخیالات الفاسدة إلیه بحیث یقرع «4» من غیر ما یصلح سببا، و هو فی القیاس مسقط لکل العبادات لمنافاته القدرة. و لذا عصم الأنبیاء علیهم السلام عنه لکنهم استحسنوا أنه إذا لم یمتد لا یسقط لعدم الحرج. و إن شئت التوضیح فارجع إلی التلویح و التوضیح.

الجنون السّبعی:

[فی الانکلیزیة]Mania،rage،dementia،madness،insanity
[فی الفرنسیة]Manie،rage،folie demence
عند الأطباء هو الجنون الذی معه حرکات ردیة. و منه داء الکلب فإنه الجنون السبعی الذی یکون معه غضب مختلط بلعب و عبث فاسد و مختلط باستعطاب، و یرادف الجنون السبعی المانیا «5» کما یفهم من الموجز. و فی بحر الجواهر أن المرادفة المذکورة بالمعنی اللغوی، و أما اصطلاحا فالمانیا اسم لما سوی داء الکلب من الجنون السّبعی.

الجنون المطبق:

[فی الانکلیزیة]Pure foolishness
[فی الفرنسیة]Pure folie
بکسر الموحدة المخففة لغة المستوعب و شریعة عند أبی حنیفة المستوعب شهرا و به یفتی. و عند أبی یوسف المستوعب أکثر السنة.
______________________________
(1) جنگ: نزد صوفیه امتحانات إلهیه را گویند.
(2) بمعنی دیوانه شدن و دراز شدن و انبوه شدن درخت و گیاه و پری و گویند که نوعی از ملائکه است.
(3) دیوانگی (- م). و هی کلمة فارسیة معناها: الجنون.
(4) یفرح و یفزع (م).
(5) المانیا لفظة یونانیة ثم لاتینیة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 598
و عند محمد المستوعب سنة کاملة کما فی الصغری «1» و هو الصحیح کما فی الکافی و غیره کذا فی جامع الرموز فی کتاب الوکالة فی فصل الوکیل بالخصومة و القبض. و فی البرجندی حد المطبق شهر عند أبی یوسف و عند الأکثر أکثر من یوم و لیلة و قیل ستة أشهر انتهی.

الجهات الثّلاث:

[فی الانکلیزیة]The three dimensions
[فی الفرنسیة]Les trois dimensions
هی الأبعاد الثلاثة سواء کانت متقاطعة علی زوایا قائمة أو لم تکن.

الجهاد:

[فی الانکلیزیة]Effort،holywar،struggle against the desires
[فی الفرنسیة]Effort،guerre sainte،lutte contre les desirs
بالکسر فی اللغة بذل ما فی الوسع من القول و الفعل کما قال ابن الأثیر. و فی الشریعة قتال الکفار و نحوه من ضربهم و نهب أموالهم و هدم معابدهم و کسر أصنامهم و غیرها کذا فی جامع الرموز. و مثله فی فتح القدیر حیث قال:
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 598 الجهاد: … ص: 598
جهاد غلب فی عرف الشرع علی جهاد الکفار و هو دعوتهم إلی الدین الحق و قتالهم إن لم یقبلوا، و هو فی اللغة أعمّ من هذا انتهی.
و السّیر أشمل من الجهاد کما فی البرجندی.
و عند الصوفیة هو الجهاد الأصغر. و الجهاد الأکبر عندهم هو المجاهدة مع النفس الأمّارة کذا فی کشف اللغات.

الجهة:

[فی الانکلیزیة]Side،direction
[فی الفرنسیة]Cote،direction
بالکسر عند الحکماء یطلق علی معنیین:
أحدهما أطراف الامتدادات و بهذا المعنی یقال ذو الجهات الثلاث و السّبع إذ لا تنحصر الجهة بهذا المعنی فی الست بل تکون أقل و أکثر و تسمّی مطلق الجهة. و ثانیهما تلک الأطراف من حیث أنها منتهی الإشارات الحسّیة و مقصد الحرکات الأینیة و منتهاها بالحصول فیه، أی بالقرب منه و الحصول عنده، فخرج الحیّز و المکان لأنّ کلا منهما مقصد الحرکات و منتهاها لکن لا بالحصول عنده بل بالحصول فیه و دخل المحدود المرکز و یسمّی بالجهة المطلقة. فالجهة بالمعنی الأوّل قائمة بالجسم الذی هو ذو الجهة، و بالمعنی الثانی بخلاف ذلک. ثم الجهة المطلقة إمّا حقیقیة و هی التی لا تکون وراءها تلک الجهة، و إمّا غیر حقیقیة و هی التی تکون وراءها تلک الجهة. فالفوق الحقیقی هو ما لا یکون و راؤه فوقا و هو المحدود و التحت الحقیقی هو ما لا یکون و راؤه تحتا و هو المرکز. و مراد الحکماء من قولهم إنّ الفوق و التحت لا یتبدلان لأنّ القائم إذا صار منکوسا لم یصر ما یلی رأسه فوقا و ما یلی رجله تحتا بل صار رأسه من تحت و رجله من فوق بخلاف باقی الجهات فإنّ الحقیقیین منهما غیر متبدّلین لا أنهما لا یتبدلان مطلقا، سواء کان حقیقیین أو غیر حقیقیین. فعلی هذا تبدل غیر الحقیقیین منهما لا ینافی مرادهم. و إن شئت التوضیح فارجع إلی العلمی حاشیة شرح هدایة الحکمة و شرح المواقف فی الفلکیات.
اعلم أنّ اللّه تعالی لیس فی جهة سیجی‌ء فی لفظ المکان. و عند المنطقیین هی و تسمّی نوعا أیضا اللفظ الدال علی کیفیة النسبة فی القضیة الملفوظة أو حکم العقل بها أی بکیفیة النسبة فی القضیة المعقولة. تحقیقه أن لکل نسبة بین المحمول و الموضوع سواء کانت تلک النسبة إیجابیة أو سلبیة کیفیة فی نفس الأمر من الضرورة و اللاضرورة و الدوام و اللادوام، و تلک الکیفیة الثابتة فی نفس الأمر تسمّی مادة القضیة و عنصرها، و اللفظ الدال علی تلک الکیفیة إن کانت القضیة ملفوظة أو حکم العقل بها إن
______________________________
(1) یعتقد بأنها الرسالة الصغری فی المنطق لعلی بن محمد الجرجانی (- 816 ه). البدر الطالع 1/ 491.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 599
کانت القضیة معقولة أی غیر ملفوظة تسمّی جهة و نوعا. فالقضیة إمّا أن تکون الجهة فیها مذکورة أو لا، فإن ذکرت فیها الجهة تسمّی موجّهة و منوعة لاشتمالها علی الجهة و النوع، و رباعیة لکونها ذات أربعة أجزاء، و إن لم یذکر فیها الجهة تسمّی مطلقة. و قد تخالف جهة القضیة مادتها کما إذا قلنا کل إنسان حیوان بالإمکان فالمادة ضروریة و الجهة لا ضروریة. لا یقال المادة الکیفیة الثابتة فی نفس الأمر و الجهة هی اللفظ الدّال علیها أو حکم العقل بأنها هی الکیفیة الثابتة فی نفس الأمر، فلو خالفت المادة لم تکن دالّة علی الکیفیة فی نفس الأمر بل علی أمر آخر، و لم یکن حکم العقل بل حکم الوهم لأنّا نقول لا نسلّم ذلک و إنّما یکون کذلک لو کانت الدّلالة اللفظیة قطعیة حتی لا یمکن تخلّف المدلول عن الدّال أو لم یجز عدم مطابقة حکم العقل و لیس کذلک، بل الجهة ما یدلّ علی کیفیة فی نفس الأمر و إن لم تکن تلک الکیفیة متحقّقة فی نفس الأمر و حکم العقل أعم من أن یکون مطابقا أو لم یکن. هذا رأی المتأخرین. و أما علی رأی القدماء فالمادة لیست کیفیة کل نسبة، بل کیفیة النسبة الإیجابیة و لا کیفیة کل نسبة إیجابیة فی نفس الأمر، بل کیفیة النسبة الإیجابیة فی نفس الأمر بالوجوب و الإمکان و الامتناع، و هی لا تختلف بإیجاب القضیة و سلبها، و الجهة إنّما هی باعتبار المعتبر، فإنّ المعتبر ربما یعتبر المادة أو أمرا أعمّ منها أو أخصّ أو مباینا، و یعبر عما تصوّر أو یعبّر بعبارة هی الجهة. فعلی هذا قد تخالف المادة فی القضیة الصادقة بخلاف اصطلاح المتأخّرین، و لا یعلم لتغیر الاصطلاح سببا حاملا علیه کذا فی شرح المطالع.

الجهل:

[فی الانکلیزیة]Ignorance
[فی الفرنسیة]Ignorance
بالفتح و سکون الهاء فی اللغة نادانستن و نادانی علی ما فی المنتخب. و عند المتکلّمین یطلق بالاشتراک علی معنیین. الأول الجهل البسیط و هو عدم العلم عمّا من شأنه أن یکون عالما فلا یکون ضدا للعلم، بل متقابلا له تقابل العدم و الملکة. و یقرب منه السهو و کأنه جهل بسیط سببه عدم استثبات التصوّر حتی إذا نبّه الساهی أدنی تنبیه تنبّه «1». و کذا الغفلة و الذهول و الجهل البسیط بعد العلم یسمّی نسیانا. قال الآمدی إنّ الذهول و الغفلة و النسیان عبارات مختلفة لکن یقرب أن تکون معانیها متحدة، و کلها مضادّة «2» للعلم، بمعنی أنه یستحیل اجتماعها معه. قال و الجهل البسیط یمتنع اجتماعه مع العلم لذاتیهما فیکون ضدا له و إن لم یکن صفة إثبات. و لیس الجهل البسیط ضدا للجهل المرکّب و لا الشکّ و لا الظنّ و لا النظر، بل یجامع کلا منها، لکنه یضاد النوم و الغفلة و الموت لأنه عدم [العلم] «3» عمّا من شأنه أن یقوم به العلم و ذلک غیر متصوّر فی حالة النوم و أخواته. و أما العلم فإنه یضاد جمیع هذه الأمور المذکورة. و الثانی الجهل المرکّب و هو عبارة عن اعتقاد جازم غیر مطابق سواء کان مستندا إلی شبهة أو تقلید، فلیس الثبات معتبرا فی الجهل المرکّب کما هو المشهور فی الکتب و إنما سمی مرکّبا لأنه یعتقد الشی‌ء علی خلاف ما هو علیه فهذا جهل بذلک الشی‌ء، و یعتقد أنه یعتقده علی ما هو علیه فهذا جهل آخر قد ترکّبا معا، و هو ضدّ للعلم لصدق حدّ الضدین علیهما. فإنّ الضدین معنیان وجودیان یستحیل اجتماعهما فی محل واحد و بینهما غایة الخلاف أیضا. و قالت المعتزلة أی کثیر منهم هو مماثل
______________________________
(1) تنبّه (- م).
(2) معتادة (م).
(3) [العلم] (+ ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 600
للعلم فامتناع الاجتماع بینهما للمماثلة لا للمضادة، کذا فی شرح المواقف. و فی شرح التجرید فی مبحث العلم: الجهل یطلق علی معنیین: أحدهما یسمّی جهلا بسیطا و هو عدم العلم أو الاعتقاد عمّا من شأنه أن یکون عالما أو معتقدا، و بهذا المعنی یقابل العلم و الاعتقاد مقابلة العدم و الملکة. و ثانیهما یسمّی جهلا مرکّبا و هو اعتقاد الشی‌ء علی خلاف ما اعتقد علیه اعتقادا جازما سواء کان مستندا إلی شبهة أو تقلید و هو بهذا المعنی قسم من الاعتقاد بالمعنی الأعمّ.

الجهمیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Jahmiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Jahmiyya)secte(
فرقة هم جبریة خالصة و قد سبق.

الجوارش:

[فی الانکلیزیة]Cakes،sweets
[فی الفرنسیة]Gateaux،douceurs
بضم الجیم و کسر الراء المهملة معربها گوارش «1». و الجوارن بالنون تصحیف معناه الهاضم للطعام. و الفرق بینه و بین المعجون أنّ المعجون یکون مرة و حلوة و طیبة و منتنة، و الجوارش لا یکون إلّا عذبة طیبة الرائحة کذا فی بحر الجواهر.

الجواز:

[فی الانکلیزیة]Permission،tolerance،licence
[فی الفرنسیة]Permission،tolerance،licence
بالفتح هو قد یطلق علی الإمکان الخاص و قد یطلق علی الإمکان العام. یقال یجوز أی لا یمتنع، هکذا حقق المولوی عبد الغفور فی حاشیة شرح الفوائد الضیائیة. و فی العضدی و حاشیته للمحقق التفتازانی ما حاصله أنّ الجائز یطلق علی معان. الأول المباح. و الثانی ما لا یمتنع شرعا مباحا کان أو واجبا أو مندوبا أو مکروها. و الثالث ما لا یمتنع عقلا واجبا کان أو راجحا أو مساوی الطرفین أو مرجوحا.
و الرابع ما استوی الأمران فیه سواء استویا شرعا کالمباح أو عقلا کفعل الصبی، فإنّ الصبی لا یتعلّق به خطاب الشارع، فلا معنی لاستواء الأمرین فیه شرعا، فلا یکون فعل الصبی داخلا فی المباح الذی هو ما أذن الشارع فی فعله و ترکه، فکان فعله مما استوی فیه الأمران عقلا. فهذا المعنی أعمّ من المباح و لیس معنیین کما توهم البعض، و قال الرابع ما استوی فیه الأمران شرعا. و الخامس ما استوی فیه الأمران عقلا، و جعل ما استوی فیه الأمران شرعا أعمّ من المباح لشموله فعل الصبی بخلاف المباح، فإنّه لا یشمله، و قال ما لا منع فیه عن الفعل و الترک شرعا، کفعل الصبی و هو غیر المباح، أعنی ما أذن الشارع فی فعله و ترکه. و الخامس المشکوک فیه و یسمّی بالمحتمل أیضا و هو ما حصل فی عقلک أنه یتساوی الطرفان، أو غیر ممتنع الوجود فی نفس الأمر، أو فی حکم الشرع. فاستواء الطرفین أو عدم الامتناع کان فیما سبق باعتبار حکم الشرع أو نفس الأمر و هاهنا باعتبار نفس القائل و موجب إدراکه.
فالجائز علی هذا یطلق علی ما استوی طرفاه شرعا أو عقلا عند المخبر بجوازه، و بالنظر إلی عقله و إن کان أحد طرفیه فی نفس الأمر واجبا أو راجحا، و علی ما لا یمتنع عنده فی حکم الشرع أو العقل و إن کان فی نفس الأمر ممتنعا شرعا أو عقلا. و بالجملة فالمشکوک فیه یطلق علی معنیین و کذلک الجائز أعنی کما أنه یقال المشکوک فیه لما یستوی طرفاه فی نفس القائل و یقال لما لا یمتنع أی لا یجزم بعدمه عنده کما یقال فی النقلیات التی یغلب الظن علی أحد الطرفین فیها فیه شکّ أی احتمال، و لا یراد تساوی الطرفین، فکذلک یقال هل هو جائز
______________________________
(1) فارسیة و معناها: ما یساعد علی هضم الطعام من المقبّلات و الفواکه المکبوسة بالملح و الخل و أشباهها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 601
و المراد أحدهما أی أنه متساوی الطرفین، أو لا یمتنع أی لا یجزم بعدمه. و قیل المراد من أن الجائز یطلق علی المشکوک فیه أنه یطلق علی ما یشک فی أنه لا یمتنع شرعا، أو یشک فی أنه لا یمتنع عقلا، أو یشک فی أنه یستوی فیه الأمران شرعا أو یشک فی أنه یستوی فیه الأمران عقلا. و أنت خبیر بأنّ مثل هذا الفعل لا یکون جائزا بل مجهول الحال. فالمحتمل علی هذا ما شککت و ترددت فی أنه متساوی الطرفین أو لیس بممتنع الوجود فی نفس الأمر أو فی حکم الشرع انتهی ما حاصلهما. و لا خفاء فی أنّ مرجع بعض هذه المعانی الخمسة إلی الإمکان الخاص و بعضها إلی الإمکان العام.

الجواهر العلویة:

[فی الانکلیزیة]
Superior substances) heavenly bodies and spirits (
[فی الفرنسیة]
Substances superieures) corps celestes et esprits (
هی الأفلاک و الکواکب و الأرواح کذا فی کشف اللّغات.

الجود:

[فی الانکلیزیة]Generosity،mercy
[فی الفرنسیة]Generosite misericorde
بالضم و سکون الواو إفادة ما ینبغی لا لعوض [و لا لغرض] «1» و یجئ فی لفظ الرحمة.

جودة الفهم:

[فی الانکلیزیة]Good understanding
[فی الفرنسیة]Bonne comprehension
صحة الانتقال من الملزومات إلی اللوازم کذا فی اصطلاحات السیّد الجرجانی.

جور:

[فی الانکلیزیة]Iniquity
[فی الفرنسیة]Iniquite
عند الصوفیة ما یمنع السالک من السیر فی العروج «2».

الجوزهر:

[فی الانکلیزیة]Moon،head and tail،zenith and nadir
[فی الفرنسیة]Lune،tete et queue،zenith et nadir
بفتح الجیم بعدها واو ثم زاء معجمة بعدها هاء ثم راء عند أهل الهیئة هو العقدة أی عقدة الرأس و الذّنب علی ما فی بحر الفضائل «3». و یطلق أیضا علی ممثل القمر سمّی به إذ علی محیطه نقطة مسماة بالجوزهر. و قال عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمنی فی باب حرکات الأفلاک الجوزهر بغیر الإضافة یطلق علی ممثل القمر و بالإضافة یطلق علی العقدة و یجئ أیضا فی لفظ الذّنب.

الجوع:

[فی الانکلیزیة]Hunger
[فی الفرنسیة]Faim
گرسنگی و گرسنه شدن. قال الأطباء سببه إحساس فم المعدة بالخلو و لذع السوداء المنصبة إلیه من الطحال. و قد یراد به الحاجة إلی الغذاء. و الجوع المغشی هو أن لا یملک صاحبه بطنه إذا جاع و إذا تأخّر عنه الطعام غشی علیه و سقطت قوته. و الجوع البقری هو جوع الأعضاء مع شبع المعدة. و الفرق بینه و بین الجوع الکلبی أنّ فی «4» جوع الکلب تکون الأعضاء شبعا مع جوع المعدة و فی البقری عکسه کذا فی بحر الجواهر.

الجوف:

[فی الانکلیزیة]Stomach،abdomen
[فی الفرنسیة]Ventre،abdomen
بالفتح و سکون الواو لغة التقعیر. و یطلق
______________________________
(1) [و لا لغرض] (+ م، ع).
(2) جور نزد صوفیه بازداشتن سالک بود از سیر در عروج.
(3) کتاب باللغة الفارسیة لمحمد بن قوام بن رستم. سلسلة فهارس المکتبات الخطیة النادرة، الهند، ساستری، 1939، ج 1، ص 445.
(4) فی (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 602
فی الطب علی شیئین: أحدهما یسمّی الجوف الأعلی و هو الحاوی لألات التنفس و هو الصدر، و الثانی یسمّی الجوف الأسفل و هو الحاوی لألات الغذاء. و قد فصل بینهما بالحجاب المؤرّب صیانة لأعضاء التنفس خصوصا القلب عن مضارات «1» الأبخرة و الأدخنة التی لا یخلو عنها طبخ الغذاء کذا فی بحر الجواهر.

الجوهر:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Substance،essence
[فی الفرنسیة]Substance،essence
یطلق علی معان: منها الموجود القائم بنفسه حادثا کان أو قدیما و یقابله العرض بمعنی ما لیس کذلک. و منها الحقیقة و الذات، و بهذا المعنی یقال أی شی‌ء هو فی جوهره أی ذاته و حقیقته، و یقابله العرض بمعنی الخارج من الحقیقة. و الجوهر بهذین المعنیین لا شکّ فی جوازه فی حقّ اللّه تعالی و إن لم یرد الإذن بالإطلاق. و منها ما هو من أقسام الموجود الممکن، فهو عند المتکلمین لا یکون إلّا حادثا إذ کل ممکن حادث عندهم. و أما عند الحکماء فقد یکون قدیما کالجوهر المجرّد و قد یکون حادثا کالجوهر المادی. و عند کلا الفریقین لا یجوز إطلاقه بهذا المعنی علی اللّه تعالی بناء علی أنّه قسم من الممکن. فتعریفه عند المتکلّمین الحادث المتحیز بالذات، و المتحیز بالذات «2» هو القابل للإشارة الحسّیة بالذات بأنه هنا أو هناک، و یقابله العرض. فقال الأشاعرة:
العرض هو الحادث القائم بالمتحیّز بالذات فخرج الإعدام و السّلوب لعدم حدوثها لأنّ الحادث من أقسام الموجود. و خرج أیضا ذات الربّ و صفاته لعدم کونها حادثة و لا قائمة بالمتحیّز بالذات، فإنّ الربّ تعالی لیس بمتحیّز أصلا. و بالجملة فذات الربّ تعالی و صفاته لیست بأعراض و لا جواهر. و قال بعض الأشاعرة العرض ما کان صفة لغیره و ینبغی أن یراد بما الحادث بناء علی أنّ العرض من أقسام الحادث و ألّا ینتقض بالصفات السلبیة و بصفات اللّه تعالی إذا قیل بالتغایر بین الذات و الصفات کما هو مذهب بعض المتکلمین، و إن لم یکن بالتغایر بینهما فصفات اللّه تعالی تخرج بقید الغیریة. و قال المعتزلة العرض هو ما لو وجد لقام بالمتحیّز. و إنما اختاروا هذا لأنّ العرض ثابت عندهم فی العدم منفکا عن الوجود الذی هو زائد علی الماهیة و لا یقوم بالمتحیّز حال العدم، بل إذا وجد العرض قام به. و هذا بناء علی قولهم بأنّ الثابت فی العدم ذوات المعدومات من غیر قیام بعضها ببعض، فإنّ القیام من خواص الوجود إلّا عند بعضهم، فإنّهم قالوا باتصاف المعدومات بالصفات المعدومة الثابتة. و یردّ علیهم فناء الجواهر فإنه عرض عندهم و لیس علی تقدیر وجوده قائما بالمتحیّز الذی هو الجوهر عندهم لکونه منافیا للجواهر، و لا ینعکس أیضا علی من أثبت منهم عرضا لا فی محل کأبی هذیل العلّاف، فإنه قال: إنّ بعض أنواع کلام اللّه لا فی محل، و کبعض البصریین القائلین بإرادة قائمة لا فی محل. و أما ما قیل من أنّ خروجها «3» لا یضرّ لأنه لا یطلق العرض علی کلام و إرادة حادثین فمما لا یلتفت إلیه، إذ عدم الإطلاق تأدّبا لا یوجب عدم دخولهما فیه. و معنی القیام بالمتحیّز إمّا الطبیعة «4» فی المتحیّز أو اختصاص الناعت کما یجئ فی لفظ الوصف، و یجئ أیضا فی
______________________________
(1) قذارات (هامش م، ع).
(2) و المتحیز بالذات (- م).
(3) خروجهما (م).
(4) التبعیة (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 603
لفظ القیام و لفظ الحلول.
و اعلم أنه ذکر صاحب العقائد النسفیة أنّ العالم إمّا عین أو عرض لأنّه إن قام بذاته فعین و إلّا فعرض، و العین إمّا جوهر أو جسم لأنه إمّا مترکّب من جزءین فصاعدا و هو الجسم أو غیر مترکّب و هو الجوهر، و یسمّی الجزء الذی لا یتجزأ أیضا. قال أحمد جند فی حاشیته هذا مبنی علی ما ذهب إلیه المشایخ من أنّ معنی العرض بحسب اللغة ما یمتنع بقاؤه و معنی الجوهر ما یترکّب منه غیره، و معنی الجسم ما یترکّب من غیره انتهی. فالجوهر علی هذا مرادف للجزء الذی لا یتجزأ و قسم من العین و قسم «1» للجسم. و قیل هذا علی اصطلاح القدماء. و المتأخرون یجعلون الجوهر مرادفا للعین و یسمّون الجزء الذی لا یتجزأ بالجوهر الفرد، و یؤیده ما وقع فی شرح المواقف من أنه قال المتکلمون لا جوهر إلّا المتحیّز بالذات، فهو إمّا یقبل القسمة فی جهة واحدة أو أکثر و هو الجسم عند الأشاعرة، أو لا یقبلها أصلا و هو الجوهر الفرد و قد سبق تحقیق تعریف الجوهر الفرد فی لفظ الجزء. ثم لا یخفی أنّ هذا التقسیم إنّما یصح حاصرا عند من قال بامتناع وجود المجرّد أو بعدم ثبوت وجوده و عدمه. و أمّا عند من ثبت وجود المجرّد عنده کالإمام الغزالی و الراغب القائلین. بأنّ الإنسان موجود لیس بجسم و لا جسمانی کما عرفت فلا یکون حاصرا. و أعمّ من هذا ما وقع فی المواقف من أنّه قال المتکلمون الموجود فی الخارج إمّا أن لا یکون له أول و هو القدیم أو یکون له أول و هو الحادث. و الحادث إمّا متحیّز بالذات و هو الجوهر أو حال فی المتحیّز بالذات و هو العرض أو لا یکون متحیّزا و لا حالا فیه و هو المجرد انتهی. و هذا التقسیم أیضا لیس حاصرا بالنسبة إلی من ثبت عنده وجود المجرّد فإنّ صفات المجرّد خارجة عن التقسیم. ثم الظاهر أنّ القائل بوجود المجرّد یعرّف العرض بما کان صفة لغیره فإنّ الغیر أعمّ من المتحیّز و غیره، و یقسّم الحادث إلی ما کان قائما بنفسه و هو الجوهر، فإن لم یکن متحیّزا فهو المجرّد.
و المتحیّز إمّا جسم أو جوهر فرد، و إلی ما لا یکون قائما بنفسه بل یکون صفة لغیره و هو العرض. و یؤیده ما فی الچلپی حاشیة شرح المواقف من أنّ الراغب و الغزالی قالا النفس الناطقة جوهر مجرد عن المادة انتهی. فإنهما وصفا الجوهر بالمجرّد. فالمجرّد یکون قسما من الجوهر بلا واسطة لا من الحادث و اللّه أعلم بحقیقة الحال.
فائدة: الجوهر الفرد لا شکل له باتفاق المتکلّمین لأنّ الشکل هیئة أحاطها حدّ أو حدود، و الحدّ أی النهایة لا یعقل إلّا بالنسبة إلی ذی النهایة فیکون هناک لا محالة جزءان. ثم قال القاضی و لا یشبه الجوهر الفرد شیئا من الأشکال لأنّ المشاکلة الاتحاد فی الشکل، فما لا شکل له کیف یشاکل غیره. و أمّا غیر القاضی فلهم فیه اختلاف. فقیل یشبه الکرة فی عدم اختلاف الجوانب و لو کان مشابها للمضلع لاختلف جوانبه فکان منقسما. و قیل یشبه المربّع إذ یترکب الجسم بلا انفراج إذ الشکل الکروی و سائر المضلعات و ما یشبهها لا یتأتی فیها ذلک الانفراج «2». و قیل یشبه المثلّث لأنه أبسط الأشکال.
فائدة: الجواهر یمتنع علیها التداخل و إلّا یکون هذا الجسم المعیّن أجساما کثیرة و هذا خلف. و قال النّظّام بجوازه. و الظاهر أنه لزمه ذلک فیما قال من أنّ الجسم المتناهی المقدار مرکّب من أجزاء غیر متناهیة العدد إذ لا بدّ
______________________________
(1) قسیم (م).
(2) بالانفراج (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 604
حینئذ من وقوع التداخل فیما بینها. و أمّا أنه التزمه و قال به صریحا فلم یعلم کیف و هو جحد للضرورة و إن شئت الزیادة علی هذا فارجع إلی شرح المواقف فی موقف الجوهر.
و تعریف الجوهر عند الحکماء الممکن الموجود لا فی موضوع و یقابله العرض بمعنی الممکن الموجود فی موضوع أی محل مقوّم لما حلّ فیه. و معنی وجود العرض فی الموضوع أنّ وجوده هو وجوده فی الموضوع بحیث لا یتمایزان فی الإشارة الحسّیة کما فی تفسیر الحلول. و قال المحقق التفتازانی إنّ معناه أنّ وجوده فی نفسه هو وجوده فی الموضوع، و لذا یمتنع الانتقال عنه. فوجود السّواد مثلا هو وجوده فی الجسم و قیامه به بخلاف وجود الجسم فی الحیّز فإنّ وجوده فی نفسه أمر و وجوده فی الحیّز أمر آخر و لهذا ینتقل عنه.
و ردّ بأنّه یصح أن یقال وجد فی نفسه فقام بالجسم فالقیام متأخّر بالذات من وجوده فی نفسه. و أجیب بأنّا لا نسلّم صحة هذا القول.
کیف و قد قالوا إنّ الموضوع شرط لوجود العرض و لو سلّم فیکفی للترتیب بالفاء التغایر الاعتباری کما فی قولهم رماه فقتله. إن قیل علی هذا یلزم أن لا تکون الجواهر الحاصلة فی الذهن جواهر لکونها موجودة فی موضوع مع أنّ الجوهر جوهر سواء نسب إلی الإدراک العقلی أو إلی الوجود الخارجی. قلت المراد بقولهم الموجود لا فی موضوع ماهیة إذا وجدت کانت لا فی موضوع، فلا نعنی به الشی‌ء المحصّل فی الخارج الذی لیس فی موضوع، بل لو وجد لم یکن فی موضوع، سواء وجد فی الخارج أو لا، فالتعریف شامل لهما. ثم إنها أعراض أیضا لکونها موجودة بالفعل فی موضوع و لا منافاة بین کون الشی‌ء جوهرا و عرضا، بناء علی أنّ العرض هو الموجود فی موضوع لا ما یکون فی موضوع إذا وجدت فلا یشترط الوجود بالفعل فی الجوهر و یشترط فی العرض. فالمرکّب الخیالی کجبل من یاقوت و بحر من زیبق لا شکّ فی جوهریته، إنّما الشکّ فی وجوده. و فیه بحث لأنّ هذا مخالف لتصریحهم بأنّ الجوهر و العرض قسما الممکن الموجود، و أنّ الممکن الموجود منحصر فیهما، فإذا اشترط فی العرض الوجود بالفعل و لم یشترط فی الجوهر یبطل الحصر إذ تصیر القسمة هکذا الموجود الممکن إمّا أن یکون بحیث إذا وجد فی الخارج کان لا فی موضوع، أو یکون موجودا فی الخارج فی موضوع فیخرج ما لا یکون بالفعل فی موضوع، و یکون فیه إذا وجد کالسواد المعدوم. و الحقّ أنّ الوجود بالفعل معتبر فی الجوهر أیضا کما هو المتبادر من قولهم الموجود لا فی موضوع.
و تفسیره بماهیة إذا وجدت الخ لیس لأجل أنّ الوجود بالفعل لیس بمعتبر فیه بل الإشارة إلی أنّ الوجود الذی به موجودیته فی الخارج زائد علی ماهیة الجوهر و العرض کما هو المتبادر إلی الفهم. و لذا لم یصدق حدّ الجوهر علی ذات الباری تعالی لأنّ موجودیته تعالی بوجود هو نفس ماهیته، و إن کان الوجود المطلق زائدا علیها. و إلی أنّ المعتبر فی الجوهریة کونه بهذه الصفة فی الوجود الخارجی، لا فی العقل «1»، أی أنه ماهیة إذا قیست إلی وجودها الخارجی و لوحظت بالنسبة إلیه کانت لا فی موضوع. و لا شکّ أن تلک الجواهر حال قیامها بالذهن یصدق علیها أنها موجودة فی الخارج لا فی موضوع و إن کانت باعتبار قیامها بالذهن فی موضوع فهی جواهر و أعراض باعتبار القیام بالذهن و عدمه و کذا الحال فی العرض.
و بالجملة فالممتنع أن یکون ماهیة شی‌ء
______________________________
(1) الفعل (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 605
توجد فی الأعیان مرة عرضا و مرة جوهرا حتی تکون فی الأعیان تحتاج إلی موضوع ما و فیها لا تحتاج إلی موضوع، و لا یمتنع أن یکون معقول تلک الماهیة عرضا. و ظهر بما ذکرنا أنّ معنی الموجود لا فی موضوع و ماهیة إذا وجدت کانت لا فی موضوع واحد، کما أنّ معنی الموجود فی موضوع و ماهیة إذا وجدت کانت فی موضوع واحد لا فرق بینهما إلّا بالإجمال و التفصیل. و هذا علی مذهب من یقول إنّ الحاصل فی الذهن هو ماهیات الأشیاء. و أما عند من یقول إن الحاصل فی الذهن هو صور الأشیاء و أشباهها المخالفة لها فی الماهیة، فلا تکون صور الجواهر عنده إلّا أعراضا موجودة بوجود خارجی قائمة بالنفس کسائر الأعراض القائمة بها، هکذا حقّق المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف.

التقسیم‌

قال الحکماء: الجوهر إن کان حالّا فی جوهر آخر فصورة إمّا جسمیة أو نوعیة. و إن کان محلا لجوهر آخر فهیولی، و إن کان مرکّبا منهما فجسم، و إن لم یکن کذلک أی لا حالا و لا محلا و لا مرکّبا منهما، فإن کان متعلقا بالجسم تعلّق التدبیر و التصرّف و التحریک فنفس و إلّا فعقل. و إنما قید التعلّق بالتدبیر و التصرّف و التحریک لأنّ للعقل عندهم تعلّقا بالجسم علی سبیل التأثیر، و هذا کلّه بناء علی نفی الجوهر الفرد إذ علی تقدیر ثبوته لا صورة و لا هیولی و لا المرکّب منهما بل هناک جسم مرکّب من جواهر فردة کذا فی شرح المواقف.

الجوهر الفرد:

[فی الانکلیزیة]Atom،indivisible part
[فی الفرنسیة]Atome،partie indivisible
هو الجزء الذی لا یتجزأ. و عند الشعراء یراد به المعشوق و شفته کذا فی کشف اللّغات.

الجیب:

[فی الانکلیزیة]Sine،cosine
[فی الفرنسیة]Sinus،cosinus
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة فی اللّغة گریبان کما فی الصّراح. و عند المهندسین و المنجمین هو نصف وتر ضعف القوس. و جیب ربع الدائرة یسمّی جیبا أعظم لکونه مساویا لنصف قطر الدائرة، و مقداره ستون درجة إذا اعتبر فی مناطق الأفلاک، فإذا صارت قوس الجیب أعظم من ربع الدائرة انتقص الجیب إلی أن صارت قوس الجیب نصف الدائرة، فحینئذ ینعدم الجیب، فنصف الدائرة و کذا تمام الدائرة لا جیب له. قال عبد العلی البرجندی و لا یخفی أنّ هذا التعریف مختص بجیب قوس تکون أقل من نصف الدائرة فحینئذ ینعدم الجیب. فالأصوب أن یقال جیب کل قوس عمود داخل فی الدائرة یخرج من أحد طرفی تلک القوس علی قطر یمرّ ذلک القطر بالطرف الآخر لتلک القوس، و القطر هو الخطّ المنصّف للدائرة أی المارّ بالمرکز. و إنما قیدنا بقولنا داخل فی الدائرة مع أنهم لم یذکروه للاحتراز عن عمود خارج من طرف قوس هی نصف الدائرة علی القطر فإنّ هذا العمود لا یقع فی سطح الدائرة البتّة. فکل أربعة أقواس قسّمت الدائرة إلیها جیب واحد. و کل قوس نقصت من نصف الدور فجیبه و جیب الباقی واحد. و کل قوس تکون أزید من نصف الدور فجیب فضلها علی نصف الدور و جیب الباقی منها إلی تمام الدور بعد نقصان تلک القوس من تمام الدور واحد. و إذا نقص مربع جیب قوس من مربع نصف قطر الدائرة فجذر الباقی منه جیب تمام تلک القوس إلی الربع.
اعلم أنّ نسبة جیب کل قوس إلی تمامها کنسبة ظل أول تلک القوس إلی نصف القطر المقسوم إلی ستین جزء. و نسبة جیب تمام کل قوس إلی جیب تلک القوس کنسبة الظل الثانی أی المستوی إلی المقیاس إذا قسم إلی ستین
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 606
جزء. و إذا عرفت هذا یسهل علیک استعلام الظلّ الأول و الظلّ الثانی لکل قوس کما لا یخفی.
و اعلم أیضا أنّ کلّ قوس تکون أزید من الربع و أنقص من نصف الدور فیؤخذ تمامها إلی نصف الدور. و کل قوس تکون أزید من النصف و أنقص من ثلاثة أرباع فیؤخذ فضلها علی نصف الدور. و کل قوس تکون أزید من ثلاثة أرباع الدور فتنقص تلک القوس من الدور و یؤخذ الباقی. فما حصل من هذا العمل یسمّی قوسا منقّحا بضم المیم و فتح النون و تشدید القاف المفتوحة و بالحاء المهملة مأخوذا من التنقیح.
و هذا الذی ذکر هو الجیب المستوی. و ما وقع من القطر بین جیب القوس و طرف القوس هو الجیب المعکوس و یسمّی بسهم القوس أیضا.
و إذا قسمت قوس القطعة بقسمین و أخرج عمود من نقطة الانقسام علی قاعدة القطعة فذلک العمود هو جیب ترتیب کل قوس. و جیب الزاویة هو جیب قوس هی مقدار تلک الزاویة.
و الأسطرلاب الذی یوضع فیه درجات الجیب بطریق معروف مذکور فی کتب ذلک العلم یسمّی اسطرلابا مجیبا. هذا کله خلاصة ما فی شرح بیست باب فی علم الأسطرلاب و غیره.

الجیش:

[فی الانکلیزیة]Army
[فی الفرنسیة]Armee
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة فی اللغة لشکر. و سریة پاره از لشکر- أی قطعة من الجیش- کما فی الصّراح و قد فرّق بینهما أبو حنیفة رحمه اللّه بأنّ أقلّ الجیش أربعمائة و أقل السّریة مائة. و قال الحسن بن زیاد «1» أقل السّریة أربعمائة و أقل الجیش أربعة ألاف، کذا فی قاضی‌خان و هکذا فی جامع الرموز و البرجندی فی کتاب الجهاد. و فی الدّرر: السّریّة من أربعة إلی أربعمائة من المقاتلة.
______________________________
(1) هو الحسن بن زیاد اللؤلؤی الکوفی، أبو علی. توفی عام 204 ه/ 819 م. قاض، فقیه، من أصحاب أبی حنیفة، و کان عالما بمذهب الرأی. تولی القضاء. و له عدة مؤلفات فی الفرائض و الفقه. الأعلام 2/ 191، الفوائد البهیة 60، میزان الاعتدال 1/ 228، تاریخ بغداد 7/ 314.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 607

حرف ال چ الفارسی (چ)

چاغ:

[فی الانکلیزیة]One twelfth of a day،time
[فی الفرنسیة]Un douzieme d'un jour،temps
بغین معجمة بعد ألف. و هو نصف سدس الیوم، و قد مر فی لفظ التاریخ. (و فی القاموس الترکی العثمانی: وقت، حین) «1».

چشم:

[فی الانکلیزیة]Eye
[فی الفرنسیة]Eil
معناها بالفارسیة عین. و عند الصوفیة تقال للجمال. و کذلک هی صفة البصر الإلهی.
و (چشم مست): عین سکرانه، تقال للسر الإلهی، علی تقدیر أنها تأتی للوجود من السالک. و (چشم پرخمار) هی عین مملوة بأثر السکر. و یعنون بها: ستر السالک الصادق عن السالک، و لکن کشف تلک الأحوال عند أهل الکمال أمر ظاهر. و (چشم نرگسی) عین نرجسیة یعنون بها ستر المراتب العالیة التی یحرص أهل الکمال علی إخفائها. و لا یطّلع علیها إلّا اللّه «2».

چلیپا:

[فی الانکلیزیة]Cross
[فی الفرنسیة]Croix
هو فی الأصل من اللغة السریانیة و معناه الصلیب. و عند الصوفیة هو العالم الطبیعی «3».

چوکان:

[فی الانکلیزیة]Sceptre،stick،butt end
[فی الفرنسیة]Sceptre،crosse
هو الصولجان الذی یلعب به فی لعبة الکرة و الصولجان علی ظهور الخیل (پولو).
و عند الصوفیة مقادیر الأحکام بالنسبة للعاشق «4».
______________________________
(1) چاغ بغین معجمه بعد الف و ان نصف سدس شبانروز است و قد مر فی لفظ التاریخ.
(2) چشم نزد صوفیه جمال را گویند و نیز صفت بصر إلهی را گویند و چشم مست سر إلهی را گویند بر تقدیری که از سالک در وجود آید و چشم پرخمار ستر کردن سالک راست از سالک لیکن کشف ان احوال نزد اهل کمال ظاهر است و چشم نرگسی ستر مراتب عالیه بود که اهل ان را پنهان دارند و جز خدای را اطلاع نباشد.
(3) چلیپا نزد صوفیه عالم طبیعی را گویند.
(4) چوگان نزد صوفیه مقادیر احکام را گویند نسبت بعاشق.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 608

حرف الحاء (ح)

الحائل:

[فی الانکلیزیة]Foreign،outsider
[فی الفرنسیة]Etranger،xenisme
هو عند بعض شعراء العجم الدخیل «1».

الحابطیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Habitiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Habitiyya)secte(
بالباء الموحدة فرقة من المعتزلة أتباع أحمد بن حابط «2»، و هو من أصحاب النّظّام، قالوا: للعالم إلهان، قدیم هو اللّه تعالی و محدث هو المسیح، و المسیح هو الذی یحاسب الناس فی الآخرة، و هو المراد بقوله تعالی: وَ جاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا «3»، و هو الذی یأتی فی ظلل من الغمام، و هو المعنی بقوله علیه السلام: «خلق اللّه آدم علی صورته» «4»، و بقوله «یضع الجبّار قدمه فی النار» «5». و إنّما سمّی المسیح لأنه ذرع الأجسام و أحدثها. قال الآمدی: و هؤلاء کفار مشرکون، کذا فی شرح المواقف. و لنعم هذا الاسم فی حقّهم فإنه ینبئ عن حبط أعمالهم «6».

الحاجب:

[فی الانکلیزیة]Hitch،anaphora
[فی الفرنسیة]Empechement،repetition
هو فی الشرع ما ستعرف لاحقا و کذا المحجوب. أما الحاجب و المحجوب عند الشعراء فما وقع فی منتخب تکمیل الصناعة حیث قال: الحاجب هو عبارة عن کلمة أو أکثر تستعمل قبل القافیة الأصلیة مکرّرة بنفس المعنی، أو شیئا له نفس الحکم. و مثال الأوّل فی البیت التالی لفظة یار: و المعنی:
مع أنه فی کل نفس یصل من الحبیب غم فلا ینبغی للقلب أن یتکدّر من الحبیب لحظة
و مثال النوع الثانی:
لقد أشعل العشق نارا فی روحی فاحترقت روحی فعالجها بالوصل
______________________________
(1) نزد بعضی شعرای عجم اسم دخیل است.
(2) هو أحمد بن حابط و قیل بن خابط کما ذکرته معظم المصادر. توفی عام 232 ه. من أصحاب النظام. زندیق ملحد کان یقول بالتناسخ. رأس الفرقة الخابطیة من القدریة. التبصیر 136، الفرق بین الفرق 228، 277، شرح عقیدة السفارینی 1/ 79، الملل و النحل 60، خطط المقریزی 2/ 347، تحقیق ما للهند من مقولة 24.
(3) الفجر/ 22.
(4) جاء فی صحیح البخاری، کتاب الاستئذان، باب بدء السلام، حدیث (1)، 8/ 91.
(5) جاء فی صحیح البخاری، کتاب التفسیر، باب (فی قوله و تقول من مزید)، حدیث (343)، 6/ 246، بلفظ حتی یضع الرب تبارک و تعالی قدمه علیها (النار).
(6) فرقة من غلاة القدریة المعتزلة أتباع أحمد بن حابط أو خابط. و یقال لها أیضا الخابطیة کما ذکرت معظم المصادر. کانوا یقولون بالتناسخ، و أن للخلق إلهین و ربین أحدهما قدیم هو اللّه و الآخر مخلوق هو عیسی بن مریم. و قد کانت لهم ضلالات کبیرة و بدع کثیرة. کما أخذوا کثیرا عن المجوس و الثنویة. الفرق بین الفرق 277، التبصیر 138، الملل و النحل 60، تحقیق ما للهند من مقولة ص 24.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 609
و إذا وقع الحاجب بین القافیتین فإنّه یکون ألطف، و مثاله: و المعنی:
یا ملک الأرض لک سریر علی السّماء عدوک رخو ما دمت تملک قوسا قویا
و الشعر الذی یتضمّن الحاجب یسمّی محجوبا، و لیس واجبا مراعاة التّکرار فی الحاجب بل هو مستحسن. و الحاجب و الردیف هو من ابتکار شعراء العجم، و لیس له اعتبار لدی شعراء العربیة. و یقول فی مجمع الصنائع بأنّ بعضهم یطلقون الحاجب علی الردیف و المحجوب علی الرّدف «1».

الحاجة:

[فی الانکلیزیة]Need
[فی الفرنسیة]Besoin
یقول فی مجمع السلوک: الحاجة: هی المقدار الضروری لبقاء الإنسان، و یقال لها أیضا: حقوق النفس. و الحاجة أیضا هی ما یمکن للإنسان أن یبقی بدونها و لکنه محتاج إلیها، مثل الملابس فوق الألبسة الداخلیة و کالنعلین فی القدم. و یقال لما عدا هذین النوعین الفضول. و الفضول أمر لا نهایة له.
إذا، فعلی المرید المبتدئ أن یترک الفضول، أمّا الضرورة فلا. انتهی «2».

الحارثیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Harithiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Harithiyya)secte(
بالراء المهملة فرقة من الإباضیة أصحاب أبی الحارث الإباضی «3».

الحازمیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Hazimiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Hazimiyya)secte(
بالزاء المعجمة فرقة من الخوارج أصحاب حازم بن عاصم «4» وافقوا الشیعة «5». و یحکی عنهم أنهم متوقّفون فی علی کرم اللّه وجهه، و لا یصرّحون بالتبری علی غیره «6»، کذا فی شرح المواقف «7».
______________________________
(1) حاجب عبارتست از کلمه یا بیشتر که مستعمل باشد در تلفظ و قبل از قافیه اصلی بیک معنی تکرار یابد و یا چیزی که در حکم این مستعمل باشد مثال اوّل لفظ از یار درین: بیت.
هرچند رسد هر نَفَس از یار غمی باید نشود رنجه دل از یار دمی
مثال دوم لفظ در درین بیت.
زده عشق تو آتشم در جان سوخت جانم بوصل کن درمان
و اگر حاجب در میان دو قافیه واقع شود الطف آید مثاله بیت.
ای شاه زمین بر آسمان داری تخت سست است عدو تا تو گمان داری سخت
و شعری که مشتمل باشد بر حاجب آن را محجوب نامند و رعایت تکرار حاجب واجب نیست بلکه مستحسن و حاجب و ردیف از مخترعات شعرای عجم است نزد فصحای عرب معتبر نیست. و در مجمع الصنائع آرد که بعضی حاجب را بمعنی ردیف و محجوب را بمعنی مردف بتشدید دال اطلاق کنند
(2) در مجمع السلوک میگوید ضرورت مقداری را گویند که آدمی بی آن بقا نیابد و آن را حقوق نفس نیز گویند. و حاجت مقداری را گویند که آدمی بی آن بقا یابد مع هذا بدو محتاج شود چون جامه دوم بالای پیراهن و نعلین در پای. و فضول آن را گویند که ازین هر دو قسم بیرون بود و آن پایانی ندارد پس باید که مرید مبتدی ترک حاجت و فضول نماید و ترک ضرورت نکند انتهی.
(3) هو الحارث بن یزید أو بن مزید الإباضی. رأس الفرقة الحارثیة من الإباضیة أتباع عبد اللّه بن إباض. و لا یعرف له تاریخ ولادة و لا وفاة. التبصیر 59، مقالات الاسلامیین 1/ 171، الملل و النحل 136، الفرق 105.
(4) اختلفت المصادر فیه. و لم یعثر علی اسمه. و إنما ذکر صاحب الملل و النحل أنه حازم بن علی رأس الفرقة الحازمیة من خوارج العجاردة. و لا یعرف له تاریخ ولادة و لا وفاة. الملل و النحل 131.
(5) الشعیبیة (م، ع).
(6) [و لا یصرحون بالبراءة عنه، کما یصرحون بالبراءة علی غیره] (م، ع).
(7) فرقة من خوارج العجاردة أصحاب حازم بن علی. کما یقول الشهرستانی فی الملل و ذکرها البغدادی فی الفرق و الأشعری فی المقالات باسم الخازمیة. افترقوا عن الخوارج العجاردة و کانت لهم بدع و آراء ضالة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 610

الحاصل:

[فی الانکلیزیة]Total،result،product،remainder
[فی الفرنسیة]Total،resultat،produit،reste
اسم فاعل من الحصول. و فی اصطلاح المحاسبین یطلق علی ما یحصل بعمل من الأعمال الحسابیة من التّنصیف و التّضعیف «1» و الجمع و التفریق و الضرب. و حاصل الضرب یسمّی بالمضروب أیضا، و ما حصل من القسمة یسمّی بالخارج من القسمة.

الحافظة:

[فی الانکلیزیة]Memory
[فی الفرنسیة]Memoire
عند الحکماء قوة تحفظ ما یدرکه القوة الوهمیة من المعانی و تذکرها، و لذلک سمّیت ذاکرة أیضا، و محلّها البطن الأخیر من الدّماغ، کذا فی بحر الجواهر. و هی قوة محلّها التجویف الأخیر من الدماغ من شأنها حفظ ما یدرکه الوهم من المعانی الجزئیة، فهی خزانة للوهم کالخیال للحسّ المشترک. کذا فی اصطلاحات السید الجرجانی و قد ذکر مفصلا فی لفظ الحواس.

الحاکم:

[فی الانکلیزیة]Supreme Judge)God(
[فی الفرنسیة]Le Juge supreme)Dieu(
عند الأصولیین و الفقهاء هو اللّه تعالی و المحکوم علیه هو من وقع له الخطاب أی المخاطب بالفتح و هو المکلّف و المحکوم به هو ما یتعلّق به الخطاب و هو فعل المکلّف و یسمّی بالمحکوم فیه. فإذا قیل الصلاة واجبة، فالمحکوم علیه هو المکلّف و المحکوم به هو الصلاة، و هذا کما یقال حکم الأمیر علی زید بکذا، و هذا بخلاف اصطلاح المنطقیین فإنهم یطلقون المحکوم علیه و به علی طرفی القضیة.
فالمحکوم علیه فی المثال المذکور عندهم الصلاة و المحکوم به هو الوجوب لا فعل المکلّف و هذا ظاهر فیما هو صفة فعل المکلّف کالوجوب و نحوه، و فیما هو حکم تعلیقی کالسببیة و نحوها، فإنه خاطب المکلّف بأنّ فعله سبب لشی‌ء أو شرطه أو غیر ذلک. و أما فیما هو أثر لفعل المکلّف کملک الرقبة أو المتعة أو المنفعة أو ثبوت الدّین فی الذمة فکون المحکوم به فعل المکلّف لیس بظاهر، بل إذا جعلنا الملک نفس الحکم فلیس هاهنا ما یصلح محکوما به کذا فی التلویح.

الحال:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Attribute،quality،situation
[فی الفرنسیة]Attribut،qualite،situation
بتخفیف اللام فی اللغة الصفة. یقال کیف حالک أی صفتک. و قد یطلق علی الزمان الذی أنت فیه، سمّی بها لأنها تکون صفة لذی الحال کذا فی الهدایة حاشیة الکافیة «2». و جمع الحال الأحوال و الحالة أیضا بمعنی الصفة. و فی اصطلاح الحکماء هی کیفیة مختصة بنفس أو بذی نفس و ما شأنها أن تفارق، و تسمّی بالحالة أیضا، هکذا یفهم من المنتخب و بحر الجواهر.
و یجی‌ء فی بیان الکیفیات النفسانیة ما یوضح الحال.
و فی اصطلاح الأطباء یطلق علی أخصّ من هذا ما فی بحر الجواهر الأحوال تقال باصطلاح العام علی کل عارض. و بالاصطلاح الخاصّ للأطباء علی ثلاثة أشیاء فقط: الأول الصحة، و الثانی المرض، و الثالث الحالة المتوسطة بینهما، فلا تکون العلامات و الأسباب بهذا الاصطلاح من الأحوال انتهی.
______________________________
(1) التضیّف (م، ع).
(2) هدایة النحو: لمؤلف مجهول قال أنه مختصر مضبوط فی النحو جمعت فیه مهمات النحو علی ترتیب الکافیة لابن الحاجب (- 646 ه). و یذکر بروکلمان أنه تهذیب للکافیة و مؤلّفة مجهول، إلا انه ینسب فی رامپور 1/ 557 لمولوی سراج الدین الأودهی الذی ألّف کتاب میزان الصرف. معجم المطبوعات العربیة و المعرّبة، ص 2024. بروکلمان، ج 5، ص 326.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 611
قوله علی کل عارض أی مفارق إذ الراسخ فی الموضوع یسمّی ملکة لا حالا کما یجی‌ء. و الحالة الثالثة و تسمّی بالحالة المتوسطة أیضا عندهم هی الحالة التی لا توجد فیها غایة الصحة و لا غایة المرض کما وقع فی بحر الجواهر أیضا و یجی‌ء فی لفظ الصحة.
و فی اصطلاح المتکلّمین یطلق لفظ الحال علی ما هو صفة لموجود لا موجودة و لا معدومة. فقید الصفة یخرج الذوات فإنها أمور قائمة بأنفسها، فهی إمّا موجودة أو معدومة و لا [تکون] «1» واسطة بینهما. و المراد بالصفة ما یکون قائما بغیره بمعنی الاختصاص الناعت فیدخل الأجناس و الفصول فی الأحوال، و الأحوال القائمة بذاته تعالی کالعالمیة و القادریة عند من یثبتها. و قولهم لموجود أی سواء کان موجودا قبل قیام هذه الصفة أو معه فیدخل الوجود عند من قال فإنه حال، فهذا القید یخرج صفة المعدوم فإنها معدومة فلا تکون حالا.
و المراد بصفة المعدوم الصفة المختصة به فلا یرد الأحوال القائمة بالمعدوم کالصفات النفسیة عند من قال بحالیتها. لا یقال إذا کانت صفات المعدوم معدومة فهی خارجة بقید لا معدومة فیکون قید لموجود مستدرکا، لأنّا نقول الاستدراک أن یکون القید الأول مغنیا عن الآخر دون العکس. نعم یرد علی من قال إنها لا موجودة لا معدومة قائمة بموجود. و یجاب بأنّ ذکره لکونه معتبرا فی مفهوم الحال لا للإخراج.
و قولهم لا موجودة لیخرج الأعراض فإنها متحقّقة باعتبار ذواتها، و إن کانت تابعة لمحالها فی التحیّز فهی من قبیل الموجودات. و قولهم لا معدومة لیخرج السّلوب التی تتصف بها الموجودات فإنها معدومات. و أورد علیه الصفات النفسیة فإنها عندهم أحوال حاصلة للذوات حالتی وجودها و عدمها. و الجواب أنّ اللام فی قولهم لموجود لیس للاختصاص بل لمجرد الارتباط و الحصول فلا یضرّ حصولها للمعدوم أیضا، إلّا أنّها لا تسمّی حالا إلّا عند حصولها للموجود لیکون لها تحقّق تبعی فی الجملة. فالصفات النفسیة للمعدومات لیست أحوالا إلّا إذا حصل تلک المعدومات، حینئذ تکون أحوالا. هذا علی مذهب من قال بأنّ المعدوم ثابت و متّصف بالأحوال حال العدم.
و أمّا علی مذهب من لم یقل بثبوت المعدوم أو قال به و لم یقل باتّصافه بالأحوال فالاعتراض ساقط من أصله. و قد یفسّر الحال بأنه معلوم یکون تحقّقه بغیره و مرجعه إلی الأول، فإنّ التفسیرین متلازمان.

التقسیم‌

الحال إمّا معلّل أی بصفة موجودة قائمة بما هو موصوف بالحال کما یعلّل المتحرکیة بالحرکة الموجودة القائمة بالمتحرک، و یعلل القادریة بالقدرة. و إمّا غیر معلّل و هو بخلاف ما ذکر، فیکون حالا ثابتا للذات لا بسبب معنی قائم به نحو الأسودیة للسواد و العرضیة للعلم و الجوهریة للجوهر و الوجود عند القائل بکونه زائدا علی الماهیة، فإنّ هذه أحوال لیس ثبوتها لمحالها بسبب معان قائمة بها. فإن قلت جوّز أبو هاشم تعلیل الحال بالحال فی صفاته تعالی فکیف اشترط فی علّة الحال أن تکون موجودة؟
قلت: لعلّ هذا الاشتراط علی مذهب غیره.

فائدة:

الحال أثبته إمام الحرمین أولا و القاضی من الأشاعرة و أبو هاشم من المعتزلة، و بطلانه ضروری لأنّ الموجود ما له تحقّق و المعدوم ما لیس کذلک، و لا واسطة بین النفی و الإثبات ضرورة، فإن أرید نفی ما ذکرنا من أنّه لا
______________________________
(1) [تکون] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 612
واسطة بین النفی و الإثبات فهو سفسطة، و إن أرید معنی آخر بأن یفسّر الموجود مثلا بما له تحقق أصالة و المعدوم بما لا تحقّق له أصلا، فیتصوّر هناک واسطة هی ما یتحقق تبعا، فیصیر النزاع لفظیا. و الظاهر هو أنّهم وجدوا مفهومات یتصوّر عروض الوجود لها بأن یحاذی بها أمر فی الخارج فسمّوا تحققها وجودا و ارتفاعها عدما، و وجدوا مفهومات لیس من شأنها ذلک کالأمور الاعتباریة التی یسمّیها الحکماء معقولات ثانیة، فجعلوها لا موجودة و لا معدومة، فنحن نجعل العدم للوجود سلب الإیجاب، و هم یجعلونه عدم ملکة، کذا قیل.
و قد ظهر بهذا التأویل أیضا أنّ النزاع لفظی.
و إن شئت زیادة التحقیق فارجع إلی شرح المواقف و حاشیته للمولوی عبد الحکیم فی مقدمة الأمور العامة و أخیرها.
و فی اصطلاح الأصولیین یطلق علی الاستصحاب.
و فی اصطلاح السالکین هو ما یرد علی القلب من طرب أو حزن أو بسط أو قبض کذا فی سلک السلوک «1». و فی مجمع السلوک و تسمّی الحال بالوارد أیضا. و لذا قالوا لا ورد لمن لا وارد له. أحوال عمل القلب التی ترد علی قلب السّالک من صفاء الأذکار. و هذا یعنی أنّ الأحوال لها علاقة بالقلب و لیس بالجوارح.
و هذا المعنی الذی هو غیبی بعد حصول الصّفاء بسبب الأذکار یظهر فی القلب. إذن الأحوال هی من جملة المواهب. و أمّا المقامات فمن جملة المکاسب و قیل: الحال معنی یتّصل بالقلب و هو وارد من اللّه تعالی. و قد یمکن تحصیله بالتکلّف و لکنه یذهب. و یقول بعض المشایخ: للحال دوام و بقاء لأنّ الموصوف إذا لم یتّصف بصفة البقاء فلا یکون حالا. بل لوائح. و لم یصل صاحبه إلی الحال. ألا تری أنّ المحبة و الشوق و القبض و البسط هی من جملة الأحوال، فإن لم یکن لها دوام فلا المحب یکون محبا و لا المشتاق مشتاقا و ما لم یتّصف العبد بصفة الحال فلا یطلق علیه ذلک الاسم. و یقول بعضهم بعدم بقاء و دوام الحال «2»، کما قال الجنید: الحال نازلة تنزل بالقلب و لا تدوم. و فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین الأحوال هی المواهب الفائضة علی العبد من ربه، إمّا واردة علیه میراثا للعمل الصالح المزکّی للنفس المصفّی للقلب، و إمّا نازلة من الحق تعالی امتنانا محضا. و إنّما سمیت الأحوال أحوالا لحول العبد بها من الرسوم الخلقیة و درکات البعد إلی الصفات الحقیة و درجات القرب و ذلک هو معنی الترقّی.
و فی اصطلاح النّحاة یطلق لفظ یدل علی الحال بمعنی الزمان الذی أنت فیه وضعا نحو قالَ إِنِّی لَیَحْزُنُنِی أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ «3» صیغته صیغة المستقبل بعینها، و علی لفظ یبیّن هیئة الفاعل أو المفعول به لفظا أو معنی علی ما ذکره ابن الحاجب فی الکافیة. و المراد بالهیئة
______________________________
(1) فی التصوف للسید ضیاء الدین البدایونی الهندی (- 751 ه) کشف الظنون، 1/ 23. هدیة العارفین، 1/ 429.
(2) أحوال کار دل است که فرود می‌آید سالک از صفائی اذکار یعنی احوال تعلق بدل دارد نه بجوارح و آن معنی است که از عالم غیب بعد حصول صفائی اذکار در دل پدید آید پس احوال از جمله مواهب بود و مقامات از جمله مکاسب باشد و قیل حال معنی باشد که از حق سبحانه تعالی بدل پیوندد و یا بتکلف توان آورد چون برود. و بعضی مشایخ حال را بقا و دوام گویند چه اگر موصوف بصفت بقا نباشد حال نبود لوائح باشد هنوز صاحب آن بحال نرسیده است نه بینی که محبت و شوق و قبض و بسط جمله احوال‌اند اگر دوام نباشد نه محب محب باشد و نه مشتاق مشتاق و تا حال بنده را صفت نگردد اسم آن بر وی واقع نشود و بعضی حال را بقا و دوام نگویند.
(3) یوسف/ 13.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 613
الحالة أعم من أن تکون محقّقة کما فی الحال المحقّقة أو مقدّرة کما فی الحال المقدّرة.
و أیضا هی أعمّ من حال نفس الفاعل أو المفعول أو متعلّقهما مثلا نحو جاء زید قائما أبوه، لکنه یشکّل بمثل جاء زید و الشمس طالعة، إلّا أن یقال: الجملة الحالیة تتضمّن بیان صفة الفاعل أی مقارنة بطلوع الشمس.
و أیضا هی أعمّ من أن تدوم الفاعل أو المفعول أو تکون کالدائم لکون الفاعل أو المفعول موصوفا بها غالبا کما فی الحال الدائمة، و من أن تکون بخلافه کما فی الحال المنتقلة. و لا بدّ من اعتبار قید الحیثیة المتعلّقة بقوله یبیّن أی یبیّن هیئة الفاعل أو المفعول به من حیث هو فاعل أو مفعول. فبذکر الهیئة خرج ما یبیّن الذات کالتمییز، و بإضافتها إلی الفاعل و المفعول به یخرج ما یبیّن هیئة غیرهما کصفة المبتدأ نحو: زید العالم أخوک. و بقید الحیثیة خرج صفة الفاعل أو المفعول فإنّها تدلّ علی هیئة الفاعل أو المفعول مطلقا لا من حیث إنّه فاعل أو مفعول. ألا تری أنهما لو انسلخا عن الفاعلیة و المفعولیة و جعلا مبتدأ و خبرا أو غیر ذلک کان بیانها لهیئتهما محالا «1». و هذا التردید علی سبیل منع الخلوّ لا الجمع، فلا یخرج منه نحو ضرب زید عمروا راکبین. و المراد بالفاعل و المفعول به أعمّ من أن یکون حقیقة أو حکما فیدخل فیه الحال عن المفعول معه لکونه بمعنی الفاعل أو المفعول به، و کذا عن المصدر مثل:
ضربت الضرب شدیدا فإنه بمعنی أحدثت الضرب شدیدا، و کذا عن المضاف إلیه کما إذا کان المضاف فاعلا أو مفعولا یصحّ حذفه و قیام المضاف إلیه مقامه، فکأنّه الفاعل أو المفعول نحو: بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِیمَ حَنِیفاً «2» إذ یصح أن یقال: بل نتبع إبراهیم حنیفا، أو کان المضاف فاعلا أو مفعولا و هو جزء المضاف إلیه، فکان الحال عنه هو الحال عن المضاف، و إن لم یصح قیامه مقامه کمصبحین فی قوله تعالی أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِینَ «3» فإنّه حال عن هؤلاء باعتبار أن الدابر المضاف إلیه جزؤه و هو مفعول ما لم یسمّ فاعله باعتبار ضمیره المستکن فی المقطوع. و لا یجوز وقوع الحال عن المفعول فیه و له لعدم کونهما مفعولین لا حقیقة و لا حکما.
اعلم أنّه جوّز البعض وقوع الحال عن المبتدأ کما وقع فی چلپی التلویح، و جوّز المحقق التفتازانی و السیّد الشریف وقوع الحال عن خبر المبتدأ، و قد صرّح فی هدایة النحو «4» أنّه لا یجوز الحال عن فاعل کان. فعلی مذهبهم هذا الحدّ لا یکون جامعا، و الظاهر أنّ مذهب ابن الحاجب مخالف لمذهبهم، و لذا جعل الحال فی: زید فی الدار قائما عن ضمیر الظرف لا من زید المبتدأ، و جعل الحال فی:
هذا زید قائما عن زید باعتبار کونه مفعولا لأشیر أو أنبه المستنبطین من فحوی الکلام.
و قوله لفظا أو معنی أی سواء کان الفاعل و المفعول لفظیا بأن یکون فاعلیة الفاعل و مفعولیة المفعول باعتبار لفظ الکلام و منطوقه من غیر اعتبار أمر خارج یفهم من فحوی الکلام، سواء کانا ملفوظین حقیقة نحو ضربت
______________________________
(1) بحاله (م، ع).
(2) البقرة/ 135.
(3) الحجر/ 66.
(4) هدایة النحو: لمؤلف مجهول، قال أنه مختصر مضبوط فی النحو جمعت فیه مهمات النحو علی ترتیب الکافیة لابن الحاجب (- 646 ه). و یذکر بروکلمان انه تهذیب للکافیة و مؤلّفه مجهول، إلا انه ینسب فی رامپور 1/ 557 لمولوی سراج الدین الأودهی الذی ألّف کتاب میزان الصرف. معجم المطبوعات العربیة و المعرّبة، ص 2024. بروکلمان، ج 5، ص 326.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 614
زیدا قائما أو حکما نحو زید فی الدار قائما، فإنّ الضمیر المستکن فی الظرف ملفوظ حکما أو معنویا بأن یکون فاعلیة الفاعل و مفعولیة المفعول باعتبار معنی یفهم من فحوی الکلام، نحو: هذا زید قائما، فإنّ لفظ هذا یتضمن الإشارة و التنبیه أی أشیر أو أنبّه إلی زید قائما.

التقسیم‌

تنقسم الحال باعتبارات. الأول: انقسامها باعتبار انتقال معناها و لزومه إلی قسمین منتقلة و هو الغالب و ملازمة و ذلک واجب فی ثلاث مسائل إحداها الجامدة الغیر المؤوّلة بالمشتقّ نحو هذا مالک ذهبا و هذه جبّتک خزّا. و ثانیتها المؤکّدة نحو وَلَّی مُدْبِراً «1». و ثالثتها التی دلّ عاملها علی تجدّد صاحبها نحو وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِیفاً «2». و تقع الملازمة فی غیر ذلک بالسماع، و منه قائِماً بِالْقِسْطِ «3» إذا أعرب حالا. و قول جماعة إنها مؤکّدة وهم لأنّ معناها غیر مستفاد مما قبلها هکذا فی المغنی «4».
الثانی انقسامها بحسب التبیین و التوکید إلی مبیّنة و هو الغالب و تسمّی مؤسّسة أیضا. و إلی مؤکّدة و هی التی یستفاد معناها بدونها و هی ثلاثة:
مؤکّدة لعاملها نحو ولی مدبرا، و مؤکّدة لصاحبها نحو جاء القوم طرا و نحو لَآمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعاً «5» و مؤکّدة لمضمون جملة نحو زید أبوک عطوفا. و أهمل النحاة المؤکّدة لصاحبها، و مثّل ابن مالک و ولده بتلک الأمثلة للمؤکّدة لعاملها و هو سهو هکذا فی المغنی.
قال المولوی عصام الدین الحال الدائمة ما تدوم ذا الحال أو تکون کالدائم له و المنتقلة بخلافها، و قد سبق إلیه الإشارة فی بیان فوائد قیود التعریف. و صاحب المغنی سمّاها أی الحال الدائمة بالملازمة، إلّا أنّ ظاهر کلامهما یدلّ علی أنها تکون دائمة لذی الحال لا أن تکون کالدائمة له فلیس فیما قالا مخالفة کثیرة إذ یمکن التوفیق بین کلامیهما بأن یراد باللزوم فی کلام صاحب المغنی أعمّ من اللزوم الحقیقی و الحکمی، فعلم من هذا أنّ المنتقلة مقابلة للدائمة و أنّ المؤکّدة قسم من الدائمة مقابلة للمؤسّسة. و منهم من جعل المؤکّدة مقابلة للمنتقلة. فقد ذکر فی الفوائد الضیائیة أنّ الحال المؤکدة مطلقا هی التی لا تنتقل من صاحبها ما دام موجودا غالبا، بخلاف المنتقلة و هی قید للعامل بخلاف المؤکّدة انتهی.
و قال الشیخ الرضی: الحال علی ضربین:
منتقلة و مؤکّدة، و لکل منهما حد لاختلاف ماهیتهما. فحدّ المنتقلة جزء کلام یتقید بوقت حصول مضمونه تعلق الحدث بالفاعل أو المفعول و ما یجری مجراهما. و بقولنا جزء کلام تخرج الجملة الثانیة فی رکب زید و رکب مع رکوبه غلامه إذا لم تجعلها حالا. و بقولنا بوقت حصول مضمونه یخرج نحو: رجع القهقری لأنّ الرجوع یتقیّد بنفسه لا بوقت حصول مضمونه.
و قولنا تعلق الحدث فاعل یتقیّد و یخرج منه النعت فإنّه لا یتقید بوقت حصوله ذلک التعلّق، و تدخل الجملة الحالیة عن الضمیر لإفادته تقیّد ذلک التعلّق و إن لم یدلّ علی هیئة الفاعل و المفعول. و قولنا و ما یجری مجراهما یدخل فیه الحال عن الفاعل و المفعول المعنویین و عن المضاف إلیه. و حدّ المؤکّدة اسم غیر حدث
______________________________
(1) النمل/ 10 القصص/ 31.
(2) النساء/ 28.
(3) آل عمران/ 18.
(4) المغنی، مغنی اللبیب عن کتب الأعاریب للأنصاری ورد سابقا.
(5) یونس/ 99.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 615
یجی‌ء مقررا لمضمون جملة. و قولنا غیر حدث احتراز عن نحو رجع رجوعا، انتهی حاصل ما ذکره الرضی.
و فی غایة التحقیق ما حاصله أنّهم اختلفوا. فمنهم من قال لا واسطة بین المنتقلة و المؤکّدة فالمؤکّدة ما تکون مقررة لمضمون جملة اسمیة أو فعلیة و المنتقلة ما لیس کذلک.
و منهم من أثبت الواسطة بینهما فقال: المنتقلة متجدّدة لا تقرّر مضمون ما قبلها سواء کان ما قبلها مفردا أو جملة اسمیة أو فعلیة، و المؤکّدة تقرّر مضمون جملة اسمیة، و الدائمة تقرّر مضمون جملة فعلیة انتهی.
الثالث انقسامها بحسب قصدها لذاتها و التوطئة بها إلی قسمین: مقصودة و هو الغالب و موطئة و هی اسم جامد موصوف بصفة هی الحال فی الحقیقة بأن یکون المقصود التقیید بها لا بموصوفها، فکأنّ الاسم الجامد وطّاء الطریق لما هو حال فی الحقیقة، نحو قوله تعالی إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِیًّا «1»، و نحو فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِیًّا «2»، فإنّ القرآن و البشر ذکرا لتوطئة ذکر عربیا و سویّا. و تقول جاءنی زید رجلا محسنا.
فما قیل القول بالموطئة إنّما یحسن إذا اشترط الاشتقاق، و أما إذا لم یشترط فینبغی أن یقال فی جاءنی زید رجلا بهیّا إنّهما حالان مترادفان لیس بشی‌ء.
الرابع انقسامها بحسب الزمان إلی ثلاثة أقسام: مقارنة و تسمّی الحال المحققة أیضا و هو الغالب نحو وَ هذا بَعْلِی شَیْخاً «3» و مقدّرة و هی المستقبلة نحو فَادْخُلُوها خالِدِینَ «4»، أی مقدّرین الخلود و نحو وَ بَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِیًّا «5» أی مقدّرا نبوته، و محکیة و هی الماضیة نحو جاء زید أمس راکبا.
الخامس انقسامها باعتبار تعدّدها و اتحاد أزمنتها و اختلافها إلی المتوافقة و المتضادة، فالمتوافقة هی الأحوال التی تتحد فی الزمان و المتضادة ما لیس کذلک.
السادس انقسامها باعتبار وحدة ذی الحال و تعدّده إلی المتزادفة و المتداخلة. فالمترادفة هی الأحوال التی صاحبها واحد و المتداخلة ما لیس کذلک بل یکون الحال الثانیة من ضمیر الحال الأولی. و فی الإرشاد یجوز تعدّد الحال متوافقة سواء کانت مترادفة أو متداخلة، و کذا متضاده مترادفة لا غیر. فالمتوافقة المتداخلة نحو جاءنی زید راکبا قارئا علی أن یکون قارئا حالا من ضمیر راکبا. فإن جعلت قارئا حالا من زید یصیر هذا مثالا للمتوافقة المترادفة. و المتضادة المترادفة نحو رأیت زیدا راکبا ساکنا.

فائدة:

إن کان الحالان مختلفتین فالتفریق واجب نحو لقیته مصعدا منحدرا أی لقیته و أنا مصعد و هو منحدر أو بالعکس. و إن کانتا متفقتین فالجمع أولی نحو لقیته راکبین أو لقیت راکبا زیدا راکبا أو لقیت زیدا راکبا راکبا. قال الرضی إن کانتا مختلفتین فإن کان قرینة یعرف بها صاحب کلّ واحد منهما جاز وقوعهما کیف کانتا نحو لقیت هندا مصعدا منحدرة، و إن لم تکن فالأولی أن یجعل کلّ حال بجنب صاحبه نحو لقیت منحدرا زیدا مصعدا. و یجوز علی ضعف أن یجعل حال المفعول بجنبه و یؤخّر حال الفاعل، کذا فی العباب.
______________________________
(1) یوسف/ 2.
(2) مریم/ 17.
(3) هود/ 72.
(4) الزمر/ 73.
(5) الصافات/ 112.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 616
فائدة: یجتمع الحال و التمییز فی خمسة أمور: الأول الاسمیة. و الثانی التنکیر. و الثالث کونهما فضلة. و الرابع کونهما رافعین للإبهام.
و الخامس کونهما منصوبین. و یفترقان فی سبعة أمور: الأول أنّ الحال قد تکون جملة و ظرفا و جارا و مجرورا و التمییز لا یکون إلّا اسما.
و الثانی أنّ الحال قد یتوقف معنی الکلام علیها نحو لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَ أَنْتُمْ سُکاری «1» بخلاف التمییز. الثالث أنّ الحال مبیّنة للهیئات و التمییز مبیّن للذوات. الرابع أنّ الحال قد تتعدّد بخلاف التمییز. الخامس أنّ الحال تتقدم علی عاملها إذا کان فعلا متصرفا أو وصفا یشبهه، بخلاف التمییز علی الصحیح. السادس أنّ الحال تؤکّد لعاملها بخلاف التمییز. السابع أنّ حقّ الحال الاشتقاق و حق التمییز الجمود.
و قد یتعاکسان فتقع الحال جامدة نحو هذا مالک ذهبا، و التمییز مشتقا نحو للّه دره فارسا. و کثیر منهم یتوهّم أنّ الحال الجامدة لا تکون إلّا مؤوّلة بالمشتق و لیس کذلک. فمن الجوامد الموطئة کما مرّ. و منها ما یقصد به التشبیه نحو جاءنی زید أسدا أی مثل أسد. و منها الحال فی نحو «2» بعت الشاة شاة و درهما، و ضابطته أن تقصد التقسیط فتجعل لکل جزء من أجزاء المتجزئ قسطا و تنصب ذلک القسط علی الحال، و تأتی بعده بجزء تابع بواو العطف أو بحرف الجر نحو بعت البرّ قفیزین بدرهم، کذا فی الرضی و العباب. و منها المصدر المؤوّل بالمشتق نحو أتیته رکضا أی راکضا، و هو قیاس عند المبرّد «3» فی کل ما دلّ علیه الفعل. و معنی الدلالة أنه فی المعنی من تقسیمات ذلک الفعل و أنواعه نحو أتانا سرعة و رجلة خلافا لسیبویه حیث قصره علی السماع. و قد تکون غیر مصدر علی ضرب من التأویل بجعله بمعنی المشتق نحو جاء البرّ قفیزین. و منه ما کرّر للتفصیل نحو بینت حسابه بابا بابا أی مفصّلا باعتبار أبوابه، و جاء القوم ثلاثة ثلاثة أی مفصّلین باعتبار هذا العدد، و نحو دخلوا رجلا فرجلا، أو ثم رجلا أی مرتّبین بهذا الترتیب. و منه کلّمته فاه إلی فیّ و بایعته یدا بید انتهی.
و الحال فی اصطلاح أهل المعانی هی الأمر الداعی إلی التکلّم علی وجه مخصوص أی الداعی إلی أن یعتبر مع الکلام الذی یؤدّی به أصل المعنی خصوصیة ما هی المسمّاة بمقتضی الحال، مثلا کون المخاطب منکرا للحکم حال یقتضی تأکید الحکم و التأکید مقتضاها، و فی تفسیر التکلّم الذی هو فعل اللسان باعتبار الذی هو فعل القلب مسامحة مبالغة فی التنبیه علی أنّ التکلّم علی الوجه المخصوص إنما یعدّ مقتضی الحال إذا اقترن بالقصد و الاعتبار، حتی إذا اقتضی المقام التأکید و وقع ذلک فی کلام بطریق الاتفاق لا یعدّ مطابقا لمقتضی الحال. و فی تقیید الکلام بکونه مؤدّیا لأصل المعنی تنبیه علی أنّ مقتضیات الأحوال تجب أن تکون زائدة علی أصل المعنی، و لا یرد اقتضاء المقام التجرّد عن الخصوصیات لأنّ هذا التجرّد زائد علی أصل المعنی. و هذا هو مختار الجمهور، و إلیه ذهب صاحب الأطول، فقال: مقتضی الحال هو الخصوصیات و الصفات القائمة بالکلام.
فالخصوصیة من حیث إنها حال الکلام و مرتبط
______________________________
(1) النساء/ 43.
(2) نحو (- م، ع).
(3) هو محمد بن یزید بن عبد الأکبر الثمالی الأزدی، أبو العباس، المعروف بالمبرّد. ولد بالبصرة عام 210 ه/ 826 م. و توفی ببغداد عام 286 ه/ 899 م. إمام العربیة فی زمنة، عالم کبیر بالأدب و الأخبار. له مؤلفات قیّمة و هامة. الاعلام 7/ 144، بغیة الوعاة 116، وفیات الاعیان 1/ 495، تاریخ بغداد 3/ 380، لسان المیزان 5/ 430، طبقات النحویین 108.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 617
به مطابق لها من حیث إنها مقتضی الحال و المطابق و المطابق متغایران اعتبارا علی نحو مطابقة نسبة الکلام للواقع. و علی هذا النحو قولهم: علم المعانی علم یعرف به أحوال اللفظ العربی التی بها یطابق اللفظ مقتضی الحال أی یطابق صفة اللفظ مقتضی الحال، و هذا هو المطابق بعبارات القوم حیث یجعلون الحذف و الذکر إلی غیر ذلک معلّلة بالأحوال. و لذا یقول السکّاکی الحالة المقتضیة للذکر و الحذف و التأکید إلی غیر ذلک، فیکون الحال هی الخصوصیة و هو الألیق بالاعتبار لأنّ الحال عند التحقیق لا تقتضی إلّا الخصوصیات دون الکلام المشتمل علیها کما ذهب إلیه المحقّق التفتازانی، حیث قال فی شرح المفتاح: الحال هو الأمر الداعی إلی کلام مکیّف بکیفیة مخصوصة مناسبة. و قال فی المطول: مقتضی الحال عند التحقیق هو الکلام المکیّف بکیفیة مخصوصة. و مقصوده إرادة المحافظة علی ظاهر قولهم هذا الکلام مطابق لمقتضی الحال، فوقع فی الحکم بأنّ مقتضی الحال هو الکلام الکلّی و المطابق هو الکلام الجزئی للکلّی، علی عکس اعتبار المنطقیین من مطابقة الکلّی للجزئی، فعدل عمّا هو ظاهر المنقول و عمّا هو المعقول، و ارتکب التکلّف المذکور.
فائدة: قال المحقّق التفتازانی الحال و المقام متقاربان بالمفهوم و التغایر بینهما بالاعتبار، فإنّ الأمر الداعی مقام باعتبار توهّم کونه محلا لورود الکلام فیه علی خصوصیة، و حال باعتبار توهّم کونه زمانا له. و أیضا المقام یعتبر إضافته فی أکثر الأحوال إلی المقتضی بالفتح إضافة لامیة، فیقال مقام التأکید و الإطلاق و الحذف و الإثبات و الحال إلی المقتضی بالکسر إضافة بیانیة، فیقال حال الإنکار و حال خلوّ الذهن و غیر ذلک. ثم تخصیص الأمر الداعی بإطلاق المقام علیه دون المحلّ و المکان و الموضع إمّا باعتبار أنّ المقام من قیام السوق بمعنی رواجه، فذلک الأمر الداعی مقام التأکید مثلا أی محل رواجه، أو لأنه کان من عادتهم القیام فی تناشد الأشعار و أمثاله فأطلق المقام علی الأمر الداعی لأنهم یلاحظونه فی محل قیامهم. و قال صاحب الأطول: الظاهر أنهما مترادفان إذ وجه التسمیة لا یکون داخلا فی مفهوم اللفظ حتی یحکم بتعدد المفهوم بالاعتبار، و لذا حکمنا بالترادف.
و هاهنا أبحاث تطلب من الأطول و المطوّل و حواشیه.

الحالّ:

[فی الانکلیزیة]Change،accident،inherent،incarnation
[فی الفرنسیة]Changement،accident،inherent،incarnation
بتشدید اللام قد علم تعریفه ممّا سبق.
و هو عند الحکماء منحصر فی الصورة و العرض فی شرح حکمة العین إن کان المحل غنیا عن الحال فیه مطلقا أی من جمیع الوجوه یسمّی موضوعا و الحال فیه یسمّی عرضا و إن کان له أی للمحلّ حاجة إلی الحال بوجه یسمّی هیولی و الحال فیه یسمّی صورة. فالموضوع و الهیولی یشترکان اشتراک أخصّ تحت أعمّ و هو المحل، و یفترقان بأنّ الموضوع محل مستغن فی قوامه عمّا یحلّ فیه و الهیولی محل لا یستغنی فی قوامه عمّا یحلّ فیه، و العرض و الصورة تشترکان اشتراک أخصّ تحت أعمّ أیضا و هو الحال، و یفترقان بأنّ العرض حال یستغنی عنه المحلّ و یقوم دونه، و الصورة حال لا یستغنی عنه المحلّ و لا یقوم دونه انتهی.

الحالیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Haliya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Haliya)secte(
فرقة من المتصوّفة المبطلة و هم یقولون بأنّ الرّقص و السّماع و التّصفیق و المشی فی حلقات و الإنشاد حلال، و بسبب هذه الأعمال یغیبون عن
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 618
الوعی، و یقول المریدون لهؤلاء المشایخ بأنّ الشیخ قد تصرّف فصار له حال. و مذهبهم هو عین الضلالة و البطالة و هو بدعة و مخالف للسنة کذا فی توضیح المذاهب «1».

الحامل:

[فی الانکلیزیة]Constellation
[فی الفرنسیة]Constellation
عند أهل الهیئة هو الخارج لغیر الشمس.

الحامل الموقوف:

[فی الانکلیزیة]Incomplete sens
[فی الفرنسیة]Sens incomplet
هو عند الشعراء أن یأتی الشاعر بمعنی لا یتمّ فی بیت واحد. و یضطر لذلک إلی إکماله فی بیت تال له. إذا فسیاق الترکیب یقتضی أن یکون البیت الأوّل موقوفا فی فهمه علی البیت الثانی الذی یسمّی الحامل، و مثاله:
أ تدری لما ذا دار الفلک؟ أ تدری لما ذا الأرض فی مکانها؟
إنّه رأی مقامک فدار رأسه و هی رأت قدرتک فقرّت فی مکانها «2»

الحامل الموقوف المتولّد:

[فی الانکلیزیة]
Incomplete but implied sens- Sens incomplet mais sou
E[فی الفرنسیة]entendu
هو لدی الشعراء أن یعرف الحامل و لو لم یقرأ أو یکتب و مثاله:
فی حسنک لا أحد یشبهک إلّا الشمس التی تشرق صباحا لکی
تعرض خدمتها و تقبّل قدمک، و لکن أنت تنظر إلیها کما ننظر نحن إلی عبدنا
فجمیع المصاریع موقوفة و الحامل فی المصراع الأخیر غیر مکتوب و لکنه علم و هو لفظه بینی «3»، کذا فی جامع الصنائع.

الحبّة:

[فی الانکلیزیة]Weight of two grains of barley
[فی الفرنسیة]Pois de deux grains d'orge
بالفتح هی مقدار وزن الشعیرتین و سیأتی فی لفظ المثقال. و قد تطلق علی ثلث الطسوج و علی سدس عشر الدینار و یجی‌ء فی لفظ الدینار. و فی بحر الجواهر الحبة شعیرتان و قیل شعیرة واحدة.

الحبّیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Hubbiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Hubbiyya)secte mystique(
[أی المنسوبة إلی الحب بالضم] «4»، فرقة من المتصوفة المبطلة. و قولهم و معتقدهم أنّه ما إن یصل الإنسان إلی درجة المحبّة حتی تسقط التکالیف الشرعیة، و تحلّ له المباحات و یجوز له ترک الصلاة و الصیام و الحج و الزکاة و سائر شعائر الإسلام کما یباح له ارتکاب الآثام. نعوذ باللّه
______________________________
(1) میگویند که رقص و سماع و دست زدن و چرخ رفتن و سرود شنیدن حلال است و باین افعال حالتی می‌آرند که بیهوش شوند و مریدان ایشان گویند که شیخ تصرف کرده حال آورده و مذهب ایشان عین ضلالت و بطالت است و بدعت و مخالف سنت کذا فی توضیح المذاهب.
(2) نزد شعراء عبارتست از آنکه در ترکیب معنی انگیزد که در یک بیت تمام نشود بضرورت در بیت دوم تمام کند پس سیاق ترکیب چنان آرد که بیت اوّل موقوف ماند و بیت دوم حامل گردد مثاله.
هیچ دانی چرا است چرخ بگشت هیچ دانی چرا زمین است بجا
او بقدر تو دید گشت سرش قدرتت این بدید ماند بجا
(3) نزدشان آنست که حامل ناخوانده و نانوشته معلوم گردد مثاله.
در حسن ترا کسی نماند الا خورشید که صبح بیرون آید تا
خدمت کند و پای تو بوسد اما (بینی) تو به سوی او چو ما بنده ما
همه مصراعها موقوف‌اند و حامل مصراع اخیرنا نوشته معلوم میگردد و ان بینی است کذا فی جامع الصنائع.
(4) (أی المنسوبة إلی الحب بالضم) (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 619
من هذا الاعتقاد فإنّه کفر صریح بلا ریب، کذا فی توضیح المذاهب «1».

الحجّ:

[فی الانکلیزیة]Pilgrimage
[فی الفرنسیة]Pelerinage
بالفتح و التشدید لغة القصد إلی شی‌ء.
و شریعة القصد إلی بیت اللّه الحرام أی الکعبة بأعمال مخصوصة فی وقت مخصوص کما قالوا. و فتح الحاء و کسرها لغة. و قیل الکسر لغة أهل نجد و الفتح لغیرهم. و قیل بالفتح اسم و بالکسر المصدر. و قیل بالعکس کما فی فتح الباری و کذا فی جامع الرموز. وقی البرجندی هو لغة القصد غلب علی قصد الکعبة للنّسک المعروف. و الحجّة بالکسر المرة و القیاس الفتح، إلّا أنه لم یسمع. و قال الخلیل حجّ فلان علینا أی قدم، فأطلق هذا اللفظ علی القدوم إلی مکة انتهی.
ثم الحج نوعان: الحج الأکبر و هو حج الإسلام و الحج الأصغر و هو العمرة، کذا فی جامع الرموز. و أما الحج عند الصوفیة فإشارة إلی استمرار القصد فی الطلب للّه تعالی.
فالإحرام إشارة إلی ترک شهود المخلوقات. ثم ترک المخیط إشارة إلی تجرّده عن صفاته المذمومة بالصفات المحمودة. ثم ترک حلق الرأس إشارة إلی ترک الرئاسة البشریة. ثم ترک تقلیم الأظفار إشارة إلی شهود فعل اللّه فی الأفعال الصادرة منه. ثم ترک الطّیب إشارة إلی التجرّد عن الأسماء و الصفات بتحقّقه بحقیقة الذات. ثم ترک النکاح إشارة إلی التعفّف عن التصرف فی الوجود. ثم ترک الکحل إشارة إلی الکف عن طلب الکشف بالاسترسال فی هویة الأحدیة. ثم المیقات عبارة عن القلب. ثم مکة عبارة عن المرتبة الإلهیة. ثم الکعبة عبارة عن الذات. ثم الحجر الأسود عبارة عن اللطیفة الإنسانیة و اسوداده عبارة عن تلوّثه بالمقتضیات الطبعیة و إلیه الإشارة بقوله علیه السلام: «نزل الحجر الأسود أشدّ بیاضا من اللبن فسوّدته خطایا بنی آدم «2». و هذا معنی قوله تعالی: ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِینَ «3». فإذا فهمت هذا فاعلم أنّ الطواف عبارة عمّا ینبغی له من أن یدرک هویته و محتده و منشأه و مشهده، فکونه سبعة إشارة إلی أوصافه السبعة التی بها تمّت ذاته و هی الحیاة و العلم و الإرادة و القدرة و السمع و البصر و الکلام.
ثم النکتة فی اقتران هذا العدد بالطواف هو لیرجع من هذه الصفات إلی صفات اللّه تعالی فینسب حیاته إلی اللّه و علمه إلی اللّه و کذا البواقی، فیکون کما قال علیه السلام: «أکون سمعه الذی یسمع به و بصره الذی یبصر به «4» الحدیث. ثم الصلاة مطلقا بعد الطواف إشارة إلی بروز الأحدیة و قیام ناموسها فیمن تمّ له ذلک. و کونها تستحب أن تکون خلف مقام إبراهیم إشارة إلی مقام الخلّة، فهو عبارة عن ظهور الآثار فی جسده، فإن مسح بیده أبرأ الأکمه و الأبرص، و إن مشی برجله طویت له الأرض و کذلک باقی أعضائه لتحلّل الأنوار الإلهیة فیها من غیر حلول. ثم زمزم إشارة إلی علوم الحقائق و الشرب منها إشارة إلی التضلّع من ذلک. ثم الصفا إشارة إلی التصفّی عن الصفات الخلقیة. ثم المروة إشارة إلی الارتواء
______________________________
(1) و قول و معتقد ایشان آنست که بنده چون به درجه محبت رسد تکلیفات شرعیة ازو و ساقط شود و محرمات برو مباح میگردد و ترک صلاة و صیام و حج و زکاة و سائر شعائر اسلام و ارتکاب آثام برو مباح گردد.
(2) رواه الترمذی، الجامع، کتاب الحج، باب (فی فصل الحجر الاسود)، حدیث (877)، 7/ 226.
(3) التین/ 5.
(4) جاء فی صحیح البخاری، کتاب الرقاق، باب التواضع، حدیث (89)، 8/ 189، بلفظ: فإذا أجبته کنت سمعه الذی یسمع به و بصره الذی یبصر به.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 620
من الشرب بکأسات الأسماء و الصفات الإلهیة.
ثم الحلق حینئذ إشارة إلی تحقّق الرئاسة الإلهیة فی ذلک المقام. ثم القصر إشارة لمن قصر فنزل عن درجة التحقیق التی هی مرتبة أهل القربة، فهو فی درجة العیان و ذلک حظّ کافة الصّدیقین. ثم الخروج من الإحرام عبارة عن التوسّع للخلق و النزول إلیهم بعد العندیة فی مقعد الصدق. ثم عرفات عبارة عن مقام المعرفة باللّه و العلمین عبارة عن الجمال و الجلال اللذین علیهما سبیل المعرفة باللّه لأنهما الأدلة علی اللّه تعالی. ثم المزدلفة عبارة عن شسوع المقام و تعالیه. ثم المشعر الحرام عبارة عن تعظیم الحرمات الإلهیة بالوقوف مع الأمور الشرعیة. ثم منی عبارة عن بلوغ المنی لأهل مقام القربة. ثم الجمار الثلاث عبارة عن النفس و الطّبع و العادة، فیحصب کلا منهم بسبع حصوات یعنی یفنیها و یدحضها بقوة آثار السبع الصفات الإلهیة. ثم طواف الإفاضة عبارة عن دوام الترقّی لدوام الفیض الإلهی و أنه لا ینقطع بعد الکمال الإنسانی إذ لا نهایة للّه تعالی. ثم طواف الوداع إشارة إلی اللّه تعالی بطریق الحال لأنه إیداع سرّ اللّه فی مستحقّه فأسرار الحق تعالی ودیعة عند الولی لمن یستحقها لقوله تعالی: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ «1»، کذا فی الإنسان الکامل.

الحجاب:

[فی الانکلیزیة]Veil،barrier،diaphragm
[فی الفرنسیة]Voile،cloison،diaphragme
بالکسر و الجیم المفتوحة المخففة و بالفارسیة: پرده و ما حجبت به بین الشیئین فهو حجاب. و یطلق الحجاب علی باریطون حجابا للدماغ هما اللین و الصلب. و الحجاب الحاجز و یسمّی بالحجاب المؤرب أیضا هو الحجاب المعترض الذی بین القلب و المعدة. و أما الحجاب المستبطن للصدر و الأضلاع فقال الشیخ هما واحد، و یسمّی ورمه بذات الجنب، و هو غشاء یستبطن لأضلاع الصدر یمنة و یسرة و یکون للصدر کالبطانة کذا فی بحر الجواهر.
قال الصوفیة اعلم أنّ الحجاب الذی یحتجب به الإنسان عن قرب اللّه إمّا نورانی و هو نور الروح، و إمّا ظلمانی و هو ظلمة الجسم.
و المدرکات الباطنة من النفس و العقل و السرّ و الروح و الخفی کلّ واحد له حجاب. فحجاب النّفس الشهوات و اللّذات و اللّاهویة. و حجاب القلب الملاحظة فی غیر الحقّ. و حجاب العقل وقوفه مع المعانی المعقولة. إذن، فکلّ من اغترّ بالشهوات و اللّذائذ فهو بعید عن معرفة النّفس، و کلّ من کان بعیدا عن معرفة النّفس فهو بعید عن معرفة اللّه، و کل من غفل عن الحقّ أو ناظر عن غیر الحق، فلا جرم أن یحرم قلبه من الوصول. و کلّ من وقف مع المعانی العقلیة فهو بعید عن کمال العقل. لأنّ کمال العقل هو أن ینظر إلی ذات و صفات اللّه، لا أن یکون مطّلعا علی المعانی العقلیة کالفلاسفة الذین قالوا:
بقدر ما یرفع السالک الحجاب حتی یری صفاء العقل الأوّل، فإنّ عقله ینفتح، و تبدو له معانی المعقولات و یصیر مکاشفا لأسرار المعقولات.
و هذا کشف نظری و لا ینبغی الاعتماد علیه.
و حجاب السّرّ هو الوقوف مع الأسرار، فإذا انکشفت للسّالک أسرار الخلق و حکمة الوجود لکلّ شی‌ء، فهذا یقال له کشف إلهی.
فعلیه إن بقی فی هذا و ظنّ أنّه هو المقصد الأصلی فذلک یصیر له حجابا. و علیه أن یخطو خطوة أخری لیزیل حجاب الروح فیصل إلی المکاشفة، و هو الذی یقال له الکشف الروحانی. و فی هذا المقام یرتفع عنه حجاب الزمان و المکان و الجهة، فیصیر الزمان ماضیا
______________________________
(1) النساء/ 6.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 621
و مستقبلا شیئا واحدا؛ و غالب الکرامات تبدو فی هذا المقام.
فعلی السالک ألّا یقنع بذلک لأن ذلک هو حجاب الروح.
و الحجاب الخفی هو العظمة و الکبریاء.
و هذا المقام مقام کشف صفاتی، فلذا یجب التقدّم خطوة أخری لکی یصل إلی مقام التّجلّی الذاتی و النور الحقیقی، فإنّ الواصل من لیس له التفات إلی هذه الأشیاء، کذا فی مجمع السلوک.
و یقول فی کشف اللغات: الحجاب الظلمانی عند الصوفیة مثل البطون و القهر و الجلال و أیضا مجموع الصفات الذمیمة.
و الحجاب النورانی یعنی ظهور اللّطف و الجمال و أیضا جملة الصفات الحمیدة «1».

الحجب:

[فی الانکلیزیة]Exclusion،confinement
[فی الفرنسیة]Exclusion،claustration
بالفتح و سکون الجیم کما فی المنتخب لغة المنع. و شرعا منع شخص معیّن عن میراثه إمّا کله أو بعضه بوجود شخص آخر. و هو نوعان: حجب نقصان و هو حجب عن سهم أکثر إلی سهم أقل، و هو لخمسة نفر: للزوجین و الأم و بنت الابن و الأخت لأب. و حجب حرمان و هو أن یحجب عن المیراث بالمرة فیصیر محروما بالکلیة. و الورثة فیه فریقان:
فریق لا یحجبون بحال البتّة بهذا الحجب و هم ستة: الابن و الأب و الزوج و البنت و الزوجة و الأم. و فریق یرثون بحال و یحجبون بهذا الحجب بحال و هم غیر هؤلاء الستة من الورثة، سواء کانوا عصبات أو ذوی الفروض کذا فی الشریفی، أو ذوی الأرحام علی ما یدلّ علیه ما وقع فی فتاوی عالمگیری حیث قال: و إنما یرث ذوو الأرحام إذا لم یکن أحد من أصحاب الفرائض ممن یرد علیه و لم یکن عصبة.
و أجمعوا علی أنّ ذوی الأرحام لا یحجبون بالزوج و الزوجة أی یرثون معهما فیعطی للزوج و الزوجة نصیبه ثم یقسم الباقی بینهم انتهی.
فإن قلت فریق لا یحجبون بحال لا یکون من باب الحجب فلم ذکر فی الحجب؟ قلنا لمّا توقّف علم المحجوب من غیر المحجوب [علیه] «2» احتیج إلی ذکره. و هذا کما یقال:
الناس فی خطابات الشرع علی نوعین: أحدهما داخل فیها کالعاقل البالغ، و الآخر غیر داخل فیها کالصبی و المجنون، فهما و إن کانا غیر مخاطبین فقد أدخلا فی التقسیم. فهذا مثله کذا قیل. و بالجملة فالمحجوب حجب الحرمان قد یرث و قد لا یرث فاتّضح الفرق بینه و بین
______________________________
(1) پس هرکه بشهوات و لذات مغرور از معرفت نفس دور و هرکه از معرفت نفس دور از معرفت خدا دور و هر کرا مناظره بر غیر حق و غفلت از حق شد لا جرم از رسیدن بدل محروم شد و هر کرا وقوف با معانی معقوله باشد أز کمال عقل دور باشد چه کمال عقل آنست که دیده در ذات و صفات خدا دارد نه آنکه مطلع معانی مصقوله باشد مثل فلاسفة تا گفته‌اند سالک را بقدر حجاب و صفای عقل اوّل دیده عقل گشاده آید و معانی معقولات رو نماید و باسرار معقولات مکاشف میشود این را کشف نظری میگویند برین اعتماد نباید کرده و حجاب السر الوقوف مع الاسرار اگر سالک را اسرار آفرینش و حکمت وجود هر چیز منکشف شود این را کشف إلهی میگویند پس اگر هم درین بماند و این را مقصد اصلی پندارد حجاب راه وی گشت باید که قدم پیشتر نهد. و حجاب الروح المکاشفة و این را کشف روحانی گویند و درین مقام حجاب زمان و مکان و جهت برخیزد زمان ماضی و مستقبل یکی گردد و بیشتر کرامات درین مقام پیدا گردد پس سالک را باید که درین پسند نکند که همه حجاب روح است. و حجاب الخفی العظمة و الکبریاء و این مقام مقام کشف صفاتی است پس باید که ازین هم قدم پیشتر نهد تا بمقام تجلی ذات و نور حقیقی رسد فان الواصل من لیس له التفات الی هذه الاشیاء کذا فی مجمع السلوک. و در کشف اللغات میگوید حجاب ظلمانی نزد صوفیه چنانکه بطون و قهر و جلال و نیز جمله صفات ذمیمه و حجاب نورانی یعنی ظهور لطف و جمال و نیز جمله صفات حمیده.
(2) (علیه) (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 622
المحروم، فإنّ المحروم لا یرث بحال لانعدام أهلیة الإرث فیه، و یؤیّده ما فی الاختیار شرح المختار من أنّ المحروم لا یحجب عندنا لا نقصانا و لا حرمانا مثل الکافر و القاتل و الرقیق لأنهم لا یرثون لعدم الأهلیة، و العلّیة تنعدم لفقد الأهلیة و تفوت بفوات شرط من شرائطها کبیع المجنون، و إذا انعدمت العلیّة فی حقهم التحقوا بالعدم فی باب الإرث. و الحجب فی اصطلاح الصوفیّة هو عبارة عن انطباع الصّور الکونیة فی القلب بحیث تمنع من قبول تجلّی الحقائق الإلهیة و ظهوره بصورة العالم. کذا فی لطائف اللغات «1».

الحجّة:

[فی الانکلیزیة]Proof،argument
[فی الفرنسیة]Preuve،argument
بالضم مرادف للدلیل کما فی شرح الطوالع. و الحجة الإلزامیة هی المرکّبة من المقدمات المسلّمة عند الخصم المقصود منها إلزام الخصم و إسکاته و هی شائعة فی الکتب.
و القول بعدم إفادتها الإلزام لعدم صدقها فی نفس الأمر قول بلا دلیل لا یعبأ به، کذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی.
و الحجّة عند المحدّثین هو الذی أحاط علمه بثلاثمائة ألف حدیث متنا و إسنادا و أحوال رواته جرحا و تعدیلا و تاریخا، و قد مرّ فی المقدمة.
و عند السّبعیة تطلق علی معنی آخر.

الحجر:

[فی الانکلیزیة]Prohibition،ban
[فی الفرنسیة]Interdiction،empechement
بحرکات الحاء و سکون الجیم لغة المنع مطلقا. و فی الشرع منع نفاذ القول أی منع لزومه، فإنه ینعقد عقد المحجور موقوفا. و اللام عهدیة أی قول شخص مخصوص أی الصغیر و الرقیق و المجنون فلا یصدق علی منع القاضی نفاذ إقرار المکره مثلا. و احترز عن الفعل فإنه لا حجر فیه لأنه لا یفتقر إلی اعتبار الشرع. فلو أتلف الصبی أو المجنون أو العبد شیئا یضمنون. و الأولی ذکر لفظ اللزوم بدل النّفاذ لأنّ النافذ أعمّ من اللازم، علی أنه غیر جامع لقول صغیر غیر عاقل، و ملحق به فإنّه لا یصح أصلا. هکذا صرّح فی جامع الرموز و البرجندی.

الحجر:

[فی الانکلیزیة]Stone
[فی الفرنسیة]Pierre
بفتحتین بمعنی سنگ کما فی الصراح.
و الحجر الأسود هو الحجر المعروف فی البیت الحرام. و الحجر الأسود عند الصوفیة عبارة عن اللطیفة الإنسانیة و اسوداده عبارة عن تلوّثه بالمقتضیات الطبعیة و قد سبق فی لفظ الحج.

الحجرة:

[فی الانکلیزیة]Disk of the astrolabe
[فی الفرنسیة]Chambre،disque
بالضم و السکون کما فی المنتخب فی علم الأصطرلاب عبارة عن الأم و قیل مغایرة له.
و أجزاء الحجرة عبارة عن 360 قسما من الدائرة التی علی وجهها الحجرة، و یقال لها أیضا درجات الحجرة. و تلک بمنزلة درجات معدّل النهار التی هی منطقة الفلک التاسع. کذا فی شرح العشرین بابا «2».

الحجم:

[فی الانکلیزیة]Volume
[فی الفرنسیة]Volume
بالفتح و سکون الجیم هو مقدار الجسم کما فی کنز اللغات. و فی شرح الإشارات الحجم یطلق علی ما له مقدار ما سواء کان
______________________________
(1) و حجب در اصطلاح صوفیه عبارتست از انطباع صور کونیه در قلب که مانع است قبول تجلی حقائق إلهی را و ظهور او را بصورت عالم کذا فی لطائف اللغات.
(2) و أجزاء حجره عبارتست از سیصد و شصت قسم دائره که بر روی آن حجرة بود و آن را درجات حجرة نیز گویند و آن به منزله درجات معدل النهار است که منطقه فلک نهم است کذا فی شرح بیست باب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 623
جسما أو لا، إذ الجسم لا یطلق إلّا علی المتّصل فی الجهات الثلاث، أی الطول و العرض و العمق.

الحدّ:

[فی الانکلیزیة]Limit،definition،punishment،term
[فی الفرنسیة]Limite،definition،punition،terme
بالفتح لغة المنع و نهایة الشی‌ء. و عند المهندسین نهایة المقدار و هو الخطّ و السطح و الجسم التعلیمی و یسمّی طرفا أیضا. و قد یکون مشترکا و یسمّی حدا مشترکا أیضا، و هو ذو وضع بین مقدارین یکون [هو بعینه] «1» نهایة لأحدهما و بدایة للآخر، أو نهایة لهما أو بدایة لهما علی اختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات. فإذا قسّم خط إلی جزءین فالحدّ المشترک بینهما النقطة. و إذا قسّم السطح کذلک فالحدّ المشترک بینهما الخط، و فی الجسم المنقسم کذلک السطح. و الحدود المشترکة یجب کونها مخالفة فی النوع لما هی حدود له لأنّ الحدّ المشترک یجب کونه بحیث إذا ضمّ إلی أحد القسمین لم یزد به أصلا، و إذا فصل عنه لم ینقص شیئا، و إلّا لکان الحد المشترک جزءا آخر من المقدار المقسوم، فیکون التقسیم إلی قسمین تقسیما إلی ثلاثة، و إلی ثلاثة تقسیما إلی خمسة، و هکذا. فالنقطة لیست جزءا من الخط بل هی عرض فیه، و کذا الخط بالقیاس إلی السطح و السطح بالقیاس إلی الجسم.
اعلم أنّ نهایة الخط المتناهی الوضع لا المقدار نقطة، و نهایة السطح المتناهی الوضع و المقدار بالذات خط أو نقطة، و نهایة الجسم بالذات سطح. و إن شئت التوضیح فارجع إلی شرحنا لضابط قواعد الحساب المسمّی بموضح البراهین و شرح المواقف فی مبحث تقسیم الکم.
و حدّ الکوکب هو جرم الکوکب و نوره فی الفلک و قد مرّ فی لفظ الاتصال.
و أیضا یقسّم المنجمون کل برج علی الخمسة المتحیّرة بأقسام مختلفة غیر متساویة، و یسمّی کل قسم منها حدّا. مثلا یقولون ستة درج من أول الحمل حدّ المشتری ثم الستة الأخری حدّ الزهرة ثم الأربعة بعدها حدّ عطارد ثم الخمسة حدّ المریخ ثم الخمسة الباقیة حدّ الزحل. و فی تقسیم الحدود اختلافات کثیرة تطلب من کتب النجوم، و یقال لذلک الکوکب صاحب الحدّ. اعلم أنّهم یحرّکون دلائل الطالع من درجة الطالع و العاشر و غیرها، أی یعتبرون حرکتها فی السنة الشمسیة بمقدار درجة واحدة من المعدل و یسمّون هذا العمل تسییرا. و إذا بلغ التسییر بحدّ کوکب ما من الخمسة المتحیّرة یسمّی موضعه بدرجة القسمة، و صاحب ذلک الحدّ یسمّی بالقاسم. و تفصیله یطلب من کتب النجوم.
و عند الفقهاء عقوبة مقدرة تجب حقّا للّه تعالی فلا یسمّی القصاص حدّا لأنه حق العبد و لا التعزیر لعدم التقدیر. و المراد بالعقوبة هاهنا ما یکون بالضرب أو القتل أو القطع فخرج عنه الکفّارات، فإنّ فیها معنی العبادة و العقوبة، و کذا الخراج فإنّه مئونة فیها عقوبة، هذا هو المشهور. و فی غیر المشهور عقوبة مقدرة شرعا فیسمّی القصاص حدّا، لکن الحدّ علی هذا علی قسمین: قسم یصحّ فیه العفو و قسم لا یقبل العفو. و الحدّ علی الأول لا یقبل الإسقاط بعد ثبوت سببه عند الحاکم، و المقصد الأصلی من شرعه الانزجار عمّا یتضرّر به العباد. هکذا یستفاد من الهدایة و فتح القدیر و البرجندی.
و یطلق أیضا علی ما یتمیّز به عقار من غیره ممّا لا یتغیّر کالدور و الأراضی، فالسور و الطریق و النهر لا یصلح حدّا لأنّه یزید و ینقص و یخرب،
______________________________
(1) [هو بعینه] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 624
و هذا عنده خلافا لهما، و هو المختار عند شمس الإسلام «1» کذا فی جامع الرموز فی کتاب الدعوی. و بهذا المعنی وقع فی قولهم لا بدّ فی دعوی العقار من ذکر الحدود الأربعة أو الثلاثة.
و عند الأصولیین مرادف للمعرّف بالکسر و هو ما یمیّز الشی‌ء عن غیره، و ذلک الشی‌ء یسمّی محدودا و معرّفا بالفتح. و هو ثلاثة أقسام:
لأنّه إمّا أن یحصّل فی الذهن صورة غیر حاصلة أو یفید تمییز صورة حاصلة عمّا عداها. و الثانی حدّ لفظی إذ فائدته معرفة کون اللفظ بإزاء معنی. و الأول إمّا أن یکون بمحض الذاتیات و هو الحدّ الحقیقی لإفادته حقائق المحدودات، فإن کان جمیعا فتامّ و إلّا فناقص. و إمّا أن لا یکون کذلک فهو الحدّ الرسمی. و أمّا التعریف الاسمی سواء کان حدّا أو رسما فالمقصود منه تحصیل صور المفهومات الاصطلاحیة و غیرها من الماهیات الاعتباریة، فیندرج فی القول الشارح المخصوص بالتصوّرات المکتسبة حدّا أو رسما لإنبائه عن ذاتیات مفهوم الاسم أو عنه بلازمه، هکذا فی العضدی و حاشیته للسیّد السّند، و کذا عند أهل العربیة أی مرادف للمعرف.
قال المولوی عبد الغفور و عبد الحکیم فی حاشیة الفوائد الضیائیة فی شرح عبارة الکافیة:
و قد علم بذلک حد کلّ واحد منها ما حاصله أنّه لیس غرض الأدباء من الحدّ إلّا التمییز التام. و أمّا التمییز بین الذاتیات و العرضیات فوظیفة الفلاسفة الباحثین عن أحوال الموجودات علی ما هی علیه. فالحدّ عند الأدباء هو المعرّف الجامع المانع. و هکذا ذکر المولوی عصام الدین حیث قال: معنی الحدّ عند الأدباء المعرّف الجامع المانع کما صرّح به ابن الحاجب فی الأصول.
و عند المنطقیین یطلق فی باب التعریفات علی ما یقابل الرسمی و اللفظی و هو ما یکون بالذاتیات. و فی باب القیاس علی ما ینحلّ إلیه مقدمة القیاس کالموضوع و المحمول. قال فی شرح المطالع: لا بدّ فی کل قیاس حملی من مقدمتین تشترکان فی حدّ و یسمّی ذلک الحد حدّا أوسط لتوسّطه بین طرفی المطلوب و تنفرد إحدی المقدمتین بحدّ هو موضوع المطلوب، و یسمّی أصغر لأنّ الموضوع فی الأغلب أخصّ فیکون أقلّ أفرادا، فیکون أصغر، و تنفرد المقدمة الثانیة بحدّ هو محمول المطلوب و یسمّی أکبر لأنه فی الأغلب أعمّ فیکون أکثر أفرادا. فما ینحل إلیه مقدمة القیاس کالموضوع و المحمول یسمّی حدّا لأنه طرف النسبة تشبیها له بالحدّ الذی هو فی کتب الریاضیین. فکل قیاس یشتمل علی ثلاثة حدود الأصغر و الأکبر و الأوسط مثلا إذا قلنا کل إنسان حیوان و کل حیوان جسم فالمطلوب أی النتیجة الحاصلة منه کل إنسان جسم و الإنسان حدّ أصغر و الحیوان حدّ أوسط و الجسم حدّ أکبر هذا. ثم إنّ هذه الاصطلاحات غیر مختصة بالقیاس الحملی.
فالواجب أن تعتبر بحیث تعمه و غیره، فیبدل لفظ الموضوع بالمحکوم علیه و لفظ المحمول بالمحکوم به انتهی. و یؤید هذا التعمیم ما فی الطیبی من أن المشترک المکرّر بین مقدمتی القیاس فصاعدا یسمّی أوسط لتوسّطه بین طرفی المطلوب، سواء کان موضوعا أو محمولا مقدما أو تالیا انتهی. و قال الصادق الحلوانی فی حاشیته فی هذه العبارة إشعار بأنّ الحدّ الأوسط لا یختص بالاقترانی و لا الحملی و لا البسیط.
______________________________
(1) هو محمد بن أحمد بن سهل، أبو بکر، شمس الأئمة السرخسی توفی عام 483 ه/ 1090 م. قاض، من کبار الاحناف مجتهد. له الکثیر من المؤلفات الهامة. الاعلام 5/ 315، الفوائد البهیة 158، الجواهر المضیة 2/ 28، مفتاح السعادة 2/ 55
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 625
و ظاهر کلام القوم خلاف الکل لإشعاره باختصاصه بالاقترانی الحملی البسیط.

الحدبة:

[فی الانکلیزیة]Hump
[فی الفرنسیة]Bosse
بفتح الحاء و الدال المهملتین و بالفارسیة:
کوزی پشت- أی حدبة الظهر- کما فی الصراح. و قال الأطباء هی زوال فقرة من فقرات الظهر إما إلی قدّام أو إلی خلف أو إلی أحد الجانبین. فإن مالت الفقرة إلی قدام فهو حدبة المقدّم و تسمّی التقصّع. و إن مالت إلی خلف فهو حدبة المؤخّر. و إذا أطلق لفظ الحدبة و تذکر بلا قید یراد بها هذه الحدبة المؤخّرة.
و إن مالت إلی جانب تسمّی بالالتواء. ثم الحدبة إما بسبب باد کضربة أو سقطة، أو بدنی کرطوبة فالجیّة و ریح، و هذا النوع الأخیر أی الریحی یسمّی ریاح الآفرسة. هذا خلاصة ما فی بحر الجواهر و الآقسرائی.

الحدبیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Hadabiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Hadabiyya)secte(
فرقة من المعتزلة أتباع فضل الحدبی «1»، و مذهبهم مذهب الحابطیة، إلّا أنهم زادوا التناسخ، و أنّ کل حیوان مکلّف. فإنهم قالوا إن اللّه سبحانه أبدع الحیوانات عقلاء بالغین فی دار سوی هذه الدار، و خلق فیهم معرفته و العلم به و أتمّ علیهم نعمته ثم ابتلاهم و کلّفهم بشکر نعمته فأطاعه بعضهم فی الجمیع، فأمرهم إلی دار نعیم التی ابتداؤهم فیها، و عصاه بعضهم فی الجمیع فأخرجهم من تلک الدار إلی دار العذاب و هی النار. و أطاعه بعضهم فی البعض دون البعض فأخرجهم إلی دار الدنیا و کساهم هذه الأجساد الکثیفة علی صور مختلفة کصورة الإنسان و سائر الحیوانات، و ابتلاهم بالبأساء و الضّرّاء و الآلام و اللذات علی مقادیر ذنوبهم.
فمن کانت معاصیه أقل و طاعته أکثر کانت صورته أحسن و آلامه أقل. و من کان بالعکس فبالعکس. و لا یزال یکوّن الحیوان فی الدنیا فی صورة بعد صورة ما دامت ذنوبه معه. و هذا عین القول بالتناسخ کذا فی شرح المواقف «2».

الحدث:

[فی الانکلیزیة]Novelty،impurity
[فی الفرنسیة]Nouveaute،impurete
بفتح الحاء و الدال المهملتین و بالفارسیة:
بمعنی حدیث الظّهور، و کلّ ما نقض الطهارة و حدث الناس، کما فی المهذب و کنز اللغات «3». و عند أهل العربیة هو أمر یقوم بالفاعل أی معنی قائم بغیره سواء صدر عنه کالضرب و المشی أو لم یصدر کالطول و القصر، کما فی الرضی. و المراد بالمعنی المتجدّد و یجی‌ء فی لفظ المصدر. و یطلق أیضا عندهم علی المفعول المطلق و یسمّی حدثانا و فعلا أیضا کما فی الإرشاد. و عند الفقهاء هو النجاسة الحکمیة و لا یطلق علی الحقیقیة بخلاف النجس، فإنه یطلق علی الحقیقیة و الحکمیة، کذا فی العارفیة حاشیة شرح الوقایة «4». و فی البرجندی فی نواقض الوضوء الحدث هو النجاسة الحکمیة
______________________________
(1) هو فضل الحدبی و قیل الحدثی کما ذکرت معظم المصادر. توفی عام 257 ه. من اتباع النظّام. قدری یقول بالتناسخ. له آراء کثیرة و بدع مستهجنة. و هو رأس الفرقة الحدبیة أو الحدثیة. الفرق بین الفرق 277، شرح عقیدة السفارینی 1/ 79.
الملل و النحل 60، تحقیق ما للهند من مقولة 24.
(2) فرقة من غلاة المعتزلة القدریة. و قیل الحدثیة، أتباع فضل الحدبی أو الحدثی نسبة إلی الحدثیة، قریة علی شاطئ الفرات.
کان لهم بدع و آراء کثیرة. قالوا بالتناسخ و وجود إلهین خالقین. و قد تأثروا بالمجوس و أصحاب الثنویة. الفرق بین الفرق 277، الملل و النحل 60، التبصیر 138، شرح عقیدة السفارینی 1/ 79، تحقیق ما للهند من مقولة 24.
(3) بمعنی نو پیدا شده و هرچه طهارت تباه کند و حدث مردم کما فی المهذب و کنز اللغات.
(4) الفوائد العارفیة: لسید مهدی الحنفی من القرن الثانی عشر بالهند. و هذا الکتاب من شروح الوقایة لصدر الشریعة الأول عبد اللّه بن محمود بن محمد المحبوبی من القرن السابع للهجرة. بروکلمان، ج 6، ص 325.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 626
التی ترتفع بالوضوء أو الغسل أو التیمم. و قد یطلق علی ما حصلت بخروجه تلک النجاسة.
و فی شرح المنهاج فتاوی الشافعیة مراد الفقهاء من لفظ الحدث معنی مقدّر علی الأعضاء معلول لأحد الأسباب المذکورة فی الشرع، کخروج شی‌ء من القبل أو الدّبر و نحو ذلک.
و لا یصح التعبیر عنه بما یوجب الوضوء لأنّ الحدث لا یوجبه وحده، بل مع القیام إلی الصلاة انتهی.

الحدر:

[فی الانکلیزیة]Recitation of the Koran
[فی الفرنسیة]Recitation du Coran
بالفتح و سکون الدال المهملة عند القرّاء من مراتب التجوید.

الحدس:

[فی الانکلیزیة]Intuition
[فی الفرنسیة]Intuition
بالفتح و سکون الدال المهملة فی عرف العلماء هو تمثّل المبادئ المرتّبة فی النفس دفعة من غیر قصد و اختیار، سواء کان بعد طلب أو لا، فیحصل المطلوب. و هو مأخوذ من الحدس بمعنی السرعة و السیر. و لذا عرّف فی المشهور بسرعة الانتقال من المبادئ إلی المطلوب بحیث کان حصولهما معا. و فیه تسامح إذ لا حرکة فی الحدس، و لذا یقابل الفکر کما یجی‌ء. و السرعة لا توصف إلّا بالحرکة فکأنّهم شبّهوا عدم التدرج بالانتقال بسرعة الحرکة و عبروا عنه بها.
و قیل هو جودة حرکة النفس إلی اقتناص الحدود الوسطی من تلقاء نفسها. و قیل هو تمثّل الحدّ الأوسط و ما یجری مجراه دفعة فی النفس.
و قیل هو الظفر للحدود الوسطی و تمثّل المطالب معها دفعة من غیر حرکة سواء کان مع الشوق إلی المطالب تدرّجا أو لم یکن دون الحرکة الأولی، و هی الانتقال من المطالب إلی المبادئ. و علی هذا القول فمرادهم بقولهم لا حرکة فی الحدس نفی الحرکة الثانیة، أو نفی لزوم الحرکة مطلقا، کذا ذکر فی «1» الصادق الحلوانی فی حاشیة الطیبی. و یجی‌ء تحقیق هذا فی لفظ الفکر.

الحدسیات:

[فی الانکلیزیة]Intuitive propositions
[فی الفرنسیة]Propostions intuitives
فی عرف الحکماء و المتکلّمین هی القضایا التی یحکم بها العقل بواسطة الحدس. فإن کان الحکم بواسطة حدس قوی مزیل للشکّ مفید للیقین تعدّ من القطعیات، کعلم الصانع لإتقان فعله. فإنّا لمّا شاهدنا أنّ أفعاله تعالی محکمة متقنة حکمنا بأنه عالم حکما حدسیا، و کذا لمّا شاهدنا حال اختلاف القمر فی تشکلاته النوریة بحسب اختلاف أوضاعه من الشمس حدسنا منه أنّ نوره مستفاد من نورها. و إن لم یکن الحکم بواسطة حدس قوی تعدّ من الظّنّیات، و لذلک تری الاختلاف. فالبعض جعلها من القطعیات و البعض الآخر من الظنیات، هکذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف.
و اختلف فی اشتراط تکرار المشاهدة فی الحدسیات، فقیل لا بدّ فی الحدسیات من تکرار المشاهدة و مقارنة القیاس الخفی، فإنّه لو لم یکن نور القمر مستفادا من نور الشمس بل کان اختلاف تشکلاته النوریة اتفاقیا لما استمر هذا الاختلاف علی نمط واحد، و هکذا فی المجرّبات. و الفرق بینهما من وجوه. الأوّل أنّ السبب فی التجربیّات غیر معلوم الماهیة فلذلک کان القیاس المقارن لها قیاسا واحدا، و هو أنّه لو لم یکن لعلّة لم یکن داعیا و لا أکثریا بخلاف الحدسیات فإنّ السبب فیها معلوم السببیة و الماهیة معا، فلذلک کان القیاس المقارن لها أقیسة مختلفة بحسب اختلاف العلل و ماهیاتها، یعنی أنّ السبب فی التجربیات معلوم السببیة
______________________________
(1) فی (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 627
مجهول من حیث خصوصیة الماهیة. و فی الحدسیات معلوم بالاعتبارین، فإنّ من شاهد ترتّب الإسهال علی شرب سقمونیا علم أنّ هناک سببا للإسهال و إن لم یعلمه بخصوصیته. و من شاهد فی القمر اختلاف الأشکال النوریة بحسب اختلاف أوضاعه عن الشمس علم أنّ نور القمر مستفاد من الشمس، کذا ذکره السّید السّند فی حاشیة شرح الطوالع. و الثانی أنّ التجربة تتوقف علی فعل یفعله الإنسان حتی یعرف بواسطته المطلوب بخلاف الحدس. و الثالث أنّ جزم العقل بالمجرّبات یحتاج إلی تکرار المشاهدة مرارا کثیرة، و جزم العقل بالحدسیات غیر محتاج إلی ذلک، بل یکتفی فیه المشاهدة مرّتین لانضمام القرائن إلیها بحیث یزول التردّد عن النفس. و قیل الحقّ أنّ المشاهدة مرتین أیضا غیر لازمة فی الحدسیات عند انضمام القرائن المذکورة إلیها، بل المشاهدة أیضا لیست بلازمة، فإنّ المطالب العقلیة قد تکون حدسیة.
ثم الظاهر أنّ العادیات داخلة فی الحدسیات علی ما قیل. هکذا ذکر الصادق الحلوانی فی حاشیة الطیبی.

الحدوث:

[فی الانکلیزیة]Creation
[فی الفرنسیة]Creation
بالضم مقابل القدم و الحادث مقابل القدیم، و هو إضافی و حقیقی، ذاتی و زمانی.
و یجئ مستوفی فی لفظ القدم. قال الحکماء الحدوث یستدعی مدة أی زمانا و مادة أی محلا إمّا موضوعا إن کان الحادث عرضا، و إمّا هیولی إن کان صورة، و إمّا جسما یتعلق به إن کان نفسا، و تحقیقه یطلب من شرح المواقف.

الحدیث:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Created hadith)prophetic tradition(
[فی الفرنسیة]Cree،hadith)tradition du Prophete(
لغة ضد القدیم و یستعمل فی قلیل الکلام و کثیره. و فی اصطلاح المحدّثین قول الرسول صلی اللّه علیه و آله و سلم و حکایة فعله و تقریره.
و فی الخلاصة أو قول الصحابی و التابعی. و قال فی خلاصة الخلاصة الحدیث هو قول النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم و المروی عن قوله و فعله و تقریره. و قد یطلق علی قول الصحابة و التابعین و المروی عن آثارهم. و فی شرح شرح النخبة الحدیث ما أضیف إلی النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم قولا أو فعلا أو تقریرا أو صفة. و قیل رؤیا حتی الحرکات و السکنات فی الیقظة فهو أعمّ من السّنة. و کثیرا ما یقع فی کلام أهل الحدیث و منهم العراقی «1» ما یدل علی ترادفهما. و المفهوم من التلویح أنّ السّنة أعم من الحدیث حیث قال: السنة ما صدر عن النبی علیه السلام غیر القرآن من قول و یسمّی الحدیث، أو فعل أو تقریر انتهی. و قید غیر القرآن احتراز عن القرآن فإنّه لا یسمّی حدیثا اصطلاحا، و یدخل فی القرآن ما نسخ تلاوته سواء بقی حکمه أو لا، و کذا القراءات الشاذّة و المشهورة.
أما الأول فلما ذکر فی الإتقان فی نوع النسخ حیث قال: النسخ فی القرآن علی ثلاثة أضرب: الأول ما نسخ تلاوته و حکمه معا.
قالت عائشة رضی اللّه تعالی عنها کان فیما أنزل عشر رضعات معلومات فنسخت بخمس معلومات فتوفی رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله
______________________________
(1) هو عبد الرحیم بن الحسین بن عبد الرحمن، أبو الفضل، زین الدین المعروف بالحافظ العراقی ولد فی رازنان (جهة أربل) عام 725 ه/ 1325 م. و توفی بالقاهرة عام 806 ه/ 1404 م. أصله من الکرد، بحّاثة، من کبار حفاظ الحدیث. له الکثیر من المصنفات الهامة. الاعلام 3/ 344، الضوء اللامع 4/ 171، غایة النهایة 1/ 382، حسن المحاضرة 1/ 204.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 628
و سلم و هن مما یقرأ من القرآن، رواه الشیخان.
و معنی قولها و هن مما یقرأ أنّ التلاوة نسخت أیضا و لم یبلغ ذلک کل الناس إلی بعد وفاة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم، فتوفی و بعض الناس یقرؤها. و قال أبو موسی الأشعری نزلت ثم رفعت. و الثانی ما نسخ حکمه دون تلاوته. و الثالث ما نسخ تلاوته دون حکمه.
قال أبو عبید: حدثنا إسماعیل بن إبراهیم «1» عن أیوب «2» عن نافع «3» عن ابن عمر قال: لا یقولن أحدکم قد أخذت القرآن کله، و ما یدریه ما کلّه، فإنه قد ذهب منه قرآن کثیر، و لکن لیقل قد أخذت منه ما ظهر. و قال حدثنا ابن أبی مریم «4» عن ابن لهیعة «5» عن أبی الأسود «6» عن عروة بن الزبیر «7» عن عائشة رضی اللّه تعالی عنها قالت: کانت سورة الأحزاب تقرأ فی زمان النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم مائتی آیة کتب عثمان المصاحف لم یقدر منها إلّا علی ما هو الآن. ثم ذکر صاحب الإتقان فی هذا الضرب آیات منها إذا زنا الشیخ و الشیخة فارجموهما البتة نکالا من اللّه و اللّه عزیز حکیم. و منها لو أن ابن آدم سأل وادیا من مال فأعطیته سأل ثانیا فأعطیته سأل ثالثا و لا یملأ جوف ابن آدم إلّا التراب، و یتوب اللّه علی من تاب، و إنّ ذات الدین عند اللّه الحنفیة غیر الیهودیة و لا النصرانیة، و من یعمل خیرا فلن یکفره انتهی.
و أیضا قد صرح الچلپی فی حاشیة التلویح فی رکن السنة فی بیان تعریف السنة بأنّ منسوخ التلاوة لیس من السّنة.
و أما الثانی فلما ذکر فی الاتقان أیضا فی نوع أقسام القراءة حیث قال: قال القاضی جلال الدین البلقینی «8» القراءة تنقسم إلی متواتر و آحاد و شاذ. فالمتواتر القراءات السبع
______________________________
(1) هو اسماعیل بن ابراهیم بن مقسم الأسدی البصری، أبو بشر. کان یقال له ابن علیّة نسبة لأمه. ولد عام 110 ه/ 728 م.
و توفی ببغداد عام 193 ه/ 809 م. من أکابر حفاظ الحدیث، حجة ثقة مأمونا. تولی الصدقات و المظالم لهارون الرشید.
الاعلام 1/ 307، تهذیب التهذیب 1/ 275، تذکرة الحفاظ 1/ 296، میزان الاعتدال 1/ 100، تاریخ بغداد 6/ 229.
(2) هو أیوب بن أبی تمیمة کیسان السختیانی البصری، أبو بکر. ولد عام 66 ه/ 685 م. و توفی 131 ه/ 748 م. تابعی، سید فقهاء عصره، ناسک زاهد، من حفاظ الحدیث الموثوقین. الاعلام 2/ 38، تهذیب التهذیب 1/ 297، حلیة الأولیاء 3/ 3، اللباب 1/ 536.
(3) هو نافع المدینی، أبو عبد اللّه. توفی عام 117 ه/ 735 م. من أئمة التابعین فی المدینة. عالم بالفقه، کثیر الروایة للحدیث، ثقة. الاعلام 8/ 5، وفیات الاعیان 2/ 150 تاریخ الاسلام للذهبی 5/ 10، التهذیب 10/ 412.
(4) هو نوح بن یزید (أبو مریم) بن جعونة المروزی القرشی، أبو عصمة. توفی عام 173 ه/ 789 م. قاضی مرو، یلقّب بالجامع لجمعه علوما کثیرة. کان من المرجئة و مطعونا فی روایته للحدیث. الاعلام 8/ 51، تهذیب التهذیب 10/ 486، میزان الاعتدال 3/ 245.
(5) هو عبد اللّه بن لهیعة بن فرعان الحضرمی المصری، أبو عبد الرحمن. ولد بمصر عام 97 ه/ 715 م. و توفی بالقاهرة عام 174 ه/ 790 م. من کبار العلماء، قاض، محدّث و قد مدحه العلماء لغزارة علمه وسعة معرفته. الاعلام 4/ 115، النجوم الزاهرة 2/ 77، میزان الاعتدال 2/ 64، وفیات الاعیان 1/ 249، المعارف لابن قتیبة 221.
(6) هو ظالم بن عمرو بن سفیان بن جندل الدؤلی الکنانی. ولد عام 1 ق ه/ 605 م. و توفی عام 69 ه/ 688 م. واضع علم النحو. فقیه، أمیر شاعر. أول من نقّط المصحف. و له شعر جید مطبوع فی دیوان صغیر. الاعلام 3/ 236، صبح الأعشی 3/ 161، وفیات الأعیان 1/ 240، تهذیب ابن عساکر 7/ 104، إنباه الرواة 1/ 13.
(7) هو عروة بن الزبیر بن العوّام الأسدی القرشی، أبو عبد اللّه. ولد عام 22 ه/ 643 م. و توفی بالمدینة عام 93 ه/ 712 م.
أحد الفقهاء السبعة بالمدینة. و کان عالما بالدین، صالحا کریما. الاعلام 4/ 226، وفیات الاعیان 1/ 316، صفة الصفوة 2/ 47، حلیة الأولیاء 2/ 176.
(8) هو عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الکنانی، الشعلانی الأصل، ثم البلقینی المصری أبو الفضل جلال الدین. ولد بمصر عام 763 ه/ 1362 م. و توفی بالقاهرة عام 824 ه/ 1421 م. من علماء الحدیث. تولی القضاء و الإفتاء بمصر و له العدید من المؤلفات. الأعلام 3/ 320، شذرات الذهب 7/ 166، کشف الظنون 930، الضوء اللامع 4/ 106.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 629
المشهورة. و الآحاد القراءات الثلاث التی هی تمام العشر و یلحق بها قراءات الصحابة. و الشاذ قراءات التابعین کالأعمش «1». و قال مکی «2» ما روی فی القرآن علی ثلاثة أقسام. قسم یقرأ به و یکفر جاحده، و هو ما نقله الثقات و وافق العربیة و خط المصحف. و قسم صحّ نقله عن الآحاد و صحّ فی العربیة و خالف لفظ الخط فیقبل و لا یقرأ به لأمرین: مخالفته لما أجمع علیه و أنه لم یؤخذ بإجماع، بل بخبر الآحاد، و لا یثبت به قرآن، و لا یکفر جاحده، و لبئس ما صنع إذا جحد. و قسم نقله ثقة و لا وجه له فی العربیة أو نقله غیر ثقة فلا یقبل و إن وافق الخط. و قال الزرکشی: القرآن و القراءات حقیقتان متغایرتان. فالقرآن هو الوحی المنزل علی محمد صلی اللّه علیه و آله و سلم للبیان و الإعجاز. و القراءات اختلاف ألفاظ الوحی المذکور فی الحروف أو کیفیتها من تخفیف و تشدید و غیرهما انتهی. فإن قیل قد ذکر صاحب التوضیح أنّ القرآن هو ما نقل إلینا بین دفتی المصاحف تواترا. و قال سعد الملّة و الدین فی التلویح: فخرج جمیع ما عدا القرآن کسائر الکتب السماویة و غیرها، و الأحادیث الإلهیة و النبویة، و منسوخ التلاوة و القراءات الشاذة و المشهورة.
و قال فی مختصر الأصول ما نقل آحادا فلیس بقرآن. قلت قد ذکر فی العضدی أنّ غرض الأصولی هو تعریف القرآن الذی هو جنسه دلیل فی الفقه انتهی. و لا خفاء فی أنّ القرآن الذی هو دلیل من الأدلة الأربعة الفقهیة لیس إلّا هو القرآن المنقول فی المصاحف تواترا فلا تدافع بین ما ذکر و بین ما ذکره صاحب الإتقان.

التقسیم‌

الحدیث إما نبوی و إما إلهی، و یسمّی حدیثا قدسیا أیضا. فالحدیث القدسی هو الذی یرویه النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم عن ربه عز و جل. و النبوی ما لا یکون کذلک، هکذا یفهم مما ذکر ابن الحجر فی الفتح المبین فی شرح الحدیث الرابع و العشرین. و قال الچلپی فی حاشیة التلویح فی الرکن الأول عند بیان معنی القرآن: الأحادیث الإلهیة هی التی أوحاها اللّه تعالی إلی النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم لیلة المعراج و تسمّی بأسرار الوحی.

فائدة:

قال ابن الحجر هناک: لا بدّ من بیان الفرق بین الوحی المتلو و هو القرآن و الوحی المروی عنه صلی اللّه علیه و آله و سلم عن ربه عز و جل و هو ما ورد من الأحادیث الإلهیة و تسمّی القدسیة، و هی أکثر من مائة، و قد جمعها بعضهم فی جزء کبیر.
اعلم أنّ الکلام المضاف إلیه تعالی أقسام. أولها و أشرفها القرآن لتمیزه عن البقیة بإعجازه و کونه معجزة باقیة علی ممر الدهور، محفوظة من التغییر و التبدیل، و بحرمة مسّه للمحدث، و تلاوته لنحو الجنب و روایته بالمعنی، و بتعیینه فی الصلاة و بتسمیته قرآنا، و بأن کل حرف منه بعشرة، و بامتناع بیعه فی روایة عند أحمد و کراهته عندنا، و بتسمیة الجملة
______________________________
(1) هو سلیمان بن مهران الأسدی بالولاء، أبو محمد، لقب بالأعمش. ولد بالکوفة عام 61 ه/ 681 م. و فیها مات عام 148 ه/ 765 م. تابعی مشهور. عالم بالقرآن و الحدیث و الفرائض، و هابه الناس و الأمراء. الاعلام 3/ 135، طبقات ابن سعد 6/ 238، وفیات الاعیان 1/ 213، تاریخ بغداد 9/ 3.
(2) هو مکی بن طالب حمروش بن محمد بن مختار الأندلسی القیسی، أبو محمد. ولد بالقیروان عام 355 ه/ 966 م. و توفی بقرطبة عام 437 ه/ 1045 م. مقرئ، عالم بالتفسیر و العربیة. له الکثیر من المؤلفات الهامة. الاعلام 7/ 286، بغیة الوعاة 396، وفیات الاعیان 2/ 120، نزهة الألباء 421، مفتاح السعادة 1/ 418، انباه الرواة 3/ 313.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 630
منه آیة و سورة. و غیره من بقیة الکتب و الأحادیث القدسیة لا یثبت لها شی‌ء من ذلک، فیجوز مسّه و تلاوته لمن ذکر و روایته بالمعنی، و لا یجزئ فی الصلاة بل یبطلها، و لا یسمّی قرآنا و لا یعطی قارئه بکل حرف عشرة، و لا یمنع بیعه و لا یکره اتفاقا، و لا یسمّی بعضه آیة و لا سورة اتفاقا أیضا. و ثانیها کتب الأنبیاء علیهم الصلاة و السلام قبل تغیرها و تبدلها.
و ثالثها بقیة الأحادیث القدسیة و هی ما نقل إلینا آحادا عنه صلی اللّه علیه و آله و سلم مع إسناده لها عن ربه فهی من کلامه تعالی فتضاف إلیه و هو الأغلب، و نسبتها إلیه حینئذ نسبة إنشاء لأنه المتکلم بها أولا. و قد یضاف إلی النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم لأنه المخبر بها عن اللّه تعالی بخلاف القرآن فإنه لا یضاف إلّا إلیه تعالی، فیقال فیه: قال اللّه تعالی، و فیها: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم فیما یروی عن ربه. و اختلف فی بقیة السّنة هل هو کله بوحی أو لا، و آیة وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی «1» تؤیّد الأول. و من ثمّ قال صلی اللّه علیه و آله و سلم «ألا إنی أوتیت الکتاب و مثله معه «2».
و لا تنحصر تلک الأحادیث فی کیفیة من کیفیات الوحی بل یجوز أن تنزل بأی کیفیة من کیفیاته کرؤیا النوم و الإلقاء فی الروع و علی لسان الملک. و لراویها صیغتان إحداهما أن یقول، قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم فیما یروی عن ربه و هی عبارة السلف. و ثانیتهما أن یقول قال اللّه تعالی فیما رواه عنه رسوله صلی اللّه علیه و آله و سلم و المعنی واحد انتهی کلامه.
و فی فوائد «3» الأمیر حمید الدین «4» الفرق بین القرآن و الحدیث القدسی علی ستة أوجه.
الوجه الأول أن القرآن معجز و الحدیث القدسی لا یلزم أن یکون معجزا. و الثانی أن الصلاة لا تکون إلّا بالقرآن بخلاف الحدیث القدسی.
و الثالث أنّ جاحد القرآن یکفر بخلاف جاحده.
و الرابع أنّ القرآن لا بدّ فیه من کون جبرئیل علیه السلام واسطة بین النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم و بین اللّه تعالی بخلاف الحدیث القدسی.
و الخامس أنّ القرآن یجب أن یکون لفظا من اللّه تعالی و فی الحدیث القدسی یجوز لفظ من النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم. و السادس أنّ القرآن لا یمسّ إلّا بالطهارة و الحدیث القدسی یجوز مسّه من المحدث انتهی. و تبین بهذا الفرق بین الحدیث القدسی و بین ما نسخ تلاوته أیضا لما عرفت فیما نقلنا من الإتقان من أنّه یسمّی بالقرآن و الآیة.

تقسیم آخر

ینقسم الحدیث أیضا إلی صحیح و حسن و ضعیف، و کل منها إلی ثلاثة عشر صنفا: المسند و المتصل و المرفوع و المعنعن و المعلق و الفرد و المدرج و المشهور و العزیز و الغریب و المصحف و المسلسل و زائد الثقة. و ینقسم الضعیف إلی اثنی عشر قسما: الموقوف و المقطوع و المرسل و المنقطع و المعضل و الشاذ و المنکر و المعلل و المدلس و المضطرب و المقلوب و الموضوع،
______________________________
(1) النجم/ 3.
(2) البغوی 1/ 201، الشافعی الرسالة 295، مسند أحمد 6/ 8، ابو داود رقم 4605، الترمذی 2665، ابن ماجه 13، الحاکم 1/ 108- 109، الدارمی 1/ 144.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 630 تقسیم آخر … ص: 630
(3) لحمید الدین علی بن محمد بن علی الضریر الراشی البخاری (- 667 ه). و هذا الکتاب شرح لکتاب مختصر القدوری لأبی الحسین أحمد بن محمد القدوری البغدادی (- 428 ه) بروکلمان، ج 3، ص 271.
(4) هو علی بن محمد بن علی، حمید الدین الضریر الراشی أو الرامشی. توفی عام 667 ه/ 1268 م. من أهل بخاری. من فقهاء الحنفیة. عالم، له تصانیف عدة. الاعلام 4/ 333، الفوائد البهیة 125، بروکلمان 3/ 271.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 631
هکذا فی خلاصة الخلاصة، و له أقسام أخر و بیان الجمیع فی مواضعها.

فائدة:

اختلف أهل الحدیث فی الفرق بین الحدیث و الخبر. فقیل هما مترادفان. و قیل الخبر أعم من الحدیث لأنه یصدق علی کل ما جاء عن النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم و عن غیره، بخلاف الحدیث فإنه یختصّ بالنبی صلی اللّه علیه و آله و سلم. فکل حدیث خبر من غیر عکس کلی. و قیل هما متباینان فإن الحدیث ما جاء عن النبی علیه الصلاة و السلام و الخبر ما جاء عن غیره. و من ثم قیل هما متباینان فإن الحدیث ما جاء عن النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم. فکل حدیث خبر من غیر عکس کلی.
و قیل هما متباینان فإن الحدیث ما جاء عن النبی علیه الصلاة و السلام و الخبر ما جاء عن غیره.
و من ثم قیل لمن یشتغل بالتواریخ و ما شاکلها الأخباری، و لمن یشتغل بالسّنة النبویة المحدّث، هکذا فی شرح النخبة و شرحه. و فی الجواهر و أما الأثر فمن اصطلاح الفقهاء فإنهم یستعملونه فی کلام السلف، و الخبر فی حدیث الرسول علیه الصلاة و السلام. و قیل الخبر یباین الحدیث و یرادف الأثر.

الحذّ:

[فی الانکلیزیة]Lightening)prosody(
[فی الفرنسیة]Coupee،allegement)prosodie(
عند أهل العروض سقوط الوتد المجموع من آخر الجزء. و الجزء الذی فیه الحذّ یسمّی أحذ، کذا فی عنوان الشرف و جامع الصنائع.
فإذا أخذ فعلن من متفاعلن بحذف علن منه و إبدال متفا لکونه مهملا من فعلن یسمّی ذلک العمل حذا، و کذا الحال فی فعلن المأخوذ من مستفعلن. و فی بعض رسائل العروض العربی الحذذ بفکّ الإدغام، و یؤید هذا ما وقع فی المنتخب و الصراح من أنّ الحذذ بفتحتین من تصرفات أهل العروض و هو إسقاط الوتد المجموع من متفاعلن، و القصیدة تسمّی حذاء و هذا من البحر الکامل.

الحذف:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Omission،ellipsis
[فی الفرنسیة]Omission،retranchement،ellipse
بالفتح و سکون الذال المعجمة فی اللغة هو الإسقاط. و فی اصطلاحات العلوم العربیة یطلق علی إسقاط خاص. فعند أهل العروض یطلق علی إسقاط السبب الخفیف من آخر الجزء، فبقی من مفاعیلن مثلا فعولن لأن مفاعی لما کان غیر مستعمل وضع موضعه فعولن، هکذا فی رسالة قطب الدین السرخسی و جامع الصنائع و غیرهما.
و عند أهل البدیع یطلق علی بعض المحسّنات الخطیة. و بهذا المعنی لیس من علم البدیع حقیقة و إن ذکره البعض فیه أی فی علم البدیع، و لعله جعله من الملحقات و هو إسقاط الکاتب أو الشاعر بعض الحروف المعجم من رسالته أو خطبته أو قصیدته کذا فی المطول.
و أورد فی مجمع الصنائع: الحذف هو أن یلتزم الکاتب أو الشاعر بأن لا یستعمل کلاما فیه حرف معیّن أو أکثر، سواء کان الحرف معربا أو معجما. مثاله: صنعت صدر مسند دستور من برد زینت بهشت برین. و معناه صنعة الصدر المسند (آخذ الأمر) هی زینة الجنة العلیا. و قد تخلّی عن استخدام حرف الألف فی جمیع الکلمات. و الحذف المعتبر فی هذه الصناعة هو قسمان: تعطیل و منقوط … و قد ذکر صاحب جامع الصنائع أنّ الطّرح بمعنی الحذف «1».
______________________________
(1) و در مجمع الصنائع آرد که حذف آنست که دبیر یا شاعر تکلف آن نماید که یک حرف یا زیاده معرب خواه معجم در کلام نیارد مثاله صنعت صدر مسند دستور می‌برد زینت بهشت برین. درین الف متروک است. و معتبر درین صنعت حذف دو قسم است تعطیل و منقوط. و صاحب جامع الصنائع طرح را بمعنی حذف نوشته.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 632
و الأنسب باصطلاح الصرفیین أنّ الحذف هو إسقاط حرف أو أکثر أو حرکة من کلمة.
و سمی إسقاط الحرکة بالإسکان کما لا یخفی.
قال الرضی فی شرح الشافیة: قد اشتهر فی اصطلاحهم الحذف الإعلالی للحذف الذی یکون لعلة موجبة علی سبل الاطراد کحذف ألف عصا و یاء قاض. و الحذف الترخیمی و الحذف لا لعلة للحذف الغیر المطرد کحذف لام ید و دم انتهی. و الأنسب باصطلاح النحاة و أهل المعانی و البیان أنّه إسقاط حرکة أو کلمة أکثر أو أقل، و قد یصیر به الکلام المساوی موجزا، و سمّاه أی الحذف ابن جنّی سجاعة العربیة، و هذا المعنی أعمّ من معنی الصرفیین. فی الإتقان و هو أنواع الاقتطاع و الاکتفاء و الاحتباک و یسمّیه البعض بالحذف المقابلی أیضا. و الرابع الاختزال فالاقتطاع حذف بعض الکلمة، و الاکتفاء هو أن یقتضی المقام ذکر شیئین بینهما تلازم و ارتباط، فیکتفی بأحدهما لنکتة، و الاحتباک هو أن یحذف من الأول ما أثبت نظیره فی الثانی و من الثانی ما أثبت نظیره فی الأول، و یجی‌ء تحقیق کل فی موضعه.
و الاختزال هو ما لیس واحدا مما سبق، و هو أقسام، لأنّ المحذوف إمّا کلمة اسم أو فعل أو حرف، و إمّا أکثر من کلمة انتهی. فمنه أی من الاختزال حذف المضاف سواء أعطی للمضاف إلیه إعرابه نحو وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ «1» أی أهل القریة، أو أبقی علی إعرابه عند مضی إضافة أخری مثلها نحو تُرِیدُونَ عَرَضَ الدُّنْیا وَ اللَّهُ یُرِیدُ الْآخِرَةَ «2» بالجرّ فی قراءة. أی عرض الآخرة. و إذا احتاج الکلام إلی حذف یمکن تقدیره مع أول الجزءین و مع آخره، فتقدیره مع الثانی أولی لأنّ الحذف من آخر الجملة أولی نحو الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ «3» أی الحجّ حج أشهر لا أشهر حج، و یجوز حذف مضافین نحو فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ «4» أی من [أثر] «5» حافر فرس الرسول، أو ثلاثة نحو فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی «6» أی فکان مقدار مسافة قربه مثل قاب. و منه حذف المضاف إلیه. و هو یکثر فی الغایات نحو قبل و بعد، و فی المنادی المضاف إلی یاء المتکلم نحو ربّ اغفر لی، و فی أیّ و کل و بعض، و جاء فی غیرها کقراءة فلا خوف علیهم بضم خوف بلا تنوین، أی فلا خوف شی‌ء علیهم. و منه حذف المبتدأ و یکثر فی جوانب الاستفهام نحو وَ ما أَدْراکَ مَا الْحُطَمَةُ، نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ «7» أی هی نار اللّه، و بعد فاء الجواب نحو مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ «8» أی فعمله لنفسه، و بعد القول نحو إِلَّا قالُوا ساحِرٌ «9» أی هو ساحر، و بعد ما یکون الخبر صفة له فی المعنی نحو التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ «10» أی هم العابدون، و نحو صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ «11»، و وجب فی النعت المقطوع إلی الرفع و وقع فی غیر ذلک. و منه
______________________________
(1) یوسف/ 82.
(2) الانفال/ 67.
(3) البقرة/ 197.
(4) طه/ 96.
(5) [أثر] (+ م، ع).
(6) النجم/ 9.
(7) الهمزة/ 5- 6.
(8) فصلت/ 46.
(9) الذاریات/ 52.
(10) التوبة/ 112.
(11) البقرة/ 18 و 171.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 633
حذف الخبر نحو فَصَبْرٌ جَمِیلٌ «1» أی فأمری صبر. و منه حذف الموصوف نحو وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ «2» أی حور قاصرات. و منه حذف الصفة نحو یَأْخُذُ کُلَّ سَفِینَةٍ «3» أی صالحة. و منه حذف المعطوف علیه نحو أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْبَحْرَ «4» فانفلق أی فضرب فانفلق.
و حیث دخلت واو العطف علی لام التعلیل ففی تخریجه وجهان: أحدهما أن یکون تعلیلا معلّله محذوف کقوله تعالی وَ لِیُبْلِیَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً «5» فالمعنی و للإحسان إلی مؤمنین فعل ذلک. و ثانیهما أنه معطوف علی علة أخری مضمرة لیظهر صحّة العطف أی فعل ذلک لیذیق الکافرین بأسه و لیبلی الخ. و منه حذف المعطوف مع العاطف نحو لا یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ «6» أی و من أنفق بعده. و منه حذف حرف العطف و بابه الشعر و قد خرّج علی ذلک قوله تعالی وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ «7» أی و وجوه عطفا علی وجوه یومئذ خاشعة. و قیل أکلت خبزا لحما تمرا من هذا الباب. و قیل من باب بدل الإضراب. و أمّا حذف المعطوف بدون حرف العطف فغیر جائز فیجب معه حذف العاطف. و منه حذف المبدل منه خرّج علیه وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُکُمُ الْکَذِبَ «8» أی لم تصفه و الکذب بدل من الهاء. و منه حذف المؤکّد و بقاء التوکید، فسیبویه و الخلیل أجازاه و أبو الحسن «9» و من تبعه منعوه. و منه حذف الفاعل و هو لا یجوز إلّا فی فاعل المصدر نحو لا یسأم الإنسان من دعاء الخیر أی من دعائه الخیر. و منه حذف المفعول و هو کثیر فی مفعول المشیئة و الإرادة، و یرد فی غیرهما أیضا، لکن حذف المقول و بقاء القول غریب نحو قالَ مُوسی أَ تَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَکُمْ «10» أی هو سحر بدلیل أسحر هذا. و منه حذف الحال یکثر إذا کان قولا أغنی عنه المقول نحو وَ الْمَلائِکَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِمْ مِنْ کُلِّ بابٍ، سَلامٌ عَلَیْکُمْ «11» أی قائلین [ذلک] «12». و منه حذف واو الحال نحو قول الشاعر:
نصف النهار الماء غامره
أی انتصف النهار، و الحال أنّ الماء غامر هذا الغائص. و منه حذف المنادی نحو «ألا یا اسجدوا» «13» أی ألا یا قوم اسجدوا. و منه حذف حرف النداء نحو قالَ رَبِّ احْکُمْ بِالْحَقِ «14» و منه حذف العائد و یقع فی أربعة أبواب: الصلة نحو أَ هذَا الَّذِی بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا «15» أی بعثه. و الصفة نحو وَ اتَّقُوا یَوْماً
______________________________
(1) یوسف/ 18.
(2) الصافات/ 48.
(3) الکهف/ 79.
(4) الشعراء/ 63.
(5) الأنفال/ 17.
(6) الحدید/ 10.
(7) الغاشیة/ 8.
(8) النحل/ 116.
(9) هو سعید بن مسعده البلخی البصری، ابو الحسن المعروف بالأخفش الأوسط و قد تقدمت ترجمته.
(10) یونس/ 77.
(11) الرعد/ 23- 24.
(12) [ذلک] (+ م، ع).
(13) هکذا قرأها البعض، و ما ذکر فی سورة النمل آیة 25 فهو قوله تعالی: أَلَّا یَسْجُدُوا لِلَّهِ …
(14) الأنبیاء/ 112.
(15) الفرقان/ 41.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 634
لا تَجْزِی نَفْسٌ «1» أی فیه. و الخبر نحو وَ کُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنی «2» أی وعده، و الحال. و منه حذف المخصوص بالمدح أو الذم نحو نِعْمَ الْعَبْدُ «3» أی أیوب. و منه حذف الموصول الاسمی أجازه الکوفیون و الأخفش و تبعهم ابن مالک، و شرط فی بعض کتبه کونه معطوفا علی موصول آخر، و من حجتهم آمَنَّا بِالَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ «4» أی و الذی أنزل إلیکم لأنّ الذی أنزل إلینا لیس هو الذی نزل من قبلنا، و لهذا أعیدت ما فی قوله قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ «5» و هو الذی أنزل من قبلنا. و منه حذف الموصول الحرفی، قال ابن مالک لا یجوز إلّا فی أن نحو وَ مِنْ آیاتِهِ یُرِیکُمُ الْبَرْقَ «6» أی أن یریکم، و نحو تسمع بالمعیدی خیر من أن تراه. قال فی المغنی و هو مطرد فی مواضع معروفة و شاذ فی غیرها. و منه حذف الصلة و هو جائز قلیلا لدلالة صلة أخری أو دلالة غیرها. و منه حذف الفعل وحده أو مع مضمر مرفوع أو منصوب أو معهما. و منه حذف التمییز نحو کم صمت أی کم یوما صمت. و قال اللّه تعالی عَلَیْها تِسْعَةَ عَشَرَ «7» و قوله إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ «8»، و هو شاذ فی باب نعم نحو من توضأ یوم الجمعة فبها و نعمت، أی فبالرخصة أخذ و نعمت رخصة. و منه حذف الاستثناء أی المستثنی و ذلک بعد إلّا و غیر المسبوقین بلیس.
یقال قبضت عشرة لیس إلّا و لیس غیر أی لی إلّا عشرة. و أجاز البعض ذلک بعد لم یکن و هو لیس بمسموع.
و أما حذف أداة الاستثناء فلم یجزه أحد إلّا أنّ السهیلی «9» قال فی قوله تعالی وَ لا تَقُولَنَّ لِشَیْ‌ءٍ إِنِّی فاعِلٌ ذلِکَ غَداً، إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ «10» أنّ التقدیر إلّا قائلا إلّا أن یشاء اللّه، فتضمّن کلامه حذف أداة الاستثناء و المستثنی جمیعا، و الصواب أن یقال الاستثناء مفرّغ و أنّ المستثنی مصدر أو حال أی إلّا قولا مصحوبا بأن یشاء اللّه، أو إلّا ملتبسا بأن یشاء اللّه. و قد علم أنه لا یکون القول مصحوبا بذلک إلّا مع حرف الاستثناء فطوی ذکره لذلک فالباء محذوفة من أن.
و منه حذف فاء الجواب و هو مختصّ بالضرورة و قد خرّج علیه الأخفش قوله تعالی إِنْ تَرَکَ خَیْراً الْوَصِیَّةُ لِلْوالِدَیْنِ «11» أی فالوصیة. و قال غیره الوصیة فاعل ترک. و منه حذف قد فی الحال الماضی نحو أَوْ جاؤُکُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ «12» أی قد حصرت. و منه حذف لا التبرئة، حکی الأخفش لا رجل و امرأة بالفتح و أصله و لا امرأة. و منه حذف لا النافیة
______________________________
(1) البقرة/ 48.
(2) النساء/ 95.
(3) ص/ 30.
(4) العنکبوت/ 46.
(5) البقرة/ 136.
(6) الروم/ 24.
(7) المدثر/ 30.
(8) الأنفال/ 65.
(9) هو عبد الرحمن بن عبد اللّه أحمد الخثعمی السهیلی. ولد بمالقة عام 508 ه/ 1114 م. و توفی بمراکش عام 581 ه/ 1185 م. حافظ، عالم باللغة و السیر. ضریر. له مؤلفات هامة. الاعلام 3/ 313، وفیات الاعیان 1/ 280، نکت الهمیان 187، تذکرة الحفاظ 4/ 137، إنباه الرواة 2/ 162.
(10) الکهف/ 23- 24.
(11) البقرة/ 180.
(12) النساء/ 90.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 635
یطّرد ذلک فی جواب القسم إذا کان المنفی مضارعا نحو قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْکُرُ یُوسُفَ «1» أی لا تفتأ و یقل مع الماضی و یسهله تقدّم لا علی القسم کقول الشاعر:
فلا و اللّه نادی الحی قومی
و سمع بدون القسم و قد قیل به فی قوله تعالی: یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمْ أَنْ تَضِلُّوا «2» أی لئلا تضلّوا. و قیل المضاف محذوف أی کراهة أن تضلّوا، و منه: وَ عَلَی الَّذِینَ یُطِیقُونَهُ «3» أی لا یطیقونه. و منه حذف لام الأمر و هو مطّرد عند بعضهم فی نحو قل له یفعل و جعل منه وَ قُلْ لِعِبادِی یَقُولُوا «4» و قیل هو جواب شرط محذوف أو جواب الطلب. و الحقّ أنّ حذفها مختص بالشعر. و منه حذف لام التوطئة نحو وَ إِنْ لَمْ یَنْتَهُوا عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا «5» أی لئن لم ینتهوا. و منه حذف لام لقد و هو لام جواب القسم و یحسن مع طول الکلام نحو قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکَّاها «6». و منه حذف الجار و هو یکثر مع أنّ و إنّ و قد یحذف مع بقاء الجر نحو اللّه لأفعلن کذا، و أما حذفه مع المجرور فکثیر. و منه حذف ما النافیة جوّزه ابن معط «7» فی جواب القسم خلافا لابن الخباز «8». و منه حذف ما المصدریة قاله أبو الفتح فی قوله: یأتیه تقدمون الخیل شعثا. و منه حذف کی المصدریة أجازه السیرافی فی نحو جئت لتکرمنی، و إنّما یقدّر الجمهور هنا أن لأنها أمّ الباب فهی أولی بالتجوز. و منه همزة الاستفهام خرّج علیه هذا ربی. و منه حذف نون التأکید یجوز فی لافعلن للضرورة، و یجب فی الخفیفة إذا لقیها ساکن نحو اضرب الغلام بفتح الباء و الأصل اضربن و فی غیره ضرورة. و قیل جاء فی النثر أیضا کقراءة أ لم نشرح بالفتح.
و منه حذف نونی التثنیة و الجمع یجب عند الإضافة و شبهها نحو لا غلامی لزید إذا لم یقدّر اللام مقحمة و عند تقصیر الصّلة نحو الضاربا زیدا و الضاربو عمروا و عند اللام الساکنة قلیلا نحو لذائقو العذاب فیمن قرأ بالنصب و عند الضرورة. و منه حذف التنوین یحذف لزوما لدخول أل، و للإضافة و شبهها، و لمنع الصرف، و للوقف فی غیر النصب، و لاتصال الضمیر، و لکون الاسم علما موصوفا بما اتصل به و أضیف إلی علم آخر من ابن او ابنة اتفاقا أو بنت عند قوم. و یحذف لالتقاء الساکنین قلیلا و علیه قرئ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ «9» بترک تنوین أحد. و لا یحذف تنوین مضاف بغیر مذکور باطراد إلّا أن أشبه فی اللفظ المضاف نحو قطع اللّه ید و رجل من قالها. و منه حذف أل التعریف تحذف للإضافة المعنویة و النداء.
و سمع سلام علیکم بغیر تنوین. و منه حذف لام الجواب و ذلک ثلاثة: حذف لام جواب لو نحو
______________________________
(1) یوسف/ 85.
(2) النساء/ 176.
(3) البقرة/ 184.
(4) الاسراء/ 53.
(5) المائدة/ 73.
(6) الشمس/ 9.
(7) هو یحی بن عبد المعطی بن عبد النور الزواوی، أبو الحسین، زین الدین. ولد عام 564 ه/ 1169 م. و توفی بالقاهرة عام 628 ه/ 1231 م. عالم بالعربیة و الأدب. واسع الشهرة. له مؤلفات هامة. الاعلام 8/ 155، وفیات الأعیان 2/ 235، مرآة الجنان 4/ 66، بغیة الوعاء 416، ارشاد الأریب 7/ 292.
(8) هو أحمد بن الحسین الإربلی الموصلی، أبو عبد اللّه، شمس الدین ابن الجناز. توفی عام 639 ه/ 1241 م. نحوی ضریر.
له تصانیف. الاعلام 1/ 117، نکت الهمیان 96.
(9) الاخلاص/ 1- 2.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 636
لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً «1»، و حذف لام لأفعلن و هو مختص بالضرورة، و حذف لام جواب القسم کما سبق. و منه حذف حرکة الإعراب و البناء کقراءة فتوبوا إلی بارئکم و یأمرکم و بعولتهن أحق بسکون الثلاثة. و منه حذف الکلام فی الجملة و یقع ذلک باطراد فی مواضع: أحدها بعد حرف الجواب یقال أقام زید فنقول نعم. و ثانیها بعد نعم و بئس إذا حذف المخصوص. و قیل إنّ الکلام جملتان. و ثالثها بعد حرف النداء فی مثل یا لَیْتَ قَوْمِی یَعْلَمُونَ «2» إذ قیل إنه علی حذف المنادی أی یا هؤلاء، و رابعها بعد إن الشرطیة کقوله: «3» [لرؤبة بن العجاج]
قالت بنات العمّ یا سلمی و إن کان عیا معدما قالت و إن
أی و إن کان کذلک رضیته أیضا. و خامسها فی قولهم افعل هذا أمّا لا أی إن کنت لا تفعل غیره فافعله. و منه حذف أکثر من جملة نحو فارسلون یوسف أی فارسلون إلی یوسف لاستعبره الرؤیا ففعلوا فأتاه فقال له یا یوسف.
و منه حذف جملة القسم و هو کثیر جدا و هو لازم مع غیر الباء. و حیث قیل لأفعلن أو لقد فعل أو لئن فعل و لم یقدم جملة قسم یکون القسم مقدرا نحو لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِیداً «4». و اختلف فی نحو لزید قائم و إنّ زیدا قائم أو لقائم هل یجب کونه جوابا للقسم أو لا. و منه حذف جواب القسم، یجب إذا تقدّم علیه أو اکتنفه ما یغنی عن الجواب. فالأول نحو زید قائم و اللّه.
و الثانی نحو زید و اللّه قائم. فإن قلت زید و اللّه إنّه قائم أو لقائم احتمل کون المتأخّر عنه خبرا عن المتقدّم أو جوابا و جملة القسم و جوابه الخبر، و یجوز فی غیر ذلک نحو وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً «5» الآیة لنبعثن بدلیل ما بعده. و منه حذف جملة الشرط و هو مطّرد بعد الطلب نحو فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ «6». و حذف جملة الشرط بدون الأداة کثیر. و منه حذف جواب الشرط نحو فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْکُمْ وَ رَحْمَتُهُ «7» أی لعذّبکم، و هو واجب فی مثل: هو ظالم إن فعل، و مثل: هو إن فعل ظالم، أی فعلیه لعنة اللّه. و منه حذف جملة مبیّنة «8» عن المذکور نحو لیحق الحق و یبطل الباطل أی فعل ما فعل. هذا کله خلاصة ما فی الإتقان و المطوّل.

فائدة:

الحذف الذی یلزم النحوی النظر فیه هو ما اقتضته الصناعة و ذلک کأن یجد خبرا بدون مبتدأ أو بالعکس أو شرطا بدون جزاء أو بالعکس أو معطوفا بدون معطوف علیه أو بالعکس أو معمولا بدون عامل. و أما قولهم سرابیل تقیکم الحرّ علی کون التقدیر و البرد فضول فی علم النحو، و إنما ذلک للمفسّر.
و کذا قولهم یحذف الفاعل لعظمته أو حقارته و نحو ذلک فإنه تطفّل منهم علی صناعة البیان.
______________________________
(1) الواقعة/ 70.
(2) یس/ 26.
(3) هو رؤبة بن عبد اللّه العجاج بن رؤبة التمیمی السعدی أبو الجحاف أو ابو محمد. مات فی البادیة عام 145 ه/ 762 م. راجز من الفصحاء المشهورین، و من المخضرمین فی الدولتین الأمویة و العباسیة. لغوی کبیر. له دیوان مطبوع. الاعلام 3/ 34، وفیات الاعیان 1/ 187، البدایة و النهایة 10/ 96، خزانة الأدب 1/ 43، الشعر و الشعراء 230.
(4) النمل/ 21.
(5) النازعات/ 1.
(6) آل عمران/ 31.
(7) البقرة/ 64.
(8) منبئة (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 637

فائدة:

فی ذکر شروط الحذف و هی ثمانیة.
الأول وجود دلیل حالی أو مقالی إذا کان المحذوف جملة بأسرها نحو قالُوا سَلاماً «1» أی سلمنا سلاما، و نحو وَ قِیلَ لِلَّذِینَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّکُمْ قالُوا خَیْراً «2». أو أحد رکنیها نحو قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْکَرُونَ «3» أی سلام علیکم أنتم قوم منکرون، فحذف خبر الأولی و مبتدأ الثانیة. أو لفظا یفید معنی فیها هی مبنیة علیه نحو تاللّه تفتؤا. و أما إذا کان المحذوف فضلة فلا یشترط لحذفه وجدان الدلیل و لکن یشترط أن لا یکون فی حذفه ضرر معنوی کما فی قولک ما ضربت إلّا زیدا، أو صناعی کما فی قولک زیدا ضربته و قولک ضربنی و ضربت زید.
و لاشتراط الدلیل امتنع حذف الموصوف فی نحو رأیت رجلا أبیض بخلاف رأیت رجلا کاتبا.
و حذف المضاف فی نحو غلام زید بخلاف جاء ربک. و حذف المبتدأ إذا کان ضمیر الشأن.
و من الأدلة ما هو صناعی أی تختصّ بمعرفة النحو فإنه إنما عرف من جهة الصناعة و إعطاء القواعد و إن کان المعنی مفهوما کقولهم فی لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیامَةِ «4» أنّ التقدیر لأنا أقسم و ذلک لأنّ فعل الحال لا یقسم علیه. و یشترط فی الدلیل اللفظی أن یکون طبق المحذوف فلا یجوز زید ضارب و عمرو أی ضارب، و یراد بالمحذوف معنی یخالف المذکور. و من الأدلة العقل حیث یستحیل صحة الکلام عقلا إلّا بتقدیر محذوف، ثم تارة یدل علی أصل الحذف من غیر دلالته علی تعیینه بل یستفاد التعیین من دلیل آخر نحو حُرِّمَتْ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةُ «5» فإنّه لمّا لم تصح إضافته إلی الإحرام دلّ العقل علی حذف شی‌ء، و أمّا تعیینه و هو التناول فمستفاد من قوله علیه السلام و الصلاة «إنّما حرم أکلها» «6». و تارة یدل علی التعیین أیضا نحو وَ جاءَ رَبُّکَ «7» أی أمر ربک بمعنی عذابه لأنّ العقل دلّ علی استحالة مجی‌ء الربّ تعالی، و علی أنّ الجائی أمره. و تارة یدلّ علی التعیین عادة نحو فَذلِکُنَّ الَّذِی لُمْتُنَّنِی فِیهِ «8» دلّ العقل علی الحذف لأنّ یوسف لا یصلح ظرفا للّوم. ثم یحتمل أن یقدّر لمتننی فی حبه لقوله تعالی قَدْ شَغَفَها حُبًّا «9» و فی مراودته لقوله تعالی تُراوِدُ فَتاها «10»، و العادة دلّت علی الثانی لأنّ الحبّ المفرط لا یلام صاحبه علیه عادة لأنه لیس اختیاریا بخلاف المراودة. و تارة یدلّ علیه التصریح به فی موضع آخر و هو أقواها نحو رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ «11» أی من عند اللّه بدلیل وَ لَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ «12». و من الأدلة علی أصل الحذف العادة بأن یکون العقل
______________________________
(1) الفرقان/ 63.
(2) النحل/ 30.
(3) الذاریات/ 25.
(4) القیامة/ 1.
(5) المائدة/ 3.
(6) أخرجه البخاری فی صحیحه فی کتاب الذبائح و الصید، باب جلود المیتة 62، و نص الحدیث کما رواه ابن عباس: «أن رسول اللّه (ص) مرّ بشاة میّتة فقال: هلّا استمتعتم بإهابها؟ قالوا: إنها میتة. قال: إنما حرّم أکلها». و کذلک اخرجه مسلم فی صحیحه کتاب الحیض، باب طهارة جلود المیتة بالدباغ، 10/ 363.
(7) الفجر/ 22.
(8) یوسف/ 32.
(9) یوسف/ 30.
(10) یوسف/ 30.
(11) البیّنة/ 2.
(12) البقرة 101.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 638
غیر مانع عن إجراء اللفظ علی ظاهره من غیر حذف نحو قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناکُمْ «1» أی مکان قتال. و المراد مکانا صالحا للقتال لأنّهم کانوا أخبروا الناس بالقتال و یتغیّرون بأن یتفوّهوا بأنهم لا یعرفونه، فالعادة تمنع إرادة حقیقة القتال. و من الأدلة الشروع فی الفعل نحو: بسم اللّه الرحمن الرحیم، فیقدّر ما جعلت التسمیة مبدأ له قراءة کان أو فعلا. الثانی أن لا یکون المحذوف کالجزء، فلا یحذف الفاعل و لا نائبه و لا شبهه کاسم إنّ و أخواتها. الثالث أن لا یکون مؤکّدا لأنّ الحذف مناف للتأکید لأنه مبنی علی الاختصار و التأکید مبنی علی الطّول، و من ثمّ ردّ الفارسی علی الزّجاج فی قوله تعالی قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ «2» أی إن هذان لهما ساحران، فقال الحذف و التأکید باللام متنافیان.
و أما حذف الشی‌ء لدلیل و تأکیده فلا تنافی بینهما لأنّ المحذوف بالدلیل کالثابت. و لذا قال ابن مالک: لا یجوز حذف عامل المصدر المؤکّد.
الرابع أن لا یؤدّی حذفه إلی اختصار المختصر فلا یحذف اسم الفعل دون معموله لأنه اختصار الفعل. الخامس أن لا یکون عاملا ضعیفا کالجار و الناصب للفعل و الجازم إلّا فی مواضع قویت فیها الدلالة و کثر فیها الاستعمال لتلک العوامل و لا یجوز القیاس علیها. السادس أن لا یکون عوضا عن شی‌ء فلا یحذف ما فی أمّا أنت منطلقا انطلقت، و لا کلمة لا فی قولهم افعل هذا أمّا لا، و لا التاء من عدة. السابع و الثامن أن لا یؤدی حذفه إلی تهیئة العامل للعمل و قطعه عنه، و لا إلی إعمال العامل الضعیف مع إمکان إعمال العامل القوی.
و للأمر الأول منع البصریون حذف مفعول الفعل الثانی من نحو ضربنی و ضربته زید لئلّا یتسلّط علی زید ثم یقطع عنه برفعه بالفعل الأول.
و لاجتماع الأمرین امتنع عندهم أیضا حذف المفعول من زید ضربته لأنّ فی حذفه تسلیط ضرب علی العمل فی زید مع قطعه عنه و إعمال الابتداء مع التمکّن من إعمال الفعل، ثم حملوا علی ذلک زیدا ضربته أو هل زیدا ضربته، فمنعوا الحذف و إن لم یؤدّ إلی ذلک.

فائدة:

اعتبر الأخفش فی الحذف التدریج حیث أمکن. و لهذا قال فی قوله تعالی وَ اتَّقُوا یَوْماً لا تَجْزِی نَفْسٌ «3» أنّ الأصل لا تجزئ فیه، فحذف حرف الجر ثم الضمیر، و هذه ملاطفة فی الصناعة و مذهب سیبویه أنهما حذفا معا.

فائدة:

الأصل أن یقدّر الشی‌ء فی مکانه الأصلی لئلّا یخالف الأصل من وجهین: الحذف و وضع الشی‌ء فی غیر محله، فیجب أن یقدّر المفسّر فی زیدا رأیته مقدما علیه. و جوز البیانیون تقدیره مؤخرا لإفادة الاختصاص کما قاله النحاة إذا منع منه مانع نحو وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْناهُمْ «4» فإنّ النحاة علی أنه یقدّر مؤخرا هاهنا إذ لا یلی أمّا فعل.

فائدة:

ینبغی تقلیل المقدّر مهما أمکن لتقلّ مخالفة الأصل، و لذلک کان تقدیر الأخفش فی ضربی زیدا قائما ضربه قائما أولی. من تقدیر باقی البصریین، و هو حاصل إذا کان قائما. قال الشیخ عز الدین «5» و لا یقدّر من المحذوفات إلّا
______________________________
(1) آل عمران/ 167.
(2) طه/ 63.
(3) البقرة/ 48.
(4) فصلت/ 17.
(5) هو عبد العزیز بن عبد السلام بن أبی القاسم بن الحسن السلمی الدمشقی، عز الدین الملقب بسلطان العلماء. و قد تقدمت ترجمته.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 639
أشدها موافقة للغرض و أفصحها. و مهما تردّد المحذوف بین الحسن و الأحسن وجب تقدیر الأحسن فی التنزیل لأنّ اللّه وصف کتابه بأنه أحسن الحدیث.

فائدة:

إذا دار الأمر بین کون المحذوف فعلا و الباقی فاعلا و بین کونه مبتدأ و الباقی خبرا فالثانی أولی لأنّ المبتدأ عین الخبر، فالمحذوف عین الثابت فیکون حذفا کلا حذف. فأمّا الفعل فإنه غیر الفاعل، اللهم إلّا أن یعتضد الأول برد آیة «1» أخری فی ذلک الموضع أو بموضع آخر یشبهه. و إذا دار بین کونه مبتدأ و خبرا فقال الواسطی «2» کونه مبتدأ أولی لأنّ الخبر محط الفائدة. و قال العبدی «3» الأولی الخبر لأنّ التجوّز فی آخر الجملة أسهل. و إذا دار الأمر بین کونه أولا و ثانیا فالثانی أولی، و من ثمّ رجّح أنّ المحذوف فی نحو أ تحاجّونّی نون الوقایة لا نون الرفع.

فائدة:

فی حذف المفعول اختصارا و اقتصارا جرت عادة النحاة أن یقولوا بحذف المفعول اختصارا و اقتصارا و یریدون بالاختصار الحذف بدلیل، و بالاقتصار الحذف بغیر دلیل، و یمثلونه بنحو کلوا و اشربوا أی أوقعوا هذین الفعلین.
و التحقیق أن یقال کما قال أهل البیان تارة یتعلّق الغرض بالإعلام بمجرّد وقوع الفعل من غیر تعیین من أوقعه و من أوقع علیه فیجاء بمصدره مسندا إلی فعل کون عام، فیقال: حصل حریق أو نهب، و تارة یتعلّق بالإعلام بمجرّد إیقاع الفاعل للفعل فیقتصر علیه، و لا یذکر المفعول و لا ینوی لأنّ المنوی کالثابت، و لا یسمّی محذوفا لأنّ الفعل ینزّل لهذا القصد منزلة ما لا مفعول له، و منه قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ «4» و تارة یقصد إسناد الفعل إلی فاعله و تعلیقه بمفعوله فیذکران. و هذا النوع إذا لم یذکر مفعوله قیل إنه محذوف. و قد یکون فی اللفظ ما یستدعیه فیحصل الجزم بوجوب تقدیره نحو أَ هذَا الَّذِی بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا «5».
و قد یشتبه الحال فی الحذف و عدمه نحو قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ «6» قد یتوهّم أنّ معناه نادوا فلا حذف، أو سمّوا فالحذف واقع.

فائدة:

اختلف فی الحذف فالمشهور أنه من المجاز و أنکره البعض لأنّ المجاز استعمال اللفظ فی غیر موضعه و الحذف لیس کذلک.
و قال ابن عطیة «7» حذف المضاف و هو عین المجاز و معظمه و لیس کل حذف مجازا. و قال الفراء فی الحذف أربعة أقسام. قسم یتوقف علیه صحة اللفظ و معناه من حیث الإسناد نحو
______________________________
(1) أن یرد (ع). یعتض بروایة أخری (م).
(2) هو القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور، أبو محمد الواسطی. ولد بواسط عام 550 ه/ 1155 م. و توفی بحلب عام 626 ه/ 1229 م. عالم بالعربیة، و له شعر. له عدة مؤلفات. الاعلام 5/ 180، فوات الوفیات 2/ 128، بغیة الوعاة 380، إرشاد الأریب 6/ 185.
(3) هو علی بن الحسن بن اسماعیل العبدی، ابو الحسن. ولد بالبصرة عام 524 ه/ 1130 م. و توفی فیها عام 599 ه 1203 م.
أدیب، عروضی، فاضل ثقة. له عدة مصنفات. الاعلام 4/ 274، انباه الرواة 2/ 242، ارشاد الأریب 5/ 146.
(4) الزمر/ 9.
(5) الفرقان/ 41.
(6) الإسراء/ 110.
(7) هو عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطیة المحاربی الغرناطی، ابو محمد. ولد بغرناطة عام 481 ه/ 1088 م.
و توفی بلورقة (الأندلس) عام 542 ه/ 1148 م. مفسّر، فقیه، عارف بالأحکام و الحدیث، له شعر و مؤلفات هامة. الاعلام 3/ 282، نفح الطیب 1/ 593، قضاة الأندلس 109، بغیة الملتمس 376، بغیة الوعاة 295.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 640
وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ «1» أی أهلها إذ لا یصح إسناد السؤال إلیها. و قسم یصح بدونه لکن یتوقف علیه شرعا کقوله تعالی فَمَنْ کانَ مِنْکُمْ مَرِیضاً أَوْ عَلی سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَیَّامٍ أُخَرَ «2» أی فافطر فعدة. و قسم یتوقّف علیه عادة لا شرعا نحو أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ «3» فضربه فانفلق. و قسم یدلّ علیه دلیل غیر شرعی و لا هو عادة نحو فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ «4» دلّ الدلیل علی أنه إنما قبض من أثر حافر فرس الرسول و لیس فی هذه الأقسام مجاز إلّا الأول. و قال الزنجانی فی المعیار إنّما یکون مجازا إذا تغیّر حکم، فأمّا إذا لم یتغیّر کحذف خبر المبتدأ فلیس مجازا، إذ لم یتغیّر حکم ما بقی من الکلام. و قال القزوینی فی الإیضاح متی تغیّر إعراب الکلمة بحذف أو زیادة فمجاز و إلّا فلا. و قد سبق فی لفظ المجاز.

فائدة:

للحذف فوائد کالاختصار و الاحتراز عن العبث بظهوره و کالتنبیه علی ضیق الوقت کما فی التحذیر و الإغراء و کالتفخیم و الإعظام لما فیه من الإبهام و کالتخفیف لکثرته فی الکلام، کما فی حذف حرف النداء و غیر ذلک، مما بیّن فی کتب البیان. و إن شئت توضیح تلک المباحث فارجع إلی المغنی و الإتقان.

الحذف و الإیصال:

[فی الانکلیزیة]Omission of the preposition
[فی الفرنسیة]Omission de la preposition
عند أهل العربیة عبارة عن حذف الجار و إیصال الفعل أو شبهه إلی المجرور. هکذا یستفاد من بعض حواشی التلخیص.

الحذو:

[فی الانکلیزیة]Accent
[فی الفرنسیة]Accent
بالفتح و سکون الذال المعجمة هو عند أهل القوافی حرکة ما قبل الرّدف، کذا فی عنوان الشرف. و یقول فی رسالة منتخب تکمیل الصناعة: الحذو هو الحرکة ما قبل الرّدف و القید مثل الحرکة فی ما قبل ألف الکلمات:
بهار و قرار. و حرکة ما قبل الکلمات: مهر و گلچهر. و رعایة تکرار الحذو فی القوافی إلزامی ما عدا حالة کون الرّوی متحرکا بسبب حرف وصل. ففی هذا الحال عند أکثر الشّعراء اختلاف حول کون الحذو أی الحرکة ما قبل القید جائزة بشرط ألّا یؤدّی ذلک إلی تبدیل القید علی الرّدف، فإن أدّی لذلک فلا یعود هذا أیضا جائزا. و الحذو فی اللغة بمعنی المساواة بین شیئین، مثل حرکة ما قبل الرّدف هی مساویة لحرکة التّأسیس فی اللزوم و سمّوا ذلک حذوا. انتهی.
و علیه فإنّ هذا المصطلح خاص بأهل الفارسیة أمّا الشعراء العرب فلا اعتبار عندهم للقید. و لهذا اعتبر صاحب کتاب عنوان الشرف الحذو مخصوصا بحرکة ما قبل الرّدف «5».
______________________________
(1) یوسف/ 82.
(2) البقرة/ 184.
(3) الشعراء/ 63.
(4) طه/ 96.
(5) در رساله منتخب تکمیل الصناعة گوید حذو حرکت ما قبل ردف و قید است مانند حرکت ما قبل الف بهار و قرار و حرکت ماقبل‌های مهر و کلچهر و رعایت تکرار حذو در قوافی واجب است مگر وقتی که روی متحرک شود بسبب حرف وصل که این هنگام نزد بیشتر شعراء اختلاف حذوی که حرکت ما قبل قید است جائز است به شرطی که منجر نشود بتبدیل قید بر ردف که اگر بآن منجر شود این هم جائز نیست و حذو در لغت بمعنی برابر کردن چیزی با چیزی آمده چون حرکت ما قبل ردف برابر حرکت تاسیس بود در لزوم آن را حذو نام کردند انتهی. پس این تعریف مختص بفارسیان است چرا که عربیان قید را اعتبار نمی‌کنند و لهذا صاحب عنوان الشرف حذو را مختص بحرکت ما قبل ردف نمود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 641

الحرّ:

[فی الانکلیزیة]Deliverance freeing،emancipation
[فی الفرنسیة]Delivrance،affranchissement،liberation
بالفتح و التشدید لغة الخلوص. و شرعا خلوص حکمی یظهر فی الآدمی لانقطاع حق الغیر عنه، و الحریة بالضم مثله. و الحرّ بالضم لغة من الحرّ بالفتح، و یقابله الرقیق، و یقابل الحرّ و الحریة الرق. هکذا صرح فی جامع الرموز. و فی مجمع السلوک و الحریة عند السالکین انقطاع الخاطر من تعلق ما سوی اللّه تعالی بالکلیة، إذا، فالعبد یصل إلی مقام الحریة حینما لا یبقی فیه غرض دنیوی، أو لم یعد له میل للدنیا و الآخرة (زهد فی الآخرة) و ما ذلک إلّا لأنّک أنت مقیّد لوقتک و هو مقیّد بالروح.
و فی الإنسان الکامل یقول: الحرّ هو الذی بثمانیة أشیاء یکمل: الأقوال و الأفعال و المعارف، و الأخلاق الحسنة و التّرک، و العزلة و القناعة و الفراغ. فإن توفرت الأربعة الأولی لدی أحد الأشخاص فذلک یقال له: البالغ. لا الحرّ. و الأحرار فرقتان: فرقة آثرت الخمول و الاحتراز عن الاختلاط بأهل الدنیا و قبول هدایاهم. و یعلمون أنّ صحبة أهل الدنیا تزید فی التفرقة أی التشتّت. و بعضهم ینظر بعین التسلیم و الرضا و یعلمون أنّ الإنسان عند ما یواجه أمرا نافعا، و لو کان فی نظره ضارا وَ عَسی أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ لَکُمْ. فإذا یتساوی عندهم الاختلاط بالناس أو العزلة عنهم، و کذلک قبول هدایاهم أو ردّها.
ثم اعلم بأنّ بعض الملاحدة یقولون: متی وصل العبد إلی مقام الحرّیة تزول عنه صفة العبودیة و هکذا کفر، لأنّ العبودیة لم تزل عن مولانا رسول اللّه صاحب الرسالة صلی اللّه علیه و سلم، فمن ذاک الذی فی هذا المقام یتکلّم. نعم. العبد حین یصل إلی مقام الحریة یعتق من العبودیة لنفسه، یعنی کل ما تطلبه النّفس فهو لا یلبّی طلبها لأنّه مالک لنفسه، و نفسه مطیعة و منقادة له، و قد زالت مشقّة التکالیف فی أداء العبادة، بل یجد هدوء نفسه و نشاطا للعبادة، و یؤدّی العبادات بکل راحة. و الحریة نهایة العبودیة، فهی هدایة العبد عند ابتداء خلقته کذا فی مجمع السلوک فی بیان الطریق «1»

الحرارة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Heat
[فی الفرنسیة]Chaleur
بالفتح بمعنی گرمی ضد البرودة بمعنی سردی و ماهیتهما من البدیهات، و ما ذکر فی حقیقتهما فهی من جملة الأحکام. و بعض الحکماء جعل البرودة عبارة عن عدم الحرارة عمّا من شأنه أن یکون حارا. و قید من شأنه للاحتراز عن الفلک فإنّ عدم حرارته لا یسمّی برودة إذ لیس من شأنه أن یکون حارا، فعلی هذا التقابل بینهما تقابل العدم و الملکة و هو باطل لأنّها محسوسة و لا شی‌ء من العدم بمحسوس. و اعترض علیه بأنّ الانفصال عدم
______________________________
(1) پس بنده در مقام حریت وقتی رسد که غرضی از اغراض دنیاوی وی را نماند و پروای دنیا و عقبی ندارد چرا که چیزی که تو در بند آنی بنده آنی. و انسان کامل گفته آزاده آنست که هشت چیز وی را بکمال شود اقوال و افعال و معارف و اخلاق نیک و ترک و عزلت و قناعت و فراغت اگر کسی چهار اوّل داشته باشد آن را بالغ گویند نه آزاد. و آزادگان دو طائفه‌اند بعضی خمول اختیار کنند و از اختلاط اهل دنیا و قبول هدایای ایشان احتراز نمایند و میدانند که صحبت اهل دنیا تفرقه‌افزاست و بعضی رضا و تسلیم نظاره کنند، و دانند که آدمی را وقتی کاری پیش آید که نافع باشد اگرچه در نظر او ضار باشد عسی ان تکرهوا شیئا و هو خیر لکم یس اختلاط اهل دنیا و عدم اختلاط آنها نزد ایشان برابر است و هم چنین قبول هدیه و رد آن. بدان که بعضی ملاحده میگویند که چون بنده بمقام حریت رسد از وی بندگی زائل گردد و این کفر است چرا که بندگی از حضرت رسالت‌پناه علیه الصلاة و السلام زائل نشد دیگری کیست که درین محل دم زند آری بنده چون بمقام حریت رسد از بندگی نفس خویش آزاد گردد یعنی آنچه نفس می‌فرماید او بر آن نرود بلکه او مالک نفس خود گردد و نفس مطیع و منقاد او شود تکلیف و مشقت عبادت و مشقت عبادت ازو دور شود و در عبادت نشاط و آرام خود داند و بنشاط عبادت بجا آرد و الحریة نهایة العبودیة فهی هدایة العبد عند ابتداء خلقته، کذا فی مجمع السلوک فی بیان الطریق.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 642
الاتصال مع أنّه محسوس. و أجیب بأنّ المحسوس هو المنفصل و عوارضه کاللون، و الانفصال یدرک بالوهم التابع للحسّ الظاهر لا بالحسّ الظاهر، فإنّ الحکم بأنّ العدم غیر محسوس بالحواس الظاهرة بدیهیة، فالحق أنها کیفیة موجودة مضادة للحرارة من شأنها أن تجمع المتشاکلات و غیرها. و هاهنا أبحاث.
الأول کما یقال الحار لما تحسّ حرارته بالفعل کالنار مثلا یقال أیضا لما لا تحسّ حرارته بالفعل، و لکن تحسّ بها بعد مماسّة البدن الحیوانی و التأثر منه کالأدویة و الأغذیة الحارّة و یسمّی حارا بالقوة، و کذا البارد یطلق علی البارد بالفعل و البارد بالقوة. و لهم فی معرفة الحار و البارد بالقوة طریقان، التجربة و القیاس من الاستدلال باللون و الطعم و الرائحة و سرعة الانفعال مع استواء القوام أو قوته.
و الثانی الأشبه بالصواب أنّ الحرارة الغریزیة أی الطبیعیة الملائمة للحیاة الموجودة فی أبدان الحیوانات، و یسمّیها أفلاطون بالنار الإلهیة و الحرارة الکوکبیة، و الناریة أنواع متخالفة الماهیة لاختلاف آثارها الدالة علی اختلاف ملزوماتها فی الحقیقة، فإنّه یفعل حرّ الشمس فی عین الأغشی من المضرّة ما لا یفعل حرّ النار.
و الحرارة الغریزیة أشدّ الأشیاء مقاومة للحرارة الناریة التی لیست غریزیة بل غریبة فإنّ الحرارة الناریة إذا حاولت إبطال اعتدال المزاج الحیوانی قاومتها الغریزیة أشدّ مقاومة حتی أنّ السموم الحارة و الباردة لا یدافعها إلّا الغریزیة، و هذا مذهب أرسطو. و قال جالینوس الغریزیة و الناریة من نوع واحد. فالغریزیة هی الناریة و استفادت بالمزاج مزاجا معتدلا حصل به التیام، فإذا أرادت الحرارة أو البرودة تفریقها عسر علیها ذلک التفریق. و الفرق بین الحار الغریزی و الغریب أنّ أحدهما جزء المرکب و الآخر خارج عنه، مع کونهما متوافقین فی الماهیة.
الثالث قال ابن سینا الحرارة تفرّق المختلفات و تجمع المتماثلات و البرودة بالعکس، أی تجمّع بین المتشاکلات و غیرها أیضا لأنّ الحرارة فیها قوة مصعّدة فإذا أثرت فی جسم مرکب من أجزاء مختلفة فی رقة القوام و غلظه ینفعل الجزء اللطیف الرقیق منه انفعالا أسرع من الکثیف الغلیظ فیتبادر الألطف فالألطف إلی الصعود دون الکثیف، فإنّه لا ینفعل إلّا ببطء و ربّما لم تفد الحرارة فیه خفة تقوی علی تصعّده، فیلزم بهذا السبب تفریق المختلفات. ثم تلک الأجزاء تجتمع بالطبع إلی ما یجانسها، فإنّ الجنسیة علّة الضم کما اشتهر، و الحرارة معدّة للاجتماع الصادر عن طبائعها بعد زوال المانع الذی هو الالتئام، فنسب الاجتماع إلیها کما نسبت الأفعال إلی معدّاتها، هذا إذا لم یکن الالتئام بین بسائط ذلک المرکّب شدیدا. و أما إذا اشتد و قوی الترکیب لا تفرقها لوجود المانع، فإن کانت الأجزاء اللطیفة و الکثیفة فی الجسم متقاربة فی الکمیة کما فی الذهب أفادته الحرارة سیلانا و ذوبانا، و کلّما حاول اللطیف صعودا منعه الکثیف، فحدث بینهما تمانع و تجاذب، فیحدث من ذلک حرکة دوران کما نشاهد فی الذهب من حرکته السریعة العجیبة فی البوتقة. و لو لا هذا العائق لفرّقه النار. و إن غلب اللطیف جدا فیصعد و یستصحب معه الکثیف لقلته کالنوشادر فإنّه إذا أشرفته النار تفرقه النار. و إن غلب الکثیف جدا لم یتأثر فلا یذوب و لا یلین کالطلق فإنّه یحتاج فی تلیینه إلی حیل. و لذا قیل من حل الطلق فقد استغنی عن الخلق.

تنبیه‌

الفعل الأولیّ للحرارة هو التصعید، و الجمع و التفریق لا زمان له. و لذا قال ابن سینا فی کتاب الحدود «1» إنّها کیفیة فعلیة أی تجعل
______________________________
(1) رسالة فی الحدود: للشیخ الرئیس ابن سینا (- 428 ه)، و هی مختصر أورد فیها تعریفات الأسماء التی أطلقها الفلاسفة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 643
محلها فاعلا لمثلها فیما یجاوره، فإنّ النار تسخن ما جاورها محرکة لما تکون تلک الکیفیة فیه إلی فوق لإحداثها الخفة، فیحدث عن هذا التحریک أن تفرق الحرارة المختلفات و تجمع التماثلات و تحدث تخلخلا من باب الکیف و تکاثفا من باب الوضع لتحلیله الکثیف و تصعیده اللطیف. و فعلها فی الماء إحالته إلی الهواء لا تفریق بین أجزاء المتماثلات. و فعلها فی البیض إحالتها فی القوام لا جمع للأجزاء المختلفة فإنّ النار بحرارتها توجب غلظا فی قوام الصفرة و البیاض، و أمّا الانضمام بینهما فقد کان حاصلا قبل تأثیر الحرارة فیهما.
الرابع الحرکة تحدث الحرارة و التجربة تشهده، و أنکره أبو البرکات مستدلا بأنه حینئذ یجب أن تسخّن الأفلاک سخونة شدیدة، و تسخّن بمجاورتها العناصر الثلاثة، فتصیر کلها بالتدریج نارا. و الجواب أنّ مواد الأفلاک لا تقبل السخونة أصلا و لا بدّ فی وجود الحرارة مع المقتضی الذی هو الحرکة من وجود القابل، و لا تسخّن العناصر، فإنّ النار متحرکة بمشایعة الفلک دون باقی العناصر، و لیس سخونة النار توجب سخونة الباقی لأنّ برودة الطبقة الزمهریریة تقاومها، هذا کلّه خلاصة ما فی شرح المواقف و شرح التجرید.

الحرز:

[فی الانکلیزیة]Safe place
[فی الفرنسیة]Lieu sur
بکسر الحاء و سکون الراء المهملتین فی اللغة الموضع الحصین. یقال أحرزه إذا جعله فی الحرز کذا فی المغرب. و فی الشرع ما یحفظ فیه المال عادة، أی المکان الذی یحرز فیه کالدار و الحانوت و الخیمة و الشخص نفسه.
و المحرز علی صیغة اسم المفعول من الإحراز ما لا یعدّه صاحبه مضیّعا کذا فی البحر الرائق فی کتاب السرقة فی فصل الحرز. و فی فتح القدیر الحرز فی اللغة الموضع الذی یحرز فیه الشی‌ء، و کذا فی الشرع إلّا أنه بقید المالیة أی المکان الذی یحرز فیه المال کالدار و الحانوت و الخیمة و الشخص.

الحرص:

[فی الانکلیزیة]Lust،greed
[فی الفرنسیة]Convoitise،avidite
بالکسر و سکون الراء المهملة عند السالکین ضد القناعة، و هو طلب زوال نعم الغیر. و قیل طلب ما لا یقسم. و قال أهل الریاضة الحرص فغیر مذموم عند العقلاء، کذا فی خلاصة السلوک. و فی اصطلاحات السیّد الجرجانی الحرص طلب شی‌ء باجتهاد فی إصابة.

الحرف:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Letter،phoneme
[فی الفرنسیة]Lettre،phoneme
بالفتح و سکون الراء المهملة فی العرف أی عرف العرب کما فی شرح المواقف یطلق علی ما یترکب منه اللفظ نحو ا ب ت لا ألف و باء و تاء، فإنّها أسماء الحروف لا أنفسها کما فی النظامی شرح الشافیة «1» و یسمّی حرف التهجی و حرف الهجاء و حرف المبنی. و ماهیته واضحة بدیهیة و جمیع ما ذکر فی تعریفها المقصود منها التنبیه علی خواصها و صفاتها.
و بهذا الاعتبار عرفه القرّاء بأنه صوت معتمد علی مقطع محقّق و هو أن یکون اعتماده علی جزء معین من أجزاء الحلق و اللسان و الشفة، أو مقطّع مقدّر و هو هواء الفم إذ الأنف لا معتمد له فی شی‌ء من أجزاء الفم بحیث إنه ینقطع فی ذلک الجزء، و لذا یقبل الزیادة و النقصان
______________________________
کشف الظنون، 1/ 861.
(1) شرح الحسن بن محمد النظام الأعرج النیسابوری (- 710 ه). و الشافیة لعثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (- 646 ه). بروکلمان، ج 5، ص 327- 328.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 644
و یختصّ بالإنسان وضعا کذا فی تیسیر القاری.
و عرّفه ابن سینا بأنه کیفیة تعرض للصوت بها أی بتلک الکیفیة یمتاز الصوت عن صوت آخر مثله فی الحدة و الثقل تمییزا فی المسموع. فقوله کیفیة أی هیئة وضعیة. و قوله تعرض للصوت أراد به ما یتناول عروضها له فی طرفه عروض الآن للزمان، فلا یرد ما قیل إنّ التعریف لا یتناول الصوامت کالتاء و الطاء و الدال فإنها لا توجد إلّا فی الآن الذی هو بدایة زمان الصوت أو نهایته فلا تکون عارضة له حقیقة، إذ العارض یجب أن یکون موجودا مع المعروض، و هذه الحروف الآنیة لا توجد مع الصوت الذی هو زمانی. و توضیح الدفع أنها عارضة للصوت عروض الآن للزمان و النقطة للخط، فإنّ عروض الشی‌ء للشی‌ء قد یکون بحیث یجتمعان فی الزمان و قد لا یکون، و حینئذ یجوز أن یکون کلّ واحد من الحروف الآنیة طرفا للصوت عارضا له عروض الآن للزمان. و قوله مثله فی الحدّة و الثقل لیخرج عن التعریف الحدّة و الثّقل فإنّهما و إن کانتا صفتین مسموعتین عارضتین للصوت یمتاز بهما ذلک الصوت عما یخالفه فی تلک الصفة العارضة، إلّا أنه لا یمتاز بالحدّة صوت عن صوت آخر یماثله فی الحدّة و لا بالثقل صوت عما یشارکه فیه. و قوله تمییزا فی المسموع لیخرج الغنّة و هی التی تظهر من تسریب الهواء بعضها إلی جانب الأنف و بعضها إلی الفم مع انطباق الشفتین، و البحوحة التی هی غلظ الصوت الخارج من الحلق، فإنّ الغنّة و البحوحة سواء کانتا ملذتین أو غیر ملذتین صفتان عارضتان للصوت یمتاز بهما عما یشارکه فی الحدّة و الثّقل، لکنهما لیسا مسموعین، فلا یکون التمییز الحاصل منهما تمییزا فی المسموع من حیث هو مسموع و نحوهما کطول الصوت و قصره، و کونه طیبا و غیر طیب، فإنّ هذه الأمور لیست مسموعة أیضا. أما الطول و القصر فلأنهما من الکمیات المحضة و المأخوذة مع الإضافة و لا شی‌ء منهما بمسموع و إن کان یتضمن هاهنا المسموع، فإنّ الطول إنما یحصل من اعتبار مجموع صوتین صوت حاصل فی ذلک الوقت و هو مسموع و صوت حاصل قبل ذلک الوقت و هو لیس بمسموع. و أمّا کون الصوت طیبا أی ملائما للطبع أو غیر طیب فأمر یدرکه الوجدان دون السمع فهما مطبوعان لا مسموعان، إذ قد تختلف هذه الأمور أعنی الغنّة و البحوحة و نحوهما و المسموع واحد، و قد تتّحد و المسموع مختلف، و ذلک لأنّ هذه الأمور و إن کانت عارضة للصوت المسموع إلّا أنها فی أنفسها لیست مسموعة فلا یکون اختلافها مقتضیا لاختلاف المسموع، و لا اتحادها مقتضیا لاتحاده، بخلاف العوارض المسموعة فإنّ اختلافها یقتضی اختلاف المسموع الذی هو مجموع الصوت و عارضه و اتحادها یقتضی اتحاد المسموع لا مطلقا بل باعتبار ذلک العارض المسموع. و الحق أنّ معنی التمییز فی المسموع لیس أن یکون ما به التمییز مسموعا بل أن یحصل به التمییز فی نفس المسموع بأن یختلف باختلافه و یتّحد باتحاده، کالحرف بخلاف الغنّة و البحوحة و نحوهما، کذا فی شرح المواقف فی مبحث الأصوات.
و یعرّف الحرف عند أهل الجفر بأنّه بناء مفرد مستقل بالدلالة و تسمّی دلالة الحروف دلالة أولیة، و دلالة الکلمة دلالة ثانیة، و هو موضوع علم الجفر، و بهذا صرح فی بعض رسائل الجفر. و لذا یسمّی علم الجفر بعلم الحروف.

تقسیمات حروف الهجاء

الأول إلی المعجمة و هی المنقوطة و غیر المعجمة و هی غیر المنقوطة و تسمی بالمهملة أیضا. الثانی إلی نورانی و ظلمانی. قال أهل الجفر الحروف النورانیة حروف فواتح السور و مجموعها صراط علی حق نمسکه و الباقیة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 645
ظلمانیة. و منهم من یسمّی الحروف النورانیة بحروف الحق و الظلمانیة بحروف الخلق. و منهم من قال: النورانیة تسمّی الأعلی و الظلمانیة قسمان. منها سبعة حروف تسمّی الأدنی و هی:
ب، ت، د، ذ، ض، و، غ، و السبعة الباقیة تسمّی أدنی الأدنی. کذا فی بعض رسائل الجفر. الثالث: إلی المسروری و الملبوبی و الملفوظی. و فی بعض رسائل الجفر: الحروف ثلاثة أقسام: 1- ملفوظی: و هی التی تلفظ بواسطة 3 حروف مثل: ألف و جیم و دال. و هذه 13 حرفا تنحصر فی قسمین: قسم زائد الحرکة مثل الألف التی وسطها متحرک و قسم زائد الأول و هو ثلاثة حروف: المیم و النون و الواو.
2- ملبوبی: و هو ما یلفظ بحرفین و هی 12 حرفا. انتهی کلامه. و ینبغی أن یعلم أنّ الحرف الملفوظی یشترک فیه أن لا یکون أوّله و آخره نفس الحرف، و إلّا فالمسروری یمکن اعتباره من الملفوظی. فحینئذ یلغی التقابل بین الأقسام. و هذا مبطل للتّقسیم الثلاثی و مؤیّد لما ذکره فی قاموس جهانگیری حیث قال: إنّ علماء العربیة ذکروا أنواع الحروف و قسّموها إلی ثلاثة أقسام: الأول: مسروری و هو ما یتم لفظه بواسطة حرفین اثنین و عددها: 12 حرفا و هی با تا ثا حا خا را زا طا ظا فا‌ها یا.
و الثانی: ملفوظی: و هو ما یلفظ بثلاثة أحرف لا یکون آخرها مثل أوّلها: و هی 13 حرفا: الف جیم دال ذال سین شین صاد ضاد عین غین قاف کاف لام.
و القسم الثالث: یقال له: ملبوبی و مکتوبی:
و هو ثلاثی الحروف و آخره مثل أوله و مجموعه 3 أحرف هی: المیم و النون و الواو. انتهی.
و لا یخفی أنّه فی هذا الکلام أطلق اسم الملبوبی علی المسروری بعکس الکلام السابق.
الرابع: إلی المنفصلة و غیرها فی أنواع البسط یأتی بالألف و الدال و الذال و الراء و الزای و الواو و لا، و یسمّیها الحروف السبعة المنفصلة و ما عداها یقال لها: غیر منفصلة.
الخامس: إلی المفردة و المتزاوجة التی تسمّی بالمتشابهة أیضا. و یقول فی أنواع البسط:
الحروف إما متشابهة، و تسمّی أیضا متزاوجة، و هی الحروف التی لا اختلاف بینها فی الصورة إلّا فی النقط مثل الحاء و الخاء.
و إمّا مفردة: و هی التی لیست کذلک «1».
______________________________
(1) و منهم من قال نورانی را أعلی خوانند و ظلمانی دو قسم‌اند هفت حروف را ادنی و آن ب ت د ذ ض و غ است و هفت حرف باقی را ادنی ادنی خوانند کذا فی بعض رسائل الجفر. الثالث الی المسروری و الملبوبی و الملفوظی. و فی بعض رسائل الجفر حروف سه قسم‌اند ملفوظی آنکه از ترکیب سه حرف در تلفظ تمام شود چون الف و جیم و دال و اینها سیزده حرف است منحصر در دو قسم قسمی زائد الحرکت چون الف که اوسط او متحرک است و قسمی زائد السکون چون جیم و دال.
و مسروری آنکه از ترکیب سه حرف بتلفظ آید لیکن حرف آخر از جنس اوّل بود و آن سه حرف است میم و نون و واو. ملبوبی آنکه تلفظ آن بدو حرف است و آنها دوازده حرف است انتهی کلامه. و باید دانست که در ملفوظی مشروط است که حرف اوّل و آخر از یک جنس نباشند و الا مسروری از اقسام ملفوظی گردد پس تقابل از اقسام برخیزد و این مبطل تقسیم است به سوی سه قسم و مؤید است این را آنچه در فرهنگ جهانگیری ذکر نموده و گفته که علماء عرب حروف را سه قسم ساخته‌اند اوّل را مسروری نامند و آن دو حرفی است و این دوازده حرف‌اند با تا ثا حا خا را زا طا ظا فا‌ها یا و قسم دویم را ملفوظی گویند و آن سه حرفی بود که آخرش از قسم اوّل نباشد و این سیزده حرف است الف جیم دال ذال سین شین صاد ضاد عین غین قاف کاف لام و قسم سوم را ملبوبی و مکتوبی گویند و آن سه حرفی باشد که آخرش از قسم اوّل باشد و این سه حرف است میم نون واو انتهی. و مخفی نیست که درین کلام ملبوبی را بر مسروری اطلاق نموده بعکس کلام سابق. الرابع إلی المنفصلة و غیرها در انواع البسط می‌آرد الف و دال و ذال و را و زا و واو و لا اینها حروف سبعه منفصله خوانند چه اینها در کتابت منضم بحرفی دیگر نمی‌شوند و اینها را خواتیم نیز خوانند و ماورای اینها را غیر منفصله گویند. الخامس إلی المفردة و المتزاوجة التی تسمّی بالمتشابهة أیضا. در انواع البسط میگوید حروف یا متشابه‌اند و متزاوجه نیز نامند و آن حروفی که در صور آنها تفاوتی نیست مگر به نقطه چون حا و خا و یا مفرده و آن حروفی که چنین نباشند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 646
السادس إلی المصوّتة و الصامتة فالمصوتة حروف المدّ و اللین أی حروف العلّة الساکنة التی حرکة ما قبلها مجانسة لها. و الصامتة ما سواها سواء کانت متحرکة أو ساکنة و لکن لیس حرکة ما قبلها من جنسها. فالألف أبدا مصوتة لوجوب کونها ساکنة و ما قبلها مفتوحا. و إطلاق اسم الألف علی الهمزة بالاشتراک اللفظی. و أما الواو و الیاء فقد تکونان صامتتین أیضا کذا فی شرح المواقف. السابع إلی زمانیة و آنیة. و فی شرح المواقف الحروف إمّا زمانیة صرفة کالمصوتة فإنها زمانیة عارضة للصوت باقیة معه زمانا بلا شبهة. و کذا بعض الصوامت کالفاء و القاف و السین و الشین و نحوها ممّا یمکن تمدیدها بلا توهّم تکرار، فإنّ الغالب علی الظنّ أنها زمانیة أیضا. و إمّا آنیة صرفة کالتاء و الطاء و غیرهما من الصوامت التی لا یمکن تمدیدها أصلا فإنها لا توجد فی آخر زمان حبس النفس کما فی لفظ بیت و فرط، أو فی أوله کما فی لفظ تراب، أو فی آن یتوسطهما، کما إذا وقعت تلک الصوامت فی أوساط الکلم فهی بالنسبة إلی الصوت کالنقطة و الآن بالنسبة إلی الخط و الزمان. و تسمیتها بالحروف أولی من تسمیتها بغیرها لأنها أطراف الصوت و الحرف هو الطرف. و أما آنیة تشبه الزمانیة و هی أن تتوارد افرادا آنیة مرارا فیظن أنها فرد زمانی کالراء و الحاء و الخاء، فإنّ الغالب علی الظن أنّ الراء فی آخر الدار مثلا راءات متوالیة، کلّ واحد منها آنی الوجود، إلّا أنّ الحسّ لا یشعر بامتیاز أزمنتها فیظنها حرفا واحدا زمانیا، و کذا الحال فی الحاء و الخاء کذا فی شرح المواقف. الثامن إلی المتماثلة و المتخالفة. فالمتماثلة ما لا اختلاف بینها بذواتها و لا بعوارضها المسمّاة بالحرکة و السکون کالیاءین المتحرکین بنوع واحد من الحرکة. و المتخالفة ما لیس کذلک سواء کانت متخالفة بالذات و الحقیقة کالیاء و المیم، أو بالعرض کالیاء الساکنة و المتحرکة کذا فی شرح المواقف. هذا لکن المذکور فی فن الصرف أنّ المتماثلة هی المتفقة فی الحقیقة و إن کانت مختلفة بالعوارض. قال فی الإتقان فی بحث الإدغام نعنی بالمتماثلین ما اتفقا مخرجا و صفة کالیاءین و اللامین، و بالمتجانسین ما اتفقا مخرجا و اختلفا صفة کالطاء و التاء و الظاء و الثاء، و بالمتقاربین ما تقاربا مخرجا أو صفة کالدال و السین و الضاد و الشین انتهی. فالحروف علی هذا أربعة أقسام. المتماثلة و المتجانسة و المتقاربة و ما لیس شیئا منها. التاسع إلی المجهورة و المهموسة فالمجهورة ما ینحصر جری النّفس مع تحرکه. و المهموسة بخلافها أی ما لا ینحصر جری النفس مع تحرکه.
و الانحصار الاحتباس و هی السین و الشین و الحاء و الخاء و الثاء المثلثة و التاء المثناة الفوقانیة و الصاد المهملة و الفاء و الهاء و الکاف.
و المجهورة ما سواها، ففی المجهورة یشبع الاعتماد فی موضعه. فمن إشباع الاعتماد یحصل ارتفاع الصوت، و الجهر هو ارتفاع الصوت فسمّیت بها. و کذا الحال فی المهموسة لأنه بسبب ضعف الاعتماد یحصل الهمس و هو الإخفاء، فإذا أشبعت الاعتماد و جری الصوت کما فی الضاد و الزاء و العین و الغین و الیاء فهی مجهورة رخوة، و إذا أشبعته و لم یجر الصوت کالقاف و الجیم و الطاء و الدال فهی مجهورة شدیدة. قیل المجهورة تخرج أصواتها من الصدر، و المهموسة تخرج أصواتها من مخارجها فی الفم و ذلک مما یرخی الصوت، فیخرج الصوت من الفم ضعیفا. ثم إن أردت الجهر بها و إسماعها أتبعت صوتها بصوت من الصدر لتفهم. و تمتحن المجهورة بأن تکرّرها مفتوحة أو مضمومة أو مکسورة، رفعت صوتک بها أو أخفیته، سواء أشبعت الحرکات حتی تتولّد الحروف نحو قا قا قا، أو قو قو قو، أو قی قی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 647
قی، أو لم تشبعها نحو ققق فإنّک تری الصوت یجری و لا ینقطع، و لا یجری النّفس إلّا بعد انقضاء الاعتماد و سکون الصوت. و أما مع الصوت فلا یجری و ذلک لأنّ النّفس الخارج من الصدر و هو مرکّب الصوت یحتبس إذا اشتدّ اعتماد الناطق علی مخرج الحرف، إذ الاعتماد علی موضع من الحلق أو الفم یحبس النّفس و إن لم یکن هناک صوت، و إنّما یجری النّفس إذا ضعف الاعتماد. و إنّما کرّرت الحروف فی الامتحان لأنک لو نطقت بواحد منها غیر مکرّر فعقیب فراغک منه یجری النّفس بلا فصل فیظن أنّ النفس إنّما خرج مع المجهورة لا بعده، فإذا تکرّر و طال زمان الحرف و لم یخرج النّفس مع تلک الحروف المکرّرة عرفت أنّ النطق بالحروف هو الحابس للنفس. و إنّما جاز إشباع الحرکات لأنّ الواو و الألف و الیاء أیضا مجهورة، فلا یجری مع صوتها النّفس. و أما المهموسة فإنّک إذا کرّرتها مع إشباع الحرکة أو بدونها فإنّ جوهرها لضعف الاعتماد علی مخارجها لا یحبس النّفس، فیخرج النّفس و یجری کما یجری الصوت نحوک، و قس علی هذا. العاشر إلی الشدیدة و الرخوة و ما بینهما. فالشدیدة ما ینحصر جری صوته فی مخرجه عند إسکانه فلا یجری الصوت و الرخوة بخلافها. و أما ما بینهما فحروف لا یتم لها الانحصار و لا الجری. و إنما اعتبر إسکان الحروف لأنّک لو حرّکتها، و الحرکات أبعاض الحروف من الواو و الیاء و الألف و فیها رخاوة ما، لجرت الحرکات لشدة اتصالها بالحروف الشدیدة إلی شی‌ء من الرخاوة فلم یتبین شدتها. فقید الإسکان لامتحان الشدیدة من الرخوة. فالحروف الشدیدة الهمزة و الجیم و الدال و الطاء المهملتان و الباء الموحدة و التاء المثناة الفوقانیة و الکاف و القاف. و الرخوة ما عدا هذه الحروف المذکورة، و ما عدا حروف لم یرو عنا فإنها لیست شدیدة و لا رخوة فهی مما بینهما. و إنّما جعل هذه الأحرف الثمانیة أی اللام و المیم و الیاء المثناة التحتانیة و الراء المهملة و الواو و العین المهملة و النون و الألف مما بینهما أی بین الشدیدة و الرخوة لأنّ الشدیدة هی التی ینحصر الصوت فی مواضعها عند الوقف، و هذه الأحرف الثمانیة ینحصر الصوت فی مواضعها عند الوقف أیضا لکن یعرض لها إعراض توجب حصر الصوت من غیر مواضعها.
أما العین فینحصر الصوت عند مخرجه لکن لقربه من الحاء التی هی من المهموسة ینسلّ صوته قلیلا فکأنّک وقفت علی الحاء. و أما اللام فمخرجها أعنی طرف اللسان لا یتجافی عن موضعه من الحنک عند النطق به، فلا یجری منه صوت، لکن لمّا لم یسدّ طریق الصوت بالکلیة کالدال بل انحرف طرف اللسان عند النطق به خرج الصوت عند النطق به من متشدّق اللسان فویق مخرجه. و أمّا المیم و النون فإنّ الصوت لا یخرج عن موضعهما من الفم، لکن لمّا کان لهما مخرجان فی الفم و الخیشوم جری الصوت من الأنف دون الفم لأنّک لو أمسکت أنفک لم یجر الصوت بهما. و أمّا الراء فلم یجر الصوت فی ابتداء النطق به لکنه جری شیئا لانحرافه و میله إلی اللام کما قلنا فی العین المائل إلی الحاء، و أیضا و الراء مکرّر فإذا تکرّر جری الصوت معه فی أثناء التکریر. و کذلک حروف العلّة لا یجری الصوت معها کثیرا، لکن لمّا کان مخارجها تتسع لهواء الصوت أشدّ من اتساع غیرها من المجهورة کان الصوت معها یکثر فیجری منه شی‌ء. و اتساع مخرج الألف لهواء صوته أکثر من اتساع مخرجی الواو و الیاء لهواء صوتهما، فلذلک سمّی الهاوی أی ذا الهواء کالناشب و النابل. و إنّما کان الاتساع للألف أکثر لأنّک تضم شفتیک للواو فتضیق المخرج و ترفع لسانک قبل الحنک للیاء. و أما الألف فلا یعمل له شی‌ء من هذا، فأوسعهنّ
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 648
مخرجا الألف ثم الیاء ثم الواو، فهذه الحروف أخفی الحروف لاتساع مخارجها و أخفاهن الألف لسعة مخرجها أکثر.
اعلم أنّ الفرق بین الشدیدة و المجهورة أن الشدیدة لا یجری الصوت بها بل إنّک تسمع به فی آن ثم ینقطع. و المجهورة لا اعتبار فیها لعدم جری الصوت بل الاعتبار فیها لعدم جری النّفس عند التصویت بها. هذا کله ما ذهب إلیه ابن الحاجب و اختاره الرضی. و بعضهم أخرج من المجهورة الأحرف السبعة التی هی من الرخوة أی الضاد و الطاء و الذال و الزاء و العین و الغین و الیاء، فیبقی فیها الحروف الشدیدة، و أربعة أحرف مما بینهما و هی اللام و المیم و الواو و النون، فیکون مجموع المجهورة عنده اثنی عشر حرفا، و هی حروف و لمن أجدک قطبت. و هذا القائل ظنّ أنّ الرخاوة تنافی الجهر و لیس بشی‌ء لأنّ الرخاوة أن یجری الصوت بالحرف، و الجهر رفع الصوت بالحرف سواء جری الصوت أو لم یجر. الحادی عشر إلی المطبقة و المنفتحة. فالمطبقة ما ینطبق معه الحنک علی اللسان لأنّک ترفع اللسان إلیه فیصیر الحنک کالطبق علی اللسان، فتکون الحروف التی یخرج بینهما مطبقا علیهما، و هی الصاد و الضاد و الطاء و الظاء. و أما قول ابن الحاجب من أنّها ما ینطبق علی مخرجه الحنک فلیس بمطّرد لأنّ مخرج الضاد حافّة اللسان و حافته ینطبق علیها الأضراس و باقی اللسان ینطبق علیه الحنک. قال سیبویه لو لا الإطباق فی الصاد لکان سینا و فی الظاء لکان ذالا و فی الطاء لکان دالا، و لخرجت الضاد من الکلام لأنه لیس شی‌ء من الحروف فی موضعها غیرها.
و المنفتحة بخلافها لأنه ینفتح ما بین اللسان و الحنک عند النطق بها، و هی ما سوی الحروف الأربعة المطبقة. الثانی عشر إلی المستعلیة و المنخفضة. فالمستعلیة ما یرتفع بسببها اللسان و هی الحروف الأربعة المطبقة و الخاء و الغین المعجمتان و القاف لأنه یرتفع بهذه الثلاثة أیضا اللسان، لکن لا إلی حدّ انطباق الحنک علیها. و المنخفضة ما ینخفض معه اللسان و لا یرتفع و هی ما عدا المستعلیة. و بالجملة فالمستعلیة أعمّ من المطبقة إذ لا یلزم من الاستعلاء الإطباق و یلزم من الإطباق الاستعلاء.
و لذا یسمّی الأحرف الأربعة المطبقة مستعلیة مطبقة. الثالث عشر إلی حروف الذّلاقة و المصمتة، فحروف الذّلاقة ما لا ینفک عنه رباعی أو خماسی إلّا شاذا کالعسجد و الدهدقة و الزهزقة و العسطوس، و هی المیم و الراء المهملة و الباء الموحدة و النون و الفاء و اللام. و المصمتة بخلافها و هی حروف ینفک عنها رباعی و خماسی و هی ما سوی حروف الذلاقة.
و الذلاقة الفصاحة و الخفة فی الکلام، و هذه الحروف أخفّ الحروف. و لذا لا ینفک عنها رباعی و خماسی فسمّیت بها. و الشی‌ء المصمت هو الذی لا جوف له فیکون ثقیلا فسمّیت بذلک لثقلها علی اللسان. الرابع عشر إلی حروف القلقلة و غیرها. فحروف القلقلة ما ینضم إلی الشدّة فیها ضغط فی الوقف و ذلک لاتفاق کونها شدیدة مجهورة معا. فالجهر یمنع النّفس أن یجری معها، و الشدّة تمنع الصوت أن یجری معها، فلذلک یحصل ما یحصل من الضغط للمتکلّم عند النطق بها ساکنة فیحتاج إلی قلقلة اللسان و تحریکه عن موضع، حتی یجری صوتها فیسمع، و هی القاف و الدال المهملة و الطاء المهملة و الباء الموحدة و الجیم. و قال المبرّد لیس القاف منها بل الکاف و غیرها ما سواها.
الخامس عشر إلی حروف الصفیر و غیرها.
فحروف الصفیر ما یصفر بها أی یصوت بها و هی الزاء المعجمة و الصاد و السین المهملتان، سمّیت بها لوجود الصفیر عند النطق بها و غیرها غیرها. السادس عشر إلی حروف العلّة و غیرها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 649
فحروف العلة الألف و الواو و الیاء، سمّیت بها لکثرة دورانها علی لسان العلیل فإنّه یقول وای و غیرها غیرها. و حروف العلّة تسمّی بالحروف الجوفیة أیضا لخروجها من الجوف. ثم إنّ حروف العلّة إذا سکنت تسمّی حروف لین، ثم إذا جانسها حرکة ما قبلها فتسمّی حروف مدّ، فکلّ حرف مدّ حرف لین و لا ینعکس. و الألف حرف مدّ أبدا و الواو و الیاء تارة حرفا مدّ و تارة حرفا لین، هکذا ذکر فی بعض شروح المفصل «1». و کثیرا ما یطلقون علی هذه الحروف حرف المدّ و اللین مطلقا، فهو إمّا محمول علی هذا التفصیل أو تسمیة الشی‌ء باسم ما یئول إلیه. هکذا فی جاربردی شرح الشافیة فی بحث التقاء الساکنین. و قیل بتباین المدّ و اللین و عدم صدق أحدهما علی الآخر، لکن من المحققین من جعل بینهما عموما و خصوصا مطلقا کذا فی تیسیر القاری. السابع عشر إلی حروف اللین و المدّ و غیرها و قد عرفت قبیل هذا. الثامن عشر إلی الأصلیة و الزائدة.
فالأصلیة ما ثبت فی تصاریف اللفظ کبقاء حروف الضرب فی متصرفاته. و الزائدة ما سقط فی بعضها کواو قعود فی قعد. ثم إذا أرید تعلیم المتعلمین فالطریق أن یقال إذا وزن اللفظ فما کان من حروفه فی مقابلة الفاء و العین و اللام الأولی و الثانیة و الثالثة فهو أصلی و ما لیس کذلک فهو زائد. و لیس المراد من الزائد هاهنا ما لو حذف لدلّ الکلمة علی ما دلّت علیه و هو فیها، فإنّ ألف ضارب زائدة لو حذفت لم یدل الباقی علی اسم الفاعل، کذا فی جاربردی حاشیة الشافیة. و حروف الزیادة حروف: الیوم تنساه، أعنی أنه إذا وجد فی الکلمة زائد لا یکون إلّا من تلک الحروف لا من غیرها.
و لمعرفة الزائد من الأصلی طرق کالاشتقاق و عدم النظیر و غیرهما یطلب من الشافیة و شروحه فی بحث ذی الزیادة.
و الحروف فی اصطلاح الصوفیة الصورة المعلومیة فی عرضة العلم الإلهی قبل انصباغها بالوجود العینی. کذا قال الشیخ الکبیر صدر الدین «2» فی النفحات «3». و یجی‌ء فی لفظ الکلمة. و فی الإنسان الکامل فی باب أم الکتاب: أمّا الحروف فالمنقوطة منها عبارة عن الأعیان الثابتة فی العلم الإلهی، و المهملة منها نوعان، مهملة تتعلق بها الحروف و لا تتعلّق هی بها و هی خمسة: الألف و الدال و الراء و الواو و اللام، فالألف إشارة إلی مقتضیات کمالاته و هی خمسة، الذات و الحیاة و العلم و القدرة و الإرادة إذ لا سبیل إلی وجود هذه الأربعة إلّا للذات، فلا سبیل إلی کمالات الذات إلّا بها.
و مهملة تتعلّق بها الحروف و تتعلّق هی بها و هی تسعة. فالإشارة بها إلی الإنسان الکامل لجمعه بین الخمسة الإلهیة و الأربعة الخلقیة و هی العناصر الأربع مع ما تولّد منها فکانت أحرف الإنسان الکامل غیر منقوطة لأنّه خلقها علی صورته، و لکن تمیّزت الحقائق المطلقة الإلهیة
______________________________
(1) المفصّل فی النحو: للعلامة جار اللّه أبی القاسم محمود بن عمر الزمخشری الخوارزمی (- 538 ه). و له شروحات عدیدة منها: شرح للشیخ أبی عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النحوی (- 646 ه) و سمّاه الإیضاح. و شرح للشیخ أبی البقاء عبد اللّه بن الحسین العکبری النحوی (- 610 ه) و سمّاه الإیضاح أیضا أو المحصل حسب أسانید خواجه محمد.
و هناک شرح للشیخ أبی عبد اللّه محمد بن عبد اللّه المعروف بابن مالک النحوی (- 672 ه)، و شرح للإمام فخر الدین محمد بن عمر الرازی (- 606 ه)، و غیرهم … کشف الظنون، 2/ 1774- 1777.
(2) صدر الدین محمد بن اسحاق القونوی (- 673 ه) وردت ترجمته.
(3) النفحات الإلهیة: للشیخ صدر الدین محمد بن اسحاق القونوی (- 673 ه). کشف الظنون، 2/ 1967. الاعلام، 6/ 30.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 650
عن الحقائق المقیّدة الإنسانیة لاستناد الإنسان إلی موجد یوجده. و لو کان هو الموجد فإنّ حکمه أن یستند إلی غیره. و لذا کانت حروفه متعلّقة بالحروف و تتعلّق الحروف بها. و لما کان حکم واجب الوجود أنّه قائم بذاته غیر محتاج فی وجوده إلی غیره مع احتیاج الکلّ إلیه.
کانت الحروف المشیرة إلی هذا المعنی من الکتاب مهملة تتعلّق بها الحروف و لا تتعلق هی بحرف منها. و لا یقال إنّ لام ألف حرفان فإن الحدیث النبوی قد صرّح بأن لام ألف حرف واحد فافهم.
و اعلم أنّ الحروف لیست کلمات لأنّ الأعیان الثابتة لا تدخل تحت کلمة کن إلّا عند الإیجاد العینی، و أمّا هی ففی أوجهها و تعیینها العلمی فلا یدخل علیها اسم التکوین، فهی حقّ لا خلق، لأنّ الخلق عبارة عمّا دخل تحت کلمة کن، و لیست الأعیان فی العلم بهذا الوصف، لکنها ملحقة بالحدوث إلحاقا حکمیا لما تقتضیه ذواتها من استناد وجود الحادث فی نفسه إلی قدیم. فالأعیان الموجودة المعبّر عنها بالحروف ملحقة فی العالم العلمی بالعلم الذی هو ملحق بالعالم فهی بهذا الاعتبار الثانی قدیمة انتهی کلامه.
و قال الشیخ عبد الرزاق الکاشی: إنّ حروف الحقائق بسیطة و هی من الأعیان، و أمّا الحروف العالیة فهی للشئون الذاتیة و هی کامنة فی غیب الغیوب، کالشّجرة فی النواة. و اعلم أنّ أهل الجفر یقولون لبعض حروف الزمام حروف أوتاد. و ذلک کالأوّل و الرابع، و مثل هذین الحرفین یتجاوزونهما و یأخذون الحرف الثالث کما سیرد فی بحث الوتد. و یقول بعضهم: الحروف أدوار. و هی دائما أربعة:
الأول: حرف زمام، و الثانی: الحرف الأخیر، و الثالث: الحرف الأول للزمام الأخیر. و الحرف الرابع: الحرف الأخیر لذلک. و یسمّی بعضهم الحروف قلوبا. و تلک الحروف هی التی وسط الزمام. و علیه فإذا کانت الحروف و السطور کل منها شفعا فتکون حروف القلوب أربعة و هی وسط جمیع الحروف، و إذا کانت مفردة کلاهما. فهو واحد (أی حرف القلب) و فی غیر هذا الشّکل حروف القلوب اثنان. مثلا: إذا کان عدد الحروف و السطور کلّ منها تسعة. و علیه فحرف القلب هو الخامس من السطر الخامس.
و إذا کان عدد الحروف ثمانیة و عدد السطور أربعة فالحرف الرابع و الخامس من کلّ من السطر الثانی و الثالث هی حروف قلوب. یعنی کل أربعة و إذا کانت الحروف سبعة و السطور أربعة، فالحرف الرابع من کلّ السطرین الثانی و الثالث هی حروف قلوب. و إذا کانت الحروف عشرة و السطور خمسة، فالخامس و السادس من السطر الثالث هی حروف قلوب. و علی هذا فقس. کذا فی أنواع البسط «1».
______________________________
(1) و شیخ عبد الرزاق کاشی گفته حروف حقائق بسیطه‌اند از اعیان و حروف عالیات شئون ذاتیه‌اند کامنه در غیب الغیوب چون شجر در نواة. بدان که اهل جفر از حروف زمام بعضی را حروف اوتاد گویند و آن اوّل و چهارم و مثل این دو حرف از میان بگذارند و حرف سیوم بگیرند چنانچه در لفظ وتد هم خواهد آمد و بعضی را حروف ادوار گویند و آن همیشه چهار باشند یکی حرف اوّل زمام اوّل دویم حرف آخر آن سوم حرف اوّل زمام آخرین چهارم حرف آخر آن و بعضی را حروف قلوب نامند و آن حروف وسط زمام‌اند پس اگر حروف و سطور هر دو زوج باشند حروف قلوب چهار باشند که وسط جمیع حروف باشند و اگر هر دو فرد باشند یک باشد و در غیر این دو صورت حروف قلوب دو باشند مثلا اگر عدد حروف و سطور نه نه باشند پس حرف قلب پنجمی حرف سطر پنجم باشد و اگر عدد حروف هشت باشند و عدد سطور چهار چهارم و پنجم از هریک از سطر دویم و سیوم حروف قلوب باشند یعنی هر چهار و اگر حروف هفت و سطور چهار باشند چهارم حروف از هریک از سطر دویم و سویم قلوب باشند و اگر حروف ده و سطور پنج باشند پنجم و ششم از سطر سیوم قلوب باشند هم برین قیاس کذا فی انواع البسط.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 651

الحرف:

[فی الانکلیزیة]Particle
[فی الفرنسیة]Particule
فی اصطلاح النحاة کلمة دلّت علی معنی فی غیره و یسمّی بحرف المعنی أیضا، و بالأداة أیضا. و یسمّیه المنطقیون بالأداة. و معنی قولهم علی معنی فی غیره علی معنی ثابت فی لفظ غیره، فإنّ اللام فی قولنا الرجل مثلا یدلّ بنفسه علی التعریف الذی هو فی الرجل، و هل فی قولنا هل قام زید یدلّ بنفسه علی الاستفهام الذی هو فی جملة قام زید. و قیل المعنی علی معنی حاصل فی غیره أی باعتبار متعلّقه لا باعتباره «1» فی نفسه. و هذا هو التحقیق؛ و قد مرّ ذلک مستوفی فی لفظ الاسم.
ثم الحروف بعضها عاملة جارة کانت أو جازمة أو ناصبة صرفة کان و أخواتها، أو مع الرفع کالحروف المشبّهة بالفعل و هی إنّ و أنّ و کأنّ ولیت و لعلّ و لکنّ فإنها تنصب الاسم و ترفع الخبر علی عکس ما و لا المشبّهتین بلیس، و بعضها غیر عاملة کحروف العطف کالواو و أو و بل و نحوها مما یحصل به العطف، و حروف الزیادة التی لا یختلّ بترکها أصل المعنی کإن المکسورة المخففة و تسمّی بحروف الصّلة کما یجی‌ء فی لفظ الصلة. و حروف النفی الغیر العاملة، و حروف النداء التی یحصل بها النداء کیا، و حروف الاستثناء و حروف الاستفهام، و حروف الإیجاب کنعم و بلی، و حروف التنبیه کها و ألا، و حروف التحضیض کهلا و ألّا، و حروف التفسیر کأی، و حروف التنفیس کالسین و سوف، و حرف التوقّع کقد، و حرف الردع أی الزجر و المنع و هو کلّا، و غیر ذلک. و إن شئت تفاصیل هذه فارجع إلی کتب النحو.

الحرق:

[فی الانکلیزیة]Ardour،flame
[فی الفرنسیة]Ardeur،flamme
بالفتح و بالراء المهملة الساکنة سوختن.
و فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن واسطة التّجلّیات التی هی جاذبة للسّالک نحو الفناء.
کذا فی لطائف اللغات «2».

الحرقة:

[فی الانکلیزیة]Sourness،heartburn
[فی الفرنسیة]Aigreur
بالضم و سکون الراء المهملة سوزش و ما یجده الإنسان فی العین من الرّمد أو فی القلب من الألم أو فی طعم شی‌ء محرق. و حرقة البول وجع احتراقی عند خروج البول کذا فی بحر الجواهر.
و الحرقة عند البلغاء هی أن یؤتی بکلام یبعث علی الرّقّة و یدعو إلی البکاء، و إن یکن ترکیبه عادیا و معانیه لیست بدیعة. و لا صناعة فیها. و لکنها وجدانیة و لیس ثمّة إجماع علی ذلک، بخلاف الذوق فإنّه شرط، و لا یتلذّذ بهذا الکلام إلّا أصحاب القلوب. و هو مؤثّر فی ذوی الطباع السّلیمة لأنّه یذکر عظمة الباری تعالی و هیبته و استغناءه. و مثل هذا الکلام یسمّی بالحقیقی و یمکن أن یکون الکلام بالوصف المذکور إذا تضمّن ذکر الثناء علی بعض الناس و الأحبة و الفراق، و إمّا أن یتعلّق بقلّة وفاء الزمان أو غلبة الشوق و شدّة ألم الفراق و أمثال ذلک.
و مثل هذا الکلام یدعی مجازیا. کذا فی جامع الصنائع «3».
______________________________
(1) لاعتباره (م).
(2) و در اصطلاح صوفیه عبارتست از واسطه تجلیات که جاذب است سالک را سوی فنا کذا فی لطائف اللغات.
(3) و حرقت نزد بلغاء آنست که کلام به طوری گوید که رقّت آرد و موجب بکاء شود اگرچه ترکیب عالی و معانی بدیع ندارد و مصنوع نباشد و این وجدانی است و لیکن اجماع بدان شرط نیست چنانچه در ذوق شرط است و تلذذ بدان جز اهل دل نگیرد و مؤثر در طبائع سلیم بود بسبب ذکر عظمت و قدرت و هیبت و بی‌نیازی باری تعالی و این چنین کلام را حقیقی خوانند و یا بسبب ذکر ثنای اشخاص و محبوبات و وقوع مفارقت احباء و اصحاب بود و یا ببیان بی وفائی دوران بود و غلبات اشتیاق و شدائد فراق و مانند آن باشد و این‌چنین کلام را مجازی خوانند کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 652

الحرکة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Movement،motion
[فی الفرنسیة]Mouvement
بفتح الحاء و الراء المهملة فی العرف العام النقل من مکان إلی مکان، هکذا ذکر العلمی فی حاشیة شرح هدایة الحکمة، و هذا هو الحرکة الأینیة المسماة بالنقلة. قال صاحب الأطول: لا تطلق الحرکة عند المتکلمین إلّا علی هذه الحرکة الأینیة و هی المتبادرة فی استعمالات أهل اللغة. و قد تطلق عند أهل اللغة علی الوضعیة دون الکمیّة و الکیفیة انتهی.
و هکذا فی شرح المواقف. و یؤید الإطلاقین ما وقع فی شرح الصحائف «1» من أنّ الحرکة فی العرف العام انتقال الجسم من مکان إلی مکان آخر، أو انتقال أجزائه کما فی حرکة الرّحی انتهی.
و عند الصوفیة الحرکة السلوک فی سبیل اللّه تعالی، کذا فی لطائف اللغات:
ثم المتکلمون عرّفوا الحرکة بحصول جوهر فی مکان بعد حصوله فی مکان آخر أی مجموع الحصولین لا الحصول فی الحیز الثانی المقیّد بکونه بعد الحصول فی الحیز الأول، و إن کان متبادرا من ظاهر التعریف. و لذا قیل الحرکة کونان فی آنین فی مکانین، و السکون کونان فی آنین فی مکان واحد. و یرد علیه أنّ ما أحدث «2» فی مکان و استقر فیه آنین و انتقل منه فی الآن الثالث إلی مکان آخر لزم أن یکون کون ذلک الحادث فی الآن الثانی جزءا من الحرکة و السکون، فإنّ هذا الکون مع الکون الأول یکون سکونا، و مع الثالث یکون حرکة، فلا تمتاز الحرکة عن السکون بالذات، بمعنی أنّه یکون الساکن فی آن سکونه أعنی الآن الثانی شارعا فی الحرکة. فالحق هو المعنی المتبادر من التعریف. و لذا قیل الحرکة کون أول فی مکان ثان، و السکون کون ثان فی مکان أول.
و یرد علیه و علی القول الأول أیضا أنّ الکون فی أول زمان الحدوث لا یکون حرکة و لا سکونا.
اعلم أنّ الأشاعرة علی أنّ الأکوان و سائر الأعراض متجدّدة فی کل آن. و المعتزلة قد اتفقوا علی أنّ السکون کون باق غیر متجدّد، و اختلفوا فی الحرکة هل هی باقیة أم لا؟ فعلی القول ببقاء الأکوان یردّ علی کلا الفریقین أنه لا معنی للکونین و لا لکون الکون أولا، و ثانیا لعدم تعدّده اللهم إلّا أن یفرض التجدّد فرضا.
و علی القول بعدم بقائها یرد أن لا یکون الحرکة و السکون موجودین لعدم اجتماع الکونین فی الوجود، اللهم إلّا أن یقال یکفی فی وجود الکل وجود أجزائه و لو علی سبیل التعاقب.
و قیل الحق أنّ السکون مجموع الکونین فی مکان واحد، و الحرکة کون أول فی مکان ثان.
و مما یجب أن یعلم أنّ المراد بکونین فی مکان أنّ أقل السکون ذلک و بالکون الثانی فی مکان أول ما یعمّ الکون الثالث. و علی هذا قس سائر التعاریف.
و اعلم أیضا أنّ جمیع التعاریف لا یشتمل الحرکة الوضعیة لأنّه لا کون للمتحرک بها إلّا فی المکان الأول، هکذا یستفاد مما ذکره المولوی عصام الدین و المولوی عبد الحکیم فی حواشیهما علی شرح العقائد النسفیة. و یجی‌ء ما یدفع بعض الشکوک فی لفظ الکون.
و أمّا الحکماء فقد اختلفوا فی تعریف
______________________________
(1) المعارف فی شرح الصحائف: لشمس الدین محمد بن أشرف السمرقندی (- بعد 690 ه). و هو شرح لکتاب الصحائف فی الکلام، و علی هذا الکتاب شرحان أیضا للبهشتی (- 979 ه).
هدیة العارفین، 2/ 106. کشف الظنون، 2/ 107.
(2) حدث (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 653
الحرکة. فقال بعض القدماء هی خروج ما بالقوة إلی الفعل علی التدریج. بیانه أنّ الشی‌ء الموجود لا یجوز أن یکون بالقوة من جمیع الوجوه و إلّا لکان وجوده أیضا بالقوة، فیلزم أن لا یکون موجودا، فهو إمّا بالفعل من جمیع الوجوه و هو البارئ تعالی، و العقول علی رأیهم أو بالفعل، من بعضها و بالقوة من بعض. فمن حیث إنّه موجود بالقوة لو خرج ذلک البعض من القوة إلی الفعل فهو إمّا دفعة و هو الکون و الفساد فتبدل الصورة الناریة بالهوائیة انتقال دفعی، و لا یسمّونه حرکة بل کونا و فسادا، و إمّا علی التدریج و هو الحرکة. فحقیقة الحرکة هو الحدوث أو الحصول أو الخروج من القوة إلی الفعل إمّا یسیرا یسیرا أو لا دفعة أو بالتدریج.
و کل من هذه العبارات صالحة لإفادة تصوّر الحرکة. لکن المتأخّرین عدلوا عن ذلک لأنّ التدریج هو وقوع الشی‌ء فی زمان بعد زمان، فیقع الزمان فی تعریفه، و الزمان مفسّر بأنّه مقدار الحرکة، فیلزم الدور. و کذا الحال فی اللادفعة، و کذا معنی یسیرا یسیرا. فقالوا الحرکة کمال أول لما هو بالقوة من جهة ما هو بالقوة.
و هکذا قال أرسطو. و توضیحه أنّ الجسم إذا کان فی مکان مثلا و أمکن حصوله فی مکان آخر فله [هناک] «1» إمکانان، إمکان الحصول فی المکان الثانی، و إمکان التوجّه إلیه. و کلّ ما هو ممکن الحصول له فإنه إذا حصل کان کمالا له، فکل من التوجه إلی المکان الثانی و الحصول فیه کمال، إلّا أنّ التوجّه متقدّم علی الحصول لا محالة، فوجب أن یکون الحصول بالقوة ما دام التوجّه بالفعل. فالتوجّه کمال أول للجسم الذی یجب أن یکون بالقوة فی کماله الثانی الذی هو الحصول. ثم إنّ التوجّه ما دام موجودا فقد بقی منه شی‌ء بالقوة. فالحرکة تفارق سائر الکمالات بخاصتین: إحداهما أنها من حیث إنّ حقیقتها هی التأدّی إلی الغیر، و السلوک إلیه تستلزم أن یکون هناک مطلوب ممکن الحصول غیر حاصل معها بالفعل لیکون التأدّی تأدّیا إلیه، و لیس شی‌ء من سائر الکمالات بهذه الصفة، إذ لیست ماهیتها التأدّی إلی الغیر و لا یحصل فیها واحد من هذین الوصفین. فإنّ الشی‌ء مثلا إذا کان مربعا بالقوة ثم صار مربعا بالفعل فحصول المربعیة من حیث هو هو لا یستعقب شیئا و لا یبقی عند حصولها شی‌ء منها بالقوة. و أما الإمکان الاستعدادی و إن کان یستلزم أن لا یکون المقبول غیر حاصل معه بالفعل فإنّ التحقیق أنّ الاستعداد یبطل مع الفعل لکن حقیقتها لیس التأدّی. و ثانیتهما أنها تقتضی أن یکون شی‌ء منها بالقوة فإنّ المتحرّک إنما یکون متحرکا إذا لم یصل إلی المقصد، فإنّه إذا وصل إلیه فقد انقطع حرکته، و ما دام لم یصل فقد بقی من الحرکة شی‌ء بالقوة. فهویة الحرکة مستلزمة لأن یکون محلها حال اتصافه بها یکون مشتملا علی قوتین، قوة بالقیاس إلیها و قوة أخری بالقیاس إلی ما هو المقصود بها. أما القوة التی بالنسبة إلی المقصد فمشترکة بلا تفاوت بین الحرکة، بمعنی القطع و الحرکة بمعنی التوسط. فإنّ الجسم ما دام فی المسافة لم یکن واصلا إلی المنتهی، و إذا وصل إلیه لم تبق الحرکة أصلا. و أما القوة الأخری ففیها تفاوت بینهما، فإنّ الحرکة بمعنی القطع حال اتصاف المتحرّک بها یکون بعض أجزائها بالقوة و بعضها بالفعل. فالقوة و الفعل فی ذات شی‌ء واحد. و الحرکة بمعنی التوسّط إذا حصلت کانت بالفعل، و لم تکن هناک قوة متعلّقة بذاتها، بل بنسبتها إلی حدود المسافة. و تلک النسبة خارجة عن ذاتها عارضة لها کما ستعرف. فقد ظهر أنّ الحرکة کمال بالمعنی المذکور للجسم الذی هو بالقوة فی ذلک الکمال و فیما یتأدّی
______________________________
(1) [هناک] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 654
إلیه ذلک الکمال. و بقید الأول تخرج الکمالات الثانیة، و بقید الحیثیة المتعلّقة بالأول تخرج الکمالات الأولی علی الإطلاق، أعنی الصورة النوعیة لأنواع الأجسام و الصور الجسمیة للجسم المطلق فإنّها کمالات أولی لما بالقوة، لکن لا من هذه الحیثیة بل مطلقا، لأنّ تحصیل هذه الأنواع و الجسم المطلق فی نفسه إنّما هو بهذه الصور و ما عداها من أحوالها تابعة لها، بخلاف الحرکة فإنّها کمال أول من هذه الحیثیة فقط، و ذلک لأنّ الحرکة فی الحقیقة من الکمالات الثانیة بالقیاس إلی الصور النوعیة.
و إنّما اتصفت بالأولیة لاستلزامها ترتّب کمال آخر علیها بحیث یجب کونه بالقوة معها فهی أول بالقیاس إلی ذلک الکمال، و کونه بالقوة معها لا مطلقا. فالحاصل أنّ الحرکة کمال أول للجسم الذی هو بالقوة فی کماله الثانی بحیث یکون أولیته من جهة الأمر الذی هو له بالقوة بأن تکون أولیة هذا الکمال بالنسبة إلیه.
و هاهنا توجیهان آخران. الأول أن یکون قولهم من جهة ما هو بالقوة متعلّقا بما یتعلّق به قولهم لما هو بالقوة کالثابت و الحاصل، فیکون المعنی کمال أول حاصل للجسم الذی یجب کونه معه بالقوة فی کماله الثانی، و متعلّق به من جهة کونه بالقوة، و ذلک لأنّ الحرکة کمال بالنسبة إلی الوصول أو بقیة الحرکة للجسم الذی یجب کونه معه بالقوة فی کماله الثانی، و حصوله له من جهة کونه بالقوة إذ علی تقدیر الوصول أو بقیة الحرکة بالفعل تکون الحرکة منقطعة غیر حاصلة للجسم. و بیان فائدة القیود مثل ما مرّ، لکن بقی انتقاض تعریف الحرکة بالإمکان الاستعدادی إذ یصدق أنّه کمال بالنسبة إلی ما یترتب علیه سواء کان قریبا أو بعیدا للجسم الذی یجب کونه معه بالقوة فی الکمال الثانی، من جهة کونه بالقوة، فإنّه إذا حصل ما یترتّب علیه بطل استعداده، و کذلک أولیة الاستعداد بالنسبة إلی ما یترتب. و الثانی أن یکون متعلّقا بلفظ الکمال و یکون المعنی أنّ الحرکة کمال أول للجسم الذی هو بالقوة فی کماله الثانی من جهة المعنی الذی هو به بالقوة، بأن یکون ذلک المعنی سببا لکمالیته، و ذلک فإنّ الحرکة لیست کمالا له من جهة کونه جسما أو حیوانا بل إنما هی کمال من الجهة التی باعتبارها کان بالقوة، أعنی حصوله فی أین مخصوص أو وضع مخصوص أو غیر ذلک؛ و فیه نظر، و هو أنّ الحرکة لیست کمالا من جهة حصوله فی أین أو وضع أو غیر ذلک، فإنّ کمالیتها إنما هو باعتبار حصولها بعد ما کان بالقوة.
و یردّ علی التوجیهات الثلاثة أنه یخرج من التعریف الحرکة المستدیرة الأزلیة الأبدیة الفلکیة علی زعمهم، إذ لا منتهی لها إلّا بالوهم، فلیس هناک کمالان أول هو الحرکة و ثان هو الوصول إلی المنتهی إلّا إذا اعتبر وضع معین و اعتبر ما قبله دون ما بعده؛ إلّا أنّ هذا منتهی بحسب الوهم دون الواقع المتبادر من التعریف. و فی الملخص أنّ تصور الحرکة أسهل مما ذکر فإنّ کل عاقل یدرک التفرقة بین کون الجسم متحرکا و بین کونه ساکنا. و أمّا الأمور المذکورة فمما لا یتصورها إلّا الأذکیاء من الناس.
و قد أجیب عنه بأنّ ما أورده یدلّ علی تصورها بوجه و التصدیق بحصولها للأجسام لا علی تصوّر حقیقتها.
اعلم انهم اختلفوا فی وجود الحرکة.
فقیل بوجوده و قیل بعدم وجوده. و حاکم بینهم ارسطو، فقال: الحرکة یقال بالاشتراک اللفظی لمعنیین. الأول التوجّه نحو المقصد و هو کیفیة بها یکون الجسم أبدا متوسطا بین المبدأ و المنتهی، أی مبدأ المسافة و منتهاها، و لا یکون فی حیّز آنین بل یکون فی کل آن فی حیّز آخر، و تسمّی الحرکة بمعنی التوسط. و قد یعبر عنها بأنها کون الجسم بحیث أی حدّ من حدود
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 655
المسافة یفرض لا یکون هو قبل الوصول إلیه و لا بعده حاصلا فیه، و بأنها کون الجسم فیما بین المبدأ و المنتهی بحیث أی آن یفرض یکون حاله فی ذلک الآن مخالفا لحاله فی آنین یحیطان به، و الحرکة بهذا المعنی أمر موجود فی الخارج، فإنّا نعلم بمعاونة الحسّ أنّ للمتحرک حالة مخصوصة لیست ثابتة له فی المبدأ و لا فی المنتهی، بل فیما بینهما، و تستمر تلک الحالة إلی المنتهی و توجد دفعة. و یستلزم اختلاف نسب المتحرک إلی حدود المسافة فهی باعتبار ذاتها مستمرة و باعتبار نسبتها إلی تلک الحدود سیالة و بواسطة استمرارها و سیلانها تفعل فی الخیال أمرا ممتدا غیر قارّ هو الحرکة بمعنی القطع. فالحرکة بمعنی التوسّط تنافی استقرار المتحرّک فی حیّز واحد سواء کان منتقلا عنه أو منتقلا إلیه، فتکون ضدا للسکون فی الحیّز المنتقل عنه و إلیه، بخلاف من جعل الحرکة الکون فی الحیّز الثانی کما یجی‌ء فی لفظ الکون. الثانی الأمر الممتد من أول المسافة إلی آخرها و یسمّی الحرکة بمعنی القطع و لا وجود لها إلّا فی التوهم، إذ عند الحصول فی الجزء الثانی بطل نسبته إلی الجزء الأول منها ضرورة، فلا یوجد هناک أمر ممتد من مبدأها إلی منتهاها. نعم لما ارتسم نسبة المتحرک إلی الجزء الثانی الذی أدرکه فی الخیال قبل أن یزول نسبته إلی الجزء الأول الذی ترکه عنه، أی عن الخیال، یخیّل أمر ممتد، کما یحصل من القطرة النازلة و الشعلة المدارة أمر ممتد فی الحسّ المشترک فیری لذلک خطّا و دائرة.

