الشفاء- الطبیعیات المجلد 3

اشارة

نام کتاب: الشفاء- الطبیعیات
نویسنده: ابن سینا
تاریخ وفات مؤلف: 428 ق
موضوع: طبیعیات
زبان: عربی
تعداد جلد: 3
ناشر: مرعشی نجفی
مکان چاپ: ایران؛ قم
سال چاپ: 1404
نوبت چاپ: دوم
ملاحظات: به تحقیق سعید زائد و...
عنوان و نام پدیدآور : الشفاء/ ابن سینا ؛ تصدیر و مراجعه : ابراهیم مدکور ؛ تحقیق: سعید زاید
مشخصات نشر : قم: مکتبه آیه الله العظمی المرعشی النجفی، ۱۴۰۵ق.=۱۳۶۳.
مشخصات ظاهری : ج.
وضعیت فهرست نویسی : در انتظار فهرستنویسی (اطلاعات ثبت)
شماره کتابشناسی ملی : ۲۰۲۵۰۶۶

الجزء الثالث

الفهرس‌

تصدیر للدکتور إبراهیم مدکور ک- ت
الفصل الثامن من جملة الطبیعیات
فی طبائع الحیوان
المقالة الأولی
الفصل الأول
فی اختلاف الحیوان جملة من جهة المأوی و المطعم و الأخلاق و الأفعال و الأعضاء 1
الفصل الثانی
فی الأعضاء الکلیة 10
الفصل الثالث
فی تعدید الأعضاء الآلیة و مواضعها 20
المقالة الثانیة
الفصل الأول
فی استئناف ذکر اختلاف الحیوان من جهة الأعضاء الظاهرة 25
الفصل الثانی
فی اختلاف الحیوان من جهة الأعضاء الباطنة 34
المقالة الثالثة
الفصل الأول
فی تشریح الأعضاء الباطنة و الخلاف بین الفلاسفة و الأطباء فیها 39
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 2
الفصل الثانی
فیه کلام فی القرون و العظام و الشعر و الریش و ما یشبها 47
الفصل الثالث
فی الدم و اللین و فیه شی‌ء من أمر المنی 51
المقالة الرابعة
الفصل الأول
فی تشریح حیوان من حیوان الماء و فی حال أعضاء بعض المحززات 54
الفصل الثانی
فی حس الحیوان و حرکته و تصویته و نومه و یقظته و ذکورته و أنوثته 61
المقالة الخامسة
الفصل الأول
فی ذکر بعض أحوال سفاد الحیوان و وضعه 67
الفصل الثانی
فی مثل ذلک و یشیر إلی حال الزرع و المنی 73
المقالة السادسة
الفصل الأول
فی بیض الطیر و تفریحها و تشریح البیض و الفرخ 77
الفصل الثانی
فی سفاد السمک و بیضها و تولیدها 86
المقالة السابعة
الفصل الأول
فی اختلاف الحیوان بحسب الماوی و المطاعم و اختلاف ذلک فی الأعمار و الأخلاق 93
الفصل الثانی
فی معنی الفصل الذی تقدم و فیه إشارات إلی أمراض الحیوانات 101
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 3
المقالة الثامنة
الفصل الأول
فی اختلاف الحیوانات أیضا و أکثره فی الأخلاق 111
الفصل الثانی
فی قریب من المعنی الذی یشتمل علیه الفصل قبله 116
الفصل الثالث
فی مثل ذلک و یذکر فیه أحوال النحل و الزنابیر و اختلاف أخلاق الحیوانات 127
الفصل الرابع
فی مثل ذلک من أخلاق السباع المختلفة و حیوان الماء و الطیر 137
المقالة التاسعة
الفصل الأول
فی حال الإدراک و المنی و الطمث و ذکر الاختلاف فی ذلک 141
الفصل الثانی
فی احتجاج جالینوس علی الفیلسوف و نقض ذلک الاحتجاج و تسخیفه 147
الفصل الثالث
مأخذ التعلیم الأول و بیانه أن لیس المرأة بالحقیقة منی، ... و فصل القول
فی المنی 158
الفصل الرابع
فی کیفیة تکون الأعضاء الرئیسة من المنیین 165
الفصل الخامس
فی تفصیل استحالات مادة الجنین إلی أن یتم 172
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 4
الفصل السادس
فی أحوال الولد و الوالدة 179
المقالة العاشرة
فی أحوال النساء من جهة العلوق و الإسقاط 185
المقالة الحادیة عشرة
تذکیر فی أصول متقررة 188
المقالة الثانیة عشرة
الفصل الأول
فی أصناف الترکیب و المرکبات التی منها البدن 189
الفصل الثانی
فی المزاج 192
الفصل الثالث
فی مزاج الأعضاء 198
الفصل الرابع
فی أمزجة الأسنان 200
الفصل الخامس
فی استحالة الغذاء إلی الأخلاط 205
الفصل السادس
فی تفصیل أصناف الأخلاط 209
الفصل السابع
فیما یتصل بما قلناه من کلام المعلم الأول فی الرطوبات و الأمخاخ و الأدمغة 219
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 5
الفصل الثامن
فی الدماغ و تشریحه و نبات النخاع منه 226
الفصل التاسع
فی منفعة العصب و تشریح الدماغی منه 235
الفصل العاشر
فی تشریح سائر العصب و هو العصب الفقاری 242
الفصل الحادی عشر
فی العظام 247
الفصل الثانی عشر
فی الأوصال الکلیة للعظام و الکلام فی الأعلی منها و هو الرأس و تشریح عظامه 250
الفصل الثالث عشر
فی تشریح آلات البصر و عضلها 255
الفصل الرابع عشر
فی آلة السمع و الشم و الذوق 261
الفصل الخامس عشر
فی حرکات أعضاء الرأس بعد العینین و تشریح عضلها 266
المقالة الثالثة عشرة
الفصل الأول
فی الأسنان و الفم و القرون و ما یشبهها 270
الفصل الثانی
فی کلام کلی فی الأحشاء و ابتداء تشریح أعضاء النّفس و تشریح قصبة الرئة و الحنجرة
و الرئة، و أعضاء الجوف 275
الفصل الثالث
فی تشریح القلب و ما ینشأ عنه من الشرایین 283
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 6
الفصل الرابع
فی تشریح طریق الغذاء و هو المری‌ء و المعدة و الأمعاء و الصفاقات التی علیها،
و العضل المحرّکة للمقعدة 292
الفصل الخامس
خاص فی الأمعاء 300
الفصل السادس
فصل آخر فی تشریح الکبد و البواب و الأوردة 308
الفصل السابع
فی المرارة و المثانة و الفضل الذی یسیل إلیهما 320
المقالة الرابعة عشرة
الفصل الأول
کلام المعلم الأول فی المرارة، تشریح الکلیة، ما فی التعلیم الأول من أحوال أحشاء
المحززات و سائر أعضائها 325
الفصل الثانی
فی تشریح الترقوة و الکتف و الیدین 330
الفصل الثالث
فیه ذکر کلام کلی لأمر الصلب و العنق و أجزائهما 338
الفصل الرابع
فی تشریح فقرات العنق و الصلب، و فی تشریح الصدر و العجز 342
الفصل الخامس
فی الأضلاع 348
الفصل السادس
فی العضل المحرکة لهذه الأعضاء التی قد شرحت 351
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 7
الفصل السابع
فی الرجل و تشریحها، و عضلها و اختلاف الحیوان فی ذلک 360
الفصل الثامن
من کلام المعلم الأول فی أسباب اختلاف أطراف الحیوان، و فی آخره تشریح الفک 370
الفصل التاسع
فی تشریح الخد و الشفة و کلام فی أطراف الحیوان أیضا 378
المقالة الخامسة عشرة
الفصل الأول
فی أحوال تولد الحیوان و توالده، و فیه تشریح الذکر و الرحم 384
الفصل الثانی
فی أسباب أحوال مادة الإیلاد 391
الفصل الثالث
فی المنیین و دم الطمث 396
المقالة السادسة عشرة
الفصل الأول
فی کیفیة تولّد الحیوان من المنی و البیض و اختلاف الحیوان فیه 400
الفصل الثانی
فی فروق الأعضاء المتشابهة من جهة جواهرها، و فی أحوال العقم و العقر،
و الإذکار و الإیناث 408
المقالة السابعة عشرة
الفصل الأول
فی علل حال ما یبیض من جهة کثرة ما یبیض و قلته و سائر ما یختلف فیه و حال
ما یتولد من الحیوان 413
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 8
المقالة الثامنة عشرة
و هی فصل واحد
فی علل الإذکار و الإیناث و المشابهة، و أسباب اختلاف النشو و اختلاف الآجال 420
المقالة التاسعة عشرة
و هی فصل واحد
فیه نتف من أحوال الإنسان 428
فهرس المصطلحات 435
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 9

مقدمة

اشارة

عنی العرب منذ عهد بعید بتعرّف الحیوانات التی وقعت تحت بصرهم، سواء أ کانت
ألیفة أم متوحشة، فوصفوها، و بیّنوا بعض خصائصها. و فی الشعر الجاهلی قطع خالدة
فی وصف الإبل و الخیل، و لم یغفلوا الوحشیات، و فلواتهم غنیة بها. و لا تخلو أمثالهم
و نوادرهم من حدیث عن الحیوان و الطیر، کثیرا ما شابته الأسطورة و الخرافة.
و فی القرن الثانی للهجرة بدأ الباحثون یسجلون شیئا من ذلک، و فی مقدمتهم الأصمعی
(216 ه) و أبو حاتم السجستانی (248 ه) فوضعوا کتبا فی الإبل و الخیل، و الوحوش
و الطیر، و قد وصلنا بعضها «1».
و یظهر أن المعتزلة غذّوا هذه الناحیة، کما غذّوا نواحی أخری فی بحوث الإسلام
المبکرة. فقادهم الحوار و الجدل إلی البحث عن آیات اللّه، و تفننوا فی الکشف عن
عجائب المخلوقات. و تبنّوا أحیانا حیوانات أو طیورا یتحدثون باسمها، و یتعمقون فی بیان
خصائصها و ممیزاتها، فمنهم «صاحب الکلب» و «صاحب الدیک» و «صاحب الحمام «2»»
و عدّوا ذلک ضربا من ضروب التعبد، و سبیلا للکشف عن جلال اللّه و عظمته.
و نظم بشر بن المعتمر (210 ه)، و هو رئیس فرقة من فرق المعتزلة، قصیدتین وقفهما
علی خصائص الحیوان و عجائبه «3». ثم جاء الجاحظ (255 ه) الأدیب و المعتزلیّ،
فتوّج ذلک کله، و وضع أول کتاب عربی شامل فی علم الحیوان جمع بین الأدب و السیاسة،
و الکلام و الفلسفة، و الطب و الطبیعة.
فی هذا الجو العامر بالدرس و البحث، رغب العرب فی أن یستمدّوا من الثقافات
الأخری کل ما یتصل بالحیوان و خصائصه، فأخذوا عن الثقافة الهندیة و الفارسیة ما أخذوا،
و عوّلوا بوجه خاص علی الثقافة الیونانیة. و کان عمدتهم فیها ما قام به أرسطو من دراسة
مستفیضة للحیوان، ترجموا قسطا کبیرا منها فی عهد مبکر إلی السوریانیة و العربیة،
و اضطلع بترجمته أحد کبار المترجمین فی الإسلام، و هو ابن البطریق (215 ه) الذی
______________________________
(1) منها للأصمعی «کتاب الوحوش»- ثیینا 1888، و کتاب الخیل، ثیینا 1895،
(2) الجاحظ، «الحیوان»- طبعة ساسی، ج 1، ص 175، ج 2، ص 55.
(3) المصدر السابق، ج 6، ص 91.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 10
تخصص فی ترجمة الکتب العلمیة و الفلسفیة. و قد سبقت هذه الترجمة وضع «کتاب الحیوان»
للجاحظ، و کان لها شأن فیه. و لا یتردد الجاحظ نفسه فی أن یشیر إلی أرسطو، و ینوّه
ببعض آرائه، و إن ناقشها و عارضها أحیانا، و یسمیه «صاحب المنطق» «1» و نقل ابن
زرعة (398 ه) و هو معاصر لابن سینا، ملخصا لکتاب الحیوان الأرسطی من صنع
نیقولا الدمشقی (القرن الأخیر قبل المیلاد) «2». و وقف العرب أیضا علی کثیر من دراسات
جالینوس (201 م) البیولوجیة.

(ا) أرسطو عالم الأحیاء

عنی أرسطو بالتاریخ الطبیعی عنایة کبری، و أولع به منذ صغره، و لا غرابة فهو
ابن طبیب. و غذّاء فی رحلاته المختلفة، و قراءته المستفیضة لکل ما یتصل بالحیوان لدی
الباحثین السابقین، و بخاصة هومیروس و دیمقریطس و أفلاطون. و استمد شیئا مما کشفت
عنه حملة الاسکندر و حروبه. و لا أدل علی هذا من أنه اتخذ فی «اللوقیون» متحفا
یجمع فیه بقایا الطیر و الحیوان، و کان یجری علیها بنفسه بعض التجارب «3».
و توافرت له بذلک مادة لم تتوافر لأحد سواء فی التاریخ القدیم، و قلّ أن نجد لها
نظیرا فی التاریخ الحدیث. و یکفی أن نعلم أنه کتب فی التاریخ الطبیعی أکثر مما کتب
فی أی موضوع آخر، وقف علیه ما یزید علی ثلث ما وصلنا من مؤلفاته تقریبا، و وضع
فیه أطول کتبه «4» و إذا کان من المسلم أنه واضع علم المنطق، فإنه یعد بحق المؤسس لعلم
الأحیاء. حدد موضوعه، و رسم منهجه، و عالج نواحیه المختلفة، فعرض لما یزید علی خمسمائة
نوع من الحیوانات، و حاول أن یصنفها و یبین خصائصها و ممیزاتها، و یشرّح أجزاءها،
و یحدّد وظائف أعضائها. و وقف طویلا عند نموها و تناسلها، و أشار إلی أثر الجو
و البیئة فیها، مما یضطرها أحیانا إلی الاختفاء أو الهجرة. و لا یزال قدر کبیر مما سجله
من ملاحظات و انتهی إلیه من معلومات مسلما به حتی الیوم.
و کان لدراساته البیولوجیة أثرها فی القرون الوسطی، ثم أهملت نوعا فی عصر النهضة
و التاریخ الحدیث. و لم تقدر قدرها إلا فی النصف الثانی من القرن التاسع عشر، و یکفی
______________________________
(1) الجاحظ، الحیوان، ساسی: ج 1، ص 85؛ ج 2، ص 18؛ ج 3، ص 162؛ ج 4،
ص 52؛ ج 5، ص 147، 156؛ ج 6، ص 72؛ ج 7 ص 40.
(2) ابن الندیم، الفهرست، القاهرة، 1930 ص 352.
(3)
Aristote, Histore, des Animaux Paris 1956, IV, 7, 531 b 30- 582 a 1
. (4)
Pierre Louis, Aristote, Partiesdes Animaux, Paris 1956, Introduction P, V- VI
.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 11
أن نشیر إلی أن دارون یشید بها، و یذکرها فی تقدیر و إعجاب «1».
و یعزی إلی أرسطو فی دراسة الحیوان عدة کتب أهمها:
1- تاریخ الحیوان أو طبائع الحیوان( Histoire des Animaux )
و یقع فی عشر مقالات.
2- أعضاء الحیوان( Les Parties des Animaux )
و یقع فی أربع مقالات.
3- کون الحیوان( De la Generation des Anemaux )
و یقع فی خمس مقالات.
و من المرجح أن ثلاثتها من وضعه، فیما عدا المقالة العاشرة من الکتاب الأول،
و کانت تجمع أحیانا فی مخطوط واحد.
و قد عرفها العرب جمیعا بأسمائها «2»، نقلا عن بطلمیوس، أحد المصادر الثلاثة الهامة
فی حصر مؤلفات أرسطو «3». و یظهر أنهم ترجموها کذلک تحت عنوان «کتاب الحیوان»،
و یقررون أنه یقع فی تسع عشرة مقالة «4»، و هی جملة الکتب الثلاثة السابقة و لا شک
فی أنها متصلة و متکاملة، و إن اختلفت فی منهجها و هدفها. و هذه هی الترجمة التی اضطلع
بها ابن البطریق و التی أشرنا إلیها من قبل «5». و مما یؤسف له أنها لم تصل إلینا،
فلا نستطیع مقابلتها بأصولها الیونانیة. علی أن الکتاب الذی بین أیدینا یأخذ عنها جمیعا،
و هو کاف فی إثبات أن ثلاثتها عرفت فی العالم العربی، حتی المقالة العاشرة من الکتاب
الأول، و إن تکن موضوعة.
و ما إن ترجم «کتاب الحیوان» إلی العربیة حتی أخذ الباحثون عنه و أفادوا منه،
و فی مقدمتهم الجاحظ. و للکندی (252 ه) معاصره رسائل فی الطیور و النحل،
و للفارابی (350 ه) من بعده کلام فی أعضاء الحیوان «6»، و أغلب الظن أنهما عوّلا
______________________________
(1)Darwin ,Daruinxs lite ,London 1887 ,t .3 ,P .251 .
(2) ابن أبی أصیبعة، عیون الأنباء، القاهرة 1882؛ ج 1، ص 168.
(3) المصدر الثانی هو «دیوجین اللائرسی» فی کتابه‌Vies des Philosophes ، و المصدر الثالث
مجهول «میناج»
(Hamelin. Le Systeme d' Aristote, Paris. 1931 p 2 BTsuiv.)
(4) ابن الندیم، الفهرست، ص 352.
(5) «ص 1».
(6) القفطی، تاریخ الحکماء، القاهرة 935، ص 34؛ ابن أبی أصیبعة، عیون الأنباء
ج 1 ص 168.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 12
بخاصة علی أرسطو. و یبدو أثره واضحا علی ابن رشد (595 ه) و ابن سینا (428 ه)
فابن رشد یعلق علی کتاب الحیوان الأرسطی، و یضع له شرحا احتفظت لنا الترجمة اللاتینیة
بصورة منه.
و ابن سینا یعلن فی أول کتابه الذی نقدم له: «و لنتکلم الآن فی الحیوان، محتذین
فی جمیع هذا الکتاب حذو التعلیم الأول «1»».

(ب) ابن سینا و علم الأحیاء

لم یعن ابن سینا بعلم الأحیاء عنایة أرسطو، و إن اشتغل بالطب أکثر منه، و کان
طبیبا مبرّزا. و لم یکتب فیه مثلما کتب، و کل ما خلّف لنا إنما هو کتاب «الحیوان» الذی
نحن بصدده. حقا إنه عرض لبعض الدراسات البیولوجیة فی کتاب «القانون»، و لکنه
عالجها بنوع خاص من الناحیة الطبیة «2».
و لعل ذلک راجع إلی أنه لم یحظ فی حیاته باستقرار کاف یفسح له مجال المشاهدة
و الملاحظة، و لم تتح له بیئته ما أتاحت بیئة أرسطو و رحلاته، و إن شاهد فی قصور من
اتصل بهم من الملوک و الأمراء بعض الطیور و الحیوانات النادرة «3». هذا إلی أن اشتغاله
بالطب وقف به خاصة عند أرقی صورة فی المملکة الحیوانیة، و هی الإنسان.
یؤمن ابن سینا بالمشاهدة و الملاحظة و یعتد بهما اعتداد أرسطو. فیجمع الوقائع من
الهواة و الصیادین، و ینقل فقط عمن یثق به خشیة الاختلاق و حب المبالغة و التهویل «4».
و یسجل ملاحظاته الشخصیة علی ما صادفه من طیور و حیوانات غریبة بجورجان و خراسان
و ماوراء النهر، و یلاحظ الفرق بین بعض حیوانات الشرق و الغرب «5». و یعوّل التعویل
کله علی ما سجله أرسطو، مؤیدا له بملاحظات جدیدة، أو مهذبا له و منقحا «6».
و لا یبدو علیه أنه اتجه نحو تشریح بعض الحیوانات، و إن کان یردد ما قاله أرسطو
من أن تشریح الحیوان المیت غیر یسیر «7».
و یربط علم الأحیاء بعلم الطبیعة ربطا وثیقا، فیخضعه لفکرة الصورة و المادة، و یطبق
______________________________
(1) ابن سینا کتاب الحیوان، القاهرة، ص 1.
(2) ابن سینا، القانون، طبعة رومة، ص 2- 8، 11- 39.
(3) ابن سینا، الحیوان، القاهرة، ص 114.
(4) المصدر السابق ص 119
(5) المصدر السابق 27، 68.
(6) المصدر السابق، ص 121.
(7) المصدر السابق، ص 137.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 13
علیه قوانین التغیر و الحرکة، و نظریة الحار و البارد، و الرطب و الیابس. و لا یری ضرورة
لشرح تلک القوانین و النظریات هنا فی تفصیل، بعد أن وفاها حقها فی مظانها «1» و علم
الأحیاء عنده وثیق الصلة بعلم النفس أیضا، و هما معا جزءان من الطبیعیات، و النفس
مبدأ الحیاة و الحرکة فی الحیوان و الإنسان. و یعقد عدة فصول للجهاز العصبی و یبین
أثره فی الإحساس و الإدراک. و یغذّی ذلک کله بمعلوماته الطبیة الوفیرة، و کثیرا ما یرجع
إلی جالینوس و یحتج به، و یسمیه «محصّل الأطباء «2»».
و الواقع أن أرسطو أخذ کثیرا فی دراساته البیولوجیة عن الأطباء السابقین برغم
معارضته لهم أحیانا، و فی مقدمتهم أبقراط و إن لم یصرح باسمه. أما ابن سینا فهو طبیب
قبل أن یکون عالم أحیاء، و لطبه شأن کبیر فی دراسته البیولوجیة. و فی الکتاب الذی بین
أیدینا فصول أقرب إلی الطب منها إلی علم الأحیاء، و نصیب الإنسان فیه یزید دون نزاع
عن نصیب الحیوانات المختلفة. فیشرح فیه الهیکل العظمی للإنسان شرحا مفصلا، و یعرض
جهازه الهضمی و التنفسی عرضا مستفیضا «3». و یعنیه الجهاز التناسلی و علم الأجنة عند
الإنسان أکثر مما یعنیه عند الحیوانات الأخری «4». و مع هذا إن اختلف الطب و الفلسفة،
کان إلی الفلسفة أمیل. و سنری بعد قلیل موقفه من أرسطو فی خلافه مع الأطباء حول
وظیفة القلب، و أثر الذکر و الأنثی فی التوالد و التناسل «5».
و یأخذ ابن سینا أخیرا بالغائیة أخذا مطلقا، و یری أن أجزاء الکائن الحی تتضافر
علی تحقیق أعظم نفع له، و أن فی الطبیعة دقة و إبداعا یحس بهما من تذوقهما، و هی
لا تخلق شیئا عبثا. و فی عالم الأحیاء آیات باهرة تدل علی جلال اللّه و عظمته «تبارک اللّه
أحسن الخالقین «6»». لکل حی، بل لکل عضو من أعضائه منفعة، و إن خفیت علینا
أحیانا، و یجهد ابن سینا نفسه فی الکشف عن هذه المنافع و تسجیلها. و نحن نعلم أنه من
المتفائلین. یذهب إلی أنه لیس فی الإمکان أبدع مما کان، و أن عالمنا خیر عالم ممکن،
و یحل «مشکلة الشر» حلا یذکّرنا بما ذهب إلیه لیبنتز فی التاریخ الحدیث «7». و یلتقی
فی هذا مع أرسطو الذی یقرر أن فی الطبیعة جمالا لا یقل عن جمال قطع الفن الخالدة «8».
______________________________
(1) المصدر السابق، ص 188.
(2) المصدر السابق، ص 210.
(3) المصدر السابق، ص 242- 246، 277- 284.
(4) المصدر السابق، ص 164.
(5) المصدر السابق، ص 164- 172.
(6) المصدر السابق، ص 247، 300.
(7) ابن سینا، الإلهیات القاهرة- 1960 ج 2، ص 414- 421.
(8)Aristote ,Les parties des Animaux ,654 a 23 -28 .
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 14
و یلتقی أیضا مع المعتزلة الذین رأوا فی دراسة الحیوان بابا من أبواب إثبات حکمة البارئ
و عظمته.

(ج) کتاب الحیوان لابن سینا

هو الفن الثامن و الأخیر من فنون طبیعیات الشفاء، من أکبرها حجما، بل هو
أکبر من الإلهیات، و هی قسم رئیس من أقسام الشفاء الأربعة. یشتمل علی تسع عشرة
مقالة، و تحت کل مقالة فصل أو أکثر، و أطولها المقالة الثالثة عشرة التی تتضمن خمسة
عشر فصلا. و لأمر ما قسمه ابن سینا إلی تسع عشرة مقالة، و کأنما شاء أن یحاکی
کتاب «الحیوان» لأرسطو علی نحو ما عرفه العرب.
و الواقع أن الکتابین یلتقیان شکلا و موضوعا، فتقسیمهما و تبویبهما غیر منسّق،
و لا یخلوان من تبعثر و تکرار. و قد یغفر لأرسطو ما لوحظ فی کتبه البیولوجیة من توزع
و تشتیت، لأنه لم یضعها فی صورتها النهائیة، و لم تخل من تدخل التلامیذ فی بعض أجزائها.
أما ابن سینا المعروف بحسن التقسیم و التبویب، و الذی کان یدوّن کتبه بنفسه أو یملیها
علی تلمیذه المخلص الجوزجانی «1»، فإن کتابه فی الحیوان یخرج علی مبادئ منهجه العام.
فهو یعالج الموضوع الواحد فی أکثر من موضع «2»، و لا یحاول أن یوفی کل فصیلة من
فصائل الحیوان حقها دفعة واحدة. و هکذا کان یفعل أرسطو، و فی کتبه الثلاثة التی أشرنا
إلیها من قبل تکرار و تداخل. و کأن عدوی من هذا سرت لابن سینا، و فی کتابه
أجزاء یمکن أن ترد إلی طبائع الحیوان، و أخری إلی أعضاء الحیوان، و ثالثة إلی کون
الحیوان. و یقنع ابن سینا فی عناوینه لبعض الفصول بقوله: «فی مثل ذلک «3»» أو «فی
قریب من المعنی الذی یشتمل علیه الفصل الذی قبله «4»» و قد سبقه أرسطو إلی شی‌ء من
هذا فی بعض عناوینه غیر المعبّرة «5».
و من الناحیة الموضوعیة، یکاد یقوم کتاب الحیوان لابن سینا أساسا علی کتب أرسطو
الثلاثة السابقة، یأخذ عنها و یصرح بذلک فی وضوح، و لا نظنه ذکر اسم المعلم الأول فی
مؤلف آخر قدر ما ذکره فی کتابه هذا. و یصرح تلمیذه الجوزجانی، بأنه «حاذی فی
______________________________
(1) ابن سینا المدخل، القاهرة 1952، ص 2.
(2) ابن سینا کتاب الحیوان ص 39، 54، 67، 330، 338، 396.
(3) المصدر السابق ص 137.
(4) المصدر السابق 101.
(5)Aristote ,Histoire des Animaux ,P ,641 b .
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 15
أکثره کتاب ارسطو، مع بعض الزیادات» «1». و مادة أرسطو الغزیرة جدیرة بأن
تجتذب الباحثین، و لا یکاد یختلف معه ابن سینا إلا فی بعض التفاصیل و الجزئیات.
فیلاحظ مثلا علی عکس ما کان یظنّ أن الفیلة تصادق بعض الطیور «2»، و أن سفادها
یتم فی الغربة کما یتم فی مواطنها الأصلیة «3». و یقرر أن تناسل اللادمویات (غیر الفقاریات)
کالنحل و دودة القز إنما یتم عن طریق الفراشة أو البیضة، و لا یمکن أن تلد کائنا حیا
دفعة واحدة «4». و له إضافات استمدها من مصادر أخری، أو عوّل فیها علی ملاحظاته
الخاصة. فیشیر مثلا إلی الحیات الحبشیة الطائرة «5»، و إلی القرون غیر المجوفة لبعض
الحیوانات الترکیة «6»، و إلی أن الأسد الخراسانیة أشد و أعظم شهامة من الأسد العراقیة «7»،
و إلی سرطان بحیرة طبرستان الذی تحلّی جلده بوشی و أصباغ دقیقة «8».
و علی هذا من الخطأ أن یظن أن کتاب الحیوان لابن سینا مجرد تعلیق أو تلخیص
لکتب أرسطو، و إنما هو دراسة مستقلة صاغها صاحبها علی نحو خاص، و تأثر فیها بمؤثرات
مختلفة. و قد سبق لنا أن أشرنا إلی أنه ظهرت قبله فی العالم الإسلامی عدة دراسات فی
الحیوان، و علی رأسها کتاب الحیوان للجاحظ، و من المرجح أنه وقف علیه، و یصرح
هو نفسه بأن «ما یذکره بعض المتکلمین من مصادقة الأسد و النمر مخترع «9»»، و یغلب
علی الظن أنه یعنی بذلک الجاحظ. و الذی لا نزاع فیه أنه أفاد أیضا، و أفاد کثیرا، من
دراسته الطبیة و من آراء جالینوس و بحوثه البیولوجیة.
و یکاد یدور کتاب الحیوان لابن سینا حول أبواب أربعة رئیسیة: علم حیوان مقارن،
تشریح، وظائف أعضاء، تناسلیات و علم أجنة، و لا نستطیع أن ندخل فی تفاصیلها الفنیة،
و إنما یعنینا أن نبین مدی صلتها بأرسطو، و نشیر إلی ما توسع فیه فیلسوفنا.
______________________________
(1) ابن سینا، المدخل ص 3.
(2) ابن سینا، کتاب الحیوان، ص 113، 114.
(3) المصدر السابق، ص 68.
(4) ابن سینا، کتاب الحیوان ص 385.
(5) المصدر السابق، ص 5.
(6) المصدر السابق، ص 27.
(7) المصدر السابق، ص 137.
(8) المصدر السابق، ص 56.
(9) المصدر السابق، ص 114.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 16
و یقف ابن سینا المقالات الثمانیة الأولی علی علم الحیوان المقارن، و یضیف إلیها المقالة
السابعة عشرة، فیعرض لاختلاف الحیوانات من حیث المأوی و المطعم، و الأعضاء
الظاهرة و الباطنة، و التناسل و الإنتاج، و الطبائع و الخصال. و یعوّل فی ذلک کله تعویلا
کبیرا علی کتاب «طبائع الحیوان» لأرسطو، و لا یکاد یضیف إلیه إلا ملاحظات فرعیة
أشرنا إلی بعضها من قبل، و هی فی أغلبها تؤید ما ذهب إلیه المعلم الأول، أو تحدده
و توضحه، و قد تقترح شیئا من التعدیل، و تبیّن الفرق بین حیوانات المشرق و المغرب.
و لطبائع الحیوان و خصاله ذکر متصل فی الأدب العربی، إلا أن ابن سینا عوّل فیها
خاصة علی ما قاله أرسطو، و وقع فی أخطائه نفسها، فعزا مثلا الرئاسة فی فصیلة النحل
إلی الملک لا إلی الملکة «1».
أما التشریح فقد توسع فیه کثیرا، و زاد علی أرسطو زیادة واضحة. و دار حدیثه
کله تقریبا حول الإنسان، و لا یعرض لتشریح الحیوان إلا قلیلا. و لا غرابة فهو طبیب
ألمّ بالدراسات الطبیة السابقة، و غذّاها بتجاربه الخاصة. و قد رسم لوحة شبه تامة و دقیقة
للهیکل العظمی للإنسان، بادئا بالرأس، أو بالدماغ کما یسمیه، منتقلا إلی القفص الصدری
و العمود الفقری و الحوض و العجز، و منتهیا بالفخذین و الساقین و القدمین. و أدرک
ما للعضلات من شأن فی حرکة الإنسان، و تتبعها عضلة عضلة، و أشار إلی العضلة التی کشفها
جالینوس «2». و شرّح المخ و الجهاز العصبی تشریحا تاما، و ربطهما بالحواس و وسائل
الإدراک. و عرض للقلب، فشرّحه و بین ما تفرع منه من أوردة و شرایین منتشرة
فی الجسم جمیعه. و لم یفته أن یتحدث عن الأنسجة و الأمزجة و الأخلاط، و فصّل القول
فی الدم، و المخ، و النخاع، و قارب بهذا کل المقاربة بین الطب و علم الحیوان. و وقف علی
ذلک کله ثلاث مقالات هی أطول مقالات الکتاب، و هی الثانیة عشرة، و الثالثة عشرة،
و الرابعة عشرة، و قد أخذ فی هذا ما أخذ عن کتابی «طبائع الحیوان»، «و أعضاء الحیوان»
لأرسطو، و لکنه عوّل بوجه خاص علی طبه و تجاربه الشخصیة، و أفاد کثیرا من بحوث
جالینوس فی التشریح. و لجالینوس شأن کبیر فی العالم العربی، عنی به العرب بین الأطباء
عنایتهم بأرسطو بین الفلاسفة، و ساروا علی نهج مدرسة الاسکندریة، و هو علی رأس
علماء التشریح بین الیونان.
و لم تکن عنایة ابن سینا بوظائف الأعضاء أقل من عنایته بالتشریح، یری فیها بیانا
______________________________
(1) المصدر السابق، ص 132.
(2) المصدر السابق، ص 360.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 17
لسر اللّه فی خلقه، و تفسیرا لأسباب الوجود. و یذهب إلی أن هناک ثلاثة اعضاء رئیسة،
أو کلیة علی حسب تعبیره أیضا، هی مبادئ القوی الضروریة لبقاء الشخص و النوع،
و هی القلب مبدأ قوة الحیاة، و الدماغ مبدأ قوة الحس و الحرکة، و الکبد مبدأ قوة
التغذیة «1». و لکل عضو من هذه خدّام، فخادم القلب الرئة و الشرایین، و خادم الدماغ
أعضاء الغذاء و العصب، و خادم الکبد المعدة و الأوردة «2». و یصحح بهذا الخطأ الذی
وقع فیه أرسطو من قصره وظیفة المخ علی تبرید القلب بما یفرزه من البلغم الذی یحول
دون زیادة الحرارة عن القدر اللازم «3».
و یعطی ابن سینا صورة واضحة عن الجهاز الهضمی، فیشیر إلی ما للفم و الأسنان فیه
من أثر، و یعد المعدة مطبخ الطعام «4». و قد عرف المری‌ء و الحجاب الحاجز، و الاثنا
عشری، و فتحة البواب، و البنکریاس (أبقراس)، و الأمعاء الدقیقة و الغلیظة «5».
و بیّن ما للعصارات من أثر فی إتمام الهضم، و بخاصة المرارة «6».
و یقول مع أطباء الیونان الأول بالروح الحیوانی (الإبنیما)، و هو جسم بخاری لطیف
یتدفق فی الأعصاب، و ینتشر فی الجسم جمیعه. یخرج من القلب و یمتد إلی سائر الأطراف،
و کأنما یسیر مع الدم فی الشرایین و الأوردة «7». و هذا هو الذی عوّل علیه فی تفسیر
الصلة بین الجسم و النفس «8». و لعل هذا الروح هو الذی صرف القدامی عن فهم الدورة
الدمویة علی وجهها. و یعقد ابن سینا فصلا لبیان الخلاف بین الفلاسفة و الأطباء فی أمر
مبدأ الدم، فیری أفلاطون و أرسطو أن القلب مبدؤه، و یذهب الأطباء المعتد برأیهم
إلی أن مبدأه الکبد «9». و ینضم ابن سینا إلی الفلاسفة، و إن کان یرفض ما ذهب إلیه
المشاءون من جعل القلب مبدأ القوی النفسیة، و یرد هذه مع الأطباء إلی الدماغ «10».
و قد أشرنا من قبل إلی أنه شرّح القلب تشریحا دقیقا، و فرّع منه الشرایین، و الأوردة.
______________________________
(1) المصدر السابق، ص 15.
(2) المصدر السابق، ص 15.
(3)Aristo'e ,Les Parties des Animaux ,P .652 b .
(4) ابن سینا، الحیوان، ص 292.
(5) المصدر السابق، ص 295، 296.
(6) المصدر السابق، ص 320.
(7) المصدر السابق، ص 224- 226.
(8) د. إبراهیم مدکور، فی الفلسفة الإسلامیة، القاهرة 1968، ص 170- 174.
(9) ابن سینا، الحیوان، ص 39- 46.
(10) المصدر السابق، ص 40.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 18
و یری أنه یتحرک حرکة غیر إرادیة، و یخطئ من ذهب إلی انه عضلة، و إن کان أشبه
الأشیاء بها «1».
و قد عنی بالتنفس، و وضّح جهازه کله، الأمر الذی فات أرسطو. فعرف القصبة
الهوائیة و لسان المزمار، و شرّح الرئتین، و بیّن شعبهما المختلفة. و أشار إلی وظیفة هذا
الجهاز، و هی إعداد الهواء لیکون صالحا لغذاء الجسم و الروح. و یری أن من حکمة اللّه
أن یکون للمرء رئتان، بحیث إذا تعطلت إحداهما لا یتعطل التنفس «2».
و فی ضوء هذا یمکن أن نلاحظ أن ابن سینا ألمّ بالفسیولوجیا القدیمة جمیعها، أخذ
عن أرسطو، و أفاد خاصة من کتابیه: «أعضاء الحیوان»، «و کون الحیوان»، و هما ینصبان
أساسا علی الدراسات الفسیولوجیة. و لکنه لم یتردد فی أن یتدارک بعض ما فاته، و یصحح
قدرا من أخطائه. و آراؤه الفسیولوجیة أکمل و أتم من آراء الیونان، أطباء کانوا
أو فلاسفة، و إن تکن أصبحت إلی حد ما بائدة بعد کشف الفسیولوجیا الحدیثة
و الاستعانة بالآلات و الأجهزة العلمیة الدقیقة.
و أخیرا سلک ابن سینا أیضا مسلک الجمع و التوفیق فی التناسلیات و علم الأجنة، و إن
کان إلی آراء أرسطو أمیل. و الواقع أن المعلم الأول وضع دعائم هذا العلم، و انتهی فیه
إلی ملاحظات و مبادئ لها شأنها. ففرّق بین الأحیاء الولود و البیوض، و میز بین الخواص
الجنسیة الأساسیة و الثانویة. و بیّن أن تکوّن الجنین متدرج، و شبه نموه بفعل الإنفحة
و الحمیرة، و حدّد الوظائف الحقیقة للمشیمة و الحبل السری «3». و قد أخذ ابن سینا بذلک
کله، و عرضه عرضا واضحا مفصلا فی المقالات التاسعة و العاشرة، و الخامسة عشرة
إلی الثامنة عشرة.
و أجهد نفسه فی أن یصحح ما وقع فیه أرسطو من خطأ، بزعمه أن المنی للرجل وحده
و أن المرأة لیس لها إلا دم الطمث «4»، محلولا أن یثبت أنه لم یقل بذلک، و أن لکل من
الرجل و المرأة فی الحقیقة منیا و إن اختلف فی بعض أوصافه «5». و صحح أیضا ما ذهب إلیه
أرسطو من أن الذکر لا یمد الأنثی بشی‌ء ملموس، و وقف عند هذه النقطة طویلا. و أشار
إلی ما شجر فیها من خلاف بین جالینوس و المعلم الأول، و دخل فی جدل مدرسی طویل
______________________________
(1) المصدر السابق، ص 290- 291.
(2) المصدر السابق، ص 277- 282.
(3) سارتون، تاریخ العلم، القاهرة 1961؛ ج 3، ص 269- 270.
(4) ابن سینا، الحیوان، ص 144- 145.
(5) المصدر السابق، ص 145.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 19
انتهی منه إلی أن التناسل من صنع الذکر و الأنثی، و أن منیهما معا مولّد، و لا یمکن أن
یتم التولید عن طریق أحدهما دون الآخر «1».
و یظهر أن لفکرة الصورة و المادة شأنا فی هذا الموضوع، فالذکر إنما یمنح الصورة
فقط، و الصورة فی المذهب الأرسطی فرض لا یکاد یعبر عن شی‌ء واقعی، فی حین أن
الأنثی تقدم المادة و هی محسوسة ملموسة. و مما یلفت النظر فی هذا الحوار أن ابن سینا یشیر
إلی الحیوانات المنویة و إن لم یسلّم بها، و هذه إشارة و لا شک مبکرة جدا بالنسبة لعصرها،
و لو توافرت له أجهزتنا الحدیثة لتأکد منها و استطاع إثباتها «2».
هذه نماذج من کتاب الحیوان لابن سینا، و هی ترمز لمادته الوفیرة، و تعبر عن مدی
التقدم العلمی فی عصره، و تؤذن بأن العرب انتهوا فی أوائل القرن الخامس الهجری إلی
لغة علمیة مستقرة لها دوّالها و مصطلحاتها. و ما أشبه هذه المصطلحات بما نستعمله الیوم،
و ما أحوجنا أن نعرفها علی وجهها. و کثیرا ما استوقف اللفظ الیونانی ابن سینا،
و حاول أن یکشف عن مقابله العربی الصحیح «3». و إن عز علیه ذلک لم یر غضاضة
فی الاحتفاظ بالأصل الیونانی، و قد لا یکون بین کتبه ما تواردت فیه الألفاظ الیونانیة
مثل هذا الکتاب، ذلک لأنه یشتمل علی أسماء فصائل من الحیوانات و الطیور التی لم تعرف
فی الجزیرة العربیة. و فی هذا ما ألقی عبئا غیر یسیر علی السادة المحققین، لا سیما و قد خلّط
المترجمون فی تعریبهم أحیانا.
و لقد سبق لنا أن أشرنا إلی أن ابن سینا الطبیب و العالم لم یدرس بعد الدرس الکافی،
کما درس ابن سینا الفیلسوف «4» مع أن طبه و علمه کان لهما أثر فی الشرق و الغرب لا یقل عن
أثر فلسفته. و نستطیع أن نقرر أن دراسة الحیوان فی العالم العربی بقیت عالة علیه و علی
الجاحظ حتی أخریات القرن الماضی.
و قد غذّی کتابه فی الحیوان أیضا الدراسات العلمیة المبکرة فی القرن الثالث عشر
المیلادی بباریس و أکسفورد. و کلنا یعلم عنایة ألبیر الکبیر بالتاریخ الطبیعی، إلی حدّ أنه
______________________________
(1) المصدر السابق، ص 147- 164.
(2) المصدر السابق، ص 392.
(3) المصدر السابق، ص 128.
(4) د. ابراهیم مدکور، المعادن و الآثار العلویة، لابن سینا، القاهرة 1965، مقدمة
ص ه- ح.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3المقدمة، ص: 20
أعدّ فی بیته متحفا خاصا لبقایا الحیوان، و کان له بدراسة الأسماک ولوع کبیر. و لا نزاع
فی أنه کان لابن سینا و أرسطو شأن فی ذلک.
و یقیننا أن نشر هذا الکتاب الذی نقدّم له سیکشف عن جوانب علمیة جدیدة لدی
ابن سینا، و تأمل أن یفتح بابا لدراسة التاریخ الطبیعی فی العالم العربی. و قد اضطلع
بتحقیقه الأساتذة: الدکتور عبد الحلیم منتصر، و سعید زائد، و عبد اللّه اسماعیل نبیه،
وصلتهم بابن سینا وثیقة و قدیمة، عرفوا علمه و فلسفته، و ألفوا قلمه و أسلوبه. و قد لمست
الجهد الکبیر الذی بذلوه فی إقامة هذا النص الدقیق، و لا یسعنی إلا أن أسجل هنا خالص
الشکر لهم جمیعا باسم جمهور القراء و الباحثین.
ابراهیم مدکور
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 1
بسم اللّه الرّحمن الرّحیم «1» و به نستعین «2»

الفن الثامن «3» من جملة «4» الطبیعیّات و هو «5» فی طبائع الحیوان «6»

المقالة الأولی «7»

الفصل الأول (1) فصل «8» فی اختلاف الحیوان جملة «9» من جهة الماوی و المطعم «10» و الأخلاق و الأفعال و الأعضاء

و لنتکلم الآن فی الحیوان محتذین فی جمیع هذا الکتاب حذو التعلیم الأول، إلا فی تشریح أعضاء الإنسان، فإنا نؤثر أن نجمع التشریح و المنفعة فی موضع واحد و فی أشیاء قلیلة. و نقص «11» من الأخبار ما أفیض «12» فیه، و نورد من الکلام النظری ما یلیق برأینا و جمعنا لهذه الفنون.
______________________________
(1) بسم اللّه الرّحمن الرّحیم: ساقطة من سا، م.
(2) و به نستعین: ساقطة من ب، سا، م؛ توکل تکف د.
(3) الثامن:+ فی الحیوان ط
(4) جملة: ساقطة من ب، م.
(5) و هو: ساقطة من سا
(6) الحیوان:+ إحدی عشر مقالة د؛+ تسعة عشر مقالة سا؛+ و هو تسعة عشر مقالات ط.
(7) الأولی:+ ثلاثة فصول د [ثم تذکر هذه النسخة عناوین الفصول الثلاثة]؛+ ثلاثة فصول سا؛+ من الفن الثامن ثلاثة فصول ط؛+ فی الحیوان م.
(8) فصل: فصل ب؛ الفصل الأول د، ط. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 1 الفصل الأول(1) فصل فی اختلاف الحیوان جملة من جهة الماوی و المطعم و الأخلاق و الأفعال و الأعضاء ..... ص : 1
(9) جملة: ساقطة من ط
(10) و المطعم: و المطاعم د، سا، ط، م.
(11) و نقص: و نقتص د، سا، ط؛ و نفیض م
(12) أفیض: اقتص ط؛ أقلص م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 2
و لنبدأ بالکلام فی اختلاف الحیوان، و أول ذلک فی الاختلاف الکلی الکائن «1» بسبب الأعضاء. و قد علمت أن الأعضاء منها بسیطة و هو الذی «2» للجزء المحسوس منها حد الکل، کالعصب و العظام؛ و منها مرکبة آلیة لیس للجزء منها ذلک، مثل الید و الرجل. و هی مرکبة من الأولی. فنقول: إن الحیوان قد یشترک فی أعضاء، و قد یتباین بأعضاء.
أما الشرکة، فمثل اشتراک الإنسان و الفرس فی أن لهما لحما و عصبا و عظما، و إن کان المشترک فیه واحدا بالجنس لا بالنوع.
و أما التباین فعلی وجهین: لأنه إما أن یکون التباین فی نفس العضو، و إما أن یکون فی حال العضو. و التباین فی نفس العضو، إما أن یکون من حیث هو مرکب آلی، و إما أن یکون من حیث هو بسیط أیضا. مثال «3» الأول افتراق الإنسان و الفرس فی أن للفرس ذنبا و لیس للإنسان، و إن «4» کان أجزاء الذنب البسیطة التی «5» للفرس و هی العظم و العصب و الجلد و اللحم و الشعر موجودة له «6» بالجنس. و مثال الثانی افتراق الإنسان و السلحفاة فی أن للسلحفاة صدفا یحیط بها «7» و لیس للإنسان. و کذلک للسمک فلوس، و للقنفذ شوک، و لیسا لأشیاء کثیرة «8».
و أما التباین فی حال العضو، فإما أن یکون من باب الکم، و إما أن یکون من باب الکیف، و إما أن یکون من باب الوضع، و إما أن یکون من باب الفعل، و إما أن یکون من باب الانفعال.
أما الذی من باب الکم، فإما أن یتعلق بالعظم، مثل کون عین البوم کبیرة، و عین العقاب «9» صغیرة، أو یتعلق بالعدد، مثل ما أن أرجل ضرب من العناکب ستة، و أرجل ضرب آخر ثمانیة أو عشرة.
______________________________
(1) الکائن: ساقطة من م.
(2) و هو الذی: و هی التی ط، م.
(3) مثال: و مثال ط.
(4) و إن: فإن م
(5) التی: الذی ب، د.
(6) له: ساقطة من د، سا، م.
(7) بها: به د، سا، ط، م.
(8) و لیسا لأشیاء کثیرة: ساقطة من م.
(9) العقاب: الغراب ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 3
و الذی «1» من باب الکیف فکاختلافهما «2» فی اللون، أو فی الشکل و الصلابة و اللین.
و أما الاختلاف فی الوضع فمثل «3» اختلاف وضع ثدی الفیل و الفرس «4»، فإن ثدی الفیل عند قرب الصدر، و ثدی الفرس عند السرة. و أما الاختلاف فی الفعل، فمثل کون أذن الفیل صالحة «5» للذب، مع کونها «6» آلة للسمع، و لیس کذلک للإنسان «7»؛ و کون أنفه آلة للقبض دون أنف غیره. و أما الاختلاف فی الانفعال، فمثل کون عین الخشّاف «8» سریعة التحیر «9» فی الضوء، و کون «10» عین الخطاف بالضد.
و أجزاء بدن الحیوان إما رطبة، و إما یابسة. و من الرطبة الدم و الشحم و الثرب «11» و المخ و المنی و باقی الأخلاط و الفضول. و من الیابسة العصب و الجلد و العرق و الشعر و العظم و الغضروف و الظلف و القرن، و ما یجری مجراه، فضرب من الاختلاف الحیوانی فی الأعضاء.
و قد یختلف الحیوان من جهة المأوی؛ فبعضها مائیة، و بعضها یبسیة بریة. و المائیة علی أضرب: منها ما مکانه و غذاؤه و تنفسه «12» مائی، فله «13» بدل التنفس «14» النسیمی تنشق مائی، فهو یقبل الماء إلی باطنه «15» ثم یرده، و لا یعیش «16» إذا فارقه. و منه ما مکانه و غذاؤه مائی، لکنه مع ذلک یتنفس من الهواء فقط، و سواء کان معدنه فی الماء فلا یبرز، أو کان له أن یبرز و یفارق الماء مثل السلحفاة المائیة. و منه ما مکانه و غذاؤه مائی، و لیس یتنفس و لا یستنشق، مثل أصناف من الصدف و الحلازین التی لا تظهر للهواء و لا تستدخل الماء إلی باطنها إلا علی سبیل استنفاذ «17» الغذاء لا علی سبیل التنفس. و سبیل التنفس أن یستنشقه ثم یرده لیروح الحار الباطن، و لیدفع الفضول الحارة، التی إذا احتبست
______________________________
(1) و الذی: و أما الذی سا
(2) فکاختلافهما: کاختلافهما م.
(3) فمثل: مثل ب، ط، م
(4) وضع ثدی الفیل و الفرس: ثدی الفیل و الفرس فی الوضع ب.
(5) صالحة: صالحا ب، د، سا، ط، م
(6) کونها: کونه د، سا، ط، م
(7) للإنسان:
فی الإنسان د، سا، ط، م.
(8) الخشاف: الخفاش ط، م.
(9) التحیر: التحفز سا
(10) و کون: و کان ط.
(11) و الثرب: و السرب ط.
(12) و تنفسه: و نفسه ب، د، سا، م
(13) فله: و له ب
(14) التنفس: النفس ب.
(15) باطنه: بطنه ب
(16) و لا یعیش: فلا یعیش م.
(17) استنفاذ: استنقاذ ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 4
فی الحار الغریزی فسد لها «1» الحار الغریزی. فإنما «2» یکون الحیوان مائیا، لأن مکانه الطبیعی ماء، و لیس یکون مائیا لأنه لا یغتذی «3» إلا من الماء فقط، و لا یتنفس إلا من الماء فقط.
کما أن الحیوان البری لیس یکون بریا إلا لأن مکانه الطبیعی بر، و لیس لأنه لا یغتذی من الماء و ما فیه. و معلوم أن الحیوان الذی لا یستنشق إلا من الماء فلیس مکانه الطبیعی إلا الماء، و لا غذاؤه إلا فی الماء؛ و أن الحیوان الذی لا یغتذی «4» إلا فی الماء، فإن مکانه الطبیعی الماء؛ و لا ینعکس. و الحیوانات المائیة أیضا «5» تختلف، فبعضها مأواها الذی تنسب «6» إلیه میاه الأنهار الجاریة؛ و بعضها مأواها میاه البطائح، مثل الضفادع؛ و بعضها مأواها ماء «7» البحر.
و الحیوان البری «8» منه ما یتنفس من طریق واحد کالفم و الخیشوم، و منه ما لا یتنفس کذلک، بل علی نحو آخر من مسامه مثل المخرزات، کالزنبور و النحل. و من الحیوانات «9» ما تکون مائیة ثم تستحیل بریة، مثل حیوان یسمی بالیونانیة ما دام مائیا أسیداس «10» و هو یعیش فی الأنهار، ثم أنه تستحیل صورته و یصیر أسطوس و یبرز إلی البر.
و الحیوانات المائیة منها لجیة، و منها شطیة، و منها طینیة، و منها صخریة. و الحیوانات المائیة منها ذات ملاصق تلزمها کأصناف من الأصداف، و منها متبریة الأجساد مثل السمک و الضفادع. و اللاصقة منها ما لا یزال یلتصق «11» و لا یبرح ملصقا «12» مثل أصناف من الصدف، و الإسفنج؛ و منه ما یلصق ثم یتبرأ «13»، و یبین الملصق لطلب الغذاء، إذ لا یکون غذاؤه الکافی ما یؤدیه إلیه الماء، أو یتصل به. و من الذی یتبرأ «14» ما یبرز و یرعی، مثل حیوان یسمی بالیونانیة ماوالیقی «15». و الحیوان المائی المتنقل فی الماء منه ما یعتمد
______________________________
(1) لها: بها م
(2) فإنما: و إنما د، سا، ط، م.
(3) لا یغتذی: لا یتغذی طا.
(4) لا یغتذی: لا یتغذی ط.
(5) أیضا: ساقطة من ط.
(6) تنسب: تنبث سا.
(7) ماء: ساقطة من ب.
(8) البری: البحری سا.
(9) الحیوانات: الحیوان م.
(10) أسیداس: أونیداس ب؛ أو سداس بخ؛ أسداس د، س؛ أو سداس م.
(11) یلتصق: یلصق د، ط، م؛ ساقطة من سا.
(12) ملصقا: ملتصقا ط.
(13) یتبرأ: یبرأ م.
(14) یتبرأ: ساقطة من سا.
(15) ما والیقی: والیقی ب، د؛ فاکیقی سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 5
فی «1» غوصه علی رأسه، و فی السباحة علی أجنحته، کالسمک؛ و منه ما یعتمد فی السباحة علی أرجله، کالضفدع؛ و منه ما یمشی فی قعر الماء، کالسرطان؛ و منه ما یرجف «2»، مثل ضرب من السمک لا جناح له، و کالدود «3». و أما الحیوان البری و کل طائر منه ذو «4» جناح فإنه یمشی برجلیه. و من جملة ذلک ما مشیه صعب علیه، کالخطاف الکبیر «5» الأسود، و الخفاش «6».
و أقول: قد رأیت طائرا یشبه الباشق، أضعف و أصغر منه، إذا وقع علی الأرض وقع منبسط الجناحین غیر مستقل، کأنه لا رجل له، و یمشی بتکلف. و ذکر فی التعلیم الأول صنفا من الخطاف یسمی «7» دریانیس، لا یظهر إلا بعد المطر فی آخر الصیف، و هو قلیل جدا. و أما الذی جناحه جلد أو غشاء، فقد یکون منه ما لا رجل له، کضرب من الحیات بالحبشة یطیر.
و الطیر «8» یختلف، فبعضها یتعایش معا کالکرکی، و بعضها یؤثر التفرد کالعقاب، و جمیع الجوارح التی تتنازع علی الطعم لاحتیاجها إلی الاحتیال لتصید «9»، و مناقشتها «10» فیه.
و منها «11» ما یتعایش زوجا، یکونان «12» معا کالقطا؛ و منها ما ینفرد تارة و یجتمع أخری.
و الحیوانات المنفردة قد تکون مدنیة، و قد تکون بریة صرفة «13»، و قد تکون بستانیة و قرویة. و الإنسان من بین الحیوان هو الذی لا یمکنه أن یعیش وحده؛ فإن أسباب حیاته و معیشته تلتئم بالمشارکة المدنیة. و النحل و النمل و بعض الغرانیق، تشارک الإنسان فی ذلک.
لکن النحل و الکرکی یطیع رئیسا واحدا، و النمل له اجتماع و لا رئیس له. و قد یختلف الحیوان من جهة الطعم.
______________________________
(1) فی: علی م.
(2) ما یرجف: ما یزحق د؛ ما یزحف ط، م.
(3) و کالدود: کالدود ط.
(4) ذو. ذی ط.
(5) الکبیر: و الطیر ب، م
(6) و الخفاش: و الخشاف ب، د، سا.
(7) یسمی: و یسمی ب، ط، م.
(8) و الطیر: الطیر ط.
(9) لتصید و مناقشتها: لتصید مناقشتها ط
(10) و مناقشتها: [انتقش الشی‌ء اختاره لنفسه (اللسان)].
(11) و منها ما (الأولی): و ما م
(12) یکونان: یکون ب، د، سا.
(13) صرفة: ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 6
و نقول: إن الطیر منه آکل لحم و منه لا قط حب، و منه آکل عشب. و قد یکون لبعض الطیر طعم معین کما للنحل، فإن غذاءه زهری؛ و العنکبوت فإن غذاءه الذباب؛ و قد یکون «1» بعضه متقن الطعم.
و الحیوان «2» قد یختلف بأن منه أوابد، و منه قواطع. و من الحیوان ما له مأوی معلوم، و منه ما مأواه کیف اتفق إلا أن یلد، فیقیم للحضانة. و اللواتی لها مأوی فبعضها مأواه شق، و بعضها مأواه حفر، و بعضها مأواه قلة رابیة، و بعضها مأواه وجه الأرض.
و أیضا من الحیوان ما یتمحل قوته لیلا کالضبع و البوم، و منه ما یتمحل قوته نهارا کالبازی، و بعضه فی الوقتین کالهرة. و من الحیوان ما هو إنسی «3» بالطبع کالإنسان، و ما هو إنسی «4» بالمولد کالهرة و العرس، و منه ما هو إنسی بالقسر کالفهد، و منه ما لا یأنس کالنمر. و المستأنس بالقسر منه ما یسرع استئناسه و یبقی مستأنسا کالفیل، و منه ما یبطئ کالأسد، و یشبه أن یکون من کل نوع صنف إنسی «5»، و صنف وحشی حتی من الناس.
و أیضا فإن الحیوان منه ما هو مصوت؛ و منه ما لا صوت له، و کل مصوت فإنه یصیر عند الاغتلام و حرکة شهوة الجماع أشد تصویتا إلا الإنسان. و أیضا بعض الحیوان شبق «6» یسفد «7» فی کل وقت کالدیک، و منه عفیف له وقت معین یهیج فیه. و من ذلک ما یکون عند الهیج قلیل الجماع أیضا مثل الحیوان المسمی قراقر «8» سلدون، و أیضا فإن «9» من الحیوان ما یکون مستعدا للهراش «10» دائما إما مع جنسه، و إما مع کل جنس؛ و منه وقور زمّیت.
و الحیوان «11» قد یختلف بالأخلاق، کما تختلف سائر الأشیاء. فبعض الحیوانات «12»
______________________________
(1) و قد یکون: و یکون ب، د، م.
(2) الحیوان: الحیوانات د.
(3) إنسی: آنس ب.
(4) إنسی (الأولی و الثانیة): آنس ب.
(5) إنسی: آنس ب.
(6) شبق: یشبق م
(7) یسفد فی کل: یسفد کل د، سا، ط؛ أن یسفد کل م.
(8) قراقرسلدون: موانوسدوث ب؛ فرافوسدون م
(9) فأن:
ساقطة من م.
(10) للهراش: للهرایس م.
(11) و الحیوان: فإن الحیوان د، سا؛ فالحیوان ط؛ و إن الحیوان م
(12) الحیوانات: الحیوان م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 7
هادئ الطبع «1»، قلیل الغضب و الخرق «2»، مثل البقرة؛ و بعضها شدید الجهل حاد الغضب، کالخنزیر البری؛ و بعضها حلیم و جزوع «3»، مثل البعیر؛ و بعضها «4» ردئ الحرکات مغتال، کالحیة؛ و بعضها «5» جری‌ء قوی شهم، و مع ذلک کبیر النفس کریم کالأسد؛ و منه قوی مغتال وحشی، کالذئب؛ و بعضه محتال ما کر «6» ردی‌ء الحرکات، کالثعلب؛ و بعضه «7» غضوب شدید الغضب سفیه إلا أنه ملق متودد، کالکلب؛ و بعضه شدید الکیس مستأنس، کالفیل و القرد؛ و بعضه یرجع إلی حیاء و حفاظ، کالأوز؛ و بعضه حسود منافر مباه بحماله، کالطاوس. و من الحیوان ما هو شدید الحفظ، مثل الجمل و الحمار، و أما تذکر المنسی فللإنسان وحده.
لما کان کل حیوان رطب الجوهر، و کان فیه جوهر حار یحلل «8» رطوبته، و یحیط به أیضا هواء محلل، احتاج ضرورة إلی الغذاء و هو بدل ما یتحلل، و احتاج لذلک إلی أعضاء للتغذی. و لما کان الغذاء لا یستحیل کله، بل یفضل لا محالة عنه فضل، انقسم أعضاء الغذاء إلی مؤد و إلی قابل و إلی دافع. و الحیوانات «9» کلها تشترک فی هذه الأعضاء، فإن تباینت تباینت «10» بإحدی الوجوه المذکورة. و المقبول منه یابس، و هو الغذاء بالحقیقة، لأنه یستحیل إلی أن یکون بدل ما یتحلل؛ و منه رطب. و لیس کل رطب غذاء، بل ما فیه مزاج «11» ما مع الیبس. و أما الماء وحده فلا یستحیل إلی هیئة مزاجیة، بل الحاجة إلیه لترقیق الغذاء و تنفیذه، و لیکون أیضا جزءا من الشی‌ء المستحیل غذاء لانفس المستحیل غذاء. و الرطب و الیابس یجتمعان فی قابل واحد، و إلا لم یختلطا. و أما مدافعهما فربما کانت واحدة کما فی الطیر، و ربما کانا «12» اثنین کما فی الناس و ذوات الأربع، فإن لها أمعاء، و لها مثانة. و کل «13» ما له مثانة لدفع فضلة الرطب، فله معی «14» لدفع الفضل الیابس، و لا ینعکس «15». و لما کان بعض الحیوان إنما یبقی نوعه بالتناسل، احتاج ضرورة إلی آلة
______________________________
(1) الطبع: بالطبع ب
(2) و الخرق: و الخوف د، سا.
(3) و جزوع: جزوع ط
(4) و بعضها: و بعضه ب، د، سا، م.
(5) و بعضها: و بعضه ب، د، م.
(6) ماکر: مکر ب؛ متکرم
(7) و بعضه: و بعضها م.
(8) یحلل: یتحلل ط.
(9) و الحیوانات: و أن الحیوانات م.
(10) تباینت تباینت: تبایفت ط.
(11) مزاج: مزج ط.
(12) کانا: کانت د، سا.
(13) و کل: فکل ط
(14) معی: معاء ط.
(15) و لا ینعکس: و لیس ینعکس د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 8
یدفع بها «1» الزرع إلی آلة من آخر تقبل الزرع؛ فیکون فی أعضاء نوعه زارق للزرع و مستودع للزرع فیه «2» یتکون الولد «3»، إما رحم و إما کالرحم، مثل ما للطیر. و لکل حیوان عضو خلق لحفظ «4» رطوبته الأصلیة و تولدها، کانت الرطوبة دما فیما له دم، أو شیئا مکان الدم فیما لیس له دم. و جمیع الحیوان فإن قواه الطبیعیة و قوة اللمس من بین الإحساس تتم بعضو بسیط کما فی الإنسان للمس لحم أو عصب، و فی غیره شی‌ء آخر. و أما سائر أفعال الحس و الحرکة، فتتم بالأعضاء الآلیة دون عضو بسیط.
و الحیوان «5» منه ما تناسله بأن تلد أنثاه حیوانا؛ و بعضه ما تناسله بأن تلد أنثاه دودا، کالنحل و العنکبوت فإنها تلد دودا، ثم إن أعضاءه تستکمل بعد؛ و منه ما تناسله بأن تبیض أنثاه بیضا. کل عظیم من الحیوان البحری کالدّلفین و السّلاسی، و کل ما له شعر أو شوک، فإنه کالشعر و إن کان وقایة و سلاحا أیضا کما للشیهم «6»، فإنه یلد حیوانا مثله. و منه ما یبیض فی بطنه ثم یصیر «7» ذلک دودا، مثل البحری المعروف بسلاسی، و ربما کان بیضا ثم صار «8» قبل أن یباض «9» حیوانا، کأکثر الأفاعی. و ما کان من البیض یحیط به قشر صلب ففی باطنه لونان: بیاض ومح، مثل بیض الطیر. و ما کان لین الجلد ففی باطنه لون واحد، مثل بیض سلاسی ما دام بیضا.
و أیضا من الحیوان ماله رجل، و منه ما لیس له رجل؛ و من الحیوان ذی الرجل ما له رجلان فقط، و منه ما له أربعة أرجل، و منه ما له أرجل کثیرة مثل العنکبوت و الحیوان المعروف بأربعة و أربعین الذی یسمی دخّال الأذن «10». و عدد أرجل جمیع «11» الحیوانات زوج لیتعادل الحمل و الثقل.
و کذلک من السمک ما له أجنحة، و منه ما لیس له أجنحة، مثل نوع من السمک
______________________________
(1) بها: بهذا ط.
(2) فیه:+ ما د، سا، ط، م
(3) الولد: ساقطة من م.
(4) لحفظ: لیحفظ د.
(5) و الحیوان: الحیوان ب، د، سا، م.
(6) للشیهم: للشهیم ط.
(7) یصیر:+ بعد ب، م.
(8) صار: صلب د
(9) یباض: یبیض د، ط؛ یبیض یباض م.
(10) الأذن: الآذان د، ط
(11) جمیع الحیوانات: الحیوان کلها م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 9
المعروف بسلاسی، الذی یکون عریض الذنب، و یسمی بساطونیس «1»، و یعتمد فی سباحته علی أقطار جلده المستعرض. و لبعض الضفادع أیضا أجنحة، و هو الضفدع البحری «2» الذی «3» لا یستدق مؤخره «4»، و هو الجنس الذی ربما أوی إلی الأشجار. و أما السمک ذو الجناح فمنه ما له أربعة أجنحة موضوعة علی جنبیه، و منه ما له جناحان إلی بطنه و جناحان إلی ظهره. و من السمک ما له مع الأجنحة أرجل، فیستعین بها مع الأجنحة کالمعروف بما لاقیا؛ فإن لم یکن له «5» أرجل استعان بالذنب و هو «6» جملة السمک الجاسئ الجلد. و أما التمساح فیسبح بذنبه و أرجله. و کل «7» حیوان محزز «8» فلا جلد له، و کل طائر جناحه ذو ریش فهو ذو دم. و أما ما جناحه جلد أو صفاق فقد یکون له دم کالخفاش، و قد لا یکون له دم، مثل النحل «9».
و الحیوان «10» الذی له جناح صفاقی و لا دم له، فمنه ما له جناحان، و منه ماله أربعة أجنحة، و منه ما له إبرة یلسع بها؛ و ما کان «11» له منها جناحان فصغیر؛ و منه «12» ما یلسع بخرطومه کالبعوض و کالذباب «13». و ربما کان الجناح الصفاقی فی غلاف کما للجعلان «14» و لیس لشی‌ء منها حمة. و الحیوانات العدیمة الدم أصغر من ذوات الدم، ما خلا أصنافا من الحیوان البحری قلیلة، و منها السمک الذی یسمی ما لاقیا، فإنه یکون عظیم الجثة جدا إذا کانت فی المأوی الحار «15»، و فی اللجة دون الشط، و دون المکان البارد. و جمیع الحیوان الذی له دم و هو متنقل، فیستعین لا بأقل من أربعة أعضاء، رجلین «16» و یدین، أو رجلین و جناحین، أو أربعة أجنحة کالسمک «17». و الجنس من الجرجس «18» الذی یقال إن نشوءه «19» و موته فی یوم واحد، یتحرک «20» بجناحین و أربعة أرجل. و للسرطان ثمانیة أرجل.
______________________________
(1) بساطونیس: بساطونس ط.
(2) البحری: البری سا
(3) الذی: ساقطة من ط.
(4) مؤخره: بمؤخره ط.
(5) له: ساقطة من ط
(6) و هو: هو م.
(7) و کل (الأولی و الثانیة): کل ط
(8) محزز: محرز ب، د، سا، م.
(9) مثل النحل: کالنحل ط.
(10) الحیوان: فی الحیوان د.
(11) و ما کان: و أما ما کان د، سا
(12) و منه: و منها د، ط.
(13) و کالذباب: و الذباب سا، م
(14) للجعلان: فی الجعلان ط.
(15) الحار: الحارة ط.
(16) رجلین: برجلین د، سا، ط، م.
(17) کالسمک: للسمک د، سا، م
(18) الجرجس: (البق و قیل البعوض ...
و کره بعضهم الجرجس و قال إنما هو القرقس [لسان العرب].).
(19) نشوءه: نشأه ط
(20) یتحرک: فتحرک ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 10

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی الأعضاء الکلیة

الأعضاء أجسام متولدة من «2» مزاج الأخلاط، کما أن «3» الأخلاط أجسام متولدة من «4» مزاج الأرکان. و الأعضاء منها ما هی مفردة، و منها ما هی مرکبة. و المفردة هی التی أی جزء محسوس أخذت منها کان مشارکا للکل فی الاسم و الحد، مثل اللحم فی أجزائه، و العظم فی أجزائه، و العصب فی أجزائه، و ما أشبه ذلک؛ و لذلک تسمی «5» متشابهة الأجزاء. و المرکبة «6» هی التی إذا أخذت منها جزءا، أی جزء کان، لم یکن مشارکا للکل لا فی الاسم و لا فی الحد مثل الوجه و الید، فإن جزء الوجه لیس بوجه، و جزء الید لیس بید. و تسمی أعضاء آلیة، لأنها هی «7» آلات النفس فی إتمام «8» الحرکات و الأفعال.
و أول الأعضاء المتشابهة الأجزاء، العظم؛ و قد خلق صلبا، لأنه أساس البدن، و دعامة الحرکات؛ ثم الغضروف و هو ألین من العظم فینعطف؛ و أصلب من سائر الأعضاء، و المنفعة فی خلقه أن یحسن به اتصال العظام «9» بالأعضاء اللینة، فلا یکون الصلب و اللین قد «10» ترکبا «11» بلا متوسط، فیتأذی اللین بالصلب، و خصوصا عند الضربة و الضغطة؛ بل یکون الترکیب مدرّجا «12»، مثل ما فی عظم الکتف، و الشراسیف «13»، فی أضلاع «14» الخلف، و الغضروف «15» الخنجری تحت القص. و أیضا لیحسن به مجاورة المفاصل المتحاکة،
______________________________
(1) فصل: فصل ب نسخة ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) أول د، سا، ط، م
(3) أن: ساقطة من ب؛+ الأجسام م.
(4) من+ أول د، سا، ط، م.
(5) و لذلک تسمی: و تسمی ب.
(6) و المرکبة: و المرکب م.
(7) هی:+ من م
(8) إتمام: تمام د، سا، ط، م.
(9) العظام: العظم ط.
(10) قد: ساقطة من د
(11) قد ترکبا: مرکبا ط.
(12) مدرجا:
متدرجا ط
(13) و الشراسیف: و مثل الشراسیف ط
(14) فی أضلاع: و أضلاع ب.
(15) و الغضروف:
و مثل الغضروف ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 11
فلا ترض «1» لصلابتها. و أیضا إذا کان بعض العضل یمتد إلی عضو غیر ذی عظم یستند إلیه و یقوی به «2»، مثل عضلات الأجفان، کأن هناک دعاما و عمادا لأوتارها. و أیضا فی مواضع أخری تمس الحاجة فیها إلی اعتماد یتأتی «3» علی شی‌ء «4» قوی لیس بغایة الصلابة، کما فی الحنجرة.
ثم العصب و هی أجسام دماغیة المنبت، أو نخاعیة المنبت، بیض لدنة، لینة «5» فی الانعطاف، صلبة فی الانفصال، خلقت لیتم بها «6» للأعضاء «7» الإحساس و الحرکة.
ثم الأوتار، و هی أجسام تنبت من أطراف العضل، شبیهة بالعصب، فتلاقی الأعضاء المتحرکة، فتارة تجذبها بانجذابها لتشنج العضلة و اجتماعها و رجوعها إلی ورائها؛ و تارة ترخیها باسترخائها لانبساط العضلة، عائدة إلی وضعها، أو زائدة فیه، علی مقدارها فی طولها، حال کونها علی وضعها المطبوع لها، علی ما نراه نحن فی بعض العضل.
و هی مؤلفة فی الأکثر من العصب النافذ فی العضلة البارز «8» منها فی الجهة الأخری.
و من الأجسام التی «9» یتلو ذکرها ذکر الأوتار «10»، و هی التی نسمیها «11» رباطات و هی أیضا عصبانیة المرأی «12» و الملمس «13» تأتی من الأعضاء «14» إلی جهة العضل فتتشظی هی و الأوتار «15» لیفا، فما ولی العضلة منها احتشی لحما، و ما فارقها إلی المفصل أو العضو المحرک اجتمع إلی ذاته و انفتل وترا. ثم الرباطات التی ذکرناها، «16» و هی أیضا أجسام شبیهة بالعصب، بعضها یسمی رباطا مطلقا، و بعضها یخص أیضا باسم العقب، فما امتد إلی العضلة لم یسم إلا رباطا،
______________________________
(1) ترض: یترض ب، د، سا، م.
(2) به: ساقطة من ب.
(3) یتأتی: ساقطة من ط.
(4) و أیضا ... شی‌ء:
و أیضا فإنه قد تمس الحاجة فی مواضع کثیرة إلی اعتماد یتأتی علی شی‌ء سا، م؛ و أیضا فإنه قد تمس الحاجة فی مواضع کثیرة إلی اعتماد علی شی‌ء د.
(5) لینة: لبنیة ط.
(6) بها: به م
(7) للأعضاء: الأعضاء م.
(8) البارز: البارزة م.
(9) التی یتلو ذکرها ذکر: ساقطة من ب، ط
(10) الأوتار و هی: ساقطة من ب، ط
(11) نسمیها: تسمی سا، طا.
(12) المرأی: ساقطة من ب
(13) و الملمس: ساقطة من ب؛+ نتلو ذکرها ذکر الأوتار ط
(14) الأعضاء: العظام ط
(15) و الأوتار: و للاوتار م.
(16) التی ذکرناها:
ساقطة من ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 12
و ما لم یمتد إلیها و لکن وصل بین طرفی عظم المفصل أو بین أعضاء أخری و أحکم شد شی‌ء إلی شی‌ء فإنه مع ما یسمی رباطا قد یخص أیضا «1» باسم العقب. و لیس لشی‌ء من الروابط حس «2» لئلا تتأذی بکثرة ما یلزمه من «3» الحرکة و الحک. و منفعة الرباط معلومة مما «4» سلف.
ثم الشریانات و هی أجسام نابتة من القلب، ممتدة، مجوفة طولا، عصبانیة، رباطیة الجوهر، لها حرکات منبسطة و منقبضة، تنفصل بسکونات، خلقت لترویح القلب، و نفض البخار الدخانی عنه، و توزیع الروح علی أعضاء البدن.
ثم الأوردة، و هی شبیهة بالشریانات، و لکنها «5» من الکبد، و ساکنة، و لتوزع الدم علی أعضاء البدن.
ثم الأغشیة و هی أجسام منتسجة من لیف عصبانی غیر محسوس «6»، رقیقة «7» الثخن مستعرضة، تغشی سطوح أجسام أخری، و تجری علیها لمنافع: منها، لتحفظ جملتها علی شکلها و هیئتها؛ و منها، لتعلقها من أعضاء أخری فتربطها «8» بها بوساطة «9» العصب، و الرباط الذی «10» یشظی إلی لیفها فانتسجت منه کالکلیة من الصلب، و منها حتی یکون للأعضاء العدیمة الحس فی جوهرها «11» سطح حساس بالذات لما تلاقیه، و حساس لما یحدث فی الجسم «12» الملفوف فیه بالعرض. و هذه الأعضاء مثل: الرئة و الکبد و الطحال و الکلیتین، فإنها لا تحس بجواهرها البتة، لکن إنما تحس الأمور المصادمة لها ما علیها من الأغشیة، و إذا «13» حدث فیها ریح أو ورم أحس. أما الریح فیحسه الغشاء بالعرض «14»، للتمدد الذی یحدث فیه. و أما الورم فیحسه مبدأ الغشاء و معلقه بالعرض، لا رجحنان العضو لثقل الورم.
______________________________
(1) یخص أیضا: یسمی ط.
(2) حس:+ و ذلک سا، م
(3) من (الثانیة): ساقطة من م.
(4) مما: فیما ب.
(5) و لکنها:+ نابتة ط.
(6) محسوس: المحسوس م
(7) رقیقة: دقیقة د، سا، م.
(8) فتربطها: و تربطها د، سا، ط، م
(9) بوساطة: بواسطة ط.
(10) الذی: التی ط.
(11) جوهرها: جواهرها د، سا، ط، م.
(12) الجسم: الحس د.
(13) و إذا: فإذا ط، م.
(14) بالعرض (الثانیة): بالعضو سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 13
ثم اللحم، و هو حشو خلل وضع هذه الأعضاء فی البدن و قوتها التی تندعم به.
و کل عضو فله فی نفسه قوة غریزیة، بها یتم له أمر «1» التغذی، و ذلک هو جذب الغذاء، و إمساکه، و تشبیهه، و إلصاقه، و دفع الفضل.
ثم بعد ذلک، فتختلف الأعضاء فبعضها له إلی هذه القوة قوة تصیر منه إلی «2» غیره، و بعضها لیس له ذلک؛ و من وجه آخر فبعضها «3» له إلی هذه القوة قوة تصیر إلیه من غیره، و بعضها لیس له «4» تلک «5». فإذا ترکبت حدث عضو قابل معط، و عضو معط غیر قابل، و عضو قابل غیر معط، و عضو لا قابل و لا معط. أما العضو «6» القابل المعطی فلم یشک فی وجوده، فإن الدماغ و الکبد أجمعوا علی «7» أن کل واحد منهما یقبل قوة الحیاة، و الحرارة الغریزیة، و الروح من القلب؛ و کل «8» واحد منهما أیضا مبدأ قوة یعطیها غیره.
أما الدماغ فمبدأ الحس عند قوم مطلقا، و عند قوم لا مطلقا. و الکبد مبدأ التغذیة عند قوم مطلقا، و عند قوم لا مطلقا. و أما العضو القابل الغیر المعطی فالشک فی وجوده أبعد، مثل اللحم القابل قوة الحس و الحیاة، و لیس هو مبدأ لقوة یعطیها غیره بوجه.
و أما القسمان الآخران فاختلف فی أحدهما الأطباء مع الجلیل «9» من الفلاسفة، فقال الأطباء:
لیس هاهنا عضو یعطی و لا یقبل، لا دماغ، و لا کبد، و لا قلب. و قال جلیل «10» الفلاسفة:
إن هذا العضو هو القلب، و هو الأصل الأول لکل قوة و هو یعطی سائر الأعضاء کلها القوی التی تغذو بها، و التی «11» تحیا «12»، و التی تدرک و تحرک، و أما الأطباء و قوم من أوائل «13» الفلاسفة فقد فرقوا هذه القوی فی الأعضاء. و قوله عند التحقیق و التدقیق أصح، و قول الأطباء فی بادی النظر أظهر. و اختلف «14» فی القسم الآخر الأطباء فیما بینهم و الفلاسفة
______________________________
(1) أمر: أمور ب.
(2) منه إلی: إلیه من سا.
(3) فبعضها: و بعضها ب.
(4) ذلک و من ... لیس له:
ساقطة من سا، ط.
(5) تلک: ذلک م.
(6) أما العضو: ساقطة من د.
(7) علی: ساقطة من ب، ط.
(8) و کل: و لکل ط، م.
(9) الجلیل: الکثیر م.
(10) جلیل: کثیر م.
(11) و التی (الأولی): ساقطة من ب
(12) تحیا: ساقطة من ب
(13) أوائل: ساقطة من ب، م.
(14) و اختلف: ثم اختلف د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 14
فیما بینهم فذهبت طائفة إلی أن العظام و اللحم الغیر الحاس «1» و ما أشبهها إنما تبقی بقوی فیها تخصها لم تأتها من مبادئ أخر، لکنها بتلک القوی إذا وصل إلیها غذاؤها کفت أنفسها، فلا هی تفید شیئا آخر قوة فیها و لا أیضا یفیدها عضو قوة أخری. و ذهبت طائفة إلی أن تلک القوی لیس تخصها، لکنها فائضة إلیها من الکبد و القلب «2» فی أول التکون «3»، ثم استقرت فیها «4». و الطبیب لیس علیه أن یتبع «5» المخرج إلی الحق من هذین الاختلافین بالبرهان، فلیس له إلیه سبیل من جهة ما هو طبیب، و لا یضره فی شی‌ء من مباحثه و أعماله «6»، و لکن یجب أن یعلم و یعتقد فی الاختلاف الأول أنه لا علیه، کان القلب «7» مبدأ فی الحس «8» و الحرکة للدماغ و القوة «9» المغذیة «10» للکبد، أو لم یکن. فإن الدماغ إما بنفسه، و إما بعد القلب، مبدأ للأفاعیل النفسانیة بالقیاس إلی سائر الأعضاء. و الکبد کذلک «11» مبدأ للقوة «12» الطبیعیة المغذیة «13»، بالقیاس إلی سائر الأعضاء «14». و یجب أن یعلم و یعتقد فی الاختلاف الثانی أنه لا علیه، کان حصول القوة الغریزیة فی مثل العظم عند أول الحصول من الکبد أو استحقه بمزاجه نفسه، أو لم یکن، و لا واحد منهما.
و لکن الآن یجب أن یعتقد أن تلک القوة لیست فائضة إلیه من الکبد، بحیث لو انسد السبیل «15» بینهما، و کان عند العظم غذاء معد، بطل فعله؛ کما للحس و الحرکة إذا انسد العصب الجائی من الدماغ، بل تلک القوة صارت غریزیة للعظم ما بقی علی مزاجه، فحینئذ تنشرح له حال القسمة، و تفترض له أعضاء رئیسة، و أعضاء خادمة للرئیسة، و أعضاء مرءوسة بلا خدمة. فالأعضاء الرئیسة هی الأعضاء التی هی مبادی القوی الأول «16» «17»
______________________________
(1) الحاس: الحاشی ب؛ الحساس ط.
(2) و القلب: أو القلب د، سا، م.
(3) التکون: الکون د، سا، ط
(4) فیها: فیه د، سا، ط، م
(5) یتبع: یتتبع د، سا.
(6) و لا یضره ...
و أعماله: ساقطة من ب.
(7) القلب: ساقطة من سا
(8) فی الحس: للحس سا
(9) و القوة:
و للقوة سا، م
(10) المغذیة: المغتذیة ب، د، سا، م.
(11) کذلک:+ هی م
(12) للقوة: القوة م؛+ للأفعال.
(13) المغذیة: المغتذیة د.
(14) و الکبد ... الأعضاء: ساقطة من سا.
(15) السبیل: سبیل م.
(16) مبادی القوی الأول: المبادی للقوی الأولی ط
(17) الأول:
الأولی د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 15
فی البدن، المضطر إلیها فی بقاء «1» الشخص أو النوع. أما بحسب بقاء الشخص، فالرئیسة ثلاثة: القلب و هو مبدأ قوة الحیاة، و الدماغ و هو مبدأ قوة الحس و الحرکة، و الکبد و هو مبدأ قوة التغذیة. و أما بحسب بقاء النوع فالرئیس هذه الثلاثة أیضا «2»، و رابع یخص النوع، و هو «3» الأنثیان اللذان یضطر إلیهما لأمر، و ینتفع بهما لأمر أیضا.
أما الاضطرار، فلأجل «4» تولید المنی الحافظ للنسل؛ و أما الانتفاع، فلأجل تمام الهیئة و المزاج الذکوری أو الأنوثی «5»، اللذین هما من العوارض اللازمة لأنواع الحیوان، لا من الأشیاء الداخلة فی نفس الحیوانیة.
و أما الأعضاء الخادمة فبعضها یخدم خدمة مهیئة، و بعضها یخدم خدمة مؤدیة. و الحیة المهیئة تسمی منفعة و الخدمة المؤدیة تسمی خدمة علی الإطلاق. و الخدمة المهیئة تتقدم فعل الرئیس، و الخدمة المؤدیة تتأخر عن فعل الرئیس. أما القلب فخادمه المهیئ هو مثل الرئة، و المؤدی مثل الشرایین. و أما الدماغ فخادمه المهیئ مثل الکبد و سائر أعضاء الغذاء فی حفظ «6» الروح و المؤدی مثل العصب. و أما الکبد فخادمه المهیئ مثل المعدة، و المؤدی مثل الأوردة.
و أما الأنثیان فخادمهما المهیئ مثل الأعضاء المولدة للمنی قبلهما «7»، و أما المؤدی ففی الرجال الإحلیل و عرق «8» بینهما «9» و بینه، و فی النساء عروق یندفع فیها «10» المنی إلی المحبل، و للنساء زیادة «11» الرحم التی «12» تتم فیه منفعة المنی.
و قال جالینوس: إن من الأعضاء ما له فعل فقط، و منها ما له منفعة فقط، و منها ما له فعل و منفعة معا؛ الأول کالقلب، و الثانی کالرئة، و الثالث کالکبد. و أقول:
إنه یجب أن «13» یعنی بالفعل ما یتم بالشی‌ء وحده من الأفعال الداخلة فی حیاة الشخص
______________________________
(1) بقاء (الثانیة): ساقطة من ط.
(2) أیضا: ساقطة من ط.
(3) و هو: و هما ط.
(4) فلأجل (الأولی):+ إفادة د، سا، ط. م.
(5) أو الأنوثی: و الأنوثی ب، د، سا؛ أو الأنثوی م.
(6) فی حفظ: و حفظ ط.
(7) قبلهما: قبله ب، د؛ قبلها م.
(8) و عرق:
و عروق د، سا، ط، م
(9) بینهما: بینها ب
(10) فیها: فیه م؛ ساقطة من د.
(11) زیادة:+ فی سا
(12) التی: الذی ب.
(13) یجب أن: ساقطة من ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 16
أو بقاء النوع، مثل ما للقلب فی «1» تولید الروح؛ و یعنی «2» بالمنفعة ما یهیئ لقبول فعل عضو آخر، حینئذ «3» یصیر الفعل تاما فی إفادة حیاة الشخص أو بقاء النوع کإعداد الرئة للهواء.
و أما الکبد فإنه یهضم أولا هضمه الثانی، و یعد للهضم الثالث و الرابع فیما «4» یهضم الهضم الأول تاما، حتی یصلح ذلک الدم لتغذیته «5» نفسه یکون قد فعل فعلا، و ربما «6» قد یفعل فعلا معینا لفعل منتظر یکون «7» قد یقع.
و نقول أیضا من رأس «8» إن من الأعضاء ما تکونه «9» «10» عن المنی و هی المتشابهة «11» الأجزاء خلا اللحم و الشحم، و منها ما تکونه عن الدم کالشحم و اللحم؛ فإن ما خلاهما یتکون عن المنیین، منی الذکر، و منی الأنثی، إلا أنها- علی قول من تحقق «12» من الحکماء «13»- تتکون «14» عن «15» منی الذکر، کما یتکون الجبن عن الإنفحة، و تتکون عن منی الأنثی کما یتکون الجبن عن اللبن. و کما أن مبدأ العقد فی الإنفحة، کذلک مبدأ عقد الصورة فی منی الذکر. و کما أن مبدأ الانعقاد فی اللبن، فکذلک مبدأ انعقاد الصورة، أعنی القوة المنفعلة هو فی منی «16» المرأة. و کما أن کل واحد من الإنفحة و اللبن جز آن من جوهر الجبن «17» الحادث منهما «18»، کذلک کل واحد من المنیین جزء من جوهر الجنین. و هذا القول یخالف قلیلا، بل کثیرا، قول جالینوس. فإنه یری فی کل واحد من المنیین قوة عاقدة و قابلة للعقد، و مع ذلک فلا یمتنع «19» أن نقول: إن العاقدة «20» فی الذکوری أقوی، و المنعقدة «21» فی الأنوثی أقوی. و أما تحقیق القول فی هذا المعنی «22»، ففی کتبنا «23» فی العلوم الأصلیة، ثم الدم الذی کان ینفصل عن المرأة فی الأقراء یصیر غذاء؛ فمنه ما یستحیل إلی مشابهة جوهر المنی و الأعضاء الکامنة منه، فیکون غذاء منمیا له، و منه ما لا یصیر غذاء لذلک. و لکن «24»
______________________________
(1) فی: من د، سا، م
(2) و یعنی: و أن یعنی م.
(3) حینئذ: فحینئذ ط.
(4) فیما: ساقطة من د.
(5) لتغذیته: لتغذیة ط؛ کتغذیته م
(6) و ربما: و بما ب، ط.
(7) یکون قد یقع: تکون قد نفعت ط.
(8) رأس: الرأس سا، م
(9) ما تکونه: ما تکون سا
(10) ما تکونه: ما یتکون سا، ط، م.
(11) المتشابهة: متشابهة ط
(12) تحقق: یتحقق سا، م
(13) علی .... الحکماء: ساقطة من ب
(14) تتکون:
و یتکون ط.
(15) عن (الأولی): من م.
(16) منی: ساقطة من م
(17) الجبن: ساقطة من م.
(18) منهما: عنهما ط.
(19) یمتنع: یمنع م
(20) العاقدة: العاقد ط
(21) و المنعقدة: و المعقدة ب.
(22) المعنی: ساقطة من ب
(23) ففی کتبنا فی العلوم الأصلیة: ففی الفصول المستقبلة ط.
(24) حتی یصلح ... و لکن: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 17
یصلح لأن ینعقد فی حشوه، و یملأ الأمکنة بین الأعضاء الأولی، فیکون لحما أو شحما؛ و منه فضل لا یصلح لأحد الأمرین، فیبقی إلی وقت النفاس، فتدفعه الطبیعة فضلا.
و إذا ولد الجنین فإن الدم الذی یولده کبده یسد مسد ذلک الدم، و یتولد عنه ما کان یتولد عن ذلک الدم، و اللحم یتولد عن متینه «1»، و یعقده الحر و الیبس؛ و أما الشحم فمن مائیته و دسمه، و یعقده البرد، و لذلک یحله الحر. و ما کان من الأعضاء متخلقا من المنیین، فإنه إذا انفصل لم ینجبر بالاتصال الحقیقی، إلا بعضه فی قلیل من الأحوال و فی سن الصبی مثل العظام و شعب صغیرة من الأوردة دون الکبیرة و دون الشرایین، و إذا انتقص منه جزء لم ینبت عوضه شی‌ء «2» کالعظم و العصب، و ما کان متخلقا من الدم فإنه ینبت بعد انثلامه، و یتصل بمثله «3» کاللحم؛ و ما کان متولدا عن دم فیه قوة المنی بعد، فما دام العهد بالمنی قریبا، فذلک العضو إذا فات أمکن أن ینبت مرة أخری، مثل السن «4» فی سن الصبی. و أما إذا استولی علی الدم مزاج آخر فإنه لا ینبت مرة أخری «5».
و نقول أیضا: إن الأعضاء الحساسة المتحرکة فقد تکون تارة مبدأ الحس و الحرکة لهما «6» جمیعا عصبة «7» واحدة، و قد یفترق تارة ذلک فیکون مبدأ کل قوة عصبة. و نقول «8»:
إن جمیع الأحشاء الملفوفة فی الغشاء منبت غشائها من أحد «9» غشاءی الصدر و البطن المستبطنین. أما ما فی الصدر کالحجاب و الأوردة و الشریانات و الرئة فمنبت أغشیتها من الغشاء المستبطن للأضلاع «10»، و أما ما فی الجوف من «11» الأعضاء و العروق فمنبت أغشیتها من الصفاق المستبطن لعضل البطن. و أیضا فإن جمیع الأعضاء اللحمیة إما لیفیة کاللحم فی العضل و إما لیس «12» فیها لیف «13» کالکبد؛ و لا شی‌ء من الحرکات إلا باللیف. أما «14» الإرادیة فبسبب لیف العضل، و أما الطبیعیة کحرکة الرحم و العروق. و المرکبة کحرکة الازدراد «15»
______________________________
(1) متینه: متنییه م.
(2) شی‌ء:+ و ذلک سا.
(3) بمثله: فی مثله ب.
(4) سن: السن ط؛ سنی م
(5) مثل .. أخری: ساقطة من سا.
(6) لهما: لها سا
(7) عصبة (الثانیة): عصبیة م
(8) نقول:+ أیضا سا، ط، م.
(9) أحد:
إحدی ب، م.
(10) للأضلاع: للأوضاع م
(11) من (الأولی):+ الصدر م.
(12) لیس: ما م؛ ساقطة من ب، سا
(13) لیف: کیف م
(14) أما: و أما م.
(15) یصلح ... کحرکة الازدراد: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 18
فبلیف مخصوص بهیئة من وضع الطول و العرض و التوریب، فللجذب اللیف المطاول «1»، و للدفع اللیف الذاهب عرضا العاصر، و للإمساک اللیف المورب. و ما کان من الأعضاء ذا طبقة واحدة مثل المثانة و الأوردة، فإن أصناف لیفه الثلاثة منتسج بعضها فی بعض، و ما کان ذا طبقتین «2» فاللیف الذاهب عرضا یکون فی طبقته «3» الخارجة، و الآخران فی طبقته «4» الداخلة، إلا أن الذاهب طولا أمیل إلی سطحه الباطن، و إنما خلق کذلک لئلا یکون لیف الجذب و الدفع معا، بل لیف الجذب و الإمساک هما أولی بأن یکونا معا إلا فی الأمعاء فإن حاجتها إلی الإمساک لم تکن شدیدة، بل إلی الجذب و الدفع.
و نقول أیضا: إن الأعضاء العصبانیة المحیطة بأجسام غریبة عن جوهرها، منها ما هی ذات طبقة واحدة «5»، و منها ما هی «6» ذات طبقتین. و إنما خلق ما خلق منها ذات «7» طبقتین لمنافع:
أحدها مس الحاجة إلی شدة الاحتیاط فی وثاقة جسمیتها، لئلا ینشق بسبب قوة حرکة «8» ما فیها، کالشرایین.
و الثانی «9» مس الحاجة إلی شدة الاحتیاط فی أمر الجسم المخزون فیها، لئلا یتحلل و یخرج «10». أما استشعار التحلل فبسبب سخافتها، إن کانت ذات طبقة واحدة؛ و أما استشعار الخروج، فبسبب إجابتها إلی الانشقاق لذلک أیضا. و هذا الجسم المخزون هو «11» مثل الروح و الدم المخزونین فی الشرایین «12»، اللذین یجب أن یحتاط فی صونهما «13» و یخاف ضیاعهما. أما الروح فبالتحلل، و أما الدم فبالشق، و فی ذلک خطر «14» عظیم.
و الثالث «15» أنه إذا کان عضو یحتاج إلی أن یکون کل واحد من الدفع و الجذب فیه بحرکة قویة، أفرد له آلة بلا اختلاط، و ذلک کالمعدة و الأمعاء.
______________________________
(1) المطاول: المتطاول ط.
(2) طبقتین: طبقین ط
(3) طبقته (الأولی): طبقه ط
(4) طبقته (الثانیة): طبقه ط.
(5) واحدة: ساقطة من م
(6) فبلیف ... و منها ما هی: ساقطة من د.
(7) ذات (الثانیة):
ساقطة من ب.
(8) حرکة ما: حرکته بماد، سا، م.
(9) و الثانی: و الثانیة م.
(10) و یخرج: أو یخرج ط.
(11) و هذا الجسم المخزون هو: ساقطة من ب.
(12) الشرایین: الشریان ط
(13) صونهما:
صورتهما م.
(14) خطر: ساقطة من د.
(15) و الثالث: و الثالثة م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 19
و الرابع «1» أنه «2» إذا أرید أن تکون کل طبقة من «3» طبقات «4» العضو لفعل یخصه، و کان الفعلان یحدث أحدهما عن مزاج مخالف للآخر، کان التفریق بینهما أصوب، مثل «5» المعدة، فإنه إذا أرید «6» «7» أن یکون «8» لها «9» الحس، و ذلک «10» إنما یکون بعضو عصبانی، و أن یکون لها الهضم و ذلک إنما یکون بعضو لحمانی «11»، و أفرد «12» لکل واحد من الأمرین طبقة، طبقة عصبیة «13» للحس، و طبقة لحمیة للهضم، و جعلت الطبقة الباطنة عصبیة، و جعلت الخارجة «14» لحمانیة.
لأن الهاضم یجوز أن یصل إلی المهضوم بالقوة، دون الملاقاة؛ و الحاس لا یجوز أن لا یلاقی «15» المحسوس، أعنی فی حس اللمس.
و أقول أیضا: إن الأعضاء منها ما هی قریبة المزاج من الدم، فلا یحتاج الدم فی تغذیتها إلی أن ینصرف فی استحالات کثیرة، مثل اللحم. فلذلک لم یجعل فیه تجاویف و بطون «16» یقیم فیها الغذاء الواصل مدة، ثم یغتذی به اللحم؛ و لکن الغذاء، کما یلاقیه، یستحیل إلیه. و منها ما هی بعیدة المزاج عنه، فیحتاج الدم فی أن یستحیل إلیه، إلی أن یستحیل أو لا استحالات مدرجة إلی مشاکلة جوهره کالعظم. فلذلک جعل له فی الحلقة إما تجویف واحد یحوی غذاءه مدة یستحیل فی مثلها إلی مجانسته، مثل عظم الساق و الساعد؛ أو تجاویف متفرقة «17»، مثل عظم الفک الأسفل. و ما کان من الأعضاء هکذا، فانه یحتاج أن یمتاز من الغذاء، فوق الحاجة فی الوقت لیحیله إلی مجانسته شیئا بعد شی‌ء. و الأعضاء القویة تدفع فضولها إلی جاراتها الضعیفة، کدفع القلب إلی الإبطین، و الدماغ إلی ما خلف «18» الأذنین، و الکبد إلی الأربیتین.
______________________________
(1) و الرابع: و الرابعة م
(2) انه: ساقطة من ب، ط م
(3) من: ساقطة من ب
(4) طبقات العضو: ساقطة من ب.
(5) مثل:+ أسفل ط.
(6) إذا أرید: ساقطة من سا
(7) أرید:
+ فیها د، سا، ط، م
(8) أن یکون ... یکون (الثانیة): الحس فتکون ذلک ط
(9) لها: فیها د
(10) و ذلک إنما یکون: و یکون ذلک د، سا.
(11) و أن یکون ... لحمانی: و الهضم و یکون بعضو لحمانی د؛ و الهضم و یکون ذلک بعضو لحمانی سا، ط.
(12) و أفرد: فأفرد د، سا، ط، م
(13) عصبیة: عصبانیة ط.
(14) و جعلت الخارجة: و الخارجة د، سا، ط.
(15) لا یلاقی: یلاقی ب، سا.
(16) و بطون:
أو بطون ط.
(17) متفرقة:+ فیه د، م.
(18) ما خلف: خلف ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 20

الفصل الثالث (ج) فصل «1» فی تعدید الأعضاء الآلیة و مواضعها

فلنشرع «2» فی ذکر أعضاء الحیوان، و لنبدأ بالآلیة، و لنبدأ بالظاهرة منها «3»، و منها بالرأس. فنقول: إن الرأس من الإنسان و ما یجری مجراه یشتمل علی جملة بسائطها القحف و ما یغشیه «4» و ما فیه من الدماغ و حجبه، و القحف یغشیه جلدة و لحم و بشرة «5» ینبت علیها الشعر، و هو مؤلف من عظام کثیرة علی ما سنشرحه عند کلامنا فی الأسباب.
و قد ذکر فی التعلیم الأول من «6» مصادفة إنسان لم یکن لرأسه شئون بوجه، و إنما قحفه واحد. و تحت الرأس من قدام الإنسان وجهه، و أعلی وجهه جبینه، و هو ما بین رأسه و عینیه.
و یدل عظم جبینه علی البله، و عرضه علی قلة العقل، و صغره علی لطف الحرکة، و استدارته علی الغضب. و الحاجبان خلقا مظلة للعین «7»، یحبسان ما ینحدر إلیها «8»، و یزینان الوجه، و إذا اتصلا علی استقامة خطیة دلا علی تخیث «9» و استرخاء، و إذا «10» تزججا منحدرین إلی طرف الأنف دلا علی لطف و ذکاء، و إذا تزججا نحو الصدغین دلا علی طبیعة طنز «11» و استهزاء، و أما الدماغ فسنؤخر «12» الکلام فیه.
______________________________
(1) فصل؛ فصل ج ب؛ الفصل الثالث د، ط.
(2) فلنشرع: لنشرع د؛ نشرع سا
(3) منها (الأولی): ساقطة من سا.
(4) یغشیه (الأولی و الثانیة): یغشاه سا، م
(5) و بشرة: و قشرة ب، م.
(6) من: ساقطة من ط.
(7) للعین: العین ب
(8) إلیها:
إلیهما سا.
(9) تخیث: تخییث ب، سا، م؛ (التخیث، عظم البطن و استرخاؤه «اللسان»)
(10) و إذا: فإذا م.
(11) طنز: «الطنز، السخریة (اللسان)»
(12) فسنؤخر: فنؤخر ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 21
و العینان أدل الأعضاء علی الشمائل، کما أنهما «1» أدل الأعضاء علی انفعالات النفس عند الغضب و الفرح و الغم، و غیر ذلک؛ و أجزاؤها الجفنان و المقلة «2». و المقلة مرکبة من حدقة، و بیاض یسمی ملتحمة، و یحدها من الجانبین الموقان، و إذا کانت من ناحیة الموق صغیرة الزاویة دلت «3» علی سوء دخلة «4» و خبث شمائل «5»، و إذا کان ذلک الموضع کثیر اللحم کما یعرض لأعین الحدأة دل علی خبث و فجور، و إذا وقع الحاجب علی العین دل علی حسد، و العین المتوسطة فی حجمها «6» دلیل علی فطنة و حسن خلق و مروءة، و الناتئة تدل فی کل شی‌ء علی اختلاط عقل، و الغائرة علی حدة «7» فی جمیع الحیوان، و التی «8» یطول تحدیقها مفتوحة و لا تطرف تدل علی قحة مضروبة فی حمق، و التی تکون کبیرة الطرف تدل علی خفة و قلة ثبات و طیش، و إذا کانت علی الاعتدال فی الحالین دلت علی حسن حال.
و أما «9» تشریح العین فسنؤخر الکلام فیه إلی حین ما نتکلم فی الأسباب. و قد دل الاستقراء علی أن کل حیوان بحری فله عینان فی الطبع. إلا بعض الحیوان البحری الخزفی الجلد. و کل حیوان یلد حیوانا فله عینان، إلا الخلد، و یشبه أن یکون له عینان، لکنهما «10» مغشیتان بجلد رقیق لضعفهما، و ذلک «11» یظهر عند التشریح، و إنما یدرکان الأظلال دون الألوان «12» و الأشکال.
و من الأجزاء الظاهرة فی الرأس «13» الأذنان، و هی للسمع فقط، و أجزاؤه الغضروف المتشنج «14» فی الإنسان، و الشحمة، و الثقبة الملولبة. و قد عرض المحارة «15» بینها «16» بالهیئة التی لها لیظهر طنین الصوت، و اجتماع الهواء الحامل للصوت فی غضونه و لو لب ثقبه، لتکون
______________________________
(1) أنهما: أنها د، سا، ط، م.
(2) و المقلة: ساقطة من ط.
(3) دلت: دل د، ط، م
(4) دخلة: دخلته م
(5) شمائل: شمائله ط، م.
(6) حجمها: فطنها م.
(7) حدة: ضده ب
(8) و التی: و الذی د، سا، ط.
(9) و أما: فأما ط.
(10) لکنهما: ساقطة من ب
(11) و ذلک: و کذلک د، سا، م؛ و لذلک ط.
(12) الألوان: اللون ب.
(13) فی الرأس: ساقطة من سا.
(14) المتشنج: المشنج د؛ المجو فشنج سا
(15) المحارة: المحاورة م
(16) بینها: بینهما د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 22
المسافة القصیرة المدی طویلة، فلا یکون داخل الأذن و حیث یجاور الدماغ معرضا لوصول البرد و الحر إلیه من الثقب بسهولة. و الزوج الحساس «1» من العصب الذی یأتیه، و سنذکره، صلب لأنه معرض لمصاکة الهواء بالفرش علی السطح الباطن من الصماخ، لأنه یحتاج أن یلقی الهواء المتموج لقاء مماسة و مصادمة. و ذلک العصب یبرز إلیه من ثقب سنذکره فی موضعه.
و للأذن منفذ خفی أیضا إلی الحنک. و کل حیوان ذی أذن فهو یحرک أذنه خلا الإنسان، إلا أفراد منهم ربما حرکوها حرکة ضعیفة. و جمیع الحیوان له أذن، إلا الطیر فله ثقب فقط «2» و إلا المفلّس الجلدة، و أصناف من حیوان الماء. «3» و کل ما یلد حیوانا فله أذن. خلا الدلفین و الأفعی. و توسط الشعر علی الأذن یدل علی جودة السمع.
و الآذان الکبار المنتصبة تدل علی حمق و هذیان کثیر.
و أما الأنف فإنه آلة الاستنشاق «4»، و التنفس، و العطاس الذی یکون من استعانة الدماغ فی دفع فضل «5» أو ریح فیه بهواء تستنشقه الرئة و یفضل منه للدماغ «6» فیدفعه دفعة و یدفع معه ما یؤذیه. و الفم و إن أعان علی التنفس فهو کدخیل فی العمل. و إنما التنفس بالأنف، فإن جمیع الحیوان تتنفس مضمومة الأفواه. أقول: قد «7» رأینا فرسا فتح البیطار فاه بآلة سدت منخریه فلم یشعر به إلا و قد مات فی الوقت. و أما تشریح الأنف فسنذکره حیث نذکر الأسباب. و الأنف یقوم للفیل مقام الید، فبه یلتقم، و به ینقل الماء إلی فمه «8» مل‌ء منخریه «9» ثم نفخا «10» إیاه فی حلقه. و یلاصق الأنف الوجنتان و هما عظمان متخلخلان، و فکان «11» یتحرک من کل حیوان أسفلهما، إلا التمساح. و أما تشریح الوجنة و الأسنان
______________________________
(1) الحساس: الحاس ط.
(2) فقط: ساقطة من م
(3) حیوان الماء: الحیوان المائی م.
(4) الاستنشاق: للاستنشاق د، سا، ط، م.
(5) فضل: الفضول ب
(6) للدماغ: الدماغ ب.
(7) قد: و قد د، سا، ط، م.
(8) فمه: فیه ط.
(9) منخریه: منخره م
(10) نفخا: یفجأ ط.
(11) و فکان: و کان ب؛ و کان الذی م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 23
و الفکین، فسنذکره «1» حیث نذکر الأسباب، و کذلک العنق و الکتف و الأضلاع و الفقار، و کذلک أیضا تشریح اللسان و الحنجرة و عضلهما، و کذلک تشریح الثدیین و الصدر، و تحت الصدر البطن، و تحت البطن العانة و الورکان، و نؤخر الکلام فیها إلی موضعه، و للنساء فرج، و للذکران قضیب، و کذلک نؤخر الکلام فی تشریحهما.
و بین الأعضاء الکبری من الأعضاء الظاهرة مفاصل، فاللهازم «2» و القذال و اللبة مفاصل «3» بین الرأس و بین ما تحته، و الإبطان للیدین مع التنور، و الأربیة للرجلین «4» مع التنور، و الأعضاء الظاهرة المتیامنة تشبه المتیاسرة تشابه مشارکة فی النوع. و من الأعضاء التی فی طرفی فوق و أسفل، فالیدان و الرجلان بینهما بعض الشبه «5» من غیر مشارکة فی النوع.
و أما الأعضاء الموضوعة خلف و قدام «6» فالشبه «7» فیها قلیل جدا؛ و کذلک الباطنة. و سنذکر تشریح ذلک کله مع عظام الیدین و الرجلین حیث نذکر الأسباب.
و لننتقل الآن إلی ذکر الأعضاء الباطنة، و نبدأ من فوق و من الدماغ. قال:
إن کل حیوان ذی دم «8» فله دماغ، و من البحریات، فإن لمالاقیا «9» دماغا؛ و الإنسان أعظم الحیوان بحسب بدنه دماغا. و نقول: إن ذلک لحاجته إلی آلة الروح «10» النفسانی المفکر «11» التی لیست «12» لسائر الحیوانات. و أما تشریح الدماغ فسنؤخر الکلام فیه إلی حین نذکر الأسباب.
و تحت الدماغ من الأعضاء الباطنة المری‌ء، و قصبة الرئة. أما المری‌ء فیؤدی الغذاء إلی المعدة، و أما قصبة الرئة فتؤدی النسیم إلی الرئة و القلب، و رأسها «13» الحنجرة، و هو بإزاء المنحر، و سنؤخر الکلام فی تشریحه إلی وقته. و أما الرئة فإنها مؤلفة
______________________________
(1) فسنذکره: و سنذکره ط.
(2) فاللهازم: فاللهاة ب
(3) فاللهازم .. مفاصل: ساقطة من م.
(4) للرجلین: لرجلین ط.
(5) الشبه: التشبیه ط.
(6) و قدام: و القدام ط
(7) فالشبه: فالتشبه ط.
(8) دم: ساقطة من سا
(9) فإن لما لاقیا: فلما لاقیاء سا.
(10) الروح: للروح د، ط
(11) المفکر: المرکز م.
(12) التی لیست: التی لیس ب، د؛ الذی لیس سا؛ الذی ط.
(13) و رأسها:
و رأسه م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 24
من أجزاء: أحدها شعب القصبة، و الثانی «1» شعب الشریان «2» الوریدی، و الثالث «3» شعب الورید الشریانی؛ و هما عرقان نابتان من القلب؛ و سنصف حال الرئة بعد. و هذه الشعب یجمعها لا محالة لحم رخو متخلخل کثیر المنافذ إلی البیاض ما هو فیما تم خلقه من الحیوان.
و هی «4» ذو قسمین: أحدهما إلی الیمین، و الآخر إلی الیسار. و القسم الأیسر ذو شعبتین، و الأیمن ذو ثلاث شعب. و سنشرح الحال فی تشریح الرئة و المری‌ء و منفعتهما فی ذکر الأسباب. و کذلک الکبد و المرارة و المثانة و الرحم و الأمعاء، فسنؤخر «5» الکلام فی تشریحها إلی حیث نذکر الأسباب «6».
______________________________
(1) و الثانی: و الثانیة د، سا، ط، م
(2) الشریان: الرأس م
(3) و الثالث:
و الثالثة د، سا، ط.
(4) و هی: و هو د، سا، ط، م.
(5) فسنؤخر: و سنؤخر سا؛ فنؤخر ط.
(6) الأسباب: تمت المقالة الأولی من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د؛+ تمت المقالة الأولی من الفن الثامن من جملة الطبیعیات و الحمد للّه کثیرا ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 25

المقالة الثانیة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات «1» «2»

الفصل الأول (ا) فصل «3» فی استئناف ذکر اختلاف الحیوان من جهة الأعضاء الظاهرة

جمیع الحیوان الذی له أربعة «4»، فله رأس و عنق. و عنق الأسد کعظم واحد لا یستبین فیه الخرز، و باطن جوفه کباطن جوف الکلب. و من الحیوان ما هو «5» مشقوق الرجل «6» فیستعملها کالأصابع، مثل الإنسان و الطیر. و کف الفیل تنقسم إلی خمسة أقسام انقسام خف البعیر إلی قسمین، لکنها «7» لیست ذات أصابع. و خرطومه کالید له فیما «8» یشرب و یأکل، و فیما «9» یتناول و یناول «10» سائسه؛ و به یتنفس. و هو یتنفس «11» فی عمق الماء مشیلا خرطومه إلی فوق حیث یمکنه أن یتنفس. و خرطومه غضروفی.
و لیس فی الحیوان أعسر یسر «12» إلا الإنسان، و لا «13» لشی‌ء من الحیوان صدر عریض إلا الإنسان «14»، و لا ثدیان علی الصدر إلا له «15». و للفیل ثدیان یقربان من الصدر، و لیسا علیه.
و کل حیوان فإن رجلیه «16» إما أن تنثنی من خلفه، و إما إلی ما بین یدیه، خلا الإنسان
______________________________
(1) من ... الطبیعیات: ساقطة من ب؛ منه تشتمل علی فصلین ط؛ من الفن الثامن من الطبیعیات م
(2) الطبیعیات:+ فیها فصلان د (ثم تذکر هذه النسخة عنوانی الفصلین)؛+ فصلان سا.
(3) فصل: فصل ب؛ الفصل الأول د، ط.
(4) أربعة:+ أرجل د، سا، ط.
(5) ما هو: ما له هو م
(6) الرجل: الرجلین ب.
(7) لکنها: لکن سا؛ لکنهما م
(8) فیما:
فما م.
(9) و فیما: و بها ط
(10) و یناول: و یتناول ط
(11) یتنفس (الثانیة): یسیر ب، سا.
(12) یسر: یسرا د؛ ساقطة من سا
(13) و لا: و لیس م.
(14) الإنسان: للإنسان ط
(15) له:
الإنسان م.
(16) رجلیه: رجله ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 26
فإنه یثنی «1» رجلیه «2» إلی ما بین یدیه، و یدیه إلی ما یلی جانبیه. و الفیل یثنی رجلیه «3» قریبا من الإنسان، و یثنی یدیه کسائر ذوات الأربع. فإن «4» ذوات الأربع تثنی أیدیها «5» و أرجلها بالخلاف، إلا أن تکون مما یبیض کالضب و العظایة «6» فتثنی إلی ما بین یدیها موربا «7» إلی خارج. و لیس فی الحیوان ما یثنی الیدین و الرجلین إلی خلف.
و أما قوقی من الحیوان المائی فإن أطرافه مصرورة، و یدیه «8» کالمعلقتین «9» من الکتفین، و هو ذو خمس أصابع کل واحدة منها «10» ذو ثلاثة مفاصل و ظفر لیس بکبیر. و انتناء یدیه کرجلیه، و کأنما رجله ذنب سمک «11». و من الحیوان ما یقدم عند المشی أی شق «12» اتفق، و منه ما یقدم الیمین دائما کالأسد و البخت و النجائب. و کل ذی أربع أرجل فهو ذو ذنب. و ذنب قوقی کذنب الأیل، و هی «13» کثیرة الشعر و مقدمها «14» أشعر من مؤخرها «15».
و الإنسان له شعر علی مواضع لیس علیها لکثیر من ذوات الأربع شعر، کالمغابن و العانة و الشفر، و ربما کان علی الشفر الأسفل لغیره شعر. و أما الخنزیر و الکلب و الدب «16» فأزب البدن کله، و قد یغلب الزبب لبعضها فی العنق کالفرس لناصیته و کتفه. و ربما کان علی أطراف کتفیه مثل الحیوان الذی یسمی فرس أیل، و یظن أنه البقر ذوات النواصی التی «17» تکون ببلاد الترک و تسمی «18» عشغا «19»، و ینسج من شعورها ببلادنا مناخل، و لیس لإناثها قرون، و عظمها «20» کعظم الأیل. قال «21» المعلم «22»: و یکون «23» فی بلاد تسمی أراخوطاس، حیث بین بقرها الوحشی و الإنسی ما بین خنزیرها الوحشی و الإنسی، و هی حور قویة «24» البصر منقلبة القرون إلی خلف. و أما فرس أیل فقرنه علی قدر قرن الظباء «25»؛ و الجمال
______________________________
(1) یثنی: ینثنی ط
(2) رجلیه: رجله ب، د؛ ساقطة من سا
(3) رجلیه: رجله م.
(4) فإن: و إن ب
(5) أیدیها و أرجلها: یدیها و رجلیها ب.
(6) و العظایة: و العضایة سا
(7) موربا: مؤدیا ب.
(8) و یدیه: و أیدیه ب، ط، م
(9) کالمعلقتین: کالمعلقة ب.
(10) واحدة منها: إصبع د، سا، ط؛ ساقطة من م.
(11) سمک:
سمکة ب
(12) شق: شی‌ء ب، م.
(13) و هی: و هو سا، ط
(14) و مقدمها:
و مقدمه ط
(15) مؤخرها: مؤخره ط.
(16) و الدب: و الذئب م.
(17) التی: الذی د، سا، م
(18) و تسمی: یسمی ب، م
(19) عشغا: عشغیا بخ؛ غشافاد، ط؛ غشغار سا؛ غشغا م.
(20) و عظمها: و عظمه ب، د، سا، م
(21) قال: ساقطة من سا
(22) المعلم: ساقطة من ب، د، سا، م
(23) و یکون: و هو یکون م. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 26 الفصل الأول(ا) فصل فی استئناف ذکر اختلاف الحیوان من جهة الأعضاء الظاهرة ..... ص : 25
(24) حور قویة: حور قیة م.
(25) الظباء: ظباء ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 27
لها عضو خاص و هو السنام فی وسط ظهره، و ربما کان للجمل سنامان، و للناقة أربعة أطباء، و کعبه ککعب الثور و هو صغیر بالقیاس إلیه؛ و کذلک کعب الفیل، و خفه شقان بینهما جلد کما للأوز، و قدمه لحیم کما للدب، و لذلک ینعل کی لا یخفی، و فکه «1» الأعلی ذو ناب، و لا ثنایا و لا رباعیات علیه. و لا حیوان ألحم ساقین و قدمین من الإنسان. و من مشقوق الرجلین ما هو ذو ظفر و خف کالإنسان و الجمال «2»، و منه ما هو ذو ظلف کالغنم و البقر، و کذلک الخنازیر، إلا خنازیر فی بلدان خاصة منها اللوریا و منها ناوینا «3» لها حوافر. و لا تختلف الید و الرجل فی کونهما «4» ذات حوافر و ذات خف.
و أکثر ما له قرنان هو ذو ظلف لم یظهر غیره، و أما ما له قرن واحد کالحمار الهندی و أظنه الکرکدن فله حافر و قرنه فی وسط رأسه، و أما الحیوان المسمی أرقص «5» فله قرن واحد و ظلف. و کل ذی قرن «6» فی جوهره فهو ذو أربع إلا ما کان القرن طارئا علیه، علی سبیل الاستحالة، مثل الحیات التی زعم أهل مصر أنها ببلدة شباس «7». و کل قرن مجوف إلا قرن الأیل.
و أقول: و الأقرن «8» حیوان یکون ببلاد الترک، إنه فیما سمعت یشبه البقر فی شی‌ء، و الجمال فی شی‌ء، و قرنه کبیر جدا ذو عرض و طول و زوایا، ینبت «9» عنها غصون منقلبة کل واحد فی نفسه، مثل قرن، و مساحة وسطه قد تکون أکثر من ذراع فی ذراع، بل أظنه قد یکون مثل و نصف ذلک و أکبر، إلا أن أکثر شکله مثلث أو معین، و هو موجود فی بلادنا ینقل إلیها من بلاد الغز، و یطرح کالکرسی. و قد رأیته أول ما رأیته بکورة من کور بخاری یقال لها القریة الحدیثة، تلی بلاد الغز. و کل ذی قرن فیلزمه قرنه إلا الأیل فإنه یلقیه عند إنشابه. و لا أعرف حال الحیوان الذی ذکرته فی ذلک،
______________________________
(1) و فکه: و فکها م.
(2) و الجمال و الجمل ط.
(3) ناوینا: ماوینا م
(4) کونهما ذات حوافر و ذات خف: کونه ذا حافر و ذا خف ب، د، سا، ط، م.
(5) أرقص: أرفص د؛ أرفض سا، م.
(6) القرن: قرنه ط.
(7) شباس: سیناس د، سا، ط، م.
(8) و الأقرن: الأقرن سا.
(9) ینبت: و ینبت ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 28
و لا یبعد أن یجری مجری الأیل فی ذلک، لعظم قرنه، و یمکن أن یتعرف ذلک من الغزیة.
و مکان الأثداء قد یکون إما علی الصدر أو قریبا منه، کما للفیل؛ و إما بین «1» الرجلین، و إما علی البطن کما للجوارح من السباع. و للفیل الذکر ثدی کما للإنسان، و ذکورة ذوات الحوافر «2» لا ثدی لها، إلا ما یشبه أمهاتها منها، و ینزع إلیها کما یعرض مرارا فی الخیل.
و من الحیوان ما غلاف ذکره بارز، و منه ما هو باطن، کما «3» للدلفین. و وضع ذکر الفیل کوضع ذکر الفرس، لکن ذکر الفیل صغیر بالقیاس إلی جثته، و هو أدق إذا انتشر من خرطومه، و لیس له طول، و أنثیاه مستبطنتان «4» عند کلیتیه «5»، و لذلک ما هو سریع السفاد.
جمیع إناث الحیوان تبول إلی خلف، و کذلک ذکورة الأسد و الجمال أیضا و ذکر «6» الإنسان و کثیر من ذوات الأربع لحمی غضروفی مع عصبیة «7». و ذکر الجمال عصبی صرف، و کذلک ذکر الأیل، و ذکر الذئب و الثعلب إلی العظمیة ما هو، و ذکر ابن عرس کأنه عظم صرف.
أعالی الإنسان فی ابتداء النشو أعظم من أسفله، ثم یعظم ما تحت ورکیه و یستقل، ثم تنحنی أعالیه إذا أخذ نحو الذبول. و أما جمیع ما له ناصیة، فإنه کلما کبر دقت أسافله و عظمت أعالیه.
من الحیوان ما له أسنان فی الفکین، و منه ما أسنانه فی الفک الأسفل، و کذلک کل ذی «8» قرن. و یشبه أن تکون مادة سنة تذهب فی قرنه. و لبعض الحیوان نابان، کما للخنازیر. و جوارح السباع مختلفة الأسنان منفرجتها لتنشب فی اللحم. و أما البقر
______________________________
(1) بین: علی ب، م؛ إلی د، سا.
(2) الحوافر: الحافر ط.
(3) کما:+ هو د، سا، ط، م.
(4) مستبطنتان: مستبطنان سا
(5) کلیتیه: کلیته ب، د، ط.
(6) و ذکر: ذکر د، سا
(7) عصبیة: عصبیته د، ط.
(8) ذی:
ماله ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 29
و ما یجری مجراه «1» فأسنانه متلاصقة، کأنها «2» عظم واحد، و ذلک لتقطع الکلأ. و لا یجتمع ناب و قرن «3». و جمیع أسنان قوقی حادة متراکبة. و لیس لشی‌ء مما سلف ذکره صفا أسنان.
و قد ذکر أنطساس «4» فی بعض کتبه أن فی أرض الهند سبعا یسمی بالیونانیة «5» باریطس، لأسنانه صفوف ثلاثة فی کل فک، و هو أزب البدن، و أطرافه و عظمه کما للأسد، و وجهه قریب من وجه الإنسان، و هو شدید الحمرة کأنه زنجفری، و ذنبه کذنب العقرب البری ذو إبرة، و صوته کمزمار، و هو شدید الجری یأکل الناس. أقول:
إن هذا الحیوان إن کان موجودا فلیس بالببر، و لا المعروف بالرخ، و إن شاکل الرخ فی بعض الصفات، فإن الببر فی صورة أسد کبیر أزب، ملمع بصفرة و خطوط سود، و الرخ فإنه کما أظن أصفر الشعر، و لیس فی الحیوان شی‌ء یلقی الأضراس. و أما الکلاب فقد تلقی النابین، و الکلب المسن أقلح الأسنان أسودها «6»، و القارح من الخیل أبیض الأسنان، و هو بالعکس من الکلب، و الظبی لا یسقط السن. و کثرة السن و قوته تدل علی طول العمر. و للناس سن الحلم و هی «7» النواجذ، تنبت بعد العشرین، و تظهر لولد الفیل، کما توضع أسنانه الصغار، و تتأخر أسنانه الکبیرة إلی أن ینمو.
و لسان «8» الفیل صغیر جدا بالقیاس إلیه، و مستبطن، قلیلا ما یدلعه «9»، فلا یظهر إلا قلیلا.
و ما کان من الحیوان حاد الأسنان یرکب بعضها بعضا، فهو مشقوق الشفة، کالجوارح.
و الفرس النهری الذی یکون بمصر، فله ناصیة کناصیة الفرس و ظلف و کعب «10»، و ذنبه کذنب خنزیر، و له «11» صهیل الفرس، و عظمه بقدر حمار، و هو غلیظ الجلد «12» بحیث یقطع منه سیاط، و جوفه کجوف «13» الفرس و الحمار.
و أما القرد فإنه مشترک الهیئة، یمیل إلی صورة الناس و صورة السباع؛ و الکلبیة
______________________________
(1) مجراه: مجراها م
(2) کأنها: کانه ب، ط.
(3) قرن: قرون ب.
(4) أنطساس:
أنطیناس سا، ط.
(5) بالیونانیة: ساقطة من ب.
(6) أسودها: أسود ب، ط، م.
(7) و هی: و هو ط.
(8) و لسان: لسان ط.
(9) ما یدلعه: ساقطة من ط.
(10) و کعب: و کعبه ب.
(11) و له: فله ط
(12) الجلد: الجلدة ط.
(13) کجوف: جوف د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 30
منها و التی لها أذناب فهی زعرة الأخلاق، و أسنانها کأسنان الکلاب، و القرود زب المقادیم إلا الوجوه، و أضراسها کأضراس الناس، و لأشفارها هدب. و ثدی القردة «1» فی صدرها، و رجلاها و یداها کیدی الإنسان و رجلیه، و تستعمل أیدیها فی القبض و الدفع، و لیس لها سرة ناتئة، بل غائرة، و ما فوق سرتها أکبر مما تحتها؛ و کذلک ذوات الأربع نسبة ما فوق سرتها إلی ما تحتها قریب من نسبة الخمسة إلی الثلاثة.
و ربما مشت القرود برجلین، إذ لها فی رجلیها کالکعب، فتعتمد اعتماد الناس، و لیس لها ورکا ذوات الأربع و لا ذنبها، إلا ذنب «2» کأنه علامة. و فرج «3» إناثها کفرج النساء، و ذکر ذکرانها «4» کما للکلب، و أحشاؤها کأحشاء الناس.
و کل ماله أربع «5» أرجل و یبیض و له دم، فله رأس و عنق و ظهر و صدر و ذنب، و هو مشقوق الأطراف إلی أصابع، و له لسان، إلا التمساح فلسانه سمکی، إذ لیس للسمک لسان، بل عضو یشبهه صغیر مقبوض غیر منبسط. و بعض السمک أیضا لا یظهر له «6» ذلک القدر. و لیس للحیوانات التی نحن فی ذکرها أذنان، بل ثقبان، فهی خلّة «7»، و لا لها أیضا ثدیان، و لا فرج بارز، و هی حادة الأسنان. و عین التمساح کعین الخنزیر، و له أنیاب و أظافیر قویة، و جلد صلب ملتصق «8» بلحمه لا یبین إلا بصعوبة، و یضعف بصره فی الماء، و یحتد «9» جدا فی البر. یأوی أکثر نهاره إلی البر، و أکثر لیله إلی الماء لأنه أدفأ له فی اللیل «10» من الهواء.
قال «11»: و أما الحیوان المعروف بخامالاون «12»، و أظن «13» أنه الحرباء الکبیر، فإنه یشبه سام أبرص، و أضلاعه إلی الطول، کما للسمک، و وسط «14» صلبه نات کما للسمک.
______________________________
(1) القردة: الفتیة ب، سا؛ القرد ط؛ للفتیة م.
(2) إلا ذنب: ذنبا م
(3) و فرج: و فروج ب.
(4) ذکرانها: ذکرها د، سا، ط.
(5) أربع: ساقطة من م.
(6) له: لها ب.
(7) خلة: [الخلة الثقبة الصغیرة، و قیل: هی الثقبة ما کانت (اللسان)].
(8) ملتصق: ساقطة من د.
(9) و یحتد: و یحد ط.
(10) فی اللیل: ساقطة من م.
(11) قال: ساقطة من م.
(12) بخامالاون: بحلمالاون د؛ بحلماولان سا؛ بالحلمالاون ط؛ بحیلهالاون م
(13) و أظن: و أظنه ط.
(14) و وسط ... للسمک: ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 31
و کأن وجهه وجه الحیوان الذی یقال له قرد خنزیر، و ذنبه طویل جدا دقیق الطرف جدا یلتوی کالسیر. و کل رجل منه مشقوقة إلی مثل إبهام الإنسان و سائر الأصابع، و علیها «1» مخالیب عقف، و یشبه الجراذین «2». و عینه عظیمة دائرة «3» کیف شاء. و یعرض للونه أن یتغیر تارة إلی سواد ما، و ذلک إذا فعل کالاقشعرار، یعنی إذا ازبأرّ «4» و انتفش «5»؛ و تارة یظهر علیه تبقیع و تنمیر؛ و یتغیر أیضا لون عینیه. و هو بطی‌ء الحرکة، و یستحیل لونه عند الموت إلی النیلیة، و لا لحم علی جسده إلا بالقرب من عینیه و علی ذنبه.
و له فی أصل ذنبه دم، و کذلک حول قلبه و دماغه کأنه بین عینیه. و إذا «6» سلخ ذلک الموضع ظهر کحلقة «7» نحاس دقیق له بصیص، و إذا قطع عاش بعده طویلا یحرک أضلاعه إلی الإضمار و إلی الانتفاخ. و لا طحال له ظاهر «8». و مأواه شقوق الصخور.
أعظم الطیر فخذا و صدرا ما له مخلب معقف. و أصابع الطیر منها ما هو متصل بغشاء لیجود به السباحة. و الإصبع المتأخرة للطیر هی مکان العقب للإنسان، و البومة فلها «9» إصبعان متقدمان، و إصبعان متأخران. و أکثر الطیر و ما جلده مفلّس کسام أبرص یغمض عینیه «10» لا من جفنه الأعلی، و بعضه و هو الکبیر منه یغمض عینیه بجلد متصل بالجفن الأسفل کصفاق، و منه ما یغمض من الجفن الأعلی. و من الطیر ما یبسط رجلیه إلی خلف إذا طار، و منه ما یقبضهما «11» إلی بطنه. و ألسنة بعضها مستطیلة مستدقة، و ألسنة بعضها مستعرضة، کما للببغاء و جمیع ما یحاکی کلام الناس. و من بعض الحیوان ما لا مخلب له معقف، بل إصبع زائدة علی ساقه. و لبعض الطیر قنزعة إما من ریش و إما من جلد لحمی «12» کعرف «13» الدیک.
______________________________
(1) و علیها: علیها م
(2) الجراذین: الخرادین د، ط
(3) دائرة: غائرة د، ط، م.
(4) ازبأر: [ازبأرّ الرجل: اقشعر. و ازبأرّ الشعر: انتفش (اللسان)].
(5) و انتفش:
و انتعش طا.
(6) و إذا: فإذا ط.
(7) کحلقة: لحلقة م.
(8) ظاهر: ظاهرة د، سا، ط.
(9) فلها: و لها م.
(10) عینیه (الأولی): ساقطة من ب، د، سا، م.
(11) ما یقبضهما: ما یقبضها ب.
(12) لحمی: یحمی م.
(13) کعرف: کغفرعة د؛ کعفریة سا، م؛ کقنزعة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 32
و جمیع «1» السمک ذو رأس و أذناب متصلة، و لا عنق له، و لا ذکر له «2»، و لا أنثیین لا داخلتین و لا بارزتین و لا ثدیین، و لا منکح. و للدلفین ثدیان، لأنه یلد حیوانا و لکنها «3» قریبة الشبه من المفاصل، و لا حلمتان لثدییه، بل نقرتان کافتتان. و للسمک أذنان منهما «4» یمج الماء. و لبعض السمک أربعة أجنحة فی الطول، مثل الأنکلیس و المار ما هی و ما أشبهه، و لبعضها جناحان عند الأذنین. و من السمک المستطیل ما لا جناح له و لا آذان؛ و لبعض آذان السمک غطاء خزفی أو صدفی أو عظمی، فتمیل آذانها إلی رأسها. و ما لا غطاء له کسلاسی العریض الجسد، فأذنه تمیل إلی ظهره.
و المستطیل الجسد فأذنه تمیل إلی أسفل. و الضفدع خشن الأذن شوکی و علی أذنه صفاق «5» یبرز عند النقیق. و من السمک ما له فی کل شق أذن واحدة، و منه ما له آذان کثیرة متراکبة «6» فی کل شق؛ و ربما کانت فی کل جانب أذن مفردة و معها «7» آذان أخری «8» و ربما کانت أربع مفردة غیر مضاعفة بالترکیب. و للسمکة المسماة أقسقیاس ثمانی آذان مضاعفة؛ و لیس لشی‌ء من السمک شعر، کما هو لما یلد من ذوات الأربع؛ و لا تفلیس قشری، کما للبیاض من ذوات الأربع؛ و لا ریش، کما هو للطائر. و أما فلوس السمک القشریة فزوائد علی جلدها. و من السمک ما هو خشن الجلد، و من السمک ما علی لسانه أسنان فهو شاک «9» اللسان، و إن کانت مقبوضة الألسنة إلی باطن، مربوطة بالحنک. و لا أنف لبعض السمک، بل منخران، و لا أشفار؛ و لجمیعها دم. و من السمک ما یلد حیوانا، و هی التی لا قشور لها مفلسة، کسلاسی؛ بل «10» جمیع ما لا قشور علیه من بنات الماء، إلا الضفدع.
و أما الحیات فمنها بریة، و منها مائیة. و البحریة تشبه البریة، إلا فی رءوسها، فإن رءوسها خشنة صلبة جدا، و مأواها الشواطئ و ما یقرب قعره دون اللجج.
______________________________
(1) و جمیع: جمیع ب، د، سا، ط
(2) له (الثانیة): ساقطة من د، سا، ط، م.
(3) و لکنها قریبة: و لکنه قریب م.
(4) منهما: منها ب، م.
(5) صفاق: صفاقی ب، م.
(6) متراکبة: متراکمة طا.
(7) و معها: و معه د، سا، م
(8) أخری: کثیرة م.
(9) شاک: شوکی د؛ شایک سا؛ شوک ط.
(10) بل: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 33
و فی البحر أیضا الحیوان المسمی بأربعة و أربعین، و فی صورته، لکنه أصغر من البری و لا یأوی اللجج، بل المواضع القریبة من القعر الصخریة.
و فی البحر سمکة تسمی مامعة السفن لها خاصیة ممانعة للسفن «1» و صدها «2» عن السیر و لا تؤکل، بل «3» ربما استعملها بعض الناس فی التبغیض و التحبیب. و أجنحتها تشبه الأرجل، فلذلک یغلط فی أمرها، فیظن أن لها أرجلا «4».
فهذا حال اختلاف الحیوان من جهة الأعضاء «5» الظاهرة.
______________________________
(1) للسفن: للسفینة د، سا؛ السفینة ط
(2) و صدها: و صد ب، سا، م؛ و صد م د.
(3) بل: ساقطة من م.
(4) أرجلا: رجلا ط، م.
(5) الأعضاء: أعضائها م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 34

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی اختلاف الحیوان من جهة الأعضاء الباطنة

و أما حال «2» اختلاف الحیوان من جهة الأعضاء الباطنة، فنقول: کل حیوان شحیم ذی ثرب فدماغه دسم، و ما لا شحم له فلا دسومة لدماغه، و کل متنفس فله رئة، و بالعکس. و جمیع الحیوان الذی له دم فله حجاب و قلب، و لکنه فی الصغیر خفی، و ینشأ بعد. و قد یکون فی قلب الجمل و البقر عظم. و لا رئة للسمک، فإنه لا یتنفس فی الهواء و إنما یتنفس فی الماء «3» من طریق الأذنین. و لکل «4» حیوان ذی دم کبد، و لیس لبعضها طحال، و لکثیر من البیاض طحال، و التی للجوارح منها صغیر. و الطائر «5» الذی یشبه رأسه رأس العنز لا طحال له. و لبعض الحیوان مرارة و لیس «6» لبعضها مرارة مثل الأیل، فإن «7» معاه مرّ جدا، کأنه مفرغة للمرارة «8»، و لذلک لا یأکلها الکلاب، ما لم تضطر جوعا، و کذلک الفرس و البغل. و قال: بعض الخنازیر و بعض الأیایل «9»، فلها فی آذانها مرارة «10»، علی ما زعم بعضهم؛ و هناک رطوبة تشبه رطوبة الطحال. قال «11»:
و تحت لسان کل حیوان و فی عمقه «12» إلی أول خرزات رأسه دودة حیة. و یجب أن ننظر إلی أن هذا کیف وقع فی النقل
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) حال: ساقطة من ب.
(3) فی الماء:
بالماء ب، ط؛ فی الماء بالماء د، سا
(4) و لکل:+ أذنین م.
(5) و الطائر: و للطائر م.
(6) و لیس لبعضها مرارة: ساقطة من م.
(7) فإن: فإنه ب
(8) للمرارة: للمرار ب، د، سا، م.
(9) الأیایل: الأیاییل سا، ط.
(10) مرارة: مرار م
(11) قال: و قال ط.
(12) عمقه: عنقه ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 35
و الدلفین من حیوان البحر فله رئة «1»، مع أنه یتنفس فی الماء. و أما سائر السمک و ذوات «2» الأربع و البیّاض، فله مرارة قلیلة أو کثیرة. و لبعض السمک مجری یمتد من الکبد إلی «3» المعی، کالسمک المسمی أمیاس «4». و الحمام مرارته فی معاه، و کذلک الدراج و الخطاف و العصافیر. و کل ذی أربع یلد «5» فله کلیتان؛ و أما البیّاض منه فلا کلیة «6» له و لا مثانة؛ و کذلک الطیر و السمک لا کلیة لهما «7»؛ و للعظایة البحریة کلیتان، کما للبقر، کأنها مرکبة من کلی کثیرة. و الطرف الحاد من قلب السمک هو إلی الرأس، لأن ذلک الموضع أضیق مما یلی البطن، و هو مربوط إلی ملتقی الأذنین یمنة و یسرة.
و هناک مجار من الأذن إلی القلب للتنفس فی الماء، و تکبر فی الکبار، حتی أن تلک المجاری فی بعضها تشبه «8» قصب الرئة. و لیس لسائر «9» السمک فم معدة، بل معدتها مربوطة بالرأس، حتی أنها تنقلب و تخرج «10» من أفواه کثیر «11» من عظام أصناف السمک؛ و لبعضها کالأنکلیس و العقروس معد صغار. و أکباد السمک علی الیمین، و ربما ظنا «12» کبدین، کما «13» یظن برئة الطائر أنها «14» رئتان لشدة الافتراق. و أما الطحال فهو دائما فی الیسار إلا ما أخرجه التشریح فی نادر من الحیوان، ینسب حاله إلی العجب.
کل حیوان له قرن و لا سن له فی فکه الأعلی، فإنه یجتر، و له کرش واحد عظیم خشن صلب، و ثلاثة بطون أخری صغار من فوق إلی تحت مضاعفة الحجب و الصفاقات، و آخرها مطاول، و ما قبله مستعرض، و طرفه متصل بالمعاء، من أعظم الثلاثة، و الآخران متساویان، و داخله مشبّک أملس. و السبب فی کثرة بطونه تدریج هضمه، فإنه إنما یغتذی بالیابس، و مع ذلک فلا یمضغه جیدا، فیحتاج أن یمضغه مرة ثم یطبخه أخری «15»، ثم یعاود إجادة مضغه و هو الاجترار، و لذلک «16» معاء هذا الصنف أعظم من معاء ما لا یجتر،
______________________________
(1) رئة: مرة د، م.
(2) و ذوات: ذوات م.
(3) إلی: و إلی م
(4) أمیاس: أحیاس د؛ أسیساس ط.
(5) یلد: ساقطة من م
(6) فلا کلیة: لا کلیة ب، د، سا، ط.
(7) لهما: له ط.
(8) تشبه: شبه ط
(9) لسائر: لعامة ب، د، ط، م،
(10) و تخرج:
ساقطة من م
(11) کثیر: کثیرة ب، ط، م.
(12) ظنا: ظننا ط.
(13) کما: کما قد د، سا، ط؛ قد م
(14) أنها: أنه ب، د، ط.
(15) أخری: ساقطة من د، سا، ط، م.
(16) و لذلک: و کذلک د، ط، م؛ و لهذا سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 36
و معاء الفیل کثیر التشبک «1» و الالتفاف، حتی یظن أن بطنه کبطن المجتر. و هذا المعی له «2» کالمعدة و لیس بعده إلا معی الدفع. و کبده أربعة أضعاف کبد الثور، و طحاله صغیر بالنسبة إلی بدنه، و یشبه أن یکون ذلک، لأن بدنه مفتقر إلی الخلط السوداوی یغتذی به، فإنه مجانس لجوهره.
و أما «3» ماله أربع أرجل و یمتص فمعدته واحدة. و کذلک «4» الحیات فی «5» معدها «6» استطالة ما و أرحامها مستطیلة ضیقة مشقوقة باثنین، و قصبة رئتها طویلة جدا، و ألسنتها رقیقة «7» مشقوقة باثنین «8» طویلة تخرج إلی مسافة بعیدة، و ذلک من خواص الحیات. و لسان قوقی أیضا «9» مشقوق بنصفین «10». و معدة الحیة کمعاء واسع، و قلبه قریب من حلقه مستطیل صغیر کأنه کلیة، یخیل إلیک أن جزءه الحاد لیس قبالة الصدر ثم تکون بعده الرئة، ثم تکون الکبد و هی مستطیلة أیضا؛ و طحاله «11» صغیر «12» «13» مستطیل «14»، مثل طحال سام أبرص. و مرارتها کمرارة السمک، و هی فی کبارها علی الکبد، و فی صغارها علی المعی. و لها ثلاثون ضلعا. و قد زعم بعضهم أنه یعرض لها ما یعرض للخطاف أن عینه إذا غرزت بإبرة «15» عادت إلی الصحة. و أما أذنابها و أذناب سوام «16» أبرص، فتنبت بعد القطع. و باقی بطن الحیة کباقی «17» بطن السمک.
و لکثیر من السمک و الطیر شعب تتشعب من معاها، و التی «18» للطیر فإلی أسفل و قلیلة العدد، و التی للسمک فبالضد، و من السمک ما لا شعب لأمعائه. و لکثیر من الطیر حوصلة لهضم الشی‌ء الصلب تستدق من طرفیها «19»: الذی إلی «20» الفم، و الذی إلی المعدة «21» و تتسع من وسطها.
______________________________
(1) التشبک: التشبیک د، سا
(2) له:+ هو م.
(3) و أما: فأما م
(4) و کذلک:
و لذلک ب
(5) فی: و فی د، سا، ط، م
(6) معدها: معدتها ط.
(7) رقیقة: دقیقة ط.
(8) و قصة .... باثنین: ساقطة من د، سا، م.
(9) ایضا:
ساقطة من ب.
(10) بنصفین: نصفین سا.
(11) و طحاله: و طحالها د، سا، ط
(12) تکون بعده ... صغیر: ساقطة من م.
(13) صغیر: صغیرة ط
(14) مستطیل: مستطیلة ط.
(15) بإبرة:
فأبرت م.
(16) سوام: سام سا.
(17) بطن الحیة کباقی: ساقطة من د.
(18) و التی:
فالتی: ط.
(19) طرفیها: طرفها د، سا، م
(20) إلی: عند ب، ط.
(21) المعدة: الفم ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 37
و معدة الطیر إلی اللحمیة ما هی، و یحیط بها غشاء صلب قوی. و من الطیر ماله بدل الحوصلة فم المعدة واسعا عظیما «1» مثل الشقراق «2» و الغربان و الغدفان و الدرّاج فله «3» حوصلة و فم «4» معدة أیضا، لکن عرض فم معدته هو إلی ما یلی معدته. و کذلک البومة و الأوز البری و المائی. و من الطیر ما لا حوصلة له، و لا فم معدة «5»، بل معدة «6» مستطیلة، کما لصغار الطیر، مثل العصافیر و الخطاطیف، و ما طال عنقه أیضا. و زبل هذا الطیر أرطب من زبل غیره.
و علی کلیة «7» کل حیوان ذی کلیة شحم، و إذا کثر الشحم حتی خنق ما بین کلیتی الخروف قتله. و کل حیوان کثیر الشحم فهو «8» قلیل الزرع لبرده، و کل حیوان لیس علی أعلی «9» فکیه أسنان، فإن شحمه یجمد بعد ذوبه، و لا یجمد شحم ما سواه.
و نقول «10» إنه لیس لشی‌ء من السمک خصی، و لا لشی‌ء مما له آذان یتنفس من الماء بها، و لا للحیات، و لا لشی‌ء مما لا رجل له، بل لجمیعها وعاءان کالمخزنین یأخذان من عند الحجاب ممتدین إلی اجتماع و اتحاد یحصل منهما مجری واحد یفضی إلی ثقب فوق سبیل الثفل و ذلک للحیات عند الشوکة، و یکون جمیع ذلک فی حین السفاد مملوءا من المنی حتی «11» ینعصر بالعصر.
و أما البیّاض ذو الرجلین فله عند الفقار وراء الحجاب بیضتان، یفضیان أیضا إلی مجری واحد فوق مخرج الثفل و ذلک فی بعضها بیّن، و فی بعضها خفی، ملبس غشاء تجری فیه شعب عروق و رباطات، و یأتی کل بیضة منهما «12» مجری ملتصق بالفقار فی جوار
______________________________
(1) عظیما. عریضا سا، م
(2) الشقراق: الشرقراق د، سا، م [الشّقرّاق: طائر یسمی الأخیل، و العرب تتشاءم به، و ربما قالوا شرقراق. اللیث: الشقراق و الشّرقراق، لغتان، طائر یکون فی أرض الحرم فی منابت النخیل کقدر الهدهد مرقط بحمرة و خضرة و بیاض و سواد (اللسان)]
(3) فله: و له ط
(4) و فم: و له فم م.
(5) معدة (الأولی:+ له ب
(6) معدة (الثانیة):
معدته م.
(7) کلیة (الأولی): کلیته ط.
(8) فهو: و هو ب.
(9) أعلی: ساقطة من سا.
(10) و نقول:
فنقول د، سا، ط، م.
(11) حتی: حین ب؛ ساقطة من د.
(12) منهما: منها ب، د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 38
العرق العظیم الذی یرکب الفقار. و هذه المجاری فی ما ذکرنا «1»، و حجم «2» البیضة أیضا فی البیّاض إنما یظهر جدا فی أوان السفاد، و حینئذ یعظم، و فی غیر ذلک الوقت یستخفی «3»، و خصوصا فی الیمام و فی الحجل، حتی یظن «4» أنها لابیض «5» لها. و قد عرض لثور أن خصی فنزا فی الوقت فأعلق. و یجب أن نذکر هذه الحکایة، و نتأمل وقتا آخر، و نرکن إلی ما توجبه. و قد یکون من «6» الخصیان الذین لم تجبّ غرامیلهم من یجامع و ینزل شیئا أصفر أدق من المنی.
و رحم الطیر ذو شعبتین، علی ما ذکرنا «7» قبل، و شعبتاه تفضیان «8» إلی عنق أنبوبی مجوف من لحم و عصب. و أعالی أرحام الطیر رقیقة جدا، و أرحام السمک أرق من ذلک.
و وضعها من أسفل البطن دقاق مستطیلة ذو جزءین، یمتلئ کل جزء منها فی السمک بیضا.
و أما ما یبیض فی باطنه، ثم یلد حیوانا لا بیضا، فمثل الأفاعی و سلاسی، و هو ماله أذنان من حیوان البحر، و لیس له «9» رجلان، و یلد حیوانا. فإن أعالی أرحامها کأرحام الطیر، لکنها تجتمع إلی وعاء واحد واسع إذا انحدر إلیه البیض استحال حیوانا. و الحیة تخالف الطیر فی أن الطیر تضع بیضها لا فی ساعة واحدة، و الحیات تضعها فی ساعة واحدة.
و رحم ما یلد «10» حیوانا یکون ملصقا «11» بالفقار، و أما رحم البیّاض فأعلاه کذلک، و یکون أسفله الذی هو مخرج البیض فوق المعاء. و أرحام ذوات القرون التی لا أسنان لها فی الفک الأعلی، محشوة بالعروق ذوات الشعب، إلی أن یتعلق بها الجنین. و کذلک رحم الفأر و الخنافس. و أما سائر الحیوان فأرحامها «12» ملس لا شعب لها، و إنما تتولد فیها العروق عند العلوق «13».
______________________________
(1) ذکرنا: ذکرناه ط
(2) و حجم: حجب ب؛ حجم م.
(3) یستخفی: لیستخفی ط.
(4) یظن: ساقطة من ط
(5) لا بیض: لا یبیض ط.
(6) من (الأولی): فی ط.
(7) ما ذکرنا: ما ذکرناه م
(8) تفضیان: تفیضان ط، م.
(9) و لیس له:
و له ط.
(10) و رحم ما یلد: و رحمها تلد م
(11) ملصقا: ملتصقا ط.
(12) فأرحامها: و أرحامها ط.
(13) العلوق:+ تمت المقالة الثانیة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د؛+ تمت المقالة الثانیة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات و الحمد للّه کثیرا ط؛+ آخر المقالة الثانیة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 39

المقالة الثالثة من الفن الثامن «1» من جملة الطبیعیات «2» «3»

الفصل الأول (ا) فصل «4» فی تشریح الأعضاء الباطنة و الخلاف بین الفلاسفة و الأطباء فیها «5»

قال: إن أمر التشریح یصعب فی المیت، لاستخفاء کثیر من العروق التی أذبلها خمود الحرارة الغریزیة «6». و لا شک أنه فی الحی أصعب، و أولی ما یشتغل بتشریحه میت بالخنق لم یسفح دمه. قال: و قد ظن سایسوس «7» القبرسی أن مبدأ نبات العروق من ناحیة العینین و الحاجبین، ثم ینحدر عرقان یمنة و یسرة. و دینا جانس «8» ذکر أن أصل العروق عرقان، یبتدئان من البطن ثم یصعدان و ینحدران، من غیر شرح لحقیقة مکان المبدأ.
قال: و هما یرتفعان إلی فوق إلا شعبتین دقیقتین ترسلان إلی الکبد و الطحال، و عرقان آخران یبتدئان من خرز الظهر و یتیامن أحدهما إلی الکبد، و یتیاسر الثانی إلی الطحال. و کل «9» واحد منهما یصعد إلی الید متشعبا إلی کتفی و إبطی، و ینبت ما للرجلین «10» من الفقار الذی یلیهما. ثم طول فی قسمة ذلک. و أما باونیوس «11» فإنه یجعل مبدأ
______________________________
(1) الثامن:
ساقطة من سا.
(2) من ... الطبیعیات: ساقطة من ب؛ منه ثلاثة فصول ط
(3) الطبیعیات:+ هو ثلاثة فصول د [ثم تذکر نسخة د عناوین الفصول الثلاثة]؛+ ثلاثة فصول سا؛
(4) فصل: فصل ا ب؛ الفصل الأول د، ط.
(5) فیها: ساقطة من سا،
(6) الحرارة الغریزیة: الغریزة سا.
(7) سایسوس: سایسبوس د.
(8) و دیناجانس:
و دیناجالس سا؛ و ینانس ط.
(9) و کل: فکل م.
(10) ما للرجلین: للرجلین د، سا؛ الرجلین م
(11) بلونیوس: بلوسوس ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 40
العروق من أزواج أربعة، زوج یخرج من خلف الرأس إلی العنق من خلف إلی أسفل، و زوج آخر من الرأس عند الأذنین إلی الفقار و الظهر. و جعل مبدأ العروق جملة من الرأس و الدماغ. و أما المعلم الأول فإنه یری أن مبدأ العروق من القلب. و من قبله و من بعده «1» من الأطباء المعتد بهم یرون أن مبدأ العروق الساکنة الکبد. و کذلک «2» خالفهم فی أمر العصب، فإنه یری أن مبدأها «3» القلب و هم یرون أن مبدأها الدماغ. و قد اشتد بهم التعصب فی هذا الباب. و الذی یحرض شیعة «4» المعلم الأول علی ذلک جعلهم القلب مبدأ جمیع القوی النفسانیة؛ و أما نحن، و إن کنا نعتقد أن منبعث القوی النفسانیة کلها القلب، فلسنا بشدیدی «5» الجد فی أن نجعل مبدأ هذه الآلات من القلب لا محالة، و إن کنا إلی ذلک أمیل؛ و لا أیضا نحن ملتفتون «6» إلی ما یحسب فاضل الأطباء من أنه قد «7» بالغ فی البرهان علی أن مبادئ العروق و العصب لیست من القلب بقوله: إن الورید الواصل بین القلب و بین الکبد أصله الغلیظ عند الکبد و یتفرع عند الکبد إلی فروع و أحدها الذی یجی‌ء إلی القلب فإنه «8» ینفذ فی «9» القلب کشی‌ء غریب من جوهره، و یشقه من خارج شقا یدل علی کسرة جرمه إلی داخل، و أن الکبد لما کان ینفذ إلیه الدم، فمنه لا محالة ما ینبعث إلیه المجاری.
و کذلک قوله فی العصب إنه عند الدماغ أغلظ، و بجرم الدماغ أشد اختلاطا، و به أشبه، و عنده ألین، و عند القلب أصلب، و عنه أغرب، و اتصاله به کالإلصاق، و هو شعبة من عدة شعب؛ فإن هذه الأشیاء کلها و ما یجری مجراها سمعناها، و وجدناها «10» أمارات، و لیست بدلائل، فضلا عن أن یکون لها إلی «11» إقناع النفس البرهانی سبیل.
و أقول: أولا لیس ببعید أن یکون الدماغ و الکبد یرسلان من عندهما إلی القلب آلة یستفیدان بتوسطها «12» من القلب شیئا فعل الکبد عند الابتداء بالمعدة و الأمعاء، فإنه یرسل
______________________________
(1) و من بعده: و بعده د، سا.
(2) و کذلک: و لذلک ب، د، سا، م.
(3) مبدأها (الأولی و الثانیة): مبدؤه م.
(4) شیعة: شیعته د، ط.
(5) بشدیدی: نشدد ط.
(6) ملتفتون: ملتفون م
(7) قد: ساقطة من ب، م.
(8) فإنه: و إنه ط
(9) فی: إلی م.
(10) و وجدناها: فوجدناها م.
(11) إلی: ساقطة من م.
(12) بتوسطها: بتوسطهما ب، د، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 41
إلیهما الماساریقا و هی ثابتة عند الباب. فلا «1» کثیر بأس أن تکون الشرایین تنبعث من القلب إلی الکبد و الدماغ فتفیدهما مزاجا ما قابلا «2» للحیاة ثم تنبعث منهما إلیه أعضاء لاستفادة قوی إنما یتم حصولها به. و لا أیضا بمنکر أن یکون الشریان و ما یجری مجراه فی الخلاف، کل یأتی العضو الآخر معا. و لیس الغلظ یدل علی أن جهة الغلظ هو المبدأ، فإن العصبة التی بها البصر و ما یرکبها من «3» الحجب إذا بعدت عن المبدأ ازدادت غلظا عند اتصالها بالجلیدیة. و لیس الغلظ و الدقة تابعین للسیلان، بل لتصویر المصورة. فإن المصورة إذا استوجبت أن تغلّظ جزءا «4» لمنفعة و غرض جذبت إلیه من الغذاء الأول ما تغلظه به، و ترکت «5» أصله «6» بحاله. و هکذا حال العروق التی تنبت فی الأرحام، و من «7» فوهات العروق التی للأرحام «8» آخذة نحو الجنین، فإنها تغلظ کلما أمعنت. و کذلک حال کثیر من لیف العصب الذی فی الأحشاء، فإنه إذا بعد «9» عن مبدئه «10» صار «11» أغلظ، و لا مانع من «12» هذا بوجه من الوجوه.
و کذلک الأشجار فإنها قد تعود عند منبت الأغصان أغلظ، و لا أیضا لین العصب عند الدماغ یدل علی أنه مبتدئ منه؛ بل یجوز أن یقول قائل: إن ذلک لأنه منته إلیه صائر إلی أن ینبت منه الدماغ. فهو کلما بعد عن المبدأ صار أرطب استعدادا لأن یتکون عنه «13» جسم رطب. و فاعل هذا التغلیظ و التدقیق و التصلیب و التلیین القوة المصورة لا المادة. و کذلک نجد الحال فی الشجرة «14»، فإنها «15» کلما بعدت عن المبدأ صارت أرطب عند ما تفرّع. و لیس کونه عند الدماغ ألین أدل علی تولده منه، من «16» کونه عند القلب أصلب فی أن یدل علی تولده منه؛ إذ القلب صلب و الدماغ لین. و الذی یظن أن الشی‌ء عند مبدئه یکون أرطب، و کلما أمعن یجف، فذلک إذا کان مبدؤه رطبا. و أما «17» إذا کان «18»
______________________________
(1) فلا: و لا د، سا، ط.
(2) قابلا: قابلة ط.
(3) من: ساقطة من م.
(4) تغلظ جزءا:
یغلظ جزء ط.
(5) و ترکت: و تترک م
(6) أصله: أصل د
(7) و من: من سا، ط.
(8) و من ...
للأرحام: ساقطة من د.
(9) بعد: بعدت د، سا، م
(10) مبدئه: مبدئها د، سا
(11) صار:
صارت د، سا.
(12) من: عن ب، د، م.
(13) عنه: عنده د، سا، ط، م.
(14) الشجرة:
الشجر د، سا، ط، م
(15) فإنها: فإنه م.
(16) من: فی ط.
(17) و أما: فأما م
(18) کان (الثانیة): ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 42
مبدؤه یابسا، فالأمر بالضد. علی أن هذه الأشیاء تتبع الموافقة و فعل القوة المصورة لا المجاورات.
و لیس یجب «1» إذا کان العصب أصلب من القلب «2» أن لا یکون منبته منه، فإنه قد ینبت من الأرض اللینة الرطبة شی‌ء صلب، مثل المرجان فی قعر البحر، فإنه لا یمتنع أن یکون الشی‌ء الذی یندفع من المبدأ إلی ما ینبت عنه هو أصلب ما فیه أو ألین ما فیه، فیکون النابت مخالفا للمنبوت عنه «3». و لا أیضا أمر الفروع یدل علی الجهة، فالشی‌ء ربما فرع فی خلاف جهة المبدأ فروعا قد تکون إلی المبدأ، و قد تکون عن المبدأ، بحسب ما یوافق الغرض و تفعله القوة المصورة. و هذا کثیر فی الأشجار. و کثیر من الشجر تکون فروعه متکثرة إلی جهة المبدأ، حتی کأن المبدأ لیس من عروقه، بل من فروعه. و لیس هذا و أشباهه بمستنکر «4»، إذا جعل التصویر لا لقوة طبیعیة صرفة، بل إلی قوة نفسانیة متفننة «5» الأفعال «6». و العصب الراجع، الذی سنذکره «7» بعد، یدل علی مثل ذلک، و إن «8» کان لیفه یأخذ أیضا إلی فوق عند مرجعه، فلا ینبغی أن یشتغل باللیف و الجهة.
فإنه یجوز أن یکون العصب یجی‌ء من القلب إلی الدماغ، ثم ینحط علیه من الدماغ لیف عصبی یلزمه إلی مسافة، ثم ترجع منه شعبة أخری علی تلک الصفة، فتوهم أن الأصل کله من الدماغ، إذ «9» إحدی الشعبتین من «10» الدماغ.
و کذلک حدیث التشقیق إلی باطن، لیس مما یحتج به، فإنه لیس یجوز أن یقال:
إن هذا العرق قد بلغ من صلابته أن ینفذ «11» فی القلب نفوذ عاصر یدفع أولا حتی یحدث کسرا، ثم ینفذ و یبقی معه ذلک. فإن هذا لا یکون فی قوة العروق «12» أن تفعله و خصوصا و مثل هذا إنما یتصور و یتمثل فی الذهن فی نافذ ینفذ فی القلب بعد ما قد «13» تکوّن القلب،
______________________________
(1) یجب: ساقطة من م
(2) القلب:+ ینبغی سا، م؛+ لزم ط.
(3) عنه: منه د، سا، ط؛ ساقطة من م.
(4) بمستنکر: مستنکر ب.
(5) متفننة: متعینة د
(6) الأفعال: للأفعال م
(7) سنذکره: نذکره ب.
(8) و إن: فإن م.
(9) إذ: أو ط
(10) من: إلی د، ط، م.
(11) ینفذ: نفذ د، سا، ط.
(12) العروق: العرق د، سا، م.
(13) قد: ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 43
و تم له حجمه «1»، و لبس غشاء، و صلب قواما. و القلب قد کان «2» یغتذی إلی ذلک الوقت، فیکون «3» القلب «4» یغتذی إلی حین، لا من الکبد، فسوف لا یحتاج إلیه من بعد أیضا، و إن جاءه منها عرق، فلیس یبلغ من صلابته أن ینفذ فیها هذا النفوذ و یثقبه هذا النوع من الثقب. و ما یدریک أن یکون هذا العرق نشأ منه، و هو بعد لین جدا، لکن مناطه منه أصلب جوهرا، لیکون أحسن تعلقا بالجرم العصبی، و لیکون «5» شفیر المنفذ، محتاطا فیه بتصلیبه فلما أخذ ینمی و یغتذی أطاع الألین منه للانبساط ما لم یطع «6» الأصلب، فبقی هناک ککسر «7» و لم یکن کذلک حال الکبد. و کذلک حال اتصال العصبة «8» بالقلب، فإنها «9» هناک کالملصقة «10»؛ فإنه یجوز أن یکون منبتها «11» «12» عند القلب کذلک، لأنها تنبت عن مادة فی القلب «13» لیست مشاکلة «14» للحمیته فخلقت «15» متبرئة عنه، مع أنها «16» تنیت منه، مثل الثآلیل فی الجلد فإنها «17» توجد ذات شعب متبرئة بالحقیقة ملاصقة، و کالغدد أیضا التی تتولد فی اللحم و إنما یکون منبتها اللحم. و یکون السبب فی جمیع ذلک أن النابت لم ینیت من نفس جوهر الشی‌ء، بل من بعض المواد المعدة فیه، فلا یتصل بجوهره، بل ینبت «18» و ینبث منه انبثاثا کالرشح. ثم یتجوهر منه النابت، فإذا بلغ موضعا من المواضع لان و تفشی و صار شیئا آخر، هو «19» من جوهره، إلا أنه ألین منه أو أصلب. فتکون مجاورته إیاه علی نحو الاتصال، لأنه من جوهره، لا لأن ذلک «20» الشی‌ء مبدؤه، بل لأن هذا النابت مبدأ لذلک الشی‌ء، مشاکل لطبیعته، حسن الامتزاج به.
و یجوز أن یکون حال النابت و المنبوت منه، حال الکبد و العروق فی مخالفة الجوهر.
و إذ جمیع هذا ممکن، فلیس شی‌ء مما یقوله فاضل الأطباء بضروری، و إن کان یراهن
______________________________
(1) حجمه: حجم د، سا، ط
(2) و القلب قد کان: و کان القلب قد م.
(3) فیکون: فسیکون د، سا، م
(4) القلب: الوقت م.
(5) و لیکون: لیکون م.
(6) یطع:+ منه د، سا، ط، م
(7) ککسر:
ساقطة من سا.
(8) العصبة: العصبیة م
(9) فإنها: و إنها د، سا، ط.
(10) کالملصقة: کالملتصقة ط
(11) منبتها: منتهی ط
(12) من: عن م.
(13) لیست: لیس سا
(14) للحمیته: للحمیة ط
(15) فخلقت:
فتختلف ط
(16) مع أنها تنبت منه: ساقطة من م.
(17) فإنها:+ مع أنها تنبت قد سا؛+ مع أنها تنبت فمنه قد م.
(18) بل ینبت:+ عنه د، سا، م؛+ منه ط.
(19) هو: ساقطة من د، سا، ط.
(20) ذلک: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 44
و یضع الدنانیر عند کاهن الهیکل، بجعلها لمن یثبت عنده أن العصب من القلب.
و قد «1» یمکن أن یأتیه من یثبت ذلک علیه من طریق جدلی یجوّز عنه منبته، فکان «2» یسلم «3» أن مبدأ الآلة حیث مبدأ القوة، فإذا تسلمت «4» منه هذه المقدمة «5»، أمکن أن یبرهن علیه أن النفس فی الإنسان ذات واحدة، منها یفیض سائر القوی، و أن أول تعلق تلک الذات الواحدة حیث أول عضو للحیاة؛ فحینئذ کان یقرب المسافة إلی أن یلزمه أن تکون العروق و العصب من القلب «6»، و کان یغرم دنانیره لا محالة. لکن هذا أیضا الذی سلمه غیر واجب فی ذات الأمور، و العاقل لا یستحسن أن یثبت فی هذا الباب حکما جزما بوجه من الوجوه، فإنه یمکن أن تؤوّل فی ذلک وجوه مختلفة، إلی أن یصار إلی الحق الذی یوجبه. فإنه لا یبعد فی بادئ النظر إلی وقت ما یشتغل بما «7» یوجبه التشریح أن تکون القوة المصورة الأولی التی فی المنی أول ما تمیز، بعد، مواد فی جهات لقبول صور الأعضاء الأولی، و مواد لقبول صور العلائق بینها «8»، ثم تکون المادة القلبیة مما یقبل الصورة عن المصورة قبولا أولیا من غیر حاجة إلی قوة غیر المولدة. إذ یشهد «9» أصحاب التشریح المحصلون أن القلب أول متکون، و أما سائر الأعضاء فإن المصورة من المولدة تحتاج فی تکمیل تصویرها «10» إلی توسط القوة التی فی القلب، فتنفذ منها إلی تلک الأعضاء «11»، فتلبسها صورها، و تتصور بعدها أو معها العلائق بینهما أیضا «12» دفعة، لا أنها تنبت من شی‌ء إلی شی‌ء، بل تکون المصورة الأولی کما میزت مادة للدماغ و مادة للقلب فقد میزت مادة للعصب «13» الواصل «14» بین الدماغ و القلب. و قد مدته ما بین مادتی القلب و الدماغ، لیس علی أنها میزت أولا المادة للدماغ،، ثم اختزلت منه «15» مادة جذبتها إلی جهة منشأ القلب.
فإنها لا تحتاج إلی ذلک، إذ یمکنها، و اللّه أعلم، أن تقسط المادة تقسیطا تجعل بعضه
______________________________
(1) و قد: سا
(2) فکان: و کان سا، ط
(3) یسلم: یتسلم د، سا، ط، م.
(4) تسلمت:
سلمت سا
(5) المقدمة: القوة د، م.
(6) من القلب: ساقطة من د.
(7) بما: لما د.
(8) بینها: بینهما سا.
(9) یشهد: شهد ط.
(10) تصویرها: تصویراتها د، ط؛ تصوراتها سا؛ تصویر لها م
(11) الأعضاء:+ قوی سا.
(12) أیضا:
إذن م.
(13) للعصب: العصب سا
(14) الواصل: ساقطة من ب، د، م.
(15) منه: ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 45
للدماغ و بعضه للقلب خارج الدماغ «1»، و بعضه للنخاع، لا أن «2» تجمع «3» أولا مادة الدماغ، ثم تعود فتختطف منه طائفة تجعلها مادة معدة للنخاع.
فإذا «4» تصور القلب، نفذ «5» إلی کل شی‌ء قوة، فیصور الدماغ، و یصور معه أو بعده النخاع و العصب، لا علی سبیل نبات منه «6» و فضول عنه، و لا علی سبیل نبات من القلب، و فضول عن «7» القلب؛ إذ لیس القلب کل مادة المتولد فی أول الأمر، حتی یکون کل شی‌ء إنما یتحلل منه و یخرج عنه «8»، بل هو جزء من مادة المتولد، و یفضل خارجا عنه ما یتفق فی تکوینه، فهذا أحد الممکنات. و یجوز «9» أن تکون أیضا المادة التی للدماغ و العصب تتمیز جملة، ثم ترسل مادة الدماغ فضلا یتشعب عنه «10» إلی جهات. و یجوز أیضا أن یکون القلب إذا تکون تمیز فیه فضول أتت حدودا من الحدود، فأحالت ما هناک إلی مشاکلة ذلک الفضل، حتی یکون الفضل البارد الطبع «11» المنفصل عن القلب «12» یأخذ إلی جهة ما، کلما بعد عن القلب انسلخ عن الجزء الغریب الذی أفاده القلب، فإذا بلغ إلی حد یعتدل عنده مزاجه بحسب الاعتدال الذی للدماغ وقفته «13» هناک القوة المصورة، و استمدت «14» إلیه من القلب و جمعت «15» من ذلک مادة تصلح بالکم و الکیف لصورة الدماغ، فیخلق الدماغ نابتا عن القلب کذلک.
و أما الکبد فجوهره مخالف لجوهر العروق، و لا یبعد أن یقال: إن مادته التی منها «16» ینفذ فی دم الشریان، نحو منشأ هذا النفوذ، إن کان الحق هذا الرأی. ثم یکون الکبد فی الغذاء متوسطا بین القلب و بین «17» جمیع البدن، و الدماغ فی الحس و الحرکة متوسطا بین القلب و بین سائر البدن، فتنبت «18» منهما «19» آلات الأفعال: أما من الکبد فآلات التغذیة
______________________________
(1) خارج الدماغ: ساقطة من د
(2) لا أن: إلا أن سا، م
(3) تجمع: تجعل ب، سا، م.
(4) فإذا: و إذا ط
(5) نفذ: أنفذ ط.
(6) منه: عنه م.
(7) عن: من م.
(8) عنه: منه م.
(9) و یجوز:+ أیضا م.
(10) عنه: عنها ط.
(11) الطبع: بالطبع د، سا، ط
(12) القلب:
الطبع م.
(13) وقفته: وقفه د، سا، ط، م
(14) و استمدت: و استمد د، سا، ط، م.
(15) و جمعت: و جمع د، سا، ط، م.
(16) منها:+ تکون ط.
(17) و بین:
ساقطة من د، سا، ط، م.
(18) فتنبت: فنبت ب
(19) منهما: منها ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 46
و أما من الدماغ فآلات الحس و الحرکة و یجوز أن یکون علی نحو آخر مما سنذکره «1» بعد و بذلک یترجح مذهب المعلم الأول.
و أما الکلام فی تشریح العروق و العصب فسنؤخره «2» إلی ذکر الأسباب.
قال المعلم الأول: الأسد لا مخ «3» له، إلا فی الفخذین و العضدین، و عظامه أصلب العظام. و الخنزیر أیضا یقل مخه، و الدلفین له عظام و لا شوک له. ما کان من حیوان البحر یلد حیوانا فهو غلیظ الشوک مثل سلاسی، و ما یبیض «4» فشوکه شبیه بالأضلاع، و للسمک خاصة «5» شوک منبث «6» فی لحمه، و للحیات أیضا. و فی غضاریف فقار الحیوان البحری المسمی سلاسی «7» مخ.
______________________________
(1) سنذکره: سنذکر سا، م.
(2) فسنؤخره: فنؤخره ط.
(3) لا مخ: [المخ نقی العظم، و فی التهذیب: نقی عظام القصب؛ ابن درید: المخ ما أخرج من عظم لسان العرب)].
(4) و ما یبیض:
و أما ما یبیض ط.
(5) خاصة: خاص د، سا، ط، م
(6) منبت: نبت سا.
(7) سلاسی: بسلاسی سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 47

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فیه کلام فی القرون و العظام و الشعر و الریش و ما یشبهها «2»

قال: و القرن عظمی، و یتبع فی الأکثر لون البدن، و أظفار السودان «3» دون أسنانهم سود، و تعلق القرن «4» بالجلد أشد من تعلقه بالعظم. و یذکر أن فی بلدة «5» أفروحیة «6» بقرا «7» تحرک قرونها کتحریک الآذان «8».
قال: و الجلد «9» لا حس له إلا أن یکون لحیما، و خاصة جلد الرأس لا حس له البتة. و الحق أن الجلد إذا خالطه اللحم و العصب کان حساسا، و یشبه أن لا یکون سطحه الظاهر حساسا، لأنه عری عن العصب. و بالجملة الموضع من الجلد الذی إذا قطع عاد من غیر ندب، فذلک خال عن العصب لا حس له.
و قال: إن الجلد الغیر الملتصق بلحم دونه لا یلتحم قطعه التحام الاتحاد، مثل القلفة «10»، و الجفن، و الجلد الرقیق علی الوجه، و کذلک الأغشیة کالمثانة «11».
قال: لیس «12» قحف جمیع الحیوان علی هیئة واحدة، فإن «13» قحف الکلب من عظم واحد. و أما الناس فلقحفهم شؤون:
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) و ما یشبهها: و ما یشبهه ط.
(3) السودان:
(جمع أسود «لسان العرب»)
(4) القرن: القرون ب.
(5) بلدة: بلد ب، م
(6) أفروحیة:
أفروخیة ط؛ أمزوحیة م
(7) بقرا: حیوانات ط.
(8) الآذان: الأذن م.
(9) جلد: جلدة م.
(10) القلفة: الغلفة ط.
(11) کالمثانة: ساقطة من م.
(12) لیس: و لیس م
(13) فإن: قال ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 48
قال: و تلک الشؤون للنساء إلی الاستدارة، و قد وجد رأس رجل لا شأن «1» له البتة.
و أما تشریح القحف و أعضاء الوجه و الأسنان، فسنذکره بعد؛ و کذلک تشریح الرقبة و الترقوتین و فقار الظهر و الصدر.
و أما الشعر فیکون «2» من البخار الدخانی المحتبس فی المسام، إذا نحن البخار، و اعتدل المسام «3» بین المتخلخل الذی لا یحبس «4»، و المتکاثف الذی لا ینفذ. و قد یحلق «5» للجمال و للزینة «6» مثل اللحیة، و للمنفعة «7» مثل الهدب التی «8» علی الأشفار و مثل الحاجبین. و قد یحلق لضرورة دفع الفضل مثل الشعر علی العانة. و لا شعر علی المشاء الذی لا یلد، و الذی یبیض «9» فهو مفلس الجلد. و یتغیر الشعر و الوبر علی الحیوان بتغیر المراعی «10»، فإنه إذا أخصب «11» و فر «12» شعره و وبره. و شعر الحار المزاج إلی «13» الجعودة، فإن أفرط تفلفل کالزنوج. و شوک القنافذ من جنس الشعر إلا أنه مفرط الغلظ و الصلابة. و الشیب لیس لیبس الشعر، أی الشیب الطبیعی، بل «14» ذلک «15» لون البلغم، و هو لون التکرج «16»، إذا خمد الحار الغریزی، فلم یکن البخار الدخانی حارا جدا، بل کان رطبا بلغمیا. و قد یبیض الشعر لمرض «17» یعرض «18»، ثم یسقط، و ینبت مکانه أسود. و یشبه أن یکون ذلک البیاض لموت الحرارة الغریزیة التی تخالط الشعر، و لفقدانه الدهنیة، و استبداله المائیة. و ربما کان هذا لتحلل «19» الرطوبة، و بقاء الیبوسة متخلخلة مبیضة، کما یعرض للنبات «20» الخضر و أغصانها.
فإذا کان أصل المزاج محفوظا بالسن، و القوة مقتدرة علی إعادة الصلاح عاد سبب السواد فاسود. و أول ما یبیض شعر الصدغین، و مقدم الرأس لمجاورته رطوبة العضل «21»
______________________________
(1) لا شأن: لا شئون ط.
(2) فیکون: فیتکون د، م.
(3) المسام: (مسام الجسد: ثقبه و مسام الإنسان: تخلخل بشرته و جلده الذی یبرز عرقه و بخلو باطنه منها. «لسان العرب»)
(4) لا یحبس: لا یحتبس م
(5) بحلق: یلحق د.
(6) و للزینة: و الزینة ط، م
(7) و للمنفعة: و مثل منفعة سا
(8) التی: الذی ط.
(9) یبیض: لا یبیض ط
(10) المراعی: المرعی ط
(11) أخصب:
خصب م.
(12) وفر: و فی د، م
(13) إلی: الذی م.
(14) بل: مثل ب
(15) ذلک:+ لکون م
(16) التکرج: (کرج الخبز و تکرج أی فسد و علاه خضرة «لسان العرب»).
(17) لمرض بمرض ط
(18) یعرض: ساقطة من ط.
(19) لتحلل: لتحلیل ط.
(20) للنبات: لأشبان د؛ لأفنان سا، م.
(21) العضل: عضل د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 49
و رقته «1» هناک. و یتأخر بیاض شعر العانة، و شعر الحاجب، لحرارة مزاج الموضع کما فی العانة، أو یبس الموضع کما فی الحاجب. و من خواص شعر الإنسان أن «2» منه ما یولد معه، و منه ما ینبت بعد حین مثل شعر العانة ثم شعر الإبط. و أول الصلع فی مقدم الرأس. أقول لأن ذلک الموضع من الدماغ یتبرأ من العظم أولا، لأن ذلک الجزء من الدماغ ألطف، و الألطف أقبل للانفعال و التخلخل. و النساء لا یصلعن لکثرة رطوبتهن، و لا الخصیان لأن مزاجهم فی البرد یمیل إلی مزاج النساء فلا تتحل منهم «3» الرطوبة، و یشبه أن تکون مادة اللحیة تمیل إلی رءوسهم. و أما النساء فربما ینبت «4» لبعضهن لحیة عند الکبر لتکاثف الجلد، و ربما کثر شعر الحاجبین عند الکبر لأن درز الحاجب یفترق عند الکبر للیبس، فیجد «5» البخار الدخانی سبیلا إلی فضل اندفاع نحو الحاجب.
و الحیوانات التی تختلف ألوان شعورها فإنها أیضا تختلف ألوان جلدها، فیکون کل لون «6» شعر قریبا من لون منبته. و الجماع یصلع بالتجفیف. و من الناس من یکون أصلع فإذا جامع نبت «7» شعره، و أقول: هذا غریب، و یشبه عندی «8» أن یکون سبب صلعه سکونا من حرارته الغریزیة مع معاصاة من الرطوبة تمنعها «9» إیاها، فإذا أعانتها الحرکة الجماعیة اقتدرت علی تحلیل المادة بخارا دخانیا، فتولد الشعر. و شعر المسن و إن قل فی عدده فإنه یزید فی حجمه و غلظه، بسبب «10» کثافة المادة؛ و کذلک قشور المسن «11» من السمک. و الشیب من خواص الناس، لکن الغرانیق أیضا یتغیر شعرها عند الکبر عن رمادیتها إلی سوادها. و یشبه أن یکون السواد فیها سببه «12» إفراط غلظ المادة التی یتکون عنها. و هذا لا یکون فی الناس، فإن لحومهم و جلودهم لینة «13» رخصة. و قد یتغیر
______________________________
(1) و رقته: و رقه د، سا، ط، م.
(2) أن: ساقطة من ب.
(3) منهم: فیهم د، سا، ط.
(4) لبعضهن: لبعضهم سا.
(5) فیجد: فیجمد ط.
(6) لون (الأولی): ساقطة من م.
(7) نبت: ینبت ط
(8) و یشبه عندی: عندی و یشبه ط.
(9) تمنعها: معها د، سا، ط، م.
(10) بسبب: لسبب ب، د، سا
(11) المسن: المسان د، سا، ط، م.
(12) سببه: سبب ط.
(13) لینة: لینیة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 50
لون الشعر من الغربان و الخطاطیف، مع شدة البرد، إلی بیاض ما، لموت الحرارة الغریزیة منها «1». و منها ما یفرط فیها ذلک التغیر، مع تغیر الفصول، حتی ینکرها الإنسان و لا یثبتها.
أقول: و الحیوان الشبیه بالفأر الذی تضاربه «2» الطیر عن أو کارها یبیض «3» کل سنة «4» بیاضا شدیدا ثم یعود إلی رمادیة «5». قال: و المیاه أیضا ربما غیرت الوبر و الشعر، و ربما شرب الغنم ماء مثل ماء النهر «6» المسمی المارد، فإذا سفدت أحبلت بسود. و فی بلد انطندریا «7» نهر یفعل «8» مثل ذلک، و نهر آخر یفعل البیاض. و أما نهر اسفندروس «9» فیولد الشقرة فی مثل ذلک.
و من الحیوانات ما هو أزعر، و منها ما هو أزب. و علی باطن شدق الأرنب و جلد أخمصه شعر و الحیوان المسمی مسطقیطوس «10» له فی فمه مکان الأسنان شبه شعر الخنزیر.
و الحیوانات الزعر فإن «11» مواخر «12» أطرافها أکثر شعرا من مقادیمها. و نبات الشعر المجزوز أو المقطوع، فلیس من المقطع «13»، بل «14» من الأصل. فلهذا لیس هو کالنبات، بل کالفضل.
و أما الریش فإذا قطع «15» لم ینبت من تحت، و لا من المقطوع «16» «17»، بل ینبت تحته آخر، و یسقط هو. و إذا سقط جناح النحلة «18» و ما یجری مجراه «19» لم ینبت، کما أن إبرتها إذا نتفت «20» ماتت، و لم تنبت أخری.
______________________________
(1) منها: فیها د، سا، ط، م.
(2) تضار به: یضاد به ب، م؛ یصاد بها ط
(3) یبیض:
ساقطة من ط
(4) سنة:+ شیئا د، سا، م.
(5) رمادیة: زبدیة د، سا، ط، م.
(6) النهر:
نهر م.
(7) أنطندریا: انطندربا د، ط؛ انطندرنا سا
(8) انطندریا نهر یفعل: ابطئر فإنهن یفعلن م
(9) اسفندروس: اسفندورس د؛ سقندورس ط؛ اسفیدورس م.
(10) مسطقیطوس:
سطندس ب؛ مسطیطرس د، سا؛ سطیدس م.
(11) فإن: ساقطة من ط
(12) مواخر: مآخر م.
(13) المقطع: المقطوع ب، م
(14) بل+ هو م.
(15) قطع: انقطع ط
(16) من المقطوع:
لمقطع ط
(17) المقطوع: المقطع د، سا.
(18) النحلة: النحل ط
(19) مجراه: مجراها د، سا، ط
(20) نتفت: انتفت ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 51

الفصل الثالث (ج) فصل «1» فی الدم و اللبن و فیه شی‌ء من أمر المنی‌

أما تحصیل الکلام فی الأخلاط فسنؤخره إلی ذکر الأسباب، و لکنا نذکر ما قال المعلم الأول. قال «2»: إن دم کل حیوان یجمد، ما خلا دم الأیل و الأرنب. و کل دم أخرج «3» منه اللیف لم یجمد؛ و ذلک اللیف شی‌ء بین جوهر العصب و العروق. و دم الثور یجمد بسرعة. و الدم فی الأبدان المعتدلة معتدل «4» المقدار، لا کثیر کدم الممتلی‌ء شربا، و لا قلیل کدم أصحاب الشحم. و دم الإنسان معتدل القوام فرفیری اللون.
و أما دماء غیره من الحیوانات الکبیرة، غلیظة سود. و الدم فی الأعضاء السافلة أغلظ و أشد سوادا، و أول عضو یتولد فیه الدم علی حکم التشریح هو القلب، و هذا «5» مما توهمنا کون القلب مبدأ لدم جمیع البدن بتوسط الکبد، فیکون الکبد متوسطا ثانیا. قال: و ربما عرق بعض الناس لشدة امتلائه، أو لرقة دمه و غلیانه، عرقا دمویا.
و الدم یغور فی النوم حتی أنه إن غرز بدن النائم بإبرة لم یخرج من دمه ما یخرج عند الیقظة. و النساء أکثر دما من سائر إناث الحیوان «6»، علی حسب مشاکلة الأبدان، و لذلک «7» یحضن. و دمهن أمیل إلی الباطن، و دم الرجال إلی الظاهر «8». و قلما یصیبهن أمراض الدم و الرعاف. و دم المشایخ أسود غلیظ قلیل. و بعض الرطوبات تکون فی أعضاء الحیوان منذ أول الخلقة، و بعضها یتولد أخیرا، مثل اللبن و المنی.
______________________________
(1) فصل: فصل ج ب؛ الفصل الثالث د، ط.
(2) قال (الثانیة): ساقطة من ط.
(3) أخرج:
خرج ب.
(4) معتدل: معتدلة م؛ ساقطة من د.
(5) و هذا:+ هو د، ط.
(6) الحیوان:
الحیوانات د، ط.
(7) و لذلک: فلذلک ط.
(8) الظاهر: ظاهر د. سا. م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 52
و مجمع اللبن الثدیان، و یستحیل إلیه الدم الفضلی غیر محتاج إلی أن ینضج غایة النضج؛ و أن یبلغ الهضم الأخیر.
و أما المنی فیتولد من أنضج الدم، و لا یصلح له إلا الدم الذی یبلغ «1» الغایة من «2» النضج. أقول: و غایة النضج هو الهضم الرابع، فإن الغذاء له فی المعدة هضم ما، و فی الکبد هضم ما آخر یولد دما مشترکا، ثم فی العروق هضم ثالث، ثم فی کل عضو فإنه «3» یحتاج إلی أن یهضم حتی یصیر مشاکلا «4» إیاه. و هناک النضج التام و من مثله یتولد المنی، و لذلک «5» ما یحدث کثرة استفراغ المنی إذا تکرر الجماع و أتعب من ذبول الجلد و تقشفه و تغیر لونه، ما لا یحدثه استفراغ دم یکون خمسین ضعفا له، لأن الجماع إنما یستفرغ من الدم ما بلغ غایة النضج، و کاد یتشبه بالأعضاء، فکأن الأعضاء تسلب غریزتها و مادتها عند الجماع المتکلف، أعنی الذی لیس عن اقتضاء منی حاصل فاضل عن جوهر الأعضاء. و لذلک ما قال الأطباء الأقدمون إن «6» المنی هو من الرطوبة القریبة العهد بالجمود، و لهذه الرطوبة أیضا فضل فمنه ما هو فضل فی کیفیته و یندفع علی نحو فیکون منه «7» الشعر و ما أشبهه، و منه ما هو فضل فی کمیته و ذلک هو الذی یصلح أن یتولد منه المنی.
و أما اللبن فهو فضل من «8» الدم الذی فی العروق، و له مائیة و جبنیة و دسومة «9». و کل لبن أغلظ فهو أکثر جبنا. و لبن الحیوان الذی له قرن، و لا سن فی فکه الأعلی، یجمد کشحمه دون لبن غیره من الحیوان. و البرد لا یجمد اللبن، بل یمیز أجزاءه.
و الحر یجمده أکثر. و ألطف الألبان و أرقها لبن «10» اللّقاح «11» ثم الرماک ثم الأتن، و أغلظها لبن البقر و الجوامیس. و لا خیر فی لبن أول الحبل و آخره. و ربما ملأ الإخصاب أثداء الإناث لبنا، و إن کن حولا. و ربما اجتمع فی أثداء «12» العجائز لبن یرضعن به الصبی،
______________________________
(1) یبلغ: بلغ: ط
(2) من: فی د.
(3) فإنه: ساقطة من م
(4) مشاکلا: متشاکلا ط.
(5) و لذلک: و کذلک د؛ فلذلک م.
(6) إن: ساقطة من د، م.
(7) منه من م.
(8) فضل من: ساقطة من ب.
(9) و دسومة: و دسومیة ط.
(10) لبن: اللبن ط
(11) اللقاح: (اللقاح: ذوات الألبان من النوق واحدها لقوح و لقحه «اللسان»)
(12) أثداء: ثدی م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 53
و ذلک عند احتباس الحیض. و قد یؤخذ الغریض من أولاد الماعز قبل حملها فیدلک ثدیها و یحلب دما «1»، ثم قیحا، ثم یدر لبن عذب لیس بدون لبن الحوامل، و یکون غلیه.
و قد کان فی بلدة تسمی طیوان تیس یحلب من ثندوتیه «2» التی عند ذکره مقدار ما یکون منه جبنه «3»، ثم أنزی علی عنز فأحبل «4» بذکر یحلب أیضا. کذلک و ربما أحلب بعض الرجال لبنا، لو تعوهد لکان یدر منه شی‌ء یعتد «5» به. و لبن الإبل و الخیل عدیم الجبنیة، أو قلیلها جدا. و الجبن فی لبن البقر أکثر منه فی غیره. و الإنفحة و لبن التین یجمد اللبن. و لا إنفحة إلا لما یجتر، ما خلا الأرنب، و نقول «6»: قد یوجد للدب أیضا «7»، و عسی أن یکون لغیره.
و فی بلد تاسیس بقر صغار کثیرة الدر یبلغ «8» من «9» صغرها أن لا تحلب إلا بالتطأطؤ من الحالب. و أما بلدة أنفورس «10» فبقرها عظیمة «11» جدا، کثیرة الدر، و کذلک کلابها؛ و ذوات الأربع فیها «12»، ما خلا الحمار. و من المراعی ما یولد لبنا کثیرا، و منها ما یقلل اللبن. و لبعض الحیوان فی ذینک بعض المراعی، دون بعض. و الشاة تحلب ثمانیة أشهر، و لیس ذلک لغیرها، إلا ببلدة فروی «13» فیها بقر یحلب جمیع السنة. و أصح لبن النساء لبن السمر «14».
و أما المنی فنستوفی الکلام فیه بعد. و کل حیوان ذی دم فله منی. و زرع ذی الشعر لزج، و زرع «15» غیره غیر لزج. و المنی یرق من خارج إذا بقی لتحلل الروح الهوائی عنه، الذی إنما یبیضه و یخثره بتخضخضه فیه. و بالجملة فإن انعقاده و خثورته بالحرارة.
و لما «16» کان المنی إنما تخثره «17» الحرارة، وجب أن یرق بالبرودة. و المنی الموّلد یرسب فی الماء، و الذی لا یولد یتحلل فیه. و کذب أرادوطوس «18» حین زعم أن منی الأسود أسود «19».
______________________________
(1) دما: لبنا (هامش ب).
(2) ثندوتیه: ثندوته سا؛ ثدیبه ط.
(3) جبنه: جبنا ط
(4) فأحبل: فأحول ط.
(5) یعتد: معتد ط
(6) و نقول: و أقول سا
(7) أیضا: ساقطة من م.
(8) یبلغ: فبلغ ط، م
(9) من:+ ذلک م.
(10) أنفورس: أرفورس ب؛ الموروس د؛ أنقوروس سا؛ القوروس ط
(11) عظیمة: کثیرة سا.
(12) فیها: منها ب.
(13) فروی: فووی د.
(14) السمر: السمرة سا. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 53 الفصل الثالث(ج) فصل فی الدم و اللبن و فیه شی‌ء من أمر المنی ..... ص : 51
(15) و زرع: ساقطة من سا.
(16) و لما: و إذا د
(17) تخثره: خثره ب، سا، م؛ تخثر د.
(18) أرادوطوس: أرادیطوس بخ، م
(19) أسود:+ تمت المقالة الثالثة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقة د؛+ تمت المقالة الثالثة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 54

المقالة الرابعة من الفن «1» الثامن من «2» جملة «3» الطبیعیات «4»

الفصل الأول (ا) فصل «5» فی تشریح حیوان «6» من حیوان الماء و فی حال أعضاء بعض المحززات «7»

فأما «8» الحیوان الذی لا دم له، فمنه جنس یسمی ما لاقیا، و خاصیته «9» أن باطنه صلب، و ظاهره لحمی لین؛ و منه جنس باطنه شبیه باللحم، و خارجه صلب یشبه الخزف «10»، إلا أنه لا ینکسر، بل ینفسخ بالضرب کالسراطین؛ و منه جنس باطنه یشبه اللحم، و أما خارجه فخزفی و صلب «11»، ینکسر مثل الصدف؛ و منه جنس المحززات «12»، إما فی البطن «13»، و إما فی الظهر، و إما فی کلیهما. و کلها لا لحم لها و لا عظم «14» و لکن لها أعضاء، تشبه کل واحد منهما «15» و تناسبه فمنه ما تحززه «16» متکرر «17» فی طول أعضائه، کالذی یعرف بأربعة و أربعین.
و من المحزز «18» ما یطیر حینا و یمشی حینا، و منه ما یطیر فی وقت ما کالنمل. أما «19» جنس ما لاقیا
______________________________
(1) من الفن ... الطبیعیات: ساقطة من ب؛ تشتمل علی فصلین ط
(2) من (الثانیة):
ساقطة من د
(3) جملة: ساقطة من م
(4) الطبیعیات:+ فصلان سا؛+ و هی فصلان د (ثم تذکر هذه النسخة عنوانی الفصلین).
(5) فصل: فصل ا ب؛ الفصل الأول د، ط.
(6) حیوان (الأولی): الحیوان سا؛ حیوان حیوان ط
(7) المحززات: المحززات د، ط.
(8) فأما: و أما د، ط؛ أما سا.
(9) و خاصیته:
و خاصیة ط.
(10) یشبه الحزف: شبیه بالخزف د، ط.
(11) و صلب: صلب د، ط
(12) المحززات: المحززات ط
(13) البطن: الباطن سا.
(14) عظم:+ لها د.
(15) منهما: منها د
(16) تحززه: تحزیزه بخ، د، ط، م؛ هویزه سا
(17) متکرر:
یتکرر ب.
(18) المحزز: المخرز ط
(19) أما: و أما ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 55
فله من الأعضاء رأس بین رجله «1» و بطنه، و له ثمانی أرجل، کل رجلین مفصول. و منه ما هو کثیر الأرجل کالسفانج «2»، و منه أجناس تشبه السفانج «3»، لها خرطومان صلبا الأطراف، و بهما «4» ینال «5» الغذاء، و ینقله إلی الفم کأنهما مخالب. و یلتصق بالصخر عند هیجان البحر و الأمواج و غیر ذلک مما یفزع، مستعینا بخرطومه. و یستعمل «6» الرجلین المقدمتین «7» فی أن یأخذ بهما الطعم، إلی ما بین العینین. و رجلاها المؤخرتان یستعین بهما علی السفاد. و فوق رجلیها عضو أنبوبی یدفع منه الفضل الرطب إلی خارج، و فیه تتلقی «8» الإناث منی الذکران. و سباحتها علی أرجلها، و أعینها فوق رءوسها، و أفواهها إلی خلف رءوسها، و فی أفواهها قلیل لحم، و لا لسان لها، و کأنما رءوسها متورمة، و تأخذ ما تأخذه برجلیها. و الکثیر الأرجل من بینها صغیر الجثة، طویل الرجلین. و سائر الأصناف عظام «9» الجثث «10»، قصار الأرجل، ضعیفة المشی. و ربما کان منها مثل ما یسمی ستینا إلی ذراعین فی طوله، و مثل طربیداس «11» إلی خمسة أذرع، و ربما کان رجل الکثیر «12» الأرجل إلی ذراعین و أکثر. و لطوبو «13» جناح یحیط بجنبه. و أما جناح طونیداس فمتفرق.
و لما لاقیا جلود تستر «14» أجسادها، و لها مری‌ء بعد أفواهها طویل دقیق یتصل بمثل الحوصلة، لکنه ملتو منعرج؛ ثم معاء دقیق أغلظ من المری‌ء، و لیس فی جوفها عضو محسوس غیر ذلک إلا عضو للزرع یسمی بالیونانیة مسطیس «15»، و متی «16» فرغ مج زرعه و کدر «17» الماء؛ و أکثر ذلک فعل الستینا. و هذا العضو له تحت الفم، و مقذف زرعه و فضل غذائه واحد، و علی بدنه کالشعر، و فی باطن جسد «18» ما ذکر من «19» هذا الجنس شی‌ء صلب بین
______________________________
(1) رجله: رجلیه د، سا، م.
(2) کالسفانج: کالبسفانج ب، سا، م
(3) السفانج:
البسفانج ب، سا، م.
(4) و بهما: و بها ط
(5) ینال: تناول ط.
(6) و یستعمل: و یستعین م.
(7) المقدمتین: المتقدمین ط؛ المقدمین م
(8) تتلقی: تلتقی م.
(9) عظام:+ لحم م د.
(10) الجثث: الجثة د.
(11) طوبیداس: طربیداس د
(12) الکثیر: کثیر د، م.
(13) و لطوبو: و لطوبراد؛ و لطوبوا سا؛ و لطول ط.
(14) تستر: تستغن ب، م؛ تستقر ط.
(15) مسطیس: مسطیلس سا؛ قسطیس ط؛ مسطیر م
(16) و متی: متی م
(17) و کدر: فکدرد، سا؛ فکذا ط.
(18) جسد: جسده بعض ب، سا، م.
(19) من: عن ب، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 56
الشوک و العظم، و هو فی طومیداس غضروفی کالحلقة. و أما السفانج «1» فلیس فی باطنه شی‌ء صلب و إنما یطیف برأسه کالغضروف، یصلب إذا أسن. و لذکرانها مجری تحت المعدة إلی الدماغ و إلی أسفل. و للإناث إلی الدماغ مجریان من تحتها أوعیة حمر تعی البیض، و یمتلئ ما یبلغ حجمه أعظم من حجم رأسه. لکن لستینا وعاءان للبیض یملآن بیضا کالبرد، و ذکوره فی جمیع ذلک أحسن شکلا، و علیها تخطیط متشابه کالتفویف.
و مقادیم «2» الذکورة أشد سوادا. و أعظم أصناف السفانج «3» ما یطفو، ثم الذی یفارق القعر إلی قرب «4» منه، ثم القعریة، و خصوصا ما لا مفصل لرجله. و منه جنس فی وسطه نقرة غائرة «5» غیر ملتئمة. و کثیرا ما یرعی بقرب الشط، فیقذفه الموج إلی البر، و یعجز عن العود، فیهلک و هو «6» صغیر جدا. و منه جنس محوط بخزف لا یخرج منه إلا رأسه و بعض رجلیه، و ذلک لطلب الطعم. و أما اللین الخزف فأجناس «7» کثیرة: فمنها السراطین، و هی أجناس، منه العظیم جدا؛ و منه ما یسمی الهرقلی، و أجناس أخری.
أقول: و بلغنا أن ببحر طبرستان سرطانا علی «8» جلده من الوشی و الأصباغ الدقیقة العجیبة ما یتحیر فیه الإنسان. قال: و من السراطین الصغار جنس یسمونه فرسانا لشدة جریها، و لا یوجد فی بطونها لحم، و لا فضل رطوبة غلیظة، فإنها لا ترعی شیئا له قوام یعتد به. و للسرطانات عشر أرجل مع الزبانیین «9». و أما العفارین فله اثنتا عشرة «10» رجلا، و الرجل التی «11» تلی الرأس حادة جدا، و سائرها عریضة «12». و لفنجوا «13» من کل جانب أربع أرجل غلاظ متقدمة، و ثلاث دقاق متأخرة؛ و أرجل جمیع ذلک تنثنی إلی داخل. و للعفارین ذنب؛ و جثة فارابوا «14» مستطیلة، و جثة السراطین «15» مستدیرة. و الرجل المقدمة «16» من فارابوا «17»
______________________________
(1) السفانج: البسفانج ب، سا، م.
(2) و مقادیم: و مقادم ط
(3) السفانج: البسفانج ب، د، سا، م.
(4) قرب: أقرب سا
(5) غائرة: غامرة ط.
(6) و هو: فهو ط.
(7) فأجناس: فأصناف م.
(8) علی: مع ط.
(9) الزبانیین: الزبانیتین ط؛ الزبانین م
(10) اثنتا عشرة: اثنا عشر ب، د، سا، م.
(11) التی: الذی م
(12) عریضة:
عریض م
(13) و لفنجوا: و لفیحو ب، د، سا، م.
(14) فارابوا: فارابو ط، م
(15) السراطین: السرطان ط
(16) المقدمة: المقدم م
(17) فارابوا (الثانیة): فارابو ب، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 57
الاثنی مشقوقة و من الذکر غیر مشقوقة؛ و أجنحة الاثنی عند الظهر أکبر، و غیر ذلک أصغر، خصوصا «1» ما عند العنق. و أطراف الأرجل المؤخرة من الذکران عظیمة حادة، و للذکر منها عند عینیها نقط ناقشة و قرون صغار تحت تلک النقط، و عیناها جاسئتان متحرکتان إلی الجوانب، و کذلک عینا کثیر من السرطان. و هی «2» إلی «3» البیاض «4»، و فیها نقط سود؛ و لها أسنان حادة صغیرة منطبق بعضها علی بعض و خصوصا فی الیمین، و أما الیسار فطرفه یخالف وسطه فإن فی طرفه أسنانا حادة مختلفة، و فی وسطه کالأضراس، و عدد ما تحت أربعة، و عدد ما فوق ثلاثة، و تحرک الفوقانیة إلی السفلانیة للضبط، و فوق هذا الصف سنان آخران حادان، و تحت الأسنان أعضاء الآذان «5»، تحرکها «6» دائما، و هی شوکیة «7» الأطراف، و علی بطون السراطین أبواب تنفتح و تنغلق، و بیض «8» إناثها فی أمعائها، و أما فارابوا «9» فله فی العمق من فمه سنان عظیمان رطبان و بینهما لحم کاللسان، و ثلاث أسنان أخر، اثنتان «10» فی صف، و واحدة «11» من تحت، ثم مری‌ء قصیر و معدة صفاقیة، ثم معاء إلی الدبر، و مجری من البطن إلی الدبر خاص «12» للمنی تحت ماء الثفل و الزبانیة الیمنی من السراطین تکون أعظم؛ و العضو الذی علیه عیناها ربما کان بعیدا من «13» نظره «14»، و ربما کان قریبا کما فی السراطین الهرقلیة. و جمیعها یتنفس أیضا بالماء فیقبله بفیه و یمجه منه «15».
و أما الحیوانات البحریة التی علیها خزف صلب مثل الأصداف و القنفذ البحری، فمنه ما لیس داخل خزفه لحم مثل القنفذ البحری، و منه ما فی خزفه لحم مثل السلحفاة.
و رءوس الخزفیات فی الأکثر مستبطنة «16» غیر ظاهرة؛ و بعضها یحیط به خزف واحد؛
______________________________
(1) خصوصا: و خصوصا سا.
(2) و هی إلی البیاض: ساقطة من سا
(3) إلی: ساقطة من ب
(4) البیاض: الباصر ب.
(5) الآذان: کالآذان د، سا.
(6) تحرکها: تحرک د، سا، ط
(7) شوکیة: شوکة ط.
(8) و بیض: و تبیض ب
(9) فارابوا: فوابو ب؛ قرابو ط؛ قرابوا م.
(10) اثنتان: ثنتان ب، ط
(11) و واحدة: و واحد ب، د؛ واحد ط؛+ یلی د، سا.
(12) خاص: حاضر م.
(13) من: عن سا
(14) نظره: نظرها ط.
(15) منه: عنه سا؛ ساقطة من د.
(16) مستبطنة: مستطیلة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 58
و بعضها خزفان رکب أحدهما علی الآخر؛ و بعضها ینفتح خزفه و ینطبق، و بعضها لیس کذلک، و ربما کان ذلک من جانبین، و ربما کان من جانب؛ و بعضها أملس الخزف، و بعضها خشن الخزف، و بعضها منقوش الخزف، و بعضها متشابه قوام الخزف، و بعضها مختلفه «1» حتی یکون ما یلی شقیه أرق. و بعض الصدف متحرک فی مکانه، و بعضه غیر متحرک. و من المتحرک جنس سریع الانزجاج حتی أنه لیرتمی من الإناء الذی یجعل فیه إلی مکان بعید کأنه یطیر، و منه ما هو ملتصق بالخزف، و منه ما هو متبرئ الجسم من الخزف و لجمیع ما یخرج «2» من الصدف و یدخل فیه لحم صلب، و فی وسطه رأس و قرنان، و لبعضها «3» أسنان، و لبعضها خراطیم بها ترعی کالألسنة، و ربما کان خرطومها «4» صلبا ثقابا حتی یثقب صدف غیرها «5». و یکون لکافتها فم و بعده مجری یؤدی إلی بطنه کالحوصلة، و تحته عضوان کحلمتین صلبتین، و تتصل معدته «6» بمعاء مستو إلی الدبر، و یوجد فی اختلاف أنواعها اختلاف أعضاء أیضا بعد المعاء کزوائد سود و خشن و مجار صفاقیة.
و لذی النابین أیضا رأس «7» و قرون و فم و لسان، لا یستبین ذلک إلا فی الکبار، و العضو الحلمی المذکور. و للذی لا یتحرک منها ثقب فی خزفه هو مدفع ثفله.
و من السراطین جنس یشبه العناکب، و ذکر فی التعلیم الأول صفات و تشریح لأصناف من هذه الحیوانات أحببنا اختصاره.
و القنفذ البحری له فی باطنه مکان اللحم أجزاء سود، و منها جنس یوجد فی باطنه شی‌ء کبیض کثیر و یؤکل، و یوجد ذلک البیض فی کبیره و صغیره؛ و منها جنسان لحمیان و جنس عظیم الجثة و جنس صغیر «8» کثیر الشوک صلبه لحمی «9»، و منه «10» جنس یکون ببلد طروی أبیض الخزف «11» و الشوک، و یکون أطول جثة من غیره، و شوکه صغیر إلی اللین، و تکثر فیه الأجزاء السود التی «12» بعد فمه. و جمیع القنافذ البحریة تبیض و لجمیعها رءوس
______________________________
(1) مختلفه: مختلف م.
(2) ما یخرج: ما یجری سا.
(3) و لبعضها: و لبعضه ط
(4) خرطومها: خرطومه ط.
(5) غیرها: غیره ط.
(6) معدته: بمعدته م.
(7) رأس: ناب م.
(8) صغیر:+ الجثة و جنس ط
(9) لحمی: لحمیه ط
(10) و منه:
منها ط.
(11) الخزف ... صغیر: ساقطة من م.
(12) التی: الذی ب؛ و الذی د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 59
و أفواه إلی أسفل، و أدبار إلی فوق. و له خمس أسنان فی العمق فیما بینها «1» کاللحم و کاللسان «2»، ثم مری‌ء ثم معدة مجزأة بخمسة أجزاء مملوءة رطوبة. و یتصل کل جزء بصفاق یؤدی إلی المخرج، و هو یستعمل شوکه مکان الرجل، فیتحرک متکئا علیه.
و من الحیوان الصدفی ما یلتصق بموضعه من الصخر برجلین له و یسمی «3» بالیقی «4» و یخطف ما یمر به من السمک الصغار و غیره. و من هذه الأنواع جنس یأکل القنافذ البحریة.
و أما الحیوان المسمی مسطوا «5» لحمه صلب، و لا یوجد فی جسده رطوبة، و کأنه من جنس الشجر؛ و منه صنف «6» صغیرا الجثة یأکله بعض الناس، و صنف کبیر یصلب لحمه شتاء فیؤکل، و یضعف فی الحر فینفسخ «7» من کل ماس. و أما الحیوان المحزز الذی جناحه فی غلاف کالجعلان، و الذی لیس جناحه فی غلاف کالنحل فله رأس و ما یلیه، و بطن و تحزیز، و جمیعه یعیش بعد القطع حینا إن لم یکن بارد المزاج جدا، أو لم «8» یصبه «9» فی الوقت برد منهک. و ربما قطعت النحل «10» نحلة «11» منها بنصفین، و عاشت بعد ذلک حینا، و ذلک إذا قطع الرأس مع الصدر، و أما إذا قطع الرأس عن الصدر مات فی الحین. و المستطیل «12» الجثة «13» مثل أربعة و أربعین فإنه إذا «14» قطع بنصفین تحرک کل نصف منه، و یمشی «15». و لا یظهر لهذا الصنف من الأعضاء الحساسة إلا العینان، فهو لجمیعها. و لبعضها عضو کاللسان، و لبعضها عضو به یذوق و یحتلب «16» الطعم، لین أو صلب، و ذلک فیما لا إبرة له «17» و لا حمة.
و الذباب یدمی الجلود بهذا العضو، و به یلسع البعوض و یمتص «18» الدم. و بعض المحزز «19» إبرته غائرة کالنحل، و بعضه إبرته ظاهرة کالعقرب «20». و للطائر من المحزز جناحان کالذباب،
______________________________
(1) بینها: بینهما د، سا، م
(2) و کاللسان: و اللسان م.
(3) و یسمی: فیسمی ط
(4) بالیقی: فالقی سا؛ فالیقی ط؛ فالیقی م.
(5) مسطوا: مسطو سا، ط، م.
(6) صنف (الأولی و الثانیة): جنس ط.
(7) فینفسخ: فینفسه ب، د، سا، م.
(8) أو لم: و لم ب، د، ط
(9) یصبه: یضرّ به ب، د، ط، م.
(10) النحل: النحلة سا، م
(11) نحلة: ساقطة من ط.
(12) و المستطیل: فمستطیل ط
(13) الجثة:+ منه د، سا، ط.
(14) فإنه إذا: فإذا ب
(15) و یمشی: و مشی ب.
(16) و یحتلب: و یحلب د، ط
(17) له: فیه ط.
(18) و یمتص: و یمص ط
(19) المحزز: المحززات سا، م.
(20) کالعقرب: مثل العقرب د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 60
أو أربعة کالنحل. و بعضها یمشی دبیبا، و بعضها قد ینزو «1» کالجراد، فتکون رجلاه المؤخرتان أطول من سائر أرجله المتقدمة. و لا یکون خزفیا، و لا شاکا «2»، و لا ذا عظم؛ یحیط به جلد صلب، و إن کان جلد بعضه رقیقا «3»؛ و ما یکتنف صدره إلی الغلظ و الصلابة، کأن فیه خزفیة ما. و له بعد الفم معاء منبسط مستقیم، إنما یلتوی قلیله و یؤدی إلی الدبر؛ و لبعضها معدة. و أما الصّرّار «4» باللیل، فلیس له فم، بل عضو طویل کاللسان، نابت من رأسه، لا شق «5» فیه و لا فضلة فی أحشائه. و فی وسط جسده «6» صفاق ظاهر. و فی البحر حیوانات تشکل نسبتها إلی جنس من الأجناس، فقد عوین حیوان کأنه قطع خشب، و حیوان کأنه ذکر إنسان و بدل خصیتیه له جناحان، و حیوانات کأنها أفاع حمر.
______________________________
(1) ینزو: [النزو: الوثبان. (لسان العرب)].
(2) شاکا: شائکا د، سا.
(3) رقیقا:
دقیقا ط.
(4) الصرار: الصراصر م.
(5) لا شق: و لا شوک م
(6) جسده: جسدها ب، د، سا؛ جلدها م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 61

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی حس الحیوان و حرکته و تصویته و نومه و یقظته و ذکورته و أنوثته‌

فلنتکلم الآن فی حس الحیوان و حرکته و تصویته و نومه و یقظته و ذکورته و أنوثته.
کل حیوان دموی «2» و یلد حیوانا، فله الحواس الخمس، إلا المضرور منها کالخلد فإن عینه فی غطاء من جلده، و لها حدقة و سواد و بیاض. و السمک أیضا ذوات ذوق، و لذلک یمیل إلی بعض المذاقات دون بعض، و لیس یظهر للسمک آلة السمع و الشم؛ و منخر السمک لیس یؤدی إلی دماغه، بل إلی أذنه. و لو لم تکن تسمع ما کانت تهرب من الأصوات الهائله، و لو لم تکن تشم ما کانت تجتمع إلی المصیدة برائحة اللبن و غیره.
أقول: حتی أنی شاهدتها تغوص فی الحباب التی ترمی فیها اللبنیات فتصاد بسهولة.
و قد عاینت السمک یتجه نحو الغناء و ضرب العود و الصنج، فإذا قاربت المجلس قرت قرار المستمع لا تبرح، فإذا قطع السماع نفرت، و إذا أعید «3» عادت.
و قال المعلم الأول: إن الدلفین و أنواعا «4» من السمک تسدر «5» من جرس الآنیة و أصوات الرعد و تهرب إلی القعر فتصاد صید السکران، و إن «6» الدلفین لا آلة سمع لها، و إن الملاحین إذا أجمعوا علی «7» صید السمک کفوا المجاذیف، و خفضوا الأصوات لئلا تنفر، و أرخوا
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) دموی: دمی م.
(3) أعید:
أعیدت ب، م.
(4) و أنواعا من: و أنواع ب
(5) تسدر: تسلک ط.
(6) و إن (الأولی): فإن ط.
(7) أجمعوا علی: أجمعوا د، سا؛ جمعوا م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 62
الشراع لئلا یسمع له حفیف، فإذا «1» أحدقوا بالسمک جلبوا «2» و صوتوا و قعقعوا «3» لیجتمع «4» السمک إلی الوسط فی مکان واحد، و إذا عنّ قطیع من السمک یرعی بطمأنینة یلقوه بالهوینا لیغرقوه «5» و إن لم یرفقوا نفر «6». و من السمک النهری الذی یأوی الصخر «7» ما یسدره و یحیره صک الصخر الذی یأویه، فیخرج کالمغشی علیه. فالسمک یسمع، بل قد شهد أهل التجربة أن سمعه حاد ذکی، و خصوصا قسطروس «8» و سری و حرومیس «9». و کذلک فإن السمک یشم، فیصاد «10» بعضه برائحة منتنة، و بعضه برائحة حامضة، و بعضه برائحة مالحة، و بعضه برائحة الحرافة الدخانیة. و منهم من یشوی السفانج «11»، ثم یجعله فی إناء، و یغمسه فی المصیدة، فیدخله السمک میلا إلی الرائحة المشویة. و بعض السمک یهرب من غسالة السمک، و من دم الدابة، و بعضها ینفر «12» عن «13» وسخ ما یصاد فیه، فإن کان ما یصاد فیه نقیا طیبا بادر إلیه. و بعض السمک و الدلافین یتأدی الدوی إلی دماغها من غیر آلة و سمع «14» یخصها. و للمحزز حواس ذکیة و شم و ذوق و سمع من بعید، و توافقها روائح دون روائح، فإن منها ما تهلکه رائحة الکبریت و الزرنیخ و السعتر «15» الجبلی «16» مثل النمل فإنه إذا نضح باب قریته بماء فیه شی‌ء من ذلک هجره. و یهرب من دخان المیعة، و جمیعها یهرب من دخان قرن الأیل. و السفانج «17» یلزم الوعاء المدخن بالمیعة الیابسة لزوما لا یبرحه، و إن قطع میلا «18»، و یهرب عن «19» دخان دواء یقال له فوبوزا «20». و النحل لا یقع علی منتن، و لا ینزل إلا علی العطر الحلو. و الحیوانات الخزفیة، فمنها «21» ما یمیل إلی المنتن مثل الصدف «22» المسمی قوبورا «23»، و أما البصر فیها و السمع فلا علم لنا به.
______________________________
(1) فإذا: و إذا ب، م
(2) جلبوا: اجتمعوا طا
(3) و قعقعوا: و تقعقعوا د، سا، م
(4) لیجتمع: فیجتمع ط.
(5) لیغرقوه: لیغیر فوه ط
(6) نفر: نفروا ب، سا، م
(7) الصخر: الصخرة ط.
(8) قسطروس: مسطروس م
(9) و حرومیس: و خرومیس م.
(10) فیصاد: و یصاد ط.
(11) السفانج: البسفانج ب، د، سا، م.
(12) ینفر: یتنفر ط
(13) عن:
من م.
(14) و سمع: و یسمع م.
(15) و السعتر: و الصعتر د، سا، ط
(16) الجبلی: ساقطة من ب.
(17) و السفانج: و البسفانج ب، د، سا، م.
(18) میلا: مثلا سا، ط، م؛+ و کذلک ستینا د، سا؛+ و کذلک سفیدار سبینا م
(19) عن: من سا، م
(20) فوبوزا:
فونوزا ب؛ فوبورا د؛ قوروبوا سا، فوبوروا م.
(21) فمنها: فمنه د، سا
(22) الصدف:
الصنف ب.
(23) قوبورا: فورفورا ب؛ فوبورا د، ب؛ فوربوا سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 63
و أما الکلام فی تصویت الحیوانات فیجب أن تعلم أن هاهنا صیاحا و صوتا کیف اتفق، و کلاما. فأما الکلام فهو للإنسان خاصة، و له تقطیع الحروف الصامتة باللسان، و إرسال المصوتة عن الرئة. و أما الصیاح فهو لجمیع ما له حنجرة و رئة. و أما الأصوات الأخری فقد تحدث عن غیر الحیوان، و قد تحدث عن الحیوان لا بالصیاح، بل بنوع من الصوت «1» آخر مثل صفق الیدین و مثل أصوات المحززات عن صفاقها. و أما طنین الذباب «2» و ما أشبههه «3» عند طیرانه فإنما «4» هو بحرکة جناحه «5»، و إنما یصیح ما یتنفس. و ربما صوت بتحکیک الأعضاء ما لا یتنفس، و لا یکون صیاحا مثل صرار «6» اللیل، و إنما صفیر أمثاله من الصفاق الذی عند تحززه «7» تحت حجابه، و أما الذباب «8» فیطن بطیرانه. و لیس لشی‌ء من الحیوان البحری اللین الخزف صیاح و لا صوت آخر. و قد زعموا أن بعض السمک یصوت «9» صوتا غیر الصیاح مثل الودا «10» و جرومیس، و کذلک الخنزیر الذی ببلدة سللوس «11»، فبعض من هذه الأصناف یصوت الصوت الذی لیس بصیاح من عند شوک أذنه، و بعضه یتدالک الروح الذی فی باطن جسده. و یسمع لسلاسی «12» صریر ما کما للمشط «13»، عند تحرکه متکئا «14» علی الماء، و لخطاف البحر عند انزجاجه «15» بأجنحته فی الهواء. و یسمع للدلفین «16» صفیر «17» کالصیاح، فله رئة. لکنه لا یفعل ذلک فی البر. و الحیات تصفر، و السلحفاة ضعیفة الصوت. و للضفدع لسان لاصق کلسان السمک «18»، و نقیقه فی الماء فقط و فکه الأسفل منغمس فیه، و له من خارج صیاح آخر مدید من نفس، و إذا «19» نق انتصبت عیناه من قوة الجحوظ.
______________________________
(1) الصوت: صوت ط.
(2) لذباب: الذبان ب
(3) و ما أشبههه: و ما أشبهها ب، م
(4) فإنما هو: فهو إنما م
(5) جناحه: جناحیه سا.
(6) صرار: صراصر م.
(7) نحززه:
تحزیزه د، سا، ط، م
(8) الذباب: الذبان ب، م.
(9) یصوت: مصوت ب
(10) الودا و حرومیس: الوزا و خرومیس ب؛ الورا و خرومیس د، م؛ الورا و خرومیس سا.
(11) سللوس: سلیموس ب، م؛ السللوس د؛ اسیلوس سا.
(12) لسلاسی: للسلاسی م.
(13) کما للمشط: و للمشط د، سا، م.
(14) متکئا: منکبا طا
(15) انزجاجه: ازجاجه م.
(16) و یسمع للدلفین: یسمع و للدلفین ب؛ و یسمع و للدلفین م.
(17) صفیر: صریر و صفیر سا؛ صریر أو صفر م.
(18) السمک:+ فی البرم
(19) و إذا: فإذا سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 64
و للحیوانات الصیاحة نغم یتداعی بها، و ما کان من الطیر عریض. اللسان فهو یحاکی الکلام. و من الطیر ما یختلف صوت ذکره و أنثاه. و ما کان من الطیر أصغر جثة فهو أکثر صیاحا، خصوصا فی زمان السفاد، ففیه یکثر صیاح الطیر. و من الطیر ما یغنّی ذکره و أنثاه معا مثل المسمی ایدون. و من ذکورة الطیر ما یحن إلی الأنثی و یدعوها عند الهراش أکثر، و منه «1» ما یفعل ذلک قبل الهراش، و منه ما یفعله بعد «2» الفراغ منه کالدیکة «3». و منه ما لا تلحین له و لا غناء و لا صیاح یعتد به إلا لذکورته، مثل الدیکة «4» و الدراریج.
و الذی یولد من الناس أصم فله صیاح و لیس له کلام «5». و أما اللثغة و أصناف الحبسات فشی‌ء آخر. و من فراخ الطیر ما یخالف صوته «6» صوت أبویه إلی أن یترعرع، مثل الحمام.
و قد حکی أن واحدا من الطیر المسمی ایدون کان یلقن فرخ غیره نغمته فیتلقن، فیدل علی أن فیها ما یلحّن «7» بالطبع، و فیها ما یلحّن «8» بالتعلیم و المحاکاة. و أما الفیل فیصر «9» من أنفه و یصیح صیاحا جهوریا «10» من فمه.
و أما حال نوم الحیوان، فإن کل حیوان دموی مشاء «11» فإنه ینام «12» و یستیقظ، و کل ذی جفن فإنه یطبقه عند النوم، و قد یحلم غیر الإنسان أیضا، و من ذوات الأربع یظهر ذلک من شمائلها و حرکاتها و أصواتها فی النوم. و الحیوان البیّاض نومه خفیف غیر غرق، و کذلک اللین الخزف، لکنها لا یظهر نومها من عینها إذ لا أشفار لعیونها و إنما یحس «13» بنومها «14» من هدوئها، و من أنها ربما صیدت بالید و هی غافلة، أو أصیبت بالمشقص «15» المعقف ذی ثلاث شعب «16». و نوع السمک «17» قد تنام کلها لیلا أکثر منه نهارا، و من
______________________________
(1) و منه الأولی: فمنه سا، ط
(2) بعد: قبل ط.
(3) کالدیکة: کالدیک ط.
(4) الدیکة:
الدیک ط.
(5) فله صیاح و لیس له کلام: فلیس له کلام و له صیاح م.
(6) صوته: صیاحه د، سا، ط.
(7) ما یلحن: ما یلحق د، ط
(8) ما یلحن (الثانیة): ما یلحق د، ط
(9) فیصر:
فیخرسا؛ فیصفر ط؛ فیصبر م.
(10) جهوریا: جهورا ب، م؛+ عالیا سا.
(11) مشاء: جشاء سا
(12) فإنه ینام: فإنها تنام ط.
(13) یحس: یحن ط
(14) بنومها:
تنویمها ط
(15) بالشقص: [المشقص: نصل السهم إذا کان طویلا غیر عریض (لسان العرب)].
(16) شعب: ساقطة من ب
(17) السمک:+ أیضا د، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 65
الحیوانات البحریة ما ینام علی الأرض، و منها ما ینام علی الرمل، و منها ما ینام علی الصخر، و منها «1» ما ینام علی القعر، و منها ما ینام فی مجاری الصخور الشطیة.
و الذی ینام فی الرمل یحدث فی الرمل شکلا یدل علی اندساسه فیه «2» فیضرب بالمشقص.
و أما سلاسی فإنه ربما استغرق یوما حتی صید بالید. و أما الدلفین فإنه ینام و أنبوبه «3» بارز یتنفس به، و قد سمع نخیره فی النوم. و المحززات «4» أیضا تنام، و یدل علی ذلک سکونها «5» و سکوتها «6». و الصبی لا یحلم حلما یعتد به إلی أربع سنین، و من الناس من لم یحلم إلی أن أسن، و منهم من لم یحلم البتة.
و أما ذکورة الحیوان و أنوثته فلیس کل حیوان ینقسم إلی ذکر و أنثی، مثل الحیوان البحری الخزفی الصلب، و أما اللین «7» الخزف ففی بعضه ذکر و أنثی. و من جنس المحزز، و من جنس السمک أیضا ما لا ذکر فیه و لا أنثی، مثل الأنکلیس فلا ذکر فیه و لا أنثی و إذا تولد فی الحمأة شبیه بشعر و دود ظنوه من ولد «8» الأنکلیس و لیس کذلک فإن الأنکلیس لا بیض له البتة. و البیض مکانه الرحم لا المعدة و إلا لفعلت فیه المعدة فعلها. و الأنکلیس «9» فإنما یوجد البیض فی معدته فقط «10» فقیصا «11»، و الذی ظن أن ذکره أطول رأسا و أعظم فهو أیضا خطأ، و إنما ذلک اختلاف الجنس. و عد فی التعلیم الأول أصناف سمک لا ذکر فیها «12» و لا أنثی، فمن ذلک ما لا یلد، و منه ما یلد من تلقاء نفسه، کأن القوة الذکوریة «13» و الأنوثیة قد اتحدتا «14» فیه، کما فی الشجر «15». و ما یلد من الحیوانات «16» ذوات الدم فذکره أعظم و أعیش. و أما البیّاض و ما یلد «17» دودا فإناثه أعظم، مثل الحیات
______________________________
(1) و منها ما ینام علی القعر: ساقطة من ب.
(2) فیه: ساقطة من د.
(3) و أنبوبه:
و أنبوبته ط.
(4) و المحززات: و المحزز م
(5) سکونها: سکوتها طا.
(6) و سکوتها: ساقطة من ط، م.
(7) اللین: لین ط.
(8) ولد: ولاد د، سا؛ أولاد ط، م.
(9) و لیس ... و الأنکلیس: ساقطة من م.
(10) فقط: ساقطة من ب، د، سا، م؛
(11) فقیصا: قبضا د، سا، م؛ نقیصا ط.
(12) فیها: فیه م.
(13) الذکوریة: الذکریة د، م
(14) اتحدتا: اتحد ما ب
(15) الشجر: الشجرة ب
(16) الحیوانات: الحیوان ب، د، سا، ط.
(17) و ما یلد: و ما یبد د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 66
و الضّباب «1» و الضفادع و العناکب. و إناث السمک أطول عمرا «2»، یستدل علی ذلک بأن «3» الإناث تصاد و قد جسأت «4» الأسنان «5» و ظهر الکبر «6» و لا یوجد مثلها فی الذکران «7». و مقادیم الذکران أقوی و مآخیر «8» الإناث أقوی «9». و المفاصل فی الإناث من الحیوان أضعف، و شعورهن أدق، و صوتهن أحد؛ و ربما فقدت آلات القتال فی الإناث «10» مثل القرون و الأنیاب، فإن الأیّلة لا قرن «11» لها، و لیس للدجاجة مخلب زائدة؛ و أقول «12»: ربما اتفق فی الندرة فی قائمة واحدة. و إناث الخنازیر البریة لا ناب لها، و ربما کانت الآلة فی الإناث أقوی، کما فی إناث البقر، عوضا عن ضعف الصدمة «13».
______________________________
(1) و الضباب: و الذباب ط.
(2) عمرا: أعمارا م
(3) بان: أن د، سا، ط، م.
(4) جسأت: جاءت ب، د، م
(5) الأسنان: للأسنان د
(6) و ظهر الکبر: و الکبر د، سا؛ فظهر الکبر ط؛ و الکبد م
(7) الذکران: الذکر ط.
(8) و مآخیر: و تأخر ط؛ و مآخر د، سا.
(9) و مآخیر ...
أقوی: ساقطة من م
(10) الإناث:+ من الحیوان ط.
(11) لا قرن: لها قرن م
(12) و أقول: فأقول م.
(13) الصدمة: صدمة سا؛+ تمت المقالة الرابعة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د؛+ تمت المقالة الرابعة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 67

المقالة الخامسة من «1» الفن الثامن من جملة «2» الطبیعیات «3»

الفصل الأول (ا) فصل «4» فی ذکر بعض أحوال سفاد الحیوان و وضعه‌

و هاهنا نبتدئ فی اقتصاص سفاد الحیوانات «5» و ولادتها، فنقول: لیس شی‌ء مما له رجلان یلد حیوانا إلا الإنسان وحده. و کما أن من الشجر ما یولد مثله، کذلک من الحیوان. و کما أن من الشجر ما یتولد من «6» شجر آخر مخالف له، کذلک من الحیوان ما یتولد عن غیره کالدیدان. و کما أن من الشجر ما یتولد من تلقاء نفسه، کذلک من الحیوان. کل حیوان یتولد من شبیهه «7»، فیتولد بولادة، و أکثره بسفاد. و قد توجد أجناس من السمک تلد و لا ذکورة لها البتة، و منها ما تبیض من ذاتها. لکن استحالة البیض فیها إلی الحیوان إنما یکون بفعل من الذکورة، کما سنصف بعد. و من الحیوان ما یلد أنقص منه، کالقمل یلد الصئبان، و الذّبّان «8» و الفراش یلد دودا لا یستحیل ذبابا «9» و فراشا.
______________________________
(1) من (الأولی) ... الطبیعیات: ساقطة من ب؛ منه تشتمل علی فصلین ط
(2) جملة: ساقطة من م
(3) الطبیعیات:+ و هی فصلان د (ثم تذکر هذه النسخة عنوانی الفصلین)؛+ فصلان سا.
(4) فصل: فصل آ ب؛ الفصل الأول د، ط.
(5) الحیوانات: الحیوان سا.
(6) من (الثانیة):
فی ب، د سا، م.
(7) شبیهه: شبههه سا.
(8) و الذبان: و الذباب د، سا.
(9) ذبابا و فراشا: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 68
أقول: یجب أن یتأمل هذا بالتجربة، و یحتفظ بذلک الدود هل یستحیل «1» فی آخره ذبابا و فراشا.
قال: لکل «2» جنس نمط سفاد، فإن ما تبول ذکرانه إلی خلف فإن سفاده علی نمط کالأسد و الأرانب. و من خاصة الأرانب أن إناثها ترکب ذکرانها عند الجماع أحیانا.
و من الإناث التی تسفد من فوق ما یتطأطأ إلی الأرض کالدجاج، و منها ما یبقی مستقلا کأنثی الغرانیق «3». و أما القنافذ البریة فإنها تتسافد متلاصقة الظهور منتصبة، و من الإناث ما تتعرض للذکورة کإناث الماعز فإنها تستدعی الذکران و تتطامن لها «4»، و منها ما یحذر صولة الذکران کالأیلة و البقرة، و السبب فیه إیلام ضرب قضیب الذکر، فإنه حاد صلب عصبی إذا انتشر. و الناقة تبرک للجمل، و الفیلة تنحدر إلی الوهدة لیرکبها الذکر. و قد یؤثر النزو فی الماء فإنه أعون علی الاستقلال.
و أقول «5»: إن الفیل قد نزا علی الفیلة بجرجانیة خوارزم، و کان ذلک من الغرائب، إذ لا عادة لها فی السفاد، إذا خرجت عن بلادها إلی بلاد «6» خراسان «7» و ما یلیها، فاستعان الفیل بنابیه «8» فألصقهما «9» علی کفل الفیلة و اعتمد علیهما «10» فی الاستقلال، ثم لم یزل یقدمهما «11» و یعاود الاستقلال، حتی استوی بعض الاستواء فضربها، فاستفدنا من ذلک أن أنیاب الفیل «12» تنفعه فی السفاد. و کان هذا علی ما أخبرت «13» فی قریب «14» من سنة سبع و تسعین و ثلاثمائة أو بعدها «15» بسنة، و من غریب ما رأینا «16» هناک أن الأسد الوحشیة المجلوبة إلیها «17» کانت تتسافد و تلد «18»، و کذلک الفهود. و جمیع هذا مما لم یر فی بلد «19» آخر البتة.
و الجمل کثیر السفاد طویله، شدید الاغتلام فی وقته فلا یقرب. و أقول: إنه
______________________________
(1) أقول ... یستحیل: ساقطة من د.
(2) لکل: و لکل د، سا، ط، م.
(3) الغرانیق:
الغرانق ب.
(4) لها: له ط.
(5) و أقول: أقول ط.
(6) بلاد: بلد ط
(7) خراسان: خراسانات ب، د، م.
(8) بنابیه: بنابه د، سا، ط
(9) فألصقهما: و ألصقها سا
(10) علیهما: علیها د، سا، ط
(11) یقدمهما: یقدمها ب، د، سا، ط.
(12) الفیل: الفیلة ب
(13) ما أخبرت: ما أخمن د، سا، م؛ ما أخبر ط
(14) قریب: قرب د، سا.
(15) بعدها: بعده ب، د، سا، م
(16) رأینا:
رأیناها ط
(17) إلیها: إلی هناک م.
(18) و تلد: فتلد ط
(19) بلد: بلاد ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 69
فی تلک المدة لا ینال من العلف إلا شیئا یسیرا، و ینهض بقریب من أضعاف ما یوقر «1» فی وقت آخر.
قال: و الحیوان البحری المسمی قوقی نزوه عند السفاد مثل نزو جمیع ما یبول إلی خلف، و یتعاظل «2»، و لها ذکر عظیم. و سفاد الذئب کسفاد الکلب. و ما یبیض من ذوات الأربع فیسفد سفاد سائر ذوات الأربع التی تلد، و ذلک مثل السلحفاة البریة و البحریة. و أما أنواع الحیات و أنواع ما لا رجل «3» له، فإنه عند السفاد یتشابک و یتلاوی، حتی نظن الاثنین «4» منها واحدا ذا رأسین. و أما سلاسی فإنها تتسافد متلاصقة الظهور.
و أنواع من دواب البحر العریضة الجثث «5» یلصق «6» الذکر ظهره منها ببطن الأنثی.
و التی أذنابها عظیمة فإنها تتسافد بتلاصق الظهور و التساحق الشدید «7». و ربما تعاظل «8» أنواع منها تعاظل «9» «10» الکلب، فقد حدث بذلک ذوو «11» الخبرة.
و لیعلم أن الطیر و ما یبیض هو أسرع الحیوان زمان سفاد، و أما «12» الدلافین و السباع البحریة فتسفد سفاد ذوات الأربع فی تطویل المدة، و الذکر من سلاسی فإن عضو سفاده بارز عن الدبر. و أما سفاد سمک «13» البیاض فأمر خفی جدا، و لم یظهر ظهورا یعتد به و یحکم بسببه. و الناس یقولون: إن الإناث تأخذ زرع الذکورة «14» فی أفواهها إلی بطونها، و قد شوهدت الإناث تتبع «15» الذکورة مبتلعة للزرع ثم عند الولادة فإن الذکورة تتبع الإناث مبتلعة بیضها. و إنما یولد ما یفلت.
و القبجة تحبلها «16» ریح تهب من جانب الحجل الذکر و سماع صوته. و القبجة و الحجل
______________________________
(1) یوقر: (الوقر. الثقل یحمل علی ظهر أو علی رأس و قیل الوقر الحمل الثقیل و جمعه أوقار «لسان العرب»).
(2) و یتعاظل: و یتعاضل ب. د.
(3) رجل: أرجل د، سا، ط.
(4) الاثنین: الأسنان ط.
(5) الجثث: الجثة ط؛ الجنب سا، م
(6) یلصق:
یلتصق ط.
(7) و التساحق الشدید: ساقطة من د
(8) تعاظل: تعاضل ب، د.
(9) أنواع منها تعاظل: ساقطة من د.
(10) تعاظل: تعاضل ب
(11) ذوو: ذو ب، سا، ط، م.
(12) و أما: أماسا؛ و أن م.
(13) سمک: السمک ب، د، سا، م.
(14) الذکورة:
الذکور م.
(15) تتبع (الأولی): و تتبع ط.
(16) تحبلها: کحبلها د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 70
یفغران فمهما «1» دالفین لسانیهما «2» للشبق فی «3» وقت السفاد. و أما ما لاقیا فتتلاصق بأفواهها، ثم تتشابک فتسفد قائمة «4». و السفانج «5» خاصة «6» تلتصق أنثاه بالأرض و تتلاصق بأفواهها و تولج الأنثی الذکر فی نقرتها «7». و من الناس من زعم أن ذکر السفانج «8» عصبی و أنه عند رجلیه و أنه یدخله «9» فم الأنثی.
و بعض ما هو لین الخزف یتسافد تسافد ذوات الأربع التی تبول إلی خلف و یلد.
و یکون تسافدها فی أول الربیع، و عند القرب من القعر، و ربما کان سفادها ببعض البلدان فی أول زمان التین. و أما تسافد السراطین، فإن السرطان الأصغر و هو الذکر یعلو الأنثی، و تقاربه الأنثی من تحت مقاربة «10» تتلاصق لها أبواب ما بین الطبقتین و تتحاذی، ثم تتشبک تلک الطبقات حتی تتسافد «11». و بعد ما بین الطبقتین فی الإناث أکثر منه فی الذکران. و تبیض السراطین من أدبارها.
و أما الحیوان المحزز، فإن الأصغر و هو الذکر یعلو الأنثی ثم تشیل الأنثی «12» عضو السفاد إلی محاذاة آلة الذکر فتلتقمه «13» من غیر أن یتحرک إلی جهة من الذکر إلی الانثی «14» شی‌ء یعتد به، بل إنما یأتی من الأنثی إلی الذکر عضو قابل یبرز من مؤخرها.
و إذا تشبکت «15» من «16» مواخرها «17» لم تفترق إلا بعسر «18» لشدة التعاظل «19». و إذا اشتهت العنکبوت الأنثی السفاد جذبت «20» طاقة من النسج «21» و جذب الذکر، و لم یزالا «22» یتغازلان بذلک حتی یتقاربا و یلتقیا، و یصیر بطن الذکر قبالة بطن الأنثی.
و اعلم «23» أن أکبر هیجان الحیوان عند انسلاخ الشتاء و طلوع الربیع، و أما الإنسان
______________________________
(1) فمهما: أفواههما م
(2) لسانیهما: لسانهما ط
(3) فی: ساقطة من م.
(4) قائمة: عائمة د، سا، م
(5) و السفانج: و البسفانج ب، د، سا، م
(6) خاصة: ساقطة من سا.
(7) نقرتها:
نقراتها د، ط
(8) السفانج: البسفانج ب، د، سا، م.
(9) یدخله:+ فی سا.
(10) مقاربة: متقاربة ط.
(11) تتسافد: تسافد ط.
(12) ثم تشیل الأنثی: ساقطة من م.
(13) فتلتقمه: فتلقمه ط
(14) إلی الأنثی: ساقطة من د، سا.
(15) تشبکت: تشابکت م
(16) من: ساقطة من د
(17) مواخرها: مناخیرها م
(18) بعسر: بعسرة د، سا، ط، م
(19) التعاظل:
التعاضل ب، د.
(20) جذبت: جذب م
(21) النسج: النهج ط
(22) یزالا: یزل ط.
(23) و اعلم:
فاعلم ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 71
و ما یستأنس من الحیوان کالخنزیر الأهلی و الکلب فإنه یسفد کل وقت. و غلمة الرجال شتویة، و غلمة النساء صیفیة لتأذیهن بالبرد.
و أما الطیر البحری الذی یسمی العرون «1» فإنه یسفد فی عنفوان الشتاء، و یقال إنه یعشش أیاما سبعة قبل الانقلاب الشتوی و یسفد، و یبیض خمس بیضات، و یفرخ فی أیام سبعة أخری. و ظهور هذا الطیر إنما یکون فی الحین مرة، و ذلک عند مغیب الثریا، و هو یتراءی «2» للمراکب و یطیر حولها، ثم یغیب، علی ما حدث عنه «3» بعض الحکماء و الموثوق بهم من أهل الخبرة.
و الحیوان المحزز «4» فإنه یؤثر السفاد فی الشتاء، إذا کانت الریاح جنوبیة، لا ینتظر الربیع و خاصة ما لا یعشش، کالذبّان «5» و النمل.
و من الحیوان البحری البیّاض ما یبیض مرة و منه ما یبیض مرتین، و منه ما یبیض ثلاث مرات. و العقرب البحری یبیض تارة فی الربیع و أخری فی الخریف. و لیس من أصناف سلاسی ما یبیض مرتین «6»، إلا المعروف بوینی «7»، فإنه یبیض عند الربیع و عند مغیب الثریا سبعا أو ثمانیا؛ و لکنها لا تبیض بیضها معا، بل فی زمان یتخللها، فیظن بعض الناس لذلک أنها تبیض فی الشهر مرتین. و من الحیوان البحری ما یبیض فی کل وقت و ینشو «8» بیضه و یکبر بسرعة. و من السمک ما لا یبیض إلا فی بحر أو خلیج بعینه مثل بیلاموداس «9» و بیوا «10»، فإنهما لا یبیضان إلا فی بحر تیطوس «11». و سمک آخر «12» لا یبیض إلا عند مصب الأنهار فی البحر، و منها ما لا یبیض إلا فی اللجة. و من السمک جنس یقال له یربیداس «13» یضع عند الانقلاب الصیفی مثل کیس فیه بیض. و من السمک ما یتکون من
______________________________
(1) العرون: القرون د، ط؛ العرون م.
(2) و هو یتراءی: و یتراءی ط
(3) عنه:
عنها ب، د، سا، ط.
(4) المحزز: ساقطة من سا.
(5) کالذبان: کالذباب د، سا، ط. م.
(6) و منه ما یبیض ثلاث مرات ... مرتین: ساقطة من م.
(7) بوینی: بونی ط.
(8) و ینشو:
و ینشأ ط.
(9) بیلاموداس: سلامود لیس ب؛ سلابوداس د؛ سلامودمیس م
(10) و بیوا: و بیوم
(11) تیطوس: منطوس ط؛ أنطوس م
(12) آخر: أخری د، ط.
(13) بربیداس: برنیداس م
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 72
الحمأة مثل المسمی «1» قسطروس «2». و من السمک ما یبیض فی ناحیة البحر، لیست بتلک المخصبة «3»، فی السنة مرة، و فی ناحیة أخری مخصبة «4» فی السنة مرارا. و الذی یسمی ستینا «5» من جملة ما لا قیا «6» فإنه یبیض فی کل زمان، و یکون تمام وضعه فی مدة خمسة عشر یوما، و یتبعها «7» الذکر نافخا زرعه علی بیضها. و بیضها صلب جدا و إنما یسبح «8» منها دائما زوج.
و السفانج «9» یسفد فی الشتاء، و یبیض فی الربیع، و فیما بین ذلک یعشش لبیضه، و کأنما «10» بیضه ثمرة جوز «11» صغیرة. و یکون بیضه کثیر العدد. و رأس ذکرانه أطول من رأس إناثه. و تحضن الأنثی بیضها، فیمسخ «12» لحمها لقعودها عن الطعم.
و أکثر الحیوان البحری الخزفی فإنه یبیض ربیعا و شتاء، إلا ما کان من القنافذ البحریة مأکولا فإنه یکون ممتلئا بیضا فی کل وقت، و خصوصا عند تبدر القمر، و الأوقات الحارة؛ إلا ما یکون فی ناحیة برینوا «13» فإنه لا یبیض إلا شتاء. و تکون صغار الجثث «14» مملوءة بیضا. و أکثر الطیر الوحشیة «15» تلد مرة، و الخطاف مرتین. و أما طائر یسمی فطوقوسی «16» فیبیض مرة و لم ینقرض الشتاء فیفسد بیضه، ثم یبیض «17» أخری فیفرخ «18».
و الطیر الذی یستأنس و یرتبط فی الدور فإنما «19» یلد مرارا کثیرة إلا فی وقت صمیم الشتاء، و ذلک کالحمام و الدجاج «20». و أقول أیضا: إن الحمام إذا وجدت دفئا و علفا باضت فی صمیم الشتاء. و من الحمام «21» أصناف لا تستأنس البتة. و الطیر الذی «22» یشبه الحمام من جهة جنسها أصناف ثلاثة: فإن أعظمها الدّلم «23»، و هو ذکر القطا؛ ثم الفاختة و أصغرها الطرغلة «24». و أجود فراخ الحمام ربیعتها «25» و خریفتها؛ و أما الآخران فردیئان.
______________________________
(1) المسمی: المسماة ب، د، سا، ط
(2) قسطروس: فسطروس م
(3) المخصبة: المحصنة م.
(4) محصبة: محضنة ط؛ محصنة م
(5) ستینا: ستیا سا.
(6) مالاقیا: ملاقیا م
(7) و یتبعها:
و یتبعه ط.
(8) یسبح: ینتج ب، د.
(9) و السفانج: و البسفانج ب، د، سا، م
(10) و کأنما:
و کأنها ط.
(11) جوز: جوزة د، سا، ط، م.
(12) فیمسخ: فیتمسخ ب؛ فیفسخ ط.
(13) برینوا: بروینواب، سا؛ بروینوس د، م.
(14) الجثت: الجثة ط
(15) الوحشیة:
الریشیة م.
(16) فطوقوسی: بطونوس ب؛ فطووس د؛ فطوفوس سا، م
(17) یبیض:+ مرة سا
(18) فیفرخ: و یفرخ د، سا، ط، م.
(19) فإنما: فإنها ب، د، سا، م.
(20) و الدجاج: و الدراج م.
(21) و من الحمام ... یشبه الحمام: ساقطة من د
(22) الذی: التی ط.
(23) الدلم: الدم م.
(24) الطرغلة: الطوغلة طا
(25) ربیعتها و خریفتها: ربیعها و خریفها د، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 73

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی مثل ذلک و یشیر إلی حال الزرع و المنی‌

و اعلم أن أول زرع ما یراهق من الحیوان یختلف، فإن أعلق لم یقو بل أضعف- و أصغر، و خصوصا «2» فی الناس فی أول ما یحتلمون «3»، و حینئذ یبتدئ بتغیر أصواتهم و بتغیر سحناتهم «4»، و یتشببون و ذلک فی القرب من تمام أسبوعین. و أعلق المنی و أجوده ما یمنونه فی تمام الأسبوع الثالث، و لا یظهر لغیر الإنسان احتلام، و ربما تغیر الصوت فیها.
و صوت الطاعن فی السن و صوت الذکر أجهر، إلا فی البقر و الإبل فإن الإناث أجهر صوتا. و صوت الرماک «5» و الحجورة «6» أصفی، و إن کانت أحدّ. و البقرة الثنی «7» و الثور الثنی «8» و المهر الثنی تسفد، و العنز و الکبش الحولی یسفد، و الخنزیر الذی له أربعة أشهر یسفد.
و تضع الخنزیرة عند ستة أشهر و فی بعض البلدان لا تسفد إلا بعد عشرة أشهر، و تکون إجراؤها «9» جیادا إلی ثلاث سنین. و الکلب یسفد من ثمانیة أشهر إلی سنة، و أطول حمل الکلبة واحد «10» و ستون یوما، و لا تضع قبل ستین. و مهر الثنی أضعف، و من الخیل ما ینزو بعد ثلاث سنین، و کل ما «11» کان بعد ذلک إلی عشرین سنة فهو أجود و أقوی، علی أنه ینزو إلی ثلاث و ثلاثین سنة، لأن الفحل ربما عاش فی الأکثر إلی خمس
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) و خصوصا: خصوصا ب، م
(3) یحتلمون:
یحلمون م.
(4) سحناتهم: سجیاتهم سا.
(5) الرماک: [الرمکة: الأنثی من البراذین، و الجمع رماک و رمکات و أرماک (اللسان)]
(6) الحجورة: [الحجر: الفرس الأنثی، و الجمع أحجار و حجورة (اللسان)]
(7) الثنی (الأولی): الثنیة د، سا
(8) و الثور الثنی: ساقطة من د، سا، ط، م.
(9) إجراؤها: جراوها م.
(10) واحد: أحد ب، د، سا، ط.
(11) و کل ما: و کلما د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 74
و ثلاثین سنة. و ربما عاشت الرمکة أکثر من أربعین سنة. و قد شوهد فرس ذکر عاش خمسا و سبعین سنة. و الحمار یعلق من ثلاث سنین إلی ثلاثین سنة، و لا یعلق ما دون ثلاث سنین «1» أو سنتین و نصف. و الرجل إلی سبعین و المرأة تحبل إلی خمسین.
و أما العام الغالب فللرجل «2» ما بین خمسین إلی ستین و للنساء «3» إلی خمس و أربعین سنة، و الشاة إلی ثمانی سنین، فإن أحسن تعهدها فإلی إحدی عشرة سنة. و ما یولد من «4» المسان و خصوصا من «5» مسان الخنازیر فهو ردی‌ء. و الخنزیر «6» إنما یولد الخنانیص الجیاد إذا نزا بعد السبع، و أکثر نزوه بعد السبع. و الخنزیرة البکر تضع خنانیص صغارا. و المسنة لا تلد إلا فی الفرط، و ذلک بعد خمس عشرة سنة، و أجود و لدعا الشتوی و أردأها الصیفی، فإنها عجاف ضعاف. و ینشط الخنزیر للسفاد عند الصباح. و الکلاب تلد إلی ثمانی عشرة.
و أما الفیل الذکر فینزو «7» بعد خمس و ست و إلی أن یسن، و إذا وضعت الفیلة لم تحمل إلی ثلاث سنین، و لا یقربها الذکر و هی حبلی، و مدة حملها سنتان و تلد واحدا فی کل بطن.
و الإبل و الخیل و الحمیر تحمل اثنی عشر شهرا.
ثم ذکر أصنافا من حیوان الماء: طائفة منها تتولد من الحمأة، و أخری تتولد من الرمال. و قد یتولد أیضا من الطحلب الرملی الحمائی و هو الشی‌ء الذی یشبه الصوف الأخضر بعض تلک الحیوانات و یسمی نبتا، و فیما بینها حیوان صغیر یظن أنه سائسها و المحامی علیها و یشبه العقورین «8» أو صغار السراطین.
و بالجملة «9» فإن أکثر الحیوان الخزفی یتولد من الحمأة، و یختلف بحسب اختلاف الحمأة، و من اختلاف الرمل. و للحمائی اسم و للرملی اسم و ذلک بالیونانی. و یتولد أیضا فی شقوق الصخور جنس، و یتولد من کل واحد منها و من رطوباته جنس. و بعض هذه لا تبرح مواضعها «10»، و بعضها یموت إن برحت بالقسر. و من جملتها حیوان حار المزاج
______________________________
(1) سنین:+ و نصف ط.
(2) فللرجل: و الرجل م
(3) و للنساء: و النساء م
(4) سنة: ساقطة من د، سا، ط.
(5) من: ساقطة من ب، د، سا، م.
(6) و الخنزیر، فالخنزیر د، سا، ط.
(7) فینزو: فهو ینزو سا.
(8) العقورین: العفورین د.
(9) و بالجملة فإن: و إن م.
(10) مواضعها: موضعها ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 75
جدا یسمی نجما «1» و إذا ابتلع شیئا تهرأ «2» من ساعته فی بطنه کأنه مطبوخ مرتین. و من أصناف السراطین الصغار ما یتولد أیضا من الأرض، و یستبدل خزفه عند الاسنان.
و قد تتولد حیوانات تدخل أجرام الأصداف، و تأکلها، و تفسدها، و تستکن «3» فی أصدافها مبثوثة. و قد تتولد حیوانات غیر الخزفیات من غیر توالد، مثل الإسفنج فی شقاق الصخور. و کذلک الأفتیدا «4»، و ما کان منه «5» فی العمق «6» فیلزم الصخرة، و ما کان منه فی الملموسات «7» فینتقل «8» لیرعی. و قد یکون عند ملصق «9» الإسفنج حیوان کالعنکبوت یقال له حافظ الشاء «10» لا یزال فاغرا حتی یبلغ حیوانا.
و أصناف الإسفنجات ثلاثة: واحد سخیف متخلخل، و الآخر صفیق، و الثالث دقیق سفیق «11» قوی جدا. و کذلک «12» ما یوجد مملوة حمأة. و له حس لمس لا محالة، و لذلک «13» ینقبض فی یدی من یقطعه عن ملصقه، و یفعل مثل ذلک عند هبوب الریاح المموجة.
و ربما حدث فی جوفه دود، و إذا قطع «14» رعی فضلات جسمه «15» صغار «16» السمک، و إذا تبرأ منه جزء نبت. و اللحی منه ألین، و الذی یناله البرد و الریح أصفق و أصلب؛ و الحر المفرط یعفنه و یفسده. و أحسنه حالا فی نفسه ما علی الصخر النابت فی قعر قریب.
و ما دام حیا غیر مغسول فهو أسود اللون. و یلتصق بالصخر من تفاریق من أجزاء بدنه «17»، و یمتد علی جانبه الأسفل غشاء صفاقی. و ما یلقی الأرض من حده «18» السافل أکثر مما لا یلقی. و تکون مجاریه الفوقانیة مغلقة «19»، إلا خمسة أو ستة یظن بعض الناس أنها مداخل طعمه. و منه جنس یسمی غیر مغسول، صفیق جدا، و مع ذلک مجاریه واسعة، و یشبه خلقه رئة، و بینه و بین غیره خلاف فی اللون، لأنه أسود لجوهره، و سائرها أسود للحمأة.
______________________________
(1) نجما: لحما ب
(2) تهرأ: تهری ب، سا، م.
(3) و تستکن: و تسکن ط.
(4) الأفتیدا: الأفتدا ط
(5) منه (الأولی): ساقطة من سا، م
(6) العمق: الغصون ب، د، م.
(7) الملوسات: الملموسات ب
(8) فینتقل، فینقل ط
(9) ملصق: ملتصق سا، م.
(10) الشاء: الشیاء د، م.
(11) سفیق: صفیق ب، م
(12) و کذلک: و لذلک د، سا. م
(13) و لذلک: و کذلک ب.
(14) قطع: قطف د، طا
(15) جسمه: جسمیة م
(16) صغار: الصغار ط.
(17) أجزاء بدنه: أجزائه م.
(18) حده: جسده ب، ط.
(19) مغلقة: متعلقة د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 76
و الحیوان المسمی فارابوا «1» یحمل عن «2» السفاد ثلاثة أشهر، ثم یبیض بیضا کالعنقود بقرب الذنب، بل فی الوسط بینه و بین الصدر فی کلتا «3» الناحیتین، و یتکلف وضع البیض بإشالة الذنب إلی عضو له غضروفی، یحاول بذلک عصر البیض و ضغطه لیندفع إلی ذلک «4» العضو، فمنه مخرج البیض، و یعظم ذلک العضو عند الولاد «5».
و أما الستینا فیضع بیضه فی حمأة و غشاء، و یحضنه عشرین لیلة، فیصیر مثل شی‌ء «6» مجتمع متراکم ملتصق بعضه ببعض، ثم یکون من البیض فارابوا «7» فی خمس عشرة لیلة.
و قد یتولد فارابوا «8» من بیض حیوانات أخری. أقول: یشبه أن یکون فارابوا «9» شیئا کالدود و یتکون «10» من الحیوانات «11» أو منه الحیوانات.
______________________________
(1) فارابوا: مارانوا ب، فارانوط
(2) عن: علی م.
(3) کلتا: کلی ب؛ کلتی د؛ کلام.
(4) ذلک (الثانیة): لذلک د
(5) الولاد: الولادة د.
(6) شی‌ء: ثدی د، سا، طا.
(7) فارابوا:
مارانوا ب؛ فارانوط.
(8) فارابوا (الأولی): مارانوا ب؛ فارانوط
(9) فارابوا (الثانیة): مارانوا ب؛ فارانو ط.
(10) و یتکون: یتکون ط، م؛
(11) الحیوانات (الثانیة):+ تمت المقالة الخامسة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن د؛+ تمت المقالة الخامسة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 77

المقالة السادسة من الفن «1» الثامن من جملة الطبیعیات «2»

الفصل الأول (ا) فصل «3» فی بیض الطیر و تفریخها و تشریح البیض «4» و الفرخ «5» و أول ما یتخلق‌

الدجاج الکبیر الجثة یبیض أکثر من الصغیر الجثة، و إلی ستین بیضة «6». و نوع من الدجاج ینسب إلی أدریانوس «7» الملک، و هو دجاج مطاول الجثة «8»، یبیض کل یوم و هو عسر الخلق قتول لأولاده «9». و ربما کان من الدجاج ما یبیض فی الیوم مرتین، و من الدجاج ما یتلفه «10» کثرة البیض. و الحمام الوحشی و الفواخت و الأطرغلّات و ما یشبهها فإنها تبیض فی السنة مرتین. و الحمام الأهلی ربما باض عشر مرات و ذوات المخلب «11» تبیض فی السنة مرة، و أکثر ما تبیض أربع بیضات، و ربما زاد. و أما القبج و الدرّاج و الطیهوج «12» و التدرج فإنها تبیض بین الحشائش و الکلأ، و کذلک الحمرة و العصفور الملحن أظنه القنبرة.
و بعض الطیر یبیض فی الحجارة «13». و الطیر المعروف عند الیونانیین بالکحلی «14» فإنه یعشش من الطین «15» فوق الشجر، کما یعشش الخطاف علی «16» ترکیب السلسلة. و الهدهد یأوی
______________________________
(1) من الفن ... الطبیعات: ساقطة من ب، م؛ فصلان د (ثم تذکر نسخة د عنوانی الفصلین)؛ منه تشتمل علی فصلین ط
(2) الطبیعیات:+ فصلان سا.
(3) فصل: فصل ا ب؛ الفصل الأول د، ط.
(4) و تشریح البیض: و البیض د
(5) و الفرخ: و الفراخ ط.
(6) بیضة:
بیضا د، سا، ط، م.
(7) أدریانوس ط
(8) الجثة: الحلقة سا.
(9) لأولاده:
لأولادها ب، د، ط، م
(10) یتلفه: یثقله ط.
(11) المخلب: المخالب ب.
(12) و الطیهوج: و التیهوج ط. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 77 الفصل الأول(ا) فصل فی بیض الطیر و تفریخها و تشریح البیض و الفرخ و أول ما یتخلق ..... ص : 77
(13) الحجارة: الجمارة ط
(14) بالکحلی:
الکحلاء ط.
(15) الطین: الطبق م
(16) علی:+ سبیل م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 78
الشقوق فی الحیطان و الصخر و یبیض فیها من غیر تعشیش «1»؛ و قوقی أیضا شبیه بذلک.
و صنف من الطیر لا یبیض إلا فی ما قصر من الشجر.
و لجمیع البیض الذی للطیر قیض و غرقئ و بیاض ومح. ومح بیض «2» الطیور «3» المائیة و الشطیة أکثر من البیاض. و من البیض «4» ما هو أبیض کبیض القبج و الحمام، و منه «5» تینی کبیض طیر «6» الماء و طیر الشطوط، و منه أرقط منقط و هو الأعرم مثل بیض مالاأعریداس و قاسانی «7»، و منه أحمر مغرّی «8» مثل بیض کنجریش «9» أظنه النّحام «10». و من البیض محدد الطرف و منه مستعرض الطرف. و أسبق طرفی البیض إلی الخروج هو الأبتر، المستعرض. و البیض المؤنث هو المطاول المحدد الطرفین، و المذکر «11» هو المجتمع المستدیر الکال «12» الطرفین. و قد یتحضن البیض من تلقاء نفسه إذا وجد مدفأ تفقأ عن فرخه. و أهل مصر یحضنون فی الزبل. و کان رجل خمّیر لا یبرح مجلس شربه «13» حتی یفرخ بیضا کان یجمعها تحت بساطه المستدفی.
و منی الطیر أبیض کمنی غیرها. و الأنثی تقبل المنی بقرب حجابه، فیکون أبیض، ثم یشقار إلی الدمویة و التینیة «14» و یربو و یثخن «15»، ثم یتمیز التینی «16» محاطا «17» به فی البیاض إلی آخره. و بیض الریح لیس مما ینسب إلی بقیة «18» سفاد، فإن الفراریج التی لم تسفد قط و فراخ الإوز التی لم تسفد البتة کثیرا ما تبیض. و بیض الریح أصفر و أرطب و أقل لذة طعم، و لا یستحیل عن بیاضه و صفرته و عن تینیة «19» فیه «20» عند الحضانة و إن طالت. و الطیر «21» الذی
______________________________
(1) تعشیش: أن یعشش سا.
(2) بیض: ساقطة من م
(3) الطیور: الطیر د؛ طیور م.
(4) و من البیض: ساقطة من د
(5) کبیض .. و منه: ساقطة من ب، د سا، م.
(6) طیر: طائر سا.
(7) و قاسانی: و ماسانی ب
(8) مغری: مغربی ط
(9) کنجریش:
تنحریس ب، م؛ کنحرس د
(10) النحام: اللجام م [النحام: طائر أحمر علی خلقة الإوز، یقال له بالفارسیة سرخ آوی (لسان للعرب)].
(11) و المذکر: و الذکر ب.
(12) الکال: الکان د؛ الکامل سا.
(13) شربه: الشرب ب.
(14) و التینیة: و التبنیة ط
(15) و یربو و یثخن: و یربو أو یثخن ب، د، سا م
(16) التینی: التبنی ط
(17) محاطا: مخلطا سا؛ مخاطا ط.
(18) بقیة:
هیئة ط؛ ثقله م.
(19) تینیة: تبنیة ط
(20) تبنیة فیه: تبنیته م
(21) و الطیر: و من الطیر د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 79
یبیض بیض الریح هو الدجاج و القباج و أصناف الحمام و الطاوس و الإوز «1» و طیر یسمی سیسالونفس أی هو طائر کأنه مرکب من الإوز «2» و النعام. و مدة تمام الحضانة فی الصیف أقصر منه فی الشتاء، فإنها «3» فی الصیف إلی ثمانی «4» عشرة لیلة، و فی الشتاء إلی خمس و عشرین «5» و بعض الذکور «6» أشد لزوما للحضانة، و الإناث ألزم و أعصی لمن یزعجها عنها.
و أکثر بیض الریح ربیعی جنوبی، و إذا «7» طرأ علیه سفاد نقله إلی الإیلاد. و لذلک «8» فإن «9» نزوع الشبه «10» یتغیر علی البیض السفادی لطروء سفاد آخر «11» علیه. و بیض الشباب «12» أکبر حجما، و البکر «13» بیضه صغیر «14» ثم یزداد حجما. فإذا «15» حیل بین الباضة و الحضانة سلمت «16». و الدجاج و کثیر من الطیر یغشاها عند السفاد اقشعرار و انتفاض «17». و الحمامة «18» تنتفض من ذنبها و تمیلها «19» إلی داخل. و من الطیر ما یأخذ حینئذ «20» شظیة خشبة فی فمها و خصوصا الدجاج و الوز یمعن فی السباحة بعد السفاد. و بیض الدجاج یدرک فی عشرة أیام و ما قرب منها «21». و زمان بیض الحمام دون ذلک، لکن الحمامة «22» تقدر علی مدافعة الطلق أیاما، و ذلک عند اختلال عشها «23» و انکسار ریشها انکسارا یحول بینها و بین الامتیار «24» أو عند إصابة مرض إیاها. و الحمام یقبل بعضها بعضا. و أقول «25»: أنا أتوهم أن ذلک لیس تقبیلا بل زقا، کأن بعضها یتقرب إلی بعض بالزق. علی أنی لا أحقق هذا أیضا «26». و قال «27»: هذه «28» المعاملة «29» تسبق «30» السفاد فی أکثر الأوقات و إذا عدمت الذّکران الإناث تعاملت بذلک «31» و نزا بعضها علی بعض. و بیض الشباب أسرع إیلادا
______________________________
(1) و الإوز: و الوز د، سا، ط.
(2) الإوز: الوز د، سا، ط.
(3) فإنها: فإنه د
(4) ثمانی: ساقطة من ط.
(5) و عشرین:+ لیلة د، سا، ط، م
(6) و بعض الذکور: الذکر ب؛ و بعض الطیر سا، ط، م.
(7) و إذا: فإذا م
(8) و لذلک: و کذلک د، سا، ط، م.
(9) فإن:
ساقطة من ط
(10) الشبه: ساقطة من سا
(11) آخر: ساقطة من م
(12) الشباب: الشاب ط.
(13) و البکر: و للبکر د، ط
(14) صغیر: صغیرة د، ط
(15) فإذا: و إذا د، سا، ط.
(16) سلمت:
سئمت ط، م
(17) و انتفاض: أو انتفاض ط
(18) و الحمامة: و الحمام ط.
(19) و تمیلها: و تمیل م
(20) حینئذ: ساقطة من سا.
(21) منها: ساقطة من سا
(22) الحمامة: الحمام ب.
(23) عشها: عشبها ط.
(24) الامتیار: الاحتیاز ط
(25) و أقول: أقول م.
(26) أیضا: ساقطة من ط
(27) و قال: قال: م
(28) هذه: فهذه؛ ساقطة من د
(29) المعاملة:
المقابلة د
(30) تسبق:+ إلی م.
(31) بذلک: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 80
و تفریخا «1» فإنه یتبین «2» شی‌ء یستحیل إلی التخلق «3»، و یستبین فیه بعض التشکل فی ثلاثة أیام، دون بیض المسان. أول ما یأخذ «4» البیض فی التفریخ فإن الصفرة تمیل إلی الطرف الحاد، و یتنقط القلب نقطة حمراء دمویة ذات نبض و اختلاج و حرکة کالتنفس، و یتشعب منها مجریان عرقیان فیهما دم جامد، أحدهما إلی الصفاق الذی یشتمل علی الفرخ، فینسج «5» حینئذ صفاق من لیف أحمر یجلل «6» البیاض، و الآخر إلی الصفرة. ثم یتمیز البدن و الرأس و العینان منتفختین «7»، ثم تستویان و تضمران. و إنما یتم من أعضاء الفرخ الشطر الأعلی أولا فیکون ابتداء الجبلة من «8» البیاض و غذاؤه من الصفرة، فإذا تمت عشرة أیام تمیزت الخلقة کلها. و أکبر ما فیه رأسه و عیناه مثل حبتی باقلی «9» سوداوان یشفان عن رطوبة باردة بیضاء لامعة فی الشمس. و یصل بین «10» القلب و العین أحد العرقین، و إنما هو بالحقیقة و اصل بین القلب و الدماغ. و من قرب العین ترجع عروق إلی الصفاقین اللذین أحدهما علی البیاض و الآخر علی الحمرة، و قد ترطبت الصفرة جدا، فتکون هذه ثلاثة عروق: عرق ذو شعبتین و عرق آخر یأتی الصفاق المجلل للفرخ فإذا «11» بدأ الفرخ ینشأ نجد الصفرة قد اقتسمت «12» بالرفق إلی الطرفین، و توسط البیاض أو رطوبة ما «13»، و مالت الصفرة السافلة إلی لون البیاض. فإذا تمت عشرة أیام لم یبق إلا البیاض، و بعد ذلک یلزج و یغلظ، و یصیر إلی التینیة. و هذا الصفاق غیر الصفاق الذی «14» هو الغرقئ، و إن کان الغرقئ مشتملا علی الفرخ و الرطوبة، لکن الفرخ متمیز «15» بصفاق خاص من الرطوبة، و تحت الفرخ الصفرة التی أتاها عرق من العروق «16» المذکورة «17». و أما بعد العشرین فیتم شعره، و ربما صاء «18» بعضه إن مس بعنف، و إذا کسرت عنه البیضة وجد «19» رأسه تحت یمین الصفاق علی جانب المراق تحت الجناح کأنه نائم یختلج و ینتفخ. و بعد
______________________________
(1) و تفریخا: أو تفریخا ب
(2) یتبین شی‌ء: متی د؛ متبین سا
(3) التخلق:
التخلیق ط.
(4) یأخذ: یؤخذ ط.
(5) فینسج: فینتسج م.
(6) یجلل: مجلل ب، ط، م.
(7) منتفختین: منفتحتین ط.
(8) من (الأولی): عن ط.
(9) باقلی: باقلا ط.
(10) بین:
من م.
(11) فإذا: و إذا ط.
(12) اقتسمت: انقسمت م.
(13) رطوبة ما: الرطوبة ط.
(14) الذی: ساقطة من م.
(15) متمیز: یتمیز ط.
(16) العروق: ساقطة من د، سا، م
(17) المذکورة: المرکوزة م.
(18) صاء: ضاء سا؛ ضاع ط؛ صار م
(19) وجد: وجدت م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 81
العاشر «1» یظهر الصفاق المحیط «2» بالرطوبة داخل الصفاق الأکبر ظهورا بینا، و یلی الصفرة التی عند إحدی «3» العینین، و الصفاق الثانی المحیط بالصفرة التی تلیها العین الأخری.
و مبدأ الصفاقین من القلب و من العرق الأعظم و تکون السرة الممتدة إلی المشیمة متبرئة «4» عن الفرخ، و الصفاق الآخر الذی علی الصفرة متعلقا بالفرخ لاصقا بالمعی الداخل الدقیق. و فی هذا الوقت ما یجتمع فی بطن الفرخ فضلة «5» صفراء من عند الملح «6» بقدر یعتد به. و ربما انقذف بعضه إلی الصفاق الخارج، و یکون بیضا، ثم لا یزال یتغیر ما فی البطن أیضا إلی أن لا یبقی فیه محیة «7». و قد تبیض الدجاجة «8» بیضا ردیا لا یفرخ بالحضن.
و من العجائب التی رأیت بخوارزم أمر البیضة اللماعة، التی ذکرت صفتها فی بعض الکتب السالفة، و لا یبعد أن یکون ذلک لعفونة حدثت «9» بها «10». و ربما باض «11» الطائر بیضة ذات صفرتین، بینهما صفاق، أو متلاصقتین «12».
و ذکر فی التعلیم الأول دجاجة باضت ثمانی عشرة بیضة، کل بیضة ذات صفرتین و تنفقص عن فرخین، إلا ما کان فاسدا فی الأصل، و إن «13» من الدجاج ما ذلک یکون «14» دیدنه، و یکون أحد الفرخین أعظم. و الحمامة «15» و ما یشبهها فتبیض بیضتین، و أکثر ذلک ثلاث بیضات، و لا یخرج فوق فرخین، و إذا عرض للبیض الأول فساد باضت جدیدة تتلافی ما فرط. و کذلک أقول: إن کثیرا من الطیر إذا اقتنصت فراخها قبل الطیران نشطت «16» لسفاد جدید «17».
و الحمامة تبیض بیض الفرخ للذکر «18» أولا، ثم تبیض للأنثی فی الیوم الثانی. و الذکر
______________________________
(1) العاشر: العاشرة ط، م
(2) المحیط: المختلط ط.
(3) إحدی: أحد ط.
(4) متبرئة: مبتدئة ط.
(5) فضلة: فضلته د، سا. ط، م
(6) عند المح: غذا المح د؛ غذاء المح سا؛ غذاء أملح ط.
(7) محیة: محیته ط
(8) الدجاجة:+ أیضا ط.
(9) حدثت:
حدث ب، د، سا، ط
(10) بها: لها م
(11) باض: باضت م.
(12) متلاصقتین: متلاصقین م.
(13) و إن: فإن م
(14) یکون: ساقطة من د، سا، م.
(15) و الحمامة: و الحمام سا، م.
(16) نشطت: تنشط سا
(17) لسفاد جدید: للسفاد الجدید ط.
(18) للذکر: للذکور د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 82
من زوجی الحمام و ما أشبهها یحضن شطرا من النهار، و الأنثی تحضن باقی النهار و اللیل أجمع، و تتولی کسر البیض و فقصه بعد عشرین، ثم یتناوبان فی إدفاء الفراخ أیاما إلی أن تستغنی. و الأنثی أحذق «1» فی تعهد البیض و الفراخ. و ربما باضت الحمامة فی السنة اثنتی عشرة مرة.
و الفواخت تتسافد و تبیض علی ما زعم بعضهم عند تمام ثلاثة أشهر، تحمل البیض أربعة عشر یوما، و تحضنه أربعة عشر یوما. و تطیر الفراخ عن الوکر طیرانا یعتد به بعد «2» أربعة عشر یوما. و زعم بعضهم أن الفاختة تعیش أربعین عاما. و الحجل یعیش ست عشرة سنة و أکثر من ذلک قلیلا.
و الرخمة تبیض فی رعون الجبال و قللها بمعزل عن الطریق، فلا یعثر علی عشها إلا بالفرط «3». أقول: إن عششها «4» قد تری کثیرة «5»، لکنها تکون بحیث لا یتسلق إلیها متسلق. و لخفاء «6» معاشه «7» و أوکاره «8» بیونان ما ظن سوفسطائی من الأولین أنه لا یأوی بلاد یونان، بل ینتقل إلیها، و أنها ربما تبع العساکر منها جمع کثیر وارد بغتة. و العوام تتشاءم به.
و العقاب یبیض ثلاثا، و یحضن اثنتین «9»، و تضیع الثالثة، علی ما زعم بعضهم. لکنه قد شوهد فی عشه ثلاثة فراخ. و إذا اتفق ذلک صفق الثالث «10» بجناحیه «11» و نحاه من الوکر «12» استثقالا لعول ثلاثة من فراخه. فإنه فی ذلک الوقت یکون أضعف ما یکون، لأنه یذهب أوقاته فی الحضانة و تربیة الأولاد، فتفوته کفایته من الصید. و مع ذلک فیشارکه فیه غیره، فلذلک یکون فظا علی أولاده، و خصوصا صنف یقال له برعرغوس «13». و السود
______________________________
(1) أحذق: أحرص ب.
(2) بعد: ساقطة من ب، م.
(3) بالفرط: فی الفرط م
(4) عششها: عثها ط
(5) کثیرة: کثیرا ط.
(6) و لخفاء: و لخفی ب
(7) معاشه: معاشها ط
(8) و أوکاره: و إن کان د، سا، م؛ و أوکارها ط.
(9) اثنتین: اثنین ط.
(10) الثالث: الثالثة م
(11) بجناحیه: بجناحه م
(12) من الوکر: کما یکون م؛ ساقطة من د، سا.
(13) برعرغوس:
بدعوعوس ب؛ برعوس د؛ بربرعوس سا؛ برعرعوس ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 83
من العقبان «1» أسمح أخلاقا و أرأف بأولادها. و أما فرخ «2» العقاب الذی یطرده، فیتکفل به طائر یقال له فینی.
و حضانة اللقوة «3» و سائر عظام الطیر ثلاثون یوما، و حضانة الوسط الجثة کالحدأة و البزاة عشرون یوما. و بیضه «4» اثنان، و فی النادر ثلاث؛ و کذلک الغراب؛ و نوع من هذه یسمی أعولیدس «5»، ربما «6» باض أربع بیضات. و ذوات المخالب إذا أنست القوة من فراخها طردتها بالکره. و قد بلغنی من الثقاة أن الفراخ حینئذ تلزم الوالدین سنتین لتسترقهما «7» و تشارکهما «8» فیما تصید «9»، فلا یزالان یراوغان حتی یهربا من «10» الأولاد، و یطلبهما الأولاد.
و یکون ذلک سببا لوقوعهما فی الخریف إلی حدود قاصیة. و أما الغداف «11» فإنه «12» یتعهد فراخه بعد الإطارة حینا، و ربما زقتها فی الهواء طیرانا. و ذکر طیرا یسمی کوحکس «13» یشبه البازی إلا فی مخلبه و رأسه، فإنه کالحمام و إنما یشبهه بلونه و طیرانه، و له بدل التخاطیط السود التی علی البازی نقط سود، و قد یظن بعض «14» الناس أنه یتغیر منه أو إلیه البازی، فإنه یظهر عند ما لا یظهر البزاة، و لم یر له فرخ البتة، و هذا مما یبعد. و قد عاین بعض الناس بازیا یأکل کوحکس «15». و هو یبیض فی عش «16» غیره- بعد أکل بیض «17» صاحب العش- بیضة أو بیضتین. و إنما یبیض فی عش أولانس «18»، و ذلک یرب فراخه و یتعهدها «19».
أقول: إن فی بلاد ماوراء النهر و بلاد خراسان أیضا طائرا یقال له أیضا کبوک، و یقال له ببخاری بانکون، و صوته یحکی قول القائل کبوک «20» المؤلف «21» من نغمتین: الأولی
______________________________
(1) العقبان: العقاب ب
(2) فرخ: فرخة د، سا، ط.
(3) اللقوة: اللقلق ب؛ «اللقوة: العقاب الخفیفة السریعة الاختطاف و جمعها لقاء و ألقاء (لسان العرب)».
(4) و بیضه: و بیضته ط.
(5) أعولیدس:
أعولیذس د؛ أغولیدسی ط؛ أعویدس م
(6) ربما: و ربما ب.
(7) سنتین لتسترقهما:
تسترقهما ب، د، سا، م.
(8) و تشارکهما: و شارکهما ط
(9) تصید: تصیبه سا
(10) من: عن ط.
(11) الغداف: الغدفان ب
(12) فإنه: فإنها ب.
(13) کوحکس: لوجکش م.
(14) بعض:
ساقطة من د، سا، ط، م.
(15) کوحکس: کوجکس ب؛ کرکس ط؛ لوجکش م
(16) عش: عشی ط
(17) بیض: ساقطة من ط.
(18) أولانس: أولالنس د؛ أولاس ط
(19) یتعهدها: یتعهدها سا، م.
(20) کبوک: کنوک ب
(21) المؤلف: المؤلفة ب، د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 84
منهما حادة، و الثانیة ثقیلة، و إیقاع الأولی کب حادة، و إیقاع الثانیة بوک ثقیلة، و کذلک «1» إیقاع الأولی بان، و إیقاع الثانیة کون؛ و البعد بینهما قریب من الطنینی «2» أو أزید منه قلیلا، و ربما فعل کالقهقهة. و هذا الطائر أصغر من البازی کثیرا و هو فی قدر باشق کبیر، یشبه الباشق فی لونه الفاختی إلی الخلنجیة، و فی قده «3» و طیرانه ما خلا رأسه و منقاره و مخلبه فإنه حمامی، بل رأسه أکبر من رأس الحمام. و هذا الطائر صنیعه «4» هذا الصنیع، فإنی قد «5» رأیت فرخه «6» فی عش العصفور الذی یأوی الآجام فتعجبنا من ذلک، ثم رأیت ببلدة جرجانیة خوارزم فی بستان کنت أنزله فرخ هذا الطائر فی عش العصفور الصغیر «7» جدا الذی لا أصغر منه، الذی یعشش أکثر الأمر فی شجر الورد و السّرو، و العرمض «8»، و یصیح صیاحا ملحنا «9» مؤلفا من نغم کثیرة، لکنه کان عشش هناک علی شجرة الفرصاد، فذکر لی بعض أصحابی أن فی عش هذا العصفور الصغیر «10» فرخا کبیرا مثل فرخ الحمامة و أن هذا العصفور الصغیر یزقه و یربیه، و استبعدت «11» ذلک «12» و تخیل لی أن هناک عشین متجاورین، فمضی صاحبی و نقل ذلک الفرخ إلی ما بین یدی، و هو معروف عندی بأنه فرخ أی طائر هو بقده و لونه الخلنجی و منقاره و غیر ذلک «13»، فلم یوضع الفرخ «14» بین یدی حتی طار إلیه العصفور یشنع تشنیع العصافیر المقصودة فی فراخها، و لا یزال یرفرف حوله. فلما خلینا عنه وقع العصفور الصغیر أمامه، فتقدمت برده «15» إلی العش، فارتدت العصفور إلیه هادئة. فلا یبعد أن یکون الطائر المذکور هذا هو ذاک، إلا أنه لیس فی قد البازی، فلعل الذی فی بلادنا أصغر، أو لعله طائر آخر. و یرجف فی بلادنا أن هذا الطائر عاهر یطؤه کل طائر، و لیس کذلک، بل إنما یتهافت علیه الطیر، فیما أظن،
______________________________
(1) و کذلک: و لذلک ب
(2) الطنینی: طنین د، سا؛ الطنین ط، م.
(3) قده: قدره ط.
(4) صنیعه: صنعه ط.
(5) قد: ساقطة من ط
(6) فرخه: فراخه م.
(7) الصغیر:
و الصغیر م.
(8) و العرمض: المعترض ب، د، سا، م؛ (العرمض: من شجر العضاة لها شوک أمثال مناقیر الطیر و هو أصلبها عیدانا. أیضا صغار السّدر و الأراک (لسان العرب)».
(9) ملحنا: ملیحا طا.
(10) الصغیر: ساقطة من ط.
(11) و استبعدت: فاستبعدت د، سا، ط، م
(12) ذلک: ساقطة من ط.
(13) و غیر ذلک: ساقطة من م
(14) الفرخ: ساقطة من ط.
(15) برده:
ترده ب، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 85
متهارشة «1»، لأنه یأکل بیض الطیر و یزاحمها فی العششة، و یترک «2» فراخها کلا علیها، فهی تستشعر منها نکرا «3» استشعارا طبیعیا غریزیا.
قال: و فراخ البزاة تسمن و تکون لذیذة الطعم جدا، و جنس منها «4» یعشش کالرخم.
و الطیور تتناوب ذکرانها و إناثها فی الحضانة ما خلا الدجاجة و الأوز «5» الأنثی فإنها تلزم الحضانة.
بنات الماء تبیض علی شطوط النقائع فی سترة «6» من العشب لتقوی الحواضن «7» علی الحضانة و علی إصابة الطعم من قریب. و القباج تتقاسم البیض فیما بین الذکران و الإناث، فکل «8» یحضن ما یحضنه «9»، فإذا تفقأت البیض حضن کلّ ما فقأه، لکن الذکر یسفد منذ «10» أول ما تطیر فراخه.
و الطاوس یعیش «11» خمسا و عشرین سنة، و یبیض بعد الثالث من سنیه «12»، عند ما ینتقش لونه، و یتم ریشه. و یبیض فی السنة مرة واحدة اثنتی عشرة بیضة فی أیام، ثم «13» یحضنها «14» ثلاثین یوما؛ و ربما «15» أخل منها «16» یوما و ربما «17» یومین و أکثر «18». و الطاوس یلقی ریشه مع سقوط ورق الشجر، و ینبته اللّه «19» مع «20» ابتداء نبات «21» الورق.
و الدجاج قد یحضن بیض الطاوس و بیض البط و غیره، و إنما یختار الدجاج لحضانة «22» بیض الطاوس فی أکثر الأمر و إن «23» وجدت الطاوسة البائضة «24»، لأن الطاوس الذکر یعبث بالأنثی «25» و یشغلها «26» عن الحضانة؛ و ربما انفقص «27» من تحتها «28»، و لمثل «29» هذه العلة تغیّب کثیر «30» من الإناث محاضنها «31» عن ذکرانها. و لا تقوی الدجاجة علی أکثر من بیضتی طاوس «32»، و یتعهد «33» الدجاج حینئذ «34» بتقریب العلف منها.
______________________________
(1) متهارشة: متهرشة د، سا، ط
(2) و یترک: فیترک ب.
(3) نکرا: مکرا ب، د.
(4) منها: ساقطة من ط.
(5) و الأوز: و الوز ط.
(6) سترة: تسترة ط
(7) الحواضن:
الحضانة سا.
(8) فکل: و کل ط
(9) یحضنه: یحضه ط.
(10) منذ: ساقطة من م.
(11) یعیش: یطیر م
(12) سنیه: سنینه ط.
(13) ثم: ساقطة من ط.
(14) یحضنها:+ فی سا
(15) و ربما (الأولی): ربما ط
(16) منها: ساقطة من ط
(17) و ربما (الثانیة): فربما أخل فیها ط
(18) یومین و أکثر:
یوما أو أکثر د.
(19) اللّه: لم ترد فی د، سا، ط
(20) مع: ساقطة من م
(21) نبات: إنبات د.
(22) لحضانة: بحضانة ط
(23) و إن: إن م
(24) البائضة: الباضة م؛ ساقطة من ب، ط.
(25) بالأنثی:+ حینئذ د
(26) و یشغلها: و حینئذ یشغلها م
(27) انفقص: ساقطة من سا
(28) تحتها:
تحت د، سا، ط، م
(29) و لمثل: و بمثل د.
(30) کثیر: کثیرا ب، د
(31) محاضنها: محاضنتها ط.
(32) طاوس: الطاووسی د
(33) و یتعهد: و یتعاهد د
(34) حینئذ: حینئذ أیضا د، ط؛ أیضا سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 86

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی سفاد السمک و بیضها «2» و تولیدها و کلام فی سفاد الحیوانات الماشیة و تولیدها