التقسیم‌

الحرکة إمّا سریعة أو بطیئة. فالسریعة هی التی تقطع مسافة مساویة لمسافة أخری فی زمان أقلّ من زمانها، و یلزمها أن تقطع الأکثر من المسافة فی الزمان المساوی. أعنی إذا فرض تساوی الحرکتین فی المسافة کان زمان السریعة أقلّ، و إذا فرض تساویهما فی الزمان کانت مسافة السریعة أکثر. فهذان الوصفان لا زمان للسریعة مساویان لها. و لذلک عرفت بکلّ واحد منهما.
و أمّا قطعها لمسافة أطول فی زمان أقصر فخاصة قاصرة. و البطیئة عکسها فتقطع المساوی من المسافة فی الزمان الأکثر أو تقطع الأقل من المسافة فی الزمان المساوی، و ربما قطعت مسافة أقل فی زمان أکثر لکنه غیر شامل لها. و الاختلاف بالسرعة و البطء لیس اختلافا بالنوع إذ الحرکة الواحدة سریعة بالنسبة إلی حرکة و البطیئة بالنسبة إلی أخری، و لأنهما قابلان للاشتداد و النقص.

فائدة:

قالوا علّة البطء فی الطبیعة ممانعة المخروق الذی فی المسافة، فکلما کان قوامه أغلظ کان أشدّ ممانعة للطبیعة و أقوی فی اقتضاء بطء الحرکة کالماء مع الهواء، فنزول الحجر إلی الأرض فی الماء أبطأ من نزوله إلیها فی الهواء.
و أمّا فی الحرکات القسریة و الإرادیة فممانعة الطبیعة إمّا وحدها لأنه کلما کان الجسم أکبر أو کانت الطبیعة الساریة فیه أکبر کان ذلک الجسم بطبیعته أشدّ ممانعة للقاسر، و المحرک بالإرادة و أقوی فی اقتضاء البطء و إن اتحد المخروق و القاسر و المحرّک الإرادی. و من ثمّ کان حرکة الحجر الکبیر أبطأ من حرکة الصغیر فی مسافة واحدة من قاسر واحد، أو ممانعة الطبیعة مع ممانعة المخروق کالسهم المرمی بقوة واحدة تارة فی الهواء، و کالشخص السائر فیهما بالإرادة، و ربّما عاوق أحدهما أکثر و الآخر أقل فتعادلا، مثل أن یحرک قاسر واحد الجسم الکبیر فی الهواء و الصغیر فی الماء الذی یزید معاوقة الهواء بمقدار الزیادة التی فی طبیعته «1». و أیضا الحرکة
______________________________
(1) طبیعة الاکبر (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 656
إمّا أینیة و هی الانتقال من مکان إلی مکان تدریجا و تسمّی النقلة، و إمّا کمیة و هی الانتقال من کم إلی کم آخر تدریجا و هو أولی مما ذکره الشارح القدیم من أنّها انتقال الجسم من کمّ إلی کمّ علی التدریج، إذ قد ینتقل الهیولی و الصورة أیضا من کم إلی کم، و هذه الحرکة تقع علی وجوه التخلخل و التکاثف و النمو و الذبول و السّمن و الهزال، و إمّا کیفیة و هی الانتقال من کیفیة إلی أخری تدریجا و تسمّی بالاستحالة أیضا، و إمّا وضعیة و هی أن یکون للشی‌ء حرکة علی الاستدارة، فإنّ کلّ واحد من أجزاء المتحرّک یفارق کلّ واحد من أجزاء مکانه لو کان له مکان، و یلازم کله مکانه، فقد اختلفت نسبة أجزائه إلی أجزاء مکانه علی التدریج. و قولهم لو کان له مکان لیشمل التعریف فلک الأفلاک.
و المراد بالحرکة المستدیرة ما هو المصطلح و هو ما لا یخرج المتحرّک بها عن مکانه لا اللغوی فإنّ معناها اللغوی أعمّ من ذلک، فإنّ الجسم إذا تحرک علی محیط دائرة یقال إنه متحرک بحرکة مستدیرة، فعلی هذا حرکة الرحی وضعیة و کذا حرکة الجسم الآخر الذی یدور حول نفسه من غیر أن تخرج عن مکانه حرکة وضعیة. و قیل الحرکة الوضعیة منحصرة فی حرکة الکرة فی مکانها و لیس بشی‌ء إذ الحرکة فی الوضع هی الانتقال من وضع إلی وضع آخر تدریجا. و قیل حصر الوضعیة فی الحرکة المستدیرة أیضا لیس بشی‌ء علی ما عرفت من معنی الحرکة فی الوضع، کیف و القائم إذا قعد فقد انتقل من وضع إلی وضع آخر مع أنّه لا یتحرک علی الاستدارة و ثبوت الحرکة الأینیة لا ینافی ذلک.
نعم لا توجد الوضعیة هناک علی الانفراد.
و بالجملة فالحق أنّ الحرکة الوضعیة هی الانتقال من وضع إلی وضع کما عرفت، فکان الحصر المذکور بناء علی إرادة الحرکة الوضعیة علی الانفراد. و لذا قیل الحرکة الوضعیة تبدل وضع المتحرک دون مکانه علی سبیل التدریج، و تسمّی حرکة دوریة أیضا انتهی.
و هذا التقسیم بناء علی أنّ الحرکة عند الحکماء لا تقع إلّا فی هذه المقولات الأربع، و أما باقی المقولات فلا تقع فیها حرکة لا فی الجوهر لأنّ حصوله دفعی و یسمّی بالکون و الفساد، و لا فی باقی مقولات العرض لأنها تابعة لمعروضاتها، فإن کانت معروضاتها مما تقع فیه الحرکة تقع فی تلک المقولة الحرکة أیضا و إلّا فلا. و معنی وقوع الحرکة فی مقولة عند جماعة هو أنّ تلک المقولة مع بقائها بعینها تتغیر من حال إلی حال علی سبیل التدریج، فتکون تلک المقولة هی الموضوع الحقیقی لتلک الحرکة، سواء قلنا إنّ الجوهر الذی هو موضوع لتلک المقولة موصوف بتلک الحرکة بالعرض و علی سبیل التبع أو لم نقل و هو باطل، لأنّ التسود مثلا لیس هو أنّ ذات السواد یشتدّ لأنّ ذلک السواد إن عدم عند الاشتداد فلیس فیه اشتداد قطعا، و إن بقی و لم تحدث فیه صفة زائدة فلا اشتداد فیه أیضا، و إن حدثت فیه صفة زائدة فلا تبدل و لا اشتداد قطعا و لا حرکة فی ذات السواد، بل فی صفة «1» و المفروض خلافه.
و عند جماعة معناه أنّ تلک المقولة جنس لتلک الحرکة، قاموا إنّ من الأین ما هو قارّ و منه ما هو سیّال، و کذا الحال فی الکم و الکیف و الوضع. فالسیّال من کل جنس من هذه الأجناس هو الحرکة فتکون الحرکة نوعا من ذلک الجنس و هو باطل أیضا إذ لا معنی للحرکة إلّا تغیّر الموضوع فی صفاته علی سبیل التدریج، و لا شک أنّ التغیّر لیس من جنس المتغیّر و المتبدّل لأنّ التبدّل حالة نسبیة إضافیة
______________________________
(1) صفته (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 657
و المتبدّل لیس کذلک، فإذا کان المتبدّل فی الحرکة هذه المقولات لم یکن شی‌ء منها جنسا للتبدل الواقع فیها. و الصواب أنّ معنی ذلک هو أنّ الموضوع یتحرک من نوع لتلک المقولة إلی نوع آخر من صنف إلی صنف آخر أو من فرد إلی فرد آخر.
و أیضا الحرکة إمّا ذاتیة أو عرضیة. قالوا ما یوصف بالحرکة إمّا أن تکون الحرکة حاصلة فیه بالحقیقة بأن تکون الحرکة عارضة له بلا توسط عروضها لشی‌ء آخر أو لا تکون، بأن تکون الحرکة حاصلة فی شی‌ء آخر یقارنه فیوصف بالحرکة تبعا لذلک، و الثانی یقال له إنّه متحرک بالعرض و بالتبع و تسمّی حرکته حرکة عرضیة و تبعیة کراکب السفینة، و الأول یقال له إنّه متحرک بالذات و تسمّی حرکته حرکة ذاتیة.
و الحرکة الذاتیة ثلاثة أقسام لأنه إمّا أن یکون مبدأ الحرکة فی غیره و هی الحرکة القسریة أو یکون [مبدأ] «1» الحرکة فیه إمّا مع الشعور أی شعور مبدأ الحرکة بتلک الحرکة، و هی الحرکة الإرادیة أو لا مع الشعور و هی الحرکة الطبعیة.
فالحرکة النباتیة طبعیة و کذلک حرکة النّبض لأنّ مبدأ هاتین الحرکتین موجود فی المتحرّک و لا شعور له بالحرکة الصادرة عنه. و قد أخطأ من جعل الحرکة الطبعیة هی الصاعدة و الهابطة و حصرها فیهما إذ تخرج عنها حینئذ هاتان الحرکتان، و کذا أخطأ من جعل الحرکة الطبعیة هی التی علی وتیرة واحدة من غیر شعور بخروج هاتین الحرکتین. و منهم من قسّم الحرکة إلی ذاتیة و عرضیة، و الذاتیة إلی ستة أقسام، لأنّ القوة المحرکة إن کانت خارجة عن المتحرک فالحرکة قسریة، و إن لم تکن خارجة عنه فإمّا أن تکون الحرکة بسیطة أی علی نهج واحد و إمّا أن تکون مرکّبة أی لا علی نهج واحد.
و البسیطة إمّا أن تکون بإرادة و هی الحرکة الفلکیة أو لا بإرادة و هی الحرکة الطبعیة.
و المرکّبة إمّا أن یکون مصدرها القوة الحیوانیة أو لا. الثانیة الحرکة النباتیة. و الاولی إمّا أن تکون مع شعور بها و هی الحرکة الإرادیة الحیوانیة أو مع عدم شعور و هی الحرکة التسخیریة کحرکة النبض.

فائدة:

الحرکة تقتضی أمورا ستة. الأول ما به الحرکة أی السبب الفاعلی. الثانی ما له الحرکة أی محلها. الثالث ما فیه الحرکة أی إحدی المقولات الأربع. الرابع ما منه الحرکة أی المبدأ. و الخامس ما إلیه الحرکة أی المنتهی و هما أی المبدأ و المنتهی بالفعل فی الحرکة المستقیمة و بالفرض فی الحرکة المستدیرة.
السادس المقدار أی الزمان فإنّ کل حرکة فی زمان بالضرورة فوحدتها متعلّقة بوحدة هذه الأمور، فوحدتها الشخصیة بوحدة موضوعها و زمانها و ما هی فیه و یتبع هذا وحدة ما منه و ما إلیه، و لا یعتبر وحدة المحرک و تعدده، و وحدتها النوعیة بوحدة ما فیه و ما منه و ما إلیه و وحدتها الجنسیة بوحدة ما فیه فقط. فالحرکة الواقعة «2» فی کل جنس جنس من الحرکة، فالحرکات الأینیة کلّها متحدة فی الجنس العالی، و کذا الحرکات الکمیة و الکیفیة. و یترتّب أجناس الحرکات بترتب الأجناس التی تقع تلک الحرکة «3» فیها فالحرکة فی الکیف جنس هی فوق الحرکة فی الکیفیات المحسوسة و هی فوق الحرکة فی المبصرات و هی [جنس] «4» فوق
______________________________
(1) [مبدأ]+ (م، ع).
(2) الواقعة- (م، ع).
(3) الحرکات (م، ع).
(4) [جنس] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 658
الحرکة فی الألوان، و هکذا إلی أن ینتهی إلی الحرکات النوعیة المنتهیة إلی الحرکات الشخصیة. و تضاد الحرکتین لیس لتضاد المحرّک و الزمان و ما فیه بل لتضاد ما منه و ما إلیه إمّا بالذات کالتسوّد و التبیّض أو بالعرض کالصعود و الهبوط، فإنّ مبدأهما و منتهاهما نقطتان متماثلتان عرض لهما تضاد من حیث إنّ إحداهما صارت مبدأ و الأخری منتهی، فالتضاد إنّما هو بین الحرکات المتجانسة المتشارکة فی الجنس الأخیر. ففی الاستحالة کالتسوّد و التبیّض و فی الکم کالنمو و الذبول و فی النقلة کالصاعدة و الهابطة و أمّا الحرکات الوضعیة فلا تضاد فیها.

فائدة:

انقسام الحرکة لیس بالذات بل بانقسام الزمان و المسافة و المتحرک؛ فإنّ الجسم إذا تحرّک تحرکت أجزاؤه المفروضة فیه، و الحرکة القائمة بکل جزء غیر القائمة بالجزء الآخر، فقد انقسمت الحرکة بانقسام محلها.

فائدة:

ذهب بعض الحکماء کأرسطو و أتباعه و الجبّائی من المعتزلة إلی أنّ بین کل حرکتین مستقیمتین کصاعدة و هابطة سکونا، فالحجر إذا صعد قسرا ثم رجع فلا بد أن یسکن فیما بینهما فإنّ کل حرکة مستقیمة لا بدّ أن تنتهی إلی سکون لأنها لا تذهب علی الاستقامة إلی غیر النهایة، و منعه غیرهم کأفلاطون و أکثر المتکلّمین من المعتزلة. و إن شئت تحقیق المباحث فارجع إلی شرح المواقف و شرح الطوالع و العلمی و غیرها.

تذنیب‌

الحرکة کما تطلق علی ما مرّ کذلک تطلق علی کیفیة عارضیة «1» للصوت و هی الضم و الفتح الکسر و یقابلها السکون. قال الإمام الرازی الحرکات أبعاض المصوّتات. أمّا أولا فلأنّ الحروف المصوتة قابلة للزیادة و النقصان، و کلّما کان کذلک فله طرفان و لا طرف فی النقصان للمصوّتة إلّا بهذه الحرکات بشهادة الاستقراء.
و أمّا ثانیا فلأنّ الحرکات لو لم تکن أبعاض المصوّتات لما حصلت المصوتات بتمدیدها، فإن الحرکة إذا کانت مخالفة لها و مددتها لم یمکنک أن تذکر المصوّت إلّا باستئناف صامت آخر یجعل المصوّت تبعا له، لکن الحسّ شاهد بحصول المصوتة «2» بمجرّد تمدید الحرکات، کذا فی شرح المواقف فی بحث المسموعات.

حرکات الأفلاک و ما فی أجرامها لها أسماء

الحرکة البسیطة و تسمّی متشابهة و بالحرکة حول المرکز أیضا، و بالحرکة حول النقطة أیضا، و هی حرکة تحدث بها عند مرکز الفلک فی أزمنة متساویة زوایا متساویة. و بعبارة أخری تحدث بها عند المرکز فی أزمنة متساویة قسی متساویة. و الحرکة المختلفة و هی ما لا تکون کذلک. و الحرکة المفردة و هی الحرکة الصادرة عن فلک واحد و قد تسمّی بسیطة، لکن المشهور أنّ البسیطة هی المتشابهة. و الحرکة المرکّبة و هی الصادرة عن أکثر من فلک واحد. و کل حرکة مفردة بسیطة و کل مختلفة مرکبة و لیس کل بسیطة مفردة و لیس کل مرکّبة مختلفة. و الحرکة الشرقیة و هی الحرکة من المشرق إلی المغرب سمّیت بها بظهور الکوکب بها من الشرق، و تسمّی أیضا حرکة إلی خلاف التوالی لأنّها علی خلاف توالی البروج، و البعض یسمّیها بالغربیة لکونها إلی جهة الغرب. و الحرکات الشرقیة أربع: الأولی الحرکة الأولی و هی حرکة الفلک الأعظم حول مرکز العالم سمّیت بها
______________________________
(1) عارضة (م، ع).
(2) المصوتات (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 659
لأنها أول ما یعرف من الحرکات السماویة بلا إقامة دلیل، و تسمّی بحرکة الکلّ أیضا إذ الفلک الأعظم یسمّی أیضا بفلک الکل لأنّ باقی الأجرام فی جوفه و تسمّی أیضا بالحرکة الیومیة، لأنّ دورة الفلک الأعظم تتم فی قریب من یوم بلیلته علی اصطلاح الحساب، و تسمّی أیضا بالحرکة السریعة لأنّ هذه الحرکة أسرع الحرکات. الثانیة حرکة مدیر عطارد حول مرکزه و تسمّی حرکة الأوج إذ فی المدیر الأوج الثانی لعطارد فیتحرک هذا الأوج بحرکة المدیر ضرورة. الثالثة حرکة جوزهر القمر حول مرکزه و تسمّی بحرکة الرأس و الذنب لتحرکهما بهذه الحرکة. الرابعة حرکة مائل القمر حول مرکزه و تسمّی حرکة أوج القمر لتحرکه بحرکته. و لما کان الأوج کما یتحرک بهذه الحرکة کذلک یتحرک بحرکة الجوزهر أیضا. و یسمّی البعض مجموع حرکتی الجوزهر و المائل بحرکة الأوج صرّح به العلّامة فی النهایة. و الحرکة الغربیة کحرکة فلک الثوابت و هی الحرکة من المغرب إلی المشرق و تسمّی أیضا بالحرکة إلی التوالی لأنها علی توالی البروج و البعض یسمیها شرقیة أیضا لکونها إلی جهة الشرق، و تسمّی أیضا بالحرکة البطیئة لأنها أبطأ من الحرکة الأولی، و بالحرکة الثانیة لأنها لا تعرف أولا بلا إقامة دلیل. و حرکات السبعة السیارة أیضا تسمّی بالحرکة الثانیة و البطیئة و إلی التوالی و الغربیة أو الشرقیة. فمن الحرکات الغربیة حرکة فلک الثوابت. و منها حرکات الممثلات سوی ممثل القمر حول مراکزها و تسمّی حرکات الأوجات و الجوزهرات، و حرکات العقدة. و منها حرکات الأفلاک الخارجة المراکز حول مراکزها. و حرکة خارج مرکز کل کوکب یسمّی بحرکة مرکز ذلک الکوکب اصطلاحا و لا تسمّی حرکة مرکز التدویر کما زعم البعض و إن کانت یطلق علیها بحسب اللغة. و حرکة مرکز القمر تسمّی بالبعد المضعف أیضا.
اعلم أنّ خارج مرکز ما سوی الشمس یسمّی حاملا فحرکة حامل کل کوکب کما تسمّی بحرکة المرکز کذلک تسمّی بحرکة العرض لأنّ عرض مرکز التداویر إنّما حصل بها فلهذه الحرکة دخل فی عرض الکوکب و هی أی حرکة العرض هی حرکة الطول بعینها إذا أضیفت و قیست إلی فلک البروج.
اعلم أنّ مرکز التدویر إذا سار قوسا من منطقة الحامل فی زمان مثلا تحدث زاویة عند مرکز معدّل المسیر و یعتبر مقدارها من منطقة معدل المسیر، و بهذا الاعتبار یقال لهذه الحرکة حرکة المرکز المعدّل الوسطی و تحدث أیضا زاویة عند مرکز العالم و یعتبر مقدارها من منطقة البروج. و بهذا الاعتبار یقال لهذه الحرکة حرکة المرکز المعدل. و إذا أضیفت إلی حرکة المرکز المعدّل حرکة الأوج حصل الوسط المعدّل فإذا زید التعدیل الثانی علی الوسط المعدّل أو نقص منه یحصل التقویم المسمّی بالطول و هذا فی المتحیرة، و یعلم من ذلک الحال فی النیرین.
فلهذا سمیت بهذه الحرکة المضافة إلی فلک البروج بحرکة الطول. و معنی الإضافة إلی فلک البروج أن تعتبر هذه الحرکة بالنسبة إلی مرکز فلک البروج الذی هو مرکز العالم.
اعلم أنّ مجموع حرکة الخارج و الممثل فی الشمس و المتحیّرة تسمّی حرکة الوسط و قد تسمّی حرکة المرکز فقط بحرکة الوسط و أهل العمل یسمّون مجموع حرکة الممثل و فضل حرکة الحامل علی المدیر فی عطارد بالوسط، فإنهم لما سمّوا فضل حرکة الحامل علی حرکة المدیر فی عطارد بحرکة المرکز سمّوا مجموع حرکة الممثل و الفضل المذکور بحرکة الوسط.
و أما الوسط فی القمر فهو فضل حرکة المرکز علی مجموع حرکتی الجوزهر و المائل، و تسمّی حرکة مرکز القمر فی الطول أیضا و قد یسمّی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 660
جمیع الحرکات المستویة وسطا.
و حرکة الاختلاف و هی حرکة تدویر کل کوکب سمّیت بها لأنّ تقویم الکوکب یختلف بها، فتارة تزاد تلک الحرکة علی الوسط و تارة تنقص منه لیحصل التقویم و تسمّی أیضا حرکة خاصة الکوکب لأنّ مرکزه یتحرک بها بلا واسطة و هذه الحرکة لیست من الشرقیة و الغربیة لأنّ حرکات أعالی التداویر لا محالة مخالفة فی الجهة لحرکات أسافلها لکونها غیر شاملة للأرض فإن کانت حرکة أعلی التدویر إلی التوالی أی من المغرب إلی المشرق کانت حرکة الأسفل إلی خلافه، و إن کانت بالعکس فبالعکس. هذا کله مما یستفاد مما ذکره الفاضل عبد العلی البرجندی فی تصانیفه فی علم الهیئة و السیّد السّند فی شرح الملخص.

الحرمة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Holy thing،taboo،prohibition
[فی الفرنسیة]Chose sacree،tabou،interdiction
بالضم و سکون الراء فی الشرع هو الحکم بطلب ترک فعل ینتهض فعله سببا للعقاب و یسمّی بالتحریم أیضا. و ذلک الفعل یسمّی حراما و محظورا. قالوا الحرمة و التحریم متّحدان ذاتا و مختلفان اعتبارا و ستعرف فی لفظ الحکم.
فالطلب احتراز عن غیر الطلب. و بقید ترک فعل خرج الواجب و المندوب. و بقولنا ینتهض فعله الخ خرج المکروه. و فی قولنا سببا للعقاب إشارة إلی أنّه یجوز العفو علی الفعل. و قید الحیثیة معتبر أی ینتهض فعله سببا للعقاب من حیث هو فعل فخرج المباح المستلزم فعله ترک واجب کالاشتغال بالأکل و الشرب وقت الصلاة إلی أن فاتت، فإنّ فعل مثل هذا المباح لیس سببا للعقاب من حیث إنّه فعل مباح بل من جهة أنّه مستلزم لترک واجب. إن قیل یخرج من الحدّ المحظور المخیر و هو أن یکون المحرم واحدا لا بعینه من أمور متعددة کما إذا قال الشارع هذا حرام أو هذا فلا ینتهض فعل البعض و ترک البعض سببا للعقاب، بل یکون فعل الجمیع سببا له، فاختص الحدّ بالمحظور المعین. قلت المراد بانتهاض فعله سببا للعقاب هو الانتهاض بوجه ما و هو فی المحظور المخیّر أن یفعل جمیع الأمور. و لهذا قیل الحرام ما ینتهض فعله سببا للذم شرعا بوجه ما من حیث هو فعل له.
فالقید الأول احتراز عن الواجب و المندوب و المکروه و المباح، و الثانی أی قوله بوجه ما لیشتمل المحظور المخیّر و قید الحیثیة للاحتراز عن المباح المستلزم فعله ترک واجب.
اعلم أنّ أبا حنیفة و أبا یوسف رحمهما اللّه لم یقولا بإطلاق الحرام علی ما ثبت حرمته بدلیل قطعی أو ظنی، و محمّد رحمه اللّه یقول إنّ ما ثبت حرمته بدلیل قطعی فهو حرام و یعرّف الحرام بما کان ترکه أولی من فعله مع منع الفعل و ثبت ذلک بدلیل قطعی، فإن ثبت بدلیل ظنّی یسمّی مکروها کراهة التحریم و یجی‌ء فی لفظ الحکم. ثم الحرام عند المعتزلة فیما تدرک جهة قبحه بالعقل هو ما اشتمل علی مفسدة و یجی‌ء فی لفظ الحسن.

التقسیم‌

الحرام قد یکون حراما لعینه و قد یکون حراما لغیره. توضیحه أنّه قد یضاف الحلّ و الحرمة إلی الأعیان کحرمة المیتة و الخمر و الأمهات و نحو ذلک. و کثیر من المحققین علی أنّه مجاز من باب إطلاق اسم المحلّ علی الحال أو هو مبنی علی حذف المضاف أی حرّم أکل المیتة و شرب الخمر و نکاح الأمهات لدلالة العقل علی الحذف. و ذهب بعضهم إلی أنه حقیقة لوجهین. أحدهما أنّ الحرمة معناها المنع و منه حرم مکّة و حریم البئر، فمعنی حرمة الفعل کونه ممنوعا بمعنی أنّ المکلّف منع من اکتسابه و تحصیله. و معنی حرمة العین أنها منعت من العبد تصرفا فیها فحرمة الفعل من قبیل منع
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 661
الرجل عن الشی‌ء کما یقال للغلام لا تشرب هذا الماء. و معنی حرمة العین منع الشی‌ء عن الرجل بأن یصب الماء مثلا و هو أوکد. و ثانیهما أنّ معنی حرمة العین خروجها عن أن یکون محلا شرعا کما أنّ معنی حرمة الفعل خروجه عن الاعتبار شرعا. فالخروج عن الاعتبار متحقّق فیهما فلا یکون مجازا، و خروج العین عن أن یکون محلا للفعل یستلزم منع الفعل بطریق أوکد و ألزم بحیث لا یبقی احتمال الفعل أصلا، فنفی الفعل فیه و إن کان طبعا أقوی من نفیه إذا کان مقصودا. و لمّا لاح علی هذا الکلام أثر الضعف بناء علی أنّ الحرمة فی الشرع قد نقلت عن معناه اللغوی إلی کون الفعل ممنوعا عنه شرعا، و کونه بحیث یعاقب فاعله، و کان مع ذلک إضافة الحرمة إلی بعض الأعیان مستحسنة جدا کحرمة المیتة و الخمر دون البعض کحرمة خبز الغیر، سلک صدر الشریعة فی ذلک طریقة متوسطة، و هو أنّ الفعل الحرام نوعان. أحدهما ما یکون منشأ حرمته عین ذلک المحل کحرمة أکل المیتة و شرب الخمر و یسمّی حراما لعینه. و الثانی ما یکون منشأ الحرمة غیر ذلک المحلّ کحرمة أکل مال الغیر فإنها لیست لنفس ذلک المال، بل لکونه ملک الغیر. فالأکل ممنوع لکن المحل قابل للأکل فی الجملة بأن یأکله مالکه، بخلاف الأولی فإنّ المحلّ قد خرج عن قابلیة الفعل، و لزم من ذلک عدم الفعل ضرورة عدم محله ففی الحرام لعینه المحل أصل و الفعل تبع بمعنی أنّ المحلّ قد أخرج أولا من قبول الفعل و منع ثم صار الفعل ممنوعا و مخرجا عن الاعتبار.
فحسن نسبة الحرمة و إضافتها إلی المحل دلالة علی أنه غیر صالح للفعل شرعا حتی کأنّه الحرام لنفسه، و لا یکون ذلک من إطلاق المحلّ و إرادة الفعل الحال فیه، بأن یراد بالمیتة أکلها لما فی ذلک من فوات الدلالة علی خروج المحلّ عن صلاحیة الفعل، بخلاف الحرام لغیره، فإنّه إذا أضیفت الحرمة فیه إلی المحل یکون علی حذف المضاف أو إطلاق المحل علی الحال. فإذا قلنا المیتة حرام فمعناه أنّ المیتة منشأ لحرمة أکلها. و إذا قلنا خبز الغیر حرام فمعناه أنّ أکله حرام إمّا مجازا، أو علی حذف المضاف. و ذکر فی الأسرار «1» أنّ الحلّ و الحرمة صفتا فعل لا صفتا محل الفعل، لکن متی أثبت الحلّ أو الحرمة لمعنی العین أضیف إلیها لأنها سببه کما یقال جری النهر لأنه سبیل الجریان و طریق یجری الماء فیه، فیقال حرمت المیتة لأنها حرمت لمعنی فیها، و لا یقال حرمت شاة الغیر لأنّ الحرمة هناک لاحترام الملک کذا فی التلویح.

الحروف العالیات:

[فی الانکلیزیة]Hidden features or characteristics
[فی الفرنسیة]Caracteristiques cachees
هی الشئون الذاتیة الکامنة فی غیب الغیوب کالشجرة فی النواة و إلیها أشار الشیخ بقوله:
کنا حروفا عالیات لم تقل متعلّقات فی ذری أعلی القلل
إنما «2» أنت فیه و نحن أنت و أنت هو و الکل فی هو هو فسل عمّن وصل
هکذا فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم.

الحزّ:

[فی الانکلیزیة]Incision
[فی الفرنسیة]Incision
بالفتح و التشدید فی اللغة القطع و الفرجة.
و عند الأطباء هو تفرّق اتصال یکون فی وسط
______________________________
(1) أسرار الأصول و الفروع: لأبی زید عبد اللّه (و عبید اللّه) بن عمر بن عیسی الدبوسی (- 430 ه). و قیل إنه أول من أسس علم الخلاف بین المذاهب الفقهیة. بروکلمان، ج 3، ص 273.
(2) أنا (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 662
العضلة عرضا کذا فی بحر الجواهر.
حزیران: June -Juin
اسم شهر فی التقویم الرومی «1».

الحسّ:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Sense،sensation
[فی الفرنسیة]Sens،sensation
بالکسر و التّشدید هو القوة المدرکة النفسانیة، و أیضا وجع یأخذ النساء بعد الولادة.
و الحواس هی المشاعر الخمس و هی البصر و السمع و الذوق و الشم و اللمس، کذا فی بحر الجواهر. و الحواس جمع الحاسة و هی الخمس المذکورة علی ما فی المنتخب، و الاقتصار علی تلک الخمس بناء علی أنّ أهل اللغة لا یعرفون إلّا هذه الخمس الظاهرة، کما أنّ المتکلمین لا یثبتون إلّا هذه. و أمّا الحواس الخمس الباطنة و هی الحسّ المشترک و الخیال. و الوهم و الحافظة و المتصرّفة فإنّما هی من مخترعات الفلاسفة. فإن قلت تعریف الحسّ بالقوة المدرکة غیر جامع علی مذهب الفلاسفة لخروج الخیال و الذاکرة و المتصرفة لأنها لیست مدرکة بل معینة فی الإدراک، قلت المراد بالمدرکة علی مذهبهم القوة التی بها یمکن الإدراک سواء کانت مدرکة فی نفسها أو معینة.
اعلم أنّ الحکماء و المتکلمین قالوا العقل حاکم بالضرورة بوجود الحواس الخمس الظاهرة لا بحصرها فی الخمس، لجواز أن یتحقق فی نفس الأمر حاسة أخری لبعض الحیوانات و إن لم نعلمها، کما أنّ الأکمه لا یعلم قوة الإبصار. ثم إنه لا شکّ أنّ اللّه تعالی خلق کلّا من الحواس لإدراک أشیاء مخصوصة کالسمع لأصوات و الذوق للطعوم و الشم للروائح لا یدرک بها ما یدرک بالحاسة الأخری. و أمّا أنّه هل یجوز ذلک ففیه خلاف. فالحکماء و المعتزلة قالوا بعدم الجواز، و أهل السّنة بالجواز، لما أنّ ذلک بمحض خلق اللّه تعالی من غیر تأثیر للحواس فیها، فلا یمتنع أن یخلق عقیب صرف الباصرة إدراک الأصوات مثلا، و لکن اتفقوا علی عدم الجواز بالفعل. فإن قیل الذائقة تدرک حلاوة الشی‌ء و حرارته معا، قلنا: لا بل الحلاوة تدرک بالذوق و الحرارة باللمس الموجودین فی الفم و اللسان. و أمّا الحواس الباطنة فقال الحکماء المفهوم إمّا کلی أو جزئی، و الجزئی إمّا صور و هی المحسوسة بإحدی الحواس الظاهرة، و إمّا معان و هی الأمور الجزئیة المنتزعة من الصّور المحسوسة، و لکل واحد من الأقسام الثلاثة مدرک و حافظ.
فمدرک الکلی و ما فی حکمه من الجزئیات المجرّدة عن العوارض المادیة هو العقل و حافظة المبدأ الفیّاض. و مدرک الصّور هو الحسّ المشترک و حافظها الخیال. و مدرک المعانی هو الوهم و حافظ الذاکرة؛ و لا بدّ من قوة أخری متصرّفة سمّیت مفکرة و متخیلة. و بهذه الأمور السبعة تنتظم أحوال الإدراکات کلها. هذا کلام علی الإجمال، و تفصیل کل منها یطلب من موضعه.

تنبیه‌

الحواس الباطنة أثبتها بعض الفلاسفة و أنکرها أهل الإسلام. و توضیحه علی ما ذکره المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی فی بیان أسباب العلم أنّ المحققین اتفقوا علی أنّ المدرک للکلیات و الجزئیات هو النفس الناطقة، و أنّ نسبة الإدراک إلی قواها نسبة القطع إلی السکین. و اختلفوا فی أنّ صور الجزئیات المادیة ترتسم فیها أو فی آلاتها. فذهب جماعة إلی أنّ النفس ترتسم صور الکلیات فیها، و صور الجزئیات المادیة ترتسم فی آلاتها بناء علی أنّ النفس بسیطة مجردة، و تکیّفها بالصور الجزئیة
______________________________
(1) حزیران: نام ماهیست در تاریخ روم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 663
ینافی بساطتها. فإدراک النفس لها ارتسامها فی آلاتها، و لیس هناک ارتسامان ارتسام بالذات فی الآلات و ارتسام بالواسطة فی النفس علی ما توهم. و ذهب جماعة إلی أنّ جمیع الصور کلیة أو جزئیة إنّما ترتسم فی النفس لأنّها المدرکة للأشیاء، إلّا أنّ إدراکها للجزئیات المادیة بواسطة لا بذاتها، و ذلک لا ینافی ارتسام الصور فیها، غایته أنّ الحواس طرق لذلک الارتسام، مثلا ما لم یفتح البصر لم یدرک الجزئی المبصر و لم یرتسم فیها صورته، و إذا فتحت ارتسمت و هذا هو الحق. فمن ذهب إلی الأول أثبت الحواس الباطنة ضرورة أنّه لا بدّ لارتسام الجزئیات المادیة المحسوسة بعد غیبوبتها و غیر المحسوسة المنتزعة عنها من محال. و من ذهب إلی الثانی نفاها انتهی کلامه. و إنّما قال إنّ المحققین اتفقوا لأنّ بعض الحکماء ذهب إلی أنّ المدرک للکلیات و ما فی حکمها من الجزئیات المجرّدة هو النفس الناطقة، و المدرک للجزئیات المادیة هو هذه القوی الجسمانیة من الحواسّ الظاهرة و الباطنة، علی هذا المذهب أیضا إثبات الحواس الباطنة ضروری.

فائدة:

إدراکات الحواس الخمس الظاهرة عند الشیخ الأشعری علم بمتعلّقاتها. فالسمع أی الإدراک بالسامعة علم بالمسموعات، و الإبصار أی الإدراک بالباصرة علم بالمبصرات و هکذا.
و خالفه فیه جمهور المتکلمین، فإنّا إذا علمنا شیئا کاللون مثلا علما تاما ثم رأیناه فإنّا نجد بین الحالین فرقا ضروریا. و للشیخ أن یجیب بأنّ ذلک الفرق الوجدانی لا یمنع کونه علما مخالفا لسائر العلوم المستندة إلی غیر الحواس مخالفة إمّا بالنوع أو بالهویة. و إن شئت الزیادة فارجع إلی شرح المواقف.

فائدة:

جمیع الحواس مختصّ بالحیوان لا یوجد فی غیره کالنباتات و المعادن، و اللمس یعمّ جمیع الحیوانات لأنّ بقاءه باعتدال مزاجه، فلا بد له من الاحتراز عن الکیفیات المفسدة إیّاه.
فلذا جعل اللمس منتشرا فی جمیع الأعضاء.
و لذا سمّیت الملموسات بأوائل المحسوسات.
و أما سائر الحواس فلیست بهذه المثابة، فقد یخلو الحیوان عنه کالخراطین الفاقد للحواس الأربع الظاهرة.

الحساب:

[فی الانکلیزیة]Calculation،arithmetic،mathematics
[فی الفرنسیة]Calcul،arithmetique،mathematiques
بالکسر و الضم و تخفیف السین المهملة فی اللغة شمار و شمردن علی ما فی المنتخب.
و یطلق أیضا فی الاصطلاح علی علم من العلوم المدوّنة، و قد سبق فی المقدمة. و هو نوعان:
نظری و عملی. و العملی نوعان: هوائی و غیر هوائی مسمّی بالتخت و التراب علی ما عرفت.
و حساب الأبجد اسم حساب مخصوص و یسمّی بالجمل أیضا، و ذلک أنّهم عیّنوا من حروف:
أبجد هوز حطی کلمن سعفص قرشت تخذ ضظغ، من الألف إلی الطاء المهملة للآحاد التسعة المتوالیة علی الترتیب المذکور، و من الیاء المثناة التحتانیة إلی الصاد المهملة للعشرات التسعة المتوالیة علی الترتیب، و من القاف إلی الظاء المعجمة لآحاد المئات التسع کذلک، و عینوا الغین المعجمة للألف. و فی الحدیث: ویل لعالم جهل من تفسیر الأبجد.
و معنی الأبجد هو أنّ آدم فی المعصیة «1» هوز أی اتبع هواه فزال عنه نعیم الجنة. حطی أی
______________________________
(1) در حدیث آمده است ویل لعالم جهل من تفسیر الأبجد. و معنی أبجد ایست ابجد ای وجد آدم فی المعصیة. و الحدیث باطل و لغته رکیکة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 664
حط عنه ذنبه بالتوبة و الاستغفار. کلمن أی متکلم بکلمات فتاب علیه بالقبول و الرحمة.
سعفص أی ضاق علیه الدنیا ففوض علیه.
قرشت أی أقرّ بذنبه فبرّ علیه بالکرامة، ثخذ أی أخذ من اللّه القوة. ضظغ أی شجع عن وسواس الشیطان بعزیمة لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه.
و المحاسب صاحب الحساب. و المحاسبات بفتح السین عندهم هی ما سوی المساحة و باب الجبر و المقابلة من أبواب علم الحساب، و سمّی بالمفتوحات أیضا. کذا فی شرح خلاصة الحساب للمولوی السید عصمة اللّه.

حساب الخطائین:

[فی الانکلیزیة]Calculation of the two mistakes
[فی الفرنسیة]Calcul des deux erreurs
عند المحاسبین اسم عمل یعلم به العدد المجهول بعد الخطائین، و طریقه أن تفرض أیّ عدد شئت و تسمّیه المفروض الأول، و تمتحن ذلک المفروض بشروط تفهم من کلام السائل من الزیادة و النقصان و نحوها. فإن طابقت کلام السائل فقد حصل المطلوب. و إن أخطأت بزیادة أو نقصان فهو الخطاء الأول الزائد أو الناقص.
ثم افرض عددا آخر و هو المفروض الثانی فامتحنه بالشروط المذکورة أیضا فإن أصبت فبها، و إن أخطأت فهو الخطاء الثانی. ثم اضرب المفروض الأول فی الخطاء الثانی و یسمّی الحاصل المحفوظ الأول. و اضرب المفروض الثانی فی الخطاء الأول و یسمّی الحاصل المحفوظ الثانی فالخطاءان إن کانا متوافقین بأن کانا زائدین أو ناقصین فاقسم الفضل بین المحفوظین علی الفضل بین الخطائین، و إن کانا متخالفین بأن کان أحدهما زائدا و الآخر ناقصا فاقسم مجموع المحفوظین علی مجموع الخطائین، فالخارج من القسمة فی الصورتین هو المطلوب. مثلا إذا قال السائل:
أی عدد إذا زید علیه ربعه صار ستة، فإن فرضته أربعة فمجموعه مع ربعه خمسة فقد أخطأت بواحد ناقص، و إن فرضته اثنین فمجموعه مع ربعه نصف و اثنان فقد أخطأت بنصف و ثلاثة ناقص. فالخطاء الأول واحد ناقص و الثانی نصف و ثلاثة ناقص. و حاصل ضرب المفروض الأول و هو الأربعة فی الخطاء الثانی و هو نصف و ثلاثة أربعة عشر و هی المحفوظ الأول. و حاصل ضرب المفروض الثانی و هو الاثنان فی الخطاء الأول و هو الواحد اثنان و هو المحفوظ الثانی. و لمّا کان الخطاءان متوافقین قسمنا الفضل بین المحفوظین و هو اثنا عشر علی الفضل بین الخطائین و هو نصف و اثنان، فخرج أربعة و أربعة أخماس و هو المطلوب. و إن فرضته أولا أربعة و ثانیا ثمانیة فقد حصل الخطاء الأول واحدا ناقصا و الثانی أربعة زائدة و حاصل ضرب الأربعة فی الأربعة ستة عشر و هی المحفوظ الأول، و حاصل ضرب الثمانیة فی الواحد ثمانیة و هی المحفوظ الثانی.
و لما کان الخطاءان متخالفین قسمنا مجموع المحفوظین و هو أربعة و عشرون علی مجموع الخطائین و هو خمسة فخرج أربعة و أربعة أخماس أیضا. و إن شئت التوضیح مع برهان العمل فارجع إلی شرحنا علی ضابط قواعد الحساب المسمّی بموضح البراهین.

الحسّ المشترک:

[فی الانکلیزیة]Sensus communis
[فی الفرنسیة]Sens commun
هو عند الحکماء القوة التی ترتسم فیها صور الجزئیات المحسوسة بالحواس الظاهرة، و یسمّی بالیونانیة بنطاسیا أی لوح النفس.
فالحواس کالجواسیس لها. و لهذا تسمّی حسّا مشترکا، فتطالع النفس بواسطة الارتسام فیها تلک الصور عند المحققین أو تدرک هذه القوة تلک الصور عند بعض کما مرّ. و محل هذه القوة التجویف الأول من التجاویف الثلاثة التی فی الدماغ، و ذکروا لإثباتها وجوها. منها أنّ القطرة النازلة نراها خطا مستقیما، و الشعلة التی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 665
تدار بسرعة شدیدة نراها کالدائرة و لیسا فی الخارج خطا و دائرة، فهما إنّما یکونان کذلک فی الحسّ و لیس فی الباصرة لأنها إنما تدرک الشی‌ء حیث هو فهو لارتسامها فی قوة أخری سوی الباصرة ترتسم فیها صورة القطرة و الشعلة و تبقی قلیلا علی وجه تتصل الارتسامات البصریة المتتالیة بعضها ببعض فیشاهد خط و دائرة.
و منها أنّه لو لا أنّ فینا قوة مدرکة للمحسوسات کلها لما أمکنّا أن نحکم بأنّ هذا الملموس هو هذا الملون أو لیس هذا الملون، فإنّ الحاکم لا بدّ أن یحضره الطرفان حتی یمکنه ملاحظة النسبة بینهما، و لیس شی‌ء من القوی الظاهرة کذلک و لا العقل، لأنّه لا یدرک المادیات.
و تفصیل هذا مع الردّ علیهم یطلب من شرح المواقف و غیره.

الحسب:

[فی الانکلیزیة]Ancestry،nobility،nobleness
[فی الفرنسیة]Ascendance،noblesse
بفتح الحاء و السین المهملتین و بالفارسیة:
بزرگی مرد أز روی نسب: و معناه: عظمة الرجل من حیث النّسب کما فی الصراح. و یقول فی کشف اللغات: الحسب: بفتحتین: بزرگی و بزرگواری مرد در دین و مال: و المعنی:
العظمة، و الشّهامة من صفات الإنسان فی دینه و ماله «1». و فی فتح القدیر فی باب الکفؤ من کتاب النکاح الحسب مکارم الأخلاق. و فی المحیط عن صدر الاسلام الحسیب هو الذی له جاه و حشمة و منصب.

الحسد:

[فی الانکلیزیة]Envy
[فی الفرنسیة]Envie
بفتح الحاء و السین المهملتین و بالفارسیة:
بد خواستن کما فی الصراح. و فی خلاصة السلوک الحسد حدّه عند أهل السلوک إرادة زوال نعم المحسود. و قیل الذی لا یرضی أهله بقسمة الواجد. و قیل الحسد أحسن أفعال الشیطان و أقبح أحوال الإنسان. و قیل الحسد داء لا دواء له إلّا الموت. و قیل الحسد جرح لا یندمل إلّا بهلاک الحاسد أو المحسود. و قیل الحسد نار وقودها الحاسد. و قال حکیم:
الحسد فی کل أحوال الأشیاء مذموم إلّا بالعلم و العمل بالعلم و السخاوة بالمال و التواضع بالبدن انتهی. و أورد فی الصحائف: الحسد: هو تمنّی زوال النّعمة عن الغیر، و هذا حرام فی جمیع المذاهب. و أمّا إذا لم یتمنّ زوال النعمة بل تمنّی لنفسه مثلها فلیس ذلک بحرام، و یقال له حینئذ: غبطة. و مثل هذا سیکون بین أهل الجنّة. و ذکر فی مجمع السلوک: الحسد: تمنّی نعمة الغیر المخصوصة به، أو تمنی زوال نعمة الغیر.
إذن: إذا منّ اللّه تعالی علی عبد بصفة مخصوصة، ثم تمنی شخص آخر أن یحصل علی مثل تلک الصفة فذلک الذی یقال له الحسد.
سواء تمنی ذلک الشخص زوال نعمة الآخر أو تمنی الحصول علی مثلها، دون زوال النّعمة عن صاحبها، فهذه هی الغبطة و هی محمودة «2».
و ذکر فی منهاج العابدین. الحسد ارادتک بزوال نعم اللّه عن أخیک المسلم ممّا له فیه
______________________________
(1) بزرگی مرد از روی نسب کما فی الصراح. و در کشف اللغات گوید حسب بفتحتین بزرگی و بزرگواری مرد در دین و مال.
(2) در صحائف آرد حسد آنست که زوال نعمت دیگری خواهد و این در جمیع مذاهب حرام است و اما اگر زوال آن نخواهد بلکه بر خود نیز مثل آن خواهد حرام نباشد و این را غبطه گویند میان اهل بهشت این خواهد بود. در مجمع السلوک می‌آرد حسد آرزو بردن بر نعمت غیری که مخصوص بدو است و یا بر زوال نعمت غیری پس اگر خدای تعالی شخصی را بصفتی مخصوص گرداند و شخصی دیگر آرزو دارد که آن صفت بمن نیز حاصل شود این را حسد گویند چه این شخص آرزو دارد بر زوال خصوص نعمت و اگر آرزو برد بر حصول نعمت غیری بدون زوال آن نعمت و یا خصوص آن نعمت بدان غیر این را غبطة گویند و این محمود است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 666
صلاح، فإن لم ترد زوالها فهو غبطة. و علی هذا یحمل قوله صلی اللّه علیه و آله و سلم: «لا حسد إلّا فی اثنین» «1»، أی لا غبطة إلّا فی ذلک. فعبر عن الغبطة بالحسد اتساعا لتقاربهما، فإن لم یکن فیه صلاح فأردت زواله عنه فذلک غیرة، و ضدّ الحسد النصیحة. فإن قیل کیف یعلم أنّ له فیه صلاحا أو فسادا؟ قلت: یعلم بالظن الغالب فإنّه جار مجری العلم فی هذا الموضع. ثم إن اشتبه علیک فلا ترد زوال نعمة و لا بقاءها من أحد من المسلمین إلّا مقیدا بالتفویض و شرط الصّلاح لتخلص من حکم الحسد انتهی کلام مجمع السلوک.

الحسن:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Beauty،goodness
[فی الفرنسیة]Beaute،bonte
بالضم و سکون السین یطلق فی عرف العلماء علی ثلاثة معان لا أزید، و کذا ضد الحسن و هو القبح.
الأول کون الشی‌ء ملائما للطبع و ضده القبح، بمعنی کونه منافرا له. فما کان ملائما للطبع حسن کالحلو، و ما کان منافرا له قبیح کالمرّ، و ما لیس شیئا منهما فلیس بحسن و لا قبیح کأفعال اللّه تعالی لتنزهه عن الغرض.
و فسّرهما البعض بموافقة الغرض و مخالفته، فما وافق الغرض حسن و ما خالفه قبیح، و ما لیس کذلک فلیس حسنا و لا قبیحا. و قد یعبّر عنهما باشتماله علی المصلحة و المفسدة فما فیه مصلحة حسن و ما فیه مفسدة قبیح، و ما لیس کذلک فلیس حسنا و لا قبیحا، و مآل العبارات الثلاث واحد. فإنّ الموافق للغرض فیه مصلحة لصاحبه و ملائم لطبعه لمیله إلیه بسبب اعتقاد النفع، و المخالف له مفسدة له غیر ملائم لطبعه. و لیس المراد بالطبع المزاج حتی یرد أنّ الموافق للغرض قد یکون منافرا للطبع کالدواء الکریه للمریض، بل الطبیعة الإنسانیة الجالبة للمنافع و الدافعة للمضار.
و الثانی کون الشی‌ء صفة کمال و ضدّه القبح، و هو کونه صفة نقصان. فما یکون صفة کمال کالعلم حسن، و ما یکون صفة نقصان کالجهل قبیح. و بالنظر إلی هذا فسّره الصوفیة بجمعیة الکمالات فی ذات واحدة، و هذا لا یکون إلّا قی ذات الحق سبحانه، کما وقع فی بعض الرسائل.
و الثالث کون الشی‌ء متعلّق المدح و ضده القبح بمعنی کونه متعلق الذمّ. فما تعلّق به المدح یسمّی حسنا، و ما تعلّق به الذم یسمّی قبیحا، و ما لا یتعلّق به شی‌ء منهما فهو خارج عنهما، و هذا یشتمل أفعال اللّه تعالی أیضا. و لو أرید تخصیصه بأفعال العباد، قیل الحسن کون الشی‌ء متعلّق المدح عاجلا و الثواب آجلا أی فی الآخرة، و القبح کونه متعلّق الذمّ عاجلا و العقاب آجلا. فالطاعة حسنة و المعصیة قبیحة و المباح و المکروه و أفعال بعض غیر المکلفین مثل المجنون و البهائم واسطة بینهما. و أما فعل الصبی فقد یکون حسنا کالواجب و المندوب و قد یکون واسطة. هذا و کذا الحاصل عند من فسّر الحسن بما أمر به و القبح بما نهی عنه، فإنّه أیضا مختصّ بأفعال العباد راجع إلی الأول لأنّ هذا تفسیر الأشعری الذاهب إلی کون الحسن و القبح شرعیین، إلّا أن الحسن علی هذا هو الواجب و المندوب، و القبح هو الحرام. و أما المباح و المکروه و فعل غیر المکلف کالصبیان و المجانین و البهائم فواسطة بینهما إذ لا أمر و لا نهی هناک. و قال صدر الشریعة الأمر أعمّ من أن یکون للإیجاب أو للإباحة أو للندب فالمباح حسن. و فیه أنّ المباح لیس بمأمور به عنده فکیف یدخل فی الحسن؟ و قیل الحسن ما لا حرج فی فعله و القبیح ما فیه حرج. فعلی هذا
______________________________
(1) صحیح البخاری، کتاب الاعتصام، باب (اجتهاد القضاة) حدیث (87)، 9/ 183.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 667
المباح و فعل غیر المکلف حسن إذ لا حرج فی الفعل، و القبیح هو الحرام لا غیر. و أما المکروه فلا حرج فی فعله، فینبغی أن یکون حسنا، اللّهمّ إلّا أن یقال عدم لحوق المدح الذی فی الترک حرج فی الفعل فیکون قبیحا.
و الحرج إن فسّر باستحقاق الذمّ یکون هذا التفسیر راجعا إلی الأول، إلّا أنه لا تتصور الواسطة بینهما حینئذ و إن فسّر باستحقاق الذم شرعا یکون راجعا إلی تفسیر الأشعری، إلا انه لا تتصور الواسطة حینئذ أیضا، و یکون فعل اللّه تعالی حسنا بعد ورود الشرع و قبله إذا لا حرج فیه مطلقا و أمّا علی تفسیر من قال الحسن ما أمر الشارع بالثناء علی فاعله، و القبیح ما أمر بذمّ فاعله، فإنّما یکون حسنا بعد ورود الشرع لأنه تعالی أمر بالثناء علی فاعله لا قبله، إذ لا أمر حینئذ، اللّهم إلّا أن یقال الأمر قدیم ورد أو لم یرد. و هذا التفسیر راجع إلی تفسیر الأشعری أیضا کما لا یخفی.
اعلم أنّ فعل العبد قبل ورود الشرع حسن بمعنی ما لا حرج فیه و واسطة بینهما علی تفسیر الأشعری، و هذا التفسیر الأخیر. و أما بعد ورود الشرع فهو إمّا حسن أو قبیح أو واسطة علی جمیع التفاسیر. و بعض المعتزلة عرّف الحسن بما یمدح علی فعله شرعا أو عقلا، و القبیح بما یذمّ علیه فاعله. و لا شکّ أنه مساو للتعریف الأول إلّا أن یبنی التعریف الأول علی مذهب الأشعری. و بعضهم عرّف الحسن بما یکون للقادر العالم بحاله أن یفعله، و القبیح بما لیس للقادر العالم بحاله أن یفعله. القادر احتراز عن فعل العاجز و المضطرّ فإنّه لا یوصف بحسن و لا قبیح. و قید العالم لیخرج عند فعل المجنون و المحرّمات الصادرة عمّن لم یبلغه دعوة نبی، أو عمّن هو قریب العهد بالإسلام. و المراد بقوله أن یفعله أن یکون الإقدام علیه ملائما للعقل، و قس علیه القبیح. فالحسن علی هذا یشتمل الواجب و المندوب و المباح، و القبیح یشتمل الحرام و المکروه، و هو أیضا راجع إلی الأول. و بالجملة فمرجع الجمیع إلی أمر واحد و هو أنّ القبیح ما یتعلّق به الذمّ و الحسن ما لیس کذلک، أو ما یتعلّق به المدح فتدبّر و لا تکن ممّن یتوهّم من اختلاف العبارات اختلاف المعبرات من أنّ المعانی للحسن و القبیح أزید من الثلاثة.
اعلم أنّ الحسن و القبح بالمعنیین الأولین یثبتان بالعقل اتفاقا من الأشاعرة و المعتزلة.
و أما بالمعنی الثالث فقد اختلفوا فیه. و حاصل الاختلاف أنّ الأشعریة و بعض الحنفیة یقولون إنّ ما أمر به فحسن و ما نهی عنه فقبیح.
فالحسن و القبح من آثار الأمر و النهی.
و بالضرورة لا یمکن إدراکه قبل الشرع أصلا.
و غیرهم یقولون إنه حسن فأمر به و قبیح فنهی عنه. فالحسن و القبیح ثابتان للمأمور به و المنهی عنه فی أنفسهما قبل ورود الشرع، و الأمر و النهی یدلّان علیه دلالة المقتضی علی المقتضی. ثم المعتزلة یقولون إنّ جمیع المأمورات بها حسنة و المنهیات عنها قبیحة فی أنفسها، و العقل یحکم بالحسن و القبح إجمالا، و قد یطّلع علی تفصیل ذلک إمّا بالضرورة أو بالنظر و قد لا یطلع. و کثیر من الحنفیة یقولون بالتفصیل. فبعض المأمورات و المنهیات حسنها و قبحها فی أنفسها، و بعضها بالأمر و النهی. هذا هو المذکور فی أکثر الکتب. و فی الکشف نقلا عن القواطع «1» أنّ أکثر الحنفیة و المعتزلة متفقون علی القول بالتفصیل. هذا کله خلاصة ما فی
______________________________
(1) القواطع فی قواعد العقائد ذکره حاجی خلیفة، ج 2، ص 1357، و لم یذکر اسم مؤلفه.
و هناک کتاب قواطع الاسلام فی الألفاظ المکفّرة لابن حجر الهیثمی أحمد بن علی المکی الشافعی (- 974 ه) کشف الظنون، 4/ 241.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 668
شرح المواقف و العضدی و حواشیه و التلویح و حاشیته للمولوی عبد الحکیم.

فائدة:

قال المعتزلة: ما تدرک جهة حسنه أو قبحه بالعقل من الأفعال الغیر الاضطراریة ینقسم إلی الأقسام الخمسة، لأنه إن اشتمل ترکه علی مفسدة فواجب، و إن اشتمل فعله علی مفسدة فحرام، و إلّا فإن اشتمل فعله علی مصلحة فمندوب، و إن اشتمل ترکه علی مصلحة فمکروه، و إلّا أی و إن لم یشتمل شی‌ء من طرفیه علی مفسدة و لا مصلحة فمباح. و أمّا ما لا تدرک جهة حسنه أو قبحه بالعقل فلا یحکم فیه قبل ورود الشرع بحکم خاص تفصیلی فی فعل فعل. و أما علی سبیل الإجمال فی جمیع تلک الأفعال فقیل بالحظر أی الحرمة و الإباحة و التوقف. و بالجملة فإذا لوحظت خصوصیات تلک الأفعال لم یحکم فیها بحکم خاص. و أما إذا لوحظت بهذا العنوان أی بکونها مما لا یدرک العقل جهة حسنها و قبحها فیحکم فیها بالاختلاف المذکور. و هذا الحکم کالحکم بأنّ کلّ مؤمن فی الجنة و کلّ کافر فی النار مع التوقّف فی المعیّن منهما، فاندفع ما قیل عدم إدراک الجهة یقتضی التوقف، فکیف قیل بالحظر و الإباحة؟ و أما الأشاعرة فلمّا حکموا بأنّ الحاکم بالحسن و القبح هو الشرع لا العقل فلا تثبت الأحکام الخمسة المذکورة عندهم للأفعال قبل ورود الشرع، کذا فی شرح المواقف.

فائدة:

المأمور به فی صفة الحسن نوعان: حسن لمعنی فی نفسه و یسمّی حسنا لعینه أیضا، و حسن فی غیره و یسمّی حسنا لغیره. و من الحسن لغیره نوع یسمّی بالجامع و هو ما یکون حسنا لحسن فی شرطه بعد ما کان حسنا لمعنی فی نفسه أو لغیره، و هی القدرة التی بها یتمکّن العبد من أداء ما لزمه، فإنّ وجوب أداء العبادة یتوقّف علی القدرة کتوقف وجوب السعی علی وجوب الجمعة، فصار حسنا لغیره مع کونه حسنا لذاته. و إن شئت التوضیح فارجع إلی التلویح و التوضیح.

الحسن:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Beautiful،good
[فی الفرنسیة]Beau،bon،joli
بفتحتین نعت من الحسن، فمعانیه کمعانیه. و أمّا المحدّثون فقد اختلفوا فی تفسیره. فقال الخطّابی «1» الحسن ما عرف مخرجه و اشتهر رجاله أی الموضع الذی یخرج منه الحدیث، و هو کونه شامیا أو عربیا أو عراقیا أو مکیا أو کوفیا أو نحو ذلک، و کان الحدیث من روایة راو قد اشتهر بروایة أهل بلده کقتادة «2» فی البصریین فإنّ حدیث البصریین إذا جاء عن قتادة کان مخرجه معروفا بخلافه عن غیرهم، و ذلک کنایة عن الاتصال إذ المرسل و المنقطع و المعضل لعدم ظهور رجالها لا یعلم مخرج الحدیث منها. و المراد بالشهرة الشهرة بالعدالة و الضبط. قال ابن دقیق العید «3» لیس فی عبارة الخطّابی کثیر تلخیص. و أیضا
______________________________
(1) هو حمد بن محمد بن ابراهیم بن الخطاب البستی، أبو سلیمان. ولد فی بست عام 319 ه/ 931 م. و فیها توفی عام 388 ه/ 998 م. فقیه، محدث. له العدید من الکتب الهامة فی علم الحدیث. الأعلام 2/ 273، وفیات الاعیان 1/ 166، انباه الرواة 1/ 125، خزانة الأدب 1/ 282، یتیمة الدهر 4/ 231.
(2) هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزیز، أبو الخطاب السدوسی البصری. ولد بالبصرة عام 68 ه/ 680 م. و توفی بواسط عام 118 ه/ 736 م. مفسّر، حافظ للحدیث، عالم بالعربیة. الاعلام 5/ 189، تذکرة الحفاظ 1/ 115، وفیات الاعیان 1/ 427، ارشاد الأریب 6/ 202.
(3) هو محمد بن علی بن وهب بن مطیع، أبو الفتح، تقی الدین القشیری المعروف بابن دقیق العید. ولد بمصر عام 625 ه/ 1228 م. و توفی بالقاهرة عام 702 ه/ 1302 م. قاض من أکابر علماء الأصول، مجتهد. له الکثیر من التصانیف الهامة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 669
فالصحیح ما عرف مخرجه فیدخل الصحیح فی حدّ الحسن. قیل المراد شهرة رجاله بالعدالة و الضبط المنحط عن الصحیح. و قال ابن الجوزی «1» الحسن ما فیه ضعف قریب محتمل.
و اعترض ابن دقیق العید علی هذا الحدّ أیضا بأنه لیس مضبوطا یتمیز به القدر المحتمل عن غیره، و إذا اضطرب هذا الوصف لم یحصل التعریف الممیّز عن الحقیقة. و قال الترمذی «2» الحسن الحدیث الذی یروی من غیر وجه نحوه و لا یکون فی إسناده راو متّهم بالکذب و لا یکون شاذّا، و هو یشتمل ما إذا کان بعض رواته مسی‌ء الحفظ ممن وصف بالغلط و الخطأ غیر الفاحش، أو مستورا لم ینقل فیه جرح و لا تعدیل، و کذا إذا نقل فیه و لم یترجّح أحدهما علی الآخر، أو مدلّسا بالعنفة «3» لعدم منافاتها نفی اشتراط الکذب، و أیضا یشتمل الصحیح فإنّ أکثره کذلک. و أیضا یرد علی قوله و یروی من غیر وجه نحوه الغریب الحسن، فإنّه لم یرو من وجه آخر. قیل أراد الترمذی بقوله غیر متهم أنه بلغ فی العدالة إلی غایة لا یتهم فیها بکذب بخلاف الصحیح فإنّه لا یکفی فیه ذلک، بل لا بدّ من الضبط. و أراد بقوله و یروی من غیره وجه نحوه أنّه لا یکون منکرا یخالف روایة الثقات فلذلک قال و نحوه، و لم یقل و یروی هو أو مثله. و لذلک یقول فی أحادیث کثیرة حسن غریب. و قیل إنّ الترمذی یقول فی بعض الأحادیث حسن، و فی بعضها صحیح، و فی بعضها غریب، و فی بعضها حسن صحیح، و فی بعضها حسن غریب، و فی بعضها صحیح غریب، و فی بعضها حسن صحیح غریب.
و تعریفه هذا إنّما وقع علی الأول فقط. و قیل فی خلاصة الخلاصة الحسن علی الأصح حدیث رواه القریب من الثقة بسند متّصل إلی المنتهی، أو رواه ثقة بسند غیر متّصل، و کلاهما مروی بغیر هذا السّند و سالم عن الشذوذ و العلّة، فخرج الصحیح من النوع الأول بالقرب من الثقة، و من النوع الثانی بعدم الاتصال، إذ یشترط فی الصحیح ثبوت الوثوق و اتصال الإسناد، و خرج الضعیف منهما بقوله و کلاهما مروی الخ فإنّ تکثّر الرواة یخرجه من الضعف إلی الحسن. و أما التقیید بالاتصال فی الأول و بالوثوق فی الثانی فلإخراج ما لم یتصل عن الأول و ما لم یکن مرویا من الثقة عن الثانی و إن کانا مرویین من غیر وجه، فإنّ کثرة الرواة لم تخرج غیر المتّصل المروی عن غیر الثقة عن الضعیف إذا لم ینجبر بمجردها ضعفه، و خرج الشّاذ و العلیل بما خرج من الصحیح. و ما یرد علی التعریف شی‌ء إلّا الحسن الفرد. و الحسن حجّة کالصحیح و لکن دونه لأنّ شرائط الصحیح معتبرة فیه، إلّا أنّ العدالة فی الصحیح یجب أن تکون ظاهرة و الإتقان بإسناده کاملا، و لیس ذلک شرطا فی الحسن. و أما إذا روی من وجه آخر فیلحق فی القوة إلی الصحیح لاعتضاده بالجهتین بخلاف الضعیف فإنه لم یکن حجة و لم ینجبر
______________________________
و یوجد قبر فی دمشق بجوار ضریح السلطان نور الدین الشهید معروف باسم الشیخ دقیق العید الاعلام 6/ 283، الدرر الکامنة 4/ 91، مفتاح السعادة 2/ 219، فوات الوفیات 3- 244، شذرات الذهب 6/ 5.
(1) هو عبد الرحمن بن علی بن محمد الجوزی القرشی البغدادی، أبو الفرج. ولد ببغداد عام 508 ه/ 1114 م. و توفی فیها عام 597 ه/ 1201 م. علّامة عصره فی التاریخ و الحدیث، فقیه له أکثر من ثلاثمائة مصنف. الاعلام 3/ 316، وفیات الاعیان 1/ 279، البدایة و النهایة 13/ 28، مفتاح السعادة 1/ 207، آداب اللغة 3/ 91، مرآة الزمان 8/ 481.
(2) هو محمد بن عیسی بن سورة بن موسی السلمی الترمذی، أبو عیسی. ولد بترمذ عام 209 ه/ 824 م و توفی فیها عام 279 ه/ 892 م. من أئمة علماء الحدیث و حفاظه. له مجموعة تصانیف هامة. الاعلام 6/ 322، التهذیب 9/ 387، تذکرة الحفاظ 2/ 187، وفیات الاعیان 1/ 484، اللباب 1/ 174.
(3) العنعنة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 670
بتعدّد الطرق ضعفه لکذب راویه أو فسقه انتهی.
و فی شرح النخبة و شرحه خبر الواحد بنقل عدل خفیف الضبط متّصل السّند غیر معلّل و لا شاذا هو الحسن لذاته أی لا بشی‌ء خارج و الحسن بشی‌ء خارج و یسمّی بالحسن لغیره هو الذی یکون حسنه بسبب الاعتضاد نحو حدیث الراوی المستور إذا تعدّدت طرقه، و کذا کلّ ما کان ضعفه بسوء حفظ راویه کعاصم بن عبد اللّه العدوی «1» فإنه مع صدقه کان مسی‌ء الحفظ کثیر الوهم فاحش الخطأ بحیث ضعفه الأئمة، فإذا توبع ارتقی حدیثه إلی الحسن. و المراد بخفیف الضبط فی تعریف الحسن لذاته أن یکون الراوی متأخرا عن درجة الحافظ الضابط تأخرا یسیرا غیر فاحش، لم یبلغ إلی مرتبة الراوی الضعیف الفاحش الخطأ. و فوائد القیود تعلم فی لفظ الصحة. و الحسن لذاته مشارک للصحیح فی الاحتجاج به و لذا أدرجه طائفة منهم فی الصحیح و إن کان دونه فی القوة انتهی. و ظاهر هذا یدلّ علی أنّ إطلاق الحسن علی الحسن لذاته و الحسن لا لذاته بطریق الاشتراک اللفظی.

فائدة:

لو قیل هذا حدیث حسن الإسناد أو صحیحه فهو دون قولهم حدیث صحیح أو حدیث حسن لأنه قد یصحّ و یحسن الإسناد لاتصاله و ثقة رواته و ضبطهم دون المتن، لشذوذ أو علّة، و أمّا قولهم حسن صحیح فللتردد الحاصل من المجتهد فی الناقل أی حسن عند قوم باعتبار وصفه صحیح عند قوم باعتبار وضعه. فهذا دون ما قیل فیه صحیح فقط لعدم التردد هناک. و هذا حیث یحصل من الناقل التفرّد بتلک الروایة بأن لا یکون الحدیث ذا سندین، و إن لم یحصل التفرّد فباعتبار إسنادین أحدهما صحیح و الآخر حسن، فهو فوق ما قیل فیه صحیح فقط، إذا کان فردا لأنّ کثرة الطرق تقوی.

حسن الابتداء:

[فی الانکلیزیة]Exordium،introduction،peroration
[فی الفرنسیة]Exorde peroraison
و التخلّص و الانتهاء. قال أهل البیان ینبغی للمتکلّم شاعرا کان أو کاتبا أن یتأنّق فی ثلاثة مواضع من کلامه حتی یکون أعذب لفظا و أحسن سبکا و أصح معنی. أحدها الابتداء لأنّه أول ما یقرع السّمع، فإن کان محررا أقبل السامع علی الکلام و إلّا أعرض عنه. و لو کان الباقی فی نهایة الحسن فینبغی أن یؤتی فیه بأعذب اللفظ و أجزله و أحسنه نظاما و سبکا و أصحه معنی، و یسمّی حسن الابتداء و أحسنه ما ناسب المقصود و یسمّی براعة الاستهلال.
و ثانیها التخلّص و هو الانتقال مما افتتح به الکلام إلی المقصود مع رعایة المناسبة. و أحسنه أن یکون الانتقال علی وجه سهل یختلسه اختلاسا دقیق المعنی، بحیث لا یشعر السّامع بالانتقال من المعنی الأول إلّا و قد وقع الثانی لشدّة الالتئام بینهما و یجی‌ء فی محله. و ثالثها الانتهاء فیجب أن یختم کلامه شعرا کان أو خطبة أو رسالة بأحسن خاتمة حتی لا یبقی معه للنفس تشوق إلی ما یذکر بعد. و قد قلّت عنایة المتقدمین بهذا النوع. و المتأخرون یجهدون فی رعایته و یسمّونه حسن المقطع [و براعة المقطع] «2»، و جمیع فواتح السور و خواتمها علی أحسن الوجوه و أکملها کما یشهد به التأمّل الصادق، هکذا فی المطول و الإتقان.
______________________________
(1) هو عاصم بن عبید اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشی العدوی. محدّث، روی عنه الکثیر، لکنه ضعیف. تهذیب الکمال 13/ 500، طبقات ابن سعد 9/ 186، الکامل 2/ 286، تاریخ الاسلام 5/ 263، میزان الاعتدال 2/ ترجمة 4056.
(2) [و براعة المقطع] (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 671

حسن البیان:

[فی الانکلیزیة]Concision،harmony،euphemism
[فی الفرنسیة]Concision،harmonie،euphemisme
هو عند البلغاء کشف المعنی و إیصاله إلی النفس و هو قد یجی‌ء مع الإیجاز و قد یجی‌ء مع الإطناب و المساواة أیضا کذا فی المطول فی آخر فن البدیع.

حسن التّعلیل:

[فی الانکلیزیة]Good argumentation
[فی الفرنسیة]Bonne argumentation
عند أهل البدیع من المحسّنات و هو أن یدعی لوصف علّة مناسبة له باعتبار لطیف غیر حقیقی أی بأن ینظر نظرا یشتمل علی لطف و دقّة و لا یکون موافقا لما فی نفس الأمر، یعنی یجب أن لا یکون ما اعتبره علّة لهذا الوصف علة له فی الواقع و إلّا لما کان من المحسّنات لعدم تصرّف فیه. فقولک قتل فلان أعادیه لدفع الضرر لیس من حسن التعلیل. و بهذا ظهر فساد ما قیل من أنّ هذا الوصف غیر مفید لأنّ الاعتبار لا یکون إلّا غیر حقیقی و لو کان الأمر کما توهّم لوجب أن یکون جمیع اعتبارات العقل غیر مطابق للواقع و هو أربعة أضرب لأنّ الصفة التی ادّعی لها علّة مناسبة إمّا ثابتة قصد بیان علیتها أو غیر ثابتة أرید إثباتها. و الأولی إمّا أن لا تظهر لها علّة فی العادة و إن کانت لا تخلو فی الواقع عن علّة کقوله:
لم یحک نائلک السحاب و إنّما حمّت به فصبیبها الرحضاء
أی لم یشابه عطاءک السحاب و إنّما صارت محمومة بسبب عطائک و تفوّقه علیها. فالمصبوب منها أی من السحاب هو الرحضاء أی عرق الحمّی. فنزول المطر من السّحاب صفة ثابتة له لا تظهر لها علّة فی العادة، و قد علّله بأنّه عرق حماها الحادثة بسبب عطاء الممدوح أو تظهر لها علّة غیر العلّة المذکورة کقوله:
ما به قتل أعادیه و لکن یتّقی أخلاف ما ترجو الذئاب
أی الراجون یعنی لیس قتله الأعداء لدفع مضرّتهم بل رجاء الراجین بعثه إلی قتلهم.
و الثانیة إمّا ممکنة کقوله «1»:
یا واشیا حسنت فینا إساءته نجّی حذارک إنسانی من الغرق
فإنّ إساءة الواشی ممکن، لکن لمّا خالف الشاعر الناس فیه بحیث لا یستحسن الناس إساءة الواشی عقبه بأنّ حذار الشاعر منه أی من الواشی نجی إنسانه أی إنسان عین الشاعر من الغرق فی الدموع حیث ترک البکاء خوفا منه أو غیر ممکنة کقوله:
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 671 حسن التعلیل: … ص: 671
لو لم تکن نیة الجوزاء خدمته لما رأیت علیها عقد منتطق
هذا البیت ترجمة بیت فارسی و هو هذا:
گر نبودی عم جوزا خدمتش کس ندیدی بر میان أو کمر
فنیة الجوزاء خدمة الممدوح صفة غیر ممکنة قصد إثباتها. و الحق بحسن التعلیل ما بنی علی الشکّ، و لکونه مبنیا علی الشکّ لم یجعل من حسن التعلیل لأنّ فیه ادعاء و إصرارا، و الشکّ ینافیه کقولک: کان قتل فلان أعادیه لرضاء المحبین کذا فی المطول.

حسن القیاس:

[فی الانکلیزیة]Anaphora،syllepsis
[فی الفرنسیة]Repetition،syllepse
هو عند البلغاء أن یؤتی بلفظ مکرّر و له مفهومان مختلفان. أمّا إذا کان المراد مفهوما واحدا فالمعنی لا یکون حینئذ تامّا. و مثاله:
______________________________
(1) هو مسلم بن الولید الأنصاری، أبو الولید، المعروف بصریع الغوانی. توفی بجرجان عام 208 ه/ 823 م. شاعر غزل، مکثر من البدیع. الاعلام 7/ 223، النجوم الزاهرة 2/ 186، تاریخ بغداد 13/ 96، الشعر و الشعراء 339.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 672
یا من أعطاک مولاک ملکا أبدیّا إنّک تهب الروح باسمک تلقی الأحجار (الکریمة)
فاسکندر (الروم) إذا اخذ الفیلة من الملوک ذلک لأنّک أخذت الفیل من الکسندر (اللکهنوی)
نظم هذا الرباعی فی وصف رایات الإمبراطور فی «لکهنو»: و الغرض من اسم الإسکندر الأول هو الکسندر المقدونی الرومی.
فی حین أنّ امبراطور لکهنو اسمه أیضا الإسکندر. و فی المصراع الثالث المراد من إسکندر هو الکسندر الروم بینما فی المصراع الرابع المراد هو السکندر اللکهنوی. و لا یمکن اعتبار الإسکندر فی کلا المصراعین واحدا لأنّه یکون حینئذ کذبا مخلصا. و لا یکون أیضا مدحا. لأن ملک اللکهنو من توابع دهلی عاصمة امبراطوریة المغول الإسلامیة فی تلک الأیام.
و علیه فلا معنی لأخذ ملک دهلی للفیلة من حاکم لکهنو و لا فخر فی ذلک. و إذن فإنّ حسن القیاس یقتضی أن یکون الإسکندر الأول فی المصراع الثالث هو الرومی، و الاسکندر الثانی فی المصراع الرابع هو اللکهنوی، لکی یکون المدح بلیغا و یتم المعنی بذلک. کذا فی جامع الصنائع «1».

حسن المطلب:

[فی الانکلیزیة]Tact،smartness
[فی الفرنسیة]Tact،habilite
عندهم هو أن یخرج إلی الغرض بعد تقدّم الوسیلة کقوله تعالی: إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاکَ نَسْتَعِینُ، اهْدِنَا «2» و هو قریب من التخلّص، کذا فی الاتقان. و حسن الطّلب قریب أیضا من حسن المطلب. و فی جامع الصنائع یورد بأنّ حسن الطلب هو أن یکون عند ما یطلب شیئا أن یطلبه بطریقة فیها أدب من قبیل الإیهام و الخیال و اللطف المقبول و مثاله:
ما الداعی لذکر المطلوب فقد جاء ضمیرکم العالم للغیب
و أیضا یقول مولانا حافظ:
نحن أصحاب حاجة و لیس یوجد لسان للسّؤال ففی حضرة الکریم ما الداعی لإظهار التمنی؟
إنّ ضمیر الحبیب المنیر هو بمثابة الکشاف لأحداث الکون فما الداعی لإظهار حاجاتنا هناک؟ «3»
______________________________
(1) نزد بلغاء آنست که در ربط لفظی آرد مکرر و مفهوم آن دو چیز باشد و اگر در هر دو جا یک مفهوم مراد دارند معنی تمام نگردد مثاله.
ای آنکه خدات داد ملکی ابدی. در جان بخشی به نام خود سنگ زدی اسکندر اگر پیل ز شاهان ستدی آنی که تو پیل از سکندر ستدی
این رباعی در آنچه رایات اعلای شهنشاهی در لکهنوتی بود بانشاء رسید الغرض اسکندر نام بادشاه روم و بادشاه لکهنوتی را نیز اسکندر نام بود و در مصراع سیوم مراد بادشاه روم است و در چهارم بادشاه لکهنوتی و در هر دو جا بادشاه روم مراد نتواند بود زیرا که کذب محض است و همچنین بادشاه لکهنوتی در سر دو جا مراد نمی‌توان شد که کذب محض است و هم مدح نتواند بود زیرا که ملک لکهنوتی از مضافات دار الملک دهلی است پس بادشاه دهلی را از اخذ پیلان از بادشاه لکهنوتی چه افتخار باشد که بدان کرده آید پس حسن القیاس کرد باول مراد پادشاه روم داشت تا مدح بلیغ خیزد و معنی تمام گردد کذا فی جامع الصنائع.
(2) الفاتحة/ 5- 6.
(3) و نیز قریب است بحسن المطلب حسن الطلب در جامع الصنائع آورده حسن الطلب آنست که چون چیزی طلب کند بطریقی طلب کند که به ادب نزدیک بود از ایهام و خیال و لطیفه دلاویز گردد مثاله.
چه حاجت است که مطلوب در میان آرم ز روشنی چو ضمیر تو غیب دان آمد
و نیز حضرت حافظ فرماید.
ارباب حاجتیم و زبان سؤال نیست در حضرت کریم تمنا چه حاجت است
جام جهان‌نماست ضمیر منیر دوست اظهار احتیاج خود آنجا چه حاجت است
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 673

حسن المطلع:

[فی الانکلیزیة]Exordium،introduction
[فی الفرنسیة]Exorde
هو عند البلغاء أن تکون بدایة القصائد و المنشئات ذات ألفاظ فصیحة و جزلة و أن تکون معانیها بدیعة و مناسبة لمقتضی الحال و ذلک فی مطلعها کذا فی جامع الصنائع. و لیس بخاف أنّ هذا الکلام هو بعینه ینطبق علی حسن الابتداء «1».

حسن المقطع:

[فی الانکلیزیة]Good peroration،strange peroration
[فی الفرنسیة]Bonne peroraison،peroraison etrange
هو عند البلغاء أن یدعو بأسلوب، یکون فیه الدّعاء ممتدا لغایة غیر محدودة بعبارة رائقة و فصیحة و جملة لطیفة ذات معنی بدیع و مثاله:
بما أن الملوک هم نظام الکون المتغیر المملوء بالمحبة و الحقد، و من مجالس السرور و الحرب، فلتکن الریح فی ید أحبابک، و کئوس الخمر فی شفاهک و السیف فی حلق عدوک، و اللسان ناطق بالمراد. کذا فی جامع الصنائع. و هذا المعنی مخالف لحسن المقطع بحسن الانتهاء. و لکن لا یعلم الفرق من مجمع الصنائع، لأنه یقول:
حسن المقطع هو أن یقول الشاعر الأبیات الأخیرة بشکل جید و أن یختمها بلفظ عجیب و معنی غریب. و هذا فی قصائد الدعاء أکثر ما یکون «2».

حسن النّسق:

[فی الانکلیزیة]Good succession
[فی الفرنسیة]Bonne succession
عند البلغاء هو أن یأتی المتکلّم بکلمات متتالیات معطوفات متلاحمات تلاحما سلیما مستحسنا بحیث إذا أفردت کلّ جملة منه قامت بنفسها و استقلّ معناها بلفظها و منه قوله تعالی:
وَ قِیلَ یا أَرْضُ ابْلَعِی ماءَکِ «3» الآیة، فإنّ جملها معطوفة بعضها علی بعض بواو النّسق علی الترتیب الذی تقتضیه البلاغة من الابتداء بالأهم الذی هو انحسار الماء عن الأرض المتوقّف علیه غایة مطلوب أهل السّفینة من الإطلاق من سبخها، ثم انقطاع السّماء المتوقّف علیه تمام ذلک من دفع أذاه الخروج و منع أخلاق ما کان بالأرض، ثم الإخبار بذهاب الماء بعد انقطاع المادّتین الذی هو متأخر عنه قطعا، ثمّ بقضاء الأمر الذی هو هلاک من قدّر هلاکه و نجاة من سبق نجاته و أخّر عمّا قبله، إلّا أنّ علم ذلک لأهل السفینة بعد خروجهم منها، و خروجهم موقوف علی ما تقدّم. ثم أخبر باستواء السفینة و استقرارها المفید ذهاب الخوف و حصول الأمن من الاضطراب، ثم ختم بالدعاء علی الظالمین لإفادة أنّ الغرق و إن عمّ الأرض فلم یشتمل إلّا من استحقّ العذاب لظلمه. کذا فی الاتقان فی نوع بدائع القرآن.

الحسّی:

[فی الانکلیزیة]Sensible
[فی الفرنسیة]Sensible
هو المنسوب إلی الحسّ، فهو عند المتکلّمین ما یدرک بالحسّ الظاهر. و عند الحکماء ما یدرک بالحسّ الظاهر أو الباطن.
و الحسّی یسمّی محسوسا هکذا یستفاد من الأطول. و یقابل الحسّی العقلی و هو ظاهر.
______________________________
(1) نزد بلغا آنست که آغاز اشعار و قصائد و جمله منشأت الفاظ فصیح و جزیل بود و معانی بدیع و مناسب حال بجز مطلع آرد کذا فی جامع الصنائع و مخفی نیست که این بعینه حسن الابتداء است.
(2) نزد بلغاء آنست که دعاگوئی چنان کند که تعلیق آن باشیا و زمان ممتد و یا غیر فانی با عبارات رائق و فصیح و ترکیب لطیف و معانی بدیع کند مثاله. تا دهد در عالم کون و فساد از مهر و کین. بزم و رزم خسروان احوال گیتی را نظام. باد در دست محبانت لبالب جام می. بادت از حلق عدو تیغ زیان‌آور بکام. کذا فی جامع الصنائع. و این معنی مخالف حسن المقطع بمعنی حسن الانتهاء است و لکن از مجمع الصنائع فرقی معلوم نمی‌شود چرا که می‌گوید حسن المقطع آنست که شاعر ابیات اخیر شعر خوب گوید و بلفظ عجیب و معنی غریب ختم کند و این در قصائد اکثر دعا می‌باشد.
(3) هود/ 44.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 674
و یؤیّده ما وقع فی شرح التجرید من أنّ کلا من الألم و اللذة حسّیة و عقلیة. و الحسّیة إمّا ظاهرة تتعلّق بالحواس الظاهرة و إمّا باطنة تتعلّق بالحواس الباطنة انتهی. فقد أراد بالحسّی و العقلی ما هو علی مذهب الحکماء. و لا خفاء فی التقابل عند المتکلّمین فإنّهم لمّا لم یقولوا بالحواس الباطنة انحصر عندهم المدرکات فی الحسّی و العقلی أیضا بلا سترة.
و المراد بالحسّی فی باب التشبیه حیث یقول أهل البیان التشبیه، إمّا طرفاه حسّیان أو عقلیان أو مختلفان هو ما یدرک هو أو مادته بإحدی الحواس الظاهرة کما أنّ المراد بالعقلی هناک ما لا یدرک هو و لا مادّته بتمامها بإحدی الحواس الظاهرة سواء أدرک بعض مادته أو لا، فدخل فی الحسّی الخیالی و هو المعدوم الذی فرض مجتمعا من أمور، کلّ واحد منها یدرک بالحسّ، و دخل فی العقلی الوهمی أی ما هو غیر مدرک بها أی بأحد «1» الحواس الظاهرة. و لو أدرک علی الوجه الجزئی لکان مدرکا بها کأنیاب الأغوال؛ و کذا دخل فی العقلی الوجدانی و هو ما یدرک بالقوی الباطنة، و لیس من الخیالی و الوهمی السابقین، و هی المعانی الجزئیة المتعلّقة بالمحسوس بالحسّ الظاهر. و المشهور أنّ الحسّی ما أدرک بالحسّ الظاهر و العقلی ما لا یکون للحسّ الباطن فیه مدخل. فعلی هذا الوهمیات و الخیالیات و الوجدانیات واسطة بین الحسّی و العقلی. و الأولی بالاختیار فی باب التشبیه هو الأول لأنّ المتبادر إلی الوهم جعل المحسوس المخترع داخلا فی المحسوس، و لأنّ فیه تقلیل الأقسام و تسهیل الأمر علی الطلاب.
هکذا یستفاد من المطول و الأطول فی بحث التشبیه. و الحسّی عند الأصولیین یطلق علی مقابل الشرعی کما سیجی‌ء.

الحسّیّات:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Sensible objects
[فی الفرنسیة]Objets sensibles
جمع الحسّی و تسمّی بالمحسوسات أیضا.
و الحسیات فی القضایا تطلق علی معنیین. الأول القضایا التی یجزم بها العقل بمجرّد تصوّر طرفیها بواسطة الحسّ الظاهر أو الباطن و تسمّی محسوسات و مشاهدات أیضا. و هی من المقدمات الیقینیة الضروریة کذا فی شرح الطوالع. فقوله بمجرّد تصوّر طرفیها بواسطة الحسّ أی بدون واسطة تکرار الحسّ فخرج المجربات، و بدون الحدس فخرج الحدسیات، و إنما قال یجزم بها العقل و لم یقل یجزم به الحسّ کما وقع فی الطوالع لأنّ کون الحسّ مدرکا إنّما هو علی مذهب البعض، و هو خلاف التحقیق. فإنّ الحسّ آلة لإدراک العقل لا مدرک کما عرفت. و یمکن تطبیق عبارة الطوالع علی ما هو التحقیق بأن یقال معنی کون الحسّ جازما أنّه لا یتوقف جزم العقل بعد الإحساس علی أمر آخر فکان الحسّ هو الجازم.
اعلم أنّ الحسّ لا یفید إلّا حکما جزئیا کما فی قولک هذه النّار حارة إذ لا سبیل له إلی إدراک الکلّی. فالحسّیات کلها أحکام جزئیة حاصلة بمشاهدة نسبة المحمول إلی الموضوع کما وقع فی شرح إشراق الحکمة. و أمّا الحکم بأنّ کلّ نار حارة فمستفاد للعقل إذا وقع له الإحساس بثبوت المحمول لجزئیات کثیرة من الموضوع بناء علی أنّ الإحساسات الجزئیة تعدّ النفس بقبول الحکم الکلّی من المبدأ الفیّاض، فهو حکم أوّلی موقوف علی تکرّر الإحساس مع الوقوف علی العلة. و بهذا یمتاز عن المجرّبات فإنّه لا وقوف فیها علی العلّة و إن کان یشارکه فی الاحتیاج إلی تکرّر المشاهدة. و لذا قال المحقق الطوسی فی شرح الإشارات إنّه یجری
______________________________
(1) بإحدی (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 675
مجری المجربات، فظهر أنّ تعمیم الحسّیات للجزئیات و الکلّیات باعتبار البناء المذکور، و إلّا فالتحقیق أنّ الحسّیات هی القضایا الجزئیة دون القضایا الکلّیة المترتبة علیها، ثم الفرق بین الحسّیات الکلّیة و الاستقراء أنّ الاستقراء یحتاج فیه إلی حصر الجزئیات إمّا حقیقیا أو ادّعائیا کما یجی‌ء دون الحسّیات الکلیة. ثم إنه لا شک أنّ تلک الإحساسات إنما تؤدی إلی الیقین بالحکم الکلّی إذا کانت صائبة، فلو لا أنّ العقل یمیّز بین الحقّ و الباطل من الإحساسات لم یتمیّز الصواب عن الخطاء. فلأجل هذا التمییز کان للعقل مدخل فی الحسّیات. و لعدم هذا التمییز فی الحیوانات العجم کانت الأحکام الحسّیة منها بمجرّد الحسّ بلا مدخل عقل فیها و لا یترتّب علیها الأحکام الکلیة بخلاف الإنسان.
فإن قیل إذا لم یکن الأحکام الکلّیة حاصلة للحیوان فکیف یهرب عن کل نار بعد إحساسها لنار مخصوصة؟ قلت ذلک لعدم التمییز بین الأمثال لا للحکم الکلّی. هذا خلاصة ما ذکره السّید السّند فی شرح المواقف و المولوی عبد الحکیم فی حاشیته و حاشیة شرح الشمسیة.
اعلم أنّ کلمات القوم مختلفة فی هذا المقام. فصاحب شرح الطوالع «1» یجعل المحسوسات مرادفة للمشاهدات کما عرفت.
و السّید السّند یجعلها أخصّ منها حیث قال فی شرح المواقف: المشاهدات ما یحکم به بمجرد الحسّ الظاهر و تسمّی هذه محسوسات أو الحسّ الباطن و تسمّی هذه وجدانیات و قضایا اعتباریة.
و هکذا وقع فی شرح الشمسیة حیث قال إن کان الحاکم الحسّ فهی المشاهدات. فإن کان من الحواس الظاهرة سمّیت حسّیات، و إن کان من الحواس الباطنة سمّیت وجدانیات. و هکذا ذکر أبو الفتح فی حاشیة تهذیب المنطق. و قد صرّح فی شرح المطالع بأنّها أعمّ منها حیث قال:
المحسوسات هی القضایا التی یحکم العقل بها بواسطة أحد الحواس و تسمّی مشاهدات إن کانت الحواس ظاهرة و وجدانیات إن کانت باطنة. و الثانی ما للحسّ مدخل فیها فیتناول التجربیّات و المتواترات و أحکام الوهم فی المحسوسات و بعض الحدسیات و المشاهدات و بعض الوجدانیات، و هی بهذا المعنی أیضا من العلوم الیقینیة الضروریة.

فائدة:

البدیهیات أی الأولیّات و ما فی حکمها من القضایا الفطریة تقوم حجة علی الغیر علی الإطلاق. و أمّا الحسّیات فلا تقوم حجة علی الغیر إلّا إذا ثبت الاشتراک فی أسبابها أعنی فیما یقتضیها من تجربة أو تواتر أو حدس أو مشاهدة. فإنّ مشاهداتک لیست حجة علی غیرک ما لم یکن له ذلک المشعر و الشعور. و علی هذا القیاس البواقی فإنّ للمشاهدة مدخلا فی الکل.
هکذا ذکر السّید السّند فی شرح المواقف و المولوی عبد الحکیم فی حاشیته.

الحشر:

[فی الانکلیزیة]Resurrection،doomsday
[فی الفرنسیة]Resurrection،jugement dernier
بالفتح و سکون الشین المعجمة فی العرف هو و البعث و المعاد ألفاظ مترادفة کما فی بعض حواشی شرح العقائد. و یطلق بالاشتراک اللفظی کما هو الظاهر علی الجسمانی و الروحانی.
فالجسمانی هو أن یبعث اللّه تعالی بدن الموتی من القبور و الروحانی هو إعادة الأرواح إلی أبدانها. ثم إنهم اختلفوا فی أنّ الحشر إیجاد بعد الفناء بأن یعدم اللّه الأجزاء الأصلیة للبدن، ثم یعیدها، أو جمع بعد التفریق بأن یفرّق الأجزاء فیختلط بعضها ببعض، ثم یعید فیها التألیف و یدلّ علیه ظاهر قوله تعالی: إِذا مُزِّقْتُمْ
______________________________
(1) المطول (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 676
کُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّکُمْ لَفِی خَلْقٍ جَدِیدٍ «1» و الحقّ إنه لم یثبت ذلک و لا جزم فیه نفیا أو إثباتا، هذا عند من یقول بحشر الأجساد و الأرواح. و أما المنکر لحشر الأجساد فیقول المعاد الروحانی عبارة عن مفارقة النفس عن بدنها و اتّصالها بالعالم العقلی الذی هو عالم المجرّدات، و سعادتها و شقاوتها هناک بفضائلها النفسیة و رذائلها. و فی بعض حواشی شرح هدایة الحکمة المعاد الروحانی عبارة عن أحوال النفس فی السعادة و الشقاوة و یسمّی بالآخرة أیضا.
اعلم أنّ الأقوال الممکنة فی مسئلة المعاد لا تزید علی خمسة. الأول ثبوت المعاد الجسمانی فقط، و هو قول أکثر المتکلمین النافین للنفس الناطقة. و الثانی ثبوت المعاد الروحانی فقط و هو قول الفلاسفة الإلهیین.
و الثالث ثبوتهما معا و هو قول کثیر من المحقّقین کالحلیمی و الغزالی و الراغب و أبی زید الدبوسی «2» و معمر «3» من قدماء المعتزلة، و جمهور متأخّری الإمامیة و کثیر من الصّوفیة فإنّهم قالوا الإنسان بالحقیقة هو النفس الناطقة، و هو المکلّف و المطیع و العاصی و المثاب و المعاقب، و النفس تجری منها مجری الآلة، و النفس باقیة بعد فساد البدن. فإذا أراد اللّه حشر الخلائق خلق لکلّ واحد من الأرواح بدنا یتعلّق به و یتصرّف فیه کما کان فی الدنیا و لیس هذا تناسخا لکونه عودا إلی أجزاء أصلیة للبدن، و إن لم یکن هو البدن الأول بعینه علی ما یشعر به قوله تعالی: کُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها «4»، و قوله تعالی: أَ وَ لَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلی «5» الآیة. و کون أهل الجنة جردا و مردا، و کون ضرس الجهنمی مثل أحد.
و الرابع عدم ثبوت شی‌ء منهما و هذا قول القدماء من الفلاسفة الطبعیین. و الخامسة التوقّف فی هذه الأقسام کما قال جالینوس: لم یتبین لی أنّ النفس هل هی المزاج فینعدم عند الموت فیستحیل إعادتها أو هی جوهر باق بعد فساد البدن فیمکن المعاد کذا فی شرح المواقف و تهذیب الکلام.

الحشو:

[فی الانکلیزیة]Pleonasm،verbiage
[فی الفرنسیة]Pleonasme،verbiage
بالفتح و سکون الشین المعجمة فی اللغة بمعنی کلمات فی وسط الکلام زائدة، و الجمال الصغیرة و الناس اللئام کما فی کنز اللغات «6».
و عند النحاة هو الصلة فی اللباب القضیة التی بها یتمّ الموصول تسمّی صلة و حشوا. و عند أهل العروض و الشعراء هو الرکن الأوسط من المصراع کما فی رسالة قطب الدین السرخسی و عروض سیفی. و عند أهل المعانی هو أن یکون اللفظ زائدا لا لفائدة بحیث یکون الزائد متعینا. فبقید لا لفائدة خرج الإطناب و بقید التعیّن خرج التطویل الذی سمّاه صاحب جامع الصنائع بالحشو القبیح، و هو قسمان: لأنّ ذلک الزائد إمّا أن یکون مفسدا للمعنی أو لا یکون.
______________________________
(1) سبأ/ 7.
(2) هو عبد اللّه بن عمر بن عیسی، أبو زید. توفی ببخاری عام 430 ه/ 1039 م. فقیه باحث. أول من وضع علم الخلاف و أبرزه. له مؤلفات هامة فی الأصول و الفروع. الاعلام 4/ 109، وفیات الاعیان 1/ 253، اللباب 1/ 410، شذرات الذهب 3/ 245، البدایة و النهایة 12/ 46.
(3) هو معمر بن عبّاد السلمی. توفی عام 215 ه/ 830 م. معتزلی من الغلاة، ناظر النّظّام و کان قدریا مغالیا. و إلیه تنسب الفرقة المعمریة. الاعلام 7/ 272، خطط المقریزی 2/ 347، لسان المیزان 6/ 71، اللباب 3/ 161، الملل و النحل 1/ 89.
(4) النساء/ 56.
(5) یس/ 81.
(6) در میان افتاده زائد و شتران خرد و مردم فرومایه کما فی کنز اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 677
فالحشو المفسد کلفظ الندی فی بیت أبی الطیب:
و لا فضل فیها للشجاعة و الندی و صبر الفتی لو لا لقاء شعوب
أی المنیة یعنی لا فضیلة فی الدنیا للشجاعة و العطاء و الصبر علی الشدائد علی تقدیر عدم الموت، و هذا یصح فی الشجاعة و الصبر دون العطاء فإنّ الشجاع إذا تیقّن بالخلود هان علیه الاقتحام فی الحروب لعدم خوف الهلاک، و کذا الصابر إذا تیقّن بالدوام و بزوال الحوادث و الشدائد هان علیه الصبر علی المکروه لوثوقه بالخلاص علیه «1» بخلاف العطاء، فإنّ الخلود یزید فی الحاجة إلی المال فیزید فضل العطاء مع الخلود.
أقول قوله و الندی لیس بحشو کما زعموا لأنّ المال مخلوق لوقایة النفس عن الهلاک لأنّه یتوسّل به إلی دفع الجوع الذی یفضی إلی الهلاک لأنّ البدن بسبب اشتعال الحرارة الغریزیة یتحلّل و یتجفّف، فلو لم یصل إلیه بدل ما یتحلل من المأکولات و المشروبات یشرف علی الهلاک بل یهلک. و أیضا یتشبّث بالمال إلی رفع الأمراض التی توصل إلی الإفناء لو لم یصل إلیه الدواء، فلا جرم أنّ المال وسیلة البقاء، فإذا علم الجواد أنّه یحتاج إلی المال فی الحال و فی المآل، و مع هذا یجود به علی الأغیار کان فی غایة الفضل کما مدح اللّه تعالی الذین یبذلون أموالهم مع احتیاجهم إلیها بقوله: وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ «2» فلو لم یکن الموت و الرّدی لم یکن فضل للجود و الندی. و الحشو الغیر المفسد للمعنی کلفظ قبله فی قول زهیر بن أبی سلمی:
فأعلم علم الیوم و الأمس قبله و لکننی عن علم ما فی غد عمی
فقوله قبله صفة الأمس بتقدیر الکائن قبله و هو الوصف للتأکید و هو حشو إذ لا فائدة فی التأکید فیه، بخلاف أبصرته بعینی و سمعته بأذنی و ضربته بیدی فإنّه یدفع التجوّز بالإبصار و السّماع عن العلم بلا شبهة، و بالضرب عن الأمر به، فهذه إنّما تقال فی مقام افتقر إلی التأکید. و مثل هذا وقع فی التنزیل نحو فَوَیْلٌ لَهُمْ مِمَّا کَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ «3» و نحو یَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَیْسَ فِی قُلُوبِهِمْ «4» و نحو وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُکُمْ «5» هذا کله خلاصة ما فی المطول و الأطول.
و یقول فی مجمع الصنائع: و اعتراض الکلام قبل تمامه یسمّی حشوا. و ذلک یکون بأن یأتی الشاعر ببیت من الشّعر فیبدأ بمعنی، ثم قبل الانتهاء منه یضع کلاما یمکن اعتباره زائدا یتمّ المعنی بدونه، ثم یکمل مقصوده. و هذا النوع من الحشو یقسم إلی ثلاثة أقسام: 1- حشو قبیح: هو ما کان فی أثناء الکلام و لا یعطی فائدة تذکر، و قد یذهب بسلاسة الشعر نفسه کما فی کلمة فرق مع وجود کلمة سر (رأس) (و معناهما واحد) فی هذا البیت:
أیّها الساقی هات الخمر فإنّ رأسی و مفرقی بسبب الحاجة للخمر یؤلمانی
2- حشو متوسط: و هو إیراد کلام معترض فی الجملة و هو إن کان زائدا إلّا أنه لا یذهب بسلاسة الشعر. کما فی قوله: أی آفتاب مرتبه فی هذا البیت:
______________________________
(1) عنه (م، ع).
(2) الحشر/ 9.
(3) البقرة/ 79.
(4) آل عمران/ 167.
(5) الانعام/ 38.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 678
فی مقابل رأیک المنیر: فإنّ نور الشمس (یا من أنت بدرجة الشمس) نور مستعار
3- و الحشو الملیح: و هو الذی یزید الکلام حسنا و ملاحة. و هذا القسم یکون أکثره فی الدّعاء و مثاله: إنّ سیفک (جعل اللّه غمده صدر عدوک) فی یدک کما ذو الفقار فی ید علیّ بن أبی طالب أسد اللّه الغالب. فجملة (باد سینه خصمت نیام أو) و معناها: (جعل صدر خصمک غمده) حشو ملیح. و یقال لهذا القسم حشو اللوزینج و هی معرب لوزینه. (و هی الحلوی المصنوعة باللوز المحشی کالبقلاوة). انتهی.
و الظاهر: هو أنّ ما ذکره فی مجمع الصنائع هو خاص بشعراء الفرس و ذلک لأنّ العرب یرون الحشو دائما بدون فائدة و لا یفید أبدا «1».

الحشو فی العروض:

[فی الانکلیزیة]Pleonasm in prosody
[فی الفرنسیة]Pleonasme en prosodie
و هو الأجزاء المذکورة بین الصدر و العروض و بین الابتداء و الضرب من البیت.
مثلا: إذا کان البیت مرکّبا من مفاعلین ثمانی مرات فمفاعیلن الأول صدر و الثانی و الثالث حشو و الرابع عروض و الخامس ابتداء و السادس و السابع حشو و الثامن ضرب. و إذا کان مرکبا من مفاعیلن أربع مرات فمفاعیلن الأول صدر و الثانی عروض و الثالث ابتداء و الرابع ضرب، فلا یوجد فیه الحشو. هکذا فی رسالة السیّد الجرجانی.

الحشویة:

[فی الانکلیزیة]Al -Hashwiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Hachwiyya)secte(
بسکون الشین و فتحها و هم قوم تمسّکوا بالظواهر فذهبوا إلی التجسم و غیره. و هم من الفرق الضالة. قال السّبکی فی شرح أصول ابن الحاجب «2»: الحشویة طائفة ضلّوا عن سواء السبیل یجرون آیات اللّه علی ظاهرها و یعتقدون أنه المراد، سمّوا بذلک لأنهم کانوا فی حلقة الحسن البصری فوجدهم یتکلّمون کلاما فقال:
ردّوا هؤلاء إلی حشاء الحلقة فنسبوا إلی حشاء فهم حشویة بفتح الشین. و قیل سمّوا بذلک لأنّ منهم المجسّمة أوهم هم و الجسم حشو. فعلی هذا القیاس فیه الحشویة بسکون الشین نسبة إلی الحشو. و قیل المراد بالحشویة طائفة لا یرون
______________________________
(1) و در مجمع الصنائع گوید اعتراض الکلام قبل التمام را حشو نامند و آن‌چنان بود که شاعر در بیتی بمعنی آغاز کند و پیش از آنکه آن معنی تمام سازد سخنی در میان آرد که معنی مقصود بغیر او تمام شود آنگاه بتمام ساختن آن مشغول شود و این را سه مرتبه است حشو قبیح و آن آنست که شاعر در میان بیت لفظی آرد که زائد بر اصل مراد باشد و آوردن او بی‌فائده بود و شعر از سلاست برود چنانچه لفظ فرق با وجود لفظ سر درین بیت.
ساقیا باده ده که رنج خمار سر و فرق مرا بدرد آرد
و حشو متوسط و آن آنست که آوردن کلام معترض اگرچه زائد بر اصل مراد باشد اما در سلاست بیت نقصان نکند چنانچه لفظ ای آفتاب مرتبه درین بیت.
در جنب رای روشن تو نور آفتاب ای آفتاب مرتبه نوریست مستعار
و حشو ملیح و آن آنست که آوردن حشو سبب حسن کلام گردد و سخن را ملاحت بخشد و این قسم اکثر دعائی می‌باشد مثاله.
تیغت که باد سینه خصمت نیام او در دست تو چو با أسد اللّه ذو الفقار
لفظ باد سینه خصمت نیام او حشو ملیح است و این قسم را حشو لوزینج نیز خوانند و لوزینج معرب لوزینه است انتهی.
و ظاهر آنست که آنچه در مجمع الصنائع ذکر کرده اصطلاح بلغای فرس است چرا که در اصطلاح اهل عرب حشو همیشه بی‌فائدة میباشد هیچ وقت مفید نبود.
(2) شرح مختصر ابن الحاجب فی الأصول و الجدل: لبهاء الدین أحمد بن علی أبی حامد السبکی المصری الشافعی (- 772 ه). و کتاب ابن الحاجب (- 646 ه) هو «منتهی السؤال و الأمل فی علمی الأصول و الجدل» صنّفه أولا ثم اختصره. هدیة العارفین، 1/ 113. کشف الظنون، 2/ 1853.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 679
البحث فی آیات الصفات التی یتعذّر اجراؤها علی ظاهرها بل یؤمنون بما أراده اللّه مع جزمهم بأنّ الظاهر غیر مراد و یفوّضون التأویل إلی اللّه.
و علی هذا إطلاق الحشویة علیهم غیر مستحسن لأنه مذهب السّلف انتهی. و قیل طائفة یجوّزون أن یخاطبنا اللّه بالمهمل و یطلقون الحشو علی الدین، فإنّ الدین یتلقی من الکتاب و السنة و هما حشو أی واسطة بین اللّه و رسوله و بین الناس، کذا ذکر الخفاجی فی سورة البقرة فی حاشیة البیضاوی فی تفسیر قوله تعالی: فَإِمَّا یَأْتِیَنَّکُمْ مِنِّی هُدیً فَمَنْ تَبِعَ هُدایَ فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ الآیة «1».

الحصاء:

[فی الانکلیزیة]Stone،calculus
[فی الفرنسیة]Caillou،calcul
بفتح الحاء و الصاد المهملتین و بالمدّ سنگ‌ریزه- الحجارة الصغیرة-. قال العلّامة: هو جوهر حجری یتکوّن فی المثانة و الکلی و المعی و الکبد و الرئة لاستعمال أغذیة لزجة تعقدها الحرارة الغریزیة، کذا فی بحر الجواهر.

الحصار:

[فی الانکلیزیة]Siege،blockade
[فی الفرنسیة]Siege،blocus
بالکسر فی اللغة الفارسیة: القلعة، و المحاصرة فی الحرب. و عند المنجّمین: هو وقوع کوکب بین کوکبین فی برج واحد أو برجین من أمام و وراء. أو بین أشعّة کوکبین علی تلک الصفة. و یقال لذلک الکوکب کوکب محصور. کذا فی کفایة التعلیم. و اعلم أنّ الانحصار بین کوکبی سعد دلیل علی غایة السّعادة، کما أنّ الانحصار بین کوکبی نحس هو غایة الشؤم و النحوسة «2».

الحصبة:

[فی الانکلیزیة]Measles
[فی الفرنسیة]Rougeole
بالفتح و سکون الصاد المهملة هو مرض یصیب الإنسان مع ارتفاع الحرارة. و الحصب بتحریک الصاد هی مصدر منها. کذا فی الصراح «3». قال الأطباء: الحصبة بثور حمر کحبّ الجاورس، إذا ابتدأت تظهر کعض البراغیث ثم تتحبّب و لا تتقیّح بل یصیر خشکریشه، و سببها صفراء حارة رقیقة. و کثیرا ما یحصل مثل تلک الصفراء من غلیان الدّم و سخونته و حرقته. و لذا قیل الحصبة کأنّها جدری صفراوی، کما أنّ الجدری حصبة دمویة. و المضاعف من الحصبة و کذا من الجدری أن یکون فی جوف کلّ بثرة بثرة أخری و هو ردی‌ء لدلالته علی کثرة المادة. و المختلط ما یختلط من المضاعف و غیر المضاعف کذا فی الآقسرائی.

الحصّة:

[فی الانکلیزیة]Part،share
[فی الفرنسیة]Part،lot
بالکسر و التشدید هی عبارة عن المفهوم الکلّی باعتبار خصوصیة ما فهی فرد اعتباری بخلاف الفرد فإنّ الخصوصیة فیه بالذات. و قال المولوی عصام الدین فی حاشیة الفوائد الضیائیة فی بحث التمییز: الحصّة لا تطلق فی المتعارف إلّا علی الفرد الاعتباری الذی یحصله العقل من أخذ المفهوم الکلی مع الإضافة إلی معیّن و لا تطلق علی الفرد الحقیقی و یجی‌ء فی لفظ المقیّد.
و یؤیّده ما وقع فی حاشیة السیّد علی شرح المطالع فی مباحث الفصل من أنّ الحصّة عبارة عن الطبیعة من حیث إنها مقیّدة بقید هو خارج عنها، و هکذا فی شرح الفصوص للمولوی عبد الرحمن الجامی فی الفصّ الأول حیث قال:
______________________________
(1) البقرة/ 38.
(2) بالکسر در لغت قلعه و محاصره کردن کسی را در جنگ. و نزد منجمان بودن کوکبست میان دو کوکب دیگر در یک برج یا دو برج که پس و پیش او باشد یا میان شعاع دو کوکب بدان صفت و آن کوکب را محصور خوانند کذا فی کفایة التعلیم. بدان که بودن محصور میان دو سعد دلیل غایت سعادت است و بودنش میان دو نحس دلیل غایت نحوست.
(3) مرضیست که بر اندام انسان بر آید با تب و حصب بتحریک صاد مصدر منه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 680
الحصّة عبارة عن تمام الحقیقة مکتنفة بالعوارض المشخّصة انتهی. و بالجملة فالقید فی الحصة خارج عن الحقیقة و فی الفرد الحقیقی داخل فیها. و الحصّة عند أهل الجفر اسم تسطیر التکسیر و یسمّی أیضا بالبرج و الزمام و الاسم.

حصّة البعد:

[فی الانکلیزیة]Declination arc
[فی الفرنسیة]Arc de declinaison
عند الریاضیین عبارة عن قوس عرض الکوکب و المیل الثانی لدرجة مجموعین إن کان العرض و المیل الثانی کلاهما فی جهة واحدة بأن کانا شمالیین أو جنوبیین. و عن قوس الفضل بین العرض و المیل الثانی إن کانا مختلفین فی الجهة؛ فجهة حصّة البعد إمّا جهة المجموع أو جهة الفضل کذا فی الزیج الإیلخانی، فحصّة البعد قوس من دائرة العرض.

حصّة العرض:

[فی الانکلیزیة]Arc of latitude
[فی الفرنسیة]Arc de latitude
عند أهل الهیئة هی قوس من منطقة الممثل علی التوالی مبتدئة من نقطة الرأس إلی النقطة التی علیها تقاطع دائرة عرض الکوکب الممثّل، و هی شاملة لحصّة عرض القمر و غیره من المتحیّرة. و قد یقال حصة العرض قوس من منطقة المائل علی التوالی بین الرأس و موضع القمر منه، أی من المائل. و بهذا المعنی یستعمل فی الزیجات کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة.

حصّة الکوکب:

[فی الانکلیزیة]Occultation،proportion
-[فی الفرنسیة]Occultation،proportion
عندهم عبارة عن مقدار ما یستر الکوکب من قطر الشمس، کذا ذکر عبد العلی البرجندی أیضا فی شرح التذکرة فی الفصل الخامس من الباب الرابع.

الحصر:

[فی الانکلیزیة]Exclusivity،limitation،restriction
[فی الفرنسیة]Exclusivite،limitation،restriction،determination
بالفتح و سکون الصّاد المهملة فی اللغة الإحاطة و التحدید و التعدید. و عند أهل العربیة هو القصر و هو إثبات الحکم للمذکور و نفیه عمّا عداه. و کثیر من الناس لم یفرّق بینه و بین الاختصاص. و بعضهم فرّق بینهما. و أمّا ما قالوا الغالب فی التقسیمات حصر المقسم فیما ذکر من الأقسام و قد یخلو عنه، فالظاهر أنّ المراد بالحصر هاهنا هو الحصر بمعنی التعدید. ثم المشهور أنّ هذا الحصر منحصر فی قسمین لأنه إن کان بحیث یجزم به العقل بمجرد ملاحظة مفهوم القسمة مع قطع النّظر عن الأمور الخارجیة فهو عقلی، و إلّا فهو استقرائی. قیل کثیرا ما یوجد حصر لم یکف فیه مفهوم التقسیم و لا تعلّق له بالاستقراء، بل یستعان فیه بتنبیه أو برهان، فیقال هناک قسم ثالث حقیق بأن یسمّی حصرا قطعیا. و لذا قسّم البعض القسم الثانی إلی ما یجزم به العقل بالدلیل أو التنبیه و إلی ما سواه، و سمّی الأول قطعیا و الثانی استقرائیا. هکذا یستفاد مما ذکره أبو الفتح فی حاشیة الحاشیة الجلالیة فی بحث الدلالة، و المولوی عصام الدین فی حاشیة الفوائد الضیائیة فی تقسیم الکلمة إلی الاسم و أخویه. و قال المولوی عبد الحکیم فی حاشیة حاشیة الفوائد الضیائیة هناک:
إن کان الجزم بالانحصار حاصلا بمجرّد ملاحظة مفهوم الأقسام من غیر استعانة بأمر آخر، بأن یکون دائرا بین النفی و الإثبات، فالحصر عقلی.
و إن کان مستفادا من دلیل یدلّ علی امتناع قسم آخر فقطعی أی یقینی. و إن کان مستفادا من تتبّع فاستقرائی. و إن حصل بملاحظة تمایز و تخالف اعتبرهما القاسم فجعلی. و لمّا کان الحصر العقلی دائرا بین النفی و الإثبات لا یمکن أن یکون الأقسام الحاصلة به إلّا قسمین انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 681
و قال فی حاشیة شرح الشمسیة الحصر الجعلی استقرائی فی الحقیقة إلّا أنّ لجعل الجاعل مدخلا فیه انتهی. و مثال العقلی قولنا العدد إمّا زوج أو فرد، فإنّا إذا لاحظنا مفهوم الزوج و الفرد جزمنا بأنّ العدد لا یخرج عنهما.
و حصر الکلمة فی الأقسام الثلاثة قیل عقلی و قیل استقرائی. ثم الحصر عند المنطقیین عبارة عن کون القضیة محصورة و تسمّی مسورة أیضا سواء کانت حملیة أو شرطیة، إلّا أنّ الحکم فی الحملیة علی أفراد الموضوع إمّا جمیعها نحو کل إنسان حیوان، و تسمّی محصورة کلیة، أو بعضها نحو بعض الحیوان إنسان و تسمّی محصورة جزئیة، و یجی‌ء فی لفظ الحملیة. و فی الشرطیة باعتبار تقادیر المقدّم إمّا جمیعها أو بعضها کما یجی‌ء فی لفظ الشرطیة.
ثم المحصورة تنقسم إلی حقیقیة و خارجیة و ذهنیة و یجئ ذکر کل منها فی موضعه.

حصر الکلّی:

[فی الانکلیزیة]Determination of the universal
[فی الفرنسیة]Determination de l'universel
فی جزئیاته هو الذی یصح إطلاق اسم الکلّی علی کلّ واحد من جزئیاته، کحصر المقدمة علی ماهیة المنطق و بیان الحاجة إلیه و موضوعه، و کحصر المقسم فی الأقسام، و حصر الکل فی أجزائه هو الذی لا یصح إطلاق اسم الکل علی أجزائه. منها حصر الرسالة علی الأشیاء الخمسة لأنه لا یطلق الرسالة علی کل واحد من الخمسة، و کحصر النوع فی الجنس و الفصل کذا فی السیّد الجرجانی.

الحصف:

[فی الانکلیزیة]Dry scabies
[فی الفرنسیة]Gale seche
بفتح الحاء و الصاد المهملة هو الجرب الیابس، و هو بثور صغار شوکیة کالزیرة- حب الکمون- ینفرش فی ظاهر الجلد کما فی شرح القانونچه. و مثله فی الوافیة حیث قال: حصف:
بثور صغیرة جدّا و حمراء و محرقة تظهر فی الصّیف خاصة عند ما یشتدّ العرق بالناس «1».

الحضانة:

[فی الانکلیزیة]Education،custody
[فی الفرنسیة]Education،garde
بالکسر و بالضاد المعجمة لغة مصدر حضن الصبی أی ربّاه کما فی القاموس. و شرعا تربیة الأم أو غیرها الصغیر أو الصغیرة کذا فی جامع الرموز.

الحضیض:

[فی الانکلیزیة]Low earth،perigee
[فی الفرنسیة]Terre basse،perigee
بالضاد المعجمة کالکریم و بالفارسیة:
(پستی زمین): الأرض المنخفضة. و (دامن کوه): حضن الجبل کما فی المنتخب «2». و عند أهل الهیئة هو نقطة مقابلة للأوج و هی نقطة مشترکة بین ملتقی السطحین المقعّرین من الفلکین أحدهما سطح الخارج المرکز و الآخر سطح الفلک الذی هو فی ثخنه. و الحضیض الممثلی و حضیض المدیر هو النقطة المشترکة بین مقعّری ممثل العطارد و المدیر. و الحضیض المدیری و الحضیض الحامل هو النقطة المشترکة بین مقعّری المدیر و الحامل. و وجه تسمیتها مرّت الإشارة إلیه فی لفظ الأوج. و أمّا وجه التسمیة بالحضیض مطلقا فظاهر لأنّ هذه النقطة أقرب إلینا بالنسبة إلی نقطة الأوج فتکون أسفل منها. و یطلق الحضیض أیضا علی نقطة مقابلة للذروة المرئیة و یسمّی الحضیض المرئی و البعد الأقرب المقوّم، و علی نقطة مقابلة للذروة الوسطی و یسمّی بالحضیض المستوی و الأوسط و الوسطی و البعد الأقرب الوسط.
______________________________
(1) حصف بثرها بود بغایت خرد و سرخ و سوزاننده اندر تابستان پدید آید خاصة وقتی که مردم عرق کنند.
(2) پستی زمین و دامن کوه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 682

الحطاط:

[فی الانکلیزیة]Spots،pimples
[فی الفرنسیة]Boutons sur le visage
بالفتح هو بثرة تخرج فی الوجه کذا فی بحر الجواهر.

حظوظ الکوکب:

[فی الانکلیزیة]Astrological house،sign of the zodiac،horoscope
[فی الفرنسیة]Sign zodiacal،horoscope،maison de l'astre
کما ذکر فی لفظ الاتصال و هی بیت الکوکب ثم شرفه ثم المثلة ثم الحدّ ثم الوجه.

حظوظ النفس:

[فی الانکلیزیة]Fortunes of the soul
[فی الفرنسیة]Fortunes de l'ame
عند الصوفیة ما زاد فی الحقوق.

الحفصیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Hafsiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Hafsiyya)secte(
بالفاء هی فرقة من الإباضیة أصحاب أبی حفص بن أبی مقدام «1» و قد سبق. و فی اصطلاحات السیّد الجرجانی الحفصیة هو أبو حفص بن أبی المقدام زادوا علی الإباضیة أنّ بین الإیمان و الشرک معرفة اللّه فإنها خصلة متوسطة بینهما.

حفظ العهد:

[فی الانکلیزیة]Observation of the divine law
[فی الفرنسیة]Observation stricte de la loi divine
هو الوقوف عند ما حدّه اللّه تعالی لعباده، فلا یفقد حیث ما أمر، و لا یوجد حیث ما نهی، کذا فی اصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم.

حفظ عهد الرّبوبیة:

[فی الانکلیزیة]Theodicy،
attribution of every perfection to God and every misdeed to m
E[فی الفرنسیة]Theodicee،
attribution de toute perfection a Dieu et de tout mal a l'hE
و العبودیة هو أن لا ینسب کمالا إلا إلی الربّ و لا نقصانا إلّا إلی العبد، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

الحقّ:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Truth،reality،right،certainty
[فی الفرنسیة]Verite،realite،droit،certitude
بالفتح و معناه فی اللغة الفارسیة: (الثّابت، و اللّائق و الصحیح، و الصّدق و الواجب و الأمر المتحقّق وقوعه، و الحقیقة، و اسم من أسماء اللّه تعالی و قول الصدق، و الوفاء بالوعد کذا فی المنتخب. و هو عند الصوفیة عبارة عن الوجود المطلق غیر المقیّد بأیّ قید فی کشف اللغات.
إذن: الحقّ عندهم هو ذات اللّه و یجی‌ء فی لفظ الحقیقة. «2»
و فی البرجندی شرح مختصر الوقایة فی الخطبة الحق فی اللغة مصدر حق الشی‌ء یحقّ بالکسر أی ثبت. و قد جاء بمعنی الثابت أیضا.
و فی العرف هو مطابقة الواقع للاعتقاد کما أنّ الصدق مطابقة الاعتقاد للواقع انتهی. و یطلق أیضا علی المطابق بالفتح کما أنّ الصدق یطلق علی المطابق بالکسر. و کذا قال المحقّق التفتازانی فی شرح العقائد: الحق هو الحکم المطابق للواقع یطلق علی العقائد و الأدیان و المذاهب باعتبار اشتمالها علی ذلک، و یقابله الباطل. و أمّا الصدق فقد شاع فی الأقوال خاصة و یقابله الکذب انتهی. و تحقیقه ما ذکر
______________________________
(1) هو حفص بن أبی المقدام. من زعماء الإباضیة. رأس الفرقة الحفصیة له آراء خالف فیها الإباضیة و له کذلک بدع و ضلالات. التبصیر 58، الفرق 104، الملل 135، المقالات 1/ 170.
(2) ثابت و سزاوار و درست و راست و واجب و کاری که البته واقع شود و راستی و نامیست از نامهای خدای تعالی و راست کردن سخن و درست کردن وعده کذا فی المنتخب. و نزد صوفیه عبارت از وجود مطلق است یعنی غیر مقید به هیچ قید کما فی کشف اللغات پس حق نزدشان عبارتست از ذات اللّه و یجی‌ء فی لفظ الحقیقة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 683
السیّد السّند فی حاشیة شرح المطالع من أنّ الحقّ و الصدق متشارکان فی المورد إذ [قد] «1» یوصف بکل منهما القول المطابق للواقع و العقد المطابق للواقع، و الفرق بینهما أنّ المطابقة بین شیئین تقتضی نسبة کل منهما إلی الآخر بالمطابقة کما فی باب المفاعلة. فإذا طابق الاعتقاد الواقع فإن نسب الواقع إلی الاعتقاد کان الواقع مطابقا بکسر الباء و الاعتقاد مطابقا بفتحها، فهذه المطابقیة القائمة بالاعتقاد تسمّی حقّا بالمعنی المصدری. و یقال هذا اعتقاد حقّ علی أنّه صفة مشبهة، و إنّما سمّیت بذلک لأنّ المنظور إلیه أولا فی هذا الاعتبار هو الواقع الموصوف بکونه حقّا أی ثابتا متحقّقا، و إن نسب الاعتقاد إلی الواقع کان الاعتقاد مطابقا بکسر الباء و الواقع مطابقا بفتحها، فهذه المطابقیة القائمة بالاعتقاد تسمّی صدقا. و یقال هذا اعتقاد صدق أی صادق. و إنّما سمّیت بذلک تمییزا لها عن أختها انتهی.
و قیل فی توضیحه إنّ الصدق کون الخبر مطابقا للواقع بالکسر و الحق بالمعنی المصدری کونه مطابقا له بالفتح و الصادق هو الخبر المطابق بالکسر و الحق علی أنّه صفة الناطق صفة مشبّهة هو الخبر المطابق له بالفتح و یقابل الصدق الکذب، و الحقّ بالمعنی المصدری البطلان، و یقابل الصادق الکاذب و الحقّ علی أنّه صفة الناطق. فالکذب هو عدم کون الخبر مطابقا للواقع بالکسر و البطلان عدم کونه مطابقا له بالفتح، و الکاذب هو الخبر الغیر المطابق بالکسر و الباطل هو الخبر الغیر المطابق بالفتح، کذا قال أبو القاسم فی حاشیة المطول.

فائدة:

اعلم أنّ الخطأ و الصواب یستعملان فی المجتهدات و الحقّ و الباطل یستعملان فی المعتقدات، حتی إذا سئلنا عن مذهبنا و مذهب مخالفینا فی الفروع یجب علینا أن نجیب بأنّ مذهبنا صواب یحتمل الخطأ و مذهب مخالفینا خطأ یحتمل الصواب. و إذا سئلنا عن معتقدنا و معتقد خصومنا فی المعتقدات یجب علینا أن نقول الحقّ ما نحن علیه و الباطل ما هو خصومنا علیه، هکذا نقل عن المشایخ کذا فی الحمادیة «2» فی کتاب الکراهة.
اعلم أنّ الحق علی مذهب النّظّام بمعنی مطابقة الحکم للاعتقاد و الباطل عدم مطابقته للاعتقاد هکذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی فی بیان الفرق بین مذهب العنادیة و العندیة.
و اعلم أنّ الأصولیین قد یقولون هذا حقّ اللّه و هذا حقّ العبد. فحقّ العبد عبارة عمّا یسقط بإسقاط العبد کالقصاص و حقّ اللّه ما لا یسقط بإسقاط العبد کالصلاة و الصوم و الجهاد و الحج و حرمة القتال فی الأشهر الحرم و الإنفاق فی سبیل اللّه، و حرمة الجماع بالحیض، و حرمة القربان بالإیلاء و عدة الطلاق و نحو ذلک. و لهذا دوّنوا مسائل الطلاق و الإیمان و الإیلاء فی العبادات دون المعاملات کذا فی بحر المعانی فی تفسیر قوله تعالی حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطی «3». و قال الفاضل الچلپی فی حاشیة التلویح فی باب المحکوم به: المراد بحق اللّه فی قولهم ما یتعلّق به النفع العام للعباد و لا یختص به أحد کحرمة الزنا، فإنّه یتعلّق به عموم النفع من سلامة الأنساب عن الاشتباه و صیانة الأولاد عن الضیاع. و إنّما نسب إلی اللّه تعالی تعظیما لأنّه یتعالی عن التضرر و الانتفاع، فلا یکون حقّا له بهذا الوجه. و المراد بحقّ
______________________________
(1) [لقد] (+ م، ع).
(2) الفتاوی الحمادیة: للشیخ أبی الفتح رکن بن حسام الناکوری. معجم المطبوعات العربیة و المعرّبة، ص 1836.
(3) البقرة/ 238.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 684
العبد ما یتعلّق به مصلحة خاصة کحرمة مال الغیر، و لذا یباح بإباحة المالک و لا یباح الزنا بإباحة الزوج إلّا ما روی عن عطاء ابن أبی رباح «1» أنّه قال: یباح وطئ الأمة بإذن سیدها.
و فیه أنّ حرمة مال الغیر أیضا مما یتعلّق به النفع العام و هو صیانة أموال الناس. و اعترض علی الأول أیضا بأنّ الصلاة و الصوم و الحج حقوق اللّه تعالی و لیس منفعتها عامة. و أجیب بأنّها إنّما شرعت لتحصیل الثواب و رفع الکفران، و هذا منفعة عامة لکل من له أهلیة التکلیف بخلاف حرمة مال الغیر.

الحقّة:

[فی الانکلیزیة]Three or four years camel
[فی الفرنسیة]Chamelle de trois ou quatre ans
بالکسر لغة ما أتی علیه أربع سنین من الإبل و شریعة ثلاث سنین، کذا فی بعض کتب الفقه. لکن فی عامة کتب اللغة و الفقه أنّ الحقّة هی فصیلة ثلاث سنین إلی تمام أربع لأنّها استحقت الرکوب و الحمل. ثم الحقّة مؤنّث الحقّ بالکسر، و الجمع حقاق، کذا فی جامع الرموز فی کتاب الزکاة.

حقّ الیقین:

[فی الانکلیزیة]Union with God،apodicticity
[فی الفرنسیة]Fusion avec Dieu،apodicticite
عبارة عن فناء العبد فی الحق و البقاء به علما و شهودا و حالا لا علما فقط، فعلم کل عاقل الموت علم الیقین. و قیل علم الیقین ظاهر الشریعة و عین الیقین الإخلاص فیها، و حقّ الیقین المشاهدة فیها، هکذا فی تعریفات السیّد الجرجانی. اعلم أنّ الیقین عبارة عن الاعتقاد الجازم الراسخ الثابت و ذلک علی ثلاث مراتب.
الأولی ما یحصل من الدلائل القطعیة من البرهان أو الخبر المتواتر و نحوهما و هو علم الیقین. و الثانیة ما یحصل من المشاهدة و هو عین الیقین. و الثالثة ما یحصل بالشی‌ء بعد اتصاف العالم بذلک الشی‌ء و هو حقّ الیقین هکذا فی حواشی کتب المنطق.

حقوق النفس:

[فی الانکلیزیة]Rights of the spirit
[فی الفرنسیة]Droits de l'ame
عند الصوفیة ما یتوقّف علیه حیاتها و بقاؤها و ما زاد فهو حظوظ کما یذکر فی لفظ الخطرة.

الحقیقة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Truth،true meaning
[فی الفرنسیة]Verite،sens propre
بالفتح تطلق بالاشتراک فی عرف العلماء علی معان. منها قسم من الاستعارة و یقابلها المجاز و هذا اصطلاح أهل الفرس. و منها ما هو مصطلح أهل الشرع و البیانیین من أهل العرب، قالوا کلّ من الحقیقة و المجاز تطلق بالاشتراک علی نوعین لأنّ کلّا منهما إمّا فی المفرد و یسمّیان بالحقیقة و المجاز اللغویین، و إمّا فی الجملة و یسمّیان بالحقیقة و المجاز العقلیین، و سیأتی فی لفظ المجاز.
قال الأصولیون الحقیقة الشرعیة واقعة خلافا للقاضی أبی بکر و هی اللفظ المستعمل فیما وضع له فی عرف الشرع أی وضعه الشارع لمعنی بحیث یدلّ علیه بلا قرینة، سواء کان ذلک لمناسبة بینه و بین المعنی اللغوی فیکون منقولا أو لا فیکون موضوعا مبتدأ. و أثبت المعتزلة الحقیقة الدینیّة أیضا و قالوا بوقوعها، و هی اسم لنوع خاص من الحقیقة الشرعیة، و هو ما وضعه الشارع لمعناه ابتداء بأن لا یعرف أهل اللغة لفظه أو معناه أو کلیهما، و زعموا أنّ
______________________________
(1) هو عطاء بن أسلم بن صفوان. ولد بجند (الیمن) عام 27 ه/ 647 م. و توفی بمکة عام 114 ه/ 732 م. تابعی من أجلاء الفقهاء. محدّث. الاعلام 4/ 235، تذکرة الحفاظ 1/ 92، صفة الصفوة 2/ 119، میزان الاعتدال 2/ 197، حلیة الأولیاء 3/ 310.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 685
أسماء الذوات أی ما هی من أصول الدین أو ما یتعلّق بالقلب کالمؤمن و الکافر و الإیمان و الکفر من قبیل الدینیّة دون أسماء الأفعال أی ما هی من فروع الدین، أو ما یتعلّق بالجوارح کالمصلّی و المزکّی و الصلاة و الزکاة. و الظاهر أنّ الواقع هو القسم الثانی من الحقیقة الدینیّة فقط أعنی ما لم یعرف أهل اللغة معناه.
و لا نزاع فی أنّ الألفاظ المتداولة علی لسان أهل الشرع المستعملة فی غیر معانیها اللغویة قد صارت حقائق فیها، بل النزاع فی أنّ ذلک بوضع الشارع و تعیینه إیاها بحیث تدلّ علی تلک المعانی بلا قرینة لتکون حقائق شرعیة کما هو مذهبنا، أو بغلبتها فی تلک المعانی فی لسان أهل الشرع. و الشارع إنّما استعملها فیها مجازا بمعونة القرائن فتکون حقائق عرفیة خاصّة لا شرعیة کما هو مذهب القاضی. فإذا وقعت مجرّدة عن القرائن فی کلام أهل الکلام و الفقه و الأصول و من یخاطب باصطلاحهم تحمل علی المعانی الشرعیة وفاقا.
و أمّا فی کلام الشارع فعندنا تحمل علیها إذ الظاهر أن یتکلّم باصطلاحه، و هذه المعانی هی الحقائق بالقیاس إلیه. و عند القاضی تحمل علی معانیها اللغویة لأنّها غیر موضوعة من جهة الشارع، فهو یتکلّم علی قانون اللغة، فإنّ القاضی ینفی کونها حقائق شرعیة زاعما أنّها مجازات لغویة. و الحق أنّه لا ثالث لهما فإنّه لیس النزاع فی أنّها هل هی بوضع من الشارع علی أحد الوجهین و هو مذهب المعتزلة و الفقهاء أو لا فیکون مجازات لغویة، و هو مذهب القاضی فلا ثالث لها حینئذ. و منهم من زعم أنّ مذهب القاضی أنّها مبقاة علی حقائقها اللغویة فتصیر المذاهب ثلاثة، کونها حقائق لغویة و کونها مجازات لغویة و کونها حقائق شرعیة. و إن شئت الزیادة علی هذا القدر فارجع إلی العضدی و حواشیه.
و منها المفهوم المستقل الملحوظ بالذات کمفهوم الاسم و هذا المعنی من اصطلاحات أهل العربیة أیضا. قال السیّد السّند قد تستعمل الحقیقة بهذا المعنی فی بعض استعمالاتهم کذا فی الأطول فی بحث الاستعارة التبعیة.
و منها الماهیة بمعنی ما به الشی‌ء هو هو و تسمّی بالذات أیضا. و الحقیقة بهذا المعنی أعمّ من الکلیة و الجزئیة و الموجودة و المعدومة.
و أیضا إنّ الباء فی به للسببیة و الضمیران للشی‌ء، فالمعنی الأمر الذی بسببه الشی‌ء ذلک الشی‌ء، و لو قیل ما به الشی‌ء هو لکان أخصر. إن قلت هذا صادق علی العلّة الفاعلیة فإنّ الإنسان مثلا إنّما یصیر إنسانا متمایزا عمّا عداه بسبب الفاعل و إیجاده ضرورة أنّ المعدوم لا یکون إنسانا بل لا یکون ممتازا عن غیره. قلت الفاعل ما بسببه الشی‌ء موجود فی الخارج لا ما به الشی‌ء ذلک الشی‌ء، فإنّ أثر الفاعل إمّا نفس ماهیة ذلک الشی‌ء مستتبعا له استتباع الضوء للشمس، و العقل ینتزع عنها «1» الوجود و یصفها به علی ما قال الإشراقیون و غیرهم القائلون بأنّ الماهیة مجعولة، فإنّهم ذهبوا إلی أنّ الماهیة هی الأثر المترتّب علی تأثیر الفاعل. و معنی التأثیر الاستتباع ثم العقل ینتزع منها الوجود و یصفها به. مثلا ماهیة زید یستتبعها الفاعل فی الخارج ثم یصفها العقل بالوجود و الوجود لیس إلّا اعتباریا عقلیّا انتزاعیّا، کما أنّه یحصل من الشمس أثر فی مقابلتها من الضوء المخصوص، و لیس هاهنا ضوء منفرد فی نفسه یجعل متصفا بالوجود، لکن العقل یعتبر الوجود و یصفه به فیقال وجد الضوء بسبب الشمس.
______________________________
(1) منها (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 686
و أمّا الماهیة باعتبار الوجود لا من حیث نفسها و لا من حیث کونها تلک الماهیة علی ما ذهب إلیه المشّائیون و غیرهم القائلون بأنّ الماهیة لیست مجعولة، فإنّهم قالوا أثر الفاعل ثبوت الماهیة فی الخارج و وجودها فیه بمعنی أنّه یجعل الماهیة متصفة به فی الخارج، و أمّا الماهیة فهی أثر له باعتبار الوجود لا من حیث هی، بأن یکون نفس الماهیة صادرة عنه، و لا من حیث کونها تلک الماهیة ماهیة. فعلی کلا التقدیرین أثر الفاعل الشی‌ء الموجود فی الخارج إمّا بنفسه و إمّا باعتبار الوجود لا کون الشی‌ء ذلک الشی‌ء ضرورة أنّه لا مغایرة بین الشی‌ء و نفسه. فإن قلت الشی‌ء بمعنی الموجود فیرد الإشکال المذکور. قلت لا نسلم ذلک بل هو بالمعنی اللغوی، أعنی ما یصحّ أن یعلم و یخبر عنه و لو مجازا. و إن سلّمنا بناء علی أنّ الأصل فی التعریفات الحقیقة و الاحتراز عن المجاز و إن کان مشهورا ففرق بین ما به الموجود موجود فإنّه فاعل و بین ما به الموجود ذلک الموجود فإنه الماهیة، إذ لا مدخل للفاعل فی کون هذا الموجود الممتاز بهذا الموجود الممتاز، بل تأثیره إمّا فی نفسه أو فی اتصافه بالوجود علی ما عرفت. فإن قلت لا مغایرة بین الشی‌ء و ماهیته حتی یتصوّر بینهما سببیة. قلت هذا من ضیق العبارة و المقصود أنه لا یحتاج الشی‌ء فی کونه ذلک الشی‌ء إلی غیرها. و هذا کما قالوا الجوهر ما یقوم بنفسه إذ لا مغایرة بین الشی‌ء و نفسه حتی یتصوّر القیام بینهما. و قد یجعل الضمیر الثانی للموصول فالمعنی الأمر الذی بسببه الشی‌ء هو ذلک الأمر بمعنی أنّه لا یحتاج فی ثبوت ذلک الأمر له إلی غیر ذلک الأمر، فلا یرد الإشکال بالفاعل، لکن ینتقض ظاهر التعریف بالعرضی، إذ الضاحک ما به الإنسان ضاحک. لکن لما کان مآل التعریف علی ما قلنا هو أن لا یحتاج فی کونه ذلک الأمر إلی غیر ذلک الأمر فلا نقض بالحقیقة، لکن بقی الانتقاض بالذاتی بمعنی الجزء ظاهرا و باطنا لأنّ الإنسان فی کونه ناطقا لا یحتاج إلی أمر غیر الناطق، لأنّ ثبوته له غیر معلّل بشی‌ء.
و یمکن أن یقال المقصود تعریف الماهیة بحیث یمتاز عن العرضی. و لذا ذکر بعض الفضلاء من «1» أنه جرت عادة القوم فی ابتداء مبحث الأمور العامّة ببیان الفرق بین الماهیة و عوارضها دون ذاتیاتها، لأنه قد تشتبه الماهیة بالعوارض فیما إذا عرض الشی‌ء لنفسه کالکلّی للکلّی، بخلاف الذاتیات فإنه لا اشتباه بین الکلّ و الجزء فتدبر. هذا کله خلاصة ما حققه المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی.
و قال المولوی عصام الدین فی حاشیة شرح العقائد إنّ الضمیر الأول ضمیر فصل لإفادة أنّ ما به الشی‌ء لیس إلّا الشی‌ء و لیس راجعا إلی الشی‌ء. فالمعنی ما به الشی‌ء هو الشی‌ء أعنی أمر باعتباره مع الشی‌ء یکون الشی‌ء هو الشی‌ء و لا یثبت بإثباته للشی‌ء إلّا نفسه بخلاف الجزء و العارض، فإنّه باعتباره مع الشی‌ء و إثباته للشی‌ء یکون الشی‌ء غیره، فإنّک إذا اعتبرت مع الإنسان الإنسان «2» لا یکون الإنسان إلّا إنسانا، و لو اعتبرت معه الناطق یکون الإنسان الناطق، و لو اعتبرت معه الضاحک یکون الإنسان الضاحک. و بهذا التحقیق سهل علیک ما صعب علی کل ناظر فیه من التمییز بین ماهیة الشی‌ء و علّته بهذا التعریف و نجوت عن «3» تکلفات. و اندفع أیضا أنّ أحد الضمیرین زائد، و یکفی ما به الشی‌ء هو، و أنه
______________________________
(1) من (- م).
(2) الانسان (- م).
(3) من (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 687
یرد بالذاتی، و أنّ کلمة الباء الدالة علی السببیة تقتضی الاثنینیة، انتهی و هذا حسن جدّا.
اعلم أنّ الحقیقة بهذا المعنی یستعملها الحکماء و المتکلمون و الصوفیة.

التقسیم‌

قال المولوی عبد الرحمن الجامی فی شرح الفصوص فی الفص الأول: إنّ الحقائق عند الصوفیة ثلاث. الأولی حقیقة مطلقة فعّالة واحدة عالیة واجبة وجودها بذاتها و هی حقیقة اللّه سبحانه. و الثانیة حقیقة مقیّدة منفعلة سافلة قابلة للوجود من الحقیقة الواجبة بالفیض و التجلّی و هی حقیقة العالم. و الثالثة حقیقة أحدیة جامعة بین الإطلاق و التقیید و الفعل و الانفعال و التأثیر و التأثر فهی مطلقة من وجه مقیدة من آخر، فعّالة من جهة منفعلة من أخری. و هذه الحقیقة أحدیة جمع الحقیقتین، و لها مرتبة الأولیة و الآخریة، و ذلک لأنّ الحقیقة الفعّالة المطلقة فی مقابلة الحقیقة المنفعلة المقیّدة، و کل متفرقتین «1» فلا بد لهما من أصل هما فیه واحد و هو فیهما متعدد مفصل.
و ظاهریة هذه الحقیقة هی المسماة بالطبیعة الکلیة الفعّالة من وجه و المنفعلة من آخر، فإنّها تتأثّر من الأسماء الإلهیة و تؤثّر فی موادها. و کلّ واحد من هذه الحقائق الثلاث حقیقة الحقائق التی تحتها انتهی. و للحقیقة بهذا المعنی تقسیمات أخر تجی‌ء فی لفظ الماهیة. و بعض ما یتعلّق بهذا المقام یجی‌ء فی لفظ الذات أیضا.
و منها الماهیة باعتبار الوجود فعلی هذا لا تتناول المعدوم، و إطلاق الحقیقة بهذا المعنی أکثر من إطلاقها بمعنی الماهیة مطلقا. قال شارح الطوالع و شارح التجرید إنّ الحقیقة و الذات تطلقان غالبا علی الماهیة مع اعتبار الوجود الخارجی کلیة کانت أو جزئیة انتهی. فعلی هذا لا یقال ذات العنقاء و حقیقتها کذا بل ماهیتها کذا. و منها ما هو مصطلح الصوفیة فی کشف اللغات الحقیقة: عند الصوفیة ظهور ذات الحقّ بدون حجاب التعیّنات و محو الکثرة الموهومة فی نور الذات. انتهی کلامه «2». و فی مجمع السلوک أمّا الحق و الحقیقة فی اصطلاح مشایخ الصوفیة فالحق هو الذات و الحقیقة هی الصفات. فالحق اسم الذات و الحقیقة اسم الصفات. ثم إنّهم إذا أطلقوا ذلک أرادوا به ذات اللّه تعالی و صفاته خاصة، و ذلک لأنّ المرید إذا ترک الدنیا و تجاوز عن حدود النفس و الهوی و دخل فی عالم الإحسان یقولون دخل فی عالم الحقیقة و وصل إلی مقام الحقائق، و إن کان بعد عن عالم الصفات و الأسماء، فإذا وصل إلی نور الذات یقولون وصل إلی الحق و صار شیخا لائقا للاقتداء به، و قلّما یستعملون ذلک فی ذوات أخر و فی صفاتهم لأن مقصودهم الکلّی هو التوحید. و قال الدیلمی الحقیقة عند مشایخ الصوفیة عبارة عن صفات اللّه تعالی و الحق ذات اللّه تعالی. و قد یریدون بالحقیقة کل ما عدا عالم الملکوت و هو عالم الجبروت. و الملکوت عندهم عبارة من «3» فوق العرش إلی تحت الثری و ما بین ذلک من الأجسام و المعانی و الأعراض.
و الجبروت ما عدا الملکوت. و قال بعضهم الکبار و أما عالم الملکوت فالعبد له اختیار فیه ما دام فی هذا العالم، فإذا دخل فی عالم الجبروت صار مجبورا علی أن یختار ما یختار الحق و أن یرید ما یریده، لا یمکنه مخالفته أصلا انتهی. و قیل الحقیقة هی التوحید و قیل
______________________________
(1) متفرقة (م، ع).
(2) حقیقت نزد صوفیه ظهور ذات حق است بی حجاب تعینات و محو کثرات موهومه در نور ذات انتهی.
(3) عن (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 688
هی مشاهدة الربوبیة و یجی‌ء فی لفظ الطریقة ما یزید علی هذا.

حقیقة الحقائق:

[فی الانکلیزیة]Truth of truthes،unique and universal self
[فی الفرنسیة]Verite des verites،le soi unique et universel
عند الصوفیة هی الجمع. و عن الشیخ عبد الرزاق الکاشی: إنّ حقیقة الحقائق هی الذّات الأحدیة الجامعة لجمیع الحقائق، و تلک التی تدعی حضرة الجمع و حضرة الوجود «1».

الحقیقة القاصرة:

[فی الانکلیزیة]Figurative meaning
[فی الفرنسیة]Sens figure
هی عند أهل العربیة استعمال اللفظ فی جزء معناه کما فی التجرید. و الأکثرون علی أنها مجاز، کذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حواشی الخیالی فی شرح قول الشارح المتوحّد بجلال الذات فی شرح الخطبة. کما أنّ الأمر حقیقة فی الوجوب، و الوجوب عبارة عن جواز الفعل مع حرمة الترک. فإذا استعمل فی معنی النّدب و هو عبارة عن جواز الفعل مع رجحانه، أو استعمل فی معنی الإباحة و هو جواز الفعل مع جواز الترک، فهو عند البعض حقیقة قاصرة لأنّ کلا منهما مستعمل فی بعض معنی الوجوب. و الأکثرون علی أنه مجاز لأنّه جاوز أصله و هو الوجوب، لأنّ الوجوب جواز الفعل مع حرمة الترک، و الإباحة جواز الفعل و الترک، و النّدب رجحان الفعل مع جواز الترک، فکان لکلّ واحد منها معان متباینة هکذا فی کتب الأصول.

الحقیقی:

[فی الانکلیزیة]Real،effective،true
[فی الفرنسیة]Reel،effectif،veritable
یطلق علی معان. منها الصفة الثابتة للشی‌ء مع قطع النظر عن غیره موجودة کانت أو معدومة، و یقابله الإضافی بمعنی الأمر النسبی للشی‌ء بالقیاس إلی غیره. و منها الصفة الموجودة و یقابله الاعتباری الذی لا تحقّق له، سواء کان معقولا بالقیاس إلی غیره أو مع قطع النظر عن الأغیار. و أما ما ذکره السّکّاکی حیث جعل الحقیقی مقابلا لما هو اعتباری و نسبی فضعیف، لأنّ الحقیقی لیس له معنی یقابل الاعتباری و النسبی بمعنی ما لا یکون اعتباریا و لا نسبیا، کذا فی الأطول فی بحث التشبیه فی تقسیم وجه التشبیه إلی الحقیقی و الإضافی. و منها ما هو قسم من القضیة الشرطیة المنفصلة. قال المنطقیون الشرطیة المنفصلة التی اعتبر فیها التنافی فی الصدق و الکذب أی فی التحقق و الانتفاء معا تسمّی حقیقیة، کقولنا إمّا أن یکون هذا العدد زوجا و إمّا أن یکون فردا. و منها قضیة یکون الحکم فیها علی الأفراد الخارجیة المحقّقة و المقدّرة موجبة کانت أو سالبة، کلیة کانت أو جزئیة. و إنّما سمّیت حقیقیة لأنها حقیقة القضیة، أی و هی المتبادر عن مفهوم القضیّة عند الإطلاق فکأنّها هی حقیقة القضیة.
قال المنطقیون فالحکم فی الحقیقیة لیس علی الأفراد الموجودة فی الخارج فقط، بل علی کل ما قدّر وجوده من الأفراد الممکنة، سواء کانت موجودة فی الخارج أو معدومة فیه، فخرج الأفراد الممتنعة. فمعنی قولنا کل ج ب، کل ما لو وجد کان ج من الأفراد الممکنة، فهو بحیث لو وجد کان ب، هکذا ذکر المتأخّرون. و لما اعتبر فی هذا التفسیر فی عقد الوضع الاتصال و کذا فی عقد الحمل فسّره صاحب الکشف و من تبعه، فقالوا معنی قولنا کلّ ما لو وجد کان ج فهو بحیث لو وجد کان ب أنّ کلّ ما هو ملزوم لج فهو ملزوم لب. و قال الشیخ: معناه کل ما
______________________________
(1) و از شیخ عبد الرزاق کاشی منقول است که حقیقة الحقائق ذات احدیت است که جامع جمیع حقائق است و آن را حضرت جمع و حضرت وجود میخوانند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 689
یمکن أن یصدق ج علیه بحسب نفس الأمر بالفعل فهو ب بحسب نفس الأمر. ثم تعمیم [الأفراد] «1» الخارجیة بالمحقّقة للاحتراز عن [القضیة] «2» الخارجیة، و هی قضیة یکون الحکم فیها علی الأفراد الخارجیة المحقّقة فقط، فیکون معنی قولنا کل ج ب علی هذا التقدیر کل ج موجود فی الخارج ب فی الخارج. و صدقها یستلزم وجود الموضوع فی الخارج محققا بخلاف الحقیقیة، فإنّها تستلزم وجوده فی الخارج محققا أو مقدّرا. فإنّ قولنا کلّ عنقاء طائر لیس الحکم فیها مقصورا علی أفراده الموجودة فی الخارج محققا بل علیها و علی أفراده المقدّرة الوجود أیضا. و اعتبار إمکان «3» الأفراد للاحتراز عن الذهنیة و هی قضیة یحکم فیها علی الأفراد الموجودة فی الذهن فقط.
فمعنی کل ج ب علی هذا التقدیر کل ج فی الذهن فهو ب فی الذهن فقد انقسمت القضایا إلی ثلاثة أقسام.
و المشهور تقسیمها إلی الحقیقیة و الخارجیة باعتبار أنّهما أکثر استعمالا فی مباحث العلوم لا باعتبار الحصر فیهما. قیل الأولی أن تجعل الحقیقیة «4» شاملة للأفراد الذهنیة و الخارجیة المحقّقة و المقدّرة و لا تختصّ بالأفراد الخارجیة المحقّقة و المقدّرة لتشتمل القضایا الهندسیة و الحسابیة، فإنّ الحکم فیها شامل للأفراد الذهنیة أیضا.
فنقول أحوال الأشیاء علی ثلاثة أقسام.
قسم یتناول الأفراد الذهنیة و الخارجیة المحقّقة و المقدّرة. و هذا القسم یسمّی بلوازم الماهیات کالزوجیة للأربعة و الفردیة للثلاثة و تساوی الزوایا الثلاث فی المثلث للقائمتین. و قسم یختصّ بالموجود فی الذهن کالکلّیة و الجزئیة و الذاتیة و العرضیة و نحوها. و قسم یختصّ بالموجود الخارجی کالحرکة و السکون، فینبغی أن تعتبر ثلاث قضایا، إحداها ما یکون الحکم فیها علی جمیع أفراد الموضوع ذهنیا کان أو خارجیا محققا أو مقدرا کالقضایا الهندسیة و الحسابیة، و تسمّی هذه حقیقیة. و ثانیتها ما یکون الحکم فیها مخصوصا بالأفراد الخارجیة مطلقا محققا أو مقدرا کقضایا الحکمة الطبیعیة و تسمّی هذه القضیة قضیة خارجیة. و ثالثتها أن یکون الحکم فیها مخصوصا بالأفراد الذهنیة و تسمّی هذه قضیة ذهنیة کالقضایا المستعملة فی المنطق.
و هاهنا أبحاث ترکناها حذرا من الإطناب، فمن أراد الاطّلاع علیها فلیرجع إلی شرح الشمسیة و حواشیه و شرح المطالع.
و أما القضیة التی یحکم فیها مخصوصا بالأفراد الخارجیة الموجودة المحقّقة فقط دون المقدّرة فلیست معتبرة فی العلوم، و لا یبحث عنها فیها، لأنّ البحث عنها یرجع إلی البحث عن الجزئیات، و الجزئیات لا یبحث عنها فی العلوم لوجهین. الأول أنها غیر متناهیة بمعنی أنّها لا یمکن ضبطها و إحاطتها، و لا یتصوّر حصرها لأنها توجد واحدة بعد واحدة و کذا تعدم. و الثانی أنها متغیّرة متجدّدة لتوالی أسباب التغیّر علیها فلا یمکن ضبط أحوالها، هکذا فی حواشی السلم. و منها مقابل المجازی یقال هذا المعنی حقیقی و ذاک مجازی. و منها ما هو غیر ذلک کما یقال: کلّ من المذکر و المؤنّث حقیقی و لفظی، و التعریف إمّا حقیقی أو لفظی، و کلّ من الشهر و السنة حقیقی و وسطی و اصطلاحی و نحو ذلک.
______________________________
(1) [الافراد] (م، ع).
(2) [القضیة]+ (م، ع).
(3) خارجیة (م، ع).
(4) الحقیقة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 690

الحقیقة العقلیة «1»:

[فی الانکلیزیة]Rational truth
[فی الفرنسیة]Verite rationnelle
إسناد الفعل أو معناه إلی ما هو له عند المتکلّم فی الظاهر، کذا قال الخطیب فی التلخیص، فالمراد بالإسناد النسبة سواء کانت تامة أو لا کما یدل علیه قوله أو معناه، فإنّ المراد بمعنی الفعل اسم الفاعل و اسم المفعول و الصفة المشبّهة و المصدر و اسم التفضیل و الظرف. و لا شکّ أنّ إسناد بعضها لا یلزم أن یکون تامة. و الأولی أن یقال أو ما فی معناه لأنّ معنی الفعل فی الاصطلاح یقابل شبه الفعل، و هو ما یفید معنی الفعل، و لا یشارکه فی الترکیب. و لا یبعد أن یجعل المنسوب نحو أ تمیمی أبوه داخلا فی معنی الفعل. و احترز به عما لیس المسند فیه فعلا أو معناه نحو الحیوان جسم فإنّه لیس بحقیقة و لا مجاز. و قوله إلی ما هو له أی إلی شی‌ء هو أی الفعل أو معناه له أی لذلک الشی‌ء. و إفراد ضمیر هو باعتبار أحد الأمرین و ذلک الشی‌ء أعمّ من أن یکون الفعل أو معناه صادرا عنه، کما فی ضرب زید عمروا أو لا، کما فی انقطع الحبل، و سلک الجبل علی صیغة المجهول، و لذا لم یقل ما هو عنه.
و معنی کونه له أنّ حقه أن یسند إلیه فی مقام الإسناد سواء کانت النسبة للنفی أو للإثبات، لا أن یکون قائما به کما قال المحقّق التفتازانی حتی لا یشکل بقولنا ما قام زید، لأنّ القیام حقه أن یسند إلی زید فی مقام نفیه عنه، بخلاف ما صام نهاری فإنّ الصوم حقه أن یسند إلی المتکلّم فی مقام نفیه عنه لا إلی نهاره فهو مجاز عقلی، نعم حقه أن یسند إلی النهار فی مقام قصد النفی عنه أی عن النهار، و حینئذ ذلک الإسناد حقیقة فاحفظه فإنّه من الدقائق.
و یمکن أن یجعل ضمیر هو إلی ما و ضمیر له إلی الفعل أو معناه. و کون الشی‌ء للفعل أو معناه بمعنی أنّ حق الشی‌ء أن یسند الفعل أو معناه إلیه، لکن جعل الفعل و ما فی معناه للذات أعذب من العکس. و لما کان المتبادر ما هو له فی الواقع و حینئذ یخرج عن التعریف قول الجاهل أنبت الربیع البقل قیده بقوله عند المتکلّم، فیشتمل التعریف ما هو له فی الواقع و الاعتقاد جمیعا کقول المؤمن أنبت اللّه البقل، و ما هو له فی اعتقاد المتکلّم فقط کقول الجاهل أنبت الربیع البقل، لکنه بعد یتبادر منه ما هو له فی اعتقاد المتکلّم فی الواقع، فیخرج منه قول المعتزلی خلق اللّه الأفعال کلها مخفیا مذهبه.
فقیّده ثانیا بقوله فی الظاهر، أی فیما یفهم من ظاهر کلامه لیشمله أیضا. و من أمثلة الحقیقة العقلیة قولک جاء زید حال کونک عالما بعدم مجیئه. و مما ینبغی أن یعلم أنّ المراد بالإسناد إلی ما هو له الإسناد إلی ما هو له من حیث أنه ما هو له إذ قد یکون الشی‌ء ما هو له باعتبار غیر ما هو له باعتبار آخر. أمّا فی النفی فقد عرفت فی قولنا ما صام نهاری. و أما فی الإثبات فکما فی قول الخنساء «2» تصف ناقة:
فإنما هی إقبال و إدبار
إذ معناه علی ما قال الشیخ عبد القاهر أنّ الناقة لکثرة إقبالها و إدبارها کأنّها تجسمت منهما، فالمجاز فی إسناد الإقبال لأنّه و إن کان لها من
______________________________
(1) تتبع هذه الفقرة بحسب تقسیمات التهانوی عنوان و موضوع المجاز، و هی تفصیل له، و أفردت مفصولة ضمن عنوان الحقیقة العقلیة.
(2) هی تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشرید الریاحیة السلمیة. توفیت عام 24 ه/ 645 م. أشهر شواعر العرب. من أهل نجد. مخضرمة بین الجاهلیة و الاسلام. و أسلمت و مات بنوها الأربعة فی معرکة القادسیة. لها دیوان شعر مطبوع. الاعلام 2/ 86، معاهد التنصیص 1/ 348، الشعر و الشعراء 123، الدر المنثور 109، اعلام النساء 1/ 305، خزانة البغدادی 1/ 208.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 691
حیث القیام بها لکنه لیس لها من حیث الحمل و الاتحاد، فأقبلت الناقة حقیقة و هی إقبال مجاز.
و لو قیل الإقبال بمعنی مقبل حتی یکون المجاز فی الکلمة، أو جعل التقدیر ذات إقبال حتی یکون مجاز الحذف لکان مغسولا من الفصاحة هذا، لکن هذا المثال عند المصنّف أعنی الخطیب من قبیل الواسطة بین الحقیقة و المجاز لأنّ المراد بما فی قوله ما هو الملابس علی ما صرّح به، و هذا إسناد إلی المبتدأ، و المبتدأ لیس بملابس.

الحقیقة اللّغویة «1»:

[فی الانکلیزیة]Linguistic truth،linguistic justness
[فی الفرنسیة]Verite linguistique،justesse linguistique
هی اللفظ المستعمل فیما وضع له فی وضع به التخاطب و هی قسمان: مفردة و هی الکلمة المستعملة فیما وضعت له الخ، و مرکّبة و هی المرکّب المستعمل فیما وضع له الخ.
و قولنا فی وضع به التخاطب متعلّق بوضع أو بالمستعمل بعد تقییده بقولنا فیما وضع له.
و معنی الظرفیة اعتبار الوضع الذی به التخاطب أی المستعمل فیما وضع له باعتبار وضع به التخاطب و نظر إلیه. و الوضع أعمّ من اللغوی و الشرعی و العرفی الخاص و العام. فهذا أولی مما قیل فی اصطلاح به التخاطب، إذ لا یطلق الاصطلاح فی الاصطلاح علی الشرع و العرف و اللغة بل هو العرف الخاص. فاحترز بقید المستعمل عن اللفظ قبل الاستعمال فإنّه لا یسمّی حقیقة و لا مجازا. و بقولنا فیما وضع له علی ما قال الخطیب عن شیئین: أحدهما ما استعمل فی غیر ما وضع له غلطا کقولک خذ هذا الفرس مشیرا به إلی کتاب بین یدیک، فإنّ لفظ الفرس هاهنا قد استعمل فی غیر ما وضع له و لیس بحقیقة، کما أنّه لیس بمجاز. و الثانی المجاز الذی لم یستعمل فیما وضع له لا فی وضع به التخاطب و لا فی غیره کالأسد فی الرجل الشجاع. و قیل معنی استعمال اللفظ فی الموضوع له أو غیره طلب دلالته علیه و إرادته منه، فمجرد الذکر لا یکون استعمالا، إذ لا اعتداد بالاستعمال من غیر شعور، فخرج الغلط مطلقا من قید المستعمل. و بقولنا فی وضع به التخاطب خرج القسم الآخر من المجاز و هو ما استعمل فیما وضع له لا فی وضع به التخاطب کلفظ الصلاة یستعمله المخاطب بعرف الشرع فی الدعاء مجازا إذ لم یوضع فی هذا العرف للدعاء بل فی اللغة. ثم المراد بالوضع تعیین اللفظ للدلالة علی معنی بنفسه فخرج المجاز، إذ فیه تعیین للدلالة علی معنی بالقرینة کما یجی‌ء فی محله. و لا یخرج المشترک إذ تعیینه لکلّ من معانیه للدلالة علیه بنفسه و القرینة إنّما احتیج إلیها لمعرفة المراد. و کذا لا یخرج الحرف فإنّه إمّا موضوع لجزئیات مخصوصة باعتبار اندراجها تحت أمر کلّی کما هو مذهب المتأخرین، أو موضوع لمفهوم لا یستعمل أبدا إلّا فی جزئی من جزئیاته کما هو المستفیض، کذا قال صاحب الأطول. ثم نقول کما لا بدّ للنحوی من ضبط ما یجری فی الأصوات المشارکة للکلمات فی کثرة الدوران علی الألسنة فی المحاورات حتی نزّلوها منزلة الأسماء المبنیة و ضبطوها فیما بینها، کذلک لا بدّ لصاحب البیان من الالتفات إلی دقائق و سرائر تتعلّق بها، فإنّ البلغاء أیضا یتداولونها تداول المجازات الدقیقة، فیقال للمرائی لفعله المعجب به و هو فی غایة الدناءة وی تعجبا تهکما، و یخاطبون بالنازل عن درجة العقلاء الملحق بالحیوانات بأصوات یخاطب بها الحیوان تنزیلا [له] «2» منزلة الحیوان، فیجب أن
______________________________
(1) تتبع هذه الفقرة بحسب تقسیمات التهانوی عنوان و موضوع المجاز، و هی تفصیل له، و أفردت مفصولة ضمن عنوان الحقیقة اللغویة.
(2) له (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 692
یجعل تعریف الحقیقة و المجاز شاملا لها حتی أکاد اجترئ علی أن أقول المراد بالکلمة أعمّ من الکلمة حقیقة أو حکما، و کذا بما وضع له و غیر ما وضع له انتهی.
اعلم أنّهم اختلفوا فی کون المرکّبات موضوعة. فمن قال بأنها لیست موضوعة قال إنّ الحقیقة لا تطلق علی المجموع المرکّب. و من قال بوضعها قال بإطلاقها علیه، هکذا یستفاد من بعض حواشی المطول و اختار صاحب الأطول القول الأخیر حیث قال ثم نقول کثیرا ما تستعمل الهیئة فی غیر ما وضعت له فتخصیص الحقیقة و المجاز بالکلمة یفوت البحث عن سرائر تتعلّق بالهیئات، فینبغی تقسیم الحقیقة إلی المفرد و المرکّب، و تعریف المفرد منها بالکلمة المستعملة فیما وضعت له الخ علی طبق تقسیم المجاز. و ستعرف لذلک زیادة توضیح فی بیان المجاز المرکّب.

الحکایة:

[فی الانکلیزیة]NArrative،tale،narration.Recit،conte،narration،anecdote
بالکسر فی اللغة بازگفتن از چیزی- اعادة الکلام عن شی‌ء- کما فی الصراح.
و معنی حکایة الحال الماضیة فی عرف العلماء أن یفرض أنّ ما کان فی الزمان الماضی واقع فی هذا الزمان. فقد یعبّر عنه بلفظ المضارع، و قد یعبّر عنه بلفظ اسم الفاعل، و لیس معناها أنّ اللفظ الذی فی ذلک الزمان یحکی الآن علی ما یلفظ به، کما فی قولهم دعنی من تمرتان علی ما زعمه السیّد الشریف فی حواشی شرح المفتاح، بل المقصود حکایة المعنی. و إنّما یفعل هذا فی الفعل الماضی المستغرب کأنک تحضره للمخاطب و تصوّره لیتعجب عنه کما تقول رأیت الأسد فآخذ السیف فأقتله و هذا المعنی أخذه المحقّق التفتازانی من کلام الکشاف حیث قال و معنی حکایة الحال الماضیة أن یقدّر أن ذلک الماضی واقع فی حال التکلّم کما فی قوله تعالی: قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِیاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ «1» و قد استحسنه الرضی. و ذکر الأندلسی أنّ معناها أن تقدّر نفسک کأنک موجود فی ذلک الزمان، أو تقدّر ذلک الزمان کأنّه موجود الآن. هذا کلّه خلاصة ما ذکره الفاضل الچلپی فی حواشی المطول فی بحث الحال.
أقول اعلم أنّ العدول من الماضی إلی المضارع لإفادة استحضار صورة ما مضی لأنّ المضارع ممّا یدلّ علی الحال الذی من شأنه أن یشاهد، فکأنّه تستحضر بلفظ المضارع تلک الصورة الماضیة العجیبة لیشاهدها الحاضرون، و لا یفعل ذلک إلّا فی أمر یهتم بمشاهدته لغرابة أو فظاعة أو تنبیه أو تحسین أو تقبیح أو تهویل أو تعظیم أو إهانة أو غیرها کما فی قوله تعالی: فَتُثِیرُ سَحاباً «2» بعد قوله تعالی وَ اللَّهُ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیاحَ «3» استحضارا لتلک الصورة البدیعة الدّالة علی القدرة القاهرة و الحکمة الباهرة، یعنی صورة السّحاب مسخّرا بین السماء و الأرض علی الکیفیة المخصوصة و الانقلابات المتفاوتة هکذا فی المطول فی بحث لو.

الحکّة:

[فی الانکلیزیة]Itching
[فی الفرنسیة]Demangeaison
بالکسر کلّ ما یحک کالجرب و نحوه.
و حکّة الأنف هو أن یجد الإنسان فی أنفه عند استنشاق الهواء البارد حرقة لذاعة تبلغ إلی دماغه و تدمع منها عیناه، و ربّما وجدها من غیر استنشاق الهواء البارد کذا فی بحر الجواهر.
و فی الآقسرائی و شرح القانونچة الفرق بین
______________________________
(1) البقرة/ 91.
(2) الروم/ 48.
(3) فاطر/ 9.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 693
الحکّة و الجرب أنّ الجرب بثور صغار بعضها و کبار بعضها، مختلفة فی الرطوبة و الیبوسة و التقیّح و غیره مع حکّة شدیدة، و الحکّة لا بثر معها.

الحکم:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Verdict،judgement،gouvernment،power
[فی الفرنسیة]Verdict،jugement،gouvernement،pouvoir
بالضم و سکون الکاف یطلق بالاشتراک أو الحقیقة و المجاز علی معان. منها إسناد أمر إلی آخر إیجابا أو سلبا. و هذا المعنی عرفی، و حاصله أنّ الحکم نفس النسبة الخبریة التی إدراکها تصدیق إیجابیة کانت أو سلبیة، و قد یعبّر عن هذا المعنی بوقوع النسبة و لا وقوعها، و قد یعبّر عنه بقولنا إنّ النسبة واقعة أو لیست بواقعة، و هذا المعنی من المعلومات فلیس بتصوّر و لا تصدیق لأنهما نوعان مندرجان تحت العلم. فالإسناد بمعنی مطلق النسبة و الإیجاب الوقوع. و السلب اللاوقوع. و احترز بهما عمّا سوی النسبة الخبریة. و توضیحه أنّه قد حقّق أنّ الواقع بین زید و القائم هو الوقوع نفسه أو اللاوقوع کذلک، و لیس هناک نسبة أخری مورد الإیجاب و السلب، و أنّه قد یتصوّر هذه النسبة فی نفسها من غیر اعتبار حصولها أو لا حصولها فی نفس الأمر، بل باعتبار أنّها تعلّق بین الطرفین تعلّق الثبوت أو الانتفاء، و تسمّی نسبة حکمیة، و مورد الإیجاب و السلب و نسبة ثبوتیة أیضا نسبة العام إلی الخاص أعنی الثبوت لأنّه المتصوّر أولا، و قد تسمّی سلبیة أیضا إذا اعتبر انتفاء الثبوت. و قد یتصوّر باعتبار حصولها أو لا حصولها فی نفس الأمر، فإن تردّد فهو الشک و إن أذعن بحصولها أو لا حصولها فهو التصدیق. فالنسبة الثبوتیة تتعلّق بها علوم ثلاثة اثنان تصوّریان أحدهما لا یحتمل النقیض و هو تصوّرها فی نفسها من غیر اعتبار حصولها و لا حصولها. و ثانیهما یحتمله. و الثالث تصدیقی فقد ظهر أنّ المعنی المذکور للحکم لیس أمرا مغایرا للوقوع و اللاوقوع. و أنّ معنی قولنا نسبة أمر بأمر و إسناد أمر إلی أمر تعلّق أمر بأمر وقوعا کان أو لا وقوعا إن کان الإیجاب و السلب بمعنی الوقوع و اللاوقوع، و إن أرید بالإیجاب و السّلب إدراک أنّ النسبة واقعة أو لیست بواقعة. فمعناه تعلّق أمر بأمر سواء کان موردا للإیجاب أو موردا للسلب، فإنّ الإیجاب و السّلب یطلق علی کلا هذین المعنیین، کما صرّح بذلک المحقق التفتازانی فی حاشیة العضدی. و أنّ معنی قولنا إدراک أنّ النسبة واقعة أو لیست بواقعة ادراک أنّ النسبة الثبوتیة واقعة فی نفس الأمر أو لیست بواقعة فیها. ثم هذا التقریر علی مذهب من یقول إنّ الحکم لیس من مقولة الفعل. و أما من یقول بأنّ الحکم من مقولة الفعل کالإمام الرازی و المتأخرین من المنطقیین فالمناسب عندهم فی تفسیر الحکم بإسناد أمر إلی آخر إیجابا أو سلبا أن یقال إنّ الإسناد لغة بمعنی تکیه دادن چیزی به چیزی،- إضافة شی‌ء إلی شی‌ء- و فی العرف ضم أمر إلی آخر، بحیث یفید فائدة تامّة. و قد یطلق بمعنی مطلق النسبة. فعلی الأول قولنا إیجابا أو سلبا بیان لنوعه، و علی الثانی یفید لإخراج ما سوی النسبة الخبریة، و الإیجاب لازم کردن و السلب ربودن کما فی الصراح. و بالجملة فالمناسب علی هذا أن یفسّر الإسناد و الإیجاب و السلب بمعان منبئة عن کون الحکم فعلا. و لا یراد بالضم و بالنسبة التعلّق بین الطرفین و بالإیجاب و السلب الوقوع [فعلا] «1» و اللاوقوع، إذ لو أرید ذلک لم یبق الحکم فعلا، و علی هذا القیاس قولنا الحکم هو الإیجاب و السّلب أو الإیقاع و الانتزاع أو النفی و الإثبات فإنها مفسّرة
______________________________
(1) [فعلا] (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 694
بالمعانی اللغویة المنبئة عن کون الحکم فعلا.
فالحکم علی هذا إمّا جزء من التصدیق کما ذهب إلیه الإمام أو شرط له کما هو مذهب المتأخرین من المنطقیین، و یجی‌ء فی لفظ التصدیق زیادة تحقیق لهذا.
و منها نفس النسبة الحکمیة علی ما صرّح به الچلپی فی حاشیة الخیالی بعد التصریح بالمعنی الأول. و هذا المعنی إنّما یکون مغایرا للأول عند المتأخرین الذاهبین إلی أنّ أجزاء القضیة أربعة: المحکوم علیه و به و نسبة تقییدیة مسمّاة بالنسبة الحکمیة و وقوع تلک النسبة أولا وقوعها الذی إدراکه هو المسمّی بالتصدیق.
و أما عند المتقدمین الذاهبین إلی أنّ أجزاء القضیة ثلاثة: المحکوم علیه و به و النسبة التامة الخبریة التی إدراکها تصدیق فلا یکون مغایرا للمعنی الأول، لما عرفت من أنّ النسبة الحکمیة لیست أمرا مغایرا للنسبة الخبریة.
و منها إدراک تلک النسبة الحکمیة
و منها إدراک وقوع النسبة أولا وقوعها المسمّی بالتصدیق، و هذا مصطلح المنطقیین و الحکماء و قد صرّح بکلا هذین المعنیین الچلپی أیضا فی حاشیة الخیالی. و التغایر بین هذین المعنیین أیضا إنما یتصوّر علی مذهب المتأخرین. قالوا الفرق بین إدراک النسبة الحکمیة و إدراک وقوعها أولا وقوعها المسمّی بالحکم هو أنّه ربّما یحصل إدراک النسبة الحکمیة بدون الحکم، فإنّ المتشکّک فی النسبة الحکمیة متردّد بین وقوعها و لا وقوعها، فقد حصل له إدراک النسبة قطعا و لم یحصل له إدراک الوقوع و اللاوقوع المسمّی بالحکم فهما متغایران قطعا. و أجیب بأنّ التردّد لا یتقوم حقیقة ما لم یتعلّق بالوقوع أو اللاوقوع فالمدرک فی الصورتین واحد و التفاوت فی الإدراک بأنّه إذعانی أو تردّدی. و بالجملة فیتعلّق بهذا المدرک علمان علم تصوّری من حیث إنّه نسبة بینهما و علم تصدیقی باعتبار مطابقته للنسبة التی بینهما فی نفس الأمر، و عدم مطابقته إیاها علی ما مرّت الإشارة إلیه فی المعنی الأول. و أما علی مذهب القدماء فلا فرق بین العبارتین إلّا بالتعبیر. فمعنی قولنا إدراک النسبة و إدراک الوقوع و اللاوقوع علی مذهبهم واحد إذ لیس نسبة سوی الوقوع و اللاوقوع، و هی النسبة التامة الخبریة. و أمّا النسبة التقییدیة الحکمیة المغایرة لها فممّا لا ثبوت له کما عرفت. فعلی هذا إضافة الوقوع و اللاوقوع إلی النسبة بیانیة. لکنّ هذا الإدراک نوعان: إذعانی و هو المسمّی عندهم بالحکم المرادف للتصدیق و غیر إذعانی و تسمیته بالحکم عندهم محتمل غیر معلوم، و یؤید هذا ما ذکر السیّد السّند و المولوی عبد الحکیم فی حواشی شرح الشمسیة. و حاصله أنّ معنی قولنا إدراک وقوع النسبة أولا وقوعها لیس أن یدرک معنی الوقوع أو اللاوقوع مضافا إلی النسبة، فإنّ إدراکهما بهذا المعنی لیس حکما بل هو إدراک مرکّب تقییدی من قبیل الإضافة، بل معناه أن یدرک أنّ النسبة واقعة و یسمّی هذا الإدراک حکما إیجابیا، أو أن یدرک أنّ النسبة لیست بواقعة و یسمّی هذا الإدراک حکما سلبیا، أعنی معناه أن یدرک أنّ النسبة المدرکة بین الطرفین أی المحکوم علیه و المحکوم به واقعة بینهما فی حدّ ذاتها مع قطع النظر عن إدراکنا إیّاها أو لیست بواقعة کذلک، و هو الإذعان بمطابقة النسبة الذهنیة لما فی نفس الأمر أو فی الخارج، أعنی للنسبة مع قطع النظر عن إدراک المدرک بل من حیث إنها مستفادة من البداهة أو الحسّ أو النظر. فمآل قولنا إنّ النسبة واقعة أو لیست بواقعة.
و قولنا إنّها مطابقة واحدة و المراد به الحالة الإجمالیة التی یقال لها الإذعان و التسلیم المعبّر عنه بالفارسیة بگرویدن لا إدراک هذه القضیة، فإنّه تصوّر تعلّق بما یتعلّق به التصدیق یوجد فی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 695
صورة التخییل و الوهم ضرورة أنّ المدرک فی جانب الوهم هو الوقوع و اللاوقوع، إلّا أنّها لیست علی وجه الإذعان و التسلیم فظهر فساد ما توهّمه البعض من أنّ الشکّ و الوهم من أنواع التصدیق، و لا التفصیل المستفاد من ظاهر اللفظ لأنّه خلاف الوجدان، و لاستلزامه ترتّب تصدیقات غیر متناهیة. فقد ظهر أنّ الحکم إدراک متعلّق بالنسبة التامة الخبریة فإنّها لمّا کانت مشعرة بنسبة خارجیة کان إدراکها علی وجهین من حیث إنّها متعلّقة بالطرفین رابطة بینهما کما فی صورة الشکّ مثلا. و من حیث إنّها کذلک فی نفس الأمر کما فی صورة الإذعان. و هذا هو الحکم و التصدیق.
و إنما قیل کون الحکم بمعنی إدراک وقوع النسبة أولا وقوعها یشعر بأنّ المراد بالنسبة النسبة الحکمیة لا النسبة التامة الخبریة لأنّ الحکم علی تقدیر کونها تامة هو إدراک نفسها لیس بشی‌ء عند التحقیق، و إنّ أجزاء القضیة ثلاثة المحکوم علیه و به و النسبة التامة الخبریة و هی نسبة واحدة هی اتحاد المحمول بالموضوع، أو عدم اتحاده به، و هو الحقّ عند المحققین، لا کما ذهب إلیه المتأخرون من أنّ أجزاءها أربعة: المحکوم علیه و به و النسبة الحکمیة و وقوعها أولا وقوعها و أنّ الاختلاف بین التصوّر و التصدیق بحسب الذات و المتعلّق، فإنّ التصوّر لا یتعلّق عندهم به التصدیق، فالتصدیق عندهم إدراک متعلّق بوقوع النسبة أولا وقوعها و التصوّر إدراک متعلّق بغیر ذلک. و الحق عند المحققین أنّ التصوّر یتعلّق بما یتعلّق به التصدیق أیضا، فلا امتیاز بین التصور و التصدیق إلّا بحسب الذات و اللوازم کاحتمال الصدق و الکذب دون المتعلق.
و اعلم أنّه ذکر السّید الشریف أنّه یجوز أن یفسّر الحکم بالتصدیق فقط و أن یفسّر بالتصدیق و التکذیب، و هذا بناء علی أنّ إذعان أنّ النسبة لیست بواقعة إذعان بأنّ النسبة السلبیة واقعة.
فعلی هذا یجوز أن یعرف الحکم بإدراک الوقوع فقط و أن یعرف بإدراک الوقوع و اللاوقوع معا.

التقسیم‌

الحکم سواء أخذ بمعنی التصدیق أو بمعنی النسبة الخبریة ینقسم إلی شرعی و غیر شرعی. فالشرعی ما یؤخذ من الشرع بشرط أن لا یخالف القطعیات بالنسبة إلی فهم الآخذ سواء کان مما یتوقف علی الشرع بأن لا یدرک لو لا خطاب الشارع کوجوب الصلاة، أو لم یکن کوجوده تعالی و توحیده، و هو ینقسم إلی ما لا یتعلّق بکیفیة عمل و یسمّی أصلیا و اعتقادیا و إلی ما یتعلّق بها و یسمّی عملیا و فرعیا، و غیر الشرعی ما لا یؤخذ من الشرع کالأحکام العقلیة المأخوذة من مجرّد العقل، و الاصطلاحیة المأخوذة من الاصطلاح. و أکثر ما ذکرنا هو خلاصة ما ذکره المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی فی الخطبة و حاشیة شرح الشمسیة.
و منها المحکوم علیه.
و منها المحکوم به. قال الچلپی فی حاشیة المطول فی بحث التأکید: إطلاق الحکم علی المحکوم به متعارف عند النحاة کإطلاقه علی المحکوم علیه انتهی. و هکذا ذکر السیّد الشریف فی حاشیة المطول.
و منها نفس القضیة علی ما ذکر الچلپی أیضا فی حاشیة الخیالی، و هذا کما یطلق التصدیق علی القضیة.
و منها القضاء کما یجی‌ء فی لفظ الدیانة.
و ما ذکره الغزالی حیث قال: الحکم و القضاء و القدر: هو توجّه الأسباب لجانب المسبّبات هو الحکم المطلق. و هو سبحانه و تعالی مسبب لجمیع الأسباب المجمل منه و المفصّل، و عن الحکم یتفرع القضاء و القدر. فإذن: التدبیر
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 696
الإلهی هو أصل لوضع الأسباب لکی تتوجه نحو مسبّبات و هو الحکم الإلهی. و قیام الأسباب الکلیة و ظهورها مثل الأرض و السّماء و الکواکب و الحرکات المتناسبة لها و غیر ذلک مما لا یتغیّر و لا یتبدّل حتی یحین وقتها فذلک هو القضاء. ثم توجّه الأسباب هذه للأحوال و الحرکات المتناسبة و المحدودة و المقدّرة لجانب الأسباب، و حددت ذلک لحظة بلحظة فهو القدر.
إذن فالحکم: هو التدبیر الأزلی کله و أمره کلمح البصر. و القضاء: وضع کلّ الأسباب الکلیة الدائمة.
و القدر: هو توجیه هذه الأسباب الکلیة لمسبباتها المعدودة بعدد معین فلا تزید و لا تنقص «1». و کذا ذکر المولوی عبد الحق المحدّث فی ترجمة المشکاة فی باب الإیمان بالقدر.
و منها خطاب اللّه تعالی المتعلّق بأفعال المکلّفین. هکذا نقل عن الأشعری. و هذا المعنی مصطلحات الأصولیین.
و الخطاب فی اللغة توجیه الکلام نحو الغیر ثم نقل إلی الکلام الذی یقع به التخاطب، و بإضافته إلی اللّه تعالی خرج خطاب من سواه إذ لا حکم إلّا حکمه و وجوب طاعة النبی علیه السلام و أولی الأمر و السیّد إنّما هو بإیجاب اللّه تعالی إیاها. و المراد بالخطاب هاهنا لیس المعنی اللغوی، اللّهم إلّا أن یراد بالحکم المعنی المصدری، بل المراد به المعنی المنقول من الکلام المذکور لکن لا مطلقا بل الکلام النفسی، لأنّ اللفظی لیس بحکم بل دال علیه سواء أرید بالکلام الذی یقع به التخاطب الکلام الذی من شأنه التخاطب فیکون الکلام خطابا به أزلیا کما هو رأی الأشعری من قدم الحکم و الخطاب بناء علی أزلیة تعلّقات الکلام و تنوعه فی الأزل أمرا أو نهیا أو غیرهما، أو أرید به معناه الظاهر المتبادر أی الکلام الذی یقع به التخاطب بالفعل، و هو الکلام الذی قصد منه إفهام من هو متهیئ لفهمه کما ذهب إلیه ابن القطّان «2» من أنّ الحکم و الخطاب حادثان بناء علی حدوث تعلّقات الکلام و عدم تنوّعه فی الأزل، و هذا معنی ما قال إنّ الحکم و الخطاب حادثان بل جمیع أقسام الکلام مع قدمه فهو لا یسمّی الکلام فی الأزل خطابا. و معنی تعلقه بأفعال المکلّفین تعلّقه بفعل من أفعالهم لا بجمیع أفعالهم علی ما یوهم إضافة الجمع من الاستغراق، و إلّا لم یوجد حکم أصلا إذ لا خطاب یتعلّق بجمیع الأفعال فیشمل خواص النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم أیضا کإباحة ما فوق الأربع من النساء.
لا یقال إذا کان المراد بالخطاب الکلام النفسی و لا شکّ أنّه صفة واحدة فیتحقّق خطاب واحد متعلّق بجمیع الأفعال لأنّا نقول الکلام و إن کانت صفة واحدة لکن لیس خطابا إلّا
______________________________
(1) حکم است و قضا است و قدر است متوجه کردن اسباب بجانب مسببات حکم مطلق است و وی سبحانه تعالی مسبب همه اسباب است مجمل و مفصل و از حکم منشعب و متفرع میگردد قضا و قدر پس تدبیر إلهی اصل وضع اسباب را تا متوجه گردد جانب مسببات حکم اوست و قائم کردن اسباب کلیه و پیدا کردن آن مثل زمین و آسمان و کواکب و حرکات متناسبه آن و جز آنکه متغیر و متبدل نمی‌شود و منعدم نمی‌گردد تا وقتی که اجل آن در رسد قضا است و متوجه گردانیدن این اسباب باحوال و حرکات متناسبه محدوده و مقدره محسوبه بجانب مسببات و حادث گشتن آن لحظه به لحظه قدر است پس حکم تدبیر اولی کل و امر اوست کلمح البصر و قضا وضع کل مر اسباب کلیه دائمة را و قدر توجیه این اسباب کلیه بمسببات معدوده بعدد معین که زیاده و نقصان نگردد. ازینجا است که هیچ چیز از قضا و قدر وی تعالی بیرون نرود و زیادت و نقصان نه پذیرد.
(2) هو علی بن محمد بن عبد الملک الکتامی الحمیری الفاسی، أبو الحسن ابن القطان. ولد عام 562 ه/ 1167 م و توفی عام 1230 م. من حفاظ الحدیث و نقدته. مناظر جید. له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 4/ 331، جذوة الاقتباس 298، شذرات الذهب 5/ 128، معجم المطبوعات 215.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 697
باعتبار تعلّقه، و هو متعدّد بحسب المتعلّقات، فلا یکون خطاب واحد متعلقا بالجمیع، و خرج بقوله المتعلّق بأفعال المکلّفین الخطابات المتعلّقة بأحوال ذاته و صفاته و تنزیهاته و غیر ذلک ممّا لیس بفعل المکلّف کالقصص. و اعترض علی الحدّ بأنه غیر مانع إذ یدخل فیه القصص المبینة لأفعال المکلّفین و أحوالهم و الأخبار المتعلّقة بأعمالهم کقوله تعالی: وَ اللَّهُ خَلَقَکُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ «1» مع أنّها لیست أحکاما.
و أجیب بأنّ الحیثیة معتبرة فی الحدود، فالمعنی الحکم خطاب اللّه متعلّق بفعل المکلّفین من حیث هو فعل المکلّف و لیس تعلّق الخطاب بالأفعال فی صور النقض من حیث إنّها أفعال المکلّفین هذا لکن اعتبار حیثیة التکلیف فیما یتعلّق به خطاب الإباحة بل الندب و الکراهة موضع تأمّل. و لذا أراد البعض فی الحدّ قولنا بالاقتضاء أو التخییر للاحتراز عن الأمور المذکورة و کلمة أو لتقسیم المحدود دون الحدّ.
و معنی الاقتضاء الطلب. و هو إمّا طلب الفعل مع المنع عن الترک و هو الإیجاب، أو طلب الترک مع المنع عن الفعل و هو التحریم، أو طلب الفعل بدون المنع عن الترک و هو الندب، أو طلب الترک بدون المنع عن الفعل و هو الکراهة. و معنی التخییر عدم طلب الفعل و الترک و هو الإباحة.
إن قیل إذا کان الخطاب متعلّقا بأفعال المکلّفین فی الأزل کما هو رأی الأشعری یلزم طلب الفعل و الترک من المعدوم و هو سفه. قلت السفه إنّما هو طلب الفعل أو الترک عن المعدوم حال عدمه. و أمّا طلبه منه علی تقدیر وجوده فلا، کما إذا قدّر الرجل ابنا فأمره بطلب العلم حین الوجود لکن بقی أنّه یلزم خروج الخطاب الوضعی من الحدّ، مع أنّه حکم فإنّ الخطاب نوعان: تکلیفی و هو المتعلّق بأفعال المکلفین بالاقتضاء، و التخییر، و وضعی و هو الخطاب باختصاص شی‌ء بشی‌ء و ذلک علی ثلاثة أقسام:
سببی کالخطاب بأنّ هذا سبب لذلک کالدلوک للصلاة، و شرطی کالخطاب بأنّ هذا شرط لذلک کالطهارة للصلاة، و مانعی أی هذا مانع لذلک کالنجاسة للصلاة. فأجاب البعض عنه بأنّ خطاب الوضع لیس بحکم، و إن جعلها غیرنا حکما إذ لا مشاحة فی الاصطلاح و لو سلّم أنّه حکم فلا نسلّم خروجه عن الحدّ إذ المراد من الاقتضاء و التخییر أعمّ من التصریحی و الضمنی، و الخطاب الوضعی من قبیل الضمنی إذ معنی سببیة الدلوک وجوب الصلاة عند الدلوک.
و معنی شرطیة الطهارة وجوبها فی الصلاة أو حرمة الصلاة بدونها. و معنی مانعیة النجاسة حرمة الصلاة معها أو وجوب إزالتها حالة الصلاة، و کذا فی جمیع الأسباب و الشروط و الموانع. و بعضهم زاد قیدا فی التعریف لیشتمله، فقال بالاقتضاء أو التخییر أو الوضع، أی وضع الشارع و جعله. فإن قلت الحکم یتناول القیاس المحتمل للخطأ فکیف ینسب إلی اللّه تعالی؟ قلت الحاکم فی المسألة الاجتهادیة هو اللّه تعالی إلّا أنه لم یحکم إلّا بالصواب.
فالحکم المنسوب إلیه هو الحق الذی لا یحوم حوله الباطل، و ما وقع من الخطأ للمجتهد فلیس بحکم حقیقة بل ظاهرا و هو معذور فی ذلک.
قال صدر الشریعة بعضهم عرّف الحکم الشرعی بهذا التعریف المذکور، فإذا کان هذا التعریف للحکم فمعنی الشرعی ما یتوقّف علی الشرع فیکون قیدا مخرجا لوجوب الإیمان و نحوه. و إذا کان تعریفا للحکم الشرعی فمعنی الشرعی ما ورد به خطاب الشارع لا ما یتوقّف
______________________________
(1) الصافات/ 96.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 698
علی الشرع، و إلّا لکان الحدّ أعمّ من المحدود لتناوله مثل وجوب الإیمان. و معنی الحکم فی قولنا الحکم الشرعی علی هذا إسناد أمر إلی آخر، و إلّا لزم تکرار قید الشرعی. و قال الآمدی الحکم خطاب الشارع لفائدة شرعیة. قیل إن فسّر الآمدی الفائدة الشرعیة بمتعلّق الحکم فدور، و لو سلّم أن لا دور فلا دلیل علیه فی اللفظ. و إن فسّرها بما لا تکون حسّیة و لا عقلیة علی ما یشعر به کلامه حیث قال: هذا القید احتراز عن خطابه بما لا یفید فائدة شرعیة کالإخبار عن المحسوسات و المعقولات، و ردّ علی طرد الحدّ إخبار الشارع بالمغیبات کقوله تعالی: وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ «1» فزید قید یختصّ به لیخرج ما أورد علیه إذ لا تحصل تلک الفائدة إلّا بالاطلاع علی الخطاب لأنّ فائدة الإخبار عن المغیّبات قد یطّلع علیها لا من خطاب الشرع، إذ لکل خبر مدلول خارجی قد یعلم وقوعه بطریق آخر کالإحساس فی المحسوسات و الضرورة، و الاستدلال فی المعقولات و الإلهام، مثلا فی المغیبات فإن للخبر لفظا و معنی ثابتا فی نفس المتکلم یدلّ علیه اللفظ فیرتسم فی نفس السامع، هو مفهوم الطرفین و الحکم، و متعلقا لذلک المعنی هو النسبة المتحققة فی نفس الأمر بین الطرفین یشعر اللفظ بوقوعه فی الخارج. لکن الإشعار بوقوعه لا یستلزم وقوعه بل قد یکون واقعا فیکون الخبر صادقا و قد لا یکون فیکون کاذبا، بخلاف الحکم بالمعنی المذکور فإنّه إنشاء و الإنشاء له لفظ و معنی یدلّ علیه لکن لیس لمعناه متعلّق یقصد الإشعار و الإعلام به، بل إنّما یقصد به الإشعار بنفس ذلک المعنی الثابت فی النفس کالطّلب مثلا فی الإنشاءات الطلبیة.
و مثل هذا المعنی لا یعلم إلّا باللفظ توقیفا، أی بطریق جعل السامع واقفا علی ثبوته فی النفس، فیختصّ بالخطاب الدال علیه. فمثل قوله تعالی کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیامُ «2» إن قصد به الإعلام بنسبة واقعة سابقة کان خبرا فلا یکون حکما بالمعنی المذکور، و إن قصد به الإعلام بالطلب القائم بالنفس کان إنشاء فیکون حکما. قیل هاهنا دور إذ معرفة الخطاب المفیدة فائدة مختصّة به موقوفة علی تصوّر الفائدة المختصّة ضرورة توقّف الکلام علی تصوّر أجزائه، و هی متوقّفة علی الخطاب فیلزم الدور. قیل جوابه أنّ المتوقّف علی الخطاب حصول الفائدة، و ما توقّف علیه الخطاب تصوّرها و حصول الشی‌ء غیر تصوّره فلا دور. قیل لا حاجة إلی زیادة القید بل الحدّ مطّرد و منعکس لا غبار علیه و ذلک بأن تفسّر الفائدة الشرعیة بتحصیل ما هو حصولها بخطاب الشارع دون ما هو حاصل فی نفسه و لو فی المستقبل، ورد به خطاب الشرع أم لا، لکنه یعلم بخطابه کالمغیّبات، فإنّ الإخبار عنها لا یحصلها بل یفید العلم بها.
لکن بقی بعد شی‌ء و هو أنّ مثل قوله تعالی فَنِعْمَ الْماهِدُونَ «3» و نِعْمَ الْعَبْدُ «4» یدخل فی الحدّ و لیس بحکم.
و منها الأثر الثابت بالشی‌ء کما وقع فی الهادیة حاشیة الکافیة فی بحث المعرب. و فی العارفیة حاشیة شرح الوقایة «5» فی بیان الوضوء
______________________________
(1) الروم/ 3.
(2) البقرة/ 183.
(3) الذاریات/ 48.
(4) ص/ 30.
(5) الفوائد العارفیة: لسید مهدی الحنفی من القرن الثانی عشر الهجری بالهند. و هذا الکتاب من شروح الوقایة لصدر الشریعة الأول عبد اللّه بن محمود بن محمد المحبوبی من القرن السابع للهجرة.
بروکلمان، ج 6، ص 325.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 699
کون الحکم بمعنی الأثر الثابت بالشی‌ء إنما هو من أوضاع الفقهاء و اصطلاحات المتأخرین انتهی. و فی التوضیح یطلقون الحکم علی ما ثبت بالخطاب کالوجوب و الحرمة مجازا بطریق إطلاق اسم المصدر علی المفعول کالخلق علی المخلوق. لکن لما شاع فیه صار منقولا اصطلاحیا و هو حقیقة اصطلاحیة انتهی.
و حاصل هذا أنّ الحکم عند الفقهاء هو أثر خطاب الشارع.
و منها الأثر المترتّب علی العقود و الفسوخ کملک الرقبة أو المتعة أو المنفعة المترتّب علی فعل المکلّف و هو الشراء. و فی التلویح فی باب الحکم إطلاق الحکم فی الشرع علی خطاب الشارع و علی الأثر المترتّب علی العقود و الفسوخ إنّما هو بطریق الاشتراک انتهی. فعلم من هذا أنّ إطلاق الحکم علی الأثر الثابت بالشی‌ء لیس من أوضاع الفقهاء کما ذکره صاحب العارفیة، اللهم إلّا أن یراد بالشی‌ء خطاب الشارع أو العقود و الفسوخ. نعم إطلاقه بهذا المعنی شائع فی عرفهم و عرف غیرهم.
قال المولوی عصام الدین فی حاشیة الفوائد الضیائیة: تفسیر الحکم بالأثر المترتّب علی الشی‌ء مما أتی به أقوام بعد أقوام و إن لم أعثر علی مأخذه فی أفانین الکلام انتهی.
و منها الخاصة کما وقع فی الحاشیة الهندیة فی بحث المعرب. قال فی الهادیة هذا من قبیل ذکر اللازم و إرادة الملزوم لأنّ حکم الشی‌ء أی أثره لا یکون إلّا مختصا به ضرورة استحالة توارد المؤثّرین علی أثر واحد.

تقسیم‌

ما یطلق علیه لفظ الحکم شرعا علی ما اختاره صدر الشریعة فی التوضیح هو ما حاصله أنّ الحکم إمّا حکم بتعلّق شی‌ء بشی‌ء أو لا. فإن لم یکن فالحکم إمّا صفة لفعل المکلّف أو أثر له. فإن کان أثرا کالملک فلا بحث هاهنا عنه، و إن کان صفة فالمعتبر فیه اعتبارا أولیا إمّا المقاصد الدنیویة أو الأخرویة.
فالأول ینقسم الفعل بالنظر إلیه تارة إلی صحیح و باطل و فاسد و تارة إلی منعقد و غیر منعقد، و تارة إلی نافذ و غیر نافذ، و تارة إلی لازم و غیر لازم، و الثانی إمّا أصلی أو غیر أصلی.
فالأصلی إمّا أن یکون الفعل أولی من الترک أو الترک أولی من الفعل، أو لا یکون أحدهما أولی. فالأوّل إن کان مع منع الترک بدلیل قطعی ففرض أو بظنی فواجب، و إلّا فإن کان الفعل طریقة مسلوکة فی الدین فسنة، و إلّا فندب. و الثانی إن کان مع منع الفعل فحرام و إلّا فمکروه. و الثالث مباح و غیر الأصلی رخصة. و إن کان حکما بتعلّق شی‌ء بشی‌ء فالمتعلّق إن کان داخلا فرکن، و إلّا فإن کان مؤثّرا فیه فعلّة، و إلّا فإن کان موصلا إلیه فی الجملة فسبب، و إلّا فإن توقّف الشی‌ء علیه فشرط، و إلّا فعلامة. و إنّما قلنا هذا تقسیم ما یطلق علیه لفظ الحکم شرعا إذ لو أرید بالحکم خطاب الشارع أو أثره لا یشمل الحکم نحو الملک لأنّ الملک إنّما ثبت بفعل المکلّف لا الخطاب. فالمقصود هاهنا بیان أقسام ما یطلق علیه لفظ الحکم فی الشرع. فإنّ التحقیق أنّ إطلاق الحکم علی خطاب الشرع و علی أثره و علی الأثر المترتّب علی العقود و الفسوخ إنّما هو بطریق الاشتراک، هکذا ذکر فی التلویح فی باب الحکم. و مثل هذا تقسیمهم العلّة إلی سبعة أقسام کما یجی‌ء فی محله.
اعلم أنّ أفعال المکلّف اثنا عشر قسما لأنّ ما یأتی به المکلّف إن تساوی فعله و ترکه فمباح، و إلّا فإن کان فعله أولی فمع المنع عن الترک واجب و بدونه مندوب. و إن کان ترکه أولی فمع المنع عن الفعل بدلیل قطعی حرام و بدلیل ظنّی مکروه کراهة التحریم، و بدون المنع
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 700
عن الفعل مکروه کراهة التنزیه، هذا علی رأی محمد. و أمّا علی رأیهما فهو أنّ ما یکون ترکه أولی من فعله فهو مع المنع عن الفعل حرام، و بدونه مکروه کراهة التنزیه إن کان إلی الحلّ أقرب، بمعنی أنّه لا یعاقب فاعله لکن یثاب تارکه أدنی ثواب، و مکروه کراهة التحریم إن کان إلی الحرام أقرب، بمعنی أنّ فاعله یستحق محذورا دون العقوبة بالنار. ثم المراد بالواجب ما یشمل الفرض أیضا لأنّ استعماله بهذا المعنی شائع عندهم کقولهم الزکاة واجبة و الحج واجب، بخلاف إطلاق الحرام علی المکروه تحریما فإنه لیس بشائع. و المراد بالمندوب ما یشمل السّنة الغیر المؤکّدة و النفل.
و أمّا السّنة المؤکّدة فهی داخلة فی الواجب علی الأصح، فصارت الأقسام ستة، و لکلّ منها طرفان، فعل أی الإیقاع، و ترک أی عدم الفعل، فیصیر اثنا عشر قسما، هکذا فی التلویح و حواشیه.

خاتمة

قد عرفت أنّ الحکم عند الأصولیین هو نفس خطاب اللّه تعالی. فالإیجاب هو نفس معنی قوله افعل و هو قائم بذاته سبحانه، و لیس للفعل من الإیجاب المتعلّق به صفة حقیقیة قائمة به تسمّی وجوبا. فإنّ القول لفظیا کان أو نفسیا لیس لمتعلّقه منه صفة حقیقیة، أی لا یحصل لما یتعلّق به القول بسبب تعلّقه به صفة موجودة لأنّ القول یتعلّق بالمعدوم کما یتعلّق بالموجود. فلو اقتضی تعلّقه تلک الصفة لکان المعدوم متصفا بصفة حقیقیة، و هو أی معنی قوله افعل إذ أنسب إلی الحاکم تعالی لقیامه به یسمّی إیجابا، و إذا نسب إلی ما فیه الحکم و هو الفعل لتعلّقه به یسمّی وجوبا، فالإیجاب و الوجوب متّحدان بالذات لأنّهما ذلک المعنی القائم بذاته تعالی المتعلّق بالفعل مختلفان بالاعتبار لأنّه باعتبار القیام إیجاب و باعتبار التعلّق وجوب، و کذا الحال فی التحریم و الحرمة و ترتّب الوجوب علی الإیجاب بأن یقال أوجب الفعل، فوجب مبنی علی التغایر الاعتباری، فلا ینافی الاتّحاد الذاتی. و هذا کما قیل التعلیم و التعلّم واحد بالذات و اثنان بالاعتبار لأنّ شیئا واحدا و هو إسباق ما إلی اکتساب مجهول بمعلوم یسمّی بالقیاس إلی الذی یحصل فیه تعلّما، و بالقیاس إلی الذی یحصل منه تعلیما، کالتّحرّک و التّحریک. فلذلک الاتحاد تری الأصولیین یجعلون أقسام الحکم الوجوب و الحرمة تارة و الإیجاب و التحریم أخری و مرة الوجوب و التحریم. قیل ما ذکرتم إنما یدلّ علی أنّ الفعل من حیث تعلّق به القول لم یتصف بصفة حقیقیة یسمّی وجوبا، لکن لم لا یجوز أن یکون صفة اعتباریة هی المسمّاة بالوجوب، أعنی کونه حیث تعلّق به الإیجاب، بل هذا هو الظاهر، فیکون کلّ من الموجب و الواجب متصفا بما هو قائم به. و لا شکّ أنّ القائم بالفعل ما ذکرناه لا نفس القول، و إن کانت هناک نسبة قیام باعتبار التعلّق. و لو ثبت أنّ الوجوب صفة حقیقیة لتمّ المراد إذ لیس هناک صفة حقیقیة سوی ما ذکر إلّا أنّ الکلام فی ذلک.
و اعلم أنّ النزاع لفظی إذ لا شکّ فی خطاب نفسانی قائم بذاته تعالی متعلّق بالفعل یسمّی إیجابا مثلا، و فی أنّ الفعل بحیث یتعلّق به ذلک الخطاب الإیجابی یسمّی وجوبا. فلفظ الوجوب إن أطلق علی ذلک الخطاب من حیث تعلقه بالفعل کان الأمر علی ما سبق، و لا یلزم المسامحة فی وصف الفعل حینئذ بالوجوب، و إن أطلق علی کون الفعل تعلّق به ذلک الخطاب لم یتحدا بالذات، و تلزم المسامحة فی عباراتهم حیث أطلق أحدهما علی الآخر. هذا کله خلاصة ما فی العضدی و حواشیه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 701

الحکمة:

[فی الانکلیزیة]Wisdom،philosophy
[فی الفرنسیة]Sagesse،philosophie
بالکسر فی الأصل هی إتقان الفعل و القول و أحکامهما. و فی اصطلاح العلماء تطلق علی معان. منها علم الحکمة و قد سبق فی المقدمة مع بیان الحکمة العملیة من الحکمة الخلقیة و الحکمة المنزلیة و الحکمة السیاسیة و المدنیة و بیان الحکمة النظریة. و منها معرفة الحقّ لذاته و الخیر لأجل العمل به و هو التکالیف الشرعیة، هکذا فی التفسیر الکبیر فی تفسیر قوله تعالی:
ذلِکَ مِمَّا أَوْحی إِلَیْکَ رَبُّکَ مِنَ الْحِکْمَةِ «1» فی سورة بنی إسرائیل. و یقرب منه ما ذکر أهل السلوک من أنّ الحکمة معرفة آفات النفس و الشیطان و الریاضات کما مرّ فی المقدّمة فی تعریف علم السلوک. و الحکمة بهذا المعنی أخصّ من علم الحکمة لأنها من أنواعه کما لا یخفی. و منها هیئة للقوة العقلیة العملیة متوسطة بین الجربزة و هی هیئة تصدر بها الأفعال بالمکر و الحیلة من غیر اتّصاف، و بین البلاهة و هی الحمق. و الحکمة بهذا المعنی أحد أجزاء العدالة المقابلة للجور کما یجی‌ء فی لفظ الخلق. و ظن البعض أنّها هی الحکمة العملیة و هذا باطل، إذ هی ملکة تصدر عنها أفعال متوسطة بین الجربزة و الغباوة. و الحکمة العملیة هی العلم بالأمور المخصوصة. و الفرق بین الملکة و العلم ظاهر. و کذا هی مغایرة لعلم الحکمة إذ هی العلم بالأشیاء مطلقا سواء کانت مستندة إلی قدرتنا أو لا، کذا فی شرح المواقف فی خاتمة مبحث القدرة. و منها الحجة القطعیة المفیدة للاعتقاد دون الظن و الإقناع الکامل. قال اللّه تعالی: وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً «2». و قال ادْعُ إِلی سَبِیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ «3» الآیة. کذا فی التفسیر الکبیر فی تفسیر هذه الآیة فی آخر سورة النحل.
و حاصل هذا أنّ الحکمة تطلق علی البرهان أیضا، و یؤیّده ما وقع فی شرح المطالع أنّ صاحب البرهان یسمّی حکیما. و منها فائدة و مصلحة تترتّب علی الفعل من غیر أن تکون باعثة للفاعل علی الفعل و تسمّی بالغایة أیضا کما سیجی‌ء. و الحکمة المسکوت عنها عند الصوفیة هی أسرار لا یمکن التحدّث بها مع أیّ کان. و الحکمة المجهولة عندهم تلک التی هی مستورة بغیر الحکمة کما فی ألم بعض الناس و حیاة بعضهم و موت الأطفال و بقاء الهرمین و الخلود فی الجنة أو النار کذا نقل عن الشیخ عبد الرزاق الکاشی «4».

الحکیم:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Wiseman،philosopher
[فی الفرنسیة]Sage،philosophe
یطلق علی صاحب علم الحکمة و علی صاحب الهیئة المذکورة و علی صاحب الحجّة القطعیة المسمّاة بالبرهان. و جمع الحکیم الحکماء.
اعلم أنّ السعادة العظمی و المرتبة العلیا للنفس الناطقة هی معرفة الصانع تعالی بماله من صفات الکمال و التّنزّه عن النّقصان، و بما صدر عنه من الآثار و الأفعال فی النشأة [الأولی] «5» و الآخرة. و الطریق إلی هذه المعرفة من وجهین.
الأوّل طریقة أهل النظر و الاستدلال. و سالکوها
______________________________
(1) الاسراء/ 39.
(2) البقرة/ 269.
(3) النحل/ 125.
(4) و الحکمة المسکوت عنها نزد صوفیه اسراریست که با هیچ‌کس نتوان گفت و الحکمة المجهولة نزدشان آنست پوشیده است بغیر حکمت چنانکه ایلام بعضی عباد و عیش بعضی و موت اطفال و حیات پیران و خلود در جنت و نار کذا نقل عن الشیخ عبد الرزاق الکاشی.
(5) (الاولی]+ (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 702
إن اتّبعوا ملّة من ملل الأنبیاء علیهم الصلاة و السلام فهم المتکلّمون و إلّا فهم الحکماء المشّائیّون، لقّبوا بذلک لأنّهم کانوا مشّائین فی رکاب أفلاطون متعلّمین منه العلم و الحکمة بطریق المباحثة. و الثانی طریقة أهل الریاضة و المجاهدة. و سالکوها إن وافقوا فی ریاضتهم الشریعة فهم الصوفیة المتشرّعون، و إلّا فهم الحکماء الإشراقیون، لقّبوا بذلک لأنّهم هم الذین أشرقت بواطنهم الصافیة بالریاضة و المجاهدة من باطن أفلاطون حاضرین فی مجلسه أو غائبین عن مجلسه، و متوجهین إلی باطنه الصافی المتحلی بالعلوم و المعارف، مستفیدین منه بالتوجّه إلی باطنه لا بالمباحثة و المناظرة، فلکلّ طریقة طائفتان. و حاصل الطریقة الأولی الاستکمال بالقوة النظریة و الترقّی فی مراتبها، و الغایة [القصوی] «1» من تلک المراتب هی العقل المستفاد. و محصول الطریقة الثانیة الاستکمال بالقوة العملیة و الترقّی فی درجاتها. و فی الدرجة الثالثة من هذه القوة تفیض علی النفس صور المعلومات علی سبیل المشاهدة کما فی العقل المستفاد، بل هذه الدرجة أکمل و أقوی منه لأنّ الحاصل فی المستفاد لا یخلو عن الشبهات الوهمیة کما یجی‌ء تحقیقه فی بابه. هکذا فی حواشی شرح المطالع فی الخطبة. و فی شرح إشراق الحکمة مراتب الحکماء عشر. إحداها حکیم إلهی متوغّل فی التأله عدیم البحث، و هذا کأکثر الأنبیاء و الأولیاء من مشایخ التصوّف کأبی یزید البسطامی و سهل بن عبد اللّه «2» و نحوهما من أرباب الذوق دون البحث الحکمی. و ثانیتها حکیم بحّاث عدیم التّألّه متوغّل فی البحث و هذه المرتبة عکس المرتبة الأولی، و هو من المتقدّمین کأکثر المشّائین و من المتأخّرین کالشیخین الفارابی و أبی علی و أتباعهما. و ثالثتها حکیم إلهی متوغّل فی البحث و التألّه، و هذه الطبقة أعزّ من الکبریت الأحمر و لا یعرف أحد من المتقدّمین موصوفا بهذه الصفة لأنّهم و إن کانوا متوغّلین فی التألّه لم یکونوا متوغّلین فی البحث، إلّا أن یراد بتوغّلهم فیه معرفة الأصول و القواعد بالبرهان من غیر بسط الفروع، و تفصیل المجمل و تمییز العلوم بعضها من بعض مع التنقیح و التهذیب، لأنّ هذا ما تمّ إلّا باجتهاد أرسطو. و رابعتها و خامستها حکیم إلهی متوغّل فی التألّه متوسّط فی البحث أو ضعیف.
و سادستها و سابعتها حکیم متوغّل فی البحث متوسّط فی التألّه أو ضعیف. و ثامنتها طالب للتألّه و البحث. و تاسعتها طالب للتألّه فحسب.
و عاشرتها طالب البحث فحسب.

فائدة:

إن اتّفق فی وقت متوغّل فی التألّه و البحث فله الرئاسة أی رئاسة العالم العنصری لکماله فی الحکمتین، و هو خلیفة اللّه لأنّه أقرب الخلق منه تعالی، و إن لم یتّفق فالمتوغّل فی التألّه المتوسّط فی البحث، و إن لم یتّفق فالمتوغّل فی التألّه عدیم البحث. و لا یمکن خلوّ الأرض عن مثله أبدا بخلاف الأولین فإنّه یجوز خلوّ الأرض عنهما لندرتهما. و لا رئاسة فی الأرض للباحث المتوغّل فی البحث فقط إذ لا بد فی الخلافة من التلقّی من الباری و العقول؛ و لیس المراد بالرئاسة التغلّب بل استحقاق الإمامة. فقد یکون الإمام المتألّه مستولیا ظاهرا کسائر الأنبیاء ذوی الشوکة
______________________________
(1) [القصوی]+ (م، ع).
(2) هو سهل بن عبد اللّه بن یونس التستری، أبو محمد. ولد عام 200 ه/ 815 م. و توفی عام 283 ه/ 896 م. أحد أئمة الصوفیة الکبار، له عدة مصنفات. الاعلام 3/ 143، طبقات الصوفیة 206، وفیات الاعیان 1/ 218، حلیة الأولیاء 10/ 189، طبقات الشعرانی 1/ 66.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 703
و بعض الملوک الحکماء کإسکندر و أفریدون «1» و کیومرث، «2» و قد یکون خفیّا و هو الذی سمّاه الکافة القطب فله الرئاسة، و إن کان فی غایة الخمول کسائر متألّهی الحکماء و الصوفیة المشهورین أو الخاملین. و المتألّه الخفی یسمّی قطبا. و فی کل عصر و زمان یکون منهم جماعة إلّا أنّ الأتمّ کمالا یکون واحدا کما فی الأخبار النبویة. و إذا کانت السیاسة بید المتألّه کان الزمان نوریا لتمکّنه من نشر العلم و الحکمة و العدل و نحوها کزمان الأنبیاء علیهم الصلاة و السلام. و إذا خلا الزمان عن تدبیر إلهی سنّ علی ألسنة أنبیائه و حکمائه کانت الظلمات غالبة کزمان الفترات و بعد عهد النبوات کزماننا هذا.
و أجود الطلبة طالب التألّه و البحث، ثم طالب التألّه، ثم طالب البحث. انتهی ما فی شرح إشراق الحکمة.

الحلّ:

[فی الانکلیزیة]Solution،dissolution،sesame oil
-[فی الفرنسیة]Solution،dissolution،huile de sesame
بالفتح و التشدید ضد العقد فلذلک یکون ترقیق القوام حلا. و الأطباء خصّوا ذلک بالترقیق الذی یلزمه فناء المادّة کالسمسم و دهنه کذا فی بحر الجواهر. و فی اصطلاح البلغاء عبارة عن أن ینثر نظم و عکسه العقد أی أن ینظم نثر.
مثال الحل قول بعض المغاربة: فإنّه لمّا قبحت فعلاته، و حنظلت نخلاته، لم یزل سوء الظنّ یقتاده، و یصدّق توهمه الذی یعتاده. أی قول بعض أهل المغرب لمّا قبحت أعماله و صارت ثمار نخلاته کالحنظل فی المرارة ما زال سوء ظنّه یقوده إلی تخیلات فاسدة و توهمات باطلة، و یصدق أوهامه التی صارت عادة له. فهذا النثر حلّ شعر أبی الطیب:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه و صدّق ما یعتاده من توهّم «3»
و مثال العقد شعر [أبی] العتاهیة: «4»
ما بال من أوّله نطفة. و جیفة آخره یفخر
فهذا الشعر عقد قول علی رضی اللّه تعالی عنه:
ما لابن آدم و الفخر و إنّما أوله نطفة و آخره جیفة.
کذا فی المطول فی الخاتمة.

الحلال:

[فی الانکلیزیة]Licit،lawful،permitted
[فی الفرنسیة]Licite،legal،permis
بالفتح هو فی الشرع ما أباحه الکتاب و السنة بسبب جائز مباح. و فی الطریقة ما لا بدّ فیه من العلم و لا یکون فیه شبهة کأکل هدایا الملوک و السلاطین. ما دام لا یعلم یقینا أنّها حرام فبعض العلماء أفتی بحلّها، و لکن علماء الطریقة یرون الامتناع عنها حتی یتأکّدوا تماما من کونها حلالا. کذا فی مجمع السلوک «5».
______________________________
(1) اسم علم فارسی معروف لأحد ملوکهم.
(2) اختلف فیه، فذکر الشهرستانی فی الملل و النحل أنه من آلهة المجوس، و أنه من المبادی الأولی من الأشخاص.
و الکیومرثیة تقول: کیومرث هو آدم علیه السلام و معناه الناطق الحی. و قد ورد فی تواریخ الهند و العجم. لکن أصحاب التواریخ یخالفونهم ذلک. و هم فی النتیجة فرقة مجوسیة تقول بوجود أصلین: النور و الظلمة.
الملل و النحل 1/ 233.
(3) بیت الشعر کله- (م، ع).
(4) هو اسماعیل بن القاسم بن سوید العینی العنزی، الشهیر بأبی العتاهیة. ولد عام 130 ه/ 748 م. و توفی ببغداد عام 211 ه/ 826 م. شاعر مکثر، سریع الخاطر. یعد من مقدّمی الشعراء المولّدین. و طبع له شعر کثیر. الاعلام 1/ 321، وفیات الأعیان 1/ 71، معاهد التنصیص 2/ 285، لسان المیزان 1/ 426، تاریخ بغداد 6/ 250، الشعر و الشعراء 309.
(5) تا آنکه بیقین نداند که حرام است بعضی علمای شریعت جائز و حلال دارند و علمای طریقت ممنوع پندارند تا آنکه بیقین داند که حلال است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 704
و فی خلاصة السلوک الحلال هو الذی قد انقطع عنه حقّ الغیر. و قال سهل ما لا تعصی اللّه فیه.
قال النبی صلی اللّه علیه و آله و سلّم: (من أکل الحلال أربعین یوما نوّر اللّه قلبه و تجری ینابیع الحکمة من قلبه) «1» انتهی. قال ابن الحجر فی شرح الأربعین للنووی فی شرح الحدیث السادس: الحلال ضد الحرام لغة و شرعا.
و الحلال البیّن أی الظاهر هو ما نصّ اللّه تعالی و رسوله أو أجمع المسلمون علی تحلیله بعینه أو جنسه. و منه أیضا ما لم یعلم فیه منع علی أسهل القولین. و الحرام البیّن ما نصّ أو أجمع علی تحریمه بعینه أو جنسه، أو علی أنّ فیه حدّا أو تعزیرا أو وعیدا. و المشتبه ما لیس بواضح.
الحلّ و الحرمة مما تنازعته الأدلة و تجاذبته المعانی و الأسباب، فبعضها یعضده دلیل الحرام و بعضها یعضده دلیل الحلال. و من ثمّ فسّر أحمد و إسحاق «2» و غیرهما المشتبه بما اختلف فی حلّ أکله کالخیل أو شربه کالنبیذ أو لبسه کجلود السباع أو کسبه کبیع العینة. و فسّره أحمد مرّة باختلاط الحلال و الحرام. و حکم هذا أنّه یخرج قدر الحرام و یأکل الحلال عند کثیرین من العلماء سواء قلّ الحرام أم کثر. و من المشتبه معاملة من فی ماله حرام. فالورع ترکه مطلقا و إن جازت. و قیل و اعتمده الغزالی إن کان أکثر ماله الحرام حرمت معاملته. ثم الحصر فی الثلاثة صحیح لأنّه إن نصّ أو أجمع علی الفعل فالحلال، أو علی المنع جازما فالحرام، أو سکت عنه أو تعارض فیه نصّان و لم یعلم المتأخّر منهما فالمشتبه. و لیس المراد بتعارضها تقابلها علی جهة واحدة فی الترجیح، فإنّ هذا کلام متناقض، بل المراد التعارض بحیث یتخیّل الناظر فی ابتداء نظره فإذا حقّق فکره رجح.
و المشتبهات لا یعلمهنّ کثیر من الناس لتعارض الأدلّة. و أمّا العلماء فیعرفون حکمها بنصّ أو إجماع أو قیاس أو استصحاب و نحوها. فإذا تردّد شی‌ء بین الحلّ و الحرمة و لم یکن فیه نصّ و لا إجماع اجتهد المجتهد فیه و أخذ بأحدهما بالدلیل الشرعی فیصیر حلالا أو حراما. و قد یکون دلیله غیر خال عن الاحتمال فیکون الورع ترکه. و ما لم یظهر لمجتهد فیه شی‌ء فهو باق علی اشتباهه بالنسبة إلی العلماء و غیرهم، کشی‌ء وجده فی بیته و لم یدر هل هو له أو لغیره، و حینئذ اختلفوا فیما یأخذ به، فقیل بحلّه و الورع ترکه، و قیل بحرمته لأنّه یوقع فی الحرام، و قیل لا یقال فیه واحد منهما، قال القرطبی «3» و الصواب الأوّل. قال المصنف أی النووی الظاهر أنّ هذا الخلاف مخرّج علی الخلاف فی الأشیاء قبل ورود الشرع و فیه أربعة مذاهب. الأول و هو الأصح أنّه لا یحکم بتحلیل و لا تحریم و لا إباحة و لا غیرها، لأنّ التکلیف عند أهل الحق لا یثبت إلّا بالشرع.
و الثانی أنّ الحکم الحلّ و الإباحة. قال القرطبی دلیل الحلّ أنّ الشرع أخرجها من قسم الحرام، و أشار إلی أنّ الورع ترکها بقوله: (دع ما یریبک إلی ما لا یریبک). «4» و ممن عبّر بأنّها حلال
______________________________
(1) اتحاف السادة المتقین 6/ 7، المغنی عن حمل الأسفار للعراقی 2/ 90، موسوعة أطراف الحدیث 8/ 134.
(2) هو اسحاق بن ابراهیم بن مخلد الحنظلی التمیمی المروزی، أبو یعقوب ابن راهویه. ولد عام 161 ه/ 778 م. و توفی بنیسابور عام 238 ه/ 853 م. عالم خراسان فی عصره. أحد کبار حفاظ الحدیث، ثقة فیه. له بعض التصانیف. الاعلام 1/ 292، تهذیب ابن عساکر 2/ 409، میزان الاعتدال 1/ 85، وفیات الاعیان 1/ 64، حلیة الأولیاء 9/ 234.
(3) هو محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح الأنصاری الخزرجی الأندلسی، ابو عبد اللّه القرطبی. توفی بمصر عام 671 ه/ 1273 م. من کبار المفسرین، فقیه، متعبد صالح. له مؤلفات هامة. الاعلام 5/ 322، نفح الطیب 1/ 428، الدیباج 317
(4) اخرجه النسائی 8/ 327- 328 فی الأشربة، باب الحث علی ترک الشبهات. الترمذی 2520 فی صفة القیامة باب اعقلها و توکل. مسند أحمد 1723 و صحّحه ابن حبان 512، الحاکم 2/ 13.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 705
یتورّع عنها أراد بالحلال مطلق الجائز الشامل للمکروه بدلیل قوله: (یتورّع عنها) «1» لا المباح المستوی الطرفین لأنّه لا یتصوّر فیه ورع ما داما مستویین، بخلاف ما إذا ترجّح أحدهما. فإن کان الراجح الترک کره أو الفعل نذب. و الثالث المنع. و الرابع التوقّف. و لقد أطنب ابن الحجر هاهنا الکلام و ذکر أقسام المشتبهات مفصلا.
فمن أراد فلیرجع إلی شرحه المذکور.
و قال العینی «2» فی شرح البخاری فی کتاب العلم فی شرح هذا الحدیث بعد ذکر أکثر الأقوال المذکورة: فحصل لنا مما تقدّم ذکره أنّ فی المتشابهات المذکورة فی الحدیث التی ینبغی اجتنابها أقوالا. أحدها أنّها التی تعارضت فیها الأدلة فاشتبهت، فمثل هذا یجب فیه الوقف إلی الترجیح لأنّ الإقدام علی أحد الأمرین من غیر رجحان الحکم بغیر دلیل محرم. و ثانیها أنّها المکروهات و هو قول الخطابی و المازری «3» و غیرهما و یدخل فیه مواضع اختلاف العلماء.
و ثالثها أنّها المباحات. و قال بعضهم هی حلال یتورّع عنها، و قد ردّه القرطبی و اختار القول الثانی. فإن قیل هذا یؤدّی إلی رفع معلوم من الشرع و هو أنّ النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم و الخلفاء بعد و أکثر أصحابه علیهم السلام کانوا یزهدون فی التنعّم فی المآکل و غیره. قلت ذلک محمول علی موجب شرعی اقتضی ترجیح الترک علی الفعل فلم یزهدوا فی مباح، لأنّ حقیقته التساوی، بل فی أمر مکروه. و لکن المکروه تارة یکرهه الشرع من حیث هو و تارة یکرهه لأنّه یؤدّی إلیه کالقبلة للصائم فإنّها مکروهة لما یخاف منها من إفساد الصوم. و قد اختلف أصحاب الشافعی رحمه اللّه فی ترک الطّیب و ترک لبس الناعم، فقیل لیس بطاعة و قیل إنّه طاعة. و قال ابن الصّبّاغ «4» یختلف ذلک باختلاف أحوال الناس و تفرّغهم للعبادة و اشتغالهم بالضیق و السعة. و قال الرافعی «5» من أصحابنا هو الصواب. و أما ما یخرج إلی باب الوسوسة من تجویز الأمر البعید، فهذا لیس من الشبهات المطلوب اجتنابها، کترک النکاح من نساء بلدکم خوفا عن أن یکون له فیها محرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة، و ترک استعمال ماء لجواز عروض النجاسة، إلی غیر ذلک ممّا یشتبه بهذا بأن یکون سبب التحریم فیه مجرّد توهّم لیس من الورع. قال القرطبی الورع فی مثل هذا وسوسة شیطانیة إذ لیس فیه من معنی الشّبهة شی‌ء، و سبب الوقوع فی ذلک عدم العلم بالمقاصد الشرعیة انتهی. و یجی‌ء ما یتعلّق بهذا فی لفظ الشبهة و الورع.
______________________________
(1) متابعة لمعنی الحدیث السابق.
(2) هو محمود بن أحمد بن موسی بن أحمد، أبو محمد، بدر الدین العینی الحنفی. ولد عام 762 ه/ 1361 م. و توفی بالقاهرة عام 855 ه/ 1451 م. مؤرخ، علّامة، من کبار المحدثین قاض. له الکثیر من المؤلفات. الاعلام 7/ 163، التبر المسبوک 375، الضوء اللامع 10/ 131، شذرات الذهب 7/ 286، اعلام النبلاء 5/ 255، الجواهر المضیة 2/ 165.
(3) هو محمد بن علی بن عمر التمیمی المازری، أبو عبد اللّه. ولد عام 453 ه/ 1061 م. و توفی عام 536 ه/ 1141 م.
محدث، من فقهاء المالکیة. له عدة مؤلفات قیّمة. الاعلام 6/ 277، وفیات الاعیان 1/ 486، أزهار الریاض 3/ 165.
(4) هو عبد السید بن محمد بن عبد الواحد، أبو نصر، ابن الصباغ. ولد ببغداد عام 400 ه/ 1010 م. و فیها توفی عام 477 ه/ 1084 م. فقیه شافعی. درّس بالمدرسة النظامیة و عمی آخر حیاته. له عدة مؤلفات، الاعلام 4/ 10، وفیات الاعیان 1/ 303، طبقات الشافعیة 3/ 230، مفتاح السعادة 2/ 185.
(5) هو عبد الکریم بن محمد بن عبد الکریم، أبو القاسم الرافعی القزوینی. ولد عام 557 ه/ 1162 م. و توفی بقزوین عام 623 ه/ 1226 م. فقیه، من کبار الشافعیة، مفسّر و محدث. له مصنفات کثیرة و هامة. الاعلام 4/ 55، مفتاح السعادة 1/ 443، طبقات الشافعیة 5/ 119، هدیة العارفین 1/ 609.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 706

الحلاوة:

[فی الانکلیزیة]Illumination،unveiling،revelation
[فی الفرنسیة]Illumination،devoilement،revelation
عند الصوفیة هی ظهور الأنوار التی تحصل عن طریق المشاهدة المجرّدة عن المادة. کذا فی بعض الرسائل «1».

الحلف:

[فی الانکلیزیة]Oath،taking the oath
[فی الفرنسیة]Serment،prestation de serment
بالفتح و سکون اللام أو کسرها یمین یؤخذ بها العهد ثم سمّی به کلّ یمین کما فی المضمرات فهو مرادف للیمین کذا فی جامع الرموز. و فیه فی فصل الإیلاء الحلف المؤقّت ما یصرّح فیه بتعیین الوقت، و الحلف المؤبّد ما یصرّح فیه بالتأبید، و الحلف المجهول ما لم یعیّن فیه الوقت بالتأبید و غیره.

الحلقة:

[فی الانکلیزیة]Link،ring،surface surrounded by two circles
[فی الفرنسیة]Chainon،anneau،surface entouree par deux cercles
هی فی عرف الریاضیّین سطح یحیط به دائرتان غیر متلاقیتین، فإن اتّحد مرکزاهما یسمّی سطحا مطوّقا، کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة فی مباحث الکسوف.

الحلم:

[فی الانکلیزیة]Cool،indulgence،patience،clemency،mangnanimity -Sang
[فی الفرنسیة]Froid،mansuetude،patience،indulgence،clemence،magnanimite
بالکسر و سکون اللام هو أن یکون النفس مطمئنة لا یحرکها الغضب بسهولة و لا تضطرب عند إصابة المکروه کذا فی الأطول. و قیل الظاهر أنّ الحلم کیفیة نفسانیة تقتضی أن تکون النفس مطمئنة الخ. فالکلام مبنی علی التسامح و یجی‌ء فی لفظ الغضب.

الحلول:

[فی الانکلیزیة]Incarnation،pantheism،union
-[فی الفرنسیة]Incarntion،pantheisme،fusion
بضمتین اختلف العلماء فی تعریفه، فقیل هو اختصاص شی‌ء بشی‌ء بحیث تکون الإشارة إلی أحدهما عین الإشارة إلی الآخر. و اعترض علیه بأنّه إن أرید بالإشارة العقلیة فلا اتحاد أصلا، فإنّ العقل یمیّز بن الإشارتین. و إن أرید بها الحسّیة فلا یصدق التعریف علی حلول الأعراض فی المجردات لعدم الإشارة الحسّیة إلیها، و لا علی حلول الأطراف فی محالها کحلول النقطة فی الخط و الخط فی السطح و السطح فی الجسم لأنّ الإشارة إلی الطرف غیر الإشارة إلی ذی الطرف، و لو سلم فیلزم منه أن یکون الأطراف المتداخلة حالّا بعضها فی بعض و لیس کذلک. و أیضا یصدق التعریف علی حصول الجسم فی المکان و نحوه کحصول الشخص فی اللباس مع أنه لیس بحلول اصطلاحا. و أجیب بأنّ بناء التعریف علی رأی المتقدّمین المجوّزین للتعریف بالأعم و الأخصّ، و بأنّ المراد بکون الإشارة إلی أحدهما عین الإشارة إلی الآخر أن لا یتحقق الإشارة إلی أحدهما إلّا و أن یتحقق الإشارة إلی الآخر بالذات أو بالتبع، أی لا یمکن عند العقل تباینهما فی الإشارة. و بأن یراد بالإشارة أعمّ من العقلیة و الحسّیة. و لا شکّ أنّ الإشارة العقلیة إلی المجرّدات قصدا و بالذات هی الإشارة إلی ما قام بها بالتبع و بالعکس. و الإشارة الحسیة إلی ذوی الأطراف قصدا و بالذات هی الإشارة إلی الأطراف بالتبع و بالعکس. و الأطراف المتداخلة خارجة عن التعریف، إذ التداخل
______________________________
(1) الحلاوة: نزد صوفیه ظهور انوار را گویند که أز راه مشاهده حاصل آید مجرد از ماده کذا فی بعض الرسائل.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 707
یقتضی الاتحاد و الحلول یقتضی المغایرة، إذ المختص غیر المختص به، و إن کانا متحدین إشارة. و کذا الحال فی حصول الجسم فی المکان و الشخص فی اللباس لأنّه یجوز تحقّق «1» الإشارة إلی الجسم و الشخص بدون الإشارة إلی المکان و اللباس لا بالذات و لا بالتبع کذا ذکر العلمی.
إن قلت الحال عند الحکماء منحصر فی الصورة و العرض مع أنّ التعریف یصدق علی حصول الماء فی الورد و النار فی الجمرة، أقول: المراد باتحاد الإشارة هو الاتّحاد الدائمی لأنّه الفرد الکامل فلا بد من أن یکون الحال و المحل بحیث لا یکون لکلّ منهما وجود منفرد أصلا. و مثل هذا لا یتصوّر إلّا فی الصورة و الهیولی و العرض و الموضوع؛ فرجع حاصل التعریف إلی ما اختاره صاحب الصدری حیث قال: معنی حلول شی‌ء فی شی‌ء علی ما أدّی إلیه نظری و هو أن یکون وجوده فی نفسه هو بعینه وجوده لذلک الشی‌ء. و هذا أجود ما قیل فی تعریفه حیث لا یرد شی‌ء مما یرد علی غیره انتهی. و قد ذکر العلمی هاهنا اعتراضات أخر لا یرد شی‌ء منها علی هذا التحقیق. و قیل معنی حلول شی‌ء فی شی‌ء هو أن یکون حاصلا فیه بحیث تتحد الإشارة إلیهما تحقیقا کما فی حلول الأعراض فی الأجسام أو تقدیرا کحلول العلوم فی المجردات. و المراد بالحصول ما لا یکون بطریق الاتحاد بل بطریق الافتقار فلا یصدق علی الأطراف المتداخلة و لا علی حصول الجسم فی المکان، إذ لا یفتقر الجسم إلی المکان، و إلّا یلزم تقدم المکان علیه. هذا خلف کذا ذکر العلمی. فعلی هذا أیضا رجع معنی التعریف إلی التحقیق المذکور.
قیل لا یبعد أن یکون مقصود هذا القائل تحقیق التعریف الأول بأنّ المراد بالاختصاص الحصول و من الإشارة ما یعمّ التحقیقیة و التقدیریة. و علی هذا لا یکون تعریفا آخر للحلول بل تفسیرا لقیود التعریف الأول علی وجه تندفع عنه الأنظار. قیل هذا فی غایة البعد فإنّ هذا التعریف ذکره ولد السّید السّند و لم یذکر تعریفا آخر حتی یکون المقصود من هذا تفسیره. و أیضا تعدّد التعریف یتحقّق بتفاوت القیود و اختلافها فلا وجه لإثبات التفاوت و نفی التعدّد و کونه تعریفا آخر. و قیل حلول شی‌ء فی شی‌ء أن یکون مختصا به ساریا فیه. و المراد بالاختصاص کون الإشارة إلی أحدهما عین الإشارة إلی الآخر تحقیقا أو تقدیرا دائما.
و المراد بالسرایة الذاتیة لا بالواسطة لأنّها المتبادر، فلا یرد أنّ التعریف یصدق علی حلول الماء فی الورد و النار فی الجمرة لأنّ الماء و النار لا نسلم اتحادهما فی الإشارة بالمعنی المذکور بالنسبة إلی الورد و الجمرة، و کذا لا یرد أنّه یصدق علی کلّ واحد من الأعراض الحالة فی محلّ واحد بالنسبة إلی العرض الآخر، و علی العرض الحال فی عرض آخر بالنسبة إلی محل ذلک العرض، إذ لا نسلّم سرایة أحدهما فی الآخر بالذات بل بواسطة المحل. و یمکن أن یقال أیضا إنّا نلتزم ذلک و نقول إنّه حلول أیضا و لا استحالة فیه لکون أحدهما بالواسطة. ثم إنه بقی هاهنا أنّه یخرج من التعریف حلول الأعراض الغیر الساریة کحلول الأطراف فی محالها و حصول الباصرة فی العین و الشامّة فی الخیشوم و السامعة فی الصّماخ و نحو ذلک. و أجیب بأنّ هذا التعریف للحلول السریانی لا لمطلق الحلول.
و قیل الحلول هو الاختصاص الناعت أی التعلّق الخاص الذی به یصیر أحد المتعلقین نعتا للآخر و الآخر منعوتا به و الأول أعنی الناعت
______________________________
(1) تحقیق (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 708
یسمّی حالا و الثانی أعنی المنعوت یسمّی محلا کالتعلّق بین البیاض و الجسم المقتضی لکون البیاض نعتا، و کون الجسم منعوتا به، بأن یقال جسم أبیض. و هذا هو المرضی عند المتأخرین، و منهم الشارح الجدید للتجرید «1». و أورد علیه من وجوه. الأول أنه إن أرید بالاختصاص الناعت ما یصحّح حمل النعت علی المنعوت بالمواطأة فلا یصدق علی حلول أصلا، إذ لا تحمل الصورة علی الهیولی و لا العرض کالبیاض علی الجسم.
و إن أرید به ما یصحّ حمله علیه بالاشتقاق أو الأعمّ فیلزم أن یکون المال حالا فی المالک و بالعکس، و کذا حال الجسم مع المکان و الکوکب مع الفلک، بل یکون الموضوع و الهیولی حالا فی العرض و الصورة إذ یصح أن یقال المالک ذو مال و بالعکس، و الجسم و الکوکب ذو مکان و ذو فلک و بالعکس، و العرض و الهیولی ذو موضوع و ذو صورة. و أجاب عنه السّید السّند بما حاصله اختیار الثانی و الثالث من التردید. و المراد أن یکون النعت بذاته نعتا للمنعوت کالبیاض فإنّه بذاته وصف للجسم بخلاف المال فإنّه لیس بذاته صفة للمالک، بل الصفة إنّما هو التملک الذی هو إضافة بین المال و المالک، و المال بواسطة تلک الإضافة نعت له، و کذا حال الجسم و الکوکب مع المکان و الفلک، و کذا الموضوع و الهیولی مع العرض و الصورة. و محصوله أنّ هذا الاختصاص أمر بدیهی لا یتحقّق إلّا فیما له حصول فی الآخر علی وجه لا یکون للنعت جزء یتمیّز عن المنعوت فی الوضع إذا کان من المحسوسات. و أجیب أیضا باختیار الشقّ الثانی أو الثالث. و المراد من التعلّق الخاص ما هو علی وجه الافتقار بأن یکون أحدهما مفتقرا إلی الآخر. و فیه أنّ الهیولی بالنسبة إلی الصورة و العلّة بالنسبة إلی المعلول یصدق علیه
الاختصاص بالاشتقاق علی وجه الافتقار. و یمکن الجواب أیضا باختیار الثانی أو الثالث و بجعل التمثیل و هو قوله کالتعلّق بین البیاض و الجسم الخ من تتمّة التعریف. و لا یخفی أنّ تعلّق المال بالمالک و الجسم بالمکان و الکوکب بالفلک و الهیولی بالنسبة إلی الصور و غیرها و أمثالها ممّا لم یذکر لیس کتعلّق البیاض بالجسم.
و الثانی أنّ تفسیر الاختصاص الناعت بالتعلّق الخاص تعریف للاختصاص بالخاصّ فیلزم تعریف الشی‌ء بنفسه.
و الثالث أنّ تفسیره بقوله بحیث یصیر أحد المتعلّقین نعتا الخ تعریف للنعت بالنعت.
و الجواب عنهما أنّ هذا التفسیر تنبیه لا تعریف.
و یظهر من هذا التنبیه الجواب عن جمیع ما فیه.
و الرابع أنّه یصدق علی اختصاص الصفات الاعتباریة کالوجوب و الإمکان و الحدوث و غیر ذلک، و یلزم منه أن یکون هذه الصفات حالة و لیس کذلک، لأنّهم حصروا الحال فی الصورة و العرض. و الجواب أنّ المراد الاختصاص الناعت بالنعوت الحقیقیة. أو نقول إنّ هذا لیس بتفسیر بل تنبیه کما عرفت کذا ذکر العلمی.
و قال بعض المتکلّمین الحلول هو الحصول علی سبیل التبعیة. قال جمهور المتکلّمین إنّ اللّه تعالی لا یحلّ فی غیره لأنّ الحلول هو الحصول علی سبیل التبعیة و إنّه ینفی الوجوب الذاتی. إن قیل یجوز أن یکون الحلول بمعنی الاختصاص الناعت کما فی الصفات و کونه منافیا للوجوب ممنوع و إلّا لم یقع التردید فی الصفات. قیل لا یراد بالتبعیة «2» فی التحیّز حتی یرد أنّ الحلول بمعنی الاختصاص الناعت، بل أرید أنّ الحال تابع للمحلّ فی الجملة،
______________________________
(1) الشرح الجدید: لعلاء الدین علی بن محمد الشهیر بقوشنجی (- 879 ه) و هو شرح لکتاب تجرید الکلام للعلامة نصیر الدین أبی جعفر محمد بن محمد الطوسی (- 672 ه). کشف الظنون، 1/ 346- 348.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 708 الحلول: … ص: 706
(2) التبعیة (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 709
و ذلک ضروری و مناف للوجوب الذاتی الذی هو منشأ الاستغناء المطلق. و الاستدلال علی انتفاء الوجوب الذاتی فی الصفات بغیر هذا لا یقدح فیما ذکرنا، إذ تعدّد العلل لا ینفیه. و کما لا تحلّ ذاته فی غیره لا تحلّ صفته فی غیره لأنّ الانتقال لا یتصوّر علی الصفات، و إنّما هو من خواصّ الأجسام و الجواهر.
اعلم أنّ المخالف فی هذا الأصل طوائف ثلاث. الأولی النصاری. قالوا حلّ الباری تعالی فی عیسی علیه السلام. قالوا لا یمتنع أن یظهر اللّه تعالی فی صورة بعض الکاملین، فأکملهم العترة الطاهرة و لم یتحاشوا عن إطلاق الآلهة علی أئمتهم، و هذه ضلالة بیّنة. و الثانیة النصیریة و الإسحاقیة من غلاة الشیعة. و الثالثة قال بعض المتصوّفة یحلّ اللّه تعالی فی العارفین. فإن أراد بالحلول ما ذکرنا فقد کفر.
و إن أراد شیئا آخر فلا بد من تصویره أوّلا حتی نتکلّم علیه بالنفی و الإثبات هذا کله خلاصة ما فی شرح المواقف و حاشیته للچلپی و غیرهما.

الحلولیة:

[فی الانکلیزیة]Pantheisme -Al -Hululiyya)mystical sect(
[فی الفرنسیة]Pantheisme -Al -Hululiyya)secte mystique(
فرقة من المتصوّفة المبطلة القائلین بإباحة النّظر إلی النّساء و المرد، و فی تلک الحال یرقصون و یطربون و یقولون: إنّ هذه صفة من صفات اللّه تعالی التی حلّت علینا، و هی مباح و حلال. و هذا کفر محض. و بعضهم یقیمون مجالس لهم و علیهم لباس الدراویش و یتصایحون بآه و اوه و بالبکاء و إظهار الحرقة و شق الجیوب و الأکمام و إلقاء العمائم بالأرض، و أمثال ذلک، و ذلک منهم مراءاة للناس. و کل ذلک بدع و ضلالة. کذا فی توضیح المذاهب «1».

الحمّی:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Fever
[فی الفرنسیة]Fievre
بالضم و تشدید المیم و الألف المقصورة فی اللغة بمعنی تب. و عرّفها الأطباء بأنها حرارة غریبة تضرّ بالأفعال تنبعث من القلب إلی الأعضاء. فالحرارة بمنزلة الجنس تشتمل الأسطقسیة الموجودة فی البدن حیا و میتا.
و الغریزیة الموجودة فیه حیا و هی مقوّمة لوجود الإنسان، و الأسطقسیة لماهیته، و الغریبة احتراز عنهما لأنّ المراد بها ما یرد علی البدن من خارج بأن لا تکون جزءا من البدن. و المراد بالأفعال الطبعیة «2» الصادرة عن القوی البدنیة و هو احتراز عن الغریبة التی لا تضرّ بالأفعال کحرارة الغضب إذا لم تبلغ حدّ مضرة الأفعال.
و قولهم تنبعث احتراز عن غیر المنبعثة عن القلب إلی الأعضاء کحرارة حاصلة من الشمس و النار فی البدن إذا لم تضرّ بالأفعال. و کیفیة الانبعاث أنّ تلک الحرارة تنبعث من القلب إلی الأعضاء جمیعها بواسطة الروح و الدمّ و الشرایین. و لذا عرّفت بأنها حرارة غریبة تشتعل فی القلب أولا و تنبسط منه بواسطة الروح و الدم و الشرایین فی جمیع البدن، فتشتعل اشتعالا یضرّ بالأفعال الطبعیّة «3»

التقسیم‌

اشارة

تنقسم الحمّی باعتبارات إلی أقسام.
______________________________
(1) فرقة من المتصوّفة المبطلة گویند نظر بر روی امردان و زنان مباح است و در آن حال رقص و سماع کنند و گویند که این صفتی است از صفات خدای تعالی که بما فرود آمده و مباح و حلال است و این کفر محض است. و جمعی از ایشان مجلسها سازند و در نظر خلق بلباس درویشانه آراسته آه واوه و ناله و فریاد و گریه و اظهار سوز و شق گریبان و آستین و زدن دستار بر زمین و مانند آن خود را بخلق نمایند و این همه بدعت و ضلالت است کذا فی توضیح المذاهب.
(2) الطبیعیة (م).
(3) الطبیعة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 710

التقسیم الأول:

تنقسم باعتبار السبب إلی حمّی مرض و حمّی عرض. فما کان منها تابعة لما لیس بمرض مثل عفونة الأخلاط تسمّی حمّی مرض.
و ما کان تابعة لمرض مثل الورم تسمّی حمّی عرض. فإنّ الورم مرض دون العفونة. و معنی التبعیة أن یکون سببها مقارنا لمرض تزول الحمّی بزواله و توجد بوجوده.

التقسیم الثانی:

تنقسم باعتبار المحل إلی حمّی یوم و حمّی دقّ و حمّی خلطیة. فإنّ تعلّقها أولا إمّا «1» بأرواح البدن من الروح الحیوانیة أو النفسانیة أو الطبعیة و هی حمّی یوم سمّیت بها، لأنها تزول فی الیوم غالبا. و إن امتدّت فی بعض الأزمان إلی سبعة أیام أیضا. و إمّا بأعضاء البدن و هی حمّی الدّق و عرّفت بأنّها حرارة غریبة تحدث فی البدن بواسطة حدوثها فی الأعضاء أولا، و هی لا محالة تفنی الأصناف الأربعة من الرطوبات الثانیة، فإن أفنت الصنف الأول و شرعت فی إفناء الثانی خصّت باسم حمّی الدّق. و إن أفنت الصنف الثانی من الرطوبة و شرعت فی إفناء الثالث خصّت باسم الذبول. و لا یفلح من بلغ نهایته. و إن أفنت الصنف الثالث و شرعت فی إفناء الرابع خصّت باسم المفتت. و بالجملة فحمّی الدّق تطلق علی جمیع تلک الأقسام و علی بعضها أیضا من باب تسمیة المقیّد باسم المطلق. و المعتبر فی التقسیم حالة فناء الرطوبة و شروع الحرارة الأخری لأنّ التغیّر یظهر عند ذلک لأنّ زمان فعل الحرارة فی رطوبة واحدة متشابهة. و أمّا بأخلاط البدن و هی الحمّی الخلطیة و تسمّی الحمّی المادیة أیضا. فإن کانت حادثة بسبب تعفّن خلط تسمّی حمّی العفن و حمّی العفونة و الحمّی العفنیة. و إن کانت حادثة بسبب خلط فقط من غیر عفونة تسمّی سونوخس. و المراد بالخلط هاهنا الدّم لا غیر لأنّ سونوخس لا یوجد فی الحمّی الغیر الدمویة. و فی شرح القانونچة و المادیة تسمّی حمی عفن أیضا انتهی.
و وجه الحصر أنّ البدن مرکّب من الأعضاء و الأخلاط و الأرواح فمتی سخن أحد هذه الأقسام أولا نسبت الحمّی إلیه، و إن سخن الباقی بسبه لأنّ بعضها حاو و بعضها محوی فتتأدّی السخونة من البعض إلی البعض. فإن قیل إن تعلقت بالجمیع دفعة کانت خارجة عن الأقسام الثلاثة. قلت تکون فی کلّ واحد من الأجناس الثلاثة فی هذه الصورة حرارتان: ذاتیة و عرضیة لأنّها تسری من کلّ واحد إلی آخر، و حینئذ تکون حمیات ثلاثا، فلا تخرج.
ثم التعفن إمّا أن یکون داخل العروق أو خارجها. و التی یکون التعفن فیها داخل العروق تسمّی حمّی لازمة. و التی یکون التعفّن فیها خارج العروق تسمّی حمّی دائرة و نائبة و مغیرة.
و الحمّی اللازمة أربعة أقسام باعتبار أقسام الأخلاط. الأول السوداویة و تسمّی الربع اللازمة و مطلق الربع هو الحمّی السوداویة کما یستفاد من شرح القانونچة. الثانی البلغمیة و تسمّی الحمّی اللثقة و تسمّی بالحمّی اللازمة أیضا من باب تسمیة المقیّد باسم المطلق کما فی حمّی الدّق. الثالث الدمویة و تسمّی الحمّی المطبقة و هی ثلاثة أقسام، لأنّ من الدم شیئا یتحلّل و شیئا یتعفّن. فإن تساویا فهی المساویة، و إن کان التحلّل أکثر فهی المتناقصة، و إن کان التعفّن أکثر فهی المتزایدة کما فی الأقسرائی.
و فی بحر الجواهر: الحمّی المطبقة هی الحمّی الدمویة اللازمة و هی نوعان: أحدهما من عفونة
______________________________
(1) اما (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 711
الدم فی العروق و خارجها. و ثانیهما أنّ تسخّن الدم و تغلی من غیر عفونة و تسمّی سونوخس انتهی. و هذا مخالف لما سبق من أنّ الدمویة اللازمة من أقسام العفنیة و سونوخس مقابل لها، و لما قیل من أنّ الدم لا یتعفن خارج العروق.
الرابع الصفراویة و تسمّی بالحمّی المحرقة و بالغبّ اللازمة کما فی شرح القانونچة. و فی بحر الجواهر أنّ الحمّی المحرقة هی الصفراویة أیضا إلّا أنّ مادتها تعفنت داخل العروق بقرب القلب أو الکبد. فإن تعفنت فی العروق البعیدة عن القلب أو الکبد سمّیت بالاسم العام و هی الغب اللازمة، سمّیت بالمحرقة لشدة حرارته و کثرة عطشه و قلعه. و قد تطلق الحمّی المحرقة علی ما کان عن بلغم مالح عفن بقرب القلب لأنّها بسبب ملوحیة مادتها و قربها من القلب تکون أعراضها قویة فی الاشتداد من المحرقة.
فإطلاق المحرقة علیها یکون بالاشتراک اللفظی انتهی.
الحمّی الدائرة ثلاثة أقسام، لأنّها لا تکون دمویة إذ الدم لا تکون خارج العروق، فلا تتعفن إلّا فیها. الأول السوداویة و تسمّی بالربع الدائرة، و من أنواعها حمّی الخمس و السدس و السبع و ما وراءها. الثانی البلغمیة و تسمّی بالمواظبة و هی النائبة کل یوم. قال الإیلاقی «1» نوعان من البلغمیة ینوب أحدهما نهارا و یقلع لیلا و یسمّی النهاریة، و الآخر ینوب لیلا و یقلع نهارا و یسمّی اللیلیة. الثالث الصفراویة و تسمّی بالغب الدائرة أیضا، و هی تنقسم إلی خالصة بأن تکون مادتها صفراء رقیقة صرفة، و غیر خالصة بأن تکون مختلطة بالبلغم اختلاطا ممتزجا مغلظا. و هکذا الغبّ اللازمة تنقسم إلی خالصة و غیر خالصة کما یستفاد من المؤجز.
و فی القانونچة و شرحها و أمّا حمّی الصفراء خارج العروق فتنقسم إلی خالصة و هی التی لا تزید مدة نوبتها علی اثنتی عشرة ساعة، و هی الغبّ الدائرة لأنها تنوب یوما، و یوما لا؛ و إلی غیر خالصة و هی التی تزید مدة نوبتها علی اثنتی عشرة ساعة و هی شطر الغب. و فی بحر الجواهر الحمّی المثلّثة هی حمّی الغب.

التقسیم الثالث:

تنقسم باعتبار حدوثها عن خلط أو أکثر إلی بسیطة و مرکّبة. فالبسیطة هی التی تحدث بفساد خلط واحد، و المرکّبة هی التی تحدث بسبب فساد خلطین أو أکثر. ثم الترکیب إمّا ترکیب مداخلة و هو أن تدخل احداهما علی الأخری و تسمّی حمّی متداخلة، أو ترکیب مبادلة و هو أن تأخذ احداهما بعد إقلاع الأخری و تسمّی حمی متبادلة، أو ترکیب مشارکة و هو أن تأخذا معا و تترکا معا و تسمّی حمّی مشارکة و مشابکة. و الأولی أن لا یعتبر قید و تترکا معا، فإنّ ذلک لا یتحقق إلّا فیما کانت المواد للحمیات من نوع واحد، فإنّ الصفراویة و السوداویة إذا أخذتا معا لا تترکان معا، فإنّ السوداویة تنوب أربعا و عشرین ساعة، و الصفراویة تنوب اثنتی عشرة ساعة. و من جملة المرکبات شطر الغب.

التقسیم الرابع:

تنقسم باعتبار اهتزاز البدن و عدمه إلی الحمّی الناقصة و هی التی یحصل فیها اهتزاز للبدن مع حرکات إرادیة فارسیتها تب لرزه، و الحمّی الصالبة و هی ما لیس کذلک. و من أنواع الحمیات الحمی الغشیة و هی التی یحدث
______________________________
(1) هو محمد بن یوسف الإیلاقی شمس الدین. کان حیا قبل 428 ه/ 1037 م. طبیب حکیم. تتلمذ لابن سینا. و له عدة کتب.
معجم المؤلفین 12/ 123، کشف الظنون 1266، عیون الانباء 2/ 20.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 712
فیها الغشی وقت ورودها. و منها الحمّی الوبائیة و هی الحادثة بسبب الوباء. و منها الحمّی الحادّة و هی التی تعرض فیها أعراض شدیدة هی قصیرة المدة. و منها المختلطة و هی حمیات ذات فترات و سجانات غیر منظومة لا نوبة لها، کذا فی بحر الجواهر.

الحمد:

[فی الانکلیزیة]Praise،thanking
[فی الفرنسیة]Reconnaissance،louange،remerciement
بالفتح و سکون المیم فی اللغة هو الوصف بالجمیل علی الجمیل الاختیاری علی قصد التعظیم، و نقیضه الذمّ. و هذا أولی مما قیل هو الوصف بالجمیل علی جهة التعظیم و التبجیل، لأنّ الحمد لا یتحقّق إلّا بعد أمور ثلاثة:
الوصف بالجمیل و هو المحمود به، و کونه علی الجمیل الاختیاری أعنی المحمود علیه، و کونه علی قصد التعظیم. و التعریف الأول مشتمل علی جمیع هذه الأمور بخلاف التعریف الثانی فإنّه لا یشتمل المحمود علیه إن جعل الباء صلة للوصف کما هو الظاهر، أو المحمود به إن جعل الباء للسببیة.
فإن قیل إذا وصف المنعم بالشجاعة و نحوها لأجل إنعامه کانت الشجاعة محمودا بها و الإنعام محمودا علیه. و أمّا إذا وصف الشجاع بالشجاعة لشجاعته لم یکن هناک محمود علیه مع أنّ هذا الوصف حمد قطعا. قلت تلک الشجاعة من حیث إنّها کان الوصف بها کانت محمودا بها، و من حیث قیامها بمحلها کانت محمودا علیها، فهما متغایران هنا بالاعتبار.
و لذا یقال و صفته بالشجاعة لکونه شجاعا. ثم الوصف یتبادر منه ذکر ما یدلّ علی صفة الکمال فیکون قولا مخصوصا فصار مورد الحمد اللسان وحده. و لمّا لم یقید الوصف بکونه فی مقابلة النعمة ظهر أنّ الحمد قد یکون واقعا بإزاء النعمة و قد لا یکون. و بقید الجمیل المحمود به یخرج الوصف علی الجمیل بما لیس بجمیل. و بقید الجمیل المحمود علیه یخرج الوصف علی غیر الجمیل. و فی قید الاختیاری إشارة إلی أنّ الحمد أخصّ من المدح. و البعض اعتبر قید الاختیاری فی جمیع المحمود به و هو غیر مشهور، فإنّه یعمّ الاختیاری و غیره علی الأظهر.
و علی هذا قیل الحمد هو الثناء باللسان علی الجمیل الاختیاری من إنعام أو غیره. و المدح هو الثناء باللسان علی الجمیل مطلقا. یقال مدحت اللؤلؤ علی صفائها و لا یقال حمدتها علی ذلک فالحمد یختص بالفاعل المختار دون المدح فإنّه یقع علی الحی و غیره. و بالجملة فالممدوح علیه کالممدوح به لا یجب أن یکون اختیاریا، بخلاف المحمود علیه فإنّه یجب کونه اختیاریا. و منهم من منع صحّة المدح علی ما لیس اختیاریا و جعل مثال اللؤلؤ مصنوعا.
و توضیحه ما ذکره السّید السّند فی حاشیة إیساغوجی من أنّ من یقول بکون الجمیل الاختیاری مأخوذا فی الحمد إنّما یقول بکونه مأخوذا فیه بحسب العقل، و لا فرق فیه بین الحمد و المدح، صرّح به صاحب الکشاف حیث قال: و کلّ ذی لب إذا رجع إلی بصیرته لا یخفی علیه أنّ الإنسان لا یمدح بغیر فعله. و قد نفی اللّه تعالی علی الذین أنزل فیهم و یحبون أن یحمدوا بما لم یفعلوا الآیة. ثم سأل کیف ذلک و أنّ العرب یمدح بالجمال و حسن الوجه؟
و أجاب بأنّ الذی یسوّغ ذلک أنّ حسن المنظر یشعر عن مخبر مرضی و أخلاق محمودة. ثم نقل عن علماء البیان تخطئة المادح علی غیر الاختیاری و جعله غلطا، و هو مخالف للمعقول، و قصر المدح علی الجمیل الاختیاری. و هذا صریح فی أنّ أخذ الاختیاری فی الحمد إنّما هو بحسب العقل و أنّه لا فرق فیه بین الحمد و المدح انتهی. و أیضا صریح فی أنّ الحمد و المدح مترادفان، و هذا هو الأشهر کما قیل.
و قیل ترادفهما باعتبار عدم اختصاصهما
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 713
بالاختیاری. فالحمد أیضا غیر مختصّ بالاختیاری کالمدح، و اختاره السیّد السّند فی حاشیة إیساغوجی، و استدل علیه بقوله تعالی عَسی أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً «1» و بالحدیث المأثور «و ابعثه المقام المحمود الذی وعدته» «2».
قال: و الحمل علی الوصف المجازی وصفا له بوصف صاحبه کالکتاب الکریم و الأسلوب الحکیم صرف عن الظاهر. ثم معنی الجمیل الاختیاری هو الصادر بالاختیار کما هو المشهور أو الصادر عن المختار و إن لم یکن مختارا فیه، کما قال به بعض المتأخرین. فعلی القول الثانی لا نقض بصفات اللّه تعالی لأنّ صفاته تعالی صادرة عن المختار و هو ذاته تعالی أی مستندة إلیه، و إن لم تکن صادرة عنه بالاختیار. و کذا علی القول الأول بأن یراد بالاختیاری أعمّ من أن یکون اختیاریا حقیقة أو بمنزلة الاختیاری. و الصفات المذکورة بمنزلة الأفعال الاختیاریة لاستقلال الذات فیها و عدم احتیاجه فیها إلی أمر خارج کما هو شأن الأفعال الاختیاریة. و فیه أنّ ذات الواجب تعالی یحتاج فی بعض الأفعال الاختیاریة إلی خارج کإرزاق زید مثلا فإنه یحتاج فیه إلی وجود زید، فالأولی أن یقال المراد بالاختیار المعنی الأعم المشترک بین القادر و الموجب و هو کون الفاعل بحیث إن شاء فعل و إن لم یشأ لم یفعل، فإنّه متّفق علیه بین المتکلّمین و الحکماء فی الواجب و غیره، لا کونه بحیث یصحّ منه الفعل و الترک لأنّه مقابل للإیجاب، هکذا یستفاد مما ذکر صاحب الاطول و أبو الفتح فی حاشیة الحاشیة الجلالیة.
و بالقید الأخیر خرج الاستهزاء و السخریة إذ لا بدّ فی الحمد أن یکون ذلک الوصف علی قصد التعظیم بأن لا یکون هناک قرینة صارفة عن ذلک القصد لأنّه إذا عری عن مطابقة الاعتقاد أو خالفه أفعال الجوارح و نحوها لم یکن حمدا حقیقة، بل کان من السخریة و الاستهزاء. لا یقال فقد اعتبر فی الحمد فعل الجنان و الأرکان أیضا لأنّا نقول إنّ کلّ واحد منهما شرط لکون فعل اللسان حمدا لا رکن منه. و فی أسرار الفاتحة المدح یکون قبل الإحسان و بعده، و الحمد لا یکون إلّا بعده.
و أیضا قد یکون منهیا کما قال علیه السلام:
«احثوا التراب علی وجوه المدّاحین» «3».
و الحمد مأمور به مطلقا. قال علیه السلام: «من لم یحمد الناس لم یحمد اللّه» «4» انتهی. و لا یخفی ما فیه من المخالفة لما سبق عن عموم الحمد النعم الواصلة إلی الحامد و غیرها.
ثم اعلم أنّ القول المخصوص الذی یحمدون به إنّما یریدون به إنشاء الحمد و إیجاد الوصف لا الإخبار به، فهو إنشاء لا خبر؛ و لیس ذلک القول حمدا بخصوصه بل لأنّه دالّ علی صفة الکمال و مظهر لها، أی لها مدخل تام فی ذلک. و من ثمّ أی من أجل أنّ لدلالته علی صفة الکمال و إظهاره لها مدخلا تاما فی کونه حمدا عبّر بعض المحقّقین من الصوفیة عن إظهار الصفات الکمالیة بالحمد تعبیرا عن اللازم
______________________________
(1) الاسراء/ 79.
(2) صحیح البخاری، کتاب الآذان، باب (الدعاء عند النداء)، حدیث (11)، 1/ 253 بلفظ مقاما محمودا. البغوی 2/ 283 رقم 423 عن جابر.
(3) صحیح مسلم، کتاب الزهد، باب (النهی عن المدح) حدیث 69 (3002)، 4/ 2297 بلفظ: إذا رأیتم المداحین احثوا فی وجوههم التراب.
(4) الترمذی، الجامع، کتاب البر، باب (الشکر لمن أحسن إلیک) حدیث (1955)، 4/ 339، بلفظ لم یشکر الناس من لم یشکر اللّه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 714
بالملزوم مجازا حیث قال: حقیقة الحمد إظهار الصفات الکمالیة، و ذلک قد یکون بالقول و قد یکون بالفعل، و هذا أقوی لأنّ الأفعال التی هی آثار السخاوة تدلّ علیها دلالة قطعیة، بخلاف دلالة الأقوال فإنّها وضعیة قد یتخلّف عنها مدلولها. و من هذا القبیل حمد اللّه و ثناؤه علی ذاته و ذلک أنّه تعالی حین بسط بساط الوجود علی ممکنات لا تحصی و وضع علیه موائد کرمه التی لا تتناهی فقد کشف عن صفات کماله و أظهرها بدلالات قطعیة تفصیلیة غیر متناهیة، فإنّ کل ذرة من ذرات الوجود تدلّ علیها، و لا یتصوّر فی العبارات مثل ذلک. و من ثمة قال النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم: «لا أحصی ثناء علیک أنت کما أثنیت علی نفسک» «1».
و الإحصاء یمکن أن یکون بمعنی العلم أو العدّ علی سبیل الاستقصاء. و علی کلا التقدیرین الضمیر المرفوع أعنی أنت مبتدأ و الکاف زائدة و کلمة ما موصولة أو موصوفة، و اختیارها علی کلمة من یأباها و أثنیت علی نفسک صلتها أو صفتها کما فی قوله:
أنا الذی سمّتنی أمی حیدرة
و هذه الجملة خبر للمبتدإ، و المجموع تعلیل لعدم علمه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم ثناء علیه تعالی لأنّه إذا أثنی علی نفسه کان ثناء غیر متناه، فلا یعلم و لا یعدّ، بل لا مناسبة لشی‌ء من العلم و العدّ المذکورین إلّا للّه تعالی، أو بمعنی القدرة، و الجملة استئنافیة کأنه قیل من ثنی «2» حق الثناء و تمامه، و یکون کلمة أنت تأکید للضمیر المجرور فی علیک، و ما موصولة أو موصوفة أو مصدریة، و المعنی أنّه لا أقدر علی ثناء علیک مثل الثناء الذی أثنیت به، بحذف العائد إلی الموصول أو الموصوف، أو مثل ثنائک بجعل ما مصدریة. و مقصوده علیه السلام من هذا الکلام إظهار العجز عن مثل ثناء اللّه تعالی علی ذاته و سلب المماثلة بین ثنائه قولا أو فعلا و بین ثنائه تعالی علی ذاته.
اعلم أنّ الحمد فی العرف هو الشکر فی اللغة. و هو فعل یشعر بتعظیم المنعم بسبب کونه منعما. قال بعض الصوفیة لسان الحمد ثلاث:
اللسان الإنسانی و اللسان الروحانی و اللسان الربانی. أمّا اللسان الإنسانی فهو للعوام و شکره به التحدّث لإنعام اللّه و إکرامه مع تصدیق القلب بأداء الشکر. و أمّا اللسان الروحانی فهو للخواصّ و هو ذکر القلب لطائف اصطناع الحق فی تربیة الأحوال و تزکیة الأفعال. و أما اللسان الربانی فهو للعارفین و هو حرکة السرّ لقصد شکر الحق جل جلاله بعد إدراکه لطائف المعارف و غرائب الکواشف بنعت المشاهدة و الغیبة فی القربة و اجتناء ثمرة الأنس و خوض الروح فی نحو القدس و ذوق الأسرار بمباشرة الأنوار.

الحمراء:

[فی الانکلیزیة]Red -striped suit
[فی الفرنسیة]Costume rouge raye
بالألف الممدودة فی اللغة الفارسیة سرخ صرف. و فی اصطلاح المحدثین: هی البذلة التی توجد فیها خطوط حمر. و کذلک الخضراء و الصّفراء عندهم: البذلة المخططة بخطوط خضر أو صفر. و هکذا الأیچه فی بلادنا. هکذا فی ترجمة صحیح البخاری المسمّی بتیسیر القاری.
و هذا الاصطلاح بسبب أنّه یعتبر لبس الثیاب الحمراء الخالصة عند أکثر المحدثین ممنوع أخذا بظاهر حدیث: «إیاکم و الحمرة فإنّها زی الشّیطان» و أمّا ما نقل فی لباس النبی صلی اللّه علیه و سلم أنه کان یلبس حلّة حمراء (فی العید و لدی استقبال
______________________________
(1) مسند، أحمد 6/ 58.
(2) أثنی (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 715
الوفود) فمؤوّل علی کونها مخطّطة بخطوط حمر. و لکون تلک الخطوط متقاربة و تبدو من بعید حمراء، فلذا غلط الراوی حین قال: حلّة حمراء. و لا یخفی أنّ التأویل المذکور هو خلاف الظاهر و بعید عن القیاس. و فقهاء مکّة یقولون بجواز لبس الثوب الأحمر. و یستثنون اللون المعصفر و یقولون: إنّ حدیث إیاکم و الحمرة إنما ورد بشأن اللون المعصفر، و الألف و اللام هی عهدیة. و قصّة النهی هکذا یرونها بأنّ النبیّ صلی اللّه علیه و سلم مرّ علی قوم کانوا یصبغون الأقمشة باللون المعصفر و حینئذ نبههم بقوله: إیاکم و الحمرة الحدیث.. لأنّ أصل أل عهدیة. أمّا إذا لم یکن الأمر معهودا فحینئذ تحمل علی الاستغراق إذا أمکن، و إلّا فعلی الجنس. هکذا فی کتب الفقه «1».

الحمرة:

[فی الانکلیزیة]Erysipelas
[فی الفرنسیة]Erysipele
بالضم و سکون المیم فی اللغة بمعنی سرخی. و عند الأطباء هی الورم الحار الصفراوی المحض، فارسیها سرخ باد کذا فی بحر الجواهر. و عند أهل الرمل اسم شکل من الأشکال الستّة عشر و صورته هکذا.

الحمزیّة:

[فی الانکلیزیة]Al -Hamziyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Hamziyya)secte(
بالفتح فرقة من الخوارج العجاردة أصحاب حمزة بن أدرک «2». وافقوا المیمونیة «3».، إلّا أنهم قالوا أطفال الکفار فی النار کذا فی شرح المواقف.

الحمق:

[فی الانکلیزیة]Idiocy،debility
[فی الفرنسیة]Idiotie،debilite
بالضم و سکون المیم أو ضمها فی الأصل من لا عقل له. و فی اصطلاح الأطباء هو نقصان فی الفکر فی الأشیاء العملیة التی تتعلّق بحسن التدبیر فی المنزل و المدینة و جودة المعاش و مخالطة الناس و المعاملة معهم لا فی العلوم النظریة و لا فی العلوم العملیة، مثل علمی الطب و الهندسة، فإنّ ضعف الفکر فیها لا یسمّی حمقا بل بلادة. فإن کان هذا ذاتیا فی
______________________________
(1) بالألف الممدودة در لغت سرخ صرف را گویند. و در اصطلاح محدثین جامه را گویند که در وی خطهای سرخ باشند و همچنین خضراء و صفراء نزدشان جامه باشد که خطهای سبز و زرد دارد چنانچه الایچه که در دیار ما بود هکذا فی ترجمة صحیح البخاری المسمی بتیسیر القاری و این اصطلاح بجهت آنست که نزد اکثر محدثین پوشیدن پارچه سرخ خالص ممنوع است از جهت تمسک بظاهر حدیث ایاکم و الحمرة فإنها زی الشیطان. و آنچه در لباس آن حضرت منقول است که علیه حلة حمراء ایشان آن را تاویل میکنند برین نمط که حله مذکورة مخطط بود بخطوط سرخ اما از آنجا که خطوط بهم پیوسته و نزدیک تر بود از دور تمام سرخ نمایان می‌شد لهذا راوی در غلط و خطا افتاده به حله حمراء روایت کرده و پوشیده مباد که تاویل مذکور خلاف ظاهر و بعید از قیاس است و فقهای مکه بجواز لبس ثوب احمر قائل‌اند و صرف رنگ معصفر را استثناء میکنند و می‌فرمایند که حدیث ایاکم و الحمرة درنگ معصفر وارد است و الف و لام او برای عهد است و قصه ورود آن باین وجه روایت می‌کنند که آن حضرت علیه الصلاة و السلام گذر فرمودند در جائی که مردمان رنگ معصفر را تیار کرده پارچه‌ها رنگ می‌کردن پس آن حضرت فرمودند که ایاکم و الحمرة الحدیث زیرا چه اصل در لام عهد است اما وقتی که چیزی معهود نباشد پس بالضرورة برا استغراق محمول می‌شود اگر ممکن باشد و گر نه بر جنس هکذا فی کتب الفقه.
(2) هو حمزه بن أدرک، و قیل ابن أکرک، من زعماء الخوارج العجاردة. انفصل عنهم و کوّن فرقة عرفت باسمه «الحمزیة»، قالوا بالقدر. إلا أنهم عاثوا فی الأرض فسادا و لا سیما فی سجستان و خراسان و کرمان و غیرها من البلاد. و استحل دماء المسلمین و قتل الآلاف منهم إلی أن مات قتلا فی معرکة حصلت بکرمان، حیث انتصر علیه جیش الخلیفة المأمون بقیادة عبد الرحمن النیسابوری. و لا یعرف له تاریخ ولادة و لا تاریخ وفاة. الملل و النحل 129، التبصیر 56، الفرق بین الفرق 98، مقالات الاسلامیین 1/ 165.
(3) فرقة من الخوارج العجاردة أتباع رجل اسمه میمون بن خالد أو میمون بن عمران. لهم ضلالات کبیرة و کفر صریح و خالفوا الخوارج فی کثیر من المعتقدات، و تأثّروا کثیرا بمعتقدات المجوس، کما أنکروا بعض سور القرآن. و قد خرجت هذه الفرقة عن الاسلام. مقالات الاسلامیین 1/ 164، الملل و النحل 129، شرح عقیدة السفارینی 1/ 80، خطط المقریزی 2/ 354، الفرق بین الفرق 280.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 716
أصل الخلقة و الجبلّة فلا علاج له. و الرعونة مرادفة للحمق کذا فی بحر الجواهر. و فی الأقسرائی الرعونة هی نقصان الفکر و الحمق بطلانه.

الحمل:

[فی الانکلیزیة]Lamb،Aries
[فی الفرنسیة]Agneau،Belier
بفتح الحاء و المیم فی اللغة و قیل:
الخروف الصغیر إلی أن یبلغ الحول. حتی دون التسعة أشهر. کذا فی بحر الجواهر «1». و عند أهل الهیئة اسم برج من البروج الربیعیة. و أول الحمل نقطة فی أوله مسمّاة بنقطة الاعتدال الربیعی. و معنی أول الحمل من المائل و أول الحمل من معدّل المسیر مذکور فی لفظ الوسط.

الحمل:

[فی الانکلیزیة]Attribution of a predicate
[فی الفرنسیة]Attribution d'un predicat
بالفتح و السکون فی عرف العلماء هو اتحاد المتغایرین ذهنا فی الخارج. فقولهم ذهنا تمییز من النسبة فی المتغایرین. و قولهم فی الخارج ظرف الاتحاد، و معناه أنّ الحمل اتحاد المتغایرین ذهنا أی فی الوجود الظلّی الذی هو العلم فی الخارج، أی فی الخارج عن الوجود الذهنی الذی یتغایران فیه، سواء کان ذلک الخارج وجودا خارجیا محقّقا أو مقدرا، أو کان وجودا ذهنیا أصلیا محققا أو مقدرا. فالأول کالحیوان و الناطق المتّحدین فی ضمن وجود زید. و الثانی کجنس العنقاء و فصله المتّحدین فی ضمن وجود فرده المقدّر. و الثالث کوجود جنس العلم و فصله فی ضمن فرد منه کالعلم بالإنسان.
و الرابع کشریک الباری ممتنع فإنّهما متّحدان بالوجود الذهنی المقدّر، ثم ذلک الاتحاد أعمّ من أن یکون بالذات کما فی الذاتیات أو بالعرض کما فی العرضیات و العدمیات.
فالحاصل أنّ الحمل اتحاد المتغایرین مفهوما أی وجودا ظلیا فی الوجود المتأصّل المحقق أو المفروض. و لا شک أنّ المتأصّل فی الوجود هو الأشخاص فتعیّن للموضوعیة، و المفهومات للحملیة، و هذا أمر خارج عن مفهوم الحمل.
و بعبارة أخری الحمل اتحاد المتغایرین فی نحو من التعقّل بحسب نحو آخر من الوجود اتحادا بالذات أو بالعرض، و هو إمّا یعنی به أنّ الموضوع بعینه المحمول فیسمّی الحمل الأوّلی، و قد یکون نظریا أیضا. أو یقتصر فیه علی مجرّد الاتحاد فی الوجود فیسمّی الحمل الشائع المتعارف و هو المعتبر فی العلوم. و قد یقسم بأنّ نسبة المحمول إلی الموضوع إمّا بواسطة ذو أوله أو فی فهو الحمل بالاشتقاق أو بلا واسطة و هو الحمل بالمواطأة. بالجملة حمل المواطأة أن یکون الشی‌ء محمولا علی الموضوع بالحقیقة أی بلا واسطة کقولنا الإنسان حیوان. و فسّر الشیخ الموضوع بالحقیقة بما یعطی موضوعه اسمه وحده کالحیوان، فإنّه یعطی للإنسان اسمه فیقال الإنسان حیوان، و یعطیه حدّه فیقال الإنسان جسم نام حسّاس متحرّک بالإرادة. و حمل الاشتقاق أن لا یکون محمولا علیه بالحقیقة بل ینسب إلیه کالبیاض بالنسبة إلی الإنسان، فلا یقال الإنسان بیاض بل ذو بیاض أو أبیض، و حینئذ یکون محمولا علیه بالمواطأة. و منهم من یسمّی الأول حمل ترکیب و الثانی حمل اشتقاق، و الواسطة علی الأول کلمة ذو و علی الثانی الاشتقاق لاشتماله علی معنی کلمة ذو. و زید یمشی أو مشی بمعنی زید ذو مشی فی الحال أو الاستقبال أو الماضی، و کذا مشی زید و یمشی زید فإنّ الحمل إنّما یظهر بذلک التأویل. و ربما یفسّر حمل المواطأة بحمل هو هو و الاشتقاق بحمل هو ذو هو. و قال الإمام فی الملخّص حمل
______________________________
(1) بره نر تا یک سال و قیل تا کمتر از نه ماه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 717
الموصوف علی الصفة کقولنا المتحرک جسم یسمّی حمل المواطأة، و حمل الصفة علی الموصوف کقولنا الجسم متحرّک یسمّی حمل الاشتقاق و لا فائدة فی هذا الاصطلاح. و لذا کان المتعارف هو الاصطلاح علی المعنی الأول السابق علی کلام الإمام، فإنّ مرجع التفاسیر الثلاثة إلی شی‌ء واحد عند التحقیق. هذا کلّه خلاصة ما حقّقه المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح الشمسیة و صاحب السلم فی المحصورات، و صاحب شرح المطالع و السیّد السّند فی حاشیة شرح المطالع فی مبحث الکلّیات.
اعلم أنّ إطلاق الحمل علی حمل المواطأة و حمل الاشتقاق علی هذا بالاشتراک المعنوی. و الأشبه أنّ إطلاقه علیهما بالاشتراک اللفظی، هکذا ذکر صاحب السلّم. و ظاهر کلام مرزا زاهد فی حاشیة شرح المواقف یدل علی الاشتراک اللفظی حیث قال فی المقصد العاشر من مرصد الماهیة: إنّ الحمل یطلق علی ثلاثة معان. الأول الحمل اللغوی و هو الحکم بثبوت الشی‌ء للشی‌ء و انتفاؤه عنه، و حقیقته الإذعان و القبول. و الثانی الحمل الاشتقاقی و یقال له الحمل بوجود فی و توسّط ذو، و حقیقته الحلول بمعنی الاختصاص الناعت، و هو لیس مختصا بمبادئ المشتقّات، بل یجری فی المشتقات أیضا. فإنّ العرض أعمّ من العرضی کما تقرّر.
فإن قلت المال محمول علی صاحبه بتوسّط ذو مع أنّه لیس حالا فیه؟ قلت المحمول فی الحقیقة هو إضافة بین المال و المالک. و الثالث حمل المواطأة و یقال له الحمل بقول علی و حقیقته الهوهو، فلا محالة یستدعی وحدة باعتبار و کثرة باعتبار آخر، سواء کانت الوحدة بالذات أو بالعرض، و سواء کانت جهة الوحدة الوجود أو غیره، فإنّه یجری فی الهوهو جمیع أقسام الوحدة المفارقة للکثرة و جمیع جهاتها. لکنّ المتعارف خصّص جهة الوحدة بالوجود سواء کان وجودا بالذات کما فی حمل الحیوان علی الإنسان و حمل الضاحک علیه، أو وجودا بالعرض کما فی حمل الضاحک علی الکاتب و حمل اللّاکاتب علی الأعمی. و سواء کان وجودا خارجیا کما فی القضایا الخارجیة أو وجودا ذهنیا کما فی القضایا الذهنیة، أو مطلق الوجود کما فی القضایا الحقیقیة. فحمل المواطأة یرجع إلی اتحاد المتغایرین فی نحو من أنحاء الوجود بحسب نحو آخر به سواء کان اتحادا بالذات کما فی حمل الذاتیات أو بالعرض کما فی حمل العرضیات. فإنّ الذات و الذاتی متّحدان بحسب الحقیقة و الوجود، و المعروض و العرضی متغایران بحسبهما. و ربما یطلق حمل المواطأة علی مصداقه من حیث إنّه مصداق. فإن قیل حمل الطبیعة علی الفرد حمل بالذات لکونها ذاتیة له، و حمل الفرد علیها حمل بالعرض لکونه خارجا عنها مع أنّ کلا منهما یوجد بوجود واحد. قلنا الأحکام تختلف باختلاف الجهات فذلک الوجود من حیث إنّه للفرد ینسب إلی الطبیعة التی هی من ذاتیاته، فیقع حمل بالذات. و من حیث إنّه للطبیعة ینسب إلی الفرد الذی هو من خواصّها بالعرض فیقع حمل بالعرض. ثم حمل المواطأة ینقسم إلی قسمین. الأول الحمل الأولی و هو یفید أنّ المحمول هو نفس عنوان حقیقة الموضوع.
و إنّما سمّی حملا أولیا لکونه أولی الصدق أو الکذب. و من هذا القبیل حمل الشی‌ء علی نفسه. و هو إمّا مع تغایر الطرفین بأن یؤخذ أحدهما مع حیثیة، و الآخر مع حیثیة أخری.
و إمّا بدون التغایر بینهما بأن یتکرّر الالتفات إلی شی‌ء واحد ذاتا و اعتبارا. و الأول صحیح غیر مفید، و الثانی غیر صحیح غیر مفید ضرورة أنّه لا تعقل «1» النسبة إلّا بین الشیئین و لا یمکن أن
______________________________
(1) نعقل (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 718
یتعلّق بشی‌ء واحد التفاتان من نفس واحدة فی زمان واحد. لا یقال فحینئذ حمل الشی‌ء علی نفسه لا یکون حملا بالذات لأنّ مصداق الحمل علی ذلک التقدیر فیه لیس نفس الموضوع فقط، بل مع أنّ حمل الإنسان علی نفسه حمل بالذات، لأنّا نقول طبیعة الحمل تستدعی تغایرا بین الموضوع و المحمول. و ما ذکروا أنّ نفس الموضوع إن کان کافیا فی تحقّق الحمل، فحمل بالذات و إلّا فحمل بالعرض، فهو بعد ذلک التغایر فحمل الشی‌ء علی نفسه حمل بالذات، لأنّ بعد ذلک التغایر لا یحتاج إلی غیره.
و الحق أنّ التغایر فی مفهوم الحمل و هو هو.
و الثانی الحمل الشائع المتعارف و هو یفید أن یکون الموضوع من أفراد المحمول أو ما هو فرد لأحدهما فرد لآخر. و إنّما یسمّی بالمتعارف لتعارفه و شیوعه استعمالا. و هو ینقسم إلی حمل بالذات و هو حمل الذاتیات، و إلی حمل بالعرض و هو حمل العرضیات. و ربّما یطلق الحمل المتعارف فی المنطق علی الحمل المتحقّق فی المحصورات انتهی.
ثمّ إنّه ذکر فی تلک الحاشیة فی مبحث عینیة الوجود و غیریته أنّ الحمل بالذات أن یکون مصداق الحمل نفس ذات الموضوع من حیث هی، و الحمل بالعرض أن یکون مصداق الحمل خارجا عنها. و هو إمّا أن تکون ذات الموضوع مع حیثیة مأخوذة فیها کما فی حمل الوجود علی تقدیر کونه زائدا. و إمّا أن تکون ذات الموضوع مع ملاحظة مبدأ المحمول کما فی حمل الأوصاف العینیة. و إمّا أن تکون ذات الموضوع مع ملاحظة أمر آخر مباین لها و مقابلة بینهما کما فی حمل الاضافیات. و إمّا أن تکون ذات الموضوع مع ملاحظة أمر زائد بعدم مصاحبته لها کما فی حمل العدمیات. فمصداق حمل الوجود علی تقدیر العینیة ذات الموضوع من حیث هی، و علی تقدیر الغیریة ذات الموضوع مع حیثیة زائدة علیه عقلیة کحیثیة استناده إلی الجاعل انتهی.
اعلم أنّ الحمل فسّره البعض بالتغایر فی المفهوم و الاتحاد فی الهویة. و هذا إنّما یصحّ فی الذاتیات دون العرضیات مثل الإنسان أبیض لأنّ الهویة الماهیة الجزئیة. و لا شکّ أنّ الأبیض معتبر فی هویة البیاض دون الإنسان و دون الأمور العدمیة نحو الإنسان أعمی، إذ لیس لمفهوم الأعمی هویة خارجیة متّحدة بهویة الإنسان، و إلّا لکان مفهومه موجودا متأصّلا.
قیل إذا أرید مفهومه بحیث یعمّ الکلّ قیل معنی الحمل أنّ المتغایرین مفهوما متّحدان ذاتا، بمعنی أنّ ما صدق علیه ذات واحدة. و فیه أنّه لا یشتمل الحمل فی القضایا الشخصیة و الطبعیة، إلّا أن یحمل الصدق بحیث یشتمل صدق الشی‌ء لنفسه؛ و أیضا الصدق هو الحمل فیلزم تعریف الشی‌ء بنفسه، إلّا أن یقال التعریف لفظی. و قیل الحمل اتحاد المفهومین المتغایرین بحسب الوجود تحقیقا أو تقدیرا و هو لا یشتمل الحمل فی القضایا الذهنیة. و قیل الحمل اتصاف الموضوع بالمحمول، و هو لا یشتمل حمل الذاتیات. و الحقّ فی معنی الحمل ما مرّ سابقا.

حمل المواطأة:

[فی الانکلیزیة]Subject attribution
[فی الفرنسیة]Attribution du sujet
قد سبق فی لفظ الحمل.

الحملی:

[فی الانکلیزیة]Attributive
[فی الفرنسیة]Attributif
عند المنطقیین یطلق علی قسم من القیاس الاقترانی کما یجی‌ء فی لفظ القیاس. و علی قسم من القضیة مقابل للشرطیة. و لکون الشرطیة تنتهی بالتحلیل إلی الحملیتین سمّیت الحملیة بسیطة أیضا. و أبسط القضایا الحملیة الموجبة کذا فی شرح المطالع و تعریفها یذکر فی لفظ القضیة. و لها أی للقضیة الحملیة تقسیمات.
الأول باعتبار الطرفین فإن لم یکن حرف السلب
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 719
جزءا من أحد طرفیها سمّیت محصّلة و إلّا سمّیت معدولة. الثانی باعتبار الجهة فإن کانت مشتملة علی الجهة تسمّی موجّهة و إلّا تسمّی مطلقة. الثالث باعتبار الرابطة فإن ذکرت الرابطة تسمّی ثلاثیة کقولنا زید هو قائم، و إن لم تذکر سمّیت ثنائیة کقولنا زید قائم. و لیست حاجة محمول هو کلمة أو اسم مشتق إلی الرابط حاجة الاسم الجامد لما فیهما من الدلالة علی النسبة إلی موضوع ما، مع أنّ الحاجة إلی الرابط للدلالة علی النسبة إلی موضوع معین.
فإذن مراتب القضایا ثلاث ثنائیة لم یدل فیها علی نسبة أصلا و ثلاثیة تامّة دلّ فیها علی النسبة إلی موضوع معیّن کالمذکور فیها رابطة غیر زمانیة، و ثلاثیة ناقصة دلّ فیها علی النسبة إلی موضوع غیر معیّن کالمذکور فیها رابطة زمانیة أو التی محمولها کلمة أو اسم مشتق.
و هاهنا أبحاث. منها أنّ القضیة التی محمولها کلمة أو اسم مشتق إن کانت ثلاثیة لم یستقم عدّها فی الثنائیة و إن کانت ثنائیة لم تنحصر المراتب فی الثلاث، بل یکون هناک ثنائیة دلّ فیها علی النسبة. فالصواب تثلیث المراتب بالثلاثیة التی ذکرت فیها الرابطة.
و الثنائیة التّامّة التی لم تذکر فیها و لم تدل فیها علی النسبة، و الثنائیة الزائدة التی دلّت فیها علی النسبة و ذلک لأنّه لا یمکن الدلالة علی الحکم بدون الدلالة علی النسبة، بخلاف العکس. فإذا دلّ علی الحکم فقد دلّ علی النسبة. فالقضیة ثلاثیة حینئذ أمّا إذا لم تدل علی الحکم فربما لم تدل علی النسبة أیضا فتکون ثنائیة تامّة.
و ربما تدلّ علی النسبة فزیدت القضیة دلالة علی الثنائیة لکنها تأخّرت عن مرتبتها إذ لم تتناول إلّا أحد جزئی مفهوم الرابط، و هو النسبة لا الحکم فهی ثنائیة زائدة. و قال الإمام القضیة التی محمولها کلمة أو اسم مشتقّ ثنائیة فی اللفظ ثلاثیة بالطبع، لأنّ النسبة مدلول علیها تضمنا، فذکرها یوجب التکرار، و قد سبقت الإشارة إلی دفعه.
ثم اعلم أنّ من جعل روابط العرب الحرکات الإعرابیة و ما یجری مجراها یقول إن کان الترکیب العربی من المعربات و ما یجری مجراها فالقضیة ثلاثیة کزید قائم، و إن کان من المبنیات فهی ثنائیة کقولنا هذا سیبویه.
الرابع باعتبار الموضوع فموضوع الحملیة إن کان جزئیا حقیقیا سمّیت مخصوصة و شخصیة لخصوص موضوعها و تشخّصه، موجبة کانت کقولنا زید کاتب، أو سالبة کقولنا زید لیس بکاتب. و إن کان کلیّا فإن لم یذکر فیها السور بل أهمل بیان کمیة الأفراد سمّیت مهملة موجبة نحو الإنسان حیوان أو سالبة نحو الانسان لیس بحجر و أن ذکر فیها السور سمّیت محصورة و مسوّرة موجبة نحو کل إنسان حیوان أو سالبة نحو لیس کلّ حیوان إنسانا. و أورد علی الحصر أنّه لا یشتمل نحو الإنسان نوع. و أجیب بأنّها مندرجة تحت المخصوصة لأنّ کلیة الموضوع إنّما یتصوّر لو حکم علیه باعتبار ما صدق علیه.
فالمراد أنّ الموضوع إمّا أن یحکم علیه باعتبار کلیته أی صدقه علی کثیرین أو لا. الثانی المخصوصة و الأوّل المحصورة أو المهملة. و فیه أنّ القول بالاندراج یبطل تنزیلهم المخصوصات بمنزلة الکلیات حتی یوردوها فی کبری الشکل الأول نحو: هذا زید و زید إنسان فهذا إنسان، و ذلک لأنّه یصدق زید إنسان و الإنسان نوع مع کذب النتیجة و هی زید نوع. و زاد البعض تردید أو قال إن لم یبیّن کمیة الأفراد أی کلیتها و جزئیتها، فإن کان الحکم علی ما صدق علیه الکلّی فهی المهملة، و إن کان الحکم علی نفس الکلّی من حیث هو عام نحو الإنسان نوع فهی الطبیعیة. و یقرب منه ما قیل إنّ الحکم علی المفهوم الکلّی إمّا أن یکون حکما علیه من حیث یصدق علی الجزئیات و هی الطبیعیة، أو
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 720
حکما علی الجزئیات من حیث یصدق علیها الکلّی و هی المحصورة أو المهملة. و یرد علیه أنّه بقی قسم آخر و هو أن یکون الحکم علی الکلّی من حیث هو، و أیضا تسمیة تلک القضیة طبیعیة غیر مناسبة لأنّ الحکم لیس فیها علی الطبیعة من حیث هی هی، بل علی المقیّدة بقید العموم. و منهم من قال إنّ موضوع القضیة إن لم یصلح، لأن یقال علی کثیرین فهی المخصوصة، سواء کان شخصا أو مقیدا بالعموم کقولنا الإنسان نوع. و إن صلح لأن یقال علی کثیرین فمتعلّق الحکم إمّا الأفراد فهی إمّا محصورة أو مهملة أو نفس الکلّی و هی الطبیعیة، فعاد البحث السابق من جعل العام مخصوصة. و قیل الموضوع إمّا ما صدق علیه الطبیعة و هی المحصورة أو المهملة، و إمّا نفس الطبیعة، فلا یخلو إمّا مع قید التشخّص و هی المخصوصة أو مع قید العموم و هی القضیة العامة، أو من حیث هی هی، و هی الطبیعیة.
و الحق أنّ القید لا یعتبر مع الموضوع ما لم یؤخذ الموضوع معه، فإذا حکم علی الإنسان بحکم لا یکون ذلک الحکم من حیث إنّه عام أو خاص أو غیر ذلک، فإنّه لو اعتبر القیود التی یصلح أخذها مع قیود الموضوع لم تنحصر القضیة فی الأربعة و الخمسة. نعم إذا قیّد الموضوع بقید فذلک الموضوع المقیّد إن کان جزئیا یکون القضیة مخصوصة، و إن کان کلیّا تجری أقسامه فیه فالأولی أن تربّع القسمة.
و یقال موضوع القضیة إن کان جزئیا حقیقیا فهی المخصوصة، و إن کان کلیا فالحکم إن کان علی ما صدق علیه فهی المحصورة أو المهملة، و إلّا یکون الحکم علی نفس الطبیعة الکلیة، سواء قیّد بقید کقولنا الإنسان من حیث إنه عام نوع، أو لم یقیّد کقولنا الإنسان نوع، إلّا أنّ الواجب أن لا یعتبر القید ما لم یقیّد الموضوع به، فالموضوع فی هذا المثال لیس إلّا الإنسان، اللهم إلّا أن یصرّح بالقید، و کیف کان فالقضیة طبیعیة، فإنّ الحکم فی أحد القسمین علی طبیعة الکلّی المقیّد و فی الآخر علی طبعیة الکلّی المطلق. هذا کله خلاصة ما فی شرح المطالع.
و فی السلّم الموضوع إن کان جزئیا فالقضیة شخصیة و مخصوصة، و إن کان کلیا فإن حکم علیه بلا زیادة شرط فمهملة عند المتقدّمین، و إن حکم علیه بشرط الوحدة الذهنیة فطبیعیة، و إن حکم علی أفراده فإن بیّن کمیة الأفراد فمحصورة، و إن لم یبیّن «1». فمهملة عند المتأخرین انتهی. اعلم أنّ هذا التقسیم یجری فی الشرطیة أیضا کما یجی‌ء.

الحوالة:

[فی الانکلیزیة]Transference of a debt to a third
[فی الفرنسیة]Transfert d'une creance sur un tiers
بالفتح لغة النقل. فی المغرب أحلت زیدا بما کان له علی علی رجل. فالمتکلّم و هو المدیون محیل، و زید و هو الدائن محال و محتال، و المال محال به و محتال به، و الرجل و هو الذی یقبل الحوالة محال علیه و محتال علیه. و تسمیة المحتال محتالا له باللام لغو لعدم الحاجة إلی الصلة. و فی التاج «2» المحتال فی الفقه إذا وصل باللام فهو الدائن، و إذا وصل بعلی فهو من یقبل الحوالة، و إذا وصل بالباء فهو المال. فالظاهر أنّ الموصولة باللام اسم مفعول أی من یقبل الحوالة و القابل هو المحتال علیه فلا لغو. و شرعا إثبات دین الآخر علی آخر مع عدم بقاء الدین علی المحیل بعده، أی بعد إثبات الدّین. و المراد بقولهم لآخر المحتال، و علی آخر المحتال علیه. و قولهم
______________________________
(1) تبیّن (م، ع).
(2) التاج تاج المصادر فی اللغة ورد سابقا.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 721
إثبات دین أی و لو حکما فی ضمن عقد أو لا، فدخل فی الحدّ حوالة دراهم الودیعة، و خرج عنه الکفالة علی المذهب الأصح. و کذا دخل فیه الحوالة التی لا یکون فیها علی المحیل دین، فإنّ المحتال علیه إذا قبل الحوالة یثبت فی ذمته للمحتال. و لذا عدل عن تعریف المشایخ بأنها نقل الدّین من ذمة إلی ذمة إذ یخرج عنه هذه الحوالة المذکورة، و لا یخرج عنه الحوالة علی المدیون، و لا یدخل فیه إثبات الثمن للبائع علی المشتری و القرض للمقرض علی المستقرض و نحوهما، لأنّ فی الأول إثبات دین للمحتال علی المحتال علیه، و من الثانی لیس کذلک. و لذا قلنا إنّ المراد بقولهم علی آخر المحتال علیه، و احترز بهذا عن الکفالة علی القولین الراجح و المرجوح. و قولهم مع عدم بقاء الدین الخ تأکید لردّ ما قال بعض المشایخ إنّ الدین باق فی ذمّة المحیل فإنّ الحوالة إثبات المطالبة. ثم هذا الحدّ رسمی فإنّ الحدّ هو العقد المخصوص فلا دور فی ذکر لفظ المحیل. هکذا یستفاد من شروح مختصر الوقایة و من جامع الرموز و البرجندی و شرح أبی المکارم «1». و فی الغرر و شرحه الدرر: المدیون محیل و الدائن محتال و محتال له و محال له، یطلق علی الدائن. هذه الألفاظ الثلاثة فی الاصطلاح، و من یقبل الحوالة محتال علیه محال علیه.

الحوریة:

[فی الانکلیزیة]Al -Huriyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Huriyya)secte(
بالضم فرقة من المتصوفة المبطلة و مذهبهم مثل مذهب الحالیة ما عدا فی قولهم بأنّ حور الجنّة فی حالة اللّاوعی یقتربن منهم و نضاجعهن و حین یفیقون یغتسلون. کذا فی توضیح المذاهب «2».

الحیاء:

[فی الانکلیزیة]Decency
[فی الفرنسیة]Pudeur
بالفتح و الیاء المثناة التحتانیة و هو انکسار و تغیّر یعتری الإنسان من تخوّف ما یعاب به أو یذمّ علی ما قال الزمخشری، کذا فی بحر الجواهر. و فی الشرع عبارة عن خلق باعث علی ترک القبیح کما فی تیسیر القارئ ترجمة صحیح البخاری. و فی رسالة السّید الجرجانی الحیاء انقباض النفس من شی‌ء و ترکه حذرا عن اللوم فیه و هو نوعان: نفسانی و هو الذی خلقه اللّه تعالی فی النفوس کلّها کالحیاء عن کشف العورة و الجماع بین الناس، و إیمانی و هو أن یمتنع المؤمن من فعل المعاصی خوفا من اللّه تعالی.

الحیاة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Life
[فی الفرنسیة]Vie
بالفتح بمعنی زندگی ضد موت. و الحی زنده کما فی الصراح. و مفهومه بدیهی فإنه من الکیفیات المحسوسة. و قال ابن سینا ماهیات المحسوسات غنیة عن التعریف. و اختلف فی رسومها. فقیل هی قوة تتبع الاعتدال النوعی و تفیض منها سائر القوی الحیوانیة. و معنی
______________________________
(1) شرح ابن المکارم: هو أبو المکارم بن عبد اللّه بن محمد، و شرحه کان علی النقایة ألفه سنه 907 ه. و النقایة هو مختصر لکتاب الوقایة ألّفه صدر الشریعة الثانی المحبوبی عبید اللّه بن مسعود (- 747 ه). و الکتاب الأخیر عنوانه «وقایة الروایة فی مسائل الهدایة» لصدر الشریعة الأول عبید اللّه بن محمود بن محمد المحبوبی من القرن السابع للهجرة، و هو اختصار لکتاب الهدایة لعلی بن أبی بکر بن عبد الجلیل الفرغانی المرغینانی الرشتانی برهان الدین (- 593 ه). و کتاب الهدایة هو شرح مختصر لکتاب کفایة المنتهی للمؤلف نفسه، الذی هو شرح لکتاب البدایة فی الفقه أو «بدایة المبتدئ». و الذی جمع فیه برهان الدین المرغینانی مسائل القدوری أو مختصر القدوری (- 428 ه) و الجامع الصغیر للشیبانی محمد بن الحسن (- 189 ه). بروکلمان، ج 6، ص 309، 318، 325، 326، مفتاح السعادة، ج 2، ص 264.
(2) و مذهب ایشان مثل مذهب حالیه است الا آنکه میگویند حوران بهشتی در بیهوشی نزد ما می‌آیند و ما را با ایشان صحبت واقع می‌شود و چون به هوش می‌آیند غسل می‌کنند کذا فی توضیح المذاهب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 722
الاعتدال النوعی أنّ کل نوع من أنواع المرکّبات العنصریة له مزاج مخصوص هو أصلح الأمزجة بالنسبة إلیه فالحیاة فی کل نوع من أنواع الحیوانات تابعة لذلک المزاج المسمّی بالاعتدال النوعی. و معنی الفیضان أنّه إذا حصل فی مرکّب عنصری اعتدال نوعی فاضت علیه من المبدأ قوة الحیاة ثم انبعثت منها قوی أخری، أعنی الحواس الظاهرة و الباطنة و القوی المحرّکة إلی جلب المنافع و دفع المضار، کلّ ذلک بتقدیر العزیز العلیم فهی تابعة للمزاج النوعی و متبوعة لما عداها. و قد ترسم الحیاة بأنّها قوة تقتضی الحسّ و الحرکة الإرادیة مشروطة باعتدال المزاج.
و استدلّ الحکیم علی مغایرة الحیاة لقوتی الحسّ و الحرکة فقال ابن سینا هی غیر قوة الحسّ و الحرکة، و غیر قوة التغذیة فإنّها توجد فی العضو المفلوج إذ هی الحافظة للأجزاء عن الانفکاک، و لیس له قوة الحسّ و الحرکة. و کذا الحال فی العضو الذابل فإنّه لو لم یکن حیّا یفسد بالتعفّن مع عدم قوة التغذیة، و توجد فی النبات قوة التغذیة مع عدم الحیاة. و أجیب بأنّا لا نسلّم أن قوة الحس و الحرکة و التغذیة مفقودة فی المفلوج و الذابل لجواز أن یکون الإحساس و الحرکة و التغذیة قد تخلّف عن القوة الموجودة فیها لمانع یمنعها عن فعلها، لا لعدم المقتضی.
و لا نسلم أنّ التغذیة التی فی الحی موجودة فی النبات لجواز أن تکون التغذیة فی النبات مخالفة بالماهیة للتغذیة فی الحی. هذا خلاصة ما فی شرح الطوالع و شرح المواقف. فعلی هذا لا توجد الحیاة فی النبات و قیل بوجودها فی النبات أیضا لأن الحیاة صفة هی مبدأ التغذیة و التنمیة. و منهم من ادّعی تحقق الحس و الحرکة فی النبات کما سیجی‌ء. و فی الملخّص الحیاة إما اعتدال المزاج أو قوة الحسّ و الحرکة أو قوة تتبع ذلک الاعتدال، سواء کان نفس قوة الحسّ و الحرکة، أو مغایرة لها کما اختاره ابن سینا انتهی.
و فی البیضاوی فی تفسیر قوله تعالی:
کَیْفَ تَکْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ کُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْیاکُمْ «1» الآیة، الحیاة حقیقة فی القوة الحسّاسة أو ما یقتضیها مجاز فی القوة النامیة لأنّها من مقدماتها، و فیما یخصّ الإنسان من الفضائل کالعقل و العلم و الإیمان من حیث إنّه کمالها و غایتها، و الموت بإزائها یقال علی ما یقابلها فی کل مرتبة کما قال تعالی: یُحْیِیکُمْ ثُمَّ یُمِیتُکُمْ «2»، و قال اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها «3»، و قال أَ وَ مَنْ کانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ «4» انتهی کلامه.

فائدة:

شرط الحیاة عند الحکماء البنیة «5» التی هی الجسم المرکّب من العناصر علی وجه
______________________________
(1) البقرة/ 28.
(2) الجاثیة/ 26.
(3) الحدید/ 17.
(4) الانعام/ 122.
(5) البنیة: مصطلح البنیة یستعمل کثیرا فی العصر الحدیث، و هو فی أصله فی اللسان من بنی (لسان العرب) و یقابل‌structure الأوروبیة، و البنیة و البنیة: ما بنیته، و هو البنی و البنی. و قال ابو اسحاق: إنما أراد بالبنی جمع بنیة. و قال غیره: یقال بنیة، و هی مثل رشوة کأن البنیة الهیئة التی بنی علیها مثل المشیة فالباء المکسورة أشد استعمالا من الباء المضمومة.
أما المعنی الحدیث‌Structuralisme فهو یطلق علی المذهب أو النهج الجدید فی رؤیة قضایا العلم و اشکالاته من تلک التی تعالج الظواهر و الرموز. فابتداء بألسنیة اللغة، امتدادا إلی الإناسة و التحلیل النفسی، انتهاء ببنی العلاقات الریاضیة و المنطقیة المعاصرة، نهجت هذه العلوم نهجا بنیویا یری ترکیبات الظواهر أو العناصر فی هذه العلوم مبنیة علی أسس
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 723
یحصل من ترکیبها مزاج. قالوا الحیاة مشروطة باعتدال المزاج و بالروح الذی هی أجسام لطیفة تتولّد من بخاریة الأخلاط ساریة فی الشرایین المنبثّة من القلب. و کذا عند المعتزلة إلّا أنّ البنیة عندهم هی مجموع جواهر فردة لا یمکن [ترکب بدن] «1» الحیوان من أقلّ منها، و الأشاعرة لا یشترطون البنیة و یقولون یجوز أن یخلق اللّه تعالی الحیاة فی جزء واحد من الأجزاء التی لا تتجزی.
قال الصوفیة: الحیاة عبارة عن تجلّی النفس و تنورها بالأنوار الإلهیة. و فی التفسیر الکبیر فی تفسیر قوله تعالی: وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی «2» أنّ المراد من الموتی عند أهل التصوّف القلوب المحجوبة عن أنوار المکاشفات و التجلّی، و الإحیاء عبارة عن حصول ذلک التجلّی و الأنوار الإلهیة انتهی.
و فی القشیری «3» فی تفسیر هذه الآیة، قال الجنید: الحی من تکون حیاته بحیاة خالقه، لا من تکون حیاته ببقاء هیکله. و من یکون بقاؤه ببقاء نفسه فإنّه میت فی وقت حیاته. و من کانت حیاته به کان حقیقة حیاته عند وفاته، لأنّه یصل بذلک إلی رتبة الحیاة الأصلیة. قال تعالی:
لِیُنْذِرَ مَنْ کانَ حَیًّا «4» انتهی.
و المستفاد من الإنسان الکامل أنّ الحیاة هی الوجود و هی تعمّ المعانی و الهیئات و الأشکال و الصّور و الأقوال و الأعمال و المعادن و النباتات و غیر ذلک. قال وجود الشی‌ء لنفسه حیاته التامة و وجوده لغیره حیاة إضافیة له.
فالحق سبحانه موجود لنفسه فهو الحیّ، و حیاته و هی الحیاة التامة، و الخلق من حیث الجملة موجودون باللّه فحیاتهم إضافیة، و لذا التحق بها الفناء و الموت. ثم إنّ حیاة اللّه تعالی فی الخلق واحدة تامة، لکنهم متفاوتون فیها. فمنهم من ظهرت الحیاة فیه علی صورتها التامة و هو الإنسان الکامل، فإنّه موجود لنفسه وجودا حقیقیا لا مجازیا و لا إضافیا. فربّه هو الحیّ التام الحیاة بخلاف غیره، و الملائکة العلّیّون «5» و هم المهیمنة و من یلحق بهم، و هم الذین لیسوا من العناصر کالقلم الأعلی و اللوح و غیرهما من هذا النوع، فإنّهم ملحقون بالإنسان الکامل
______________________________
- و فی نسق منظم بحسب طبقات أو فئات أو أبعاد. و رأی (لالاند فی معجمه (Vocabulaire technique(أن البنیة تطلق علی المعانی التالیة: ترتیب للأقسام التی تشکل کلا واحدا، إن فی البیولوجیا، فتقال علی التکوین التشریحی و النسیجی، و إن فی علم النفس، فتقال علی ترکیبات الوعی و اللاوعی مثل بنی الذکاء. و إن فی علم الإناسة، حیث تقال علی بنی القربی و العلاقات. الخ..
و أفضل الباحثین فی البنیویةstructuralisme جان بیاجیه السویسری الذی اعتبر هذا النهج یتمیز: بأن البنیة فیها خاصة مشترکة تتبلور فی کون البنیة مکتفیة بذاتها لا تتطلب فی إدراکها اللجوء إلی أی عنصر غریب أو طبیعة مساعدة. و بأن البنیة تملک انجازات ترقّیها و تحوّلاتها و ضبطها الذاتی من خصائصها و بذاتها.
و هذه البنیة فی أخص خاصّیتها أنها تخضع لخصوصیة کلیتها الجامعة و التی تختلف عن خواص العناصر و الأجزاء التی تترکب منها بحیث تکون لها قوانین معیّنة فی کونها مجموعة تعید بناء ذاتها بذاتها.
و هذا الفهم الأخیر یتمایز عن المعنی اللغوی العربی القائل إن البنیة تتألف من طبقات لتشکّل وحدة و بناء. إن البنیویة لا تقف عند حدود کیفیة التکوین بل تجعل النهج یصیّر البنیة بحرکة آلیة تلقائیة تعید انتاج ترکیبها و تحوّلاتها محافظة علی اسسها و بنیّاتها المکوّنة و المکوّنة.
(1) [ترکب بدن]+ (م، ع).
(2) البقرة/ 260.
(3) الرسالة القشیریة فی التصوف: للإمام أبی القاسم عبد الکریم بن هوازن القشیری الشافعی (- 465 ه)، و هی علی أربعة و خمسین بابا و ثلاثة فصول. کشف الظنون، 1/ 882.
(4) یس/ 70.
(5) العیون (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 724
فافهم، و منهم من ظهرت فیه الحیاة علی صورتها لکن غیر تامة و هو الإنسان الحیوانی و الملک و الجنّ فإنّ کلا من هؤلاء موجود لنفسه یعلم أنّه موجود و أنّه کذا و کذا، و لکنّ هذا الوجود له غیر حقیقی لقیامه بغیره. فربّه موجود للحق لا له، و کانت حیاة ربّه حیاة «1» غیر تامة. و منهم من ظهرت فیه لا علی صورتها و هی باقی الحیوانات، و منهم من بطنت فیه الحیاة فکان موجودا لغیره لا لنفسه کالنباتات و المعادن و المعانی و أمثال ذلک، فسارت الحیاة فی جمیع الأشیاء. فما موجود إلّا و هو حی لأنّ وجوده عین حیاته، و ما الفرق إلّا أن یکون تامّا أو غیر تام، بل ما تمّ إلّا من حیاته التّامة لأنّه علی القدر الذی تستحقه مرتبة، فلو نقص أو زاد لعدمت تلک المرتبة. فما فی الوجود إلّا ما هو حی بحیاة تامة و لأنّ الحیاة عن واحدة و لا سبیل إلی نقص فیها و لا إلی انقسام لاستحالة تجزئ الجوهر الفرد. فالحیاة جوهر فرد موجود بکماله فی کل شی‌ء، فشیئیة الشی‌ء هی حیاته و هی حیاة اللّه التی قامت الأشیاء بها، و ذلک هو تسبیحها من حیث اسمه الحی لأن کل موجود یسبح الحق من حیث کل اسم فتسبیحه من حیث اسمه الحیّ هو عین وجوده بحیاته و من حیث اسمه العلیم هو دخولها تحت علمه. و قولها لها یا عالم هو کونها أعطاها العلم من نفسها بأن حکم علیها أنّها کذا و کذا و تسبیحها له من حیث اسمه السمیع هو إسماعها إیّاه کلامها، و هو ما استحقّ حقائقها بطریق الحال فیما بینها و بین اللّه بطریق المقال، و من حیث اسمه القدیر هو دخولها تحت قدرته، و قس علی ذلک باقی الأسماء.
إذا علمت ذلک فاعلم أنّ حیاتها محدّثة بالنسبة إلیها قدیمة بالنسبة إلی اللّه تعالی لأنّها حیاته، و حیاته صفة له قدیمة. و متی أردت أن تتعقل ذلک فانظر إلی حیاتک و قیّدها بک فإنّک لا تجد إلّا روحا یختصّ بک، و ذلک هو المحدث. و متی رفعت النظر فی حیاتک من الاختصاص بک و ذقت من حیث الشهود أنّ کل حی فی حیاته کما کنت فیها و شهدت سریان تلک الحیاة فی جمیع الموجودات، علمت أنّها الحیاة الحق التی أقام بها العالم و هی الحیاة القدیمة الإلهیة.
و اعلم أنّ کلّ شی‌ء من المعانی و الهیئات و الأشکال و الصور و الأقوال و الأعمال و المعادن و النباتات و غیر ذلک مما یطلق علیه اسم الوجود فإنّ له حیاة فی نفسه لنفسه، حیاة تامة کحیاة الإنسان. لکن لمّا حجب ذلک عن الأکثرین نزّلناه عن درجة الإنسان و جعلناه موجودا لغیره، و إلّا فکلّ شی‌ء له وجود فی نفسه لنفسه و حیاة تامة، بها ینطق و یعقل و یسمع و یبصر و یقدر و یرید و یفعل ما یشاء و لا یعرف هذا إلّا بطریق الذوق و الکشف، و أیّد ذلک الإخبارات الإلهیة من أنّ الأعمال تأتی یوم القیمة صورا تخاطب صاحبها فتقول له عملک ثم یأتیه غیرها و تطرده و تناجیه. و من هذا القبیل نطق الأعضاء و الجوارح، انتهی ما فی الإنسان الکامل.

فائدة:

اختلف العلماء فی حیاته تعالی. فذهب الحکماء و أبو الحسین البصری من المعتزلة إلی أنها صحة العلم و القدرة. و قال الجمهور من الأشاعرة و من المعتزلة إنّها صفة توجب صحّة العلم و القدرة. و قال صاحب الإنسان الکامل إنّها هی وجوده لنفسه کما عرفت.
______________________________
(1) حیاته (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 725

الحیّز:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Space،area،surface،locus
[فی الفرنسیة]Espace،etendue،surface،lieu
بالفتح و کسر الیاء المثناة التحتانیّة المشدّدة و قد جاء بتخفیف الیاء و سکونها أیضا کما فی المنتخب هو فی اللغة الفراغ مطلقا، سواء کان مساویا لما یشغله أو زائدا علیه أو ناقصا عنه.
یقال زید فی حیّز وسیع یسعه جمع کثیر أو فی حیّز ضیّق لا یسعه هو بل بعض أعضائه خارج الحیّز کذا قیل. و فی أکثر کتب اللغة إنّه المکان. و فی اصطلاح الحکماء و المتکلّمین لا یتصوّر زیادة الشی‌ء علی حیّزه و لا زیادة حیّزه علیه. قال المولوی عصام الدین فی حاشیة شرح العقائد فی بیان الصفات السلبیة: الحیّز و المکان واحد عند من جعل المکان السطح أو البعد المجرّد المحقّق، و کذا عند المتکلّمین.
إلّا أنّه بمعنی البعد المتوهم. فما قال الشارح التفتازانی من أنّ الحیز أعمّ من المکان لأنّ الحیّز هو الفراغ المتوهّم الذی یشغله شی‌ء ممتد أو غیر ممتد. «1» فالجوهر الفرد متحیّز و لیس بمتمکّن لم نجده إلّا فی کلامه. و أمّا عباراتهم فتفصح عن اتحاد معنی الحیّز و المکان انتهی.
و یؤیده ما وقع فی شرح المواقف فی مباحث الکون و هو أنّ المتکلّمین اتفقوا فی أنّه إذا تحرّک جسم تحرّک الجواهر الظاهرة منه.
و اختلفوا فی الجواهر المتوسّطة. فقیل متحرّک و قیل لا. و کذلک الحال فی المستقر فی السفینة و هو نزاع لفظی یعود إلی تفسیر الحیّز. فإن فسّر بالبعد المفروض کان المستقر فی السفینة المتحرّکة متحرّکا، و کذا الجواهر المتوسطة لخروج کلّ منهما حینئذ من حیّز إلی حیّز آخر لأنّ حیز کل منهما بعض من الحیز للکل. و إن فسّر الحیّز بالجواهر المحیطة لم یکن الجوهر الوسطانی مفارقا لحیزه أصلا. و أمّا المستقر المذکور فإنّه یفارق بعضا من الجواهر المحیطة به دون بعض. و إن فسّر الحیّز بما اعتمد علیه ثقل الجوهر کما هو المتعارف عند العامة لم یکن المستقر مفارقا لمکانه أصلا انتهی. فإنّ هذا صریح فی أنّ الحیّز و المکان مترادفان لغة و اصطلاحا؛ فإنّ المعنی الأخیر لغوی للمکان، و الأول اصطلاح المتکلّمین علی ما صرّح بذلک شارح المواقف فی مبحث المکان. و قال شارح الإشارات إنّ المکان عند القائلین بالجزء غیر الحیّز لأنّ المکان عندهم قریب من مفهومه اللغوی و هو ما یعتمد علیه المتمکّن کالأرض للسریر. و أمّا الحیّز فهو عندهم الفراغ المتوهّم المشغول بالمتحیّز الذی لو لم یشغله لکان خلاء کداخل الکوز للماء. و أمّا عند الشیخ و الجمهور فهما واحد، و هو السطح الباطن من الجسم الحاوی المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوی. و قیل حاصله أنّ المکان عند المتکلمین قریب من معناه اللغوی، و معناه اللغوی ما یعتمد علیه المتمکن، فإنّ ضمیر هو راجع إلی المفهوم اللغوی بدلیل أنّ المکان عندهم بعد موهوم لا أمر موجود کالأرض للسریر، و أنّ الحیّز غیر المکان عندهم، فالحیّز هو الفراغ المتوهّم مع غیر اعتبار حصول الجسم فیه أو عدمه کما قال الشارح المرزبانی «2» و المکان هو الفراغ المتوهّم مع اعتبار حصول الجسم فیه، و الخلاء هو الفراغ المتوهّم الذی من شأنه أن یکون مشغولا بالمتحیّز انتهی. یعنی أنّ الخلاء هو الفراغ المتوهّم الذی من شأنه أن یکون مشغولا، و الآن خال عن الشاغل علی ما
______________________________
(1) أو غیر ممتد (- م، ع).
(2) هو محمد بن عمران بن موسی، أبو عبید اللّه المرزبانی. ولد ببغداد عام 297 ه/ 910 م. و توفی فیها عام 384 ه/ 994 م.
إخباری، مؤرخ ادیب. معتزلی الفکر. له کتب کثیرة و بعضها عجیب. الاعلام 6/ 319، الفهرست لابن الندیم 1/ 132، وفیات الاعیان 1/ 507، میزان الاعتدال 3/ 114، لسان المیزان 5/ 326، تاریخ بغداد 3/ 135.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 726
هو رأی المتکلّمین، و إلّا یصیر الخلاء مرادفا للحیز. و لذا قیل إنّ الخلاء عندهم أخصّ من الحیّز لأنّ الخلاء هو الفراغ الموهوم مع اعتبار أن لا یحصل فیه جسم و الحیّز هو الفراغ الموهوم من غیر اعتبار حصول الجسم فیه أو عدم حصوله. و المفهوم من کلام شارح هدایة الحکمة و محشیه العلمی أنّ الحیّز عند القائلین بأنّ المکان هو السطح أعمّ من المکان، فإنّ الحیّز عندهم ما به یمتاز الأجسام فی الإشارة الحسّیة فهو متناول أیضا للوضع الذی به یمتاز المحدد أعنی الفلک الأعظم من غیره فی الإشارة الحسّیة فهو متحیّز، و لیس فی المکان لأنّ المکان هو السطح الباطن المذکور. و لا یرد علی هذا التفسیر الهیولی و الصورة النوعیة إذ الأجساد و إن کانت تتمایز بهما لکن لا تتمایز بهما فی الإشارة الحسّیة إذ لا وضع لهما. إن قیل یلزم أن یکون لغیر المحدد حیزان إذ لهذه الأجسام وضع و مکان. قلت بالوضع و المکان یحصل التمایز بین الأجسام فی الإشارة الحسّیة، فالمجموع حیز واحد و المراد بالوضع هاهنا هو المقولة أو جزؤها.

فائدة:

قال الحکماء: کلّ جسم فله حیّز طبعی و لا یمکن أن یکون له حیزان طبعیان. قال العلمی فی حاشیة شرح هدایة الحکمة: المفهوم من کلام السیّد السّند فی حاشیة شرح حکمة العین أنّ الحیز الطبعی هو ما یکون لذات الجسم مدخل فیه سواء کان مستندا إلی جزئه أو نفس ذاته أو لازم ذاته، و المفهوم من بعض مؤلفاته أنّ المکان الطبعی هو ما یکون مستندا إلی الصورة النوعیة حیث أبطل استناد ذلک المکان إلی الجسمیة المشترکة لکون نسبتها إلی الأحیاز کلها علی السویة و کذا إلی الهیولی لکونها تابعة للجسمیة فی اقتضاء حیّزها علی الإطلاق، و کذا إلی أمر خارج لکون الفرض خلوه عن جمیع ما یمکن خلوه عنه من الأمور الخارجة فهو مستند إلی أمر داخل فیه مختصّ به و هو المراد بالطبعیة، و هذا المعنی أخصّ من الأول. و المراد بالطبعیة علی المعنی الأول الحقیقة. ثم المفهوم من کلام صاحب هدایة الحکمة هاهنا هو المعنی الأول، و من کلام شارحه هاهنا المعنی الثانی، و من کلام شارحه فی مبحث الشکل أنّ المراد من کون المکان طبعیا للجسم أنّ المکان من العوارض الذاتیة له لا من الأعراض الغریبة، حیث یقول و ما یعرض لشی‌ء بواسطة لیست مستندة إلی ذاته و لا لازمة له من حیث هو لا یکون عارضا له لذاته انتهی.
و یفهم من إشارات الشیخ أنّ المکان الطبعی للجسم ما یکون ملائما لذاته. و لا یخفی أنّه یمکن تطبیقه علی الأول و الثالث بل علی الثانی أیضا من تخصیص فی الملائمة، لکنه خلاف الظاهر. و بالجملة کلامهم فی هذا الباب لا یخلو عن الاضطراب انتهی ما ذکر العلمی.

فائدة:

قال الحکماء: المکان الطبعی للمرکّب مکان البسیط الغالب فیه فإنّه. یقهر ما عداه و یجذبه إلی حیّزه، فیکون الکلّ إذا خلّی و طبعه طالبا لذلک الحیّز. و إن تساوت البسائط کلّها فمکانه هو الذی اتّفق وجوده فیه لعدم أولویة الغیر و فیه نظر لأنّه إذا أخرج ذلک المرکّب عن ذلک المکان لم یعد إلیه طبعا بل یسکن أینما أخرج لعدم المرجّح، فلا یکون ذلک المکان طبعیّا له؛ و البسیطان المتساویان حجما و مقدارا قد یختلفان قوة فإنّه إذا أخذ مقداران متساویان من الأرض و النار فربما کان اقتضاء الأرضیة للمیل السافل أقوی من اقتضاء الناریة للمیل الصاعد أو بالعکس بل ربما کان الناقص مقدارا أقوی قوة. فالمعتبر هو التساوی فی القوة دون الحجم و المقدار.
و قد یفصّل و یقال إنّه إن ترکّب من بسیطین
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 727
فإن کان أحدهما غالبا قوة و کان هناک ما یحفظ الامتزاج فالمرکّب ینجذب بالطبع إلی مکان الغالب و إن تساویا فإمّا أن یکون کلّ منهما متمانعا «1» للآخر فی حرکته أولا؛ فإن لم یتمانعا افترقا و لم یجتمعا إلّا بقاسر، و إن تمانعا مثل أن تکون النار من تحت الأرض و الأرض من فوق فإمّا أن یکون بعد کل منهما عن حیّزه مساویا لبعد الآخر أولا، فعلی الأول یتعاوقان، فیحتبس المرکّب فی ذلک المکان لا سیما إذا کان فی الحدّ المشترک بین حیّزیهما. و علی الثانی ینجذب المرکّب إلی حیّز ما هو أقرب إلی حیّزه لأنّ الحرکات الطبعیة تشتدّ عند القرب من أحیازها و تفتر عند البعد. و إنّ ترکّب من ثلاثة فإن غلب أحدها حصل المرکّب لطبعه فی حیّز الغالب کما مرّ. و إن تساوت فإن کانت الثلاثة متجاورة کالأرض و الماء و الهواء حصل المرکّب فی حیّز العنصر الوسط کالماء. و إن کانت متباینة کالأرض و الماء و النار حصل المرکّب فی الوسط أیضا لتساوی الجذب من الجانبین و لأنّ الأرض و الماء یشترکان فی المیل إلی أسفل فهما یغلبان النار بهذا الاعتبار. و إن ترکّب من أربعة فإن کانت متساویة حصل المرکّب فی الوسط و إلّا ففی حیّز الغالب. هذا کلّه بالنظر إلی ما یقتضیه الترکیب إذا خلا عن مقتض آخر یمنع العناصر عن أفعالها، فإنّه یجوز أن یحصل للمرکّب صورة نوعیة تعیّن له مکان البسیط المغلوب و اللّه أعلم، کذا فی شرح المواقف.
و الحیّز عند المنجّمین عبارة عن أنّ کوکبا یوما یکون نهارا فوق الأرض، و کوکبا یکون ذات لیلة لیلا تحت الأرض، قال هذا فی الشجرة. «2»

الحیض:

[فی الانکلیزیة]Menstruation
[فی الفرنسیة]Menstruation،regles
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة فی اللغة خروج الدم. و فی الشرع هو دم ینفضه رحم امرأة بالغة لأداء بها و لم تبلغ الإیاس. فقولهم دم أی خروج دم حقیقی أو حکمی فیشتمل الطّهر المتخلّل بین الدمین. و خرج منه خروج ما لیس بدم کأن یکون الخارج أبیض. و قولهم ینفضه أی یخرجه إلی الفرج الخارج، فإنّه لو نزل الدم إلی فرج داخل لا یسمّی حیضا کما فی ظاهر الروایة.
و عن محمّد رحمه اللّه تعالی أنّه حیض و کذا النّفاس و بالأول یفتی. و لا یثبت الاستحاضة إلّا بالنزول إلی الخارج بلا خلاف. و قولهم رحم فخرج دم خارج من الأنف و الجراحات و الحامل فإنّه لیس من الرحم لانسداد فمه إذا حبلت، و کذا غیره من دم الاستحاضة سواء کان من الکبیرة أو الصغیرة لأنّه دم عرق بالاتفاق. و ما قال الحکیم إنّه من الرحم فلم یعتبر الشارع، و کذا مخرج لدم الدّبر. و قید البالغة یخرج الخنثی الذی خرج الدم من رحمه و المنی من ذکره فإنّه فی حکم الذکر.
و قید لأداء بها یخرج النفاس لأنه علّة، و لذا اعتبر تبرّعاتها من الثلاث. و قید لم یبلغ الإیاس یخرج دم الآیسة و هی المرأة التی بلغت خمسین سنة علی المختار فی زماننا، و قیل خمسا و خمسین سنة.
فلو رأت تلک المرأة دما لا یکون حیضا علی المختار، کذا فی جامع الرموز و فتح القدیر. هذا التعریف بناء علی أنّ مسمّی الحیض خبث. أمّا إن کان مسمّاه الحدث الکائن عن الدم المحرّم للتلاوة و المسّ و نحو ذلک فتعریفه مانعة شرعیة بسبب الدم المذکور عمّا اشترط فیه الطهارة و عن الصوم و المسجد و القربان.
______________________________
(1) ممانعا (م، ع).
(2) و حیز نزد منجمان عبارتست از آنکه کوکب روزی بروز بالای زمین باشد و کوکبی شبی بشب زیر زمین باشد این در شجره گفته.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 728

الحین:

[فی الانکلیزیة]Time،moment،duration
[فی الفرنسیة]Temps،moment،dllree
بالکسر و سکون المثناة التحتانیة الدّهر و المدة أو وقت مبهم سنة أو أکثر، أو معیّن شهران أو ستة أشهر أو سنتان أو سبع سنین أو أربعون سنة کما فی القاموس. و فی العرف یطلق هو کلفظ الزمان علی ستة أشهر سواء استعمل منکرا أو معرفا کذا فی جامع الرموز فی کتاب الإیمان. و فی البرجندی هو و الزمان فی أصل اللغة یقعان علی القلیل و الکثیر، لکن العرف خصصهما بستة أشهر. و الحین عند النحاة هو المفعول فیه. و فی شرح الوقایة فی کتاب الإیمان المصدر قد یقع حینا نحو آتیک خفوق النجم أی وقت خفوقه انتهی.
الحینیّة الممکنة عند المنطقیین قضیة موجّهة بسیطة غیر معتبرة عندهم کالحینیة المطلقة و هی التی حکم فیها بسلب الضرورة بحسب الوصف من الجانب المخالف للحکم کقولنا:
کلّ من به ذات الجنب ممکن أن یسعل فی بعض أوقات کونه مجنوبا، و هی نقیض المشروطة العامة. کما أنّ الحینیة المطلقة نقیض العرفیة العامة و هی التی حکم فیها بالثبوت أو السلب بالفعل فی بعض أوقات وصف الموضوع کقولنا: کلّ من به ذات الجنب یسعل بالفعل فی بعض أوقات کونه مجنوبا، هکذا ذکر فی کتب المنطق فی بیان التناقض بین الموجّهات.

الحیوان:

[فی الانکلیزیة]Animal
[فی الفرنسیة]Animal
بثلاث فتحات متوالیات فی الأصل مصدر حیی، و القیاس حییان، قلبت الیاء الثانیة واوا ثم سمّی ما فیه حیاة حیوانا کذا فی الکشاف.
و عرّف بأنّه جسم نام حساس متحرّک بالإرادة.
فالجسم جنس. و النامی فصل یخرج الأجسام الغیر النامیة کالحجر و نحوه من المعادن.
و الحسّاس فصل یخرج الجسم النامی الذی لا حسّ له کالشجرة و نحوه من النباتات. و المتحرّک بالإرادة مساو للحساس فلا بدّ أن یکون أحدهما ذاتیّا و الآخر عرضیا لامتناع الترکّب من أمور متساویة. و لما لم یعلم أنّ أیّهما ذاتی ذکرا معا. هکذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح المواقف فی مقصد تقسیم أجزاء الماهیة.
و عرّف أیضا بأنّه مرکّب تام متحقّق الحسّ و الإرادة. و قیّد التحقق دفعا لما قیل من أنّ للنخلة إحساسا کما یجی‌ء فی لفظ النبات.
و عرّف أیضا بأنّه ما یختصّ بالنفس الحیوانیّة و ما سوی الإنسان من الحیوانات یسمّی بالحیوان الأعجم. و فی بعض الحواشی المعلقة علی شرح الملخّص من أنّ الحیوان ماله تنفس نسیمی، و منه ماله بدل التنفس النسیمی تنشّق مائی، فهو یقبل الماء ثم یردّه، و لا یعیش بدون ذلک کالحیتان. و منه ما لا تنفّس له و لا استنشاق من الحلازین.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 729

حرف الخاء (خ)

خاتم:

[فی الانکلیزیة]Man arrived to the perfection
[فی الفرنسیة]Homme pervenu a la perfection
فی اصطلاح الصّوفیة عبارة عن شخص اجتاز المقامات و وصل لنهایة الکمال، کذا فی لطائف اللغات «1».

خادم العلوم:

[فی الانکلیزیة]Servant of Sciences)logic(
-[فی الفرنسیة]Servante des sciences)la logique(
هو المنطق و قد سبق فی المقدمة.

الخارج:

[فی الانکلیزیة]Exterior،outside،quotient
[فی الفرنسیة]Exterieur،dehors،quotient
هو یطلق علی معان. منها مقابل ذی الید. و ذو الید هو المتصرّف فی الشی‌ء بحیث ینتفع به من عینه. فالخارج هو الخارج عن التصرّف، و غیر ذی الید هکذا یستفاد من جامع الرموز فی کتاب الدعوی، و بهذا المعنی یستعمل فی عرف الفقهاء کثیرا. و منها ما یخرج عن قسمة عدد علی عدد و هو مصطلح المحاسبین و یجی‌ء فی لفظ القسمة. و منها ما لیس بجزء الماهیة و لا نفسها و یسمّی عرضیا أیضا، و یقابله الذاتی. و یعرف الذاتی بما لیس بخارج عن الشی‌ء حتی یشتمل ما هو جزء الشی‌ء و ما هو عین الشی‌ء، فیدخل الجنس و الفصل و النوع، بخلاف ما قیل إنّه ما دخل فی الشی‌ء، فإنّه لا یشتمل النوع. و منها مقابل الذهن کما یجی‌ء.
و منها الخارج عن التعقّل و یسمّی بالواقع. و هذا هو المراد بالخارج الذی یدور علیه الصدق و الکذب، إذ لو أرید به الخارج المقابل للذهن لم یشتمل الصادق و الکاذب الذهنیین، صرّح بهذا صاحب الأطول فی مبحث صدق الخبر.
و منها الحسّ کما یجی‌ء فی لفظ الماهیة. و منها ما هو مصطلح أهل الرّمل و یجی‌ء فی لفظ الشکل. و منها ما هو مصطلح أهل الهیئة و یسمّی بالخارج المرکز و هو فلک جزئی شامل للأرض، مرکزه خارج عن مرکز العالم، محدّب سطحیه یماسّ بمحدّب سطحی الفلک الآخر الذی هو داخل فی تحته علی نقطة مشترکة بینهما مسمّاة بالأوج، و مقعّر سطحیه یماسّ بمقعّر سطحی ذلک الفلک الآخر علی نقطة مقابلة للنقطة الأولی مسمّاة بالحضیض. فالفلک جنس یشتمل جمیع الأفلاک. و الجزئی فصل یخرج فلک الکلّی و الشامل للأرض یخرج فلک التدویر. و قولنا مرکزه خارج عن مرکز العالم احتراز عن الموافق المرکّز مثل المائل و الجوزهر، و القید الأخیر لیس للاحتراز، إذ لا یوجد فلک خارج المرکز لا یماسّ محدّب سطحیه بمقعّر سطحی الفلک الذی هو فی تحته و لا یماسّ مقعّر سطحیه بمقعّر سطحیه، بل لدفع توهّم من یتوهّم ذلک الوهم و لتحقیق شکله و هیئته. ثم الأفلاک الخارجة المراکز التی لغیر الشمس و غیر الخارج الأول لعطارد و هی الأفلاک التی فیها مراکز التداویر تسمّی بالحوامل
______________________________
(1) در اصطلاح صوفیه عبارت است از کسی که قطع کرده باشد مقامات را و رسیده بود بنهایت کمال کذا فی لطائف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 730
أیضا لحملها مراکز التداویر «1». و أمّا الخارج الأول لعطارد فیسمّی بالمدیر، هذا هو المطابق بشرحی الملخّص للقاضی و للسیّد السّند. و قیل الفلک الذی یکون التدویر فیه یسمّی فی الاصطلاح حامل التدویر لا خارج المرکز «2».
قال عبد العلی البرجندی الظاهر أنّ منطقة الخارج المرکّز قد سمّاها القدماء أولا بالحامل لحملها مراکز التداویر، ثم المتأخرون سمّوا خارج المرکز بالحامل لأنّ علیه دائرة مسمّاة بالحامل انتهی.
اعلم أنّهم قسموا الأفلاک الخارجة المراکز و التداویر کل واحد منها أربعة أقسام مختلفة فی العظم و الصغر، و سمّوا کل قسم نطاقا قد سبق فی لفظ التدویر.

الخارجی:

[فی الانکلیزیة]Extraneous،Kharijite
[فی الفرنسیة]Externe،Kharejite
بیاء النسبة یطلق علی معان. منها من کان معتقدا لمذهب الخوارج و تسمّی بالخارجیة، و هم فرقة من کبار الفرق الإسلامیة و هم سبع:
المحکّمیة و البیهشیة و الأزارقیة و النّجدات و الصفریة و الإباضیة و العجاردة، و تفسیر کلّ فی موضعه. و منها مقابل الذهنی و یجی‌ء فی لفظ الوجود. و منها القضیة التی یکون الحکم فیها علی الأفراد الخارجیة فقط، و ربما یزاد التاء و قد سبق فی لفظ الحقیقی.

الخارق:

[فی الانکلیزیة]Marvellous،supernatural،Fantastic
[فی الفرنسیة]Merveilleux،prodigieux،miraculeux
فی عرف العلماء هو الأمر الذی یخرق بسبب ظهوره العادة، و هو علی الصحیح ینقسم باعتبار ظهوره إلی ستة أقسام. لأنّ الخارق إمّا ظهر عن «3» المسلم أو الکافر، و الأول إمّا أن لا یکون مقرونا بکمال العرفان و هو المعونة أو یکون، و حینئذ إمّا مقرون بدعوی النبوّة و هو المعجزة أولا، و حینئذ لا یخلو إمّا أن یکون ظاهرا من النبی قبل دعواه و هو الإرهاص أولا، و هو الکرامة. و الثانی أعنی الظاهر علی ید الکافر إمّا أن یکون موافقا لدعواه و هو الاستدراج أولا، و هو الإهانة. و منهم من ربّع القسم و أدخل الإرهاص فی الکرامة، فإنّ مرتبة الأنبیاء لا تکون أدنی من مرتبة الأولیاء، و أدخل الاستدراج فی الإهانة فإنّ معنی الاستدراج هو أن یقرّبه الشیطان إلی فساد علی التدریج حتی یفعله سواء وافق ذلک غرض مرتکبه أو لم یوافق، و عاقبة ذلک حسرة و ندامة، فقد آل الأمر إلی الإهانة.
و السّحر لیس من الخوارق لأنّ معنی ظهور الخارق هو أن یظهر أمر لم یعهد ظهور مثله عن مثله، و هاهنا لیس کذلک لأنّ کلّ من باشر الأسباب المختصّة به ترتّب ذلک بطریق جری العادة. ألا تری أنّ شفاء المرضی بالدّعاء خارق و بالأدویة الطبیة غیر خارق، و کذلک الطّلسم و الشّعبدة، و هذا هو الحق. و قیل الحق أنّ السّحر قد یکون من الخوارق فإنّه ربّما یحتاج إلی شرائط لیست مقدورة للبشر کالوقت و المکان و نحوهما. و فیه أنّه لا یشترط فی عدم کون الفعل من الخوارق أن یکون جمیع شرائطه مقدورة بل یکفیه أن یکون بعد مباشرة الأسباب سواء کانت مقدورة أولا. و لأنّه یلزم کون حرکة البطش أیضا من الخوارق لتوقّفه علی سلامة الأعصاب و العضلات و صحّة البدن التی لیست مقدورة للبشر، هکذا یستفاد من شرح العقائد النسفیة فی بیان کرامات الأولیاء. و قیل إطلاق
______________________________
(1) التدویر (م).
(2) المراکز (م).
(3) إما أن یظهر عن (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 731
الخارق علی السّحر علی سبیل المجاز.
و قال الإمام الرازی فی التفسیر الکبیر فی سورة الکهف: إذا ظهر فعل خارق للعادة علی ید إنسان فذلک إمّا أن یکون مقرونا بالدعوی أولا. أمّا القسم الأول فتلک الدعوی إمّا أن تکون دعوی الإلهیة أو دعوی النبوّة أو دعوی الولایة أو دعوی السّحر و طاعة الشیاطین، فهذه أربعة. الأول ادّعاء الإلهیة و یسمّی هذا الخارق الذی یظهر من المتألّه بالابتلاء کما فی الشمائل المحمدیة. و جوّز أصحابنا ظهور الخارق علی یده من غیر معارضة، کما نقل عن فرعون من ظهور الخوارق علی یده، و کما نقل ذلک عن الدّجّال. و إنما جاء ذلک لأنّ شکله و خلقته تدلّ علی کذبه، و ظهور الخوارق علی یده لا یفضی إلی التلبیس. و الثانی ادّعاء النبوّة، و هذا علی ضربین لأنه إمّا أن یکون المدّعی صادقا أو کاذبا. فإن کان صادقا وجب ظهور الخوارق علی یده، و هذا متفق علیه بین کل من أقرّ بصحة نبوة الأنبیاء و إن کان کاذبا لم یجز ظهور الخوارق علی یده. و بتقدیر أن یظهر وجب حصول المعارضة. و أما الثالث و هو ادعاء الولایة فالقائلون بکرامات الأولیاء اختلفوا فی انه هل یجوز ادّعاء الکرامة، ثم إنّها تحصل علی وفق دعواه أم لا. و أما الرابع و هو ادّعاء السحر و طاعة الشیاطین فعند أصحابنا یجوز ظهور الخوارق علی یده، و عند المعتزلة لا یجوز.
أمّا القسم الثانی و هو أن تظهر الخوارق علی ید إنسان من غیر شی‌ء من الدعاوی فذلک الإنسان إمّا أن یکون صالحا مرضیا عند اللّه أو یکون خبیثا مذنبا. فالأول هو القول بکرامات الأولیاء. و قد اتفق أصحابنا علی جوازه و أنکرتها المعتزلة إلّا أبا الحسین «1» البصری و صاحبه محمود الخوارزمی. و أمّا الثانی و هو أن تظهر الخوارق علی ید بعض من کان مردودا عن طاعة اللّه تعالی فیجوز أیضا، و هذا هو المسمّی بالاستدراج. ثم قال اعلم أنّ من أراد شیئا فأعطاه اللّه تعالی مراده لم یدل ذلک علی کونه وجیها عنده تعالی، سواء کانت تلک العطیة علی وفق العادة أو علی خلافها، بل قد یکون ذلک إکراما للعبد و قد یکون استدراجا. و معنی الاستدراج أن یعطیه اللّه کلّ ما أراد «2» فی الدنیا لیزداد غیّه و ضلاله و جهله و عناده، فیزداد کلّ یوم بعدا من اللّه، و ذلک لما تقرّر فی العلوم العقلیة أنّ تکرّر الأفعال سبب لحصول الملکة الراسخة، فإذا مال قلب العبد إلی الدنیا ثم أعطاه اللّه مراده «3» فحینئذ یصل إلی المطلب و یزید حصول اللذة و المیل، و زیادته توجب زیادة السعی، و لا یزال تتقوی کل من هاتین الحالتین درجة فدرجة إلی أن تتکامل و تحصل غایة البعد. فصاحب الاستدراج یستأنس بذلک و یظن أنّه إنّما وجد تلک الکرامة لأنّه کان مستحقّا لها فحینئذ یستحقر غیره و ینکر علیه و یحصل له أمر من مکر اللّه و غفلة، فإذا ظهر شی‌ء من هذه الأحوال علی صاحب الکرامة دلّ ذلک علی أنها استدراج، فإنّ صاحب الکرامة لا یستأنس بها بل یصیر خوفه من اللّه أشدّ و حذره من قهره أقوی، و إن کان بحسب الواقع کرامة له. و لذا قال المحقّقون أکثر الانقطاع من حضرة اللّه تعالی إنّما وقع فی مقام الکرامات، فلا جرم تری المحقّقین یخافون من الکرامات کما یخافون من أشدّ البلایا، و هذا هو الفرق بین الکرامة و الاستدراج.
اعلم أنّ للاستدراج أسماء کثیرة فی
______________________________
(1) هو محمد بن علی بن الطیب البصری، المتکلم علی مذهب المعتزلة. توفی سنة 436 فی بغداد. وفیات الأعیان 4/ 271.
(2) طلبه (م، ع).
(3) مقصوده (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 732
القرآن، أحدها الاستدراج. قال سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ «1». و ثانیها المکر وَ مَکَرُوا وَ مَکَرَ اللَّهُ «2». و ثالثها الکید إِنَّ کَیْدِی مَتِینٌ «3». و رابعها الخدع یُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ «4». و خامسها الإملاء إِنَّما نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدادُوا إِثْماً «5». و سادسها الإهلاک حَتَّی إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً «6» انتهی.

الخاص:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Particular
[فی الفرنسیة]Particulier
هو عند الأصولیین ما تعرفه بعد هذا.
و عند المنطقیین یطلق بالاشتراک اللفظی علی معان. منها ما سیعرف بعد هذا و منها الخاصة فی میزان المنطق کلّ واحد من العرض اللازم و المفارق إن اختصّ بأفراد حقیقة واحدة فهو خاص. و فی شرحه بدیع المیزان الماشی بالنسبة إلی الإنسان خاص إضافی للإنسان انتهی. إلّا أنّ إطلاق لفظ الخاصة هاهنا أشهر، یقال الضاحک خاصّة الإنسان و الماشی خاصة له و نحو ذلک. فعلی هذا التاء فی لفظ الخاصة لیست للتأنیث بل للنقل من الوصفیة إلی الاسمیة کما فی لفظ الحقیقة. ثم لفظ الخاصة عند المنطقیین یطلق بالاشتراک اللفظی کما وقع فی الشفاء علی المعنیین. الأول ما یختصّ بالشی‌ء بالقیاس إلی کلّ ما یغایره کالضاحک بالقیاس إلی الإنسان، و یسمّی خاصّة مطلقة، و هی التی عدّت من الکلّیات الخمس و یقابلها العرض العام، و رسمت بأنّها المقولة علی ما تحت طبیعة واحدة فقط قولا عرضیا. و المراد بالطبیعة الحقیقة، و فی اختیارها علی لفظ الماهیة حیث لم یقل علی ما تحت ماهیة واحدة، إشارة إلی أنّ الخاصة و کذا العرض العام المقابل له لا تکون للماهیة المعدومة، إذ المعدوم مسلوب فی نفسه فکیف یتّصف بشی‌ء. و المراد بالحقیقة أعمّ من النوعیة و الجنسیة فتشتمل خواص الأجناس أیضا.
و لا بد من اعتبار قید الحیثیة لأنّ خواص الأجناس أعراض الماهیة بالقیاس إلی أنواعها.
و ما فی قولنا ما تحت طبیعة یراد به جنس الأفراد فیشتمل المختصّ بفرد واحد سواء کان له حقیقة کخواص الأشخاص التی لها ماهیة کلیة أولا، کخواصه تعالی و خواص التشخصات. و لما کان غرض المنطقی لم یتعلّق بمثل هذه الخواص لأنّه لا یبحث عن أحوال الجزئیات أخرجها البعض من تعریف الخاصة، فقال هی المقولة علی أفراد طبیعة واحدة فقط قولا عرضیا. و أراد بالأفراد ما فوق الواحد لا جمیع الأفراد، فیدخل فی التعریف الخاصّة الشاملة و غیر الشاملة. و قید فقط لإخراج العرض العام، و القید الأخیر لإخراج النوع و الفصل القریب. و بکلّ واحد من القیدین خرج الجنس و الفصل البعید.
و قال الشیخ فی الشفاء الخاصّة المعتبرة أی التی هی إحدی الکلیّات الخمس هی المقولة علی أشخاص نوع واحد فی جواب أی شی‌ء هو لا بالذات سواء کان نوعا أخیرا أولا. و لا یبعد أن یعنی أحد بالخاصّة کل عارض لأیّ کلّی کان و لو جنسا أعلی، و یکون ذلک حسنا جدا، لکن التعارف جری فی إیراد الخاصة علی أنّها خاصة للنوع و للفصل. و الثانی ما یخصّ الشی‌ء بالقیاس إلی بعض ما یغایره و یسمّی
______________________________
(1) الأعراف/ 182.
(2) آل عمران/ 54.
(3) الأعراف/ 183.
(4) النساء/ 142.
(5) آل عمران/ 178.
(6) الأنعام/ 44.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 733
خاصة إضافیة و غیر مطلقة، فهی ما یکون موجودة فی غیر ذلک الشی‌ء أیضا کالمشی بالنسبة إلی الإنسان. هذا کله خلاصة ما فی شرح المطالع و شرح الشمسیة و حواشیهما.
و بقی هاهنا شی‌ء و هو أنّه لا یعلم بین العرض العام و الخاصة الإضافیة فرق و لا محذور فی ذلک. قال فی الحاشیة الجلالیة:
الخاصة التی هی إحدی أقسام الکلّیات الخمس هی الخاصة المطلقة، و أمّا إذا جعلت أعمّ من المطلقة و الإضافیة کما ذهب إلیه بعض المتأخرین فیکون الماشی بالنسبة إلی الإنسان خاصا و عرضا عاما معا فیتداخل بعض أقسام الکلّی فی بعض، فلا تکون القسمة حقیقیة بل اعتباریة انتهی.

التقسیم:

الخاصّة المطلقة إمّا بسیطة أو مرکّبة لأنّ اختصاصها بالحقیقة أمّا لأجل الترکیب أولا.
و الثانی البسیطة کالضحک للإنسان و الأول المرکّبة، و لا بد أن یلتئم من أمور کلّ واحد منها لا یکون مختصا بالمعروض و یکون مجموعها مختصا به مساویا له أو أخصّ منه کقولنا بادی البشرة مستقیم القامة عریض الأظفار بالنسبة إلی الإنسان. و أیضا کلّ من الخاصة المطلقة و العرض العام ثلاثة أقسام لأنّه قد یکون شاملا لجمیع أفراد المعروض، و هو إمّا لازم کالضاحک بالقوة للإنسان و الماشی بالقوة، و إمّا مفارق کالضاحک و الماشی بالفعل له، و قد یکون غیر شامل کالکاتب بالفعل للإنسان و الأبیض بالفعل له. و جماعة خصّوا اسم الخاصّة المطلقة بالشاملة اللازمة، و حینئذ تجب تسمیة القسمین الآخرین أی الخاصّة الشاملة المفارقة و غیر الشاملة بالعرض العام لئلّا یبطل التقسیم المخمّس، أی تقسیم الکلّیات إلی خمس. و نسبه الشیخ فی الشفاء إلی الاضطراب لأنّ الکلّی إنّما یکون خاصّة لصدقه علی أفراد حقیقة واحدة سواء وجد فی کلّها أو بعضها، دام أو لم یدم. و العام موضوع بإزاء الخاصّ فهو إنّما یکون عامّا إذا کان صادقا علی حقیقة و غیرها، فلا اعتبار فی ذلک التخصیص لجهة العموم و الخصوص، بل إنّما هو مجرّد اصطلاح.

فائدة:

المعتبر عند جمهور المتأخرین فی التعریفات الخاصّة المطلقة المساویة. و عند المحققین لا فرق بین الأقسام فی الاعتبار فی التعریفات. ثم الخاصة عند أهل الهیئة تطلق بالاشتراک علی أربعة معان. الأول الخاصّة الوسطیة بمعنی قوس معیّنة من منطقة التدویر.
و الثانی الخاصة الوسطیة بمعنی الحرکة فی تلک القوس. و الثالث الخاصّة المرئیة بمعنی قوس أخری معینة من منطقة التدویر. و الرابع الخاصّة المرئیة بمعنی الحرکة فی تلک القوس. فالخاصّة الوسطیة بمعنی القوس هی قوس من منطقة التدویر بین الذروة الوسطیة و بین مرکز جرم الکوکب علی توالی حرکة التدویر موافقا لتوالی حرکة البروج کما فی المتحیرة، أو مخالفا له کما فی القمر. و هذا علی قیاس ما قیل فی النطاقات. و الخاصّة المرئیة بمعنی القوس هی قوس من منطقة التدویر بین الذروة المرئیة و مرکز جرم الکوکب علی توالی حرکة التدویر و یسمّی بالخاصّة المعدلة أیضا لأنّها تحصل بزیادة تعدیل الخاصّة علی الخاصّة الوسطیة إذا کان مرکز التدویر هابطا أو بنقصانه عن الخاصة الوسطیة إذا کان مرکز التدویر صاعدا.
اعلم أنّ الخاصّة الوسطیة لا تختلف فی الأزمنة المساویة و المرئیة تختلف، هکذا یستفاد ممّا ذکره عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة و غیره. و معنی کلّ من الذروة الوسطیة و المرئیة و تعدیل الخاصة یجی‌ء فی موضعه، و خاصة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 734
الشمس مرکزه کما سیجی‌ء. و الحرکة الخاصّة هی حرکة التدویر کما مرّ. و ذو الخاصیة عند الأطباء هو الدواء الذی یکون تأثیره بصورته فقط موافقا للطبیعة بأن لا یکون مفسدا للحیاة و یجی‌ء فی لفظ الغذاء.

الخاصیّة:

[فی الانکلیزیة]Characteristic،property
[فی الفرنسیة]Caracteristique،propriete
بإلحاق الیاء تستعمل فی الموضع الذی یکون السبب فیه مخفیا کقول الأطباء هذا الدواء یعمل بالخاصیة. فقد عبّروا بها عن السبب المجهول للأثر المعلوم بخلاف الخاصة، فإنّها فی العرف تطلق علی الأثر أعمّ من أن یکون سبب وجوده معلوما أو مجهولا. یقال ما خاصّة ذلک الشی‌ء أی ما أثره الناشئ منه. و الخواص اسم جمع الخاصّة لا جمع الخاصّیة لأنّ جمعها خاصیات. و مطلق الخاصة «1» إمّا أن یکون لها تعلّق بالاستدلال أو لا یکون، و علی التقدیرین إمّا أن تکون هی لازمة لذلک الترکیب لما هو هو أو تکون کاللازمة له، و الأول هو الخواص الاستدلالیة اللازمة لما هو هو کعکوس القضایا و نتائج الأقیسة. و الثانی هو الخواص الاستدلالیة الجاریة مجری اللازم کلوازم التمثیلات و الاستقراءات من التراکیب لا بمجرد الوضع و المزایا. و الکیفیات عبارة عن الخصوصیات المفیدة لتلک الخواص.
و أرباب البلاغة یعبّرون عن لطائف علم المعانی بالخاصّة الجامعة لها، و عن لطائف علم البیان بالمزیة و خواص التراکیب کالخواص التی یفیدها الخبر المستعمل فی معنی الإنشاء و بالعکس مجازا فإنّه لا بد فی بیانها من بیان المعانی المجازیة التی تترتّب علیها تلک الخواص. و أمّا المتولّدات من أبواب الطلب فلیست من جنس الخواص بل هی معان جزئیة و الخواص وراءها، و ذلک أنّ الاستفهام مثلا یتولّد منه الاستبطاء و هو معنی مجازی له و یلزمه الطلب، و هو خاصّة «2» یقصدها البلیغ فی مقام یقتضیه. و قس علی هذا سائر المتولّدات.
و حقیقة المزیة المذکورة فی کتب البلاغة هی خصوصیة لها فضل علی سائر الخصوصیات من جنسها، سواء کانت تلک الخصوصیة فی ترتیب معانی النحو المعبّر عنه بالنظم أو فی دلالة المعانی الأول علی المعانی الثوانی، فهی متنوّعة إلی نوعین: أحدهما ما فی النظم و حقّه أن یبحث عنه فی علم المعانی. و ثانیها ما فی الدلالة و حقّه أن یبحث عنه فی علم البیان، و الفرق بین الخواص و المزایا التی تتعلّق بعلم المعانی هو أنّ تلک المزایا تثبت فی نظم التراکیب، فتترتّب علیها خواصها المعتبرة عند البلغاء. فالمزایا المذکورة منشأ لتلک الخواص، و کذا المزایا التی تتعلّق بعلم البیان فإنّها تثبت فی دلالة المعانی الثوانی، فتترتّب علیها الخواص المقصودة بتلک الدلالة، و هی الأغراض المترتّبة علی المجاز المرسل و الاستعارة و الکنایة کذا فی کلیات «3» أبی البقاء «4».

الخال:

[فی الانکلیزیة]Uncle،mole،beauty spot،being،existence
[فی الفرنسیة]Oncle maternel،grain de beaute،etre،existence
هو شقیق الأم، و علامة سوداء علی الوجه، أو مکان فی البدن بمقدار حبّة السّمسم.
______________________________
(1) الخاصیة (م، ع).
(2) خاصیة (م، ع).
(3) کلیات أبی البقاء: أو کلیات العلوم فی اللغة للقاضی أیوب بن موسی، أبی البقاء الحسینی الکفوی الحنفی (- 1094 ه).
کشف الظنون، ج 4. ص 380. معجم المطبوعات العربیة و المعرّبة، 294.
(4) هو أیوب بن موسی الحسینی القریمی الکفوی، أبو البقاء. توفی فی استانبول عام 1094 ه/ 1683 م. من قضاة الأحناف.
له عدّة مؤلفات. الأعلام 2/ 38، هدیة العارفین 229، إیضاح المکنون 2/ 380.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 735
و هو فی اصطلاح السّالکین إشارة لنقطة الوحدة من حیث الخفاء الذی هو المبدأ و المنتهی للکثرة، منه بدأ و إلیه یرجع الأمر کلّه، لأنّ الخال بسبب سواده یشبه الهویة الغیبیة التی تحتجب عن الإدراک و الشعور، و خفی بحیث لا یری اللّه إلّا اللّه، و لا یعرف اللّه إلا اللّه. و قال صاحب «طارقة» إنّ الخال عبارة عن ظلمة المعصیة التی توجد خلال أنوار الطاعة فمتی کان الخیر قلیلا یقولون: خال. و إذا کان لصاحب الوجه الجمیل قلیل من سوء الطّبع فذلک یسمّی أیضا خال، و یعدّ أیضا من دواعی الجمال و الحسن. و قال بندگی الشیخ جمال:
الخال عبارة عن نقطة الروح الإنسانیة، کذا فی کشف اللغات. و قیل: الخال عند الصوفیة هو ما یقولون له الوجود المحمّدی یعنی: وجود العالم کذا فی بعض الرسائل «1».

خالی السّیر «2»:

[فی الانکلیزیة]Conjunction،contact،communication
[فی الفرنسیة]Conjonction،contact،communication
هو نوع من الاتصال، کما سیذکر.

الخام:

[فی الانکلیزیة]Phlegm،residue،raw
[فی الفرنسیة]Glaire residu،cru
عند الأطباء یطلق علی بلغم طبیعی اختلفت أجزاؤه فی الرقة و الغلظة، و یطلق أیضا علی ما یرسب فی القارورة رقیق الأجزاء، غیر منتن. و قد یطلق علی شی‌ء فج غیر طبیخ، فهو خلاف المطبوخ کذا فی بحر الجواهر.

الخامسة:

[فی الانکلیزیة]The fifth
[فی الفرنسیة]Cinquieme
بالمیم عند المنجّمین هی سدس عشر الرابعة.

الخبب:

[فی الانکلیزیة]Khabab)a metre in prosody(،trot
[فی الفرنسیة]Khabab)metre en prosodie(،trot
بفتح الخاء و الباء الموحدة عند أهل العروض اسم بحر سمّی بالمخترع و رکض الخیل و المتقارب.

الخبث:

[فی الانکلیزیة]Malice،stain،wickedness
[فی الفرنسیة]Malice،souillure
بالضم و سکون الموحّدة هو النجاسة الحقیقیة کما أنّ الحدث هو النجاسة الحکمیة کما مرّ.

الخبر:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Information،news،predicate
[فی الفرنسیة]Information،nouvelle،attribut،predicat
بفتح الخاء و الباء الموحّدة هو عند بعض المحدّثین مرادف للحدیث. و قیل مباین له.
و قیل أعمّ من الحدیث مطلقا و قد سبق. و عند النحاة هو المجرّد المسند إلی المبتدأ و سیأتی فی لفظ المبتدأ. و خبر إنّ و أخواتها عندهم هو المسند من معمولها و علی هذا فقس خبر لا التی لنفی الجنس و خبر ما و لا المشبّهتین بلیس و خبر کان و أخواتها و غیر ذلک کما فی الکافی.
و قد أطلق لفظ الخبر عند أهل البیان و الأصولیین و المنطقیین و المتکلّمین و غیرهم علی الکلام التّام الغیر الإنشائی، فمن لم یثبت الکلام النفسی یطلقه علی الصیغة التی هی قسم
______________________________
(1) برادر مادر و نشان سیاه که بر رو یا بر عضو باشد مقدار دانه گنجد و در اصطلاح سالکان اشارت به نقطه وحدتست من حیث الخفاء که مبدأ و منتهای کثرت است منه بدأ و إلیه یرجع الامر کله چه خال به واسطه سیاهی مشابه هویت غیبیه است که از ادراک و شعور محتجب است و مخفی لا یری اللّه الا اللّه و لا یعرف اللّه الا اللّه. و صاحب طارقه فرموده است که خال عبارت از ظلمت معصیت است که میان انوار طاعت بود چون نیک اندک بود خال گویند و اگر خوب‌روئی را ذره بد خوئی بود آن را نیز خال گویند و سبب زینت شمرند. و بندکی شیخ جمال فرموده است که خال عبارت از مقطه روح انسانی است کذا فی کشف اللغات. و قیل خال نزد صوفیه وجود محمدی را گویند یعنی هستی عالم کذا فی بعض الرسائل.
(2) نوعیست از اتصال کما یذکر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 736
من الکلام اللفظی اللسانی لا غیر. و أمّا من أثبت الکلام النفسی فیطلقه علی الصیغة و علی المعنی الذی هو قسم من الکلام النفسی أیضا.
فعلی هذا الخبر هو الکلام المخبر به. و قد یقال بمعنی الإخبار أی الکشف و الإعلام کما فی قولهم الصدق هو الخبر عن الشی‌ء علی ما هو به صرّح بذلک فی المطول. و المفهوم من بعض کتب اللغة کالمنتخب أنّ هذین المعنیین لغویان، حیث ذکر فیه خبر بفتحتین: آگاهی، و سخن که بدان اعلان کنند- هو الاطّلاع، و الکلام الذی به یعلمون- و لا یبعد أن یکون ما ذکره العلماء تحقیقا للمعنی اللغوی فإنّهم کثیرا ما یحقّقون المفهومات اللغویة کتعریف الحکماء للحرارة و البرودة کما مرّ. و تفسیرهم للوجود و الإمکان و الامتناع و الوجوب و القدم و نحو ذلک. و یؤیّد ذلک ما قیل من أنّ العلماء اختلفوا فی تحدید الخبر، فقیل لا یحد لعسره، و قیل لأنّه ضروری، و قیل یحدّ. و اختلفوا فی تحدیده فقال القاضی و المعتزلة هو الکلام الذی یدخل فیه الصدق و الکذب. و اعترض علیه بأنّ الواو للجمع فیلزم الصدق و الکذب معا و ذلک محال.
و أیضا یرد کلام اللّه تعالی سواء أرید الاجتماع أو اکتفی بالاحتمال لأنّه لا یحتمل الکذب.
و أجیب بأنّ المراد دخوله لغة، أی لو قیل فیه صدق أو کذب لم یخطأ لغة، و کل خبر کذلک.
و إن امتنع صدق البعض أو کذبه عقلا، لکن یرد علیه أنّ الصدق لغة الخبر الموافق للمخبر به و الکذب خلافه، و هو الخبر المخالف للمخبر به، فبهذا عرّفهما أهل اللغة، فهما لا یعرفان إلّا بالخبر فتعریف الخبر بهما دور. و أمّا ما قیل فی جوابه أنّ ذلک إنّما یرد لو فسّر الصدق و الکذب بما ذکرتم. أمّا لو فسّرا بمطابقة النسبة الإیقاعیة و الانتزاعیة للواقع و عدم مطابقتها للواقع فلا دور أصلا فلا یجدی نفعا، إذ هذا إنّما یصحّ لو لم یعرفوا الخبر بما یدخله الصدق و الکذب لغة، فبعضهم عدل عن ذلک للزوم الدور فقال هو الکلام الذی یدخله التصدیق و التکذیب، و لا ینفعه إذ یرد علیه أنّهما الحکم بالصدق و الکذب. فما فعل إلّا أن أوسع «1» الدائرة. و قیل هو ما یحتمل الصدق و الکذب و بهذا عرّفه المنطقیون أیضا، و لا یلزم الدور و لا خروج کلام اللّه تعالی إذ المعتبر الاحتمال بالنظر إلی ماهیة مفهوم الخبر مع قطع النظر عمّا عداه. و مختار بعض المتأخرین أنّ الخبر هو ما ترکّب من أمرین حکم فیه بنسبة أحدهما إلی الآخر نسبة خارجیة یحسن السکوت علیها.
و إنّما قال أمرین دون کلمتین أو لفظین لیشتمل الخبر النفسی. و قال حکم فیه بنسبة لیخرج ما ترکّب من غیر نسبة. و قال یحسن السکوت علیها لیخرج المرکّبات التقییدیة. و قید النسبة بالخارجیة لیخرج الأمر و غیره لأنّ المراد بالخارجیة أن یکون لتلک النسبة أمر خارجی بحیث یحکم بصدقها إن طابقته و بکذبها إن خالفته، و لیس الأمر و نحوه کذلک. هکذا یستفاد من کشف البزدوی و العضدی و حواشیه و سیتضح ذلک غایة اتضاح فی لفظ الصدق، و لفظ القضیة.

فائدة:

لا شکّ أنّ قصد المخبر بخبره إفادة المخاطب. أمّا الحکم کقولک زید قائم لمن لا یعرف أنّه قائم أو کون المخبر عالما به أی بالحکم کقولک قد حفظت التوراة لمن حفظ التوراة. و یسمّی الأول أی الحکم من حیث إنّه یستفیده المخاطب من الخبر فائدة الخبر لا من حیث إنّه یفید المخاطب کما تشعر به عبارة البعض، لأنّ الفائدة لغة ما استفدته من علم أو
______________________________
(1) یوسع (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 737
غیره. و یسمّی الثانی أی کون المخبر عالما به لازم فائدة الخبر کذا فی الأطول فی بحث الإسناد.

فائدة:

اعلم أنّ الحذّاق من النحاة و أهل البیان و غیرهم قاطبة متّفقون علی انحصار الکلام فی الخبر و الإنشاء و أنّه لیس له قسم ثالث. و ادّعی قوم أنّ أقسام الکلام عشرة: نداء و مسألة و أمر و تشنّع «1» و تعجب و قسم و شرط و وضع و شک و استفهام. و قیل تسعة بإسقاط الاستفهام لدخوله فی المسألة. و قیل ثمانیة بإسقاط التشنع «2» لدخوله فیها. و قیل سبعة بإسقاط الشکّ لأنه من قسم الخبر. و قال الأخفش هی ستة: خبر و استخبار و أمر و نهی و نداء و تمنّ. و قال بعضهم خمسة: خبر و استخبار و أمر و تصریح طلب و نداء. و قال قوم أربعة خبر و استخبار و طلب و نداء. و قال کثیرون ثلاثة خبر و طلب و إنشاء.
قالوا لأنّ الکلام إمّا أن یحتمل التصدیق و التکذیب أو لا. الأول الخبر، و الثانی إن اقترن معناه بلفظه فهو الإنشاء و إن لم یقترن بلفظه بل تأخّر عنه فهو الطلب. و المحققون علی دخول الطلب فی الإنشاء و إنّ معنی اضرب مثلا و هو طلب الضرب مقترن بلفظه. و أمّا الضرب الذی یوجد بعد ذلک فهو متعلّق الطلب لا نفسه. و قال بعض من جعل الأقسام ثلاثة:
الکلام إن أفاد بالوضع طلبا فلا یخلوا إمّا أن یطلب ذکر الماهیة أو تحصیلها أو الکفّ عنها.
الأول الاستفهام و الثانی الأمر و الثالث النهی.
و إن لم یفد طلبا بالوضع فإن لم یحتمل الصدق و الکذب یسمّی تنبیها و إنشاء، لأنّک نبّهت به علی مقصودک و أنشأته أی ابتکرته من غیر أن یکون موجودا فی الخارج، سواء أفاد طلبا باللازم کالتمنّی و الترجّی و النداء و القسم أو لا کأنت طالق، و إن احتملهما من حیث هو فهو الخبر، کذا فی الإتقان و یجی‌ء ما یتعلّق بهذا فی لفظ المرکّب. و یسمّی ابن الحاجب فی مختصر الأصول غیر الخبر بالتنبیه و أدخل فیه الأمر و النهی و التمنّی و الترجّی و القسم و النداء و الاستفهام. قال المحقّق التفتازانی هذه التسمیة غیر متعارف.

فائدة:

صیغ العقود نحو بعت و اشتریت و طلّقت و أعتقت لا شکّ أنها فی اللغة إخبار، و فی الشرع تستعمل إخبارا أیضا. إنّما النزاع فیها إذا قصد بها حدوث الحکم و إیجاده، و قد اختلف فیها، و الصحیح أنها إنشاء لصدق حدّ الإنشاء علیها لأنّها لا تدل علی الحکم بنسبة خارجیة.
فإنّ بعت لا یدلّ علی بیع آخر غیر البیع الذی یقع به، و لا یوجد فیه احتمال الصدق و الکذب، إذ لو حکم علیه بأحدهما کان خطأ قطعا.
و تحقیقه یطلب من العضدی و حواشیه.

التقسیم:

یقسم الخبر إلی ما یعلم صدقه و إلی ما یعلم کذبه و إلی ما لا یعلم صدقه و لا کذبه.
القسم الأول و هو ما یعلم صدقه إما ضروری أو نظری. و الضروری إمّا ضروری بنفسه أی بنفس الخبر فإنّه هو الذی یفید العلم الضروری لمضمونه و هو المتواتر، و إمّا ضروری بغیره أی أستفید العلم الضروری لمضمونه من غیر الخبر و هو الموافق للعلم الضروری نحو الواحد نصف الاثنین. و النظری مثل خبر اللّه و خبر رسوله و خبر أهل الإجماع، و الخبر الموافق للنظر الصحیح فی القطعیات، فإنّ ذلک کله قد علم وقوع مضمونه بالنظر.
______________________________
(1) تشفع (م).
(2) التشفع (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 738
القسم الثانی و هو ما علم کذبه و هو کل خبر مخالف لما علم صدقه من الأقسام المذکورة.
القسم الثالث و هو ما لا یعلم صدقه و لا کذبه، فقد یظنّ صدقه کخبر العدل و قد یظنّ کذبه کخبر الکذوب، و قد لا یظن صدقه و لا کذبه کخبر مجهول الحال.
و قد خالف فی هذا التقسیم بعض الظاهریة «1»، فقال کلّ خبر لا یعلم صدقه فهو کذب قطعا و فساده ظاهر. و أیضا ینقسم إلی متواتر و آحاد. فالمتواتر خبر بلغت رواته مبلغا أحالت العادة توافقهم علی الکذب کما یجی‌ء فی محله. و الآحاد خبر لم ینته إلی هذه المرتبة. و فی شرح النخبة خبر الواحد فی اللغة ما یرویه شخص واحد. و فی اصطلاح المحدّثین خبر لم یجمع بشروط «2» التواتر فیه، و هو یشتمل المشهور و العزیز و الغریب و المقبول و المردود.
اعلم أنّ خبر الرسول صلّی اللّه علیه و سلم فی اصطلاح الأصولیین علی ثلاثة أقسام. الأول المتواتر و هو الخبر الذی رواه قوم لا یتوهّم توافقهم علی الکذب عادة، و یدوم هذا الحدّ من قرن الرسول صلّی اللّه علیه و آله و سلّم إلی یومنا هذا، فیکون آخره کأوله و أوله کآخره، و أوسطه کطرفیه. یعنی یستوی فیه جمیع الأزمنة من أول ما نشأ ذلک الخبر إلی آخر ما بلغ إلی الناقل الأخیر، کنقل القرآن و الصلاة الخمس، و أنه یوجب علم الیقین کالعیان علما ضروریا.
و الثانی المشهور و هو ما کان من الآحاد فی القرن الأول ثم انتشر حتی ینقله قوم لا یتوهم توافقهم علی الکذب، و هو القرن الثانی و من بعدهم، و أنه یوجب علم طمأنینة أی یرجّح جهة الصدق فهو دون المتواتر و فوق الواحد.
و الثالث الخبر الواحد و هو کل خبر یرویه الواحد أو الاثنان فصاعدا، و لا عبرة للعدد فیه بعد أن یکون دون المتواتر و المشهور و أنّه یوجب العمل دون العلم الیقین، هکذا فی نور الأنوار.
اعلم أنّ أهل العربیة اتفقوا علی أنّ الخبر محتمل للصدق و الکذب، و هذا الکلام أیضا یحتمل الصدق و الکذب و لا تفضی عنه إلّا بأن یقال إنّ هذا القول فرد من أفراد مطلق الخبر، فله اعتباران: أحدهما من حیث ذاته مع قطع النظر عن خصوصیة کونه خبرا جزئیا. و ثانیهما من حیث عروض هذا المفهوم له، فثبوت الاحتمال له بالاعتبار الثانی لا ینافی عدم لزوم الاحتمال بالاعتبار الأول کاللاتصوّر المتصوّر، و إذا عرفت هذا فاعرف أنّ الخبر هو الکلام الذی یقبل الصدق و الکذب لأجل ذاته أی لأجل حقیقته أی من حیث إنّ فیه إثبات شی‌ء لشی‌ء أو نفیه عنه من غیر نظر الی الخارج، و إلی خصوصیة الخبر نحو خبر اللّه تعالی، و إلی البرهان الذی یخصّه بالصدق و یرفع احتمال الکذب نحو العالم حادث و بالعکس «3» نحو العالم قدیم، و أیضا من غیر نظر إلی خصوص المادّة التی تعلّق بها الکلام کأن یکون من الأمور الضروریة التی لا یقبل إثباتها إلّا الصدق، و لا یقبل نفیها إلّا الکذب نحو اجتماع النقیضین باطل. ثم إنّ الخبر بالنظر لما یعرض له إمّا مقطوع بصدقه کالمعلوم ضرورة کالواحد
______________________________
(1) من المذاهب الفقهیة نسبة إلی الإمام أبی سلیمان داود بن علی بن خلف الأصبهانی المعروف بالظاهری. ولد عام 202 ه و توفی ببغداد 270 ه. و یقوم المذهب الظاهری علی العمل بظاهر الکتاب و السنة و الإجماع، و یرفض القیاس رفضا تاما.
و من أشهر فقهاء الظاهریة الإمام ابن حزم الأندلسی. وفیات الأعیان 2/ 255، تاریخ التشریع 266. المدخل إلی التشریع 164.
(2) یجتمع شروط (م، ع).
(3) العالم حادث و بالعکس (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 739
نصف الاثنین، أو استدلالا نحو العالم حادث و کخبر الصادق و هو اللّه تعالی و رسوله، و إمّا مقطوع بکذبه کالمعلوم خلافه ضرورة نحو و السماء أسفل و الأرض فوق، أو استدلالا نحو العالم القدیم. هکذا فی کلیات أبی البقاء.

الخبل:

[فی الانکلیزیة]Amputation،elision،suppression of a syllable
[فی الفرنسیة]Amputation des membres،elision،retranchement d'une syllabe
بالفتح و سکون الموحدة فی اللغة قطع الید و الرجل کما فی المنتخب. و عند أهل العروض هو الجمع بین الخبن و الطیّ کما فی بعض رسائل العروض العربی. و هکذا فی جامع الصنائع قال خبل جمع بین الخبن و الطّیّ فتصیر مستفعلن: فعلتن. أی أربع متحرّکات و ساکن واحد فی الآخر. و یقول فی المنتخب: الخبل:
ذهاب السین و الفاء من مستفعلن فی البحر البسیط «1».

الخبن:

[فی الانکلیزیة]Elision،suppression
[فی الفرنسیة]Elision،suppression
بالفتح و سکون الموحدة عند أهل العروض إسقاط الثانی الساکن من الجزء و ذلک الجزء یسمّی مخبونا، فحذف السین من مستفعلن مثلا یسمّی خبنا و الباقی بعده و هو متفعلن یسمّی مخبونا، و لعدم استعماله یوضع موضعه مفاعلن فیقال مفاعلن مخبون مستفعلن. هکذا یستفاد من عروض سیفی و عنوان الشرف. و فی بعض رسائل العروض العربی الخبن إسقاط الثانی الساکن إذا کان ثانی السبب، و القید الأخیر احتراز عن الساکن فی فاع لاتن فی المضارع فإنّه لا یجوز الخبن فیه، و لهذا اعتبر فاع وتدا مفروقا و کتب مفصولا.

الخبیث:

[فی الانکلیزیة]Illicit،wicked،bad
[فی الفرنسیة]Illicite،mauvais
بمعنی پلید. و فی شرح المصابیح «2» فی أول کتاب البیع الخبیث فی الأصل ما یکره لرداءته، و یستعمل للحرام من حیث کرهه الشارع. و استردأه کما یستعمل الطیب للحلال.
قال اللّه تعالی: وَ لا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِیثَ بِالطَّیِّبِ «3» أی الحرام بالحلال. و للردی‌ء من المال قال اللّه تعالی: وَ لا تَیَمَّمُوا الْخَبِیثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ «4» أی الردی‌ء من المال، فیشتمل الخبیث علی هذا المعنی للمکروه و لو تنزیها.

الختام:

[فی الانکلیزیة]Closing،epilogue،end
[فی الفرنسیة]Cloture،epilogue،fin
بالکسر و تخفیف المثناة الفوقانیة عند الصوفیة اسم مقام و قد سبق فی لفظ الإنسان.

الختن:

[فی الانکلیزیة]Incest،son in -law،relative of the wife
[فی الفرنسیة]Inceste،gendre،parent de lePouse
بفتح الخاء و المثناة الفوقانیة کل زوج ذات رحم محرم منه کزوج البنت و الأخت و العمة و نحوهن، و کذا محارم الأزواج لأنّ الکلّ یسمّی
______________________________
(1) خبل جمع میان خبن وطی است پس مستفعلن فعلتن گردد به چهار متحرک و یک ساکن در آخر. و در منتخب میگوید خبل رفتن سین و فا است از کلمة مستفعلن در بحر بسیط.
(2) مصابیح السنة: للإمام حسین بن مسعود الفراء البغوی الشافعی (- 516 ه). و علیه شروح کثیرة منها: شرح لشمس الدین محمد بن محمد الجزری (- 833 ه) و سمّاه «التوضیح فی شرح المصابیح»، و شرح لمظهر الدین الحسین بن محمود بن الحسن الزیدانی (- 727 ه) سمّاه «المفاتیح فی شرح «مل» المصابیح». و هناک بحسب کشف الظنون، ج 5، ص 1698- 1702. شرح مصابیح السنة للبغوی: لأبی الحسن محمد ابن محمد الخاورانی (- 571 ه) و سمّاه «التلویح فی شرح المصابیح». کشف الظنون، ج 2، ص 489.
(3) النساء/ 2.
(4) البقرة/ 267.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 740
ختنا. قیل هذا فی عرفهم. و فی عرفنا لا یتناول إلّا أزواج المحارم کذا فی الهدایة و الکافی.
و فی القاموس إنّه الصهر. و فی المغرب إنّه عند العرب کلّ من کان من قبل المرأة کالأخ و الأب. و عند العامة زوج البنت کذا فی جامع الرموز.

الخدر:

[فی الانکلیزیة]Numbness
[فی الفرنسیة]Engourdissement
بفتح الخاء و الدال المهملة، و المعنی ضعف الجسم، و فقدان حاسّة اللّمس «1». قال الشیخ هو علّة آلیة تحدث فی حس لمس بها آفة إمّا بطلانا أو نقصانا. و اعلم أنّ کثیرا من المتأخّرین یخصّون الخدر بنقصان الحسّ فقط.
و فی بعض أنواع الخدر یحس الإنسان فی العضو شبیها بحرکة النمل، کذا فی بحر الجواهر.

الخدش:

[فی الانکلیزیة]Scratch
[فی الفرنسیة]Egratignure
بالفتح و سکون الدال المهملة فی اللغة خراشیدن. و عند الأطباء هو تفرّق اتصال واقع فی الجلد بشرط أن یکون قریب العهد، و السحج ما یکون بعید العهد «2» کذا فی الأقسرائی. و فی شرح القانونچه تفرّق الاتصال إن کان فی الجلد یسمّی خدشا إن کان دقیقا و سحجا إن کان منبسطا. و قال فی الوافیة: تفرّق الاتّصال بحیث لا یجاوز ظاهر الجلد و هو ما یقال له: سحج و خدش أیضا. و أما ما یغور فی اللّحم فهو الجرح «3».

الخدمة:

[فی الانکلیزیة]Service،activity،function
[فی الفرنسیة]Service،activite،fonction
بالکسر و سکون الدال المهملة عند الأطباء علی قسمین خدمة مهیّئة و خدمة مؤدّیة. و الخدمة المهیّئة غایتها تهیئة المادة و إعدادها لقبول فعل المخدوم، و لذلک یتقدّم فعلها فعل الرئیس کالرئة للقلب و المعدة للکبد. و الخدمة المؤدیة غایتها تأدیة ما فعل فیه المخدوم إلی الأعضاء القابلة کالشرایین للقلب و الأوردة للدماغ و مجری المنی للأنثیین، کذا فی بحر الجواهر و یجی‌ء فی لفظ القوة و الأعضاء أیضا.

الخذلان:

[فی الانکلیزیة]Abandon،desertion
[فی الفرنسیة]Abandon،lachage
بفتح الخاء و سکون الذال المعجمتین کما فی المنتخب و بکسر الخاء کما فی الصراح بمعنی گذاشتن- أی الترک- و عند الأشاعرة هو خلق قدرة المعصیة فی العبد. و عند المعتزلة هو منع اللطف کذا فی تهذیب الکلام و یجی‌ء فی لفظ اللطف.

الخرابات:

[فی الانکلیزیة]Tavern
[فی الفرنسیة]Taverne
فی اللغة: بمعنی مکان شرب الخمر (خمارة). و فی اصطلاح الصّوفیة عبارة عن:
خراب الصّفات البشریّة و فناء الوجود الجسمی و الروحانی. و الخراباتی صفة للرجل الکامل الذی تصدر عنه بدون اختیاره المعارف الإلهیة.
و الخراب: هو أیضا خراب عالم البشریة.
هکذا فی بعض الرسائل. و فی کشف اللغات یقول: الخرابات عبارة عن المظهر الجلالی الذی بسببه یصبح السّالک فانیا و ممحوّا من تجلّی القهّار فَلَمَّا تَجَلَّی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً. آیة (الاعراف/ 143) و هذا کنایة عنه. و قیل الخرابات هی المعتزل الذی یقیم فیه المرشد و الشیخ فإذا ألحّ المرید لکی یصل إلیه فالشیخ یجذبه بحیث یصبح فاقدا للوعی
______________________________
(1) بمعنی سستی اندام و باطل شدن حس لمس.
(2) السحج ما یکون بعید العهد (- م، ع).
(3) و در وافیه آرد تفرق اتصال که از پوست فرونگذرد آن را سحج گویند و خدش نیز گویند و آنچه به گوشت فروگذرد آن را جراحت گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 741
و العقل. و قال فی شرح «گلشن»: ان المراد من الخرابات هو مقام الوحدة. و الخراباتی هو الرجل الفانی الذی فرغ من وجوده، و قد ضاع نفسه فی عالم العدل فلا یرضی بإضافة فعل أو وصف أو وجود لنفسه و یری ذلک فی الحقیقة کفرا «1».

الخراج:

[فی الانکلیزیة]Land tax،tribute،crop،harvest
-[فی الفرنسیة]Impot foncier،tribut،taxe،recolte،moisson
بالکسر فی اللغة ما حصل من ریع أرض أو کرائها أو أجرة غلام و نحوها، ثم سمّی ما یأخذه السلطان فیقع علی الضریبة و الجزیة و مال الفی‌ء کما فی الأزاهیر «2». و فی الغالب یختص بضریبة الأرض کما فی المفردات. و خراج الأراضی نوعان. الأول خراج مقاسمة بالإضافة و هو جزء معیّن من الخارج یوضع «3» الإمام علیه کما یوضع ربع أو ثلث و نحوهما و نصف الخارج غایة الطاقة. و الثانی خراج موظف بالإضافة أیضا و یجوز أن یکون ترکیبا وصفیا و یسمّی خراج الوظیفة و المواظفة أیضا، و هو شی‌ء معیّن من النقد أو الطعام یوضع «4» الإمام علیه کما وضع عمر رضی اللّه عنه علی سواد العراق لکل جریب صاعا من برّ أو شعیر و درهما کذا فی جامع الرموز فی کتاب الزکاة.
و فی فتح القدیر حقیقة الخراج هو خراج الأرض لأنّه إذا أطلق الخراج فإنّما یتبادر منه خراج الأرض و لا یطلق علی الجزیة إلّا مقیّدا، فیقال خراج الرأس و علامة المجاز لزوم التقیید انتهی.
لکن فی جامع الرموز الجزیة تسمّی بالخراج و خراج الرأس انتهی. فهذا صریح فی جواز إطلاق الخراج علی الجزیة بلا تقیید.

الخراج:

[فی الانکلیزیة]Tumour،abscess
[فی الفرنسیة]Tumeur،abces
بالضمّ کغراب هو فی اصطلاح جمهور الأطباء کل ورم أخذ فی جمع المدة سواء کان حارا أو باردا. و منهم من ذهب إلی أنّ الخراج مخصوص بالأورام الحارّة إذا أخذت فی الجمع دون الباردة کذا قال العلامة. و قال مولانا نفیس الخراج ورم حار کبیر فی داخله موضع تنصبّ إلیه المادة و تتقیح کذا فی بحر الجواهر. و المدة قیل هی القیح و قیل بالفرق بینهما کما تذکر فی موضعها. و فی الموجز الفرق بینه و بین الدّبیلة أن الدّبیلة ورم فی داخله موضع تنصب إلیه المادة، و أمّا الخراج فهو ما کان مع ذلک حارا، و إذا رأیت مع الورم حرقا و ضربانا کثیرا و انغمازا تحت الإصبع فهو خراج و یعرف موضع المدة بأنه إذا عصر أحسّ الشی‌ء یتحرّک بإصبع أخری توضع تحته.
______________________________
(1) در لغت بمعنی شراب خانه است. و در اصطلاح صوفیه عبارت است از خراب شدن صفات بشریه و فانی شدن وجود جسمانی و روحانی. و خراباتی مرد کامل که از و معارف الهیه بی‌اختیار صادر شود. و خراب نیز خرابی عالم بشریت را گویند هکذا فی بعض الرسائل. و در کشف اللغات میگوید خرابات عبارت از مظهر جلالی است که سالک از تجلی قهار محو و فانی گردد فلما تجلی ربه للجبل جعله دکّا و خرّ موسی صعقا کنایت از آنست. و قیل عزلت خانه پیر و مرشد را گویند که چون مرید بجهت خود بالحاح تمام برسد آن جناب او را مست و لا یعقل گرداند. و در شرح گلشن گفته که مراد از خرابات مقام وحدت است و خراباتی فانی را گویند که از خود فراغت یافته و خود را به کوی نیستی در باخته باشد اضافت فعل و وصف و هستی به خود نمودن نسبت بحقیقت کفر است.
(2) هناک الأزاهیر فی الفروع ذکره حاجی خلیفة، ج 1، ص 72. و هناک أزاهیر الریاض المریعة و تفسیر المحاورة و الشریعة:
لأبی الحسن علی بن زید بن محمد البیهقی الشافعی (- 565 ه) و نرجّح کتاب البیهقی. کشف الظنون، ج 3/ 65. هدیة العارفین، ج 1/ 699.
(3) یضع (م، ع).
(4) یضع (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 742

الخرب:

[فی الانکلیزیة]Suppression of a syllable)prosody(
[فی الفرنسیة]Retranchement d'une syllabe)prosodie(
بالفتح و سکون الراء المهملة عند أهل العروض اجتماع الخرم و الکفّ فیصیر مفاعیلن مفعول بضم اللام کذا فی عنوان الشرف، و هکذا فی عروض سیفی حیث قال الخرب: هو حذف المیم و النون من مفاعیلن فیصیر فاعیل و التی یستعمل بدلا منها مفعول بضم اللام.
و یقال للرکن الذی وقع فیه الخرب أخرب.
و وجه التسمیة لغة أنّ الخرب بمعنی المخرب، و بما أنّه فقد شیئا من أوّله و آخره فالخراب قد سری إلیه بکامله «1».

خرداد ماه:

[فی الانکلیزیة]Khurdad mah)Persian month(
[فی الفرنسیة]Khurdad mah mois perse(
اسم شهر فی التقویم الفارسی. (الشهر الثالث من أشهر الربیع) «2».

الخرقة:

[فی الانکلیزیة]Rags
[فی الفرنسیة]Loque،haillon
بالکسر و سکون الراء المهملة: هی قطعة من الثّوب، و الثوب الذی جمع من عدة خرق کما فی المنتخب. و عند الصوفیة: ثوب خاص یلبسه الصّوفیة و هو قسمان: أحدهما: هو الثوب الذی یلبسه الشیخ لمریده بعد إتمام تربیته. و هذه خرقة الإرادة و التصرّف. و الثانی: هو فی بدایة سیر السّالک یلبسها لکی تحجزه عن المعاصی ببرکتها و یقال لهذه الخرقة: خرقة التبرک و خرقة التشبّه. و المرید فی خرقة التشبّه یسمی مریدا رسمیا، و أمّا فی خرقة التصوف فهو مرید حقیقی «3»، کذا فی مجمع السلوک.

الخرم:

[فی الانکلیزیة]Suppression of a syllable)prosody(
[فی الفرنسیة]Retranchement d'une syllabe)prosodie(
بالفتح و سکون الراء عند أهل العروض حذف الحرف الأول من الجزء کذا فی عنوان الشرف. و فی بعض رسائل العروض العربی الخرم إسقاط أول متحرک من الوتد المجموع إذا کان الجزء صدر البیت. فإن کان ذلک فی فعولن سالما فهو الثّلم، و إن کان فی مفاعلن سالما فهو العضب، و الخرم یعمّ الکل انتهی.
و فی رسالة قطب الدین السرخسی الخرم إسقاط أول الوتد المجموع. و فی عروض سیفی یقول:
الخرم: هو حذف المیم من مفاعیلن، و لمّا کانت فاعیلن غیر مستعملة فیضعون مکانها مفعولن. و الرکن الذی أصابه الخرم یقولون له.
أخرم: و یقول فی المنتخب: الخرم هو ذهاب فاء فعولن و میم مفاعیلن، فانظر فی العبارات من الاختلافات «4».
______________________________
(1) خرب: انداختن میم و نون مفاعیلن است تا فاعیل بماند و مفعول بضم لام که کلمه مستعمل است به جایش آرند و رکنی که در و خرب واقع شود آن را اخرب نامند و وجه تسمیه اینست که خرب در لغت ویران کردن است و چون از اوّل و آخر چیزی نماند ویرانی تمام به او راه یابد.
(2) نام ماهیست در تاریخ فرس.
(3) پاره جامه و جامه که از پارها دوخته باشند کما فی المنتخب. و نزد صوفیه جامه‌ایست که صوفیان می‌پوشند و آن دو قسم است یکی آنکه مشایخ بعد تربیت تمام مر سالک را بپوشانند و این را خرقه ارادت و تصوف گویند دوم آنکه در اوّل قدم سالک را بپوشانند تا از برکت آن از معاصی بازماند و این را خرقه تبرک و خرقه تشبه گویند. مرید در خرقه تشبه مرید رسمی است و در خرقه تصوف مرید حقیقی است کذا فی مجمع السلوک.
(4) و در عروض سیفی می‌آرد که خرم: انداختن میم مفاعیلن است و چون فاعیلن کلمه غیر مستعمل باقی ماند به جایش مفعولن نهند و آن رکن که درو خرم واقع شود آن را اخرم گویند. و در منتخب میگوید خرم رفتن فای فعولن و میم مفاعیلن، فانظر فی العبارات من الاختلافات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 743

الخروج:

[فی الانکلیزیة]Exit،exodus
[فی الفرنسیة]Sortie،exode
بالضم و تخفیف الراء المهملة فی اللغة ضد الدخول. و عند أهل القوافی أحد حروف المدّ و اللین الذی یکون بعد الوصل إذا تحرّک کذا فی عنوان الشرف. و ضمیر تحرّک راجع إلی الوصل. و لا یتحرّک من حروف الوصل إلّا الهاء و حینئذ یلزمها خروج کما وقع فی بعض الرسائل لأهل العرب «1». و هذا اصطلاح العرب، و أما اصطلاح الفرس فکما ذکره فی جامع الصنائع قال: الخروج: هو الحرف الذی یأتی بعد الوصل، و لا یکون حرف الوصل متحرکا. مثل الیاء فی: کاریم، و باریم و معناهما: نعمل، و نحمل أو أحیانا یکون متحرّکا مثل یاء افکنیم و بشکنیم و معناهما: نرمی، و نکسر. کما فی هذا البیت:
حتی متی نلقی بأنفسنا فی صحراء الحماد (أرض صخریة) و نکسر زجاج قلوبنا بحجر الظلم
و قال صاحب معیار الأشعار: الأولی هو أنّ کل ما یأتی بعد الروی و الوصل أن یعتبر من قبل الردیف. و هذا کلام معارض لما هو معروف، ذلک أنّ المشهور هو أنّ کل ما کان بعد الروی إذا لم یکن کلمة کاملة أو بمنزلة کلمة فلا یعد ردیفا. کما أنّ رعایة تکرار الخروج فی القوافی هو أمر واجب. کذا فی منتخب تکمیل الصناعة «2».

الخریف:

[فی الانکلیزیة]Autumn
[فی الفرنسیة]Automne
بالراء المهملة و هو فصل من الفصول الأربعة من السنة و یجی‌ء فی لفظ الفصل.

الخزف:

[فی الانکلیزیة]Cough
[فی الفرنسیة]Toux
بفتح الخاء و الزاء المعجمة هو السّعال.
و الخزفی هو النوع الرابع من أنواع جرب العین کذا فی بحر الجواهر و أنواع جرب العین تطلب من کتب الطب.

الخزل:

[فی الانکلیزیة]Suppression of a syllable)prosody(
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 743 الخزل: … ص: 743
فی الفرنسیة]Retranchement d'une syllabe)prosodie(
بفتح الجیم أو الخاء و سکون الزاء المعجمة عند أهل العروض هو اجتماع الإضمار و الطّی. فمتفاعلن یصیر بالإضمار مستفعلن و بالطّی مفتعلن هکذا فی بعض رسائل العروض العربی و جامع الصنائع و عنوان الشرف. و الخزل فی اللغة القطع و المناسبة بین المعنیین ظاهرة.

الخزم:

[فی الانکلیزیة]Adding of some letters)one،two or three(
[فی الفرنسیة]Addintion de quelques lettres)une،deux ou trois(
بالفتح و سکون الزاء المعجمة عند أهل العروض هو زیادة حرفین أو ثلاثة أحرف أو أربعة فقط علی الحرف الأول کذا فی عنوان الشرف. و فی بعض رسائل العروض العربی الخزم بالزاء المعجمة زیادة تلحق أول البیت تسقط فی التقطیع، و ذلک إمّا بحرف کالواو فی قوله:
و إذا أنت جازیت امرئ السوء فعله أتیت من الأخلاق ما لیس راضیا
______________________________
(1) الغرب (م، ع).
(2) و این اصطلاح عربیان است و اصطلاح فارسیان آنست که در جامع الصنائع آرد که خروج حرفی را گویند که بعد از وصل در آید و حرف وصل متحرک نباشد چون یای کاریم و باریم و گاه باشد که متحرک باشد چون یای افگنیم و بشکنیم درین بیت.
تا چند به سنگ لاخ غم افگنیم و ز سنگ ستم شیشه دل بشکنیم
و صاحب معیار الأشعار گفته أولی آنست که هرچه بعد از روی و وصل آید جمله را از حساب ردیف شمرند و این سخن خلاف متعارف است چرا که مشهور است که هرچه بعد از روی مذکور شود ما دام که کلمه علی حده یا به منزله کلمه علی‌حده نباشد ردیف نیست و رعایت تکرار خروج در قوافی واجب است کذا فی منتخب تکمیل الصناعة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 744
و إمّا بحرفین کقد فی قوله:
قد فاتنی الیوم حدیثک ما لست مدرکه
و إمّا بثلاثة أحرف کنحن فی قوله:
نحن قتلنا سید الخزرج سعد بن عبادة «1» رمیناه بسهمین فلم یخطئ فؤاده
و إمّا بأربعة أحرف کأشدد فی قوله:
أشدد حیازیمک للموت إنّ الموت ملاقیکا و لا تجزع من الموت إذا حلّ بوادیکا
و الخزم فی غیر الأول قبیح کقوله:
الفخر أوله جهل و آخره حقد إذا تذکرت الأقوال و الکلم
فخزم بحقد فی الوسط. و أمّا الخرم بالراء المهملة فجائز فی أول البیت و فی أول الابتداء فی البیت المقفّی أو المصراع و کذا فی غیرهما علی رأی انتهی کلامه. و یقول فی جامع الصنائع: الخزم بخاء و زای معجمتین هو أن یزید فی أوّل البیت حرفا إلی ثلاثة حروف.
و یجوز أن تسقط هذه الحروف من الوزن فلا تحسب. و کذلک الحرف الذی یسقط فی حشو البیت و هو خارج عن الأوزان فانّه یوزن، و قد دعاه الأخفش أیضا خزما و أجازه، بینما الخلیل لا یراه صحیحا «2».

الخزمیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Khzmiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Khazmiyya)secte(
و هم أصحاب التناسخ و الإباحة و هو اسم السّبعیة «3».

الخسوف:

[فی الانکلیزیة]Lunar eclipse
[فی الفرنسیة]Eclipse lunaire
هو الکسوف. و قیل بالفرق بینهما. و یجی‌ء ذکره فی لفظ الکسوف.

الخسیس:

[فی الانکلیزیة]Mean،vile،cheap
[فی الفرنسیة]Vil،ignoble،bon marche
فی اللغة فرومایه کما فی الصراح. و فی بعض کتب اللغة الأخس زبون تر و هو مقابل للأشرف. و فی بعض کتب اللغة الخسیس الدنی‌ء و قیل السفلة. و فی التاتارخانیة فی باب الکفو الخسیس من یخدم الظلمة و إن کان ذا مروة «4».
و فی البرجندی فی أول کتاب البیع المراد بالخسیس فی باب البیع ما یقل ثمنه کالخبز و اللحم، و بالنفیس ما یکثر ثمنه کالعبد. و فی بعض الکتب الشافعیة الخسیس ما دون نصاب السرقة. و قیل ما یعدّ فی العادة خسیسا انتهی.

خشم:

[فی الانکلیزیة]Wrath
[فی الفرنسیة]Colere
بالفارسیة معناها الغضب، و عند الصوفیة یقولون عنها: ظهور صفات القهر الإلهیة «5».
______________________________
(1) هو سعد بن عبادة بن دلیم بن حارثة الخزرجی، أبو ثابت. مات بحوران قرب الشام عام 14 ه/ 635 م. صحابی جلیل، أمیر، شریف فی الجاهلیة و الإسلام. کان یلقب فی الجاهلیة بالکامل. شهد الفتوح و الغزوات مع النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم. الأعلام 3/ 85، تهذیب ابن عساکر 6/ 84، صفة الصفوة 1/ 202، طبقات ابن سعد 3/ 142، البدء و التاریخ 5/ 123.
(2) و در جامع الصنائع گوید خزم بخا و زای معجمتین آنست که در اوّل بیت حرفی تا سه زیاده کنند و آن زیادت اگر از اوزان افتد بالاتفاق جائز است و در وزن محسوب نیست و حرفی که در حشو بیت افتد و خارج از اوزان باشد وزن بگردد آن را نیر أخفش خزم خواند و جائز میدارد و خلیل درست نمی‌دارد.
(3) من الفرق الإباحیة و التناسخیة. ذکرها کتّاب الفرق و المقالات تحت اسم: الخرّمیّة. و هی فرقتان. فرقة قبل الإسلام و منها المزدکیة و غیرها. و فرقة ظهرت فی دولة الإسلام و منها البابکیة أتباع بابک الخرمی و المازیاریة أتباع مازیار و تسمّی بالمحمرة أیضا. و قد قالوا بتعالیم الفرس و البوذیین. و کانوا إباحیین. التبصیر 135، الفرق بین الفرق 266، مروج الذهب 3/ 305، الفصل لابن حزم 1/ 34، العبر 1/ 267.
(4) [و فی التاتارخانیة … ذا مروة] (- م، ع).
(5) نزد صوفیه ظهور صفات قهری را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 745

الخشونة:

[فی الانکلیزیة]Roughness
[فی الفرنسیة]Aprete،durete
بالفتح و ضم الشین المعجمة المخففة مقابلة للملاسة عند المتکلمین و الحکماء، فإنّ الملاسة عند المتکلّمین استواء وضع الأجزاء فی ظاهر الجسم، و الخشونة عدمها بأن یکون بعض الأجزاء ناتئا و بعضها غائرا فهما علی هذا من باب الوضع دون الکیف. و هما عند الحکماء کیفیتان ملموستان قائمتان بالجسم تابعتان للاستواء و اللااستواء المذکورین. و قیل قائمتان بسطح الجسم فإنّ قیام العرض بالعرض جائز عندهم، کذا فی شرح المواقف فی الملموسات.

الخصوص:

[فی الانکلیزیة]Particular
[فی الفرنسیة]Particulier
بالفتح و الضم فی اللغة الانفراد و یقابله العموم. و عند المنطقیین کون أحد المفهومین غیر أشمل من الآخر إمّا مطلقا أو من وجه، و یسمّی ذلک المفهوم خاصا و أخصّ إمّا مطلقا أو من وجه، و یجی‌ء فی لفظ العموم و لفظ الکلی.
اعلم أنّ الخصوص قد یعتبر بحسب الصدق و قد یعتبر بحسب الوجود و قد یعتبر بحسب المفهوم، و یجی‌ء فی لفظ النسبة. و یطلق عندهم أیضا علی کون القضیة مخصوصة حملیة کانت أو شرطیة. و عند الأصولیین کون اللفظ موضوعا بوضع واحد لواحد أو لکثیر محصور، و ذلک اللفظ یسمّی خاصا. فاللفظ بمنزلة الجنس یشتمل المستعمل و المهمل، و الموضوع یخرج المهمل و المراد بالوضع تخصیص اللفظ بإزاء المعنی فیدخل فیه الحقیقة و المجاز. و تقیید الوضع بالوحدة یخرج المشترک بالنسبة إلی معانیه المتعددة. و المراد بالواحد فی قولهم لواحد أعمّ من الواحد الشخصی کزید و یسمّی هذا الخصوص خصوص العین، و من الواحد الجنسی کالإنسان و یسمّی هذا الخصوص خصوص الجنس، و من الواحد النوعی کرجل و امرأة و یسمّی هذا الخصوص خصوص النوع، و قولهم لکثیر یشتمل التثنیة و الجمع المنکر و العام و اسم العدد. و قید محصور یخرج المنکر و العام. و ذکر فخر الإسلام أنّ الخاص کل لفظ وضع لمعنی واحد علی الانفراد و کل اسم وضع لمسمّی معلوم علی الانفراد. فالوضع یشتمل وضع الحقیقة و المجاز و خرج به المهمل. و بقید الوحدة خرج المشترک و المطلق أیضا عند من یقول بأنّه واسطة بین الخاص و العام و هو قول بعض مشایخ الحنفیة و الشافعیة لأنّ المطلق لیس بمعترض للوحدة و لا للکثرة لأنها من الصفات، و المطلق متعرض للذات دون الصفات. و بعضهم جعل المطلق من الخاص النوعی، و کذا الحال فی التعریف الأول فی شموله للمطلق و عدم شموله له. و بقید الانفراد خرج العام و لم تخرج التثنیة لأنّه أراد بالانفراد عدم المشارکة بین الأفراد، و قد تمّ التعریف بهذا، و یتناول خصوص العین و الجنس و النوع إلّا أنّه أفرد خصوص العین بالذکر بطریق عطف الخاص علی العام إشارة إلی کمال مغایرته لخصوص الجنس و النوع و قوة خصوصه بحیث لا شرکة فی مفهومه أصلا. فعلی هذا المراد بالمعنی مدلول اللفظ و قیل المراد بالمعنی ما یقابل العین کالعلم و الجهل. هذا تعریف لقسمی الخاص الاعتباری و الحقیقی تنبیها علی جریان الخصوص فی المعانی و المسمّیات بخلاف العموم فإنّه لا یجری العموم فی المعانی، و هذا و هم إذ لیس المراد بعدم جریان العموم فی المعانی أنه مختص باسم العین دون اسم المعنی للقطع بأنّ مثل لفظ العلوم و الحرکات عام، بل المراد أنّ المعنی الواحد لا یعمّ متعددا.
و اعترض علیه أیضا بأنّه إذا کان تعریفا لقسمی الخاص کان الواجب إیراد کلمة أو دون الواو
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 746
لأنّ المحدود لیس مجموع القسمین. و جوابه أنّ هذا بیان لقسمیه علی وجه یؤخذ منه تعریف القسمین بدلیل أنه ذکر کلمة کل و الخاص اسم لکل من القسمین لا لأحد القسمین، علی أن الواو قد تستعمل بمعنی أو. و قیل المراد أنّ لفظ الخاص مقول بالاشتراک علی معنیین أحدهما الخاص مطلقا و الآخر خاص الخاص أعنی الاسم الموضوع للمسمّی المعلوم أی المعین المشخص. و بالجملة فعلی هذا الخاص یطلق علی معنیین أحدهما ما یعمّ الأقسام الثلاثة، و ثانیهما ما هو أحد أقسامه و هو خاص العین. هذا کله خلاصة ما فی التلویح و کشف البزدوی و یجی‌ء ما یتعلق بهذا فی لفظ العموم.

الخصوصیة:

[فی الانکلیزیة]Particularity
[فی الفرنسیة]Particularite
بالفتح أفصح و حینئذ تکون صفة و إلحاق الیاء المصدریة لکون المعنی علی المصدریة و التاء للمبالغة. و إذا ضمّ یحتاج إلی أن یجعل المصدر بمعنی الصفة أو الیاء للنسبة و التاء للمبالغة کذا فی کلیات أبی البقاء.

الخضر:

[فی الانکلیزیة]Prophet،joy،Holy ghost -Prophete،joie،Saint
[فی الفرنسیة]Esprit
بالکسر و سکون الضاد المعجمة هو اسم لنبی علیه السّلام. و هو عند الصوفیة: کنایة عن البسط، و إلیاس کنایة عن القبض، کذا فی کشف اللغات «1». و فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم: الخضر کنایة عن البسط و إلیاس عن القبض. و أما کون الخضر علیه السلام شخصا إنسانیا باقیا من زمان موسی علیه السلام إلی هذا العهد أو روحانیا یتمثل بصورته لمن یرشده فغیر محقّق عندی، بل قد یتمثل معناه له بالصفة الغالبة علیه ثم یضمحل و هو روح ذلک الشخص أو روح القدس.

الخضراء:

[فی الانکلیزیة]Green -striped suit
[فی الفرنسیة]Habit vert raye
بفتح الضاد المعجمة و الألف الممدودة فی اللغة الفارسیة یقولون لها: سبز. و فی اصطلاح المحدّثین: الثوب الذی فیه خطوط خضراء «2» کما فی تیسیر القارئ، ترجمة صحیح البخاری.
و قد سبق فی لفظ الحمراء أیضا.

الخط:

[فی الانکلیزیة]Writing،handwriting
[فی الفرنسیة]Ecriture،calligraphie
بالفتح و التشدید لغة تصویر اللفظ بحروف هجائه المعبّر عنه بالفارسیة ب نوشتن. و عند الصوفیة هو ما قال فی کشف اللغات: الخط فی اصطلاح الصوفیة هو إشارة للحقیقة المحمدیة من حیث شمولها للخفاء و الظهور و الکمون و البروز. و قالوا أیضا: الخط عبارة عن عالم الأرواح الذی هو أقرب مراتب الوجود لغیب الهویة فی التجرّد و عدم السمة «3». و عند بعض المتکلّمین هو الجوهر المرکّب من جواهر فردة بحیث لا یکون له إلا طول و یسمّی أیضا بالخط الجوهری و قد سبق فی لفظ الجسم، و یجی‌ء أیضا فی لفظ المقدار. و عند الحکماء و المهندسین عرض هو کم متّصل له طول فقط أی مقدار له طول فقط. و فی أشکال التأسیس الخط طول بلا عرض. و قال شارحه کأنّ المراد به ما له طول فقط.
ثم الخط إمّا مفرد و هو ما یعبّر عنه باسم واحد کثلاثة و جذر ثلاثة، و إمّا مرکّب و هو ما یعبّر عنه باسمین و یسمّی ذا الاسمین أیضا کثلاثة
______________________________
(1) نام پیغمبریست علیه السلام و نزد صوفیه کنایت از بسط است و الیاس کنایت از قبض است کذا فی کشف اللغات.
(2) در لغت سبز را گویند و در اصطلاح محدّثین جامه را گویند که درو خطهای سبز باشند.
(3) خط در اصطلاح صوفیان اشارت بحقیقت محمدی است من حیث هی شامل خفا و ظهور و کمون و بروز است و نیز گفته‌اند که خط عبارت است از عالم ارواح که اقرب مراتب وجود است بغیب هویت در تجرد و بی‌نشانی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 747
و جذر ثلاثة مجموعین علی ما فی حواشی تحریر أقلیدس. و أیضا الخط إمّا مستقیم أو محدّب.
فالمستقیم أقصر الخطوط الواصلة بین النقطتین اللتین هما طرفاه. فإنّ النقطتین یمکن أن یوصل بینهما بخطوط غیر متناهیة العدد فما کان منها بحیث لا یمکن أن یوجد أقصر منها فهو المستقیم، و لا یکفی فی ذلک أن یکون أقصر بالفعل لجواز أن تکون الخطوط الواصلة بالفعل، و یمکن أن یوصل بینهما أقصر منه، فلا تکون تلک الخطوط مستقیمة. و عرّف أیضا بأنه الذی بعده مساو للبعد الذی بین طرفیه، و هذا الرسم قریب من الأول، و بأنّه الذی یستر طرفه ما عداه إذا وقع فی امتداد شعاع البصر، و المحدب بخلاف المستقیم. و الخط إذا أطلق فالمراد منه عندهم هو الخط المستقیم. و أسماء الخط المستقیم عشرة: الضلع و الساق و مسقط الحجر و العمود و القاعدة و الجانب و القطر و الوتر و السهم و الارتفاع، و تفسیر کل فی موضعه. ثم الخط المحدّب قسمان: مستدیر و یسمّی فرجاریا أیضا لحصوله بحرکة رأس الفرجار، و منحن و یسمّی غیر فرجاری أیضا. فالمستدیر خط توجد فی داخله نقطة یتساوی جمیع الخطوط المستقیمة الخارجة من تلک النقطة إلیه أی إلی ذلک الخط. و رسم أیضا بأنه الذی یتوهّم حدوثه من حرکة نقطة حول نقطة ثابتة، حرکة تکون بحیث لا یختلف البعد بسبب تلک الحرکة بینهما أی بین النقطتین و بأنّه الذی یتوهّم حدوثه من إدارة خط مستقیم مع ثبات أحد طرفیه إلی أن یعود علی وضعه الأول و یسمّی الخط المستدیر دائرة أیضا مجازا، تسمیة للحال باسم المحل.
و قد یطلق الخط المستدیر علی ما فیه انحناء مطلقا، فیشتمل محیطات القطعات المختلفة.
و الخط المنحنی ما لا یکون کذلک، أی لا یکون مستدیرا بالمعنی الأول فهو ما یوجد فیه انحناء ما. هکذا یستفاد من ضابطة قواعد الحساب و شرح خلاصة الحساب. و الخط المقسوم علی نسبة ذات وسط و طرفین هو الذی تکون نسبته إلی أعظم قسمیه کنسبة أعظم قسمیه إلی أصغرهما. هکذا فی صدر المقالة السادسة من تحریر أقلیدس.

الخطأ:

[فی الانکلیزیة]Mistake
[فی الفرنسیة]Erreur،faute
بفتحتین نقیض الصواب و قد یمدّ، و قرئ بالقصر و المد قوله تعالی وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً «1» و بالکسر الإثم، قال تعالی إِنَّ قَتْلَهُمْ کانَ خِطْأً کَبِیراً «2» أی إثما کذا فی الصراح و المنتخب. و فی المهذب الخطأ بالفتح خلاف صواب و گناه. و المفهوم من الفتح المبین شرح الأربعین أنّ الخطأ یطلق علی ثلاثة معان: الإثم و ضد العمد و ضد الصواب. قال المراد بالخطإ فی قوله علیه السلام: (إنّ اللّه تجاوز عن أمّتی الخطأ) «3» ضد العمد، و هو أن یقصد بفعله شیئا فیصادف غیر ما قصد، لا ضد الصواب، خلافا لمن زعمه، لأنّ تعمد المعصیة یسمّی خطأ بالمعنی الثانی، و هو غیر ممکن الإرادة هاهنا.
و لفظه یمدّ و یقصر و یطلق علی الذنب أیضا من خطأ و أخطأ بمعنی علی ما قاله أبو عبیدة. و قال غیره المخطئ من أراد الصواب فصار إلی غیره.
و الخاطئ من تعمّد إلی غیره انتهی کلامه. و من قال الخطأ فعل یصدر بلا قصد إلیه عند مباشرة أمر مقصود سواه فقد أراد ما هو به ضد العمد.
ثم الخطأ بهذا المعنی یجوز المؤاخذة به لکن عفی عنه المؤاخذة تفضلا خلافا للمعتزلة فإنّهم قالوا لا یؤاخذ به لأنّ المؤاخذة إنّما هی علی
______________________________
(1) النساء/ 92.
(2) الأسراء/ 31.
(3) سنن ابن ماجه، کتاب الطلاق، باب (16)، حدیث (2043)، 1/ 659.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 748
الجنایة و هی بالقصد. و الجواب أنّ ترک التثبّت منه جنایة و قصد. و بهذا الاعتبار جعل الأصولیون الخطأ من العوارض المکتسبة. و فی الحمایة الخطأ و الصواب یستعملان فی المجتهدات و قد سبق فی لفظ الحق.

خط الإستواء:

[فی الانکلیزیة]Equator،equatorial line
[فی الفرنسیة]Ligne equatoriale،equateur
هو عند أهل الهیئة دائرة عظیمة حادثة علی سطح الأرض عند توهمنا معدل النهار قاطعا للعالم، فهی فی سطح معدل النهار.
و هذه الدائرة تنصّف الأرض بنصفین: شمالی و جنوبی. فالشمالی ما کان فی جهة القطب الذی یلی بنات النعش، و الجنوبی ما یقابله.
و من خواصّه أنّ معدل النهار یسامت أبدا رءوس سکانه و الشمس تسامت رءوسهم فی کلّ سنة مرتین، مرة فی أوّل الحمل و مرة فی أوّل المیزان، و یسمّی أفقه أفق الفلک المستقیم و أفق الکرة المنتصبة لاستقامة کرة الفلک هناک و انتصابها فی الحرکة، فإنّ حرکة الفلک هناک دولابیة. و لما کان أفقه منصفا للمعدل و المدارات الیومیة علی زوایا قوائم اعتدل اللیل و النهار کمیة هناک أبدا و لهذا سمیت به.
و الفصول هناک ثمانیة. صیفان و خریفان و شتاءان و ربیعان. و مدّة کل فصل شهر و نصف. فالشمس إذا وصلت أحد الاعتدالین کان مبدأ الصیف لمرور الشمس علی سمت رءوسهم و إذا وصلت أحد الانقلابین کان فی غایة بعد عن سمت الرأس، فکان مبدأ شتائهم و إذا بلغت الاعتدال الآخر کان صیفا آخر و إذا نزلت إلی الانقلاب الآخر کان شتاء آخر، و بین کل صیف و شتاء خریف، و بین کل شتاء و صیف ربیع. فمن أول الحمل إلی نصف الثور صیف، و من نصف الثور إلی أول السرطان خریف و هکذا. و قد یطلق خط الإستواء علی خط المشرق و المغرب أیضا کما سیجی‌ء.

خط التّقویم:

[فی الانکلیزیة]Line of the astronomical statement،almanac
[فی الفرنسیة]Ligne de la relevee astronomique،almanach
و یسمّی بالخط التقویمی أیضا، هو عندهم خط یخرج من مرکز العالم مارا بمرکز الکوکب منتهیا إلی سطح الفلک الأعلی.

خط السّمت:

[فی الانکلیزیة]Line of the azimuth
[فی الفرنسیة]Ligne de l'azimut
هو عندهم الخط الواصل بین نقطتی السّمت.
و خط سمت القبلة عندهم یجی‌ء فی لفظ السمت.

خط سیاه:

[فی الانکلیزیة]Black handwriting
[فی الفرنسیة]Ecriture noire
معناها بالفارسیة: الخط الأسود. و هو عند الصوفیة إشارة إلی عالم الغیب، و خط سبز:
و معناها الخط الأخضر. و یعنی لدی الصوفیة عالم البرزخ «1».

خط الظّل:

[فی الانکلیزیة]Line of the tangent
[فی الفرنسیة]Ligne de la tangente
و یسمّی قطر الظل أیضا، و هو عندهم الخط الواصل بین رأس المقیاس و رأس الظّل.

الخط المدیر:

[فی الانکلیزیة]Ecliptic
[فی الفرنسیة]Ecliptique
عندهم هو الخط الخارج من مرکز معدّل المسیر إلی مرکز التدویر و یجی‌ء فی لفظ المعدل مع بیان مرکز الخط المدیر.

خط المرکز المعدّل:

[فی الانکلیزیة]Heavenly equator
[فی الفرنسیة]Equateur celesse
هو عندهم خط یخرج من مرکز العالم إلی المرکز التدویر منتهیا إلی فلک البروج.
______________________________
(1) سیاه نزد صوفیه عالم غیب را گویند و خط سبز عالم برزخ را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 749

خط المشرق و المغرب:

[فی الانکلیزیة]Equator
[فی الفرنسیة]Equateur
عندهم هو الخط الواصل بین نقطتی المشرق و المغرب و یسمّی خط الاعتدال أیضا.
و فی شرح الچغمینی للقاضی و یسمّی أیضا خط الاعتدال و الإستواء انتهی. و هذا الخط و خط نصف النهار یخرجان فی سطوح الرخامات المعمولة لمعرفة الارتفاعات.

خط نصف النهار:

[فی الانکلیزیة]Meridian
[فی الفرنسیة]Meridien
عندهم و هو الخط الواصل بین نقطتی الشمال و الجنوب سمّی به لأنّه فی سطح دائرة نصف النهار. و بعبارة أخری هو الفصل المشترک بین سطحی الأفق و نصف النهار. و قد یطلق علی الفصل المشترک بین سطح الأرض و دائرة نصف النهار لکونه فی سطح نصف النهار أیضا و یسمّی خط الزوال أیضا إذ هو أی الزوال یعرف به، و المعنی الأول هو المشهور. هکذا یستفاد من شرح التذکرة لعبد العلی البرجندی.
و فی شرح الچغمینی الخط الواصل بین نقطتی الجنوب و الشمال یسمّی خط نصف النهار و خط الزوال و خط الجنوب و الشمال انتهی.

خط الوسط:

[فی الانکلیزیة]Median،middle line،ecliptic
[فی الفرنسیة]Ligne mediane،ecliptique
و یسمّی الخط الوسطی أیضا یجی‌ء تفسیره فی لفظ الوسط.

الخطاب:

[فی الانکلیزیة]Discorse،speach
[فی الفرنسیة]Discours
بالکسر و تخفیف الطاء المهملة علی ما فی المنتخب و هو بحسب أصل اللغة توجیه الکلام نحو الغیر للإفهام، ثم نقل إلی الکلام الموجّه نحو الغیر للإفهام. و قد یعبّر عنه بما یقع به التخاطب. قال فی الأحکام: الخطاب اللفظ المتواضع علیه المقصود به إفهام من هو متهیّئ لفهمه. فاحترز باللفظ عن الحرکات و الإشارات المفهمة بالمواضعة و بالمتواضع علیه عن الأقوال المهملة. و بالمقصود به الإفهام عن کلام لم یقصد به إفهام المستمع فإنّه لا یسمّی خطابا.
و بقوله لمن هو متهیّئ لفهمه عن الخطاب لمن لا یفهم کالنائم، و الظاهر عدم اعتبار القید الأخیر؛ و لهذا یلام الشخص علی خطابه من لا یفهم. و الکلام یطلق علی العبارة الدّالّة بالوضع علی مدلولها القائم بالنفس. فالخطاب إمّا الکلام اللفظی أو الکلام النفسی الموجّه به نحو الغیر للإفهام. و المتبادر من عبارة الإحکام الکلام اللفظی، و المراد بالخطاب فی تفسیر الحکم هو الکلام النفسی کما سبق.
ثم الخطاب قسمان تکلیفی و وضعی و قد سبق فی لفظ الحکم.
اعلم أنه قد جری الخلاف فی تسمیة کلام اللّه تعالی خطابا فی الأزل قبل وجود المخاطبین تنزیلا لما سیوجد منزلة الموجود أولا. و هو مبنی علی تفسیر الخطاب. فإن قلنا إنّه الکلام الذی علم أنّه یفهم کان خطابا، و إنّما اعتبر العلم و لم یقل من شأنه لفائدتین: إحداهما أنّ المتبادر منه الإفهام بالقوّة، فیخرج عنه الخطاب المفهم بالفعل. و ثانیتهما أنّ المعتبر فیه العلم بکونه مفهما فی الجملة. فما لا یفهم فی الحال و لم یعلم إفهامه فی المآل لا یکون خطابا، بل إن کان مما یخاطب یکون لغوا بحسب الظاهر علی ذلک التقدیر، و لیس المراد من صیغة یفهم معنی الحال أو الاستقبال، بل مطلق الاتصاف بالإفهام الشامل لحال الکلام و ما بعده. و إن قلنا إنّه الکلام الذی أفهم لم یکن خطابا، و المراد بالإفهام هاهنا الإفهام الواقع بالفعل أعمّ من الماضی و الحال، و یبتنی علیه أنّ الکلام حکم فی الأزل أو یصیر حکما فیما لا یزال.
هذا کله خلاصة ما فی العضدی و حاشیته للسید الشریف.
و الحاصل أنّ من قال الخطاب هو الکلام
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 750
الذی یقصد به الإفهام سمّی الکلام فی الأزل خطابا لأنّه یقصد به الإفهام فی الجملة. و من قال هو الکلام الذی یقصد به إفهام من هو أهل للفهم علی ما هو الأصل لا یسمّیه فی الأزل خطابا. و الأکثر ممن أثبت للّه تعالی الکلام النفسی من أهل السّنة علی أنّه کان فی الأزل أمر و نهی و خبر و استخبار و نداء. و الأشعریة علی أنّه تعالی تکلّم بکلام واحد و هو الخبر، و یرجع الجمیع إلیه لینتظم له القول بالوحدة.
و لیس کذلک إذ مدلول اللفظ ما وضع له اللفظ لا ما یقتضی مدلوله أو یئول إلیه أو یأول به و إلّا لجاز اعتباره فی الخبر أیضا، فحینئذ یرتفع الوثوق عن الوعد و الوعید لاحتمال معنی آخر من البشارة و الإنذار و غیرهما. و من یرید أن یأمر أو ینهی أو یخبر أو یستخبر أو ینادی یجد فی نفسه قبل التلفّظ معناها ثم یعبّر عنه بلفظ أو کتابة «1» أو إشارة، و ذلک المعنی هو الکلام النفسی و ما یعبّر به هو الکلام اللفظی. و قد یسمّی الکلام الحسّی، و مغایرتهما بیّنة، إذ المعبّر به قد یختلف دون المعنی، و الفرق بین الکلام النفسی و العلم هو أنّ ما خاطب به مع نفسه أو مع غیره فهو کلام و إلّا فهو علم.
و نسبة علمه تعالی إلی جمیع الأزمنة علی السّنویة فیکون جمیع الأزمنة من الأزل إلی الأبد بالقیاس إلیه تعالی کالحاضر فی زمان واحد، فیخاطب بالکلام النفسی مع المخاطب النفسی، و لا یجب فیه حضور المخاطب الحسّی فیخاطب اللّه تعالی کل قوم بحسب زمانه و تقدّمه و تأخّره، مثلا إذا أرسلت زیدا إلی عمرو تکتب فی مکتوبک إلیه أنی أرسلت إلیک زیدا مع أنّه حین ما تکتبه لم یتحقّق الإرسال فتلاحظ حال المخاطب. و کما تقدّر فی نفسک مخاطبا فتقول له تفعل الآن کذا و ستفعل بعده کذا، و لا شکّ أنّ هذا المضی و الحضور و الاستقبال إنّما هو بالنسبة إلی زمان الوجود المقدّر لهذا المخاطب لا بالنسبة إلی زمان المتکلّم. و من أراد أن یفهم هذا المعنی فلیجرّد نفسه عن الزمان یجد هذا المعنی معاینة و هذا سرّ هذا الموضع و اللّه الموفق، هکذا فی کلیات أبی البقاء.
و دلیل الخطاب عند الأصولیین هو مفهوم المخالفة و فحوی الخطاب، و لحن الخطاب عندهم هو مفهوم الموافقة و البعض فرّق بینهما، و یجی‌ء فی لفظ المفهوم.

الخطابة:

[فی الانکلیزیة]Rhetoric
[فی الفرنسیة]Rhetorique
بالفتح بمعنی فریفتن بزبان- التأثیر بالبیان- کما فی الصراح. و عند المنطقیین و الحکماء هو القیاس المؤلّف من المظنونات أو منها و من المقبولات و یسمّی قیاسا خطابیا أیضا، و یسمّی أمارة عند المتکلّمین، صرّح بذلک السّید الشریف فی حاشیة شرح الطوالع. و صاحب هذا القیاس یسمّی خطیبا و الغرض منه ترغیب الناس فیما ینفعهم من أمور معاشهم و معادهم کما یفعله الخطباء و الوعاظ.
اعلم أنّهم خصّوا الجدل و الخطابة بالقیاس لأنهم لا یبحثون إلّا عنه و إلّا فهما قد یکونان استقراء و تمثیلا، هکذا فی شرح الشمسیة و حواشیه.
و فی المحاکمات الإقناعی یطلق علی الخطابی و هو الدلیل المرکّب من المشهورات و المظنونات انتهی.
و قول العلماء هذا مقام خطابی أی مقام یکتفی فیه بمجرّد الظّنّ کما وقع فی المطول.
ثم اعلم أنّ خطابات القرآن علی أنحاء شتی، فکلّ خطاب فی القرآن بقل فهو خطاب التشریف. و خطاب العام و المراد به العموم نحو اللَّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ «2». و خطاب الخاص
______________________________
(1) کنایة (م، ع).
(2) الروم/ 40 و 54.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 751
و المراد به الخصوص نحو یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ «1». و خطاب العام و المراد به الخصوص نحو یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ «2» لم یدخل فیه غیر المکلّفین. و خطاب الخاص و المراد به العموم نحو یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ «3». و خطاب المدح نحو یا أیها الذین آمنوا. و خطاب الذّم نحو یا أیها الذی کفروا.
و خطاب الکرامة نحو یا أیها النبی. و خطاب الإهانة نحو إنّک رجیم. و خطاب الجمع بلفظ الواحد نحو یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ «4». و بالعکس نحو یا أَیُّهَا الرُّسُلُ کُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ «5». و خطاب الواحد بلفظ الاثنین نحو أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ «6» و بالعکس نحو قالَ فَمَنْ رَبُّکُما یا مُوسی «7» أی و یا هارون.
و خطاب الاثنین بلفظ الجمع نحو أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِکُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَکُمْ قِبْلَةً «8» و بالعکس نحو ألقیا فی جهنم. و خطاب الجمع بلفظ الواحد نحو وَ ما تَکُونُ فِی شَأْنٍ وَ ما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَ لا تَعْمَلُونَ «9»، و بالعکس نحو وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ «10»، و خطاب العین و المراد به الغیر نحو یا أَیُّهَا النَّبِیُّ اتَّقِ اللَّهَ «11»، و نحو لَئِنْ أَشْرَکْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ «12»، و بالعکس نحو لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَیْکُمْ کِتاباً فِیهِ ذِکْرُکُمْ «13». و خطاب عام لم یقصد به معیّن نحو وَ لَوْ تَری إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناکِسُوا رُؤُسِهِمْ «14». و خطاب التخصیص ثم العدول إلی غیره نحو فَإِلَّمْ یَسْتَجِیبُوا لَکُمْ «15» خوطب به النبی و أمته، ثم قیل للکفار فاعلموا بدلیل فهل أنتم مسلمون. و خطاب التلوین و هو الالتفات. و خطاب التهییج نحو وَ عَلَی اللَّهِ فَتَوَکَّلُوا إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ «16». و خطاب الاستعطاف نحو قُلْ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا «17». و خطاب التجنّب نحو یا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّیْطانَ «18» و خطاب التعجیز نحو فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ «19» و خطاب المعدوم و هو لا یصحّ إلّا تبعا للموجود نحو یا بنی آدم.
و خطاب المشافهة و هو لیس بخطاب لمن بعدهم و إنّما یثبت لهم الحکم بدلیل آخر من نصّ أو إجماع أو قیاس، فإنّ الصبیّ و المجنون لمّا لم یصلحا لمثل هذا الخطاب فالمعدوم أولی هکذا فی کلیات أبی البقاء.

الخطّابیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Khatabiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Khatabiyya)secte(
بالفتح فرقة من غلاة الشیعة أصحاب أبی خطاب الأسدی «20»، و هو نسب نفسه إلی أبی عبد اللّه جعفر الصادق، فلما علم منه غلوّه فی حقّه تبرّأ منه، فلما اعتزل عنه ادّعی الأمر لنفسه، و قالوا الأئمة أنبیاء و أبو الخطاب نبی، و زعموا أنّ الأنبیاء فرضوا علی الناس طاعة أبی
______________________________
(1) المائدة/ 67.
(2) النساء/ 1.
(3) الطلاق/ 1.
(4) الانفطار/ 6.
(5) المؤمنون/ 51.
(6) ق/ 24.
(7) طه/ 49.
(8) یونس/ 87.
(9) یونس/ 61.
(10) یونس/ 87.
(11) الأحزاب/ 1.
(12) الزمر/ 65.
(13) الأنبیاء/ 10.
(14) السجدة/ 12.
(15) هود/ 14.
(16) المائدة/ 23.
(17) الزمر/ 53.
(18) مریم/ 44.
(19) البقرة/ 23.
(20) هو محمد بن أبی زینب، یکنّی بأبی إسماعیل أو أبی الظبیان. مات قتلا عام 143 ه. علی ید عیسی بن موسی والی الکوفة. کان مولی لبنی أسد. و کانت له آراء شتی و کان مغالیا. خطط المقریزی 1/ 352، دائرة البستانی 1/ 483، الفرق 247، الملل 179، التبصیر 126، المقالات 1/ 75.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 752
الخطاب، بل زادوا علی ذلک و قالوا الأئمة آلهة، و الحسنان ابنا اللّه و جعفر الصادق إله، لکن أبا الخطّاب أفضل منه و من علی، و هؤلاء یستحلّون شهادة الزور لموافقیهم علی مخالفیهم.
و قالوا الإمام بعد قتل أبی الخطاب معمر «1»، ذهبت إلی ذلک جماعة منهم فعبدوا معمرا کما کانوا یعبدون أبا الخطاب، و قالوا الجنة نعیم الدنیا و النار آلامها، و الدنیا لا تفنی، و استباحوا المحرّمات و ترک الفرائض. و قیل الإمام بعد قتله بزیع «2». و قالوا إنّ کل مؤمن یوحی إلیه، و فی أصحاب بزیع من هو خیر من جبرئیل و میکائیل، و هم لا یموتون أبدا، بل إذا بلغوا النهایة یرفعون إلی الملکوت. و قیل الإمام بعد قتل أبی الخطاب عمر بن بنان العجل «3»، إلّا أنّهم یموتون کذا فی شرح المواقف، فلعنة اللّه تعالی علی هؤلاء لعنا أشدّ من اللعن علی الیهود «4».

الخطبة:

[فی الانکلیزیة]Sermon
[فی الفرنسیة]Sermon
بالضّمّ هی عبارة عن کلام مشتمل علی البسملة و الحمدلة و الثناء علی اللّه تعالی بما هو أهله و الصلاة علی النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم و تکون فی أول الکلام. ثم خطبة المنابر غیر خطبة الدفاتر لأنّ خطبة المنابر تشتمل علی ما ذکرنا مع اشتمالها علی الوصیّة بالتقوی و الوعظ و التذکیر و نحو ذلک، بخلاف خطبة الدفاتر فإنّها بخلاف ذلک کذا فی العینی شرح صحیح البخاری فی شرح الحدیث الأول.
اعلم أنّ خطبة الکتب إن ألحقت بها بعد تصنیفها و تألیفها بأن ألّف المؤلف کتابه أولا ثم ألحقه الخطبة تسمّی خطبة إلحاقیة، و إن کتب أولا ثم ألف الکتاب تسمّی خطبة ابتدائیة.

الخطرة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Fugitive thought،passing idea
[فی الفرنسیة]Pensee fugitive،idee passagere
بالفتح و سکون الطاء المهملة فی اللغة ما یرد علی القلب ثم یزول فورا کما فی مجمع السلوک. و فی الصراح: الخطور: مرور الفکرة بالقلب. «5» و فی شرح القصیدة الفارضیة الخاطر یطلق علی ما یخطر بالبال و یطلق أیضا علی القلب. و هذا من باب إطلاق لفظ الحال علی المحل، یقال ورد لی خاطر و وقع فی خاطری کذا انتهی کلامه. و فی لطائف اللغات یقول: إنّ الخطرة فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن أدعیة یستدعی بها العبد إلی دکان الحقّ بحیث لا یستطیع العبد دفع ذلک، انتهی کلامه. و الخاطر لدی الصوفیة: وارد (قلبی) یهبط علی القلب فی صورة خطاب و مطالبة.
______________________________
(1) من زعماء الشیعة الغلاة. رأس الفرقة المعمریة و قیل الیعمریة. کان إباحیا یقول بتناسخ الأرواح. و کان من أتباع أبی الخطاب الأسدی ثمّ فارقه. و قال بألوهیة الأئمة و ترک الفرائض و استحلال المحارم. التبصیر 127، الملل 180، الفرق 248، المقالات 1/ 76.
(2) هو بزیغ زعیم فرقة البزیغیة، و قیل الربیعیة أتباع أبی ربیع کما قال صاحب التبصیر. و أغلب الظن أنه سهو أو تحریف من النساخ. ادّعی ألوهیة جعفر و أنّ اللّه تعالی یوحی إلی کل مؤمن. کما کان من زعماء الشیعة الغلاة. و قال بالتناسخ و الخلود و أنّ بعض أتباعه لا یموت. التبصیر 127، الفرق 248، الملل 180، المقالات 1/ 77، الخطط 2/ 352.
(3) هو عمر أو عمرو بن بنان العجلی. من الشیعة الغلاة و زعیم الفرقة العمرویة أو العمیریة. عبدوا الإمام جعفر الصادق ثمّ ادّعی الألوهیة. و قالوا بالتناسخ. التبصیر 128، الفرق 249، الملل 180، المقالات 1/ 78.
(4) من فرق الغلاة، أتباع ابن الخطاب الأسدی. تحدثوا فی الإمامة و زعموا أنّ الأئمة کانوا آلهة. و کانت لهم آراء و بدع کثیرة.
التبصیر 126، الفرق 247، الملل 179، المقالات 1/ 75، الحور العین 169، دائرة البستانی 1/ 483، خطط المقریزی 1/ 352.
(5) در لغت چیزی در دل آمدن و برفور گذشتن کما فی مجمع السلوک و فی الصراح الخطور گذشتن اندیشه بدل.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 753
و الوارد أعمّ من الخاطر و غیر الخاطر، مثل:
وارد حزن، أو وارد سرور أو وارد قبض و وارد بسط «1». و أکثر المتصوّفة علی أنّ الخواطر أربعة. خاطر من الحق و هو علم یقذفه اللّه تعالی من الغیب فی قلوب أهل القرب و الحضور من غیر واسطة. و خاطر من الملک و هو الذی یحث علی الطاعة و یرغب فی الخیرات و یحرز «2» من المعاصی و المکارم و یلوم علی ارتکاب المخالفات و علی التکاسل من الموافقات. و خاطر من النفس و هو الذی یتقاضی الحظوظ العاجلة و یظهر الدعاوی الباطلة. و خاطر من الشیطان و یسمّی بخاطر العدو إذ الشیطان عدو للمسلم، و هو الذی یدعو إلی المعاصی و المناهی و المکاره. و الفرق بین خاطر الحق و الملک أنّ خاطر الحق لا یعرضه شی‌ء و سائر الخواطر تضمحل و تتلاشی عنده. سئل بعض الکبار من برهان الحق؟ فقال وارد علی القلب تضجر النفس عن تکذیبها، و مع وجود الخاطر الملکی معارضة خاطر النفس و خاطر الشیطان، و أنّ خاطر النفس لا ینقطع بنور الذکر بل یتقاضی إلی مطلوبه لتصل إلی مرادها إلّا إذا أدرکها التوفیق الأزلی فیقلع عنها عرق المطالبة. و أمّا خاطر الشیطان فإنّه ینقطع بنور الذکر، و لکن یمکن أن یعود و ینسی الذکر و یغویه. و قال بعضهم الخاطر خطاب یرد علی القلوب و الضمائر. و قیل کل خاطر من الملک فقد یوافقه صاحبه و قد یخالفه بخلاف الخاطر الحقّانی فإنّه لا یحصل خلاف من العبد فیه. و هذا هو الفرق بین الخاطر النفسی و الخاطر الشیطانی. فالنفس تتمنّی شیئا معینا و تلحّ علی الوصول إلیه. و أمّا الشیطانی فلا یدعوه إلی أمر معیّن بل یدعوه إلی معصیة ما فلا یجیبه السّالک إلیها، فحینئذ یعمد الشیطان إلی وسوسة أخری یلقیها فی نفس السّالک.
و ذلک لأنّ مقصود الشیطان لیس محصورا فی فعل معیّن، بل قصده أن یهوی بالمرء المسلم فی هاویة معصیة ما علی أیّ حال «3».
و قال بعضهم الخواطر أربعة. خاطر من اللّه تعالی و خاطر من الملک و خاطر من النفس و خاطر من العدو. فالذی من اللّه تنبیه، و الذی من الملک حثّ علی الطاعة، و الذی من النفس مطالبة الشهوة، و الذی من العدو تزیین المعصیة. فبنور التوحید یقبل من اللّه تعالی و بنور المعرفة یقبل من الملک و بنور الإیمان ینهی النفس و بنور الإسلام یردّ علی الطاعة.
و سئل الجنید عن الخطرات فقال الخطرات أربعة. خطرة من اللّه تعالی و خطرة من الملک و خطرة من النفس و خطرة من الشیطان. فالتی من اللّه ترشد إلی الإشارة، و التی من الملک ترشد إلی الطاعة و التی من النفس تجرّ إلی الدنیا و طلب عزها، و التی من الشیطان تجرّ إلی المعاصی.
و المشهور عند مشایخ الصوفیة أنّ الخواطر أربعة کلها من اللّه تعالی بالحقیقة، إلّا أنّ بعضها یجوز أن یکون بغیر واسطة، و بعضها بواسطة. فما کان بغیر واسطة و هو خیر فهو الخاطر الرّبّانی و لا یضاف إلی اللّه
______________________________
(1) و در لطائف اللغات میگوید که خطره در اصطلاح صوفیه عبارتست از ادعیه که میخوانند عبد را بر دو کان حق به حیثیتی که عبد دفع آن نتواند کرد انتهی کلامه. و خاطر نزد صوفیه واردیست که فرود می‌آید بر دل در صورت خطاب و مطالبه و وارد عام است از خاطر و غیر خاطر مثل وارد حزن و وارد خوشی و وارد قبض و وارد بسط.
(2) و یحذر (م).
(3) و فرق میان خاطر نفس و خاطر شیطان همین است که نفس آرزو به چیزی معین کند و إلحاح کند تا بآن چیز رسد و شیطان آرزو به چیزی معین نکند بلکه چون داعی شود بمعصیتی که آن را سالک اجابت نکند فی الحال به سوی وسوسه دیگر اندازد چه مقصود او در فعلی معین نیست مقصود او آنست که مسلم را بهر طور در معصیتی اندازد کیف کان.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 754
تعالی إلّا الخیر أدبا. و ما کان بواسطة و هو خیر فهو الخاطر الملکی. و إن کان شرا فإن کان بإلحاح و تصمیم علی شی‌ء معیّن فیه حظّ النفس فهو الخاطر النفسانی و إلّا فهو الشیطانی. و جعل بعض المشایخ الواجب أی خطرة الواجب للحق و الحرام للشیطان و المندوب للملک و المکروه للنفس. و أمّا المباح فلما لم یکن فیه ترجیح لم ینسب إلی خاطر لاستلزامه الترجیح.
و الشیخ مجد الدین البغدادی «1» زاد علی الخواطر الأربعة خاطر الروح و خاطر القلب و خاطر الشیخ. و بعضهم زاد خاطر العقل و خاطر الیقین. و بالحقیقة هذه الخواطر مندرجة تحت الخواطر الأربعة. فإنّ خاطر الروح و خاطر القلب مندرجان تحت خاطر الملک.
و أمّا خاطر العقل فإن کان فی إمداد الروح و القلب فهو من قبیل خاطر الملک، و إن کان فی إمداد النفس و الشیطان فهو من قبیل خاطر العدو. و أمّا خاطر الشیخ فهو إمداد همّة الشیخ یصل إلی قلب المرید الطالب مشتملا علی کشف معضل و حلّ مشکل فی وقت استکشاف المرید ذلک باستمداده من ضمیر الشیخ، و فی الحال ینکشف و یتبیّن، و ذلک داخل تحت الخاطر الحقّانی لأنّ قلب الشیخ بمثابة باب مفتوح إلی عالم الغیب، فکلّ لحظة یصل إمداد فیض الحق سبحانه علی قلب المرید بواسطة الشیخ. و أمّا خاطر الیقین فهو وارد مجرّد من معارضات الشکوک و لا ریب أنّه داخل تحت الخاطر الحقّانی.

فائدة:

تمییز الخواطر کما ینبغی لا یتیسّر إلّا عند تجلیة مرآة القلب من الأمور الطبعیة «2» الجسمانیة بمصقل الزهد و التقوی و الذّکر حتی تنکشف فیها صور حقائق الخواطر کما هی.
و من لم یبلغ من الزهد و التقوی هذه المرتبة و یرید أن یمیّز بین الخواطر فله طریق، و ذلک بأن یزن أولا خاطره بمیزان الشرع، فإن کان من قبیل الفرائض أو الفضائل یمضیه، و إن کان محرما أو مکروها ینفیه، و إن کان من قبیل المباحات فکل جانب یکون أقرب إلی مخالفة النفس یمضیه، و الغالب من سجیة النفس میلها إلی شی‌ء دنیّ. ثم یعلم أنّ مطالبات النفس علی نوعین بعضها حقوق لا بد منها و بعضها حظوظ.
فالحقوق ضرورة إذ قوام النفس و بقاء حیاتها مشروط و مربوط بها، و الحظوظ ما زاد علیها، فیلزم تمییز الحقوق من الحظوظ کی تمضی الحقوق و تنفی الحظوظ. و أهل البدایات یلزمهم الوقوف علی الحقوق و حدّ الضرورة و تجاوزهم عن ذلک ذنب فی حقهم. و أمّا المنتهی فله فتح طریق السعة و الخروج عن مضیق الضرورة إلی فضاء المشاهدة و المسامحة و إمضاء خواطر الحظوظ بإذن الحق سبحانه. و إن شئت الزیادة فارجع إلی مجمع السلوک فی فصل معرفة «3» الخواطر.

الخطیب:

[فی الانکلیزیة]Orator
[فی الفرنسیة]Orateur
هو صاحب الخطابة و من یقرأ الخطبة.

الخفّ:

[فی الانکلیزیة]Slipper،shoe
[فی الفرنسیة]Pantoufle،soulier
بالضم و التشدید لغة موزه. و شرعا الذی یستر الکعب و أمکن به السفر کما فی المحیط، أو
______________________________
(1) مجد الدین البغدادی من الصوفیة. و هو تلمیذ نجم الدین کبری کان معاصرا لفرید الدین العطار و سیف الدین باخرزی و قد ذکر سیرته وافیة مولانا عبد الرحمن الجامی فی کتابه: نفحات الأنس من حضرات القدس ص: 424 طبع فی طهران 1337 ه. و قد استشهد عام 616/ ه علی ید خوارزمشاه.
(2) الطبیعیة (م).
(3) معرفة (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 755
المشی به فرسخا و ما فوقه کما فی الهدایة.
و الجرموق بالضم ما یلبس فوق الخف لحفظه من الطین و نحوه علی المشهور. لکن فی المجموع «1» أنّه الخف الصغیر کذا فی جامع الرموز فی فصل المسح علی الخفین.

الخفّة:

[فی الانکلیزیة]Lightness
[فی الفرنسیة]Legerte
بالکسر هی ضدّ الثّقل و هما من الکیفیات الملموسة و قد سبق ذکرها مع بیان الخفیف المطلق و الإضافی فی لفظ الثقل.

الخفش:

[فی الانکلیزیة]Hemeralopia،day blindness،Weakness of the eye -sight
[فی الفرنسیة]Nyctalopie،faiblesse de la vue
بفتح الخاء و الفاء هو أن تکون الطبقة القرنیة و العینیة رقیقتین ضعیفتین ینفذ فیهما شعاع الشمس و الضوء، و هذه لا تکون إلّا مولودة مع الإنسان. و عند أکثر الأطباء أنه ضعف البصر مع نداوة تکون فی الأجفان، و لذا سمّی الخفّاش به لضعف بصره کذا فی بحر الجواهر.

الخفقان:

[فی الانکلیزیة]Palpitation،shiver،beating
[فی الفرنسیة]Palpitation،fremissement convulsif،battement
بفتح الخاء و الفاء هو حرکة اختلاجیة تعرض للقلب بسبب ما یؤذیه. قال القرشی و لا نعنی بالاختلاجیة هاهنا ما هو المفهوم من لفظ الاختلاج و هو حرکة تعرض للقلب بسبب ما یحتبس فیها من الریح إلی أن یحدث لذلک الریح مسلک یخرج منه، بل یزید بها حرکة ارتعادیة کالحرکة التی تعرض للأعضاء عند النافض. و کما أنّ تلک الحرکة تحدث بسیلان المادّیة الردیئة العفنة علی الأعضاء و ترتعد لدفعها، کذلک حرکة الخفقان تعرض لوصول مؤذ إلی القلب فیرتعد لدفعه ارتعادا متتابعا، کذا فی بحر الجواهر.

الخفیف:

[فی الانکلیزیة]Light
[فی الفرنسیة]Leger
ضد الثقیل و قد سبق. و عند أهل القوافی هو الشعر المنهوک کما فی بعض الرسائل العربیة. و المنهوک سیجی‌ء ذکره. و عند أهل العروض هو اسم بحر وزنه فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن مرتین کذا فی عنوان الشرف. و فی جامع الصنائع یقول: البحر الخفیف له و زنان:
أحدهما تام و الثانی مجزوء. فالتام هو ما کان حسب الأصل: و مثاله:
إذا کنت تطلب منی مثلا علی الخفیف فزد فعلاتن مفاعلن فعلاتن مفاعلن.
و المجزوء: جزءان منه علی أصلهما و الثالث محذوف و مثاله فی البیت التالی:
إلیک هذا النموذج من الخفیف فعلاتن مفاعلن فعلن. «2» انتهی.

الخفی:

[فی الانکلیزیة]Secret،hidden،occult،esoteric
[فی الفرنسیة]Secret،cache،occulte،esoterique
لغة المستتر. و عند الأصولیین من الحنفیة لفظ استتر المراد «3» منه لا لنفس الصیغة بل
______________________________
(1) المجموع فی شرح المهذب لمحی الدین أبی زکریا یحی بن شرف النووی الشافعی (- 676 ه). أما شرح المهذب لأبی إسحاق الشیرازی فهو لشمس الدین محمد بن أبی الغنائم محسن الصیدلانی الشافعی (- 640 ه) و سمّاه التنقیب. و أصل کتاب المهذب فی الفروع فهو للشیخ أبی إسحاق إبراهیم ابن محمد الشیرازی الفقیه الشافعی (- 476 ه). کشف الظنون، 2/ 524- 525/ 1912. کشف الظنون، 4/ 608.
(2) و در جامع الصنائع گوید بحر خفیف دو وزن نبشته شده یکی تام دوم مجزو اوّل جمیع اجزاء بر اصل مثاله.
ز خفیف ار طلب کنی مثلی را تو وزن کن فعلاتن مفاعلن فعلاتن مفاعلن
دوم دو جزء بر اصل و یکی محذوف مثاله.
ز خفیف آن نمونه کش به سخن فعلاتن مفاعلن فعلن
(3) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 756
لعارض. و القید الأخیر احتراز عن المشکل و المجمل و المتشابه کآیة السرقة خفیت فی حقّ الطّرار و النباش، فإنّ معنی السارق لغة هو آخذ مال الغیر علی سبیل الخفیة، و هو اشتبه فی حقّهما لاختصاصهما باسم آخر لأنّ اختلاف الاسم یدلّ علی اختلاف المسمّی کما هو الأصل، کذا فی التلویح و غیره من کتب الأصول. و الروح الخفی و یسمّی بالأخفی أیضا یجی‌ء فی لفظ الروح.

الخلاء:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Space،vacuum
[فی الفرنسیة]Espace،vide
بالفتح و المدّ کما فی المنتخب هو عند المتکلمین امتداد موهوم مفروض فی الجسم أو فی نفسه صالح، لأن یشغله الجسم و ینطبق علیه بعده الموهوم و یسمّی أیضا بالمکان و البعد الموهوم و الفراغ الموهوم، و حاصله البعد الموهوم الخالی عن الشاغل. و هذا شامل للخلاء الذی لا یتناهی و هو الخلاء خارج العالم، و للخلاء الذی بین الأجسام و هو أن یکون الجسمان بحیث لا یتلاقیان و لیس بینهما ما یماسّهما، فیکون ما بینهما بعدا مفروضا موهوما ممتدا فی الجهات الثلاث صالحا لأن یشغله جسم ثالث، لکنه الآن خال عن الشاغل.
و إطلاق الخلاء علی هذا المعنی أکثر. و قیل الخلاء أخصّ من المکان، فإنّ المکان هو الفراغ المتوهّم مع اعتبار حصول الجسم فیه، و الخلاء هو الفراغ الموهوم مع اعتبار أن لا یحصل فیه جسم کما مرّ فی لفظ الحیز، و حاصله المکان الخالی عن الشاغل. و عند بعض الحکماء هو البعد المجرّد الموجود فی الخارج القائم بنفسه سواء کان مشغولا ببعد جسمی أو لم یکن. قال إذا حلّ البعد الموجود فی مادة فجسم تعلیمی، و إلّا أی و إن لم یحل فی مادة فخلاء أی فبعد موجود مجرّد فی نفسه عن المادة سواء کان مشغولا ببعد جسمی یملأه أو غیر مشغول به، فإنّه فی نفسه خلاء و یسمّی بعدا مفطورا و فراغا مفطورا و مکانا أیضا، هکذا فی شرح المواقف فی آخر مبحث المکان و أوسطه، و هکذا فی حواشی الخیالی. فالخلاء بهذا المعنی جوهر فإنّهم قد صرّحوا بجوهریة البعد المجرّد حتی قالوا أقسام الجوهر ستة لا خمسة هکذا ذکر السّید و یجی‌ء فی لفظ المکان أیضا فی حاشیة شرح حکمة العین. قال ملّا فخر «1» فی حاشیة شرح هدایة الحکمة «2» و إن شئت تعریف الخلاء الشامل للمذهبین فقل الخلاء هو البعد المجرّد عن المادة سواء کان بعدا موهوما أی مکانا خالیا عن الشاغل کما هو رأی المتکلمین أو بعدا موجودا فی الخارج کما هو رأی بعض الحکماء و هم المشائیّون انتهی.
اعلم أنّ الخلاء جوّزه المتکلمون و منعه الحکماء القائلون بأنّ المکان هو السطح. و أمّا القائلون بأنه البعد المجرّد الموجود فهم أیضا یمنعون الخلاء بمعنی البعد المفروض فیما بین الأجسام، لکنهم اختلفوا. فمنهم من لم یجوّز خلوّ البعد الموجود «3» من جسم شاغل له فیکون
______________________________
(1) هو الفخر الرازی علی الأرجح، محمد بن عمر بن الحسن بن الحسین التیمی البکری، المتوفی (606 ه 1210 م). و قد وردت ترجمته لکن اسم الکتاب کما سیلی مباشرة یبیّن أن ملّا فخر ربما کان لخفر شاه بن عبد اللطیف المنتشوی (- 853 ه) و قد وقع تصحیف بین فخر و خفر.
(2) هدایة الحکمة: للشیخ أثیر الدین مفضل بن عمر الأبهری (- 663 ه). و صنف مولانا زاده (ملا زاده) أحمد الهروی الخزربانی (- فی القرن التاسع للهجرة). علیها شرحا. و علی هذا الشرح حاشیة لمصطفی بن یوسف المعروف بخواجةزاده (- 893 ه).
و للمولی موسی ابن محمود المعروف بقاضی زاده الرومی (- 988 ه) حاشیة علی شرح مولانا زاده. و للشیخ محمد بن محمود المغلوی الوفائی (- 940 ه) حاشیة علی شرح ملا زاده تذنیبا و تکمیلا لحاشیة خواجه زاده. و علی شرح ملا زاده لخضر شاه بن عبد اللطیف المنتشوی (- 853 ه). کشف الظنون، 2/ 2028- 2030. معجم المؤلفین، 2/ 171.
(3) عن (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 757
حینئذ خلاء بمعنی البعد المجرّد الموجود فقط.
و منهم من جوّزه فهؤلاء المجوّزون وافقوا المتکلّمین فی جواز المکان الخالی عن الشاغل و خالفوهم فی أنّ ذلک المکان بعد موهوم فیکون حینئذ خلاء بمعنی البعد الموجود و بمعنی المکان الخالی عن الشاغل أیضا. فالحکماء کلهم متفقون علی امتناع الخلاء بمعنی البعد المفروض، و هذا الخلاف إنّما هو فی الخلاء داخل العالم، و أمّا الخلاء خارج العالم فمتّفق علیه فالنزاع فیه إنّما هو فی التسمیة، فإنّه عند الحکماء عدم محض و نفی صرف یثبته الوهم و یقدّره من نفسه و لا عبرة بتقدیره الذی لا یطابق نفس الأمر، فحقّه أن لا یسمّی بعدا و لا خلاء.
و عند المتکلمین هو البعد الموهوم کالمفروض فیما بین الأجسام علی رأیهم.

تنبیه‌

من القائلین بالخلاء أی البعد المجرّد الموجود من جوّز أن لا یملأ جسم، و منهم من لم یجوّزه. و الفرق بین هذا المذهب و مذهب من قال إنّ المکان هو السطح أنّ فیما بین أطراف الطاس علی هذا المذهب بعدا موجودا مجرّدا فی نفسه عن المادة قد انطبق علیه بعد الجسم، فهناک بعدان، إلّا أنّ الأول لا یجوز خلوه عن انطباق الثانی. و أما علی القول بالسطح فلیس هناک إلّا بعد الجسم الذی هو فی داخل الطاس.

فائدة:

قال ابن زکریا «1» فی الخلاء قوة جاذبة للأجسام و لذلک یحتبس الماء فی السراقات و ینجذب فی الزراقات. و قال بعضهم فیه قوة دافعة للأجسام إلی فوق فإنّ التخلخل الواقع فی الجسم بسبب کثرة الخلاء فی داخله یفید ذلک الجسم خفة دافعة إلی الفوق. و الجمهور علی أنّه لیس فی الخلاء قوة جاذبة و لا دافعة و هو الحق. هذا کله خلاصة ما فی شرح المواقف.

الخلاص:

[فی الانکلیزیة]Salvation،deliverance،delivery
[فی الفرنسیة]Salut،delivrance،livraison
بالفتح و بالفارسیة رهائی کما فی الصراح.
و أمّا فی الشرع فقیل هو الدرک. و قیل هو تخلیص المبیع من المستحق و تسلیمه إلی المشتری و یجی‌ء فی لفظ الدرک.

الخلافة:

[فی الانکلیزیة]Caliphate
[فی الفرنسیة]Califat
بالکسر شرعا هی الإمامة و قد سبق.
و بعض الصوفیة قال الخلافة قسمان خلافة صغری و هی الإمامة و الرئاسة الظاهریة و خلافة کبری و هی الإمامة و الرئاسة الباطنیة کما کان لعلی رضی اللّه عنه. هکذا فی مرآة الأسرار فالخلیفة هو الإمام. و فی جامع الرموز الخلیفة شرعا هو الإمام الذی لیس فوقه إمام.

الخلّة:

[فی الانکلیزیة]Privacy،friendship
[فی الفرنسیة]Intimite،amitie
بالضم و التشدید فی اللغة المحبّة. و عند السالکین أخصّ منها. و هی تخلل مودة فی القلب لا تدع فیه خلاء إلّا ملأته لما تخلله من أسرار إلهیة و مکنون الغیوب و المعرفة لاصطفائه عن أن یطرقه نظر لغیره، و من ثمّ قال النبی صلی اللّه علیه و سلم «لو کنت متخذا خلیلا غیر ربی لاتخذت أبا بکر خلیلا» «2». و بالجملة فهی تخلیة القلب عمّا سوی المحبوب. و اختلفوا فی أنّ مقام المحبة
______________________________
(1) هو أحمد بن محمد بن زکریّا، توفی عام (899 ه/ 1493 م)، من أهل تلمسان، فقیه، أصولی، بیانی. له العدید من الکتب. الأعلام 1/ 231، البستان 38، الذیل 2/ 357، الکشف 2/ 1157.
(2) صحیح البخاری، کتاب الفضائل الصحابة، باب مناقب المهاجرین، حدیث 154، 5/ 65.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 758
أرفع أم مقام الخلة فقال قوم المحبة أرفع لخبر البیهقی: (أنّه تعالی قال لیلة الإسراء: یا محمد سل تعط. فقال یا رب إنک اتخذت ابراهیم خلیلا و کلّمت موسی تکلیما فقال أ لم أعطک خیرا من هذا إلی قوله و اتخذتک حبیبا) «1» و لأنّ الحبیب یصل بلا واسطة بخلاف الخلیل. قال تعالی فی نبینا فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی «2» و فی ابراهیم وَ کَذلِکَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَکُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ «3» و قال قوم الخلة أرفع و رجحه جماعة متأخرون کالبدر الزرکشی و غیره لأنّ الخلة أخصّ من المحبة إذ هی توحیدها، فهی نهایة و من ثمّ أخبر نبینا صلی اللّه علیه و آله و سلم بأنّ اللّه اتخذه خلیلا و نفی أن یکون له خلیل غیر ربّه مع إخباره بحبّه لجماعة من الصحابة. و أیضا فإنه تعالی یحبّ التوابین و المتطهرین و الصابرین و المقسطین و المتقین و خلته خاصة بالخلیلین. قال ابن القیم «4» و ظن أنّ المحبة أرفع و أن إبراهیم خلیل و محمدا حبیب غلط و جهل. و ردّ ما احتج به الأولون مما مرّ بأنّه انما یقتضی تفضیل ذات محمد علی ذات ابراهیم مع قطع النظر عن وصف المحبة و الخلة و هذا لا نزاع فیه، إنّما النزاع «5» فی الأفضلیة المستندة إلی أحد الوصفین، و الذی قامت علیه الأدلة استنادها إلی وصف الخلة الموجودة فی کلّ من الخلیلین. فخلّة کل منهما أفضل من محبته کذا فی فتح المبین شرح الأربعین للنووی. و فی الصحائف الخلّة من مراتب المحبة و تعریفه تخلیة القلب عمّا سوی المحبوب. و هو علی خمس درجات:
الأولی: المعاندة و هی: أن یفحص المحبّ بصره فی أی مجلس یجلسه عن رؤیة الاعتبار، و أن یحذر من الشیطان و الناس کلهم.
الثانیة: الصدق.
الثالثة: الاشتهار و هو أن یدع نیة الشهرة و أن یتخلّی عن متی و کیف، و ألّا یبالی بالخمول و الشهرة.
الرابعة: الشکوی، کما قال سیدنا یعقوب: إنّما أشکو بثی و حزنی إلی اللّه.
الخامسة: الحزن. و کان علیه السلام دائم الحزن.
و یقول فی لطائف اللغات: الخلّة فی اصطلاح الصوفیة: عبارة عن تحقّق العبد بحال یتجلّی علیه بها الحقّ. «6»
______________________________
(1) ورد فی العلل المتناهیة فی الأحادیث الواهیة، ابن الجوزی (- 597 ه) تقدیم و ضبط خلیل المیس، باب ذکر أشیاء رآها لیلة المعراج، 183، و لم یذکر لفظ (أ لم أعطک خیرا … ) لکن ورد بلفظه کاملا فی فتح المبین شرح الأربعین لابن حجر الهیثمی. المقدمة ص 17 و رفعه للبیهقی لکن لم نعثر علیه لدیه.
(2) النجم/ 9.
(3) الأنعام/ 75.
(4) هو محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد الزرعی الدمشقی، أبو عبد اللّه، شمس الدین. ولد بدمشق عام 691 ه/ 1292 م.
و توفی فیها عام 751 ه/ 1350 م. من أرکان الإصلاح الإسلامی، و من کبار العلماء، و أخلص تلامیذ ابن تیمیة. له العدید من التصانیف و الکتب الهامة. شذرات الذهب 6/ 168، النجوم الزاهرة 10/ 249.
(5) فیه، إنما النزاع (- م، ع).
(6) و این را پنج درجه است اوّل معانده محب در هر مجلس که نشیند از اغیار چشم زند و از دیو و مردم تمام اندیشمند شود دوم صدق سوم اشتهار و تشهیر درین مقام آن است که از آینیت بیرون آید و متی و کیف را ترک دهد شهرة و خمول را فرقی نداند چهارم شکوی است کما قال یعقوب علیه السلام انما اشکو بثّی و حزنی الی اللّه پنجم حزن و کان علیه السلام دائم الحزن.
و در لطائف اللغات میگوید که خلت در اصطلاح صوفیه عبارت است از تحقق عبد به حیثیتی که حق درو تجلی کند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 759

الخلط:

[فی الانکلیزیة]Ingredient،juice،humour
[فی الفرنسیة]Ingredient،jus،humeur
بالفتح «1» و سکون اللام هو عند الأطباء جسم رطب سیّال یستحیل إلیه الغذاء أولا و یسمّی کیموسا و رطوبة أولی أیضا، و أمّا ما سمّاه البعض بالکیلوس فهو غلط کما فی بحر الجواهر. فقولهم جسم جنس و الرطب فصل یخرج العظم و اللحم و الغضروف، إذ الرطب هو سهل القبول للتشکّل و الاتصال و الانفصال بحسب الطبع. و قولهم سیّال أی من شأنه أن ینبسط متسفلة بالطبع حتی لو خلّی و طبعه کان أسهل. النفوذ إلی البدن یخرج مثل الدماغ و النخاع و الشحم و لا یخرج البلغم الزجاجی و الجصی لأنّهما رطبان سیالان طبعا. و أیضا المراد التشبیه بالزجاج و الجص فی اللون و الطبع لا فی القوام، و کذا الحال فی عدم خروج السوداء الرمادیة. و لا یغنی هذا القید من الرطب للفرق بینهما فی الرمل. و المراد بالاستحالة تغیّر الصورة النوعیة بقرینة إلی، فخرج الکیلوس لبقاء الغذاء فیه یعرفه القائی.
و المراد بالغذاء ما یتناوله الحیوان للاغتذاء و هو الغذاء بالقوة، فلا یرد ما یسیل من القرع و الأنبیق إذا وضعنا اللحم فیه للتقطیر.
و الصواب أن یکون بدله الکیلوس. و لهذا قیل الخلط جسم رطب سیال یتکّون من الکیلوس أولا إذ الغذاء یطلق علی الغذاء بالفعل أیضا.
و لا بد فی التعریف من الاحتراز عن الألفاظ المشترکة. و یمکن أن یجاب بأن الغذاء عند الاطلاق یتبادر منه الغذاء بالقوة فلا محذور.
و قولهم أولا یخرج الرطوبة الثانیة و المنی عند البعض و لا یخرج الخلط المتولّد من خلط لأنّه یستحیل إلیه الغذاء أولا فی الجملة، إذ ما من خلط إلّا و یمکن أن یحصل من الغذاء أولا بخلاف الرطوبة الثانیة فإنها لا تحصل من الغذاء إلّا بتوسّط الخلط. و قیل المراد بالاستحالة الثانیة فساد الصورة الخلطیة. فالخلط ما لم تفسد صورته الخلطیة فهو یعدّ فی الاستحالة الأولی و لا یخفی ما فیه. و لو قیل الخلط جسم یستحیل إلیه الکیلوس لکان أخصر و أحسن.
و أنواع الأخلاط أربعة. استقراء الدم و الصفراء و البلغم و السوداء، و کلّ واحد منها ینقسم إلی طبیعی و غیر طبیعی، و الطبیعی من کل خلط هو ما تولّد فی الکبد و ما لا یتولّد فیها لا یسمّی طبیعیا عند الأطباء. و فی بحر الجواهر الخلط المحمود و یقال له الخلط الطبیعی أیضا هو الذی من شأنه أن یصیر جزءا من جوهر المغتذی وحده أو مع غیره، و الخلط الردی‌ء هو الذی لیس من شأنه ذلک انتهی. و کیفیة تولّد الأخلاط أنّ الغذاء بالقوة إذا ورد علی المعدة و تأثّر من حرارتها و حرارة ما یلیها من الأعضاء کالقلب و الکبد و الطحال استحال فیها إلی جوهر شبیه بماء الکشک الثخین أی الغلیظ فی بیاضه و قوامه و ملاسته، و هو الذی یسمّی کیلوسا بلسان السریانیة، و ینجذب الصافی منه إلی الکبد، فیندفع من طریق العروق المسماة بماساریقا، و ینطبخ فی الکبد فیحصل منه شی‌ء کالرغوة أی الزبد و شی‌ء کالرسوب. و قد یکون معها شی‌ء محترق إن أفرط الطبخ و شی‌ء فج إن قصر الطبخ؛ و الرغوة هی الصفراء الطبیعیة و الرسوب هی السوداء. و یسمّیها جالینوس خلطا أسود. و المحترق لطیفة صفراء غیر طبیعیة و کثیفة سوداء غیر طبیعیة و الشی‌ء الفجّ منه هو البلغم طبیعیا کان أو غیره. و أمّا المصفّی من هذه الجملة نضجا فهو الدم.
______________________________
(1) بالکسر (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 760

الخلع:

[فی الانکلیزیة]Removal،luxation،dislocation
[فی الفرنسیة]Enlevement،luxation،dislocation،deboltement
بالفتح و سکون اللام فی اللغة النزع، و منه خالعت المرأة زوجها إذا افتدت منه بمال کذا فی فتح القدیر. و فی جامع الرموز الخلع بالضم فی المرأة و بالفتح فی غیرها کما فی الاختیار. لکن فی المغرب أنّه بالضم اسم.
و إنّما قیل ذلک لأنّ کلا منهما لباس لصاحبه فإذا فعلا ذلک فکأنهما نزعا لباسهما. و فی الشرع أخذ المال بإزاء إزالة ملک النکاح.
و الأولی قول بعضهم إزالة ملک النکاح بلفظ الخلع لاتحاد جنسه مع المفهوم اللغوی و الفرق بخصوص المتعلّق و القید الزائد. و لا بد فیه من زیادة قولنا ببدل کما أنه لا بد من زیادة قولنا بلفظ الخلع فی الأول، و کذا فی قول بعضهم إزالة ملک النکاح ببدل فإنّ الصحیح أن یقال هو إزالة ملک النکاح ببدل بلفظ الخلع، فإنّ الطلاق علی مال لیس هو الخلع بل هو فی حکمه فی وقوع البینونة لا مطلقا.
اعلم أنّ القول بلفظ الخلع إنّما هو باعتبار الأکثر و إلّا فالفا الخلع و التطلیق و المباینة و المباراة و البیع و الشراء کما فی النتف «1».
و صورته بالعربیة أن تقول الزوجة خالعت نفسی منک بکذا، فقال الزوج خلعت. و بالفارسیة اشتریت منک نفسی بالمهر الذی لک فی ذمتی و بنفقة عدّتک بطلاق واحد فقالت: بعت لک بهذه الشروط «2».
هذا، ثم استعمال لفظ الخلع فی الطلاق البائن مجاز کما فی التحفة، و فی النتف أنه حقیقة فی کلیهما. و فی الفصولین «3» أن الخلع بعوض و غیر عوض متعارف و الاستعمال فیهما أکثر من أن یحصی، فینبغی أن یقال الخلع لفظ زال به ملک النکاح، هذا کله هو المستفاد من فتح القدیر و جامع الرموز.
و عند السبعیة هو الطمأنینة إلی إسقاط الأعمال البدنیة کما سیجی‌ء.
و عند الأطباء هو خروج العظم عن موضعه خروجا تاما، و یطلق أیضا علی استحالة جوهریة تتبدّل بها من صورة إلی صورة أخری، و علی الفالج الذی عمّ شق البدن و شق الوجه کما فی بحر الجواهر.

الخلف:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Reductio ad absurdum
[فی الفرنسیة]
Reductio ad absurdum) raisonnement par l'absurde (
بالفتح و سکون اللام عند المنطقیین هو القیاس الاستثنائی الذی یقصد فیه إثبات المطلوب بإبطال نقیضه، و یقابله القیاس المستقیم. و إنّما قیل یقصد لیخرج القیاس الاستثنائی المتّصل الذی استثنی فیه نقیض التالی فإنّه لیس قیاس الخلف، إذ لم یقصد فیه إثبات المطلب بإبطال نقیضه و إن لزم ذلک فیه هذا هو الخلف مطلقا. و أمّا الخلف المستعمل فی العکس فهو فرد مخصوص من هذا المطلق و هو ضم نقیض العکس مع الأصل بنفسه إن کان
______________________________
(1) النتف فی الفتاوی: للشیخ الإمام علی (بن الحسن) السغدی الفقیه الحنفی (- 461 ه) ذکره قاسم بن قطلوبغا. و من تصانیف الغزنوی جمال الدین أحمد بن محمد بن محمود القابسی (- 593 ه) ذکره العلی الجمالی فی أدب الأوصیاء. و من تصانیف التّمر تاشی ظهیر الدین أحمد بن أبی ثابت إسماعیل أبو العباس الخوارزمی (- 601 ه) ذکره ابن الشحنة فی کتاب الطلاق.
و المشهور کتاب السغدی. کشف الظنون، 2/ 1925. هدیة العارفین، 1/ 89- 691.
(2) خویشتن را از تو بکابینی که مراست بر تو و نفقه عدت خریدم بیک طلاق فقال فروختم به تو باین شرطها.
(3) جامع الفصولین فی الفروع: للشیخ بدر الدین محمود بن إسرائیل الشهیر بابن قاضی سماونة الحنفی (- 823 ه) و هو کتاب مشهور متداول فی أیدی الحکام و المفتین لکونه فی المعاملات خاصة، جمع فیه بین فصول العمادی و فصول الاسروشنی.
کشف الظنون، ج 1/ 566.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 761
بسیطا، و بجزئیه أو بأحدهما إن کان مرکبا لینتج محالا، و هو یعمّ الموجبات و السوالب لا أنّه یعمّ کل فرد منها لما تقرّر من عدم جریانه فی عکس اللادوام الخاصتین الجزئیتین السالبتین.
مثلا المطلوب أنّ عکس قولنا کل إنسان حیوان بعض الحیوان إنسان، فقلنا إذا صدق کل إنسان حیوان صدق بعض الحیوان إنسان و إلّا یصدق نقیض العکس و هو لا شی‌ء من الحیوان بإنسان و نضمه مع الأصل و هو قولنا کل إنسان حیوان فنقول کل إنسان حیوان و لا شی‌ء من الحیوان بإنسان ینتج لا شی‌ء من الإنسان بإنسان و هو محال لأنه سلب الشی‌ء عن نفسه.
اعلم أنّ القیاس منحصر فی الاقترانی و الاستثنائی فوجب ردّ هذا القیاس و تحلیله إلی ذلک و قد اختلفوا فیه. فقیل هو قیاس مرکّب من قیاسین أحدهما اقترانی شرطی و الآخر استثنائی متّصل مستثنی فیه نقیض التالی، هکذا لو لم یثبت المطلوب لثبت نقیضه و کلّما ثبت نقیضه ثبت محال، ینتج لو لم یثبت المطلوب لثبت محال، لکن المحال لیس بثابت فیلزم ثبوت المطلوب لکونه نقیض المقدّم. نعم قد یفتقر بیان الشرطیة إلی دلیل فتکثر القیاسات. و قد یقال إنّ الاقترانی مرکّب من متصلة مقدّمها نقیض المطلوب و تالیها أمر لازم له، و من حملیة صادقة فی نفس الأمر مثلا إذا کان المطلب لا شی‌ء من ج ب. فنقول لو لم یصدق هذا لصدق بعض ج ب، و معنا حملیة صادقة و هی کل ب ا، و نجعلها کبری الاقترانیة، فینتج لو لم یصدق هذا لصدق بعض ج ا، و نجعلها مقدمة للاستثنائی و نقول لکن لیس بعض ج ا إذ هو محال، بدلیله صدق هذا حق.
و قیل فی تکملة الحاشیة الجلالیة و یمکن إرجاعه إلی استثنائیین بأن یقال لو لم یکن المطلوب حقا لکان نقیضه حقا لکن کون نقیضه حقا باطل، فعدم کون المطلوب حقا باطل. أمّا الملازمة فلکونها بدیهیة و أمّا بطلان اللازم فلأنّه لو کان نقیضه حقا لکان محال واقعا، لکن وقوع المحال باطل. و هذا التقریر أنسب بعدّه من الاستثنائی و أوفق بما اعتبره فی تفسیره من إبطال النقیض. و أنت تعلم أنّ الحکم بشی‌ء من الرجوعات المذکورة لا یصح علی إطلاقه لجواز أن یکون بطلان النقیض بدیهیا أیضا فی بعض المطالب، فیبیّن بإبطال نقیضه بقیاس واحد استثنائی، إلّا أن یقال اعتبر فیه اصطلاحا إبطال النقیض بمعنی بیان بطلانه بالدلیل فلیتأمل انتهی.

فائدة:

إنّما سمّی الخلف خلفا لأنّ المتمسک به یثبت مطلوبه بإبطال نقیضه فکأنّه یأتی مطلوبه من خلفه أی من ورائه، و یؤیده تسمیة القیاس الذی ینساق إلی مطلوبه ابتداء أی من غیر تعرّض لإبطال نقیضه بالمستقیم، کأنّ المتمسک به یأتی مطلوبه من قدامه علی وجه الاستقامة. و قیل سمّی خلفا أی باطلا لأنه ینتج الباطل علی تقدیر عدم حقیة المطلوب، لا لأنه باطل فی نفسه. هذا کله خلاصة ما فی کتب المنطق و ما ذکره التفتازانی فی حاشیة العضدی. و الخلف بالضم خلاف المفروض. و الخلف بفتحتین بمعنی پس آینده- اللاحق- و سیجی‌ء الفرق بینه و بین السلف.

الخلفیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Khalfiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Khalfiyya)secte(
فرقة من الخوارج العجاردة أصحاب خلف الخارجی «1». و هم خوارج کرمان
______________________________
(1) خلف الخارجی: زعیم فرقة الخلفیة من خوارج العجاردة. کان من أتباع میمون القدری. و قاتل حمزة الخارجی القدری.
و کان له نفوذ فی منطقة کرمان و مکران. و لا یعرف له تاریخ میلاد و لا تاریخ وفاة، التبصیر 55، الملل 130، الفرق 96، المقالات 1/ 165.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 762
و مکران «1»، أضافوا القدر خیره و شره إلی اللّه و حکموا بأنّ أطفال المشرکین فی النار بلا عمل و شرک، کذا فی شرح المواقف «2».

الخلق:

[فی الانکلیزیة]Character،nature،braveness،religion
[فی الفرنسیة]Caractere،nature،bravoure،religion
بضمّتین و سکون الثانی أیضا فی اللغة العادة و الطبیعة و الدین و المروءة و الجمع الأخلاق. و فی عرف العلماء ملکة تصدر بها عن النفس الأفعال بسهولة من غیر تقدّم فکر و رویة و تکلّف. فغیر الراسخ من صفات النفس کغضب الحلیم لا یکون خلقا و کذا الراسخ الذی یکون مبدأ للأفعال النفسیة بعسر و تأمّل کالبخیل إذا حاول الکرم و کالکریم إذا قصد بإعطائه الشهرة، و کذا ما تکون نسبته إلی الفعل و الترک علی السواء کالقدرة و هو مغایر للقدرة بوجه آخر أیضا، و هو أنّه لا یجب فی الخلق أن یکون مع الفعل کما وجب ذلک عند الأشاعرة فی القدرة.
فما قال المحقق التفتازانی فی المطوّل فی بحث التشبیه من أنّ الخلق کیفیة نفسانیة تصدر عنها الأفعال بسهولة أی تصدر عن النفس بسببها الأفعال بسهولة مبنی علی عدم التحقیق هکذا ذکر أبو القاسم فی حاشیة المطول.
ثم الخلق ینقسم إلی فضیلة هی مبدأ لما هو کمال و رذیلة هی مبدأ لما هو نقصان، و غیرهما و هو ما یکون مبدأ لما لیس شیئا منهما. و توضیحه أنّ النفس الناطقة من حیث تعلّقها بالبدن و تدبیرها إیّاه تحتاج إلی قوی ثلاث. إحداها القوة التی بها تعقل ما یحتاج إلیه فی تدبیره و تسمّی بالقوة العقلیة و النطقیة و الملکیة و النفس المطمئنة و تعبّر عنها أیضا بقوة هی مبدأ إدراک الحقائق و الشوق إلی النظر فی العواقب و التمییز بین المصالح و المفاسد.
و ثانیتها القوة التی بها تجذب ما ینفع البدن و یلائمه من المآکل و المشارب و غیر ذلک و تسمّی بالقوة الشهوانیة و البهیمیة و النفس الأمارة.
و ثالثتها ما تدفع به ما یضرّ البدن و یؤلمه و تعبّر عنها أیضا بما هی مبدأ الإقدام علی الأهوال و الشوق إلی التسلّط و الترفّع و تسمّی قوة غضبیة سبعیة و نفسا لوّامة. قیل و الظاهر أنّ إطلاق النفس علی هذه القوی الثلاث من باب إطلاق اسم المحل علی الحال، ثم صار حقیقة عرفیة.
ثم اعلم أنّ لکلّ واحدة من هذه القوی أحوالا ثلاثا: طرفان و وسط. فالفضیلة الخلقیة هی الوسط من أحوال هذه القوی، و الرذیلة هی الأطراف، و غیرهما ما لیس شیئا منهما أی من الوسط و الأطراف. فالفضائل الخلقیة أصولها ثلاثة هی الأوساط من أحوال هذه القوی.
و الرذائل الخلقیة أصولها ستة هی أطراف تلک الأوساط ثلاثة منها من قبیل الإفراط. و ثلاثة أخری من قبیل التفریط، و کلا طرفی کل الأمور مذموم.
فمن اعتدال أحوال القوة الملکیة تحدث الحکمة و هی هیئة للقوة العقلیة العملیة متوسّطة بین الجربزة التی هی إفراط هذه القوة و هی استعمال القوة الفکریة فیما لا ینبغی کالمتشابهات، و علی وجه لا ینبغی کمخالفة الشرائع و بین البلاهة و الغباوة التی هی تفریطها، و هی تعطیل القوة الفکریة بالإرادة و الوقوف عن
______________________________
(1) کرمان و مکران: بلاد معروفة. و تقع فی الزاویة الجنوبیة الشرقیة من بلاد ایران علی حدود باکستان. و یطلق علی مکران الیوم: بلوجستان. معجم البلدان 3/ 132، معجم ما استعجم منه أسماء البلاد و المواضع 4/ 1124 و قیل أرض کرمان متصلة بأرض فارس و بأرض مکران. و هناک مدینة کرمان بنیت أیام الرشید. الیعقوبی 286، ابن حوقل 266، الروض المعطار 491، 543.
(2) الخلفیة: فرقة من خوارج العجاردة أتباع خلف من أتباع میمون القدری. قاتلوا أتباع حمزة الخارجی. و وافقوا الأزارقة فی بعض آرائهم. التبصیر 55، الملل 130، الفرق 96، المقالات 1/ 165.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 763
اکتساب العلوم النافعة. و الحکمة هی معرفة الحقائق علی ما هی علیه بقدر الاستطاعة و هی العلم النافع المعبّر عنه بمعرفة النفس ما لها و ما علیها المشار إلیه بقوله تعالی: وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً «1» هکذا فی التلویح. و قد عرفت فی لفظ الحکمة أنّ الحکمة بهذا المعنی لیست من أقسام علم الحکمة و الظنّ بأنها من أنواعه باطل.
و من اعتدال القوة الشهوانیة تحدث العفة و هی هیئة للقوة الشهویة متوسطة بین الفجور و الخلاعة الذی هو إفراطها، و هو الوقوع فی ازدیاد اللذات علی ما یجب، و بین الخمود الذی هو تفریطها، و هو السکوت «2»، عن طلب اللذات بقدر ما رخّص فیه العقل و الشرع. ففی العفة تصیر الشهوانیة منقادة للناطقة.
و من اعتدال الغضبیة تحدث الشجاعة و هی هیئة للقوة الغضبیة متوسطة بین التهوّر الذی هو إفراطها و هو الإقدام علی ما لا ینبغی و بین الجبن أی الحرز عما ینبغی «3»، الذی هو تفریطها. ففی الشجاعة تصیر السبعیة منقادة للناطقة لیکون إقدامها علی حسب الدرایة من غیر اضطراب فی الأمور الهائلة حتی یکون فعلها جمیلا و صبرها محمودا. و إذا امتزجت الفضائل الثلاث حصلت من اجتماعها حالة متشابهة هی العدالة. فبهذا الاعتبار عبّر عن العدالة بالوساطة و إلیه أشیر بقوله علیه السلام:
«خیر الأمور أوساطها» «4». و الحکمة فی النفس البهیمیة بقاء البدن الذی هو مرکّب النفس الناطقة لتصل بذلک إلی کمالها اللائق بها و مقصدها المتوجّه إلیه، و فی السبعیة کسر البهیمیة و قهرها و دفع الفساد المتوقّع من استیلائها، و اشتراط التوسط فی أفعالها کیلا تستبعد الناطقة فی هوائها و تصرفاتها عن کمالها و مقصدها. و قد مثل ذلک بفارس استردف سبعا و بهیمة للاصطیاد فإن انقاد السبع و البهیمة «5» للفارس و استعملهما علی ما ینبغی حصل مقصود الکل بوصول الفارس إلی الصید و السبع إلی الطعم و البهیمة إلی العلف و إلّا هلک الکل.
و أمّا أنّ هذه النفوس الثلاثة نفوس متعددة أم نفس واحدة مختلفة بالاعتبارات أم قوی و کیفیات للنفس الإنسانیة فمختلف فیها، هکذا یستفاد من شرح المواقف و التلویح.

الخلق:

[فی الانکلیزیة]Creation،creatures
[فی الفرنسیة]Creation،creatures
بالفتح و سکون اللام و بالفارسیة: آفریدن، مصدر، و المخلوقات. و فی اصطلاح السالکین. هو عالم المادّة و الوجود و الزمان. مثل الأفلاک و العناصر و الموالید الثّلاثة أی الجمادات و النباتات و الحیوانات، و هی تسمّی عالم الشّهادة و عالم الملک و عالم الخلق. و الخلق الجدید فی اصطلاح الصّوفیة عبارة عن اتّصال إمداد الوجود فی الممکنات من نفس الحقّ. کذا فی لطائف اللغات «6».
______________________________
(1) البقرة/ 269.
(2) السکون (م، ع).
(3) عما لا ینبغی (م).
(4) السنن الکبری للبیهقی، 3/ 273، إتحاف السادة المتقین 6: 746/ 7، 336- 422 8/ 13، الأحکام النبویة فی الصناعة الطبیة للکحال 1/ 159، الشفاء للقاضی عیاض 1/ 175، تفسیر القرطبی 2/ 154، 5/ 343، 6/ 276، مناهل الصف 12، تذکرة الموضوعات للفتنی 189، الدرر المنتثرة فی الأحادیث المشتهرة للسیوطی 81.
(5) البهیمیة (م).
(6) آفریدن و آفرینش و آفریده‌شدگان. و در اصطلاح سالکان عالمیست که موجود به ماده و مدت باشد مثل افلاک و عناصر و موالید ثلاثة یعنی جمادات و نباتات و حیوانات که این را عالم شهادت و عالم ملک و عالم خلق نامند. و خلق جدید در اصطلاح صوفیه عبارتست از اتصال امداد وجود از نفس حق در ممکنات کذا فی لطائف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 764

الخلق العظیم:

[فی الانکلیزیة]Devotion،abnegation
[فی الفرنسیة]Devotion،abnegation
عند السالکین هو الإعراض عن الکونین و الإقبال علی اللّه تعالی بالکلّیة. و قال الواسطی: الخلق العظیم أن لا یخاصم و لا یخاصم. قال العطاء «1»: هو أن لا یکون له اختیار و لا اعتراض بالشدائد و المحن، کذا فی مجمع السلوک. و الخلق العظیم للنبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم المشار إلیه فی قوله تعالی وَ إِنَّکَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ «2» علی ما «قالت عائشة رضی اللّه عنها هو القرآن» «3» یعنی أنّ العمل بالقرآن کان جبلّة له من غیر تکلّف. و قیل الجود بالکونین و التوجّه إلی خالقهما. و قیل هو ما أشار إلیه النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم بقوله:
«صل من قطعک و اعف عمّن ظلمک و أحسن إلی من أساء إلیک» «4». و الأصح أنّ الخلق العظیم هو السلوک إلی ما یرضی اللّه عنه و الخلق جمیعا، و هذا غریب جدّا هکذا فی نور الأنوار.

الخلقة:

[فی الانکلیزیة]Look،face،expression
[فی الفرنسیة]Mine،figure،physionomie
بالکسر و سکون اللام فی اللغة آفرینش کما فی الصراح. و اختلف العلماء فی تفسیرها. فقیل هی مجموع الشکل و اللون و هی من الکیفیات المختصّة بالکمیات. و قیل الشکل المنضم إلی اللون. و قیل کیفیة حاصلة من اجتماعهما کذا فی شرح المقاصد.

الخلوة:

[فی الانکلیزیة]Solitude،lonely place
[فی الفرنسیة]Solitude،lieu solitaire
عند بعض الصوفیة هی العزلة، و عند بعضهم غیر العزلة، فالخلوة من الأغیار و العزلة من النفس و ما تدعو إلیه و یشغل عن اللّه، فالخلوة کثیرة الوجود و العزلة قلیلة الوجود.
فعلی هذا العزلة أعلی من الخلوة. قیل العزلة من الأغیار فعلی هذا تکون الخلوة أعلی کذا فی مجمع السلوک. و فی خلاصة السلوک الخلوة تری اختلاط الناس و إن کان بینهم. و قال حکیم الخلوة الأنس بالذکر و الاشتغال بالفکر. و قال عالم هی الخلوة عن جمیع الأذکار إلّا عن ذکر اللّه تعالی.

خم:

[فی الانکلیزیة]Drink
[فی الفرنسیة]Boisson
بالفارسیة اسم ظرف یوضع فیه الشراب.
و عند الصوفیة هو الموقف. و خم زلف السالفة المعوجة، و الأسرار الإلهیة عند الصوفیة. «5»

خمّار:

[فی الانکلیزیة]Drunkness،guide
[فی الفرنسیة]Ivresse،guide
بضم الخاء و تشدید المیم، و معناها بالفارسیة: دوران الرأس من السکر، و هو عند الصوفیة الشیخ و المرشد. «6»

الخمار:

[فی الانکلیزیة]Veil
[فی الفرنسیة]Voile
بالکسر معجر المرأة و هو ما تستتر به المرأة. و فی اصطلاح السالکین: الخمار: هو
______________________________
(1) هو أحمد بن محمد بن عبد الکریم، أبو الفضل تاج الدین، ابن عطاء اللّه الإسکندری. توفی فی القاهرة عام 709 ه/ 1309 م. متصوف، عالم، له تصانیف هامة. الأعلام 1/ 221، الدرر الکامنة 1/ 273، کشف الظنون 675، خطط مبارک 7/ 69، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 240.
(2) القلم/ 4.
(3) رواه ابن حنبل فی المسند 6/ 91، 188 بلفظ کان خلقه القرآن.
(4) روی القسم الأول منه أحمد فی المسند 4/ 158، بلفظ صل من قطعک و اعف عمّن ظلمک. و عزا الهندی، کنز العمال حدیث 6929، 3/ 359 قوله: و أحسن إلی من أساء إلیک، إلی ابن النجار عن علی رضی اللّه عنه.
(5) نزد شان موقف را گویند و خم زلف اسرار إلهی را گویند.
(6) بضم خا و تشدید میم نزد صوفیه پیر و مرشد را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 765
احتجاب المحبوب. بحجاب العزّة، و ظهور ستائر الکثرة علی وجه الوحدة. و هذا مقام تلوین السّالک، کذا فی کشف اللغات. «1»

الخماسی:

[فی الانکلیزیة]Name composed of five letters
[فی الفرنسیة]Nom compose de cinq lettres
بالضم عند الصرفیین کلمة فیها خمسة أحرف أصول سواء کان مجرّدا کجحمرش «2» أو مزیدا فیه کعضرفوط «3» و هو لا یکون إلّا اسما.

خمخانة:

[فی الانکلیزیة]Taverm
[فی الفرنسیة]Taverne
بالفارسیة هی الخمارة. و عند الصوفیة عالم التجلیات التی فی القلب. «4»

الخمسة المسترقة:

[فی الانکلیزیة]The five slim days of the year)astrology(
[فی الفرنسیة]
Les cinq jours minces de l'annee) astromancie (
عند المنجمین اسم خمسة أیام معیّنة من أیام السنة و یجی‌ء فی لفظ السنة.

الخمسة المفردة:

[فی الانکلیزیة]Exclusive use of only five letters
[فی الفرنسیة]Emploi exclusif de cinq lettres seulement
هی عند البلغاء عبارة عن التزام الکاتب أو الشاعر. بخمسة حروف لا یزید علیها شیئا فی کلامه و هی: آ و ه ح ی و مثاله
نزل بیحیی محبة قبائل حواء و قد شملت آهات یحی قبائل حواء
و هذه الصنعة من مخترعات أمیر خسرو الدهلوی. «5»

الخنازیر:

[فی الانکلیزیة]Scrofula
[فی الفرنسیة]Ecrouelles
جمع خنزیر بکسر الخاء و سکون النون و کسر الزاء المعجمة بعدها یاء تحتانیة ساکنة و هی عند الأطباء أورام صغار صلاب تتمکن فی مواضعها و لا تتحرک، و تکون علی لون البدن، کذا فی بحر الجواهر. و فی شرح القانونچه الخنازیر أورام سلعة متشبثة باللحم غیر بثریة أکثرها فی العنق.

الخناق:

[فی الانکلیزیة]Pharangitis،angina
[فی الفرنسیة]Pharyngite،angine
بالضم و تخفیف النون عند الأطباء و هو ورم فی عضلات الحنجرة و النغنغ و هو موضع بین اللهات و شوارب الحنجور، و أردؤه الکلبی و هو الذی یحوج صاحبه دائما إلی فتح فمه و دلع لسانه، کذا فی بحر الجواهر. و فی الموجز هو امتناع النفس أو البلع أو تعسرهما انتهی. و الظاهر أنّ هذا تعریف بالحکم.

الخنثی:

[فی الانکلیزیة]Androgyne
[فی الفرنسیة]Androgyne
بالضم و سکون النون هی فعلی من الخنث بالفتح و السکون و هو اللین و التکسر، و ألفها المقصورة للتأنیث. و کان القیاس أن توصف بالمؤنث و یؤنث الضمیر الراجع إلیه کما هو المذکور فی کلام الفصحاء، إلّا أنّ الفقهاء
______________________________
(1) معجر زنان و در اصطلاح سالکان خمار احتجاب محبوبست بحجب عزت و ظاهر شدن پردهای کثرت بر روی وحدت و این مقام تلوین سالک است کذا فی کشف اللغات.
(2) هو العجوز (من شرح الجاربردی).
(3) هو جنس من العظاء أعظم من العظاءة المعروفة فی مصر بالسحلیة. معجم الحیوان لأمین المعلوف.
(4) نزد شان عالم تجلیات را گویند که در قلب است.
(5) نزد بلغاء عبارتست از التزام منشی یا شاعر در کلام خود پنج حرف را یعنی ا و ه ح ی که پیش ازین در کلام نیارد مثاله.
هوی یحیی هوی احیاء حوّاء حوی احیاء حوّاء اوه یحیی
یعنی فرود آمد بمسمی یحیی محبت قبیلهای مسماة حوا و در گرفت به قبیلهای حوا آه کردن یحیی و این صنعت از مخترعات امیر خسرو دهلوی است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 766
نظروا إلی عدم تحقّق التأنیث فلم یلحقوا علامة التأنیث فی وصفه و ضمیره تغلیبا للذکورة، و قالوا إنّه شرعا ذو فرج و ذکر أی مولود له آلة المرأة و الرجل. و بعبارة أخری ذو فرجین، إذ الفرج شامل لهما. و من لم یکن له شی‌ء منهما و خرج بوله من سرّته فلیس بخنثی. و لذا قال الشیخان أنا لا ندری اسمه کما فی الاختیار.
و قال محمد إنّه فی حکم الخنثی. و قیل بإطلاق الخنثی علیه أیضا فإن بلغ الخنثی من حیث السّن و لم تظهر منه علامة الذکورة و لا علامة الأنوثة فیسمّی خنثی مشکلا هکذا یستفاد من البرجندی و جامع الرموز.

خواب:

[فی الانکلیزیة]Sleep
[فی الفرنسیة]Sommeil
خاب بالفارسیة هی النوم. و عندهم ذهاب الاختیار من الأفعال الإنسانیّة. «1»

الخواتیم:

[فی الانکلیزیة]The seven separated letters)geomancy(
[فی الفرنسیة]Les sept lettres separees)geomancie(
جمع خاتم بکسر التاء و هی عند أهل الجفر الحروف السبعة المنفصلة التی لا تتصل فی الکتابة بحروف أخری و هی ا د د ر ز و لا هکذا فی بعض رسائل الجفر.

الخوذة:

[فی الانکلیزیة]Egg
[فی الفرنسیة]Oeuf
هی البیضة و قد سبق ذکرها.

الخوف:

[فی الانکلیزیة]Fear
[فی الفرنسیة]Peur،crainte
بالفتح و سکون الواو (ترسیدن). و عند أهل السلوک هو الحیاء من المعاصی و المناهی و التألم منها. قال النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم: (أنا أخوفکم للّه تعالی و أوحی إلی داود خفنی کما یخاف السبع الفار) «2» و قال (من خاف اللّه خافه کلّ شی‌ء و من خاف غیر اللّه خوّفه اللّه من کلّ شی‌ء) «3» کذا فی الصحائف فی الصحیفة التاسعة عشر.

خواقه:

[فی الانکلیزیة]Khaoaqua)Egyptian mouth(
[فی الفرنسیة]Khaoaqua)mois egyptien(
بالفتح و بعدها ألف و بعدها قاف مفتوحة اسم شهر فی تقویم القبط القدیم. «4»

الخیار:

[فی الانکلیزیة]Choice،freedom
[فی الفرنسیة]Choix،liberte
اعلم أنّ الخیارات علی سبعة عشر قسما.
الأول خیار الشرط و هو أن یشترط أحد المتعاقدین أو کلاهما الخیار بین قبول العقد و ردّه ثلاثة أیام أو أقل. الثانی خیار الرؤیة و هو أن یشتری شیئا لم یره فللمشتری الخیار إذا رآه و هو غیر مؤقّت بمدّة. و الثالث خیار العیب و هو أن یجد بالمبیع عیبا ینقص الثمن فله الخیار إن شاء یختار المبیع بکل الثمن أو یردّه إلی البائع.
و الرابع خیار التعیین و هو أن یشتری أحد الشیئین علی أنّه یعیّن أحدهما أیّما شاء.
الخامس خیار النقد بأن اشتری شیئا علی أنّه إن لم ینقد ثمنه إلی ثلاثة أیام فلا بیع. السادس خیار الغبن و هو أن یغرّ البائع المشتری أو بالعکس أو غرّه الدلّال. السابع خیار الکمیة صورتها إن قال اشتریت ما فی هذه الخابیة ثم رأی ما فیها من الدهن أو غیره أو قال بعت بما
______________________________
(1) نزد شان فنای اختیاری را گویند از افعال بشریت.
(2) روی القسم الأول منه البخاری، فی الصحیح، کتاب الإیمان، باب من الدین الفرار من الفتن. حدیث (19) 1/ 20، بلفظ «إن أتقاکم و أعلمکم باللّه أنا».
(3) إتحاف السادة المتقین 6/ 136، الترغیب و الترهیب للمنذری 4/ 267، السلسلة الضعیفة للألبانی 485، الکنی و الأسماء للدولابی 2/ 42، تذکرة الموضوعات للفتنی 20، الفوائد المجموعة للشوکانی 250- 286، کشف الخف للعجلونی 2/ 344، 429، 430.
(4) بالفتح و بالالف و بعدها قاف مفتوحة نام ماهیست در تاریخ قبط قدیم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 767
فی هذه الصّرّة ثم رأی الدراهم التی فیها کان له الخیار. و الثامن خیار الاستحقاق و صورته استحق بعض المبیع فإن کان الاستحقاق قبل القبض خیّر فی الکل و إن کان بعده خیّر فی القیمی لا فی المثلی. التاسع خیار التغریر الفعلی کالتصریة، و المصراة هی ما کانت قلیلة اللبن فشدّ البائع ضرعها و حبسها عن ولدها لیجتمع لبنها فیظن المشتری أنّها غزیرة اللبن.
و العاشر خیار کشف الحال و هو فیما إذا اشتری بوزن هذا الحجر ذهبا و فیما لو اشتری بإناء لا یعرف قدره. و أدخل فی خیار الکشف خیار التکشف و هو فیما إذا باع صبرة کل صاع بدرهم صحّ البیع فی صاع مع الخیار للمشتری.
و الحادی عشر الخیار فی خیانة المرابحة.
و الثانی عشر الخیار فی خیانة التولیة و هو أن تظهر خیانة البائع فی بیع المرابحة بإقراره أو ببرهان علی ذلک أو بنکوله أخذه المشتری بکل ثمنه أو ردّه لفوات الرضاء، و فی التولیة للمشتری الحط قدر الخیانة فی التولیة، و ینبغی أن تکون الخیانة فی الوضیعة کذلک. و الثالث عشر الخیار فی فوات وصف مرغوب فیه نحو أن یشتری عبدا بشرط کونه خبّازا أو کاتبا فظهر بخلافه أخذه بکل الثمن أو ردّه. و الرابع عشر الخیار فی تفریق صفقة بهلاک بعض المبیع قبل القبض. و الخامس عشر الخیار فی عقد الفضولی فإنّ المالک یخیّر إن شاء أجاز و إن شاء أبطل. و السادس عشر الخیار فی ظهور المبیع مستأجرا. و السابع عشر الخیار فی ظهور المبیع مرهونا و هو أن یبیع الدار المستأجرة أو الشی‌ء المرهون فإن أجاز المستأجر أو المرتهن فلا خیار للمشتری و إن لم یجز فالخیار للمشتری إن شاء انتظر انقضاء مدة الإجارة فی الإجارة و انتظر أداء الدین فی المرهون أو فسخ، هکذا فی الدر المختار و شرحه للطحاوی.

الخیّاطیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Khayyatiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Khayyatiyya)secte(
فرقة من المعتزلة أصحاب أبی الحسن بن خیّاط «1» قالوا بالقدر و تسمیة المعدوم شیئا و جوهرا و عرضا، و أنّ إرادة اللّه تعالی کونه قادرا غیر مکره و لا کاره. و هی أی إرادته تعالی فی أفعال نفسه الخلق أی کونه خالقا لها و فی أفعال عباده الأمر بها، و کونه سمیعا بصیرا معناه أنّه عالم بمتعلّقهما، و کونه یری ذاته أو غیره معناه أنه یعلمه، کذا فی شرح المواقف. «2»

الخیال:

[فی الانکلیزیة]Image،imagination
[فی الفرنسیة]Image،imagination
بالفتح و تخفیف المثناة التحتانیة و بالفارسیة: بمعنی پندار، و ما یری فی النوم من شخص أو صورة، أو فی الیقظة ما یتخیّله الإنسان کما فی المنتخب «3». و عند الحکماء یطلق علی إحدی الحواس الباطنة و هو قوة تحفظ الصور المرتسمة فی الحسّ المشترک إذا غابت تلک الصور عن الحواس الباطنة، «4» و محله مؤخّر التجویف الأول من التجاویف الثلاثة للدماغ عند الجمهور. و قال فی شرح
______________________________
(1) هو عبد الرحیم بن محمد بن عثمان، أبو الحسین بن الخیاط. توفی عام 300 ه/ 912 م. شیخ المعتزلة ببغداد، و رأس الفرقة الخیاطیة. و اختلف فی سنة وفاته. له عدّة مؤلفات. الأعلام 3/ 347، لسان المیزان 4/ 8، تاریخ بغداد 11/ 87، اللباب 1/ 398.
(2) فرقة من المعتزلة أتباع أبی الحسین الخیاط، أستاذ الکعبی. وافقت القدریة فی بعض مقالاتها، و انفردت فی بعض آخر.
و کان لها آراء و بدع. التبصیر 84، الفرق 179، الملل 76، طبقات المعتزلة 85.
(3) بمعنی پندار و شخص و صورتی که در خوابی دیده شود یا در بیداری تخیل کرده شود کما فی المنتخب.
(4) الحواس الظاهرة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 768 الخیال: … ص: 767
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 768
الإشارات کأنّ الروح المصبوب فی البطن المقدّم هو آلة للحسّ المشترک و الخیال إلّا أنّ ما فی مقدم ذلک البطن أعنی التجویف الأول أخص بالحسّ المشترک و ما فی مؤخّره أخصّ بالخیال. و استدلّوا علی وجود الخیال بأنّا إذا شاهدنا صورة ثم ذهلنا عنها زمانا ثم نشاهد مرة أخری نحکم علیها بأنّها هی التی شاهدناها قبل ذلک، فلو لم تکن تلک الصورة محفوظة فینا زمان الذهول لامتنع الحکم بأنّها هی التی شاهدناها قبل ذلک و إن شئت تمام التحقیق فارجع إلی شرح المواقف و غیره.
قال الصوفیة الخیال أصل الوجود و الذات الذی فیه کمال ظهور المعبود. ألا تری إلی اعتقادک بالحق و أنّ له من الصفات و الأسماء ما له آین و آین محل ذلک، فعلم أنّ الخیال أصل جمیع العوالم لأنّ الحق هو أصل الأشیاء، و ذلک المحل هو الخیال، فثبت أنّ الخیال أصل العوالم بأسرها. ألا تری إلی النبی صلی اللّه علیه و سلّم کیف جعل هذا المحسوس مناما، و المنام خیال حیث قال: (الناس نیام فإذا ماتوا انتبهوا) «1» یعنی تظهر علیهم الحقائق التی کانوا علیها فی دار الدنیا، فیعرفون أنّهم کانوا نیاما لأنّ الموت یحصل الانتباه الکلّی. فإذا الغفلة منسحبة علی أهل البرزخ و أهل المحشر و أهل الجنة و النار إلی أن یتجلّی علیهم الحق فی الکثیب الذی یخرجون إلیه أهل الجنة، فیشاهدون اللّه تعالی.
و هذه الغفلة هی النوم. فکل العوالم أصلها خیال، و لأجل هذا یقید الخیال بمن فیها من الأشخاص فکل أمة من الأمم مقیدة بالخیال فی أی عالم کانت، فأهل الدنیا مقیدون بخیال معاشهم أو معادهم، و کلا الأمرین غفلة من الحضور مع اللّه، فهم نائمون. و الحاضر مع اللّه هو المنتبه و علی قدر حضوره مع اللّه یکون انتباهه من النوم. ثم أهل البرزخ نائمون لکن أخف من نوم أهل الدنیا، فهم مشغولون بما کان منهم و ما هم فیه من عذاب أو نعیم، و هذا نوم لأنهم غافلون عن اللّه و کذلک أهل القیمة فإنهم لو وقفوا بین یدی اللّه للمحاسبة فإنهم مع المحاسبة لا مع اللّه، و هذا نوم لأنه غفلة عن الحضور، لکنهم أخف نوما من أهل البرزخ.
و کذلک أهل الجنة و النار فإنّ هؤلاء مع ما تنعّموا به و هؤلاء مع ما تعذّبوا به و هذا غفلة من «2» اللّه لکنهم أیضا أخف نوما من أهل المحشر. فلا انتباه إلّا لأهل الأعراف و من فی الکثیب فقط فإنّهم مع اللّه، و علی قدر تجلّی الحق علیهم یکون الانتباه حاصلا له. و من حصل له فی الدنیا بحکم تقدیم ما تأخّر لأهل الجنة فی الکثیب فتجلّی علیه الحق فعرفه فهو یقظان. و لذا أخبر سیّدنا أن الناس نیام. فإذا عرفت أنّ أهل کل عالم محکوم علیهم بالنوم، فاحکم علی تلک العوالم جمیعها أنّها خیال لأنّ النوم عالم الخیال کذا فی الإنسان الکامل.
و یقول فی کشف اللغات: یقولون: إنّ الخیال هو عالم المثال، و ذلک هو البرزخ بین عالم الأرواح و الأجسام. و قال الجنید (البغدادی):
إنی وجدت سبعین ولیا یعبدون اللّه بوهم و خیال. و العبادة بالوهم و الخیال تلک هی التی یقال لها: إنّها تکون بغیر تمکین و استقامة و مشاهدة الحق و معاینة حقیقة الیقین التی هی للخواص. و لیست تلک المسیطرة علی العوام بالوهم و الخیال. نعوذ باللّه منها. و الخیال عند الشعراء هو: إیراد ألفاظ مشترکة تشتمل علی معنین؛ أحدهما حقیقی و الثانی مجازی. و المراد منهما هو المجازی و شرط أن یکون مجازا
______________________________
(1) ذکره العجلونی کشف الخفاء، 2/ 414، و قال هو من قول علی بن أبی طالب رضی اللّه عنه، لکن عزاه الشعرانی فی الطبقات لسهل التستری.
(2) عن (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 769
اصطلاحیّا مع إیراد لطیفة أو مثل، و کلّ منها شامل لمعنیین أحدهما حقیقی و الآخر مجازی، و المراد منهما هو المجازی بینما یتطرّق الخیال للحقیقی. أی: أنّه من جهة تشاهد صورة المعنی و من جهة أخری یبدو الخیال، و المعنی منهما هو المراد.
و الخیال نوعان: أحدهما خیال لطیف و الثانی: خیال فتّان. و أمّا الخیال اللطیف فیکون بإیراد المجاز الاصطلاحی. و مثاله البیت التالی و ترجمته:
عند ما بدت (الخضرة) و مجازا (اللّحیة) علی ذلک الصّدیق الأحمر الشفة بلغت روحی إلی شفتی من هواء تلک الخضرة (اللحیة)
ما إن ظهرت اللّحیة حتی صرت میتا بسببها کأنّما من أجل قتلی طالت لحیته
و فی هذا الرباعی (ریش کشیدن): ظهور اللّحیة له معنیان الأوّل حقیقی و هو معلوم.
و الثانی مجازی و معناه تأکید الفعل أی ظهوره و کونه معلوما و هو المراد. و هو أیضا یشیر إلی المعنی الأصلی بطریق الخیال. و الخیال الفاتن الجذاب هو أن یکون ممزوجا بنکتة لطیفة أو مثلا یضرب و مثاله:
إنّ بائعة اللّبن (الحلیب) لها وجه جمیل و من ذلاقة لسانها (کلامها) یتساقط السّکر کالمطر
حیثما تری طفلا جمیلا فورا تصب علیه اللبن (الحلیب)
فکلمة: تصب اللّبن لها معنیان أحدهما اصطلاحی و هو مثل و الثانی: مفهوم الکلمات و هو حقیقی و لکن الخیال یمرّ به و هو لطیف مشهور. و مثال آخر:
إنّ شراب الفقاع خاصتی (الجعة) ازدادت جمالا و قد بلغت حدّ الکمال من الحسن و اللطف
و لکن یا للأسف ما إن یعطیها أحد دانقا حتی تتجشّأ باسمه فی الحال
فی هذا الرباعی یوجد ضرب المثل و معناه: التفاخر، و ثمة معنی حقیقی و هو: ظهور الغازات من زجاجات الجعة و إلیه الخیال یذهب، و ثانیا یوجد معنی مجازی مصطلح و هو المراد أی التفاخر. کذا فی جامع الصنائع.
و الفرق بین الخیال و الإیهام و التخییل سیذکر قریبا «1».
______________________________
(1) و در کشف اللغات میگوید و نیز خیال عالم مثال را گویند و آن برزخ است میان عالم أرواح و أجسام حضرت جنید فرموده‌اند انی وجدت سبعین ولیّا یعبدون اللّه بوهم و خیال. و عبادت بوهم و خیال آن را گویند که بغیر تمکین و استقامت مشاهده و معاینه حق حقیقة الیقین باشد که خواص را بود و نه آن و هم و خیال که مستولی بر عوام است نعوذ باللّه منها. و خیال نزد شعراء آنست که ایراد الفاظ مشترک مشتمل بر دو معنی بود یکی حقیقی دوم مجازی و مراد مجازی باشد و شرط آنست که مجاز اصطلاحی باشد و یا ایراد لطیفه و یا ضرب مثلی و ازینها هریکی مشتمل بر دو معنی باشد از جهت حقیقت و مجاز و مراد مجاز بود و بر معنی حقیقی خیال رود یعنی در یک جانب صورت معنی معاینه نماید و در طرف دوم خیال نموده شود و همان معنی مراد باشد و این خیال بر دو نوع است یکی خیال لطیف دوم خیال دلاویز خیال لطیف آنست که مجاز اصطلاحی آرد مثاله.
چون سبزه بر آن لعل لب یار دمید جانم بلب از هوای آن سبزه رسید
تا ریش کشیده است شدم زو کشته گوئی که برای کشتنم ریش کشید
درین رباعی ریش کشیدن دو معنی دارد حقیقی که معلوم است و مجازی که اصطلاحی است تاکید فعل یعنی ظاهر است و معلوم است و مراد همین است و بر معنی حقیقی خیال می‌رود. و خیال دلاویز آنست که لطیفه‌آمیز باشد و یا ضرب مثلی بود مثاله.
آن شیرفروش روی زیبا دارد و چرب‌زبانی زبانی همه شکر بارد
هرجا که یکی کودک خوش می‌بیند در حال برو شیر فرو می‌آرد
لفظ شیر فرومی‌آرد دو معنی دارد یکی اصطلاحی و آن مثل است و دوم مفهوم کلمات که معنی حقیقی است و خیال بر آن می‌رود و آن لطیف مشهور است مثال دیگر.-
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 770

الخیالات:

[فی الانکلیزیة]Spectre،ghost،vision،fantasy،hallucination
[فی الفرنسیة]Spectre،fantome،vision،apparition،fantasme،hallucination
عند الأطباء هی ألوان تحسّ أمام البصر کأنها مبثوثة فی الجوهر کذا فی بحر الجواهر.
و فی المؤجز هی أشکال ذوات ألوان تری فی الجوّ و المآل واحد.

الخیالی:

[فی الانکلیزیة]Imaginary،fantastic
[فی الفرنسیة]Imaginaire،fantastique
تطلق علی الصورة المرتسمة فی الخیال المتأدّیة إلیه من طرق الحواس. و قد یطلق علی المعدوم الذی اخترعته المتخیّلة و رکّبته من الأمور المحسوسة أی المدرکة بالحواس الظاهرة. و بقولنا من الأمور المحسوسة خرج الوهمی بمعنی ما اخترعته القوّة المتخیّلة اختراعا صرفا علی نحو المحسوسات. و بهذا المعنی یستعمل فی باب التشبیه کما فی قول الشاعر:
کأنّ محمرّ الشقیق إذا تصوب أو تصعد أعلام یاقوت نشرن علی رماح من زبرجد
فإنّ الأعلام الیاقوتیة المنشورة علی الرماح الزبرجدیة مما لا یدرکه الحسّ لأنّ الحسّ إنّما یدرک ما هو موجود فی المادة حاضرة «1» عند المدرک علی هیئات محسوسة مخصوصة به، لکن مادته التی یترکّب هو منها کالأعلام و الیاقوت و الرماح و الزبرجد کلّ منها محسوس بالبصر، هکذا یستفاد من المطوّل و الأطول فی باب التشبیه.

الخیر:

[فی الانکلیزیة]The good،the right
[فی الفرنسیة]Le bien
بالفتح و سکون الیاء المثناة التحتانیة و بالفارسیة بمعنی نیکی و نیکو و نیکوتر- هو الفضل و البر- کما فی الصراح. و ضده الشّر.
قیل الحکماء ربّما یطلقون الخیر علی الوجود و الشّر علی العدم، و ربما یطلقون الخیر علی حصول کمال الشی‌ء و الشّر علی عدم حصوله.
قالوا الوجود خیر محض و العدم شرّ محض.
فإن أرادوا بالخیر فی هذا القول الوجود یکون معنی ذلک الوجود وجود محض فیخلو عن الفائدة. و إن أرادوا به حصول الکمال فلا یشتمل الوجود الواجب لقیامه بذاته، سواء أرید بالکمال صفة تناسب ما حصل له و یلیق به أو صفة کمال مقابلة لصفة نقصان، فظهر أنّ قولهم المذکور لیس بصحیح علی الإطلاق. و قیل لم یریدوا بذلک تصویر معنی الخیر و الشرّ کما حسب هذا القائل فقال ما قال، فإنّ معناهما معلوم لجمهور الناس بداهة یوصفون «2» بکل منهما أشیاء مخصوصة و یسلبونهما عن أشیاء أخر و لکنهم لا یفرّقون ما بالذات و ما بالعرض و یطلقون الخیر علی کل منهما و کذا الشر.
و القوم ذهبوا إلی أنّ ما یطلقون علیه الخیر قسمان خیر بالذات و خیر بالعرض و کذا الشرّ، فإنّ القتل مثلا إذا تأملنا فیه وجدناه شرا باعتبار ما یتضمّنه من العدم، فإنّه لیس شرا من حیث إنّ القاتل کان قادرا علیه، و لا من حیث إنّ الآلة کانت قاطعة، و لا من حیث إنّ العضو المقطوع کان قابلا للقطع، بل من حیث إنّه أزال الحیاة و هو قید عدمی، و باقی القیود
______________________________
-فقاعی من که هست افزون بجمال خوبی و لطافت است او را بکمال
افسوس همین که هرکه دانگیش دهد فقاع به نام او گشاید در حال
درین رباعی ضرب المثل است و یکی معنی حقیقی و آن گشادن فقاع و بر آن گمان رود و دیگری معنی مجازی مصطلح که مراد است تفاخر است کذا فی جامع الصنائع و فرق در خیال و إیهام و تخییل عن قریب مذکور می‌شود.
(1) حاضر (م).
(2) یصفون (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 771
الوجودیة خیرات. نعم التجاؤهم فی هذه المقدمة بأنها ضروریة غیر صحیح و الظاهر أنّها إقناعیة، و أنّ الأمثلة التی ذکروها فی هذا المقام توقع بها ظنا. هکذا یستفاد من شرح التجرید و حواشیه.
و الأحسن ما قال بعض الصوفیة إنّ الوجود خیر محض و بالذات لکونه مستندا إلی العزیز الحکیم، و العدم شرّ محض و بالذات لعدم استناده إلیه. و قد سبق فی لفظ الجمال زیادة تحقیق لهذا. فإنک إذا قابلت المنافع بالمضار تجد المنافع أکثر و إذا قابلت الشر بالخیر تجد الخیر أکثر، و کیف لا لأنّ المؤمن یقابله الکافر، و لکن المؤمن قد یمکن وجوده بحیث لا یکون فیه شر أصلا من أول عمره إلی آخره کالأنبیاء و الأولیاء، و الکافر لا یمکن وجوده بحیث لا یکون فیه خیر أصلا. غایة ما فی الباب أنّ الکفر یحبطه و لا ینفعه و یستحیل نظرا إلی العادة أن یوجد کافر لا یسقی العطشان شربة ماء و لا یطعم الجائع لقمة خبز و لا یذکر ربّه فی عمره. و کیف لا و هو فی زمان صباه کان مخلوقا علی الفطرة المقتضیة للخیرات فخلق الخیر الغالب، کما أنّ ترک الخیر الکثیر لأجلّ الشّر القلیل لا یناسب الحکمة. ألا تری أنّ التاجر إذا طلب منه درهم بدینار فلو امتنع و یقول فی هذا شرّ و هو زوال الدرهم عن ملکی، فیقال له لکن فی مقابلته خیر کثیر و هو حصول الدینار فی ملکک، و کذلک الإنسان لو ترک الحرکة الیسیرة لما فیها من المشقّة مع علمه أنّها تحصل له راحة مستمرة ینسب إلی مخالفة الحکمة. فإذا نظر إلی الحکمة کان وقوع الخیر المشوب بالشّر القلیل من اللطف، فخلق اللّه العالم الذی فیه الشّر لذلک. و إلی هذا أشار اللّه تعالی بقوله إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِکُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَ نُقَدِّسُ لَکَ «1» فقال اللّه تعالی فی جوابهم إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ «2» أی إنی أعلم أنّ هذا القسم یناسب الحکمة لأنّ الخیر فیه کثیر. و بیّن لهم خیره بالتعلیم کما قال وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها «3» و یعنی أیها الملائکة خلق الشّر المحض و الشّر الغالب و الشّر المساوی لا یناسب الحکمة. و أما خلق الخیر الکثیر فمناسب. فقولهم أ تجعل فیها من یفسد فیها إشارة إلی الشّر و أجابهم اللّه بما فیه من الخیر بقوله وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ. فإن قال قائل فاللّه قادر علی تخلیص هذا القسم من الشّر بحیث لا یوجد فیه شر فیقال له ما قال اللّه تعالی وَ لَوْ شِئْنا لَآتَیْنا کُلَّ نَفْسٍ هُداها وَ لکِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّی لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ «4» یعنی لو شئنا خلّصنا الخیر من الشّر، لکن حینئذ لا یکون خلق الخیر الغالب و هو قسم معقول، فهل کان ترکه للشّر القلیل و هو لا یناسب الحکمة، و إن کان لا، لذلک «5» فلا مانع من خلقه فیخلقه لما فیه من الخیر الکثیر. هذا خلاصة ما فی التفسیر الکبیر فی تفسیر قوله وَ لَوْ شِئْنا لَآتَیْنا کُلَّ نَفْسٍ هُداها فی سورة الم السجدة.
و فی شرح المواقف فی خاتمة مقصد أنّه تعالی مرید لجمیع الکائنات أنّ الحکماء قالوا الموجود إمّا خیر محض لا شرّ فیه أصلا کالعقول و الأفلاک و إمّا الخیر غالب فیه کما فی
______________________________
(1) البقرة/ 30.
(2) البقرة/ 30.
(3) البقرة/ 31.
(4) السیدة/ 13.
(5) کذلک (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 772
هذا العالم الواقع تحت کرة القمر، فإنّ المرض مثلا و إن کثیرا فالصحة أکثر منه، و کذلک الألم کثیر و اللذة أکثر منه فالموجود عندهم منحصر فی هذین القسمین. و أمّا ما یکون شرا محضا أو کان الشرّ فیه غالبا أو مساویا فلیس شی‌ء منها موجودا، فالخیر فی هذا العالم واقع بالقصد الأول داخل فی القضاء دخولا أصلیا ذاتیا، و الشّر واقع بالضرورة داخل فی القضاء دخولا بالتّبع و العرض، و إنّما التزم فی هذا العالم فعل ما غلب خیره لأنّ ترک الخیر الکثیر لأجل الشّر القلیل شرّ کثیر فلیس من الحکمة.
کما أنّه لیس من الحکمة إیجاد الشّر المحض أو الکثیر أو المساوی، فلا یعدّ من الحکمة ترک المطر الذی به حیاة العالم لئلّا تنهدم به دور معدودة. ألا تری أنّه إذا لذع إصبع إنسان و علم أنّ حیاته فی قطعها فإنّه یأمر بقطعها و یریده طبعا لإرادة سلامته من الهلاک، فسلامة البدن خیر کثیر یستلزم شرا قلیلا، فلا بد للعاقل أن یختاره، و إذا احترز عنه حتی هلک لم یعد عاقلا فضلا عن أن یعدّ حکیما فاعلا لما یفعله علی ما ینبغی انتهی. و الفرق بین الخیر و الکمال یجی‌ء فی لفظ اللذة.

الخیفاء:

[فی الانکلیزیة]One who has a blue eye and a black one،
line composed of a word the letters of which retain their points followed by another the letters of which lack their point
E[فی الفرنسیة]Qui a un oeil bleu et l'autre noir،
vers compose d'un mot a points diacritiques suivi d'un autre qui en est depourvu
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة یقال فرس خیفاء إذا کان إحدی عینیه زرقاء و الأخری سوداء. و عند أهل البدیع هی الرسالة أو القصیدة التی تکون حروف إحدی کلمتیها منقوطة بأجمعها و حروف الأخری غیر منقوطة بأجمعها، و هکذا یستفاد من المطول و حاشیته للسّید السّند. و مثاله فی الفارسی هذا البیت:
لقد أعطی للناس الانعام فوقف بنو آدم أمامه یدعون «1»
و هی لیس من علم البدیع، و إن ذکرها البعض فیه بمثل ما عرفت فی لفظ الحذف.
______________________________
(1) داده بخشش همه پی عالم. کرده پیشش دعا بنی آدم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 773

حرف الدال (د)

الدّاء:

[فی الانکلیزیة]Illness،disease
[فی الفرنسیة]Maladie،affection
فی اللغة بمعنی درد و بیماری الأدواء الجمع. و داء عضال- مرض صعب- درد سخت. و داء دفین بیماری که معلوم نباشد- مرض غیر معلوم-. و قولهم به داء ظبی معناه لیس له داء کما لا داء بالظبی. و یطلق فی الطب أیضا علی کل عیب باطن یظهر منه شی‌ء أو لا یظهر منه شی‌ء. و أدوأ من البخل أی أشدّ کذا فی بحر الجواهر.

داء الأسد:

[فی الانکلیزیة]Leprosy
[فی الفرنسیة]Lepre
هو الجذام سمّی به لأنّ وجه صاحبه «1» یشبه وجه الأسد. و قیل لأنّه یعرض للأسد کثیرا.

داء الثّعلب:

[فی الانکلیزیة]Pelada
[فی الفرنسیة]Pelade
بالثاء المثلثة و العین المهملة قال العلّامة هو تساقط أشعار الرأس لمواد صفراویة أو مرّة سوداء مخالطة لها فترمی شعره و یتساقط جمیعه.

داء الحیّة:

[فی الانکلیزیة]Pelada
[فی الفرنسیة]Pelade
بالحاء المهملة هو مرض یحصل فی الرأس لمواد سوداویة أو بلغم مالح فیتساقط منه الشعر و ینسلخ جلده کالحیة. و الفرق بینه و بین داء الثعلب أنّ تساقط الشعر فی داء الحیة یکون معوجا ملتویا شبیها بالحیة، و فی داء الثعلب بخلافه. قال الشیخ نجیب الدین: داء الثعلب و داء الحیة هما تساقط الشعر و هما یحدثان فی جمیع البدن إلّا أنّ حدوثها «2» یکون فی الرأس و اللحیة و الحاجبین أکثر و یکونان علی الاستدارة و غیرها.

داء الفیل:

[فی الانکلیزیة]Elephantiasis
[فی الفرنسیة]Elephantiasis
هو عندهم زیادة فی القدم و الساق لکثرة ما ینزل إلیها من الدم السوداوی أو الدم الغلیظ أو البلغم اللزج، و قد یتقرّح و قد لا یتقرّح، سمّی به لأنّ رجل صاحب هذا المرض یشبه رجل الفیل أو لأنّ هذا المرض یعرض للفیل غالبا. قال الأقسرائی: و الفرق بینه و بین الدوالی و إن کانا من مادة واحدة أنّ الدوالی لم یغتذ فیه الرجل بالمادة الردئة بعد و لم یظهر العظم إلّا فی العروق.

داء الکلب:

[فی الانکلیزیة]Rabies
[فی الفرنسیة]Rage
هو الجنون السبعی الذی یکون معه غضب مختلط بلعب و عبث کما هو من طباع الکلاب، و لذا سمّی به تشبیها لصاحبه بالکلب فی هذه الأخلاق. و قیل إنّما سمّی به لأنّ صاحبه إذا عضّ إنسانا قتله کالکلب، هذا کله من بحر الجواهر.
______________________________
(1) صاحبه (- م).
(2) حدوثهما (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 774

الدّائر:

[فی الانکلیزیة]Contour،perimeter،tropic،orbit
-[فی الفرنسیة]Contour،perimetre،tropique،orbite
عند أهل الهیئة هو قوس من مدار یومی للکوکب فیما بین مرکز الکوکب و دائرة الأفق.
بهذا عرف عبد العلی البرجندی فی رسالة فارسیة فی علم الهیئة حیث قال: و من مدار الکوکب الیومی، فکل ما یقع بین مرکز الکوکب و الأفق فهو ما یقال له الدّائر انتهی «1».
و هو علی قسمین الدائر بالنهار و الدائر باللیل، و کلّ من القسمین علی صنفین: الدائر الماضی و الدائر الباقی. و یسمّی بالدائر المستقبل أیضا.
و هذا أی اعتبار الدائر مطلقا بالنسبة إلی الکوکب لا بالنسبة إلی الشمس فقط هو القیاس لکنه غیر مشهور، إذ المشهور اعتباره بالنسبة إلی الشمس فقط، هکذا یستفاد مما ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح بیست باب و رسالة فارسیة و حاشیة الچغمینی. فالدائر بالنهار قوس من دائرة «2» مدار الشمس ما بین جزئها أی الجزء الذی تکون الشمس فیه من أجزاء فلک البروج و بین أفق المشرق فوق الأرض سمّیت به لأنّ الفلک من حین وصول الشمس إلی الأفق فی جانب المشرق قد دار بمقدار هذه القوس، و بها تعرف الساعات الماضیة من النهار. و الدائر باللیل قوس من دائرة مدار نظیر جزء الشمس، ما بین ذلک النظیر و أفق المشرق فوق «3» الأرض، سمّیت به لأنّ الفلک من حین وصول الشمس إلی أفق المغرب قد دار بمقدار تلک القوس، و بها تعرف الساعات الماضیة من اللیل. و نظیر الجزء هو الشبیه المقابل له الذی بینه و بین ذلک الجزء نصف الدور، و لهذا النظیر أیضا مدار، و بقدر ارتفاع جزء الشمس انحطاط النظیر و بالعکس، فإذا انحطّت الشمس عن الأفق باللیل فبقدر انحطاطها یرتفع النظیر عن الأفق من جهة المشرق. فالقوس الواقعة من مدار النظیر بین النظیر و أفق المشرق هی الدائر باللیل. هذا خلاصة ما فی الملخص و شروحه.
قال عبد العلی البرجندی المناسب بالنسبة إلی ما سبق أن یقال الدائر باللیل قوس من دائرة مدار الشمس ما بین جزئها و أفق المغرب تحت الأرض. و لعل المصنّف أی صاحب الملخّص لاحظ هاهنا أعمال الأسطرلاب، فإنّ تحصیل قوس اللیل فی الاسطرلاب یکون من ملاحظة نظیر الشمس انتهی.
و هذا الذی ذکر هو الدائر بالنهار و اللیل الماضیین إذ بهما تعرف الساعات الماضیة من النهار و اللیل. و أمّا الدائر بالنهار الباقی فقوس من مدار الشمس ما بین جزئها و أفق المغرب فوق الأرض. و أمّا الدائر باللیل الباقی فقوس من مدار الشمس ما بین ذلک النظیر و أفق المغرب فوق الأرض، أو یقال هو قوس من مدار الشمس ما بین جزئها و أفق المشرق تحت الأرض، و بالدائر الباقی تعرف الساعات الباقیة من النهار أو اللیل. و إن شئت تعریف کل من الدائر بالنهار و الدائر باللیل بحیث یشتمل الدائر الماضی و الباقی، فقل: الدائر بالنهار قوس من قوس النهار بین الأفق و مرکز الشمس أو مرکز الکوکب، و الدائر باللیل قوس من قوس اللیل بین الأفق و مرکز الشمس أو مرکز الکوکب، فإنّه إن کان ذلک الأفق شرقیا فهو الدائر الماضی، و إن کان غربیا فهو الدائر الباقی هذا فی الدائر بالنهار. و أما فی الدائر باللیل فبالعکس. قال عبد العلی البرجندی مبنی جمیع ما ذکر علی المساهلة. و أمّا بالحقیقة فما دار من المعدل من طلوع الشمس إلی بلوغها إلی
______________________________
(1) و از مدار یومی کوکب آنچه میان مرکز کوکب وافق واقع شود آن را دائر گویند.
(2) دائر (م).
(3) المشرق فوق (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 775
موضع ما فوق الأرض هو الدائر بالنهار، و ما دار من المعدّل من طلوع نظیر جزء الشمس إلی بلوغ ذلک النظیر إلی موضع معیّن فوق الأرض هو الدائر باللیل، و هذا هو الدائر الماضی. و قد یطلق الدائر بالنهار علی ما دار من المعدل من زمان مفروض إلی غروب الشمس و الدائر باللیل علی ما دار من المعدل من زمان مفروض إلی طلوع الشمس، و یقال له الدائر الباقی.
و التفاوت بین هذا و بین ما سبق بقدر مطالع حرکة الشمس فی ذلک الزمان.
ثم اعلم أنّ أصحاب العمل «1» أی أصحاب الزیجات یعتبرون غالبا فی الدائر دائرة نصف النهار مقام دائرة الأفق. فالقوس من مدار یومی للشمس بین مرکزها و بین التقاطع الأعلی للمدار مع دائرة نصف النهار علی توالی حرکة المعدل یسمّی دائرا ماضیا، و علی خلاف توالی حرکة المعدل یسمّی دائرا مستقبلا. و فی هذا أیضا مساهلة علی قیاس ما مرّ.
اعلم أنّ الفاضل عبد العلی البرجندی ذکر فی شرح بیست باب لفظ الکوکب مقام لفظ الشمس فکأنّه بنی الأمر علی ما هو القیاس فی الدائر من عدم اختصاصه بالشمس.

الدّائرة:

[فی الانکلیزیة]Circle،zone،sphere
[فی الفرنسیة]Cercle،circonference،zone
عند المهندسین و أهل الهیئة هی سطح مستو أحاط به خط مستدیر. و تعرف أیضا بأنها سطح مستو یتوهّم حدوثه من إثبات أحد طرفی الخط المستقیم و إدارته حتی یعود إلی وضعه الأول. و المراد بالخط المستدیر خط توجد فی داخله نقطة تکون الخطوط الخارجة منها إلیه، أی إلی ذلک الخط متساویة، و تلک النقطة مرکز الدائرة، و تلک الخطوط أنصاف أقطار الدائرة، و الخط المستدیر محیط الدائرة، و یسمّی بالدائرة أیضا مجازا. و قیل الأمر بالعکس و تحقیق ذلک أنّه إذا أثبت أحد طرفی خط مستقیم و أدیر دورة تامة یحصل سطح دائرة سمّی بها لأنّ هیئة هذا السطح ذات دورة علی أنّ صیغة اسم الفاعل للنسبة، و إذا توهّم حرکة نقطة حول نقطة ثابتة دورة تامة بحیث لا یختلف بعد النقطة المتحرکة عن النقطة الثابتة یحصل محیط دائرة سمّی بها لأنّ النقطة کانت دائرة، فسمّی ما حصل من دورانها دائرة. فإن اعتبر الأول ناسب أن یکون إطلاق الدائرة علی السطح حقیقة و علی المحیط مجازا. و إن اعتبر الثانی ناسب أن یکون الأمر بالعکس، هکذا حقّق الفاضل عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمینی.
اعلم أنّ الدوائر المفروضة علی الکرة علی نوعین عظام و صغار. فالدائرة العظیمة هی التی تنصف «2» الکرة و الصغیرة هی التی لا تنصفها «3»، و الدوائر العظام المبحوث عنها فی علم الهیئة هی معدل النهار و دائرة البروج و تسمّی بفلک البروج أیضا، و دائرة الأفق و دائرة الارتفاع و دائرة المیل و دائرة العرض و دائرة نصف النهار و دائرة وسط سماء الرؤیة، هذه و هی المشهورة. و غیر المشهورة منها دائرة الأفق الحادث و دائرة نصف النهار الحادث.

دائرة الارتفاع و الانحطاط:

[فی الانکلیزیة]Apogee and perigee،circle of right ascension and declination
[فی الفرنسیة]
Apogee et perigee cycle de lascension et de declinais
Eهی عظیمة تمرّ بقطبی الأفق و بکوکب ما و تسمّی بالدائرة السمتیة أیضا.
______________________________
(1) العملی (م، ع).
(2) التی لا تنصف (م).
(3) التی تنصفها (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 776

دائرة أوّل السماوات:

[فی الانکلیزیة]Circle of the first azimuth،heavenly equator
[فی الفرنسیة]Cercle du premier azimut،lequateur celeste
هی عظیمة تمرّ بقطبی الأفق و بقطبی نصف النهار سمّیت بها لأنّ الکوکب إذا کان علیها لم یکن له سمت، و تسمّی أیضا بدائرة المشرق و المغرب لمرورها بنقطتیها، و تفصل بین النصف الشمالی و الجنوبی من الفلک، و قطباها نقطتا الشمال و الجنوب.

دائرة البروج:

[فی الانکلیزیة]Zodiac
[فی الفرنسیة]Zodiaque
عند أهل الهیئة هی منطقة الفلک الثامن سمّیت بها لقسمة البروج علیها أولا، و یسمّی أیضا بمنطقة البروج «1» و بدائرة أوساط البروج لمرورها بأوساطها، و بالدائرة الشمسیة لتحرّک الشمس دائما فی سطحها. و یسمّی أیضا بطریقة الشمس و بمجراها لذلک، و یسمّی أیضا بفلک البروج مجازا. و قیل دائرة البروج فی الحقیقة دائرة حادثة فی سطح الفلک الأعلی من توهّم قطع مدار الشمس لکرة العالم کأنّها مدار الشمس لا منطقة الثامن، و لذا سمّیت بالدائرة الشمسیة. و فیه نظر لأنّ تعریفها بمدار الشمس و تسمیتها بالمدار الشمسیة لا یدلّان علی أنها فی الحقیقة حادثة من توهّم قطع منطقة خارج المرکز لکرة العالم لجواز حدوثها من توهّم قطع منطقة الثامن لکرة العالم. و لمّا کانت الشمس تلازم سطح تلک الدائرة عرفت بمدار الشمس و سمّیت بالدائرة الشمسیة. و التحقیق أنّ منطقة البروج و دائرة البروج و دائرة أوساط البروج قد تطلق علی منطقة الفلک الثامن لأنّ البروج قد اعتبرت أولا علیها، و حینئذ تخصّص باسم منطقة الحرکة الثانیة و نطاقها و فلک البروج، و قد تطلق علی الدائرة الحادثة فی الفلک الأعلی من توهّم مدار مرکز الشمس بحرکتها الخاصة قاطعا للعالم، فإنّ البروج مفروضة بالحقیقة علی الفلک الأعلی، و حینئذ تخصّص باسم الدائرة الشمسیة و طریقة الشمس و مجراها. و قد تطلق کل من الأسماء المختصة بأحد المعنیین علی الآخر لأنها فی سطح واحد. و بالجملة إطلاق منطقة البروج علی منطقة الفلک الثامن باعتبار الأصل لأنّ القدماء لم یثبتوا الفلک الأعظم، و علی الحادثة فی سطح الفلک الأعظم فی محاذاتها باعتبار الحال، فإنّه بعد إثبات الفلک الأعظم توهّم أنّ منطقة خارج الشمس التی هی فی سطح منطقة الثامن قاطعة للعالم، فحدثت فی سطح الفلک الأعظم دائرة فسمیت منطقة البروج لأنّهم أرادوا إثبات الدوائر فی سطحه. هکذا یستفاد مما ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة و حاشیة الچغمینی.

دائرة السّمت:

[فی الانکلیزیة]Circle of the ascendant
[فی الفرنسیة]Cercle de lascendant
هی عظیمة تمرّ بقطبی الأفق و بقطبی المنطقة و تسمّی أیضا بدائرة وسط سماء الرؤیة و بدائرة وسط سماء الطالع و بدائرة عرض إقلیم الرؤیة و بدائرة انحراف منطقة البروج من الأفق.
و تطلق دائرة السّمت أیضا علی الدائرة السمتیة و هی دائرة الارتفاع.

دائرة العرض:

[فی الانکلیزیة]Circle of heavenly latitude
[فی الفرنسیة]Cercle de latitude celeste
هی عظیمة تمرّ بقطبی المنطقة و بجزء ما من المعدّل أو بکوکب ما، و تسمّی أیضا بدائرة المیل الثانی لأنّ المیل الثانی إنّما یعرف بها.
اعلم أنّ هذه الدوائر منها ما هی متّحدة بالشخص هی المعدل و المنطقة و المارة بالأقطاب، و منها ما هی متّحدة بالنوع و هی دائرة المیل و العرض، و منها ما لا یتغیّر فی کل بقعة و هی الأفق و وسط السماء و أول السماوات،
______________________________
(1) البروج (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 777
و منها ما یتغیّر أنّا فأنّا کدائرة الارتفاع و وسط سماء الرؤیة و بعضها مفصلا مذکور فی موضعه.

الدائرة المارّة بالأقطاب الأربعة:

[فی الانکلیزیة]Ecliptic
[فی الفرنسیة]Ecliptique
هی المارّة بقطبی معدل النهار و بقطبی البروج، و قطبا هذه الدائرة الاعتدالان.

دائرة معدّل النهار:

[فی الانکلیزیة]Solstice،Equinoctial line
[فی الفرنسیة]Solstice،ligne equinoxiale
هی عندهم منطقة الفلک الأعظم و تسمّی أیضا بفلک معدل النهار و الإضافة الأولی فیهما بیانیة، و تسمّی أیضا دائرة الإستواء و الاعتدال سمّیت بها لتعادل النهار و اللیل فی جمیع البقاع عند کون الشمس علیها، و تسمّی أیضا بالدائرة الیومیة لحدوث الیوم بحرکتها و بمنزلة الحمل و المیزان لمرورها بأولهما و بالمدار الأوسط لتوسّطها بین المدارات الموازیة لها. اعلم أنّ دائرة البروج و المعدل تتقاطعان علی نقطتین متقابلتین علی زوایا غیر قائمة و تسمّیان بنقطتی الاعتدال، احداهما و هی النقطة التی إذا فارقتها الشمس حصلت فی الشمال عن المعدل أی تقع عنه فی جهة القطب الظاهر فی معظم المعمورة تسمّی بنقطة الاعتدال الربیعی، و بالاعتدال الربیعی أیضا لتساوی النهار و اللیل حینئذ و حصول الربیع فی أکثر البلاد و تسمّی أیضا بنقطة المشرق لکونها فی جهة الشرق و بمطلع الاعتدال لأنّ نقطتی الاعتدالین تطلعان منها أبدا. و ثانیتهما و هی المقابلة للأولی التی إذا فارقتها الشمس حصلت فی الجنوب عن المعدل تسمّی بنقطة الاعتدال الخریفی و الاعتدال الخریفی أیضا و نقطة المغرب و مغرب الاعتدال علی قیاس ما مرّ. و منتصف ما بین النقطتین من دائرة البروج فی جانب الشمال یسمّی بنقطة الانقلاب الصیفی و بالانقلاب الصیفی أیضا لانقلاب الزمان من الربیع إلی الصیف فی معظم المعمورة حینئذ، و فی جانب الجنوب یسمّی بنقطة الانقلاب الشتوی و بالانقلاب الشتوی أیضا علی قیاس ما مرّ. و تسمّی هاتان النقطتان نقطتی الانقلاب و نقطتی الانقلابین و تسمّی نقطتا تقاطعی الدائرة المارّة بالانقلاب مع المعدل بنظیرتی الانقلابین. و قد تسمّیان أیضا بانقلابین، صرّح بذلک العلامة و حینئذ یسمّی تقاطعاها مع منطقة البروج بنظیرتی الانقلابین. و إلی هذا الاصطلاح مال صاحب المواقف حیث قال و لا بد أن تمرّ المارّة بالأقطاب بغایة البعد بین المنطقتین، فمن المعدّل بالانقلابین و من المنطقة بنظیرتیهما، و لا یرد تخطئة المحقق الشریف فی شرحه علیه حیث قال الصحیح عکس ذلک. ثم بهذه النقطة «1» الأربع تنقسم منطقة البروج أربعة أقسام متساویة، ثم قسّموا کل قسم من الأقسام الأربعة بثلاثة أقسام متساویة، فیکون المجموع اثنی عشر قسما.
و توهّموا ستّ دوائر عظام تقاطع علی قطبی البروج و یمرّ کلّ واحد منها برأسی قسمین متقابلین من تلک الأقسام، و حینئذ یفصل بین کل قسمین نصف دائرة من تلک الدوائر فتحیط بالأقسام کلها ست دوائر، و سمّوا کل قسم من الاثنی عشر برجا.

دائرة المیل:

[فی الانکلیزیة]Circle of declination
[فی الفرنسیة]Cercle de declinaison
هی عظیمة تمرّ بقطبی المعدّل و بجزء ما من منطقة البروج أو بکوکب من الکواکب.

دائرة نصف النهار:

[فی الانکلیزیة]Meridian
[فی الفرنسیة]Milieu du ciel ou meridien
هی العظیمة المارة بقطبی العالم «2» و بقطبی الأفق أعنی سمت الرأس و القدم، فقطباها نقطتا المشرق و المغرب سمّیت بها لأنّ حین وصول الشمس إلیها هو منتصف زمان النهار حسّا
______________________________
(1) المناطق (م) المنطقة (ع).
(2) بقطبی العالم (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 778
و تسمّی بدائرة وسط السماء أیضا. و هذه الدائرة تنصف الأفق علی نقطتین متقابلتین، إحداهما نقطة الجنوب و الأخری نقطة الشمال، و الخط الواصل بین النقطتین «1» یسمّی خط نصف النهار، و دائرة نصف النهار الحادثة عظیمة تمرّ بقطبی العالم و بقطبی الأفق الحادث.

الدائمة المطلقة:

[فی الانکلیزیة]Absolute proposition،assertoric or categoric judgement
[فی الفرنسیة]Proposition absolue،jugement categorique
عند المنطقیین هی قضیة موجهة بسیطة حکم فیها بدوام ثبوت المحمول للموضوع أو بدوام سلبه عنه ما دام ذات الموضوع موجودة خارجا أو ذهنا، کقولنا کل رومی أبیض دائما و لا شی‌ء منه بأسود دائما، سمّیت دائمة لاشتمالها علی الدوام، و مطلقة لعدم تقیید الدوام فیها بوصف أو غیره.

الدّابة:

[فی الانکلیزیة]Mount،quadruped
[فی الفرنسیة]Monture،quadrupede
بالفتح و التشدید فی الأصل اسم لکل ما یدبّ علی الأرض من الحیوان أی یتحرک علیها، ثم خصّت فی العرف بما له قوائم أربع کالفرس کذا فی جامع الرموز. ثم خصّت بما یرکب و تحمل علیه الأحمال نحو الفرس و الإبل و البغل، ثم خصّت بالفرس یقال لبسوا ثیابهم و رکبوا دوابهم.

دابّة الأرض:

[فی الانکلیزیة]Beast or dragon of doomsday
[فی الفرنسیة]Monstre ou dragon du Jugement dernier
و هی من علامات القیامة، و هی حیوان تخرج من شقّ فی صخرة الصفا بمکة، فی وقت یکون الحجّاج ذاهبین إلی منی. و یقولون: تظهر من ثلاثة أماکن ثلاث مرات، و معها خاتم سلیمان و عصا موسی. فبالعصا تقرع المؤمن و بالخاتم تختم علی وجه الکافر بأنّ هذا کافر.
کذا فی المنتخب «2». و إن شئت الزیادة فارجع إلی کتب الکلام و التفاسیر.

الدّار:

[فی الانکلیزیة]House،home،land،country
[فی الفرنسیة]Maison،logis،terre،pays
عند الفقهاء اسم للعرصة التی تشتمل علی بیوت و صحن غیر مسقّف کذا فی البرجندی فی فصل لا یجوز بیع المشتری قبل قبضه و یجی‌ء فی لفظ المنزل، و إن لم یبق هذا البناء فلا یزول عنه اسم الدار، و تحقیقه یطلب من فتح القدیر من باب الیمین فی الدخول و السکنی، کما قیل:
الدار دار و إن زالت حوائطها و البیت لیس ببیت و هو مجذوم
هذا خلاصة ما فی حاشیة السید الشریف.
اعلم أنّ الدار اسم للعرصة عند العرب و العجم و هی تشتمل ما هو فی معنی الأجناس لأنّها تختلف اختلافا فاحشا باختلاف الأغراض و الجیران و المرافق و المحال و البلدان. و البناء وصف فیها. و المراد «3» بالوصف لیس صفة عرضیة قائمة بالجوهر کالبیاض و السواد، بل یتناولها و یتناول أیضا جوهرا قائما بجوهر آخر یزید قیامه به حسنا و کمالا، و یورث انتقاصه عنه قبحا و نقصانا، کما یقال الذرع وصف فی الثوب.
و الدار یقال لما أدیر علیه الحائط و یشتمل جمیع ما یحتاج إلیه من المنافع و المرافق حتی الاسطبل و بیت البواب و بیوت الدواب. و البیت ما یبات فیه
______________________________
(1) المنطقتین (م، ع).
(2) از علامات قیامت است و آن حیوانی است که کوه صفا را شکافته در مکه بیرون آید و در آن وقت مردم بمنی می‌رفته باشند و گویند سه جا ظاهر شود سه بار و با او خاتم سلیمان و عصای موسی باشد و مؤمن را عصا زند و بخاتم بر روی کافر مهر کند پس نقش می‌شود که این کافر است.
(3) المطلوب (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 779
و هو ما یدیر علیه الجدار من الجوانب الأربع مع السقف. و المنزل بین الدار و البیت أی ما یشتمل الحوائج الضروریة مع ضرب من القصور یعنی یکون فیه المطبخ و بیت الخلاء، و لا تکون فیه بیوت الدواب و لا بیت البواب، و أمثال ذلک، هکذا فی کلیات أبی البقاء.
و دار الإسلام عندهم ما یجری فیه حکم إمام المسلمین من البلاد. و دار الحرب عندهم ما یجری فیه أمر رئیس الکفار من البلاد کما فی الکافی. و فی الزاهدی أنها ما غلب فیه المسلمون و کانوا فیه آمنین، و دار الحرب ما خافوا فیه من الکافرین، و لا خلاف فی أنه یصیر دار الحرب دار الإسلام بإجراء بعض أحکام الإسلام فیها. و أما صیرورتها دار الحرب نعوذ باللّه فعنده بشروط، أحدها إجراء أحکام الکفر اشتهارا بأن یحکم الحاکم بحکمهم و لا یرجعون إلی قضاة المسلمین، و لا یحکم بحکم من أحکام الإسلام کما فی الحرة «1». و ثانیها الاتصال بدار الحرب بحیث لا تکون بینهما بلدة من بلاد الإسلام یلحقهم المدد منها. و ثالثها زوال الأمان الأول أی لم یبق مسلم و لا ذمی آمنا إلّا بأمان الکفار، و لم یبق الأمان الذی کان للمسلم بإسلامه و للذمی بعقد الذمة قبل استیلاء الکفرة، و عندهما لا یشترط إلّا الشرط الأول.
و قال شیخ الإسلام و الإمام الإسبیجابی «2» أنّ الدار محکومة بدار الإسلام ببقاء حکم واحد فیها کما فی العمادی «3» و فتاوی عالمگیر و فتاوی قاضی‌خان و غیرها، فالاحتیاط أن یجعل هذه البلاد دار الإسلام و المسلمین و إن کانت للملاعنین «4»، و الید فی الظاهر لهؤلاء الشیاطین کذا فی جامع الرموز.

الدّاخس:

[فی الانکلیزیة]Whitlow
[فی الفرنسیة]Panaris
بالخاء المعجمة هو عند الأطباء ورم حار یعرض بالقرب من الأظفار مع وجع شدید و ضربان قوی و تمدّد و تسقط الأظافیر و ربّما أحدث الحمّی کذا فی بحر الجواهر.

الدّاخل:

[فی الانکلیزیة]Interior
[فی الفرنسیة]Interieur
عند أهل الرمل یجی‌ء فی لفظ الشّکل.

الدّاعر:

[فی الانکلیزیة]Debauched person
[فی الفرنسیة]Debauche
و هو الفاسق المتهتک الذی لا یبالی بما صنع کذا فی الذخیرة «5».

داغ:

[فی الانکلیزیة]Hot
[فی الفرنسیة]Chaud
معناها بالفارسیة حارّ، و یقصد بها أن یکتب الشاعر أو القائل اسمه. کذا فی جامع الصنائع «6».
______________________________
(1) کتاب حرة و اقم: لابن المدینی علی بن عبد اللّه (- 234 ه). کشف الظنون، ص 289.
(2) هو علی بن محمد بن اسماعیل، بهاء الدین الاسبیجابی السمرقندی، ینعت بشیخ الاسلام. ولد عام 454 ه/ 1062 م.
و توفی بسمرقند 535 ه/ 1141 م. فقیه حنفی. له عدة کتب. الاعلام 4/ 329، مفتاح السعادة 2/ 144، الجواهر المضیة 1/ 370.
(3) فصول العمادی: لجمال الدین بن عماد الدین الحنفی و هو فی فروع الحنفیة رتّبها علی أربعین فصلا فی المعاملات فقط.
قال فی أوله و ترجمت هذا المجموع بفصول الإحکام لأصول الأحکام … کشف الظنون، 2/ 127.
و نسب بروکلمان کتاب فصول الإحکام فی أصول الأحکام لأبی الفتح زین الدین عبد الرحیم بن أبی بکر عماد الدین بن علی برهان الدین بن أبی بکر بن عبد الجلیل الفرغانی المرغینانی الرمشتانی (- 670 ه)، و ذکر أن نسبه إلی جمال الدین بن عماد الدین بعنوان فصول العمادی خطأ. و الکتاب یتحدث عن الإجراءات القضائیة فی المسائل المدنیة بدأه أبوه و أتمّه هو بسمرقند سنة 651 ه. بروکلمان، 6/ 353.
(4) للملاعین (م).
(5) الذخیرة لأهل البصیرة: لأبی سعید محمد بن علی بن عبد اللّه بن أحمد بن أبی الهیجاء بن حمدان الحلی العراقی (- 561 ه). بروکلمان، 5/ 166.
(6) آنکه شاعر و قائل نام خود نویسد کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 780

الدافع:

[فی الانکلیزیة]Damp -proofing،drive،propulsion
[فی الفرنسیة]Hydrofuge،impulsion،propulsion
عند الأطباء هو دواء مزیل للمادة من الظاهر إلی الباطن بدفع قوی، و یتمّ ذلک بالبرودة و غلظ الجوهر کالقابض. و الدّافعة هی القوة التی تدفع الفضول، کذا فی بحر الجواهر. و الدفع الطبیعی و دفع القوة عند المنجّمین هما من أنواع الاتّصال «1».

الدّال:

[فی الانکلیزیة]Signifier،signifiant،proof
[فی الفرنسیة]Signifiant،preuve
بالتشدید هو الشی‌ء الذی یلزم من العلم به العلم بشی‌ء آخر، و قد یسمّی بالدلیل أیضا، کما یستفاد من الطیبی. و قال الصادق الحلوائی فی حاشیته المتبادر من الدلیل عند الإطلاق هو الدلیل المصطلح المرادف للحجة لا سیّما عند تعریفه بما یلزم من العلم به العلم بشی‌ء آخر إذ هو المشتهر بهذا التعریف، فلا یتبادر الذهن منه إلی الدال. و أیضا استعمال المدلول فی مقابلة الدلیل غیر شائع، إنّما الشائع استعمال النتیجة فی مقابلته، و استعمال المدلول فی مقابلة الدال، و کأنّه أراد بالدلیل الدلیل اللغوی المرادف للدال الأعم من الدلیل المصطلح.
و الدال عند الأطباء علامة یستدل بها علی أمر حاضر مثل حرارة الملمس فی الحمّی کذا فی بحر الجواهر.

الدّانق:

[فی الانکلیزیة]Pearl
[فی الفرنسیة]Perle
بالنون معرب دانگ و سیأتی فی لفظ المثقال «2».- الدانک تلفظ الیوم: دانه و معناها حبة اللؤلؤ-.

الدّبور:

[فی الانکلیزیة]West wind
[فی الفرنسیة]Vent douest
ریاح تهبّ من جهة الغرب نحو الشرق، و بالعکس منها الصبا کما فی کشف اللغات و فی اصطلاح الصوفیة الصولة الدماغیة بهوی النفس و استیلاؤها بصورة تجعل الشخص یصدر عنه عمل مخالف للشرع، و یقابله الصبا و هو عبارة عن القبول. کذا فی لطائف اللغات «3».

الدّبیلة:

[فی الانکلیزیة]Ulcer،abcess
[فی الفرنسیة]Ulcere،abces
بالموحّدة علی صیغة التصغیر قال الأطباء کل ورم یعرض. فإمّا أن یکون فی داخله موضع ینصب فیه المادة فیسمّی دبیلة، و إلّا خصّ باسم الورم، و ما کان من الدبیلات حارّا خصّ باسم الخراج. قال الآملی «4» الدبیلة ورم کبیر مستدیر الشکل یجمع المدة، و قیل هی دمّل کبیر ذو أفواه کثیرة کذا فی بحر الجواهر.

الدّخان:

[فی الانکلیزیة]Smoke،steam
[فی الفرنسیة]Fumee،vapeur
بالضم و فتح الخاء المعجمة فی عرف العامّة هو الجسم الأسود المرتفع مما احترق بالنار. و فی اصطلاح الحکماء أعمّ من هذا و هو کل جسم مرکّب من الأجزاء الأرضیة و الناریة
______________________________
(1) و دفع طبیعت و دفع قوت نزد منجمان از انواع اتصال‌اند.
(2) المصطلح کله (- م).
(3) بالفتح بادی که از جانب مغرب وزد سوی مشرق و صبا بالعکس کما فی کشف اللغات.
و در اصطلاح صوفیه صولت دماغیه به هوای نفس و استیلای آن به حیثیتی که صادر شود از شخص چیزی که مخالف شرع است و مقابل اوست صبا که عبارت از قبول است کذا فی لطائف اللغات.
(4) هو محمد بن محمود، عز الدین الآملی. توفی عام 753 ه/ 1352 م. من العلماء بالحکمة. له عدة مؤلفات. الاعلام 7/ 87، هدیة العارفین 2/ 159.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 781
سواء کان أسود أو غیر أسود، و جمعه الأدخنة و الدواخن، و قد سبق فی لفظ البخار أیضا.

الدّخیل:

[فی الانکلیزیة]Accentuated letter)prosody(
[فی الفرنسیة]Lettre accentuee)prosodie(
بالخاء المعجمة کالکریم عند أهل القوافی هو الحرف المتحرّک المتوسط بین الروی و التأسیس. و فی بعض رسائل العروض العربی الدخیل لازم بغیر عینه فإن لزم هو عینه کان لزوم ما لا یلزم و یسمّی حینئذ المتّفق انتهی. و فی رسالة منتخب تکمیل الصناعة یقول: تکرار الدّخیل فی القوافی لیس بواجب بل هو مستحسن، و من یری بأنّ مراعاة تکرار التأسیس واجب و لا یری مراعاة تکرار الدخیل یسمّیه حائلا «1».

الدّرجة:

[فی الانکلیزیة]Rank،degree،step
[فی الفرنسیة]Rang،degre،marche
بفتح الدال و الراء المهملتین فی اللغة پایه و مرتبه الدرجات و الدرج جمع، و منه درجة الدواء و هی مرتبة فی التأثیر و تجی‌ء فی لفظ الدواء. و عند أهل الجفر و أرباب علم التکسیر تطلق علی حرف من حروف سطر التکسیر کما فی بعض الرسائل «2». و عند أهل الهیئة تطلق علی جزء من ثلاثمائة و ستین جزءا من أجزاء منطقة الفلک الثامن، فهی ثلث عشر البرج. قال عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمینی: اعلم أنّ أجزاء دائرة البروج تسمّی درجا إذ الشمس کأنّها تصعد فیها و تهبط، و أجزاء سائر الدوائر تسمّی أجزاء بالاسم العام، هذا هو الأصل. ثم إنّهم توسعوا فسمّوا أجزاء مناطق الأفلاک مطلقا درجات تشبیها بأجزاء منطقة البروج سوی أجزاء معدّل النهار فإنّها تسمّی أجزاء و أزمانا و لا تسمّی درجات إلّا تجوّزا، و أجزاء الدوائر التی لم تعتبر فی مفهومها الحرکة لا تسمّی درجا إلّا تجوّزا انتهی. و علی الإطلاق المجازی یحمل ما ذکر السید الشریف فی شرح الملخّص من أنّ القوم قد قسّموا محیط کل دائرة بثلاثمائة و ستین قسما متساویة، یسمّی کلّ واحد منها جزءا و درجة، و اختاروا هذا العدد للسهولة فی الحساب إذ تخرج منه الکسور التسعة صحیحة إلّا السبع، ثم جزّءوا کلّ درجة بستین قسما متساویة و سمّوا کلّ واحد منها دقیقة، و قسّموا کلّ دقیقة أیضا بستین و سمّوا کلّ واحد منها ثانیة، و هکذا اعتبروا الثوالث و الروابع و الخوامس و ما فوقها، و قسّموا أیضا قطر کل دائرة بمائة و عشرین قسما متساویة و إن کان القیاس یقتضی تقسیمه بمائة و أربعة عشر و کسر؛ و لمّا کان الکسر یوجب صعوبة فی الحساب جبروه بالزیادة، و اختاروا المائة و العشرین لأنّه تخرج منها الکسور التسعة صحیحة إلّا السبع و التسع انتهی کلامه. فقوله محیط کل دائرة أی کل دائرة عظیمة مفروضة علی الأفلاک الکلّیة و الجزئیّة أو غیرها کسطح الأرض و حجرة الأسطرلاب، و هل تسمّی أقسام القطر المذکورة درجا کما تسمّی أجزاء أم لا؟ الظاهر عدم تسمیتها درجا إلّا تجوّزا إذ قد یقال درجات جیب هذه القوس کذا و دقائقها و ثوانیها کذا و نحو ذلک، کما یقال درجات سهم القوس کذا.

درجة طلوع الکوکب:

[فی الانکلیزیة]Degree of the rise of a planet
[فی الفرنسیة]Degre du lever dun astre ou dune planete
عندهم هی درجة من فلک البروج تطلع من الأفق مع طلوع الکوکب.
______________________________
(1) و در رساله منتخب تکمیل الصناعة گوید تکرار دخیل در قوافی واجب نیست بلکه مستحسن است و کسانی که رعایت تکرار تاسیس واجب دانند و رعایت تکرار دخیل واجب نمی‌دانند دخیل را حائل نام نهند.
(2) عند أهل الجفر … بعض الرسائل (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 782

درجة غروب الکوکب:

[فی الانکلیزیة]Degree of the set of a planet
[فی الفرنسیة]Degre du coucher dun astre ou dune planete
درجة من فلک البروج تغرب مع غروب الکوکب. و المراد من طلوع الکوکب طلوعه من جانب المشرق، إذ لا اعتبار لطلوعه من جانب المغرب فی بعض المواضع، و هکذا الحال فی غروب الکوکب.

درجة الکوکب:

[فی الانکلیزیة]Rank of a planet or a heavenly body
[فی الفرنسیة]Rang dun astre ou dune planete
عندهم هی مکانة من فلک البروج کما ذکر السیّد الشریف فی شرح الملخص. و تسمّی أیضا بدرجة تقویم الکوکب و بدرجة طوله کما یستفاد من شرح التذکرة لعبد العلی البرجندی.

درجة ممرّ الکوکب:

[فی الانکلیزیة]Degree of the path of a heavenly body
[فی الفرنسیة]
Le degre du passage dun astre ou dune plaE
درجة من فلک البروج تمرّ بدائرة نصف النهار مع مرور الکوکب بها. قال عبد العلی البرجندی ینبغی أن یقال بشرط أن لا یتوسّط بین الکوکب «1» و تلک الدرجة قطب البروج، و التقیید بنصف النهار لیس بشرط، بل أیّة دائرة تکون من دوائر المیول حکمها حکم نصف النهار. ثم قال المراد بالکوکب مرکزه.
و بالدرجة جزء من فلک البروج و إطلاق الدرجة علی کل من الأجزاء المذکورة علی سبیل التشبیه و التجوّز. ثم اعلم أنّ الکوکب أی مکانه الحقیقی إن کان علی إحدی نقطتی الانقلابین أو کان علی نفس منطقة البروج فدرجة الکوکب هی درجة ممره بنصف النهار، و إن کان ذا عرض علی غیر نقطتی الانقلابین فلا یکون کذلک فإنّه إن کان ما بین أول السرطان و آخر القوس وصل إلی دائرة نصف النهار بعد درجته إن کان شمالی العرض، و قیل درجته إن کان جنوبی العرض، و إن کان فیما بین أول الجدی و آخر الجوزاء فالحکم علی الخلاف. و القوس من فلک البروج بین درجة الکوکب و درجة ممرّه تسمّی اختلاف الممرّ، و القوس من معدل النهار بین درجة الکوکب و درجة ممرّه لا تسمّی تعدیل درجة الممرّ، و قس علی هذا «2» حال درجة طلوع الکوکب بالقیاس إلی درجته، أی إذا کان الکوکب عدیم العرض أو علی إحدی نقطتی الانقلابین فدرجته هی درجة طلوعه، و إذ لیس فلیس، و إن شئت الزیادة فارجع إلی شرح التذکرة و شرح الملخص و نحوهما من کتب الهیئة. و درج السواء عندهم یجی‌ء فی لفظ المطالع.

دردونج‌آی:

[فی الانکلیزیة]Durdunj -Ay)Turkish month(
[فی الفرنسیة]Durdunj -Ay)mois turc(
اسم شهر من أشهر الترک «3».

الدّرز:

[فی الانکلیزیة]Stitching،sewing
[فی الفرنسیة]Piquage،suture
بالفتح و سکون الراء المهملة هو حبک أطراف الثّوب بواسطة الخیاطة، کما فی المنتخب. و درز اکلیل عند الأطباء: هو نوع من الدّرز فی مقدّم الرأس فی الموضع الذی یستقرّ علیه التاج. و بعبارة أخری طرف التاج الذی یوضع علی الرأس فیلتقی بموضع هذا الدّرز.
و الدّرز اللامی عندهم هو درز فی مؤخّر الرأس مثل اللام فی اللغة الیونانیة، و لذا یسمّی الدّرز اللامی. و الدّرز السّهمی هو نوع من الدّرز فی
______________________________
(1) الکواکب (م).
(2) هذا (- م).
(3) نام ماهیست در تاریخ ترک.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 783
إکلیل الرأس یذهب فی وسط الرأس إلی زاویة الدّرز اللامی، و یقال له أیضا سفّودی، و الدّرز القشیری هو درز یمرّ فوق الأذن فی موازاة الدّرز السّهمی «1».
کذا، فی بحر الجواهر و تفصیلها یطلب من کتب التشریح، و یقال لها الشئون أیضا کما فی شرح القانونچة.

الدّرک:

[فی الانکلیزیة]Acquittal،settlement،discharge
-[فی الفرنسیة]Acquittement a echeance
بالفتح و سکون الراء المهملة و فتحها و هو أفصح، قال صدر الشهید «2» و غیره تفسیر الدّرک و الخلاص و العهدة واحد عند أبی یوسف و محمّد و هو الرجوع بالثمن عند الاستحقاق، و عند أبی حنیفة هذا تفسیر الدّرک. و أمّا تفسیر الخلاص فهو تخلیص المبیع و تسلیمه إلی المشتری فی کل حال. و أمّا العهدة فتطلق علی معان علی الصک القدیم و علی العقد و علی حقوق العقد و علی الدرک و علی خیار الشرط کذا فی فتاوی إبراهیم شاهی فی کتاب البیع.

الدّرخمی:

[فی الانکلیزیة]Drachma،dirham،unity of measurement
[فی الفرنسیة]Drachme،dirham،unite de mesure
عند الأطباء هو مثقال واحد و عند البعض درهم. قال ابن هبل «3» هو درهم و نصف. و قد أورد الاستاذ أبو الفرج بن هند «4» و فی مفتاح الطب «5» أنّ الدرهم یشبه أن یکون معربا عن الدرخمی، و قد أورد فیه أیضا أنّ ما یحمله ثلاثة أصابع فهو درخمیان، و إنّ ما یحمله الکف فهو ست درخمیات کذا فی بحر الجواهر.

الدّرهم:

[فی الانکلیزیة]Dirham
[فی الفرنسیة]Dirham
بالکسر و سکون الراء المهملة و فتح الهاء و جاء کسر الهاء أیضا، و ربما قالوا درهام و هو لغة اسم لمضروب مدور من الفضة. و المشهور أنّ تدویره فی خلافة الفاروق رضی اللّه عنه، و کان قبله علی شبه النواة بلا نقش، ثم نقش فی زمان ابن الزّبیر «6» علی طرف بکلمة من اللّه و علی آخر بالبرکة ثم غیّره الحجّاج فنقش بسورة الإخلاص. و قیل باسمه. و قیل غیر ذلک.
و اختلف فی وزنه علی عهده صلی اللّه علیه و سلّم أنه وزن عشرة
______________________________
(1) کنارهای جامه که بهم دوزند کما فی المنتخب. و درز اکلیل نزد اطبا درزیست در پیش سر موضعی که تاج بروی نشیند یعنی کناره تاج که بر سر نهند ملاقی موضع این درز باشد. و درز لامی نزدشان درزیست در پس سر مانند لام یونانیان و ازین جهت مسمی بدرز لامی گشته. و درز سهمی درزیست در اکلیل سر میان سر می‌رود تا به زاویه درز لامی و وی را سفودی نیز گویند.
و درز قشیری درزیست در بالای گوش گذرد در برابر درز سهمی.
(2) هو عمر بن عبد العزیز بن عمر بن مازة، أبو حامد، برهان الأئمة. حسام الدین المعروف بالصدر الشهید. ولد بخراسان عام 483 ه/ 1090 م. و مات قتلا بسمرقند عام 536 ه/ 1141 م. من أکابر الحنفیة. له العدید من المؤلفات الهامة. الاعلام 5/ 51، الفوائد البهیة 149، الجواهر المضیة 1/ 391.
(3) هو علی بن أحمد بن علی بن عبد المنعم، ابو الحسن، المهذّب، المعروف بابن هبل. ولد ببغداد عام 515 ه/ 1122 م.
و مات بالموصل عام 610 ه/ 1213 م. طبیب، عالم. له عدة کتب. الاعلام 4/ 256، طبقات الاطباء 1/ 304، نکت الهمیان 205، دائرة المعارف الاسلامیة 1/ 292.
(4) هو علی بن الحسین بن محمد بن هندو، أبو الفرج. توفی بجرجان عام 420 ه/ 1029 م. من المتمیزین فی علوم الحکمة و الأدب. له شعر، و له عدة تصانیف. الاعلام 4/ 278، فوات الوفیات 2/ 45، یتیمة الدهر 1/ 134، حکماء الاسلام 94.
(5) مفتاح الطب: لابی الفرج علی بن حسین بن هند «هندو» (- 410 ه) کشف الظنون، 2/ 1762.
(6) هو عبد اللّه بن الزبیر بن الأشیم الأسدی. توفی عام 75 ه/ 695 م. شاعر أموی، له شعر جید، و خاصة فی الهجاء.
الاعلام 4/ 87، خزانة الأدب 1/ 345، الجمحی 146، مختار الأغانی 7/ 325.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 784
أو تسعة أو ستة أو خمسة، أی کل عشرة دراهم خمسة مثاقیل و هو الأصح، ثم انتقل علی عهد عمر رضی اللّه تعالی عنه إلی وزن سبعة، أی کل عشرة منها سبعة مثاقیل، فکل درهم سبعة أعشار مثقال، أی نصف مثقال، و خمس مثقال.
فالدرهم الواحد علی وزن سبعة أربعة عشر قیراطا هی سبعون شعیرة، و علی هذا فالمثقال مائة شعیرة، و هذا الوزن هو المعتبر فی الزکاة، کذا فی جامع الرموز فی کتاب الزکاة، و فیه فی کتاب الطهارة فی فصل تطهیر الأنجاس الدرهم هاهنا أی فی تطهیر النجاسات غیر الدرهم فی الزکاة، فإنّ المراد «1» منه هاهنا مثقال فی النجس الکثیف أی ما له جرم و قدّر عرض مقعّر الکف.
و قیل قدر الکف فی النجس الرقیق أی ما لا جرم له. و فسر محمد قدر الدرهم فی النوادر «2» بما یکون قدر عرض الکف، و فی کتاب الصلاة بالمثقال، فوفّق الفقیه أبو جعفر «3» بأنّ المراد بالعرض تقدیر ما لا جرم له، و بالمثقال ما له جرم، و اختاره عامة المشایخ و هو الصحیح، لکن فی البیع الفاسد من النهایة لو صلّی و معه شعر الخنزیر و هو زائد علی قدر الدرهم وزنا عند بعضهم و بسطا عند آخرین لم یجز عند أبی یوسف خلافا لمحمد، و فی فتاوی الدینار «4» قال الامام خواهر زاده «5» الخمر تمنع الصلاة و إن قلت بخلاف سائر النجاسات. هذا و فی الکرمانی الدرهم المقدّر به أکبر من النقد الموجود فی أیدی الناس فی کل زمان لأنّ هذا أوسع و أیسر، فتختلف دراهم النجاسة باختلاف اعتبار أهل الزمان انتهی کلام جامع الرموز.
و بالجملة الدرهم فی اللغة اسم لمضروب مدور من الفضة و فی الشرع یطلق علی وزن ذلک المضروب فی الزکاة و علی وزن أو سطح فی باب النجاسة علی قیاس الدینار، فإنّه یطلق لغة علی المضروب و شرعا علی وزن ذلک المضروب، و سیأتی ما یتعلق بهذا فی لفظ المثقال. و الأطباء یطلقونه علی الوزن أیضا کما فی بحر الجواهر من أنّ الدرهم نصف مثقال و خمسه، و قیل ست دوانق انتهی. و الأخیر اصطلاح المحاسبین أیضا کما ستعرف فی لفظ المثقال. و فی المنتخب: الدرهم الشرعی یقال له أیضا درهم بغلی لأن ضاربه کان من العجم و یلقب برأس البغل. و مساحة هذا الدرهم بمقدار وسط راحة الید. «6».

دست:

[فی الانکلیزیة]Hand،Power
[فی الفرنسیة]Main،Puissance
و معناها بالفارسیة ید. و عند الصوفیة صفة القدرة. «7»
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) نوادر الصلاة: للإمام أبی بکر محمد بن یوسف المرغاسونی الحنفی. کشف الظنون، 2/ 1979.
(3) هو الإمام محمد بن جریر بن یزید الطبری، أبو جعفر. ولد بطبرستان عام 224 ه/ 839 م. و توفی ببغداد عام 310 ه/ 923 م. مفسّر، مؤرخ، فقیه. له بعض المؤلفات الهامة. الاعلام 6/ 69، إرشاد الأریب 6/ 423، تذکرة الحفاظ 2/ 351، وفیات الأعیان 1/ 456.
(4) الفتاوی: لمحمد بن الحسین بن محمد بن الحسین البخاری أبو بکر الحنفی المعروف ببکر خواهر زاده. (- 483 ه). هدیة العارفین، 2/ 76.
(5) هو محمد بن الحسین بن محمد، أبو بکر البخاری، المعروف ببکر خواهر زاده أو خواهر زاده. ولد فی بخاری و توفی فیها عام 483 ه/ 1090 م. فقیه، من شیوخ الاحناف. له عدة مؤلفات. الاعلام 6/ 100، الجواهر المضیة 2/ 49، اللباب 1/ 392، مفتاح السعادة 2/ 138.
(6) درهم شرعی را بغلی نیز گویند زیرا که راس البغل نام ضرابی از عجم است که آن را سکه زد و قدر آن درم در پهنا بقدر میان کف دست می‌باشد.
(7) نزدشان صفت قدرت را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 785

الدّعاء:

[فی الانکلیزیة]Call،invocation،exhortation،prayer
[فی الفرنسیة]Appel،invocation،exhortation priere
بالضم و فتح العین و بالمدّ فی عرف العلماء کلام إنشائی دالّ علی الطلب مع خضوع، و یسمّی سؤالا أیضا، صرّح بذلک فی شرح المطالع، و ما فی العضدی من أنّه طلب الفعل مع التسفّل و الخضوع و فقد أراد بالطلب الکلام الدّال علیه، و قد جاء إطلاق الطلب علی الکلام أیضا کما ستعرف فی محله، و علی هذا یحمل ما وقع فی الاطول من أنّ الدعاء طلب الفعل مع مزید تضرّع لیخرج الالتماس العرفی انتهی.

الدّعوی:

[فی الانکلیزیة]Law -suit،suit،trial،claim
[فی الفرنسیة]Proces،poursuite،reclamation
فی اللغة قول یقصد به الإنسان إیجاب حقّه علی غیره و الإقرار عکسه یعنی إخبار حقّ الغیر علی نفسه، و الشهادة إخبار حقّ الغیر علی الغیر. و عند الفقهاء هی إخبار عند القاضی أو الحکم یحق له أی للمخبر علی غیره بحضوره أی بحضور ذلک الغیر، فلو لم یکن هذا الإخبار عند القاضی أو الحکم أو لم یکن بحضور ذلک الغیر لا یسمّی دعوی، و الوصی و الولی و الوکیل نائبون عن الأصیل فیمکن أن یضاف الحق إلی هؤلاء فلا ینتقض الحدّ بدعوی هؤلاء، و المخبر بالکسر یسمّی مدّعیا و ذلک الغیر یسمّی مدّعی علیه. و بعضهم عرفهما بالحکم فقال المدّعی من لا یجبر علی المخاصمة أی لا یکره علی طلب الحقّ لو ترکها و المدّعی علیه من یجبر علی هذه الخصومة، و الجواب عنها فلا یشکل بوصی الیتیم فإنّه مدّعی علیه معنی فیما إذا أجبره القاضی علی الخصومة للیتیم، و هذا معنی ما قیل من أنّ المدّعی من إذا ترک ترک، و المدّعی علیه من یجبر إذا ترک. و قیل المدّعی من یشتمل کلامه علی الإثبات و لا یصیر خصما بالتکلم بالنفی، و المدّعی علیه من یشتمل کلامه علی النفی، فإذا قال الخارج لذی الید هذا الشی‌ء لیس لک لا یکون خصما ما لم یقل هو لی، و إذا قال ذو الید لیس هذا لک کان خصما.
و قیل المدّعی من لا یستحق إلّا بحجة کالخارج و المدّعی علیه من یکون مستحقا بقوله من غیر حجة؛ فإنّ ذا الید إذا قال هولی کان مستحقا له ما لم یثبت الغیر استحقاقه. و قیل المدّعی من یلتمس غیر الظاهر و المدّعی علیه من یتمسّک بالظاهر، فإذا ادّعی دینا علی آخر فإنّه یلتمس أمرا غیر ظاهر عارضا، و المدّعی علیه إذا أنکر کان متمسّکا بالأصل و هو براءة ذمته. و قیل المدّعی علیه هو المنکر، هکذا یستفاد من جامع الرموز و البرجندی و غیرهما، و هذا یوافق الحدیث المشهور أعنی «البیّنة علی المدّعی و الیمین علی من أنکر» «1» و الفرق بین المدعی و المدعی علیه من أهم مسائل کتاب الدعوی و ربّما یصعب الفرق بین المدّعی و المنکر لأنّه قد یکون شخص مدّعیا فی الظاهر و منکرا فی الواقع، کما إذا قال المودع للمالک رددت الودیعة فإنّه و إن کان فی الظاهر مدّعیا للرد لکنه منکر للضمان حقیقة، کذا فی الهدایة و غیرها.
و عند أهل المناظرة قضیة تشتمل علی الحکم المقصود إثباته بالدلیل أو إظهاره بالتنبیه، و القاصد و المتصدی لذلک أی لإثبات الحکم أو لإظهاره یسمّی مدّعیا. فبقید المقصود خرج قول الناقض بالنقض الإجمالی و المعارض فإنّه لا یسمّی بدعوی لأنهما لیسا مدعیین فی عرفهم، لأنّهما لم یتصدّیا لإثبات الحکم أو لإظهاره من حیث إنّه إثبات أو إظهار، بل من حیث إنّه نفی
______________________________
(1) سبق تخریجه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 786
لإثبات الحکم أو إظهاره تصدّی به المدّعی، و من حیث إنّه معارضة لدلیله و إنّما لم یقل المقصود إثباته بالدلیل أو التنبیه کما قیل من أنّ المدّعی من نصب نفسه لإثبات الحکم بالدلیل أو التنبیه لئلّا یرد أن التنبیه لا یفید الإثبات. ثم المدّعی إن شرع فی الدلیل اللّمّی یسمّی معللا بالکسر، و إن شرع فی الدلیل الإنّی یسمّی مستدلا. و قد یستعمل کل منهما مقام الآخر بمعنی المتمسک بالدلیل مطلقا. اعلم أنّ الدعوی من حیث إنّه یرد علیه أو علی دلیله السؤال أو البحث یسمّی مسئلة و مبحثا، و من حیث إنه یستفاد من الدلیل نتیجة، و من حیث إنه یقام علیه دلیل مدّعی، و من حیث إنه یحتمل الصدق و الکذب یسمّی قضیة و خبرا، و من حیث إنّه إخبار عن الواقع حکایة، و من حیث إنّه قد یکون کلیا قاعدة و قانونا، هکذا یستفاد من الرشیدیة و غیره.

الدّعوة:

[فی الانکلیزیة]Invitation -Invitation،faire
[فی الفرنسیة]part
هی الفتح لغة فی الطعام و بالکسر فی النّسب و قیل علی العکس. و هی عند الفقهاء قسمان: عامة و خاصة. فالدعوة العامة هی ما لا یتخذ لأجل شخص. و قیل إنها کالعروس «1» و الختان. و قیل ما زاد علی عشرة. و الخاصة ضدّ ما مرّ من التفصیل کذا فی جامع الرموز و البرجندی فی کتاب القضاء. و قیل الخاصة ما لو علم المضیف أولا أنّ المدعو الفلانی لا یجی‌ء لم یتخذ تلک الدعوة، و العامة خلافها کذا فی الهدایة.

الدّقة:

[فی الانکلیزیة]Concision،subtility،small intestine
[فی الفرنسیة]Concision،subtilite،intestin grele
بکسر و تشدید قاف در لغت بمعنی باریک شدن است و فی اصطلاح البلغاء هو أن یؤتی بکلام دقیق المعنی بحیث یکون غامض الفهم، و ذلک کالإیهام و التخییل و أمثال ذلک، کذا فی جامع الصنائع. و مثل هذا الکلام یسمّونه دقیقا «2». و الدقیق عند الأطباء اسم المعی الثالث کما فی بحر الجواهر. و الدقیقة عند المنجّمین هی سدس عشر الدرجة، و تطلق أیضا علی سدس عشر الساعة، و هکذا الحال فیما بعدها من المراتب أی الثوانی و الثوالث و غیرها، یعنی أنّها قد تؤخذ من الدرجة و قد تؤخذ من الساعة. و دقائق الحصص التی یکتبونها فی الزیجات عبارة عن اختلاف نصف قطر التدویر فی مراکز التدویر للأبعاد المختلفة، یعنی بین بعد أبعد و أقرب «3» و یجی‌ء توضیحه فی بیان التعدیل الثانی. و حمّی الدّق قد سبق. و من له حمّی الدّق یسمّی مدقوقا.

الدّلّال:

[فی الانکلیزیة]Broker،crier،anxiety،indecision
[فی الفرنسیة]Courtier،crieur،angoisse،indecision
بالفتح و التخفیف و بالفارسیة: ناز و کرشمه (غمزة)، و حسن و فی اصطلاح السّالکین هو الاضطراب و القلق أمام جلوة المحبوب بسبب غایة العشق و الذّوق الباطنی الذی یصل إلیه السّالک. کذا فی کشف اللغات «4».
______________________________
(1) کالعرس (م).
(2) و در اصطلاح بلغا آنست که کلام به طوری گویند که معانی باریک انگیزد چنانچه بغموض مفهوم گردد و آن ایهام و تخییل و امثال آن باشد کذا فی جامع الصنائع و این‌چنین کلام را دقیق نامند.
(3) و دقائق الحصص که در زیجات می‌نویسند عبارت‌اند از غایات اختلاف نصف قطر تدویر که مرکز تدویر در ابعاد مختلفه باشد یعنی میان بعد ابعد و اقرب.
(4) و در اصطلاح سالکان اضطراب و قلق را گویند که در جلوه محبوب از غایت عشق و ذوق باطن بسالک میرسد کذا فی کشف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 787

الدّلالة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Semantic
[فی الفرنسیة]Semantique
بالفتح هی علی ما اصطلح علیه أهل المیزان و الأصول و العربیة و المناظرة أن یکون الشی‌ء بحالة یلزم من العلم به العلم بشی‌ء آخر هکذا ذکر الچلپی فی حاشیة الخیالی فی بحث خبر الرسول، و الشی‌ء الأوّل یسمّی دالا و الشی‌ء الآخر یسمّی مدلولا. و المراد بالشیئین ما یعمّ اللفظ و غیره فتتصور أربع صور. الأولی کون کلّ من الدّال و المدلول لفظا کأسماء الأفعال الموضوعة لألفاظ الأفعال علی رأی. و الثانیة کون الدّال لفظا و المدلول غیر لفظ کزید الدّال علی الشخص الإنسانی. و الثالثة عکس الثانیة کالخطوط الدّالة علی الألفاظ. و الرابعة کون کلّ منهما غیر لفظ کالعقود الدّالة علی الأعداد.
و المراد بالعلمین الإدراک المطلق الشامل للتصوّر و التصدیق الیقینی و غیره فتتصور أربع صور أخری. الأولی أن یلزم من تصوّر الدال تصوّر المدلول. الثانیة أن یلزم من التصدیق به التصدیق بالمدلول. الثالثة أن یلزم من تصوّره التصدیق بالمدلول. الرابعة عکس الثالثة.
و المراد «1» بالشی‌ء الآخر ما یغایر الشی‌ء الأول بالذات کما فی الأمثلة السابقة أو بالاعتبار کما فی النار و الدّخان، فإنّ کلا منهما دال علی الآخر و مدلول له. و اللزوم إن أرید به اللزوم فی الجملة یصیر هذا التعریف تعریفا علی مذهب أهل العربیة و الأصول فإنّهم یکتفون باللزوم فی الجملة، و لا یعتبرون اللزوم الکلّی فیرجع محصّل التعریف عندهم إلی أنّ الدّلالة کون الشی‌ء بحالة یلزم أی یحصل من العلم به العلم بشی‌ء آخر و لو فی وقت. و ما قیل إنّ الدلالة عندهم کون الشی‌ء بحیث یعلم منه شی‌ء آخر، فالمراد «2» منه کونه بحیث یحصل من العلم به العلم بشی‌ء آخر فی الجملة لأنّه المتبادر من علم شی‌ء من شی‌ء عرفا، فلا یتوجّه أنّه لا یصدق علی دلالة أصلا، إذ لا یحصل العلم بالمدلول من نفس الدال، بل من العلم به. و إن أرید به اللزوم الکلّی بمعنی امتناع انفکاک العلم بالشی‌ء الثانی من العلم بالشی‌ء الأول فی جمیع أوقات تحقّق العلم بالشی‌ء الأول و علی جمیع الأوضاع الممکنة الاجتماع معه یصیر تعریفا علی مذهب أهل المیزان، إذ المعتبر عندهم هو الدلالة الکلّیة الدائمة و المعتبر فیه اللزوم بالمعنی المذکور.
و بالجملة أهل المیزان و الأصول و غیرهم متفقون فی هذا التفسیر و إن اختلفوا فی معناه، و هذا مراد «3» الفاضل الچلپی.
فإن قیل: قوله یلزم صفة لقوله حالة و لیس فیه عائد یعود إلی الحالة مع أنّ الصفة إذا کانت جملة یلزم فیها من عائد إلی الموصوف، و القول بالتقدیر تکلّف. قلنا: العائد لا یجب أن یکون ضمیرا بل کون الجملة مفسّرة للموصوف یکفی عائدا إذ المقصود هو الربط و به یحصل ذلک.
و أورد علی تعریف المنطقیین أنّه لا یکاد یوجد دال یستلزم العلم به العلم بشی‌ء آخر بل هو مخیّل «4» فی نفسه. و أجیب بأنّ المراد «5» اللزوم بعد العلم بالعلاقة أی بوجه الدلالة أعنی الوضع و اقتضاء الطبع و العلیّة و المعلولیة، أو بوجه القرینة کما فی دلالة اللفظ علی المعنی المجازی، إلّا أنّه ترک ذکر هذا القید لشهرة الأمر فیما بینهم، و لکون هذا القید معتبرا عندهم.
______________________________
(1) و المطلوب (م، ع).
(2) فالمقصود (م، ع).
(3) مقصود (م، ع).
(4) مختل (م، ع).
(5) المطلوب (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 788
قال صاحب الأطول: الصحیح عندهم أن یقال الدلالة کون الشی‌ء بحیث یلزم من العلم به العلم بشی‌ء آخر عند العلم بالعلاقة، و حینئذ لا بدّ من حمل العلم علی الالتفات و التوجّه قصدا حتی لا یلزم تحصیل الحاصل و فهم المفهوم فیما إذا کان المدلول معلوما عند العلم بالدال. و لا یرد أنّ بعض المدلولات قد یکون ملتفتا إلیه عند الالتفات إلی الدال، فلا یتحقّق اللزوم الکلّی فی الالتفات أیضا و إلّا لزم التفات الملتفت، لأنّا لا نسلّم ذلک لامتناع الالتفات إلی شیئین فی زمان واحد. و هاهنا أبحاث ترکناها مخافة الإطناب، فإن شئت الوقوف علیها فارجع إلی کتب المنطق.

التقسیم‌

الدلالة تنقسم أولا إلی اللفظیة و غیر اللفظیة، لأنّ الدال إن کان لفظا فالدلالة لفظیة، و إن کان غیر اللفظ فالدلالة غیر لفظیة. و کل واحدة من اللفظیة و غیر اللفظیة تنقسم إلی عقلیة و طبیعیة و وضعیة. و حصر غیر اللفظیة فی الوضعیة و العقلیة علی ما وقع من السّید السّند لیس علی ما ینبغی، کیف و أمثلة الطبعیة الغیر اللفظیة کدلالة قوّة حرکة النبض علی قوة المزاج و ضعفها علی ضعفه، و أمثالها کنار علی علم هذا هو المشهور. و یمکن تقسیم الدلالة أولا إلی الطبیعیة و العقلیة و الوضعیة، ثم یقسم کل منهما إلی اللفظیة و غیر اللفظیة، هکذا ذکر الصادق الحلوائی فی حاشیة الطیبی. فالدلالة العقلیة هی دلالة یجد العقل بین الدال و المدلول علاقة ذاتیة ینتقل لأجلها منه إلیه. و المراد «1» بالعلاقة الذاتیة استلزام تحقّق الدال فی نفس الأمر تحقّق المدلول فیها مطلقا سواء کان استلزام المعلول للعلة کاستلزام الدّخان للنار أو العکس کاستلزام النار للحرارة أو استلزام أحد المعلولین للآخر کاستلزام الدخان الحرارة، فإنّ کلیهما معلولان للنار. و تطلق العقلیة أیضا علی الدلالة الالتزامیة و علی التضمنیة أیضا کما سیجی‌ء. و الدلالة الطبیعیة دلالة یجد العقل بین الدال و المدلول علاقة طبیعیة ینتقل لأجلها منه إلیه. و المراد من العلاقة الطبیعیة إحداث طبیعة من الطبائع سواء کانت طبیعة اللافظ أو طبیعة المعنی أو طبیعة غیرها «2» عروض الدّال عند عروض المدلول کدلالة أح أح علی السعال و أصوات البهائم عند دعاء بعضها بعضا، و صوت استغاثة العصفور عند القبض علیه، فإنّ الطبیعة تنبعث بإحداث تلک الدوال عند عروض تلک المعانی، فالرابطة بین الدّال و المدلول هاهنا هو الطبع، هکذا فی الحاشیة الجلالیة و حاشیة لأبی الفتح. و فی شرح المطالع الدلالة الطبیعیة اللفظیة هی ما یکون بحسب مقتضی الطبع. قال السّید الشریف فی حاشیته أراد به طبع اللافظ فإنّه یقتضی تلفظه بذلک اللفظ عند عروض المعنی له. و یحتمل أن یراد به طبع معنی اللفظ لأنّه یقتضی التلفظ به. و أن یراد به طبع السامع فإنّ طبعه یتأدّی إلی فهم ذلک المعنی عند سماع اللفظ لا لأجل العلم بالوضع.
قال المولوی عبد الحکیم الطبع و الطبیعة و الطّباع بالکسر فی اللغة السّجیّة التی جبل علیها الإنسان. و فی الاصطلاح یطلق علی مبدأ الآثار المختصّة بالشی‌ء سواء کان بشعور أو لا؛ و علی الحقیقة فإن أرید طبع اللافظ فالمراد «3» به المعنی الأوّل فإن صورته النوعیة أو نفسه یقتضی
______________________________
(1) و المطلوب (م، ع).
(2) غیرهما (م، ع).
(3) فالمقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 789
التلفّظ به عند عروض المعنی. و إن أرید طبع معنی اللفظ أی مدلوله فالمراد «1» به المعنی الثانی. و إن أرید طبع السامع فالمراد به مبدأ الإدراک أی النفس الناطقة أو العقل انتهی.
ثم اعلم أنّه لا یقدح فی الدلالة الطبیعیة وجود دلالة عقلیة مستندة إلی علاقة عقلیة لجواز اجتماع الدلالتین باعتبار العلاقتین، بل ربّما یجتمع الدلالات الثلاث باعتبار العلاقات الثلاث کما إذا وضع لفظ أح أح للسعال، بل نقول کل علاقة طبیعیة تستلزم علاقة عقلیة، لأنّ إحداث الطبیعة عروض الدال عند عروض المدلول إنّما یکون علاقة للدلالة الطبیعیة باعتبار استلزم تحقّق الدّال تحقّق المدلول علی وجه خاص، لکن الدلالة المستندة إلی استلزام الدّال للمدلول بحسب نفس الأمر مطلقا مع قطع النظر عن خصوص المادة دلالة عقلیة و الدلالة المستندة إلی الاستلزام المخصوص بحسب مادة الطبیعة طبیعیة فلا إشکال. نعم یتّجه علی ما ذکروه فی العلاقة الطبیعیة من إحداث الطبیعیة عروض الدّال عند عروض المدلول أنّه إنما یدلّ علی استلزام المدلول للدّال و هو غیر کاف فی الدلالة عندهم، لجواز أن یکون اللازم أعمّ، بل لا بدّ من استلزام الدال للمدلول و إلّا لکان مطلق لفظ أح أح مثلا دالا علی السعال أینما وقع و کیف وقع و هو باطل، بل الدّال علیه هو ذلک اللفظ بشرط وقوعه علی وجه مخصوص یستلزم السعال. اللّهم إلّا أن یقال المراد «2» عند عروض المدلول فقط أی حصول الدال الذی هو علی وجه إحداث الطبیعة عند حصول المدلول فقط. و حاصله استلزام الدّال للمدلول بطریق مخصوص و فیه بعد لا یخفی.
قیل حصر الدلالة الطبیعیة فی اللفظیة کما اختاره السّید الشّریف منقوض بدلالة الحمرة علی الخجل و الصفرة علی الوجل و حرکة النبض علی المزاج المخصوص منها. قال المولوی عبد الحکیم و لعلّ السّید الشریف أراد أن تحقّقها للّفظ قطعی، فإنّ لفظة أح لا تصدر عن الوجع، و کذا الأصوات الصادرة عن الحیوانات عند دعاء بعضها بعضا لا تصدر عن الحالات العارضة لها، بل إنّما تصدر عن طبیعتها بخلاف ما عدا اللفظ فإنّه یجوز أن تکون تلک العوارض منبعثة عن الطبیعة بواسطة الکیفیات النفسانیة و المزاج المخصوص فتکون الدلالة طبیعیة و یجوز أن تکون آثار النفس تلک الکیفیات و المزاج المخصوص فلا یکون للطبیعة مدخل فی تلک الدلالة فتکون عقلیة.
قال الصادق الحلوائی فی حاشیة الطیبی و قد یقال الظاهر أنّ تسمیة الدّال بمدخلیة الطبع طبعیة علی قیاس أخویها لا طبیعیة. و یجاب بأنّ الطّبع مخفف الطبیعة، فروعی فی النسبة حال الأصل.
و الدلالة الوضعیة دلالة یجد العقل بین الدّال و المدلول علاقة الوضع ینتقل لأجلها منه إلیه. و الحاصل أنّها دلالة یکون للوضع مدخل فیها علی ما ذکروا فتکون دلالة التضمّن و الالتزام وضعیة، و کذا دلالة المرکّب ضرورة أنّ لأوضاع مفرداته دخلا فی دلالته، و دلالة اللفظ علی المعنی المجازی داخلة فی الوضعیة لأنها مطابقة عند أهل العربیة، لأنّ اللفظ مع القرینة موضوع للمعنی المجازی بالوضع النوعی کما صرّحوا به. و أمّا عند المنطقیین فإن تحقّق اللزوم بینهما بحیث یمتنع الانفکاک فهی مطابقة و إلّا فلا دلالة علی ما صرّح به السّید الشریف فی حاشیة شرح المطالع. و المبحوث عنها فی
______________________________
(1) فالمقصود (م، ع).
(2) المطلوب (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 790
العلوم هی الدلالة الوضعیة اللفظیة، و هی عند أهل العربیة و الأصول کون اللفظ بحیث إذا أطلق فهم المعنی منه للعلم بالوضع. و عند المنطقیین کونه بحیث کلّما أطلق فهم المعنی للعلم بالوضع.
و تعریفها بفهم المعنی من اللفظ عند إطلاقه بالنسبة إلی من هو عالم بالوضع لیس کما ینبغی لأنّ الفهم صفة السامع و الدلالة صفة اللفظ فلا یصدق التعریف علی دلالة ما.
و أجیب بأنّا لا نسلّم أنّه لیس صفة اللفظ، فإنّ معنی فهم السامع المعنی من اللفظ انفهمامه منه هو معنی کون اللفظ بحیث یفهم منه المعنی.
غایة ما فی الباب أنّ الدلالة مفردة یصحّ أن یشتقّ منه صفة تحمل علی اللفظ کالدال. و فهم المعنی من اللفظ و انفهمامه منه مرکّب لا یمکن اشتقاقه منه إلّا برابط مثل أن یقال اللفظ منفهم منه المعنی. ألا تری إلی صحة قولنا اللفظ متّصف بانفهام المعنی منه کما أنّه متّصف بالدلالة نعم کون اللفظ بحیث یفهم منه المعنی أوضح فی المقصود، فاختیاره أحسن و أولی.
و أجیب أیضا بأنّ هاهنا أمورا أربعة الأول اللفظ. و الثانی المعنی. و الثالث الوضع و هو إضافة بینهما أی جعل اللفظ بإزاء المعنی عل معنی أنّ المخترع قال إذا أطلق هذا اللفظ فافهموا هذا المعنی. و الرابع إضافة ثانیة بینهما عارضة لهما بعد عروض الإضافة الأولی و هی الدلالة. فإذا نسبت إلی اللفظ قیل إنّه دال علی معنی کون اللفظ بحیث یفهم منه المعنی العالم بالوضع عند إطلاقه، و إذا نسبت إلی المعنی قیل إنّه مدلول هذا اللفظ بمعنی کون المعنی منفهما عند إطلاقه، و کلا المعنیین لازمان لهذه الإضافة فأمکن تعریفها بأیّهما کان. بقی أنّ الدلالة لیست کون اللفظ بحیث یفهم منه المعنی عند الإطلاق، بل کونه بحیث یفهم منه المعنی العالم بالوضع عند حضور اللفظ «1» عنده سواء کان بسماعه أو بمشاهدة الخطّ الدال علیه أن یتذکّره «2». فالصحیح الأخصر أن یقال هی فهم العالم بالوضع المعنی من اللفظ.

تقسیم‌

الدلالة الوضعیة فی الأطول مطلق الدلالة الوضعیة إمّا علی تمام ما وضع له و تسمّی دلالة المطابقة بالإضافة و بالدلالة المطابقیة بالتوصیف أیضا کدلالة الإنسان علی مجموع الحیوان الناطق. و إمّا علی جزئه أی جزء ما وضع له و تسمّی دلالة التضمّن بالإضافة و بالدلالة التضمّنیة بالتوصیف أیضا کدلالة الإنسان علی الحیوان أو الناطق. و إمّا علی خارج عنه أی عمّا وضع له و تسمّی دلالة الالتزام و الدلالة الالتزامیة أیضا کدلالة الإنسان علی الضاحک، إلّا أنّهم خصّوا هذا التقسیم بدلالة اللفظ الموضوع لأنّ الدلالة الوضعیة الغیر اللفظیة علی الجزء أو الخارج فی مقام الإفادة غیر مقصودة فی العادة لأنّه لا یستعمل الخط و لا العقد و لا الإشارة فی جزء المعنی و لا لازمه، و کذا دلالة الخط علی أجزاء الخط موضوعة بإزاء جزء ما وضع له الکل لا محالة. و لفظ التمام إنّما ذکر لأنّ العادة أن یذکر التمام فی مقابلة الجزء حتی کأنّه لا تحسن المقابلة بدونه. و هذه الأسماء علی اصطلاح أهل المیزان.
و أمّا أهل البیان فیسمون الأولی أی ما هو علی تمام ما وضع له دلالة وضعیة لأنّ منشأه الوضع فقط و یسمّون الأخریین دلالة عقلیة.
فالدلالة العقلیة عندهم هی الدلالة علی غیر ما
______________________________
(1) عند حضور اللفظ (- م).
(2) أو بتذکره (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 791
وضع اللفظ له و إنّما سمّیتا بها لأنّه انضمّ فیهما إلی الوضع أمران عقلیان، و هما توقّف فهم الکلّ علی الجزء و امتناع انفکاک فهم الملزوم عن اللازم. فالدلالة الوضعیة لها معنیان، أحدهما أعمّ مطلقا من المعنی الآخر و الدلالة العقلیة لها معنیان متباینان.
و صاحب مختصر الأصول قد خالف التقسیم المشهور فقسّم الدلالة اللفظیة الوضعیة إلی قسمین: لفظیة و هی أن ینتقل الذهن من اللفظ إلی المعنی و هی دلالة واحدة، لکن ربّما تضمّن المعنی الواحد جزءین فیفهم منه الجزءان، و هو بعینه فهم الکلّ، فالدلالة علی الکلّ لا تغایر الدلالة علی الجزءین ذاتا، بل بالاعتبار و الإضافة، فهی بالنسبة إلی کمال معناها تسمّی دلالة مطابقیة و إلی جزئه تسمّی دلالة تضمنیة و غیر لفظیة و تسمّی عقلیة بأن ینتقل الذهن من اللفظ إلی معناه و من معناه إلی معنی آخر، و هذا یسمّی دلالة التزام. و إن شئت توضیح هذا فارجع إلی العضدی و حواشیه.
ثم قال صاحب الأطول و یرد علی التقسیم أنّ اللفظ قد یراد به نفسه کما یقال زید علم، و حینئذ یصدق علی دلالته علی نفسه دلالة اللفظ علی تمام ما وضع له، و علی دلالته علی جزئه دلالته علی جزء ما وضع له، و علی دلالته علی لازمه دلالته علی خارجه عنه مع أنّها لا تسمّی مطابقة و لا تضمنا و لا التزاما.
و الجواب أنّ من قال بوضع اللفظ لنفسه جعل ذلک الوضع ضمنیا، و المتبادر من إطلاقه «1» الوضع القصدی، و من لم یقل بدلالة اللفظ علی نفسه و لا باستعماله [فیه] «2» و وضعه له و هو التحقیق، و إن کان الأکثرون علی خلافه فلا إشکال [علی قوله] «3». و هاهنا سؤال مشهور و هو أنّ تعریف کلّ من الدلالات الثلاث ینتقض بالآخر إذ یجوز أن یکون اللفظ مشترکا بین الکلّ و الجزء و بین الملزوم و اللازم.
و أجیب أنّ قید الحیثیة معتبر أی من حیث إنّه تمام ما وضع له أو جزؤه أو لازمه. و هذا و إن یدفع الخلل فی الحدّ لکنّه یختلّ به ما اشتهر فیما بینهم أنّ تقسیم الدلالة الوضعیة إلی الأقسام «4» الثلاث تقسیم عقلی، یجزم العقل بمجرّد ملاحظة مفهوم القسمة بالانحصار و لا یجوز قسما آخر. کیف و دلالة اللفظ الموضوع لمجموع المتضایفین علی أحدهما بواسطة أنّه لازم جزء آخر لیست دلالة علی الجزء من حیث إنّه جزء، بل من حیث إنّه لازم جزء آخر، فلا یکون تضمنا و لا التزاما لأنّه لیس بخارج، فخرجت القسمة عن أن تکون عقلیة بل عن الصحّة لانتفاء الحصر [و الضبط بوجه ما] «5» و یختل أیضا [بیان] «6» اشتراط اللزوم الذهنی لأنّ اعتبار اللزوم فی مفهومه یجعل هذا الاشتراط لغوا محضا.
فإن قلت: المعتبر فی مفهومه مطلق اللزوم و البیان لاشتراط «7» اللزوم الذهنی. قلت: یجب أن یعتبر فی المفهوم اللزوم الذهنی لأنّ مطلق اللزوم لا یصلح أن یکون سببا لدلالة اللفظ علی الخارج، و إلّا لکان اللازم الخارجی
______________________________
(1) اطلاق (ع).
(2) [فیه] (+ م، ع).
(3) [علی قوله] (+ م، ع).
(4) الدلالات (+ م، ع).
(5) [و الضبط بوجه ما] (+ م، ع).
(6) [بیان] (+ م، ع).
(7) لا اشتراط (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 792
مدلولا. قال و نحن نقول دلالة اللفظ باعتبار کل وضع للفظ علی انفراده، أمّا علی تمام ما وضع له أو علی جزئه أو علی الخارج عنه إذ المعنی الوضعی باعتبار الوضع الواحد لا یمکن أن یکون إلّا أحدها. فالحصر عقلی و التعریفات تامّة و الاشتراط مفید، فهذا مراد «1» القوم فی مقام التقسیم، و لم یتنبّه المتأخّرون فظنّوا التعریفات مختلّة «2» فأصلحوها بزیادة قیود و أخلّوا إخلالا کثیرا.

فائدة:

المنطقیون اشترطوا فی دلالة الالتزام اللزوم الذهنی المفسّر بکون المسمّی بحیث یستلزم الخارج بالنسبة إلی جمیع الأذهان و بالنسبة إلی جمیع الأزمان لاشتراطهم اللزوم الکلّی فی الدلالة کما سبق. و أهل العربیة و الأصول و کثیر من متأخری المنطقیین و الإمام الرازی لم یشترطوا ذلک. فالمعتبر عندهم مطلق اللزوم ذهنیا کان أو خارجیا لاکتفائهم باللزوم فی الجملة فی الدلالة.

فائدة:

دلالة الالتزام مهجورة فی العلوم.
و التحقیق أنّ اللفظ إذا استعمل فی المدلول الالتزامی فإن لم یکن هناک قرینة صارفة عن [إرادة] «3» المدلول المطابقی دالّة علی المراد «4» لم یصح إذ السابق إلی الفهم هو المدلول المطابقی. أمّا إذا قامت قرینة معیّنة للمراد فلا خفاء فی جوازه. غایته التجوّز لکنه مستفیض شائع فی العلوم حتی إنّ أئمة المنطقیین صرّحوا بتجویزه فی التعریفات. نعم إنها مهجورة فی جواب ما هو اصطلاحا بمعنی أنّه لا یجوز أن یذکر فیه ما یدلّ علی المسئول عنه أو علی أجزائه بالالتزام، کما لا یجوز ذکر ما دلالته علی المسئول عنه بالتضمّن لاحتمال انتقال الذهن إلی غیره أو غیر أجزائه فلا تتعیّن الماهیة المطلوبة و أجزاؤها، بل الواجب أن یذکر ما یدلّ علی المسئول عنه مطابقة و علی أجزائه إمّا بالمطابقة أو التضمن. فالالتزام مهجور کلّا و بعضا، و المطابقة معتبرة کلّا و بعضا، و التضمّن مهجور کلّا معتبر بعضا کذا فی شرح المطالع.
فائدة: قیل الدلالة لا تتوقّف علی الإرادة لأنّا قاطعون بأنّا إذا سمعنا اللفظ و کنّا عالمین بالوضع نتعقّل معناه سواء أراده اللافظ أولا، و لا نعنی بالدلالة سوی هذا. و الحق التوقّف لأنّ دلالة اللفظ الوضعیة، إنّما هی بتذکّر الوضع، و بعد تذکّر الوضع یصیر المعنی مفهوما لتوقّف التذکّر علیه فلا معنی لفهمه إلّا فهمه من حیث إنّه مراد «5» المتکلّم و التفات النفس إلیه بهذا الوجه. نعم الإرادة التی هی شرط أعمّ من الإرادة بحسب نفس الأمر، و من الإرادة بحسب الظاهر، فظهر أنّ الدلالة تتوقّف علی الإرادة مطلقا مطابقة کانت أو تضمنا أو التزاما، و جعل المطابقة مخصوصة به تصرّف من القاصر بسوء فهمه کذا فی الأطول.
و بالجملة فأهل العربیة یشترطون القصد فی الدلالة فما یفهم من غیر قصد من المتکلّم لا یکون مدلولا للفظ عندهم، فإنّ الدلالة عندهم هی فهم المراد «6» لا فهم المعنی مطلقا، بخلاف المنطقیین، فإنّها عندهم فهم المعنی
______________________________
(1) مطلوب (م، ع).
(2) مختلفة (م).
(3) [إرادة] (م، ع).
(4) المقصود (م، ع).
(5) مطلوب (م، ع).
(6) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 793
مطلقا سواء أراده المتکلّم أولا. و قیل لیس المراد «1» أنّ القصد معتبر عندهم فی أصل الدلالة حتی یتوجّه أنّ الدلالة لیست إلّا فهم المعنی من اللفظ، بل إنّها غیر معتبرة إذا لم یقارن القصد، فکأنّه لا یکون مدلولا عندهم.
فعلی هذا یصیر النزاع لفظیّا فی اعتبار الإرادة فی الدلالة و عدم اعتبارها، هکذا فی حواشی المختصر فی بیان مرجع البلاغة فی المقدّمة.

دلالة النّص:

[فی الانکلیزیة]Signification of the text،exegesis،explication
[فی الفرنسیة]Signification du texte،exegese،explication
عند الأصولیین هی دلالة اللفظ علی الحکم فی شی‌ء یوجد فیه معنی یفهم لغة من اللفظ أنّ الحکم فی المنطوق لأجل ذلک المعنی، کذا فی التوضیح. و تسمّی بفحوی الخطاب و بحسن الخطاب أیضا، و یجی‌ء فی لفظ النص.

دلدار:

[فی الانکلیزیة]Unveiling
[فی الفرنسیة]Devoilement
و معناها بالفارسیة مالک القلب. و عند الصوفیة بمعنی عالم الشهود، أی مشاهدة ذات الحق، و أیضا صفة البسط کما یقولون. «2»

دل‌گشای:

[فی الانکلیزیة]Delightful
[فی الفرنسیة]Rejouissant
و معناها باعث الانشراح للقلب. و عند الصوفیة صفة الفتح. «3»

الدّلیل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Proof،demonstration،sign
[فی الفرنسیة]Preuve،demonstration،indice،signe
لغة المرشد و هو الناصب و الذاکر و ما به الإرشاد. فیقال الدلیل علی الصانع هو الصانع لأنّه نصب العالم دلیلا علی نفسه أو العالم بکسر اللام لأنّه الذی یذکر للمستدلّین کون العالم دلیلا علی الصانع أو العالم بفتح اللام لأنّه الذی به الإرشاد کما فی العضدی. و عند الأطباء هو العلامة کما یستدلّ من حمرة القارورة علی غلبة الدم، و من صفرته النارنجیة علی الصفراء، کذا فی السدیدی شرح المؤجز «4». و فی بحر الجواهر الدلیل هو علامة یهتدی بها الطبیب إلی المرض. و قد یطلق علی القارورة لأنّه یهتدی بها إلیه. و إنّما خصّ الأطباء البول بالدلیل تنبیها علی أنّ له مدخلا عظیما فی الاستدلال علی أحوال البدن انتهی.
و عند المنجّمین هو المزاعم کما سیجی‌ء. و عند الأصولیین له معنیان، أحدهما أعمّ من الثانی مطلقا. فالأول الأعمّ هو ما یمکن التوصّل بصحیح النظر فیه إلی مطلوب خبری و هو یشتمل القطعی و الظنّی، و هذا المعنی هو المعتبر عند الأکثر. و الثانی الأخصّ هو ما یمکن التوصّل بصحیح النظر فیه إلی العلم بمطلوب خبری و هذا یخصّ بالقطعی و هو القطعی المسمّی بالبرهان. و العلم بمعنی الیقین علی اصطلاح المتکلّمین و الأصولیین و الظنّی یسمّی أمارة، هکذا ذکر السید الشریف فی حاشیة العضدیة، و هکذا اصطلاح المتکلّمین کما فی المواقف و شرحه. إلّا أنّه ذکر له معان ثلاثة، حیث قال:
الطریق ما یمکن التوصّل بصحیح النظر فیه إلی المطلوب فإن کان المطلوب تصورا سمّی طریقه معرّفا و إن کان تصدیقا سمّی طریقه دلیلا. و هو
______________________________
(1) المطلوب (م، ع).
(2) نزد صوفیه بمعنی عالم شهود است یعنی مشاهده ذات حق و نیز صفت باسطی را گویند.
(3) نزدشان صفت فتاحی را گویند.
(4) الشرح المغنی- المعروف بالسدیدی- لسدید الدین الکازرونی من علماء القرن الثامن للهجرة و هو فی شرح کتاب الموجز فی القانون فی الطب للشیخ الإمام علاء الدین علی بن أبی الحزم القرشی المعروف بابن النفیس (- 687 ه). و کتاب الموجز فی القانون هو شرح و تلخیص لکتاب القانون فی الطب للشیخ الرئیس ابن سینا (- 428 ه). کشف الظنون، 2/ 1311- 1312. و 1899- 1900. معجم المطبوعات، ص 1539.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 794
أی الدلیل بالمعنی المذکور یشتمل الظنّی الموصل إل الظنّ کالغیم الرطب الموصل إلی الظنّ بالمطر، و القطعی الموصل إلی القطع کالعالم الموصل إلی العلم بوجود الصانع. و قد یخصّ الدلیل بالقطعی و یسمّی الظنّی أمارة، و قد یخصّ الدلیل أیضا مع التخصیص الأول بما یکون الاستدلال فیه من المعلول علی العلّة و یسمّی برهانا إنّیا و یسمّی عکسه، و هو ما یستدل فیه من العلة علی المعلول تعلیلا و برهانا لمّیا. و الدلیل عند المیزانیین منقسم إلی القیاس و الاستقراء و التمثیل لأنّ الدلیل لا یخلو إمّا أن یکون علی طریق الانتقال من الکلّی إلی الکلّی أو إلی الجزئی فیسمّی برهانا و قیاسا، أو من الجزئی إلی الکلّی فیسمّی استقراء، أو من الجزئی إلی الجزئی فیسمّی تمثیلا، هکذا فی حواشی السلم.
و ذکر المحقق التفتازانی فی حاشیة العضدی أنّه قال الآمدی: أمّا الدلیل فقد یطلق فی اللغة بمعنی الدال و هو الناصب للدلیل.
و قیل الذاکر له، و قد یطلق علی ما فیه دلالة و إرشاد و هو المسمّی دلیلا فی عرف الفقهاء سواء أوصل إلی علم أو ظن. و الأصولیون یفرّقون فیخصّون الدلیل بما یوصل إلی علم و الامارة بما یوصل إلی ظن، فحدّه عند الفقهاء ما یمکن التوصّل بصحیح النظر فیه إلی مطلوب خبری، و عند الأصولیین ما یمکن التوصّل به إلی العلم بمطلوب خبری. ثم قال المحقّق التفتازانی و الأقرب أنّ اصطلاح الأصول ما ذکره الشارح أی شارح مختصر الأصول و هو عضد الملّة و الدین. و بعد هذا فنشرع فی شرح التعریف للدلیل بالمعنی الأول فإنّه یکفیک.
فنقول اعتبر إمکان التوصّل إذ الدّلیل من حیث هو دلیل لا یعتبر فیه التوصّل بالفعل فإنّه لا یخرج عن کونه دلیلا بأن لا ینظر فیه أصلا، و لو اعتبر وجود التوصّل یخرج عن التعریف ما لم ینظر فیه أحد أبدا، و الإمکان إن أرید به الإمکان الخاص یختص التعریف بمذهب الأشعری، و إن أرید به الإمکان الجامع للوجوب و الفعل فیشتمل التوصّل عادة کما هو مذهب أهل السّنة. و التوصّل تولیدا کما هو مذهب المعتزلة. و التوصل اعدادا کما هو مذهب الحکماء. و التوصّل لزوما کما هو مذهب الرازی یصحّ التعریف علی جمیع المذاهب المذکورة. و حیث کان التوصل أعمّ من أن یکون إلی علم أو ظنّ یتناول التعریف القطعی و الظنّی. و المراد بالنظر فیه ما یتناول النظر فی نفسه و النظر فی أحواله و صفاته بأن یطلب من أحواله ما هو وسط مستلزم للحال المطلوب إثباته للمحکوم علیه. و ترتب مقدمتان إحداهما من الوسط و المحکوم علیه و ثانیتهما من الوسط، و الحال المطلوب إثباته و یحصل منهما المطلوب الخبری، کالعالم فإنّه دلیل علی وجود الصانع إذا نظر فی أحواله کالحدوث بأن یقال العالم حادث و کلّ حادث فله صانع، و المقدّمات المتفرّقة و المترتبة الغیر المأخوذة مع الترتیب إذا نظر فی أنفسها بأن ترتب ترتیبا صحیحا مستجمعا لشرائط الإنتاج یتوصّل بها إلی المطلوب الخبری. و بالجملة فقوله النظر فی نفسه یتناول التصوّرات المتعدّدة متفرقة أو مترتّبة لم تؤخذ مع الترتیب، و المقدّمات متفرّقة أو مترتّبة کذلک. و قوله و النظر فی أحواله یتناول المفرد فقط، فعلم من هذا أنّ الدلیل عندهم قسمان: مفرد و مرکّب و هو المقدّمات الغیر المأخوذة مع الترتیب. و أمّا المقدمات المأخوذة مع الترتیب فهی خارجة عن تعریف الدلیل عندهم، و أمّا عند المنطقیین فهی الدلیل لا غیر.
فأقول إذا تناول النظر ما یتناول «1» النظر فی
______________________________
(1) یکون (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 795
نفسه و النّظر فی أحواله فیتناول التعریف التصوّرات المتعدّدة متفرّقة کانت أو مترتبة لم تؤخذ مع الترتیب، و المقدمات متفرقة أو مترتبة کذلک. أمّا إذا أخذت مع الترتیب فهی خارجة عن التعریف لاستحالة النّظر فیها، إذا النظر هو الترتیب. و کذا یتناول المفرد الذی من شأنه إذا نظر فی أحواله یوصل إلی المطلوب کالعالم مثلا فإنه أیضا یسمّی عندهم دلیلا رعایة لظاهر ما ورد به النصوص فإنّها ناطقة بکون السموات و الأرض و ما فیها أدلة. و بالجملة لو لم یرد العموم فإن خصّ بالنظر فی نفسه خرج المفرد مع أنّه دلیل عندهم، و إن خصّ بالنظر فی أحواله خرج المعرّف مطلقا بهذا القید إذ لا یقع الترتیب فی أحواله فیلزم استدراک قید الخبری فلا بد من التعمیم فإذا عمّم النظر ظهر تناوله للجمیع و قید النظر بالصحیح و هو المشتمل علی شرائطه مادّة و صورة إذ الفاسد لیس فی نفسه سببا للتوصل و لا آلة له، و إن کان قد یفضی إلیه فذلک إفضاء اتفاقی، فلو لم یقید و أرید العموم خرجت الدلائل بأسرها إذ لا یمکن التوصّل بکل نظر فیها، و إن اقتصر علی الإطلاق لم یکن هناک تنبیه علی افتراق الصحیح و الفاسد فی ذلک. و الحکم بکون الإفضاء فی الفاسد اتفاقیا إنّما یصحّ إذا لم یکن بین الکواذب ارتباط عقلی یصیر به بعضها وسیلة إلی بعض أو یخصّ بفساد الصورة أو بوضع ما لیس بدلیل مکانه. و تقیید المطلوب بالخبری لإخراج المعرّف. و لو قید المطلوب بالتصوّر یصیر تعریفا للمعرّف، و إن جرّد عن القیدین یصیر حدّا للمشترک بینهما أعنی الموصل إلی المجهول المسمّی بالطریق عندهم.
و عند المنطقیین له معنیان أیضا أحدهما أعمّ من الثانی کما ذکر السیّد الشّریف فی حاشیة العضدی. الأول الموصل إلی التصدیق قیاسا کان أو تمثیلا أو استقراء، و الثانی القیاس البرهانی. و علی الأول عرّف بأنّه قولان فصاعدا یکون عنه قول آخر. و المراد «1» بالقولین قضیتان معقولتان أو ملفوظتان، فإنّ الدلیل کالقول و القضیة یطلق علی المعقول و المسموع اشتراکا أو حقیقة و مجازا. و قیل أی مرکّبان و یخرج بقوله یکون عنه قول آخر قولان فصاعدا من المرکبات التقییدیة أو منها و من التّامة کما یخرج قولان من التامة إذا لم یشترکا فی حدّ أوسط.
و إنّما قال فصاعدا لیشتمل القیاس المرکّب.
و فی توحید الضمیر و تذکیره فی عنه تنبیه علی أنّ الهیئة لها مدخل فی ذلک. قیل إنّما وصف القول بالآخر لیخرج عنه مجموع أیّة قضیتین اتفقتا فإنّه یستلزم إحداهما. و هذا لا یصحّ هاهنا إذ لا تکون عنه إحداهما. و لمّا اعتبر حصول القول الآخر سواء کان لازما بیّنا أو غیر بیّن أو لا یکون لازما یتناول الحدّ الأمارة و غیرها لأنّه یجمع التمثیل و الاستقراء و القیاس البرهانی و الجدلی و الخطابی و الشعری و المغالطی. و علی الثانی عرّف بأنّه قولان فصاعدا یستلزم لذاته قولا آخر إذ هذا یختص بالقیاس البرهانی، إذ غیر البرهان لا یستلزم لذاته شیئا آخر لأنّه لا علاقة بین الظنّ و بین شی‌ء یستفاد هو منه لانتفائه مع بقاء سببه الذی یوصل منه إلیه کالغیم الرّطب یکون أمارة للمطر ثم یزول ظنّ المطر بسبب من الأسباب مع بقاء الغیم بحاله. فإن قیل قد أطبق جمهور المنطقیین علی اعتبار قید الاستلزام فی تعریف القیاس و جعلوه مع ذلک شاملا للصناعات الخمس. أجیب بأنّهم زادوا قیدا آخر هو تقدیر تسلیم مقدماته. فالاستلزام فی الکلّ إنّما هو علی ذلک التقدیر و أمّا بدونه فلا استلزام إلّا فی البرهان، و فساده ظاهر لأنّ التسلیم لا مدخل له فی الاستلزام، فإنّ تحقّق
______________________________
(1) و المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 796
اللزوم لا یتوقف علی تحقّق الملزوم و لا اللازم، و یجی‌ء أیضا فی لفظ القیاس مع بیان فائدة قید تقدیر التسلیم، هکذا ذکر السیّد السّند فی حاشیة العضدی. و الظاهر أنّ هذا التعریف شامل للصناعات الخمس مرادف للقیاس، و یؤیده ما ذکر الهداد- الهادیة- فی حاشیة الکافیة فی تقسیم الکلمة إلی الاسم و أخویه من أنّ الدلیل و القیاس فی اصطلاح المنطقیین بمعنی واحد، و هو قول مؤلّف من قضایا متی سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر انتهی.
نعم قد یطلق الدلیل عندهم علی معنی أخصّ أیضا و هو البرهان کما عرفت، و لکن هذا التعریف لیس تعریفا له و إن ذکروه فی تعریفه.
قیل و فی هذا التعریف الثانی بحث و هو أنّ فیضان النتیجة بطریق العادة عند الأشاعرة و لا استلزام ذاتیا هناک، إذ لا مؤثّر إلّا اللّه سبحانه.
فإن أرید بالاستلزام الذاتی امتناع الانفکاک عنه لذاته عقلا کما هو المتبادر صحّ التعریف الثانی علی رأی أصحابه دون الواقع بخلاف الأول فإنّه صحیح مطلقا، إذ لم یذکر فیه الاستلزام الذاتی، و إن حمل علی الدوام و الامتناع العادی فقد عدل به عن ظاهره انتهی. یعنی أنّ هذا التعریف صحیح عند من عرّفه به غیر صحیح بحسب الواقع و نفس الأمر إن أرید بالاستلزام الذاتی ما هو المتبادر منه، أو معدول به عن ظاهره إن حمل الاستلزام الذاتی علی الدوام فلا یخلو عن الاضطراب. أقول صحة التعریف یکفی فیها انطباقه علی مذهب من یقول به، و کونه غیر مطابق للواقع لا یضرّه فی صحته کما لا یخفی. و لذا قال المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی: إن أرید بالاستلزام الذاتی امتناع الانفکاک عنه لذاته عقلا لا یصح التعریف إلّا علی مذهب الحکماء و المعتزلة، و إن أرید به امتناع الانفکاک فی الجملة عقلیا کان أو عادیا یصحّ علی رأی الأشاعرة أیضا انتهی. لکن بقی هاهنا شی‌ء و هو أنّ الدلیل باصطلاح المنطقیین و الحکماء یباین الدلیل باصطلاح المتکلّمین و الأصولیین. فما عرّفه به أحد الفریقین کیف ینطبق علی مذهب الفریق الآخر.
أقول أمّا وجه تطبیق هذین التعریفین المذکورین للدلیل علی مذهب المتکلّمین و الأصولیین فبأن یراد بالقولین الغیر المرتّبین، و یراد بالتکوّن و الاستلزام ما یکون بالنظر الصحیح فی أنفسهما، فیکون هذان التعریفان تعریفین لأحد قسمی الدلیل عندهم و هو المرکّب. و أمّا وجه تطبیق تعریف الدلیل بأنّه ما یمکن التوصّل بصحیح النظر فیه إلی آخره فبأن یراد بلفظ ما المقدمات المأخوذة مع الترتیب؛ کأنّه قیل الدلیل مقدمات مترتّبة یتوصّل بها بسبب النظر الصحیح فیها أی بسبب ترتیبها إلی المطلوب الخبری، هذا ما عندی.
و عرف الدلیل أیضا بما یلزم من العلم به العلم بشی‌ء آخر، و المراد «1» بالعلم التصدیق مطلقا أو الیقینی بقرینة أنّ الدلیل لا یطلق اصطلاحا إلّا علی الموصل إلی التصدیق المقابل للمعرّف، فخرج المعرّف بالنسبة إلی المعرّف و الملزوم بالنسبة إلی اللازم، فإنّ تصوّر الملزوم یستلزم تصوّر اللازم لا التصدیق به. و المراد «2» بلزومه من آخر کونه حاصلا منه بأن یکون علّة له بطریق جری العادة أو التولید أو الإعداد بقرینة کلمة من، فإنّه فرّق بین اللازم للشی‌ء و بین اللازم من الشی‌ء فتخرج القضیة المستلزمة لقضیة أخری کالعلم بالنتیجة فإنّه یستلزم العلم بالمقدمات المستنتجة منها سواء کانت بدیهیة أو کسبیة. لکن یرد علیه ما عدا الشکل الأول لعدم
______________________________
(1) و المقصود (م، ع).
(2) و المطلوب (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 797
اللزوم بین علم المقدّمات علی هیئة غیر الشکل الأول و بین علم النتیجة لا بیّنا و هو ظاهر، و لا غیر بیّن لأنّ معناه خفاء اللزوم و حیث لا لزوم لا خفاء، إذ الخفاء إنّما یتصوّر بعد وجود اللزوم. و أجیب بأنّ تفطن کیفیة الاندراج شرط الإنتاج فی کل شکل، فالمراد «1» ما یلزم من العلم به بعد تفطن کیفیة الاندراج. و لا شکّ فی تحقق اللزوم فی جمیع الأشکال. و یمکن أن یقال إطلاق الدلیل علی الأشکال الباقیة باعتبار اشتمالها علی ما هو دلیل حقیقة و هو الشکل الأول. و أیضا یرد علیه المقدمات التی تحدس منها النتیجة و هی بعینها واردة علی تعریفه السابق و هو قولان فصاعدا، یستلزم عنه قول آخر، اللهم إلّا أن یراد بالاستلزام و اللزوم ما یکون بطریق النظر بقرینة أنّ التعریف للدلیل، فحینئذ لا انتقاض لفقدان النظر لأنّه عبارة عن الحرکتین، و الحرکة الثانیة مفقودة فی الحدس.
ثم هذا التعریف أوفق باصطلاح المنطقیین سواء أرید بالعلم التصدیق مطلقا أو الیقینی لأنّ لزوم العلم بشی‌ء آخر من غیر أن یتوقّف علی أمر إنّما هو فی المقدّمات مع الترتیب دون المفرد، و المقدمات الغیر المأخوذة مع الترتیب. و یمکن تطبیقه علی مذهب المتکلّمین و الأصولیین أیضا بأن یقال المراد باللزوم اللزوم بشرط النظر، و الدلیل المفرد بشرط النظر فی أحواله یستلزم المطلوب الخبری، فإنّ العلم بالعالم من حیث الحدوث بأن یتوسّط بین طرفی المطلوب، فیقال العالم حادث و کل حادث فله صانع یستلزم العلم بأنّ العالم له صانع، هذا خلاصة ما فی الخیالی و حاشیته للمولوی عبد الحکیم.

تنبیه‌

قد علم مما سبق أنّ الدلیل عند الأصولیین و المتکلّمین سواء أخذ بحیث یعمّ القطعی و الظنی أو بحیث یخصّ بالقطعی أو بحیث یخصّ بالبرهان الإنّی ینقسم إلی قسمین:
مقدمات متفرقة أو مترتّبة لم تؤخذ مع الترتیب و المفردات. و أنّ الدلیل عند المنطقیین سواء أخذ بحیث یعمّ القیاس و غیره أو بحیث یختصّ بالقیاس أو بحیث یختصّ بالقیاس البرهانی هو القضیتان مع هیئة الترتیب العارضة لهما لا غیر فالمعنیان المصطلحان متباینان صدقا. و من زعم تساویهما فی الوجود بشرط النّظر فی المعنی الأصولی لزمه القول بوجوده أی بوجود المعنی الأصولی فی الکواذب. و الحاصل أنّ الدلیل عند الأصولیین علی إثبات الصانع العالم مثلا؛ و کذا قولنا العالم حادث و قولنا و کلّ حادث فله صانع. و عند المنطقیین مجموع قولنا العالم حادث و کل حادث فله صانع، هکذا ذکر السیّد السّند فی حاشیة العضدی.
اعلم أنّه ذکر فی بعض شروح هدایة النحو فی الخطبة الدلیل فی اللغة الهادی و المرشد و فی الاصطلاح هو الذی یلزم من العلم به العلم بشی‌ء آخر. و عند الفلاسفة عبارة عن مجموع الأقوال التی یؤدّی تصدیقها إلی تصدیق قول وراء تلک المجموع. و عند الأصولیین عبارة عما یستدل بوقوعه و بشی‌ء آخر من حالاته علی وقوع غیره و علی شی‌ء من أوصافه علی ما صرّحوا فی موضعه. و عند المتکلّمین هو الذی یمکن التوصّل بصحیح النظر فیه إلی العلم بمطلوب خبری. و عند المنطقیین قول مؤلّف من قضایا یستلزم لذاته قولا آخر و هو قیاس و استقراء و تمثیل، و یرادفه الحجّة انتهی.
أقول و فیما ذکره نظر فإنّ قوله و فی الاصطلاح إن أراد به اصطلاح النحاة بقرینة أنّ الکتاب فی علم النحو فلا نسلم أنّ للنحاة اصطلاحا منفردا فی هذا اللفظ مع أنّک قد
______________________________
(1) فالمقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 798
عرفت أنّ مرجع ذلک التعریف إمّا إلی اصطلاح أهل المیزان أو إلی اصطلاح المتکلّمین أو أهل الأصول. و إن أراد به اصطلاح العلماء بمعنی أنهم جمیعا یعرفون بهذا التعریف و إن اختلف وجهه فلا یفید کثیر فائدة. و أیضا لا خفاء فی أنّ محصّل التعریف المنقول عن الفلاسفة هو أنّ الدلیل بمعنی الموصل إلی التصدیق قیاسا کان أو غیره، و قد عرفت أنّ هذا المعنی من مصطلحات أهل المیزان، فلا یعرف للفلاسفة اصطلاحا منفردا، بل الظاهر أنهم یوافقون فی هذا لأهل المیزان. و أیضا محصّل التعریف المنقول عن الأصولیین هو أنّ الدلیل ما یمکن التوصّل بصحیح النظر فیه إلی مطلوب خبری و قد عرفت أنّه لا فرق فی الاصطلاح بینهم و بین المتکلّمین لا فی هذا التعریف الأعمّ و لا فی التعریف الأخصّ الذی نسبه ذلک الشارح إلی المتکلمین، فالتعویل علی ما ذکرناه سابقا.

التقسیم‌

قال المتکلّمون: الدلیل إمّا عقلی بجمیع مقدماته قریبة أو بعیدة، أو نقلی بجمیعها، أو مرکّب منهما. و الأول هو الدلیل العقلی المخصوص «1» الذی لا یتوقّف علی السمع أصلا. و الثانی النقلی المحض و هذا لا یتصوّر إذ صدق المخبر لا بد منه حتی یفید العلم و أنّه لا یثبت إلّا بالعقل. و الثالث أی المرکّب منهما هو الذی یسمّیه معاشر المتکلّمین بالنقلی لتوقفه علی النقل فی الجملة، فانحصر الدلیل فی قسمین العقلی المحض و المرکّب من العقلی و النقلی، هذا هو التحقیق. و لا یخفی أنّ هذا التقسیم إذا أرید بالدلیل المقدمات المترتبة فلا غبار علیه، لکن لا یمکن تطبیقه علی مذهب المتکلّمین. أمّا إذا أرید به مأخذها کالعالم للصانع و کالکتاب و السنة و الإجماع للأحکام فلا معنی له. فطریق القسمة أنّ استلزامه للمطلوب إن کان بحکم العقل فعقلی و إلّا فنقلی، کذا فی شرح المقاصد. و وقع فی عبارة بعضهم تثلیث القسمة بطور صحیح، فقیل مقدمات الدلیل القریبة قد تکون عقلیة محضة کقولنا العالم متغیّر و کل متغیّر حادث. و قد تکون نقلیة محضة کقولنا تارک المأمور به عاص بقوله تعالی أَ فَعَصَیْتَ أَمْرِی «2» و کلّ عاص یستحق النار لقوله تعالی وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ «3» و قد یکون بعضها مأخوذا من النقل و بعضها مأخوذا من العقل لا من النقل فیشتمل المأخوذة من الحس کقولنا هذا تارک المأمور به و کل تارک المأمور به عاص، فإنّ المقدمة الأولی یحکم بها العقل و لو بواسطة الحسّ و لا یتوقف علی النقل، فلا بأس أن یسمّی هذا القسم الأخیر بالمرکّب.
ثم المطالب التی تطلب بالدلیل ثلاثة أقسام. احدها ما یمکن عند العقل أی لا یمتنع عقلا إثباته و لا نفیه نحو جلوس الغراب الآن علی المنارة فهذا المطلب لا یمکن إثباته إلّا بالنقل لأنّه لمّا کان غائبا عن العقل و الحسّ معا استحال العلم بوجوده أو بعدمه إلّا من قول الصادق، و من هذا القبیل تفاصیل أحوال المعاد. و ثانیها ما یتوقّف علیه النقل مثل وجود الصانع تعالی و نبوّة محمد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم فهذا المطلب لا یثبت إلّا بالعقل لأنّه لو ثبت بالنقل لزم الدور، لأنّ کلّ واحد منهما یتوقف علی الآخر. و ثالثها ما عداهما کالحدوث إذ یمکن إثبات الصانع بدونه بأن یستدلّ علی وجوده بإمکان العالم ثم یثبت کونه
______________________________
(1) المحض (م، ع).
(2) طه/ 93.
(3) الجن/ 23.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 799
عالما مرسلا للرسل ثم یثبت بأخبار الرسل حدوث العالم. و هذا المطلب یمکن إثباته بالعقل و کذا بالنقل. ثم اعلم أنّهم اختلفوا فی إفادة النقلیة الیقین. فقیل لا یفید و هو مذهب المعتزلة، و جمهور الأشاعرة. و قیل قد یفید بقرائن مشاهدة من المنقول عنه أو متواترة تدلّ علی انتفاء الاحتمالات و هو الحق، و تفصیله فی شرح المواقف.

الدّماغ:

[فی الانکلیزیة]Brain
[فی الفرنسیة]Cerveau،cervelle
بالکسر قال القرشی إنّ عادة الأطباء أن یطلقوا لفظ الدماغ علی معان. أحدها نفس المخ الذی داخل الحجب، و هذا لا حسّ له.
و ثانیها جمیع القحف من المخ و غیره، و هذا له حسّ مما فیه من العصب. و ثالثها مجموع الرأس و الجمع الأدمغة کذا فی بحر الجواهر.

الدمّل:

[فی الانکلیزیة]Pimple،abcess،tumour
[فی الفرنسیة]Pustule،absces،tumeur
بالضم و فتح المیم المشدّدة و هو بثر کبیر دموی صنوبری الشکل أحمر اللون مؤلم فی الابتداء. الدمامل و الدمامیل الجمع، کذا فی بحر الجواهر و فی المؤجز هو من أجناس الخراج.

الدّنیا:

[فی الانکلیزیة]The world،here below،life،life here below -Le monde،ici
[فی الفرنسیة]bas،vie،vie terrestre
بالضم و سکون النون فی اللغة عبارة عن هذا العالم کما فی الصراح. و فی فتح المبین شرح الأربعین للنووی اعلم أنّ العلماء فسّروا الدنیا بأنّها ما حواه اللیل و النهار و أظلّته السماء و أقلته الأرض. و اختلفوا فی المزهود فیه منها فقیل الدینار و الدرهم. و قیل المطعم و المشرب و الملبس و المسکن. و قیل غیر ذلک أیضا و ستعرف فی لفظ الزهد. و قال أهل السلوک الدنیا ما شغلک عن اللّه تعالی. و قال علیه السلام «الدنیا دار من لا دار له و مال من لا مال له و لها یجمع من لا عقل له» «1». و فی الصحائف فی الصحیفة التاسعة عشر الدنیا عبارة عن حظوظ النفس لا عن الدراهم و الدنانیر، یعنی بکل شی‌ء تتلذّذ به نفسک، فتلک هی دنیاک، و کلّ ما بعد الموت فتلک هی التی یقال لها الآخرة «2». کلّ ما لک فیه حظ قبل الموت فهو دنیاک إلّا ما یبقی معک بعد الموت.

الدّهان:

[فی الانکلیزیة]Skin of a red colour،redness that no follower can reach
[فی الفرنسیة]Peau de couleur rouge،rougeur qu aucun novice ne peut atteindre
بالکسر البشرة الحمراء. و فی اصطلاح السّالکین: هو عبارة عن الحمرة التی لا یصل إلیها أیّ مدرک. کذا فی کشف اللغات «3».

دهان کوچک:

[فی الانکلیزیة]Small mouth
[فی الفرنسیة]Petite bouche
و معناها الفم الصغیر. و عندهم صفة المتکلّم «4».

الدّهر:

[فی الانکلیزیة]Time،century،age period،eternity،millennium
[فی الفرنسیة]Temps،siecle،age،epoque،eternite،millenaire
بالفتح و سکون الهاء و فتحها هو الزمان الطویل الأمد الممدود، و ألف سنة کما فی القاموس. و قال الراغب إنه اسم لمدة العالم من مبدأ وجوده إلی انقضائه، یعبّر به عن کل مدة
______________________________
(1) رواه احمد فی المسند 6/ 71، بلفظ: الدنیا دار من لا دار له، و لها یجمع من لا عقل له.
(2) یعنی بهر چه نفس تو متلذذ گردد آن دنیای تو باشد و هرچه بعد از مرگ است آخرت گویند.
(3) بالکسر پوست سرخ و در اصطلاح سالکان عبارتست از سرخی که ادراک هیچ مدرکی بدو نرسد کذا فی کشف اللغات.
(4) نزدشان صفت متکلمی را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 800
کثیرة، بخلاف الزمان فإنه یقع علی المدة القلیلة و الکثیرة. و فی المغرب الدهر و الزمان واحد.
و أما الفقهاء فقد اختلفوا فیه. فقال أبو حنیفة رحمه اللّه لا أدری ما الدهر و ما معناه لأنّه لفظ مجمل و لم یجد نصّا علی المراد عنه «1» فتوقّف فیه. ثم اختلفوا فروی بشر «2» عن أبی یوسف أنّ التعریف و التنکیر سواء عند أبی حنیفة رحمه اللّه، و ذکر فی الهدایة الصحیح أنّ هذا فی المنکّر و أمّا المعرّف فبمعنی الأبد بحسب العرف. و عندهما الدهر معرفا و منکرا ستة أشهر هکذا یستفاد من جامع الرموز و البرجندی فی آخر کتاب الإیمان.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 800 الدهریة: … ص: 800

الدّهریة:

[فی الانکلیزیة]Atheism،materialism -Atheisme،materialisme،al
[فی الفرنسیة]dahriya)secte(
فرقة من الکفار ذهبوا الی قدم الدهر و استناد الحوادث الی الدهر کما أخبر اللّه تعالی عنهم بقوله وَ قالُوا ما هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَ نَحْیا وَ ما یُهْلِکُنا إِلَّا الدَّهْرُ «3» کذا فی شرح المقاصد. و ذهبوا الی ترک العبادات رأسا لأنها لا تفید، و إنّما الدهر بما یقتضیه مجبول من حیث الفطرة علی ما هو الواقع فیه. فما ثمّ إلّا أرحام تدفع و أرض تبلع و سماء تقلع و سحاب تقشع و هواء تقمع، و یسمّون بالملاحدة أیضا. فهم عبدوا اللّه من حیث الهویة «4». قال علیه السلام «إنّ الدهر هو اللّه» «5» کذا فی الإنسان الکامل فی باب سرّ الأدیان و یجی‌ء فی لفظ الشرک أیضا. و فی کلیات أبی البقاء الدهر هو فی الأصل اسم لمدة العالم من مبدأ وجوده الی انقضائه و مدة الحیاة، و هو فی الحقیقة لا وجود له فی الخارج عند المتکلّمین لأنه عندهم عبارة عن مقارنة حادث لحادث، و المقارنة أصل اعتباری عدمی. و لذا ینبغی [فی التحقیق] «6» أن لا یکون عند من حدّه من الحکماء بمقدار حرکة الفلک. و أما عند من عرّفه منهم بأنّه حرکة الفلک فإنه و إن کان وجودیّا إلّا أنه لا یصلح للتأثیر. و الدهر معرّفا الأبد بلا خلاف. و أمّا منکّرا فقد قال أبو حنیفة رحمه اللّه لا أدری کیف هو فی حکم التقدیر لأنّ مقادیر الأسماء و اللغات لا تثبت إلّا توقیفا.
و جاء فی ترجمة المشکاة للشیخ عبد الحق الدّهلوی فی شرح حدیث: «یؤذینی ابن آدم، یسبّ الدهر و أنا الدهر»، إلی آخره، مذکور أنّ الدهر بمعنی الفاعل و المدبّر و المتصرّف، لأنّ سبّ الدّهر مشعر باعتقاد أنّه فعّال و متصرّف.
و یقال: الدّهر اسم فاعل متصرّف. لذلک قال:
«أنا الدّهر» یعنی ما تعتقده (یا ابن آدم) بأنّه فاعل و متصرّف فأنا الفاعل و المتصرّف فثمّة مضاف محذوف أی أنا مقلّب الدّهر، کما یدلّ علی ذلک آخر الحدیث، أعنی: بیدی الأمر أقلب اللیل و النهار. و قال الکرمانی (شارح البخاری):
المراد بأنا الدهر أنا المدهر أی مقلّبه. و قال بعضهم: الدّهر هو من الأسماء الحسنی الإلهیة.
و قد أنکر ذلک «الخطابی»، و لکن صحّة ذلک تفهم من القاموس مع صرف النظر عنها کون ذلک لیس فیه معنی جیدا، إلّا بمعنی: الدّهر:
فاعل و متصرّف و وجود الأذی بسبّ الدّهر من حیث إنّ الذّمّ و السبّ مشعر بثبوت التصرّف له،
______________________________
(1) منه (م).
(2) هو بشر بن الولید بن خالد الکندی البغدادی. توفی عام 238 ه/ 853 م. من تلامیذ أبی یوسف صاحب أبی حنیفة. قاض حنفی. له عدة مؤلفات. هدیة العارفین 5/ 232.
(3) الجاثیة/ 24.
(4) الهوایة (م).
(5) رواه احمد فی المسند 5/ 299، بلفظ: لا تسبوا الدهر فإن اللّه هو الدهر.
(6) [فی التحقیق] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 801
أو من حیث أنّ سبّ الدّهر یؤول إلی اللّه لأنّه هو الفاعل الحقیقی، نعوذ باللّه من ذلک، کذا قالوا انتهی «1».

الدّهنی:

[فی الانکلیزیة]Drug based upon oil or fat
[فی الفرنسیة]Medicament a base d،huile ou de graisse
عند الأطباء دواء فی جوهره دهن کاللبوب کذا فی المؤجز فی الأدویة.

الدّواء:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Drug،medicine
[فی الفرنسیة]Medicament
بالحرکات الثلاث و الفتح أشهر و بالمد فی اللغة دمان. و الجمع الأدویة. و عرفه الأطباء بما یؤثر فی البدن أثرا ما بکیفیة، أی بسبب کیفیة، و هی احتراز عمّا یؤثّر فیه بمادته أو بصورته النوعیة، فإنّ کلّا منهما خارج عن حکم الدواء المطلق و یدخل فیه الدواء المطلق و الدواء السمّی «2» و کذا الدواء الغذائی و الغذاء الدوائی لأنّ کلّا منهما دواء من وجه و غذاء من وجه، و کذا الدواء الذی له خاصیة و نحوها علی ما یجی‌ء فی لفظ الغذاء، و یخرج منه الدواء المعتدل إذ لا أثر له أصلا، و لا ضیر فی خروجه إذ لا یقال له دواء إلّا مجازا. و لذا لا یقال إلّا مقیدا بأنّه معتدل. و هذا کما یقال للحجر المعمول علی شکل السفینة إنّه سفینة حجر، و لا یقال إنّه سفینة مطلقا، و إذا أطلق الأطباء الدواء أرادوا به المستفرغ، هکذا یستفاد من شرح القانونچه و بحر الجواهر.
و فی کلیات أبی البقاء الداء و هو ما یکون فی الجوف و الکبد و الرئة و القلب و الأمعاء و الکلیة، و المرض هو ما یکون فی سائر الأبدان. و الدواء اسم لما یستعمل لقصد إزالة المرض أو الألم أو لأجل حفظ الصحة لیبقی علی الصحة بخلاف الغذاء، فإنّه اسم لما یستعمل لقصد تربیة البدن و إبقائه لیتحصّل بدل ما یتحلّل بسبب الحرارة الغریزیّة أو بسبب عروض العوارض. «3»

التقسیم‌

الدواء إمّا مفرد و هو الدواء الواحد و إمّا مرکّب و هو ما یکون مرکّبا من دواءین أو أکثر و من الأدویة ما هو مرکّب القوی و هو الذی له المزاج الثانی لترکّبه من ذوات الأمزجة.
و ترکیب ما له مزاج ثان قسمان: طبیعی کاللبن و صناعی کالتریاق و یجی‌ء فی لفظ المزاج.

فائدة:

قالوا للأدویة أربع درجات. أمّا الدرجة الأولی فهی أن یکون فعل الدواء فعلا غیر محسوس أی بالإحساس الظاهر، فهو احتراز عن باقی الدرجات و الدواء المعتدل غیر داخل فی مطلق الدواء فلا حاجة إلی الاحتراز عنه، و لو سلم دخوله مجازا، فخرج بقولنا الظاهر لأنّه لا یحس بتأثیره أصلا، و إن تکثّر مقداره
______________________________
(1) و در ترجمه مشکاة از شیخ عبد الحق دهلوی در شرح حدیث یؤذینی ابن آدم یسب الدهر و انا الدهر إلی آخره مذکور است که دهر بمعنی فاعل و مدبر و متصرف است چون سب کردن دهر را مشعر باعتقاد فاعلیت و تصرف اوست گویا دهر نام فاعل متصرف شد پس فرمود منم دهر یعنی دهر را که فاعل و متصرف اعتقاد میکنید آن فاعل و متصرف منم یا مضاف محذوف است ای انا مقلب الدهر چنانچه آخر حدیث بر ان دلالت می‌کند اعنی بیدی الامر اقلب اللیل و النهار. و کرمانی گفته مراد بأنا الدهر أنا المدهر است ای مقلبه و بعضی گفته‌اند دهر از اسمای حسنای إلهی است و خطّابی آن را منکر شده اما از قاموس صحت آن مفهوم میشود و با قطع نظر از ان درین مقام جودت معنی ندارد مگر آنکه دهر بمعنی فاعل و متصرف دارند و وجود ایذا در سب دهر بجهت آنست که ذم و سب دهر مشعر است به نسبت تصرف به او یا بجهت آنکه سب دهر راجع بجناب إلهی میگردد زیرا که چون فاعل حقیقی اوست سب بروی راجع میگردد، نعوذ باللّه منه کذا قالوا انتهی.
(2) المسمّی (م، ع).
(3) الاعراض (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 802
و تعدّد استعماله بخلاف الدواء الذی هو فی الدرجة الأولی فإنّه یسخن و یبرد مثلا تسخینا و تبریدا لا یحسّ به إحساسا ظاهرا، لکن إن تکرّر التناول أو یکثر مقدار المتناول فیحسّ به إحساسا ظاهرا. و أمّا الدرجة الثانیة فهی أن یکون الفعل فیه أقوی من ذلک بأن یکون تأثیره محسوسا، لکن لا یبلغ ذلک الفعل إلی أن یضر بالأفعال ضررا بیّنّا إلّا أن یتکثّر أو یتکرّر. و أمّا الدرجة الثالثة فهی أن یکون الفعل فیه موجبا بالذات إضرارا بیّنّا، لکن لا یبلغ إلی أن یفسده و یهلکه إلّا أن یتکثّر أو یتکرّر. و أمّا الدرجة الرابعة فهی أن یکون الفعل بحیث یبلغ إلی أن یهلکه و یفسده، و یسمّی الدواء الذی فی هذه الدرجة بالدواء السّمّی، و هو غیر السّم لأنّ هذا الدواء قاتل بکیفیّته و السّم قاتل بصورته النوعیة، و لذا لا یعرض من النار ما یعرض من السّموم کسمّ الأفعی و العقرب و غیر ذلک.
اعلم أنّه لا یوصل إلی تحقیق درجة الدواء إلّا بالتناول و المراد به المعتدل فی نوعه و المأخوذ بمقدار مخصوص و هو المقدار المستعمل منه عادة و ذلک لأنّ الشیخ قال فی طبیعیات الشفاء إنّ کمیة الشی‌ء إذا ازدادت ازدادت الکیفیة، و لذا أشکل المسیحی أنّ الحارّ فی الثانیة مثلا لا یخلو إمّا أن یکون قد عیّن له مقدار مخصوص أولا یکون. فإن کان الأول لزم من زیادة مقداره خروجه عن درجة إلی التی فوقها و من نقصانه خروجه إلی التی تحتها، و یلزم منه أن یکون کل دواء حار حارا فی الدرجات الأربع بحسب زیادة مقداره و نقصانه، و کذلک البارد و هو مخالف مذهب الأطباء. و إن کان الثانی یلزم أن یکون تسخین أرطال من الفلفل کتسخین أقلّ قلیل منه و هو ظاهر البطلان. و الجواب عنه أن نقول قد عیّن له مقدار مخصوص و هو المقدار الذی إذا أورد علی البدن فعل تسخینا غیر مضرّ بالفعل و هذا التعیین لیس شرطا لکون درجته ثانیة بل لتعلم درجته، و لذلک لو زال ذلک التعیین لا یخرج الدواء عن درجته لأنّ معنی الحار فی الأولی أنّه یخرج عن المعتدل بجزء واحد حار و فی الثانیة عن الأولی بجزء واحد، و کذلک الثالثة عن الثانیة و الرابعة عن الثالثة، فیکون الحار فی الرابعة فیه خمسة أجزاء حارة و واحد بارد، فنسبة البارد إلی الأجزاء الحارة فی الرابعة الخمس و فی الثالثة الربع و فی الثانیة الثلث و فی الأولی النصف، فما دامت هذه النسبة محفوظة بین البارد و الحار کان الدواء فی تلک الدرجة و لا یخرج بالتکرار و زیادة المقدار و قوة التأثیر عندهما إلی درجة أعلی کما قال القرشی، کذا فی شرح القانونچه.
و الحاصل أنّ معنی الدرجة الأولی بالحقیقة کون الدواء الواقع فیها أزید بجزء واحد من أجزاء المعتدل و کونه فاعلا لفعل غیر محسوس لازم له لا أنّه معنی حقیقی لها، و تعریفها بهذا المعنی اللازم للمعنی الحقیقی لتضمنه الإشارة إلی طریقة معرفة هذه الدرجة، و التعریف باللازم شائع کثیر لا محذور فیه و علی هذا فقس معانی سائر الدرجات.
قال فی بحر الجواهر مراد «1» الأطباء أنّ من الدواء فی الدرجة الأولی هو أن یؤثّر فی هواء البدن و فی الثانیة أنّه یتجاوز عنه و یؤثّر فی الرطوبة و فی الثالثة أنّه یتجاوز عنها و یؤثّر فی الشحم و فی الرابعة أنّه یتجاوز عنها و یؤثّر فی اللحم و الأعضاء الأصلیة و یستولی علی الطبیعة انتهی.
______________________________
(1) مقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 803
قال الإمام الرازی لیعلم أنّ بدن الإنسان مرکّبة من أربعة أشیاء و هی الروح و العضو و الخلط و الفضاء، فکلّ ما یرد علی البدن دواء یسخن الفضاء فهو فی الدرجة الأولی، و ما یفعل هذا و یسخن الخلط فهو فی الدرجة الثانیة، و ما یفعل هذین الفعلین و یسخن العضو فهو فی الثالثة، و ما یفعل هذه الأفاعیل ثم یسخن الروح فهو فی الدرجة الرابعة، و هو بمنزلة السّم و ما ذکر رسومات أیضا و لیست بحدود و إلّا یرد علیه مثل الإیراد المذکور أیضا.

دوائر الأزمان:

[فی الانکلیزیة]Cycles of time،orbit،revolution of stars
[فی الفرنسیة]Les cycles du temps،orbite،revolution des astres
هی المدارات الیومیة کما ستعرف.

دوائر العروض:

[فی الانکلیزیة]Cycles of prosody
[فی الفرنسیة]Les cycles de la prosodie
اعلم أنّ بعض علماء العروض وضعوا للبحور خمس دوائر من أجل سهولة تفهیم اختلاف البحور و منعا لاختلاطها بعضها ببعض.
و قد وضعوا اسما خاصا مناسبا لکلّ دائرة.
الدائرة الأولی: الدائرة المختلفة و وجه التّسمیة هو اختلاف أرکانها فبعضها خماسی و بعضها سباعی: و تشتمل هذه الدائرة علی کلّ من البحر الطویل و المدید و البسیط. و هی علی النحو الآتی: فعولن مفاعیلن مرتان، و قد فرّقوا حروفها تحت خط محیط الدائرة. و حرف المیم التی هی علامة متحرّکة، و الألف التی حرف ساکن قد وضعت فوق تلک الحروف.
فإذا ابتدءوا من فعولن علی هذا الشکل:
فعولن مفاعیلن فعولن مفاعیلن، فإذن یحصل لنا البحر الطویل.
و أمّا إذا بدأ من لن کانت البدایة علی النحو التالی:
لن مفاعی لن فعو لن مفاعی لن فعو أی ما یعادل:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن.
حینئذ یحصل لدینا البحر المدید.
و أما إذا ابتدئ من عیلن علی هذا النحو:
عیلن فعولن مفاعیلن فعولن مفا أی ما یعادل:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن. فحینئذ یحصل لدینا البحر البسیط. و یقول بعضهم:
یمکن استخراج خمسة أبحر من الدائرة المختلفة؛ لأنّه لو بدئ من الجزء الأول فسیحصل لدینا البحر الطویل کما مرّ.
و أما إذا بدئ من الجزء الثانی کان الابتداء أی لن فالبحر المدید یحصل کما ذکر آنفا، و أما إذا ابتدئ من الجزء الثالث أی مفا علی هذا الوزن:
مفاعیلن فعولن مفاعیلن فعول فهذا بحر الطویل المقلوب و الذی یسمّی أیضا البحر العریض لأنّه مقابل للطویل. و لم یوجد شعر فی العربیة علی وزن هذا البحر. بینما یقول البهرامی: لقد رأیت فی الفارسی شعرا علی هذا الوزن.
ثم إذا ابتدئ من الجزء الرابع یعنی عیلن فیحصل لدینا البحر البسیط کما هو مشار إلیه آنفا. و أمّا إذا ابتدئ من الجزء الخامس فقرئ أولا أی من لفظ لن الثانیة علی هذا النحو: لن فعولن مفاعی لن فعولن مفاعی أی علی وزن:
فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.
فهذا بحر مقلوب المدید. و یسمّی أیضا البحر العمیق. لأنّه یقابل المدید و هذا البحر أیضا لیس فی العربیة.
و قد نظم الشطر الآتی فی الدائرة لیمکن قراءة بحور هذه الدائرة و هو من الطویل:
بمن برگذر أی مه بمن درنگر گه‌گه.
و ترجمة هذا الشطر:
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 804
مرّ بی أیها القمر، و انظر الی حینا بعد حین.
و یکون علی وزن المدید هکذا:
برگذر أی مه بمن درنگر گه‌گه بمن و علی وزن مقلوب الطّویل:
گذر أی مه بمن درنگر گه‌گه بمن بر و علی وزن البحر البسیط:
أی مه بمن درنگر گه‌گه بمن برگذر و یکون علی وزن مقلوب المدید:
مه بمن درنگر گه‌گه بمن برگذر أی.
و صورة الدائرة المختلفة هی:
الدائرة الثانیة: الدائرة المؤتلفة:
و وجه التّسمیة هو تآلف و اتفاق أرکانها. فکلّ واحد فیها سباعی الحروف. و هذه الدائرة هی دائرة البحر الکامل و الوافر. و طریقها أن تکتب مفاعلتن ثلاث مرات أو أربعة علی خط الدائرة.
فإذا ابتدئ من مفا علی هذا النحو:
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
فحینئذ یکون لدینا البحر الوافر. و إذا تکرّرت مفاعلتن ثلاث مرات فالبحر هو الوافر المسدّس و إن تکرّرت أربع مرات فالوافر المثمّن.
و هکذا البحر الکامل فإن شرع من علتن علی النحو التالی.
علتن مفا علتن فعا علتن فعا أی علی وزن:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن.
فیحصل لدینا البحر الکامل.
و یقول بعضهم: یمکن الحصول من الدائرة المؤتلفة علی ثلاثة أبحر: الوافر و الکامل کما مر. و کذلک إذا ابتدئ من تن علی النحو التالی:
تن مفاعلن تن مفاعلن تن مفاعلن أی علی وزن:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن. و لکن هذا الوزن متروک، و لهذا لم یوضع له اسم. و لا یخفی أنّ حرف اللام من مفاعلتن متحرّک و حرف النون فی فاعلاتن ساکن. و علیه فلا ینطبق. و قد وضعوا مصراعا فی هذه الدائرة لیمکن قراءة البحور الثلاثة بها: و هی علی وزن الوافر المسدّس.
بگو دل من کجا طلبم ز بهر خدا
و معناها: قل یا قلبی: أین أطلب من أجل اللّه.
و علی وزن الکامل المسدّس یکون المصراع:
دل من کجا طلبم ز بهر خدا بگو.
و أما علی وزن المتروک فهکذا: من کجا طلبم ز بهر خدا بگو دل.
و صورة الدائرة هی:
الدائرة الثالثة و هی المجتلبة: و وجه التّسمیة هو أن أرکانها مأخوذة و مجلوبة من أرکان الدائرة الأولی؛ و هذه الدائرة هی دائرة بحر الهزج و بحر الرجز و بحر الرمل الملتوی علی هذا النحو: تکتب مفاعلین ثلاث أو أربع مرات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 805
تحت خطّ محیط الدائرة. فإذا ابتدئ من مفا علی هذا النحو مفاعیلن مفاعیلن مفاعیلن، فیکون لدینا بحر الهزج. فإن کانت مفاعیلن کتبت ثلاث مرات فالنتیجة هی بحر الهزج المسدّس و إن کتبت أربع مرات نتج معنا بحر الهزج المثمّن و هکذا یکون کلّ من بحر الرجز و الرمل. و أمّا إذا کان الشروع من عیلن علی هذه الصورة:
عیلن مفا عیلن مفا عیلن مفا أی علی وزن:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن فالبحر هو بحر الرجز.
و أما إذا کان الابتداء من: لن مفا لن مفا لن مفاعی أی وزن:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن.
فالبحر هو بحر الرّمل:
و ثمّة مصراع من الشّعر یمکن قراءته فی هذه الدائرة علی حسب أوزان البحور الثلاثة المذکورة. و المصراع المذکور هو علی وزن بحر الهزج المسدّس: مرا دل بی‌دلارامی دلارامی نیارامد.
و معنی المصراع: لا یستریح قلبی بدون حبیب القلب. و أمّا علی وزن الرجز المسدّس فیقرأ هکذا:
دل بی دلا/ ارامی نیارا/ مدمرا و أما علی وزن الرّمل المسدس فیکتب هکذا:
بی‌دلارامی نیارامد مرا دل.
و إذا أضفنا کلمة «نگارینا» فی آخر الشطر فیصیر الوزن مثمّنا. و هذه صورة الدائرة المجتلبة:
الدائرة الرابعة: و هی الدائرة المشتبهة:
و وجه التّسمیة فی ذلک هو تشابه أرکان البحور بعضها ببعض.
و تشتمل هذه الدائرة علی ستّة بحور هی:
السریع و المنسرح و الخفیف و المضارع و المقتضب و المجتث و ذلک بکتابة:
مستفعلن مستفعلن فعولات. علی محیط الدائرة.
فإذا شرع من مستفعلن- مستفعلن مفعولات فیکون معنا البحر السریع. و أما إذا ابتدئ من مستفعلن الثانیة: أی مستفعلن فعولات مستفعلن. فینتج لدینا البحر المنسرح المسدّس.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 806
و أما إذا کانت البدایة من: تفعلن علی هذا النحو:
تفعلن مف عولات مس تفعلن مس أی علی وزن.
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
فالناتج هو بحر الخفیف.
و أما إذا کان الابتداء من علن الثانیة أی علن مفعولات مستف علن مستف أی علی وزن
مفاعیلن فاعلات مفاعلین.
فیکون لدینا البحر المضارع. و أمّا الشروع من مفعولات مستفعلن مستفعلن. فینتج منه بحر المقتضب المسدّس.
و أمّا إذا ابتدئ من عولات أی:
عولات مس تفعلن مس تفعلن مس أی علی وزن
مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن.
فیکون لدینا البحر المجتثّ المسدس.
و یقول بعضهم: یمکن من الدائرة المشتبهة استخراج سبعة بحور، ستة منها کما ذکر سابقا.
و السابع: إذا ابتدئ من علن الأولی علی هذا الشکل: علن مستف علن مفعولات مستف أی علی وزن
مفاعیلن مفاعیلن فاعلاتن
فنحصل علی البحر القریب. و قد صنع مصراع یتناسب مع البحور السّبعة، فیمکن قراءته بها، و هو علی وزن البحر السریع:
باده بمن ده تو بتا هم یکبار.
و معناه: أعطنی الخمر یا صنمی مرة واحدة.
و علی وزن البحر القریب:
بمن ده تو بتا هم یکبار باده.
و علی وزن البحر المنسرح:
ده تو بتا هم یکبار باده بمن و علی وزن البحر الخفیف:
تو بتا هم یکبار باده بمن ده و علی وزن البحر المضارع:
بتا هم یکبار باده بمن ده تو و علی وزن البحر المقتضب:
هم یکبار باده بمن ده تو بتا و علی وزن البحر المجتث:
یکبار باده بمن ده تو بتا هم.
و هذه صورة الدائرة المشتبهة:
الدائرة الخامسة: الدائرة المتّفقة، و وجه تسمیتها هو اتّفاق أرکانها، فکلّ واحد منهما خماسی. و تشتمل هذه الدائرة علی البحر المتقارب و المتدارک و ذلک بأن یکتب فعولن أربع مرات تحت خط الدائرة. فإذا کانت البدایة من:
فعولن فعولن فعولن فعولن.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 807
فیحصل لدینا البحر المتقارب.
و أما إذا کانت البدایة من لن فعو لن فعو لن فعو لن فعو أی علی وزن
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن.
فالناتج معنا هو البحر المتدارک.
و قد صنع مصراع واحد من الشعر یمکن أن یقرأ به کلّ من البحر المتقارب و المتدارک و هو علی وزن المتقارب:
مرا بی دلا رام شادی نیاید.
و معناه: لا یکون لی السرور بدون الحبیب/ الذی یدخل السّکینة علی القلب.
و أما علی وزن البحر المتدارک فیقرأ هکذا: بی دلا رام شادی نیاید مرا.
و صورة الدائرة المتفقة.
هذا خلاصة ما فی کتاب منهج البیان «1» و حدائق البلاغة «2» و معیار الأشعار «3». و قد اخترع بعض العروضیین دائرة سادسة و سمّوها:
الدائرة المنتزعة. و بما أنّ الدوائر الخمسة السابقة قد اشتملت علی جمیع بحور الشعر، لذا فإنّ الدائرة السادسة تطویل بما لا طائل تحته، فما ذکرناه کاف «4».
______________________________
(1) منهاج البیان فیما یستعمله الإنسان: من الأدویة المفردة و المرکبة مرتب علی الحروف لابن جزله علی «یحی» ابن عیسی الکاتب (- 493 ه). و هو من تلامذه نصیر الطوسی. کشف الظنون، 2/ 187.
(2) حدائق البلاغة لشمس الدین، یبحث فی البیان و البدیع و علم العروض و القوافی و الألغاز، (المعمّیات)، و السرقات الشعریة و ما یتصل بها. و هو مخطوط محفوظ بالمکتبة الوطنیة بایران رقم 1216/ أدب.
فهرس مخطوطات المکتبة الوطنیة بایران، عمل سید عبد اللّه أنوار، المجلد الثالث، ص 251.
(3) لعز الدین عبد الوهاب بن ابراهیم بن عبد الوهاب الخزرجی الزغبانی. و کان المؤلف حیا فی سنة 654 ه. کشف الظنون، 2/ 1743. کشف الظنون، 4/ 516- 517.
(4) بدان که از بعضی عروضیان برای سهولت تفهیم انفکاک بحور از یکدیگر و اختلاط یکی با دیگر پنج دائرة وضع کرده‌اند و آن را دائره عروض می‌نامند و برای هر دائرة نامی جداگانه مناسب مقرر نموده‌اند اوّل دائره مختلفة و وجه تسمیه آن اختلاف ارکان آنها است که بعضی خماسی و بعضی سباعی است و این دائره بر بحر طویل و مدید و بسیط مشتمل است باین طریق که فعولن مفاعیلن را دو بار اخذ نموده حروف آنها را تفریق کرده زیر خط محیط دائره نویسند و حرف میم که علامت متحرک است و الف که نشان ساکن است بالای آنها بمقابل هریک حروف موزون به نویسند پس اگر از فعولن آغاز کنند باین طور که فعولن مفاعیلن فعولن مفاعیلن پس بحر طویل برمی‌خیزد و اگر از لن شروع کنند باین طریق که لن مفاعی لن فعولن لنمفاعی لن فعو بر وزن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن پس بحر مدید پیدا می‌شود و اگر از عیلن ابتدا کنند باین طرز که عیلن فعولن مفاعیلن فعولن مفا بر وزن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن پس بحر بسیط حاصل می‌شود. و بعضی میگویند که از دائره مختلفة پنج بحر برمی‌خیزد زیرا که اگر از جزء اوّل آغاز کنند بحر طویل برمی‌خیزد چنانچه گذشت و اگر از جزء
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 808

الدّوار:

[فی الانکلیزیة]Vertigo،blackout،dizziness،seasickness
[فی الفرنسیة]Vertige،etourdissement،mal de mer
بالضم و تخفیف الواو هو حالة یتخیل لصاحبها أنّ الأشیاء تدور علیه و أنّ بدنه و دماغه یدوران فلا یملک أن یثبت و یسکن بل یسقط.
و الفرق بینه و بین الصّرع أنّ الدوار یثبت مدة و الصرع یکون دفعة فیسقط صاحبه کذا فی الآقسرائی.
______________________________
دوم اعنی لن شروع کنند بحر مدید پیدا می‌شود چنانچه مذکور شد و اگر از جزء سیم اعنی مفا ابتدا کنند برین وزن که مفاعیلن فعولن مفاعیلن فعولن و این بحر مقلوب طویل است و این را بحر عریض نیز نامند زیرا که مقابل طویل است اما برین وزن به تازی شعری نیافته‌اند. و بهرامی میگوید که به پارسی برین وزن شعر دیده‌ام و اگر از جزء چهارم اعنی عیلن بدایت کنند بحر بسیط بر می‌آید چنانچه مرقوم شد و اگر از جزء پنجم نخست بخوانند اعنی از لفظ لن دوم ابتدا کنند برین روش که لن فعولن مفاعی لن فعولن مفاعی بر وزن فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن و این بحر مقلوب مدید است و این را بحر عمیق خوانند زیرا که مقابل مدید است و این بحر نیز در تازی نیافته‌اند و مصراعی گفته درین دائره نهاده‌اند تا همه بحور مذکوره بر توان خواند و آن مصراع بر وزن طویل این است. ع. بمن برگذر ای مه بمن درنگر گه‌گه و بر وزن مدید چنین است. ع. برگذر ای مه بمن درنگر گه‌گه بمن و بر وزن مقلوب همین است. ع. گذر ای مه بمن درنگر گه‌گه بمن بر و بر وزن بسیط.
ع. ای مه بمن درنگر گه‌گه بمن برگذر و بر وزن مقلوب مدید. ع. مه بمن درنگر گه‌گه بمن برگذر ای و صورت دائره این است.
دوم دائره مؤتلفه و وجه تسمیه آن ایتلاف و اتفاق ارکان آن است که هر واحد سباعی است و این دائره بر بحر وافر و کامل محتوی است باین طریق که مفاعلتن را سه یا چهار بار بر خط دائره بنویسند پس اگر از مفا آغاز کنند باین طور که مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن پس بحر وافر برمی‌خیزد پس اگر سه بار بود وافر مسدس باشد و اگر چهار بار باشد وافر مثمن بود و همچنین بحر کامل و اگر از علتن شروع کنند باین طرز که علتن مفاعلتن مفاعلتن مفا بر وزن متفاعلن متفاعلن متفاعلن پس بحر کامل حاصل می‌شود و بعضی گفته‌اند که از دائره مؤتلفه سه بحر حاصل می‌توان شد بحر وافر و کامل چنانچه گذشت و اگر از تن ابتدا کنند باین روش که تن مفاعل تن مفاعل تن مفاعل بر وزن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن اما این وزن متروک است لهذا برای آن نامی ننهاده‌اند. و مخفی مباد که حرف لام در مفاعلتن متحرک است و حرف نون در فاعلاتن ساکن پس منطبق نخواهد شد. و مصراعی وضع کرده درین دائره نوشته‌اند تا هر سه بحور مرقومه از ان توان خواند و آن مصراع بر وزن وافر مسدس این است. ع. بگو دل من کجا طلبم ز بهر خدا و بر وزن کامل مسدس چنین است. ع. دل من کجا طلبم ز بهر خدا بگو. و بر وزن متروک این چنین باشد. ع. من کجا طلبم ز بهر خدا بگو دل و صورت دائره این است.
سیوم دائره مجتلبه و وجه تسمیه آن جلب و اخذ ارکان آن از ارکان دائره اولی است و این دائره بحر هزج و بحر رجز و بحر رمل را ملتوی است باین وضع که مفاعیلن را سه یا چهار بار زیر خط محیط دائره نویسند پس اگر از مفا آغاز نمایند باین نمط که مفاعیلن مفاعیلن مفاعیلن پس بحر هزج برمی‌آید پس اگر سه بار باشد هزج مسدس بود و اگر چهار بار بود هزج مثمن باشد و همچنین بحر رجز و رمل است و اگر از عیلن افتتاح کنند باین نهج که عیلن مفاعیلن مفاعیلن مفا بر وزن مستفعلن مستفعلن مستفعلن پس بحر رجز مأخوذ می‌شود و اگر از لن ابتدا سازند باین طرز که لن مفاعی لن مفاعی لن مفاعی بر وزن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن پس بحر رمل خارج میگردد و مصراعی فراهم آورده درین دائره رقم کرده‌اند تا هر سه بحور مذکوره از ان بیرون توان آورد و آن مصراع بر وزن هزج مسدس این است. ع.
مرا دل بی‌دلآرامی دلارامی نیارامد. و بر وزن رجز مسدس چنین است. ع. دل بی‌دلآرامی دلارامی نیارامد مرا. و بر وزن رمل مسدس این چنین است. ع. بی‌دلآرامی دلارامی نیارامد مرا دل. و اگر بعد از نیارامد نگارینا افزوده شود جمله مثمن شود و صورت دائره مجتلبه این است.
چهارم دائره مشتبهة و وجه تسمیه آن اشتباه ارکان بعض بحور با بعض دیگر است و این دائره محیط بر شش بحور است اعنی سریع و منسرح و خفیف و مضارع و مقتضب و مجتث باین طور که مستفعلن مستفعلن مفعولات را زیر خط محیط دائره رقم کنند پس اگر از مستفعلن اوّل آغاز کنند باین طریق که مستفعلن مستفعلن مفعولات پس بحر سریع برمی‌آید و اگر از مستفعلن دوم ابتدا نمایند باین وضع که مستفعلن مفعولات مستفعلن پس بحر منسرح مسدس بیرون می‌آید و اگر از تفعلن بدایت کنند باین نمط که تفعلن مف عولات مس تفعلن مس بر وزن فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن پس بحر خفیف خارج میشود و اگر از علن دوم افتتاح نمایند باین طرز که علن مفعولات مستف علن مستف بر وزن مفاعیلن فاعلات مفاعیلن پس بحر مضارع حاصل میشود. و اگر از مفعولات شروع کنند باین روش که مفعولات مستفعلن مستفعلن پس بحر مقتضب مسدس
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 809

الدّوالی:

[فی الانکلیزیة]Varix
[فی الفرنسیة]Varice
بالفتح و بالواو هو اتساع عروق الساق و القدم لکثرة ما ینزل إلیها من الدم السوداوی أو الدم الغلیظ أو البلغم اللزج، و قد یکون فی الصفن و یقال له دوالی الصفن، و هی عروق خضر تمنع الحرکة کذا فی بحر الجواهر.
و الفرق بینه و بین داء الفیل قد مرّ.

الدّوام:

[فی الانکلیزیة]Constancy،duration،perpetuity
-[فی الفرنسیة]Constance،duree،perpetuite
بالفتح و بالواو عند المنطقیین هو ثبوت المحمول للموضوع أو سلبه عنه فی جمیع الأزمنة یعنی عدم انفکاک شی‌ء عن شی‌ء و الضرورة امتناع انفکاک شی‌ء عن شی‌ء، فالدوام أعمّ من الضرورة و هو ثلاثة أقسام. الأول الدوام الأزلی و هو أن یکون المحمول ثابتا للموضوع أو مسلوبا عنه أزلا و أبدا کقولنا کلّ فلک متحرک بالدوام الأزلی. و الثانی الدوام الذاتی و هو أن یکون المحمول ثابتا للموضوع أو مسلوبا عنه ما دام ذات الموضوع موجودة مطلقا کقولنا کلّ زنجی أسود دائما أو مقیدا بنفی الضرورة الأزلیة أو الذاتیة أو الوصفیة أو بنفی الدوام الأزلی. و الثالث الدوام الوصفی و هو أن یکون الثبوت أو السلب ما دام ذات الموضوع موصوفا بالوصف العنوانی إمّا مطلقا کقولنا کل أمی فهو غیر کاتب ما دام أمیا و إمّا مقیّدا بنفی «1» الضرورة الأزلیة أو الذاتیة أو الوصفیة أو بنفی الدوام الذاتی أو الأزلی.
و نسبة بعضها إلی بعض، و إلی الضرورات لا تخفی لمن أحاط بما سنذکره فی لفظ الضرورة إن شاء اللّه تعالی. اللادوام إمّا لا دوام الفعل و هو الوجودی اللادائم کقولنا کل إنسان متنفس بالفعل لا دائما و لا شی‌ء منه بمتنفس بالفعل لا دائما، و معناه مطلقة عامة مخالفة للأصل فی الکیف أی الإیجاب و السلب، لأن الإیجاب إذا لم یکن دائما یکون السلب بالفعل، و السلب إذا لم یکن دائما یکون الإیجاب بالفعل. و إمّا لا دوام الضرورة و هو الوجودی اللاضروری کقولنا کل إنسان ضاحک بالفعل لا بالضرورة و لا شی‌ء منه بضاحک بالفعل لا بالضرورة، و مفهومه ممکنة عامة مخالفة للأصل فی الکیف فإنّ
______________________________
پیدا میشود و اگر از عولات بر خوانند باین وضع که عولات مس تفعلن مس تفعلن مف بر وزن مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن پس بحر مجتث مسدس مستخرج می‌گردد و بعضی می‌گویند که از دائره مشتبهة هفت بحور خارج می‌توان شد شش بحور چنانچه مزبور شد و هفتم آن ست که اگر از علن اوّل اخذ کنند باین طور که علن مستف علن مفعولات مستف بر وزن مفاعیلن مفاعیلن فاعلاتن بحر قریب صورت می‌پذیرد و مصراعی ترتیب داده درین دائره نگارش نموده‌اند تا هر هفت بحور مسطوره از ان استخراج توان کرد و آن مصراع بر وزن سریع چنین بود. ع. باده بمن ده تو بتا هم یکبار. و بر وزن قریب. ع.
بمن ده تو بتا هم یکبار باده. و بر وزن منسرح. ع. ده تو بتا هم یکبار باده بمن. و بر وزن خفیف. تو بتا هم یکبار باده بمن ده و بر وزن مضارع. ع. بتا هم یکبار باده بمن ده تو.
و بر وزن مقتضب. ع. هم یکبار باده بمن ده تو بتا. و بر وزن مجتث. یکبار باده بمن ده تو بتا هم. و صورت دائره این است.
پنجم دائره متفقه و وجه تسمیه آن اتفاق ارکان آنست که هر واحد خماسی است و این دائره بحر متقارب و متدارک را شامل است باین طور که فعولن را چهار بار زیر خط دائره نویسند پس اگر از فعو آغاز کنند باین طور که فعولن فعولن فعولن فعولن پس بحر متقارب حاصل می‌گردد و اگر از لن شروع نمایند باین طرز که لن فعولن فعولن فعولن فعو بر وزن فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن پس بحر متدارک خارج میشود و مصراعی تالیف کرده درین دائره نگاشته‌اند تا هر دو بحر از ان تحصیل می‌توان نمود و آن مصراع بر وزن متقارب این است. ع. مرا بی‌دلارام شادی نیاید و بر وزن متدارک چنین است. ع. بی دلارام شادی نیاید مرا. و صورت دائره این است.
هذا خلاصة ما فی کتاب منهج البیان و حدائق البلاغة و معیار الاشعار و بعضی عروضیان دائره ششم اختراع نموده باسم منتزعه نام نهاده افزوده‌اند اما از آنجا که دائره خمسه مرقومه همه بحور آن دائره مخترعه را محیط است لهذا آن را تطویل لا طائل انگاشته بر بحور خمسه اکتفاء نموده شد.
(1) بنفس (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 810
الإیجاب إذا لم یکن ضروریا فهناک سلب ضرورة الإیجاب و هو الإمکان العام السالب، و السلب إذا لم یکن ضروریا فهو سلب ضرورة، السلب و هو الإمکان العام الموجب کذا فی شرح المطالع فی بحث الموجهات.

الدّور:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Cycle،period،cyclical
[فی الفرنسیة]Cycle،periode،cyclique
بالفتح لغة الحرکة و عود الشی‌ء إلی ما کان علیه کما فی بحر الجواهر. و الدور و الدورة عند المهندسین و أهل الهیئة و المنجمین هو أن یعود کل نقطة من الکرة إلی الوضع الذی فارقته، و بهذا المعنی یقال الفلک الأعظم تتم دورته فی قریب من الیوم بلیلته و الشمس تتم دورتها فی ثلاثمائة و خمسة و ستین یوما و کسر، و الزحل یتم دورته فی ثلاثین سنة و نحو ذلک. و أمّا ما یقال دور الفلک فی الموضع الفلانی دولابی «1» و فی الموضع الفلانی رحوی مثلا، فالمراد «2» بالدور فیه الحرکة کما لا یخفی هکذا یستفاد مما ذکره عبد العلی البرجندی فی حاشیة شرح الملخص للقاضی. و فی بحر الجواهر الدورة عبارة عن حرکة القمر من مقارنة جزء من أجزاء فلک البروج الذی فیه الشمس إلی رجوعه إلی الجزء الذی فیه الشمس انتهی. أقول هذا إنّما یصلح تعریفا لدورة القمر بالقیاس إلی الشمس فیکون أخصّ من التفسیر الأول، لا بالقیاس إلی الجزء الذی کان فیه الشمس کما لا یخفی، إذ القمر بهذه الحرکة عاد إلی الموضع الذی فارقه و هو مقارنة الشمس، و إن لم تقع هذه المقارنة الثانیة فی الجزء الذی وقعت المقارنة الأولی فیه. و دور الکبیسة و الدور العشری و الدور الاثنا عشری و الدور الستینی و الدور الرابع عند المنجمین قد سبقت فی لفظ التاریخ. و قد ذکر فی زیج ألغ بیگی: و أمّا الأدوار فهکذا: وضعوا دورا و مدّته أربعة آلاف و خمسمائة و تسعین سنة بقدر عطایا عظماء الکواکب: فالشمس ألف و أربعمائة و واحد و ستون سنة، و الزهرة ألف و مائة و واحد و خمسون سنة و لعطارد أربعمائة و ثمانون سنة، و القمر خمسمائة و عشرون سنة، و زحل مائتان و خمس و ستون سنة، و المشتری أربعمائة و تسع و عشرون سنة، و المریخ مائتان و ثمانون سنة. و حین تنقضی هذه المدّة ترجع النوبة للشمس. و فی مبدأ التاریخ الملکی: لقد مرت خمسمائة و ثمانون سنة من سنی الشمس، انتهی کلامه.
و یقول فی کشف اللغات: إنّ دور القمر هو الدّور الأخیر لجمیع النجوم، و کلّ نجم له دور مدّته سبعة آلاف سنة: منها ألف سنة عمل ذلک النجم، و ستة آلاف سنة یشارکه ستة نجوم أخری.
و آدم علیه السلام کان فی دور القمر. انتهی. «3»
أقول إطلاق لفظ الدور علی ما ذکرت بناء علی أنّ فیه عودا إلی الحالة السابقیة کما لا یخفی و کذا الحال فی دور الحمّیات إلّا أنّ الدور فی الدور «4» القمری بمعنی العهد
______________________________
(1) فی الموضع الفلانی دولابی (- م).
(2) فالمقصود (م، ع).
(3) و در زیج الغ بیگی می‌آرد اما ادوار چنانست که دوری نهاده‌اند مدت آن چهار هزار و پانصد و نود سال بقدر مجموع عطایای عظمای کواکب آفتاب را هزار و چهار صد و شصت و یک سال و زهره را یک هزار و صد و پنجاه و یک سال عطارد را چهار صد و هشتاد سال و قمر را پانصد و بیست سال و زحل را دویست و شصت و پنج سال و مشتری را چهار صد و بیست و نه سال و مریخ را دویست و هشتاد سال و چون این مدت بگذرد باز نوبت به آفتاب رسد و در مبدأ تاریخ ملکی پانصد و هشتاد سال از سالهای آفتاب گذشته بود انتهی کلامه. و در کشف اللغات میگوید دور قمری این دور آخر ادوار همه ستارگانست و دور هر ستاره هفت هزار سال است هزار سال تنها عمل آن ستاره و شش هزار سال دیگر بمشارکت شش ستاره دیگر و آدم علیه السلام در دور قمری بود انتهی.
(4) فی الدور (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 811
و الزمان. و یقول فی مدار الأفاضل: الدّور بالفتح معروف و یقال له: العهد و الزّمان و کلّ کوکب دورته ألف سنة، و الدور الأخیر هو قمری حیث بعث فیه خاتم النبیین. «1»
و الدور عند الحکماء و المتکلّمین و الصوفیّة توقّف کل من الشیئین علی الآخر إمّا بمرتبة و یسمّی دورا مصرحا و صریحا و ظاهرا کقولک الشمس کوکب نهاری و النهار زمان کون الشمس طالعة، و إمّا بأکثر من مرتبة و یسمّی دورا مضمرا و خفیا کقولک الحرکة خروج الشی‌ء من القوة إلی الفعل بالتدریج، و التدریج وقوع الشی‌ء فی زمان، و الزمان مقدار الحرکة و الدور المضمر أفحش إذ فی المصرّح یلزم تقدم الشی‌ء علی نفسه بمرتبتین. و فی المضمر بمراتب، فمراتب التقدّم تزید علی مراتب الدور بواحد دائما. و فی العضدی التوقّف ینقسم إلی توقف تقدم کما للمعلول علی العلة و المشروط علی الشرط، و التوقف من الطرفین بهذا المعنی دور و محال ضرورة استلزامه تقدّم الشی‌ء علی نفسه و إلی توقّف معیة کتوقف کون هذا ابنا لذلک علی کون ذلک أبا له، و بالعکس. و هذا التوقّف لا یمتنع من الطرفین و لیس دورا مطلقا و إن کان یعبّر عنه بدور المعیة مجازا، فالمعتبر فی الدور الحقیقی هو توقف التقدم انتهی.
اعلم أنّ الدور هو توقّف کلّ واحد من الشیئین علی الآخر فالدور العلمی هو توقّف العلم بکون کل المعلومین علی العلم بالآخر و الإضافی المعی هو تلازم الشیئین فی الوجود بحیث لا یکون أحدهما إلّا مع الآخر و الدور المساوی کتوقّف کل من المتضایفین علی الآخر و هذا لیس بمحال، و إنّما المحال الدور التوقّفی التقدّمی و هو توقف الشی‌ء بمرتبة أو بمراتب علی ما یتوقف علیه بمرتبة أو بمراتب. فإذا کان التوقّف فی کل واحد من الشیئین بمرتبة واحدة کان الدور مصرحا و إن کان أحدهما أو کلاهما بمراتب کان الدور مضمرا. مثال التوقّف بمرتبة کتعریف الشمس بأنّه کوکب نهاری، ثم تعریف النهار بأنه زمان طلوع الشمس. [فوق الأفق] «2» و مثال التوقّف بمراتب کتعریف الاثنین بأنه زوج أول، ثم تعریف الزوج بالمنقسم بمتساویین، ثم تعریف المتساویین بأنه الاثنان. و الدور یکون فی التصوّرات و التصدیقات، و المصادرة مخصوصة بالتصدیقات. و المصادرة کون المدّعی عین الدلیل أی کون الدلیل عین الدعوی، أو کون کون الدعوی جزء الدلیل أی إحدی مقدّمتی الدلیل، أو عین ما یتوقّف علیه الدلیل، أو عین ما یتوقّف علیه مقدمة الدلیل أو جزء ما یتوقّف علیه مقدمة الدلیل هکذا فی کلیات أبی البقاء.

فائدة:

قالوا الدور یستلزم التسلسل. بیان ذلک أن نقول إذا توقّف آ علی ب و ب علی آ کان آ مثلا موقوفا علی نفسه، و هذه «3» و إن کان محالا لکنه ثابت علی تقدیر الدور. و لا شکّ أنّ الموقوف علیه غیر الموقوف، فنفس آ غیر آ، فهناک شیئان آ و نفسه، و قد توقّف الأول علی الثانی. و لنا مقدمة صادقة هی أنّ نفس آ لیست إلّا آ و حینئذ یتوقّف نفس آ علی ب و ب علی آ، فیتوقّف نفس نفس «4» آ علی نفسها یعنی علی نفس نفس آ فتتغایران لما مرّ. ثم نقول إنّ نفس نفس آ لیست إلا آ فیلزم أن یتوقّف علی ب، و ب علی
______________________________
(1) و در مدار الافاضل میگوید دور بالفتح معروف و عهد زمان گویند دور هر ستاره هزار سال است و دور آخرین قمری است که درو بعث خاتم النبیین شد.
(2) [فوق الأفق] (+ م، ع).
(3) و هذا (م، ع).
(4) نفس (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 812
نفس نفس آ، و هکذا نسوق الکلام حتی تترتّب نفوس غیر متناهیة فی کلّ واحد من جانبی الدور. و فیه بحث و هو أنّ توقّف الشی‌ء علی الشی‌ء فی الواقع یستلزم المغایرة لا توقف الشی‌ء علی الشی‌ء علی تقدیر تحقّق الدور، و اللازم هاهنا هو هذا، فلا یصح قوله. فنفس آ غیر آ و الجواب أنّ تحقّق الدور یستلزم توقّف الشی‌ء علی نفسه فی الواقع، إذ من المعلوم أنّه إن تحقّق الدور فی الواقع تحقّق توقّف الشی‌ء علی نفسه فی الواقع، و توقّف الشی‌ء علی الشی‌ء فی نفس الأمر مطلقا یستلزم المغایرة بینهما فی الواقع إذ من البیّن أنّه إن تحقّق توقّف الشی‌ء علی نفسه فی الواقع فتحقّقت المغایرة بینهما فی الواقع، فتحقّق الدور فی الواقع یستلزم المغایرة بین الشی‌ء و نفسه فی الواقع.
نعم یتجه أنّه لا یمکن الجمع بین صدق ما لزم من الدور و بین ما هو فی نفس الأمر. فصدق قولنا نفس آ مغایرة لا لا یجامع صدق قولنا نفس آ لیست إلا آ، هکذا فی حواشی شرح المطالع.
و الدور فی الحمّیات عند الأطباء عبارة عن مجموع النوبة عن ابتداء أخذها إلی زمان ترکها و زمان ترکها أی مجموع النوبة و زمان الترک. و قد یطلق الدور علی زمان النوبة من ابتداء أخذها إلی زمان ترکها. و النوبة عندهم زمان أخذ الحمی. قالوا دور المواظبة أی البلغمیة أربعة و عشرون ساعة، و مدّة نوبتها اثنتا عشرة ساعة، و دور السوداویة ثمانیة و أربعون ساعة و مدة نوبتها أربع و عشرون ساعة، کذا فی بحر الجواهر.

الدّوران:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Argumentation،proof
[فی الفرنسیة]Argumentation،preuve
بفتحتین عند الأصولیین من مسالک العلّیّة أی من طرق إثبات کون العلّة علّة، و هو ترتّب الحکم علی الوصف أی العلّة بأن یوجد الحکم فی جمیع صور وجود الوصف و یسمّی الطرد.
و قیل ترتبه علیه وجودا و عدما بأن یوجد الحکم فی جمیع صور وجود الوصف، و یعدم عند عدمه و یسمّی الطرد و العکس کالتحریم مع السّکر، فإنّ الخمر یحرّم إذا کان مسکرا، و تزول حرمته إذا زال إسکاره بصیرورته خلًّا، بخلاف بقیة أوصاف الخمر کالرقة و اللون و الذوق و الرائحة فإنّه لا تزول حرمته بزوال شی‌ء من تلک الأوصاف، هکذا یستفاد من التلویح. و علی الاصطلاح الأخیر ما وقع فی بعض الکتب الوجود عند الوجود هو الطرد و العدم عند العدم هو العکس، و المجموع هو المسمّی بالدوران انتهی. و قد یطلق الطرد مرادفا للدوران علی کلا الرأیین، یدلّ علیه ما وقع فی التلویح فی بحث المناسبة الملائمة هی المناسبة و أنها تقابل الطرد أعنی وجود الحکم عند وجود الوصف من غیر اشتراط ملائمة و تأثیر أو وجوده عند وجوده و عدمه عند عدمه علی اختلاف الرأیین انتهی.

فائدة:

قد اختلف فی إفادة الدوران العلّیة أی دلالته علیها، فقیل یفید مجرد الدوران ظنا، و معنی کونه مجردا أن لا یعقل معه معنی آخر من تأثیر أو إخالة ملائمة أو شبه أو سیر. و قیل یفید قطعا. و قیل لا یفید لا قطعا و لا ظنا.
و تحقیق هذه الأقوال یطلب من العضدی و التلویح.

دوستی:

[فی الانکلیزیة]Friendship
[فی الفرنسیة]Amitie
معناها الصداقة. و عند الصوفیة سبق المحبة الإلهیة. «1»
______________________________
(1) نزدشان سبق محبت إلهی را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 813

الدّویّ:

[فی الانکلیزیة]Humming،buzzing noise in the ear
[فی الفرنسیة]Bourdonnement،bourdonnement doreille
بالفتح و کسر الواو و تشدید المثناة التحتانیة قال السید الشریف هو الصوت الذی لا یفهم منه شی‌ء من الذباب و النحل. و عند الأطباء هو صوت یسمعه الإنسان لا من خارج. و الفرق بینه و بین الطنین أنّ الطنین و إن کان فی عرفهم یطلق علی صوت یسمعه الإنسان لا من خارج إلّا أنّ صوت الطنین أحدّ و أدق و صوت الدوی ألین و أعظم کذا فی بحر الجواهر. و قال الأقسرائی هما یستعملان بمعنی واحد عند الأطباء و هو صوت لا یزال یسمعه الإنسان من غیر شی‌ء من خارج.

الدّیانة:

[فی الانکلیزیة]Faith،belief،piety،righteousness
[فی الفرنسیة]Foi،croyance،piete،droiture
بالکسر و بالفارسیة: راستی و دین‌داری- الصدق و التدیّن- کما فی الصراح. و عند الفقهاء هی و التنزّه و ما بینه و بین اللّه تعالی ألفاظ مترادفه کالقضاء و الحکم و الشرع. فی جامع الرموز فی کتاب الطلاق فی فصل شرط صحة الطلاق إن علّق الزوج طلقة واحدة بولادة ذکر و طلقتین بولادة أنثی فولدتهما و لم یدر الأول طلقت الزوجة واحدة قضاء و اثنتین تنزّها أی دیانة، یعنی فیما بینه و بین اللّه تعالی کما ذکره المصنّف و غیره. و فیه إشارة إلی أنّ الثلاثة عندهم بمعنی کالقضاء و الحکم و الشرع. و إلی أنّ قوله تنزها کقوله قضاء منصوب علی الظرف أی فی قضاء، و نظر القاضی و تصدیقه و فی التنزه، و نظر المفتی و تصدیقه کما فی علاقة المجاز من الکشف و غیره انتهی کلامه.
اعلم أنّ القاضی یجب علیه الحکم بظاهر حال المکلّف و یلزم بما یثبت عنده بالإقرار أو الشهادة و لا یلتفت إلی خلاف الظاهر من القرائن أو إظهار المکلّف، فحکمه إلزام و حتم بحیث یجب علی المحکوم امتثاله، و لا یعذر علی امتناعه بل یعزر علیه. فإن کان حکمه مطابقا للواقع یؤاخذ المحکوم بترکه فی الدنیا و الآخرة، و إن کان مخالفا له فیؤاخذ فی الدنیا إجماعا، و فی الآخرة أیضا عند الإمام الأعظم، و لهذا یسمّی حکم القاضی قضاء بخلاف المفتی فإنّه إنّما یحکم علی حسب إظهار المکلّف سواء کان موافقا للظاهر أو مخالفا له، و یختار ما هو الأحوط فی حقه تنزّها و تورّعا و یفوّض أمره إلی اللّه تعالی. فإن کان صادقا فی إظهاره یجازی علی حسب إخباره، و إن کان کاذبا لا ینفعه حکم المفتی. و لهذا یسمّی حکم المفتی دیانة و فیما بینه و بین اللّه تعالی هکذا فی التلویح و حاشیته.

الدّیة:

[فی الانکلیزیة]Blood money،blood -fine
[فی الفرنسیة]Prix du sang verse،dedommagement paye pour les parents dun tue
بالکسر محذوفة الواو کالعدة، مصدر ودی القاتل المقتول أی أعطی ولیّه المال الذی هو بدل النّفس. ثم قیل لنفس ذلک المال دیة. و قد تطلق علی بدل ما دون النّفس من الأطراف و هو الأرش. و قد یطلق الأرش علی بدل النّفس و حکومة العدل، کذا فی جامع الرموز. و فی البرجندی الدّیة کما تطلق علی المال الذی هو بدل النّفس کذلک قد تطلق بحیث تشتمل المال الذی هو بدل ما دون النّفس. و قد یخصّ هذا باسم الأرش. ثم الدّیة عند أبی حنیفة و أبی یوسف رحمهما اللّه أحد أشیاء ثلاثة: ألف دینار من الذّهب و عشرة آلاف دراهم من الفضة و مائة من الإبل. و الدّیة المغلّظة الواجبة فی القتل شبه العمد عنده خمس و عشرون من بنت مخاض، و کذلک من بنت لبون، و کذلک من حقّه، و کذلک من جذعة و مجموعها مائة إبل، و یقال
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 814
لها المعظّمة أیضا لوجوبها من حیث السّنّ دون العدد. و أما عند محمد رحمه اللّه فهی ثلاثون جذعة و ثلاثون حقّة و أربعون ثنیة، کلّها خلفات أی حوامل فی بطونها أولاد، و هو مرویّ عن عمر رضی اللّه تعالی عنه. و عن علی رضی اللّه تعالی عنه أنها ثلاث و ثلاثون جذعة و ثلاث و ثلاثون حقّة و أربع و ثلاثون خلفة.

دیدة:

[فی الانکلیزیة]Eye
[فی الفرنسیة]Oeil
و معناها العین. و عندهم هی الاطلاع الإلهی علی جمیع أحوال السالک من خیر أو شر «1».

دیر:

[فی الانکلیزیة]Monastery،the world
[فی الفرنسیة]Monastere،le monde
معناها معروف. و عندهم عالم الانسان «2».

الدّین:

[فی الانکلیزیة]Religion،submission،sentence،doomsday
[فی الفرنسیة]Religion،soumission،sentence Jugementdernier
بالکسر و السکون فی اللغة یطلق علی العادة و السیرة و الحساب و القهر و القضاء و الحکم و الطاعة و الحال و الجزاء، و منه مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ «3» و (کما تدین تدان) «4»، و السیاسة و الرأی. و دان عصی و أطاع و ذلّ و عزّ فهو من الأضداد، کذا فی فتح المبین شرح الأربعین للنووی. و فی الشرع یطلق علی الشرع. و یقال الدین هو وضع إلهی سائق لذوی العقول باختیارهم إیّاه إلی الصّلاح فی الحال و الفلاح فی المآل. و هذا یشتمل العقائد و الأعمال.
و یطلق علی کل ملّة کل نبی. و قد یخصّ بالإسلام کما قال اللّه تعالی إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ «5» کذا فی البیضاوی و حواشیه.
و یضاف إلی اللّه تعالی لصدوره عنه و إلی النبی صلی اللّه علیه و سلم لظهوره منه و إلی الأمة لتدینهم و انقیادهم، و یجی‌ء ما یتعلّق بذلک فی لفظ الملّة، و فی لفظ الشرع.

الدّین:

[فی الانکلیزیة]Debt
[فی الفرنسیة]Dette،creance
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة شرعا مال واجب فی الذمة بالعقد أو الاستهلاک أو الاستقراض و یجی‌ء فی لفظ القرض. و یطلق أیضا علی المثلی، و یقابله العین. و بهذا المعنی وقع فی تعریف الإجارة کما مرّ. و الدین حقیقة وصف فی الذمة عبارة عن شغل الذمة بمال وجب بسبب من الأسباب، و یطلق علی المال الواجب فی الذمة مجازا لأنّه یئول إلی المال فی المآل. ثم الدین باعتبار السقوط و عدمه علی قسمین الأول الدین الصحیح و هو الدین الثابت بحیث لا یسقط إلا بالأداء أو الإبراء کدین القرض و دین المهر و دین الاستهلاک و أمثالها.
و الثانی الغیر الصحیح و هو ما یسقط بغیر الأداء و الإبراء بسبب آخر مطلقا مثل دین بدل الکتابة فإنّه یسقط بتعجیز العبد المکاتب نفسه. ثم الدین مطلقا ینقسم باعتبار وجوب الأداء و عدمه علی قسمین الأول الحال و هو ما یجب أداؤه عند طلب الدائن، و یقال له الدّین المعجّل أیضا. و الثانی المؤجّل و هو ما لا یجب أداؤه قبل حلول الأجل، لکن لو أدّی قبله یصحّ و یسقط عن ذمته هکذا فی کتب الفقه. و عند المحاسبین هو العدد المنفی و سیجی‌ء فی لفظ
______________________________
(1) نزدشان اطلاع إلهی را گویند بر جمیع احوال سالک از خیر و شر.
(2) نزدشان عالم انسانی را گویند.
(3) الفاتحة/ 4.
(4) رواه بلفظ: البر لا یبلی و الإثم لا ینسی و الدیان لا یموت فکن ما شئت کما تدین تدان. عبد الرزاق الصنعانی، المصنّف، کتاب الجامع باب الاغتیاب و الشتم، ج 20262، 11/ 178- 179.
(5) آل عمران/ 19.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 815
المثبت.

الدّینار:

[فی الانکلیزیة]Dinar)currency(
[فی الفرنسیة]Dinar)monnaie en or(
بالکسر من دنر وجهه أی أشرق، أصله دنّار بتشدید النون فأبدل النون الأولی یاء لئلّا یلتبس بالمصادر التی تجی‌ء علی فعال بالکسر نحو کذاب. و قیل إنّه معرّب دین‌آر أی جاءت به الشریعة، و هی فی الأصل اسم لمضروب مدور من الذهب، و فی الشریعة اسم لمثقال من ذلک المضروب، کذا فی جامع الرموز. و فی شرح خلاصة الحساب الدینار یقسم ستة أقسام یسمّی کل قسم دانقا، و یقسم کل دانق بأربعة طساسیج، و تقسیم کل طسوج إلی أربعة شعیرات، و قد تقسم الشعیرة إلی ستة أقسام یسمّی کل قسم خردلا، و قد یقسم الطسوج إلی ثلاثة أقسام یسمّی کل قسم حبة. و بعضهم یقسم الدینار إلی ستین قسما یسمّی کل قسم حبة.
فالحبة علی هذا تکن سدس العشر.

دیوانگی:

[فی الانکلیزیة]Madness،frailty
[فی الفرنسیة]Folie،fragilite،faiblesse
معناها الجنون. و عندهم ضعف العاشق (بالنسبة لمعشوقه) «1».
______________________________
(1) نزدشان مغلوبی عاشق را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 816

حرف الذال (ذ)

الذّات:

[فی الانکلیزیة]Essence،substance،the self
[فی الفرنسیة]Essence،substance،le soi
هو یطلق علی معان. منها الماهیّة بمعنی ما به الشی‌ء هو هو و قد سبق تحقیقه فی لفظ الحقیقة. و علی هذا قال فی الإنسان الکامل:
إنّ مطلق الذّات هو الأمر الذی تستند إلیه الأسماء و الصّفات فی عینها لا فی وجودها، فکلّ اسم أو صفة استند إلی شی‌ء، فذلک الشی‌ء هو الذّات، سواء کان معدوما کالعنقاء أو موجودا. و الموجود نوعان نوع هو موجود محض و هو ذات الباری سبحانه، و نوع هو موجود ملحق بالعدم و هو ذات المخلوقات.
و اعلم أنّ ذات اللّه تعالی عبارة عن نفسه التی هو بها موجود لأنّه قائم بنفسه، و هو الشی‌ء الذی استحقّ الأسماء و الصفات بهویّته، فیتصوّر بکلّ صورة تقتضیها منه کل معنی فیه، أعنی اتّصف بکلّ صفة تطلبها کلّ نعت و استحقّ بوجوده کلّ اسم دلّ عل مفهوم یقتضیه الکمال.
و من جملة الکمالات عدم الانتهاء و نفی الإدراک، فحکم بأنّها لا تدرک، و أنّها مدرکة له لاستحالة الجهل علیه تعالی. فذاته غیب الأحدیّة التی کلّ العبارات واقعة علیها من کلّ وجه غیر مستوفیة لمعناها من وجوه کثیرة، فهی لا تدرک بمفهوم عبارة و لا تفهم بمعلوم إشارة، لأنّ الشی‌ء انّما یعرف بما یناسبه فیطابقه، و بما ینافیه فیضادّه، و لیس لذاته فی الوجود مناسب و لا مناف و لا مضادّ فارتفع من حیث الاصطلاح، إذ أمعنّاه فی الکلام، و انتفی لذلک أن یدرک للأنام انتهی.
و فی شرح المواقف للمتکلّمین هاهنا مقامان. الأول الوقوع، فذهب جمهور المحقّقین من الفرق الإسلامیة و غیرهم إلی أنّ حقیقة اللّه تعالی غیر معلوم للبشر، و قد خالف فیه کثیر من المتکلّمین من أصحاب الأشعری و المعتزلة.
و الثانی الجواز، و فیه خلاف. فمنعه الفلاسفة و بعض أصحابنا کالغزالی و إمام الحرمین. و منهم من توقّف کالقاضی أبی بکر و ضرار بن عمرو «1»، و کلام الصوفیة فی الأکثر مشعر بالامتناع.
اعلم أنّهم اختلفوا فی أنّ ذاته تعالی مخالفة لسائر الذوات. فذهب نفاة الأحوال إلی التّخالف و هو مذهب الأشعری و أبی الحسین البصری، فهو منزّه عن المثل و النّدّ. و قال قدماء المتکلّمین ذاته مماثلة لسائر الذّوات فی الذاتیة و الحقیقة، و إنّما یمتاز عن سائر الذوات بأحوال أربعة. الوجوب و الحیاة و العلم التّام و القدرة التامة أی الواجبیّة و الحییّة و العالمیّة و القادریّة التامّتین هذا عند الجبائی. و أما عند أبی هاشم
______________________________
(1) هو ضرار بن عمرو الغطفانی. توفی عام 190 ه/ 805 م. قاض من کبار المعتزلة له الکثیر من المؤلفات. الأعلام 3/ 215، لسان المیزان 3/ 303.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 817
فإنه یمتاز بحالة خامسة هی الموجبة لهذه الأربعة و هی المسمّاة بالإلهیة. و المذهب الحقّ هو الأول انتهی.
و منها الماهیّة باعتبار الوجود و إطلاق لفظ الذات علی هذا المعنی أغلب من الإطلاق الأول و قد سبق أیضا فی لفظ الحقیقة.
و منها ما صدق علیه الماهیّة من الأفراد کما وقع فی شرح التجرید فی فصل الماهیّة، و بهذا المعنی یقول المنطقیون: ذات الموضوع ما یصدق علیه ذلک الموضوع من الأفراد. ثم المعتبر عندهم فی ذات الموضوع فی القضیة المحصورة لیس أفراده مطلقا، بل الأفراد الشخصیة إن کان الموضوع نوعا أو ما یساویه من الخاصّة و الفصل، و الأفراد الشخصیة و النوعیة إن کان جنسا أو ما یساویه من العرض العام. و بعضهم خصّ ذلک مطلقا بالأفراد الشخصیّة و هو قریب إلی التحقیق، و تفصیله یطلب من شرح الشمسیة و شرح المطالع فی تحقیق المحصورات. و هذه المعانی الثّلاثة تشتمل الجوهر و العرض.
و منها ما یقوم بنفسه و هذا لا یشتمل العرض، و تقابله الصّفة بمعنی ما لا یقوم بنفسه، و معنی القیام بالذات یجی‌ء فی محله، هکذا ذکر أحمد جند فی حاشیة شرح الشمسیة فی بحث التّصوّر و التصدیق، و السّید السّند فی حاشیة المطول فی بحث هل فی باب الإنشاء.
و منها ما یقوم به غیره سواء کان قائما بنفسه کزید فی قولنا: زید العالم قائم، أو لا یکون قائما بنفسه کالسّواد فی قولنا: رأیت السّواد الشدید. و بهذا المعنی وقع فی تعریف النّعت بأنّه تابع یدلّ علی ذات کذا فی چلپی المطول فی باب القصر.
و منها الجسم کما فی الأطول و حاشیة المطوّل للسّید السّند فی بحث الاستفهامیة.
و منها المستقلّ بالمفهومیة أی المفهوم الملحوظ بالذّات، و هذا معنی ما قالوا: الذّات ما یصحّ أن یعلم و یخبر عنه و تقابله الصّفة بمعنی ما لا یستقلّ بالمفهومیة، أی ما یکون آلة لملاحظة مفهوم آخر. فالنّسب الحکمیة صفات بهذا المعنی، و أطرافها من المحکوم علیه و المحکوم به ذوات لاستقلالهما بالمفهومیة؛ هکذا ذکر السّید الشریف أیضا فی بحث هل.
قال فی الأطول هذا المعنی للذّات و الصّفة الذی ادّعاه السّید الشریف لم یثبت فی ألسنة مشاهیر الأنام انتهی. و قد ذکر الچلپی أیضا هذا المعنی فی حاشیة المطوّل فی بحث الاستعارة الأصلیة.
و منها الموضوع سمّی به لأنّه ملحوظ علی وجه ثبت له الغیر کما هو شأن الذّوات و تقابله الصّفة بمعنی المحمول سمّیت به لأنّه ملحوظ علی وجه الثّبوت للغیر، هکذا فی الأطول فی بحث هل، و هکذا فی العضدی حیث قال: فی المبادئ: المفردان من القضیة التی جعلت جزء القیاس الاقترانی یسمّیها المنطقیون موضوعا و محمولا، و المتکلّمون ذاتا و صفة، و الفقهاء محکوما علیه و محکوما به، و النحویون مسندا إلیه و مسندا انتهی. قیل ما ذکره من اصطلاح المتکلّمین انّما یصحّ فی ما هو موضوع و محمول بالطّبع کقولنا: الإنسان کاتب لا فی عکسه أی الکاتب إنسان. و أجیب بأنّ المحکوم علیه یراد به ما صدق علیه و هو الذات و المحکوم به یراد به المفهوم و هو الصّفة، و ما قیل إنّ المسند إلیه عند النّحاة قد یکون سورا عند المنطقیین کقولک کلّ إنسان حیوان، فجوابه أنّ المحکوم علیه بحسب المعنی هو الإنسان، هکذا ذکر «1» السّید الشریف فی حاشیته، و بقی
______________________________
(1) ذکر (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 818
أنّ ما ذکره من اصطلاح الفقهاء مخالف لما مرّ فی محلّه فلینظر ثمّة. منها الاسم الجامد و تقابله الصّفة بمعنی الاسم المشتق. و منها الجزء الدّاخل بأن یکون محقّق «1» الذاتی و تقابله الصّفة بمعنی الأمر الخارج، هکذا ذکر أحمد جند فی حاشیة شرح الشمسیة فی بحث التصوّر و التّصدیق و یجی‌ء ما یتعلق بهذا المقام فی لفظ الذّاتی.

الذّات:

[فی الانکلیزیة]Fitted with،possessing
[فی الفرنسیة]Pourvu de،doue،possesseur
هی النّفس اسم ناقص تمامها ذوات. ألا تری عند التّثنیة تقول ذواتان، مثل نواة و نواتان، کذا فی بحر الجواهر. و لهذا ذکرناه مع لفظ الذّاتی و ذات الجنب و غیرها.

ذات الجنب:

[فی الانکلیزیة]Pleurisy
[فی الفرنسیة]Pleuresie
عند الأطباء ورم حارّ مؤلم فی نواحی الصّدر إمّا فی العضلات الباطنة أو فی الحجاب المستبطن أی الدّاخل أو الحجاب الحاجز بین آلات الغذاء و آلات التّنفّس، أو فی العضلات الخارجة الظاهرة، أو الحجاب الخارج بمشارکة الجلد أو بغیر مشارکته. و أهول هذا الورم ما کان فی الحجاب الحاجز نفسه و یسمّی ذات الجنب الخالص. هذا عند الشیخ فإنّه لم یفرّق بینها و بین الشّوصة و البرسام، فهی ألفاظ مترادفة عنده. و قال السّمرقندی «2» إنّ البرسام هو الورم العارض للحجاب الذی بین الکبد و المعدة، و هو حجاب یحول عارضا بینها یتّصل بالحجاب الحاجز، و الشّوصة هو الورم العارض فی أضلاع الخلف، و ذات الجنب الخالص هو الورم العارض للغشاء المستبطن للأضلاع و الحجاب الحاجز إمّا فی الجانب الأیمن و الأیسر کذا فی الأقسرائی. و فی بحر الجواهر ذات الجنب ورم حارّ مؤلم فی نواحی الصّدر، فان کان فی عضل الصّدر و خصوصا الدّاخلة أو فی حجاب الأضلاع من داخل یسمّی شوصة، و إن کان فی الغشاء المستبطن للصّدر یسمّی برساما، و إن کان فی الحجاب الحاجز یسمّی ذات الجنب باسم العام.

ذات الرّئة:

[فی الانکلیزیة]Pneumonia،pulmonary،tuberculosis
[فی الفرنسیة]Pneumonie،tuberculose pulmonaire
عندهم هی ورم فی الرئة کذا فی بحر الجواهر. و فی الأقسرائی هی ورم حارّ فی الرئة.

ذات الصّدر:

[فی الانکلیزیة]Consumption،phthisis
[فی الفرنسیة]Phtisie
عندهم هی ورم یحدث فی الحجاب القاسم للصّدر بنصفین فی الجانب الموضوع علی البطن، و إن کان فی الجانب الموضوع علی القفاء یسمّی ذات العرض، و قال صاحب الذّخیرة: ذات الصّدر تجمّع الصدید فی فراغ الصّدر «3».

ذات الکبد:

[فی الانکلیزیة]Hepatitis
[فی الفرنسیة]Hepatite
عندهم هی ورم یحدث فی الکبد لموادّ حارّة أو باردة تنصبّ و تورمها.

الذّاتی:

[فی الانکلیزیة]Particular،essential،proper،subjective
[فی الفرنسیة]Particulier،essentiel،propre،subjectif
بیاء النّسبة عند المنطقیین یطلق بالاشتراک
______________________________
(1) مخفف (م، ع).
(2) هو محمد بن علی بن عمر، أبو حامد، نجیب الدین السمرقندی. توفی عام 619 ه/ 1222 م. من العلماء بالطب. و قد تقدمت ترجمته تحت اسم: الشیخ نجیب الدین.
(3) و صاحب ذخیره گفته که ذات الصدر گردآمدن ریم است در فضاء سینه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 819
علی معان. منها یقال الذّاتی لکلّ شی‌ء ما یخصّه و یمیّزه عن جمیع ما عداه. و قیل ذات الشّی‌ء نفسه و عینه و هو لا یشتمل العرض.
و الفرق بین الذّات و الشخص أنّ الذات أعمّ من الشخص، لأنّ الذات یطلق علی الجسم و غیره، و الشخص لا یطلق إلّا علی الجسم هکذا فی الجرجانی. منها فی کتاب إیساغوجی فإنّه یطلق فی هذا المقام علی جزء الماهیّة و المراد «1» به الجزء المفرد المحمول علی الماهیّة و هو منحصر فی الجنس و الفصل. و ربّما یطلق علی ما لیس بخارج و هذا أعمّ من الأول لتناوله نفس الماهیّة و جزئها. و التسمیة علی الأول ظاهرة و علی الثانی اصطلاحیة محضة، و الخارج عن الماهیّة یسمّی عرضیّا. و ربّما یطلق الذّاتی علی الجزء مطلقا سواء کان محمولا علی الماهیة أو لم یکن کالواحد للثلاثة.
ثم إنّهم ذکروا للذاتی خواصا ثلاثا، الأولی أن یمتنع رفعه عن الماهیّة بمعنی أنّه إذا تصوّر الذاتی و تصوّر معه الماهیّة امتنع الحکم بسلبه عنها، بل لا بدّ من أن یحکم بثبوته لها.
الثانیة أن یجب إثباته للماهیّة علی معنی أنّه لا یمکن تصوّر الماهیّة إلّا مع تصوّره موصوفة به أی مع التّصدیق بثبوته لها، و هی أخصّ من الأولی لأنّه إذا کان تصوّر الماهیّة بکنهها مستلزما لتصوّر التصدیق بثبوته لها، کان تصوّرهما معا مستلزما لذلک التصدیق کلّیا بدون العکس، إذ لا یلزم من کون التصوّرین کافیین فی الحکم بالثبوت أن یکون أحدهما کافیا مع ذلک. و هاتان الخاصّتان لیستا خاصّتین مطلقتین لأنّ الأولی تشتمل اللوازم البیّنة بالمعنی الأعمّ، و الثانیة بالمعنی الأخصّ. الثالثة و هی خاصّة مطلقة لا یشارک الذّاتی فیها العرضی اللازم، و هی أن یتقدّم علی الماهیّة فی الوجودین الخارجی و الذهنی بمعنی أنّ الذاتی و الماهیّة إذا وجدا بأحد الوجودین کان وجود الذاتی متقدما علیها بالذّات، أی العقل یحکم بأنّه وجد الذاتی أولا فوجدت الماهیّة، و کذا فی العدمیین. لکن التقدّم فی الوجود بالنسبة إلی جمیع الأجزاء و فی العدم بالقیاس إلی جزء واحد.
فإن قیل هذه الخاصّة تنافی ما حکموا به من أنّ الذّاتی متّحد مع الماهیّة فی الجعل و الوجود لاستحالة أن یکون المتقدّم فی الوجود متّحدا فیه مع المتأخّر عنه و تنافی صحّة حمل الذّاتی علی الماهیّة لامتناع حمل أحد المتغایرین فی الوجود علی الآخر، و یستلزم أن یکون کلّ مرکّب فی العقل مرکّبا فی الخارج، مع أنّهم صرّحوا بخلافها.
قلنا ما ذکرناه خاصّة للجزء مطلقا فإنّه أینما کان جزء کان متقدّما فی الوجود و العدم هناک، فالجزء العقلی متقدّم علی الماهیّة فی العقل لا فی الوجود و لا فی الخارج، فلا یلزم شی‌ء مما ذکرتموه. فإذا أرید تمیّزه أیضا عن الجزء الخارجیّ زید الحمل علی اعتبار التّقدّم المذکور لیمتاز به عنه أیضا. و هذه الخواص إنّما توجد للذاتی إذا خطر بالبال مع ما له الذّاتی، لا بمعنی أنّه لا تکون ثابتة للذاتی إلّا عند الإخطار بالبال، فربّما لا تکون الماهیّة و ذاتیاتها معلومة. و تلک الخاصیّات ثابتة لها فضلا عن إخطارها بالبال، بل بمعنی أنّها إنّما یعلم ثبوتها للذاتیات إذا کانت مخطورة بالبال و الشی‌ء خاطر بالبال أیضا، کذا قیل.
و قد یعرف الذّاتی أی الجزء مطلقا بما لا یصحّ توهّمه مرفوعا مع بقاء الماهیّة کالواحد للثّلاثة، إذ لا یمکن أن یتوهّم ارتفاعه مع بقاء ماهیّة الثلاثة، بخلاف وصف الفردیة إذ یمکن أن یتوهّم ارتفاعها عنها مع بقائها. نعم یمتنع
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 820
ارتفاعها مع بقاء ماهیة الثلاثة موجودة، فالحال «1» هاهنا المتصوّر فقط، و هناک التّصوّر و المتصوّر معا، و السّرّ فی ذلک أنّ ارتفاع الجزء هو بعینه ارتفاع الکلّ لا أنّه ارتفاع آخر. و من المستحیل أن یتصوّر انفکاک الشی‌ء عن نفسه، بخلاف ارتفاع اللوازم فإنّه مغایر لارتفاع الماهیّة تابع له فأمکن تصوّر الانفکاک بینهما مع استحالته، و کذا ارتفاع الماهیّة مغایر لارتفاعها مستتبع له، فجاز أن یتصوّر انفکاک أحدهما عن الآخر. و یقال أیضا الذّاتی ما لا یحتاج إلی علّة خارجة عن علّة الذّات بخلاف العرضی فإنّه محتاج إلی الذّات و هی خارجة عن علّتها، کالزوجیة للأربعة المحتاجة إلی ذات الأربعة.
و یقال أیضا هو ما لا تحتاج الماهیّة فی اتّصافها به إلی علّة مغایرة لذاتها، فإنّ السّواد لون لذاته لا بشی‌ء آخر یجعله لونا، و هذه خاصة إضافیة لأن لوازم الماهیة کذلک، فإن الثلاثة فرد فی حد ذاته لا بشی‌ء آخر یجعلها متّصفة بالفردیة.
هذا کلّه خلاصة ما فی شرح المطالع، و ما حقّقه السّید الشریف فی حاشیته.
و ذکر فی العضدی أنّ الذّاتی ما لا یتصوّر فهم الذات قبل فهمه. و قال السّید الشریف فی حاشیته مأخذه هو ما قیل من أنّ الجزء لا یمکن توهّم ارتفاعه مع بقاء الماهیّة بخلاف اللّازم إذ قد یتصوّر ارتفاعه مع بقائها. فمعناه أنّ الذّاتی محمول لا یمکن أن یتصوّر کون الذات مفهوما حاصلا فی العقل بالکنه، و لا یکون هو بعد حاصلا فیه. و هذا التعریف یتناول نفس الماهیّة إذ یستحیل تصوّر ثبوتها عقلا قبل ثبوتها فیه.
و الجزء المحمول إذ یمتنع تصوّر ثبوت الذّات فی العقل و هو معنی کونه مفهوما قبل ثبوته فیه، أی مع ارتفاعه عنه.
ثم قال صاحب العضدی و قد یعرف الذاتی بأنّه غیر معلّل. قال المحقق التفتازانی أی ثبوته للذّات لا یکون لعلّة لأنّه إمّا نفس الذّات أو الجزء المتقدّم، بخلاف العرضی فإنّه إن کان عرضا ذاتیا أولیا یعلّل بالذات لا محالة کزوجیة الأربعة، و إلّا فبالوسائط کالضحک للإنسان لتعجبه. و ما یقال إنّه إن کان لازما بیّنا یعلّل بالذّات، و إلّا فبالوسائط إنّما یصحّ لو أرید العلة فی التصدیق، و لو أرید ذلک انتقض باللوازم البیّنة فإنّ التصدیق بثبوتها للملزومات لا یعلّل بشی‌ء أصلا. نعم یشکل ما ذکر بما أطبق المنطقیون من أنّ حمل الأجناس العالیة علی الأنواع إنّما هو بواسطة المتوسّطات، و حمل المتوسّطات بواسطة السّوافل، حتی صرّح ابن سینا أنّ الجسمیة للإنسان معلّلة بحیوانیّته انتهی.
و مرجع هذا التعریف إلی ما مرّ سابقا من أنّ الذاتی ما لا یحتاج إلی علّة خارجة عن علّة الذات کما لا یخفی.
ثم قال صاحب العضدی: و قد یعرف الذّاتی بالترتّب العقلی، و هو الذی یتقدّم علی الذّات فی التّعقّل انتهی. و ذلک لأنّهما فی الوجود واحد لا اثنینیة أصلا، فلا تقدّم، و هذا التفسیر مختصّ بجزء الماهیّة و الأوّلان یعمّان نفس الماهیّة أیضا.
و حقیقة التّعریفین الأخیرین یرجع إلی الأوّل، و هو ما لا یتصوّر فهم الذات قبل فهمه لأنّ عدم تعلیل الذّاتی مبنی علی أنّه لا یمکن فهم الذّات قبل فهمه، بل بالعکس، و التقدّم فی التعقّل مستلزم لذلک. و إن لم یکن مبنیا علیه. کذا ذکر المحقّق التفتازانی فی حاشیته.
و منها فی غیر کتاب إیساغوجی، قال شارح المطالع و السّید الشریف ما حاصله إنّ للذّاتی معان أخر فی غیر کتاب إیساغوجی یقال علیها بالاشتراک، و هی علی کثرتها ترجع إلی أربعة أقسام:
______________________________
(1) المحال (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 821
الأول ما یتعلّق بالمحمول و هو أربعة.
الأول المحمول الذی یمتنع انفکاکه عن الشی‌ء و یندرج فیه الذّاتیات و لوازم الماهیّة بیّنة کانت أو غیر بیّنة، و لوازم الوجود کالسّواد للحبشی.
و الثانی الذی یمتنع انفکاکه عن ماهیّة الشّی‌ء و یندرج فیه الثلاثة الأول فقط، فهو أخصّ من الأول. و الثالث ما یمتنع رفعه عن الماهیّة بالمعنی المذکور سابقا فی خواصّ الذّاتیّات فهو یختصّ بالذّاتیّات و اللوازم البیّنة بالمعنی الأعمّ فهو أخصّ من الثانی. فإنّ من المعلوم أنّ ما یمتنع رفعه عن الماهیّة فی الذهن بل یجب إثباته لها عند تصوّرهما کان الحکم بینهما من قبیل الأوّلیّات، فلا بد أن یمتنع انفکاکه عنها فی نفس الأمر، و إلّا ارتفع الوثوق عن البدیهیّات، و لیس کلّما یمتنع انفکاکه عن ماهیّة الشی‌ء یجب أن یمتنع رفعه عنها فی الذهن، لجواز أن لا یکون ذلک الامتناع معلوما لنا، کما فی تساوی الزوایا الثّلاث لقائمتین فی المثلّث، و الرابع ما یجب إثباته للماهیّة. و قد عرفت معناه أیضا فهو یختصّ بالذّاتیات و اللوازم البیّنة بالمعنی الأخصّ، فکلّ من هذه الثلاثة الأخیرة أخصّ مما قبله.
و الثانی ما یتعلّق بالحمل و هو ثمانیة.
الأول أن یکون الموضوع مستحقا للموضوعیة، کقولنا الإنسان کاتب فیقال له حمل ذاتی، و لمقابله حمل عرضی. و الثانی أن یکون المحمول أعمّ من الموضوع و بإزائه الحمل العرضی، فالمحمول فی مثل قولنا: الکاتب بالفعل الإنسان ذاتی بهذا المعنی عرضی بالمعنی الأول، لأنّ الوصف و إن کان أخصّ لیس مستحقّا أن یکون موضوعا للذاتی. و الثالث أن یکون المحمول حاصلا بالحقیقة أی محمولا علیه بالمواطأة و الاشتقاق حمل عرضی. و منهم من فسّر الحاصل للموضوع بالحقیقة بما یکون قائما به حقیقة سواء کان حاصلا له بمقتضی طبعه أو لقاسر، کقولنا: الحجر متحرّک إلی تحت أو إلی فوق، و ما لیس کذلک فحمله عرضی، کقولنا جالس السفینة متحرّک، فإنّ الحرکة لیست قائمة به حقیقة بل بالسفینة و هذا أشهر استعمالا حیث یقال للسّاکن فی السفینة المتحرّکة إنّه متحرّک بالعرض لا بالذات.
و الرابع أن یحصل لموضوعه باقتضاء طبعه کقولنا الحجر متحرّک إلی أسفل، و ما لیس باقتضاء طبع الموضوع عرضی. و الخامس أن یکون دائم الثبوت للموضوع و ما لا یدوم عرضی. السادس أن یحصل لموضوعه بلا واسطة و فی مقابله العرضی. و السابع أن یکون مقوّما لموضوعه و عکسه عرضی. و الثامن أن یلحق لا لأمر أعمّ أو أخصّ، و یسمّی فی کتاب البرهان عرضا ذاتیا سواء کان لاحقا بلا واسطة أو بواسطة أمر مساو، و ما یلحق بالأمر الأخصّ أو الأعمّ عرضی، و قد سبق فی المقدّمة فی مبحث الموضوع.
اعلم أنّ حمل الواحد قد یکون ذاتیا باعتبار و عرضیا باعتبار آخر فتأمّل فی الأقسام الثمانیة و کیفیة اجتماعها و افتراقها.
و الثالث ما یتعلّق بالسبب فیقال لإیجاب السبب للمسبب أنّه ذاتی إذا ترتّب علیه دائما کالذبح للموت أو أکثریا کشرب السقمونیا للإسهال، و عرضی إن کان الترتّب أقلیا کلمعان البرق للعثور علی المطر.
و الرابع ما یتعلّق بالوجود، فالموجود إن کان قائما بذاته یقال إنّه موجود بذاته کالجوهر، و إن کان قائما بغیره یقال إنّه موجود بالعرض کالعرض «1».
______________________________
(1) کالعرض (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 822

الذّبحة:

[فی الانکلیزیة]Angina)pectoris(
[فی الفرنسیة]Angine
بالضم و فتح الموحدة و العامّة یسکّنها هی ورم حارّ فی العضلات من جانب الحلقوم التی بها یکون البلع. قال العلّامة. و قد تطلق الذّبحة علی الاختناق أیضا. و الشیخ لا یفرّق بینهما.
و قیل هی ورم اللوزتین کذا فی بحر الجواهر.

الذّبول:

[فی الانکلیزیة]Etiolation،fading
[فی الفرنسیة]Etiolement،fletrissure
بالضمّ و ضمّ الموحدة المخفّفة فی اللغة پر مردن کما فی الصراح. قال الحکماء هو ضد النموّ و هما من أنواع الحرکة الکمیّة، و یفسّر بانتقاص حجم أجزاء الجسم الأصلیة بسبب ما ینفصل عنه فی جمیع الأقطار علی نسبة طبیعیة.
فبقید الانتقاص خرج النموّ و السّمن و التخلخل و الورم و الازدیاد الصّناعی لأنّها ازدیاد حجم الأجزاء، و الأصلیة صفة الأجزاء. و خرج بها الهزال لأنّه انتقاص فی الأجزاء الزائدة، و تفسیر الأجزاء الأصلیة و الزائدة یجی‌ء فی لفظ النموّ.
و بقید بسبب ما ینفصل عنه یخرج التّکاثف الحقیقی لأنّه بلا انفصال، و المراد الانتقاص الدّائمی لأنّه المتبادر بناء علی کونه الفرد الکامل، فلا ینتقض التعریف برفع الورم إذا کان عن الأجزاء الأصلیة فی جمیع الأقطار، لأنّه لا یکون دائما فی الأجزاء الأصلیة، و لا یظهر فائدة قید علی نسبة طبیعیة و یجری فی هذا التفسیر بظاهره ما یجی‌ء فی تعریف النموّ، کذا یستفاد من العلمی فی بحث الحرکة. و یطلق الذّبول أیضا علی بعض أقسام البحران، و یسمّی بالذّوبان، و قد مرّ فی فصل الراء من باب الباء الموحدة و یطلق أیضا علی أقسام حمّی الدق، و قد مرّ فی لفظ الحمّی.

الذّبیحة:

[فی الانکلیزیة]Sheep with a cut throat،offertory،sacrifice
[فی الفرنسیة]Bete egorgee،offrande،sacrifice
بالفتح کالعقیدة لغة ما سیذبح من النّعم فإنّه منتقل من الوصفیة إلی الاسمیة إذ الذبیح ما ذبح کما فی الرّضی و غیره فلیس الذبیحة المزکاة کما ظنّ و شریعة قطع الحلقوم من باطن عند المفصّل «1»، و هو مفصل ما بین العنق و الرأس و هو مختار المطرزی «2». و المشهور أنّه قطع الأوداج و هو شامل لقطع المری‌ء أیضا. و لذا قالوا زکاة الاختیار ذبح أی قطع الأوداج بین الحلق و اللّبة، أی المنخر و عروقه المری‌ء أی مجری الطعام و الشراب؛ و الودجان و هما عرقان عظیمان فی جانبی قدّام العنق بینهما الحلقوم و المری‌ء. فالذبح شرعا علی قسمین اختیاری و هو ما مرّ و اضطراری و هو قطع عضو أیّما کان بحیث یسیل منه الدّم المسفوح، و ذلک فی الاصطیاد و هکذا فی جامع الرموز.

ذخائر اللّه:

[فی الانکلیزیة]Relic،the chosen ones)by God(،saints،-
[فی الفرنسیة]Relique،les elus de Dieu،les saints
قوم من أولیائه تعالی یدفع بهم البلاء عن عباده کما یدفع بالذخیرة بلاء الفاقة، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

الذّراع:

[فی الانکلیزیة]Arm،elbow،05 cm
[فی الفرنسیة]Bras،coudee،05 cm
بالکسر و الراء المهملة المخففة بمعنی العضد و من أوّل الکتف إلی نهایة أصابع الید، و فی الحیوانات ما فوق القدم، و مقیاس به
______________________________
(1) الفصیل (م).
(2) هو ناصر بن عبد السید أبی المکارم ابن علی، أبو الفتح، برهان الدین الخوارزمی المطرّزی. ولد بخوارزم عام (578 ه/ 1144 م) و توفی فیها عام (610 ه/ 1213 م) أدیب و عالم باللغة، فقیه حنفی من علماء الاعتزال. له العدید من المؤلفات.
الأعلام 7/ 348، بغیة الوعاة 402، وفیات الأعیان 2/ 151، إرشاد الأریب 7/ 202، الفوائد البهیة 218، الجواهر المضیئة 2/ 190.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 823
یقیسون طول المسافات و الأشیاء. و فخذ الجمل و أصل الرّمح و اسم قبیلة و اسم منزلة من منازل القمر. و هی عدّة نجوم تقع علی ذراع برج الأسد. و یقال: رجل واسع الذّراع: یعنی جید الخلق. کذا فی المنتخب. و الذّراع: هو مقیاس عند الفقهاء، و بالفارسیة یقال له: گز و طوله أربعة و عشرون إصبعا مضمومة سوی الإبهام بعدد حروف «1» لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه، و کلّ إصبع ستّ شعیرات مضمومة بطون بعضها إلی بعض. و یسمّی بذراع الکرباس، و هو المعتبر فی تقدیر العشر فی العشر. و اعتبره أهل الهیئة فی مساحة قطر الأرض و الکواکب و أبعادها و ثخن الأفلاک، و هذا هو الذراع الجدید. و أمّا الذراع القدیم فإثنان و ثلاثون إصبعا. و قیل هو الهاشمی و القدیم هو سبعة و عشرون إصبعا. و قیل ذراع الکرباس سبع قبضات و ثلاث أصابع. و قیل سبع قبضات بإصبع قائمة فی المرّة السّابعة. و ذراع المساحة و یسمّی بذراع الملک أیضا سبع قبضات فوق کلّ قبضة إصبع قائمة. و قیل ذراع المساحة سبع قبضات و ذراع الکرباس أنقص منه بإصبع.
و قیل ذراع المساحة سبع قبضات مع إصبع قائمة فی القبضة السابعة، و ذراع العامّة و یسمّی الذراع المکسّر ستّ قبضات سمّیت بذلک لأنّها نقصت من ذراع الملک أی ملک الأکاسرة بقبضة، ذکره فی المغرب. ثم إنّ هذه الأذرع هی الطولیة و تسمّی بالخطّیة. و أمّا الذراع السّطحی فهو ما یحصل من ضرب الطّولی فی نفسه و یسمّی بالذّراع الجسمی هو ما یحصل من ضرب الطولی فی مربّعه، هکذا یستفاد من البرجندی و جامع الرموز و بعض کتب الحساب.

الذّرة:

[فی الانکلیزیة]Atom
[فی الفرنسیة]Atome
بالفتح هی نصف سدس القطمیر و سیأتی فی لفظ المثقال. و قیل الذرة لیس لها وزن کما فی بحر الجواهر.

الذّروة:

[فی الانکلیزیة]Apogee
[فی الفرنسیة]Apogee
بالضمّ و الکسر و هو المشهور و بسکون الراء فی اللغة العلوّ. و عند أهل الهیئة تطلق بالاشتراک علی معنیین: أحدهما ما یسمّی بالذّروة المرئیة المسمّاة أیضا بالبعد الأبعد المقوّم. و هی موقع الخطّ الخارج من مرکز العالم المارّ بمرکز التّدویر علی أعلی التدویر، و یقابلها الحضیض المرئی المسمّی بالبعد الأقرب المقوّم أیضا. و توضیحه أنا إذا أخرجنا خطا من مرکز العالم إلی مرکز التدویر منتهیا إلی السطح المحدّب من الحامل فلا محالة یقطع ذلک الخطّ الحامل علی نقطتین مشترکتین بین التّدویر و الحامل، إحداهما و هی النقطة المشترکة بین السطح المحدّب للحامل و بین سطح التّدویر، و هی التی هی مبدأ النّطاق الأول تسمّی بالذروة المرئیة، و هی نقطة علی أعلی التدویر بالقیاس إلی مرکز العالم. و ثانیتهما و هی النقطة المشترکة بین السّطح المقعّر من الحال و بین سطح التّدویر، و هی التی هی مبدأ النّطاق الثالث، تسمّی بالحضیض المرئی و هی أقرب نقطة علی أسفل التدویر بالقیاس إلی مرکز العالم. و ثانیهما ما یسمّی بالذروة الوسطیة و قد تسمّی أیضا بالذروة المستویة و البعد الأبعد الوسط و هی موقع الخطّ الخارج من مرکز معدّل المسیر أو من نقطة المحاذات علی أعلی التدویر و بإزائها الحضیض الأوسط و الوسطی و المستوی و البعد الأقرب الوسط، فإنّا إذا أخرجنا خطا من
______________________________
(1) بازو و از آرنج تا انگشتان و در حیوانات از پاچه بالاتر را ذراع گویند و گزی گه بأو چیزها پیمایند و ران شتر و بن نیزه و قبیله است و نام منزلست از منازل قمر و آن ستاره چند است که بر ذراع برج اسد واقع شده‌اند و یقال رجل واسع الذراع خوش خلق کذا فی المنتخب. و الذّراع بمعنی گز عند الفقهاء أربعة و عشرون إصبعا مضمومة سوی الإبهام.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 824
مرکز معدّل المسیر فی المتحیّرة أو من نقطة المحاذاة فی القمر، فتقاطعه مع أعلی التدویر هو الذّروة الوسطی و مع أسفله هو الحضیض الوسطی. ثم اعلم أنّ الذروتین و کذا الحضیضین ینطبق أحدهما علی الآخر إذا کان مرکز التدویر فی أوج الحامل أو حضیضه، و فی غیر هذین الموضعین یفترقان. هذا کلّه خلاصة ما فی شرح الملخّص للسّید السّند، و ما ذکر الفاضل عبد العلی فی شرح التذکرة حاشیة شرح الملخص للقاضی.

الذّفر:

[فی الانکلیزیة]High smell،stink
[فی الفرنسیة]Odeur forte،puanteur
بفتح الذال و الفاء هو شدّة الرّیح طیبة کانت أو خبیثة. و مراد الفقهاء فی قولهم الذّفر عیب نتن الإبط، فمن الظّنّ الفاسد أنّ فی المغرب مرادهم «1» منه حدة الرائحة منتنة أو طیبة لأنّه قال: أراد منه الصّنان بضم المهملة و هو نتن الإبط، علی أنّ عدّ الرائحة الطیّبة من العیوب عیب لا یخفی علی عاقل. کذا فی جامع الرموز فی کتاب البیع فی بیان خیار العیب.

الذّفری:

[فی الانکلیزیة]Apophysis mastoid
[فی الفرنسیة]Apophyse mastoide
بالگسر یقول بعضهم: خلف الأذن حیث تصل إلیه الأذن، و الجمع الذفاری. و قال فی الخلاص: إن الذفریان هما طرفا الأذن. و یقول العلامة التفتازانی بأنّ الذفری هی أصل الأذن و موضع العرق خلف الأذن، کذا فی بحر الجواهر «2». و فی الصراح یقال هذه ذفری بلا تنوین لأنّ ألفها للتأنیث. و بعضهم ینوّنه فی النکرة و یجعل ألفها للإلحاق بدرهم.

الذّکاء:

[فی الانکلیزیة]Intelligence،sagacity
[فی الفرنسیة]Intelligence،sagacite
بالفتح کالسّواء سرعة الفطنة کذا فی القاموس. و عرف بشدة قوة للنفس معدّة لاکتساب الآراء أی العلوم التصوّریة و التصدیقیة، و هذه القوة تسمّی بالذهن. و جودة تهیؤها لتصوّر ما یرد علیها من الغیر تسمّی بالفطنة. و الغباوة عدم الفطنة عمّا من شأنه الفطنة، فمقابل الغبی الفطن کذا فی المطول فی بحث البلاغة. قال الچلپی ما حاصله إنّه علی هذا الذکاء أعمّ من الفطنة انتهی. أقول بیانه أنّ الذّهن قوة للنفس تهیّؤ بها «3» لاکتساب العلوم أی لتحصیلها بالنظر و غیره، فإنّ الاکتساب أعمّ من النظر و الاستدلال کما یجی‌ء فی موضعه، و العلم أعمّ من أن یکون تصوّر مراد «4» المتکلّم من کلامه، أی فهم معناه و إدراکه المعبّر عنه بقوله لتصوّر ما یرد علیه من الغیر، و أن یکون غیر ذلک، فشدّة هذه القوة و جودتها هی الذکاء ثم شدّة هذه القوة و جودتها لتصوّر ما یرد علیه من الغیر أی شدّتها لتهیؤ النفس بهذا العلم الخاص أی العلم بمراد «5» المتکلّم هی الفطنة فهی أخصّ من الذکاء لأنّها قسم منها. قیل هذا بحسب اللغة و أمّا بحسب الاصطلاح فقد تستعمل الذکاء فی الفطانة، یقال رجل ذکی و یریدون به المبالغة فی فطانته، فعلی هذا مقابل الغبی یکون الذّکی انتهی. فمعنی رجل ذکی رجل شدید الفطانة قد بلغ فی الفطانة النهایة.
______________________________
(1) مقصودهم (م، ع).
(2) بالکسر بعضی گویند آنجا که گوش بوی رسد از گردن الذفاری الجمع.. و در خلاص گفته که ذفریان هر دو کنار گوش است.
و علامه تفتازانی گفته که ذفری بیخ گوش است و موضعی که عرق کند در پس گوش کذا فی بحر الجواهر.
(3) تتهیأ (م، ع).
(4) مقصود (م، ع).
(5) بمقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 825
و فی الأطول هاهنا سؤال مشهور و هو أنّ الذّکاء یجامع اکتساب الرأی فکیف یکون معدّا له؟
و أجیب بأنّ المعدّ بمعنی المهیّئ لا بمعنی المعدّ الاصطلاحی. قال و نحن نقول یجوز أن یکون بمعنی المعدّ اصطلاحا، و لا نسلم أنّ شدة القوة تجامع اکتساب الرأی، بل حین حصول الاکتساب تفتر القوة. و قد یفسّر الذّکاء بملکة سرعة انتاج القضایا و سهولة إخراج «1» النتائج بواسطة کثرة مزاولة المقدّمات المنتجة کالبرق اللامع، فلا یشتمل ملکة اکتساب الآراء التصوّریة و سرعة الإنتاج و سهولة الاستخراج النظریّتین، فیکون أخصّ من التفسیر الأول بمرتبتین. انتهی کلام الأطول فی بحث التشبیه.

الذّکر:

[فی الانکلیزیة]Remembrance،reputation
[فی الفرنسیة]Souvenir،renommee
بالکسر و سکون الکاف فی اللغة علی ضربین. ذکر هو خلاف النّسیان کقوله تعالی:
وَ ما أَنْسانِیهُ إِلَّا الشَّیْطانُ أَنْ أَذْکُرَهُ «2» و ذکر هو قول و هو علی ضربین: قول لا عیب فیه للمذکور و هو کثیر فی الکلام، و قول فیه عیب للمذکور کقوله تعالی حکایة عن إبراهیم قالُوا سَمِعْنا فَتًی یَذْکُرُهُمْ یُقالُ لَهُ إِبْراهِیمُ «3» أی یعیبهم، کذا فی بعض کتب اللغة.
اعلم أنّ الذکر یجی‌ء لمعان کثیرة الأول التلفّظ بالشی‌ء. و الثانی إحضاره فی الذهن بحیث لا یغیب عنه و هو ضدّ النسیان. و الثالث الحاصل بالمصدر و یجمع علی أذکار و هی الألفاظ التی ورد الترغیب فیها. و الرابع المواظبة علی العمل سواء کان واجبا أو ندبا.
و الخامس ذکر اللسان نحو قوله تعالی فَاذْکُرُوا اللَّهَ کَذِکْرِکُمْ آباءَکُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِکْراً «4» و السادس ذکر القلب نحو قوله تعالی ذَکَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ «5». و السابع الحفظ نحو قوله تعالی وَ اذْکُرُوا ما فِیهِ «6» و الثامن الطاعة و الجزاء نحو قوله تعالی فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ «7» و التاسع الصلوات الخمس نحو قوله تعالی فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْکُرُوا اللَّهَ «8» و العاشر البیان نحو قوله تعالی أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَکُمْ ذِکْرٌ مِنْ رَبِّکُمْ «9» و الحادی عشر الحدیث نحو قوله تعالی اذْکُرْنِی عِنْدَ رَبِّکَ «10» و الثانی عشر القرآن نحو قوله تعالی وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْرِی «11» و الثالث عشر العلم بالشرائع نحو قوله تعالی فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ «12» و الرابع عشر الشرف نحو قوله تعالی: وَ إِنَّهُ لَذِکْرٌ لَکَ «13» و الخامس عشر العیب نحو قوله تعالی: أَ هذَا الَّذِی یَذْکُرُ آلِهَتَکُمْ «14» و السادس عشر الشکر نحو قوله تعالی وَ اذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیراً «15» و السابع عشر صلاة الجمعة نحو فَاسْعَوْا إِلی ذِکْرِ اللَّهِ «16» و الثامن عشر صلاة العصر نحو قوله تعالی عَنْ ذِکْرِ رَبِّی «17» و ذکری مصدر بمعنی الذکر و لم یجی‌ء مصدر علی فعلی غیر هذا نحو قوله تعالی وَ ذِکْری لِلْمُؤْمِنِینَ «18» وَ ذِکْری لِأُولِی الْأَلْبابِ «19» وَ أَنَّی لَهُ الذِّکْری «20» و الذّکر ضدّ الأنثی و جمعه الذّکور
______________________________
(1) استخراج (م، ع).
(2) الکهف/ 63.
(3) الأنبیاء/ 60.
(4) البقرة/ 200.
(5) آل عمران/ 135.
(6) البقرة/ 63.
(7) البقرة/ 152.
(8) البقرة/ 239.
(9) الأعراف/ 63.
(10) یوسف/ 42.
(11) طه/ 124.
(12) النحل/ 43.
(13) الزخرف/ 44.
(14) الأنبیاء/ 36.
(15) الأنفال/ 45.
(16) الجمعة/ 9.
(17) ص/ 32.
(18) هود/ 120.
(19) ص/ 43.
(20) الفجر/ 23.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 826
و بمعنی العضو المخصوص و جمعه مذاکیر و هذا الجمع علی خلاف القیاس. و عند السالکین هو الخروج من میدان الغفلة إلی فضاء المشاهدة علی غلبة الخوف أو لکثرة الحبّ. و قیل الذکر بساط العارفین و نصاب المحبّین و شراب العاشقین. و قیل الذکر الجلوس علی بساط الاستقبال بعد اختیار مفارقة الناس، و الذکر أفضل الأعمال: (قیل یا رسول اللّه: أیّ الأعمال أفضل؟ قال أن تموت و لسانک رطب بذکر اللّه تعالی) «1»، و قال أیضا: (من أکثر ذکر اللّه برئ من النفاق) «2» کذا فی خلاصة السلوک.

الذّمّ:

[فی الانکلیزیة]Blame،rebuke،denigration
[فی الفرنسیة]Blame،reprimande،denigrement
بالفتح ضد المدح و هو قول أو فعل أو ترک قول أو فعل ینبئ عن اتّضاح حال الغیر و انحطاط شأنه کما فی شرح المواقف فی تعریف الحسن و القبح.

الذّمّة:

[فی الانکلیزیة]Obligation،guarantee،debt
[فی الفرنسیة]Obligation،garantie،caution،dette
بالکسر قال بعض الفقهاء إنّ الذّمة أمر لا معنی له، بل هی من مخترعات الفقهاء یعبّرون عن وجوب الحکم علی المکلّف بثبوته فی ذمّته، و هذا القول لیس بصحیح إذ فی المغرب أنّ الذمّة فی اللغة العهد و یعبّر بالأمان و الضّمان، و یسمّی محلّ التزام الذمّة بها فی قولهم ثبت فی ذمتی کذا أی علی نفسی. فالذمة فی قول الفقهاء یراد به نفس المکلف. و ذکر القاضی الإمام أبو زید أنّ الذمّة شرعا وصف یصیر به الإنسان أهلا لما له و لما علیه، فإنّ اللّه تعالی لمّا خلق الإنسان محلا للأمانة أکرمه بالعقل و الذمة حتی صار أهلا لوجوب الحقوق له و علیه، و ثبت له حقوق العصمة و الحرّیة و المالکیة، کما إذا عاهدنا الکفار و أعطیناهم الذّمّة ثبت لهم و علیهم حقوق المسلمین فی الدنیا، و هذا هو العهد الذی جری بین اللّه تعالی و عباده یوم المیثاق. ثم هذا الوصف غیر العقل، إذ العقل لمجرّد فهم الخطاب فإنّ اللّه تعالی عند إخراج الذّریة یوم المیثاق جعلهم عقلاء، و إلّا لم یجز الخطاب و السؤال و لا الإشهاد علیهم بالجواب، و لو کان العقل کافیا للإیجاب لم یحتج إلی الإشهاد و السؤال و الجواب، فعلم أنّ الإیجاب لأمر ثبت بالسؤال و الجواب و الإشهاد و هو العهد المعبّر عنه بالذّمّة. فلو فرض ثبوت العقل بدون الذّمّة لم یثبت الوجوب له و علیه. و الحاصل أنّ هذا الوصف بمنزلة السّبب لکون الإنسان أهلا للوجوب له و علیه، و العقل بمنزلة الشّرط.
و معنی قولهم وجب ذلک فی ذمّته الوجوب علی نفسه باعتبار ذلک الوصف، فلما کان الوجوب متعلقا به جعلوه بمنزلة ظرف یستقر فیه الوجوب دلالة علی کمال التعلّق و إشارة إلی أنّ هذا الوجوب إنّما هو باعتبار العهد و المیثاق الماضی، کما یقال وجب فی العهد و المروءة أن یکون کذا و کذا. و أمّا علی ما ذکره فخر الإسلام من أنّ المراد «3» بالذّمة فی الشرع نفس و رقبة لها ذمّة و عهد، فمعنی هذا القول أنّه وجب علی نفسه باعتبار کونها محلا لذلک العهد. فالرّقبة تفسیر للنفس، و العهد تفسیر للذّمة، و هذا فی التحقیق من تسمیة المحل باسم الحال، و المقصود واضح. هذا کله خلاصة ما فی التلویح و حاشیته للفاضل الچلپی و البرجندی فی باب الکفالة.
______________________________
(1) عزاه المتقی الهندی فی کنز العمال، إلی ابن شاهین و ابن النجار. بلفظ «من ذکر اللّه». کنز العمال، کتاب الأذکار، باب الذکر، حدیث 3939. ج 3، ص 247.
(2) رواه الدیلمی فی الفردوس بمأثور الخطاب، حدیث 5768. ج 3، ص 564.
(3) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 827

الذمّیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Dhammiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Dhammiyya)secte(
بالفتح و بیاء النسبة فرقة من غلاة الشیعة لقبوا بذلک لأنّهم ذمّوا محمدا صلی اللّه علیه و آله و سلم لأنّ علیا هو الإله، و قد بعثه لیدعو الناس إلیه فدعا إلی نفسه. و قال بعضهم بإلهیة محمد و علی و لهم فی التقدیم خلاف. فبعضهم یقدّم علیا فی أحکام الإلهیة. و بعضهم یقدّم محمدا. و قال بعضهم بإلهیة خمسة أشخاص یسمّون أصحاب العباء محمد و علی و فاطمة و الحسنان علیه و علیهم الصلاة و السلام، و زعموا أنّ هذه الخمسة شی‌ء واحد و أنّ الروح حالّة فیهم بالسّویة لا مزیّة لواحد منهم علی آخر و لا یقولون بفاطمة تحاشیا عن وسمة «1» التأنیث کذا فی شرح المواقف، فهؤلاء کفار مشرکون بلا ریب.