بیض السمک لا تختلف ألوانها فی البطن الواحد، و تکوّنها علی نحو تکوّن فراخ الطیر فی الصفاقات و المشیمة، ما خلا أن أحد العرقین المذکورین لا یکون فیه، و هو الذی یمتد إلی الصفاق الذی «3» تحت القشر، بل الذی إلی الصفرة. و لا یکون هناک من الفضلات التی للفرخ أیضا، و لکن تکون هناک رطوبة بیضاء «4» بدل التینیة التی کانت فی بیض الطیر. و یظهر الکبد هناک فی الوسط.
و ذکر أن الکلاب البحریة تبیض أولا فی الباطن ثم ینتقل «5» بیضها من فوق إلی أسفل و یلد حیوانا. و فی أرحام عالاموی «6» عند ما یمتلئ بیضا شیئان کثدیین أبیضین.
و کذلک رحم المسمی بجالیوس «7» ذی الشوک فإنها ینتقل لبیض فیها «8» إلی ناحیة هذین العضوین و یصیر فرخا. و یشبه أن یکون هذان الثدیان کجانبی رحم.
قال «9»: و تکون الذکورة فی الیمنی و الأنوثة فی الیسری، و ربما اجتمعا «10» فی جنبة واحدة. و أما نارقی «11» و هی «12» السمک الرعادة التی «13» تخدر ید من یمسها «14» و تخدر ید حامل الشصّ إذا وقعت فیه «15»، فإنها «16» ربما کان فی جوفها قریب من ثمانین فرخا.
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) و بیضها: و بیضتها ط.
(3) الذی (الأولی):
التی ط؛ ساقطة من سا.
(4) بیضاء: بیض ط.
(5) ینتقل:+ من م.
(6) عالاموی:
عالاموبی م.
(7) بجالیوس: بجالییوس ط
(8) فیها: فیه ط.
(9) قال: ساقطة من سا
(10) اجتمعا: اجتمعتا ط.
(11) نارقی: نارقا د، سا، م؛ أرقا ط
(12) و هی: فهی ط
(13) التی:
ساقطة ط
(14) من یمسها و تخدر ید: ساقطة من م.
(15) فیه: فیها ط؛ منه م
(16) فإنها: فإنه ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 87
و السلاسی تفرخ ستة أشهر تباعا عند الشط فی الدف‌ء. و الذی یسمی الحمی «1»، یبیض فی الشهر مرتین. و الذی یسمی کلبا بحریا، فإنه یلد مرة «2». و الرعادة «3» تلد فی الخریف، و الثعلب البحری و الکلب البحری و المسمی قاضة «4»، فکل ذلک مما یبیض ثم یفرخ فی باطن «5». و یشبه أن لا یکون هذا الکلب البحری مما نعرفه نحن من الکلاب المائیة، بل عسی أن یکون جنسا من السمک.
و الدلفین تحمل عشرة أشهر، و یتم عظم ولدها بعد عشر سنین، و تلد صیفا فقط «6»، و ربما غاب فی اللج ثلاثین یوما لا یظهر و معه إجراؤه، فهو متحنن علیها، و ربما عاش ثلاثین سنة؛ عرف ذلک من مراعاة واحد منها «7» مبتورا «8».
و أما قوقی فیضع علی البر «9» واحدا «10» إلی ثلاثة. و لأنثاه ثدیان ترضع منهما، و تلد کل وقت، و إذا أتی علی أولادها اثنا عشر یوما استدعتها إلی الماء فی الیوم مرارا تعودها السباحة. و عظامها غضروفیة، فلذلک لا یهلکها إلا ضربة تقع علی الصدغ. و صوته کصوت البقرة «11».
و جمیع السمک القشری بیاض، و کذلک جمیع الأملسی «12» خلا الأنکلیس. و إذا باضت فی أماکن اعتادتها «13» و أعدتها، سلمت عن «14» البوالع «15»، و لو لحق «16» البیض السمکی زرع الذکر کله و تم «17» الملحوق منه ذلک لبلغ عدد السمک مبلغا عظیما. و کذلک حال اللین الخزف مما یبیض.
و من السمک ما «18» ینشق بطنه فینقذف منه البیض، ثم یلتئم. و أکثر السمک یبیض مرة؛ و کذلک السمک النهری «19» و النقائعی. و لکنها لا تفرغ من البیض دفعة، بل فی
______________________________
(1) الحمی: النحمی ط.
(2) مرة:+ واحدة سا
(3) الرعادة: الرعاد سا.
(4) قاضة: باضیة ب؛ قاصیة د، سا؛ قاضیه م.
(5) باطن:+ أقول سا.
(6) فقط: ساقطة من م.
(7) منها: منهما ط
(8) مبتورا: مثبورا ط؛ مستور م.
(9) البر: الأکثر ب
(10) واحدا: الواحد د.
(11) البقرة: البکرة د، سا، طا، م.
(12) الأملسی: الأملیسی ب، م.
(13) و أعدتها: فاعدتها م
(14) عن: علی ب، د، سا، م
(15) البوالع: التوابع ب؛ البوالغ سا، م
(16) لحق: أحق سا؛ ألحق م.
(17) و تم: ثم سلم د، سا، ط؛ ثم م.
(18) ما؛ مما ط.
(19) النهری: النحری ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 88
أیام متوالیة؛ و لا الذکر یمج زرعه دفعة. و صنفان من سمک البحر: أحدهما یقال له قونة تیس «1» تبیض خمس مرات أو ست مرات، و الآخر یقال له حلقیس «2» یبیض ثلاث مرات.
و الصغار الجثث تبیض عند أصول القصب، و بعضها «3» عند أصول الخلاف، و بعضها فی الطحلب و العرمض. و الفرفیر «4» یتوالد فی الطحلب أو یتولد. و ربما لزمت الکبیرة من السمک «5» سمکة صغیرة لزوم سافد، و ربما کان الذکر مقیما عند البیض یحفظها و ذلک فی «6» صنف واحد یسمی موبرتیرس «7»، و صنف آخر یحفظ کل بیض مجتمع و یسمی انکلاس «8»، و الأنثی منه منصرفة لا تشغل «9» به. و بعض البیض بطی‌ء النشو «10»، و ربما «11» بقی أربعین أو خمسین «12» یوما. و بعضها و خصوصا بیض الصغار سریع «13» النشو «14»، یفرخ عن ثلاثة أیام. و الأنکلیس لا یوجد فی بطن ذکرانه زرع، و لا فی بطن إناثه بیض، و لا یتولد عن سفاد، بل یتولد عند الأمطار فی النقائع. و قد یوهم الدود الموجود فی بطنها أنها الشی‌ء الذی یتکون هذا الصنف منه، و لیس کذلک، بل تکونه من ذاته. و ربما کان من العلق المسمی معاء الأرض قد امتحن ذلک، و ذلک إذا مطرت تلک الأرض التی فیها هذا الدود، و وقف علیها ماء. و ربما نضب الماء و بقی «15» طحلب فیتولد «16» فیه «17» سمک یسمی زبدا، و الأنکلیس أیضا. و قد یتولد فی الحمأة الباقیة بعد النضوب سمک کبیر کثیر حرکة «18» الریاء من الزبد الذی علی الماء إذا مطر، و قد یتولد عنه «19»، و لا یکون البتة إذا قلت الأمطار. و قد «20» یلد «21» صنف من السمک صنفا آخر فیعتزله. و السمک یختلف فی زمان السفاد، و فی مدة الحمل، و فی زمان الوضع؛ و آخر ما یضع «22» هو المسمی سیقال «23».
______________________________
(1) قونة تیس: فینتی ب؛ قونة عیش د؛ فوقة م
(2) حلقیس: حلعیس م.
(3) و بعضها (الأولی): و بعضه ط.
(4) و الفرفیر: و القرقر ط.
(5) السمک: السمکة د، سا، ط، م.
(6) فی: ساقطة من م
(7) موبرتیرس: موبرترسی ب؛ موبرتیبرس ط آخر+ یسمی م
(8) انکلاس: انکلاسی ط؛ انکلانیس م.
(9) لا تشغل: لا تشتغل ب، دسا؛ و لا تشتغل م
(10) النشو: النشور ب؛ النش‌ء م
(11) و ربما: ربما ب، د، سا
(12) أو خمسین: خمسین ب، د، سا، م.
(13) سریع: صغر م
(14) النشو: النش‌ء ط، م.
(15) و بقی: و بقیت ب، د، سا، ط
(16) فیتولد: فیولد د، سا، م
(17) فیه: فیها ب، د، سا، ط.
(18) حرکة: ساقطة من سا.
(19) سمک ... عنه: ساقطة من د.
(20) و قد: فقد سا، ط، م
(21) یلد: یولد ب.
(22) ما یضع:+ منها د، سا، ط، م
(23) سیقال: سیقاله ب؛ میقال ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 89
و الضفدع «1» من أصناف السلاسی، یبیض کثیرا فیهلک، و یضع بیضه علی الشط، و سائره یلد، و یختلف أیضا فی مدة البلوغ. و البنّی سریع النشو. فهذا ما قاله فی السمک.
و أما الحیوانات الأخری، فإن ذوات الأربع منها التی تسفد فی السنة مرة؛ فقد «2» تسوء أخلاق «3» ذکرانها، مثل الخنازیر البریة؛ فلذلک تتقاتل، و تستعد لذلک بالتلطخ بالطین و التجفف و المعاودة؛ تبتل بالماء «4» و تتمرغ فی التراب «5». و الثیران و الکباش و الجمال و الفیلة تزعر أخلاقها و تتقاتل، و کذلک الذئاب و الأسود. فإن لم تتقاتل، فلأنها «6» لا تتجاور. و الکلاب أقل من ذلک سوء خلق؛ لأنها تسفد فی السنة مرارا، علی أنها ربما تهارشت؛ و إذا «7» اجتمع علی کلبة کلاب کثیرة صبر بعضها علی بعض «8» مرة، و تقاتلت مرة، فإذا تعاظلت لم یقصد الذکر المعاظل بسوء.
أقول: و ربما و ثبت الکلاب الذکورة «9» التی تتبع الکلبة المستحرمة علی من وجدته من الناس و کان فیه «10» خطر.
قال «11»: فأما «12» الإناث فتسوء أخلاقها عند رضاع «13» الجراء، و خصوصا الدبة و الکلبة.
و أهل الهند یحولون بین الفیل و بین النزو، فإنه إن نزا عصی عصیانا عظیما، و أقبل علی أبنیتهم بالهدم. و أهل الهند یؤدبون الفیلة المستوحشة بالفیلة المستأنسة إذا تعوهدت بما تحبب «14» علیه و تتآلف به. و الرمکة «15» و البقرة یشتد بهما الشبق جدا، و الرمکة إذا ودقت تعرضت «16» بظبیتها «17» للریح تلتذ «18» بنفوذ الریح فیها، و ربما یتولد فی أرحامها من النفخ، و ذلک مما یرکضها رکضا.
______________________________
(1) و الضفدع: الضفدع ط.
(2) فقد و قد ط.
(3) أخلاق: خلاق ط.
(4) بالماء: بماء ط
(5) فی التراب: بالتراب م.
(6) فلأتها: فإنها ط، م.
(7) و إذا: فاذا ب، م.
(8) علی بعض:
لبعض د، سا، ط، م.
(9) الذکورة: المذکورة م.
(10) و کان فیه: و فیه ب.
(11) قال: و قال ط
(12) فأما: و أما د، سا، ط، م
(13) رضاع: رضاء د، ط.
(14) تحبب: یحصب د، سا، م؛ یخصب ط
(15) و الرمکة: و الدیکة د، سا، ط، م (الرمکة: الفرس و البرذونة التی تتخذ للنسل «لسان العرب»).
(16) تعرضت: فعرضت ط
(17) بظبیتها: بطنها ب. ط؛ (الظبیة: الحیاء من المرأة و کل ذی حافر؛ و الظبیة من الفرس: مشقها و هو مسلک الجردان (الجردان: القضیب من ذوات الحافر؛ و قیل: هو الذکر معموما به «لسان العرب»)
(18) تلتذ: تلد ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 90
أقول: و قد سمعت شیخا من المحتشمین «1» ذکر أن حجرا «2» عربیة «3» بالکوفة و دقت فنفرت عن «4» المصلی یوم عید «5» الأضحی أو الفطر، و قد نشبت الریح بظبیتها «6»، فلم تزل تغرق فی العدو حتی حصلت بنواحی الجزیرة فی الیوم «7» الثانی، فإذا «8» بها و قد قطعت ثمانین فرسخا.
و ذکر فی التعلیم الأول أن رکضها یکون إلی الجنوب أو إلی الشمال لا غیر، لا بشرق و لا بغرب؛ و أن الخنازیر هذه سبیلها و تسیل من أرحامها أعنی الخنازیر و الحجورة رطوبة، کما یکون بعد الولاد «9»، یأخذها المدعون للسحر لأعمالهم، و هی کالمنی و أرق منه و یسمونه حیوان الحبل «10»، یسیل قلیلا قلیلا، و یدل علی حال استیداقها مطأطأتها «11» الرؤوس «12» بعضها إلی بعض ملاعبة، و إشالتها الأذناب محرکة إیاها «13» تحریکا متتابعا، و ربما زرقت بولها زرقا متوالیا. و کذلک البقر فی تحریک الأذناب و زرق البول و الشابة منها أسرع استیداقا، و خصوصا الخصیة. و الرمکة یسکن من «14» وداقها جزء ناصیتها، کأن حرکات الناصیة تنشطها للخیلاء و اللعب، و ذلک مما یحرک شهوتها. و ذکورة الخیل لا تسالم الرماک فی المراعی مما لم تشبق، بل یقبل علی طردها فی غیر وقت الشبق. و کذلک الثیران فإذا اغتلمت اختلطت. و الجمل یطرد الفرس عن المرعی. و الحیوانات البحریة أیضا «15» لا تجتمع ذکورتها مع إناثها «16» فی الرعی «17» إلی وقت الهیاج. و البقر و الخنازیر و الکلاب إذا شبقت ورمت أقبالها، و قد تطمث الرماک طمثا یسیرا فی مدد متقاربة ما بین شهرین و أربعة أشهر، و ربما تمادی «18» تأخره إلی ستة أشهر، و للمعز و الضأن «19» قبیل اشتهاء النزو و السفاد.
و یکثر ذلک فی الرماک و الأتن و البقر فی أوان الشبق، حتی یخرج شی‌ء معتد به. و کلها
______________________________
(1) المحتشمین: المتحشمین د؛ المتجسمین سا
(2) حجرا: (الحجر: الفرس الأنثی «لسان العرب»)
(3) عربیة: غربیته ط.
(4) عن: علی د
(5) عید: ساقطة من ب، د، سا، ط
(6) بظبیتها: بطنها ط.
(7) الیوم الوقت ط
(8) فإذا: و إذا ط.
(9) الولاد: الولادة ط.
(10) الحبل: الخیل ب، د، ط؛ الحیل م
(11) مطأطأتها: بمطأطأتها م
(12) الرؤوس:
ساقطة من سا.
(13) محرکة إیاها: متحرکة م.
(14) من: ساقطة من ب.
(15) أیضا:
ساقطة م م.
(16) إناثها: أناثیها م
(17) الرعی: المرعی سا، ط.
(18) تمادی: تأدی سا
(19) و الضأن: و للضأن د؛ و الظان ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 91
یشتد هیاجها «1» عند «2» الاستنقاء «3» من تلک الفضلة. و طلق الرماک أسهل من طلق غیره «4» و لا یستفرغ بعد وضعه دم کثیر، و البلغة «5» لا تطمث البتة، و لکن یخثر بولها فی وقت دون وقت. و بول ذوات الأربع أغلظ من بول الناس، و بول الماعز و الشاء «6» أغلظ من بول التیس و الکبش، و بول الأتان أرق، و بول الراضعة أخثر. و أول لبن البکر قیحی رقیق، فإذا وضعت أخذ «7» فی الاعتدال. و تخصب الماعز و الشاء «8» علی الحمل و تزید فی الأکل، و کذلک ذوات الأربع إلی أن تضع. و الکلبة و الخنزیر تحمل من نزوة «9» واحدة، الکلبة تمتلئ جوانب رحمها بنزوة واحدة، و إذا عجل إنزاء الفحل علی إناث الخنازیر الأهلیة عاودت الهیاج، بل یجب أن تنتظر به «10» ریثما یصدق «11» شبقها، و ترخی آذانها «12». و قد تحمل حملا علی حمل فی ثلاث أو أربع نزوات. قال: و إذا مطرت «13» انتقض «14» حملها.
و عمر غنم الحبشة أکثر من عمر غیرها من الغنم، فإن عمرها قد «15» یمتد إلی ثلاث عشرة سنة، و عمر غیرها یمتد إلی عشر سنین. و الماعز تعیش هناک إلی إحدی عشرة سنة، و فی سائر البلاد إلی ثمانی سنین، و ربما وضع الماعز و الشاء اثنین عند جودة ماء الفحل و خصب المرعی. و یجب أن تکون الغنم عند السفاد متوجهة إلی الشمال فتعلق و تنجب، و الکبش الذی «16» عرقه الذی تحت اللسان أبیض یحبل بأبیض، و الذی عرقه ذلک أسود یحبل بالأسود، و الذی عرقه أشقر یحبل بالأشقر، و المختلف بالأبلق. و الذی یشرب بالماء الملح یقبل النزو قبل غیره. و السنة التی ینشط فیها المسان قبل الشبان فهی دلیلة علی الخصب.
و الکلبة تطمث فی کل أسبوع. یعرف ذلک من تورم قبلها. و لا تقبل السفاد حینئذ، بل فی الطهر، و یهز لها الوضع و الإرضاع. و لبن الکلاب أغلظ الألبان،
______________________________
(1) هیاجها: هیاجه د، سا، م
(2) عند: عندها م
(3) الاستنقاء: الاستقاء م
(4) غیره:
غیرها د، ط.
(5) و البغلة: و البقلة ط.
(6) و الشاء: و الشاة ط.
(7) اخذ: أخذت ب، م
(8) و الشاء: و الشاة ط.
(9) نزوة: بذورة م.
(10) به: ساقطة من د، سا، ط
(11) یصدق:
صدق م
(12) آذانها: أذنایها ط.
(13) مطرت: أمطرت سا
(14) انتفض: انتقص ب، د، سا، م.
(15) قد: ساقطة من م.
(16) الذی (الثانیة): ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 92
و ما یجری مجراها، بعد الأرنب و الخنازیر. و الکلب یشغر بعد ستة أشهر أو ثمانیة أشهر، و ربما اتفق قبل ستة أشهر. و السلوقی یعیش عشر سنین، و السلوقیة اثنتی عشرة سنة. و الذکورة من الکلاب أقصر عمرا لشدة التعب. و لا یسقط الکلب من أسنانه غیر النابین. و المسن منها أقلح الأسنان سودها.
و المسن من الخیل أبیض الأسنان. و إذا اجتمعت الفحولة «1» و البقر «2» فتقابلت «3» کان أسفد. و حملها من تسعة أشهر إلی عشرة أشهر، و ما یوضع «4» قبله یکون «5» ضعیفا، و یضع فی الفرط توأما. و أجود فحولها ابن خمس سنین. و عمر البقر «6» و الثیران إلی خمس عشرة سنة؛ و ربما عاشت إلی عشرین، و قد تزید «7» علی ذلک أیضا «8» بحسب المرعی و الدعة «9» و تبلغ سنتین. و ربما کان ضرع البقر خالیا، فتضع و ترضع فی الوقت لبنا صریحا.
و الرمکة ربما لم یمتلئ رحمها بنزو واحد، و ربما أتأمت «10» الرمکة بفرسین أو بغلین. لکن الأتان «11» یسرع امتلاء رحمها «12».
______________________________
(1) الفحولة: المجولة طا
(2) و البقر: و البقرة م
(3) فتقابلت. و تقابلت ب؛ فتقاتلت طا.
(4) یوضع: یرضع م
(5) یکون: کان ط.
(6) البقر: البعیر ب.
(7) تزید: تتزید ب
(8) أیضا: ساقطة من ط، م
(9) و الدعة: و الرعة ط.
(10) أتأمت: أقامت ط.
(11) الأتان:
الإناث بخ.
(12) رحمها:+ تمت المقالة السادسة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د؛+ و اللّه المدبر بحکمته آخر المقالة السادسة من الفن الثامن من الطبیعیات سا؛+ تمت المقالة السادسة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 93

المقالة السابعة من الفن الثامن «1» من جملة الطبیعیات «2» «3»

الفصل الأول (ا) فصل «4» فی اختلاف الحیوان بحسب المأوی و المطاعم و اختلاف ذلک «5» فی «6» الأعمار «7» و الأخلاق «8»

کما أن من الناس من «9» هو بعد مشاکل للبهائم. و السباع «10» من الحیوان الغیر الناطق کالصبیان إلی أن یعقلوا. کذلک من الحیوان ما هو مشاکل للنبات، لا فی أن له حد النبات فإن هذا لا یمکن، و لا من جهة أن له جزء حد النبات، فإن جمیع الأشیاء التی من مقولة واحدة تتشابه «11» بأنها تتشارک فی جزء الحد، و لکن فی أن له من بین سائر الحیوانات خاصیة، توجد تلک الخاصیة للنبات فقط من ذوات الأنفس مثل لزوم المکان کالإسفنج «12» و الحیوان البحری المسمی بالعیی «13» و جماعة من الأصداف. و هذه لا تخلو عن حرکة إرادیة، و لکن لا تبلغ أن یفارق بها جملة المکان، بل تنبسط و تنقبض فی صدفها. و یختلف أیضا فی القوة و الضعف، و لا بد لها من حس لمس. ثم بعد ذلک فإن درجات الحیوانات
______________________________
(1) من الفن الثامن: ساقطة من ط
(2) من الفن ... الطبیعیات: ساقطة من ب
(3) الطبیعیات:
+ و هی فصلان د (ثم تذکر نسخة د عنوانی الفصلین)؛+ فصلان سا.
(4) فصل: فصل ا ب؛ الفصل الأول د، ط.
(5) و اختلاف ذلک ساقطة من ب و هیئات ذلک د و فی صفات ذلک ط
(6) فی: ساقطة من ط
(7) الأعمار: و الأعمار ط
(8) و الأخلاق: ساقطة من ط.
(9) من (الثانیة). ساقطة من ط
(10) و السباع: و للسباع ط.
(11) تتشابه: متشابه ط.
(12) کالإسفنج: کالغمام ب، د، ط، م.
(13) بالعبی: بالغیی سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 94
تختلف حتی تبلغ درجة أکملها الذی هو الحیوان الناطق. و فیما بین ذلک طبقات الحیوان التی «1» تتولد بالتسافد، و تعتنی بتربیة الأولاد، و تضطرب فی ارتیاد القوت، و یختلف أیضا باختلاف الطعم، و هی مختلفة فی ذلک اختلافها أیضا فی ارتیاد المساکن و المأوی، علی حسب ما سلف ذکره و هو مشهور. و تختلف بالذکورة «2» و الأنوثة، و ربما کانت ذکورة «3» لینة و إلی الأنوثة ما هی «4» و أنوثة کزة إلی الذکورة ما هی، و ربما اکتسبت «5» مشاکلة للإناث بأعضاء.
فأقول «6»: إن البدن قد یستفید من عضو واحد فیه مادة أو کیفیة مطردة تشیع فی جمیعه، فإذا «7» فات ذلک العضو و کان غیر ضروری فی الحیاة، بل فی صلاح الحیاة، قبل أن أفاد فائدته، بقی البدن عدیم ذلک «8» الکمال. و کیف لا یؤثر فقدان الأعضاء و مخالفتها «9» بالکیفیة و الوضع، و أنت تری الخلاف بین الذکر و الأنثی إنما هو بسبب مخالفة الرحم و القضیب فی الوضع و الکیف و الکلام فی الأنوثة و الذکورة؟ و فی هذا مما سنفسره و نقرره بعد.
و من عجائب أحوال الحیوان غلبة بعضها لبعض «10»، و صید بعضها لبعض، و ربما کان الصائد مصیدا «11» بصیده مثل السفانج «12» فإنه یصید الحیوان البحری المسمی فارابوا «13» و یأکله، حتی إنهما إذا صیدا معا فی شبکة واحدة مات فارابوا «14» خوفا من مجاورة السفانج «15».
لکن فارابوا «16» صید «17» عبقری. و عبقریّ لملاسته یزلق عن أطراف السفانج «18» فیعجز السفانج «19»
______________________________
(1) التی: الذی ب، ط.
(2) بالذکورة: الذکورة م
(3) ذکورة: ذکورته سا.
(4) ما هی (الثانیة): ما هو د، سا، م
(5) اکتسبت: التبست م.
(6) فاقول: أقول ط، م؛ ساقطة من د.
(7) فإذا: و إذا ط.
(8) ذلک: ساقطة من م.
(9) و مخالفتها: فی مخالفتها م.
(10) لبعض: بعضا ب.
(11) مصیدا بصیده: مصید مصیده ب؛ یصید مصید د؛ یصید مصیده ط؛ یصیر مصیده طا؛ یصید مصیدة م
(12) السفانج: البسفانج ب، د، سا، م
(13) فارابو: فارابو ط.
(14) فارابوا: فارابو ط
(15) السفانج: البسفانج ب، د، سا، م.
(16) فارابوا: فارابوا ط
(17) صید: یصید ب، د، سا، ط
(18) السفانج (الأولی): البسفانج ب، د، سا، م
(19) السفانج (الثانیة): ساقطة من ب، م؛ البسفانج د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 95
عن صیده بجوارح أعضائه، و عن التشبث به، و هو «1» یخلص بسلاحه «2» إلی جسد السفانج «3» فیثخنه و یأکله. و السفانج «4» یجود تمکنه من جسد فارابوا «5» فیقهره. و جمیع ما لاقیا یأکل اللحم، و فارابوا «6» یصید صغار السمک، و حتی یهجم علیها فی مأواها، و سلاحه زبانیاه بهما یصید «7» و یتناول. و هو حثیث التقدم و حثیث النکوص عند الذعر «8». و جنسه مما تتقاتل «9» بقرونها کالکباش، و ربما تقاتل «10» منها سرب فسرب. و السفانج «11» أکثر صیده من «12» منحلیا «13» یجرحه و یثخنه و یبتلعه. و من طلب السفانج «14» عمد إلی مأوی منحلیا «15».
و کثیر من السمک غذاؤه و عیشه من بیض السمک، فإذا انقرض زمان البیض جاع، و الحیوان البحری المسمی طرغلی «16»، فهو «17» یغتذی من الحلزون و الطحلب و من اللحم وحده. و کثیر منها یعیش من الطحلب و الحمأة و الأزبال. و کثیر من السمک یأکل بعض جنسه بعضا «18»؛ ما خلا قسطربوس «19» فلا یأکل لحما أصلا، و کذلک القیقال «20».
و أما عبقری فیأکل اللحم و السمک، لکن من غیر جنسه. و نوع من القیقال یغتذی کثیرا من مخاط نفسه، فلذلک یقال إنه صائم أبدا. و جنس من القیقال «21» مخاطی و یضطره إثقال المخاط إیاه أن یتبرأ و یضطرب فی اللجة کالمغتسل. و لمخاطیتها لا یأکلها غیرها من السمک فیکثر عددها إلا أن تموت فتتحلل، فحینئذ یأکلها «22» غیرها.
و من أجناس مالاقیا ما یقلب معدته إلی خارج. و الدلفین لا یأکل إلا اللحم.
و نوع من السمک یسمی قوقیس «23» لا یأکل غیر لحم «24» العفوس «25»، و ربما «26» أکل لحم جنسه «27»،
______________________________
(1) و هو: فهو ط
(2) بسلاحه: لسلاحه ط
(3) السفانج: البسفانج ب، د، سا، م.
(4) و السفانج: و البسفانج ب، د، سا، م
(5) فارابوا: فارابو ط.
(6) و فارابوا:
و فارابو ط.
(7) یصید: یصیده م
(8) الذعر: الذکر د.
(9) تتقاتل: یتقابل ب، م
(10) تقاتل:
تقابل م
(11) و السفانج: و البسفانج ب، د، سا، م.
(12) من: عن ط
(13) منحلیا: فنحلیا ب؛ مخلیا سا؛ محل منه طا؛ فنحیلیا م
(14) السفانج: البسفانج ب، د، سا، م
(15) منحلیا: فنحلیا ب، م؛ محل منه طا.
(16) طرغلی: طوعلی د
(17) فهو: و هو ب، د، سا، م.
(18) بعضا: بعضه سا، م؛ ساقطة من د
(19) قسطربوس: قسطرفوس د؛ فسطنوس م.
(20) القیقال: القیفال ب.
(21) القیقال: القیفال ب.
(22) یأکلها: یأکله ط.
(23) قوقیس: قوویس د؛ فرقیس سا؛ قوییس م
(24) لحم: اللحم م
(25) العفوس: العفویس ب؛ العقریس سا؛ العیوس م
(26) و ربما:
ربما م
(27) جنسه: أخیه ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 96
و منها ما یأکل مع اللحم غیر اللحم کالطحلب. و صنف یقال له سارقوس «1» یجتر اجترار البهائم «2». و الدلفین و أنواع من السمک أفواهها فی ناحیة بطنها تستلقی عند الصید، و لو لا ذلک لما سلم منها صغار السمک البتة، لشدة قوة الدلفین و نهمه. و الأنکلیس یغتذی من الحمأة من قرار الماء العذب، فإن تغیر الماء و نبت فیه عشب «3» ردی‌ء کالدفلی «4» خنقه، و کذلک الکدر «5» یخنقه. و بالتکدیر یصاد صناعیا کان أم طبیعیا، و لا «6» یطفو إذا مات. و یعیش فی البر خمسة أیام «7» أو ستة أیام، لا یحتمل برد الماء المفرط و لا قلة الماء، و مدة عمره سبع أو ثمانی سنین. و جمیع الطیر المعقف المخلب «8» یأکل اللحم، و یعجل فی بلعه من کبار الجوارح إلی صغارها.
و قد علم فی التعلیم الأول أسماؤها بالیونانیة. و من الطیر ما یأکل الدود کأصناف من «9» العصافیر و الوصع «10»، عدها «11» و ذکر فیها عصفورة ذات قنزعة أعظم من الجرادة یسیرا، حسنة «12» الصوت و التلحین. و الطیر الذی یأکل الحب، منه ما یأکل الدود أیضا، و منه ما لا یأکله. و من الطیر ما لا یقرب حیوانا «13»، بل یرعی. و من الطیر ما یأکل ما هو مثل البق و الذباب. و الطائران النقاران للخشب المتشابهان إلا فی الحجم ینقران لاستخراج الدود، قال: و هاهنا طائر غیرهما یفعل «14» فعلهما، و هو فی عظم الأطرغلة «15»، أخضر الجسد کله، و له صوت عظیم، و یکون فی بلدة واحدة سماها؛ و آخر رمادی صغیر الصوت.
و من «16» جنس الحمام اللاقط للحب ما لا یظهر شتاء و هو الأطرغلة «17»، و طائر من جنسها یقال
______________________________
(1) سارقوس: سافورس ب، د، سا، م.
(2) البهائم: البریات د، سا، ط، م.
(3) عشب: خشب م
(4) کالدفلی: کالدلفی م.
(5) الکدر: الکرد م
(6) و لا: فلا م.
(7) أیام (الثانیة): ساقطة من ب.
(8) المخلب: ساقطة من د، م.
(9) من: ساقطة من ب، م
(10) الوصع: الوضع ب، سا، م؛ (الوصع و الوصع و الوصیع: الصغیر من العصافیر، و قیل: الصغیر من أولاد العصافیر، و قیل: هو طائر کالعصفور، و قیل: یشبه العصفور الصغیر فی صغر جسمه، و الجمع وصعان (لسان العرب)»
(11) عدها: عندها ب، سا.
(12) حسنة: حسن م.
(13) حیوانا: حیوان ط.
(14) یفعل: یفعله ط
(15) الأطرغلة: أطرغلة ط.
(16) و من: من د
(17) و هو الأطرغلة: و الأطرغلة م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 97
له «1» أناس یقطع إلی بلاد الیونانیین شتاء علی خلاف عادة سائر الطیر «2». و هو أکبر من الحمام، و یصاد عند شربه، و تتبعه فراخه.
و ذکر فی التعلیم الأول فی مثل هذا المکان أصناف «3» من طیر البحر و البر مجهولة، و فیها غراب الماء و هو المکاء. و لیس شی‌ء من طیر الماء یعشش أو یفرخ فوق الشجر.
و جوارح الطیر تأکل جمیع ما تقهره، إلا ما کان من جنسها، فقلما «4» تقصد أکله قصدا.
و معنی قولی: قصدا، أنه «5» قد یتفق للعقاب أن یأکل جارحة، إنما هم بها تخیلا أنه یمسک صیدا فیقصدها لنزع ذلک من یده، فإن وجد صیدا سلبه، و إن أخفق تأدی إخفاقه إلی أکلها نهما. و الجوارح قلما «6» تشرب. و الحیوانات ذوات الأربع التی علی جلودها تفلیس کسام «7» أبرص، فهو یأکل اللحم و العشب. و کذلک الحیة، و هی نهمة، و یقل شربها، و تشتاق إلی الشراب، فإذا شمته لم تملک نفسها، و تأکل لحم بعض الحیوان، و تمتص رطوبة بعض. و کذلک سائر المفلس الجلد. و العنکبوت یمتص «8» الذباب أیضا.
و الحیة تبتلع البیض و الفراخ حیة، و إذا «9» ابتلعت عظما ردته إلی مواخرها، و تقبضت، فلم یلبث «10» أن یتهشم «11». و الحیة و سائر الهوام تعیش مدة طویلة بلا غذاء، یعرف ذلک «12» من شهادة الحوایین «13». و الذئاب و الکلاب و ما یجری مجراها تعاف غیر اللحم، إلا عند التعالج، مثل أکل الذئب للتراب عند ما یشری «14»، و الکلب لبعض الأعشاب عند ما یمغص «15». و الضبع فی عظم الذئب، لکنه کثیر الشعر ذو ناصیة، نباش یأکل الجیف.
و الدب «16» یأکل اللحم من کل حیوان، و یأکل الثمار، و یأکل الحیوانات الصغار کالسراطین و النمل، لأنه و إن کان سبعا فقد یشبه بنعمة بدنه البهائم الأخری، و یصید
______________________________
(1) له: لها ط
(2) الطیر: الطیور ط.
(3) أصناف: أصنافا ط.
(4) فقلما: فلقلما م.
(5) أنه (الثانیة):
أنها ط.
(6) قلما: قل ما ط.
(7) کسام: کالسام د، سا، ط، م.
(8) یمتص: یمص د، سا، ط، م.
(9) و إذا: فإذا د، ط.
(10) یلبث:+ إلی م
(11) یتهشم: یهشم د، سا، م
(12) ذلک:
ساقطة من ب.
(13) الحوایین: الحواس ط.
(14) یشری: یشوی م.
(15) یمغص: یمعض د، سا.
(16) و الدب: و الدبات م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 98
الأیلة عن کمین لا عن إتباع؛ لأن شدة حضره «1» قریب المدی و یستلقی فی مرصد الثور، فإذا «2» رام نطحه شبث ذراعیه بقرنیه، و لا یزال ینهش ما بین کتفیه حتی یثخنه، و ربما مشی یسیرا علی رجلیه. و أقول: إنه لیرمی «3» بالحجارة و یأخذ العصا من الإنسان فیضربه، حتی یتوهم أنه مات، فیترکه، و ربما عاد «4» یتشممه و یتجسس نفسه، و یحب العنب جدا، و یصعد الشجر أخف صعود، و یهشم الجوز بین کفیه تعریضا بالواحدة و صدمة بالأخری، ثم ینفخ فیه فیذرو قشره و یستف لبه.
و أما الأسد فإنه قذر البلع یبلع البضع غیر صابر إلی أن یمضغ فیغص به فیقذفه، و یعود فیه، و یمتلئ امتلاء یثقله فیلزم «5» مفرشه یومین و لیلتین صائما. و لا یجعر إلا فی یومین أو ثلاثة أیام مرة واحدة، و یفارقه شی‌ء صلب جدا یابس لا رطوبة فیه منتن. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 98 الفصل الأول(ا) فصل فی اختلاف الحیوان بحسب المأوی و المطاعم و اختلاف ذلک فی الأعمار و الأخلاق ..... ص : 93
فساه «6» شدید النتن، و کذلک بوله. و یشغر کالکلب، و إذا شق بطنه فاحت منه رائحة شدیدة ثقیلة.
و من حیوان البحر ما یرعی فی الشط لیلا کقوقی. و حیوان آخر عریض الجسد قوی الأسنان إذا عض إنسانا «7» لزمه حتی یسمع خشخشة العظام. و هو غلیظ الشعر. و شرب الحیوان الحاد السن المفلجها خلاف شرب «8» الحیوان «9» المرصص الأسنان. و للدب شرب خاص، و للطیر شرب خاص، فما طال عنقه فإنه إذا «10» تجرع «11» أشال رأسه، ثم عاود «12»؛ و السبب فیه ضیق «13» أعناقها و صعوبة تأدی الماء من تحت إلی فوق فیما طال عنقه. علی أن شرب الطیر مختلف أیضا «14».
الخنزیر مولع «15» بالأصول، و خطمه موافق لکرب الأرض نبشا عن الأصول،
______________________________
(1) حضره: (الحضر و الإحضار: ارتفاع الفرس فی عدوه: و الحضر و الحضار من عدو الدواب (لسان العرب)».
(2) فإذا: و إذا ط.
(3) لیرمی: یرمی ط.
(4) عاد: عاود د، سا، ط، م.
(5) فیلزم: فیلزمه ب.
(6) و فساه: وفاؤه ط؛ و فساؤه م.
(7) إنسانا:
الإنسان ب.
(8) شرب: ساقطة من سا
(9) الحیوان (الثانیة):+ الحاد السن ط، م.
(10) إذا:
ساقطة من ب
(11) تجرع: فزع ب، م؛ جرع د، سا
(12) عاود: عاد د، سا، ط، م.
(13) ضیق: أضیق م.
(14) أیضا: جدا سا.
(15) مولع: یولع ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 99
و یسمن فی ستة أیام، و خصوصا إذا أجیع ثلاثة أیام. و بعضهم یسقیه یوما، ثم یعطشه أیاما، و ربما بلغ بها سبع. و جمیع الحیوان «1» یسمنه الجمام، و الخنزیر یسمنه التمرغ فی الطین، و یشبه أن یکون السبب فیه سد ذلک لمسامه. و الخنزیر یقاتل الذئب عداوة. و أما البقر فیسمنه ما فیه نفخ، مثل الکرسنة و الباقلاء «2» و الشعیر و الثمار الحلوة. و ربما شق طرف منه و نفخ فیه فعاون ذلک علی تسمینه. و الشمع المسخن یلین قرون العجل حتی یمتد تحت الید کیف شئت، و تدهین قرونها بموم أو زیت «3» أو زفت یحمی أرجلها عن الوجع، فإن المشی یوجعها.
و البقر یتأذی بالبرد. و إذا حرم علی فحولتها و إناثها السفاد نموا مفرطا. و أما الخیل و البغال و الحمیر فیسمنها الشرب. و البقر یشرب من الصافی، و الخیل و الجمال إلی الکدر أمیل. و الخیل تکدر الماء الصافی بالحوافر ثم یشرب، أقول: یجب أن یجرب هذا.
و الجمال تقوی علی الرّبع «4» و تعیش «5» علی العشر «6». و الفیل لا یعلف علی «7» رضاه «8»، بل یقتصر به علی سبعة أمداد «9» بالمقدونی «10». قال: و قد شرب الفیل اثنی عشر کیلا بالمقدونی.
و قد شرب «11» عشیة ذلک الیوم ثمانیة أکیال أخری. و قد عاش بعض الجمال مائة سنة.
و أما الفیل فقد ذکر بعضهم أنه عاش مائتی سنة «12»، و زعم بعضهم أن منه ما عاش أربعمائة سنة.
______________________________
(1) الحیوان: الحیوانات سا.
(2) و الباقلاء: و الباقلی د، ط، م؛+ و من د، ط، م؛+ و من بین سا.
(3) زیت: بزیت ب.
(4) الربع: [الرّبع: الظّم‌ء من أظماء الإبل، و هی أن تحبس الابل عن الماء أربعا ثم ترد الخامس (لسان العرب)]
(5) و تعیش: و تقسر د، سا، م.
(6) العشر: العشیر م؛ (العشر: ورد الابل الیوم العاشر (لسان العرب)
(7) علی:
ساقطة من ب، د، سا، م
(8) رضاه: وضاه د.
(9) أمداد: (المدّ: ضرب من المکاییل و هو ربع صاع، و هو قدر مد النبی صلی اللّه علیه و سلم؛ الجوهری: المد: مکیال و هو رطل و ثلث عند أهل الحجاز و الشافعی و رطلان عند أهل العراق و أبی حنیفة (لسان العرب)
(10) بالمقدونی:
بالمقدوی د؛ بالمعدوی سا، م؛ بالمغددی ط.
(11) و قد شرب: و یشرب د، سا، ط؛ قال و قد شرب الفیل و یشرب م.
(12) سنة: عام ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 100
و الغنم ترابط علی المخصب لا تنتقل «1»، و تحب الرعی من الورق و أطراف الشجر.
و الغنم یسمنها السقی، و الملح یخصبها و یسلمها «2» و یعین علی شرب کثرة الماء بالتعطیش «3».
و إذا أطعمت «4» الراضعة منها ملحا در لها لبن وافر. و علفها بعد الإجاعة «5» یسمنها شدیدا.
و إذا سقیت «6» فی الخریف «7» ماء مشمولا کان أوفق من المجنوب «8». و رعی العشی «9» أجدی علیها.
و إذا رکبها الثلج و الصقیع بقی علی القوی أکثر، لأن الضعیف ینتفض و یضطرب جزعا «10».
و راعیة الجبال ألذ طعما من راعیة الغیاض «11»، و عریضة «12» الألیة تحتمل الشتاء أکثر من طویلة «13» الألیة. و یشبه أن یکون ذلک، لأنه ترکی المنصب و شمالی الأصل. و جعد الوبر جزوع «14» علی القر، و المنسوج من جزّة ما أکل الذئب منه یولد علی لا بسه قملا. و کل ما له من المحزز أسنان فهو نهاش، و ما لیس «15» له أسنان فهو مصاص من رطوبات الحیوان و الطل علی النبات و غیر ذلک، و منه ما «16» یتطعم لیطعم.
______________________________
(1) لا تنتقل: لا تستقل د، سا، ط، م.
(2) و یسلمها: و یسمنها ب.
(3) بالتعطیش:
بالتعطش ط؛ بالعطش م.
(4) و إذا .... لإجاعة: ساقطة من د.
(5) أطعمت: أطعم سا، ط، م.
(6) سقیت: استقیت ط
(7) الخریف: الخروف م
(8) المجنوب: الجنوب م
(9) العشی: العشاء م.
(10) جزعا: جذعا ط.
(11) الغیاض: القیاض ط
(12) و عریضة:
و عریض د، سا، ط، م
(13) طویلة: طویل د، سا، ط، م.
(14) جزوع: جذوع ط.
(15) و ما لیس: و لیس م.
(16) ما: ساقطة من ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 101

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی معنی الفصل الذی تقدم و فیه إشارات إلی أمراض الحیوانات‌

إن من الحیوان «2» قواطع و أوابد. و من الأوابد ما یلزم مأواه الصیفی کالحمام، و منه ما یفارقه إلی مأوی شتوی مدفئ فی البقعة بعینها کالفواخت و الغربان. و القواطع منها ما یقطع فی الشتاء إلی قرب و إلی بقعة و هدیة دفیئة، و منها ما یختار فی الصیف المراوح و الروابی و ینتقل فی الشتاء إلی الأغوار و السهولة. و من القواطع ما یبعد مدی السفر «3» مثل طیر یطیر من شرقی الجنوب إلی غربی الشمال، کالکراکی فإنها تأخذ من بلاد المشرق إلی «4» البلاد التی یکون بها خلق من الناس قصار القامات صغار الجثث قامة کل واحد منهم ذراع، و ذلک حق و لیس «5» من المختلقات و الخرافات «6»؛ و إلی منبع النیل أیضا.
و منها ما یصیف بالجنوب و یشتو بالشمال فیکون سفرها «7» عرضا.
أقول: إنه قد جرب «8» و عرف أن طیر الماء یقطع من الهند ربیعا إلی البحیرة بیامیان «9» دفعة واحدة، و الدفعة الأخری من یامیان إلی نقائع «10» مرو، ثم یتفرق من هناک، فمن أخذ إلی ماوراء النهر و إلی بحیرة خوارزم، و من أخذ إلی بحر طبرستان و من متجهه «11» إلی «12» جهة أخری.
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) إن من الحیوان: و من الحیوانات د، سا؛+ ما م.
(3) السفر: الشقة د.
(4) إلی: و إلی د، سا، م.
(5) و لیس: لیس د، سا
(6) و الخرافات: و لا الخرافات سا.
(7) سفرها: سفره سا، ط.
(8) جرب:+ العادة د
(9) بیامیان: بیامان م.
(10) نقائع: بقایع د، سا.
(11) متجهه: متجه ب، سا، م.
(12) إلی: ساقطة من د، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 102
قال: و الکراکی تسافر کخیط واحد، یقودها رئیس. و القطا تسافر جملة منتشرة.
و من السمک ما یقطع من بحر إلی بحر، أو من لجة «1» إلی شط «2»، أو من شط «3» إلی شط؛ و منه ما یأبد. و تخصب کل طائفة عند الانتقال من حر إلی برد أو برد إلی حر.
و إذا هم قطیع من الطیر بالقطع تصایحت «4» منذرة بما تصنع، لئلا یغبر منها غابر.
و من الطیر ما تقوی علی ریح دون ریح کالدراج، فإن الجنوب ترخیه و الشمال تقویه، فلذلک یختار لصیدها هبوب الجنوب. و من الطیر ما له شبه «5» الأذنین من الرأس کالبومة و غیرها «6». و منه نوع «7» یقال له علوفس محاک یرقص أمام الراقص و الضارب. و الطائر الهندی الذی یسمی اسطاحر «8» له لسان کلسان الإنسان، و یهیجه شرب الشراب «9» إلی السفاد، و هو محاک للکلام «10». أقول: إنه لا یبعد أن یکون الببغاء و السمک الشطی أطیب لحما من اللجی، و أصح لطیب المرعی. ثم عد أصنافا من السمک منها لجیة فقط، و منها شطیة، و منها مترددة، و قاطعة من بحر إلی بحر، و ذکر ما یعرض لها، و أنها متی تصاد و متی لا تصاد، و أنها متی تهجر مأواها و محاضنها «11» و موالدها.
قال: و من الحیوان ما یلزم مأواه شتاء کأصناف المحززات. و أما المفلس الجلد کالحیات و التماسیح فإنها تلزم مجاثمها «12» أربعة أشهر من الشتاء لا تطعم شیئا. و الحیات تعشش خلا الأفعی فإنه «13» یأوی إلی طی «14» الحجارة. و من السمک ما یعشش، و منه «15» ما یلزم عشه وقتا دون وقت. و الأمطار تؤثر فی إظهار بعض السمک دون بعض، کذلک «16» حالها مع الطیر أیضا. و ربما أظهر المطر سمکا لم یعهد مثله، و طیرا لم یعهد «17» «18». و الحدأة من الطیر الذی «19» یغیب فی الشتاء أیاما یسیرة.
______________________________
(1) أو من لجة: أو لجة ب، د، سا، م
(2) إلی شط (الأولی): ساقطة من د
(3) أو من شط: او شط ب، د، سا، م.
(4) تصایحت: تطابحت ط.
(5) شبه: شبیه ط.
(6) و غیرها: و غیره ب، سا، م
(7) نوع: ما ط، م.
(8) اسطاحر: اسطاخر ط
(9) الشراب: الماء ب.
(10) للکلام: للإنسان سا.
(11) محاضنها: محاضنتها د، ط.
(12) مجاثمها: مخابیها ب.
(13) فإنه: فإنها سا
(14) طی: بطن ب
(15) و منه: و منها د، سا.
(16) کذلک: و کذلک د، سا، ط.
(17) یعهد (الأولی): یعرف سا
(18) مثله ... یعهد: ساقطة من سا.
(19) الذی: التی ب، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 103
أقول: هذا یختلف فی البلاد. و لیس من الحیوان ذوات الأربع ما یغیب فلا یظهر إلا القنافذ و إلا الدببة «1» فإنها تنحجز مدة و لا تظهر و لا تطعم «2»، و تکون فی غایة السمن فی ذلک الوقت، و فی غایة الکسل. و فی ذلک الأوان تضع إناثها. و لم تصد دب حامل إلا فی الندرة، فإنها تقضی حملها و هی فی التواری. و أقل انحجازها أربعون یوما، و قد یمتد أشهرا، فإذا برز الدب، بدأ بأکل اللوف، یفتق به معاه و شهوته.
أقول: إن السبب فی الجوع التحلل، و سبب التحلل قلة فی المادة، ورقة و سخافة من الجلد، و قوة من الحار الغریزی المحلل، و الحرکة، و الحار الهوائی. فإذا نقص شی‌ء من هذا فکثرت «3» الفضول فی البدن لشدة النهم، و غلظت، و کثف «4» الجلد، و آل الحرکة سکونا، و برد الهواء و بقی محلل واحد، أمکن «5» أن لا یبلغ تحلیله الإجاعة، بل لا یجاوز الهضم الجید، فیسمن، و لا یذبل، و یستمر به ذلک إلی حین. و یکون هذا للدب عند ما أفرط امتلاؤه فی وقت الفواکه و الصیف، و یختص به لعلة دوام شبعه و کثرة نهمه.
و هذا مما یقل اتفاقه، فإن بهائم ذوات الأربع لیس بها «6» نهم مفرط، و لا تمتلئ دفعة، و لا تنال من اللحمان، و هی التی «7» یکثر غذاؤها. و السباع عیشها من الصید لا غیر، و من اللحم، و ذلک مما لا یکثر جدا. و أما هذا فیفعل الفعلین جمیعا، فیمتلئ من اللحمان، و یمتلئ من الثمار و غیرها، مما یولد فضولا کثیرة. و له قوة علی صعود الأشجار.
ثم بدنه ثقیل و لیست «8» حرارته شدیدة مثل حرارة کثیر من السباع حتی تحلل «9» تحلیلها «10».
و لا یبعد «11» أن تمتلئ وقتا من الأوقات فضولا کثیرة تعاف معها الطعام أصلا، و یثقلها، و خصوصا إذا اقترن به «12» شدة شد البرد و قبضه عن الحرکة، فتعرض للدب الخاصیة التی لا تعرض «13» لغیره. و هکذا «14» أیضا حال ما یشبه الدب من بعض أجناس الفأر و القنافذ.
______________________________
(1) الدببة: الدبة سا، ط، هامش ب
(2) تطعم: تتطعم د، سا.
(3) فکثرت: و کثرت ط م؛+ من هذا د
(4) و کثف: و کثفت ط.
(5) أمکن: و أمکن م.
(6) بها: لها ب.
(7) التی: الذی ط.
(8) و لیست: و لیس سا، م
(9) تحلل: تحل ط؛ ساقطة من سا
(10) تحلیلها: تحللها سا.
(11) و لا یبعد: فلا یبعد د، سا، ط، م.
(12) به: ساقطة من ط، م.
(13) لا تعرض: تعرض ب، م
(14) و هکذا: هکذا ب، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 104
و بالجملة تکثر فیها الرطوبة التی هی البلغم الطبیعی الذی هو «1» نصف دم، أی دم غیر نضیح، و الذی من فوائده فی أبدان الحیوان، کما ستعلم، أنه یکون عدة لوقت فاقة البدن إلی الغذاء إذا أعوز الغذاء «2». فلو کثر هذا جدا لم یحتج البدن إلی الغذاء «3»، و ربما کان مثل ذلک للناس فی حال الصحة.
و أما الحیات فلشدة صلابة أجسامها و کثرة حارها «4» الغریزی، یبقی حارها الغریزی إلی حین لا یتحلل «5». و جمیع الحیوان المفلسة الجلود اللینة الخزف لا کالسلحفاة، فإنها و إن کانت مفلسة الجلد فهی خزفیة الجلد، فإنها تسلخ آخر ما علی جلدها کالقشر و الغرقئ «6». و الحیات أشد سلخا له، و إنما یسلخ ما یسلخ فی ابتداء الربیع عند ما یصحر «7» و کذلک فی «8» الخریف. و لم یصدق من قال: إن من الحیات ما لا ینسلخ «9» جلده. قال:
و أول التسلخ إنما یبتدئ من الحملاق «10»، فإذا بدأ «11» غطی السلخ عین الحیة حتی تستعمی.
و یستمر التسلخ فی العین إلی الرأس، و یتم فی یوم و لیلة. و کذلک «12» حال المحززات «13»، و جمیع ما یطیر مما لجناحه «14» غلاف، مثل الجعلان فإنها أول ما تتولد و تنشو «15» تسلخ جلدها.
و الجراد و الصّرار أول ما یکون «16» یکون دبا «17»، ثم ینسلخ «18»، و یخلص من مسالخه و هو رطب، فتجمع «19» الشمس جثته و تنشف بلّته. و إلی ذلک الوقت یلزم قضبان الشجر، ثم یأخذ یطیر؛ و هذه أیضا فإنها تسلخ بعد السلخ الأول، و بعد الطیران.
و من الحیوان البحری فإن فارابو «20» و اسطاقو «21» یسلخ جلده ربیعا و خریفا و بعد ما یبیض
______________________________
(1) الذی هو: التی م.
(2) إذا أعوز الغذاء: ساقطة من د
(3) الغذاء (الثانیة): ساقطة من د.
(4) حارها الغریزی (الثانیة): ساقطة من ط.
(5) لا یتحلل: لا محلل م.
(6) و الغرقئ: و کالغرقئ د، سا، ط.
(7) یصحر: «أصحر المکان: أی اتسع (لسان العرب)».
(8) فی: ساقطة من ط
(9) لا ینسلخ: لا یسلخ د، سا، م.
(10) الحملاق: «حملاق العین: باطن أجفانها الذی یسوده الکحل. و قیل: الحمالیق من الأجفان ما یلی المقلة من لحمها (لسان العرب)»
(11) بدأ: بدئ ب.
(12) و کذلک: ساقطة من ب
(13) المحززات: المخرزات ط.
(14) لجناحه: جناحه م
(15) و تنشو: و تنشأ ط، م.
(16) یکون (الثانیة): ساقطة من د
(17) دبا: «الدبا، مقصور: الجراد قبل أن یطیر، و قیل: هو نوع یشبه الجراد (لسان العرب)»؛ درا سا، م
(18) ینسلخ: یسلخ ب، د، سا، ط.
(19) فتجمع: فیجتمع ط.
(20) فارابو:
فارابوا ب، د، سا؛ فاربوا م
(21) و اسطافوا: و اسطافوا د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 105
یعلم ذلک بأن یصاد و علیه جلد لین جدید. و السراطین کذلک، و فی ذلک الوقت تعجز عن المشی السریع.
قال: و إن «1» یبس الهواء و انقطاع المطر «2» یوافق أصناف الحمام «3» فتخصب و یحسن حال بیضها و تفریخها، و خصوصا الدلم «4» و الحمام البری. و السمک بالضد، فإنه کالبقول، فإنها تخصب علی المطر فوق خصبها علی السقی. و عام مطر الصیف و الشتاء ملائم لها جدا، و ماء البحر عند الإمطار أیضا یعذب، إلا أصنافا نادرة «5» منها، مثل القیفال «6» و ما یجانسه فانه یعمی إذا دامت الدیم. و القیفال تبیض عینه شتاء و یهزل، و یکون مستعدا للعطب.
و الطیر أقل الحیوان شرب ماء. و دوات المخلب لا تشربه. و یتبین «7» سقام الطیر من انتفاش ریشها و سقوط ما به.
و أکثر السمک یحن إلی الماء العذب، فیتوجه تلقاء مصاب الأودیة فی البحار، و یسافر من «8» البحر إلی الأنهار. و السمک الشطی «9» یخصب بالعذب، و اللجی بالملح «10» و فی اللج.
و السمک المستطیل الجثة یخصب صیفا «11»، و خصوصا إذا کان شمالیا «12»؛ و العریض الجثة بالخلاف. و من السمک صنف یهیج عند طلوع کلب الجبار، و تلزم أجنحته دودتان کعقربین فی حجم عنکبوت تؤذیانه شدیدا، حتی یتململ و یلتوی «13» و یضطرب و یعرض للصید. و کثیرا ما یهلک صغار السمک بشدة الحر. و السمک البحری و النهری یعشی، فلذلک یصاد قبل أن تطلع الشمس «14» بسهولة. و لیس یوجد وباء یشمل أصناف حیوانات «15» الماء شمول الوباء الهوائی لأصناف حیوانات البر. و کذلک حال السمک النهری. لکن من النهری ما یمرض فی الصیف عند طلوع الشّعری. و الشعری نفسه یضره، و الرعد یضره. و التنین البحری یهلک السمک بضربه. و من أمراض السمک دود یقع فی جنبها،
______________________________
(1) و إن: فإن ط
(2) المطر: الماء المطر ط؛ الماء م
(3) الحمام: الحمامات د، سا، ط، م.
(4) الدلم: الدیم ب، د.
(5) نادرة: نادر م
(6) القیفال: القیقال د، سا.
(7) و یتبین: و یبین م.
(8) من: عن ط
(9) الشطی: الشاطی ط، م؛ الساحلی د، سا
(10) بالملح: باللج د، سا، ط، م.
(11) صیفا: سیفا ط
(12) شمالیا: شمال ب، د، سا، م.
(13) و یلتوی: و ینتری د، سا، ط، م.
(14) الشمس: السمک د
(15) حیوانات: الحیوانات ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 106
أو قمل، و ذلک خاص بنوع واحد یسمی حلقیس «1» و هو نقیعی. و شدة البرد توهن السمک بل تهلکها، و لذلک یهرب من المیاه العذبة. و یبس الهواء لا یوافق شیئا من السمک النهری.
و للحیوانات أمراض تخص «2» نوعا نوعا، مثل الخنازیر فإنها یصیبها فی حلقها الذبحة «3» و الخنازیر و الأورام الجاسئة و غدد مؤذیة للحلق؛ و ربما أصابتها فی أعضاء أخری، و ذلک مما یحوجها إلی کثرة حرکة الرجلین. و یصیبها الصداع الثقیل، و یصیبها أیضا ثقل فی الأحشاء لا یداوی، بل یقتله إلی ثلاثة أیام. و الخنازیر تحب البلوط، و تخصب علیه.
و أما الکلاب فیصیبها الذبحة و النقرس و الکلب. و عضة الکلب الکلب تقتل کل حیوان إلا الإنسان إن تلوحق بالعلاج.
و الفیلة لا تسقم فیما یقال إلا بالنفخ و الریاح، فیعسر روثها و بولها، و التراب یضرها إلا أن تعتاد أکل الطین و الحجارة، و یصیبها اختلاف ینقطع بشرب الماء الحار و الحشیش المبلول.
و البقرة «4» یصیبها النقرس و مرض کالصّدام «5»، و لا یبلغ من نقرسها أن تلقی أظلافها.
و تدهین قرونها ینفع «6» من نقرسها. و أما المرض الشبیه بالصدام فیواتر نفسها، و یظهر بها کالحمی و یرخی أذنیها، و تمتنع من العلف و تهلک عن قریب و تشرح «7» حینئذ عن «8» رئات فاسدة. و الخیل السائمة لا تعتل إلا بخلع «9» الحافر عن رسغیه، و یتقدمه اختلاج الخصیة الیمنی. و أما الخیول المرتبطة فتکثر أمراضها مثل: الحصر، و الکزاز، و قروح الرئة، و الحمی، و الحبون «10»، و وجع القلب الممیت، و وجع المثانة. و قد ذکرت علامات ذلک،
______________________________
(1) حلقیس: حلفس ط.
(2) تخص: تختص ط
(3) الذبحة: الذابحة م.
(4) و البقرة: و البقر ب
(5) کالصدام: (الصدام، بالکسر، داء یأخذ رءوس الدواب، قال الجوهری و العامة تضمه (لسان العرب)».
(6) ینفع: و نفع د.
(7) و تشرح: و تسرح ط
(8) عن:
من ط.
(9) بخلع: لیخلع ب؛ بانخلاع د، سا؛ الخلع م.
(10) الحبون: و الجنون ب، د، سا، م؛ «الحبن: الدّمل (لسان العرب)».
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 107
لکنها أولی بعلم البیطرة. و لسعة موغالی غیر موافق للخیل و لسائر البهائم، و خصوصا الحوامل منها. و العرض الذی یعرض منه التنفط الفاشی «1» و إذا تنفط قتل؛ و کذلک لسعة العظایة «2».
و الرمکة تسقط عند شم دخان السراج المطفأ، و ربما عرض ذلک للحوامل.
و الشاء یهلکها الماء الذی صفی عن زرنیخ أحمر.
و من خواص الخیل أن کل واحد منها یعرف صوت الفرس «3» الذی قابله وقتا ما «4».
و تمیل الخیل إلی الاستحمام بالماء الذی تشرب منه.
و الحمیر یعرض لها زکام، فتموت عند ما یصیر نزلة. و تهرب من «5» البرد؛ فلذلک لا حمیر علی خلیج بنطوس و لا فی شمال خراسان.
و الفیلة ربما شربت الدهن، و ربما لم تشرب، و إذا کان فی بطنها حدید أخرجه شرب الدهن.
و الحیوانات المحززة «6» تخصب فی زمان ولدت فیه، و خصوصا إن وافق ذلک ربیعا.
و کوائر النحل یعادیها حیوانان «7»: عنکبوت یتولد عند «8» الموم، ینسج فیها، و یفسد الشمع؛ و فراشة تتنفس عن «9» مثل غبار الطاحونة و کأنه دخان. و ربما تولد فی الخلیة دود. و النحل یمرض إذا کانت الفقاقیح «10» و الزهر التی «11» یرتع منها مطلولة بطل ردی‌ء.
و کل حیوان محزز فإن تدهینه، و خصوصا تدهین رأسه یهلکه، و لا سیما إذا شمست مع ذلک «12».
و قد یعاف بعض الحیوان بعض البقاع، فإنه لا یکون فی بلاد فالانیا «13» صرّار اللیل،
______________________________
(1) الفاشی: الفاشر ب، د؛ التأشیر طا.
(2) العظایة: العضائة ط.
(3) الفرس: الخیل ط، م
(4) ما: ساقطة من ب، ط، م.
(5) من: عن ب، د، سا.
(6) المحززة: المحززة ب، ط.
(7) حیوانان: حیوانات م
(8) عند: عنه م.
(9) عن: من ط.
(10) الفقاقیح: «الفقاح:
عشبة نحو الأقحوان فی النبات و المنبت، و احدثه فقاحة و هی من نبات الرمل، و قیل الفقاح نور الإذخر (لسان العرب)»
(11) التی: الذی م.
(12) مع ذلک: ساقطة من ط، م.
(13) فالانیا:
باقالا ب؛ فاما لانیا سا؛ فاما لا ط؛ فاما إلا م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 108
و فی بعض البلاد یکون «1» صرّار اللیل فی إحدی بقعتین متجاورتین دون الأخری. و إذا حمل الخلد إلی بلدة تسمی طلینادیا «2»- المصاقبة لتوطینه- الکبیرة الخلد «3» لم یقم و لم یحفر الأرض بها للمأوی. و إذا نقلت «4» الأرانب «5» إلی بلدة أثافی «6» هلکت.
و لا یوجد بجزیرة صقلیة شی‌ء من النمل الکبار التی تسمی فرسانا. و لا یوجد بأرض فرونیة «7» ضفدع نقاق. و لا فی لوبیة خنزیر بری، و لا أیل و لا عنز بری.
قال: و زعم أقسطانس «8»، و لیس بذلک الصادق اللهجة، أن «9» لا خنزیر فی الهند.
و فی بعض البلاد من العنوز ما طول أذنیه شبر و نصف، و فی بعضها ما تماس أذنه الأرض، و فی بعضها بقر ذات «10» أعراف، و فی بعضها معزی تجز «11» کالغنم؛ و الشاة فی فی أرض لوبیة تضع خروفا ذات قرن.
و زعم أومیرس أن ذلک کذلک، سواء کان المولود ذکرا أو أنثی.
و الماشیة بمصر کبار، و سائر ذوات الأربع؛ و الطیر صغار. قالوا: و السبب فیه أن الرعی فیه مباح، و الصید قلیل. و أما الأرنب «12» فصغیر فیها لقلة أطراف الشجر هناک، و سرعة «13» انقراض الفاکهة، و مع ذلک فإن لمزاج الهواء أثرا. و یکون فی أرض «14» أرانبام «15» سوام أبرص أعظم من ذراع، و بها فأر عظیم «16». و فی أرض لوبیة حیات شدیدة الاستطالة، قلیلة الثخن و العرض. و الأسود ببلاد أو روی و هو خراسان عظیمة جدا و لا سیما بین الموضع المسمی أسلوس «17»، و النهر المسمی أبلوس «18» أظنه جیحون، و هذا الذی نقوله حق مجرب، و الفهود تعظم فی بلاد آسیا «19» و لا تکون فی أو روی «20». و جمیع الحیوان البری الذی
______________________________
(1) یکون: ساقطة من ط.
(2) طلینادیا: طلسا و دنا ط؛ طلبنا و دنا م
(3) الکبیرة الخلد:
الخلد الکبیر د، سا، ط، م.
(4) نقلت: نقل ب، د، سا، م
(5) الأرانب: الأرنب ب، د، سا
(6) أثافی: أثانی ط.
(7) فرونیة: فرونه د؛ قرونیة م.
(8) أقسطانس: أمسطانس ب؛ أقسطاس د، سا؛ قسطانس ط
(9) أن: بأن ط، م.
(10) ذات: ذوات د، سا.
(11) تجز:
تجتر ب.
(12) الأرنب: الأرانب ط.
(13) و سرعة: و بسرعة سا
(14) أرض: أراضی د
(15) أرانبام: لوبیة أرابیا من ب؛ أرانبا من د، م.
(16) عظیم: عظام ط، م.
(17) أسلوس: أبلوس طا
(18) أبلوس: بمینوس د، سا؛ أبیلوس ط؛ أسلوس م.
(19) آسیا: أسنان ط، م
(20) أو روی: أو ردی سا؛ أو راوی ط؛ أدروت م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 109
ببلاد آسیا أسوأ «1» خلقا، و الذی ببلاد أو روی «2» فأجلد و أجرأ. و قد یوجد فی بلاد لوبیة حیوانات کثیرة الاختلاف مختلفة الجواهر، لأنها بلاد قلیلة الأنداء تجمع «3» الحیوانات الأخیاف «4» فی المشارب، فتتسافد؛ و ذلک فی آخر الشتاء أکثر منها فی الصیف.
و الحیوانات التی بها «5» قد اعتادت قلة الشرب، حتی إن الفأر التی بها یهلکها الشرب.
و قد تتولد من الترکیب حیوانات؛ فإن الکلاب السلوقیة من سفاد الکلاب و الثعالب، و الکلاب الهندیة من سفاد الکلاب و طاعرنس «6»، أظن أنه الببر، و إنما یستأنس منها البطن الثالث، و ما قبله زعر الخلق. و قد یعتمدون إلی الکلاب المستحرمة «7» فیربطونها بممر «8» السباع، فربما أکلت و قتلت «9»، و ربما أحبلت بالسفاد.
و الجبل و السهل یحدثان اختلافا فی قوة الحیوان، فإن السباع الذکورة السهلیة تعجز فی بلدة أنوس «10» عن الإناث الجبلیة؛ و کذلک اختلاف «11» البقاع یوجب اختلافا فی مضرة الهوام، فإن العقارب فی أکثر البلاد تکون أسلم منها بنصیبین فإنها تقتل أی شی‌ء لسعته، و هی مع ذلک کبار، و إذا لسعت الخنازیر فبادرت إلی الماء ماتت فی الوقت. و أفاعی لوبیة قتالة لا تعالج. و الصقلیون «12» عندهم «13» حیة صغیرة «14» قتالة، علاجها فیما زعم نحاتة حجر یوجد فی مقابر قدماء «15» الملوک، یسقی بالشراب.
و فی «16» بلاد إیطالیا «17» حراذین قتالة. و إذا أکل بعض الهوام بعضا زاد ذلک فی خبث لسعته «18»، کالأفاعی إذا أکلت العقارب. و ریق الإنسان الصائم قتال «19» للهوام؛ حکی لی حال
______________________________
(1) أسوأ: فأسوأ د، سا، ط، م
(2) أو روی: أوری ب، م؛ أوردی د، سا.
(3) نجمع: لجمیع ط.
(4) الأخیاف: الاختلاف م؛ «الأخیاف: الضروب المختلفة فی الأخلاق و الأشکال (لسان العرب)».
(5) بها: فیها ط.
(6) و طاعرنس: و طاعرس د؛ و طاعرنس سا؛ و طاغر شر ط، م.
(7) المستحرمة: استحرمت الذئبة و الکلبة إذا أرادت الفحل (لسان العرب)»
(8) بممر: لممر سا
(9) و قتلت: و قتلت م؛ ساقطة من د، سا.
(10) أنوس: أفوس د؛ أنوسی ط
(11) اختلاف: اختلافات ط.
(12) و الصقلیون:
و الصقلبیون ط
(13) عندهم: ساقطة من د، سا، م
(14) صغیرة: صقیلة ط.
(15) قدماء: ساقطة من ب، ط، م.
(16) و فی: فی ط
(17) إیطالیا: أطالیا د، سا، ط، م.
(18) لسعته: سعیه م
(19) قتال: قتالة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 110
رجل بیایان «1» دهسان یحذر نفسه، و نفحة الحیات و الأفاعی التی بها، و هی قتالة جدا.
و الحیات لا تنکأ فیه «2» باللسع و لا تلسعه «3» اختیارا ما لم یقسرها علیه، فإن لسعته حیة ماتت. و حکی أن تنینا عظیما لسعه فمات «4»، و عرض له حمی یوم. ثم أنی لما حصلت بیایان دهستان طلبته «5» فلم یعش، و خلف ولدا أعظم خاصیة فی هذا الباب منه، فرأیت «6» منه «7» عجائب نسیت أکثرها، و کان من «8» جملتها أن الأفاعی تصد عن عضه «9» و تحید عن تنفسه و تحذر فی یده.
و لنعد إلی موضعنا من الکتاب. قال: إن من صغار الحیات جنسا ینفر عنه الکبار و هو أزبّ یصفرّ موضع لسعته فی الحال. و فی الهند «10» حیة صغیرة قتالة لا تریاق لها.
قال: إن من السمک ما یخصب فی ابتداء الحمل، و منه بعد الوضع، و أکثر الذکور یخصب بعد نفض الزرع. و عفورین «11» یتبدل لونه، یبیضّ صیفا، و یسود ربیعا، و یتخذ عشا کدکان و یبیض فیه «12». و ذوات العش «13» من السمک تهزل «14» علی الحمل. و النهری و النقیعی یخصب بعد البیض «15».
______________________________
(1) بیایان: ببیامان ط.
(2) فیه: فیها م
(3) و لا تلسعه: و لا یلسعن م.
(4) لسعه فمات: لسعته فماتت د، سا، ط، م.
(5) طلبته: طالیته م
(6) فرأیت:
و رأیت د، سا
(7) منه:+ إن شاء اللّه د، سا.
(8) من: ساقطة من ب، د، سا، م
(9) عضه: عزه ط.
(10) و فی الهند: و بالهند ب، د، سا، م.
(11) و عفورین: و عصفورین سا، و عقورین ط؛ و عقربین م.
(12) و یبیض فیه: ساقطة من ب، م
(13) العش: القشر د، سا، طا
(14) تهزل: تنزل م.
(15) البیض:+ تمت المقالة السابعة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 111

المقالة الثامنة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات «1» «2»

الفصل «3» الأول (ا) فصل فی اختلاف الحیوانات أیضا و أکثره فی الأخلاق‌

قد یختلف النوع الواحد من الحیوان فی أحوال «4» بسبب اختلاف جنسه من الذکورة و الأنوثة «5»، و بسبب اختلاف بلاده و مناشئه. و أکثر الإناث أطوع و أقبل للریاضة، و آنس و أجزع و أضعف، ما خلا الذئاب و الفهود، فیظن أن الإناث منها أجرأ.
و أظهر التمییز «6» من الإناث و الذکور خلقا و خلقا هو فی الإنسان؛ فالنساء أرق و أبکی، و أحسد «7» و ألج «8»، و أسب و أبغی، و أجزع و أوقح، و أکذب و أمکر، و أقبل للمکر، و أذکر لمحقرات الأمور، و أرخی و أکسل، و أقوم بالتعهد، و أقل حمایة للبیضة؛ و ذلک ظاهر فی الحیوان البحری المسمی مالاقیا، فان الذکر لا یخذل الأنثی إذا أصیبت بالآلة التی لها «9» ثلاث شعب، یقاتل عنها، و یذب عنها؛ أما الأنثی فتهرب و تخذل الذکر إذا رأته جریحا. و أکثر الحیوانات ینازع ما ینازعها فی الطعم. و جمیع الحیوانات تقاتل الجوارح.
و الخصب یؤنس بعض الحیوانات «10» ببعض، لزوال الحاجة إلی المنازعة. و لذلک ما «11» تکثر
______________________________
(1) من الفن ... الطبیعیات: ساقطة من ب، م
(2) الطبیعیات:+ و هی أربعة فصول د [ثم تذکر هذه النسخة عناوین الفصول الأربعة]؛+ أربعة فصول سا، ط.
(3) فصل:
فصل آب؛ الفصل الأول د، ط.
(4) فی أحوال: ساقطة من م.
(5) و الأنوثة: و الإناث م.
(6) التمییز: التمیز ط.
(7) و أحسد: و احد ط
(8) و ألج: و ألح ب؛ و ألحی د، سا، طا،.
(9) لها:+ مثل م.
(10) الحیوانات: الحیوان ب، د، م.
(11) ما: مما د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 112
الحیوانات المختلفة بناحیة مصر، و یساکن بعضها بعضا. و الحیوانات «1» تتقاتل، إما لأن بعضها شریک لبعض «2» فی الطعم؛ و قد تتقاتل بالعرض بسبب المأوی، کالعصفور و الخطاف إذا اجتمعا «3» فی بیت واحد. و العقاب یقاتل التنین لیأکله، و اختومور «4» یقاتل الخلد فأیهما ظفر بالآخر أکله «5». و الغداف یقاتل البوم؛ لأن البوم یصید لیلا و یأکل بیضه «6». و الغداف یأکل بیض البوم نهارا، و الطیر کله یقصد البومة، و یضربه «7» و ینتف ریشه «8»، لما یستشعر من کیده إیاها لیلا.
علی أننی «9» رأیت البومة تجتمع إلیها الطیر متأملة «10» إیاها کالمتعجب. و قد رأیت عقعقا معلما مخلی «11» یعبث بباشق ارتبطه صبی عندی، فکان «12» العقعق یأخذ البضعة من اللحم و یقع قدام الباشق و یدنیه منه مطمعا «13» إیاه فیه، فإذا کاد یخطفه طار عنه إلی قرب «14»، مستنیما «15» إلی ما شاهده من إیثاق رباط «16» الباشق بدرابزین «17» کان أوقعه الصبی علیه، ثم یعود إلیه العقعق فیعامله بمثل ذلک کالمستهزئ منه، الطائر به، المعنت إیاه «18»؛ فإذا «19» أعرض عنه «20» الباشق أتاه من الوجه الآخر، و إذا أطعم الباشق طعمه نازعه فی طعمه و شغله عنه «21» بجذب «22» ریش ذنبه، و ربما وقع بین یدی الباشق و تطأطأ له مع حذر و صرصر «23» فی وجهه. و قد رأیت من ذلک ما قضیت له کل العجب. و بالجملة فقد کان هذا الباشق من معاملته فی کل بلیة، و هذا بقریة من «24» قری طوس فی جبل من «25» جبالها «26» یقال له «27» زایقان «28». و علمت من ذلک أن العقعق من غریزته العبث بغیره.
______________________________
(1) و الحیوانات: و الحیوان ط.
(2) لبعض: للبعض سا؛ البعض م.
(3) اجتمعا: اجتمعتا ط
(4) و اختومور: و أفیومون د، سا؛ و اختومیور ط؛ و اختومیون م.
(5) أکله: یأکله ط
(6) بیضه: بیضته ط.
(7) و یضربه: و یضربها د
(8) ریشه: ریشها د.
(9) أننی: أنی ط
(10) متأملة: مقاتلة م.
(11) مخلی:
خلا ط
(12) فکان: و کان ط.
(13) مطمعا: مطعما د، ط، م
(14) إلی قرب: ساقطة من م
(15) مستنیما: مستنما د، ط؛ مستدیما سا، م؛ «استنام فلان إلی فلان إذا أنس به و اطمأن إلیه و سکن، فهو مستنیم إلیه (لسان العرب)».
(16) رباط: الرباط ط
(17) بدرابزین: بدار بزین ب، د، سا، ط.
(18) إیاه:+ علیه ط، م
(19) فإذا: و إذا سا
(20) عنه: عند د.
(21) عنه: منه ط
(22) بجذب: بحذف طا.
(23) و صرصر:+ له سا.
(24) بقریة من:
ساقطة من م
(25) جبل من: ساقطة من د، سا، ط، م
(26) جبالها: جبال ط
(27) له: لها سا، ط، ساقطة من د
(28) زایقان: رانقان د؛ رابقان سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 113
قال: و الحدأ «1» و الغدفان تتقاتل لأجل البیض و الفراخ «2»، و بین الأطرغلة و الشقراق قتال، و الشقراق یقتله. و بین الحردون «3» و العنکبوت قتال، فإن الحردون «4» یقتل العنکبوت.
و من الطیر ما یقاتله التدرج «5»، لأنه یولع بأکل بیضه و فراخه. و عصفور الشوک یقاتل الحمار، لأن الحمار یرعی مأواه و الحمار الدّبر «6» یحتک بالشوک فینقض «7» عشه و یعض «8» فراخه، و إذا نهق زعزع الشوک فسقط بیضه أو أفزع «9» فراخه فوقعت عن العش؛ فلذلک إذا رأی الحمار «10» قاتله و صفر فی وجهه و نقر جراحه و رام تنفیره «11» عن «12» قرب عشه. و بین الثعلب و الزّرّق «13» قتال، لاشتراکهما فی الطعم. و بین الغداف و الثور عداوة.
و ذکر طیورا بینها «14» عداوة. و بین الفرس و طائر یسمی بالیونانیة أبنس- و یأکل العشب- قتال، لأنه یزاحمه فی المرعی. و هذا «15» طائر یأوی المستنقعات و الشطوط، و صوته کالصهیل؛ فإذا رأی فرسا انقض علیه و شنع و حاول طرده. و هو من جملة الطیر «16» الصیاح «17»، و هذا «18» الحیوان یعادی فوطولس؛ لأنه یأوی إلی معلفه.
و ذکر طیورا «19» مقاتلة «20» منها ما یصعب سفاده و وضعه، و إذا سفد الذکر منه سال من عینیه «21» الدم «22».
و الحیات تقاتل الخنازیر و بنات عرس لأنهما یأکلانها. و بین الغداف و الثعلب
______________________________
(1) و الحدأ: و الحداء سا، ط
(2) و الفراخ: و الفرخ ب.
(3) الحردون: الجردون د؛ الحرذون سا؛ الحرزون ط؛ الجرزون م؛ [الحردون: دویبة تشبه الحرباء تکون بناحیة مصر، حماها اللّه تعالی، (و هی ملیحة موشاة بألوان و نقط (لسان العرب)].
(4) الحردون (الثانیة):
الحرذون سا؛ الحرزون ط؛ الجرذون م.
(5) التدرج: التدرج د؛ البدرح سا، التذرج ط.
(6) الدبر: الذی ب؛ [الدبرة بالتحریک: قرحة الدابة و البعیر، و دبر البعیر، بالکسر، فهو دبر و أدبر (لسان العرب)].
(7) فینقض: فینتقص ط
(8) و یعض: و ینعض د؛ و ینفض د؛ و ینقص ط.
(9) أو أفزع: و أفزع د، ط.
(10) رأی الحمار: رآه ب.
(11) تنفیره: بتنفیره ط
(12) عن: فی د.
(13) و الزرق: الدرق د؛ [الزرق: طائر بین البازی و الباشق یصاد به، جمع زراریق. (لسان العرب)].
(14) بینها: یینهما سا، ط.
(15) و هذا: فهذا ط.
(16) الطیر: طیر ط.
(17) الصیاح: الصناع د، سا، ط، م
(18) و هذا:+ من ب، م.
(19) طیورا: طیرا د، سا، ط، م
(20) مقاتلة: یقاتله م.
(21) عینیه: عینه سا
(22) الدم:
ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 114
صداقة. و أقول: إن المشهور عندنا ضد ذلک. و قد رأیت الملک «1» شمس الدولة جمع بین غداف کبیر و بین ثعلب فی حبالة «2» فی بعض مصائده، فکانا یتقاتلان قتالا شدیدا، و کان الثعلب ربما قبض بأسنانه علی رأس الغداف بکل قوة فلا یزیده علی الإدماء «3»، و الغداف یقبض بکفه علی فکی الثعلب فلا یدعه «4» یفتح فاه، ثم ینقره بمنقاره.
قال: و القاقی «5» و العقاب یتقاتلان، و کثیرا ما یغلب القاقی. و القاقی «6» یأکل بعضه بعضا، و یقهر کل طیر. و ذکر أصنافا من الطیر متصادقة. و قد رأیت الرخم تصادق اللقالق «7» و تتبعها، و تصادق النسور «8» و تتبعها.
قال: و الثعلب یصادق الحیة، و یتساکنان فی خلل الحجارة. و بین الأسد و الثمر کل العداوة. و الذی یذکره بعض المتکلمین من الإسلامیین من مصادقة الأسد و النمر «9» فأمر اخترعه و لا أصل له. و الفیلة تقاتل بعضها بعضا، و یتعبد المغلوب للغالب. و ربما «10» صیدت الفیلة الوحشیة برکوب إنسیة قویة تقاتل الوحشیة و تقهرها «11» و تستعبدها «12»، فإذا تم ذلک ظفر السائس فعلاه «13» بالعاقوف «14» الذی هو عنانه، و راض ما من شأنه أن یروضه.
أقول: و قد بلغنی عن بعض الثقات أن الفیلة تصاد بضرب لطیف من الحیل، و هو أنه «15» یحفر لها فی مدارجها التی یوثق باجتیازها فیها و هاد نافذة عن صبب إلی غور، و تسقف الحفیرة بما یخفیها «16» و یسویها بالأرض الجدد، و یکون عرضها عرضا لا یحول «17» فیه «18» الفیل، و قدامها حائط صلب «19» لا ینفذ إلی القدام، و المدخل إلیها مدرج تدریجا یصعب فیه النکوص، فإذا حصل فیه الفیل لم یمکنه أن ینکص أو یلتفت «20»، فیترک أیاما لیثخنه
______________________________
(1) الملک: ساقطة من ب، م.
(2) حیالة: حالة م.
(3) الإدماء: الإدمان سا.
(4) یدعه: یدعا ط.
(5) و القاقی: و الغامی د، ط؛ و القامی سا.
(6) و القاقی:
و الغلامی د؛ و القامی سا؛ و الغامی ط.
(7) اللقالق: اللقایق ط
(8) النسور: النسورة ب.
(9) و النمر: و الببر د، سا، م.
(10) و ربما: فربما د.
(11) و تقهرها: و تقهره سا
(12) و تستبعدها: و تستعبده سا، م.
(13) فعلاه: ساقطة من د
(14) بالعاقوف:
بالعاقوب سا.
(15) أنه. أنها د، ط، م.
(16) یخفیها: یحیفها ط
(17) لا یحول: لا یجول ط
(18) فیه، فیها د، م، ط.
(19) صلب: صبب د، سا، م.
(20) یلتفت: یلفت ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 115
الجوع، ثم یأتیه رجل من حیث لا یذبّه عنه خرطومه و یتناوله بهراوة «1» صلبة «2» ضربا بعد ضرب، و کلما أعیا استراح، ثم عاد؛ فإذا أنهکه عقوبة طلع رجل آخر و تناول «3» هذا الرجل بشبه «4» الضرب، و أوهم أنه یقاتله، فیغلبه و یطرده و یتبعه مبالغا فی تنفیره و إبعاده، ثم یغیبان؛ و یعود الأول، و یأخذ فی مثل صنیعه «5» الأول، فبینا هو فی ذلک «6» إذ یطلع «7» الثانی حاملا علیه، و یأخذ الأول رأسه کالهارب عنه. فلا یزال هذا دیدن کل واحد منهما إلی أن یصرخ الفیل عند قدوم الضارب منهما مستغیثا بالآخر، فیشد «8» الآخر علی الضارب و یهربه «9». ثم إن الفیل یهوی هذا المحامی عنه «10»، حتی إذا غاب فزع إلی الصراخ، و ربما غاب هذا المحامی «11» عنه «12» عمدا «13» و یعاود الأول رسمه، و یتغافل عنه الثانی، حتی ینهکه ضربا، ثم یعود ذابا عنه. و هنالک ما یألف الفیل «14» هذا المحامی عنه «15» حتی لا یصبر علی مفارقته؛ و یکون الجوع قد بلغ منه المبلغ العظیم فیعمد صدیق الفیل إلی أصناف من الکلأ و الحشیش یعرف میل الفیل «16» إلیها فیعلفها «17» للفیل «18»، فیکون- مع أنه ذاب عنه- رازقا إیاه «19» و یستمر بینهما انبساط، و یثق الرجل بمقاربة الفیل و رکوبه، و الآخر یکلؤه من بعد، حتی إن ساءت عشرة الفیل معه لاح للفیل «20» من بعید، فأذعن الفیل لصدیقه.
فإذا استتمت «21» به الثقة، و فطن الفیل لما یلقنه «22» نفّذ «23» تلک «24» الوهاد بالحفر المدرج من قدام تنفیذا لا یصعب علی الفیل سلوکه، فرکب الفیل و ساقه إلی «25» أی «26» مساق شاء.
قال: و فیما بین السمک أیضا موافقة «27» و مقابلة «28».
______________________________
(1) بهراوة: بهراوته ط
(2) صلبة: و صلبه م.
(3) و تناول: و یتناول ب
(4) بشبه:
بشبیه د؛ ساقطة من م.
(5) صنیعه: صنعة ط
(6) فی ذلک: کذلک د، ط
(7) یطلع: طلع ب، ط، م.
(8) فیشد: فیشتد ط.
(9) و یهربه: و یهزمه ب.
(10) عنه: علیه د، سا.
(11) المحامی: الحامی ب، سا، م
(12) عنه: علیه د، سا، م
(13) عمدا: ساقطة من سا، م.
(14) الفیل: الفیلة ط
(15) عنه: علیه د، سا، ط، م.
(16) الفیل: ساقطة من م
(17) فیعلفها: فیعلف ط؛ ساقطة من سا
(18) للفیل: الفیل د، ط؛ ساقطة من سا.
(19) إیاه: له سا، م.
(20) للفیل: له الضارب له ط.
(21) استتمت: استنمت ط
(22) یلقنه: بلغه د، سا، ط.
(23) نفذ:+ به م
(24) تلک: ذلک د، سا، ط، م.
(25) إلی: ساقطة من ب
(26) أی:
ساقطة من م.
(27) موافقة: مرافقة ب، د، ط، م
(28) و مقابلة: و مقاتلة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 116

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی قریب من المعنی الذی یشتمل علیه الفصل قبله‌

و تختلف الحیوانات بالکیس و الخرق، فإن الغنم شدیدة «2» الخرق، تهیم فی أوجهها لا لمقصود و غرض «3»، و لا تهتدی إلی الاستدفاء، بل ربما انتقلت «4» من الکن إلی البرد.
و إذا مطر الغیم لم تبرح موضعها «5» حتی تهلک. و تتبع التیوس طبعا، و کذلک تتبع الکباش.
و المعز «6» أیضا تقف وقوف حیران، حتی یجر الراعی واحدا منها بناصیته فتتبعه البواقی.
لکن المعزی أقل کسلا من الشاء، و أشد أنسا «7» بالناس و أضعف بردا «8»؛ و الجمیع منها فقد یخاف الرعد خوفا شدیدا، حتی إذا غافص الغنم الحوامل- و هن «9» هوادا «10»- سقطن؛ فلذلک یزعجهن الراعی، و ینزعجن «11» أیضا بطباعهن إلی الاجتماع.
و البقورة أیضا مما تضل إذا أهملت و تکون عرضة للسباع.
و الغنم و الماعز یضطجع بعضها قبالة بعض، و هذا قبل الزوال، و إذا زالت الشمس اضطجعت متدابرة، علی ما زعم الرعاة.
و البقر یضطجع «12» بعضها «13» بجنب «14» بعض. و الرماک ترضع الفلو «15» الیتیم. و فی طباع الخیل
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الأول د، ط.
(2) شدیدة: شدید ط.
(3) و غرض: و لا لغرض ط، م
(4) انتقلت: انفلته د؛ انقلب سا؛ أفلت ط، م.
(5) موضعها: موضعه د، سا، ط، م.
(6) و المعز: و المعزی د
(7) أنسا: أشباها ب.
(8) بردا: فی البرد د، سا، طا.
(9) و هن: و هی د، ط.
(10) هوادا: هوادی د
(11) و ینزعجن: و ینزعج م.
(12) یضطجع: یجتمع سا
(13) بعضها: ساقطة من د
(14) بجنب:
تحت سا
(15) الفلو: [الفلوّ و الفلوّ و الفلو: الجحش و المهر إذا فطم (لسان العرب)].
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 117
محبة الإفلاء «1». و إذا رأت عاقر الرماک فلوا یتیما لزّت به، و کان سببا لهلاکه، إذ لا لبن لها.
و الإیلة تأکل کما تضع لوفا، ثم ترؤف بأولادها، و تحب القمراء «2»، و تسوق أولادها إلی المشارب سوقا، تنبهها فی طریقها علی المخابی‌ء و المهارب، و ترتاد لها کهوفا و غیرانا غیر منفذة «3»؛ فإذا دخلتها «4» هی و أولادها وقفت علی بابها محامیة عنها «5»، مقاتلة دونها.
و الإیل الذکر یسمن «6» جدا و یستخفی عند «7» ذلک فی المکامن خوفا. و هو «8» یلقی قرنه فی محرز لا یوصل إلیه ضنّا به، و سترا للجمم «9» علی نفسه. فلذلک لا یظهر قرنه الملقی، و لذلک یتمثل و یقال «10»: أویت إلی حیث یلقی الأیل قرنه، و یقال أیضا: إنه «11» لم یعثر علی القرن الأیسر للأیل ملقی. نقول: کأنها تبخل بما «12» یقدر فیه من منفعة فی بعض الأدواء العیاء «13». و أول ما یقرن یقرن فی السنة الثانیة، و یقرن کوتدین، و فی السنة الثالثة «14» یصیر ذا «15» شعبتین، و فی الرابعة ذا «16» ست شعب. و بعد ذلک فإنما ینبت علی شکل واحد، فلذلک تخفی سنة، و تلقی قرونها فی السنة مرة واحدة. و أول ما ینبت قرنه یحاکی جلده زبّا «17» ثم ینمی، و یشمسها الإیل لتستحکم، و یمتحنها علی الشجر؛ فإذا حک «18» به و لم یألم برز عن تواریه واثقا بسلاحه.
قال: و قد صید إیل نبت علی قرنه النبات المسمی فسوس «19» و فرّع، و کأن نباته علیه قبل استیکاعه «20». و الإیل یتداوی من لسع الحیة، و من کثرة أکله «21» إیاها، بالسراطین یأکلها. و إذا وضعت بادرت إلی أکل المشیمة قبل أن تقع علی الأرض. و یعتقد
______________________________
(1) الإفلاء: [قلا الصبی و المهر، و أفلاه: عز له عن الرضاع و فصله. (لسان العرب)].
(2) و تحب القمراء: و تحت الفم م.
(3) منفذة: نافذة سا
(4) دخلتها: دخلت سا
(5) عنها: علیها د، سا، ط، م.
(6) یسمن: یسمی م
(7) عند:+ سمنه د، سا، ط، م
(8) و هو: و هی ط، م.
(9) للجمم: للحجم ط.
(10) و یقال (الثانیة): و قد یقال د، ط، م
(11) إنه: ساقطة من ب، ط، م.
(12) بما: لما م.
(13) المیاء: العلیا سا.
(14) الثالثة: ساقطة من ب.
(15) ذا: ذات ط، م
(16) ذا (الثانیة): ذات ط، م.
(17) زبا:
ساقطة من ب، م
(18) حک: حکت ط.
(19) فسوس: قسوس سا.
(20) استیکاعه:
استکاعه ط
(21) أکله إیاها: أکلها إیاه د، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 118
فی مشیمتها أنها نافعة لبعض الأدواء العیاء «1»، لکنها تعز لما ذکرناه. و الإیل تخدع بالزمر و بالغناء «2»، فإنها تتبع المطرب «3» و تشتغل به حتی یدرکها الراشق من خلف. و ینتظر إرخاءها الأذنین، فإنهما إن کانتا «4» منتصبتین لم یخف علیها «5» الهمس.
و الدب إذا انهزم أرسل «6» جروه قدامه، فإن لم یمعن حمله؛ و إن «7» أدرک، صعد به فی الشجر.
و الماعز البری الاقریطی «8» یعالج الجراحة المخلفة للحدید بالحشیشة المسماة «9» دافیون «10»، و یأکلها فیندفع النصل إلی خارج.
و الکلاب تتعالج بالعشبة المعروفة لها «11». و الفهد إذا سقی أو شرب من الدواء المعروف بخانق الفهد عمد إلی زبل الإنسان فأکله.
و هذه العشبة «12» تهلک الأسد أیضا، و لذلک ربما عمدت القنصة إلی إناء فملأته من زبل الإنسان، و دلته من شجر لتحوش إلیه «13» السباع المتعالجة فیقتلها.
و الفهد عرضة للسباع تمیل کلها إلی رائحته و ترغب فی أکله.
و أقول «14»: قد «15» بلغنی أن الذئب مولع به، و لا یطاوقه «16» الواحد منه فتجتمع علیه و تطارده، فإنه یبهر سریعا، فإن عدوه و إن کان حثیثا فهو قصیر المدی، فحینئذ یجتمع علیه و یأکله؛ و لذلک لا یزال الفهد متواریا مستخفیا من السباع.
و بمصر حیوان یقال له أخیومون «17» یقاتل الحیة، و لکن «18» یستنفر أولا من جنسه
______________________________
(1) العیاء: العلیا سا؛ ساقطة من د.
(2) و بالغناء: و الغناء د، سا
(3) المطرب: التطرب ط، م.
(4) کانتا: کانا م
(5) علیها: علیه سا.
(6) أرسل: شدد، سا، ط، م
(7) و إن: فإن ط، م.
(8) الإقریطی: الإفریطی ط
(9) المسماة: المسمی ط
(10) دافیون: رافیون ط.
(11) لها: بها ب، سا.
(12) العشبة: ساقطة من م.
(13) إلیه: به إلیه د، سا، ط؛ به إلی م.
(14) و أقول: أقول ط
(15) قد: و قد ط
(16) و لا یطاوقه: و لا یطارقه ط.
(17) أخیومون: أحرمون ب
(18) و لکن: و لکنه د، سا. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 119 الفصل الثانی(ب) فصل فی قریب من المعنی الذی یشتمل علیه الفصل قبله ..... ص : 116
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 119
بحدة الصیاح «1» له، فإذا اجتمعت تلطخت بالطین متمرغة فی التراب ثم منغمسة فی الماء، تتخذ «2» الطین جنة عن اللسعة، ثم تقاتل.
و التماسیح تشحو «3» أفواهها لطائر یقع علیها کالعقعق، و یخلل أسنانها ثم ینفلت ذلک الطائر «4»، و قد حدثت أن علی بعض أعضاء ذلک الطائر کالشوک، و قد یزلّ «5» عن جناحه فیخدش فم التمساح إن هم بالتقامه: و ربما لم یبال بذلک فابتلعه، و لکن «6» ذلک الطائر ینفلت فی أکثر الأمر عن فم التمساح «7».
و السلحفاة تتناول بعد أکل الحیة صعترا «8» جبلیا، ثم تعود و قد «9» عوین ذلک. أقول:
و قد حکی لی «10» شیخ ممن کان یحب الصید- و کان من الثقات- أنه عاین الحباری یقاتل الأفعی و ینهزم عنه إلی بقلة یتناول منها، ثم یعود، و لا یزال ذلک «11» دأبه. و إن هذا الشیخ کان قاعدا عند مصیدته فی کن غائر فعل القنصة، و کانت البقلة قریبة من مسکنه، فلما اشتغل الحباری بالأفعی قلع البقلة فعاودت «12» الحباری إلی منبتها ففقدتها، و أخذت تدور حول منبتها «13» دورانا متتابعا حتی خرت میتة، فعلم الشیخ أنه کان «14» یتعالج بأکلها من اللسعة؛ و لما شرح لی لون البقلة و شکلها خمنت أنها «15» الخس البری.
قال: و أما ابن عرس فیستظهر فی قتال الحیة بأکل السّذاب «16»، فإن النکهة السّذابیة «17» مما یشمئز منها «18» الأفعی، و التیس «19» یتعالج فی زمان الفاکهة بأکل الحشیشة المرة.
______________________________
(1) بحدة الصیاح: نجده بصیاح د؛ نجدة له بصیاح سا؛ بحدة بصیاح م.
(2) تتخذ: لتتخذ سا.
(3) تشحو: [شحا فاه یشحوه و یشحاه شحوا: فتحه. و شحا فوه یشحو: انفتح (لسان العرب)].
(4) الطائر (الثانیة): الطیر ب، د، ط
(5) یزل: برز ب؛ نزل ط.
(6) و لکن: لکن د، سا.
(7) الأمر عن فم التمساح: الأحوال عن فم التمساح د، سا؛ الأحوال من فم ذلک ط، م.
(8) صعترا: سعترا م
(9) و قد: قد ب، ط، م.
(10) لی: ساقطة من د.
(11) ذلک: ساقطة من م.
(12) فعاودت: فعادت د، سا، م.
(13) ففقدتها ... منبتها:
ساقطة من م.
(14) أنه کان: أن الحباری کانت سا.
(15) أنها: أنه م.
(16) السذاب: السداب د، ط.
(17) السذابیة: السدبیة د، سا، ط، م
(18) منها:
عنها ب، د، سا
(19) و التیس: و التنین د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 120
و الکلاب إذا دودت «1» بطونها «2» أکلت سنبل القمح. و إذا جرحت اللقالق بعضها داوت الجراحة بالصعتر «3» الجبلی. قال: و ذلک مما شوهد مرارا.
و القنافذ تحس بالشمال و الجنوب قبل الهبوب «4»، فتغیر المدخل إلی جحرتها «5» لتقع بدبر من الریح، و کان بالقسطنطینیة رجل قد رأس و أثری، بسبب أنه کان ینذر بالریاح قبل هبوبها «6»، و ینتفع الناس بإنذاره. و کان السبب فیه قنفذ «7» فی داره یفعل الصنیع المذکور، فیستدل منه.
و أما بطلیس «8» فهو حیوان علی قدر کلب صغیر أزب الوجه و الیدین «9»، تحت عنقه «10» بیاض؛ یجری مجری ابن عرس و النمس فی صید الطیور. و یستأنس جدا، و یحب العسل، فلذلک یفسد الخلایا. و قضیبه أیضا عظمی، و تنفع «11» جرادته من عسر البول.
و الخطاف صناع جدا فی اتخاذ العش من طین و قطع خشب، و إن أعوزه الطین ابتل و تمرغ فی التراب لتحمل جناحاه قدرا من الطین. و إذا «12» فرخ، تعاهد الزوجان منه الفراخ فی الإلقام تعاهدا لا یغفل منها «13» واحد و لا یثنی علی «14» واحد، و تأخذ ذرق «15» الفراخ «16» بفیها و ترمیها عن العش، ثم تعلمها ذرق الذرق «17» بالتولیة نحو طرف العش.
و الحمام یلزم ذکره أنثاه، و أنثاه ذکره. و إذا باضت الأنثی فتکاسلت عن الحضانة صفقها الذکر بالجناح، مضطرا إیاها إلی الحضانة.
أقول: و قد رأیت الحمام الذکر تتقاتل علی أنثی «18»، ثم إن الأنثی تطیع الغالب منهما، فإن عاد المغلوب غالبا صارت إلیه. و الذکر ینفخ فی حلق الفراخ؛ أول ما یخرج ترابا
______________________________
(1) دودت: دورت ط.
(2) بطونها: بطنها سا.
(3) بالصعتر: بالسعتر سا، ط، م.
(4) الهبوب: الحبوب ط
(5) حجرتها: أحجرتها ب، حجرتها م.
(6) هبوبها: الهبویها ط
(7) قنفذ: قنفذا ط؛+ کان ط، م.
(8) بطلیس: بطیس سا، ط، م
(9) و الیدین:
و الیدن د، سا، م
(10) عنقه: عینیه سا.
(11) و ینفع: ینتفع ط؛+ فی م.
(12) و إذا:
فإذا ط.
(13) منها: ساقطة من م
(14) علی: عن م
(15) ذرق: زرق ط
(16) الفراخ:
الفرخ ب، ط، م.
(17) ذرق الذرق: زرق الزرق ط.
(18) أنثی: الأنثی ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 121
مالحا یفتق به حلقه. و إذا أدرک الفرخ فلزم المحضنة حاول الذکر سفادها لیخرجها «1».
و الحمام تتسافد إناثها و تتسافد أیضا ذکورتها. و یحب القتال بالطبع، و یتسور علی غیره «2» عشه «3»، و ذلک فی الفرط. فإذا «4» تقاربت العششة دامت المهارشة. و لا یحوجها سعة الحلق منها و قصره إلی أن تستلقی «5» أعناقها عند الشرب بعد مدها و إشالتها فعل الدجاج، إلا أن تشرب ماء کثیرا دفعة.
قال: و یذکر أن العصفور الذکر لا یعیش سنتین؛ و لذلک لا یری فی «6» الربیع علی العصفور الأهلی الذکر طوق أسود؛ لأنه یکون «7» ابن سنته؛ و إنما یتطوق «8» بعد السنة، ثم یموت فلا یری طائق «9» فی السنة الأخری. و أما الإناث فتعیش و تعود فی السنة الأخری.
یعرف ذلک من جساوة «10» فی مناقرها. لا توجد «11» فی الشباب.
و من الطیر ما لیس ببعید الطیران، و معوله علی المشی، و لا یصلح له التعشیش فوق الشجر، و إنما یبیض علی تراب لین أو بین حشائش یجمعها للکن «12»؛ و هذا مثل القبج و الدراج. و لما کانت عاجزة عن التردد فی کسب القوت «13» و الامتیار، خلقت فراخها مستقلة تلقط الحب و البزر، کما یتفقأ «14» عنها البیض. و إذا دنا الصائد من مکان فراخ القبجة «15» ظهرت له القبجة «16» و قربت منه مطمعة «17» له لیتبعها «18» إلی «19» مضلة عن فراخها. و القبج الذکر یفقص «20» بیض الأنثی و یدحرجها، لئلا تشتغل «21» بالحضانة عند «22» رغبته «23» فی السفاد. فلذلک ما تضع الأنثی بمخفی «24» عن الذکر. و الغالب من القبجین المتهارشین یتبع المغلوب لیسفده،
______________________________
(1) سفادها لیخرجها: سفاده لیخرجه د، سا، ط، م.
(2) غیره: عبرة ط.
(3) عشه:
عشیة سا
(4) فإذا: و إذا ب، د.
(5) تستلقی: تلقی ب.
(6) فی: علی ط.
(7) یکون: یلون ب
(8) یتطوق: یتطرق ط.
(9) طائق: [طائق کل شی‌ء مثل طوقه، و الجمع الأطواق. (لسان العرب)].
(10) جساوة: جسادة ط
(11) لا توجد: و لا توجد ط.
(12) للکن: للسکن ط.
(13) القوت: القوة ط.
(14) یتفقا: یفقا ط
(15) القبجة: القبج سا.
(16) ظهرت له القبجة: ساقطة من م
(17) مطمعة: مطعمة ب
(18) لیتبعها: فیتبعها ب
(19) إلی: علی ب.
(20) یفقص: ینقص ط؛+ ببعض ط
(21) تشتغل:
تشغل م
(22) عند: عنه د، سا، ط
(23) رغبته: رغبة د، سا، ط، م.
(24) بمخفی: یخفی ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 122
و یسفد مغلوب مغلوبه؛ و کذلک الدراج. و الدیکة إذا استغربت «1» دیکا احتشدت علیه فسفدته. و الصائد «2» یجعل القبج الذکر فی قفص و یضعه، فإذا صقع «3»، برز إلیه أقوی القباج فیقاتله فیقع فی الفخ؛ ثم یخرج آخر حتی «4» یستوفی الذکورة صیدا. و إن کان «5» بدله قبجة، اجتمع علیها الذکورة، لکن أقوی القباج یحامی علیها، فإذا طرد سائر الذکورة عنها «6» قرب منها «7» کالمتشفع إلیها برخامة صوت کصوت الشاکی، کأنه «8» یلتمس منها أن لا تصوّت فتجلب علیه «9» الشغب من الذکورة. و القبج مقتدر «10» علی تغییر «11» النغمة «12» ألوانا شتی. و إن کان للذکر المذکور أنثی «13» حاضنة، قامت عن بیضها و تعرضت له لیفسدها فینصرف «14» عن الأنثی «15» الغریبة، علی أن القبج لشبقه لا یملک نفسه أن یقع «16» علی رأس الصیاد و یقرب منه.
و لیس إنما لا یقع علی الشجر و لا یعشش علیه ما کان من الطیر قصیر الطیران، بل من الطیر «17» الجید الطیران ما لا یقع علی شجر البتة، و ذلک مثل جنسین من الطیر سماهما، و هما: فوریدوس «18» و أسقولوحس «19».
أقول: و أما نحن فنظن أن النسور لا تقع علی الأشجار، و ناقر «20» الخشب قلما یقع علی الأرض، بل علی الشجرة یلحس الدود المستخرج بالنقر بلسان له عریض. و من خواصه أن یستلقی علی الغصن «21» و یغدو علیه استلقاء. و قد یفعل القطا و الحرادین «22» مثل ذلک، و مخالیب هذا الطائر أقوی من مخالیب الشقراق «23» «24»، و هو ثلاثة أصناف: أکبرها أصغر
______________________________
(1) استغربت: استقربت ط.
(2) و الصائد: فالصائد ط
(3) صقع: [الصقع: رفع الصوت، و قد صقع الدیک یصقع أی ساح (لسان العرب)].
(4) حتی: ساقطة من ط
(5) کان:
کانت ط.
(6) عنها: علیها ط
(7) قرب منها: قربها د، ط، م؛ ساقطة من سا
(8) کأنه:
کأنها ط.
(9) علیه: علیها ط، م
(10) مقتدر: متقدر ط
(11) تغییر: تغیر ب، ط
(12) النغمة:
+ المؤلفة ب.
(13) انثی: أن ط.
(14) فینصرف: و ینصرف ب، د، سا
(15) الأنثی: الأخری ب، د، سا؛ الآخر ط.
(16) أن یقع: ساقطة من د.
(17) الطیر: الطائر م.
(18) فوریدوس: قوریدس سا
(19) و أسقولوحس: اسقودوحیس ب؛ اسقولوحیس د.
(20) و ناقر: و ناقب م.
(21) الغصن: الغض ط
(22) و الحرادین: الجرادین ط؛ [الحردن: دویبة تشبه الحرباء موشاة بألوان و نقط. (لسان العرب)].
(23) أقوی من مخالیب الشقراق: ساقطة من د
(24) الشقراق: الشرقراق د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 123
من دجاجة، و یبلغ من نقرها أن توهن الغصن بالنقر فینقصف «1». و قد نقر إنسان بعض الشجر نقرا یسع لوزة «2» واحدة، فأودعت النقرة اللوزة «3» لیمتحن عمل النقار فیها، ثم تعرف حال اللوزة فاذا لیها مأکول.
و الغرانیق تصعد فی الجو جدا عند الطیران، فإن واری بعضها عن بعض ضباب أو سحاب أحدثت عن أجنحتها حفیفا مسموعا تلزم به «4» بعضها بعضا. و تنام علی «5» حرسة متناوبین. و نومها علی فرد رجل قد اضطبعت «6» الرؤوس، إلا القائد «7» فإنه ینام مکشوف الرأس فیسرع انتباهه، فإذا سمع جرسا صاح.
و من طیر الماء صنف یسمی بالاقوس «8» بآفاس «9» یبلع الحلزون الأملس حتی إذا ظن أن حوصلته أنضجته «10» قاءه، و نقر صدفته، و أکل لحمه.
و البازی مولع بأکل القلب. و قد عد «11» فی هذا الموضع أصناف طیر تختلف بالمأوی و التدبیر.
قال: و أما الطائر الأبیض الذی یسمی قاقی «12» الذی یقاتل العقاب و یغلبه، و هو حسن التدبیر لأحواله، فإنه یغنی کالنائحة فی غایة اللذة، و أشجی نیاحته ما یکون عند موته.
و قد رئی و هو ینوح بأشجی نیاحته «13»، و هو یطیر «14»، فلما فرغ خر میتا. و هو طائر نقیعی، جلدی الأصابع، و لا یبدأ العقاب، بل العقاب یبدؤه بالقتال.
و من الطیر القلیل الظهور طائر جبلی أسود فی حجم البازی، حدید البصر، یصید
______________________________
(1) فینقصف: فینغضف د.
(2) لوزة: کوزة م
(3) اللوزة: الکوزة م.
(4) به: ساقطة من ب، م
(5) علی: عن د، ب، ط، م.
(6) اضطبعت: [الضبع بسکون الباء: وسط العضد بلحمه یکون للإنسان و غیره. و اضطبع الشی‌ء: أدخله تحت ضبعیته. (لسان العرب)]
(7) القائد: الصائد د.
(8) بالاقوس: بالاقرس ط
(9) بآفاس: بما قاس ط.
(10) أنضجته: نضجته م.
(11) عد: و عدم.
(12) قاقی: مافن ب؛ فامی د، سا؛ مامی طا.
(13) نیاحته: نیاحه ب.
(14) و هو یطیر: و یطیر د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 124
لیلا و نهارا، و یسمی فرنیدس «1» و هو «2» یقاتل «3» العقاب، و ربما تشابکا و صیدا معا. و یعیش «4» فی الصخور، و یبیض بیضتین.
و الغرانیق تتقاتل، فتصاد کثیرا فی قتالها.
و أما الطیر المسمی فصا، فإنه کثیر التلحین، و یحدث کل یوم لونا من اللحن «5»، و یدخر من البلوط فی آخر أوانه ذخرا یکفیه لسنته، و یعشش علی الشجر من شعر «6» و صوف.
قال: و قد یذکر عن الغرانیق أن فراخها تقوت الوالدین إذا أسنا، و هذا مما لم یعلم بالحقیقة. و زعم بعضهم أن فرخ ماروش «7» یطعم أبویه، کما یطیر، و لا یحوجهما إلی مفارقة «8» الوکر. و هو طائر تبنی الریش، و أعلاه إلی السواد، و طرف جناحه أحمر، و یبیض ست أو سبع بیضات، یرتاد لموضعه اللین من تراب «9» الأودیة، و یعشش فی داخل ثقب إلی قدر أربع أذرع.
و من الطیر ما یتخذ عشا کریا من الکتان، ضیق المدخل، و یقال «10» إنه یفرش عشه بالدارصینی؛ و یجلبه من معدنه و هو بعید، و یعشش فی ذری الأشجار السامقة «11»، و الناس یرمون عششها بالسهام، منصولة بالرصاص، فیسقط الدارصینی.
و أما الطائر الذی یسمی بالیونانیة فوار «12» و هو بری و قده «13» فوق قد العصفور، و هو لازوردی اللون مع خضرة و أرجوانیة مفرقة فی جمیع جسده من «14» غیر تمییز.
و منقاره دقیق «15» طویل، إلی الخضرة، و عشه صنوبری، متخذ من شی‌ء کزبد البحر، أنبوبی التجویف، صلب لا ینقطع بالحدید «16» إلا بعسر «17»؛ لکنه «18» مترصص یفتّه «19» الإنسان
______________________________
(1) فرنیدس: فونیدس د؛ فرندس سا
(2) و هو: و ربما ب، ط، م
(3) یقاتل: قاتل ط، م
(4) و یعیش: و یعشش ط.
(5) اللحن: اللحون ب.
(6) شعر: شعیر ط.
(7) ماروش: ملدقوش سا
(8) مفارقة: مفارقته د.
(9) تراب: ساقطة من م.
(10) و یقال:+ له ط.
(11) السامقة: الشاهقة ط.
(12) فوار: قوار سا، ط
(13) و قده: و قدره ط، م.
(14) من: عن ب.
(15) دقیق: ساقطة من م.
(16) بالحدید:
ساقطة من ب، م
(17) بعسر: بعسرة د، م
(18) بعسر لکنه: ساقطة من سا
(19) بفتة: یفتته ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 125
بیده «1». و باب جحره من الصغر بحیث لا یدخل فیه ماء البحر عند الموج، و تعین علی تشکیله مادة عشه. و یظن بعضهم أنه من شوک حیوان یسمی إبرة. و معاش هذا الطائر من السمک، و ربما صار إلی الأنهار. و هو یسفد الدهر کله؛ و بیضه «2» خمس عددا؛ و أول زمان سفاده هو إذا أتی علیه أربعة أشهر.
و أما الهدهد فیأوی الشقوق، و یفرش لمأواه زبل الناس «3»، و یتبدل لونه شتاء و صیفا.
و بلوینة «4» عصفور یبیض تسعة عشر «5»، و ربما باض أکثر من عشرین «6»، و لکن فردا «7»، و یعشش «8» فی الشجر، و أکله الدود.
و أما إیذون «9» فهو محاک لذیذ التلحین، و یخصه فقدان الطرف الحاد فی لسانه.
و فی هذا الموضع ذکر طیرا «10» کثیرا: منها ما «11» «12» یأکل الدبق «13» و صموغ الشجر «14»؛ و منها صنف «15» أسود و أبیض یکون بمصر، و اسمه قوس قوس. و یکون «16» الأبیض فی جمیع بلاد مصر «17» ما خلا الفرما «18»، و الأسود لا یکون فی شی‌ء من بلاد مصر «19» ما خلا الفرما «20»؛ و منها طائر یسمی حلواریس «21» یبیض فی عشه الطیر المسمی فوفکس، و قد مر وصفه. فإذا «22» خرج فرخ فوفکس أبغض فرخ نفسه و نفاه، و هذا حق. و منهم من یقول یقتله و یطعم فرخ «23» فوفکس «24»، و هذا مشکوک فیه. أما المشاهدة التی حکیتها فقد کان عش «25» الطائر المستطار خالیا عن «26» غیر «27» فرخ الطائر المسمی کبوک. و منهم من قال: إن فرخ فوفکس یقتلها، فإنه یستغربها و یستضعفها. و من الناس من ذکر أن السبب فی أمر فوفکس أنه یعلم من
______________________________
(1) بیده: بید ط.
(2) و بیضه: و یبیض سا.
(3) الناس: الإنسان ط.
(4) و بلوینة:
و بلونة ط
(5) تسعة عشر: سبعة عشر سا، ط، م؛ سبعة أشهر د
(6) عشرین: عشرة سا
(7) فردا: بردا د.
(8) و یعشش: یعشش د، سا.
(9) إیذون: إیدون ب، سا؛ بدون د.
(10) طیرا: طائرا ط؛ بیضا م
(11) منها ما: ساقطة من م
(12) ما: صنف د؛ ساقطة من ب، ط
(13) الدبق: الدفق م؛+ منها+ م
(14) الشجر: الأشجار ط.
(15) صنف: ساقطة من د
(16) و یکون: فیکون سا.
(17) مصر: المصر ط
(18) الفرما (الأولی): القراب؛ الفرماء ط
(19) مصر ط
(20) الفرما (الثانیة): الفرماء ط.
(21) حلواریس: طواریس ط
(22) فإذا: و إذا ط، م.
(23) و یطعم فرخ: و یطعمه د؛ و یطعمه فرخ سا.
(24) فوفکس: فونکس ط
(25) عش:
عشق ط.
(26) عن: من ط
(27) غیر: ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 126
حاله أنه مطلوب من جمیع الطیر، و أنه سیعثر «1» علی بیضه «2» إذا وضعه «3» فی مستقره. و ذکر صنفا من المنسوب إلی عدیم «4» الرجلین یشبه الخطاف، و یجری مجراه، و أنه یعشش عشا مستطیلا. و منها طائر یسمی الموسلاس «5»، أی راضع المعزی، و هو طائر جبلی أکبر من فوفکس «6»، تبیض أنثاه بیضتین أو ثلاثا، یطیر حول المعزی، و یرضع لبنه «7». و قد زعم بعضهم أن ذلک یکون سببا لانقطاع اللبن و لعمی الماعز. و بصر هذا الطائر «8» بالنهار ضعیف.
و قد یظهر «9» عند هلاک بعض «10» المدن جنس غریب من الغربان یتشاءم «11» بها. و اللّه أعلم «12».
______________________________
(1) سیعثر: یستعبر سا؛ سیعثو ط؛ سیغیر طا؛ سیعین م
(2) بیضه: بیضته ط
(3) وضعه:
وضعته ط.
(4) عدیم: عدم ب، سا، ط، م.
(5) الموسلاس: الموسداس د؛ الیوسلاس ط، م.
(6) فوفکس: فونکس ط
(7) لبنه ط.
(8) و بصر هذا الطائر: و هو ب؛ و هذا الطائر د، سا.
(9) یظهر: ظهر د، سا، ط، م
(10) بعض: ساقطة من ب، د، ط، م
(11) یتشاءم: یشؤم تشوؤم د؛ یشؤم سا، ط؛ تشوئم م
(12) و اللّه أعلم: ساقطة من ب، د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 127

الفصل الثالث (ج) فصل «1» فی مثل ذلک و یذکر فیه أحوال النحل و الزنابیر «2» و اختلاف أخلاق الحیوانات‌

العقبان أجناس: فمنها جنس رستاقی «3» یقرب من الناس، و صیاحه شدید؛ و جنس آخر «4» أصغر منه غیضی جبلی یأوی إلی ما یبعد عن المارة؛ و جنس آخر أسود صغیر خبیث «5»، أجلد من غیره یأوی أیضا الغیاض و الجبال، و هو قید الأرانب، و یخصه تعهد فراخه، و هو سریع الطیران حاد الصوت؛ و جنس آخر أبیض اللون و الریش، قصیر الجناحین، طویل الذنب، ذنبه کذنب رخمة، عظیم الجثة، نقیعی جبلی، خسیس الجوهر، یقهره الغربان، طعمه من الجیف، و هو أبدا یصیح من الجوع؛ و جنس بحری جبلی یأوی جبال البحر و الشواطئ، کبیر العنق «6»، ضعیف الریش، عریض الذنب، و إذا اختطف صیدا قصد به جهة العمق من البحر کأنه یغیب عن المنازعین؛ و جنس یقال له الخالص، کأن سواه مدخول النسب هجین أو مقرف «7»، و هذا الخالص أعظم الأجناس قدا و أقوی و أبعد مسافة صوت؛ و جنس أشقر یتعطل «8» طرفی النهار و یصید ما بین الغداة إلی العشی «9». و المنقار الأعلی من العقاب فإنه ینشق و یتورم و یتعقف، فیعطله ذلک عن الطعم و یهلک. و العقاب یدخر لفراخه ما یفضل عن الحاجة؛ لأنه لا یلحق
______________________________
(1) فصل. فصل ج ب؛ الفصل الثالث د، ط.
(2) و الزنابیر: و الرئاسة د، سا، ط، م.
(3) رستاقی: دستاقی سا، م.
(4) آخر: أیضا ب، د، م.
(5) خبیث: و خبیث ط، م.
(6) العنق: العین ب.
(7) مقرف: [قرف الشی‌ء: خلطه؛ المقرف من الخیل:
الهجین (لسان العرب)].
(8) یتعطل: متبطل ط؛ متعطل م.
(9) إلی العشی: و العشی م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 128
الصید کل وقت. و فراخه تقابل من یأتی عشها بمخالیبها «1» و أجنحتها. و إذا بلغ فرخ «2» العقاب أوان الطیران نفاه العقاب من عشه. و الزوج من العقاب یحفظ لنفسه حریما واسعا لا یرخص لغیره من الجوارح أن تستقر بقربه. و لا یصید فی حماه «3» بل یصید مبعدا، فإذا صاد صیدا اعتبر ثقله و رازه «4»، ثم حمله إلی عشه؛ و فیما بین ذلک یضعه علی الأرض مرارا، یغالط من عسی أن یکون کمن له. و یبدأ بصید صغار الأرانب، ثم یتدرج إلی صید الکبار. و ینهض إلی صیده من الروابی «5» و الیفاع «6» من الأرض؛ لأن استقلاله «7» من الحضیض، و یبدأ بلمح الصید من حالق. و الجوارح لا تقع علی الحجارة بسبب مخالیبها «8»، اللهم إلا فی الندرة. و العقاب طویل العمر، و لذلک یخلد عشه فی مکان واحد.
و فی بعض البلاد جنس أصغر من العقاب یبیض بیضتین، و یودعهما «9» جلد أرنب أو ثعلب، و لا یحضنهما «10»، إلی أن یدرک الفرخ فیخرجه.
و أما فینی «11»، و هو «12» کاسر العظام، و أظنه الطائر الذی یسمی بالعربیة البلح و بالفارسیة همای، فإنه طائر «13» ودیع، مدبر لنفسه و لبیضه و لفراخه «14»، و بعینه تقصیر بسبب «15» إسبال جفنه علیه، فإن جفنه مسترخ. و یتکفل «16» بفرخ العقاب الذی یطرده لبخله أو لحسده و سوء خلقه. و إذا نشأت فراخ العقاب تقاتلت بمخالیبها تبرما من بعضها ببعض «17»؛ و تحاسدا علی الطعم. و لا یبعد أن یکون هذا إحدی علل طرد العقاب بعضها لیتکفله فینی «18».
و جنس من العقاب أحد بصرا من غیره یضطر فراخه إلی مواجهة عین الشمس،
______________________________
(1) بمخالیبها: بمخالبها ط
(2) فرخ: فراخ ب، ط، م.
(3) حماه: حمله م.
(4) و رازه:
و زاده سا، و ردائه ط؛ ورداه م؛ [رازه بروزه روزا: حرب ما عنده و خبره؛ و راز الحجر روزا: وزنه لیعرف ثقله. (لسان العرب)].
(5) الروابی:+ و الصغار م
(6) و الیفاع:
و البقاع م؛ [الیفاع: المشرف من الأرض و الجبل، و قیل: هو ما ارتفع من الأرض؛ قال ابن بری:
و جاء فی جمعه یفوع. (لسان العرب)]
(7) استقلاله: استقراره طا.
(8) مخالیبها: مخالبها ط.
(9) و یودعهما: و یودعها م.
(10) و لا یحضنهما: و لا یحضنها م.
(11) فینی: تبنی ط؛ قینی م
(12) و هو: فهو ط.
(13) طائر:+ أسود سا
(14) و لفراخه: و إخراجه د
(15) بسبب:
لسبب ط.
(16) و یتکفل: فیتکفل ط.
(17) ببعض: لبعض ط.
(18) فینی:
قینی ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 129
فأیها دمعت «1» عینه عند النظر إلی قرصها أو أحوجها «2» الأذی إلی التغمیض و الطرف «3» و الإعراض قتلته؛ و هذا العقاب البحری. و إذا هم ببعض طیر الماء ذعره «4» فانغطّ «5» و هم یلحظ مسلکه فی القعر بحدة «6» بصره، حتی إذا طفا اختطفه. و هذا العقاب لا یقصد رخمه الطیر لئلا تستقبله لاطمة إیاه بأجنحتها و ناقرة بمناقیرها.
و من الطیر جنس یقال له ماقق «7» و یصاد بأن یرجف الماء حتی یزید فینغض «8» إلی الزبد منغمسا فیه «9»، فإنه یحب أن یأوی فیه.
و ذکر فی هذا الموضع أصنافا من الجوارح مجهولة و ذکر أن البزاة لا تقل عن عشرة أصناف: فإن منها ما ینشط للحمام الجاثم علی الأرض فإن طار أعرض عنه، و منها ما ینشط للحمام الواقع علی شجرة دون الأرض و الشرفات، و منها ما ینشط للمستقبل طیرانا. و قد زعم بعض الناس «10» أن الحمام یشعر بسجیة «11» کل صنف، فیقاتله بما یکفیه عنه.
و فی بعض البلاد ذئاب «12» عودت إطعام «13» السمک المصید، فإن حرمت مزقت الشباک «14» المشمسة «15» للتجفیف «16».
و الضفدع البحری أمام عینه زائدتان شعریتان دبقیتان «17» تلتصقان «18» بالسمک الصغار، فلذلک ینغطّ «19» فی الرمل و یترکهما بارزتین یصید بهما ما یمر و أما السمک المسماة رعادة فانها تصید ما یجاورها بالإثخان خدرا «20».
و فی البحر حیوانات کثیرة تکمن و تستخفی فی الرمل.
______________________________
(1) دمعت: أدمعت سا
(2) أو أحوجها: و أحوجها د، سا، ط
(3) و الطرف: و التطرف ط، م.
(4) ذعره: زعره ط
(5) فانغط: فانفط ط.
(6) بحدة: لحدة ط.
(7) ماقق:
ما وقف د؛ بائق ط؛ مابق م
(8) فینغض: فینفض ب، سا، م؛ فینفض د؛ [نغض الشی‌ء ینغض:
تحرک و اضطرب. (لسان العرب)].
(9) فیه (الأولی): ساقطة من م.
(10) بعض الناس: بعضهم ب
(11) بسجبة. بسحنة سا.
(12) ذئاب:
ذباب ط
(13) إطعام ط
(14) الشباک: الشبک ط، م.
(15) ما ینشط ....
المشمسة: ساقطة من د.
(16) للتجفیف .... صخرة: ساقطة من د.
(17) دبقیتان: و دبقتان ط؛ دبیقتان طا
(18) تلتصقان: تلصقان سا، ط.
(19) ینغط:
یتقظ ط.
(20) خدرا: حذرا ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 130
و الحمأة راصدة للصید. و حیث یکون فی البحر أبیناس لا تکون جارحة بحریة، و یمکن أن یکون ذلک بسبب ذلک الحیوان. و یشبه أن یکون قد عرض بالاتفاق أن «1» ما یوافق هذا، لا یوافق السباع.
و الحیة البحریة فی لون عبقروس. و إذا نشب الشصّ فی المعروف بالأربعة و الأربعین قاء «2» قالبا معدته. و هذا الحیوان یمیل إلی البر و یلسع بمس «3» جمیع جسده «4»، مثل الحیوان المسمی قبا «5».
و أما السمک المسمی ثعلب، فإنه یصابر علی الشصّ و یأخذ فی بلع الخیط، حتی یتمکن من القطع. و لذلک کثیرا «6» ما یوجد فی بطن المصید منه «7» صنانیر «8» عدة، و مصیدته الأعماق.
و جنس من السمک یسمی أمنا، یجتمع بعضها عند معاینة السباع، و تحدق بها أکابرها فتحامی علیها و تقاتل عنها. و الأنثی خرقاء «9» لا تتعهد البیض و تخلّفه علی الذکر، فهو یذب عنه إلی خمسین یوما. و من السمک ما یتغیر إلی لون مکانه، حتی یلتصق به، فیظن صخرة «10» أو رملة، فلا تتوقاه صغار السمک.
و جمیع أنواع مالاقیا یلزم الماء، إلا صنف طویل العنق ضعیفه، بحیث إذا قبض علی عنقه مات. و من الحیوان البحری «11» ما ینسج حول جسمه مثل ثوب غلیظ بقدر حجمه، و یسمی هذا الحیوان قوعی «12»، و هو یدخل فیه و یخرج منه «13». و منه حیوان کثیر الأرجل یقال له الخیلوس «14» یقلب خزفه عند الطفو لیسهل طفوه و یبقی زمانا علی وجه الماء طافیا؛ فإذا رام العود قلب وضعه. و بین رجلیه جلد کنسج العنکبوت لرقته و ضعفه، و هو له کالشراع یستقبل به الریح و یجعل الرجلین کالسکان، و یظن «15» أنه تولدی لا توالدی «16».
______________________________
(1) أن: ساقطة من ب.
(2) قاء: فاه ب، ط؛ قاه سا؛ تاه م
(3) بمس: بلمس ط
(4) جسده:
بدنه سا.
(5) قبا: قلا م.
(6) کثیرا: ساقطة من م
(7) المصید منه: المصیدة م
(8) صنانیر: صبابیر ط.
(9) خرقاء: خرق ط.
(10) صخرة: ساقطة من د.
(11) البحری: ساقطة من ب.
(12) قوعی: فوعی سا
(13) منه: عنه سا.
(14) الخیلوس: الحلبوس م.
(15) و یظن: و أظن سا.
(16) أو رملة ... لا توالدی: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 131
و حال النمل فی امتیاره إلی جحره علی خط مستقیم یحفظ بعضها لبعض، أمر عجیب، و لا یتعطل عن عمله فی اللیالی المقمرة.
و حال اللیث «1» الذی یصید الذباب عجیب؛ و هو أصناف: صغار و کبار، و منها ما یلسع، و منها ما لا یلسع، و لیس فیها ناسج الأشیاء علی وجه الأرض یستخفی فیه و یرقب ما یحرکه، فیظهر إلیه و یأسره. و الجنس الصّناع من العنکبوت هو الذی یسدی سدی منوطة تشبه أوتارا و أطنابا «2» یلحمها فإذا وقع علی نسجه ذبابة أو غیرها نسجت علیه فی الوقت، فإن کانت جائعة مصّته «3»، و إلا نقلته إلی خزانة له و یعود إلی رمّ ما انخرق من نسجها. و الصناع هی الأنثی، فأما الذکر فنقاض أخرق، و أما العنکبوت العظیم الأرجل، فانه لما یئس عن الاستخفاء احتال بأن یتعلق من تحت النسج، و أما الصغیر فیتخذ لنفسه مخبأ، و یظن أن مادة غزله من ظاهر جسده. و یبلغ من جلده أن بهم بالعظایة الصغیرة، فینسج أول شی‌ء علی فیها و هو متوق متحرز، فإذا فرغ من فمها «4» دنا منها «5» بطمأنینة فینسج علی باقیها «6».
و من المحززات الکیسة النحل و ما یشبههه من ذوات الإبر و هی تسعة «7» أصناف.
منها ستة أصناف «8» یختلط بعضها ببعض النحل و ذکورتها، و الصنف من الدّبر «9» الذی یأوی إلی وجه الأرض و الدبر الأصغر و الدبر «10» الطویل الأسود. و أما الأصناف الباقیة منها، فهی مما ینفرد بعضها عن بعض، أصغرها أغبر و أوسطها أسود و الثالث «11» الکبیر.
و النحل یغتذی من العسل، و مع ذلک فلا یکثر منه ما أصاب غیره، شفقة علیه و ادخارا «12»،
______________________________
(1) اللیث: [ضرب من العناکب، و لیس شی‌ء من الدواب مثله فی الحذق و الختل؛ و قیل: الذی یأخذ الذباب، و هو أصغر من العنکبوت (لسان العرب)].
(2) و أطنابا: أو أطنابا ب.
(3) مصته: مضه ط.
(4) فمها: فمه: سا، ط، م.
(5) منها: منه سا، ط، م
(6) باقیها: باقیه سا، م.
(7) تسعة: سبعة ب، ط، م.
(8) منها ستة أصناف: ساقطة من سا، م
(9) الدبر:
[الدبر، بالفتح: النحل و الزنابیر، و قیل: هو من النحل ما لا یأوی. (لسان العرب)].
(10) و الدبر الأصغر و الدبر: الزنبور الأصفر و الزنبور ط؛ الدبر الأصفر الدبر طا؛ و الزنبور م.
(11) و الثالث: الثالث ط.
(12) و حال النمل ... و ادخارا: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 132
إلا إذا أصاب النحل دخان، فحینئذ لا یقرب من «1» المأکولات غیر العسل. و ما یولده «2» النحل علی ساقیه غیر «3» الموم هو ثفل العسل، و هو فی حلاوة التین، و هو «4» غذاء أیضا للنحل، و متی صادفت النحلة الخلیة نظیفة «5» بنت فیها بیوتا من الشمع، و هو لقاطته «6» من الزهر و أطراف الشجر، و خصوصا من الخلاف، فتبنی به جدران البیوت مسدسة.
و إذا استوسعت مدخل الخلیلة ضیقته «7» بوسخ الموم، و هو أسود ذفر «8» الریح. و تبدأ ببناء بیت الملک، و هو یشبه الثقب، ثم ببناء «9» بیوت الذکران و تبنیها «10» بیوتا أکبر من بیوت النحل الصغار. و الذکران لا یعملون «11». ثم تبنی بیوتا أخر أیضا «12» حول بیوت العسل.
و الفراخ فارغة للاستظهار. و زعم «13» بعضهم أن الذکورة تنفرد ببناء بیوتها، و لیس إلیها بعد ذلک إلا أکل العسل دون التعسیل، و أنها تلزم الخلایا فی أکثر الأوقات، فإن نشطت خرجت جملة و أخذت فی الجو طانة «14» مدویة ثم عادت و شبعت من العسل.
و أما الملک فلا یخرج وحده، بل مع الجملة. و إذا ضل «15» الملک تبعته «16» برائحته، و إذا أعیا الملک فی طیرانه حملته حملا، و إذا جلبت الموم، فإنما تجلبه بطرفی الرجلین المتقدمتین «17»، فإذا وضعته ثنت «18» الطرفین بالذراعین، و الذراعین بالرجلین المؤخرتین؛ و إذا حملت الموم طارت منقلا «19»، و لا تنتقل من زهر إلی زهر، إلا بعد أن تنقل ما حملته إلی خلیتها.
و کثیرا ما تنقل الشمع من الزیتون «20»، و بعد ذلک تفرخ، أی إذا فرغت من بنائها. و ربما جمعت الفرخ و العسل فی بیت واحد. و لیس للذکور حمة، و یحاول اللسع و لا یقوی علیه.
و ملوک النحل جنسان: أکرمها أحمر اللون، و الآخر أسود مختلف اللون فحمی.
______________________________
(1) من: ساقطة من سا
(2) و ما یولده: و مما یجلبه: سا، ط.
(3) غیر: کما یجلب سا
(4) التین و هو: ساقطة من د.
(5) نظیفة: النظیفة ط
(6) و هو لقاطته: و هی لقاطة ط.
(7) ضیقته: ضیقه ط
(8) ذفر: حریف د، سا، ط، م.
(9) ببناء: تبنی سا، ط، م
(10) و تبنیها: و تبنی ب.
(11) لا یعملون: لا یفعلون د
(12) أیضا: ساقطة من م.
(13) و زعم: و ذکر م.
(14) طانة: طائرة م.
(15) ضل: أضلت د، سا، ط؛ ضلت م
(16) تبعتة: شیعته ط.
(17) المتقدمتین: المقدمین د، سا؛ المتقدمین م.
(18) ثنت: نقت د، سا، ط؛ تقب م.
(19) منقلا: منتقلا ط؛ [المنقل: طریق مختصر.
(لسان العرب)].
(20) الزیتون: الزنبور ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 133
و الملک فی ضعف قد النحلة العسالة. و أکرم النحل «1» العسالة ما کان صغیر الجثة، مستدیر الشکل علیه ألوان. و قد یکون منها مستطیل شبیه بالذکر. و جنس آخر أحمر البطن.
و الذکر کبیر کسلان «2». و النحل الذی یرعی الغیاض و الجبال أصغر و أعمل. و الکریم یعمل عسلا مستوی الأجزاء فی ثقب «3» ملس و أصمة ملس، یملأ بعضها عسلا، و بعضها فراخا، و بعضها مساکن للذکورة. و ما لیس بکریم لا یعمل شیئا مستویا، علی ما قلنا.
و النحلة تلزم ثقب الشهد، و بذلک یصلح الشهد و إلا فسد و تولد فیه عنکبوت.
و أقول: إنه لا یبعد أن تکون إبرة النحلة مع أنها سلاح نافعة فی إحالة جوهر الرطوبات إلی العسلیة بأن تأتیها «4» و ترسل فیها قوة ما و هذا منی تخمین، و کأنی سمعته من بعض المتعهدین لهذه الأحوال.
و جنس من النحل مختلف یقال له فصوص، و لا یعمل شیئا یعتد به. و ربما تولد فی الخلیة دود صغیر ینبت أجنحة «5»، و لا تدعه النحل أن یقع علی بیوت الموم. و النحل العسالة تقتل الذکران المؤذیة، و الملوک المفسدة، و خصوصا عند قلة العسل. و النحل الصغیر المجتمع یحاول مقاتلة الطوال منها و نفیها عن الخلایا، فإن فعلت ذلک جاد العسل. و یجتهد أن یقتل ما یقتله منها خارج الخلیة، صیانة للخلیة.
و جنس من النحل یسمی لبنون یغتال «6» النحل العسالة «7»، و یفتح علیها بیوتها و یهلکها، و ذلک مما یقل و یندر؛ لشدة یقظتها، و کثرة تحفظها. و کثیرا ما یتفق إذا دخل، أن یتشوش من اللطخ بالعسل، فلا یقوی علی الطیران، و لا یلبث أن یقتل، و لا یکاد یفلت. و الملک «8» قلما «9» یخرج إلا فی عنقود من الفراخ یکنفه «10»، و إذا هم الملک بالخروج طن قبله بیوم أو یومین «11» لتعلم «12» الفراخ ما هم «13» به، لتستعد له. و إذا تولدت ملوک، تبع
______________________________
(1) النحل: النحلة ط.
(2) و قد یکون .... کسلان: ساقطة من سا.
(3) ثقب: تقلب م.
(4) تأتیها: بابرتها د؛ تجمعها بإبرتها سا؛ تأبرها طا.
(5) أجنحة: أجنحته سا، ط.
(6) یغتال: یقاتل ط
(7) العسالة: العسال د، سا، ط، م.
(8) و الملک: و الملوک ط، م
(9) قلما: فلا م
(10) یکنفه: بکنفته د.
(11) أو یومین:
د یومین د، سا، م
(12) لتعلم: تعلم د، سا، م
(13) ما هم: ما یهم سا؛ ما لا یتم ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 134
کل ملک من الفراخ طائفة، و لا تقبل ملکا آخر غیر ما اتفق أن «1» انحازت إلیه، فإن تبعها «2» آخر قتلته. فإذا خرجت «3» الفراخ، و کان بها قلة، انتظرت المدد من خارج «4».
و النحل توزع أعمالها بینها، فمنها ما إلیها نقل المادة من الزهر، و منها ما إلیه تلیین ذلک و إصلاحه موما، و منها ما یستعمل ذلک الموم، و منها ما هو ساق و یستقی «5» الماء للفراخ. و لا یقع النحل علی حیوان البتة، و لا علی «6» طعام، و لیس لابتداء عمله زمان معلوم، بل کلما أخصب، و فی أی «7» وقت اتفق ذلک. و إذا استوت الفراخ و طارت، فإنها تسرع فی العمل بعد ثلاثة أیام عند ما تستوی فتثقب الصمامات التی علی أفواه البیوت و تخرج. و ما کان من النحل کسلانا ضارا غیر حسن القیام، علی ما هو منوط به، فإن النحل الکریم یطرده، و اللئیم یتغافل عنه.
و للنحل أعداء کثیرة کالزنابیر و الخطاطیف. و أصناف من صغار الطیر و الضفادع النهریة و الأجمیة «8» تتلقی «9» النحل الواردة «10» فتبلعه «11» و الجرادین خاصة فإنها ترصدها فی باب الخلیة و الصمامات «12». علی أنها لا تهرب من شی‌ء من الحیوان، و لا تقاتل «13» غیر جنسها و غیر الزنابیر. و إذا کانت خارجة من الخلیة، تسالمت و سالمت غیرها، و إنما تقاتل من «14» یقرب «15» خلیتها. و النحل قد یطعم الحلاوات أیضا. و إذا لذعت النحلة حیوانا و خلفت الإبرة فیه ماتت. و ربما قتلت النحلة من تخلف فیه الإبرة. و قد «16» قتلت فرسا.
أقول: و قد أخبرت بقریة من قری أسفسیقان «17» یقال لها أسفاکوج «18»، و فیها خلایا النحل، أنهم غزوا مرة، و کاد «19» الأکراد ینهبونهم «20»، فسلطوا علیهم النحل، بأن عمدوا
______________________________
(1) أن: أنه ب.
(2) تبعها: تبعه ط
(3) خرجت: أخرجت للفراخ ط
(4) خارج:
الخارج ط.
(5) و یستقی: یستقی د، سا.
(6) و لا علی. و لا إلی ط.
(7) و فی أی: و أی د، سا، م.
(8) و الأجمیة: و الآجامیه ب
(9) تتلقی: تلقی ب
(10) الواردة: و الواردة م
(11) فتبلعه: فیتبلعه ط.
(12) و الصمامات: و الصفات د، سا، م؛ و الصقاب ط
(13) و لا تقاتل:
أو لا تقاتل ط.
(14) من: ساقطة من ب، م
(15) یقرب:+ من سا.
(16) و قد: قد د، سا، ط، م.
(17) اسفنیقان: أسفسان ب
(18) أسفاکوج: اسفاکوح د، م؛ اسفاکوخ ط.
(19) و کاد: و کان ط
(20) ینهبونهم: ینهبوهم، د سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 135
إلی خلایا فشوشوها، و تواروا عنها، فهزمت النحل أولئک الأکراد لسعا لهم «1» و لدوابهم.
و ملک النحل حلیم «2» جدا، و لا یلذع شیئا. و إذا هلک شی‌ء فی الخلیة رمته إلی خارج.
و هو أنقی الحیوانات؛ و لذلک لا تلقی زبلها إلا و هی تطیر و إلا فی دفعات، لأن فی ذبلها نتنا. و هی تکره النتن، و تکره أیضا الروائح الدهنیة و الأدهان و إن کانت عطرة، و تلسع المتدهن إذا دنا منها.
و مما یهلک النحل تفرقها لکثرة ملوکها. و أما أبکار النحل و فراخها، فهی أصنع من غیرها، و أجود عسلا، و أقل لسعا، و أقل ضرر لسع، و هی أقل رعبا «3». و قد قاتل النحل نحلا غریبا زاحمها فی الخلیة؛ و کان رجل یعین النحل الأهلی، فلم یلسعه البتة.
و من آفات «4» النحل دود یتولد، و یصیر عنکبوتا، و یستولی علی العسل و یفسد الشهد و الموم. و ربما تعفنت الخلیة و أنتنت، فأفسدت «5» النحل. و النحل یحب السعتر، و أجوده الأبیض؛ فإذا لقط من زهر قمل «6» مرض. و النحل تستتر «7» عن الریح بالحجر و تشرب الماء الصافی «8» القریب المعهود؛ و لا تشرب إلا بعد إلقاء الثفل. و أکثر ما تعسل ربیعا و خریفا، و أجوده الربیعی. و العسل الأبیض هو الذی یعسل فی موم طری، و إذا عسل فی موم عتیق احمرّ. و أجود العسل هو الذهبی، و أردأ العسل أعلاه فی الخلیة؛ و لذلک ینبغی أن یخرج عنها. و النحل یعجبه التصفیق و الغناء، و بهما یجتمع و یرد إلی الخلیة «9». و الخلیة المخصبة هی التی یکثر فیها دوی النحل. و إذا ترک للنحل «10» فی الخلیة من الشهد فوق کفایته، عاد بطالا، و کذلک إن کان أقل من کفایته. و قلة الذکورة أصلح فی الخلیة، فإن النحل العسال یکون أنشط. و النحل یحدس «11» بالبرد و المطر، و علامة ذلک لزومها الخلیة. و هنالک ما یعدّ لها القیّم قوتا. و إذا «12» تعلق بعضها ببعض
______________________________
(1) لهم: ساقطة من سا.
(2) حلیم: حام م.
(3) رعبا: رعیا سا؛ رغبا ط، م.
(4) آفات: إناث ط.
(5) فأفسدت: و أفسدت سا.
(6) قمل: ساقطة من ط؛ [قمل العرفج، إذا اسود شیئا یعد مطر أصابه فلان عوده (لسان العرب)]
(7) تستتر: تستر ط.
(8) الصافی: أیضا فی سا.
(9) إلی الخلیة: ساقطة من ب.
(10) للنحل: النحل د، سا، ط، م.
(11) یحدس: یحس ط، م.
(12) و إذا: فإذا ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 136
فی الخلیة، دل ذلک علی إجماعها مفارقته، فهنالک یرش القیم خلیتها «1» بشراب طیب حلو. و ینبغی أن یکون بقرب الخلایا کمثری جبلی و باقلی، و قثاء رطب، و جلنار، و آس، و خشخاش و سیسنبر و لوز. و الشتاء الجنوبی یفسد النحل.
و الزنابیر أصناف: صفر صغار. و سود «2» مطاولة صفر الأرجل ذبابیة، و حمر کبار جدا و أوساط. و قد رأیت جنسا أسود الرأس کبیرا له رائحة «3» عطرة، و له إبر فی مؤخره ثلاث أو خمس و هو ردی‌ء.
فهذه أحوال النحل.
______________________________
(1) خلیتها: خالیتها ط.
(2) و سود: سود م.
(3) کبیرا له رائحة: کثیر الرائحة م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 137