الذّنب:

[فی الانکلیزیة]Guilt،mistake،sin
[فی الفرنسیة]Culpabilite،faute،peche
بالفتح و سکون النون عند أهل الشرع ارتکاب المکلّف أمرا غیر مشروع و الأنبیاء معصومون عن الذّنب دون الزلّة. و الزلّة عبارة عن وقوع المکلّف فی أمر غیر مشروع فی ضمن ارتکاب أمر مشروع، کذا فی مجمع السلوک فی الخطبة فی تفسیر الصلاة.
ثم الذّنوب علی قسمین کبائر و صغائر.
و من الناس من قال جمیع الذنوب و المعاصی کبائر کما یروی سعید بن جبیر «2» عن ابن عباس أنّه قال: کلّ شی‌ء عصی اللّه فیه فهو کبیرة، فمن عمل شیئا فلیستغفر اللّه، فإنّ اللّه لا یخلّد فی النار من هذه الأمة إلّا راجعا عن الإسلام أو جاحد فریضة أو مکذّبا بقدر، و هذا القول ضعیف لقوله تعالی وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ مُسْتَطَرٌ «3» و لقوله إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ «4» إذ الذنوب لو کانت بأسرها کبائر لم یصح الفصل بین ما یکفّر باجتناب الکبائر و بین الکبائر، و لقوله علیه السلام (الکبائر الإشراک باللّه و الیمین الغموس و عقوق الوالدین و قتل النفس) «5» و لقوله تعالی:
وَ کَرَّهَ إِلَیْکُمُ الْکُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْیانَ «6» فلا بدّ من فرق بین الفسوق و العصیان لیصحّ العطف، لأنّ العطف یقتضی المغایرة بین المعطوف و المعطوف علیه. فالکبائر هی الفسوق و الصّغائر هی العصیان، فثبت أنّ الذنوب علی قسمین: صغائر و کبائر. و القائلون بذلک فریقان.
منهم من قال الکبیرة تتمیّز عن الصغیرة فی نفسها و ذاتها، و منهم من قال هذا الامتیاز إنّما یحصل لا فی ذواتها بل بحسب حال فاعلها.
أمّا القول الأوّل فالقائلون به اختلفوا اختلافا شدیدا. فالاول قال ابن عباس: کلّ ما جاء فی القرآن مقرونا بذکر الوعید کبیرة نحو قتل النفس و قذف المحصنة و الزّنی و الربا و أکل مال الیتیم و الفرار من الزّحف، و هو ضعیف لأنّ کلّ ذنب فلا بد و أن یکون متعلّق الذّم فی العاجل و العقاب فی الآجل. فالقول بأنّ کلّ ما جاء فی القرآن مقرونا الخ یقتضی أن یکون کلّ ذنب
______________________________
(1) وصمة (م).
(2) هو سعید بن جبیر الأسدی الکوفی، أبو عبد اللّه. ولد عام 45 ه/ 665 م و توفی بواسط عام 95 ه/ 714 م. تابعی، من کبار العلماء، فقیه محدث. خرج علی الأمویین حتی قبض علیه و قتله الحجاج. الأعلام 3/ 93، وفیات الأعیان 1/ 204، طبقات ابن سعد 6/ 178، تهذیب التهذیب 4/ 11، حلیة الأولیاء 4/ 272.
(3) القمر/ 53.
(4) النساء/ 31.
(5) رواه الترمذی فی الجامع، کتاب تحریم الدم، باب الکبائر، حدیث (4010)، ج 7، ص 89.
(6) الحجرات/ 7.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 828
کبیرا و قد أبطلناه. الثانی قال ابن مسعود:
افتحوا سورة النّساء، فکلّ شی‌ء نهی اللّه عنه حتی ثلاثة و ثلاثین آیة فهو کبیرة. ثم قال مصداق ذلک إن تجتنبوا کبائر ما تنهون عنه، الآیة. هو ضعیف أیضا لأنّه ذکر کثیرا من الکبائر فی سائر السّور، فلا معنی لتخصیصها بهذه السورة. الثالث قال قوم کلّ عمد فهو کبیرة و هو ضعیف أیضا لأنّه إن أراد بالعمد أنّه لیس بساه عن فعله فما ذا حال الذی نهی اللّه عنه فیجب، علی هذا أن یکون کلّ ذنب کبیرا و قد أبطلناه. و إن أراد بالعمد أن یفعل المعصیة مع العلم بأنّها معصیة فمعلوم أنّ الیهود و النصاری یکفرون بنبوّة محمد علیه السلام و هم لا یعلمون أنّه معصیة و مع ذلک کفر.
و أمّا القول الثانی فالقائلون به هم الذین یقولون: إنّ لکلّ طاعة قدرا من الثواب و لکلّ معصیة قدرا من العقاب، فإذا أتی الإنسان بطاعة و استحقّ بها ثوابا ثم أتی بمعصیة و استحقّ بها عقابا فههنا الحال بین ثواب الطاعة و عقاب المعصیة بحسب القسمة العقلیة علی ثلاثة أوجه.
أحدها أن یتعادلا، و هذا و إن کان محتملا بحسب التقسیم العقلی إلّا أنّه دلّ الدلیل السمعی علی أنّه لا یوجد لأنّه قال تعالی: فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ «1» و لو وجد مثل هذا المکلف وجب أن لا یکون فی الجنة و لا فی السعیر. و ثانیها أن یکون ثواب طاعة أزید من عقاب معصیة و حینئذ ینحبط ذلک العقاب بما یساویه من الثواب و یفضل من الثواب شی‌ء، و مثل هذه المعصیة هی الصغیرة و هذا الانحباط هو المسمّی بالتکفیر. و ثالثها أن یکون عقاب معصیة أزید من ثواب طاعة، و حینئذ ینحبط ذلک الثواب بما یساویه من العقاب و یفضل من العقاب شی‌ء، و هذا الانحباط هو المسمّی بالانحباط و مثل هذه المعصیة هی الکبیرة، و هذا قول جمهور المعتزلة. و هذا مبنی علی أنّ الطاعة توجب ثوابا و المعصیة توجب عقابا، و علی القول بالإحباط و کلاهما باطلان عندنا معاشر أهل السّنة.
ثم اعلم أنّه اختلف الناس فی أنّ اللّه تعالی هل میّز جملة الکبائر عن جملة الصغائر أم لا؟ و الأکثرون قالوا إنّه تعالی لم یمیّز ذلک لأنّه تعالی لمّا بیّن أنّ الاجتناب عن الکبائر یوجب التکفیر عن الصغائر، فإذا عرف العبد أنّ الکبائر لیست إلّا هذه الأصناف «2» المخصوصة عرف أنّه متی احترز عنها صارت صغائره مکفّرة، فکان ذلک إغراء له بالإقدام علی تلک الصغائر، فلم یعرف اللّه فی شی‌ء من الذنوب أنّه صغیرة فلا ذنب یقدم علیه إلّا و یجوز کونه کبیرة، فیکون ذلک زاجرا له عن الإقدام. قالوا و نظیره فی الشریعة إخفاء لیلة القدر فی لیالی رمضان و ساعة الإجابة فی ساعات الجمعة و وقت الموت فی جملة الأوقات. و الحاصل أنّ هذه القاعدة تقتضی أن لا یبیّن اللّه تعالی فی شی‌ء من الذنوب أنّه صغیرة و أن لا یبیّن أنّ الکبائر لیست إلّا کذا و کذا، لأنّه لو بیّن ذلک لصارت الصغیرة معلومة، لکن یجوز فی بعض الذنوب أن یبیّن أنّه کبیرة. روی أنه علیه السلام قال: (ما تعدون الکبائر. فقالوا اللّه و رسوله أعلم. فقال: الإشراک باللّه و قتل النفس المحرّمة و عقوق الوالدین و الفرار من الزّحف و السّحر و أکل مال الیتیم و قول الزور و أکل الربو و قذف الغافلات المحصنات) «3». و عن عبد اللّه بن عمر
______________________________
(1) الشوری/ 7.
(2) الأوصاف (م، ع).
(3) روی مسلم نحوه دون قوله: «ما تعدون الکبائر». فی الصحیح، کتاب الإیمان، باب الکبائر، حدیث 145- (89) ج 1، ص 92.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 829
رضی اللّه عنهما أنّه ذکرها و زاد فیها استحلال بیت الحرام و شرب الخمر. و عن ابن مسعود رضی اللّه عنه أنه زاد فیه القنوط من رحمة اللّه و الیأس من رحمة اللّه و الأمن من مکر اللّه.
و ذکر عبد اللّه بن عباس أنّها سبعة و قال هی إلی التسعین أقرب، و فی روایة إلی سبعمائة أقرب کذا فی التفسیر الکبیر فی تفسیر قوله تعالی إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ «1» الخ فی سورة النساء. و فی معالم التنزیل «2» قال ضحاک: ما وعد اللّه علیه حدا فی الدنیا و عذابا فی الآخرة فهو کبیرة. و قال بعضهم ما سمّاه اللّه تعالی فی القرآن کبیرة أو عظیما فهو کبیرة. و قال سفیان الثوری الکبائر ما کان من المظالم بینک و بین العباد، و الصغائر ما کان بینک و بین اللّه تعالی، لأنّ اللّه تعالی کریم یعفو. و قیل الکبیرة ما قبح فی العقل و الطبع مثل القتل و الظّلم و الزّنی و الکذب و النّمیمة و نحوها. و قال بعضهم الکبائر ما یستحقره العبد و الصغائر ما یستعظمه و یخاف منه انتهی. و فی البیضاوی اختلف فی الکبائر و الأقرب أنّ الکبیرة کلّ ذنب رتّب الشارع علیه حدّا و صرّح بالوعید فیه. ما علم حرمته بقاطع.
و عن النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم (أنها سبع:
الإشراک باللّه و قتل النفس التی حرّم اللّه و قذف المحصنة و أکل مال الیتیم و الربو و الفرار عن الزحف و عقوق الوالدین) «3». و عن ابن عباس الکبائر إلی سبعمائة أقرب منها إلی سبع. و قیل صغر الذنوب و کبرها بالإضافة إلی ما فوقها و ما تحتها، فأکبر الکبائر الشرک و أصغر الصغائر حدیث النفس، و بینهما وسائط یصدق علیها الأمران. فمن ظهر له أمران منها ودعت نفسه إلیهما بحیث لا یتمالک فکفّها عن أکبرهما کفّر عنه ما ارتکبه لما استحق من الثّواب علی اجتناب الأکبر. و لعل هذا یتفاوت باعتبار الأشخاص و الأحوال. ألا یری أنّه تعالی عاتب نبیه فی کثیر من خطراته التی لم تعدّ علی غیره خطیئة فضلا عن أنّ یؤاخذ علیها انتهی.

الذّنب:

[فی الانکلیزیة]Tail
[فی الفرنسیة]Queue
بفتحتین عند أهل الهیئة نقطة مقابلة لنقطة مسمّاة بالرأس. قالوا مناطق الافلاک المائلة تقاطع مناطق الافلاک الممثلة و منطقة البروج أیضا علی نقطتین متقابلتین فیصیر النصف من الأفلاک المائلة شمالیا عن منطقة البروج و النصف الآخر جنوبیا عنها، و إحدی هاتین النقطتین و هی مجاز مرکز تدویر الکوکب عن دائرة البروج علی التوالی إلی الشمال یسمّی بالرأس، و الأخری و هی مجاز مرکز تدویر الکوکب عن دائرة البروج علی التوالی إلی الجنوب یسمّی بالذّنب. و یسمّیان أیضا بالعقدتین و الجوزهرین. أمّا تسمیتهما بالعقدتین فظاهر إذ العقدة فی اللغة محلّ العقد. و أمّا بالرأس و الذّنب فلأنّ الشکل الحادث بین نصفی المنطقتین من الجانب الأقرب شبیه بالتنین و هو نوع من الحیات العظیمة، و العقدتان أی هاتان النقطتان بمنزلة رأسه و ذنبه. و أمّا بالجوزهرین فلأنّ الجوزهر معرب گوزهر و هو طرفا الحیة.
و قیل لأنّ الجوزهر معرب جوزچهر أی صورة الجوز و هذا کما یسمّی بعض العقد بالفارسیة جوزکره و إنّما قلنا مجاز تدویر الکوکب و لم نقل مجاز الکوکب کما قال صاحب الملخّص لأنّ
______________________________
(1) النساء/ 31.
(2) معالم التنزیل: فی التفسیر للإمام محی السنة أبی محمد حسین بن مسعود الفراء البغوی الشافعی (- 516 ه). کشف الظنون، 2/ 1726.
(3) عزاه للطبرانی فی الأوسط. الهیثمی فی مجمع الزوائد، کتاب الإیمان، باب الکبائر، 1/ 104.
بلفظ: الکبائر سبع: الإشراک باللّه و قتل النفس التی حرّم اللّه إلّا بالحق و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و أکل الربا و أکل مال الیتیم». و هو فی الصحیحین مختصرا من حدیث أبی بکر رضی اللّه عنه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 830
ما ذکره لا یصحّ إلا فی القمر، فإنّه یصل مع مرکز تدویره إلی منطقة الممثل. و أمّا المتحیّرة فقد تصل إلی منطقة الممثل مع مراکز تداویرها و قد لا تصل إلیها معها. ثم اعلم أنّ ما ذکر مختصّ بالکواکب العلویة و القمر فإنّ الرأس و الذّنب فی السفلیین لو أفسرا بهذا لکان کلتا عقدتی الزهرة رأسا، و عقدتی عطارد ذنبا، فالرأس فی الزهرة العقدة التی یأخذ منها مرکز تدویرها نحو الحضیض و فی عطارد بعکس ذلک. و قیل الرأس موضع من منطقة الممثّل یکون القیاس أن یجوز الکوکب علیه و یمرّ إلی جانب الشمال و الذّنب موضع منها یکون القیاس أن یجوز علیه الکوکب و یمرّ إلی جانب الجنوب.
ففی الزهرة و إن کانت النقطتان بحیث یقع علیهما الکوکب و یمر إلی جانب الشمال، لکن إحداهما علی القیاس و الأخری علی غیر القیاس؛ و علی هذا القیاس فی عطارد و یخدشه أنّه لا یتعیّن حینئذ أنّ أیّتهما علی القیاس و الأخری علی غیر القیاس، و المقصود أن یجعل «1» التمیّز بینهما، هکذا یستفاد من الچغمینی و حاشیته لعبد العلی البرجندی و شرح التذکرة له.

الذّهن:

[فی الانکلیزیة]Spirit،intelligence،understanding
[فی الفرنسیة]Esprit،intelligence،entendement
بالکسر و سکون الهاء و بفتحتین أیضا:
الذکاء، و التذکّر و حدّة الخاطر و قوّته کما فی کشف اللغات «2». الأذهان الجمع. و فی عرف العلماء یطلق علی معان. منها قوّة للنفس معدّة لاکتساب الآراء أنّ العلوم التصوّریة و التصدیقیة و المعدّة علی صیغة اسم المفعول، أی قوة مهیّئة هیّأها اللّه تعالی للاکتساب. و یجوز أن یکون علی صیغة اسم الفاعل أی قوة مهیئة تهیئ النفس للاکتساب، هکذا یستفاد من الأطول و المطول. و أما ما وقع فی شرح هدایة النحو من أنّ الذّهن قوة نفسانیة یحصل بها التمییز بین الأمور الحسنة و القبیحة و الصواب و الخطاء.
و قیل هی القوة المعدة لاکتساب التصوّرات و التصدیقات. و قیل هی قوّة مهیئة لاکتساب العلوم انتهی. فمرجع هذه الأقوال إلی هذا المعنی کما لا یخفی. و منها النفس. و منها العقل أی المقابل للنفس و هو الجوهر المجرّد الغیر المتعلّق بالبدن تعلّق التدبیر و التصرف و قد صرّح بهذه المعانی الثلاثة السیّد السّند فی حاشیة خطبة شرح الشمسیة حیث قال: الذّهن قوة معدّة لاکتساب الآراء و الحدود، و قد یعبّر عنه بالعقل تارة و بالنفس أخری انتهی.
و المراد «3» بالآراء التصدیقات و بالحدود التصوّرات. و قید الاکتساب احتراز عن القوی العالیة فإنّ علومها حضوریة و لیست بمکتسبة.
و منها المدارک من العقل و قواها و المبادئ العالیة جمیعا لأنّ الوجود الذهنی هو الحصول فی واحد واحد منها، کذا فی شرح هدایة النحو.
و المراد بالعقل النفس و إطلاق العقل علی النفس جائز کما یجی‌ء فی لفظ العقل. و یؤیّد هذا المعنی ما وقع فی بعض حواشی شرح التجرید من أنّ الوجود الظلّی لا یتصوّر إلا فی القوی الدراکة و لذلک یسمّی وجودا ذهنیا، و الوجود الأصلی لا یکون إلّا خارجا عن القوی الدراکة فالخارج یقابل الذهن انتهی. و القوی الدراکة هی القوة العالیة و السافلة صرّح بذلک المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح الشمسیة فی بیان القضیة الخارجیة حیث قال: المراد «4» بالخارج
______________________________
(1) یحصل (م، ع).
(2) زیرک بودن و یاد داشتن و قوت و تیزی خاطر.
(3) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 830 الذهن: … ص: 830
(4) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 831
فی قولهم قد تعتبر القضیة المحصورة بحسب الخارج هو الخارج عن المشاعر، و المشاعر هی القوی الدراکة أی النفس و آلاتها، بل جمیع القوی العالیة و السافلة انتهی. و أما ما وقع فی شرح هدایة النحو من أنّه قیل الذهن قوة دراکة تنتقش فیها صور المحسوسات و المعقولات انتهی، فیراد بهذه القوة النفس عند من ذهب إلی أنّ صور المحسوسات و المعقولات جمیعها ترتسم فی النفس. و أمّا عند من ذهب إلی أنّ صور الکلیّات و الجزئیّات المجرّدة ترتسم فی النفس و صور الجزئیات المادیة ترتسم فی آلاتها فیراد بهذه القوة النفس و قواها أی القوی السافلة. و قد یفهم مما ذکر العلمی فی حاشیة شرح الهدایة فی مبحث الوجود أنّ الذهن قد یراد به القوی السافلة تارة و القوی العالیة أخری، و الأعم منهما ای العالیة و السافلة جمیعا مرة أخری.

الذّهنیة:

[فی الانکلیزیة]Abstract proposition
[فی الفرنسیة]Proposition abstraite
بیاء النسبة و تاء التأنیث عند المنطقیین قضیة یکون الحکم فیها علی الأفراد الذهنیة فقط و قد سبق ذکرها فی لفظ الحقیقیة «1». و هی أقسام. منها ما یکون أفرادها موجودة فی الذهن متصفا بمحمولاتها فی الذهن اتصافا مطابقا للواقع، کجمیع المسائل المنطقیة، فإنّ محمولاتها عوارض تعرض للمعقولات الأولی فی الذهن، و یکون لموضوعاتها وجودان ذهنیّان، أحدهما: مناط الحکم و هو الوجود الظّلّی الذی به یتغایر الموضوع و المحمول.
و ثانیهما: الوجود الأصلی الذی به اتّحاد المحمول بالموضوع، و هو مناط الصدق و الکذب الفارق بین الموجبة و السالبة. و منها ما یکون محمولاتها منافیة للوجود نحو شریک الباری ممتنع، و اجتماع النقیضین محال، و المجهول المطلق یمتنع علیه الحکم، و المعدوم المطلق مقابل للموجود المطلق. فالمفهوم من کلام البعض أنّ فی هذا القسم أیضا للموضوع وجودان أحدهما مناط الحکم و الآخر مناط الصدق. و التحقیق أنّ مناط الحکم هو تصوّرها بعنوان الموضوع و مناط الصدق هو الوجود الفرضی الذی باعتباره فردیتها للموضوع کأنّه قال: ما یتصوّر بعنوان شریک الباری و یفرض صدقه علیه ممتنع فی نفس الأمر، و قس علی ذلک، و قال المحقّق التفتازانی إنّ هذه الذّهنیات و إن کانت موجبة لا تقتضی إلّا تصوّر الموضوع حال الحکم کما فی السوالب من غیر فرق، و فیه أنّه یهدم المقدّمة البدیهیة التی یبتنی علیها کثیر من المسائل من أنّ ثبوت شی‌ء لشی‌ء فرع لثبوت المثبت له إذ التخصیص لا یجری فی القواعد العقلیة. و قال العلّامة فی شرح الشمسیة إنّها سوالب، و فیه أنّ الحکم فیها إنّما هو بوقوع النّسبة و الإرجاع إلی السّلب تعسّف. و منها ما یکون محمولاتها متقدّمة علی الوجود أو نفس الوجود، نحو زید ممکن أو واجب بالغیر أو موجود، فلموضوعاتها وجود فی الذّهن حال الحکم کسائر القضایا، أو لکون الاتصاف بها ذهنیّا انتزاعیا لا بدّ أن یکون لموضوعاتها وجود آخر فی الذهن یکون مبدءا لانتزاع هذه الأمور و مناط صدق القضیة و اتحاد المحمولات معها.
ثم إذا توجّه العقل إلیها و لاحظها من حیث إنّها موجودة بهذا الصدق انتزع عنها وجودا أو إمکانا و وجوبا آخر، و باعتبار الاتّصاف بهذا الوجود تستدعی تقدّم وجود یکون مصداقا لهذه الأحکام، و لیست هذه الملاحظة لازمة للذهن دائما، فینقطع بحسب انقطاع الملاحظة. کذا حقق المولوی عبد الحکیم فی حاشیة شرح الشمسیة فی بحث العدول و التحصیل.
______________________________
(1) الحقیقة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 832

الذّهول:

[فی الانکلیزیة]Stupor،distraction
[فی الفرنسیة]Stupeur،distraction
بالضمّ و بالهاء یجی‌ء تفسیره فی لفظ النّسیان.

ذو أربعة أضلاع:

[فی الانکلیزیة]Quadrilateral
[فی الفرنسیة]Quadrilatere
عندهم شکل أحاطت به أربعة خطوط مستقیمة، و هو إمّا مربع أو مستطیل أو معین أو شبیه معین أو منحرف، و توضیح کلّ فی موضعه.

الذوبان:

[فی الانکلیزیة]Dissolution،fading
[فی الفرنسیة]Dissolution،fanure
بالفتح و سکون الواو من أقسام البحران، و یقال له الذبول أیضا و قد سبق.

ذو الاسمین:

[فی الانکلیزیة]Composed quantity
[فی الفرنسیة]Quantite composee
هو المقدار المرکّب و هو ما یعبّر عنه باسمین کخمسة و جذر ثمانیة، و الخطوط المرکّبة علی ستة أقسام، لأنّ کلا من قسمیها إمّا أصمّ أو أحدهما، و الآخر المنطق سواء کان المنطق أکبر من الأصمّ أو أصغر، إذ لا یجوز تساویهما و إلّا لما وقع الترکیب و کلّ واحد من هذه الأقسام الثلاثة علی وجهین لأنّه إمّا أن یکون مربّع الخط الأطول زائدا علی مربّع الخطّ الأصغر بمربع یکون ضلعه أی جذره مشارکا فی الطول للقسم الأطول، أو مباینا له، و المشارکة أفضل من المبانیة و المنطق من الأصمّ، و المنطق الأطول من المنطق الأصغر. فالقسم الأول و هو الجامع لجمیع وجوه الفضل یسمّی ذا الاسمین الأول و هو کلّ خط مرکّب من منطق أطول و أصمّ أصغر و یزید مربّع الأطول علی مربّع الأصغر بمربّع یشارک ضلعه الأطول مثل ثلاثة و جذر خمسة و أربعة و جذر اثنی عشر. و القسم الثانی و هو الذی یلیه فی القوة بأن یکون المنطق أصغر و الأصمّ أطول و المشارکة علی ما ذکرنا یسمّی ذا الاسمین الثانی مثل ست و جذر ثمانیة و أربعین.
و القسم الثالث و هو الذی یلی هذا فی القوة بأن یکون الخطان جمیعا أصمّین و المشارکة باقیة یسمّی ذا الاسمین الثالث مثل جذر ستة و جذر ثمانیة. و القسم الرابع و هو ما کان منطقه أطول من الأصمّ مع عدم بقاء المشارکة المذکورة بأن یکون مربّع الأطول یزید علی مربّع الأصغر بمربّع یباین ضلعه الخط الأطول مثل ثلاثة و جذر سبعة یسمّی بذی الاسمین الرابع. و القسم الخامس و هو ما کان أصمّه أطول من المنطق مع عدم المشارکة المذکورة مثل ثلاثة و جذر عشرة یسمّی بذی الاسمین الخامس. و القسم السادس و هو ما کان القسمان فیه أصمّین مع عدم بقاء المشارکة المذکورة یسمّی بذی الاسمین السادس مثل جذر خمسة و جذر ستة. اعلم أنّ جذر ذی الاسمین الأول یسمّی ذی الاسمین المرسل، و جذر ذی الاسمین الثانی یسمّی ذی المتوسطین الاول و جذر ذی الاسمین الثالث یسمّی ذی المتوسطین الثانی، و جذر ذی الاسمین الرابع یسمّی بالأعظم و جذر ذی الاسمین الخامس یسمّی بالقوی علی منطق و متوسط و جذر ذی الاسمین السادس یسمّی بالقوی علی المتوسطین. اعلم أیضا أنّ کلا من ذوات الاسمین الستّة متی ضرب فی مثله کان الحاصل ذا الاسمین الأول، و إذا ضرب من عدد صحیح أو کسر أو مختلط فإنّ الحاصل فی ذلک هو ذو الاسمین فی جذر الأول، و مرتبته کمرتبته، أعنی إن کان فی المرتبة الأولی فالحاصل کذلک، و إن کان فیما بعدها من المراتب فکذلک الحاصل، و إنّما کان کذلک لأنّه یصیر مشارکا له، و المشارک للشی‌ء فی حدّه و مرتبته. هذا کله خلاصة ما فی حواشی تحریر اقلیدس و طریق تحصیل الأقسام الستّ و جذورها مذکورة فیها.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 833

ذو الرّحم:

[فی الانکلیزیة]Relative
[فی الفرنسیة]Parent
بفتح الراء و کسر الحاء أو سکونها لغة ذو القرابة. و عند أهل الفرائض و هو القریب الذی لیس بذی سهم مقدّر و لا عصبة ذکرا کان أو أنثی کذا فی الشریفیة.

ذو الرؤیتین:

[فی الانکلیزیة]Bilingualism
[فی الفرنسیة]Bilinguisme
هو مضمون اللغتین و یجی‌ء.

ذو الزّنقة:

[فی الانکلیزیة]Parallelepiped
[فی الفرنسیة]Parallelepipede
عند المهندسین شکل من الأشکال المنحرفة و هو ما یکون فیه ضلعان متوازیان و آخران غیر متوازیین، یکون أحدهما عمودا علی المتوازیین هکذا. ذو الزنقتین عندهم شکل منحرف لا یکون أحد الضلعین الغیر المتوازیین عمودا علی المتوازیین هکذا، کذا ذکر المولوی سید عصمة اللّه فی شرح خلاصة الحساب. و قال: الزنقة الانحراف و لم یبیّن أنّه بالفاء أو القاف، و إنّی لم أجد بالفاء فی کتب اللغة التی عندی و إنّما وجدته فی الصراح بالقاف، لکنّه لم یذکره بمعنی الانحراف، بل بمعنی کونچه‌تنگ- ضیق المخرج- و اللّه أعلم بحقیقة الحال و الظاهر أنّه بالقاف.

ذو العقل:

[فی الانکلیزیة]Intelligent،lucid
[فی الفرنسیة]Intelligent،lucide،visionnaire
هو عند الصوفیة من یری الخلق فی الظاهر و الحقّ فی الباطن، و الحقّ عنده هو مرآة للخلق. و المرآة محتجبة بصورة تظهر فی المرآة.
و هذا احتجاب مطلق بمقیّد. و الخلاصة فی ترجمة البیت:
یری الخلق ظاهرین و الحقّ مستورا هکذا یرون أی العقلاء.
فذو العین و ذو العقل فهو الذی یری الخلق و الحقّ معا. و أما ذو العین فهو الذی یری الحقّ ظاهرا. و الخلق مرآة للحقّ. کذا فی کشف اللغات «1». و فی الاصطلاحات ذو العین هو الذی یری الحق ظاهرا و الخلق باطنا فیکون الخلق عنده مرآة الحقّ لظهور الحقّ عنده و اختفاء الخلق فیه اختفاء المرآة بالصورة. و ذو العقل و العین هو الذی یری الحقّ فی الخلق و الخلق فی الحقّ و لا یحتجب بأحدهما عن الآخر، بل یری الوجود الواحد بعینه حقا من وجه خلقا من وجه، فلا یحتجب بالکثرة عن شهود الوجه الواحد الأحد بذاته، و لا تزاحم فی شهوده کثرة الظاهر أحدیة الذات، التی تتجلّی انتهی.

الذّوق:

[فی الانکلیزیة]Taste
[فی الفرنسیة]Gout
بالفتح و سکون الواو فی اللغة مصدر ذاق یذوق. و عند الحکماء و هو قوة منبثّة أی منتشرة فی العصب المفروش علی جرم اللسان تدرک بها الطعوم بواسطة الرطوبة اللعابیة، بأن تخالطها أجزاء لطیفة من ذی الطعم ثم تغوص هذه الرطوبة معها فی جرم اللسان إلی الذائقة.
فالمحسوس حینئذ کیفیة ذی الطعم و تکون الرطوبة واسطة لتسهیل وصول الجوهر المحسوس الحامل للکیفیة إلی الحاسة، أو بأنّ تتکیّف نفس الرطوبة بالطعم بسبب المجاورة
______________________________
(1) نزد صوفیه آنکه خلق را ظاهر بیند و حق را باطن و حق نزد او آئینه خلق باشد آئینه پنهان گردد به صورتی که ظاهر بود در آئینه و این احتجاب مطلق بمقید است.
خلق پیدا بیند و حق را نهان این‌چنین بینند یعنی عاقلان
ذو العین و ذو العقل آنکه خلق را و حق را با یکدیگر می‌بیند و ذو العین آنکه حق را ظاهر بیند و خلق را آئینه حق داند کذا فی کشف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 834
فتغوص وحدها، فتکون المحسوس کیفیتها. ثم هذه الرطوبة عدیم «1» الطعم فإذا خالطها طعم فإمّا بأن «2» تتکیّف به أو تخالطها أجزاء من حامله لم ترد الطعوم إلی الذائقة کما هی، بل مخلوطة بذلک الطعم کما للمرضی، و لذا یجد الذی غلب علیه مرة الصفراء الماء التفه «3» و السکر الحلو مرا. و من ثمّ قال البعض:
الطعوم لا وجود لها فی ذی الطعم، و إنّما توجد الطعوم فی القوة الذائقة و الآلة الحاملة، کذا فی شرح المواقف. و الذّوق عند البلغاء هو محرّک القلوب و الباعث علی الوجد الذی لا تراعی فیه الشّاعریة. و هی من خصائص العزلة و العشق الخالص و هو أمر وجدانی. و ثمّة إجماع علی ذلک بحیث لا یستطیع وصفه کما لا توصف حلاوة السّکر و ما یشابهها من الأمور الوجدانیة، و لکنّ الاتفاق حاصل علی تلک الحلاوة، و کذا فی جامع الصنائع. «4»، قال الچلپی فی حاشیة المطول فی شرح خطبة التلخیص: الذوق قوة إدراکیة لها اختصاص بإدراک لطائف الکلام و محاسنه الخفیة. و الذوق عند الصّوفیة عبارة عن السّکر من تذوّق شراب العشق للعاشق، کذلک الشوق الذی یحصل من استماع کلام المحبوب.
و من مشاهدته و رؤیته، و لذلک یصیر العاشق مسکینا واقعا فی الوجد، فیغیب عن الشعور و یصیر فی مقام المحو المطلق. و یقولون لمثل هذا الحال: الذّوق. و جاء فی اصطلاح عبد الرزاق الکاشی (شارح فصوص الحکم) الذّوق أوّل درجات شهود الحق بأقلّ وقت کالبرق، و إذا بقی ساعة وصل لمقام الشّهود، کذا فی کشف اللغات. «5» و فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین: الذوق هو أول درجات شهود الحقّ بالحقّ فی أثناء البوارق المتوالیة عند أدنی لبث من التّجلّی البرقی، فإذا زاد و بلغ أوسط مقام الشهود یسمّی شربا، فإذا بلغ النهایة یسمّی ربا و ذلک بحسب صفاء السّر عن لحوظ الغیر.

ذو القافیتین:

[فی الانکلیزیة]Line with double rhyme
[فی الفرنسیة]Vers a double rime
عند البلغاء هو التشریع و هو أن یبنی الشاعر بیته ذا قافیتین علی بحرین أو ضربین من بحر واحد. و لکن ورد فی مجمع الصنائع و جامع الصنائع أنّ ذا القافیتین هو أن یراعی الشّاعر فی بیت قافیتین و أن یأتی بهما کلّ واحدة منهما إلی جانب الأخری و مثاله ما ترجمته:
لقد علقت قلبی برأس سالف الحبیب و من نرجس ذلک الجمیل نجوت
فالقافیة الأولی یار و نکار (و المعنی:
الحبیب، الجمیل). و القافیة الثانیة بستم و رستم:
أی ربطت و نجوت. و إذا روعی فی الشعر أکثر من قافیة فذاک ذو القوافی و یقال له أیضا المعطّل، و مثاله علی ثلاث قوافی: و ترجمة البیتین هی:
______________________________
(1) عدیمة (م).
(2) أن (م).
(3) النقی نتنا (م).
(4) و ذوق نزد بلغا آنست که محرک قلوب و موجد وجد بود که درو شاعری مرعی نبود و این خاصه عزلت و عاشقی صرف بود و این وجدانی است و لیکن اتفاق و اجماع بر آن شرط است چنانکه شکر که شرح شیرینی او در بیان نیابد و از قبیل وجد اینست و لیکن همه باتفاق آن را شیرین گویند کذا فی جامع الصنائع.
(5) و ذوق نزد صوفیه عبارت است از مستی که از چشیدن شراب مر عاشق را شود و شوقی که از استماع کلام محبوب و از مشاهده و دیدارش روی آرد و از آن عاشق بیچاره در وجد آید و از آن وجد بی‌خود و بی‌شعور گردد و محو مطلق شود این چنین حال را ذوق گویند. و در اصطلاح عبد الرزاق کاشی ذوق اوّل درجات شهود حق است بحق به اندک زمانی همچون برق و اگر ساعتی موقوف ماند بوسط مقام شهود رسد کذا فی کشف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 835
إذا کان طالع نجمک طالع السّعد فدار المملوء بالذهب یکون تابعا لک
و إذا لم یکن طالعک مثل طالع «عطاء» فعملک أبتر و تعبک ضائع
فالقافیة الأولی هی العین و الثانیة هی الراء و الثالثة هی التاء.
و أما مثال الشّعر المبنی علی أربع قوافی ما ترجمته:
جاء الربیع الجدید فبدّل صورة الدنیا و إنّ نسیم الربیع قد خلع علی البستان خلعة من الدیباج إنّک لم تر زینتها فانظر إلی الصحراء هذا العجیب فی الصحراء من رأی مثل صورته.
فالقافیة الأولی هی النون و الثانیة هی التاء و الثالثة هی الألف و الرابعة هی الدال.
و إذن: إذا کانت القوافی متتابعة فیسمّی ذلک مقرون القوافی و أمّا إذا توسّط بینها کلمة فذلک هو المتوسّط کما فی المثال التالی و ترجمته:
وجه معشوقی کحمرة علی القمر و علی معشوقی کالحریر علی الحمر و إذا ما تبسّم بشفتیه العذبتین تماما کأنّک تقول: شجرة «الناروان» معلقة علیها الجواهر فکلمة بر بین قافیتین أرغوان و القمر هی واسطة و قد تکرّرت حتی النهایة، و ذو القافیتین هکذا هو فی الفارسیة کما ذکرنا. و أمّا فی العربیة فبصورة أخری التی تسمّی التشریع.
انتهی.
فإنّ اختلاف المعنیین بسبب اختلاف الاصطلاحین «1».

ذو المتوسّطین:

[فی الانکلیزیة]Common،figure with two intermediates
[فی الفرنسیة]Mitoyen،figure a deux intermediaires
الأول هو جذر ذی الاسمین الثانی و ذو المتوسطین الثانی هو جذر ذی الاسمین الثالث.
و إنما سمّیا بذلک لأنّ کلّ واحد منهما مرکّب من خطین، کلّ واحد منهما متوسّط، فمجموعهما ذو المتوسطین. و إنّما سمّی الثانی بالثانی لأنّه ثان بالنسبة إلی ذی المتوسطین الأول.

ذو مصّة:

[فی الانکلیزیة]Follower of a chief or a guide
-[فی الفرنسیة]Adepte d،un chef
سیأتی ذکره فی لفظ السبعیة.

ذو المعنیین:

[فی الانکلیزیة]Syllepsis،polysemy
[فی الفرنسیة]Syllepse،polysemie
هو عند البلغاء أن یکون لفظ مشترک بین معنیین تامّین و أن یکون المعنیان کلاهما أو أحدهما حقیقیا أو مجازیا، و أن یقصدهما المتکلّم معا. و أمّا إذا کان اللفظ المشترک له أکثر من معنیین فهو حینئذ ذو المعانی. و مثال ذی المعنیین ما ترجمته:
لکم ألقیت الدّرّ من کل فکرة حتی جعلت الآذان منها مملوءة
فکلمة گوشها لها معنیان: الآذان. أو الحادات مفردها: گوشه، و کلا المعنیین صحیحان. و یمکن أن یکونا مرادین للشاعر.
و الناروان: شجرة جمیلة الهیئة و المنظر و الورق و لا ثمر لها. و مثال ذی المعانی ما ترجمته:
ما إن یمرّ البرق ضاحکا أمام عیوننا فمن تلک النظرات تفیض أعیننا بالدمع
______________________________
(1) لیکن در جامع الصنائع و مجمع الصنائع میگوید که ذو القافیتین آنست که شاعر در بیتی رعایت دو قافیه کند و هر دو را در پهلوی یک دیگر بیارد مثاله.
دل در سر زلف یار بستم و ز نرگس آن نگار رستم
قافیه اوّل یار و نگار و قافیه دویم بستم و رستم و اگر در شعری رعایت زیاده از دو قافیه کنند آن را ذو القوافی گویند و معطل نیز مثال آنچه بر سه قافیه باشد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 836
فلفظة «چشم» لها ثلاث معان: الأوّل:
البکاء و الثانی الجدول و الثالث: من الحیرة تذهب عیوننا. و هذه المعانی کلّها مرادة للشاعر.
و أمّا ذو المعنیین الغامض التعریف فهو أن یکون للفظ معنی آخر بلغة أخری کالعربیة مثلا بالإضافة للفارسیّة کما فی البیت التالی و ترجمته. علی رأس الجدول کنّا فوصل الملک فجأة علی رأسنا. فلفظة «ما» بالفارسیة تعنی نحن الضمیر لجماعة المتکلمین. و ما بالعربیة مخففة من «ماء»، و کلاهما معنیان عناهما الشاعر.
مثال آخر و ترجمته:
إنّ ثباته من عظم صفاته قد صفع العزّی و اللات
فاللات بالعربیة اسم لصنم جاهلی معروف و فی الهندی هی الرکلة. و کلا المعنیین مستقیمان فی هذا البیت. کذا فی جامع الصنائع «1».

ذو الوجهین:

[فی الانکلیزیة]Syllepsis،polysemy
[فی الفرنسیة]Syllepse،polysemie
هو عند البلغاء أن یؤتی بلفظ مشترک المعانی بحیث یکون الترکیب مفیدا لغرضین، أو أن یکون الترکیب من ألفاظ تحتمل معنیین مصطلحین أو مستعملین، و أن یکون الترکیب فوریا لأحد المعانی بشکل تام. و هذه الصفة هی عین الإیهام. و الفرق بینهما هو أنه إنما یقع فی لفظ واحد و ذو الوجهین فی ألفاظ و هو مستفاد من الترکیب. و إذا تأیّد بمقدمة ممهّدة فیکون أجمل. و مثاله ما ترجمته: تأمّل فی المیدان إلی ذلک الفرس الأحمر ذی البقع الذی یغلی.
و لکن الشاعر ینظر إلی المیدان بمعنی
______________________________
گر سعد بود طالع اختر یارت دارا شودت تابع پرزر دارت
ورز آنکه نداری چو عطائی طالع رنج تو بود ضائع ابتر کارت
قافیه اوّل بر عین دوم بر را سیوم بر تا مثال آنچه مبنی است بر قافیه.
نوبهار بهار آمد ز کیهان صورت خود را دمید باد نوروزی به بستان طلعت دیبا کشید
زینت خود را ندیدستی بیابان را ببین این شگفت اندر بیابان صورت خود را که دید
قافیه اوّل بر نون دوم بر تا سوم بر الف چهارم بر دال پس قافیها اگر پیوسته بود آن را مقرون خوانند و اگر کلمه در میان قوافی واسطه شود آن را متوسط گویند چنانچه.
رخ نگارم چو ارغوان بر قمر است بر نگارم چو پرنیان بر حمر است
بر آنگهی که بخندد لبان شیرینش درست گوئی چون ناروان بر گهر است
کلمه بر میان دو قافیه که ارغوان و قمر باشد واسطه شده تا آخر مکرر گردیده در پارسی اینست ذو القافیتین که مذکور شد فاما در تازی به روش دیگر است که مسمی است بتشریع انتهی پس تخالف معنیین بسبب تخالف اصطلاحین است.
(1) نزد بلغاء آنست که لفظ مشترک مشتمل بر دو معنی تام باشد و آن معنی هر دو یا حقیقی باشند یا مجازی و یا یکی حقیقی و دیگری مجازی و هر دو معنی مراد متکلم باشد و اگر لفظ مشترک مشتملبر زیاده از دو معنی باشد آن را ذو المعانی نامند مثال ذو المعنیین.
بهر اندیشه چندان ریختم در که کرده عالمی را گوشها پر
گوشها دو معنی حقیقی دارد یکی جمع گوش دوم جمع گوشه و هر دو معنی تام و مراد متکلم است و مثال ذو المعانی.
چو برق میگذرد پیش چشم ما خندان بدان نظر که ز ما چشمها روان گردد
لفظ چشمها سه معنی دارد یکی آنکه گریان گردد دوم آنکه جویها روان گردد سوم آنکه از حیرت چشمها رود و هر سه معنی مراد متکلم است و ذو المعنیین غامض تعریف این تعریف ذو المعنیین است الا آنکه اینجا یک معنی بلغت دیگر است مثاله.
بر سر آب بوده‌ایم که شاه ناگهان [در] رسید بر سر ما
لفظ ما در پارسی جمع متکلم است و در عربی بمعنی آب است و هر دو معنی مراد متکلم است مثال دیگر.
پایمردی او ز عظم صفات زده اینک به روی عزی لات
لات در عربی نام بتی است و در هندوی لکد را گویند و هر دو معنی مستقیمند کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 837
الکاس المملوء بالخمر الأحمر الذی علاه الحباب من شدة الغلیان. و هذا هو الغرض الأول، بینما المعنی المذکور أولا هو المعنی الثانی للبیت.
و مثال الطریق الثانی حسب الاصطلاح: ما ترجمته:
إنّ الشیخ الوقور البهیّ الطّلعة کأنّه الفجر الصادق و قد أضاء الآفاق بمحبته.
إنّ هذا البیت له معنیان: و یفید أیضا غرضین:
أما الغرض الذی یفهم من البیت فهو الشیخ النورانی الذی کالصبح الصادق قد أضاءت شمسه الدنیا.
و أمّا الغرض الثانی فهو: أنّه الشیخ النورانی الذی صبحه صادق و قد عمّت شفقته الدنیا. و هذا الغرض مستفاد من الألفاظ: نورانی و صادق و مهر: (محبة) و روشن (ضیاء) حیث إطلاق هذه الألفاظ یصحّ علی الشیخ القدوة، کما یصحّ إطلاقها علی الصبح. کذا فی جامع الصنائع «1».
______________________________
(1) نزد بلغا آنست که ترکیبی که از الفاظ مشترک بر حسب وضع باشد ان ترکیب مفید دو غرض تمام باشد و یا ترکیب از الفاظی بود که اطلاق هر لفظی در اصطلاح و استعمال بر دو چیز بود و بنای ان ترکیب بر یک غرض تمام بود و این صنعت عین ایهام است الا فرق آنکه ایهام در یک لفظ است و ذو الوجهین د الفاظ و مستفاد از ترکیب و اگر به تمهید مقدمه مؤید گردد زیباتر آید مثاله بر حسب وضع.
بمیدان نگر هست گنبذکنان کمیتی که أو جوش بسیار دارد
غرضی که بنای بیت بر آنست که در میدان نگر یعنی ساغر را نگر گنبذکنان یعنی حباب برمی‌آرد ان کمیتی که سخت میجوشد و غرض دوم که بنای بیت بر ان نیست که در میان میدان که جای جولانگری اسپان است خاستها می‌کند ان اسپ کمیت که جوش بسیار دارد مثال طریق دوم بر حسب اصطلاح.
پیر نورانی صبح ان را که گفتی صادق است مهر خود را بر همه آفاق روشن می‌کند
این بیت دو معنی دارد و مفید دو غرض است اما غرضی که بنای بیت بر آنست اینکه پیر نورانی صبح ان صبح که او را صادق گفتی آفتاب خویش را بر همه جهان تابنده کند غرض دوم منافی آنست که پیر نورانی صبح ان پیر که او را صادق گفتی شفقت خود بر همه جهانیان پیدا می‌کند و این غرض مستفاد از لفظ نورانی و صادق و شهر و روشن که اطلاق این الفاظ هم بر پیری درست آید و هم بر صبح کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 838

حرف الراء (ر)

الرّابطة:

[فی الانکلیزیة]Copula،link،relation
[فی الفرنسیة]Copule،lien،relation
بالموحّدة فی اللّغة کلّ ما یربط به الشّی‌ء.
و فی اصطلاح الشّطّارین: الرابطة هو المرشد الکامل الذی یربط المسترشد بالحقّ تعالی. کذا فی کشف اللغات «1». و الرّابطة عند المنطقیّین هی الشی‌ء الدّالّ علی النّسبة. و الشی‌ء یشتمل اللفظ و غیره، فیشتمل التعریف الحرکات الإعرابیة و الهیئة الترکیبیة حیث قیل إنّ الرّوابط فی [لغة] «2» العرب إمّا الحرکات الإعرابیة و ما یجری مجراها من الحروف أو الهیئة الترکیبیة.
و أمّا ما هو المشهور من أنّ لفظ هو و کان من روابط العرب فغیر صحیح، إذ لفظ هو عندهم ضمیر من أقسام الاسم و لا دلالة لها علی نسبة أصلا، و کذا لفظ کان إذ هو عندهم من الأفعال الناقصة، و عند المنطقیین من الکلمات الوجودیة. و بالجملة فلفظ هو و کان لیسا من الروابط إذ الرابطة إنّما تکون أداة، و هما لیسا بأداة. و المراد بالدّلالة الدّلالة صریحة سواء کانت وضعیة أو مجازیة لئلّا تتناول الکلمات الحقیقیة و هیآتها، و لتتناول لما هو استعارة فی النسبة. و المراد «3» بالنسبة الوقوع و اللّاوقوع المتّفق علیه فی القضیة. اعلم أنّهم قالوا الرابطة أداة لدلالتها علی النّسبة و هی غیر مستقلّة، لکنها قد تکون فی صورة الکلمة مثل کان و أمثاله، و تسمّی رابطة زمانیة. و قد تکون فی صورة الاسم مثل هو فی زید هو قائم، و تسمّی رابطة غیر زمانیة. و اللغات مختلفة فی استعمال الرابطة وجوبا و امتناعا و جوازا. و الأقسام عند التفصیل تسعة لأنّ استعمال الرابطتین معا، أو الزمانیة فقط، أو غیر الزمانیة فقط، فی المواد الثلاث و عدم الشعور «4» علی بعض الأمثلة لا یضرّ بالفرض. قال الشیخ: لغة الیونان توجب ذکر الزمانیة فقط کاستن بمعنی است- یکون-.
و لغة العجم لا تستعمل القضیة خالیة عنهما إمّا بلفظ هست و بود- یکون و کان- و إمّا بحرکة نحو زید دبیر- کاتب- بکسر الراء. و العرب قد یحذف و قد یذکر، فغیر الزمانیة کلفظ هو فی زید هو حیّ، و الزمانیة ککان فی زید کان.
و اعلم أنّ التعریف لا یصدق علی الرابطة الزمانیة ککان علی القول المشهور، لعدم دلالتها علی النسبة صراحة بل ضمنا، کأنّ القول المشهور مبنیّ علی أخذ الدلالة أعمّ من الصریحیة و الضّمنیة، و التزام کون الکلمات الحقیقیة و هیآتها روابط بناء علی أنّ قولهم
______________________________
(1) در لغت آنچه بآن چیزی را بازبندند. و در اصطلاح شطاریان مرشد کامل را گویند که مسترشد را با حق تعالی رابطه دهد کذا فی کشف اللغات.
(2) [لغة] (+ م).
(3) و المقصود (م، ع).
(4) العثور (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 839
الرابطة أداة مهملة لا کلّیة فتأمّل. و قد بقی هاهنا أبحاث فمن أراد الاطّلاع علیها فلیرجع إلی شرح المطالع، و ما حقّق أبو الفتح فی حاشیة الحاشیة الجلالیة و غیرهما.

الرابعة:

[فی الانکلیزیة]The fourth)house in astrrology(
-[فی الفرنسیة]La quatrieme)maison en astrologie(
عند المنجّمین هی سدس عشر الثالثة.

الراجع:

[فی الانکلیزیة]Renegade،withdrawer
[فی الفرنسیة]Renegat،desistant
عند المنجّمین ما عرفت. و عند أهل السلوک یجی‌ء بیانه فی لفظ السلوک.

الرادع:

[فی الانکلیزیة]Repulsive medecine
[فی الفرنسیة]Medicament repulsif
بالدال المهملة عند الأطباء ضدّ الجاذب و هو الدّواء الذی من شأنه لبرده أن یحدث فی العضو بردا فیکثفه و یضیّق مسامّه و یکثر حرارته الحادثة و یجمّد السائل إلیه، فیمنعه من السّیلان إلی العضو، و یمنع العضو عن قبوله و خصوصا إذا کان غلیظ القوام کدهن الورد، کذا فی بحر الجواهر و الأقسرائی.

الرّأس:

[فی الانکلیزیة]Head،capital،top
[فی الفرنسیة]Tete،capital،sommet
و بالفارسیة: سر. و قد یطلق و یراد به ما فوق الرّقبة. و یطلق و یراد به القحف و الجدران الأربعة و القاعدة و ما فی داخلها من المخّ و الحجب و الجرم الشّبکی و العروق و الشرایین و ما علی القحف و الجدران من السّمحاق و اللّحم و الجلد کذا فی بحر الجواهر. و عند أهل الهیئة یطلق علی نقطة مقابلة للذّنب. و قد یطلق و یراد به ذات الإنسان و سیأتی فی الرّقبة.
و قد یضاف إلی ذوات القوائم الأربع، فیقال رأس الشاة و رأس الغنم و رأس الفرس، و یراد به ذاتها، و هذا یستعمل کثیرا فی الفارسی. و رأس المخروط سیأتی فی لفظ المخروط، و رأس المثلث هو الزاویة التی بین الساقین، و رأس المال عند الفقهاء هو الثّمن فی السّلم. و أیضا یطلق علی أصل المال فی عقد المضاربة و فی عقد الشّرکة، و الرءوس الثمانیة سبقت فی المقدمة.

الرّاعی:

[فی الانکلیزیة]Governor،administrator،guide
-[فی الفرنسیة]Gouverneur،administrateur،guide
هو المتحقّق بمعرفة العلوم السیاسیة المتعلّقة بالمدینة، المتمکّن علی تدبیر النّظام الموجب لصلاح العالم، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

الرّان:

[فی الانکلیزیة]Thick blanket،veil،stain
[فی الفرنسیة]Couverture epaisse،voile،souillure
هو الحجاب الحائل بین القلب و بین عالم القدس باستیلاء الهیئات النفسانیة علیه و رسوخ الظلمات الجسمانیة فیه، بحیث یحتجب عین «1» انوار الربوبیة بالکلیة کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

الرّاهب:

[فی الانکلیزیة]Monk
[فی الفرنسیة]Moine
هو العالم فی الدّین المسیحی، العامل بالرّیاضة الشّاقّة و ترک المأکولات اللذیذة و الملبوسات اللیّنة و الانقطاع من الخلق و التّوجّه إلی الحقّ. و الرهبانیة ممنوعة فی الإسلام. قال النبی صلی اللّه علیه و سلم: (لا رهبانیة فی الإسلام) «2» هکذا فی الجرجانی و غیره.
______________________________
(1) عن (م).
(2) کشف الخفاء للعجلونی 2: 528، تذکرة الموضوعات لابن القیسرانی 989، قال الحافظ فی الفتح 9/ 96: لم أره بهذا اللفظ، ذکره السیوطی فی الجامع الصغیر بلفظ «لا ترهب فی الإسلام».
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 840

رئیس العلوم:

[فی الانکلیزیة]The logic
[فی الفرنسیة]La logique
هو المنطق، و قد سبق فی المقدّمة. و هو لقب لعلم المنطق «1»، و یلقّب بآلة العلوم و بمیزان العلوم أیضا.

الرّبّ:

[فی الانکلیزیة]Juice،condensed،concentrated،sap
[فی الفرنسیة]Jus،concentre،condence،suc
بالضم واحد الربوب و هی عند الأطباء أن یؤخذ ماء الشی‌ء من النباتات و الثمرات بأن یغلی بالماء أو بأن یدقّ و یعصر، ثم یصفّی و یغلظ بالطبخ أو بالشمس، کذا فی بحر الجواهر.

الرّبّ:

[فی الانکلیزیة]God،the Lord
[فی الفرنسیة]Dieu،Seigneur
بالفتح اسم من أسماء اللّه تعالی. و الربوبیة عند الصوفیة اسم للمرتبة المقتضیة للأسماء التی تطلب الموجودات، فدخل تحتها العلیم و السّمیع و البصیر و القیّوم و المرید و الملک و نحو ذلک.
فإنّ العلیم یقتضی المعلوم، و المرید یطلب المراد و القادر المقدور.
اعلم أنّ الأسماء التی تحت اسمه الرب هی الأسماء المشترکة بینه و بن خلقه کالعلیم، تقول یعلم نفسه و خلقه، و کذا الأسماء المختصّة بالخلق کالقادر، تقول خلق الموجودات و لا تقول خلق نفسه. و هذه الأسماء أی المختصّة بالخلق تسمّی أسماء فعلیة. و الفرق بین اسمه الملک و الرّبّ أنّ الملک اسم لمرتبة تحتها الأسماء الفعلیة، و الرّب اسم لمرتبة تحتها الأسماء المختصّة و المشترکة. و الفرق بینه و بین الرّحمن أنّ الرّحمن اسم لمرتبة اختصّت بجمیع الأوصاف العلیّة الإلهیة، سواء انفردت الذّات به کالعظیم و الفرد، أو حصل الاشتراک کالعلیم، أو اختصّت بالمخلوقات کالخالق و الرازق.
و الفرق بینه و بین اللّه أنّ اللّه اسم لمرتبة ذاتیة جامعة لحقائق الموجودات علویها و سفلیها فدخل الرّحمن تحت حیطة اسم اللّه و الرّب تحت الرّحمن و الملک تحت الرّبّ، فکانت الربوبیة عرشا أی مظهرا ظهر فیها و بها الرّحمن إلی الموجودات.
ثم للربوبیة تجلیان: معنوی و صوری.
فالمعنوی ظهوره فی أسمائه و صفاته علی ما اقتضاه القانون التّنزیهی من أنواع الکمالات، و الصّوری ظهوره فی مخلوقاته علی ما اقتضاه القانون الخلقی التشبیهی و ما حواه المخلوق من أنواع النقص، فإذا ظهر سبحانه فی خلق من مخلوقاته علی ما استحقّه ذلک المظهر من التشبیه فإنّه علی ما هو له من التّنزیه، کذا فی الإنسان الکامل.
و فی الاصطلاحات الصوفیة الرّب اسم للحقّ عزّ اسمه باعتبار نسبة الذّات إلی الموجودات العینیة أرواحا کانت أو أجسادا، فإنّ نسبة الذات إلی الأعیان الثابتة هی منشأ الأسماء الإلهیة کالقادر و المرید، و نسبتها إلی الأکوان الخارجیة هی منشأ الأسماء الرّبوبیة کالرزاق و الحفیظ. فالرّب اسم خاصّ یقتضی وجوب المربوب و تحقّقه، و الإله یقتضی ثبوت المألوه و تعیّنه، و کلّ ما ظهر من الأکوان فهو صورة اسم ربّانی یری به الحقّ و به یأخذ و به یفعل ما یفعل و إلیه یرجع فیما یحتاج إلیه و هو المعطی إیّاه ما یطلبه منه.
ربّ الأرباب هو الحقّ باعتبار الاسم الأعظم و التعیّن الأول الذی هو منشأ جمیع الأسماء و غایة الغایات، إلیه تتوجّه الرغبات کلها، و هو الحاوی لجمیع المطالب النّسبیة، و إلیه الإشارة بقوله وَ أَنَّ إِلی رَبِّکَ الْمُنْتَهی «2»
______________________________
(1) و قد لقب بعلم (م، ع).
(2) النجم/ 42.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 841
لأنّه علیه الصلاة و السلام مظهر التعیّن الأول.
فالربوبیة المختصّة به فی هذه الربوبیة العظمی انتهی. و الربّ مطلقا لا یطلق إلّا علیه تعالی و علی غیره بالإضافة نحو: ربّ الدّار مثلا کذا فی البیضاوی.

الرّبا:

[فی الانکلیزیة]Excess،surplus،usury
[فی الفرنسیة]Excedent،usure
بالکسر و القصر اسم من الرّبو بالفتح و السکون، کما قال ابن الأثیر، فلامه واو.
و لذا قیل فی النسبة ربوی و یکتب بالألف کالعصا و الیاء کالدّجی و الواو کالصلاة کما فی التهذیب، لکنّ الیاء کوفیة. و فی الکافی إنّه قد یکتب بالواو، و هذا أقبح من کتابة لفظ الصلاة لأنّها فی الطرف متعرّضة للوقف. و أقبح منهم أنّهم زادوا بعد الواو ألفا تشبیها بواو الجمع، و خطّ القرآن لا یقاس علیه، فالأول أوجه. و هو لغة الفضل، و شرعا مشترک بین معان. الأوّل کلّ بیع فاسد. و الثانی عقد فیه فضل و القبض فیه مفید للملک الفاسد. و الثالث فضل شرعیّ خال عن عوض شرط لأحد المتعاقدین فی عقد المعاوضة. و الفضل الشّرعی هو فضل الحلول علی الأجل و العین علی الدّین کما فی ربا النّسا، أو أفضل أحد المتجانسین علی الآخر بمعیار شرعی، أی الکیل و الوزن کما فی ربا النّقدین. و هذا للاحتراز عن بیع ثوب ببرّ نسیئة، و بیع کرّ بر و شعیر بکری بروشعیر و حفنته بحفنتین و ذراع من الثوب بذراعین نقدا، فإنّ الفضل فیهما لم یعتبر شرعا. و قولنا خال عن عوض للاحتراز عن نحو بیع کری بر بکر بر و فلس.
و قولنا شرط لأحد المتعاقدین للاحتراز عمّا إذا شرط لغیرهما. و قولنا فی عقد المعاوضة للاحتراز عن الهبة بعوض زائد بعد العقد، و یدخل فیه ما إذا شرط فیه من الانتفاع بالرّهن کالاستخدام و الرّکوب و الزّراعة و اللّبس و شرب اللّبن و أکل الثّمر، فإنّ الکلّ ربا حرام، کذا فی جامع الرموز. و فی البحر الرائق شرح کنز الدقائق: الرّبا شرعا فضل مالی بلا عوض فی معاوضة مال بمال شرط لأحد المتعاقدین. و فی البنایة «1»: قال علماؤنا هو بیع فیه فضل مستحقّ لأحد المتعاقدین خال عمّا یقابله من عوض شرط فی هذا العقد. و علی هذا سائر أنواع البیوع الفاسدة من قبیل الرّبا. و فی جمع العلوم «2»: الرّبا شرعا عبارة عن عقد فاسد و إن لم تکن فیه زیادة لأنّ بیع الدّرهم بالدّرهم نسیئة ربّا و إن لم تتحقق فیه زیادة انتهی. و لا یرد علی المصنّف ما فی جمع العلوم من ربا النّسیئة لأنّ فیه فضلا حکمیا، و الفضل فی عبارته أعمّ منه و من الحقیقی، انتهی کلامه.

رباط کوکب:

[فی الانکلیزیة]Residence of a planet
[فی الفرنسیة]Domification،domicile d،une planete
هو عند أهل الهیئة حد إقامة الکوکب «3»، و قد سبق فی لفظ الإقامة.

الرّباعی:

[فی الانکلیزیة]Quadriliteral
[فی الفرنسیة]Quadrilitere
بالضم عند الصّرفیین کلمة فیها أربعة أحرف أصول فحسب، سواء کانت اسما کجعفر أو فعلا کبعثر. و عند النحاة کلمة فیها أربعة أحرف سواء کانت أصولا کبعثر أو لا کأکرم و صرّف و قاتل.
قال المولوی عصام الدین فی حاشیة الفوائد الضیائیة فی بحث الأمر: هذا المعنی مستعمل فی
______________________________
(1) هو کتاب «النهایة» لمحمود بن أحمد العینی (- 855 ه) من شروحات «الهدایة» للمرغینانی برهان الدین (- 593 ه). و یذکر سرکیس فی معجمه أنّ اسم الکتاب هو «البنایة فی شرح الهدایة» کما خطه المؤلف بیده. بروکلمان، ج 6، ص 313. معجم المطبوعات العربیة و المعربة، ص 1403.
(2) هو کتاب فی فروع الحنفیة. کشف الظنون، 1/ 599.
(3) نزد اهل هیئت حد اقامت کوکب را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 842
علم النحو. و أمّا فی علم الصّرف فهو ما کان الحروف الأصول فیه أربعة انتهی.

الرّباعیة:

[فی الانکلیزیة]Quatrain
[فی الفرنسیة]Quatrain
عند المنطقیین هی القضیّة الموجّهة.
و التأنیث لموافقة الموصوف و هو القضیة.
و الرّباعی عند الشّعراء هو عبارة الدوبیت، و هو بیتان من الشعر متّفقان فی الوزن و القافیة. و لیس من شرطه موافقة المصراع الثالث. و یقال لهذا النوع من الشعر الخصی و الدوبیت و المصاریع الأربعة و الأغنیة. مثاله ما ترجمته:
أضع النار علی قلبی و أملأه بالدم أیضا غیر مبال بالورد و لا بالشراب الأحمر اللون
و أدسّ ید القلب فی وسط الحبیب مفتونا و أجعله ممنونا بلا شی‌ء.
مثال آخر، و قد توافق المصراع الثالث أیضا مع البقیة و ترجمته:
معنا کالمخمور و مع الآخرین کالخمر مع الجمیع کالربیع و معنا کالشتاء
کلّ هذا التراخی من (قلة) حظنا و إلّا فلست رخوا هکذا أیضا
کذا فی مجمع الصنائع. و قال فی جامع الصنائع: القافیة فی المصراع الثالث لیس شرطا و لکنّه صناعة. و أصل وضعه هو علی أن لا یأتی بالبیت الثانی خالیا من اللطیفة أو النکتة أو المثل. و من استقراء هذا النوع من الشعر لدی المتقدمین و المتأخرین صار من المعلوم أنّ المصاریع الأربعة لا تکون إلّا علی وزن بحر الهزج الأخرب أو الأخرم. «1»

الرّبانی:

[فی الانکلیزیة]Divine،heavenly،doctor in theology
[فی الفرنسیة]Divin،celeste،docteur en theologie
بالفتح و تشدید الموحدة، قیل سریانی إلّا أنّه لم یوجد فی کلامهم. و قیل منسوب إلی الرّبّان کالرّبان. و قیل إلی الرّب الذی هو إنشاء الشی‌ء حالا فحالا إلی الحدّ التامّ، و لا یقال مطلقا إلّا علیه تعالی. فالألف و النون فیه کما فی الرّبّان للمبالغة. و فی المعالم «2» إنّه الفقیه.
و قیل الفقیه المعلم. و قال ابن الأثیر العالم الراسخ فی العلم و الدین. و قیل العالم العامل، کذا فی جامع الرموز فی الخطبة.

الرّبع:

[فی الانکلیزیة]Quartan fever
[فی الفرنسیة]Fievre quarte
بالکسر و سکون الموحدة الحمی التی تستمرّ یوما ثم تغیب یومین، «3» کذا فی بحر الجواهر. و قد سبق بیان الرّبع فی لفظ الحمّی.
______________________________
(1) و رباعی نزد شعراء عبارت است از دو بیتی که متفق باشند در قافیه و وزنی که مختص بدانست و مصراع سیوم او را قافیه شرط نیست و رباعی را خصی و دو بیتی و چهار مصراعی و ترانه نیز نامند مثاله.
هم داغ نهم بر دل و هم خون کنمش فارغ ز گل و شراب گلگون کنمش
دست دل خود در کمر دوست زنم مفتون کنم و به هیچ ممنون کنمش
مثال دیگر که در ان در مصراع سیم نیز قافیه است.
با ما بخماری به حریفان چو میی با جمله بهاری و بما همچو دیی
از بخت منست این همگی سست پیی ورنه تو چنین سست گمان نیز نیی
کذا فی مجمع الصنائع و در جامع الصنائع گفته قافیه در مصراع سیوم شرط نیست و لیکن صنعت است و اصل وضع او بر آنست که در بیت دوم مقصود را بی‌لطیفه و بی‌نکته و بی‌مثلی نیارند و بحکم استقراء از متقدمین و متأخرین معلوم گشته که هر چهار مصراع بر وزن هزج اخرب یا هزج اخرم باشد و بر اوزان دیگر نه.
(2) أو الاربعین فی أصول الدین و المعالم فی أصول الفقه للإمام فخر الدین محمد بن عمر الرازی (- 606 ه). و الکتاب مشتمل علی خمسة أنواع من العلوم: علم أصول الدین، علم أصول الفقه، أصول معتبرة فی الخلاف، أصول آداب النظر و الجدل. کشف الظنون، 2/ 1726. کشف الظنون، 1/ 61.
(3) تبی که یک روز گیرد و دو روز بگذارد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 843

الرّبع المسکون و الرّبع المعمور:

[فی الانکلیزیة]Inhabited region،populated zone
[فی الفرنسیة]Region habitee،zone peuplee
بضم الراء، و قد سبق فی لفظ الإقلیم.

الرّبو:

[فی الانکلیزیة]Asthma
[فی الفرنسیة]Asthme
بالفتح و سکون الموحدة عند الأطباء علّة حادثة فی الرّئة خاصة بها، لا یجد صاحب السکون معها بدّا من نفس متواتر، و یقال له البهر أیضا، کذا قال الشیخ نجیب الدین کما فی بحر الجواهر. و فی الآقسرائی «1» الرّبو «2» عسر فی النّفس یشبه نفس صاحبها نفس المتعب، و هو لا یخلو عن سرعة و تواتر و صغر، سواء کان معه ضیق أولا، هذا کلام الشیخ. و السّمرقندی لم یفرّق بین ضیق النّفس و البهر و جعل البهر و الرّبو و ضیق النّفس أسماء مترادفة انتهی. و قد فرّق البعض بینه و بین البهر کما قال فی بحر الجواهر. و قال العلّامة الفرق بین الرّبو و البهر أنّ الربو مادّیّة تحتبس داخل العروق الخشنة و البهر مادّیّة فی الشرایین، و أنّ فی البهر یکون ملمس الصدر حارا، و فی الرّبو لا یکون کذلک، و أنّ فی البحر یحمرّ الوجه عند السّعال أکثر من احمراره فی الرّبو لاحتباس الأبخرة الدّخانیة فی الشرایین.

الرّبیع:

[فی الانکلیزیة]Spring
[فی الفرنسیة]Printemps
بالفتح فصل من فصول [السنة] «3» و قد سبق فی لفظ خط الإستواء و یجی‌ء أیضا فی لفظ الفصل.

الرّتق:

[فی الانکلیزیة]Membrane of mending
[فی الفرنسیة]Membrane de raccommodage
بالفتح و سکون المثناة الفوقانیة هو أن یخرج علی فم فرج امرأة شی‌ء زائد عضلی أو غشائی یمنع الجماع، کذا فی المؤجز. و الرّتق عند الصوفیة هو تجمید مادّة الوحدانیة التی یقال لها: العنصر الأعظم المطلق الذی کان مرتوقا قبل خلق السموات و الأرض، و صار مفتوقا بعد التعیّن أو بالخلق. «4» کذا فی کشف اللغات.
و قد یطلق علی نسب الحضرة الواحدیة باعتبار لا ظهورها، و علی کلّ بطون و غیبة کالحقائق المکنونة فی الذّات الأحدیة قبل تفاصیلها فی الحضرة الواحدیة، مثل الشجرة فی النواة، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین.

الرّجاء:

[فی الانکلیزیة]Hope،fear
[فی الفرنسیة]Esperance،crainte
بالفتح و الجیم و القصر و المدّ أیضا فی اللغة الطّمع کما فی المنتخب. و فی بعض شروح هدایة النحو الرّجاء مصدر رجا یرجو من حدّ نصر. و أصله رجا و فصارت الواو همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة کدعاء و هو بمعنی الطمع. و جاء أیضا بمعنی الخوف لقوله تعالی ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً «5» کذا فی القاموس و الصراح. و عند أهل السلوک عبارة عن إسکان القلب بحسن الوعد. و قیل الرّجاء الثقة بالجود من الکریم الودود. و قیل توقّع الخیر عمّن «6» بیده الخیر. و قیل قوت الخائفین و فاکهة المحرومین. و قیل هو من جملة مقامات الطّالبین و أحوالهم. و إنّما سمی الوصف مقاما
______________________________
(1) و فی الأقسرائی (- م).
(2) البهر (م).
(3) [السنة] (+ م، ع).
(4) و رتق نزد صوفیه اجماد ماده وحدانیت است که آن را عنصر اعظم مطلق گفته‌اند که مرتوق بود قبل از آفریدن آسمان و زمین و مفتوق بعد از تعین او بخلق.
(5) نوح/ 13.
(6) ممن (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 844
إذا ثبت و أقام. و إنّما سمی حالا إذا کان عارضا سریع الزوال. و قیل هو ارتیاح القلب لانتظار ما هو محبوب. فاسم الرّجاء إنّما یصدق علی انتظار محبوب تمهّدت جمیع أسبابه الداخلة تحت اختیار العبد. و الفرق بینه و بین الأمل أنّ الأمل یطلق فی مرضی و الرّجاء فی غیر مرضی أیضا انتهی. فالأمل أخصّ من الرّجاء لأنّه مخصوص برجاء محمود. و فی مجمع السلوک: و قیل الرجاء رؤیة الجلال بعین الجمال. و قیل قرب القلب من ملاطفة الرّب.
و الرّجاء أن تقبل التوبة، و الأعمال الصالحة مقبولة و أنّ الرجاء للمغفرة مع الإصرار علی المعصیة فهو رجاء کاذب. و الفرق بین الرّجاء و التمنّی هو: أنّ أحدهم لا یعمل عملا صالحا و یتقاعس عن القیام بالواجبات فهذا یقال له متمنّ و هو مذموم. و أمّا الرّجاء فهو مبنی علی العمل و لدیه أمل بالقبول فهذا محمود. «1»
و فی إحیاء العلوم: ینبغی للعبد أن یحسن الظّنّ بکرم اللّه. و أمّا التمنّی للمغفرة فحرام.
و الفرق أنّ حسن الظّنّ «2» بعد التوبة و فعل الحسنات و التمنّی بأن لا یتوب و یتمنّی المغفرة انتهی.
و عند الأطباء هو حالة تحدث للنّساء شبیهة بالحبل من احتباس الطمث و تغیّر اللون و سقوط الشّهوة و انضمام فم الرّحم، و یقال له الحبل الکاذب، سمّیت به لأنّ صاحبته ترجو أن یکون بها حبل صادق. و قیل بالحاء المهملة لأنّه یثقل بطن صاحبتها أثقال الرّحی لاستدارتها و هذا أصحّ، لأنّ اسم هذه القطعة بالیونانیة مولی و هو اسم للرّحی کذا فی بحر الجواهر.

رجال الغیب:

[فی الانکلیزیة]Very clever or gifted people
[فی الفرنسیة]Les surdoues
و هم الذین یقال لهم النّجباء کما سیأتی ذکرهم فی مادة: صوفی. «3»

الرّجز:

[فی الانکلیزیة]Rajaz)prosodic metre(
[فی الفرنسیة]Rajaz)metre prosodique(
بفتح الراء و الجیم هو نوع من الشّعر القصیر و بحر من بحور الشّعر، و وزنه مستفعلن ست مرات. و لا یعدّه الخلیل من الشّعر بل نصف أو ثلث بیت «4».
هکذا فی المنتخب و الصراح: و بالجملة فالرّجز یستعمل بمعنیین:
أحدهما الشعر الذی له ثلاثة أجزاء کمشطور الرجز و السریع. و الذی کان الغالب علی شعره الرجز یسمّی راجزا شاعرا، فإنّ الشاعر هو الذی غلب علی شعره القصیدة، کذا فی بعض رسائل القوافی العربیة. و فی بعض حواشی البیضاوی فی آخر سورة الشعراء الرّجز شعر یکون کلّ مصراع منه مفردا و تسمّی قصائده أراجیز، واحدتها أرجوزة، فهو کهیئة السّجع إلّا أنّه فی وزن الشعر و یسمّی قائله راجزا کما سمّی قائل الشعر شاعرا. قال الحربی «5» و لم یبلغنی
______________________________
(1) و رجاء بر قبول توبه و قبول کار نیکو پسندیده است و رجای مغفرت با وجود اصرار بر معصیت رجای دروغ است و فرق میان رجاء و تمنا آنست که یکی کار نکند و کاهلی پیش گیرد این را متمنی گویند و این مذموم است و رجاء آنست که کار بکند و امید دارد و این محمود است.
(2) و أما التمنی … حسن الظن (- م).
(3) نجباء را گویند چنانچه در لفظ صوفی مذکور خواهد شد.
(4) نوعی از شعر کوتاه و بحری از بحور شعر وزن او شش بار مستفعلن است و نزد خلیل رجز داخل شعر نیست بلکه نصف بیت یا ثلث بیت است.
(5) هو إبراهیم بن إسحاق بن بشیر بن عبد اللّه البغدادی الحربی، أبو إسحاق ولد بمرو عام 198 ه/ 815 م. و توفی ببغداد عام 285 ه/ 898 م. من أعلام المحدّثین. حافظ عارف بالفقه و الأحکام و الأدب، زاهد. له الکثیر من المؤلفات. الأعلام 1/ 32. تذکرة الحفاظ 2/ 147، صفة الصفوة 2/ 228، تاریخ بغداد 6/ 127، اللباب 1/ 290.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 845
أنّه جری علی لسان النبی علیه الصلاة و السلام من ضروب الرّجز إلّا ضربان المنهوک و المشطور، و لم یعدّهما الخلیل شعرا. فالمنهوک قوله (أنا النّبی لا کذب. أنا ابن عبد المطلب) «1» و المشطور قوله (هل أنت إلّا إصبع دمیت. و فی سبیل اللّه ما لقیت) «2» انتهی. قال علیه الصلاة و السلام حین أصیبت إصبعه بالقطع و الجرح عند عمل من الأعمال دون الجهاد فقال تحسّرا و تحزّنا، و هذا لا یسمّی شعرا لما فی الأشباه أنّ الشعر عند أهله کلام موزون مقصود به ذلک. أمّا ما وقع موزونا اتفاقا لا عن قصد من المتکلّم فإنّه لا یسمّی شعرا. و علی ذلک خرج ما وقع فی کلام اللّه تعالی کقوله تعالی لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ «3» و فی کلام الرسول صلی اللّه علیه و سلم کقوله (هل أنت إلّا إصبع دمیت.
و فی سبیل اللّه ما لقیت) انتهی. لأنّ اللّه تعالی نفی الشعر عن القرآن و نفی وصف الشاعر عن النبی علیه الصلاة و السلام بقوله: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ، وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ «4» الآیة و بقوله: وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما یَنْبَغِی لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِینٌ «5» الآیة، نزلت هذه الآیة ردّا لقول الکفار إنّ ما أتی به شعر، فقال ما علمنا النبی شعرا و ما یسهل له. و نقل فی کتب الشمائل أنّ النبی علیه الصلاة و السلام لم یقدر علی قراءة الشعر موزونا بعد ما نزلت الآیة المذکورة و هی وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما یَنْبَغِی لَهُ الآیة. و فی الحموی حاشیة الأشباه إنّما یتأتّی الاستشهاد بقوله علیه السلام هل أنت إلخ بناء علی أنّ الرّجز شعر. أمّا علی القول بأنّه لیس بشعر إنّما هو نثر مقفّی فلا. و أیضا إنّما یتأتّی الاستشهاد به علی روایة کسر التاء مع الإشباع، أمّا علی روایة سکونها فلا انتهی.
و ثانیهما بحر من البحور المشترکة بین العرب و العجم و هو مستفعلن ستة أجزاء کما فی عنوان الشرف. و فی عروض سیفی هذا «6» البحر یستعمل مسدّسا و مثمّنا، و المثمن یستعمل سالما و غیر سالم، و غیر السالم قد یکون مذالا و قد یکون مطویا، و قد یکون مطویا مخبونا و قد یکون مخبونا مطویا. و المسدّس أیضا یستعمل سالما و غیر سالم، و غیر السالم قد یکون مخبونا و قد یکون مطویا. و فی بعض رسائل العروض العربی الرّجز مسدّس و مربّع انتهی. و المرجّز اسم مفعول من الترجیز قسم من الکلام المنشور.

الرجعة:

[فی الانکلیزیة]
Return of the husband to the repudiated E
،retrogradation
[فی الفرنسیة]Retour du mari a la femme repudiee،retrogradation
بالکسر و سکون الجیم، و فتح الراء أفصح فی اللغة: الإعادة. و شرعا عبارة عن ردّ الزوج الزوجة و إعادتها إلی النّکاح کما کانت بلا
______________________________
(1) «أنا النبی لا کذب أنا ابن عبد المطلب».
- شرح السنة للبغوی ج 11، ص 64، رقم 2706.
- حدیث متّفق علی صحته.
البخاری 6/ 76 فی الجهاد باب من قاد دابة غیره فی الحرب، مسلم 1776، فی الجهاد و السیر باب غزوة حنین.
(2)- «هل أنت إلا إصبع دمیت و فی سبیل اللّه ما لقیت»
- هذا حدیث متّفق علی صحته. شرح السنة للبغوی ج 12، ص 371. رقم 3401، و البخاری 10/ 446 فی الأدب، مسلم 1796 فی الجهاد و السیر.
(3) آل عمران/ 92/
(4) الحاقة/ 40- 41.
(5) یس/ 69.
(6) هذا (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 846
تجدید عقد، فی العدة لا بعدها، إذ هی استدامة الملک و لا ملک بعد انقضائها.
و المراد «1» عدّة الطلاق الذی یکون بعد الوطء، حتی لو خلا بالمنکوحة و أقرّ أنّه لم یطأها ثم طلقها فلا رجعة له علیها کذا فی البرجندی.
و هی علی ضربین سنّی و بدعی. فالسّنّی أن یراجعها بالقول و یشهد علی رجعتها شاهدین، و یعلمها بذلک. فإذا راجعها بالقول نحو أن یقول لها راجعتک أو راجعت امرأتی و لم یشهد.
علی ذلک، أو أشهد و لم یعلمها بذلک فهو بدعی مخالف للسّنّة، کذا فی مجمع البرکات «2». و فی المسکینی «3» شرح الکنز:
الرجعة عند أصحابنا هی استدامة النّکاح القائم فی العدة. و عند الشافعی هی استباحة الوطء.
و عند المنجّمین و أهل الهیئة عبارة عن حرکة غیر حرکة الکواکب المتحیّرة إلی خلاف توالی البروج و تسمّی رجوعا و عکسا أیضا، و ذلک الکوکب یسمّی راجعا کما فی شرح الملخص.
و عند أهل الدّعوة عبارة عن رجوع الوبال و النّکال و الملال علی صاحب الأعمال، بصدور فعل قبیح من الأفعال، أو بتکلّم قول سخیف من الأقوال. و السّبب فی ذلک ترک شرائط العمل و الإجازة. و الرّجعة فی الأعمال غیر منسوب للشمس و لا للقمر لأنّه لا رجعة للشمس و لا للقمر. و مما ینسب للشمس کدفع الأمراض و الأدویة و أمثال ذلک. و مما ینسب للقمر مثل کشف الحجاب و ثبوت نور الإیمان و إزالة الشّکّ و صلاح العقیدة و العفاف و حسن نتاج المواشی و أمثال ذلک. فإذن فی مثل هذه الأعمال لا تکون رجعة. و أمّا الأعمال التی تنسب لباقی الکواکب فالرّجعة ممکنة. و هکذا فی بعض الرسائل. «4».

الرّجل:

[فی الانکلیزیة]Man،male
[فی الفرنسیة]Homme،male
بالفتح و ضم الجیم لغة مقابل المرأة. و فی اصطلاح الفقهاء یطلق علی الذّکر الذی بإزائه أنثی من أحد الثقلین. قال اللّه تعالی وَ أَنَّهُ کانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ یَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ «5» و الصّبی و الخصیّ داخلان فی آیة المواریث فی قوله تعالی وَ إِنْ کانَ رَجُلٌ یُورَثُ کَلالَةً «6»، کذا فی البزازیة فی آخر کتاب الحلف.

الرّجوع:

[فی الانکلیزیة]Retraction،retrogradation
[فی الفرنسیة]Retraction،retrogradation
عند أهل الهیئة هو الرجعة کما عرفت.
و عند أهل البدیع هو العود إلی الکلام السابق بالنقض، أی بنقضه و إبطاله لنکتة و هو من المحسّنات المعنویة کقول زهیر:
______________________________
(1) و المقصود (م، ع).
(2) هو النصف الثانی من عمل یتعلق بفتاوی فی الفروع عن طرق الحنیفة لأبی البرکات بن شیخ حسام الدین بن شیخ سلطان المفتی الدهلوی.
- سلسلة فهارس المکتبات الخطیة النادرة، فهرست المخطوطات العربیة بالمکتب الهندی، اعداد: ستوری، آربری، لیفی، لندن 1930، آکسفورد 1936، لندن 1937، لندن 1940، مجلد 2، ص 278.
(3) هذا الشرح لمعین الدین الهروی المعروف بمسکین (ملا مسکین) (- 970 ه). و الکنز و هو کتاب کنز الدقائق فی فروع الحنفیة للشیخ الإمام أبی البرکات عبد اللّه بن أحمد المعروف بحافظ الدین النسفی (- 710 ه) کشف الظنون، 2/ 1515.
(4) و سبب آن ترک شرائط عمل و اجازت است و رجعت در اعمال منسوب بشمس و قمر نباشد چه شمس و قمر را رجعت نمی‌باشد و از منسوبات شمس است مثل دفع امراض و ادویه و مانند آن و از منسوبات قمر است مثل کشف حجاب و ثبوت نور ایمان و ازاله شک و صلاح عقیده و روزی شدن عفت و حسن نتاج مواشی و مانند آن پس در این‌چنین اعمال رجعت نمی‌شود و در اعمال منسوب به بقیه کواکب رجعت می‌توان شد هکذا فی بعض الرسائل.
(5) الجن/ 6.
(6) النساء/ 12.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 847
قف بالدیار التی لم یعفها القدم بلی و غیّرها الأرواح و الدّیم
دلّ الکلام السابق علی أنّ تطاول الزمان لم یعف الدیار أی لم یغیّرها، ثم عاد إلیه و نقضه بأنّه قد غیّرها الریاح و الأمطار لنکتة، هی إظهار الکآبة و الحزن و الحیرة حتی کأنّه أخبر أولا بما لم یتحقّق ثم رجع إلیه عقله و أفاق بعض الإفاقة، فتدارک کلامه قائلا بلی عفاها القدم و غیّرها الأرواح و الدّیم. و مثله:
فأفّ لهذا الدّهر [لا] «1» بل لأهله، کذا فی المطول. و مثاله فی الفارسی علی ما فی مجمع الصنائع و ترجمته:
ذهب قلبی مع معرفته بالصبر لقد أخطأت فأین کان قلبی
العینان النفّاذتان لیستا نائمتین و لا مستیقظتین. لقد أخطأت بقولی: لیس سکرانا و لا صاحیا. «2»

الرّحاء:

[فی الانکلیزیة]Hope،fear
[فی الفرنسیة]Esperance،crainte
بالحاء المهملة قد عرفت فی الرّجاء بالجیم.

الرّحمة:

[فی الانکلیزیة]Mercy،clemency
[فی الفرنسیة]Misericorde clemence
بالفتح و سکون الحاء المهملة لغة رقّة القلب و انعطاف یقتضی التّفضّل و الإحسان، و هی من الکیفیات التابعة للمزاج، و اللّه سبحانه منزّه عنها، فإطلاقه علیه مجاز عمّا یترتّب علیه من إنعامه علی عباده، کالغضب فإنّه لغة ثوران النفس و هیجانها عند إرادة الانتقام، فإذا أسند إلی اللّه تعالی أرید به المنتهی و الغایة. و لذا قیل أسماء اللّه تعالی إنّما تؤخذ باعتبار الغایات التی هی أفعال دون المبادئ التی تکون انفعالات.
و ذکر بعض المحققین أنّ الرحمة من صفات الذات و هی إرادة إیصال الخیر و دفع الشّر.
فالباری سبحانه رحمن و رحیم لأنّ إرادته أزلیة، و معنی ذلک أنّه تعالی أراد فی الأزل أن ینعم علی عبیده المؤمنین فیما لا یزال. و قال آخرون هی من صفات الفعل و هی إیصال الخیر و دفع الشرّ، و نسبتها إلیه سبحانه عبارة عن عطاء اللّه تعالی العبد ما لا یستحقّه من المثوبة و دفع ما یستوجبه من العقوبة. و قیل هی ترک عقوبة من یستحقّ العقوبة. و ذکر الإمام الرازی فی مفاتیح الغیب أنّ الرحمة لا تکون إلّا للّه تعالی لأنّ الجود هو إفادة ما ینبغی لا لغرض، و کل أحد غیر اللّه إنّما یعطی لیأخذ عوضا، إلّا أنّ العوض أقسام. منها جسمانیة کمن أعطی دینارا لیأخذ کرباسا. و منها روحانیة و هی أقسام. أحدها إعطاء المال لطلب الخدمة. و الثانی إعطاؤه لطلب الثناء الجمیل. و الثالث إعطاؤه لطلب الإعانة. و الرابع إعطاؤه لطلب الثّواب الجزیل.
و الخامس إعطاؤه لدفع الرّقة الجنسیة عن القلب. و السادس إعطاؤه لیزیل حبّ المال عن قلبه، فکلّ من أعطی إنّما یعطی لغرض تحصیل الکمال، فیکون ذلک فی الحقیقة معاوضة. و أمّا الحقّ سبحانه فهو کامل فی نفسه فیستحیل أن یعطی لیستفید به کمالا.
اعلم أنّ الفرق بین الرحمن و الرحیم أنّ الرحمن اسم خاص بصفة عامة، و الرحیم اسم عام بصفة خاصة، و خصوص اللفظ فی الرحمن بمعنی أنّه لا یجوز أن یسمّی به لما سوی اللّه تعالی.
و عموم المعنی من حیث إنّه یشتمل علی جمیع الموجودات من طریق الخلق و الرزق و النفع و الدفع. و عموم اللفظ فی الرحیم من حیث اشتراک
______________________________
(1) ([لا] (+ م).
(2) و مثاله فی الفارسی علی ما فی مجمع الصنائع.
دلم رفت آنکه با صبر آشنا بود خطا گفتم مرا دل خود کجا بود
دو چشم شوخ نی خفته نه بیدار غلط گفتم که نی مست و نه هوشیار.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 848
المخلوقین فی التسمیة به. و خصوص المعنی لأنّه یرجع إلی اللطف و التوفیق المخصوصین بالمؤمنین. و فی الرحمن مبالغة فی معنی الرحمة لیست فی الرحیم، هی إمّا بحسب شموله للدارین و اختصاص الرحیم بالدنیا کما وقع فی الأثر (یا رحمن الدنیا و الآخرة و یا رحیم الدنیا) «1»، و إمّا بحسب کثرة أفراد المرحومین و قلتها کما ورد (یا رحمن الدنیا و یا رحیم الآخرة) «1»، فإنّ رحمة الدنیا تعم المؤمن و الکافر و رحمة الآخرة تخص المؤمن، و إما باعتبار جلالة النّعم و دقتها فیقصد بالرحمن رحمة زائدة بوجه ما. و علی هذا یحمل فی قولهم یا رحمن الدنیا و الآخرة و رحیمها، فالمراد «3» بالرحمن نوع من الرحمة أبعد من مقدورات العباد و هی ما یتعلّق بالسعادة الأخرویة، و الرحمن هو العطوف علی عباده بالإیجاد أولا و الهدایة ثانیا و الإسعاد فی الآخرة ثالثا و الإنعام بالنظر إلی وجه الکریم رابعا.
و الأقوال للمفسرین فی الفرق بینهما کثیرة، فإن شئت الاطلاع علیها فارجع إلی أسرار الفاتحة «4».
و قال أبو البقاء الکفوی الحنفی فی کلیاته:
اعلم أنّ جمیع أسماء اللّه تعالی ثلاثة أقسام:
أسماء الذات و أسماء الأفعال و أسماء الصفات.
و البسملة مشتملة علی أفضل الأقسام الثلاثة.
فلفظ اللّه اسم للذات المستجمع لجمیع الکمالات. و لفظ الرحمن اسم لفعل الرحمة علی العباد فی الدنیا و الآخرة شیئا فشیئا من حیث حدوث المرحومین و حدوث حاجاتهم، فمتعلّقه أثر منقطع فیشتمل المؤمن و الکافر. و لفظ الرحیم اسم لصفة الرحمة الثابتة الدائمة فیختصّ فی حقّ المؤمن، فمتعلّقه أثر غیر منقطع. فعلی هذا الرحیم أبلغ من الرحمن انتهی.
قال الصوفیة: الرحمانیة هی الظهور لحقیقة «5» الأسماء و الصفات، و هی بین ما یختص به من ذاته کالأسماء الذاتیة و بین ما له وجه إلی المخلوقات کالعالم و القادر و نحوهما ممّا له تعلّق إلی الحقائق الوجودیة. فالرحمانیة اسم جمیع المراتب الحقّیة دون الخلقیة، فهی أخصّ من الألوهیة لانفرادها بما یتفرّد الحقّ سبحانه. و الألوهیة جمیع الأحکام الحقیّة و الخلقیة. فالرحمانیة جمع بهذا الاعتبار أعزّ من الألوهیة لأنها عبارة عن ظهور الذات فی المراتب العلیّة و تقدّسها عن المراتب الدنیّة، و لیس للذات فی مظاهرها مظهر یختصّ بالمراتب العلیّة بحکم الجمع إلّا المرتبة الرحمانیة، فنسبتها إلی الألوهیة نسبة النبات إلی القصب، فالنبات علی مرتبة توجد فی القصب، و القصب توجد فیه النبات و غیره. فإن قلت بأفضلیة النبات بهذا الاعتبار فالرحمانیة أفضل.
و إن قلت بأفضلیة القصب لعمومه و جمعه له و لغیره فالألوهیة أفضل. و الاسم الظاهر فی المرتبة الرحمانیة هو الرحمن، و هو اسم یرجع
______________________________
(1) (یا رحمن الدنیا و الآخرة و یا رحیم الدنیا) (یا رحمن الدنیا و یا رحیم الآخرة). صحّحها ابن حجر الهیثمی فی مقدمة کتابه فتح المبین لشرح الأربعین، ص 6، و لکن لم یخرّجهما. و ذلک بلفظ «یا رحمن الدنیا و رحیمها»، «یا رحمن الدنیا و الآخرة و رحیم الآخرة».
و لم نجدهما فی کتب الصحاح و المسانید.
(3) فالمقصود (م، ع).
(4) رسالة فی اسرار الفاتحة، لم یعلم مؤلفها. أولها: معلوم اوله که دعا ایدنجه لازم و لا بد در که آنک حالی … الخ. نسخة مخطوطة بقلم نسخ معتاد، بدون تاریخ.- فهرس المخطوطات الترکیة العثمانیة التی اقتنتها دار الکتب القومیة منذ عام 1870 حتی نهایة 1980 م، الهیئة المصریة العامة للکتاب، دار الکتب القومیة، قسم الفهارس الشرقیة/ القسم الاول (1- ح) ص 24 و القسم الثانی (خ- س) ص 170.
(5) بحقائق (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 849
إلی الأسماء الذاتیة و الأوصاف النفسیة و هی سبعة: الحیاة و العلم و القدرة و الإرادة و الکلام و السمع و البصر. و الأسماء الذاتیة کالأحدیة و الواحدیة و الصّمدیة و نحوها. و اختصاص هذه المرتبة بهذا الاسم للرحمة الشاملة لکلّ المراتب الحقّیة و الخلقیة فإنّه لظهورها فی المراتب الحقّیة ظهرت المراتب الخلقیة، فصارت الرحمة عامة فی جمیع الموجودات فإن شئت الزیادة فارجع إلی الإنسان الکامل.
و فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین:
الرحمن اسم للحقّ باعتبار الجمعیة الأسمائیة التی فی الحضرة الإلهیة الفائض منها الوجود و ما یتبعه من الکمالات علی جمیع الممکنات.
و الرحیم اسم له باعتبار فیضان الکمالات المعنویة علی أهل الإیمان کالمعرفة و التوحید.
و الرحمة الامتنانیة هی الرحمانیة المقتضیة للنّعم السابقة علی العمل، و هی التی وسعت کلّ شی‌ء فی قوله تعالی: وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‌ءٍ «1» و الرحمة الوجوبیة هی الرحمة الموعودة للمتّقین و المحسنین فی قوله تعالی فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ «2» و فی قوله تعالی إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ «3» انتهی.

الرّخ:

[فی الانکلیزیة]Roc)fabulous bird(،rook)chess(
-[فی الفرنسیة]Roc)oiseau fabuleux(،tour)jeu d،echecs(
بالضّمّ أحد أحجر الشّطرنج، «القلعة» و هو فی الأصل بالتشدید، و العجم ینطقونها بالتخفیف. و هو اسم لحیوان (أسطوری) یأکل الفیل و الذئب. و له معنی الوجه و الطّرف و الجانب و النّبات الطّری، کذا فی مدار الأفاضل «4».
و فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن ظهور تجلّی الجمال الذی هو سبب وجود أعیان العالم و سبب ظهور أسماء الحقّ جلّ جلاله. و فی کتاب «گلشن راز»: و معناه حدیقة السّر تألیف محمود شبستری متوفّی فی/ 720/ ه. شبّه الرّخ بصفات اللّطف الإلهیة مثل اللّطیف و الهادی و الرازق. و قال الشیخ جمال: إنّ الرّخ عبارة عن الواحدیة، یعنی مرتبة تفصیل الأسماء. و أیضا فالرّخ إشارة إلهیّة باعتبار ظهور کثرة الأسماء و الصّفات منه. کذا فی کشف اللغات. و یذکر فی بعض رسائل الصّوفیة أنّ الرخ لدی الصوفیّة هو التجلّیات الإلهیّة التی کانت فی المادة «5».

الرّخصة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Easiness،permission
[فی الفرنسیة]Facilite،permission
بالضّمّ و سکون الخاء المعجمة فی اللغة الیسر و السّهولة. و عند الأصولیین مقابل للعزیمة. و قد اختلفت عباراتهم فی تفسیرهما بناء علی أنّ بعضهم جعلوا الأحکام منحصرة فیهما، و بعضهم لم یجعلوها کذلک. فبعض من لم یحصرها علیهما قال: العزیمة ما لزم العباد
______________________________
(1) الأعراف/ 156.
(2) الأعراف/ 156.
(3) الأعراف/ 56.
(4) بحر الأفاضل فی اللغة تألیف فیضی اللّه داد السرهندی الهندی، کان فی زمن أکبر شاه. کشف الظنون، 1/ 453.
(5) بالضم مهره شطرنج و آن در اصل بتشدید است فارسیان بتخفیف استعمال کنند و نام جانوری بزرگ که پیل و گرگ طعمه اوست و بمعنی رخساره و طرف و جانب و نبات تازه کذا فی مدار الافاضل. و در اصطلاح صوفیان عبارت است از ظهور تجلی جمالی که سبب وجود اعیان عالم و سبب ظهور اسمای حق است. و در گلشن راز رخ را بصفات لطف إلهی تشبیه کرده‌اند چون لطیف و هادی و رازق. و بندگی شیخ جمال فرموده که رخ عبارت از واحدیت یعنی مرتبه تفصیل اسماء و نیز رخ اشارت إلهی است باعتبار ظهور کثرت اسمائی و صفاتی از وی کذا فی کشف اللغات. و در بعضی رسائل صوفیه مذکور است که رخ نزد صوفیه تجلیات إلهی را گویند که در ماده بود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 850
بإیجاب اللّه تعالی کالعبادات الخمس و نحوها، و الرّخصة ما وسع للمکلّف فعله لعذر فیه مع قیام السّبب المحرّم، فاختصّ العزیمة بالواجبات و خرج النّدب و الکراهة عنها من غیر دخول فی الرّخصة. و علیه یدلّ ما قال القاضی الإمام من أنّ العزیمة ما لزمنا من حقوق اللّه تعالی من العبادات و الحلّ و الحرمة أصلا بأنّه إلهنا و نحن عبیده، فابتلانا بما شاء. و الرّخصة إطلاق بعد الحظر لعذر تیسیرا. و بعبارة أخری الرّخصة صرف الامر أی تغییره من عسر إلی یسر بواسطة عذر فی المکلّف. و بعض من اعتبر الحصر فیهما قال: الرخصة ما شرع من الأحکام لعذر مع قیام المحرّم لو لا العذر. و العزیمة بخلافها، هکذا فی أصول الشافعیة علی ما قیل.
و حاصله أنّ دلیل الحرمة إذا بقی معمولا به و کان التخلّف عنه لمانع طارئ فی المکلّف لولاه لثبتت الحرمة فی حقه فهو الرخصة، أی ذلک الحکم الثابت بطریق التخلّف عن المحرّم هو الرّخصة، و إلّا فهو العزیمة. فالمراد «1» بالمحرّم دلیل الحرمة و قیامه بقاؤه معمولا به، و بالعذر ما یطرأ فی حقّ المکلّف فیمنع حرمة الفعل أو التّرک الذی دلّ الدلیل علی حرمته.
و معنی قوله لو لا العذر أی المحرّم کان محرما و مثبتا للحرمة فی حقّه أیضا. لو لا العذر فهو قید لوصف التحریم لا للقیام و هذا أولی مما قیل من أنّ الرّخصة ما جاز فعله لعذر مع قیام السبب المحرّم. و إنّما قلنا انه اولی لأنه یجوز ان یراد بالفعل فی هذا التعریف ما یعمّ الترک بناء علی أنّه کفّ، فخرج من الرّخصة الحکم ابتداء لأنّه لا محرّم، و خرج ما نسخ تحریمه لأنّه لا قیام للمحرّم حیث لم یبق معمولا به و خرج ما خصّ من دلیل المحرّم لأنّ التخلّف لیس لمانع فی حقّه بل التخصیص بیان أنّ الدلیل لم یتناوله، و خرج أیضا وجوب الطعام فی کفارة الظّهار عند فقد الرّقبة لأنّه الواجب فی حقّه ابتداء علی فاقد الرقبة، کما أن الاعتاق هو الواجب ابتداء علی واجدها، و کذا خرج وجوب التیمّم علی فاقد الماء لأنّه الواجب فی حقّه «2» ابتداء، بخلاف التیمّم للخروج و نحوه.
و بالجملة فجمیع ما ذکره داخل فی العزیمة و هی ما شرع من الأحکام لا کذلک أی لا لعذر مع قیام المحرّم لو لا العذر بل إنّما شرع ابتداء.
ثم الرخصة قد یکون واجبا کأکل المیتة للمضطر أو مندوبا کقصر الصلاة فی السفر أو مباحا کترک الصوم فی السفر. و قیل العزیمة الحکم الثابت علی وجه لیس فیه مخالفة دلیل شرعی، و الرّخصة الحکم الثابت علی خلاف الدلیل لمعارض راجح. و یرد علیه جواز النّکاح فإنّه حکم ثابت علی خلاف الدلیل إذ الأصل فی الحرّة عدم الاستیلاء علیها و وجوب الزکاة و القتل قصاصا، فإنّ کلّ واحد منهما ثابت علی خلاف الدلیل، إذ الأصل حرمة التعرّض فی مال الغیر و نفسه مع أن شیئا منها «3» لیس برخصة. و قیل العزیمة ما سلم دلیله عن المانع و الرّخصة ما لم یسلم عنه.
و قال فخر الإسلام: العزیمة اسم لما هو أصل من الأحکام غیر متعلّق بالعوارض و الرّخصة اسم لما بنی علی أعذار العباد و هو ما یستباح [لعذر] «4» مع قیام المحرّم. فقوله اسم لما هو أصل من الأحکام معناه اسم لما ثبت ابتداء بإثبات الشارع و هو من تمام التعریف.
و قوله غیر متعلّق بالعوارض تفسیر لأصالتها لا
______________________________
(1) فالمقصود (م، ع).
(2) فی حقه (- م).
(3) منهما (م).
(4) [لعذر] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 851
تقیید، فدخل فیه ما یتعلّق بالفعل کالعبادات و ما یتعلّق بالترک کالمحرّمات، و یؤیّده ما ذکره صاحب المیزان بعد تقسیم الأحکام إلی الفرض و الواجب و السّنّة و النّفل و المباح و الحرام و المکروه و غیرها أنّ العزیمة اسم لکل أمر أصلی فی الشرع علی الأقسام التی ذکرنا، من الفرض و الواجب و السّنة و النّفل و نحوها لا بعارض، و تقسیم فخر الإسلام العزیمة إلی الفرض و الواجب و السّنة و النّفل بناء علی أنّ غرضه بیان ما یتعلّق به الثواب من العزائم، أو علی أنّ الحرام داخل فی الفرض أو الواجب، و المکروه داخل فی السّنّة أو النّفل، لأنّ الحرام إن ثبت بدلیل قطعی فترکه فرض، و إن ثبت بظنی فترکه واجب، و ما کان مکروها کان ضده سنّة أو نفلا.
و الإباحة أیضا داخلة فی العزیمة باعتبار أنّه لیس إلی العباد رفعها. و قوله و هو ما یستباح الخ فی تعریف الرّخصة تفسیر لقوله «1» ما بنی علی أعذار العباد. فقوله ما یستباح عام یتناول الترک و الفعل. و قوله لعذر احتراز عما أبیح لا لعذر. و قوله مع قیام المحرّم احتراز عن مثل الصیام عند فقد الرّقبة فی الظّهار إذ لا قیام للمحرّم عند فقد الرّقبة. و اعترض علیه بأنه إن أرید بالاستباحة الإباحة مع قیام الحرمة فهو جمع بین المتضادین، و إن أرید الإباحة بدون الحرمة فهو تخصیص العلّة لأنّ قیام المحرّم بدون حکمه لمانع تخصیص له. و أجیب بأنّ المراد «2» من قوله یستباح یعامل به معاملة المباح برفع الإثم و سقوط المؤاخذة لا المباح حقیقة، لأنّ المحرّم قائم، إلّا أنّه لا یؤاخذ بتلک الحرمة بالنّص، و لیس من ضرورة سقوط المؤاخذة انتفاء الحرمة، فإنّ من ارتکب کبیرة و قد عفی اللّه عنه لا یسمّی مباحا فی حقه.
و لهذا ذکر صدر الإسلام الرّخصة ترک المؤاخذة بالفعل مع وجود السّبب المحرّم للفعل و حرمة الفعل، و ترک المؤاخذة بترک الفعل مع وجود الموجب و الوجوب. و ذکر فی المیزان الرّخصة اسم لما تغیّر عن الأمر الأصلی إلی تخفیف و یسر ترفیها و توسعة علی أصحاب الأعذار.
و قال بعض أهل الحدیث الرّخصة ما وسع علی المکلّف فعله لعذر مع کونه حراما فی حق من لا عذر له، أو وسع علی المکلّف ترکه مع قیام الوجوب فی حق غیر المعذور.

التقسیم‌

الرّخصة أربعة أنواع بالاستقراء عند أبی حنیفة. فنوعان منها رخصة حقیقة ثم أحد هذین النوعین أحقّ بکونه رخصة من الآخر، و نوعان یطلق علیهما اسم الرّخصة مجازا، لکن أحدهما أتمّ فی المجازیة من الآخر، أی أبعد من حقیقة الرّخصة من الآخر. فهذا تقسیم لما یطلق علیه اسم الرّخصة لا لحقیقة الرّخصة. أما الأول و هو الذی هو رخصة حقیقة و أحقّ بکونه رخصة من الآخر و تسمّی بالرّخصة الکاملة فهو ما استبیح مع قیام المحرّم و الحرمة. و معنی ما استبیح ما عومل به معاملة المباح کما عرفت کإجراء کلمة الکفر مکرها بالقتل أو القطع، فإنّ حرمة الکفر قائمة أبدا، لکن حقّ العبد یفوت صورة و معنی و حقّ اللّه تعالی لا یفوت معنی لأنّ قلبه مطمئن بالإیمان، فله أن یجری علی لسانه و إن أخذ بالعزیمة و بذل نفسه حسبة للّه فی دینه فأولی و أحبّ إذ یموت شهیدا، لحدیث
______________________________
(1) فی تفسیر الرخصة بقوله (م، ع).
(2) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 852
عمار بن یاسر «1» رضی اللّه عنه حیث ابتلی به، و قال له النبی علیه الصلاة و السلام: «کیف وجدت قلبک؟ قال مطمئنا بالإیمان. فقال علیه السلام فإن عادوا فعد» «2»، و فیه نزل قوله تعالی: إِلَّا مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ «3» الآیة. و روی أنّ المشرکین أخذوه و لم یترکوه حتی سبّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم و ذکر آلهتهم بخیر ثم ترکوه، فلمّا أتی رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم قال:
«ما دراک «4». قال: شرّ. ما ترکونی حتی نبلت «5» منک و ذکرت آلهتهم بخیر. فقال کیف تجد قلبک؟ قال: أجده مطمئنا بالإیمان. قال علیه السلام: فإن عادوا فعد إلی طمأنینة القلب بالإیمان» «6». و ما قیل فعد إلی ما کان منک من النّبل «7» منی و ذکر آلهتهم بخیر، فغلط لأنّه لا یظنّ برسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم أنه یأمر أحدا بالتکلّم بکلمة الکفر. و إن صبر حتی قتل و لم یظهر الکفر کان مأجورا لأنّ خبیبا «8» رضی اللّه عنه صبر علی ذلک حتی صلب و سمّاه رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم سیّد الشهداء، و قال فی مثله:
«هو رفیقی فی الجنة» «9». و قصته أنّ المشرکین أخذوه و باعوه من أهل مکة فجعلوا یعاقبونه علی أن یذکر آلهتهم بخیر و یسبّ محمدا صلّی اللّه علیه و آله و سلّم، و هو یسب آلهتهم و یذکر محمدا صلی اللّه علیه و سلم بخیر، فأجمعوا علی قتله. فلما أیقن أنهم قاتلوه سألهم أن یدعوه لیصلّی رکعتین فأوجز صلاته و قال: إنّما أوجزت لکیلا تظنّوا أنّی أخاف القتل. ثم سألهم أن یلقوه علی وجهه لیکون ساجدا حتی یقتلوه فأبوا علیه ذلک. فرفع یدیه إلی السماء و قال: اللهم إنّی لا أری هاهنا إلّا وجه عدوّ فاقرأ رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم منی السلام. ثم قال: اللهم احص هؤلاء عددا و اجعلهم مددا و لا تبق منهم أحدا. ثم أنشأ یقول:
و لست أبالی حین أقتل مسلما علی أی جنب کان للّه مصرعی
فلمّا قتلوه و صلبوه تحوّل وجهه إلی القبلة، و سمّاه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم أفضل الشهداء، و قال هو رفیقی فی الجنّة. و هکذا فی الهدایة و الکفایة.
و الثانی و هو الذی هو رخصة حقیقة و لکنه دون الأول و تسمّی رخصة قاصرة فهو ما استبیح مع قیام المحرّم دون الحرمة کإفطار المسافر، فإنّ المحرّم للإفطار و هو شهود الشهر قائم لقوله تعالی: فَمَنْ شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ «10»،
______________________________
(1) هو عمار بن یاسر بن عامر الکنانی العنسی القرطانی، أبو الیقظان. ولد عام 57 ق. ه/ 567 م. و توفی عام 37 ه/ 657 م.
صحابی جلیل من السابقین إلی الإسلام. هاجر إلی المدینة و شهد بدرا و أحدا و بیعة الرضوان. قاتل مع علی و قتل فی صفین، روی بعض الأحادیث عن النبی صلی اللّه علیه و سلم. الأعلام 5/ 36، الاستیعاب 2/ 469، الطبری 6/ 21، حلیة الأولیاء 1/ 139، صفة الصفوة 1/ 175.
(2) حلیة الأولیاء للأصبهانی، ج 1، ص 140.
(3) النحل/ 106.
(4) ما وراءک (م) ما أدراک (ع).
(5) نلت (م، ع).
(6) حلیة الأولیاء للأصبهانی، ج 1، ص 140.
(7) النیل (م).
(8) هو خبیب بن عدی بن مالک بن الأوس الأنصاری. من صحابة النبی صلی اللّه علیه و سلم. شهد بدرا و استشهد فی عهد الرسول صلی اللّه علیه و سلم. الإصابة 2/ 103.
(9) جاء بلفظ (لکل نبی رفیق، و رفیقی فی الجنة عثمان) سنن الترمذی، کتاب المناقب، باب مناقب عثمان، ح (3698)، 5/ 624. و لم نعثر هو رفیقی فی الجنة لغیره …
(10) البقرة/ 185.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 853
لکن حرمة الإفطار غیر قائمة، فرخّص بناء علی تراخی حکم المحرّم لقوله تعالی: فَعِدَّةٌ مِنْ أَیَّامٍ أُخَرَ «1»، لکنّ العزیمة هاهنا أولی أیضا لقیام السبب، و لأنّ فی العزیمة نوع یسر بموافقة المسلمین. ففی النوع الأول لمّا کان المحرّم و الحرمة قائمین فالحکم الأصلی فیه الحرمة بلا شبهة فی أصالته، بخلاف هذا النوع فإنه وجد السبب للصوم لکن حکمه متراخ عنه، فصار رمضان فی حقّه کشعبان، فیکون فی الإفطار شبهة کونه حکما أصلیا فی حقّ المسافر، فلذا صار الأول أحقّ بکونه رخصة دون الثانی.
و الثالث و هو الذی هو رخصة مجازا و هو أتم فی المجازیة هو ما وضع عنّا من «2» الإصر و الأغلال و تسمّی رخصة مجازا لأنّ الأصل لم یبق مشروعا أصلا. و مما کان فی الشرائع السابقة من المحن الشاقة و الأعمال الثقیلة و ذلک مثل قطع الأعضاء الخاطئة، و قرض موضع النجاسة، و التوبة بقتل النفس، و عدم جواز الصلاة فی غیر المسجد، و عدم التطهیر بالتیمّم، و حرمة أکل الصائم بعد النوم، و حرمة الوطء فی لیالی أیام «3» الصیام، و منع الطیّبات عنهم بصدور الذنوب، و کون الزکاة ربع المال، و عدم صلاحیة أموال الزکاة و الغنائم لشی‌ء من أنواع الانتفاع إلّا للحرق بالنار المنزلة من السماء، و کتابة ذنب اللیل بالصبح علی الباب، و وجوب خمسین صلاة فی کلّ یوم و لیلة، و حرمة العفو عن القصاص، و عدم مخالط الحائضات فی أیامها، و حرمة الشحوم و العروق فی اللحم، و تحریم الصید یوم السبت و غیرها، فرفع کل هذا عن أمة النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم تخفیفا و تکریما، فهی رخصة مجازا لأنّ الأصل لم یبق مشروعا قط حتی لو عملنا بها أحیانا أثمنا و غوینا، و کان القیاس فی ذلک أن یسمّی نسخا، و إنّما سمّیناه رخصة مجازا محضا، هکذا فی نور الأنوار.
و الرابع و هو الذی هو رخصة مجازا لکنه أقرب فی حقیقة الرّخصة من الثالث، هو ما سقط مع کونه مشروعا فی الجملة، أی فی غیر موضع الرّخصة. فمن حیث إنه سقط کان مجازا، و من حیث إنّه مشروع فی الجملة کان شبها بحقیقة الرّخصة، بخلاف الثالث کقول الراوی: رخّص فی السّلم، فإنّ الأصل فی البیع أن یلاقی عینا موجودا لکنه سقط فی السّلم حتی لم یبق التعیّن عزیمة و لا مشروعا، هذا کله خلاصة ما فی کشف البزدوی و التلویح و العضدی و غیرها.
و فی جامع الرموز: الرّخصة علی ضربین.
رخصة ترفیه أی تخفیف و یسر کالإفطار للمسافر، و رخصة إسقاط أی إسقاط ما هو العزیمة أصلا کقصر الصلاة للمسافر انتهی. و لا یخفی أنّ هذا داخل فی الأنواع السابقة الأربعة.

الرّد:

[فی الانکلیزیة]Restitution،reduction
[فی الفرنسیة]Restitution،reduction
فی اللغة الصرف. و فی الاصطلاح صرف ما فضل عن فرض ذوی الفروض، و لا یستحق له أحد من العصبات إلیهم بقدر حقوقهم هکذا فی الجرجانی. و هو ضدّ العول إذ بالعول ینتقص سهام ذوی الفروض و یزداد أصل المسألة، و بالرّد یزداد السّهام و ینتقص أصل المسألة. و بعبارة أخری فی العول یفضل السّهام علی المخرج، و فی الرّد یفضل المخرج علی السّهام، کذا فی الشریفیة. مثلا إذا ترک شخص بنتا واحدة، فأصل المسألة من اثنین، إذ للبنت
______________________________
(1) البقرة/ 185.
(2) عن (ع).
(3) أیام (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 854
هاهنا النّصف. فلما أعطی للبنت واحد من اثنین بقی واحد. و لما لم یکن هاهنا عصبة، ردّ الواحد الباقی إلی البنت فصار المسألة حینئذ من واحد بعد کونها فی الأصل من اثنین، فقد انتقص أصل المسألة.
و عند المنجّمین یطلق علی نوع من الاتّصال کما سبق ذکره.
و عند المحاسبین اسم عمل مخصوص و هو أن تنظر بین عدد الکسر و مخرجه نسبة. فإن کانت النسبة بینهما تباینا فلا یعمل فیه، إذ لا رد حینئذ، کواحد من خمسة یعبّر عنه بالخمس.
و إن کانت توافقا فیقسّم کلّ من عدد الکسر و المخرج علی عدد ثالث عادلهما. و إن کانت تداخلا فیقسّم الأکثر منهما علی الأقل، ثم یقسّم الأقلّ علی نفسه، ثم ینسب الخارج من قسمة عدد الکسر إلی الخارج من قسمة المخرج، فیحصل المطلوب. فالستة من الثمانیة یعبّر عنها بثلاثة أرباع، و الاثنان من الثمانیة یعبّر عنه بالرّبع. و إنّما فعلوا ذلک لأنّ النسبة بین الکسر و مخرجه توجد فی أعداد غیر متناهیة.
و المختار عندهم أقل عددین علی نسبتهما لیسهل الحساب و یقرب إلی الفهم، و إیراد ما سواهما قبیح.
و قد یطلق الرّدّ عندهم علی عمل من أعمال الجبر و المقابلة، و یقابله التکمیل و ذلک أنّهم قالوا إذا کان فی أحد المعادلین أکثر من مال واحد ردّ إلی الواحد، و إن کان فی أحدهما أقل من مال واحد یکمل و یؤخذ سائر الأجناس فی العملین بتلک النسبة، بأن یقسم عدد کل جنس علی عدد الأموال فیخرج من قسمة المال علی نفسه واحد. مثلا خمسة أموال و عشرة أشیاء تعدل ثلاثین، قسمنا کلّا من الخمسة و العشرة و الثلاثین علی خمسة لأنّها عدد المال، فخرج مال واحد و شیئان یعدل ستّة و یسمّی هذا العمل بالرّد، و مرجعه إلی المقابلة إذ فیه إسقاط المشترک بین الطرفین من الطرفین، و إن کان نصف مال و خمسة أشیاء مثلا معادلا لسبعة قسمنا کلا من النصف و الخمسة و السبعة علی النصف، فخرج مال واحد. و عشرة أشیاء یعدل أربعة عشر عددا و یسمّی هذا العمل بالتکمیل و مرجعه إلی الجبر کما لا یخفی. و إن شئت توضیح ما ذکرنا مع البراهین فارجع إلی شرحنا لضابط قواعد الحساب المسمّی بموضح البراهین فی فصل ضرب الکسور، و فی مقدمة علم الجبر و المقابلة. و قیل الرّدّ إلی الواحد ردّ و کذا التکمیل إلیه تکمیل. أمّا أخذ سائر الأجناس فی العملین بتلک النسبة فیسمّی تعدیلا کذا فی بعض الرسائل.

الرّدء:

[فی الانکلیزیة]Support forces
[فی الفرنسیة]Forces de soutien
بالکسر و سکون الدال المهملة فی الأصل الناصر. و شرعا الذین یخدمون المقاتلین فی الجهاد. و قیل هم الذین وقفوا علی مکان حتی إذا ترک المقاتلون القتال قاتلوا، کذا فی جامع الرموز و البرجندی فی کتاب الجهاد.

الرّداء:

[فی الانکلیزیة]Dress،clothes،robe،unveiling،manifestation
[فی الفرنسیة]Vetementhabit،habit،robe،devoilement،manifestation
بالکسر و فتح الدال المهملة و بالمد، هو الملحفة للنّساء و اسم لثوب یستر الرّأس و القامة لدی الإنسان. و فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن ظهور صفات الحقّ علی العبد و التی هی إظهار صفات الحقّ من العبد کذا فی لطائف اللغات «1».
______________________________
(1) چادر و نیز نام جامه که بر سر و قد گیرند. و در اصطلاح صوفیه عبارتست از ظهور صفات حق بر عبد که آن اظهار صفات حق است بحق از بنده کذا فی لطائف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 855

رد العجز علی الصّدر:

[فی الانکلیزیة]Inversion of the hemistich
[فی الفرنسیة]Renversement dhemistiche
عند أهل البدیع هو التصدیر و سیجی‌ء.

الرّدف:

[فی الانکلیزیة]Conclusion
[فی الفرنسیة]Conclusion
بالکسر و سکون الدال المهملة عند المنطقیین هو النتیجة و یجی‌ء فی لفظ القیاس.
و عند أهل القوافی حرف مدّ و لین یکون قبل الروی و لا شی‌ء بینهما. و یجوز فی الرّدف دخول الواو علی الیاء و الیاء علی الواو، و لا یجوز دخول الألف علیهما، و یجوز دخول الضمّة علی الکسرة و الکسرة علی الضمّة لأنهما أختان، و لا یجوز أن تدخل فتحة علیهما، فإن دخلته فهو شاذ، کذا فی عنوان الشرف. و قد وقع ذلک کثیرا فی قصیدة بانت سعاد، و هذا فی اصطلاح أهل العربیة. و أما اصطلاح أهل العجم فیخالفه. فیقول فی منتخب تکمیل الصّناعة: الرّدف علی القول المشهور عبارة عن حرف مدّ و لین قبل حرف الرّویّ بدون واسطة حرف متحرّک، سواء مع عدم وجود حرف واسطة کالألف فی خراب و شراب أو کان ثمة حرف واسطة مثل الفاء فی «تافت» و «یافت» و معناهما: لمع، و وجد، التی هی حرف الرّوی.
و فی هذا الوقت یسمّون هذا الحرف الساکن ردفا زائدا. و ذلک الحرف الذی هو مدّ و لین یسمّی الرّدف الأصلی و رعایة تکرار الرّدف واجبة مطلقا.
و القافیة المشتملة علی ردف تسمّی مردفة بسکون الراء و فتح الدال، و تلک التی تشتمل علی ردف أصلیّ فقط فیقال لها مردفة بردف مغرّد. و أمّا التی اشتملت علی ردفین أصلی و زائد فتلک التی یقال لها مردف بردف مرکب.
و قال صاحب معیار الأشعار: إنّ الرّدف الزائد إذا جمع مع الرّویّ حتی صار داخلا مع الرّویّ فإنّه یسمّی لدی شعراء العجم باسم الرّویّ المضاعف «1».

الرّدیف:

[فی الانکلیزیة]Homonym
[فی الفرنسیة]Homonyme
مثل الکریم عند شعراء العجم عبارة عن کلمة أو أکثر توضع قبل القافیة بشکل مکرّر، لها معنی واحد، و الشعر إذا کان مشتملا علی الرّدیف فیسمّی المردّف، و لیس الرّدیف عند الشعراء العرب معتبرا. ثم إنّ الرّدیف علی نوعین:
الأوّل: الکلمة تکون تامّة مثل البیت و ترجمته:
أیها الحبیب لقد أخذت القلب من العبد (منّی) و ما أحسن أخذ القلب من العبد (منّی)
و الثانی: حرف بدلا من الکلمة التّامة.
و المقصود حرف مفید للمعنی مثل ضمیر المخاطب (ت) أو الغائب (ش) أو المتکلّم (م) و مثاله فی البیت و ترجمته:
أیّها الملک، السّماء مرتبتک و أمّا عند أعتابک وضعت الشمس رأسها، و الفلک دار حول رأسک
کذا فی جامع الصنائع و رسالة (عبد الرحمن) الجامیّ.
و یقول فی منتخب تکمیل الصناعة: هذا
______________________________
(1) و در منتخب تکمیل الصناعة میگوید ردف بر قول مشهور عبارتست از حرف مد و لین که پیش از روی باشد بی‌واسطه متحرکی خواه هیچ حرف واسطه نباشد چون الف در خراب و شراب و خواه حرف ساکن واسطه باشد چون فاء تافت و یافت که واسطه است میان الف که ردف است و میان تاء که رویست و درین هنگام این حرف ساکن را ردف زائد نامند و آن حرف مد و لین را ردف اصلی و ارعیت تکرار ردف مطلقا واجب است. و هر قافیه که مشتمل باشد بر ردف آن را مردف خوانند بسکون راء و فتح دال و آنکه مشتمل بر ردف اصلی است فقط آن را مردف به ردف مفرد گویند و آنکه مشتمل باشد بر ردف اصلی و زائد آن را مردف به ردف مرکب گویند و صاحب معیار الاشعار ردف زائد را چون با روی جمع شود داخل روی داشته و گفته که بعرف شعراء عجم مجموع را روی مضاعف نام است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 856
التعریف المذکور هو علی القول المشهور، و یقول صاحب معیار الأشعار: المختار فی تعریف الرّدیف هو تکرار اللّفظ و لیس للمعنی اعتبار ما. فإذا کان الرّدیف فی کلّ القصیدة بمعنی واحد أو بمعان مختلفة أو بعضها له معنی و بعضها الآخر لا معنی له، و السّبب أنّه قد یکون للفظ معنی و هو منفرد و أحیانا قد یکون الرّدیف جزءا من کلمة. و کل ذلک جائز.
و قال أیضا: فی الردیف لیس للمقدار اعتبار، فلو کان المصراع مشتملا علی القافیة و الرّدیف فهو جائز. و کذلک فی القلّة أیضا لا أهمیة لذلک. و قال أیضا: کلّ ما جاء بعد الرّوی و الوصل فالأولی أن تحسب الجملة من الردیف. و هذا عکس المتعارف علیه. و قال شمس قیس (الرازی) فی تعریف الرّدیف: یجب أن یکون الشّعر محتاجا للردیف سواء من ناحیة المعنی أو الوزن. و هذا موضع بحث لأنّه قال هو نفسه فی آخر المبحث: إذا کانت کلمة الرّدیف لیست متمکنة فی موضعها فلا یکون الشعر من حیث المعنی بحاجة إلیها و هذا عیب.
فإذن معلوم أنّه علی تقدیر عدم الاحتیاج یبقی الرّدیف علی حاله إلّا أنّه یتضمّن عیبا.
و هذا مناف لقول الأول، إلّا إذا قلنا بأنّ المراد هو تعریف الرّدیف الذی لا عیب فیه، و لیس مطلق ردیف.
و اعلم بأنّ الشعر المشتمل علی القافیة یقال له مقفّی، و المشتمل علی القافیة و الرّدیف فهو المقفّی المردّف بفتح الراء و تشدید الدال.
و فی الشعر المقفّی المردّف کما أنّ عدم اختلاف القافیة واجب فهکذا عدم اختلاف الرّدیف أیضا واجب، و لو أنّ الرّدیف لیس واجبا فی الأصل بل مستحسن. انتهی کلامه «1».

الرّدیف المتجانس:

[فی الانکلیزیة]Paronomasia،paronymy
[فی الفرنسیة]Paronomase،paronymie
هو عند الشّعراء له معنیان: الأول: أن یأتی الشّاعر بعد القافیة بلفظ ردیف و یکون له معنیان، و ذلک علی طریق الجناس. و مثاله ما ترجمته:
إنّ الکریم خان الممدوح هو سحاب یمطر الجوهر و الناس یحملون من بابه الذّهب علی الجمال
______________________________
(1) مثل الکریم نزد شعراء عجم عبارت است از یک کلمه یا زیاده که بعد از قافیه در ابیات بیگ معنی مکرر شود و شعری که مشتمل باشد بر ردیف آن را مردف گویند بفتح راء و دال مشدده و شعراء عرب ردیف را اعتبار نکرده‌اند و این بر دو نوع است یکی کلمه تام مثاله.
أی دوست که دل ز بنده برداشته نیکوست که دل ز بنده برداشته
دوم حرفی که به جای کلمه تام باشد اعنی حرف مفید المعنی چون تاء خطاب و شین غائب و میم متکلم مثاله.
سپهر مرتبة شاها توئی که پیش درت نهاده مهر سر و چرخ گشت گرد سرت
کذا فی جامع الصنائع و رسالة الجامی و در منتخب تکمیل الصناعة گوید این تعریف مذکور بقول مشهور است و صاحب معیار الاشعار گفته که اختیار در تعریف ردیف بتکرار الفاظ است و بمعنی اعتباری نیست چه اگر ردیف در همه قصیده بیک معنی بود یا بمعانی مختلفه یا بعضی را معنی و بعضی را نبود بسبب آنکه بعضی بانفراده لفظی باشد و بعضی جزء از لفظی روا بود و گفته که در ردیف مقدار اعتبار ندارد چه اگر تمام مصراع مشتمل بر قافیه و ردیف باشد روا است و در قلت هم اعتبار ندارد و نیز گفته هرچه بعد از روی و وصل بود اولی آنست که جمله را از حساب ردیف شمرند و این خلاف متعارف است و شمس قیس گفته در تعریف ردیف می‌باید که شعر در وزن و معنی بدو محتاج باشد و این محل بحث است زیرا که خود در آخر مبحث گفته که چون کلمه ردیف در موضع خویش متمکن نیفتد معنی شعر را از روی معنی بدان احتیاج نبود عیب است پس معلوم شد که بر تقدیر عدم احتیاج هم ردیف است غایتش آنکه عیبی دارد و این منافی قول اوّل او است مگر آنکه گوئیم که مراد تعریف بی‌عیب است نه مطلق ردیف. بدان که شعر مشتمل بر قافیه را مقفی گویند و مشتمل بر قافیه و ردیف را مقفی مردف بفتح را و تشدید دال گویند و در شعر مقفی مردف چنانچه عدم اختلاف قافیه واجب است همچنین عدم اختلاف ردیف اگرچه در اصل ذکر ردیف واجب نیست بلکه مستحسن انتهی کلامه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 857
فلفظة «بار» فی المصراع الأول من (باریدن) أی نزول المطر، و هی فی المصراع الثانی بمعنی (حمل). الثانی: أن یؤتی بلفظ فی الشعر أو الغزل یکون ردیفا و فی الأبیات الأخری یمکن أن یکون لفظ الرّدیف فی آن واحد قافیة و ردیفا. مثاله و ترجمته:
ذلک المعشوق (جاذب القلب) الذی وجهه فی کلّ وقت کالقمر یبدو. و تماما یظهر کالمرآة.
و مثال آخر ترجمته:
یا لطیف الروح الذی فی کلّ وقت نظر (العاشق) إلی المرآة رأی وجهک
فلفظ «آئینه» و معناها: مرآة. هی ردیف فی المصراع الأوّل و لفظ «هر» و معناها: کلّ هی القافیة. و أمّا فی المصراع الثانی فلفظة: «هرآئینه» و معناها: کل وقت فهی ردیف و قافیة معا، کذا فی جامع الصنائع. و وجه التّسمیة ظاهر ذلک لأنّ الرّدیف بالحقیقة کلمة مکرّرة بمعنی واحد و هنا المعنی مختلف إلّا أنّه بسبب الجناس اللفظی قیل للرّدیف: الرّدف المتجانس «1».

الرّدیف المحجوب:

[فی الانکلیزیة]Pun
[فی الفرنسیة]Antanaclase
هو عند الشعراء لفظ مکرّر فی قافیة الشّعر الذی هو ذو قافیتین. مثاله ما ترجمته:
إنّ کریم خان الممدوح ذلک الغمام الذی یمطر الجوهر و الذی بیده سیف مطعّم بالجوهر
فکلمة «جوهر» ردیف محجوب کذا فی جامع الصنائع. و أورد فی مجمع الصنائع: إذا وقعت کلمة بین القوافی فی الشّعر ذی القافیتین فیقال لها متوسّطة، کما سیأتی بیانه فی لفظ ذو القافیتین «2».

ردیف المعنیین:

[فی الانکلیزیة]Syllepsis
[فی الفرنسیة]Syllepse
هو عند الشعراء: أن یکون لفظ الرّدیف له معنیان تامان و مفیدان. مثاله ما ترجمته:
لیطر سهمک کالنّسر حتی یدع العنقاء لا عمل لها و لیطر کالببّغاء قلمک حتی یصیر الطاوس مربیا للروح
لفظ پرکم له معنیان. 1- عاطل عن العمل و الثانی: ریشه قلیل و الطاوس العزیز صاحب ریش أو مربیا للروح. کذا فی مجمع الصنائع. و المقصود هنا لفظپرور الذی هو ردیف و جان قافیة «3».
______________________________
(1) نزد شعراء دو معنی دارد یکی آنکه شاعر بعد از قافیه ردیف لفظی را آرد که ذو معنیین باشد و آن را بر طریق تجنیس دارد مثاله.
ستوده خان کریم آن سحاب گوهر بار که برد از در او خلق اشتر زر بار
لفظ بار که ردیف است در مصراع اوّل از باریدنست و در مصراع دوم از بار گردنست دوم آنکه لفظی را در شعری یا غزلی ردیف سازد در مصراع اوّل و در ابیات دیگر لفظی آرد که از آن لفظ قافیه و ردیف هر دو خیزد مثاله.
آن یار دلربا که رخش را هر آینه چون مه نموده راست نماید هرآینه
مثال دیگر.
أی خنک جانی که در هر آینه دید روی یار خود هر آینه)
لفظ آئینه ردیف است در مصراع اوّل از هر آینه لفظ هر قافیه است و لفظ آئینه ردیف و در مصراع دوم قافیه و ردیف از یک لفظ هرآینه آورده است کذا فی جامع الصنائع و وجه تسمیه ظاهر است چرا که ردیف بالحقیقة کلمه‌ایست مکرر بیک معنی و این اینجا معنی مختلف است لیکن بسبب مجانست لفظی به ردیف متجانس موسوم گشت.
(2) نزد شعراء لفظیست مکرر که در دو قافیة شعری ذی القافیتین افتد مثاله.
ستوده خان کریم آن غمام گوهر بار که هست بر کف دستش حسام گوهر دار
لفظ گوهر ردیف محجوب است کذا فی جامع الصنائع. و در مجمع الصنائع آرد اگر کلمه در میان قوافی شعر ذی القافیتین مکرر واقع شود آن را متوسط نامند چنانچه در لفظ ذو القافیتین گذشت.
(3) نزد شعراء آنست که از یک لفظ ردیف دو معنی تام و مفید حاصل شود مثاله.
پرد چون کرکس تیرت کند سیمرغ را پر کم پرد چون طوطی کلکت شود طاوس جان‌پرور
پرکم دو معنی دارد یکی بیکار دوم پر او کم شود و طاوس جان صاحب پر شود و یا جان پرورد کذا فی جامع الصنائع و مقصود درین جا لفظپرور است که ردیف است و جان قافیه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 858

الرّزق:

[فی الانکلیزیة]Resources،supplies،provisions،fortunes،subsistence
[فی الفرنسیة]Ressources،vivres،fortunes،subsistance
بالکسر و سکون الزاء المعجمة عند الأشاعرة ما ساقه اللّه تعالی إلی الحیوان فانتفع به بالتغذّی أو غیره مباحا کان أو حراما، و هذا أولی من تفسیرهم بما انتفع به حیّ، سواء کان بالتغذّی أو بغیره، مباحا کان أو حراما، لخلوّ هذا التفسیر من معنی الإضافة إلی اللّه تعالی مع أنّه معتبر فی مفهوم الرّزق. فالتعریف الأول هو المعوّل علیه عندهم. و بالجملة فهذان التعریفان یشتملان المطعوم و المشروب و الملبوس و غیر ذلک. و یرد علی کلیهما العاریة إذ لا یقال فی العرف للعاریة إنّه مرزوق «1». و قیل إنّه یصحّ أن یقال إنّ فلانا رزقه اللّه تعالی العواری. و قال بعضهم الرّزق ما یتربی به الحیوانات من الأغذیة و الأشربة لا غیر، فیلزم علی هذا خروج الملبوس و الخلوّ عن الإضافة إلی اللّه تعالی.
و قیل هو ما یسوقه اللّه تعالی إلی الحیوان فیأکله، و یلزم خروج المشروب و الملبوس. و إن أرید بالأکل التناول خرج الملبوس. و أیضا یلزم علی هذین القولین عدم جواز أن یأکل أحد رزق غیره مع أنّ قوله تعالی: وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ «2» یدلّ علی الجواز. و أجیب بأنّ إطلاق الرزق علی المنفق مجاز عندهم لأنّه بصدده، أی بصدد أن یکون رزقا قبل الإنفاق.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 858 الرزق: … ص: 858
لا یرد هذا علی التعریفین الأولین لجواز أن ینتفع بالرزق أحد من جهة الإنفاق علی الغیر و ینتفع به الآخر من جهة الأکل. فإطلاق الرّزق علی المنفق حقیقة عندهم.
اعلم أنّ قولهم مباحا کان أو حراما فی التعریفین لیس من تتمّة التعریف. و لذا لم یذکر فی التعریفین الأخیرین، بل إنما ذکر للتنبیه علی الرّدّ علی المعتزلة القائلین بأنّ الحرام لیس برزق. فملخص التعریفین أنّ الرّزق هو ما ساقه اللّه تعالی إلی الحیوان فانتفع به سواء کان متصفا بالحلّة أو الحرمة أو لم یکن، فاندفع ما قیل من أنّه یلزم عدم کون حیوان لم یأکل حلالا و لا حراما مرزوقا کالدابة، فإنّه لیس فی حقّها حلّ و لا حرمة کذا یسنح بخاطری.
و عند المعتزلة هو الحلال. ففسّروه تارة بمملوک یأکله المالک، و المراد «3» بالمملوک المجعول ملکا، بمعنی الإذن فی التصرّف الشّرعی، و إلّا لخلا التعریف عن معنی الإضافة إلی اللّه تعالی، و هو معتبر عندهم أیضا. و لا یرد خمر المسلم و خنزیره إذا أکلهما معه حرمتهما، فإنّهما مملوکان له عند أبی حنیفة، فیصدق حدّ الرّزق علیهما لأنّهما لیسا من حیث الأکل مملوکین له. فقید الحیثیة معتبر. و تارة بما لا یمنع من الانتفاع به و ذلک لا یکون إلّا حلالا. و یرد علی الأول أن لا یکون ما یأکله الدواب رزقا، إذ لا یتصوّر فی حقّها حلّ و لا حرمة، مع أنّ قوله تعالی: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَی اللَّهِ رِزْقُها «4» یعمّها «5». و یرد علی التفسیرین أنّ من أکل الحرام طول عمره لم یرزقه اللّه أصلا، و هو خلاف الإجماع، هکذا یستفاد من شرح المواقف و شرح العقائد و حواشیه. و قال فی مجمع السلوک فی فصل أصول الأعمال فی بیان التّوکّل:
و قد قسّم المشایخ الرزق إلی أربعة أقسام:
______________________________
(1) رزق (م).
(2) البقرة/ 3.
(3) و المقصود (م، ع).
(4) هود/ 6.
(5) یعمهما (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 859
و قال فی مجمع السلوک فی فصل أصول الأعمال فی بیان التوکل: (1)- الرّزق المضمون: و هو ما یساق إلیه من طعام و شراب و کلّ ما یؤمّن له حدّ الکفاف. و هذا ما یقال له الرّزق المضمون.
ذلک لأنّ اللّه سبحانه قد ضمنه (للعباد): وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَی اللَّهِ رِزْقُها وَ یَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها کُلٌّ فِی کِتابٍ مُبِینٍ (هود:
6). (2)- الرزق المقسوم: و هو ما قسّم فی الأزل و سجّل فی اللوح المحفوظ. (3)- الرزق المملوک: و هو ما اتّخذه الإنسان من مدّخرات مالیة أو ملابس و أسباب مادیة أخری. (4)- الرزق الموعود: و هو ما وعد اللّه عباده الصالحین وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (الطلاق: 15) و التوکّل إنّما یکون فی الرّزق المضمون، أمّا فی الأرزاق الأخری فلا. و علیه ینبغی أن یؤمن بأنّ ما هو کفاف له فهو مقطوع بوصوله إلیه فینبغی إذن علیه أن یتوکّل علی اللّه لهذه الجهة. انتهی کلامه «1». و فی خلاصة السلوک، قال أهل الحقیقة الرّزق ما قسم للعبد من صنوف ما یحتاج إلیه مطعوما و مشروبا و ملبوسا. و قال حکیم: الرّزق ما یعطی المالک لمملوکه قدر «2» ما یکفیه، و هو لا یزید و لا ینقص بالترک انتهی.
و الفرق بین الرّزق و بین العطیّة و الکفایة مع بیان معانیه الأخر یجی‌ء فی لفظ العطیة.

الرّس:

[فی الانکلیزیة]First accent،prelude to a fever
[فی الفرنسیة]premier accent،prelude d،une fievre
بالفتح عند أهل القوافی حرکة ما قبل التأسیس کذا فی عنوان الشرف و یقول فی منتخب تکمیل الصناعة: هذه الحرکة لن تکون غیر الفتحة نحو حرکة المیم فی مائل و الزای فی زائل، و متی تکرّر التأسیس فی القوافی فالرّسّ أیضا یلزم تکراره ضرورة. و من کان یظنّ أنّ التأسیس لیس من حروف القافیة فهو أیضا لا یظن الرّسّ من حرکات القافیة. و الرّسّ عند الأطباء اسم لدواء مرکّب. و فی بحر الجواهر:
الرّسّ بالفتح مرکّب من المواد الآتیة: البیش (و هو سمّ نباتی). و الزنجبیل، و الفلفل و براعم شجرة الفلفل و (عاقر قرحا) و (المویزج) و هو نوع من العشب المتسلّق علی الشجر. تؤخذ منها مقادیر متساویة. و قیل: و رسّ الحمّی و رسیسها أوّل ارتفاع الحرارة فی البدن «3».

الرّسالة:

[فی الانکلیزیة]MIssive،epistle،essay،message
-[فی الفرنسیة]Missive،epitre،essai،message
فی الأصل الکلام الذی أرسل إلی الغیر.
و خصّت فی اصطلاح العلماء بالکلام المشتمل علی قواعد علمیة. و الفرق بینها و بین الکتاب علی ما هو المشهور إنّما هو بحسب الکمال و النقصان و الزیادة و النقصان. فالکتاب هو الکامل فی الفن و الرسالة غیر الکامل فیه، کذا
______________________________
(1) مشایخ رزق را چهار قسم کرده‌اند رزق مضمون و آن آنچه بدو رسد از طعام و شراب و آنچه او را کفاف است و این را رزق مضمون گویند چرا که خدای ضامن اوست (و ما من دابة فی الأرض الا علی اللّه رزقها) و رزق مقسوم و آن آنست که در ازل قسمت شده است و در لوح محفوظ نوشته شده است و رزق مملوک و آن آنست که ذخیره او باشد از درم و جامه و اسباب دیگر و رزق موعود و آن آنست که حق تعالی مر صالحان و عابدان را بدان وعده کرده است (و من یتق اللّه یجعل له مخرجا و یرزقه من حیث لا یحتسب). و توکل در رزق مضمونست و در رزقهای دیگر نه پس باید که بداند که آنچه کفاف است بالقطع خواهد رسید و توکل کند انتهی کلامه.
(2) بقدر (م).
(3) و در منتخب تکمیل الصناعة گوید این حرکت البته سوی فتحه نخواهد بود چنانچه حرکت میم مائل و زاء زائل و چون تاسیس در قوافی تکرار یابد بالضرورة رس نیز تکرار یابد و آن‌کس که تاسیس را از حروف قافیه نداشته رس را نیز از حرکات قافیه نپنداشته و رس نزد اطباء اسم دوائی مرکب است. و فی بحر الجواهر الرّسّ بالفتح مرکّب صفته هذه بیش و زنجبیل و فلفل و دار فلفل و عاقر قرحا و مویزج علی السواء. و قیل: و رسّ الحمّی و رسیسها أول تب انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 860
ذکر الچلپی فی حاشیة الخیالی. و یستعمل فی الشریعة بمعنی بعث اللّه تعالی إنسانا إلی الخلق بشریعة سواء أمر بتبلیغها أو لا، و یساوقها النّبوّة. و قد تخصّ الرّسالة بالتبلیغ أو بنزول جبرئیل علیه السلام أو بکتاب أو بشریعة جدیدة أو بعدم کونه مأمورا بمتابعة شریعة من قبله من الأنبیاء. و بالجملة فالرّسول بالفتح إمّا مرادف للنبی و هو إنسان بعثه اللّه تعالی بشریعة سواء أمر بتبلیغها أم لا، و إلیه ذهب جماعة. و إمّا أخصّ منه کما ذهب إلیه جماعة أخری. و اختلفوا فی وجه کونه أخصّ. فقیل لأنّ الرّسول مختصّ بالمأمور بالتبلیغ إلی الخلق بخلاف النبی. و قیل لأنه مختصّ بنزول جبرئیل علیه السلام بالوحی.
و قیل لأنّه مختصّ بشریعة خاصة بمعنی أنّه لیس مأمورا بمتابعة شریعة من قبله. و قیل لأنّه مختصّ بکتاب هکذا یستفاد من العلمی حاشیة شرح هدایة الحکمة و بعض شروح مختصر الأصول. و قال بعضهم إنّ الرّسول أعمّ و فسّره بأنّ الرّسول إنسان أو ملک مبعوث بخلاف النبی فإنّه مختص بالإنسان، کذا ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الخیالی فی بحث خبر الرسول. و فی أسرار الفاتحة: النبی هو الذی یری فی المنام و الرّسول هو الذی یسمع صوت جبرئیل علیه السلام و لا یراه، و المرسل هو الذی یسمع صوته و یراه انتهی. و المفهوم من مجمع السلوک عدم الفرق بین الرّسول و المرسل حیث قال: المرسل عند البعض ثلاثمائة و ثلاثة عشر و عند البعض ثمانیة عشر و أولو العزم منهم ستة نفر: آدم و نوح و إبراهیم و موسی و عیسی و محمد صلوات اللّه علیهم أجمعین انتهی. و لا شک فی إطلاق الرسل علیهم أیضا.
و الفرق بین الرسول و المرسل عند الکرّامیة یذکر فی لفظ المشبهة. و فی فتح المبین شرح الأربعین للنووی: الرسول إنسان حرّ ذکر من بنی آدم یوحی إلیه بشرع و أمر بتبلیغه، سواء کان له کتاب أنزل علیه لیبلغه ناسخا لشرع من قبله أو غیر ناسخ له، أو أنزل علی من قبله و أمر بدعوة الناس إلیه أم لم یکن له ذلک، بأن أمر بتبلیغ الموحی إلیه من غیر کتاب. و لذلک کثرت الرسل إذ هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر و قلّت الکتب إذ هی التوراة و الإنجیل و الزّبور و صحف آدم و شیث و إدریس و إبراهیم. و هو أخص من النبی فإنّه إنسان حر ذکر من بنی آدم أوحی إلیه بشرع و إن لم یؤمر بتبلیغه.
و قال ابن عبد السلام بتفضیل النّبوّة لتعلّقها بالحقّ علی الرّسالة لتعلّقها بالخلق. و ردّ بأنّ الرّسالة فیها التعلّقان کما هو ظاهر، و الکلام فی نبوّة الرّسول مع رسالته، و إلّا فالرسول أفضل من النبی قطعا. و لیس من الجنّ رسول عن اللّه عند جماهیر العلماء انتهی. و کذا من غیر الحرّ، و کذا من النساء علی ما یشعر به قوله حرّ ذکر، و کذا الحال فی النبی فی الکل. و بعضهم علی أنّ من الجنّ رسلا کما مرّ فی لفظ الجن.
و بعضهم علی أنّ مریم أمّ عیسی علیه السلام من الأنبیاء کما ذکر المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الفوائد الضیائیة. و فی اصطلاح الفقه و هو الذی أمره المرسل بأداء الرّسالة فی عقد من العقود أو فی أمر آخر کتسلیم المبیع و قبض الثمن فی البیع أو أخذ المبیع و أداء الثّمن فی الشراء.
و صورة الإرسال فی البیع أن یرسل البائع شخصا فیقول: بعت هذا من فلان الغائب بألف درهم فاذهب إلیه فقل منی له هذا. فهو لا یضیف العقد إلی نفسه و لا یرجع حقوق العقد إلیه، بل إذا جاء إلی المرسل إلیه یقول: قال لک فلان بعت هذا منک الخ فإذا قال المرسل إلیه فی مجلس البلوغ اشتریته منه تمّ البیع فلا یملک القبض و التسلیم إذا کان رسولا فی البیع، و لا یکون خصما حتی لا یردّ بالعیب، إذا کان رسولا فی الشراء، و لا یردّ علیه إذا کان رسولا فی البیع، و لا یقبل بینة الأداء أو الإبراء إذا
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 861
کان رسولا فی قبض الثّمن أو فی الدین لأنّ الرسول معبر و سفیر لنقل کلامه إلیه، فلا یملک شیئا. و إنّما إلیه تبلیغ الرسالة لا غیر، بخلاف الوکیل فی البیع و الشراء و أمثالهما فإنّه لا یجب علیه إضافة العقد إلی موکله، بل لو أضاف العقد إلی نفسه و قال: بعت منک هذا الشی‌ء بکذا یجوز و یرجع حقوق العقد إلیه، و یکون خصما فیما للموکّل و فیما علیه من الأمور التی تتعلّق بالفعل المأمور به، هکذا فی العنایة و الکفایة.

الرّسخ:

[فی الانکلیزیة]Metempsychosis،Metamorphosis
-[فی الفرنسیة]Metempsychose،Metamorphose
عند الحکماء هو انتقال النفس الناطقة من بدن الإنسان إلی الأجسام النباتیة، و یجی‌ء فی لفظ النسخ.

الرّسم:

[فی الانکلیزیة]Mark،figure،determination،definition،trace
[فی الفرنسیة]Marque،figure،determination،limitatin،defintion،trace،vestige
بالفتح و سکون السین المهملة فی اللغة العلامة. و عند المنطقیین قسم من المعرّف مقابل للحدّ، و منه تام و ناقص. فالرّسم التام ما یترکّب من الجنس القریب و الخاصة، کتعریف الإنسان بالحیوان الضاحک. و الرّسم الناقص ما یکون بالخاصة وحدها أو بها و بالجنس البعید، کتعریف الإنسان بالضاحک أو بالجسم الضاحک، أو بعرضیات تختصّ جملتها بحقیقة واحدة، کقولنا فی تعریف الإنسان إنّه ماش علی قدمیه عریض الأظفار بادی البشرة مستقیم القامة ضحّاک بالطبع، هکذا فی الجرجانی و غیره.
و عند الأصولیین أخص من الحدّ لأنّه قسم منه و قد سبق.
و عند الصوفیّة هو العادة و یقول فی کشف اللغات: یقال فی اصطلاح أهل السّلوک للرّسم عادة، بمعنی أنّ کلّ عبادة بغیر نیّة فهی رسم و عادة. إذن فعلی الإنسان أن یبدأ أولا بتصفیة نیّته من شوائب النّفس و دواعی الشّیطان و هذا یحصل بقوة العلم مصراع ترجمته: من لا علم له فلا نیّة له «1».
و فی الاصطلاحات الصوفیة: الرّسم هو الخلق و صفاته لأنّ الرسوم هی الآثار، و کل ما سوی اللّه آثاره الناشئة من أفعاله، و إیّاه عنی من قال: الرّسم: نعت یجری فی الأبد بما جری فی الأزل انتهی.

الرّسوب:

[فی الانکلیزیة]Sediment،deposit،remainder
-[فی الفرنسیة]Sediment،residus،deposition
بضم الراء و السین المهملة فی اللغة استقرار الأجزاء الغلیظة من المائعات فی أسفلها کما فی بحر الجواهر و الأقسرائی. و قیل هو کلّ ما یرسب فی قعر الإناء من الثفل کما فی شرح القانونچه. و عند الأطباء کلّ جوهر أغلظ قواما من مائیة البول متمیّز عنها، و إن تعلّق فی الوسط أو طفأ. فالجوهر جنس و یراد به ما یکون خارجا مع البول لا ما یکون جزءا منه، و إلّا لما وجد بدونه. و قولهم أغلظ قواما من مائیة البول احتراز عن الریح المخالطة للمائیة و الزبد.
و قولهم متمیّز عنها أی فی الحس احتراز عن الجواهر المفیدة للبول اللون و القوام. و إیراد لفظ کلّ لتسهیل فهم المبتدئ لئلّا یتوهّم التخصیص بفرد دون فرد. و قولهم و إن تعلّق الخ تنبیه علی أنّ بین المعنیین أی اللغوی و الاصطلاحی عموما من وجه لصدقهما علی
______________________________
(1) در کشف اللغات میگوید در اصطلاح سالکان رسم عادت را گویند که هر عبادتی که بی‌نیت بود آن رسم و عادت باشد پس مرد باید که اوّل نیت خود را از شائبه نفسانی و داعیه شیطانی خالص گرداند و این بقوت علم می‌شود. مصراع. هر کرا علم نیست نیت نیست.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 862
الرّسوب الراسب من البول، و صدق اللغوی فقط علی ما یرسب من الثفل فی غیر البول، و صدق الاصطلاحی فقط علی المتعلّق و الغمام. و علی أنّ أقسام الرسوب ثلاثة لأنّه إن وجد فی أسفل القارورة یسمّی رسوبا راسبا و إن وجد فی وسطها یسمّی رسوبا متعلّقا و إن وجد فوقها یسمّی غماما و سحابا و رسوبا طافیا. قیل إنّما یطلق الرّسوب علی الغمام و المتعلّق لأنّ من شأن الرسوب أن یرسب فی الأسفل، و إنّما یطفو و یتعلّق إذ امنع منه مانع، فلوجود هذه الصفة فیه بالقوة قیل له رسوب. و أیضا ینقسم الرّسوب إلی طبیعی و یسمّی رسوبا محمودا و فاضلا و إلی غیر طبیعی و یسمّی رسوبا ردیا.
أمّا الطبیعی فهو الدال علی النّضج و هو الأملس الأبیض المتشابه الأجزاء المجتمع أی المتّصل الأجزاء. و أفضل أقسام الطبیعی الراسب ثم المتعلّق ثم الغمام، و غیر الطبیعی بخلافه.
و أفضل أقسامه الغمام ثم المتعلّق ثم الراسب، و هو أقسام، إذ الرّسوب الردی‌ء إمّا أن یکون من الأعضاء أو من الرطوبات، إذ لیس فی البدن جسم منه یکون رسوب غیرهما، فإن کان من الأعضاء فإمّا أن یکون من الأعضاء الأصلیة و یسمّی خراطیا أو لا یکون، و حینئذ إمّا أن تکون فیه دهنیة و یسمّی دسمیا، أو لا تکون و یسمّی لحمیا، و الخراطی إمّا أن یکون من ظاهر العضو أو من باطنه، فإن کان الأول یسمّی قشوریا، و إن کان الثانی فإن کان ذلک المنفصل أجزاء کبارا عراضا بیضاء أو حمراء یسمّی صفائحیا، فالأبیض من المثانة و الأحمر من الکلیة أو الکبد، و إن لم یکن أجزاء کبارا عراضا فإن کان أحمر یسمّی کرسنیا و إن لم یکن أحمر یسمّی نخالیا، و الکائن من الرطوبات منه الأسود و منه الأشقر و منه الکمد. و فی القانونچه الرّسوب الردی ینقسم إلی خراطی و هو الشبیه بالقشور و دشیشی و هو الشبیه «1» بالزرنیخ الأحمر و یسمّی سویقا أیضا، و لحمی و دسمی و مدی و مخاطی و شعری و رملی و رمادی و علقی و دموی و خمیری أی الشبیه بقطع الخمیر المنقوع، و التفصیل یطلب من کتب الطب.

رسوم العلوم و رقوم العلوم:

[فی الانکلیزیة]Figures of sciences)human feelings(
[فی الفرنسیة]
Les figures des sciences) les sentiments de l'homme (
هی مشاعر الإنسان لأنّها رسوم الأسماء الإلهیة کالعلیم و السمیع و البصیر، ظهرت علی ستور الهیاکل البدنیة المرخاة علی باب دار القرار بین الحقّ و الخلق. فمن عرف نفسه و صفاتها کلّها بأنها آثار الحق و صفاته و رسوم أسمائه و صورها فقد عرف الحقّ، انتهی من الاصطلاحات.

الرّشف:

[فی الانکلیزیة]Sucking،onomancy،fortune telling
[فی الفرنسیة]Sucement،onomancie،art devinatoire
بالفتح و سکون الشین المعجمة فی اصطلاح أهل الجفر هو عبارة عن استخراج الأسماء من الزّمام. کذا فی بعض الرّسائل.
و یقول فی بعض الرسائل: الاطلاع علی المغیّبات فی اصطلاح أهل الجفر یقال له الرشف الذی هو فی مقابل الکشف «2».

الرّشوة:

[فی الانکلیزیة]Corruption،tip،bribe
[فی الفرنسیة]Corruption،pourboire،pot -de -vin بالکسر و الضم و سکون الشین المعجمة کما فی المنتخب هی اسم من الرّشوة بالفتح کما فی القاموس، فهما لغة ما یتوصّل به إلی
______________________________
(1) و هو شبیه (- م، ع).
(2) در اصطلاح اهل جفر عبارت است از استخراج اسماء از زمام کذا فی بعض الرسائل. و در بعضی رسائل گوید اطلاع مغیبات را در اصطلاح اهل جفر رشف گویند که در مقابل کشف است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 863
الحاجة بالمضایقة «1» بأن تصنع له شیئا لیصنع لک شیئا آخر. قال ابن الأثیر: و شریعة ما یأخذه الآخذ ظلما بجهة یدفعه الدافع إلیه من هذه الجهة و تمامه فی صلح الکرمانی «2»، فالمرتشی الآخذ و الراشی الدافع کذا فی جامع الرموز فی کتاب القضاء. و فی البرجندی الرشوة مال یعطیه بشرط أن یعینه و الذی یعطیه بلا شرط فهو هدیة کذا فی فتاوی قاضی‌خان. و فی البحر الرائق فی القاموس: الرشوة مثلثة الجعل و أرشاه أعطاه إیاها، و ارتشی أخذها، و استرشی طلبها انتهی. و فی المصباح «3» الرّشوة بالکسر ما یعطیه رجل شخصا حاکما أو غیره لیحکم له أو یحمله علی ما یرید و الضم لغة.
و فی الخانیة: الرّشوة علی وجوه أربعة؛ منها ما هو حرام من الجانبین و ذلک فی موضعین، أحدهما إذا تقلّد القضاء بالرّشوة لا یصیر قاضیا، و هی حرام علی القاضی و الآخذ.
و الثانی إذا دفع الرّشوة إلی القاضی لیقضی له حرام علی الجانبین، سواء کان القضاء بحقّ أو بغیر حقّ. و منها إذا دفع الرشوة خوفا علی نفسه أو ماله، فهذه حرام علی الآخذ غیر حرام علی الدافع، و کذا إذا طمع ظالم فی ماله فرشاه ببعض المال. و منها إذا دفع الرّشوة لیسوّی أمره عند السلطان حلّ للدافع و لا یحلّ للآخذ، و هذا إذا أعطی الرّشوة بشرط أن یسوّی أمره عند السلطان، و إن طلب منه أن یسوّی أمره و لم یذکر له الرّشوة و لم یشترط أصلا ثم أعطاه بعد ما سوی أمره اختلفوا فیه. قال بعضهم لا یحلّ له. و قال بعضهم یحلّ و هو الصحیح، لأنّه من المجازاة الإحسان بالإحسان فیحل، و لم أر قسما یحلّ الأخذ فیه دون الدفع. و أمّا الحلال من الجانبین فإنّ هذا للتّودد و المحبة و لیس هو من الرشوة.
و فی القنیة «4» الظلمة تمنع الناس من الاحتطاب فی المروج إلّا بدفع شی‌ء إلیهم، فالدفع و الأخذ حرام لأنّه رشوة إلّا عند الحاجة فیحلّ للدافع دون الآخذ. و حدّ الرّشوة بذل المال فیما هو [غیر] «5» مستحقّ علی الشخص، و مال الرّشوة لا یملک، و التوبة من الرشوة برد المال إلی صاحبه، و إن قضی حاجته. و من الرّشوة المحرّمة علی الآخذ دون الدافع ما یدفع شخص إلی شاعر خوفا من الهجاء و الذمّ.
و قالوا بذل المال لاستخلاص حقّ له علی آخر رشوة. و منها إذا کان ولیّ امرأة لا یزوجها إلّا أن یدفع إلیه کذا فدفع له فزوّجه إیاها، فللزوج أن یستردّه منه قائما أو هالکا لأنّه رشوة. و علی قیاس هذا یرجع بالهدیة أیضا فی المسألة المتقدّمة إذا علم من حاله أنّه لا یزوجه إلّا بالهدیة، و إلّا لا، انتهی من البحر. و فی فتاوی ابراهیم شاهی و عن ثوبان «6» رضی اللّه عنه:
______________________________
(1) بالمصانعة (م).
(2) الأرجح انه شرح الکرمانی لأن للکرمانی شروح و لیس صلح. أما شروحه فهی شرح الفوائد الغیاثیة فی المعانی و البیان لمحمد بن یوسف بن علی بن سعید شمس الدین الکرمانی البغدادی (717 ه 786 ه) و الفوائد لعضد الدین الإیجی و شرح الکرمانی علی المواقف للآمدی. مفتاح السعادة 1/ 213- و 2/ 181.
(3) ورد سابقا.
(4) قنیة المنیة علی مذهب أبی حنیفة: للشیخ الإمام أبی الرجاء نجم الدین مختار بن محمود الزاهدی الحنفی (- 658 ه).
کشف الظنون، 2/ 1357.
(5) [غیر] (+ م).
(6) هو ثوبان بن یجدد، أبو عبد اللّه، مولی رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم. توفی بحمص عام 54 ه/ 674 م. اشتراه النبی ثم أعتقه. و أصله من السراة بین مکة و الیمن. خدم الرسول إلی أن مات، فذهب إلی فلسطین ثم حمص. روی أحادیث کثیرة عن الرسول صلی اللّه علیه و سلم.
الأعلام 2/ 102، الاستیعاب 1/ 209، حلیة الأولیاء 1/ 180، الإصابة 1/ 212.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 864
«لعن اللّه الراشی و المرتشی» «1». و فی الحموی حاشیة الأشباه و النظائر الرّشوة لا تملک، و لو أخذ مورثه رشوة أو ظلما إن علم بذلک بعینه لا یحلّ له أخذه، و إن لم یعلمه بعینه له أخذه حکما. و أما فی الدیانة فیتصدّق به بنیة الخصماء انتهی. و فی دستور القضاة «2» و إن ارتشی القاضی أو أحد من أصحابه لیعین للراشی عند القاضی و لم یعلم القاضی بذلک و قضی للراشی نفذ قضاؤه، و یجب علی القابض ردّ ما قبض و یأثم الراشی. و إن علم القاضی بذلک فقضاؤه مردود، و هو کما ارتشی بنفسه و قضی للراشی انتهی. و فی نصاب الاحتساب الرّشوة علی أربعة أوجه: إمّا أن یرشوه لأنّه قد خوّفه فیعطیه لیدفع الخوف عن نفسه، أو یرشوه لیسوّی بینه و بین السلطان، أو یرشوه لیتقلّد القضاء من السلطان، أو یرشوه للقاضی لیقضی له، ففی الوجه الأول لا یحلّ الأخذ لأنّ الکفّ عن التخویف کفّ عن الظلم و أنّه واجب حقّا للشرع، فلا یحل أخذه لذلک، و یحلّ للمعطی الإعطاء لأنّه جعل المال وقایة للنفس و هذا جائز موافق للشرع.
فلذلک نقول فی المحتسب إذا خوّف إنسانا بظلم و أعطاه ذلک الإنسان لیدفع عنه ذلک الخوف فهو جائز للمعطی، و یحرم علی المحتسب. و فی الوجه الثانی أیضا لا یحلّ للآخذ لأنّ الإقامة بأمور المسلمین و إعانة الملهوفین عند القدرة علیها واجب علی الکفایة دیانة و حقا للشرع بدون المال، فهو یأخذ المال عمّا وجب علیه الإقامة بدونه، فلا یحلّ له الأخذ. فإذا أخذ المال من المظلوم بالشرط فهو حرام. لکن لمّا لم یکن واجبا علیه عینا بل یسع له ترکه فی الجملة، أی إذا باشره أحد غیره لکفاه. فبناء علی هذا لو أخذ شیئا بعد إنجاحه مرامه بلا شرط أصلا فهو علی الاختلاف المذکور. فقال بعضهم إنّه حلال نظرا إلی عدم الوجوب علیه عینا و إلی جواز الترک فی الجملة. و قال بعضهم إنّه حرام نظرا إلی نفس الوجوب و إن کان علی الکفایة، و لأنّه إذا أدّاه کان أداء للواجب، فکان اعتیاضا عن الواجب، و هو حرام، بخلاف القاضی و أمثاله فإنّه واجب علیه عینا. فلهذا یحرم علیه مطلقا أی سواء کان بشرط أو لا بشرط، و سواء کان قبل الحکم أو بعده، و هذه الحرمة بالإجماع بلا خلاف أحد. و فی الوجه الثالث لا یحل الأخذ و الإعطاء، و هکذا فی أصحاب محتسب الملک إذا أخذوا شیئا من النائبین علی الاحتساب فی القصبات لیسوّوا أمرهم فی نیابتهم لیتقرروا علی عهدة الاحتساب فهو حرام، کما فی الرشوة فی باب السعی بین القضاة و بین السلطان لیولیهم علی القضاء. و فی الوجه الرابع حرم الأخذ سواء کان القضاء بحقّ أو بظلم. أمّا بظلم فلوجهین: الأول أنّه رشوة و الثانی أنّه سبب للقضاء بالحرام، و أما بحقّ فلوجه واحد و هو أنّه أخذ المال لإقامة الواجب. أمّا الإعطاء فإن کان لجور لا یجوز، و إن کان لحقّ أی لدفع الظلم عن نفسه أو عن ماله جاز لما بیّنا. فعلی هذا المحتسب أو القاضی إذا أهدی إلیه فممّن یعلم أنّه یهدی لاحتیاجه إلی القضاء و الحسبة لا یقبل، و لو قبل کان رشوة. و أمّا ممّن یعرف أنّه یهدی للتودّد و التحبّب لا للقضاء و الحسبة فلا بأس بالقبول منه لأنّ الصحابة کانوا یتوسّعون فی قبول الهدایا منهم، و هذا لأنّ الهدیة کانت عادتهم و کانوا لا یلتمسون منهم شیئا، و إنّما کانوا یهدون لأجل التودّد و التحبّب و کانوا یتوحّشون بردّ هدایاهم، فلا یمکن فیه معنی الرشوة، فلهذا کانوا
______________________________
(1) شرح السنة للبغوی: 10/ 87 رقم 2493، حدیث صحیح. أخرجه أحمد 2/ 164، و 190 و 194.
أبو داود (3580)، الترمذی 1337، ابن ماجة 2313.
(2) فارسی للقاضی مسعود الرازی. و لم یذکر حاجی خلیفة تاریخ وفاته. کشف الظنون، 1/ 754.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 865
یقبلونها، قال علیه الصلاة و السلام: «تهادوا و تحابّوا» «1» انتهی من الاحتساب.
قال مصحح هذا الکتاب و المطنب فیه فی کل الأبواب أصغر الطلّاب محمد وجیه «2» عفی اللّه عنه و عن أبیه و هداه و بنیه أقول و باللّه التوفیق و منه التحقیق: إنّه علم من هذا کله أنّ حدّ الرشوة هو ما یؤخذ عمّا وجب علی الشخص سواء کان واجبا علی العین کما فی القاضی و أمثاله، أو علی الکفایة کما فی شخص یقدر علی دفع الظلم أو استخلاص حقّ أحد من ید ظالم أو إعانة ملهوف. و سواء کان واجبا حقّا للشرع کما فی القاضی و أمثاله و فی ولی امرأة لا یزوّجها إلّا بالهدیة، و فی شاعر یخاف منه الهجو لأنّ الکفّ عن عرض المسلم واجب دیانة، أو کان واجبا عقدا فیمن آجر نفسه لإقامة أمر من الأمور المتعلّقة بالمسلمین فیما لهم أو علیهم کأعوان القاضی و أهل الدیوان و أمثالهم.

الرّصد:

[فی الانکلیزیة]Astrological observation
[فی الفرنسیة]Observation astrologique
بالفتح و سکون الصاد و فتحها أیضا کما فی المنتخب، فی الأصل جمع راصد و هو الذی یقعد بالمرصاد أی الطریق للحراسة، ثم أطلق فی عرف المنجّمین علی جمع یرصدون الکواکب أی ینتظرون حرکتها و بلوغها إلی مواضع معیّنة، ثم سمّی الموضع الذی یرصدون فیه بالرّصد تسمیة المحل باسم الحال، کذا ذکر الفاضل عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمنی فی باب حرکات الأفلاک.
و یقول فی سراج الاستخراج: الرّصد: هو عند المنجّمین عبارة عن النّظر فی أحوال الأجرام العلویة بآلات مخصوصة وضعها الحکماء لذلک، و بها یمکن معرفة مواضع النجوم فی الفلک و مقدار حرکتها طولا و عرضا، و المسافات التی بینها و بعدها عن الأرض و کبرها و صغرها و کلّ ما یشبه ذلک. و فائدة الرّصد هی:
أنّه إذا تبیّن وجود خلل فی مواضع الکواکب فإنّ صاحب الرّصد یصحّحه کی لا یقع فی خطإ أثناء الاستخراج. ذلک أنّه إذا أخطأ فی حسابه بدرجة واحدة فستکون العاقبة خطأ فی الحساب مقداره سنة، و إذا أخطأ فی الحساب دقیقة واحدة أدّی ذلک إلی خطإ فی التقویم یساوی ستّة أیام «3».

الرّضاء:

[فی الانکلیزیة]Voluntary consent،approval
[فی الفرنسیة]Consentement volontaire،approbation
بالکسر و بالضاد المعجمة عند المعتزلة هو الإرادة. و عند الأشاعرة ترک الاعتراض. فالکفر مراد «4» اللّه تعالی و لیس مرضیا عنده لأنّه یعترض علیه. و أمّا عند المعتزلة لیس مرادا «5» له لأنّه تعالی لا یرضی لعباده الکفر، کذا فی شرح المواقف فی خاتمة بحث القدرة.
______________________________
(1) السنن الکبری للبیهقی 6/ 169، مجمع الزوائد للهیثمی 4/ 146، موطأ مالک 908، التمهید لابن عبد البر 6/ 116.
(2) هو المولوی محمد وجیه، کان حیا أواخر القرن الثانی عشر الهجری، النصف الثانی من القرن التاسع عشر. من علماء الهند. و قد عمل علی نشر کتاب الکشاف للتهانوی، الذی طبعته جمعیة البنغال الآسیویة عام 1862 م مع جمع من العلماء.
و قد تمیّز بینهم بضبطه المراجع و الشروح فی المتن.
(3) و در سراج الاستخراج میگوید رصد نزد منجمان عبارت است از نظر کردن در احوال اجرام علویه به آلتی مخصوص که حکما بجهت آن غرض وضع کرده‌اند تا بدان آلت دانسته شود مواضع ستارگان در فلک و مقدار حرکت ایشان در طول و عرض و ابعاد آنها از یکدیگر و از زمین و بزرگی و کوچکی اجرام ایشان و آنچه بدان ماند. و فائده رصد آنست که اگر در مواضع کواکب در ایام خالی ظاهر شود آن را صاحب رصد درست کند تا در استخراج خطا واقع نشود چه اگر یک درجه تقویم کوکبی خطا باشد یک سال در سیرات تفاوت شود و اگر یک دقیقه خطا افتد شش روز تفاوت شود.
(4) إرادة (م، ع).
(5) مقصودا (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 866
اعلم أنّه یجب الرّضاء و التسلیم علی القضاء محبوبا کان أثره أو مکروها، لأنّ القضاء صفة الرّب تعالی، و یجب الرّضاء و التسلیم علی صفته سواء کان القضاء قضاء الکفر و العصیان أو قضاء التوحید و الطاعة. فأمّا الرّضاء بالمقضی الذی هو أثر القضاء فإنّما یجب الرّضاء به إذا کان محبوبا کالتوحید و الطاعة دون ما هو مکروه کالکفر و العصیان، و مع هذا لا ینبغی وصف القضاء بالسّوء إلّا أن یراد به المقضی، و منه قوله علیه السلام: «أعوذ بک من سوء القضاء» «1»، کذا فی بحر المعانی فی تفسیر قوله تعالی: الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ «2». و فی شرح الطوالع: الرّضاء من العباد عند الأشاعرة ترک الاعتراض و الرّضاء من اللّه تعالی إرادة الثواب انتهی. و عند أهل السلوک الرّضاء هو التلذّذ بالبلوی، کذا فی مجمع السلوک. و فی أسرار الفاتحة: الرّضا هو الخروج من رضی النّفس و الدّخول فی رضی الحقّ «3».

الرّضاع:

[فی الانکلیزیة]Breast -feeding
[فی الفرنسیة]Allaitement
بکسر الراء و فتحها و بالضاد المعجمة مصدر رضع یرضع کسمع یسمع. و لأهل النجد رضع یرضع رضعا کضرب یضرب ضربا. و هو لغة شرب اللّبن من الضّرع أو الثّدی کما فی المقالس «4». و شریعة شرب الطّفل حقیقة أو حکما للبن خالص أو مختلط غالبا من آدمیة فی وقت مخصوص، و ذلک الوقت عند أبی حنیفة حولان و نصف، و عندهما حولان فقط. و لا یباح الإرضاع بعد الوقت المخصوص هکذا فی جامع الرموز و الدّرر.

رطوبات البدن:

[فی الانکلیزیة]Body humidity
[فی الفرنسیة]Humidites du corps
منها أوّلیة و منها ثانویة. فالأولی الأخلاط کما فی شرح القانونچة. و فی بحر الجواهر فالأولی هی الأخلاط المحمودة، و الثانیة قسمان: فضول و هی الأخلاط المذمومة و غیر فضول و هی أربعة أصناف. الأولی المحصورة فی تجاویف أطراف العروق الشّعریة السّاقیة للأعضاء. و الثانیة المنبثّة فی العروق الصغار المجاورة للأعضاء الأصلیة بمنزلة الطّلّ، و هی مستعدّة لأن تستحیل غذاء عند فقدان البدن الغذاء، و لأن تبلّها إذا جفّفها سبب من حرکة و غیرها. و الثالثة القریبة العهد بالانعقاد المستحیل إلی جوهر الأعضاء بالمزاج و الشّبه لا بالقوام التام. و الرابعة الرطوبة المداخلة للأعضاء الأصلیة منذ ابتداء الخلقة الحافظة لاتصال أجزائها، و تقال لهذه الرطوبات رطوبات أصلیة.

رطوبات العین:

[فی الانکلیزیة]Eye humidity
[فی الفرنسیة]Humidites de l'oeil
منها الرّطوبة الزّجاجیة و هی رطوبة صافیة غلیظة القوام بیضاء تضرب إلی قلیل حمرة مثل الزجاج الذائب، و لذا سمّیت بالزّجاجیة. و منها الرّطوبة الجلیدیة و هی رطوبة وسطیة من رطوبات العین، سمّیت بها لجمودها و صفائها. و منها الرّطوبة البیضیة و هی رطوبة شبیهة ببیاض البیض لونا و قواما، و لذا سمّیت بها، و تفاصیلها تطلب من کتب علم التشریح.
______________________________
(1) لم نعثر علی هذا الحدیث فی الصحاح و الأسانید.
(2) البقرة/ 156.
(3) و فی أسرار الفاتحة رضا خروج است از رضای نفس و بدر آمدن است در رضای حق.
(4) الأرجح هو کتاب المقالید، حیث وقع تصحیف، و المقالید لتاج الدین أحمد بن محمود بن عمر الجندی ألّفه سنة 751 ه.
و هذا الکتاب من شروح کتاب المصباح فی النحو لأبی الفتح ناصر بن عبد السید المطرّزی (- 610 ه) و أرجحیة هذا الکتاب تأتی لعلاقته باللغة و بالمطرزی الذی ورد اسمه. بروکلمان، ج 5، ص 241- 243.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 867
ضد الیبوسة و هما کیفیتان ملموستان بدیهیتان، و ما ذکر فی تعریفهما إمّا لوازمها أو تعریفات لفظیة. قال الإمام الرازی: الرّطوبة سهولة الالتصاق بالغیر و سهولة الانفصال عنه، أی کیفیة تقتضی تلک السهولة و هی البلّة. لا یقال: لو کانت الرّطوبة کذلک لکان العسل أرطب من الماء لأنّه أشد التصاقا من الماء، و کذا الحال فی الدهن، مع أنّ کونهما أرطب من الماء باطل. لأنّا نقول العسل و إن کان ألصق من الماء إلّا أنّه ینفصل بعسر و کذا الدهن. و أیضا نحن لا نفسّر الرّطوبة بنفس الالتصاق حتی یکون الأشد التصاقا أرطب، بل إنّما فسّرناه بسهولة الالتصاق. و قال الحکماء الرّطوبة کیفیة توجب سهولة قبول التّشکل بشکل الحاوی القریب و سهولة ترکه، أی للتشکّل بعد قبوله إیّاه. و ردّ بأنّه یرد علیه ما مرّ إذ التشکّل إن کان للرطوبة فما یکون أدوم شکلا یکون أرطب کالعسل، فإنّه أدوم شکلا بالنسبة إلی الماء، و أیضا یلزم علی هذا أن یکون الهواء أرطب من الماء لأنّه أرقّ قواما و أقبل للتشکّلات و ترکها. و اتفقوا أی جمهورهم علی أنّ خلط الرّطب بالیابس یفید الاستمساک کما أنّه یفید الرّطب استمساکا من السّیلان، فیجب علی تقدیر کون الهواء أرطب أن یکون خلط الهواء بالتراب یفید التراب استمساکا من التفرّق، و یفید التراب الهواء استمساکا من السّیلان، و کلاهما باطلان.
و هاهنا أبحاث. الأوّل: زعم البعض أنّ رطوبة الماء مخالفة بالماهیة لرطوبة الدّهن المخالفة لرطوبة الزیبق. فالرطوبة جنس تحتها أنواع. و زعم آخرون أنّ ماهیتها واحدة بالنوع و الاختلاف بسبب اختلاط الیابس بالرطب. قال الإمام الرازی: کلا القولین مختلّ. و الثانی: هل توجد کیفیة متوسّطة بین الرطوبة و الیبوسة تنافیهما کالحمرة بین السّواد و البیاض أو لا توجد؟ و الحق أنّه غیر معلوم، و أنّ إمکان وجودها مشکوک فیه. و الثالث: فی المباحث المشرقیة أنّ الرطوبة إن فسّرت بقابلیة الأشکال کانت عدمیة، و إلّا احتاجت إلی قابلیة أخری فیتسلسل. و إن فسّرت بعلّة القابلیة فکذلک لأنّ الجسم لذاته قابل للأشکال فلا تکون هذه القابلیة معلّلة بعلّة زائدة علی ذات الجسم، و إن سلّم کونها وجودیة علی تفسیرهم فالأشبه أنّها لیست محسوسة لأنّ الهواء رطب لا محالة بذلک المعنی، فلو کانت الرطوبة محسوسة لکانت رطوبة الهواء المعتدل الساکن محسوسة، فکان الهواء دائما محسوسا، و کان یجب أن لا یشکّ الجمهور فی وجوده و لا یظنّوا أنّ الفضاء الذی بین السّماء و الأرض خلاء صرفا. و إذا فسّرناها بالکیفیة المقتضیة لسهولة الالتصاق، فالأظهر أنّها محسوسة، و إن کان للبحث فیه مجال. و قد مال ابن سینا فی بحث الأسطقسات من الشفاء «1» إلی أنّها غیر محسوسة. و فی کتاب النفس «2» منه إلی أنّها محسوسة، و لعله أراد أنّ الرطوبة بمعنی سهولة قبول الأشکال غیر محسوسة، و بمعنی الالتصاق محسوسة، هکذا یستفاد من شرح المواقف و شرح الطوالع.
و الرابع: الرّطب، کما یقال علی ما مرّ، کذلک یقال علی معان أخر. فی بحر الجواهر: الرّطب بفتحتین یقال لما یقبل الاتصال و الانفصال و التشکّل بسهولة بحیث لا یظهر فیه ممانعة عن ذلک، کما یقال إنّ الهواء رطب، و لما هو بطبعه متماسک، لکنه بأدنی سبب یصیر قابلا
______________________________
(1) ورد سابقا.
(2) لابن سینا الشیخ الرئیس أبو علی، (- 428 ه) مقتبس عن مباحث أرسطو فی النفس و أهداه الشیخ الرئیس للأمیر نوح بن منصور السامانی، طبع بمطبعة المعارف، 1325 ه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 868
لذلک بسهولة کقولنا للماء إنّه رطب، و لما یکون الغالب فیه الأسطقس الرطب کما یقال للشّحم إنّه رطب، و لما یکون ما یتکوّن عنه الأعضاء رطبا کما یقال للبلغم و الدّم إنّهما رطبان، و لما إذا أورد علی البدن و انفعل عن حرارته أثّر فیه رطوبة زائدة علی التی له کقولنا: إنّ کذا من الأدویة رطب و یسمّی رطبا بالقوة أیضا، و لما تخالطه رطوبات کثیرة کقولنا: إنّ هواء الفناء رطب، و لما هو أمیل عن التوسّط إلی جهة الرطوبة، کقولنا: الإناث أرطب من الذکور، و لما أعطی مزاجا هو أکثر رطوبة مما ینبغی أن یکون له بحسب نوعه أو صنفه أو شخصه، کقولنا: فلان رطب المزاج، و لما هو سریع الاستحالة إلی الرطوبة، کقولنا للغذاء التفه أنّه رطب، و کذلک فافهم الحال فی الیابس انتهی.
و قد سبق ما یتعلّق بهذا فی لفظ البلّة أیضا.

الرّطوبة الغریزیة:

[فی الانکلیزیة]Instinctive or animal humidity
[فی الفرنسیة]Humidite instinctive ou animale
بالغین المعجمة هی جسم رطب سیّال نسبتها إلی الحرارة الغریزیة کنسبة الدّهن إلی السّراج.

الرّطوبة الفضلیة:

[فی الانکلیزیة]Exceeding humidity
[فی الفرنسیة]Humidite excedente
هی الرطوبة التی لا تمتزج بباقی العناصر امتزاجا تاما، فهذه الرطوبة غریبة فضلیة بالنسبة إلی الأجزاء الغذائیة أو الدّوائیة غیر داخلة فی حقیقتها بل خارجة عنها و إن کانت داخلة فی حقیقة ذلک الجسم، و هذه مکتسبة من الماء، لیست طبیعیة و لا مستحکمة فی المزاج، و لذلک ینسب الزنجبیل إلی الیبس. قال بعض الأفاضل إنّه إذ قیل شی‌ء من الثمار و البقول و الحبوب إنّه فیه رطوبة فضلیة فمعناه أنّ بعض ما جذبه من الرطوبة لیغتذیها لم ینضج بعد، کذا فی بحر الجواهر.

الرّعشة:

[فی الانکلیزیة]Shiver،shudder
[فی الفرنسیة]Frisson،tremblement
بالکسر و سکون العین المهملة عند الأطباء علّة آلیة تحدث عن عجز القوة المحرّکة عن تحریک العضل علی الاتصال أو إثباته علی الاتصال، فتختلط حرکات إرادیة أو إثبات إرادی بحرکة ثقل العضو إلی أسفل. و الفرق بینه و بین الاختلاج أنّ الحرکة فی الاختلاج تظهر سواء کان العضو ساکنا أو متحرّکا، و لا کذلک الرّعشة لتوقّف ظهور الحرکة المرضیة فیها علی حرکة العضو. و أیضا الارتعاش کالتشنّج یقف فی الأعضاء الآلیة أی المرکّبة التی تتحرّک بإرادة، و الاختلاج یقف فی کلّ عضو یتهیّأ منه الانبساط و الانقباض کالأعصاب و العروق و الکبد. و قیل الفرق بینهما أنّ الاختلاج یحدث دفعة و یزول دفعة، بخلاف الارتعاش، و أنّ العضو فی الارتعاش یمیل إلی أسفل و فی الاختلاج یتحرک إلی جهات مختلفة مائلا إلی فوق، هکذا یستفاد من بحر الجواهر و الموجز.

الرّعونة:

[فی الانکلیزیة]Idiocy،stupidity
[فی الفرنسیة]Maladresse،idiotie
بضم الراء و العین المهملة هی الحمق.
و قیل هی نقصان الفکر و الحمق بطلانه، و قد سبق فی لفظ الحمق.

الرّفع:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Nominative،subject case،elevation،removal
[فی الفرنسیة]Nominatif،cas sujet،elevation،enlevement
بالفتح و سکون الفاء عند النحاة اسم لنوع من الإعراب حرکة کان أو حرفا، و ما اشتمل علی الرفع یسمّی مرفوعا. و عند المحاسبین عبارة عن جعل الکسور صحاحا و الحاصل یسمّی مرفوعا، و ذلک بقسمة عدد الکسر علی المخرج. فمرفوع خمسة عشر ربعا ثلاثة و ثلاثة
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 869
أرباع. و قال المنجّمون: إذا بلغ عدد الدرجات إلی ستین أو زاد علیه یعتبر لکلّ ستین واحد، و یقال له المرفوع مرة و یکتب رقمه علی یمین رقم الدرجة. و إن بلغ عدد المرفوع مرة إلی ستین أو زاد علیه یعتبر لکل ستین واحد و یقال له المرفوع مرتین و مثانی و رقمه یکتب علی یمین رقم المرفوع مرة. و إن بلغ عدد المرفوع مرتین إلی ستین أو زاد علیه یعتبر لکل ستین واحد و یقال له المرفوع ثلاث مرات و مثلّثا، و علی هذا القیاس بالغا ما بلغ، کذا ذکر الفاضل القوشجی «1» فی رسالة الحساب «2». و الرفع عند المحدّثین إضافة الحدیث إلی النبی صلی اللّه علیه و سلم قولا أو فعلا أو همة تصریحا أو حکما، سواء کانت إضافة الصّحابی أو التابعی أو من بعدهما.
فالمرفوع حدیث أضیف إلیه صلی اللّه علیه و سلم قولا أو فعلا أو همة و هو المشهور.
و قال صاحب النخبة «3»: قولا أو فعلا أو تقریرا. فمثال المرفوع من القول تصریحا أن یقول الصّحابی سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم یقول کذا، أو حدثنی بکذا، أو یقول الصحابی أو غیره: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم کذا، أو عن [رسول اللّه] «4» صلی اللّه علیه و سلم أنّه قال کذا و نحو ذلک. و مثال المرفوع من الفعل تصریحا أن یقول الصحابی رأیت النبی صلی اللّه علیه و سلم فعل کذا، أو یقول هو أو غیره کان النبی صلی اللّه علیه و سلم یفعل کذا و نحو ذلک. و مثال المرفوع من التقریر تصریحا أن یقول الصحابی فعلت بحضرة النبی صلی اللّه علیه و سلم کذا، أو یقول هو أو غیره فعل فلان بحضرته صلی اللّه علیه و سلم کذا و لا یذکر إنکاره لذلک. و مثال المرفوع من القول حکما ما یقول الصحابی الذی لم یأخذ عن کتب بنی إسرائیل ما لا مجال للاجتهاد فیه و لا له تعلّق ببیان لغة أو شرح غریب کالإخبار عن المغیّبات. و مثال المرفوع من الفعل حکما أن یفعل الصحابی ما لا مجال للاجتهاد فیه فینزل أنّ ذلک عنده عن النبی صلی اللّه علیه و سلم تحسینا للظّن.
و مثال المرفوع من التقریر حکما أن یخبر الصحابی أنّهم کانوا یفعلون فی زمانه صلی اللّه علیه و سلم کذا.
و أمّا الهمّة فلا یطّلع علیها حقیقة إلّا بقول أو فعل، و لذا ترکها صاحب النخبة من تعریف المرفوع. و قال الخطیب: المرفوع ما أخبر فیه الصحابی عن قول الرسول أو فعله فأخرج ما یضیفه التابعی و من بعده إلی النبی صلی اللّه علیه و سلم. لکن المشهور هو القول الأول الذی اختاره صاحب النخبة، إلّا أنّه ذکر قید التقریر بدل قید الهمّة لما عرفت. هکذا یستفاد من شرح النخبة و شرحه. و فی خلاصة الخلاصة: المرفوع حدیث أضیف إلی النبی صلی اللّه علیه و سلم خاصة سواء کان متصلا أو منقطعا. ثم قال: فبین المرفوع و المتّصل عموم من وجه لوجود المتصل بدونه فیما انتهی إسناده إلی غیر النبی صلی اللّه علیه و سلم، و المرفوع بدونه فی غیر المتّصل. و أمّا علی المشهور فمرادف للمتّصل انتهی.

فائدة:

یلتحق بقولی حکما ما ورد بصیغة الکنایة فی موضع الصیغ الصریحة بالنسبة إلیه صلی اللّه علیه و سلم کقول التابعی عن الصحابی یرفع الحدیث أو یرویه أو
______________________________
(1) هو علی بن محمد القوشجی، علاء الدین. توفی بالآستانة عام 879 ه/ 1474 م. من فقهاء الحنفیة، أصله من سمرقند.
فلکی ریاضی ماهر. وضع العدید من المصنفات. الأعلام 5/ 9، البدر الطالع 1/ 495، الفوائد البهیة 214، کشف الظنون 348، هدیة العارفین 1/ 736.
(2) هی رسالة المحمدیة فی الحساب: لعلی بن محمد السمرقندی الرومی الحنفی. علاء الدین الشهیر بالقوشجی (- 879 ه).
هدیة العارفین، 1/ 736.
(3) نخبة الفکر فی مصطلح أهل الأثر: متن متین فی علوم الحدیث للحافظ شهاب الدین أحمد بن علی بن حجر العسقلانی (- 852 ه) کشف الظنون، 2/ 1936.
(4) [رسول اللّه] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 870
ینمّیه أو یبلغ به. و قد یقتصرون علی القول مع حذف القائل و یریدون به النبی صلی اللّه علیه و سلم کقول ابن سیرین «1». عن أبی هریرة «2». قال: «تقاتلون قوما» «3» الحدیث. و قیل إنّه اصطلاح خاص بأهل البصرة «4». و من الصیغ المحتملة للرفع قول الصحابی من السّنّة کذا، فالأکثر علی أنّ ذلک مرفوع. و نقل [ابن] «5» عبد البر الاتفاق فیه و إذا قالها غیر الصحابی فکذلک ما لم یضفها إلی صاحبها کسنّة العمرین. و علی هذا الخلاف قول الصحابی أمرنا بکذا و نهینا عن کذا، فهذا من الصیغ المحتملة للرفع أیضا. و من ذلک أیضا قوله کنا نفعل کذا فله حکم الرفع. و من ذلک أن یحکم الصحابی علی فعل من الأفعال بأنّه طاعة للّه أو لرسوله أو معصیة کذا فی شرح النخبة.

الرّفو:

[فی الانکلیزیة]Darning،mending
[فی الفرنسیة]Remaillage
بالفتح و سکون الفاء هو تضمین المصراع فما دونه.

الرّق:

[فی الانکلیزیة]Slavery،serfdom
[فی الفرنسیة]Esclavage،servage
بالکسر و التشدید فی اللغة الضّعف. یقال رقّ فلان أی ضعف، و ثوب رقیق أی ضعیف النسج، و منه رقّة القلب. و فی الشرع عجز حکمی للشخص بقاء و إن شرع فی الأصل جزاء للکفر، به یصیر الشخص عرضة للتملّک.
و احترز بالحکمی عن الحسّی، فإنّ العبد قد یکون أقوی من الحرّ، و ذلک الشخص الذی ثبت له ذلک العجز یسمّی رقیقا و عبدا.
و الحاصل أنّ الرّقّ عجز حکمی بمعنی أنّ الشارع لم یجعل الشخص أهلا لکثیر مما یملکه الحرّ مثل الشهادة و القضاء و الولایة بجمیع أقسامها، أی الولایة علی النفس و المال و الأولاد، و النکاح و الإنکاح «6» و غیرها، و هو حقّ اللّه تعالی ابتداء بمعنی أنّه ثبت جزاء للکفر، فإنّ الکفار لما استنکفوا عن عبادة اللّه تعالی و ألحقوا أنفسهم بالبهائم فی عدم النظر و التأمل فی إثبات التوحید و فی آیات اللّه تعالی جازاهم اللّه تعالی بجعلهم عبید عبیده، متملّکین مبتذلین بمنزلة البهائم. و لهذا لا یثبت الرّق ابتداء علی المسلم ثم صار حقّا للعبد بقاء بمعنی أنّ الشارع جعل الرقیق ملکا من غیر نظر إلی معنی الجزاء وجهة العقوبة حتی یبقی رقیقا و إن أسلم و اتّقی. و ضد الرّقّ العتق. و إن شئت الزیادة فارجع إلی التوضیح و التلویح.

الرّقبی:

[فی الانکلیزیة]Donation for life)as long as one lives(
[فی الفرنسیة]Donation viagere
بالضم اسم من المراقبة و هی أن تعطی إنسانا ملکا و تقول إن متّ فهو لک و إن متّ فهو
______________________________
(1) هو محمد بن سیرین البصری الأنصاری، أبو بکر. ولد فی البصرة عام 33 ه/ 653 م. و توفی فیها عام 110 ه/ 729 م.
تابعی کبیر. إمام وقته فی علوم الدین بالبصرة. فقیه. محدث ورع. و اشتهر بتعبیر الرؤیا. له عدة کتب. الأعلام 6/ 154، تهذیب التهذیب 9/ 214، وفیات الأعیان 1/ 453، حلیة الأولیاء 2/ 263، تاریخ بغداد 5/ 331.
(2) هو عبد الرحمن بن صخر الدوسی الملقب بأبی هریرة. ولد عام 21 ق. ه/ 602 م. و توفی بالمدینة عام 59 ه/ 679 م.
صحابی جلیل، کان أکثر الصحابة حفظا للحدیث و روایته. تولی الإمارة عدة مرات. الأعلام 3/ 308، صفة الصفوة 1/ 285، الجواهر المضیة 2/ 418، حلیة الأولیاء 1/ 376، ذیل المذیل 111.
(3) جاء بلفظ: تقاتلون بین یدی الساعة قوما. صحیح مسلم، کتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتی …، ح 4166/ 2234.
(4) مدینة بالعراق کانت قبة الإسلام و مقر أهله. بنیت فی خلافة عمر بن الخطاب. و فیها أنهار. أرضها مستویة لا جبال فیها.
قیل کان فیها سبعة آلاف مسجد، و حولها قصور و بساتین متصلة. الروض المعطار 105، یاقوت الحموی، معجم البلدان، البصرة.
(5) [ابن] (+ م).
(6) الإنکاح (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 871
لی کما فی المبسوط و الصحاح و غیرهما، و هو الصواب. و کونهما من الأقارب لم یقل به أحد کما فی المغرب. و شریعة هی أن تقول لشخص داری لک رقبی، ففسّره الطرفان و قالا: إن مت قبلک فهی لک، کنایة عن قولک إن متّ قبلی فهی لی. و إنّما لم یصرّح به احترازا عن سماجة ذکر مراقبة موته، و هی باطلة عندهما، جائزة عنده. فالرّقبی اسم من المراقبة بالاتفاق کما فی الکرمانی و غیره. و الخلاف فی تفسیره بناء علی أنّها متضمنة للشرطین، فقالا أنها تعلیق بالخطر و هو انتظار موت الموهوب له فتکون باطلة.
و قال إنها تملیک فی الحال، و الشرط و هو انتظار الواهب باطل، فتکون صحیحة، و الأول هو الصحیح کما فی المضمرات «1» و غیره، کذا فی جامع الرموز فی کتاب الهبة.

الرّقبة:

[فی الانکلیزیة]Neck،slave،serf
[فی الفرنسیة]Cou،esclave،serf
بفتح الراء و القاف و هی ذات مرقوق سواء کان مؤمنا أو کافرا، ذکرا أو أنثی، کبیرا أو صغیرا، کذا فی جامع الرموز فی فصل الظّهار.
و الرقبة فی الأصل بمعنی العنق، ثم استعمل فی ذات الإنسان تسمیة الکل باسم أشرف أجزائه کما فی لفظ الرأس و الوجه و العنق و أمثالها فإنّها تطلق و یراد به ذات الإنسان، و الأصل فیها أنّ الجزء الذی لا یبقی الإنسان بدونه یطلق علی کل الإنسان، و تراد به ذات الإنسان. و لهذا الأصل لا تطلق الید و الرجل و أمثالها علی الإنسان، و لا یراد بها، ثم خصّ لفظ الرّقبة فی المرقوق کما فی قوله تعالی: فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ «2» هکذا فی حواشی الهدایة.

الرّقم:

[فی الانکلیزیة]Number،figure
[فی الفرنسیة]Nombre،chiffre
فی الأصل الکتابة و النّقش و الختم، ثم قیل للنقش الذی «3» یرقم «4» التاجر علی الثیاب علامة علی أنّ ثمنها کذا. و البیع بالرقم أن یقول البائع بعتک هذا الثوب برقمه فیقول المشتری قبلت من غیر أن یعلم مقداره فإنّه ینعقد البیع فاسدا. ثم لو علم المشتری قدر ذلک الرقم فی المجلس و قبله ینقلب البیع جائزا هکذا فی الکفایة.

الرّقیقة:

[فی الانکلیزیة]Fine،thin،subtle
[فی الفرنسیة]Fin،mince،subtil
هی اللطیفة الروحانیة. و قد تطلق علی الواسطة اللطیفة الرابطة بین الشیئین کإمداد الواصل من الحق إلی العبد، و یقال لها رقیقة النزول کالوسیلة التی یتقرّب بها العبد إلی الحق من العلوم و الأعمال و الأخلاق السّنیة و المقامات الرفیعة، و یقال لها رقیقة العروج و رقیقة الارتقاء. و قد تطلق الرقائق علی علوم الطریقة و السلوک و کل ما یلطف به سر العبد و تزول کثافات النفس، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین.

الرّکاز:

[فی الانکلیزیة]Ore،hidden treasure
[فی الفرنسیة]Minerai،tresor enfoui
لغة مأخوذ من الرکز أی الإثبات بمعنی المرکوز. و شرعا مال مرکوز تحت أرض أعمّ من کون راکزه خالقا أو مخلوقا، أی معدن خلقی أو کنز مدفون هکذا فی الدر المختار.
______________________________
(1) جامع المضمرات و المشکلات: و هو من شروح مختصر القدوری (- 428 ه)، لیوسف بن عمر بن یوسف الصوفی الکادوری المعروف بنبیره شیخ عمر بزار (- 832 ه).
کشف الظنون، 1/ 574. کشف الظنون، 2/ 1632- 1633.
(2) النساء/ 92.
(3) الذی (- م).
(4) یرقمه (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 872

الرّکة:

[فی الانکلیزیة]Accentuation
[فی الفرنسیة]Accentuation
عند البلغاء هو أن یضطرّ الشّاعر لتسکین المتحرّک أو أن یحرّک السّاکن أو أن یسکّن المتحرّک المشدّد أو یشدّد المخفّف. کذا فی جامع الصنائع «1».

الرّکض:

[فی الانکلیزیة]Raqdh)prosodic metre(
[فی الفرنسیة]Raqdh)metre prosodique(
بالفتح و سکون الکاف عند أهل العروض اسم بحر و هو فاعلن ثمان مرات کما فی رسالة قطب الدین السرخسی. و هو قسم من المتقارب و یسمّی رکض الخیل أیضا کما یجی‌ء. و لکون هذا البحر من مخترعات المتأخّرین سمّی أیضا بالمحدث و یسمّی أیضا بالمتلاقی، کما فی جامع الصنائع.

الرّکن:

[فی الانکلیزیة]Element
[فی الفرنسیة]Element
بالضم و سکون الکاف فی اللغة الجزء، و لذا یقال لعلّة الماهیة رکن و جزء علی ما یجی‌ء فی محله. لکن الأطباء خصّصوه بإحدی العناصر الأربع. فالأرکان عندهم أجسام بسیطة هی أجزاء أوّلیة للموالید الثلاثة أی الحیوانات و النباتات و المعدنیات. قال العلّامة الجسم باعتبار کونه جزءا للمرکّب بالفعل یسمّی رکنا.
و باعتبار انقلاب کلّ واحد من الأجسام إلی الآخر یسمّی أصلا، لأنّ کلا منهما کالأصل لغیره. و باعتبار ابتداء الترکیب منه یسمّی عنصرا. و باعتبار انتهاء التحلیل إلیه یسمّی اسطقسا لأنّ معنی الأسطقس فی الیونانیة ما ینحلّ إلیه الشی‌ء کذا فی بحر الجواهر و السدیدی شرح المؤجز.
و عند أهل العروض هو المرکّب من الأصول و یسمّی بالجزء و قد سبق.
و عند الأصولیین قد یراد به نفس ماهیة الشی‌ء أی جمیع الأجزاء، و قد یراد به ما یدخل فی الشی‌ء أی بعض الأجزاء، و هو قسمان:
أصلی و زائد. فالرکن الزائد هو الجزء الذی إذا انتفی کان حکم المرکّب باقیا بحسب اعتبار الشارع، لا ما یکون خارجا عن الشی‌ء، بحیث لا ینتفی الشی‌ء بانتفائه، و الأصلی بخلافه.
فالتصدیق فی الإیمان رکن أصلی و الإقرار رکن زائد. و وجه التسمیة بالزائد بأنّ الجزء إذا کان من الضّعف بحیث لا ینتفی بانتفائه حکم المرکّب کان شبیها بالأمر الخارج فسمّی زائدا بهذا الاعتبار. و هذا قد یکون باعتبار الکیفیة کالإقرار فی الإیمان حتی لو أجری کلمة الکفر علی لسانه عند الإکراه و قلبه مطمئن بالإیمان لا یصیر کافرا، أو باعتبار الکمیة کالأقل فی المرکّب منه و من الأکثر حیث یقال للأکثر حکم الکلّ. و أما جعل الأعمال داخلة فی الإیمان کما نقل عن الشافعی فلیس من هذا القبیل لأنّه إنما یجعلها داخلة فی الإیمان علی وجه الکمال لا فی حقیقة الإیمان. و أما عند المعتزلة فهی داخلة فی حقیقة الإیمان حتی إنّ الفاسق لا یکون مؤمنا عندهم، و قد مثّلوا ذلک بأعضاء الإنسان، و قالوا إنّ الرأس مثلا جزء ینتفی بانتفائه حکم المرکّب و هو الحیاة و تعلق الخطاب و نحو ذلک، و الید رکن لیس کذلک لبقاء الحیاة و ما یتبعها عند فوات الید مع أنّ حقیقة المرکّب المشخّص ینتفی بانتفاء کلّ واحد منهما. و بالجملة فالرکن الأصلی هو ما ینتفی بانتفائه الشی‌ء و حکمه جمیعا. و الزائد ما ینتفی بانتفائه الشی‌ء لا حکمه. فعلی هذا یکون لفظ الزائد مجازا و هو أوفق لکلام القوم. و قیل التجوّز فی لفظ الرکن فإنّ بعض الشرائط
______________________________
(1) نزد بلغاء آنست که در نظم از جهت استقامت وزن متحرک را ساکن کنند و ساکن را متحرک و یا متحرکی را که مشدد باشد ساکن کنند و یا مخفف را مشدد گردانند کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 873
و الأمور الخارجة قد یکون له زیادة تعلق و اعتبار فی الشی‌ء بحیث یصیر بمنزلة الجزء فسمّی رکنا مجازا، هکذا یستفاد من التلویح من أول مبحث القیاس و من باب الحکم.

الرّکوع:

[فی الانکلیزیة]Kneeling،genuflexion
[فی الفرنسیة]Agenouillement،genuflexion
فی اللغة الانحناء. و شرعا انحناء الظهر و لو قلیلا، فإن خرّ کالجمل فقد أجزی کذا فی جامع الرموز فی فصل صفة صلاة. و عند الصوفیة إشارة إلی شهود انعدام الموجودات الکونیة تحت وجود التجلّیات الإلهیة کما یجی‌ء فی لفظ الصلاة.

الرّمد:

[فی الانکلیزیة]Conjunctivitis
[فی الفرنسیة]Conjonctivite
بالفتح و فتح المیم یطلق عند قدماء الأطباء علی الورم الحارّ الدموی الحادث فی الملتحم.
و متی کان حصوله من غیر هذه المادة فإنّه لا یسمّی رمدا بل تکدّرا. و أمّا عند المتأخرین فیطلق علی کل ورم یحدث فی الملتحم سواء کان سببه موادا حارة أو باردة. و من له هذه العلّة یسمّی أرمد کذا فی بحر الجواهر. و فی الوافیة و قد یطلق علی کل مؤلم للعین.

الرّمل:

[فی الانکلیزیة]Ramal)prosodic metre(
[فی الفرنسیة]Ramal)metre prosodique(
بفتحتین عند الشعراء هو الشعر المجزوء رباعیا کان بحره أو سداسیا، و قائل ذلک یسمّی راملا، سمّی به لأنّه قصر عن الأول فشبه بالرّمل فی الطواف. و قد یسمّی هذا الاسم أیضا قصیدا کذا فی بعض رسائل القوافی العربیة، و یجی‌ء فی لفظ الشعر أیضا. و یطلق أیضا علی بحر من البحور المشترکة بین العرب و العجم وزنه فاعلاتن ست مرات، و لم یستعمل عروضه تاما و هو مسدّس و مربّع، هکذا فی بعض رسائل عروض العربی. و یقال له بحر الرّمل لأنّ الرّمل فی اللغة هو نسیج الحصیر. و بما أنّ أرکان هذا البحر عبارة عن وتد بین سببین، و سببان بین و تدین، فکأنّما الأوتاد و الأسباب قد نسجت فیما بینها کالحصیر الذی ینسج بواسطة الخیوط.
و أصل هذا البحر فاعلاتن ثمان مرّات و مثاله ما ترجمته: إنّ أسلوب سحرک فی القلوب مزید لیس لغیرک من آخذی القلوب.
و إنّ عیونک الناعسة أقوی أثرا من فعل السّحر. و جاء فی کتاب عروض السیفی: إنّ بحر الرّمل یأتی مثمّنا و مسدّسا و سالما، و قد یأتی غیر سالم مسبّعا و مخبونا. و بنی بعضهم وزن بحر الرّمل علی ستة عشر رکنا کما یقول عصمت البخاری بواسطة صنعة اللّف و النّشر المترتّب.
و ترجمة الأبیات الشعریة: إنّ لون وجهک و لؤلؤة الأذن و الخطّ (السالف) و الخدّ و القامة و العارض و الخال و الشفتین یا أیّها السّرو (الطویل) الملائکی الوجه بلون الیاسمین، کالشفق و النّجم و اللّیل و السّحر و شجرة طوبی (فی الجنة) و الزّهر و الهلال و شاطئ نبع الکوثر.
و یأتی الرّمل محذوفا و مقصورا، و مخبونا محذوفا، و مخبونا مقطوعا، و مخبونا مقطوعا مسبّعا، و یأتی مسدّسا غیر سالم مقصورا.
و محذوفا و مخبونا مقصورا، و مخبونا محذوفا، و مخبونا مقطوعا مسبّعا أیضا «1».
______________________________
(1) (این بحر را از ان جهت رمل گویند که رمل در لغت حصیر بافتن است و چون ارکان این بحر را وتدی در میان دو سبب است و دو سبب در میان دو وتد پس گویا که اوتاد او را با اسباب بافته‌اند همچنان که حصیر را به ریسمانها می‌بافند و اصل این بحر هشت بار فاعلاتن است مثالش.
شکل دل بردن که تو داری نباشد دلبری را خواب بندیهای چشمت کم بود جادوگری را)
و در عروض سیفی می‌آرد که بحر رمل مثمن و مسدس و سالم و غیر سالم می‌آید و غیر سالم مسبع می‌آید و مخبون نیز. و بعضی رمل مخبون را بر شانزده رکن بنا کرده چنانچه عصمت بخاری گوید با صنعت لف و نشر مرتب:
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 874

الرّمل:

[فی الانکلیزیة]Geomancy
[فی الفرنسیة]Geomancie
بالفتح و سکون المیم هو بالفارسیة (ریگ). و هو علم اکتشفه النبیّ دانیال علیه السلام بواسطة تعلیم جبریل له عددا من النّقاط.
کذا فی المنتخب «1». و یعرّف بأنّه علم یبحث فیه عن الأشکال الستة عشر من حیث إنّها کیف یستعلم منها المجهول من أحوال العالم، و موضوعه الأشکال الستة عشر، و غرضه الوقوف علی أحوال العالم. و صاحب هذا العلم یسمّی رمّالا بالفتح و تشدید المیم.

رند:

[فی الانکلیزیة]Indifference
[فی الفرنسیة]Indifference
أصل معناها: لا أبالی. و هو الذی یتظاهر ببعض الأمور المنکرة فی الظاهر، و یرجع ذلک إلی ذکائه لا إلی الحماقة و الجهل، و ذلک الذی یعمل بالفراسة. و قیل هو ذاک الذی یضع نفسه معرضا للوم، و لکنه فی باطنه سالم.
و فی الاصطلاح هم السالکون ممن یتجرعون الشراب و یبیعونه کما یقال، أی شراب العدم مقابل نقد الوجود. و أیضا الشخص الذی اجتنب الأوصاف المعروفة بالکثرات و التعیّنات، و لا یکون مقیّدا بأی قید إلّا باللّه دون سواه.
و أن یکون نافرا من المشیخة و التبعیة (عند المریدین)، أی أن یکون بعیدا عن الرسوم و العادات التی یتبعها الناس. کذا فی کشف اللغات و لطائف اللغات «2».

الرّهن:

[فی الانکلیزیة]Security
[فی الفرنسیة]Gage
بالفتح و سکون الهاء لغة اسم ما وضع وثیقة للدّین کما فی المفردات، و هو مصدر رهنه. و قد قالوا رهنه أی جعله رهنا، و ارتهن منه أی أخذه کما فی القاموس. فالراهن المالک و المرتهن آخذ الرهن. لکن فی أکثر الکتب أنّه لغة الحبس مطلقا. و شرعا حبس مال متقوّم بحقّ یمکن أخذه منه. فالمال المتقوّم یشتمل الحیوان و الجماد و العروض و العقار و المذروع و المعدود و المکیل و الموزون، و فیه إشارة إلی أنّ الحبس الدائم غیر مشروط. و لذا لو أعاره من الراهن أو من غیره بإذنه لم یبطل. و إلی أنّه یجوز بطریق التعاطی. و المتبادر أن یکون الحبس علی وجه الشرع، فلو أکره المالک بالدفع إلیه لم یکن رهنا کما فی الکبری «3»، فلیس یجب ذکر قید الإذن کما ظنّ. فبقید المال خرج رهن الحرّ فإنّه لا یصح. و بالمتقوّم خرج الخمر فلو رهن المسلم خمرا من الذمّی لم یصح، فإنّ الخمر لیس مالا متقوّما فی حقّ المسلم، بخلاف ما إذا رهن الخمر ذمّی عند
______________________________
رنگ رخسار و در گوش و خط و خد و قد عارض و خال و لبت ای سرو پری روی سمن بر
شفق و کوکب و شام و سحر و طوبی و گلزار بهشت است و هلال و طرف چشمه کوثر
و محذوف و مقصور و مشکول و مشکول مسبع و مخبون مسبع و مخبون مقصور و مخبون محذوف و مخبون مقطوع و مخبون مقطوع مسبع نیز می‌آید و مسدس غیر سالم مقصور می‌آید و محذوف و مخبون مقصور و مخبون محذوف و مخبون مقطوع مسبع نیز می‌آید.
(1) بالفتح و سکون المیم بمعنی ریگ و نیز علمیست پیدا کرده دانیال پیغمبر علیه السلام که جبرئیل علیه السلام آن را نقطه چند بنموده کذا فی المنتخب.
(2) بالکسر و سکون النون منکری که انکار او از زیرکی باشد نه از حماقت و جهل و آنکه کار خود بفراست کند و قیل آنکه خود را ظاهر در ملامت نماید و در باطن آراسته باشد و در اصطلاح سالکان شراب خوار و شراب‌فروش را گویند که شراب نیستی میدهد و نقد هستی سالک می‌ستاند و نیز کسی که باوصاف معروفه کثرات و تعینات از خود دور ساخته باشد و بر هیچ قید مقید نباشد بجز اللّه و لا سواه و از شیخی و مریدی بیزار باشد یعنی از أحکام و رسوم و عادات خلق بیزار باشد کذا فی کشف اللغات و لطائف اللغات.
(3) الفتاوی الکبری: للإمام الصدر الکبیر الشهید حسام الدین عمر بن عبد العزیز الحنفی (- 536 ه). و یلقب بتجنیس واقعات حسام الدین صنفها الإمام نجم الدین یوسف بن أحمد بن أبی بکر الخاصی، کشف الظنون، 2/ 1228.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 875
ذمّی فإنّه یصحّ. فالمراد «1» التقوّم فی حقّ الراهن و المرتهن جمیعا. و قولنا بحق أی بسبب حقّ مالی و لو مجهولا. و احترز به عن نحو القصاص و الحدّ و الیمین، و المراد «2» ما یکون مضمونا فخرج الحبس بجهة الودیعة أو العاریة، أو بجهة المبیع فی ید البائع. و قوله یمکن أخذه منه أی استیفاء هذا الحقّ کلّه أو بعضه من ذلک المال، فیتناول ما إذا کان قیمة المرهون أقلّ من الدّین، و احترز به عن نحو ما یفسد و عن نحو الأمانة و عن رهن المدبر و أم الولد و المکاتب. و إنّما زید لفظ الإمکان لیتناول المرهون الذی لم یسلط علی بیعه کذا یستفاد من جامع الرموز و البرجندی. و کثیرا ما یطلق علی الشی‌ء المرهون تسمیة المفعول باسم المصدر کالخلق بمعنی المخلوق.

الرّواتب:

[فی الانکلیزیة]Religions duties،religious practices
[فی الفرنسیة]Devoirs religieux،pratiques religieuses
جمع راتبة و هی السّنن التابعة للفرائض علی المشهور. و قیل إنّها الموقّتة بوقت مخصوص. فالعید و الأضحی و التراویح راتبة علی الثانی لا علی الأول کذا فی شرح المنهاج فی باب صلاة النفل.

الرّوافض:

[فی الانکلیزیة]Al -Rawafed)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Rawafed)secte(
فرقة من کبار الفرق الإسلامیة و تسمّی بالشیعة أیضا.

الرّوایة:

[فی الانکلیزیة]Narration،relation،communication
[فی الفرنسیة]Recit،narration،relation،communication،propos
بالکسر و الواو لغة النقل. و فی عرف الفقهاء ما ینقل من المسألة الفرعیة من الفقیه سواء کان من السّلف أو الخلف، و قد یخصّ بالسلف إذا قوبل بالخلف کذا فی جامع الرموز.
و فی مجمع السلوک الروایة علم یطلق علی فعل النبی علیه السلام و قوله، و الخبر یطلق علی قوله علیه السلام لا علی فعله، و الآثار أفعال الصحابة. و فی علم القراءة تستعمل بمعنی یجی‌ء بیانه فی لفظ القراءة «3». و المحدّثون قسّموا الرّوایة إلی أقسام، فقالوا إن تشارک الراوی و من روی عنه فی السّن و اللّقی فهو روایة الأقران، و إن روی کلّ منهما عن الآخر فهو المدیح «4»، و إن روی الراوی عمّن دونه فی السّن أو فی اللّقی أو فی المقدار أی القدر کقلّة علمه أو حفظه فهو روایة الأکابر عن الأصاغر و منه روایة الآباء عن الأبناء، و إن اشترک اثنان عن شیخ و تقدّم موت أحدهما علی الآخر فهو السابق و اللاحق کذا فی شرح النخبة و شرحه. و الراوی عند المحدّثین ناقل الحدیث بالإسناد کما مرّ فی المقدمة.

الرّوح:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Spirit،ghost،soul
[فی الفرنسیة]Esprit،ame
بالضم و سکون الواو اختلف الأقوال فی الروح. فقال کثیر من أرباب علم المعانی و علم الباطن و المتکلّمین لا نعلم حقیقته و لا یصحّ وصفه، و هو مما جهل العباد بعلمه مع التیقّن بوجوده، بدلیل قوله تعالی وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ
______________________________
(1) فالمقصود (م، ع).
(2) و المقصود (م، ع).
(3) و فی علم القراءة … لفظ القراءة (- م).
(4) المدبّج (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 876
الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا «1» روی أنّ الیهود قالوا لقریش: اسألوا عن محمد «2» عن ثلاثة أشیاء.
فإن أخبرکم عن شیئین و أمسک عن الثالثة فهو نبی. اسألوه عن أصحاب الکهف و عن ذی القرنین و عن الروح. فسألوا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم عنها، فقال علیه السلام غدا أخبرکم و لم یقل إن شاء اللّه تعالی. فانقطع الوحی أربعین یوما ثم نزل: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَیْ‌ءٍ إِنِّی فاعِلٌ ذلِکَ غَداً إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ «3» تعالی «4» ثم فسّر لهم قصة أصحاب الکهف و قصة ذی القرنین و أبهم قصة الروح، فنزل وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا. و منهم من طعن فی هذه الروایة و قال إنّ الروح لیس أعظم شأنا من اللّه تعالی. فإذا کانت معرفته تعالی ممکنة بل حاصلة فأی معنی یمنع من معرفة الروح. و إنّ مسئلة الروح یعرفها أصاغر الفلاسفة و أراذل المتکلّمین، فکیف لا یعلم الرسول علیه السلام حقیقته مع أنّه أعلم العلماء و أفضل الفضلاء.
قال الإمام الرازی بل المختار عندنا أنهم سألوا عن الروح و أنّه صلوات اللّه علیه و سلامه أجاب عنه علی أحسن الوجوه. بیانه أنّ المذکور فی الآیة أنهم سألوه عن الروح، و السؤال یقع علی وجوه. أحدها أن یقال ما ماهیته؟ هو متحیّز أو حالّ فی المتحیّز أو موجود غیر متحیّز و لا حالّ فیه. و ثانیها أن یقال أ هو قدیم أو حادث؟ و ثالثها أن یقال أ هو هل یبقی بعد فناء الأجسام أو یفنی؟ و رابعها أن یقال ما حقیقة سعادة الأرواح و شقاوتها؟
و بالجملة فالمباحث المتعلّقة بالروح کثیرة و فی الآیة لیست دلالة علی أنهم عن أی هذه المسائل سألوا: إلّا أنّه تعالی ذکر فی الجواب قل الروح من أمر ربی، و هذا الجواب لا یلیق إلّا بمسألتین: إحداهما السؤال عن الماهیة أ هو عبارة عن أجسام موجودة فی داخل البدن متولّدة عن امتزاج الطبائع و الأخلاط، أو عبارة عن نفس هذا المزاج و الترکیب، أو عن عرض آخر قائم بهذه الأجسام، أو عن موجود یغایر عن هذه الأشیاء؟ فأجاب اللّه تعالی عنه بأنّه موجود مغایر لهذه الأشیاء بل هو جوهر بسیط مجرّد لا یحدث إلّا بمحدث قوله کُنْ فَیَکُونُ، فهو موجود یحدث من أمر اللّه و تکوینه و تأثیره فی إفادة الحیاة للجسد، و لا یلزم من عدم العلم بحقیقته المخصوصة نفیه مطلقا، و هو المراد «5» من قوله وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا و ثانیتهما السؤال عن قدمها و حدوثها فإنّ لفظ الأمر قد جاء بمعنی الفعل کقوله تعالی وَ ما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِیدٍ «6» فقوله مِنْ أَمْرِ رَبِّی معناه من فعل ربی فهذا الجواب یدلّ علی أنهم سألوه عن قدمه و حدوثه فقال: بلی هو حادث، و إنّما حصل بفعل اللّه و تکوینه. ثم احتج علی حدوثه بقوله وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا یعنی أنّ الأرواح فی مبدأ الفطرة خالیة عن العلوم کلّها ثم تحصل فیها المعارف و العلوم، فهی لا تزال متغیّرة عن حال إلی حال و التغیّر من أمارات الحدوث انتهی.
ثم القائلون بعدم امتناع معرفة الروح اختلفوا فی تفسیره علی أقوال کثیرة. قیل إنّ الأقوال بلغت المائة. فمنهم من ذهب إلی أنّ
______________________________
(1) الإسراء/ 85.
(2) اسألوا محمدا (م).
(3) الکهف/ 23- 24.
(4) تعالی (- م).
(5) المقصود (م، ع).
(6) هود/ 97.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 877
الروح الإنسانی و هو المسمّی بالنفس الناطقة مجرّد. و منهم من ذهب إلی أنّه غیر مجرّد.
ثم القائلون بعدم التجرد اختلفوا علی أقوال. فقال النّظّام إنّه أجسام لطیفة ساریة فی البدن سریان ماء الورد فی الورد، باقیة من أول العمر إلی آخره، لا یتطرّق إله تحلّل و لا تبدّل، حتی إذا قطع عضو من البدن انقبض ما فیه من تلک الأجزاء إلی سائر الأعضاء. إنّما المتحلّل و المتبدّل من البدن فضل ینضمّ إلیه و ینفصل عنه، إذ کل أحد یعلم أنّه باق من أول العمر إلی آخره. و لا شکّ أنّ المتبدّل لیس کذلک.
و اختار هذا الإمام الرازی و إمام الحرمین و طائفة عظیمة من القدماء کما فی شرح الطوالع. و قیل إنّه جزء لا یتجزأ فی القلب لدلیل عدم الانقسام و امتناع وجود المجرّدات فیکون جوهرا فردا و هو فی القلب، لأنه الذی ینسب إلیه العلم، و اختاره ابن الراوندی. و قیل جسم هوائی فی القلب. و قیل جزء لا یتجزأ من أجزاء هوائیة فی القلب. و قیل هی الدماغ. و قیل هی جزء لا یتجزأ من أجزاء الدماغ. و یقرب منه ما قیل جزء لا یتجزأ فی الدماغ. و قیل قوة فی الدماغ مبدأ للحسّ و الحرکة. و قیل فی القلب مبدأ للحیاة فی البدن. و قیل الحیاة. و قیل أجزاء ناریة و هی المسمّاة بالحرارة الغریزیة. و قیل أجزاء مائیة هی الأخلاط الأربعة المعتدلة کمّا و کیفا. و قیل الدم المعتدل إذ بکثرته و اعتداله تقوی الحیاة، و بفنائه تنعدم الحیاة. و قیل الهواء إذ بانقطاعها تنقطع الحیاة طرفة عین، فالبدن بمنزلة الزّقّ المنفوخ فیه. و قیل الهیکل المخصوص المحسوس و هو المختار عند جمهور المتکلمین من المعتزلة و جماعة من الأشاعرة. و قیل المزاج و هو مذهب الأطباء، فما دام البدن علی ذلک المزاج الذی یلیق به الإنسان کان مصونا عن الفساد، فإذا خرج عن ذلک الاعتدال بطل المزاج و تفرّق البدن کذا فی شرح الطوالع. و قیل الروح عند الأطباء جسم لطیف بخاری یتکوّن من لطافة الأخلاط و بخاریتها کتکوّن الأخلاط من کثافتها و هو الحامل للقوی الثلاث. و بهذا الاعتبار ینقسم إلی ثلاثة اقسام روح حیوانی و روح نفسانی و روح طبیعی، کذا فی الأقسرائی. و قیل الروح هذه القوی الثلاث أی الحیوانیة و الطبیعیة و النفسانیة. و فی بحر الجواهر الروح عند الأطباء جوهر لطیف یتولّد من الدم الوارد علی القلب فی البطن الأیسر منه لأنّ الأیمن منه مشغول بجذب الدم من الکبد. و قال ابن العربی إنّهم اختلفوا فی النفس و الروح. فقیل هما شی‌ء واحد. و قیل هما متغایران و قد یعبّر عن النفس بالروح و بالعکس و هو الحقّ انتهی. و بالنظر إلی التغایر [ما] «1» وقع فی مجمع السلوک من أنّ النفس جسم لطیف کلطافة الهواء ظلمانیة غیر زاکیة منتشرة فی أجزاء البدن کالزّبد فی اللبن و الدهن فی الجوز و اللوز یعنی سریان النفس فی البدن کسریان الزبد فی اللبن و الدهن فی الجوز و اللوز. و الروح نور روحانی آلة للنفس کما أنّ السر آلة لها أیضا، فإنّ الحیاة فی البدن إنما تبقی بشرط وجود الروح فی النفس. و قریب من هذا ما قال فی التعریف و أجمع الجمهور علی أنّ الروح معنی یحیی به الجسد. و فی الأصل الصغار أنّ النفس جسم کثیف و الروح فیه جسم لطیف و العقل فیه جوهر نورانی. و قیل النفس ریح حارة تکون منها الحرکات و الشهوات، و الروح نسیم طیّب تکون به الحیاة. و قیل النفس لطیفة مودعة فی القلب منها الأخلاق و الصفات المذمومة کما أنّ الروح لطیف مودع فی القلب منه الأخلاق و الصفات المحمودة.
و قیل النفس موضع نظر الخلق و القلب موضع نظر الخالق، فإنّ له سبحانه تعالی فی قلوب
______________________________
(1) [ما] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 878
العباد فی کل یوم و لیلة ثلاثمائة و ستین نظرة.
و أما الروح الخفی و یسمّیه السالکون بالأخفی فهو نور ألطف من السّر و الروح و هو أقرب إلی عالم الحقیقة. و ثمّة روح آخر ألطف من هذه الأرواح کلّها و لا یکون هذا لکل واحد بل هو للخواص انتهی. و یجی‌ء توضیح هذا فی لفظ السّر و بعض هذه المعانی قد سبق فی لفظ الإنسان أیضا.
و القائلون بتجرّد الروح یقولون الروح جوهر مجرّد متعلّق بالبدن تعلّق التّدبیر و التصرّف، و إلیه ذهب أکثر أهل الریاضات و قدماء المعتزلة و بعض الشیعة و أکثر الحکماء کما عرفت فی لفظ الإنسان، و هی النفس الناطقة، و یجی‌ء تحقیقه.
و قال شیخ الشیوخ: الروح الإنسانی السماوی من عالم الأمر أی لا یدخل تحت المساحة و المقدار، و الروح الحیوانی البشری من عالم الخلق أی یدخل تحت المساحة و المقدار، و هو محل الروح العلوی. و الروح الحیوانی جسمانی لطیف حامل لقوة الحسّ و الحرکة و محلّه القلب، کذا فی مجمع السلوک.
قال فی الإنسان الکامل فی باب الوهم:
اعلم أنّ الروح فی الأصل بدخولها فی الجسد و حلولها فیه لا تفارق مکانها و محلّها، و لکن تکون فی محلّها، و هی ناظرة إلی الجسد.
و عادة الأرواح أنّها تحلّ موضع نظرها فأی محلّ وقع فیه نظرها تحلّه من غیر مفارقة لمرکزها الأصلی، هذا أمر یستحیله العقل و لا یعرف إلّا بالکشف. ثم إنّه لما نظرت إلی الجسم نظر الاتحاد و حلّت فیه حلول الشی‌ء فی هویته اکتسبت التصویر الجسدی بهذا الحلول فی أوّل وهلة، ثم لا تزال تکتسب منه. أمّا الأخلاق الرّضیّة الإلهیة فتصعد و تنمو به فی علّیین. و أما الأخلاق البهیمیة الحیوانیة الأرضیة فتهبط بتلک الأخلاق إلی سجّین. و صعودها هو تمکّنها من العالم الملکوتی حال تصوّرها بهذه الصورة الإنسانیة لأنّ هذه الصورة تکتسب الأرواح ثقلها و حکمها، فإذا تصوّر بصورة الجسد اکتسب حکمه من الثّقل و الحصر و العجز و نحوها، فیفارق الروح بما کان له من الخفّة و السّریان لا مفارقة انفصال و لکن مفارقة اتصال لأنّها تکون متّصفة بجمیع أوصافها الأصلیة، و لکنها غیر متمکّنة من إتیان الأمور الفعلیة، فتکون أوصافها فیها بالقوة لا بالفعل. و لذا قلنا مفارقة اتصال لا انفصال، فإن کان صاحب الجسم یستعمل الأخلاق الملکیة فإنّ الروح تتقوّی و یرفع حکم الثقل عن نفسها حتی لا تزال کذلک إلی أن یصیر الجسد فی نفسه کالروح، فیمشی علی الماء و یطیر فی الهواء.
و إن کان یستعمل الأخلاق البشریة فإنّه یتقوّی علی الروح حکم الرّسوب و الثّقل فتنحصر فی سجنه فتحشر غدا فی السّجّین، کما قال قائل بالفارسیة:
الإنسان تحفة معجونة من أصل ملائکی و آخر حیوانی فإن مال إلی أصله الحیوانی فهو أدنی منه و إن مال إلی أصله الملائکی فهو أعلی مقاما منه «1».
ثم إنّها لما تعشّقت بالجسم و تعشّق الجسم بها فهی ناظرة إلیه ما دام معتدلا فی صحته. فإذا سقم و حصل فها الألم بسببه أخذت فی رفع نظرها عنه إلی عالمها الروحی، إذ تفریحها «2» فیه، و لو کانت تکره مفارقة الجسد فإنّها تأخذ نظرها فترفعه من العالم الجسدی رفعا ما إلی
______________________________
(1)
آدمی زاده طرفه معجونی است از فرشته سرشته و ز حیوان
گر کند میل این شود بد ازین و ر کند میل آن شود به از ان.
(2) تفریجها (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 879
العالم الروحی. کمن یهرب عن ضیق إلی سعة.
و لو کان له فی المحل الذی یضیق فیه من ینجّیه فلا تحذیر «1» من الفرار. ثم لا تزال الروح کذلک إلی أن یصل الأجل المحتوم فیأتیها عزرائیل علیه السلام علی صورة مناسبة بحالها عند اللّه من الحسنة أو القبیحة، مثلا یأتی إلی الظالم من عمّال الدّیوان علی صفة من ینتقم منه أو علی صفة رسل الملک لکن فی هیئة منکرة، کما أنّه یأتی إلی الصّلحاء فی صورة أحبّ الناس إلیهم. و قد یتصوّر لهم بصورة النبی علیه السلام. فإذا شهدوا تلک الصورة خرجت أرواحهم. و تصوّره بصورة النبی علیه السلام و کذا لأمثاله من الملائکة المقرّبین مباح لأنهم مخلوقون من قوی روحیة، و هذا التصور من باب تصوّر روح الشخص بجسده، فما تصوّر بصورة محمد علیه السلام إلّا روحه، بخلاف إبلیس علیه اللعنة و اتباعه المخلوقین من بشریته لأنّه علیه السلام ما تنبّأ إلّا دما «2» فیه شی‌ء من البشریة للحدیث: «إنّ الملک [أتاه و] «3» شقّ قلبه فأخرج منه دما فطهّر قلبه» «4»، فالدّم هی النفس البشریة و هی محلّ الشیاطین، فلذا لم یقدر أحد منهم أن یتمثّل بصورته لعدم التناسب.
و کذا یأتی إلی الفرس بصورة الأسد و نحوه، و إلی الطیور علی صفة الذابح و نحوه. و بالجملة فلا بد له من مناسبة إلّا من یأتیه علی غیر صورة مرکبة بل فی بسیط غیر مرئی یهلک الشخص بشمّه. فقد تکون رائحة طیبة و قد تکون کریهة و قد لا تعرف رائحته بل یمرّ علیه کما لا یعرفه.
ثم إنّ الروح بعد خروجه من الجسد أی بعد ارتفاع نظره عنه، إذ لا خروج و لا دخول هاهنا، لا یفارق الجسدیة أبدا، لکن یکون لها زمان تکون فیه ساکنة کالنائم الذی ینام و لا یری شیئا فی نومه، و لا یعتدّ بمن یقول إنّ کل نائم لا بد له أن یری شیئا. فمن الناس من یحفظ و منهم من ینساه. و هذا السکون الأول هو موت الأرواح. أ لا تری إلی الملائکة کیف عبّر صلی اللّه علیه و سلم عن موتهم بانقطاع الذّکر. ثم إذا فرغ عن مدّة هذا السکون المسمّی بموت الأرواح تصیر الروح فی البرزخ انتهی ما فی الإنسان الکامل.
و نقل ابن منده عن بعض المتکلمین أنّ لکل نبی خمسة أرواح و لکل مؤمن ثلاثة أرواح کذا فی المواهب اللدنیة «5»، و فی مشکاة الأنوار «6» تصنیف الإمام حجة الإسلام الغزالی الطوسی أنّ مراتب الأرواح البشریة النورانیة خمس. فالأولی منها الروح الحسّاس و هو الذی یتلقی ما یورده الحواس الخمس و کأنه أصل الروح الحیوانی و أوله، إذ به یصیر الحیوان حیوانا و هو موجود للصبی الرضیع. و الثانیة الروح الخیالی و هو الذی یتشبّث ما أورده
______________________________
(1) من سجنه فلا یجد بدا (م).
(2) و ما (م).
(3) [أتاه و] (+ م).
(4) سیرة ابن هشام. ج 1، ص 176.
(5) علی الأرجح هو کتاب المواهب اللدنیة علی الشمائل المحمدیة للترمذی من تألیف إبراهیم بن محمد بن أحمد الباجوری المصری الشافعی (- 1257 ه) کشف الظنون، 4/ 603.
و تجدر الإشارة إلی أنّ هناک کتاب المواهب اللدنیة بالمنح المحمدیة و هو فی السیرة النبویة للشیخ الإمام شهاب الدین أبی العباس أحمد بن محمد القسطلانی المصری (- 923 ه). کذلک هناک شرح لکتاب القواعد الشرعیة لسالکی الطریقة المحمدیة لشمس الدین محمد ابن عران (- 933 ه) شرحه محمد بن إبراهیم الصفوی العراقی و سمّاه المواهب اللدنیة.
کشف الظنون، 2/ 1358- 1896.
(6) الغزالی، أبو حامد محمد (- 505 ه) حققها و قدم لها أبو العلاء العفیفی و نشرها فی القاهرة، الدار القومیة، 1964.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 880
الحواس و یحفظ «1» مخزونا عنه «2» لیعرضه علی الروح العقلی الذی فوقه عند الحاجة إلیه، و هذا لا یوجد للصبی الرضیع فی بدایة نشوئه، و ذلک یولع للشی‌ء لیأخذه، فإذا غیّب عنه ینساه و لا ینازعه نفسه إلیه إلی أن یکبر قلیلا، فیصیر بحیث إذا غیّب عنه بکی و طلب لبقاء صورته المحفوظة فی خیاله. و هذا قد یوجد فی بعض الحیوانات دون بعض، و لا یوجد للفراش المتهافت علی النار لأنه یقصد النار لشغفه بضیاء النار، فیظن أنّ السراج کوّة مفتوحة إلی موضع الضیاء فیلقی نفسه علیها فیتأذّی به، و لکنه إذا جاوزه و حصل فی الظلمة عادة مرة أخری. و لو کان له الروح الحافظ المتشبّث لما أدّاه الحسّ إلیه من الألم لما عاوده بعد التضرّر. و الکلب إذا ضرب مرّة بخشبة فإذا رأی تلک الخشبة بعد ذلک یهرب. و الثالثة الروح العقلی الذی به یدرک المعانی. الخارجة عن الحسّ و الخیال و هو الجوهر الإنسی الخاص، و لا یوجد للبهیمة و لا للصبی، و مدرکاته المعارف الضروریة الکلیة. و الرابعة الروح الذّکری الفکری و هو الذی أخذ المصارف العقلیة فیوقع بینها تألیفات و ازدواجات و یستنتج منها معانی شریفة. ثم إذا استفاد نتیجتین مثلا ألّف بینهما نتیجة أخری، و لا تزال تتزاید کذلک إلی غیر النهایة. و الخامسة الروح القدسی النّبوی الذی یختصّ به الأنبیاء و بعض الأولیاء و فیه یتجلّی لوائح الغیب و أحکام الآخرة و جملة من معارف ملکوت السموات و الأرض بل المعارف الربانیة التی یقصر دونها الروح العقلی و الفکری؛ و لا یبعد أیها المعتکف فی عالم العقل أن یکون وراء العقل طور آخر یظهر فیه ما لا یظهر فی العقل، کما لا یبعد کون العقل طورا وراء التمیّز «3» و الإحساس ینکشف فیه عوالم و عجائب یقصر عنها الإحساس و التمیّز «4»، و لا یجعل أقصی الکمالات وقفا علی نفسک. ألا تری کیف یختص بذوق الشّعر قوم و یحرم عنه بعض حتی لا یتمیّز عندهم الألحان الموزونة عن غیرها انتهی.
اعلم أنّ کلّ شی‌ء محسوس فله روح.
و فی تهذیب الکلام زعم الحکماء أنّ الملائکة هم العقول المجرّدة و النفوس الفلکیة، و الجنّ أرواح مجرّدة لها تصرّف فی العنصریات، و الشیطان هو القوّة المتخیّلة. و إنّ لکل فلک روحا کلیا ینشعب منه أرواح کثیرة، و المدبّر لأمر العرش یسمّی بالنفس الکلّی. و لکلّ من أنواع الکائنات روح یدبّر أمره یسمّی بالطبائع التامة «5» انتهی. و فی الإنسان الکامل اعلم أنّ کل شی‌ء من المحسوسات له روح مخلوق قام به صورته. و الروح لذلک «6» الصورة کالمعنی للفظ. ثم إنّ لذلک الروح المخلوق روحا إلهیا قام به ذلک الروح، و ذلک الروح الإلهی هو روح القدس المسمّی بروح الأرواح، و هو المنزّه عن الدخول تحت کلمة کن، یعنی أنّه غیر مخلوق لأنه وجه خاص من وجوه الحق قام به الوجود، و هو المنفوخ فی آدم. فروح آدم مخلوق و روح اللّه غیر مخلوق. فذلک الوجه فی کل شی‌ء هو روح اللّه و هو روح القدس أی المقدّس عن النقائص الکونیة. و روح الشی‌ء نفسه و الوجود قائم بنفس اللّه، و نفسه ذاته. فمن نظر إلی روح القدس فی إنسان رآها مخلوقة
______________________________
(1) و یحفظه (م).
(2) عنده (م).
(3) التمییز (م، ع).
(4) التمییز (م، ع).
(5) بالطباع التام (م، ع).
(6) لتلک (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 881
لانتفاء قدیمین، فلا قدیم إلّا اللّه وحده، و یلحق بذاته جمیع أسمائه و صفاته لاستحالة الانفکاک، و ما سوی ذلک فمخلوق. فالإنسان مثلا له جسد و هو صورته و روح هو معناه و سرّ هو الروح و وجه و هو المعبّر عنه بروح القدس و بالسرّ الالهی و الوجود الساری. فإذا کان الأغلب علی الانسان الأمور التی تقتضیها صورته و هی المعبّر عنه بالبشریة و بالشهوانیة فإنّ روحه یکتسب الرسوب المعدنی الذی هو أصل الصورة و منشأ محلها، حتی کاد تخالف عالمها الأصلی لتمکّن المقتضیات البشریة فیها، فتقیّدت بالصورة عن إطلاقها الروحی، فصارت فی سجن الطبیعة و العادة و ذلک فی دار الدنیا، مثال السجین فی دار الآخرة بل عین السجین هو ما استقر فیه الروح، لکن السجین فی الآخرة سجن محسوس من النار و هی فی الدنیا هذا المعنی المذکور لأنّ الآخرة محل تبرز فیه المعانی صورا محسوسة، و بعکسه الإنسان إذا کان الأغلب علیه الأمور الروحانیة من دوام الفکر الصحیح و إقلال الطعام و المنام و الکلام و ترک الأمور التی تقتضیها البشریة، فإنّ هیکله یکتسب اللّطف الروحی فیخطو علی الماء و یطیر فی الهواء و لا یحجبه الجدران و بعد البلدان، فتصیر فی أعلی مراتب المخلوقات و ذلک هو عالم الأرواح المطلقة عن القیود الحاصلة بسبب مجاورة الأجسام، و هو المشار إلیه بقوله إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ «1».

فائدة:

اختلفوا فی المراد «2» من الروح المذکور فی قوله تعالی قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی «3» علی أقوال. فقیل المراد به ما هو سبب الحیاة.
و قیل القرآن یدلّ علیه قوله وَ کَذلِکَ أَوْحَیْنا إِلَیْکَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا «4» و أیضا فبالقرآن تحصیل حیاة الأرواح و هی معرفة اللّه تعالی. و قیل جبرئیل لقوله نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ، عَلی قَلْبِکَ «5». و قیل ملک من ملکوت السموات هو أعظمهم قدرا و قوة و هو المراد «6» من قوله یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفًّا «7».
و نقل عن علی رضی اللّه عنه أنه قال هو ملک له سبعون ألف وجه، لکل وجه سبعون ألف لسان، لکل لسان سبعون ألف لغة یسبّح اللّه تعالی بتلک اللغات کلّها، و یخلق اللّه تعالی بکل تسبیحة ملکا یطیر مع الملائکة إلی یوم القیمة. و لم یخلق اللّه تعالی خلقا أعظم من الروح غیر العرش. و لو شاء أن یبلع السموات السبع و الأرض السبع و من فیهن بلقمة واحدة.
و لقائل أن یقول هذا ضعیف لأنّ هذا التفصیل ما عرفه علی رضی اللّه عنه إلّا من الرسول صلی اللّه علیه و آله و سلم فلما ذکر النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم ذلک الشرح لعلی رضی اللّه عنه، فلم لم یذکره لغیره. و لأنّ ذلک الملک إن کان حیوانا واحدا و عاقلا واحدا لم یمکن تکثیر تلک اللغات. و إن کان المتکلم بکل واحدة من تلک اللغات حیوانا آخر لم یکن ذلک ملکا واحدا بل کان مجموع ملائکة. و لأنّ هذا شی‌ء مجهول الوجود فکیف یسأل عنه کذا فی التفسیر الکبیر. و قیل الروح خلق لیسوا بالملائکة علی صورة بنی آدم یأکلون و لهم أید و أرجل و رءوس.
______________________________
(1) الانفطار/ 13.
(2) المقصود (م، ع).
(3) الاسراء/ 85.
(4) الشوری/ 52.
(5) الشعراء/ 193- 194.
(6) المقصود (م، ع).
(7) النبأ/ 38.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 882
قال أبو صالح یشتبهون الناس و لیسوا منهم.
قال الإمام الرازی فی التفسیر الکبیر و لم أجد فی القرآن و لا فی الأخبار الصحیحة شیئا یمکن التمسّک به فی إثبات هذا القول، و أیضا فهذا شی‌ء مجهول، فیبتعد صرف هذا السؤال إلیه انتهی
قال صاحب الإنسان الکامل الملک المسمّی بالروح هو المسمّی فی اصطلاح الصوفیة بالحق المخلوق به و الحقیقة المحمدیة نظر اللّه تعالی إلی هذا الملک بما نظر به [إلی] «1» نفسه فخلقه من نوره و خلق العالم منه و جعله محلّ نظره من العالم. و من أسمائه أمر اللّه هو أشرف الموجودات و أعلاها مکانة و أسماها منزلة لیس فوقه ملک، هو سید المرسلین و أفضل المکرمین.
اعلم أنّه خلق اللّه تعالی هذا الملک مرآة لذاته لا یظهر اللّه تعالی بذاته إلّا فی هذا الملک، و ظهوره فی جمیع المخلوقات إنّما هو بصفاته، فهو قطب الدنیا و الآخرة و أهل الجنة و النار و الأعراف، اقتضت الحقیقة الإلهیة فی علم اللّه سبحانه أن لا یخلق شیئا إلّا و لهذا الملک فیه وجه، یدور ذلک المخلوق علی وجهه فهو قطبه لا یتعرّف هذا الملک إلی أحد من خلق اللّه إلّا للإنسان الکامل، فإذا عرفه الولی علّمه أشیاء، فإذا تحقّق بها صار قطبا تدور علیه رحی الوجود جمیعه، لکن لا بحکم الأصالة بل بحکم النیابة و العاریة، فاعرفه فإنّه الروح المذکور فی قوله تعالی یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفًّا «2» یقوم هذا الملک فی الدولة الإلهیة و الملائکة بین یدیه وقوفا صفا فی خدمته و هو قائم فی عبودیة الحق متصرّف فی تلک الحضرة الإلهیة بما أمره اللّه به. و قوله لا یَتَکَلَّمُونَ راجع إلی الملائکة دونه فهو مأذون له بالکلام مطلقا فی الحضرة الإلهیة لأنّه مظهرها الأکمل و الملائکة و إنّ أذن لهم بالتکلّم لم یتکلّم کلّ ملک إلّا بکلمة واحدة لیس فی طاقته أکثر من ذلک، فلا یمکنه البسط فی الکلام، فأول ما یتلقّی الأمر بنفوذ أمر فی العالم خلق اللّه منه ملکا لائقا بذلک الأمر فیرسله الروح فیفعل الملک ما أمر به الروح؛ و جمیع الملائکة المقرّبین مخلوقون منه کإسرافیل و میکائیل و جبرئیل و عزرائیل و من هو فوقهم و هو الملک القائم تحت الکرسی، و الملک المسمّی بالمفضّل «3» و هو القائم تحت الإمام المبین، و هؤلاء هم العالون الذین لم یؤمروا لسجود آدم، کیف ظهروا علی کل من بنی آدم فیتصوّرهم فی النوم بالأمثال التی بها یظهر الحق للنائم، فتلک الصور جمیعها ملائکة اللّه تنزل بحکم ما یأمرها الملک الموکل بضرب الأمثال فیتصوّر بکل صورة للنائم. و لهذا یری النائم أنّ الجماد یکلّمه و لو لم یکن روحا متصورا بالصورة الجمادیة لم یکن یتکلّم. و لذا قال علیه السلام: «الرؤیا الصادقة وحی من اللّه» «4» و ذلک لأنّ الملک ینزل به. و لما کان إبلیس علیه اللعنة من جملة المأمورین بالسجود و لم یسجد، أمر الشیاطین و هم نتیجته و ذریته أن یتصوّروا للنائم بما یتصوّر به الملائکة فظهرت المرایا «5» الکاذبة. اعلم أنّ هذا الملک له أسماء کثیرة علی عدد وجوهه یسمّی بالأعلی و بروح محمد صلی اللّه علیه و آله و سلم و بالعقل الأول
______________________________
(1) [إلی] (+ م).
(2) النبأ/ 38.
(3) بالمفصل (م، ع).
(4) شرح سنن البغوی 12/ 205 رقم 3275. حدیث متّفق علیه. البخاری 12/ 377 فی التعبیر، مسلم (2261) (4) فی الرؤیا.
(5) الرؤیا (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 883
و بالروح الإلهی من تسمیة الأصل بالفرع، و إلّا فلیس له فی الحضرة الإلهیة إلّا اسم واحد و هو الروح انتهی. و أیضا یطلق الروح عند أهل الرّمل علی عنصر النار. فمثلا نار لحیان، یقولون عنها إنّها الروح الأولی، و نار نصرة الخارج تسمّی الروح الثانیة. و قالوا فی بعض الرسائل: النار هی الروح، و الریح هی العقل و الماء هو النفس، و التراب هو الجسم فالروح الأوّلی، إذا، هی النار الأولی، کما یقولون، و هکذا حتی النفی التی هی الروح السابعة.
و الروح الأولی یسمّونها العقل الأوّل إلی عتبة الداخل التی هی العقل السابع. و الماء الأوّل یقولون إنّها النفس النار الأولی الجسم الأوّل إلی عتبة الداخل الذی هو الجسم السابع انتهی «1».
و فی کلیات أبی البقاء الروح بالضم هو الریح المتردّد فی مخارق البدن «2» و منافذه و اسم للنفس و اسم أیضا للجزء الذی تحصل به الحیاة و استجلاب المنافع و استدفاع المضار. و الروح الحیوانی جسم لطیف منبعه تجویف القلب الجسمانی، و ینتشر بواسطة العروق [الضوارب] «3» إلی سائر أجزاء البدن؛ و الروح الإنسانی لا یعلم کنهه إلّا اللّه تعالی. و مذهب أهل السنة و الجماعة أنّ الروح و العقل من الأعیان و لیسا بعرضین کما ظنّته المعتزلة و غیرهم، و أنهما یقبلان الزیادة من الصفات الحسنة و القبیحة کما تقبل العین الناظر غشاوة و رمدا و الشمس انکسافا «4». و لهذا وصف الروح بالأمّارة بالسّوء مرة و بالمطمئنّة أخری. و ملخص ما قال الغزالی إنّ الروح لیس بجسم یحلّ البدن حلول الماء فی إناء و لا هو عرض یحلّ القلب و الدماغ حلول العلم فی العالم، بل هو جوهر لأنّه یعرف نفسه و خالقه و یدرک المعقولات و هو باتفاق العقلاء جزء لا یتجزّأ و شی‌ء لا ینقسم، إلّا أنّ لفظ الجزء غیر لائق به لأنّ الجزء مضاف إلی الکل و لا کلّ هاهنا فلا جزء، إلّا أن یراد به ما یرید القائل بقوله الواحد جزء من العشرة فإذا أخذت جمیع [الموجودات أو جمیع] «5» ما به قوام البدن «6» فی کونه إنسانا کان الروح واحدا من جملتها لا هو داخل فیه و لا هو خارج عنه و لا هو منفصل منه و لا هو متّصل به، بل هو منزّه عن الحلول فی المحال و الاتصال بالأجسام و الاختصاص بالجهات، مقدّس عن هذه العوارض و لیس هذا تشبیها و إثباتا لأخصّ وصف اللّه تعالی فی حق الروح، بل أخصّ وصف اللّه تعالی أنّه قیّوم أی قائم بذاته، و کل ما سواه قائم به. فالقیومیة لیست إلّا للّه تعالی. و من قال إنّ الروح مخلوق أراد انه حادث و لیس بقدیم. و من قال إنّ الروح غیر مخلوق أراد أنّه غیر مقدّر بکمیة فلا یدخل تحت المساحة و التقدیر.
______________________________
(1) پس آتش لحیان را مثلا روح اوّل گویند و آتش نصرة الخارج را روح دوم. و در بعضی رسائل گفته نار را روح گویند و باد را عقل و آب را نفس و خاک را جسم پس آتش اوّل را روح اوّل گویند تا نفی که روح هفتم است و باد اوّل را عقل اوّل نامند تا عتبة الداخل که عقل هفتم است و آب اوّل را نفس اوّل گویند تا عتبة الداخل که آب هفتم و خاک اوّل را جسم اوّل گویند تا عتبة الداخل که جسم هفتم است انتهی.
(2) الإنسان (م).
(3) الضوارب (+ م، ع).
(4) انکشافا (م، ع).
(5) [الموجودات أو جمیع] (+ م، ع).
(6) الإنسان (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 884
ثم اعلم أنّ الروح هو الجوهر العلوی الذی قیل فی شأنه قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی «1» یعنی أنّه موجود بالأمر و هو الذی یستعمل فی ما لیس له مادة فیکون وجوده زمانیّا لا بالخلق، و هو الذی یستعمل فی مادّیات فیکون وجوده آنیا. فبالأمر توجد الأرواح و بالخلق توجد الأجسام المادیة. قال اللّه تعالی: وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ «2». و قال وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ «3».
و الأرواح عندنا أجسام لطیفة غیر مادیة خلافا لفلاسفة فإذا کان الروح غیر مادی کان لطیفا نورانیا غیر قابل للانحلال ساریا فی الأعضاء للطافته، و کان حیا بالذات لأنّه عالم قادر علی تحریک البدن. و قد ألّف اللّه [بین] «4» الروح و النفس الحیوانیة. فالروح بمنزلة الزوج و النفس الحیوانیة بمنزلة الزوجة و جعل بینهما تعاشقا. فما دام فی البدن کان البدن حیا یقظان، و إن فارقه لا بالکلّیة بل تعلقه باق [ببقاء النفس الحیوانیة] «5» کان البدن نائما، و إن فارقه بالکلیّة بأن لم تبق النفس الحیوانیة فیه «6» فالبدن میّت.
ثم هی أصناف بعضها فی غایة الصّفاء و بعضها فی غایة الکدورة و بینهما مراتب لا تحصی. و هی حادثة؛ أمّا عندنا فلأنّ کل ممکن حادث لکن قبل حدوث الأجسام لقوله علیه الصلاة و السلام: «خلق الأرواح قبل الأجسام بألفی عام» «7». و عند أرسطو حادثة مع البدن.
و عند البعض قدیمة لأنّ کل حادث مسبوق بالمادة و لا مادة له و هذا ضعیف. و الحق أنّ الجوهر الفائض من اللّه تعالی المشرّف بالاختصاص بقوله تعالی وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی «8» الذی من شأنه أن یحیی به ما یتّصل به لا یکون من شأنه أن یفنی مع إمکان هذا.
و الأخبار الدالّة علی بقائه بعد الموت و إعادته فی البدن و خلوده دالّة علی بقائه و أبدیته. و اتفق العقلاء علی أنّ الأرواح بعد المفارقة عن الأبدان تنقل إلی جسم آخر لحدیث: «أنّ أرواح المؤمنین فی أجواف طیر خضر» «9» إلی آخره.
و روی: «أرواح الشهداء» «10» الخ. و منعوا لزوم التناسخ لأنّ لزومه علی تقدیر عدم عودها إلی جسم نفسها الذی کانت فیه و ذلک غیر لازم، بل إنّما یعاد الروح فی الأجزاء الأصلیة، إنّما التغیّر فی الهیئة و الشکل و اللون و غیرها من الأعراض و العوارض.
و لفظ الروح فی القرآن جاء لعدة معان.
الأول ما به حیاة البدن نحو قوله تعالی:
وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ «11». و الثانی بمعنی الأمر نحو وَ رُوحٌ مِنْهُ «12» و الثالث بمعنی الوحی
______________________________
(1) الاسراء/ 85.
(2) الروم/ 25.
(3) الأعراف/ 54.
(4) [بین] (م، ع).
(5) [ببقاء النفس الحیوانیة] (+ م، ع).
(6) [بأن لم تبق النفس الحیوانیة فیه] (+ م، ع).
(7) کشف الخفاء للعجلونی 1: 265، و بروایة أخری: خلق اللّه الأرواح قبل الأجساد: فی الحاوی للفتاوی للسیوطی 1: 572.
(8) الحجر/ 29، ص/ 72.
(9) کنز العمال: ج 15/ 42752.
(10) کنز العمال ج 4/ 11127، الترمذی رقم 1641، ابن ماجة رقم 1449 مسلم رقم 1887 أبو داود (2503).
(11) الاسراء/ 85.
(12) النساء/ 171.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 885
نحو تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ «1». و الرابع بمعنی القرآن نحو وَ کَذلِکَ أَوْحَیْنا إِلَیْکَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا «2» و الخامس الرحمة نحو وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ «3» و السادس جبرئیل نحو فَأَرْسَلْنا إِلَیْها رُوحَنا «4» انتهی من کلیات أبی البقاء.
و فی الاصطلاحات الصوفیة الروح فی اصطلاح القوم هی اللطیفة الإنسانیة المجرّدة.
و فی اصطلاح الأطباء هو البخار اللطیف المتولّد فی القلب القابل لقوة الحیاة و الحسّ و الحرکة، و یسمّی هذا فی اصطلاحهم النفس. فالمتوسّط بینهما المدرک للکلّیات و الجزئیات القلب. و لا یفرّق الحکماء بین القلب و الروح الأول و یسمّونها النفس الناطقة. و فی الجرجانی الروح الإنسانی و هو اللطیفة العالمة المدرکة من الإنسان الراکبة علی الروح الحیوانی نازل من [عالم] «5» الأمر یعجز العقول عن إدراک کنهه، و ذلک الروح قد یکون مجرّدة و قد یکون منطبقة فی البدن. و الروح الحیوانی جسم لطیف منبعه تجویف القلب الجسمانی و ینتشر بواسطة العروق الضوارب إلی سائر أجزاء البدن. و الروح الأعظم الذی هو الروح الإنسانی مظهر الذات الإلهیة من حیث ربوبیتها، لذلک لا یمکن أن یحوم حولها حائم و لا یروم وصلها رائم لا یعلم کنهها إلّا اللّه تعالی، و لا ینال هذه البغیة سواه و هو العقل الأول و الحقیقة المحمدیة و النفس الواحدة و الحقیقة الأسمائیة، و هو أول موجود خلقه اللّه علی صورته، و هو الخلیفة الأکبر، و هو الجوهر النورانی، جوهریته مظهر الذات و نورانیته مظهر علمها، و یسمّی باعتبار الجوهریة نفسا واحدة، و باعتبار النورانیة عقلا أوّلا، و کما أنّ له فی العالم الکبیر مظاهر و أسماء من العقل الأول و القلم الأعلی و النور و النفس الکلیة و اللوح المحفوظ و غیر ذلک، کذلک له فی العالم الصغیر الإنسانی مظاهر و أسماء بحسب ظهوراته و مراتبه. و فی اصطلاح أهل اللّه و غیرهم و هی السّر و الخفی و الروح و القلب و الکلمة و الرّوع و الفؤاد و الصدر و العقل و النفس.

روحانی:

[فی الانکلیزیة]Spiritual
[فی الفرنسیة]Spirituel
بالضّم: الإنسان و الملاک. و قیل: ذلک الذی هو روح و لیس جسدا کالملائکة و الجنّ، کذا فی کشف اللغات. و فی الصّراح: روحانی بالضّم: الملاک و الجنّی «6» و یقال لکلّ شی‌ء ذی روح أیضا. و روحانیون: الجمع.

روح الإلقاء:

[فی الانکلیزیة]The angel Gabriel،the Koran
[فی الفرنسیة]Lange Gabriel،le Coran
هو الملقی إلی القلب علم الغیوب و هو جبرئیل علیه السلام. و قد یطلق علی القرآن و هو المشار إلیه فی قوله تعالی: ذُو الْعَرْشِ یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ «7».