الفصل الرابع (د) فصل «1» فی مثل ذلک من أخلاق «2» السباع المختلفة و حیوان الماء و الطیر

و لسائر الحیوانات أیضا أخلاق، و انفعالات نفسانیه، کالأسد، فإنه حلیم کریم عند الشبع، صعب ردی‌ء جدا عند الجوع، و علی الأکل. و من عادته ملاعبة من ألفه، لکن «3» لعبه مؤذ «4» و لا ینهزم إلا عند «5» تفاقم الأمر «6». و یکون مشیه حینئذ «7» رفیقا «8» و التفاته قلیلا.
فإذا وارته غیضة أمعن هناک فی الهرب، فإذا ظهر منها مرة أخری «9» أخذ یرفق فی مشیته «10»، فإن اضطر إلی الهرب اضطرارا شدیدا استعجل فی المشی من غیر أن یجعله عدوا.
و هو بالحقیقة یخاف النار. و إذا قاتله قوم «11» یتبین من یرشقه منهم، فیقصده خاصة، فإن «12» کان رماه و لم یؤذه، ثم ظفر به أخذه و ترکه؛ و أکثر ما یعمل به أنه یخدشه و یفزعه.
و إنما یقصد أکل الناس، و یصاقب ما کنهم الضعیف المسن منها.
أقول: إن الأسد التی ببلاد خراسان، و خصوصا الجیحونیة، أقوی و أشهم من سائر الأسد الجنوبیة، و العراقیة أضعف. و کان عند ملوک بلادنا أسد جیحونیة، و أسد من رأس حد «13» خراسان، و من فراوة «14»؛ و کان یفرق بینها «15» فی المکان. علی أن الجیحونیة أقل عددا، لأن صیدها أصعب علی الناس و أعسر. و کانت الأسد الفراویة- علی
______________________________
(1) فصل: فصل د ب؛ ساقطة من د؛ الفصل الرابع ط.
(2) أخلاق: اختلاف م.
(3) لکن: و لکن ط
(4) مؤذ: مؤذیة م
(5) عند: عن ب، د، سا، م
(6) الأمر الأمور د
(7) حینئذ: ساقطة من سا
(8) رفیقا: رقیقا ط.
(9) أخری: ساقطة من م.
(10) مشیته: مشیه سا، ط.
(11) قاتله قوم: قاتل قوما ط، م
(12) فإن: و إن ط.
(13) حد ساقطة من سا
(14) فراوة: قراوة ب
(15) بینها: بینهما سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 138
ما بلغنی- و کأنی تأملته یخاف قطیع منها واحدا من الجیحونیة. و مع ذلک فإن الجیحونیة لا تؤذی الناس، و لا الأنعام «1» علی وفور عددها بشط جیحون. و الأسد طویل العمر. و قد صید من الأسود أسد بلغ من کبره أن تفتتت «2» أسنانه.
و من الأسد جنس ضعیف، یهرب من الخنزیر إذا شد علیه، فلا یقاومه؛ و جراحته بمخلبه أو نابه ردیئة تسیل قیحا ردیئا منتنا. و یقرب علاجه من «3» علاج الکلب الکلب.
و من السباع سبع یسمی ندس، محب للناس لا یضرهم، و هو «4» یقاتل الأسود و الکلاب.
و صغیره «5» أجرأ و أجلد؛ و له جنسان أو أجناس، و هو متبدل اللون کل فصل. و سبع یسمی بوناسوس «6» یکون فی الجبال ببلد ناوینا «7»، و هو «8» فی عظم الثور، لکنه أجسم منه، و جنس منه یشبه البقرة، علی أکتافه شعر، و عرفه ألین من عرف الفرس «9» و أفتح «10»، و أقصر، و کأنه صوف، و هو أشقر قانئ «11» ناحیة الرأس إلی العرف. و یرسل من الرأس إلی العینین مثل الناصیة. و سائر بدنه بین الرمادی و الأحمر. و له قرون منعقفة «12» إلی داخل، بقدر شبر و أکثر، و لا أسنان له فی فکه الأسفل، و هو ذو ظلف، کثیر شعر الفخذ، قصیر الذنب، یحفر الأرض بخطمه. و جلده صلب جدا. و هو صید طیب اللحم، و إذا عجر «13» رمح برجلیه و رمی روثه إلی أربعة أبواع، و هو رواث و خصوصا عند الوضع. و یهیأ منه علی مولوده مثل السد «14».
قال و الجمل لا ینزو علی أمه. و قد احتال بعضهم علی إنزائه، فلما علم ذلک حقد علی المحتال علیه به. و أهلکه.
______________________________
(1) و لا الأنعام: و لا أنعام الناس د، سا، ط؛ و الأنعام م.
(2) تفتتت: تفتت سا، ط.
(3) من: ساقطة من م.
(4) و هو: ساقطة من م.
(5) و صغیره: صغیره م.
(6) بوناسوس: بوناس ط
(7) ببلدناوینا: ببلادنا ب؛ ببلدنا ط
(8) و هو: ساقطة من د، سا، م.
(9) الفرس: البقر ب، م
(10) و أفتح: و أفیح سا
(11) قانئ:+ من د، سا، ط.
(12) منعقفة: معقفة سا؛ متعقفة ط.
(13) عجز: عجز سا، ط، م؛ [عجر الفرس، یعجر: إذا مد ذنبه نحو عجزه فی العدو. (لسان العرب)].
(14) السد: أسد ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 139
و أما الفرس الکریم فقد غولط بأمر ملک یقال له أسفونافس «1»، فنزا «2» علی أمه «3»، فلما سفدها و عاین ذلک، فیما یقال، ألقی نفسه فی وهدة، و عطب. و قد سمعت من «4» بعض الثقات بخوارزم قریبا من هذا.
و الدلافین تحب الناس و تستأنس بهم و بالصبیان خاصة.
أقول: و قد رأیت الببغاء شدید الحب للصبیان «5» المرد، و شدید الأنس بهم، و الکلام عند حضرتهم، و أقول «6»: حدثنی ثقة بجملة من حکایات الببغاء، و حبه لصاحبه، و عشقه إیاه، و جزعه علی مفارقته و حسده علی اتخاذ ببغاء آخر، ما قضیت له آخر العجب.
و حکی فی التعلیم الأول أن دلفینا جریحا، صاده إنسان، فتوجهت الدلافین إلی الشط کالمتشفعة إلی من صادها، فلما خلی عنها، انصرفت. و الدلفین الکبیر یهتم بصغار الدلافین، یتبعها للحراسة. و رئی دلفین یحمل دلفینا میتا مع نفسه، و یغوص به و یطفو، کأنه یحفظه لئلا یؤکل. و یحکی عن «7» سرعة الدلفین «8» ما لا یکاد یصدق به، و ربما نزا من صفحة الماء إلی ما یجاوز طرف الدقل «9»، و وقع فی الجانب الآخر من السفینة. و یکون السبب فیه طول غوصه لیبتلع «10» بیض السمک. فإذا اشتهی النفس، انزج دفعة إلی فوق، و ربما وقع إلی البر اتفاقا.
و من عجائب أحوال الحیوان أن الدجاجة إذا غلبت الدیک قتالا، تشبهت بالدیک فی صقیعها و فی سفادها، و أشالت أذنابها کالدیکة، و ربما نبت لها «11» مخلب.
______________________________
(1) أسفونافس: أسفریاس د، سا؛ أسفویافس ط
(2) فنزا: ساقطة من د، سا
(3) علی أمه:
علیه د، سا.
(4) من: ساقطة من ط، م.
(5) شدید الحب للصبیان: شدیدا یحب الصبیان م.
(6) و قد رأیت ... و أقول: ساقطة من سا.
(7) عن: من ط، م
(8) الدلفین:
الدلافین م.
(9) الدقل: الأقل ط؛ [الدقل: و الدوقل: خشبة طویلة تشد فی وسط السفینة یمد علیها الشراع. (لسان العرب)]
(10) لیبتلع: لیتبع ب، د، سا، م.
(11) لها: له ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 140
أقول «1»: لیعلم أن الطبیعة مطیعة للهیئة النفسانیة، و الدیک أیضا یتشبه بالدجاج، إذا ماتت الدجاجة عن فراریج فیعولها و یتجنب «2» السفاد و یترکه.
و الطیر یخصی بکیّ أصول الزمکی کیة أو کیتین أو ثلاثا «3»، فلا یصقع الدیک المخصی و لا یسفد. و إذا «4» خصیت «5» ذوات القرون قبل نبات قرونها، بقیت جماما، خلا الأیل، و الخنزیر یخصی أنثاه و ذکره فإن للإناث خصی لاصقة بأصل الرحم. قال: و الخصی أطول عمرا. قال: إن الحیوان الطویل الساق سلّاح قیاء. و ذکر أصنافا من الطیر تتغیر «6» ألوانها فی الفصول، و أصواتها، حتی أن منها ما یصوت بصقیع «7» الدیک صیفا، و یصوت بصوت «8» الدجاجة شتاء. و العصفور الحسن الصوت، و أظنه العندلیب، مغری «9» بالتلحین، خمسة عشر یوما من بدء الربیع، و بعد ذلک یلحن وقتا بعد وقت، ثم یهجر التلحین، ثم یتغیر «10» لونه و یستخفی، و من الطیر ما یتمرغ فی التراب، و أکثر ذلک ما لیس له طیران جید یعتد به، کالقبج و الدجاج «11»، و منه ما یغتسل بالماء کالحمامة و العصافیر. و ذوات المخلب لا تعمل «12» شیئا من ذلک «13».
______________________________
(1) أقول: ساقطة من م.
(2) و یتجنب: فیتجنب ط.
(3) أو کیتین أو ثلاثا: و کیتین و ثلاثا ب، م.
(4) و إذا: إذا ب، م
(5) خصیت: أخصیت م.
(6) تتغیر: تغیر ب، د، سا، م
(7) بصقیع: کصقیع د؛ کقصیع ط.
(8) بصوت: کصوت د، سا، ط، م.
(9) مغری:
مقری ط.
(10) یتغیر: یغیر م.
(11) و الدجاج: و الدجاجة ط.
(12) لا تعمل:
فلا تعمل ب؛ لا تعلم سا
(13) ذلک:+ تمت المقالة الثامنة من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د؛ تمت المقالة الثامنة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 141

المقالة التاسعة من «1» الفن الثامن من جملة الطبیعیات «2» «3»

الفصل الأول (ا) فصل «4» فی حال الإدراک و المنی و الطمث «5» و ذکر الاختلاف فی ذلک‌

و لنتکلم فی ولاد الناس و تکوین الجنین فنقول: إن الإنبات کالإزهار، و الاحتلام کالإثمار. و أول آیات البلوغ تغیر «6» الصوت و استحالته إلی خشونة «7» لا ینسب إلی حدة، و لا إلی ثقل، بل یکون کنغمة الوتر الغیر المستوی الأجزاء إذا استرخی خاصة لنداوة به، فإنها «8» إذا نقرت کانت النغمة خشنة مختلطة من حدة و ثقل. و کذلک فإن قصبة الرئة و العضلات التی للحنجرة یعرض لها- قبیل «9» أن تنضج بالإدراک التام- اختلاف أجزاء فی اللین و الصلابة و الرطوبة. ثم إذا جامع المراهق بسرعة، جفت آلات صوته، فمال صوته إلی مشاکلة أصوات الرجال بسرعة. و منهم من یتعاهد صوته فیحفظه «10» علی السلامة، کما یفعل المغنون. و یعرض فی ذلک الوقت أیضا امتلاء الثدیین غدة تتحلل، و انشقاق الأرنبة. و السبب فی ذلک الانشقاق جفاف الغضروف، فینفصل جزاءه. و المنی یتکون بعد أسبوعین من السن، و یقوی بعد الأسبوع الثالث. و النساء
______________________________
(1) من (الأولی): ساقطة من د
(2) من ... الطبیعات: ساقطة من ب؛ منه ستة فصول ط
(3) الطبیعیات.:+ و هی ستة فصول د [ثم تذکر هذه النسخة عناوین الفصول الستة]؛+ ستة فصول سا.
(4) فصل: فصل أ ب؛ الفصل الأول د، ط.
(5) و الطمث: ساقطة من ب. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 141 الفصل الأول(ا) فصل فی حال الإدراک و المنی و الطمث و ذکر الاختلاف فی ذلک ..... ص : 141
(6) تغیر: تغییر ط
(7) خشونة: الخشونة ط.
(8) فإنها: فإنه ب.
(9) قبیل:
قبل ب.
(10) فیحفظه: و یحفظه ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 142
یدرکن بالطمث «1»، و حینئذ تظهر أثداؤهن. و یعرض لمن یفرط «2» فی الاستمناء من المراهقین لیس فقد اللذة فقط «3»، بل ضدها و هو الأذی و الغم و الفتور. و الطمث فی أول الأمر دم کدم الذبیح، و یکون قبل الإدراک إلی البیاض. و یتغیر أیضا صوت الجواری فی سن الرهاق، و إن کان صوتهن علی کل حال أحدّ، حتی أن زمرهن أحد من زمر الرجال «4». و یشتقن إلی الجماع مع دور الطمث. و کلما جامع الرجال أکثر، أو جومعت النساء أکثر، کانوا أشوق إلیه من التارک لانفتاح السبل «5» و لتوزیع الطبیعة المنی علی العادة. و یبلغ من شدة ذلک أن یستلدوا بذکر الجماع. و من الرجال من «6» لا یحتلم «7» البتة، و منهم من لا منی له، لآفة «8» أصابت المزاج و منهن «9» من لا تطمث، و الأجساد تتغیر من النعمة عند الإدراک، و ربما انتقلت من سلامة إلی مرض، أو من «10» مرض إلی سلامة.
أقول: کثیر ممن به علة کالصرع و غیره، یزیله الاحتلام. قال: و ربما أخصب المدرک، و ربما هزل «11»، فإنه إن کانت الفضول کثیرة أدی الطمث و الاحتلام إلی نقاء، و إن کانت قلیلة أدی إلی ضعف. و من کان منهن فی جسدها فضل کثیر، و کان یمنع عن تصرف القوة النامیة حق التصرف، عظم ثدیها «12» بعد الطمث. و المنی النصیح «13» المذکر، هو الذی یکون بعد الأسبوع الثالث فی أکثر الأمر. و کذلک الجاریة التی لم یأت علیها ثلاثة أسابیع، فإنها تکون ضعیفة علی الحبل، و مصفرة، و ممرضة «14»، و تقاسی أوجاعا، و خصوصا عند الطلق. و المفرط فی الجماع یشیخ قبل غیره. و کذلک الجاریة التی ولدت کثیرا، و یعرض لها سقوط شهوة الجماع. و أفضل المنی أخثره، و أما الرقیق الخیطی فلا یولد إلا الإناث.
______________________________
(1) بالطمث:+ فی المنی ط
(2) یفرط: یفرطه ط.
(3) فقط: ساقطة من سا، ط.
(4) الرجال: ساقطة من ب، م.
(5) السبل: السبیل د، ط.
(6) من (الثالثة): أن ط
(7) لا یحتلم: یحتلم د.
(8) لآفة: لآفات ط؛ لأنه م
(9) و منهن: منهم سا، م.
(10) أو من: من ب.
(11) هزل: أهزل ط.
(12) ثدیها: بدنها ب، سا، م.
(13) النصیح: النضیج ط؛ [نصح الشی‌ء خلص. (لسان العرب)].
(14) و ممرضة:
ممرضة د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 143
و أکثر هیجان الطمث عند الاجتماع و الاستقبال؛ لأن «1» لاختلاف حالات القمر تأثیرا فی الرطوبات، و غیر ذلک من المد و الجزر، و فی سائر ما قیل فی موضعه. و التی یتأخر طمثها من النساء تتأذی بأوجاع. و یعرض لجمیعهن عند قرب الطمث ثقل فی البدن، و ربما عرض من احتباسه اختناق.
و الحمل الطبیعی ما یوافق «2» الطهر، و إن کان الطامث قد تحبل؛ و إن کان من النساء أیضا من إذا طهرت انغلق باب رحمها. و الحامل لا تطمث إلا فی الندرة، لأن الطمث ینصرف إلی غذاء الجنین، فإن طمثت أضعفت الولد. و ربما أدی دور الطمث إلی الإسقاط. و إذا اشتدت الرطوبة بالرحم کانت «3» مزلقة للمنی.
و الحیوانات الأخری «4» بعضها لا یطمث، و بعضها یطمث أقل من طمث النساء، کأن الفضلات فیها تتحلل فی الشعر، و فی الفلوس «5»، و القشور، و فی البول الکدر.
و هی أیضا أکثر ریاضة. و ما «6» یجتمع «7» فی الإنسان من المنی، أکثر مما یجتمع فی سائر الحیوانات التی تناسبه فی القد. و ذکر أن الأبیض المعتدل السمن، أکثر منیا من الأسود و الأسمر، و السبب فیه کثرة الرطوبة؛ و لا یبعد عندی أن یکون السمر و السود یکثر فیهم المنی بسبب القوة و الحرارة، فإن القوة تحصل فی المادة ما لا یحصله الضعف مع حضور العنصر.
و حکی «8» أن البیض أیضا أنشب «9» للمنی «10» و أجذب من السمر، و إذا حبلت المرأة یبس عنق فرجها.
أقول: و ذلک لأن الفرج إنما یترطب من رطوبة الرجال، أو رطوبة النساء؛ فإذا جذب الرحم المنی جذبا عنیفا وافرا قویا، لم یبق فی خارج الفرج إلی باب الرحم منی
______________________________
(1) لأن: کان ب، د، سا، طا.
(2) ما یوافق: ما وافق ب.
(3) کانت: کان ط، م.
(4) الأخری: الأخر ب، م.
(5) و فی الفلوس: و الفلوس د، سا.
(6) و ما:
و مما ط، م
(7) یجتمع: یجمع ط.
(8) و حکی: و ذکر د، سا
(9) أنشب: أنشف د، سا، طا؛ اشتق ط
(10) للمنی: المنی م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 144
أو رطوبة؛ و إذا علق انضم باب الرحم فلم یسل إلی خارج شی‌ء «1» من رطوبة. علی أن الرطوبة للنساء «2» مطلوبة لغرض «3»، علی ما سنشرحه بعد، فأما إن کان باب الفرج بعد الغلق أملس رطبا، فقد زلق المنی أو سیزلق. قال: و لذلک یؤمر أن یدهن فم الرحم بقطران، أو یعالج بأسفیداج أو کندر مدوفین «4» فی زیت. أقول: أما القطران، فإن من طبیعته أنه إذا أصاب فم الرحم، و وصلت رائحته إلی المنی، فسد المنی و زلق، فیشبه أن تکون الرحم تشمئز طبعا عنه و إذا اشمأزت «5» عن شی‌ء بعدت «6» عنه طبعا إلی خلاف جهته «7»، کما «8» إذا لاءمها «9» الشی‌ء «10» مالت «11» إلیه. فیشبه «12» أن یکون الغرض فیما یعمل به «13» أن یرتفع الرحم إلی فوق و یشتد العلوق. و أما الکندر و الإسفیداج فلتشدید فم الرحم و قبضها و تجفیفها «14» لئلا تزلق. و هذا بعد المجامعة و العلوق. و أما إذا فعل شی‌ء من هذا مع المجامعة لم یعلق، لإفساد «15» مزاج الرحم و المنی. و إذا «16» لم ینزلق «17» المنی سبعة أیام فقد علق علوقا جیدا. و ربما طمثت المرأة بعد ثلاثین، و احتلم الذکر بعد أربعین.
و أما النفاس «18» فمدته «19» أربعون یوما. و نزول الطمث فی الحبالی غیر طبیعی، إنما الطبیعی صعوده إلی الثدی. و الحبلی تحس بما فی بطنها، و تدرک ثقله من جانب الأربیتین، و ذلک فی المهازیل أوضح. و الذکر أکثر ما یکون فی الناحیة الیمنی، و الأنثی أکثر ما یکون فی الناحیة الیسری، لأنها أبرد. و کثیرا ما یکون الذکر «20» فی الیسار. و ذلک لأنه إن کان المنی قویا حارا لم یلتفت إلی برودة المکان.
أقول: و یلیق بنا أن نذکر حال الاختلاف فی المنی و الجنین فی هذا الموضع،
______________________________
(1) شی‌ء من: ساقطة من ب، د، سا، م.
(2) للنساء: للنساء هی ب؛ التی للنساء د، سا؛ التی للنساء هی ط.
(3) لغرض: ساقطة من د.
(4) مدوفین: مدافین د، مذابین سا؛ مدقوقین ط؛ [داف الشی‌ء دوفا و أدافه: خلطه، و أکثر ذلک فی الدواء و الطیب.
(لسان العرب)].
(5) اشمأزت: اشمأز سا
(6) بعدت: بعد سا.
(7) جهته: جهة ط؛ جهة ماد
(8) کما: کلما ط
(9) لاءمها: لاءمه سا
(10) الشی‌ء: شی‌ء سا؛ ساقطة من د
(11) مالت:
مال سا
(12) فیشبه: و یشبه ب.
(13) به: منه د، سا.
(14) و قبضها و تجفیفها: و قبضه و تجفیفه ب.
(15) لإفساد:+ ذلک د، سا
(16) و إذا: و أما إذا ط، م
(17) ینزلق: یزلق د، ط.
(18) و أما النفاس: و النفاس ط
(19) فمدته: مدته ط.
(20) الذکر: ساقطة من ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 145
لا علی النسق الذی فی التعلیم الأول، بل علی ما نراه فی وقتنا أولی. فنقول أولا:
إنه قد یظهر من رأی المعلم الأول فی بادئ الأمر أنه لیس من جهة المرأة إلّا دم الطمث فقط «1» و أن المنی للرجل فقط، و أن المرأة لا تنزل. و حقیقة رأیه فی ذلک شی‌ء آخر نعبر عنه «2» أوضح، إذا بلغنا موضعه. و أما هاهنا فنقول قولا: إن جمیع ما هو منی سواء کان للرجال و للنساء، فهو دم، و إنه دم متغیر تغیرا ما، و إن اسم المنی لیس یقع علی منی الرجال و منی النساء إلا باشتراک الاسم، فإذا سمی أحدهما منیا، فلیس یصلح أن یسمی الآخر منیا بذلک المعنی. و إنه لیس فی المشهور لهما معنی جامع جنسی أو عرضی، یکون اسم المنی موضوعا له، فیکون لما تحته بالتواطؤ؛ بل الشی‌ء الذی یسمیه الناس منیا من الجهة التی یسمونه منیا لا یوجد للنساء، و إن المعنی المفهوم من الإنزال أیضا لا یوجد للنساء. و لیس یمنع ذلک أن یکون لهن شی‌ء غیر دم الطمث الصرف، بل دم متغیر فی الآلات التی لهن تغیرا هو أقرب إلی جوهر منی الرجال من سائر الطمث. و أنه لا مانع یمنع أن «3» تسمی کل رطوبة تتولد عن الدم فی الرحم طمثا، فإن الناس یسمون البیاض و الصفرة طمثا أیضا. و بالجملة لا خصوصیة فی أن یسمی شی‌ء باسم، أو یمنع أن یسمی، اللهم إلا أن یکون المعنی یوجب موافقة فیقتضی المشارکة فی الاسم. و أما إذا کان المعنی مختلفا، لم یمنع ذلک لا الاختلاف فی الاسم و لا الوفاق فیه. نقول أیضا: و لا مانع یمنع أن یکون للنساء تحریک للمنی «4» من موضع إلی موضع یلتذذن به، و لا یکون ذلک إنزالا، بل الإنزال فی اللغة هو الدفع إلی ما تحت «5». أما النساء فإنما «6» لهن إصعاد للمنی إن کان حالهن علی ما نعلمه من التشریح، و من هیئة الآلات التی لهن بدل أوعیة المنی للرجال.
فیجب أن نعلم «7» هاهنا هذه الأشیاء علی سبیل الجملة، ثم سنوضح القول فیها بعد.
و أیضا فإنه یظن بالمعلم الأول أنه یری أن المنی لا یخالط «8» المتکون، و لا یکون جزءا
______________________________
(1) فقط: ساقطة من م.
(2) عنه: به ب.
(3) أن: عن ط.
(4) للمنی:
المنی ط.
(5) ما تحت: تحت د، سا
(6) فإنما: فإنها ط.
(7) نعلم:+ أن د، م.
(8) لا یخالط: لا یخالطه م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 146
منه، و أنه یتحلل. و لیس رأیه کذلک، بل عنده أن المنی و إن خالط فیخالط علی أنه فاعل، لا علی أنه المادة «1»، و لکنه یجری فی الأعضاء مع المادة التی للإناث من غیر أن یکون هیولی یتکون «2» منه العضو، بل یکون جزءا ساریا فیه کالمبدإ المحرک و أنه إنما «3» تتکون عنه الروح فی المولود، فإنه یلطف جدا، أو یکون أصلا للروح الذی فی المولود، الذی یحمل القوة النفسانیة.
و فاضل الأطباء و من یجری مجراه «4» یشنعون علی أفضل الحکماء فی ذلک، و یناقضونه، فلنترک الاعتذار الذی قدمناه «5»، و التأویل الذی بیناه، و إن کان هو الحق و المطابق لرأیه، و لنضع وضعا أن المنی للرجال فقط، و أنه یؤثر من غیر مخالطة، و أنه «6» لیس للنساء إلا دم الطمث «7». ثم لننظر فیما یورده هذا الطبیب من المناقضات، ثم لنبین أنه لم یعمل شیئا، و لم یحسن أن یقول شیئا، فظن «8» کثیرا أنه یبرهن «9»، ثم لم یقنع؛ و أنه ضعیف جدا فی المبادی، و إن کان کثیر البسط «10» فی فروع الطب.
______________________________
(1) المادة: مادة ط.
(2) یتکون: فیکون د، سا، ط، م
(3) و أنه إنما: و إنما ط.
(4) مجراه: مجراهم سا.
(5) قدمناه: فهمناه ب.
(6) و أنه: فإنه م.
(7) الطمث:
طمث ب، سا، م.
(8) فظن: و ظن د، سا
(9) یبرهن: برهن ط.
(10) البسط:
التبسط د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 147

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی احتجاج جالینوس «2» علی الفیلسوف و نقض ذلک الاحتجاج و تسخیفه‌

قال الطبیب الفاضل: لم یحسن من قال إن المنی یتحلل و لا یبقی، فإن الرحم لم یخلق «3» خزانة للمنی یشتاقه بالطبع لیضیعه، بل لیمسکه «4». و استشهد أبقراط بأن امرأة لم تحب أن تحبل، و أجمعت علی إزلاق المنی، فاحتاجت إلی طفر «5» شدید إلی خلف حتی أزلقت المنی. و لو لا «6» شدة اشتمال الرحم علی المنی لزلق بنفسه لثقله، و ذلک أن المنی «7» نزل و قد غشی بغشاء کالغرقئ «8»، و إنما جلله «9» ذلک الغشاء لانطباخه فی «10» الرحم. و من شأن الطابخ للرطوبة بحرارة عاملة، أن یحدث فی الجهة التی تماسه کالقشر، کما یعرض للقطائف التی تخبز من الإهال، فإن ما یلی الفرن منه یصیر أولا کصفاق، و سائره بعد رطب.
قال: و لذلک «11» خشنت الأرحام فی داخلها، لئلا یکون أملس علی أملس، فیعلق «12» اللزوم.
قال: و کیف یخلق العصب و العظام و العروق من «13» الدم، و هی بیض و صلبة.
و إنما تخلق لا محالة عن «14» مادة بیضاء لزجة غیر سائلة رقیقة جدا، کالدم «15». فإن قلتم: إن
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) جالینوس: الجالینوس ط.
(3) لم یخلق:
لا یخلق ط
(4) لیمسکه: یمسکه سا.
(5) طفر: طفو د.
(6) و لو لا: فلولا ط
(7) و ذلک أن المنی: و إن کان ذلک المنی سا.
(8) کالغرقئ: بکالغرقئ د، سا، م
(9) جلله:
جلل م
(10) فی: من د، سا.
(11) و لذلک: و کذلک م.
(12) فیعلق: فینعاق ب؛ فعلق م.
(13) من: عن د، سا.
(14) عن: من ط
(15) کالدم: ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 148
الدم یستحیل إلی القوام الموافق، فما «1» حاجة الطبیعة إلی ذلک و هناک مادة معدة بالکیفیة المطلوبة من اللون و القوام «2»، لأنها بیضاء لزجة «3». و هذه المادة هی المنی، فإنه عدیم الکیفیة الدمویة، لزج، قابل للتمدید، صالح لأن یحوف، و یمد تمدید الشرایین و العروق، لیکون منافذ للدم. فکیف یجوز أن یجعلوا المنی، و هو ما یجذبه الرحم بالطبع، یتحلل و ینفش؛ و دم الطمث، و هو «4» ما یدفعه «5» الرحم بالطبع، یبقی و یحفظ؟ و لم خلقت فی الإناث بیضتان و أوعیة المنی، إن لم ینتفع بذلک فی تکوین الجنین؟.
قال: و نحن فقد وجدنا وعاء المنی فی الإناث مملوءا رطوبة منویة، إلا أنها أرطب من منی الرجال. قال: و قد کان ببعض «6» النساء شبیه «7» اختناق الرحم لطول أیمتها «8»، ثم استفرغت منیا کثیرا، و وجدت لذلک لذة کلذة الجماع؛ و صحت «9»، فکان «10» طول الاحتباس قد غلظ منیها. و إن النساء یحتلمن فیرقن منیا.
قال: و لو کانت الأعضاء تتکون من الدم، لکان حال الأعصاب و العروق و العظام کحال اللحم، و لکان المقطوع منها سینبت و یعود، کما أن اللحم إذا نقص ینبت، و إنما لیس ینبت لأن تولده من المنی، و قد عدم المنی، بل إنما یمکن ذلک فی بعض الأعضاء، مثل بعض شعب العروق فی جراحات عظیمة تقع علی الرأس و غیره دون العصب و العظام، و لأن المعلم الأول یقول: إن الشریانات و العروق التی فی أوعیة المنی إذا طال زمان محاکتها «11» للدم فی الاستدارات «12» و اللفات «13» حدث منه «14» منی، و لو کان فی سائر الأعضاء تلک الاستدارات «15» و الالتفافات «16» لکان «17» سیتولد «18» فیها المنی. و إذا کان الشریان هو مولد المنی دون البیضتین، و الفاعل هو المشبه بجوهره، فیجب «19» أن تکون الشریانات
______________________________
(1) فما: فیما ط.
(2) و القوام: و القیام م
(3) لزجة: و لزجة سا، م.
(4) و هو:
هو ب
(5) ما یدفعه: مما یدفعه د، سا، ط، م.
(6) ببعض: بعض د
(7) شبیه: ساقطة من سا
(8) أیمتها: أیمنتها سا.
(9) و صحت: و ضخم د
(10) فکان: و کان د.
(11) محاکتها:
محاکها ط، م
(12) الاستدارات: الاستدارة ب، ط، م
(13) و اللفات: و اللفافات طا
(14) منه:
ساقطة من د، سا، ط.
(15) الاستدارات: الاستدارة ط
(16) و الالتفافات: و الالتفانات م
(17) لکان: فکان ط
(18) سیتولد: یستولد سا.
(19) فیجب: فعجب د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 149
و العروق متکونة من المنی. إذ الشی‌ء إنما یتکون من المادة التی تشبهه، و التی یصح أن تغذوه.
قال: و مما یدل علی أن فی الأنثی منیا کما فی الذکر المشابهة، فإنه إن کان السبب فی التشبیه المنی، و لم یکن للنساء منی، وجب أن لا ینزع شبه «1» إلی الأمهات «2». و لو کان السبب فی التشبیه الدم و الهیولی؛ لکان لا ینزع شبه «3» إلی الآباء. فإذا کان الشبه «4» ینزع إلی کل واحد منهما، فعلة الشبه موجودة لکل واحد منهما: لکن دم الطمث لیس للذکر، فلیس المشترک فیه هو الدم، فبقی أن یکون الذی یشترکان فیه هو المنی، فیکون للإناث منی، و فیه قوة مولدة مصورة، کما فی الرجال.
ثم جعل هذا الکلام علی ترتیب قیاسی «5»: مرة وضعی، و مرة حملی. فقال: إن کان الولد یشبه والدیه، فإنما یشبههما بسبب عام لهما؛ فإن «6» کان الولد «7» یشبه والدیه بسبب عام لهما کلیهما، فإما «8» أن یکون منیا، و إما أن یکون دما، لکن «9» لیس دما و إلا لکان لا یشبه الأب، فهو منی. و أما الحملی فقال: إن «10» الأولاد یشبهون والدیهم جمیعا، و الذین یشبهون والدیهم «11» «12» فلهم أصل و مبدأ هو المشبه لهم بوالدیهم، فالأولاد لهم أصل و مبدأ یشبههم بوالدیهم؛ ثم قال: لکن لیس بسبب دم الطمث، فهو بسبب المنی.
فلما ذکر هذین القیاسین فرح فرحا شدیدا مجاوزا «13» للقدر، و حسب أنه برهن برهانا عظیما، ثم سأل عن نفسه سؤالا، و قال: إنه کان یجب أن یکون الشبه ینزع إلی الأب دائما، لأن منی الذکر أقوی، فأجاب لکن منی المرأة یستمد من دم الطمث فتنمو قوته، و لا مدد لمنی الرجل. و هو یقول فی موضع آخر: إن منی النساء یصیر غذاء لمنی الرجال «14».
______________________________
(1) شبه: شبیه د
(2) إلی الأمهات: ساقطة من د.
(3) شبه: شبیه د، ط
(4) الشبه:
الشبیه د.
(5) قیاسی: قیاس ط.
(6) فإن: و إن د، ط، م
(7) الولد:+ إنما د، سا، ط، م.
(8) فإما: و إما د، سا
(9) لکن لیس دما: ساقطة من سا، م.
(10) إن: ساقطة من سا.
(11) جمیعا .... والدیهم: ساقطة من سا
(12) والدیهم:
بوالدیهم د، ط، م.
(13) مجاوزا: متجاوزا ط، م.
(14) الرجال: الرجل ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 150
فهذه عیون ما یظن الرجل أنه یحتج به. و نحن نتعجب «1» منه أنه بعد شمه شطرا من کل شی‌ء، و دعواه جودة التصرف فی المنطق و الفلسفة، کیف قنعت نفسه بهذه الحجج السخیفة فی أن یعتقد شیئا من الأشیاء أو یمیل إلیه بغالب الظن.
أما قوله الأول فیجب أن یتذکر و یعلم أن الأعضاء قد تجذب أشیاء کثیرة بشوق طبیعی ثم تضیعها و تدفعها «2» إذا زالت الحاجة عنها «3»، کجذب الکبد و العروق للماء الکثیر عند ما تحتاج إلیه. ثم بعد ذلک فإنها «4» و العروق تدفعه و تستغنی عنه. و کجذب الأعضاء للأدویة الموافقة لتعدیل مزاجها؛ و تحلیل مادة ردیئة فیها؛ ثم إنها بعینها تدفعها «5».
و متی کان فی بدن إنسان جاذب لشی‌ء لا یعدوه؛ ثم کان دائم العشق لمجذوبه «6». و لم «7» لم یقل الرجل فی نفسه عسی أن یکون المنی إنما یشتمل علیه الرحم ما احتاج إلی تأثیره فی دم الطمث، و إحالته إیاه إلی المزاج الواجب، و إفادته إیاه القوی الواجبة. ثم إن الرحم یستغنی عنه، فیفسد هو بنفسه فیه «8» و یتحلل «9»، أو یدفعه الرحم بعد ذلک. فإن المنی أیضا عسی «10» أن یکون بعد أن یفعل فعله، یتغیر مزاجه، و یصیر لا علی المزاج الذی کان علیه أولا؛ و کأن الرحم یعشقه بسببه «11». و کیف وثق «12» فی «13» الرطوبات البدنیة و فی القوی العضویة أن تبقی مناسبات ما بینهما «14» دائمة، فعسی أن یکون حرص الرحم علی ضبطه، هو إلی مدة الحاجة و مع بقاء الکیفیة. و أما ذکر الغشاء الذی یغشی المنی و حسبانه أن الرحم یفعل ذلک بطبخه «15»، فهو أیضا من البلادة المجاوزة للحد. فإنه إن کان فی المنی قوة مصورة و مکونة، فتلک القوة ملیة بتکوین «16» ذلک الغشاء ملاتها بتکوین العصب و العظام و العروق التی لیست تنبعث من جهة الرحم إلی باطن، بل من باطن، و بفعل هذه القوة.
______________________________
(1) نتعجب: نتعجبن ط.
(2) تضیعها و تدفعها: تضیعه و تدفعه د، سا، ط، م
(3) عنها: عنه د، سا، ط، م.
(4) فإنها: فإنه د، سا.
(5) بعینها تدفعها:
بعینها تدفعه د، سا؛ بعینه تدفعها ط؛ بعینه تدفعه م.
(6) لمجذوبه: المجذوبه ط
(7) و لم:
و لو سا.
(8) فیه: فیها ط
(9) و یتحلل: فیتغیر ط؛ فیتحلل طا، م.
(10) عسی: عساه د، سا.
(11) بسببه: لسببه م
(12) وثق: یوثق سا، م
(13) فی:+ أن م.
(14) ما بینهما: ما بینها د، سا.
(15) بطبخه: بطبعها ط؛ بطبعه م.
(16) بتکوین: بتکون م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 151
و من القبیح ظن الظان أن الرحم یفعل فی الرطوبة ما تفعله صفحة «1» الفرن بالقطائف، فإن الرحم، و إن بلغ «2» الغایة فی التسخین، فإنه «3» رطب «4» السطح رطب الجوهر، لا یبلغ منه أن یشوی «5» سطح رطوبة «6» شیّا یجعله صفاقیا جلدیا. و لو کانت هذه المعاملة تجری بین الأعضاء الحارة و ما تشتمل علیه من الرطوبات، لکانت المعدة و الکبد أولی أن تکون الرطوبة، إذا ماستها، انتسج علیها صفاق غشائی. فإن کان فی المنی قوة مصورة لصورة العظم، فعسی أن تفی هی أیضا بتصویر الغشاء، فیستغنی عن نسبة تصویر غشاء «7» رقیق إلی غیره. و ما الذی یحوج فی الأمور الطبیعیة التی فیها مبادئ حرکات تفی بأعمال و أفعال أن یجعل لها مبادئ حرکة من خارج، و یجعل حکم المنی حکم القطائف، و إن کانت قد تتفق لها معاونات و معاوقات من خارج لا تنکر. و أما الذی قاله بعد هذا فکان ینبغی أن یعلم أن القائل بأن التولید من دم الطمث، و التولید «8» من منی الرجل، یوجب أن یکون المنی عادما للمزاج القابل لتکوین الحیوان منه، و إن کان من حیث اللزوجة و البیاض صالحا للتخطیط و التکوین و المذکور.
و لیعلم أن الصور الصناعیة هی التی یقتصر فیها من موادها علی أن تکون قابلة للتشکیل فقط، لملاءمتها بالصلابة و اللین، و اللزوجة و الغلظ و غیر ذلک، حتی إن کان المراد هو الإلصاق جاز کل مادة لزجة کان صمغا أو دبقا أو غراء. و إن کان المراد التحدید الفصلی جاز أن یکون حدیدا أو یاقوتا أو ألماسا. و إن کان الغرض التجویف، جاز أن یکون ذهبا أو فضة أو نحاسا أو خشبا «9». و لذلک ما یصلح إیجاد الشکل الصناعی فی مواد مختلفة.
و أما الصور الطبیعیة فلیس الغرض فیها إیجاد الشکل و التحدید «10»، بل و أن یکون
______________________________
(1) صفحة: صفیحة سا.
(2) بلغ: بلغت ط
(3) فإنه: فإنها ط
(4) رطب: (الأولی و الثانیة): رطبة ط.
(5) یشوی: یشتوی د، م
(6) رطوبة: رطوبته م.
(7) غشاء:
غشائی م.
(8) التولید (الأولی): التولد سا، ط.
(9) خشبا: خشبة د، ط، م.
(10) و التحدید: و التخطیط د، سا، طا؛+ فقط سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 152
للجسم مع ذلک مزاج خاص یصلح أن یتقبل «1» به القوة «2» الغریزیة التی تخصه. و لذلک ما تختص الصورة الطبیعیة بمادة علی حدة و تغتدی بها «3» و تربو و تجذب و تدفع. فلنضع أن البیاض و اللزوجة یجعلان المنی موافقا للتمدید «4» و التشکیل، فکیف علم أن ذلک کاف له فی المزاج الذی یحتاج إلیه، حتی یکون عظما أو عرقا أو عصبا أو إنسانا أو فرسا.
و عسی أن یکون مزاجه الذی له، مزاجا لیس یصلح أن یقبل صورة العظیمة و العرقیة، و له «5» قبول «6» التخطیط و التمدید للزوجته و کونه «7» أبیض. و لو کان هذا القدر کافیا للمنی فی أن یتکون منه حیوان، لکان المخاط و البلغم الأبیض اللزج یصلح أیضا لأن یتکون منه «8» الجنین، و لکان کل منی یصلح لتکون کل حیوان.
و هذا هو الجواب أیضا عما ذکره من «9» أمر الرطوبة فی الوعاء الذی یسمیه وعاء المنی. إنک لم تعلم من حاله إلا أنه أبیض لزج، و بهذا وحده لا یصیر منیا. علی أن هذا أحسن ما یجب أن یتعلق به، لکن تعلقه لیس علی الترتیب الحسن. و الذی ذکره من حدیث الشریانات، و أنها إن کانت مولدة للمنی، فیجب أن تغتدی به. فإنه لقائل أن یقول: إنها تولد المنی علی نحو من کیفیة فعلها «10»، کإفراط فعلها فیها، و لوجه «11» آخر، کما یولد الکبد الصفراء و السوداء، ثم لا یکون أحدهما صالحا لأن یغتدی به.
ثم یقلب علیه القضیة «12»، فیقول: لو لا أن الدم هو عنصر الأعضاء فی أول التکون، لما کان اغتذاؤها منه.
و هذا هو اللزوم الذی استعمله. لکن اغتذاءها منه فی ثانی الحال. فهو إذن عنصر الأعضاء فی أول التکون. و أما القیاس الذی فرح به، فالأول منه ثلاثة مقاییس «13» فی الظاهر، و خمسة فی الحقیقة. فأما الثلاثة الظاهرة: فأحدها اقترانی من شرطیتین،
______________________________
(1) یتقبل: یقبل ب، ط، م
(2) القوة: القوی د، سا.
(3) بها: به د، سا، م.
(4) للتمدید: للتحدید م.
(5) و له: و إن د، سا، ط
(6) قبول: قبل د، سا، ط، م
(7) و کونه: و کان د، سا، ط، م.
(8) منه: عنه ب.
(9) من: فی ط.
(10) فعلها: الفعل د؛ الفعل له سا
(11) و لوجه: أو لوجه د، سا، ط.
(12) القضیة:
القصة د، سا، ط، م.
(13) مقاییس: مقایس ب، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 153
و الثانی استثنائی منفصل، و ثالثهما «1» استثنائی متصل. لکنه اختصرها «2» اختصارا.
و أنت تعلم لا محالة تحلیلها من أصولنا. و صغری الاقترانی الذی من شرطیتین کاذبة، إن أخذت «3» علی وجه استعماله «4»، و غیر نافعة «5» إن أخذت «6» علی الوجه الذی تتناول «7» به.
و ذلک لأنه لیس إذا وضع، أن المولود یشبه کل واحد من الأبوین، یجب أن یکون هناک سبب واحد بعینه موجود فیهما جمیعا. فإنه لیس إذا کان المعنی واحدا یجب أن یکون سببه لا محالة واحدا، إلا علی وجه أن یجعل سببه لا إفراد الأسباب، بل اجتماعها.
و هذا شی‌ء یجب أن یتحقق و یعرف من کتابنا فی البرهان. فإنه قد «8» یجوز أن یکون شی‌ء واحد، کالحرارة مثلا، لها أسباب عدة مختلفة، لا تجتمع فی معنی عام لها، إلا کونها سببا «9» فقط. ثم إن الصورة التی یتخلق علیها المتخلق لیس سببها سببا واحدا، و هو المحرک الأول. و لو کان السبب هو المحرک لکان الحیوان یشبه فی صورته والدیه، أو کان «10» یشبه کل واحد منهما بنحو من الترکیب، علی مذهب هذا الطبیب الفاضل.
و قد توجد الصورة کثیرا، و لا تنزع بشبه البتة، لا إلی أبیه، و لا إلی أمه، و لا یکون الحاصل منه شیئا مرکبا من الصورتین. فیعلم أنا إذا أخذنا العلل أفرادا «11»، کان السبب فی حدوث هیئة الصورة تارة استیلاء من القوة المصورة ینزع الشبه إلی من منه ذلک المبدأ المحرک، و تارة استعداد المادة حتی تکون المادة غیر قابلة للهیئة التی تأتیها القوة المصورة.
و إن «12» کانت فی الجملة قابلة فتفیدها القوة المصورة من الصورة ما المادة «13» أطوع لقبوله، و إن لم تخرج به من الصورة التی للنوع. کما أن المادة لو لم تقبل الصورة، لم یغن حصول القوة المصورة کذلک إذا کانت المادة «14» تقبل الصورة و لکن «15» لا علی نحو تصرف القوة المصورة فیه. فکانت مثلا إما أن تقصر عن تحریک التخطیط و التمدید الذی تنحوه
______________________________
(1) و ثالثهما: و الثالث ط
(2) اختصرها: اختصره هاهنا ب؛ اختصر هاهنا م.
(3) أخذت (الأولی): أخذ د، سا
(4) استعماله: استعمالها م
(5) نافعة: نافع د، سا
(6) أخذت (الثانیة): أخذ د؛ أخذه سا
(7) تتناول: تناول ب، د، سا؛ تتاول م.
(8) قد: ساقطة من ب، م.
(9) سببا: شیئا ط، م.
(10) أو کان: و کان ط.
(11) أفرادا: أفرادها م.
(12) و إن: فإن ط
(13) ما المادة: فالمادة د.
(14) المادة: ساقطة من ب، د، سا، ط
(15) و لکن: لکن ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 154
القوة المصورة، و إما أن تجاوز تحریکها لسیلان «1» فیها و استعداد یقبل عن مثل تلک القوة فی مثل «2» ذلک الزمان مثل تلک الهیئة. کما أن قبول الحجارة الکبیرة لرمی الرامی إلی حد، و قبول أخری إلی حد آخر. فإذا کانت المادة لها حکم فی حصول هیئة الصورة، فلیس بعیدا «3» أن تکون بعض المواد فی بعض الأرحام، و هو «4» فصل الدم «5» الذی یوزع علی البدن، قد أعدته القوة المدبرة لذلک البدن إعدادا إنما یقبل التخطیط و التمدید علی نحو خاص، و یکون ذلک النحو هو النحو الذی کانت الطبیعة تصرفها «6» علیه «7» فی بدء الأمر «8» و لا تقبل التخطیط و التمدید علی «9» الهیئة «10» التی تروم المصورة أن تحصلها فیها لا کثیرا مطلقا و لا قلیلا یؤدی إلی الترکیب، لیس علی أن القوة التی هی مدبرة بدن الأنثی موجودة فی دم الطمث حتی تکون هی المحرکة ذلک النحو من التحریک، و لکن إعدادها السالف موجود.
و هناک خاصیة من الخواص غیر مشعور بها. تلک الخاصیة تمنع المادة أن تتحرک عن المحرک الغریب، إلا ذلک النحو من التحریک. فیکون إذن سبب المشابهة إما من جهة «11» القوة، بأن یشبه بالأب؛ و إما من جهة المادة بأن لا یقبل تصویرا إلا علی نحو محدود، و هو المشابهة بالأم. و هذا هو علی أن توجد «12» الأسباب أفرادا، و أما إذا أخذ «13» علی نحو الجمع، فسبب التشبیه تحرک من المادة، علی نحو ما فیها من استعداد إلی صورة شخصیة تشابه صورة شخصیة. و هذا الاستعداد له فاعل، فتارة فاعله هو قوة الأنثی، و تارة فاعله هو قوة الذکر، إذا استولی علی المادة فأعدها لنحو من قبول التخطیط و التمدید، و سلخ عنها استعدادا آخر إن کان. ثم إذا أحدث «14» الاستعداد فعل الصورة، فتارة یقوی علی أن یعد ثم یصور، و تارة یصور و لا یقوی علی إحالة «15» الاستعداد. مثل ما یعرض
______________________________
(1) لسیلان: بسیلان ط، م.
(2) مثل (الثانیة): فی مثل ط، م.
(3) بعیدا:+ عن ب
(4) و هو: هو م
(5) الدم: بالدم د، م.
(6) تصرفها: تصرفهما سا
(7) علیه: علیها ط، م.
(8) بدء الأمر: بدن الأم: د، سا، ط.
(9) علی:+ نحو خاص و تکون م
(10) الهیئة:
هیئة ط؛+ المخصوصة م.
(11) جهة (الثانیة): جملة د.
(12) توجد: تؤخذ ط
(13) أخذ: أخذت ط.
(14) أحدث: حدث د، سا، ط.
(15) إحالة: استحالة ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 155
للقوة الغاذیة إذا ألصقت «1» و لم تقو علی التشبیه، و ذلک فی مثل البرص. فإذا أخذنا الأسباب علی الإفراد، لم یجب أن یکون بسبب واحد عام «2»، و إن «3» جمعنا السبب کان هذا «4» الاستعداد مقارنا للمصور. فتکون الصورة لا تلزم عن الاستعداد فإن الاستعداد لا یکون فاعلا و لا عن الفاعل وحده، و لا یکون أحدهما سببا یتم به الفعل، بل اجتماعهما.
و حینئذ یکذب قوله: إن ذلک العام هو منی أو دم. فإذن إما أن تکذب صغراه إذا أخذت الأسباب علی النحو الذی توجد «5» به الأسباب مفردة، أو تکذب کبراه علی النحو الذی یوجد به السبب جمیع الأسباب.
فما عمل الرجل شیئا. و إنما فرح فرح المتخیلین، لا فرح المتحققین «6». فإذا رأیت المصنف «7» یبتدئ فیقول: إن هذا قیاس شرطی، و إن هذا قیاس حملی، و یبتدئ بصرف المادة الواحدة من صورة قیاسیة إلی صورة قیاسیة، فاعلم أنه ضعیف البضاعة «8» فی المنطق، و لضعفه لا تتمعنی «9» له القیاسات مخلوطة و مرکبة، و لا یعرف القیاسات المرکبة، فیحتاج أن یتسوق «10» بالتحلیل، و خصوصا إذا أخذ ینقل من صورة إلی صورة.
و ما «11» أطول ما علی المنطقی أن یشتغل فی کل قیاس یقیسه «12»، و بیان یبینه «13»، بأن ینتج المطلوب الواحد بعینه، من مادة واحدة بعینها، من ضروب شتی، من أشکال شتی. فإنک قد علمت أن الضروب الحملیة کیف یرجع بعضها إلی بعض و إلی الشرطیة، و الشرطیة إلی الحملیة و إلی الشرطیة. و العالم إذا أورد قیاسا واحدا من حدود ما فقد عمل علی أنه قد کفی غرضه، و لا حاجة به إلی أن تأخذ «14» الحدود بعینها و بشکلها شکلا آخر، فإنه لا یغنی غیر الغنی «15» الأول.
______________________________
(1) ألصقت: لصقت م.
(2) بسبب واحد عام: سبب عام واحد د، سا؛ سبب واحد عام ط
(3) و إن: فإن م
(4) هذا: هو ب؛ هذا هو م.
(5) توجد: تؤخذ ط.
(6) المتحققین:
المحققین ط.
(7) المصنف: المضیق د.
(8) البضاعة: الصناعة ط، م.
(9) لا تتمعنی:
لا تتمشی سا، ط.
(10) یتسوق: یتشوق د؛ یتسوف سا؛ یعرف ط.
(11) ما: ساقطة من ط
(12) یقیسه: یقینیة طا
(13) یبینه: بینه ط.
(14) تأخذ: توحد د، سا؛ تؤخذ ط؛ توجد م.
(15) الغنی: الغناء د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 156
علی أن هذا الرجل قد أورد کلامه هذا علی صورة قیاسیة ترکیبیة، فیها حذف و إضمار علی النحو المعتاد، ثم رام أن یستعمل القیاس علی وجه التحلیل. و لم یفعل البتة، فإن قیاسه الذی یسمیه «1» وضعیا، ناقص المقدمات محذوفها، فیهرب من ناقص إلی ناقص، و من مخلوط إلی مخلوط. و ذلک أن قیاسه مؤلف «2» من ثلاثة مقاییس: أحدها أنه إن کان الولد یشبه والدیه «3» کلیهما فإنما یشبههما «4» بسبب عام لهما «5»، و إن کان الولد إنما یشبه «6» والدیه بسبب عام لهما کلیهما فلا یخلو إما أن یشبههما بسبب المنی أو بسبب الطمث.
ینتج من هذا أنه إن کان الولد یشبه والدیه کلیهما فإما أن یشبههما بسبب المنی أو بسبب الطمث؛ فهذا قیاس. و القیاس «7» الثانی أن یجعل هذه النتیجة مقدمة، فقال «8»: إن کان الولد یشبه والدیه کلیهما فهو إما بسبب الطمث أو بسبب المنی؛ لکن الولد یشبه والدیه، فهو إما بسبب الطمث، أو بسبب المنی؛ ثم یجعل النتیجة مقدمة فیقول الولد یشبه والدیه کلیهما. فهو «9» إما بسبب الطمث أو بسبب المنی، لکن «10» لیس بسبب الطمث، فهو إذن «11» بسبب المنی. و هاهنا فی السر قیاسان آخران، أحدهما یصحح به الاستثناء الأول، و هو أنه لو کان الولد یشبه والدیه بسبب الدم، لکان لا یشبه إلا أمه، أو کان یوجد للذکر دم طمث «12». ثم یستثنی نقیض التالی، و قیاس آخر و هو «13» المقرب إلی المطلوب، و هو أن یقرن بالنتیجة الثالثة، فیقال: و إذا کان الشبه بالوالدین بسبب المنی، و لکل «14» واحد منهما منی، و یستثنی «15» عین «16» المقدم، فرعده و برقه «17» بأن ینقل الکلام المعتاد إلی نظم القیاس قد کان یجب أن یکون مقترنا بهذا الترتیب فی التحلیل و الترکیب، أو بتحلیل آخر یجری مجراه «18».
______________________________
(1) یسمیه: یشبهه سا.
(2) مؤلف: مؤلفة ط.
(3) والدیه: والدیهما م
(4) یشبههما:
یشبه د، سا
(5) لهما:+ کلیهما د، سا، ط.
(6) یشبه: شبه سا.
(7) و القیاس: ساقطة من د.
(8) فقال: فیقال د، سا، ط، م.
(9) کلیهما فهو: ساقطة من د، سا، ط.
(10) الولد ...
لکن: ساقطة من م.
(11) إذن: أیضا سا.
(12) طمث: الطمث ب، ط، م
(13) و هو: هو د، سا.
(14) و لکل: فلکل سا، ط
(15) و یستثنی: فیستثنی ط
(16) عین: عن سا، ط
(17) فرعده و برقه: فإرعاده و إبراقه د، سا، طا.
(18) قد کان .. مجراه: ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 157
و أما القیاس «1» الحملی الذی أورده فلیس یستعمل فیه نتیجة القیاس «2» الأول مقدمة البتة فی قیاس بعدها «3»، علی أنها بالفعل، بل یستعمل شیئا هو لازمه؛ ثم یدعی أن القیاس حملی، و لیس کذلک، بل هناک قیاسان «4»: واحد منهما «5» حملی و هو الأول، و شرطی استثنائی و هو الثانی. لکنه قدم الاستثناء، فخفی علیه أنه استثناء. و هناک وضع و ذلک قوله: إن مشابهة الأولاد للوالدین إنما یکون بسبب أصل و مبدأ عام للذکر و الأنثی. و إذا کان کذلک فإما أن یکون کذا، و إما أن یکون کذا. و معنی قوله: إذا کان کذلک، أنه إذا کانت «6» المشابهة لأصل عام فتکون هذه المقدمة متصلة، قد وضع مقدمها بعینه لا علی أنه بعد ذکر المتصل، بل قبله. و لیس فی ذلک کثیر بأس فأنتج التالی، و هو أن مشابهة الأولاد بالوالدین إما لدم الطمث و إما للمنی، ثم یحتاج إلی أن یؤلف منها هذه المنفصلة، و الاستثناء قیاسا استثنائیا منفصلا، و یقول: لکن لیس من دم الطمث، فهو إذن من المنی. و هذا قیاس ثالث استثنائی من شرطی منفصل ففیه من النقصان ما فی الأول، و فیه من الکذب أنه جعل القیاس حملیا، و الغالب فیه الاستثنائی. و من کانت طبقته فی معرفة المقاییس هذه الطبقة، فیجب أن یغض قلیلا من نشواره «7»، و لا یقعقع «8» للمشاءین بالشنان «9»، و لا یتمنطق علیهم. و الشانّ «10» فی فرحه و أشره حیث ألف کلامه فی ذلک، کأنه عمل شیئا، و أفاد بدعا. و قد احتج المشاءون علیه بالمشاهدات إذ وجدوا البیض الذی یکون من الریح إذا عرض علیه سفاد الدیک عاد مفرخا بعد ما هو غیر مفرخ.
______________________________
(1) و أما القیاس: ساقطة من سا
(2) القیاس: (الثانیة) بالقیاس م.
(3) بعدها: بعده طا.
(4) قیاسان: قیاسات ب، د، سا، م
(5) منهما: منها ب، د، سا، م.
(6) کانت: کان د، سا.
(7) نشواره: شواره د، سا، ط، م
(8) و لا یقعقع:
و لا یقرع سا
(9) بالشنان: الشن الخلق من کل آنیة صنعت من جلد، و الجمع الشنان. و فی المثل:
لا یقعقع لی بالشنان. (لسان العرب).
(10) و الشان: و الشنان ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 158
المقالة التاسعة من «1» الفن الثامن من جملة

الفصل الثالث (ح) فصل «1» نرجع فیه إلی مأخذ التعلیم الأول و نبین «2» فیه أن لیس للمرأة بالحقیقة منی، و أن مادة المرأة التی تسمی منیا «3» لیس فیها قوة مولدة، بل متولدة، و فصل «4» القول فی المنی، و شی‌ء من التشبیه‌

لنعد الآن إلی مأخذ التعلیم الأول، فإنا أحببنا «5» أن یکون هذا الفصل مقدما لینتفع به فی خلل ما یأتینا من ذی قبل، فنقول: إن السبب فی التذکیر هو استیلاء المزاج الذکوری الحار، و أسباب ذلک الاستیلاء إما فی المادة «6» الرجلیة و إما فی المادة الأنوثیة، و إما فی مکان الجنین. و الذی فی المادة الرجلیة «7» و هو الذی فی المنی، فأن یکون حارا قهارا، فإنه إذا کان حار المزاج کان الولد ذکرا لما یفیده «8» المنی من الحرارة. و إذا کان المنی العالق هو الذی أتی من جهة البیضة الیمنی فهو أولی بذلک، لأن الیمنی بالجملة أسخن، و الدم الذی یأتیها «9» أنضج، و هو إلی المبدأ أقرب، لأنه یأتی من عرق تحت الکلیة من حیث تتصفی عنه المائیة کما «10» یعلم ذلک من التشریح. و لما کان المنی مما یندفق «11» اندفاقا بعد اندفاق، فلیس بمستنکر أن یکون بعضه یمینا «12» و بعضه شمالیا، و بعضه عالقا نافذا، و بعضه ضالا لا ینفذ إلی المعدن. و لذلک ما قد یکون المنی الآتی من الیسری مؤنثا لبرد ذلک الموضع.
______________________________
(1) فصل: فصل ج ب؛ الفصل الثالث د، ط.
(2) و نبین: و نتبین ب، م.
(3) منیا:
+ لها سا.
(4) و فصل: و فصل م.
(5) فإنا أحببنا: فأحببنا سا؛ فإنا أجبنا ط.
(6) المادة:
مادة ط.
(7) الرجلیة: الرجولیة د.
(8) یفیده: یفید د، م.
(9) یأتیها: یأتیه د، سا، ط، م.
(10) کما: و کما د، سا؛ فکما م
(11) یندفق: یتدفق م.
(12) یمینیا: یمینیة م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 159
و أما «1» من جهة منی المرأة و دم الطمث، فإذا کانت المرأة حارة «2» المزاج لم یقصر «3» استعداد منیها و طمثها للتذکیر. و أما الرحم فأن «4» یکون حار «5» المزاج لیس «6» ببارد «7» یبرد مزاج المادة التی تنبعث إلیه منه، و یبرد مزاج ما یتدفق من خارج إلیه. فإنه و إن کان المنی عند بعضهم یفعل فیه «8» بکیفیته «9» و لا یخالط بجوهره، فمعلوم یقینا أنه إذا برد مزاجه کان فعله أضعف و أعجز عن الإذکار. و لذلک ما کان البطن الأیمن أولی بأن «10» یکون ما یقع «11» فیه ذکرا، لأنه «12» أسخن. و هذه الأسباب قد تتوافق، فیجب لا محالة مقتضاها، و قد تتناقض و تتخالف، فتکون «13» العبرة للغالب. و لذلک ما یکون من الیمین «14» أنثی، و من الیسار ذکر. و یدل علی مکان الجنین الحرکة، فإذا وجدت الحرکة تلقاء الأربیة الیمنی رجی أن یکون الولد ذکرا، و قد تحقق. و الحر و البرد فی هذا من الأسباب المعینة و المعدة، لا من الأسباب المصورة، علی ما ظن بعضهم.
ثم قال المعلم الأول: إنه إذا بلغت المدة أربعین یوما، انشق المنی و بدأ بالتفصیل.
و قبل ذلک فهو مثل عضو «15» من لحم. فهذا دلیل علی أنه لیس یفهم عنه قوله فی المنی بعد، و أنه لیس ینکر أن یکون المنی مخالطا للمتکون و أن یکون للنساء شی‌ء کالمنی.
لکنا نبتدئ فنقول: إن للنساء مادة هی دم «16» الطمث، فتستحیل تلک المادة فی الأوعیة التی سنذکرها، و تکون إلی البیاض و اللزوجة، و تسیل إلی الرحم سیلانا یلذ «17» النساء، و إن کان لیس إنزالا، و لا دفقا. فإن الدفق بالقوة إنما یحتاج إلیه لیکون للمنی حمیة فی الانزراق «18» إلی قعر الرحم، و یکون معینا فی ذلک ریح قویة هی الزرّاقة؛ و ربما انزرقت طائفة من الریح من جملة ریح المنی قبل المنی؛ لأنه ألطف «19»، ثم یتزرق باقی الریح
______________________________
(1) و أما: فأما د، سا، م
(2) حارة: الحارة ط
(3) یقصر: یعصی د، سا، ط، م.
(4) فأن: فإنه م
(5) حار: حارة د، ط، م
(6) لیس: لیست م
(7) ببارد: بباردة م.
(8) فیه: ساقطة من د، سا، ط، م
(9) بکیفیته: بکیفیة ط.
(10) بأن: أن ب، د، م.
(11) یقع: ساقطة من ب
(12) ذکرا لأنه: ذکر إلا أنه م.
(13) فتکون: و تکون ط
(14) الیمین: الیمنی ط.
(15) عضو:+ هو ط.
(16) دم: ساقطة من ب.
(17) یلذ:
یلتذ ط.
(18) الانزراق: الانزلاق ط.
(19) ألطف لطیف ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 160
مع المنی. و انزراق المنی فیمن تناول «1» أغذیة ریحیة أشد، و کذلک فیمن لم «2» یکثر الجماع.
و ذلک الریح کأنه أیضا فضل من جوهر الروح. و لو کانت الغایة مقصورة علی اللذة لکان خلاف الدفق و هو السیلان الثقیل أدوم للذة، لأن اللذة هی «3» لسیلان «4» تلک المادة الحارة اللزجة علی عضو تفعل فیه کاللذع اللطیف، و یتبعه تغریة، و تدسیم «5» کالتلاقی، فتکون اللذة من عودة «6» الحال إلی المجری الطبیعی عند «7» حالة خارجة عن المجری الطبیعی محتملة غیر مفرطة. و هذا کلذة الحک و لذة الدغدغة، و اللذة التی تعرض من سیلان دهن فاتر علی سطح قرحة «8» إلا أن الذی للجماع فهو أشد و أقوی، لشدة الأسباب الفاعلة و المنفعلة و المعینة علیها «9». فإذا «10» لم یکن للمرأة دفق إلی أسفل، لم یکن إنزال، و إذا لم تکن تلک الرطوبة منها «11» مولدة، لم یکن منیا. فإن اسم المنی لم یوضع لکل رطوبة بل للرطوبة الذکریة التی تخرج من الإحلیل، و لا کل ما یخرج من الإحلیل «12»، فإنه قد تخرج رطوبات تشبه المنی، و لا تسمی منیا، بل یجب أن یکون خروجه مع لذة «13». فإن الودی و المذی قد یخرج مع لذة «14» ما؛ و لکن «15» الذی یکن، خروجه بدفق لیکون سببا لوجود حیوان منه فی غیر جسمه.
و إذا جعل شرح اسم المنی جملة هذه الخواص أو الفصول، لم توجد الرطوبة التی للنساء مستحقة لأن تسمی منیا، فلیس یجوز أن یقال إنه روح أو عضو، بل هو رطوبة.
و أجناس الرطوبات أربعة: صفراء و ما ینسب إلیها «16»، و دم «17» و ما ینسب إلیه، و بلغم و ما ینسب إلیه، و سوداء و ما ینسب إلیها «18». ثم هذه الرطوبة التی فی النساء «19» لیست بصفراء
______________________________
(1) تناول: یتناول ط
(2) لم: ساقطة من م.
(3) هی: هو ب، د، سا، م
(4) السیلان:
سیلان ط.
(5) و تدسیم: أو تدسیم م.
(6) عودة: عود ب، د، ط، م
(7) عند:
عن سا، ط.
(8) قرحة: فرجة ط.
(9) علیها: علیهما د، سا، ط، م
(10) فإذا:
و إذا د، سا.
(11) منها: ساقطة من د، ط.
(12) و لا کل ... الإحلیل: ساقطة من م.
(13) لذة:+ و لا کل ما یخرج مع لذة د، ط، م؛+ و لا کل ما یخرج بلذة سا.
(14) مع لذة: بلذة د، سا، ط، م
(15) و لکن: لکن د، سا، ط، م.
(16) إلیها: إلیه م
(17) و دم و ما ینسب إلیه: ساقطة من م.
(18) إلیها: إلیه د، م
(19) فی النساء: للنساء م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 161
و لا صفراویة و لا بلغم و لا بلغمیة، و لا سوداء و لا سوداویة، بل هی من فضل الدم اتفاقا. و فضل الدم «1» إما دم مطلق، و إما دم متغیر. و من عادة الدم الذی یتغیر فی الرحم إلی «2» أی کیفیة کانت أن «3» یسمی دم طمث. و الطبیب الفاضل یعترف بجمیع هذه «4» الأحوال و إن کان «5» ما یسمیه منی المرأة هو من دم الطمث علی هذه الصورة.
فهذه الرطوبة التی للنساء یجب أن تسمی دما. و إذا سمی «6» منیا فهو ضرب من التوسع، و لندل علی مفارقته لدم الطمث الذی لم ینضج هذا النضج، و لم یستحل هذه الاستحالة.
ثم من المعلوم أن هذه الرطوبة أولی من دم الطمث لأن تعین فی تکوین الجنین. و لو لا ذلک لما کانت «7» المرأة تنزلها، و تحتلم بها، و تلتذ بسیلانها فیها دون سیلان دم الطمث الصرف. و إذا کانت نافعة فی تکوین الجنین لم تخل إما أن تنفع منفعة المادة، و إما أن تنفع منفعة الحرکة «8»، إذ لا یرجی لها منفعة أخری؛ و إما أن تنفع منفعة الأمرین جمیعا، فتکون فیه قوة مصورة و مادة أیضا، کما فی البذور. لکنه إذا کان فی شی‌ء من الأشیاء قوة فعالة «9» تلاقی القوة الانفعالیة، یجب عنها الفعل. فإن کانت ضعیفة، فیجب عنها «10» فعل ضعیف. و إما ألا یجب عنها الفعل البتة، فهو لأنها لیست قوة البتة. فإذن یجب أن یکون هذا الشی‌ء الذی نسمیه الآن منیا باشتراک الاسم، إذا سال إلی رحم المرأة عند جماع قضت المرأة فیه شهوتها و لم یقض الرجل، و حصل المنی فی معدن التولید «11»- و هو الرحم- أن تکون القوة المصورة تفعل فی المادة ما فی طبعها أن تفعل کانت قویة، ففعلا قویا، و إن کانت ضعیفة ففعلا ضعیفا ردیا. و لا نجد ذلک مما یکون البتة و لا یفعل فعلا البتة. و الذی لا یفعل فعلا البتة و لا یؤثر تأثیرا البتة، فلیس هو بقوة. فلا یکون إذن فی نطفة الأنثی قوة مولدة، فإن کانت قوة فلا فعل لها البتة، و إنما تحتاج إلی شی‌ء آخر، إذا جاء ذلک الشی‌ء أفادها قوة کاملة تسری فیه.
______________________________
(1) اتفاقا و فضل الدم: ساقطة من د.
(2) إلی: ساقطة من م
(3) أن: ساقطة من م.
(4) هذه: ساقطة من ب، م.
(5) کان: یکون ب، د، م؛ یکن سا.
(6) سمی: سمیت ط.
(7) لما کانت: لکانت م.
(8) الحرکة: المحرکة د، ط، م؛ المحرک سا.
(9) فعالة:+ ثم م.
(10) عنها: ساقطة من م.
(11) التولید: التولد سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 162
فلنضع أولا أن فی منی المرأة قوة ما، لکن إنما یصدر الفعل عن ازدیادها، فتکون القوة الفاعلة بالحقیقة هی «1» الجملة الحاصلة عند الزیادة، و یکون الشی‌ء الموجود لهذه الجملة هو مبدأ هذه القوة، فیکون منی الرجل هو الذی یفید القوة التی یصدر عنها الفعل، و کلامنا فی مثل «2» هذه القوة. و یکون فی منی المرأة مثلا شی‌ء هو جزء قوة «3»، و هذا بعید أن یکون، فإنه إذا لم یصدر فعل لم تکن قوة البتة. فإنا لا نعقل القوة إلا مبدأ التحریک من آخر فی آخر بأنه آخر؛ و إذا لم یکن للشی‌ء فی نفسه مبدأ تحریک، فلیس بنفسه قوة، بل عسی أن تکون فی نطفة المرأة قوة التولید بالقوة، و إنما تخرج بالفعل «4» بکأس یکسو «5».
فواضح من هذا أن نطفة المرأة لیست حاملة للقوتین، فهی إذن حاملة لقوة التصور «6».
و لسنا نمنع أن تکون فیه و فی «7» منی الرجل «8» قوة التمدد «9» و التخطیط «10»، فإنه یحتاج إلی أن تکون فیه تلک القوة لیحسن «11» موافقتها «12» للمادة فی أنحاء امتداداتها لیکون الفاعل مع المنفعل.
لکنا نقول: إن منی الرجل یتحلل و یتفرق فی أجزاء المتکون، فإن تلک الأجزاء إنما تنمی و تکثر و تعظم بمادة المرأة، و إن کان فی النامی المتکون أجزاء متحللة مداخلة «13» من منی الرجل، فلا یبلغ أن یصیر عضوا متصلا، بل إنما یکون منتشرا فی خلل العضو. و إذا «14» کان أول انعقاد الجنین من هذین المنیین، فبالحری أن تکون المادة الواردة تتشبه بالمنعقد منهما، حتی تصیر غذاء. فیجب إذن أن یکون «15» دم الطمث إذا انجذب إلی النطفة العالقة استحال أولا إلی طبیعة النطفة مادة مشترکة، ثم تتوزع و تکتسب الاختلاف «16» بعد ذلک اکتساب المنی نفسه. و لا یکون «17» اندفاع دم الطمث إلی الرحم فی إقراء کما کان قبل؛ بل علی اتصال، لجذب الرحم و اقتضائه «18» و تدبیر القوة الأنوثیة، فإنها
______________________________
(1) هی: هو ب، د، سا، ط.
(2) مثل: مثال ط
(3) جزء قوة: جزء و قوة د، م.
(4) بالفعل: إلی الفعل ب
(5) یکسو: یکسوه د، سا.
(6) التصور: التصوبر د، سا، م.
(7) فیه و فی: فی د، سا، ط، م
(8) الرجل: الرجال د، سا، ط
(9) التمدد:
التمدید ب
(10) التخطیط: التخطط د، سا، م.
(11) لیحسن: للحس د
(12) موافقتها: مرافقتها د، م.
(13) مداخلة: متداخلة ط.
(14) و إذا: فإذا م.
(15) المادة الواردة ... إذن أن یکون: ساقطة من م.
(16) الاختلاف: الأخلاق ط
(17) و لا یکون: و یکون ب، د، م.
(18) و اقتضائه و اقتضابه ط؛ و امتصاصه طا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 163
إذا صادفت فی الرحم علوقا لم یزل ینفذ إلیه الدم و یصرف آخر «1» إلی الثدی. کأن القوة التی فی المنی و القوة التی فی أعضاء الأم تتعاونان «2» إذ کانت القوة الدافعة إذا لم یقابلها جاذب و متقاض، لم تنهض إلی أن تجتمع جملة لا تحتمل، فدفعت دفعة؛ فإن جاء جاذب نسب «3» إلیه قلیلا قلیلا. و کما أن الغذاء یصیر دما أولا و مادة مشترکة، ثم تکتسب الاختلاف بعد ذلک «4»؛ کذلک الدم الذی یتکون فیها من الغذاء. فإنها بالحقیقة تستحیل آخر الأمر إلی مشاکلة منی الإناث من حیث تغذو. و لذلک ما یکون المنی من فضل هذا الهضم الرابع و من «5» الرطوبة القریبة العهد بالانعقاد، و لذلک ینقل الشبه، لأن الذکوری منه «6» یکون «7» قد استصحب القوة المصورة فیه قوة غاذیة مما «8» یتصل به من مادة الإناث علی النحو الذی کان یغذو به البدن؛ و الأنوثی بإزائه، و بدل الإعداد «9» فیها الاستعداد «10». و لذلک «11» فإن المنی المتحلل «12» إذا علق و کان قویا، فأولی «13» بالتشبیه، لأنه «14» أقرب انفصالا من الأعضاء، و لا یکون من الفضل الذی دفعته الطبیعة قدیما، و أعدته للدفق، و انمحی عن القوة فیها رسم الحرکة التی کانت قبل. لکن القوة المصورة المولدة إنما تتم فی الأنثیین، و هناک یصیر هذا الفضل منیا ذکوریا مصورا، فتکون القوة المصورة إنما تتم «15» فیه من الأنثیین «16». و القوة الغاذیة فی منی الذکور «17» ربما «18» جاءت من قبل الأطراف، فی صحبة الروح الغاذی الجاری فی المنی الذی کان هو السبب فی إحالة الدم إلی مقاربة «19» التشبیه «20» بالعضو المنفوض عنه «21». و لأن ذلک الدم قد استحال إلی مزاج العضو استحالة ما و قبل قواه «22» الغریزیة «23»، و إن لم یتم لقصوره فی قوامه.
______________________________
(1) آخر: أخیرا ب؛ أجزاء سا.
(2) تتعاونان: یفارقان د؛ تتعارفان سا، ط؛ تتفارقان م.
(3) نسب: نسبت ط.
(4) ذلک: ساقطة من ب، د، سا، م.
(5) و من: من م.
(6) مئه: عنه ط
(7) منه یکون: ساقطة من د
(8) مما: کما م.
(9) الإعداد: الاستعداد د، سا، م.
(10) الاستعداد: لاستعداد م
(11) و لذلک: و کذلک د، سا، م؛ فلذلک ط
(12) المتحلل: المتمحل د، سا، طا
(13) فأولی: أولی د، سا
(14) لأنه:
+ یکون د، سا؛+ یکون المتحلل ط؛+ یکون المتمحل م.
(15) تتم: تمت د، سا، ط، م
(16) الأنثیین: أنثیین د
(17) الذکور: الذکر د، سا، ط، م
(18) ربما: إنما ب.
(19) مقاربة: مقارفة سا.
(20): التشبیه: التشبه سا
(21) عنه: ساقطة من ط.
(22) قواه: قوة م
(23) الغریزیة: الغریزی د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 164
و لا ینبغی أن یستنکر اندفاع هذه الفضول إلی البیضة، فلا یمنع أن تکون «1» البیضة بخاصیتها تجذب من الأعضاء کلها هذا النوع من الفضل، إما بقهر «2» و إما بمساعدة الدفع من الأعضاء. کما لا یستنکر من جذب أعضاء أخری «3» لفضول أخری، أو من جذب الدواء المشروب، و هو غریب عن البدن، لفضول کثیرة. و أما فی الأنثی فإن المادة أضعف من «4» أن تستصحب قوة، بل إنما تستصحب أکثر ما یفعل استعدادا «5» و خاص «6» مزاج و قوام إفادته القوة. و لو استصحبت «7» القوی، لکان الأمر علی ما سلف من «8» القول هذا، و أما إذا اندفعت فی الأعضاء المادة «9» إلی الأنثیین بعد أن تصحب «10» هناک، استفادت «11» القوة المصورة من هناک، و تکون الغاذیة لا محالة تصحب «12» المصورة فتکون معها حیث تکون هی، فیکون هناک تشبه «13» جید، لأن «14» القوة المصورة التی فی المنی هی «15» أثر من القوة المصورة التی فی ذلک الشخص بعینه. فهو یروم مثل ذلک التصویر الذی کان یصوره المبدأ الذی هو فاض منه، و کأنه «16» قد استصحب التأثیر من القوة الغاذیة من الأطراف أیضا، فهو بذلک أولی «17». و یتمددان معا، و یتکون منهما الجنین، لکن أحدهما غناؤه لیس فی حجم الأعضاء بأن «18» خالط «19» فی تصویرها «20» و الثانی غناؤه فی تصویرها؛ و إن کان «21» مقدارهما أنقص من مقدار الکفایة فی تکون ما یتکون؛ فیأتیهما «22» من دم الطمث ما یستحیل إلی طباع المادی منهما، فیکون له غذاء، و لا یبعد أن یکون الأقوی منهما یصیر مادة للروح، و الأضعف الأنوثی مادة للأعضاء.
______________________________
(1) تکون: ساقطة من ط.
(2) بقهر: قهرا د، سا؛ قهر م.
(3) أعضاء أخری:
أجزاء أخر ط.
(4) من: ساقطة من ب
(5) استعدادا: استعداد د، سا
(6) و خاص: خاص د، سا؛ أو خاص ط.
(7) استصحبت: استصحب ب، ط، م
(8) من: منه ط.
(9) المادة: ساقطة من د، سا، ط، م
(10) تصحب: یصح م.
(11) استفادت: و استفادت ط
(12) تصحب: فتصحب م.
(13) تشبه: تشبیه د، سا، ط، م
(14) لأن: و لأن م
(15) هی (الثانیة):
+ إما د، سا، م.
(16) و کأنه: و کان د؛ کأنه ط؛ و لکنه کأنه م.
(17) أولی: أیضا سا.
(18) بان:+ و إن د
(19) خالط:+ بل د، ط، م؛+ بل هو سا
(20) تصویرها: تصورها ط
(21) کان: ساقطة من د، سا، م.
(22) فیأتیهما:
فیما بینهما ب، ط؛ فیأتیها م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 165

الفصل الرابع (د) فصل «1» فی کیفیة تکون الأعضاء الرئیسة من المنیین‌

فإذا اجتمع المنی من الرجل و المرأة فی الرحم، استدار علی نفسه منحصرا إلی ذاته بفعل القوة التی فیه، و یتحرک الرحم إلی الاشتمال علیه. و بعضهم یقول: إنه یشتمل علیه قلیلا قلیلا و ینتسج من مادة منی المرأة ما یصله بأطراف الرحم السافلة. و هذا تحکم، بل یشبه أن تکون حرکة الرحم إلی الاشتمال علیه أمرا سریعا، لکن الاشتمال التام إنما یتم أیضا بحرکة المادة إلی جهة الرحم بازدیاد نمو یقع فیه، فحینئذ یستمر به الاشتمال.
و من شأن المنی أن یثخنه الحر فیثخن لذلک، و بالحری أن خلق المنی من مادة تثخن بالحر إذ «2» کان الغرض فیه تکون الحیوان و استحصاف «3» أجزائه. و یعرض عند الاشتمال احتباس الطمث، لیغذو الجنین، و انضمام فم «4» الرحم للاشتمال، و جفوف الفرج لشدة النشف، و غثیان و شهوات «5» ردیئة لاحتباس «6» الطمث؛ و هو أولا فاضل علی «7» حاجة غذاء الجنین. و یعرض أیضا تغیر «8» لون العین و لون عروق اللسان إلی الخضرة لذلک، و ألم عند العانة لشدة اجتماع فم الفرج، و لکنه ألم خفی.
و هذه العوارض ربما «9» عرضت فی أول اشتمال، و ربما تأخرت عشرة أیام، و فوق ذلک.
و یشتد الغثیان عند نبات الشعر علی رءوس الأجنة، فأول ما یتکون هو الصفاق
______________________________
(1) فصل: فصل د ب؛ الفصل الرابع د، ط.
(2) إذ: إذا د
(3) و استحصاف: و استصحاف سا، ط.
(4) فم: ساقطة من ب. م.
(5) و شهوات: و شهوة ب؛ شهوات م
(6) لاحتباس: للاحتباس ط
(7) علی: عن م.
(8) و یعرض أیضا تغیر: و یغیر ب، م؛ و یعرض أیضا د.
(9) ربما (الأولی): إنما ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 166
المطیف به «1»، کما یطیف بالبیضة، لیکون وقایة و ماسکا «2» لأجزاء المنی، و حافظا إیاه عن التشتت، و حاصرا للحار الغریزی فیه. ثم إن المادة تأخذ فی النمو و الزیادة، أما أولا فبما یتولد فیها من جوهر الروح الذی هو مرکب من القوی النفسانیة، فإنه یجب أن یکون أول متکون هو الشی‌ء الذی یجتمع فیه أمران: السهولة و الحاجة، و تکون الروح أسهل من تکون العضو، و الحاجة إلی نمو الروح لانبعاث القوة و اشتدادها أمس من الحاجة إلی «3» تکون الأعضاء؛ أعنی التامة؛ و لأن أصل هذا «4» الروح هو عما «5» انقذف «6» فی «7» المنی إلی الرحم مخالطا «8» له، فلا یخلو إما أن یکون المنی کله کالمکان الأول له، أو یکون هناک مجمع خاص عنه یتفرق. و یستحیل أن تکون الطبیعة تهمل أمر هذا «9» الروح حتی تجعله «10» ینمو حیث اتفق و کیف اتفق «11»، و یتحرک من حیث اتفق؛ بل یجب أول شی‌ء أن یتمیز الجوهر الروحی و ینفرد و یجتمع، و أن یتمیز الجوهر «12» الآخر الذی یرید الروح أن ینفذ فیه و یمده «13» و یثقبه، و أن یکون للروح مبدأ عنه، یتحرک إلی جهات شتی، فیکون ذلک المبدأ هو الجزء «14» من المنی الذی إذا استحکم مضغة کان قلبا. فیجب إذن «15» أن یکون أول وعاء یتکون هو وعاء الروح، و یکون فی أول الخلقة غیر محسوس، و إذا کان الروح بعد ذلک یثقب الثقب علی ما یعترف به الأطباء من قولهم: إن الریح تنفذ و تخلق ثقبا أمام فوهات العروق، فتکون تلک المنافذ أیضا هی التی إذا تخلقت «16» محسوسة کانت عروقا، و یکون فاعلها حرکة هذه الروح من مبدأ «17»، فیکون لا محالة المبدأ لها هو القلب.
و بالجملة فإنه لا بد من أن تنحصر القوة المصورة، حیث ینحصر فیه الروح، الذی
______________________________
(1) به: ساقطة من سا
(2) و ماسکا: و ممسکا ط، م.
(3) إلی: التی م
(4) هذا: هذه ط، م
(5) عما: مما د، سا، ط
(6) انقذف: انفذ م.
(7) فی: من د، سا، ط
(8) مخالطا: محافظا د.
(9) هذا: هذه ط، م.
(10) تجعله: جعله د
(11) حیث اتفق و کیف اتفق: حیث اتفق د، سا؛ من حیث اتفق ط؛ من حیث کان اتفق م.
(12) الروحی ... الجوهر: ساقطة من م.
(13) و یمده: و یمدده د، سا.
(14) الجزء: الجوهر ط
(15) إذن: ساقطة من ط.
(16) تخلقت: خلقت ط، م.
(17) مبدأ: مبدئه د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 167
إنما یحسن تفرقه بعد اجتماعه عن تفرقه حتی یکون علی حساب، و لیس هملا. و لأن الروح شبیه بالریح یعرض أن یکون أول ما یظهر فی النطفة انتفاخ ما زبدی، ینمو به «1». ثم إن ذلک الجوهر الروحی الذی قد قوی فیه و کثر و اغتذی من جوهره، یحدث فیه الثقب المحتاج إلیها، لا علی ما یظن الأطباء و من «2» یجری مجراهم، أن النطفة لما کانت رطوبة، و کل رطوبة یفعل فیها الحار، فإنها لا تخلو عن ریح تحدث فیه «3»، فإن الریح تطلب المخلص، و أنه یرتقی إلی فوق، و أنه ینفذ، و أنه یثقب من فوق، و أنه یذر ثقبا فوقانیة فی ظاهر النطفة «4» یصلح لأن یصل منها بعینها الی باطن النطفة نسیم صالح، فإنه لیس الأمر کذلک. و لیس ذلک المتولد ریحا فضلیا، بل هو أمر مقصود من الطبیعة، و مطلوب حصره لا تصعیده، و محرک علی الجهة المطلوبة للنفس لا علی الجهة التی توجبها «5» الطبیعة الریحیة «6». و لو لا أن موضع اتصال السرة بالرحم من فوق أوفق، لکانت «7» حرکته تکون إلی جهة أخری حیث «8» تحرکه النفس، لا حیث تقتضیه حرکته التی له «9» بالطبع.
و هذه أشیاء «10» قد «11» حققناها فی فنون لنا «12» أخری. فإذا تکون هذا «13» الریح الروحی، بسط النطفة فی أقطاره، و أحدث فی الغشاء ثقبة موازیة لثقب العروق التی فی الرحم التی تنفتح «14» عند الحیض، و تجعل لجمیعها مجاری فی الغشاء المذکور «15» یؤدی إلی مجری واحد نافذ إلی عمق النطفة، یکون ذلک المجری مؤدیا إلی باطنه للدم «16» و النفس. أما الدم ففی عرقین أو عرق واحد، و أما النفس ففی عرقین. و إذا تخلقت هذه المجاری، امتصت النطفة حینئذ الغذاء من فوهات تلک العروق، فنفذ «17» فی الصفاق دم یستحیل عن قریب إلی مشاکلة جوهر المنی، و حدثت خطوط لها مباد دمویة لأن الدم یمر فیها و هو دم،
______________________________
(1) به: ساقطة من ب.
(2) و من: و ما د؛ من سا.
(3) فیه: فیها ط. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 167 الفصل الرابع(د) فصل فی کیفیة تکون الأعضاء الرئیسة من المنیین ..... ص : 165
(4) النطفة: ساقطة من ب.
(5) توجبها: توجبه د، سا، ط، م.
(6) الریحیة: الروحیة د، م؛ ساقطة من سا
(7) لکانت: لکان ب، د، سا.
(8) حیث (الأولی): بحیث م
(9) له: ساقطة من ط، م.
(10) أشیاء:
الأشیاء ط، م
(11) إلی ...... قد:
ساقطة من سا.
(12) لنا: لها د
(13) هذا: هذه ب، ط، م.
(14) تنفتح: تفتتح ط
(15) المذکور:
المذکورة ط، م.
(16) للدم: الدم سا.
(17) فنفذ: فینفذ ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 168
و أوساط «1» صدیدیة لأنها تستحیل هناک إلی طبیعة المنی، و نقطة «2» أولی هی القلب «3».
و لا تری «4» أواخرها «5»، إذ المادة تکون قد استحالت هناک؛ و لیس «6» لذلک مدة واحدة فی جمیع الأجنة.
ثم إن الدمویة تزداد فی النطفة و تفشو «7» فیها، حتی تصیر علقة، و یکون مبدأ ذلک من «8» داخل. و تزداد الثخونة «9» و الانعقاد حتی تتم مضغة فی مدد مختلفة. و إذا تمت اللحمیة و الانعقاد و غلظت، کان الاغتذاء کله من السرة. و بعد ذلک فإن الغلیظ من الدم یتجه إلی مبدأ، و اللطیف منه یتجه «10» إلی مبدأ من مسلک حاله تلک الحال. فیکون المبدأ الذی یصیر إلیه اللطیف حارا جدا. و اللطیف یغذو الشی‌ء الممیز، لأن یکون قلبا، و هو الذی کان خزانة لاجتماع الروح کله إلی مبدأ. و الغلیظ تستعمله القوة المصورة، التی انحصرت لا محالة إلی حیث انحصر إلیه الروح، إذ کان الروح هو مرکب القوی النفسانیة. و النفس واحدة «11»، فیکون منها الکبد کأنه فضلة غذاء للقلب، فیکون مبدأ تکون الکبد. أما الفاعلی «12» فالقلب بقوته، و أما المادی فالجزء الأثقل من المنی مع الدم الأغلظ، و أما الدماغ فإنه لا محالة یتوجه إلیه روح «13» و ینحصر فیه أیضا و یتخلق أیضا جوهره، و لیس یحتاج تخلقه إلی أن یأتیه دم بالحقیقة دموی، بل دم رطب کأنه بلغمی، فحینئذ یتخلق بالتمام.
و لما لم یکن جائزا أن یتکون الدماغ أین اتفق و کیف اتفق، و الکبد أین «14» اتفق و کیف اتفق «15»، و القلب کذلک، فخلق جمیع ذلک علی ما ینبغی بحرکة الروح فیه و تفتیحه الوعاء المطلوب له «16». و لم یکن الروح النفسانی و الطبیعی و الحیوانی «17» متفرقا فی المنی، بل
______________________________
(1) و أوساط: اوساط سا
(2) و نقطة: من نطفة د
(3) و نقطة ... القلب: ساقطة من سا.
(4) و لا تری: و لا یزلق د، ط؛ و لم یر سا
(5) أواخرها: آخرها د
(6) و لیس: لیس ط.
(7) و تفشو: و تنشو ب؛ و تغشو ط؛ و تنمو م.
(8) من:+ ذلک م
(9) الثخونة:
الشحونة ط.
(10) یتجه: ساقطة من ط.
(11) واحدة: واحد د، م.
(12) الفاعلی: الفاعل د، سا، م.
(13) روح: بروح م.
(14) أین الثانیة: أن م.
(15) و الکبد أین اتفق و کیف اتفق: ساقطة من سا.
(16) له: ساقطة من سا
(17) و الحیوانی:
الحیوانی م؛+ منه ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 169
المنی متخصص «1» متشابه الأجزاء. و لیس حرکة تفاریق الأرواح فی جسم متشابه إلی نقطة واحدة بعینها أولی منها إلی نقطة أخری، حتی یمکن أن یقال إن الأرواح بأنفسها تتحرک؛ أما الروحانیة فإلی حیز، و أما الطبیعیة فإلی حیز، و أما النفسانیة فإلی حیز؛ و لا القوة المصورة تحرکها «2» إلی أحیاز لم یمیز بعضها من «3» بعض، و لا تحرکها إلی أحیاز و لیس لها تمیز إلا بفعل هذه، أو «4» القوی «5» التی فی الروح. فإن «6» القوة إنما تفعل فعلا أولیا فی الروح، بعد اجتماعها، بأن تحرکه إلی جهات؛ و تفعل فعلا ثانیا فی الأعضاء بتوسط الروح، بأن تحرک الروح إلیها. فإن هذا أولی ما تتمیز به الجهات فی الحجم الجسمانی. فالتمییز الذی یحصل من القوة، لا یحصل إلا بفعل. فیکون هذا التمییز لیس قبل حرکة الروح عن المبدأ الأولی «7»، بل بعد حرکة الروح عنه؛ و کلامنا فی التمییز «8» الذی قبل حرکة الروح حتی تتحرک إلیه الروح. فینبغی إذن أن یکون الروح کله یتحرک أول حرکته إلی ما یمیز لا بتمییز «9» الروح إیاه من الجهات. و الجهة الحاصلة فی الکرة «10»، لا من قبل فعل شی‌ء فیها «11» بعد کریتها، هی «12» القعر و الظاهر، أعنی «13» الوسط و المحیط، و قد علمت أن المحیط مضیعة و مفرقة للقوة و معسرة «14» لها فی النفوذ فی استعمال المادة، فیجب أن تکون أول حرکة الروح إلی الاجتماع المستعد للتمییز الثانی الواقع بحساب هو إلی القعر و إلی الوسط بالحقیقة من الکرة، فیکون أول شی‌ء هناک مجمعه «15» و معدنه، ثم یتمیز له فوق و یمین و یسار و غیر ذلک، فیتفرق «16» إلیه، فتتحرک «17» قوة الحس فیه «18» إلی جهة فوق، لما سنذکر من المنفعة. لکنه یکون مماسا للمبدإ حرکة واحدة، و تتحرک قوة الغذاء إلی جهة أخری و مماسة «19» له. و أقوی جانبی «20» عرض الحیوان الیمین، فیجب أن یتکون فیه
______________________________
(1) متخصص: مخضخض ط.
(2) تحرکها: بحرکتها م
(3) من: عن سا.
(4) أو: ساقطة من د، سا، ط
(5) القوی: القوة د، سا، ط، م
(6) فإن: و إن د، سا.
(7) الأولی: المذکور د، سا؛ ساقطة من ط، م
(8) التمییز: التمیز د، ط.
(9) لا بتمییز: لا بتمیز ط
(10) الکرة: الکثرة م.
(11) فیها: منها د، سا، ط، م.
(12) هی: ساقطة من د، سا، ط، م
(13) أعنی: أغنی عن م.
(14) و معسرة: و مغیرة ط؛ و بعیدة م.
(15) مجمعه: مجتمعه م.
(16) فیتفرق: فیتفوق د؛ فتفرق سا، ط
(17) فتتحرک:
و یتحرک سا؛ فتحرک ط؛ فیکون م
(18) فیه: منه د، سا، ط، م.
(19) و مماسة: مماسة ط، م
(20) جانبی عرض الحیوان الیمین: جانبی الحیوان عرضا الیمین م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 170
العضو الذی لا صواب فی إصعاده إلی فوق، و لا إلی أسفل، لما تعرفه بعد. فیعرض من ذلک أن یصیر للأجزاء اختلاف، و ذلک بعد أن یحصل للمادة غور و ظاهر یفترق به استحقاق جهات الحرکات، کما فی العالم الأکبر. فتتمیز حینئذ الأرواح، و تخلق لها أوعیة تجتمع فیها مثل النفاخات، و یستعمل «1» کل وعاء بما یغتذی.
و قد وجد القلب و الکبد و الدماغ فی أول «2» الخلقة مماسة «3» بعضها لبعض؛ و وجد «4» الکبد فی أول الأمر أکبرها، إذ کان مکان تمییز «5» الدم الذی الحاجة إلی کثرته شدیدة. و أما الروح فالحاجة إلی قوته شدیدة. و أصغرها فی أول الأمر الدماغ، لأنه للحس و الحرکة، و لا وقت له بعد، ثم یعظم الرأس جدا لکثرة ما یحتاج إلی أن ینبت منه بعد تقومه «6» و غلظه. فلا یلتفت إلی ما یقال إن الشی‌ء خرج من ذی «7» إلی ذاک «8» و من «9» ذاک «10» إلی هذا، فإنها إنما خلقت هذه الأعضاء فی أول الأمر متماسة «11»- أعنی التجاویف- لیکون «12» فیها الروح، إذ هی أولا ثقب، و إنما تتکون تلک الثقب من حرکة الروح.
و مجمع «13» الروح واحد، و یتوجه من ذلک المبدأ إلی کل واحد من «14» المبدأین الآخرین روحان «15»، أو یتوجه «16» إلی مبدأ روح، و إلی آخر روحان، و یتفرق «17» فیتوجه «18» إلی هذا روح و إلی ذاک «19» آخر «20». و هذان «21» الروحان موجودان فی المنی، لیس إنما فیه روح حیوانی فقط أو طبیعی فقط، فإنه ینصب فیه روح من الدماغ و من الکبد و من القلب؛ فلا یحتاج إلی أن یأتی من العضو القلبی روح حیوانی ثم یستحیل مثلا فی الوعاء الذی هو الکبد طبیعیا،
______________________________
(1) و یستعمل: و یستحکم سا، ط.
(2) أول: ساقطة من د، سا
(3) مماسة: مماسا د، سا، ط، م
(4) و وجد:+ فی سا.
(5) تمییز: تمیز د، سا، ط، م.
(6) تقومه: تقویه د، سا؛ قوته ط، م
(7) ذی: ذا د، ط، م
(8) ذاک: ذلک د، سا، ط، م
(9) و من:
أو من د، سا، ط، م.
(10) ذاک: ذلک د، سا، ط، م
(11) منماسه:+ و هذه د، سا، ط.
(12) لیکون: یکون د، سا، ط، م.
(13) و مجمع: و یجمع د
(14) کل واحد من: ساقطة من سا.
(15) و یتوجه ...... روحان: ساقطة من د
(16) أو یتوجه: و یتوجه د، م
(17) و یتفرق: أو یتفرق د، سا، ط
(18) فیتوجه: و یتوجه ط، م
(19) ذاک: ذلک د، سا، ط.
(20) آخر: أخری ب، د، سا؛ روح آخر ط.
(21) و هذان: فهذان ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 171
ثم یأتی القلب طبیعیا، بل إنما یتجه إلی الکبد الروح و هو طبیعی و مصور و غاذ و قد «1» بقی منه فی القلب کفایة للقلب. فإنه لو لا روح مصور یتجه إلی الکبد عن المبدأ المذکور لما تصور «2» الکبد. و إذا کان کذلک، جاز أن تمیز القوة المصورة روحا عن روح فی المبدأ الأول، و یرسل کل واحد فی ثقبة خاصة، فیعمل کل واحد منهما ثقبا خاصة و مجاری خاصة، إذا استحکمت تمیزت عروقا و شرایین. و کذلک الحال فی الروحین اللذین للدماغ. فما دامت هذه الأوعیة متماسة، یحب أن تکون المنافذ ثقبا فقط، لیست «3» فی أوعیة، کالأنابیب. ثم إذا أخذت تتبرأ، لم یبعد أن یکون الأنبوب أو الوعاء الذی یمتدان فیه، إحدی الثقبتین، یأخذ مادته من القلب؛ و أما الآخر فیأخذ مادته من العضو الآخر. کأن منفذ الروح الحیوانی من القلب إلی الدماغ؛ إذا أخذ ینفذ «4» أحدهما من الآخر إنما «5» یتکون من القلب، و المنفذ الآخر الذی للروح الحساس المحرک النافذ من القلب إلی الدماغ انما یتکون من الدماغ بعد أن وجد القلب و الدماغ متمیزی الجوهر قبل حصول هذین العضوین الواصلین «6». فیجوز أن یحدث «7» کل واحد منهما من کل واحد منهما «8»، و لیس من أحد الأقسام مانع.
و أما المنفذ الأول فالثقب الذی نفذ فیه الروح، فهو من المبدأ لا محالة. و لیس ببعید، کما قلنا فیما سلف، أن تکون القوة تنبعث من عضو، و الآلة الحاملة «9» تأتی من العضو الآخر القابل له. و لیس أیضا ذلک بواجب، و لا ما أخذوه من التشریح یوجبه؛ و قد سلف الکلام فیه. فإذا تکونت هذه الأعضاء، تبعتها الأعضاء الأخری، و نزل من الدماغ النخاع فی الفقار، و انتسجت «10» العروق و الأعصاب، و تمیزت «11» مواد العظام علی ما ینبغی، و تمیزت الأطراف، و تمت الخلقة فی مدة.
______________________________
(1) و قد: قد سا، ط، م.
(2) تصور:+ ذلک م.
(3) لیست: لیس ط.
(4) ینفذ: یبعد ب، د، سا
(5) إنما: ساقطة من د، سا.
(6) الواصلین: الحاصلین سا.
(7) یحدث: یجذب ط، م
(8) من کل واحد منهما: ساقطة من د.
(9) و الآلة الحاملة:
و الحاملة د؛ و الآلة الحاصلة م.
(10) و انتسجت: و انفتحت م
(11) و تمیزت: و میزت سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 172

الفصل الخامس (ه) فصل «1» فی تفصیل استحالات «2» مادة الجنین إلی أن یتم‌

فأول الأحوال زبدیة «3» المنی، و هو من فعل القوة المصورة. و الحال الأخری ظهور النقطة «4» الدمویة فی الصفاق، و امتدادها فی الصفاق امتدادا ما. و ثالث الأحوال استحالة المنی إلی العلقة، و بعدها استحالته «5» إلی المضغة، و بعدها «6» استحالته إلی تکون القلب و الأعضاء الأولی و أوعیتها، و بعدها تکون الأطراف. و لکل «7» استحالة أو استحالتین معا مدة موقوف علیها. و لیس ذلک مما لا یختلف، و مع ذلک فإنها تختلف فی الذکران و الإناث. و هی فی الإناث أبطأ. و لأهل التجربة و الامتحان فی ذلک آراء «8» لیس بینها «9» بالحقیقة خلاف، فإن کل واحد منهم إنما حکم بما صادف الأمر علیه بحسب «10» امتحانه «11» و لیس «12» یمتنع «13» أن یکون الذی امتحنه «14» الآخر واقعا علی ما یخالفه. و مع ذلک فإن فی جمیع ذلک ما هو أکثری لا محالة.
و الأکثری «15» فیمن تولد فی الأکثر. أما مدة الرغوة فستة «16» أیام، و ابتداء الخطوط الحمر «17» و النقط «18» بعد ثلاثة أیام أخری. یکون ذلک تسعة أیام من «19» الابتداء، و قد تتقدم یوما أو تتأخر «20» یوما. ثم بعد ستة أیام أخری، و هو الخامس عشر من العلوق، تنفذ الدمویة
______________________________
(1) فصل: فصل ه ب؛ الفصل الخامس د، ط.
(2) استحالات: استحالة سا.
(3) زبدیة: زبذبة سا.
(4) النقطة: ساقطة من ساقطة من سا.
(5) استحالته إلی (الأولی):
استحالة م.
(6) و بعدها (الثانیة): و بعدهما ط.
(7) و لکل: فلکل ط، م.
(8) آراء:
أن م
(9) بینها: بینهما م.
(10) بحسب: ساقطة من م
(11) امتحانه:+ و مع م
(12) و لیس:
لیس م
(13) یمتنع: بممتنع ط.
(14) امتحنه: امتحنها د، سا، ط.
(15) و الأکثری.
فالأکثری د، سا
(16) فستة: بستة د، سا
(17) الخطوط الحمر: الخطوط الحمرة ط؛ خطوط الحمرة م.
(18) و النقطة: و النقطة ط
(19) من: فی م.
(20) أو تتأخر: و تتأخر م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 173
فی الجمیع، فتصیر علقة. و ربما تقدم یوما أو یومین أو تتأخر «1» یومین، و بعد ذلک باثنی عشر یوما یصیر لحما. و قد تمیزت قطع لحم، و تمیزت «2» الأعضاء الثلاثة فامتدت «3» رطوبة النخاع، و ربما تأخر أو تقدم «4» یومین أو ثلاثا «5». ثم بعد تسعة أیام ینفصل الرأس عن المنکبین، و الأطراف عن الضلوع و البطن، تمیزا «6» یحس فی بعضهم و یخفی فی بعضهم، حتی یحس «7» بعد ذلک بأربعة أیام، تکملة الأربعین. و یتأخر فی النادر إلی خمسة و أربعین یوما. و الأقل «8» فی ذلک ثلاثون «9» یوما.
و ذکر «10» فی التعلیم الأول أن السقط بعد الأربعین إذا شق عنه السلاء «11»، و وضع فی الماء البارد، ظهر «12» شیئا صغیرا متمیز الأطراف. و الذکر أسرع فی ذلک کله من الأنثی و یشبه أن یکون أقل مدة تصور الذّکران «13» ثلاثون یوما.
و أما تحدید حال الذکر و الأنثی فی تفاصیل المدد، فأمر تحکم به طائفة من الأطباء بالتهور و المجازفة، و أول ما یجد المنی متنفسا یتنفس، و أول ما تعمل المصورة إنما یعمل مجمع الحار الغریزی، ثم المخارج و المنافذ، ثم بعد ذلک تأخذ الغازیة فی العمل. و عند بعضهم أن الجنین قد یتنفس من الفم، بل یتنفس به أکثر التنفس إذا أدرک فی الرحم؛ و لیس علیه دلیل. و عند بعضهم أن الجنین إذا أتی علی تصوره ضعف ما تصور «14» فیه، تحرک؛ و إذا أتی علی تحرکه ضعف ما تحرک فیه، ولد. و اللبن یحدث مع تحرک الجنین.
و قد قیل: إن الزمان الوسط العدل خمسة و ثلاثون یوما، فیتحرک فی سبعین یوما، و یولد فی مائتین و عشرة أیام، و ذلک سبعة أشهر. و إذا کان الأکبر فخمسة «15» و أربعون یوما فیتحرک فی تسعین یوما، و یولد فی مائتین و سبعین «16» یوما، و ذلک لتسعة أشهر؛ و هذا شی‌ء لا یثبت فیه المحصل حکما.
______________________________
(1) تتأخر: تأخر د، م.
(2) و تمیزت: و تمیز ط
(3) فامتدت: و امتدت د، سا، ط، م.
(4) أو تقدم: و تقدم ط
(5) أو ثلاثا: و ثلاثا ب، د، سا، ط.
(6) تمیزا: تمییزا م.
(7) یحس: حس ط.
(8) و الأقل: فالأقل ط؛ فالأول م
(9) ثلاثون: ثلاثین ب، د، سا.
(10) و ذکر:+ ذلک ط، م
(11) السلاء: السلی سا.
(12) ظهر: و ظهر ط.
(13) الذکران:
الذکر ط.
(14) ما تصور: ما یتصور ط، م.
(15) فخمسة: لخمسة د، سا، م؛ بخمسة ط.
(16) و سبعین: و تسعین سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 174
و اعلم أن دم الطمث ینقسم ثلاثة أقسام: قسم ینصرف فی الغذاء، و قسم یصعد إلی الثدی، و قسم هو فضل یتوقف إلی وقت النفاس «1» فینتفض «2». و الجنین تحیط به أغشیة ثلاثة: المشیمة و هو الغشاء المحیط، و فیه تنتسج العروق المتأدیة ضواربها إلی عرقین و سواکنها إلی عرق «3». و الثانی یسمی بلاین «4»، و هو اللفائفی، و ینصب إلیه بول الجنین. و الثالث یقال له أنیس «5» و هو مغیض العرق. فأقرب الأغشیة منه الغشاء الثالث، و هو أرقها لیکون مجمع «6» الرطوبة الراشحة من الجنین «7». و فی جمع «8» تلک الرطوبة فائدة فی إقلاله، کی لا یثقل علی نفسه و علی الرحم، و فی تبعید ما بین بشرته «9» و الرحم.
فإن الغشاء الصلب یؤلمه بمماسته «10»، کما یؤلم المماسات ما کان من الجلد قریب العهد من النبات علی القروح و لم یستوکع بعد، و أما الغشاء الذی یلی هذا إلی خارج فهو اللفائفی لأنه یشبه اللفائف، و ینفذ إلیه «11» من السرة مصب للبول «12»، لیس من الإحلیل، لأن مجری الإحلیل ضیق و تحیط به عضلة موکلة تطلق بالإرادة و إلی آخره تعاریج، و أما هذا فهو واسع مستقیم المأخذ. و جعل للبول مغیض «13» خاص «14»، لأنه لو لا فی البدن لم یحتمله البدن «15» لحرافته وجدته، و ذلک ظاهر فیه. و الفرق بینه و بین رطوبة العرق فی الرائحه و حمرة اللون بیّن. و لو لاقی أیضا المشیمة لکان ربما أفسد «16» ما تحتوی علیه العروق. و المشیمة هی «17» ذات صفاقین رقیقین، تنتسج فیما بینهما العروق. و یتأدی کل جنس منها إلی عرقین أعنی الشرایین و الأوردة، فأما «18» عرقا «19» الأوردة فإذا دخلا استقصرا «20» المسافة إلی الکبد «21» فتأحّدا عرقا واحدا، لیکون أسلم، و نفذا «22» إلی تحدیب الکبد لئلا یزاحما «23»
______________________________
(1) النفاس: النفوس م
(2) فینفض: فینفض ط.
(3) عرق: عرقین: ب
(4) بلاین:
بلاس ب، م.
(5) أنیس: أنفس ب؛ أبیس ط.
(6) مجمع: مجتمع ط
(7) الجنین:
الجمیع ط
(8) جمع: جمیع د، سا، ط، م.
(9) بشرته: سرته م.
(10) یؤلمه بمماسته: مؤلمة بمماسة ط.
(11) إلیه: إلی هذا د، سا، ط، م
(12) للبول: البول ب.
(13) مغیض: مغیط م
(14) خاص:+ به ط، م.
(15) یحتمله البدن: یحتمله ب؛ یحتمل البدن م.
(16) أفسد:+ علی م.
(17) هی: و هی ط.
(18) فأما: و أما ط، م
(19) عرقا:
عرق
(20) استقصرا: استقصر د، ط، م.
(21) الکبد: کبد ط
(22) و نفذا: و نفذ ب، د، ط، م
(23) یزاحما: یزاحمها ب، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 175
مفرغة المرارة من تقعیرها «1». و بالحقیقة فإن هذا العرق إنما ینبت من الکبد، و یتجه إلی السرة، إلی «2» المشیمة، و یتفرق هناک، فیصیر عرقین، و یخرج و یتحرک فی المشیمة إلی فوهات العروق التی فی الرحم. علی أنا «3» کثیرا ما نتوسع فی هذه الأبواب و نبنی الکلام علی مذهب «4» الأطباء بعد أن یکون المعتمد الأصل الذی أعطینا المتعلمین.
و هذه العروق یعرض لها شیئان: أحدهما أنها عند فوهات التلاقی أدق، فکأنها أطراف الفروع؛ و أیضا فإنها أولا تحمر من هناک، فیظن أنها «5» تنبت من هناک، لکنها إنما تحمر هناک لأنها تأخذ الدم من هناک. فإن اعتبرت سعة الثقب أوهم أن الأصل من الکبد، و إن اعتبرت الاستحالة إلی الدمویة أوهم أن الأصل من المشیمة. لکن الاعتبار «6» الأولی هو اعتبار الثقب و المنافذ. و أما الاستحالات فهی کمالات للسطوح المحیطة بالثقب، و لذلک «7» فإن الشرایین تجتمع «8» إلی شریانین «9» إن أخذت الابتداء من المشیمة وجدتهما ینفذان من السرة إلی الشریان الکبیر الذی علی الصلب متوکئین علی المثانة، فإنها أقرب الأعضاء التی یمکن أن یستند إلیه هناک مشدودین بها بأغشیة للسلامة، ثم ینفذان فی الشریان الدائم الذی لا ینفسخ فی الحیوان إلی آخر حیاته؛ فهذا هو ظاهر قول الأطباء. و أما فی الحقیقة فهما شعبتان منبتهما الحقیقی من الشریان، و علی القیاس المذکور. و یقول الأطباء: إنهما لم یصلح لهما أن یتحدا و یمتدا إلی القلب لطول المسافة و استقبال الحواجز، و لما قرب مسافتهما من المتصل به لم یحتاجا إلی الاتحاد. و یذکرون أن الشریان و الورید النافذین من القلب إلی الرئة لما کان لا ینتفع بهما فی ذلک الوقت فی التنفس منفعة عظیمة، صرف نفعهما «10» إلی الغذاء، فجعل لأحدهما إلی الآخر منفذ ینسد عند الولاد «11». و إن الرئة إنما تکون حمراء فی الأجنة، لأنها لا تتنفس هناک، بل تغتذی بدم أحمر لطیف و إنما یبیضها مخالطة الهوائیة.
______________________________
(1) تقعیرها: تقعرها د.
(2) إلی (الثانیة): من ب.
(3) أنا: أن ط.
(4) مذهب: مذاهب د، سا.
(5) أنها: أنهما م؛ ساقطة من ط.
(6) اعتبار:
ساقطة من م.
(7) و لذلک: و کذلک د، سا، ط
(8) تجتمع: مجتمع ط
(9) شریانین: شرایین م.
(10) نفعهما: نفعها د، سا.
(11) الولاد: الولادة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 176
و یقول الأطباء إن الغشاء اللفائفی خلق من منی «1» الأنثی، و هو قلیل، و أقل من من منی الرجل، فلم یمکن أن یکون واسعا، فجعل طویلا لیصل الجنین بأسافل الرحم، و ضاق عن الرطوبات کلها فلم یکن بد من أن یفرد «2» للعرق مصب أوسع؛ و هذا من متکلفاتهم. و الجنین إذا سبق إلی قلبه مزاج ذکوری، فاض فی جمیع الأعضاء. و هو بالذکورة «3» ینزع إلی أبیه. و ربما کان سبب ذکورته غیر مزاج أبیه، بل حال من «4» الرحم أو مزاج «5» عرض «6» للمنی خاصة. فلذلک لا یجب إذا أشبه الأب فی أنه ذکر أن یشبهه فی سائر الأعضاء، بل ربما یشبه الأم. و الشبه الشخصی یتبع الشکل؛ و الذکورة لا تتبع الشکل، بل المزاج. و ربما یعرض للقلب وحده مزاج کمزاج الأب، یفیض فی الأعضاء. و أما من جهة الاستعداد الشکلی فیکون القبول من المادة فی الأطراف مائلا إلی شکل الأم، و ربما قدرت المصورة علی أن تقلب «7» شکل «8» المنی و تشکله من جهة التخطیط بشکل الأب، لکن تعجز من جهة المزاج أن تجعله مثله فی المزاج.
و السبب فی التوأم کثرة المنی حتی «9» یفیض إلی بطن «10» الرحم فیضا یملأ کلا علی حدة.
و ربما اتفق لاختلاف «11» الذرقتین إذا وافی ذلک اختلاف حرکة من الرحم فی الجذب؛ فان الرحم عند الجذب یعرض لها حرکات متتابعة، کمن یلتقم لقمة بعد لقمة، و کما تتنفس السمکة نفسا بعد نفس، لأنه أیضا یدفع «12» منیه «13» إلی باطن الرحم دفعات، کل دفعة تکون مع «14» جذبة للمنی من خارج طلبا من الرحم للجمع بین المنیین. و ذلک شی‌ء یخسه المتفقد «15» من المتجامعین، و یعترفن هن أیضا أنفسهن. و تلک الدفعات و الجذبات الأفراد لا تکون صرفة، بل اختلاجیة، کأن کل واحدة «16» منها «17» مرکبة من حرکات؛ لکنها لا تتم إلا عند عدة اختلاجات، بل یحس بعد کل جملة اختلاجات سکون ما، ثم یعود
______________________________
(1) منی: المنی د.
(2) یفرد: یعرف د؛ ینفرد ط.
(3) بالذکورة: الذکورة م
(4) من: ساقطة من ب.
(5) أو مزاج: و مزاج ب
(6) عرض: عرضی د، سا، م.
(7) تقلب: ینقلب د
(8) شکل (الثانیة): ساقطة من ب.
(9) حتی: حین د، م
(10) بطن: بطنی ب.
(11) لاختلاف:+ مدفع ب، سا، ط، م.
(12) یدفع: یندفع سا
(13) منیه: منه ط.
(14) مع: مثل ط
(15) المتفقد: المنعقد د.
(16) واحدة: واحد د، سا
(17) منها: منهما د، م؛ ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 177
فی مثل السکون الذی بین ذرقات القضیب للمنی. و تکون کل مرة ثانیة أضعف قوة و أقل عدد اختلاجات «1». و ربما کان المرات «2» فوق ثلاث أو أربع، فبذلک تتضاعف لذتهن، لأنهن یلتذذن «3» من حرکة المنی الذی لهن، و یلتذذن «4» من حرکة منی الرجل «5» فی فم رحمهن إلی باطن بالجذب، بل یلتذذن «6» بنفس الحرکة التی تعرض للرحم. و ربما وافق ذرقة ذکریة صبة أنثویة «7» فاختلطا، و تلاها ذرقات «8» مثل ذلک مرة بعد مرة، فحبلت المرأة ببطون عدة إذا «9» کان «10» کل «11» اختلاط ینحاز بنفسه «12». و ربما اختلط المنیان معا، ثم تقطعا، أو تقطعا عن وحدة سابقة بسبب ریحی أو اختلاجی «13»، أو غیر ذلک من الأسباب المعروفة «14»، فینحاز کل علی حدة. و ربما کان ذلک «15» بعد انتساج الغشاء، فتکون کثیرة فی شی‌ء واحد، و هذا مما لا یتم تکونه و لا تبلغ الحیاة. و ربما کان قبل ذلک، و ما جری هذا المجری فیشبه أن یکون قلیل الإفلاح، و إنما المفلح هو الذی وقع فی الأصل متمیزا. و أما الولادة فإنما «16» تکون إذا لم یکف الجنین «17» ما تؤدیه إلیه المشیمة من الدم و ما یتأدی «18» إلیه من النسیم و تکون «19» قد صارت أعضاؤه تامة، فیتحرک حینئذ عند السابع إلی الخروج، کما تتم فیه القوة. فإذا عجز أصابه ضعف ما، لا تثوب إلیه معه القوة إلی التاسع؛ فإن خرج فی الثامن، خرج و هو ضعیف.
و خروج الجنین إنما یکون بانشقاق المشیمة و الأغشیة الرطبة و انصباب رطوبتها و إزلاقها. و قد انقلب علی رأسه فی الولادة الطبیعیة، لتکون أسهل للانفصال. أما الولادة علی الرجلین فهو لضعف الولد فلا یقدر «20» علی الانقلاب، و هو خطر، و لا یفلح فی الأکثر.
______________________________
(1) اختلاجات: اختلافات ب، د، م
(2) المرات: المرار م.
(3) یلتذذن: یلتذون ط
(4) و یلتذذن: و یلتذون ط
(5) منی الرجل: المنی الداخل م.
(6) یلتذذن: یلتذون ط.
(7) أنثویة: أنثاویة ب، سا؛ أنوثیة ط، م
(8) ذرقات+ فی ط
(9) إذا:
إذ د، سا، م.
(10) کان: ساقطة من م، سا
(11) کل: ساقطة من ب
(12) بنفسه: لنفسه سا.
(13) اختلاجی: اختلافی م
(14) المعروفة: المفرقة د، سا، م؛ المتفرقة ط.
(15) ذلک:
ساقطة من ب، سا.
(16) فإنما: فإنها م
(17) الجنین: للجنین د، سا، ط، م
(18) یتأدی:
یتأتی م.
(19) و تکون: فیکون د.
(20) فلا یقدر: و لا یقدر ب، ط؛ لا یقدر م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 178
و الجنین قبل حرکته إلی الخروج قد «1» یکون معتمدا بوجهه علی رجلیه، و براحتیه علی علی رکبتیه، و أنفه بین الرکبتین، و العینان علیهما، و قد ضمهما إلی قدامه، و هو راکب علی «2» عقبیه، و وجهه إلی ظهر أمه حمایة للقلب. و هذه النصبة «3» أوفق للانقلاب.
و یعین علی الانقلاب ثقل الأعالی فی الجنین، و عظم الرأس منه خاصة. و إذا انفصل انفتح الرحم الانفتاح الذی لا یقدر فی مثله مثله «4». و لا بد من انفصال یعرض للمفاصل العظمیة «5»، و مدد «6» و عنایة من اللّه تعالی معدة لذلک برد «7» عن «8» قریب إلی الاتصال الطبیعی، و یکون ذلک فعلا من أفعال القوة الطبیعیة و المصورة بخاص «9» أثر یتصل من الخالق لاستعداد لا یزال «10» یحصل مع نمو الجنین لا یشعر «11» به. و هذا «12» من سر «13» اللّه تعالی «14» الملک «15» الحق فتبارک «16» اللّه أحسن الخالقین.
______________________________
(1) قد: فقد ب، د، سا.
(2) علی: ساقطة من د، سا، ط، م
(3) النصبة: النسبة د.
(4) مثله مثله: مثله م
(5) العظمیة: العظیمة ب، م؛ العظمة د، سا.
(6) و مدد: و مده م
(7) برد: یرد د، ط؛ ترده سا
(8) عن: من سا.
(9) بخاص: تحلص م.
(10) لا یزال: و لا یزال د
(11) لا یشعر: و لا یشعر ط
(12) و هذا: و ذلک ط
(13) سر: أسرار ط
(14) تعالی: فتعالی د، سا؛+ اللّه د، سا، ط، م
(15) الملک: و الملک ط
(16) فتبارک: و تبارک سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 179

الفصل السادس (و) فصل «1» فی أحوال الولد و الوالدة «2»

الإناث تتکون فی النشأة الأولی فی مدة أطول لضعف القوة المصورة و لو قویت لذکرت. و أما إذا تصورن «3» فإنهن یراهقن و یشبن «4» و یعجزن أسرع لرطوبتهن، مثل الأشجار الرطبة، کالخروع و الخلاف فإنها تنمو بسرعة، و ذلک لأن الطبیعة لا تقصد فی تدبیرهن الإحکام، فذلک مما لا یمکن فیها. و إذا لم یقصد و کانت المادة و المنة غزیرة «5»، وقعت عجلة. فإن التأخیر «6» إنما یقع من الفاعل الذی لیس بمؤوف، إما للإحکام و إما لعوز المادة. و النساء و إن قصرت قواهن عن «7» الرجال، فلیس یبلغ أن تکن مؤوفات الأفعال الطبیعیة فی صحتهن، و إن قصرت طبائعهن عن طبائع الرجال، فإن نسبة طاعة مادتهن و کثرتها و سیلانها إلی متانة مادة الرجال هی نسبة الحاجة فی إحکام خلقة الرجال إلی مثلها من النساء. بل «8» تلک النسبة أعظم من نسبة زیادة «9» قوة الرجال إلی قواهن. و الحبلی بالذکر أحسن حالا فی جمیع الوجوه «10»، حتی فی سهولة الولادة من الحبلی بالأنثی، لعجز قوة الأنثی عن تدبیر ما ینصب إلی الرحم. و ربما قرحت سوقهن. و ربما کان الحبل «11» من بعضهن سببا لسمنة و صلاح «12» حالة، کأن الاحتباس یصیر سببا لاستیفاء أعضائها الغذاء، و خصوصا إذا کانت عادتها فی حیضها الإفراط، أو کانت فی الجبلة
______________________________
(1) فصل: فصل و ب؛ الفصل د، ط.
(2) فی ... و الوالدة: فی أحوال من الولد و الوالدة ب؛ فی أحوال من أحوال الولد و الوالدة د، سا.
(3) تصورن: تصورت د، م
(4) و یشبن: و یشببن د، سا؛ و یشهن م.
(5) غریزة: غریزیة ط
(6) التأخیر: التأخر ط.
(7) عن: من ط.
(8) بل: فإن م
(9) زیادة: الزیادة م؛ ساقطة من سا.
(10) الوجوه: الوجود م.
(11) الحبل: الحبلی ط
(12) و صلاح: و سلاح ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 180
لا تحتمل الاستفراغ و هذه هی التی تکون فضولها قلیلة المقدار صالحة الکیفیة. و القوة الدافعة قویة، و المسام فی الخلقة واسعة. و ربما کانت لأخلاطها حدة یسیرة، فبذلک تتسع لها المسام، و سعة المسام سبب لسهولة الاندفاع، و سهولة الاندفاع سبب لانجذاب الرطوبات إلی جهة الاستفراغ. فإذا احتبس طمثها أمکن أن تقبل الطبیعة علی تعدیل الخلط و إنفاق الذی کان یستفرغ فاضلا عن المحتاج إلیه إلی أن یستفرغ إنفاقا فی إصلاح الأعضاء. فقد مکنت تلک المادة من التدبیر فیها لاحتباسها، و قد کانت حرکتها الاندفاعیة تعجل «1» عن ذلک.
قال: وجل الحیوانات «2» محدودة أزمنة الولادة خلا الإنسان، فربما «3» وضعت الحبلی لسبعة «4» أشهر «5»، و ربما وضعت فی الثامن، و قلما یعیش المولود فی الثامن إلا فی بلاد محدودة مثل مصر. و الغالب هو الولادة بعد التاسع، و ربما عاش المولود فی الثامن، و ربما لم یکن ذلک مولودا بالحقیقة فی الثامن، بل یکون الغلط واقعا فی الحساب بحیضة تخللت «6».
و کذلک الولادة فی العاشر، ربما سلم فی الأقل، أو یکون قد وقع فی حسابه غلط لاتفاق أعراض الحبل قبل الحبل بشهر، لأسباب غیر الحبل و خصوصا إذا احتبس دم «7» الطمث.
أقول: و قد بلغنی من حدیث «8» وثقت به کل الثقة أن امرأة وضعت بعد الرابع من سنی الحبل ولدا لها «9»، قد نبتت «10» أسنانه و عاش. و حدثت عن ثقة أنه شاهد مولودا بعد ستة أشهر، و قد عاش.
قال المعلم الأول: و قد یعیش للنساء خمسة أولاد فی بطن واحد، و حکی عن امرأة قدیمة الزمان أنها وضعت عن أربعة بطون عشرین ولدا، و أن امرأة أسقطت خمس عشرة صورة.
______________________________
(1) تعجل: تعجز د، سا، طا، م.
(2) الحیوانات: الحیوان ط، م
(3) فربما: و ربما ط، م.
(4) لسبعة: بسبعة ط
(5) أشهر: ساقطة من ب، د، سا، م.
(6) تخللت: تخلل م.
(7) دم: ساقطة من د، سا، ط، م.
(8) حدیث: حیث ب، د، سا، ط.
(9) لها: کما ب
(10) نبتت: نبت ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 181
و قد سمعت من الثقات بجرجانیة أن امرأة أسقطت کیسا فیه سبعون صورة کل صورة «1» صغیرة جدا. و إذا أتأمت المرأة بذکر و أنثی فقلما تسلم الوالدة و المولودان، و أما بذکرین و أنثیین فتسلم کثیرا. و المرأة و الفرس تحتمل الجماع علی الحبل، لکن المرأة قد تحبل علی الحبل، و لا کذلک «2» الفرس، و فی الأکثر تهلک الأول «3». و قد أسقطت امرأة واحدة اثنی عشر جنینا حملا علی حمل، و أما إذا کان الحمل الثانی واحدا و قریب العهد من الأول فقد یعیشان «4»، کمرأة ولدت توأما «5» أحدهما یشبه الزوج و الآخر العشیق.
و أخری حملت توأما «6»، ثم حملت علیهما «7» فوضعت ثلاثا «8» و سلم منهم التوأم.
و ربما کان مع الوضع سقط، و ربما وضعت الحبلی لثمانیة أشهر و ما یلیه، فوضعت ملطخ «9» الرأس برطوبات المنی، و کثیرا ما یکون علی رأسه لطخ من طین أو من جنس طعام تکثر منه المرأة. و إن «10» أکثرت المرأة الملح لم تنبت أظفار ولدها لحدّة الملح.
و أول اللبن الطبیعی مالح، لبقائه فی الضرع مدة، و فعل الحرارة فیه، کما علمت السبب فیه مما سلف.
و النساء علی «11» أکثر الأمر ینقطع طمثهن علی ثمانی و أربعین سنة و ربما تمادی إلی خمسین سنة، و یحبلن ما دمن یحضن، و لم تر امرأة حبلت «12» بعد الخمسین. و الزرع المولد للرجال، فقد یتولد فیهم فی الأکثر إلی ثمان و سبعین «13»، و ربما جاوز فی القلیل من الناس.
و ربما استبدل من یظن به من الرجال العقم، و من النساء العقر زوجا فأولد. أو ربما کان الإنسان مؤنثا فی حداثته، فإذا استحکم مزاجه أذکر. و ربما کان الرجل لا یولد إلا إذا استحکم مزاجه «14». و من «15» النساء عقیم و عسر الولاد «16»، و قد «17» یکون منهن من تحبل عن «18»
______________________________
(1) کل صورة: ساقطة من ب.
(2) کذلک: و کذلک: و کذلک م
(3) الأول: ساقطة من د، م.
(4) فقد یعیشان: فیعیشان ط
(5) توأما: توأمین ط.
(6) توأما: توأمین ط
(7) علیهما:
علیها ب، م
(8) ثلاثا: ثلاثة د، سا.
(9) ملطخ: ملطخة سا.
(10) و إن: فإن ط، م.
(11) علی (الأولی): فی ط.
(12) حبلت: جعلت ط.
(13) ثمان و سبعین:
تمام سبعین د، سا؛+ سنة ط.
(14) مزاجه، ساقطة من د، سا، م
(15) و من: و فی م؛ ساقطة من د، سا
(16) النساء عقیم و عسر الولاد: و النساء د، سا؛ النساء عقیم و عسرات الولاد ط؛ النساء عقم و عسرات الولاد م
(17) و قد: قد د، سا، م
(18) عن: علی سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 182
کل مساس. و کذلک من الرجال من یحبل بکل مساس، و من عسرات الحبل من یحسن احتماله «1» للحبل، و من سریعات «2» الحبل من یسوء احتماله للحبل. و من الرجال و النساء مؤنث و منهم «3» مذکر. و حکی أن فلانا ولد اثنین و سبعین ولدا کلهم ذکر إلا واحدا منهم کان أنثی. و التی یعسر حبلها إذا عولجت لتلد فإنما تلد فی الأکثر أنثی. و من الناس من یولد فی حداثته ثم لا یولد إلا بعد سنین. و کان السبب فیه عندی یبس المزاج و حرارته، فتکون حداثته تعدل الیبس و شیخوخته تعدل الحر. و قد ینزع شبه الولد إلی الوالد فی الأمراض و الأنداب «4» و الخیلان، و السبب مفهوم مما قدمناه و ربما ینزع الشبه بعد قرن و قرنین، کأنه کان فی الوسط حائل للقوة المصورة، فزال و کأن «5» القوة المصورة فی الجمیع من طبیعة واحدة، فیعرض لها فی الوسط حائل یزول عند الطرف. و أکثر الذکران أشبه بالآباء، و أکثر الإناث أشبه بالأمهات، و إن جاز أن یقع خلاف ذلک لما فهمناه من العلل. و من الرجال من لا یولد إلا شبیها بنفسه، و من النساء من لا تلد إلا شبیها بنفسها. و من سرر الأجنة فی الحیوانات «6» ما یلصق بالمشیة، و منها ما یلصق بنفس الرحم.
و ربما ولد المولود، و خصوصا فی ذوات الأربع، و قد اجتمع فی آخر معاه ثفل و فی مثانته بول. و ربما کانت السرة فی بعض الحیوانات «7» عرقا واحدا، و ذلک فی صغار الحیوان «8»، مثلما فی الفراریج، و ربما کان فی بعضها عرقان.
و إذا «9» ابتدأت أوجاع الطلق من ناحیة البطن کان أسهل للولادة، و إذا ابتدأت من فوق ذلک کان أعسر «10». و کلما کان ذلک الوجع أنزل فهو أدل علی السهولة. و الرطوبة التی تنصب قبل خروج الجنین، إما فی الذکران من الأجنة فیکون مائیا قیحیا، و إما فی الإناث فیکون دمویا. و طلق النساء أشد من طلق «11» سائر الحیوان. و حبس
______________________________
(1) احتماله: لاحتماله م
(2) و من سریعات: و السریعات ط.
(3) منهم: و منهم م.
(4) و الأنداب: و فی الأنداب م.
(5) و کان: و إن کانت ط؛ و کانت م.
(6) الحیوانات: الحیوان م.
(7) الحیوانات: الحیوان م
(8) الحیوان: الحیوانات ط.
(9) و إذا: إذا د، سا، م.
(10) ذلک کان أعسر: کان ذلک أعسر ط.
(11) طلق (الثانیة): ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 183
النفس یعین علی الولادة، و التنفس فیما بین ذلک یعسر. و ینبغی أن یبادر إلی ربط السرة، لئلا یسیل الدم و الروح و یهلک الصبی. فإن انحل ذلک الرباط بعد جمود الدم علی المشیمة علقة لم یضر. و المشیمة تنقلب عند «1» الولادة «2»، و ربما خرجت «3» قبل، و حینئذ یظن أن المولود میت. و ربما خرج الیدان علی الأضلاع، و ربما خرجتا ممدودتین «4» مع الرأس؛ و کما «5» ینفصل یستهل «6» و یمد یده إلی فمه. و ربما عقی «7» فی الحال، و ربما عقی بعد، و لون عقیه إلی الدمویة، و ربما کان أسود جدا. و إذا کان قد تقدم الولادة نزف و استفراغ عسرها؛ لأن تلک الرطوبة هی التی تعین علی الإزلاق و علی الدفع. و إذا تأخر النزف کان أیضا أهون علی الوالدة «8».
و یضحک الصبی بعد أربعین یوما، و ذلک أول ما تفعل النفس الناطقة فی بدنه لأول ما ینفعل عنها من فرح. و یری المنامات بعد شهرین فیما یظن به و ینساها، أقول: لأنه فی مثل ذلک الوقت بالتقریب تختلف عنده المحسوسات، و یمیز بینها، و ترتسم فی خیاله.
و یافوخ المولود من الناس ألین، بل هو لأنه «9» بعد رطوبة. و لیس ذلک لسائر الحیوانات «10»، فإن «11» کان الیافوخ فیها لینا، فلا یبلغ مبلغ ما للإنسان. و سائر «12» الحیوان یولد و له أسنان، إلا الصبی، اللهم إلا إذا تأخر وضعه. و أول زمان نبات الأسنان هو السابع من الشهور، و الثنایا العالیة أولها نباتا، و قد تنبت السفلی قبل العلیا فی النادر «13».
و یکثر اللبن بعد «14» النفاس و احتباس النزف. و من النساء من یدر لبنها لا من الحلمة
______________________________
(1) عند: عنه د؛ عن سا
(2) الولادة: الولاد د
(3) خرجت: خرج د، سا، ط، م.
(4) ممدودتین: محدودتین ط:
(5) و کما: و ربما د.
(6) یستهل: فیستهل د
(7) عقی (الأولی و الثانیة): أعقی ب.
(8) الوالدة: الوالدة ط، م.
(9) لأنه: کأنه د، سا، ط.
(10) الحیوانات: الحیوان سا
(11) فإن: و إن سا
(12) و سائر: و جمیع ط، م.
(13) النادر: النادرة سا، ط.
(14) بعد: قبل سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 184
فقط، بل من مسام أخری فی الثدیین. و ذکر أن بعض النساء در «1» لبنها من مسام تقارب «2» إبطها، و ربما نفذت شعرة مع «3» اللبن «4» إلی الثدی فتوجع «5»، و ربما خرج، و أظنها «6» تتولد هناک.
و تطول «7» مدة إلبان المرأة إلی سنتین فما فوقها، إلا أن تحمل، فحینئذ ینقطع لبنها أو یفسد أو یقل، و یضر بالمرضع «8» الأول. و ما دام اللبن غزیرا لم تحض، و ربما حاضت مع ذلک. و الصبی المئوف لا یجاوز السابع، و ربما مات قبله «9». و إن کانت بالصبیان أمراض مادیة، زادت مع زیادة القمر «10» بسبب ازدیاد المواد الرطبة مع القمر.
______________________________
(1) در: ساقطة من سا
(2) تقارب: تقرب سا.
(3) مع: من سا
(4) اللبن: البدن سا
(5) إلی الثدی فتوجع: ساقطة من سا
(6) و أظنها: و ظنها سا.
(7) و تطول: فأطول م.
(8) بالمرضع: بالموضع د.
(9) قبله: ساقطة من د.
(10) القمر:+ تمت المقالة التاسعة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحسن بحمد اللّه و حسن توفیقه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 185

المقالة العاشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات «1» «2»

الفصل الأول (ا) فصل واحد فی أحوال النساء من جهة العلوق و الإسقاط و ما یعرض لهن من الاشتمال و الإخلاف «3»

المرأة التی لا تعلق أو تسقط إن علقت، فذلک إما لیبس «4»، و إما لآفة «5» فی مزاج بدنها، أو عضو رئیس فیها. و ربما کان فی الرحم نفسه، إما فی مزاجها بأن یسخن فیجفف «6» المنی، أو یبرد فتجمده، أو یکون یابسا فینشف المنی و یفسده، أو رطبا فیمنع الانعقاد و مع ذلک یزلق. أو تکون المرأة «7» فاسدة مزاج أوعیة المنی، أو تکون منسدة «8» فوهات عروق الرحم، أو غائرة الرحم، أو معوجة، أو موضوعة «9» فی غیر مکانها «10» فلا ینزرق إلیه المنی، أو فاسدة مزاج دم «11» الطمث، أو مختلفة الإقراء «12»، فیدل علی فساد مزاج رحمها. فإن کان طمثها علی المجری الطبیعی فی قوته و قوامه، و الإقراء علی المدد الواجبة، و لا یکون
______________________________
(1) المقالة ... الطبیعیات: المقالة العاشرة و هی ب؛ المقالة العاشرة من الفن الثامن من الطبیعیات سا.
(2) الطبیعیات:+ و فیها د، سا؛+ و هی ط.
(3) و الإخلاف: و الأخلاق د، سا، ط؛ و الاختلاف طا، م؛ [خلفت الناقة تخلف خلفا: حملت؛ و الإخلاف: أن تعید علیها فلا تحمل (لسان العرب)].
(4) إما لیبس: لها إما لیبس مزاجها د؛ لها إما للسن سا، م؛ لها إما لیبس ط
(5) و إما لآفة: أو لآفة ط، م.
(6) فیجفف: فیحفظ ط.
(7) المرأة:
المرات د؛ المزاج ط
(8) منسدة: مفسدة ط.
(9) موضوعة: موعا م
(10) مکانها: مکانه د، سا، م.
(11) د م: ساقطة من ط، م
(12) الإقراء: الأجزاء د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 186
فی فم رحمها صلابة أو شدة انغلاق عند أول الطهر، و لا أیضا استرخاء، فإنها سریعة القبول للحبل.
و من الأرحام ما یعرض لها «1» النفخ کثیرا، فیکون ذلک أحد الأسباب المفسدة.
و یجب أن تکون الرحم مترطبة عند الجماع بالاعتدال، و ذلک الرطب یکون من الودی.
و تلک «2» الرطوبة هی «3» التی سبیلها سبیل العرق «4»، و سبیل دمعة العین عند محاولة النظر إلی الشمس أو فی برد أو فی حر «5»، بل الریق المتحلب عند شهوة طعام یؤکل بین أیدینا «6». و یجب أن تکون هذه الرطوبة فیما بین الجماع لا فی آخره، فإن العلوق یدل علیه الجفاف، و شدة الرطوبة تزلق، و التی تسترخی علی الجماع و تضعف معه و عقیبه غیر مفلحة. و إذا جومعت المرأة فانفصل منها «7» زرعها إلی الرحم، و لم «8» یصل إلیه زرع الرجل، فربما عرض أن یستحیل ذلک الزرع ریاحا و نفخا فی بطنها. و کذلک یعرض لها لو قبلت زرع الرجل قبولا علی غیر صفة العلوق، فیفسد الزرع فی الرحم إلی ریاح ردیة. و قد یعرض أیضا فی رحم المرأة قروح و آثار قروح فیملس الرحم و یمنع «9» الحبل.
و من أمراض الرحم جمعها الماء کأنها تستسقی «10»، و هو مرض صعب العلاج.
و اعلم أن الولادة إنما تکون إذا توافی الزرعان من الذکر و الأنثی معا، فإن اختلف الوقتان لم یعلق. و لذلک من الرجال من یحبل بعض النساء دون بعض، لأن مدة صب بعضهن «11» المنی یکون موافیا «12» لمدة صبه. و النساء أبطأ إفضاء «13» من الرجال. و الرجل «14» البطی‌ء الإنزال أشد إعلاقا. و المرأة و الرجل یحتملان جمیعا و یصبان المنی کل علی نحو صبه، و ینتفعان بانتفاض الفضل منه، و ذلک إذا اجتمع الزرع الکثیر. و إذا احتلمت «15» المرأة
______________________________
(1) لها: له د، سا، م.
(2) و تلک: و من د، سا، ط م
(3) هی: ساقطة من سا، ط، م
(4) العرق: العروق م.
(5) أوفی برد أو فی حر: أو فی برد أو حر د، ط، م
(6) أیدینا: یدیها د، سا، ط، م.
(7) منها: ساقطة من م
(8) و لم: فلم د.
(9) و یمنع: فیمنع ب، ط.
(10) تستسقی: تستقی د، سا، ط، م.
(11) بعضهن:
بعضهم ب
(12) موافیا: موافیة ب، ط
(13) إفضاء: ساقطة من ب
(14) و الرجل: فالرجل د، سا،
(15) احتملت: احتملت ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 187
یعرض لفم رحمها أوقاتا من علامات الاشتمال و الجفاف ما یکون بعد جماع الرجل، لأن الرحم تشتمل علی منی نفسها «1»، و إن کانت لا تولد. و ربما اشتمل رحم المرأة علی منی نفسها و لم یصحبه منی الرجال فکان «2» منه «3» رجاء «4» لا صورة له. و ربما ظن بها الحبل بسبب «5» ذلک، و إنما هو قطعة لحم.
و أقول: إن السبب فی ذلک إما احتلام، و إما مجامعة لا یفضی فیها منی الرجل إلی داخل، و إما غلبة من شهوتها فتصب زرعها بفکرة أو نظرة أو غلبة منی فیندفق.
و إذا «6» کان مزاج الرحم حارا یابسا باعتدال و لا یزلق، انعقد فیها المنی، و ربما تغذی من دم الطمث تغذّی «7» الغدد المتولدة «8» منها فی الأعضاء. و ربما کان سببه البرد المجمد، فإذا انحصر المنی منها فی الرحم «9»، تتخلق لها فوهات تتغذی منها «10». و لذلک ینقطع طمثها، و ربما احتبس الطمث بسیلان الفضول إلی الفضاء الذی بین الرحم فیظن رجاء و لا یکون، و تفرق بینهما خفة الرحم فیما لیس برجاء.
أقول: إنه لا عذر لمن یسمع هذه الفصول و غیرها، ثم یظن أن المعلم الأول یقول بأن المرأة لا تصب فضلة نطفیة، و لیس کل قذف زرع جالبا للضعف، بل الذی یتمحل الزرع.
و أما «11» من اجتمع فیه فضل زرع فینتفع بإراقته، و الذی فی بدنه أیضا امتلاء بحسب الکیف و الکم. و ربما زاد الزرعان علی الکفایة، فانفصل الفضل مع العلوق، فتظن المرأة أنها لم تحبل «12».
و إناث الطیر تشتهی «13» الذکورة، فإن أعوزها باضت بیض «14» الریح، لکنه إذ لا قوة مولدة «15» فی زرعها فلا یفرخ بیضها، و ربما کان فی بطنها بیض ریح فیسفدها «16» ذکر فیستحیل مفرخا «17».
______________________________
(1) الرحم ... نفسها: المنی یشتمل علی منی نفسها م.
(2) فکان: و کان د، ط
(3) منه: فیه م
(4) رجاء: الرجاء د، سا، ط، م
(5) بسبب: لا بسبب سا.
(6) و إذا: فإذا د، سا.
(7) تغذّی: تغذیه ط
(8) المتولدة: المتولد سا، م.
(9) الرحم:+ بقوة سا
(10) منها (الثانیة): عنها د.
(11) و أما: فأما م.
(12) لم تحبل: لا تحبل ط.
(13) تشتهی: تشتمل ط
(14) باضت بیض: تبیض بیض د، سا، ط؛ تبیض م
(15) مولذة: متولدة ب.
(16) فیفسدها: فیفسدها د، ط، م
(17) مفرخا:
+ تمت المقالة العاشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د؛+ تمت المقالة العاشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 188

المقالة الحادیة عشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات «1»

و هی «2» فصل واحد تذکیر «3» فی أصول متقررة «4»

فلنتکلم الآن «5» فی ترتیب «6» التعلیم «7» و طلب «8» الأسباب. و أنت تعلم أن الأشیاء الطبیعیة، و إن کانت تکون لغایة، فقد تداخلها «9» بالضرورة؛ و تعلم علی کم وجه یقال بالضرورة، و أن منها ما هی لغایة، و منها ما لیس؛ و تعلم کیف ینبغی أن تجری القسمة للحیوان و أحواله، و کیف «10» توجد «11» فصول القسمة الأولی و الثانیة، و کیف ینسب ذلک إلی أفعالها و انفعالاتها «12»، و کیف تنسب أفعالها و انفعالاتها إلیها. و جمیع هذا مما هو معلوم من کثب «13» سلفت «14»، و من التی تستقبل «15».
______________________________
(1) من الفن ... الطبیعیات: ساقطة من ب، د، ط، م.
(2) و هی: و هو ط.
(3) تذکیر:
یذکر د، سا، ط، م
(4) متقررة: مقدرة د.
(5) الآن: ساقطة من د، سا؛+ فیها د، سا، ط، م
(6) ترتیب: الترتیب ط
(7) التعلیم:+ الأول ط
(8) و طلب: و ترتیب سا.
(9) تداخلها: یتداخلها ط؛+ ما د، سا، ط، م.
(10) و کیف: فکیف ط، م
(11) توجد: تؤخذ د، ط.
(12) و کیف ... و انفعالاتها: ساقطة من د.
(13) کتب: حیث ط، م.
(14) سلفت: سلف ط
(15) تستقبل:+ تمت المقالة الحادیة عشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات من کتاب طبائع الحیوان من کتاب الشفاء بحمد اللّه و حسن توفیقه د؛+ تمت المقالة الحادیة عشر من الفن الثامن من حملة الطبیعیات ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 189

المقالة الثانیة عشرة من الفن الثامن من جملة «1» الطبیعیات «2» «3» «4»

الفصل الأول (ا) فصل «5» فی أصناف الترکیب و المرکبات التی منها للبدن‌

أقول: إن أنواع الترکیب فی الحیوان هو المزاج العنصری، و المزاج الأول الحقیقی هو علی ما علمت إنما هو من جهة الکیفیات الأول «6» الأربع المعروفة «7» دون الأخر من الملموسات.
و أما الثانی من الترکیب فهو الخلطی، حتی تکون منه الأعضاء التی هی «8» متشابهة الأجزاء.
و الثالث «9» الترکیب العضوی حتی تکون منه الأعضاء الآلیة. و قد علمت مما سلف لک من الأصول أن کل متقدم من الترکیب و من أسطقسات الترکیب هو لأجل ما هو متأخر فی الطبع، و علمت أن الأشیاء «10» الطبیعیة کیف تکون الصورة منها مبدأ محرکا و صورة و غایة. و علم أن الهیولی قد تکون أقدم بالزمان، و تتأخر من وجوه أخری. فالهیولی و صورة المزاج و الأخلاط و الأعضاء المتشابهة الأجزاء کلها لأجل الأعضاء الآلیة، و عنها تصدر الأفعال التی للحیوان بما هو حیوان، کالحس و ما یتعلق به، و الحرکة و ما ینسب إلیها. و لو کانت المتشابهة الأجزاء هی المقصودة بالطبع من الحیوان، لما کان یحتاج إلی
______________________________
(1) جملة: ساقطة من د، م
(2) من ... الطبیعیات: ساقطة من ب
(3) من ... الطبیعیات:
خمسة عشر فصلا ط
(4) الطبیعیات:+ و أکثرها ما ألحقناه بالکتاب ب، ط؛+ خمسة عشر فصلا سا؛+ و هی خمسة عشر فصلا د (ثم تذکر هذه النسخة عناوین الفصول).
(5) فصل: فصل آ ب؛ الفصل الأول د، ط.
(6) الأول: ساقطة من د، سا
(7) المعروفة: المعلومة ط.
(8) هی: تسمی د، سا، طا.
(9) و الثالث: و أما الثالث م.
(10) الأشیاء: الأسباب ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 190
إیجادها مرارا مختلفة فی أعضاء مختلفة بالنوع، لیس علی سبیل الاستظهار فی تکثیر العدد لما هو غرض واحد، حتی إذا إیف واحد عمل الآخر عمله، أو لیکون کل «1» یعمل فیما یلی جهة. و المتشابهة الأجزاء قد یغلب علیها طبیعة عنصر واحد، فیقال مثلا إن العظم أرضی و إن اللحم هوائی. و أما الآلیة فلا ینسب شی‌ء منها إلی غالب فی المزاج.
و لقائل أن یقول: إن الحس قد یتم بعضو بسیط، فإن اللمس یتم عند قوم باللحم، و عند قوم یکون بالعصب و لا یتعدی إلی اللحم، و الشم بالحلمة «2» الدماغیة، و السمع بالعصب المنبسط فی الصماخ «3»، و الذوق بالعصب «4» المنبسط «5» علی اللسان.
فیقول: إن کل واحدة من هذه، و إن کانت تفعل بعضو بسیط، فلیس یتم به کمال الفعل إلا اللمس «6» وحده، و مع ذلک فقد خلق لتحسس «7» اللمس أعضاء آلیة بها یحس «8» التحسس «9» کالأنامل. و أما الإبصار فلیس یتم بالبردیة وحدها، بل بالطبقات الأخری، و علی الهیئة التی للعین، و سنذکرها. و الاستنشاق یتم بالأنف بمعاونة الحجاب و الرئة، علی ما نعلم. و تؤدی الرائحة إلی الحلمة. و السمع إنما یتم بالأذن و الثقب الذی «10» فی الأذن.
و الذوق أیضا باللسان. و کل واحد من ذلک عضو آلی.
قال: فأما سائر الأفعال الحیوانیة، فهی بالمتشابهة «11» الأجزاء لا غیر. و العضو الذی هو مبدأ الحس «12» و الحرکة فیما هو مبدأ للحس اللمسی «13» و حاس «14» لامس، فذلک له لجوهره المتشابه «15» الأجزاء، و بما «16» هو مبدأ للحرکة و الشهوة و الغضب، فهو آلی. و هذا العضو فی الحیوان الدموی هو القلب، و فی غیره شی‌ء یشبه القلب. و کل عضو أیضا فإن قواه «17» الطبیعیة
______________________________
(1) کل:+ ما م.
(2) بالحلمة: بالحملة د؛ بالجملة سا.
(3) الصماخ: السماخ ب، سا
(4) بالعصب: بالعصبة د، سا
(5) المنبسط: المنبسطة د، سا.
(6) اللمس (الأولی): للمس د؛ باللمس م
(7) لتحسس: لتحسیس د، سا
(8) یحس: یحسن سا، ط.
(9) التحسس:
التحسیس د.
(10) الذی: التی د، ط.
(11) بالمتشابهة: المتشابهة م.
(12) الحس:
للحس ط
(13) للحس اللمسی: الحس اللمسی م
(14) و حاس: و حساس ب؛ و حس ط
(15) المتشابه:
المتشابهة ط، م.
(16) و بما: و لها م.
(17) قواه: القوة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 191
متعلقة «1» ببسائطه «2»، و الحیوانیة و النفسانیة متعلقة بالآلیة منها. و الأجسام التی هی أجزاء بدن الإنسان لا مضایقة فی تسمیتها أعضاء، و المتشابهة منها منقسمة إلی ما هی بالحقیقة أعضاء و إلی ما هی رطوبات. و الأعضاء أدوات، و الرطوبات أغذیة أو فضول أغذیة؛ و کأن أصل الأخلاط «3» و عمدتها الدم. و الغلیظ منه أغذی، لکن صاحبه من الحیوان أجفی و أبلد. و الرقیق أقل غذاء، و صاحبه من الحیوان أذکی و أفهم و أعقل.
______________________________
(1) متعلقة: ساقطة من د، م
(2) ببسائطه: ببسایط م.
(3) الأخلاط: التغذیة طا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 192

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی «2» المزاج‌

فلنتکلم «3» أولا کلاما کلیا فی المزاج، ثم نتکلم فی الأخلاط و قواها، فنقول:
إن المزاج کیفیة تحدث من تفاعل کیفیات متضادة موجودة فی عناصر متصغرة الأجزاء لتماس أکثر کل واحد منها أکثر الأجزاء «4»، إذا تفاعلت بقواها بعضها فی بعض حدث عن جملتها کیفیة متشابهة فی جمیعها هی المزاج. و قد علمت «5» أصناف المزاج «6» المعتدل و الخارج عن الاعتدال، و علمت المعتدل مطلقا و المعتدل بحسب حیوان حیوان. و یجب أن تعلم أن المعتدل الذی یستعمله الأطباء فی مباحثهم، فإنه لیس مشتقا من التعادل الذی هو التوازن بالسویة، بل کأنه مشتق من العدل فی القسمة «7»، و هو أن یکون قد توفر علی الممتزج بدنا کان بتمامه، أو عضوا خصص من العناصر بکمیاتها و کیفیاتها عل القسط الذی ینبغی أن یکون له فی مزاج نوعه مثلا فی إنسانیته «8»، حتی یکون، و إن کان لیس بالحقیقة اشتقاقه من ذلک علی أعدل قسمة و نسبة «9» تجب له. لکنه قد یعرض أن تکون هذه القسمة التی تتوفر علی جملة الإنسان المعتدل، قریبا جدا من المعتدل الحقیقی الأول، و کأنه «10» لیس ذلک لغیره.
فلنتکلم فی هذا الاعتدال، معتبرا «11» بحسب أبدان الناس أیضا. فنقول: تعرض له
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) فی:+ ذکر ط، م.
(3) نتکلم: لتنکلم ب، د، ط، م.
(4) الأجزاء: الأخد ط.
(5) و قد علمت:
و علمت ب، د
(6) و قد ... المزاج: ساقطة من سا.
(7) فی القسمة: ساقطة من د، سا، ط، م.
(8) إنسانیته: إنسانیة ط.
(9) و نسبة: و نسبته ط.
(10) و کأنه: فکأنه م.
(11) معتبرا: معتبرین د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 193
ثمانیة أوجه من الاعتبارات. فإنه إما أن یکون بحسب النوع مقیسا إلی ما یختلف مما هو خارج عنه «1». و إما أن یکون بحسب النوع مقیسا إلی ما یختلف مما هو فیه. و إما أن یکون بحسب صنف «2» من النوع مقیسا إلی ما یختلف مما هو خارج عنه، و لکن داخل فی نوعه. و إما أن یکون بحسب الشخص من الصنف من النوع مقیسا «3» إلی أحواله فی نفسه.
و إما أن یکون یحسب العضو مقیسا إلی ما یختلف مما هو خارج عنه و فی صنفه و نوعه.
و إما أن یکون بحسب الشخص مقیسا إلی أحواله فی نفسه. و إما أن یکون بحسب العضو مقیسا إلی ما یختلف مما هو خارج عنه و فی بدنه. و إما أن یکون بحسب العضو مقیسا إلی أحواله فی نفسه.
و القسم الأول هو الاعتدال الذی للإنسان، بالقیاس إلی سائر الکائنات، و هو شی‌ء له عرض، و لیس منحصرا فی حد، و لیس ذلک أیضا کیف اتفق، بل له فی الإفراط و التفریط حدان، إذا خرج عنهما بطل المزاج عن أن یکون مزاج إنسان.
و أما الثانی فهو الواسطة بین طرفی هذا المزاج العریض. و یوجد فی شخص فی غایة الاعتدال «4» من صنف فی غایة الاعتدال فی السن الذی یبلغ فیه النشو «5» غایة النمو. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 193 الفصل الثانی(ب) فصل فی المزاج ..... ص : 192
هذا أیضا، و إن لم یکن الاعتدال الحقیقی الذی یحسب التوازن الذی لا إمکان «6» وجود له، کما علمت، فإنه أیضا مما یعز وجوده. و هذا الإنسان أیضا إنما یقرب من الاعتدال الحقیقی المذکور، لا کیف اتفق، و لکن بتکافؤ أعضائه الحارة کالقلب و الباردة کالدماغ و الرطبة کالکبد و الیابسة کالعظام. فإذا «7» توازنت و تعادلت، قربت من الاعتدال الحقیقی. و أما باعتبار کل عضو فی نفسه فکلا «8» إلا عضوا واحدا و هو الجلد، علی
______________________________
(1) عنه: منه سا.
(2) صنف: الصنف ط؛ و صنف م.
(3) إلی ما یختلف ...
مقیسا: ساقطة من د.
(4) من صنف ... الاعتدال: ساقطة من ب، م
(5) النشو:
النش‌ء.
(6) لا إمکان: لا مکان م.
(7) فإذا: و إذا د، ط، م.
(8) فکلا:
و کلا د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 194
ما «1» نصفه بعد «2». و أما القیاس «3» إلی الأعضاء الرئیسیة، فلیس یمکن أن یکون مقاربا لذلک الاعتدال «4» الحقیقی، بل خارجا عنه إلی الحرارة و الرطوبة. فإن مبدأ الحیاة هو القلب و الروح، و هما حاران جدا مائلان إلی الإفراط. و کذلک ینبغی، فإن الحیاة بالحرارة و النشو «5» بالرطوبة؛ و الحرارة تقوم بالرطوبة و تغتذی منها. و الأعضاء الرئیسیة ثلاثة، و إن کان القلب برأسها کلها، کما سنبین. و البارد منها واحد، و هو الدماغ، و برده لا یبلغ أن یعدل حر القلب. و الکبد و الیابس «6» منها أو القریب من الیبوسة «7» واحد، و هو القلب. و یبوسته لا تبلغ أن تعدل رطوبة الدماغ و الکبد. و لیس الدماغ أیضا بذلک البارد، و لا القلب أیضا بذلک الیابس، و لکن القلب بالقیاس إلی الآخرین یابس، و الدماغ بالقیاس إلی الآخرین بارد.
و أما القسم الثالث، فهو أضیق عرضا من القسم الأول، أعنی من الاعتدال النوعی، إلا أن له عرضا صالحا و هو المزاج الصالح لأمة من الأمم بحسب القیاس إلی «8» إقلیم من الأقالیم «9» و هواء من الأهویة. فإن للهند مزاجا یشملهم یصحون به، و للصقالبة «10» مزاجا آخر یصحون به، و کل «11» واحد منهما معتدل بالقیاس «12» إلی صنفه، و غیر معتدل بالقیاس إلی الآخر. فإن البدن الهندی إذا تکیف بمزاج الصقلابی مرض أو هلک، و کذلک حال البدن الصقلابی إذا تکیف بمزاج الهندی. فیکون إذن لکل واحد من أصناف سکان المعمورة مزاج خاص یوافق هواء إقلیمه، و له عرض، و لعرضه «13» طرفا إفراط و تفریط.
و أما القسم الرابع فهو الواسطة بین طرفی عرض مزاج الإقلیم «14»، و هو أعدل أمزجة ذلک الصنف.
و أما القسم الخامس فهو أضیق من القسم الأول و الثالث، و هو المزاج الذی یجب
______________________________
(1) ما:+ فی ط
(2) بعد: ساقطة من ط
(3) القیاس: بالقیاس د، سا، ط، م.
(4) الاعتدال:
بالاعتدال م.
(5) و النشو: و النش م.
(6) و الیابس: الیابس د
(7) الیبوسة:+ و منها د؛+ منها ط، م.
(8) الی: من م.
(9) من الأقالیم: ساقطة د.
(10) و للصقالبة:
و لصقلاب د؛ و للصقلاب سا، ط، م.
(11) و کل: کل ب، د، سا، م
(12) بالقیاس (الثانیة):
ساقطة من ط.
(13) و لعرضه: و لطوله م.
(14) الإقلیم. إقلیم سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 195
أن یکون لشخص معین حتی یکون موجودا حیا صحیحا، و له أیضا عرض، و یحده «1» طرفا إفراط و تفریط. و یجب أن یعلم أن کل شخص یستحق مزاجا یخصه یندر أولا یمکن أن یشارکه فیه آخر.
و أما القسم «2» السادس فهو الواسطة بین هذین الحدین أیضا، و هو المزاج الذی إذا حصل لذلک الشخص کان علی أفضل ما ینبغی له «3» أن یکون علیه.
و أما القسم السابع فهو المزاج الذی یجب لنوع کل عضو من الأعضاء، و یخالف به غیره. فإن الاعتدال الذی للعظم هو أن یکون الیابس فیه أکثر، و الذی للدماغ أن «4» یکون الرطب فیه أکثر، و الذی للقلب أن «5» یکون الحار فیه أکثر، و الذی للعصب أن «6» یکون البارد فیه أکثر. فإذا اعتبرت الأنواع کان أقربها من الاعتدال الحقیقی هو الإنسان، و إذا اعتبرت الأصناف فقد صح عندنا أنه إن کان فی المواضع الموازیة «7» لمعدل النهار عمارة، و لم یعرض من الأسباب الأرضیة أمر مضاد، أعنی من الجبال و البحار، فیجب أن یکون سکانها أقرب الأصناف من الاعتدال الحقیقی. و قد سلف لک فی هذا ما یعوّل علیه.
ثم بعد هؤلاء فأعدل الأصناف سکان الإقلیم الرابع و ما یلیه من الجانبین، فإنهم لا یحترقون «8» بدوام مسامتة الشمس رءوسهم حینا، بعد تباعدها عنهم، کسکان أکثر الثانی و الثالث «9»، و لا هم فجون نیّون لدوام بعد الشمس عن رءوسهم کسکان «10» آخر الخامس، ثم هلم جرا إلی آخر الشمال.
و هذا القول بحسب ما یوجبه عرض الإقلیم، و قد یطرأ علی الإقلیم حال من مجاورة جبال أو بحار و من أغواره «11» و نجوده ما یغیر مقتضی ذلک.
______________________________
(1) و یحده: یحده د، سا، ط، م.
(2) و أما القسم: و القسم ط.
(3) له: ساقطة من ط، م.
(4) أن (الأولی): هو أن ط؛ هو بان م
(5) أن (الثانیة): هو أن ط، م.
(6) أن: هو أن ط، م.
(7) المواضع الموازیة: الموضع الموازی د، سا.
(8) لا یحترقون: لا محترقون ب، م.
(9) و الثالث: ساقطة من ب.
(10) أکثر ... کسکان: ساقطة من م.
(11) أغواره: غؤوره د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 196
و أما فی الأعضاء فقد ظهر أن الأعضاء الرئیسیة لیست بشدیدة القرب من الاعتدال الحقیقی، بل اللحم أقرب من الأعضاء من «1» ذلک الاعتدال «2»، و أقرب منه الجلد «3»، فإنه یکاد لا ینفعل عن ماء ممزوج بالتساوی نصفه جمد و نصفه ماء مغلی، و یکاد یتعادل فیه تسخین العروق و الدم لتبرید العصب، و کذلک «4» لا ینفعل عن جسم حسن الخلط من أیبس الأجسام و أسلسها «5»، إذا کانت فیه بالسویة. و إنما یعرف أنه لا ینفعل، لأنه لا یحس، و إنما کان مثله لما کان لا ینفعل عنه «6»، لأنه لو کان مخالفا له لا نفعل عنه. فإن الأشیاء المتفقة العنصر المتضادة الطبائع المتفاعلتها «7»، ینفعل بعضها عن بعض. و إنما لا ینفعل الشی‌ء الذی طبیعته ما ذکرناه «8» عن شبیهه فی ذلک «9». و أعدل الجلد جلد الید «10» و أعدل جلد الید جلد الکف، و أعدله جلد الراحة، و أعدله ما کان علی الأصابع، و أعدله ما کان علی السبابة، و أعدله ما کان علی الأفعلة منها «11». فلذلک هی و أنامل الأصابع الأخری تکاد تکون الحاکمة بالطبع فی مقادیر الملموسات، فإن الحاکم یجب أن یکون متساوی المیل إلی الطرفین جمیعا، حتی یحس بخروجه عن التوسط و العدل.
و یجب أن تعلم، مع ما قد علمت، أنا «12» إذا قلنا للدواء إنه معتدل، فلسنا نعنی بذلک أنه معتدل علی الحقیقة، فلذلک کما علمت غیر ممکن، و لا أیضا أنه معتدل بالاعتدال الإنسانی فی مزاجه، و إلا لکان من جوهر الإنسان بعینه. و لکنا نعنی أنه إذا أثر فی البدن الإنسانی لم یؤثر أثرا یخرج بمزاج الإنسان إلی زیادة حرارة و برودة «13» أو رطوبة «14» و یبوسة، فکأنه «15» معتدل بالقیاس إلی فعله فی بدن الإنسان. و کذلک إذا قلنا إنه حار أو بارد فلسنا نعنی أنه فی جوهره بغایة الحرارة أو البرودة، و لا أنه فی جوهره أحر
______________________________
(1) من (الثانیة): ساقطة من د، سا، ط
(2) بل ... الاعتدال: ساقطة من م
(3) الجلد:
جلده م.
(4) و کذلک: و لذلک د، سا، ط؛ فکذلک م.
(5) و أسلسلها: و أسیلها ب، طا؛ و أسهلها ط.
(6) عنه (الأولی): منه د، سا، ط، م.
(7) المتفاعلتها: المتفاعلة ط.
(8) ما ذکرناه: ما ذکرنا ط
(9) ذلک: تلک الکیفیة ط، م
(10) و أعدل جلد الید: ساقطة من م.
(11) منها: ساقطة من د، سا.
(12) أنا: أنه سا.
(13) و برودة:
أو برودة ط.
(14) أو رطوبة: و رطوبة م.
(15) فکأنه: و کأنه ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 197
من بدن الإنسان أو أبرد منه «1»، و إلا لکان المعتدل ما مزاجه مزاج الإنسان. و لکنا نعنی أنه یحدث منه فی بدن الإنسان حرارة أو برودة فوق اللتین له. و لهذا قد یکون الدواء باردا بالقیاس إلی بدن الإنسان «2»، حارا بالقیاس إلی بدن العقرب، أو حارا «3» بالقیاس إلی بدن «4» الإنسان، باردا بالقیاس إلی بدن الحیة؛ بل قد یکون دواء واحد «5» حارا بالقیاس إلی بدن زید، فوق کونه حارا بالقیاس إلی بدن عمرو؛ بل ربما کان باردا بالقیاس إلی بدن عمرو. و لهذا یوصی «6» المعالجون بألا یقیموا علی دواء واحد فی تبدیل المزاج، إذا لم ینجع.
و إذ «7» قد استوفینا القول فی المزاج المعتدل، فلننتقل إلی غیر المعتدل. و قد علمت أنها ثمانیة، و کل واحد من هذه الأمزجة الثمانیة لا یخلو إما أن یکون بلا مادة و هو أن یغلب ذلک المزاج فی البدن کیفیة وحدها من غیر أن یکون، إنما یکیف البدن بها لنفوذ خلط فیه متکیف «8» به، یغیر «9» البدن إلیه مثل حرارة المدقوق و برودة المثلوج «10».
و إما أن یکون مع مادة، و هو أن یکون البدن إنما یکیف بکیفیة ذلک «11» المزاج لمجاورة خلط نافذ فیه غالب علیه تلک الکیفیة، مثل تبرد الجسم الإنسانی بسبب بلغم زجاجی أو تسخنه بسبب صفراء کرّاثی.
و اعلم أن المزاج مع المادة قد یکون علی وجهین «12»؛ و ذلک لأن العضو قد یکون تارة منتقعا فی المادة مبتلا «13» بها، و تارة قد یکون محبسا «14» للمادة «15» فی مجاریه و بطونه؛ فهذا هو القول فی المزاج.
______________________________
(1) منه: ساقطة من د، سا، ط.
(2) الإنسان: الحیة بل قد یکون دواء واحد م.
(3) أرحارا: و حارا د، سا، م.
(4) بدن (الأولی): ساقطة من د، سا
(5) واحد:+ أیضا د، سا.
(6) یوصی: یؤمر ب، د، سا.
(7) و إذ: و إذا د، سا.
(8) متکیف: یتکیف ط
(9) یغیر: فمغیر د، سا، م؛ فتغیر ط
(10) المثلوج: المسلوج سا، ط.
(11) ذلک: ساقطة من م.
(12) وجهین: جهتین م.
(13) مبتلا: مثلا م
(14) محبا: محتبسا د، سا، ط، م
(15) للمادة: المادة د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 198

الفصل الثالث (ح) فصل «1» فی مزاج الأعضاء

أحر ما فی البدن الروح، و القلب الذی هو منشؤها، ثم الدم فإنه «2» و إن سلم الأطباء أنه متولد «3» فی الکبد، فهو لاتصاله بالقلب یستفید من الحرارة ما لیس للکبد، ثم الکبد، ثم اللحم لأنه کدم جامد و یقصر عن الدم بما یخالطه من لیف العصب البارد، ثم طبقات العروق الضوارب لا بجوارها «4» العصیبة، بل لما تقبله من تسخین الدم و الروح الذی «5» فیها، ثم طبقات العروق السواکن لأجل الدم وحده، ثم جلدة الکف المعتدلة.
و أبرد ما فی البدن البلغم، ثم الشحم، ثم السمین، ثم الشعر، ثم العظم، ثم الغضروف، ثم الرباط، ثم الوتر، ثم الغشاء، ثم العصب «6»، ثم النخاع، ثم الدماغ «7»، ثم الجلد «8». و أما أرطب ما فی البدن فالبلغم، ثم الدم، ثم السمین و الشحم، ثم الدماغ، ثم النخاع، ثم الرئة، ثم الکبد، ثم الطحال، ثم الکلیتان، ثم العضل، ثم الجلد. هذا هو الترتیب الذی رتبه الطبیب الفاضل.
و لکن یجب أن تعلم أن الرئة فی جوهرها و غریزتها لیست برطبة «9» شدیدة؛ لأن کل عضو شبیه «10» فی مزاجه الغریزی بما یتغذی به، و شبیه «11» فی مزاجه العارض بالمجاور «12» و بما «13» یفضل فیه، ثم الرئة تغتذی من أسخن الدم و أکثره مخالطة للصفراء، و لکنها
______________________________
(1) فصل: فصل ج ب؛ الفصل الثالث د، ط.
(2) فإنه: ساقطة من م.
(3) متولد: یتولد ط.
(4) بجواهرها العصبیة: بجوهرها القصبیة م.
(5) الذی: اللذین ط؛ التی م.
(6) العصب: القصبة د
(7) ثم الدماغ: ساقطة من د، م
(8) ثم الجلد: ساقطة من م.
(9) برطبة: رطبة ط.
(10) شبیه: یشبه سا
(11) و شبیه: و یشبه سا
(12) بالمجاور: بالمجاورة ط.
(13) و بما: بما د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 199
یجتمع فیها فضل کثیر من الرطوبة لما یتصعد من بخارات «1» البدن، و ما ینحدر من النزلات. و إذا کان الأمر علی هذا، فالکبد أرطب من الرئة کثیرا فی الرطوبة الغریزیة، و الرئة أشد ابتلالا. و هکذا یجب أن یفهم من حال ترطیب البلغم و الدم من جهة. و هو «2» أن ترطیب البلغم هو علی سبیل البل، و ترطیب الدم «3» علی سبیل التقریر فی الجوهر، و إن کان البلغم قد یکون فی نفسه أشد رطوبة، فإن الدم إنما یستوفی حظه من النضج بأن یتحلل شی‌ء کثیر من الرطوبة التی کانت فی البلغم الذی استحال إلیه «4».
فستعلم بعد «5» أن البلغم «6» الطبیعی دم «7» استحال بعض الاستحالة. و أما أیبس ما فی البدن فالشعر، لأنه من بخار دخانی تحلل ما کان فیه من خلط البخار و انعقدت الدخانیة الصرفة، ثم العظم «8» لأنه أصلب الأعضاء فإنه أرطب من الشعر، لأن کون العظم من الدم. و لذلک ما کان العظم یغذو کثیرا من الحیوانات، و الشعر لا یغذو شیئا منها، و إن عسی «9» أن یغدو نادرا من جملتها، کما قد یظن أن الخفافیش «10» تهضمه و تسیغه. لکنا إذا أخذنا قدرین متساویین من العظم «11» و الشعر فی الوزن فقطرناهما فی القرع و الإنبیق «12»، سال من العظم ماء و دهن «13» أکثر، و بقی له ثفل أقل. فالعظم إذن أرطب من الشعر، و بعد العظم فی الیبوسة الغضروف، ثم الرباط، ثم الغشاء، ثم الأوردة، ثم الشرایین، ثم عصب الحرکة، ثم القلب، ثم عصب الحس فإن عصب الحرکة أبرد و أیبس معا من المعتدل، و عصب الحس أبرد و لیس أیبس کثیرا من المعتدل، بل عساه «14» أن یکون قریبا منه و لیس أیضا کثیر «15» البعد منه فی البرد «16»؛ ثم الجلد.
______________________________
(1) بخارات: رطوبات سا.
(2) هو: ساقطة من م
(3) الدم: البلغم م.
(4) إلیه: ساقطة من سا.
(5) بعد: ساقطة من م
(6) البلغم: الدم ب
(7) د م: بلغم ب.
(8) العظم: الشعر م.
(9) و إن عسی: أو عسی د، سا، م؛ و عسی ط.
(10) الخفافیش: الخنافیس م.
(11) العظم: الطعم م
(12) و الإنبیق: و الأنابیق م.
(13) و دهن: داخن ط.
(14) عساه: عسی ط، م.
(15) کثیر: کثیرا د، ط؛ أکثر سا
(16) فی البرد: ثم الردم.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 200

الفصل الرابع (د) فصل «1» فی أمزجة الأسنان‌

لنتکلم «2» فی أمزجة الأسنان. الأسنان أربعة فی الجملة: سن النمو، و یسمی سن الفتیان، و هو إلی قریب من ثلاثین «3» سنة «4». ثم سن الوقوف و هو «5» سن الشباب، و هو «6» إلی نحو من خمس و ثلاثین سنة أو أربعین. و سن الانحطاط مع بقاء من القوة و هو «7» سن «8» المکتهلین و هو «9» إلی نحو من ستین سنة «10». و سن «11» الانحطاط مع ظهور الضعف «12» فی القوة و هو «13» سن الشیوخ؛ و هو إلی آخر العمر «14».
لکن سن الفتیان ینقسم إلی: سن الطفولة «15»، و هو «16» أن یکون المولود بعد غیر مستعد الأعضاء للحرکات و النهوض. و إلی سن الصبا «17»، و هو بعد النهوض قبل الشدة، و هو «18» ألا تکون الأسنان قد استوفت النبات و السقوط «19». ثم سن الترعرع و هو «20» بعد الشدة و نبات الأسنان، و قبل «21» المراهقة. ثم سن الغلامیة و الرهاق إلی أن یثقل وجهه. ثم سن الحداثة و الفتاء «22» إلی أن یقف النمو «23».
______________________________
(1) فصل: فصل د ب؛ الفصل الرابع د، ط.
(2) لنتکلم: و النتکلم ط؛+ الآن م.
(3) ثلاثین: الثلاثین سا، ط
(4) سنة: ساقطة من د، سا
(5) و هو (الثانیة): و هی ط، م
(6) و هو (الثالثة): و هی ط، م.
(7) و هو (الأولی): و هی ط، م؛+ من ط
(8) و هو سن:
و سن ب
(9) و هو (الثانیة) و هی ط، م.
(10) سنة: منه د
(11) و سن: و هو سن سا
(12) الضعف فی: ضعف من ب
(13) و هو: و هی ط، م.
(14) و هو إلی آخر العمر: و آخر العمر د، سا، ط، م.
(15) الطفولة: الطفولیة سا
(16) و هو: و هی ط، م.
(17) الصبا: الصبی ب، سا ط، م
(18) و هو (الثانیة): و هی ط، م.
(19) و السقوط: ساقطة من د، سا
(20) و هو: و هی ط، م.
(21) و قبل: قبل د، سا.
(22) و الفتاء:
و الفتی ط.
(23) و الفتاء ... النمو: ساقطة من م
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 201
و الصبیان «1» أعنی من الطفولة إلی الحداثة «2» مزاجهم فی الحرارة کالمعتدل، و فی الرطوبة کالزائد؛ ثم بین الطبیعیین و بین الأطباء الأقدمین اختلاف فی حرارتی الصبی و الشباب، فبعضهم یری أن حرارة الصبی أشد، و لذلک ینمو أکثر و تکون «3» أفعاله الطبیعیة من الشهوة و الهضم أکثر و أدوم، و لأن الحرارة الغریزیة المستفادة فیهم من المنی أشد اجتماعا و أحدث. و بعضهم یری أن الحرارة الغریزیة فی الشبان «4» أقوی بکثیر، لأن دمهم أکثر و أمتن. و لذلک یصیبهم الرعاف أشد و أکثر، و لأن «5» مزاجهم إلی الصفراء أمیل، و مزاج الصبیان إلی البلغم أمیل، و لأنهم أقوی حرکات، و الحرکة بالحرارة، و هم أقوی استمراء و هضما و ذلک بالحرارة. و أما الشهوة التی تکثر للصبیان فلیست تکون بالحرارة «6»، بل بالبرودة، و لهذا ما تحدث لهم الشهوة الکلبیة فی أکثر الأمر من البرودة. و الدلیل علی أن هؤلاء أشد استمراء أنهم لا یصیبهم من التهوّع و القی‌ء و التخمة ما یعرض للصبیان لسوء الهضم.
قالوا: و الدلیل علی أن مزاجهم أمیل إلی الصفراء أن أمراضهم حارة کلها أو جلها کحمی الغب و قیؤهم «7» صفراوی. و أمراض الصبیان رطبة باردة، و حمیاتهم بلغمیة، و أکثر ما یقذفونه بالقی‌ء بلغم.
قالوا: و أما النمو فی الصبیان فلیس من قوة حرارتهم، و لکن لکثرة رطوبتهم؛ و أیضا کثرة شهوتهم، لنقصان حرارتهم. هذا مذهب «8» الفریقین و احتجاجهما.
و أما المحصّل من الأطباء فیخالف الطائفتین جمیعا، و یری أن الحرارة فیهما متساویة فی الأصل؛ لکن حرارة الصبیان أکثر کمیة، و أقل کیفیة أی حدة؛ و حرارة الشبان «9» أقل کمیة، و أکثر کیفیة أی حدة «10». و بیان هذا أن یتوهم أن حرارة واحدة بعینها فی المقدار، أو جسما لطیفا حارا واحدا فی الکم و الکیف فشا «11» فی جوهر رطب کثیر «12»
______________________________
(1) و الصبیان: فی الصبیان د
(2) و الصبیان ... الحداثة: ساقطة من م.
(3) و تکون:
و تکمل د، سا، ط، م.
(4) الشبان: الشباب د.
(5) و لأن: لأن ب.
(6) و أما الشهوة ... بالحرارة: ساقطة من م.
(7) و قیؤهم: و قیهم ب، سا، م.
(8) مذهب: هو المذهب ط.
(9) الشبان: السنان ب.
(10) و حرارة ...
حدة: ساقطة من سا.
(11) فشا: نشا م
(12) کثیر: ساقطة من ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 202
کالماء تارة، و فشا «1» أخری «2» فی جوهر یابس قلیل کحجر آجری «3». فإنا نجد «4» حینئذ «5» الحار المائی أکثر کمیة «6» و ألین کیفیة، و الحار الحجری أقل کمیة و أحد کیفیة. و علی هذا فقس وجود الحار فی الصبیان و الشبان، فإن الصبیان إنما یولّدون من المنی الکثیر الحرارة، و تلک الحرارة لم یعرض لها من الأسباب ما یطفئها، فإن الصبی ممعن فی التزید، و متدرج فی النمو، و لم یقف بعد، فکیف یتراجع «7»؛ و أما الشباب فلم یقع له سبب یزید فی حرارته «8» الغریزیة و لا أیضا وقع له «9» سبب یطفئها. بل تلک الحرارة مستحفظة فیه برطوبة أصلیة أقل کمیة و کیفیة معا، إلی أن یأخذ فی الانحطاط. و لیست قلة «10» هذه الرطوبة تعد قلة بالقیاس إلی استحفاظ الحرارة، و لکن بالقیاس إلی النمو. فکأن «11» الرطوبة تکون أولا بقدر ما یحفظ الحرارة و یفضل أیضا للنمو، و أخیرا «12» بقدر لا یفی بکلا الأمرین، ثم یصیر بقدر لا یفی «13» بأحد الأمرین، فیجب أن یکون فی الوسط بحیث یفی بأحد الأمرین دون الآخر.
و محال أن یقال إنها تفی بالتنمیة و لا تفی بحفظ الحرارة الغریزیة، فإنه کیف یزید علی الشی‌ء ما لیس یمکنه أن یحفظ الأصل فبقی أن یکون إنما تفی بحفظ الحرارة و لا تفی بالنمو، و معلوم أن هذه «14» السن هی «15» «16» سن الشباب.
و أما قول الفریق الثانی «17» أن النمو فی الصبیان إنما هو بسبب الرطوبة دون الحرارة، فقول باطل. و ذلک لأن الرطوبة مادة للنمو «18»، و المادة لا تنفعل و لا تتخلق بنفسها، بل عند فعل القوة الفاعلة فیها؛ و القوة الفاعلة هاهنا هی نفس أو طبیعة بإذن اللّه تعالی «19» ذکره «20»، و لا یفعل إلا بآلة هی الحرارة الغریزیة. و قولهم أیضا إن کثرة الشهوة فی الصبیان
______________________________
(1) و فشا: و نشا م
(2) أخری: ساقطة من د، سا، ط، م
(3) آجری: ساقطة من ب؛ أخری د، ط؛ آخر م
(4) فإنا نجد: نجد ب؛ فنجد د، سا.
(5) حینئذ: فحینئذ ب
(6) کمیة (الأولی): ساقطة من د، سا.
(7) یتراجع: متراجع ط
(8) حرارته: حرارة د، م؛ الحرارة ط.
(9) له: ساقطة من ط.
(10) قلة (الثانیة): ساقطة من د، م.
(11) فکأن: و کأن ب، م.
(12) و أخیرا: و أجزاء د؛ و آخرا سا، ط، م.
(13) بکلا ... لا یفی: ساقط من ط.
(14) هذه: هذا د، ط
(15) هذه السن هی: هذا لیس هو سا
(16) هی: هو د.
(17) الثانی:+ من سا، ط.
(18) للنمو: النمو د، سا، م.
(19) تعالی: ساقطة من د، سا
(20) ذکره: ساقطة من ب، د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 203
تدل علی برد «1» المزاج، فقول «2» باطل، فإن «3» تلک الشهوة هی الشهوة الفاسدة التی تکون لبرد المزاج، و لا یکون معها استمراء و اغتذاء. و الاستمراء فی الصبیان فی أکثر الأوقات علی أحسن ما یکون، و لو لا ذلک لما کانوا «4» یوردون من البدل «5» الذی هو الغذاء أکثر مما یتحلل حتی ینمو، و لکنهم قد یعرض لهم سوء استمراء لشرههم «6» و سوء ترتیبهم «7» فی تناول الأغذیة، و تناولهم الأشیاء الردیئة و الرطبة و الکثیرة، و حرکاتهم الفاسدة علیها. فهذا هو القول فی مزاج الصبی و الشباب «8».
ثم یجب أن تعلم أن الحرارة بعد مدة سن الوقوف تأخذ فی الانتقاص لانتشاف «9» الهواء المحیط مادتها التی هی الرطوبة، و معاونة الحرارة الغریزیة أیضا من داخل، و معاضدة الحرکات البدنیة و النفسانیة الضروریة فی المعیشة لهما، و عجز الطبیعة عن مقاومة ذلک دائما. فإن جمیع القوی الجسمانیة «10» متناهیة، فقد علم ذلک، فلا یکون فعلها فی المواد دائما، فلو «11» کانت هذه القوة أیضا غیر متناهیة و کانت دائمة الإیراد لبدل ما یتحلل علی السواء بمقدار واحد، لکن کان التحلل لیس بمقدار واحد، بل یزداد دائما کل یوم. و الرطوبة بعد النمو تحتاج إلی أن تنتقص لتشتد الجبلة لما کان البدن «12» یقاوم التحلل، و لکان التحلل یفنی الرطوبة، فکیف و الأمران کلاهما متعاونان علی تهیئة النقصان «13» و التراجع، و إذا کان کذلک، فواجب ضرورة أن تفنی الرطوبة، فتطفئ الحرارة، و خصوصا إذ «14» یعین طفؤها بسبب عوز المادة سبب آخر و هو الرطوبة الغریبة «15» التی تحدث دائما لعدم الغذاء الهضم، فیعین علی إطفائها من وجهین: أحدهما بالخنق و الغمر «16» «17»، و الآخر بمضادة الکیفیة؛ لأن تلک الرطوبة تکون بلغمیة باردة و هذا هو الموت «18» الطبیعی المؤجل لکل
______________________________
(1) تدل علی برد: إنما هی لبرد ط، م
(2) فقول: قول د، سا
(3) فإن: لأن ب.
(4) کانوا:
ساقطة من م
(5) البدل: البدن سا.
(6) لشرههم: لشراههم ط.
(7) ترتیبهم: تربیتهم م.
(8) و الشباب: و الشبان ط.
(9) لانتشاف: لانتشاق م.
(10) الجسمانیة: النفسانیة سا.
(11) فلو: و لو د، ط.
(12) البدن: البدل ب، د، سا، ط ..
(13) النقصان:
الصبیان د.
(14) إذ: أو د؛ إذا ط؛ أن م.
(15) الغریبة: الغریزیة م.
(16) بالخنق و الغمر:
بالخنف و الغمز د
(17) و الغمر: و الفم م.
(18) الموت: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 204
شخص بحسب «1» مزاجه الأول الذی تضمنه قوته فی حفظ الرطوبة. و لکل منهم أجل مسمی، و هو مختلف فی الأشخاص لاختلاف الأمزجة.
فهذه هی الآجال الطبیعیة «2» و هاهنا آجال اخترامیة غیرها، و هی أخری، و کل بقدر.
فالحاصل إذن من هذا أن أبدان الصبیان و الشبان «3» حارة بالاعتدال، و أبدان الکهول و المشایخ باردة. لکن أبدان الصبیان أرطب من المعتدل لأجل النمو، و تدل علیه التجربة و هی من لین عظامهم و أعضائهم «4»، و یدل علیه القیاس أیضا و هو من قرب عهدهم بالمنی و الروح البخاری. و أما الکهول و المشایخ خصوصا فإنهم، مع أنهم أبرد، فهم أیبس، تدلک علیه من طریق التجربة صلابة عظامهم و عصبهم و قشف جلودهم، و من طریق «5» القیاس بعد عهدهم بالمنی و الدم و الروح و البخاری. ثم الناریة متساویة فی الصبیان و الشبان «6»، و الهوائیة و المائیة فی الصبیان أکثر، و الأرضیة فی الکهول و المشایخ أکثر، و منهما «7» فی المشایخ أکثر. و الشاب «8» معتدل المزاج فوق اعتدال «9» الصبی، لکنه بالقیاس إلی الصبی یابس المزاج، و بالقیاس إلی الکهل و الشیخ حار المزاج. و الشیخ أیبس من الشاب «10» و من الکهل فی مزاج أعضائه الأصلیة، و أرطب منهما بالرطوبة الغریبة البالة.
______________________________
(1) بحسب: و بحسب م.
(2) الآجال الطبیعیة: آجال الطبیعیة ط؛ حال آجال الطبیعیة م.
(3) و الشبان: و الصبیان م.
(4) أعضائهم: أعصابهم: د، سا.
(5) التجربة ...
طریق: ساقطة من م.
(6) و الشبان: و الشباب د، م.
(7) و منهما: و منها د.
(8) و الشاب:
و الشباب د، سا، ط، م
(9) اعتدال: الاعتدال ط.
(10) الشاب: الشباب د، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 205

الفصل الخامس (ه) فصل «1» فی استحالة الغذاء إلی الأخلاط

إن الغذاء له انهضام ما «2» بالمضغ، و ذلک بسبب أن سطح «3» الفم متصل بسطح المعدة، بل کأنه سطح واحد، و فیه منه قوة هاضمة، فإذا لاقی الممضوغ أحاله إحالة ما، و یعینه علی ذلک الریق المستفید بالنضج الواقع فیه حرارة غریزیة. و لذلک «4» کانت الحنطة الممضوغة تفعل من إنضاج الدمامیل و الخراجات ما لا یفعله المدقوق «5» بالماء أو المطبوخ فیه «6».
و الدلیل علی أن الممضوغ قد بدأ فیه شی‌ء من النضج، أنه لا یوجد فیه الطعم الأول و لا رائحته الأولی، ثم إذا ورد علی المعدة انهضم الانهضام التام، لا بحرارة المعدة وحدها، بل بحرارة ما یطیف بها أیضا، إما من ذات الیمین فالکبد، و إما من ذات الیسار فالطحال. فإن الطحال قد یسخن لا بجوهره، بل بالشرایین و الأوردة الکثیرة التی فیه، و أما «7» من قدام فالثرب «8» الشحمی القابل للحرارة سریعا بسبب الشحم المؤدیها إلی المعدة، و أما من فوق فالقلب بتوسط تسخینه «9» الحجاب «10»، فإذا انهضم الغذاء أولا صار بذاته و بما «11» یخالطه من المشروب کیلوسا، و هو جوهر سیال شبیه بماء الکشک الثخین، ثم إنه بعد ذلک ینجذب لطیفه من المعدة و من الأمعاء أیضا و یندفع من طریق العروق المسماة ماساریقا، و هی عروق دقاق صلاب متصلة بالأمعاء کلها، فإذا اندفع فیها صار إلی العرق المسمی باب الکبد و نفذ فی الکبد فی أجزاء الباب الذی سنذکره داخلة متصغرة
______________________________
(1) فصل: فصل ه ب؛ الفصل الخامس د، ط.
(2) ما: ساقطة من د، م
(3) سطح:
مسطح ط.
(4) و لذلک: فلذلک ما ب.
(5) المدقوق: المدقق ط؛ المبلولة طا
(6) فیه: ساقطة من سا.
(7) و أما: فأما م
(8) فالثرب: فبالثرب سا، م؛ فبالشر ب ط.
(9) تسخینه: ساقطة من م
(10) الحجاب: للحجاب د.
(11) و بما: أو بما ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 206
متضائلة «1» کالشعر ملاقیة الفوهات لفوهات أجزاء «2» أصول العرق الطالع من حدبة «3» الکبد الذی «4» سنذکره، و لن ینفذ «5» فی تلک المضایق إلا بفضل «6» مزاج من الماء المشروب فوق المحتاج إلیه للبدن «7». فإذا تفرق فی لیف هذه العروق، صار کأن الکبد بکلیته ملاق لکلیة هذا الکیلوس، فکان لذلک «8» فعله فیه أشد و أسرع، و حینئذ ینطبخ، و فی «9» کل انطباخ رطوبة «10» شی‌ء کالرغوة «11» و شی‌ء کالرسوب. و ربما کان معهما «12» إما شی‌ء إلی الاحتراق إن أفرط الطبخ أو شی‌ء کالفج إن قصر الطبخ. فالرغوة هی الصفراء، و الرسوب هو السوداء، و هما طبیعیان «13». و المحترق لطیفه صفراء ردیة، و کثیفة سوداء ردیة غیر طبیعیین «14»، و الفج هو البلغم. و أما «15» الشی‌ء المتصفی من هذه الجملة نضجا فهو الدم «16»، إلا أنه بعد ما دام فی الکبد یکون أرق مما ینبغی لفصل «17» المائیة المحتاج إلیها للعلة المذکورة. و لکن هذا الدم إذا انفصل عن الکبد، فکما ینفصل عنه یتصفی أیضا عن المائیة الفضلیة «18» فتنجذب المائیة عنه فی عرق نازل إلی الکلیتین، و یحمل مع نفسه من الدم ما یکون بکمیته «19» و کیفیته «20» صالحا لغذاء الکلیتین فیغذو الکلیتین الدسومة و الدمویة من تلک المائیة و یندفع باقیه «21» إلی المثانة و إلی الإحلیل.
و أما الدم الحسن القوام فیندفع فی العرق العظیم الطالع من «22» حدبة «23» الکبد فیسلک فی الأوردة المتشعبة منه، ثم فی جداول الأوردة، ثم فی سواقی الجداول، ثم فی رواضع السواقی، ثم فی العروق اللیفیة أو الشعریة، ثم یرشح من فوهاتها فی الأعضاء بتقدیر العزیز الحکیم.
______________________________
(1) متضائلة: متزایلة ط
(2) أجزاء: أخر سا؛ ساقطة من م
(3) حدبة: جذبة د، ط.
(4) الذی سنذکره: التی سنذکرها ط
(5) ینفذ: ینفذه سا، ط
(6) إلا بفضل: إلا فضل د، سا؛ الأفضل ط
(7) للبدن: البدن سا.
(8) فکان لذلک: و کان کذلک د
(9) و فی: فی م.
(10) رطوبة: لمثله ط، هامش ب؛+ یبوسته د
(11) کالرغوة: فی الرغوة ط
(12) معهما. معها سا، م.
(13) طبیعیان: طبعیان ط
(14) طبیعیین: طبیعیتین سا
(15) و أما: أما سا.
(16) الدم: للدم سا؛ کالدم م.
(17) لفصل: لفضل ط.
(18) الفضلیة: و الفضیلة د؛ و الفضلیة م.
(19) بکمیته: بکمیة ط.
(20) و کیفیته: و کیفیة ط.
(21) باقیه: باقیها ط.
(22) من: ساقطة من سا
(23) حدبة: جذبه سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 207
فسبب الدم الفاعل «1» هو حرارة معتدلة، و سببه المادی هو المعتدل من الأغذیة و الأشربة الفاضلة، و سببه الصوری النضج الفاضل، و سببه التمامی هو «2» تغذیة البدن.
و الصفراء سببها الفاعل «3» الحرارة الناریة المفرطة النضج و خصوصا فی الکبد «4»، و سببها المادی اللطیف الحار الدسم و الحریف من الأغذیة «5» و سببها الصوری مجاوزة «6» النضج إلی الإفراط «7»، و سببها التمامی ضرورة و منفعة ستذکران.
و البلغم سببه الفاعل «8» حرارة مقصرة «9»، و سببه «10» المادی هو «11» الغلیظ الرطب اللزج البارد من الأغذیة، و سیبه الصوری قصور النضج، و سببه التمامی ضرورة و منفعة ستذکران «12».
و السوداء سببها الفاعلی، أما الرسوبی الطبیعی منه فحرارة معتدلة، و أما الرمادی منه الذی سنذکره فحرارة مجاوزة للاعتدال و سببها المادی الشدید الغلظ «13» القلیل الرطوبة من الأغذیة، و سببها «14» الصوری الثفل و الارجحنان «15» المرسب علی أحد الوجهین، فلا یسیل «16» أو «17» لا یتحلل، و سببها التمامی ضرورتها و منفعتها المذکورتان بعد «18».
و یجب أن تعلم أن الحرارة و البرودة سببان لتولد الأخلاط مع سائر الأسباب، لکن الحرارة المعتدلة تولد الدم، و المفرطة تولد الصفراء، و المفرطة جدا تولد السوداء بفرط الإحراق، و البرودة تولد البلغم، و المفرطة جدا تولد السوداء بفرط الإجماد. و یجب «19» أن تراعی القوة المنفعلة بإزاء القوی الفاعلة، و لیس یجب أن یثبت «20» الاعتقاد علی أن کل مزاج یولد الشبیه «21» به، کلا بل کثیرا ما یولد الضد
______________________________
(1) الفاعل: الفاعلی د، سا، ط.
(2) هو: ساقطة من د، سا، م
(3) الفاعل:
الفاعلی د، سا، ط
(4) النضج ... الکبد: ساقطة من د، سا، ط، م.
(5) من الأغذیة:
ساقطة من م
(6) مجاوزة: ساقطة من م.
(7) إلی الإفراط: ساقطة من د، سا، م.
(8) الفاعل: الفاعلی د، ط؛+ علی د
(9) حرارة مقصرة: الحرارة المقسترة ط؛ الحرارة المقصرة م
(10) و سببه: و سببها د
(11) هو: ساقطة من ب.
(12) و البلغم ... ستذکران: ساقطة من سا.
(13) الغلظ: الغلیظ ط، م
(14) و سببها: و سببه د، ط، م
(15) و الأرجحنان: ساقطة من ب، م.
(16) فلا یسیل: و لا یسیل ط
(17) أو لا: و لا ط، م.
(18) بعد: ساقطة من د، سا، ط، م.
(19) و یجب: و لکن یجب د، سا، ط، م.
(20) یثبت: ثبت د، سا، م
(21) الشبیه: التشبه سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 208
لأمر یقترن به، فإن المزاج البارد الیابس یولّد الرطوبة الغریبة، لا للمشاکلة، و لکن لضعف الهضم. و مثل هذا الإنسان یکون نحیفا، رخو المفاصل، أزعر «1» جبانا، بارد الملمس «2» ناعمه، ضیق «3» العروق. و لسبب «4» هذا «5» ما «6» تولد الشیخوخة البلغم؛ علی أن مزاج الشیخوخة بالحقیقة یرد و یبس.
و یجب أن تعلم أن للدم «7» و ما یجری معه فی العروق هضما ثالثا، و إذا توزع «8» علی الأعضاء فلنصیب «9» کل عضو عنده هضم رابع. ففضل الهضم الأول و هو فی المعدة یندفع من طریق الأمعاء، و فضل الهضم الثانی و هو فی الکبد یندفع أکثره فی البول و باقیه من جهة الطحال و المرارة علی ما سنذکره، و فضل الهضمین الباقیین یندفع بالتحلل الذی لا یحس و بالعرق و الوسخ الخارج بعضه من منافذ محسوسة کالأنف و الصماخ أو غیر محسوسة کالمسام، أو خارجة عن الطبع کالأورام المتفجرة «10» أو بما ینبت من زوائد البدن کالشعر و الظفر. و الدم الغلیظ أغذی، لکن الحیوان الذی دمه کذلک أضعف حسا؛ و الرقیق اللطیف بالضد فی الأمرین. و الحیوان اللطیف الدم أفهم و أعقل، و الدم الذکوری أنضج، و کذلک الذی فی الأعضاء «11» العالیة، و الذی «12» فی الأعضاء الیمنی.
______________________________
(1) أزعر: أذعر ط؛ أرعن م.
(2) الملمس: اللمس ط، م.
(3) ضیق: ضیقة ط
(4) و لسبب: و لسببه ب، د؛ و یسبب ط، م؛ و شبیه طا
(5) هذا:
بهذا ب، د
(6) ما: ساقطة من د.
(7) للدم: الدم م
(8) توزع: توضع ط.
(9) فلنصیب:
نصیب ط.
(10) المتفجرة: المفجرة ط، م.
(11) الأعضاء (الأولی):+ الآلیة م
(12) و الذی: و التی سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 209

الفصل السادس (و) فصل «1» فی تفصیل أصناف الأخلاط

الخلط جسم رطب سیال، یستحیل إلیه الغذاء أو لا، فمنه خلط محمود، و هو الذی من شأنه أن یصیر جزءا من جوهر المغتذی أو مشابها له «2»، و بالجملة سادّا بدل شی‌ء مما یتحلل منه «3»؛ و منه فضل و خلط ردی، و هو الذی لیس من شأنه ذلک، اللهم إلا أن یستحیل فی النادر إلی الخلط المحمود، و یکون حقه قبل ذلک أن یدفع عن البدن و ینفض.
و نقول إن رطوبات البدن منها أولی، و منها ثانیة. و الأولی هی «4» الأخلاط الأربعة التی نذکرها. و الثانیة قسمان: إما فضول، و إما غیر فضول. و الفضول سنذکرها.
و التی لیست بفضول هی التی استحالت عن حالة الابتداء، و نفذت فی الأعضاء، إلا أنها لم تصر جزء عضو من الأعضاء المفردة بالفعل التام. و هی أصناف ثلاثة: أحدها الرطوبة التی هی منبثة فی الأعضاء الأصلیة بمنزلة الطل، و هی مستعدة لأن تستحیل غذاء إذا فقد البدن الغذاء، و لأن تبل الأعضاء إذا جففها سبب من حرکة عنیفة أو غیرها. و الثانی الرطوبة القریبة العهد بالانعقاد، و هی غذاء استحال إلی جوهر الأعضاء من طریق المزاج و التشبه «5»، و لم یستحل بعد من طریق القوام. و الثالث الرطوبة المداخلة للأعضاء الأصلیة «6» منذ ابتداء النشو التی بها اتصال أجزائها، و مبدؤها من النطفة، و مبدأ النطفة من الأخلاط «7».
______________________________
(1) فصل: فصل و ب؛ ساقطة من د.
(2) أو مشابها له: أو متشابها د، سا؛ و مشابها له ط.
(3) منه: عنه م.
(4) هی:+ أولی م.
(5) و التشبه: و التشبیه ط، م
(6) الأصلیة:
ساقطة من ط.
(7) لیس من شأنه ... من الأخلاط: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 210
و نقول أیضا إن الرطوبات الخلطیة المحمودة و الفضلیة تنحصر فی أربعة أجناس:
جنس الدم و هو أفضلها، و جنس البلغم، و جنس الصفراء، و جنس السوداء. و الدم حار الطبع رطبه، و هو «1» صنفان: طبیعی، و غیر طبیعی. و الطبیعی أحمر اللون، لا نتن له، حلو جدا. و الغیر «2» الطبیعی قسمان: فمنه ما قد تغیر عن المزاج الصالح لا لشی‌ء «3» خالطه، و لکن بأن ساء مزاجه فی نفسه فبرد مثلا أو سخن. و منه ما إنما تغیر بأن حصل خلط ردی فیه؛ و ذلک أیضا قسمان: لأنه «4» إما أن یکون الخلط ورد علیه من خارج فنفد فیه فأفسده، و إما أن یکون الخلط تولد فیه نفسه مثلا «5» بأن یکون عفن بشی‌ء «6» فاستحال لطیفه «7» صفراء و کثیفه «8» سوداء و بقیا أو أحدهما فیه. و هذا القسم بقسمیه یختلف «9» بحسب ما یخالطه، و أصنافه من أصناف البلغم و أصناف السوداء و أصناف الصفراء و المائیة، فیصیر تارة عکرا، و تارة رقیقا، و تارة أسود شدید «10» السواد، و تارة أبیض. و کذلک یتغیر فی رائحته و فی طعمه فیصیر مرا، و مالحا «11»، و إلی الحموضة. و أما البلغم فمنه طبیعی أیضا، و منه غیر طبیعی. و الطبیعی هو الذی یصلح لأن یصیر فی وقت ما دما لأنه دم غیر تام النضج، و هو ضرب من الحلو من البلغم، و لیس هو بشدید البرد؛ بل هو بالقیاس إلی البدن قلیل البرد، و بالقیاس إلی الدم و الصفراء بارد. و قد یکون من البلغم الحلو ما لیس بطبیعی و هو البلغم الذی لا طعم له، الذی سنذکره، إذا اتفق أن خالطه دم طبیعی، و کثیرا ما یحس به فی النوازل و فی النفث. و أما الحلو الطبیعی، فإن محصل الأطباء «12» زعم أن الطبیعیة إنما لم تعدّ له عضوا کالمفرغة مخصوصا مثل ما للمرتین، لأن هذا البلغم قریب الشبه من الدم و تحتاج إلیه الأعضاء کلها، فلذلک أجری «13» مجری الدم «14».
______________________________
(1) و هو: و هی م.
(2) و الغیر: و غیر ط، م
(3) لا لشی‌ء: لا بشی‌ء ط؛ إلا بشی‌ء م.
(4) لأنه: فإنه ط، م.
(5) مثلا: ساقطة من م
(6) بشی‌ء: ساقطة من سا.
(7) لطیفه:+ مرة ط
(8) کثیفه:+ مرة سا، ط، م
(9) یختلف: مختلف ط، م.
(10) شدید: کثیر سا.
(11) و مالحا: مالحا ط.
(12) الأطباء: ساقطة من سا.
(13) أجری: جری سا.
(14) و نقول أیضا ... أجری مجری الدم: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 211
و نحن نقول «1»: إن ذلک «2» لأمرین: أحدهما ضرورة و الآخر منفعة «3». أما الضرورة فأمران: أحدهما لیکون قریبا من الأعضاء، فمتی فقدت الأعضاء الغذاء الوارد المهیأ دما صالحا لاحتباس مدده «4» من المعدة و الکبد و لأسباب عارضة أقبلت «5» قواها الغریزیة علیه فأنضجته و هضمته و تغذت «6» به. و هذا القسم من الضرورة «7» لیس للمرتین «8». و الثانی لیخالط الدم فیهیئه لتغذیة الأعضاء البلغمیة المزاج الذی «9» یجب أن یکون فی دمها الغاذیة بلغم «10» بالفعل علی قسط معلوم مثل الدماغ؛ و مثل هذا موجود للمرتین. و أما المنفعة فهی أن تبل المفاصل و الأعضاء الکثیرة الحرکة فلا «11» یعرض لها جفاف بسبب حرارة الحرکة و بسبب الاحتکاک.
و أما البلغم الغیر الطبیعی فمنه فضلی «12» مختلف القوام حتی عند الحس، و هو المخاطی؛ و منه مستوی القوام فی الحس مختلفه فی الحقیقة، و هو الخام؛ و منه الرقیق جدا، و هو المائی «13»؛ و منه الغلیظ جدا «14» الأبیض المسمی بالجصی و هو الذی قد یحلل «15» لطیفه لکثرة احتباسه «16» فی المفاصل و المنافذ و هو «17» أغلظ الجمیع.
و من البلغم صنف مالح «18» و هو أحر ما یکون من البلغم و أیبسه و أجفه. و سبب کل ملوحة تحدث کما علمت أن تخالط رطوبة مائیة قلیلة الطعم أو عدیمته أجزاء أرضیة محترقة یابسة المزاج مرة الطعم مخالطة باعتدال «19». فإنها إن کثرت مررت «20» و من هذا تتولد الأملاح، و تملح المیاه، و تولد أملاح صناعیة.
و کذلک البلغم الرقیق الذی لا طعم له أو طعمه. قلیل غیر غالب، إذا خالطته مرّة «21» «22»
______________________________
(1) نقول: فنقول سا
(2) ذلک:
تلک الحاجة هی ط، م
(3) منفعة:+ فحصل ذلک م.
(4) مدده: مجیئه سا، ط، م
(5) أقبلت: أقبل سا، م.
(6) و تغذت: و تفذت ط
(7) من الضرورة: للضرورة م
(8) للمرتین: من المرتین م.
(9) الذی: التی ط
(10) بلغم. البلغم ط.
(11) فلا: و لا ط.
(12) فضلی:
فضل ط، م.
(13) المائی: المائیة سا
(14) جدا:+ و هو ط
(15) یحلل: یتحلله ط.
(16) احتباسه: إحساسه ب.
(17) و هو: و هذا ط، م.
(18) مالح: صالح م.
(19) باعتدال:
بالاعتدال سا، ط؛ الاعتدال م
(20) فإنها إن کثرت مررت: ساقطة من م.
(21) و نحن نقول ... إذا خالطته مرة: ساقطة من د.
(22) مرة:
مرة مرة ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 212
یابسة بالطبع محترقة مخالطة باعتدال ملحته و سخنته «1»، فهذا بلغم صفراوی.
و أما محصل الأطباء فقد قال إن هذا «2» البلغم یملح لعفونته أو لمائیة خالطته.
و نحن نقول: إن العفونة تملحه بما یحدث فیه من الاحتراق و الرمادیة فتخالط رطوبته. و أما المائیة التی تخالطه فلا تحدث الملوحة وحدها، إذا لم یقع السبب الثانی.
و یشبه أن یکون بدل أو «3» القاسمة فی کلامه الواو «4» الواصلة «5» وحدها، فیکون الکلام تاما.
و من البلغم حامض، و کما أن الحلو کان «6» علی قسمین: حلو لا مرّ فی ذاته، و حلو لامر غریب مخالط، کذلک الحامض أیضا تکون حموضته علی قسمین: أحدهما بسبب مخالطة شی‌ء غریب و هو السوداء الحامض الذی سنذکره، و الثانی بسبب «7» أمر فی نفسه و هو أن یعرض للبلغم الحلو المذکور ما یعرض لسائر العصارات الحلوة «8» م الغلیان أولا ثم التحمض ثانیا. و من البلغم أیضا عفص، و حاله هذه الحال، فإنه ربما کانت عفوصته بمخالطة «9» السوداء العفص، و ربما کانت عفوصته «10» بسبب تبرده فی نفسه تبردا «11» شدیدا، فیستحیل طعمه إلی العفوصة، لجمود مائیته، و استحالته للیبس إلی الأرضیة قلیلا، فلا تکون الحرارة الضعیفة أغلته فحمضته و لا القویة أنضجته.
و من البلغم نوع زجاجی «12» غلیظ یشبه الزجاج الذائب فی لزوجته و ثقله، و ربما کان حامضا، و ربما کان مسیخا، و یشبه أن یکون المسیخ منه أصل الخام أو یستحیل إلی الخام «13». و هذا النوع من البلغم هو الذی کان مائیا فی أول الأمر، باردا، و لم «14» یعفن، و لم یخالطه شی‌ء، بل بقی «15» مخنوقا حتی غلظ و ازداد بردا «16» «17».
______________________________
(1) و سخنته: و سبخته ب؛ و سخنة ط.
(2) هذا: ساقطة من ب.
(3) أو: أول م
(4) الواو: واو ب، سا، م
(5) الواصلة: الوصل سا.
(6) کان: ساقطة من سا.
(7) بسبب: ساقطة من سا.
(8) الحلوة: الحلو ط.
(9) بمخالطة: لمخالطة سا
(10) بمخالطة ... عفوصته: ساقطة من م
(11) تبردا: تبریدا ط، م.
(12) زجاجی:+ شبیه سا.
(13) أو یستحیل إلی الخام: ساقطة من ط، م.
(14) یابسة ... و ازداد بردا: ساقطة من د.
(15) و لم: فلم م.
(16) بقی: یبقی ط.
(17) أو یستحیل ... بردا: ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 213
فقد تبین إذن «1» أن أقسام البلغم الفاسد من جهة طعمه أربعة: مالح، و حامض، و عفص، و مسیخ؛ و من جهة قوامه أربعة: مائی، و زجاجی، و مخاطی، و جصی.
و أما الصفراء فمنه أیضا طبیعی، و منه فضل غیر طبیعی. و الطبیعی منه هو «2» رغوة الدم و هو أحمر اللون ناصعه خفیف حاد، و کلما کان أسخن فهو أشد حمرة. و إذا «3» تولد فی البدن «4» انقسم قسمین، فذهب قسم منه مع الدم، و تصفی قسم منه إلی المرارة.
و الذاهب منه مع الدم «5» ینفذ معه لضرورة و لمنفعة. أما الضرورة فلیخالط الدم فی تغذیة الأعضاء التی تستحق أن یکون فی «6» مزاجها «7» جزء صالح من الصفراء، و بحسب ما یستحقها من القسمة «8» مثل الرئة.
و أما المنفعة فأن «9» یلطف الدم و ینفذه فی المسالک الضیقة «10». و المتصفی «11» منه إلی المرارة یتوجه أیضا نحو ضرورة و منفعة، أما الضرورة فلتغذیة «12» المرارة، و أما المنفعة فمنفعتان:
إحداهما «13» غسل المعاء من الثفل و البلغم اللزج، و الثانیة «14» لذعه «15» و لذع عضل المقعدة «16» لیحس بالحاجة، و یحوج إلی النهوض للتبرز «17». و لذلک ربما عرض قولنج بسبب سدة تقع فی المجری المنحدر من المرارة إلی الأمعاء «18».
و أما الصفراء الغیر الطبیعیة فمنه «19» ما خروجه عن الطبیعة «20» بسبب غریب مخالط، و منه ما خروجه عن الطبیعة بسبب «21» فی نفسه بأنه فی جوهره غیر طبیعی. و القسم الأول منه ما هو معروف مشهور، و هو الذی یکون الغریب المخالط له بلغما و تولده فی أکثر الأمر فی الکبد «22».
______________________________
(1) إذن: أیضا سا.
(2) هو: ما هو ط، م؛ ساقطة من سا.
(3) و إذا: فإذا سا، ط، م.
(4) البدن: الکبد طا.
(5) و تصفی قسم ... مع الدم:
ساقطة من م.
(6) فی: ساقطة من ط
(7) مزاجها: غذائها هامش ط.
(8) القسمة: القسم م.
(9) فأن: فإنه ط
(10) الضیقة: ساقطة من سا، ط، م
(11) و المتصفی: و المصفی م.
(12) فلتغذیة: فلتغذو ب، ط، م.
(13) إحداهما: أحدهما م
(14) و الثانیة: و الثانی ب، سا
(15) لذعه: لذعها المعاء ط، م
(16) المقعدة: المعدة م.
(17) للتبرز: إلی التبرز ط؛ إلی التبریز م.
(18) الأمعاء: المعا ط، م.
(19) فمنه: فمنها م
(20) فمنه ... الطبیعة: ساقطة من ط.
(21) غریب ... بسبب:
ساقطة من م.
(22) فقد تبین ... فی الکبد: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 214
و منها ما هو أقل شهرة، و هو الذی یکون الغریب المخالط له سوداء. و المشهور المعروف هو المرة الصفراء و المرة المحیة، و ذلک لأن البلغم الذی یخالطه ربما کان رقیقا «1» فحدث منه الأول؛ و ربما کان غلیظا فحدث منه الصفراء الشبیهة بمح البیض، و هو «2» الذی هو أقل «3» شهرة فهو الذی یسمی صفراء محترقا «4»، و حدوثه «5» علی وجهین: أحدهما أن تحترق الصفراء فی نفسه فیحدث فیه رمادیة فلا یتمیز لطیفه من رمادیته، بل تحتبس الرمادیة فیه، و هذا شر؛ و الثانی أن تکون السوداء وردت «6» علیه من خارج فخالطته «7»، فهذا أسلم. و لون هذا الصنف من الصفراء أحمر، و لکنه غیر ناصع و لا مشرق، بل أشبه بالدم إلا أنه رقیق، و قد یتغیر عن لونه لأسباب «8».
و أما الخارج عن الطبیعة فی جوهره فمنه ما یولد أکثر ما یتولد منه، و منه ما یولد «9» أکثر ما یتولد منه «10» فی المعدة، و الذی یولد أکثر ما یتولد منه فی الکبد هو «11» صنف واحد، و هو اللطیف من الدم، إذا احترق الذی کثیفه سوداء. و الذی یولد «12» أکثر ما یتولد منه إنما هو «13» فی المعدة، هو «14» علی قسمین: کراثی و زنجاری «15». و یشبه «16» أن یکون الکراثی متولدا من احتراق المحی، فإنه إذا احترق و أحدث «17» فیه الاحتراق سوادا، و خالط «18» الصفرة «19» فیتولد «20» فیما «21» بین ذلک الخضرة، و أما الزنجاری فیشبه أن یکون متولدا من الکراثی إذا اشتد احتراقه حتی فنیت رطوباته و أخذ یضرب إلی البیاض لیخففه «22»، فإن الحرارة تحدث أولا فی الجسم الرطب سوادا، ثم تسلخ عنه السواد إذا جعل یفنی «23» رطوبته
______________________________
(1) رقیقا:+ قلیلا ط.
(2) و هو: و أما سا؛ و أما هو ط
(3) أقل: أول سا.
(4) محترقا: محترقة سا، ط
(5) و حدوثه: و حدوثها سا.
(6) وردت: ورد سا
(7) فخالطته: فخالطه سا.
(8) و لون هذا ...
لأسباب: ساقطة من م.
(9) یولد (الأولی): یتولد سا، ط، م.
(10) أکثر ما یتولد منه، و منه ما یولد أکثر ما یتولد منه فی المعدة، و الذی یولد أکثر ما یتولد منه: أکثر ما یتولد و منه ما یتولد أکثر ما یتولد فی المعدة و الذی یولد أکثر ما یتولد سا؛ ساقطة من م.
(11) هو: و هو م.
(12) و الذی یولد: و الذی یتولد سا؛ و منه ما یتولد ط، م.
(13) إنما هو: ساقطة من ط، م
(14) هو (الثانیة): و هو ط، م
(15) و زنجاری: أو زنجاری م
(16) و یشبه: و أشبه ب.
(17) و أحدث: أحدث سا، ط، م.
(18) و خالط: و خالطته ط
(19) و منها ما هو ... و خالط الصفرة: ساقطة من د.
(20) فیتولد: فتولد د، سا، م
(21) فیما: منها د، سا؛ مما م.
(22) لیخففه: لتجففه ط.
(23) یفنی: یبنی م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 215
و إذا «1» أفرط فی ذلک بیضه. تأمل هذا فی الحطب یتفحم أولا، ثم یترمد، و ذلک لأن الحرارة تفعل فی الرطب سوادا و فی ضده بیاضا، و البرودة تفعل فی الرطب بیاضا و فی ضده سوادا. و هذان الحکمان منی فی الکراثی و الزنجاری تخمین. و هذا النوع «2» الزنجاری أسخن أنواع الصفراء و أردؤها و أقتلها، و یقال «3» إنه من جوهر السموم.
و أما السوداء، فمنه طبیعی، و منه فضل غیر طبیعی. و الطبیعی دردی الدم المحمود، و ثقله و عکره و طعمه بین حلاوة و عفوصة «4». و إذا تولد فی الکبد توزع إلی قسمین:
فقسم منه ینفذ مع الدم، و قسم یتوجه نحو الطحال. و القسم النافذ منه مع الدم ینفذ لضرورة و منفعة. أما الضرورة فلیختلط «5» بالدم بالمقدار الواجب فی تغذیة عضو عضو من الأعضاء التی یقتضی أن یقع فی مزاجها «6» جزء صالح من السوداء مثل العظام، و أما المنفعة فهی أنه یشد الدم و یقویه و یکثفه «7». و القسم النافد منه إلی الطحال و هو ما استغنی عنه الدم ینفذ أیضا لضرورة و لمنفعة. أما الضرورة فتغذیة الطحال، و أما «8» المنفعة فعلی «9» وجهین:
أحدهما أنه یشد فم المعدة و یکثفها و یقویها، و الثانی أنه «10» یلذع فم المعدة بالحموضة فینبه علی الجوع و یحرک الشهوة.
و اعلم «11» أن الصفراء المتحلبة إلی المرارة هی ما یستغنی عنه الدم، و المتحلبة عن المرارة هی ما تستغنی عنه المرارة. و کذلک «12» السوداء المتحلبة إلی الطحال هی ما یستغنی عنه الدم و المتحلبة عن الطحال هی «13» ما یستغنی عنه الطحال. و کما أن تلک «14» الصفراء الأخیرة تنبه القوة الدافعة من أسفل فکذلک «15» هذه السوداء الأخیرة تنبه القوة الجاذبة «16» من فوق، فسبحان اللّه أحسن الخالقین.
______________________________
(1) و إذا: فإذا ط، م.
(2) النوع:+ من ط، م.
(3) و یقال: یقال ط.
(4) حلاوة و عفوصة:
الحلاوة و العفوصة ط.
(5) فلیختلط: فیخلط م.
(6) مزاجها: غذائها هامش ط.
(7) و یکتفه: بلیفه سا، م.
(8) فتغذیة الطحال و أما: فإما بحسب البدن کله و هو التنقیة عن الفضل و إما بحسب عضو واحد یغذیه الطحال فإنما یقع عند تخلیها إلی فم المعدة و تلک ب.
(9) فعلی: علی ب.
(10) أنه (الثانیة): أنها ط.
(11) و اعلم: اعلم ط.
(12) و کذلک: و کذا د.
(13) هی: و هی د
(14) و کما أن تلک: و تلک ط، م.
(15) فکذلک: کذلک د؛ و کذلک ط، م
(16) الجاذبة: الحادثة سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 216
و أما السوداء الغیر الطبیعیة فهی ما لیس علی طریق الرسوب و الثفلیة، بل علی سبیل الرمادیة و الاحتراق. فإن الأشیاء الرطبة المخالطة للأرضیة تتمیز الأرضیة فیها «1» علی وجهین: إما علی جهة الرسوب و مثل هذا للدم هو السوداء الطبیعی، و إما علی جهة الاحتراق بأن یتحلل اللطیف و یبقی الکثیف و مثل هذا للدم و الأخلاط هو السوداء الفضلی. و یسمی المرة السوداء، و إنما لم یکن الرسوبی إلا للدم «2». لأن البلغم للزوجته لا یرسب عنه شی‌ء کالدهن، و الصفراء للطافته «3» و قلة الأرضیة فیه و لدوام حرکته و لقلة مقدار ما یتمیز منه عن الدم فی البدن لا یرسب منه شی‌ء یعتد به، و إذا تمیز لم یلبث أن یعفن أو یندفع، و إذا عفن تحلل «4» لطیفه و بقی «5» کثیفه سوداء احتراقیا «6» لا رسوبیا. و السوداء الفضلی منها ما هو رماد الصفراء و حراقته «7»، و هو مر؛ و الفرق بینه و بین الصفراء الذی «8» سمیناه محترقا أن ذلک صفراء یخالطه «9» هذا الرماد، و أما هذا فهو رماد متمیز «10» بنفسه تحلل لطیفه. و منها ما هو رماد البلغم و حراقته، فإن کان البلغم لطیفا جدا مائیا فإن رمادیته تکون إلی الملوحة، و إلا کان إلی حموضة أو عفوصة. و منها «11» ما هو رماد الدم و حراقته، و هذا مالح إلی حلاوة یسیرة. و منها ما هو رماد السوداء الطبیعیة «12»، فإن کانت الطبیعیة رقیقة کان رمادها و حراقتها شدید الحموضة، کالخل یغلی علی وجه الأرض حامض الریح ینفر عنه الذباب و نحوه «13» و إن کانت غلیظة کان أقل حموضة و مع شی‌ء من العفوصة و المرارة «14».
فأصناف السوداء الردیة ثلاثة «15»: الصفراء إذا احترق و تحلل لطیفه، و القسمان «16» المذکوران «17» بعدها. و أما السوداء البلغمیة فأبطأ ضررا و لطافة و رداءة «18» «19» و أشدها غائلة. و أسرعها فسادا «20» هو «21» الصفراوی لکنه أقبلها للعلاج.
______________________________
(1) فیها: منها ط.
(2) للدم: الدم د.
(3) للطافته: للاطفیة م.
(4) تحلل: یتحلل سا
(5) و بقی: و یبقی سا.
(6) احتراقیا: حراقیا ط، م.
(7) و حراقته: أو حراقته م
(8) الذی: ساقطة من سا.
(9) یخالطه: یخالطها د، سا، ط
(10) متمیز: یتمیز ب.
(11) و منها: و منه ب، د، سا.
(12) الطبیعیة: الطبیعة م.
(13) حامض ... و نحوه: ساقطة من ب.
(14) و المرارة: فالمرارة ط.
(15) ثلاثة:+ السوداء الذی هو رماد د، سا
(16) و القسمان: و هذان القسمان ب، ط، م.
(17) المذکوران: مذکوران ب، ط، م.
(18) و القسمان ... و رداءة: ساقطة من د.
(19) فسادا: إفسادا سا.
(20) بعدها ... و رداءة: ساقطة من سا.
(21) هو: و هو م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 217
و أما القسمان الآخران فإن الذی هو أشد حموضة أردأ، و لکنه إذا تدورک فی ابتدائه کان أقبل للعلاج.
و أما الثالث فهو أقل غلیانا علی الأرض و تشبثا بالأعضاء و أبطأ مدة فی انتهائه إلی الإهلاک، و لکنه أعصی فی التحلل و النضج و قبول الدواء.
فهذه «1» أصناف الأخلاط «2» الطبیعیة و الفضلیة.
قال محصل الأطباء: إنه لم «3» یصب من زعم أن الخلط الطبیعی هو الدم لا غیر و سائر الأخلاط فضول. و ذلک لأن الدم لو کان وحده هو الخلط الذی یغزو الأعضاء لکانت الأعضاء متشابهة فی المزاج «4» و القوام، و ما «5» کان العظم أصلب من اللحم إلا و دمه دم مازجه جوهر صلب سوداوی، و ما کان «6» الدماغ ألین إلا و دمه دم مازجه جوهر لین بلغمی. فالدم «7» نفسه تجده مخالفا لسائر الأخلاط فینفصل عنها «8» عند إخراجه و تقریره «9» فی الإناء بین «10» یدی «11» الحس إلی جزء کالرغوة و هو الصفراء، و جزء کالثفل و العکر و هو السوداء و جزء کبیاض البیض و هو «12» البلغم «13»، و جزء «14» مائی هو المائیة التی یندفع فضلها فی البول.
و المائیة لیست من الأخلاط، لأن المائیة هی من المشروب الذی لا یغذو، و إنما الحاجة إلیه لیرقق الغذاء و ینفذه. و أما الخلط فهو من «15» المأکول و المشروب العادی. و معنی قولنا غاذ «16» أی هو بالقوة شبیه بالبدن، و الذی هو بالقوة شبیه بدن الإنسان هو جسم ممتزج لا بسیط، و الماء هو البسیط «17». الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 217 الفصل السادس(و) فصل فی تفصیل أصناف الأخلاط ..... ص : 209
______________________________
(1) فهذه: فهذا هی د
(2) الأخلاط: أخلاط ط.
(3) إنه لم: لم سا؛ و لم ط، م.
(4) لکانت الأعضاء متشابهة فی المزاج: لتشابهت فی الأمزجة ط، م
(5) و ما: فإنه ما د، سا، م؛ و لما ط
(6) و ما کان: و کان د؛ أو کان سا
(7) فالدم. و الدم د، سا، ط، م.
(8) عنها: منها سا
(9) و تقریره: و تفوزه د.
(10) الإناء بین: الاناس د.
(11) یدی:
مدی د.
(12) و جزء کبیاض البیض و هو البلغم: ساقطة من د، سا
(13) و جزء (الأولی):
أو جزء م
(14) و هو: هو ط، م.
(15) من: ساقطة من د، سا، م.
(16) غاذ: غادی ب، د، سا.
(17) البسیط: بسیط ب، د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 218
و أما نحن فنقول: إن أصل الغذاء الدم و هذه «1» الاخری أبازیر، و أقزاح «2» نحتاج إلیها، و لا تعجز قوة کل عضو أن تحیل الدم الواحد المتشابه لو کان موجودا وحده فیه إلی مزاج یلیق به. علی أن الطبیعة قد أعانت ذلک بهذه الأبازیر و الأقزاح «3».
______________________________
(1) و هذه: و هذا ط
(2) و أقزاح: و أمزاج ب؛ و أفواه ط؛ [القزح و القزح: التابل، و جمعها أقزاح؛ و قزح القدر جعل فیها قزحا و طرح فیها الأبازیر (لسان العرب)].
(3) و الأقزاح: و الأمزاج ب؛ و الأفواه ط،+ و القزح من توابل القدر د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 219

الفصل السابع (ز) فصل «1» فیما «2» یتصل بما قلناه من کلام المعلم الأول فی الرطوبات و الأمخاخ و الأدمغة و نصرة مذاهبه فیها

قال المعلم الأول: و لما کان کل حیوان مغتذیا «3» فله إما «4» دم و إما رطوبة تقوم مقام الدم. و الدموی من الحیوان أسخن، و خاصة الذکور. و قد قال مرمینون: إن النساء أسخن، و لذلک «5» یکثر دمهن فیطمثن؛ و أما انباذقلیس فخالفه «6». و من القدماء من ظن أن الدم و الصفراء باردان. قال: و من بلغ مبلغهم فی القصور حتی ضل عن الصواب فی الحار و البارد فهو عن غیره أضل. قال: و الحار یقال علی وجوه: فمنه ما هو حار لأنه یسخن ما «7» یماسه کالنار «8». و یقال حار، لأنه إذا حصل فی بدن الإنسان استحال «9» إلی حرارة تحس فیه «10».
و یقال حار للذی یبلغ «11» فی ذلک إلی أن یوجع و یؤلم. و ربما کان یفعل ذلک بالعرض فیکذب. و یقال حار للأکال المذیب کالزاج. و یقال حار للذی هو الکثیر منه، فیکون مسخنا لکثرته و إن کان «12» قلیله لا یؤثر، مثل الکرفس، فإن الکثیر منه یقوی علی أن یسخن، و القلیل لا یفعل ذلک. و یقال حار للذی لا یبرد سریعا و یسخن سریعا «13»، کالرصاص الذائب، فإنه یقبل البرودة فی زمان أبطأ من زمان الحدید. و هذا الوجه لا یقال به للنار أنه حار، لأنه لا یسخن، بل هو بنفسه «14» سخن «15». و الماء «16» یقال له بارد
______________________________
(1) فصل: فصل ز ب؛ الفصل السابع د، ط.
(2) فیما: مما د، م.
(3) مغتذیا:
مغتذی سا؛ مغتذ م
(4) إما: ساقطة من د، سا.
(5) و لذلک: و لهذا ط
(6) فخالفه:
فیخالفه د، سا؛ یخالفه م.
(7) ما: بما ب
(8) کالنار: کالبارد سا
(9) استحال:
استحالة د
(10) فیه: منه د، سا، ط، م.
(11) یبلغ:+ منه م.
(12) کان: کانت د، سا، ط، م.
(13) و یسخن سریعا: ساقطة من ط.
(14) هو بنفسه: نفسه سا
(15) سخن: سخین د، سا، ط، م
(16) و الماء: و إنما م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 220
و إن أغلی، لأنه یبرد سریعا من طبعه، و یقبل الجمود من غیره فوق الزیت، فهو أبرد من الزیت. و هذه أشیاء قد ذکرناها «1» فی مواضع أخر. و من الحار ما هو بذاته، و منه ما هو «2» بنوع العرض. و الذی «3» بذاته أشد و دائما. و من الأشیاء التی هی حارة بذاتها ما یصیر أیضا حارا بغیره کالدم. و من البارد ما هو بذاته، و منه ما هو بنوع العرض، و الذی بذاته أشد و دائما. و من البارد بذاته أیضا ما یصیر أبرد بغیره، مثل الماء و النار أیضا.
و یجب أن تتذکر ما عرفت من أقاویلنا فی ذلک، و أن «4» النار قد تصیر من جهة الکیفیة «5» الناریة المحسوسة أشد و أضعف. و کل الأشیاء التی تسخن عندنا بعلة فإنها «6» تبرد بمفارقة تلک العلة، فلذلک «7» یظن قوم أن البرد لیس معنی، بل عدما، و لیس کذلک، فإن فاعله علی ما علمت طبیعته فإنه إنما «8» یسخن من خارج لأنه بارد «9» بطبیعته.
و الأجسام الرمادیة تصیر حارة لما تکتسب من النار. أقول: فإذا غسلت و بطل منها الجزء اللطیف صارت باردة، بل یقال بحسب الصورة إنه حار لأنه یستحیل إلی الناریة بسرعة. و أقول: و لأنه یسخن أبدان الحیوان. و هذه الأشیاء قد سلف «10» ذکرها «11» فی مواضع أخر «12» و یجب «13» أن نقیس «14» علی هذا حال الیابس و الرطب، فإن من الیابس ما بالذات کالحجر، و منه ما بالعرض کالجمد علی ما فیه مما تعلمه، و منه «15» بالقوة، و منه ما بالفعل إلا أن الدم الحار إن اعتبر من حیث طبیعته، کان الحر یدخل فی حده کما تدخل الصورة فی حد الشی‌ء، و إن «16» اعتبر من جهة ما هو دم حار بالحرارة العرضیة کان دخول الحرارة فی حده «17» کدخول البیاض فی حد الرجل الأبیض. و قد عرف الفرق بین الحدین، و ستعرف فی موضع مستقبل، و کذلک الحال فی الیابس و الرطب. و إذا استحال الدم بسبب،
______________________________
(1) ذکرناها: قررناها ب؛ دبرناها م.
(2) ما هو: ما د، م
(3) و الذی: فالذی د، سا، ط، م.
(4) و أن: فإن ط
(5) الکیفیة: ساقطة من م.
(6) فإنها: فإنه د، سا، ط، م.
(7) فلذلک: و لذلک سا.
(8) فإنه إنما: فإنما م
(9) لأنه بارد: لا بارد د، م.
(10) سلف: سلفت سا
(11) ذکرها: ذکره ب؛ ساقطة من سا.
(12) أخر: أخری ب، د، م
(13) و یجب: یجب د، ط، م
(14) نقیس:+ منها م.
(15) و منه (الثانیة):+ ما تعلمه م.
(16) و إن: فإن د، سا.
(17) کما تدخل ... الحرارة فی حده: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 221
فبطلت حرارته لبطلان صورته الأصلیة، فقد فسد نوعه؛ و إن عرض له برد غریب و قوته الطبیعیة المسخنة ثابتة، لم یبطل نوعها؛ و کذلک الصفراء. و إذا قیل: إن الصفراء یابسة فیعنی بها أن العضو الذی تغلب هی فی مزاجه یصیر أیبس، و أنها تیبس العضو أیضا بالمجاورة.
ثم نتکلم بعد هذا فی الغذاء و کیفیة نفوذه فی الفم إلی أقصی الأعضاء، و ما یعرض له الاستحالات، و فی أصناف ما یتولد عنه من الفضول. و قد علمت ذلک فیما سلف.
ثم نتکلم فی أحوال تنفصل بها الحیوانات «1» من جهة اختلاف رطوباتها «2»، و هی مشهورة أو مذکورة. و منها «3» أن الحیوان المائی الدم أخوف و أجزع، و الغلیظ الدم أجرأ و أغضب و أحقد «4». فإن الحرارة تحتبس فی الحجر أشد من احتباسها فی الماء، و انفعال ما هو «5» أقرب منه بین الغضب و بین التکلیف بالحرارة، سواء کانت کذلک لنوعها کالخنازیر البریة و الجمال و الثیران و الأسود، أو لشخصها مثل الرجل الغلیظ الدم. و من ذلک أن الحیوان الذی لا دم له لا شحم له «6» و لا ثرب. و الثرب و الشحم «7» بارد أرضی، و لذلک «8» یجمد. و هو فی الحیوان الأرضی. و إنما یجمد الشحم المذاب أکثر، ذلک إذا کان شحم حیوان لا سن فی فکه الأعلی. و هذه الحیوانات أرضیة جدا، و لذلک ما یکثر فیها قرون و أظلاف و لا یجمد شحم غیره إذا أذیب. و إذا فشا الشحم علی البدن أهلک بنفسه و بسببه: أما «9» بنفسه فلأنه یخنق «10» الحار الغریزی، و أما بسببه «11» فلأنه مبرد «12». و لا حس لعظم و لا لشحم، لأنه أیضا دم جمد، و لیس فی نضجه کدم اللحم. و إذا استولی البرد بقی البدن بغیر حس، و هذا «13» هو الموت. و إذا کثر الشحم فی البدن، قل الإیلاد، لبرد الدم فی صاحبه، و لأن الدم یذهب فی غذاء السمین الکثیر التحلل. و المخ أیضا دم ما قاصر النضج، لأن النضج التام إلی
______________________________
(1) الحیوانات: الحیوان د، ط. م
(2) رطوباتها: رطوبتها م.
(3) و منها: و فیها د، سا، م؛ منها ط.
(4) و أحقد: و أحقر د.
(5) هو: ساقطة من ب، د، سا، م.
(6) له (الثانیة): ساقطة من م
(7) و الشحم: ساقطة من م
(8) و لذلک. و کذلک د.
(9) اما: و أما ط.
(10) یحنق: یخبو ط
(11) بسببه: بنفسه سا
(12) مبرد: مبرده ط، م.
(13) و هذا: هذا ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 222
طریق اللحمیة. و أما «1» طریق المخیة و الشحمیة فقصور و برد. و المخ یشبه المنی من وجه، و مخ الصبی دم صرف، و مخ الشباب «2» أشد دمویة من مخ الشیخ. و المخ دعامة للعظم، و فضل من غذائه ینعصر «3» إلی داخله. و أقول: و غذاء له أیضا و لیس بین القولین خلاف.
فإن فضل الغذاء إذا کان فضلا من جهة الکم، جاز أن یعود عند الحاجة غذاء، فلا ینبغی أن یشنع الطبیب کل الشناعة لذلک. و هو بالجملة دم استحال إلی مشاکلة ما لطباع العظم.
الحیوان الذی لا «4» تحتاج عظامه إلی دعامة کبیرة لغلظه و ضیق تجویفه یقل فیه المخ مثل الأسد، و یعین علی ذلک حرارة مزاجه، و الحیوان «5» الذی لا عظم له لا مخ له إلا نخاعه المحیط به شوک. و النخاع «6» و إن کان منبت الأعصاب، فمن منافعه دعامة الفقار، الذی من منافعه دعامة البدن. فکما «7» أنه لیس کل منفعة الفقار «8» وقایة النخاع، بل کونه منبتا «9» للعظام التی تدعم البدن، کذلک لا ینبغی أن یتعجب الطبیب فیظن أن کون النخاع منبتا للأعصاب یمنع أن یکون من منافعه کونه «10» دعامة للفقار. و قد یظن باتصال النخاع بالدماغ أن طبیعتهما واحدة و أن مزاج النخاع یستفاد «11» من مزاج الدماغ، و إنما یغلط «12» فی ذلک اتصاله به و نباته منه. و لیس کذلک، فإن الدماغ بارد المزاج جدا حتی فی اللمس، و أما النخاع فإن مزاجه حار، و لذلک هو دسم دهنی، و إنما استفاد مزاجه من القلب، و استفادته «13» استفادة قویة، إلا أنه یتعدل بحیث لا یجف بسبب اتصاله بالدماغ و استقائه «14» من «15» البرد و الرطوبة.
قال المعلم الأول: و یظنون أن جوهر الدماغ حساس و له حس لمس، و لیس کذلک، بل هو کالمخ الذی فی العظام.
______________________________
(1) و أما:+ من د، سا، ط، م.
(2) الشباب: الشبان سا؛ الشاب ط.
(3) ینعصر: فیعصر م.
(4) لا: ساقطة من ب.
(5) و الحیوان:
الحیوان ب، ط، م.
(6) و النخاع: النخاع م.
(7) فکما: و کما ب
(8) الفقار: ساقطة من م
(9) منبتا: مبدأ م.
(10) کونه: و کونه ب، م.
(11) یستفاد: مستفاد ط، م
(12) یغلط: یغلظ سا.
(13) و استفادته: و استفاده د، سا، ط.
(14) و استقائه: و استفادته ط؛ و استیفائه طا
(15) من: منه د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 223
أقول: یشبه أن یکون الدماغ إنما صار لا یؤلم ما یحدث فیه من الورم الذی یکون فی جوهره، بل إنما یؤلم الورم الذی فی حجبه «1» لذلک «2». و لیس یمنع کون الدماغ خزانة ما للقوة الحاسة «3» و للروح بعد القلب أن لا یکون له فی نفسه حس، و ذلک لأنه «4» مبدأ أیضا للبصر، و بنفسه لا إبصار له، و هو مبدأ للقوة المحرکة بالإرادة، و هو فی نفسه لا حرکة له إرادیة، بل بالحقیقة مبدأ هذه القوی هو الروح الذی فیه و هو خزانة لذلک الحاس «5» الذی یتم «6» حسه عند عضو ما معین یصل إلیه، کما أن القحف أیضا عند من یجعل الدماغ حساسا خزانة له. و لیس إذا کان الشی‌ء خزانة أو منفذا لروح ذی قوة یجب أن یکون له نفسه تلک القوة، کما أن العصبتین المجوفتین وعاءان للقوة الباصرة و لا قوة باصرة فی جوهرهما، لکن الدماغ له «7» شی‌ء لیس للأوعیة التی ذکرناها، و هو أنه یعدل مزاج الروح الحار، فیکون أوفق لأفعال الحس و الحرکة أو مختصا بها. کأن الروح الذی فی القلب مشترک للقوی «8»، فإذا «9» صار فی الدماغ صار «10» بعض القوی فیه «11» أظهر فعلا، أو صار «12» یفعل بالجملة. و إذا صار إلی الکبد صار أجزاء «13» بعض القوی أظهر فعلا أو صار یفعل «14» بالجملة.
فیکون الدماغ إنما یکون لیعی «15» الروح الحساس «16» خاصة و یعدلها، لا لأن یحس بجوهره، و خصوصا و قد قال الطبیب إن اللمس بالاعتدال و کل حیوان أعدل أعضاء فهو ألمس أعضاء، ثم شهد بنفسه أن الدماغ خارج عن الاعتدال و لیس خروجه إلی جنبة «17» المزاج الذی به تقوی الأفعال و هو الحار، بل إلی المزاج الذی تسقط غلبته «18» الأفعال و هو البرد.
فلا ینبغی أن یتخذ الطبیب هذا الکلام حجة له فی التعجب من الفلاسفة الکبار.
و أما القلب فهو معتدل «19» بوجه ما فی جوهره، لأنه لحمی؛ فإن مال «20» إلی المزاج
______________________________
(1) حجبه: حجمه ط
(2) لذلک: و لذلک م.
(3) الحاسة: الحساسة ب
(4) و ذلک لأنه: و لأنه ذلک م.
(5) الحاس: الحساس د، سا.
(6) یتم: ساقطة من د.
(7) له: ساقطة من د، سا.
(8) للقوی: للقوة سا
(9) فإذا: و إذا ط، م
(10) صار (الثانیة):+ أجزاء ط
(11) فیه:
ساقطة من ط، م
(12) أو صار: و صار ب، م.
(13) أجزاء: ساقطة من م
(14) أو صار یفعل: أو یفعل ب؛ و صار یفعل م.
(15) لیمی: لیقی سا، لیتقی ط
(16) الحساس: الحساسة ط، م.
(17) جنبة: جنیبة د.
(18) غلبته: غلبة د، م.
(19) معتدل: المعتدل ط
(20) مال مال: مال م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 224
الحار الذی لا یسقط القوی، بل یقویها. بل یقویها. و أکثر ما یضره أن لا تکون عنده فی إحساسه الحار المعتدل إلا باردا أو مائلا إلی البرد. و أما أنه یجب أن لا یلمس أصلا لأنه حار «1» المزاج، فلیس حر المزاج یمنع اللمس منه «2» منع برد المزاج. و أما الرأی «3» الذی یلوح لی خاصة هو أن الحساس الأول هو الروح، و لیس «4» یجب أن تکون خزانة تولده أو خزانة تعدیله أو خزانة حفظه حساسا، إلا أن یکون له مزاج یقبل من الروح الحامل للقوة «5» الحساسة الحس. و الجوهر اللحمی أولی بذلک من الجوهر الرطب البارد المائی. و لیس عندی فی هذا حکم جزم، و لا شی‌ء کالصدق. و عندی أن الروح إنما تستعد لقبول هذه القوی علی شرط أن یکون حارا، لیس أن یکون معتدلا. و أن النفس لیس إنما تعدله بأن تبرده «6»، بل بأن تمنع الإفراط الذی یکون له بحسب «7» ما یؤدی إلی تحلله، و أن تنفض عنه البخار الدخانی الذی هو فیه کالفضل فی البدن. و أما العضو الذی به یکون الحس فیشبه أن یکون المعتدل منه أدق لمسا، و أن الدماغ وضع باردا بإزاء القلب لیخفض «8» من إفراطه و یفثأ «9» من غلیانه. و تفید الروح الذی یأتیه اعتدالا ما بذلک «10» الاعتدال یکون أوفق لعمل الحس و الحرکة.
و أما القوة فتأتی الدماغ من «11» القلب و مع الروح، لکن الروح الذی یأتیه فإنه یصلح فی جوهره الأول أیضا لأعمال أخری، مثل التغذیة و التنمیة و غیر ذلک. فإذا عدل بطل استعداده لتلک القوی، فصار غیر غاذ، و انفرد بفعل «12» واحد، و لم تترادف علیه الأفعال فتشغل بعضها عن بعض، و لذلک «13» إذا صار إلی الکبد أبطل مزاج الکبد عنه «14» الاستعداد لفعل الحس و الحرکة، و ترکه خاصا «15» لفعل التغذیة.
فهذه الأعضاء التی بعد القلب إنما تغیر المزاج لیصیر الروح عادم قوة، و هذا بالذات
______________________________
(1) حار: خارج سا.
(2) منه: ساقطة من د، سا، ط، م
(3) الرأی: الذاتی د، م.
(4) و لیس: فلیس م.
(5) الحامل للقوة: القوی د؛ القوة سا، م.
(6) تبرده: تبرد ب، ط، م.
(7) بحسب: بحسبه ب، د، ط، م.
(8) لیخفض:
لیحفظ م.
(9) و یفثأ: [فثأ القدر فثأ سکن غلیانها (لسان العرب)]
(10) بذلک: فلذلک ط؛ و ذلک م.
(11) من: مع سا، ط، م.
(12) بفعل: لفعل سا.
(13) و لذلک: و کذلک ط
(14) عنه: عند د، سا.
(15) خاصا: خاصة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 225
و لیصیر «1» الروح أقوی فعلا من جهة قوة، و هذا بالعرض، لأنه إنما یصیر أقوی فعلا من جهة لأنه یفرغه، و إنما یفرغه لأنه یمیط «2» عنه شاغلا. و علی هذه الجهة یصح أن یطرد القول أن النفس واحدة و أن أول تعلقها بأول عضو، و ستجد کتب اللواحق- إن عمّر الله «3»- بالغة فی شرح هذا الباب أقصی المبالغ. و لا یبعد أن یکون الازدیاد فی البحث یفضی بنا إلی حکم جزم فی هذه الأبواب.
و لقد علمت أن الآلة الأولی للنفس هو «4» الحار الغریزی و بها «5» تتم جمیع أفعالها و قد «6» صینت فی الإنسان «7» فی وسطه «8»، و کثر «9» دمه، و أعان حرارة مزاجه علی انتصاب قامته، و إن لم تکن الحرارة هی العلة الأولی الذاتیة لذلک، و لکن «10» القوة المصورة.
و أما الحرارة فتکون معینة إعانة آلة القوة المصورة. و لم یخلق یافوخه عند الطفولة کیافوخ ما یشبهه فی حاله، بل هو فی أول ما یولد یکون یافوخه «11» لینا «12» جدا لیکون الطفل «13» الضعیف «14» الأعضاء، و خصوصا ضعیف الدماغ الذی خلق للطف «15» الإنسان کثیر الرطوبة.
و لننتقل الآن إلی ذکر الأعضاء الباطنة و نبدأ من فوق و من الدماغ.
______________________________
(1) یصیر: یصیره ط.
(2) یمیط: یمیل د.
(3) اللّه: أغفلتها نسخة سا.
(4) هو: هی ط، م
(5) و بها: و به طا
(6) و قد: و فی م.
(7) الإنسان: الناس د، ط، م
(8) وسطه: وسط د
(9) و کثر: فکثر ط.
(10) و لکن: لکن ط، م.
(11) یکون یافوخة: ساقطة من ب، ط، م
(12) لینا: لدنا سا.
(13) الطفل: ساقطة من د، سا
(14) الضعیف: ضعیف ط.
(15) للطف: للطیف ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 226

الفصل الثامن (ح) فصل «1» فی الدماغ و تشریحه و نبات النخاع منه‌

قال: إن کل حیوان ذی دم فله دماغ، و أما البحریات فإن «2» لمالاقیا «3» منها دماغا.
و الإنسان أعظم الحیوان- بحسب مشاکلة بدنه- دماغا. و نقول: إن ذلک لحاجته الکثیرة إلی آلة الروح النفسانی المفکر التی لیست «4» لسائر الحیوانات، فأما تشریح دماغ الإنسان فإن الدماغ ینقسم إلی جوهر حجابی، و إلی جوهر مخی، و إلی تجاویف فیه مملوءة روحا. و أما الأعصاب فهی کالفروع المنبعثة عنه لا علی أنها أجزاء جوهره «5» الخاص به «6». و جمیع الدماغ منصف فی طوله تنصیفا نافذا «7» فی حجبه و مخه، و فی بطونه، لما فی التزویج من المنفعة؛ و إن «8» کانت «9» الزوجیة فی البطن المقدم وحده أظهر للحس. و قد «10» خلق جوهر الدماغ باردا رطبا؛ أما برده فلئلا تشغله «11» کثرة ما یتأدی إلیه من قوی حرکات الأعضاء «12» و انفعالات الحواس و حرکات الروح فی الاستحالات التخیلیة «13» و الفکریة و الذکریة، و لیتعدل به الروح الحار جدا النافذ إلیه من القلب فی العرقین الصاعدین منه إلیه، و خلق رطبا لئلا تجففه الحرکات و لیحسن تشکله «14»، و لینا «15» دسما.
أما الدسومة فلیکون «16» ما ینبت منه من العصب علکا. و أما اللین فقد «17» قال الطبیب
______________________________
(1) فصل: فصل ح ب؛ ساقطة من د؛ الفصل الثامن من ط.
(2) فإن: فإنه ط.
(3) لمالاقیا: مالاقیا د.
(4) لیست: لیس ب، د.
(5) جوهره: جوهر ب.
(6) الخاص به: ساقطة من د، سا، م
(7) نافذا: ساقطة من د، سا، م.
(8) و إن:
فإن م
(9) کانت: کان د، سا
(10) و قد: فقد م.
(11) تشغله: تشتعله ط.
(12) الأعضاء:
الأعصاب ط
(13) التخیلیة: التخییلیة ط
(14) و لینا: لینا د، سا، م.
(15) باردا رطبا ... و لیحسن تشکله: ساقطة من د، سا، م.
(16) فلیکون: فیکون د
(17) فقد: و قد د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 227
إن السبب فیه لیحسن تشکله و استحالته بالمتخیلات، فإن اللین أسهل قبولا للاستحالات، و لیس یعجبنی ذلک، فإن اللین قد یعد لسرعة «1» الاستحالة، و لکن لا کل «2» استحالة «3»، بل الاستحالة التی تکون بالتقطیع و التشکل «4».
و أما التصور بالأشباح و قبول الخیالات فلیس مما یتعلق بتحریک جرمه و تقطیعه البتة، بل کونه لینا لیکون دسما، و لیحسن غذوه للأعصاب الصلبة بالتدریج.
فإن الجوهر الصلب لا یمده الصلب ما یمده «5» اللین، و لیکون ما ینبت عنه لدنا، إذ کان بعض النابت «6» منه محتاجا إلی أن یتصلب عند أطرافه لما سنذکره من منافع العصب.
و لما کان هذا النابت محتاجا إلی أن یصلب علی التدریج و تکون صلابته صلابة لدن، وجب أن یکون منشؤه جوهرا لدنا دسما و الدسم اللزج لین لا محالة، و أیضا لیکون الروح الذی یحویه الذی «7» یفتقر إلی سرعة الحرکة ممدا برطوبة «8»، و أیضا لیخف بتخلخله؛ فإن الصلب فی الأعضاء أثقل «9» من اللین الرطب المتخلخل.
لکن جوهر الدماغ أیضا متفاوت «10» فی «11» اللین و الصلابة، و ذلک لأن الجزء «12» المقدم «13» منه ألین «14» و الجزء المؤخر أصلب. و فرق بین الجزءین باندراج الحجاب الصلب الذی نذکره فیه إلی حد ما. و إنما لین «15» مقدم الدماغ لأن أکثر عصب الحس و خصوصا الذی للبصر و السمع ینبت منه، لأن الحس طلیعة و میل الطلیعة «16» إلی جهة المقدم أولی. و عصب الحرکة ینبت أکثره من مؤخره، و ینبت منه النخاع الذی هو رسوله و خلیفته فی مجری الصلب. و حیث یحتاج «17» أن ینبت منه أعصاب قویة. و عصب الحرکة محتاج «18» إلی فضل صلابة لا یحتاج إلیها عصب الحس، بل اللین أوفق لها «19» فجعل منشؤه أصلب. و إنما أدرج
______________________________
(1) لسرعة: بسرعة ط، م
(2) لا کل: لیس کل م
(3) استحالة: الاستحالة سا.
(4) و التشکل: و التشکیل د، سا، ط.
(5) ما یمده: مما یمده سا.
(6) النابت: النبات ط.
(7) الذی (الثانیة): التی ط، م.
(8) برطوبة: رطوبة م.
(9) أثقل: أبعد سا.
(10) متفاوت: متقارب سا
(11) فی: من د
(12) الجزء: الحرکة سا
(13) المقدم: المتقدم سا.
(14) ألین: اللین سا.
(15) و إنما لین: لین د؛ و لین سا، م.
(16) و میل و الطلیعة: و الطلیعة د، سا، ط، م.
(17) یحتاج:+ إلی ط
(18) محتاج:
محتاجة سا، ط، م.
(19) بل اللین أوفق لها: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 228
الحجاب فیه لیکون فضلا، و قیل لیکون اللین «1» مبرأ «2» عن مماسة الصلب و لین «3» ما یغوص فیه جدا «4». و قد «5» یشکل علی هذا القول أمر مماسة هذا الجزء «6» اللین من الدماغ لهذا المندرج الصلب، فعسی أن یکون ذلک الجزء من الحجاب المندرج قد عرض «7» له هناک من اللین ما هو زائد علی الذی فی الجزء من الحجاب الذی یغشی مؤخره. و کذلک الرقة التی یکون فیها «8» أیضا فإن الرقیق کاللین «9»، و فی تلیین «10» الحجاب هناک المنفعة المذکورة، و سقوط الحاجة إلی الصلابة، حیث یلقی به العظم.
و لهذا الطی منافع أخری، فإن الأوردة النازلة إلی الدماغ المتفرقة فیه تحتاج إلی «11» مستند و إلی شی‌ء یشدها «12»، فجعل هذا الطی دعامة لها. و تحت آخر «13» هذا العطف و إلی خلفه المعصرة و هو «14» مصب الدماء إلی فضاء ما کالبرکة، و منها «15» تتشعب جداول یتفرق «16» فیها «17» الدم و تتشبه بجوهر الدماغ، ثم تنشفها العروق من فوهاتها «18» و تجمعها إلی عرقین، کما «19» سنذکر تشریح ذلک.
و هذا الطی أیضا ینتفع به فی أن یکون منبتا لرباطات «20» الحجاب اللصیق «21» بالدماغ فی موازاة الدّرز اللامی «22».
و فی مقدم الدماغ منبت الزائدتین الحلمیتین اللتین یکون بهما الشم، و قد فارقتا لین الدماغ قلیلا، و لم تلحقهما صلابة العصب. و قد جلل الدماغ کله بغشاءین: أحدهما رقیق یلیه، و الآخر صفیق یلی العظم. و خلقا لیکونا حاجزین بین الدماغ و بین العظم «23»، و لئلا «24»
______________________________
(1) اللین: ساقطة من م
(2) مبرأ: ممیزا سا
(3) و لین: و لیس ط.
(4) و لین ما یفوص فیه جدا: ساقطة من د، سا، م.
(5) و قد: ساقطة من د، سا، م
(6) الجزء: أکثر د، سا، م.
(7) قد عرض: مما یعرض د، سا؛ یعرض ط، م.
(8) فیها: فیه د، سا
(9) کاللین: تحت الید د، سا، ط
(10) تلیین: لین د، سا.
(11) إلی:+ شی‌ء ط، م.
(12) یشدها: یستندها د؛ یسندها سا، م
(13) آخر: ساقطة من سا.
(14) و هو: و هی ط، م
(15) و منها: و فیها ط، م
(16) یتفرق: متفرق د
(17) فیها:
منها د، سا، ط، م.
(18) فوهاتها: فوفاتها د
(19) کما: و کما ب.
(20) منبتا لرباطات: منبت الرباطات ط، م
(21) اللصیق: الصفیق د، سا، م.
(22) الدرز اللامی: الدرز من القحف الذی یلیه ب؛ الدرز من القحف الذی یلیه اللامی ط.
(23) لیکونا حاجزین بین الدماغ و بین العظم: ساقطة من د، سا، م
(24) و لئلا: لئلا د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 229
یماس الدماغ جوهر العظم، و لا تتأدی إلیه الآفات من العظم. و إنما تقع هذه المماسة فی أحوال تزید الدماغ فی جوهره أو فی حال الانبساط الذی یعرض له عقیب الانقباض.
و قد یرتفع الدماغ «1» إلی القحف عند أحوال مثل الصیاح الشدید. فلمثل هذا من المنفعة ما جعل بین الدماغ و عظم القحف حاجز لین یتوسط بینهما فی اللین و الصلابة «2». و جعلا اثنین لئلا یکون الشی‌ء الذی تحسن ملاقاته للعظم «3» بلا واسطة، هو بعینه الشی‌ء الذی تحسن ملاقاته للدماغ بلا واسطة. بل فرق بینهما «4» فکان «5» القریب من الدماغ رقیقا، و القریب من العظم صفیقا، و هما معا «6» کوقایة واحدة. و هذا الغشاء مع أنه وقایة للدماغ فهو رباط للعروق «7» التی فی الدماغ، ساکنها و ضاربها. و هو کالمشیمة یحفظ أوضاع العروق بانتساجها فیه، و لذلک ما یداخل أیضا «8» جوهر الدماغ فی مواضع کثیرة مزردة «9» و تتأدی إلی بطونه و تنتهی عند المؤخر «10» لاستغنائه بصلابته عنه.
و الغشاء الثخین غیر ملتصق بالدماغ و لا بالرقیق أیضا التصاقا یتهندم «11» علیه فی کل موضع، بل هو مستقل عنه. إنما تصل بینهما العروق النافذة فی «12» الثخین إلی الرقیق.
و الثخین مستمر إلی القحف بروابط غشائیة تنبت من الثخین بشدة إلی الدروز لئلا یثقل «13» علی الدماغ جدا. و هذه الرباطات «14» أیضا «15» تطلع من الشؤون إلی ظاهر القحف، فتنبت هناک حتی ینتسج منها «16» الغشاء المجلل للقحف، و بذلک ما یستحکم ارتباط الغشاء الثخین بالقحف أیضا. و للدماغ فی طوله ثلاثة بطون، و إن کان کل بطن منه «17» فی عرضه ذا جزءین، فالجزء المقدم محسوس الانفصال إلی جزءین عظیمین «18» یمنة «19» و یسرة، عظمهما «20» عظم واحد،
______________________________
(1) یرتفع الدماغ: یرفع الحجاب ط.
(2) و إنما تقع ... و الصلابة ساقطة من د، سا، م.
(3) للعظم: للدماغ سا.
(4) بینهما: د، سا، م
(5) فکان: مکان د؛ و کان ط.
(6) معا: ساقطة من سا.
(7) للعروق: العروق ط، م.
(8) أیضا:+ فی ط
(9) مزردة: من دروزه ب، ط [الزردة: حلقة الدرع، ج زرود و الزّرد تدخل حلق الدرع بعضها فی بعض. (لسان العرب)].
(10) المؤخر:+ منقطعا ب، ط.
(11) یتهندم: یهدم م.
(12) فی: من د.
(13) یثقل: تبطل د.
(14) الرباطات: الرباط ط
(15) أیضا: ساقطة من د، سا، م.
(16) منها: منهما م:
(17) منه: ساقطة من م.
(18) عظیمین: ساقطة من د، سا، م
(19) یمنة: منه سا
(20) عظمهما: عظمها سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 230
و هو یعین علی الاستنشاق و علی بعض الفضل «1» بالعطاس و علی توزیع أکثر «2» الرّوح الحساس و علی أفعال القوة المصورة من قوی الإدراک الباطن.
و أما البطن المؤخر فهو أیضا عظیم؛ لأنه یملأ تجویف عضو عظیم، و لأنه مبدأ شی‌ء عظیم، أعنی النخاع. و منه تتوزع أکثر الروح المحرک. و هناک أفعال القوة الحافظة لکنه أصغر من المقدم، بل من کل واحد من بطنی «3» الجزء المقدم. و مع ذلک فإنه «4» یتصغر تصغرا مدرجا إلی النخاع و یتکاثف تکاثفا إلی الصلابة.
أما «5» البطن الأوسط «6» فإنه کمنفذ من الجزء المقدم إلی الجزء المؤخر و کدهلیز مضروب بینهما «7». و قد عظم لذلک و طال «8»؛ لأنه «9» مؤد من عظیم إلی عظیم «10». و به یتصل الروح المقدم بالروح المؤخر و تتأدی أیضا الأشباح المتذکرة و یتسقف «11» مبدأ هذا البطن الأوسط تسقف کری الباطن کالأزج «12». و یسمی به لیکون منفذا و مع ذلک مبعدا بتدویره من الآفات، و قویا علی حمل ما یعتمد علیه من الحجاب المدرج. و هناک یجتمع بطنا الدماغ المقدمان اجتماعا یتراءیان للمؤخر فی هذا المنفذ. و ذلک الموضع یسمی «13» مجمع البطنین. و هذا المنفذ نفسه بطن. و لما کان منفذا یؤدی عن التصور «14» إلی الحفظ، کان أحسن موضع للتفکر و التخیل علی ما علمت.
و یستدل علی أن هذه البطون مواضع هذه الأفعال من جهة ما یعرض لها من الآفات، فیبطل مع آفة کل جزء فعله أو تدخله آفة «15». و الغشاء الرقیق یستبطن بعضه فیغشی بطون الدماغ إلی الفجوة التی عند الطاق. و أما ماوراء ذلک فصلابته تکفیه تغشیة الحجاب إیاه.
و أما التزرید الذی فی بطون «16» الدماغ فلیکون «17» للروح النفسانی نفوذ فی جوهر الدماغ،
______________________________
(1) الفضل: الفضول ط، م
(2) اکثر: ساقطة من د، سا، م.
(3) بطنی: بطن م.
(4) فإنه: ساقطة من م.
(5) أما: فأما ب؛ و أما سا
(6) الأوسط: الوسط د، سا، م.
(7) و کدهلیز مضروب بینهما: ساقطة من د، سا، م.
(8) وطال: و طول ب
(9) لأنه: و هو د، سا، ط، م
(10) عظیم إلی عظیم: عظم إلی عظم د، سا.
(11) تسقف: تسقفا ط، م.
(12) کالأزج: [الأزج: الحاجب، اسم له فی لغة أهل الیمن (لسان العرب)].
(13) یسمی:+ منفد م.
(14) التصور: التصویر ط.
(15) أو تدخله آفة: ساقطة من د، سا، م.
(16) بطون: بطن د
(17) فلیکون: فیکون سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 231
کما فی بطونه. إذ لیس کل وقت تکون البطون متسعة متفتحة «1» أو الروح قلیلا، بحیث یسع البطون فقط؛ و لأن الروح إنما تکمل استحالته عن المزاج الذی للقلب إلی المزاج الذی للدماغ، بأن ینطبخ فیه انطباخا ما یأخذ به من مزاجه و هو أول ما یتأدی إلی الدماغ، یتأدی إلی جوفه الأول لینطبخ فیه، ثم ینفذ إلی البطن «2» الأوسط فیزداد فیه انطباخا، ثم یتم انطباخه «3» فی البطن المؤخر «4». و الانطباخ الفاضل إنما یکون لمخالطة «5» و ممازجة و نفوذ فی أجزاء «6» الطابخ کحال الغذاء فی الکبد، و علی ما نصفه لک فیما یستقبل «7» «8» لکن زرد «9» المقدم أکبر «10» أفرادا «11» من زرد «12» المؤخر؛ لأن نسبه الزرد «13» إلی الزرد کنسبة العضو إلی العضو بالتقریب. و السبب المصغر للمؤخر عن المقدم موجود فی الزرد «14». و بین هذا البطن و البطن المؤخر «15» و من تحتهما «16» مکان هو متوزع العرقین العظیمین الصاعدین إلی الدماغ- اللذین سنذکرهما- إلی شعبهما التی تنتسج منهما «17» المشیمة من تحت الدماغ. و قد عمدت تلک الشعب بحزم من جنس الغدد یملأ ما بینها «18» و تدعمها «19»، کالحال فی سائر المتوزعات العرقیة «20». فإن من شأن الخلاء الذی یقع بینها «21» أیضا أن «22» یملأ أیضا «23» بلحم «24» غددی.
و هذه الغدة «25» تتشکل بشکل الشعب المذکورة «26» و علی هیئة التوزع «27» الموصوف «28». فکما «29» أن الشعب و التوزع المذکور تبتدئ من مضیق و تتفرع إلی سعة «30» یوجبها «31» الانبساط، کذلک صارت هذه الغدة صنوبریة رأسها یلی مبدأ التوزع من فوق، و تذهب متجهة نحو غایتها
______________________________
(1) متفتحة: منتفخة م.
(2) البطن: بطن ط.
(3) انطباخه: ساقطة من ط
(4) یأخذ به من مزاجه ... البطن المؤخر: ساقطة من د، سا، م.
(5) لمخالطة: بمخالطة د، ط، م.
(6) أجزاء: الأجزاء ط
(7) لک فیما یستقبل: ساقطة من د، سا
(8) فیما یستقبل: ساقطة من م.
(9) زرد: درز م
(10) أکبر: أکثر سا، م
(11) أفرادا: إفراجا سا، م؛ إفرازا ط
(12) زرد: درز م
(13) الزرد (الأولی و الثانیة): الدرز م.
(14) الزرد: الدرد سا؛ الدرز م.
(15) و البطن المؤخر: و المؤخر د، سا، م
(16) و من تحتهما: من تحت د، سا، ط، م.
(17) منهما: منها د، ط، م.
(18) بینها: بینهما د، ط، م
(19) و تدعمها: و تدعمهما ط.
(20) العرقیة: ساقطة من سا
(22) من شأن الخلاء الذی یقع بینها أیضا أن: الخلاء بینهما د، م؛ الخلاء بینها سا
(21) بینها: بینهما ط
(23) أیضا (الثانیة): ساقطة من ط
(24) بلحم: باللحم م.
(25) الغدة: الغدد سا
(26) المذکورة:
ساقطة من د، سا، ط، م
(27) التوزع: المتوزع ط، م
(28) الموصوف: المذکور د، سا، ط، م
(29) فکما: و کما د.
(30) سعة: شعبه م
(31) یوجبها: یوجبه د، م؛ بوجه سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 232
إلی أن یتم تدلی الشعب، و یکون هناک منتسج «1» علی مثال المنتسج فی المشیمة فتستقر فیه.
و الجزء من الدماغ المشتمل «2» علی هذا البطن الأوسط عامته و أجزاؤه التی من فوق، دودی الشکل مزرد من زرد موضوعة فی طوله مربوط «3» بعضها إلی بعض؛ لیکون له أن یتمدد و أن یتقلص «4» کالدود، و باطن فوقه مغشّی بالغشاء الذی یستبطن الدماغ إلی حد المؤخر.
و هو مرکب علی زائدتین من الدماغ مستدیرتی إحاطة الطول «5»، کالفخذین یتقاربان «6» إلی التماس، و یتباعدان إلی الانفراج ترکیبا بأربطة تسمی و ترات، لئلا یزول عنه «7»، لیکون الدودة إذا تمددت و ضاق عرضها ضغطت هاتین الزائدتین إلی الاجتماع فینسد المجری؛ و إذا تقلصت «8» إلی القصر و ازدادت عرضا، تباعدت إلی الافتراق، فانفتح المجری.
و ما یلی منه مؤخر الدماغ أدق، و إلی التحدیب ما هو «9»، و یتهندم فی مؤخر «10» الدماغ کالوالج «11» فی مولج. و مقدمه أوسع من مؤخره علی الهیئة التی یحتملها «12» الدماغ. و الزائدتان المذکورتان تسمیان العتبتین «13»، و لا تزرید «14» فیهما «15» البتة، بل هما ملساوان «16»، لیکون شدهما «17» و إطباقهما «18» أشد، و لتکون إجابتهما إلی التحریک بسبب حرکة شی‌ء آخر أشبه بإجابة «19» الشی‌ء الواحد.
و لدفع فضول الدماغ مجریان: أحدهما فی البطن المقدم و عند الحد المشترک «20» بینه و بین الذی بعده، و الآخر فی البطن الأوسط. و لیس للبطن المؤخر مجری مفرد، و ذلک لأنه موضوع فی الطرف، و صغیر «21» أیضا بالقیاس إلی المقدم، و لا یحتمل ثقبا، و یکفیه و الأوسط مجری مشترک لهما، و خصوصا و قد جعل مخرجا للنخاع یتحلل بعض «22» فضوله،
______________________________
(1) منتسج: منتسجة ب.
(2) المشتمل: المستمکن م.
(3) مربوط: مربوطة ط؛ ساقطة من سا.
(4) یتقلص: یتقبض سا.
(5) مستدیرتی إحاطة الطول: مستدیرتین د، سا، ط، م
(6) یتقاربان: یقترنان د، سا؛ یفترقان م.
(7) عنه: عنها د، سا، ط، م.
(8) تقلصت: انفصلت سا.
(9) ما هو: ساقطة من د، سا، م
(10) مؤخر: مؤخرة ط.
(11) کالوالج فی مولج: ساقطة من د، سا، م
(12) یحتملها: تحتمله د، سا، ط، م.
(13) العتبتین: الیتین د، سا، م؛ غبتین ط
(14) تزرید: تزاید ط
(15) فیهما: فیها د، سا، م
(16) ملساوان: متساوان د؛ متساویان م
(17) لیکون شدهما: ساقطة من سا.
(18) و إطباقهما:
و انطباقهما د، سا، ط، م
(19) بإجابة: إلی إجابة د، سا، ط، م.
(20) المشترک:
+ الذی د، سا، ط، م.
(21) و صغیر: و متغیر ط.
(22) بعض: ببعض ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 233
و یندفع من جهته. و هذان المجریان إذا ابتدیا من البطنین و نفذا فی الدماغ نفسه «1» توربا «2» نحو الالتقاء عند منفذ واحد عمیق «3»، مبدؤه «4» الحجاب الرقیق، و آخره و هو أسفله عند الحجاب الصلب، و هو مضیق فإنه کالقمع یبتدئ من سعة «5» مستدیرة إلی مضیق، فلذلک «6» یسمی قمعا، و یسمی أیضا مستنقعا. فإذا نفذ «7» فی الغشاء الصلب لاقی هناک مجری فی غدة، کأنها کرة مغمورة من الجانبین، متقابلین فوق و أسفل، و هی بین الغشاء الصلب و بین مجری الحنک. ثم تجد هناک المنافذ التی فی مشاشة «8» المصفاة «9» فی أعلی الحنک «10». و قد ذکر فی التعلیم الأول أنه لیس فی جوهر «11» الدماغ دم البتة. فینبغی أن یعلم أن معناه أنه لیس فیه دم البتة علی هیئة الدم، بل یستحیل رطوبة أخری. و فیه أنه لا عروق فی جوهره، و معناه «12» أن العروق تنفذ إلیه من الحجاب، و تستبطنه، و ترسل الفوهات فی جرمه حتی یمتص منها «13» من غیر أن یکون جوهره جوهرا تنتسج فیه العروق، کما فی کثیر من اللحم، و کما فی الکبد و القلب.
و الدماغ أبرد الأعضاء الرئیسة حتی «14» أنه ربما «15» یمیز باللمس «16» کونه باردا بالقیاس إلی غیرها. و عظم الیافوخ ثخین لیبعد «17» عن «18» الآفة، متخلخل لیکون خفیفا.
و أقول: إنه لما کان الدماغ ناتئ الموضع عن الأطراف البعیدة، و کان مبدأ لتوجیه الأعصاب المؤدیة للحس و الحرکة إلی الأعضاء «19»، و کانت الأعصاب المحرکة إذا بعدت عن أوائلها إلی المواضع التی ترسل إلیها عرض لها أن تسترخی و لا یجود فعلها فی تحریک الأطراف، أرسل الصانع إلی قرب «20» الأطراف شعبة کأنها مختزلة من الدماغ
______________________________
(1) نفسه: وحده سا
(2) توربا: فوربا د.
(3) عمیق: ساقطة من د، سا، م
(4) مبدؤه: و مبدؤه ط، م.
(5) سعة: سعته م
(6) فلذلک: و لهذا سا.
(7) فإذا نفذ: فإنه أنفذ م.
(8) مشاشة: مشاشیة ب، د، سا؛ [المشاشة: واحدة المشاش، و هی رءوس العظام اللینة التی یمکن نصفها (لسان العرب)]
(9) ثم تجد ... الحنک: ساقطة من م
(10) المصفاة: المصفی ب، سا، ط.
(11) جوهر: ساقطة من د.
(12) و معناه:+ أنه م.
(13) منها: منه د، سا، ط، م.
(14) حتی: و حتی ب، د، سا
(15) ربما: ساقطة من د، سا، م
(16) باللمس: بالحس ب.
(17) لیبعد: یبعد ط، م
(18) عن:
من ط؛ ساقطة من م.
(19) إلی الأعضاء: ساقطة من سا.
(20) قرب: أقرب ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 234
لتتوزع من «1» «2» جانبیها أعصاب تتجه إلی جانبیها، و إلی أسفل تکون قریبة ما بین المصدر و المورد. و مع ذلک فقد وثق بها مفاصل الفقرات توثیق الحشو للمحشو، فکان کعماد لدعامة «3» البدن التی هی «4» الصلب. و لو کان الرأس منبتا لجمیع الأعصاب لاحتیج إلی «5» أن یکون أکبر من هذا بکثیر، و لکان «6» ثقیلا علی البدن جدا.
______________________________
(1) من: بین م
(2) من: فی د.
(3) لدعامة: الدعامة م
(4) هی: بین سا، ط، م
(5) إلی: ساقطة من د، سا.
(6) و لکان: و لو کان د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 235