روز:

[فی الانکلیزیة]Day،succession
[فی الفرنسیة]Jour،succession
و معناه یوم. و عندهم هو تتابع الأنوار «8».
______________________________
(1) القدر/ 4.
(2) الشوری/ 52.
(3) المجادلة/ 22.
(4) مریم/ 17.
(5) [عالم] (+ م، ع).
(6) بالضمّ آدمی و پری و قیل آنکه خود روح باشد نه تن مثل فرشتگان و پریان کذا فی کشف اللغات. و فی الصراح روحانی بالضم فرشته و پری، و یقال لکل شی‌ء ذی روح أیضا روحانیون الجمع.
(7) غافر/ 15.
(8) نزدشان تتابع انوار را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 886

الرّوم:

[فی الانکلیزیة]Softening of the accentuation،slowing
[فی الفرنسیة]Adoucissement de laccentuation،ralentissement
بالفتح و سکون الواو عند القرّاء و الصرفیین عبارة عن النطق ببعض الحرکة. و قال بعضهم تضعیف الحرکة و تنقیصها حتی یذهب معظمها.
قال ابن الجزری: و کلا القولین واحد و یختص بالمرفوع و المجرور و المضموم و المکسور بخلاف المفتوح، لأنّ الفتحة خفیفة إذا خرج بعضها خرج سائرها فلا یقبل التبعیض، کذا فی الاتقان فی بحث الوقف.

الرؤیا:

[فی الانکلیزیة]Vision،reverie،fantasm،dream
[فی الفرنسیة]Vision،reverie،fantasm،reve
بالضم و سکون الهمزة الرؤیا المنامیة أو ما یری فی النّوم کما فی المنتخب. و أمّا فی مجمع السّلوک فیقول: ثمّة فرق بین الرؤیا و بین ما یری من وقائع من وجهین: الاوّل: من طریق الصّورة و الثانی: من طریق المعنی. فالموافقة من طریق الصّورة تکون بین النوم و الیقظة. و إمّا تکون صرفا فی الیقظة و أمّا من طریق المعنی: فذلک بأنّ حجاب الخیال یخرج و هو غیبی صرف.
مثلما الروح فی مقام التجرّد عن الأوصاف البشریة تدرک ذلک. و هذه واقعة روحانیة مطلقة و حینا تکون بتأیید من نظر الروح بنور إلهی.
و هذا النوع واقعة ربّانیة صرفة لأنّ المؤمن ینظر بنور اللّه تعالی.
و أمّا المنام فهو عند زوال الإحساس بالکلیّة، و صار الشأن للخیال و عندئذ تبدأ المخیّلة برؤیة أشیاء بعد غلبة الحواس. و هذا النوع من التخیّلات علی قسمین:
أحدها: أضغاث أحلام و هی رؤی تدرکها النفس بواسطة الخیال، و هی وساوس شیطانیة و هواجس نفسانیة من إلقاء النفس أو الشیطان.
و له خیال مصوّر مناسب و لا تعبیر له.
و الثانی: الرؤیا الجیّدة و هی التی یقال لها الرؤیا الصالحة و هی جزء من ستة و أربعین جزءا من النبوّة، کما أخبر بذلک علیه الصلاة و السلام. و توجیه هذا الحدیث بأنّ مدة أیام نبوته صلی اللّه علیه و سلم ثلاث و عشرون سنة و من بینها ستّة أشهر فی الابتداء، کان الوحی یتنزّل علی النبی صلی اللّه علیه و سلم فی عالم الرؤیا. فبناء علی هذا تعدّ الرؤیا الصالحة جزءا من ستة و أربعین جزءا من النبوة.
و الرؤیا الصالحة ثلاثة أنواع: أحدها: ما لا یحتاج إلی تأویل أو تعبیر مثل رؤیا إبراهیم علیه السلام التی تنصّ بصراحة: إِنِّی أَری فِی الْمَنامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ الصافات 102.
ثانیها: ما یحتاج فیها إلی التأویل فی بعضها و بعضها الآخر واضح لا حاجة إلی تأویله، کما فی رؤیا یوسف علیه السلام: إِنِّی رَأَیْتُ أَحَدَ عَشَرَ کَوْکَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَیْتُهُمْ لِی ساجِدِینَ سورة یوسف: 4. فالأحد عشر کوکبا و الشمس و القمر محتاجة إلی تأویل، أمّا السجود فظاهر خَرُّوا لَهُ سُجَّداً.
ثالثها: ما کان فی حاجة إلی تأویل بالجملة کرؤیا ملک مصر: إِنِّی أَری سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ … سورة یوسف 43.
و فی الحقیقة: إنّ الرؤیا الصالحة بشکل عام لیست هی التی یکون تأویلها صحیحا و أثرها ظاهرا لأنّ ذلک یقع للمؤمن و الکافر. بل إنّ الرؤیا الصالحة هی تلک المؤیّدة بالنور الإلهی. و هذه لا تکون إلّا لنبی أو ولی أو مؤمن، و هی جزء من أجزاء النبوة.
إذن: إذا کانت النفس مؤیّدة بتأیید نور الروح لا بتأیید النور الإلهی فلیست تلک برؤیا صالحة.
و یقول صاحب مرصاد العباد: الرؤیا نوعان:
رؤیا صالحة، و رؤیا صادقة. أمّا الرؤیا الصالحة فهی التی یراها المؤمن أو الولیّ أو النبی و یصدق تعبیرها، أو یکون تأویلها صحیحا. و هکذا یتحقّق
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 887
ما کان رآه کما هو. و هذا من ظهور الحقّ.
و الرؤیا الصادقة هی التی بدون تأویل تقع بعینها أو یصحّ تأویلها و هی من ظهور الروح. و یمکن أن تقع للمؤمن أو الکافر علی السواء.
اعلم بأنّ بعض الأمور قد تحصل للمؤمن السّالک، فکذلک یمکن حصول بعض الأمور لبعض الفلاسفة و الرهبان و البراهمة، و علّة ذلک قوة الریاضة الروحیة و صفاء القلب حتی تصبح الروح قویة و تنکشف لها بعض الأنوار الروحانیة. و أحیانا یخبرون عن أمور دنیویة مستقبلة، و قد یطلعون علی أحوال بعض الناس.
و هذا لن یکون سببا لقربهم و قبولهم عند اللّه.
لا، لن یکون سببا لنجاتهم بل ربّما کان سببا فی ضلالاتهم و کفرهم، بل و زیادة ذلک و استدراجا لهم. أمّا السّالک الموحّد فتحصل له بعض (الکشوفات) بسبب ظهور الحقّ. اعلم أنّ رؤیة النبی صلی اللّه علیه و سلم و کذلک جمیع الأنبیاء و الشمس و القمر و النجوم اللامعة فی النوم هی رؤیا حقّ.
و لا یستطیع الشیطان أن یتمثّل بواحد منها.
و کذلک قالوا: إنّ الغیوم التی تهطل منها الأمطار هی فی المنام حقّ أیضا. لأنّ الشیطان لا یتمثّل بذلک. و کذلک رؤیة أحد الشیوخ الأفاضل الموصوف بکونه من أهل العلم بالشّریعة و الحقیقة و الطّریقة. أمّا من لیس کذلک فیمکن للشیطان أن یتمثّل به. أمّا البحث حول کیفیة رؤیة النبی المصطفی صلی اللّه علیه و سلم فثمّة اختلاف «1».
______________________________
(1) بمعنی خواب دیدن و آنچه در خواب بیند کما فی المنتخب. و در مجمع السلوک میگوید فرق در میان خواب و واقعه بدو وجه است یکی از راه صورت دوم از راه معنی واقعه از راه صورت آن باشد که میان خواب و بیداری یا صرف در بیداری بیند و از راه معنی واقعه آن باشد که از حجاب خیال بیرون آمده باشد و غیبی صرف بود چنانچه روح در مقام تجرد که مجرد از اوصاف بشری است مدرک آن شود و این واقعه روحانی مطلق باشد و گاه بود که نظر روح مؤید شود بنور إلهی و آن واقعه ربانی صرف بود که المؤمن ینظر بنور اللّه تعالی و خواب آن باشد که حواس بکلی از کار رفته باشد و خیال بر کار آمده باشد و در غلبات مغلوبی حواس چیزی در نظر خیال آید و آن بر دو نوع است یکی اضغاث احلام و آن خوابیست که نفس به واسطه خیال ادراک کند و وساوس شیطانی و هواجس نفسانی که از القای نفس و شیطان باشد و آن را خیال نقش بندی مناسب کند آن را تعبیری نباشد دوم خواب نیک است که آن را رؤیای صالحه گویند و آن جزویست از چهل و شش جزء از نبوت چنانکه پیغمبر علیه السلام فرموده و توجیه او اینست که مدت ایام نبوت آن حضرت علیه الصلاة و السلام بیست و سه سال بود از آن جمله ابتداء تا به شش ماه وحی به خواب می‌آمد پس خواب صالح بدین حساب یک جزء باشد از چهل و شش جزء نبوت و خواب صالح بر سه نوع است یکی بتأویل و تعبیر حاجت ندارد مثل خواب ابراهیم علیه السلام که صریح بود انی اری فی المنام انی اذبحک دوم آنکه محتاج تاویل بود و بعضی همچنان شود که دیده شده چنانچه خواب یوسف علیه السلام که انی رأیت احد عشر کوکبا و الشمس و القمر رأیتهم لی ساجدین یازده ستاره و آفتاب و ماهتاب محتاج تاویل بود اما سجده بعینه ظاهر شد بتأویل حاجت نیامد فخرّوا له سجّدا سیوم آنکه جمله محتاج تاویل بود چون خواب ملک مصر انّی اری سبع بقرات سمان الآیة و بحقیقت رؤیای صالحه مطلقا نه آنست که او را تاویل راست باشد و اثر آن ظاهر گردد که این مؤمن و کافر هر دو را باشد بلکه رؤیای صالحه آنست که مؤید بنور إلهی بود و این جز مؤمن یا ولی یا نبی را نباشد و یک جزء است از اجزاء نبوت پس اگر نظر نفس باشد مؤید بتأیید نور روح و بی‌تایید نور إلهی رؤیای صالحه نبود. و صاحب مرصاد العباد گوید که رویا بر دو نوع است رؤیای صالح و رؤیای صادق رؤیای صالح آنست که مؤمن یا ولی یا نبی بیند و راست بازخواند یا تاویلی راست دارد و همچنان که دیده است بعینه بازآید اما از نمایش حق بود و رؤیای صادق آنست که بی‌تاویل راست بازخواند و یا تاویلی راست دارد و از نمایش روح بود و این کافر و مؤمن هر دو را باشد. بدان که وقائع چنانکه مؤمن سالک را باشد نیز بعضی فلاسفه و رهبان و براهمه را بسبب غایت ریاضت و تصفیه دل حاصل شود تا باشد که غلبات روحانیه ظاهر شود و انوار روحانیه بر نظر ایشان مکشوف گردد و گاه باشد که از کارهای دنیاوی آینده خبر دهند و از بعضی احوال خلق واقف کردند اما ایشان را بدان قربی و قبولی نباشد و سبب نجات ایشان نشود بلکه داعی بر کفر و ضلال بود و باعث بر ابقای ضلالت باشد و واسطه استدراج شود اما سالک موحد را وقائع بسبب ظهور حق شود. بدان که دیدن پیغامبر را صلی اللّه علیه و سلم و کذلک همه پیغامبران و آفتاب و ماهتاب و ستارگان روشن را در خواب حق است شیطان بدانها تمثل کردن نتواند و گفته‌اند و کذلک ابر که درو باران باشد دیدن آن در خواب حق است شیطان تمثل آن نتواند و کذلک شیخی که موصوف باشد بشریعت و طریقت و حقیقت. اما شیخی که چنین نبود شیطان بدان تمثل کردن تواند اما در کیفیت دیدن مصطفی صلی اللّه علیه و آله و سلم اختلاف است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 888
قال علیه السلام «من رآنی فی المنام فقد رآنی» «1» قال القاضی الباقلانی: معناه رؤیا علیه السلام صحیحة لیست بأضغاث أحلام و لا من تشبیهات الشیطان، فإنّه قد یراه الرائی علی خلاف صفته المعروفة کمن یراه أبیض اللحیة، و قد یراه شخصان فی زمان واحد أحدهما فی المشرق و الآخر فی المغرب، و یراه کل منهما فی مکانه. و قال آخرون بل الحدیث علی ظاهره و لیس لمانع أن یمنعه، فإنّ الفعل لا یستحیله حتی یضطر إلی التأویل. و أمّا قوله فإنّه قد یری علی خلاف صفته أو فی مکانین فإنّه تغیّر فی صفاته لا فی ذاته فتکون ذاته مرئیة، و الرؤیة أمر یخلقها اللّه تعالی فی الحیّ لا بشرط لا بمواجهة و لا تحدیق الأبصار و لا کون المرئی ظاهرا، بل الشرط کونه موجودا فقط حتی جاز رؤیة أعمی الصین بقّة أندلس، و لم یقم دلیل علی فناء جسمه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم، بل جاء فی الحدیث ما یقتضی بقاؤه. و قال أبو حامد الغزالی لیس معناه أنه رأی جسمی و بدنی بل رأی مثالا صار ذلک المثال آلة یتأدی بها المعنی الذی فی نفسی إلیه، بل البدن فی الیقظة أیضا لیس إلّا آلة النفس. فالحق أنّ ما یراه مثال حقیقة روحه المقدّسة التی هی محل النبوة. فما رآه من الشکل لیس روح النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و لا شخصه بل هو مثال له علی التحقیق. أقول فله ثلاث توجیهات و خیر الأمور أوساطها، قوله علیه السلام: «فإنّ الشیطان لا یستطیع أن یتمثّل بی» «2» أی لا یتمثّل و لا یتصوّر بصورتی. قال القاضی عیاض: قال بعضهم خصّ اللّه تعالی النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم بأنّ رؤیة الناس إیّاه صحیحة و کلّها صدق، و منع الشیطان أن یتمثّل فی خلقه لئلّا یکذب علی لسانه فی النوم، کما خرق اللّه تعالی العادة للأنبیاء بالمعجزة. و کما استحال أن یتصوّر الشیطان فی صورته فی الیقظة. قال محی السنة: رؤیا النبی صلی اللّه علیه و سلم فی المنام حقّ لا یتمثّل الشیطان به و کذلک جمیع الأنبیاء و الملائکة علیهم السلام انتهی. فإن قلت إذا قلنا إنّه رآه حقیقة فمن رآه فی المنام هل یطلق علیه الصحابی أم لا؟ قلت لا إذ لا یصدق علیه حدّ الصحابی و هو مسلم رأی النبی صلی اللّه علیه و سلم إذ المراد منه الرؤیة المعهودة الجاریة علی العادة أو الرؤیة فی حیاته فی الدنیا، لأنّ النبی صلی اللّه علیه و سلم هو المخبر عن اللّه تعالی و هو ما کان مخبرا للناس عنه إلّا فی الدنیا لا فی القبر. و لذا یقال مدة نبوته ثلاث و عشرون سنة. علی أنّا لو التزمنا إطلاق لفظ الصحابی علیه لجاز و هذا أحسن و أولی.
فإن قلت الحدیث المسموع عنه فی المنام هل هو حجة یستدل بها أم لا؟ قلت لا إذ یشترط فی الاستدلال به أن یکون الراوی ضابطا عند السماع و النوم لیس حال الضبط کما فی کرمانی شرح صحیح بخاری. و قال عبد اللّه: قوله من رآنی فی المنام أی رآنی علی نعتی التی أنا علیه، فلو رآه علی غیر نعته لم یکن رآه لأنّه قال رآنی، و هو إنّما یقع علی نعته. و فی مفتاح الفتوح «3» و سراج المصابیح «4» أیضا قیل المعنی و اللّه أعلم أنّه إذا رأی النبی صلّی اللّه علیه و آله و سلّم فی الصورة التی کان علیها فقد رأی الحق
______________________________
(1) المعجم الکبیر للطبرانی 12: 38، 1: 282.
مصنف ابن ابی شیبة 11: 55- 56. و اخرجه بلفظ فی النوم مسلم 1776 و أحمد ج 1 ص 361، ج 3 ص 350.
(2) مجمع الزوائد للهیثمی: 7: 173، 181. صحیح مسلم 1775.
(3) من شروح المصابیح للبغوی (- 516 ه). ذکر فیه المؤلف انه جمعه من شرح السنة و الغریبین و الفائق و النهایة و وضع حروف الرموز لتلک الکتب و فرغ منه سنة 707 ه. کشف الظنون، 2/ 1701.
(4) هناک مختصر لمشکاة المصابیح، الذی ألّفه محمد بن عبد اللّه الخطیب سنة 737 ه، مع شرح فارسی بعنوان «سراج الهدایة» لسراج الدین حسین بن بهاء الدین شاه جهان‌آبادی. بروکلمان، ج 6، ص 242.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 889
أی رأی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم حقیقة، و لیس المراد أنّه إذا رأی شخصا یوهم أنّه رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم فإنّ الشیطان لا یتمثّل بی أی فی صورتی. و قیل: علی أی صفة رآه فهو صحیح «1». و ذکر فی المطالب «2» و اختلف فی رؤیته صلی اللّه علیه و سلم فی خلاف صورته. قیل لا یکون رؤیة له و الصحیح أنّه حقیقة سواء رآه علی صفته المعروفة أو لم یکن، و رؤیته علیه السلام حال کون الرائی جنبا صحیحة.
اعلم أنّ رؤیة اللّه تعالی فی المنام أمر محقّق و تحقیقه أنّه تعالی مع کونه مقدّسا منزّها عن الشکل و الصورة ینتهی تعریفاته تعالی إلی العبد بواسطة مثال مخصوص من نور و غیره من الصور الجمیلة یکون مثالا للنور الحقیقی المعنوی لا صورة فیه، و لا لون، هکذا فی العثور علی دار السرور «3».
اعلم أنّ السّالک قد یکون فی عالم النفس و الهوی فیری فی المنام أو الحال أنّه الرّب فیکون الرؤیا صحیحا محتاجا إلی التعبیر، و تعبیره أنّ ذلک الشخص بعد عبد نفسه یحبه و یعمل له ما یحب فیکون بعد ممن اتخذ إلهه هواه فیری فی الواقعة أنّه الرّب المعبود له فیجب علیه أن یجتنب من طاعة النفس و الهوی و القیام بما یشتهی و یهوی، و یکسرها بالمجاهدة و الریاضة، و لا یظن أنّ ما رآه هو عینه تعالی، إذ لیس له تعالی حلول فهذه الرؤیة، مثل ما یری سائر العوام فی منامهم حیث یری أنّه آدم أو نوح أو موسی أو عیسی أو جبرئیل أو میکائیل من ملائکة اللّه تعالی، و أنه طیر أو سبع أو ما أشبه ذلک، و یکون لذلک الرؤیا تعبیر صحیح و إن لم یکن کما رأی، یعنی عامة الناس إذا رأی أحدهم فی منامه النبی صلی اللّه علیه و سلم أو ملاکا أو طائرا أو حیوانا أو حیوانا مفترسا فلیس ذاک هو عین ما رأوه، بل إنّ لهذه الرؤیا تعبیر صحیح، و کذلک حال السّالک المذکور الذی یری الرّبّ فی النوم «4». انتهی ما ذکر فی مجمع السلوک فی مواضع، و یجی‌ء هذا أیضا فی لفظ الوصال.
اعلم أنّه قال فی شرح المواقف فی المقصد العاشر من مرصد القدرة: و أما الرؤیا فخیال باطل عند جمهور المتکلّمین. قیل هذا بناء علی الأغلب و الأکثر إذ الغالب منه أضغاث الأحلام، أو المراد «5» أنّ رؤیا من لا یعتاد الصدق فی الحدیث «أصدقکم رؤیا أصدقکم حدیثا» «6» أو لمن کثر معاصیه لأنّ من کان کذلک أظلم قلبه. أما عند المعتزلة فلفقد شرائط الإدراک حال النوم من المقابلة و غیرها. و أما عند الأصحاب فلأنّ النوم ضدّ للإدراک فلا یجامعه فلا یکون الرؤیا إدراکا حقیقة بل من
______________________________
(1) و قیل بر هر صفتی که بیند صحیح باشد.
(2) المطالب العالیة من روایة المسانید الثمانیة، لابن حجر العسقلانی (- 852 ه). و هذا الکتاب مرجّح علی غیره من الأسماء المسمّاة المطالب. کشف الظنون، 2/ 1714.
(3) رسالة بحثیة عن واجبات الاحیاء تجاه الموتی، أی طقوس الدفن الخ … مع مقدمة عن زیارة المرضی الخ … لعطا اللّه الصدیق السمرقندی، مدرس فی شاه‌جهان‌آباد.
- سلسلة فهارس المکتبات الخطیة النادرة، فهرست المخطوطات العربیة بالمکتب الهندی، اعداد: ستوری، آربری، لیفی، لندن 1930، آکسفورد 1936، لندن 1937، لندن 1940، مج 2، ص 283.
(4) یعنی عامه مردمان اگر در خواب پیغامبر صلی اللّه علیه و آله و سلم را یا فرشته یا پرنده یا دد را بینند نه آنست که عین ایشان را می‌بینند بلکه این دیدن را تعبیر صحیح بود کذلک حال سالک مذکور که پروردگار را در خواب بیند.
(5) المقصود (م، ع).
(6) مسند أحمد 2/ 269، صحیح مسلم 5/ 6 باب الرؤیا المقدمة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 890
قبیل الخیال الباطل. و قال الأستاذ أبو إسحاق إنّه أی المنام إدراک حقّ بلا شبهة انتهی. و هذا هو المذهب المنصور الموافق للقرآن و الحدیث و یؤیده ما وقع فی العینی شرح صحیح البخاری فی شرح قوله «أول ما بدأ به رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم من الوحی الرؤیا الصالحة» «1» الحدیث. إن قیل ما حقیقة الرؤیا الصالحة أجیب بأنّ اللّه تعالی یخلق فی قلب النائم أو فی حواسه الأشیاء کما یخلقها فی الیقظان، و هو سبحانه یفعل ما یشاء و لا یمنعه نوم و لا غیره عنه. فربّما یقع ذلک فی الیقظة کما رآه فی المنام و ربّما جعل ما رآه علما علی أمور یخلقها فی ثانی الحال، أو کان قد خلقها فتقع تلک کما جعل اللّه تعالی انتهی.
ثم قال فی شرح المواقف: و قال الحکماء المدرک فی النوم یوجد و یرتسم فی الحسّ المشترک و ذلک الارتسام علی وجهین. الأول أن یرد ذلک المدرک علی الحسّ المشترک من النفس الناطقة التی تأخذه من العقل الفعّال، فإنّ جمیع صور الکائنات مرتسم فیه. ثم إنّ ذلک الأمر الکلی المنتقش فی النفس یلبسه و یکسوه الخیال صورا جزئیة إمّا قریبة من ذلک الأمر الکلی أو بعیدة منه فیحتاج إلی التعبیر، و هو أن یرجع المعبّر رجوعا قهقریا مجرّدا له، أی للمدرک فی النوم عن تلک الصور التی صوّرها الخیال حتی یحصل المعبّر بهذا التجرید إمّا بمرتبة أو بمراتب علی حسب تصرّف المتخیّلة فی التصویر، و الکسوة ما أخذته النفس من العقل الفعّال فیکون هو الواقع. و قد لا یتصرّف فیه الخیال فیؤدیه کما هو بعینه أی لا یکون هناک تفاوت إلّا بالکلیة و الجزئیة فیقع من غیر حاجة إلی التعبیر. و الثانی أن یرد علی الحسّ المشترک لا من النفس بل إمّا من الخیال مما ارتسم فیه فی الیقظة، و لذلک من دام فکره فی شی‌ء یراه فی منامه. و قد ترکّب المتخیّلة صورة واحدة من الصور الخیالیة المتعددة و تنقشها فی الحسّ المشترک فتصیر مشاهدة، مع أنّ تلک الصورة لم تکن مرتسمة فی الخیال من الأمور الخارجة، و قد تفصل أیضا بعض الصور المتأدّیة إلیه من الخارج و ترسمها هناک. و لذلک قلّما یخلو النوم عن المنام من هذا القبیل. و إمّا مما یوجبه مرض کثوران خلط أو بخار. و لذلک [فإن] «2» الدموی یری فی المنام الحمر، و الصفراوی النیران و الأشعّة، و السوداوی یری الجبال و الأدخنة، و البلغمی المیاه و الألوان البیض.
و بالجملة فالمتخیّلة تحاکی کل خلط أو بخار بما یناسبه و هذا المدرک بقسمیه من قبیل أضغاث أحلام لا یقع هو و لا تعبیره، بل لا تعبیر له انتهی. لقد قال الشیخ عبد الحق الدهلوی فی شرح المشکاة: اعلم أنّ ثمّة خلافا حول تحقیق معنی الرؤیا لدی العقلاء بسبب الإشکال الوارد هنا، و هو أنّ النوم عکس الإدراک. إذن فما یری (فی المنام) ما هو؟ و أکثر المتکلمین من الأشاعرة و المعتزلة علی أنّ ذلک خیال باطل و لیس بإدراک حقیقی.
أمّا عند المعتزلة فلأنّ للإدراک شرائط مثل المقابلة و خروج الشّعاع من العین المبصرة و توسّط الهواء الشّفّاف و أمثال ذلک، و هذا کله مفقود فی المنام. إذن ما هو إلّا خیالات فاسدة و أوهام باطلة.
و أمّا عند الأشاعرة: فمن حیث إنّ النوم نقیض الإدراک. و لم تجر العادة الإلهیة بخلق الإدراک فی النائم. إذن ما یوجد لیس إدراکا حقیقة بل هو خیال باطل. و أمّا مرادهم من ذلک فهو بطلان کونه إدراکا حقیقیا و لیس عدم اعتباره
______________________________
(1)- مشکاة المصابیح للتبریزی 5841،- مستدرک الحاکم 3: 183.
فتح الباری 1/ 21.
(2) [فإن] (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 891
بالتعبیر أو بعدمه. و ذلک لأنّ الإجماع علی صحّة الرؤیا الصالحة و أنّها حقیقة و حقّة عند أهل الحقّ.
ثم إنّ الأشاعرة یقولون: لیس فی الرؤیا إدراکا حقیقیا و لکنه مع ذلک فهو ثابت و له تعبیر.
و قال «الطیبی»: إنّ حقیقة الرؤیا إظهار الحقّ سبحانه و تعالی فی قلب النائم علوما و مشاهد کما فی الیقظان. و اللّه سبحانه قادر علی ذلک، و لیس سببه الیقظة. و کذلک لیس النوم بمانع منه، کما هو مذهب أهل السّنة فی باب الحواس الخمس الظاهرة، فعادة الحقّ سبحانه جاریة بأنّه حین استعمال الحواس یظهر الإدراک، و ذلک لیس بمعنی أنّ الحواس موجبة لذلک، بل إنّ ذلک کائن بخلق اللّه لذلک الإدراک، و لیس بفضل الحواس وحدها. و إن فی خلق الإدراکات فی النائم علامة و إشارة إلی أمور أخری تعرض فی حال أخری (الیقظة) کما هو تعبیرها، کما أن الغیم دلیل علی وجود المطر. و بناء علی هذا القول تکون الرؤیا إدراکا حقیقة، و لیس بین النوم و الیقظة فرق من باب تحقّق الإدراک الباطنی. نعم فی باب إدراک الحواس الظاهرة ثمّة فرق و ذلک لأنّه فی حالة النوم تکون الحواس الظاهرة معطّلة. أمّا الحواس الظاهرة فلا دخل لها أصلا فی الإدراکات التی تری فی النوم، مثلما فی حالة الیقظة لا دخل لها فی الإدراکات الباطنیة کإدراک الجوع و العطش و الحرارة الباطنیة و البرودة و حاجات الإنسان الأخری کالتّبوّل و غیرها.
ثم إنّ تحقیق الحکماء فی باب الرؤیا متوقّف علی تحقّق الحواس الباطنة، و ثبوتها مبنیّ علی قواعدهم، أما حسب الأصول الإسلامیة فغیر کاملة کما هو مبین و مفصّل فی کتب الکلام، و سنوردها هنا بطریق الإجمال:
إنّ فی الإنسان قوّة متصرّفة و من شأنها ترکیب الصور و المعانی. و علیه فإذا تصرّف الإنسان فی الصور و رکبها بحیث ضمّ بعضها إلی بعض مثل إنسان ذی رأسین أو أربعة أیادی و أمثال ذلک، أو أن یشطر بعض الصور کإنسان بلا رأس أو بدون ید، و أمثال ذلک. فهذا ما یقال له: المتخیّلة. و أمّا إذا تصرّف فی ترکیب المعانی کما هو الحال فی الصور فتلک هی المتفکرة. و هذه القوة دائما سواء فی حال الیقظة و المنام مشغولة و خاصة فی حال النوم فإنها أکثر شغلا. و للنفس الناطقة الإنسانیة اتصال معنوی روحانی بعالم الملکوت، کما إنّ صور جمیع الکائنات من الأزل حتی الأبد مرسومة و ثابتة فی الجواهر المجرّدة لذلک العالم. و بما أنّ النفس فی حالة النوم تفرغ من الاشتغال بإدراک المحسوسات و من تدبیر شئون الجسم و العالم الجسمانی لذلک و للاتصال الذی لها بتلک الجواهر المجرّدة العالیة، فإنّ بعض الصور تظهر فی النفس الناطقة و تنطبع فیها کما تنعکس الصّور علی المرآة، ثم تقع من النفس الناطقة إلی الحسّ المشترک، ثم تقوم القوة المتصرّفة الناشئة من الحسّ المشترک بالتفصیل و الترکیب، و علیه فحینا تعطی لتلک الصور کسوة و لباسا مختلفا، و بسبب علاقة التّماثل و التّشابه من النظیر لنظیره تنتقل مثلما صورة حبة اللؤلؤ تبدو کحبّ الرّمان، و حینا تکون العلاقة مغایرة و تضاد مثل الضحک یأخذ صورة البکاء و بالعکس.
و هذا القسم یحتاج فیه إلی التعبیر. و حینا تخرج الرؤیا بجنسها بدون تغییر أو تلبیس، و هذا النوع لا یحتاج إلی تعبیر. فکما یری یقع بعینه.
و حینا تأخذ القوة المتخیّلة جمیع هذه الصّور من الصّور الخیالیة المخزونة و المحفوظة فیها فی حالة الیقظة، و لهذا فی کثیر من الأحوال یری فی النوم ما یفکّر فیه حالة الیقظة.
و حینا بسبب الأمراض یمکن أن تری
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 892
الصّور المناسبة لحاله التی هو فیها مثلما یری الدموی المزاج ألوانا حمراء، و الصفراوی یری النار و الجمر، و فی حال غلبة الریاح یری نفسه طائرا. و أمّا السوداوی المزاج فیری الجبال و الدخان، و کذلک البلغمی یری المیاه و الأمطار و الألوان البیضاء، و رؤیة هذین القسمین فی النوم لا اعتبار لها. و لا تستحقّ التعبیر و تسمّی أضغاث أحلام.
و أمّا طائفة الصوفیة القائلین بعالم المثال فلهم فی هذا المقام تحقیق آخر و هو مذکور فی کتبهم.
و أکثر ما تطلق الرؤیا علی الرؤیا الصالحة. و أمّا الرؤیا السّیّئة فیقال لها حلم، بضم الحاء؛ و هذا التخصیص شرعی. و لکنه فی اللغة یراد به أی نوع من الرؤی. قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم: «الرؤیا الصالحة جزء من ستة و أربعین جزءا من النبوة»، متّفق علیه. و فی هذا الحدیث یمکن ورود عدد من الإشکالات: أولها: أنّه جزء من النبوة فإذن من لیس بنبی لا یری رؤیا صالحة. بینما الواقع أنّ الرؤیا الصالحة قد تکون لغیر الأنبیاء أیضا.
و الثانی: هو أنّ النبوة نسبة و صفة، فإذن ما معنی کون الرؤیا الصالحة جزء منها؟.
و الثالث: هو أنّ الرؤیا الصالحة کالمعجزات و الکشف و بقیة أوصاف و أحوال الأنبیاء التی هی من نتائج و آثار النبوّة و لیس من أجزائها. إذن ما معنی أو ما تأویل وجه الجزئیة المذکورة؟
و الرابع: أنّ مقام النبوّة قد ختم، بینما الرؤیا الصالحة باقیة. إذن کیف یفهم معنی الجزئیة من النبوّة، و ذلک لأنّ وجود الجزء بدون الکلّ أمر محال مثلما هو الکلّ محال بدون الجزء؟
و أخیرا: ما هو التوجیه لتجزئة النبوة إلی 46 جزءا و اعتبار الرؤیا جزءا واحدا منها؟
و الجواب علی الإشکال الأول: هو أنّ المراد جزء من النبوة بالنسبة للأنبیاء لأنّهم یوحی إلیهم فی المنام. و هذا الجواب یردّ علیه حدیث آخر و نصّه: «رؤیا المؤمن جزء من ستة و أربعین جزءا. الحدیث.
و أمّا الجواب علی الإشکالات 2، 3، 4، هو أنّ الرؤیا جزء من أجزاء علوم النبوّة، بل أجزاء طرق علوم النبوّة، و علوم النبوّة باقیة لما ورد فی الحدیث: «ذهبت النبوة و بقیت المبشرات و هی الرؤیا الصالحة».
و قال بعضهم: المراد هو أنّ الرؤیا الصالحة أثر من آثار النبوّة، و هی من الفیض الإلهی و الإلهام الرّبانی، و هذا الأثر باق من آثار النبوّة و جزء من أصل النبوّة لا یوصف بالجزئیة إلّا باعتبار ما کان.
و قال قوم غیرهم: النبوّة هنا بمعناها (اللغوی) الإنباء، أی أنّ الرؤیا الصالحة هی أخبار صادقة لا کذب فیها. و ثمّة تصریح بذلک فی بعض الأحادیث. و قال غیرهم: المراد بالجزء لیس المعنی المتعارف علیه عند أهل المعقول (الفلسفة)؛ بل المراد هو أنّ الرؤیا الصالحة صفة من صفات النبوّة و فضیلة من الفضائل العائدة إلیها، و قد توجد بعض صفات الأنبیاء لدی غیر الأنبیاء، کما ورد فی حدیث آخر معناه: الطریق الواضح و الفضیلة و الحکم و الاعتدال من النبوة. و الحاصل: هو أنّ جمیع صفات الکمال أصلها عائد للنبوّة و مأخوذ من هناک، و أمّا تخصیص الرؤیا بذلک فلمزید الاختصاص فی باب الکشف و صفاء القلب. و لا شکّ أنّ جمیع کرامات (الأولیاء) و مکاشفاتهم من ظلال النبوّة و شعاع من أشعتها.
أمّا وجه التخصیص بالعدد ستة و أربعین فهو أنّ زمان نبوة (سیدنا محمد) کان 23 سنة،
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 893
و قد ابتدأ الوحی بالرؤیا الصالحة لمدة ستة أشهر، و النسبة بینهما هی 1/ 46. و لکن «التوریشی» یعترض قائلا: إنّ تعیین مدة النبی (محمد صلی اللّه علیه و سلم) بثلاث و عشرین سنة مسلّم لأنّه ورد فی روایات یعتدّ بها، أمّا کون الرؤیا و تعیینها فی هذه المدة بستة أشهر فشی‌ء من عند قائله و لا توجد أی روایة أو نصّ مؤیّد لذلک. انتهی.
و الحاصل: هو أنّه من أجل تعیین المدّة المذکورة لا یوجد أصل أو سند صحیح. نعم و لکن مذهب أکثر أهل الحدیث أنّه صلی اللّه علیه و سلم خلال الأشهر الستة الأولی کان فی رتبة النبوة الخاصة، و کان مکلّفا بتهذیب نفسه خاصّة ثم بعد ذلک أمر بالدعوة و البلاغ أی بالرسالة.
و لیس فی مذهبهم لزوم کون النبی داعیا و مبلّغا إذا کان ما یوحی إلیه خاصّ به وحده لتهذیب نفسه فهو کاف لتحقّق مرتبة النبوة. و علیه فإن ثبت أنّ الوحی خلال الأشهر الستة الأولی کان فی المنام فقط، ثبت و صح حینئذ کلام القائل بذلک.
و لکن محلّ هذا الکلام وفقا لمذهبهم (أهل الحدیث). فإذن فالأحوط فی باب تخصیص العدد المذکور 1/ 46 هو التفویض لعلم النبوّة، لأنّ أمثال هذه العلوم من خواص الأنبیاء، و لا یوصل بالقیاس العقلی، إلی کنهها.
و هکذا أیضا حکم الأعداد فی جمیع المواضع مثل أعداد الرکعات فی الصلاة و التسبیحات و أعداد أنصبة الزکاة و مقادیر الزکاة و عدد الطواف فی الحجّ و رمی الجمار و السّعی و أمثال ذلک.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 893 الرؤیا: … ص: 886
یقول صاحب «المواهب اللدنیة»: ذکر العلماء مراتب الوحی و طرائقها فعدّوا 46 نوعا، و الرؤیا الصادقة واحدة منها.
قال النبی صلی اللّه علیه و سلم: (من رآنی فی المنام فقد رآنی، فإن الشیطان لا یتمثّل فی صورتی) متفق علیه.
و قال بعض أرباب التحقیق: إنّ الشیطان یستطیع التمثّل بصورة الرّبّ، و یکذب و یوقع الرائی فی الوسوسة بأنّ ما یراه هو الحقّ، و لکن إبلیس لا یستطیع أبدا أن یتمثّل بصورة النبی صلی اللّه علیه و سلم کما لا یستطیع الکذب علیه، و ذلک لأنّ النبی مظهر للهدایة و الشیطان مظهر للضلال، و بین الهدایة و الضلال تباین. أما الحقّ جلّ و علا فهو مطلق أی أنّه جامع لصفات الهدایة و الإضلال و جمیع الصفات المتعارضة. ثم إنّ دعوی الألوهیة من الکائنات البشریة المخلوقة صریحة البطلان و لیست محلّ شبهة بخلاف دعوی النبوة.
و لهذا إذا ادّعی أحدهم بدعوی الألوهیة فیتصوّر حینئذ صدور خوارق العادات منه کما هو حال فرعون و أمثاله، و کما سیکون من المسیح الدجال فیما بعد. و أمّا ادعاء النبوة کذبا فلا تصاحبها معجزة ظاهرة. و إذا صاحبها خرق للعادة فإنما یکون علی خلاف دعوی المدّعی و علی عکس توقّع المعتقدین. و لذا یقال لخرق العادة للکذاب إهانة، کما حصل لمسیلمة الکذّاب، فقد قال له من حوله: إنّ محمدا تفل علی عین رمداء فشفیت، فافعل أنت مثله، ففعل، فعمیت عین ذلک الرجل التی تفل فیها.
ثم قالوا له ثانیة: إنّ محمدا تفل فی بئر غائر ماؤها، ففاضت میاه البئر حتی بلغت أعلی البئر، فافعل مثله. ففعل فجفّت البئر تماما.
ثم اعلم بأنّ ثمة أحادیث کثیرة تدلّ علی أنّ کلّ من رأی النبی صلی اللّه علیه و سلم فی النوم فقد رآه حقا، و لا یوجد فی الأمر أیّ کذب أو شکّ أو بطلان. و ابلیس الذی یقدر علی التصوّر بعدّة صور سواء فی النوم أو فی الیقظة فذلک من عمله و خصائصه. و لکنه لا یستطیع أن یتشکّل بصورة النبی أبدا و لا أن یکذب عن لسانه، و یلقی بذلک فی خیال الرائی. و قد عدّ جمهور
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 894
العلماء هذا الأمر من خصائصه صلی اللّه علیه و سلم.
و الآن ذهب قوم إلی أنّ هذه الأحادیث تحمل علی من رأی النبی صلی اللّه علیه و سلم بصورته و حلیته المخصوصة التی کانت له فقط.
و توسّع قوم فقالوا: سواء رآه بشکله و صورته فی خلال حیاته کلّها، أی سواء کان شابا أو کهلا أو فی أواخر عمره.
و ضیق بعضهم فقالوا: لا بدّ من أن یراه بالصورة النهائیة التی غادر بها الدنیا. و قال جماعة آخرون: إنّ رؤیة الرسول صلی اللّه علیه و سلم بحلیته المعروفة و صفاته الموصوفة (فی کتب الشمائل) هو رؤیة کاملة و حقیقیة و إدراک لذاته الکریمة.
و أمّا رؤیته علی غیر تلک الحالة فهی إدراک للمثال. و کلا النوعین رؤیا حقّ و لیست من أضغاث الأحلام، و لا یتمثّل الشیطان بواحدة منهما. لکن النوع الأول حقّ و حقیقة و الثانی حقّ و تمثیل. و لا حاجة بالأول إلی التعبیر لعدم وجود شبهة أو لبس. و النوع الثانی بحاجة إلی تعبیر و علیه: فإنّ معنی الحدیث المذکور: بأیّ صورة أری فهو حقّ و لیس من الباطل و لا من الشیطان.
و قال الإمام (النووی) محی السنة: إنّ هذا القول هو أیضا ضعیف، و الصحیح هو أنّه رأی النبی صلی اللّه علیه و سلم سواء کان بصفاته المعروفة أو غیر ذلک. و الاختلاف فی الصفات لا یعنی اختلاف الذات، فإذن: إنّ المرئی بأی لباس أو أیّ صفة کانت فهو عینه.
و للإمام الغزالی فی هذا المقام تحقیق آخر: و مبناه أنّ الإنسان مرکّب من جزءین، أحدهما: الروح و هی مجرّدة، و البدن و هو آلة لإیصال الإدراک إلیه. و إنّما مراد الرسول من قوله: «فقد رآنی» لیس معناه رأی جسمه بل مثالا و هو آلة لتوصیل ذلک المعنی الذی فی نفسی بواسطة تلک الآلة، و بدن الإنسان فی الیقظة أیضا لیس إلا آلة للنفس لا أکثر.
و الآلة حینا تکون حقیقیة، و تارة تکون خیالیة. إذن فما یراه النائم من شکل و مثال الروح المقدّسة الذی هو محلّ النبوة و لیس جسمه أو شخصه.
و مثل هذا رؤیة الحقّ سبحانه فی المنام فهو منزّه عن الشکل و الصورة و لکن الغایة تصبح بواسطة التعریفات الإلهیة لدی العباد بواسطة الأمثلة النورانیة المحسوسة أو الصور الجمیلة، و هذا یشبه الآلة.
و هکذا رؤیة النبی صلی اللّه علیه و سلم الذی تعتبر ذاته الطاهرة روحا مجرّدة عن الشّکل و الصورة و اللون، و لکنه لمّا کان فی حال الحیاة فإنّ روحه المقدّسة کانت متعلّقة بذلک البدن الذی هو آلة لإدراک الروح و رؤیتها.
و أمّا بعد ما تواری بدنه الشریف فی الروضة النبویة المطهّرة فإنّ الرائین (للنبی صلی اللّه علیه و سلم) إنما یرون طبقا لمصلحة الوقت و وفقا لتناسب حال الرائی مع الآلات و الوسائط لإدراک روح النبی صلی اللّه علیه و سلم.
فلیس المرئی روحه المجرّدة و لا جسمه و بدنه الشریف المخصوص، لأنّ حضور شخص متمکّن فی مکان مخصوص و زمان ما بصفات متغایرة و صور مختلفة فی أمکنة متعددة لا یتصوّر إلا بطریق التمثّل کما رئیت صورة شخص ما فی عدد من المرایا المختلفة و علیه فالمرئی فی رؤی الرائین إنّما هو مثالات للروح المقدّسة و هی حقّ. و لا طریق للقول ببطلان ذلک.
أمّا اختلاف الأمثلة فلاختلاف أحوال مرایا القلوب لدی الرائین مثلما تفاوت الأحوال للصّور بحسب تفاوت أحوال المرایا، و إذن:
فکلّ من رآه بصورة حسنة فذلک من حسن دینه، و کلّ من رآه علی عکس ذلک فذلک نقصان دینه.
و هکذا إن رآه أحدهم شیخا و الآخر شابا و بعضهم طفلا، و أحدهم راضیا و آخر غضبان،
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 895
و بعضهم ضاحکا و آخرون باکیا. فهذا کله مبنی علی اختلاف أحوال الرائین.
و علیه فإنّ رؤیة الذات النبویة الشریفة هی معیار لمعرفة أحوال الرّائی الباطنیة. و هنا ضابطة مفیدة للسّالکین و بها یعرفون أحوالهم الداخلیة إلی أین وصلوا؟ و فی أی مقام هم؟ فیعالجون النّقص. و فی الحقیقة إنّ رؤیة النبی صلی اللّه علیه و سلم بمثابة مرآة صقیلة تنعکس علیها أحوال الرّائین. و علی هذا القیاس قال بعض أرباب التحقیق: إنّ ما یسمعه الرائی من کلام النبی صلی اللّه علیه و سلم: یلزم عرضه علی السّنّة القولیة و الفعلیة، فإن کانت موافقة لها فهی حقّ، و إذا عارضتها فلعلّة عارضة فی سمع الرائی، و أما رؤیة النبی صلی اللّه علیه و سلم یقظة (بعد وفاته صلی اللّه علیه و سلم)، فقد قال بعض المحدّثین: لم ینقل شی‌ء من ذلک عن أحد من الصحابة أو التابعین. نعم، وردت حکایات بذلک عن بعض الصالحین فی هذا الباب، و یمکن اعتبارها صحیحة و هی کثیرة جدا عن المشایخ تقرب من حدّ التواتر، و إنکار هذا الأمر من باب إنکار الکرامات للأولیاء؛ و یقول الإمام الغزالی فی کتابه «المنقذ من الضلال»: إنّ أرباب القلوب یشاهدون فی الیقظة الملائکة و أرواح الأنبیاء و یسمعون منهم کلاما، و یقتبسون منهم فوائد.
و قالوا: فی الحقیقة إنّ ذلک (المرئی) هو أیضا مثال و لو کان یقظة «1». انتهی من ترجمة
______________________________
(1) شیخ عبد الحق دهلوی در شرح مشکاة فرموده بدان که در تحقیق رؤیا اختلاف است در میان عقلاء بجهت اشکالی که وارد می‌شود درین جا و آن این است که نوم ضد ادراک است پس آنچه دیده می‌شود چیست اکثر متکلمین از اشاعره و معتزله میگویند که آن خیالی است باطل نه حقیقت ادراک اما نزد معتزله از جهت آنکه دیدن را شرائط است مثل مقابله و خروج شعاع از باصره و توسط هوای شفاف و امثل آنها و این جمله مفقود است در منام پس نباشد مگر خیالات فاسده و اوهام باطله. و اما نزد اشاعره از جهت آنکه نوم ضد ادراک است و جاری نشده عادت إلهی تعالی بخلق ادراک در نائم پس آنچه دریافته می‌شود حقیقت ادراک نباشد بلکه خیالی بود باطل اما مراد ایشان ببطلان آن همین است که حقیقت ادراک نیست نه عدم صحت اعتبار آن بتعبیر یا بی‌تعبیر زیرا چه بر صحت رؤیای صالحه و حقیقت و حقیت آن اجماع است مر اهل حق را پس اشاعره میگویند که در رؤیا حقیقت ادراک نیست و لیکن با وجود آن ثبوتی دارد و مر آن را تعبیری هست و طیبی گفته که حقیقت رؤیا پیدا گردن حق تعالی است در دل نائم علوم و ادراک را چنانچه در دل یقظان و وی سبحانه تعالی قادر است بر آن نه یقظه موجب آن و نه نوم مانع از آن‌چنانچه مذهب اهل سنت و جماعت در باب حواس خمسه ظاهریه است که عادت او تعالی جاری است که وقت استعمال حواس ادراک را پیدا می‌کند نه آنکه حواس موجب است در ادراک بلکه بمحض خلق او تعالی است نه بتأثیر حواس و خلق این ادراکات در نائم علامت نهاده است بر امور دیگر که عارض می‌شود در ثانی الحال که تعبیر آن می‌باشد چنانکه ابر دلیل است بر وجود باران و بر این قول رؤیا حقیقت ادراک است و میان نوم و یقظه در باب تحقق ادراک باطنی فرق نیست آری در باب ادراک حواس ظاهری البته فرق است زیرا که در حالت نوم حواس ظاهریه باطل و معطل می‌باشد اما حواس ظاهریه را در ادراکاتی که در حالت نوم حاصل می‌شود اصلا دخل نیست چنانچه در حالت یقظه در ادراکاتی که از کیفیات باطنیه حاصل میشود اصلا دخل نیست مانند ادراک جوع و عطش و حرارت باطنی و برودت باطنی و حاجت بول و بر از و امثال آنها و تحقیق حکماء که در باب رؤیا است موقوف است بر تحقق حواس باطنه و ثبوت آنها مبنی است بر قواعد ایشان و حسب اصول اسلامیه ناتمام است چنانچه تفصیل آنها در کتب کلامیه است مجملا درین جا بیان نموده میشود که در آدمی قوتی است که آن را متصرفه میگویند و از شان اوست ترکیب صور و معانی پس اگر در صور تصرف و ترکیب کند باین طور که بعضی را با بعضی دیگر ضم کند مانند انسانی صاحب دو سر یا چهار دست و مانند آنها و یا بعضی را از بعضی فصل کند چون انسانی بی‌سر و یا بی‌دست و امثال آنها آن را متخیله می‌خوانند. و اگر در معانی تصرف و ترکیب کند چنانچه در صور تصرف می‌کند متفکره می‌نامند و این قوت در حالت یقظه و نوم همیشه در کار خود مشغول است خصوصا در حالت نوم زیاده‌تر اشتغال میدارد. و نفس ناطقه انسانی را بعالم ملکوت اتصالی معنوی روحانی است و صور جمیع کائنات از ازل تا بابد در جواهر مجرده آن عالم مرتسم و ثابت است و چون نفس را در حالت نوم از تدبیر بدن و از مشغله بعالم جسمانی و از اشتغال بادراک محسوسات فراغی حاصل می‌شود پس بجهت اتصالی که بآن جواهر مجرده عالیه می‌دارد بعضی صور که در انها
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 896
______________________________
مرتسم است در نفس ناطقه نیز انطباع می‌پذیرد چنانچه در آئینه صورت مقابله منعکس می‌شود و از نفس ناطقه در حس مشترک می‌افتد و قوت متصرفه از حس مشترک گرفته تفصیل و ترکیب می‌دهد پس گاهی آن صور را لباسی و کسوتی دیگر می‌پوشاند و به علاقه تماثل و تشابه از نظیری به نظیری دیگر انتقال می‌کند چنانچه صورت مروارید را مثلا لباس‌دانهای أنار دهد و گاهی به علاقه تضاد و مباینت از ضدی به ضد دیگر رجوع کند چنانکه خنده را کسوت گریه بخشد و بالعکس و درین قسم احتیاج بتعبیر افتد و گاهی بجنسه بی‌تعبیر و تلبیس بیرون آرد و این نوع را احتیاج بتعبیر نبود پس آنچه دیده است بعینه بوقوع آید و گاهی قوت متخیله این همه صور را از صور مخزونه خیالی گیرد که در حالت یقظه در وی محفوظ شده‌اند و لهذا در اکثر احوال در خواب همان بیند که در بیداری اکثر در فکر و خیال آن باشد و گاهی بجهت امراض نیز صور مناسب حال او دیده شود چنانچه دموی مزاج رنگهای سرخ بیند و صفراوی آتشها و اخگرها بیند و در حالت غلبه ریاح پریدن خود را بیند و سوداوی مزاج کوهها و دودها بیند و بلغمی آبها و بارانها و رنگهای سفید بیند و دیدن این هر دو قسم در خواب اعتبار ندارد و تعبیری نشاید و این را اضغاث احلام خوانند. و طائفه صوفیه که قائل‌اند بعالم مثال درین مقام تحقیقی دیگر دارند و آن مذکور است در کتب ایشان. و اکثر اطلاق رویا بر خواب نیک آید و خواب بد را حلم گویند بضم حا و این تخصیص شرعی است و در لغت بمعنی مطلق خواب است. قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم الرؤیا الصالحة جزء من ستة و اربعین جزء من النبوة متفق علیه درین حدیث به چند وجوه اشکال وارد می‌شود یکی آنکه جزء نبوت یا نبوت باشد پس باید که غیر نبی را نباشد و حال آنکه رؤیای صالحه غیر نبی را نیز می‌باشد دیگر آنکه نبوت نسبتی و صفتی است پس بودن رؤیای صالحه جزء آنچه معنی دارد دیگر آنکه رؤیای صالحه مثل معجزات و کشف و دیگر صفات و حالات انبیا را است که از نتائج و آثار نبوت است نه اجزای آن پس وجه جزئیت وی از نبوت چیست دیگر آنکه دور نبوت گذشت و رؤیای صالحه باقی است پس جزئیت وی از نبوت چگونه درست بود زیرا چه وجود جزء بدون کل محال است چنانچه وجود کل بدون جزء. دیگر آنکه وجه تجزیه نبوت به چهل و شش جزء و اعتبار کردن رویا یک جزء از ان چیست. جواب از اشکال اوّل آنکه مراد آن است که جزء است از نبوت در حق انبیا چه ایشان را وحی در منام می‌باشد و این جواب منتقض است به آنکه در حدیث دیگر آمده است که رؤیا المؤمن جزء من ستة و اربعین جزء الحدیث و جواب از اشکال دوم و سیم و چهارم آنکه رویا جزوی است از اجزای علوم نبوت بلکه اجزای طرق علوم نبوت و علوم نبوت باقی است چنانکه در حدیث آمده است ذهبت النبوة و بقیت المبشرات و هی الرؤیا الصالحة. و بعضی گفته‌اند که مراد آن است که رؤیای صالحه اثری است از آثار نبوت که بمحض از فیضان إلهی و إلهام ربانی است و این اثر باقی است از آثار نبوت و جزء بی کل می‌باشد اما در آن حالت وصف جزئیت نمی‌باشد مگر باعتبار ما کان. و بعضی گفته‌اند که نبوت اینجا بمعنی انباء است یعنی رؤیای صالحه اخبار صدق است که کذب در وی نیست و در بعضی حدیث تصریح باین معنی آمده است. و بعضی گفته‌اند که مراد بجزئیت متعارف اهل معقول نیست بلکه مراد آنست که رؤیای صالحه صفتی از صفات نبوت است و فضیلتی است از فضائل نبوت و بعضی از صفات انبیا در غیر انبیا نیز یافته می‌شود چنانچه در حدیث دیگر آمده است که راه روشن و نیکو و حلم و میانه روی از نبوت است. حاصل آنکه اصل جمیع صفات کمال نبوت است و مأخوذ از آنجا است و تخصیص رویا بجهت مزید اختصاص است در باب کشف و صفائی قلب و شک نیست که جمیع کرامات و تمامی مکاشفات سایه نبوت است و پرتوی است از ان. اما وجه تخصیص بعدد ستة و اربعین آن است که زمان نبوت بیست و سه سال است و
ابتدای وحی به رؤیای صالحه بود و آن در مدت شش ماه بوده و نسبت شش ماه با بیست و سه سال نسبت یکی به چهل و شش و است و توریشی گفته که حصر مدت وحی در بیست و سه سال مسلم است چه وارد است در روایات معتد بها اما بودن زمان رویا درین مدت شش ماه چیزی است که قائل آن در نفس خود اندازه کرده بی‌مساعدت نص و روایت انتهی. حاصل آنکه برای تعیین مدت مذکوره اصلی نیست و سندی صحیح نه آری مذهب اکثر محدثان آن است که آن حضرت صلی اللّه علیه و سلم در مدت شش ماه به مرتبه نبوت مخصوص بود و مکلف بود بتهذیب نفس خود خاصة پس از آن مأمور گشت بدعوت و ابلاغ که نزد ایشان عبارت از رسالت است و بمذهب ایشان لازم نیست که نبی داعی و مبلغ باشد بلکه اگر وحی کرده شود به سوی وی خاصة برای تهذیب نفس وی کافی است در باب تحقق درجه نبوت پس اگر ثابت شود که وحی درین مدت در منام بود ثابت شود مقصود قائل اما این محل کلام بر حسب مذهب ایشان باشد پس احتیاط در باب تخصیص عدد مذکور تفویض است بعلم نبوت چه امثال این علوم از خواص انبیاست و بقیاس عقل بکنه آن نتوان رسید.
و همچنین است حکم اعداد در جمیع مواضع مثل اعداد رکعات و تسبیحات و اعداد نصاب زکاة و مقادیر زکاة و اعداد افعال حج مانند اعداد طواف رمی جمار و سعی و امثال آنها. و در مواهب لدنیه میگوید که بعض علماء مراتب وحی و طریقهای آن را چهل و شش نوع ذکر کرده‌اند و رؤیای صادقه یکی از آنها است. قال النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم من رآنی فی المنام فقد رآنی فان الشیطان لا یتمثل فی صورتی متفق علیه. بعضی از ارباب تحقیق گفته‌اند که شیطان بمثال حق تعالی می‌توان
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 897
______________________________
نمود و دروغ می‌توان گفت ورائی را در وسواس می‌توان افگند که این تمثال حق تعالی است اما بصورت آن حضرت صلی اللّه علیه و سلم هرگز نتواند برآمد و بر وی دروغ نتوان بست چه آن حضرت مظهر هدایت است و شیطان مظهر ضلالت و میان هدایت و ضلالت ضد است
و حضرت او تعالی مطلق است جامع صفت اضلال و هدایت و جمیع صفات متضاده و نیز دعوی الوهیت از مخلوقات صریح البطلان است و محل اشتباه نیست بخلاف دعوی نبوت و لهذا اگر یکی دعوی الوهیت کند صدور خوارق عادت از وی متصور است چنانچه از فرعون و امثال او شده بود و نیز از مسیح دجال خواهد شد و اگر به دروغ دعوی نبوت کند معجزه ظاهر نگردد و اگر گاهی خرق عادت ظاهر شود پس بر عکس دعوی او و بر خلاف طلب معتقدان او واقع خواهد شد و لهذا هر خارق عادت که بر دست کاذب مدعی نبوت ظاهر گردد آن را إهانت میگویند
چنانکه از مسیلمه کذاب ظاهر شده بود که هرگاه معتقدان او گفتند که محمد بر چشم رمد رسیده تف انداخت پس چشم او شفا یافت تو نیز همچنان کن او نیز همچنان کرد پس چشم آن‌کس کور شد دیگر بار او را گفتند که محمد در چاهی که آبش در پائین بود تف انداخت پس آب آن چاه بجوش آمد تا آنکه برابر سر او رسید تو نیز همچنان کن آخر او نیز همچنان کرد پس آب آن چاه فرورفت تا آنکه خشک شد. بدان که احادیث بسیار دلالت می‌کند بر آنکه هرکه آن حضرت را صلی اللّه علیه و سلم در خواب دید در حقیقت آن حضرت را دید و کذب و بطلان را در آن راه نیست و شیطان که تمثل و تلبس بصور مختلفة نموده بر آمدن چه در خواب و چه در بیداری کار اوست نمی‌تواند شد که بصورت آن حضرت بر آید و خود را در صورتش نماید و دروغ بندد و آن را در خیال بیننده در آرد و جمهور علماء این را از خصائص آن حضرت شمرده‌اند. اکنون جماعتی بر آن رفته‌اند که محمل این احادیث آنست که کسی آن حضرت را صلی اللّه علیه و سلم بصورت و حلیه مخصوص که آن حضرت داشت دیده باشد و بس.
و بعضی توسعه کرده و گفته که به شکلی و صورتی بیند که در وقتی در مدت عمر شریف بر ان بوده خواه در جوانی یا کهولت و یا آخر عمر. و بعضی تضییق کرده و گفته که لا بد است که به صورتی بیند که در آخر عمر بدان صورت از عالم رفته. و جماعتی گفته‌اند که دیدن آن حضرت به حلیه مخصوص و صفات معلومه دیدن آن حضرت بحقیقت و ادراک ذات کریمه اوست و دیدن بر غیر آن صفات ادراک مثال است و هر دو رؤیای حق است و از اضغاث احلام نه و تمثیل شیطان را در آن مجال نیست لیکن اوّل حق است و حقیقت و ثانی حق است و تمثیل اوّل را احتیاج به تعبیر نیست از جهت عدم تلبیس و ثانی محتاج است به تعبیر
پس معنی حدیث مرقوم آنست که بهر صورت که دیده شوم حق است نه باطل و از شیطان نه. و امام محی السنة نووی گفته که این قول نیز ضعیف است و صحیح آنست که آن حضرت را بحقیقت دیده خواه بر صفت معروفه وی دیده باشد یا جز آن و اختلاف در صفات موجب اختلاف ذات نبود پس مرئی در هر لباس و بهر صفت ذات او است. و امام غزالی را درین مقام تحقیقی دیگر است مبنی بر آنکه حقیقت انسان عبارت از روح است مجرد و بدن آلت است که می‌رساند دیدن او بادراک آن حقیقت و مراد آن حضرت از ان که فرمود مرا دید نه آنست که جسم مرا دید بلکه مثالی دید که آن مثال آلتی است که میرسد آن معنی که در نفس من است بوی به واسطه آن آلت و بدن جسمانی در یقظه نیز از آلت نفس بیش نیست و آلت گاهی حقیقی است و گاهی خیالی پس آنچه دیده است از شکل و صورت مثال روح مقدسه او است که محل نبوت است نه جسم وی و شخص وی.
و مثل این است دیدن ذات او تعالی در منام که منزه است از شکل و صورت و لیکن منتهی میشود تعریفات إلهی بر بندگان خود به واسطه مثال محسوس نورانی یا جز آن از صور جمیله و این مثال آلت میگردد در تعریف همچنین دیدن پیغمبر که ذات پاک او روح مجرد است از شکل و صورت و لون لیکن چنانکه او را در حالت حیات بدنی بود که روح مقدس او بدان متعلق بود و آلت ادراک روح و رویت آن می‌شد همچنین در حالت حیات ظاهری آن حضرت بعد از پوشیده شدن بدن مخصوص در روضه مقدسه ابدان مختلفه بر حسب مصلحت وقت و بر طبق مناسب حال رائی آلات و وسائط ادراک روح آن حضرت می‌شوند پس مرئی نه روح مجرد او است و نه آن جسم و بدن مخصوص چه حضور یک شخص متمکن در مکان مخصوص در یک زمان بصفات متغایره و صورتهای مختلفه در مکانهای متعدده صورت نه بندد الا بطریق تمثل مثل صورت یک شخص در آئینهای متعدده متمثل می‌گردد پس مرئی در منامات مثالات روح مقدس او است که حق است و بطلان را در آن مدخل نیست. اما اختلاف امثله بجهت اختلاف احوال مرایای قلوب رائیان است چنانکه تفاوت احوال صورت بر حسب تفاوت حالات آئینها ظاهر میگردد پس هرکه او را در صورت حسن دید از حسن دین او است و هرکه بر خلاف آن مشاهده کرد از نقصان دین او است و همچنین یکی پیر دیده و دیگری جوان و کسی کودک و یکی راضی دیده و دیگری غضبان و یکی باکی و یکی ضاحک همه مبنی بر اختلاف احوال رائیان است پس دیدن آن حضرت معیار معرفت احوال باطن بیننده است. و در اینجا ضابطه مفیده است مر سالکان را که بدان احوال باطن خود را بدانند که تا کجاست و در چه مقام‌اند و علاج آن بکنند و در حقیقت آن حضرت صلی اللّه علیه و سلم آئینه مصیقل است که همه صورت حال خودها را در آنجا می‌توان دید
و بهمین قیاس بعضی از ارباب تحقیق گفته‌اند که کلامی که از ان حضرت در منام بشنوند آن را بر سنت قولی و فعلی عرض باید کرد اگر موافق است حق است و اگر مخالفتی دارد پس از ممر خللی است که در سامعه اوست. اما دیدن آن حضرت در بیداری بعد از رفتن ازین عالم بعضی از محدثین گفته‌اند که نقل این از هیچ
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 898
المشکاة المسمّی بأشعة اللمعات «1».

الرّویّ:

[فی الانکلیزیة]Rhyme
[فی الفرنسیة]Rime
بالفتح و تشدید الیاء عند أهل العربیة هو الحرف الذی تبنی علیه القصیدة و تنسب إلیه، فیقال قافیة لامیة أو میمیة کاللام فی أن تفعلا، و المیم فی أن تسلما. و بعبارة أخری هو الحرف الأخیر من القافیة الذی تبنی علیه القصیدة و تنسب إلیه بأن یقال قصیدة لامیة أو میمیة.
و قیل الأولی أن یفسّر الرّویّ بالحرف الأخیر من القافیة أو الفاصلة. و یقال هو الحرف الذی تبنی علیه أواخر الأبیات أو الفقر، و یجب تکرار الرّویّ فی کلّ منها. و قد یطلق الروی علی القافیة. و جمیع الحروف یقع رویا إلّا حرف المد و اللین للإطلاق کالالف فی أن یفعلا و الواو فی مصر و مو و الیاء فی نحو یلی، و کذلک اللواتی بعد هاء الضمیر نحو بها و بهی و لهو، و کذا اللواتی للتثنیة و الجمع و ضمیر المؤنّث نحو اضربا و اضربوا و اضربی، فإن انفتح ما قبل بعض هذه الحروف و هو الواو و الیاء کان رویا نحو اخشو و اخشی. و من ذلک التنوین و نون التأکید کزیدن و اضربن، و الألف المبدلة من التنوین نحو رأیت زیدا، و الهمزة و المبدلة من الألف فی الوقف نحو رأیت رجلا و هو یضربها و کذلک هاء الضمیر و هاء التأنیث إذا تحرّک ما قبلها نحو غلامهو و حمزه، فإن سکن ما قبلها کانت رویا نحو عصاها، فهذه ستة أحرف:
حروف المد و اللین و النون و الألف المبدلة و الهمزة المبدلة و الهاء علی ما فصلت، و ما عداها فهو رویّ. هکذا یستفاد من بعض الرسائل و ما ذکر المحقق التفتازانی فی المطول و حواشی العضدی. و الرّویّ عند شعراء العجم هو ما ذکره صاحب منتخب تکمیل الصناعة قال:
الروی: هو عبارة عن الحروف الأخیرة الأصلیة للقافیة، یعنی من اللفظة التی تعدّ فی الحرف قافیة أو ما کان بمنزلتها إذا کان حرفا فی الواقع أو إذا تکلّف الشاعر فجعله بمثابة الحرف.
و مثال القسم الأول: حرف الدال من الکلمات: فریادم و آزادم معنی الکلمتین هو:
فریادم: صراخی. آزادم: أنا حر.
و أمّا المراد بما هو بمنزلة الحرف فهو فی الواقع حرف زائد ظاهر التلفّظ و لیس مشهور الترکیب؛ و إنّما لکثرة الاستعمال یبدو مثل کلمة، و ذلک قبل الألف فی دانا و بینا و الراء فی مزدور و رنجور. دانا: عالم. بینا: مبصر.
مزدور: اجیر. رنجور: مریض. فإذا اعتبرت هذه الحروف رویا و کانت الأبیات قریبة من بعضها فلا عیب فی ذلک، و إن کان الأولی أن لا تستعمل أکثر من مرّة، و ألّا تکون قریبة من بعضها.
و المراد بما یتکلّفه الشاعر فیجعله بمنزلة الروی فهو الحرف المتوسّط فی کلمة کما هو الحال فی حرف الراء فی قافیة المصراع الثانی لهذا البیت الفارسی و ترجمته:
______________________________
یکی از صحابه و تابعین نرسیده آری از بعضی صالحین حکایات درین باب آمده و بصحت رسیده و حکایات و روایات از مشایخ بسیار است نزدیک بحد تواتر رسیده انکار این در حقیقت انکار کرامات اولیاء است و امام غزالی در کتاب المنقذ من الضلال گفته که ارباب قلوب مشاهده میکنند در یقظه ملائکه را و ارواح انبیا را و می‌شنوند از ایشان کلمات را و اقتباس میکنند فوائد را و گفته‌اند که بحقیقت آن نیز تمثال است اگرچه در یقظه است، انتهی من ترجمة المشکاة المسمی بأشعة اللمعات].
(1) أشعة اللمعات فی شرح المشکاة، شرح فارسی لعبد الحق بن سیف الدین الدهلوی (- 1052 ه) و یسمّی أیضا بلمعات التنقیح، کشف الظنون، 3/ 88. بروکلمان، ج 6، ص 240.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 899
لقد غرق قلبی من ذکری شفتیک الحمراء و اغرورقت عینی بالدمع أیضا فاجعل وصلک مرهما لجراحات هجرانک
و إمّا أن یکون الحرف الزائد مشهور الترکیب فیحوّره الشاعر متکلفا من نفس الکلمة و یجعله حرفا أخیرا أصلیا، کما مثل الشاعر بحرف المیم فی قافیة المصراع الثانی للبیت التالی و ترجمته:
أراک مع العزّال دوما فأموت غما سأذهب من هذا البلد لکی اغمض عینی
و مثل هذه القافیة الثانیة لا یؤتی بها أکثر من مرّة و بدون ضرورة، و إن حصل ذلک فلا تکون قریبة من بعضها. و إنّ تکرار الروی فی القوافی یعتبر واجبا.
ثمّ اعلم بأنّ الروی قسّموه إلی قسمین:
الروی المفرد کما مرّ و الروی المضاف کما هو مذکور فی لفظ ردف.
و أیضا فإنّ الروی نوعان: مقیّد و هو ما کان حرف الروی ساکنا و لا یتّصل به حرف الوصل، و ذلک مثل: (کار): (عمل) و (بار): ثمر، حمل.
و مطلق: و هو الذی یتّصل به حرف الوصل مثل: (کارم: عملی) و (بارم: حملی).
و إنّ کلا من حرف الرّویّ المقیّد أو المطلق إذا لم یجمع به حرف آخر من حروف القافیة فیوصف بالمجرّد. أمّا إذا جمع به حرف ما فإنّه ینسب. فمثلا الرّویّ المقیّد فی کلمة (تن: جسم) مقیّد مجرّد. و فی کلمة (جان:
روح). مقیّد بردف. و فی کلمة (گداخت: ذاب) مقیّد بردف مرکب، و علی هذا القیاس «1».

روی:

[فی الانکلیزیة]Face
[فی الفرنسیة]Visage
و معناه وجه. و عندهم هو التجلیات من المعانی النوریة و الصوریة و المنتهیة إلی الذوق و هو البقاء باللّه سبحانه. و فی کشف اللغات الوجه فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن أنوار الإیمان و فتح أبواب العرفان و رفع الحجب عن جمال الحقیقة.
و قال الشیخ جمالی: إن الوجه عبارة عن الوجه الحقیقی «2».
______________________________
(1) روی عبارتست از آخرین حروف اصلی از قافیه یعنی از لفظی که آن را در عرف قافیه گویند یا آنچه به منزله آن حرف باشد فی الواقع یا آنچه شاعر بتکلف به منزله آن سازد مثال قسم اوّل حرف دال فریادم و آزادم و مراد به آنچه بمنزله آن حرف باشد فی الواقع حرفیست زائد ظاهر التلفظ که مشهور الترکیب نباشد و بکثرت استعمال او با کلمه از نفس کلمه نماید مثل الف دانا و بینا و رای مزدور و رنجور و اگر مثل این حرف را روی سازند در چند بیت و این بیتها را نزدیک یکدیگر آرند عیب نیست اما اولی آنست که زیاده از یکبار روی نسازند و اگر سازند نزدیک یکدیگر نیارند و مراد با آنچه شاعر بتکلف به منزله آن سازد حرفیست از وسط کلمه که شاعر آن را بتکلف حرف آخرین سازد چنانچه را در قافیه مصراع دوم این بیت.
دلم شد غرق آب از یاد لعلت دیده شد تر هم جراحتهای هجران را بوصل خویش کن مرهم
و یا حرفی زائد مشهور الترکیب که شاعر آن را بتکلف از نفس کلمه گرداند و حرف آخرین اصلی سازد چون میم در قافیه مصراع دوم این بیت.
با رقیبان بینمت پیوسته و میرم ز غم میروم زین شهر تا کی چشمها بر هم نهم
و مثل این قافیه دوم را زیاده از یکبار و بی‌ضرورت نیارند و اگر آرند نزدیک یکدیگر نیارند. و تکرار روی در قوافی واجب دانند. بدان که بعضی روی را دو قسم کرده‌اند روی مفرد چنانکه گذشت و روی مضاف چنانکه در لفظ ردف مذکور شد.
و نیز روی بر دو نوع است مقید و آن آنست که روی ساکن باشد و حرف وصل بدونه پیوندد چون لفظ کار و بار و مطلق و آن آنست که حرف وصل بدو پیوندد چون کارم و بارم و هریک از روی مقید و مطلق اگر جمع نشده باشد بآن حرفی دیگر از حروف قافیه آن را بمجرد وصف کنند و اگر جمع شده باشد بآن حرف او را نسبت کنند مثلا روی مقید را در کلمه تن مقید مجرد گویند و در کلمه جان مقید به ردف مفرد گویند و در کلمه گداخت مقید به ردف مرکب و علی هذا القیاس.
(2) نزدشان تجلیات را گویند از معانی نوری و صوری و به ذوقی منتهی گردد و هو البقاء باللّه سبحانه و فی کشف اللغات روی در اصطلاح صوفیان عبارتست از انوار ایمان و فتح ابواب عرفان و رفع حجب از جمال حقیقت شیخ جمالی فرموده‌اند که روی عبارت از وجه حقیقی است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 900

الرّیاء:

[فی الانکلیزیة]Hypocrisy،bigotery
[فی الفرنسیة]Hypocrisie،bigoterie
ترک الإخلاص فی العمل بملاحظة غیر اللّه فیه، و حدّه فعل الخیر لإراءة الغیر. و الفرق بین الرّیاء و السّمعة أنّ الرّیاء یکون فی الفعل و السّمعة تکون فی القول هکذا فی حاشیة الأشباه.
الرّیاء بالکسر و المد هو فعل لا تدخل فیه النیّة الخالصة و لا یحیط به الإخلاص کذا فی خلاصة السلوک.
و یقول فی کشف اللغات: الرّیاء فی الأعمال و العبادات الظاهرة و الباطنة النظر إلی الخلق (الناس)، بأن یصیر الناظر محجوبا عن الحقّ. و هذا فی اصطلاح السّالکین «1».

الرّیاضة:

[فی الانکلیزیة]Practice of piety،asceticism
[فی الفرنسیة]Pratique de piete،ascetisme
قال أهل اللغة هی استبدال الحال المذمومة بالحال المحمودة. و قال بعض الحکماء الریاضة الإعراض عن الأعراض «2» الشهوانیة. و قیل الریاضة ملازمة الصلاة و الصوم و محافظة آناء اللیل و الیوم عن موجبات الإثم و اللّوم و سدّ باب النّوم و البعد عن صحبة القوم، کذا فی خلاصة السلوک.

الرّیاضی:

[فی الانکلیزیة]Mathematics
[فی الفرنسیة]Mathematiques
یطلق علی علم من العلوم المدوّنة علی ما سبق فی المقدمة.

الرّیح:

[فی الانکلیزیة]Wind،air،gas،whitlow
[فی الفرنسیة]Vent،gaz،panaris
بالکسر: الرّیح و الرّائحة و الدّخان، جمعها ریاح و کذا الأرواح. و الریح عند أهل الرّمل یقولون لها أیضا: العقل «3». کما مرّ قبیل هذا فی لفظ الروح. و الریح الغلیظة عند الأطباء هی الریح التی تطول مدة لبثها فی بعض تجاویف البدن و تغلظ کما یغلظ الهواء الذی یطول لبثه فی بعض الآبار. و ریح الشوکة عندهم مادّة حادّة تجری فی العظم و تکسره و تفسده. و ریح الصبیان عندهم هی ریح غلیظة تعرض فی داخل الرأس و تمدّده حتی یفتح شئونه. و ریح البواسیر عندهم هی ریح غلیظة عسرة التحلّل تحدث وجعا مثل وجع القولنج تصعد مرة إلی الظهر و الشراسیف و أطراف الکلیة و تنزل أخری إلی الخصیتین و القضیب و حوالی المقعدة. و ریح الرّحم عندهم مادة نفاخة فی الرّحم بسبب اجتماع الرطوبات اللّزجة. و ریاح الأفرسة عندهم زوال فقرة من فقرات الظهر عن موضعه لریاح غلیظة تحتقن تحتها و تمدّدها تمدیدا شدیدا و هی من أقسام الحدبة کذا فی بحر الجواهر.

الرّیحان:

[فی الانکلیزیة]Basil)plant(
[فی الفرنسیة]Basilic)plante(
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة لغة نبات لا ساق له. و عرفا نبات له رائحة طیبة کما فی الاختیار. لکن فی المغرب أنّ الریحان نبات طاب ریحه. و عند الفقهاء ما لساقه رائحة طیبة کما لورقه کالآس، و الورد ما لورقه رائحة طیبة فحسب کالیاسمین. و فی جامع «4». ابن
______________________________
(1) و در کشف اللغات میگوید ریا رد اعمال و عبادت ظاهر و باطن نظر بر خلق داشتن و از حق محجوب گشتن را گویند و این در اصطلاح سالکان است.
(2) الأغراض (ع).
(3) بالکسر باد و بوی و دخان، و الریاح الجمع، و کذا الأرواح بسبب أنّ الیاء کانت فیهما واوا و باد را نزد أهل رمل عقل نیز گویند.
(4) جامع الأدویة و الأغذیة المفردة: للطبیب ضیاء الدین عبد اللّه بن أحمد المالقی (- 646 ه) فی الطب. و هو المشهور بمفردات ابن البیطار. کشف الظنون 1/ 534، 2/ 1772.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 901
البیطار «1». أنّ الورد زهر کل شجر. و اشتهر فی الزهر الذی یؤخذ منه العرق کذا فی جامع الرموز فی کتاب الأیمان فی آخر فصل من حلف لا یدخل بیتا. و ذکر فی الظهیریة أنّ الورد و الیاسمین من الأشجار، و الریحان ما لیس له شجر، کذا فی البرجندی. مثل لفظ النجم فإنّه یقال لنبات لا ساق له کالیقطین و الشجر نبات له ساق.
______________________________
(1) هو عبد اللّه بن أحمد المالقی، أبو محمد، ضیاء الدین المعروف بابن البیطار. توفی بدمشق عام 646 ه/ 1248 م. إمام النباتیین و علماء الأعشاب. أصله من الأندلس من مالقة. کان یعرف جمیع أنواع النبات و الأعشاب و أمراضها و أدویتها. له عدة مؤلفات هامة. الأعلام 4/ 67، طبقات الأطباء 2/ 133، نفح الطیب 2/ 683، فوات الوفیات 1/ 204، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 104.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 902

حرف (الزای) (ز)

الزائد:

[فی الانکلیزیة]Affix،infix
[فی الفرنسیة]Affixe،infixe
عند أهل العربیة یطلق علی الحرف الغیر الأصلی و قد سبق. و الزوائد الأربع هی حروف المضارعة و هی الألف و النون و الیاء و التاء، و قد یطلق الزائد علی ما لا فائدة له کما فی الأطول فی بیان الغرابة، و علی کلمة وجودها و عدمها لا یخلّ بالمعنی الأصلی، و أنّ لها فائدة، و منه حروف الزیادة کذا یستفاد من الفوائد الضیائیة.
اعلم أنّ الزائد علی قسمین لأنّ اللفظ الذی لا فائدة فیه إمّا أن لا یکون متعیّنا کإیراد لفظین مترادفین و هو المسمّی بالتطویل نحو وجدت قول فلان کذبا مینا. فالکذب و المین بمعنی واحد لا فائدة فی الجمع بینهما، فأحدهما زائد لا علی التعیّن. و إمّا أن یکون الزائد متعینا و هو المسمّی بالحشو نحو وجدت قول فلان قولا کاذبا. فلفظ قولا زائد معیّن کذا فی المطوّل.
و قد یطلق علی المزید و هو الحرف الذی یتصل بالخروج کما ستعرف. و عند المحاسبین هو العدد المستثنی منه کما مرّ. و الزوائد عند أهل الرّمل أربعة أشکال و هی الواقعة فی المرتبة الثالثة عشرة و الرابعة عشرة و الخامسة عشرة و السادسة عشرة، و تسمّی أیضا شواهد «1».

زائد الثّقة:

[فی الانکلیزیة]Strange or superfluous Hadith
[فی الفرنسیة]Hadith superflu ou etrange
عند المحدّثین ثلاثة أقسام. الأول حدیث یقع مخالفا لما رواه سائر الثّقات، و حکمه الرّدّ کالشاذ. و الثانی ما لا یکون منافیا لما رووه بأن یکون زائدا لا منافاة له مع ما رووه، و هو مقبول بالاتفاق. و الثالث ما یتوسّط بینهما أی یکون فیه قلیل مخالفة یکون ما رووه عامّا، و ذلک خاصّا کحدیث «جعلت لنا الأرض مسجدا و طهورا» «2» فإنّه قد روی جعلت تربتها لنا طهورا، و هو مشابه للأوّل من حیث خروج الحجر و الرمل، و مشابه للثانی من حیث عدم المنافاة. و نقل الخطیب عن الجمهور قبول الزیادة من الثقة مطلقا، سواء کان الزائد و الناقص من شخص واحد أم لا. و قیل بل مردودة مطلقا. و قیل مردودة منه و مقبولة من غیره، و الأوّل هو الصحیح إذا أسنده و أرسلوه، أو وصله و قطعوه أو رفعه و وقفوه فهو کالزیادة، هکذا فی خلاصة الخلاصة و الإرشاد الساری.

الزائل:

[فی الانکلیزیة]Zodiacal house
[فی الفرنسیة]Maison Zodiacale
سیرد ذکره فی الواو، کما ورد ذکره فی لفظة بیت فی الباء «3».
______________________________
(1) و زوائد نزد اهل رمل چهار اشکال را گویند که در خانه سیزدهم و چهاردهم و پانزدهم و شانزدهم واقع شوند و اینها را شواهد نیز نامند.
(2) حدیث متفق علی صحته. البخاری: 1/ 368، 371 فی التیمم، مسلم (521) فی أول کتاب المساجد، مسند أحمد 3/ 304. 5/ 148.
(3) در لفظ وتد مذکور خواهد شد و در لفظ بیت مذکور شده.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 903

الزاجر:

[فی الانکلیزیة]Illumination
[فی الفرنسیة]Illumination
بالجیم فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن الواعظة من اللّه تعالی فی قلب المؤمن و هو نور یقذف (فی القلب) داعیا للعبد إلی عبادة الحقّ سبحانه: کذا فی لطائف اللّغات و الاصطلاحات الصوفیة «1».

الزاویة:

[فی الانکلیزیة]Angle
[فی الفرنسیة]Angle
و بالفارسیة: کنج. و عند المهندسین تطلق بالاشتراک علی معنیین. أحدهما الزاویة المسطّحة و تسمّی بسیطة أیضا، و هی هیئة عارضة للسطح المنحدب عند ملتقی خطین یحیطان به، سواء کانا مستقیمین أو غیر مستقیمین، أو کان أحدهما مستقیما و الآخر غیر مستقیم، فإنّه إذا اتصل خطّان عند نقطة فی سطح من غیر أن یتّحدا خطا واحدا عرض لذلک السطح عند ملتقاهما هیئة انحدابیة فیما بین الخطّین، و هی الزاویة هکذا. و قولنا من غیر أن یتّحدا احترازا عمّا إذا اتصل قوسان علی نقطة و صارتا قوسا واحدة و أمثالها، و لا تعتبر فی تحقّق الزاویة إحاطة الخطّین بذلک السطح إحاطة تامة، بل ربما امتنع إحاطتهما به کذلک، کما إذا کان الخطان مستقیمین. و لا یعتبر أیضا أن یکون هناک خط آخر یحیط مع الخطّین المذکورین بذلک السطح و هو المسمّی بوتر الزاویة، و لا أن یکون الخطان متناهیین أو غیر متناهیین، قصیرین أو طویلین، بخلاف الشکل إذ لا بد فیه من الإحاطة التامة، لأنّه عبارة عن هیئة حاصلة بإحاطة حدّ أو حدود.
و المراد «2» بالحدود ما فوق الواحد و إحاطة الحدّ کما فی الدائرة و غیرها، فالشکل العارض للمثلّث یتوقّف علی أضلاعه الثلاثة و کل واحد من زوایاه یتوقّف علی خطین فقط، و یسمّی کل واحد منهما ضلع الزاویة. فعلی هذا تکون الزاویة المسطّحة من الکیفیات المختصة بالکمیات. و منهم من جعلها من باب الکمّ لقبولها التّفاوت و التّساوی. و لذا عرّفها صاحب التذکرة بأنّها سطح أحاط به خطان یلتقیان عند نقطة من غیر أن یتّحدا خطّا واحدا. و منهم من جعلها من باب الإضافة، و لذا قال أقلیدس هی تماس خطین من غیر أن یتّحدا و بطلانه ظاهر، إذ التّماس لا یوصف بالصّغر و الکبر بخلاف الزاویة. و منهم من جعلها من مقولة الوضع.
و ذهب جماعة إلی أنّها أمر عدمی أعنی انتهاء السّطح عند نقطة مشترکة بین خطّین یحیطان به، فهذه خمسة أقوال کذا فی شرح المواقف فی مبحث الکیفیات المختصّة بالکمّیات.
ثم اعلم أنّ الزاویة المسطّحة إن کانت بحیث إذا أخرج أحد ضلعیها یحیط مع الضلع الآخر بزاویة متساویة للزاویة الأولی، فکل واحد من الزاویتین قائمة سمّیت بها لکون أحد ضلعیها قائما علی الآخر و تسمّی محدودة أیضا لکونها غیر مختلفة قلة و کثرة و معمودة أیضا، إذ کل من الضلعین عمود علی الآخر هکذا-. و إن تفاوتت الزاویتان فالصّغری حادّة لقلة الانفراج فیها و الکبری منفرجة لکثرة الانفراج «3» فیها هکذا-. و ثانیهما الزاویة المجسّمة و هی هیئة تحدث للجسم المنحدب عند نقطة منه من حیث هو، أی الجسم المنحدب ذو حدود متّصلة بها أی بتلک النقطة کزوایا المکعّب أو ذو حدّ کذلک أی متّصل بها کزاویة رأس
______________________________
(1) در اصطلاح صوفیه عبارتست از واعظ اللّه تعالی در دل مؤمن و آن نوریست انداخته شده که داعی است بعبادت حق تعالی کذا فی لطائف اللغات و الاصطلاحات الصوفیة.
(2) المقصود (م، ع).
(3) لکثرة الانفراج (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 904
المخروط المستدیر. و المراد «1» بالحدود السطوح إذ نهایة الجسم بالذات سطح و هذا أشمل ممّا قیل: الزاویة المجسمة هی ما یحصل عند تلاقی السطحین، لأنّه لا یشتمل لمثل زاویة رأس المخروط. فعلی هذا هی من الکیفیات المختصة بالکمیات. و فی التذکرة الزاویة جسم أحاط به سطوح ملتقیة عند نقطة یتّصل کلّ سطحین منها عند خطّ من غیر أن یتحدا سطحا واحدا انتهی، فعلی هذا هی من باب الکمّ. و قد تطلق الزاویة علی المقدار ذی الزاویة کما یطلق الشّکل علی المشکّل کذا فی شرح المواقف. و زاویة القطعة عندهم هی التی یحیط بها قوس القطعة و قاعدتها. و الزاویة التی فی القطعة هی التی یحیط بها خطان یخرجان من طرفی قاعدة القطعة و یتلاقیان علی أیّ نقطة تفرض من قوسها. و الزاویة التی یحیط بها خطان یخرجان من نقطة ما علی المحیط، و یجوز أنّ قوسا منه یقال لها التی علی تلک القوس، کذا فی تحریر اقلیدس فی حدود المقالة الثالثة. اعلم أنّ جیب الزاویة عندهم هو جیب قوس هی أی تلک القوس من مقدار تلک الزاویة، و مقدار الزاویة المستقیمة الضلعین قوس بین الضلعین و مرکز تلک القوس رأس تلک الزاویة. و مقدار زاویة سطح الکرة التی ضلعاها من الدوائر العظام قوس بین الضلعین من دائرة عظیمة، قطبها رأس تلک الزاویة. و المعتبر من زوایا سطح الکرة زاویة ضلعاها من الدوائر العظام، کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح بیست باب و غیره.

الزّبر:

[فی الانکلیزیة]First letter in fortune -telling
[فی الفرنسیة]Premiere lettre en onomancie
بضم الزای و الباء الموحدة فی علم الجفر هو الحرف الأول لأسماء التهجّی، و ما عداه من الحروف تدعی بیّنة، کذا فی المنتخب. و هکذا فی رسائل الجفر، و قد سبق فی لفظ البسط أیضا «2».

الزّبور:

[فی الانکلیزیة]Book،psalms of David
[فی الفرنسیة]Livre،psaumes de David
بالفتح لفظ سریانی بمعنی الکتاب استعمله العرب حتی قال اللّه تعالی وَ کُلُّ شَیْ‌ءٍ فَعَلُوهُ فِی الزُّبُرِ أی فی الکتب، و أنزل الزبور علی داود علیه السلام آیات مفصلات، لکن لم یخرجه إلی قومه إلّا جملة واحدة بعد ما کمّل اللّه نزوله علیه. و أکثره مواعظ و باقیه ثناء علی اللّه بما هو له، و ما فیه من الشرائع إلّا آیات مخصوصة و لکن یحوی ذلک بالمواعظ و الثناء.
و اعلم أنّ کلّ کتاب أنزل علی نبی ما جعل فیه العلوم إلّا حدّ ما یعلم به ذلک النبی حکمة إلهیة لئلّا یجهل النبی ما أتی فیه.
و الکتب یتمیّز بعضها عن بعض بالأفضلیة بقدر تمیّز الرسول علی غیره عنده تعالی. و لذا کان القرآن أفضل کتب اللّه لأنّ محمدا صلی اللّه علیه و سلم کان أفضل المرسلین، فإن قلت کلام اللّه لا أفضلیة فی بعضه علی بعض، قلنا ورد الحدیث أنّ سورة الفاتحة أفضل القرآن. فإذا صحّت الأفضلیة فی القرآن بعضه علی بعض فلا امتناع فی بقیته من حیث الجملة.
ثم الزبور فی الأشیاء «3» عند الصوفیة عبارة عن تجلّیات الأفعال و التوراة عن تجلّیات جملة الصفات و الأسماء الذاتیة و الصفاتیة مطلقا، و القرآن عبارة عن الذات المحض.
و کون الزبور عبارة عن تجلّیات صفات الأفعال
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) در علم جفر حرف اوّل اسمای تهجی است و سوای آن حرف که تلفظ می‌آید آن را بینه خوانند، کذا فی المنتخب و هکذا فی رسائل الجفر و قد سبق فی لفظ البسط أیضا.
(3) الإشارة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 905
فإنّه تفصیل للتفاریع الفعلیة الاقتداریة الإلهیة، و لذلک کان داود علیه السلام خلیفة اللّه علی العالم فظهر بأحکام ما أوحی إلیه فی الزبور، و کان یسیّر الجبال الراسیات و یلین الحدید و یحکم علی أنواع المخلوقات، ثم ورث سلیمان ملکه و کان سلیمان وارثا عن داود و داود وارثا عن الحقّ المطلق، و کان داود أفضل لأنّ الحقّ أعطاه الخلافة ابتداء و خصّه بالخطاب قال یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ «1» و لم یحصل ذلک لسلیمان إلّا بعد طلبه منه علی نوع الحصر و إن شئت الزیادة فارجع إلی الإنسان الکامل.

الزّحاف:

[فی الانکلیزیة]Cancellation،infix
[فی الفرنسیة]Suppression،infixe
بالکسر و فتح الحاء المهملة بمعنی:
السقوط. و الزّحاف فی الشعر حرف بین حرفین، و یقال لذلک الشعر مزاحف بفتح الحاء، کذا فی المنتخب. و یقول فی عروض سیفی: الزّحاف هو تغییر یقع فی الرکن إمّا بزیادة أو بنقص، و یقال لذلک الرکن الذی تغیر مزاحفا و غیر سالم. و الزّحاف جمع زحف بفتح الأول و سکون الثانی، و غیر مستعمل لدی أهل العروض إلّا بصیغة الجمع الزحاف. انتهی. و یقول فی جامع الصنائع: الزحف هو زیادة أو نقص فی أحد الأرکان، فإذا کان الزحف فی الأول واقعا یعنی فی الصدر فیقال له: ابتداء. و أمّا إذا وقع فی العروض فیسمّی فصلا. و إذا کان فی وسط البیت سمّوه اعتدالا. انتهی «2».
و فی بعض رسائل عروض أهل العرب زحاف الصّدر ما زوحف لمعاقبة ما قبله، و زحاف العجز ما زوحف لمعاقبة ما بعده، و زحاف الطرفین ما زوحف لمعاقبة ما قبله ما بعده انتهی.

الزّحیر:

[فی الانکلیزیة]Dysentery
[فی الفرنسیة]Dysenterie
بالحاء المهملة مثل الأمیر هو حرکة المعیّ المستقیم لدفع ما یحتبس فیه من المؤذی، و لا یوجد فی غیر المعیّ المستقیم کذا فی بحر الجواهر. و فی شرح القانونچة هو حرکة المعیّ المستقیم تدعو إلی البراز اضطرارا فیقوم صاحبه و لا یبرز منه شی‌ء إلّا کالبزاق. و عرّفه المصنف أی ابن سینا بأنّه إزعاج البطن إزعاجا متواترا مع خروج رطوبات بلغمیة ذات رغوة قلیلة المقدار، و منه حق و یسمّی صادقا و منه باطل و یسمّی کاذبا یوهم الجاهل أنّ سببه إسهال و هو فی الحقیقة احتباس.

زر:

[فی الانکلیزیة]Gold
[فی الفرنسیة]Or
بالفارسیة أی: الذهب. و عند الصوفیة هو الریاضة و المجاهدة «3».
______________________________
(1) ص/ 26.
(2) بمعنی افتادن و ساقط شدن در شعر حرفی میان دو حرف و آن شعر را مزاحف بفتح حا خوانند کذا فی المنتخب. و در عروض سیفی میگوید زحاف تغیریست که واقع شود در رکن بزیادت یا بنقصان و آن رکن که در آن این تغیر واقع شود آن را مزاحف و غیر سالم خوانند و زحاف بالکسر جمع زحف است بفتح اوّل و سکون ثانی و در اصطلاح عروضیان استعمال نکنند مگر زحاف انتهی. و در جامع الصنائع گوید زحف آنست که از رکنی یک حرف یا دو حرف را کم یا بیش کند پس چون زحف در اوّل افتد یعنی در صدر آن را ابتدا گویند و چون در عروض افتد فصل خوانند و چون در میان بیت یا در مصراع آخر بیت بضرب پیوندد لقب بغایت یابد و چون در همه بیت افتد اعتدال نام نهند انتهی.
(3) نزد صوفیه ریاضت و مجاهده را گویند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 906

الزّراریة:

[فی الانکلیزیة]Al -Zirariyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Zirariyya)secte(
بالراء المهملة فرقة من غلاة الشیعة أصحاب زرارة بن أعین «1» قالوا بحدوث صفات اللّه تعالی، و قبل حدوثها له لا حیاة فلا یکون حینئذ حیّا و لا عالما و لا قادرا و لا سمیعا و لا بصیرا، کذا فی شرح المواقف «2».

الزّرامیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Zaramiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Zaramiyya)secte(
بالراء المهملة فرقة من غلاة الشیعة قالوا الإمامة بعد علی لمحمد بن الحنفیة ثم ابنه عبد اللّه ثم علی بن عبد اللّه بن عباس «3» ثم أولاده إلی المنصور «4» ثم حل الإله فی أبی مسلم «5» و أنه لم یقتل، و استحلّوا المحارم و ترک الفرائض. و منهم من ادّعی الإلهیة فی المقنّع «6» کذا فی شرح المواقف «7».

الزرق:

[فی الانکلیزیة]Attentive examination،sounding
-[فی الفرنسیة]Examen attentif،sondage
عند السبعیة هو تفرس حال المدعو أ هو قابل للدعوة أم لا و یجئ ذکره.

الزعفرانیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Zafaraniyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Zafaraniyya)secte(
بالعین المهملة و بعدها فاء فرقة من النجاریة قالوا کلام اللّه تعالی غیر ذاته، و کل ما هو غیره فهو مخلوق. و من قال کلام اللّه مخلوق فهو کافر، کذا فی شرح المواقف «8».

الزّعم:

[فی الانکلیزیة]Pretention،assertion
[فی الفرنسیة]Pretention،assertion
هو القول بلا دلیل کذا فی اصطلاحات السید الجرجانی.
______________________________
(1) هو زرارة بن أعین الشیبانی، أبو الحسین. توفی عام 150 ه/ 767 م. رأس الفرقة الزراریة من غلاة الشیعة. متکلم شاعر، عالم بالأدب. له کتاب فی الاستطاعة، و غیره. الاعلام 3/ 43، اللباب 1/ 498، خطط المقریزی 2/ 353، لسان المیزان 2/ 473.
(2) فرقة من غلاة الشیعة أتباع زرارة بن أعین، کانوا علی مذهب القطعیة یقرّون بإمامة عبد اللّه بن جعفر. و قد کانت لهم آراء و بدع کثیرة. التبصیر 40، الفرق 70، مقالات الاسلامیین 1/ 100، الفهرست لابن الندیم 322، منهاج السنة لابن تیمیة 1/ 298.
(3) هو علی بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب، أبو محمد. ولد عام 40 ه/ 660 م. و توفی عام 118 ه/ 736 م. جد الخلفاء العباسیین، من أعیان التابعین. کان جمیلا عظیم الهیبة. الاعلام 4/ 303، طبقات ابن سعد 5/ 229، وفیات الاعیان 1/ 323، صفة الصفوة 2/ 59.
(4) هو عبد اللّه بن محمد بن علی بن العباس، أبو جعفر المنصور. ولد عام 95 ه/ 714 م. و توفی عام 158 ه/ 775 م. ثانی خلفاء بنی العباس. کان عارفا بالفقه و الأدب، مقدما فی الفلسفة و الفلک، محیا للعلماء. و هو الذی بنی بغداد، کما کان له اهتمام کبیر بالعمران. الاعلام 4/ 117، ابن الاثیر 5/ 127، الطبری 9/ 292، البدء و التاریخ 6/ 90، تاریخ الخمیس 2/ 324، المسعودی 2/ 180، تاریخ بغداد 10/ 53.
(5) هو عبد الرحمن بن مسلم. ولد فی منطقة البصرة عام 100 ه/ 718 م. و توفی عام 137 ه/ 755 م. من مؤسسی الدولة العباسیة. من کبار الدهاة و القادة. الاعلام 3/ 337، وفیات الاعیان 1/ 280، ابن الاثیر 5/ 175، تاریخ الطبری 9/ 159، میزان الاعتدال 2/ 117.
(6) هو عطاء المعروف بالمقنّع الخراسانی. توفی عام 163 ه/ 780 م. ادّعی الربوبیة من طریق التناسخ. و کان له أتباع.
الاعلام 4/ 235، ابن الاثیر 6/ 17، وفیات الأعیان 319.
(7) من الفرق الحلولیة و من غلاة الشیعة أتباع رجل اسمه زرام أو رزام بن رزم. أفرطوا فی موالاتهم لأبی مسلم الخراسانی حیث جعلوه إلها. کذلک کثرت بدعهم. التبصیر 130، الفرق 256، مقالات 1/ 94، الملل و النحل 153.
(8) فرقة من النجاریة أتباع الزعفرانی. افترقوا إلی فرقتین کانت لهم آراء و بدع. التبصیر 102، الملل و النحل 89، الفرق 209، السفارینی 1/ 90.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 907

الزعیم:

[فی الانکلیزیة]Guide،master،leader
[فی الفرنسیة]Chef،guide،maitre،leader
بعین مهملة کالکریم هو الضّامن و الإمام و رئیس القوم و المتکلّم باسمهم. و عند المنجّمین: صاحب الخط یعنی: صاحب المنزل، و المثلثة و الحدّ و الوجه و الشرف.
و المزاعمة: طلب کوکب للزعامة فی برج له فیه خط باتّصال النظر أو باتصال المحلّ، و یقال لذلک الکوکب مزاعم هذا البرج و شاهدا و دلیلا أیضا. کذا فی کفایة التعلیم «1».

الزکاة:

[فی الانکلیزیة]Charity tax،tithe،purety
[فی الفرنسیة]Taxe aumoniere،dime،purete
کالصلاة وزنا و کتابة اسم من التزکیة، و کلاهما مستعملان. و فی المفردات إنها فی اللغة النموّ الحاصل من برکة اللّه تعالی. و فی الشریعة قدر معین من النّصاب الحولی یخرجه الحرّ المسلم المکلّف للّه تعالی إلی الفقیر المسلم الغیر الهاشمی و لا مولاه مع قطع المنفعة عنه من کلّ وجه. فالقدر یتناول الصدقة أیضا. و قولنا معیّن یخرج الصدقة إذ لا تعیّن فیها. و قولنا یخرجه الحرّ المسلم المکلّف لأنّ شرط وجوبها الحریة و الإسلام و العقل و البلوغ.
و قولنا إلی الفقیر المسلم الغیر الهاشمی و لا مولاه أی مولی الهاشمی یخرج الغنی و الکافر الهاشمی و مولاه، فإنّ دفع الزکاة إلیهم مع العلم لا یجوز. و قولنا مع قطع المنفعة عنه احتراز عن الدفع إلی فروعه و إن سفلوا و أصوله و إن علوا، و مکاتبه و دفع أحد الزوجین إلی الآخر. و معنی قوله من کلّ وجه أی شرعا و عادة فإنّ انتفاع الأب بمال الابن عند الحاجة جائز شرعا، و انتفاع الابن بمال الأب أو أحد الزوجین بمال الآخر جار عادة. و قید للّه تعالی لأنّ الزکاة عبادة فلا بد فیها من الإخلاص هکذا یستفاد من الدرر. و فی جامع الرموز أنّ الزکاة فی الشریعة القدر الذی یخرجه إلی الفقیر. و فی الکرمانی أنّها فی القدر مجاز شرعا فإنّها إیتاء ذلک القدر، و علیه المحقّقون کما فی المضمرات انتهی. و یؤیّده أنّها توصف بالوجوب و هو من صفات الأفعال و یؤیّد الأول قوله تعالی وَ آتُوا الزَّکاةَ «2» إذ إیتاء الإیتاء محال.
و الأظهر أنّ الزکاة فی الشرع یجی‌ء بکلا المعنیین کذا فی البرجندی. و هکذا لفظ الصلاة فإنّها فی الأفعال المعهودة مجاز شرعا و لغة إتیانها و أداؤها.
و قد تطلق الزکاة شاملة للعشر و صدقة الفطر و الکفارة و النذر و غیر ذلک من الصدقات الواجبة کما یستفاد من جامع الرموز فی فصل مصرف الزکاة. و قد تطلق الزکاة علی التزکیة کما ستعرف. و فی شرح القصیدة الفارضیة الزکاة لغة الطهارة و النمو و شرعا طهارة مال بلغ النصاب بإخراج ما فضل عن الحاجة لانسداد خلّة المحتاجین به. و فی الحقیقة طهارة نفس بلغت حدّ الکمال بإفاضة ما فضل عن حاجتها من الفیض الربّانی علی المحتاجین إلیه انتهی.
و فی الإنسان الکامل و أمّا الزکاة فعبارة عن التزکّی بإیثار الحقّ علی الخلق، أعنی یؤثر شهادة الحقّ فی الوجود علی شهود الخلق و یؤیّده ما فی بعض الرسائل قال: الزّکاة: فی اصطلاح الصوفیة: ترک الدنیا، و تطهیر النّفس من خطرات الغیر «3».
______________________________
(1) ضامن و پیشوا و رئیس قوم و آنکه از جانب ایشان سخن کند. و نزد منجمان خداوند خط را گویند یعنی صاحب خانه و مثلثه و حد و وجه و شرف. و مزاعمت طلب کردن کوکبست زعامت برجی را که درو خطی دارد باتصال نظر یا باتصال محل و آن کوکب را مزاعم این برج خوانند و شاهد و دلیل نیز کذا فی کفایة التعلیم.
(2) البقرة/ 43- 83- 110- 277. النساء/ 77.
(3) زکاة در اصطلاح صوفیه ترک دنیا را گویند و پاک کردن نفس از خطرات غیر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 908

الزّکام:

[فی الانکلیزیة]Flu،influenza،cold
[فی الفرنسیة]Grippe،rhume
بالضم و فتح الکاف هو تجلّب الفضول الرطبة من بطنی الدماغ المقدمین إلی المنخرین و تجلّب الفضول من بطنی الدماغ المقدمین إلی الحلق و یسمّی نزلة. و منهم من یخصّ النزلة بما کان تجلّبها إلی الرئة و الصدر. و منهم من یسمّی الجمیع نزلة کذا فی بحر الجواهر. و فی الآقسرائی الزکام و النزلة مشترکان فی أنّ کلّ واحد منهما سیلان مادة «1» من الدماغ «2»، إلّا أنّ المشهور أنّ النزلة ما ینزل إلی الحلق و الزکام ما ینزل من طریق الأنف. و منهم من یسمّی الجمیع نزلة و یخصّ باسم الزّکام ما کان منصبّا إلی مقدم أعضاء الوجه کالأنف و العین مع رقته و منعه للشم.

الزّلة:

[فی الانکلیزیة]Mistake،sin
[فی الفرنسیة]Faute،peche
بالفتح عند أهل الشرع هو وقوع المکلّف فی أمر غیر مشروع فی ضمن ارتکاب أمر مشروع کذا فی مجمع السلوک؛ و یؤیّده ما فی التوضیح فی الرکن الثانی فی بیان أفعال النبی علیه السلام: الزّلة هی فعل من الصغائر یفعله من غیر قصد. و فی التلویح و توضیحه ما قال الإمام السّرخسی أمّا الزّلة فلا یوجد فیها القصد إلی عینها و لکن یوجد القصد إلی أصل الفعل لأنّها مأخوذة من قولهم زلّ الرجل فی الطین إذا لم یوجد القصد إلی الوقوع و لا إلی الثّبات بعد الوقوع، و لکن وجد القصد إلی المشی فی الطریق. و إنّما یؤاخذ علیها لأنّها لا تخلو عن نوع تقصیر یمکن للمکلّف الاحتراز عنه عند التثبت. و أمّا المعصیة حقیقة فهی فعل حرام یقصد إلی نفسه مع العلم بحرمته انتهی ما قال الإمام؛ ففیه ردّ لما ذکره بعض المشایخ من أنّ زلة الأنبیاء هی الزلل من الأفضل إلی الفاضل و من الأصوب إلی الصواب لا عن الحقّ إلی الباطل و عن الطاعة إلی المعصیة، لکن یعاتبون لجلالة قدرهم و لأنّ ترک الأفضل منهم بمنزلة ترک الواجب عن الغیر، کما قیل حسنات الأبرار سیئات المقربین انتهی. و قد یطلق اسم المعصیة علی الزلة مجازا کما فی بعض شروح الحسامی.

زلف:

[فی الانکلیزیة]Proximity
[فی الفرنسیة]Proximite،voisinage
معروف، و عندهم عین الهویة، أی الشخص الذی لا طریق له و أحیانا یطلق علی الشیطان و أحیانا یأتی بمعنی القرب. و یقول فی کشف اللّغات الزلف عبارة عن ظلمة الکفر أو الأشکال فی الشریعة، و المشکلات فی الطریقة. و قیل من قبة العرش إلی ما تحت الثری، کل کثرة فی الوجود، و کل حجاب یمکن تصوره فهو زلف «3».

الزّلل:

[فی الانکلیزیة]Cancelling،thigh
[فی الفرنسیة]Suppression،cuisse
بفتح الزای و اللام عند أهل العروض هو اجتماع الهتم و الخرم، و حین تسقط المیم من مفاع الأهتم یبقی فاع، و یسمّی الرکن الذی وقع فیه الزلل «أزلّ». و الزلل لغة: الفخذ بلا لحم، (و فی القاموس: الأزلّ: الخفیف الورکین) و النصف لأرجل النّساء. کذا فی عروض سیفی «4».
______________________________
(1) ماده (- م).
(2) من الدماغ (- م).
(3) نزدشان عینیت هویت را گویند که کسی را بدو راه نیست و گاهی اطلاقش بر شیطان می‌آید و گاهی بمعنی قرب می‌آید و در کشف اللغات میگوید زلف عبارت از ظلمت کفر است یا اشکال شریعت و مشکلات طریقت و معضلات حقیقت است و قیل از قبه عرش تا تحت ثری هر کثرتی که در وجود است و هر حجابی که متصور گردد آن را زلف گویند.
(4) بفتح الزای و اللام نزد أهل عروض اجتماع هتم و خرم است و چون از مفاع اهتم میم بخرم بیفتد فاع بماند و رکنی که درو زلل واقع است آن را أزلّ گویند و زلل در لغت بی‌گوشتی ران و نصف پایان زنان کذا فی عروض سیفی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 909

الزّمام:

[فی الانکلیزیة]
Operation of onomancy) fortune- telling by letters (
[فی الفرنسیة]Operation donomancie
بالکسر لدی أهل الجفر هو ما یطلق علیه التکسیر. و الزّمام هو باب ذلک السّطر الذی یبدءون التکسیر منه، کذا فی بعض الرسائل.
و یقول فی رسالة أنواع البسط: متی أخذوا اسما أو کلمة فی أحد أقسام البسط فیلزم إسقاط الحروف المکرّرة، ثمّ یجمعون الحروف الباقیة علی التوالی، ثم یصنعون منها سطرا. و هذا السطر یقال له فی اصطلاح أهل الجفر: الزّمام، و یسمّون هذا العمل تخلیصا. و لا یقومون بعمل التخلیص فی بسط التمازج، بخلاف أنواع البسط الأخری «1».

الزّمان:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Time،moment
[فی الفرنسیة]Temps،moment
بالفتح فی اللغة الوقت قلیلا کان أو کثیرا کما فی القاموس. و فی العرف خصّص بستة أشهر. و فی المحیط أجمع أهل اللغة علی أنّ الزمان من شهرین إلی ستة أشهر کذا فی جامع الرموز فی کتاب الأیمان. و فی حقیقته مذاهب.
قال بعض قدماء الفلاسفة إنّه جوهر مجرّد عن المادّة لا جسم مقارن لها، و لا یقبل العدم لذاته فیکون واجبا بالذات، إذ لو عدم لکان عدمه بعد وجوده بعدیة لا یجامع فیها البعد القبل و ذلک هو البعدیة بالزمان. فمع عدم الزمان زمان فیکون محالا لذاته فیکون واجبا. ثم إن حصلت الحرکة فیه و وجدت لأجزائها نسبة إلیه یسمّی زمانا و إن لم توجد الحرکة فیه یسمّی دهرا. و ردّ بأنّ هذا ینفی انتفاء الزمان بعد وجوده و لا ینفی عدمه ابتداء بأن لا یوجد أصلا، لأنّه لا یصدق أن یقال: لو عدم الزمان أصلا و رأسا لکان عدمه بعد وجوده، و العدم بعد الوجود أخصّ من العدم المطلق، و امتناع الأخص لا یوجب امتناع الأعم.
و قال بعض الحکماء إنّه الفلک الأعظم لأنّه محیط بکل الأجسام المتحرّکة المحتاجة إلی مقارنة الزمان کما أنّ الزمان محیط بها أیضا، و هذا استدلال بموجبتین من الشکل الثانی فلا ینتج کما تقرر علی أنّ الإحاطة المذکورة مختلفة المعنی قطعا فلا یتّحد الوسط أیضا. و قیل إنّه حرکة الفلک الأعظم لأنها غیر قارّة کما أنّ الزمان غیر قارة أیضا، و هذا الاستدلال أیضا من جنس ما قبله.
و قال أرسطو إنّه مقدار حرکة الفلک الأعظم و هو المشهور فیما بینهم و ذلک لأنّ الزمان متفاوت زیادة و نقصانا، فهو کمّ و لیس کمّا منفصلا لامتناع «2» الجوهر الفرد فلا یکون مرکّبا من آنات متتالیة، فهو کمّ متّصل إلّا أنّه غیر قارّ. فهو مقدار لهیئة غیر قارّة و هی الحرکة و یمتنع انقطاعها للدلیل المذکور فی المذهب الأول، فتکون الحرکة مستدیرة لأنّ المستقیمة منقطعة لتناهی الأبعاد و وجوب سکون بین کلّ حرکتین، و هی الحرکة الفلکیة التی «3» یقدر بها کل الحرکات سریعها بطیئها و لیس ذلک إلّا حرکة الفلک الأعظم، فهو مقدار لها. و ردّ بأنّه لو وجد الزمان لکان مقدارا للوجود «4» المطلق
______________________________
(1) بالکسر نزد اهل جفر سطر تکسیر را گویند و زمام باب آن سطر باشد که باب از وی تکسیر کنند کذا فی بعض الرسائل. و در رساله انواع البسط میگوید که چون اسمی یا کلمه را یکی از اقسام بسط حروف گیرند لازم است که حروف مکرر را ساقط کنند و حروفی را که خالص باشند یعنی غیر مکرر بر توالی یکدیگر ثبت نموده یک سطر سازند و آن سطر را در اصطلاح جفریان زمام گویند و این عمل اسقاط را تخلیص در بسط تمازج تخلیص نمی‌کنند بخلاف بسطهای دیگر.
(2) لامتاع (ع).
(3) التی (- م، ع).
(4) للموجود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 910
حتی للواجب تعالی و التالی باطل. و أمّا الملازمة فلأنّا کما نعلم بالضرورة أنّ من الحرکات ما هو موجود الآن و منها ما کان موجودا فی الماضی و منها ما سیوجد، نعلم أیضا بالضرورة أنّ اللّه تعالی موجود الآن و کان موجودا و سیوجد، و لو جاز إنکار أحدهما جاز إنکار الآخر فوجب الاعتراف بهما قطعا. و أمّا بطلان اللازم فلأنّ الزمان إمّا غیر قارّ فلا ینطبق أو قارّ فلا ینطبق علی غیر القارّ فاستحال کونه مقدارا للموجودات بأسرها.
فإن قیل نسبة المتغیّر إلی المتغیّر هو الزمان و نسبة المتغیّر إلی الثابت هو الدهر و نسبة الثابت إلی الثابت هو السّرمد، فالزمان عارض للمتغیّرات دون الثابتات؛ قلنا هذا لا طائل تحته و قد یوجّه ذلک القول بأنّ الموجود إذا کانت له هویة اتصالیة غیر قارّة کالحرکة کان مشتملا علی متقدّم و متأخّر لا یجتمعان، فله بهذا الاعتبار مقدار غیر قارّ و هو الزمان فتنطبق تلک الهویة علی ذلک المقدار، و یکون جزؤها المتقدّم مطابقا لزمان متقدّم و جزؤها المتأخّر مطابقا لزمان متأخّر، و مثل هذا الموجود یسمّی متغیّرا تدریجیا، لا یوجد بدون الانطباق علی الزمان، و المتغیّرات الدفعیة إنما تحدث فی آن هو طرف الزمان فهی أیضا لا توجد بدونه. و أمّا الأمور الثابتة التی لا تغیّر فیها أصلا لا تدریجیا و لا دفعیا فهی و إن کانت مع الزمان العارض للمتغیّرات إلّا أنّها مستغنیة فی حدود أنفسها عن الزمان بحیث إذا نظر إلی ذواتها یمکن أن تکون موجودة بلا زمان. فإذا نسب متغیّر إلی متغیّر بالمعیّة و القبلیة فلا بد هناک من زمان فی کلا الجانبین، و إذا نسب [بهما] «1» ثابت إلی متغیّر فلا بد من الزمان فی أحد جانبیه دون الآخر، و إذا نسب ثابت إلی ثابت بالمعیة کان الجانبان مستغنیین عن الزمان، و إن کانا مقارنین له فهذه معان معقولة [متفاوتة] «2» عبّر عنها بعبارات مختلفة تنبیها علی تفاوتها. و إذا تؤمّل فیها حقّ التأمّل اندفع ما ذهب إلیه أبو البرکات من أنّ الزمان مقدار الوجود حیث قال: إنّ الباری تعالی لا یتصوّر بقاؤه إلّا فی زمان و ما لا یکون حصوله فی الزمان و یکون باقیا لا بد أن یکون لبقائه مقدار من الزمان، فالزمان مقدار الوجود.
و قال المتکلمون الزمان أمر اعتباری موهوم لیس موجودا إذ لا وجود للماضی و المستقبل، و وجود الحاضر یستلزم وجود الجزء، مع أنّ الحکماء لا یقولون بوجود الحاضر فلا وجود للزمان أصلا، و لأنّ تقدّم أجزائه بعضها علی بعض لیس إلّا بالزمان فیتسلسل، و لأنّه لو وجد لامتنع عدمه بعدمه لکونه زمانیا فیلزم وجوبه مع ترکبه. و عرّفه الأشاعرة بأنّه متجدّد معلوم یقدّر به متجدّد مبهم لإزالة إبهامه، کما یقال: آتیک عند طلوع الشمس فإنّ طلوع الشمس معلوم و مجیئه موهوم فالزمان غیر متعیّن فربّما یکون الشی‌ء «3» زمانا لشی‌ء عند أحد و یکون الشی‌ء الثانی زمانا للشی‌ء الأول عند آخر. فقد یقال جاء زید عند مجی‌ء عمرو و جاء عمرو عند مجی‌ء زید، و فیه ضعف أیضا. و إن شئت أن تعلمه مع زیادة تفصیل ما تقدم فارجع إلی شرح المواقف. و قال الإمام الرازی فی المباحث المشرقیة «4» إنّ الزمان کالحرکة له معنیان: أحدهما أمر موجود فی
______________________________
(1) بهما (+ م، ع).
(2) متفاوتة (+ م، ع).
(3) الشمس (ع).
(4) للامام فخر الدین الرازی (- 606 ه) کتاب فی علم الالهیات و الطبیعیات، طبع بحیدرآباد الدکن، دائرة المعارف، 1343 ه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 911
الخارج غیر منقسم و هو مطابق للحرکة، بمعنی الکون فی الوسط أی کونه بین المبدأ و المنتهی.
و ثانیهما أمر متوهّم لا وجود له فی الخارج، فإنّه کما أنّ الحرکة بمعنی التوسّط تفعل الحرکة بمعنی القطع، کذلک هذا الأمر الذی هو مطابق لها و غیر منقسم مثلها یفعل بسیلانه أمرا ممتدا وهمیا هو مقدار الحرکة الوهمیة. فالموجود فی الخارج من الزمان هو الذی یسمّی بالآن السّیّال. قیل فالتحقیق أنّ القائل بالمعنی الثانی غیر قائل بوجوده فی الخارج و غیر قائل بأنّه قابل للزیادة و النقصان و بأنّه کمّ، و غیره قائل بوجوده فی الخارج.
ثم اعلم أنّ الزمان عند الحکماء إمّا ماض أو مستقبل فلیس عندهم زمان هو حاضر، بل الحاضر هو الآن الموهوم الذی هو حدّ مشترک بینهما بمنزلة النقطة المفروضة علی الخط و لیس جزءا من الزمان أصلا، لأنّ الحدود المشترکة بین أجزاء الکمّ المتصلة مخالفة لها فی الحقیقة فلا یصحّ حینئذ أن یقال الزمان الماضی کان حاضرا و المستقبل ما سیحضر. و کما أنّه لا یمکن أن تفرض فی خط واحد نقطتان متلاقیتان بحیث لا ینطبق أحدهما علی الأخری کذلک لا یمکن أن یفرض فی الزمان آنان متلاقیان کذلک، فلا یکون الزمان مرکّبا من آنات متتالیة و لا الحرکة من أجزاء لا تتجزأ.

فائدة:

اللّه تعالی لا یجری علیه زمان أی لا یتعیّن وجوده بزمان، بمعنی أنّ وجوده لیس زمانیا لا یمکن حصوله إلّا فی زمان. هذا مما اتفق علیه أرباب الملل و لا یعرف فیه للعقلاء خلاف، و إن کان مذهب المجسّمة ینجرّ إلیه کما ینجرّ إلی الجهة و المکان. أما عند الأشاعرة فلکون الزمان متغیرا غیر متعیّن. و أمّا عند الحکیم فلأنّه لا تعلّق له بالزمان و إن کان مع الزمان لأنّ المتعلّق بالزمان ما کان له وجود غیر قارّ مندرج منطبق علی أجزاء الزمان أو علی طرف الزمان و هو الآن السّیّال، و الأول یسمّی زمانیا و الثانی دفعیا، و مثل هذا الشی‌ء لا یوجد بدون الزمان بخلاف الأمور الثابتة فإنّها بحیث إذا فرض انتفاء الزمان فهو موجود، ففرق بین کان اللّه و یکون و بین کان زید و یکون، فإنّ وجوده تعالی مستمرّ مع الزمان لا فیه، بخلاف وجود زید فإنّه فی الزمان و منطبق علیه و لا یوجد بدون هذا الزمان لتعلقه بأمور منطبقة علیه. و کما أنّ الزمان لا یجری علیه تعالی کذلک لا یجری علی صفاته القدیمة. و فی التفسیر الکبیر فعل اللّه سیتغنی عن الزمان لأنّه لو افتقر إلی زمان وجب أن یفتقر حدوث ذلک الزمان إلی زمان آخر فیلزم التسلسل.

تنبیه‌

علم مما ذکر أنّا سواء قلنا العالم حادث بالحدوث الزمانی کما هو رأی المتکلمین أو بالحدوث الذاتی کما هو رأی الحکماء یتقدّم الباری سبحانه علیه لکونه موجدا إیاه لیس تقدما زمانیا، و إلّا لزم کونه تعالی واقعا فی الزمان بل هو تقدّم ذاتی عند الحکماء. و عند المتکلّمین قسم سادس کتقدم بعض أجزاء الزمان علی بعض. و یعلم أیضا أنّ بقاءه تعالی لیس عبارة عن أن یکون وجوده فی زمانین بل عن امتناع عدمه و مقارنته للأزمنة، و لا القدم عبارة عن أن یکون قبل کلّ زمان زمان و إلّا لم یتصف به الباری سبحانه. و علی هذا ما وقع من الکلام الأزلی بصیغة الماضی و لو فی الأمور المستقبلة الواقعة فیما لا یزال کقوله إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً و ذلک لأنّه إذا لم یکن زمانیا لا بحسب ذاته و لا بحسب صفاته کان نسبة کلامه الأزلی إلی جمیع الأزمنة علی السّویة، إلّا أنّ حکمته تعالی اقتضت التعبیر عن بعض الأمور بصیغة الماضی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 912
و بعضها بصیغة «1» المستقبل، فسقط ما تمسّک به المعتزلة فی حدوث القرآن من أنّه لو کان قدیما لزم الکذب فی أمثال ما ذکر فإنّ الإرسال لم یکن واقعا قبل الأزل. و أیضا إنا إذا قلنا کان اللّه موجودا فی الأزل و سیوجد فی الأبد و هو موجود فی الآن لم نرد به أنّ وجوده واقع فی تلک الأزمنة بل أردنا أنّه مقارن معها من غیر أن یتعلّق بها کتعلّق الزمانیات. و أیضا لو ثبت وجود مجرّدات عقلیة لم یکن أیضا زمانیا.
و أیضا إذا لم یکن الباری تعالی زمانیا لم یکن بالنسبة إلیه ماض و حال و مستقبل، فلا یلزم من علمه بالمتغیّرات تغیّر فی علمه، بل إنّما یلزم ذلک لو دخل فیه الزمان کذا فی شرح المواقف.
و فی کلیات أبی البقاء الزمان عبارة عن امتداد موهوم غیر قارّ الذات متصل الأجزاء یعنی أیّ جزء یفرض فی ذلک الامتداد [لا] «2» یکون نهایة لطرف و بدایة لطرف آخر أو نهایة لهما أو بدایة لهما علی اختلاف الاعتبارات «3»، کالنقطة المفروضة فی الخطّ المتّصل فیکون کلّ آن مفروض فی الامتداد الزمانی نهایة و بدایة لکلّ من الطرفین قائمة بهما. و الزمان عند أرسطو و تابعیه من المشّائین هو مقدار الفلک الأعظم الملقّب بالفلک الأطلس لخلوّه عن النقوش کالثوب الأطلس. و بعض الحکماء قالوا إنّ الزمان من أقسام الأعراض و لیس من المشخّصات فإنّه غیر قارّ و الحال فیه أی الزمانی قارّ و البداهة حاکمة بأنّ غیر القارّ لا یکون مشخّصا للقارّ، و کذا المکان لیس من المشخّصات لأنّ المتمکّن ینتقل إلیه و ینفکّ عنه و المشخّص لا ینفکّ عن الشخص و معنی کون الزمان غیر قار تقدّم جزء علی جزء إلی غیر النهایة، لا أنّه کان فی الماضی و لم یبق فی الحال. و الزمان لیس شیئا معیّنا یحصل فیه الموجود. قال أفلاطون إنّ فی عالم الأمر جوهرا أزلیا یتبدّل و یتغیّر و یتجدّد و ینصرم بحسب النّسب و الإضافات إلی المتغیّرات لا بحسب الحقیقة و الذات، و ذلک الجوهر باعتبار نسبة ذاته إلی الأمور الثابتة یسمّی سرمدیا، و إلی ما قبل المتغیّرات یسمّی دهرا، و إلی مقارنتها یسمّی زمانا. و لا استحالة فی أن یکون للزمان زمان عند المتکلمین الذین یعرّفون الزمان بالأمر المتجدّد الذی یقدّر به متجدّد آخر انتهی من الکلیات.

الزّنا:

[فی الانکلیزیة]Adultery
[فی الفرنسیة]Adultere
وطء أی غیبة حشفة أو أکثر من الرجل فی قبل أی فرج أنثی خال عن الملک، أی ملک النّکاح و الیمین و شبهته، أی شبهة ملک النکاح و شبهة ملک الیمین، کوطء معتدّة البائن و منکوحته نکاحا فاسدا، مثل النّکاح بلا شهود و النّکاح بالمحارم نسبا أو رضاعا أو صهرا، فإنّ الوطء المترتّب علی عقد لا یکون زنا شرعا و لغة هکذا فی جامع الرموز.

الزّنار:

[فی الانکلیزیة]Belt
[فی الفرنسیة]Ceinture
هو خیط غلیظ بقدر الإصبع من الإبریسم یشدّ علی الوسط و هو غیر الکستیج (الذی یضعه مجوس العجم علی نحو خاص). کذا فی اصطلاحات السیّد الجرجانی.

زنّار:

[فی الانکلیزیة]Belt
[فی الفرنسیة]Ceinture
هو عند الصوفیة وحدة اللون و الجهة عند السالک فی طریق الدین و اتّباع طریق الیقین.
و یقول فی کشف اللّغات: الزنار فی اصطلاح
______________________________
(1) بصفة (م).
(2) لا (+ م، ع).
(3) العبارات (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 913
السالکین هو الالتزام بالخدمة و الطاعة للمحبوب الحقیقی فی أی مرتبة کان، فیجب أن تکون عبادته صحیحة و مستقیمة. و أیضا کنایة عن زلف المعشوق «1».

زنخدان:

[فی الانکلیزیة]Uselessness،chin
[فی الفرنسیة]Inutilite،menton
و معناه بالفارسیة الذّقن، و أیضا عدم النفع.
و فی اصطلاح السالکین: عبارة عن لطف المحبوب و لکنه ممزوج بالقهر الذی یلقی بالسالک من بئر الخلود إلی بئر الظلمة. کذا فی کشف اللّغات «2».

الزّندیق:

[فی الانکلیزیة]Heretic،manichean،unbeliever
-[فی الفرنسیة]Incroyant،heretique،manicheien
بالکسر و سکون النون و کسر الدال هو الثنوی القائل بوجود إلهین اثنین، و هما اللذان یعبّر عنهما بإله النور و إله الظلمة أو یزدان و أهریمن. و یزدان هو خالق الخیر، و الشّر أهریمن (الشیطان). و الزندیق هو غیر المؤمن باللّه و الآخرة. و هو المظهر للإیمان و المبطن للکفر. و یقول بعضهم: زندیق معرّبة من زن دین، أی من له دین النّساء، و لکن الصّحیح هو الأول. و الکلمة معرّب زندی أی المؤمن بکتاب زند و هو کتاب زردشت المجوسی القائل بیزدان و أهریمن کذا فی المنتخب.
و یقول فی شرح المقاصد: الزّندیق کافر مع اعترافه بنبوّة محمد صلی اللّه علیه و سلم لأنّ فی معتقداته کفر بالاتفاق.
و الزنادقة فرقة متشبهة مبطلة، و یتّصلون بالمجاذیب کما سیأتی فی لفظ صوفی «3».
زندگی: Life -Vie
معناها بالفارسیة الحیاة. و عندهم- أی الصوفیة- هو قبول إقبال المحبوب، و قد مرّ أیضا فی لفظ الحیاة «4».

الزّهد:

[فی الانکلیزیة]Asceticism،piety،abnegation
[فی الفرنسیة]Ascetisme،piete،renoncement
بالضم و سکون الهاء و قد تفتح الزاء و هو لغة الإعراض عن الشی‌ء احتقارا له من قولهم شی‌ء زهید أی قلیل. و فی خبر إنّک الزهید و فی خبر آخر أفضل الناس مؤمن مزهد أی قلیل المال و زهید الأکل قلیله. و شرعا أخذ قدر الضرورة من الحلال المتیقّن الحلّ فهو أخصّ من الورع، إذ هو ترک المشتبه و هذا زهد العارفین، و أعلی منه زهد المقرّبین و هو الزهد فیما سوی اللّه تعالی من دنیا و جنّة و غیرهما إذ لیس لصاحب هذا الزهد مقصد إلّا الوصول إلیه تعالی و القرب منه، و یندرج فیه کلّ مقصود لغیرهم کلّ الصید فی جوف الفرا. و أمّا الزهد
______________________________
(1) نزدشان بمعنی یکرنگی و یک جهتی سالک باشد در راه دین و متابعت راه یقین و در کشف اللغات میگوید زنار در اصطلاح سالکان عبارت از عقد خدمت و بند طاعت محبوب حقیقی است در هر مرتبه که باشد عبادت راست و درست باید کرد و نیز کنایت از زلف معشوق است.
(2) یعنی چاه زنج و نیز بی‌نفعی و در اصطلاح سالکان عبارت از لطف محبوب است اما قهرآمیز که سالک را از چاه جاودانی به چاه ظلمانی می‌اندازد کذا فی کشف اللغات.
(3) ثنوی که قائل دو صانع است و از ان هر دو بنور و ظلمت و یزدان و أهرمن تعبیر کند خالق خیر را یزدان گوید و خالق شر را اهرمن یعنی شیطان و آنکه بحق تعالی و آخرت ایمان نداشته باشد و آنکه ایمان ظاهر کند و در باطن کافر باشد. و بعضی گفته‌اند معرب زن دین است یعنی آنکه دین زنان دارد و صحیح معنی اوّل است و معرب زندی است یعنی آنکه اعتقاد بزند کتاب زردشت دارد و قائل یزدان و اهرمن بود کذا فی المنتخب. و در شرح مقاصد میگوید که زندیق کافریست که با وجود اعتراف به نبوت محمد صلی اللّه علیه و سلم در عقائد او کفر باشد بالاتفاق. و زنادقة فرقه ایست متشبهه مبطله واصل بمجذوبان چنانچه در لفظ صوفی خواهد آمد.
(4) نزدشان قبول اقبال محبوب را گویند و قد مر أیضا فی لفظ الحیاة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 914
فی الحرام فواجب عام أی فی حقّ العارفین و المقربین و غیرهم و فی المشتبه فمندوب عام.
و قیل واجب. قال إبراهیم بن أدهم «1»: الزهد فرض فی الحرام و فضل فی ترک الحلال إن کان أزید مما لا بدّ منه و مکرمة فی ترک الشّبهات، فإنّ ترک الشّبهات سبب للکرامة. و قد قسّم کثیر من السلف الزهد إلی ثلاثة أقسام: زهد فرض و هو اتقاء الشّرک الأکبر ثم اتقاء الأصغر و هو أن یراد بشی‌ء من العمل قولا أو فعلا غیر اللّه تعالی و هو المسمّی بالرّیاء فی الفعل و بالسّمعة فی القول، ثم اتقاء جمیع المعاصی، و هذا الزهد فی الحرام فقط. و قیل یسمّی هذا المزهد «2» زاهدا و علیه الزهری «3» و ابن عیینة «4» و غیرهما. و قیل لا یسمّی زاهدا إلّا إن ضمّ ذلک الزهد بنوعیه الآخرین و سواهما ترک الشّبهات رأسا و فضول الحلال. و من ثمّ قال بعضهم لا زهد الیوم لفقد المباح المحض. و قد جمع أبو سلیمان الدارانی أنواع الزهد کلها فی کلمة فقال: هو ترک ما شغلک عن اللّه عز و جل. و قیل: قال العلماء الزهد قسمان: زهد مقدور و هو ترک طلب ما لیس عنده و إزالة ما عنده من الأشیاء، و ترک الطلب فی الباطن.
و زهد غیر مقدور و هو ترک أن یبرد قلبه من الدنیا بالکلیة فلا یحبّها أصلا. و إذا حصل للعبد القسم الأول یحصل الثانی أیضا بفضله تعالی و کرمه. و قیل الزهد ترک الحلال من الدنیا و الإعراض عنها و عن شهواتها بترک طلبها، فإنّ طالب الشی‌ء مع الشی‌ء. و قال الجنید: الزهد خلوّ الأیدی من الأملاک و القلوب من التتبع أی الطلب. و قال السرّی الزهد ترک حظوظ النفس من جمیع ما فی الدنیا أی لا یفرح بشی‌ء منها و لا یحزن علی فقده و لا یأخذ منها إلّا ما یعینه علی طاعة ربه أو ما أمر فی أخذه مع دوام الذکر و المراقبة و التفکر فی الآخرة، و هذا أرفع أحوال الزهد، إذ من وصل إلیه إنّما هو فی الدنیا بشخصه فقط. و أمّا بمعناه فهو مع اللّه بالمراقبة و المشاهدة لا ینفکّ عنه. و قیل الزاهد الذی شغل نفسه بما أمره مولاه و ترک شغله عن کل ما سواه. و قیل من یخلو قلبه عن المراد «5» کما یخلو یداه من الأسباب. و قیل هو من لا یأخذ من الدنیا إلّا قوتا. و جمیع الأقوال متقاربة کما لا یخفی.
اعلم أنّ العلماء اختلفوا فی تفسیر المزهود فیه من الدنیا، فقیل: الدینار و الدرهم.
و قیل المطعم و المشرب و الملبس و المسکن، و قیل الحیاة. و الوجه کما علم مما سبق أنّه کل لذّة و شهوة ملائمة للنفس حتی الکلام بین مستمعین له ما لم یقصد به وجه اللّه تعالی.
و فی حدیث مرفوع أخرجه الترمذی و قال غریب و فی إسناده من هو منکر الحدیث و ابن ماجة:
«الزهادة فی الدنیا لیست بتحریم الحلال و لا إضاعة المال و لکن الزهادة فی الدنیا أن لا
______________________________
(1) هو ابراهیم بن ادهم بن منصور التمیمی البلخی، أبو إسحاق. توفی عام 161 ه/ 778 م. زاهد مشهور عالم. له أخبار کثیرة. الاعلام 1/ 31، تهذیب ابن عساکر 2/ 167، البدایة و النهایة 10/ 135، حلیة الأولیاء 7/ 367.
(2) یسمّی صاحب هذا الزهد (م).
(3) هو محمد بن مسلم بن عبد اللّه بن شهاب الزهری القرشی، أبو بکر. ولد عام 58 ه/ 678 م. و توفی عام 124 ه/ 742 م.
أول من دوّن الحدیث، من أکابر الحفّاظ و الفقهاء، تابعی. الاعلام 7/ 97، تذکرة الحفاظ 1/ 102، وفیات الاعیان 1/ 451، تهذیب التهذیب 9/ 445، حلیة الأولیاء 3/ 360، صفة الصفوة 2/ 77.
(4) هو سفیان بن عیینة بن میمون الهلالی الکوفی، أبو محمد. ولد بالکوفة عام 107 ه/ 725 م. و توفی بمکة عام 198 ه/ 814 م. محدّث الحرم المکی. حافظ ثقة، واسع العلم. له عدة کتب. الاعلام 3/ 105، تذکرة الحفاظ 1/ 242، صفة الصفوة 2/ 130، وفیات الأعیان 1/ 210، حلیة الأولیاء 7/ 270.
(5) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 915
تکون بما فی یدیک أوثق مما فی ید اللّه تعالی، و أن تکون فی ثواب المصیبة إذا أنت أصبت بها أرغب فیها، لو أنّها بقیت لک» «1». و لا یعارض ما مرّ من تفسیر الزهد لأنّ الترمذی ضعّفه و لأنّ أحمد رواه موقوفا علی أبی مسلم الخولانی «2» بزیادة «و أن یکون مادحک و ذامّک فی الحق سواء» «3». و قد اشتمل ثلاثة أمور کلها من أعمال القلب دون الجوارح، و من ثم کان أبو سلیمان یقول لا نشهد لأحد بالزهد لأنّه فی القلب. و منشأ أول تلک الأمور الثلاثة من صحة الیقین و قوته فإنّه تعالی یتکفّل بأرزاق عباده کما فی آیات کثیرة. و فی حدیث مرفوع: «من سرّه أن یکون أغنی الناس فلیکن بما فی ید اللّه أوثق مما فی یده» «4». و قال الفضیل «5»: أصل الزهد الرضا عن اللّه عز و جل، و القنوع هو الزهد و هو الغنی، فمن حقّق الیقین وثق فی أموره کلها باللّه و رضی بتدبیره له، و غنی عن الناس، و إن لم یکن له شی‌ء من الدنیا. و منشأ ثانیها من کمال الیقین، و من ثمّ روی أنّ من دعائه صلی اللّه علیه و آله و سلم: «اللّهم اقسم لنا من خشیتک ما تحول به بیننا و بین معصیتک، و من طاعتک ما تبلّغنا به جنّتک و من الیقین ما تهون به علینا من مصائب الدنیا» «6». و قال علی کرّم اللّه وجهه:
من زهد فی الدنیا هانت علیه المصائب. و منشأ ثالثها من سقوط منزلة المخلوقین من القلب و امتلائه من محبة الحقّ و إیثار رضاه علی رضا غیره، و أن لا یری لنفسه قدر الوجه. و من ثمّ کان الزاهد فی الحقیقة هو الزاهد فی مدح نفسه و تعظیمها. و لذا قیل: الزهد فی الرئاسة أشدّ منه فی الذهب و الفضة. و قیل لبعض السلف من معه مال هل هو زاهد؟ فقال نعم إن لم یفرح بزیادته. و قال سفیان الثوری «7»: الزهد فی الدنیا قصر الأمل لیس بأکل الغلیظ و لا بلیس العباء.
و من دعائه صلی اللّه علیه و سلم: «اللّهم زهدنا فی الدنیا و وسّع علینا منها و لا تزوها عنا فترغبنا فیها» «8». و قال أحمد: هو قصر الأمل و الیأس مما فی أیدی الناس، أی لأنّ قصره یوجب محبّة لقاء اللّه تعالی بالخروج من الدنیا و هذا نهایة الزهد فیها و الإعراض عنها. هذا کله خلاصة ما فی فتح المبین شرح الأربعین فی شرح الحدیث الحادی و الثلاثین و مجمع السلوک و خلاصة السلوک.
و أورد فی الصحائف: الزهد عندنا علی ثلاث مراتب:
1- المرتبة الأولی: الزهد فی الدنیا و هذا
______________________________
(1) رواه الترمذی ج 4/ 277.
(2) هو عبد اللّه بن ثوب الخولانی. توفی بدمشق عام 62 ه/ 682 م. تابعی، فقیه، زاهد. و کان یقال عنه: أبو مسلم حکیم هذه الأمة. الأعلام 4/ 75، تذکرة الحفاظ 1/ 46، حلیة الأولیاء 2/ 122، اللباب 1/ 395، البدایة و النهایة 8/ 146.
(3) ذکره ابن حجر الهیثمی فی کتاب فتح المبین لشرح الاربعین ص 206. و لم نجده فی کتب الصحاح و الاسانید.
(4) المغنی عن حمل الأسفار للعراقی 4/ 239. من سرّه أن یکون عند اللّه أغنی الناس: إتحاف السادة المتقین للتبریزی 9/ 388.
من سره أن یکون من أغنی الناس. تاریخ اصبهان لابی نعیم 2/ 363.
(5) هو الفضیل بن عیاض، شیخ الحرم المکی. و قد سبقت ترجمته.
(6) سنن الترمذی 3502. مستدرک الحاکم 1/ 528- 2: 142. مشکاة المصابیح للتبریزی 2492. شرح السنة للبغوی 5: 174.
(7) هو سفیان بن سعید بن مسروق الثوری، أبو عبد اللّه، ولد بالکوفة عام 97 ه/ 716 م. و توفی بالبصرة عام 161 ه/ 778 م.
لقّب بأمیر المؤمنین فی الحدیث. کان سید أهل زمانه فی علوم الدین و التقوی له عدة کتب. الاعلام 3/ 104، وفیات الاعیان 1/ 210، الجواهر المضیة 1/ 250، طبقات ابن سعد 6/ 257، حلیة الأولیاء 6/ 356.
(8) جاء بلفظ: و لا تجعل الدنیا أکبر همّنا.
سنن الترمذی، کتاب الدعوات، باب رقم 80 دون اسم، ج (3502)، 5/ 528. أما «اللهم زهدنا فی الدنیا» فهو دعاء لسفیان الثوری، ذکره ابن حجر الهیثمی فی کتاب فتح المبین لشرح الاربعین، شرح الحدیث 31، ص 206.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 916
علی ثلاثة أقسام:
أ- ذلک الذی هو فی ظاهره تارک للدنیا، و لکن فی الباطن میّال إلیها. و هذا ما نسمّیه المتزهّد، و مثل هذا الشخص ممقوت عند اللّه.
ب- هو تارک للدنیا ظاهرا و باطنا و لکنّه له شعور علی الترک. و یعلن: بأنی تارک، و هذا ما تقول له: ناقصا.
ح- هو من لا قدر لشی‌ء عنده حتی یعلن بأنی تارک الشی‌ء. و هو ما نسمّیه الکامل فی ترک الدنیا. و لکن ترکه من أجل الآخرة و نعیمها.
2- المرتبة الثانیة: التارک للدنیا و الآخرة إلّا نفسه، أی أنّه یرید من ذلک (رضی) مولاه فقط. و هو فی ذلک ینظر إلی نفسه.
و هی درجة عالیة و کاملة و قلّ من وصل إلیها.
3- المرتبة الثالثة: هو من ترک الدنیا و الآخرة و حتی نفسه، أی أنّ نظره الکلی هو إلی ربّه فقط و هو غیر مبال بنفسه و غیرها. و یعید کلّ شی‌ء إلی مولاه، و لا یرید نفسه إلّا من أجل ربّه، و هذا ما نسمّیه الأکمل. «و لکل درجات مما عملوا» انتهی.
و الفرق بین الزهد و الفقر فی لفظة صوفی سیأتی بیانه «1».

زهد خشک:

[فی الانکلیزیة]Dryness
[فی الفرنسیة]Secheresse
کنایة عن الیبوسة و الجفاف. و یعبّر به عن الزهد الصوری الذی لا یصل به صاحبه إلی الأحوال المعنویة. و قیل هو الزهد الخالی من العشق و المحبة. کذا فی کشف اللّغات «2».

الزّوج:

[فی الانکلیزیة]Even number
[فی الفرنسیة]Nombre pair
بالفتح و سکون الواو خلاف الفرد. قال المحاسبون: العدد الصحیح إن کان له نصف صحیح أی غیر منکسر فزوج کالعشرة و إلّا ففرد کالثلاثة. و الزوج إن کان یقبل التنصیف إلی الواحد یسمّی زوج الزوج کالثمانیة، فإنّ تنصیفاتها تبلغ إلی الواحد إذ نصفها أربعة، و نصف الأربعة اثنان، و نصف الاثنین واحد.
و إن کان لا یقبل التنصیف إلی الواحد یسمّی زوج الفرد سواء قبله مرة کالستة أو أکثر منها کاثنی عشر کذا فی شرح خلاصة الحساب.
و قال السیّد الشریف فی حاشیة شرح المطالع:
الزوج إن انتهی فی القسمة إلی الواحد فهو زوج الزوج کالأربعة و الاثنین، و إن لم ینته فلا یخلو من أن ینقسم أکثر من مرة واحدة فهو زوج الزوج و زوج الفرد کالاثنی عشر أو لا ینقسم إلّا مرة واحدة فهو زوج الفرد کالستة.
و أهل الرّمل یسمّون النقطة الواحدة فی شکل الرّمل فردا، و یسمّون النقطتین زوجا علی هذه الصورة و یقولون له: لحیان.
______________________________
(1) و در صحائف می‌آرد زهد نزدیک ما سه مرتبه است مرتبه اوّل زهد در دنیا و این بر سه قسم است یکی آنکه بظاهر تارک و بباطن مائل و آن را متزهد خوانیم و چنین شخص ممقوت باری تعالی بود دوم آنکه بظاهر و باطن تارک بود لیکن او را بر ترک شعوری باشد و بداند که من تارکم و أو را ناقص گوئیم سیوم آنکه نزدیک وی هیچ قدری و قیمتی نبود تا بداند چیزی را که تارکم و او را در ترک دنیا کامل گوئیم و لیکن ترک بجهت آخرت و نعیم وی بود. و مرتبه دوم تارک دنیا و آخرت بود الا نفسه یعنی مولی را بجهت خود میخواهد و خواست او درین صورت برای خود بود و این نیز مرتبه کامل نارسیده باشد و مرتبه سیوم تارک دنیا و آخرت و خودی خود است یعنی او نظر کلی بر مولی دارد و از خود و غیر خود غافل بود و همه خود را بمولی دهد و خود را جز برای او نخواهد بدان خواست و ناخواست بی‌خبر او را در کمال اکمل خوانیم و لکل درجات مما عملوا انتهی. و فرق میان زهد و فقر در لفظ فقر و در صوفی خواهد آمد.
(2) عبارتست از آنکه صورت زهدش منجر باحوال معنوی نباشد و قیل زهدی که بی‌عشق و محبت باشد کذا فی کشف اللغات.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 917
و لکنهم من أجل السّهولة یصلون هاتین النقطتین. و علیه فصورة اللحیان هکذا یکتبونها:
و علی هذا القیاس فی بقیة الأشکال. هکذا فی بعض رسائل الرمل.
و جمع الفرد أفراد، و جمع الزوج أزواج و یقولون: إذا جمع فردان أو زوجان فالحاصل هو زوج، و إذا جمع زوج و فرد فالناتج هو فرد «1».

الزّیادة:

[فی الانکلیزیة]Increase،surplus،excess
[فی الفرنسیة]Augmentation،surplus،excedent
بالیاء المثناة التحتانیة فی اللغة بمعنی افزونی و افزون شدن کما فی المنتخب. و قال الفقهاء الزیادة فی المبیع إمّا متصلة أو منفصلة و کل منهما إمّا متولّدة من المبیع أو غیر متولّدة منه. فالمتصلة المتولّدة کالسمن و الجمال و غیر المتولّدة کالصبغ و الخیاطة و البناء. و المنفصلة المتولدة کالولد «2» و الثمر و الأرش و غیر المتولّدة کالکسب و الغلّة و الهبة کذا فی جامع الرموز.

الزیج:

[فی الانکلیزیة]Astronomical table،horoscope
[فی الفرنسیة]Table astronomique،horoscope
بالکسر و سکون الیاء هو عند المنجّمین اسم کتاب قد تضمّن أحوال حرکات الکواکب، و أمثال ذلک مما یعلم من المرصد. و الزیج معرّبة من زیگ بالکاف الفارسیة، و هو خیط یثبته النقّاشون علی الملابس، و ذلک قانون معروف لدی نقاشی الثیاب، کما أنّ الزیج هو قانون لدی المنجّم لمعرفة النقوش و الأوضاع الفلکیة و خطوطها، و جداولها طولا و عرضا، و هی شبیهة بخیوط الزیگ فی طولها و عرضها و تراکبها فوق بعضها، و ذلک لأنّ کیفیة نقوش الثیاب ظهرت من تلک الخیوط، کما أنّ مجموعة حرکات الکواکب تظهر من جداول الزیج. و قراءته بالجیم الفارسیة من الخطأ المشهور لدی العامّة.
کذا فی سراج الاستخراج «3».

الزّیدیة:

[فی الانکلیزیة]AL -Zaydiyya)sect(
[فی الفرنسیة]AL -Zaydiyya)secte(
فرقة من الشیعة و هم المنسوبون إلی زید بن علی زین العابدین «4»، و هم ثلاث فرق.
الأولی الجارودیة أصحاب أبی الجارود الذی سمّاه الباقر «5» سرحوبا، و فسّره بأنه شیطان یسکن البحر، قالوا بالنّص من النبی علیه السلام علی إمامة علیّ وصفا لا تسمیة، و الصحابة
______________________________
(1) و اهل رمل یک نقطه شکل رمل را فرد نامند و دو نقطه را زوج بدین صورت مثلا که این را لحیان گویند اما بجهت سهولت این دو نقطه را متصل نویسند پس صورت لحیان این‌طور نویسند و برین قیاس در باقی اشکال هکذا فی بعض رسائل الرمل. و جمع فرد افراد است و جمع زوج ازواج است و میگویند که از جمع دو فرد و یا دو زوج زوج حاصل می‌شود و از جمع فرد و زوج فرد حاصل آید.
(2) الورد (م).
(3) بالکسر و سکون الیاء نزد منجمان اسم کتابیست که در آن ثبت کنند احوال حرکات کواکب و مانند آنکه از رصد معلوم شود و آن معرب زیگ است بکاف فارسی و آن ریسمانی است که نقش‌بندان نقش جامها بر آن بندند و آن قانونیست جامه‌باف را در معرفت بافتن جامهای منقش چنانکه زیج قانونیست منجم را در شناختن نقوش و اوضاع فلکی و خطوط. و جداول او در طول و عرض شبیه است بآن ریسمانهای زیک در طول و عرض که درهم کشیده‌اند زیرا که کیفیات نقوش ثیاب از ان ریسمانها پیدا شود چنانکه کمیات حرکات کواکب از جداول زیج ظاهر گردد و آنکه بجیم فارسی خوانند از اغلاط عامه است کذا فی سراج الاستخراج.
(4) هو زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب. ولد عام 79 ه/ 698 م. و توفی عام 122 ه/ 740 م. إمام هاشمی، إلیه تنسب فرقة الزیدیة. فقیه عالم متکلم، خطیب. الاعلام 3/ 59، مقاتل الطالبیین 127، فوات الوفیات 1/ 164، تاریخ الطبری 8/ 260، ابن الاثیر 5/ 84.
(5) هو محمد بن علی زین العابدین بن الحسین الطالبی الهاشمی أبو جعفر الباقر ولد بالمدینة عام 57 ه/ 676 م. و توفی بالمدینة عام 114 ه/ 732 م. خامس الأئمة الاثنی عشریة، ناسک عابد، عالم بالتفسیر. الاعلام 6/ 270.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 918
کفروا لترکهم الاقتداء بعلی بعد النبی. و الإمامة بعد الحسن «1» و الحسین «2» شوری فی أولادهما، فمن خرج منهم بالسیف و هو عالم شجاع فهو إمام. و اختلفوا فی الإمام المنتظر أ هو محمد بن عبد اللّه بن الحسین بن علی «3» و زعموا أنه لم یقتل أم هو محمد بن القاسم بن علی بن الحسین «4»، أو هو یحیی بن عمر «5» صاحب الکوفة «6» من أحفاد زید بن علی. و الثانیة السلیمانیة «7» أصحاب سلیمان بن جریر «8» قالوا الإمامة شوری فیما بین الخلق. و إنّما تنعقد برجلین من خیار المسلمین، و تصحّ إمامة المفضول مع وجود الفاضل، و أبو بکر و عمر إمامان و إن أخطأت الأمة فی البیعة بهما مع وجود علی، لکنه خطأ لم ینته إلی درجة الفسق، و کفّروا عثمان و طلحة «9» و زبیر و عائشة.
و الثالثة البتیریة أصحاب بتیر الثومی وافقوا السلیمانیة إلّا أنهم توقفوا فی عثمان. و هذه فرق الزیدیة و أکثرهم فی زماننا مقلّدون یرجعون فی
______________________________
(1) هو الحسن بن علی بن أبی طالب الهاشمی القرشی، أبو محمد. ولد فی المدینة عام 3 ه/ 624 م. و توفی فیها عام 50 ه/ 170 م. ثانی الأئمة الاثنی عشر عند الإمامیة، ابن بنت رسول اللّه. عاقل حلیم فصیح محب للخیر. بویع بالخلافة بعد مقتل أبیه لکنه خلعها عن نفسه.
الاعلام 2/ 199، الإصابة 1/ 328، الیعقوبی 2/ 191، حلیة الاولیاء 2/ 35، تاریخ الخمیس 2/ 289.
(2) هو الحسین بن علی بن أبی طالب الهاشمی القرشی، أبو عبد اللّه. ولد فی المدینة عام 4 ه/ 625 م. و توفی بکربلاء عام 61 ه/ 680 م. السبط الشهید، ابن بنت رسول اللّه. دعاه الناس للخلافة و قاتل الأمویین حتی مات. الاعلام 2/ 243، تهذیب ابن عساکر 4/ 311، ابن الاثیر 4/ 19، الطبری 6/ 215، تاریخ الخمیس 2/ 297، صفة الصفوة 1/ 321.
(3) هو محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن علی بن أبی طالب، أبو عبد اللّه، الملقّب بالأرقط و بالمهدی و بالنفس الزکیة. ولد بالمدینة عام 93 ه/ 712 م و توفی فیها عام 145 ه/ 762 م. أحد أمراء الطالبیین. عالم، شجاع، جواد. ثار أیام الامویین ثم أیام العباسیین إلی أن مات شهیدا. الاعلام 6/ 220، مقاتل الطالبیین 232، ابن خلدون 3/ 190، ابن الاثیر 5/ 201، الطبری 9/ 201، شذرات الذهب 1/ 66، الوافی بالوفیات 3/ 297.
(4) هو محمد بن القاسم بن علی بن عمر الحسینی العلوی الطالبی، أبو جعفر. توفی بعد عام 219 ه/ بعد 834 م. ثائر من الطالبیین. عالم بالدین، زاهد فقیه. و عند ما اشتد خطره حبسه المعتصم العباسی. و قیل إنه لم یمت (المنتظر عند البعض).
الاعلام 6/ 334، مقاتل الطالبیین 577، البدایة و النهایة 10/ 282.
(5) هو یحیی بن عمر بن یحی بن الحسین بن زید بن علی بن الحسین السبط، ابو الحسین الطالبی توفی عام 250 ه/ 864 م.
ثائر من أهل البیت. حبس ثم اطلق سراحه و استولی علی الکوفة إلی أن مات. الاعلام 8/ 160، ابن الاثیر 7/ 17، مقاتل الطالبیین 639، البدایة و النهایة 10/ 314.
(6) مدینة بالعراق، و المصر الأعظم و قبة الاسلام. أول مدینة اختطها المسلمون بالعراق سنة 14 ه علی ضفة الفرات. تبعد عن بغداد ثلاثین فرسخا. اتخذها علی بن أبی طالب مرکزا لخلافته. و قد تعرّضت للخراب. الروض المعطار 501، معجم ما استعجم 4/ 1143، نزهة المشتاق 120، معجم البلدان، مادة الکوفة.
(7) هی فرقة زیدیة تتبع سلیمان بن جریر الزیدی، کانوا یرون الإمامة شوری. أقرّوا إمامة ابی بکر و عمر، و قالوا بجواز إمامة المفضول. و کفّروا عثمان، لذا کفّرهم أهل السنة: و قد سموا بالحریریة. التبصیر 28، الملل و النحل 159، الفرق 32، المقالات 1/ 135، المقریزی 1/ 351.
(8) هو سلیمان بن جریر الزیدی، رأس الفرقة السلیمانیة. التبصیر 28، الملل و النحل 159، مقالات الاسلامیین 1/ 135، الفرق 32، المقریزی 1/ 351.
(9) هو طلحة بن عبید اللّه بن عثمان التیمی القرشی المدنی، أبو محمد. ولد عام 28 ق. ه/ 596 و توفی عام 36 ه/ 656 م.
صحابی، شجاع جواد. أحد العشرة المبشرین و أحد الستة أصحاب الشوری و أحد الثمانیة السابقین إلی الإسلام. عالم محدث. له عدة ألقاب.
الأعلام 3/ 229، طبقات ابن سعد 3/ 152، تهذیب التهذیب 5/ 20 غایة النهایة 1/ 342، صفة الصفوة 1/ 130، حلیة الاولیاء 1/ 87.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 919
الأصول إلی الاعتزال، و فی الفروع إلی مذهب أبی حنیفة إلّا فی مسائل قلیلة کذا فی شرح المواقف «1».

الزّیف:

[فی الانکلیزیة]Forged or fake coin،forged 2 L currency
[فی الفرنسیة]Monnaire fausse ou contrefaite
ما یرده بیت المال من الدراهم، و النبهرجة «2» ما یرده التّجار، و الستوقة ما یغلب علیها الغش کذا فی الهدایة.
______________________________
(1) من کبار الفرق الشیعیة أتباع زید بن علی. لهم آراء تمیّزوا بها من الإمامیة. و انقسموا بالتالی إلی فرق عدیدة. المسعودی 3/ 220، التبصیر 27، الفرق 29، الملل و النحل 154، المقالات 1/ 132.
(2) فی المغرب ص 50، البهرج الدرهم الذی فضته ردیئة. و قیل الذی غلب فیه للفضة. إعراب بنهره بالفارسیة. و قیل بنهره ثم عربت فقیل بهرج. و عن اللحیانی درهم بهرج أی بنهرج. و لم أجده بالنون إلّا له. و قال المطرزی فی موضع آخر: الستوق بالفتح أردأ من البهرج کما أن البهرج أردأ من الزیج. و قیل إن الستوق تعریب سه تو، المغرب 242. [هذا النص منقول من النسخة م].
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 920

حرف السین (س)

السّائل:

[فی الانکلیزیة]Caller،liquid،fluid،questioner
-[فی الفرنسیة]Demandeur،liquide،fluide،questionneur
اسم فاعل إمّا من السّؤال، و حینئذ هو مهموز العین، و ستعرف معناه فیما بعد، و إمّا من السّیلان، و حینئذ هو أجوف یائی و سیعرف أیضا بعید هذا. و یطلق أیضا عند الأطباء علی دواء من شأنه أن تنبسط أجزاؤه إلی أسفل عند فعل الحرارة الغریزیة فیه، کالمائعات کلها، کذا فی الأقسرائی.

السّؤال:

[فی الانکلیزیة]Question،invocation
[فی الفرنسیة]Question،invocation
بالضم و فتح الهمزة و بالفارسیة: خواستن و مسألة کذلک کما فی الصّراح و فی کنز اللّغات: سؤال درخواستن، و پرسیدن، و مسألة درخواستن. و فی مجموعة اللغات: مسألة پرسیدن. و فی شرح الطوالع السّؤال الدّعاء و هو الطلب مع الخضوع و قد سبق. و السؤال عند أهل النظر هو الاعتراض، و السائل هو المعترض کما یفهم من العضدی و غیره. و فی الرشیدیة السائل من نصب نفسه لنفی الحکم الذی ادّعاه المدّعی بلا نصب دلیل علیه. فعلی هذا یصدق علی المناقض فقط، و قد یطلق علی ما هو أعمّ، و هو کلّ من تکلّم علی ما تکلّم به المدعی أعمّ من أن یکون مانعا أو مناقضا أو معارضا.

سؤال الترکیب:

[فی الانکلیزیة]Complex question
[فی الفرنسیة]Question complexe
عند الأصولیین هو بیان أنّ فی حکم الأصل قیاسا مرکّبا و قد تقرّر أنّ من شرط حکم الأصل أن لا یکون ذا قیاس مرکّب.

سؤال التّعدیة:

[فی الانکلیزیة]Reductio ab absurdo
[فی الفرنسیة]Preuve par l'absurde
عندهم هو بیان وصف فی الأصل عدّی إلی فرع مختلف فیه. و قال الآمدی هو أن یعیّن المعترض فی الأصل معنی و یعارض به ثم یقول للمستدل ما عللت به و إن تعدی إلی فرع مختلف فیه فکذا ما عللت به تعدی إلی فرع مختلف فیه، و لیس أحدهما أولی من الآخر.
و ذکروا فی مثاله أن یقول المستدلّ فی البکر البالغة بکر فتجبر کالصغیرة، فیقول المعترض هذا معارض بالصغیر العاقل، و ما ذکرته و إن تعدّی به الحکم إلی البکر البالغة فما ذکرته قد تعدّی به الحکم إلی الثّیّب الصغیرة، هکذا فی العضدی و حاشیته للتفتازانی.

سؤال الحضرتین:

[فی الانکلیزیة]Invocation of the divine presence
[فی الفرنسیة]Invocation de la presence divine
هو السّؤال الصادر عن حضرة الوجوب بلسان الأسماء الإلهیة الطالبة، فهی نفس الرحمن، ظهورها بصور الأعیان، و عن حضور الإمکان بلسان الأعیان ظهورها بالأسماء و إمداد
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 921
النفس علی الاتصال إجابة سؤالهما أبدا کذا فی الجرجانی.

سؤال و جواب:

[فی الانکلیزیة]Question and answer
[فی الفرنسیة]Question et reponse
اسم مراجعت است- هو اسم للمراجعة کما مر-.

السّائمة:

[فی الانکلیزیة]Grazing cattle
[فی الفرنسیة]Betail au paturage
تطلق علی الراعیة عادة من الإبل و البقر و الغنم و الخیل. یقال سامت الماشیة أی رعت فهی سائمة، فلا یجب فی الحمیر و البغل لأنهما غیر سائمتین عادة. و فی الشرع اعتبر الرّعی فی أکثر السّنة. و لذا فسّرت بالمکتفیة بالرعی فی أکثر الحول، کذا فی جامع الرموز و البرجندی.

السّابعة:

[فی الانکلیزیة]The seventh
[فی الفرنسیة]La septieme
عند المنجّمین هی سدس عشر السّادسة.

السّابق:

[فی الانکلیزیة]Predecessor
[فی الفرنسیة]Predecesseur
عند المحدّثین هو أحد الراویین المشترکین فی الروایة عن شیخ الذی تقدّم موته علی الراوی الآخر إلی أن یکون بین وفاتیهما تباعد شدید، فحصل بینهما أمر بعید، و ذلک الراوی الآخر الذی تأخّر موته یسمّی لاحقا. و فائدة ذلک الاعتبار الأمن من ظنّ سقوط شی‌ء فی إسناد المتأخّر و تفقّه الطالب فی معرفة العالی و النّازل، کذا فی شرح النخبة و شرحه.

السّابقة:

[فی الانکلیزیة]Providence
[فی الفرنسیة]Providence
هی العنایة الأزلیة المشار إلیها فی التنزیل بقوله: وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ «1» کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

السّادسة:

[فی الانکلیزیة]The sixth
[فی الفرنسیة]La sixieme
بالدال المهملة عند المنجّمین و أهل الهیئة هی سدس عشر الخامسة.

السّاعة:

[فی الانکلیزیة]One hour
[فی الفرنسیة]Heure
عند الفقهاء اسم لقطعة من الزمان کذا فی البحر الرائق فی باب الاعتکاف. و عند المنجّمین و أهل الهیئة هی ثلث ثمن الیوم و اللیلة، یعنی جزء من أربعة و عشرین جزءا من مجموع الیوم و اللیل. و ذکر الفاضل علی البرجندی فی بعض تصانیفه: بأنّ کلّ نهار و لیلة الحقیقی و الوسطی قد قسما إلی 24 قسما متساویا. و هذه الساعات تسمّی مستویة و معتدلة و استوائیة و اعتدالیة، و الأقسام الوسطی تسمّی الساعات الوسطی و الأقسام الحقیقیة تسمّی الساعات الحقیقیة. و کلّ ساعة عبارة عن ستین دقیقة، و کلّ دقیقة 60 ثانیة، و علی هذا القیاس.
و إطلاق اسم وسطی علی مستوی فظاهر. أمّا اسم الحقیقی المستوی فعلی سبیل التقریب.
و قد قسّم کلّ من اللیل و النهار بناء علی اصطلاح أهل فارس و الروم إلی اثنی عشر قسما متساویا، و ذلک حینما تکون دورة معدّل النهار أقل. و هذه الساعات یقال لها: معوجة و قیاسیة و زمانیة، و ذلک لأنّ الاختلاف عائد لقصر أو طول اللیل و النهار، و لکنها دائما- تساوی نصف سدس اللیل أو النهار.
و وجه تسمیة تلک الساعات بالقیاسیة هو کونها مکتوبة علی آلات قیاسیة مثل الاسطرلاب و الرّخامات و نحو ذلک. و من ما یطلع من معدل النهار فی مدة ساعة زمنیة واحدة فیقال لها:
أجزاء الساعة.
______________________________
(1) یونس/ 2.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 922
و یقول فی سراج الاستخراج: إنّ منجّمی بلاد الهند یقسّمون الیوم (لنهار و لیلة) إلی ستین قسما متساویا. و یسمّون کلّ قسم منها کهری، و هکذا کلّ کهری إلی 60 پل، و کلّ پل إلی 60 بپل، و کلّ بپل إلی 60 بپلانس.
فإذن الساعة تعادل اثنین و نصف کهری.
و الدقیقة اثنین و نصف پل، و علی هذا القیاس.
و ذکر فی توضیح التقویم: إنّ المنجّمین قد وضعوا لساعات الزمان دورا یدور حول سبعة (کواکب). و ابتداء ینسبون اثنتی عشرة ساعة للشمس ثم اثنتی عشرة ساعة تالیة للزهرة، ثم مثلها لعطارد، ثم أخری لزحل حتی تعود النوبة إلی الشمس حسب الترتیب الفلکی. و هکذا تدور إلی دورة أخری. و تسمّی الساعات المنسوبة للشمس ساعات العشرین (أو البؤس)، و هی فی الأمور المختارة مذمومة إلّا فی باب العداوة.
و هذه الساعات تکون زمانیة. و حینا یأتون بساعات مستویة و ساعات فضل الدور یجی‌ء ذکرها فی لفظ السنة «1».

السّاعد:

[فی الانکلیزیة]Arm،force،power
[فی الفرنسیة]Bras،force،pouvoir
هو عند الصّوفیة القوّة، کذا فی بعض الرسائل. و یقول فی کشف اللّغات السّاعد عبارة عن القدرة المحضة «2».

ساغر:

[فی الانکلیزیة]Cup،drunkness،passionate desire
[فی الفرنسیة]Ivresse،desir ardent،coupe
بالفارسیة هو کأس الخمر. و أما عند الصوفیة فهو بمعنی الشی‌ء الذی تشاهد فیه الأنوار الغیبیة و تدرک المعانی. و جاء أیضا بمعنی قلب العارف و حینا لهم فیه سکر و شوق للمراد «3».

السّاق:

[فی الانکلیزیة]Side
[فی الفرنسیة]Cote
عند المهندسین یطلق علی ضلع من أضلاع المثلّث و قد سبق.

السّاقی:

[فی الانکلیزیة]Emanation،illumination،God who drenches
[فی الفرنسیة]Emanation،illumination،Dieu qui abreuve
عند الصوفیة هو فیض المبلّغین و المرغّبین
______________________________
(1) و فاضل علی برجندی در بعضی تصانیف خود ذکر نموده که هریک از شبانروز وسطی و حقیقی را به بیست و چهار قسم متساوی قسمت کنند و این اقسام را ساعات مستویه و معتدلة و استوائیة و اعتدالیه نامند و اقسام وسطی را ساعات وسطی و اقسام حقیقی را ساعات حقیقی نامند و هر ساعتی را به شصت دقیقه و هر دقیقه را به شصت ثانیه و علی هذا القیاس و تسمیه وسطی بمستوی ظاهر است اما تسمیه حقیقی بمستوی بر سبیل تقریب است. و هریک از روز و شب را جدا جدا بر اصطلاح اهل فارس و روم وقتی که از مقدار یک دوره معدل النهار کمتر باشد به دوازده قسم متساوی کنند و آن را ساعات معوجه و قیاسیه و زمانیه گویند زیرا که بطول و قصر شب و روز مختلف شوند لیکن همیشه نصف سدس شب یا روز باشند. و وجه تسمیه آنها بساعات قیاسیه این ست که اینها را بر آلات قیاسیه مثل اسطرلاب و رخامات و نحو ذلک می‌نویسند و از آنچه از معدل النهار در زمان یک ساعت طلوع کند آن را اجزای آن ساعت گویند. و در سراج الاستخراج گوید که منجمان هند شبانروز را به شصت قسم متساوی قسمت کنند و هریکی را گهری گویند و همچنان یک گهری را به شصت پل و هر پل را به شصت بپل و هر بپل را به شصت بپلانس پس حصه یک ساعت دو نیم گهری شد و حصه دقیقة دو نیم پل و علی هذا القیاس. و در توضیح التقویم می‌آرد که منجمان ساعات زمانی را دوری نهاده‌اند که بر هفت می‌گردد و ابتدا از اجتماع کرده دوازده ساعت زمانی به آفتاب منسوب دارند بعد از ان دوازده ساعت زمانی دیگر به زهره و بعد از ان دوازده دیگر بعطارد و بعد از ان دوازده دیگر بزحل تا باز نوبت بشمس رسد بترتیب افلاک و همچنین میگردد تا اجتماع دیگر و هر دوازده ساعت که به آفتاب منسوب شود آن را ساعات بیست خوانند و آن در اختیارات امور مذموم است الا مثل اعمال عداوت و این ساعات زمانی باشد و گاه باشد که بساعات مستوی هم بیارند. و ساعات فضل الدور یجی‌ء ذکره فی لفظ السنة.
(2) نزد صوفیه صفت قوت را گویند کذا فی بعض الرسائل و در کشف اللغات گوید ساعد عبارت از محض قدرت باشد.
(3) نزد صوفیه بمعنی چیزی که در وی مشاهده انوار غیبی و ادراک معانی کنند و بمعنی دل عارف هم امده و گاهی ازو سکر و شوق مراد دارند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 923
الذین یملئون قلوب العارفین بکشف الرّموز و بیان الحقائق. کذا فی بعض الرسائل. و فیه أیضا: السّاقی هو أیضا صورة مثالیة جمالیة یظهر لدی مشاهدتها عند السالک نوع من السّکر الإلهی.
و یقول فی کشف اللغات: المراد من السّاقی عند السّالکین هو الشیخ الکامل و المرشد المکمّل. و أیضا: یأخذ الحقّ صفة السّاقی فیلهم عشاق الحقّ المحبة حتی یصیر أحدهم فانیا و ممحوّا. و هذا المعنی لا یدرکه إلّا أرباب الذّوق و الشّهود «1».

السّالم:

[فی الانکلیزیة]Regular،sane
[فی الفرنسیة]Regulier،sain
عند الصرفیین مرادف الصحیح، و هو اللفظ الذی لیس فی مقابلة الفاء و العین و اللام منه حرف علة و لا همزة و لا تضعیف هذا هو المشهور. و بعضهم فرّق بین السّالم و الصحیح، و قال: السّالم ما مرّ و الصحیح ما لیس فی مقابلة الفاء و العین و اللام منه حرف علة فحسب. فکلّ صحیح سالم من غیر عکس کلّی، کذا فی بعض شروح المراح. و یطلق أیضا علی قسم من الجمع و یسمّی صحیحا أیضا کما مرّ. و عند النحویین ما لیس فی آخره حرف علّة سواء کان فی غیره أو لا، و سواء کان أصلا أو زائدا، فیکون نصر سالما عند الطائفتین، و رمی غیر سالم عندهما، و باع غیر سالم عند الصرفیین و سالما عند النحویین، و استلقی سالما عند الصرفیین و غیر سالم عند النحویین، کذا فی الجرجانی. و عند الأطباء هو الصحیح کما یجی‌ء. و عند أهل العروض یطلق علی البحر الذی لا زحاف فیه، و قد سبق.

السّبات:

[فی الانکلیزیة]Sleep
[فی الفرنسیة]Sommeil
بالضم و فتح الموحدة النوم و أصله الراحة.
قال اللّه تعالی: وَ جَعَلْنا نَوْمَکُمْ سُباتاً «2».
و عند الأطباء نوم طویل غرق ثقیل. و المراد بالطویل أن یکون زائد المقدار علی النوم الطبیعی، و بالغرق أن لا یکون مخلوطا بالتململ و الحرکة کنوم الصحّاح فإنّه لا یخلو عن أدنی تململ و حرکة من جانب إلی جانب، و بالثقیل أن یکون صاحبه عسر التنبّه بالتنبیه «3»، هکذا فی بحر الجواهر و الأقسرائی.

السّبات السّهری:

[فی الانکلیزیة]Lethargy،coma
[فی الفرنسیة]Lethargy،coma
عند الأطباء اسم لورم دماغی عن بلغم و صفراء فهو علّة سرسامیة مرکّبة من السرسام البارد و الحار. و علامته مرکّبة من علامتی السرسامین. و قد یغلب البلغم فتغلب علاماته و یسمّی سباتا سهریا، و قد تغلب الصفراء فتغلب علاماتها و یسمّی سهرا سباتیا. و علاجه مرکّب من علاجی السرسامین. و قد یسمّیه البعض بالشخوص، و لیس کذلک، بل الشخوص نوع من الجمود، کذا قال الشیخ. هکذا فی بحر الجواهر و المؤجز.

السّبئیّة:

[فی الانکلیزیة]AL -Sabaiyya)sect(
[فی الفرنسیة]AL -Sabaiyya)secte(
بالفتح و تخفیف الموحدة فرقة من غلاة
______________________________
(1) نزد صوفیه فیض رسانندگان و ترغیب کنندگان را گویند که بکشف رموز و بیان حقایق دلهای عارفان را معمور دارند کذا فی بعض الرسائل و فیه أیضا و ساقی نیز صور مثالیه جمالیه را گویند که از دیدن ان سالک را خماری و مستی حق پیدا شود. و در کشف اللغات میگوید مراد از ساقی نزد سالکان پیر کامل و مرشد مکمل و نیز حق تعالی ساقی صفت گشته شراب عشق و محبت به عاشقان خود میدهد و ایشان را محو و فانی میگویند و این معنی را جز أرباب ذوق و شهود دیگری درنمی‌یابد.
(2) النبأ/ 9.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 923 السبئیة: … ص: 923
(3) بالتنبیه (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 924
الشیعة أصحاب عبد اللّه بن سبأ «1». قال عبد اللّه بن سبأ لعلی: أنت الإله حقا، فنفاه علی إلی المدائن. و قیل إنّه کان یهودیا فأسلم فأظهر الإسلام للإفساد فی الدین، و کان فی الیهودیة یقول فی یوشع بن نون وصیّ موسی علیهما السلام مثل ما قال فی علی، و هو أوّل من أظهر القول بوجوب إمامة علی، و منه تشعّب أصناف الغلاة. و قال ابن سبأ: إنّ العلی لم یمت و لم یقتل و إنما قتل ابن ملجم شیطانا تصوّر بصورة علی، و علی فی السحاب، و الرعد صوته و البرق سوطه، و أنّه ینزل بعد هذا إلی الأرض و یملأها عدلا، و متّبعوه یقولون عند سماع الرعد علیک السلام یا أمیر المؤمنین، کذا فی شرح المواقف «2».

السّبب:

[فی الانکلیزیة]Cause،motive
[فی الفرنسیة]Cause،motif
بفتح السین و الموحدة فی اللغة الحبل.
و فی العرف العام هو کلّ شی‌ء یتوسّل به إلی مطلوب کما فی بحر الجواهر. و فی الجرجانی السبب فی اللغة اسم لما یتوصّل به إلی المقصود. و فی الشریعة عبارة عمّا یکون طریقا للوصول إلی الحکم غیر مؤثّر فیه. و السّبب التّام هو الذی یوجد المسبّب بوجوده فقط. و السّبب الغیر التام هو الذی یتوقّف وجود المسبّب علیه، لکن لا یوجد المسبّب بوجوده فقط انتهی. و عند أهل العروض یطلق بالاشتراک علی معنیین:
أحدهما ما یسمّی بالسبب الثقیل و هو حرفان متحرّکان نحو لک. و ثانیهما ما یسمّی بالسبب الخفیف و هو حرفان ثانیهما ساکن مثل من.
و عند الحکماء و یسمّی بالمبدإ أیضا هو ما یحتاج إلیه الشی‌ء إمّا فی ماهیته أو فی وجوده و ذلک الشی‌ء یسمّی مسبّبا بفتح الموحدة المشدّدة، و ترادفه العلّة، فهو إمّا تام أو ناقص، و الناقص أربعة أقسام، لأنّه إمّا داخل فی الشی‌ء، فإن کان الشی‌ء معه بالقوة فسبب مادی، أو بالفعل فسبب صوری، و إمّا غیر داخل فإن کان مؤثرا فی وجوده فسبب فاعلی، أو فی فاعلیة فاعله فسبب غائیّ، و یجی‌ء فی لفظ العلّة توضیح ذلک. و قد صرّح بکون هذا المعنی من مصطلح الحکماء هکذا فی بحر الجواهر و شرح القانونچة.
ثم إنّهم قالوا تأدّی السّبب إلی المسبّب إن کان دائمیا أو أکثریا یسمّی ذلک السّبب سببا ذاتیا، و المسبّب غایة ذاتیة. و إن کان التأدّی مساویا أو أقلیا یسمّی ذلک السّبب سببا اتفاقیا، و المسبّب غایة اتفاقیة.
قیل إن کان السّبب مستجمعا لجمیع شرائط التّأدّی کان التّأدّی دائما و السّبب ذاتیا و المسبّب غایة ذاتیة، و إلّا امتنع التّأدّی فلا یکون سببا اتفاقیا. و لا غایة اتفاقیة و أجیب بأنّ کلّ ما هو معتبر فی تحقّق التّأدّی بالفعل جزء من السّبب، إذ انتفاء المانع و استعداد القابل معتبر فیه، مع أنّه لیس شی‌ء منهما جزء منه.
فالسّبب إذا انفکّ عنه بعض هذه الأمور انفکاکا مساویا لاقترانه أو انفکاکا راجحا علیه فهو السبب الاتفاقی، و المسبّب الغایة الاتفاقیة، و إلّا فهو السّبب الذاتی، و المسبّب الغایة الذاتیة، کذا ذکر العلمی فی حاشیة شرح هدایة الحکمة فی فصل القوة و الفعل.
______________________________
(1) هو عبد اللّه بن سبأ، توفی نحو 40 ه/ نحو 660 م. رأس الطائفة السبئیة التی قالت بألوهیة الإمام علی. أصله من الیمن، و کان یهودیا، ثم أظهر الاسلام. لکنه کان صاحب هرطقات و بدع کثیرة، و قد کفر المسلمون الطائفة و حکموا علی بعضهم حرقا بالنار. الاعلام 4/ 88، البدء و التاریخ 5/ 129، لسان المیزان 3/ 289، تهذیب ابن عساکر 7/ 428.
(2) فرقة من غلاة الشیعة تنتسب لعبد اللّه بن سبأ التی ألّهت الإمام علیا، و قالت برجعة النبی محمد صلی اللّه علیه و سلم. و قد تعرّض لهم المسلمون بالتکفیر و التعذیب لافترائهم علی اللّه و الرسول، و کانت لهم بدع کثیرة. عقیدة الشیعة 58، البدء و التاریخ 5/ 129، الملل و النحل 174، مقالات الاسلامیین 1/ 58، الفرق بین الفرق 23، التبصیر فی الدین 123.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 925
و عند الأطباء هو أخصّ مما هو عند الحکماء. قال فی بحر الجواهر: و أمّا الأطباء فإنّهم یخصون باسم السّبب ما کان فاعلا و لا کلّ سبب فاعل، بل ما کان فعله فی بدن الإنسان أوّلا، و لا کلّ ما کان فعله کذلک، فإنّهم لا یسمّون الأمراض أسبابا مع أنّها فاعلة الأعراض «1» فی بدن الإنسان، بل ما کان فاعلا لوجود الأحوال الثلاث أی الصحة و المرض و الحالة الثالثة أو حفظها، سواء کان بدنیا أو غیر بدنی، جوهرا کان کالغذاء و الدواء أو عرضا کالحرارة و البرودة. و لذا عرّفوه بما یکون فاعلا أوّلا فیجب عنه حدوث حالة من أحوال بدن الإنسان أو ثباتها و قد یکون الشی‌ء الواحد سببا و مرضا و عرضا باعتبارات مختلفة. مثلا السّعال قد یکون من أعراض ذات الجنب و ربّما استحکم حتی صار مرضا بنفسه، و قد یکون سببا لانصداع عرق. و لفظ أو فی التعریف لتقسیم المحدود دون الحدّ فهو إشارة إلی أنّ السّبب علی قسمین: فالذی یجب عنه حدوث حالة من تلک الأحوال یسمّی السبب الفاعل و المغیّر و الذی یجب عنه ثبوت حالة من تلک الأحوال یسمّی السّبب المدیم و الحافظ.
ثم السّبب باعتبار دخوله فی البدن و خروجه عنه ثلاثة أقسام: لأنه إمّا أن لا یکون بدنیا بأن لا یکون خلطیا أو مزاجیا أو ترکیبیا، بل یکون من الأمور الخارجة مثل الهواء الحار أو من الأمور النفسانیة کالغضب، فإنّ النفس غیر البدن یسمّی بادئا لظهوره من حیث یعرفه کلّ أحد من بدأ الشی‌ء إذا ظهر، و عرّف بأنّه الشی‌ء الوارد علی البدن من خارج المؤثّر فیه من غیر واسطة.
و إمّا أن یکون بدنیا فإن أوجب حالة من الأحوال المذکورة بغیر واسطة کإیجاب العفونة للحمّی یسمّی واصلا لأنّه یوصل البدن إلی حالة. و إن أوجبها بواسطة کإیجاب الامتلاء للحمّی بواسطة العفونة یسمّی سابقا لسبقها علی الحمّی بالزمان.
و أیضا السّبب ینقسم باعتبار آخر إلی ضروری و غیر ضروری لأنّه إمّا أن تمکن الحیاة بدونه و یسمّی غیر ضروری سواء کان مضادا للطبیعة کالسّموم أو لا کالتمرّغ فی الرمل، و إمّا أن لا تمکن الحیاة بدونه و یسمّی ضروریا و هو ستة:
جنس الحرکة و السکون البدنیین، و جنس الحرکة و السکون النفسانیین، و جنس الهواء المحیط، و جنس النوم و الیقظة، و جنس المأکول و المشروب، و جنس الاستفراغ و الاحتباس، و یسمّی هذه بالأسباب الستة الضروریة و بالأسباب العامة أیضا. و باعتبار آخر إلی ذاتی و هو ما یکون تأثیره بمقتضی طبعه من حیث هو هو کتبرید الماء البارد، و إلی عرضی و هو ما لا یکون کذلک کتسخن الماء بحقن الحرارة.
و باعتبار آخر إلی مختلف و غیر مختلف لأنّه إمّا أن یکون بحیث إذا فارق بقی تأثیره و هو المختلف أو لا یکون کذلک و هو غیر المختلف.
و من الأسباب الأسباب التّامة هی الأسباب التی أفادت البدن الکمال و منها الأسباب الکلّیة و هی ما یلزم من وجوده حدوث الکائنات.
و عند الأصولیین هو ما یکون طریقا إلی الحکم من غیر تأثیر و لا توقّف للحکم علیه.
فبقید الطریق خرجت العلامة لأنّها دالّة علیه لا طریق إلیه أی مفضیة إلیه. و بقید عدم التّأثیر خرجت العلّة. و بالقید الأخیر خرج الشّرط. ثم طریق الشی‌ء لا بد أن یکون خارجا عنه فخرج الرکن أیضا. و قد جرت العادة بأن یذکر فی هذا المقام أقسام ما یطلق علیه اسم السّبب حقیقة أو مجازا، و یعتبر فی تعدد الأقسام اختلاف الجهات و الاعتبارات، و إن اتّحدت الأقسام بحسب الذوات. و لهذا ذهب فخر الإسلام إلی
______________________________
(1) الأمراض (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 926
أنّ أقسام السّبب أربعة: سبب محض کدلالة السارق، و سبب فی معنی العلة کسرق الدابة لما یتلف بها، و سبب مجازی کالیمین سبب لوجوب الکفارة، و سبب له شبهة العلیّة کتعلیق الطلاق بالشرط. و لما رأی صاحب التوضیح أنّ الرابع هو بعینه السبب المجازی قسم السّبب إلی ثلاثة أقسام و لم یتعرّض للسبب الذی فیه شبهة العلل فقسمه إلی ما فیه معنی العلة و إلی ما لیس کذلک، و سمّی الثانی سببا حقیقیا. ثم قال و من السبب ما هو سبب مجازا أی مما یطلق علیه اسم السبب. فالسبب المحض الحقیقی ما یکون طریقا إلی الحکم من غیر أن یضاف إلیه وجوب الحکم و لا وجوده و لا تعقل فیه معانی العلل بوجه ما، لکن تتخلّل بینه و بین الحکم علّة لا تضاف إلی السّبب کدلالته إنسانا لیسرق مال إنسان فإنّها سبب حقیقی للسرقة من غیر أن یکون موجبا أو موجدا لها، و قد تخلّلت بینها و بین السّرقة علّة هی فعل السارق المختار غیر مضافة إلی الدلالة إذ لا یلزم من دلالته علی السرقة أن یسرقه البتّة فإن سرق لا یضمن الدال شیئا لأنّه صاحب سبب. و السبب فی معنی العلّة هو الذی أضیفت إلیه العلّة المتخلّلة بینه و بین الحکم کسوق الدابة فإنّه سبب لما یتلف بها، و علّة التّلف فعل الدابة، لکنه مضاف إلی السّوق لأنّ الدابة لا اختیار لها فی فعلها، و لذا یضمن سائقها ما أتلفته لأنّ السّبب حینئذ علّة العلّة.
و السبب المجازی کالیمین باللّه أو الطلاق و العتاق لوجوب الکفارة أو لوجود الجزاء، فإنّ الیمین شرعت للبرّ، و البرّ لا یکون طریقا إلی الکفارة أو الجزاء أبدا. و لکن لمّا کان یحتمل أن یفضی إلی الحکم عند زوال المانع سمّی سببا مجازا باعتبار ما یئول، و لکن لیس هو بمجاز خالص بل مجاز یشبه الحقیقة هذا.
ثم اعلم أنّ ما یترتّب علیه الحکم إن کان شیئا لا یدرک العقل تأثیره و لا یکون بصنع المکلّف کالوقت للصلاة یخصّ باسم السّبب، و إن کان بصنعه فإن کان الغرض من وضعه ذلک الحکم کالبیع للملک فهو علّة و یطلق علیه اسم السّبب مجازا. و إن لم یکن هو الغرض کالشراء لملک المتعة فإنّ العقل لا یدرک تأثیر لفظ اشتریت فی هذا الحکم و هو بصنع المکلّف، و لیس الغرض من الشراء ملک المتعة بل ملک الرّقبة، فهو سبب؛ و إن أدرک العقل تأثیره یخص باسم العلّة. فاحفظ هذه الاصطلاحات المختلفة حتی لا یقع لک خبط فی عبارات القوم. هکذا یستفاد من نور الأنوار شرح المنار و التوضیح و التلویح.

السّبحة:

[فی الانکلیزیة]Dust،matter
[فی الفرنسیة]Poussiere،matiere
الهباء فإنّه ظلمة خلق اللّه فیها الخلق ثم رشّ علیهم من نوره، فمن أصابه من ذلک النور اهتدی، و من أخطأ ضلّ و غوی، کذا فی الجرجانی. و فی الاصطلاحات الصوفیة هی الهباء المسمّاة بالهیولی لکونها غیر واضحة و لا موجودة إلّا بالصّور لا بنفسها.

السّبر:

[فی الانکلیزیة]Sounding
[فی الفرنسیة]Sondage
بالکسر و بالیاء الموحدة و قیل بالفتح و الیاء المثناة کما یجی‌ء بعد هذا، و یقال له التقسیم، هو حصر الأوصاف فی الأصل و إلغاء بعض التیقّن الباقی للعلّة، کما یقال علّة حرمة الخمر إمّا الإسکار أو کونه ماء العنب المجموع. و غیر الماء و غیر الإسکار لا یکون علة بالطّریق الذی یفید إبطال علة الوصف، فتیقّن الإسکار للعلة کذا فی الجرجانی.

السّبع المثانی:

[فی الانکلیزیة]First chapter of the Koran،the first seven chapters of the Koran،the Koran
[فی الفرنسیة]Premier chapitre du Coran،les sept Premiers chapitres du Coran،le Coran
هی سورة الفاتحة و سیأتی وجه تسمیتها
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 927
فی لفظ السورة. و قیل هی عبارة عن سبع سور و هی من الفاتحة إلی الأنفال. و قیل هی اسم القرآن. و عند أهل السلوک یشار بسبع المثانی إلی حدّ المحبوب کذا فی کشف اللغات.
و السّبع الطوال ستعرف معناه فی لفظ السورة.

السّبعیة:

[فی الانکلیزیة]AL -Sabiyya)sect(
[فی الفرنسیة]AL -Sabiyya)secte(
فرقة من غلاة الشیعة لقّبوا بذلک لأنهم زعموا أنّ النّطقاء بالشریعة أی الرّسل سبع «1»:
آدم و نوح و إبراهیم و موسی و عیسی و محمد و محمد المهدی سابع النّطقاء، و بین کلّ اثنین من النطقاء سبعة أئمة یتمّمون شریعة، و لا بد فی کل شریعة من سبعة بهم یقتدی إمام یؤدّی عن اللّه، حجة یؤدّی عن ذلک الإمام و یحمل علیه و یحتج به له، و ذو مصّة یمصّ أی یأخذ العلم من الحجة، و أبواب و هم الدّعاة، فداع أکبرهم و هو لرفع «2» درجات المؤمنین، وداع مأذون یأخذ العهود علی الطالبین من أهل الظاهر فیدخلهم فی ذمّة الإمام و یفتح لهم باب العلم و المعرفة، و مکلّب قد ارتفعت درجته فی الدین، لکن لم یؤذّن له فی الدعوة بل فی الاحتجاج علی الناس فهو یحتج و یرغب إلی الداعی، و مؤمن یتبعه أی یتبع الداعی و هو الذی أخذ علیه العهد و آمن و أیقن بالعهد و دخل فی ذمته «3» و حزبه. قالوا ذلک الذی ذکرنا کالسماوات و الأرضین و البحار و أیام الأسبوع و الکواکب السّیّارة و هی المدبّرات أمرا، کلّ منها سبعة کما هو المشهور. و أصل دعوتهم علی إبطال الشرائع لأنّ الغباریة «4» و هم طائفة من المجوس راموا عند شوکة الإسلام تأویل الشرائع علی وجه یعود إلی قواعد أسلافهم لیوجب ذلک اختلافا فی الإسلام. و رئیسهم فی ذلک حمدان قرمط «5» و قیل عبد اللّه ابن میمون القداح «6»، و لهم فی الدعوة و استدراج الضّعفاء «7» مراتب الذّوق و هو تفرّس حال المدعو هل هو قابل للدعوة أم لا. و لذا منعوا دعوة من لیس قابلا لها، و منعوا التکلّم فی بیت فیه سراج أی موضع فیه فقیه أو متکلّم، ثم التأنیس باستمالة کلّ واحد «8» من المدعوّین بما یمیل إلیه هواه و طبعه «9» من زهد و خلاعة، فإن کان یمیل إلی الزهد زیّنه فی عینه و قبّح نقیضه، و إن کان یمیل إلی الخلاعة زیّنها و قبّح نقیضها حتی یحصل له الأنس [به،] «10» ثم التّشکیک فی أرکان الشریعة، ثم التدلیس و هو دعوی موافقة أکابر الدین و الدنیا لهم حتی یزداد میله، ثم التأسیس و هو تمهید مقدمات یسلّمها المدعو
______________________________
(1) سبعة (م، ع).
(2) یرفع (م، ع).
(3) ذمة الامام (م، ع).
(4) فرقة مجوسیة، لم نعثر علی ترجمة مفصّلة لها.
(5) اختلف فی اسمه. قیل هو حمدان، و قیل الفرج بن عثمان، أو الفرج بن یحی، و قرمط لقبه، توفی عام 293 ه/ 906 م. کان یظهر الزهد و التقشف. ادّعی النبوة و کتب کتابا فیه کلمات کفر کثیرة. و کوّن فرقة عرفت باسمه: القرامطة. و مات قتلا.
الاعلام 5/ 194، المنتظم 5/ 110، ابن الأثیر 7/ 147، النجوم الزاهرة 3/ 128، اللباب 2/ 255، وفیات الاعیان 1/ 502.
(6) هو عبد اللّه بن میمون بن داود المخزومی المعروف بابن القداح. توفی عام 180 ه/ 796 م. فقیه إمامی، من رجال الحدیث، لکنه ضعیف ثقة عند الشیعة، له عدة کتب. الاعلام 4/ 141، تهذیب التهذیب 6/ 49، اللباب 2/ 245.
(7) الطغام (م، ع).
(8) کل احد (م، ع).
(9) و طبعه (- م).
(10) به (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 928
و تکون سائقة له إلی ما یدعوه إلیه من الباطل، ثم الخلع و هو الطمأنینة إلی إسقاط الأعمال البدنیة، ثم السلخ من الاعتقادات الدینیة و حینئذ یأخذون فی الإباحة و الحثّ علی استعمال «1» اللّذات و تأویل الشرائع، کقولهم الوضوء عبارة عن موالاة الإمام و التیمم هو الأخذ من المأذون عند غیبة الإمام الذی هو الحجة، و الصلاة عبارة عن الناطق أی الرسول، و الاحتلام عبارة عن إفشاء شی‌ء «2» من أسرارهم إلی من لیس هو «3» أهله بغیر قصد منه، و الغسل تجدید العهد، و الزکاة تزکیة النفس بمعرفة ما هم علیه من الدین، و الکعبة النبی، و الباب علیّ، و الصفا هو النبی، و المروة علی، و المیقات الإیناس، و التلبیة إجابة المدعو «4»، و الطواف بالبیت سبعا موالاة الأئمة السبعة، و الجنة راحة الأبدان عن التکالیف، و النار مشقتها بمزاولة التکالیف إلی غیر ذلک من خرافاتهم.
اعلم أنّهم کما یلقبون بالسّبعیة کذلک بالإسماعیلیة لانتسابهم إلی محمد بن إسماعیل «5». و قیل لإثباتهم الإمامة لإسماعیل بن جعفر الصادق «6»، و بالقرامطة لأنّ أولهم رجل یقال له حمدان قرمط، و قرمط «7» إحدی قری واسط «8». و بالخرّمیة «9» لإباحتهم المحرّمات و المحارم. و بالبابکیة إذا تبعت طائفة منهم بابک الخرّمی فی الخروج بآذربیجان «10»، و بالمحمّرة للبسهم الحمرة فی أیام بابک، أو لتسمیتهم المخالفین [لهم] «11» من المسلمین حمیرا، و بالباطنیة لقولهم بباطن القرآن دون ظاهره، قالوا للقرآن ظاهر و باطن، و المراد «12» باطنه لا ظاهره المعلوم من اللغة، و المتمسّک بظاهره معذّب بالمشقة فی الاکتساب، و باطنه مؤدّ إلی ترک العمل بظاهره، کذا فی شرح المواقف.

السّبق:

[فی الانکلیزیة]Priority،primacy
[فی الفرنسیة]Priorite،primaute
بالفتح و سکون الموحدة هو التقدّم کما سیجی‌ء. و عند الریاضیین عبارة عن فضل وسط القمر علی وسط الشمس کذا فی شرح التذکرة و شرح الچغمینی.
______________________________
(1) استعجال (م، ع).
(2) سر (م، ع).
(3) من (م، ع).
(4) الدعوة (م، ع).
(5) هو محمد بن اسماعیل بن جعفر الصادق الحسینی الطالبی الهاشمی. ولد عام 131 ه/ 748 م. و توفی نحو عام 198 ه/ 814 م. إمام عند القرامطة. کنی بالمکتوم حذرا من بطش العباسیین به. و هو أول الأئمة عند الإسماعیلیة و هو عند الدروز کما القرامطة من الأئمة السبعة. الاعلام 6/ 34، فرق الشیعة 71، منهاج السنة 1/ 228، تلبیس ابلیس 102، کشف أسرار الباطنیة 19.
(6) هو اسماعیل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر الهاشمی القرشی. توفی عام 143 ه/ 760 م. و إلیه تنسب الطائفة الإسماعیلیة. و اختلف الشیعة حول إمامته لأنه توفی فی حیاة والده. و أخباره مفصلة. الاعلام 1/ 311، فرق الشیعة 67، ابن خلدون 4/ 30، دائرة المعارف الاسلامیة 2/ 188.
(7) سیرد بیانها فی الرقم التالی.
(8) هی مدینتان علی جانبی دجلة بینهما جسر بناه الحجّاج. سمّیت بذلک لتوسطها بین البصرة و الکوفة و المدائن، و فیها جامع کبیر و مزارع و بساتین. الروض المعطار 599، معجم ما استعجم 4/ 1363، نزهة المشتاق 120، ابن حوقل 214.
(9) الحرمیة (م، ع).
(10) اقلیم واسع معروف یقع فی شمال غرب ایران من مدنه (تبریز) و تقع بلاد الأرمن فی جهته الغربیة. معجم ما استعجم 1/ 129، الروض المعطار فی خبر الأقطار 20، ابن الاثیر 2/ 347.
(11) لهم (+ م، ع).
(12) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 929

السّبل:

[فی الانکلیزیة]Trouble of the sight
[فی الفرنسیة]Trouble de la vue
بفتح السین و الباء الموحدة: عرق أحمر یظهر فی العین کما فی الصّراح «1». و قال الشیخ هو غشاوة تعرض للعین من انتفاخ عروقها الظاهرة فی سطح الملتحمة و القرنیة من انتساج شی‌ء فیما بینهما کالدخان. قال العلامة: الأطباء لم یحققوا الکلام فی السّبل حتی الشیخ مع جلالة قدره. و الحقّ أنّه عبارة عن أجسام غریبة شبیهة بالعروق فی غشاء رقیق متولّد علی العین.
و فیه نظر، و الحقّ ما قاله الشیخ کما حقّقه نفیس الملة و الدین فی شرح الأسباب و العلامات «2» کذا فی بحر الجواهر.

السّبیل:

[فی الانکلیزیة]Road،way
[فی الفرنسیة]Chemin،route
هو الطریق و السّبل بضمتین الجمع. و سبیل اللّه الجهاد و الحج و طلب العلم. و ابن السبیل پسر راه یعنی راه رونده و آینده. و هذه إضافة لازمة کابن الماء کذا فی بعض کتب اللغة. و فی جامع الرموز فی مصرف الزکاة سبیل اللّه و إن عمّ کلّ طاعة إلّا أنه خصّ بالغزو إذا أطلق کما فی المضمرات. و لذا قال أبو یوسف المراد بالذین فی سبیل اللّه فی مصرف الزکاة منقطع الغزاة. و عن محمد أنّ المراد منقطع الحاج.
و قیل حملة القرآن. و قیل طلبة العلم.

الستائر:

[فی الانکلیزیة]Veils،curtains
[فی الفرنسیة]Voiles،rideaux
صور الأکوان لأنّها مظاهر الأسماء الإلهیة تعرف من خلفها کما قال الشیبانی «3»:
تجلّیت للأکوان خلف ستورها فنمت بما ضمّت علیه «4» الستائر
کذا فی البرجندی.

السّتر:

[فی الانکلیزیة]Dissimulation،curtain
[فی الفرنسیة]Dissimulation،rideau
بالکسر کلّ ما یحجبک عما یغنیک کعطاء «5» الکون و الوقوف مع العادات و الأعمال، کذا فیها.

السّترة:

[فی الانکلیزیة]Cover،jacket
[فی الفرنسیة]Couverture،veste
بالضم و سکون المثناة الفوقانیة فی الأصل الستر، غلبت فی الشرع علی ما ینصبه المصلی بین یدیه سواء ستر جسمه بتمامه أو لا، کذا فی البرجندی.

الستور:

[فی الانکلیزیة]Cover،veil
[فی الفرنسیة]Couverture،voile
تخصّ بالهیاکل البدنیة الإنسانیة المرخاة بین عالم الغیب و الشهادة و الحقّ و الخلق، کذا فیها.

الستوقة:

[فی الانکلیزیة]Fake or forged coin
[فی الفرنسیة]Fausse monnaie
ما غلب علیه غشه من الدراهم، و الزّیف
______________________________
(1) بفتح السین و الباء الموحدة رگ سرخ که در چشم پدید آید کما فی الصراح.
(2) الاسباب و العلامات للشیخ الامام نجیب الدین محمد بن علی بن عمر السمرقندی (- 619 ه) و قد شرحه المحقق برهان الدین نفیس بن عوض بن حکیم المتطبب الکرمانی (- 842 ه) طبع فی کلکتا 1826 م، 755 ص، 2 ج فی لکنو 1296 ه- 1879 م. حاجی خلیفة، کشف الظنون، 1/ 77. البغدادی، هدیة العارفین، 2/ 498 سرکیس، معجم المطبوعات العربیة و المعربة، ص 1864.
(3) هو عبد اللّه بن المخارق بن سلیم بن حضیرة بن قیس، من بنی شیبان، لقب بالنابغة. توفی عام 125 ه/ 743 م. شاعر بدوی من شعراء الأمویین. له دیوان شعر مطبوع. الاعلام 4/ 136، الأغانی 7/ 106.
(4) علیک (م).
(5) کغطاء (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 930
ما یردّه بیت المال، و النبهرجة ما یرده التجار، کذا فی الهدایة.

السّجادة:

[فی الانکلیزیة]Prayer rug،trace of prosternation
[فی الفرنسیة]Carpette de priere،tracede la prosternation
بالکسر بمعنی: مکان الصلاة، و علامة السجود فی الجبهة «1» کما فی المنتخب. و عند أهل السلوک هو من یستقیم علی الشریعة و الطریقة و الحقیقة، و من لم یکن کذلک لا یسمّی سجادة إلّا رسما و مجازا و هو معرب سه جاده- أی الطریق المثلث- و المراد منها ثلاث طرق: الشریعة و الطریقة و الحقیقة، کذا فی مجمع السلوک فی بیان معنی السلوک.

السّجع:

[فی الانکلیزیة]Rhyming prose
[فی الفرنسیة]Prose rimee
بالفتح و سکون الجیم عند أهل البدیع من المحسنات اللفظیة. و هو قد یطلق علی نفس الکلمة الأخیرة من الفقرة باعتبار کونها موافقة للکلمة الأخیرة من الفقرة الأخری. و بهذا الاعتبار قال السکاکی: السّجع فی النثر کالقافیة فی الشعر. فعلی هذا السجع مختصّ بالنثر.
و قیل بل یجری فی النظم أیضا. و من السجع علی هذا القول أی القول بعدم الاختصاص بالنثر ما یسمّی بالتصریع و بالتشطیر و قد یطلق علی التوافق المذکور الذی هو المعنی المصدری. و بهذا الاعتبار قیل السجع تواطؤ الفاصلتین من النثر علی حرف واحد فی الآخر، و التواطؤ التوافق کذا فی المطول. و قد یطلق علی الکلام المسجع أی الکلام الذی فیه السّجع. قال فی المطوّل فی بیان التشطیر:
و یجوز أن تسمّی الفقرة بتمامها سجعة تسمیة للکلّ باسم جزئه؛ و أیضا یدلّ علیه تقسیمهم السّجع إلی قصیر و طویل. قال فی المطول:
السجع إمّا قصیر و إمّا طویل، و القصیر أحسن لقرب الفواصل المسجوعة من سمع السامع و لدلالته علی قوة المنشئ. و أحسن القصیر ما کان من لفظین نحو یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَ رَبَّکَ فَکَبِّرْ، وَ ثِیابَکَ فَطَهِّرْ «2». منه ما یکون من ثلاثة إلی عشرة، و ما زاد علیها فهو من الطویل. و منه ما یقرب من القصیر بأن یکون تألیفه من إحدی عشرة إلی اثنتی عشرة، و أکثره خمس عشرة لفظة کقوله تعالی وَ لَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً «3» الآیة. فالآیة الأولی إحدی عشرة، الثانیة ثلاث عشرة. و فی الإتقان قالوا أحسن السّجع ما کان قصیرا و أقله کلمتان، و الطویل ما زاد علی العشر، و ما بینهما متوسّط کآیات سورة القمر انتهی. اعلم أنّ السّجع بالمعنی الأول ثلاثة أقسام. فی المطول:
السّجع ثلاثة أضرب. مطرّف إن اختلفت الفاصلتان فی الوزن نحو ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً «4» فالوقار و الأطوار مختلفان «5» وزنا و إلّا فإن کان جمیع ما فی إحدی القرینتین من الألفاظ أو أکثره مثل ما یقابله أی ما یقابل إحدی القرینتین «6» من الأخری فی الوزن و التقفیة أی التوافق علی الحرف الأخیر فترصیع، نحو: فهو یطبع الإسجاع بجواهر لفظه و یقرع الأسماع بزواجر وعظه، فجمیع ما فی القرینة الثانیة یوافق ما
______________________________
(1) بالکسر بمعنی جای نماز و نشان سجده در پیشانی کما فی المنتخب.
(2) المدثر/ 1- 4.
(3) هود/ 9.
(4) نوح/ 13- 14.
(5) مختلفتان (م).
(6) أی یقابل ما فی احدی القرینتین (م).
أی ما یقابل ما فی احدی القرینتین (ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 931
یقابله من الأولی فی الوزن و التقفیة. و أما لفظة هو فلا یقابلها شی‌ء من القرینة [الثانیة] «1»، و إلّا أی و إن لم یکن ما فی إحدی القرینتین أو أکثرها مثل ما یقابله من الآخر فهو المتوازی، و ذلک بأن یکون ما فی إحدی القرینتین أو أکثر و ما یقابله من الأخری مختلفین فی الوزن و التقفیة جمیعا نحو فِیها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَ أَکْوابٌ مَوْضُوعَةٌ «2» أو فی الوزن فقط نحو:
وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً، فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً «3» أو فی التقفیة فقط کقولنا: حصل الناطق و الصامت و هلک الحاسد و الشامت، أو لا یکون لکل کلمة من إحدی القرینتین مقابل من الأخری نحو: إِنَّا أَعْطَیْناکَ الْکَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّکَ وَ انْحَرْ «4».
و فی الإتقان فی نوع الفواصل قسّم البدیعیون السجع و مثله الفواصل إلی أقسام الأول المطرف و هو أن تختلف الفاصلتان فی الوزن و تتفقان فی حرف السجع نحو ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً «5».
و الثانی المتوازی، و هو أن تتفقا وزنا و تقفیة و لم یکن ما فی الأولی مقابلا لما فی الثانیة فی الوزن و التقفیة نحو فِیها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَ أَکْوابٌ مَوْضُوعَةٌ و الثالث المتوازن و هو أن تتفقا وزنا دون التقفیة نحو: وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَةٌ «6» و الرابع المرصّع و هو أن تتفقا وزنا و تقفیة و یکون ما فی الأولی مقابلا لما فی الثانیة کذلک نحو: إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ «7» و إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ، وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِی جَحِیمٍ «8». و الخامس المتماثل و هو أن تتساویا فی الوزن دون التقفیة و تکون أفراد الأولی مقابلة لما فی الثانیة فهو بالنسبة إلی المرصّع کالمتوازن بالنسبة «9» إلی المتوازی نحو:
وَ آتَیْناهُمَا الْکِتابَ الْمُسْتَبِینَ، وَ هَدَیْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ «10». فالکتاب و الصراط متوازنان و کذا المستبین و المستقیم و اختلفا فی الحرف الأخیر انتهی.
فائدة: قالوا أحسن السجع ما تساوت قرائنه نحو: فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ «11» ثم بعد أن لم تتساو قرائنه فالأحسن ما طالت القرینة الثانیة نحو: وَ النَّجْمِ إِذا هَوی، ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوی «12» أو القرینة الثالثة نحو: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ، ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ «13». قال ابن الأثیر: الأحسن فی الثانیة المساواة و إلّا فأطول قلیلا، و فی الثالثة أن تکون أطول، و یجوز أن تجی‌ء مساویة لهما.
و قال الخفاجی: لا یجوز أن تکون الثانیة أقصر من الأولی.
فائدة: مبنی الإسجاع و الفواصل علی الوقف و السکون و لهذا ساغ مقابلة المرفوع بالمجرور و بالعکس، کقوله تعالی إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِینٍ لازِبٍ «14» مع قوله عَذابٌ واصِبٌ و قوله بِماءٍ مُنْهَمِرٍ مع قوله قَدْ قُدِرَ، لأنّ الغرض من السجع أن یزاوج بین القرائن، و لا یتم ذلک فی کلّ صورة إلّا بالوقف و البناء علی السکون کقولهم: ما أبعد ما فات و ما أقرب ما [هو] «15»
______________________________
(1) الثانیة (+ م، ع).
(2) الغاشیة/ 13- 14.
(3) المرسلات/ 1- 2.
(4) الکوثر/ 1- 2.
(5) نوح/ 13- 14.
(6) الغاشیة/ 15- 16.
(7) الغاشیة/ 25- 26.
(8) الانفطار/ 13- 14.
(9) بالنسبة (- م).
(10) الصافات/ 117- 118.
(11) الواقعة 28- 29.
(12) النجم/ 1- 2.
(13) الحاقة/ 30- 31.
(14) الصافات/ 11.
(15) هو (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 932
آت، فإنه لو اعتبرت الحرکة لفات السجع لأنّ التاء من فات مفتوح و من آت مکسور منون هکذا فی المطول.
فائدة: قال ابن الأثیر: السجع یحتاج إلی أربع شرائط: اختیار المفردات الفصیحة و اختیار التألیف الفصیح و کون اللفظ تابعا للمعنی لا عکسه و کون کلّ واحدة من الفقرتین دالّة علی معنی آخر، و إلّا لکان تطویلا.
فائدة: حروف الفواصل إمّا متماثلة کما مرّ أو متقاربة مثل الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ، مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ «1». قال الإمام فخر الدین و غیره فواصل القرآن لا تخرج عن هذین القسمین بل تنحصر فی المتماثلة و المتقاربة.
فائدة: هل یجوز استعمال السجع فی القرآن؟ فیه خلاف. و الجمهور علی المنع لأنّ أصله من سجع الطیر أی صات، و القرآن من صفاته تعالی، و لا یجوز وصفه بصفتهم ما لم یرو «2» الإذن بها. قال الرمانی «3» فی إعجاز القرآن: ذهب الأشعریة إلی امتناع أن یقال فی القرآن سجع بل فواصل، و فرّقوا بأنّ السجع هو الذی یقصد فی نفسه ثم یحال المعنی علیه، و الفواصل هی التی تتبع المعانی و لا تکون مقصودة فی نفسها. قال: و لذلک کانت الفواصل بلاغة و السجع عیبا و تبعه علی ذلک القاضی أبو بکر الباقلانی. و نقله عن نص أصحابنا کلهم و أبی الحسن الأشعری. قال ذهب کثیر من غیر الأشاعرة إلی إثبات السجع فی القرآن و زعموا أنّ ذلک مما یبین به فضل الکلام و أنّه من الأجناس التی یقع بها التفاضل فی البیان و الفصاحة، کالجناس و الالتفات و نحوهما. قال و أقوی ما استدلوا به الاتفاق علی أنّ موسی أفضل من هارون، و لمکان السجع قیل فی موضع هارون و موسی. و لما کانت الفواصل فی موضع آخر بالواو و النون قیل موسی و هارون.
قالوا و هذا یفارق أمر الشّعر لأنّه لا یجوز أن یقع فی الخطاب إلّا مقصودا إلیه، و إذا وقع غیر مقصود إلیه کان دون القدر الذی نسمیه شعرا، و ذلک القدر مما یتفق وجوده من المفخّم، کما یتفق وجوده من الشاعر. و ما جاء فی القرآن من السجع فهو کثیر لا یصحّ أن یتفق کله غیر مقصود إلیه، و بنوا الأمر فی ذلک علی تجدید «4» معنی السجع، فقال أهل اللغة: هو موالاة الکلام علی حدّ واحد. و قال ابن درید «5»:
سجعت الحمامة معناه ردّدت صوتها. قال القاضی: و هذا غیر صحیح. و لو کان القرآن سجعا لکان داخلا فی أسالیب کلامهم، و حینئذ لم یقع بذلک الإعجاز، و لو جاز أن یقال هو سجع معجز لجاز أن یقولوا شعر معجز. و کیف السجع مما کان بالغه «6» الکهان من العرب و نفیه من القرآن أجدر بأن یکون حجة من نفی الشّعر، لأنّ الکهانة تنافی النّبوات بخلاف الشّعر، و قد قال صلی اللّه علیه و سلم «أسجع کسجع الکهان» فجعله مذموما.
______________________________
(1) الفاتحة/ 2- 3.
(2) یرد (م).
(3) هو علی بن عیسی بن علی بن عبد اللّه، أبو الحسن الرمانی. ولد ببغداد عام 296 ه/ 908 م و فیها توفی عام 384 ه/ 994 م. معتزلی، مفسّر، نحوی. له الکثیر من المصنفات اللغویة الهامة. الاعلام 4/ 317، بغیة الوعاة 344، وفیات الاعیان 1/ 331، تاریخ بغداد 12/ 16، انباه الرواة 2/ 294.
(4) تحدید (م).
(5) هو محمد بن الحسن بن درید الأزدی، أبو بکر. ولد عام 223 ه/ 838 م. و توفی ببغداد عام 321 ه/ 933 م. من أئمة اللغة و الادب. کان أشعر العلماء و أعلم الشعراء. له العدید من الکتب الهامة. الاعلام 6/ 80، إرشاد الأریب 6/ 483، وفیات الأعیان 1/ 497، آداب اللغة 2/ 188، لسان المیزان 5/ 132، تاریخ بغداد 2/ 195.
(6) تألفه (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 933
و قصته أنّ امرأة ضربت بطن صاحبتها بعمود فسطاط فألقت جنینا میتا فاختصم أولیاؤها إلی رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم فقال علیه السلام لأولیاء الضاربة «دوه فقالوا أ ندی من لا صاح و لا استهلّ و لا شرب و لا أکل و مثل دمه بطل. فقال علیه السلام: أسجع کسجع الکهان. قوموا فدوه» «1» هکذا فی الکفایة شرح الهدایة «2». قال و ما توهموا أنّه سجع باطل لأنّ مجیئه علی صورته لا یقتضی کونه سجعا لأنّ السجع یتبع المعنی فیه اللفظ الذی یؤدّی السجع، و لیس کذلک ما اتفق مما هو فی معنی السجع من القرآن، لأنّ اللفظ وقع فیه تابعا للمعنی.
قال و للسجع منهج محفوظ و طریق مضبوط، من اخلّ به وقع الخلل فی کلامه، و نسب إلی الخروج عن الفصاحة. کما أنّ الشاعر إذا خرج عن الوزن المعهود کان مخطئا. و أنت تری فواصل القرآن متفاوتة، بعضها متدانی المقاطع، و بعضها یمتد حتی یتضاعف طوله علیه. و ترد الفاصلة فی ذلک الوزن الأول بعد کلام کثیر، و هذا فی السجع غیر مرضی و لا محمود. و أمّا ما ذکروه من تقدیم موسی علی هارون فی موضع و عکسه فی موضع فلفائدة أخری و هو إعادة القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدّی معنی واحدا، و ذلک من التفنن، فإنّ ذلک أمر صعب تظهر به الفصاحة و البلاغة. و لهذا أعیدت کثیر من القصص علی ترتیبات متفاوتة تنبیها بذلک علی عجزهم عن الإتیان مبتدأ و متکررا بمثله. و لو أمکنتهم المعارضة لقصدوا تلک القصة و عبّروا عنها بألفاظ لهم تؤدّی إلی تلک المعانی. و نقل صاحب عروس الأفراح عن القاضی أنّه ذهب فی الانتصار «3» إلی جواز تسمیة الفواصل سجعا. و قال الخفاجی فی سر الفصاحة «4»:
قول الرمانی إنّ السجع عیب و الفواصل بلاغة غلط فإنّه إن أراد بالسجع ما یتبع المعنی و هو غیر مقصود فذلک بلاغة، و الفواصل مثله. و إن أراد به ما تقع المعانی تابعة له و هو مقصود بتکلّف فذلک عیب و الفواصل مثله. قال و أظن الذی دعاهم إلی تسمیة کل ما فی القرآن فواصل و لم یسمّوا ما تماثلت حروفه سجعا رغبتهم فی تنزیه القرآن عن الوصف اللائق «5» بغیره من
______________________________
(1) «اسجع کسجع الکهان».
صحیح مسلم، کتاب القسامة، باب دیة الجنین. ح (37)، 3/ 1310. بلفظ: «أسجع کسجع الاعراب» سنن ابی داود، کتاب الدیات، باب دیة الجنین، ح (4574)، 4/ 700. بلفظ: «اسجع الجاهلیة و کهانتها».
(2) الکفایة شرح الهدایة (فقه حنفی) الهدایة فی الفروع لشیخ الإسلام برهان الدین علی ابن ابی المرغینانی الحنفی (- 593).
و هو شرح علی متن له سمّاه بدایة المبتدی. و من شروح الهدایة، الکفایة فی شرح الهدایة، المنسوب إلی محمود بن عبید اللّه المحبوبی المکنّی تاج الشریعة و الصحیح انه لجلال الدین بن شمس الدین الخوارزمی الکرلانی (- 767 ه) طبع و معه فی اعلی الصحائف کتاب الهدایة ممیّز عن الکفایة 40 جزء طبع حجری کلکتا 4/ 1831. لکنا و 81/ 1876. و 4 جزء بالمط.
الامبراطوریة فی بلدة قازان من البلاد الروسیة سنة 1304 ه. حاجی خلیفة، کشف الظنون، 2/ 2034. سرکیس، معجم المطبوعات العربیة و المعربة، ص 839.
(3) الانتصار (فی علوم القرآن).
الانتصار لنقل القرآن لابی بکر محمد بن الطیب الباقلانی (- 403 ه/ 1013 م). فرانکفورت 1987 م بصورته المخطوطة.
حاجی خلیفة، کشف الظنون، 1/ 173. البغدادی البابانی، هدیة العارفین، 2/ 59.GAS، 1/ 906.
(4) سر الفصاحة (بلاغة و لغة). فی اللغة لابی محمد عبد اللّه بن محمد بن سنان الخفاجی الشاعر (- 466 ه). حاجی خلیفة، کشف الظنون، 2/ 988.
(5) اللاحق (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 934
الکلام المروی عن الکهنة و غیرهم، و هذا الغرض فی التسمیة قریب و الحقیقة ما قلناه.
قال و التحریر أنّ الإسجاع حروف متماثلة فی مقاطع الفواصل.
قال: فإن قیل: إذا کان عندکم أنّ السجع محمود فهلّا ورد القرآن کله مسجوعا؟ قلنا: إنّ القرآن نزل بلغة العرب و علی عرفهم، و کان الفصیح منهم لا یکون کلامه «1» کله مسجوعا لما فیه من أمارات التکلّف فلم یرد کله مسجوعا.
و قال ابن النفیس: یکفی فی حسن السجع ورود القرآن به و لا یقدح فیه خلوّه فی بعض المواضع لأنّ المقام قد یقتضی الانتقال إلی أحسن منه.
و کیف یعاب السجع علی الإطلاق و إنّما نزل القرآن علی أسالیب الفصیح من کلام العرب، فوردت الفواصل فیه بإزاء ورود الإسجاع فی کلامهم. و إنما لم یجی‌ء علی أسلوب واحد لأنّه لا یحسن فی الکلام جمیعا أن یکون مستمرا علی نمط واحد لما فیه من التکلّف و ملال الطّبع، و لأنّ الافتنان فی ضروب الفصاحة أعلی من الاستمرار علی ضرب واحد. و إن شئت الزیادة علی هذا فارجع إلی الإتقان.

السّجلّ:

[فی الانکلیزیة]Register
[فی الفرنسیة]Registre
بکسرتین و تشدید اللام و الضمتان مع التشدید و الفتح مع السکون و الکسر معه لغات فیه کما فی الکشاف، و هذا لغة أصلیة. و قیل معرب فی الأصل الصک و هو أی الصک کتاب الإقرار و نحوه، ثم سمّی به کتاب الحکم للتشبیه. و ذکر فی کفایة الشروط «2» أنّ أحدا إذا ادّعی علی آخر فالمکتوب المحضر و إذا أجاب الآخر و أقام البینة فالتوقیع، و إذا حکم فالسّجل، کذا فی جامع الرموز و البرجندی فی کتاب القضاء.

السّجود:

[فی الانکلیزیة]Obedience،prosternation
[فی الفرنسیة]Obeissance،prosternation
بضم السین فی اللغة الخضوع. و فی الشرع وضع الجبهة أو الأنف علی الأرض و غیرها کذا فی جامع الرموز فی فصل صفة الصلاة. و عند الصوفیة عبارة عن سحق آثار البشریة و محقها باستمرار ظهور الذّات المقدسة کذا فی الإنسان الکامل.
و سجود القلب فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن الفناء فی اللّه حال شهود العبد إیّاه، بحیث لا یمتنع عن استعمال جوارحه فی تلک الحال؛ بل إنّه لا یحسّ بوجود الجوارح لدیه. کذا فی لطائف اللّغات.
و یجی‌ء فی لفظ الصلاة «3».

السّحاب:

[فی الانکلیزیة]Cloud،melanosis
[فی الفرنسیة]Nuage،melanose
بالفتح و بالفارسیة: أبر. و یطلق أیضا علی قرحة أقلّ حجما من القتام. و القتام قشور شبیهة بالدخان منتشرة فی سواد العین، کذا فی بحر الجواهر «4». و فی الموجز: و السحاب قرحة علی
______________________________
(1) کلامه (- م).
(2) کفایة: فقه. للشیخ محمد باقر سبزواری، الّفه فی القرن الحادی عشر الهجری. کتاب فی الفقه یتناول العبادات و المعاملات من عقود و سواها. شرحه کما یلی: و ضم الطهارة و الصلاة و الزکاة و الخمس و الصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر و التجارة و الدین و الشفعة و الرهن و الإفلاس و الحجر و الضمان و الحوالة و الکفالة و الصلح و الشرکة و المضاربة و المزارعة و المساقات و الوکالة و الودیعة و وقوف الصدقات و الهبة و الوصیة و غیرها. وزارت فرهنگ و هنر، فهرست نسخ خطی کتابخانه ملی، المکتبة الوطنیة- اعداد- فراهم‌آورنده، سید عبد اللّه انوار، تهران 2536، کتب فارسی، از شماره، ص ص 1- 500.
(3) و سجود قلب در اصطلاح صوفیه عبارت است از فنا فی اللّه نزد شهود عبد او را بحیثیتی که استعمال جوارح بازندارد او را از آن حالت بلکه از استعمال جوارح خبر ندارد کذا فی لطائف اللغات. و یجی‌ء فی لفظ الصلاة.
(4) کذا فی بحر الجواهر (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 935
سواد العین أصغر و أشدّ عمقا و بیاضا انتهی.
و یطلق أیضا علی الرسوب الطافی. و یسمّی غماما أیضا.

السّحج:

[فی الانکلیزیة]Abrasion
[فی الفرنسیة]Abrasion
بفتح السین و الحاء المهملة فی اللغة خراشیدن و پوست باز کردن.- أی الحکة و شق الجلد- و یقال حقیقة عند الأطباء علی تفرق اتصال منبسط فی سطح عضو زال معه شی‌ء من ظاهر ذلک السطح عن موضعه؛ و مجازا علی ما کان من هذا التفرّق فی السطح الباطن من الأمعاء، ثم اشتهر هذا المجاز عندهم حتی إذا أطلق لفظ السّحج بادر منه هذا المعنی إلی الفهم، کذا فی بحر الجواهر، و قد سبق فی لفظ الخدش أیضا.

السّحر:

[فی الانکلیزیة]Magic،witchcraft
[فی الفرنسیة]Magie،sorcellerie
بالکسر و سکون الحاء المهملة هو فعل یخفی سببه و یوهم قلب الشی‌ء عن حقیقته، کذا قال ابن مسعود. و فی کشف الکشاف «1»:
السحر فی أصل اللغة الصرف حکاه الأزهری عن الفرّاء و یونس «2»، و قال: و سمّی السّحر سحرا لأنّه صرف الشی‌ء عن جهته، فکأنّ الساحر لمّا أری الباطل حقّا أی فی صورة الحق و خیّل الشی‌ء علی غیر حقیقته فقد سحر الشی‌ء عن وجهه أی صرفه. و ذکر عن اللیث «3» أنّه عمل یتقرب به إلی الشیطان و معونة منه.
و کل ذلک الأمر کینونة السّحر، فلم یصل إلیّ تعریف یعوّل علیه فی کتب الفقه. و المشهور عند الحکماء منه غیر المعروف فی الشرع و الأقرب أنّه الإتیان بخارق عن «4» مزاولة قول أو فعل محرّم فی الشرع، أجری اللّه سبحانه سنّته بحصوله عنده ابتلاء. فإن کان کفرا فی نفسه کعبادة الکواکب أو انضم معه اعتقاد تأثیر من غیره تعالی کفر صاحبه و إلّا فسق و بدع.
نقل فی الروضة «5» عن کتاب الإرشاد «6» لإمام الحرمین أنّ السحر لا یظهر إلّا علی فاسق کما أنّ الکرامة لا تظهر إلّا علی متّق، و لیس له دلیل من العقل إلّا إجماع الأمة. و علی هذا تعلّمه حرام مطلقا، و هو الصحیح عند أصحابنا لأنّه توسل إلی محظور عنه للغنی انتهی. و فی البیضاوی فی تفسیر قوله تعالی: یُعَلِّمُونَ
______________________________
(1) کشف الکشاف (لغة). للإمام العلامة عمر بن عبد الرحمن الفارسی القزوینی (- 745 ه) حاشیة فی مجلد سمّاها الکشف.
(لیس فیه التسمیة و إنما قال أشار إلی أن أحرر فی الکشف عن مشکلات الکشاف). حاجی خلیفة، کشف الظنون 2/ 1480.
(2) هو یونس بن حبیب الضبی، أبو عبد الرحمن، و یعرف بالنحوی. ولد عام 94 ه/ 713 م. و توفی عام 182 ه/ 798 م.
علامة بالأدب، و امام النحو فی عصره فی البصرة. له عدة کتب. الاعلام 8/ 261، وفیات الاعیان 2/ 416، طبقات النحویین 48، البیان و التبیین 1/ 77، مرآة الجنان 1/ 388.
(3) هو اللیث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمی، أبو الحارث. ولد عام 94 ه/ 713 م. و توفی بالقاهرة 175 ه/ 791 م. إمام أهل مصر فی عصره فی الحدیث و الفقه. له تصانیف و أخباره کثیرة. الاعلام 5/ 248، وفیات 7/ 318، تاریخ بغداد 13/ 3.
(4) عند (م).
(5) الروضة (عقیدة و کلام) روضة المتکلمین فی الکلام. لأحمد بن محمد بن محمود بن سعید بن نوح القابسی القاضی جمال الدین الغزنوی الحنفی 593. ه. البغدادی، هدیة العارفین، 1/ 890.
(6) الارشاد (عقیدة) الارشاد إلی قواطع الأدلة فی اصول الاعتقاد للإمام ابی المعالی عبد الملک بن عبد اللّه الجوینی الشهیر بامام الحرمین (- 478 ه/ 1085 م). حاجی خلیفة، کشف الظنون، 1/ 68، البغدادی، هدیة العارفین 1/ 626،GAL 276، 1.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 936
النَّاسَ السِّحْرَ «1» و المراد «2» بالسحر ما یستعان فی تحصیله بالتقرب إلی الشیطان مما لا یستقلّ به الإنسان، و ذلک لا یحصل إلّا لمن یناسبه فی الشرارة و خبث النفس، فإنّ التناسب شرط فی التضام «3» و التعاون، و بهذا یمیّز الساحر عن النبی و الولی. و أما ما یتعجب منه کما یفعله أصحاب الحیل بمعونة الآلات و الأدویة أو یریه صاحب خفة الید فغیر مذموم، و تسمیته سحرا علی التجوّز، أو لما فیه من الدّقّة لأنّ السّحر فی الأصل موضوع لما خفی سببه انتهی.
و فی الفتاوی الحمادیة: السحر نوع یستفاد من العلم بخواص الجواهر و بأمور حسابیة فی مطالع النجوم، فیتخذ من تلک الجواهر هیکل مخصوص علی صورة الشخص المسحور، و یترصّد له وقت مخصوص فی المطالع و تقرن به کلمات تتلفظ بها من الکفر و الفحش المخالف للشرع، و یتوصّل فی تسمیتها إلی الاستعانة بالشیاطین، و تحصل من مجموع ذلک بحکم إجراء اللّه العادة أحوال غریبة فی الشخص المسحور انتهی. و کونه معدودا من الخوارق مختلف فیه کما عرفت. و قال الحکماء: السّحر مزج قوی الجواهر الأرضیة بعضها ببعض.
قال الإمام فخر الدین الرازی فی التفسیر الکبیر: اعلم أنّ السحر علی أقسام.
القسم الأول: سحر الکلدانیّین و الکسدائین الذین کانوا فی قدیم الدهر و هم قوم یعبدون الکواکب و یزعمون أنّها هی المدبّرة لهذا العالم و منها تصدر الخیرات و الشرور و السعادة و النحوسة، و هم الذین بعث اللّه تعالی علیهم إبراهیم علیه السلام مبطلا لمقالتهم و ردّا علیهم فی مذاهبهم و عقائدهم.
و القسم الثانی من السحر سحر أصحاب الأوهام و النفوس القویة، قالوا اختلف الناس فی الإنسان. فأما إذا قلنا بأنّ الإنسان هو هذه البنیة فلا شک أنّ هذه البنیة مرکّبة من الأخلاط الأربعة فلم لا یجوز ان یتفق مزاج من الأمزجة یقتضی القدرة علی خلق الجسم و العلم بالأمور الغائبة عنّا. و أما إذا قلنا إنّ الإنسان هو النفس فلم لا یجوز أن یقال إنّ النفوس مختلفة فیتفق فی بعض النفوس أن تکون قادرة علی هذه الحوادث الغریبة مطلعة علی الأسرار الغریبة. ثم الذی یؤکد هذا الاحتمال علی وجوه.
الأول أنّ الجذع یتمکن الإنسان من المشی علیه لو کان موضوعا علی الأرض و لا یمکنه لو کان کالجسر موضوعا علی هاویة تحته، و ما ذاک إلّا أن یخیل السقوط، و متی قوی أوجب السقوط.
الثانی أنّه أجمعت الأطباء علی نهی المرعوف عن النظر إلی الأشیاء الحمر و المصروع عن النظر إلی الأشیاء القویة اللمعان أو الدوران، و ما ذاک إلّا لأنّ النفوس خلقت علی الأوهام.
الثالث حکی عن أرسطو أنّ الدجاجة إذا تشببت و بلغت و اشتاقت إلی الدیک و لم تجده فتصورت الدیک و تخیّلته و تشبهت بالدیک فی الصوت و الجوارح نبت علی ساقها مثل الشی‌ء النابت علی ساق الدیک، و ارتفع علی رأسها مثل تاج الدیک، و لیس هذا إلّا بسبب کثرة التوهّم و التخیّل، و هذا یدل علی أنّ الأحوال الجسمانیة تابعة للأحوال النفسانیة.
______________________________
(1) البقرة/ 102.
(2) المقصود (م، ع).
(3) النظام (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 937
الرابع أجمعت الأمم علی أنّ الدعاء مظنة الإجابة. و أجمعوا علی أنّ الدعاء اللسانی الخالی من الطلب النفسانی قلیل العمل عدیم الأثر. فدلّ ذلک علی أنّ للهمم و النفوس آثارا، و هذا الاتفاق غیر مختص بمسألة معینة و بحکمة مخصوصة.
الخامس أنّ المبادئ القویة للأفعال النفسانیة لیست إلّا التصورات النفسانیة لأنّ القوة المحرّکة مودعة فی العضلات صالحة للفعل و ترکه، و لأن یرجح أحد الطرفین علی الآخر لا لمرجح و ما ذاک إلّا تصوّر کون الفعل لذیذا أو قبیحا أو مؤلما، بعد أن کانت کذلک بالقوة، فتلک التصورات هی المبادئ لصیرورة القوی العقلیة مبادئ بالفعل لوجود الأفعال بعد أن کانت بالقوة، و إذا کانت هذه التصورات هی مباد لمبادئ هذه الأفعال فأیّ استبعاد فی کونها مبادئ للأفعال لنفسها و إلغاء الواسطة عن درجة الاعتبار.
السادس أنّ التجربة و العیان لشاهدان بأنّ هذه التصورات مباد قریبة لحدوث الکیفیات فی الأبدان فإنّ الغضبان تشتدّ سخونة مزاجه عند هیجان کیفیة الغضب لا سیما عند إرادة الانتقام من المغضوب علیه. و إذا جاز کون التصورات مبادئ لحدوث الحوادث فی البدن فأیّ استبعاد من کونها مبادئ لحوادث فی خارج البدن.
السابع أنّ الإصابة بالعین أمر قد اتفق علیه العقلاء و نطقت به الأحادیث و الحکایات و ذلک أیضا یحقّق إمکان ما قلنا. و إذا عرفت هذا فنقول إنّ النفوس التی تفعل هذه الأفعال قد تکون قویة جدا فتستغنی فی هذه الأفعال عن الاستعانة بالآلات و الأدوات، و قد تکون ضعیفة فتحتاج إلی الاستعانة بهذه الآلات. و تحقیقه أنّ النفس إن کانت مستعلیة علی البدن شدیدة الانجذاب إلی عالم السموات کانت کأنّها روح الأرواح السماویة، فکانت قویة علی التأثیر فی موارد هذا العالم. و أمّا إذا کانت ضعیفة شدیدة التعلّق بهذه اللذات البدنیة فحینئذ لا یکون لها تصرّف البتة إلّا فی البدن. فإذا أراد الإنسان صیرورتها بحیث یتعدی تأثیرها من بدنها إلی بدن آخر اتّخذ تمثال ذلک الغیر و وضعه عند الحسّ و اشتغل الحسّ به، فتبعه الخیال علیه و أقبلت النفس الناطقة علیه، فقویت التأثیرات النفسانیة و التصرفات الروحانیة. و لذلک أجمعت الأمم علی أنّه لا بد لهذه الأعمال من الانقطاع عن المألوفات و المشتهیات و تقلیل الغذاء بل الاعتزال عن الخلق. و کلّما کانت هذه الأمور أتمّ کانت هذه التأثیرات أقوی. و السبب فیه أنّ النفس إن اشتغلت بالجانب الواحد اشتغلت جمیع قواها فی ذلک الفعل. و إذا اشتغلت بالأفعال الکثیرة تفرّقت قواها و توزّعت علی تلک الأفعال. و لهذا من حاول الوقوف علی مسألة فإنّه حال تفکّره فیها لا بد أن یفرغ خاطره عما عداها، فإنّه عند تفریغ الخاطر یتوجّه بکلیته إلیها، فیکون الفعل أحسن و أسهل. و إذا کانت کذلک کان الإنسان المشغول الهمّ و الهمّة بقضاء الشهوات و تحصیل اللذات کانت القوة النفسانیة مشغولة بها مشغوفة إلیها مستغرقة فیها، فلا یکون انجذابها إلی تحصیل ذلک الفعل قویّا شدیدا.
و القسم الثالث من السّحر الاستعانة بالأرواح الأرضیة، و اعلم أنّ القول بالجنّ أنکره بعض المتأخرین من الفلاسفة. أما أکابر الفلاسفة فإنهم ما أنکروا القول به إلّا أنّه سمّوها بالأرواح الأرضیة، بعضها خیّرة و بعضها شریرة. فالخیرة هم مؤمنو الجن و الشریرة هم الکفار، و هی قادرة عالمة، و اتصال النفوس بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماویة، إلّا أنّ القوة الحاصلة للنفوس الناطقة بسبب اتصالها بهذه الأرواح الأرضیة أضعف من القوة الحاصلة لها بسبب الاتصال بالأرواح السماویة. ثم إنّ
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 938
أصحاب الصنعة و أرباب التجربة لشاهدوا «1» أنّ الاتصال بهذه الأرواح الأرضیة یحصل بأعمال سهلة قلیلة من الرّقی و التجرید.
و القسم الرابع من السحر التخیّلات و الأخذ بالعیون، و هذا النوع مبنی علی مقدمات. إحداها أنّ أغلاط البصر کثیرة فإنّ راکب السفینة إن نظر إلی الشّط رأی السفینة واقفة و الشط متحرکا، و ذلک یدلّ علی أنّ الساکن یری متحرکا و المتحرک ساکنا. و القطرة النازلة تری خطا مستقیما. و الشعلة التی تدار بسرعة تری دائرة و الشخص الصغیر یری فی الضباب عظیما و یری العظیم من البعید صغیرا، فعلم أنّ القوة الباصرة قد تبصر الشی‌ء علی خلاف ما علیه فی الجملة لبعض الأسباب العارضة. ثانیتها أنّ القوة الباصرة إنما تقف علی المحسوس وقوفا تاما إذا أدرکت المحسوس فی زمان له مقدارها. فأمّا إذا أدرکته فی زمان صغیر جدا ثم أدرکت محسوسا آخر و هکذا، فإنّه یختلط البعض بالبعض و لا یتمیّز بعض المحسوسات عن البعض الآخر. و مثال ذلک أنّ الرحی إذا أخرجت من مرکزها إلی محیطها خطوط کثیرة بألوان مختلفة ثم استدارت فإنّ الحسّ یری لونا واحدا کأنّه مرکّب من الألوان. و ثالثتها أنّ النفس إذا کانت مشغولة بشی‌ء فربما حضر عند الحسّ شی‌ء آخر فلا یتبعه الحسّ البتّة، کما أنّ الإنسان عند دخوله علی السلطان قد یلقاه إنسان و یتکلّم معه فلا یعرفه و لا یفهم کلامه لما أنّ قلبه مشغول بشی‌ء آخر، و کذا الناظر فی المرآة فإنّه ربّما قصد أن یری قذاة فی عینه فیراها و لا یری ما أکثر منها، و ربما قصد أن یری سطح المرآة هل هو مستو أم لا فلا یری شیئا مما فی المرآة.
فإذا عرفت هذه المقدّمات سهل عند ذلک تصوّر کیفیة هذا النوع من السّحر و ذلک لأنّ المشعبذ الحاذق یظهر عمل شی‌ء یشغل أنظار الناظرین به و یأخذ عیونهم إلیه، حتی إذا استفرغهم الشّغل بذلک الشی‌ء و التحدیق نحوه عمل شیئا آخر بسرعة شدیدة فیبقی ذلک العمل خفیا و حینئذ یظهر لهم شی‌ء آخر غیر ما انتظروه فیتعجبون منه جدا، و لو أنّه سکت و لم یتکلّم بما یصرف الخواطر إلی ضدّ ما یرید أن یعمله و لم یحرّک الناس و الأوهام و الأنظار إلی غیر ما یرید إخراجه لفطن الناظرون بکلّ ما یفعله، فهذا هو المراد «2» من قولهم إنّ المشعبذ یأخذ بالعیون لأنّه بالحقیقة یأخذ العیون إلی غیر الجهة التی یحتال لها.
فإذا عرفت هذه الأقسام فأقول: المعتزلة أنکروا السّحر بجمیع أقسامها إلّا التخیل. أما أهل السّنة فقد جوّزوا أن یقدر الساحر علی أن یطیر فی الهواء و یقلب الإنسان حمارا و الحمار إنسانا، إلّا أنهم قالوا إنّ اللّه تعالی هو الخالق لهذه الأشیاء عند ما یقرأ الساحر رقی مخصوصة و کلمات معینة. فأمّا أنّ المؤثّر لذلک هو الفلک أو النجوم فلا. و قد أجمعوا علی وقوع السّحر بالقرآن و الخبر. أما القرآن فقوله تعالی: وَ ما هُمْ بِضارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ «3». و أما الأخبار، أحدها ما روی أنّ النبی صلّی اللّه علیه و سلم سحر و أنّ السّحر عمل فیه حتی قال: «إنّه لیخیّل إلیّ أنی أقول الشی‌ء و أفعله و لم أقله و لم أفعله» «4»
______________________________
(1) لشاهدون (م).
(2) المقصود (م، ع).
(3) البقرة/ 102.
(4) صحیح البخاری، کتاب الدعوات، باب تکریر الدعاء، ح 82، 8/ 149. عن عائشة رضی اللّه عنها …
«حتی إنه لیخیل إلیه أنه قد صنع الشی‌ء و ما صنعه».
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 939
و «أنّ امرأة یهودیة سحرته و جعلت ذلک السحر راعوفة البیر «1» فلما استخرج ذلک زال عن النبی علیه الصلاة و السلام ذلک العارض» «2» و نزلت المعوّذتان بسببه. و ثانیها: «أنّ امرأة أتت عند عائشة رضی اللّه عنها فقالت: إنی ساحرة فهل لی من توبة فقالت و ما سحرک؟ فقالت: صرت إلی الموضع الذی فیه هاروت و ماروت ببابل لطلب علم السّحر، فقالا لی یا أمّة اللّه لا تختاری عذاب الآخرة بأمر الدنیا فأبیت. فقالا لی: اذهبی فبولی علی ذلک الرماد فذهبت لأبول علیه، ففکرت فی نفسی، فقلت لا أفعل.
و جئت إلیهما فقلت: قد فعلت. فقالا لی: ما رأیت لمّا فعلت؟ فقلت: ما رأیت شیئا. فقالا لی: أنت علی رأس أمرک، فاتقی اللّه و لا تفعلی فأبیت. فقالا لی: اذهبی فافعلی. فذهبت ففعلت. فرأیت کأنّ فارسا مقنعا بالحدید خرج من فرجی فصعد إلی السماء، فجئتهما فأخبرتهما. فقالا: إیمانک خرج عنک، و قد أحسنت السّحر. فقالت: و ما هو؟ قالا: ما تریدین شیئا یتصوّر فی وهمک إلّا کان فصورت فی نفسی حبّا من حنطة فإذا أنا بحبّ أنزع، فخرج من ساعته سنبله. فقلت: انطحن، فانطحن و انخبز و أنا لا أرید شیئا إلّا حصل.
فقالت عائشة رضی اللّه عنها: لیس لک توبة» «3». انتهی من التفسیر الکبیر.
و قال الشیخ عبد الحقّ الدهلوی فی مدارج النّبوّة: إنّ السّحر حرام. و قال بعضهم: إنّ تعلّمه بنیة دفع السّحر عن نفسه لیس بحرام. و السّاحر الذی لیس فی سحره کفر یستتاب، و أمّا إذا اشتمل علی الکفر فیقتل. و فی قبول نوبته اختلاف؛ کالزندیق الذی ینکر الدّین و النّبوّة و الحشر و النّشر و القیامة.
و أمّا حقیقة السّحر ففیها خلاف؛ فبعضهم یقول: إنّه مجرّد تخییل و إیهام. و هذا ما اختاره کلّ من أبی بکر الأسترآبادی الشافعی و أبی بکر الرازی من الحنفیة و طائفة أخری.
و إنّ جمهور العلماء متفقون علی أن السّحر أمر حقیقی، و یدل علی ذلک ظاهر الکتاب و الأحادیث المشهورة. و لکنهم مختلفون علی حقیقة تأثیر السّحر فقط فی تغییر المزاج، فهو إذن نوع من المرض أو أنّ أثره یصل إلی حدّ التحوّل، یعنی انقلاب حقیقة الشی‌ء إلی شی‌ء آخر. مثل الحیوان یصیر جمادا، أو بالعکس، و الإنسان حمارا أو خروفا أو أسدا و بالعکس.
و الجمهور یقولون بذلک.
و أمّا بعضهم فیقول: لیس للسّحر ثبوت و لا وقوع، و هذا کلام باطل و مکابرة لأنّ القرآن و السّنّة یصرّحان بعکس ذلک. و السّحر من الحیل الصناعیة الحاصلة بأعمال و أسباب عن طریق الاکتساب (و التعلم). و أکثر العاملین فی هذا المجال هم من أهل الفسق و الفساد. و إذا کان السّحر فی حال الجنابة فتأثیره أشدّ، بل إنّه إذا کانت الجنابة ناشئة عن وطء حرام أو المحارم فإنّه أشدّ تأثیرا. أعاذنا اللّه من السّحر و من الساحر.
و قد نقل بإسناد صحیح أنّ الیهود (فی المدینة) قد سحروا النبی صلّی اللّه علیه و سلم، و قد کان مفعول السّحر ظاهرا کالنسیان و تخیّل بعض الأمور
______________________________
(1) البئر (م، ع).
(2) الرازی، التفسیر، تفسیر قوله تعالی وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّیاطِینُ، 2/ 231. و ذکر أیضا، الرازی فی التفسیر، تفسیر سورة الفلق، 32/ 195، بأن (النفاثات) هن بنات لبید بن اعصم الیهودی سحرن النبی صلی اللّه علیه و سلم.
(3) الرازی، تفسیر، تفسیر سورة البقرة 2/ 231.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 940
و ضعف القوّة الجنسیة و أمثال ذلک، و تاریخ وقوع هذا الأمر بعد الرجوع من الحدیبیة فی شهر ذی الحجّة من السنّة السادسة للهجرة، و طول أثر هذه الحادثة استمر أربعین یوما- کما فی إحدی الروایات.- و فی أخری لمدّة ستّة أشهر، و فی روایة منقولة لمدة سنة، إلی أن ذات لیلة کان فی صحبة السّیّدة أم المؤمنین عائشة الصّدّیقة، فأخذ یدعو و یتضرّع، ثم قال: یا عائشة: هل تعلمین بأنّ اللّه قد أجابنی عما سألته: لقد نزل شخصان و جلسا، أحدهما عند رأسی و الآخر عند قدمی، فسأل أحدهما الآخر:
ما به؟ و ما وجعه؟ فقال: مطبوب (مسحور) فقال: من (طبّه) فقال: لبید بن الأعصم الیهودی. قال: فی ما ذا؟ قال: فی مشاطة (یعنی:
ما یتساقط من شعر بعد استعمال المشط) قی قف نخلة ذکر. قال: أین وضعها؟ قال: فی بئر ذروان. و فی روایة بئر أردان. ثم ذهب النبی صلّی اللّه علیه و سلم مع عدة من الصحابة إلی ذلک البئر و استخرج منه ذلک الشی‌ء الذی مرّ وصفه.
و جاء فی روایة أنّهم عثروا علی وتر قوس معقود إحدی عشرة عقدة، فنزلت سورتا الفلق و الناس، و کلّما قرءوا آیة انحلّت عقدة. و عدد آیاتهما هی إحدی عشرة آیة.
و جاء فی روایة أنّهم وجدوا ضلع نخل و فیه مثال لشخص النبی صلّی اللّه علیه و سلم من الشمع و قد غرزت فیها بعض الإبر، و فیها خیط معقود علیه إحدی عشرة عقدة، ثم قرءوا المعوّذتین، فبدأت تنفکّ العقد، ثم سحبوا الإبر و کلما سحبوا واحدة وجد السکینة و الراحة. (پس‌تر دانستنی است). و معلوم أنّ تأثیر السّحر فی ذات النبی المبارک لیس بمدعاة إلی النقص، بل إنّ ذلک من دلائل النبوّة لأنّ الکفار اتهموا النبی بأنّه ساحر، و معلوم أنّ السّاحر لا یؤثّر فیه السّحر.
ثم معرفة السّحر و أدواته و مکان وجوده بغیر سحر آخر من معجزات النّبوّة. و الغرض إذن هو تأثیر السّحر علی النبی صلّی اللّه علیه و سلم إنّما هو من أجل هذه المصالح و الحکم، و قد وردت فی هذا الموضوع أحادیث صحیحة غیر قابلة للإنکار.
انتهی من مدارج النبوة «1».
______________________________
(1) و شیخ عبد الحق دهلوی در مدارج النبوة فرموده‌اند که سحر در شرع حرام است و بعضی گفته‌اند که تعلم وی به نیت دفع سحر از خود حرام نیست و ساحر که در سحر وی کفر نباشد توبه کنانیده شود و اگر کفر باشد قتل کرده شود و در قبول توبه وی اختلاف است مثل زندیق که منکر دین نبوت و حشر و نشر و قیامت باشد. و در حقیقت سحر اختلاف است بعضی گویند که مجرد تخیل و ایهام است و اختیار ابو بکر استرابادی از شافعیه و ابو بکر رازی از حنفیة و طائفه دیگر همین است. و اما جمهور علماء اتفاق دارند بر این که سحر را حقیقت است و ظاهر کتاب و سنت مشهورة بر این دلالت دارد اما اختلاف دارند درین امر که مر او را تأثیر است فقط در تغییر مزاج پس نوعی از مرض است و یا تأثیر او منتهی می‌شود بإحالت یعنی انقلاب حقیقت شی‌ء بحقیقت دیگر چنانچه حیوان جماد گردد و بالعکس و انسان حمار و گوسپند شیر گردد و بالعکس و جمهور قائل‌اند بآن. و بعضی گویند که سحر ثبوت و وقوع ندارد و این سخن مکابره و باطل است و کتاب و سنت بخلاف آن ناطق است و سحر از حیل صناعیه است که حاصل می‌شود باعمال و اسباب بطریق اکتساب و اکثر وقوع آن از اهل فسق و فساد است و اگر در حالت جنب باشد زیادة تاثیر کند بلکه اگر جنب از وطی حرام بلکه با محارم بود زیاده‌تر مؤثر میباشد اعاذنا اللّه من السحر و من الساحر. و بنقل صحیح ثابت شده است که یهود سحر کردند آن حضرت صلّی اللّه علیه و سلم را و تاثیر آن در ذات جلیل وی ظاهر شد از عروض نسیان و تخیل و ضعف قوت جماع و امثال آنها و وقوع این حادثه بعد از رجوع از حدیبیه بود در ذی حجه در آخر سنه سادسه از هجرت و مدت بقای این عارضه بقولی چهل روز و بروایتی شش ماه و بنقلی یک سال بود تا آنکه شبی نزد عایشه رضی اللّه عنها بود و دعا کرد و بسیار گریه کرد پس‌تر گفت یا عایشه آگاهی داری تو به آنکه خدای تعالی فتوی داد مرا در آنچه استفتا کردم یعنی اجابت کرد آنچه سؤال کردم از وی فرود آمدند مرا دو مرد و بنشست یکی از ان دو نزد من و دیگری نزد پایهای من پس گفت یکی از ان دو مرد یار خود را چه حال است این مرد را و درد وی از چیست گفت مسحور است گفت کدام سحر کرده است او را گفت لبید بن اعصم یهودی گفت در چه چیز سحر کرده است گفت در مشاطه یعنی مویها که از
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 941

السّحنة:

[فی الانکلیزیة]Facial appearance،look
[فی الفرنسیة]Physionomie،mine
بفتح السین و الحاء المهملة و قد تسکن فی اللغة الهیئة. و فی اصطلاح الأطباء هی حال الجسد فی السّمن و الهزال و السّخافة و التلذذ و الاعتدال، کذا فی شرح القانونچة فی بیان الأمور الطبیعیة.

سخن:

[فی الانکلیزیة]Word،speach
[فی الفرنسیة]Parole،discours
بالفارسیة: کلام. و عند الصوفیة یراد بها الإنسان و المعرفة بعالم الغیب. و سخن شیرین:
کلام عذب، یقصدون بها الإشارة الإلهیة «1».