الفصل التاسع (ط) فصل «1» فی منفعة العصب و تشریح الدماغی منه‌

منفعة «2» العصب منها ما هی بالذات، و منها ما هی بالعرض. أما التی «3» بالذات فهو إفادة الدماغ بتوسطها لسائر الأعضاء حسا و حرکة؛ و التی بالعرض، فمن ذلک تشدید اللحم و تقویة البدن، و من ذلک الإشعار بما یعرض من الآفات للأعضاء العدیمة الحس مثل الکبد و الطحال و الرئة. فإن هذه الأعضاء- و إن فقدت الحس- فقد أجری علیها لفافة عصبیة و غشیت بغشاء عصبی. فإذا ورمت أو تمددت بریح تأدی ثقل الورم أو تفریق الریح إلی اللفافة و إلی أصلها، فعرض لها من الثقل انجذاب، و من الریح تمدد «4» فأحس به.
و الأعصاب مبدؤها علی الوجه المعلوم هو الدماغ، و منتهی تفرعها «5» هو الجلد. فإن الجلد یخالطه لیف دقیق منبث فیه من أعصاب «6» «7» الأعضاء المجاورة له. و الدماغ مبدأ العصب «8» علی وجهین: فإنه مبدأ لبعض العصب بذاته، و مبدأ لبعضه بوساطة «9» النخاع السائل منه. و الأعصاب المنبعثة من الدماغ لا یستفید منها الحس و الحرکة إلا أعضاء لرأس و الوجه و الأحشاء الباطنة؛ و أما سائر الأعضاء فإنما تستفیدها «10» من أعصاب النخاع.
و قد یستدل علی عنایة عظیمة تختص «11» بما «12» ینزل من الدماغ إلی الأحشاء من العصب. فإن الصانع عز اسمه «13» احتاط فی وقایتها احتیاطا لم یوجبه فی سائر العصب، و ذلک لأنها
______________________________
(1) فصل: فصل ط ب؛ الفصل التاسع ط؛ ساقطة من د.
(2) منفعة: و منفعة ط
(3) التی: الذی ب، م.
(4) تمدد: تمزق د، سا، ط، م.
(5) تفرعها: تفریقها؛ تفرقها د، سا.
(6) أعصاب: ساقطة من د، سا، م
(7) من أعصاب: أعصاب من ط.
(8) العصب (الأولی): للعصب د، سا.
(9) بوساطة: بواسطة د، سا، ط، م.
(10) تستفیدها: تستفید ط.
(11) تختص:+ بها م
(12) بما: لماد.
(13) عز اسمه: ساقطة من ب، د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 236
لما بعدت من المبدأ وجب أن ترفد بفضل توثیق، فغشیت یجرم متوسط بین العصب و الغضروف فی قوامه، مشاکل لما یحدث فی جرم العصب عند الالتواء. و ذلک فی مواضع ثلاثة: أحدها عند «1» الحنجرة، و الثانی إذا صارت فی «2» أصول الأضلاع، و الثالث إذا جاوز موضع الصدر و الأعصاب الدماغیة الأخری. فما «3» کان المنفعة فیه منها هی إفادة الحس أنفذ من منبعه علی الاستقامة إلی العضو المقصود، إذ «4» کانت الاستقامة مؤدیة إلی المقصود من أقرب الطرق. و هنالک یکون التأثیر الفائض من المبدأ أقوی. و إذا «5» کانت الأعصاب الحسیة لا یراد فیها من التصلیب المحوج إلی التبعید عن جوهر الدماغ بالتعریج لیبعد من مشابهته فی اللین بالتدریج ما یراد فی أعصاب الحرکة، بل کلما کانت ألین کانت لقوة الحس «6» أشد تأدیة. و أما الحرکیة «7» فقد وجهت إلی المقصد بعد تعاریج تسلکها لتبعد عن المبدأ و تتدرج فی التصلیب «8». و قد أعان کل واحد من الصنفین علی الواجب فیه من التصلیب «9» و التلیین «10» جوهر منبته. إذ کان جل ما یفید الحس منبعثا عن مقدم الدماغ، و جل ما یفید «11» الحرکة منبعثا من مؤخره. و الجزء الذی هو مقدم الدماغ ألین قواما، و الجزء الذی هو مؤخر الدماغ أثخن قواما.
و قد ینبت من الدماغ أزواج من العصب سبعة:
فالزوج الأول مبدأه من غور «12» البطنین المقدمین من الدماغ عند جوار الزائدتین الشبیهتین بحلمتی الثدی اللتین بهما الشم. و هو صغیر مجوف یتیامن النابت منهما «13» یسارا، و یتیاسر النابت منهما یمینا، ثم یلتقیان علی «14» تقاطع صلیبی، ثم «15» ینفذ النابت یمینا إلی الحدقة الیمنی، و النابت یسارا إلی الحدقة الیسری، و تتسع فوهاتهما حتی تشتمل علی
______________________________
(1) عند: ساقطة من م
(2) فی: إلی ب.
(3) فما: لما د.
(4) إذ: و إذ ط.
(5) و إذ: و إذ ط.
(6) لقوة الحسن: القوة الحسیة م
(7) الحرکیة: الحرکة م.
(8) التصلیب: التصلب سا.
(9) التصلیب: التصلب د، سا، م
(10) و التلیین و التلین د، سا.
(11) یفید: یقدر سا.
(12) غور: عقب د.
(13) منهما:
بینهما م.
(14) علی: لا علی هامش ب
(15) ثم (الثانیة): بل هامش ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 237
الرطوبة التی تسمی زجاجیة. و هما «1» ینفذان علی التقاطع الصلیبی من غیر انعطاف. و قد ذکر لوقوع هذا «2» التقاطع منافع ثلاث: إحداها لتکون الروح السائلة إلی إحدی الحدقتین غیر محجوبة عن السیلان إلی الأخری إذا عرضت لها آفة، و لذلک تصیر کل واحدة من الحدقتین أقوی إبصارا إذا غمضت الأخری و أصفی منها لو لحظت و الأخری تلحظ «3»، و لهذا ما تزید الثقبة العینیة اتساعا إذا غمضت «4» الأخری و ذلک لقوة اندفاع الروح إلیها.
و الثانیة أن یکون للعینین «5» مؤدی واحد یؤدیان إلیه شبح المبصر فیتحد هناک، و یکون الإبصار بالعینین إبصارا واحدا «6» لتمثل «7» الشبح فی الحد المشترک، و لذلک تعرض للحول «8» أن یروا «9» الشی‌ء شیئین عند ما تزول إحدی الحدقتین إلی فوق أو إلی «10» أسفل، فتبطل به استقامة نفوذ المجری إلی التقاطع، و یعرض قبل الحد المشترک حد لانکسار العصبیة.
و الثالثة لکی تستدعم کل عصبة الأخری «11» و تستند إلیها و تصیر کأنها تنبت من قرب الحدقة.
و الزوج الثانی من أزواج العصب الدماغی منشؤه خلف منشأ الزوج الأول و مائلا عنه إلی الوحشی «12» و یخرج من الثقبة التی فی النقرة «13» المشتملة علی المقلة، فینقسم فی عضل المقلة. و هذا الزوج غلیظ جدا لیقاوم غلظه لینه الواجب لقربه من المبدأ، فیقوی علی التحریک، و خصوصا إذ لا معین له، إذ الثالث مصروف إلی تحریک عضو کبیر هو الفک الأسفل، فلا یفضل عنه فضلة، بل یحتاج إلی معین غیره، کما نذکره «14».
و أما الزوج الثالث فمنشؤه الحد المشترک من مقدم الدماغ، و مؤخره من لدن قاعدة الدماغ، و هو یخالط أولا الزوج الرابع قلیلا، ثم یفارقه. و یتشعب أربع شعب «15»:
شعبة تخرج من مدخل العرق السباتی الذی نذکره بعد، و تأخذ منحدرة عن الرقبة حتی
______________________________
(1) و هما: و قد ذکر جالینوس أنهما ط.
(2) هذا: هذه ط، م.
(3) تلحظ: لا تلحظ ط.
(4) غمضت: غمضنا د، سا، م.
(5) للعینین: للعین م.
(6) واحدا: ساقطة من م
(7) لتمثل: لیتمثل د، سا، م
(8) للحول: للأحول ط، م.
(9) یروا: یری ط، م
(10) أو إلی: و إلی م.
(11) الأخری: بالأخری ط.
(12) الوحشی: الوحش م
(13) النقرة: الفقرة سا؛ النقیرة م.
(14) نذکره: سنذکره ط.
(15) أربع شعب: شعبا ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 238
تجاوز الحجاب فتتوزع فی الأحشاء التی دون الحجاب. و شعبة مخرجها من ثقب فی عظم الصدغ، و إذا انفصل اتصل بالعصب المنفصل من الزوج الخامس الذی سنذکر حاله.
و شعبة تطلع فی الثقب الذی یخرج منه الزوج الثانی إذ کان مقصده «1» الأعضاء الموضوعة قدام الوجه، و لم یحسن أن تنفذ فی منفذ الزوج الأول المجوف فتزاحم أشرف العصب، و تضغطه «2» فینطبق التجویف. و هذا الجزء إذا انفصل، انقسم ثلاثة أقسام: قسم یمیل إلی ناحیة الماق و یتخلص إلی عضل الصدغین و الماضغین و الحاجب و الجبهة و الجفن؛ و القسم الثانی ینفذ فی الثقب المخلوق «3» عند اللحاظ حتی یخلص إلی باطن الأنف، فیتفرق فی الطبقة المستبطنة للأنف؛ و القسم الثالث و هو قسم غیر «4» صغیر ینحدر «5» فی التجویف البربخی «6» المهیأ فی عظم الوجنة فیتفرع إلی فرعین: فرع منه یأخذ إلی داخل تجویف الفم فیتوزع فی الأسنان، أما حصة الأضراس منها «7» فظاهرة، و أما حصة «8» سائرها فکالخفی عن البصر، و تتوزع أیضا «9» فی اللثة العلیا. و الفرع الآخر ینبت فی ظاهر الأعضاء هناک مثل جلدة الوجنة «10» و طرف الأنف و الشفة العلیا. فهذه أقسام الجزء الثالث من الزوج الثالث. و أما الشعبة الرابعة من الزوج الثالث فیخلص نافذا فی ثقبة فی الفک «11» الأعلی إلی اللسان، فیتفرق فی طبقته الظاهرة، و یفیده «12» الحس الخاص به و هو الذوق. و ما یفضل «13» من ذلک یتفرق فی غمود «14» الأسنان السفلی و لثاتها و فی الشفة السفلی. و الجزء الذی یأتی اللسان أدق من عصب العین، لأن صلابة هذا و لین ذاک یعادل غلظ ذاک «15» و دقة هذا.
و أما الزوج الرابع فمنشؤه خلف الثالث، و أمیل إلی قاعدة الدماغ، و یخالط الثالث کما قلنا، ثم یفارقه، و یخلص إلی الحنک فیؤتیه الحس. و هو زوج صغیر، إلا أنه أصلب من الثالث لأن الحنک و صفاق الحنک «16» أصلب من «17» صفاق «18» اللسان.
______________________________
(1) مقصده: مقصد د.
(2) و تضغطه: و تضغط د، سا، ط، م.
(3) المخلوق: المخلوقة د.
(4) غیر: ساقطة من م
(5) ینحدر: منحدر د
(6) البربخی:
الریحی م.
(7) منها: ساقطة من ط
(8) حصة: ساقطة من د.
(9) أیضا: ساقطة من سا
(10) الوجنة: الوجه د، م.
(11) الفک: فک ط.
(12) و یفیده: و تفیدها ط
(13) یفضل: ینفصل ب.
(14) غمود: غمور م.
(15) ذاک (الأولی): ذلک ط.
(16) و صفاق الحنک: ساقطة من د، سا، م.
(17) أصلب من: ساقطة من د
(18) صفاق (الثانیة): و صفاق د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 239
و أما الزوج الخامس، فکل فرد منه ینشق بنصفین علی هیئة المضاعف، بل عند أکثرهم کل فرد منه زوجان «1»، و منبته من جانبی الدماغ. و القسم الأول من کل زوج منه یعمد «2» إلی الغشاء المستبطن للصماخ «3»، فیتفرق فیه کله. و هذا القسم منبته بالحقیقة من الجزء المقدم «4» من الدماغ و به حس السمع. و أما القسم الثانی، و هو أصغر من الأول، فإنه یخرج من الثقب المثقوب فی العظم الحجری، و هو الثقب الذی یسمی بالأعور «5» و الأعمی لشدة التوائه و تعریج مسلکه، إرادة لتطویل المسافة و تبعید آخرها عن المبدأ، لیستفید العصب قبل خروجه منه بعدا من المبدأ، تتبعه «6» صلابة، فإذا برز اختلط بعصب الزوج الثالث، فصار أکبرهما إلی ناحیة الخد و العضلة العریضة، و صار الباقی منهما إلی عضل الصدغین. و إنما خلق الذوق فی العصبة الرابعة، و السمع فی الخامسة، لأن آلة السمع احتاجت إلی أن تکون مکشوفة غیر مسدود إلیها سبیل الهواء. و آلة الذوق وجب أن تکون محرزة. فوجب من ذلک أن یکون عصب السمع أصلب، فکان منبته من مؤخر الدماغ أقرب. و إنما اقتصر فی عضل العین «7» علی عصب واحد، و کثر «8» أعصاب عضل الصدغین، لأن ثقبة العین احتاجت إلی فضل سعة لاحتیاج العصبة «9» المؤدیة لقوة البصر إلی فضل غلظ لاحتیاجها إلی التجویف، فلم یحتمل العظم المنتقر لضبط المقلة ثقوبا کثیرة. و أما عصب الصدغین فاحتاجت إلی فضل صلابة، فلم یحتج إلی فضل غلظ، بل کان الغلظ مما یثقل «10» علیها «11» الحرکة. و أیضا المخرج الذی لها فی عظم حجری صلب یحتمل ثقوبا عدیدة «12».
و أما الزوج السادس «13» فإنه ینبت من «14» مؤخر الدماغ، متصلا بالخامس «15» مشدودا «16» معه
______________________________
(1) زوجان: زوج ب.
(2) یعمد: یعتمد م
(3) للصماخ: للسماخ ب.
(4) المقدم: المؤخر ط.
(5) بالأعور: الأعور ب.
(6) تتبعه: لیتبعه سا.
(7) العین: العینین ط
(8) و کثر: و کثیر د.
(9) العصبة: العصب م.
(10) یثقل: تنقد د
(11) علیها: عنها م.
(12) عدیدة: کثیرة سا، ط، م؛+ کثیرة د.
(13) السادس: الثالث سا
(14) من: فی د، سا، ط، م
(15) بالخامس: بالسادس م
(16) مشدودا: مشدودة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 240
بأغشیة و أربطة، کأنهما عصبة واحدة، ثم یفارقها و یخرج من الثقب الذی فی منتهی الدرز اللامی. و قد انقسم قبل الخروج ثلاثة أجزاء، ثلاثتها تخرج من ذلک الثقب معا.
فقسم منه یأخذ طریقه إلی عضل الحلق و أصل اللسان لیعاضد الزوج السابع علی تحریکها.
و القسم الثانی ینحدر «1» إلی عضل الکتف و ما یقاربها، و یتفرق أکثره فی العضلة العریضة التی علی الکتف. و هذا القسم صالح المقدار، و ینفذ معلقا إلی أن یصل إلی مقصده.
و أما القسم الثالث، و هو أعظم الأقسام الثلاثة، فإنه ینحدر إلی الأحشاء فی مصعد العرق السباتی، و یکون مشدودا إلیه مربوطا به «2» فإذا حاذی الحنجرة تفرعت منه شعب فأتت «3» العضل الحنجریة «4» التی رءوسها إلی فوق التی تشد «5» الحنجرة و غضاریفها، فإذا جاوزت الحنجرة صعد منها شعب «6» تأتی العضل المنتکسة «7» التی رءوسها إلی أسفل، و هی التی لا بد منها فی إطباق الطرجهالی و فتحه «8». إذ لا بد من جذب إلی أسفل، و لهذا یسمی العصب الراجع. و إنما أنزل هذا من الدماغ لأن النخاعیة لو أصعدت لصعدت «9» مورّبة غیر مستقیمة من مبدئها، فلم یتهیأ الجذب بها إلی أسفل علی الإحکام. و إنما خلقت من من السادس لأن ما فیه من الأعصاب اللینة و المائلة إلی اللین ما کان منها قبل السادس فقد توزع فی عضل الوجه و الرأس و ما فیهما «10».
و السابع لا ینزل علی الاستقامة نزول السادس، بل یلزمه توریب لا محالة. و لما کان قد یحتاج الصاعد «11» الراجع إلی مستند محکم شبیه بالبکرة لیدور علیه الصاعد متأیدا به، و أن یکون مستقیما وضعه صلبا قویا أملس موضوعا بالقرب، فلم یکن کالشریان العظیم.
و الصاعد من هذه الشعب ذات الیسار یصادف هذا الشریان، و هو مستقیم غلیظ، فینعطف علیه من غیر حاجة إلی توثیق کثیر. و أما الصاعد ذات الیمین فلیس «12» یجاوره «13»
______________________________
(1) ینحدر: فینحدر ب، د، سا، م.
(2) مربوطا به: برباطه سا.
(3) فأتت: و أتت د، سا، ط
(4) الحنجریة: الحنجرة م
(5) تشد: تشیل د، سا، ط، م.
(6) شعب: ساقطة من م
(7) المنتکسة: المنکسة م.
(8) و فتحه: ساقطة من سا.
(9) لصعدت: ساقطة من د:
(10) فیهما: فیه م.
(11) الصاعد:+ إلی ط.
(12) فلیس: و لیس ط
(13) یجاوره:+ فی جرم جزء د؛ فی جزء من سا؛ جرم م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 241
هذا الشریان علی صفة الأول «1»، بل یجاوره و قد «2» عرضت له دقة «3» لما انشعب «4» منه و فاتته «5» الاستقامة فی الوضع إذ «6» تورب مائلا إلی الإبط، فلم یکن بدمن توثیقه بما یستند علیه «7» بأربطة «8» تشد الشعب به لیتدارک بذلک ما فات من الغلظ و الاستقامة فی الوضع «9». و الحکمة فی تبعید هذه الشعب الراجعة هی أن تقارب «10» مثل هذا المتعلق و أن تستفید «11» بالتباعد عن «12» المبدأ قوة و صلابة. و أقوی العصب الراجع هو الذی یتفرق فی المطبقتین «13» من عضل الحنجرة، مع شعب عصب معینة. ثم سائر هذا العصب ینحدر فیتشعب منه شعب تتفرق فی أغشیة الحجاب و الصدر و عضلاتهما «14» و القلب «15» و الرئة و الأوردة و الشرایین التی هناک و باقیه، ینفذ «16» فی الحجاب فیشارک المنحدر من الجزء الثالث، و یتفرقان فی أغشیة الأحشاء، و ینتهی إلی العظم العریض.
و أما «17» الزوج السابع فمنشؤه من الحد «18» المشترک بین الدماغ و النخاع، و یذهب أکثره متفرقان فی العضل المحرکة للسان «19» و العضل المشترکة بین الدرقی و العظم اللامی، و سائره قد یتفق أن یتفرق فی عضل أخری مجاورة لهذه العضل، و لکن لیس ذلک بدائم. و لما کانت الأعصاب الأخری منصرفة «20» إلی واجبات أخری، و لم یکن یحسن أن تکثر الثقب فیما یتقدم «21» و لا من «22» تحت کان الأولی أن یأتی حرکة «23» اللسان عصب من هذا «24» الموضع إذ قد «25» أتی حسه من موضع آخر.
______________________________
(1) الأول. الأولی ط الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 241 الفصل التاسع(ط) فصل فی منفعة العصب و تشریح الدماغی منه ..... ص : 235
(2) و قد: جزء و قد د، سا؛ جزء قد م
(3) دقة: رقة ط
(4) انشعب:
لیشعب ما یشعب ب
(5) و فاتته: و فائدة م.
(6) إذ: إذا د، ط
(7) علیه: إلیه ط.
(8) باربطة: ساقطة من د.
(9) إذ تورب ... فی الوضع: ساقطة من م.
(10) هی أن تقارب: لیقارن د، م؛ لیفارق سا
(11) و أن تستفید: و لیستفید د، سا؛ و یستفید م؛+ لیفارق د.
(12) عن: من د
(13) المطبقتین: العضلتین طا.
(14) و عضلاتهما: و عضلاتها د، سا، ط، م
(15) و القلب:
و فی القلب ب.
(16) ینفذ: فنفذ د.
(17) و أما: أمام
(18) الحد: الجزء د.
(19) المحرکة للسان: المتحرک اللسان ط.
(20) منصرفة: متفرقة ط.
(21) یتقدم: متقدم د
(22) و لا من:
الأمر م
(23) حرکة: لحرکة ط
(24) هذا: هذه ط.
(25) إذ قد: و قد م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 242

الفصل «1» العاشر (ی) فصل فی تشریح سائر العصب و هو العصب الفقاری‌

و أما العصب النابت من النخاع السالک فی فقار الرقبة فهی ثمانیة أزواج.
زوج مخرجه من ثقبتی الفقرة الأولی، و یتفرق فی عضل الرأس وحدها، و هو صغیر دقیق، إذ کان الأحوط فی مخرجه أن یکون «2» ضیقا، علی ما تعلمه فی باب العظام.
و الزوج الثانی مخرجه ما بین الفقرة الأولی و الثانیة، أعنی الثقبة المذکورة فی باب العظام «3»، و یوصل أکثره إلی الرأس حس اللمس بأن یصعد موربا إلی أعلی القفا «4»، و ینعطف إلی قدام و ینبث علی الطبقة الخارجة من الأذنین، فیتدارک تقصیر الزوج الأول بصغره و قصوره عن «5» الانبثاث و الانبساط فی «6» النواحی التی تلیه بالتمام. و باقی هذا الزوج یأتی العضل التی «7» خلف العنق و العضلة «8» العریضة فیؤتیها الحرکة.
و الزوج الثالث منشؤه و مخرجه من الثقبة التی بین الثانیة و الثالثة، و یتفرع کل واحد «9» فرعین: فرع یتفرق فی عمق العضل التی هناک منه شعب، و خصوصا المقلبة «10» للرأس مع العنق، ثم یصعد إلی شوک الفقار، فإذا حاذاها تشبث بأصولها، ثم ارتفع إلی رءوسها، و خالط «11» أربطة غشائیة تنبت من تلک السناسن، ثم ینفذ منعطفا «12» إلی جهة الأذنین، و فی غیر «13» الإنسان ینتهی «14» إلی الأذنین، فیحرک عضل الأذنین. و الفرع الثانی
______________________________
(1) فصل. فصل ی ب؛ الفصل العاشر ط؛ ساقطة من د.
(2) أن یکون: ساقطة من ط.
(3) العظام: العظم د، سا
(4) القفا: الفقار د، سا، ط، م.
(5) عن: علی ب
(6) فی: إلی ط.
(7) التی: إلی م
(8) و العضلة: و العضل ط.
(9) کل واحد: کل د، سا؛ ساقطة من م.
(10) المقلبة: الملصقة م.
(11) و خالط: و خالطه ط
(12) منعطفا:
منعطفه د، سا، ط، م.
(13) غیر: ساقطة من د
(14) ینتهی: ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 243
یأخذ إلی قدام حتی یأتی العضلة «1» العریضة، و أول ما یصعد تلتف به عروق، و عضل تکتنفه، لیکون أقوی فی نفسه؛ و قد یخالط أیضا عضل الصدغین و عضل الأذنین فی البهائم؛ و أکثر تفرقه إنما هو فی عضل الخدین.
و أما الزوج الرابع فمخرجه من الثقبة التی بین الثالثة و الرابعة، و ینقسم کالذی قبله إلی جزء مقدم و جزء مؤخر. و الجزء المقدم منه صغیر، و لذلک یخالط الخامس. و قد قیل إنه قد ینفذ منه شعبة کنسج العنکبوت ممتدة علی العرق السباتی إلی أن یأتی الحجاب الحاجز «2» مارا «3» علی شقی الحجاب المنصف للصدر. و الجزء الأکبر منه ینعطف إلی خلف «4»، فیغور فی عمق العضل، حتی یخلص إلی السناسن، فیرسل شعبا إلی العضل المشترک بین الرأس و الرقبة، ثم یأخذ طریقه منعطفا إلی قدام فیتصل بعضل الخد و الأذنین فی البهائم و قیل إنه «5» ینحدر منه إلی الصلب.
و أما الزوج الخامس فمخرجه من الثقبة التی بین الرابع و الخامس، و یتفرع أیضا فرعین: و أحد الفرعین و هو المقدم هو أصغرهما یأتی عضل الخدین و عضل تنکیس الرأس و سائر العضل المشترکة للرأس و الرقبة. و الفرع الثانی ینقسم إلی شعبتین: شعبة هی المتوسطة «6» بین الأولی «7» و بین الشعبة الثانیة، یأتی أعالی الکتف، و یخالطه شی‌ء من السادس و السابع؛ و الشعبة الثانیة «8» تخالط شعبا من الخامس و السادس و السابع «9» و تنفذ «10» إلی وسط الحجاب.
و أما الزوج السادس و السابع و الثامن فإنها تخرج من سائر الثقب علی الولاء.
و الثامن مخرجه فی الثقبة المشترکة بین آخر فقار الرقبة و أول فقار الصلب. و تختلط شعبها «11» اختلاطا شدیدا؛ لکن أکثر السادس یأتی المسطح من الکتف، و بعض منه
______________________________
(1) العضلة: العضل د، سا، ط، م.
(2) الحاجز: ساقطة من د، سا، م
(3) مارا: ساقطة من م
(4) خلف: فوق م.
(5) و قیل إنه: و قبل أن ب، م.
(6) المتوسطة: متوسط د.
(7) الأولی: الأدنی د.
(8) الثانیة:+ هی ط، م
(9) و السابع: ساقطة من د
(10) و تنفیذ: ینفذ د.
(11) شعبها: شعبهما م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 244
أکثر من البعض الذی من الرابع. و أقل من البعض الذی للخامس یأتی الحجاب.
و السابع أکثره یأتی العضد «1»، و إن کان من شعبه ما یأتی عضل الرأس و العنق و الصلب مصاحبة لشعبة «2» الخامس و یأتی الحجاب. و أما الثامن فبعد الاختلاط و المصاحبة یأتی جلد الساعد «3» و الذراع، و لیس منه ما یأتی الحجاب. لکن الصائر من السادس إلی ناحیة الید لا یجاوز الکتف، و من السابع لا یجاوز العضد. و أما الذی یجی‌ء الساعد «4» من الکتف فهو من الثامن مخلوطا بأول النوابت من فقار الصدر. و إنما قسم الحجاب «5» من هذه الأعصاب دون أعصاب النخاع، لیکون الوارد علیها منحدرا من مشرف، فیحسن انقسامها فیه، و خصوصا إذا «6» کان «7» مقصدها هو الغشاء المنصف للصدر، و لم یمکن أن یأتیها عصب النخاع علی الاستقامة «8» من غیر انکسار بزاویة. و لو کان جمیع العصب المنحدر إلی الحجاب نازلا من الدماغ، لکان یطول مسلکه. و إنما جعل متصل هذه الأعصاب من الحجاب وسطه، لأنه لم یکن یحسن انبثاثها و انتشارها فیه علی عدل و سویة «9» لو «10» اتصل بطرف دون الوسط، أو کان «11» یتصل بجمیع المحیط، و کان ذلک ناکسا لمجری الواجب إذ کانت العضل إنما تفعل التحریک بأطرافها ثم المحیط هو المتحرک من الحجاب، فوجب أن یکون انتهاء العصب إلیه لا ابتداؤه. و لما وجب أن یأتی الوسط «12»، وجب تعلقه ضرورة، فوجب أن یحمی و یغشی وقایة، فغشیت وقایة حامیة «13» و تصحبه من الغشاء المنصف للصدر، و نزل «14» متکئا علیه. و لما کان فعل هذا العضو فعلا کریما جعل لعصبه «15» مباد «16» کثیرة، لئلا یبطل بآفة تلحق المبدأ الواحد.
و أما العصب النخاعی «17» الذی من فقار الصدر، فالأول من أزواجه مخرجه هو «18» بین
______________________________
(1) العضد: العضل د، سا.
(2) مصاحبة لشعبة: مصاقبة لشعب سا.
(3) جلد الساعد: جله الصاعد ط.
(4) الساعد: الصاعد ط.
(5) الحجاب: للحجاب د.
(6) إذا: إذ م
(7) کان:+ أول سا، ط.
(8) الاستقامة: استقامة ب.
(9) و سویة: و تسویة، سا، ط، م
(10) لو: و لو م
(11) أو کان: و کان ط.
(12) الوسط: العصب الوسط د
(13) حامیة:+ منه م.
(14) و نزل: و بزول د، م.
(15) لعصبه: لعصبته ط
(16) مباد: مبادی سا.
(17) النخاعی: النخاع د
(18) هو: ساقطة من د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 245
الأولی و الثانیة من فقار الصدر، و ینقسم إلی جزءین أعظمهما «1» یتفرق فی عضل الأضلاع و عضل الصلب، و ثانیهما «2» یأتی «3» ممتدا «4» علی الأضلاع الأول فیرافق ما یأتی «5» من تلک الجهة من عصب العنق «6»، و یمتدان «7» معا إلی الیدین حتی یوافیا الساعد و الکف «8».
و الزوج الثانی یخرج «9» من الثقبة التی تلی الثقبة المذکورة، فیتوجه جزء منه إلی ظاهر العضد، و یفیده الحس، و باقیه مع سائر الأزواج الباقیة یجتمع فینحو نحو عضل الکتف الموضوعة علیه المحرکة لمفصله «10» و عضل الصلب. فما کان من هذه العصب «11» نابتا من فقار «12» الصدر و الشعب «13» التی «14» لا تأتی منه الکتف، یأتی عضل الصلب و العضل التی فیما بین الأضلاع الخلص و الموضوعة خارج الصدر. و ما کان منبته من فقار أضلاع الزور فإنما یأتی العضل التی فیما بین الأضلاع و عضل البطن، و یجری مع شعب «15» هذه الأعصاب «16» عروق ضاربة و ساکنة، و یدخل فی مخارجها إلی النخاع و عصب القطن «17» یشترک فی أن جزءا منها یأتی عضل الصلب و جزءا یأتی عضل البطن و العضل «18» المستبطنة للصلب.
لکن الثلاثة العلی «19» تخالط «20» العصب النازل من الدماغ دون باقیها. و الزوجان السافلان یرسلان شعبا کبارا إلی ناحیة الساقین و یخالطها «21» شعب من الزوج الثالث و شعبة من أول أعصاب العجز، إلا أن هاتین الشعبتین لا تجاوزان مفصل الورک، بل تتفرقان فی عضله، و تلک تجاوزها إلی الساقین. و یفارق عصب الفخذین و الرجلین عصب الیدین فی أنها لا تجتمع کلها فتمیل غائرة إلی الباطن إذ لیس هیئة اتصال العضد بالکتف «22» کهیئة اتصال الفخذ بالورک، و لا اتصالها بمنبت أعصابها «23» کاتصال ذلک بمنبت أعصابها «24».
______________________________
(1) أعظمهما: أعظمها ط، م.
(2) و ثانیهما: و ثانیها د، م
(3) یأتی: ساقطة من م
(4) ممتدا: مبتدئا د، م
(5) ما یأتی:+ من م.
(6) العنق: ساقطة من د
(7) و یمتدان: و ممتدان د
(8) و الکف: و الکتف م.
(9) یخرج: فیخرج د، سا، ط.
(10) لمفصله: لعضله سا، م
(11) العصب: العضل م.
(12) لمفصله ... فقار: ساقطة من د
(13) و الشعب: فالشعب ط.
(14) التی: الذی سا.
(15) شعب: ساقطة من د، سا، ط، م
(16) الأعصاب: أعصاب م.
(17) القطن: القطر م.
(18) و العضل: و عضل ط.
(19) العلی: العلیا د، سا
(20) تخالط: یخالطه ط.
(21) و یخالطها:+ مع م.
(22) بالکتف: بالکف ب.
(23) أعصابها (الأولی):
أعضائها د، سا، م
(24) أعصابها (الثانیة): بأعضائها د؛ أعضائها ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 246
فهذه العصب تتوجه إلی ناحیة الساق توجها مختلفا، منه ما یستبطن منه، و منه لما یستظهر، و منه ما یغوص مستترا تحت العضل. و لما لم یکن للعضل «1» التی تنبت من ناحیة عظم العانه طریق إلی الرجلین من خلف البدن و من باطن الفخذین لکثرة ما هناک من العضل و العروق، أجری جزء من العصب الخاص بالعضل الذی «2» فی الرجلین فأنفذ فی المجری المنحدر إلی الخصیتین حتی یتوجه إلی عضل «3» العانة، ثم ینحدر إلی عضل الرکبة. و أما العصب النخاعی العجزی، فالزوج الأول من العجزی یخالط «4» القطنیة علی ما قیل، و باقی الأزواج و الفرد النابت من طرف «5» العصعص یتفرق فی عضل المقعدة و القضیب نفسه «6» و عضلة المثانة «7» و الرحم و فی غشاء البطن و فی الأجزاء إلا نسیة الداخلة فی عظم العانة و العضل المنبعثة من عظم العجز.
______________________________
(1) للعضل: العضل م.
(2) الذی: التی د، سا، ط.
(3) عضل: ساقطة من د.
(4) یخالط: یخالطه د، ط، م؛ یخالف سا.
(5) طرف: طریق ط، م.
(6) نفسه: و نفسه م
(7) المثانة: و المثانة د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 247

الفصل الحادی عشر (ک) فصل «1» فی العظام‌

ثم إنه یتکلم فی العظام فیقول: إن «2» العظام و ما یشبهها من الغضاریف جنة و دعامة، و من الحیوان الذی لا مفاصل محرکة لعظامه أو لخزفه، و بالجملة للجزء الصلب، منه ما یکون ذلک الجزء الصلب محیطا من خارج کالسلحفاة، و منه «3» ما یکون من داخل و یکون لا محالة علیه العضو اللین کما لاقیا، فخلق لحم أمثاله بین اللحم و العصب لا ینشق طولا، بل عرضا مستدیرا، لتکون عصبانیته «4» أدعم له. و للحیوان المحزز ظاهر بین العصب و العظم، و یکون من أجزاء مربوطة «5» بعضها ببعض، تمتد و تتصل. و لا یوجد فی هذا الحیوان مباد کثیرة للعروق و الشرایین «6»، بل مبدأه واحد لیکون أحوط له.
و الأسد صلب العظام مصمتها، و إذا حک عظم منه بعظم أوری.
و کثیر من الحیوان «7» له بدل العظام غضروف. و هذا هو الحیوان الذی یحتاج «8» إلی التفاف کثیر، و یکون رطب الجوهر، مائیا، قلیل «9» الأرضیة، و قد صینت «10» أرضیته فی قشره، و لم یکن یحتاج «11» إلی مصاکة أجسام صلاب، و ربما أعین غضروفه بشوک ینبت علیه.
و الغضروف المخی المفرق «12» المخ یستحیل فی أطرافه مخاطیا، و إذا «13» اجتمع المخ فی داخله کما فی کثیر من السمک کان أقوی و أبعد من المخاطبة. و الشوک و الأظفار و الحوافر
______________________________
(1) فصل: فصل ک ب؛ الفصل الحادی عشر ط؛ ساقطة من د.
(2) إن: ساقطة من د، سا.
(3) و منه: و منها ط.
(4) عصبانیته: عصبانیة ط.
(5) مربوطة: مربوط د، م.
(6) و الشرایین: و للشرایین د، سا.
(7) الحیوان: العظام م
(8) یحتاج: فیه+ م.
(9) قلیل: قلیلا د
(10) صینت: فنیت د، سا، ط، م.
(11) یحتاج: محتاجا ط.
(12) المفرق: المفترق ب، د، سا
(13) و إذا: فإذا م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 248
و الأظلاف و القرون کلها أیضا عظمیة و منسوبة «1» إلیه، و هی إما حاملة صلبة کالأظلاف و الحوافر، و إما أسلحة قویة کالقرون. و ربما اجتمع أن کان حاملا و جنة مثل الحافر فهی «2» تحمل الحیوان، و مع ذلک «3» فهی «4» سلاح بالرمح.
و نقول: إن من العظام ما قیاسه من البدن قیاس الأساس و علیه مبناه، مثل فقار الصلب «5» فإنه اساس للبدن «6» علیه یبنی کما تبنی السفینة علی الخشبة «7» التی تنصب فیها أولا.
و منها ما قیاسه من البدن قیاس المجن و الوقایة کعظم الیافوخ. و منها ما قیاسه قیاس السلاح الذی یدفع به «8» المصادم «9» و المؤذی مثل العظام التی تدعی السناسن، و هی علی فقار الظهر کالشوک. و منها ما هو حشو بین فرج المفاصل «10» مثل العظام السمسمانیة التی بین السلامیات. و منها ما هو متعلق للأجسام المحتاجة إلی علاقة کالعظم الشبیه «11» باللام لعضل الحنجرة و اللسان و غیرها «12».
و جملة العظام دعامة و قوام للبدن و ما کان من هذه العظام إنما یحتاج إلیه للدعامة فقط و الوقایة «13»، و لا یحتاج إلیه لتحریک الأعضاء، فإنه خلق مصمتا و إن کانت فی المسام و الخلل و الفرج التی لا بد منها. و ما کان یحتاج إلیه منها لأجل الحرکة أیضا، فقد زید فی مقدار «14» تجویفه و جعل تجویفه فی الوسط واحدا «15»، لیکون جرمه غیر محتاج إلی مواقف «16» الغذاء المتفرقة فیصیر رخوا، بل صلب جرمه و جمع «17» غذاؤه، و هو المخ فی حشوه.
ففائدة زیادة التجویف أن یکون أخف، و فائدة توحید التجویف أن «18» یبقی جرمه أصلب، و فائدة صلابة جرمه أن لا ینکسر عند الحرکات العنیفة، و فائدة المخ فیه لیغذوه «19»، علی ما شرحناه قبل، و لیرطبه «20» فلا یتفتت بتخفیف
______________________________
(1) و منسوبة: منسوبة د، سا.
(2) فهی (الأولی): فهو ط
(3) و مع ذلک؛ و هی مع ذلک ب
(4) فهی (الثانیة): فهو د، ط، م؛ ساقطة من سا.
(5) الصلب: الصدر ط
(6) للبدن: البدن ط
(7) الخشبة: الخشب د.
(8) به: بها ط؛ ساقطة من د، م
(9) المصادم: المصادة د؛ المضار سا.
(10) المفاصل: الأصابع ب.
(11) الشبیه: الشبیهة ط.
(12) و غیرها: و غیرهما ط.
(13) و الوقایة: أو للوقایة د؛ و للوقایة سا؛ أو الوقایة ط، م.
(14) مقدار: قدر م
(15) واحدا: جزءا د؛ جدا م
(16) مواقف:
موافق د، م.
(17) و جمع: و جمیع د.
(18) یکون ... أن: ساقطة من د.
(19) لیغذوه: لتعذره م
(20) و لیربطه: و لیربطه ط؛ و لرطبه م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 249
الحرکة، و لیکون و هو مجوف کالمصمت. و التجویف یقل إذا کانت الحاجة إلی الوثاقة أکثر، و یکثر إذا کانت الحاجة إلی الخفة أکثر. و العظام المشاشیة خلقت کذلک لأمر الغذاء المذکور، مع زیادة حاجة، بسبب شی‌ء یجب أن ینفذ فیها کالرائحة المستنشقة مع الهواء فی عظم المصفاة، و لفضول «1» الدماغ المدفوعة فیها.
و العظام کلها متجاورة متلاقیة، و لیس بین شی‌ء من العظام و بین العظم الذی یلیه مسافة کبیرة، بل فی بعضها مسافة یسیرة تملؤها لواحق غضروفیة أو شبیهة بالغضروفیة، خلقت للمنفعة التی للغضاریف. و ما لم یجب فیه مراعاة تلک المنفعة خلق المفصل بینها «2» بلا لاحقة کالفک الأسفل.
و المجاوات التی بین العظام علی أصناف. فمنها ما یتجاور تجاور مفصل سلس. و منها ما یتجاور تجاور مفصل عسر «3» غیر موثق. و منها ما یتجاور تجاور «4» مفصل موثق مرکوز أو مدروز «5» أو ملزق. و المفصل السلس هو الذی لأحد عظمیه أن یتحرک حرکاته سهلا من غیر أن یتحرک معه العظم الآخر، کمفصل الرسغ مع الساعد. و المفصل العسر الغیر الموثق، هو أن یکون حرکة أحد العظمین وحده صعبا و قلیل المقدار، مثل المفصل الذی بین الرسغ و المشط، أو مفصل ما بین العظمین من عظام المشط. و أما المفصل الموثق فهو الذی لیس لأحد عظمیه أن یتحرک وحده البتة، مثل مفصل عظام القص «6». فأما المرکوز فهو ما یوجد «7» لأحد العظمین زیادة، و للثانی نقرة ترتکز فیها تلک الزیادة ارتکازا لا یتحرک فیها، مثل الأسنان فی منابتها. و أما المدروز فهو الذی یکون لکل واحد من العظمین تحازیز و أسنان، کما للمنشار، و تکون أسنان هذا العظم «8» مهندمة فی تحازیز ذلک العظم، کما یرکب الصفارون صفائح النحاس. و هذا الوصل یسمی شأنا و درزا کما لمفاصل «9» عظام القحف. و الملزق منه ما هو ملزق طولا، مثل مفصل ما بین «10» عظمی الساعد، و منه ما هو ملزق عرضا مثل مفصل الفقرات السفلی من فقار الصلب، فإن العلی «11» بینها مفاصل «12» غیر وثیقة.
______________________________
(1) و لفضول: و کفضول ط.
(2) بینها: بینهما د، ط، م.
(3) عسر: ساقطة من سا
(4) تجاور: بتجاور ط
(5) مدروز: مدروس سا.
(6) القص: القس سا؛ القصر م.
(7) ما یوجد: ما لا یوجد م.
(8) العظم (الأولی): العظام م.
(9) کما لمفاصل: کمفاصل ط؛ کالمفاصل م.
(10) ما بین: بین ط.
(11) العلی بینها: العلیا بینهما ط
(12): مفاصل ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 250

الفصل الثانی عشر (ل) فصل «1» فی الأوصال الکلیة للعظام و الکلام «2» فی الأعلی منها و هو الرأس و تشریح عظامه «3»

قال «4»: و الشجر لا حاجة له «5» إلی مدفع «6» فضلة «7»، کما للحیوان. لأن الحیوان لیس یمتص نفس الغذاء الصرف من خارج، بل یأخذ جملة بعضها یستحیل إلی غذائه «8»، و یفضل فضل. و الذی یقبله الحیوان إلی داخل فیهضمه، و یعمل به أعمالا مختلفة و یتولد منه أخلاط مختلفة لشدة اختلاف أعضائه المتشابهة الأجزاء الذی «9» لیس «10» للشجر «11» مثلها فی الاختلاف الشدید. فأما الشجر فإنما «12» یمتص نفس الغذاء الذی لا فضل فیه من خارج، فإن فضل شی‌ء فإنما یکون مثل الفضول التی تکون فی أعضائنا بعد الهضم الثانی و الثالث.
فالعضو القابل للذی «13» هو بالقوة غذاء یغذو الذی فیه الغذاء الصرف، و یحتاج أن یمر منه، موضوع «14» فوق لأنه لو کان تحت «15» لصعب جذب الثقیل إلی قرار التغذیة. و العضو الدافع جعل تحت «16» لهذه العلة، و جعل العضو الذی یفیض منه الحار الغریزی فی الوسط إذ القرار ینبغی أن یکون بقرب الوسط، و الفاعل ینبغی أن یکون بقرب القرار. و أما الطلیعة و هو «17» الرأس فقد جعل فوق، و جعل فیه المنفذ القابل، و قلل لحمه لئلا یحقن «18» الدماغ کثرة اللحم،
______________________________
(1) فصل: الفصل الثانی عشر ط ساقطة؛ من د.
(2) للعظام و الکلام: الأوضاع الکلیة الأعضاء و کلام د.
(3) عظامه: علامه د.
(4) قال: ساقطة من ب، د؛+ المعلم ط
(5) له: لها ط
(6) مدفع: أن یندفع ط
(7) فضلة: فضلها ط.
(8) غذائه: غذائیة د، سا.
(9) الذی: التی ط، م
(10) لیس: لیست م
(11) للشجر: الشجر د.
(12) فإنما: فإنها ط، م.
(13) للذی: الذی د، م.
(14) یمر منه موضوع: یکون الممر فیه موضوعا ب.
(15) تحت: تحته د.
(16) تحت: تحته سا.
(17) و هو: و هی ط، م.
(18) یحقن: یخنق ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 251
و لا تجتمع البخارات فیه، و لا یجعل مزاجه أسخن من الصواب، فإن «1» الصواب أن یکون أبرد، و خصوصا و قد خلق هناک قحف صلب، فلا حاجة إلی زیادة.
و أما «2» منفعة جملة عظم القحف، فهی أنه جنة للدماغ ساترة و واقیة عن الآفات.
و أما المنفعة فی خلقه «3» قبائل کثیرة و عظاما فوق واحد «4» فتنقسم إلی جملتین: جملة معتبرة بالأمور التی بالقیاس إلی العظم نفسه، و جملة معتبرة بالقیاس إلی ما یحویه العظم.
أما الجملة الأولی فتنقسم إلی منفعتین: إحداهما أنه إن «5» اتفق أن تعرض للقحف آفة فی جزء من کسر أو عفونة لم یجب أن یکون ذلک عاما للقحف کله، کما یکون لو کان عظما واحدا. و الثانیة أن لا یکون فی عظم واحد اختلاف أجزاء فی الصلابة و اللین و التخلخل و التکاثف و الرقة و الغلظ، الاختلاف الذی یقتضیه المعنی المذکور عن قریب.
و أما الجملة الثانیة فهی المنفعة التی تتم بالشئون. فبعضها بالقیاس إلی الدماغ نفسه بأن یکون لما غلظ من «6» الأبخرة الممتنعة عن النفوذ فی العظم نفسه «7» لغلظه طریق و مسلک لتفارق «8» فینقی «9» الدماغ بالتحلل. و منفعة بالقیاس إلی ما یخرج من الدماغ من لیف العصب الذی «10» ینبت فی أعضاء الرأس لیکون لها طریق. و منفعتان تشترکان بین القطاع «11» و بین شیئین آخرین. أحدهما بالقیاس إلی العروق و الشرایین الداخلة «12» إلی داخل الرأس لکی «13» یکون لها طریق. و منفعة بالقیاس إلی الحجاب الغلیظ الثقیل فتتشبث «14» أجزاء منه بالشئون فیستقل «15» عن الدماغ، و لا یثقل علیه.
و الشکل الطبیعی لهذا العظم هو الاستدارة لأمرین «16» و منفعتین: أحدهما «17» بالقیاس إلی
______________________________
(1) فإن: و من ط.
(2) و أما: فأما ط.
(3) خلقه: خلقها د، سا؛ خلقتها ط، م
(4) واحد: واحدة د، سا، ط، م.
(5) إن: إذا ط؛ ساقطة من م.
(6) من: فی ط
(7) نفسه: ساقطة من ط، م.
(8) لتفارق: لتفارقه ط؛ ساقطة من د، سا، م
(9) فینقی: ینقی د، سا؛ ساقطة من م.
(10) الذی: التی د، سا، ط، م؛+ ینفذ م
(11) القطاع: الدماغ ط.
(12) الداخلة: إلی داخله د؛ إلی داخله أی م.
(13) لکی: التی د، سا؛ الذی م.
(14) فتنشبث: فتنشبک د، سا، م.
(15) فیستقل: فیتسفل م.
(16) لأمرین: للأمرین ط
(17) أحدهما: إحداهما ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 252
داخل، و هو أن الشکل المستدیر أعظم مساحة «1» مما یحیط به غیره من الأشکال المستقیمة الخطوط إذا تساوت «2» الإحاطة «3». و الآخر «4» بالقیاس إلی خارج، و هو أن الشکل المستدیر لا ینفعل من المصادمات ما ینفعل عنه ذوات الزوایا، و خلق إلی طول مع استدارته، لأن منابت الأعصاب «5» الدماغیة موضوعة فی الطول «6»، و کذلک «7» یجب لئلا ینضغط.
و له نتوءان إلی قدام و إلی خلف «8» لیقیا الأعصاب «9» المنحدرة من الجنبتین «10». و لمثل هذا الشکل دروز ثلاثة حقیقیة و درزان کاذبان. و من الأول «11» درز «12» مشترک مع الجبهة قوسی هکذا و یسمی الإکلیلی «13». و درز منصف لطول الرأس مستقیم یقال له وحده سهمی، و إذا اعتبر من جهة اتصاله بالإکلیلی قیل له سفودی، و شکله کشکل «14» قوس یقوم فی وسطه «15» خط مستقیم کالعمود، و هو هکذا.
و الدرز الثالث، و هو مشترک بین الرأس من خلف و بین قاعدته، و هو علی «16» شکل زاویة متصل بنقطتها طرف السهمی، و یسمی الدرز اللامی لأنه یشبه اللام فی کتابة الیونانیین. و إذا انضم إلی الدرزین المقدمین صار شکله هکذا. و أما الدرزان الکاذبان فهما آخذان فی طول الرأس علی موازاة السهمی من الجانبین، و لیسا «18» بغائصین فی العظم تمام الغوص، و لهذا یسمیان القشریین «17».
و أما أشکال الرأس الغیر الطبیعیة فهی ثلاثة: أحدها أن ینقص النتوء المقدم فیفقد له من الدروز الدرز الإکلیلی. و الثانی أن ینقص النتوء المؤخر «19» فیفقد له من الدروز.
______________________________
(1) مساحة: مسافة ب.
(2) تساوت: تساوی م
(3) الإحاطة: إحاطتها د، سا، ط، م
(4) و الآخر: و الأخری ط.
(5) الأعصاب: الأغصان سا
(6) الطول: طوله ط، م
(7) و کذلک: فکذلک ط؛ ساقطة من د.
(8) و إلی خلف: و خلف د، سا
(9) لیقیا الأعصاب: لیفا للأعصاب م.
(10) الجنبتین: الجنبین م.
(11) الأول: الأولی ط
(12) درز:
دروز م: د؛ سا؛- م.
(13) الإکلیلی: الإکلیل ب.
(14) کشکل: شکل ب
(15) وسطه: وسطها ط.
: ط؛ م.
(16) و هو علی: و علی م.
-: هامش ب: م؛ ط.
(17) و لیسا: و لیستا ط.
(18) القشریین: القشریتین د؛ القشرین م.
(19) المؤخر:
المتأخر ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 253
الدرز اللامی. و الثالث أن یفقد له النتوءان جمیعا، و یصیر الرأس کالکرة متساوی «1» الطول و العرض.
قال فاضل الأطباء جالینوس «2»: إن هذا الشکل لما تساوت «3» فیه الأبعاد وجب فی العدل أن تتساوی فیه «4» قسمة «5» الدروز. و قد کان قسمة الدروز فی الأول للطول درز و للعرض درزان، فیکون هاهنا للطول درز و للعرض کذلک درز واحد، و أن یکون الدرز العرضی «6» فی وسط العرض من الأذن إلی الأذن، کما أن الدرز الطولی فی وسط الطول.
قال هذا الفاضل منهم: و لا یمکن أن یکون للرأس شکل رابع غیر طبیعی، حتی یکون الطول أنقص من العرض، إلا و ینقص من طول «7» الدماغ أو جرمه شی‌ء، و ذلک «8» مضاد «9» للحیاة مانع عن صحة الترکیب. و صوب قول مقدم الأطباء بقراط، إذ جعل أشکال الرأس ثلاثة «10» فقط و للرأس بعد هذا «11» خمسة عظام، أربعة کالجدران، و واحدة کالقاعدة. و جعلت هذه الجدران أصلب من الیافوخ، لأن السقطات و الصدمات علیها أکثر، و لأن الحاجة إلی تخلخل القحف و الیافوخ أمسّ لأمرین: أحدهما لینفذ «12» فیه البخار المتخلل «13»؛ و الثانی لئلا یثقل علی الدماغ. و جعل أصلب الجدران مؤخرها، لأنها «14» أغبب «15» عن «16» حراسة الحواس.
فالجدار الأول هو عظم الجبهة، و یحده من فوق الدرز الإکلیلی، و من أسفل درز یمتد من طرف الإکلیلی مارا علی العین عند الحاجب متصلا آخره بالطرف الثانی من الإکلیلی. و الجداران اللذان یمنة و یسرة فهما العظمان اللذان فیهما الأذنان، و یسمیان الحجریین لصلابتهما. و یحد کل واحد منهما من فوق الدرز القشری، و من أسفل درز یأتی «17»
______________________________
(1) متساوی: یتساوی: یتساوی ط.
(2) جالینوس: ساقطة من د، سا، ط، م
(3) تساوت:
تساوی ب، د، سا، م.
(4) فیه: ساقطة من ط
(5) قسمة: ساقطة من د.
(6) العرض: العرضی د.
(7) طول: بطون ب.
(8) و ذلک:+ شی‌ء ط، م
(9) مضاد: یضاد ط.
(10) ثلاثة: أربعة ط
(11) هذا: ساقطة من ط.
(12) لینفذ: لتنفیذ م.
(13) المتخلل:
المتخلخل ط، م
(14) لأنها: لأنه ط
(15) أغبب: أعنیت د، سا، م؛ غایب ط؛ [غبب عن القوم: دفع عنهم (لسان العرب)].
(16) عن: علی سا.
(17) یأتی‌ء: ناتئ د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 254
من طرف الدرز اللامی و یمر منتهیا إلی- الإکلیلی، و من قدام جزء من الإکلیلی، و من خلف «1» جزء من اللامی. و أما الجدار الرابع فیحده من فوق الدرز اللامی، و من أسفل الدرز المشترک بین الرأس و الوتد و یصل بین طرفی اللامی. و أما قاعدة الدماغ فهو «2» العظم الذی یحمل سائر العظام، و یقال له الوتدی. و خلق صلبا لمنفعتین: إحداهما أن الصلابة تعین علی الحمل، و الثانیة «3» أن الصلب أقل قبولا للعفونة من الفضول.
و هذا العظم موضوع تحت فضول تنصب «4» دائما، فاحتیط فی تصلیبه. و فی کل واحد من جانبی الصدغین عظمان صلبان یستران «5» العضل «6» المارة «7» فی الصدغ، و وضعهما فی طول الصدغ علی الوراب و یسمیان الزوج.
قال الفیلسوف: اللمس لیس مبدؤه من الرأس، بل «8» من القلب. و کذلک الحس الذوقی «9» فإنه لمس ما. و قد قیل فی هذا ما قیل و یحتاج أن نتأمله. و أما الحس البصری و السمعی و الشمی «10» فإنه و إن کان مبدؤه القلب فالقلب نفسه لا یری و لا یسمع و لا یشم، بل آلات هذه الأفعال فی الدماغ. قال: و أما آلة اللمس فهو اللحم أو العصب «11»، و کلاهما موجودان فی القلب. کأنه یقول: إن بعض أفعال هذه القوی یتم للمبدإ بنفسه، و بعضها لا یتم. کما یقول الأطباء: إن الدماغ یلمس بنفسه و لا یبصر بنفسه.
______________________________
(1) خلف: خلفه د.
(2) فهو: فهی ط، م.
(3) و الثانیة: و الثانی د، سا، ط، م.
(4) تنصب:+ إلیه ط.
(5) یستران: یستتران ط
(6) العضل: العصب ط
(7) المارة:
المار ط.
(8) بل: لکن ط، م.
(9) الذوقی: الدرقی م.
(10) و الشمی: ساقطة من م.
(11) أو العصب: و العصب سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 255

الفصل الثالث عشر (م) فصل «1» فی تشریح آلات البصر و عضلها

فنقول: أما «2» الإبصار، فیحتاج فیه إلی «3» رطوبة مائیة صافیة تقبل الأشباح. فبالحری أن تکون آلته جوهرا دماغیا مثل البردیة. و أما السمع و الشم، فیحتاجان إلی آلتین «4» یدخل إلیهما الهواء، و یفعل فیهما غیر الفعل الذی من الحر و البرد و الیبوسة و الرطوبة.
و قوة الإبصار و مادة الروح الباصرة «5» تنفذ إلی العین من طریق العصبتین المجوفتین اللتین عرفتهما.
و یغشی هاتین العصبتین ثلاثة أغشیة: اثنان ینبتان معهما من الغشاءین اللذین للدماغ و هما: رقیق من تحت، و صفیق من فوق، و الثالث غشاء ینحدر إلی العین من جملة «6» الغشاء المجلل للقحف. و إنما جوفت العصبتان لینفذ فیهما الجسم اللطیف أعنی الروح «7» النفسانی الباصر، و هو المسمی روحا باصرا، الذی تحول السدة «8» الغائرة «9» عن نفوذه إلی الحدقة، و إنما «10» یتصلان «11» بالعین لیحسن اعتماد «12» کل واحد منهما علی الآخر، و استناده إلیه «13» فلا یسترخی، و لیکون «14» لتأدیة الإبصار مجمع واحد.
و لذلک ما یوجب انکسارها دون الرؤیة رؤیة «15» الواحد اثنین، و علی نحو ما قلنا حیث شرحنا أمر الحس، و لتکون الروح المنصبة إلی إحدی العینین ممکنة «16» من الرجوع
______________________________
(1) فصل: الفصل الثالث عشر ط؛ ساقطة من د.
(2) أما: إن ط
(3) إلی: ساقطة من د.
(4) التین: ثقبین د؛ ثقبتین سا؛ آلتین ثقبتین ط.
(5) الروح الباصرة: الجلیدیة د، م؛ الجلیدیة الروح سا، ط.
(6) جملة: جهة م
(7) أعنی الروح: الحامل للروح د، سا، ط، م.
(8) السدة: السرة د؛ لشدة م
(9) الغائرة: السائرة بخ.
(10) و إنما: إنماط
(11) یتصلان: یفصلان م
(12) اعتماد: لاعتماد م
(13) إلیه: ساقطة من سا.
(14) و لیکون:
فیکون سا؛ و یکون ط.
(15) رؤیة: ساقطة من د.
(16) ممکنة: متمکنة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 256
بقوتها إلی العین الأخری من طریق قریب «1» إذا أصابت تلک العین آفة أو منع؛ و هذا شی‌ء قد مر «2» لک. و إذا انحدرت العصبة و الأغشیة التی تصحبها «3» إلی الحجاج اتسع «4» طرف کل واحد منهما، و امتلأ و انبسط، و اتسع «5» اتساعا یحیط بالرطوبات التی فی الحدقة التی أوسطها الجلیدیة، و هی رطوبة صافیة کالبرد و الجلید «6» مستدیرة ینقص «7» من تفرطحها من قدامها «8» استدارتها. و قد فرطحت لیکون المتشبح فیها أوفر مقدارا «9» و یکون للصغار من المرئیات «10» قسم بالغ یتشبح فیه «11»، و لذلک «12» فإن مؤخرها یستدق یسیرا لیحسن انطباقها فی الأجسام الملتقمة لها «13» المستعرضة المستوسعة عن دقة فیحسن «14» التقامها إیاها.
و جعلت هذه الرطوبة فی الوسط، لأنه أولی الأماکن بالحرز و جعل وراءها رطوبة أخری تأتیها من الدماغ لتغذوها، فإن بینها و بین الدم الصرف تدریجا.
و هذه الرطوبة تشبه الزجاج الذائب «15» صفاء یضرب إلی قلیل حمرة. أما «16» الصفاء فلأنها تغذو الصافی، و أما قلیل الحمرة فلأنها من جوهر الدم. و لم تستحل إلی مشابهة ما یغتذی به تمام الاستحالة، و إنما أخرت هذه الرطوبة عنها لأنها من بعث الدماغ إلیها بتوسط الشبکی، فیجب أن تلی جهته.
و هذه الرطوبة تعلو النصف المؤخر من الجلیدیة إلی أعظم دائرة فیها «17»، و قدامها رطوبة أخری تشبه بیاض البیض و تسمی بیضیة، و هی کالفضل عن جوهر الجلیدیة.
و فضل الصافی صاف. و وضعت من قدام لسبب متقدم و لسبب «18» کالتمام. و السبب المتقدم هو أن جهة الفضل مقابلة «19» لجهة الغذاء. و السبب التمامی «20» أن یتدرج «21» حمل الضوء علی الجلیدیة
______________________________
(1) قریب: ساقطة من ط، م.
(2) قد مر: قدم د
(3) التی تصحبها: ساقطة من د، سا، ط، م
(4) اتسع: لیتسع م
(5) و اتسع: ساقطة من ب.
(6) و الجلید: و الجلیدیة ط، م
(7) ینقص:+ من م.
(8) تفرطحها من قدامها: من تفرطح قدامها طا.
(9) مقدارا: ساقطة من د، سا، م.
(10) المرئیات:+ منه د، سا، ط، م
(11) یتشبح فیه: ساقطة من د، سا، ط، م
(12) و لذلک: و کذلک م.
(13) لها: ساقطة من د
(14) فیحسن: فلیحسن ط.
(15) الذائب:+ و لون الزجاج الذائب سا، ط، م
(16) أما: و أما ط، م.
(17) فیها: ساقطة من د
(18) لسبب متقدم و لسبب: بسبب متقدم و بسبب د، ط؛ بسبب متقدم و لسبب م.
(19) مقابلة: مقابل ب، م
(20) التمامی: النامی م
(21) یتدرج: یدرج د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 257
و یکون کالجنة لها. ثم أن «1» طرف العصبة یحتوی علی الزجاجیة و الجلیدیة إلی الحد الذی بین الجلیدیة «2» و البیضیة. و الحد الذی تنتهی عنده الزجاجیة «3» عند الإکلیل احتواء الشبکة علی الصید، فلذلک تسمی شبکیة «4» و ینبت عن طرفها نسج عنکبوتی یتولد منه «5» صفاق لطیف تنفذ معه خیاطات من الجزء المشیمی الذی سنذکره.
و ذلک الصفاق «6» حاجز بین الجلیدیة و بین البیضیة «7»، لیکون بین اللطیف و الکثیف حاجز ما، و لیأتیه غذاء من أمامه نافذ إلیه من الشبکی و المشیمی. و إنما «8» کان رقیقا کنسج العنکبوت، لأنه لو کان کثیفا قاتما فی وجه الجلیدیة لم یبعد أن یعرض منه «9» لاستحالاته «10» أن یحجب الضوء عن الجلیدیّة من طریق «11» البیضیة.
و أما طرف الغشاء الرقیق فإنه یمتلئ و ینتسج عروقا کالمشیمة، لأنه منفذ الغذاء بالحقیقة. و لیس یحتاج إلی أن تکون جمیع «12» أجزائه مهیأة للمنفعة الغذائیة، بل الجزء المؤخر، و یسمی مشیمیا. و أما ما جاوز ذلک الحد إلی قدام فیثخن صفاقا إلی الغلظ ما هو، ذا لون آسمانجونی بین البیاض و السواد، لیجمع البصر، و یعدل الضوء فعل إطباقنا البصر عند الکلال التجاء إلی الظلمة و الضوء، أو إلی الترکیب من الظلمة و الضوء «13»، و لیحول «14» بین الرطوبات و بین القرنی الشدید الصلابة، و یقف کالمتوسط العدل، و لیغذو القرنیة بما یتأدی إلیه من المشیمیة «15»، و لا تتم إحاطته من قدامه، لئلا یمنع تأدی الأشباح إلی الجلیدیة، بل یخلی «16» قدامه فرجة و ثقبة، کما یبقی من العنب عند نزع ثفروقه عنه. و فی تلک الثقبة العنبیة «17» تقع «18» التأدیة؛ و إذا انسدت «19» منعت الإبصار «20». و فی باطن هذه الطبقة العنبیّة
______________________________
(1) أن: ساقطة من د.
(2) إلی الحد الذی بین الجلیدیة: ساقطة من م.
(3) الزجاجیة عند: ساقطة من د.
(4) شبکیة: شبکة د
(5) منه: من ط، م.
(6) و ذلک الصفاق: ساقطة من م.
(7) و بین البیضیة: و البیضیة ط.
(8) و إنما: فإنما م.
(9) منه: ساقطة من م.
(10) لاستحالاته: لاستحالة
(11) من طریق:
إلی سا، م.
(12) جمیع: بجمیع ط.
(13) التجاء إلی الظلمة و الضوء أو إلی الترکیب من الظلمة و الضوء: التجاء إلی الظلمة و الضوء ط؛ ساقطة من د، سا، م.
(14) و لیحول: و یحول د، سا، م.
(15) المشیمیة: المشیمة د، سا، ط.
(16) یخلی: علی د، سا، ط، م.
(17) العنبیة:
ساقطة من د، سا
(18) تقع: منفذ به ط؛ منفذ م
(19) انسدت: فسدت د، سا، طا
(20) الإبصار: الاتصال ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 258
خمل حیث یلاقی الجلیدیة لتکون أشبه بالمتخلخل اللین، و یقل أذی مماسته «1».
و أصلب «2» أجزائه مقدمه حیث یلاقی الطبقة القرنیة الصلبة، و حیث ینثقب لیکون ما یحیط بالثقبة أصلب. و الثقبة مملوة «3» رطوبة بیضیة للمنفعة المذکورة و روحا یدل علیه «4» ضمور ما یواری «5» الثقبة عند قرب الموت.
و أما «6» الحجاب الثانی فإنه صفیق جدا لیحسن الضبط، و یسمی مؤخره طبقة صلبة و صفیقة، و مقدمه یحیط بجمیع الحدقة، و یشف لئلا یمنع الإبصار، فیکون لذلک فی لون القرن «7» المرقق بالنحت و الجرد، و یسمی لذلک قرنیة. و أصفق أجزائه ما یلی قدامه «8»، و هی بالحقیقة مؤلفة «9» من طبقات رقاق أربع کالقشور المتراکبة، إن انقشرت منها واحدة لم تعم «10» الآفة. و منها ما یحاذی الثقبة؛ لأن ذلک الموضع إلی الستر و الوقایة أحوج.
و أما الثالث فیختلط بعضل «11» حرکة الحدقة و یمتلئ کله لحما أبیض دسما لیلین العین و الجفن و یمنعها أن تجف، و تسمی «12» جملته الملتحمة.
فأما العضل المحرکة للمقلة فهی عضل ست، أربع منها فی جوانبها الأربع فوق و أسفل و الماقین «13» کل واحدة «14» منها «15» یحرک إلی جهته «16»، و عضلتان إلی التوریب ما هما «17» تحرکان إلی الاستدارة. و وراء المقلة عضل تدعم العصبة المجوفة فتقلها و تمنعها الاسترخاء المجحظ و تضبطها عند التحدیق. و هذه العضلة قد عرض لأغشیتها الرباطیة من التشعب ما شکک فی أمرها. فهی عند بعض المشرحین «18» عضلة واحدة و عند بعضهم عضلتان، و عند بعضهم ثلاث؛ و علی کل حال فرأسها رأس «19» واحد.
______________________________
(1) مماسته:+ خشونة سا.
(2) و أصلب: و أصل م.
(3) مملوة: تملؤها ط؛ تملؤه م
(4) علیه: ذلک علی د؛ علی ذلک سا.
(5) یواری:
یوازی د، ط.
(6) و أما: فأما ط، م.
(7) القرن: القرنی م
(8) قدامه: قدام د، سا؛ قداما م.
(9) مؤلفة: کالمؤلفة ب؛ مؤلفا م.
(10) تعم: تقم سا؛ یغیم ط.
(11) بعضل: ساقطة من د.
(12) و تسمی: تسمی د، سا؛ فسمی ط؛ فتسمی م.
(13) و الماقین: و الماقان ط، م
(14) واحدة: واحد د، سا، ط، م
(15) منها:
منهما د، ط، م؛ ساقطة من سا
(16) جهته: جهة ط
(17) هما: هو م.
(18) المشرحین:
المتشرحین ط.
(19) رأس: ساقطة من د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 259
و أما الجفن فلما کان الأسفل منه غیر محتاج إلی الحرکة، إذ الغرض یتأتی و یتم بحرکة الأعلی وحده «1» فیکمل به التغمیض «2» و التحدیق. و عنایة اللّه تعالی مصروفة «3» إلی تقلیل الآلات ما أمکن إذا «4» لم تخل «5»، إذ فی التکثیر «6» من الآفات ما تعرف. و إنه و إن کان قد یمکن أن یکون الجفن الأعلی ساکنا و الأسفل متحرکا، فإن «7» عنایة الصانع مصروفة إلی تقریب الأفعال من مبادیها و إلی توجیه الأسباب إلی غایاتها علی أعدل طریق و أقوم منهاج.
و الجفن الأعلی أقرب إلی منبت الأعصاب، فتعلیق العضل به أصوب، و أیضا فإن العصب «8» إذا سلک إلیه لم یحتج إلی انعطاف و انقلاب. و لما کان الجفن الأعلی یحتاج إلی حرکتی الارتفاع عند فتح الطرف و الانحدار عند التغمیض و کان التغمیض یحتاج إلی توتیر عضلة «9» جاذبة إلی أسفل، لم یکن بد من أن یأتیها العصب منحرفا «10» إلی أسفل فمرتفعا إلیه. و کان «11» حینئذ لا یخلو إن کانت واحدة من أن تتصل إما بطرف الجفن و إما بوسط الجفن، و لو اتصلت بوسط الجفن لغطت الحدقة صاعدة إلیه. و لو اتصلت بطرف لم تتصل إلا بطرف واحد فلم یحسن انطباق الجفن علی الاعتدال؛ بل کان یتورب فیشتد «12» التغمیض «13» فی الجهة التی تلاقی الوتر أولا «14»، و یضعف فی الجهة الأخری. فلم یکن یستوی «15» الانطباق بل کان یشاکل انطباق «16» جفن «17» الملقو. فلم تخلق عضلة واحدة، بل عضلتان تأتیان من جهة الموقین تجذبان الجفن إلی أسفل جذبا متشابها.
و أما فتح الجفن فقد کان یکفیه عضلة تأتی وسط الجفن فیبسط طرف وترها علی حرف الجفن، و إذا تشنجت فتحت. فخلقت لذلک واحدة تنزل علی الاستقامة بین الغشاءین، فتتصل مستعرضة بجرم شبیه بالغضروف منفرش تحت منبت الأشفار.
و أما الهدب فقد خلق لدفع ما یطیر إلی العین و ینحدر إلیها «18» من الرأس و لتعدیل
______________________________
(1) وحده: ساقطة من م
(2) التغمیض: التغمض م
(3) مصروفة:+ جل جلاله د.
(4) إذا:
إن د، سا، و ط، م
(5) تخل:+ آفة د
(6) التکنیر: الکثیر م.
(7) فإن: کأن د، سا.
(8) العصب: العضل م.
(9) عضلة: عضل م
(10) منحرفا: متحرکا م.
(11) و کان: فکان د، سا، ط، م.
(12) فیشتد: و یشتد د، سا
(13) التغمیض: ساقطة من د، سا، ط، م
(14) أولا: ساقطة من د.
(15) یکن یستوی: یمکن أن یستوی بخ.
(16) الانطباق: ساقطة من م
(17) جفن: الجفن د.
(18) إلیها: إلیه د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 260
الضوء «1» بسواده، و جعل مغرسه «2» غشاء یشبه الغضروف لیحسن «3» انتصابها علیها، فلا یضطجع لضعفه، و لیکون للعضلة الفاتحة للعین مستند کالعظم لیحسن تحریکه.
و الحیوان الذی جلده صلب لا یطیع جلده للطرف السریع، و لم «4» یخلق له جفن، خلق عینه «5» صلبا. و أما ما له جلد لین فخلق عینه لینا یغطیه «6» جفن. و ما «7» کان یبیض فإنه «8» یطرف من جفنه الأسفل.
و ما کان من ذوات الأربع فإنه یغمض بالجفن الأسفل و یطرف بحجاب یجری علیه لأن جلده غلیظ بسبب الشعر و خصوصا جلدة رأسه «9»، و سبب الطرف أن یدفع عن «10» جلدة حدقة العین رطوبة إن سالت علیه أو هواء إذا «11» ضرّ «12» به. و لیس یطرف البیّاض من ذوات الأربع طرف الطیر، و إن کان یغمض العینین «13». لأنه لیس یحتاج إلی أن یکون فی عینیه رطوبة لطیفة لأجلها یری من بعید حاجة الطیر، لأن مدی طلبه قریب.
و یقرب منه حال الطائر الأرضی الذی لا یحلق «14» کالدّرّاج «15» و الدجاج «16».
و أما السمک الجاسی الجلد فلا جفن له، بل عینه إلی الصلابة، و لبعض السمک أجفان، و لیس یحتاج السمک إلی التحدیق الشدید.
و لا هدب یعتد به فی الجفن الأعلی إلا الإنسان، فإن کان لغیره هدب ففی الجفن الأسفل و تحت الشفر. و هذا لفرط العنایة.
و لا شعر فی إبط غیر الإنسان. و لا حیوان کثیر شعر الرأس غیر الإنسان.
و السبب فیه وفور دماغه، و انتصاب قامته، و لیکون لدماغه اللطیف جنة. و کذلک الحاجبان إنما هما للإنسان خاصة «17». و الشاربان للإنسان فقط. و للتیس شبیه «18» اللحیة.
______________________________
(1) الضوء: العضو م
(2) مغرسه: مفرشه م
(3) لیحسن: یحسن د، سا؛ فلا یحسن م.
(4) و لم: فلم د، سا، ط، م.
(5) عینه: عینیه ط
(6) لینا یغطیه: لینة یغطیها ط، م
(7) و ما: ما د، سا م؛ فما ط
(8) فإنه: فأربع م.
(9) جلدة رأسه: جلد رأسه ط
(10) عن: ساقطة من ب.
(11) إذا: إن د، سا، ط، م
(12) ضر: أضر د، سا.
(13) العینین: العین د.
(14) لا یحلق: یحلق م
(15) کالدراج:
کالتدرج ب، خ، د، سا، ط، م، [الدراج: من طیر العراق، أرقط (لسان العرب)]
(16) و الدجاج: و الدراج سا.
(17) خاصة: فقط د، سا؛ ساقطة من م
(18) شبیه: ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 261

الفصل الرابع عشر (ن) فصل «1» فی آلة السمع و الشم و الذوق‌

و آلة السمع، أعنی الأذن، و هی من الأعضاء الظاهرة فی الرأس «2»، مخلوقة فی جانبی الرأس. إذ کان البصر و الشم قد شغلا القدام، و کان یجب أن یکون البصر إلی قدام ضرورة، لما علمت، و خلق فی المنتصب القامة فی الوسط، فإن ذلک أحرز و أوفق.
و أما فی ذوات الأربع فخلق فوق، لأنها مطأطئة الرءوس فی أکثر حالاتها و خصوصا فی رعیها، و تستر أعضاؤها وسط جانبی رأسها، و لذلک جعل لآذان ذوات الأربع حرکات شتی لتحاذی بالثقب «3» جهات شتی. و أجزاء الأذن «4» الغضروف المتشنج «5» و الشحمة و الثقبة الملولبة. و قد عرض الغضروف بالهیئة التی له، و ذلک لکی یکون للصوت طنین فیه «6» للهواء الحامل للصوت، و اجتماعه «7» فی غضونه. و لو لب ثقبه لتکون المسافة القصیرة المدی طویلة، فلا یکون داخل الأذن و جوار الدماغ معرضا «8» لوصول الحر و البرد إلیه من الثقب بسهولة.
و الزوج «9» الخامس «10» الذی یأتیه صلب، لأنه معرض لمصاکة الهواء. و هو معرض لمصاکة الهواء بالفرش علی السطح الباطن من الصّماخ «11»، لأنه یحتاج أن یلقی الهواء الداخل
______________________________
(1) فصل: الفصل الرابع عشر ط؛ ساقطة من د.
(2) أعنی ... الرأس: ساقطة من د، سا.
(3) بالثقب: بالأذن هامش ط
(4) الأذن: الآذان ط
(5) المتشنج: المشنج سا، م.
(6) فیه: ساقطة من م
(7) و اجتماعه: و اجتماع سا.
(8) معرضا: معترضا م.
(9) الزوج: الروح سا، م
(10) الخامس: الخاص د؛ الحاس: ب، سا، م.
(11) الصماخ: السماخ ب، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 262
المتموج، لتموج الهواء الخارج، و علی شکله، لقاء مماسة تبرز إلیه من ثقب ذکر فی موضعه.
و للأذن منفذ خفی أیضا إلی الحنک. و کل حیوان ذی أذن فهو یحرک أذنه، خلا الإنسان. و أما الطائر، فلما اکتنف ثقبتی «1» سمعه ریش، فعل فعل الأذن.
و أما آلة الشم فی الحیوان الذی یلد حیوانا فنعم ما وضع فی الوسط بین الزائدتین الشامتین لیعدل «2» تأدیته «3» إلیهما «4». و منافع الأنف ثلاث و هی ظاهرة.
إحداها أنه یعین بالتجویف الذی یشتمل علیه فی الاستنشاق حتی ینحصر فیه «5» هواء «6» کثیر، و یتعدل «7» أیضا «8» قبل النفوذ إلی الدماغ. فإن الهواء المستنشق و إن کان ینفذ جله إلی الرئة، فإن شطرا صالح المقدار منه ینفذ أیضا إلی الدماغ حتی «9» یجتمع أیضا للاستنشاق الذی یطلب فیه التشمم هواء صالحا فی موضع واحد أمام آلة الشم، لیکون الإدراک أکثر و أوفق. فهذه ثلاث منافع فی منفعة «10».
و أما الثانیة فأن یعین فی تقطیع الحروف و تسهیل إخراجها فی التقطیع، لئلا یزدحم الهواء کله عند الموضع الذی یحاول فیه تقطیع الحروف «11» بمقدار. فهاتان منفعتان فی منفعة واحدة. و نظیر ما یفعله الأنف فی تقدیر هواء الحروف، هو ما یفعله الثقب المثقوب مطلقا إلی خلف المزمار، فلا یتعرض له بالید.
و أما الثالثة لیکون «12» للفضول المندفعة من الرأس ستر و وقایة عن الإبصار، و أیضا، لیکون آلة معینة علی نفضها بالنفخ. و هاتان منفعتان فی منفعة.
و ترکیب عظام الأنف من عظمین کالمثلثین تلتقی منهما زاویتاهما «13» من فوق.
و القاعدتان تتماسان عند زاویة، و تتفارقان بزاویتین منهما. و العظمان کل واحد منهما
______________________________
(1) ثقبتی: ثقبی د، سا، ط.
(2) لیعدل: لیعتدل د، سا، ط، م
(3) تأدیته: تأدیة د، سا، م
(4) إلیهما: إلیها ط.
(5) فیه:
ساقطة من سا.
(6) هواء: الهواء م
(7) و یتعدل:+ إلیه م
(8) أیضا: أیضا ففیه ط، م.
(9) حتی: و حتی د، سا، ط.
(10) فی منفعة: من منفعتة سا.
(11) الحروف: الحرف ط.
(12) لیکون: فلیکون ط.
(13) زاویتاهما: زاویتهما م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 263
یرکب أحد الدرزین الطرفیین المذکورین فی دروز عظام الوجه و علی طرفی «1» عظم الأنف السافلین غضروفان لینان، و فیما بینهما علی طول الدرز الوسطانی غضروف جزؤه الأعلی أصلب من الأسفل، و هو بالجملة أصلب من الغضروفین الآخرین. فمنفعة الغضروف الوسطانی أن یفصل «2» الأنف إلی منخرین، حتی إذا نزل من الدماغ فضلة نازلة، مالت فی الأکثر إلی إحداهما و لم تسد جمیع طریق «3» الاستنشاق المؤدی «4» إلی الدماغ هواء مروّحا لما فیه من الروح.
و منفعة الغضروفین الطرفیین «5» أمور ثلاثة: أحدها المنفعة المشترکة للغضاریف الواقعة علی أطراف العظام کلها، و الثانی «6» لکی ینفرج و یتوسع إن «7» احتیج إلی فضل استنشاق أو نفخ: و الثالث «8» لیعین فی «9» نفض البخار باهتزازهما «10» عند النفخ و انتفاضهما و ارتعادهما «11».
و خلق عظما الأنف دقیقین خفیفین، لأن الحاجة هاهنا إلی الخفة أکثر منها إلی الوثاقة، و خصوصا لکونهما بریئین «12» عن مواصلة أعضاء «13» قابلة «14» للآفات، و لکونهما موضوعین بمرصد «15» من الحس «16».
قال المعلم الأول: و الفیل لما لم یکن طویل العنق فینقل رأسه و لا یتهندم «17» عظم جثته تهندما «18» صالحا، و کان «19» حیوانا کاملا ذا رئة یتنفس، و کان استقلاله علی ثلاث من القوائم یستعمل «20» رابعتها «21» استعمال الذب و غیره مما یصعب لنقله «22»، و کان حیوانا یحتاج إلی رطوبة کثیرة و یحتاج أن یعیش فی الماء، جعل له خرطوم یشم به، و إذا غاص یتنفس به، و یتناول به ما یشاء، و یقلع به ما یشاء «23». و خلق صلبا لینا لیکون له اختلاف الحرکة مع أمن الآلة عن «24» الآفة.
______________________________
(1) طرفی: طرف ب.
(2) أن یفصل: تفصیل ب.
(3) طریق: طرف د
(4) المؤدی: ساقطة من د.
(5) الطرفیین: الطرفین ط، م.
(6) و الثانی: و الثانیة ب، د، سا
(7) إن: إذا ط؛ ساقطة من م.
(8) و الثالث: و الثالثة ب، د، سا
(9) فی: علی ط، م
(10) باهتزازها ب، د، سا، م
(11) و انتفاضهما و ارتعادهما: و اتتفاضها و ارتعادها ب، د، سا، م.
(12) بریئین:
بریین ب، د، سا، م
(13) أعضاء: إعطاء م
(14) قابلة: قبولة د، سا؛ قافلة م.
(15) بمرصد: و المرصد د؛ لمرصد سا
(16) الحس: الحقین د.
(17) و لا یتهندم: و لا یهندم م.
(18) تهندما:
عضما ب
(19) و کان: فکان م. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 263 الفصل الرابع عشر(ن) فصل فی آلة السمع و الشم و الذوق ..... ص : 261
(20) یستعمل: لیستعمل سا، ط، م
(21) رابعتها: رابعها ب، د، سا، ط.
(22) لثقله: لثقله ط، م.
(23) ما یشاء (الثانیة): من یشاء ط.
(24) عن: من د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 264
و یحکی أن لبعض البقر قرونا بهذه الصفة یرعی بها من خلف. و أما الطیر «1» فجعل له مناخر ضیقة «2» علی مناقیرها «3»، لأنه استغنی بذلک عن آلة أخری، لأن مناقیرها تشبه الآناف «4» و ثقوبها «5» فلا تنطبق. و المنقار لصلابته أیضا یقوم لها مقام الأسنان.
أقول: و أما اللسان فقد خلق للذوق، و لتردید الممضوغ و تقلیبه فی الفم، و فی بعض الحیوان لسف «6» العلف من الأرض و حشه و خصوصا ما فقد الأسنان العلیا، و للحش «7» و التنقیة «8». و خلق فی الناس للکلام «9». و هو یتحرک حرکاته بالعضل «10» التی فیه. و أما «11» العضل المحرکة للسان فهی عضل تسع، اثنتان «12» معرضتان «13» تأتیان «14» من الزوائد السهمیة و تتصلان بجانبیه، و اثنتان مطولتان «15» منشؤهما من أعالی العظم اللامی «16» و تتصلان بوسط اللسان، و اثنتان تحرکان «17» علی الوراب منشؤهما من الضلع المنخفض من أضلاع العظم اللامی «18» و تنفذان فی اللسان ما بین المطولة و المعرضة، و اثنتان باطحتان للسان قالبتان له موضعهما تحت موضع هذه المذکورة «19» قد «20» انبسط لیفهما «21» تحته عرضا و تتصلان بجمیع عظم الفک؛ و قد یذکر فی جملة عضل «22» اللسان عضلة مفردة تصل «23» ما بین اللسان و العظم اللامی، و تجذب أحدهما إلی الآخر.
و أنا لا أمنع «24» أن یکون فی قوة العضل أن تمتد، کما فی قوتها أن تتشنج.
و قال: ما کان من الطیر عریض اللسان أمکن أن یشکل «25» لسانه «26» أشکالا کثیرة موافقة لإخراج الحروف، علی ما بیناه نحن فی مقالة لنا فی الحروف. و کان «27» هذا الطائر أشد
______________________________
(1) الطیر: إبطه ط.
(2) ضیقة: صفیقة م
(3) مناقیرها: مناخیرها م.
(4) الآناف: الإناث م
(5) و ثقوبها: و یقویها ط.
(6) لسف: لنتف د، سا، ط، م
(7) و للحش: للحش ط، م.
(8) و التنقیة: و النقبة ط
(9) للکلام:+ و الحرکة د، سا
(10) بالعضل: للعضل م
(11) و أما: فأما د.
(12) اثنتان: اثنان سا
(13) معرضتان م
(14) تأتیان: تلقیان م.
(15) مطولتان: مطاولتان سا
(16) اللامی: الامی ط.
(17) تحرکان: ساقطة من د، سا
(18) العظم اللامی: عظم اللام د، م؛ عظم السلام سا؛ عظم اللامی ط.
(19) المذکورة: المذکور ب، د
(20) قد: ساقطة من د، سا، ط، م
(21) لیفهما: لیفها ط، م.
(22) عضل: عظم سا
(23) تصل: تتصل د، سا.
(24) أمنع: أمتنع سا، م.
(25) یشکل: یتشکله د؛ یتشکل سا، ط
(26) لسانه:+ له د، سا، ط.
(27) و کان: فکان د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 265
محاکاة لغیره، لأن لسانه خفیف، و مع خفته قابل لاختلاف التشکل. و أجری «1» الناس لسانا من کان لسانه مطلقا غیر مقصر «2» بالرباط «3»، و کان عریضا. و من منی بخلاف ذلک تلعثم.
و ألسنة ذوات الأربع مما یبیض مشقوقة، فلا یحسن تشکل «4» الحروف.
و أما السمک و التمساح و غیره فله عضو کاللسان للذوق، لکنه غیر مطلق، بل مربوط، و علة تقصیره فی بعضها شوکیة أفواهها و لأنها «5» لا تحتاج «6» إلی تصریف اللسان أکثر من ارتیاد الطعم و الرطوبة، و لا تذوقه، و لا تمضغه، بل إنما قضمه بلعه. و لسان التمساح مربوط «7» بالفک الأعلی، لأن ذلک هو المتحرک منه، فیجب أن تکون آلة الطعم «8» مربوطة، فإن آلة الطلب یجب أن تکون مع الطالب. و کل «9» حیوان فلا بد له من شهوة لیرتاد بها «10» الغذاء و التذاذ «11» بما یخصها، لیمیزه عن غیره مما لیس بغذاء؛ بل الالتذاذ لازم عند حس الملائم «12». و لذلک ما کان لکل حیوان شی‌ء یذوق به، حتی للمحزز فی باطن فمه. و قد یکون ذلک صلبا و لینا «13»، و ربما کان کخرطوم مجوف، و قد ذکرنا «14» ذلک فیما سلف.
______________________________
(1) و اجری: و اخرس د.
(2) مقصر: مقتصر م
(3) بالرباط: بالرابط ب، د، م.
(4) تشکل: لتشکیل سا؛ تشکیل ط، م.
(5) و لأنها: و لأنه سا
(6) لا تحتاج: تحتاج ط، م.
(7) مربوط: مربوطة ط.
(8) الطعم: التطعم د، ط، م؛+ منه ط.
(9) و کل: فکل ط.
(10) لیرتاد بها:
لزیادتها م
(11) و التذاذ: و التلاذ د.
(12) الملائم: الملایم ب، د، سا، ط، م.
(13) و لینا: و قد یکون لینا د، سا؛ لینا ط، م
(14) ذکرنا: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 266

الفصل الخامس عشر (س) فصل «1» فی حرکات أعضاء الرأس بعد العینین و تشریح عضلها

إن للرأس حرکات خاصة «2» و حرکات مشترکة مع خمس من خرزات العنق، تکون «3» بها «4» حرکة منتظمة من میل الرأس و میل الرقبة معا. و کل واحدة «5» من الحرکتین، أعنی الخاصة «6» و المشترکة، إما أن تکون منتکسة، و إما أن تکون منعطفة إلی خلف، و إما أن تکون مائلة إلی الیمین، و إما أن تکون مائلة إلی الیسار. و قد تتولد ما بینهما حرکة الانقلاب علی هیئة الاستدارة.
أما العضل المنکسة «7» للرأس خاصة فهی عضلتان تردان من ناحیتین، لأنهما تنشبان «8» بلیفهما من خلف الأذنین فوق و من عظام القص تحت و ترتقیان کالمتصلتین «9». و ربما ظن بهما أنهما ثلاث عضل، لأن طرف أحدهما یتشعب فیصیر رأسین، فإذا تحرک أحدهما ینکس الرأس مائلا إلی شقه، و إن تحرکا جمیعا ینکس الرأس تنکسا إلی قدام معتدلا.
و أما العضل المنکسة للرأس و الرقبة معا إلی قدام فهی «10» زوج موضوع «11» تحت المری‌ء یخلص إلی ناحیة الفقرة الأولی و الثانیة، فیلتحم «12» بهما «13»، فإن تشنج بجزء منه «14» الذی «15» یلی المری‌ء نکس الرأس وحده، و إن استعمل الجزء الملتحم علی الفقرتین نکس الرقبة.
و أما العضل المقلبة للرأس وحده إلی خلف فأربعة أزواج مدسوسة تحت الأزواج
______________________________
(1) فصل: الفصل الخامس عشر ط؛ ساقطة من د.
(2) خاصة: خاصیة ب، د، سا، م.
(3) تکون: و تکون د، سا
(4) بها: بهما د، سا، م.
(5) واحدة: واحد د، سا
(6) الخاصة: الخاصیة ب، د، سا، م.
(7) المنکسة: المنتکسة ط
(8) تنشبان: تنشآن ط.
(9) کالمتصلتین: کالمتصلین سا، ط.
(10) فهی: ذی ط
(11) موضوع:+ إلی د، سا.
(12) فیلتحم: یلتحم م
(13) بهما: بها ب
(14) منه: من سا
(15) الذی: ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 267
التی ذکرناها. و منبت هذه الأزواج هو فوق المفصل، فمنها ما یأتی السناسن و منبته أبعد من الوسط إلی خلف «1»، و منها ما یأتی الأجنحة و منبته «2» إلی الوسط. فمن ذلک زوج یأتی جناحی الفقرة الأولی فوق زوج یأتی سنسنة الثانیة و زوج ینبعث لیفه «3» من جناح الأولی إلی سنسنة الثانیة و خاصیته أنه یقیم میل الرأس عند الانقلاب إلی الحالة الطبیعیة لتوریبه «4».
و من ذلک زوج رابع «5» یبتدئ من فوق و ینفذ تحت الثالث بالوراب إلی الوحشی فیلزم «6» من «7» جناح الفقرة الأولی. و الزوجان الأولان یقلبان الرأس إلی خلف بلا میل أو مع میل یسیر جدا، و الثالث یقوم أود المیل، و الرابع یقلب إلی خلف مع توریب «8» ظاهر، و الثالث و الرابع أیهما مال وحده میل الرأس إلی جهته، و إذا تشنجا جمیعا تحرک الرأس إلی خلف منقلبا من غیر میل.
و أما العضل المقلبة للرأس مع العنق فثلاثة أزواج غائرة، و زوج مجلل کل فرد منه مثلث قاعدته أعظم من مؤخر الدماغ و ینزل «9» باقیه إلی الرقبة؛ و أما الثلاثة الأزواج المنبسطة تحته، فزوج ینحدر إلی جانبی «10» الفقار و زوج یمیل جدا «11» إلی الأجنحة، و زوج یتوسط ما بین جانبی الفقار «12» و أطراف الأجنحة.
و أما العضل الممیلة إلی الجانبین فهی «13» زوجان یلزمان مفصل الرأس «14»، الزوج الواحد منهما موضعه القدام و هو الذی یصل بین الرأس و الفقارة الثانیة، فرد منه یمینا و فرد منه یسارا؛ و الزوج «15» الثانی موضعه الخلف «16»، و یجمع بین الفقرة الأولی و الرأس، فرد منه یمنة و فرد منه یسرة. فأی هذه الأربع تشنج مال الرأس إلی جهته مع توریب، و أی اثنتین من جهة واحدة تشنجتا «17» مال الرأس إلیهما میلا غیر مورب «18»، و إن «19» تحرکت «20» القدامیتان «21»
______________________________
(1) الوسط إلی خلف: وسط الخلف د، سا، ط، م
(2) و منبته: و منبتها ب، ط.
(3) لیفه: بنفسه ط، م.
(4) لتوریبه: لتأریبه ب.
(5) رابع: ساقطة من سا
(6) فیلزم: فیلتزم ط، م.
(7) من: ساقطة من د، سا، ط.
(8) توریب: تأریب ب.
(9) و ینزل: و یترک م.
(10) جانبی: جانب سا
(11) جدا: ساقطة من ط.
(12) و زوج یتوسط ما بین جانبی الفقار: ساقطة من م.
(13) فهی: فهو ب، د
(14) الرأس:
ساقطة من ب
(15) الزوج: المروح م.
(16) الخلف: الحلق م.
(17) تشنجتا: تشنجا ب، سا، ط، م
(18) غیر مورب: عن تورب د، سا، م
(19) و إن: فإن ط، م
(20) تحرکت: تحرک سا
(21) القدامیتان: القدامتان م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 268
أعانتا فی التنکیس، أو الخلفیتان قلبتا «1» الرأس إلی خلف؛ و إذا تحرکت الأربع معا انتصب الرأس مستویا. و هذه العضل الأربع هی أصغر العضل، لکنها تنال بجودة موضعها و بانجرارها تحت العضل الأخری ما تناله الأخری بالکبر. و قد کان مفصل الرأس محتاجا إلی «2» أمرین یحتاجان إلی معینین متضادین: أحدهما الوثاقة، و ذلک متعلق بإیثاق المفصل و قلة مطاوعته للحرکات؛ و الثانی کثرة عدد الحرکات، و ذلک یتعلق «3» بإسلاس المفصل و الإرخاء، فجوز إرخاء المفصل استنامة إلی الوثاقة التی تحصل بکثرة التفاف العضل المحیط «4» به فحصل الغرضان. و أما «5» الجبهة فتتحرک بعضلة رقیقة «6» مستعرضة غشائیة تنبسط «7» تحت جلد الجبهة و تختلط به جدا حتی تکاد أن تکون جزءا من قوام الجلد فیمتنع کشطه عنها و تلاقی العضو المتحرک عنها بلا وتر إذ کان المتحرک عنها «8» جلدا عریضا خفیفا و لا یحسن «9» تحریک مثله بالوتر. و بحرکة هذه العضلة، یرتفع الحاجبان و قد یعین العین فی الغمض «10» باسترخائها و انسدالها «11».
و أما الخد «12» فله حرکتان: إحداهما تابعة لحرکة الفک الأسفل، و الثانیة تشترک مع الشفة. و الحرکة التی له تابعة لحرکة عضو آخر فسببها عضل ذلک العضو، و الحرکة التی له بشرکة عضو آخر فسببها عضلة هی له و لذلک العضو بالشرکة. و هذه العضلة واحدة فی کل وجنة عریضة، و بهذا الاسم تعرف. و کل «13» واحد من فردیه مرکب من أربعة أجزاء، إذ کان اللیف «14» یأتیها من أربعة مواضع، فأحد أجزائها هو الذی منشؤه من الترقوة و تتصل نهایاتها بطرفی الشفتین إلی أسفل و تجذب الفم إلی أسفل جذبا موربا؛ و الثانی منشؤه من القص و الترقوة «15» من الجانبین. و یستمر لیفها علی الوراب. و الناشئ من الیمین یقاطع الناشئ من الشمال و ینفذ فیتصل بالناشئ من الیمین بأسفل طرف الشفة الأیسر، و الناشئ «16» من الشمال
______________________________
(1) قلبتا: قلبت ط.
(2) إلی: عن د، سا، م.
(3) یتعلق: متعلق د، سا.
(4) المحیط:
المحیطة م
(5) و أما: أما ط، م
(6) رقیقة: دقیقة د، سا، ط، م.
(7) تنبسط: فتنبسط د.
(8) عنها (الثالثة): علیها د، سا، ط، م.
(9) یحسن: یحتاج إلی د، سا، ط، م.
(10) الغمض: التغمیض د، سا، ط، م
(11) و انسدالها: و انسلالها د.
(12) الخد: الجلد سا.
(13) و کل: فکل د، سا، م.
(14) اللیف: الکبد سا.
(15) و الترقوة: و أکثر قوة م.
(16) و الناشئ: فالناشئ د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 269
بالضد. و إذا تشنّجت هذه اللیف ضیّقت الفم فأبرزته إلی قدام فعل سلک الخریطة بالخریطة. و الثالث منشؤه من عند الأخرم فی الکتف «1»، و یتصل فوق متّصل تلک العضل و یمیل الشفة إلی الجانبین إمالة متشابهة. و الرابع من سناسن الرقبة، و یجتاز بحذاء «2» الأذنین، و یتصل بأجزاء «3» الخدّ «4»، و یحرّک الخدّ حرکة ظاهرة تتبعها الشفة؛ و ربما قربت جدا من مغرز الأذنین «5» فی بعض الناس و اتصلت به «6» فحرکت أذنه.
و أما الشفة فمن عضلها ما ذکرنا أنه مشترک لها «7» و للخد. و من عضلها ما یخصها، و هی عضل أربع: زوج منها یأتیها من فوق سمت الوجنتین و یتصل بقرب طرفها، و اثنان من أسفل. و فی هذه الأربع کفایة فی تحریک الشفة وحدها، لأن کل واحدة «8» منها إذا تحرکت وحدها تحرکت «9» الشفة إلی ذلک الشق، و إذا تحرکت «10» اثنان «11» من جهتین انبسطت الشفة إلی جانبیها، فتتم لها حرکاتها إلی الجهات الأربع، و لا حرکة لها غیر تلک. فبهذه الأربع کفایة. و هذه الأربع و أطراف العضل المشترکة قد خالطت جرم «12» الشفة مخالطة لا یقدر الحس علی تمییزها من الجوهر الخاص بالشفة إذ «13» کانت الشفة عضوا لینا لحمیا «14» لا عظم فیه.
و أما طرفا الأرنبة فقد یتصل بهما عضلتان صغیرتان قویتان. أما الصغر فلکی لا یضیق علی سائر العضل التی «15» الحاجة إلیها أکثر، لأن حرکات أعضاء الخد و الشفة أکثر عددا و أکثر تکررا «16» و دواما، و الحاجة «17» إلیها أمس من الحاجة إلی حرکة طرف الأرنبة.
و خلقت قویة لیتدارک بقوتها ما یفوتها بفوات العظم و موردهما من «18» ناحیة الوجنة و یخالط «19» لیف الوجنة «20» أولا. و إنما وردت من ناحیة الوجنة لأن تحریکها إلیها «21».
______________________________
(1) الکتف: اللیف م.
(2) بحذاء: بحد م.
(3) بأجزاء: بآخر ط، م
(4) الخد: الجزء د.
(5) الأذنین: الأذن د، سا، ط، م
(6) به: ساقطة من د.
(7) لها: له د، سا، ط، م.
(8) کل واحدة: الواحدة د، سا، ط، م.
(9) تحرکت (الأولی و الثانیة): تحرک ط.
(10) تحرکت (الثالثة): تحرک د، سا، ط، م
(11) اثنان: اثنتان ط، م.
(12) جرم: أجزاء من ط، جزءا من م.
(13) إذ: إذا م
(14) لحمیا: لحیما م.
(15) التی: إلی م.
(16) تکررا: تکرارا ط
(17) و الحاجة: فالحاجة ط، م.
(18) من: ساقطة من د
(19) و یخالط: و مخالط د؛ و یحالف سا؛ و یخالطه ط.
(20) الوجنة:
العصبة سا
(21) إلیها:+ تمت المقالة الثانیة عشر من الفن الثامن من الطبیعیات و الحمد للّه موجده د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 270

المقالة الثالثة عشرة من الفن الثامن «1» من جملة الطبیعیات «2» «3»

الفصل الأول (ا) فصل «4» فی آلات جذب الحیوان للنافع «5» و دفعه للضار «6» من الأسنان و الفم و القرون «7» و ما یشبهها «8»

و أما «9» الأسنان فهی اثنان و ثلاثون سنا، و ربما عدمت النواجذ منها فی بعض الناس، و هی الأربعة الطرفانیة، فکانت «10» ثمانیة و عشرین سنا. فمن الأسنان ثنتان «11» و رباعیتان من فوق، و مثلها «12» من «13» أسفل للقطع، و نابان من فوق و نابان «14» من تحت للکسر، و أضراس للطحن فی کل جانب فوقانی و سفلانی أربعة أو خمسة. فجملة «15» ذلک اثنان و ثلاثون سنا «16» أو ثمانیة و عشرون، أربع ثنایا، و أربع رباعیات «17»، و أربعة أنیاب، و ثمانیة أرحاء و هی الأضراس «18»، و أربعة نواجذ و ربما لم یکن. و النواجذ «19» تنبت «20» فی الأکثر «21» فی وسط زمان النمو، و هو بعد البلوغ إلی الوقوف «22». و ذلک، أی الوقوف قریبا «23» من ثلاثین سنة «24»، و لذلک تسمی
______________________________
(1) من الفن الثامن: ساقطة من ط
(2) الطبیعیات:+ سبعة فصول سا، ط.
(3) المقالة ... الطبیعیات: ساقطة من د.
(4) فصل: فصل آ ب؛ الفصل الأول ط؛ ساقطة من د.
(5) للنافع: النافع ط، م.
(6) للضار: الضار ط، م
(7) و القرون: و من القرون ط، م
(8) و ما یشبهها: [تذکر نسخة د بعد ذلک عناوین الفصول].
(9) و أما: فأما م.
(10) فکانت:
و کان ط
(11) ثنتان: ثنیتان د، سا؛ ثنائیتان ط.
(12) و مثلها: و مثلهما ط، م
(13) من: فی ط
(14) من فوق و نابان: ساقطة من م.
(15) فجملة. فجمل د
(16) سنا: ساقطة من ب، د، سا، م.
(17) و أربع رباعیات: ساقطة من م
(18) و هی الأضراس: و أضراس د، سا.
(19) و النواجذ: النواجذ ب، ط
(20) تنبت: لا تنبت ط، م
(21) فی الأکثر: فی الکبر د، سا؛ إلا فی الکبر ط، م.
(22) أی الوقوف: ساقطة من د، سا، ط، م
(23) قریبا: قریب سا
(24) ثلاثین سنة: الثلاثین ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 271
أسنان الحلم. و للأسنان أصول و رءوس محددة «1» و مرکوزة «2» فی ثقب «3» العظام الحاملة لها من الفکین، و تنبت علی حافة کل ثقبة زائدة مستدیرة علیها عظیمة «4» تشتمل علی السن و تسنده «5»، و هناک روابط قویة. و ما سوی الأضراس فإن لکل واحد منه «6» رأسا واحدا، و أما الأضراس المرکوزة «7» فی الفک الأسفل فأقل ما یکون لکل واحد منها من الرءوس رأسان «8» و ربما کان و خصوصا للناجذین ثلاثة «9» أرؤس، و أما المرکوزة «10» فی الفک الأعلی فأقل ما یکون لکل واحد منها من الرءوس ثلاثة أرؤس «11»، و ربما کان، و خصوصا للناجذین، أربعة أرؤس. و قد «12» کبرت رءوس الأضراس لکبرها، و لزیادة عملها، و زیدت «13» للعلی «14» لأنها معلقة. و الثقل «15» یجعل میلها إلی خلاف جهة رءوسها.
و أما السفلی فثقلها لا یضاد رکزها «16». و لیس لشی‌ء من العظام حس البتة إلا الأسنان، فإن الطبیب الفاضل، بل التجربة تشهد أن لها حسا أعینت به «17» بقوة تأتیها من الدماغ لتمیز أیضا بین الحار و البارد.
و قد خلقت الأسنان لمضغ الغذاء و للسلاح «18» أیضا، و خلقت المقدمات من الأسنان حادات للقطع، و خلقت الأضراس عریضات للطحن و الناب بین بین. رأیت «19» حیوان الجندبیدستر صید «20» من الوادی بقریب «21» بهستون و أسنانه المقدمة طویلة کالمعقفة، حمر محددة، لیست بمعرضة «22». و ذلک لأنها تحتاج إلی الصید أکثر من حاجتها «23» إلی التقطیع، فإن الصید إن فاتها فاتها الطعم، و إن فاتها الاستعراض القاطع فاتها حسن حال یمکنها أن تتلاقی
______________________________
(1) محددة: مجذوذة سا
(2) و مرکوزة: و ترکز د، سا، م؛ و ترتکز ط
(3) ثقب: بیت م.
(4) عظیمة: عظیمته ط.
(5) و تسنده: و قشده د
(6) منه: منها م.
(7) المرکوزة: المذکورة د.
(8) رأسان: ثلاثة أرؤس م؛ اثنتان ط
(9) ثلاثة: أربعة م
(10) المرکوزة: المذکورة د.
(11) و أما المرکوزة أرؤس: ساقطة من م.
(12) و قد: فقد د، سا، ط، م.
(13) و زیدت: و زید د، سا
(14) للعلی: العلی ط، م
(15) و الثقل: و الثقیل د، سا، م.
(16) رکزها: مرکزها سا، ط.
(17) به: ساقطة من ب، د، م.
(18) و للسلاح: و السلاح ط، م.
(19) رأیت: و رأیت ط.
(20) صید: ساقطة من م
(21) بقریب: الذی یقرب د، سا، ط، م:
(22) بمعرضة: معرضة د، سا، ط
(23) حاجتها: حاجاتها ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 272
التقصیر فیه بوجه آخر من التصرف فی الطعم و تقطیعه. فأسنانها «1» کالشصوص، و لو «2» کانت هذه الشصوص فی داخل الشدق لیس فی قدام عند «3» إخراجها إلی المصید «4».
قال: و أسنان الإنسان قد تعین أیضا علی تقطیع «5» الحروف.
أقول علی ما بیناه فی مقالة لنا: و فی الحیوان ما لیس له أسنان «6» لإصلاح اللقم الملتقمة، بل للسلاح، کما فی الخنزیر، و فی الفیل. و فی نابی الفیل منفعة للفیل ذکرناها. و من الحیوان ما لا ینتفع بأسنانه إلا فی الطعم، کأنه لا یحسن استعمالها فی القتال.
أقول: یکاد أن یکون کل حیوان ذی سن، فقد یفطن لاستعمالها «7» فی القتال. و من الحیوان ما «8» أسنانه حادة منحازة «9» بعضها عن بعض، و هو الحیوان الذی یحتاج إلی «10» أن ینهش بأسنانه، و لیس یحتاج إلی کدم و مضغ فقط «11»، و هذا کالأسد. و أما الذی لا ینهش اللحم، بل یحتاج إلی قطع حشیش أو لقمة أو مضغة، فقد خلقت أسنانه مصطفة منتظمة کأن علی أطرافها سطحا واحدا «12». و لا یکون لمثل هذا الحیوان نابان نابتان طولا، و إلا لکان ضائعا. فلما کانت الذکورة أقوی عصبا و کأنها هی معدة للهراش، و کان حمایة الإناث علیها، لأن الإناث أضعف قوة و أوهن مزاجا، خلق النابان فی بعض من الحیوان و إن کان لا یأکل لحما فلا یحتاج «13» إلی نابین فی طعمه؛ لا لأجل الطعم، بل لأجل السلاح. و ذلک فی الذکران خاصة منها، دون الإناث کالخنازیر، أو قوی ما للذکران و ضعف ما للإناث بسبب الغایة «14» المذکورة، و بسبب «15» العلة المحرکة. و أنها «16» کانت فی الإناث أضعف «17»؛ و هذا مثل ما فی الجمال. و کذلک القول فی سائر الأسلحة. و لهذا خلق القرن للأیّل دون الأیّلة، و لذلک خلق قرن الکبش «18» و التیس أعظم من قرن النعجة
______________________________
(1) فأسنانها: و أسنانها سا، ط
(2) و لو: فلو ط، م.
(3) عند: عسر ط
(4) المصید:
المصیدة ط، م.
(5) تقطیع: قطع سا.
(6) لیس له أسنان: له أسنان لیس د، سا.
(7) لاستعمالها: لاستعماله د، سا.
(8) ما: من سا
(9) منحازة: منحاز د، سا.
(10) إلی: ساقطة من ب، د، سا.
(11) فقط: ساقطة من سا.
(12) کأن ... واحدا: کأن أطرافها علی سطح واحد د، سا:
(13) فلا یحتاج:
و لا یحتاج د، سا؛ فیحتاج ط، م.
(14) الغایة: العلة د
(15) و بسبب: و لسبب ط
(16) و أنها: فإنها د، سا.
(17) أضعف: لضعف م.
(18) الکبش: للکبش ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 273
و الماعز. و ما کان من السمک لا یأکل اللحم فلا یحتاج إلی الأسنان؛ و ما کان منها یأکل اللحم فیحتاج إلی أسنان حادة لا محالة؛ و لأنها عادمة للاعتماد فی جذبها ما تنهشه، و عادمة لحرکة العنق، فقد عقفت أسنانها، و ربما جعلت صفا بعد صف، و جعلت العالیة تتهندم «1» علی السافلة. و مما یوجب ذلک سرعة بلعها، لأنها لا تقدر أن تمضغ زمانا، و إلا لسال الماء إلی أحشائها فوق الحاجة. و هذه الصفوف جعلت لها أیضا لتقطع «2» ما تنهشه أجزاء صغارا یقوم ذلک بدل المضغ.
و فی فم الحیوان منافع کثیرة کما تعلم. و ما «3» کان من الحیوان إنما ینفعه فمه فی الغذاء و فی «4» الکلام فلم یحتج إلی تکبیر. و کل «5» فم احتیج منه «6» إلی بطش إما للقتال و إما للغذاء الذی لا یحصل إلا بالنهش و الجرح و الصید، فقد احتیج إلی تکبیره و توسیعه. و کذلک الحال فی السمک «7». و مناقیر جوارح الطیر معقفة المخالیب لیحسن تمکنه من النهش، إذ لیس ینال طعمه بمشی و انتقال. و مناقیر لاقط الحب مستویة، فإن ذلک أسهل له فی «8» الالتقاط «9». و مناقیر ما یحتاج فی اغتذائه إلی سحو «10» الطین عریضة کالمسحاة. و ربما اجتمع فی بعض المناقیر تعقیف یسیر مع استواء، إذا کان مما یلقط الحب و یأکل اللحم.
أقول: إن من بنات الماء طائرا «11» أبیض أسود الرجلین و المنقار کأن طرف منقاره ملعقة.
قال: القرون خلقت علی الرأس، لأن سائر الأعضاء إما متأخرة لا تبصر ما یلیها فینطح بها و إما مشغولة بحرکات أخری کالیدین، و إما ممنوعة النطح «12» بما یتقدمها، کالکتفین. و کأن القرن «13» فی أکثر الحیوان إنما خلق علی سبیل تدارک تقصیر الحافر،
______________________________
(1) تتهندم: تهندم ط.
(2) لتقطع: لتقطیع ط.
(3) و ما: و کما سا.
(4) و فی: أو فی ط، م
(5) و کل: فکل ط
(6) منه: فیه ب.
(7) السمک: السمکة ب، د، سا.
(8) فی:+ الانتقال د، سا؛+ الاستعمال ط، م
(9) الالتقاط: للالتقاط د، سا، ط، م
(10) سحو: سحق ط، م.
(11) طائرا: طیرا سا.
(12) النطح: من النطح د، سا، ط؛ بالنطح م.
(13) القرن: القرون ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 274
إذ «1» کان له بدل الحافر ظلف. و ذلک القرن إنما هو لذی الظلف فقط إلا الحمار «2» الهندی الذی هو الکرکدن «3» فإنه ذو حافر.
أقول: و یشبه عندی أن یکون حافره «4» غیر موافق للرمح لعظم جسده، فیکون أیضا فی قرنه تدارک للحافر.
قال: کل حیوان ذی قرن فهو ذو قرنین إلا الحمار الهندی و هو الکرکدن، و إلا «5» حیوانا یسمی أرفس «6» و هو ذو ظلف. و لما کان قرن هذین فردا جعل فی الوسط.
و الطبیعة بتسخیر خالقها تؤید «7» الحیوان بسلاح أو جنة «8»، أو الهرب، أو عظم، بدن و أی «9» هذه فقدت «10» مادته دبرت بمادة «11» الآخر «12». و ربما وجدت الطبیعة مادة لسلاح «13» ما «14». فإذا عسرت «15» حرکتها «16» إلی جهة نقلتها «17» إلی غیرها «18»، مثل ما قال فی استعمال مادة الحافر فی القرن. و ربما أنفقت الطبیعة «19» مادة فی جهة أنفع و ضیعت «20» جهة أقل نفعا، و خصوصا إن کانت مکفیة «21»، فیصیر ما تصنعه أنفع «22»، و ذلک مثل إنفاق المادة فی القرن، و ترک الفک الأعلی بلا سن.
و إذا «23» أنفقت «24» المادة فی الحوافر عدم «25» القرن، لأن الحافر سلاح و آلة للحصر معا. ثم جعل لها الاجترار، فإن الاجترار یکفی مؤنة شدة المضغ. و یشبه أن لا یکون قرن الأیّل سلاحا قویا فی کل وقت، بل ربما صار کلّا، و لذلک یشتهی أن یلقیها فی ذلک الوقت، لیتخلص منها. علی أن الثقل معین علیه «26» أصغر الحیوانات ذوات القرون الغزلان، و قلما یکون القرن فی حیوان صغیر.
أقول: و فی «27» بعض الحیات و حیوانات تشبه الخنافس شی‌ء کالقرون «28».
______________________________
(1) إذ: إذا د، سا، ط، م
(2) الحمار: للحمار د، سا، ط، م.
(3) الکرکدن:
کرکدن د.
(4) حافره: ساقطة من ط.
(5) و إلا: و لا
(6) أرفس: أرفین ب، م.
(7) تؤید: ترید ط
(8) جنة: جنبة د
(9) و أی: فأی ط، م.
(10) فقدت: فقد د، سا
(11) بمادة: لمادة د، سا، ط، م
(12) الآخر: الأخری ط
(13) لسلاح: بسلاح د، ط، م
(14) ما: ساقطة من سا
(15) عسرت: عسر د، سا.
(16) حرکتها: حرکته د، سا، ط، م
(17) نقلتها: نقله د، سا، ط، م
(18) غیرها: غیره د، سا، م.
(19) الطبیعة: للطبیعة م.
(20) وضیعت: فضیعت ط، م
(21) مکفیة:
تکفیه ب.
(22) و ضیعت ... أنفع: ساقطة من سا.
(23) و إذا: فإذا م
(24) أنفقت: انفق د، سا
(25) عدم: أعدم د، سا، ط، م.
(26) علیه: له سا، علی م.
(27) و فی: فی سا
(28) کالقرون: کالقرن ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 275

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی کلام کلی فی الأحشاء و ابتداء تشریح أعضاء النفس و تشریح قصبة «2» الرئة و الحنجرة و الرئة. ثم نتکلم فی أعضاء «3» الجوف‌

أما الدماغ فقد ذکرنا «4» حاله من «5» قبل. و تحت الدماغ من الأعضاء الباطنة المری‌ء و قصبة الرئة. أما المری‌ء فیؤدی الغذاء إلی المعدة، و أما قصبة الرئة فتؤدی النسیم إلی الرئة و إلی القلب، و رأسها الحنجرة و هی «6» بإزاء المنخر. فینبغی أن نذکر تشریح المری‌ء و المعدة و خصوصا للإنسان.
و لنبدأ، و لنتکلم کلاما کلیا فی تشریح الأعضاء التی «7» یحویها التنور من الصدر و الجوف. فنقول: إن الحیوان المتنفس لما کان محتاجا إلی مادتین تأتیانه من خارج إحداهما تتقاضی بها روحه و هو النسیم، و الأخری یتقاضی بها بدنه و هو الغذاء. و ما معه جعل لکل واحد منهما مجری یؤدیه و معدن یقبله. فأما أحد المجریین و هو الذی «8» للروح فالقصبة التی للرئة و ما یقوم مقامها فی سائر الحیوان و مؤداه إلی أعضاء الصدر.
و أما المجری الثانی الذی هو «9» للغذاء و ما یجری مجراه فالمری‌ء و مؤداه «10» إلی أعضاء الجوف الأسفل. و لما کان المجلوب إلی الصدر نسیما لطیفا لا یقتدر القدر الکافی علی مدافعة
______________________________
(1) فصل: فصل ب؛ الفصل الثانی ط؛ ساقطة من د.
(2) قصبة: قصب سا.
(3) أعضاء: أعصاب م.
(4) ذکرنا: ذکر د، سا
(5) من (الأولی): ساقطة من ب، د، سا.
(6) و هی: و هو د، سا، ط، م.
(7) التی: الذی ط.
(8) الذی:
ساقطة من د، سا، ط، م.
(9) الذی هو: و هو د؛ فهو ط، م؛ ساقطة من سا
(10) و مؤداه: و هو مؤداه د، سا؛ مؤداه م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 276
المنفذ الضیق لینفذ فیه الکثیر منه، و لا علی مزاحمة المنفذ المنطبق فیه، جعل مجراه مفتوحا، و مع ذلک واسعا. و أما مجری الغذاء فقد کفی أن یکون لحمیا غشائیا منطبقا مجتمعا لا یشغل مکانا کبیرا فإن الغذاء لثقله و اکتنازه یفتحه و یوسعه عند النفوذ.
و لما کان التجویف الذی یقبل الغذاء تجویفا تجری فیه أفعال طبخ الرطوبات و فیها فضول، و لا یخلو بعضها عن تغیر رائحة و عن قذارة «1» «2» و بالجملة عن أبخرة غیر صافیة، بل کدرة موحشة «3»، جعل بین الجوفین برزخ صفیق عصبی و هو المسمی بالحجاب الحاجز علی ما تذکر «4» من تشریحه فی جملة العضل. فحال توسطه «5» بین البخار العفن و بین النسیم الطیب، و خصوصا إذا اقتضی ثقل الأثقال و غلظها أن یکون مدفعها إلی جهة میلها أی إلی أسفل. و ذلک یوجب وقوع معدن الغذاء تحت، لأن الغذاء أثقل من النسیم، فیجب أن یکون معدنه أسفل. و لأن أولی منافذ فضله أن یکون إلی أسفل. و لا بد أن یکون مع ذلک متصلا به، و المتصل بالأسفل أسفل. و وجب من جمیع ذلک أن یکون معدن النسیم فوق «6» و إذ «7» کان معدن النسیم من فوق کان معرضا «8» لتصعد الأبخرة القذرة إلیه «9».
فبالحری أن یضرب بینه و بین معدن الغذاء سور «10». و معدن النسیم یشتمل علی رئة و قلب.
و معدن الغذاء و هو المطبخ یشتمل علی عضو کالقدر و هو المعدة، و عن «11» یمینه الکبد مشتملا من تلک الجهة علیه، مربوطا بما حوالیه، و فیه یستحیل الغذاء إلی الدمویة الکاملة. و أما عن یساره و إلی تحت یسیرا فقابل الفضلة الثقیلة «12»، و هو الطحال. و تحت الکبد من تقعیره متصلا به قابل الفضلة «13» الرغویة و هو المرارة، و تحته من تحدیبه متصلا به قابل الفضلة «14» المائیة و هو الکلیتان، و مفرغة المثانة. و أما مفرغة المعدة، فالأمعاء «15».
و لنبتدئ الآن «16» بتشریح أعضاء النفس و هی ما فی التنور، و أولها قصبة الرئة و الحنجرة «17»
______________________________
(1) بعضها ... قذارة: ساقطة من د
(2) و عن قذارة: و قذارة م.
(3) موحشة ...
الجوفین: ساقطة من د.
(4) ما نذکر: ما نذکره ط، م
(5) توسطه: متوسطة ط.
(6) فوق: من فوق د
(7) و إذ: و إذ إن د؛ و إذا سا، ط، م.
(8) معرضا: معدنا سا
(9) إلیه: ساقطة من ط، م.
(10) سور: بسور ط، م.
(11) و عن: و من سا.
(12) الثقیلة: التفلیة ط.
(13) الفضلة: للفضلة ط.
(14) الفضلة: للفضلة ط.
(15) فالأمعاء: و الأمعاء سا، م.
(16) و لنبتدئ الآن: فنبتدئ الآن د، سا؛ فلنبتدئ ط، م
(17) و الحنجرة ... الرئة: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 277
فأما «1» قصبة الرئة فهی «2» عضو مؤلف من غضاریف کثیرة دوائر و أجزاء دوائر، نضد بعضها علی بعض، فما لاقی منها منفذ الطعام الذی خلفه و هو المری‌ء جعل ناقصا و قریبا من نصف دائرة، و جعل قطعها «3» إلی المری‌ء. و یماس المری‌ء منه جسم غشائی لا غضروفی، بل الجوهر الغضروفی منه إلی قدام. و ألفت «4» هذه الغضاریف برباطات یجللها غشاء.
و یجری علی جمیع ذلک من الباطن غشاء أملس، إلی الیبس و الصلابة ما هو. و کذلک أیضا من ظاهره و علی رأسه الفوقانی الذی یلی الفم و الحنجرة «5». و طرفه الأسفل ینقسم قسمین أولا ثم «6» أقساما تجری فی الرئة مجاورة لشعب العروق الضاربة و الساکنة، و ینتهی توزعها إلی فوهات هی أضیق جدا من فوهات ما یشاکلها، و تجری معها. فأما «7» تخلیقه من غضروف فلیوجد فیه الانفتاح المذکور «8» و لا یلجئه اللین إلی الانطباق، و لتکون صلابته واقیة له إذ کان وضعه إلی قدام لتکون «9» صلابته سببا لحدوث الصوت أو معینا علیه. و تألیفه من غضاریف کثیرة مربوطة بأغشیة لیمکنها الامتداد و الاجتماع عند الاستنشاق و التنفس. و لا یألم عن المصادمات التی یعرض لها من تحت و فوق، و الانجذابات التی یعرض لها إلی طرفها. و لتکون «10» الآفة إذا عرضت لم تتسع و لم تشمل «11»، و جعلت «12» مستدیرة لتکون أحوی «13» و أسلم. و إنما نقص ما یماس المری‌ء منه لئلا تزحم اللقمة النافذة، بل تندفع عن وجهها إذا مددت المری‌ء إلی السعة «14». فیکون تجویفها حینئذ کأنه مستعار للمری‌ء، إذ المری‌ء یأخذ فی الانبساط إلیه، و ینفذ فیه، و خصوصا «15» و الازدراد لا یجامع التنفس. لأن الازدراد یحوج إلی انطباق مجری قصبة الرئة من «16» فوق، لئلا یدخلها الطعام من المار فوقها، و یکون انطباقها برکوب الغضروف المکبیّ، الذی سنذکره علی المجری، و کذلک الذی یسمی لا اسم له، و سنشرح أمره. و إذا کان
______________________________
(1) فأما قصبة الرئة: ساقطة من م
(2) فهی: فهو ب، د، سا، ط.
(3) قطعها: قطعتها ط.
(4) و ألفت: و التقت ط.
(5) و الحنجرة: الحنجرة ط.
(6) أولا ثم: و أحدهما ینقسم د، سا، ط، م.
(7) فأما: أما سا.
(8) المذکور:
ساقطة من ط.
(9) لتکون: و لتکون د، سا، ط، م.
(10) و لتکون: لتکون د
(11) تشمل: تشتمل د، سا.
(12) و جعلت: و جعل د
(13) أحوی: أحری سا، ط.
(14) السعة: اللسعة م.
(15) و خصوصا: خصوصا سا.
(16) من: ساقطة من د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 278
الازدراد و القی‌ء «1» محوجا إلی انطباق فم هذا المجری، لم یمکن «2» أن یکون عندهما تنفس «3».
و أما تصلب الغشاء الذی یستنبطنها، فلیقاوم حدة النوازل و النفوث الردیة و البخار الدخانی المردود من القلب، و لکن لا یسترخی «4» مقرع الصوت. و أما انقسامها أولا إلی قسمین، فلأن الرئة ذات قسمین. و أما تشعبها مع العروق السواکن فلتأخذ منها الغذاء.
و أما ضیق فوهاتها فلتکون بقدر ینفذ فیه النسیم إلی الشرایین المؤدیة إلی القلب.
و لا ینفذ فیها إلیها «5» دم لو نفذ لحدث نفث الدم. فهذه صورة قصبة «6» الرئة.
و أما الحنجرة فإنها آلة لتمام الصوت، و لتحبس النفس، و فی داخلها جرم شبیه بلسان «7» المزمار من المزمار «8»، و هو لتعدیل الصوت. و اللهاة تقوم مقام إصبع الزمار من المزمار، و ما یقابل «9» من الحنک، و هو «10» مثل الزائدة التی یسد بها رأس المزمار فیتم به الصوت. و الحنجرة مسدودة مع القصبة بالمری‌ء سدا «11» إذا هم المری‌ء بالازدراد و مال إلی أسفل لجذب اللقمة، انطبقت الحنجرة، و ارتفعت إلی فوق، و اشتد انطباق بعض غضاریفها إلی بعض، فتمددت الأغشیة و العضل. و إذا حاذی الطعام مجری المری‌ء یکون فم القصبة و الحنجرة ملتصقة بالحنک من فوق، فلا یمکن أن یدخلها من الحاصل عند «12» المری‌ء شی‌ء فیجوزها الطعام و الشراب من غیر أن یسقط إلی القصبة شی‌ء إلا فی أحایین یستعجل فیها بالازدراد «13»، و قبل استتمام هذه الحرکة، أو یعرض للطعام حرکة إلی المری‌ء متشوشة، فلا تزال الطبیعة تعمل فی دفعه بالسعال. و الحنجرة عضو غضروفی خلق آلة للصوت، و هو مؤلف من غضاریف ثلاثة: أحدها الغضروف الذی یناله الحس، و الحس قدام الحلق تحت الذقن، و یسمی الدرقی، و الترسی إذا «14» کان مقعر الباطن محدب الظاهر یشبه الدرق، و بعض الترسة. و الثانی غضروف «15»، موضوع خلفه
______________________________
(1) و القی‌ء: ساقطة من ب
(2) یمکن: یکن د
(3) تنفس: ما یتنفس د، ط.
(4) و لکن لا یسترخی: و لکیلا یسترخی د، ط.
(5) فیها إلیها: إلیها منها ط؛ إلیها فیها م.
(6) قصبة: قصب سا، م.
(7) شبیه بلسان:
یشبه لسان ب.
(8) من المزمار: ساقطة من د، سا، ط، م.
(9) یقابل: یقابله د
(10) و هو: هو د، سا، ط.
(11) سدا: ساقطة من د.
(12) عند: عندی م.
(13) بالازدراء: الازدراء م.
(14) إذا: إذ ط.
(15) غضروف: غضروفی م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 279
یلی العنق، مربوط به، یعرف بأنه الذی لا اسم له. و الثالث مکبوب علیهما متصل «1» بالذی لا اسم له «2»، و یلاقی الدرقی من غیر اتصال «3»، و بینه «4» و بین الذی لا اسم له مفصل مضاعف بنقرتین فیه «5» یتهندم «6» فیهما «7» زائدتان من الذی لا اسم له، مربوطتان بهما بروابط، و یسمی المکبیّ و الطرجهالی. و بانضمام الدرقی إلی الذی «8» لا اسم له و بتباعد أحدهما عن الآخر یکون «9» توسع الحنجرة و ضیقها، و بانکباب الطرجهالی علی الدرقی و لزومه إیاه و بتجافیه عنه یکون انغلاق الحنجرة و انفتاحها. و عند الحنجرة و قدامها عظم مثلث، یسمی العظم اللامی، تشبیها بکتابة اللام فی حروف الیونانیین. إذ شکله هکذا «10»A 11¬.
و المنفعة فی خلقة هذا العظم أن یکون متشبثا و سندا «12» ینشأ منه لیف عضل الحنجرة فالحنجرة «13» محتاجة إلی عضل یضم «14» الدرقی إلی الذی لا اسم له، و عضل یضم الطرجهالی و بطبقه، و عضل یبعد الطرجهالی عن الآخرین «15» فتفتح «16» الحنجرة. و العضل المفتحة للحنجرة منها «17» زوج ینشو من العظم اللامی، فیأتی مقدم الدرقی، و یلتحم منبسطا علیه، فإذا تشنج أبرز الطرجهالی إلی قدام و فوق، فاتسعت الحنجرة؛ و زوج یعد فی عضل الحلق «18» الجاذبة إلی أسفل. و نحن نری أن نعده فی المشترکات بینهما، و منشأهما من القصص إلی الدرقی «19».
و فی کثیر من الحیوانات یصحبها زوج آخر. و زوجان أحدهما عضلتاه تأتیان بالطرجهالی من خلف و تلتحمان به إذا تشنجتا رفعتا «20» الطرجهالی «21» و جذبتاه إلی خلف، فتبرأت من مضامة الدرقی، و توسعت الحنجرة. و زوج تأتی عضلتاه حافتی الطرجهالی، فإذا تشنجتا فصلتاه عن الدرقی، و مدتاه عرضا، فأعان فی انبساط الحنجرة. و أما العضل المضیقة للحنجرة فمنها زوج یأتی من ناحیة «22» اللامی، و یتصل بالدرقی، ثم یستعرض، و یلتف علی
______________________________
(1) متصل: یتصل د، ط، م.
(2) و الثالث ... لا اسم له: ساقطة من سا.
(3) اتصال: انضمام م
(4) ربینه: بینه ط، م.
(5) فیه: فیها ط، م؛ ساقطة من د
(6) یتهندم: ینهدم ط
(7) فیهما: فیها سا.
(8) إلی الذی: أو الذی م.
(9) یکون: فیکون م.
(10) هکذا: ساقطة من ب، د، م
(11)A : ب؛V د؛V سا، ط، م.
(12) و سندا:
و مشتدا م.
(13) فالحنجرة: و الحنجرة ب
(14) یضم (الأولی): ساقطة من د.
(15) الآخرین: الأخیرین ط
(16) فتفتح: فتنفتح ط.
(17) منها: و منها م.
(18) الخلق: ساقطة من ب.
(19) إلی الدرقی:
ساقطة من سا.
(20) رفعتا: رفعا م.
(21) من خلف ... الطرجهالی: ساقطة من سا
(22) ناحیة:+ العظم ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 280
الذی لا اسم له، حتی یتحد طرفا «1» فردیه وراء الذی لا اسم له «2»، فإذا تشنج ضیق.
و منها أربع عضل، و ربما «3» ظن أنهما عضلتان مضاعفتان تصل ما بین طرفی «4» الدرقی و الذی لا اسم له، فإذا تشنجت ضیقت أسفل الحنجرة. و قد یظن أن زوجا منهما مستبطن، و زوجا ظاهر. و أما العضل المطبقة فقد کان أحسن أوضاعها أن تخلق داخل الحنجرة، حتی إذا تقلصت جذبت الطرجهالی إلی أسفل فأطبقته، فخلقت کذلک زوجا ینشأ من أصل الدرقی فیصعد من داخل إلی حافتی الطرجهالی و أصل الذی لا اسم له یمنة و یسرة، فاذا تقلصت «5» شدت المفصل و أطبقت الحنجرة إطباقا یقاوم عضل الصدر و الحجاب فی حصر النفس، و خلقتا صغیرتین لئلا تضیقا داخل الحنجرة، قویتین «6» لیتدارکها بقوتهما «7» فی تکلفهما إطباق الحنجرة و حصر النفس شدة «8» ما أورثه الصغر من التقصیر. و مسلکهما هو علی الاستقامة صاعدتین مع قلیل انحراف یأتی به الوصل بین الدرقی و الذی لا اسم له.
و قد توجد عضلتان موضوعتان تحت الطرجهالی تعینان الزوج المذکور.
و أما الرئة فإنها مؤلفة من أجزاء أحدها شعب القصبة، و الثانیة شعب الشریان الوریدی، و الثالثة شعب الورید الشریانی و هما عرقان یأتیان «9» من القلب، و سنصف حالهما بعد. و هذه الشعب یجمعها لا محالة لحم رخو متخلخل کثیر المنافذ إلی البیاض، خصوصا فیما تم خلقه من الحیوان، و هو ذو قسمین: أحدهما إلی الیمین و الآخر إلی الیسار و القسم الأیسر ذو شعبتین، و القسم الأیمن ذو ثلاث شعب. و منفعة الرئة بالجملة الاستنشاق و النفس. و منفعة الاستنشاق إعداد هواء للقلب فضلا عن المحتاج إلیه فی نبضة واحدة، و منفعة هذا الإعداد أن یکون للحیوان عند ما یغوص فی الماء و عند ما یصوّت صوتا طویلا متصلا یشغل عن أخذ الهواء أو یعاف استنشاقه لأحوال و أسباب «10»
______________________________
(1) طرفا: طرفاه د، م.
(2) حتی یتحد ... لا اسم له: ساقطة من سا
(3) و ربما: ربما د، سا
(4) طرفی: ساقطة من ب.
(5) تقلصت: انفصلت سا.
(6) قویتین: قرینتین سا
(7) بقوتهما: بقربهما سا؛+ تقصیر سا.
(8) شدة: بشدة د، سا، م؛ لشدة ط.
(9) یأتیان: نابتان ط.
(10) و أسباب: و أسنان م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 281
داعیة إلیه من نتن و غیره «1»، هواء معد «2» یأخذه القلب. و منفعة هذا الهواء المعد أن یعدل بروحه حرارة القلب، و أن یمد الروح بالجوهر الذی هو أغلب فی مزاجه من غیر أن یکون الهواء وحده، کما ظن بعضهم، یستحیل روحا، کما لا یکون الماء وحده یغذو عضوا.
و لکن کل واحد منهما إما جزء غاذ و إما منفذ «3». أما الماء فلغذاء البدن، و أما الهواء فلغذاء الروح، و کل واحد من غذاءی «4» الروح و البدن جسم مرکب لا بسیط. و أما منفعة «5» إخراج الفضل المحترق من الروح، و هو دخانیته، و إخلاء الرئة لدخول الهواء البارد، فإن هذا المستنشق یکون لا محالة قد استحال إلی السخونة فلا ینفع فی تعدیل الروح.
و أما تشعب العروق و القصبة فی الرئة، فإن القصبة و الشریان الوریدی یشترکان فی تمام فعل النفس، و الشریان الوریدی و الورید الشریانی «6» یشترکان فی غذو الرئة من الدم النضیج «7» الصافی الجائی من القلب. و أما منفعة هذا اللحم فلسد الخلل و جمع «8» الشعب.
و أما تخلخله فلیصلح للاستنشاق، فإنه لیس إنما «9» ینفذ الهواء فی القصبة فقط، بل قد یتخلص إلی جرم الرئة منه، و فی ذلک استظهار فی الاستکثار؛ و لیعین أیضا بالانقباض «10» علی الدفع، فیکون مستعدا للحرکتین. و لذلک ما تنتفخ الرئة بالنفخ. و أما بیاضها فلغلبة الهواء علی ما تغتذی به، و لتردده «11» الکثیر فیه «12». و أما انقسامها باثنین، فلئلا یتعطل التنفس «13» لآفة تصیب أحد الشعبتین «14». و کل شعبة تتشعب لذلک إلی شعبتین. و أما الخامسة التی «15» فی الجانب الأیمن فهی فراش وطئ للعرق المسمی الأجوف. و لیس نفعه فی التنفس بکثیر. و لما «16» کان القلب أمیل یسیرا إلی الشمال لما عرفته، وجد فی جهة الشمال شاغل لفضاء الصدر، و لیس فی الیمین، فحسن أن تکون للرئة «17» فی جانب الیمین زیادة تکون «18»
______________________________
(1) من نتن و غیره: ساقطة من د، سا، ط، م
(2) معد: مضد م.
(3) منفذ: متغذ د.
(4) غذاءی: غذاء د، سا، ط، م.
(5) منفعة:+ النفس ط.
(6) یشترکان ...
الشریانی: ساقطة من سا.
(7) النضیج: النضج م
(8) و جمع: و لجمع د؛ و لحم سا.
(9) إنما: الماء م.
(10) بالانقباض: و الانقباض ط.
(11) و لتردده: و لتردد م
(12) فیه: منه م.
(13) التنفس: النفس ب، ط
(14) أحد الشعبتین:
إحدی الشقین ط.
(15) التی فی الجانب الأیمن: ساقطة من ب.
(16) لما: بما د.
(17) للرئة: الرئة م
(18) تکون: و تکون م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 282
وطاء للعروق، فقد وقعت حاجة و أمکن مکان. و الرئة یغشیها «1» غشاء عصبی، لیکون لها، علی ما علمت، حس ما بوجه. و إذ «2» لم یکن مداخلا کان «3» مجللا. علی «4» أن الرئة نفسها «5» وطاء للقلب بلینها «6»، و وقایة له «7».
______________________________
(1) یغشیها: یغشاها ط، م.
(2) و إذ: و إن د، سا، ط، م
(3) کان: لکان سا
(4) علی: و علی د، سا، ط، م
(5) نفسها: نفسه د، سا.
(6) بلینها: تلینه د، سا، م
(7) له: لها ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 283