السّدّة:

[فی الانکلیزیة]Obstruction،embolism
[فی الفرنسیة]Obstruction،embolie
بالضم و الدال المهملة المشدّدة عند الأطباء لزوجة و غلظ ینبت فی المجاری و العروق الضیقة فتمنع الغذاء و الفضلات من النفوذ فیها و السّدد الجمع. و تطلق السّدّة أیضا علی ما یمنع نفوذ بعضها دون البعض، و مثال ذلک أنّا إذا قلنا إنّ رقّة البول تدلّ علی السّدد فمعناه أنّ السّدة منعت نفوذ الشی‌ء الثخین من الانحدار و صفاء البول و خرج رقیقه. قال العلامة: و اعلم أنّ الانسداد عند الأطباء غیر السّدّة لأنّ الانسداد إنّما یطلقونه علی مسام الجلد و أفواه العروق إذا انضمّت، و قد تطلق السّدّة علی صلابة تنبت علی رأس الجراحة بمنزلة القشر. و السّدّة فی الخیشوم هی الشی‌ء المحتبس فی داخله حتی یمنع الشی‌ء النافذ من الحلق إلی الأنف، و من الأنف إلی الحلق، کذا فی بحر الجواهر. و علی هذا فقس سدد الکبد و سدد الماساریقا و نحو ذلک.

السّدر:

[فی الانکلیزیة]Vertigo،whirling،trouble of the sight
[فی الفرنسیة]Vertige،tournoiement،trouble de vue
بفتح السین و الدال المهملة فی اللغة تحیّر البصر. و فی الطب ظلمة تعرض البصر إذا أراد صاحبه القیام. و ربما وجد طنینا فی أذنیه و ثقلا عظیما فی رأسه. و ربما زال عقله. و الشدید منه یشبه الصّرع إلّا أنّه لا یکون له تشنّج کما یکون للصرع، کذا فی الآقسرائی و بحر الجواهر.

سدرة المنتهی:

[فی الانکلیزیة]Heavenly jujube tree
[فی الفرنسیة]Jujubier celeste
السدر النّبق و هی شجرة فی أقصی الجنة إلیها ینتهی علم الأولین و الآخرین، و لا یتعداها و لم یجاوزها أحد سوی رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم و هی فی السماء السادسة. و فی الحدیث الآخر فی السابعة، و جمع بأنّ أصلها فی السادسة «2» و معظمها فی السابعة، و هی عن یمین العرش،
______________________________
- شانه کردن می‌ریزد از سر و ریش و در وعای شکوفه نخل نر گفت کجا نهاده است گفت در چاه ذروان و در روایتی چاه اردان پس آمد آن حضرت با چند صحابه بر ان چاه و فرمود که همین چاه است که نمودند مرا آب وی پس بر آوردند از آن چاه آن سحر را. و در روایتی آمده که یافتند در وی زه کمان که در وی یازده گره بود پس نازل شد سوره فلق و ناس و هر آیتی که میخواندند گرهی از ان گشاده می‌شد و آیات این دو سوره نیز یازده‌اند. و در روایتی آمد که یافتند طلعه نخل را در وی تمثال آن حضرت از موم ساخته و در وی سوزنها خلانیده و رشته در وی یازده گره کرده پس معوذتین میخواندند و گرهی گشاده می‌شد و هر سوزنی که میکشیدند تسکین می‌یافت و راحت پیدا می‌شد. پس‌تر دانستنی است که تاثیر سحر در ذات مبارک آن حضرت موجب منقصت نیست بلکه ظهور تاثیر سحر در وی علیه الصلاة و السلام از دلائل نبوت است زیرا که کفار آن حضرت را ساحر میخواندند و مقرر است که سحر در ساحر تاثیر نمی‌کند و نیز ظهور سحر و آلات سحر از جای مخفی که بجز از ساحر دیگری نداند از شواهد نبوت است و هم دفع تاثیر سحر و ابطال اثر آن بغیر از سحر دیگر از براهین نبوت است الغرض تاثیر سحر در آن حضرت برای این حکمتها و مصلحتها است و احادیث درین باب صحیح آمده است که قابل انکار نیستند انتهی من مدارج النبوة.]
(1) سخن: نزد صوفیة اشارت و آشنائی را گویند بعالم غیب و سخن شیرین اشارت إلهی را گویند.
(2) و فی الحدیث … فی السادسة (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 942
هکذا فی مجمع البحار «1». و قیل إلیها ینتهی ما یعرج به من الأرض فیفیض منها و إلیها ینتهی ما یهبط به من فوقها فیفیض منها. و فی الحدیث:
«رفعت إلی سدرة المنتهی فإذا نبقها مثل قلال هجر و إذا ورقها مثل آذان الفیلة» «2». و فی الحدیث الآخر «یسیر الراکب فی ظل الفنن «3» منها مائة عام و یستظل فی الفنن «4» منها مائة ألف راکب فیها فراش من ذهب کأنّ ثمرها القلال» «5». و قیل هی شجرة تحمل الحلیّ و الحلل و الثمار من جمیع الألوان، لو أنّ ورقة منها وضعت فی الأرض لأضاءت لأهل الأرض، و هی طوبی التی ذکرت فی سورة الرعد، هکذا فی معالم التنزیل. و قالوا: إلیها تنتهی أعمال الخلق و علومهم، و من هناک ینزل الأمر الإلهی، و من هناک تؤخذ الأحکام و الملائکة تقف قربها. و إلیها ینتهی کلّ ما یصعد من العالم السّفلی، و ینزل منها من العالم العلوی، من الأمر العالی.
و روی أنّه فی لیلة المعراج تأخّر جبریل و انفصل عن النبی صلّی اللّه علیه و سلم فسأله النبی صلّی اللّه علیه و سلم: ما سبب وقوفک، فلیس هذا أوان ترک الصدیق لصدیقه؟
فقال جبریل: إن أتقدّم خطوة أخری أحترق.
و یصعد من سدرة المنتهی أربعة أنهر؛ اثنان فی الباطن و اثنان فی الظاهر. و أمّا اللذان فی الباطن فیسیران فی الجنة. و أمّا اللذان فی الظاهر فهما النیل و الفرات. هکذا فی مدارج النبوّة «6».

سدرة النبی:

[فی الانکلیزیة]Jujube tree of the prophet Mohammed
[فی الفرنسیة]Le jujubier du prophete Mahomet
هی شجرة سدر انشقّت إلی قسمین (من معجزات النبی صلی اللّه علیه و سلم). و قصتها هی أنّه- النبی صلّی اللّه علیه و سلم- کان فی سفر راکبا علی جمله لیلا و قد غلبه النوم إلی أن وصل إلی شجرة سدر، فانشقت الشجرة إلی قسمین لکی یمرّ النبی صلّی اللّه علیه و سلم بسلام. و قد عبر بین شقّی الشجرة دون أن یستیقظ، و بقیت الشجرة منقسمة هکذا. و قد عرفت بسدرة النبی. هکذا کما فی مدارج النبوة فی الباب السادس «7».
______________________________
(1) مجمع بحار الانوار فی غرائب التنزیل و لطائف الأخبار، للشیخ محمد طاهر الصدیقی الفتنی (- 981 ه).
2 جزء لکناو 1248 ه. 4 جزء لکناو 1284 و 1314 ه. حاجی خلیفة، کشف الظنون، 2/ 1599. هدیة العارفین 2/ 255. سرکیس، معجم المطبوعات العربیة و المعربة، ص 1671.
(2) الحاکم المستدرک، کتاب الایمان، باب ذکر سورة المنتهی، 1/ 81 بلفظ: «رفعت لی سورة منتهاها من السماء السابعة نبتها … مثل آذان الفیل». و فی ذیل المستدرک بلفظ: «آذان الفیلة».
(3) الفتن (م).
(4) الفتن (م).
(5) سنن الترمذی، کتاب صفة الجنة، باب ما جاء فی صفة ثمار أهل الجنة، ح 2541، 4/ 680. بلفظ، «الفتن».
(6) و گفته‌اند که بوی منتهی می‌شود اعمال خلق و علوم ایشان و از آنجا نزول می‌کند امر إلهی و ازینجا گرفته میشود احکام و نزد وی وقوف میکنند ملائکه و بوی منتهی میشود آنچه صعود می‌کند از عالم سفلی و نزول می‌کند از عالم علوی از امر عالی روایت است که در شب معراج بازماند و جدا شد جبرئیل از آن حضرت پس گفت یا جبرئیل این چه جای بازماندن و جدا شدن است این جای نیست که دوست دوست را تنها گذارد جبرئیل گفت اگر مقدار سر انگشت نزدیک شوم سوخته شوم و از سدرة المنتهی چهار نهر می‌برآیند دو در باطن و دو در ظاهر آنان که در باطن‌اند در بهشت می‌روند و آنکه در ظاهراند نیل و فرات‌اند هکذا فی مدارج النبوة.
(7) درختی است که از معجزه آن حضرت صلّی اللّه علیه و سلم شق شده بود و قصه او آن است که آن حضرت در سفری در شب تاریک بر شتر سوار شده خواب‌آلود می‌رفت تا آنکه به درخت سدره رسید پس آن سدره دو نیمه شد تا آن حضرت بسلامت از میان آن درخت بگذشت و آن حضرت همچنان در خواب ماند و درخت همچنین منفرج ماند و به سدرة النبی معروف گشت هکذا فی مدارج النبوة فی الباب السادس.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 943

السّرّ:

[فی الانکلیزیة]Mystery
[فی الفرنسیة]Mystere
هو ما یختصّ بکلّ شی‌ء من جانب الحق عند التوجّه الإیجادی إلیه المشار إلیه بقوله:
إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْ‌ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ «1». و لهذا قیل: لا یعرف الحقّ إلّا الحقّ، و لا یطلب الحقّ إلّا الحقّ، و لا یحب الحقّ إلّا الحقّ، لأنّ ذلک السّر هو الطالب للحقّ، و المحب له و العارف به کما قال النبی علیه الصلاة و السلام: «عرفت ربی بربی» «2».

السّرّ:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Secret،Heart
[فی الفرنسیة]Secret،coeur
بالکسر و التشدید یطلق علی مرادین:
أحدهما أمر خفی ضد العلانیة و الآخر القلب، و هذا من باب إطلاق لفظ الحال علی المحل، کإطلاق لفظ الخاطر الموضوع لما یخطر بالبال علی محله، لأنّ القلب محل السّر. یقال ظهر سرّ قلبی و وقع فی سرّی کذا، کما یقال ورد لی خاطر و وقع فی خاطری کذا. و السّر بالمعنی الثانی مختلف فیه. فهو عند طائفة فوق الروح و القلب. و عند طائفة فوق القلب دون الروح.
و عند المحققین إنّه هو القلب و إنّ ما زعموه فوق الروح و القلب هو عین الروح المتجلی فی النهایة بوصف غریب مستعجم علی الطائفة الأولی، و عین القلب المتجلّی فی النهایة بوصف غریب مستعجم علی الطائفة الثانیة کذا فی شرح قصیدة فارضیة. و فی مجمع السلوک: و أمّا الصوفیة فیقولون: النفس جسم لطیف کلطافة الهواء فی أجزاء البدن کالزبد فی اللبن و الدهن فی الجوز و اللوز، و القلب داخل فی النفس و هو ألطف و أضوأ منها. و أمّا السرّ فقال اللّه تعالی:
فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی «3». و السّرّ نور روحانی آلة النفس فإنّ النفس تعجز عن العمل و لا تفید فائدة ما لم یکن السّرّ الذی هو همّة مع النفس. فالنفس بدون إعانة السّرّ لها عاجزة.
و قال بعض الصوفیة السّرّ بعد القلب و قبل الروح. و قیل بعد الروح و أعلی منه و ألطف.
و قیل السّرّ محل المشاهدة و الروح محل المحبة و القلب محل المعرفة. و یقول شیخ الشیوخ: إنّ ما أطلقوا علیه اسم السّرّ لیس بذاک، فذلک السّرّ للشی‌ء مستقلّ بذاته، بل یصبح مثل النّفس الطاهرة. و هذا السّرّ یظهر من القلب و من الروح أیضا «4».
و أما الروح فهو نور روحانی آلة النفس أیضا کالسّر، فإنّ الحیاة إنّما تبقی فی البدن بشرط وجود الروح فی النفس، أجری اللّه تعالی العادة بذلک. و أمّا الروح الخفی فإنّهم یسمونه أخفی و الأصوب أخفی لموافقته قوله تعالی:
فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفی. و إنّما سمّی أخفی لأنّه أبلغ من السّر و الروح و القلب فی الاستتار و الاختفاء عن الخواطر و الفهوم، یعنی إنّ ورود الفهم و الوهم واحدا واحدا للسّالک العارف فی مرتبة الروح الخفیة لا یصل «5» إلّا بإعانة اللّه و هو نور ألطف من السّر و الروح، و هو أقرب إلی عالم الحقیقة فهو کالحاجب للنفس فی الحضرة الصمدیة إذا ذهل النفس و القلب و السّرّ و الروح عن الحضرة یلتفت إلیهم الأخفی شرزا بلمحة
______________________________
(1) النحل/ 40.
(2) جاء فی کتاب الاصطلاحات الصوفیة للقاشانی، ص 101، و أورد المحقّق أنه حدیث مشهور و عزاه لابن الأثیر فی «جامع الأصول من احادیث الرسول» 7/ 75.
(3) طه/ 7.
(4) و شیخ شیوخ گوید آن را که سر نام نهاده‌اند نیست آن سر چیزی مستقل بنفس خویش بلکه چون نفس پاک می‌گردد قلب از مقام خویش عروج می‌کند و یا روح از مقام خویش عروج می‌کند این را سر می‌گویند و این سر هم از قلب و هم از روح پیدا می‌شود.
(5) یکایک ورود و هم و فهم سالک عارف در مرتبه روح خفی نمی‌رسد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 944
لطیفة، فینتبه الکلّ للّه تعالی عقیب ذلک، فذلک التنبیه من اللّه تعالی بوسیلة الروح الأخفی، و هذا الذهول عن الحضرة الصمدیة لعامة الأولیاء أو لعامة المؤمنین. فأمّا الأنبیاء و کبار الأولیاء فإنّ أسرارهم قلّما یلتفت عن الأعلی إلی الأسفل، و هم الذین قال اللّه فیهم:
وَ یَخْشَوْنَهُ وَ لا یَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ «1» و فیهم أیضا: «إنّ للّه عبادا لو حجبوا عن اللّه طرفة عین فی الدنیا و الآخرة لارتدّوا» «2».
اعلم أنّ ثمة روحا آخر ألطف من هذه الأرواح کلها و هی لطیفة داعیة لهذه الأطوار إلی اللّه، و هذا الروح لا یکون لکلّ واحد بل هو للخواص. قال اللّه تعالی: یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ «3» و هذا الروح ملازم عالم القدرة مشاهد عالم الحقیقة، لا یلتفت إلی خلقه قط. و اعلم أیضا أنّ من قال هذه الأطوار من النفس إلی آخرها کلها شی‌ء واحد لا یلتفت إلی قوله.

فائدة:

الفرق بین السّرّ و العقل أنّ العقل نور روحانی و مقامه فی جانب السّر، إلّا أنّ السّر میّال إلی الأعلی و العقل میّال إلی الدنیا و الآخرة. و من هنا فإنّ بعضهم یقول: العقل نوعان: نوع ینظر إلی أمر الدنیا، و نوع یری أمر الآخرة.
و یری بعضهم بأنّ مقرّ العقل الذی ینظر إلی أمور الآخرة فی القلب، و أنّ مقرّ العقل الذی ینظر إلی أمور الدنیا فی الدماغ. و مکان عمل کلّ منهما فی الصّدر. و یقول شیخ الشیوخ: العقل لسان الروح و ترجمان البصیرة، و البصیرة للروح بمثابة القلب، و العقل بمثابة اللسان. و هذا العقل هو عقل واحد و لیس علی ضربین «4». و قد ورد فی أخبار داود علیه السلام أنّه سأل ابنه سلیمان علیه السلام: أین موضع العقل منک؟ قال: القلب لأنّه قالب الروح و الروح قالب الحیاة. انتهی ما فی مجمع السلوک.

سرّ التّجلّیات:

[فی الانکلیزیة]Mystery of manifestations،panentheism
[فی الفرنسیة]Mystere des manifestations،panentheisme
هو شهود کلّ شی‌ء فی کلّ شی‌ء، و ذلک بانکشاف التجلّی الأول للقلب فیشهد أحدیة الجمعیة بین الأسماء کلها، لاتصاف کل اسم لجمیع الأسماء لاتحادها بالذات الأحدیة، و امتیازها بالتعیّنات التی تظهر فی الأکوان التی هی صورها، فیشهد کلّ شی‌ء فی کلّ شی‌ء.

سرّ الحال:

[فی الانکلیزیة]Mystery of the divine will
[فی الفرنسیة]Mystere de la volonte divine
ما یعرف من مراد اللّه فیها.

سرّ الحقیقة:

[فی الانکلیزیة]Mystery of the True
[فی الفرنسیة]Mystere du Vrai
ما لا یفشی من حقیقة الحقّ فی کل شی‌ء.

سرّ الربوبیة:

[فی الانکلیزیة]Mystery of divinity
[فی الفرنسیة]Mystere de la divinite
هو توقفها علی المربوب لکونها نسبة لا
______________________________
(1) الأحزاب/ 39.
(2) لم نعثر علی سند له فی الکتب المعروفة.
(3) غافر/ 15.
(4) و ازینجا است که بعضی گویند عقل بر دو نوع است نوعیست که می‌بیند بدان عقل امر دنیا را و نوعیست که می‌بیند بدان عقل امر آخرت را و بعضی مسکن آن عقل که بدان تدبیر کار آخرت می‌کند در دل میگویند و مسکن آن عقل که بدان تدبیر کارهای دنیا کند در دماغ میگویند و جایگاه کار هر دو در سینه است. و شیخ شیوخ میگوید عقل زبان روح است و ترجمان بصیرت و بصیرت مر روح را به مثابه دل است و عقل به مثابه زبان است و این عقل عقلی واحد است لیس علی ضربین.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 945
بد لها من المنتسبین، و أحد المنتسبین هو المربوب. و لیس إلّا الأعیان الثابتة فی العدم و الموقوف علی المعدوم معدوم. و لهذا قال سهل: للربوبیة سرّ لو ظهر لبطلت الربوبیة و ذلک لبطلان ما یتوقّف به.

سرّ العلم:

[فی الانکلیزیة]Mystery of knowledge
[فی الفرنسیة]Mystere du savoir
هو حقیقة سرّ العالم به لأنّ العلم عین الحقّ فی الحقیقة و غیره بالاعتبار.

سرّ القدر:

[فی الانکلیزیة]Mystery of destiny
[فی الفرنسیة]Mystere du destin
ما علمه اللّه من کلّ عین فی الأزل مما انطبع فیها من أحوالها التی تظهر علیها وجودها، فلا یحکم علی شی‌ء إلّا بما علمه فی حال ثبوتها.

سرائر الآثار:

[فی الانکلیزیة]Mystery of traces)divine names(
[فی الفرنسیة]Mysteres des vestiges)Les noms divins(
هی الأسماء الإلهیة التی هی بواطن الأکوان.

سرائر الرّبوبیة:

[فی الانکلیزیة]Transfiguration
[فی الفرنسیة]Transfiguration
هو ظهور الرب بصور الأعیان فهی من حیث مظهریتها للربّ القائم بذاته الظاهر بتعیّناته قائمة به موجودة بوجوده، فهی عبید مربوبون من هذه الحیثیة، و الحقّ ربّ لها. فما حصلت الربوبیة فی الحقیقة إلّا بالحق و الأعیان معدومة بحالها فی الأزل، فلسرّ الربوبیة سرّ به ظهرت و لم تبطل.

السّرار:

[فی الانکلیزیة]Right and just man
[فی الفرنسیة]Homme droit et juste
المحاق السالک فی الحقّ عند الوصول التام. و إلیه الإشارة بقوله علیه الصلاة و السلام:
«لی مع اللّه وقت» «1» الحدیث. و قوله تعالی:
«و أولئک تحت قبائی لا یعرفهم غیری» «2» من قوله السّرّ هو ما یختص لکل شی‌ء إلی هاهنا کلها من الاصطلاحات الصوفیة لکمال الدین أبی الغنائم عبد الرزاق الکاشی السمرقندی.

السّرطان:

[فی الانکلیزیة]Crab،Cancer)astrol(،cancer
-[فی الفرنسیة]Crabe،le cancer)signe du zodiaque(،cancer
بفتح السین و الراء اسم حیوان. و اسم برج و هو الذی إذا وصلته الشمس بحرکتها الخاصة مالت إلی الجنوب. و اسم مرض. قال فی بحر الجواهر: هو ورم متقرح متولّد من مواد سوداویة محترقة انصبت إلی ذلک العضو فی ملآت العروق التی حوله، سمّی به للمشاکلة لأنّ وسطه یشبه جوف السرطان، و العروق التی حوله تشبّه بأرجله. و أیضا هو یتشبث بالعضو کما یتشبث السرطان بما یمسکه. و فی المؤجز السرطان منه ما هو متقرّح و منه ما هو غیر متقرح. و الفرق بینه و بین الصلابة أنّ الورم السوداوی إن کان مداخلا فی العضو مؤلما ذا أصول ناشبة فی الأعضاء یسمّی سرطانا، و إن کان مداخلا غیر مؤلم یسمّی صلابة. و فی الأقسرائی الصلابة بارد المجسّة کمد اللون عادم الحسّ، و السرطان له أقل من الحرارة فی المجسّة یبتدئ ورما مثل اللوزة أو أصغر، ثم یتزاید علی الأیام، و شکله مستدیر. و إذا أخذ تظهر علیه عروق حمر و صفر و خضر شبیهة بأرجل السرطان، و لون أکمد من السرطان.
______________________________
(1) العجلونی کشف الخفاء، ح (2159)، 2/ 226، الطوسی؛ اللمع، ص 161.
(2) ذکره عبد الرزاق القاشانی فی کتاب اصطلاحات الصوفیة، تحقیق الدکتور محمد کمال ابراهیم جعفر، مصر، الهیئة المصریة العامة للکتاب، طبعة 1981، فی باب «السرائر» و لیس السّرار، ص 103. و أورد المحقق أنه لم یعثر علیه، و کذلک نحن بدورنا لم نعثر علیه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 946

السّرقة

[فی الانکلیزیة]Theft
[فی الفرنسیة]Vol
کالسّرق محرکتین بکسر الراء مصدر سرق منه شیئا أی جاء مستترا إلی حرز فأخذ مال غیره. و عند الفقهاء هو نوعان لأنّه إمّا أن یکون ضررها بذی المال أو به و بعامة المسلمین.
فالأول یسمّی السّرقة الصغری، و الثانی السّرقة الکبری، و هما مشترکان فی التعریف و أکثر الشروط. فعرّفهما صاحب مختصر الوقایة بأخذ مکلّف خفیة قدر عشرة دراهم مضروبة مملوکا محرزا بلا شبهة بمکان أو حافظ، أی أخذ مکلّف بطریق الظلم کما هو المتبادر من الإضافة، فاحترز بالمکلّف عن غیره، فلا یقطع الصبی و المجنون و لا غیرهما إذا کان معه أحدهما، و إن کان الآخذ الغیر. و عند أبی یوسف یقطع الغیر. و لا یقطع بأخذ المصحف و الکتب و آلات اللهو لاحتمال أن یأخذه للقراءة «1» و النهی عن المنکر، فمن الظن بطلان التعریف منعا. و قوله خفیة احتراز عن الأخذ مکابرة فإنّه غصب کما إذا دخل نهارا أو بین العشاءین فی دار بابها مفتوح أو لیلا، و کلّ من الصاحب و السارق عالم بالآخر، فلو علم أحدهما لا الآخر قطع کما لو دخل بعد العتمة و أخذ خفیة أو مکابرة معه سلاح أو لا، و الصاحب عالم به أو لا، و لو کابره نهارا فنقب البیت سرا و أخذ مغالبة لم یقطع. و قوله قدر عشرة دراهم أی بوزن سبعة یوم السرقة و القطع، فلو انتقص عن ذلک یوم القطع لنقصان العین قطع لأنّه مضمون علی السارق فکأنه قائم، بخلاف ما انتقص للسّعر فإنّه لا یقطع لأنّه غیر مضمون علیه. و عن محمد أنّه یقطع. و ذکر الطحاوی أنّ المعتبر یوم الأخذ و المتبادر أن یکون الأخذ بمرة فلو أخرج من الحرز أقل من العشرة ثم دخل فیه و کمل لم یقطع. و قوله مضروبة احتراز عن أخذ تبر وزنه عشرة و قیمته أقل فإنّه حینئذ لا یقطع، فیقوّم بأعز نقد رائج بینهم، و لا یقطع بالشّک و لا بتقویم بعض المقومین. و قوله مملوکا احتراز عن أخذ غیر المملوک. و قوله محرزا أی ممنوعا من وصول ید الغیر إلیه. و قوله بلا شبهة تنازع فیه مملوکا و محرزا فلا قطع بأخذ الأعمی لجهله بمال غیره و لا بالأخذ من السّیّد و الغنیمة و بیت المال.
و قوله بمکان أی بسبب موضع معدّ لحفظ الأموال کالدور و الدکاکین و الحانات و الخیام و الصنادیق. و المذهب أنّ حرز کلّ شی‌ء معتبر بحرز مثله حتی لا یقطع بأخذ لؤلؤ من اصطبل، بخلاف أخذ الدابة. و قوله حافظ أی بسبب شخص یحفظ فلا قطع بالأخذ عن الصبی و المجنون و لا یأخذ شاة أو بقرة أو غیرها من مرعی معها راع، و لا بأخذ المال من نائم إذا جعله تحت رأسه أو جنبه. أما إذا وضع بین یدیه ثم نام ففیه خلاف، کذا فی جامع الرموز
و فی الدرر: السرقة لغة أخذ الشی‌ء من الغیر خفیة أیّ شی‌ء کان. و شرعا أخذ مکلّف أی عاقل بالغ خفیة قدر عشرة دراهم مضروبة جیدة محرزا بمکان أو حافظ، فقد زیدت علی المعنی اللغوی أوصاف شرعا منها فی السارق و هو کونه مکلفا، و منها فی المسروق و هو کونه مالا متقوّما مقدرا، و منها فی المسروق منه و هو کونه حرزا. ثم إنها إمّا صغری و هی السرقة المشهورة و فیها مسارقة عین المالک أو من یقوم مقامه. و إمّا کبری و هی قطع الطریق و فیها مسارقة عین الإمام لأنه المتصدی لحفظ الطریق بأعوانه انتهی.
و فی کلیات أبی البقاء السرقة أخذ مال معتبر من حرز أجنبی لا شبهة فیه خفیة و هو قاصد للحفظ فی نومه أو غیبته. و الطرّ أخذ مال
______________________________
(1) للقراء (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 947
الغیر و هو حاضر یقظان قاصد حفظه و هو یأخذه منه بنوع غفلة و خدع، و فعل کلّ واحد منهما و إن کان شبیها بفعل الآخر، لکنّ اختلاف الاسم یدل علی اختلاف المسمّی ظاهرا، فاشتبه الأمر أنّه دخل تحت لفظ السارق حتی یقطع کالسارق أم لا فنظرنا فی السرقة فوجدناه جنایة، لکن جنایة الطرار أقوی لزیادة فعله علی فعل السارق، حیث یأخذ من الیقظان فیثبت القطع بالطریق الأولی کثبوت حرمة الضرب بحرمة التأفیف، و هذا یسمّی بالدلالة عند الأصولیین. بخلاف النباش فإنّه یأخذ مالا لا حافظ له من حرز ناقص خفیة فیکون فعله أدنی من فعل السارق، فلا یلحق به و لا یقطع عند أبی حنیفة و محمد، خلافا لأبی یوسف رحمهم اللّه. و عند الشافعی یقطع یمین السارق بربع دینار حتی سأل الشاعر المعری «1» للإمام محمد رحمه اللّه:
ید بخمس مئین عسجد فدیت ما بالها قطعت بربع دینار
فقال محمد فی الجواب: [لمّا] «2» کانت أمینة ثمینة فلما خانت هانت کذا فی الجرجانی.
و عند الشعراء و یسمّی الأخذ أیضا هو أن ینسب الشاعر شعر الغیر أو مضمونه إلی نفسه.
قالوا اتفاق القائلین إن کان فی الغرض علی العموم کالوصف بالشجاعة أو السخاء أو نحو ذلک فلا یعدّ سرقة و لا استعانة و لا أخذا و نحو ذلک، لتقرره فی العقول و العادات. و إن کان اتفاقهم فی وجه الدلالة علی الغرض کالتشبیه و المجاز و الکنایة و کذکر هیئات تدلّ علی الصفة لاختصاص تلک الهیئات بمن تثبت تلک الصفة له کوصف الجواد بالتهلل عند ورود السائلین، فإن اشترک الناس فی معرفته أی معرفة وجه الدلالة علی الغرض لاستقراره فیهما أی فی العقول و العادة کتشبیه الشجاع بالأسد و الجود بالبحر فهو کالأول، أی فالاتفاق فی هذا النوع من وجه الدلالة علی الغرض کالاتفاق فی الغرض العام فی أنّه لا یعدّ سرقة و لا أخذا، و إلّا أی و إن لم یشترک الناس فی معرفته و لم یصل إلیه کل أحد لکونه مما لا ینال إلّا بفکر صائب صادق جاز أن یدعی فیه السبق و الزیادة بأن یحکم بین القائلین فیه بالتفاضل، و إنّ أحدهما فیه أکمل من الآخر، و إنّ الثانی زاد علی الأول أو نقص عنه. و هذا ضربان خاصی «3» فی نفسه غریب لا ینال إلّا بفکر و عامی تصرف فیه بما أخرجه من الابتذال إلی الغرابة کما فی التشبیه الغریب الخاصی و المبتذل العامی. و إذا تقرّر هذا فالسّرقة و الأخذ نوعان، ظاهر و غیر ظاهر. أمّا الظاهر فهو أن یؤخذ المعنی کله إمّا مع اللفظ کله أو بعضه، و إمّا وحده. فإن أخذ اللفظ کله من غیر تغییر لنظمه فهو مذموم لأنّه سرقة محضة و یسمّی نسخا و انتحالا، کما حکی أنّ عبد اللّه بن الزبیر دخل علی معاویة فأنشد بیتین:
إذا أنت لم تنصف أخاک وجدته علی طرف الهجران إن کان یعقل
و یرکب حدّ السّیف من أن تضیمه إذا لم یکن عن شفرة السّیف مزحل
أی إذا لم تعط أخاک النصفة و لم توفّه حقوقه تجده هاجرا لک و متبدلا بک إن کان به عقل و له معرفة. و أیضا تجده راکبا حدّ السیوف أی و یتحمّل شدائد تؤثر فیه تأثیر السّیف مخافة
______________________________
(1) هو احمد بن عبد اللّه بن سلیمان التنوخی المعری. ولد فی معرة النعمان عام 363 ه/ 973 م و توفی فیها عام 449 ه/ 1057 م. شاعر فیلسوف. له عدة کتب هامة و بعض الدواوین الشعریة. الاعلام 1/ 157، وفیات الأعیان 1/ 33، معجم الادباء 1/ 181، أعلام النبلاء 4/ 77، لسان المیزان 1/ 203، انباه الرواة 1/ 46.
(2) [لما] (+ م، ع).
(3) خاص (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 948
أن یدخل علیه ظلمک أو بدلا من أن تظلمه متی لم یجد عن رکوب حدّ السیف مبعدا و معدلا.
فقال له معاویة لقد شعرت بعدی یا أبا بکر، أی صرت شاعرا، و لم یفارق عبد اللّه المجلس حتی دخل معن بن أوس المزنی «1» الشاعر فأنشد قصیدته التی أولها:
لعمرک ما أدری و إنّی لأوجل علی أیّنا تغدو «2» المنیة أول
حتی أتمها و فیها هذان البیتان. فأقبل معاویة علی عبد اللّه بن الزبیر و قال له: أ لم تخبرنی أنّهما لک؟ فقال: اللفظ له و المعنی له «3»، و بعد فهو أخی من الرضاعة و أنا أحقّ بشعره فقلته مخبرا عن حاله و حاکیا عن حالی هکذا فی المطول و فی معناه أن یبدل بالکلمات کلها أو بعضها ما یرادفها، یعنی أنه مذموم و سرقة محضة کما یقال فی قول الحطیئة «4»:
دع المکارم لا ترحل لبغیتها و اقعد فإنّک أنت الطاعم الکاسی
إنّه بدّل الکلمات و أبقی المعانی فقیل:
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها و اجلس فإنّک أنت الآکل اللابس
و إن أخذ اللفظ کلّه مع تغییر نظمه أو أخذ بعض اللفظ لا کله سمّی هذا الأخذ إغارة و مسخا، و هو ثلاثة أقسام: لأنّ الثانی إمّا أن یکون أبلغ من الأول أو دونه أو مثله، فإن کان الثانی أبلغ لاختصاصه بفضیلة فممدوح و مقبول، و إن کان الثانی دونه فمذموم، و إن کان مثله فأبعد من الذمّ، و الفضل للأول. و إنّما یکون أبعد من الذمّ إن لم یکن فی الثانی دلالة علی السرقة کاتفاق الوزن و القافیة و إلّا فهو مذموم جدا. مثال الأول قول بشار «5»:
من راقب الناس لم یظفر بحاجته و فاز بالطیّبات الفاتک اللّهج
أی الشجاع القتال و راقب بمعنی خاف.
و قول سلم «6»:
من راقب الناس مات همّا و فاز باللذة الجسور
أی شدید الجرأة فبیت سلم مأخوذ من بیت بشّار إلّا أنّه أجود سبکا و أخصر لفظا.
و مثال الثانی قول أبی تمام:
هیهات لا یأتی الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لبخیل
فأخذ منه أبو الطیب المصراع الثانی فقال:
أعدی الزمان سخاؤه فسخا به و لقد یکون به الزمان بخیلا
______________________________
(1) هو معن بن أوس بن نصر بن زیاد المزنی، توفی عام 64 ه/ 683 م. شاعر مقلّ مخضرم فی الجاهلیة و الاسلام. مدح الصحابة. له دیوان مطبوع. الاعلام 7/ 273، خزانة الادب 3/ 258، جمهرة الانساب 191، رغبة الآمل 5/ 190.
(2) تعدو (م).
(3) لی (م، ع).
(4) هو جرول بن أوس بن مالک العبسی، أبو ملیکة. توفی عام 45 ه/ 665 م. شاعر مخضرم، أدرک الجاهلیة و الاسلام. کان هجاء عنیفا. له دیوان شعر مطبوع. الاعلام 2/ 118، فوات الوفیات 1/ 99، الأغانی 2/ 157، الشعر و الشعراء 110، خزانة الادب 1/ 409.
(5) هو بشار بن برد العقیلی، أبو معاذ. ولد بالبصرة عام 95 ه/ 714 م. و توفی فیها عام 167 ه/ 784 م. أشهر الشعراء المولدین علی الاطلاق. کان ضریرا شجاعا راجزا. اتهم بالزندقة. له دیوان شعر مطبوع، الاعلام 2/ 52، وفیات الاعیان 1/ 88، تاریخ بغداد 7/ 112، الشعر و الشعراء 291، الخزانة 1/ 541، الأغانی 3/ 135، و غیرها.
(6) هو سلم بن عمرو بن حماد. توفی عام 186 ه/ 802 م. شاعر، خلیع ماجن. سکن بغداد و مدح بعض الخلفاء العباسیین.
الاعلام 3/ 110، وفیات الاعیان 1/ 198، تاریخ بغداد 9/ 136.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 949
یعنی تعلّم الزمان منه السخاء و سرت سخاوته إلی الزمان فأخرجه من العدم إلی الوجود، و لو لا سخاؤه الذی استفاد منه لبخل به علی الدنیا و استبقاه لنفسه، کذا ذکره ابن جنی «1». و قال ابن فورة «2»: هذا تأویل فاسد لأنّ سخاءه غیر موجود قبل وجوده فلا یوصف بالعدوی إلی الزمان و إنّما المراد سخا الزمان بالممدوح علیّ و کان بخیلا به لا یجود به علی أحد و مستبقیا لنفسه، فلما أعداه سخاءه أسعدنی بضمی إلیه و هدایتی له. فالمصراع الثانی مأخوذ من المصراع الثانی لأبی تمام کذا فی المطول و المختصر. لکن مصراع أبی تمام أجود سبکا من مصراع أبی الطیّب لأنّ قوله و لقد یکون لم یصب محله إذ المعنی به هاهنا لقد کان أی علی المضی. و مثال الثالث قول أبی تمام:
لو حار مرتاد المنیة لم تجد إلا الفراق علی النفوس دلیلا
الارتیاد الطلب أی المنیة الطالبة للنفوس لو تحیّرت فی الطریق إلی إهلاکها و لم یمکنها التوصّل إلیها لم یکن لها دلیل علیها إلّا الفراق فأخذ منه أبو الطیب فقال:
لو لا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنایا إلی أرواحنا سبلا
و إن أخذ المعنی وحده سمّی ذلک الأخذ سلخا و إلماما، من ألمّ بالمنزل إذا نزل به، فکأنّه نزل من اللفظ إلی المعنی. و هو أیضا ثلاثة أقسام کذلک، أی مثل أقسام الإغارة و المسخ، لأنّ الثانی إمّا أبلغ من الأول أو دونه أو مثله. مثال الأول قول أبی تمام:
هو الصنع إن یعجل فخیر و إن یرث فللرّیث فی بعض المواضع أنفع «3»
ضمیر هو عائد إلی حاضر فی الذهن و هو مبتدأ و خبره الصنع، و الشرطیة ابتداء الکلام، یعنی أنّ الشی‌ء المعهود هو الإحسان فإن یعجل فهو خیر و إن یبطأ فالبطء فی بعض الأوقات و بعض المحال یکون أنفع من العجلة. و قول أبی الطیب:
و من الخیر بطء سیبک عنی أسرع السّحب فی المسیر الجهام
السیب العطاء و السحب جمع سحاب و الجهام هو السحاب الذی لا ماء فیه. یقول و تأخیر عطائک عنی خیر فی حقی لأنّه یدل علی کثرته کالسحب إنما یسرع منها ما کان جهاما لا ماء فیه، و ما کان فیه الماء یکون بطیئا. ففی بیت أبی الطیب زیادة بیان لاشتماله علی ضرب المثل فکان أبلغ. و مثال الثانی قول البحتری:
و إذا تألّق فی الندیّ کلامه المصقول خلت لسانه من عضبه
یعنی إذا لمع فی المجلس کلامه المنقّح حسبت لسانه سیفه القاطع. و قول أبی الطیب:
کأنّ ألسنهم فی النطق قد جعلت علی رماحهم فی الطعن خرصانا
جمع خرص بمعنی سنان الرماح یعنی أنّ ألسنتهم عند النطق فی المضاء و النفاذ تشابه أسنّتهم عند الطعن، فکأنّ ألسنتهم جعلت أسنة رماحهم. فبیت البحتری أبلغ لما فی لفظی تألق و المصقول من الاستعارة التخییلیة، فإنّ التألّق و الصقال من لوازم السیف، و تشبیه کلامه
______________________________
(1) تقدمت ترجمته.
(2) فورجة (م، ع). هو محمد بن حمد بن محمد بن عبد اللّه بن محمود بن فورجة البروجردی ولد فی نهاوند عام 380 ه/ 990 م. و توفی بالری نحو 455 ه/ نحو 1063 م. عالم بالادب. له شعر و بعض المؤلفات. الاعلام 6/ 109، بغیة الوعاة 39، فوات الوفیات 2/ 198، ارشاد الأریب 7/ 4.
(3) نفع (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 950
بالسیف استعارة بالکنایة، و بیت أبی الطیب خال عنهما. و مثال الثالث قول أبی زیاد «1»:
و لم یک أکثر الفتیان مالا و لکن کان أرحبهم ذراعا
یعنی أن الممدوح لیس أکثر الناس مالا و لکن أوسعهم باعا أی سخی. و قول أشجع «2»:
و لیس بأوسعهم فی الغنی و لکنّ معروفه أوسع
فالبیتان متماثلان هکذا فی المطوّل و المختصر.
و أمّا غیر الظاهر فمنه أن یتشابه المعنیان أی معنی البیت الأول و الثانی کقول جریر «3»:
فلا یمنعک من إرب لحاهم سواء ذو العمامة و الخمار
أی لا یمنعک من الحاجة کون هؤلاء علی صورة الرجال، لأنّ الرجال منهم و النساء فی الضعف سواء. و قول أبی الطیب:
و من فی کفه منهم قناة کمن فی کفه منهم خضاب
و یجوز فی تشابه المعنیین أن یکون أحد البیتین نسیبا و الآخر مدیحا أو هجاء أو افتخارا أو غیر ذلک، فإنّ الشاعر الحاذق إذا قصد إلی المعنی المختلس لینظمه احتال فی إخفائه فیغیر لفظه و یصرفه عن نوعه من النسیب أو المدیح أو غیر ذلک، و عن وزنه و عن قافیته کقول البحتری:
سلبوا و أشرقت الدماء علیهم محمرّة فکأنّهم لم یسلبوا
یعنی أنّهم سلبوا عن ثیابهم ثم کانت الدماء المشرقة علیهم بمنزلة الثیاب لهم، و قول أبی الطیب:
یبس النجیع علیه و هو مجرّد عن غمده فکأنّما هو مغمد
یعنی أنّ السیف جرد عن غمده فکأنّ الدم الیابس علیه بمنزلة الغمد له. فنقل أبو الطیب المعنی من القتلی إلی السیف، کذا فی المطول و المختصر. و منه أن یکون معنی الثانی أشمل من معنی الأول کقول جریر:
إذا غضبت علیک بنو تمیم وجدت الناس کلهم غضابا
و قول أبی نواس «4»:
لیس من اللّه بمستنکر أن یجمع العالم فی واحد
فالأول یختص ببعض العالم و هم الناس و هذا یشملهم و غیرهم لأنّ العالم ما سوی اللّه تعالی مشتقّ من العلم بمعنی العلامة لأنّ کل ما
______________________________
(1) هو محمد بن زیاد المعروف بابن الأعرابی، أبو عبد اللّه. ولد عام 150 ه/ 767 م. و توفی عام 231 ه/ 845 م. راویة، نسّابة، عالم باللغة و الأدب. له عدة مصنفات هامة. الاعلام 6/ 131، وفیات الاعیان 1/ 492، تاریخ بغداد 5/ 282، طبقات النحویین 213، ارشاد الاریب 7/ 5.
(2) هو أشجع بن عمرو السلمی، ابو الولید، من بنی سلیم من قیس عیلان. توفی نحو 195 ه/ نحو 811 م شاعر فحل، کان معاصرا لبشار. مدح بعض الخلفاء الاعلام، 1/ 331، الاغانی 17/ 30، تهذیب ابن عساکر 3/ 59، تاریخ بغداد 7/ 45، الشعر و الشعراء 373، الخزانة 1/ 143.
(3) هو جریر بن عطیة بن حذیفة الخطفی بن بدر الکلبی الیربوعی، من تمیم. ولد عام 18 ه/ 640 م و توفی عام 110 ه/ 728 م.
أشعر أهل عصره، و کان واحدا من المثلث الأموی مع الفرزدق و الأخطل. و کانت له معهما نقائض. اشتهر بالغزل و الهجاء. له دیوان مطبوع. الأعلام 2/ 119، وفیات الاعیان 1/ 102، أشعر و الشعراء 179، خزانة الادب 1/ 36.
(4) هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحکمی، ابو نواس. ولد بالأهواز عام 146 ه/ 763 م. و توفی ببغداد عام 198 ه/ 814 م. شاعر العراق فی عصره. اشتهر بخمریاته و غزله. له عدة دواوین شعر مطبوعة. الاعلام 2/ 225، تهذیب ابن عساکر 4/ 254، نزهة الجلیس 1/ 302، خزانة الادب 1/ 168، وفیات الاعیان 1/ 135، تاریخ بغداد 7/ 436.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 951
سواه دلیل و علامة علی وجوده تعالی. و منه القلب و هو أن یکون معنی الثانی نقیضا لمعنی الأول کقول أبی الشیص «1»:
أجد الملامة فی هواک لذیذة حبّا لذکرک فلیلمنی اللّوّم
و قول أبی الطیب:
أ أحبه و أحب فیه ملامة إنّ الملامة فیه من أعدائه
الاستفهام للإنکار الراجع إلی القید الذی هو الحال و هو قوله و أحب فیه ملامة، و ما یکون من عدو الحبیب یکون ملعونا مبغوضا لا محبوبا، و هو المراد «2» من قوله إنّ الملامة الخ، فهذا المعنی نقیض لمعنی بیت أبی الشیص، و الأحسن فی هذا النوع أنّ یبیّن السبب کما فی هذین البیتین، إلّا أن یکون ظاهرا. و منه أن یؤخذ بعض المعنی و یضاف إلیه ما یحسنه کقول الأفوه «3»:
و تری الطیر علی آثارنا رأی عین ثقة أن تمار
أی تری أیها المخاطب الطیور تسیر کائنة علی آثارنا رؤیة مشاهدة لا تخیّل لوثوقها علی أن ستطعم من لحوم قتلانا. و قول أبی تمام:
قد ظلّلت عقبان أعلامه ضحی بعقبان طیر فی الدماء نواهل
أقامت مع الرایات حتی کأنّها من الجیش إلّا أنها لم تقاتل
أی أنّ تماثیل الطیور المعمولة علی رءوس الأعلام قد صارت مظللة وقت الضحی بالطیور العقبان الشوارب فی دماء القتلی لأنّه إذا خرج للغزو و تسایر العقبان فوق رایاته رجاء أن تأکل لحوم القتلی و تشرب دماءهم، فتلقی ظلالها علیها، ثم إذا أقام أقامت الطیور مع رایاته وثوقا بأنها تطعم و تشرب حتی یظن أنها من الجیوش، لکنها لم تقاتل. فأخذ أبو تمام بعض معنی قول الأفوه من المصراع الأول لکن زاد علیه زیادات محسّنة بقوله ظللت، و بقوله فی الدماء نواهل، و بقوله أقامت مع الرایات إلی آخر البیت، و بإیراد التجنیس بقوله عقبان أعلامه و عقبان طیر هکذا فی المطول و حواشیه. و أکثر هذه الأنواع المذکورة لغیر الظاهر و نحوها مقبولة بل منها ما یخرجه حسن التصرّف من قبیل الاتباع إلی حیز الإبداع. و کلما کان أشد خفاء بحیث لا یعرف أنّ الثانی مأخوذ من الأول إلّا بعد إعمال رویة و مزید تأمل کان أقرب إلی القبول. هذا الذی ذکر کله فی الظاهر و غیره من ادعاء سبق أحدهما و اتباع الثانی و کونه مقبولا أو مردودا، و تسمیة کلّ بالأسامی المذکورة إنّما یکون إذا علم أنّ الثانی أخذ من الأول بأن یعلم أنه کان یحفظ قول الأول حین نظم أو بأن یخبر هو عن نفسه أنّه أخذه منه، و إلّا فلا یحکم بذلک لجواز أن یکون الاتفاق من توارد الخواطر، أی مجیئه علی سبیل الاتفاق من غیر قصد إلی الأخذ، فإذا لم یعلم الأخذ قیل: قال فلان کذا و قد سبقه إلیه فلان بکذا، هذا کله خلاصة ما فی المطول.
______________________________
(1) هو محمد بن علی بن عبد اللّه بن رزین بن سلیمان بن تمیم الخزاعی. توفی عام 196 ه/ 811 م. شاعر مطبوع، رقیق الالفاظ سریع الخاطر. الاعلام 6/ 271، فوات الوفیات 2/ 225، البدایة و النهایة 10/ 238، الشعر و الشعراء 346، تاریخ بغداد 5/ 401.
(2) المقصود (م، ع).
(3) هو صلاءة بن عمرو بن مالک، من بنی أود من مذحج. توفی نحو 50 ق. ه/ نحو 570 م. شاعر یمانی جاهلی. کنیته أبو ربیعة. لقب بالأفوه لغلظ شفتیه. شاعر عصره حکیم. الاعلام 3/ 206، معاهد التنصیص 4/ 107، الشعر و الشعراء 59، جمهرة الانساب 386.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 952
أمّا هاهنا فمن الضّروری معرفة الفرق بین السّرقة و توارد الخواطر کی لا یختلط أحدهما بالآخر. إذن، فلیعلم بأنّ توارد الخواطر هو أن یرد فی کلام أحد الشعراء مصراع من الشعر أو مضمون کلام شاعر ما فی شعر أو کلام شاعر آخر دون أن یکون ذلک قد خطر علی بال قائله بأنّه من کلام شاعر آخر، و ذلک کما حصل للشاعر أمیر خسرو الدّهلوی الذی توارد خاطره مع بیت للشاعر نظامی کنجوی حیث قال:
ما ترجمته:
یا من أنت موصوف بإکرام العبد فمنک الربوبیّة و منّا العبودیّة
بینما قال النظامی الکنجوی ما ترجمته:
أمران أو عملان بالبهاء و البرکة الربوبیّة منک و منّا العبودیّة
و کذلک وقع مثل هذا فی ما نظمه الملّا عبد الرحمن الجامی فی منظومته یوسف و زلیخا، فقد اتفق له توارد الخاطر مع منظومة شیرین و خسرو لمولانا النظامی الگنجوی، کما فی البیت التالی للملا الجامی و ترجمته:
لیت أمّی لم تلدنی و لو أنّی حین ولدت لم یرضعنی أحد
و قال النظامی ما ترجمته:
یا لیت أمی لم تلدنی و لیتها إذ ولدتنی أطعمتنی لکلب
و مثال آخر من أقوال الملّا جامی و ترجمته:
لقد خلقت المرأة من الجانب الأیسر و لم یر أحد الصدق و الاستقامة من الیسار
بینما یقول النظامی ما ترجمته:
یقولون إنّ المرأة من الجانب الأیسر برزت و لا یأتی أبدا من الیسار الاستقامة
و من هنا یزعم بعضهم أنّ مولانا الجامی و أمیر خسرو الدهلوی قد أغارا علی منزل النظامی الگنجوی و نهبوا ما فیه.
و الحق أنّه قلما توجد قصة فی کتبهما أو بعض أبیات یمکن اعتبارها بشی‌ء من التصحیف أو التغییر من کلام الخواجه نظامی الذی کانت آثاره نصب عین کلّ واحد منهما. فلا عجب إذن أن تتفاعل تلک الآثار فی حافظة کلّ منهما. ثم عند ما یکتبون شیئا بدون تعمّد أو قصد تفیض من قرائحهما. و علیه فلا یکون مثل هذا التوارد مذموما.
کما یمکن أیضا أن تکون ثمّة توأمة فکریة لدی هذین الأستاذین، أو ثمّة علاقة روحیّة بینهما. کما أنّه لیس عجیبا أن یکون هذان العلمان الکبیران سواء المتقدّم أو المتأخّر متصلین اتصالا قویّا باللّه الذی یفیض علیهما من لدنه؛ فإذن العلوم القدیمة سواء بمعانیهما و مضامینهما أو بألفاظهما علی سبیل الإلهام وردت علی قلوبهم، کما هو حال أکثر الأولیاء فی عالم الرؤیا، حیث یتلقّون شیئا واحدا ذا مضمون واحد. فلما ذا إذن یکون التعجّب من حدوث ذلک فی حال الیقظة. و بناء علی هذا یکون من سوء الأدب نسبة هؤلاء الأکابر إلی السّرقة، و هو غلط محض، لأنّ السّرقة هی أن یورد الشاعر کلام غیره عن سابق علم و تصمیم فی ما ینظمه بزیادة أو نقصان أو تبدیل فی الوزن أو بتبدیل بعض الألفاظ. هکذا فی مخزن الفوائد.
و من هذا القبیل ما ورد أنّ بعض الصحابة خاصة سیدنا عمر رضی اللّه عنه أنّه کان قد قال عدة أمور فوافقه القرآن علیها. و السّبب فی ذلک و اللّه أعلم عائد لصفاء عقیدته و قداسة قلبه و نورانیة روحه، ففاض علیه من حضرة علام الغیوب کلمات وافقت التنزیل الإلهی. ذلک أنّ القرآن الکریم نزل من اللوح المحفوظ إلی السّماء الدنیا مرّة واحدة، و من ثمّ نزل منجّما حسب النوازل و المصالح علی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم،
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 953
کما هو مدوّن فی کتاب الإتقان فی علوم القرآن للسیوطی «1».
عن ابن عمر أنّ رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم قال: «إنّ اللّه جعل الحقّ علی لسان عمر و قلبه» «2». و عن أنس قال عمر: «وافقت ربی فی ثلاث. قلت یا رسول اللّه لو اتخذنا من مقام إبراهیم مصلی؟» «3» فنزلت وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِیمَ مُصَلًّی «4». و قلت یا رسول اللّه إنّ نساءک یدخل علیهن البرّ و الفاجر. فلو أمرتهن أن یحتجبن فنزلت آیة الحجاب. و اجتمع علی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم نساؤه فی الغیرة فقلت لهن عسی ربه إن طلقکن أن یبدله أزواجا خیرا منکن فنزلت کذلک». و عن عبد الرحمن بن أبی لیلی «5» أن یهودیّا لقی عمر بن الخطاب فقال:
______________________________
(1) اما درین جا فرق میان سرقه و توارد دانستن ضرور است تا یکی به دیگری خلط نشود پس بدان که توارد آن است که شعری یا مصراعی یا مضمون شاعری در کلام شاعری دیگر وارد گردد و او را بر ان وقوف نباشد که این از غیر است چنانچه درین شعر امیر خسرو توارد مصراع نظامی گنجوی شده امیر خسرو فرمود.
أی صفتت بنده‌نوازندگی از تو خدائی و ز ما بندگی
و نظامی فرموده: شعر.
دو کار است با فرّ و فرخندگی خداوندی از تو ز ما بندگی
و عبد الرحمن جامی را در نسخه یوسف و زلیخا اکثر توارد ابیات و مضامین کتاب شیرین و خسرو نظامی واقع شده چنانچه مولوی جامی راست.
مرا این کاشکی مادر نمی‌زاد اگر می‌زاد کس شیرم نمی‌داد
و نظامی فرموده.
مرا ای کاشکی مادر نزادی و گر زادی بخوردن سگ بدادی
أیضا مولوی جامی گوید.
زن از پهلوی چپ شد آفریده کس از چپ راستی هرگز ندیده
نظامی فرماید.
زن از پهلوی چپ گویند برخاست نیاید هرگز از چپ راستی راست
و ازینجاست که بعضی نوشته‌اند که خانه شعر و شاعری نظامی گنجوی را مولوی و امیر خسرو دهلوی تاراج کرده و الحق که در تصانیف کتب ایشان داستانی نیست که درو یک دو مصرعه یا شعری به اندک تغیری نیست ظاهرا معلوم میشود که کلام خواجه نظامی در مزاولت این هر دو بزرگان بوده باشد پس عجب نیست که مضامین آن کتابها که در خزانه خیال ایشان مخزون بوده باشد در وقت تالیف اشعار خودها بلا خواسته و بغیر دانسته فائض شده باشد پس این توارد مذموم نیست. و نیز می‌تواند شد که فکر هر دو استادان با هم توامیت داشته باشد و در میان هر دو مناسبت روحانی بوده باشد و نیز عجب نیست که هر دو بزرگ یعنی مقدم و مؤخر را با مبدأ فیاض علام تعالی نسبتی کامل بوده باشد پس علوم قدیمة خواه صرف مضمون خواه با الفاظ بطریق فیضان بر قلوب ایشان إلقا شده باشد چنانچه اکثر اولیا را در عالم رویا مضمون واحد إلقا شده است پس چه عجب که در حالت بیداری نیز امثال آنها فائض شده باشد پس امثال این بزرگان عالی همت را نسبت بسرقه کردن محض غلط است و نهایت سوء ادبی زیرا چه سرقه آنست که شاعری مضمون شعر دیگر را دیده و دانسته در شعر خود درآرد خواه بزیادت و نقصان خواه به تبدیل وزن خواه بتغییر الفاظ هکذا فی مخزن الفوائد و ازین قسم است که از بعضی صحابه خصوصا از حضرت عمر رضی اللّه عنه مرویست که پیش از تنزیل قرآن از سمای دنیا بر ان حضرت صلّی اللّه علیه و سلم چند کلمات از ایشان صادر شد که موافق بود و سببش و اللّه اعلم تواند بود که بجهت صفای عقیدة و تقدس قلب و تنوّر روح بعض از قرآن بر روع و بال ایشان از حضرت علام الغیوب فیضان یافت زیرا چه قرآن أو لا از لوح محفوظ به سمای دنیا دفعة انزال یافت پس‌تر بر حسب حوائج و مصالح پاره پاره بر ان حضرت تنزیل شد چنانچه در اتقان فی علوم القرآن مرقوم است.
(2) سنن الترمذی، کتاب المناقب، باب مناقب عمر، ح (3682)، 5/ 617.
(3) صحیح مسلم، کتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عمر، ح (24)، 4/ 1865.
(4) البقرة/ 125.
(5) هو محمد بن عبد الرحمن بن أبی لیلی یسار بن بلال الأنصاری الکوفی. ولد عام 74 ه/ 693 م. و توفی بالکوفة عام 148 ه/ 765 م. قاض. فقیه. له أخبار مع الإمام أبی حنیفة. الاعلام 6/ 189، تهذیب 9/ 301، میزان الاعتدال 3/ 87، وفیات الاعیان 1/ 452.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 954
«إنّ جبرئیل الذی یذکر صاحبکم عدو لنا فقال عمر: من کان عدوا للّه و ملائکته و رسله و جبریل و میکال فإنّ اللّه عدو للکافرین فنزلت کذلک» «1».
و عن سعید بن جبیر أن سعد بن معاذ «2» لما سمع ما قیل فی عائشة رضی اللّه عنها قال:
سبحانک هذا بهتان عظیم، فنزلت کذلک انتهی من الاتقان.

السرمدی:

[فی الانکلیزیة]Eternal،perpetual
[فی الفرنسیة]Eternel،perpetuel
ما لا أوّل له و لا آخر و الأزلی ما لا أوّل له و الأبدی ما لا آخر له، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

سرور:

[فی الانکلیزیة]Chief،president
[فی الفرنسیة]Chef،president
فی الفارسیة بمعنی رئیس. و عند الصوفیة تطلق علی القلب الذی استولی علیه نور الحق و العیش الدائم «3».

سروی:

[فی الانکلیزیة]Fir
[فی الفرنسیة]Sapin
نسبة لشجر السّرو. و هو عند الصوفیة بمعنی فارغ من المحبة «4». (و ذلک لأن شجرة السرو لا ثمرة لها).

السّریة:

[فی الانکلیزیة]Company،squadron
[فی الفرنسیة]Compagnie،escadron
بالفتح و کسر الواو و تشدید الیاء یطلق علی معان و قد سبق بعضها فی لفظ الجیش، و بعضها یجی‌ء فی لفظ الغزو.

السّریع:

[فی الانکلیزیة]Al -Sarih)prosodic metre(
[فی الفرنسیة]Al -Sarih)metre prosodique(
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 954 السریع: … ص: 954
فی اصطلاح أهل العروض اسم بحر من البحور المشترکة لدی العرب و العجم، و تفعیلات هذا البحر هی: مستفعلن مستفعلن مفعولات بتنوین التاء. و الأسباب فی هذا البحر أکثر من الأوتاد، لذا فهی تنطق بسرعة أکبر.
و من هنا سمّی بالسریع، و یستعمل مطویا موقوفا و مطویا مکسوفا. کذا فی عروض سیفی. و فی بعض الرسائل العربیة: و لا یجوز استعماله تاما لتحرّک آخره، و یستعمل مسدّسا و مشطورا.
و ذکر فی مخزن الفوائد أنّ أنواع الزّحاف فی البحر السریع ستة هی: الطی، و الخبن، و الخبل، و الوقف، و الکسف، و الصلم، و أمّا أجزاؤه المشتقة من مستفعلن هی: مفتعلن، مفاعلن، فعلتن، مفعولن. و أمّا من مفعولات فیشتقّ منها: فاعلات، فاعلن، فعلن، فعلات «5».

السّطح:

[فی الانکلیزیة]Surface،area
[فی الفرنسیة]Surface،superficie
بالفتح و سکون الطاء المهملة بمعنی بام و بالای هر چیز- الجهة العلیا لأی شی‌ء- کما فی الصّراح. و عند بعض المتکلمین هو الجواهر
______________________________
(1) السیوطی، الدر المنثور، تفسیر قوله تعالی (مَنْ کانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِکَتِهِ … )، 1/ 91، و عزاه للطبری، تفسیر، 1/ 347، و قد رواه بمعناه دون ألفاظه.
(2) هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القیس الأوسی الانصاری. توفی بعد حکمه فی بنی قریظة متأثرا بجراحه فی معرکة الخندق نحو عام 5 ه/ 626 م. صحابی جلیل من الأبطال. کان سید الأوس. شهد بعض الغزوات. الاعلام 3/ 88، صفة الصفوة 1/ 180، ابن سعد 3/ 2.
(3) نزد صوفیه دل را گویند که در ان نور حق و عیش مدام است.
(4) نزد صوفیه فارغ را گویند از محبت.
(5) در اصطلاح اهل عروض نام بحریست از بحور مشترکه در عرب و عجم و اصل این بحر مستفعلن مستفعلن مفعولات است بضم تا دو بار و درین بحر اسباب بیشتراند از اوتاد پس سریع‌تر گفته میشود و لهذا مسمی بسریع شد و مطوی موقوف و مطوی مکسوف مستعمل میشود کذا فی عروض سیفی. و فی بعض الرسائل العربیة و لا یجوز استعماله تاما لتحرک آخره و یستعمل مسدسا و مشطورا. [و در مخزن الفوائد آورده که زحاف بحر سریع شش‌اند طی خبن خبل وقف کسف صلم و اجزای آنکه از مستفعلن مشتق‌اند مفتعلن مفاعلن فعلتن مفعولن است و آنچه از مفعولات بر آورده‌اند فاعلات فاعلن فعلن فعلات است.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 955
الفردة المنضمّة فی جهتین فقط، أی فی الطول و العرض. و قد یسمّی سطحا جوهریّا. و عند الحکماء هو العرض المنقسم فی جهتین فقط، أی العرض الذی یقبل الانقسام طولا و عرضا لا عمقا، و نهایته الخطّ. و الخطّ عرض یقبل الانقسام فی جهة واحدة أی طولا فقط، و نهایته النقطة. و النقطة عرض لا یقبل الانقسام أصلا أی لا طولا و لا عرضا و لا عمقا. و السطح یسمّی بسیطا أیضا، و هو عندهم قسم من المقدار الذی هو الکم المتصل کما یجی‌ء فی موضعه، و هو قسمان: إمّا مفرد و هو ما یعبّر عنه باسم واحد کثلاثة و کجذر خمسة. و إمّا مرکّب و هو ما یعبّر عنه باسمین و یسمّی ذا الاسمین کثلاثة و جذر خمسة مجموعین. و أیضا إمّا مستو و هو ما یکون الخطوط المستقیمة المفروضة علیه متحاذیة أی متقابلة بأن لا یکون بعضها أرفع و بعضها أخفض، فخرج سطح الکرة لعدم کون الخطوط المفروضة علیه مستقیمة، و سطح الأسطوانة و المخروط المستدیرین لعدم کون الخطوط المفروضة علیه متحاذیة. أو یقال هو ما یماسّه جمیع الخطوط المستقیمة المخرجة علیه فی أیّ جهة تخرج. فبقید المستقیمة خرج سطح الکرة.
و بقید أی جهة یخرج سطح الأسطوانة و المخروط المستدیرین، فإنّه و إن ماسّته جمیع الخطوط المستقیمة المخرجة علیه لکن لا فی أی جهة، بل فی بعضها. و إما غیر مستو و هو بخلافه فإن کان بحیث إذا قطع بسطح مستو حدثت فیه أی فی ذلک السطح المقطوع دائرة، إمّا فی جمیع الجهات کسطح الکرة أو فی بعضها کسطح المخروط و الأسطوانة المستدیرین فهو مستدیر.
و قد یخص السطح المستدیر بالأول أی بما إذا قطع بسطح مستو حدثت فیه الدّائرة فی جمیع الجهات فیکون المستدیر بهذا المعنی مرادفا للسطح الکروی. و قد یطلق علی سطح الأسطوانة المستدیرة و علی سطح إحدی نهایتیه نقطة و الأخری محیط دائرة تکون بحیث تتساوی الخطوط المخرجة من تلک النقطة إلی ذلک المحیط و هو السطح المخروطی. و إن لم یکن السطح الغیر المستوی بحیث إذا قطع بسطح مستو حدثت فیه دائرة فی جمیع الجهات أو فی بعضها یسمّی منحنیا و محدّبا. هکذا یستفاد من شرح خلاصة الحساب.
قال عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمنی: السطح المستدیر یطلق علی معنیین:
أحدهما عام شامل لسطح الأسطوانة و المخروط و البیضی و غیرها، و هو الذی إذا قطع بسطح مستو فی بعض الجهات تحدث دائرة. و ثانیهما خاص و هو الذی إذا قطع بسطح مستو فی أی جهة کانت تحدث دائرة. و قد یطلق السطح المستدیر علی بعضه انتهی. ثم إنّ کلا من المستوی و المستدیر إمّا متواز أو غیر متواز، و قد مرّ فی لفظ التوازی. و السطح المحدّب و السطح المقعّر من الفلک یجی‌ء ذکره فی لفظ الفلک.

السّطح التنینی:

[فی الانکلیزیة]Area of a spheric segment
[فی الفرنسیة]Aire dun segment spherique
هو قطعة من سطح الکرة یحیط بها نصفا محیطی دائرتین عظیمتین المفروضتین علی سطح تلک الکرة؛ و المجسّم الذی یحیط به هذا السطح و نصفا سطحی الدائرتین المذکورتین یسمّی ضلع الکرة. هکذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة فی الفصل الأول من الباب الرابع.

السّطح المطوق:

[فی الانکلیزیة]Surface surrounded by two circles
[فی الفرنسیة]Surface entouree par deux cercles
قد ذکر فی لفظ الحلقة.

السّطوح المتشابهة:

[فی الانکلیزیة]Equivalent surfaces
[فی الفرنسیة]Surfaces equivalentes ou semblables
هی التی زوایاها متساویة و أضلاعها المحیطة بالزوایا المتساویة متناسبة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 956

السّطوح المتکافئة الأضلاع:

[فی الانکلیزیة]Symetric or proportional surfaces
[فی الفرنسیة]Surfaces symetriques ou proportionnelles
هی التی أضلاعها متناسبة علی التقدیم و التأخیر، أی یقع فی کلّ منها مقدّم و تال؛ کما إذا کان شکلان، نسبة ضلع من أحدهما إلی ضلعه من الآخر کنسبة ضلع آخر من الآخر إلی ضلع آخر من الأول، کذا فی تحریر أقلیدس و حواشیه فی صدر المقالة السادسة.

السّعادة:

[فی الانکلیزیة]Happiness
[فی الفرنسیة]Bonneur
بالعین المهملة عند الصوفیة هی النّداء الأزلی «1».

السّعة:

[فی الانکلیزیة]Capacity،power،extent
[فی الفرنسیة]Contenance،capacite،puissance،etendue
بفتح السین هی بالفارسیة (فراخی) و التّوسعة و الاحتواء و الغنی. و الوسع بالضم کذلک: و وصول الید للشی‌ء و الاستطاعة. کذا فی الصّراح «2».
و وسع الاستیفاء عند الصوفیة یجی‌ء فی لفظ القلب. وسعة المشرق عند أهل الهیئة قوس من دائرة الأفق محصورة بین مدار الکوکب و بین مطلع الاعتدال. فالکوکب إذا کان علی معدّل النهار لم یکن له سعة مشرق، و إذا کانت علی المدارات الیومیة فله سعة مشرق شمالیة أو جنوبیة. و لما کانت المدارات الیومیة موازیة لمعدّل النهار کان بعدها عن المعدّل فی جمیع الجوانب علی السواء. فسعة مشرق کلّ کوکب مساویة لسعة مغربه و هی قوس من الأفق بین مدار الکوکب و مغیب الاعتدال، ثم الحکم بالتساوی أمر تقریبی لأنّ السّعتین تختلفان بالحرکة الغریبة التی بها ینتقل الکوکب من مدار إلی آخر، لکن التفاوت غیر محسوس لقلّة الحرکة الغربیة فی الکواکب البطیئة فی الحرکة؛ أما فی السریعة کالقمر فقد یحسّ سعة المشرق و کذا سعة المغرب تزید بزیادة عرض البلد حتی تصیر ربعا، حیث یکون عرض البلد ستة و ستین جزءا کذا ذکر السید السند فی شرح الملخص.

السّفاتج:

[فی الانکلیزیة]Exchange letters
[فی الفرنسیة]Lettres de change
جمع سفتجة و هی کلمة معربة عن سفته بالفارسیة. و أصل معناها: الأمر المتین المحکم «3». و سمّی هذا القرض به لإحکام أمره. و فی المغرب السّفتجة بضم السین و فتح التاء واحدة السفاتج و صورتها أن یدفع إلی تاجر مالا قرضا لیدفعه إلی صدیقه فی بلده. و إنّما یدفعه علی سبیل القرض لا علی طریق الودیعة لأنّ ذلک التاجر لا یدفع عین ذلک المال بل إنّما یؤدیه مثله فلا یکون ودیعة، و إنّما یقرضه لیستفید المقرض سقوط خطر الطریق. و بعبارة أخری هی أن یقرض إنسانا لیقضیه المستقرض فی بلد یریده المقرض لیستفید به سقوط خطر الطریق، و هو فی معنی الحوالة. و هذا مکروه لأنّه نوع نفع استفاد به المقرض، و قد نهی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم عن قرض جرّ نفعا، هکذا فی الهدایة و الکفایة.

السّفر:

[فی الانکلیزیة]Journey،travel
[فی الفرنسیة]Voyage
بفتح السین و الفاء فی اللغة الخروج المدید. و فی الشریعة قصد المسافة المخصوصة کذا فی الکرمانی. و المسافة المخصوصة هی مسافة ثلاثة أیام و لیالیها بسیر وسط، و هذا أدنی مدّة السّفر، و لا حدّ لأکثرها. و لا یخفی أنّ
______________________________
(1) نزد صوفیه خواندن ازلی را گویند.
(2) فراخی و فراخی کردن و گنجیدن و توانگری و الوسع بالضم کذلک و دست رس و توانائی کذا فی الصراح.
(3) جمع سفتجة معرب سفته و سفته بمعنی الشی‌ء المحکم.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 957
مجرد القصد لا یکفی فی کون الشخص مسافرا. و لذا قال فی التلویح: إنّه الخروج عن عمرانات الوطن علی قصد سیر تلک المسافة.
فالمسافر من فارق و خرج من بیوت بلده و عماراته أی عن سوره و حدّه قاصدا مسافة ثلاثة أیام و لیالیها بسیر وسط. و المراد «1» بالقصد هو الإرادة المعتبرة شرعا بأن یکون علی سبیل الجزم، و السیر الوسط المشی بین البطء و السّرعة، و ذلک ما سار الإبل الحمول و الرّاجل و الفلک إذا اعتدلت الریح و ما یلیق بالجبل، هکذا فی جامع الرموز. و فی الاصطلاحات الصوفیة السفر هو توجّه القلب إلی الحقّ، و السّیر مترادف «2» له و الأسفار أربعة. الأول هو السّیر إلی اللّه من منازل النفس إلی الوصول إلی الأفق المبین، و هو نهایة مقام القلب و مبدأ التجلّیات الأسمائیة. الثانی هو السّیر فی اللّه بالاتصاف بصفاته و التحقّق بأسمائه إلی الأفق الأعلی، و هو نهایة مقام الروح و الحضرة الواحدیة، الثالث هو الترقّی إلی عین الجمع و الحضرة الأحدیة، و هو مقام قاب قوسین، فما بقیت الاثنینیة، فإذا ارتفعت فهو مقام أو أدنی و هو نهایة الولایة. الرابع هو السّیر باللّه عن اللّه للتکمیل و هو مقام البقاء بعد الفناء و الفرق بعد الجمع. نهایة السفر الأول هی رفع حجب الکثرة عن وجه الوحدة. و نهایة السفر الثانی هو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الکثرة العلمیة الباطنیة. و نهایة السفر الثالث هو زوال التقیّد بالضدین الظاهر و الباطن بالحصول فی أحدیة عین الجمع. و نهایة السفر الرابع عند الرجوع عن الحقّ إلی الخلق فی مقام الاستقامة هو أحدیة الجمع و الفرق بشهود اندراج الحقّ فی الخلق و اضمحلال الخلق فی الحقّ، حتی تری العین الواحدة فی صور الکثرة و الصور الکثیرة فی عین الوحدة.

السّفسطة:

[فی الانکلیزیة]Sophism
[فی الفرنسیة]Sophisme
بالفاء و بعدها سین کبعثرة عند المنطقیین هی القیاس المرکّب من الوهمیات. و قیل القیاس المرکّب من المشبّهات بالواجبة القبول، یسمّی قیاسا سوفسطائیا، و یجی‌ء فی لفظ المغالطة. و یطلق لفظ السوفسطائیة علی فرقة ینکرون الحسّیّات و البدیهیات و غیرها، قالوا الضروریات بعضها حسّیّات، و الحسّ یغلط کثیرا کالأحول یری الواحد اثنین و الصفراوی یجد الحلو مرّا و السوداوی یجد المرّ حلوا، و الشخص البعید عن شی‌ء یراه صغیرا، و الراکب علی السفینة یری الساحل متحرکا، و الماشی یری القمر ذاهبا، و هکذا کثیر. فلا جزم بأنّ أیهم یعرف حقّا و أیهم باطلا. و البدیهات قد کثرت فیها اختلافات الآراء و اعتراضات العقلاء، و کلّهم یجزم بحقیة قوله و یزعم ببطلان أقوال مخالفیه، فکیف یقطع بأنّ هذا صادق و ذلک کاذب؟ و النظریات فرع الضروریات لأنّها إنّما تستفاد من الضروریات دفعا للزوم التسلسل أو الدور، ففسادها فسادها. و لهذا ما من نظری إلّا و قد «3» وقع فیه اختلاف العقلاء و تناقض الآراء، فحینئذ لا وثوق بالعیان و لا رجحان للبیان فوجب التوقف. فلذا قال بعضهم إنّ الأشیاء أوهام، و بعضهم إنها تابعة للاعتقاد، و بعضهم إنّها مشکوکات، هکذا فی شرح عقائد النسفی و حواشیه. و تنشعب إلی ثلاث فرق:
أولاها اللاأدریِة و هم القائلون بالتوقف فی وجود کلّ شی‌ء و علمه. قالوا ظهر من کلام القادحین فی الحسّیات و القادحین فی البدیهیات تطرّق
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) مرادف (م، ع).
(3) و قد (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 958
التهمة إلی الحاکم الحسّی و العقلی، فوجب التوقف فی الکل. فإذا قیل لهم لقد قطعتم فی هذه القضیة فقد ناقضتم کلامکم بکلامکم. قالوا کلامنا هذا لا یفیدنا قطعا فیتناقض کما توهمتم، بل یفیدنا شکّا فأنا شاک و شاک أیضا فی أنی شاکّ و هلم جرّا، فلا تنتهی الحال إلی قطع شی‌ء أصلا فیتم مقصودنا بلا تناقص. و ثانیتها العنادیة و هم الذین یعاندون و یدّعون أنهم جازمون بأن لا موجود أصلا فهم ینکرون ثبوت الحقائق و تمیزها فی أنفسها فی نفس الأمر مطلقا بتبعیة الاعتقاد و بدونه فالحقائق عندهم کسراب یحسبه الظمآن ماء، و لیس لها ثبوت أصلا. و یرد علیهم أنّکم جزمتم بانتفاء الأحکام فناقضتم کلامکم. و ثالثتها العندیة و هم قائلون بأنّ حقائق الأشیاء تابعة للاعتقادات دون العکس فهم ینکرون ثبوتها و تمیّزها فی نفس الأمر مع قطع النظر عن اعتقادنا، أی لو قطع النظر عن الاعتقادات ارتفعت الحقائق بالمرة لعدم بقاء تمیّز بعضها عن بعض. لکنهم یقولون بثبوتها و تقرّرها بتبعیة الاعتقاد و توسّطها کالمسائل الاجتهادیة عند من یقول کلّ مجتهد مصیب. فعلی هذا، السوفسطائیة قوم لهم نحلة و مذهب تنشعبون إلی هذه الطوائف الثلاث.
و قیل لا یمکن أن یکون فی العالم قوم عقلاء ینتحلون هذا المذهب، بل کلّ غالط سوفسطائی فی موضع غلطه، فإنّ سوفا بلغة الیونانیین اسم للعلم و إسطا اسم للغلط فسوفسطا معناه علم الغلط، کما أنّ فیلا بلغتهم اسم للمحبّ و سوفا اسم للعلم و فیلسوف معناه محبّ العلم، ثم عرّب هذان اللفظان و اشتقّ منهما السفسطة و الفلسفة، و السفسطی و الفلسفی منسوبان إلیهما.
هکذا یستفاد من شرح المواقف فی آخر المرصد الرابع من الموقف الأول و غیره.

السّفلیة:

[فی الانکلیزیة]Inferior planets)moon،Venus،Mercury(
[فی الفرنسیة]Les planetes inferieures)lune،Venus،Mercure(
بالکسر و هی الزهرة و عطارد و قد یسمّی الزهرة و عطارد و القمر بالسّفلیة و تجی‌ء فی لفظ الکوکب.

السّفه:

[فی الانکلیزیة]Stupidity،lightness
[فی الفرنسیة]Sottise،legerete
بفتح السین و الفاء فی اللغة و هو الخفة و الحرکة و الاضطراب و منه هو سفیه أی مضطرب. و عند الفقهاء و الأصولیین عبارة عن خفة تعتری الإنسان فتبعثه علی العمل بخلاف موجب العقل و الشرع. و السّفیه من به تلک الخفة و الاضطراب. و علی هذا المعنی یبنی الفقهاء منع المال من السفیه و وجوب الحجر و نحو ذلک. و قال فخر الإسلام هو العمل بخلاف موجب الشرع من وجه و اتّباع الهوی و خلاف دلالة العقل. و إنما قال من وجه لأنّ التبذیر أصله مشروع و هو البرّ و الإحسان، إلّا أنّ الإسراف حرام کالإسراف فی الطعام و الشراب. و علی ظاهر تفسیره یکون کلّ فاسق سفیها لأنّ موجب العقل أن لا یخالف الشرع للأدلة القائمة علی وجوب الاتّباع، و الفرق بین السّفه و العته ظاهر، فإنّ المعتوه یشابه المجنون فی بعض أفعاله و أقواله، بخلاف السّفیه فإنّه لا یشابه المجنون لکن تعتریه خفّة فیتابع مقتضاها فی الأمور من غیر رویّة و فکر فی عواقبها لیقف علی أنّ عواقبها مذمومة أو محمودة. و فسر السّفه بعضهم بأنّه السّرف و التبذیر أی تفریق المال علی وجه الإسراف یعنی بغیر ملاحظة النفع الدنیوی و الدینی. و قال بدر الدین الکردری «1»: السّفه ما لا غرض فیه أصلا،
______________________________
(1) هو عبد الغفور بن لقمان بن محمد، شرف القضاة، تاج الدین ابو المفاخر الکردری. توفی بحلب عام 562 ه/ 1167 م.
من أئمة الحنفیة، قاض. له عدة مؤلفات هامة. العلام 4/ 32، الفوائد البهیة 98، الجواهر المضیة 1/ 322.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 959
هکذا یستفاد من التوضیح و التلویح و شرح الحسامی. و فی جامع الرموز السّفه فی الشریعة تبذیر المال أو إتلافه علی خلاف مقتضی العقل و الشرع، فارتکاب غیره من المعاصی کشرب الخمر و الزناء لم یکن من السّفه المصطلح.
و فی الطحاوی و السّفه إسراف المال و إتلافه و تضییعه علی خلاف مقتضی العقل أو الشرع و لو فی الخیر کأن یصرفه فی بناء المساجد فارتکاب غیره من المعاصی کشرب الخمر و الزناء لم یکن من السّفه المصطلح فی شی‌ء.
و قیل السّفه العمل بخلاف موجب الشرع و اتّباع الهوی و ترک ما یدلّ علیه الحجی، و السفیه من عادته الإسراف فی النفقة، و أن یتصرّف تصرّفا لا لغرض، أو لغرض لا یعدّه العقلاء من أهل الدیانة غرضا مثل دفع المال إلی المغنین و اللعابین و شراء الحمامات الطیّارة بثمن غال و الدیک المقاتل بثمن کثیر و الغبن فی التجارة من غیر محمدة، فعند أبی حنیفة لا یحجر علی مثل هذا السّفیه، و عندهما یحجر علیه. و محلّ الخلاف أنّه کان رشیدا ثم صار سفیها. أمّا إذا بلغ سفیها فیمنع منه ماله ما لم یبلغ خمسا و عشرین سنة عنده و قالا یمنع عنه ماله ما دام السّفه قائما انتهی.

السّقوط:

[فی الانکلیزیة]Abortion،descendant،epilepsy
-[فی الفرنسیة]Avortement،descendant،epilepsie
بالقاف فی اللغة خروج الطفل من بطن أمّه قبل أوانه کما فی المنتخب، و عند المنجّمین:
عبارة عن غروب منزل کما یجی‌ء فی لفظ الطلوع. و الأطباء یطلقون السقوط علی الصرع «1».

السّقیم:

[فی الانکلیزیة]Sick
[فی الفرنسیة]Malade،maladif
فی الحدیث خلاف الصحیح منه. و عمل الراوی بخلاف ما رواه یدلّ علی سقمه، کذا فی الجرجانی.

سکبسنج آی:

[فی الانکلیزیة]Skibsinje -Ay)Turkish month(
[فی الفرنسیة]Skibsinje -Ay)mois turc(
اسم شهر فی تقویم الترک «2».

السّکت:

[فی الانکلیزیة]Silence،pause
[فی الفرنسیة]Silence،pause
بالفتح و سکون الکاف عند القراء هو قطع الصوت زمنا دون زمن من غیر تنفّس. و اختلفت ألفاظ الأئمة فی التأدیة عنه بما یدلّ علی طوله و قصره. فعن حمزة رحمه اللّه فی السکت علی السّاکن قبل الهمزة سکتة یسیرة. و قال الأشنانی «3» سکتة قصیرة. و عن الکسائی سکتة مختلسة من غیر إشباع. و قال ابن غلیون «4» وقفة یسیرة. و قال مکّی وقفة خفیفة. و قال ابن شریح «5» دقیقة. و عن قتیبة من غیر قطع نفس.
و عن الدانی سکتة لطیفة. و عن الجعبری قطع الصوت زمانا قلیلا أقصر من زمن إخراج النّفس لأنه إن طال صار وقفا. و فی عبارات أخر قال ابن الجزری و الصحیح أنّه مقیّد بالسماع و النقل،
______________________________
(1) بالقاف در لغت افتادن بچه ناتمام از شکم کما فی المنتخب و نزد منجمان عبارت است از غروب منزلی کما یجی‌ء فی لفظ الطلوع. و اطبا آن را بر صرع اطلاق کنند.
(2) نام ماهیست در تاریخ ترک.
(3) هو عمر بن الحسن بن علی بن ابراهیم، ابو الحسن ابن الاشنانی البغدادی الشیبانی ولد ببغداد عام 259 ه/ 872. م.
و توفی فیها عام 339 ه/ 950 م. قاض، له عدة کتب. الاعلام 5/ 43، معجم المؤلفین 7/ 282، لسان المیزان 4/ 290، شذرات الذهب 2/ 349، العبر 2/ 250.
(4) هو عبد المنعم بن عبید اللّه بن غلیون بن المبارک، أبو الطیب. ولد بحلب عام 339 ه/ 950 م. و توفی بمصر عام 389 ه/ 999 م. أدیب، عالم بالقرآن و معانیه، شاعر. له عدة کتب. الاعلام 4/ 167، النشر 1/ 87، طبقات القراء 1/ 470، شذرات الذهب 3/ 131.
(5) تقدمت ترجمته.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 960
و لا یجوز إلّا فیما صحّت الروایة به بمعنی مقصود بذاته. و قیل یجوز فی رءوس الآی مطلقا حالة الوصل لقصد البیان کذا فی الإتقان. و قد یطلق علی الوقف و یجی‌ء ذکره مع بیان الفرق بینه و بین القطع و الوقف.
و السّکتة بالفتح عند الأطباء هی تعطّل الأعضاء عن الحسّ و الحرکة إلّا التّنفّس لسدّة کاملة فی بطون الدماغ الثلاثة و مجاری روحه، و هذا المرض قد یسمّی باسم عرض یلزمه و هو السکوت، کما یسمّی الصرع باسم عرض یلزمه و هو السقوط. و الفرق بین المیت و المسکوت یعسر جدا. و لذا حرّم الدّفن إلی تیقّن الحال و ظهور الموت هکذا فی بحر الجواهر و الآقسرائی.

السّکّة:

[فی الانکلیزیة]Flat road
[فی الفرنسیة]Chemin plat
بالکسر و تشدید الکاف فی الأصل طریق مستو، فهی عند الفقهاء نوعان: عامة و تسمّی بطریق العامة أیضا، و خاصة و تسمّی بطریق الخاصة، و الطریق الخاص و الطریق الغیر النافذ أیضا. فقال الإمام الحلوائی حدّ السّکّة الخاصة أن یکون فیها قوم یحصون. و أما إذا کان فیها قوم لا یحصون فهی سکة عامة. و قال شیخ الإسلام: المراد «1» بالسّکّة الغیر النافذة هی أن تکون أرضا مشترکة بین قوم بنوا فیها مساکن و حجرات و ترکوا للمرور بینهم طریقا حتی یکون الطریق مملوکا لهم. و بالنافذة هی ما ترکه للمرور قوم بنوا دورا فی أرض غیر مملوکة فهی باقیة علی ملک العامة، هکذا فی جامع الرموز و البرجندی فی کتاب الدّیة فی فصل ما یحدث فی الطریق. و فی بحر الدرر: النافذة هی الطریق الذی تمرّ فیه العامة و لا یختصّ بقوم دون قوم کالسّکک الواقعة فی القری و الأمصار یمرّ الناس غیر واحد فی حوائجهم، و غیر النافذة بخلافها.
و اختلف فی تفسیرها. فقیل هی بأن تکون دارا مشترکة أو أرضا مشترکة بین قوم بنوا فیها دورا و منازل و حجرا و رفعوا بینهم طریقا إلی الشارع یخرجون منه إلیه فی حاجاتهم، و إلیه ذهب شیخ الإسلام. و قیل هی بأن تکون موضعا فیه دور شتی و طریق و یمر فیها أصحاب تلک الدّور من غیر أن یکون ذلک ملکا لهم. و قیل بأنّها سکّة سدّ جانب منها فیها دور لقوم یقال لها بالفارسیة کوچه سربسته، سواء کانت الأرض مملوکة لهم أو لا. و مبنی هذا القول علی أن یکون ذلک الموضع مما یطلق علیه اسم السّکة فی العرف.
و الحق أنّ السّکة هی الموضع الذی فیه دور مختلفة و منازل متعدّدة لقوم یسکنون فیه، و فی خلالها طریق و سبیل لهم، و هی علی رأس الطریق الأعظم، سواء کان ذلک مملوکا لهم أو لا، و سواء کان یطلق علیه اسم السّکّة فی العرف العام أو لا؛ هذا هو الحدّ الصحیح، و هو المراد «2» بالسّکّة الواقعة فی کتب أصحابنا.
و یؤیده ما قال الشیخ الإمام شمس الأئمة الحلوائی فی حدّ السّکّة الخاصة أن یکون فیها قوم یحصون. أما إذا کان فیها قوم لا یحصون فهی سکّة عامة. و هکذا فسرها الفقیه أبو القاسم و غیره، و هو مختار عامة المحقّقین. و هذا ینفعک فی أکثر المطالب. انتهی کلام بحر الدرر.

السّکر:

[فی الانکلیزیة]Drunkenness،intoxication
[فی الفرنسیة]Ivresse
بالضم و سکون الکاف بمعنی: فقدان الوعی، و نبیذ التّمر و کلّ ما هو مسکر، کما فی المنتخب «3».
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) المقصود (م، ع).
(3) بالضم و سکون الکاف بمعنی مستی و مست شدن و نبیذ خرما و هرچه مست‌کننده باشد کما فی المنتخب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 961
و قال العلماء: السّکر بمعنی مستی- فقدان الوعی- حالة تعرض للإنسان من امتلاء دماغه من الأبخرة المتصاعدة من الخمر و ما یقوم مقامها إلیه، فیتعطّل معه عقله الممیّز بین الأمور الحسنة و القبیحة. قیل السّکر غفلة تعرض للإنسان مع الطّرب و النشاط و فتور الأعضاء من غیر مرض و لا علّة بمباشرة ما یوجبها من المأکول و المشروب و المشموم. و قیل هو فتور یغلب علی العقل من غیر أن یزیله. و قیل هو معنی یزیل «1» به العقل. و فی کشف الکبیر «2»:
قیل هو سرور یغلب علی العقل بمباشرة بعض الأسباب الموجبة له، فیمنع الإنسان عن العمل بموجب عقله من غیر أن یزیله، و لهذا بقی السّکران أهلا للخطاب انتهی. و قال أبو حنیفة:
السّکران هو الذی لا یعقل مطلقا قلیلا و لا کثیرا، و لا الرجل من المرأة. و عندهما هو الذی یهذی و یختلط جدّه بهزله و لا یستقرّ علی شی‌ء فی جواب و خطاب، و إلیه مال أکثر المشایخ کما فی الهدایة. و فی فتاوی قاضی‌خان، قال أبو حنیفة: السّکران من لا یعرف الأرض من السماء و لا الرجل من المرأة. و قال صاحباه إذا اختلط کلامه بالهذیان فهو سکران و علیه الفتوی. و فی الملتقط «3» عن أبی یوسف هو الذی لا یستطیع أن یقرأ قُلْ یا أَیُّهَا الْکافِرُونَ «4» کذا فی البرجندی. أقول هذا الاختلاف إنّما هو فی وجوب الحدّ بالسّکر فی غیر الخمر. یعنی ما قال الإمام الأعظم فی حدّ السّکر إنما هو فی وجوب الحدّ علیه بالمسکر «5» غیر الخمر. أمّا فی حدّ الحرمة فقوله مثل قولها. و أمّا فی وجوب الحدّ بالخمر فلا یشترط السّکر بل یجب الحدّ بشرب القلیل من الخمر و لو بقطرة، کما قال فی شرح الوقایة: حدّ الشرب ثمانون سوطا بشرب الخمر و لو قطرة.
فمن أخذ بریح الخمر أو سکران زائل العقل بنبیذ إلی قوله یحد صاحبا. اعلم أنّ السکر عند أبی حنیفة فی وجوب الحدّ بشرب الأشربة التی هی غیر الخمر هو أن لا یعرف شیئا حتی الأرض من السماء؛ و فی حق الحرمة أن یهذو، و عندهما یهذو مطلقا أی فی وجوب الحرمة و الحدّ و إلیه مال أکثر المشایخ. و عند الشافعی أن یظهر أثره فی مشیه و حرکاته و أطرافه. هذا خلاصة ما فی شرح الوقایة.
و السّکر عند الصوفیة دهش یلحق سرّ المحبّ فی مشاهدة جمال المحبوب فجأة، لأنّ روحانیة الإنسان التی هی جوهر العقل لمّا انجذبت إلی جمال المحبوب بعد شعاع العقل عن النفس و ذهل الحسّ عن المحسوس، و ألمّ بالباطن فرح و نشاط و هزّة و انبساط لتباعده عن عالم التفرقة، و أصاب السرّ دهش و وله و هیجان لتحیّر نظره فی شهود جمال الحقّ. و تسمّی هذه الحالة سکرا لمشارکتها السّکر الظاهر فی الأوصاف المذکورة إلّا أنّ السبب لاستتار نور العقل فی السّکر المعنوی غلبة نور الشهود، و فی السّکر الظاهر غشیان ظلمة الطبیعة لأنّ النور کما
______________________________
(1) یزول (م، ع).
(2) کشف الکبیر (فقه). کتاب الکشف فی مساوئ الخمر لابی القاسم علی بن جعفر بن علی بن محمد القطاع السعدی المعروف بابن العقل اللغوی نزیل مصر (- 515 ه). إیضاح المکنون، 2/ 324.
(3) الملتقط (فقه). الملتقط فی الفتاوی الحنفیة، للامام ناصر الدین ابی القاسم محمد بن یوسف الحسینی السمرقندی (- 556 ه). و هو مآل الفتاوی. ثم جمعه فی أواخر شعبان سنة 549 ه. کشف الظنون، 2/ 1813. هدیة العارفین، 2/ 94.
(4) الکافرون/ 1.
(5) بالسکر (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 962
یستتر بالظلمة کذلک یستتر بالنور الغالب کاستتار نور الکواکب بغلبة نور الشمس. و قلنا فجأة لأنّ صدمة نور الجمال فی النظرة الأولی أکثر و فی النظرات بعدها تقلّ علی التدریج لحصول الأنس بوصول الجنس، حتی إذا استقرّ نازل حال المشاهدة و نزل کل جزء من أجزاء الوجود إلی أصله عاد شعاع العقل إلی عالم النّفس و العقل و ظهر التمییز بین المتفرّقات من المعقولات و المحسوسات. و تسمّی هذه الحالة صحّوا، نظیره فی هذا العالم محبوب دخل علی محبّه فجأة فأذهله عما فیه من الأمر بحیث غاب متحیّرا فی مشاهدته عن العقل و التمییز فلمّا کرّر النظر إلی محاسنه و جماله و استأنس بلقائه و وصاله عاد التمییز و التبصیر و زال الدهش و التحیر. و السّکر حال شریف یعتور علیه صحوان: صحو قبله «1» و هو تفرقة محضة لیس من الأحوال بشی‌ء، و صحو بعده، و یسمّی الصحو الثانی و صحو الجمع و الصحو بعد المحو، و هو حال یصیر مقاما و یکون أعزّ من السّکر لاشتماله علی الجمع و التفرقة، و لکونه لا ینال إلّا بعد العبور علی ممر السّکر و الجمع.
فالصحو الأول حضیض النقصان لإفادته إثبات الحدث. و السّکر معراج السالکین لإفادته محو الحدث. و الصحو الثانی أوج الکمال لإفادته إثبات القدم و إفادة السّکر محو الحدث لأنه نتیجة مشاهدة جمال القدم، و نور القدم یزیل ظلمة الحدث، إلّا أنّ حال الشهود لا تدوم فی البدایة بل تلوح و تخفی سریعا کالبوارق فلا یزیل نوره ظلمة وجود السیّار بالکلیة بل یزول تارة و یعود أخری. و یتردد السائر بین الصّحو الأوّل المثبت للحدث و السّکر الماحی له، و تسمّی هذه الحالة تلوینا. فإذا استقرّ حال المشاهدة دام محو الحدث و إثبات القدم، و تسمّی هذه الحالة تمکینا لدوام الوجدان. و صاحب السّکر لا یدوم وجدانه بل یجد تارة و یفقد أخری، و یکون مأسورا تحت تصرّف التلوین. و مناط تلوینه الوجود الذی هو مثار الصّحو الأوّل. و السالک لا یستغنی عن السّکر ما لم یخلص عن الصّحو الأوّل، فإذا خلص إلی الصّحو الثانی صار غنیا عن السّکر.
اعلم أنّ السّکر الزائل فی الصّحو الثانی هو الذی یظهر من مشاهدة جمال الصّفات، و لا تستقرّ من حال الشهود إلّا هذه. و السّکر الواقع فی الصّحو الثانی هو الذی یظهر من مشاهدة جمال الذات فلا یزول لعدم استقرار حال شهود الذات، فإنّه لا تحصل لأحد منها فی الدنیا إلّا لمحات یسیرة کقوله علیه السلام: «لی مع اللّه وقت» عبارة عنها و موطن استقرارها الآخرة، و الرؤیة الموجودة فی الآخرة لأهلها هی هذه، و المقام المحمود لعله عبارة عنها، کذا فی شرح القصیدة الفارضیة.

السّکوب:

[فی الانکلیزیة]Liquid drug for external use
[فی الفرنسیة]Medicament liquide a usage externe
بالفتح هو أن تغلی الأدویة و تصبّ علی العضو قلیلا قلیلا و یجی‌ء فی لفظ النطول. و فی بحر الجواهر السّکوبات بالفتح هی السّیالات التی تصبّ علی الأعضاء قلیلا قلیلا عن قریب.
قال أبو الفرج: الفرق بینه و بین النطول أنّ النطول یستعمل فی الشی‌ء الغلیظ و یشبه أن یکون من النطل و هو الدردی و السکوب یستعمل فی الشی‌ء الرقیق.

السّکون:

[فی الانکلیزیة]Absence of vowel،immobilitiy
-[فی الفرنسیة]Absence de voyelle،immobilite
بضم السین و الکاف هو یطلق علی معنیین. أحدهما ما هو من صفات الحروف
______________________________
(1) قلبه (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 963
یقال الحروف إمّا متحرّک أو ساکن، و لا یراد بهذا حلول الحرکة و السکون فیها لأنّ الحلول من خواص الأجسام، بل یراد بکونه متحرکا أن یکون الحرف الصامت بحیث یمکن أن یوجد عقیبه مصوت من المصوتات. و بکونه ساکنا أن یکون بحیث لا یمکن أن یوجد عقیبه شی‌ء من تلک المصوتات. ثم إنّهم بعد اتفاقهم علی عدم جواز الابتداء بالساکن إذا کان حرفا مصوتا اختلفوا فی جواز الابتداء بالساکن الصامت، فقد منعه قوم للتجربة، و جوّزه آخرون لأنّ ذلک أی عدم إمکان الابتداء ربّما یختصّ بلغة العرب، و یجوز فی لغة أخری، کما فی اللغة الخوارزمیة مثلا، فإنّا نری فی المخارج اختلافا کثیرا. فإنّ بعض الناس یقدر علی التلفّظ بجمیع الحروف و بعضهم لا یقدر علی تلفظ البعض.
و هل یمکن الجمع بین الساکنین؟ إمّا صامت مدغم فی مثله قبله مصوت نحو وَ لَا الضَّالِّینَ «1» فجائز بالاتفاق. و إمّا الصامتان أو صامت غیر مدغم قبله مصوت فجوّزه قوم کما فی الوقف علی الثلاثی الساکن الأوسط کزید و عمر، بل جوّزوا أیضا جمع ساکنین صامتین قبلهما مصوت فیجتمع حینئذ ثلاث سواکن کما یقال فی الفارسیة کارد و گوشت. و منهم من منعه و جعل ثمة حرکة مختلسة خفیة جدا لا تحسّ بها علی ما ینبغی، فیظنّ أنّه اجتمع ساکنان أو أکثر. و أمّا اجتماع ساکنین مصوتین أو صامت بعده مصوت فلا نزاع فی امتناع ذلک، هکذا فی شرح المواقف فی بحث المسموعات.
و ثانیهما ما هو من صفات الأجسام، فقال المتکلمون هو أمر وجودی مضادّ للحرکة، و فسّر بالحصول فی المکان مطلقا. و قیل هو الحصول فی المکان أکثر من زمان واحد. و بعبارة أخری الکون فی الحیّز المسبوق بکون آخر فی ذلک الحیّز فهو من مقولة الأین و یجی‌ء فی لفظ الکون.
و قالت الحکماء السکون عدم الحرکة عما من شأنه أن یتحرّک، و بهذا القید خرجت المفارقات. فإنّ الحرکة و إن کانت مسلوبة عنها لکن لیست من شأنها الحرکة، فالتقابل بینه و بین الحرکة تقابل العدم و الملکة و أورد علیه أنّه یلزم کون الإنسان المعدوم ساکنا إذ یصدق علیه أنّه عدیم الحرکة عمّا من شأنه أن یتحرّک فی حال حیاته، و أنّه یلزم أن یکون الجسم فی آن الحدوث ساکنا بمثل ما مرّ، و أنّه یلزم أن لا یکون الفلک ساکنا بالحرکة الأینیة، إذ لیست من شأن تلک الحرکة، لاستحالتها علیه، لکونه محدّدا للجهات.
و أجیب بأنّ المراد «2» ما من شأنه الحرکة بالنظر إلی ذاته فی وقت عدم حرکته، و الإنسان المعدوم الجسم فی آن حدوثه لیست من شأنهما الحرکة فی هذا الوقت، و إن کانت من شأنهما الحرکة فی وقت ما، و الفلک من شأنه الحرکة الأینیة بالنظر إلی ذاته و إن لم تکن بالنظر إلی الغیر و هو کونه محدّدا للجهات.
و قال السید السند فی حاشیة شرح حکمة العین ناقلا من شرح الملخص إنّ مأخذ الخلاف أنّ الجسم إذا لم یکن متحرکا عن مکان کان هناک أمران: أحدهما الحصول فی ذلک المکان المعیّن، و ثانیهما عدم حرکته عنه. و الأمر الأول ثبوتی من مقولة الأین بالاتفاق و الثانی عدمی بالاتفاق. و المتکلمون أطلقوا لفظ السکون علی الأول و الحکماء علی الثانی فالنزاع لفظی انتهی.
ثم الحرکة کما تقع فی المقولات الأربع
______________________________
(1) الفاتحة/ 7.
(2) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 964
کذلک السکون لأنه یقابلها. و المشهور أنّ السکون تقابله الحرکة عن المکان لا إلیه، و الحق أنّه تقابله الحرکة إلی المکان أیضا. قال السید السند فی حاشیة شرح حکمة العین و تحقیقه ما فی شرح الملخص من أنّ السکون لیس عدم حرکة خاصة معیّنة و لا عدم أیّة حرکة کانت، و إلّا لکان علی الأول کلّ متحرک بغیر تلک الحرکة ساکنا و کل متحرک مطلقا ساکنا علی الثانی، لکنه باطل قطعا. فإذن الحرکتان تقابلان السکون.
قال أقول السکون فی الأین مثلا هو عبارة عن عدم الحرکة الأینیة مطلقا فالسکون یقابل المطلق لأنه عدمه. و أما مقابلته مع أفراد الحرکة التی هو عدمها فبواسطة، کذا حقّق المقال انتهی.
و فی شرح التجرید السکون مقابل للحرکة فیقع فی المقولات الأربع أما فی الأین فنعنی به حفظ النسبة الفاصلة للجسم إلی الأشیاء ذوات الأوضاع بأن یکون مستقرا فی المکان الواحد.
و أما فی الثلاثة الباقیة فنعنی به حفظ النوع الحاصل بالفعل من غیر تغیّر و ذلک بأن یقع فی الکم من غیر نموّ و ذبول و تخلخل و تکاثف، و فی الکیف من غیر اشتداد و ضعف، و فی الوضع من غیر تبدّل إلی وضع آخر، فهو بهذا المعنی أمر وجودی مضادّ للحرکة عنه و إلیه، فهو یضادهما معا تضادا مشهوریا، فإنّ السکون قد یعرض له تضادّ کما للحرکة لکن تضاد السکون إنّما هو لتضاد ما فیه، أعنی المقولة التی یقع فیها. فإنّ سکون الجسم فی الحرارة یضادّ سکونه فی البرودة لأنّ المتضادین لا یجتمعان فی محل واحد فضلا عن أن یستقرا فیه زمانا انتهی. و قال أیضا السکون الطبیعی مستند إلی الطبیعة مطلقا بخلاف الحرکة الطبیعیة فإنّها مستندة إلی الطبیعة بشرط مقارنة أمر غیر طبیعی، و یعرض البساطة و الترکیب فی الحرکة خاصة و لا یتصوران فی السکون. و یقول فی لطائف اللّغات: السّکون فی اصطلاح الصوفیّة عبارة عن الاستقرار فی عین الذّات الأحدیّة «1».

السّکینة:

[فی الانکلیزیة]Quiet،tranquillity،rest
[فی الفرنسیة]Quietude،tranquillite،repos
ما یجد القلب من الطمأنینة عند تنزّل الغیب، و هی نور فی القلب یسکن إلی شاهده و یطمئن، و هو مبادئ عین الیقین، کذا فی تعریفات الجرجانی.

السّلّ:

[فی الانکلیزیة]Phthisis،tuberculosis
[فی الفرنسیة]Phtisie،tuberculose
بالکسر و تشدید اللام فی اللّغة الهزال.
و فی الطب قرحة فی الرئة. و إنما سمّی هذا المرض به لأنّ من لوازمه هزال البدن. و لما کان حمی الدق لازمة لهذه القرحة ذکر القرشی أنّ السّلّ هو قرحة الرئة مع الدق و عدّه من الأمراض المرکبة کذا قال ابن النّفیس. و قال القرشی فی شرح الفصول «2»: یقال السّلّ لحمی الدق الشیخوخیة و لقرحة الرئة. و سلّ العین هو ضمور الحدقة کذا فی بحر الجواهر. و فی الأقسرائی و ما ذکره صاحب الکامل «3» من أنّ
______________________________
(1) و در لطائف اللغات میگوید سکون در اصطلاح صوفیه عبارتست از قرار در عین احدیت ذات.
(2) شرح الفصول (فی الطب). الفصول الإیلاقیة فی کلیات الطب، لشرف الدین السید محمد بن یوسف الإیلاقی (- 485 ه/ 1092 م). انتقاها من الکتاب الاول من القانون و لها شروح منها: شرح علی بن أبی الحزم القرشی علاء الدین الملقب بابن النفیس (- 687 ه). کشف الظنون، 2/ 1267. هدیة العارفین، 2/ 408. الاعلام 4/ 270.
(3) الکامل (طب) کامل الصناعة فی الطب المعروف بالملکی. صنفه علی بن عباس المجوسی (- 384 ه) لعضد الدولة. فی مجلدین کبیرین. قیل انه ترجم إلی اللغة اللاتینیة و طبع فی لیدن سنة 1523 م.
- حاجی خلیفة، کشف الظنون، 2/ 1380، سرکیس، معجم المطبوعات العربیة و المعربة، ص 1619.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 965
السّلّ هو قرحة الصدر أو الرئة غیر ما علیه أکثر الأطباء.

السّلاسة:

[فی الانکلیزیة]Fragility،simplicity or lightness of style
[فی الفرنسیة]Fragilite،simplicite،legerete du style
بالفتح هو مرادف للهشاشة و عکس اللزوجة کما سیرد بیان ذلک. و السّلاسة لدی الشعراء هی أن یکون البیت من الشعر فی غایة التناسق و التناسب من حیث الکلمات و الحروف، بحیث لا یوجد فیها أیّ نوع من التعقید من حیث اللفظ کذا فی جامع الصنائع. و هذه هی السّلاسة فی النظم، و یقاس علیها السّلاسة فی النثر کما لا یخفی «1».

السّلام:

[فی الانکلیزیة]Peace
[فی الفرنسیة]Paix
تجرّد النّفس عن المحنة فی الدارین کذا فی الجرجانی.

السّلامة:

[فی الانکلیزیة]Conservation
[فی الفرنسیة]Conservation
فی علم العروض بقاء الجزء علی الحالة الأصلیة کذا فی الجرجانی.

السّلب:

[فی الانکلیزیة]Looting،swiping
[فی الفرنسیة]Pillage،rafle
بفتح السین و اللام لغة المسلوب أی ما ینزع من الإنسان و غیره. و شرعا مرکب القتیل و ما علیهما، أی علی المرکب و القتیل من السلاح و الثیاب و السرج و اللجام و غیرها، بخلاف ما معه من غلام أو مرکب آخر أو الأمتعة و غیرها، فإنّه لیس بسلبه بل من جملة الغنائم فلا یدخل تحت قول الإمام من قتل قتیلا «2» فله سلبه هکذا فی البرجندی و جامع الرموز فی کتاب الجهاد. و عند الصوفیة السّلب بسکون اللام هو ما فی کشف اللّغات السّلب فی اصطلاح السّالکین هو نفی الاختیار للسّالک فی جمیع الأحوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة «3». و یطلق السّلب عند المنطقیین و الحکماء سواء کان بفتحتین أو بفتح الأول و سکون الثانی علی مقابل الإیجاب. قالوا الإیجاب و السّلب قد یراد بهما الثبوت و اللاثبوت، فثبوت شی‌ء لشی‌ء إیجاب و انتفاؤه عنه سلب. و قد یعبّر عنهما بالوقوع و اللاوقوع و بوقوع النسبة و لا وقوعها، و قد یراد بهما إیقاع النسبة و انتزاعها أی رفعها. و بعبارة أخری الإیجاب إیقاع النسبة الثبوتیة و السّلب رفع الإیجاب أی الثبوت إذ لو أرید به الإیقاع لزم أن لا یتحقق السّلب إلّا بعد تحقّق الإیجاب فیجب أن توقع النسبة فی کل سالبة و ترفعها، و هل هذا إلّا تناقض. و یمکن أن یراد به الإیقاع و یدفع الإیراد بالفرق بین جزء الشی‌ء و جزء مفهومه فإنّ البصر لیس جزءا من العمی و إلّا لم یتحقّق إلّا بعد تحقّقه بل هو جزء من مفهومه.
فالإیجاب جزء من مفهوم السّلب و لیس جزءا من السّلب. ثم اعلم أنّ هذا المعنی هو المعتبر فی إیجاب القضیة و سلبها لا المعنی الأول، و إلّا لکانت کل قضیة صادقة. فالقضیة الموجبة ما اشتمل علی الإیجاب و السالبة ما اشتمل علی السّلب اشتمال الدالّ علی المدلول فی القضیة الملفوظة و اشتمال المشروط علی الشرط فی
______________________________
(1) مرادف هشاشت است و مقابل لزوجت چنانچه در فصل جیم از باب لام خواهد آمد و نزد شعرا آنست که در نظم روانی بحدی بود که در ادای آن هیچ گرفتگی نبود از جهت لفظ کذا فی جامع الصنائع و این سلاست نظم است و برین قیاس سلاست نثر کما لا یخفی.
(2) قتیلا (- م).
(3) سلب در اصطلاح سالکان سلب اختیار سالک را گویند در جمیع احوال و اعمال ظاهری و باطنی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 966
القضیة المعقولة کاشتمال الکلّ علی الجزء حتی لا یرد أنّ الإیقاع علم، فکیف یکون جزء من المعلوم الذی هو القضیة.
اعلم أنهم قالوا الموجبة تستدعی وجود الموضوع دون السالبة، یعنی أنّ صدق الموجبة یستلزم وجود الموضوع حال ثبوت المحمول له و اتحاده معه فی ظرف ذلک الموضوع، إن ذهنا فذهنا و إن خارجا فخارجا و إن ساعة فساعة و إن دائما فدائما، بخلاف صدق السالبة فإنّه لا یستلزم وجود الموضوع بل قد یصدق بانتفائه ضرورة أنّ ما لا ثبوت له فی نفسه فکیف یثبت له غیره؟ لکن تحقّق مفهوم السالبة فی الذهن یستلزم وجود موضوعه فی الذهن حال الحکم فقط. قال شارح إشراق الحکمة قولنا لا بد للإثبات من أن یکون علی ثابت بخلاف النفی فإنّه یجوز علی المنفی لیس معناه ما یسبق إلی الفهم و هو أنّ موضوع السالبة یجوز أن یکون معدوما فی الخارج دون موضوع الموجبة علی ما ظنّ، و علّل به کون السالبة أعمّ من الموجبة لأنّ موضوع الموجبة أیضا قد یکون معدوما فی الخارج، کقولنا اجتماع الضدین محال، و لا أنّ موضوع الموجبة یجب أن یتمثّل فی خارج أو ذهن دون موضوع السالبة، لأنّ موضوع السالبة لا بد أن یکون کذلک، بل معناه أنّ السّلب یصحّ عن الموضوع الغیر الثابت أی إذا أخذ من حیث هو غیر ثابت علی معنی أنّ للعقل أن یعتبر هذا فی السلب بخلاف الإثبات فإنّه و إن صحّ علی الموضوع الغیر الثابت لکن لا یصحّ علیه من حیث هو غیر ثابت بل من حیث إنّ له ثبوتا ما لأنّ الإثبات یقتضی ثبوت شی‌ء حتی یثبت له شی‌ء. و لذا صحّ أن یقال المعدوم من حیث هو معدوم لیس بزید و لا یصحّ أن یقال بأنّه من حیث هو معدوم زید بل من حیث له ثبوت فی الذهن. و لغفلة الجمهور عن هذه الحیثیة لدقتها و غموضها ظن أنّ العموم إنّما هو لجواز کون موضوع السالبة معدوما فی الخارج دون الموجبة و لا یصحّ ذلک إلّا بأن یؤول بما ذکرنا. و یقال مرادهم «1» منه أنّ السّلب یصحّ عن المعدوم من حیث هو معدوم دون الإیجاب فیستقیم و لا یرد الإشکال، فتمحّض بما ذکرنا أنّ المراد «2» بوجود الموضوع فی الموجبة و السالبة شی‌ء واحد، و هو تمثّله فی وجود أو و هم لیحکم علیه بحسب تمثله، و أنّ السالبة البسیطة إنّما تکون أعمّ من الموجبة المعدولة المحمول إذا کان موضوعها غیر ثابت، و أخذ من حیث هو غیر ثابت لاستحالة إثبات عدم محمول السالبة لموضوعها من حیث هو غیر ثابت أو منتف لتوقّف إثبات الشی‌ء للشی‌ء علی ثبوته فی نفسه. و أمّا إن لم یؤخذ من حیث هو غیر ثابت بل أخذ من حیث إنّ له ثبوتا ما فی الذهن فیمکن إثبات عدم محمول السالبة لموضوعها من حیث له ثبوت، و تتلازمان حینئذ. لکن نحن لا نأخذ موضوع السالبة من حیث هو غیر ثابت بل من حیث هو ثابت أی متمثّل فی وجود أو وهم علی ما هو المصطلح و المتعارف. و علی هذا تتلازمان فی جمیع القضایا، انتهی ما فی شرح إشراق الحکمة.
ثم اعلم أنّ متأخری المنطقیین اعتبروا قضیة سالبة المحمول و حکموا بأنّ موجبتها مساویة للسالبة البسیطة، فکما أنّ السالبة لا تقتضی وجود الموضوع فکذلک الموجبة السالبة «3» المحمول. و فرّقوا بینهما بأنّ فی
______________________________
(1) مقصودهم (م، ع).
(2) المقصود (م، ع).
(3) السالبة (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 967
السالبة المحمول زیادة اعتبار إذ فی السالبة نتصوّر الطرفین و النسبة بینهما و نرفع تلک النسبة، و فی سالبة المحمول نتصوّر الطرفین و النسبة و نرفعها «1»، ثم نعود و نحمل ذلک السّلب علی الموضوع، فإنّه إذا لم یصدق إیجاب المحمول علی الموضوع یصدق سلبه علیه فتکرر اعتبار السّلب فیها بخلاف السالبة فإنّ فیها أربعة أمور:
تصوّر الموضوع و تصوّر المحمول و تصوّر النسبة الإیجابیة و سلبها. و فی السالبة المحمول خمسة أشیاء و هی تلک الأمور الأربعة مع حمل السّلب علی الموضوع، و هکذا الحال فی السالبة الموضوع فإنّه قد حمل فیها سلب العنوان علی الموضوع. و من هاهنا تسمعهم یقولون معنی السالبة المحمول أنّ الموضوع شی‌ء سلب عنه المحمول، و معنی السالبة الطرفین أنّ شیئا سلب عنه الموضوع هو شی‌ء سلب عنه المحمول.
و معنی السالبة أنّ الموضوع سلب عنه المحمول. فالسالبة و سالبة المحمول تشترکان فی أنّ السّلب خارج عن المحمول فیهما جمیعا، و إنّما الفرق بینهما بزیادة اعتبار کما عرفت. فلذا لا تستدعیان وجود الموضوع. و أمّا الفرق بین السالبة و سالبة الطرف سواء کانت سالبة الموضوع أو سالبة المحمول أو سالبة الطرفین و بین المعدولة الموضوع و معدولة المحمول و معدولة الطرفین فبخروج السّلب و عدم خروجه، هذا ما قالوا. و فیه نظر لأنّ قولهم نعود و نحمل ذلک السلب علی الموضوع یقتضی أن یکون السّلب جزءا من المحمول و هو یناقض قولهم إنّ السّلب خارج عن المحمول فیهما معا. و کذا الحال فی سالبة الموضوع إلّا أن یتکلّف و یقیّد الموضوع و المحمول بالأولین اللذین ورد علیهما السلب. و علی هذا یدخل أقسام سالبة الطرف فی المحصّلة، فلا بدّ من تخصیص قولهم إنّ الموجبة المحصّلة تقتضی وجود الموضوع بما عدا سالبة المحمول، أو تخصیص تقسیم المعدولة و المحصّلة بما بقی علی موضوعه و محموله الأولین بأن لم یرجع فی موضوعه من وضع إلی وضع آخر، و لا فی محموله من حمل إلی حمل آخر حتی تخرج أقسام سالبة الطرف من القسمین معا. و أیضا المقدّمة القائلة بأنّ ثبوت الشی‌ء للشی‌ء یستلزم ثبوت المثبت له لا یستثنی العقل منها الأمر السلبی. و أیضا المفهوم من کلام الشیخ و غیره أنّ الإیجاب مطلقا یقتضی وجود الموضوع و أنّه لا فرق بین ما سموه سالبة المحمول و المعدولة. فالموجبة مطلقا تقتضی وجود الموضوع لأجل معنی الرابطة لا لاقتضاء المحمول ذلک. و الحق أنّ السالبة المحمول علی ما اعتبره المتأخرون قضیة ذهنیة لأنّ اتّصاف الموضوع بسلب المحمول عنه إنّما هو فی الذهن فتقتضی وجود الموضوع فی الذهن لا فی الخارج فیکون بینها و بین السالبة الخارجیة تلازم. و یرد علیه أنّ نفس السّلب و إن کان أمرا اعتباریا ذهنیا لکن یجوز أن یکون الاتّصاف به فی الخارج لما تقرّر أنّ الاتّصاف الخارجی لا یستدعی وجود الصفة فی الخارج، بل إنّما یقتضی وجود الموصوف فیه کما فی الاتصاف بالعمی. و یمکن أن یجاب بأنّ الموجبة السالبة المحمول یصدق عند عدم موضوعها فی الخارج مطلقا کما فی قولک العمی لیس بموجود. و قد تقرّر أنّ الإیجاب مطلقا یستدعی وجود الموضوع فلا بد أن تکون هذه القضیة ذهنیة لوجود الموضوع فی الذهن، فکذا سائر الموجبات السالبة المحمول لعدم الفرق. و لا یخفی أنّ للمناقشة فیه مجالا. و قد بقیت هاهنا أبحاث ترکناها حذرا من الإطناب فإن شئت فارجع إلی کتب المنطق.
______________________________
(1) نرفعهما (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 968

سلب المزید و سلب القدیم:

[فی الانکلیزیة]
Cancellation or deprivation of old acquisiti
E[فی الفرنسیة]Annulation ou privation des anciens acquis
یذکر فی لفظ السلوک.

السّلخ:

[فی الانکلیزیة]Plagiarism،plagiary،parody
[فی الفرنسیة]Parodie،plagiat
بالفتح و سکون اللام قسم من سرقة الأشعار و یسمّی إلماما أیضا. و هو أن تعمد إلی بیت فتضع مکان کلّ لفظ لفظا آخر فی معناه و تجعله بیتا آخر مثل أن تقول فی قول الشاعر:
دع المکارم لا ترحل لبغیتها و اقعد فإنّک أنت الطاعم الکاسی
هکذا:
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها و اجلس فإنّک أنت الآکل اللابس
کذا فی الجرجانی.

سلطان جهان:

[فی الانکلیزیة]Sultan of the world
[فی الفرنسیة]Sultan du monde
سلطان العالم. و عند الصوفیة یراد به الأعمال و الأحوال التی ترد علی العاشق، کما یرد الحکم و الإرادة الإلهیة «1».

السّلعة:

[فی الانکلیزیة]Goods
[فی الفرنسیة]Marchandise
بالکسر و سکون اللام هی المتاع کما فی جامع الرموز فی کتاب المضاربة، و هکذا فی الصّراح. و یرادفه العرض و یقال له العین أیضا، و هو غیر الدراهم و الدنانیر و الفلوس الرائجة.
و یطلق أیضا علی مرض و هی حینئذ بالکسر و الفتح کما فی المنتخب. و فی المؤجز البلغمی من الورم إن لم یکن مخالطا للعضو بل متمیزا عنه فهو السلع اللینة. و الورم السوداوی إن لم یکن مداخلا و یکون متشبثا بظاهر العضو فهو السلع، و إن لم یکن متشبثا بظاهره فهو الورم الغدودی.

السّلف:

[فی الانکلیزیة]Ancestors،old،ancients،predecessors
[فی الفرنسیة]Ancetres،anciens،predecesseurs
بالفتح فی اللّغة: الموت، و الآباء المتوفّون، و السبق «2» و القدماء و بیع السّلم کما فی المنتخب. و فی شرح المنهاج السّلف و السّلم بمعنی و السّلم لغة أهل الحجاز و السّلف لغة أهل العراق. و فی جامع الرموز فی کتاب الشهادة السّلف فی الشرع اسم لکلّ من یقلّد مذهبه فی الدین و یتبع أثره کأبی حنیفة و أصحابه فإنّهم سلف لنا و الصحابة و التابعین فإنّهم سلفهم. و قد یطلق السّلف شاملا للمجتهدین کلّهم انتهی. و فی کلیات أبی البقاء السّلف محرکة السّلم اسم من الأسلاف و القرض الذی لا منفعة فیه للمقرض، و علی المقترض ردّه کما أخذ. و کلّ عمل صالح قدمته و کلّ من تقدّمک من آبائک و قرابتک فهو سلف و فرط لک.
و السّلف من أبی حنیفة إلی محمد بن الحسن، و الخلف من محمد بن الحسن إلی شمس الأئمة الحلوانی، و المتأخرون من شمس الأئمة الحلوانی إلی حافظ الدین البخاری «3».
و المتقدمون فی لساننا أبو حنیفة و تلامیذه بلا واسطة، و المتأخرون هم الذین بعدهم من المجتهدین فی المذهب. و قال بعضهم السّلف شرعا کل من یقلّد و یقتفی أثره فی الدین کأبی حنیفة و أصحابه فإنهم سلفنا، و أما الصحابة فإنهم سلفهم و أبو حنیفة من أجلاء التابعین.
______________________________
(1) سلطان جهان نزد صوفیه اعمال و احوال که بر عاشق چنانکه حکم و اراده إلهی بود وارد شوند.
(2) بالفتح فی اللغة بمعنی در گذشتن و پدران گذشته و بیش شدن و بیشینگان.
(3) هو عبد العزیز بن أحمد بن محمد، علاء الدین البخاری. توفی عام 730 ه/ 1330 م. فقیه حنفی، اصولی. له عدة تصانیف. الاعلام 4/ 13، الفوائد البهیة 94، الجواهر المضیة 1/ 317.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 969

السّلفیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Salafiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Salafiyya)secte(
فرقة من الإمامیة و قد سبق.

السّلق:

[فی الانکلیزیة]Boiling
[فی الفرنسیة]Bouillage
بالفتح و سکون اللام بمعنی الغلی، و طبخ الطعام إلی حدود نصف النّضج کما فی المنتخب «1». و قال فی الأقسرائی السّلق أن تغلی الأدویة إغلاء خفیفا و تلک الأدویة المغلاة تسمّی مسلوقة. و فی بحر الجواهر السّلاقة بالضم هی الماء المتّخذ من الأدویة بعد غلیها، و تطلق أیضا علی غلظ الأجفان من مادة غلیظة ردیئة أکّالة بورقیة تحمّر بها الأجفان و تنتشر الهدب و تؤدی إلی تقرّح أشفار الجفن، و یتبعه فساد العین، و تطلق أیضا علی بثر یخرج علی أصل اللسان. و قیل هو تقشر فی أصول الأسنان أو فی جلد الإنسان.

السّلم:

[فی الانکلیزیة]Predecessor،anticipation
[فی الفرنسیة]Predecesseur،Anticipation
بفتح السین و اللام فی اللّغة التقدّم، و یسمّی بالسّلف أیضا. و فی شرح المنهاج:
السّلم و السّلف بمعنی واحد. و السّلم لغة أهل الحجاز و السّلف لغة أهل العراق. و فی الشریعة بیع الشی‌ء علی وجه یوجب الملک للبائع فی الثمن عاجلا و للمشتری فی المثمن آجلا، سمّی به لما فیه من وجوب تقدّم الثمن. و رکنه الإیجاب و القبول بأن یقول المشتری أسلمت إلیک عشرة دراهم فی کرّ حنطة، فقال البائع:
قبلت. فالمشتری یسمّی ربّ السّلم و مسلما أیضا و البائع یسمّی المسلم إلیه و المبیع یسمّی المسلّم فیه، و الثمن یسمّی رأس المال، هکذا فی البرجندی و جامع الرموز. أقول و لا یخفی أنّ هذا التعریف إنّما ینطبق علی مذهب أبی حنیفة و مالک و أحمد حیث یشترطون تأجیل المثمن و لا یجوّزون السّلم الحال. أمّا عند الشافعی فیجوز السّلم الحال أیضا. فالتعریف الشامل لجمیع المذاهب أن یقال السّلم بیع دین بعین کما فی فتح القدیر.

السّلوک:

[فی الانکلیزیة]Conduct،behaviour
[فی الفرنسیة]Conduite،comportement
بضم السین عند السالکین عبارة عن تهذیب الأخلاق لیستعدّ للوصول، أی السلوک أن یطهّر العبد نفسه عن الأخلاق الذمیمة مثل حبّ الدنیا و الجاه و مثل الحقد و الحسد و الکبر و البخل و العجب و الکذب و الغیبة و الحرص و الظلم و نحوها من المعاصی، و یتّصف بالأخلاق الحمیدة مثل العلم و الحلم و الحیاء و الرضاء و العدالة و نحوها. اعلم أنّ أهل التصوّف یریدون ثلاثة أشیاء: الجذب و السّلوک و العروج. فالجذب هو السّحب، فإنّ جذبة من جذبات اللّه توازی عمل الثقلین. أمّا السّلوک فهو السّعی الذی یقوم به السّالک فی سیره فی طریق اللّه حتی یصل إلی مقصوده. و أمّا العروج فهو الإنعام و الإفضال. و علیه متی أنعم الحقّ علی عبد بالجذب فإنّ قلبه یصل إلی الحضرة الرّبانیة فیتخلّی عن کلّ ما سوی ذلک من (العلائق)، و یصبح حینئذ عاشقا. فإن استمرّ فی هذه الحالة فهو الذی یقال له المجذوب. ثم إذا عاد لحاله و وعیه و استمرّ فی طریق السّلوک إلی اللّه، فهو من یقال له المجذوب السّالک. أمّا إذا بدأ مراحل السّلوک حتی أتمها ثمّ وصلته الجذبة الإلهیة فهو الذی یدعی السّالک المجذوب. و أمّا إذا کان سالکا و لکنه لم یجذب بعد فهو یسمّی السّالک. و علی هذا فالمجموع أربعة أنواع:
مجذوب، و مجذوب سالک، و سالک مجذوب و سالک فقط. فالسّالک أو المجذوب المجرّد لا
______________________________
(1) بالفتح و سکون اللام بمعنی جوشانیدن و نیم پخته کردن است کما فی المنتخب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 970
یصلح أیّ منهما لرتبة القدوة و الإرشاد. و أمّا کلّ من السّالک المجذوب أو المجذوب السّالک فتلیق بهما رتبة المشیخة و الأفضل من کان مجذوبا سالکا.
و قد قال الشیخ نظام الدین: إنّ السّالک یتّجه نحو الکمال، و یعنی بذلک من کان قائما بمرتبة السّلوک فیرجی له الکمال. ثم قال بعد ذلک: السّالک قد یقف فیسمّی واقفا، و قد یرجع فیسمّی راجعا. فالواقف هو الذی أصابه فتور فتوقّف عن التلذّذ بالطاعة، فإن تاب بسرعة و أناب فیعود سالکا. و أمّا إذا استمرّ فی وقفته (و العیاذ باللّه) فیصیر راجعا. و العثرات فی هذا الطریق سبعة أقسام: الإعراض، و الحجاب، و التفاصل و سلب المزید، و السّلب القدیم، و التسلّی، و العداوة.
فمثلا: إذا بدرت من العاشق حرکة غیر مقبولة فإنّ المعشوق یعرض عنه، فإن لم یتب و أصرّ فیقع فی حالة الحجب، فإن تراخی فی ذلک فیصبح الحجاب فاصلا له عن الحبیب.
فإن استمرّ کذلک و لم یتب سلب المزید من الطاعات و الذّوق الذی کان یجده فیها. ثمّ إذا بقی فی ذلک الحال و لم یعتذر و بقی علی بطالته فیصبح فی درجة التسلّی أی أنّ قلبه یسکن و لا یبالی بفراق الحبیب. ثم إذا استغرق فی ذلک و لم تبدر منه بادرة اعتذار فإنّه ینحطّ إلی درجة العداوة و العیاذ باللّه. کذا فی مجمع السلوک.
و فی لطائف اللغات: السّالک فی اللغة هو السّائر. و أمّا فی اصطلاح الصوفیة فهو عبارة عن السّائر إلی اللّه و هو وسط بین المرید و المنتهی. و یقول فی کشف اللّغات، السّالک ینقسم إلی نوعین: سالک هالک، و هو الذی تقیّد فی ابتداء حاله بالمجاز و ظلّ بعیدا عن فهم الحقیقة.
و سالک واصل و هو الذی فی ابتداء مسیره کان محکوما باتّباع الحقیقة، بحیث لم یبق علیه أثر للغیر، و یسیر مطلقا من القید، و هو فی التوحید المطلق یفنی و یصیر بلا اسم و لا علامة «1».
______________________________
(1) بدان که اهل تصوف سه چیز را میخواهند جذبه و سلوک و عروج. جذبه کشش را گویند جذبة من جذبات اللّه توازی عمل الثقلین و سلوک کوشش را گویند که سالک در راه خدای سیر کند تا بمقصود رسد و عروج بخشش را گویند پس اگر کسی را حق سبحانه جذبه خویش روزی کند او دل بحضرت خدای آرد و همه را به یکبارگی گذارد و به مرتبه عشق رسد پس اگر در همین مرتبه ماند او را مجذوب گویند و اگر بازآید و از خود با خبر شود و سلوک کند و راه خدای گیرد آن را مجذوب سالک گویند و اگر اوّل سلوک کند و آن را تمام کند وانگاه وی را جذبه حق رسد وی را سالک مجذوب گویند و اگر سلوک تمام کند و جذبه حق بوی نرسد وی را سالک گویند جمله چهار قسم می‌شوند مجذوب و مجذوب سالک و سالک مجذوب و سالک پس سالک مجرد و مجذوب مجرد شیخی و پیشوائی را نشاید و مجذوب سالک و سالک مجذوب شیخی را لائق‌اند اما مجذوب سالک بهتر است. و شیخ نظام الدین فرموده که سالک روی بکمال دارد یعنی آنکه در سلوک است روی امید بکمال دارد و بعد از ان فرموده که سالک است و واقف و راجع سالک آنست که راه رود و واقف آنکه او را وقفه افتد چنانکه از ذوق طاعت بماند و اگر زود در توبه و انابت درآید باز سالک توان شد و اگر عیاذا باللّه بدان بماند راجع شود. و لغزش این راه هفت قسم است اعراض و حجاب و تفاصل و سلب مزید و سلب قدیم و تسلی و عدوات مثلا اگر عاشقی حرکتی ناپسندیده کند معشوق ازو اعراض کند پس اگر توبه نکند و اصرار نماید آن حجاب شود و اگر در ان هم آهستگی کند آن حجاب تفاصل شود یعنی دوست از وی جدا شود پس اگر درین مرتبه توبه نکند سلب مزید شود یعنی مزیدی که او را بود در طاعت و ذوق آن ازو بستانند پس اگر از ان هم عذر نخواهد و بر ان بطالت بماند سلب قدیم شود یعنی طاعتی که پیش از مزید داشته بود آن را هم بستانند پس اگر ازین هم عذر نخواهد و بر ان بطالت بماند تسلی شود یعنی دل بر فرقت دوست بیارامد پس اگر درین هم عذر نخواهد عداوت شود نعوذ باللّه منها کذا فی مجمع السلوک. و در لطائف اللغات میگوید سالک در لغت راه رو و در اصطلاح صوفیه عبارت است از سائر إلی اللّه متوسط ما بین مرید و منتهی. و در کشف اللغات میگوید سالک بر دو طریق‌اند سالک هالک که در ابتدای حال مقید بمجاز شود و از حقیقت بازماند و سالک واصل که در آغاز سلوک محکوم بحقیقی شده باشد چنانچه بر وی اثر غیری نماند و از قید به اطلاق رود و فانی در توحید مطلق شود و بی‌نام و نشان گردد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 971

السّلیمانیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Sulaimaniyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Sulaimaniyya)secte(
فرقة من الزیدیة أصحاب سلیمان بن جریر، قالوا الإمامة شوری فیما بین الخلق، و إنّما ینعقد برجلین من خیار المسلمین «1»، و أبو بکر و عمر رضی اللّه عنهما، إمامان و إن أخطأت الأمة فی البیعة لهما مع وجود علی رضی اللّه عنه، لکنه خطأ لم ینته إلی درجة الفسق. فجوّزوا إمامة المفضول مع وجود الفاضل، و کفّروا عثمان رضی اللّه عنه و طلحة و الزبیر و عائشة رضی اللّه عنهم، کذا فی الجرجانی. و قد سبق.

السّماء:

[فی الانکلیزیة]Heaven،zodiac
[فی الفرنسیة]Ciel،zodiaque
هی الفلک الکلی. و سماء السموات اسم الفلک الأعظم. و سماء الرؤیة اسم فلک البروج. و یجی‌ء الکل فی لفظ الفلک.

السّماحة:

[فی الانکلیزیة]Wideness،indulgence
[فی الفرنسیة]Largesse،indulgence
هی بذل ما لا یجب تفضلا، کذا فی اصطلاحات السید الجرجانی.

السّماع:

[فی الانکلیزیة]Singing،dance،hearing
[فی الفرنسیة]Chant،danse،audition
فی اللغة بمعنی الاستماع، و جاء فی بعض الرسائل أنّ السّماع هو مجالس الأنس (و الطرب)، و بمعنی ذکر الأمور الماضیة. و فی کشف اللّغات یقول: السّماع فی العرف هو الرّقص «2».

السّماعی:

[فی الانکلیزیة]Usual،oral
[فی الفرنسیة]Usuel،oral
فی اللغة ما نسب إلی السماع. و فی الاصطلاح ما لم تذکر فیه قاعدة کلّیة مشتملة علی جزئیاتها، بل یتعلّق بالسمع من أهل اللسان و یتوقّف علیه، و یقابله القیاسی. یقال هذا مؤنث سماعی و عامل سماعی و حذف سماعی و نحو ذلک.

السّمت:

[فی الانکلیزیة]Azimuth
[فی الفرنسیة]Azimut
بالفتح و سکون المیم و بالفارسیة: بمعنی الطّریق و الأسلوب الحسن، و أن یجد الطریق المستقیم. «3» و عند أهل الهیئة قوس من الأفق محصورة بین الدائرة السّمتیة أی دائرة الارتفاع المسماة بدائرة السمت أیضا و بین دائرة أول «4» السماوات المسماة أیضا بالدائرة المشرق و المغرب و هی دائرة عظیمة تمرّ بقطبی الأفق و قطبی نصف النهار. و قطبا أول السماوات نقطتا الشمال و الجنوب، و هی تقطع نصف النهار علی نقطتی سمت الرأس و القدم علی زوایا قوائم.
و قطبا نصف النهار نقطتا المشرق و المغرب.
و قطبا الأفق نقطتا سمت الرأس و القدم. فدائرتا الأفق و نصف النهار تمرّان بقطبی أول السماوات.
و دائرة الارتفاع و هی العظیمة المارة بقطبی الأفق و بکوکب ما تقطع الأفق بنقطتین علی زوایا قوائم، و هما غیر ثابتتین بل منتقلتان علی دائرة الأفق بحسب انتقال الکوکب من موضع إلی موضع فی الارتفاع و الانحطاط، و تسمّی کلّ واحدة من نقطتی التقاطع نقطة السمت و النقطة السمتیة، و الخط الواصل بین هاتین النقطتین یسمّی خطّ السمت. و بحسب انتقال التقاطعین ینتقل أیضا قطبا الدائرة السمتیة علی الأفق.
و القوس الواقعة من دائرة الأفق بین إحدی نقطتی التقاطع أی بین إحدی نقطتی السمت
______________________________
(1) قالوا … المسلمین (- م، ع).
(2) در لغت بمعنی شنودن و در بعضی رسائل واقع شده که سماع مجلس انس را گویند و بمعنی ماجرای گذشته را یاد دهانیدن نیز آمده. و در کشف اللغات میگوید سماع در عرف رقص کردن را گویند.
(3) بمعنی راه و روش نیک و راه راست یافتن.
(4) أول (- م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 972
و بین إحدی نقطتی المشرق و المغرب تسمّی قوس السمت. فمبدأ السّمت نقطتا المشرق و المغرب و تمام السّمت هی القوس الواقعة من الأفق بین إحدی نقطتی السمت و بین إحدی نقطتی الجنوب و الشمال، فابتداء السّمت من دائرة أول السماوات و لذا سمّیت بها. فإنّ دائرة الارتفاع إذا انطبقت علیها کانت دائرة الارتفاع بحیث لیس لها قوس سمت لأنّ نقطتی التقاطع قد انطبقتا علی نقطتی المشرق و المغرب فلا تنحصر من الأفق قوس بین إحداهما و بین إحدی نقطتی المشرق و المغرب. و إذا فارقتها دائرة الارتفاع ابتدأ السمت، و تتزاید إلی أن تنطبق دائرة الارتفاع نصف النهار و حینئذ تصیر قوس السّمت ربعا من الدور، و لا یکون هناک تمام سمت هذا. و قال عبد العلی البرجندی: الظاهر أنّ نقطة السّمت هی نقطة التقاطع التی هی أقرب إلی الکوکب فتکون قوس السّمت هی الواقعة بین تلک النقطة و مشرق الاعتدال و مغربه أیهما یکون أقرب. و القوس الواقعة فی الربع المقابل بین التقاطع الآخر و مغرب الاعتدال أو مشرقه و إن کانت مساویة لقوس السمت لکن لا تسمّی قوس السمت کما لا یخفی علی من یزاول الأعمال الحسابیة انتهی. و بالنّظر إلی هذا قال عبد العلی القوشجی فی رسالة فارسیة:
دائرة الارتفاع العظیمة هی التی تمرّ من قطبی الأفق و بنقطة مفروضة فی فلک البروج. و قوس یمر من الأفق بین هذه الدائرة و دائرة أوّل السّموت من الجانب الأقرب. ذلک یقال له قوس السّمت لتلک النقطة المفروضة. و یقولون:
سمت الارتفاع لتلک النقطة أیضا إذا کانت تلک النقطة فوق الأرض، و سمت الانحطاط إذا کانت تحت الأرض. انتهی. إذن قوس السّمت هو أعمّ من سمت الارتفاع و سمت الانحطاط «1».
هذا الذی ذکر هو المشهور. و ذهبت طائفة إلی عکس هذا فقالوا قوس السمت قوس من الأفق بین نقطة السّمت و نقطة الشمال و الجنوب بشرط أن لا یکون أکثر من الربع، و تمام السّمت قوس منه بین نقطة السّمت و نقطة المشرق و المغرب بشرط أن تکون أقل من الربع. فعلی هذا مبدأ السّمت نقطتا الشمال و الجنوب و تکون دائرة نصف النهار هی دائرة اوّل السماوات و تکون اوّل السّموت مسمّاة بدائرة المشرق و المغرب، کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمنی.
و قال فی شرح التذکرة: اعلم أنّ عرض تسعین مستثنی من هذه الأحکام لعدم تعیّن نقطتی المشرق و المغرب و نقطتی الشمال و الجنوب هناک. و اعلم أیضا أنّ النقطة المطلوب ارتفاعها أو انحطاطها إن کانت فی شمال أول السّموت فالسّمت شمالی، و إن کانت فی جنوبها فالسّمت جنوبی، و إن کان الارتفاع أو الانحطاط شرقیا فالسّمت شرقی، و إن کان غریبا فهو غربی انتهی. اعلم: بأنّ الاسطرلاب الذی یرسمون علیه دوائر السّموت یعنی دوائر الارتفاع یقال له الأسطرلاب المسمّت «2».

سمت الرأس:

[فی الانکلیزیة]Zenith
[فی الفرنسیة]Zenith
عند أهل الهیئة نقطة من الفلک ینتهی إلیها الخطّ الخارج من مرکز العالم علی استقامة قامة الشّخص، و یقابله سمت القدم و سمت الرّجل بکسر الراء المهملة. اعلم أنّه إذا قام شخص
______________________________
(1) دائره ارتفاع عظیمه آن بود که بدو قطب افق و به نقطه مفروضه از فلک البروج گذرد و قوسی از افق که میان این دائره و دائره اوّل السماوات گذرد از جانب اقرب آن را قوس سمت آن نقطه مفروضه گویند و سمت ارتفاع آن نقطه نیز گویند اگر آن نقطه فوق الارض باشد و اگر تحت الارض بود سمت انحطاط آن نقطه گویند انتهی. پس قوس سمت اعم است از سمت ارتفاع و سمت انحطاط.
(2) بدان که اسطرلابی که بر ان دوائر سموت رسم کنند یعنی دوائر ارتفاع آن را اسطرلاب مسمت خوانند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 973
علی طرف قطر من أقطار الأرض و أخرج ذلک القطر علی استقامة قامته من الطرفین إلی سطح الفلک الأعلی حدثت فیه نقطتان، فالتی منهما أقرب من ذلک الشخص تسمّی سمت الرأس لأنها أقرب إلی رأسه، و الأخری سمت القدم و سمت الرّجل. و أما ما قیل إنّ سمت الرأس هو ما یحاذی رأس ذلک الشخص ففیه أنّ المقصود و إن کان ظاهرا لکن یرد علی ظاهره أنّ سمت القدم أیضا علی محاذاة رأسه کذا ذکر عبد العلی البرجندی فی شرح التذکرة.

سمت الطّالع «1»:

[فی الانکلیزیة]Ascendant
[فی الفرنسیة]Ascendant
عندهم قوس من الأفق و فلک البروج أی نقطة الطالع و بین دائرة الارتفاع. فإن الأفق و فلک البروج یتقاطعان علی نقطتین تسمّی إحداهما و هی التی فی جهة الشرق بالطالع و الأخری و هی التی فی جهة الغرب بالغارب.
و هما قد تکونان بعینهما نقطتی المشرق و المغرب کما إذا کان الاعتدالان علی الأفق، و قد تکونان غیرهما. فدائرة الارتفاع إذا قطعت الأفق علی غیر نقطتی الطالع و الغارب فهناک قوس من الأفق بین الطالع و بین نقطة تقاطع دائرة الارتفاع مع الأفق و تلک القوس بشرط کونها من الأفق الشرقی تسمّی قوس السّمت من الطالع، إذ لو کانت من الأفق الغربی فلا تسمّی سمت الطالع. فالمراد «2» بالأفق فی التعریف هو الأفق الشرقی. ثم إنّ سمت الطالع یتّحد بسمت الارتفاع المذکور سابقا إذا کان الطالع أحد الاعتدالین. و اعلم أنّ دوائر الارتفاع غیر متناهیة. و لا یعلم أنّ المراد «3» هاهنا أی دائرة منها و الأشبه أن تراد منها دائرة ارتفاع کوکب یستخرج الطالع منه، و أنّ دائرة الارتفاع إذا مرّت بالجزء الطالع لا یکون له سمت، و کذا إذا انطبقت دائرة البروج علی الأفق فی عرض یساوی تمام المیل الکلّی فإنه لا یکون [له] «4» حینئذ سمت طالع. هذا خلاصة ما ذکر عبد العلی البرجندی فی حاشیة الچغمنی.

سمت القبلة:

[فی الانکلیزیة]Zenith of the Mecca
[فی الفرنسیة]enith de la Mecque
عندهم نقطة من الأفق إذا واجهها الإنسان کان مواجها للقبلة. و أمّا قوس سمت القبلة للبلد و قد تسمّی بقوس انحراف سمت القبلة أیضا، و بانحراف سمت القبلة أیضا. و قد یطلق سمت القبلة علی هذه القوس أیضا علی ما ذکره القاضی الرومی. فقوس من دائرة الأفق فیما بین دائرة نصف النهار و الدائرة المارة بسمت رءوس أهل البلد و رءوس أهل مکة؛ فنقول: البلد بالقیاس إلی مکة شرّفها اللّه إن کان شمالیا فقط أو جنوبیا فقط، فهما تحت نصف نهار واحد، فیتوجه المصلّی علی الأول إلی نقطة الجنوب و علی الثانی إلی نقطة الشمال. فنقطتا الشمال و الجنوب هما سمت القبلة، و لیس هاهنا للبلد قوس سمت القبلة. و إن کان البلد شرقیا عنها أو غربیا فقط أو واقعا عنها بین الشرق و الشمال أو الشرق و الجنوب تفرض هناک دائرة عظیمة تمرّ بسمتی رأس أهل البلد و مکة و تقاطع أفق علی نقطتین غیر نقطتی الشمال و الجنوب، فتنحصر قوس من الأفق بین إحداهما و بین إحدی نقطتی الشمال و الجنوب فتلک القوس هی سمت القبلة للبلد لأنّ المصلی یجب أن ینحرف عن نقطة الجنوب أو الشمال بمقدار تلک القوس لیکون مواجها للقبلة، هکذا ذکر السید الشریف فی شرح الملخص. قال عبد العلی البرجندی
______________________________
(1) المطالع.
(2) المقصود (م، ع).
(3) المقصود (م، ع).
(4) له (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 974
فی حاشیة الچغمنی: هکذا وقع فی کتب الهیئة من غیر تعیین أنّ هذه القوس من أی ربع من أرباع الأفق تؤخذ. و التحقیق أنّ مکة إن کانت غربیة عن البلد و کان طولها أقل من طوله. فإن وقعت نقطة تقاطع الدائرة السمتیة فی الربع الغربی الجنوبی کانت قوس السمت من ذلک الربع مبتدأة من نقطة الجنوب. و إن وقعت فی الغربی الشمالی کانت قوس السّمت منه مبتدأة من نقطة الشمال. و إن کان طول مکة أکثر من طوله کانت نقطة تقاطع السمتیة فی الجانب الشرقی و مبدأ السّمت علی قیاس ما مرّ. و إن کان طول مکة مثل طول البلد لا یکون للبلد سمت قبلة بهذا المعنی. و قال فی شرح العشرین بابا: خط سمت القبلة هو فصل مشترک بین سطح الأفق الحسّی و الدائرة العظیمة التی هی بسمت رأس مکّة، و المارّ برأس بلد مفترض.
و سمت القبلة هو نقطة التقاطع لهذه الدائرة مع أفق ذلک البلد الذی هو فی جهة مکة. و انحراف سمت القبلة هو قوس من دائرة أفق واقفة ما بین خط سمت القبلة و خط نصف النهار، و ذلک بشرط ألّا یزید علی الربع. و أمّا خطّ نصف النهار فهو فصل مشترک ما بین سطح الأفق الحسّی و دائرة نصف النهار «1».

السّمع:

[فی الانکلیزیة]Hearing
[فی الفرنسیة]Audition
بالفتح و سکون المیم فی اللّغة الإذن.
و حسّ الأذن و هو قوة مودعة فی العصب المفروش فی مقعّر الصماخ الذی فیه هو محتقن کالطبل، فإذا وصل الهواء الحامل للصوت إلی ذلک العصب و قرعه أدرکته القوة السامعة المودعة فی ذلک العصب، فإذا انخرق ذلک العصب أو بطل حسّها بطل السمع. اعلم أنّ المسلمین اتفقوا علی أنّه تعالی سمیع بصیر لکنهم اختلفوا فی معناه. فقالت الفلاسفة و الکعبی و أبو الحسین البصری: ذلک عبارة عن علمه تعالی بالمسموعات و المبصرات. و قال الجمهور منا أی من الأشاعرة و من المعتزلة و الکرّامیة إنّهما صفتان زائدتان علی العلم. و قال ناقد المحصل: أراد فلاسفة الإسلام، فإنّ وصفه تعالی بالسمع و البصر مستفاد من النقل، و إنّما لم یوصف بالشّمّ و الذّوق و اللّمس لعدم ورود النقل بها. و إذا نظر فی ذلک من حیث العقل لم یوجد لها وجه سوی ما ذکره هؤلاء فإنّ إثبات صفتین شبیهتین بسمع الحیوانات و بصرها مما لا یمکن بالعقل، و الأولی أن یقال لما ورد النقل بهما آمنّا بذلک و عرفنا أنهما لا یکونان بالآلتین المعروفتین، و اعترفنا بعدم الوقوف علی حقیقتهما کذا فی شرح المواقف.
قال الصوفیة: السمع عبارة عن تجلّی علم الحق بطریق إفادته من المعلوم لأنّه سبحانه یعلم کلّ ما یسمعه من قبل أن یسمعه و من بعد ذلک، فما ثمّ إلّا تجلّی علمه بطریق حصوله من المعلوم سواء کان المعلوم نفسه أو مخلوقه فافهم، و هو للّه وصف نفسی اقتضاه لکماله «2» فی نفسه فهو سبحانه یسمع کلام نفسه و شأنه کما یسمع مخلوقاته من حیث منطقها و من حیث أحوالها. فسماعه لنفسه من حیث کلامه مفهوم سماعه لنفسه من حیث شئونه و هو ما اقتضته أسماؤه و صفاته من اعتباراتها و طلبها لمؤثراتها فإجابته لنفسه و هو إبراز تلک المقتضیات، فظهور تلک الآثار للأسماء و الصفات. و من هذا
______________________________
(1) و قال فی شرح بیست باب خط سمت قبله فصل مشترک است میان سطح افق حسی و دائرة عظیمة که بسمت راس مکه و راس بلد مفروض گذرد و سمت قبله نقطه تقاطع این دائره است با افق بلد آن تقاطع که در جهت مکه بود و انحراف سمت قبله قوسی است از دائره افق ما بین خط سمت قبله و خط نصف النهار به شرطی که از ربع زیاده نبود. و خطّ نصف النهار فصل مشترک است میان سطح افق حسی و دائره نصف النهار.
(2) کماله (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 975
الأسماع الثانی تعلیم الرحمن القرآن لعباده المخصوصین بذاته الذین نبّه علیهم النبی صلّی اللّه علیه و سلم بقوله: «أهل القرآن أهل اللّه و خاصته» «1» فیسمع العبد الذاتی مخاطبة الأوصاف و الأسماء للذات فیجیبها إجابة الموصوف للصّفات، و هذا السّماع الثانی أعزّ من السّماع الکلامی، فإنّ الحقّ إذا أعار عبده الصفة السمعیة یسمع ذلک العبد کلام اللّه بسمع اللّه، و لا یعلم ما هی علیه الأوصاف و الأسماء مع الذّات فی الذّات، و لا تعدّد بخلاف السمع الثانی الذی یعلم الرحمن عباده القرآن، فإنّ الصفة السمعیة تکون هنا للعبد حقیقة ذاتیة غیر مستعارة و لا مستفادة. فإذا صحّ للعبد هذا التجلّی السمعی نصب له عرش الرحمانیة فیتجلّی ربّه مستویا علی عرشه. و لو لا سماعه أولا بالشأن لما اقتضته الأسماء و الأوصاف من ذات الدیان لما أمکنه أن یتأدّب بآداب القرآن فی حضرة الرحمن، و لا یعلم ذلک الأدباء و هم الأفراد المحققون. فسماعهم هذا الشأن لیس له انتهاء لأنّه لا نهایة لکلمات اللّه تعالی، و لیست هذه الأسماء و الصفات مخصوصة بما نعرفه منها بل للّه أسماء و أوصاف مستأثرات فی علمه لمن هو عنده، و هی الشئون التی یکون الحقّ بها مع عبده و هی الأحوال التی یکون بها العبد مع ربّه. فالأحوال بنسبتها إلی العبد مخلوقة و الشئون بنسبتها إلی اللّه تعالی قدیمة، و ما تعطیه تلک الشئون من الأسماء و الأوصاف هی المستأثرات فی غیب اللّه تعالی.
و إلی قراءة هذا الکلام الثانی الإشارة فی قوله:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَ رَبُّکَ الْأَکْرَمُ، الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ «2»، فإنّ هذه القراءة قراءة أهل الخصوص و هم أهل القرآن، أعنی الذاتیین المحمدیین. أما قراءة الکلام الإلهی و سماعه من ذات اللّه بسمع اللّه تعالی فإنّها قراءة الفرقان و هو قراءة أهل الاصطفاء و هم النفسیون الموسویون. قال اللّه لموسی علیه السلام:
وَ اصْطَنَعْتُکَ لِنَفْسِی «3». فأهل القرآن ذاتیون و أهل الفرقان نفسیون، و بینهما من الفرق ما بین مقام الحبیب و مقام الکلیم. کذا فی الإنسان الکامل.

السّمعة:

[فی الانکلیزیة]Sermon،good words
[فی الفرنسیة]Sermon،bonnes paroles
ما یذکر من القول الجمیل و الوعظ و ما یقرأ من القرآن و غیره لإراءة الناس و إسماعهم.
و الفرق بین الرّیاء و السّمعة أنّ الرّیاء یستعمل کثیرا فی الأعمال و السّمعة فی الأقوال؛ کما یقال الرّیاء عمل الخیر لإراءة الغیر. و قد یستعمل الریاء فی الأعمال و الأقوال أیضا کذا فی حواشی الأشباه.

السّمک:

[فی الانکلیزیة]Thickness
[فی الفرنسیة]Epaisseur
بفتح السین و سکون المیم هو الثخن الصاعد أی المقیّد باعتبار صعوده. و بهذا الاعتبار یقال سمک المنارة و قد سبق فی لفظ الثخن.

السّمن:

[فی الانکلیزیة]Obesity
[فی الفرنسیة]Obesite
بکسر السین و فتح المیم و بالفارسیة: فربه شدن، و السمین نعت منه. قالت الحکماء هو من أنواع الحرکة الکمیة، و فسّر بازدیاد الأجزاء الزائدة للجسم بما ینضمّ إلیها، سواء کأن یداخلها فی جمیع الأقطار من الطول و العرض و العمق أو لا، بل فی بعض الأقطار کالعرض و العمق. و سواء کانت الزیادة علی نسبة طبیعیة
______________________________
(1) مسند أحمد، 3/ 128.
(2) العلق/ 1- 5.
(3) طه/ 41.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 976
تقتضیها طبیعة محلّها أو لم تکن علی ما هو التحقیق. فبقید الازدیاد خرج الذبول و الهزال و التکاثف الحقیقی و رفع الورم و الانتقاص الصناعی لأنها انتقاص. و بقید الزائدة خرج النمو. و بقید ما ینضمّ إلیها خرج التخلخل و الازدیاد الصناعی إذ هو ازدیاد للجسم بسبب انضمام جزء آخر بسطحه الخارج من غیر المداخلة، نصّ علیه السیّد السّند فی حواشی شرح حکمة العین. ثم الورم إن قلنا بأنّه ازدیاد بدون انضمام الغیر. فقد خرج بالقید الأخیر، و إلّا فنقول إنّه لا یکون إلّا علی نسبة غیر طبیعیة. و لذلک یؤلم بخلاف السّمن فإنّه قد یکون علی نسبة غیر طبیعیة أیضا. هکذا یستفاد مما ذکره العلمی فی حاشیة شرح هدایة الحکمة فی بحث الحرکة و قد سبق ما یتعلق بهذا فی لفظ التخلخل و یجی‌ء أیضا فی لفظ النمو.

السّمنیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Sumaniyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Sumaniyya)secte(
بضم السین و فتح المیم المنسوب إلی سومنات، «1» و هم قوم من عبدة الأوثان قائلون بالتناسخ و بأنّه لا طریق للعلم سوی الحسّ و یجی‌ء فی لفظ النظر.

السّنّ:

[فی الانکلیزیة]Age
[فی الفرنسیة]Age
بالکسر و تشدید النون دندان واحد الأسنان و جمعه أسنان و جاء بمعنی العمر أیضا کالسّنة کذا فی بحر الجواهر. و فی المنتخب واحد الأسنان، و السنة، و مقدار العمر، و سیجی‌ء فی لفظ تحقیق السنة. «2» و لبعض السنین عند الأطباء اسم علی حدة. فمنه سنّ النمو و یسمّی سنّ الحداثة، و سنّ الصبی و سنّ الفتیان أیضا، و هو عبارة عن الزمان الذی تکون الرطوبة الغریزیّة فیه وافیة لحفظ الحرارة الغریزیّة، و بالزیادة فی النمو و هو من أوّل العمر إلی قریب من ثلاثین سنة سمّی به لکون البدن فی هذا الزمان نامیا و تغلب الحرارة و الرطوبة فی هذا السنّ. و منه سنّ الوقوف، و یقال له سنّ الشباب أیضا و هو الزمان الذی تکون الرطوبة الغریزیّة فیه وافیة لحفظ الحرارة الغریزیّة فقط، سمّی به لکونه مستکملا للنمو من غیر ظهور نقص و لا زیادة، فیقف البدن فیه عن حرکة الازدیاد و الانتقاص.
و إنّما سمّی بسنّ الشباب لکون الحرارة فیه مشتعلة شابّة أی قویّة، و منتهاه قریب من خمس و ثلاثین سنة، و قد یبلغ إلی أربعین. و یختلف ذلک بحسب الأمزجة و الأقالیم، و تغلب الحرارة و الیبوسة فی هذا السنّ. و منه سنّ الکهولة و یقال له سنّ الکهول و سنّ الانحطاط مع بقاء القوة أیضا، و هو الزمان الذی تکون فیه الرطوبة الغریزیّة ناقصة عن حفظ الحرارة الغریزیّة نقصانا غیر محسوس و منتهاه قریب من ستین سنة، و تغلب البرودة و الیبوسة فی هذا السن. و منه سنّ الشیخوخة و یقال له سنّ الذبول و سنّ الانحطاط مع ظهور ضعف القوة و هو الزمان الذی تکون فیه الرطوبة الغریزیّة ناقصة عن حفظ الحرارة الغریزیّة نقصانا محسوسا، و تغلب فی هذا السنّ البرودة و الرطوبة الغریزیّة، و منتهاه آخر العمر هکذا فی بحر الجواهر و شرح القانونچه.

السّناد:

[فی الانکلیزیة]Rhyme anomaly
[فی الفرنسیة]Anomalie de la rime
بالکسر عند أهل القوافی العربیّة عبارة عن کل عیب یحدث قبل حرف الروی، و ذلک إمّا باجتماع قافیة مردفة مع قافیة غیر مردفة کأن
______________________________
(1) سومنات اسم لصنم عظیم من أصنام الهنود و معناه: صاحب القمر و قد هدمه مرة السلطان محمود الغزنوی عام 416 هجریة و للشاعر فرّخی سیستانی قصیدة مشهورة فی ذلک.
(2) و فی المنتخب سن بالکسر دندان و سال و مقدار عمر و تحقیق سال در لفظ سنه خواهد آمد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 977
تکون إحدی القافیتین قوسی و الأخری خمسی، أو باجتماع قافیة مؤسّسة مع غیرها کقافیة أسلمی مع عالم، أو باختلاف الحذو إمّا بالضم و الکسر أو بالضم و الفتح، أو بالفتح و الکسر، أو باختلاف الإشباع، أو باختلاف التوجیه، کذا فی بعض رسائل القوافی العربیة. و أمّا الشعراء العجم فیطلقون السّناد بمعنی أخصّ. و یقول فی رسالة منتخب تکمیل الصناعة: السّناد هو اختلاف الرّدف مثل الکلمات «داد» و معناها عدل، و «دود» و معناها دخان، و «دوید» و معناها:
رکض. (و الأصح: «دید» بمعنی رأی). و السّناد لغة: هو التعاون أو الصداقة مع شخص آخر.
و إذا کانت القافیتان فی بیت من الشعر مختلفة بحسب الردف، فإنّ ذلک البیت لا یکون فیه اتّحاد فی القافیة، و ذلک مثل رجلین أحدهما معین للآخر. و قیل أیضا: إنّ السّناد یعنی الاختلاف، و وجه التسمیة علی هذا التقدیر واضح. «1»

السّنة:

[فی الانکلیزیة]Year
[فی الفرنسیة]Anannee
بالفتح و النون المخففة بمعنی سال، و هو فی الأصل سنوة و السنّ بالکسر و تشدید النون کذلک، و هی فی عرف العرب ثلاثمائة و ستون یوما کما فی شرح خلاصة الحساب. و تسمّی بالسنّة العددیة أیضا کما فی جامع الرموز فی بیان أحکام العنّین. و عند المنجمین و أهل الهیئة و غیرهم یطلق بالاشتراک علی سنة شمسیّة و سنة قمریة. فالسنة الشمسیة عبارة عن اثنی عشر شهرا شمسیّا، و القمریّة عبارة عن اثنی عشر شهرا قمریّا، و الشهر الشمسی و القمری کلّ منهما یطلق علی حقیقی و وسطی و اصطلاحی، و بالقیاس إلیها یصیر کلّ من السنة الشمسیّة و القمریّة أیضا مطلقا علی ثلاثة أشیاء. فالشهر الشمسی الحقیقی عبارة عن مدة قطع الشمس بحرکتها الخاصة التقویمیّة برجا واحدا و مبدؤه وقت حلولها أول ذلک البرج، فالمنجّمون یشترطون أن تکون الشمس فی نصف نهار أوّل یوم من الشهر. فی الدرجة الأولی من ذلک البرج، سواء انتقلت إلیه عند انتصاف النهار أو قبله فی اللیلة المتقدمة علیه أو فی أمسه بعد نصف نهار الأمس و لو بدقیقة. و أمّا العامة فلا یشترطون ذلک و یأخذون مبادئ الشهور الأیّام التی تکون الشمس فیها فی أوائل البروج، سواء انتقلت إلیها عند انتصاف النهار أو قبله أو بعده أو فی اللیلة المتقدّمة علیه. فالسنّة الشمسیّة الحقیقیّة عبارة عن زمان مفارقة الشمس جزءا من أجزاء فلک البروج إلی أن تعود إلی ذلک الجزء، فإن کان ذلک الجزء الأول الحمل سمّیت بسنة العالم و إن کان جزء تکون الشمس فیه فی وقت ولادة الشخص تسمّی بسنة المولود، و یؤخذ ابتداء کلّ شهر من سنة المولود من حلول الشمس جزءا من کل برج یکون بعده من أول ذلک البروج کبعد جزء من البرج الذی کانت الشمس فیه عند الولادة من أوّل ذلک البرج. ثم إنّ مدة الشمسی الحقیقی ثلاثمائة و خمسة و ستون یوما و خمس ساعات و کسر، و هذا الکسر علی مقتضی الرصد الإیلخانی تسع و أربعون دقیقة. و عند بطلمیوس خمس و خمسون دقیقة و اثنتا عشرة ثانیة. و عند البنّانی «2» ست و أربعون دقیقة و أربع و عشرون ثانیة و عند البعض
______________________________
(1) و اما شعرای عجم سناد بمعنی اخص اطلاق کنند. و در رساله منتخب تکمیل الصناعه گوید سناد اختلاف ردف است مانند داد و دود و دوید و سناد در لغت بمعنی با کسی یار بودنست و چون دو قافیه در شعری بحسب ردف مختلف باشند در ان شعر اتحاد قافیه نباشد بلکه این دو قافیه مانند دو کس باشند که یار یکدیگراند و گفته‌اند که سناد بمعنی اختلاف آمده و وجه تسمیه برین تقدیر ظاهر است.
(2) هو محمد بن جابر بن سنان الحرانی الصابئ، ابو عبد اللّه المعروف بالبنانی. توفی عام 317 ه/ 929 م. فلکی مهندس. له العدید من الکتب. الاعلام 6/ 68، القفطی 84، الوافی بالوفیات 2/ 80، ابن الوردی 1/ 261.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 978
خمسون دقیقة و أربع و عشرون ثانیة. و عند الحکیم محی الدین المغربی «1» أربعون دقیقة.
و تلک الساعات الزائدة تسمّی ساعات فضل الدور. و تقدیر فضل الدور بما مرّ إنّما هو علی تقدیر قرب أوج الشمس من نقطة الانقلاب الصیفی و کون مبدأ السنة مأخوذا من زمان حلول الشمس الاعتدال الربیعیّ. و أمّا إذا أخذ مبدأها زمان حلولها نقطة أخری فقد یراد فضل الدور علی هذه الأقدار المذکورة، و قد ینقص منها، کذا یتفاوت بسبب انتقال الأوج. و الشهر الشمسی عبارة عن مدّة حرکة الشمس فی ثلاثین یوما و عشر ساعات و تسع و عشرین دقیقة و نصف سدس دقیقة و هی نصف سدس مدة السنة الشمسیة الوسطیة. ثم السنة الوسطیة و الحقیقیة الشمسیتان واحدة إذ دور الوسط و دور التقویم یتمّان فی زمان واحد. و إنّما التفاوت بین الشهور الشمسیة الحقیقیة و الوسطیة، فإنّ الشهر الحقیقی قد یزید علیه و قد ینقص عنه و قد یساویه، و الشهر الشمسی الاصطلاحی ما لا یکون حقیقیّا و لا وسطیّا بل شیئا آخر وقع علیه الاصطلاح فمبناه علی محض الاصطلاح، و لا تعتبر فیه حرکة الشمس بل مجرّد عدد الأیام.
فأهل الروم اصطلحوا علی أنّها ثلاثمائة و خمسة و ستون یوما و ربع یوم، فیأخذون الکسر ربعا تامّا و یعتبرون هذا الربع یوما فی أربع سنین و یسمّون ذلک الیوم بیوم الکبیسة. و أهل الفرس فی هذا الزمان یترکون الکسر فهی عندهم ثلاثمائة و خمسة و ستون یوما بلا کسر و قد سبق تفصیله فی لفظ التاریخ.
و الشهر القمری الحقیقی عبارة عن زمان مفارقة القمر الشمس من وضع مخصوص بالنسبة إلیها کالاجتماع و الهلال إلی أن یعود إلی ذلک الوضع، و ذلک الوضع عند أهل الشرع و أهل البادیة من الأعراب هو الهلال. و لذلک یسمّی بالشهر الهلالی، و السّنة الحاصلة من اجتماعها تسمّی سنة هلالیة. و عند حکماء التّرک هو الاجتماع الحقیقی الذی مداره علی الحرکة التقویمیة للقمر. و لا یخفی أنّ أقرب أوضاع القمر من الشمس بالإدراک هو الهلال فإنّ الأوضاع الأخر من المقابلة و التربیع و غیر ذلک لا تدرک إلّا بحسب التخمین. فإنّ القمر یبقی علی النور التام قبل المقابلة و بعدها زمانا کثیرا و کذلک غیره من الأوضاع. أمّا وضعه عند دخوله تحت الشعاع و إن کان یشبه الوضع الهلالی فی ذلک لکنه فی الوضع الهلالی یشبه الموجود بعد العدم، و المولود الخارج من الظلمة فجعله مبدأ أولی. و الشهر القمری الوسطی و یسمّی بالحسابی أیضا عبارة عن زمان ما بین الاجتماعین الوسطیین و هو مدة سیر القمر بحرکته الوسطیة و هی تسعة و عشرون یوما و اثنتا عشرة ساعة و أربع و أربعون دقیقة. و إذا ضربناها فی اثنی عشر حصل ثلاثمائة و أربعة و خمسون یوما و ثمان ساعات و ثمان و أربعون دقیقة. و هذا الحاصل هو السنة القمریة الوسطیة و تسمّی بالحسابیة أیضا و هذه ناقصة عن السنة الشمسیة الحقیقیة. و الشهر القمری الاصطلاحی هو الذی اعتبر فیه مجرّد عدد الأیام من غیر اعتبار حرکة القمر.
فالمنجّمون یأخذون مبدأ السنة القمریة الاصطلاحیة أول المحرم و یعتبرون المحرّم ثلاثین یوما، و الصفر تسعة و عشرون یوما، و هکذا إلی الآخر. و یزیدون فی کل ثلاثین سنة علی ذی الحجة یوما أحد عشر مرات فیصیر ذو الحجة ثلاثین یوما أحد عشر مرات و یسمّون السنة التی زید فیها علی ذی الحجة یوما سنة الکبیسة.
______________________________
(1) هو عبید اللّه بن المظفر بن عبد اللّه الباهلی، أبو الحکم. ولد بالیمن عام 486 ه/ 1093 م. و توفی بدمشق عام 549 ه/ 1155 م. أدیب، عالم بالطب و الحکمة و الهندسة. له دیوان شعر و بعض الرسائل. الاعلام 4/ 198، وفیات الاعیان 1/ 274، طبقات الاطباء 2/ 145، نفح الطیب 1/ 391.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 979
قیل الشهر الاصطلاحی هو الشهر الوسطی بعینه إلّا أنّه إذا أرید التعبیر عن الشهر بالأیام اضطروا إلی أخذ الشهور کذلک. بیان ذلک أنّ الکسر إذا جاوز النصف یأخذونه واحدا، و کان الکسر الزائد علی الأیام فی الشهر الواحد إحدی و ثلاثین دقیقة و خمسین ثانیة. و إذا ضرب ذلک فی أربعة و عشرین منحطا حصلت اثنتا عشرة ساعة و أربع و أربعون دقیقة. فلمّا کان الکسر زائدا علی نصف یوم أخذوه یوما واحدا و أخذوا الشهر الأول أی المحرم ثلاثین یوما و صار الشهر الثانی تسعة و عشرین یوما لذهاب الکسر الزائد بما احتسب فی نقصان المحرّم، و یبقی ضعف فضل الکسر علی النصف، و هکذا إلی الآخر. فلو کان الکسر الزائد نصفا فقط و أخذ شهر ثلاثین و شهر تسعة و عشرین لم یبق فی آخر السنة کسر، لکنه زائد علی النصف بأربع و أربعین دقیقة. فإذا ضربت هذه الدقائق فی اثنی عشر عدد الشهور و ترفع من الحاصل بکلّ ستین دقیقة ساعة یحصل ثمان ساعات و ثمان و أربعون دقیقة، و هی خمس و سدس من أربعة و عشرین عدد ساعات الیوم بلیلته، و أقل عدد یخرج منه السدس و الخمس و هو ثلاثون فخمسه ستة و سدسه خمسة، و مجموعها أحد عشر. ففی کل سنة یحصل من الساعات الزائدة علی الشهور الاثنی عشر أحد عشر یوما تامّا فإذا صارت الساعات الزائدة أکثر من نصف یوم فی سنة یجعل فی تلک السنة یوما زائدا. ففی السنة الأولی لا یزاد شی‌ء إذ الکسر أقل من النصف. و فی الثانیة یزاد یوم لأنّه أکثر من النصف. و علی هذا «1»، و قد بیّنوا ترتیب سنی الکبائس برقوم الجمل و قالوا بهزیجوح ا د و ط کبائس العرب، فظهر أنّ مآل الاصطلاحین واحد، فتأمّل. هذا کله هو المستفاد «2» من تصانیف الفاضل عبد العلی البرجندی.

السّنة:

[فی الانکلیزیة]Road،religion،divine،law،
AL- Sunna) the tradition of the prophet Mohammed (
[فی الفرنسیة]Chemin،religion،loi religieuse،Al -Sunna)la tradition du prophete Mahomet(
بالضم و فتح النون المشددة فی اللغة الطریقة حسنة کانت أو سیئة. قال علیه السلام (من سنّ سنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلی یوم القیمة. و من سنّ سنّة سیئة فله وزرها و وزر من عمل بها إلی یوم القیامة) «3».
و فی الشریعة تطلق علی معان. منها الشریعة و بهذا المعنی وقع فی قولهم الأولی بالإمامة الأعلم بالسّنة، کما فی جامع الرموز فی بیان مسائل الجماعة. و منها ما هو أحد الأدلة الأربعة الشرعیة، و هو ما صدر عن النبی صلّی اللّه علیه و سلم غیر القرآن من قول و یسمّی الحدیث أو فعل أو تقریر کما وقع فی التلویح و العضدی. و منها ما ثبت بالسّنة و بهذا المعنی وقع فیما روی عن أبی حنیفة أنّ الوتر سنّة، و علیه یحمل قولهم: عیدان اجتمعا، أحدهما فرض و الآخر سنة، أی واجب بالسّنّة کما فی التلویح. و المراد «4» بالسّنّة هاهنا ما هو أحد الأدلة الأربعة. و منها ما یعمّ النفل و هو ما فعله خیر من ترکه من غیر افتراض و لا وجوب، هکذا فی جامع الرموز فی فصل الوتر حیث قال: و عن أبی حنیفة أنّ الوتر سنة أی ثابت وجوبها بالسّنة. و منها النفل و هو ما یثاب
______________________________
(1) و هکذا (م).
(2) هو المستفاد (- م، ع).
(3) صحیح مسلم، کتاب العلم، باب من سنّ سنة حسنة، ح (15)، 4/ 2059.
دون لفظ: «یوم القیامة».
(4) و المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 980
المرء علی فعله و لا یعاقب علی ترکه کذا فی البرجندی فی بیان سنن الوضوء. و أمّا ما وقع فی التلویح من أن السّنة فی الاصطلاح فی العبادات النافلة و فی الأدلة فیما صدر عن النبی صلّی اللّه علیه و سلم غیر القرآن الخ فراجع إلی هذا، فإنّ الچلپی ذکر فی حاشیته أنّه اعترض علیه أنّ السّنة تباین النفل. و أجیب بأنّ النافلة قد تطلق علی مقابلة الواجب، و هو المراد «1» هاهنا انتهی. فقد ظهر من هذا أنّ السّنّة هاهنا بمعنی العبادة الغیر الواجبة. و منها الطریقة المسلوکة فی الدین و قد کتب الشیخ عبد الحق فی ترجمة المشکاة فی باب السواک: إعفاء اللحیة بمقدار القبضة واجب، و ما یقولون له: هو سنّة فالمراد هو الطریقة المتّبعة فی الدین، أو أنّ ثبوت ذلک الأمر کان عن طریق السّنّة النبویة «2». و منها الطریقة المسلوکة فی الدین من غیر وجوب و لا افتراض. و نعنی بالطریقة المسلوکة ما واظب علیه النبی صلّی اللّه علیه و سلم و لم یترک إلّا نادرا، أو واظب علیه الصحابة کذلک کصلاة التراویح، فإن تعلقت بترکها کراهة و إساءة فهی سنة الهدی و تسمّی سنّة مؤکّدة أیضا کالأذان و الجماعة، و السّنن الرواتب کسنة الفجر و الظهر و المغرب و الرکعتین اللتین بعد صلاة العشاء، و إلّا أی و إن لم تتعلّق بترکها کراهة و إساءة تسمّی سنن الزوائد و الغیر «3» المؤکّدة، فتارک المؤکّدة یعاتب «4» و تارک الزوائد لا یعاتب «5». فبالتقیید بالمسلوکة فی الدین خرج النفل و هو ما فعله النبی صلّی اللّه علیه و سلم مرة و ترکه أخری، فهو دون السّنن الزوائد لاشتراط المواظبة فیها. هکذا یستفاد من البرجندی و جامع الرموز فی مسائل الوضوء.
و قال محمّد فی بعض السّنن المؤکّدة إنّه یصیر تارکها مسیئا و فی بعضها إنّه یأثم و فی بعضها یجب القضاء و هی سنة الفجر، و لکن لا یعاقب بترکها لأنّها لیست بفریضة و لا واجبة، کذا فی کشف البزدوی. و السنن المطلقة هی السّنن الرواتب المشروعة قبل الفرائض و بعدها، و صلاة العیدین علی إحدی الروایتین، و الوتر عندهما، و صلاة الکسوف و الخسوف و الاستسقاء عندهما، کذا فی الظهیریة. هکذا ذکر مولانا عبد اللّه فی حاشیة الهدایة فی باب الإمامة فی بیان مسئلة إمامة الصبی. و فی کشف البزدوی لا خلاف فی أنّ السّنّة هی الطریقة المسلوکة فی الدین و إنّما الخلاف فی أنّ لفظ السّنّة عند الإطلاق یقع علی سنة الرسول أو یحتمل سنته و سنة غیره. و الحاصل أنّ الراوی إذا قال من السّنّة کذا فعند عامة المتقدّمین من أصحاب أبی حنیفة و الشافعی و جمهور المحدّثین یحمل علی سنّة الرسول علیه السلام، و إلیه ذهب صاحب المیزان من المتأخرین. و عند أبی الحسن الکرخی من الحنفیة و أبی بکر الصیرفی من أصحاب الشافعی لا یجب حمله علی سنة الرسول إلّا بدلیل. [و إلیه] «6» ذهب القاضی الإمام أبو زید و فخر الإسلام أی المصنف و شمس الأئمة و من تابعهم من المتأخّرین و کذا الخلاف فی قول الصحابة أمرنا و نهینا عن کذا، ثم ذکر حجج الفریقین، لا نطوّل الکتاب بذکرها.
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) حضرت شیخ عبد الحق در ترجمه مشکاة در باب سواک نوشته‌اند: گذاشتن لحیه بقدر قبضه واجب است و آنکه آن را سنت گویند بمعنی طریقه مسلوکه در دین است یا بجهت آنکه ثبوت آن بسنت است.
(3) و الغیر (- م).
(4) یعاقب (م).
(5) یعاقب (م).
(6) و إلیه (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 981
قال حکم السّنّة هو الإتباع فقد ثبت بالدلیل أنّ رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم متّبع فیما سلک من طریق الیدین، و کذا الصحابة بعده. و هذا الاتباع الثابت لمطلق السنة خال عن صفة الفرضیة و الوجوب إلّا أن یکون من أعلام الدین، نحو صلاة العید و الآذان و الإقامة و الصلاة بالجماعة فإنّ ذلک بمنزلة الواجب. و ذکر أبو الیسر «1».
و أما السّنّة فکلّ نفل واظب علیه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم مثل التشهد فی الصلاة و السنن الرواتب و حکمها أنّه یندب إلی تحصیلها و یلام علی ترکها مع لحوق اثم یسیر. و کلّ نفل لم یواظب علیه بل ترکه فی حالة کالطهارة لکل صلاة و تکرار الغسل فی أعضاء الوضوء و الترتیب فی الوضوء فإنه یندب إلی تحصیله و لکن لا یلام علی ترکه و لا یلحق بترکه وزر. و أمّا التراویح فسنّة الصحابة فإنّهم واظبوا علیها، و هذا مما یندب إلی تحصیله و یلام علی ترکه و لکنه دون ما واظب علیه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم، فإنّ سنة النبی أقوی من سنة الصحابة. و هذا عندنا معاشر الحنفیة و أصحاب الشافعی یقولون السّنّة نفل واظب علیه النبی صلّی اللّه علیه و سلم. و أمّا الفعل الذی واظب علیه الصحابة فلیس بسنّة، و هو علی أصلهم مستقیم لأنّهم لا یرون أقوال الصحابة حجّة فلا یجعلون أفعالهم سنة أیضا. و عندنا أقوالهم حجة فیکون أفعالهم سنة، انتهی ما ذکر صاحب الکشف.
فالتراویح عند أصحاب الشافعی نفل لا سنة کما صرّح به فی معدن الغرائب، و هذا الکلام مبنی علی أن یراد بالنفل ما یقابل الواجب، و لا محذور فیه کما عرفت سابقا، لکنه یخالف ما سبق من اشتراط المواظبة فی السّنن الزوائد بدلیل قوله و حکمها أنّه یندب إلی تحصیلها و یلام علی ترکها الخ. و قد صرّح باشتراط عدم المواظبة فی السّنن الزوائد فی معدن الغرائب حیث قال: إنّ سنة الهدی هی الطریقة المسلوکة فی الدین لا علی وجه الفرض و الوجوب.
فخرج الواجب و الفرض. و أما السنن الزوائد و النوافل فخرجت بقولنا الطریقة المسلوکة لأنّ المسلوکة منبئة عن المواظبة. یقال طریق مسلوک أی واظب علیه الناس انتهی. و قال صدر الشریعة فی شرح الوقایة، السنة ما واظب علیه النبی صلّی اللّه علیه و سلم مع الترک أحیانا. فإن کانت المواظبة المذکورة علی سبیل العبادة فسنن الهدی، و إن کانت علی سبیل العادة فسنن الزوائد کلبس الثیاب بالیمین و الأکل بالیمین و تقدیم الرجل الیمنی فی الدخول و نحو ذلک انتهی. و قال صاحب جامع الرموز تقسیم صدر الشریعة السنة إلی العبادة و العادة لم یشتهر فی کتب «2» الفروع و الأصول، و صرح فی التوضیح بخلافه. و فی بعض الحواشی المتعلقة علی شرح الوقایة مواظبة النبی علیه السلام علی ثلاثة أنواع. واجب و هو الذی یکون علی سبیل العبادة، و لا یترک أحیانا. و سنة و هو الذی یکون علی سبیل العبادة مع الترک أحیانا. و مستحب و هو الذی یکون علی سبیل العادة سواء ترک أحیانا أو لا انتهی. و یؤیده ما فی شرح أبی المکارم لمختصر الوقایة من أنّ المواظبة إن کانت بطریق العادة فی العبادة فلا تقتضی الوجوب کالتیامن فی الوضوء فإنّه مستحبّ مع مواظبة النبی علیه السلام علیه و عدم ترکه أحیانا انتهی. فعلم من هذا أنّ سنن الزوائد و المستحبّات واحدة. و فی نور الأنوار شرح المنار السّنن الزوائد فی معنی المستحب، إلّا أنّ المستحب ما أحبه العلماء، و هذه ما اعتاد به النبی علیه السلام.
و فی کلیات ابی البقاء السّنّة بالضم
______________________________
(1) هو محمد بن عبد اللّه بن علاثة الکلابی. و یکنّی أبا الیسر. کان ثقة. و کان علی قضاء المهدی.
طبقات ابن سعد 7/ 483.
(2) کتب (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 982
و التشدید لغة الطریقة مطلقة و لو غیر مرضیة.
و شرعا اسم للطریقة المرضیة المسلوکة فی الدین من غیر افتراض و لا وجوب. و المراد بالمسلوکة فی الدین ما سلکها رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم أو غیره ممّن هو علم فی الدین کالصحابة رضی اللّه عنهم لقوله علیه الصلاة و السلام: «علیکم بسنتی و سنة الخلفاء الراشدین من بعدی» «1»، أو ما أجمع علیه جمهور الأمة لقوله علیه الصلاة و السلام «اتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذّ شذّ فی النار» «2». و عرفا بلا خلاف هی ما واظب علیه مقتدی نبیّا کان أو ولیّا و هی أعمّ من الحدیث لتناولها للفعل و القول و التقریر، و الحدیث لا یتناول إلّا القول، و القول أقوی فی الدلالة علی التشریع من الفعل لاحتمال الفعل اختصاصه به علیه السلام، و الفعل أقوی من التقریر لأنّ التقریر یطرقه من الاحتمال ما لا یطرق الفعل.
و لذلک کان فی دلالة التقریر علی التشریع خلاف العلماء الذین لا یخالفون فی تشریع الفعل. و مطلق السنة قال بعضهم تصرف إلی سنة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم. و قال الأکثرون إنّها لا تقتضی الاختصاص بسنة النبی علیه الصلاة و السلام لأنّ المراد «3» فی عرف الشرعیة طریقة الدین إمّا للرسول بقوله أو فعله أو للصحابة.
و عند الشافعی مختصّة بسنة رسول اللّه علیه الصلاة و السلام، و هذا بناء علی أنّه لا یری تقلید الصحابة رضی اللّه عنهم لما روی عن الشافعی أنّه قال: ما روی عن النبی صلّی اللّه علیه و سلم فعلی الرأس و العین، و ما روی عن الصحابة فهم أناس و نحن أناس. و عندنا لمّا وجب تقلید الصحابة کانت طریقتهم متّبعة بطریق الرسول فلم یدل إطلاق السنة علی أنّه طریقة النبی علیه السلام. و السّنة المطلقة علی نوعین: سنة الهدی و تقال لها السنة المؤکّدة أیضا کالآذان و الإقامة و السنن الرواتب، و حکمها حکم الواجب. و فی التلویح ترک السنّة المؤکّدة قریب من الحرام، فیستحق حرمان الشفاعة، إذ معنی القرب إلی الحرمة أنّه یتعلّق به محذور دون استحقاق العقوبة بالنار. و السنة الزائدة کالسّواک و النوافل المعینة و هی ندب و تطوع. و سنة الکفایة کسلام واحد من جماعة و الاعتکاف أیضا سنة الکفایة کما فی البحر الرائق و سنة عادة کالتیامن من الترجّل و التنعّل. و السّنّی منسوب إلی السّنّة انتهی من الکلیات.
و حجة الإمام الأعظم علی وجوب تقلید الصحابة و أقوالهم و أحوالهم قول النبی صلّی اللّه علیه و سلم و علیهم أجمعین فی المشکاة و تیسیر الوصول «4» فی کتاب الاعتصام بالکتاب و السنة «من یعش منکم بعدی فسیری اختلافا کثیرا فعلیکم بسنتی و سنة الخلفاء الراشدین المهدیین، تمسّکوا بها و عضّوا علیها بالنواجذ، و إیّاکم و محدثات الأمور، فإنّ کلّ محدثة بدعة، و کلّ بدعة ضلالة. أخرجه أحمد و أبو داود و الترمذی و ابن ماجه. و أیضا فی المشکاة و التیسیر فی الکتاب
______________________________
(1) سنن الترمذی، کتاب العلم، باب ما جاء فی الأخذ بالسنة، ح (2676)، 5/ 44.
دون لفظ: «من بعدی».
(2) الحاکم، المستدرک، کتاب العلم، باب من شذ شذ فی النار، 1/ 115.
(3) المقصود (م، ع).
(4) تیسیر الوصول (فقه، اصول). تیسیر الوصول إلی جامع الاصول. هو مختصر لکتاب جامع الاصول لاحادیث الرسول لابی السعادات مبارک بن محمد المعروف بابن الاثیر الجزری الشافعی (- 606 ه). و هو للشیخ عبد الرحمن بن علی الشهیر بابن الدیبع الشیبانی الیمنی المتوفی سنه 950 ه و قیل 944 ه. حاجی خلیفة: کشف الظنون، 1/ 537. البغدادی، هدیة العارفین، 1/ 545. سرکیس، معجم المطبوعات، ص 1060.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 983
المذکور عن ابن مسعود رضی اللّه عنه قال: من کان مستنّا فلیستن بمن قد مات، فإنّ الحیّ لا یؤمن علیه الفتنة أولئک أصحاب محمد صلّی اللّه علیه و سلم کانوا أفضل هذه الأمة أبرّها قلوبا و أعمقها علما و أقلها تکلّفا، اختارهم اللّه تعالی لصحبة نبیه صلّی اللّه علیه و سلم و لإقامة دینه، فاعرفوا لهم فضلهم و اتبعوهم علی أثرهم و تمسّکوا بما استطعتم من أخلاقهم و سیرهم، فإنّهم کانوا علی الهدی المستقیم، رواه رزین. و قد قال الشیخ عبد الحق الدهلوی فی شرح هذا الحدیث یقول: یا سبحان اللّه، ما أشدّ تواضع ابن مسعود الذی مدحه النبی صلّی اللّه علیه و سلم بقوله: رضیت لأمتی ما رضی به ابن أمّ عبد (و ابن أم عبد هو عبد اللّه بن مسعود رضی اللّه عنه). أنظر إلیه کیف یعظّم أصحاب رسول اللّه بحیث لا یزاد علیه شی‌ء. انتهی «1». أیضا فی تیسیر الوصول فی الباب السادس فی حدّ الخمر و عن علی رضی اللّه عنه قال: جلد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم أربعین و أبو بکر أربعین و عمر ثمانین، و کل سنة أخرجه مسلم و أبو داود. و فی البحر الرائق فی بحث سنن الوضوء: اعلم أنّ السنة ما واظب النبی صلّی اللّه علیه و سلم علیه، لکن إن کانت لا مع الترک فهی دلیل السّنّة المؤکّدة، و إن کانت مع الترک أحیانا فهی دلیل غیر المؤکدة، و إن اقترنت بالإنکار علی من لم یفعله فهی دلیل الوجوب. و أیضا فیه فی بحث رفع الیدین للتحریمة، و الذی یظهر من کلام أهل المذهب أنّ الإثم منوط بترک الواجب أو السّنة علی الصحیح. و لا شکّ أنّ الإثم مقول بالتشکیک بعضه أشدّ من بعض، فالإثم لتارک السّنّة المؤکّدة أخف من الإثم لتارک الواجب. و أیضا فیه فی أواخر باب ما یفسد الصلاة و یکره فیها:
و الحاصل أنّ السنة إن کانت مؤکدة قویة یکون ترکها مکروها کراهة تحریم کترک الواجب، و إذا کانت غیر مؤکّدة فترکها مکروه کراهة تنزیه.
و إذا کان الشی‌ء مستحبّا أو مندوبا و لیس سنة فلا یکون ترکه مکروها أصلا. و فی الدّرّ المختار فی باب الآذان هو سنّة مؤکّدة هی کالواجب فی لحوق الإثم. و أیضا فیه فی باب صفة الصلاة: ترک السنة لا یوجب فسادا و لا سهوا بل إساءة لو کان عامدا غیر مستخفّ.
و قالوا الإساءة أدون من الکراهة. و ترک الأدب و المستحب لا یوجب إساءة و لا عتابا کترک سنة الزوائد، لکن فعله أفضل. و أیضا فیه فی کتاب الحظر و الإباحة المکروه تحریما نسبته إلی الحرام کنسبة الواجب إلی الفرض، و یثبت بما یثبت به الواجب، یعنی بظنی الثبوت و یأثم بارتکابه کما یأثم بترک الواجب و مثله السّنّة المؤکّدة و فی العالمکیریة فی باب النوافل: رجل ترک سنن الصلاة فإن لم یر السّنن حقّا فقد کفر، لأنه ترکها استخفافا، و إن رآها حقا فالصحیح أنّه یأثم لأنّه جاء الوعید بالترک. و فی الزیلعی «2» القریب من الحرام ما یتعلّق به محذور دون استحقاق العذاب بالنار کترک السّنّة المؤکّدة فإنّه لا تتعلّق به عقوبة النار لکن یتعلّق به الحرمان عن شفاعة النبی صلّی اللّه علیه و سلم لحدیث: «من ترک سنتی لم ینل شفاعتی». فترک السّنّة المؤکّدة قریب من الحرام و لیس بحرام انتهی.
______________________________
(1) و شیخ عبد الحق دهلوی در شرح این حدیث فرموده‌اند که سبحان اللّه ابن مسعود با آن بزرگی و علوشأن در دین که پیغمبر صلّی اللّه علیه و سلم در حق وی فرموده رضیت لا متی ما رضی به ابن أمّ عبد و مراد بآن ابن مسعود است این چنین تفضیل و تعظیم صحابه کند چه جای سخن دیگر است انتهی.
(2) هو عثمان بن علی بن محجن، فخر الدین الزیلعی. توفی بالقاهرة عام 743 ه/ 1343 م. فقیه حنفی، مدرّس، له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 4/ 210، الفوائد البهیة 115، الدرر الکامنة 2/ 446، مفتاح السعادة 2/ 143.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 984

السّند:

[فی الانکلیزیة]Foundation،base،argumentation،support،introduction
[فی الفرنسیة]Fondement،base،argumentation،appui،introduction
بفتح السین و النون عند أصحاب المناظرة هو ما یذکر لتقویة المنع سواء کان مفیدا فی الواقع أو لم یکن، و یسمّی إسنادا و مستندا أیضا، و یندرج فیه الصحیح و الفاسد. و الأول أی السّند الصحیح إمّا أن یکون أخص من نقیض المقدمة الممنوعة أو مساویا له. و الثانی أی السّند الفاسد إنّما هو الأعم منه مطلقا أو من وجه. و قیل إنّ الأعمّ لیس بسند مصطلح، و لذا یقولون فیه إنّ هذا لا یصلح للسّندیة. و فیه أنّ معنی قولهم ما ذکرت للتقویة لیس مفیدا لها لا أنّه لیس بسند. و بالجملة فالسّند الأخص عندهم هو أن یتحقّق المنع مع انتفاء السّند أیضا من غیر عکس و هو أن یتحقّق السّند مع انتفاء المنع، فإنّ هذا هو السّند الأعم مطلقا أو من وجه. و السّند المساوی أن لا ینفکّ أحدهما عن الآخر فی صورتی التحقّق و الانتفاء هکذا فی الرشیدیة. و فی الجرجانی السّند ما یکون المنع مبنیا علیه أی ما یکون مصحّحا لورود المنع إمّا فی نفس الأمر أو فی زعم السائل. و للسّند صیغ ثلاث: الأولی أی یقال لا نسلّم هذا لم لا یجوز أن یکون کذا؟ و الثانیة لا نسلّم لزوم ذلک، و إنّما یلزم لو کان کذا. و الثالثة لا نسلّم هذا کیف یکون هذا و الحال أنه کذا.
و عند المحدّثین هو الطریق الموصل إلی متن الحدیث؛ و المراد بالطریق رواة الحدیث و بمتن الحدیث ألفاظ الحدیث. و أمّا الإسناد فهو الحکایة عن طریق متن الحدیث فهما متغایران. و قال السخاوی «1» فی شرح الألفیة «2» هذا أی التغایر بینهما هو الحقّ انتهی. و معنی الحکایة عن الطریق الإخبار عنه و ذکره. و لذا قال صاحب التوضیح الإسناد أن یقول حدثنا فلان عن فلان عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم؛ و یقابل الإسناد الإرسال و هو عدم الإسناد انتهی. و قد یستعمل الإسناد بمعنی السّند. قال فی شرح مقدمة المشکاة: السّند یقال لرجال الحدیث الذین رووه. و یأتی الإسناد بمعنی السّند، و حینا بمعنی ذکر رجال السّند و إظهار ذلک أیضا. «3»
و قال الطیبی: السّند إخبار عن طریق المتن و الإسناد رفع الحدیث و إیصاله إلی قائله. قیل لعل الاختلاف وقع بینهم فی الاصطلاح فی السّند و الإسناد ففسّر بناء علی ذلک الاختلاف.
اعلم أنّ أصل السّند خصیصة فاضلة من خصائص هذه الأمة و سنّة بالغة من السّنن المؤکّدة. قال ابن المبارک «4» [الإسناد] «5» من الدین ما لولاه لقال من شاء ما شاء. و طلب
______________________________
(1) هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد، شمس الدین السخاوی. ولد فی القاهرة عام 831 ه/ 1427 م. و توفی بالمدینة عام 902 ه/ 1497 م. مؤرخ حجة، عالم بالحدیث و التفسیر و الأدب. له الکثیر من المصنفات الهامة. الاعلام 6/ 194، الضوء اللامع 8/ 2- 32، الکواکب السائرة 1/ 53، شذرات الذهب 8/ 15، آداب اللغة 3/ 169.
(2) ألفیة العراقی فی اصول الحدیث للإمام الحافظ زین الدین عبد الرحیم بن الحسین العراقی (- 806 ه). حاجی خلیفة، کشف الظنون، 1/ 156، البغدادی، هدیة العارفین، 1/ 562، سرکیس، معجم المطبوعات العربیة و المعربة، ص 1318.
(3) سند رجال حدیث را گویند که روایت کرده‌اند و اسناد نیز بمعنی سند آید و گاهی بمعنی ذکر سند و اظهار آن نیز آید.
(4) هو عبد اللّه بن المبارک بن واضح الحنظلی التمیمی المروزی، أبو عبد الرحمن. ولد عام 118 ه/ 736 م. و توفی عام 181 ه/ 797 م. من حفاظ الحدیث، لقّب بشیخ الاسلام، تاجر، مجاهد تنقل کثیرا فی البلاد. له عدة کتب. الاعلام 4/ 115، تذکرة الحفاظ 1/ 253، مفتاح السعادة 2/ 112، حلیة الأولیاء 8/ 162، شذرات الذهب 1/ 295، تاریخ بغداد 10/ 152.
(5) الإسناد (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 985
العلو فیه سنّة، فهو قسمان: عال و نازل، إمّا مطلقا أو بالنسبة و یجی‌ء فی محله أی فی لفظ العلو. و اعلم أیضا أنّهم قد یقولون هذا حدیث صحیح بإسناد جید و یریدون بذلک أنّ هذا الحدیث کما أنّه صحیح باعتبار المتن کذلک صحیح باعتبار الإسناد کذا یستفاد من فتح المبین شرح الأربعین للنووی فی الحدیث السابع و العشرین، و علی هذا القیاس قولهم حدیث صحیح بإسناد صحیح أو بإسناد حسن. و معنی السّند الصحیح و الحسن قد سبق فی لفظ الحسن. و سند القرآن عبارة عن رواة القرآن کما یستفاد من الإتقان.

السّنون:

[فی الانکلیزیة]Toothpick،toothpaste -Cure
[فی الفرنسیة]dent،dentifrice
بالفتح واحد السّنونات و هی الأدویة الیابسة المسحوقة التی یدلک بها الأسنان لتستحکم، کذا فی بحر الجواهر.

السّهر:

[فی الانکلیزیة]Wakefullness،watchfulness
[فی الفرنسیة]Veille،vigilance
بفتح السین و الهاء فی اللغة الیقظة. و عند الأطباء هو الیقظة المفرطة أی المتجاوزة عن الحدّ الطبیعی. و السّهر السباتی و السّبات السّهری قد سبق ذکرهما.

السّهل:

[فی الانکلیزیة]Easy،light
[فی الفرنسیة]Facile،leger
بالفتح و سکون الهاء فی اللغة الفارسیة بمعنی نرم (طری) و آسان یعنی السّهل. و أمّا فی اصطلاح البلغاء: فالسّهل المشکل هو أن یأتی الشاعر بکلمات یصعب علی سامعها أن یربط بینها، و حین یتأمّل الألفاظ یظنّها سهلة و یعتقد أنّ بإمکانه أن یکتب فی لحظة بیتین، ثم یتبین له بعد إمعان النظر أنّ هذه الألفاظ قد جمعت بغیر واسطة، و حینئذ یتحقّق أنّ ما ظنّه سهلا هو فی الحقیقة صعب، و مثاله البیت التالی و معناه:
دخل صاحیا و خرج سکران و نهض ممسکا بالسرور و جلس و أعطی الغم
أمّا السّهل الممتنع عندهم فهو أن یبدو ارتباط الکلام و سیاقه سهلا، و لکن لا یستطیعه أی کان بسبب سلاسة الکلام و جزالته فی آن و تضمّنه لمعان کثیرة فی ألفاظ قلیلة، و استعمال الألفاظ المعروفة و اللّطائف و الأمثال، و لیس برعایة اللفظ مع التکلّف أو المعنی بتکلّف.
کذا فی جامع الصنائع. «1»

السّهم:

[فی الانکلیزیة]Arrow،portion،cosine،Sagittarius
[فی الفرنسیة]Fleche،portion،cosinus،Sagittaire
بالفتح و سکون الهاء و بالفارسیة: تیر و السّهام الجمع، و بهره السهمان بالضم الجماعة. و عند أهل الجفر هو الباب و یسمّی بالبیت أیضا و قد سبق. و قد یطلق علی مقام الشمس فی البرج ثلاثین یوما کما فی بعض الرسائل. و عند المهندسین یطلق علی خطّ یخرج من وسط القوس إلی وسط القاعدة، و علی الجیب المعکوس، و هو القطر الواقع بین طرف
______________________________
(1) بالفتح و سکون الهاء در لغت بمعنی نرم و آسان است. و در اصطلاح بلغاء سهل مشکل آنست که شاعر در نظم ربط الفاظ متداوله آورد و آن ربط دشوار بود سامع را و چون نظر در الفاظ کند سهل پندارد و داند که مثل این در یکدم دو بیت خواهم نوشت و چون بنظر غامض بیند پندارد که الفاظ مستفاد بغیر واسطه را جمع کرده است آنگاه داند آنکه سهل می‌نمود مشکل بود مثاله.
هشیار درون رفت برون آمد مست برخاست ستد شادی غم داد نشست
و سهل ممتنع نزد شان آنست که ربط کلام و سیاق آسان نماید و مثل آن هرکس نتواند گفت بسبب سلاست و جزالت و گنجانیدن معانی بسیار در اندک الفاظ و صرف الفاظ سخنان مصطلح و لطائف و امثال نه رعایت لفظ بتکلف و نه رعایت معنی بتکلف کذا فی جامع الصنائع.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 986
القوس و بین طرف جیب تلک القوس. و هذا هو المراد بسهم القوس فی الأعمال النجومیة صرّح بذلک فی الزیج الإیلخانی، و یؤیّده ما قال عبد العلی البرجندی فی حاشیة شرح الملخص من أنّ العمود الخارج من منتصف الوتر إلی منتصف القوس یسمّیه أهل الهندسة سهما فمنهم من یعتبره سهما لنصف تلک القوس و هو المشهور عند أهل العمل. و منهم من یعتبره سهما للقوس بتمامها، و هذا أنسب باسمه. و علی خط یخرج من رأس المخروط إلی مرکز القاعدة. و علی خط یخرج من مرکز إحدی قاعدتی الاسطوانة إلی مرکز القاعدة الأخری، کذا فی شرح خلاصة الحساب. و السّهم عند المنجمین هو عبارة عن جزء معیّن من فلک البروج. و السّهام عندهم کثیرة، مثل سهم السّعادة الذی یقال له أیضا سهم القمر. و سهم الغیب، و سهم الأیام، و سهم الغلمان، و سهم الجواری. و علی هذا یقاس.
ثم إنّ سهم السّعادة یأخذونه من النهار من الشمس، و یضیفون إلیه درجة الطّالع أی ما بین درجات الشمس و القمر و یطرحون من الطالع «سی‌گان» و الناتج هو درجة مکان سهم السّعادة.
و فی اللیل یأخذون من درجة القمر إلی درجة الشمس، ثم یضیفون لذلک درجة الطالع مثاله:
طالع الحمل عشر درجات، و الشمس فی الأسد الدرجة العشرین، و القمر فی المیزان خمس عشرة درجة و ذلک إلی برج المیزان أربعون درجة، ثم أضفنا خمس عشرة درجة للقمر فصار لدینا خمس و خمسون درجة، ثم أضفنا درجة الطالع فیصیر المجموع خمسا و ستین درجة فتعطی للحمل ثلاثین درجة و للثّور ثلاثین، و الباقی و هو خمسة للجوزاء … إذن موضع سهم السّعادة الدرجة الخامسة من الجوزاء.
و أمّا سهم الغیب فیؤخذ نهارا من القمر و لیلا من الشمس، و یضاف إلیها درجة الطالع ثمّ یسقطون من المجموع طالع (السی‌گان) علی النحو السابق، و ما یتکوّن لدینا یکون هو سهم الغیب.
و أمّا سهم الأیام فنهارا من درجة الشمس إلی درجة زحل، و لیلا بالعکس. و أمّا سهم الغلمان و الجواری فیؤخذ من عطارد إلی القمر نهارا و من الشمس إلی الزّهرة لیلا. و أمّا التزوّج من النساء فیؤخذ من الزّهرة إلی الشمس.
و هکذا بقیة الأسهم تقاس علی هذا مثل سهم المال و الأصدقاء فإنّهم یأخذونه من صاحب الدرجة الثانیة إلی البیت الثانی ثم یضیفون درجة الطالع.
و أمّا سهم زحل نهارا فیؤخذ من درجة زحل إلی درجة سهم السعادة، و لیلا من سهم السعادة إلی درجة زحل مضافا إلیها درجة الطالع.
و أمّا سهم المشتری نهارا فمن سهم الغیب إلی المشتری، و أمّا لیلا فبالعکس من ذلک.
و أمّا سهم المرّیخ فنهارا: من المرّیخ إلی سهم السّعادة و لیلا بالعکس.
و أمّا سهم الزهرة فنهارا: من سهم السّعادة إلی الزهرة و لیلا بالعکس من ذلک.
و أمّا سهم عطارد فی النهار: فمن سهم الغیب إلی عطارد، و لیلا بعکس هذا. کذا فی بعض کتب النجوم. «1»
______________________________
(1) و سهم نزد منجمین عبارت است از بخشی معین از فلک البروج. و سهمها نزد ایشان بسیاراند مثل سهم السعادت که آن را سهم القمر نیز گویند و سهم الغیب و سهم الایام و سهم غلامان و کنیزکان و علی هذا القیاس پس سهم السعادت در روز از شمس گیرند تا درجه قمر و درجه طالع بر آن یعنی بر ما بین درجات شمس و قمر بیفزایند و از طالع مجموع را سی‌گان طرح کنند و آنچه بر آید درجه مکان سهم السعادت است و در شب از درجه قمر تا درجه شمس گیرند و درجه طالع بر آن بیفزایند
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 987

السّهو:

[فی الانکلیزیة]Distraction،omission،forgetting
-[فی الفرنسیة]Distraction،omission،oubli
بالفتح و سکون الهاء کالنسیان فی اللغة الغفلة و ذهاب القلب إلی الغیر کما فی القاموس. و أمّا عرفا فالسّهو قسم من النسیان فإنّه فقدان صورة حاصلة عند العقل بحیث یتمکّن من ملاحظتها أیّ وقت شاء، و یسمّی هذا ذهولا و سهوا، أو بحیث لا یتمکن فیها إلّا بعد تجشّم کسب جدید و یسمی نسیانا عند عبد الحکیم، کذا فی جامع الرموز فی کتاب الإیمان و یجی‌ء ذکره فی لفظ النسیان أیضا.
و فی کلیات أبی البقاء السّهو هو غفلة القلب عن الشی‌ء بحیث یتنبّه بأدنی تنبیه، و النسیان غیبة الشی‌ء عن القلب بحیث یحتاج إلی تحصیل جدید. و قال بعضهم السّهو زوال الصورة عن القوة المدرکة بالحسّ المشترک مع بقائها «1» فی القوة الحافظة، و النسیان زوالها عنهما جمیعا معا. و قیل غفلتک عما أنت علیه لتفقده سهو غفلتک عما أنت علیه لتفقد غیره نسیان. و قیل السّهو یکون لما علمه الإنسان و ما لا یعلمه و النّسیان لما غاب بعد حضوره، و المعتمد أنهما مترادفان. و أمّا الذهول فهو عدم استثبات الإدراک حیرة و دهشة، و الغفلة عدم إدراک الشی‌ء مع وجود ما یقتضیه انتهی.

السّهولة:

[فی الانکلیزیة]Easiness،ease
[فی الفرنسیة]Facilite،aisance
هی فی البدیع خلوّ اللفظ من التکلیف و التعقید و التعسّف فی السبک و من أحسن أمثلته قول قیس المجنون «2»:
أ لیس وعدتنی یا قلب أنی إذا ما تبت من لیلی تتوب.
فها أنا تائب من حبّ لیلی فمالک کلما ذکرت تذوب.
کذا فی کلیات أبی البقاء و أیضا قوله:
إلیک أتوب یا رحمن ممّا جنوت و إن تکاثرت الذنوب
و أمّا عن هوی لیلی و شوقی زیارتها فانی لا أتوب‌

سوء القنیة:

[فی الانکلیزیة]Dropsy
[فی الفرنسیة]Hydropisie
بالقاف ثم النون عندهم هو مقدّمة «3» الاستسقاء و سببه ضعف الکبد و سوء مزاجها فیصیّر «4» اللون و یبیّض و ینهج الأطراف و الوجه و الأجفان خاصة، و ربّما فشا فی البدن کلّه حتی
______________________________
- مثاله طالع حمل دهم درجه است و شمس در اسد بیستم درجه و قمر و در میزان پانزده درجه است تا برج میزان چهل درجه می‌شود و پانزده درجه قمر قطع کرده افزودیم شد پنجاه و پنج درجه و درجه طالع هم افزودیم شد شصت و پنج درجه و سی درجه بحمل دادیم و سی بثور باقی که پنج ماند بجوزا پس موضع سهم السعادت پنجم درجه جوزا باشد و اما سهم الغیب بروز از قمر گیرند و بشب از شمس و درجه طالع بیفزایند و از طالع سی‌گان افگنند بطور سابق و آنچه بر آید موضع سهم غیب بود. و سهم ایام از درجه شمس بروز تا درجه زحل و در شب بر عکس و سهم غلامان و کنیزکان از عطارد تا قمر بروز و بشب از شمس تا زهره و تزویج زنان از زهرة تا بشمس و باقی سهمها هم برین قیاس چنانچه سهم مال و اصدقاء از صاحب دوم خانه تا بیت دوم بگیرند و درجه طالع افزایند اما سهم زحل بروز از درجه زحل گیرند تا درجه سهم سعادت و بشب از سهم سعادت گیرند تا درجه زحل و درجه طالع بر آن افزایند اما سهم مشتری را بروز از سهم غیب تا مشتری و بشب بر عکس اما سهم مریخ بروز از مریخ گیرند تا سهم سعادت و بشب بر عکس اما سهم زهره بروز از سهم سعادت گیرند تا زهره و بشب بخلاف این و اما سهم عطارد بروز از سهم غیب تا عطارد و بشب بر خلاف این کذا فی بعض کتب النجوم.
(1) بقائها (- م).
(2) هو قیس بن الملوّح بن مزاحم العامری. توفی عام 68 ه/ 688 م. شاعر غزل، لقب بالمجنون لهیامه بحب لیلی بنت سعد.
و قد هام علی وجهه إلی أن وجد میتا، طبع شعره فی دیوان. الاعلام 5/ 208، فوات الوفیات 2/ 136، النجوم الزاهرة 1/ 182، خزانة الادب 2/ 170، الشعر و الشعراء 220.
(3) مقدمة (- م).
(4) فیصفر (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 988
صار کالعجین، و یلزمه کثرة النفخ و القراقر و یخصّ هذا المرض باسم فساد المزاج، کذا یستفاد من بحر الجواهر و الأقسرائی. و سوء التألیف و سوء الترکیب و سوء اعتبار الحمل عند المنطقیین یذکر جمیعها فی لفظ المغالطة.

سوء المزاج:

[فی الانکلیزیة]Sickness of humour
[فی الفرنسیة]Maladie de lhumeur
بالضم و سکون الواو عند الأطباء هو المرض المختصّ بعروضه للأعضاء المفردة أوّلا و ما یعرض للأعضاء المرکّبة یسمّی سوء الترکیب. ثم سوء المزاج قد یکون ساذجا و قد یکون مادیا و یجی‌ء فی لفظ المرض، و قد یکون مختلفا و قد یکون مستویا. و اختلفوا فی تفسیرهما. فقال جالینوس، المختلف ما خصّ عضوا و المستوی ما عمّ جمیع البدن. و قال الشیخ المستوی هو الذی استقرّ جوهر العضو و صار فی حکم المزاج الأصلی، و المختلف ما لا یکون کذلک، و لذلک لا یؤلم المستوی لأنّه بطلت المقاومة بینه و بین الطبیعة و یؤلم المختلف لوجود المقاومة «1»، و ذلک أنّ المزاج العرضی إمّا أن یکون العضو معه قد بطل استعداده للرجوع إلی المزاج بسهولة أو لا یکون کذلک، و الأول هو المتّفق کالبرص و الثانی هو المختلف کحمّی العفن. و علی التفسیر الأول یکون البرص من المختلف و حمّی العفن من المستوی. و بالجملة فالشیخ إنما سمّی المستقر مستویا لصیرورته کالمزاج الأصلی فی عدم ظهور الألم و غیر المستقر مختلفا لأنّه مخالف لمقتضی الأصلی فی جانب الألم. و جالینوس إنّما سمّی العام مستویا لعمومه البدن کعموم المزاج الأصلی و غیر العام مختلفا من حیث إنّه خلاف مقتضی الأصلی فی عدم العموم. و قد یکون سوء المزاج خلقیا و هو ما یکون فی أصل الخلقة غیر معتدل، و یسمّی مزاجا غیر فاضل.
و قد یکون عارضیا و هو ما یکون فی أصل الخلقة معتدلا لکن تغیّر عن الاعتدال بسبب سوء التدبیر.

سوء الهضم:

[فی الانکلیزیة]Indigestion
[فی الفرنسیة]Indigestion
عندهم هو أن لا ینهضم الطعام انهضاما تاما و یتغیّر فی المعدة إلی بعض الکیفیات الردیئة.

السّواء:

کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 988 السواء: … ص: 988
فی الانکلیزیة]Justice،equality،intention
[فی الفرنسیة]Justice،egalite،intention
بطون الحقّ فی الخلق فإنّ التعینات الخلقیة ستائر الحق تعالی و الحق ظاهر فی نفسها بحسبها و بطون الخلق فی الحق، فإنّ الخلقیة معقولة باقیة علی عدمیتها فی وجود الحقّ المشهود الظاهر بحسبها کذا فی الجرجانی.

سواد أعظم:

[فی الانکلیزیة]Majority،poorness
[فی الفرنسیة]Majorite،pauvrete
فی اصطلاح الصوفیة عبارة عن الفقر، لأنّ الفقر هو سواد الوجه فی الدارین، کلّ شی‌ء بکامله مفصّل فی هذه المرتبة علی سبیل الإجمال، کالشجر فی النواة. کذا فی کشف اللغات، و سیرد أیضا ذکر هذا فی لفظ الفقر. «2»

السّوداء:

[فی الانکلیزیة]Melancholia،black bile
[فی الفرنسیة]Melancolie،atrabile،bile noire
کحمراء عند الأطباء نوع من أنواع الأخلاط کما سبق و هی قسمان: طبیعیّة و یسمّیها جالینوس خلطا أسود، و هی عکر الدم الطبیعی، و غیر طبیعیّة و هی کلّ خلط محترق حتی السوداء
______________________________
(1) و یؤلم المختلف لوجود المقاومة (- م).
(2) در اصطلاح صوفیه عبارت از فقر است که الفقر سواد الوجه فی الدارین و هرچه در تمامه موجودات مفصل است درین مرتبه بطریق اجمال است کالشجر فی النواة کذا فی کشف اللغات و در لفظ فقر ذکر این نیز خواهد آمد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 989
المحترقة فی نفسها، و یسمّی بالمرّة السوداء و السوداء الاحتراقیّة و السوداء المحترقة کذا فی شرح القانونچه و الموجز.

السّور:

[فی الانکلیزیة]Quantifier
[فی الفرنسیة]Quantificatcur
بالضم و سکون الواو عند المنطقیین هو اللفظ الدّال علی کمّیّة الأفراد فی القضایا الحملیة کلفظ کلّ و بعض. و علی کمیة الأوضاع فی القضایا الشرطیة کلفظ کلّما و مهما و متی و لیس کلما و لیس مهما و لیس متی. و لفظ مهما و إن کان بحسب اللغة موضوعا لعموم الأفراد لکنهم نقلوه إلی عموم الأوضاع فجعلوه سور الشرطیة الکلّیة المتّصلة، صرّح به فی بدیع المیزان «1» و القضیة المشتملة علی السور تسمّی مسورة و محصورة و هی إمّا کلّیة أو جزئیّة و قد سبق فی لفظ الحملیة و سیأتی أیضا فی لفظ المحصورة.

السّورة:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Chapter of the Koran
[فی الفرنسیة]Chapitre du Coran
بالضم فی الشرع بعض قرآن یشتمل علی آی ذو فاتحة و خاتمة و أقلها ثلاث آیات کذا قال الجعبری. و السّور بالضم و سکون الواو و فتحها الجمع. و قیل السورة الطائفة المترجمة توقیفا أی الطائفة من القرآن المسمّاة باسم خاص بتوقیف من النبی صلّی اللّه علیه و سلم. و قد ثبتت أسماء السور بالتوقیف من الأحادیث و الآثار. و قیل السورة بعض من کلام منزّل مبین أوله و آخره إعلاما من الشارع قرآنا کان أو غیره، بدلیل ما یقال سورة الزبور و سورة الإنجیل هکذا فی التلویح. قال القتبی: «2» السورة تهمز و لا تهمز. فمن همزها جعلها من أسارت أی أفضلت من السؤر و هو الباقی من الشراب فی الإناء کأنّها قطعة من القرآن. و من لم یهمزها و جعلها من المعنی المتقدّم سهّل همزتها. و منهم من شبهها بسورة النبأ «3» أی القطعة منه أی منزلة بعد منزلة. و قیل من سور المدینة لإحاطتها بآیاتها و اجتماعها کاجتماع البیوت بالسّور، و منه السّوار لإحاطته بالساعد. و قیل لارتفاعها لأنّها کلام اللّه و السورة المنزّلة الرفیعة. و قیل لترکیب بعضها علی بعض من التسوّر بمعنی التصاعد و الترکّب و منه: إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ «4» کذا فی الإتقان، و ممن لم یهمزها صاحب الصراح حیث جعلها أجوف. و السورة «5» عند الصوفیة عبارة عن الصور الذاتیة الکمالیة و هی تجلّیات الکمال کذا فی الإنسان الکامل فی باب أم الکتاب.

فائدة:

قسم القرآن إلی أربعة أقسام و جعل لکلّ قسم منه اسم. أخرج أحمد و غیره من حدیث واثلة بن الأسقع «6» أنّ رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم قال:
(أعطیت مکان التوراة السّبع الطوال، و أعطیت مکان الزبور المئین، و أعطیت مکان الإنجیل المثانی و فضّلت بالمفصّل). «7» قالت جماعة:
السبع الطوال أوّلها البقرة و آخرها براءة. لکن
______________________________
(1) بدیع المیزان (منطق). لعبد القادر بن حداد العثمانی الطولنبی. و هو شرح علی میزان المنطق اختصار نجم الدین الکاتبی.
تا بنور 1877 م 80 ص. سرکیس معجم المطبوعات، ص 1310.
(2) هو عبد اللّه بن مسلم، ابن قتیبة الدینوری، توفی عام 276 ه. و قد سبقت ترجمته.
(3) البناء (م، ع).
(4) ص/ 21.
(5) و السور (م).
(6) هو واثلة بن الأسقع بن عبد العزی بن عبد یا لیل اللیثی الکنانی. ولد عام 22 ق. ه/ 601 م. و توفی عام 83 ه/ 702 م.
صحابی من أهل الصفة. خدم النبی فترة و شهد الفتح. روی بعض الأحادیث. الاعلام 8/ 107، تهذیب 11/ 101، أسد الغابة 5/ 77، صفة الصفوة 1/ 279، حلیة الأولیاء 2/ 21، خزانة الأدب 3/ 343.
(7) الهیثمی، مجمع الزوائد، 7/ 46.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 990
أخرج الحاکم و النّسائی و غیرهما عن ابن عباس قال: السبع الطوال البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف، قال الراوی و ذکر السابعة فنسیتها. و فی روایة صحیحة عند أبی حاتم «1» و غیره عن مجاهد و سعید بن جبیر أنها یونس، و فی روایة عند الحاکم أنها الکهف.
و المئون ما ولیها سمّیت بذلک لأنّ کلّ سورة منها تزید علی مائة آیة أو تقاربها. و المثانی ما ولی المئین لأنّها تثنیها أی کانت بعدها فهی لها ثوان و المئون لها أوائل. و قال الفرّاء هی السّور التی آیها أقل من مائة آیة لأنها تثنی أکثر مما تثنی الطوال و المئون. و قد تطلق المثانی علی القرآن کلّه و علی الفاتحة. و المفصّل ما ولی المثانی من قصار السّور سمّی بذلک لکثرة الفصول التی بین السّور بالبسملة. و قیل لقلّة المنسوخ منه، و لهذا یسمّی بالمحکم أیضا و آخره سورة الناس بلا نزاع. و اختلف فی أوّله، فقیل الحجرات، و قیل القتال، و قیل الجاثیة، و قیل الصّافات، و قیل الصف، و قیل تبارک، و قیل الفتح، و قیل الرحمن، و قیل الإنسان، و قیل سبّح، و قیل الضّحی. و عبارة الراغب فی مفرداته المفصّل من القرآن السبع الأخیر.
اعلم أنّ للمفصّل طوالا و أوساطا و قصارا. قال ابن معن: «2» و طواله إلی عمّ، و أوساطه منها إلی الضحی، و قصاره منها إلی آخر القرآن، و هذا أقرب ما قیل فیه کذا فی الإتقان. و فی جامع الرموز المفصّل السبع الأخیر و طواله من الحجرات. و قیل من ق، و قیل من النّجم، و قیل من الفتح. و فی المنیة «3» قال الأکثرون من سورة محمد إلی البروج طوال، و من البروج إلی سورة لم یکن، و قیل إلی البلد أوساط، و منها أی من لم یکن إلی الآخر، و قیل من البلد إلی الآخر قصار. و فی النهایة من الحجرات إلی عبس ثم التکویر إلی و الضحی ثم أ لم نشرح إلی الآخر انتهی. قال فی الإتقان: و فی جمال القراء قال بعض السلف فی القرآن میادین و بساتین و مقاصیر و عرائش و دیابیج و ریاض. فمیادینه ما افتتح بالم، و بساتینه ما أفتتح بالر، و مقاصیره الحامدات، و عرائشه المسبّحات، و دیابیجه آل حم، و ریاضه المفصّل، و قالوا و الطواسین و الطواسیم أو آل حم و الحوامیم. و أخرج الحاکم عن ابن مسعود قال: الحوامیم دیباج القرآن. قال السخاوی:
و قوارع القرآن الآیات التی یتعوّذ بها سمّیت بها لأنها تقرع للشیطان و تدفعه و تقمعه کآیة الکرسی و المعوذتین و نحوهما. و فی مسند أحمد من حدیث معاذ بن أنس «4» مرفوعا: (آیة العزّ الحمد للّه الذی لم یتخذ ولدا): «5» الآیة.

فائدة:

عدد سور القرآن مائة و أربعة عشر بإجماع من یعتدّ به. و قال فی الإتقان و تعدید الآی من معضلات القرآن، فإنّ من آیاته طویلا و قصیرا، و منه ما ینقطع و منه ما ینتهی إلی تمام الکلام و منه ما یکون فی أثنائه. و قیل سبب اختلاف
______________________________
(1) علی بن أبی حاتم (م).
(2) هو ابن محمد بن معن الغفاری، و یکنّی أبا معن. کان ثقه، قلیل الحدیث. طبقات ابن سعد 5/ 436.
(3) المنیة (علوم القرآن). لاحمد بن الحسین الکسار أبی نصر الدینوری المقری (- 433 ه) من تصانیفه المنیة فی القراءات.
کشف الظنون، 2/ 1886. هدیة العارفین، 1/ 75.
(4) هو معاذ بن أنس الجهنی، ابو سهل، صحابی جلیل، صحب النبی (صلّی اللّه علیه و سلم) و غزا معه، من أهل مصر، کان لیّن الحدیث، روی عنه المصریون و الشامیون. الاستیعاب 3/ 1402، طبقات ابن سعد 7/ 502، الإصابة 6/ 106.
(5) مسند، أحمد، 3/ 439.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 991
السّلف فی عدد الآی أنّ النبی صلّی اللّه علیه و سلم کان یقف علی رءوس الآی للتوقیف فإذا علم محلها وصل للتمام فیحسب السامع حینئذ أنّها لیست فاصلة.
و عن ابن عباس قال: جمیع آی القرآن ستة آلاف آیة و ستمائة و ست عشرة آیة، و جمیع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف و ثلاثة و عشرون ألف حرف و ستمائة حرف و أحد و سبعون حرفا. و قیل أجمعوا علی أنّ عدد آیات القرآن ستة آلاف آیة ثم اختلفوا فیما زاد علی ذلک، فمنهم من لم یزد و منهم من قال و مائتا آیة و أربع آیات. و قیل و أربع عشرة. و قیل و تسع عشرة. و قیل و خمس و عشرون. و قیل ست و ثلاثون. و فی الشّعب للبیهقی عن عائشة رضی اللّه عنها مرفوعا: (عدد درج الجنة عدد آی القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن فلیس فوقه درجة) «1» انتهی من الإتقان. و أمّا المشهور بین الحفّاظ و القرّاء فهو المعروف فی بیت الشعر الآتی و ترجمته:
إنّ عدد آیات القرآن التی تجذب الروح ستة آلاف و ستمائة و ستة و ستون. «2»
و اعلم أنّه قد یکون للسورة اسم واحد و هو کثیر و قد یکون لها اسمان فأکثر. منها الفاتحة لها نیف و عشرون اسما. فاتحة الکتاب، و فاتحة القرآن لأنه یفتتح بها فی المصحف. و أم الکتاب، و أم القرآن لتقدّمها و تأخّر ما سواها تبعا لها لأنّها أمّته أی تقدمته، و لذا یقال لرایة الحرب أم لتقدّمها، و القرآن العظیم لاشتمالها علی المعانی التی فی القرآن، و السبع المثانی لکونها سبع آیات بالاتّفاق، إلّا أنّ بعضهم من عدّ التسمیة «3» آیة واحدة دون أنعمت علیهم و منهم من عکس، و لأنّها تثنّی فی الصلاة أو لأنها أنزلت مرتین إن صحّ أنها نزلت بمکة حین فرضت الصلاة و بالمدینة لمّا حوّلت القبلة، و الأصحّ أنها مکیة لقوله تعالی: وَ لَقَدْ آتَیْناکَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی «4» و هو مکی و لما فیها من الثناء علی اللّه تعالی، أو لأنها اشتملت علی الوعد و الوعید بقوله: مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ «5» أو لأنها اشتملت علی حال المؤمنین و الکافرین هکذا فی البیضاوی و حواشیه، و الوافیة لأنها وافیة بما فی القرآن من المعانی، و الکنز لما عرفت، و الکافیة لأنها تکفی عن غیرها فی الصلاة و لا یکفی غیرها عنها، و الأساس لأنها أصل القرآن، و النور، و سورة الحمد، و سورة الشکر، و سورة الحمد الأولی، و الرقیة، و الشفاء، و الشافیة لقول النبی علیه الصلاة و السلام: (فاتحة الکتاب شفاء لکل داء)، «6» و سورة الصلاة لتوقف الصلاة علیها. و قیل إنّ من أسمائها الصلاة أیضا و سورة الدّعاء لاشتمالها علیه فی قوله اهْدِنَا، و سورة السؤال لذلک، و سورة تعلیم المسألة، و سورة المناجاة، و سورة التفویض لاشتمالها علیه فی قوله إِیَّاکَ نَسْتَعِینُ. و منها سورة البقرة تسمّی سنام القرآن و سنام کلّ شی‌ء أعلاه، و منها آل عمران تسمّی طیبة، و فی صحیح مسلم تسمیتها و البقرة الزهراوین. و المائدة تسمّی أیضا العقود و المنقذة لأنّها تنقذ صاحبها من ملائکة العذاب. و الانفال تسمّی أیضا بسورة بدر. و براءة تسمّی أیضا
______________________________
(1) البیهقی، شعب الإیمان، باب فی تعظیم القرآن، فصل فی ادمان تلاوته، ح (1998)، 2/ 347.
(2) اما مشهور در میان حفاظ و قراء همان است که در شعر مشهور است.
آیت قرآن که جان را دلکش است شش هزار و ششصد و شصت و شش است
(3) البسملة (م).
(4) الحجر/ 87.
(5) الفاتحة/ 4.
(6) البیهقی، شعب الإیمان، باب فی تعظیم القرآن، ذکر فاتحة الکتاب، ح (2370)، 2/ 450.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 992
التوبة لقوله تعالی فیها لَقَدْ تابَ اللَّهُ، و الفاضحة و سورة العذاب و المقشقشة أی المبرئة من النفاق و المنقرة لأنها نقرت عمّا فی قلوب المشرکین، و البحوث بفتح الموحدة و المعبّرة لأنها تعبر عن أسرار المنافقین و المخزومة «1» و المتکلّمة و المشرّدة و المدمدمة. و النحل تسمّی أیضا سورة النعم و الإسراء تسمّی أیضا سورة سبحان، و سورة بنی إسرائیل. و الکهف تسمّی أیضا سورة أصحاب الکهف و الحائلة لأنها تحول بین قارئها و بین النار. و طه تسمّی أیضا سورة الکلیم، و الشعراء تسمّی أیضا سورة الجامعة و النمل تسمّی أیضا سورة سلیمان. و السجدة تسمّی أیضا سورة المضاجع و الفاطر تسمّی أیضا سورة الملائکة. و یس تسمّی أیضا قلب القرآن و المعمّة لأنها تعمّ صاحبه بخیر الدنیا و الآخرة و المدافعة القاضیة لأنها تدفع عن صاحبها کلّ سوء و تقضی له کل حاجة. و سورة الزمر تسمّی أیضا سورة الغرف. و سورة الغافر تسمّی أیضا سورة الطویل «2» و المؤمن. و سورة فصّلت تسمّی أیضا السجدة و سورة المصابیح. و سورة الجاثیة تسمّی أیضا الشریعة. و سورة الدّهر و سورة محمد تسمّیان «3» أیضا القتال. و سورة ق تسمّی أیضا سورة الباسقات. و سورة اقتربت تسمّی أیضا القمر و المبیّضة لأنها تبیّض وجه صاحبها یوم تسوّد الوجوه. و سورة الرحمن تسمّی أیضا عروس القرآن. و سورة المجادلة تسمّی فی مصحف أبیّ «4» الظهار. و سورة الحشر تسمّی أیضا سورة بنی النضیر. و الممتحنة بفتح الحاء و قد تکسر تسمّی أیضا الامتحان. و سورة الموؤدة «5» و سورة الصف تسمّی أیضا سورة الحواریین. و سورة الطلاق تسمّی أیضا سورة النساء القصری. و سورة التحریم تسمّی أیضا سورة التحرم «6» و سورة لم تحرّم. و سورة تبارک تسمّی أیضا سورة الملک و المانعة و المنّاعة و الوافیة. و سورة سأل تسمّی المعارج. و سورة الواقع و عمّ تسمّی النبأ و التساؤل و المعصرات.
و سورة لم یکن تسمّی سورة أهل الکتاب و سورة القیمة و سورة البینة و سورة البریّة و سورة الانفکاک. و سورة أ رأیت تسمّی سورة الدین.
و سورة الماعون و الکافرون تسمّی المقشقشة و سورة العبادة. و سورة النصر تسمّی سورة التودیع. و سورة تبّت تسمّی سورة المسد.
و سورة الإخلاص تسمّی سورة الأساس. و سورتا الفلق و الناس تسمّیان المعوذتین بکسر الواو و المقشقشتین کذا فی الاتقان. و فی الصراح المشقشقتان سورة الکافرون و سورة الإخلاص.

سوق المعلوم:

[فی الانکلیزیة]Apophasis
[فی الفرنسیة]Preterition
مساق غیره هو عبارة عن سؤال المتکلّم عما یعلمه سؤال من لا یعلمه لیوهم أنّ شدّة الشّبه الواقع بین المتناسبین أحدثت عنده التباس المشبّه به. و فائدته المبالغة فی المعنی نحو قولک أ وجهک هذا أم بدر، فإن کان السؤال عن الشی‌ء الذی یعرفه المتکلّم خالیا من التشبیه لم یکن من هذا الباب کقوله تعالی: وَ ما تِلْکَ
______________________________
(1) المخزیة (م).
(2) الطول (م).
(3) تسمیان (- م).
(4) هو أبی بن کعب بن قیس بن عبید، النجاری الخزرجی، أبو المنذر. توفی عام 21 ه/ 642 م. شهد الفتوح و کان من کتاب الوحی، روی بعض الاحادیث عن النبی صلّی اللّه علیه و سلم، کما کان مشهورا بقراءة القرآن الکریم. الاعلام 1/ 82، طبقات ابن سعد 3/ 59، غایة النهایة 1/ 31، صفة الصفوة 1/ 188، حلیة الأولیاء 1/ 250.
(5) المرأة (م).
(6) المتحرم (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 993
بِیَمِینِکَ یا مُوسی «1» فإنّ القصد الإیناس لموسی علیه السلام أو إظهار المعجزة التی لم یکن موسی یعلمها. و ابن المعتز «2» سمّی هذا الباب تجاهل العارف، و قد مرّ. و من الناس من یجعله تجاهل العارف مطلقا سواء کان علی طریق التشبیه أو علی غیره. و من نکتة التجاهل المبالغة فی المدح أو الذمّ أو التعظیم أو التحقیر أو التوبیخ أو التقریر أو التولّه فی الحبّ مثل:
باللّه یا ظبیات القاع قلن لنا لیلای منکنّ أم لیلی من البشر.
انتهی من کلیات أبی البقاء.

السّیارة:

[فی الانکلیزیة]Planets -P
[فی الفرنسیة]lanetes
هی الکواکب السبعة الزحل و المشتری و المریخ و الشمس و الزّهرة و عطارد و القمر و یسمّی بالسیّارات أیضا. و بعضهم جمعها فی بیتین من الشعر و ترجمتها:
سبعة کواکب هی للعالم حینا هی مصدر النظام و حینا الخلل
القمر و عطارد و الزّهرة و الشمس و المریخ و المشتری و زحل. «3»

السّیاسة:

[فی الانکلیزیة]Politics،direction
[فی الفرنسیة]Politique،direction
بالکسر و المثناة التحتانیة مصدر ساس الوالی الرّعیة أی أمرهم و نهاهم کما فی القاموس و غیره. فالسیاسة استصلاح الخلق بإرشادهم إلی الطریق المنجّی فی الدنیا و الآخرة؛ فهی من الأنبیاء علی الخاصة و العامة فی ظاهرهم و باطنهم، و من السلاطین و الملوک علی کلّ منهم فی ظاهرهم، و من العلماء ورثة الأنبیاء فی باطنهم لا غیر کما فی المفردات و غیرها، کذا فی جامع الرموز فی حدّ الزنا فی کتاب الحدود. و فی البحر الرائق فی آخر کتاب الحدود و رسمت السیاسة بأنّها القانون الموضوع لرعایة الآداب و المصالح و انتظام الأموال «4».
و فی کلیات أبی البقاء ما حاصله أنّ السیاسة المطلقة هی إصلاح الخلق بإرشادهم إلی الطریق المنجّی فی العاجل و الآجل علی الخاصة و العامة فی ظواهرهم و بواطنهم، و هی إنّما تکون من الأنبیاء و تسمّی سیاسة مطلقة لأنها فی جمیع الخلق و فی جمیع الأحوال، أو لأنها مطلقة أی کاملة من غیر إفراط و تفریط. و أمّا من السلاطین و أمرائهم فإنّما تکون علی کلّ منهم فی ظواهرهم، و لا تکون إلّا منجیة فی العاجل لأنّها عبارة عن إصلاح معاملة عامة الناس فیما بینهم و نظمهم فی أمور معاشهم و تسمّی سیاسة مدنیة. و أما من العلماء الذین هم ورثة الأنبیاء حقا علی الخاصّة فی بواطنهم لا غیر، أی لا تکون علی العامة لأنّ إصلاحهم مبنی علی الشوکة الظاهرة و السلطنة القاهرة و أیضا لا تکون علی الخاصة فی ظواهرهم لأنّها أیضا منوطة بالجبر و القهر و تسمّی سیاسة نفسیة. و تقال أیضا علی تدبیر المعاش بإصلاح أحوال جماعة مخصوصة علی سنن العدل و الاستقامة و تسمّی سیاسة بدنیة.
و السیاسة نوعان: النوع الأول سیاسة
______________________________
(1) طه/ 17.
(2) هو عبد اللّه بن محمد المعتز باللّه ابن المتوکل بن المعتصم ابن الرشید العباسی، أبو العباس. ولد ببغداد عام 247 ه/ 861 م. و توفی عام 296 ه/ 909 م. شاعر مبدع، تولی الخلافة لیوم و لیلة فقط. له العدید من الکتب و الدواوین. الاعلام 4/ 118، الاغانی 10/ 374، وفیات الاعیان 1/ 258، تاریخ الخمیس 2/ 346، تاریخ بغداد 10/ 95.
(3)
هفت کوکب که هست عالم را گاه ز ایشان نظام و گاه خلل
قمر است و عطارد و زهره شمس و مریخ و مشتری و زحل
(4) الأحوال (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 994
عادلة تخرج الحقّ من الظالم الفاجر فهی من الشریعة، علمها من علمها و جهلها من جهلها.
و قد صنّف الناس فی السیاسة الشرعیة کتبا متعددة. و النوع الآخر سیاسة ظالمة، فالشریعة تحرّمها انتهی «1». و السیاسة المدنیة من أقسام الحکمة العملیة و تسمّی بالحکمة السیاسة و علم السیاسة و سیاسة الملک و الحکمة المدنیة. و هو علم تعلم منه أنواع الرئاسة و السیاسات و الاجتماعات المدنیة و أحوالها، و موضوعه المراتب المدنیة و أحکامها و الاجتماعات الفاضلة و الردیئة، و وجه استبقاء کلّ واحد منها و علّة زواله، و وجه انتقاله و ما ینبغی أن یکون علیه الملک فی نفسه، و حال أعوانه «2» و أمر الرعیة و عمارة المدن. و هذا العلم و إن کان الملوک و أعوانهم أحوج إلیه «3» فلا یستغنی عنه أحد من الناس لأنّ الإنسان مدنی بالطبع و یجب علیه اختیار المدینة الفاضلة مسکنا و الهجرة عن «4» الردیئة، و إن یعلم کیف ینفع أهل مدینته و ینتفع بهم، و إنّما یتمّ ذلک بهذا العلم. و کتاب السیاسة «5» لأرسطاطالیس إلی الإسکندر یشتمل علی مهمات هذا العلم، و کتاب آراء المدینة الفاضلة «6» لأبی نصر الفارابی جامع لقوانینه، کذا فی إرشاد القاصد.

السّیاق البعید:

[فی الانکلیزیة]Conduct،deduction،conclusion
[فی الفرنسیة]Conduite،deduction،conclusion
بکسر السین عند المنطقیین هو الشکل الرابع کما یجی‌ء. و وجه التسمیة ظاهر.
و السیاق فی اللغة بمعنی راندن.- أی السّوق-

سیاقة الأعداد:

[فی الانکلیزیة]Counting
[فی الفرنسیة]Denombrement
و یسمّی بالتعدید أیضا و هو إیقاع أسماء مفردة علی سیاق واحد، و أکثره یوجد فی الصفات کقوله تعالی هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِکُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَکَبِّرُ «7» کذا فی الإتقان.
و یقول فی جامع الصنائع: الأفضل هو مراعاة الترتیب، و أمّا الأوثق أن یؤتی بالعکس. و مثال الأوّل البیت التالی و ترجمته:
لو استطیع أن أتکلّم یوما مرتین مع ثلاثة اشخاص أربع کلمات
أو خمسة و ستة و سبعة.
و مثال الثانی ما ترجمته:
______________________________
(1) و النوع الآخر … انتهی (- م، ع).
(2) و ما ینبغی … و حال أعوانه (- م، ع).
(3) و إن کان الملوک و أعوانهم أحوج إلیه فلا (- م، ع).
(4) من (م، ع).
(5) کتاب السیاسة فی تدبیر الرئاسة لارسطو طالیس (384- 232 ق. م) و الأرجح أنه لارسطو علی الرغم من بعض الشکوک فی صحة نسبته إلیه. و عرف الکتاب «بسر الأسرار» أیضا. نقله إلی العربیة یوحنا بن البطریق (القرن الثالث الهجری). و لم یجد العرب نسخة مخطوطة لهذا الکتاب قبل القرن الثامن الهجری لکن نقل الکتاب من العربیة إلی اللاتینیة و العبریة قبل ذلک عبر المغرب و الاندلس. و لمزید من التفصیل یرجع إلی نشرة عبد الرحمن بدوی لهذا الکتاب و دراسته عن کل ما أحاط به.
و یتضمن الکتاب عشرة مقالات قدّمها ارسطو للإسکندر، و فیها مزیج من السیاسة و الاجتماع و تدبیر الحیاة و الادارة. کشف الظنون، 2/ 1426 نشرة البدوی القاهرة، دار الکتب المصریة، 1954 م.
(6) آراء أهل المدینة الفاضلة لابی نصر الفارابی (257- 339 ه/ 872- 950 م) و قد طبع الکتاب فی بیروت، الکاثولیکیة، 1959 م. و فی هذا الکتاب یحاکی الفارابی نظام الفیض الذی وضعه فی اتصال اللّه عزّ و جل فی العقل الانسانی بواسطة العقل الفعّال علی وضع من تراتب النفس الناطقة. و بالتالی مدبّر المدینة الفاضلة یشابه السبب الأول الذی به سائر الموجودات. فالسعادة الساعیة لبناء المدینة الفاضلة تحاکی فی نظامها و تراتبها و قواها نظام الکون و مراتبه.
(7) الحشر/ 23.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 995
ما دام الثمانیة علی رأس السابع مع الستة و الخمسة من الأربعة ثلاثة
کلا الفرقتین، و لکن دفعة واحدة فلتکن بحکم القضاء مأمورة لک
و المثال التالی علی التعداد المرتّب و ترجمته:
الوحید الذی: یطیعه العالمان و الأرواح الثلاثة و الطباع الأربعة کالحواس الخمس و الأرکان الستة.
و لو اتجهت نحو الخلد من الأقطار السبعة من تسع سماوات بعشرة أنواع یصلون إلیه
مثال آخر علی التعداد المعکوس هذا الرباعی و ترجمته: عشرة من المحبین من تسعة أفلاک، و من الجنات الثمانیة و الکواکب السبعة، من الجهات الست، کتبوا هذه الرسالة.
فإنه لم یعجن الخلّاق طینة آدمیّ مثلک أیّها «الصنم» المحبوب.
فی خمس حواس و أربعة أرکان و ثلاثة أرواح. و أمّا فی مجمع الصنائع فقد أورد: إن سیاق الأعداد فی هذه الصفة هو: أنّ الشاعر أو الکاتب یورد عدّة أشیاء، لکلّ منها معنی لطیف مستملح علی نسق و نظم کما فعل الشاعر «رندی»؛ و ترجمة البیت المذکور:
إنّه ینصب خیمته فی مکان لا یصله شیطان و یسوق الجیش إلی حیث لا ترعی فیه الحیّة و الأبیات التالیة للشاعر أمیر خسرو دهلوی، فی مصاریعها الثانیة یوجد فیها مثل هذا الحال و هی نادرة جدا و لا جواب لها.
أیها المطرب هیّا إلی الحدیقة فهذا وقت الورد فأین أنغامک؟
فأین صوتک، و عودک، و نغمتک، و حرکة أناملک؟
أمام تلک (الشفة) الحمراء ما ذا تقول أیّها الیاقوت عن الصّفاء؟
فأین رضابک، و حرارتک و لمعانک، و لونک؟
أیّها الفلک: إن کنت مع ذی الوجه الملائکی عندک کلام أو بحث؟
فأین مکرک و سحرک و حیلتک؟
حتی م تقول أنا ملک الکلام؟ فأین ملکک و وطنک و تاجک و عرشک؟
و إذا تلاقی مع هذه الصفة صفة أخری من أقسام السّجع کاللّفّ و النّشر و غیرها فإنّه یصل إلی أعلی درجة من درجات الجمال و البلاغة کما فی هذه القطعة:
لیعطک اللّه مرادک فی الحال و المال و السنة (العمر) و الفأل و الأصل و النسل و الحظ و العرش،
کل واحد من هذه الثمانیة فی حدیقة النجاح.
فالحال جید و المال وافر و السنة مبارکة و الفأل مسعود و الأصل ثابت و نسلک باق و عرشک عال و الحظ رفیقک.
انتهی من مجمع الصنائع «1».
______________________________
(1) و در جامع الصنائع گوید بهتر آنست که ترتیب را نکاهدارد و محکم‌تر آنست که بر عکس آرد مثال اوّل.
یک روز دو بار با سه کس چار سخن یا پنج و شش است و هفت گر بکنم
مثال دوم. تا بود هشت بر سر هفتم. با شش و پنج شد ز چار سه تا. هر دو فرقه ولی به یکباره. باد مأمور تو بحکم قضا. [مثال دیگر در تعداد مرتب. قطعه. یگانه که دو کون و سه روح و چار طباع. چو پنج حس و شش ارکان متابع‌اند او را. ز هفت کشور اگر سوی هشت خلد آید. ز نه سپهر بده نوع میرسند او را. مثال دیگر در تعداد معکوس. رباعی. ده یار ز نه سپهر و از هشت بهشت. هفت اخترم از شش جهت این نامه نوشت. کز پنج حواس و چار ارکان و سه روح. ایزد بدو عالم چو تو یک بت نسرشت. و در مجمع الصنائع آورده سیاق العداد این صنعت چنان است که شاعر و یا منشی چند چیز را که هریک از آنها معنی خوش داشته باشد بر یک نسق و نظم بیارد چنانچه بیت رندی.
جائی زند او خیمه کانجا نرسد دیو جایی برد او لشکر کانجا نچرد مار
و هر مصراع آخر این غزل امیر خسرو شامل این حال است و بس نادر و لا جواب افتاده
مطربا سوی چمن وقت گل آهنگ تو کو صوت تو بربط تو نغمه تو چنگ تو کو
پیش آن لعل چه لافی به صفا ای یاقوت آب تو تاب تو رخشانی تو رنگ تو کو
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 996

سیب زنخ:

[فی الانکلیزیة]Chin
[فی الفرنسیة]Menton
بالفارسیة تفاحة الذقن. و عندهم هی المشاهدة التی تطلع من مطالع الجمال. «1»

السّیر:

[فی الانکلیزیة]Itinerary،path،walk،progression
-[فی الفرنسیة]Itineraire،route،marche،cheminement
بالفتح و سکون الیاء عند أهل التصوّف و أهل الوحدة یطلق بالاشتراک علی معنیین:
و أورد فی مجمع السّلوک فی بیان معنی السّلوک قال: السّیر نوعان: سیر إلی اللّه و سیر فی اللّه.
فالسّیر إلی اللّه له نهایة. و أهل التصوف یقولون:
السّیر إلی اللّه هو أن یسیر السّالک حتی یعرف اللّه، و إذ ذاک یتمّ السّیر. ثم یبتدئ السّیر فی اللّه، و علیه فالسّیر إلی اللّه له غایة و نهایة. و أمّا السّیر فی اللّه فلا نهایة له. و أهل الوحدة یقولون: السّیر إلی اللّه هو أن یسیر السّالک إلی أن یدرک درجة الیقین بأنّ الوجود واحد لیس أکثر. و لیس ثمّة وجود إلّا للّه، و هذا لا یحصل إلّا بعد الفناء و فناء الفناء. و السّیر فی اللّه عند أهل التصوف هو أنّ السّالک بعد معرفته لربه یسیر مدّة حتی یدرک بأنّ جمیع صفات اللّه و أسمائه و علمه و حکمته کثیرة جدا، بل هی بلا نهایة، و ما دام حیا فهو دائم فی هذا العمل.
و أمّا لدی أهل الوحدة فهو أنّ السّالک بعد إتمام سیره إلی اللّه یستمرّ فی سیره مدّة حتی یدرک جمیع الحکم فی جواهر الأشیاء کما هی و یراها.
و یقول بعضهم: السّیر فی اللّه غیر ممکن.
ذلک لأنّ العمر قلیل، بینما علم اللّه و حکمته لا تحصی، و بعضهم یقول: بل هو ممکن، و ذلک أنّ البشر متفاوتون من حیث استعدادهم، فبعضهم لمّا کان قویا فیمکنه أن یدرک جمیعها، انتهی «2».
و فی حاشیة جدی علی حاشیة البیضاوی فی تفسیر سورة الفاتحة: اعلم أنّ المحققین قالوا إنّ السفر سفران: سفر إلی اللّه و هو متناه لأنّه عبارة عن العبور علی ما سوی اللّه، و إذا کان ما سوی اللّه متناهیا فالعبور علیه متناه.
و سفر فی اللّه و هو غیر متناه لأنّ نعوت جماله و جلاله غیر متناهیة لا یزال العبد یترقّی من بعضها إلی بعض. و هذا أول مرتبة حقّ الیقین کذا قال الفاضل. و فی توضیح المذاهب یقول:
ینتهی السّیر إلی اللّه حینما یقطع السّالک بادیة الوجود بقدم الصّدق مرّة واحدة، و حینئذ یتحقّق السّیر فی اللّه حیث إنّ اللّه سبحانه یتفضّل علی
______________________________
ای فلک گر به پری چهره من داری بحث مکر تو سحر تو افسون تو نیرنگ تو کو
چند گوئی که منم خسرو اقلیم سخن ملک تو کشور تو تاج تو اورنگ تو کو
و اگر با این صنعت صنعتی دیگر از قسم سجع و لف و نشر و غیره همراه گردد برترین پایه و بلند پایگاه گردد مانند این. قطعه.
حال و مال و سال و فال و اصل و نسل و بخت و تخت. بر مرادت باد هر هشت آن حدیقه کامکار.
حال نیکو مال وافر سال فرخ فال سعد. اصل ثابت نسل باقی تخت عالی بخت یار.
(انتهی از مجمع الصنائع)
(1) نزدشان مشاهده را گویند که از مطالع جمال خیزد.
(2) در مجمع السلوک در بیان معنی سلوک می‌آرد سیر دو نوع است سیر إلی اللّه و سیر فی اللّه سیر إلی اللّه نهایت دارد و اهل تصرف گویند سیر إلی اللّه آنست که سالک چندان سیر کند که خدای را بشناسد و چون خدای را شناخت سیر تمام شد و ابتدای سیر فی اللّه حاصل شد پس سیر إلی اللّه را غایت و نهایت است و سیر فی اللّه بی انتها. و اهل وحدت گویند سیر إلی اللّه آنست که سالک چندانی سیر کند که یقین بداند که وجود یکی است بیش نیست و جز وجود خدای تعالی وجودی دیگر نیست و این بجز حصول فنا و فنای فنا حاصل نشود و سیر فی اللّه نزد اهل تصوف آنست که سالک بعد شناختن خدای چندانی دیگر سیر کند که تمام صفات و اسامی و علم و حکمت خدای که بسیاراند بلکه بی‌نهایت در یابد و تا زنده باشد هم درین کار باشد.
و نزد اهل وحدت آنست که سالک بعد حصول سیر إلی اللّه دیگر چندانی سیر کند که تمام حکمتهای جواهر اشیا کما هی بداند و ببیند. و بعضی گویند سیر فی اللّه امکان ندارد چرا که عمر اندک و علم و حکمت خدای بیشمار و بعضی گویند امکان دارد چرا که استعداد آدمی متفاوت است استعداد بعضی چون قوی باشد ممکن است که همه دریابد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 997
عبده به بعد ما فنی فناء مطلقا عن ذاته، و تطهّر من زخارف الدنیا، حتی یترقّی بعد ذلک إلی عالم الاتصاف بالأوصاف الإلهیة، و یتخلّق بالأخلاق الرّبّانیّة «1».
و عند الأصولیین و أهل النظر هو من مسالک إثبات العلّة و یسمّی بالسیر و التقسیم أیضا و بالتقسیم أیضا و بالتردید أیضا. فالتسمیة بالسیر فقط أو بالتقسیم فقط أو بالتردید فقط إمّا تسمیة الکلّ باسم الجزء و إمّا اکتفاء عن التعبیر عن الکلّ بذکر الجزء، کما تقول قرأت ألم و ترید سورة مسماة بذلک، و یفسّر بأنّه حصر الأوصاف الموجودة فی الأصل الصالحة للعلیّة فی عدد ثم إبطال علّیة بعضها لتثبت علّیة الباقی. و عند التحقیق الحصر راجع إلی التقسیم و السّیر إلی الإبطال. و حاصله أن تتفحّص أولا أوصاف الأصل أی المقیس علیه. و یردّد بأنّ علّة الحکم فیه هل هذه الصفة أو تلک أو غیر ذلک ثم تبطل ثانیا علّة «2» کلّ صفة من تلک الصفات حتی یبقی وصف واحد، فیستقر و یتعیّن للعلّیة.
فیستفاد من تفحّص أوصاف الأصل و تردیدها لعلّیة الحکم و بطلان الکلّ دون واحد منها أنّ هذا الوصف علّة للحکم دون الأوصاف الباقیة، کما یقال علّة حرمة الخمر إمّا الاتخاذ من العنب، أو المیعان، أو اللون المخصوص، أو الطعم المخصوص، أو الریح المخصوص، أو الإسکار. لکنّ الأول لیس بعلّة لوجوده فی الدّبس بدون الحرمة، و کذلک البواقی ما سوی الإسکار، فتعیّن الإسکار لعلّیة الحرمة فی الخمر، هکذا فی شرح التهذیب لعبد اللّه الیزدی.
فإن قیل المفروض أنّ الأوصاف کلّها صالحة لعلّیة ذلک الحکم و الإبطال نفی لذلک، لأنّ معناه بیان عدم صلوح البعض فتناقض. قلنا المراد «3» بصلوح الکلّ صلوحه فی بادئ الرأی و بعدم صلوح البعض عدمه بعد التأمّل و التفکّر فلا تناقض. و بالجملة فالسیر و التقسیم هو حصر الأوصاف الصالحة للعلّیة فی بادئ الرأی ثم إبطال بعضها بعد النظر و التأمّل، کما تقول فی قیاس الذرة علی البرّ فی الربویة بحثت عن أوصاف البرّ فما وجدت ثمة علّة للربویة فی بادئ الرأی إلّا الطّعم أو القوت أو الکیل، لکن الطّعم أو القوت لا یصلح لذلک عند التأمّل فتعیّن الکیل، لأنّ الأشیاء التی یوجد فیها الطعم و التی یحصل منها القوت من أعظم وجوه المنافع لأنها أسباب بقاء الحیوان و وسائل حیاة النفوس، فالسبیل فی أمثالها الإطلاق بأبلغ الوجوه و الإباحة بأوسع طرائق التحصیل لشدة الاحتیاج إلیها و کثرة المعاملات فیها دون التضییق فیها، لقوله تعالی یُرِیدُ اللَّهُ بِکُمُ الْیُسْرَ وَ لا یُرِیدُ بِکُمُ الْعُسْرَ «4» و قوله تعالی وَ ما جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ «5» و قوله علیه السلام لعلیّ و معاذ حین أرسلهما إلی الیمن:
«یسّرا و لا تعسّرا» «6»، و القول المجتهدین و المشقّة تجلب التیسیر، هکذا فی الهدایة و حواشیه. و هناک مقامان أحدهما بیان الحصر و یکفی فی ذلک أن یقول بحثت فلم أجد سوی
______________________________
(1) و در توضیح المذاهب آرد سیر إلی اللّه وقتی منتهی شود که بادیه وجود بقدم صدق یکبارگی قطع کند و سیر فی اللّه آنگاه متحقق شود که او سبحانه تعالی بنده را بعد از فنای مطلق ذاتی مطهر از آلایش حدثان ارزانی فرماید تا بدان در عالم اتصاف باوصاف إلهی و تخلق باخلاق ربانی ترقی کند.
(2) علیة (م).
(3) المقصود (م، ع).
(4) البقرة/ 185.
(5) الحج/ 78.
(6) صحیح البخاری، کتاب الأدب، باب قول النبی یسّروا و لا تعسروا، ح (148)، 8/ 55.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 998
هذه الأوصاف و یصدّق لأنّ عدالته و تدینه مما یغلب ظنّ عدم غیره، إذ لو وجد لما خفی علیه، أو لأصن الأصل عدم الغیر، و حینئذ للمعترض أن یبین وصفا آخر، و علی المستدل أن یبطل علّیته، و إلّا لما ثبت الحصر الذی ادّعاه، و ثانیهما إبطال علیة بعض الأوصاف و یکفی فی ذلک أیضا الظنّ و ذلک بوجوه: الأول الإلغاء و هو بیان أنّ الحکم بدون هذا الوصف موجود فی الصورة الفلانیة فلو استقلّ بالعلّیة لانتفی الحکم بانتفائه. و الثانی کون الوصف طردیا أی من جنس ما علم إلغاؤه مطلقا فی الشرع کالاختلاف الطول و القصر، أو بالنسبة إلی الحکم المبحوث عنه کالاختلاف بالمذکورة و الأنوثة فی العتق. و الثالث عدم ظهور المناسبة فیکفی للمستدلّ أن یقول بحثت فلم أجد له مناسبة و یصدّق فی ذلک لعدالته. و الحنفیة لا یتمسّکون بهذا المسلک و یقولون التردید إن لم یکن حاصرا لا یقبل و إن کان حاصرا بأن یثبت عدم علّیة غیر هذه الأشیاء التی ورد فیها بالإجماع مثلا بعد ما ثبت تعلیل هذا النص یقبل کإجماعهم عل أنّ العلّة للولایة إمّا الصّغر أو البکارة، فهذا إجماع علی نفی ما عداهما. هذا کله خلاصة ما فی التلویح و العضدی و حواشیهما.