الفصل الثالث (ج) فصل «1» فی تشریح القلب و ما ینشأ عنه من الشرایین‌

و أما القلب، فإنه مخلوق من لحم قوی لیکون أبعد من الآفات فینتسج «2» فیه أصناف اللیف «3» الطویل الجذاب و العریض الدفاع و المؤرب الماسک «4»، لیکون له أصناف من الحرکات «5». و قدر خلقته «6» بمقدار «7» الکفایة لئلا یکون فضل و ثقل و عظم، و عرض منه منابت الشرایین و متعلق الرباط لیکون فی المنبت وقاء للنابت «8»، و جعل هذا «9» الجزء منه أعلی جزأیه، لیکون بعیدا «10» من الاتکاء علی عظام الصدر، فلا تؤذیه «11» مماسته، فدقق منها الطرف الآخر، کالمجموع إلی نقطة، لیکون المبتلی «12» بمماسة «13» العظام أقل أجزائه. و صلب ذلک الجزء منه فضل صلابة، لیکون المبتلی بتلک الملاقاة أحکم. و درج الشکل إلی الصنوبریة لیحسن «14» هندام السفل و الفوق، و لا یکون فیه فضل. و أودع فی غلاف حصیف جدا و هو و إن کان من جنس الأغشیة، فلا یوجد غشاء یدانیه فی الثخن «15»، لیکون له جنة و وقایة، و بری جرمه «16» عن ذلک الغلاف «17» بقدر إلا عند أصله و حیث ینبت الشریان «18»، لیکون له أن ینبسط فیه من غیر اختناق. و عند أصله عضو کالأساس یشبه الغضروف قلیلا لیکون قاعدة و تنفذ بخلقته «19». و فیه ثلاثة بطون: بطنان کبیران، و بطن کالوسط یعده «20»
______________________________
(1) فصل: فصل ب؛ الفصل الثالث د، ط.
(2) فینتسج: منتسج ط.
(3) اللیف:+ قویة شدیدة الاختلاف ط
(4) الماسک: الماسکة د؛ الممسک م.
(5) الحرکات: الحرکة ب
(6) خلقته:
خلقه د، سا، ط، م
(7) بمقدار: بقدر ط.
(8) وقاء للنابت: وقایا لمنابت م
(9) هذا:
هذه ط.
(10) بعیدا: أبعد سا
(11) تؤذیه: تؤذیها د، سا، ط، م.
(12) المبتلی:
ما یبتلی د، سا، ط، م
(13) بمماسة العظام: بالعظام و مماسها سا.
(14) لیحسن: لیصلح م.
(15) و هو و إن ... الثخن: ساقطة من د، سا، م.
(16) جرمه: جسمه د، ط، م
(17) الغلاف: ساقطة من د
(18) إلا عند ... الشریان: ساقطة من د، سا، م.
(19) و عند أصله .... بخلقته: ساقطة من د، سا، م.
(20) یعده: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 284
جالینوس دهلیزا و منفذا لیس ببطن «1» لیکون له مستودع غذاء یغتذی به، کثیف قوی یشاکل جوهره، و معدن روح یتولد «2» فیه عن دم لطیف، و مجری بینهما، و ذلک المجری یتسع عند تعرض القلب و ینضم عند تطوله. و قاعدة البطن الأیسر أرفع و قاعدة البطن الأیمن أنزل بکثیر «3». و جعل بطن «4» الغذاء عن یمینه لأنه «5» یأتی الغذاء إلیه «6» من «7» الکبد و هو عن یمینه فبقی الأیسر للروح «8» عن یساره «9». و العروق الضوارب و هی الشرایین خلقت إلا واحدة «10» منها ذات صفاقین «11»، و أصلهما «12» المستبطن إذ هو الملاقی للضربان و لحرکة جوهر الروح القویة المقصود صیانته و إحرازه و تقویته «13».
و منبت الشرایین هو من التجویف الأیسر من تجویفی القلب «14»، لأن الأیمن أقرب من «15» الکبد، فوجب أن یجعل «16» مشغولا بجذب الغذاء و استعماله. و أول ما ینبت من التجویف الأیسر شریانان: أحدهما یأتی الرئة و ینقسم فیها لاستنشاق النسیم و إیصال الدم الذی یغذو الرئة إلی الرئة من القلب، فإن ممر غذاء الرئة هو القلب، و من القلب یصل إلیها «17». و منبت هذا القسم هو من «18» أرق أجزاء القلب، و حیث تنفذ فیه الأوردة إلیه، و هو ذو طبقة واحدة بخلاف سائر الشرایین، و لهذا یسمی الشریان الوریدی. و إنما خلق من طبقة واحدة لیکون أسلس و ألین و أطوع للانبساط و الانقباض و لیکون أطوع لرشح «19» ما یترشح منه إلی الرئة من الدم اللطیف البخاری الملائم لجوهر الرئة الذی قارب کمال النضج فی القلب، و لیس یحتاج إلی فضل نضج کحاجة الدم الجاری فی الورید الأجوف الذی نذکره «20»، و خصوصا إذ مکانه من القلب قریب فتتأدی إلیه قوته الحارة
______________________________
(1) جالینوس .. ببطن: ساقطة من د، سا، م.
(2) یتولد: متولد م.
(3) و قاعدة ... بکثیر: ساقطة من د، سا، م.
(4) بطن:
ساقطة من م
(5) لأنه: لأن ط، م
(6) إلیه: إلیها ط؛ ساقطة من م
(7) من: عن ط.
(8) فبقی الأیسر للروح: فبطن م.
(9) و جعل ... یساره: ساقطة من د، سا.
(10) واحدة: واحدا ط
(11) صفافین: سفاقین م
(12) و أصلهما: و أصلیهما د، سا.
(13) و تقویته:+ دعائه ط.
(14) القلب: الصدر د، م.
(15) من: إلی ط؛ إلی من م
(16) یجعل: یجعله د، سا، م.
(17) إلیها: إلی الرئة د، سا؛ ساقطة من م
(18) من: ساقطة من سا.
(19) لرشح: لترشح د، سا، ط.
(20) نذکره: یذکر سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 285
المنضجة بسهولة. و أیضا فإن العضو الذی ینبض «1» فیه «2» عضو سخیف لا یخشی «3» مصادمته لذلک السخیف عند النبض أن تؤثر فیه صلابته، فیستغنی لذلک عن تثخین لجرمه ما لا «4» یستغنی عنه فی مجاورة «5» الشرایین سائر «6» الأعضاء الصلبة.
و أما الورید الشریانی الذی نذکره «7» فإنه و إن کان مجاورا للرئة فإنما یجاور «8» منها «9» مؤخرها «10» مما یلی الصلب. و هذا الشریان الوریدی فإنما یتفرق فی مقدم الرئة و یغوص «11» فیها، و قد صار أجزاء و شعبا، بل إذا قیس بین حاجتی هذا الشریان إلی الوثاقة و السلاسة المسهلة علیه الانبساط و الانقباض و رشح ما رشح منه «12» وجدت الحاجة إلی التسلیس «13» أمس منها إلی التوثیق و التثخین.
و أما الشریان الآخر و هو الأکبر و یسمیه المعلم «14» الأول أورطی، فأول ما ینبت من القلب یرسل شعبتین أکبرهما «15» یستدیر حول القلب و یتفرق فی أجزائه، و الأصغر یستدیر و یتفرق فی التجویف الأیمن، و ما یبقی بعد الشعبتین فإنه إذا انفصل انقسم قسمین: قسم أعظم مرشح للانحدار «16»، و قسم أصغر مرشح للإصعاد «17». و إنما خلق المرشح للانحدار زائدا فی مقداره علی الآخر لأنه یؤم أعضاء هی أکثر عددا و أعظم مقادیر، و هی الأعضاء الموضوعة دون القلب. و علی مخرج أورطی أغشیة «18» ثلاثة صلبة هی من داخل إلی خارج، فلو کانت واحدة أو اثنتین لما کان تبلغ المنفعة المقصودة فیها إلا بتعظیم مقداره أو مقدارهما «19». و کانت «20» الحرکة تثقل بهما «21»، و لو کانت أربعة لصغرت جدا، و بطلت منفعتها أو إن «22» عظمت فی مقادیرها ضیقت المسلک.
______________________________
(1) ینبض: یفیض م
(2) فیه: فی د، سا، م
(3) لا یخشی: و لا یخشی د.
(4) مالا: فیما لا م
(5) مجاورة:+ من م
(6) سائر: لسائر ط، م.
(7) نذکره: سنذکره ط، م
(8) یجاور: یجاوره د، سا، ط، م
(9) منها: منه د، سا، م.
(10) مؤخرها: مؤخره د، سا، م د، سا، م
(11) و یغوص: و یفیض د.
(12) رشح منه: یرشح منه د؛ یرشح فیه سا، ط، م.
(13) التسلیس: السلس ب، ط؛ السلیس سا.
(14) المعلم: ساقطة من م.
(15) أکبرهما: أکبرها د؛ أکثرها م.
(16) للانحدار: الانحدار م
(17) للإصعاد:
للابتعاد سا؛ الإصعاد م.
(18) أغشیة: أغشیته د، سا.
(19) مقداره أو مقدارهما:
مقدارها سا، ط؛ مقدارهما د، م
(20) و کانت: فکانت د، سا، ط، م. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 285 الفصل الثالث(ج) فصل فی تشریح القلب و ما ینشأ عنه من الشرایین ..... ص : 283
(21) بهما: بها د، سا، م.
(22) أو إن: و إن ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 286
و أما الشریان الوریدی فله غشاءان مولیان إلی داخل، و إنما اقتصر علی اثنین «1» إذ لیس من الحاجة هناک «2» إلی إحکام السّکر «3» ما هاهنا، بل الحاجة هناک «4» إلی إیهانه أکثر لیسهل اندفاع البخار الدخانی و الدم الصائر إلی الرئة. و أما «5» الجزء الصاعد «6» من جزئی أورطی، فإنه ینقسم إلی قسمین أکبرهما «7» یأخذ مصعدا نحو اللبة، ثم یتورب «8» إلی الجانب الأیمن، حتی إذا بلغ اللحم الرخو التوثی الذی هناک انقسم ثلاثة أقسام: اثنان منها «9» هما «10» الشریانان المسمیان بالسباتیین «11» و یصعدان یمنة و یسرة مع الوداجین الغائرین «12» اللذین نذکرهما بعد و یرافقانه «13» فی الانقسام علی ما نذکر بعد.
و أما القسم الثالث فیتفرق فی القص و فی الأضلاع الأول الخلص و الفقارات «14» الست العلی من الرقبة و فی نواحی الترقوة حتی یبلغ رأس الکتف ثم یجاوزه إلی أعضاء الیدین.
و أما القسم الأصغر من قسمی أورطی الصاعد «15»، فإنه یأخذ إلی ناحیة الإبط، و ینقسم انقسام الثالث و القسم «16» الأکبر. و کل واحد من الشریانین السباتیین «17» ینقسم عند انتهائه إلی الرقبة إلی قسمین: قسم مقدم و قسم مؤخر. و المقدم ینقسم قسمین: قسم منه یستبطن فیأخذ إلی اللسان و العضل الباطنة من عضل الفک الأسفل، و قسم آخر یستظهر و یرتقی إلی ما یلی قدام الأذنین إلی عضل الصدغین و یجاوزها «18» بعد أن یخلف «19» فیها شعبا کثیرة إلی قلة الرأس، و تتلاقی أطراف الیمنی مع أطراف الیسری منهما.
و أما الجزء المؤخر «20» فیتجزأ جزءین: الأصغر «21» منهما یرتقی أکثره إلی خلف و یتفرق
______________________________
(1) اثنین: اثنتین م.
(2) هناک (الأولی) ساقطة من ط، م
(3) السکر ما: السکر إلی ما ط
(4) هناک (الثانیة): داعیة هناک سا؛ ساقطة من ط، م.
(5) و أما: أما د، سا
(6) الصاعد: تصاعد ط.
(7) أکبرهما: أحدهما سا
(8) یتورب: یتوارب د، م.
(9) منها: منهما ب، سا
(10) هما: ساقطة من د، سا، ط، م
(11) بالسباتیین: بالسباتین ب؛ بالسباتی د، سا، م.
(12) الغائرین: الواترین ط.
(13) و یرافقانه: و یرافقانهما ط.
(14) و الفقارات: و الفقرات سا.
(15) الصاعد: الصاعدة ط.
(16) و القسم: من القسم د، سا، ط، م.
(17) الشریانین السباتیین: الشرایین السباتین ط.
(18) و یجاوزها: و یجوزهما د، سا
(19) یخلف: یخالف م.
(20) المؤخر: الآخر ط، م
(21) الأصغر: و الأصغر د؛ الجزء الأصغر سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 287
فی العضلة «1» المحیطة بمفصل الرأس، و بعضه یتوجه إلی قاعدة مؤخر الدماغ داخلا فی ثقب عظیم عند الدرز اللامی.
و أما الأکبر فیدخل قدام هذا الثقب فی الثقب الذی فی العظم «2» الحجری «3» إلی الشبکة، بل «4» و ینتسج عنها «5» الشبکة عروقا فی عروق و طبقات علی «6» طبقات من غضون علی غضون من غیر أن یمکن أخذ واحد منها بانفراده إلا ملتصقا بآخر مربوطا به کالشبکة، و یتفرق قداما و خلفا و یمنة و یسرة و ینتشر فی الشبکة، ثم یجتمع منها زوج کما کان أولا و ینثقب له الغشاء و یرتقی إلی «7» الدماغ، و یتفرق فیه فی الغشاء الرقیق ثم فی جرم الدماغ إلی بطونه و صفاق بطونه، و یلاقی فوهات شعبها التی قد صغرت بمره فوهات شعب العروق الوردیة النازلة و إنما أصعدت هذه و أنزلت تلک «8» لأن تلک ساقیة صابة للدم الذی أحسن «9» أوضاع أوعیته الساقیة «10» أن تکون متنکسة الأطراف.
و أما هذه فإنها تفید الروح. و الروح لطیف متحرک صاعد لا یحتاج إلی تنکیس وعائه حتی ینصب، بل إن فعل ذلک أدی إلی إفراط «11» استفراغ الدم الذی یصحبه «12»، و إلی «13» عسر حرکة الروح فیه، لأن حرکته إلی فوق أسهل. و بما فی الروح من الحرکة و اللطافة کفایة فی أن ینبت منه فی الدماغ ما یحتاج إلیه فی تسخینه «14». و لهذا ما فرشت الشبکة تحت الدماغ لیتردد الدم الشریانی و الروح فیها. و یتشبه بالمزاج الدماغی بعد النضج، ثم یتخلص إلی الدماغ علی تدریج و الشبکة موضوعة بین العظم و بین الغشاء الصلب.
و أما القسم النازل «15» فإنه یمضی أولا علی الاستقامة إلی أن یتوکأ علی الفقرة الخامسة إذ حذاء وضعه «16» وضع رأس «17» القلب. و هناک النوثة «18» کالمسند و الدعامة له و لتحول «19» بینه و بین
______________________________
(1) العضلة: العضل د، سا، م.
(2) الذی فی العظم: ساقطة من د، سا، ط، م
(3) الحجری:
الحجاری د، سا، م.
(4) بل: ساقطة من م
(5) عنها: عنه ط، م
(6) علی: إلی د، سا.
(7) إلی: ساقطة من سا.
(8) تلک: ساقطة من م
(9) أحسن: أجری د، سا، ط، م
(10) الساقیة: الساکتة سا.
(11) إفراط: ساقطة من م
(12) یصحبه:+ الروح ط
(13) و إلی: إلی م.
(14) فی تسخینه: و یصحبه د، سا؛ و یسخنه ط؛ ساقطة من م.
(15) النازل:
النازلة ط.
(16) حذاء وضعه: وضعها بحذاء ط
(17) رأس: و لیس د
(18) التوثة: الثقبة م
(19) و لتحول: لتحول د، سا، ط؛ فتحول م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 288
عظام الصلب. و المری‌ء إذا بلغ ذلک الموضع ینحی عنه یمنة «1» و لم یجاوزه، ثم استقل متعلقا بأغشیته «2» عند موافاته الحجاب، لئلا یضایقه «3». و هذا الشریان النازل، إذا بلغ الفقرة الخامسة انحرف و انحدر إلی أسفل ممتدا علی الصلب إلی أن «4» یبلغ عظم العجز، و کما «5» یحاذی الصدر و یمر به، یخلف «6» شعبا، منها شعبة صغیرة دقیقة تتفرق فی وعاء الرئة من الصدر، و تأتی أطرافه قصبة «7» الرئة، و لا یزال یخلف «8» عند کل فقرة یمر بها «9» شعبة تصیر إلی ما بین الأضلاع و النخاع، فإذا جاوز الصدر تفرع منه شریانان یأتیان الحجاب و یتفرقان «10» فیه یمنة و یسرة، و بعد ذلک یخلف «11» شریانا تتفرق شعبه فی المعدة و الکبد و الطحال، و تتخلص من الکبد شعبة إلی المثانة «12»، و ینبت منها «13» «14» بعد «15» ذلک شریان یأتی الجداول «16» التی حول المعا «17» الدقاق و قولون؛ ثم من بعد ذلک ینفصل منه ثلاثة «18» شرایین: الأصغر «19» منها یخص الکلیة الیسری و یتفرق فی لفائفها «20» و ما یحیط بها من الأجسام و یفیدها الحیاة، و الآخران یصیران إلی الکلیتین کل إلی واحدة لتجتذب «21» الکلیة منهما «22» مائیة الدم فإنهما «23» کثیرا ما تجتذبان من المعدة و الأمعاء دما غیر نقی. ثم ینفصل شریانان یأتیان الأنثیین فالآتی إلی الیسری منهما «24» یستصحب دائما قطعة من الآتی إلی الکلیة الیسری، بل ربما کان منشأ ما یأتی الخصیة الیسری هو من الکلیة الیسری فقط، و الذی «25» یأتی الیمنی یکون منشؤه دائما من الشریان الأعظم، و فی الندرة ربما استصحب شیئا مما یأتی الکلیة الیمنی ثم تنفصل من هذا الشریان الکبیر شرایین تتفرق فی جداول العروق التی حول المعاء المستقیم، و شعب تتفرق فی النخاع و تدخل فی ثقب الفقار، و عروق تصیر «26» إلی الخاصرتین و أخری تأتی الأنثیین. و من «27» جملة هذا
______________________________
(1) یمنة: ساقطة من م.
(2) بأغشیته: بأغشیة سا، م
(3) یضایقه: یضاعفه د.
(4) أن:+ یمتد م
(5) و کما: فکما ط.
(6) یخلف: یختلف د، م.
(7) قصبة: عصبة د، م
(8) یخلف: یختلف م
(9) بها: به د، سا، م.
(10) و یتفرقان: و یفرقا د، سا، م
(11) یخلف: یختلف م.
(12) المثانة: الدماغ سا
(13) و ینبت منها: و ینبت فیها د، سا
(14) منها: ساقطة من ط.
(15) بعد: و بعد د، سا، م
(16) الجداول:+ التی حول الجداول ط
(17) المعا: ساقطة من د، سا، م.
(18) ثلاثة: ساقطة من سا
(19) الأصغر: الصغری ب.
(20) لفائفها: لفافتها ب، ط.
(21) لتجتذب: لتجذب سا.
(22) منهما: منها ب
(23) فإنهما: فإنها ط.
(24) منهما: منها م.
(25) و الذی:
و التی د، سا، ط، م.
(26) تصیر: تصبه سا
(27) و من: و فی د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 289
زوج صغیر ینتهی إلی القبل، غیر الذی نذکره «1» بعد، و ذلک فی الرجال و النساء، و یخالط الأوردة. ثم أن الشریان الکبیر إذا بلغ آخر الفقار انقسم مع الورید الذی یصحبه، کما یذکره، قسمین: علی هیئة اللام فی حروف الیونانیین هکذاA قسم یتیامن و قسم یتیاسر، و کل «2» منهما یمتطی عظم العجز آخذا إلی الفخذین «3»، و قبل موافاتهما الفخذ «4»، یخلّف کل واحد منهما عرقا یأخذ إلی المثانة و إلی السرة و یلتقیان «5» عند السرة، و یظهران فی الأجنة ظهورا بینا.
و أما فی المستکملین فیکون قد جفت «6» أطرافهما «7» و بقی أصلاهما «8»، فیتفرع منهما «9» فروع تتفرق فی العضل الموضوعة علی عظم العجز. و الذی یأتی عنه المثانة ینقسم فیها «10» و تأتی أطرافه القضیب، و باقیه یأتی الرحم من النساء و هو زوج صغیر.
و أما النازلان إلی الرجلین فإنهما «11» یتشعبان فی کل واحد من الفخذین شعبتین عظیمتین وحشیا و إنسیا. و الوحشی فیه میل «12» أیضا إلی الإنسی، و یخلف شعبا فی العضل الموضوعة هناک، ثم ینحدر، و یمیل منها إلی قدام شعبة کبیرة بین الإبهام و السبابة، و یستبطن باقیه. و هی فی نفوذها «13» فی أکثر أجزاء الرجل تنفذ ممتدة «14» تحت الشعب الوریدیة التی تذکرها بعد. فمن هذه الضوارب ما لا یرافق الأوردة کالآتین «15» من الکبد إلی السرة فی أبدان الأجنة و شعب الضارب الوریدی «16» و الضارب النافذ إلی الفقرة الخامسة و الصاعد إلی اللبة و المائل «17» إلی الإبط و السباتیان حیث یتفرقان «18» فی الشبکة و المشیمة، و التی «19» تأتی الحجاب، و النافذ إلی الکتف مع شعبه، و التی تأتی المعدة، و الکبد و الطحال و الأمعاء، و التی
______________________________
(1) نذکره: سنذکره ط.
(2) و کل:+ واحد ط، م
(3) الفخذین: العجزین د
(4) الفخد: ساقطة من ب.
(5) و یلتقیان: و ینبعثان د، م؛ یلتقیان سا.
(6) جفت: جف ب، د، سا، م
(7) أطرافهما: أطباقهما م
(8) أصلاهما: أصلهما ب.
(9) منهما: منها ط.
(10) فیها: فیه ب، د، سا، م.
(11) فإنهما: و إنهما م.
(12) میل: یمیل ط.
(13) و هی فی نفوذها: و نفوذها د، سا، ط، م
(14) تنفذ ممتدة: نفوذ ممتد د، سا، ط، م.
(15) کالآیتین: کالآتیتین ط.
(16) الوریدی: أو الوریدی د، سا، ط، م.
(17) و المائل: المائل ط
(18) یتفوقان: یفترقان ط.
(19) و التی: و الذی د، سا، م؛ الذی ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 290
تنحدر من مراق البطن، و العروق التی فی عظم العجز وحده «1». فإذا «2» رافق «3» الشریان الورید علی الصلب، امتطی الشریان الورید لیکون أخسهما حاملا للأشرف.
و أما «4» فی الأعضاء الظاهرة فإن الشریان یغور تحت الورید لیکون أستر و أکنّ له، و یکون الورید له «5» کالجنة. و إنما أصبحت الشرایین الأوردة لسببین «6»: أحدهما لترتبط الأوردة بالأغشیة المجللة للشرایین فیستقر فیما بینهما من الأعضاء، و الآخر لیستقی «7» کل واحد منهما من الاخر.
و لما کان الکبد عضوا ثانیا فی التکون یتکون بعد القلب بقوة «8» مصورة تصدر عن القلب من أفضل جهتی القلب و هو الیمین «9» وقع الکبد فی الیمین «10» و صار القلب إلی الیسار، لأن أفضل جهتی القلب الیمین، و عنه مبدأ انبعاث قوته؛ کما أن القوی إذا فعل بیده الیمنی فعلا حصل عن یسار فعله. و لیس قولی أفضل الجهتین و قولی أفضل البطنین أو الغشاءین واحدا. و لما کان البطن الأیمن من القلب یحوی غلیظا ثقیلا و الأیسر «11» یحوی رقیقا خفیفا عدل «12» الجانبان بترقیق البطن الذی یحوی الغلیظ، و خصوصا إذا أمن التحلیل «13» بالشرح لغلظ «14» المحوی «15» و بتغلیظ البطن الذی یحوی الرقیق و خصوصا إذا لم یؤمن التحلل بالرشح «16» أو التفشی «17»، بل جعل وعاء الأرق أضیق و أعدل دمه فی الوسط، و له زائدتان، علی فوهتی مدخل مادتی الدم و النسیم فی القلب «18» کالأذنین، عصبیتان تکونان متغضنتین مسترخیتین، ما دام القلب منقبضا، فإذا انبسط «19» توترتا «20» و أعانتا علی حصر ما یحتوی «21» علیه إلی داخل. فهما کخزانتین تقبلان عن الأوعیة ثم ترسلانه إلی القلب بقدر و أرقنا «22» لتکونا أحوی و أحسن إجابة إلی الانقباض، و صلبتا لتکونا أبعد عن الانفعال.
______________________________
(1) وحده: واحدة ط
(2) فإذا: و إذا د، سا، ط، م.
(3) رافق: فارق سا.
(4) و أما: فأما ط.
(5) له: ساقطة من ب
(6) لسببین: لشیئین د، سا، ط؛ لیستبین م.
(7) لیستقی: لیستبقی م.
(8) بقوة: لقوة د، سا، ط، م.
(9) و هو الیمین: و هی الیمنی ط
(10) الیمین (الثانیة): الیمنی ط.
(11) و الأیسر: و الآخر د.
(12) خفیفا عدل: أعدل م
(13) التحلیل: التحلل د، سا، ط، م.
(14) لغلظ: لغلظة ط
(15) المحوی: المجزی سا.
(16) لغلظ ...
بالرشح: ساقطة من م.
(17) أو التفشی: و التفشی سا.
(18) علی ... القلب: ساقطة من د، سا، م.
(19) انبسط: ساقطة من د
(20) توترا:
تواترتا م
(21) یحتوی: یحوی ط.
(22) و أرقتا: أورقتا د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 291
و القلب یغتذی مع قواه الطبیعیة بانبساط، فیجذب الدم إلی داخله کما یجتذب الهواء. و قد «1» وضع «2» القلب فی الوسط من الصدر لأنه أعدل موقع، و أمیل یسیرا إلی الیسار لیبعد عن الکبد، فیکون للکبد مکان واسع.
و أما الطحال فنازل عنه بعید، و فی إنزاله منفعة سنذکرها «3»، لأن «4» توسعة المکان للکبد أولی من توسیعه للطحال، لأن الکبد أشرف. و مما قصد فی إمالة القلب عن الکبد أن لا یجتمع الحار کله فی شق واحد، و لیعدل الجانب الأیسر، إذ الطحال بنفسه «5» غیر «6» حار «7» جدا، و لتقل مزاحمته للعرق الأجوف الجائی إلیه ممکنا له «8» بعض المکان «9».
و ما کان من الحیوان عظیم القلب و کان مع ذلک جزعا خائفا کالأرانب و الأیلة «10» فالسبب «11» فیه أن حرارته. قلیلة فینتشر فی شی‌ء کبیر فلا یسخنه بالتمام. و ما کان صغیر القلب و کان مع «12» ذلک جریّا، فلأن الحرارة فیه کثیرة، و تحتقن و تشتد. أقول:
أکثر ما هو «13» جریّ عظیم القلب. قال: و لا یحتمل القلب ألما و لا ورما، و لذلک لم یذبح «14» حیوان فیوجد «15» فی قلبه من الآفات ما یوجد فی سائر الأعضاء.
و قد یوجد فی قلب بعض الحیوان الکبیر الجثة عظم و خصوصا فی الثیران، و هذا العظم مائل إلی الغضروفیة؛ و أکثره و أعظمه مع زیادة صلابة هو ما یوجد فی قلب الفیل.
و قد وجد قلب بعض القرود «16» ذا رأسین. و من قوة حیاة القلب أنه إذا سلّ من الحیوان فقد ینبض إلی حین. و قد أخطأ من ظن أن القلب عضلة و إن کان أشبه الأشیاء بها لکن تحرکه «17» غیر إرادی «18».
______________________________
(1) و قد: قد ط
(2) وضع: وقع م.
(3) سنذکرها: سنذکره د، سنذکر سا، م
(4) لأن: و لأن د. سا، ط.
(5) بنفسه:
بنفسها د، سا.
(6) غیر: عن م
(7) حار: حارة د، سا
(8) له: ساقطة من ط، م
(9) المکان: الإمکان م.
(10) و الأیلة: فی الأیلة م.
(11) فالسبب: و السبب سا.
(12) و کان مع:
و مع ب، د، سا.
(13) ما هو: مما هو م
(14) لم یذبح: لا یذبح سا.
(15) فیوجد:
یوجد د، سا.
(16) القرود: القرد ط.
(17) تحرکه: تحرکها ط.
(18) و قد یوجد ... غیر إرادی: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 292

الفصل الرابع (د) فصل «1» فی تشریح طریق الغذاء و هو المری‌ء و المعدة و الأمعاء و الصفاقات التی علیها و العضل المحرکة للمقعدة «2»

أما «3» المری‌ء فهو مؤلف من لحم و طبقات غشائیة تستبطنه «4» مطاولة اللیف لیسهل الجذب للازدراد. فإنک تعلم أن الجذب باللیف المطاول، و یعلوه غشاء من لیف مستعرض للدفع إلی تحت. فإنک تعلم أن الدفع «5» باللیف المستعرض و فیه لحمیة ظاهرة «6»، و موضعه علی الفقار الذی فی العنق علی الاستقامة، و فی «7» حرز و وقایة، و ینحدر معه زوج عصب من الدماغ، و إذا حاذی الفقرة الرابعة من فقار الصلب المنسوبة «8» إلی الصدر «9» تنحی یسیرا «10» إلی الیمین توسیعا لمکان العرق الآتی من القلب، ثم ینحدر علی الفقرات الثمان الباقیة حتی إذا وافی الحجاب ارتبط به «11» بربط «12» یشیله یسیرا لئلا یضغط ما یمر فیه العرق الکبیر، و لیکون نزول العصب معه علی تعریج «13» یؤمنه آفة الامتداد المستقیم عند ثقل یصیب المعدة «14».
ثم یستعرض بعد النفوذ فی الحجاب، و ینبسط متوسعا فما للمعدة، و بعد «15» المری‌ء جرم
______________________________
(1) فصل: فصل د ب؛ الفصل الرابع د، ط.
(2) للمقعدة: للمعدة د، ط.
(3) أما:
و أما د. سا
(4) تستبطنه: مستبطنة ب.
(5) الدفع:+ إلی تحت ط
(6) ظاهرة:+ و بعمل الطبقتین جمیعا ینم الازدراء أعنی بما یجذب أیضا و بما یعصر من لیف و قد یعسر الازدراد علی من یسبق به طولا حین لعدم الجاذب المعین بالخط و القی‌ء یتم بالطبقة الخارجة وحدها فلذلک فهو أعسر ط.
(7) و فی: فی د، سا، ط، م.
(8) المنسوبة: المستویة د، م
(9) الصدر: الصلب سا؛+ بما حاوزها طا
(10) یسیرا: مسیرا د.
(11) به: بها د، سا، ط، م
(12) بربط: مربط م.
(13) تعریج: تعویج سا
(14) المعدة:+ فإذا جاوز الحجاب مال مرة إلی الیسار علی ما کان مال إلی الیمین و ذلک العدد إلی الیسار یکون إذا جاوزه الفقرة العاشرة إلی الحادی عشر ط.
(15) و بعد: بعد سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 293
المعدة المنفسح. و خلقت بطانة المری‌ء أوسع و أثخن من الأمعاء لأنه منفذ للأصلب، و بطانة المعدة متوسطة «1» و ألینها عند قعر المعدة، ثم هی فی المعاء ألین. و إنما ألبس باطنه «2» غشاء «3» ممتدا إلی آخر «4» المعدة من الغشاء المجلل للفم لیکون الجذب متصلا، و لیعین علی إشالة الحنجرة إلی فوق عند الازدراد بامتداد المری‌ء إلی أسفل. و المری‌ء إذا حققت، کان جزءا من المعدة «5».
و أما أول الأمعاء «6» فلیس بجزء من المعدة، بل شی‌ء متصل «7» بها قریب «8»، و ینخرط جرم المعدة من لدن یتصل بها المری‌ء «9»، و یتصل «10» و یتسع من أسفل، لأن المستقر للطعام فی أسفل فیجب أن یکون أوسع. و جعل مستدیرا لما نعلم من المنفعة مسطحا «11» من ورائه لیحسن لقاؤه الصلب، و هو من طبقتین داخلتهما «12» طولیة «13» اللیف لما تعلم من حاجة «14» الجذب «15».
و فی الخارجة لیف مستعرض للدفع. و جعل ذلک اللیف من المعدة خارجا لأن الجذب أوّل أفعالها و أقربها، ثم الدّفع یرد بعد ذلک و یتم بالعصر لجملة «16» الوعاء «17» لیدفع ما فیه.
و یخالط الطبقة الخارجة لیف مورب لیعین علی الإمساک «18». و قعره أکثر لحمیة لیکون أحرّ، فیکون أهضم، و فمه أکثر عصبیة لیکون أشد حسا. و یأتیه «19» من عصب الدماغ شعبة یفیدها الحس لیشعر بالجوع «20» و النقصان، و لا یحتاج إلی ذلک سائر ما بعد فم «21»
______________________________
(1) متوسطة: متوسعة ط
(2) باطنه: بطانة د.
(3) غشاء:
ساقطة من د، سا، م
(4) آخر:+ أجزاء طا.
(5) المعدة:+ یتسع إلیها بالتدریج و طبقتاه کطبقتی المعدة أدخلها أشد بالأغشیة إلی الطول و أخرجهما لحم غلیظ مرضی اللیف أکثر لحمیا مما للمعدة لکنه منه و فی وضعه و اتصاله ط.
(6) الأمعاء: المعا سا
(7) متصل: یتصل ط
(8) قریب: غریب طا؛+ و کذلک یندرج إلیه ألصق و لا طبقاته المعدة و مع ذلک فإن الجواهر المری‌ء أشبه بالفضل و جوهر المعدة أشبه بالعصب ط.
(9) المری‌ء:+ و یلقی الحجاب ط
(10) و یتصل: ساقطة من د، سا، ط.
(11) مسحا: منسطحا ط.
(12) داخلتهما: داخلهما م
(13) طولیة: ملولبة م
(14) حاجة: حاجته د؛ حالة ط
(15) الجذب:
+ و کذلک تتعاصر المعدة عند الازدراد و ترتفع الحنجرة ط
(16) لجملة: لحمله د، سا
(17) الوعاء:
للوعاء د، سا.
(18) الإمساک:+ و جعل فی الجاذب فرن الدافع فلم یخلط بالطبقة الخارجة و أعفی عنه المری‌ء إذا لم یکن للإمساک و جمیع الطبقة الداخلة عصبی لأنه یلقی أجساما کثیفة و أما الخارجة فقعرها أکثر ط.
(19) و یأتیه: و یأتیها ب.
(20) بالجوع: بالجودة م
(21) فم: ساقطة من د سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 294
المعدة. و إنما تحتاج المعدة إلی الحس لأنها تحتاج إلی تنبیه «1» النفس علی حاجتها إذا خلا البدن عن الغذاء، فإنه إذا کان الطرف الأول حساسا کسابا للغذاء لنفسه و لغیره، لم یحتج ما بعده إلی ذلک لأنه مکفی بتمحل غیره «2». و المعدة تهضم بحرارة فی لحمها غریزیة و بحرارة مکتسبة «3»، فإن الکبد یرکب یمینها من فوق، و ذلک لأن هناک انخراطا یحسن تمکنه «4» منه. و الطحال ینفرش تحتها من الیسار مبعدا یسیرا عن الحجاب لقذارته، و لأنه لو رکب هو و الکبد جمیعا لثقل ذلک علی المعدة، فاختیر أن یرکبها «5» الکبد رکوب مشتمل علیه بزوائد تمتد «6» کالأصابع. و ینفرش الطحال من تحت، و مع ذلک فإن الکبد کبیر جدا بالقیاس إلی الطحال للحاجة إلی کبره. و کیف لا و إنما الطحال وعاء لبعض فضلاته، فلزم أن یمیل رأس المعدة إلی الیسار تفسیحا للکبد، فضیق الیسار، و میل أسفله إلی فضاء «7» یخلیه الکبد من تحت، فینفسح أیضا مکان الطحال «8» من الیسار، و من تحت، فجعل أشرف الجهتین و هو من فوق «9» و الیمین للکبد، و أخسهما المقابل لها «10» للطحال. هذا و قد یدفئها من قدام الثرب الممتد علیها و علی جمیع الأمعاء من الناس خاصة، لکونهم أحوج إلی معونة الهضم لضعف قواهم الهاضمة بالقیاس إلی غیرهم، و جعل کثیفا «11» لیحصر الحرارة «12»، رقیقا لیخف «13»، شحمیا «14» لیکون مستحفظا للحرارة من قدام. فإن الشحمیة تقبل الحرارة جدا و تحفظها للزوجة الدسمة.
و فوق الثرب الغشاء «15» و المراق، و عضلات البطن الشحمیة کلها «16»، و من خلفها الصلب
______________________________
(1) إلی تنبیه: أن تنبه ط، م.
(2) غیره:+ و هذا العصب ینزل من العضو ملتویا علی المری‌ء و تلتف علیه آفة واحدة عند قرب المعدة ثم یتصل بالمعدة و یرکب أشد موضع من المعدة تحدبا عرق عظیم یذهب فی طولها و یرسل إلیها سببا کثیرة و یرتبط بهما و یتشعب دقاقا متضامة فی صنف واحدة و ملازمة شریان کذلک و ینبث من الشریان مثل ذلک أیضا و یعتمد کل منهما علی طی الصفاق و ینسب من الجملة الغرب علی ما نصفه ط.
(3) مکتسبة:+ من الأجسام المجاورة ط.
(4) تمکنه منه: تمیطه د؛ تمطیه سا، ط، م.
(5) یرکبها: یرکبه ب، د، سا، م.
رکوب: برکوب ط.
(6) ثمتد: تمد د، سا، م؛ ممتد ط.
(7) فضاء: ساقطة من د.
(8) الطحال: للطحال د، سا، م
(9) من فوق: فوق د، سا، ط؛ قول القلب م.
(10) لها:
لهما ط؛ ساقطة من د، سا.
(11) کثیفا: کثیرا م
(12) الحرارة: المرارة سا
(13) لیخف: ساقطة من م
(14) شحمیا: سخیفا د، م.
(15) الغشاء:+ الصفاقی المسمی باریطاء دون و فوقه ط
(16) کلها:+ و هذان الصفاقان متصلان من أعلاهما عند الحجاب متباینان من أسفلهما ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 295
ممتدا علیه ضوارب «1» کثیرة «2» حارة «3» بسبب حرارة روحها «4» و دمها و ورید «5» کبیر حار بسبب «6» حرارة دمه «7». و أما الغشاء الذی یحوی الأحشاء الغذائیة کلها فإنها «8» یغشاها، و یمیل إلی الباطن، و یجتمع عند الصلب من جانبیه، و یتصل بالحجاب من فوقه، و یتصل بأسفل المثانة و الخاصرتین من أسفله «9». و منافعه وقایة تلک الأحشاء و الحجز بین المعاء و عضل المراق «10» لا یتخللها فیشوش فعلها «11» و یعصر المعدة بتمدده علیها عصرا «12» ما یعین علی دفع «13» الثفل، و کذلک یعصر المثانة و یعین علی زرق البول و نفض «14» الریاح النافخة «15» فلا تعجز «16» الأمعاء، و یعین علی الولادة، و یربط «17» جملة الأحشاء بعضها ببعض و بالصلب فیکون «18» اجتماعها «19» وثیقا و تکون هی و الصلب «20» کشی‌ء واحد. و إذا اتصل بالحجاب و التقی طرفاه عند الصلب فقد ارتبط هناک، و من هناک مبدؤه، فإن مبدأه فضل «21» تنحدر من الحجاب إلی فم المعدة و تلقاه فضلة من المتعصد «22» إلی الصلب یلتقیان، و یتکون من هناک صفاق ثخین یحتوی علی المعدة وراء الصفاقین «23» و یکون وقایة للصفاق «24» اللحمی الذی لها و یصل «25» المعدة، و یربطها بالأجرام التی تلی الصلب، و یفضل من منبته فضل من الجانبین، فینتسج منه و من شعب عرقین ضارب و غیر ضارب ممتدین علی المعدة جوهر الثرب انتساجا من طبقات «26» متراکبة شحمیة تغشی المعدة و المعاء و الطحال و الماساریقا «27» منقطعا إلی «28» الجانب المسطح من المعدة.
______________________________
(1) ضوارب: ضارب د، سا
(2) کثیرة: کثیر د
(3) حارة: ساقطة من سا
(4) روحها و دمها: روحه و دمه د، سا، ط، م
(5) و ورید: یصحبه ورید ط
(6) حرارة ... بسبب:
ساقطة من سا.
(7) دمه:+ و الصفاق من جملة هذه هو الغشاء الأول الذی یحوی ط
(8) فإنها: فإنه د، سا، م.
(9) أسفله: و هنالک یحصل له ثقبتان عند الانثیین و هما مجریان ینفذ فیها عروق و معالیق و إذا سفیا نزل فیه المعاء ط
(10) المراق: المراح م.
(11) فعلها:+ و یشارک أیضا الفضل الذی فی الباطن المعلومة و فی الصفاق الخارج الذی هو المراق منافع فإنها ط
(12) عصرا: ساقطة من د
(13) دفع: رفع د.
(14) و نفض: و بعصر د، سا، ط
(15) النافخة:+ لیخرج ط
(16) تعجز: بفجر ط.
(17) و یربط: فیربط سا
(18) فیکون:+ هی د
(19) اجتماعها وثیقا: بربط وثیقة د، سا، م.
(20) و تکون هی و الصلب:
و الصلب د، سا، م؛ و تکون هی بربطه وثیقة و بالصلب ط.
(21) و من هناک مبدؤه فإن مبدأه فضل: فضل من المتصلات فضل د، سا، م؛ فضل من المتصلات و فضل ط.
(22) المتصعد:
المتصعدة ط.
(23) الصفاقین:+ اللذین فی جوهر المعدة ط
(24) للصفاق: الصفاق ب، م
(25) و یصل: و فضل م.
(26) طبقات: طبقتین أو طبقات بحسب الموضع ط.
(27) و الماساریقا: و الماساریقین د، سا، ط، م
(28) إلی: من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 296
و هذا الثرب مع تبریته «1» منوط بمناوط من المعدة و تقعیر الطحال، و مواضع شریاناته و الغدد التی بین العروق المصاصة المسماة مساریقا «2» و بین المعا الاثنی عشری. لکن مناوطها قلیلة و ضعیفة. و ربما اتصل بالکبد و بأضلاع الزور اتصالا خفیا. و هذه المناوط هی المنابت للثرب و أولها المعدة. و هذا الثرب کله «3» جراب «4» لو أوعی «5» شیئا سیالا أمسکه «6».
و إذا «7» حققت فإن الجلد و الغشاء الذی بعده و هو لحمی و العضل الموضوع فی الطبقة الفوقانیة من طبقات عضل البطن المعلومة معدود کله فی جملة المراق. و الطبقة السفلانیة من طبقات عضل البطن مع الغشاء الرقیق الذی هو بالحقیقة الصفاق من جملة الصفاقات.
و الثرب کبطانة للصفاق «8» ظهارة للمعدة. و هذه الأجسام کلها متعاونة فی تثخین المعدة تعاونها فی وقایتها. و فی أسفل المعدة ثقب تتصل به «9» المعا الاثنی عشری.
و هذا «10» الثقب یسمی البواب، و هو «11» أضیق من الثقب الأعلی لأنه «12» منفذ للمهضوم المرقق، و ذلک منفذ لخلافه. و هذا المنفذ ینضم إلی أن یقضی «13»، ثم ینفتح إلی أن یقضی الدفع.
و اعلم أن المعدة تغتذی من وجوه ثلاثة: أحدها بما یتعلل به و الطعام یعد فیها، و الثانی بما یأتیها من الغذاء فی العروق المذکورة فی تشریح العروق؛ و الثالث بما قد ینصب إلیها عند الجوع الشدید من الکبد دم أحمر نقی فیغذوها.
و اعلم أن القدماء إذا قالوا فم المعدة عنوا تارة المدخل إلی المعدة و تارة أعلی المدخل الذی هو الحد المشترک بین المری‌ء و المعدة. و من الناس من یسمیه الفؤاد و القلب اشتراکا فی الاسم أو ضعفا «14» فی التمییز.
و أما بقراط فکثیرا ما یقول: فؤاد، و یعنی به فم المعدة بحسب المؤول «15» «16».
______________________________
(1) تبریته: التربیة ط.
(2) مساریقا. بالمساریقا ط.
(3) کله: کأنه ط
(4) جراب: جذاب ط
(5) أوعی: ادعی ط
(6) أمسکه: أمکنه ط.
(7) و إذا: فإذا ط.
(8) للصفاق: الصفاق ط.
(9) به: بها ط.
(10) و هذا:
و هذه ط
(11) و هو: و هی ط
(12) لأنه: لأنها ط.
(13) یقضی: ینفی ط.
(14) ضعفا:
صنفا ط.
(15) المؤول: التأویل ط.
(16) و هذا الثرب ... المؤول: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 297
إن الأفعال «1» الضروریة فی قوام الحیوان «2» ثلاثة: فعل تغذیة البدن، و یصدر عن القوة الطبیعیة؛ و فعل تغذیة الروح و تعدیله «3»، و یصدر عن القوة الحیوانیة؛ و فعل الحس و الحرکة و یصدر عن القوة النفسانیة. و قد أعد الخالق تعالی «4» لکل واحد من تلک الأعضاء التی تخص فعلا فعلا منها تجویفا و خزانة تحویه، فأعضاء التغذیة للبدن «5» هی المعدة و الکبد و یدخل معهما «6» الطحال و المرارة و الکلیتان «7» و المعا؛ و التجویف الذی یحویها هو الفضاء الذی یحیط به المراق من قدام، و الصلب الأسفل «8» من خلف، و الحجاب الحاجز المسمی دیافرغما من فوق، و عظم العانة و الورک من تحت. و أعضاء تربیة الروح و تغذیته القلب و الرئة و قصبتها و التجویف الذی یحویها هو الفضاء الذی یحده، أما من قدام فالقص «9» و أضلاع الصدر، و من خلف الظهر الأعلی، و من فوق الترقوة و العنق.
و من تحت الحجاب الحاجز. و أعضاء الحس و الحرکة، و مبدأ قواها الدماغ و النخاع، ثم العصب، و التجویف الذی یحویها هو الفضاء الذی یحده، أما من فوق فالقحف «10» و أما من قدام فالعظم الذی یحیط به الدرز الإکلیلی «11»، و أما من خلف فالعظم الوتدی و العظم الذی یحیط به الدرز اللامی، و أما من الجانبین فالعظمان اللذان فیهما الصماخان «12».
و یتصل بهذا التجویف «13» العظیم التجویف الذی هو ثقب نافذ فی «14» خرزات العنق و الصلب.
و هذه الأعضاء التی «15» تحیط بها «16» هذه التجاویف هی الأعضاء الضروریة فی قوام الحیاة، و سائر الأعضاء أطراف لها و جنن غیر ضروریة. و قد خلق الخالق تعالی «17» موضع تغذیة (1- 16) هذه الصفحة مذکورة فی أول الفصل التالی فی نسختی د، سا و فی آخره فی نسختی ط، م.
______________________________
(1) إن الأفعال: للأفعال د؛ للأعضاء طا
(2) الحیوان: الحیاة سا.
(3) و تعدیله: و تعدیلها د، سا، ط.
(4) تعالی: جل جلاله د؛ تعالی ذکره سا؛ ساقطة من ط.
(5) للبدن: للیدین د.
(6) معهما: معها ب، ط، م.
(7) هی ... و الکلیتان: ساقطة من د.
(8) الأسفل: ساقطة من د، سا، ط.
(9) فالقص: فالقس م.
(10) فالقحف: القحف سا، م.
(11) قدام ... الإکلیلی:
تحت فالعظم الوتدی و أما من قدام فالعظم الإکلیلی د، سا، ط؛ قدام فالعظم الوتدی الإکلیلی م.
(12) الصماخان: السماخان ب، سا، م
(13) التجویف العظیم: العظم ط
(14) فی: من ط.
(15) التی: الذی ط
(16) بها: به سا.
(17) تعالی: جل جلاله د؛ ساقطة من ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 298
الروح و تربیته و تعدیله بالنسیم فی الوسط، لأنه أصون المواضع لما یحویه و أبعدها عن «1» منال الآفات التی تحتملها «2» سائر الأعضاء دون عضو الحیاة، أعنی القلب، و حصنه بجنة «3» قویة من العظام. و جعل أعضاء الغذاء تحته لأنها کبیرة ثقیلة قذرة، و لو «4» کانت «5» فوقه لآذته بثقلها، و لجری «6» إلیه «7» فضولها، و جعل بینهما «8» برزخا صفیقا «9» ثخینا هو الحجاب الحاجز المعروف بدیافرغما «10»، لئلا یختلط بالنسیم الطیب «11» شی‌ء من جنس «12» الأبخرة المتصعدة عن الأغذیة و عن أثقالها المتعفنة. و جعل أعضاء الحس و الحرکة فوقه «13»، لأنها صغیرة الحجم، لأن فعلها بجوهر «14» لطیف، و هو «15» الروح، فلذلک لا تثقل علی ما تحتها «16»، و لأن العضو الحاس و خصوصا العین طلیعة للبدن «17»، و أوفق المواضع للطلیعة أن یکون مرتفعا مشرفا علی غیره.
فهذه هی التجاویف التی تسکنها الأعضاء الضروریة فی قوام الحیاة. و غرضنا فی هذا الفصل مقصور علی أعضاء التجویف الأسفل، و من بینها «18» علی أعضاء دفع الفضول الیابسة و هی الأمعاء. فلنأخذ فی تشریحها و تعدید «19» منافعها، فنقول: إن الخالق تعالی «20» لما خلق الإنسان مرکبا من عناصر متضادة، و جعل قوام جوهره من الرطوبة، و کان الحار الذی فیه و الحار المحیط «21» یحلل «22» جوهره، وجب أن یدبر «23» بحکمته لبدنه تدبیرا یحصل له به بدل «24» ما یتحلل عنه، فهیأ له مما «25» یحضره أجساما من شأنها أن تستحیل إلی مشاکلة «26» جوهره فتسد مسدّ المتحلل منه، و هذا هو الغذاء، و أعد له أعضاء فیها ینضج هذا الشی‌ء الذی «27»
______________________________
(1) عن: من م.
(2) تحتملها: تحملها ط، م
(3) بجنة: بجنبة ط.
(4) و لو: فلو د، ساط، م
(5) کانت: کان ط.
(6) و لجری: و لجرت ط؛ و یجری م
(7) إلیه: إلیها د، سا، م
(8) بینهما: بینها د، سا؛+ سدا د، سا، ط
(9) صفیقا: ضعیفا م
(10) بدیافرغما: نافرغما م
(11) الطیب: ساقطة من د.
(12) جنس: ساقطة من ب، ط؛ م.
(13) فوقه: فوقها ب.
(14) بجوهر: لجوهر ط
(15) و هو:
هو د، سا
(16) ما تحتها: تحتها د.
(17) للبدن: البدن د، سا.
(18) و من بینها: و مرتبتها م.
(19) و تعدید: و تعدیدها د؛ و تحدید ط؛ و تعدیل م
(20) تعالی: جل جلاله د؛+ جده سا، ط، م.
(21) المحیط: الذی یحیط د، سا
(22) یحلل: یتحلل ط
(23) یدیر: یزید م.
(24) بدل: ساقطة من م
(25) مما: ما م
(26) مشاکلته: مشاکله م.
(27) الروح ... الذی: هذه الصفحة مذکورة فی أول الفصل التالی فی نسختی د، سا و فی آخره فی نسختی ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 299
هو الغذاء و یستحیل إلی قبول مشاکلته، و هذه «1» الأعضاء هی الکبد و المعدة و ما یجری معهما «2». و لما علم بسابق علمه أن الجسم الذی هو الغذاء لیس یمکن طبیعة الإنسان أن تحیله کله «3» إلی مشاکلة بدنه، بل البعض اللطیف منه، و یبقی منه فضل مؤذ بأحشائه «4» خلق له آلات دفع الفضل و هی الأمعاء، کما خلق له آلة «5» جذب الغذاء و هی المری‌ء، و خلق الأمعاء من جوهر «6» عصبی لتکون صلبة لینة، أعنی صلبة بالقیاس إلی الباتر القاد، لینة بالقیاس إلی الباسط الماد. و لو خلقها عظیمة «7» لما أطاعت للانبساط عند الامتلاء و الانتفاخ من «8» الریاح و لکانت أیضا ثقیلة مؤذیة عند الحرکة. و لو خلقها لحمیة لکانت تتعرض للانخراق «9» عند تمدید الأثقال و الریاح الزائدة علی المجری الطبیعی. فخلقها الصانع تعالی «10» عصبیة تنبسط و تمتد و لا یسرع إلیها الانصداع «11» و الانخراق و التآکل، و خلقها من طبقتین لتکون أمتن و أثخن و أصبر علی ما یزحمها «12» من الأثفال المنعقدة الیابسة، و یلذعها من الأخلاط الحادة و حتی تفی إحدی الطبقتین بالغرض فی خلقة الأمعاء إن عرض للأخری آفة. و خلق اللیف فی نسج کلتا الطبقتین مستعرضا بخلاف ما خلق فی «13» طبقتی «14» المعدة إذ کان اللیف فی الباطنة من طبقتی المعدة مستطیلا، و کانت الحکمة فی ذلک أن حاجة المعدة إلی استعمال القوة الجاذبة أشد و أکثر. و آلة القوة الجاذبة هی اللیف المستطیل الذی یمکنه أن ینجذب إلی المبدأ فتنفتح الموارد «15» و تدنو منه، و تشتمل «16» علیه.
کما أن آلة القوة الدافعة هی اللیف المستعرض الذی یمکنه أن ینقبض شدیدا فیضغط ما حقه أن یندفع و ینفذ «17». و آلة القوة الممسکة هی اللیف المورب الذی یمکنه أن یحتوی علی الشی‌ء من جوانب شتی متخالفة فیجود تمکنه من ضبطه «18».
______________________________
(1) و هذه: و هذا ط.
(2) معهما: معها ب، سا، ط، م.
(3) کله:
ساقطة من ب، م
(4) بأحشائه: باحتباسه ب، د.
(5) آلة: آلات د، سا.
(6) جوهر:
جوهره د.
(7) عظیمة: عظیمة د، م؛ ساقطة من ب.
(8) من: فی ط.
(9) تتعرض للانخراق: تعرض الانخراق د، سا، م؛ تعرض للانخراق ط.
(10) تعالی: جل جلاله د.
(11) الانصداع: الانصلاع د.
(12) ما یزحمهما: ما یزاحمها د، سا.
(13) فی (الثانیة): من م
(14) طبقتی: طبقة د، سا، م.
(15) الموارد: للوارد د، سا
(16) و تشتمل: و تشمل م.
(17) و ینفذ: و یبعد د، سا، ط.
(18) الغذاء ... ضبطه: هذه الصفحة مذکورة فی أول الفصل التالی فی نسختی د، سا و فی آخره فی نسختی ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 300

الفصل الخامس (ه) فصل «1» خاص «2» فی الأمعاء

إن «3» الخالق سبحانه و تعالی جده «4» لسابق «5» عنایته بالإنسان و سابق علمه بمصالحه خلق أمعاءه «6» التی هی آلات دفع الفضل الیابس کثیرة العدد و التلافیف و الاستدارات لیکون «7» للطعام المنحدر من المعدة مکث صالح فی تلک التلافیف و الاستدارات. و لو خلقت الأمعاء معا واحدا أو قصیرة «8» المقادیر لانفصل الغذاء سریعا عن الجوف و احتاج الإنسان کل وقت إلی تناول الغذاء علی الاتصال و مع ذلک إلی التبرز «9» و القیام للحاجة، و کان «10» من أحدهما فی شغل شاغل عن تصرفه فی واجبات معیشته، و من الثانی فی أذی واصب، و کان ممنوا بالشره و المشابهة بالبهائم «11». فکثّر «12» الخالق تعالی عدد الأمعاء و طول مقادیر کثیر «13» منها لهذا من المنفعة، و کثر استدارتها لذلک و لمنفعة أخری، و هی أن العروق المتصلة بین الکبد و بین آلات هضم «14» الغذاء إنما تجذب اللطیف من الغذاء بفوهاتها النافذة فی صفاقات المعدة و المعاء، و إنما «15» تجذب من اللطیف ما یماسها. و أما ما یغیب عنها و یتوغل فی عمق الغذاء البعید عن ملامسة فوهات العروق فإن جذب ما فیه إما غیر ممکن
______________________________
(1) فصل: فصل ه ب؛ الفصل الخامس د، ط.
(2) خاص فی: فی خاص ط، م؛ فی خواص هامش ط.
(3) إن: ثم إن د، سا
(4) سبحانه و تعالی جده: تعالی ب؛ جل جلاله د؛ تعالی جده سا
(5) لسابق: بسابق د.
(6) أمعاءه: أمعاء ط
(7) لیکون:+ هی د.
(8) أو قصیره: و قصیرة د؛ و قصیر سا.
(9) التبرز:+ و الانتقال سا.
(10) و کان: فکان ط، م.
(11) بالبهائم: للبهائم د، سا، ط، م
(12) فکثر:+ اللّه م.
(13) کثیر: کثیرة م.
(14) آلات هضم: الآلات د؛ آلات سا، م.
(15) و إنما: إنما م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 301
و إما عسر «1»؛ فتلطف الخالق جل اسمه «2» بتکثیر التلافیف لیکون ما یحصل متعمقا فی جزء من المعا «3» یعود ملامسا فی جزء آخر فتتمکن طائفة أخری من العروق من امتصاص صفاوته التی فاتت الطائفة الأولی.
و عدد المعاء ست: أولها المعروف بالاثنی عشری، ثم المعروف بالصائم، ثم معاء طویل ملتف یعرف بالدقاق و اللفائف، ثم معاء یعرف بالأعور، ثم معاء یعرف بالقولون، ثم معاء یعرف بالمستقیم و هو السرم «4». و هذه «5» الأمعاء کلها مربوطة بالصلب «6» برباطات یشدها علی واجب أوضاعها. و خلقت العلیا منها رقیقة الجوهر، لأن حاجة ما فیها إلی الإنضاج و نفوذ قوة الکبد إلیه أکثر من الحاجة فی المعاء السفلی، و لأن ما تتضمنه لطیف لا یخشی فسخه لجوهر المعاء بنفوذه فیه و مروره به، و لا خدشة له. و السفلی مبتدئة «7» من الأعور غلیظة ثخینة «8» مشحمة «9» الباطن لتکون مقاومة «10» للثفل الذی إنما یصلب و یکثف أکثره هناک. و کذلک إنما یتعفن إذا أخذ یتعفن فیه. و العلی «11» لا تشحیم له، و لکن لم یخل فی الخلقة من تغریة سطحه الداخل برطوبة «12» لزجة مخاطیة تقوم «13» مقام التشحیم.
و المعاء «14» الاثنا عشری یتصل بقعر المعدة، و له فم یلی المعدة یسمی البواب. و هذا «15» بالجملة مقابل «16» للمری‌ء، فکما «17» أن المری‌ء إنما هو للجذب إلی المعدة من فوق، فکذلک هذا إنما هو للدفع عن المعدة من تحت، و هو أضیق من المری‌ء. و استغنی فی الخلقة عن توسیعه توسیع المری‌ء لأمرین: أحدهما أن الشی‌ء الذی ینفذ فی المری‌ء أخشن و أصلب و أعظم حجما. و الذی ینفذ فی هذا المعاء أسلس و ألین و أرق حجما، لانهضامه فی المعدة و اختلاط الرطوبة المائیة به «18» و الثانی أن النافذ فی المری‌ء لا یتعاطاه من القوی الطبیعیة «19»
______________________________
(1) عسر: عسیر ط
(2) جل اسمه: تعالی ب؛ جل ذکره ط؛ عزت قدرته د؛ ساقطة من سا.
(3) المعا: معاء ط؛ الأمعاء م.
(4) السرم: السرة م
(5) و هذه: و هذا ط
(6) بالصلب: بالقلب د، م.
(7) مبتدئة: یبتدئ ط؛ مبتدئ م
(8) غلیظة ثخینة: غلیظ ثخین ط، م
(9) مشحمة:
مشحم ط، م
(10) مقاومة: مقاربا ط؛ مقاوما م.
(11) و العلی: و العلیا د، سا.
(12) برطوبة: برطوطة ط
(13) تقوم:+ له د، سا.
(14) و المعاء: ثم المعاء ط، م
(15) و هذا: و هذه ط، م.
(16) مقابل: مقابلة ط، م
(17) فکما: و کما سا.
(18) به: ساقطة من م
(19) من القوی الطبیعیة: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 302
إلا قوة واحدة و إن کانت الإرادیة تعینها «1» فإنما تعینها من جهة واحدة «2» و هی الجاذبة، فأعینت «3» بتفسیح السبیل و توسیعه. و أما النافذ فی المعا الأول فإنه ینفعل عن قوتین:
إحداهما الدافعة التی فی المعدة، و الأخری «4» الجاذبة التی فی المعا. و یرافدها «5» الثفل الذی یحصل لجملة الطعام، فیسهل لذلک اندفاعه فی السبیل المعتدل السعة «6».
و هذه القصبة «7» تخالف المری‌ء فی أن المری‌ء کجزء من المعدة مشاکل لها فی هیئة تألیفها من الطبقات. و أما هذه القصبة فکشی‌ء «8» ملصق «9» بها مخالف لها فی جوهر طبقاتها، لا کطبقتی المعدة، إذ کانت المعدة تحتاج إلی جذب قوی لا تحتاج «10» إلی مثله المعا، فلذلک الغالب علی طبقتی المعا اللیف «11» الذاهب فی العرض. لکن المعا المستقیم قد یظهر منه لیف کثیر بالطول، لأنه منق للأمعاء عظیم الفعل یحتاج إلی جذب لما فوقه لیستعین به علی جودة العصر و الدفع و الإخراج. فإن القلیل عاص علی العصر، و لذلک خلق واسعا عظیم التجویف. و خلق للمعا طبقتان للاحتیاط فی أن لا یفشو الفساد و العفن لهما معا «12» عند أدنی آفة تلحقها سریعا، و لاختلاف «13» الفعلین فی الطبقتین «14» «15». و خلقت هذه «16» القصبة مستقیمة الخلقة ممتدة من المعدة إلی السفل «17» لیکون أول الاندفاع متیسرا، فإن «18» نفوذ الثفل «19» فی الممتد المستقیم إلی السفل أسرع منه فی المتعرج أو المنتصب، و کانت «20» هذه الخلقة فیها أیضا نافعة فی «21» معنی آخر، و هو أنها إذا نفذت مستقیمة خلت یمنتها و یسرتها مکانا لسائر الأعضاء المکتنفة للمعدة من الجانبین، کالکبد یمنة و الطحال یسرة. و لقبت بالاثنی عشری لأن طولها هذا القدر من أصابع صاحبها مضمومة «22»، و سعتها سعة فمها «23»
______________________________
(1) تعنیها: ساقطة من ط.
(2) و إن کانت ... واحدة: ساقطة من د، سا، م
(3) فأعینت:
و أعیلت سا.
(4) و الأخری: و الثانیة ط، م
(5) و برافدها: و برافدهما د، سا.
(6) السعة: الخلقة سا.
(7) و هذه القصبة: ساقطة من د، سا، م.
(8) فکشی‌ء: فکسی ب
(9) ملصق: یلصق ط.
(10) لا تحتاج: و لا تحتاج ط.
(11) اللیف: و اللیف ط.
(12) لهما معا: لها معاء ط.
(13) و لاختلاف: لا لاختلاف ط
(14) تخالف المری‌ء ... فی الطبقتین:
ساقطة من د، سا، م.
(15) فی الطبقتین: و طبقتین ط
(16) هذه: هذا ط.
(17) السفل: أسفل سا، ط
(18) فإن: لأن ط.
(19) الثقل: الثقیل د، سا
(20) و کانت: فکانت م.
(21) المتعرج ... فی: ساقطة من د.
(22) مضمومة: ساقطة من ب.
(23) مضمومة ....
فمها: ساقطة من د، سا، م
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 303
المسمی بالبواب «1» «2». و الجزء من المعاء الدقیقة التی تلی الاثنی عشری یسمی صائما، و هذا الجزء فیه ابتداء التلفیف «3» و الانطواء و التلوی «4» و کأن فیها مخازن کثیرة «5». و قد سمی «6» هذا المعاء صائما لأنه فی الأکثر «7» یوجد خالیا فارغا «8». و السبب فی ذلک تعاضد أمرین:
أحدهما أن الذی ینجلب «9» إلیه من الکیلوس یسرع إلیه الانفصال عنه. فطائفة «10» تنجذب نحو الکبد، لأن العروق الماساریقیة أکثرها متصل بهذا المعاء «11»، لأن هذا المعا أقرب الأمعاء «12» من الکبد. و لیس «13» فی شی‌ء من «14» الأمعاء من شعب الماساریقا ما فیه «15» و بعده الاثنا عشری. و هذا الاثنا عشری. و هذا المعا یضیق «16» و یضمر و یصغر فی المرضی جدا «17».
و طائفة أخری تنغسل عنه إلی ما تحته من الأمعاء، لأن المرة الصفراء تنجلب من الحرارة إلی هذا المعاء، و هی خالصة غیر مشوبة، فتکون قویة الغسل شدیدة تهیج القوة «18» الدافعة باللذع «19». فبما «20» یغسل یعین علی الدفع إلی أسفل. و بما «21» تهیج الدافعة تعین علی الدفع «22» إلی الجهتین جمیعا، أعنی إلی الکبد و إلی أسفل. فیعرض بسبب هذه الأحوال أن یبقی هذا الجزء من المعاء خالیا، و یسمی لذلک صائما.
و یتصل بالصائم جزء من المعاء «23» طویل متلفف مستدیر استدارات واحدة «24» بعد أخری.
و المنفعة فی کثرة تلافیفه و وقوع الاستدارات فیه «25»، ما قد شرحناه فی الفصول المتقدمة، و هو أن یکون للغذاء مکث فیه. و مع المکث اتصال بفوهات العروق الماصة بعد اتصال. و هذا المعاء آخر الأمعاء العلی التی تسمی دقاقا. و الهضم فیها أکثر منه فی الأمعاء السفلی التی تسمی غلاظا، فإن الأمعاء السفلی جل فعلها فی تهیئة الثفل للإبراز
______________________________
(1) المسمی بالبواب: ساقطة من د، سا، م
(2) بالبواب: بوابا ب.
(3) التلفیف: التلفف ط، م
(4) و التلوی: و القولانی سا
(5) و کان فیها مخازن کثیرة: ساقطة من د، سا، م
(6) سمی: یسمی سا.
(7) الأکثر: أکثر الأمر ط، م
(8) فارغا: و فارغا ط، م.
(9) ینجلب: ینجذب سا.
(10) فطائفة: مطابقة سا.
(11) المعا: ساقطة من م.
(12) الأمعاء: المعاب، سا
(13) و لیس: فلیس ط
(14) من: و من ط
(15) ما فیه: فیه ط.
(16) یضیق و یضمر: یضم و یضیق ط.
(17) و لیس ... جدا: ساقطة من د، سا، م.
(18) القوة: القوی ب.
(19) باللذع: و اللزع ط
(20) فیما: بما ط
(21) و بما: و ربما م.
(22) الدفع (الأولی و الثانیة): الدافع د.
(23) المعاء:+ دقیق د، سا
(24) واحدة: ساقطة من د، سا، ط، م.
(25) فیه: فیها ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 304
و إن کانت أیضا لا تخلو عن هضم کما لا تخلو عن «1» عروق کبدیة تأتیها لمص «2» و جذب.
و تتصل بأسفل الدقاق معاء یسمی بالأعور «3»، و سمی «4» کذلک، لأنه معاء کالکیس له فم واحد «5» یقبل لما یأتیه «6» من فوق، و منه أیضا یخرج و یدفع ما یدفعه «7». و وضعه إلی خلف «8» قلیلا، و میله إلی الیمین. و قد خلق لمنافع «9» منها. أن یکون للثفل مکان یحصر فیه فلا یحوج «10» إلی القیام کل ساعة «11». و فی کل وقت یصل إلی الأمعاء السفلی قلیل منه، بل یکون مخزنا یجتمع فیه بکلیته، ثم یندفع «12» بسهولة إذا تم ثفلا. و منها أن هذا المعا «13» هو مبدأ فیه یتم «14» استحالة الغذاء إلی الثفلیة و التهیئة «15» لامتصاص مستأنف یطرأ علیه من الماساریقا، و إن کان لیس فیه «16» ذلک الامتصاص «17» «18» بامتصاص الکبد عنه «19» الجوهر الغذائی الذی لا یتم مثله.
و هو متحرک و منتقل و متفرق، بل إنما یتم إذا سلم من الکبد و قرب منه لیأتیه منه بالمجاورة هضم بعد هضم المعدة الذی کان بالسکون و المجاورة «20». و هو مجتمع «21» محصور فی شی‌ء واحد یبقی فیه زمانا طویلا. و هو ساکن مجتمع فتکون نسبته إلی المعاء الغلاظ نسبة المعدة إلی الدقاق. و لما احتیج لذلک «22» إلی «23» أن یقرب من الکبد لیستوفی من الکبد بتوسط العروق امتصاص الصفاوة من «24» الثفل «25» تمام الهضم و إحالة الباقی مما لم «26» ینهضم و لم یصلح لمص «27» الکبد إلی أجود ما یمکن أن یستحیل إلیه إذ «28» کان قد عصی فی المعدة و لم یصل إلیه تمام الهضم بسبب کثرة المادة و سبوق الانفعال «29» إلی ما هو أطوع لغمور «30» ما هو أطوع «31»
______________________________
(1) هضم کما لا تخلو عن: ساقطة من م
(2) لمص: المص م.
(3) بالأعور: الأعور م
(4) و سمی: سمی د، سا، ط، م.
(5) واحد:+ منه د، سا
(6) لما یأتیه: إلیه د، سا، ط، م
(7) ما یدفعه: ساقطة من د، سا، ط، م
(8) خلف: خلفه ط، م.
(9) لمنافع:
بمنافع د.
(10) فلا یحوج: فلا یخرج ط.
(11) کل ساعة و فی: ففی ط.
(12) یندفع: یدفع ط.
(13) للثقل ... المعا: ساقطة من د، سا، م.
(14) یتم: یجرد د، سا، ط، م.
(15) و التهیئة: و الهیئة ط.
(16) فیه: فیها ط
(17) و التهیئة ... الامتصاص: ساقطة من د، سا، م.
(18) الامتصاص:+ و هو ط
(19) عنه: عند م.
(20) و قرب منه. و المجاورة: ساقطة من د، سا، م.
(21) مجتمع:+ فیه ط.
(22) لذلک: ساقطة من د، سا، ط، م
(23) إلی: ساقطة من ط، م.
(24) من: ساقطة من د، سا، ط، م.
(25) بتوسط ...
الثفل: ساقطة من ط
(26) مما لم: ما لم ط.
(27) لمص: بمص ط
(28) إذ: إذن ط.
(29) و سبوق الانفعال: و سوق الانتقال ط
(30) لغمور ما هو أطوع: ساقطة من ط.
(31) تمام الهضم ... أطوع:
ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 305
لما هو أعصی. و الآن فقد جردها «1» فهو «2» عصی «3». و إذ «4» أتته قوة فاعلة صادفته مهیأ «5» مجردا «6» إلا عن «7» الفضل الذی «8» من حقه أن یستحیل ثفلا، و کان موجودا فی الحالین جمیعا، لکنه کان فی المعدة مع غامر آخر، و فی الأعور «9» کان «10» هو الغامر وحده، و کان الذی یخالطه أولی بأن ینفعل «11» و خصوصا «12» و لم یخل فی المعدة عن انفعال ما و انهضام و استعداد لتمام الانفعال و الانهضام إذا خلا لتأثیر الفاعل. فالمعی الأعور معا یتم فیه هضم ما عصی فی المعدة و فصل عن المنهضم الطائع و قل «13» ما یغمره و یحول بینه و بین ما یمتص من الکیموس الرطب، و صار بحیث «14» القلیل «15» من القوة یصلحه «16» إذا وجد مستقرا یلبث فیه قدر ما یتم انهضامه ثم ینفصل عنه إلی معا تتصل به المقعدة «17».
و أما قوم فقالوا: إن هذا المعا خلق أعور لیلبث فیه الکیلوس «18» و یستنظف الکبد ما بقی فیه «19» من جوهر الغذاء بالتمام. و حسبوا أن الماساریقا إنما تأتی الأعور.
و قد أخطأ فی ذلک هذا المحدث، و إنما المنفعة ما بیناه.
و هذا المعا «20» «21» کفاه فم واحد إذ لم یکن وضعه وضع المعدة علی طول البدن.
و من نافع «22» عوره أنه مجمع «23» للفضول التی لو سلک کلها فی سائر الأمعاء خیف حدوث القولونج. فإذا اجتمعت «24» فیه تنحت عن المسلک، و أمکن لاجتماعها أن تندفع عن الطبیعة جملة واحدة، فإن المجتمع أیسر اندفاعا من المتشتت. و من منافعه أنه مأوی لما لا بد من تولده «25» فی المعاء، أعنی الدیدان و الحیات، فإنه قلما «26» یخلو عنها بدن، و فی تولدها منافع أیضا إذا کانت قلیلة العدد صغیرة الحجم. و هذا المعا أولی الأمعاء بأن ینحدر فی فتق الأربیة «27»
______________________________
(1) جردها: تجرد ط
(2) فهو: ما هو ط
(3) عصی: اعصی ط
(4) و إذ: و إذا ط الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 305 الفصل الخامس(ه) فصل خاص فی الأمعاء ..... ص : 300
(5) مهیأ:
مهیأة ط
(6) مجردا: مجردة ط.
(7) عن: غیر ط
(8) الذی:+ هو ط.
(9) الأعور: القولون بخ، ط
(10) کان: ساقطة من ط.
(11) ینفعل: ینفصل ط
(12) و خصوصا: خصوصا ط.
(13) و استعداد ... و قل: ساقطة من ط.
(14) بحیث: تحت ط
(15) القلیل:
ساقطة من ط
(16) یصلحه: مصلحة ط.
(17) المقعدة: المعدة ط.
(18) الکیلوس: الکیموس ط،
(19) فیه: فیها ط.
(20) لما هو ... و هذا المعا: ساقطة من د، سا، م.
(21) المعا:+ بتوسط العروق امتصاص الصفاوة من الثقل ط.
(22) نافع: منافع د، سا، ط، م
(23) مجمع: مجتمع د، سا.
(24) اجتمعت:
اجتمع م.
(25) تولده:+ کما ط
(26) قلما: مالا ط؛ ساقطة من م.
(27) و هذا المعا ... الأربیة: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 306
لأنه مخلی غیر مربوط و لا منشد «1» بما یأتیه من «2» الماساریقا فإنه لیس یأتیه من الماساریقا شی‌ء فیما یقال «3». و یتصل بالأعور من أسفله المعاء المسمی بقولون، و هو معاء غلیظ صفیق، کما یبعد عن الأعور بمیل عنه ذات الیمین میلا جیدا لیقرب من الکبد، ثم یأخذ ذات الیسار منحدرا، فإذا حاذی «4» الحالب «5» الأیسر مال إلی الیمین و إلی خلف منحدرا أیضا، فهنالک یتصل بالمعاء المستقیم «6». و هو عند مجازه «7» بالطحال یضیق «8»، و لذلک ما کان ورم الطحال یمنع خروج الریح ما لم یغمر علیه «9». و المنفعة فی هذا المعاء جمع الثفل و حصره و تدریجه إلی الاندفاع بعد استقصاء «10» فضلة من الغذاء إن کانت فیه. و هذه «11» المعاء یعرض «12» فیها «13» القولنج فی الأکثر، و منه اشتق اسمه. و المعاء «14» المستقیم و هو آخر الأمعاء و یتصل بأسفل القولون ثم ینحدر منه علی الاستقامة فیتصل بالسرم «15» متوکئا علی ظهر القطن، متوسعا، یکاد یحکی المعدة «16» و خصوصا أسفله «17». و منفعة هذا المعاء قذف الثفل إلی خارج.
و قد خلق اللّه تعالی «18» له أربع عضلات لتدعمه «19» و تمسکه: واحدة منها مشتملة علی فم المعاء المستقیم الذی عند «20» المقعدة و تخالط لحمها «21» مخالطة شدیدة شبه مخالطة عضل الشفة «22»؛ و المنفعة فیها قبض الشرج و شده، و قد تعین علی تنقیة ما یجتمع هناک بالعصر.
و أخری فوق هذه أدخل «23» منها، و کالمساویة لها فی الاشتمال، و هی معینة لتلک «24» فی القبض و العصر. و طرفا هاتین العضلتین یتصلان بأصل القضیب. و فوق هاتین العضلتین زوج
______________________________
(1) و لا منشد: و لا متشدد ط
(2) من: عن د، سا، ط، م.
(3) لأنه ... یقال: ساقطة من د، سا، م.
(4) حاذی: بلغ د؛ جاوز سا.
(5) الحالب: الجانب د، سا، ط، م.
(6) بالمعاء المستقیم: بالمستقیم د، سا.
(7) مجازه: مختاره ط
(8) بضیق: ساقطة من ط.
(9) و هو عند ... یغمر علیه: ساقطة من د، سا، م
(10) استقصاء: استصفاء د
(11) و هذه:
و فی هذا د، سا، ط، م
(12) یعرض: فعرض د، یعترض م
(13) فیها: علة د، سا، ط؛ علیه م.
(14) و المعاء: ثم المعا د، سا.
(15) بالسرم: بالشرج د، سا، ط، م.
(16) المعدة: المقعدة بخ.
(17) متوکئا ...
أسفله: ساقطة من د، سا، ط.
(18) اللّه تعالی: الخالق عز و جل د؛ الخالق تعالی جده سا؛ تعالی ط: ساقطة من ب
(19) لتدعمه: لتعمده د، سا، م؛ لتغمده ط.
(20) عند: عنده ط، م
(21) و تخالط لحمها: و لمخالطة له د، سا. م؛ و المخالطة له ط.
(22) شبه ...
الشفه: ساقطة من د، سا، ط، م.
(23) أدخل: و أدخل د، سا
(24) لتلک لذلک ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 307
یتورب باشتماله علی المعاء المستقیم و منفعته «1» إشالة المقعدة إلی فوق، و عند استرخاء هاتین یعرض للدبر أن تبرز.
و إنما خلق هذا المعا مستقیما لیکون اندفاع الثفل عنه أسهل و العضل «2» المعینة له علی الدفع لیست فیه بل التی علی المراق، و هی ثمان عضل «3». فلیکن هذا المقدار کافیا فی تشریح المعاء و ذکر منفعته. و لیس یتحرک شی‌ء من هذه الأعضاء التی هی مجری الغذاء بعضل إلا الطرفان، أعنی الرأس و هو الحنجرة، و الأسفل و هو المقعدة.
و قد ذکرنا تشریح عضل الحنجرة «4»، فلنذکر عضل المقعدة فنقول «5»: إن عضل المقعدة «6» أربع: منها عضلة تلزم فمها، و تخالط لحمها مخالطة شدیدة شبه «7» مخالطة عضلة «8» الشفة، و هی تقبض الشرج و تشده و تنفض بالعصر بقایا البراز فیه. و عضلة موضوعة، أدخل من هذه، و فوقها بالقیاس إلی رأس الإنسان «9»، و یظن أنها ذات طرفین، و یتصل طرفها «10» بأصل القضیب بالحقیقة. و زوج مورب فوق الجمیع، و منفعتها إشالة المقعدة إلی فوق، و إنما یعرض خروج المقعدة لاسترخائها.
و قد تأتی الأمعاء کلها أوردة و شرایین و عصب أکثر من عصب الکبد لحاجتها «11» إلی حس کبیر «12».
______________________________
(1) و منفعته: و منفعتها ب، ط، م.
(2) و العضل: و العضلة ط.
(3) هذا المعا ...
ثمان عضل: ساقطة من م.
(4) الحنجرة: المری‌ء و الحلق هامش ب
(5) فنقول: تقول د؛ و نقول سا.
(6) و قد ... المقعدة ساقطة من سا
(7) شبه: تشبه ط، م
(8) عضله: عضل ط، م.
(9) الإنسان: الأسنان سا
(10) طرفها: طرفیها ط.
(11) لحاجتها: بحاجتها ط.
(12) و قد تأتی ... کبیر: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 308

الفصل السادس (و) فصل آخر «1» فی تشریح الکبد و البواب و الأوردة

فأما الکبد فإنه العضو الذی یتم تکوین الدم، و إن کان الماساریقا قد یحیل الکیلوس إلی الدم إحالة ما «2» بما فیه من قوة الکبد، و الدم بالحقیقة غذاء استحال إلی مشاکلة الکبد الذی هو لحم أحمر کأنه دم لکنه «3» جامد و هو «4» خال عن لیف العصب، منبث «5» فیه العروق التی هی أصول ما ینبت منه متفرقة فیه «6» کاللیف، و علی ما علمته «7» من تشریح «8» العروق الساکنة «9»، و هو یمتص من المعدة و الأمعاء بتوسط شعب الباب المسماة ماساریقا من تقعیره «10»، و تطبخه هناک دما «11»، و توجهه إلی البدن بتوسط العرق الأجوف النابت من حدبته. و توجه المائیة إلی الکلیتین من طریق الحدبة، و توجه الرغوة الصفراویة إلی المرارة من طریق التقعیر فوق الباب «12»، و توجه الرسوب السوداوی إلی الطحال من طریق التقعیر أیضا. و قعر ما یلی المعدة منه لیحسن هندامه علی تحدب المعدة.
و حدب ما یلی الحجاب لئلا یضیق علی الحجاب مجال «13» حرکته بل یکون کأنه یماسه بقریب من نقطة و هی تتصل بقرب العرق الکبیر النابت منه «14»، و مماستها «15» فوقه «16»، و لیحسن اشتمال الضلوع المنحنیة علیه و تخللها غشاء عصبی یتولد من عصبة صغیرة تأتیها «17» لیفیدها حسّا ما
______________________________
(1) فصل آخر: فصل و ب؛ الفصل السادس د، ط؛ فصل سا.
(2) ما: ساقطة من م.
(3) کأنه دم لکنه: خلق د، سا؛ حلوط، م
(4) و هو: ساقطة من د، سا، م.
(5) منبث:
فینبت م
(6) فیه: (الثانیة) ساقطة من ط
(7) علمته: تعلمه ط، م.
(8) تشریح: ساقطة من د
(9) الساکنة: ساقطة من د، سا، م.
(10) من تقعیره: بقعره ط؛ من تقعره م
(11) هناک دما: ساقطة من د، سا، م.
(12) فوق الباب: ساقطة من د، سا، ط، م.
(13) مجال:
بحال د، سا، م.
(14) منه: ساقطة من ط
(15) و مماستها فوقه: و مماسها قویة ط.
(16) و هی ... فوقه: ساقطة من سا، م
(17) یتولد من عصبة صغیرة تأتیها: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 309
کما ذکرناه للرئة و أکثر هذا الحس فی الجانب المقعر «1»، و لیربطها بغیرها من الأحشاء، و قد یأتیها عرق ضارب صغیر «2» یتفرق فیها فینقل إلیها الروح، و یحفظ حرارتها الغریزیة، و یعدلها بالنبض. و أنفذ هذا العرق إلی القعر، لأن الحدبة «3» نفسها تتروح بحرکة الحجاب.
و لم یخلق للدم فی الکبد فضاء واسع، بل شعب متفرقة لیکون اشتمال جمیعها علی الکیلوس أشد، و انفعال تفاریق الکیلوس منها أتم و أسرع. و ما یلی الکبد من العروق أرق صفاقا، لتکون أسرع تأدیة لتأثیر اللحمیة التی تحویها. و الغشاء الذی یحوی الکبد یربطها بالغشاء المجلل للأمعاء و المعدة الذی «4» ذکرناه. و یربطها أیضا بالحجاب برباط عظیم قوی، و یربطها بأضلاع الخلف بربط «5» أخری دقاق «6» صغیرة. و یصل بینها و بین القلب العرق الواصل بینهما الذی سنصفه، و طلع من القلب إلیه أو طلع «7» منه إلی القلب بحسب المذهبین «8». و قد أحکم ربط هذا العرق أیضا بالکبد بغشاء صلب ثخین، و هو ینفذ علیه. و أرق «9» جانبیه الذی یلی الداخل، فإنه «10» أوجد «11» للأمن «12» لأنه یماس الأعضاء الرقیقة «13». و کبد الإنسان أکبر من کبد کل حیوان، یقاربه فی القدر. و قد قیل إن کل حیوان أکثر أکلا و أضعف قلبا، فهو أعظم «14» کبدا، و یصل بینها «15» و بین المعدة عصب لکنه دقیق «16»، فلا یتشارکان إلا لأمر عظیم من أورام الکبد «17». و أول ما ینبت من الکبد عرقان: أحدهما من الجانب المقعر، و أکثر منفعته فی جذب الغذاء إلی الکبد، و یسمی الباب. و الآخر فی الجانب المحدب، و منفعته إیصال الغذاء من الکبد إلی الأعضاء و إلی الأجوف.
______________________________
(1) و أکثر .... المقعر: ساقطة من د، سا، م.
(2) صغیر: ساقطة من د، سا، م.
(3) الحدبة: الخدمة م.
(4) الذی: التی د، سا، ط.
(5) بربط: ربط سا، م
(6) دقاق: رقاق د.
(7) و طلع: طلع ط.
(8) بحسب المذهبین: ساقطة من د، سا، م.
(9) و أرق:
و أقل سا
(10) فإنه: لأنه سا
(11) أوجد: أوجه د
(12) للأمن: للأمر م.
(13) الرقیقة: الدقیقة د.
(14) أعظم: أضعف ط
(15) بینها: بینهما ط.
(16) دقیق: رقیق ط.
(17) و کبد الإنسان .. أو رام الکبد: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 310
و لنبدأ بتشریح العرق للسمی بالباب: فنقول إن الباب ینقسم طرفه الغائر أولا فی تجویف الکبد خمسة أقسام تتشعب حتی تأتی أطراف الکبد المحدبة و یذهب منها «1» ورید إلی المرارة. و هذه الشعب هی مثل أصول الشجرة «2» النابتة، تأخذ إلی غور منبتها «3». و أما الطرف الذی یلی «4» تقعیرها «5» فإنه کما ینفصل من الکبد ینقسم أقساما ثمانیة:
قسمان منها صغیران، و ستة هی أعظم. فأحد القسمین الصغیرین یتصل بنفس المعاء المسمی بالاثنا «6» عشری، لیجذب منه الغذاء، و قد یتشعب منه شعب تتفرق فی الجرم المسمی بانقراس «7». و القسم الثانی یتفرق فی أسفل «8» المعدة و عند البواب الذی هو فم المعدة السافل لیأخذ «9» الغذاء.
و أما الستة الباقیة، فواحد منها یصیر «10» إلی الجانب المسطح من المعدة لیغذو ظاهره، إذ باطن المعدة یلاقی الغذاء الأول الذی فیه فیغتذی منه «11» بالملاقاة.
و القسم الثانی یأتی ناحیة الطحال لیغذو الطحال، و یتشعب منه قبل وصوله إلی الطحال شعب تغذو الجرم المسمی بانقراس «12» من أصفی ما ینفذ فیه إلی «13» الطحال، ثم یتصل بالطحال، و مع اتصاله به ترجع منه شعبة صالحة تنقسم فی الجانب الأیسر من المعدة لتغذوه. و إذا نفذ «14» النافذ منه فی الطحال و توسطه، صعد منه جزء، و نزل جزء. فالصاعد تتفرق منه شعبة فی النصف الفوقانی من الطحال لتغذوه، و الجزء الآخر یبرز حتی یوافی حدبة المعدة، ثم یتجزأ «15» جزءین «16»: جزء یتفرق «17» منه فی ظاهر یسار المعدة لیغذوه، و جزء یغوص إلی فم المعدة لیدفع إلیه الفضل العفص الحامض من السوداء لیخرج فی الفضول و لیدغدغ فم المعدة الدغدغدة المنبهة للشهوة، و قد ذکرناها
______________________________
(1) منها: فیها د، سا، م.
(2) الشجرة: الشجر م.
(3) منبتها: منبته د، سا، ط، م
(4) یلی: علی ط
(5) تقعیرها: تقعیره د، سا، م.
(6) بالاثنا: باثنی ط.
(7) بانقراس: بانقرااس ط، ب، د، سا، م.
(8) أسفل: أسافل د، سا، ط، م
(9) لیأخذ: لمأخذ م.
(10) یصیر:+ منها ط، م.
(11) منه: فیه م.
(12) بانقراس: أنقرااس ب، د، م؛ بانقرااس سا
(13) إلی: من سا.
(14) نفذ: أنفذ ط.
(15) یتجزأ: ینجزئ د، سا، م؛ تجزی ط.
(16) جزءین: و من د
(17) یتفرق: متفرق م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 311
قبل. و أما الجزء النازل منه فإنه یتجزأ «1» أیضا جزءین: جزء تتفرق شعبه فی النصف الأسفل من الطحال لتغذوه، و یبرز الجزء الثانی إلی الثرب فیتفرق «2» فیه «3» لیغذوه.
و الجزء الثالث من الستة الأولی «4» یأخذ إلی الجانب الأیسر و یتفرق «5» فی جداول العروق التی حول المعاء المستقیم، لیمتص ما فی «6» الثفل من حاصل الغذاء.
و الجزء الرابع من الستة یتفرق کالشعر، فبعضها «7» یتوزع فی ظاهر یمین حدبة المعدة مقابلا للجزء الوارد علی الیسار من جهة الطحال «8»، و بعضها یتوجه إلی یمین الثرب و یتفرق فیه مقابلا للجزء الوارد علیه من جهة الیسار «9» من شعب العرق الطحالی.
و أما الخامس من الستة فیتفرق فی الجداول التی حول معاء قولون لیأخذ الغذاء.
و السادس کذلک أکثره یتفرق حول الصائم، و باقیه حول اللفائف الدقیقة المتصلة بالأعور فیجذب الغذاء.
و أما الأجوف فإن أصله أولا یتفرق فی الکبد نفسه إلی أجزاء کالشعر «10»، لیجذب الغذاء من شعب الباب المتشعبة أیضا کالشعر. أما شعب الأجوف فواردة من حدبة الکبد إلی جوفه «11».
و أما شعب الباب فواردة من تقعیر الکبد إلی جوفه «12» «13»، ثم تطلع ساقه عند الحدبة فتنقسم «14» قسمین: قسم صاعد، و قسم هابط. فأما الصاعد منه فیخرق الحجاب، و ینفذ فیه، و یخلف فی الحجاب عرقین یتفرقان فیه و یؤتیانه الغذاء، ثم یحاذی غلاف القلب، فیرسل إلیه شعبا کثیرة تتفرع «15» کالشعر و تغذوه «16»؛ ثم ینقسم قسمین: قسم منه عظیم یأتی
______________________________
(1) یتجزأ: ینجزئ د، سا، م؛ تجزی ط.
(2) فیتفرق فیه: ساقطة من سا
(3) فیه: منه د.
(4) و الجزء الثالث من السنة الأولی: ساقطة من د
(5) الأیسر و یتفرق: الأسفل فیتفرق ط، م.
(6) ما فی: باقی ب.
(7) فبعضها: فبعضه ب، د، سا، م.
(8) الطحالی: الطحال د، ط.
(9) من جهة ...
الیسار: ساقطة من د.
(10) کالشعر: ساقطة من ب.
(11) جوفه: جوفها ط، م.
(12) و أما شعب ... جوفه: ساقطة من د
(13) جوفه: جوفها ط، م.
(14) فتنقسم: فتقسم ب.
(15) تتفرع: و تتفرع سا؛ تتفرق ط، م
(16) و تغذوه: تغذوه م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 312
القلب فینفذ فیه عند أذن القلب الأیمن، و هذا العرق أعظم عروق القلب، و إنما کان هذا العرق «1» أعظم من سائر العروق لأن سائر العروق هی لاستنشاق «2» النسیم، و هذا هو للغذاء. و الغذاء أغلظ من النسیم فیحتاج أن یکون منفذه أوسع و وعاؤه أعظم و هذا کما «3» یدخل القلب تتخلق له أغشیة ثلاثة «4» مسفقها من داخل إلی خارج «5» لیجتذب «6» القلب عند تمدده منها الغذاء، ثم لا یعود عند الانبساط. و أغشیته أصلب الأغشیة و هذا الورید یخلف عند محاذاة القلب عروقا ثلاثة: عرق یصیر منه إلی «7» الرئة ناتئا عنه عند منبت الشرایین بقرب «8» الأیسر منعطفا فی التجویف الأیمن إلی الرئة. و قد خلق ذا غشاءین کالشریانات فلهذا «9» یسمی الورید الشریانی. و المنفعة الأولی فی ذلک أن یکون ما یرشح منه دما فی غایة الرقة، مشاکلا «10» لجوهر الرئة، إذ هذا الدم قریب عهد «11» بالقلب، لم ینضج فیه «12» نضج المنصب فی الشریان الوریدی. و المنفعة الثانیة أن ینضج فیه الدم فضل نضج.
و أما القسم الثانی من هذه الأقسام الثلاثة فیستدیر حول القلب، ثم ینبث فی داخله لیغذوه، و ذلک عند ما یکاد الورید الأجوف أن یغوص «13» فی الأذن الأیمن داخلا فی القلب.
و أما القسم الثالث فإنه یمیل من الناس خاصة إلی الجانب الأیسر، ثم ینحو نحو «14» الفقرة «15» الخامسة من فقار الصدر، و یتوکأ علیها و یتفرق فی الأضلاع الثمانیة السفلی و ما بینها «16» من العضل و سائر «17» الأجسام «18».
و أما النافذ من الأجوف بعد الأجزاء الثلاثة إذا جاوز ناحیة القلب صعودا یفترق «19» منه فی أعالی الأغشیة المنصفة للصدر و أعالی الغلاف «20». و فی «21» اللحم الرخو المسمی توتة شعب
______________________________
(1) العروق:+ إنما ط.
(2) لاستنشاق: الاستنشاق د.
(3) و هذا کما: هذا و کما د.
(4) ثلاثة:+ یمر ط
(5) داخل إلی خارج:
خارج إلی داخل د، ط، م
(6) لیجتذب: فیجتذب ط.
(7) الورید ... إلی: ساقطة من م.
(8) بقرب: یقر د.
(9) فلهذا: و لهذا ط، م.
(10) مشاکلا: متشاکلا ط
(11) عهد: العهد ب، ط.
(12) فیه (الأولی):+ بعد ط.
(13) یغوص: یعرض م.
(14) نحو: ساقطة من د، سا، ط، م.
(15) الفقرة: للفقرة م.
(16) بینها: یلیها ط
(17) العضل و سائر: سائر العضل ط، م
(18) الأجسام: و الأجسام ط، م.
(19) یفترق: یتفرق سا.
(20) الغلاف:+ القلب ط
(21) و فی: فی د، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 313
شعریة، ثم عند قربه من الترقوة یتشعب منه شعبتان تتوجهان إلی ناحیة الترقوة متوربتین کلما أمعنتا تباعدتا؛ و تصیر کل شعبة منها شعبتین: واحدة منهما من کل جانب تنحدر علی طرف القص یمنة و یسرة حتی تنتهی إلی الخنجری، و تخلف فی ممرها «1» شعبا «2» تتفرق فی العضل التی بین الأضلاع، و تلاقی أفواهها أفواه العروق المنبثة فیها، و تبرز منها طائفة إلی العضل الخارجة من الصدر فإذا وافیا «3» الخنجری برزت طائفة منها إلی العضل «4» المتراکمة المحرکة «5» للکتف و تتفرق فیها. و طائفة تنزل تحت العضل المستقیم «6»، و تتفرق فیها «7» منها شعب، و أواخرها تتصل بالأجزاء الصاعدة من الورید العجزی الذی سنذکره.
و أما الباقی من کل واحد منهما، و هو زوج، فإن کل واحد من فردیه یخلف خمس شعب: شعبة تتفرق فی الصدر و تغذو الأضلاع الأربعة العلی «8»، و شعبة تغذو موضع الکتفین، و شعبة تأخذ نحو العضلة الغائرة فی العنق لتغذوها، و شعبة تنفذ فی ثقب الفقرات الست العلی «9» فی الرقبة و تجاوزها إلی الرأس، و شعبة عظیمة هی أعظمها تصبر إلی الإبط من کل جانب و تتفرع فروعا «10» أربعة: أولها یتفرق «11» فی العضل التی علی القص.
و هی من التی تحرک مفصل الکتف، و ثانیها یتفرق فی اللحم الرخو و الصفاقات التی فی الإبط، و ثالثها یهبط مارا علی جانب الصدر إلی المراق، و رابعها أعظمها و ینقسم ثلاثة أجزاء: جزء «12» یتفرق فی العضل الذی فی تقعیر «13» الکتف «14»، و جزء فی العضلة الکبیرة التی فی الإبط، و الثالث أعظمها یمر علی العضد إلی الید و هو المسمی بالإبطی.
و الذی یبقی من الانشعاب الأول الذی انشعب أحد فرعیه هذه الأقسام الکثیرة
______________________________
(1) فی ممرها: و ممرها م.
(2) شعبا: شعب م.
(3) وافیا: وافت ط.
(4) الخارجة ... العضل: ساقطة من سا.
(5) المحرکة: المتحرکة م
(6) المستقیم: المستقیمة د، ط، م.
(7) فیها: ساقطة من م.
(8) العلی: العلیا سا.
(9) العلی: العلیا سا.
(10) فروعا: فروع د، سا؛ فی وعاء م
(11) یتفرق:
یتفرع د، ط، م.
(12) جزء: ساقطة من م
(13) تقعیر: تقعر م
(14) الکتف:
الکبد ب، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 314
فإنه یصعد «1» نحو العنق، و قبل أن یمعن فی ذلک ینقسم قسمین أحدهما الوداج الظاهر، و الثانی الوداج الغائر. و الوداج الظاهر ینقسم کما یصعد من الترقوة قسمین: أحدهما کما ینفصل یأخذ إلی قدام و إلی جانب، و الثانی یأخذ أولا «2» إلی قدام و یتسافل «3»، ثم یصعد ثانیا «4» من الترقوة و یستدیر علی الترقوة، ثم یصعد و یعلو مستظهرا الرقبة «5» حتی یلحق بالقسم الأول فیختلط «6» به، فیکون منهما «7» الوداج الظاهر المعروف. و قبل أن یختلط به ینفصل «8» عنه جزءان: أحدهما یأخذ عرضا ثم یلتقیان عند ملتقی الترقوتین فی الموضع الغائر، و الثانی یتورب مستظهر العنق و لا یتلاقی فرداه بعد ذلک. و یتفرع من هذین الزوجین شعب عنکبوتیة تفوت الحس، و لکنه قد یتفرع من هذا الزوج الثانی خاصة فی جملة فروعه أوردة ثلاثة محسوسة لها قدر، و سائرها غیر محسوسة. و أحد هذه الأوردة یمتد علی الکتف و هو المسمی الکتفی و منه القیفال، و اثنان عن جنبتی هذا الکتفی یلزمانه إلی رأس الکتف معا، لکن أحدهما یحتبس «9» هناک و لا یجاوره، بل یتفرق فیه. و أما الثانی المتقدم «10» منهما فیجاوزه إلی رأس العضد و یتفرق هناک.
و أما الکتفی فیجاوزهما جمیعا إلی آخر الید.
هذا و أما الوداج الظاهر بعد اختلاط فردیه فقد ینقسم اثنین «11»، فیستبطن جزء منه و یتفرع «12» شعبا صغارا تتفرق فی الفک الأعلی، و شعبا أعظم منها بکثیر تتفرق فی الفک «13» الأسفل، و أجزاء من کلا «14» صنفی الشعب تتفرق حول اللسان و فی الظاهر «15» من أجزاء العضلة الموضوعة هناک؛ و الجزء الآخر یستظهر فیتفرق فی المواضع التی تلی الرأس و الأذنین.
و أما الوداج الغائر فإنه یلزم المری‌ء و یصعد معه مستقیما، و یخلف «16» فی مسلکه شعبا
______________________________
(1) یصعد،+ علی م.
(2) أولا: ساقطة من ط، م
(3) و یتسافل: و یتسفل ط، م.
(4) ثانیا: نابثا ط
(5) الرقبة: للرقبة ط.
(6) فیختلط: فیحیط سا؛ فیخلط ط
(7) منهما:
منها م.
(8) ینفصل: و ینفصل م.
(9) یحتبس: یحس ب؛ تحبس ط.
(10) المتقدم:
المقدم ط.
(11) اثنین: باثنین ط.
(12) و یتفرع: و یفرع ب، د، م؛ و یفرق سا
(13) الفک: القلب م.
(14) کلا: کل ط
(15) الظاهر: ظاهر ط.
(16) و یخلف: و یخلفه م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 315
تخالط «1» الشعب الآتیة من الوداج الظاهر، و تنقسم جمیعها فی المری‌ء و الحنجرة و جمیع أجزاء العضل الغائرة و تنفذ آخذة «2» إلی منتهی الدرز اللامی. و تتفرع «3» منه هناک فروع تتفرق فی الأعضاء التی بین الفقارة الأولی و الثانیة. و یأخذ منه عرق شعری إلی عند مفصل الرأس و الرقبة، و تتفرع منه «4» فروع تأتی الغشاء المجلل للقحف، و تأتی ملتقی جمجمتی القحف و تغوص هناک فی القحف. و الباقی بعد إرسال هذه الفروع ینفذ إلی جوف «5» القحف فی منتهی الدرز «6» اللامی، و یتفرق منه شعب فی غشاءی «7» الدماغ لیغذوهما «8»، و لیربط الغشاء الصلب بما حوله و فوقه، ثم یبرز فیغذو الحجاب المجلل للقحف، ثم ینزل من الغشاء الرقیق «9» إلی الدماغ، و یتفرق فیه تفرق الضوارب و یشدها «10» کلها طی «11» الصفاق الثخین، و یؤدیها إلی الموضع الواسع و هو الفضاء الذی ینصب إلیه الدم و یجتمع فیه ثم یتفرق عنه فیما بین الطاقین «12» و یسمی معصرة. و إذا قاربت هذه الشعب البطن الأوسط «13» من الدماغ حاجت إلی أن تصیر عروقا کبارا تمتص من المعصرة «14» و مجاریها التی تتشعب «15» منها، ثم تمتد من البطن الأوسط إلی البطنین المقدمین و یلاقی الضوارب الصاعدة هناک و ینتسج «16» الغشاء المعروف بالشبکة المشیمیة.
و أما الکتفی و هو القیفال فأول «17» ما یتفرع منه إذا حاذی العضد «18» شعب تتفرق فی الجلد، و فی الأجزاء الظاهرة من العضد «19». ثم بالقرب من مفصل المرفق ینقسم ثلاثة أقسام: أحدها هو حبل الذراع و هو یمتد علی ظاهر الزند الأعلی، ثم یمتد «20» إلی الوحشی مائلا إلی حدبة الزند الأسفل و یتفرق فی أسافل الأجزاء الوحشیة من الرسغ. و الثانی
______________________________
(1) نخالطه: تخلط ط، م.
(2) آخذة: آخره د، سا، ط، م
(3) تتفرق: و یتفرق ب، سا؛ و یتفرع د، م.
(4) منه:+ أولا سا.
(5) جوف: حرف م.
(6) الدرز:
درز ط
(7) غشاءی: غشاء فی د، سا
(8) لیغذوهما: لیغذوها م.
(9) الرقیق:
الدقیق م
(10) و یشدها: و یسندها م
(11) طی: فی د، م.
(12) فیما بین الطاقین:
ساقطة من د، سا، م
(13) الأوسط: ساقطة من د.
(14) المعصرة: الحفرة ط
(15) تتشعب: تنتصب د، سا؛ تنصب م.
(16) و ینتسج:+ منها ط.
(17) فأول: و أول ط.
(18) العضد: الإبط سا.
(19) العضد: العضل د، م؛ العدد سا.
(20) یمتد (الثانیة): یمیل د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 316
یتوجه إلی معطف المرفق فی ظاهر الساعد و تخالطه «1» شعبة من الإبطی فیکون منهما الأکحل. و الثالث یتعمق و یخالط «2» فی العمق شعبة أیضا من الإبطی.
و أما الإبطی فإنه أول ما یفرع یفرع شعبا تتعمق فی العضد و تتفرق فی العضل التی هناک و تفنی «3» فیه «4»، إلا شعبة منها «5» تبلغ الساعد. و إذا بلغ الإبطی قرب مفصل المرفق انقسم باثنتین «6»: أحدهما یتعمق و یتصل بالشعبة المتعمقة من القیفال و یحاذیه «7» یسیرا ثم ینفصلان فینخفض «8» أحدهما «9» إلی «10» الإنسی «11» حتی یبلغ الخنصر و البنصر و نصف الوسطی، و یرتفع جزء ینقسم فی أجزاء الید الخارجة التی تماس العظم، و القسم الثانی من قسمی الإبطی فإنه یتفرع عند الساعد فروعا أربعة: واحد «12» منها ینقسم فی «13» أسافل الساعد «14» إلی الرسغ، و الثانی ینقسم فوق انقسام الأول مثل انقسامه، و الثالث ینقسم کذلک فی وسط الساعد، و الرابع أعظمها و هو الذی یظهر و یعلو فیرسل فرعا یضام شعبة من القیفال فیصیر منها الأکحل، و باقیه و هو الباسلیق و هو أیضا یغور و یعمق مرة أخری.
و الأکحل یبتدئ من الإنسی، و یعلو الزند الأعلی، ثم یقبل علی الوحشی و یتفرع فرعین علی صورة حرف اللام الیونانیة و هوA 51¬ فیصیر أعلی جزئه «16» إلی طرف الزند الأعلی، و یأخذ نحو الرسغ، و یتفرق خلف الإبهام و فیما بینه و بین السبابة و فی السبابة. و الجزء الأسفل منه یصیر إلی طرف «17» الزند الأسفل، و ینقسم إلی فروع ثلاثة: ففرع منها «18» یتوجه إلی الموضع الذی بین الوسطی و السبابة، و یتصل بشعبة تأتی من العروق «19» التی «20» تأتی السبابة الجزء الأعلی، و یتحد «21» به عرقا واحدا. و یذهب فرع ثان منه و هو الأسیلم فیتفرق فیما «22» بین الوسطی و البنصر. و یمتد الثالث إلی البنصر و الخنصر «23». و جمیع هذه تنقسم فی الأصابع.
______________________________
(1) و تخالطه: و یخالط ب.
(2) و یخالط: و یخالطه ط.
(3) و تفنی: و تبقی سا
(4) فیه: فیها ط
(5) منها:+ ما ط، م.
(6) باثنتین: إلی قسمین ط؛ بقسمین م
(7) و یحاذیه: و یجاریه بخ، ط.
(8) فینحفض: فیحفض ط
(9) أحدهما: أحدهما أحدهما م
(10) إلی: إلا د
(11) الإنسی: إنسی د.
(12) واحد: واحدة ط
(13) فی: إلی ط
(14) الساعد:
الصاعد ط.
(15) و هو: ساقطة من د، سا، ط، م
(16) جزئه: جزأیه ط، م.
(17) طرف: ساقطة من سا
(18) منها: منه د، سا، ط، م.
(19) العروق: العرق د، سا
(20) التی: الذی د، سا.
(21) و یتحد: فیتحد سا
(22) فیما: ساقطة من ط.
(23) و الخنصر: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 317
قد ختمنا الکلام فی الجزء الصاعد من الأجوف و هو أصغر جزأیه «1».
و أما الجزء النازل فأول ما یتفرع منه کما یطلع من الکبد و قبل «2» أن یتوکأ علی الصلب هو شعب شعریة تصیر إلی لفائف الکلیة الیمنی و تتفرق فیها و فیما یقاربها لیغذوها، ثم بعد ذلک ینفصل منه عرق عظیم یأتی الکلیة الیسری و فی الأجسام القریبة منها «3» لیغدوها. ثم یتفرع منها عرقان عظیمان یسمیان الطالعین یتوجهان إلی الکلیتین لتصفیة مائیة «4» الدم إذ الکلیة إنما تجتذب «5» منهما غذاءها و هو مائیة الدم.
و قد یتشعب من أیسر الطالعین عرق یأتی البیضة الیسری من الذکران و الإناث، و علی النحو الذی بیناه فی الشرایین لا یغادر «6» فی هذا، و فی أنه یتفرع بعد «7» هذین عرقین یتوجهان إلی الأنثیین. فالتی تأتی الیسری تأخذ دائما شعبة من أیسر هذین الطالعین.
و ربما کان فی بعضهم کل متشابه «8» منه. و الذی «9» یأتی الیمنی فقد یتفق له أن یأخذ فی الندرة شعبة من أیمن هذین الطالعین، و لکن أکثر أحواله أن لا یخالطه ما یأتی «10» الانثیین من الکلیة، و فیه المجری الذی ینضج فیه المنی فیبیض بعد احمراره بکثرة «11» معاطف عروقه و استدارتها و ما یأتیها أیضا من الصلب. و أکثر هذا العرق یغیب فی القضیب و عنق الرحم و علی «12» ما بیناه من أمر الضوارب. و بعد نبات الطالعین و شعبهما «13» یتوکأ الأجوف عن قریب علی الصلب، و یأخذ فی الانحدار، و تتفرع منه عند «14» کل فقرة شعبة و تدخلها و تتفرق فی العضل الموضوعة عندها، و تتفرع منه «15» عروق تأتی الخاصرتین و تنتهی إلی عضل البطن ثم عروق «16» تدخل «17» ثقب الفقار إلی النخاع. فإذا انتهی إلی آخر الفقار انقسم قسمین، یتنحی أحدهما عن الآخر یمنة و یسرة، کل واحد منهما یأخذ تلقاء فخذ.
______________________________
(1) جزأیه: جزئه ب، د، سا، م.
(2) و قبل: قبل ب، د، سا، م.
(3) لیغذوها ... منها: من الأجسام د، سا، ط، م.
(4) مائیة: ساقطة من سا
(5) تجتذب: تجذب ط.
(6) لا یغادر: لا یغادره د، سا، ط، م؛ لا بغائره طا
(7) بعد: بین م.
(8) متشابه: متشائه ط
(9) و الذی: و التی د، سا.
(10) ما یأتی: و ما یأتی سا.
(11) بکثرة: لکثرة د، سا، ط، م:
(12) و علی: علی ط
(13) و شعبهما: و شعبه د، سا، م.
(14) عند: ساقطة من ب، م.
(15) منه: منها م.
(16) عروق: عرق د
(17) تدخل:+ فی ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 318
و یتشعب من کل واحد «1» منهما قبل موافاة الفخذ «2» طبقات عشر: واحده منها بعضد المتنین «3». و الثانیة من الشعب «4» دقیق شعری تقصد بعض أسافل «5» الصفاق. و الثالثة تتفرق فی العضلة التی علی عظم العجز. و الرابعة تتفرق فی عضل المقعدة و ظاهر العجز. و الخامسة تتوجه إلی عنق الرحم من النساء فتتفرق فیه و فیما یتصل به و إلی المثانة، ثم ینقسم القاصد إلی المثانة قسمین: قسم «6» یتفرق فی المثانة، و قسم یقصد عنقها. و هذا القسم فی الرجال کبیر جدا لمکان القضیب، و للنساء قلیل. و العروق التی تأتی الرحم من الجوانب تتفرع منها عروق «7» صاعدة إلی الثدی لیشارک بها الرحم الثدیان؛ فهذا قسمان «8». و السادسة تتوجه إلی العضل الموضوع علی عظم العانة. و السابعة تصعد إلی العضل الذاهب علی استقامة البدن فی البطن «9». و هذه العروق تتصل بأطراف العروق التی قلنا إنها تنحدر فی الصدر إلی مراق البطن. و تخرج من أصل هذه العروق فی الإناث عروق تأتی الرحم «10».
و الثامنة تأتی القبل من الرجال و النساء جمیعا. و التاسعة تأتی عضل باطن الفخذ فتتفرق فیها. و العاشرة تأخذ من ناحیة الحالب مستظهرة إلی الخاصرتین و تتصل بأطراف عروق منحدرة لا سیما المنحدرة من ناحیة الثدیین، و یصیر من جملتها جزء عظیم إلی عضل الألیتین.
و ما یبقی من هذه یأتی الفخذ فیتفرع فیه فروع و شعب: واحد منها ینقسم فی العضل التی علی مقدم الفخذ. و آخر فی عضل أسفل الفخذ و إنسیه متعمقا. و شعب أخری کثیرة تتفرق فی عمق الفخذ. و ما یبقی بعد ذلک کله ینقسم.
کما «11» یتحلل «12» مفصل الرکبة قلیلا إلی شعب ثلاثة: فالوحشی منها یمتد علی القصبة
______________________________
(1) واحد: ساقطة من د
(2) الفخذ: الکبد د، سا، م.
(3) المتنین: المتنتین م؛ [متنا الظهر: مکتنفا الصلب عن یمین و شمال عن عصب و لحم، و قیل: المتنان و المتنتان جنبتا الظهر و جمعهما متون. (لسان العرب)].
(4) الشعب: الشعبة ب، م
(5) أسافل:+ أجزاء د، سا، ط.
(6) قسم (الأولی): ساقطة من م.
(7) عروق:+ ما ط
(8) فهذا قسمان: فهذان قسمان د؛ فهذان م؛ ساقطة من ط.
(9) فی البطن: علی البطن ط.
(10) و السادسة ... الرحم:
ساقطة من د، سا، م.
(11) کما: ساقطة من د
(12) یتحلل: یتخلل ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 319
الصغری إلی مفصل الکعب. و الأوسط یمتد فی مثنی «1» الرکبة منحدرا، و یترک شعبا فی عضل باطن الساق، و یتشعب شعبتین، تغیب إحداهما فیما دخل من أجزاء الساق، و الثانیة «2» إلی ما بین القصبتین ممتدا إلی مقدم الرجل، و تختلط بشعبة من الوحشی المذکور. و الثالث و هو «3» الإنسی فیمیل إلی الموضع المعرق «4» من «5» الساق، ثم یمتد إلی الکعب و إلی الطرف المحدب «6» من القصبة العظمی، و ینزل إلی «7» إنسی المقدم «8» و هو الصافن.
و قد صارت هذه الثلاثة أربعة: اثنان وحشیان یأخذان إلی القدم من ناحیة القصبة الصغری، و اثنان إنسیان. فالوحشیان أحدهما یعلو القدم و یتفرق فی أعالی ناحیة الخنصر، و الثانی هو الذی یخالط «9» الشعبة الوحشیة من القسم الإنسی المذکور «10»، و یتفرقان فی الأجزاء السفلیة. فهذه «11» هی عدة «12» الأوردة، و اللّه أعلم «13».
______________________________
(1) مثنی: منثنی ط.
(2) و الثانیة: و الثانی د، سا.
(3) و هو: هو ب
(4) المعرق: المعد د، م؛ المعروق سا
(5) من: إلی سا.
(6) المحدب: و المحدب سا
(7) إلی: ساقطة من ط
(8) المقدم، القدم ط.
(9) یخالط: تخالطه ط
(10) المذکور: المذکورة سا، ط، م.
(11) فهذه: فهی ب
(12) عدة: عدد سا، ط
(13) و اللّه اعلم: لم ترد فی ب، د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 320

الفصل السابع (ز) فصل «1» فی المرارة و المثانة و الفضل الذی یسیل إلیهما «2»

و أما «3» المرارة و المثانة فیشترکان «4» فی أن «5» غذاءهما لا یأتیهما فی الفضل الذی یسیل إلیهما، لأن جرم کل واحد منهما عصبی، فالمرارة «6» منهما یأتیها «7» جوهر لطیف صفراوی بعید عن مشاکلتها «8»، و المثانة یأتیها جوهر رقیق جدا بعید عن مشاکلتها «9»، و قد سبقت الکلیة إلی استخلاص ما فیه من الجوهر الغاذی. فکل «10» واحد منهما یأتیه فضل غیر مشاکل، و مع ذلک خالص لا شوب له، لأن مسالکهما «11» ضیقة، فلا تتسع للفضل من «12» الشوب الذی یناسب جوهرهما «13» الغلیظ. فلذلک «14» یأتی کل واحد منهما عرق آخر للغذاء. فالمرارة «15» یأتیها إلی عنقها عرق غیر ضارب من تلقاء الباب، و عصبة هی شعبة عصب الکبد، و هما خفیان، و عرق ظاهر «16» محسوس ضارب «17» من شعب شریان الکبد. و ذلک کله یخالط «18» المرارة من جهة الضیق «19» الجاذب، ثم یتفرق فیه إلی آخره.
و أما المثانة فیأتیها عصبة من أقرب المواضع منها عند العصعص، و شریانان و وریدان یأتیان من الصلب مع العصبة، و عنقه مشدود کله بغشاء یجلله. و لما کان الفضل المائی
______________________________
(1) فصل: فصل ز ب؛ الفصل السابع ط؛ ساقطة من د.
(2) و الفضل الذی یسیل إلیهما: ساقطة من ب.
(3) و أما: فأما ط، م
(4) فیشترکان: یشترکان د، سا
(5) أن:
ساقطة من د.
(6) فالمرارة: و المرارة د، سا.
(7) یأتیها: یأتیهما م
(8) مشاکلتها (الأولی):
مشاکلتهما ط.
(9) و المثانة ... مشاکلتها: ساقطة من د، سا.
(10) فکل: و کل ط.
(11) مسالکهما: مسالکها ب، سا، ط، م
(12) من: عن ط.
(13) جوهرهما:
جوهرها ط
(14) فلذلک: فکذلک م
(15) فالمرارة: فالمرأة م.
(16) ظاهر: ضارب د
(17) ضارب:
ظاهر د؛+ هو د، ط، م.
(18) یخالط: مخالط د.
(19) الضیق: العنق د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 321
أکثر من المرة «1» الصفراویة، کانت المثانة أکبر من المرارة، فاحتاجت إلی عصبة أکبر و عروق أکثر.
و کل واحد من المرارة و المثانة فله طبقة واحدة منسوجة «2» من أصناف اللیف الثلاثة، إلا «3» ما بین العنقین: العنق القابل و العنق الدافع، فإن جرمهما هناک مفصول إلی طبقتین یسیل فیما بینهما الفضل السائل إلیهما، فیغوص «4» فی قرب الثانی إلی الفضاء الذی یحویه «5» جرمه، حتی إذا امتلأ و اکتنز انسد المجری، فلم یرجع إلی فوق، بل کان مسیله «6» إنما هو إلی العنق الثانی. أما فی المرارة فالدافع إلی المعاء. و أما فی المثانة فالقابل.
و علی فم المثانة عضلة واحدة تحیط بها مستعرضة اللیف علی فمها، و منفعتها حبس البول إلی وقت الإرادة. فإذا أریدت الإراقة استرخت عن نقیضها بضغط عضل البطن بمعونة من الدافعة «7» فانزرق البول «8».
و أما الطحال فلیس عضوا ضروریا «9» لکل حیوان دموی. فکثیر منها لا طحال له، أو له طحال صغیر جدا، کنقطة مثلا. و کل حیوان له رئة «10» فله زیادة سبب فی العطش، لاشتیاق الرئة بالطبع إلی البرد و الرطوبة إذا سخنت و جفت «11» من شدة الحرکة و من أبخرة حارة حادة. و لذلک «12» یکون له «13» لا محالة مثانة. و ما لا رئة «14» له فلیس یحتاج إلی مثانة.
أقول: لیس ینبغی أن یظن أن الرئة یکفیها ما یرشح إلیها من الشرب، بل قد یعین ذلک ما یتصعد إلیها من لطیف بخار الماء، و ما یجری إلیها فی العروق.
و أما الطیر و الخزفی «15» الجلد المفلس، فلما کانت رئتها «16» لیست دمویة و لیست فی طباعها أیضا شدیدة العطش، لم یکن لها مثانة. و الطیر لا تشرب الماء کثیرا لأنها
______________________________
(1) المرة: المرارة سا.
(2) منسوجة: منسوج د، سا، م.
(3) إلا:
إلی ط.
(4) فیغوص: فیعرض د، سا
(5) یحویه: یحوجه ط.
(6) مسیله: سبیله د، سا.
(7) الدافعة: الدافقیة د
(8) البول. ساقطة من د، سا، ط، م
(9) ضروریا: ضروبا د.
(10) رئة: ساقطة من د.
(11) و جفت: جفت م.
(12) و لذلک: فلذلک م
(13) له: ساقطة من ب، م
(14) و ما لا رئة: و ما رئة م.
(15) و الخزفی: الخزفی م
(16) رئتها: رئتهما ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 322
هوائیة المزاج «1»، لیست بشدیدة المائیة.
قال: و الطیر أیضا یذهب فضل مائیتها فی الریش، فلا تحتاج إلی مثانة، و کذلک «2» الصدفی و المفلس «3»، إلا السلحفاة فإن رئتها لحمیة دمویة.
أقول: و لأن «4» جلدها لا یغتذی بفضل رطب، بل بفضل یابس فیجتمع فیها فضل رطب أکثر.
قال: و جلدها یحقن الرطوبة فلا یتحلل. و مثانة البحریات أکبر لأنها أرطب و إلی الشرب أحوج و إلی بلع الماء أشد اضطرارا. و الحیوان المسمی أموس «5» له مثانة «6»، و لیس له کلیة، إذ کان «7» لین جلده و لحمه یغنی عن کثرة استظهار فی أعضاء جذب المائیة، لأن المائیة لا تبقی فیه بل تتحلل. و أما غیره مما له «8» رئة دمویة فإن له کلیتین.
قال: و من أسباب ارتفاع الکلیة الیمنی قوتها «9»، و لهذا ما یطأطئ الإنسان عند التحدیق حاجبه الأیسر، و یشیل حاجبه الأیمن.
ثم نتکلم فی الحجاب. و أن کل حیوان ذی أعضاء تنفس «10» و أعضاء غذاء فله حجاب.
و الحجاب مشارک «11» لأعضاء الحس و الفکرة، و إن کان لا حصة له «12» فیها. و إذا حمی مراقه أثر «13» ضررا فی العقل و التمییز، و إذا دغدغ عرض منه ضحک، و ربما ضر. و قیل: إنه وقعت ضربة «14» علی الحجاب فأحدث ضحکا کزازیا. و قال: یجب أن یقع بهذا «15» من التصدیق أکثر مما یقع. یقول أومیروس «16»: إن رجلا کان کاهنا فی هیکل المشتری قطع رأسه فتکلم الرأس و هو بائن، و هذا محال، إذ لا کلام إلا بنفس، و لا نفس مع قطع الرأس عن الرئة.
______________________________
(1) المزاج: و المزاج د.
(2) و کذلک: و کذا م
(3) و المفلس:+ الجلد سا.
(4) و لأن: فلأن ط، م.
(5) أموس: أمرتین ب
(6) مثانة: ساقطة من ب
(7) کان:+ له ب.
(8) مما له: فماله د، سا، ط؛ فما رئة م.
(9) قوتها: فوقها م.
(10) تنفس: تتنفس ط.
(11) مشارک:
مشارکة د
(12) له: ساقطة من م.
(13) أثر: أدی ط.
(14) ضربة: صرفیه د.
(15) بهذا: لهذا ط.
(16) أومیروس: أومیرس د، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 323
ثم نتکلم عن فی أعضاء هضم الغذاء، و نقول: ما کان غذاؤه من أجسام صلبة شوکیة و خشبیة خلقت له بطون لهضم بعد هضم. و الجمل من هذه الجملة، و لیس له أسنان «1» فی الفک الأعلی؛ و لذلک «2» لسانه و إن کان لحمیا فإنه یحیط به «3» صفاق مبردی و حنکه کذلک، فهما له کالأسنان. و یشبه أن تکون مادة أسنانه قد ذهبت «4» فی نابه. و کل هذه الحیوانات تجتر.
و الحوصلة للطائر أیضا کالبطن الأول. و یقوم هضمه للغذاء مکان المضغ و کأنه «5» فم آخر، و ربما کان له «6» شی‌ء کالحوصلة و لیس بحوصلة. ثم له بعد ذلک معدة أو معد «7» عند آخر الأمعاء.
و صنف من السمک لیس «8» له أسنان، و هو «9» غلیظ البدن، فیکون غذاؤه غلیظا، و کذلک «10» یجتر أیضا. و السمک نهم ضعیف الهضم، فلذلک یکون أکثر زبله غیر نضیج. و یعین علی ذلک قصر أمعائه و استقامتها. و کذلک حال کل حیوان قصیر الأمعاء مستقیمها.
و الحیوانات تختلف فی معاها فبعضها تکون أجزاء معائه «11» متشابهة، و بعضها تکون أجزاء معائه «12» مختلفة. و فی بعضها تکون السعة إلی المعدة. و لهذا یکون نفض «13» الثفل علی الکلب و علی ابن آوی عسرا. و کذلک حال ما کان من الحیوان مستقیم المعاء.
و أما ذوات القرون و ذوات تلافیف المعاء فبالضد، و یکون له أصناف المعاء الستة.
ما کان من الحیوان شدید النهم قصر معاه، و خلق مستقیما لیسرع خروج ثفله.
و جعل ما یلی معاه أوسع لئلا یحتبس ما لم ینضج. و أما ما کان بالخلاف فلیس بشدید «14» النهم،
______________________________
(1) أسنان: اثنتان م.
(2) و لذلک: و کذلک د، ط، م
(3) به: بها ط.
(4) ذهبت:+ له د، سا.
(5) و کأنه: فکأنه ط.
(6) له: ساقطة من ب، د، سا، م
(7) معد: معدة ط.
(8) لیس: ساقطة من سا
(9) و هو: فهو ط.
(10) و کذلک: و لذلک د، سا، م.
(11) معائه:
أمعائه د، ط.
(12) معائه: أمعائه د، سا، ط
(13) نفض: بفضل سا.
(14) بشدید:
ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 324
و ما کان «1» بالعا للکبار «2» من اللقم، و یبقی «3» طعامه فی جوفه مدة.
و بعض الحیوان یوجد فی بطنه إنفحة «4»، و خصوصا إذا کان کثیر البطون، و لا یوجد إلا فی ثالثها و آخرها. و لیس للحیوان الذی له بطن واحد إنفحة. و التجربة قد خالفت «5» فی ذلک، فإن «6» الدب و الأرنب «7» و کل حیوان ذی بطن واحد، فیکون لبنه رقیقا فلا تجمد إنفحته، و لذلک لا یثخن و لا یخثر لبن ما لیس له قرن. و لبن الحیوان المسمی أزبّ الرجلین مع کثرة «8» بطونه لا تکون له إنفحة، لأن غذاءه رطب جدا «9».
______________________________
(1) و ما کان: و کان د، سا، ط، م
(2) للکبار: لکبار د سا، م
(3) و یبقی: فیبقی د.
(4) أنفحة:+ کالدب و الذئب د؛+ کالدب سا.
(5) خالفت: خالفته م
(6) فإن: فی د، سا، ط، م
(7) و الأرنب: و الذئب م.
(8) کثرة: کثرته م
(9) جدا:+ تمت المقالة الثالثة عشر من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقة د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 325

المقالة الرابعة عشرة «1» من الفن الثامن من جملة الطبیعیات «2» «3»

الفصل الأول (ا) فصل «4» نورد فیه کلام المعلم الأول فی المرارة ثم نذکر فیه تشریح الکلیة ثم نعود إلی ما فی التعلیم الأول من أحوال أحشاء المحززات و سائر أعضائها

و السبب فی ذلک ما لا مثانة له، فإن مائیته تنفصل فی زبله، و یکون زبله مالحا سیالا. لیس لبعض الحیوان مرارة لأنه یشبه أن یکون مرته تتفرق مع الدم فی تدبیر بدنه، فلا «5» یبقی منه ما یقتضی إعداد وعاء. و الذی له مرارة فربما کانت معلقة من الکبد، و ربما کانت علی المعاء، و ربما کان بدلها عرق ینتسج فی المعاء. و لجمیع السمک مرارة.
و لیس للفرس و البغل و الحمار و الفیل مرارة. و من الناس من لا یری علیه مرارة. و الجمل له بدل المرارة عروق صغار. و لیس لفوفی و لا للدلفین مرارة. و ربما کان لبعض الناس مرارة مجاوزة الحد فی العظم، حتی یتعجب منه «6» کما روی فی بلاد «7» ذکرها «8». و قد غلط من زعم «9» أن منفعة المرارة لذع الکبد لیشتد حسه، بل المرارة تمتص المرة من الکبد و تدفعها
______________________________
(1) عشرة:+ و هی تسعة فصول د [ثم تذکر هذه النسخة عناوین الفصول التسعة].
(2) من ... الطبیعیات: ساقطة من ب، د
(3) الطبیعیات:+ تسعة فصول سا، ط.
(4) فصل: فصل آ ب؛ الفصل الأول د، ط.
(5) فلا: فلأنه د؛ و لا سا.
(6) منه: ساقطة من م
(7) بلاد: بلد د، سا، ط، م
(8) ذکرها: ذکره ط، م.
(9) زعم: یزعم ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 326
عنه إلی المعاء. و غلط أصحاب انکساغورس حین قالوا: إن المرارة سبب للأمراض الحادة و لیس کذلک، بل هی سبب لدفع الأمراض الحادة لاجتذابها المرة. و یعرض من جذب المرارة للمرة أن یکون الجزء من «1» الکبد الذی تحت المرارة أخلی «2»، لأن المرارة عن الجوار أجذب. و لما استقری بعض الناس فوجد مثل الدب «3» و الأیل عدیمة المرارة «4»، و یطول عمرها، و مثل قوقی و الدلفین من دواب البحر ذلک سبیله، حکموا أن عادم المرارة طویل العمر و لم یعتبروا حال الإنسان.
قال: و لم یعلموا أنه إذا کان عدم المرارة سببا لطول العمر، فصاحب الکبد التی یکون له مرارة «5» تنقیها أولی بطول العمر من صاحب الکبد التی لا یتصفی فضلها. فما کان من الحیوان قلیل المرة و یستعملها فی تغذیة البدن لحرارة المزاج الأصلی، لم یحتج إلی مرارة «6»، فإن المرارة لتصفیة الدم.
أقول: لکنه قد تمکن أن یعطی السبب فی طول عمر ما لیس له مرارة. فإنه یشبه أن یکون ذلک المزاج حارا یقتضی أن یکون دمه مراریا، فلا یفضل من المرارة ما یحوج إلی إعداد وعاء، بل یستفرغ مع سائر الفضل. و إذا کان المزاج حارا جدا، کان ذلک من أسباب طول العمر فی بعض الحیوان. و أما الفضلة «7» المائیة فإنها «8» تتحلب إلی الکلیة من العرق «9» النافذ «10» من الأجوف إلیها مستصحبا فضلات الدم.
و خلقت کلیتان اثنتان احتیاطا فی التزویج و لتعدیل جانبی الحیوان، و لم یجعل وضعهما واحدا، فکان «11» جذب المائیة یتشابه فی المیل إلی جنبتین، و ذلک مما یوجب احتباسا و تباطؤا «12» فیها. فإن کل مجذوب «13» إلی جانبین ربما أفضی أمره إلی الحیرة و جعلت
______________________________
(1) من: ساقطة من م
(2) أخلی: ساقطة من سا.
(3) الدب:
الدواب د، سا، ط، م
(4) المرارة: للمرارة د، سا.
(5) مرارة: المرارة ط.
(6) مرارة: المرارة ط.
(7) الفضلة: الفضل ط
(8) فإنها:
فإنه د، سا، ط، م.
(9) العرق: العروق ط، م
(10) النافذ: النافذة ط، م.
(11) فکان:
و کان ط.
(12) و تباطؤا: و تطاطیا ط
(13) کل مجذوب: کل المجذوب د، سا؛ المجذوب ط؛ کان المجذوب م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 327
الیمنی مرتفعة لأنها أقرب إلی الکبد. و کان «1» یجب أن یکون الأقرب إلی مبدأ ما یجذب منه ما هو «2» أقرب إلیه فی الجهة، و خصوصا و الکبد أعلی وضعا و الطحال أنزل وضعا، فوضع الذی تحت الکبد أعلی و الذی «3» تحت الطحال أسفل.
و أما المعلم الأول فیقول: إنما وضعت «4» الیمنی فی العلو، لأنها أقوی لأن أقوی الجانبین الیمین «5»، و لتکون نسبة الکلیتین فی الوضع نسبة الکبد و الطحال.
و الکلیة «6» الیمنی هی أعظم و أقل شحما، لأنها أسخن «7» و أقرب من الکبد. و کلیة الإنسان تشبه کلیة الثور، و خلق لحمها کثیفا بضد ما خلق علیه لحم الطحال، إذ کان لحم الطحال سخیفا. و ذلک لأن الفضلة التی تأتیها رقیقة، و هی تغتذی منها علی سبیل تحلل من المائیة الصرفة و احتباس من الدمویة احتباس الراسب. فلو کانت سخیفة لینة لتحلل جمیع ما یأتیها و عدمت الغذاء، کما یعرض لبعض الکلی إذا سخف لحمها فتهزل و تضعف. و أما الطحال فما یأتیه «8» شی‌ء «9» غلیظ یحتاج إلی سخافة مسلک. فإن الطحال «10» و الکلیة مشترکان «11» فی أن الفضل الذی یندفع إلیها یأتیها «12» بالغذاء إذ «13» سیلانها إلیها «14» من منافذ واسعة لا کما للمرارة «15»، و یأتیها «16» أیضا الغذاء فی الشرایین التی تتوزع فیها.
و إن المعلم الأول «17» یعطی العلة فی کون الحیوان المحزز و الخزفی الجلد الذی لا دم «18» له عادما لکثرة اختلاف الأحشاء، و إن ذلک لأنه غیر محوج إلی تولید الدم و تصفیته بمصاف، بل إنما له عضو واحد بدل القلب و آخر قابل غذاء و دافعه فقط. و یعطی العلة فی أن بعض الحیوان المائی ممکن من قی‌ء الفضلة السوداء، و لذلک لیکدر ما یلیه «19»
______________________________
(1) و کان: فکان سا.
(2) ما هو: هو د، سا، م.
(3) و الذی: و التی م.
(4) وضعت: وقعت د، سا.
(5) الیمین: الیمنی ط.
(6) و الکلیة: من الکلیة سا؛ فالکلیة م
(7) أسخن: أثخن ط.
(8) یأتیه: یأتیها د، سا، ط، م
(9) شی‌ء: ساقطة من ب د، سا
(10) فإن الطحال: و الطحال د، سا، ط، م.
(11) مشترکان: یشترکان د، سا
(12) إلیها یأتیها: إلیهما یأتیهما ط
(13) إذ: إذا د؛ ساقطة من ب
(14) إلیها: إلیهما ط.
(15) کما للمرارة: کالمرارة سا
(16) و یأتیها: و یأتیهما ط.
(17) و إن المعلم الأول: ثم إن المعلم الأول د، سا؛ ثم المعلم الأول ط؛ قال ثم إن المعلم الأول م
(18) لا دم: لا جلد سا.
(19) لیکدر ما یلیه: لتکون مائیة ب؛ لیکرر ما یلیه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 328
و یضرب علی نفسه سورا. و یذکر أن التفلیس «1» الذی علی عضو الکثیر الأرجل فی الماء هو بسبب تمکنه من الصید و تشبکه «2» به. و ربما تغیر لونه إذا خاف «3» و کذلک ینقذف عنه منیه، کما یعرض لغیره أن ینطلق بطنه و یدر بوله إذا خاف «4».
و ذکر جنسا من الحیوان البحری ربما کان له نابان، و ربما کان له ناب واحد.
و الذی له ناب واحدة فقد خلق أقوی خزفا لفقدانه السلاح التام، و إذا کان له نابان خلق أضعف خزفا.
ثم یذکر القنفذ البحری و المشط، و أن «5» عدد بیضها فرد لأنها مستدیرة، و أوضاع بیضها لیس علی التقابل، فلو کانت ثلاثة «6» لبعد بعضها من بعض و لو کانت أکثر من خمسة أحوجت إلی الاتصال. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 328 الفصل الأول(ا) فصل نورد فیه کلام المعلم الأول فی المرارة ثم نذکر فیه تشریح الکلیة ثم نعود إلی ما فی التعلیم الأول من أحوال أحشاء المحززات و سائر أعضائها ..... ص : 325
هذا کلام متمحل.
و أسنان القنفذ البحری بعدد بیضها «7». قال: و القلب و ما یشبه «8» القلب و یقوم «9» مقامه فإن مکانه دائما بین مدخل الغذاء و مخرجه. و مخرج المنی فهو «10» فی الحیوان «11» المشاء فی وسط الناحیة التی بین یمینه و شماله، و فی المحزز فی وسط ما بین الرأس و العضو المتصل به. و ربما وجد هذا العضو فی «12» بعض الحیوانات کثیر «13» العدد «14» فلذلک یعیش بعد القطع منه «15». و أنا أظن أنه لا یکون کثیر العدد «16» فإن النفس واحدة بالعدد، لکنه «17» یکون مستطیلا نافذا فی الجسم نفوذ لب «18» الشجرة فی الشجرة «19» فإذ أقطع جزء بقی «20» فی الباقی جزء من جملته «21» یکفیه.
کل حیوان لا دم له فإنه یقتصر علی الغذاء القلیل و صغره «22» یعین علیه.
______________________________
(1) التفلیس: النفیس م.
(2) و تشبکه: و لتشبکه د، سا، ط، م.
(3) خاف: خالف م.
(4) إذا خاف: و إذا خاف ط؛ ساقطة من د، سا.
(5) و أن: فأن م.
(6) ثلاثة: ثلاثا ط.
(7) بعدد بیضها: کعدد بیضه د، سا، ط، م
(8) یشبه: یشبهها ط؛ یشبهه طا
(9) القلب و یقوم: و ما یقوم ط.
(10) فهو: هو ط
(11) فی الحیوان: حیوان د.
(12) فی: و فی م
(13) کثیر: کثیرة ط
(14) العدد: الغدد سا.
(15) منه: ساقطة من د
(16) فلذلک ... العدد: ساقطة من م.
(17) لکنه: لکن ب.
(18) لب: ذات م
(19) فی الشجرة: ساقطة من سا، م
(20) بقی: و بقی ط، م.
(21) جملته:
جملة د، م.
(22) و صغره: و صغیره ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 329
و ما کان من المحززات ذا رجل و کان أبرد «1» مزاجا فهو أکثر أرجلا لتخف حرکته، و خصوصا إذا طالت جثته و عظمت «2».
و لکثیر من ذوات الأجنحة منها «3» أربعة أجنحة، و للصغیر جناحان. و ربما کان بعض الأجنحة منها فی غلف «4» لتقیها و أجنحة «5» جمیعها صفاقیة و أجسادها مخلوقة من أجزاء لها عند الفزع أن تجتمع فتزداد صلابة، کما نشاهده «6» من حال الجعل إذا فزع.
و بعض الحیوان المحزز له حمة «7» لیکون سلاحا فربما کان عضو «8» الحمة و عضو المطعم «9» «10» واحدا، کما للبعوض. و ربما کان للحمة عضو مفرد، کما للزنبور و العقرب. و إذا لم یکن حمته فی مقدمه کانت له أعضاء مثل الأسنان. و ما کانت «11» حمته فی مؤخره فربما کان غائرا، لأنه صغیر معرض للآفات کما للزنبور. و ربما کان «12» ظاهرا کما للعقرب، و ذلک إذا کان قویا، و إنما «13» دقت إبرة الجنس الطیار منها و ضعفت لیکون أخف علیها.
و أما العقرب فهو «14» یحتمل «15» ذلک لأنه «16» یدب. و لیس لما له جناحان فقط مما یطیر منها حمة مخلوقة فی مؤخره، لئلا «17» یضعف عن حمله، بل جعل «18» حمة «19» واحدة و فی «20» عضو أکله، لیکون أخف.
الرجلان المتقدمتان «21» من الحیوان الصلب العین «22» أقوی، لأنه یبطش و یأخذ بهما.
و المؤخرتان «23» أعظم لیطفر «24» بهما و یستقل إلی «25» الطیران. و کل ما ینزو منها فقط فله ست أرجل: أربع یستعین بها علی المشی و هی متشابهة فی العظم و الوضع، و اثنتان للطفر.
______________________________
(1) و کان أبرد: و کل أبرد ط.
(2) و عظمت: و عظمته ط، م.
(3) منها: و منها د.
(4) غلف: غلاف ط
(5) و أجنحة: و أجنحته د.
(6) نشاهده: نشاهد م.
(7) حمة: خمسة سا
(8) عضو: عضوا سا
(9) الحمة و عضو المطعم: لمطعم سا
(10) و عضو المطعم: و عظم الطعم ب؛ و عضو المعطم د.
(11) و ما کانت: و ما د، سا.
(12) حمته فی مقدمه ... و ربما کان: ساقطة من م.
(13) و إنما: و ربما ط.
(14) فهو: فهی ط، م
(15) یحتمل: محتمل سا
(16) لأنه: لأنها ط، م.
(17) لئلا: کیلا د، سا
(18) جعل: جعلت ط؛ حصلت م
(19) حمة: حمته د، سا، ط، م
(20) و فی: فی ط.
(21) المتقدمتان: المقدمتان د، سا
(22) العین: العنق ط.
(23) و المؤخرتان: و المؤخران سا، م
(24) لیطفر: لیطیر د، سا، ط، م
(25) إلی: ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 330

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی تشریح الترقوة «2» و الکتف و الیدین‌

لما فرغنا من تشریح الأعضاء الآلیة التی هی أصول «3» أو داخلة فی الأصول، فحری بنا أن نتکلم فی الأعضاء الآلیة التی هی کالأطراف البارزة و لیست «4» أصولا، و نذکر تشریحها.
و نبدأ بالترقوة و الکتف ثم تشریح الیدین فنقول: إن الترقوة عظم موضوع علی کل واحد من جانبی أعلی القص «5» یخلی عند النحر بتقعیره «6» فرجة تنفذ فیها «7» العروق الصاعدة إلی الدماغ و العصب النازل منه، و یمیل «8» إلی الجانب الوحشی، و یتصل برأس الکتف فیرتبط به و بهما «9» جمیعا العضد و الکتف. فقد خلق لمنفعتین: إحداهما لأن یعلق منه العضد و الید، فلا یکون العضد ملتصقا بالصدر فتتعذر سلاسة حرکة کل واحدة من الیدین إلی الأخری و تضیق «10»، بل خلق بریا من الأضلاع، و وسع له «11» جهات الحرکة «12». و الثانیة لیکون وقایة حریزة للأعضاء المحصورة فی الصدر، و یقوم بدل سناسن الفقرات و أجنحتها حیث لا فقرات تقاوم «13» المصادمات و لا حواس یشعر بها. و الکتف یستدق من الجانب الوحشی و یغلظ «14»، فتحدث علی طرفه الوحشی نقرة غیر غائرة،
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) الترقوة: المرفق د، سا، ط، م.
(3) أصول: کالأصول ط، م.
(4) و لیست: و لیس ط.
(5) القص: القس سا
(6) بتقعیره: لتقعیره د، سا؛ لتقعره م
(7) فیها: فیه د، سا، ط، م.
(8) و یمیل: یمیل د، سا، م.
(9) و بهما: و بها د، سا.
(10) و تضیق: أو تضیق د، سا، م
(11) له:+ فی د، سا، م.
(12) الحرکة: الحرکات ب.
(13) تقاوم: تقادم د، ط.
(14) و یغلظ: فیغلظ د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 331
فیدخل فیها طرف العضد «1» المدور «2». و عند النقرة «3» زائدتان: إحداهما إلی فوق «4» و خلف «5» و تسمی الأخرم و منقار الغراب، و بها «6» یتم رباط الکتف مع الترقوة و هی التی تمنع «7» عن انخلاع العضد إلی «8» فوق، و الأخری من داخل و إلی أسفل تمنع أیضا رأس العضد عن الانخلاع، ثم لا تزال تستعرض کلما أمعنت «9» فی الجهة الإنسیة لیکون اشتمالها الواقی أکثر. و علی ظهره زائدة کالمثلث قاعدته إلی الجانب الوحشی و رأسه إلی الإنسی، حتی لا یفوت تسطیح الظهر.
إذ لو کانت القاعدة إلی الإنسی أشالت «10» الجلد و آلمت عند المصادمات. و هذه الزیادة بمنزلة السنسنة للفقرات، مخلوقة للوقایة، و تسمی العیر «11».
و نهایة استعراض الکتف عند غضروف یتصل به مستدیر الطرف و اتصاله بها «12» للعلة المذکورة فی سائر الغضاریف.
و أما عظم العضد فقد خلق مستدیرا لیکون أبعد عن قبول الآفات، و طرفه الأعلی محدب یدخل فی نقرة الکتف بمفصل رخو غیر وثیق جدا، و بسبب رخاوة هذا المفصل یعرض له الخلع کثیرا. إذ المنفعة «13» فی هذه الرخاوة أمران: حاجة، و أمان. أما الحاجة فسلاسة الحرکة فی الجهات کلها. و أما الأمان فلأن العضد و إن کان محتاجا إلی التمکن من حرکات شتی إلی جهات شتی «14»، فلیست هذه الحرکات «15» تکثر علیه و تدوم حتی یخاف انهتاک أربطته و تخلعها «16»، بل العضد فی أکثر الأحوال ساکن، و سائر الید «17» متحرک «18» فأوثق «19» سائر المفاصل من أعضاء الید أشد من إیثاق «20» العضد.
______________________________
(1) العضد: العضل م
(2) المدور: المدورة م
(3) و عند النقرة: و عند هذه النقرة د، سا
(4) فوق:+ و الثانیة إلی ب، م؛ و الثانی د، سا
(5) و خلف: خلف ب، د، سا، م.
(6) و بها: و به ب، د، سا، م
(7) و هی التی تمنع: ساقطة من د، سا، ط، م.
(8) إلی (الأولی): ساقطة من ب.
(9) أمعنت: أمعن د، سا، ط، م.
(10) أشالت: شالت د، سا.
(11) العیر: الغیرة سا؛ عین الکتف عیر الکتف ط؛ [و کل عضم ناتی، من البدن: عیر (لسان العرب)].
(12) و اتصاله بها: ساقطة من د، سا، ط، م.
(13) إذ المنفعة: و المنفعة د، سا، ط، م.
(14) إلی جهات شتی: ساقطة من سا، م
(15) الحرکات: الحرکة ط، م.
(16) و تخلعها: و تخلعه د، سا، م
(17) و سائر الید: إلیه ط
(18) متحرک: بتحرک ط، م.
(19) فأوثق سائر: و أوثق جمیع ط، م
(20) إیثاق:+ مفصل د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 332
و مفصل العضد تضمه أربطة أربعة: أحدها مستعرض غشائی یحیط «1» بالمفصل «2»، کما فی سائر المفاصل؛ و رباطان نازلان من الأخرم أحدهما مستعرض الطرف یشتمل علی طرف العضد، و الثانی أعظم و أصلب ینزل مع رابع ینزل أیضا مع «3» الزیادة المنقاریة فی حز معد لهما، و شکلهما إلی العرض ما «4» هو خصوصا عند مماسة العضد. و من شأنهما أن یستبطنا العضد فیتصلا بالعضل المنضود «5» علی باطنه. و العضد مقعر «6» إلی الإنسی، محدب إلی الوحشی، لیکنّ «7» بذلک ما ینضد «8» علیه من العضل و العصب و العروق، و لیجود تأبط ما یتأبطه الإنسان خاصة، و لیجود إقبال إحدی الیدین علی الأخری.
و أما طرف العضد السافل، فإنه قد رکب علیه زائدتان متلاصقتان، و التی تلی الباطن منهما «9» أطول و أدق، و لا مفصل لها «10» مع شی‌ء، بل هو وقایة لعصب و عروق؛ و أما التی تلی الظاهر فیتم بها مفصل المرفق بلقمه فیها «11» علی الصفة التی نذکرها. و بینهما «12» لا محالة حز، و فی «13» طرفی ذلک الحز نقرتان «14» من فوق إلی قدام و من تحت إلی خلف «15».
و النقرة الإنسیة الفوقانیة منها «16» مسواة «17» مملسة لا حاجز «18» علیها «19». و النقرة «20» الوحشیة هی الکبری منهما «21». و ما یلی منها النقرة الإنسیة غیر مملس و لا مستدیر الحفر، بل کالجدار المستقیم، حتی إذا تحرک فیه زائدة الساعد «22» إلی الجانب الوحشی «23» و وصل إلیه وقف. و سنورد بیان الحاجة إلیهما «24» عن قریب. و أبقراط یسمی هاتین النقرتین عینیین «25» «26».
______________________________
(1) یحیط: حیط د؛ محیط ط، م؛ ساقطة من سا
(2) بالمفصل: ساقطة من سا.
(3) مع (الثانیة): من ط.
(4) ما: بما م.
(5) المنضود: المقصود د؛ المنضودة ط
(6) مقعر: منقعر م.
(7) لیکن: لیکثر م
(8) ینضد: نضد د، سا.
(9) منهما: منها د، م
(10) لها: له ب، د، سا، م.
(11) فیتم بها مفصل المرفق بلقمه فیها: ففیها نقرة لمفصل المرفق د، سا، م؛ ففیها نقرة لمفصل المرفق فیتم بها مفصل المرفق بلقمه فیها ط
(12) و بینهما: و بینها د، م؛ و نبینها سا.
(13) و فی: فی م
(14) نقرتان: و یقترنان م
(15) إلی قدام و من تحت إلی خلف: و من تحت و قدام و إلی خلف د، سا؛ إلی قدام و من قدام إلی خلف ط؛ و من تحت و من قدام إلی خلف م.
(16) منها: منهما د، سا
(17) مسواة: مستواة د
(18) حاجز: حاجة د
(19) علیها: علیه د، م
(20) و النقرة (الثانة): و النقطة سا.
(21) منها: منهما ط.
(22) الساعد: الساعدة م
(23) الوحشی: الإنسی د.
(24) إلیهما: إلیها م
(25) عینیین:
عتبتین ط
(26) و أبقراط ... عینیین: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 333
و أما «1» الساعد فإنه مؤلف من عظمین متلاصقین طولا و یسمیان الزندین «2». و الفوقانی الذی یلی الإبهام منهما أدق و یسمی «3» الزند الأعلی، و التحتانی الذی یلی الخنصر منهما «4» أغلظ، لأنه حامل و یسمی الزند الأسفل. و منفعة الزند الأعلی أن تکون به حرکة الساعد علی «5» الالتواء و الانبطاح. و منفعة الزند الأسفل أن تکون به حرکة الساعد إلی الانقباض و الانبساط. و دقق «6» الوسط من کل واحد منهما لاستغنائه بما یحفه «7» من العضل الغلیظة عن الغلظ المثقل «8». و غلظ طرفاه «9» لحاجتهما إلی ذلک لکثرة ثبات الروابط عنهما و لکثرة «10» ما یلحقهما «11» من المصاکات و المصادمات العنیفة عند حرکات المفاصل و تعریهما عن اللحم و العضل. و الزند الأعلی معوج کأنه آخذ من الجهة الإنسیة و یتحرک «12» یسیرا ملتویا «13». و المنفعة فی ذلک حسن استعداده لحرکة الالتواء. و الزند الأسفل مستقیم، إذ کان ذلک أصلح للانبساط و الانقباض. و أما مفصل المرفق فإنه یلتئم من مفصل الزند الأعلی، و مفصل الزند الأسفل مع العضد. فأما الزند الأعلی ففی طرفه نقرة تتهندم فیها لقمة من الطرف الوحشی من «14» العضد و ترتبط فیها، و بدورانها فی تلک النقرة تحدث الحرکة المنبطحة «15» و الملتویة.
و أما الزند الأسفل فله زائدتان بینهما حز شبیه بکتابة السین فی الیونانیة و هی «16» هکذا و هذا الحز محدب السطح الذی فی تقعیره «17» لتتهندم فی الحز الذی علی «18» طرف العضد الذی هو مقعر، إلا أن شکل قعره شبیه بحدبة دائرة. فمن تهندم الحز الذی بین زائدتی الزند الأسفل فی ذلک الحز یلتئم «19» مفصل المرفق. فإذا تحرک الحز علی الحز إلی خلف
______________________________
(1) و أما: أما سا
(2) الزندین: زندین ط.
(3) و یسمی الزند الأعلی: ساقطة من ب، د، سا، م
(4) منهما: ساقطة من سا.
(5) علی: إلی ط.
(6) و دقق: و دق د
(7) یجفه: یخصه ط.
(8) المثقل: المتنقل م
(9) طرفاه: طرفاهما ط.
(10) و لکثرة:
و کثرة ط، م
(11) ما یلحقهما: ما یلحقها د.
(12) و یتحرک: و ینحرف د، سا؛+ إلی الوحشیة د، سا، ط.
(13) ملتویا: ملتویة د، سا، م.
(14) من (الأولی): ساقطة من د، سا، ط، م.
(15) المنبطحة: المسطحة د، سا، م.
(16) و هی: و هو ط، م.
(17) تقعیره: تقعره م
(18) علی: ساقطة من ب.
(19) یلتئم: و یلتئم من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 334
و تحت انبسطت «1» الید. فإذا اعترض «2» الحز الجداری من النقرة الحابسة «3» للقمة حبسها و منعها عن زیادة انبساط، فوقف العضد و الساعد علی الاستقامة. و إذا تحرک أحد الحزین علی الآخر إلی قدام و فوق انقبضت الید حتی یماس الساعد العضد من الجانب الإنسی و القدام. و طرفا الزندین من أسفل یجتمعان معا کشی‌ء واحد «4» و تحدث فیهما نقرة واسعة مشترکة أکثرها فی الزند الأسفل. و ما یفضل عن الانتقار یبقی محدبا مملسا «5» یبعد «6» عن منال الآفات. و ینبت خلف النقرة من الزند الأسفل زائدة إلی الطول ما هی، سنذکر منفعتها کلها.
و أما الرسغ فهو مؤلف من عظام کثیرة لئلا تعمه آفة إن وقعت.
و عظام الرسغ سبعة أصلیة «7» و واحد زائد. أما السبعة الأصلیة فهی فی صفین: صف یلی الساعد «8» و عظامه ثلاثة لأنه یلی الساعد «9»، فکان «10» یجب أن یکون أدق. و عظام الصف الثانی أربعة، لأنه یلی المشط و الأصابع، و کان یجب أن یکون «11» أعرض. و قد درجت العظام الثلاثة إلی أن صار فیها «12» رءوسها التی تلی الساعد أدق و أشد تهندما و اتصالا «13»، و رءوسها التی تلی «14» الصف الآخر أعرض و أقل تهندما و اتصالا. و أما العظم الثامن فلیس «15» مما یقوم صفی الرسغ، بل خلق لوقایة عصبة «16» تأتی «17» الکف. و الصف الثلاثی «18» یحصل له طرف من اجتماع رءوس عظامه فیدخل فی النقرة التی ذکرناها فی طرفی «19» الزندین، فیحدث من ذلک مفصل الانبساط و الانقباض. و الزائدة المذکورة فی الزند الأسفل «20»
______________________________
(1) انبسطت الید: انبسط الکف د، م؛ انبسط الساعد سا؛ انبسط الید ط
(2) اعترض:
أعرض د، سا، م
(3) الحابسة: التحتانیة د، طا، م.
(4) واحد: ساقطة من سا.
(5) محدبا مملسا: محدبا مماسا ط؛ مجزءا ممسکا م
(6) یبعد: لیبعد ط.
(7) أصلیة: ساقطة من ب، د، سا، م.
(8) لأنه یلی الساعد: ساقطة من م
(9) فکان: و کان م.
(10) أدق ... یکون: ساقطة من م.
(11) صار: صارت ط، م
(12) فیها: فیه د، سا
(13) و اتصالا: و اتصالها د، م.
(14) التی تلی: إلی سا
(15) فلیس: و لیس د.
(16) عصبة: عصبیة ط، م
(17) تأتی: تلی د، سا، طا، م
(18) الثلاثی: الثانی د، سا.
(19) طرفی: طرف د، م.
(20) و عظام الرسغ سبعة ... الأسفل: هذه العبارة مذکورة فی د، سا، ط، م فی غیر موضعها.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 335
تدخل فی «1» نقرة فی عظام الرسغ «2» فتکون به مفصل الالتواء و الانبطاح «3». وسط الکف أیضا مؤلف من عظام لئلا تعمه آفة إن وقعت «4»، و لیمکن فیها تقعیر «5» الکف إذا احتیج إلی القبض علی أحجام المستدیرات و إلی ضبط السیالات «6». و هذه العظام موثقة «7»، مشدود بعضها ببعض، لئلا تتشتت فتضعف عند ضبط «8» الکف لما یحویه و یحبسه، حتی لو کشط «9» جلدة الکف لوجدت هذه العظام کأنها متصلة تبعد فصولها «10» عن الحس. و مع ذلک فإن الربط یشد بعضها إلی بعض شدا وثیقا، إلا أن فیها مطاوعة لیسیر انقباض یؤدی إلی تقعیر «11» باطن الکف.
و عظام المشط «12» أربعة تتصل بأصابع أربع، و هی متقاربة من الجانب الذی یلی الرسغ لیحسن اتصاله «13» بعظام کالملتصقة المتصلة، و ینفرج یسیرا فی جهة الأصابع لیحسن «14» اتصالها بعظام هی منفرجة متباینة «15»، و قد قعرت «16» من باطن لما «17» عرفته «18». و مفصل «19» الرسغ مع «20» المشط یلتئم «21» بنقر فی أطراف عظام الرسغ یدخلها لقم من عظام المشط قد ألبست غضاریف.
و أما الأصابع فإنها آلات تعین فی القبض علی الأشیاء، و لم تخلق لحمیة خالیة عن العظام، و إن کان قد یمکن مع ذلک اختلاف الحرکات، کما لکثیر من الدود و السمک، إمکانا واهیا «22»، و ذلک لئلا تکون أفعالها واهیة و أضعف کما «23» یکون للمرتعشین.
و لم تخلق من عظم واحد، لئلا تکون أفعالها متعسرة، کما یعرض للمکزوزین. و اقتصر علی عظام ثلاثة، لأنه إن «24» زید «25» فی عددها و أفاد «26» ذلک «27» زیادة عدد حرکات لها «28» أورث لا محالة
______________________________
(3) تدخل ... و الانبطاح: هذه العبارة مذکورة فی د، سا، ط، م فی غیر موضعها
(1) فی: ساقطة من سا
(2) الرسغ:+ بینهما د، سا، م؛ تلیها ط.
(4) وسط ... إن وقعت: ساقطة من د، سا، ط، م.
(5) تقعیر: تقعر د، م.
(6) السیالات:+ المعروفة بالکف د، م؛ المورفة بالکف سا؛ المغروفة بالکف ط؛ ساقطة من ب
(7) موثقة:+ المفاصل ط.
(8) ضبط: ضعف طا
(9) کشط: کشطت ط.
(10) فصولها: فضولها د، سا، ط.
(11) تقعیر: تقعر م.
(12) المشط: ساقطة من سا.
(13) اتصاله: اتصالها ب، د، سا، م
(14) لیحسن (الثانیة): فیحسن د، م.
(15) متباینة: متشبثة ط، م
(16) قعرت: تعرت ط
(17) لما:
بما د
(18) عرفته: عرفت د، سا، ط، م
(19) و مفصل: فمفصل م؛ ساقطة من د
(20) مع: من م
(21) یلتئم: ساقطة من م.
(22) إمکانا واهیا: ساقطة من د، سا، ط، م
(23) کما:
مما ب؛ ما م.
(24) إن: ساقطة من سا
(25) زید: أزید د
(26) و أفاد: أفاد ط
(27) ذلک:
بذلک م
(28) لها: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 336
وهنا و ضعفا فی ضبط «1» ما یحتاج فی ضبطه إلی زیادة وثاقة. و کذلک «2» لو خلقت من «3» أقل من «4» عظمین کانت الوثاقة تزداد و الحرکات تنقص عن الکفایة، و کانت الحاجة فیها إلی التصرف المتفنن بالحرکات المختلفة أمس منها إلی الوثاقة المجاوزة للحد. و خلقت من عظام قواعدها أعرض، و رءوسها أدق، و السفلانیة منها أعظم علی التدریج حتی أن أدق ما فیها أطراف الأنامل، و ذلک لیحسن نسبة ما بین «5» الحامل إلی المحمول. و خلق عظامها مستدیرة لتوقی الآفات، و صلبت و أعدمت التجویف و المخ لتکون أقوی علی الثبات فی الحرکات و فی القبض و الجر. و خلقت مقعرة الباطن محدبة الظاهر لیجود ضبطها علی ما تقبض علیه «6»، و دلکها و غمزها لما یدلکه و یغمزه. و لم یجعل لبعضها عند بعض تقعیر أو تحدیب لیحسن اتصالها، کالشی‌ء الواحد إذا احتیج إلی أن یحصل منها منفعة عظم واحد.
و لکن للأطراف «7» الخارجة منها کالإبهام و الخنصر تحدیبا فی الجنبة التی لا یلقاها منها إصبع لتکون بجملتها «8» عند الانضمام شبیه «9» هیئة الاستدارة التی تقی الآفات. و جعل باطنها لحیما «10» لیدعمها و یتطامن تحت الملاقیات بالقبض، و لم یجعل کذلک من خارج لئلا یثقل و لیکون الجمیع «11» سلاحا موجعا. و وفرت لحوم الأنامل لتتهندم «12» جیدا عند الالتقاء کالمتلاصق «13». و جعلت الوسطی أطول مفاصل، ثم البنصر، ثم السبابة، ثم الخنصر حتی تستوی أطرافها عند القبض، و لا تبقی فرجة، و مع ذلک لتتقعر الراحة و الأصابع علی المقبوض علیه المستدیر «14». و الإبهام عدل لجمیع الأصابع الأربع، و لو وضع فی غیر موضعه لبطلت منفعته، و ذلک لأنه لو وضع فی باطن الراحة عدمنا أکثر الأفعال التی لنا بالراحة، و لو وضع إلی جانب الخنصر لما کانت الیدان کل واحدة منهما مقبلة علی «15» الأخری
______________________________
(1) فی ضبطه: ساقطة من د، سا، م
(2) و کذلک: و لذلک م
(3) من (الأولی): ساقطة من م
(4) من (الثانیة):+ ثلاثة قبل أن یکون من د؛+ ثلاثة مثل أن یخلق سا؛+ ثلاثة مثل ما یخلق من ط.
(5) نسبة ما بین: نسبیة د، سا، م.
(6) علیه: علیها د.
(7) للأطراف:
لأطراف ب؛ الأطراف د، سا، م.
(8) بجملتها: لجملتها د
(9) شبیه: شبه ط.
(10) لحیما: لحمیا د، سا.
(11) الجمیع: الجمع ط.
(12) لتتهندم: لیهندم ط.
(13) کالمتلاصق: کالملاصق ط.
(14) المستدیر: ساقطة من د، سا، م.
(15) الأخری: الآخر د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 337
فیما «1» یجتمعان علی القبض، و أبعد من هذا أن لو وضعت من «2» خلف و لم یربط الإبهام بالمشط «3» لئلا یضیق البعد بینهما و بین سائر الأصابع. فإذا اشتملت الأربع «4» من جهة علی شی‌ء و قاومها الإبهام من جانب آخر أمکن أن یشتمل «5» الکف علی شی‌ء عظیم. و الإبهام من وجه آخر کالصمام علی ما یقبض علیه الکف و یخفیه، و الخنصر و البنصر کالغطاء من تحت، و وصلت سلامیات الأصابع کلها بحروف و نقر متداخله بینها رطوبة لزجة لیدوم بها الابتلال و لا تجففها الحرکة، و تشتمل علی مفاصلها أربطة قویة و تتلاقی بأغشیة غضروفیة و تحشو «6» الفرج فی مفاصلها لزیادة الاستیثاق «7» عظام صغار تسمی سمسمانیة.
و الظفر «8» خلق لمنافع أربع، لیکون سندا للأنملة، فلا تهن عند الشد علی الشی‌ء و لیتمکن بها الأصبع من لقط الأشیاء الصغیرة، و لیتمکن بها من الحک و التنقیة، و لیکون سلاحا فی بعض الأوقات. و الثلاثة الأولی أولی بنوع الإنسان، و الرابعة أولی بالحیوانات الأخری «9». و خلق الظفر مستدیر الطرف «10» لما تعرف «11»، و خلق «12» من عظام لینة لیتطامن تحت ما یصاکها فلا ینصدع «13» و خلقت دائمة النشو «14» إذ کانت بعرض «15» الانحکاک و الانجراد «16».
______________________________
(1) فیما: فهما سا، م
(2) من (الثانیة): ساقطة من د، سا، م
(3) بالشط: المشط د.
(4) الأربع: الأربعة ط.
(5) یشتمل: یشمل ط.
(6) و تحشو: و تعشوا م
(7) الاستیثاق: استیثاق ط، م.
(8) و الظفر: الظفر م.
(9) الأخری: الأخر م
(10) الطرف: الأطراف ط، م
(11) تعرف: ستعرف م
(12) و خلق: و خلقت د، سا، ط، م.
(13) ینصدع: ینصدم د
(14) النشو: النش‌ء م
(15) بعرض:
بمعرض ط.
(16) و الانجراد:+ و اللّه أعلم سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 338