السّیر:

[فی الانکلیزیة]Biographies،conducts،manner of dealing with others،life of the prophet Mohammed
[فی الفرنسیة]Biograplies،conduites،maniere de traiter les autres،vie du prophete Mahomet
بکسر الأول و فتح الثانی جمع سیرة.
و السیرة هی اسم من السیر ثم نقلت إلی الطریقة ثم غلبت فی الشرع علی طریقة المسلمین فی المعاملة مع الکافرین و الباغین و غیرهما من المستأمنین و المرتدّین و أهل الذّمة کذا فی البرجندی و جامع الرموز. و فی فتح القدیر السّیر غلب فی عرف الشرع علی الطریق المأمور به فی غزو الکفار. و فی الکفایة السّیر جمع سیرة و هی الطریقة فی الأمور، فی الشرع یختصّ بسیر النبی علیه السلام فی المغازی. و فی المنشور «1» السیر جمع سیرة. و قد یراد بها قطع الطریق، و قد یراد بها السّنّة فی المعاملات. یقال سار أبو بکر رضی اللّه عنها بسیرة رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم.
و سمّیت المغازی سیرا لأنّ أول أمورها السّیر إلی الغزو، و أنّ المراد «2» بها فی قولنا کتاب السّیر سیر الإمام و معاملاته مع الغزاة و الأنصار و الکفار. و ذکر فی المغرب أنّها غلبت فی الشرع علی أمور المغازی و ما یتعلّق بها کالمناسک علی أمور الحج انتهی.

السّیلان:

[فی الانکلیزیة]Flow،casting،liquid
[فی الفرنسیة]Ecoulement،coulage،liquide
عبارة عن تدافع الأجزاء سواء کانت متفاصلة فی الحقیقة و متواصلة فی الحسّ، أو کانت متواصلة فی الحقیقة أیضا. و قد یوجد السّیلان بهذا التفسیر فیما لیس برطب کالرمل السیّال مع کونه یابسا بالطبع، و یوجد أیضا فیما هو رطب کالماء السّائل، و توجد الرطوبة بدون السّیلان فی الماء الراکد فی إناء أو برکة، فبینهما عموم من وجه. و فی الملخص السّیلان عبارة عن حرکات توجد فی أجسام متفاصلة فی الحقیقة متواصلة فی الحسّ لدفع بعضها بعضا حتی لو وجد ذلک فی التراب و الرمل کان سیّالا. و فیه أنّه علی هذا یلزم أن لا یکون الماء سیّالا لکونه متصلا فی الحقیقة کما هو عند
______________________________
(1) المنشور فی فروع الحنفیة. للإمام السید ناصر الدین أبی القاسم بن یوسف السمرقندی الحنفی (- 556 ه). کشف الظنون، 2/ 1861.
(2) المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 999
الحسّ، لکنه سیّال علی ما اشتهر فی لسان القوم، إلّا أنّ سیلانه قسری علی ما نصّ علیه الشیخ. ثم السّیلان من أنواع الکیفیات الملموسة فماهیته بدیهیة. و ما ذکر فهو رسم له.
هکذا یستفاد من شرح المواقف و شرح حکمة العین.

سیم:

[فی الانکلیزیة]Silver
[فی الفرنسیة]Argent
بالفارسیة الفضة. و عندهم هی تصفیة الظاهر و الباطن «1».

سیمیا:

[فی الانکلیزیة]Witchcraft،magic
[فی الفرنسیة]Sorcellerie،magie
هو علم یکون به تسخیر الجن. کذا فی بحر الجواهر «2».

سیون:

[فی الانکلیزیة]Siun)a month of the Hebrew calender(
[فی الفرنسیة]Siun)mois du calandrier juif(
اسم شهر من أشهر التقویم الیهودی «3».
______________________________
(1) نزدشان تصفیه ظاهر و باطن را گویند.
(2) علمیست که بدان تسخیر جن می‌شود کذا فی بحر الجوهر.
(3) نام ماهی است در تاریخ یهود.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1000

حرف (الشین) (ش)

الشّاب:

[فی الانکلیزیة]Young
[فی الفرنسیة]Jeune
بتشدید الموحدة لغة من یکون سنه ما بین الثلاثین إلی أربعین، و الشیخ هو المسنّ بعد الکهل و هو الذی انتهی شبابه. و الشّاب شرعا من خمس عشرة سنة أی من حدّ البلوغ إلی ثلاثین ما لم یبلغ علیه الشیب، و الکهول من ثلاثین إلی خمسین.
و الشیخ شرعا ما زاد علی خمسین، کذا فیّ البرجندی ناقلا من المغرب. و فی جامع الرموز فی بیان الصلاة بالجماعة: الشّابّة بالتشدید لغة الزائدة من تسع عشرة سنة إلی ثلاث و ثلاثین سنة؛ و شرعا من خمس عشرة سنة إلی تسع و عشرین سنة. و فیه فی کتاب الإیمان الشّاب لغة من تسع عشرة سنة، و الکهل من أربع و ثلاثین، و الشیخ من أحد و خمسین إلی آخر العمر کما فی التتمة «1».
و ذکر فی القاموس أنّ الکهل من إحدی و ثلاثین و الشیخ من خمسین إلی آخر العمر.

الشّاذ:

[فی الانکلیزیة]Singular،strange،abnormal.irregular
[فی الفرنسیة]Singulier،etrange،anormal.irregulier
بتشدید الذال لغة المتفرّد. و عند أهل العربیة کالصرفیین و النحاة ما یکون مخالف القیاس من غیر أن ینظر إلی قلّة وجوده و کثرته فی الاستعمال نحو قوله: و أمّا ما قلّ وجوده فیسمّی وجوده نادرا سواء خالف القیاس أو لا، کخزعال. و ما یکون فی ثبوته کلام یسمّی ضعیفا کقرطاس بالضم، فإنّ الفصیح بکسر القاف کذا فی الجاربردی شرح الشافیة فی بحث تعبیر الزائد بلفظه. و فی بحر المواج «2» فی تفسیر قوله تعالی: کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمُ الْآیاتِ «3» الکلام الوارد قبل وضع القواعد النحویة إن خالف قاعدة الکلّ أو الجمهور یسمّی شاذا علی الصحیح، بخلاف ما ورد بعده فإنّه إن خالف الکلّ یسمّی ممنوعا، و إن خالف الجمهور یسمّی شاذا انتهی. و عند المحدّثین حدیث رواه المقبول مخالفا لمن هو أولی منه، و هذا هو المعتمد، و یقابله المحفوظ و هو ما رواه أولی من ذلک الراوی المقبول، و یقرب منه ما قیل الشّاذ ما خالف الراوی الثقة فیه جماعة الثقات بزیادة أو نقص. و بالجملة فراوی الشّاذ قوی و راوی المحفوظ أقوی منه بمزید ضبط أو کثرة عدد، لأنّ العدد الکثیر أولی بالحفظ من الواحد، أو غیر ذلک من وجوه الترجیحات، و بهذا عرّفه الشافعی و جماعة من العلماء. و قال
______________________________
(1) التتمة (فقه حنفی) تتمة الفتاوی الخیریة لنفع البریة، للشیخ ابراهیم بن سلیمان بن محمد بن عبد العزیز الحنفی الجغمینی (- 1108 ه). البغدادی، هدیة العارفین، 1/ 36. سرکیس، معجم المطبوعات العربیة و المعربة، ص 729.
(2) بحر المواج (تفسیر و بلاغة). البحر المواج و السراج الوهاج فی تفسیر القرآن للقاضی شهاب الدین أحمد بن شمس الدین بن عمر الزاولی الدولت‌آبادی الهندی الحنفی (- 848 ه). البغدادی، إیضاح المکنون، 1/ 166.
(3) البقرة/ 219.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1001
الخلیلی «1»: و علیه حفّاظ الحدیث الشّاذ ما لیس له إلّا إسناد واحد شذّ به أی تفرّد به شیخ ثقة أو غیره، فما کان من غیر ثقة فمتروک لا یقبل، و ما کان عن ثقة توقّف فیه و لا یحتجّ به، فلم یعتبر المخالفة و کذا لم یقتصر علی الثقة. و قال الحاکم: الشاذ هو الحدیث الذی یتفرّد به ثقة من الثقات و لیس له أصل متابع لذلک الثّقة فلم یعتبر المخالفة و لکن قیّد بالثقة. قال ابن الصلاح أمّا ما حکم علیه بالشذوذ فلا إشکال فیه و أمّا ما ذکراه فمشکل بما یتفرّد به العدل الحافظ الضابط کحدیث «إنّما الأعمال بالنیات» «2» هکذا یستفاد من شرح النخبة و شرحه و مقدمة شرح المشکاة و القسطلانی.
اعلم أنّ النسبة بین الشّاذ و المنکر هی العموم من وجه لاجتماعهما فی اشتراط المخالفة و افتراق الشّاذ بأنّ راویه ثقة أو صدوق و المنکر راویه ضعیف. و ابن الصلاح سوّی بینهما و قال: المنکر بمعنی الشّاذ فغفل عن هذا التحقیق کذا فی شرح النخبة. و فی شرحه: اعلم أنّ النسبة تارة تعتبر بحسب الصدق و تارة بحسب الوجود و تارة بحسب المفهوم، و الأخیر هو المراد هاهنا «3».
اعلم أنّ فی بعض الحواشی المعلّقة علی شرح النخبة قال: الشاذ له تفاسیر: الأول ما یخالف فیه الراوی لمن هو أرجح منه. و الثانی ما رواه المقبول مخالفا لمن هو أولی منه، و المقبول أعمّ من أن یکون ثقة أو صدوقا هو دون الثّقة. و الثالث ما رواه الثّقة مخالفا لما رواه من هو أوثق منه، و هذا أخصّ من الثانی، کما أنّ الثانی أخصّ من الأول. و الرابع ما یکون سوء الحفظ لازما لراویه فی جمیع حالاته، فإن کان سوء الحفظ عارضا یسمّی مختلطا. و المراد «4» بسوء الحفظ ترجّح جانب الإصابة علی جانب الغلط و الخامس ما یتفرّد به شیخ. و السادس ما یتفرّد به ثقة و لا یکون له متابع. و السابع و قد ذکره الشافعی ما رواه الثّقة مخالفا لما رواه النّاس انتهی. و فی الإتقان الشّاذ من القراءة ما لم یصحّ سنده کقراءة ملک یوم الدین بصیغة الماضی و نصب یوم و إیاک تعبد بصیغة المخاطب المجهول.

الشّاعر:

[فی الانکلیزیة]Poet
[فی الفرنسیة]Poete
عند أهل العربیة من یتکلّم بالشعر أی الکلام الموزون المذکور. و عند المنطقیین من یتکلّم بالقیاس الشعری و سیجی‌ء ذکرهما. قالوا شعراء العرب علی طبقات: جاهلیون کامرئ القیس «5» و طرفة «6» و زهیر، و مخضرمون و هو أی
______________________________
(1) هو خلیل بن عبد اللّه بن أحمد بن ابراهیم بن الخلیل القزوینی، أبو یعلی الخلیلی. توفی عام 446 ه/ 1054 م. قاض، من حفاظ الحدیث. له عدة کتب. الأعلام 2/ 319، الرسالة المستطرفة 97، معهد المخطوطات 2/ 11.
(2) ورد سابقا.
(3) المقصود (م، ع).
(4) و المقصود (م، ع).
(5) هو امرؤ القیس بن حجر بن الحارث الکندی، من بنی آکل المرار. ولد نحو 130 ق. ه/ نحو 497 م و توفی نحو 80 ق. ه.
نحو 545 م. من أشهر شعراء العرب فی الجاهلیة. و هو صاحب المعلقة المشهورة. کان سکیرا حتی بلغه نبأ مقتل أبیه، فأقلع عن الشرب و قضی بقیة حیاته یطلب المعونة لیثأر له. کتب الکثیرون عنه. و له دیوان شعر. الأعلام 2/ 11، الأغانی 9/ 77، تهذیب ابن عساکر 3/ 104، الشعر و الشعراء 31، الخزانة 1/ 160. و غیرها.
(6) هو طرفة بن العبد بن سفیان بن سعد البکری الوائلی، أبو عمرو. ولد نحو 86 ق. ه/ نحو 538 م و توفی شابا نحو 60 ق. ه/ نحو 564 م. من مشاهیر شعراء الجاهلیة و من الطبقة الأولی. له معلقة مشهورة. و له دیوان شعر. الأعلام 3/ 225، الزوزنی 28، الشعر و الشعراء 49، سمط اللآلئ 319، جمهرة أشعار العرب 32، الخزانة 1/ 414.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1002
المخضرم من قال الشّعر فی الجاهلیة ثم أدرک الإسلام کلبید «1» و حسّان «2». و قد یقال لکلّ من أدرک دولتین و أطلقه المحدثون علی کلّ من أدرک الجاهلیة و أدرک حیاة النبی صلّی اللّه علیه و سلم و لیست له صحبة، و لم یشترط بعض أهل اللغة نفی الصحبة. و متقدمون و یقال الإسلامیون و هم الذین کانوا فی صدر الإسلام کجریر و الفرزدق، مولّدون و هم من بعدهم کبشّار «3»، و محدثون و هم من بعدهم کأبی تمام و البحتری، و متأخرون کمن حدث بعدهم من شعراء الحجاز و العراق و لا یستدلّ فی استعمال الألفاظ بشعر هؤلاء بالاتفاق کما یستدلّ بالجاهلیّین و المخضرمین و الإسلامیین بالاتفاق. و اختلف فی المحدثین فقیل لا یستشهد بشعرهم مطلقا و اختاره الزمخشری و من حذا حذوه. و قیل لا یستشهد بشعرهم إلّا بجعلهم بمنزلة الراوی فیما یعرف أنّه لا مساغ فیه سوی الروایة و لا مدخل فیه للدرایة. هذا خلاصة ما فی الخفاجی و غیره من حواشی البیضاوی فی تفسیر قوله کُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِیهِ «4» الآیة.

الشّاقول:

[فی الانکلیزیة]Plumbline
[فی الفرنسیة]Fil a plomb
هی قطعة من الخشب لدی الفلّاحین من أهل البصرة و فی رأسها قطعة حدید مطویة. و فی کتب أهل الهندسة: هو حجر معلّق بخیط یعرف بواسطته استواء سطح الأرض. کما فی المنتخب. و فی شرح خلاصة الحساب یقول:
هو خیط یعلّق فی أحد طرفیه شی‌ء ثقیل کحجر أو غیره «5».

الشّأن:

[فی الانکلیزیة]State،position،affair
[فی الفرنسیة]Etat،position،affaire
بالفتح و سکون الهمزة الأمر و الشئون الجمع. و الشئون عند الصوفیة هی صور العالم فی مرتبة التعیّن الأول. و فی التّحفة المرسلة:
للعالم ثلاث مواطن: أحدها التعیّن الأول و یسمّی فیه شئونا. و ثانیها التعیّن الثانی و یسمّی فیه أعیانا ثابتة. و ثالثها التعیّن فی الخارج و یسمّی فیه أعیانا خارجیة انتهی.

الشّاهد:

[فی الانکلیزیة]Witness،example
[فی الفرنسیة]Temoin،exeniple
عند الفقهاء ما ستعرف لاحقا. و عند المحدّثین ما سیأتی فی لفظ المتابعة. و عند أهل المناظرة ما یدلّ علی فساد الدلیل للتخلّف أو لاستلزامه المحال کذا فی الرشیدیة. و بهذا المعنی وقع الشاهد فی تعریف النقض الإجمالی. و عند أهل العربیة الجزئی الذی یستشهد به فی إثبات القاعدة لکون ذلک الجزئی من التّنزیل أو من کلام العرب الموثوق بعربیتهم، و هو أخصّ من المثال و سیجی‌ء.
______________________________
(1) هو لبید بن ربیعة بن مالک، أبو عقیل العامری. توفی عام 41 ه/ 661 م. شاعر فارس فی الجاهلیة، و من الأشراف. أدرک الإسلام و وفد علی النبی صلّی اللّه علیه و سلم. و یعدّ من الصحابة. و بعد إسلامه ترک الشعر. له معلّقة جیدة و دیوان شعر مطبوع. الأعلام 5/ 240، خزانة الادب 1/ 337، مطالع البدور 1/ 52، آداب اللغة 1/ 111، الشعر و الشعراء 231.
(2) هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجی الأنصاری، أبو الولید. توفی عام 54 ه/ 674 م. صحابی جلیل. شاعر مخضرم، و مدح الرسول کثیرا. له دیوان شعر مطبوع. الأعلام 2/ 175، تهذیب التهذیب 2/ 247، الإصابة 1/ 326، ابن عساکر 4/ 125، الخزانة 1/ 111، الشعر و الشعراء 104 و غیرها.
(3) تقدمت ترجمته.
(4) البقرة/ 20.
(5) بالقاف چوبی که کشاورزان بصره دارند و در سر آن آهن خمیده میکنند و در کتب اهل هندسه سنگی را گویند که به ریسمان از کونیا بیاویزند تا همواری زمین بدان معلوم کنند کذا فی المنتخب و در شرح خلاصة الحساب می‌گوید که شاقول ریسمانیست که در یک‌طرف او چیزی ثقیل مثل سنگ و غیره بندند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1003
و الشاهد عند أهل التصوف هو التجلّی کما فی بعض الرسائل. و فی کشف اللغات یقول:
الشاهد عند السّالکین هو الحقّ باعتبار الظهور و الحضور، و ذلک لأنّ الحقّ یظهر بصور الأشیاء. فقوله: هو الظاهر عبارة عن ذلک.
و فی العرف: الشاهد: هو الشخص الحسن الصورة انتهی.
و أمّا عند المنجمین فهو الزاعم کما سبق. «1» و الشواهد عند أهل الرّمل هی أربعة أشکال فی الزائجة تسمّی بالزوائد و قد سبق.
و فی الجرجانی الشاهد هو فی اللغة عبارة عن الحاضر و فی اصطلاح القوم الصوفیة عبارة عمّا کان حاضرا فی قلب الإنسان و غلب علیه ذکره، فإن کان الغالب علیه العلم فهو شاهد العلم، و إن کان الغالب علیه الوجد فهو شاهد الوجد، و إن کان الغالب علیه الحقّ فهو شاهد الحق انتهی.

الشئون الذّاتیة:

[فی الانکلیزیة]The immanents،
the immanence of God in the world.
msiehtnap
[فی الفرنسیة]Les immanents،limmanence de Dieu،pantheisme
اعتبار نقوش الأعیان و الحقائق فی الذات الأحدیة کالشجرة و أغصانها و أوراقها و أزهارها و ثمارها فی النواة، و هی التی تظهر فی الحضرة الواحدیة و ینفصل بالعلم، کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

شایگان:

[فی الانکلیزیة]Well fulled
[فی الفرنسیة]Bien rempli
هو بلغة الفرس وصف للشی‌ء بالکثرة، فمثلا یقولون گنج شایگان: أی کنز فیه مال کثیر. و یقول شمس قیس رازی (صاحب أهم کتاب فی نقد الشعر و العروض و القوافی و اسمه المعجم فی معابیر أشعار العجم. و هو من رجال القرن السابع الهجری مات فی شیراز زمن الاتابک سعد بن زنکی حوالی 630 ه). یقول:
شایکان هو عمل بأمر الحاکم بدون أجر. و أما عند المحققین من الشعراء فهو عبارة عن قافیة فیها إیطاء جلی.
و قال شمس قیس الرازی: کل قافیة لیس فیها الروی أصلیا تسمی شایکان سواء کانت مکررة أو لا. و قال إن عامة الشعراء یقولون للقافیة شایکان إذا کان مستعملا فیها الألف و النون مثل یاران أصدقاء، و دوستان: محبین.
و وجود هذا فی القافیة یعدّ من العیوب. کذا فی منتخب تکمیل الصناعة. «2»

شب:

[فی الانکلیزیة]Night
[فی الفرنسیة]Nuit
بالفارسیة تعنی اللیل. و هو عند الصوفیة عالم العمی و عالم الجبروت. و هذا العالم بمثابة خط ممتد بین عالم الخلق و عالم الربوبیة. و لیلة القدر یعنون بها بقاء السالک فی عین استهلاکه بوجود الحق.
و شب بار: نهایة الأنوار التی هی السواد الأعظم. و یقول فی کشف اللغات شب رو:
(بالفارسیة: الساهر لیلا) و هی فی اصطلاح
______________________________
(1) و در کشف اللغات میگوید شاهد نزد سالکان حق را گویند باعتبار ظهور و حضور زیرا که حق بصور اشیاء ظاهر شده که هو الظاهر عبارت آز آنست و در عرف شاهد مرد خو بصورت را گویند انتهی. و نزد منجمان زاعم را گویند چنانکه گذشت.
(2) شایکان: بلغت فرس چیزی را گویند که بسیار باشد مثلا گنج شایگان گنجی را گویند که درو مال بسیار باشد و شمس قیس کفته شایگان کاریست که بحکم حاکم کنند بی‌مزد و نزد محققان شعرا عبارت است از قافیه که مشتمل باشد بر ایطای جلی و شمس قیس گفته که هر قافیه که درو روی اصلی نباشد آن را شایگان گویند خواه مکرر شود و خواه نشود و گفته که عامه شعرا شایگان ان قافیه را گویند که الف و نون جمع درو مستعمل شود مانند یاران و دوستان و شایگان یکی از عیوب قافیه است کذا فی منتخب تکمیل الصناعة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1004
السالکین کنایة عن قیام اللیل، و إحیاء السالک لیله بالعبادة «1».

شباط:

[فی الانکلیزیة]February
[فی الفرنسیة]Fevrier
اسم شهر فی التقویم الرومی. «2»

الشّبه:

[فی الانکلیزیة]Similitude،analogy،resemblance
-[فی الفرنسیة]Similitude،analogie،resemblance
بالکسر و سکون الموحّدة و بفتحتین أیضا المثل کما فی المنتخب. و عند الأصولیین هو من مسالک إثبات العلیّة. قالوا الوصف إمّا أن تعلم مناسبته بالنظر إلی ذاته أو لا، و الأوّل المناسب، و الثانی إمّا أن یکون مما اعتبره الشرع فی بعض الأحکام و التفت إلیه أولا، و الأوّل الشّبه و الثانی الطّرد. و علّیة الشّبه تثبت بجمیع المسالک من الإجماع و النصّ و السّیر، «3» و هل تثبت بمجرّد المناسبة أی تخریج المناط؟
فیه نظر، و إلّا یخرج عن کونه شبیها إلی کونه مناسبا مع أنّ ما بینهما من التقابل. و من أجل أنّه لا تثبت بمجرّد المناسبة قیل فی تعریف الشّبه تارة هو الذی لا تثبت مناسبته إلّا بدلیل منفصل. و قیل تارة هو ما یوهم المناسبة و لیس بمناسب. فبناء کلا التعریفین علی أنّ الشّبه لا یثبت بمجرّد المناسبة بل لا بدّ فی مناسبته للحکم من دلیل زائد علیه، إذ لو ثبت بالنظر إلی ذاته لما کان شبیها بل مناسبا. و قیل إثباته بتخریج المناط مبنی علی تفسیره فمن فسّره بما یوهم المناسبة منعه لأنّ تخریج المناط یوجب المناسبة، و من فسّره بالمناسب الذی مناسبته لذاته جوّزه لجواز أن یکون الوصف الشّبهی مناسبا یتبع المناسب بالذات و هذا فاسد لأنّ تخریج المناط یقتضی کون الوصف مناسبا بالنظر إلی ذاته. مثاله أن یقال فی عدم جواز إزالة الخبث بالمائع أنّ إزالة الخبث طهارة تراد للصلاة فلا تجوز بغیر الماء، کطهارة الحدث بجامع الطهارة، و هو وصف شبهی لأنّ مناسبتها لتعیین «4» الماء فیها بعد البحث التّام غیر ظاهرة، لکنّ الشارع لمّا أثبت الحکم و هو تعیین الماء فی بعض الصور وجودها کالصلاة و الطّواف و مسّ المصحف أوهم ذلک مناسبتها. ثمّ الشّبه حجّة عند جماعة و هو مذهب الشافعی. و لیس بحجّة عند الحنفیة و جماعة کالقاضی أبی بکر الباقلانی لأنّه إمّا مطّلع علی المناسب المؤثّر فیکون حاکما به أولا، و هو حکم بغیر دلیل.
اعلم أنّ لفظ الشّبه یقال علی معان أخر أیضا بالاشتراک، حتی قال إمام الحرمین: لا تتحرّر فی الشّبه عبارة مستمرّة فی صناعة الحدود. فمنهم من فسّره بما تردّد فیه الفرع بین الأصلین یشارکهما فی الجامع إلّا أنّه یشارک أحدهما فی أوصاف أکثر فیسمّی إلحاقه به شبها کإلحاق العبد المقتول بالحرّ فإنّ له شبها بالفرس من حیث المالیة و شبها بالحرّ، لکن مشابهته بالحرّ فی الأوصاف و الأحکام أکثر، فألحق بالحرّ لذلک. و حاصل هذا المعنی تعارض مناسبتین ترجّح إحداهما. و منهم من فسّره بما یعرف فیه المناط قطعا إلّا أنّه یفتقر فی آحاد الصّور إلی تحقیقه کما فی طلب المثل فی جزاء الصید بعد العلم بوجوب المثل. و منهم من فسّره بما اجتمع فیه مناطان لحکمین لا علی سبیل الکمال، لکنّ أحدهما أغلب، فالحکم به
______________________________
(1) شب: نزد صوفیة عالم عمی و عالم جبروت را گویند و این عالم خطی است ممتد میان عالم خلق و عالم ربوبیت و شب قدر بقای سالک را گویند در عین استهلاک بوجود حق و شب بار نهایت انوار را گویند که سواد اعظم اوست و در کشف اللغات می‌گوید شب رو در اصطلاح سالکان کنایت از سالک شب خیز و بیدار است.
(2) شباط: نام ماهی است در تاریخ روم.
(3) و السبر (م، ع).
(4) لتعیّن (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1005
حکم بالأشبه کالحکم فی اللّعان بأنّه یمین لا شهادة و إن وجدا فیه. و قال القاضی هو الجمع بین الأصل و الفرع بما لا یناسب الحکم، لکن یستلزم المناسب و هو قیاس الدلالة فلیس شی‌ء من تلک المعانی معنی من الشّبه المعدود فی مسالک العلّة. هکذا یستفاد من العضدی و حاشیته للمحقّق التفتازانی و غیرهما.

شبه الفعل:

[فی الانکلیزیة]Semiverb)past and present participle،adjective(-Semi
[فی الفرنسیة]verbe)participe،adjectif(
و یسمّی مشابه الفعل أیضا، عند النحاة هو ما یعمل عمل الفعل و یکون فیه حروفه أی حروف الفعل کاسم الفاعل و اسم المفعول و اسم التفضیل و الصّفة المشبّهة و المصدر، و یقابله معنی الفعل و هو ما یستنبط منه معنی الفعل و لا یکون فیه حروفه کالمستقرّ من الظروف، و إن کان جارا و مجرورا و کحروف التنبیه و الإشارة و کحروف النداء علی تقدیر کونها عاملة فی المنادی بدون تقدیر أدعو، و کحروف التمنّی و الترجّی، و کحروف التّشبیه و کمعنی التشبیه من غیر لفظ دالّ علیه نحو زید عمرو مقبلا أی زید شابه عمروا مقبلا، و کالمنسوب و کاسم الفعل.
و قیل لا حروف الاستفهام و النّفی. و إنّ من الحروف المشبّهة بالفعل لعدم ورود الاستعمال علی عملها، هکذا یستفاد من العباب و الموشّح شرح الکافیة «1» و حواشیهما فی بحث الحال و فی الفوائد الضیائیة أدخل الظرف المستقرّ فی الفعل أو شبهه حیث قال ما حاصله: إنّ شبه الفعل هو ما یعمل عمله و هو من ترکیبه کاسم الفاعل و اسم المفعول و الصفة المشبّهة و الظرف إن کان مقدّرا باسم الفاعل، و معنی الفعل هو المستنبط من فحوی الکلام من غیر التصریح به أو تقدیره کالإشارة و التنبیه و کالنداء و الترجّی و التمنّی و التّشبیه. و لا یخفی أنّه علی هذا یخرج اسم الفعل من شبه الفعل و لا یدخل فی معنی الفعل أیضا، فالأولی فی تعریفهما ما قیل أوّلا، کذا قیل. و قد یراد بمعنی الفعل ما یشتمل شبه الفعل أیضا و سیأتی فی لفظ المجاز فی تعریف الحقیقة الفعلیة.

الشّبهة:

[فی الانکلیزیة]Suspicion
[فی الفرنسیة]Soupcon،suspicion
بالضم و سکون الموحدة خفاء الأمر، و الإشکال فی العمل مثل الأمور المشتبهة، کذا فی بحر الجواهر «2». و فی جامع الرموز فی بیان حدّ الزّنا فی کتاب الحدود أنّ الشّبهة اسم من الاشتباه، و هی ما بین الحلال و الحرام و الخطاء و الصّواب کما فی خزانة الأدب «3»، و به یشعر ما فی الکافی من أنّها ما یشبه الثابت و لیس بثابت، و ما فی شرح المواقف من أنّ الشّبهة ما یشتبهه «4» الدلیل و لیست به کأدلة المبتدعین.
و فی القاموس و غیره أنّها الالتباس کما عرفت
______________________________
(1) الموشح شرح الکافیة (فی النحو) الکافیة لابن الحاجب (- 246 ه/ 1248 م). مقدمة وجیزة فی النحو سمّاها الکافیة فی الإعراب. شروحها کثیرة، و لأبی بکر الخبیصی و هو الشیخ شمس الدین محمد بن أبی بکر بن محمد الخبیصی، شرح مختصر ممزوج سمّاه بالموشح، و علیه حاشیة للسید الشریف أیضا. حاجی خلیفة، کشف الظنون، 2/ 1371.
(2) پوشیدگی کار اشتباه پوشیده شدن کار مشتبهات کارهای مانند کذا.
(3) خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب للبغدادی عبد القادر بن عمر (- 1093 ه) و هی شرح علی شواهد شرح العلامة رضی الدین محمد بن الحسن الشهیر بالرضی الأسترآبادی علی الکافیة.
حاجی خلیفة، کشف الظنون، 2/ 1370، البغدادی، هدیة العارفین، 2/ 602، سرکیس، معجم المطبوعات العربیة و المعربة، ص 572، 20، 8،GAS.
(4) تشتبه (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1006
سابقا. و هی علی ما فی جامع الرموز و فتح القدیر و غیرهما من التلویح و معدن الغرائب أنواع. منها شبهة العقد کما إذا تزوج امرأة بلا شهود أو أمة بغیر إذن مولاها أو تزوّج محرّمة بالنّسب أو الرّضاع أو المصاهرة فلا حدّ فی هذه الشّبهة عند أبی حنیفة، و إن علم بالحرمة لصورة العقد، لکنه یعزّر. و أمّا عندهما فکذلک إلّا إذا علم بالحرمة. و الصحیح الأوّل کما فی الأوّل. و منها شبهة فی الفعل و یسمّی بشبهة الاشتباه و شبهة مشابهة و شبهة فی الظّن، أی شبهة فی حقّ من اشتبه علیه دون من لم یشتبه علیه، و هی أن یظنّ ما لیس بدلیل الحلّ أو الحرمة دلیلا، و لا بدّ فیها من الظّنّ لیتحقّق الاشتباه، فإذا زنی بجاریة امرأته أو والده بظنّ أنّها تحلّ له بناء علی أنّ مال الزوجة مال الزوج لفرط الاختلاط، و أنّ ملک الأصل ملک الجزء، أو حلال له، فهذه شبهة اشتباه سقط بها الحدّ لکن لا یثبت النّسب و لا تجب العدّة لأنّ الفعل قد تمحّض زنا. و منها شبهة فی المحلّ و یسمّی شبهة حکمیة و شبهة ملک. و شبهة الدلیل و هی أن یوجد الدلیل الشرعی النافی للحرمة أو الحلّ مع تخلّف حکمه لمانع اتّصل به فیورث هذا الدلیل شبهة فی حلّ ما لیس بحلال و عکسه.
و هذا النوع لا یتوقّف تحقّقه علی الظّنّ. و لذا کان أقوی من الشّبهة فی الظّنّ أی فی الفعل فإنّها ناشئة عن النصّ فی المحلّ، بخلاف الشّبهة فی الظّنّ فإنّها ناشئة عن الرأی و الظّنّ، فإذا وطئ جاریة الابن فإنّه یسقط الحدّ و یثبت النّسب و العدّة لأنّ الفعل لم یتمحّض زنا نظرا إلی الدلیل، و هو قوله علیه السلام: «أنت و مالک لأبیک» «1»، و کذا وطئ معتدّة الکنایات لقول بعض الصحابة: إنّ الکنایات رواجع. و أمّا جاریة الأخ أو الأخت فلیست محلا للاشتباه بشبهة فعل و لا شبهة محلّ فلا یسقط الحد.
قال فی فتح القدیر: تقسیم الشّبهة إلی الشّبهة فی العقد و المحلّ و الفعل إنّما هو عند أبی حنیفة. و أمّا عند غیره من أصحابه فلا تعتبر شبهة العقد. ثم قال: و الشافعیة قسّموا الشّبهة ثلاثة أقسام. شبهة فی المحلّ و هو وطئ زوجته الحائض و الصائمة و المحرّمة و أمته قبل الاستبراء و جاریة ولده و لا حدّ فیه. و شبهة فی الفاعل مثل أن یجد امرأة علی فراشه فیطأها ظانّا أنّها امرأته فلا حدّ. و إذا ادّعی أنّه ظنّ ذلک صدّق [لا] «2» بیمینه. و شبهة فی الجهة. قال الأصحاب: کلّ جهة صحّحها بعض العلماء و أباح الوطء بها لا حدّ فیها و إن کان الواطئ یعتقد الحرمة کالوطء فی النکاح بلا شهود و لا ولیّ انتهی. و قال ابن الحجر فی شرح الأربعین للنووی فی شرح الحدیث السادس: المشتبه بمعنی ما لیس بواضح الحلّ و الحرمة أربعة أقسام. الأول الشکّ فی المحل «3» و المحرّم فإن تعادلا استصحب السابق، و إن کان أحدهما أقوی لصدوره عن دلالة معتبرة فی الیقین فالحکم له. و الثانی الشّکّ فی طرء محرّم علی الحلّ المتیقّن، فالأصل الحلّ. و الثالث أن یکون الأصل التحریم ثم یطرأ ما یقتضی الحلّ بظنّ غالب، فإن اعتبر سبب الظّن شرعا حلّ و ألغی النّظر لذلک الأصل، و إلّا فلا. و الرابع أن یعلم الحلّ و یغلب علی الظّن طرء محرّم فإن لم تستند غلبته لعلامة تتعلّق بعینه لم یعتبر، و إن استندت لعلامة تتعلّق بعینه اعتبرت و ألغی أصل
______________________________
(1) سنن ابن ماجة، کتاب التجارات، باب ما للرجل من مال ولده، ح (2292)، 2/ 769.
مسند أحمد، 2/ 204.
(2) لا (+ م).
(3) الحل (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1007
الحلّ لأنّها أقوی منه. و التفصیل یطلب منه و قد سبق بیان المشتبه فی لفظ الحل.

شبهة العمد:

[فی الانکلیزیة]Blow without criminal premeditation
[فی الفرنسیة]Coup sans premeditation criminelle
فی القتل أن یتعمّد الضّرب بما لیس بسلاح وضعا و لا ما أجری مجری «1» السّلاح، هذا عند أبی حنیفة. و عندهما إذا ضرب بما یقتل غالبا کالحجر العظیم و الخشبة العظیمة و العصا الکبیر فهو عمد و شبهة العمد یتعمّد ضربه بما لا یقتل به غالبا کالسوط و العصا الصغیر و الحجر الصغیر، هکذا فی الهدایة و غیرها.

شبیه الاشتقاق:

[فی الانکلیزیة]Syllepsis
[فی الفرنسیة]Syllepse
هو نوع من أنواع ردّ العجز علی الصّدر، و ذلک بأن یأتی الشاعر بلفظتین متجانستین إحداهما فی صدر البیت و الثانیة فی عجزه دون أن تکونا مشتقتین من أصل واحد، و أن یکون معناهما مختلفا، کالبیت التالی و ترجمته:
لا یمکن للفلک صاحب القبة (القلعة) الزرقاء أن یحصر جفاء عشقک و بیان جمالک.
کذا فی مجمع الصنائع، و الشاهد فی البیت الفارسی کلمتا: حصر و (حصار) و هی بمعنی القلعة «2». کذا فی مجمع الصنائع.

الشّبیه بالمعیّن:

[فی الانکلیزیة]Parallelogram
[فی الفرنسیة]Parallelogramme
هو شکل ذو أربعة أضلاع لا تکون أضلاعه متساویة و لا زوایاه قائمة، و لکن یتساوی کلّ متقابلین من أضلاعه و زوایاه هکذا فی حدود تحریر أقلیدس.

شبیهة القوس:

[فی الانکلیزیة]Analogous arc
[فی الفرنسیة]Arc analogue
عند أهل الهیئة هی القوس التی توتر زاویة عند المرکز مساویة لزاویة توتّرها تلک القوس عند مرکزها. و الظاهر أنّه یشترط فی الشبیهة أن تکون من دائرة إمّا «3» أصغر من دائرة القوس الأخری أو أعظم منها. أمّا إذا تساوی زاویتا قوسین من دائرتین متساویتین فلا یقال للقوسین إنّهما شبیهتان بل متساویتان. و لو أطلق المتشابهتان علیهما لکان علی سبیل التجوّز.
و إن قیل شبیهة القوس هی القوس التی تکون نسبتها إلی دائرتها کنسبة تلک القوس إلی دائرة نفسها یکون أعمّ منه لأنه یشتمل «4» أیضا لما إذا کان کلّ من القوسین نصف دائرة أو أکثر منه.
و لو اعتبر زاویة المحیط بدل زاویة المرکز لکان أیضا أعمّ بأن یقال شبیهة کلّ قوس هی التی توتر زاویة عند محیط دائرتها مساویة للزاویة التی توترها عند محیط دائرتها. و إن شئت قلت شبیهة کلّ قوس هی التی تکون زاویة قطعتها مساویة لزاویة قطعة تلک القوس. و المراد «5» بزاویة القطعة زاویة تحدث عند نقطة من محیط تلک القطعة من خطین یخرجان من طرفی المحیط إلی تلک النقطة. هکذا ذکر فی شرح الچغمینی و حاشیته لعبد العلی البرجندی فی آخر الباب الرابع من المقالة الأولی.
______________________________
(1) مجری (- م).
(2) نوعی است از انواع رد العجز علی الصدر و آن آوردن دو لفظ است در صدر بیت و عجز که با هم متجانس باشند و از یک کلمه مشتق نبودند و در معنی متغایر باشند شعر.
حصر جفای عشق و بیان جمال تو نتوان گماشت بر فلک نیلگون حصار
کذا فی مجمع الصنائع.
(3) إما (- م).
(4) یشمل (م، ع).
(5) و المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1008

الشّتر:

[فی الانکلیزیة]Defect،prosodical anomaly
[فی الفرنسیة]Defaut،anomalie،prosodique
بفتح الشین و التاء المثناة الفوقانیة فی اللغة العیب و النّقصان. و عند أهل العروض هو الخرم بعد القبض فی مفاعیلن، کما أنّ الثّرم هو الخرم بعد القبض فی فعولن، کذا فی بعض الرسائل العربی. فیبقی بعد الشّتر من مفاعیلن فاعلن، و الجزء الذی فیه الشّتر یسمّی أشتر کما فی عروض سیفی و المنتخب. فعلی هذا یحمل کلام عنوان الشرف حیث قال: الشّتر اجتماع الخرم و القبض و قد عرفت أیضا فی لفظ الثرم.

الشّجّ:

[فی الانکلیزیة]Surgery
[فی الفرنسیة]Chirurgie
بالفتح و التشدید هی جراحة الرأس خاصة فی الأصل، ثم استعمل فی غیره من الأعضاء.
الشجاج الجمع. و فی شرح القانونچه تفرّق الاتصال إن کان فی عظم الرأس یسمّی علی الإطلاق شجة و شجاجا.
اعلم أنّ الشجاج عشرة أقسام. و ذلک لأنّ قطع الجلد لا بدّ منه للشّجة و بعد القطع إمّا أن یظهر الدم أو لا، الثانی هو الحارثة و هی التی تخدش الجلد و لا یخرج الدّم، و الأول إمّا أن یسیل الدم بعد الإظهار أو لا، الثانی هو الدامعة و هی التی تظهر الدّم و لا تسیله کالدمع فی العین، و الأول إمّا أن یقطع بعض اللحم أو لا، الثانی هو الدّامیة و هی التی تسیل الدّم، و الأول إمّا أن یکون قطع أکثر اللحم الذی بینه و بین العظم أو لا، الثانی هو الباضعة و هی التی تقطع الجلد، و الأول إمّا أن أظهرت الجلدة الرقیقة الحائلة بین اللحم و العظم أو لا، الثانی هو المتلاحمة و هی التی تأخذ فی اللحم، و الأول إمّا أن یقتصر علی الإظهار أو یتعدّی، و الأول هو السّمحاق و هی التی تصل إلی السّمحاق و هی جلدة رقیقة بین اللحم و عظم الرأس، و الثانی إمّا أن ینحصر علی إظهار العظم أو لا، و الأوّل هو الموضّحة و هی التی توضح العظم، و الثانی إمّا یقتصر علی کسر العظم أو لا، و الأول هو الهاشمة و هی التی تکسر العظم، و الثانی إمّا أن یقتصر علی نقل العظم و تحویله من غیر وصوله إلی الجلدة التی بین العظم و الدماغ أو لا، و الأوّل هو المنقّلة و هی التی تنقل العظم بعد الکسر، و الثانی هو الآمّة و هی التی تصل إلی أمّ الرأس و هو الذی فیه الدماغ و هی العاشرة. و بعد هذه الشجاج شجّة أخری و هی الدامغة و هی التی تخرج الدماغ و لا تبقی النفس بعدها عادة فکانت قتلا لا شجّة. فلهذا لا تعدّ من الشّجاج هکذا فی الهدایة و العنایة.

الشّجاعة:

[فی الانکلیزیة]Courage
[فی الفرنسیة]Courage
هی هیئة للقوّة الغضبیة متوسّطة بین التّهوّر الذی هو الإفراط و الجبن الذی هو التفریط.
و قد سبق فی لفظ الخلق. و شجاعة العربیة عند بعض أهل البیان اسم الحذف و قد سبق.

الشّجرة:

[فی الانکلیزیة]Tree،perfect man
[فی الفرنسیة]Arbre،homme parfait
الإنسان الکامل مدبّر هیکل الجسم الکلّی فإنّه جامع الحقیقة منتشر الدقائق إلی کلّ شی‌ء، فهو شجرة وسطیة لا شرقیة وجوبیة و لا غربیة إمکانیة، بل أمر بین الأمرین، أصلها ثابت فی الأرض السفلی و فرعها فی السموات العلی، أبعاضها الجسمیة عروقها و حقائقها الروحانیة فروعها، و التجلّی الذاتی المخصوص بأحدیة جمع حقیقتها الناتج فیها بسرّ إنّی أنا اللّه ربّ العالمین ثمرتها کذا فی الجرجانی.

الشّخص:

[فی الانکلیزیة]Person،individual
[فی الفرنسیة]Personne،individu
بالفتح و سکون الخاء المعجمة کالبد تن- هو هیکل الجسم- الأشخاص و الشخوص
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1009
و الأشخص الجمع کذا فی المهذب «1». و فی عرف العلماء هو الفرد المشخّص المعیّن.
و الشخصیة هی القضیة المخصوصة. اعلم أنّ الشّخص فی اصطلاح المنطقیین عبارة عن الماهیة المعروضة للتشخّصات «2» و العارض و تقییده یکون خارجا عنها، و إنّما الاعتبار فی اللّحاظ فقط دون الملحوظ. فالماهیة الکلّیة عین حقیقة الأشخاص. و إنّما التغایر بینهما فی اللّحاظ فقط من دون أن یدخل أمر فی نفس أحدهما دون الآخر. و هذا عند المتأخرین من المحقّقین. و أمّا عند المتقدّمین فالشّخص عندهم عبارة عن الماهیة مع القید دون التقیید.
و التفصیل أنّ الطبیعة الکلّیة قد تؤخذ بالنظر إلی أمور محصّلة لها کالأجناس بالنسبة إلی الفصول. مثلا الحیوان إذا أخذ بالنسبة إلی الناطق یسمّی مخلوطة و نوعا، و تسمّی هذه المرتبة مرتبة الخلط، و إذا أخذ بشرط نفی الناطق تکون مادة محمولة علی الأول و تسمّی مجرّدة و معراة، و تسمّی هذه المرتبة. مرتبة التّعریة. و إذا أخذ لا بشرط شی‌ء أی لا بشرط شی‌ء و لا بشرط نفی شی‌ء تسمّی مطلقة و تسمّی هذه المرتبة مرتبة الإطلاق. و قد تؤخذ بالنظر إلی العوارض الغیر المحصّلة کالإنسان بالنظر إلی تشخّص «3» زید مثلا. فطبیعة الإنسان إذا أخذ مع التشخّص الخاص مثلا تکون مخلوطة تتصوّر فیها المراتب الأربع. إحداها کون التقیید و القید کلاهما داخلین و هذا یسمّی بالفرد.
و ثانیتها کون کلیهما خارجین و إنّما التقیید فی اللّحاظ فقط من دون أن یجعل جزءا من الملحوظ و هذا هو المسمّی بالشخص عند المحقّقین من المتأخرین. و أمّا عند المتقدّمین فالقید داخل فی اللّحاظ دون التقیید. و ثالثتها أن یکون التقیید داخلا و القید خارجا و هذا هو المسمّی بالحصّة عندهم. و رابعها أن یکون القید داخلا و التقیید خارجا و هذا القسم مما لا اعتبار له عندهم. و لهذا لم یسمّوه باسم. و بعضهم ضبطوها بالشعر الفارسی:
الفرد إذا کان القید و التقیید داخلا و الشخص أن یکونا خارجین أیّها الإنسان
و إذا کان القید خارجا منه فهذا یسمّی حصة و بقیة الأقسام دعها عنک (فلا اعتبار لها) «4»
هکذا فی شرح السّلّم للمولوی حسن اللکهنوی «5» فی خاتمة بحث الکلّی و غیره.
و التشخّص هو التعیّن و هو یطلق بالاشتراک علی معنیین: الأول کون الشی‌ء بحیث یمتنع فرض اشتراکه بین کثیرین، و حاصله امتناع الاشتراک بین کثیرین، و هو یحصل من نحو الوجود الذهنی و یلحق الصورة الذهنیة من حیث إنّها صورة ذهنیة لأنّ الحمل و الانطباق و ما یقابلهما من شأن الصّور دون الأعیان، و الاختلاف بالکلّیة و الجزئیة إنّما هو لاختلاف الإدراک دون المدرک. فالشی‌ء إذا أدرک بالحواس و حصل فیها کان جزئیا، و إذا أدرک بالعقل و حصل فیه کان کلّیا، و یدلّ علیه أنّ ما ذکروه فی تعریف الکلّی و الجزئی یظهر منه کلّیة اللاشی‌ء و نحوه، فإنّ تصوّر هذه المفهومات لا یمنع فرض «6» الشرکة،
______________________________
(1) المذهب (م، ع).
(2) التشخیصات (م).
(3) شخص (م).
(4)
چو تقیید و قید است داخل بود فرد و گر هر دو خارج بود شخص ای مرد
چو قید است خارج ازو هست حصه دگر قسم باقی رها کن ز قصه
(5) هو حسن بن غلام مصطفی اللکهنوئی الهندی. توفی عام 1198 ه/ 1783 م. حکیم، منطقی. له عدة مؤلفات. معجم المؤلفین 3/ 268، بروکلمان 2/ 624.
(6) عن فروض (م)، عن فرض (ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1010
و أنفسها تمنع عنه. و الثانی کون الشی‌ء ممتازا عمّا عداه. و حاصله الامتیاز عن الغیر و هو یحصل بالوجود الخارجی أی بالوجود الحقیقی الذی هو حقیقة الواجب تعالی علی تقدیر وحدة الوجود، و حقیقة ما عینه متعیّنة بنفسها علی تقدیر تعدّد الوجود، و لا یراد بحصول الامتیاز بالوجود الخارجی أنّ الوجود ینضمّ إلی الشی‌ء فیصیر المجموع شخصا بل یراد به أنّ الشی‌ء یصیر بالوجود ممتازا عمّا عداه، کما أنّه یصیر به مصدر الآثار و یمکن أن ینبّه علیه بأنّ تمایز العرضین المتماثلین یحصل من وجودهما فی الموضوعین، و کذا تمایز الصورتین المتماثلتین یحصل من وجودهما فی المادّتین لما تقرر أنّ وجود العرض فی نفسه هو بعینه وجوده فی الموضوع و وجود الصورة فی نفسها هو وجودها فی المادة بعینه.
و قال المعلم الثانی هویّة الشی‌ء تعیّنه و وحدته و خصوصیّته و وجوده المتفرّد له کلّها واحدة، یعنی أنّ الحیثیة التی بها یصیر موجودا هی بعینها حیثیة بها یصیر مشخّصا و واحدا، فالوجود و التشخّص و الوحدة مفهومات متغایرة و ما به التشخّص و ما به الوجود و ما به الوحدة أمر واحد، فظهر أنّ التشخّص بکلا المعنیین أمر اعتباری، و ما به التشخص علی المعنی الأول هو نحو الوجود الذهنی الذی هو أمر اعتباری.
و علی المعنی الثانی هو الوجود الحقیقی الذی هو موجود بنفسه فتأمل. لکنّ مذهب جمهور العلماء أنّ التعیّن «1» أمر وجودی هو موجود فی الخارج. هکذا حقّق مرزا زاهد فی حاشیة شرح المواقف. و قال شارح المواقف: النزاع لفظی فإنّ الحکماء یدّعون أنّ التعیّن أمر موجود علی أنّه عین الماهیة بحسب الخارج، و یمتاز عنها فی الذهن فقط. و المتکلمون یدّعون أنّه لیس موجودا زائدا علی الماهیة فی الخارج منضمّا إلیها فیه، و لا منافات بینهما. و تمام البحث یطلب منه.
قال المولوی حسن اللکهنوی فی شرح سلّم العلوم: تشخّص الشی‌ء عبارة عمّا یفید الامتیاز للشی‌ء المعروض به من حیث إنّه معروض به، و به یمتاز عمّا عداه، سواء کان کلّیا أو جزئیا خارجیا أو ذهنیا. ثم اعلم أنّ الشخص الخارجی لا یحصل فی ذهن من الأذهان لأنّه إمّا أن یکون باقیا فی الخارج أو لا، و علی الأوّل یلزم تعدّد الشخص الواحد الخارجی فی أمکنة متعدّدة و هذا محال. و علی الثانی یلزم انعدام الشخص الخارجی عند تصوّره، و هذا ظاهر البطلان. و إذا کان کذلک فلا یحصل من زید عند تصوّر هویته الخارجیة إلّا الحقیقة الکلّیة لزید مع التشخّص الذهنی الخاص الکاشف لتلک الهویّة الخارجیة بحیث لا یحتمل غیره. و هذا الشخص الحاصل فی الذهن مباین فی الوجود للهویة الخارجیة. و بهذا التقریر «2» ینحلّ الإشکال المشهور و هو أنّ الصورة الخارجیة لزید و الصورة الحاصلة منه فی أذهان متعدّدة کلّها متصادقة، فکانت کلّ واحدة من تلک الصور متکثّرة مع أنّها جزئیات انتهی من الشرح.

الشّخوص:

[فی الانکلیزیة]Lethargy،torpor
[فی الفرنسیة]Lethargie،torpeur
عند الأطباء نوع من الجمود. و قیل هو السّهر السّباتی و قد مرّ.

الشّدخ:

[فی الانکلیزیة]Fracture،break
[فی الفرنسیة]Fracture،brisure
بالفتح و سکون الدال المهملة هو تفرّق اتّصال فی طول العصب و کسر الرأس کذا فی
______________________________
(1) یتعین (م).
(2) القدر (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1011
بحر الجواهر. و فی شرح القانونچه إن کان تفرّق الاتصال فی العصب طولا یسمّی شقّا و عرضا یسمّی بترا، و إن کثر عدده یسمّی شدخا.

الشّرّ:

[فی الانکلیزیة]The evil
[فی الفرنسیة]Le mal
بالفتح و التشدید ضدّ الخیر و قد سبق.

الشّراء:

[فی الانکلیزیة]Purchase
[فی الفرنسیة]Achat
بالکسر و المدّ و القصر و بالفارسیة: خریدن- الشراء- و فروختن- البیع- و هو من لغات الأضداد و قد سبق تحقیقه فی لفظ البیع.

شراب خام:

[فی الانکلیزیة]Unrefined drink
[فی الفرنسیة]Boisson brute
عند الصوفیة هو العیش الممزوج، أی المقارن بالعبودیة. و شراب پخته شراب ناضج، یعنی العیش الصرف المجرّد من اعتبار العبودیة.
و شراب خانه: یعنون بذلک عالم الملکوت.
و یأتی أیضا. بمعنی باطن العارف الکامل الذی یشتمل علی الشوق و الذوق و العوارف الإلهیة الکثیرة «1».

الشّراب:

[فی الانکلیزیة]Drink
[فی الفرنسیة]Boisson،breuvage
فی اللغة کل ما یشرب من المائعات أی الذی لا یتأتی فیه المضغ حلالا کان أو حراما، و الأشربة الجمع. و فی الشریعة هو الشّراب الحرام علی ما فی جامع الرموز، و الحرام یشتمل علی ما حرّم عند الکلّ، أو اختلف فی حرمته. و لذا وقع فی البرجندی: المتبادر من الشراب فی عرف الفقهاء ما حرّم أو اختلف فی حرمته بشرط کونه مسکرا انتهی.
اعلم أنّ لفظ الشّراب یطلق فی العرف العام علی کل مائع مسکر متّخذ من العنب و غیرها من الفواکه، و الحبوب و غیرها، و مثله لفظ (می) فی الفارسیة کما قال قائل منهم ما ترجمته:
لا یعلم شاربوا الخمر عاقبة الشراب فهؤلاء البله إلی النار یسیرون من طریق الماء «2». و أمّا الخمر فمختصّ بماء العنب إذا غلی و اشتدّ و قذف بالزّبد بإجماع أهل اللغة، و علیه یحمل ما وقع فی التنزیل. و أمّا إطلاقها علی مسکر آخر فمجاز محدث بعد نزول آیة التحریم، فلا یمکن أن یحمل ما أنزل سابقا علی المجاز المستحدث. و هذا عند الحنفیة، و استدلّوا بوجوه الوجه الأوّل إجماع أهل اللغة و أهل العلم علی أنّ لفظة الخمر موضوعة لما ذکر لما فی الهدایة و الزیلعی و الطحاوی و البرجندی و غیرها. لنا أنّه اسم خاص بإطباق أهل اللغة فیما ذکرنا و هو النی‌ء من ماء العنب إذا غلی و اشتدّ و قذف بالزّبد، و هذا هو المعروف عند أهل اللغة و أهل العلم و تسمیة غیرها مجاز. و الوجه الثانی استعمال العرب الموثوقین بعربیتهم الذین یشهد بکلامهم و منهم المتنبی، فإنّ شعره ناطق بأنّ أصل الخمر هو العنب حیث قال:
فإن تکن تغلب الغلباء عنصرها فإنّ فی الخمر معنی لیس فی العنب
و الوجه الثالث أنّ کنیة الخمر مشعرة بأنّ العنب أصلها کما یقال بنت العنقود و بنت العنب. و الوجه الرابع أنّ لفظة الخمر خاصة فی ما ذکر، و غیرها من المسکرات سمّی بأسماء أخر نحو الباذق و المنصف و المثلث و النقیع
______________________________
(1) شراب خام: نزد صوفیه عیش ممزوج است که مقارن عبودیت بود و شراب پخته عیش صرف را گویند که مجرد از اعتبار عبودیت بود و شراب خانه عالم ملکوت را گویند و نیز بمعنی باطن عارف کامل که دران باطن شوق و ذوق و عوارف الهیه بسیار باشند می‌آید.
(2)
نمی‌دانند می‌خواران انجام شراب آخر. به آتش می‌روند این ابلهان از راه آب آخر.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1012
و النبیذ و غیرها. و اختلاف الأسماء یدلّ علی اختلاف المسمّیات هکذا فی الهدایة و غیرها.
و الوجه الخامس قوله تعالی: قالَ أَحَدُهُما إِنِّی أَرانِی أَعْصِرُ خَمْراً «1». فالمراد بلفظ الخمر هاهنا العنب لا غیر بإجماع المفسّرین و اتفاق العلماء المتقدّمین و المتأخرین من قبیل إطلاق المسبّب علی السّبب. و الأصل المتفق علیه فی هذا الباب أنّ السّبب یستعار للمسبّب مطلقا، أی سواء کان السّبب مختصّا بالمسبّب أو لا.
و أمّا استعارة المسبّب للسّبب فلا یصحّ إلّا إذا کان المسبّب مختصّا بالسبب «2»، یعنی لا یکون لذلک المسبّب سبب آخر کما فی لفظة الخمر فإنّها مختصة بالعنب، هکذا فی کلّیات أبی البقاء الحسنی الکفوی الحنفی.
و فی الدرر: الشراب لغة کلّ ما یشرب مسکرا کان أو لا. و شرعا مائع یسکر، انتهی کلامه. و الأصول التی تتخذ منها الأشربة هی العنب و الزبیب و التمر و کالحبوب کالحنطة و الشعیر و الذرة و الفواکه کالإجاص و الفرصاد و الشّهد و الفانیذ «3» و الألبان. أمّا العنب فما یتخذ منه خمسة الخمر و الباذق و المنصف و المثلث و البختج، و المتّخذ من الزبیب شیئان نقیع و نبیذ، و المتّخذ من التمر ثلاثة السّکر و النقیع و النبیذ، و المتّخذ من الحبوب و الفواکه و غیرهما شی‌ء واحد حکما و إن اختلف اسما من النقیع لنبیذ العسل، کذا فی الکفایة.
و الأطباء إذا أطلقوا الشراب أرادوا به الخمر.
و إذا قالوا الشراب الممزوج أرادوا به ما یمزج بالماء، و ما لیس بممزوج یسمّی بالشراب الخالص و الصرف.
اعلم أنّ للشراب أربع مراتب: الحدیث و هو الشّراب الذی لم تمض علیه ستة أشهر و یقال له العصیر. و الذی مضت علیه ستة أشهر و لا یزید علی السنة یسمّی الشراب المتوسّط.
و الذی مضی علیه أربع سنین یسمّی القدیم و المتوسّط یسمّی العتیق. و الشراب الریحانی هو الشراب الصّرف الطیب الرائحة. و قیل هو خالص الصفرة أو الحمرة أو الخضرة، متوسّط القوام عطر الرائحة جدا طیّب الطعم. قال السدیدی هو الشراب الرقیق الأخضر اللون الطیب الرائحة اللطیف القوام الصّافی الصّرف و الشراب المغسول هو المثلّث و شراب الحصرم و شراب الإجاص هو شربته عند الأطباء لا ربّه. و الفرق بینهما أنّ الشّراب یقوّم مع السّکر و الرّبّ یقوّم العصارة بلا سکر، کذا فی بحر الجواهر و غیره.
فللشراب معنیان أحدهما المشروب من المائعات أی السّیّالات، و ثانیهما المائع الذی یقوم مع السّکر. و لذا قال فی بحر الجواهر الأشربة هی السّیالات التی یطرح فیها السّکر و ما یجری مجراها، و الشراب عند الصوفیة هو العشق.
و یقول فی کشف اللغات: الشراب عند السّالکین عبارة عن العشق و المحبة و الغیبوبة و السّکر الحاصل من جلوة المحبوب الحقیقی بحیث یصیر ساکتا و غائبا عن ذاته، و الشراب هو سمع نور العارفین الذی یضی‌ء فی قلب العارف من أصحاب الشهود، فینوّر ذلک القلب «4».

الشرب:

[فی الانکلیزیة]Drinking water،watering place
-[فی الفرنسیة]Eau potable،abrevoir
بالکسر و سکون الراء المهملة لغة الماء
______________________________
(1) یوسف/ 36.
(2) أولا … مختصا بالسبب (- م).
(3) الفرصاد: التوت، و الفانیذ: ضرب من الحلوی.
(4) در کشف اللغات میگوید شراب نزد سالکان عبارت از عشق و محبت و بی‌خودی و مستی است که از جلوه محبوب حقیقی حاصل شود و ساکت و بیخود گرداند و شراب سمع نور عارفان است که در دل عارف صاحب شهود افروخته میگردد و آن دل را منور کند.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1013
المشروب. و ما قیل إنّه لغة نصیب الماء أی الحظ المعیّن من الماء الجاری أو الراکد للحیوان أو الجماد فمشیر إلی هذا. و شریعة زمان الانتفاع بالماء سقیا للمزارع أو الدواب، کذا فی جامع الرموز. و فی شرح أبی المکارم إنّه شرعا نوبة الانتفاع بالماء سقیا للمزارع أو الدواب و المآل واحد. و فی البرجندی المفهوم من أکثر الکتب أنّ الشّرب هو نوبة الانتفاع بالماء سقیا للمزارع و المشاجر، و أما سقی الدواب فداخل فی الشّفة.

الشّربة:

[فی الانکلیزیة]Mouthful،sip
[فی الفرنسیة]Gorgee
بالفتح و السکون قد أراد الأطباء بها التناول سواء کان المتناول متکاثفا «1» أو لا؛ و لذا یقال الشّربة من دواء کذا مثقالا مثلا، کذا فی بحر الجواهر.

الشّرح:

[فی الانکلیزیة]Commentary explanation،interpretation
[فی الفرنسیة]Commentaire،explication،interpretation
بالفتح و سکون الراء المهملة در لغت بمعنی گشاده- مفتوح و پیدا کردن است- الاکتشاف و التوضیح- و هو عند أهل الرمل:
عبارة عن شکل یحصل من ضرب المتن فی صاحب البیت، و یجی‌ء فی لفظ المتن شرح ذلک «2».

الشّرط:

[فی الانکلیزیة]Condition
[فی الفرنسیة]Condition
بالفتح و سکون الراء المهملة و بالفارسیة:
پیمان- حلف- و تعلیق کردن چیزی به چیزی- أی تعلیق حصول أمر علی حصول أمر آخر- کذا فی الصراح. و فی کنز اللغات: الشرط:
ارتباط فعل أو قول بشی‌ء آخر. و ما تعلّق به حصول فعل أو قول، انتهی «3». لکن قال المولوی عبد الحکیم فی حاشیة الفوائد الضیائیة فی القاموس: الشرط إلزام الشی‌ء و التزامه، نقل فی الاصطلاح إلی تعلیق حصول مضمون جملة بحصول أخری. و حروف الشرط هی الحروف الدالة علی التعلیق انتهی. ففهم من هذا أنّ التعلیق معنی اصطلاحی للنحاة. و المفهوم من کتبهم أنّ الشرط هو اللفظ الذی دخلت علیه أداة الشرط یدلّ علیه قولهم: کلم «4» المجازاة تدخل علی الفعلین لسببیة الفعل الأول و مسبّبیة الفعل الثانی، و تسمّی الجملة الأولی شرطا و الثانیة جزاء. و قد صرّح فی التلویح فی فصل مفهوم الموافقة و المخالفة أنّ الشرط فی اصطلاح النحاة ما دخل علیه شی‌ء من الأدوات المخصوصة الدالة علی سببیة الأوّل و مسبّبیة الثانی ذهنا أو خارجا سواء کان علّة للجزاء مثل إن کانت الشمس طالعة فالنهار موجود، أو معلولا مثل إن کان النهار موجودا فالشمس طالعة أو غیر ذلک، مثل إن دخلت الدار فأنت طالق. و هذا أی الشرط النحوی هو محلّ النزاع بین الحنفیة حیث یقولون التعلیق بالشرط لا یوجب العدم عند العدم، و بین الشافعیة حیث یقولون بإیجابه إیاه انتهی. قیل مرادهم «5» بالسّبب مجرّد التوصّل فی اعتقاد المتکلّم و لو ادّعاء فیؤول إلی الملازمة الادّعائیة. ألا تری إلی قولک إن تشتمنی أکرمک فإنّ الشّتم فیه لیس سببا حقیقیا للإکرام، و لا الإکرام سببا حقیقیا له، لا خارجا و لا ذهنا. لکن المتکلّم اعتبر تلک النسبة بینهما إظهارا لمکارم الأخلاق، یعنی
______________________________
(1) متکافئا (م).
(2) و نزد اهل رمل عبارت است از شکلی که حاصل شود از ضرب کردن متن در صاحبخانه و یجی‌ء فی لفظ المتن شرح ذلک.
(3) و فی کنز اللغات شرط به چیزی وابستن قول یا فعل و آنچه به او وابسته باشد حصول قول یا فعل انتهی.
(4) کلمة (م).
(5) مقصودهم (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1014
أنّه بمکان یصیر الشّتم الذی هو سبب الإهانة عند الناس سبب الإکرام عنده انتهی.
ثم الشرط فی العرف العام هو ما یتوقّف علیه وجود الشی‌ء کذا فی التلویح فی فصل مفهوم الموافقة و المخالفة أیضا فهذا یشتمل «1» الرکن و العلّة. و فی اصطلاح الحکماء یطلق علی قسم من العلّة و هو الأمر الوجودی الموقوف علیه الشی‌ء الخارج عنه الغیر المحلّ لذلک الشی‌ء، و لا یکون وجود ذلک الشی‌ء منه و لا لأجله، و یسمّی آلة أیضا. و المعدوم الموقوف علیه الشی‌ء الخ یسمّی ارتفاع المانع و عدمه.
و فی اصطلاح الفقهاء و الأصولیین هو الخارج عن الشی‌ء الموقوف علیه ذلک الشی‌ء الغیر المؤثّر فی وجوده کالطهارة بالنسبة إلی الصلاة کذا فی شرح آداب المسعودی «2». و هذا اصطلاح المتکلمین أیضا. قال فی التلویح فی فصل مفهوم الموافقة و المخالفة الشرط فی اصطلاح المتکلّمین ما یتوقّف علیه الشی‌ء و لا یکون داخلا فی الشی‌ء و لا مؤثّرا فیه انتهی.
فبقید «3» التوقّف خرج السّبب و العلامة، إذا السّبب طریق إلی الشی‌ء و مفض إلیه من غیر توقّف لذلک الشی‌ء علیه، و العلامة دالّة علی وجود الشی‌ء من غیر تأثیر فیه، و لا توقّف له علیه. فقولهم لا یکون داخلا احتراز عن الرکن و القید الأخیر احتراز عن العلّة لوجوب کونها مؤثّرة. و معنی التّأثیر هاهنا هو اعتبار الشارع إیّاه بحسب نوعه أو جنسه القریب فی الشی‌ء الآخر لا الإیجاد کما فی العلل العقلیة. و بالجملة فالشرط أمر خارج یتوقّف علیه الشی‌ء و لا یترتّب علیه کالوضوء فإنّه یتوقّف علیه وجود الصلاة و لا یترتّب علیه، فالشرط یتعلّق به وجود الحکم لا وجوبه. و فی العضدی و حاشیته للتفتازانی قال الغزالی: الشرط ما یوجد المشروط دونه و لا یلزم أن یوجد عنده. و أورد علیه أنّه دور لأنّه عرف الشرط بالمشروط. و أجیب بأنّ ذلک بمثابة قولنا شرط الشی‌ء ما لا یوجد ذلک الشی‌ء بدونه. و ظاهر أنّ تصوّر حقیقة المشروط غیر محتاج إلیه فی تعقّل ذلک. و قال الآمدی الشرط ما یتوقّف علیه المؤثّر فی تأثیره لا فی ذاته، فیخرج جزء السّبب و سبب السّبب، لکنه یشکل بنفس السّبب ضرورة توقّف تأثیر الشی‌ء علی تحقّق ذاته. و لا خفاء أنّه مناقشة فی العبارة، و إلّا فتوقّف ذات الشی‌ء علی نفسه بمعنی أنّه لا یوجد بدونه ضروری. قیل و المختار فی تعریفه أن یقال هو ما یستلزم نفیه نفی أمر لا علی جهة السّببیة فیخرج السّبب، و الفرق بین السّبب و الشرط یتوقّف علی فهم المعنی الممیّز بینهما، ففیه تعریف الشی‌ء بمثله فی الخفاء، و المعنی الممیّز هو التأثیر و الإفضاء و استلزام الوجود للوجود حیث یوجد فی السّبب دون الشرط.
و الأولی أن یقال شرط الشی‌ء ما یتوقّف علیه صحّة ذلک الشی‌ء لا وجوده، کالوضوء للصلاة و استقبال القبلة لها، و کالشّهود للنکاح.
و ینقسم الشرط إلی عقلی و شرعی و عادی
______________________________
(1) یشمل (م، ع).
(2) ما وجدناه شبیه باسم ذلک الکتاب أو قریب له و مرجّح لدینا هو آداب الفاضل شمس السمرقندی (القرن السادس الهجری) و هو عبارة عن مناظرة، شرحه کمال الدین مسعود شروانی إبّان القرن التاسع الهجری و یقال للشروانی الرومی. یقع الکتاب فی ثلاثة فصول: الأول فی التعریفات، الثانی فی ترتیب البحث، الثالث فی المسائل التی اخترعها. و قد اشتهر هذا الکتاب کثیرا و کان موضع عنایة أهل النظر و المناظرة، و علیه شروح کثیرة منها شرح مسعود الرومی و هو تلمیذ الشاه فتح اللّه أحد أکابر العلماء. و نسبة إلی اسم مسعود أصبح الشرح، المسعودی. وزارة الثقافة الوطنیة، نسخ خطی، المکتبة الوطنیة، مج 8، کتب عربیة ص ص 501- 1000، إعداد سید عبد اللّه أنوار، طهران- 2536 السنة الشاهیة، ص 264.
(3) فقید (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1015
و لغوی. أمّا العقلی فکالحیوة للعلم فإنّ العقل هو الذی یحکم بأنّ العلم لا یوجد إلّا بحیاة.
و أمّا الشّرعی فکالطّهارة للصّلاة فإنّ الشّرع هو الحاکم بذلک. و أمّا العادی فکالنّطفة فی الرّحم للولادة. و أمّا اللغوی فمثل قولنا إن دخلت الدار من قولنا أنت طالق إن دخلت الدار، فإنّ أهل اللغة وضعوا هذا الترکیب لیدلّ علی أن ما دخلت علیه إن هو الشرط و الآخر المعلّق به هو الجزاء. ثم الشرط اللغوی صار استعماله فی السّببیة غالبا. یقال إن دخلت الدار فأنت طالق، و المراد «1» أنّ الدخول سبب للطلاق یستلزم وجوده وجوده لا مجرّد عدمه مستلزما لعدمه من غیر سببیة. و فیما لم یبق للمسبّب أمر یتوقّف علیه سواه فإذا وجد ذلک الشّرط فقد وجد الأسباب و الشروط کلها فیوجد المشروط. فإذا قیل إن طلعت الشمس فالبیت مضی‌ء فهم منه أنّه لا یتوقّف إضاءته إلّا علی طلوعها انتهی.
و قد قسم السّید السّند الشرط إلی عقلی و عادی و شرعی، و یجی‌ء فی لفظ المقدمة.
اعلم أنّ الحنفیة قالوا: الشّرط علی أربعة أضرب: شرط محض و هو ما یمتنع بدونه وجود العلّة، فإذا وجد الشرط وجدت العلّة، فیصیر الوجود مضافا إلی الشرط «2» دون الوجوب، و هو إمّا حقیقی یتوقّف علیه وجود «3» الشی‌ء فی الواقع أو بحکم الشرع حتی لا یصحّ الحکم بدونه أصلا کالشهود للنکاح، و إمّا جعلی یعتبره المکلّف و تعلّق علیه تصرفاته، فإنّه إمّا بکلمة الشرط مثل إن تزوجتک فأنت طالق، أو بدلالة کلمة الشّرط بأن یدلّ الکلام علی التعلیق دلالة کلمة الشّرط علیه، مثل المرأة التی أتزوجها طالق لأنّه فی معنی إن تزوجت امرأة فهی طالق، باعتبار أنّ ترتّب الحکم علی الوصف تعلیق له به کالشرط. و شرط فیه معنی العلّة و هو الذی لا تعارضه علّة تصلح أن یضاف الحکم إلیها فیضاف إلیه، أی إذا لم یعارض الشّرط علّة صالحة لإضافة الحکم إلیها فالحکم یضاف إلی الشرط لأنّه یشابه العلّة فی توقّف الحکم علیه، بخلاف ما إذا وجدت حقیقة العلّة الصالحة فإنّه لا عبرة حینئذ بالشّبیه و الخلف، فلو شهد قوم بأنّ رجلا علّق طلاق امرأته الغیر المدخولة بدخول الدار و آخرون بأنّها دخلت الدار، و قضی القاضی بوقوع الطلاق و لزوم نصف المهر فإن رجع شهود دخول الدار وحدهم ضمنوا للزوج ما أدّاه إلی المرأة من نصف المهر لأنّهم شهود الشّرط السّالم عن جمیع معارضة العلّة الصالحة لإضافة الحکم إلیها. و إذا رجع شهود دخول الدار و شهود الیمین أی التعلیق جمیعا فالضمان علی شهود التعلیق لأنّهم شهود العلّة. و شرط فیه معنی السببیة و هو الذی اعترض علیه فعل فاعل مختار غیر منسوب إلیه، أی الذی حصل بعد حصوله فعل فاعل مختار غیر منسوب ذلک الفعل إلی الشرط، فخرج الشّرط المحض، إذ التعلیق و هو فعل المختار لم یعترض علی الشرط بل بالعکس، و خرج ما إذا اعترض علی الشّرط فعل غیر مختار بل طبیعی «4»، کما إذا شقّ زقّ الغیر فسال الماء فتلف و خرج ما إذا کان المختار منسوبا إلی الشّرط کما إذا فتح الباب علی وجه یفرّ الطائر فخرج فإنّه لیس فی معنی السّبب بل فی معنی العلّة. و لذا یضمن کما إذا حلّ قید عبد الغیر لا یضمن عندنا، فإنّ الحلّ لمّا سبق الإباق الذی هو علّة التّلف صار
______________________________
(1) و المقصود (م، ع).
(2) الشروط (م).
(3) وجود (- م).
(4) طبعی (ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1016
کالسّبب له، إذ السّبب یتقدّم علی صورة العلّة و الشّرط یتأخّر عنها، فالحلّ شرط للإباق، إذ القید کان مانعا له، و لکن تخلّل بینه و بین الإباق فعل فاعل مختار و هو العبد، و لیس هذا الفعل منسوبا إلی الشرط إذ لا یلزم أن یکون کلّ ما یحل القید أبق البتّة، و قد تقدّم هذا الحلّ علی الإباق فهو فی حکم الأسباب. و شرط مجازا أی اسما و معنی لا حکما و هو أول الشرطین اللذین علّق بهما حکم إذ حکم الشرط أن یضاف [إلیه] «1» الوجود و ذلک یضاف إلی آخرهما، فلم یکن الأول شرطا إلّا اسما لتوقّف الحکم علیه فی الجملة، کقوله لامرأته إن دخلت هذه الدار فهذه الدار فأنت طالق، فالشرط الأول شرط اسما لا حکما. فلو وجد الشرطان فی الملک بأن بقیت منکوحة له عند وجودهما فلا شکّ أنّه ینزل الجزاء و إن لم یوجدا فی الملک أو وجد الأول فی الملک دون الثانی فلا شکّ أنّه لا ینزل الجزاء. و إن وجد الثانی فی الملک دون الأول بأن أبانها الزوج فدخلت الدار الأولی ثم تزوجها فدخلت الدار الثانیة ینزل الجزاء فتطلق عندنا، لأنّ المدار آخر الشرطین، و الملک إنّما یحتاج إلیه فی وقت التّعلیق و فی وقت نزول الجزاء، و أمّا فیما بین فلا. و عند زفر لا تطلق لأنّه یقیس الشرط الآخر علی الأول، إذ لو کان الأول یوجد فی الملک دون الثانی لا تطلق، فکذا عکسه هذا. و ذکر فخر الإسلام قسما خامسا و سمّاه شرطا فی معنی العلامة کالإحصان فی الزنا و لا شکّ أنّه العلامة نفسها لما أنّ العلامة عندهم من أقسام الشرط، و لذا سمّی صاحب الهدایة الإحصان شرطا محضا بمعنی أنّه علامة لیس فیها معنی العلّیة أو السّببیة. و قد یقال إنّ الشرط إن لم تعارضه علّة فهو فی معنی العلّة و إن عارضه فإن کان سابقا کان فی معنی السّبب، و إن کان مقارنا أو متراخیا فهو الشرط المحض. و إن شئت فارجع إلی التوضیح و التلویح.
اعلم أنّ الظاهر أن إطلاق الشرط علی هذه المعانی علی سبیل الاشتراک أو الحقیقة و المجاز علی قیاس ما مرّ فی السبب و ما یجی‌ء فی العلة و اللّه أعلم بحقیقة الحال.

الشّرط:

[فی الانکلیزیة]Favourable wind
[فی الفرنسیة]Vent favorable
بالضم، و ترجمتها: الریح المؤاتیة، و العلامة کما فی مدار الأفاضل و فی اصطلاح السّالکین: الشرطة عبارة عن النّفس الرحمانی، کما أشار لذلک الرسول صلّی اللّه علیه و سلم (إنّی وجدت نفس الرحمن من جانب الیمن). کذا فی کشف اللغات «2».

الشّرطی:

[فی الانکلیزیة]Conditional،hypothetical
[فی الفرنسیة]Conditionnel،hypothetique
قسم من القیاس الاقترانی و یجی‌ء فی لفظ القیاس.

الشّرطیة:

[فی الانکلیزیة]Conditional
[فی الفرنسیة]Conditionnel
عند النحاة هی الجملة المصدّرة بآداة الشرط فنحو العدد إمّا زوج أو فرد لیس جملة شرطیة عندهم، و قد سبق فی لفظ الجملة. فعلی هذا الشرطیة هی مجموع الشّرط و الجزاء. و قد تطلق الشّرطیة علی جملة الجزاء وحده فإنّها یصدق علیها أنّها جملة منسوبة إلی الشّرطیة، صرّح بهذا الفاضل الچلپی فی حاشیة المطول.
و عند المنطقیین هی القضیة المرکّبة من قضیتین إحداهما محکوم علیها و الأخری محکوم بها،
______________________________
(1) إلیه (+ م، ع).
(2) بالضم باد موافق و علامت کما فی مدار الأفاضل و در اصطلاح سالکان شرطه عبارتست از نفس رحمانی چنانکه آن حضرت صلّی اللّه علیه و سلم اشارت کرده.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1017
و یجی‌ء توضیح ذلک فی لفظ القضیة. فالحکم فی الشّرطیة عندهم فی «1» المقدّم و التالی بخلاف أهل العربیة فإنّ الحکم عندهم فی الجزاء فقط و الشرط قید له. فالجزاء إن کان خبرا فالجملة الشّرطیة خبریة، نحو إن جئتنی أکرمک. و إن کان إنشاء فالجملة [الشرطیة] «2» إنشائیة، نحو:
إن جاءک زید فأکرمه، کما فی المطول. و قد سبق تحقیقه فی لفظ الإسناد. ثم الشّرطیة عند المنطقیین علی قسمین لأنّها إن أوجبت أو سلبت حصول إحدی القضیّتین عند حصول الأخری فمتّصلة، و إن أوجبت أو سلبت انفصال إحداهما عن الأخری فمنفصلة. فالمتّصلة الموجبة هی التی حکم فیها باتّصال تحقّق قضیة بتحقّق قضیّة أخری. و السالبة هی التی یحکم فیها بسلب ذلک الاتصال. و المراد «3» من الحکم بالاتّصال أن یکون مدلوله المطابقی ذلک لئلّا ینتقض تعریف کلّ من المتّصلة و المنفصلة بالأخری، بناء علی تلازم الشرطیات.
ثم المتّصلة ثلاثة أقسام، لأنّها إن اکتفی فیها بمطلق الاتصال إیجابا أو سلبا تسمّی متّصلة مطلقة. و إن قیّد الاتصال بکونه لزومیا سمّیت متصلة لزومیة موجبة کانت کقولنا إن کانت الشمس طالعة فالنهار موجود أو سالبة کقولنا لیس إن کانت الشمس طالعة فاللیل موجود.
و إن قیّد الاتصال بکونه اتفاقیا سمّیت متّصلة اتفاقیة موجبة کانت کقولنا إن کان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق، أو سالبة کقولنا لیس إن کان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق.
اعلم أنّه لا بدّ فی اللزومیة أن یکون بین طرفیها علاقة توجب ذلک الاتّصال أو سلبه.
و المراد «4» بالعلاقة هاهنا شی‌ء بسببه یستصحب المقدّم التالی، سواء کان موجبة لذلک الاستصحاب أو لا. فقید توجب ذلک احتراز عمّا لا یوجبه. و العلاقة علی ثلاثة أقسام الأوّل. أن یکون المقدّم علّة للتالی کما فی قولنا إن کانت الشمس طالعة فالنهار موجود.
و الثانی بالعکس کما فی قولنا إذا کان النهار موجودا فالشمس طالعة. و الثالث أن یکون کلاهما معلولین بعلّة واحدة کما فی قولنا إن کان النهار موجودا فالعالم مضی‌ء، فإنّ وجود النهار و إضاءة العالم معلولان لطلوع الشمس.
هکذا فی شروح السلم.
و أمّا الاتفاقیات فإنها و إن کانت مشتملة علی علاقة باعتبار أنّ المعیة فی الوجود لا بدّ له من علة لأنّها أمر ممکن إلّا أنّ العلاقة فیها غیر موجبة لاستصحاب التالی المقدّم، بخلاف اللزومیات حتی إذا لاحظ العقل المقدّم حکم بامتناع انفکاک التالی بداهة أو نظرا. مثلا إذا لاحظ العقل أنّ طلوع الشمس علّة لوجود النهار یحکم بامتناع انفکاک وجود النهار عند طلوع الشمس. و إذا لاحظ نهیق الحمار عند نطق الإنسان لا یحکم بامتناع الانفکاک بینهما.
و بالجملة فاللزومیة ما حکم فیها بوقوع الاتصال بین الطرفین لعلاقة توجب ذلک أو بلا وقوع ذلک الاتصال. و الاتفاقیة ما حکم فیها بوقوع الاتصال بین الطرفین أو بلا وقوعه لا لعلاقة، أی من غیر وجود علاقة تقتضی ذلک، أو من غیر اعتبارها. فعلی التوجیه الأوّل لا تجتمع اللزومیة و الاتفاقیة بخلاف التوجیه الثانی.
و المنفصلة الموجبة هی التی یحکم فیها بالتّنافی بین القضیتین، إمّا فی الصدق و الکذب معا أی فی التحقّق و الانتفاء معا و تسمّی منفصلة حقیقیة
______________________________
(1) بین (م، ع).
(2) الشرطیة (+ م، ع).
(3) و المقصود (م، ع).
(4) و المقصود (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1018
کقولنا إما أن یکون هذا العدد زوجا و إمّا أن یکون فردا. و إمّا فی الصدق فقط، أی من غیر أن تتنافیا فی الکذب بل یمکن اجتماعهما علی الکذب و تسمّی مانعة الجمع کقولنا إمّا أن یکون هذا الشی‌ء شجرا و إمّا أن یکون حجرا. و إمّا فی الکذب فقط، أی من غیر أن تتنافیا فی الصدق و تسمّی مانعة الخلوّ کقولنا إمّا أن یکون هذا الشی‌ء لا شجرا و إمّا أن یکون لا حجرا.
و المنفصلة السّالبة هی التی یحکم فیها بسلب ذلک التنافی إمّا فیهما معا، و تسمّی حقیقیة کقولنا لیس إمّا أن یکون هذا الحیوان إنسانا و إمّا أن یکون کاتبا، أو فی الصدق فقط و تسمّی مانعة الجمع کقولنا لیس إمّا أن یکون زید إنسانا أو یکون ناطقا، أو فی الکذب فقط و تسمّی مانعة الخلو کقولنا لیس إمّا أن یکون هذا إنسانا أو یکون فرسا. ثم المنفصلة مطلقا حقیقیة کانت أو مانعة الجمع أو مانعة الخلو موجبة کانت أو سالبة إن حکم فیها بالتّنافی أو بسلب التّنافی مطلقا سمیّت منفصلة مطلقة. و إن قیّد التنافی أو سلبه بالعناد سمّیت منفصلة عنادیة. و إن قیّد بالاتفاق سمّیت منفصلة اتّفاقیة.
اعلم أنّ کلّیة الشّرطیة أی کونها کلّیة أن یکون التالی لازما فی المتّصلة اللزومیة و معاندا فی المنفصلة العنادیة علی جمیع التقادیر «1»، أی الأوضاع التی لا تنافی مقدمیة المقدّم أی یمکن حصول المقدّم علیها سواء کانت محالة فی أنفسها کقولنا کلّما کان الفرس إنسانا کان حیوانا، فإنّ معناه أنّ لزوم حیوانیة الفرس ثابت للإنسانیة علی جمیع الأوضاع التی یمکن اجتماعها مع إنسانیة الفرس من کونه ضاحکا أو کاتبا أو ناطقا، إلی غیر ذلک؛ و هی محالة فی أنفسها أو لم تکن محالة کقولنا کلّما کان زید إنسانا کان حیوانا، فمعناه أنّ لزوم حیوانیة زید للإنسانیة ثابت مع کل وضع یمکن أی یجامع إنسانیة زید من کونه قائما أو قاعدا أو کاتبا إلی غیر ذلک، و هی ممکنة فی أنفسها. و جزئیة الشّرطیة أن یکون التالی لازما أو معاندا للمقدّم علی وضع معیّن، و إهمالها بإهمال الأوضاع، و الأمثلة غیر خافیة.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 1018 الشرطیة: … ص: 1016
بالجملة فالحکم فی الشرطیة إن کان علی تقدیر معیّن فالشّرطیة مخصوصة و شخصیّة، و إلّا فإن بیّن کمیة الحکم بأنّه علی جمیع التقادیر أو بعضها فمحصورة کلّیة أو جزئیة، و إلّا فمهملة، و الطبیعیة هاهنا غیر معقولة.

الشّرع:

[فی الانکلیزیة]Law،religious law
[فی الفرنسیة]Loi،loi religieuse
بالفتح و سکون الراء المهملة لغة مشرعة الماء، و هو مورد الشاربة و الشریعة کذلک أیضا.
و شرعا ما شرع اللّه تعالی لعبادة من الأحکام التی جاء بها نبی من الأنبیاء صلّی اللّه علیه و سلم و علی نبینا و سلم سواء کانت متعلّقة بکیفیة عمل و تسمّی فرعیة و عملیة، و دوّن لها علم الفقه، أو بکیفیة الاعتقاد و تسمّی أصلیة و اعتقادیة، و دوّن لها علم الکلام. و یسمّی الشرع أیضا بالدین و الملّة، فإنّ تلک الأحکام من حیث إنّها تطاع لها «2» دین، و من حیث إنّها تملی و تکتب ملّة، و من حیث إنّها مشروعة شرع. فالتفاوت بینها بحسب الاعتبار لا بالذات، إلّا أنّ الشریعة و الملّة تضافان إلی النبی علیه السلام و إلی الأمة فقط استعمالا، و الدین یضاف إلی اللّه تعالی أیضا.
و قد یعبّر عنه بعبارة أخری فیقال: هو وضع إلهی یسوق ذوی العقول باختیارهم المحمود إلی الخیر بالذّات، و هو ما یصلحهم فی معاشهم و معادهم، فإنّ الوضع الإلهی هو الأحکام التی جاء بها نبی من الأنبیاء علیهم و علی نبینا
______________________________
(1) التقاریر (م).
(2) لها (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1019
السلام. و قد یخصّ الشرع بالأحکام العملیة الفرعیة و إلیه یشعر «1» ما فی شرح العقائد النسفیة: العلم المتعلّق بالأحکام الفرعیة یسمّی علم الشرائع و الأحکام، و بالأحکام الأصلیة یسمّی علم التوحید و الصفات انتهی. و ما فی التوضیح من أنّ الحکم بمعنی خطاب اللّه تعالی علی قسمین: شرعی أی خطاب اللّه تعالی بما یتوقّف علی الشّرع و لا یدرک لو لا خطاب الشارع کوجوب الصلاة، و غیر شرعی أی خطابه تعالی بما لا یتوقّف علی الشّرع بل الشّرع یتوقّف علیه کوجوب الإیمان باللّه و رسوله انتهی. و ما فی شرح المواقف من أنّ الشرعی هو الذی یجزم العقل بإمکانه ثبوتا و انتفاء و لا طریق للعقل إلیه، و یقابله العقلی و هو ما لیس کذلک انتهی. و یجی‌ء ما یؤید هذا فی لفظ الملة. و قد یطلق الشّرع علی القضاء أی حکم القاضی کما مرّ فی لفظ الدیانة.
ثم الشّرعی کما یطلق علی ما مرّ کذلک یطلق علی مقابل الحسّی. فالحسّی ماله وجود حسّی فقط، و الشّرعی ماله وجود شرعی مع الوجود الحسّی کالبیع فإنّ له وجودا حسّیا، فإنّ الإیجاب و القبول موجودان حسّا، و مع هذا له وجود شرعی، فإنّ الشرع یحکم بأنّ الإیجاب و القبول الموجودان حسّا یرتبطان ارتباطا حکمیّا، فیحصل معنی شرعی یکون الملک أثرا له، فذلک المعنی هو البیع، حتی إذا وجد الإیجاب و القبول فی غیر المحلّ لا یعتبره الشّرع، کذا فی التوضیح. و فی التلویح و قد یقال إنّ الفعل إن کان موضوعا فی الشرع لحکم مطلوب فشرعی و إلّا فحسّی انتهی.
و قیل الشرع المذکور علی لسان الفقهاء بیان الأحکام الشرعیة و الشریعة کلّ طریقة موضوعة بوضع إلهی ثابت من نبی من الأنبیاء، و یطلق کثیرا علی الأحکام الجزئیة التی یتهذّب بها المکلّف معاشا و معادا، سواء کانت منصوصة من الشارع أو راجعة إلیه. و الشّرع کالشریعة کلّ فعل أو ترک مخصوص من نبی من الأنبیاء صریحا أو دلالة، فإطلاقه علی الأصول الکلّیة مجاز و إن کان شائعا، بخلاف الملّة فإنّ إطلاقها علی الفروع مجاز. و تطلق علی الأصول حقیقة کالإیمان باللّه و ملائکته و رسله و کتبه و غیرها، و لا یتطرّق النسخ فیها و لا یختلف الأنبیاء فیها، لأنّ الأصول عبارة عن العقائد و کلّها إخبار و لا یمکن النّسخ فی الإخبار، و إلّا یلزم منه الکذب، و التکذیب و لا یسوغ فیها اختلاف الأنبیاء و لا یلزم کذب أحد النبیین أو اجتماع النقیضین فی الواقع، بل إنّما یجری النّسخ و الاختلاف فی الإنشاءات، أی الأوامر و النواهی.
و الشّرع عند أهل السنة ورد منشأ للأحکام. و عند أهل الاعتزال ورد مجیزا لحکم العقل و مقرّرا له لا منشأ، و قوله تعالی: لِکُلٍّ جَعَلْنا مِنْکُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً «2» عن ابن عباس رضی اللّه تعالی عنه: الشّرعة ما ورد به القرآن و المنهاج ما ورد به السّنة. و قال مشایخنا و رئیسهم الإمام أبو منصور الماتریدی: ما ثبت بقاؤه من شریعة من قبلنا من الرّسل بکتابنا أو بقول رسولنا صار شریعة لرسولنا فیلزمه و یلزمنا علی أنّه شریعة رسولنا لا شریعة من قبلنا، لأنّ الرسالة سفارة العبد بین اللّه و بین ذوی العقول [من عباده] «3» لیبیّن ما قصرت عنه عقولهم من أمور الدنیا و الدّین. فلو لزمنا شریعة من قبلنا کان رسولنا رسولا، من قبله سفیرا بینه و بین أمّته لا رسول اللّه تعالی، و هذا فاسد باطل، کذا فی کلیات أبی البقاء.
______________________________
(1) یشیر (م).
(2) المائدة/ 48.
(3) من عباده (+ م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1020
و العلم الشرعی هو علم صدر عن الشّرع أو توقّف علیه العلم الصّادر عن الشّرع توقّف وجود کعلم الکلام أو توقّف کمال کعلم العربیة و المنطق، کذا قال ابن الحجر فی فتح المبین شرح الأربعین للنووی فی شرح الحدیث السادس و الثلاثین. و قال قبیل هذا: و من آلات العلم الشّرعی من تفسیر و حدیث و فقه و المنطق «1» الذی بأیدی الناس الیوم فإنّه علم مفید لا محذور فیه، إنّما المحذور فیما کان یخلط به من الفلسفیات المنابذة للشرائع انتهی.
یعنی أنّ المنطق من آلات العلم الشّرعی و العلم الشرعی تفسیر و حدیث و فقه، ففهم من هذا أنّ العلم الشرعی یطلق علی معنیین، و المنطق و العلوم العربیة من العلم الشّرعی بأحدهما و من الآلات بالمعنی الآخر. ثم لفظ الشّرعی یجی‌ء لمعنیین: الأول ما یتوقّف علی الشّرع أی لا یدرک لو لا خطاب الشّارع کوجوب الصلاة و الصّوم و الزکاة و الحجّ و أمثالها. و یخرج من هذا مثل وجوب الإیمان بوجود اللّه تعالی و علمه و قدرته و کلامه، و وجوب تصدیق النبی علیه الصلاة و السلام، فإنّ أمثالها لا تتوقّف علی الشّرع لتوقّف الشّرع علیها لأنّ ثبوت الشرع موقوف علیها. فلو توقّف شی‌ء من تلک الأحکام علی الشرع لزم الدور. و الثانی ما ورد به خطاب الشّرع أی ما یثبت بالشّرع سواء کان موقوفا علی الشّرع أو لا، فیتناول الکلّ لأنّ وجوب الإیمان بوجود اللّه تعالی و أمثاله ورد به الشّرع و ثبت بالشّرع، و إن کان لم یتوقّف علی الشّرع هکذا فی التوضیح و التلویح.

الشّرف:

[فی الانکلیزیة]Dignity
[فی الفرنسیة]Dignite
هو عند المنجّمین یطلق علی قدر من الأقدار المتزایدة کما یجی‌ء.

الشّرق:

[فی الانکلیزیة]?ast،the Levant
[فی الفرنسیة]Orient،le Levant،est
بالفتح و سکون الراء جای بر آمدن آفتاب- مکان طلوع الشمس- مشرق کذلک. و دائرة المشرق و المغرب هی دائرة أوّل السموات و قد سبق. و نقطة المشرق هی الاعتدال الربیعی و یسمی مشرق الاعتدال أیضا و قد سبق فی بیان دائرة البروج.
و الکوکب المشرقی هو الذی یطلع قبل الشمس، و حین یغرب بعد غروب الشمس یدعی مغربیا.
و حدّ التشریق و التغریب ستون درجة، و حدّ الزهرة خمس و أربعون درجة، و عطارد واحد و عشرون درجة، کذا فی الشجرة.
و إذا کان بعدهم عن الشمس أکثر من هذا فلا یقال لذلک تشریق و تغریب.
و بدایة التشریق و التغریب هو حدّ الرّؤیة، و إذا کان البعد أقلّ من حدّ الرؤیة فلا یقال له أیضا تشریق و تغریب. کذا فی کفایة التعلیم «2».

الشّرک:

[فی الانکلیزیة]Polytheism،idolatry
[فی الفرنسیة]Polytheisme،idolaterie
بالکسر و هی مصدر معناه الإشراک و الاعتقاد بشریک للرّبّ الذی لا شریک له. کما فی المنتخب «3». قال العلماء: الشّرک علی أربعة
______________________________
(1) فقه المنطق (م).
(2) کوکب مشرقی آن باشد که پیش از آفتاب بر آید و چون بعد از آفتاب فروشود او را مغربی خوانند. و حد تشریق و تغریب علویات شصت درجه است و حد زهره چهل و پنج درجه و عطارد بیست و یک درجه کذا فی الشجرة و اگر بعد ایشان از آفتاب زیاده ازین گردد ظهور و اخفای ایشان را تشریق و تغریب نگویند و بدایت تشریق و تغریب حد رؤیت است و اگر بعد کم از حد رؤیت باشد آن را هم تشریق و تغریب نگویند کذا فی کفایة التعلیم.
(3) انباز شدن و اعتقاد انباز به خدائی بی‌انباز کما فی المنتخب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1021
أنحاء. الشّرک فی الألوهیة، و الشّرک فی وجوب الوجود، و الشرک فی التدبیر، و الشّرک فی العبادة. و لیس أحد أثبت للّه تعالی شریکا یساویه فی الألوهیة و الوجوب و القدرة و الحکمة إلّا الثنویة، فإنّهم یثبتون إلهین أحدهما حکیم یفعل الخیر و الثانی سفیه یفعل الشّرّ، و یسمّون الأول باسم یزدان و الثانی باسم أهرمن و هو الشیطان بزعمهم. و أمّا الشّریک فی العبادة و التدبیر ففی الذاهبین إلیه کثرة. فمنهم عبدة الکواکب و هم فریقان، منهم من یقول إنّه سبحانه خلق هذه الکواکب و فوّض تدبیر العالم السّفلی إلیها، فهذه الکواکب هی المدبّرات لهذا العالم، قالوا فیجب علینا أن نعبد هذه الکواکب تعبّدا للّه و نطیعه، و هؤلاء هم الفلاسفة. و منهم قوم غلاة ینکرون الصانع و یقولون هذه الأفلاک و الکواکب أجسام واجبة الوجود لذواتها و یمتنع علیها العدم فهی المدبّرة لأحوال العالم السّفلی و هؤلاء هم الدّهریة الخالصة. و ممّن یعبد غیر اللّه النصاری الذین یعبدون المسیح و منهم أیضا عبدة الأوثان.
و لا بدّ من بیان سبب عبادة الأوثان، إذ عبادة الأحجار من جمّ غفیر عقلاء ظاهر البطلان، و قد ذکروا لها وجوها. الوجه الأوّل أنّ الناس لمّا رأوا تغیّرات هذا العالم منوطة و مربوطة بتغییرات أحوال الکواکب فإنّ بحسب قرب الشمس و بعدها عن سمت الرأس تحدث الفصول الأربعة التی بسببها تحدث الأحوال المختلفة فی هذا العالم. ثم إنّ الناس رصدوا أحوال سائر الکواکب فاعتقدوا انبساط السعادات و النحوسات بکیفیّة وقوعها فی طوالع الناس علی أحوال مختلفة. فلما اعتقدوا ذلک غلبت علی ظنونهم أنّ مبدأ الحوادث هو الاتصالات الکوکبیة، فبالغوا فی تعظیمها.
فمنهم من اعتقادها واجبة الوجود لذواتها و هی خلقت هذا العالم. و منهم من اعتقد حدوثها و کونها مخلوقة للإله الأکبر إلّا أنها هی المدبّرة لأحوال هذا العالم؛ و هؤلاء هم الذی أثبتوا الوسائط بین الإله الأکبر و بین أحوال هذا العالم. ثم إنّهم لمّا رأوا أنّ هذه الکواکب قد تغیب عن الأبصار فی أکثر الأوقات اتخذوا لکلّ کوکب صنما من الجوهر المنسوب إلیه کاتخاذهم صنم الشمس من الذهب و الیاقوت و الألماس، ثم اشتغلوا بعبادة تلک الأصنام.
و غرضهم منها عبادة تلک الکواکب و التقرّب إلیها. و أمّا الأنبیاء فلهم مقامان: أحدهما إقامة الدلیل علی أنّ هذه الکواکب لا تأثیر لها البتة فی أحوال هذا العالم لما قال اللّه تعالی: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ «1» بعد أن بیّن أنها مسخّرات.
و ثانیهما أنّ بتقدیر تأثیرها دلائل الحدوث حاصلة فیها فوجب کونها مخلوقة. و الاشتغال بعبادة الخالق أولی من الاشتغال بعبادة المخلوق. فی الکشاف فی تفسیر قوله تعالی:
فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ «2». النّد المماثل فی الذات المخالف فی الصفات. فإن قلت کانوا یسمّون أصنامهم باسمه و یعظمونها بما یعظّم به من القرب، و ما کانوا یزعمون أنّها تخالف اللّه و تنادیه؟ قلت: لمّا تقرّبوا إلیها و عظّموها و سمّوها آلهة اشتبهت «3» حالهم حال من یعتقد أنّها آلهة مثله قادرة علی مخالفته و مضادّته، فقیل لهم ذلک علی سبیل التّهکم.
الوجه الثانی ما ذکره أبو معشر «4» و هو أنّ کثیرا
______________________________
(1) الأعراف/ 54.
(2) البقرة/ 22.
(3) اشبهت (م).
(4) هو جعفر بن محمد بن عمر البلخی، أبو معشر. مات بواسط عام 272 ه/ 886 م. عالم فلکی مشهور. له تصانیف کثیرة و مشهورة. الأعلام 2/ 127، الفهرست 1/ 277، القفطی 106، وفیات الأعیان 1/ 112، دائرة المعارف الإسلامیة 1/ 404.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1022
من أهل الصین و الهند کانوا یثبتون الإله و الملائکة إلّا أنّهم یعتقدون أنه تعالی جسم ذو صورة حسنة و کذا الملائکة، لکنهم احتجبوا عنّا بالسماوات فاتخذوا صورا و تماثیل، فیتّخذون صورة فی غایة الحسن و یقولون إنّها هیکل الإله و صورة أخری دونها فی الحسن و یجعلونها صورة الملائکة، ثم یواظبون علی عبادتها قاصدین بتلک العبادة الزّلفی من اللّه و ملائکته.
فالسبب علی عبادة الأوثان علی هذا اعتقاد أنّ اللّه سبحانه جسم و فی مکان. الوجه الثالث أنّ القوم یعتقدون أنّ اللّه فوّض تدبیر کلّ من الأقالیم إلی ملک معیّن و فوّض تدبیر کلّ قسم من أقسام العالم إلی روح سماوی بعینه، فیقولون مدبّر البحار ملک، و مدبّر الجبال ملک آخر و هکذا، فاتخذوا لکلّ واحد من الملائکة المدبّرة صنما مخصوصا، و یطلبون من کلّ صنم ما یلیق بذلک الروح الکلّی. و للقوم هاهنا تأویلات أخر ترکناها لمخافة الإطناب.
اعلم أنّهم اختلفوا فی أنّ لفظ المشرک یتناول الکفّار من أهل الکتاب فأنکر بعضهم ذلک و قال: اسم المشرک لا یتناول إلّا عبدة الأوثان لقوله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ وَ الْمُشْرِکِینَ فِی نارِ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها أُولئِکَ هُمْ شَرُّ الْبَرِیَّةِ «1» الآیة. فاللّه تعالی عطف المشرکین علی أهل الکتاب، و العطف یقتضی المغایرة بین المعطوف و المعطوف علیه.
و الأکثرون من العلماء علی أنّ المشرک یتناول الکفار من أهل الکتاب أیضا، و هو المختار.
قال أبو بکر الأصم «2» کلّ من جحد رسالته فهو مشرک، قال اللّه تعالی: إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ «3». فقد دلّت الآیة علی أنّ ما سوی الشّرک قد یغفر «4» اللّه تعالی فی الجملة. فلو کان کفر الیهود و النصاری لیس بشرک لوجب أن یغفر لهم اللّه تعالی فی الجملة، و ذلک باطل.
و الجواب عن الآیة بوجهین: الأول أنّ لفظ المشرکین عطف علی الذین الخ، و المعنی أنّ الذین کانوا مؤمنین بنبی من الأنبیاء أو کانوا من أهل الکتاب ثم کفروا بمحمد صلی اللّه علیه و آله و أصحابه و سلّم و لم یؤمنوا به فأشرکوا، به، و إنّ الذین کانوا مشرکین من الابتداء کلاهما فی نار جهنم الخ. و الثانی أنّ عطف المشرکین علی أهل الکتاب من قبیل عطف العام علی الخاص، و المعنی أنّ الذین کفروا من أهل الکتاب و جمیع المشرکین سواء کانوا من أهل الکتاب کالیهود و النصاری و عبدة الأوثان کلّهم فی نار جهنم. ثم القائلون بدخول الیهود و النصاری تحت اسم المشرک اختلفوا علی قولین: فقال قوم وقوع هذا الاسم علیها «5» من حیث اللغة. و قال الجبائی و القاضی هذا الاسم من جملة الأسماء الشّرعیة لأنّه تواتر النقل عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم أنّه کان یسمّی کلّ من کان کافرا بالمشرک، و قد کان فی الکفار من لا یثبت إلها أصلا أو کان شاکّا فی وجوده، أو کان شاکّا فی وجود الشّریک. و قد کان فیهم من کان عند البعثة منکرا للبعث و القیمة، فلا جرم کان منکرا للبعثة و للتکلیف، و ما کان یعبد شیئا من الأوثان. و عابدوا الأوثان فیهم من کانوا لا یقولون إنّهم شرکاء اللّه فی الخلق، و تدبیر العالم، بل کانوا یقولون هؤلاء شفعاؤنا عند
______________________________
(1) البینة/ 6.
(2) هو عبد الرحمن بن کیسان، أبو بکر الأصم. توفی نحو 225 ه/ نحو 840 م. فقیه معتزلی مفسّر، فصیح اللسان. کانت له مناظرات مع العلّاف. له عدة کتب. الأعلام 3/ 323، طبقات المعتزلة 56، لسان المیزان 3/ 427.
(3) النساء/ 48.
(4) یغفره (م).
(5) علیهما (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1023
اللّه. فثبت أنّ الأکثر منهم کانوا مقرّین بأنّ [اللّه] «1» إله العالم واحد، و إنّه لیس له فی الإلهیة بمعنی خلق العالم و تدبیره شریک و نظیر کما یدلّ علیه قوله تعالی: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِیزُ الْعَلِیمُ «2» فإذا ثبت أنّ وقوع اسم المشرک علی الکافر لیس من الأسماء اللغویة بل من الأسماء الشّرعیة کالزکاة و الصلاة و غیرهما وجب اندراج کلّ کافر تحت هذا الاسم. هذا کلّه خلاصة ما فی التفسیر الکبیر فی سورة الأنعام فی تفسیر قوله تعالی: وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ لِأَبِیهِ «3» آزَرَ أَ تَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً «4»، و فی سورة البقرة فی تفسیر قوله تعالی: وَ لا تَنْکِحُوا الْمُشْرِکاتِ حَتَّی یُؤْمِنَ «5». و المفهوم من الإنسان الکامل أیضا أنّ المشرک لا یتناول الکفار بأجمعهم. قال: ما فی الوجود حیوان إلّا و هو یعبد اللّه إمّا علی التقیید بمحدث و مظهر و هو المشرک و إمّا علی الإطلاق و هو الموحّد، و کلّهم عباد اللّه علی الحقیقة لأجل الوجود الحق، فإنّ الحقّ تعالی من حیث ذاته یقتضی أن لا یظهر فی شی‌ء إلّا و یعبد ذلک الشی‌ء، و قد ظهرت فی ذات «6» الوجود. فمن الناس من عبد الطبائع أی العناصر و هی أصل العالم، و منهم من عبد الکواکب، و منهم من عبد المعدن، و منهم من عبد النار، و لم یبق شی‌ء فی الوجود إلّا و قد عبد شیئا من العالم إلّا المحمّدیون فإنّهم عبدوه من حیث الإطلاق بغیر تقیید بشی‌ء آخر من المحدثات انتهی.
ینبغی أن یعلم أنّ العلماء قالوا: الشّرک علی أربعة أوجه: حینا فی العدد. و قد نفی بقوله تعالی: أحد، أی «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ». و حینا فی المرتبة: و قد نفی بقوله تعالی: صمد، أی «اللَّهُ الصَّمَدُ». و حینا بالنسبة (للزوجة و الولد) و قد نفاه بقوله سبحانه «لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ». و حینا فی العمل و التأثیر و قد نفاه سبحانه بقوله: «وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ». و قالوا أیضا: إن أصحاب المذاهب الباطلة ینقسمون إلی خمس فرق:
الفرقة الأولی: الدّهریة القائلون بأنّه لیس للعالم صانع، و أنّ المواد اجتمعت هکذا و تشکّلت منها الصّور الموجودة. و علیه متی ذکر المسلمون بلسانهم لفظة هو فذلک هو التبرّی من عقائد الدّهریة.
الفرقة الثانیة هم الفلاسفة: و هم الذین یقرّون بوجود الصّانع و لکن لا صفة له عندهم.
أی أنّ التأثیر فی العوالم من الوسائط و لیس من الصّانع. و فی الحقیقة: الهنود علی هذا الرأی.
و متی قال الرجل المؤمن: اللّه، فإنّ ذلک یعنی وصفه بجمیع صفات الکمال، و بذلک ینجو و یبتعد من عقائد هذه الفرق.
و الفرقة الثالثة: الثّنویة: و هم القائلون بأنّ العالم لا یکفی وجود صانع لجمیع ما فی العالم، و ذلک لأنّ العالم فیه الخیر و الشّرّ موجودان، فلا بدّ للخیر من خالق و للشّرّ من خالق. إذن لا بدّ من صانعین اثنین. و خالق الخیر یسمّی عندهم یزدان و أمّا خالق الشّرّ فهو عندهم أهرمن. فإذن، متی نطق المؤمن بلفظ، أحد، فقد نجا من شرّ شرک هؤلاء.
و الفرقة الرابعة: عبدة الأوثان؛ الذین یعتقدون بأنّ عبادة الأوثان وسیلة لقضاء حاجاتهم
______________________________
(1) اللّه (+ م).
(2) الزخرف/ 9.
(3) لأبیه (- ع).
(4) الأنعام/ 74.
(5) البقرة/ 221.
(6) ذرات (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1024
الدنیویة و الدینیة، و المؤمن حین یقول: اللّه الصّمد، فإنّه یخلص من هذه العقیدة.
و هکذا الضالون من أهل الکتاب من الیهود الذین یقولون بأنّ العزیر هو ابن اللّه، و النصاری القائلین بأنّ المسیح هو ابن اللّه. فإذن متی قال المؤمن: لم یلد و لم یولد فإنّه یطهّر من هذه العقیدة.
و الفرقة الخامسة: المجوس القائلون بأنّ (أهرمن) إبلیس له نفس القدرة الإلهیة فی التأثیر، و المنازعة دائمة بین جنود الرحمن و الشیطان. ففی بعض الأحیان: یجری حکم اللّه فی عالم الخیر و یکون هو الغالب، و حینا یتغلّب جیش إبلیس. و هو یظهر فی عالم الشّرّ و القبح.
إذن: فالمؤمن حین یقول: و لم یکن له کفوا أحد ینجو من شرّ هذا الاعتقاد، و لذلک سمّیت هذه السورة سورة الإخلاص.
إذن فلیعلم أنّ تفصیل أنواع الشّرک فی عالم الواقع هو: ثمّة فرقة تعتقد بوجود صانعین للعالم؛ أحدهما حکیم و هو مصدر الخیر و الفضائل، و ذاک الذی یدعی یزدان، و آخر:
سفیه هو مصدر الشّرّ و الرذائل و ذاک ما یدعونه أهرمن. و یقال لهذه الجماعة: الثنویة. و بطلان مذهبهم بلسانهم أیضا ظاهر؛ لأنّ ذلک الصانع السفیه إذا کان من عمل الصانع الحکیم، فیلزم إذن أن یکون الشّرّ صادرا عن الحکیم أیضا.
و أمّا إذا کان ظهوره بذاته فهو إذن واجب، و تجب له حینئذ صفات الکمال کالعلم و القدرة و الحکمة. إذن هذا الواجب الموجود صار سفیها و جاهلا؟
و الفرقة الثانیة هی التی تسمّی صابئة و تقول: علی رغم أنّ صفات واجب الوجود کالعلم و القدرة و الحکمة هی خاصة باللّه، لکنه سبحانه جعل أمور هذا العالم مرتبطة بنجوم السماء، و فوّض إلیها تدبیر أمور الخیر و الشّرّ، فعلینا إذن أن ننظّم أرواح هذه الکواکب کلّ التنظیم حتی تنتظم أمورنا. و مذهب هؤلاء باطل بلسانهم و ذلک أنّه إذا کان اللّه جلّ جلاله یعلم عبادتنا، فتکون عبادة الکواکب لغوا و لا نتیجة لها، لأنّ التّقرّب الذی یحصل لنا من عبادته یغنینا عن التوسّل بأرواح هذه الکواکب، و أمّا إذا کان اللّه سبحانه لا یدری بعبادتنا، فحینئذ یطرأ علی علمه القصور، فلا یکون واجب الوجود، و یضاف لذلک أنّ تلک النجوم التی تسیّر أمور معاشنا إن کانت تفعل ذلک من عندها فهی إذن مساویة فی القدرة للّه، و صار الشّرک فی القدرة الإلهیة لازما. و إذا کانت تفعل ما تفعل بقدرة معطاة لها من اللّه. إذن فکما أنّه سبحانه جعلها واسطة لتسییر مصالحنا و أمورنا، فکذلک یمکن أن یلقی فی روعها أن تفیض علینا (من برکاتها) و أیضا تصبح عبادتها مساویة لعبادة اللّه.
و حینئذ یکون هؤلاء (الصابئة) قد ساووا بینها و بین اللّه، فیحصل الشّرک فی العبادة.
و الفرقة الثالثة هم الهنود القائلون: بأنّ الروحانیات الغیبیة التی تدبّر شئون العالم لها صور ملوّنة، و هی محجوبة عنّا بالحجب و السّتائر فعلینا إذن أن نتقدّم منها بالأشیاء النفیسة کالذّهب و الفضّة، لأنّ تعظیم تلک الصور فی الحقیقة هو تعظیم لها، لکی ترضی عنّا تلک الروحانیات و تسیّر أمورنا.
و هذا المذهب باطل بنفس البرهان الذی تبطل به عقیدة الفرقة الثانیة أی (الصابئة).
و الفرقة الرابعة: عبّاد الشیوخ. القائلون:
بأنّ الرجل الکبیر قد صار بسبب کمال الریاضة و المجاهدة الروحیة مستجاب الدّعوة و مقبول الشفاعة، فتصل إلی روحه قوة عظیمة واسعة و فخمة جدا من هذا العالم. فکلّ من یجعل من صورته برزخا أو یتذلّل علی قبره و یسجد أو یذکر مکان عبادته أو ینذر باسمه و یتضرّع له و ما
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1025
شابه، و حینئذ تطلع علیه روح ذلک الشیخ بسبب کمالها و تشفع له فی الدنیا و الآخرة.
و الفرقة الخامسة و هم عوام الهنود القائلین بأنّ: الحقّ ذاته منزّهة عن أن یستطیع أحد أن یعبده، ذلک لأنّه سبحانه لا یأتی فی عقلنا و ذهننا، و بسبب کونه منزّها عن الجسمیة أو التمکّن بمکان فلا یمکن تصوره، إذن فلا سبیل إلی عبادته إلّا بالاتّجاه إلی مخلوق من مخلوقاته المقرّبین و المقبولین لدیه، فیکون توجّهنا نحو تلک القبلة هو عین التوجّه نحو اللّه، و المخلوق الذی هو أهل لهذا الأمر لیس مخصوصا بجنس معیّن، بل أیّ واحد مقبول لدی أعتابه، أو أی شی‌ء مشتمل علی أمر عجیب و غریب یمکن أن یکون قبلة مثل میاه نهر الغانج أو شجرة ضخمة و أمثال ذلک.
و هؤلاء الأقوام یساوون غیرهم فی العبادة شرکاء مع اللّه.
و أمّا الذین یسوّون بین اللّه و غیره فی غیر العبادة فکثیرون. فمن جملتهم، من یذکرون الآخرین مع اللّه کذکرهم للّه، کما یقولون عن الملوک: مالک الملک و مالک رقاب الأمم، و ملک الأملاک، و أحکم الحاکمین، و أمثال ذلک.
و من جملة هؤلاء أیضا: من ینذر لغیر اللّه أو یذبح و یقرّب القرابین تعظیما لغیر اللّه، أو تقرّبا لغیر اللّه، و هم بذلک یسوّون بین اللّه و بین مخلوقاته فی تلک الأمور. کما أنّ من جملة هؤلاء من یتسمّی باسم عبد فلان أو غلام فلان و هذا نوع من الشّرک فی الأسماء. کما ذکر ذلک الترمذی فی الحدیث و أخرجه الحاکم فی تفسیر قوله تعالی: وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَکاءَ، فَتَعالَی اللَّهُ عَمَّا یُشْرِکُونَ فی سورة الأعراف؛ بما أنّه لم یعش لهود علیه السلام ولد، فتمثّل إبلیس بهیئة رجل کبیر و قال: إذا ولد لک غلام هذه المرة فسمّه عبد الحارث لکی یعیش. و بناء علی ذلک هکذا فعلوا و عاش الغلام. و من جملة هؤلاء أیضا:
أولئک الذی یدعون غیر اللّه لدفع بلاء، و کذلک لجلب المنافع یتوجّهون لغیر اللّه. و یعدّون هؤلاء عالمین بالغیب و لهم القدرة المطلقة. و هذا نوع من الشّرک فی العلم و القدرة.
کذلک من جملة هؤلاء قوم یسوّون بین اسم اللّه و بین اسم کائن آخر فی مقام العلم الشامل أو المشیئة الشاملة أو الإرادة المطلقة، و ذلک کما أخرج النسائی و ابن ماجة فی الحدیث الذی ورد فیه أنّ أحدهم قال للنبی صلّی اللّه علیه و سلم: ما شاء اللّه و شئت. فقال له النبی صلّی اللّه علیه و سلم: جعلتنی للّه ندّا، بل ما شاء اللّه وحده.
و ینبغی أن یعلم هنا بأنّ عبادة غیر اللّه تعدّ شرکا و کفرا، فکذلک إطاعة غیره سبحانه علی وجه الاستقلال کفر. و هذا یعنی أنّه لا یعدّ ذلک الغیر مبلّغا لحکم اللّه، فیطیعه و یری اتّباعه لازما، و مع معرفته بأنّ حکم الغیر مخالف للحکم الإلهی فإنّه یستمرّ فی ضلاله، و لا ینزع عن عبادة غیره، و هذا نوع من اتخاذ الأنداد کما ورد فی القرآن قوله سبحانه: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ الْمَسِیحَ ابْنَ مَرْیَمَ. التوبة: 31. و یشبه هذا من یعتقد بأنّ حکم الحاکم أو الملک الذی هو مخالف لحکم اللّه هو حقّ و واجب الإتباع کحکم اللّه. و هذا الأمر ینطبق علیه قوله تعالی: وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْکافِرُونَ. المائدة:
44. هکذا قال مولانا عبد العزیز الدهلوی فی التفسیر العزیزی فی تفسیر سورة الاخلاص و سورة البقرة و غیرها «1».
______________________________
(1) باید دانست که علماء فرموده‌اند که شرک بر چهار وجه می‌شود گاهی در عدد میباشد و آن را بلفظ احد نفی فرموده و گاهی
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1026

الشّرکة:

[فی الانکلیزیة]Society،association
[فی الفرنسیة]Societe،association
بالکسر أو الضم لغة اسم مصدر شرک فی کذا بالکسر فهو شریک أی مشارک فهی کالمشارکة خلط الملکین، و یطلق علی العقد کما فی النهایة. و شریعة اختصاص من اثنین أو
______________________________
- در مرتبه میباشد و آن را بلفظ صمد نفی فرموده و گاهی به نسبت می‌باشد و آن را بلفظ لم یلد و لم یولد نفی فرموده و گاهی در کار و تأثیر می‌باشد و آن را بلفظ لم یکن له کفوا احد نفی فرموده و نیز گفته‌اند که ارباب مذاهب باطله پنج فرقه‌اند اوّل دهریه گویند که عالم را صانع نیست کیف ما اتفق مواد مجتمع شده و صورتها پذیرفته موجود میشود پس چون مسلمان لفظ هو بر زبان راند از عقائد دهریان بیزار شد دوم فلاسفه بر آنند که عالم را صانعی است اما صفت ندارد یعنی تأثیرات که در عالم است از وسائط است نه از آن ذات و در حقیقت مذهب هنود نیز همین است و چون مرد مؤمن لفظ اللّه خواند که دلالت بر استجماع جمیع صفات کمال دارد از عقیده این فرقها خلاص یافت سیوم ثنویه گویند که یک صانع تمام عالم را کفایت نمی‌کند زیرا چه در این عالم بعضی خیر و بعضی شر است و خالق خیر را خیر ضرور است و خالق شر را شر ضرور است لا بد دو صانع باید خالق خیر یزدان است و خالق شر اهرمن پس مؤمن از لفظ احد ازین شرک نجات یافت چهارم بت‌پرستان که عبادت بتان را وسیله روای حاجات دنیوی و دینی خود اعتقاد میکنند مؤمن بلفظ صمد ازین عقیده صاف شد و همچنین گمراهان اهل کتاب از یهود که حضرت عزیر را فرزند و نصاری حضرت عیسی را فرزند خدا میگویند پس مؤمن بلفظ لم یلد و لم یولد ازین عقیده پاک شد پنجم مجوسیان می‌گویند که اهرمن در قوت تأثیرات و ایجاد همسر یزدان است و همیشه در جنود یزدان و اهرمن منازعت می‌باشد در بعضی وقت حکم یزدان جاری می‌شود درر عالم خیر و نیکی غالب می‌آید و در بعضی وقت لشکر اهرمن زور می‌کند و در عالم بدی و قبیح پیدا می‌شود پس مؤمن بلفظ لم یکن له کفوا احد ازین عقیده خالص شد و لهذا این سوره را اخلاص نامیدند پس‌تر دانستنی است که تفصیل انواع شرک که در عالم واقع است این است که فرقه دو صانع اعتقاد می‌کنند یکی حکیمی که مصدر خیر و نیکوئیها است و آن را یزدان می‌گویند و دیگر سفیهی که مصدر شر و بدیها است و آن را اهرمن می‌نامند و این جماعه را ثنویه می‌گویند و بطلان مذهب ایشان هم بزبان ایشان ظاهر است زیرا که آن صانع سفیه اگر پیدا کرده صانع حکیم است پس صادر شدن شر از حکیم لازم آمد و اگر به خودی خود پیدا شده است پس واجب الوجود شد و واجب الوجود را کمال علم و کمال قدرت و کمال حکمت لازم است پس این واجب الوجود جاهل و سفیه گردید. و فرقه دوم که خود را صابئین نامند گویند که هرچند وجوب وجود و علم و قدرت و حکمت خاص به خدا است لیکن او تعالی کارهای این عالم را به ستارهای آسمانی وابسته گردانیده و تدبیر خیر و شر را به ایشان تفویض فرموده پس ما را باید که ارواح این ستارها را بغایت تعظیم پیش آئیم تا کار روائی ما کنند و مذهب ایشان نیز بزبان ایشان باطل می‌شود زیرا که اگر خدای تعالی عبادت ما را می‌داند پس این عبادت کواکب لغو و بی‌حاصل شد زیرا که تقربی که ما را بسبب عبادت بجناب او تعالی حاصل شد مستغنی خواهد کرد ما را از توسل بارواح این کواکب و اگر او تعالی عبادت ما را نمی‌داند پس در علم او قصور افتاد پس واجب الوجود نشد و نیز آن کواکب که کار روائی ما میکنند اگر به خودی خود میکنند پس در قدرت برابر شدند و شرک در قدرت لازم آمد و اگر بقدرت دادن خدا میکنند پس چنانچه او تعالی آنها را وسائط کار روائی ما ساخته است همچنان داعیه فیض‌رسانی ما را در دلهای آنها می‌اندازد و خواهد انداخت و نیز هرگاه عبادت آنها مثل عبادت خدا می‌کنند پس آنها را برابر خدا کردند پس شرکت در عبادت لازم آمد. و فرقه سیوم هنودند گویند که روحانیات غیبیه که مدبر امور عالم‌اند صورتهای رنگارنگ دارند و از مایان در پرده و حجاب‌اند پس ما را می‌باید که صورتهای آن روحانیات را از اجسام خوش‌نمط مثل زر و سیم ساخته بتعظیم پیش آئیم که تعظیم این صورتها در حقیقت تعظیم آنها است تا این روحانیات از ما راضی شوند
و کار روائیهای ما کنند و ابطال مذهب فرقه دوم عین ابطال مذهب این فرقه است. و فرقه چهارپیرپرستانند که گویند چون مرد بزرگی که بسبب کمال ریاضت و مجاهدت مستجاب الدعوات و مقبول الشفاعات شده ازین جهان می‌گذرد در روح او قوتی عظیم و وسعتی بس فخیم بهم میرسد هرکه صورت او را برزخ سازد یا بر گور او سجود و تذلل کند یا در مکان عبادت او او را یاد کند یا به نام او نذر و نیاز کند و امثال آن پس روح او بسبب کمال او بر ان مطلع می‌شود و در دنیا و آخرت در حق او شفاعت می‌کند. و فرقه پنجم جماعه از عوام هنودند گویند که حق تعالی در ذات خود منزه است از آنکه کسی او را عبادت تواند کرد زیرا چه او تعالی در عقل و ذهن مایان نمی‌آید و بسبب تنزه او از جسم و تمکن بمکان تصور نمی‌تواند شد پس سبیل عبادت او همین است که مخلوقی از مخلوقات او که مقبول و مقرب او باشد آن را قبله توجه خود ساخته شود تا آنکه توجه ما به سوی آن قبله عین توجه به سوی خدا گردد و مخلوقی که قابلیت این کار دارد خاص بیک جنس نیست بلکه هرکه مقبول درگاه او باشد یا هرکه بر امر عجیب و اثر غریب مشتمل باشد قبله می‌تواند شد مثل آب گنگ دریا و درخت عظیم الشأن و امثال آنها و این اقوام دیگران را در عبادت با خدا برابر می‌کنند. اما همسر کنندگان در غیر عبادت پس بسیاراند از آن جمله کسانی که در ذکر دیگران را با خدا همسر می‌کنند و دیگران را مانند نام خدا ذکر میکنند چنانچه پادشاهان را
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1027
أکثر بمحلّ واحد کما فی المضمرات، و هو قریب من المعنی اللغوی. و هی نوعان: الأولی شرکة ملک أی شرکة بسبب الملک و هی أن یملک اثنان فصاعدا عینا، و هی ضربان:
اختیاریة بأن یشتریا عینا أو یستولیا عینا فی دار الحرب أو یخلطا مالا أو غیر ذلک. و جبریة بأن اختلط مالهما بحیث یتعذّر أو یتعسّر التمییز بینهما أو ورثا مالا أو غیره، و هذا باعتبار الغالب. فإنّ من الجبریة الشّرکة فی الحفظ کما إذا ذهب الریح بثوب فی دار بینهما فإنهما شریکان فی الحفظ، فلو بدّل لفظ عینا بأمر لکان أولی. و الثانیة شرکة عقد أی بسبب العقد بأن یقول أحدهما شارکتک فی کذا و یقبل الآخر، و هی أربعة أوجه: مفاوضة و هی أن یشترک اثنان بالمساواة مالا و تصرّفا و دینا و ربحا، و عنان و هی أن یشترک اثنان ببعض المال أو مع التساوی فی المال أو مع فضل مال أحدهما مع المساواة فی الربح أو الاختلاف فیه، و هما مذکوران مفصلا فی مقامیهما. و شرکة الصنائع و تسمّی شرکة المتحرّفة «1» و شرکة التقبّل و شرکة الأعمال و شرکة الأبدان و شرکة التضمّن أیضا کما فی جامع الرموز، و هی أن یشترک صانعان کخیاطین أو خیاط و صبّاغ و أن یتقبّلا العمل بأجر بینهما بتساو أو بتفاوت. و شرکة الوجوه و تسمّی شرکة المفالیس أیضا و هی أن یشترک اثنان فی نوع أو أکثر بلا مال و لا عمل لیشتریا بوجوههما و یبیعا نقدا أو نسیئة، و یکون الربح بینهما، سمّیت بها لما فیها من ابتذال الوجوه أی الوجاهة بین الناس و شهرتهما بحسب المعاملة، أو لما أنّهما إنما یشتریان بوجاهتهما إذ لیس لهما مال یشتریان بنقد، و لذا سمّیت بشرکة المفالیس.
هکذا فی مختصر الوقایة و شروحها. لکن فی التقسیم نظرا لأنّه یوهم أنّ شرکة الصنائع و الوجوه مغایرتان للمفاوضة و العنان و لیس کذلک فالأولی فی التقسیم ما ذکره أبو جعفر الطحاوی و أبو الحسن الکرخی أنّ الشرکة علی ثلاثة أوجه شرکة بالأموال و شرکة بالأعمال المسمّاة بشرکة الصنائع و شرکة بالوجوه، و کلّ منها علی وجهین مفاوضة و عنان، کذا فی الدرر شرح الغرر.
______________________________
- مالک الملک و مالک رقاب الامم و شهنشاه اعظم و احکم الحاکمین و امثال آنها گویند و از آن جمله‌اند کسانی که نذر بغیر خدا و ذبح و قربانی به نیت تعظیم غیر خدا و یا به نیت تقرب به سوی غیر خدا میکنند و ایشان را دران امور با خدا همسر می‌نمایند و از آن جمله‌اند کسانی که در نام نهادن خود را بنده فلان و عبد فلان و غلام فلان می‌گویند و این شرک در تسمیه است چنانچه ترمذی در حدیث و حاکم در تفسیر قوله تعالی جَعَلا لَهُ شُرَکاءَ فَتَعالَی اللَّهُ عَمَّا یُشْرِکُونَ در سوره اعراف آورده که چون فرزند در خانه حضرت هود علیه السلام نمی‌زیست پس ابلیس بصورت بزرگی متمثل شد و گفت که این بار چون فرزندی نپیدا شود نامش عبد الحارث کن تا زنده ماند پس این چنین کردند و زنده ماند و از آن جمله‌اند کسانی که در دفع بلا دیگران را میخوانند و همچنین در تحصیل منافع به دیگران رجوع می‌کنند و دیگران را بالاستقلال عالم الغیوب و قادر مطلق می‌دانند و این شرک در علم و قدرت است و از آن جمله‌اند کسانی که نام دیگری را با نام خدا در مقام عموم علم و یا شمول مشیت یا اطلاق ارادت برابر می‌کنند چنانکه نسائی و ابن ماجه روایت کرده‌اند که شخصی آن حضرت علیه السلام را گفت که ما شاء اللّه و شئت آن حضرت فرمود جعلتنی للّه ندّا بل ما شاء اللّه وحده و درین جا باید دانست که چنانکه عبادت غیر خدا شرک و کفر است اطاعت غیر او تعالی نیز بالاستقلال کفر است و معنی اطاعت غیر بالاستقلال آن است که او را مبلغ احکام خدا ندانسته ربقه اطاعت او در گردن اندازد و اتباع او را لازم شمارد و با وجود ظهور مخالفت حکم او با حکم او تعالی دست از اتباع او بر ندارد و این هم نوعی است از اتخاذ انداد که در آیت کریمه وارد است اتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا من دون اللّه و المسیح ابن مریم. و همچنین است که حکم حاکم و پادشاه را که مخالف حکم خدا باشد آن را مثل حکم خدا حق دانند یا عدل شمارند و یا برابر حکم خدا واجب الاتباع دانند این نیز مثل او است که در آیت شریفه وارد است و من لم یحکم بما انزل اللّه فاولئک هم الکافرون هکذا قال مولانا عبد العزیز الدهلوی فی التفسیر العزیزی فی تفسیر سورة الاخلاص و سورة البقرة و غیرها.
(1) المحترمة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1028

الشّری:

[فی الانکلیزیة]Urticaria
[فی الفرنسیة]Urticaire
بالفتح و القصر ذکر الشیخ أنه بثور صغار مسطّحة مکربة حکّاکة. و قال السمرقندی إنه بثور صغار بعضها و کبار بعضها مسطّحة حکّاکة مکربة مائلة إلی حمرة مائیة تحدث دفعة فی أکثر الأمر، و قد یعرض أن تسیل منها رطوبة. و لیس المراد «1» بالکبر ما لا یطلق علیه البشرة «2» حقیقة، بل المراد «3» کون بعض البثور أکبر من بعضها لا أنّها تکون متساویة، و حینئذ لا یکون بین الکلامین خلاف، حیث لم یتعرّض الشیخ لقید الصغر و الکبر و تعرض به «4» السمرقندی.
و یشتد کربها و غمّها. و سببها بخار دموی فی الأکثر، و قد یکون بلغمیا فیکون اشتداده لیلا أکثر. و الشّری الدموی أکثر حدّة و حمرة من الشّری البلغمی. هکذا یستفاد من الأقسرائی و بحر الجواهر.

الشّریعة:

[فی الانکلیزیة]Road،way،law،religious law
[فی الفرنسیة]Chemin،loi،loi divine
هی الایتمار بالتزام العبودیة. و قیل هی الطریق فی الدین، و حینئذ الشّرع و الشّریعة مترادفان کذا فی الجرجانی.

الشّریک:

[فی الانکلیزیة]Partner،associate
[فی الفرنسیة]Partenaire،associe
قد عرف معناه مما سبق، و هو عند أهل الرمل عبارة عن الشّکل المضروب فیه، و یجی‌ء فی لفظ الضرب.

الشّطح:

[فی الانکلیزیة]Ecstasy،illumination
[فی الفرنسیة]Extase،illumination
عبارة عن کلام غیر متّزن بدون التفات أو مبالاة، کما هو حال بعض الناس فی وقت غلبة الحال أو السّکر. فلا یقبل کلامهم و لا یردّ و لا یؤخذ منهم و لا یؤاخذون علیه، کقول ابن عربی:
أنا أصغر من ربی بسنتین، أو قول أبی یزید البسطامی: سبحانی ما أعظم شأنی. أو الحلاج القائل: أنا الحقّ. و أمّا علّة عدم قبول مثل هذا الکلام هو أنّ غیر الأنبیاء لا عصمة لهم، فربّما قالوا کلاما باطلا. و علّة عدم الرّدّ هو کون هذا الکلام صادرا من رجال هم أهل معرفة، فلعلّ لهم معنی لم ینکشف للآخرین، فیکون الرّدّ ردّا للحق. فالأسلم إذن هو عدم القبول أو الرّد و ذلک لاضطراب طرفی المسألة. کذا فی مجمع السلوک «5». و فی تعریفات الجرجانی الشّطح عبارة عن کلمة علیها رائحة رعونة و دعوی یصدر من أهل المعرفة باضطرار و اضطراب، و هو من زلات المحقّقین، فإنّه دعوی حقّ یفصح بها العارف لکن من غیر إذن إلهی انتهی.

الشّطر:

[فی الانکلیزیة]Hemistich
[فی الفرنسیة]Hemistiche
بالفتح و سکون الطاء المهملة عند أهل العروض نقص النصف من أجزاء الدائرة کذا فی رسالة قطب الدین السرخسی. و فی عنوان الشرف المشطور ما ذهب شطره انتهی. أی هو دائرة ذهب نصفها. و إن شئت قلت: بیت ذهب نصفه أو بحر ذهب نصفه. و لذا یقال البیت مشطور
______________________________
(1) المقصود (م، ع).
(2) البثرة (م، ع).
(3) المقصود (م، ع).
(4) له (م).
(5) عبارتست از کلام فراخ گفتن بی‌التفات و مبالات چنانچه بعضی بندگان هنگام غلبه حال و سکر و غلبات گفته‌اند فلا قبول لها و لا رد لا یؤخذ و لا یؤاخذ چنانکه ابن عربی گوید انا اصغر من ربی بسنتین و بایزید گوید سبحانی ما اعظم شانی و منصور گوید انا الحق و وجه عدم قبول آنست که غیر انبیاء معصوم کسی نیست شاید که در باطل افتاده باشد و وجه عدم رد آنست که از اهل معرفت صادر شده شاید که باشد نظر او بر معنی باشد که دیگران از ان محجوب‌اند پس رد کردن اینجا رد حق باشد پس اسلم آنست که لا قبول لها و لا رد لاضطراب الطرفین کذا فی مجمع السلوک.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1029
و الرجز مشطور. و لذا وقع فی بعض الرسائل المشطور بیت ذهب نصفه، و مثّل له بقوله:
یا لائمی فی الهوی لو ذقته لم تلم
انتهی و هذا البیت من البسیط المشطور.

الشّظیة:

[فی الانکلیزیة]Arc
[فی الفرنسیة]Arc
فی علم الأسطرلاب هو الطرف الرقیق للعضادة، کما یجی‌ء «1».

الشّعاع:

[فی الانکلیزیة]Ray
[فی الفرنسیة]Rayon
بالضم و تخفیف العین المهملة هو ضوء الشمس کما فی المنتخب. و قیل هو شی‌ء مترقرق غیر ضوء و سیجی‌ء. و تحت الشّعاع عند المنجمین عبارة عن اختفاء کوکب بسبب نور الشمس.
و یختلف حدّ تحت الشعاع و ذلک لأنّ کلّ کوکب یختلف عرضه و منظره فی کلّ شهر و کلّ برج و کلّ جهة. و قد قیل: إنّ حدّ تحت الشعاع لعطارد و الزهرة اثنتا عشرة درجة، و لزحل و المشتری خمس عشرة درجة و للمریخ ثلاث عشرة درجة، و إن یکن فی هذا المقدار من البعد لا یختفی تحت نور الشمس، و لکن إذا کان البعد أقلّ من نصف الجرم فهو محترق. و إذا کان أقلّ من نصف القطر فهو تصمیم. و حدّ الاحتراق عند الجمهور ستّ درجات، و أمّا حدّ التصمیم فهو ست عشرة دقیقة. کذا فی کفایة التعلیم «2».

الشّعب:

[فی الانکلیزیة]People،population
[فی الفرنسیة]Peuple،population
اعلم أنّ کلّ جماعة کثیرة من الناس یرجعون إلی أب مشهور بأمر زائد فهو شعب، کعدنان «3»، و دونه القبیلة و هو ما انقسمت فیها أنساب الشّعب کربیعة «4» و مضر «5»، ثم العمارة و هی ما انقسمت فیها أنساب القبیلة کقریش «6» و کنانة «7»، ثم البطن و هی ما انقسمت فیها
______________________________
(1) در علم اسطرلاب طرف باریک عضاده را گویند.
(2) و تحت الشعاع نزد منجمان عبارتست از بودن کوکب زیر نور آفتاب مختفی. و حد تحت الشعاع مختلف می‌شود هر کوکب را بسبب اختلاف عرض و اختلاف منظر در هر شهر و هر برج و هر جهت و نیز گفته که حد تحت الشعاع عطارد و زهره را دوازده درجه است و زحل و مشتری را پانزده درجه و مریخ را سیزده درجه اگرچه درین مقدار بعد پنهان نشوند زیر نور آفتاب و لکن اگر بعد کم از نصف جرم باشد گویند محترق است و اگر کم از نصف قطر باشد تصمیم است. و حد احتراق نزد جمهور شش درجه است و حد تصمیم شانزده دقیقه کذا فی کفایة التعلیم.
(3) عدنان أحد من تقف عندهم أنساب العرب. و یتّفق المؤرخون علی أنه من أبناء إسماعیل بن إبراهیم علیهما السلام. و إلی عدنان تنسب معظم قبائل الحجاز. و منه انحدرت سائر البطون و الأفخاذ.
الأعلام 4/ 218، الطبری 2/ 191، جمهرة الأنساب 8، طرفة الأصحاب 14.
(4) هو ربیعة بن نزار بن معدّ بن عدنان جدّ جاهلی قدیم، کان مسکن أبنائه بین الیمامة و البحرین و العراق، یقال له: ربیعة الفرس. من نسله: بنو أسد، عنزة، وائل، جدیلة و غیرهم، و قد تفرعت عنهم بطون و أفخاذ. الأعلام 3/ 17، جمهرة الأنساب 438، الیعقوبی 1/ 212، اللباب 1/ 458.
(5) هو مضر بن نزار بن معد بن عدنان. جدّ جاهلی، من سلسلة النسب النبوی، من أهل الحجاز. تفرعت منه قبائل و بطون کثیرة. و بنوه کانت لهم الغلبة و الرئاسة بمکة و الحرم. الأعلام 7/ 249، سبائک الذهب 18، جمهرة الأنساب 9، الطبری 2/ 189، الکامل لابن الأثیر 2/ 10 معجم قبائل العرب 1107.
(6) قریش بن بدر بن یخلد بن النضر بن کنانة، من عدنان. جدّ جاهلی من أهل مکة. و اختلف فی اسمه. و یطلق علی بنی النضر أو فهر بن مالک لقب قریش. و إلیه تنسب قبیلة قریش المشهورة التی تفرعت إلی قبائل و بطون و أفخاذ کثیرة، و إلیها ینتسب النبی محمد صلّی اللّه علیه و سلم، و أخبارها مستفیضة فی کتب التاریخ. الأعلام 5/ 195، الروض الأنف 1/ 70. طرفة الأصحاب 20، نهایة الأرب 321، تاریخ الخمیس 1/ 152، جمهرة الأنساب 433، البدایة و النهایة 2/ 200 و غیرها.
(7) هو کنانة بن خزیمة بن مدرکة، من مضر، من عدنان. جدّ جاهلی، من سلسلة النسب النبوی. کان یسکن مع ذریته مکة و جوارها. و تفرعت عنه بطون و أفخاذ کثیرة. الأعلام 5/ 234، الطبری 2/ 188، الیعقوبی 1/ 212، جمهرة الأنساب 434، الکامل لابن الأثیر 2/ 10.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1030
أنساب العمارة کبنی عبد مناف «1» و بنی مخزوم «2»، ثم الفخذ و هی ما انقسمت فیها أنساب البطن کبنی هاشم «3» و بنی أمیة «4»، ثم العشیرة و هی ما انقسمت فیها أنساب الفخذ کبنی عباس «5» و بنی أبی طالب «6»، و الحیّ یصدق علی الکلّ لأنّه للجماعة المتنازلة بمربّع منهم، هکذا فی کلیات أبی البقاء.

الشّعر:

[فی الانکلیزیة]Hair
[فی الفرنسیة]Cheveu
و بالفارسیة: موی. و الشّعر الزائد شعر زائد یخالف المنابت الطبیعیة بأن یکون منبته غیر موضع الأشفار بل یکون قریبا مما یلی العین.
و الشعر المنقلب شعر ینبت فی الجفن عند موضع الأشفار و یکون رأسه منقلبا إلی داخل العین. و العروق الشّعریة عروق دقاق کالشّعر تنبت من محدب الکبد، کذا فی بحر الجواهر.

الشّعر:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Poetry
[فی الفرنسیة]Poesie
بالکسر و سکون العین لغة الکلام الموزون المقفّی کما فی المنتخب. و عند أهل العربیة و هو الکلام الموزون المقفّی الذی قصد إلی وزنه و تقفیته قصدا أولیا. و المتکلم بهذا الکلام یسمّی شاعرا. فمن یقصد المعنی فیصدر عنه کلام موزون مقفّی «7» لا یکون شاعرا. ألا تری أنّ قوله تعالی: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّی تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ «8» و قوله تعالی: الَّذِی أَنْقَضَ ظَهْرَکَ، وَ رَفَعْنا لَکَ ذِکْرَکَ «9» فإنّه کلام موزون مقفّی لکن لیس بشعر، لأنّ الإتیان به موزونا لیس علی سبیل القصد، یعنی لیس مقصوده تعالی أن یکون هذا الکلام شعرا علی حسب اصطلاح الشعراء. و لذا قال اللّه: وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما یَنْبَغِی لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِینٌ «10»، فإن الشاعر یکون المعنی منه تابعا للفظ لأنّه یقصد
______________________________
(1) من عشائر قریش المشهورة تنحدر من عبد مناف بن قصی بن کلاب من عدنان، من أجداد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم. و انحدرت منها بنو المطلب و بنو هاشم و عبد شمس و نوفل و غیرهم. سکنوا مکة. الأعلام 4/ 166، طبقات ابن سعد 1/ 42، الطبری 2/ 181، الیعقوبی 1/ 199، ابن الأثیر 2/ 7.
(2) عشیرة قرشیة مشهورة تنحدر من مخزوم بن یقظة بن مرة بن کعب بن لؤی بن غالب، من قریش. جدّ جاهلی. إلیها ینتسب خالد بن الولید و سعید بن المسیب و کثیرون. کان فیها شجعان أقویاء. الأعلام 7/ 193، سبائک الذهب 63، التاج 5/ 267، جمهرة الأنساب 131، معجم قبائل العرب 1058.
(3) أشهر فروع عبد مناف تنحدر من هاشم بن عبد مناف بن قصی بن کلاب بن مرة. أحد من انتهت إلیهم السیادة فی الجاهلیة.
و من بنیه النبی صلّی اللّه علیه و سلم. کان کریما جوادا. و کان بین بنی هاشم و بین بنی أمیة بعض الحسد فی الجاهلیة. الأعلام 8/ 66، طبقات ابن سعد 1/ 43، ابن الأثیر 3/ 6، الطبری 2/ 179، الیعقوبی 1/ 201.
(4) عشیرة قرشیة تنحدر من أمیة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصی، من قریش. و منها انحدر الأمویون الذین حکموا فی دمشق. سکنت القبیلة مکة، و کانت لهم قیادة الحرب فی قریش. الأعلام 2/ 23، سبائک الذهب 68، سمط اللآلی 674، الأزرقی 1/ 66.
(5) نسبة للعباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. من أکابر قریش فی الجاهلیة و الإسلام. و إلیه ینتسب الخلفاء العباسیون. کانوا کرام الناس محسنین، کما کانت لهم سقایة الحج و عمارة المسجد الحرام. و العباس عم النبی صلّی اللّه علیه و سلم و ابنه عبد اللّه من أکابر الصحابة. الأعلام 3/ 262، نکت الهمیان 175، صفة الصفوة 1/ 203، ابن عساکر 7/ 226، تاریخ الخمیس 1/ 165، المرزبانی 262.
(6) هم خلاصة قریش تنحدر من عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم. و إلیهم ینتسب الإمام علی و بنوه. سکنوا مکة. و کانت لهم مواقف کریمة خاصة أبو طالب عم النبی صلّی اللّه علیه و سلم الذی حماه و دافع عنه. الأعلام 4/ 166، طبقات ابن سعد 1/ 75، ابن الأثیر 2/ 34، تاریخ الخمیس 1/ 299، الخزانة 1/ 261.
(7) مقفی (- م).
(8) آل عمران/ 92.
(9) الانشراح/ 3- 4.
(10) یس/ 69.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1031
لفظا یصحّ به وزن الشّعر و قافیته، فیحتاج إلی التخیّل لمعنی یأتی به لأجل ذلک اللفظ، فإذا صدر منه کلام فیه متحرّکات و سکنات یکون شعرا لأنّه قصد منه الإتیان بألفاظ حروفها متحرّکة و ساکنة کذلک، و المعنی یتبعه. و الشارع قصد المعنی فجاء علی ذلک الألفاظ فیکون اللفظ منه تبعا للمعنی. و علی هذا ما صدر من النبی علیه السلام کلام کثیر موزون مقفّی لا یکون شعرا لعدم قصده إلی اللفظ قصدا أولیا.
کما روی أنّ النبی صلّی اللّه علیه و سلم حین أصیبت إصبعه بالقطع و الجرح عند عمل من الأعمال دون الجهاد قال تحسرا و حزنا:
هل أنت إلّا إصبع دمیت. و فی سبیل اللّه ما لقیت و هذا لا یسمّی شعرا لعدم القصد و قد مرّ فی لفظ الرجز. و یؤیّد ما ذکرنا أنّک إذا تتبعت کلام الناس فی الأسواق تجد فیه ما یکون موزونا واقعا فی بحر من بحور الشعر و لا یسمّی المتکلّم به شاعرا و لا الکلام شعرا لعدم القصد إلی اللفظ أولا. و هاهنا لطیفة و هو أنّ النبی علیه السلام قال إنّ من الشعر لحکمة، یعنی قد یقصد الشاعر اللفظ أولا فیوافقه معنی حکمی، کما أنّ الحکیم قد یقصد معنی فیوافقه وزن شعری، لکنّ الحکیم بسبب ذلک الوزن لا یصیر شاعرا، و الشاعر بسبب ذلک الذکر یصیر حکیما، حیث سمّی النبی علیه السلام شعره حکمة، و نفی اللّه کون النبی شاعرا، و ذلک لأنّ اللفظ قالب المعنی و المعنی قلب اللفظ و روحه، فإذا وجد القلب لا ینظر إلی القالب فیکون الحکیم الموزون کلامه حکیما و لا یخرجه عن الحکمة وزن کلامه، و الشاعر الموعظی کلامه حکیما، هکذا ذکر الإمام الرازی فی التفسیر الکبیر فی سورة یس فی تفسیر قوله تعالی:
وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ «1». و بالجملة فالشعر ما قصد وزنه أوّلا و بالذات ثم یتکلّم به مراعی جانب الوزن فیتبعه المعنی، فلا یرد ما یتوهّم من أنّ اللّه تعالی لا تخفی علیه خافیة و فاعل بالاختیار، فالکلام الموزون الصادر عنه سبحانه معلوم له تعالی کونه موزونا، و صادر عن قصد و اختیار فلا معنی لنفی کون وزنه مقصودا، لأنّ الکلام الموزون و إن صدر عنه تعالی عن قصد و اختیار لکن لم یصدر عن قصد أوّلی، و هو المراد «2» هاهنا، فتأمّل کذا ذکر الچلپی فی حاشیة شرح المواقف.

فائدة:

لا بأس بالشعر إذا کان توحیدا أو حثّا علی مکارم الأخلاق من جهاد و عبادة و حفظ فرج و غضّ بصر و صلة رحم و شبهه، أو مدحا للنبی علیه السلام و الصالحین بما هو الحقّ.
و کان أبو بکر و عمر شاعرین، و کان علیّ أشعر الثلاثة. و لما نزل: وَ الشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ «3» الآیة جاء حسان و ابن رواحة «4» و غیرهم إلی النبی صلّی اللّه علیه و سلم و کان غالب شعرهم توحیدا و ذکرا، فقالوا یا رسول اللّه: قد نزلت هذه الآیة، و اللّه یعلم إنّا شعراء. فقال علیه السلام «إنّ المؤمن یجاهد بسیفه و لسانه، و إنّ الذی ترمونهم به نضح النبل» «5» و نزل کذا ذکر أحمد و الرازی فی تفسیره. و فی البیضاوی أیضا مثله حیث قال: وَ الشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ، أَ لَمْ
______________________________
(1) یس/ 69.
(2) المقصود (م، ع).
(3) الشعراء/ 224.
(4) هو عبد اللّه بن رواحه بن ثعلبة الأنصاری الخزرجی، أبو محمد. توفی عام 8 ه/ 629 م. صحابی جلیل، و قائد أمیر، شاعر راجز. شاهد الفتوح و شارک فی کثیر منها و استشهد بمعرکة مؤتة بالشام. الأعلام 4/ 86، تهذیب التهذیب 5/ 212، صفة الصفوة 1/ 191، حلیة الأولیاء 1/ 118، ابن عساکر 7/ 378، طبقات ابن سعد 3/ 79.
(5) أحمد، المسند، 6/ 387.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1032
تَرَ أَنَّهُمْ فِی کُلِّ وادٍ یَهِیمُونَ «1» لأنّ أکثر مقدماتهم خیالات لا حقیقة لها و أغلب کلماتهم فی النسیب بالحرم و ذکر صفات النساء و الغزل و الهجاء و تمزیق الأعراض فی القدح فی الأنساب و الوعد الکاذب و الافتخار الباطل و مدح من لا یستحقّه و الإطراء فیه. ثم قال قوله إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا «2» الآیة استثناء للشّعراء المؤمنین الصالحین الذین یکثرون ذکر اللّه، و یکون أکثر أشعارهم فی التوحید و الثّناء علی اللّه و الحثّ علی طاعته. و لو قالوا هجوا أرادوا به الانتصار ممن هجاهم مکافحة هجاة المسلمین کعبد اللّه بن رواحة و حسان بن ثابت و کعب بن مالک «3» و کعب بن زهیر «4»، و کان علیه السلام یقول لحسان «قل و روح القدس معک» «5» انتهی.
التقسیم: ذکر فی بعض الرسائل العربی:
اعلم أنّ أبا الحسن الأهوازی «6» ذکر فی کتاب القوافی «7» أنّ الشعر عند العرب ینقسم أربعة أقسام. الأول القصیدة و هو الوافی الغیر المجزوء لأنهم قصدوا به أتمّ ما یکون من ذلک الجنس. الثانی الرّمل و هو المجزوء رباعیا کان أو سداسیا لأنه أقصر عن الأول، فشبّه بالرمل فی الطواف، و قد یسمّی هذا أیضا قصیدة، الثالث الرجز و هو ما کان علی ثلاثة أجزاء کمشطور الرجز و السریع سمّی بذلک لتقارب أجزائه و قلّة حروفه تشبیها بالناقة التی فی مشیها ضعف لداء یعتریها. الرابع الخفیف و هو المنهوک و أکثر ما جاء فی ترقیص الصبیان و استقاء الماء من الآبار. و إنّما یدعی الرامل شاعرا إذا کان الغالب علی شعره القصیدة أعنی القسمین الأولین فإن کان الغالب علیه الرجز سمّی راجزا انتهی کلامه.

فائدة:

الأکثر علی أنّ الشعر لا یکون أقل من بیت واحد و له مصراعان، کذا فی عروض سیفی «8». و الشّعر عند المنطقیین هو القیاس المرکّب من مقدمات یحصل للنفس منها القبض و البسط و یسمّی قیاسا شعریا، کما إذا قیل الخمر یاقوتیة سادة سیّالة تنبسط [لها] «9» النفس.
و لو قیل العسل مرّة مهوعة تنقبض و الغرض منه
______________________________
(1) الشعراء/ 224- 225.
(2) الشعراء/ 227.
(3) کعب بن مالک (- م، ع).
هو کعب بن مالک بن عمرو بن القین الأنصاری السلمی الخزرجی. توفی عام 50 ه/ 670 م. صحابی، من أکابر الشعراء.
شهد الوقائع. و عمی آخر حیاته. روی بعض الأحادیث و له دیوان شعر مطبوع.
الأعلام 5/ 228، الأغانی 15/ 29، نکت الهمیان 231، حسن الصحابة 43، الخزانة 1/ 200.
(4) هو کعب بن زهیر بن أبی سلمی المازنی، أبو المضرّب. توفی عام 26 ه/ 645 م. من کبار الشعراء الجاهلیین. هجا النبی فی أول الدعوة ثم تاب و أسلم و قال قصیدته المشهورة باسم: بانت سعاد. و هو من عائلة کلها شعراء. له دیوان شعر مطبوع و له شروحات علیه. الأعلام 5/ 226، الخزانة 4/ 11، الشعر و الشعراء 61، السیرة لابن هشام 3/ 23، عیون الأثر 2/ 208، جمهرة أشعار العرب 148.
(5) أحمد، مسند 4/ 298، بلفظ: «اهج المشرکین فإن روح القدس معک».
(6) هو الحسن بن علی بن إبراهیم بن یزداد الأهوازی، أبو علی، و لیس أبا الحسن کما ذکر المؤلف. و لعلّه و هم فی اسمه فکنّاه بأبی الحسن. ولد عام 362 ه/ 972 م. و توفی بدمشق عام 446 ه/ 1055 م. اشتغل بالحدیث لکنه مطعون الروایة.
مقرئ الشام فی عصره. له تصانیف کثیرة. الأعلام 2/ 245، میزان الاعتدال 1/ 237، لسان المیزان 2/ 237، غایة النهایة 1/ 221.
(7) لم نعثر علی ذکر لکتاب القوافی فی المراجع التی بحوزتنا.
(8) اکثر برانند که شعر از یک بیت کمتر نباشد و بیت دو مصراع است کذا فی عروض سیفی.
(9) [لها] (+ م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1033
ترغیب النفس، و هذا معنی ما قیل هو قیاس مؤلّف من المخیّلات، و المخیّلات «1» تسمّی قضایا شعریة. و صاحب القیاس الشعری یسمّی شاعرا، کذا فی شرح المطالع و حاشیة السیّد علی ایساغوجی.

الشّعور:

[فی الانکلیزیة]Feeling،sensation
[فی الفرنسیة]Sentiment،sensation
بضمتین هو إدراک الشی‌ء من غیر ثبات، و هذا عند الحکماء؛ و هو أوّل مراتب وصول النفس إلی المعنی. فإذا حصل الوقوف قیل لذلک تصوّر. فإذا بقی ذلک بحیث لو أراد استرجاعه أمکنه ذلک قیل حفظه، و لذلک الطّلب تذکّر، و لذلک الوجدان ذکر. و التّذکّر من خواصّ الإنسان کالذّکر. کذا فی بحر الجواهر.
و فی الخفاجی حاشیة البیضاوی فی تفسیر قوله تعالی: وَ ما یَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما یَشْعُرُونَ «2» الآیة، الشعور الإحساس أی الإدراک بالحسّ الظاهر، و قد یکون بمعنی العلم. و صرّح الراغب أنّه مشترک بینهما. و ذهب بعضهم إلی أنّ أصله هذا، و ذاک مجاز منه، صار لشهرته فیه حقیقة عرفیة. و المشاعر الحواس، و لها معان أخر کمناسک الحج و شعائره انتهی. و قد مرّ فی لفظ الذهن أنّ المشاعر هی القوی الدّراکة أی النفس و آلاتها، بل جمیع القوی العالیة و السافلة.

الشّعیبیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Shouaibiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Shouaibiyya)secte(
بالعین المهملة فرقة من الخوارج العجاردة أصحاب شعیب بن محمد «3»، و هم کالمیمونیة فی البدع إلّا فی القدر کذا فی شرح المواقف «4».

الشّعیرة:

[فی الانکلیزیة]Barley،stye
[فی الفرنسیة]Grain dorge،orgelet
بالفتح جو، و قد یطلق علی وزن ستة خرادل و سیأتی فی لفظ المثقال. و یطلق أیضا علی ورم مستطیل یظهر علی طرف الجفن یشبه الشّعیر فی شکله کما فی بحر الجواهر.

الشّغب:

[فی الانکلیزیة]Sophism
[فی الفرنسیة]Sophisme
بالغین المعجمة یجی‌ء فی لفظ المغالطة مع بیان القیاس المشاغبی.

الشّغف:

[فی الانکلیزیة]Love،passion
[فی الفرنسیة]Amour،passion
بفتح الشین و الغین المعجمة عند السالکین هو من مراتب المحبّة کما سیجی‌ء. و یقول فی الصحائف: الشّغف خمس درجات.
الأول: امتثال أمر المحبوب طوعا و رغبة.
الثانی: حفظ الباطن عن غیر المحبوب.
و فی هذا المقام یحفظ أسراره إلّا عن المحبوب. قال علیه السلام: «استر ذهبک و ذهابک و مذهبک» و المذهب: عبارة عن کمال الرجل فی المحبة. و الذهاب: السفر نحو الحبیب، ألا تری أنّ الرسول صلّی اللّه علیه و سلم أظهر علم الشریعة لکل أحد. بینما مذهب العشق لم یظهره إلّا لی فهو یقول: «استرنی بسترک الجمیل».
الثالث: معاداة أعداء الحبیب. قال علیه السلام: «نعادی بعداوتک من خالفک من خلقک».
______________________________
(1) و المخیلات (- م).
(2) البقرة/ 9.
(3) هو شعیب بن محمد، رأس الفرقة الشعیبیة من الخوارج العجاردة له أضالیل و أباطیل کثیرة.
الملل و النحل 131، التبصیر 55، الفرق بین الفرق 95، مقالات الإسلامیین 1/ 165.
(4) فرقة من العجاردة الخوارج أتباع رجل اسمه شعیب بن محمد، کانت فی نزاع مع فرقة المیمونیة بسبب القول حول مشیئة اللّه تعالی. لمزید من التفصیل، أنظر: التبصیر 55، الملل و النحل 131، الفرق بین الفرق 95، مقالات الإسلامیین 1/ 165.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1034
الرابع: محبة أحباب الحبیب. قال علیه السلام: «أسألک حبّک و حبّ من أحبک».
الخامس: إخفاء الأحوال التی تقع بین العاشق و معشوقه، و قیل: لو لا الدّموع الفاضحة فکتمان الحال من منازل الرجال انتهی «1».

الشّفاعة:

[فی الانکلیزیة]Intercession،mediation
[فی الفرنسیة]Intercession،mediation
بالفتح و تخفیف الفاء هی سؤال فعل الخیر و ترک الضّرر عن الغیر لأجل الغیر علی سبیل التضرّع. قال النووی هی خمسة أقسام. أولها مختصّة بنبینا محمد صلّی اللّه علیه و سلم و هی الإراحة من هول الموقف و طول الوقوف، و هی شفاعة عامّة تکون فی المحشر حین تفزع الخلائق إلیه علیه السلام. و الثانیة فی إدخال قوم فی الجنة بغیر حساب. الثالثة الشفاعة لقوم استوجبوا النار.
و الرابعة فیمن أدخل النار من المذنبین. الخامسة الشفاعة فی زیادة الدرجات لأهل الجنّة فی الجنّة کذا فی الکرمانی شرح صحیح البخاری فی کتاب التیمم. معلوم أنّ الشفاعة تنقسم إلی عدة أنواع: و کلّ أنواع الشفاعة ثابتة للرسول صلّی اللّه علیه و سلم، و بعضها خاصّ له و بعضها بالاشتراک.
و أوّل من یفتح له باب الشفاعة هو رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم، فعلیه تکون جمیع أنواع الشفاعات راجعة إلیه، و هو صاحب الشفاعة علی الاطلاق.
النوع الأول: الشفاعة العظمی و هی عامّة لجمیع الخلائق، و هی خاصة لنبیّنا و لیس لأیّ نبی آخر الجرأة أو حقّ التقدّم إلیها، و تلک الشفاعة من هول الموقف فی العرصات و التخفیف عن الخلائق بتعجیل الحساب و الحکم، و تخلیص الناس من محنة الموقف و شدائده.
و النوع الثانی: و هی تتعلّق بإدخال فریق من المؤمنین إلی الجنة بغیر حساب؛ و ثبوت هذا النوع لنبیّنا صلّی اللّه علیه و سلم قد وردت به النصوص، و هو عند بعضهم خاصّ به وحده صلّی اللّه علیه و سلم.
و النوع الثالث: و هی متعلّقة بأقوام تساوت حسناتهم و سیئاتهم فیدخلون الجنة بشفاعته صلّی اللّه علیه و سلم.
و النوع الرابع: و هی تتعلّق بفئة من الناس یستحقّون دخول النار، و لکن بشفاعته صلّی اللّه علیه و سلم لهم یدخلون الجنة.
و النوع الخامس: تتعلّق برفع درجات و زیادة کرامات.
و النوع السادس: تتعلّق بأناس دخلوا جهنّم، ثم یخرجون منها بالشفاعة و هی مشترکة بین سائر الأنبیاء و الملائکة و العلماء و الشهداء.
و النوع السابع: و یتعلّق باستفتاح الجنة.
النوع الثامن: و تتعلّق بتخفیف العذاب عن أولئک الذین یستحقّون العذاب الدائم فی النار.
النوع التاسع: و هی خاصة لأهل المدینة.
و النوع العاشر: و هی لزوّار قبره الشریف و المکثرین من الصلاة علیه صلّی اللّه علیه و سلم «2». فی المشکاة فی باب الحوض و الشفاعة عن أنس أنّ النبی صلّی اللّه علیه و سلم قال «یحبس المؤمنون یوم القیامة حتی یهمّوا
______________________________
(1) در صحائف گوید شغف را پنج درجه است اوّل امتثال امر محبوب طوعا و رغبة دوم محافظت باطن از غیر محبوب درین مقام اسرار خود از غیر محبوب نگاهدارد قال علیه السلام أستر ذهبک و ذهابک و مذهبک مذهب عبارتست از کمال مرد در محبت و ذهاب مسافر تست سوی دوست نه بینی که رسول صلّی اللّه علیه و سلم مذهب شریعت بهر کس نمود و مذهب عشق جز بر من ظاهر نکرد میگوید استرنی بسرک الجمیل سیوم معادات اعدای دوست قال علیه السلام «نعادی بعداوتک من خالفک من خلقک» چهارم محبت محبان محبوب قال علیه السلام «أسألک حبّک و حبّ من أحبک» پنجم اخفای احوال که میان عاشق و معشوق رود قیل لو لا الدموع الفاضحة فکتمان الحال من منازل الرجال انتهی.
(2) دانستنی است که شفاعت بر چند نوع است و همه انواع شفاعات ثابت است مر سید المرسلین را صلّی اللّه علیه و سلم بعضی بخصوص وی و بعضی بمشارکت و اوّل کسی که فتح باب شفاعت کند آن حضرت باشد پس در حقیقت شفاعات همه راجع بحضرت وی شود و اوست صاحب شفاعات علی الاطلاق نوع اوّل شفاعت عظمی است که عام است مر تمام خلائق را مخصوص است به پیغمبر ما صلّی اللّه علیه و سلم که هیچ‌کس را از انبیاء علیهم السلام مجال جرأت و اقدام بر ان نباشد و آن برای اراحت و تخلیص از طول
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1035
بذلک، فیقولون: لو استشفعنا إلی ربّنا فیریحنا من مکاننا، فیأتون آدم فیقولون أنت آدم أبو الناس، خلقک اللّه بیده، و أسکنک جنته، و أسجد لک ملائکته، و علّمک أسماء کلّ شی‌ء، اشفع لنا عند ربک حتی یریحنا من مکاننا هذا.
فیقول: لست هناکم و یذکر خطیّته التی أصاب أکله من الشجرة و قد نهی، و لکن ائتوا نوحا أول نبی بعثه اللّه إلی الأرض. فیأتون نوحا فیقول: لست هناکم. و یذکر خطیّته التی أصاب سؤاله ربّه بغیر علم، و لکن ائتوا إبراهیم خلیل الرحمن. قال: فیأتون إبراهیم، فیقول: إنی لست هناکم، و یذکر ثلاث کذبات کذبهنّ، و لکن ائتوا موسی عبدا أتاه اللّه تعالی التوراة و کلّمه و قرّبه نجیّا. قال: فیأتون موسی فیقول:
إنی لست هناکم و یذکر خطیّته التی أصاب قتله النّفس، و لکن ائتوا عیسی عبد اللّه و رسوله و روح اللّه و کلمته. فیأتون عیسی فیقول: لست هناکم و لکن ائتوا محمدا عبدا غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، قال فیأتونی فأستأذن علی ربّی فی داره فیؤذن لی علیه، فإذا رأیته وقعت ساجدا فیدعنی ما شاء اللّه أن یدعنی. فیقول:
ارفع محمد، و قل تسمع و اشفع تشفّع و سل تعطه. قال فأرفع رأسی فأثنی علی ربی بثناء و تحمید یعلمنیه ثم اشفع فیحدّ لی حدّا فأخرج فأخرجهم من النار و أدخلهم الجنة. ثم أعود الثانیة فأستأذن علی ربّی فی داره فیؤذن لی علیه، فإذا رأیته وقعت ساجدا فیدعنی ما شاء اللّه أن یدعنی، ثم یقول ارفع محمد «1»، و قل تسمع و اشفع تشفّع و سل تعطه. قال فأرفع رأسی فأثنی علی ربی بثناء و تحمید یعلمنیه، ثم أشفع فیحدّ لی حدا فأخرج فأخرجهم من النار و أدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن ربی فی داره فیؤذن لی علیه فإذا رأیته وقعت ساجدا فیدعنی ما شاء اللّه أن یدعنی ثم یقول ارفع محمد، و قل تسمع و اشفع تشفّع و سل تعطه.
قال فأرفع رأسی فأثنی علی ربّی بثناء و تحمید یعلمنیه ثم أشفع فیحدّ لی حدّا فأخرج فأخرجهم من النار و أدخلهم الجنة حتی ما بقی فی النار إلّا من قد حبسه القرآن، أی وجب علیه الخلود» «2». ثم تلا هذه الآیة عَسی أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً «3» و هذا المقام المحمود الذی وعده نبیکم متّفق علیه. و عن عبد اللّه بن عمر بن العاص «4» أنّ النبی صلّی اللّه علیه و سلم تلا قول اللّه تعالی فی إبراهیم: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ کَثِیراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ «5». و قال عیسی إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ
______________________________
وقوف در عرصات و تعجیل حساب و حکم کردگار تعالی و برآوردن از ان شدت و محنت دوم از برای درآوردن قومی در بهشت بغیر حساب و ثبوت آن نیز وارد شده برای پیغمبر ما و نزد بعضی مخصوص بحضرت اوست سیوم در اقوامی که حسنات و سیئات ایشان برابر باشد و بامداد شفاعت او به بهشت درآیند چهارم قومی که مستحق و مستوجب دوزخ شده باشند پس شفاعت کند و ایشان را در بهشت در آورد پنجم برای رفع درجات و زیادات کرامات ششم در گناهکاران که به دوزخ در آمده باشند و بشفاعت بر آیند و این شفاعت مشترک است میان سائر انبیاء و ملائکه و علماء و شهداء هفتم در استفتاح جنت هشتم در تخفیف عذاب از آنها که مستحق عذاب مخلد شده باشند نهم برای اهل مدینه خاصة دهم برای زیارت کنندگان قبر شریف و مکثرین صلوات بر آن حضرت صلّی اللّه علیه و سلم.
(1) رأسک (م).
(2) صحیح البخاری، کتاب التوحید، باب قوله تعالی: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ، ح 66، 9/ 334.
(3) الأسراء/ 79.
(4) هو عبد اللّه بن عمرو بن العاص، من قریش. ولد بمکة عام 7 ق. ه/ 616 م، و توفی عام 65 ه/ 684 م. صحابی جلیل، ناسک عابد. کان یکتب فی الجاهلیة ثم استأذن النبی بکتابة ما یحفظ عنه فأذن له. شهد الفتوح و المواقع و أضرّ بآخره، روی أحادیث کثیرة. الأعلام 4/ 111، طبقات ابن سعد 8/ 13، حلیة الأولیاء 1/ 283، صفة الصفوة 1/ 270، البدء و التاریخ 5/ 107.
(5) إبراهیم/ 36.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1036
عِبادُکَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ «1» فرفع یدیه فقال: «اللّهم أمتی أمتی و بکی. فقال اللّه تعالی یا جبرئیل اذهب إلی محمد و ربّک أعلم فسله ما یبکیه. فأتاه جبرئیل فسأله فأخبر رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم بما قال. فقال اللّه لجبرئیل: اذهب إلی محمد فقل إنّا سنرضیک فی أمتک و لا نسوؤک» «2» رواه مسلم. و جاء فی الروایات: أنّ النبی صلّی اللّه علیه و سلم قال: لا أرضی أبدا إلّا إذا عفی عن أمتی فردا فردا «3». هکذا فی شرح الشیخ عبد الحق الدهلوی علی المشکاة فی باب الحوض و الشفاعة.

الشّفّاف:

[فی الانکلیزیة]Transparent
[فی الفرنسیة]Transparent
بالفتح و تشدید الفاء هو ما لا لون له و لا ضوء کالهواء کذا قال السید السند فی حواشی شرح التجرید. و فسّره الشیخ فی الشّفاء بما لا یمنع الشّعاع عن النفوذ. و لغة الصّحاح تساعده شفّ علیه ثوبه یشفّ شفوفا و شفیفا أی رقّ حتی یری ما خلفه. و ثوب شفوف و شفّ أی رقیق، کذا فی بعض حواشی شرح هدایة الحکمة.

الشّفة:

[فی الانکلیزیة]Beverage،right to water
[فی الفرنسیة]Breuvage،droit a leau
بفتح الشین و الفاء فی الأصل شفو فأبدل اللام بالتاء تخفیفا. شریعة شرب بنی آدم و البهائم و الشّرب بالضم أو الفتح مصدر من حدّ علم أی استعمالهم الماء لدفع العطش أو الطبخ أو الوضوء أو الغسل أو غسل الثیاب و نحوها.
یقال هم أهل الشّفة أی الذین لهم حقّ الشّرب بشفائهم، و أن یشفوا دوابّهم. فالزرع و الشجر لیسا من أهل الشّفة کما فی المبسوط. و البهیمة ما لا نطق له لکن خصّ التعارف بما عدا السّباع و الطیر کما فی المضمرات، هکذا یستفاد من جامع الرموز و البرجندی.

الشّفتان:

[فی الانکلیزیة]Labial
[فی الفرنسیة]Labial
هو من تتّصل شفتاه أثناء کلامه أو قراءته.
و ثمة حرفان شفویان هما الباء و المیم، کما یقول الشاعر أمیر خسرو الدهلوی فی ما ترجمته.
شعر (حبیبنا) القمری الطیّب الرائحة بدونه أنا شعرة، و شعره لنا أفضل
نحن و الحبیب معنا أفضل نحن و القمر و شعر القمر معنا أفضل
و أمّا واسع الشفتین فهو حینما یقرأ لا تتّصل شفتاه معا کما فی الرّباعی التالی و ترجمته.
یا عین، إنّ رؤیة وجه الحبیب الفتان خطر و یا قلب إنّ سحب هذا السلک خطر
فانتبه و احذر من أن تذوق کأس العشق حذار یا قلب، فتذوّق السّمّ خطر
کذا فی مجمع الصنائع و شرحه «4».
______________________________
(1) المائدة/ 118.
(2) صحیح مسلم، کتاب الإیمان، باب دعاء النبی لأمته و بکائه شفقة علیهم، ح (346)، ج 1، ص 191.
(3) و در روایات آمده است که آن حضرت گفت که من هرگز راضی نشوم تا یک‌یک از امتان من بمن نه بخشند.
(4) هر دو لب شفة واحد و لام کلمه او حرف‌ها است کذا فی القاموس. و بیت الشفتین و واصل الشفتین آنکه در هر کلمه او وقت خواندنش لب بلب بهم‌رسد و آن دو حرف است با و میم چنانچه امیر خسرو میفرماید رباعی.
موئی مه ما به بوی ما بویا به بی‌او مویم و موئی ویم ما را به
مائیم و مهی و آن مه با ما به ما با مه و موی مه ما با ما به
و واسع الشفتین آنست که در خواندنش لب بلب نمی‌رسد چنانچه درین رباعی است: رباعی.
ای دیده رخ نگار دیدن خطر است ای دل سر این رشته کشیدن خطر است
هان تا نچشی ز ساغر عشق دگر ز نهار دلا زهر چشیدن خطر است
کذا فی مجمع الصنائع و شرحه.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1037

شفط نام:

[فی الانکلیزیة]Shifat)February in Hebrew calender(
[فی الفرنسیة]Chifat)Fevrier dans le calendrier Juif(
اسم شهر فی التقویم الیهودی «1».

الشّفعة:

[فی الانکلیزیة]Pre -emption،priority
[فی الفرنسیة]Preemption،priorite
بالضم و سکون الفاء من الشّفع تقول شفعت الشی‌ء بکذا إذا جعلته شفعا أی زوجا.
و قیل من الشّفاعة. و شرعا تملّک العقار علی مشتریه جبرا بمثل ثمنه. فالعقار احتراز عن المنقول کالشجر و البناء فإنه منقول لم تجب الشفعة فیه إلّا بتبعیة العقار کالدار و الکرم و الرّحی و غیرها. و المتبادر أن یتملّک ملکا طیبا فخرج الخبث، کما إذا اشتری غیر الشفیع بالإکراه فإنّه تصرّف فاسد. و یشترط الصّحة للشفعة. و قوله علی مشتریه أی المتجدّد الملک ظرف جبرا. و قوله بمثل ثمنه احترز به عمّا یملکه بلا عوض کما بالهبة و الإرث و الصدقة أو بعوض غیر ثمن کالمهر و الإجارة و الخلع و الصّلح عن دم عمد فإنّه لا شفعة فی شی‌ء منها، و دخل فیه ما وهب بعوض فإنّه شراء ابتداء و انتهاء. و قید جبرا بناء علی الأغلب فإنّ المشتری لا یرضی فی الأکثر بتملّک الشفیع.
و قولنا بمثل ثمنه أی بمثل ثمن العقار المشتری به فی المثلیة و القیمیة و ما لزم بالحطّ و البناء و نحوهما فعارض، و احترز به عما إذا أخذه بأکثر أو أقلّ فإنّه بالشراء لا بالشّفعة. و بهذا اندفع ما قیل إنّه لا یشتمل «2» ما إذا کان الثمن غیر مثلی و ما إذا صنع المشتری المشفوعة بأشیاء کثیرة فإنّ الشفیع إن أخذها فلا یأخذها بالثّمن بل بما زاد الصنع فیها و إلّا یترکها، هکذا فی جامع الرموز. ثم اعلم أنّ الشّفعة علی ثلاثة مراتب، الأولی کون الشفیع شریکا فی عین المبیع. و الثانیة کون الشّفیع شریکا فی حقوق المبیع کالشرب و الطریق، و یسمّی هذا الشفیع خلیطا. و الثالثة کون الشّفیع ملاصقا ملکه بالمبیع و یسمّی هذا الشفیع جارا، فیراعی الترتیب فیها فیقدّم الشّریک علی الخلیط و الخلیط علی الجار. فإن سلّم الشریک وجبت للخلیط و إن سلّم الخلیط ثبتت للجار هکذا فی الهدایة و غیرها.

الشّق:

[فی الانکلیزیة]Fissure،crack،rift،tear
[فی الفرنسیة]Fissure،faille،dechirure
بالفتح عند الأطباء هو تفرّق اتصال فی طول العصب کذا فی شرح القانونچه.

الشّقیقة:

[فی الانکلیزیة]Headache،migraine
[فی الفرنسیة]Migraine،cephalalgie
کالسفینة مشتقّ من الشّق و هی عند الأطباء قسم من الصّداع و هو الوجع فی أحد جانبی الرأس. و فی الصّحاح هی وجع یأخذ نصف الرأس و الوجه. و قال النفیس قد تکون الشّقیقة عامة تعمّ جمیع الرأس. و الفرق بینها و بین البیضة أنّه إذا انضغطت الشرایین و منعت من الضربان قلّ تصاعد الفضول، إذ الأبخرة منها تتصاعد إلی الدماغ بخلاف البیضة کذا فی بحر الجواهر. و فی المؤجز هی کالبیضة إلّا أنّها تختصّ شقا من الرأس، و تدبیرها تدبیرها انتهی.
قال الأقسرائی هذا الکلام یدلّ علی اشتراط الشروط المذکورة فی البیضة فی الشّقیقة أیضا لکن المشهور عدم اشترطها.

الشّکّ:

[فی الانکلیزیة]Doubt
[فی الفرنسیة]Doute
بالفتح و تشدید الکاف هو تجویز أمرین لا مزیة لأحدهما علی الآخر. و قیل اعتدال
______________________________
(1) شفط نام: ماهیست در تاریخ یهود.
(2) یشمل (م، ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1038
النقیضین عند الإنسان و تساویهما، و ذلک قد یکون لوجود أمارتین متساویتین عنده بالنقیضین «1» أو لعدم الإمارة فیهما و الشّکّ ضرب من الجهل و أخصّ منه لأنّ الجهل قد یکون عدم العلم بالنقیضین رأسا. فکلّ شکّ جهل و لا عکس. و الشّک کما یطلق علی ما لا یترجّح أحد طرفیه علی الآخر کذلک یطلق علی مطلق التردّد کقوله تعالی: لَفِی شَکٍّ مِنْهُ «2» و علی ما یقابل العلم. قال الجوینی الشّکّ ما استوی فیه اعتقادان أو لم یستویا، و لکن لم ینته أحدهما إلی درجة الظهور الذی یبنی علیه العاقل الأمور المعتبرة، و الرّیب ما لم یبلغ درجة الیقین و إن ظهر نوع ظهور. و یقال شکّ مریب و لا یقال ریب مشکّک. و الشّکّ سبب الرّیب کأنّه شکّ أولا فیوقعه الشّکّ فی الرّیب.
فالشّک مبدأ الرّیب، کما أنّ العلم مبدأ الیقین.
و الریب قد یجی‌ء بمعنی القلق و الاضطراب.
و فی الحدیث «دع ما یریبک إلی ما لا یریبک» «3» هکذا فی کلیات أبی البقاء و یجی‌ء فی لفظ الظّنّ أیضا.

الشّکر:

[فی الانکلیزیة]Thanking،gratefulness،praise
[فی الفرنسیة]Remerciement،reconnaissance،louange
بالضم و سکون الکاف لغة هو الحمد.
عرفا و هو فعل یشعر بتعظیم المنعم بسبب کونه منعما. و ذلک الفعل إمّا فعل القلب أعنی الاعتقاد باتّصافه بصفات الکمال و الجلال، أو فعل اللسان أعنی ذکر ما یدلّ علیه، أو فعل الجوارح و هو الإتیان بأفعال دالّة علی ذلک، و هذا شکر العبد للّه تعالی. و شکر اللّه للعبد أن یثنی علی العبد بقبول طاعته و ینعم علیه بمقابله و یکرمه بین عباده، هکذا فی تعریفات الجرجانی. و الشکر عرفا صرف العبد جمیع ما أنعم اللّه علیه من السّمع و البصر و غیرهما إلی ما خلق له و أعطاه لأجله، کصرفه النّظر إلی مطالعة مصنوعاته و السّمع إلی ما «4» تلقی ما ینبئ عن مرضیاته و الاجتناب عن منهیاته. و فی الصحائف ورد فی الصفحة الثامنة عشرة: إنّ شکر أهل الکمال یکون أکثر فی حال المصائب و البلایا، فهم راضون بالهموم و الغموم. و من هنا ثمّة أقوام لیس عندهم خبر عن الغم أو السّرور، فهم برءاء من الغمّ و الفرح و المحنة و الراحة، انتهی «5».
ثم الفرق بین الشّکر و الحمد اللغویین أنّ الحمد أعمّ منه باعتبار المتعلّق، فإنّ متعلّقه النعمة و غیرها، و متعلّق الشکر النعمة فقط؛ و الشّکر أعمّ من الحمد باعتبار المورد، فإنّ مورد الشکر اللسان و الجنان و الأرکان، و مورد الحمد هو اللسان فقط، فکان بینهما عموم و خصوص من وجه؛ و کذا الحال بین الشّکر و المدح سواء کان المدح أعمّ من الحمد أو مرادفا له، و کذا الحال بین الحمد اللغوی و بین الحمد العرفی، و کذا الحال بین الشّکر العرفی و الحمد اللغوی؛ و الشکر اللغوی و الحمد العرفی مترادفان کما عرفت. هکذا یستفاد من شرح المطالع و حواشیه. و أمّا الفرق بین الشّکر اللغوی و العرفی فأقول إنّ الشّکر اللغوی أعمّ من العرفی لأنّ صرف العبد جمیع ما أنعم اللّه الخ یصدق علیه أنّه فعل یشعر بتعظیم المنعم
______________________________
(1) فی النقیض (م).
(2) النساء/ 157. هود/ 110، فصلت/ 45.
(3) ورد سابقا.
(4) ما (- م).
(5) و در صحائف در صحیفه هژدهم می‌آرد شکر اهل کمال بیشتر در مصائب و بلایا بود از هموم و غموم که راضی باشند از اینجا قومی باشند که خبر از غم و شادی ندارند غم و شادی و محنت و راحت آزاداند انتهی.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1039
بسبب الإنعام و لا ینعکس کما لا یخفی، لأنّ اللغوی کما یکون للّه تعالی کذلک یکون لغیره.
قال علیه السلام: «من لم یشکر الناس لم یشکر اللّه» «1» بخلاف العرفی فإنّه مختصّ باللّه تعالی.
و کذا الحال بین الحمد العرفی و الشّکر العرفی کما لا یخفی.

الشّکل:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Form،figure،aspect
[فی الفرنسیة]Fonne،figure،aspect
بالفتح و سکون الکاف بالفارسیة: مانند، أی مثل. و ورد أیضا بکسر الشین و هو کلّ ما یعدّ لائقا و جدیرا و موافقا لشخص ما. و صورة شی‌ء. و یجمع علی أشکال و شکول ما تقیّد به قوائم الدواب کالحبال، و حرکات الإعراب التی یزول بها الإشکال. کذا فی المنتخب. «2» و عند الصّوفیة هو وجود الحقّ کما فی بعض الرسائل.
و عند أهل العروض هو اجتماع الخبن و الکفّ کحذف الألف و النون من فاعلاتن فیبقی فعلات بالضمّ، و الرکن الذی فیه الشّکل یسمّی مشکورا. و وجه التسمیة هو أنّه لمّا کانت الألف و النون قد حذفت من کلا طرفی فاعلاتن. فلم یبق فیها مدّ الصوت السابق کما أنّ الفرس بعد تقیید قدمیه لا یبقی له ذلک السّیر الذی کان له.
هکذا فی عروض سیفی و عنوان الشرف. «3» و عند الحکماء و المهندسین هو الهیئة الحاصلة من إحاطة الحدّ الواحد أو الحدود بالمقدار، أی الجسم التعلیمی أو السّطح، فالأول کشکل الکرة فإنّها لیس لها إلّا حدّ واحد، و الثانی کشکل المثلث. و المراد بالإحاطة التّامة فخرجت الزاویة فإنّها علی الأصح هیئة للمقدار من جهة أنّه محاط بحدّ واحد أو أکثر إحاطة غیر تامة.
فإذا فرضنا سطحا مستویا محاطا بثلاثة خطوط مستقیمة فإذا اعتبر کونه محاطا بها فالهیئة العارضة له هی الشکل. و إذا اعتبر منها خطّان متلاقیان علی نقطة منه کانت الهیئة هی الزاویة، هذا هو المشهور. و یلزم منه أن لا یکون لمحیط الکرة شکل. توضیحه أنّهم صرّحوا بأنّ حدّ الخطّ أی نهایته نقطة، و حدّ السطح خطّ، و حدّ الجسم سطح. و لا شک أنّ محیط المضلّعات حدود و هی الخطوط بالفعل بخلاف محیط الکرة و أمثالها، کالشکل البیضی فإنّها سطح واحد و لیس لها حدّ، إذ لیس لها خطّ بالفعل. و الخط المفروض لا یجدی ثبوت الحدّ بالفعل فلا یکون لها شکل لعدم صدق تعریفه علیها.
فالأنسب أن یقال الشکل هو الهیئة الحاصلة للمقدار من جهة الإحاطة سواء کانت إحاطة المقدار به أو إحاطته بالمقدار لیشتمل ذلک محیط الکرة و أمثالها.
و هو قسمان: مسطّح إن کان ما أحاط به خطّ واحد کالدائرة أو أکثر کالمثلث. و مجسّم إن کان محیطه سطحا واحدا کالکرة أو أکثر کالمکعّب. و قد یطلق الشّکل بمعنی المشکل.
و لهذا عرف اقلیدس بأنّه ما أحاط به حدّ أو حدود. و یؤیّد ما ذکر ما فی شرح حکمة العین من أن الشّکل مفسّر بتفسیرین: أحدهما ما یحیط به حدّ أو حدود کالمربّع و المثلّث، و هو الشّکل الذی یستعمله المهندسون الذین یقولون إنّه مساو لشکل آخر أو نصفه أو ثلثه، و یعنون بذلک مقدارا مشکلا، و هو بهذا المعنی من مقولة الکمّ، فإنّ ما أحاط به سطح أو جسم.
و ثانیهما الهیئة الحاصلة من وجود الحدّ أو
______________________________
(1) سنن الترمذی، کتاب البر و الصلة، باب ما جاء فی الشکر لمن أحسن إلیک، ح (1955)، 4/ 339.
(2) بالفتح و سکون الکاف مانند و بکسر شین نیز آمده و آنچه لائق و شایسته و موافق کسی باشد و صورت چیزی اشکال و شکول جمع. و پای چارپا بر سن بستن و حرف را اعراب دادن چنانچه إشکال بدان برطرف شود کذا فی المنتخب.
(3) و وجه تسمیه آنکه چون الف و نون از دو طرف فاعلاتن افتاد آن مد صوت که پیش ازین بود درو نماند همچنان که اسپ را بعد از شکیل کردن آن رفتار که دارد نمی‌ماند هکذا فی عروض سیفی و عنوان الشرف.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1040
الحدود کالتربیع و التثلیث و نحوهما، و هو بهذا المعنی من مقولة الکیف انتهی.

فائدة:

قال الحکماء کل جسم له شکل طبیعی و الجسم البسیط بمعنی ما لا یترکّب حقیقة من أجسام مختلفة الحقائق لیس له شکل إلّا الکرة.
و معنی الشکل الطبیعی علی قیاس ما عرفت فی لفظ الحیّز مع اضطراب کلام القوم فیه، هکذا ذکر العلمی. و عند المنطقیین هو وضع الأوسط عند الحدّین الآخرین أی الأصغر و الأکبر. و هذا یستعمله الأصولیون أیضا و الوضع هاهنا بمعنی المقولة. و لذا قال المحقّق التفتازانی فی حاشیة العضدی: الشّکل هو الهیئة الحاصلة من نسبة الأوسط إلی الأصغر و الأکبر انتهی.
ثم الأشکال أربعة لأنّ الأوسط «1» إن کان محمولا فی الصغری موضوعا فی الکبری فهو الشّکل الأول کقول النبی صلی اللّه علیه و سلم: «کلّ بدعة ضلالة، و کلّ ضلالة فی النار»، و نتیجته کلّ بدعة فی النار. و شرط إنتاجه إیجاب الصغری و کلّیة الکبری و هو یختصّ بأنه ینتج الموجبة الکلّیة و باقی الأشکال لا ینتج الموجبة الکلیة بل إمّا موجبة جزئیة أو سالبة، و إن کان محمولا فیهما أی فی الصغری و الکبری فهو الشّکل الثانی کقول البعض: کلّ غائب مجهول الصفة، و کلّ ما یصحّ بیعه لیس بمجهول. و نتیجته کلّ غائب لا یصحّ بیعه. و شرط إنتاجه اختلاف مقدمتیه فی الإیجاب و السّلب و کلّیة کبراه، و من خواصّه أنّه لا ینتج إلّا سالبة. و إن کان موضوعا فیهما فهو الشّکل الثالث کقول البعض کل برّ مقتات، و کلّ بر ربوی. و نتیجته بعض المقتات ربوی. و شرط إنتاجه أن تکون صغراه موجبة و أن تکون إحدی مقدمتیه کلّیة. و من خواصّه أنّ نتیجته لا تکون إلّا جزئیة. و إن کان عکس الأول بأن یکون موضوعا فی الصغری محمولا فی الکبری فهو الشّکل الرابع، و سمّاه البعض بالسّیاق البعید أیضا کما فی شرح إشراق الحکمة کقولنا: کلّ عبادة لا تستغنی عن النیّة و کلّ وضوء عبادة. و نتیجته بعض مستغن عن النیة لیس بوضوء هکذا فی العضدی.
و فی شرح المطالع هذا مختصّ بالقیاس الحملی. و من الواجب أن یعتبر بحیث یعمّه و غیره. فقال: الوسط إن کان محکوما به فی الصغری محکوما علیه فی الکبری فهو الشّکل الأول، و هکذا إلی آخر التقسیم انتهی. و قد یطلق الشّکل علی نفس القیاس باعتبار اشتماله علی الهیئة المذکورة، صرّح بذلک نصیر الدین فی حاشیة القطبی و الصادق الحلوائی فی حاشیة الطیبی. و عند أهل الرمل هو هیئة ذات أربع مراتب حاصلة من اجتماع الأفراد و الأزواج أو من اجتماع إحداهما مثل و و المرتبة الأولی من هذه المراتب هی النار و الثانیة الریح.
و الثالثة الماء. و الرابعة التراب. و تنحصر هذه الأشکال فی ستة عشر شکلا، أحدها: الطریق الذی یدعی أبا بالرمل. و الثانی: الجماعة و هو یحصل بمضاعفة نقاط الطریق، و یقال له: أمّ الرمل. و بقیة الأشکال من المسدودات و المفتوحات و النبائر التی یقال لها متولّدات، کما سیجی‌ء فی لفظ مسدود.
و أعلم أنّ کلّ شکل مرتبته الناریة و الترابیة فردیة فإنّه یدعی المنقلب مثل و کلّ شکل مرتبته الناریة و الترابیة شفعا فإنّه یدعی الثابت مثل و کلّ شکل مرتبته الناریة فردیة و الترابیة شفعا، فإنّه یقال له: الخارج مثل. و إذا کان عکس ذلک فهو المسمّی بالداخل مثل و یقولون أیضا:
______________________________
(1) الوسط (ع).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1041
النار خارجة و الریح داخلة و الماء منقلب و التراب ثابت. و یقولون أیضا: إذا کانت النار فی رتبة الریح أو الریح فی رتبة النار فهما یعدان من قبیل المنقلب و الخارج. و أمّا إذا کانت النار فی رتبة الماء أو الماء فی رتبة النار فإنّها تسمّی داخلة، و کذلک النار فی رتبة التراب أو التراب فی رتبة النار فإنّها تسمّی الثابت. و الریح فی رتبة الماء أو الماء فی رتبة الرّیح فیسمّیان ثابتا و داخلا.
و الریح فی رتبة التراب أو التراب فی رتبة الهواء فیسمّی منقلبا. و کلّ ما ذکر من داخلی و خارجی و ثابت و منقلب فهو فی النقاط. هکذا فی السرخاب. «1».

الشّکل الحماری:

[فی الانکلیزیة]Scalene triangle
[فی الفرنسیة]Triangle Scalene
عند المهندسین هو أنّ کلّ ضلعی مثلّث فهما معا أطول من ثالث، سمّی به لظهوره.

شکل العروس:

[فی الانکلیزیة]Right triangle
[فی الفرنسیة]Triangle droit
عندهم هو: أنّ کلّ مثلث قائم الزاویة، فإنّ مربع وتر زاویته القائمة یساوی مربعی ضلعیها و إنّما سمّی به لحسنه و جماله.

الشّکل المأمونی:

[فی الانکلیزیة]Isosceles triangle
[فی الفرنسیة]Triangle isocele
هو أنّ الزاویتین اللتین علی قاعدة المثلّث المتساوی الساقین متساویتان، و کذا الزاویتان الحادثتان تحت القاعدة إن أخرج الساقان.
و جمیع هذه الأشکال مذکورة فی أشکال التأسیس و غیره. و الظاهر أنّ الشّکل علی هذا عبارة عن مسئلة مدلّلة من المسائل الهندسیة، و یؤیّده ما وقع فی شرح أشکال التأسیس من أنّ المذکور فی المتن إمّا أن یکون مقصودا بالذات و هو الأشکال أو یکون المقصود متوقّفا علیه و هو المقدّمة المذکورة فی المتن، نسب إلی المأمون و هو أحد الخلفاء العباسیة لأنه زاد ذلک الشّکل علی أکمام بعض الملبوسات لما کان یعجبه.

الشّکل المغنی:

[فی الانکلیزیة]Right spherical triangle
[فی الفرنسیة]Triangle spheriqua droit
بالغین المعجمة بعدها نون عندهم هو کلّ مثلّث من قسی دوائر عظام تکون فیه زاویة قائمة و أخری أصغر من قائمة، فإنّ نسبة جیب وتر القائمة إلی جیب وتر الزاویة الأصغر کنسبة الجیب الأعظم إلی جیب الزاویة الأول.

الشّکور:

[فی الانکلیزیة]Grateful even in calamity
[فی الفرنسیة]Reconnaissant meme en malheur
من یری عجزه عن الشّکر. و قیل هو الباذل وسعه فی أداء الشّکر بقلبه و لسانه و جوارحه اعتقادا و اعترافا و عملا. و قیل الشّاکر من یشکر علی الرخاء و الشّکور من یشکر علی البلاء. و قیل الشّاکر من یشکر علی العطاء و الشکور من یشکر علی المنع کذا الجرجانی.
______________________________
(1) و مرتبه اوّل ازین مراتب آتش است و دوم باد و سیم آب و چهارم خاک و این اشکال منحصرند در شانزده یکی از آنها طریق است که ابو الرمل خوانند و دوم جماعت که بتضعیف نقاط طریق حاصل می‌شود و او را أم الرمل گویند و باقی اشکال از مسدودات و مفتوحات و نبائر را متولدات گویند چنانکه در لفظ مسدود گذشت. فصل دال مهمله از باب سین مهمله.
بدان که هر شکلی که مرتبه آتش و خاک او هر دو فرد باشند آن را منقلب خوانند مثل و هر شکلی که مرتبه آتش و خاک او هر دو زوج باشند آن را ثابت خوانند چون و هر شکلی که مرتبه آتش او فرد باشد و خاک او زوج آن را خارج گویند چون. و اگر بعکس این باشد آن را داخل گویند چون و نیز می‌گویند آتش خارج و باد داخل و آب منقلب و خاک ثابت و نیز گویند اگر آتش در خانه باد بود یا باد در خانه آتش منقلب و خارج دانند و اگر آتش در خانه آب یا آب در خانه آتش داخل نامند و آتش در خانه خاک یا خاک در خانه آتش ثابت نامند و باد در خانه آب یا آب در خانه باد ثابت و داخل نامند و باد در خانه خاک یا خاک در خانه باد منقلب نامند و اینکه مذکور شد از داخلی و خارجی و ثابتی و منقلبی در نقاط است هکذا فی السرخاب.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1042

الشّلجمی:

[فی الانکلیزیة]Lenticular
[فی الفرنسیة]Lenticulaire
عند المهندسین هو شکل مسطّح یحیط به قوسان متساویتان مختلفتا التحدّب، کلّ منهما أعظم من نصف الدائرة، و یسمّی عدسیا أیضا.
سمّی بذلک تشبیها له بالشلجم و هو معرب شلغم- جذر نباتی یعرف باللفت- و تشبیها له بالعدس. و الشبیه بالشلجمی شکل یحیط به قوسان غیر متساویتین مختلفتا التحدّب إحداهما نصف الدائرة و الأخری أعظم منه. و الجسم الشلجمی و العدسی جسم یحدث من إدارة المسطّح العدسی علی قطره الأصغر نصف دورة، فإنّ للشلجمی قطرین أحدهما الخطّ الواصل بین زاویتیه و هو القطر الأطول، و ثانیهما الخطّ المنصّف للقوسین العمود علی القطر الأطول و هو القطر الأصغر. هکذا فی ضابط قواعد الحساب، و علی فقس الجسم الشبیه بالشلجمی.

الشّمّ:

[فی الانکلیزیة]Smell،olfaction
[فی الفرنسیة]Odorat،olfaction
عند المتکلمین و الحکماء نوع من الحواس الظاهرة و هی قوة مستودعة فی زائدتی مقدّم الدّماغ مثل حلمتی الثدی. و الجمهور علی أنّ الهواء المتوسّط بین القوة الشامة و ذی الرائحة یتکیّف بالرائحة الأقرب فالأقرب إلی أن یصل إلی ما یجاور الشّامة فتدرکها من غیر أن یخالطه شی‌ء من أجزاء ذی الرائحة. و أیّد ذلک بأنّ الرائحة کلّما کان أبعد کانت الرائحة المدرکة أضعف لأنّ کلّ جزء من الهواء إنّما ینفعل بالرائحة من مجاورتها. و لا شکّ أنّ کیفیة المتأثّر أضعف من کیفیة المؤثّر. و قال بعضهم سببه انفصال أجزاء من ذی الرائحة تخالط الأجزاء الهوائیّة فتصل إلی الشّامة فتدرکها. و ردّ بأنّ المسک القلیل یعطر مواضع کثیرة و یدوم ذلک مدة بقائه و لا یقلّ وزنه و لو کان ذلک بتخلّل منه لامتنع ذلک. و قیل إنّه یفعل ذو الرائحة فی الشّامة من غیر استحالته فی الهواء و لا بتجزّؤ و انفصال. و ردّ بأنّ المسک قد یذهب به إلی المسافة البعیدة و یحرق بالکلیّة مع أنّ رائحته مدرکة فی الهواء أزمنة متطاولة. ثم اعلم أنّ ما یدرک بالشّمّ یسمّی مشموما، و لا اسم له عند المتکلّمین إلّا من وجوه ثلاثة: الأول باعتبار الملائمة و المنافرة فیقال للملائم طیّب و للمنافر منتن. الثانی بحسب ما یقارنها من طعم کما یقال رائحة حلوة أو حامضة. الثالث بالإضافة إلی محلّها کرائحة الورد و التّفاح کذا فی شرح المواقف و غیره.

الشّمائل:

[فی الانکلیزیة]Characters،natures
[فی الفرنسیة]Characteres،natures
عند الصوفیة هی امتزاج الجمالیات و الجلالیات کما وقع فی بعض الرسائل.

الشّمراخیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Shamrakhiyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Chamrakhiyya)secte(
گروهی‌اند از خوارج- شعبة من فرق- أصحاب عبد اللّه بن شمراخ «1». کذا فی الصّراح، و یجوزون وطئ النّساء برضاهن بلا نکاح، و یمثّلون بالریحان کذا فی تذکرة المذاهب «2». و قال فی توضیح المذاهب:
الشمراخیة فرقة من فرق المتصوّفة المبطلة القائلین: إنّه متی قدمت الصحبة یرتفع الأمر و النهی عن العبد، و هم یطربون لصوت الطبل و الغناء، و یبیحون الزّنا، و یطوفون أنحاء العالم
______________________________
(1) عبد اللّه بن شمراخ رأس الفرقة الشمراخیة من الخوارج.
(2) تذکرة المذاهب (عقیدة و کلام): بیان ملخص عن العقائد الاساسیة لتابعی السنة و تشعب آرائهم فی الاسلام، لابن السراج، سلسلة فهارس المکتبات الخطیة النادرة، فهرست المخطوطات العربیة، بالمکتب الهندی، اعداد ستوری، آربری، لیفی، لندن، 1930- آکسفورد 1936، لندن 1937- لندن 1940. مج 2، ص 379.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1043
بلباس الصّلاح و التقوی و یفسدون فی الأرض و قتلهم مباح «1».

الشّمس:

[فی الانکلیزیة]Sun
[فی الفرنسیة]Soleil
بالفتح و سکون المیم فی اللغة آفتاب.
و عرّفها أهل الهیئة بأنّه جرم کروی مصمت مستنیر بالذات مرکوز فی جرم الخارج المرکّز مغرق فیه بحیث یساوی قطره ثخن الخارج المرکّز و یماسّ سطحها بسطحیه، و یجی‌ء توضیحه فی لفظ الفلک. و عند أصحاب الکیمیاء تطلق علی الذّهب کما أنّ القمر یطلق عندهم علی الفضة. و عند الصوفیة هی النور أی الحقّ سبحانه. و فی کشف اللغات: الشمس فی اصطلاح السالکین کنایة عن الروح؛ ذلک لأنّ الروح فی البدن بمنزلة الشمس (للدنیا) و النفس بمنزلة (القمر البدر). و لهذا السبب قالوا: متی رأی السّالک نورا مثل القمر فلیعلم أنّه نور الروح، انتهی «2». و طریقة الشّمس و مجری الشّمس و الدائرة الشّمسیة هی دائرة البروج و قد سبق.

الشّمع:

[فی الانکلیزیة]Wax،candle،ray،divine light
[فی الفرنسیة]Cire،bougie،rayon،chandelle،lumiere divine
بالمیم عند الصوفیة هو النور الإلهی کما وقع فی بعض الرسائل. و یقول فی کشف اللغات: الشمع فی اصطلاح السّالکین إشارة إلی الشّعاع الإلهی الذی یحرق قلب السّالک و یبدو فی أطوار (متعددة). و هو أیضا إشارة إلی نور العرفان الذی یضئ قلب العارف من أصحاب الشهود فیجعله منوّرا. و یقولون: الشمع الإلهی هو القرآن المجید و کذلک الشمس و القمر «3».

الشّهادة:

[فی الانکلیزیة]Testimony
[فی الفرنسیة]Temoignage
بالفتح و الهاء المخفّفة لغة خبر قاطع کما فی القاموس. و شرعا إخبار بحقّ للغیر علی آخر عن یقین، و ذلک المخبر یسمّی شاهدا. فقولنا بحقّ أی بمال أو غیره مما یثبت و یسقط فیشتمل حقّ اللّه تعالی و حقّ العبد، إلّا أنه یستعمل فی العادة فی حقّ مالی لا غیر کما فی إقرار الکرمانی. و قولنا للغیر أی حصل لغیر المخبر من کلّ الوجوه کما هو المتبادر، فیخرج عنه الإنکار فإنّه إخبار لنفسه فی یده، و کذا دعوی الأصل لأنّه إخبار لنفسه علی غیره، و کذا دعوی الوکیل فإنّه لیس إخبارا للغیر من کلّ الوجوه.
و قولنا علی آخر یخرج الإقرار فإنّه إخبار للغیر علی نفسه. و قولنا عن یقین یخرج الإخبار الذی هو عن حسبان و تخمین. و لا بدّ من قید آخر و هو قولنا فی مجلس الحکم أی مجلس القضاء، کما فی فتح القدیر لیخرج ما لیس فی مجلس الحکم، فإنّه لا یسمّی شهادة، کذا فی جامع الرموز و البرجندی و غیرهما. و عند الصوفیة هی عالم الملک کما فی کشف اللغات.
______________________________
(1) و در توضیح المذاهب گفته شمراخیه فرقه است از فرق متصوفه مبطله میگویند چون صحبت قدیم شود امر و نهی از بنده می‌خیزد و نیز به آواز طبل و سرود خوش‌دل شوند و زنا مباح میدارند و بصورت صلاح و تقوی در اطراف عالم میگردند و افساد میکنند و قتل ایشان مباح است.
(2) و فی کشف اللغات آفتاب در اصطلاح سالکان کنایت از روح است زیرا که روح در بدن به منزله آفتاب است و نفس به منزله ماهتاب و ازین سبب گفته‌اند که چون سالک نوری مثل ماهتاب بیند بداند که این نور روح است انتهی.
(3) و در کشف اللغات میگوید شمع بالفتح در اصطلاح سالکان اشارت از پرتو إلهی است که میسوزد دل سالک را باطوار مینماید و نیز اشارت از نور عرفان است که در دل عارف صاحب شهود افروخته میگردد و آن دل را منور کند. و شمع إلهی قرآن مجید را گویند و آفتاب و ماهتاب را نیز.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1044

شهادة الأصول:

[فی الانکلیزیة]Confirmation by resorting to principles
[فی الفرنسیة]
Confirmation par le recours aux principle
Eعند أهل الأصول هی مقابلة الوصف الملائم بقوانین الشرع لتحقّق سلامته عن المناقضة و المعارضة کما یقال: لا تجب الزکاة فی ذکور الخیل فلا تجب فی إناثها بشهادة الأصول علی التسویة بین الذکور و الإناث.
و أدنی ما یکفی فی ذلک أصلان. و أمّا العرض علی جمیع الأصول کما ذهب إلیه بعض أصحاب الشافعی فمتعذّر أو متعسّر. و صاحب التنقیح فسّر شهادة الأصل بأن یکون للحکم أصل معیّن من نوعه یوجد فیه جنس الوصف أو نوعه. مثاله الولایة علی الثّیّب الصغیرة قیاسا علی الولایة علی البکر الصغیرة. و العلّة الصّغر و هی علّة ملائمة، و شهادة الأصل موجودة هاهنا فإنّ له أصلا معیّنا و هو الولایة علی البکر الصغیرة یوجد فی ذلک جنس الوصف أو نوعه و هو الصّغر. و قال الشافعی یجب العمل بالملائم بشرط شهادة الأصل. و التوضیح یطلب من التوضیح و التلویح.

الشّهر:

[فی الانکلیزیة]Month
[فی الفرنسیة]Mois
و بالفارسیة: ماه، و قد سبق فی لفظ السنة مع بیان أقسامه من الشهر الشّمسی و القمری و الحقیقی و الوسطی و الاصطلاحی.

شهریور:

[فی الانکلیزیة]Shaheryor)persian month(
[فی الفرنسیة]Chaheryor)mois perse(
اسم شهر فی التاریخ الفارسی (هو الشهر الثالث من أشهر الصیف) «1».

الشّهوة:

[فی الانکلیزیة]Desire،envy،appetite
[فی الفرنسیة]Desir،envie،appetit
بالفتح و سکون الهاء هی توقان النّفس إلی المستلذات. و قد تطلق علی الجوع أیضا.
و الشّهوة الکلبیة هی زیادة الشّهوة و امتدادها و الحرص علی المأکولات کما هو فی طبع الکلاب، کذا فی بحر الجواهر.

الشّهود:

[فی الانکلیزیة]Witnesses of the True
[فی الفرنسیة]LES Temoins du Vrai
رویة الحق [بالحق] «2».

شهود المجمل:

[فی الانکلیزیة]Perception of the unity in the multiplicity
[فی الفرنسیة]
Perception de l'unite dans la multipliE
فی المفصّل رؤیة الأحدیة فی الکثرة کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

شهود المفصّل:

[فی الانکلیزیة]Perception of the multiplicity in the unity
[فی الفرنسیة]
Perception de la multiplicite dans l'unite ou l'uniE
فی المجمل رؤیة الکثرة فی الذات الأحدیة.

الشّهید:

[فی الانکلیزیة]Martyr
[فی الفرنسیة]Martyr
هو فی الشرع یطلق علی الشّهید فی أحکام الدنیا مثل عدم الغسل و غیره و هو الشهید الحقیقی شرعا. و یطلق أیضا بطریق الاتساع علی الغریق و الحریق و المبطون و المطعون و الغریب و العاشق و ذات الطّلق و ذی ذات الجنب و غیرهم مما کان لهم ثواب المقتولین، کما أشیر إلیه فی المبسوط و غیره، فهم شهداء فی «3» أحکام الآخرة. و الشّهید فی الأصل من الشهود أی
______________________________
(1) شهریور نام ماهی است در تاریخ فرس.
(2) [بالحق] (+ م، ع).
(3) فی (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1045
الحضور أو من الشهادة أی الحضور مع المشاهدة بالبصر أو البصیرة، ثم سمّی به من قتل فی سبیل اللّه تعالی، إمّا لحضور الملائکة إیّاه تنزل علیه الملائکة، و إمّا لحضور روحه عنده تعالی کما فی المفردات. فهو علی الأوّل بمعنی المفعول و علی الثانی بمعنی الفاعل.
و عرّف الشّهید فی أحکام الدنیا صاحب مختصر الوقایة بأنّه مسلم طاهر بالغ قتل ظلما و لم یجب به مال و لم یرتثّ. فالمسلم احتراز عن الکافر فیغسل کذا قیل. و فیه إنّه لا یجب غسل کافر أصلا، و إنّما یباح غسل کافر غیر حربی له ولیّ مسلم کما فی الجلالی «1». فالحقّ أنه جنس فلا یحترز به عن شی‌ء. و الطاهر من لیس به جنابة و لا حیض و لا نفاس و لا انقطاع أحدهما کما هو المتبادر فإذا استشهد الجنب یغسّل و هذا عند أبی حنیفة خلافا لهما. و إذا انقطع الحیض و النفاس فاستشهدت فهو علی هذا الخلاف.
و إذا استشهدت قبل الانقطاع تغسّل علی أصحّ الروایتین عنه کما فی المضمرات. و قید البالغ احتراز عن الصبی فإنّه یغسّل عنده إذ الشهادة صفة مدح یستحقّ «2» الإنسان بعقل و لا عقل له یعتدّ به، فإذا قتل المجنون غسّل أیضا عنده خلافا لهما. فعلی هذا خرج المجنون أیضا بهذا القید فلا حاجة إلی قید عاقل کما ظنّ. و لو قیل بدل بالغ مکلّف یکون حسنا. و قوله قتل ظلما أی بأن یقتله أهل الحرب أو البغی أو قطّاع الطریق أو المکابرون علیه فی المصر لیلا بسلاح أو غیره أو نهارا بسلاح أو خارج المصر بسلاح أو غیره. فإذا قتل فی قتال هؤلاء لم یغسّل. و إنّما قال قتل لأنّه إذا مات و لو فی المعرکة غسّل. و إنّما قال ظلما لأنّه لو قتل برجم أو قصاص أو تعزیر أو افتراس سبع أو سقوط بناء أو غرق أو حرق أو طلق أو نحوها غسّل بلا خلاف، کما لو قتل لبغی أو قطع طریق أو تعصّب. و قوله و لم یجب به مال أی لم یجب علی القاتل أو عاقلته به، أی بنفس ذلک القتل مال أی دیة فلا تضرّه الدیة الواجبة بالصّلح أو لصیانة الدّم عن الهدر کما إذا قتل أحد الأبوین ابنه إذ یجب فیهما القصاص إلّا أنّه أسقط بالصّلح و حرمة الأبوة مثلا، علی أنّ فی شهادته روایتین کما فی الکافی. و قوله و لم یرتثّ أی لم یصبه شی‌ء من مرافق الحیاة، هکذا یستفاد من جامع الرموز و البرجندی. اعلم أنّ الشهید نوعان. الأوّل: هو الشهید الحقیقی و تعریفه بالتفصیل قد مرّ. الثانی: الشهید الحکمی و هؤلاء کثیرون. و قد اختلف حالهم فی کتب الفتاوی و الأحادیث. و لهذا من أجل الضبط و الإحاطة فقط أوردت معظم ما کتب فی کتب الفقه و الفتاوی و الأحادیث ما حولهم فی هذا المقام لکی أخفّف العناء عن کلّ من یبحث فی أمرهم فی المراجع المختلفة و اللّه مسهّل کلّ أمر. اعلم بأنّ الشخص المسلم الذی یموت فی الوباء و الطاعون أو بحرارة الحمی أو بسبب الإسهال أو الاستقاء أو انتفاخ البطن أو بسبب غرق السفینة فیغرق فی الماء أو یسقط السقف فوقه أو یقع علیه الجدار أو شجرة أو حجر و أمثال ذلک فیموت، أو فی حال الولادة أو الألم الذی یصیب المرأة أثناء الولادة لعدم خروج الولد من بطنها، أو عقب الولادة إثر صدمة الولادة، أو موت الولد، أو فی طریق الحج، أو السفر لأمر صالح کزیارة روضة النبی صلی اللّه علیه و سلم، أو زیارة بیت المقدس، أو السفر لزیارة
______________________________
(1) الأرجح أنه تحفة جلالیة لمحمد جعفر بن محمد صفی، فارسی (- 1208 ه) أهداها لجلال الدولة السلطان محمد حسین میرزا. فراهم‌آورنده،- أعدها- سید عبد اللّه أنوار، فهرست نسخ خطی، کتابخانه ملی ایران،- المکتبة الوطنیة فی إیران-، کتب فارسی، از شماره ص ص 1، 5 تا 1000 مج 8/ ص 355.
(2) یستحقها (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1046
الصالحین أو الشهداء و العلماء، أو فی السفر لطلب العلم الدینی، أو للسّیاحة الروحانیة لسلوک أهل الطریق أو فی لیلة الجمعة، أو فی النار، أو القحط من شدة الجوع أو العطش، و أمثال ذلک فیموت، أو أن یفترسه حیوان مفترس کالسبع و الذئب و أمثال ذلک أو لسعته أفعی أو عقرب أو قتله ظالم لقیامه بالأمر بالمعروف و النهی عن المنکر، أو قتله أحد قاطعی الطریق أو اللصوص، أو قتیل الخطأ أو ما یشبه الخطأ، أو بالتسبّب و کل فعل یوجب أداء الدیة، أو المقتول بالسّمّ، أو خوفا من البرق بحیث مات رعبا من شدة لمعان البرق أو صوت الرعد أو بالصاعقة، أو شهید العشق الطاهر من لوثة الفسق، فمات و لم یفش سرّه، و کذلک الشخص الذی یحافظ علی الوضوء حتی مماته أو یموت أثناء الصلاة، کلّ هؤلاء یعدّون من جملة الشهید الحکمی و لهم یوم القیامة جزاؤهم جزاء الشهید بفضله سبحانه و تعالی، و هؤلاء الشهداء حکمهم أن یغسّلوا و یکفّنوا.
هکذا فی کتب الفقه و الفتاوی و الأحادیث «1».

شواهد الأشیاء:

[فی الانکلیزیة]Arguments،demonstrations
[فی الفرنسیة]Preuves،demonstrations
اختلاف الأکوان بالأحوال و الأوصاف و الأفعال کالمرزوق یشهد علی الرّازق، و الحیّ علی المحیی و المیّت علی الممیت، و أمثالها کذا فی الاصطلاحات الصوفیة.

شواهد التّوحید:

[فی الانکلیزیة]Arguments for the individual unity
[فی الفرنسیة]Preuves de lunite،individuelle
هی تعینات الأشیاء فإنّ کلّ شی‌ء له أحدیة بتعیّن خاص یمتاز بها عن کلّ ما عداه کما قیل:
ففی کل شی‌ء له آیة تدلّ علی أنّه واحد

شواهد الحقّ:

[فی الانکلیزیة]Arguments for the existence of the Creator
[فی الفرنسیة]Les Preuves،de l'existence du Createur
هی حقائق الأکوان فإنّها تشهد بالمکوّن.
______________________________
(1) بدان که شهید بر دو قسم است اوّل شهید حقیقی و تعریف آن مفصلا گذشت دوم شهید حکمی و آن بسیاراند و در کتابهای فتاوی و احادیث مختلف است لهذا برای ضبط و احاطه آنها را از اکثر کتب فقه و فتاوی و احادیث و غیره فراهم آورده درین مقام جمع کرده شد تا کلفت مراجعت به سوی کتب مختلفه نافتد و اللّه مسهل کل امر بدان که شخص مسلم که در وبا و طاعون بمیرد و یا در تب یا بعلت اسهال یا باستسقا یا بانتفاخ بطن وفات یابد یا بشکستن کشتی و جز آن در آب غرق شود یا زیر سقف خانه و یا دیوار یا بنا یا درخت یا سنگ و امثال آنها فوت شود یا در حالت ولادت فرزند و یا در درد زه که ولد وی بیرون نیامد و یا عقب ولادت از صدمه تولد ولد جانش برود یا در راه سفر حج یا در غربت که کسی از اقربا و احبا در ان وقت حاضر نباشد و یا در سفر دیگر که مسنون یا مستحب باشد مانند سفر برای زیارت مسنون روضه متبرکه آن حضرت صلی اللّه علیه و سلم و یا سفر بیت المقدس و یا سفر برای زیارت اولیاء و یا شهداء و یا علماء و یا در سفر برای طلب علم دین و یا برای طلب راه خدا بسلوک طریقت و طریق سلوک و یا در شب جمعه و یا در آتش یا در قحط از گرسنگی و یا از تشنگی و امثال آنها بمیرد یا درنده از شیر و گرگ و مانند آن او را بدرد بخورد و یا مار و کژدم و امثال انها او را بگزد و یا ظالمی او را بکشد در امر معروف و یا نهی منکر بجا آوردن یا راه زنان و یا دزدان او را بکشند یا کسی او را خطاء کشته باشد و یا باقسام دیگر مثل جاری مجری خطا و یا قتل بالتسبیب خلاصه آنکه فعلی که موجب دیت باشد یا کسی او را زهر داد تا هلاک شد و یا از برق یعنی از برق چنان روشنی افتد که از هیبت آن جان دهد و یا از آواز رعد که از صدمه آن جانش برود و یا از افتادن صاعقه ممات یابد و یا در عشق بمیرد که از لوث نیت فسق و فجور پاک باشد و عشق خود را افشا نکند و شخصی که دوام با وضوء باشد تا آنکه با وضوء تودیع حیات نماید یا در عین حالت نماز وصال یابد پس این جمله شهیدان حکمی‌اند که در روز جزا اجر شهیدان یابد بفضله تعالی و ایشان را غسل دادن و کفن پوشانیدن واجب است هکذا فی کتب الفقه و الفتاوی و الاحادیث.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1047

شوخی:

[فی الانکلیزیة]Joke
[فی الفرنسیة]Plaisanterie
بالفارسیة: مزاح. و عند الصوفیة کثرة الالتفات لإظهار صور الانفعال «1».

الشّوق:

[فی الانکلیزیة]Desire
[فی الفرنسیة]Desir
بالفتح و سکون الواو حدّه عند أهل السلوک هیجان القلب عند ذکر المحبوب. و قال بعض أهل الریاضة الشّوق فی قلب المحبّ کالفتیلة فی المصباح و العشق کالدهن فی النار.
و قال: عالم الشوق جوهر المحبة و العشق جسمها. قیل من اشتاق إلی اللّه أنس اللّه، و من أنس طرب، و من طرب وصل، و من وصل اتّصل، و من اتّصل طوبی له و حسن مآب.
و سئل أبو علی: ما الفرق بین الشّوق و الاشتیاق؟ فقال: الشوق یسکن باللقاء و الاشتیاق لا یزول باللقاء بل یزید و یتضاعف، کذا فی خلاصة السلوک. و أورد فی مجمع السلوک: الشوق هو أحد أحوال المحبّة و یحصل لدی المحب. و حدوث الشوق بعد المحبة من المواهب الإلهیة، لا علاقة له بالکسب. و الشوق من المحبة کالزهد من التوبة، فمتی استقرت التوبة یصبح الزهد ظاهرا، و حین تتمکن المحبة یظهر الشوق «2». قال أبو عثمان: الشّوق ثمرة المحبة، من أحبّ اللّه اشتاق إلی لقائه. و قال النصرآبادی «3» للخلق کلّهم مقام الشوق لا مقام الاشتیاق. و من دخل مقام الاشتیاق هام فیه حتی لا یری له أثر و لا قرار. و ذلک إشارة إلی أنّ الاشتیاق أعلی من الشوق، لأنّ الشوق یسکن باللقاء، و أمّا الاشتیاق فلا یسکن باللقاء «4».

الشّی‌ء:

[فی الانکلیزیة]Thing،object
[فی الفرنسیة]Chose،objet
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة فی اللغة اسم لما یصحّ أن یعلم أو یحکم علیه أو به، موجودا کان أو معدوما، محالا کان أو ممکنا، کذا قال الزمخشری. و أمّا المتکلّمون فقد اختلفوا فیه. فقال الأشاعرة: الشی‌ء هو الموجود فکلّ شی‌ء عندهم موجود کما أنّ کلّ موجود شی‌ء بالاتفاق أعنی إنّهما متلازمان صدقا سواء کانا مترادفین أو مختلفین فی المفهوم.
و لذا قالوا الشی‌ء الموجود و لم یقولوا بمعنی الموجود، لکن فی قرء کمال حاشیة الخیالی المشهور أنّ معنی الشی‌ء هو الثابت المتقرّر فی الخارج و هو معنی الموجود عند الأشاعرة فإنّ الموجود هو الکائن فی الأعیان، و هذا عین المعنی الأول عندهم خلافا للمعتزلة فإنّ الأول عندهم یتناول المعدوم الممکن دون الثانی انتهی. و بالجملة فالمعدوم الممکن لیس بشی‌ء عند الأشاعرة کالمعدوم الممتنع، و به أی بما ذهب إلیه الأشاعرة من أنّه لا شی‌ء من المعدوم بثابت قال الحکماء أیضا؛ فإنّ الماهیة لا تخلو عن الوجود الخارجی أو الذهنی. نعم المعدوم فی الخارج یکون عندهم شیئا فی الذهن و أمّا أنّ المعدوم فی الخارج شی‌ء فی الخارج أو المعدوم المطلق شی‌ء مطلقا أو المعدوم فی الذهن شی‌ء فی الذهن فکلا. فالشیئیة عندهم تساوق الوجود و تساویه و إن غایرته مفهوما لأنّ
______________________________
(1) شوفی نزد صوفیه کثرت التفات را گویند باظهار صور افعال.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم ج‌1 1047 الشی‌ء: … ص: 1047
(2) و در مجمع السلوک می‌آرد یکی از احوال محبت شوق است که نزد محب حادث شود و حدوث شوق بعد از محبت از مواهب الهیه است کسب را درو دخلی نیست شوق از محبت همچون زهد از توبه است چون توبه قرار میگیرد زهد ظاهر میگردد و چون محبت قرار گیرد شوق ظاهر می‌شود.
(3) هو إبراهیم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمدیة النیسابوری النصرآبادی، أبو القاسم. توفی عام 367 ه/ 977 م.
زاهد، واعظ، شیخ الصوفیة و شیخ المحدثین، له عدة مصنفات. التبصیر فی الدین 133.
(4) و آن اشارت است بر آنکه اشتیاق اعلی از شوق است که شوق بلقاء سکون می‌گیرد و اشتیاق بلقاء سکون نمی‌گیرد.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1048
مفهوم الشیئیة صحّة العلم و الإخبار عنه. فإنّ قولنا السواد موجود مفید فائدة معتدّة بها دون السواد شی‌ء. و قال الجاحظ و البصریة و المعتزلة الشی‌ء هو المعلوم و یلزمهم إطلاق الشی‌ء علی المستحیل مع أنّهم لا یطلقون علیه لفظ المعلوم فضلا عن الشی‌ء، و قد یعتذر لهم بأنّ المستحیل یسمّی شیئا لغة، و کونه لیس شیئا بمعنی أنّه غیر ثابت لا یمنع ذلک. و لذا قالوا المعدوم الممکن شی‌ء بمعنی أنه ثابت متقرّر متحقّق فی الخارج «1» منفکا عن صفة الوجود. و یؤیّده ما وقع فی البیضاوی فی تفسیر قوله أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلی کُلِّ شَیْ‌ءٍ قَدِیرٌ «2» فی أوائل سورة البقرة من أنّ بعض المعتزلة فسّر الشی‌ء بما یصحّ أن یوجد و هو یعمّ الواجب و الممکن و لا یعمّ الممتنع. و قال الناشئ أبو العباس «3» الشی‌ء هو القدیم و فی الحادث مجاز. و قال الجهمیة هو الحادث. و قال هشام بن الحکیم هو الجسم.
و قال أبو الحسین البصری و النصیبینی من المعتزلة البصریین هو حقیقة فی الموجود مجاز فی المعدوم، و هذا قریب من مذهب الأشاعرة لأنّه ادّعی الاتحاد فی المفهوم، و دعواهم أعمّ من ذلک کما مرّ، و النزاع لفظی متعلّق بلفظ الشی‌ء و أنّه علی ما ذا یطلق. و الحقّ ما ساعدت علیه اللغة، و الظاهر مع الأشاعرة، فإنّ أهل اللغة فی کل عصر یطلقون لفظ الشی‌ء علی الموجود حتی لو قیل عندهم الموجود شی‌ء تلقّوه بالقبول. و لو قیل لیس بشی‌ء قابلوه بالإنکار. و لا یفرقون بین أن یکون قدیما أو حادثا جسما أو عرضا. و نحو وَ قَدْ خَلَقْتُکَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَکُ شَیْئاً «4» ینفی إطلاق الشی‌ء علی المعدوم. و نحو وَ اللَّهُ عَلی کُلِّ شَیْ‌ءٍ قَدِیرٌ «5» ینفی اختصاصه بالقدیم. و نحو وَ لا تَقُولَنَّ لِشَیْ‌ءٍ إِنِّی فاعِلٌ ذلِکَ غَداً «6» ینفی اختصاصه بالجسم. و قول لبید:
ألا کلّ شی‌ء ما خلا اللّه باطل و کلّ نعیم لا محالة زائل
ینفی اختصاصه بالحادث، هکذا یستفاد من شرح المواقف و حاشیته للمولوی عبد الحکیم فی بیان أنّ المعدوم شی‌ء أم لا، و غیرهما کحواشی الخیالی. و الشی‌ء عند المحاسبین هو العدد المجهول المضروب فی نفسه فی باب الجبر و المقابلة.

الشّیبانیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Shaibaniyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Chaibaniyya)secte(
بالمثناة التحتانیة فرقة من الخوارج الثعالبة أصحاب شیبان بن سلمة «7»، قالوا بالجبر و نفی القدرة الحادثة کذا فی شرح المواقف «8».
______________________________
(1) بمعنی … فی الخارج (- م).
(2) البقرة/ 106.
(3) هو عبد اللّه بن محمد الناشئ الأنباری، أبو العباس. توفی بمصر عام 293 ه/ 906 م. شاعر مجید، یعدّ من طبقة البحتری و ابن الرومی. عالم بالأدب و الدین و المنطق. و له عدة تصانیف جمیلة. الأعلام 4/ 118، تاریخ بغداد 10/ 92، وفیات الأعیان 1/ 263.
(4) مریم/ 9.
(5) البقرة/ 284.
(6) الکهف/ 23.
(7) هو شیبان بن سلمة السدوسی الحروری. توفی عام 130 ه/ 748 م. رأس الفرقة الشیبانیة من الخوارج، کان یقول بالتشبیه، و له مخاریق کثیرة. الأعلام 3/ 180، الطبری 9/ 102، ابن الأثیر 5/ 143، المقریزی 1/ 355، الملل و النحل 145.
(8) فرقة من الخوارج الحروریة، أتباع شیبان بن سلمة السدوسی. خالفوا الإمام علی بن أبی طالب و قاتلوه و ناصبوه العداء، و سمّوا بالنواصب، کانوا یقولون بالتشبیه. کما کانت لهم ثورات کثیرة. الملل و النحل 145، کنز العلوم و اللغة 593، الطبری 9/ 102، المقریزی 1/ 355، التاج 1/ 487.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1049

الشّیخ:

اشارة

[فی الانکلیزیة]Sheik،chief،guide،master
[فی الفرنسیة]Cheikh،chef،guide،maitre
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة و بالفارسیة: پیر و خواجه شیوخ اشیاخ جمع شیخه بالکسر و فتح الیاء شیخان مشیخة شیوخاء کذلک کذا فی الصراح «1». و فی جامع الرموز فی کتاب الصلاة فی فصل و سنّ للمحتضر المشایخ بالیاء جمع المشیخة بفتح المیم.
و الشین إمّا مکسورة مع سکون الیاء أو ساکنة مع فتحها هی اسم جمع فإنّ الأشیاخ و الشیوخ جمع للشّیخ، و هو من خمسین أو إحدی و خمسین أو أحد و ستین إلی آخر العمر. و قد یعبّر به عمّا یکثر علمه لکثرة تجاربه و معارفه.
و فیه فی کتاب الصوم و الشیخ الفانی من جاوز عمره خمسین سمّی به لفناء قواه أو للقرب منه انتهی. و فی البرجندی ناقلا من النهایة الشیخ الفانی هو الذی یزداد کلّ یوم ضعفه إلی موته و إلّا لا یکون شیخا فانیا. و الشیخان عند الفقهاء الحنفیة یراد بهما أبو حنیفة و أبو یوسف سمّیا بذلک لأنّهما استاذان لمحمّد رحمهم اللّه.
و المحدّثون یطلقون الشیخ علی من یروی عنه الحدیث کما یستفاد من کتب علم الحدیث، و قد سبق فی المقدمة أنّ المحدّث هو الأستاذ الکامل و کذا الشیخ و الإمام. و الشیخ عند السّالکین هو الذی سلک طریق الحقّ و عرف المخاوف و المهالک، فیرشد المرید و یشیر إلیه بما ینفعه و ما یضرّه. و قیل الشیخ هو الذی یقرّر الدین و الشّریعة فی قلوب المریدین و الطالبین. و قیل الشیخ الذی یحبّ عباد اللّه إلی اللّه و یحبّ اللّه إلی عباده و هو أحبّ عباد اللّه إلی اللّه. و قیل: الشیخ هو الذی یکون قدسی الذات فانی الصفات. و قد قال الشیخ قطب الدین بختیار أوشی: الشیخ هو الذی یزیل صدأ حبّ الدنیا و غیر ذلک من قلب المرید، و ذلک بقوّة فراسته الباطنیة حتی لا یبقی فی صدره شی‌ء من الکدر و الغلّ و الغش و الفحش و زخارف الدنیا. و قال السّید محمد الحسینی گیسودراز: لیس بشیخ من یسیر علی الماء أو یطیر فی الهواء، و ما یأمر به یتحقّق، و یلاقی رجال الغیب، و لا یأکل الطعام و لا یتناول الشراب، بل الشیخ هو من تنکشف له الأرواح فی القبور و یلاقی أرواح الأنبیاء و تتجلّی علیه الأفعال و الصفات الإلهیة، و قد طوی من سیره العقبات. و هذا المعنی هو نقد الوقت، و من یتّخذه خلیفة له یجب أن یتّصف بهذه الأوصاف، و یقول صاحب مجمع السلوک:
الشیخ عندنا هو المستقیم علی أمر الشرع سواء کان موافقا لما قاله کلّ من الشیخ قطب الدین و السیّد محمد أو لا «2». و المشیخة هی الدلالة و الخفارة «3» فی الطریق و شرطه أن یکون عالما بکتاب اللّه و سنة رسوله علیه السلام، و لیس کلّ عالم بأهل للمشیخة، بل ینبغی أن یکون موصوفا بصفات الکمال و معرضا عن حبّ الدنیا و الجاه و ما أشبه ذلک، و یکون قد أخذ
______________________________
(1) ورد سابقا.
(2) شیخ قطب بختیار اوشی فرمود شیخ آنست که بقوت نظر باطن زنگار دنیا و جز آن از دل مرید ببرد تا هیچ کدورتی از غل و غش و فحش و آلایش دنیا در سینه او نماند. سید محمد حسینی گیسو دراز میفرماید آنکه بر آب یا هوا رود و آنچه بگوید همان شود و از مردان غیب ملاقی شود نه طعام خورد نه شراب شیخ نباشد شیخ آن باشد که برو کشف ارواح و قبور شود و ملاقات ارواح انبیا شود و تجلی افعال و صفات و ظهور ذات بود از عقباتها گذشته این معنی نقد وقت باشد و آن را که او خلیفه گیرد باید که بدین صفات متصف باشد. صاحب مجمع السلوک گوید که شیخ نزد ما همون باشد که مستقیم بر شرع باشد آنچه شیخ قطب الدین و سید محمد میگویند باشد یا نباشد.
(3) الخفارة (م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1050
هذا الطریق النقیّ عن شیخ محقّق تسلسلت متابعته إلی رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم و ارتاض بأمره ریاضة بالغة من قلة الطعام و الکلام و المنام و قلّة الاختلاط مع الأنام و کثرة الصوم و الصلاة و الصدقة و نحو ذلک. و بالجملة یکون متخلّقا بخلق النبی علیه السلام. و لا یصلح للتربیة و المشیخة المجذوب فإنّه و إن ذاق المقصود لکنه لم یذق الطریق إلی اللّه، و کذا لا یصلح للمشیخة السّالک فقط فالصّالح لها إمّا المجذوب السّالک و هو أعلی و ألیق و إمّا السالک المجذوب. و فی الاصطلاحات الصوفیة الشیخ هو الإنسان الکامل فی العلوم الشریعة و الطریقة و الحقیقة، البالغ إلی حدّ التکمیل فیها لعلمه بآفات النفوس و أمراضها و أدوائها و معرفته بدوائها «1» و قدرته علی شفائها و القیام بهداها إن استعدت و وقفت لاهتدائها انتهی.

فائدة:

إذا وصل المرید إلی الشیخ ینبغی أن یحتاط و یجتهد فی معرفة الشیخ أنّه هل یصلح للشیخیة أم لا فإنّ أکثر الطالبین هلکوا فی هذا المنزل بل هلاک عموم الناس کان بالاقتداء بالأئمة المضلّة؛ و طریقه أن یتفحّص أنّه مستقیم علی الشرع و علی الطریقة و الحقیقة. فإن کان مبتدئا یعرف ذلک من أفواه الناس و من أحوال الجماعة الذین یقتدون به و یحبّونه و لا ینکرون علیه، فإن علم أنّه لا ینکرون علیه علماء زمانه و بعض العلماء یقتدون به و أکیاس الناس من الشیوخ و الشبان یبایعونه و یرجعون إلیه فی طلب الطریقة و الحقیقة یعلم أنّه ماهر فی ذلک فیقتدی به و یعتقد فی قلبه أنّ لا شیخ له غیره و لا یوصله إلی اللّه إلّا هذا، و هذا یسمّی توحید المطلب و أنّه رکن عظیم. اعلم أنّ وجود الشیخ فی حال کان الشیخ قریبا و علی قید الحیاة و موصوفا بما ذکر، و أمّا إذا کان بعیدا و لا یمکن الوصول إلیه فیجوز أن یتّخذ (المرید) لنفسه شیخا آخر لتربیته و مصاحبته حتی لا یقع فی الهلاک، و یجب أن لا یکون هذا الشیخ أی شیخ التربیة و المصاحبة مخالفا للشیخ الکبیر حتی لا یقع المرید فی تناقض و خلل مع شیخه الأصلی البعید. و کذلک جائز للمرید بعد وفاة شیخه أن یتوجّه إلی شیخ آخر من أجل الإرشاد و التربیة. و أمّا إذا کان هذا الشیخ غیر موصوف بما ذکر فیجوز للمرید مع وجود ذلک الشیخ أن یتجه بإرادته نحو شیخ آخر «2». فقد ذکر فی فتاوی الصوفیة یجوز للمرید أن یکون له المشایخ فی الصحبة و الإرادة و الإرشاد.
و لا یجب علیه أن یتخذ شیخا واحدا البتة و لا یتجاوز عنه. قال و قد باحثت فی هذه المسألة مع أهلها فاستقرّ الأمر علی ذلک فصارت مسئلة المرید مسئلة التلمیذ، و للاقتداء یختار الأفضل منهم، و هو کالأب الحقیقی و غیره کالرضاعی «3». و فی فصوص الآداب: إذا تابع شخص جاهل شخصا آخر جاهلا أو مبتدعا، أو کان متصفا بأدنی صفة من صفات البدع، و أظهر میلا إلیه، أو لبس الخرقة المزردة من یده، فیجب علیه أن یعود لخدمة الشیخ الحقیقی و یجدّد الإرادة له، و أن یتناول الخرفة منه حتی لا یضلّ. و قال الشیخ قوام الحق: بناء
______________________________
(1) و معرفته بدوائها (- م).
(2) بدان که یکی بودن شیخ در صورتیست که شیخ قریب باشد و زنده باشد و موصوف بما ذکر باشد و اما اگر بعید بود و رسیدن نتواند روا بود که شیخ تربیت و صحبت دیگری را بگیرد تا در هلاکت نیفتد اما باید که پیر تربیت و صحبت مخالف آن پیر ارادت نباشد تا مرید را با پیر ارادت خللی نیفتد و کذلک بعد ممات پیر نیز روا بود که از بهر ارشاد و تربیت به دیگری توجه نماید و اما اگر موصوف بما ذکر نباشد روا بود که با وجود آن پیر ارادت پیر تربیت دیگری را بگیرد.
(3) فقد ذکر فی فتاوی … کالرضاعی (- م).
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1051
علی فتوی العلماء العارفین باللّه: علی الأتباع الذین ظنوا ببعض الشیوخ کمال المتابعة و الاقتداء بالطریقة، فمتی رأوهم حائدین عن السنن المرضیة للعلماء من أهل الاقتداء فواجب علیهم من باب التزام الطریقة أن یعودوا عن الاقتداء بهؤلاء، و أن یتوجّهوا نحو الشیخ الحقّانی حتی یرزقهم اللّه درجة الکمال، کذا فی مجمع السلوک.

فائدة:

اعلم أنّ الشیوخ الأربعة عند الصوفیة هم عبارة عن أربعة أشخاص استلموا خرقة الخلافة فی مقام الفقر من سیدنا علی بن أبی طالب، و هو قد استلمها من رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم ثم منحها لهم و هم علی الترتیب: أولهم: سیدنا الحسن ثم أخوه سیدنا الحسین ثم الکمیل بن زیاد ثم الحسن البصری.
و قیل: إنّ خرقة الفقر إنّما أعطاها سیدنا علی للحسن البصری و منه ظهرت أربع عشرة عائلة (طریقة). و قیل: إنّ الخرقة وصلت من الإمام علی إلی شخصین فقط هما: الحسن البصری و کمیل بن زیاد. کذا فی مرآة الأسرار «1».

شیدا:

[فی الانکلیزیة]Passionate،foolish
[فی الفرنسیة]Passionne،fou
بالفارسیة بمعنی مجنون و شیطان و عاشق.
و عند الصوفیة یسمّون به أهل الجذب و صاحب الشوق «2».

الشّیطان:

[فی الانکلیزیة]Satan،devil
[فی الفرنسیة]Satan،diable
بالفتح و سکون المثناة التحتانیة مأخوذ من شطن شطونا أی بعد بعدا، وزنه فیعال [فیقال] «3»، سمّی الشیطان شیطانا لبعده من اللّه.
و قیل مأخوذ من شاط شیطا أی هلک هلاکا.
فعلی هذا وزنه فعلان. و وجه التسمیة ظاهر و قد سبق معناه فی لفظ الجن و یجی‌ء فی لفظ المفارق أیضا. و فی مجمع السلوک أمّا الشیطان فهو نار غیر صافیة ممتزجة بظلمات الکفر تجری من ابن آدم مجری الدّم انتهی. اعلم أنّهم اختلفوا فی معنی قوله تعالی شَیاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِ «4» علی قولین. القول الأول أنّ الشیاطین کلّهم ولد إبلیس إلّا أنّه جعل ولده قسمین فأرسل أحد القسمین إلی وسوسة الإنس و القسم الآخر إلی وسوسة الجنّ. فالقسم الأوّل شیاطین الإنس و الثانی شیاطین الجنّ. و القول الثانی أنّ الشیاطین کلّ عات متمرّد من الإنس و الجنّ. و لذا قال علیه السلام لأبی ذرّ: «هل
______________________________
(1) و فی فصوص الآداب اگر کسی از نادانی خود بجاهل یا بمبتدع و یا به کسی که درو اندک صورت بدعتی باشد متابعت کرده و با او ارادت آورده یا از دست او خرقه باطل پوشیده باشد باید که باز بخدمت شیخ بحق رود و تجدید ارادت کند و از دست او خرقه پوشد تا گمراه نشود. شیخ قوام الحق میفرماید بفتوی علماء باللّه مقتدیانی که بظن کمال متابعت و اقتداء بطریقت کرده بودند چون بعلامات و معامله گمان متابعت علماء طریقت و مشغولی بغیر سنن ایشان معلوم شد که اهل اقتدا نبودند واجب است از روی طریقت که از اقتدای ایشان بازآیند و بشیخ حقانی متوجه شوند تا حق تعالی کمال روزی کند کذا فی مجمع السلوک* فائدة* بدان که چهار پیر نزد صوفیه عبارتست از چهار شخص که حضرت علی کرم اللّه وجهه خرقه خلافت فقر که أو لا از رسول صلی اللّه علیه و سلم به او رسیده بد به ایشان ارزانی فرمود اوّل حضرت امام حسن دوم حضرت امام حسین سیوم خواجه کمیل بن زیاد چهارم خواجه حسن بصری. و قیل خرقه فقر را حضرت علی تنها بحسن بصری داد و از وی چهارده خانواده ظاهر شد.
و قیل خرقه آن حضرت بدو کس رسید حضرت حسن بصری و خواجه کمیل بن زیاد کذا فی مرآة الاسرار.
(2) شیدا: نزدشان اهل جذبة و صاحب شوق را گویند.
(3) فیقال (+ م).
(4) الأنعام/ 112.
کشاف اصطلاحات الفنون و العلوم، ج‌1، ص: 1052
تعوذن باللّه من شرّ شیطان الإنس و الجنّ. قال:
قلت: هل للإنسان شیطان؟ قال: نعم هو أشرّ من شیاطین الجنّ» «1» و هذا قول ابن عباس کذا فی التفسیر الکبیر.

الشّیطانیة:

[فی الانکلیزیة]Al -Shaitaniyya)sect(
[فی الفرنسیة]Al -Chaitaniyya)secte(
فرقة من غلاة الشیعة منسوبة إلی محمد بن النعمان «2» الملقّب بشیطان الطّاق قال إنّه تعالی نور غیر جسمانی، و مع ذلک هو علی صورة إنسان. و إنّما یعلم الأشیاء بعد کونها کذا فی شرح المواقف «3».

الشّیعة:

[فی الانکلیزیة]The Shiites
[فی الفرنسیة]Les chiites
بالکسر و سکون المثناة التحتانیة فرقة من کبار الفرق الإسلامیة و هم الذین شایعوا علیا، و قالوا إنّه الإمام بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم بالنّصّ الجلی أو الخفی، و اعتقدوا أنّ الإمامة لا تخرج عنه و عن أولاده، و إن خرجت فبظلم أو تقیّة منه، أو من أولاده. و هم اثنتان و عشرون فرقة یکفّر بعضهم بعضا. أصولهم ثلاث فرق: غلاة و زیدیة و إمامیة. أمّا الغلاة فثمانیة عشر السبائیة و الکاملیة و البیانیة و المغیریة و الجناحیة و المنصوریة و الخطّابیة و الغرابیة و الذّمیّة و الهشامیة و الزّراریة و الیونسیة و الشّیطانیة و الزّرامیة «4» و المفوّضة و البدائیة و النصیریة و الإسماعیلیة. و أمّا الزیدیة فثلاث فرق الجارودیة و السّلیمانیة و البتیریة، کذا فی شرح المواقف «5».

شیوه:

[فی الانکلیزیة]Style،manner
[فی الفرنسیة]Style،manie're
بالفارسیة أسلوب، طریقة. و هی عند الصوفیة أقل درجات الجذب فی بعض الأحوال، فحینا تکون و حینا لا تکون «6».
______________________________
(1) قال الرسول عن ابی ذر: «هل تعوذون باللّه من شر شیطان الإنس و الجن». سنن النسائی، کتاب الاستعاذة، ح (5507)، 8/ 277، بلفظ نعوذ باللّه من شر شیاطین الإنس و الجن.
(2) هو محمد بن علی بن النعمان بن ابی طریفة البجلی، ابو جعفر الاصول الکوفی. الملقب بشیطان طاق. توفی نحو 60 ه/ نحو 777 م. فقیه مناظر من غلاة الشیعة. رأس الفرقة الشیطانیة. کانت له اباطیل و طامات کثیرة له عدّة کتب. الاعلام 6/ 271، خطط المقریزی 2/ 348، لسان المیزان 5/ 300، اللباب 2/ 42، فرق الشیعة 78، سفینة البحار 1/ 333.
(3) فرقة من غلاة الشیعة، عدّها المقریزی من فرق المعتزلة، أتباع محمد بن علی بن النعمان الملقّب بشیطان طاق. کانت لهم بدع و طامات حول صفات اللّه و خاصة علم اللّه تعالی. المقریزی 2/ 348، فرق الشیعة 78، الوافی 4/ 104، لسان المیزان 5/ 300، الفرق بین الفرق 71، مقالات الاسلامیین 1/ 107.
(4) الرزامیة (م).
(5) من الفرق الإسلامیة الکبیرة، و قد سموا بذلک لتشیّعهم للامام علی رضی اللّه عنه، ثم انقسموا إلی: إمامیة، إسماعیلیة، زیدیة و غلاة. و کل واحدة من هذه الفرق الأربع انقسمت إلی فرق عدیدة. و قد ذکرتها جمیع کتب الفرق و المقالات و السیر و التاریخ. التبصیر 27، مروج الذهب 3/ 220، مقالات الإسلامیین 1/ 132، الفرق بین الفرق 29، الملل 146.
(6) شیوه: نزد صوفیه اندک جذبه را گویند در بعضی احوال که گاه بود و گاه نبود.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.