الفصل الثالث (ح) فصل «1» فیه ذکر کلام «2» کلی لأمر الصلب و العنق و أجزائهما

و أما الصلب فمخلوق لمنافع أربع: إحداها لیکون مسلکا للنخاع المحتاج إلیه فی بقاء الحیوان، علی ما سلف لک بیانه من أن الأعصاب لو نبتت «3» کلها من الدماغ لاحتیج «4» أن یکون الرأس أعظم من هذا بکثیر و ثقل علی البدن حمله، و أیضا لاحتاجت العصب إلی قطع مسافة بعیدة حتی تبلغ أقاصی الأطراف فکانت متعرضة «5» للآفات و الانقطاع، و کان طولها یوهن قوتها فی جذب الأعضاء الثقیلة إلی مبادیها، فأنعم الخالق سبحانه «6» بإصدار جزء من الدماغ و هو النخاع إلی أسفل البدن کالجداول «7» من العین لتتوزع عنها «8» قسمة العصب فی جنباتها «9» بحسب موازاته و مصاقبته للأعضاء. ثم جعل الصلب مسلکا حریزا له.
و الثانیة «10» أن الصلب وقایة و جنة للأعضاء الشریفة «11» الموضوعة قدامه، و لذلک خلق للصلب الذی یحویه «12» شوک و سناسن.
و الثالثة لیکون مبنی لخلقة عظام البدن مثل الخشبة التی تهیأ فی نجر السفینة أولا ثم یرکز فیها و یربط بها سائر الخشب ثانیا «13»، و لذلک «14» خلق الصلب صلبا.
و الرابعة لیتکون لقوام الإنسان استقلال و قوام، و یمکن من الحرکات إلی الجهات،
______________________________
(1) فصل: فصل ج ب؛ الفصل الثالث د. ط.
(2) کلام: ساقطة من د، سا، ط، م.
(3) نبتت: نبت د، سا
(4) لاحتیج:+ إلی ط، م.
(5) متعرضة: معرضة ط.
(6) سبحانه: تعالی ب؛ ساقطة من د، سا.
(7) کالجداول: کالجدول ط
(8) عنها:
منها ط.
(9) جنباتها: جنباته ط.
(10) و الثانیة: و الثالث سا.
(11) ثم جعل ... للأعضاء الشریفة: ساقطة من م.
(12) یحویه: یحویها د.
(13) ثانیا: ساقطة من د، سا، م
(14) و لذلک: و کذلک سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 339
فلذلک «1» خلق الصلب من فقرات منتظمة، لا عظما واحدا و لا عظاما کثیرة المقدار، و جعلت المفاصل بین «2» الفقارات «3» لا سلسلة «4» فتوهن القوام و لا موثقة فتمنع الانعطاف.
و الفقرة عظم فی وسطه ثقب ینفذ «5» فیه النخاع. و الفقرة قد یکون لها أربع زوائد یمنة و یسرة، و من «6» جانبی فوق و أسفل، و یسمی ما کان منها إلی فوق شاخصة إلی فوق، و ما کان منها إلی أسفل شاخصة إلی أسفل و منتکسة. و ربما کانت «7» الزوائد ستا: أربع من جانب، و اثنتان من جانب؛ و ربما کانت ثمانیة. و المنفعة فی هذه الزوائد هی أن ینتظم منها الاتصال بینها «8» اتصالا مفصلیا بنقر فی بعضها و رءوس لقمیة «9» فی بعض.
و للفقرات زوائد أیضا، لا لأجل هذه المنفعة، و لکن الوقایة و الجنة و المقاومة لما یصاک و لأن ینتسج «10» عنها رباطات. و هذه الزوائد هی عظام عریضة صلبة موضوعة علی طول الفقرات. فما کان من هذه موضوعا إلی خلف یسمی شوکا و سناسن، و ما کان منها موضوعا یمنه و یسرة یسمی أجنحة «11». و إنما وقایتها «12» لما وضع أدخل منها فی طول البدن من العصب و العروق و العضل. و لبعض الأجنحة و هی التی «13» تلی الأضلاع خاصة منفعة، و هی أنها تتخلق فیها نقر ترتبط «14» بها رءوس الأضلاع محدبة تتهندم فیها؛ و یکون لکل جناح منها «15» نقرتان، و لکل ضلع زائدتان محدبتان. و من الأجنحة ما هو ذو رأسین، فیشبه الجناح المضاعف، و هذا فی خرزات العنق، و سنذکر منفعته.
و للفقرات غیر الثقبة المتوسطة ثقب أخری بسبب ما یخرج منها من العصب و ما یدخل فیها من العروق، فبعض تلک الثقب یحصل بتمامها فی جرم الفقرة الواحدة، و بعضها یحصل بتمامها فی فقرتین بالشرکة، و یکون مواضعها الحد المشترک بینها «16». و ربما کان
______________________________
(1) فلذلک: و لذلک د سا.
(2) بین: من د، سا، ط، م
(3) الفقارات: الفقرات د، سا
(4) لا سلسلة:
لا سلسلة ب.
(5) ینفذ: ساقطة من د.
(6) و من: من ط.
(7) کانت:+ الزوائد د، سا، ط، م.
(8) بینها بینهما د، ط، م
(9) لقمیة: ساقطة من د، سا، م.
(10) و لأن ینتسج: و لا ینتسج د، م.
(11) أجنحة: جناحا د، سا، ط، م
(12) وقایتها: وقاینهما د.
(13) التی: ساقطة من م.
(14) ترتبط: تربط سا.
(15) منها:
ساقطة من د، سا، م.
(16) بینها: بینهما د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 340
ذلک من جانبی فوق و أسفل معا، و ربما کان من جانب واحد «1»، و ربما کان فی کل واحدة «2» من الفقرتین نصف دائرة تامة، و ربما کان فی إحداهما «3» أکبر منه «4» و فی الأخری «5» أصغر. و إنما جعلت «6» هذه الثقبة «7» عن جنبتی الفقرة إلی خلف لعدم الوقایة هناک لما یخرج و یدخل و لتعرضه «8» للمصادمات، و لم یجعل إلی قدام و إلا لوقعت فی المواضع التی علیها میل البدن بثقله «9» الطبیعی و بحرکاته الإرادیة أیضا فکانت مضعفتها «10»، و لم یمکن أن تکون «11» متقنة الربط و التعقیب. و کان «12» المیل أیضا علی مخرج تلک الأعصاب یضغطها «13» و یوهنها.
و هذه الزوائد التی للوقایة «14» قد تجری علیها رباطات و عصب و تملس و تسلس «15» لئلا تؤذی اللحم بالمماسة. و الزوائد المفصلیة «16» أیضا شأنها هذا، فإنها توثق «17» بعضها ببعض إیثاقا شدیدا بالتعقیب «18» و الربط من کل «19» الجهات، إلا أن تعقیبها من قدام أوثق و من خلف أسلس، لأن الحاجة إلی الانحناء و الانثناء نحو القدام «20»، أمس من الحاجة إلی الانعطاف و الانتکاس إلی خلف. و لما تنکست «21» الرباطات إلی خلف شغل الفضاء الواقع لا محالة هناک، و إن قل برطوبات لزجة. و فقرات الصلب بما «22» استوثق من تعقیبها «23» من جهة استیثافا بالإفراط هی کعظم واحد مخلوق للثبات و السکون، و ربما «24» أسلست من جهة فهی «25» کعظام کثیرة مخلوقة للحرکة. و العنق أیضا کطرف من الصلب أو جزء منه فهی مخلوقة لأجل قصبة الرئة، و قصبة الرئة مخلوقة لما عرفت من منافع خلقها فی موضعه. و لما کانت الفقرات العنقیة و بالجملة العالیة محمولة علی ما تحتها من الصلب، وجب أن تکون أصغر، فإن المحمول یجب أن یکون أخف من الحامل إذا أرید أن تکون الحرکات علی النظام الحکمی. و لما کان أول النخاع یجب أن یکون أغلظ و أعظم مثل أول النهر،
______________________________
(1) و ربما ... واحد: ساقطة من د.
(2) واحدة: واحد سا، م
(3) إحداهما: إحداها ط
(4) منه: ساقطة من سا
(5) و فی الأخری: فی الآخر د، ط، م.
(6) و إنما جعلت: و لم یخلق د، سا، ط، م
(7) الثقبة: الثقب د، سا، ط، م.
(8) و لتعرضه: و التعرض د.
(9) بثقله: لثقلها د
(10) فکانت مضعفتها: فأضعفتها د، سا، ط؛ فأضعفها م
(11) و لم یمکن أن تکون: و لم یکن د، سا، ط، م.
(12) و کان: فکان ط
(13) یضغطها: فیضغطها م.
(14) للوقایة: فلوقایة د
(15) و تسلس: و تسلسل م.
(16) المفصلیة: المفصلة م
(17) توثق: موثق ط.
(18) شدیدا بالتعقیب: شدید التعقیب د؛ شدید التعقب م.
(19) کل: ساقطة من د.
(20) القدام: القدم سا.
(21) تنکست: سلست ب؛ تناسب د.
(22) بما:
+ هو ط
(23) تعقیبها: بعضها ط.
(24) و بما: و ربما د، سا، م.
(25) فهی: و هی د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 341
لأن ما یخص «1» الجزء الأعلی من مقاسم العصب أکثر مما یخص الأسفل، وجب «2» أن یکون الثقب فی فقار العنق أوسع. و لما کان الصغر وسعة التجویف مما یرقق جرمها، وجب أن یکون هناک معنی «3» من الوثاقة «4» یتدارک «5» به «6» ما یوهنه الأمران المذکوران، فوجب أن یخلق أصلب الفقارات و لما کان جرم «7» کل فقرة منها رقیقا خلقت سناسنها صغیرة، فإنها لو خلقت کبیرة تهیأت الفقرة للانکسار و الآفات «8» عند مصادمة الأشیاء القویة لسنسنتها «9».
و لما صغرت «10» سنسنتها «11» جعلت أجنحتها کبارا ذوات «12» رأسین مضاعفة. و لما کانت «13» حاجتها إلی الحرکة أکثر من حاجتها إلی الثبات، إذ لیس إقلالها للعظام الکبیرة إقلال ما «14» تحتها، فلذلک أیضا سلست مفاصل خرزها بالقیاس إلی مفاصل ما تحتها، و لأن ما یفوتها من الوثاقة بالسلاسة قد «15» یرجع إلیها مثله و أکثر «16» منه من جهة ما یحیط بها و یجری علیها من العصب و العضل و العروق فیغنی ذلک عن تأکید الوثاقة فی «17» المفاصل «18». و لما قلت الحاجة إلی شدة توثیق المفاصل و کفی المقدار المحتاج إلیه بما فعل «19»، لم تخلق زوائدها المفصلیة الشاخصة إلی فوق و أسفل عظیمة کثیرة العرض کما للواتی «20» تحت العنق، بل جعلت قواعدها أطول و رباطاتها «21» أسلس، و جعل مخارج العصب منها «22» مشترکة علی ما ذکرنا، إذ لم تحتمل کل فقرة منها لرقتها و صغرها وسعة مجری النخاع فیها ثقبا خاصة إلا التی نستثنیه «23» منها و نبین حاله «24».
______________________________
(1) یخص (الأولی): یختص د، ط
(2) وجب: فوجب ط، م.
(3) معنی: معاد
(4) الوثاقة: الوقایة طا، م
(5) یتدارک: فیتدارک سا
(6) به: ساقطة من ب، م.
(7) جرم کل فقرة: کل جزء من کل فقرة ط، م.
(8) و الآفات: و للآفات د.
(9) لسنسنتها: لسنسنها د، سا، م.
(10) صغرت: صغر م
(11) سنسنتها: سنسنها د، سا، م
(12) ذوات: ذات د، سا، م
(13) کانت کان م.
(14) ما: و ما د.
(15) قد: ساقطة من د.
سا، ط، م
(16) و أکثر: أو أکثر د، سا.
(17) فی: من ط.
(18) فیغنی .. المفاصل: ساقطة من د سا، م
(19) فعل: قیل د، سا، ط، م.
(20) کما للواتی: کاللواتی ط، م.
(21) و رباطاتها: و رباطها ط
(22) منها: فیها سا؛ منهما ط.
(23) التی نستثنیه:
التی نستثنیها ط؛ ما یلی سنسنة م.
(24) و نبین حاله: و نبینه د، سا؛ و نبین حالها ط؛ و نبینه إلا التی یستبینه م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 342

الفصل الرابع (ء) فصل «1» فی تشریح فقرات «2» العنق و الصلب و فی تشریح الصدر و العجز «3»

فنقول الآن إن خرز العنق فی الناس سبع «4» بالعدد. و قد کان هذا المقدار معتدلا فی العدد و الطول. و لکل واحدة «5» منها إلا الأولی جمیع الزوائد الإحدی عشرة المذکورة: سنسنة و جناحان و أربع زوائد مفصلیة شاخصة إلی فوق و أربع شاخصة إلی أسفل. و کل جناح ذو شعبتین. و دائرة مخرج العصب تنقسم بین کل فقرتین بالنصف، لکن للخرزة الأولی و الثانیة خواص لیست لغیرهما. و یجب أن نعلم أولا أن حرکة الرأس یمنة و یسرة إنما تلتئم بالمفصل الذی بین الرأس «6» و بین الفقرة الأولی، و حرکتها «7» من قدام و من خلف تلتئم بالمفصل الذی بینه و بین الفقرة الثانیة.
فیجب أن نتکلم أولا فی المفصل الأول فنقول: إنه قد خلق علی شاخصتی الفقرة الأولی من جانبیه إلی فوق نقرتان تدخل فیهما زائدتان من عظم الرأس، فإذا ارتفعت «8» إحداهما و غارت «9» الأخری «10» مال الرأس إلی الغائرة، و لم یمکن أن یکون المفصل الثانی علی هذه الفقرة، فجعل له فقرة أخری علی حده و هی الثانیة، و أنبت «11» من جانبها المتقدم «12» الذی إلی الباطن زائدة طویلة صلبة تجوز و تنفذ فی ثقبة «13» الأولی قدام النخاع.
______________________________
(1) فصل: فصل د ب؛ الفصل الرابع م، ط.
(2) فقرات:+ الصدر د.
(3) الصدر و العجز: العجز د.
(4) سبع: شفع سا.
(5) واحدة: واحد د، سا، م.
(6) بین الرأس: بینه ط، م
(7) و حرکتها: و حرکته ط.
(8) ارتفعت: ارتفع د.
سا، ط، م.
(9) و غارت: و عادت م
(10) الأخری: ساقطة من سا.
(11) و أنبت:
و أنبتت ط.
(12) المتقدم: المقدم د، سا، ط، م.
(13) ثقبه: ثقب د، سا، م؛ الثقبة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 343
و الثقبة مشترکة بینها، و هی أعنی الثقبة من خلف إلی القدام أطول منها ما بین الیمین و الشمال، و ذلک لأن فیها ما بین القدام و الخلف نافذین یأخذان من المکان فوق مکان النافذ الواحد. و أما تقدیر العرض فهو بحسب أکبر نافذ واحد منها و هو النخاع «1» «2».
و هذه الزائدة تسمی السن، و قد حجب النخاع عنها برباطات قویة أنبتت «3» لتفرز «4» ناحیة السن «5» من ناحیة النخاع، لئلا یشدخ السن النخاع بحرکتها و لا یضغطه. ثم إن هذه الزائدة تطلع من الفقرة الأولی «6» و تغوص فی نقرة «7» فی عظم الرأس و تستدیر علیها النقرة التی فی عظم الرأس «8» «9» إلی قدام من خلف.
و إنما «10» أنبت هذا السن إلی قدام لمنفعتین: إحداهما لیکون أحرز لها «11»؛ و الثانیة لیکون «12» الجانب الأرق من الخرزة داخلا لا خارجا.
و خاصیة الفقرة الأولی أنها لا سنسنة لها، لئلا تثقلها و لئلا تتعرض بسببها للآفات.
فإن الزائدة الدافعة عما هو أقوی هی بعینها الجالبة «13» للکسر و الآفات إلی ما هو أضعف.
و أیضا لئلا تشدخ العضل «14» و العصب الکثیر الموضوع حولها، مع أن الحاجة هاهنا إلی شوک واق قلیلة «15». و ذلک لأن هذه الفقرة کالغائصة المدفونة فی وقایات «16» النائیة عن منال الآفات. و لهذه المعانی عریت عن الأجنحة «17»، و خصوصا إذا کان العصب و العضل أکثرها موضوعا بجنبیها وضعا ضیقا لقربها من المبدأ فلم یکن للأجنحة «18» مکان «19». و من خواص هذه الفقرة أن العصبة تخرج عنها، لا عن جانبیها، و لا عن ثقبة مشترکة،
______________________________
(1) و هو النخاع: ساقطة من ب.
(2) منها ما بین ... و هو النخاع: ساقطة من د، سا، م.
(3) أنبتت: تنبت د، ط،
(4) لتفرز: فتغرز د، سا، م.
(5) السن: ساقطة من د، سا، م.
(6) الأولی: ساقطة من ط
(7) نقرة: فقرة م.
(8) التی فی عظم الرأس: ساقطة من د، سا، م
(9) عظم الرأس:
+ و بها حرکة الرأس ط.
(10) و إنما: إنما ط
(11) لها: لهما سا.
(12) لیکون: فیکون د.
(13) الجالبة: الجاذبة سا، م.
(14) العضل: العضلة د، سا، ط، م.
(15) هاهنا إلی شوک واق قلیلة: إلیها قلیلة أعنی إلی شوک واق د، سا، م؛ هاهنا إلیها قلیلة أعنی إلی شوک واق ط.
(16) المدفونة فی وقایات: ساقطة من د، سا، م.
(17) الأجنحة:+ الکبیرة ط.
(18) للأجنحة:+ الکبیرة ط.
(19) فلم یکن للأجنحة مکان: ساقطة من د، سا، م
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 344
و لکن عن ثقبتین فیها یلیان جانبی أعلاها إلی خلف، لأنه لو کان مخرج العصب حیث یلتقم زائدتی الرأس، و حیث تکون حرکاتهما «1» القویة لتضرر بذلک تضررا شدیدا.
و کذلک لو کان إلی ملتقم الثانیة لزائدتیها «2» اللتین تدخلان منها فی نقرتی الثانیة بمفصل سلس متحرک إلی قدام و خلف و لم یصلح «3» أیضا أن یکون «4» من خلف و قدام للعلل المذکورة فی بیان أمر سائر الخرز، و لا فی «5» الجانبین لرقة العظم فیهما «6» بسبب السن. فلم یکن بد من أن یکون دون «7» مفصل الرأس بیسیر، و إلی خلف من الجانبین، أعنی حیث یکون وسطا بین الخلف و الجانب، و وجب «8» ضرورة أن تکون الثقبتان صغیرتین، فوجب «9» ضرورة أن یکون العصب دقیقا.
و أما الخرزة الثانیة فلما لم یمکن أن یکون مخرج العصب فیها من فوق «10» حیث أمکن لهذه «11» إذ کان یخاف علیها لو کان مخرج عصبها «12» کما فی الأولی أن ینشدخ و یترضض «13» بحرکة الفقرة الأولی علیها لتنکیس «14» الرأس إلی قدام أو قلبه «15» إلی خلف و لا أمکن «16» من قدام و خلف؛ و لذلک «17» و لا أمکن «18» من الجانبین، و إلا لکان ذلک بشرکة مع الأولی، و لکان النابت دقیقا ضرورة لا یتلاقی «19» تقصیر «20» الأول، و یکون الحاصل «21» أزواجا ضعیفة مجتمعة معا، و لکان أیضا یکون بشرکة مع «22» الأولی «23» و اتضح عذر الأولی فی فساد حالها لو تثقبت «24» من الجانبین فوجب «25» أن یکون الثقب فی الثانیة فی جانبی السنسنة
______________________________
(1) حرکاتهما: حرکاتها ط.
(2) لزائدتیها: لزائدتها م.
(3) و لم یصلح: و لم یحصل سا، ساقطة من م
(4) أن یکون: ساقطة من م.
(5) و لا فی: و لا من د، سا، م
(6) فیهما:
فیها د.
(7) دون: ذو م.
(8) و وجب: فوجب د، سا، ط.
(9) فوجب: و وجب د، سا.
(10) یمکن أن یکون مخرج العصب فیها من فوق: یکن مخرج العصب فیها من فوق د؛ یمکن ذلک فیها من فوق سا،
(11) لهذه: هذه م
(12) کان مخرج عصبها: کان الحال فیها د، سا، ط، م.
(13) و یترضض و یترضرض سا
(14) لتنکیس: لتنکس ب
(15) قلبه: تقلبه د، سا، م.
(16) أمکن: ساقطة من م
(17) و لذلک: کذلک د، سا، م؛ لذلک ط.
(18) أمکن (الثانیة): ساقطة من د، سا، ط، م.
(19) لا یتلاقی: و لا یتلاقی د
(20) تقصیر: تقعر د
(21) الحاصل: الحامل د؛ الواصل سا.
(22) و لکان أیضا یکون بشرکة مع: و إذا کان ذلک یکون لشرکة مع د؛ و إذا کان ذلک یکون بشرکة مع سا؛ و إذا کان کذلک یکون بشرکة مع ط، م
(23) الأولی:+ و لکانت النابت م.
(24) تثقبت: نبت ذلک د؛ ثبت ذلک سا، م
(25) فوجب: وجب د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 345
حیث یحاذی ثقبتی الأولی، و یحتمل جرم «1» الأولی المشارکة فیهما. و السن النابت من الثانیة مشدودة «2» مع الأولی برباط قوی. و مفصل الرأس مع الأولی، و مفصل الرأس و الأولی معا مع الثانیة، أسلس من سائر مفاصل الفقار لشدة الحاجة إلی «3» الحرکات التی تکون بهما و إلی کونهما «4» بالغة «5» ظاهرة. و إذا تحرک الرأس مع مفصل إحدی الفقرتین صارت الثانیة ملازمة لمفصلها الآخر کالمتوحد «6»، حتی إن تحرک الرأس إلی قدام و إلی خلف «7» صار مع الفقرة الأولی کعظم واحد، و إن تحرک إلی الجانبین من غیر تأریب صارت الأولی و الثانیة کعظم واحد.
و أما فقار الصدر و هی «8» التی تتصل بها الأضلاع فتحوی أعضاء التنفس و هی إحدی عشرة فقرة ذوات «9» سناسن و أجنحة، و فقرة لا جناحان لها، فذلک اثنتا عشرة فقرة.
و سناسنها غیر متساویة لأن ما یلی منها الأعضاء التی هی أشرف، هی أعظم و أقوی.
و أجنحة «10» خرز الصدر «11» أصلب من غیرها لاتصال الأضلاع بها.
و الفقرات السبع العالیة منها سناسنها کبار و أجنحتها غلاظ لتقی القلب وقایة بالغة.
فلما «12» ذهبت «13» جسومها فی ذلک، جعلت زوائدها المفصلیة قصارا عراضا «14».
و ما دون «15» العاشرة «16» فإن زوائدها المفصلیة الشاخصة إلی فوق هی التی فیها نقر الالتقام، و الشاخصة إلی أسفل تتشخص «17» منها الحدبات التی تتهندم «18» فی النقر، و سناسنها تنجذب «19» إلی أسفل.
و أما العاشرة فإن سناسنها منتصبة مقببة «20». و لزوائدها المفصلیة من کلا الجانبین نقر بلا لقم، فإنها تلتقم من فوق و من تحت معا.
______________________________
(1) جرم: جزء من د، م، سا.
(2) مشدودة: مشدود ب، د، سا.
(3) إلی:
+ هذه د، سا، ط، م.
(4) التی تکون بهما و إلی کونهما: و لکونها د، سا، ط، م.
(5) بالغة: ثالثة سا.
(6) کالمتوحد: کالتوحد د؛ کالمتوجه سا.
(7) و إلی خلف: و خلف سا.
(8) و هی: هی م.
(9) ذوات: ذات د، سا، ط، م.
(10) و أجنحة: أجنحة ط
(11) الصدر: الصلب م.
(12) فلما و إذا د، ط، م.
(13) ذهبت: بلغت سا؛ و هنت م
(14) عراضا: عرضا م.
(15) دون فوق، د، سا، ط
(16) العاشرة: القشرة ط.
(17) تتخصص: تشخص ط
(18) تتهندم:
تهندم ط
(19) تنجذب: تتحدب ط.
(20) مقببة: منتقیة م؛ ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 346
ثم «1» ما تحت العاشرة، فإن لقمها إلی فوق و نقرها «2» إلی أسفل و سناسنها تنجذب «3» إلی فوق. و سنذکر منافع جمیع هذا بعد.
و لیس للفقرة الثانیة عشرة أجنحة، إذ شدة الحاجة بسبب الأضلاع ناقصة «4».
و أما الحاجة إلی الوقایة فقد دبر لها الخالق تعالی «5» وجها آخر یجمع «6» مع الوقایة منفعة أخری و تفصیل ذلک أن خرزات القطن احتیج فیها «7» إلی فضل عظم و فضل وثاقة مفاصل، لإقلالها ما فوقها، و احتیج «8» إلی أن یجعل اللقم و النقر فی المفاصل أکثر عددا «9» فضوعف زوائد مفاصلها، و احتیج إلی أن تجعل الجهة التی یلیها من الثالثة عشرة «10» متشبهة بها، فضوعف زوائدها المفصلیة، فذهبت «11» مادة الشی‌ء «12» التی کانت تصلح لأن تصرف إلی الجناح فی تلک الزوائد، ثم عرضت فضل تعریض فکاد «13» یشبه ما استعرض منها «14» الجناح، فاجتمعت المنفعتان معا فی هذه الحلقة.
و هذه الثانیة عشرة هی التی یتصل بها طرف الحجاب، و أما ما فوق هذه الخرزة، فقد کان صغرها «15» یغنی عن هذا «16» الاستیثاق فی تکثیر الزوائد المفصلیة، بل عظم ما ینبت منها من السناسن و الأجنحة، فشغل «17» جرمها عن ذلک. و لما کان خرز الصدر أعظم من خرز العنق لم تجعل الثقب المشترکة منقسمة بین الخرزتین علی الاستواء، بل درج یسیرا یسیرا بأن زید فی العالیة و نقص من السافلة، حتی بقیت الثقبة بتمامها «18» فی واحدة، و نهایة ذلک فی الخرزة العاشرة.
و أما باقی خرز الصدر و خرز القطن فاحتمل جرمها لأن یتضمن الثقبة بتمامها.
______________________________
(1) ثم: ساقطة من د، سا، م
(2) و نقرها: و لقمحها ط، م
(3) تنجذب: تتحدب ط.
(4) ناقصة: ساقطة د، سا، ط، م.
(5) الخالق تعالی: ساقطة من د، سا، ط، م
(6) یجمع: یجتمع ط.
(7) فیها: ساقطة من ط.
(8) و احتیج: فاحتیج ط
(9) عددا: ساقطة من م.
(10) الثالثة عشرة: الثانیة عشرة ط.
(11) فذهبت: فذهب ب، د، سا
(12) الشی‌ء: السن د، سا، م.
(13) فکاد: کاد د، سا؛ کادت
(14) منها: منه د، سا، م.
(15) صغرها: صغیرها ط
(16) هذا: هذه ط، م.
(17) فشغل: لیشغل طا.
(18) بتمامها:+ فکانت فی خرز القطن م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 347
فکانت فی خرز القطن ثقبة یمنة و ثقبة «1» یسرة لخروج «2» العصب «3». و علی فقار «4» القطن سناسن و أجنحة عراض زوائدها المفصلیة السافلة تستعرض فتشبه الأجنحة الواقیة، و هی خمس فقرات. و القطن «5» مع العجز کالقاعدة للصلب کله، و هو دعامة و حامل لعظم العانة و منبت لأعصاب الرجل. و أما عظام العجز فثلاثة، و هی أشد الفقرات تهندما و وثاقة مفصل، و أعرضها أجنحة. و العصب إنما یخرج عن ثقب فیها لیست علی حقیقة الجانبین، لئلا یزحمها مفصل الورک، بل أزول «6» منه «7» کثیرا، و أدخل إلی قدام و خلف. و عظام العجز شبیهة بعظام القطن. و العصعص «8» مؤلف «9» من فقرات ثلاث غضروفیة لا زوائد لها ینبت العصب منها عن «10» ثقب مشترکة کما للرقبة لصغرها. و أما الثالثة فیخرج عن طرفها عصب فرد.
فقد «11» قلنا فی عظام الصلب کلاما معتدلا، فلنقل فی جملة الصلب إن جملة الصلب کشی‌ء واحد مخصوص بأفضل الأشکال و هو المستدیر، إذ هذا الشکل أبعد الأشکال عن قبول الآفات من المصادمات. و قد عقفت رءوس العالیة إلی أسفل و السافلة إلی أعلی، و اجتمعت عند الواسطة «12» و هی العاشرة «13». فلم یتعقف ذلک الواحد «14» إلی إحدی الجهتین لیتهندم علیها «15» التعقفان معا. و العاشرة واسطة السناسن لا فی العدد، بل فی الطول. و لما کان الصلب قد یحتاج إلی حرکة الانثناء و الانحناء نحو الجانبین، و ذلک بأن تزول الواسطة إلی ضد «16» الجهة و یمیل ما فوقها و ما تحتها نحو تلک الجهة، کان طرفا الصلب یمیلان إلی الالتقاء لم تخلق «17» لقم بل نقر، ثم جعلت اللقم السفلانیة و الفوقانیة متجهة «18» إلیها، و أما الفوقانیة فنازلة، و أما السفلانیة فصاعدة لیسهل زوالها إلی ضد جهة المیل. و یکون للفوقانیة أن تنجذب إلی أسفل و للسفلانیة «19» أن تنجذب «20» إلی فوق.
______________________________
(1) و ثقبة: یسرة منه و یسرة م
(2) لخروج: بخروج ط
(3) العصب: العصبة د، سا
(4) فقار: فقر د، سا، ط، م.
(5) و القطن: فالقطن م.
(6) أزول: أخرج ط، م
(7) منه:
ساقطة من د، سا، ط، م.
(8) و العصعص: و العصص د، سا
(9) مؤلف: مؤلفة ط، م.
(10) عن (الأولی): من سا.
(11) فقد: قد د، سا، ط، م.
(12) الواسطة: الوسط د، سا، ط، م
(13) و هی العاشرة: و هو العاشر ط، م
(14) الواحد: ساقطة من د، سا.
(15) لیتهندم علیها التعقفان: لتهندم علیه المتعقفات ط.
(16) ضد: تلک د، م؛ ضد تلک ط.
(17) تخلق:+ لها د، سا، ط.
(18) متجهة: متجها ط.
(19) و للسفلانیة: و السفلانیة ط
(20) تنجذب: تنحدر سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 348

الفصل الخامس (ه) فصل «1» فی الأضلاع «2»

نقول «3» إن الأضلاع وقایة لما یحیط بها «4» من آلات التنفس و أعالی آلات الغذاء، و لم یجعل عظما واحدا لئلا یثقل و لئلا تعم آفة إن عرضت، و لیسهل الانبساط إذا زادت الحاجة علی ما فی الطبع أو امتلأت «5» الأحشاء من الغذاء أو النفخ «6» فاحتیج إلی مکان أوسع «7» للهواء المجتذب و لیتخللها عضل الصدر المعینة فی أفعال النفس «8» و ما یتصل به. و لما کان الصدر یحیط بالرئة و القلب و ما معهما وجب أن یحتاط فی وقایتهما «9» أشد الاحتیاط، فإن تأثیر الآفات العارضة لها أعظم، و مع ذلک فإن تحصنها «10» من «11» جمیع الجهات «12» لا یضیق علیها و لا یضرها «13»، فخلقت الأضلاع السبع العلی مشتملة «14» علی ما فیها ملتقیة عند القص «15» محیطة بالعضو الرئیس من جمیع الجوانب. و أما «16» ما یلی آلات الغذاء فخلقت کالمحززة من خلف حیث لا یدرکه حراسة البصر، و لم یتصل من قدام بل درجت یسیرا یسیرا فی الانقطاع، فکان «17» أعلاها أقرب مسافة ما بین أطرافها البارزة، و أسفلها أبعد مسافة، و ذلک لتجمع «18» إلی وقایة أعضاء الغذاء من الکبد و الطحال و غیر ذلک توسیعا لمکان
______________________________
(1) فصل: فصل ه ب؛ الفصل الخامس د، ط.
(2) الأضلاع:+ و فی العضل المحرکة لهذه الأعضاء التی قد شرحت ب.
(3) نقول: و نقول د؛ فنقول سا
(4) بها: به ط، م؛ ساقطة من سا.
(5) أو امتلأت: إذا امتلأت د، م الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 348 الفصل الخامس(ه) فصل فی الأضلاع ..... ص : 348
(6) أو النفخ: و النفخ د، سا، م
(7) أوسع: واسع د، سا، ط، م.
(8) النفس: التنفس ط.
(9) وقایتهما:
وقایتها ط، م.
(10) تحصنها: تحصینها د، سا، ط،
(11) من: مع د
(12) الجهات: الآفات م.
(13) و لا یضرها: و لا یصغرها د
(14) مشتملة: ساقطة من د، ط، م.
(15) القص:
القس سا، ط.
(16) و أما: فأما ط، م.
(17) فکان: و کان ط.
(18) لتجمع:
لیخرج طا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 349
المعدة، و لا تنضغط عند امتلائها من الأغذیة و من النفخ. فالأضلاع السبع العلی تسمی أضلاع الصدر، و هی من کل جانب سبع. و الوسطیان منها «1» أکبر و أطول، و الأطراف أقصر، فإن هذا الشکل أحوط فی الاشتمال من الجهات علی المشتمل علیه. و هذه الأضلاع تمیل أولا علی احد یدابها إلی أسفل، ثم تکر کالمتراجعة إلی فوق فتتصل بالقص «2» علی ما نصفه بعد، حتی یکون اشتمالها أوسع مکانا، و یدخل من کل واحد منها «3» زائدتان فی نقرتین غائرتین فی کل جناح علی الفقرات «4»، فیحدث مفصل مضاعف و کذلک للسبعة «5» العلی مع عظام القص «6».
و أما الخمسة المتقاصرة الباقیة فإنها عظام الخلف و أضلاع الزور، و خلقت «7» رءوسها متصلة بغضاریف لتأمن الانکسار عند المصادمات، و لئلا تلاقی الأعضاء اللینة و الحجاب بصلابتها، بل تلاقیها بجرم متوسط بینها و بین الأعضاء اللینة فی الصلابة و اللین.
و القص «8» مؤلف من عظام سبعة «9»، و لم یخلق عظما واحدا لمثل ما عرف «10» فی سائر المواضع من المنفعة، و لیکون أسلس فی مساعدة ما یطیف بها من أعضاء التنفس فی الانبساط.
و لذلک خلقت هشة موصولة بغضاریف تعین فی الحرکة الخفیة التی لها و إن کانت مفاصلها موثقة. و قد خلقت سبعة بعدد الأضلاع الملتصقة بها. و یتصل بأسفل «11» القس عظم غضروفی عریض طرفه الأسفل إلی الاستدارة و یسمی «12» الخنجری «13» لمشابهته الخنجر و هو «14» وقایة لفم المعدة و واسطة «15» بین القص «16» و الأعضاء اللینة، فیحسن اتصال الصلب باللین، علی «17» ما قلنا «18» مرارا «19».
______________________________
(1) منها: منهما د، سا، ط، م.
(2) بالقص: بالقس سا، ط، م
(3) منها: منهما م؛ ساقطة من د؛+ إلی سائر الأضلاع د، سا، ط، م.
(4) الفقرات: النقرات طا.
(5) للسبعة: السبع د؛ السبعة سا
(6) القص: القس سا، ط، م.
(7) و خلقت: و خلق ب، م.
(8) و القص: و القس سا، ط، م
(9) سبعة: تسعة سا
(10) ما عرف: ما عرفت ط؛ ما عرض ط.
(11) و یتصل بأسفل: و بأسفل م.
(12) و یسمی: یسمی ط
(13) الخنجری لمشابهته الخنجر: الحنجری لمشابهته الحنجرة ب، م
(14) و هو: و هی ط، م.
(15) و واسطة: واسطة ط
(16) القص: القس سا، ط
(17) علی: و علی د.
(18) ما قلنا: ما قلناه ط
(19) مرارا:
ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 350
و أما تشریح العجز فنقول: إن عند العجز عظمین: واحد یمنة و آخر یسرة، متصلان فی الوسط بمفصل موثق، و هما کالأساس لجمیع العظام الفوقانیة و الحامل الناقل للسفلانیة «1».
و کل واحد منهما ینقسم إلی أربعة أجزاء. فالذی یلی الجانب الوحشی «2» یسمی الحرقفة «3» و عظم الخاصرة، و الذی یلی القدام یسمی عظم العانة، و الذی یلی الخلف یسمی عظم «4» الورک و الذی یلی «5» الإنسی یسمی حقّ الفخذ «6»، لأن فیه النقرة «7» التی «8» یدخلها رأس الفخذ المحدب.
و قد وضع علی هذا العظم أعضاء شریفة مثل المثانة و الرحم و أوعیة المنی و الذکر و المقعدة و السرم.
______________________________
(1) للسفلانیة: السفلانیة سا، م.
(2) الوحشی: علی الوحش م
(3) الحرقفة: حرقفة ط، م.
(4) عظم (الثانیة): ساقطة من ط، م.
(5) یلی:+ الأسفل ب
(6) الفخذ (الأولی): الفحل م
(7) النقرة: الخربة د، م؛ الحویة سا؛ التقعیر ط
(8) التی: الذی ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 351

الفصل السادس (و) فصل «1» فی العضل المحرکة لهذه الأعضاء التی قد شرحت «2»

و أما عضل الصلب فمنها ما تثنیه إلی خلف، و منها ما تحنیه «3» إلی قدام. و تتفرع سائر الحرکات عن «4» هاتین «5» الحرکتین «6».
فالثانیة إلی خلف، هی المخصوصة بأن تسمی عضل الصلب. و هما عضلتان، یحدس أن کل واحدة «7» منهما مؤلفة من ثلاث و عشرین عضلة، لأن «8» کل واحدة منهما تأتیها من کل فقرة عضلة، أو «9» یأتیها من کل فقرة لیف مورّب، إلا الفقرة الأولی.
و هذه العضل «10» إذا تمددت بالاعتدال نصبت الصلب، فإن أفرطت فی التمدد، ثنته «11» إلی خلف؛ و إذا تحرکت «12» التی فی جانب واحد منها «13»، مالت بالصلب إلیه.
و أما العضل «14» الحانیة، فهی زوج موضوع فوق. و هی من العضل المحرکة للرأس و العنق، النافذة عن «15» جنبتی المری‌ء. و طرفها «16» الأسفل یتصل بخمس من الفقار الصدریة العلیا «17» فی بعض الناس، و بأربع فی أکثر «18» الناس. و طرفها الأعلی یأتی الرأس و الرقبة.
و زوج موضوع تحت هذا و تسمیان المثنیین «19»، تبتدئان من العاشرة «20» أو الحادیة عشرة
______________________________
(1) فصل: الفصل السادس د، ط؟ ساقطة من ب.
(2) فی العضل ... شرحت:
ساقطة من ب.
(3) إلی خلف و منها ما یحنیه: ساقطة من م.
(4) عن: من د، سا، ط، م
(5) هاتین: هذه د؛ هذین سا
(6) الحرکتین: ساقطة من د.
(7) واحدة (الأولی): واحد:
ب، د، سا، م
(8) لأن: ساقطة من ب.
(9) أو: إذ ط.
(10) العضل: العضلة ط
(11) ثنته: تثنیه سا، ط، م.
(12) تحرکت: تحرک ط
(13) واحد منها: واحد ب؛ منها واحد م.
(14) العضل: العضلة ط.
(15) عن: ساقطة من د، سا، ط، م.
(16) و طرفها: فإن طرفها: د، سا، ط، م.
(17) العلیا: العلی د، م
(18) أکثر:
بعض م.
(19) المثنیین: المثنین ب، د، سا؛ المنبتین م؛+ و هما ط.
(20) العاشرة: العاشر م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 352
من الصدر، و تنحدران إلی أسفل فتحنیان حنیا خافضا. و أما الوسط، فیکفیه فی حرکاته وجود هذه العضل، لأنه یتبع فی الانحناء و الانثناء و الانعطاف حرکة الطرفین.
و أما العضل المحرکة للصدر فمنها ما تبسطه فقط و لا «1» تقبضه «2»، فمن ذلک: الحجاب الحاجز بین أعضاء التنفس و أعضاء الغذاء، الذی نصفه بعد. و زوج موضوع تحت الترقوة منشؤه من جزء ممتد إلی رأس الکتف، نصفه «3» بعد، و له متصل «4» بالضلع الأول یمنة و یسرة یجذبه «5»، و زوج کل فرد منه مضاعف له جزءان: أعلاهما «6» یتصل بالرقبة و یحرکها، و أسفلهما «7» یحرک الصدر، و یخالط «8» عضلة سنذکرها، و هی المتصلة بالضلع الخامس و السادس. و زوج «9» محسوس فی الموضع المقعر من الکتف، یتصل به زوج ینزل من الفقار إلی الکتف، و یصیران کعضلة واحدة تتصل بأضلاع الخلف. و زوج ثالث منشؤه من الفقار السابع «10» من فقار «11» العنق و من الفقرة «12» الأولی و الثانیة من فقرات الصدر، و یتصل بأضلاع القص «13». فهذه هی العضلات الباسطة.
و أما العضل القابضة للصدر، فمن ذلک ما یقبض بالعرض و هو الحجاب إذا سکن، و من ذلک ما یقبض بالذات. فمنه زوج ممدود تحت أصول الأضلاع العلی «14»، و فعله «15» الشد «16» و الجمع.
و منه زوج عند أطرافها یلاصق «17» القص «18» ما بین الخنجری «19» و الترقوة، و یلاصق العضل المستقیم من عضل البطن. و زوجان آخران یعینانه.
و أما العضل التی «20» تقبض و تبسط معا، فهی العضل التی بین الأضلاع. لکن الاستقصاء فی التأمل یوجب أن تکون القابضة فیها غیر الباسطة، و ذلک أن بین کل
______________________________
(1) و لا: أولا م
(2) تقبضه: ب، د، سا.
(3) نصفه بعد: سنصف بعد حاله د، سا؛ عرفت حاله ط، م.
(4) بعد و له متصل:
بعد و هو یتصل ب
(5) یجذبه: ساقطة من د، سا، م.
(6) جزءان أعلاهما: جزءاهما سا.
(7) و أسفلهما: و أسفلها م
(8) و یخالط: و یخالطه ط.
(9) و زوج: و جزء ط، م.
(10) السابع: السابعة ط
(11) فقار: فقرات ب
(12) الفقرة: النقرة د.
(13) القص: القس سا، ط.
(14) العلی: العلیا سا
(15) و فعله: و یفعله م
(16) الشد: أشد:
ط.
(17) یلاصق: ملاصق سا
(18) القص: القس سا، ط
(19) الخنجری: الحنجری ب.
(20) التی: الذی: ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 353
ضلعین بالحقیقة أربع عضلات و إن ظنت عضلة واحدة. و ذلک أن هذه المظنونة عضلة واحدة منتسجة من لیف مورب: منه ما یستبطن، و منه ما یجلل. و المجلل منه ما یلی الطرف الغضروفی من طرفی الضلع، و منه ما یلی الطرف الآخر القوی. و المستبطن کله مخالف فی الوضع للمجلل، و الذی علی طرف الضلع «1» الغضروفی مخالف کله فی الوضع للذی علی الطرف الآخر. و إذا کانت هیآت اللیف أربعا بالعدد، فبالحری أن تکون العضل أربعا بالعدد «2». فما کان منها موضوعا فوق فهو باسط، و ما کان منها موضوعا تحت فهو قابض. و تبلغ لذلک جملة عضل الصدر ثمان و ثمانین. و قد یعین عضل الصدر عضلتان تأتیان «3» من الترقوة إلی رأس الکتف فتتصل «4» بالضلع الأولی منه، و تشیله إلی فوق فتعین علی انبساط الصدر.
و أما عضل العضد، و هی المحرکة لمفصل الکتف، فمنها ثلاث عضلات تأتیها من الصدر و تجذبها إلی أسفل. فمن «5» ذلک عضلة منشؤها من تحت الثدی و تتصل بمقدم العضد عند مقدم زیق النقرة «6»، و هی التی تقدم «7» العضد إلی «8» الصدر مع استنزال «9» یستتبع الکتف.
و عضلة منشؤها من أعلی القص «10» و تطیف «11» إنسی رأس العضد، فهی مقربة إلی الصدر مع استرفاع یسیر. و عضلة مضاعفة عظیمة منشؤها من «12» جمیع القص «13» تتصل «14» بأسفل مقدم العضد إذا فعلت باللیف الذی لجزئها «15» الفوقانی أقبلت بالعضد «16» إلی الصدر، شایلة به «17» أو بالجزء الآخر أقبلت به إلیه خافضة أو بهما جمیعا، فتقبل علی الاستقامة. و عضلتان تأتیان «18» من ناحیة الخاصرة تتصلان أدخل من اتصال العضلة العظیمة الصاعدة «19» من القص «20»، و إحداهما عظیمة تأتی من عند الخاصرة و من ضلوع الخلف و تجذب العضد إلی ضلوع الخلف
______________________________
(1) الضلع: العضو ط.
(2) بالعدد: بالعدة ط.
(3) تأتیان: نابتان ط، م
(4) فتتصل: فتفصل م.
(5) فمن: و من ط؛ و فی م.
(6) النقرة: الترقوة د
(7) التی تقدم: مقربة د، سا
(8) إلی:+ أعضاء ط، م
(9) استنزال: اشتراک ط، م.
(10) القص: القس سا، ط
(11) و تطیف: و تطبق ب، د، سا، م.
(12) من: ساقطة من د، سا، ط، م
(13) القص: القس سا، ط
(14) تتصل: متصل ط، م.
(15) لجزئها: لجزئه د، سا؛ بجزئه ط
(16) بالعضد: بالعضل م
(17) به: ساقطة من د، سا، م.
(18) تأتیان: نابتان ط، م.
(19) الصاعدة: الساعدة ط
(20) القص:
القس سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 354
بالاستقامة، و الثانیة دقیقة تأتی من جلد الخاصرة لا من عظمها أمیل إلی الوسط من تلک «1» و تتصل بوتر الصاعدة «2» من ناحیة الثدی غائرة. و هذه تفعل فعل الأولی علی سبیل المعاونة، إلا أنها تمیل قلیلا إلی خلف. و خمس عضل مناشئها من عظم الکتف: عضلة منها منشؤها من عظم الکتف و تشغل ما بین الحاجز و الضلع الأعلی للکتف و تنفذ إلی الجزء الأعلی من رأس العضد الوحشی «3» مائلة «4» یسیرا إلی «5» الإنسی، و هذه تبعد مع میل إلی الإنسی.
و عضلتان من هذه الخمس منشؤهما الضلع الأعلی من الکتف، إحداهما عظیمة ترسل لیفها إلی الأجزاء السفلیة من الحاجز و تشغل ما بین الحاجز و الضلع الأسفل و تتصل برأس العضد من الجانب الوحشی جدا فتبعد مع میل إلی الوحشی، و الأخری متصلة بهذه الأولی حتی «6» کأنها جزء منها «7» و تنفذ معها و تفعل فعلها. لکن هذه العضلة لا تتعلق «8» بأعلی الکتف تعلقا کثیرا و اتصالها علی التوریب بظاهر «9» العضد و یمیلها إلی الوحشی. و الرابعة عضلة تشغل الموضع المقعر من عظم الکتف «10»، و یتصل وترها بالأجزاء الداخلة من الجانب الإنسی من رأس عظم العضد، و فعلها إدارة العضد إلی خلف. و عضلة أخری منشؤها من الضلع «11» الأسفل «12» للکتف و وترها متصل فوق اتصال العظیمة الصاعدة من الخاصرة، و فعلها جذب أعلی رأس العضد إلی فوق. و للعضد عضلة أخری ذات رأسین تفعل فعلین و فعلا مشترکا، و هی تأتی من «13» أسفل الترقوة و من العنق، و تلتقم رأس العضد «14» و تقارب موضع اتصال وتر رأس «15» العضلة العظیمة الصاعدة من الصدر. و قد قیل: إن أحد رأسیها من داخل، و یمیل إلی داخل مع توریب یسیر، و الرأس الآخر من خارج علی ظهر الکتف عند أسفله و یمیل «16» إلی خارج بتوریب یسیر، و إذا فعل بالجزءین أشال علی الاستقامة.
______________________________
(1) تأتی من ... تلک: أمیل إلی الوسط من تلک تأتی من جلد الخاصرة لا من عظمها د، سا، م.
(2) الصاعدة: القاعدة سا.
(3) الوحشی: و الوحشی م
(4) مائلة: مائل م
(5) إلی: ساقطة من م.
(6) حتی: ساقطة من م
(7) منها: منه م.
(8) لا تتعلق:+ إلا د، سا، ط، م.
(9) بظاهر: یضاهی سا.
(10) الکتف:+ و الضلع عظیمة ط؛+ إحداها ترسل لیفها إلی الأجزاء السفلیة من الحاجز و تشغل ما بین الحاجز و الضلع م.
(11) الضلع: الطرف ط، م.
(12) الأسفل:+ و الضلع الأسفل ط.
(13) من:+ موضع اتصال د، سا، ط، م.
(14) العضد: العضل د.
(15) رأس: ساقطة من د، سا، ط، م.
(16) و یمیل: یمیل م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 355
و من الناس من زاد عضلتین: عضلة صغیرة تأتی من الثدی، و أخری مدفونة فی مفصل الکتف، و ربما جعل لعضل المرفق معها شرکة.
و أما العضل المحرکة للساعد فمنها «1» ما تقبضه و منها ما تبسطه؛ و هذه موضوعة علی العضد.
و منها ما تکبه؛ و منها ما تبطحه، و لیست علی العضد «2». فالباسطة زوج أحد فردیه یبسط مع میل إلی داخل، لأن «3» منشأه من تحت مقدم العضد و من الضلع الأسفل من الکتف و یتصل بالمرفق «4» حیث أجزاؤه الداخلة؛ و الفرد الثانی یبسط مع میل إلی الخارج «5»، لأنها تأتی من فقار العضد و تتصل بالأجزاء الخارجة من المرفق. و إذا اجتمعا جمیعا بسطا علی الاستقامة لا محالة. و القابضة زوج، أحد فردیه و هو الأعظم یقبض مع میل إلی الداخل، و ذلک لأن منشأها من الزیق الأسفل من الکتف و من المنقار، یخص کل منشأ رأس، و یمیل إلی باطن العضد، و یتصل «6» وتر له عصبانی بمقدم الزند الأعلی؛ و الفرد الثانی یقبض مع میل إلی الخارج، لأن منشأها من ظاهر العضد من خلف. و هو «7» عضلة لها «8» رأسان لحمیان، أحدهما من وراء العضد، و الآخر قدامه «9». و تستبطن فی ممرها قلیلا إلی أن تخلص إلی الزند الأسفل. و قد وصل إلی ما یمیل قابضا إلی الخارج «10» بالأسفل، و ما یمیل إلی الداخل بالأعلی لیکون بالجذب أحکم. و إذا اجتمع هاتان العضلتان علی فعلیهما «11» قبضتا «12» علی الاستقامة لا محالة. و قد تستبطن العضلتین الباسطتین عضلة تحیط بعظم العضد، و الأشبه أن تکون جزءا من العضلة القابضة الأخیرة. و أما الباطحة للساعد فزوج:
أحد فردیه موضوع من خارج بین الزندین، و یلاقی الزند الأعلی بلا وتر؛ و الآخر منشؤه رقیق مطاول «13» من الجزء الأعلی من رأس العضد مما یلی ظاهره و جلها تمر «14» فی الساعد «15» و تنفذ حتی تقارب مفصل الرسغ، فتأتی الجزء الباطن من طرف الزند الأعلی، و تتصل به
______________________________
(1) فمنها: منها ب، م.
(2) و منها ... العضد: ساقطة من سا.
(3) لأن: فإن ط.
(4) بالمرفق:+ من ط، م
(5) الخارج: خارج ط.
(6) و یتصل:+ بها ط.
(7) و هو: و هی ط
(8) لها: و لها ب، م.
(9) قدامه: قدام العضد: ط، م.
(10) الخارج: خارج ب.
(11) فعلیهما: فعلهما ط
(12) قبضتا: قبضا م.
(13) منشؤه رقیق مطاول: رقیق متطاول منشأه ط
(14) تمر: تمد م
(15) الساعد:
الصاعد ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 356
بوتر غشائی. و أما المکبة «1» فزوج موضوع من خارج، أحد فردیه یبتدئ من أعلی الإنسی من رأس «2» العضد، و یتصل بالزند الأعلی دون مفصل الرسغ؛ و الآخر أقصر منه، و لیفه إلی الاستعراض، و طرفه أشد عصبانیة، و یبتدئ من نفس الزند الأسفل، و یتصل بطرف الأعلی عند مفصل الرسغ. و أما عضل تحریک مفصل الرسغ فمنها قابضة، و منها باسطة، و منها مکبة «3»، و منها ناطحة علی القفا.
و العضل «4» الباسطة فمنها «5» عضلة متصلة بأخری کأنهما عضلة واحدة، إلا أن هذه منشؤها من وسط الزند الأسفل، و یتصل وترها بالإبهام، و بها یتباعد عن السبابة؛ و الأخری منشؤها من الزند الأعلی و یتصل وترها بالعظم الأول من عظام الرسغ، أعنی الموضوع بحذاء الإبهام. فإذا تحرکتا هاتان معا بسطتا الرسغ بسطا مع قلیل کب، و إن تحرکت «6» الثانیة وحدها «7» بطحته، و إن تحرکت الأولی وحدها باعدت بین الإبهام و السبابة. و عضلة ملقاة علی الزند الأعلی من الجانب الوحشی منشؤها أسافل رأس العضد ترسل وترا ذا رأسین یتصل «8» بوسط المشط قدام الوسطی و السبابة، و رأس وترها متکئ علی الزند الأعلی عند الرسغ و یبسط الرسغ بسطا مع کب.
و أما العضل القابضة فزوج علی الجانب الوحشی من الساعد، و الأسفل منهما «9» یبتدئ من الرأس الداخل «10» من رأسی «11» العضد و ینتهی إلی المشط قدام الخنصر، و الأعلی منهما یبتدئ أعلی من ذلک و ینتهی هناک. و عضلة معها تبتدئ من الأجزاء السفلیة من العضد تتوسط موضع المذکورتین «12» و لها طرفان یتقاطعان تقاطعا «13» صلیبا «14»، ثم یتصلان بالموضع الذی بین السبابة و الوسطی، و إذا «15» تحرکتا «16» معا قلصتا «17».
فهذه «18» القوابض و البواسط هی بعینها تفعل الکب و البطح إذا تحرک منها متقابلتان «19»
______________________________
(1) المکبة: الکابة د، سا، ط، م.
(2) رأس: رأسی سا، ط.
(3) مکبة: کابة م.
(4) و العضل: فأما العضلة ط، م
(5) فمنها عضلة: فعضلة د، سا، ط، م.
(6) تحرکت: تحرک ط.
(7) وحدها (الثانیة): معها م.
(8) یتصل: متصل م.
(9) منهما: منها م.
(10) الداخل:+ التی م
(11) رأسی: رأس ط، م.
(12) المذکورتین: المذکورین د، سا.
ط، م
(13) تقاطعا: ساقطة من د، سا، ط
(14) تقاطعا صلیبیا: ضلعا م.
(15) و إذا: فإذا د، سا
(16) تحرکتا: تحرکا سا
(17) قلصتا: قبضتا ط.
(18) فهذه:+ هی ب
(19) متقابلتان: متقابلان سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 357
علی الوراب، بل العضلة المتصلة بالمشط قدام الخنصر إذا تحرکت «1» وحدها قلبت «2» الکف، فإن أعانتها «3» عضلة الإبهام التی «4» تذکر بعد تممت قلب الکف باطحة.
و أما المتصلة بالرسغ قدام الإبهام إذا تحرکت وحدها کبته «5» قلیلا، أو مع «6» الخنصریة الذی تذکر «7» کبته کبا تاما.
و أما العضل المحرکة للأصابع منها «8» ما هی فی الکف «9»، و منها «10» ما هی فی الساعد، و لو جمعت «11» کلها علی الکف لثقل بکثرة اللحم؛ و لما بعدت الرسغیات «12» منها عن الأصابع، طالت أوتارها ضرورة، فحصنت بأغشیة تأتیها من جمیع النواحی؛ و خلقت أوتارها مستدیرة قویة لا تستعرض إلا أن توافی العضو «13»، فهناک تستعرض لیجود اشتمالها علی العضو المحرک.
و جمیع العضل الباسطة للأصابع موضوعة علی الساعد، و کذلک المحرکة إیاها إلی أسفل. فمن الباسطة عضلة موضوعة فی وسط ظاهر الساعد تنبت من الجزء المشرف من رأس «14» العضد الأسفل، و ترسل إلی الأصابع الأربع «15» أوتارا تبسطها.
و أما الممیلة إلی أسفل فثلاث منها متصلة «16» بعضها ببعض فی جانب «17» هذه؛ فواحدة تنبت من الجزء الأوسط من رأس العضد الوحشی ما بین زائدتیه و ترسل وترین إلی الخنصر و البنصر؛ و واحدة «18» من جملة عضلتین مضاعفتین هما اثنتان من هذه الثلاث «19» منشؤهما «20» من زائدتی «21» العضد إلی داخل و من حافة الزند الأسفل و ترسلان وترین إلی الوسطی و السبابة؛ و ثانیتها «22» و هی «23» الثالثة منشؤها «24» من أعلی «25» الزند الأعلی و ترسل وترا إلی الإبهام.
______________________________
(1) تحرکت: تحرک ط
(2) قلبت: فکبت ط، م.
(3) أعانتها: أعانها ب، د، سا، م
(4) التی: الذی د، ط، م.
(5) کبته: کمبة ط
(6) أو مع: و مع ط.
(7) نذکر: ساقطة من ط.
(8) منها: فمنها د، سا، ط
(9) فی الکف: للکف سا.
(10) ما هی فی الکف و منها: ساقطة من د
(11) جمعت: جعلت ط
(12) الرسغیات: الرسغیان د، سا، ط؛ الرسغیتان م.
(13) العضو: العظم سا.
(14) من رأس: من ناحیة رأس سا
(15) الأربع: ساقطة من د، م.
(16) متصلة: متصل ط، م
(17) جانب: جوانب سا.
(18) و واحدة:
واحدة م
(19) الثلاث: الثلاثة ب، د، سا.
(20) منشؤهما: منشأ د، ط، م
(21) من زائدتی:
من أسفل زائدتی ط.
(22) و ثانیتها: و ثانیهما سا؛ و ثانیتهما د، م
(23) و هی: و هو د
(24) منشؤها: منشؤهما د
(25) أعلی: أعالی د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 358
و عند هذه العضل عضلة هی إحدی العضلتین المذکورتین فی عضل تحریک الرسغ، منشؤها من الموضع الوسط من الزند الأسفل، و وترها یبعد الإبهام عن السبابة.
و أما القابضة فمنها ما علی الساعد، و منها ما فی بطن الکف. و التی علی الساعد فثلاث عضلات: بعضها منضودة «1» فوق بعض موضوعة «2» فی الوسط. و أشرفها و هو الأسفل مدفون من «3» تحت متصل بعظم الزند الأسفل «4»، لأن فعلها أشرف، فیجب أن یکون موضعها أحرز. و ابتداؤها من وسط الرأس الوحشی من العضد إلی داخل، ثم ینفذ و یستعرض وترها و ینقسم إلی أوتار خمسة تأتی کلّ وتر باطن إصبع. فأما اللواتی تأتی الأربع، فإن کل واحدة منها تقبض المفصل الأول و الثالث منه، أما الأول «5»، فلأنه مربوط هناک برابطة ملتفة علیهما «6»، و أما الثالث فلأن رأسه ینتهی إلیه و یتصل به، و أما النافذة «7» إلی الإبهام فإنها تقبض مفصله الثانی و الثالث لأنه إنما یتصل بهما «8».
و العضلة الثانیة التی «9» فوق هذه هی «10» أصغر منها و تبتدئ من الرأس الداخل من رأسی «11» العضد، و تلتزق بالزند الأسفل قلیلا، و تستمر علی الحد المشترک بین الجانب الوحشی و الإنسی و هو السطح الفوقانی من الزند الأعلی. فإذا وافت ناحیة الإبهام مالت إلی داخل و أرسلت أوتارا إلی المفاصل الوسطی من الأربع لتقبضها و لا یأتی الإبهام إلا شعبة لیست «12» من عند وترها، و لکن من موضع آخر. و منشأ الأولی «13» بعد الابتداء المذکور هو من رأس الزند الأسفل و الأعلی، و منشأ الثانیة من رأس الزند الأسفل. و قد جعل الإبهام مقتصرا فی الانقباض علی عضلة واحدة. و الأربع تنقبض بعضلتین، لأن أشرف فعل الأربع هو الانقباض، و أشرف فعل الإبهام هو الانبساط، و التباعد من السبابة.
و أما العضلة الثالثة فلیست للقبض، و لکنها تنفذ بوترها إلی باطن الکف «14»،
______________________________
(1) منضودة: منضود م
(2) موضوعة: ساقطة من سا، م.
(3) من: ساقطة من د، سا، ط، م
(4) الأسفل: ساقطة من د، سا، م.
(5) الأول (الثانیة): الأولی م.
(6) علیهما: علیها ط.
(7) النافذة: الرابعة م
(8) بهما: بها ط.
(9) التی: إلی م
(10) هی: ساقطة من د
(11) رأسی: رأس ط، م.
(12) لیست: ساقطة من م
(13) الأولی: الأول ب، سا.
(14) الکف: الکتف م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 359
و تنفرش علیه مستعرضة لتفیده «1» الحس و لتمنع نبات الشعر علیه، و لتدعم الباطن من الکف و تقویه علی معالجة «2» ما یعالج به. فهذه هی التی علی الرسغ «3».
و أما العضل التی فی الکف نفسها «4»، فهی ثمانی عشرة عضلة منضودة «5» بعضها فوق بعض فی صفین «6»: صف أسفل داخل، وصف أعلی خارج إلی الجلد. فالتی فی الصف الأسفل عددها سبع: خمس منها تمیل الأصابع إلی «7» فوق، و الإبهامیة منها تنبت من أول عظام الرسغ. و السادسة قصیرة عریضة لیفها «8» مورب، و رأسها متعلق بمشط الکف حیث یحاذی الوسطی، و وترها متصل بالإبهام یمیله إلی أسفل. و السابعة عند الخنصر تبتدئ من العظم الذی یلیها من المشط فتمیلها إلی أسفل. و لیس شی‌ء من هذه السبعة للقبض، بل خمسة «9» للإشالة و اثنتان «10» للخفض. و أما التی فی الصف الأعلی تحت العضلة المنفرشة علی الراحة، و هی التی عرفها الطبیب الفاضل وحده دون من سبقه، فهی «11» إحدی عشرة عضلة: ثمان «12» منها کل اثنتین منها تتصل بالمفصل الأول من مفاصل الأصابع الأربع واحدا فوق آخر، لتقبض «13» هذا المفصل. أما الأسفل منهما «14» فقبضا مع حط و خفض، و أما الأعلی فقبضا مع یسیر رفع و إشالة. و إذا «15» اجتمعا فبالاستقامة. و ثلاث منها خاصة «16» بالإبهام: واحدة لقبض المفصل الأول، و اثنتان للثانی کما عرفت «17». فبواسط «18» الخمس خمس.
و الخافضات «19» لما سوی الإبهام و الخنصر لکل واحد واحد «20»، و للإبهام و الخنصر «21» اثنان.
و القوابض «22» لکل إصبع أربع. و الممیلات إلی فوق لکل إصبع واحد «23».
______________________________
(1) لتفیده: لتفید سا.
(2) علی معالجة: لمعالجة د، سا، ط، م
(3) الرسغ:+ أو علی الساعد ط.
(4) نفسها: نفسه ب؛ بعینها م
(5) منضودة: منضودا م
(6) صفین: الصفین سا.
(7) إلی: ساقطة من م.
(8) لیفها:+ لیف د، سا، ط، م.
(9) خمسة: أربعة د، سا، م
(10) و اثنتان:
و اثنان د، سا، ط، م.
(11) فهی: فهذه ط، م.
(12) ثمان: ساقطة من د.
(13) لتقبض: لنفس سا
(14) منهما: منها د: سا، م.
(15) و إذا: فإذا ط، م
(16) خاصة: خاص ب، د، سا.
(17) عرفت: علمت سا
(18) فبواسط: فبواسطة ط؛ بواسط م.
(19) و الخافضات: فالخافضات م
(20) واحد واحد: واحدة واحدة ط
(21) و الخنصر:+ لکل واحد منهما ط.
(22) و القوابض: فالقوابض ط، م.
(23) واحد: واحدة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 360

الفصل السابع (ز) فصل «1» فی الرجل «2» و تشریحها إلی آخره و عضلها و اختلاف الحیوان فی ذلک‌

جملة الکلام فی منفعة الرجل فی شیئین: أحدهما الثبات و القوام و ذلک بالقدم، و الثانی الانتقال مستویا و صاعدا و نازلا و ذلک بالفخذ و الساق. و إذا أصاب القدم آفة عسر «3» القوام و الثبات دون الانتقال «4»، إلا بمقدار ما یحتاج إلیه الانتقال من فضل «5» ثبات یکون لإحدی الرجلین. و إذا أصاب «6» عضل الفخذ و الساق آفة سهل الثبات و عسر الانتقال.
و أوّل عظام الرجل الفخذ، و هو أعظم عظم «7» فی البدن، لأنه حامل لما «8» فوقه و ناقل لما «9» تحته. و قبّب طرفه العالی لیتهندم «10» فی حق الورک. و هو محدّب إلی الوحشی «11»، مقصع، مقعر إلی الإنسی و خلف. فإنه لو وضع علی الاستقامة و موازاة «12» الحقّ لحدث نوع من الفحج «13» کما یعرض لمن خلقته تلک و لم یحسن وقایة «14» للعضل الکبار و العصب و العروق
______________________________
(1) فصل: فصل و ب؛ الفصل السابع د، ط.
(2) الرجل:+ إن منفعتها ب؛+ هو أن الرجل منفعها سا؛+ هو أن منفعتها ط.
(3) عسر: عدم سا.
(4) الانتقال:
للانتقال د
(5) من فضل: بأفضل سا.
(6) أصاب: أصابت ط.
(7) عظم: ساقطة من م
(8) لما: ما د، سا، ط، م.
(9) لما: ما د، سا، ط، م
(10) لیتهندم: لیهندم د، ط
(11) الوحشی:+ و القدام ط.
(12) و موازاة: و مواتاة سا.
(13) الفحج: الفجج ط؛ [الفحج: تباعد ما بین أوساط الساقین فی الإنسان و الدابة؛ و قیل: تباعد ما بین الفخذین؛ و قیل: تباعد ما بین الرجلین (لسان العرب)]
(14) وقایة: وقایته د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 361
و لم یحدث من الجملة شی‌ء مستقیم و لم یحسن هیئة الجلوس، ثم لو لم یرد ثانیا إلی الجهة الإنسیة لعرض فحج «1» من نوع آخر و لم یکن للقوام و بسطه «2» عنها و إلیها المیل فلم یعتدل.
و فی طرفه الأسفل زائدتان لأجل مفصل الرکبة.
فلنتکلم «3» أولا علی الساق ثم علی المفصل.
الساق کالساعد مؤلف من عظمین: أحدهما أکبر و أطول «4» و هو الإنسی، و یسمی القصبة الکبری. و الثانی أصغر و أقصر لا یلاقی الفخذ، بل یقصر دونه، إلا أنه من جهة الأسفل «5» قد ینتهی إلی حیث ینتهی إلیه «6» الأکبر، و یسمی القصبة الصغری.
و للساق أیضا تحدب إلی الوحشی، ثم عند الطرف الأسفل تحدب آخر إلی الإنسی لیحسن به القوام و یعتدل. و القصبة الکبری و هی الساق بالحقیقة قد «7» خلقت أصغر من الفخذ، و ذلک أنه لما اجتمع لها موجبا لزیادة فی الکبر «8» و هو الثبات و حمل ما فوقه، و الزیادة فی الصغر و هو الخفة للحرکة، و کان الموجب الثانی أولی بالغرض المقصود فی الساق «9» فخلق أصغر، و الموجب الأول أولی بالغرض المقصود «10» فی الفخذ فخلق أعظم، و أعطی الساق «11» قدرا معتدلا، حتی لو زید عظما عرض «12» من عسر الحرکة ما یعرض لصاحب داء الفیل و الدّوالی، و لو انتقص عرض من الضعف و عسر الحرکة و العجز عن حمل ما فوقه ما یعرض لدقاق السوق فی الخلقة، و مع هذا کله فقد «13» دعم و قوی بالقصبة الصغری.
و للقصبة الصغری منافع أخری مثل ستر العصب و العروق بینهما «14» و مشارکة القصبة الکبری فی مفصل القدم لیتأید «15» و یقوی مفصل «16» الانبساط و الانثناء، و یحدث مفصل الرکبة
______________________________
(1) فحج: فجج ط
(2) و بسطه: واسطة سا، ط.
(3) فنتکلم: فنتکلم ط.
(4) و أطول: و الآخر أطول م.
(5) الأسفل: أسفل: د، سا
(6) إلیه: ساقطة من د، سا.
(7) قد: و قد د.
(8) فی الکبر: و الکبر م.
(9) فی الساق: بالساق ب.
(10) فی الساق ... بالغرض المقصود: ساقطة من م.
(11) و أعطی الساق: و أعطی الساقین ط، م
(12) عرض: لعرض ط، م
(13) فقد: و قد ط.
(14) بینهما: بینها د، سا.
(15) لیتأید: لیتأکد ط
(16) و یقوی مفصل: و مفصل ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 362
بدخول الزائدتین اللتین علی طرف الفخذ فی نقرتین فی رأس عظم الساق «1»، و قد وثق «2» برباط ملتف و رباط شاد فی الغور و رباطین من الجانبین قویین، و هندم مقدمها بالرضفة و هی «3» عین الرکبة و هو «4» عظم إلی «5» الاستدارة ما هو، و منفعته مقاومة ما یتوقی عند الجثوّ و جلسة التعلق «6» من الانهتاک و الانخلاع. و دعم المفصل الممنو بثقل البدن برکبة «7»، و جعل موضعه إلی قدام، لأن أکثر ما یلحقه من عنف الانعطاف یکون إلی قدام، إذ لیس له إلی خلف انعطاف عنیف «8»، و أما إلی الجانبین فانعطافه شی‌ء یسیر، بل جل انعطافه إلی قدام، و هنالک یلحقه العنف عند النهوض و الجثو و ما أشبه ذلک.
و أما القدم فقد خلق آلة للثبات، و جعل شکله مطاولا إلی قدام لیعین علی الانتصاب بالاعتماد علیه، و خلق له أخمص یلی الجانب الإنسی لیکون میل القدم عند الانتصاب «9» و خصوصا لدی المشی هو إلی «10» الجهة المضادة لجهة الرجل المشیلة لتقاوم ما یجب «11» أن یشتد من «12» الاعتماد علی جهة «13» لاستقلال الرجل «14» المشیلة «15» فیعتدل القوام، و أیضا لیکون الوطء علی الأشیاء الناتئة متأتیا من غیر إیلام شدید، و لیحسن اشتمال القدم علی ما یشبه الدرج و حروف المصاعد. و قد خلقت القدم مؤلفة من عظام کثیرة لمنافع: منها «16» حسن الامتساک و الاشتمال «17» علی الموطوء علیه «18» من الأرض إذا احتیج إلیه. فإن القدم قد تمسک الموطوء «19» کالکف یمسک المقبوض علیه «20». و إذا کان المستمسک یتهیأ أن یتحرک بأجزائه إلی هیئة یجود «21» بها الإمساک کان أحسن «22» من أن یکون قطعة واحدة لا تتشکل بشکل بعد شکل.
______________________________
(1) فی نقرتین ... الساق: ساقطة من د، سا، م
(2) وثق: وثقا سا؛ و ثقتا ط.
(3) و هی: و هو د، سا، ط، م
(4) و هو: و هی ط
(5) إلی: علی ط.
(6) التعلق: التعلیق ط
(7) برکبة: بحرکته ب، ط، م؛ لحرکته د.
(8) عنیف: ساقطة من م.
(9) بالاعتماد ... الانتصاب: ساقطة من سا.
(10) إلی: ساقطة من ط، م
(11) ما یجب:
بما یجب د، ط.
(12) یشتد من: یستدیم م.
(13) جهة: جهته د، سا، م
(14) الاستقلال الرجل: الاستقلال للرجل ط
(15) المشبلة:+ للنقل ط.
(16) منها: فمنها سا؛ ساقطة من د.
(17) و الاشتمال: بالإمساک م
(18) الموطوء علیه: الوطء م
(19) الموطوء:
الموطأ م.
(20) علیه: ساقطة من د، سا، ط، م.
(21) یجود بها الإمساک: واحدة د، سا، م
(22) أحسن: الأحسن م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 363
و منها المنفعة المشترکة لکل ما کثر عظامه. و عظام القدم ستة و عشرون «1»: کعب به یکمل المفصل مع الساق. و عقب به عمدة الثبات. و زورقی به الأخمص. و أربعة عظام الرسغ «2» بها یتصل بالمشط و واحد «3» منها عظم نردی «4» کالمسدس موضوع إلی الجانب الوحشی و به یحسن «5» ثبات ذلک الجانب علی الأرض. و خمسة عظام للمشط. و أما الکعب فإن الذی للإنسان منه أشد تکعیبا من کعوب سائر الحیوان، و کأنه «6» أشرف عظام القدم النافعة فی الحرکة، کما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة فی الثبات. و الکعب موضوع بین الطرفین الناتئین من القصبتین «7» یحتویان علیه من جوانبه، أعنی من أعلاه و قفاه و جانبیه الوحشی و الإنسی. و یدخل طرفاء فی العقب فی نقرتین دخول رکز.
فالکعب واسطة بین الساق و العقب به یحسن اتصالهما، و یتوثق المفصل بینهما، و یؤمن «8» علیه الاضطراب، و هو موضوع فی الوسط بالحقیقة، و إن کان «9» یظن بسبب الأخمص أنه منحرف إلی الوحشی. و الکعب یرتبط به العظم الزورقی من قدام ارتباطا مفصلیا، و هذا الزورقی متصل بالعقب من خلف «10» و من قدام «11» بثلاثة من عظام الرسغ «12» و من «13» الجانب الوحشی بالعظم النردی الذی إن شئت اعتددت «14» به عظما مفردا و إن شئت جعلته رابع عظام الرسغ «15».
و أما العقب فهو موضوع تحت الکعب، صلب مستدیر إلی خلف لیقاوم «16» المصاکات و الآفات، مملس الأسفل لیحسن استواء الوطء و انطباق القدم علی المستقر عند القیام.
و خلق مقداره إلی العظم لیستقل بحمل البدن، و خلق مثلثا إلی الاستطالة یدق یسیرا یسیرا حتی ینتهی فیضمحل عند الأخمص و إلی «17» الوحشی لیکون تقعیر الأخمص متدرجا عن خلف إلی متوسطة.
______________________________
(1) ستة و عشرون: سبعة د.
(2) الرسغ: للرسغ د، سا، ط
(3) و واحد: واحد ط
(4) نردی: تؤدی د.
(5) بحسن: حسن د، سا، م.
(6) و کأنه: فکأنه ط، م.
(7) من القصبتین: ساقطة من د.
(8) و یؤمن: یؤمن ب.
(9) کان:+ قد ط.
(10) خلف: خلفه م
(11) و من قدام:
ساقطة من د، سا، م
(12) خلف و من قدام بثلاثة من عظام الرسغ: خلف بثلاثة من عظام الرسغ و من قدام د، سا؛ خلفه بثلاثة من عظام الرسغ و من قدام م
(13) و من (الثانیة): من د، م.
(14) اعتددت: أعتدت ط
(15) و إن شئت جعلته رابع عظام الرسغ: أو رابع عظام الرسغ إن شئت ب.
(16) لیقاوم: لتتقاوم د، سا، م.
(17) و إلی: إلی ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 364
و أما الرسغ فیخالف رسغ الکف بأنه صف واحد، و ذلک صفان و لأن عظامه «1» أقل عددا بکثیر. و المنفعة «2» فی ذلک أن الحاجة فی الکف إلی الحرکة و الاشتمال أکثر منها «3» فی القدم، إذ أکثر المنفعة فی القدم هی «4» الثبات، و لأن کثرة الأجزاء و المفاصل یضر بالاستمساک و الاشتمال علی المقوم علیه بما یحصل له من الاسترخاء و الانعراج المفرط، کما أن عدم الخلخلة أصلا تضر فی ذلک بما یفوت «5» به من الانبساط المعتدل «6».
فقد علم أن الاحتواء و الاشتمال «7» بما هو أکثر عددا و أصغر «8» مقدارا أوفق، و الاستقلال بما هو أقل عددا و أعظم مقدارا أوفق.
و أما مشط القدم، فقد خلق من عظام خمسة لیتصل بکل واحد «9» منها واحدة «10» من الأصابع إذ کانت خمسة و منضدة فی صف واحد إذ کانت الحاجة فیها إلی الوثاقة «11» أشد منها إلی القبض و الاشتمال المقصودین فی أصابع الکف. و کل إصبع سوی الإبهام فهی «12» من ثلاث سلامیات «13».
أعظم عضل الفخذ هی التی «14» تبسطه، ثم التی تقبضه؛ لأن أشرف «15» أفعالها هاتان الحرکتان. و البسط أفضل من القبض إذ القیام إنما یتأتی بالبسط، ثم العضل المبعدة، ثم المقربة، ثم المدیرة. و العضل الباسطة لمفصل الفخذ منها عضلة هی أعظم جمیع عضل البدن، و هی عضلة تجلل عظم العانة و الورک و تلتف «16» علی الفخذ کله من داخل و من خلف حتی تنتهی إلی الرکبة. و للیفها مباد مختلفة، و لذلک تتنوع «17» أفعالها صنوفا مختلفة، و لأن «18» بعض لیفها «19» منشؤه من أسفل عظم العانة فیبسط «20» مائلا إلی الإنسی، و لأن بعض لیفها منشؤه «21» أرفع من هذا یسیرا فهو یشیل الفخذ إلی فوق «22» ممیلا إلی الإنسی،
______________________________
(1) و لأن عظامه: و لأنه عظام د، سا، م.
(2) و المنفعة:+ و السبب ط الحاجة:+ داعیة سا.
(3) منها: منهما د
(4) هی: هو د، م.
(5) یفوت: یقرب سا
(6) المعتدل:+ الملائم ط.
(7) و الاشتمال: مع الاشتمال ط
(8) و أصغر: و أقل ط، م.
(9) واحد: ساقطة من د، سا، ط، م
(10) واحدة: واحد ب، د، سا، م.
(11) الوثاقة: الوقایة د، سا، م.
(12) فهی: فهو ب، د، سا
(13) سلامیات:+ من هاهنا کالحاشیة م.
(14) التی: الذی د، م
(15) أشرف: أفضل سا.
(16) و تلتف:
و تلف سا.
(17) تتنوع: تنوع د، سا، ط، م.
(18) و لأن: فلأن د، سا، ط، م
(19) بعض لیفها: بعضها ط
(20) فیبسط: فینبسط ط.
(21) مائلا ... منشؤه: ساقطة من ط.
(22) فوق:+ فقط و لأن منشأ بعضها أرفع من هذا یسیرا فهو یشیل الفخذ إلی فوق ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 365
و لأن بعض لیفها منشؤه من عظم الورک، فهو یبسط الفخذ بسطا علی الاستقامة صالحا.
و منها عضلة تجلل مفصل الورک کله من خلف و لها ثلاثة أرؤس و طرفان. و هذه الأرؤس منشؤها من الخاصرة «1» و الورک و العصعص، اثنان منها لحمیان و واحد غشائی. و أما الطرفان فیتصلان «2» بالجزء المؤخر من رأس الفخذ، فإن جذبت بطرف واحد بسطت مع میل إلیه، و إن جذبت بالطرفین بسطت علی الاستقامة. و منها عضلة منشؤها من جمیع ظاهر عظم الخاصرة و تتصل بأعلی «3» الزائدة «4» الکبری التی تسمی طروخانطیر الأعظم، و تمتد قلیلا إلی قدام «5»، و تبسط مع میل إلی «6» الإنسی؛ و أخری مثلها، و تتصل أولا بأسفل الزائدة الصغری، ثم تنحدر و تفعل فعلها، إلا أن بسطها یسیر أو إمالتها «7» کبیرة؛ و منشؤها من أسفل ظاهر عظم الخاصرة. و منها عضلة تنبت من أسفل عظم الورک مائلة إلی خلف، و تنبسط «8» ممیلة یسیرا إلی خلف، و ممیلة إمالة صالحة إلی الإنسی.
و أما العضل القابضة لمفصل الفخذ، فمنها عضلة تقبض مع میل یسیر إلی الإنسی، و هی عضلة مستقیمة تنحدر من منشأین: أحدهما یتصل بأجزاء «9» المتن، و الآخر «10» من عظم الخاصرة؛ و هی تتصل بالزائدة الصغری الإنسیة. و عضلة من عظم العانة، و تتصل بأسفل الزائدة الصغری. و عضلة ممتدة إلی جانبها علی الوراب و کأنها جزء من الکبری. و رابعة «11» تنبت من الشی‌ء القائم المنتصب من عظم الخاصرة و هی تجذب الساق أیضا مع قبض الفخذ.
و أما العضل الممیلة إلی داخل فقد ذکر بعضها فی باب «12» البسط و القبض. و لهذا النوع من التحریک عضلة تنبت من عظم العانة و تطول «13» جدا حتی تبلغ الرکبة. و أما
______________________________
(1) الخاصرة: الخاصر م.
(2) فیتصلان: فیشیلان د، سا، ط، م.
(3) بأعلی: بأعالی د، ط، م
(4) الزائدة:
زائدة ط.
(5) قدام: القدام ط
(6) إلی (الأولی): ساقطة من سا.
(7) أو إمالتها: و إمالتها ط؛ و أماکنها م.
(8) و تنبسط: و تبسط ط، م.
(9) بأجزاء: بآخر سا، ط
(10) و الآخر:
و الأخری ط.
(11) و رابعة: و رابعها ط.
(12) باب: ساقطة من م.
(13) و تطول:
تطول ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 366
الممیلة إلی خارج فعضلتان: إحداهما تأتی من العظم العریض؛ و المدیرتان عضلتان «1»، إحداهما مخرجها من وحشی عظم العانة، و الأخری مخرجها من إنسیه «2». و تتوربان ملتفتین «3»؛ و تلتحمان عند الموضع الغائر بقرب من مؤخر الزائدة الکبری، فأیهما «4» جذب وحده لوی الفخذ إلی جهته مع قلیل بسط.
و أما «5» العضل المحرکة لمفصل الرکبة فمنها ثلاث موضوعة قدام الفخذ، و هی أکبر العضل الموضوعة فی الفخذ «6» نفسها، و فعلها البسط. و واحدة «7» من هذه الثلاث کالمضاعفة و لها رأسان یبتدئ أحدهما من الزائدة الکبری، و الآخر من مقدم الفخذ. و لها طرفان: أحدهما لحمی یتصل بالرضفة قبل أن یصیر وترا، و الآخر غشائی یتصل بالطرف الإنسی من طرفی الفخذ. و أما الاثنان الآخران: فأحدهما هو الذی ذکرناه فی قوابض الفخذ أعنی النابت من الحاجز الذی فی عظم الخاصرة، و الأخری مبدؤها «8» من الزائدة الوحشیة التی فی الفخذ. و هاتان تتصلان و تتحدان «9» و یحدث منهما وتر واحد مستعرض یحیط بالرضفة و یوثقها «10» بما تحتها إیثاقا محکما، ثم یتصل بأول الساق و یبسط الرکبة بمد «11» الساق. و للبسط «12» عضلة منشؤها ملتقی عظم العانة، و تنحدر مارة فی الجانب الإنسی من الفخذ علی الوراب. ثم تلتحمان «13» بالجزء المعرق «14» من أعلی «15» الساق و تبسط «16» الساق ممیلة «17» إلی الإنسی. و عضلة أخری فی بعض کتب التشریح تقابلها فی «18» الجانب الوحشی، مبدؤها عظم الورک و تتورب فی الجانب الوحشی حتی تأتی الموضع «19» المعرق «20»، و لا عضلة أشد توریبا منها، و تبسط مع إمالة إلی الوحشی، و إذا بسطا کلاهما کان بسط مستقیم «21».
______________________________
(1) عضلتان: فعضلتان د، سا، ط، م.
(2) إنسیه: إنسیها د، سا.
(3) ملتقیتین: متلقیتین د
(4) فأیهما: و أیهما د، سا، ط، م.
(5) و أما: أما د، م.
(6) الفخذ: العجز د
(7) و واحدة: واحدة د، سا، ط، م.
(8) و الأخری مبدؤها: و الآخر مبدؤه ط، م.
(9) و تتحدان: و تنحدران ط.
(10) و یوثقها: و یوثقهما سا، ط.
(11) بمد: عند ط
(12) و للبسط: و منبسط ط.
(13) تلتحمان: تلتحم د، سا، ط، م
(14) المعرق: المفرق ط
(15) أعلی: أعالی د، سا، ط، م.
(16) و تبسط: و تنبسط م
(17) ممیلة: تمیله د
(18) فی (الثانیة): إلی د.
(19) الموضع:
موضع ط.
(20) المعرق: المفرق سا.
(21) بسط مستقیم: بسطا مستقیما د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 367
و أما القوابض للساق، فمنها عضلة ضیقة طویلة تنشأ «1» من عظم الخاصرة و العانة تقرب من منشأ الباسطة الداخلة و من الحاجز الذی فی وسط الخاصرة، ثم تنفذ بالتوریب إلی داخل طرفی الرکبة، ثم تبرز و تنتهی إلی النتوء الذی فی الموضع المعرق من الرکبة و تلتصق به، و به انجذاب الساق إلی فوق مائلا بالقدم إلی ناحیة الأربیة.
و ثلاث «2» عضل إنسیة و وحشیة و وسطی: الإنسیة و الوسطی تقبضان مع میل «3» إلی الوحشی.
و الإنسیة تقبض مع میل إلی «4» الإنسی «5». فالإنسیة «6» منشؤها من قاعدة عظم الورک ثم تمر متوربة خلف الفخذ إلی أن توافی الموضع المعرق من الساق فی الجانب الإنسی فتلتصق به، و لونها إلی الخضرة. و منشأ الآخرین «7» أیضا من قاعدة عظم الورک، إلا أنهما یمیلان إلی الاتصال بالجزء المعرق من الجانب الوحشی. و فی مفصل الرکبة عضلة کالمدفونة فی معطف الرکبة تفعل فعل هذه الوسطی. و قد یظن أن الجزء الناشئ من العضلة الباسطة المضاعفة من الحاجز ربما قبض الرکبة بالعرض، و أنه قد ینبعث من متصلهما «8» وتر یضبط حق الورک و یصله بما یلیه.
و أما العضل المحرکة لمفصل «9» القدم فمنها ما یشیل القدم، و منها ما یخفضها «10». أما المشیلة فمنها عضلة عظیمة موضوعة قدام القصبة الإنسیة و مبدؤها الجزء «11» الوحشی من رأس القصبة الإنسیة، فإذا برزت مالت علی «12» الساق «13» مارة «14» إلی جهة الإبهام فتتصل بما یقارب أصل الإبهام، و تشیل القدم إلی فوق. و أخری «15» تنبت من رأس الوحشیة و ینبت منها وتر یتصل بما یقارب أصل الخنصر و یشیل القدم إلی فوق و خصوصا إذا طابقتها «16» العضلة الأولی، و کان ذلک علی الاستواء و الاستقامة. و أما الخافضة فزوج منها «17» منشؤها «18» من
______________________________
(1) تنشأ: منشؤها ط.
(2) و ثلاث: ثلاث ط
(3) میل: المیل د؛+ الإنسی م.
(4) إلی: ساقطة من م
(5) الإنسی: الوحشی د؛ الإنسیة ط
(6) فالإنسیة: و الإنسیة سا، ط.
(7) الآخرین:
الأخری د، سا.
(8) متصلهما: منشئهما د، سا، ط، م.
(9) لمفصل: لعضل د، سا، م
(10) یخفضها: یخفضه ب.
(11) الجزء: أجزاء م.
(12) علی: إلی ط
(13) الساق: الساقین م
(14) مارة: مرة م.
(15) و أخری: و الأخری د، سا، ط، م.
(16) طابقتها: طابقتهما ط.
(17) منها: ساقطة من د، سا، ط، م
(18) منشؤها:
منشؤهما د، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 368
رأس الفخذ. ثم تتحدان «1» فتملئان «2» باطن مؤخر الساق لحما، و ینبت منهما «3» وتر «4» من «5» أعظم الأوتار، و هو وتر العقب المتصل بعظم العقب، و یجذبه إلی خلف موربا إلی الوحشی، فیکون ذلک سببا لثبات القدم علی الأرض. و تعینها عضلة تنشأ من رأس الوحشیة باذنجانیة اللون، و تنحدر حتی تتصل «6» بنفسها من غیر وتر ترسله «7»، بل تبقی لحمیة فتلتصق «8» بمؤخر العقب فوق التصاق التی قبلها. و إذا أصاب هاتین العضلتین، أو وترهما آفة زمنت القدم. و عضلة یتشعب منها «9» وتران: واحد منهما یقبض القدم، و الثانی یبسط الإبهام. و ذلک أن هذه العضلة منشؤها من رأس القصبة الإنسیة، حیث تلاقی الوحشیة، و تنحدر بینهما فتتشعب إلی وترین: أحدهما یتصل من أسفل بالرسغ قدام الإبهام؛ و بهذا الوتر یکون انخفاض القدم. و الوتر الآخر یحدث من جزء من هذه العضلة یجاور منشأ «10» الوتر الأول. و ترسل وترا إلی الکعب الأول من الإبهام فیبسطه «11» بتوریب إلی الإنسی. و قد تنشأ من الرأس الوحشی من الفخذ عضلة و تتصل بإحدی العصبتین «12» العقبیتین، ثم تنفصل عنها «13» إذا حاذت باطن الساق، و تنبت وترا یستبطن أسفل القدم و تنفرش تحته کله علی قیاس العضلة المنفرشة علی باطن الراحة، و لمثل منفعتها.
و أما العضل المحرکة للأصابع فالقوابض «14» منها عضل کثیرة: فمنها عضلة منشؤها من رأس القصبة الوحشیة و تنحدر ممتدة علیها و ترسل وترا ینقسم إلی وترین لقبض «15» الوسطی و البنصر. و أخری أصغر من هذه و منشؤها هو «16» من خلف الساق، فإذا أرسلت الوتر انقسم وترها إلی وترین یقبضان الخنصر و السبابة، ثم یتشعب من کل واحد من القسمین وتر یتصل بالمنشعب من الآخر و یصیر وترا واحدا یمتد «17» إلی الإبهام فیقبضه.
______________________________
(1) تتحدان: تنحدران د، سا، ط، م
(2) فتملئان: فتمیلان د، ط، م
(3) منهما: منها د، سا، م
(4) وتر: ساقطة من د، م
(5) من: یکون ط.
(6) تتصل: تصل م
(7) ترسله: یرسلها د، سا، ط، م.
(8) فتلتصق: فتتصل د، سا، ط، م.
(9) منهما: منها سا، م.
(10) منشأ: منشأها سا.
(11) فیبسطه: فینبسط ط.
(12) العصبتین: العضلتین د، سا، ط، م
(13) عنها: بینهما د؛ عنهما سا، ط، م.
(14) فالقوابض: بالقوابض د، سا.
(15) لقبض: یقبض ب، د، سا.
(16) هو: ساقطة من د، سا.
(17) یمتد: ممتدا سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 369
و عضلة ثالثة قد «1» ذکرناها تنشأ من وحشی طرفی القصبة الإنسیة و تنحدر بین القصبتین «2» و ترسل جزءا منها لقبض القدم، و جزءا إلی الکعب الأول من الإبهام. فهذه هی العضل المحرکة للأصابع التی وضعها علی الساق و من خلفه «3».
و أما اللواتی وضعها فی کف الرجل فمنها عضل عشر قد فاتت المشرحین، و أول من عرفها جالینوس، و هی تتصل بالأصابع الخمس لکل إصبع عضلتان یمنة و یسرة، و تحرک إلی «4» القبض إما علی الاستقامة إن حرکتا معا أو المیل إن حرکت واحدة. و منها أربع علی الرسغ لکل إصبع واحدة، و عضلتان خاصتان بالإبهام و الخنصر للقبض.
و هذه العضل متمازجة «5» جدا حتی إذا أصاب بعضها آفة حدث من ذلک أن یضعف «6» فعل البواقی فیما یخصها، و فی أن ینوب عن هذه بعض النیابة فیما یخص هذه. و لهذا السبب ما یعسر قبض بعض الأصابع من القدم خاصة دون بعض. و من عضل الأصابع الخمس عضل موضوعة فوق القدم من شأنها أن تمیل إلی الوحشی و خمس موضوعة تحتها تصل کل واحدة منها إصبعا بالذی یلیه من الشق الإنسی فتمیله بالحرکة إلی الجانب الإنسی.
و هذه الخمس مع اللتین یخصان الإبهام و الخنصر هی علی قیاس السبع التی للراحة و کذلک العشر «7» الأول «8»، فیکون جمیع عضل البدن خمس مائة و تسعا و عشرین عضلة «9».
______________________________
(1) قد: ساقطة من ب
(2) القصبتین: العضلتین د، ط، م.
(3) خلفه: خلف د؛ خلفها ط.
(4) إلی: علی سا.
(5) متمازجة: ممازجة ط، م
(6) یضعف: ضعف ب.
(7) العشر:
العضل د، م
(8) الأول: الأولی د
(9) عضلة:+ إلی هاهنا م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 370

الفصل الثامن (ح) فصل «1» من کلام المعلم الأول فی أسباب اختلاف أطراف الحیوان و فی آخره تشریح الفک‌

قال: إن أکثر الحیوان الخزفی الجلد قلیل الأعضاء لأنه مستغن عن تردد کثیر و اضطراب. و السراطین و الحیوان المسمی بفارابو «2» متشابهات «3»، و مع ذلک فبینهما اختلاف فإن لفارابو «4» ذنبا و لیس للسرطان ذنب، و ذلک «5» لأن السرطان یأوی قرب الشط و یعتمد المشی و ذلک حیوان سباح «6» و الذنب «7» ینفعه «8» فی السباحة. و لذلک قویت أرجل السراطین الشطیة و کثرت، و ضعفت «9» أرجل «10» السراطین اللجیة و قلت فی عددها «11»، لأنها أقل حاجة إلی الإسراع فی المشی. و الزبانیة «12» الیمنی «13» فی ذوات الزبانیات المائیة أقوی، لأن الیمین «14» أقوی.
ثم یتکلم فی اختلاف أحوال السمک فی أعضاء الانتقال و الأخذ و ما لکل نوع من الخزفی و اللبن الجلد و المحزز و غیره، و نذکر فی جملته أن الکثیر الأرجل کبرت أرجله و خصوصا الأربع الأوساط منها «15» و صغرت أرجل ستینا و طاوینداس «16» و قصرت لأن جثته صغیرة و جثة ذلک کبیرة، فعدل صغر الجثة و ضعفها بکثرة القوائم. ثم انتقل «17» إلی
______________________________
(1) فصل: فصل ز ب؛ الفصل الثامن د، ط
(2) بفارابو: بفارابوا سا، م
(3) متشابهات:
متشابهان د، سا، ط، م.
(4) لفارابو: لفارابوا ب، سا، ط
(5) و ذلک: ساقطة من ط.
(6) سباح: سیاح ط
(7) و الذنب: و للذنب ط
(8) ینفعه: منفعة ط، م.
(9) و ضعفت: و ضعف ط. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 370 الفصل الثامن(ح) فصل من کلام المعلم الأول فی أسباب اختلاف أطراف الحیوان و فی آخره تشریح الفک ..... ص : 370
(10) أرجل ...
و ضعفت: ساقطة من سا.
(11) و قلت فی عددها: و قللت أعدادها ط؛ و قللت عددها م.
(12) و الزبانیة: و الزبانة سا؛ و الزبانی ط، م
(13) الیمنی: العظمی د، م
(14) الیمین: الیمنی ط.
(15) الأوساط منها: الوسطی منها ط؛ الأوسط م.
(16) ستینا و طاوینداس: ستینا و طابیقراس ط.
(17) انتقل: لننتقل ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 371
ذکر الرأس. إنه فی بعض الحیوان یتمیز «1» العنق و فی بعضه غیر متمیز. و منه ما لا رأس له کالسرطان.
قال: فکل «2» ذی رئة فهو ذو عنق، فإن العنق لأجل قصبة الرئة؛ و کل ما لا دماغ له لا رأس له، لأن الرأس لأجل الدماغ فإن الدماغ حقه أن لا یثقل «3» علیه بشی‌ء آخر، لأنه عضو التمییز «4» و الآلة البدنیة لأفعال التخیل التی تقوم فی سائر الحیوان مقام التمییز.
قال: و جمیع الحیوان فإن مقادیم أعضائه أقوی، لأنها ناقلة؛ و فی الإنسان ما دام صغیرا أثخن «5» حرکة «6»، فإن المآخیر «7» أخف و الرأس و یافوخه أثقل، لئلا یجتمع ثقل الطرفین و لئلا یعسر علی الصبی الدبیب، فإذا قوی أخذت الأسافل تعظم لأنها حاملة و ناقلة.
و الخیل و کثیر من الحیوان یکون ارتفاع مقدمه أکثر، و فی ذلک أیضا تخفیف لمؤخره؛ و یکون طوله فی الابتداء أقل، و ذلک لهذه العلة و لهذا السبب. و للین المفاصل فی الصغر «8» ما یحک المهر رأسه بحافر رجله المؤخر، فإذا بلغ طال منه الجسد و صلب مفصل العنق فلم یمکنه ذلک. و ثقل الأعالی فی الناس یدل علی ضعف العقل لکثرة جسدانیته فی ناحیة «9» أعضاء العقل.
قال «10»: کأن العقل یطلب البراءة عن الجسدانیة. ثم یذکر العلة فی إخلاء الإنسان عن آلة معینة و أن ذلک لیکون له آلة مشترکة، و هذا شی‌ء فصلناه فیما سلف. و یذکر «11» أن الحیوان المشقوق الأصابع غیر «12» الإنسان یستعمل رجلیه «13» فی «14» مثل ما یستعمل الإنسان یدیه، و ذلک کالقرد و الدب. و بعضه محتاج إلی أن تکون أصابع مؤخر رجلیه خمسا، لیحسن اعتماده علی ما یقبض علیه، إذ کان من شأنه الانتصاب و استعمال أعضائه و هو مستلق أو مضطجع أو قاعد کالقرد. و منه ما تنقص «15» أصابع رجلیه من أصابع یدیه بإصبع فتکون
______________________________
(1) یتمیز: متمیز د، سا، ط، م.
(2) فکل: و کل د، سا، ط، م.
(3) یتقل: ینتقل ط.
(4) التمیز: التمییز ط.
(5) أثخن: لم تحن د، سا؛ لم یحسن ط؛ المرتجی
(6) حرکة: حرکته د، سا، ط، م
(7) المآخیر: المآخر م.
(8) الصغر: الصغیر سا.
(9) فی ناحیة: و ناحیة.
(10) قال؛ فإن م.
(11) یذکر: یتذکر سا.
(12) غیر: عن م
(13) رجلیه: رجله سا
(14) فی: کما فی سا.
(15) تنقص: تنقبض م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 372
أصابع رجلیه «1» أربعا، إذ کان غیر مستعمل أصابعه للقبض، بل للتمزیق و الخدش؛ و کان ذلک إنما یتیسر له بیدیه، لأنه یحتاج إلی التمزیق و الخدش لأجل الصید و القتال. و صیده و قتاله یکون عن قیام، و ذلک مما یحوجه إلی الاعتماد علی الرجلین المؤخرتین «2» و استعمال المقدمتین «3» إذ هما واقعان حینئذ حیث یقع علیه بصره دون الرجلین. و هذا کالأسد و النمر. و مع ذلک فإن تلک الإصبع تعوقه عن العدو «4» عوقا ما عوق الکثیر فی کل شی‌ء.
قال: و قد فاز الإنسان من بین سائر الحیوان باستعراض صدره. و سائر الحیوان «5»:
أما ذوات الأربع فقد ضیق العضدان مکان صدره «6» و أحوج إلی تضیق جؤجؤه «7»، و الطیر قد حدد جؤجؤه «8» لیسهل خرقه للهواء «9» فی طیرانه.
أقول: إن الطیر أحسن حالا فی ذلک من «10» ذوات الأربع، لأن الحدة لیست فی نفس العظم المحیط بالرئة و القلب، بل «11» فی عظم ینشأ عنده «12».
قال: و الصدر أوفق موضع یخلق فیه الثدی لمن أرضع قاعدا. و أما الحیوان المشاء ذو الظلف و الخف «13» أو الحافر «14» و ماله ثدیان فقط فلما کان حال ثدیه لو کان «15» علی صدره کحال ثدیه و هو علی بطنه الأسفل، ثم کان وضعه فی بطنه الأسفل یقربه من العضو الذی یشارکه أی «16» الرحم خلق هناک و کان مع ذلک مما تعذر حرکته لو خلق فی أعالی «17» الصدر.
و أما الحیوان المشقوق «18» الأصابع و ما یلد کثیرا فإن ثدیه منتشر فی طول بطنه من أول ناحیته العلیا إلی السفلی من الجانبین صفین لتکون الرواضع من الأجراء تتمکن «19» من الارتضاع و تکون الأثداء فی أکثر الأمر بعدة ما فی طبیعة ذلک الحیوان أن یضعه، إلا الأسد فإنه لقلة ما یلد له ثدیان و إنما یلد فی الأکثر اثنین. و قد قلل ولده لأنه
______________________________
(1) رجلیه: رجله د، سا.
(2) المؤخرتین: المؤخرین د، سا.
(3) و استعمال المقدمتین: و استعمال المقدمین د، سا؛ و استعمال المقدم ط؛ ساقطة من م.
(4) العدو: القدم م.
(5) الحیوان (الثانیة): الحیوانات سا.
(6) مکان صدره: صدرها ط؛ ساقطة من سا.
(7) جؤجؤه: جرجره م.
(8) جؤجؤه:
جرجره م
(9) للهواء: الهواء سا. م.
(10) ذلک من: ساقطة من سا.
(11) و القلب بل:
و القلیل م
(12) عنده د، سا، طا.
(13) و الخف: أو الخف م
(14) أو الحافر: أو الحوافر ب؛ و الحافر سا، ط
(15) کان (الثانیة):+ حال سا.
(16) أی: إلی سا
(17) أعالی:
أعلی د، سا، ط، م.
(18) المشقوق: المشقق م.
(19) تتمکن: لتمکن سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 373
حیوان ینفق مزاجه الحار أکثر غذائه نشرا فی البدن و تحلیلا فلا یغزر «1» لبنه البتة «2»، بل «3» إنما یأکل حین یصید، و إنما یصید فی الیوم أو الیومین «4» مرة و لیس کالحیوان الذی یأکل فی کل وقت لوجود غذائه. و ثدیا اللبؤة فی وسط البدن و لیس عند الفخذین لأنه مشقوق الأصابع. و أما الفیل فلما کان مشقوق الأصابع، و واسع رقعة البطن، و قلیل الولد، بل «5» لا یلد إلا واحدا، و لبنه غلیظ أرضی، لأن مزاجه کذلک جاز لذلک أن یکون ثدیه أقرب إلی صدره لیکون نضجه أکثر «6» لمجاورة «7» القلب. و لا یوجد لذکورة ما سوی الإنسان ثدیان، خلا الخیل، فربما «8» کان کذلک لما یشبه الأم «9» من الخیل دون ما یشبه الأب.
ذکر هاهنا فصلا فقال: کل حیوان ذی دم فله منی، و للنساء منی و دم طمث منبعهما واحد «10» أی «11» الرحم. و کل واحد منهما فضلة دم و سنشرح هذا فیما «12» بعد. قال: إناث «13» ذوات الأربع تبول إلی خلف لوضع فرجها، فإن ذلک الوضع أوفق للسفاد، و ذکورة بعض الحیوان تبول إلی خلف أیضا «14» کالفیل و الأسد «15» و الجمل و الحیوان الذی یسمی الأزبّ.
و لیس شی‌ء من ذوات الحافر تبول إلی خلف. و کل حیوان کامل غیر الإنسان فله ذنب کان مما یلد أو یبیض، و ربما کان صغیرا فلا یعتد به، و فائدة الذنب السلاح و الذب «16» و فی کلها ستر الفرج.
و الإنسان من بین الحیوان المشاکلة مخصوص بالورکین لتقلا «17» ساقیه و قدمیه الکبیرین «18» الکثیرة اللحم بقدر جثته. و أما ذوات الأربع فلیس لها ورک، لأن أطرافها
______________________________
(1) یغزر: یغور سا
(2) البتة: ساقطة من د، سا، م
(3) بل: تم د، سا، ط، م.
(4) أو الیومین: و الیومین ب، د، سا، م.
(5) بل: ساقطة من ب.
(6) أکثر:
أقرب سا
(7) لمجاورة: بمجاورة د.
(8) فربما: و ما بخ؛ و ربما ط.
(9) الأم: الأمر م.
(10) واحد (الأولی): واحدة ط، م
(11) أی: إلی سا
(12) فیما: ساقطة من ب، د، سا
(13) إناث. و إناث ط، م.
(14) لوضع ... أیضا: ساقطة من سا.
(15) و الأسد:
و الأسود ط.
(16) و الذب: و المذب د، سا.
(17) لتقلا: لیقللا ط.
(18) الکبیرین:
الکبیر د؛ ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 374
خفقت و شدت «1» بأعصاب و لا تحتاج «2» فی قیامها إلی الانتصاب، و قد ذهبت مادة الورک فی الذنب.
و أما الطیر «3» فلما کان «4» فی قیامها بین المنتصب و بین الراکع «5» و کان فخذها لحمیا دون ساقها شابهت «6» الإنسان «7» من جهة و الحیوانات «8» الأخری من جهة، فجعل لها ورکان و لکن صغیران «9».
الحافر یکون للحیوان الکبیر الجثة من الأرضیة التی فیه فلا یکون «10» له «11» قرن إلا لما کان عظیم الجثة کثیر الأرضیة جدا و کان ثقله یمنعه «12» أن یتسلح بحافره، فخلق له قرن واحد کالکرکدن. إن الحافر کأنه جملة أظفار، و ماله حافر فلیس له کعب لیکون قلیل انثناء الأرجل لقلة الزوایا فیسرع رجع الرجلین، فإن الموثق أشد انجذابا من القلق «13»، و إن کان القلق «14» أسهل انعطافا. و لهذا لم یخلق لذی الکعب کعب فی یدیه إذا احتاجتا «15» أن تکونا «16» أقوی رفعا لأنهما ناقلتان. و إنما الکعب لذی الظلف لیتکئ علیه تشقیق الظلف.
و أما الحیوان المشقوق الرجل إلی أصابع فإن صغر أجزاء القسمة و انتشارها «17» أغنی أجزاء الکعب. و أما الظلف فقسماه کبیران لا «18» یتهندمان علی الساق إلا بجامع و مفصلین یکون فی ذلک تدریج من الساق إلی الظلفین. و أما الکثیر الأصابع فلو کان له کعب لاختلف نسبة «19» الکعب إلی کل إصبع و لم ینقسم إلی الأصابع قسمة متشابهة لأن حال الأطراف کانت مخالفة لحال الوسط «20». و أما إذا کان بدل أجزاء کثیرة جزءان تشابه اتصالهما بالکعب. و قد کثرت أصابع رجل الإنسان لیحسن تهندمها عند الاعتماد علی الأرض. و خلقت قصیرة، لئلا یکون تعرض الآفة عند الاعتماد علیها «21».
______________________________
(1) و شدت: و شددت ط
(2) و لا تحتاج: فلا تحتاج ط.
(3) و أما الطیر: و الطیر م
(4) کان: کانت د، سا
(5) و بین الراکع: و الراکع م.
(6) شابهت: تشابهت د، ط
(7) الإنسان: للإنسان د
(8) و الحیوانات: و الحیوان ط.
(9) صغیران: صغیر د.
(10) یکون:
یتکون د، سا، ط، م.
(11) له: ساقطة من م.
(12) یمنعه: یمنع ط
(13) القلق:
الغلق ط.
(14) القلق: الغلق ط
(15) احتاجتا: احتاجا د، سا، ط، م
(16) تکونا:
تکون ب، د، سا.
(17) و انتشارها: و انتشاره د، سا.
(18) لا: و لا سا.
(19) لاختلف نسبة: لاختلفت نسبته ط.
(20) الوسط: الواسطة ط، م.
(21) علیها: علیهما د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 375
و جمیع الحیوان الدموی البری ذو لسان مطلق. و التمساح له لسان یشبه لسان السمک من حیث هو ملصق «1»، لأنه مائی، و لسان البریات من ذوات الدم من حیث هو ذو دم «2» لأنه «3» أیضا بری دموی. و قد ذکرنا علة قصر لسان السمک «4» «5» و ارتباطه بما یلیه.
و من الحیوانات البحریة ما لسانه أیضا مشقوق کقوقی. فإن «6» حرکة الفکین إلی الاستقامة موافقة للقطع، و حرکتهما «7» إلی الجانبین موافق للمضغ. و کل حیوان لا یحتاج إلی مضغ کالطیر فإنما لفکه حرکة واحدة. و جمیع الحیوان یحرک الفک الأسفل کأن الأعلی لا یغنی لکثرة ما فیه و ما یتصل به من الأعضاء. و أما الأسفل فلا فعل له إلا ما ینتفع به فی الأکل، فلذلک «8» خص به المضغ.
و أما التمساح فلما لم یکن له عضو یقوم علیه و یعتمد فی قطع ما ینهشه فإن رجلیه قصیرتان و لم یکن کالأسد و غیره مما إذا عض اعتمد علی مقادمه و حرکة عنقه، و کان حیوانا یحتاج إلی غذاء لحمی قوی إنما یصیبه بالنهش «9» جعل «10» عضه أقوی. و العض الأقوی هو أن یکون العضو المنطبق مع أنه منطبق بالإرادة منطبقا بالطبع. و طبع حرکات «11» أعضاء الحیوانات «12» هو التسفل، و ذلک قد ینفع «13» فی أن یکون له وقع. و قد علم أن الضربة النازلة أقوی. و کما «14» أن التمساح له خاصیة «15» حرکة الفک الأعلی، کذلک للحیة خاصیة حرکة الرأس «16» وحده و بانفراده «17» إلی خلف، و ذلک لیمکنها من النظر إلی جمیع أجزائها طولا، فإنها لا تری من قدام شیئا من أعضائها لأن عینها «18» أخرج «19» أعضائها، و لا تقع علی ما هو أخرج منها فجعل لها هذه الحرکة لیکون لها أن تری أعضاءها.
و من الحیوانات البریة التی تبیض حیوان یسمی أسد الأرض و أظنه «20» یشبه العظایة «21»
______________________________
(1) ملصق: ملتصق ط؛+ جهة د، ط.
(2) دم: لحم د، ط.
(3) لأنه: ساقطة من م
(4) من حیث هو ملصق ... السمک ساقطة من سا.
(5) السمک:+ من حیث هو ملصق م.
(6) فإن: قال د، سا، ط، م.
(7) و حرکتهما: و حرکتها ب.
(8) فلذلک: و لذلک ط.
(9) بالنهش: النهش م
(10) جعل:+ له م.
(11) حرکات:
حرکة ط.
(12) الحیوانات: الحیوان سا
(13) ینفع: یقع م.
(14) و کما: فکلما ط
(15) خاصیة: خاصة د، م
(16) الرأس: للرأس م.
(17) و بانفراده: بانفراده م.
(18) عینها:
+ من د، سا، ط، م
(19) أخرج: إخراج سا، ط.
(20) و أظنه: داخلة ط
(21) العظایة: العضایة د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 376
و الحرباء، و هو کثیر الحرکة یتهیأ بنصبة ذنبه فیطابق «1» عنقه بهیئة «2» الأسد.
قال «3»: و هو «4» مهزول جدا لأنه قلیل الدم لشدة خوفه من کل شی‌ء، فیصده ذلک عن رزقه، و یتغیر لونه عند کل جزع «5» لشدة تأثیر «6» الخوف فی مزاجه.
و أما عظام الفک و الصدغین «7»، فتتبین «8» مع تبیننا لدروز «9» الفک، فنقول: إن الفک «10» الأعلی یحده من فوق درز مشترک بینه و بین الجبهة، مار تحت الحاجب من الصدغ إلی الصدغ، و یحده من تحت منابت الأسنان، و من الجانبین درز یأتی من ناحیة الأذن مشترکا بینه و بین العظم الوتدی الذی هو وراء الأضراس. ثم الطرف الآخر هو «11» منتهاه، أعنی أنه یمیل ثانیا إلی الإنسی یسیرا فیکون «12» درز یفرق بین هذا و بین الدرز الذی یذکره، و هو الذی یقطع أعلی الحنک طولا، فهذه حدوده.
و أما دروزه الداخلة فی حدوده، فمن تلک درز یقطع أعلی الحنک طولا، و درز یبتدئ ما بین الحاجبین إلی محاذاة ما بین الثنیتین «13»؛ و درز یبتدئ من عند مبتدأ «14» هذا الدرز، و یمیل عنده منحدرا إلی محاذاة ما بین الرباعیة و الناب من الیمین؛ و دز آخر مثله فی الشمال. فیتحدد إذن «15» بین هذه الدروز الثلاثة الوسطی، و الطرفین، و بین محاذاة منابت الأسنان المذکورة، عظمان مثلثان؛ لکن قاعدتا المثلثین لیستا عند منبت الأسنان بل یعترض قبل ذلک درز قاطع قریب من قاعدة المنخرین، لأن الدروز الثلاثة تجاوز هذا القاطع إلی المواضع المذکورة فیحصل «16» دون المثلثین عظمان یحیط «17» بهما جمیعا «18» قاعدتا المثلثین و منابت الأسنان و قسمان من الدرزین الطرفیین «19». و یفصل «20» أحد العظمین عن «21»
______________________________
(1) فیطابق: فیطابق بها: د، سا، طا؛ فی طابق ط، م
(2) بهیئة: کهیئة طا.
(3) قال: و قال ب، د، سا
(4) و هو: هو ب، د، سا.
(5) جزع: قرع ط، م
(6) لشدة تأثیر: لتأثیر: م.
(7) و الصدغین: و الصدغ د، سا، ط، م
(8) فتتبین: فتبین ط
(9) لدروز: الدروز ب، ط؛ لدور م
(10) الفک (الثانیة) للفک: ب، ط.
(11) هو (الثانیة): و هو ط.
(12) فیکون: و یکون ط.
(13) الثنیتین: الثنیین ط
(14) مبتدأ: ابتداء ط.
(15) فیتحدد إذن: فینحدران م.
(16) فیحصل: و یحصل ط
(17) یحیط: یحیطان سا، ط
(18) جمیعا: ساقطة من د، سا.
(19) الطرفیین:+ و منابتها د؛+ و منابت الأسنان م
(20) و یفصل: و یفضل سا؛ و ینفصل م
(21) عن: علی سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 377
الآخر ما ینزل من الدرز الأوسط، فیکون لکل عظم زاویتان قائمتان عند هذا الدرز الفاصل و حادة عند النابین و منفرجة عند المنخرین «1». و من دروز الفک الأعلی درز ینزل من الدرز المشترک «2» الأعلی آخذا إلی ناحیة العین، و کما یبلغ النقرة «3» ینقسم إلی شعب ثلاث: شعبة تمر تحت الدرز المشترک «4» مع الجبهة و فوق نقرة العین حتی تتصل بالحاجب، و درز دونه یتصل کذلک من غیر أن یدخل النقرة، و درز ثالث یتصل کذلک بعد دخول النقرة. و کل ما هو منها أسفل بالقیاس إلی الدرز الذی تحت الحاجب، فهو أبعد من الموضع الذی یماسه الأعلی، و لکن العظم الذی یفرزه «5» الدرز الأول من الثلاثة أعظم، ثم الذی یفرزه «6» الثانی «7».
______________________________
(1) المنخرین: المنخرب، د، سا، م.
(2) المشترک: المشترکة ط
(3) و کما یبلغ النقرة:
فکلما یبلغ الفک د؛ فکلما یبلغ النقرة سا، ط؛ فإذا بلغ الفک م.
(4) المشترک: المشترکة ط.
(5) یفرزه: یفوزه د؛ یقرره سا.
(6) یفرزه: یفوزه د؛ یقرره سا
(7) الثانی:+ ثم الذی یفرزه الثالث ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 378

الفصل التاسع (ط) فصل «1» فی تشریح الخد و الشفة و کلام فی أطراف الحیوان أیضا

الخد له حرکتان: إحداهما تابعة لحرکة الفک الأسفل، و الثانیة بشرکة «2» الشفة.
و الحرکة التی له تابعة لحرکة عضو آخر فسببها عضل «3» ذلک العضو. و الحرکة التی له بشرکة عضو آخر فسببها عضلة هی له و لذلک العضو بالشرکة. و هذه العضلة واحدة فی کل وجنة عریضة، و بهذا الاسم تعرف. فکل «4» واحدة منهما «5» مرکبة من أربعة أجزاء، إذ «6» کان اللیف یأتیها من أربعة مواضع أحدها منشؤه من الترقوة، و تتصل نهایاتها بطرفی الشفتین إلی أسفل و تجذب الفم إلی أسفل جذبا موربا. و الثانی منشؤه من القص «7» و الترقوة من الجانبین، و یستمر لیفها علی الوراب؛ فالناشئ من الیمین یقاطع الناشئ من الشمال و ینفذ، فیتصل الناشئ من الیمین بأسفل طرف الشفة الأیسر، و الناشئ من الشمال بالضد؛ و إذا تشنج «8» هذا «9» اللیف ضیق «10» الفم و أبرزه «11» إلی قدام فعل سلک الخریطة بالخریطة.
و الثالث منشؤه من «12» عند الأخرم فی الکتف و یتصل من فوق متصل ذلک «13» العضل؛ و یمیل الشفة إلی الجانبین إمالة متشابهة. و الرابع «14» من «15» سناسن الرقبة، و یجتاز بحذاء الأذنین، و یتصل بأجزاء الخد و یحرک الخد حرکة ظاهرة تتبعها الشفة، و ربما قربت جدا من مغرز الأذن فی بعض الناس و اتصلت به فحرکت «16» أذنه.
______________________________
(1) فصل: فصل ح ب؛ الفصل التاسع د، ط.
(2) بشرکة: لحرکة م.
(3) عضل:
عضلة هی له م:
(4) فکل: کل ب؛ و کل د، سا
(5) منهما: ساقطة من سا
(6) إذ:
إذا د، سا.
(7) القص: القس سا، ط.
(8) تشنج: تشنجت د، سا، م
(9) هذا:
هذه د، سا
(10) ضیق: ضیقت د، سا
(11) و أبرزه: فأبرزته د، سا؛ فأبرزه ط.
(12) من:
ساقطة من د، سا
(13) ذلک: تلک د، سا، ط، م.
(14) و الرابع:+ یأتی ط، م
(15) من: ساقطة من م.
(16) فحرکت: محرکة د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 379
و أما الشفة فمن عضلها ما ذکرنا أنه مشترک له و للخد، و من عضلها ما یخصها و هی عضل أربع: زوج منها یأتیها من فوق سمت الوجنتین، و یتصل بقرب طرفیها «1»؛ و اثنان من أسفل. و فی هذه الأربع کفایة فی تحریک الشفة وحدها، لأن کل واحدة منها إذا تحرکت وحدها حرکتها «2» إلی ذلک الشق. و إذا تحرک اثنان من جهتین انبسطت إلی جانبیها، فیتم لها حرکاتها إلی الجهات الأربع، و لا حرکة لها غیر تلک، فبهذه «3» الأربع کفایة. و هذه الأربع و أطراف العضل المشترکة قد خالطت جرم «4» الشفة مخالطة لا یقدر الحس علی تمییزها «5» من الجوهر الخاص بالشفة؛ إذ کانت الشفة عضوا لینا لحمیا لا عظم فیه.
و أما طرفا «6» الأرنبة «7» فقد یتصل بهما «8» عضلتان صغیرتان قویتان؛ أما الصّغر، فلکی «9» لا تضیق علی سائر العضل التی الحاجة إلیها أکثر، لأن حرکات أعضاء الخد و الشفة أکثر عددا و أکثر تکررا و دواما، و الحاجة إلیها أمس من الحاجة إلی حرکة طرف الأرنبة. و خلقت قویة لیتدارک ما یفوتها بفوات «10» العظم؛ و موردهما من ناحیة الوجنة «11»، و یخالط لیف الوجنة أولا. و إنما وردت من ناحیة الوجنة، لأن تحریکها إلیها «12».
و قد خص «13» الفک الأسفل بالحرکة دون الفک الأعلی لمنافع منها: أن تحریک الأخف أحسن؛ و منها أن تحریک الأخلی «14» من الاشتمال «15» علی «16» أعضاء شریفة تنکی «17» فیها الحرکة أولی و أسلم «18»؛ و منها أن الفک الأعلی لو کان بحیث یسهل تحریکه، لم یکن مفصله و مفصل الرأس محتاطا فیه بالإیثاق «19». ثم حرکات الفک الأسفل، لم یحتج فیها إلی أن تکون «20» فوق ثلاثة:
حرکة فتح الفم و الفغر، و حرکة الإطباق، و حرکة المضغ و السحق. و الفاتحة «21» تسفل «22» الفک
______________________________
(1) طرفیها: طرفها: د، سا، م.
(2) حرکتها: حرکته ب، د، سا، م.
(3) فبهذه:
فهذه سا، م.
(4) جرم: جزء من ط؛ جزءا من، م.
(5) تمییزها: تمیزها ط.
(6) طرفا: طرف د، ط، م
(7) الأرنبة: طرف الأنف [لسان العرب]
(8) بهما: به د
(9) الصغر فلکی: الصغری قلیلا سا.
(10) ما یفوتها بفوات:
یقویها و ما یقویها: بفوات سا؛ بقوتها فوات م
(11) الوجنة: ساقطة من م.
(12) إلیها:
إلیهما ط.
(13) و قد خص: و قد حصن سا؛ قد خص ط، م.
(14) الأخلی: الأعلی ط، م
(15) الاشتمال: اشتمال ط
(16) علی: ساقطة من ط
(17) تنکی: تنکا د، سا، م
(18) و أسلم: ساقطة من د، سا، ط، م.
(19) بالإیثاق: بإیثاق د
(20) تکون:+ فیها د.
(21) و الفاتحة: و الفاغرة د، سا
(22) تسفل: تسفک ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 380
و تنزله. و المطبقة «1» تشیله. و الساحقة تدیره و تمیله إلی الجانبین. و بین «2» أن حرکة الانطباق یجب أن تکون بعضلة نازلة من علو تشنج «3» إلی فوق، و الفاغرة بالضد، و الساحقة بالتوریب، فخلق «4» للإطباق عضلتان تعرفان بعضلتی الصدغ و قد صغر مقدارهما فی الإنسان إذ العضو المتحرک بهما «5» فی الإنسان صغیر القدر مشاشیّ خفیف الوزن، و إذ الحرکات العارضة لهذا العضو الصادرة عن هاتین العضلتین أخف.
و أما فی سائر الحیوان فالفک الأسفل أعظم و أثقل مما للإنسان، و التحریک بهما فی أصناف النهش و القطع و الکدم و القلع أعنف. و هاتان العضلتان لینتان لقربهما من المبدأ الذی هو الدماغ الذی هو جرم فی غایة «6» اللین، و لیس بینها و بین الدماغ إلا عظم واحد «7». فلذلک و لما یخاف من مشارکة الدماغ إیاهما فی الآفات إن عسی عرضت و الأوجاع إن اتفقت ما «8» یفضی بالمعروض له إلی السرسام و ما یشبهه من الأسقام، دفنها الخالق عز اسمه «9» عند منشئهما و منبعها من الدماغ فی عظمی «10» الزوج و نفذها «11» فی کن شبیه «12» بالأزج ملتئم من عظمی الزوج و من تعاریج نقب المنفذ المار معها «13» الملتبس حافاته «14» علیها «15» مسافة صالحة إلی مجاوزة «16» الزوج لیتصلب جوهرها یسیرا یسیرا و یبعد عن منبتها الأول قلیلا قلیلا.
و کل واحدة من هاتین العضلتین یحدث لها وتر عظیم یشتمل علی حافة الفک الأسفل، فإذا تشنج أشاله «17». و هاتان العضلتان قد أعینتا بعضلتین سالکتین داخل الفم منحدرتین إلی الفک الأسفل فی مغارة إذ کان إصعاد الثقیل مما یوجب التدبیر و الاستظهار «18» فیه «19» بفضل قوة.
______________________________
(1) و المطبقة: و المنطبقة سا
(2) و بین: نقین ط.
(3) تشنج: لتشنج د.
(4) فخلق: مخلقا سا.
(5) بهما: بها ط.
(6) فی غایة: غایة فی د، سا، م.
(7) واحد: ساقطة من د، م.
(8) ما: مما م.
(9) عز اسمه: تعالی ب؛ عز و جل د.
(10) عظمی: عظم د، م
(11) و نفذها: و نفذهما ط
(12) شبیه: شبیهة ط.
(13) معها: معهما ط
(14) حافاته: حافاتها ب، د، سا، م
(15) علیها: علیهما ط.
(16) مجاوزة: مجاورة د، سا، ط، م.
(17) أشاله: أشالته ط، م.
(18) و الاستظهار: الاستظهار سا، ط، م
(19) فیه: ساقطة من ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 381
و الوتر النابت من هاتین «1» العضلتین ینشأ من وسطهما لا من طرفهما للوثاقة.
و أما عضل الفغر و إنزال الفک فقد ینشأ لیفها «2» من الزوائد الإبریة التی خلف الأذن تنحدر فتتحد عضلة واحدة، ثم تتخلص وترا لتزداد وثاقة ثم تنتفش کرة أخری فتحتشی لحما و تصیر عضلة لئلا تتعرض «3» بالامتداد لمنال «4» الآفات ثم تلاقی معطف الفک إلی الذقن؛ فإذا تقلصت «5» جذبت اللحی إلی خلف فتسفل لا محالة. و لما کان الثقل الطبیعی معینا علی التسفل «6» کفی اثنتان، و لم یحتج إلی معین.
و أما عضل المضغ فهما عضلتان من کل «7» جانب عضلة مثلثة، إذا جعل رأسها الزاویة التی من زوایاها فی الوجنة امتد لها ساقان: أحدهما ینحدر إلی الفک الأسفل، و الآخر یرتقی إلی ناحیة الزوج. و اتصلت قاعدة مستقیمة فیما بینهما و تشبثت «8» کل زاویة بما یلیها «9» لیکون لهذه العضلة جهات مختلفة فی التشنج فلا «10» تستوی حرکتها، بل یکون لها أن تمیل «11» میولا مفتنة «12» یلتئم فیما «13» بینها «14» السحق و المضغ.
و الطیر تختلف فی أعضائها لاختلاف منافعها، مثل اختلافها فی أعناقها، فبعضها طوال الأعناق، و بعضها قصار الأعناق. فما «15» کان منها إنما یلتقم غذاءه فی جوف الحمأة و فی عمق المیاه، فإنه طویل العنق لیبلغ إلی ملقط رزقه. و ما کان منها لا یحتاج إلی ذلک، و یحتاج إلی قوة فی أصل عنقه، فهو قصیر العنق، مثل الشاهین. و ما کان مما رجله طویل لا یمکنه السباحة و الغوص و رزقه فی النقایع، طوّل ساقه لیحاذی به عنقه لیقوم فی المیاه و لا یغرق «16» و یرسل عنقه فی القعر. و أما الذی یمکنه السباحة و بین أصابعه جلود یصل بعضها ببعض لیسبح به «17» و یحسن «18» جذفها بسببه، لم یحتج إلی طول
______________________________
(1) هاتین: هذین م.
(2) لیفها: لیفهما ط.
(3) تتعرض: تعرض ب
(4) لمنال: لینال م.
(5) تقلصت: انفصلت سا؛ تفصلت ط.
(6) التسفل: التسافل د، سا، ط، م.
(7) کل: ساقطة من د، سا، م.
(8) و تشبثت: و سبثت د، سا؛ و تشبثت ط
(9) یلیها: یلیه د، سا، ط، م.
(10) فلا: فلإمالته م
(11) تمیل: تمتد سا.
(12) مفتنة: متفننة د، سا، ط
(13) فیما: مما د، سا، ط
(14) بینها: بینهما د، م.
(15) فما: فیما د.
(16) و لا یغرق: فلا یغرق ط.
(17) به: ساقطة من م
(18) و یحسن فیحسن ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 382
الساقین، لأمنه الغرق و لحاجته إلی قصرهما، لتکون سباحته أسهل و قوة رجله أشد.
و ما کان منها یلتقط الدیدان من الحمأة و غذاؤه من صغار السمک احتاج إلی منقار حاد، لیجمع «1» بین الطعن و الأخذ، و یکون انخراطه له أجمع من استعراضه. و ما کان منها یحتاج أن یلتقط من عمق الحمأة، طوّل منقاره لئلا یحتاج إلی إدخال رأسه و عینه فی الحمأة.
و الطائر و إن کان له رجلان فزاویة الرکبة «2» إلی خلف و الانثناء نحو قدام بخلاف الإنسان.
أقول: لأن «3» الإنسان شدید استواء القامة و الانثناء إلی الجانبین من جهة القامة، متفق الحال بالقیاس إلی قامته. لکنه ذو أرداف و أفخاذ عظیمة میلها إلی خلف للمنافع المقصود «4» فیها. فلو کان رجلاه ینثنیان إلی خلف، لکان یصعب إقامته عن قعوده؛ و أما انثناؤها «5» إلی قدام فهو أوفق لإقامتها.
و أما الطائر فإنه خفیف «6» الخلف ثقیل المقدم. و بالجملة فإن المفصل إنما «7» ینبسط و یقوم بامتداد العضل إلی خلاف جهة انثنائه، فیجب أن یجعل الانثناء إلی «8» خلاف جهة الثقل «9» حتی یقل «10» الثقل «11» بالمد إلی الاستقامة. فإن کان ثقل یراد أن یقوم بمد شی‌ء متصل به لا بشی‌ء یدفع «12» به فإنما «13» یمد من جهة هی خلاف «14» جهة انکبابه.
قال: جمیع الجوارح «15» سریعة «16» الطیران علی قدر أجسامها فی العظم لیسهل لها اللحوق.
و قد خلق سائر الطیر سریعة «17» الطیران «18» لیجود هربها، إلا العظام الأبدان الأرضیة فإنها لمزاجها «19» لا تحتمل ذلک «20». کل طائر له مخلب فی کفه، فلا یحتاج إلی مخلب فی ساقه، لأن ما له مخلب فإنما یبطش بالعرض و من قدام؛ فإن بطش من خلف بطل القبض، و القبض أوفق للقتال و أولی أن یبطش به طیرانا. و أما المخلب علی الساق فإنما یمکن
______________________________
(1) لیجمع: ساقطة من د.
(2) الرکبة:+ منه ط.
(3) لان: إن ط، م.
(4) المقصود: المقصودة د؛ سا، م.
(5) انثناؤها: انثناؤهما ط.
(6) خفیف:
ضعیف ط
(7) إنما: فإنما ط.
(8) إلی (الثانیة): علی م
(9) الثقل: انکبابه م.
(10) یقل: یقبل سا؛ یصل م
(11) الثقل: ثقل ط.
(12) یدفع: یرفع د، سا
(13) فإنما: و إنما ط، م
(14) خلاف: خلف د، سا، م.
(15) الجوارح: الحیوان ط، م
(16) سریعة: سریع ط، م.
(17) سریعة: سریع ط، م
(18) الطیران: ساقطة من ب.
(19) لمزاجها: یمزاجها د
(20) ذلک: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 383
الجرح به عند القیام علی الأرض، و لذلک یوجد فی الطیر «1» الثقال الأرضیة التی لو خلق لها مخالب «2» لتعذر علیها المشی و لشبث «3» بها کل شی‌ء. و کل طائر طویل العنق قویه فهو یبسطه «4» عند الطیران، فذلک «5» أوفق له فی خرق الهواء، و هذا مثل الکرکی. و أما «6» إذا کان عنقه طویلا ضعیفا، فإنه یقبضه إلی صدره عند الطیران، مثل مالک الحزین.
فأما «7» حال حلقه أوراک «8» الطیور فقد فیل فیه.
قال: ضرب من السمک یسبح، لا بأجنحة ینتفع بها فی السباحة، بل یلی بدنه کالحیة، و أظن أن «9» المارماهی «10» بهذه الصفة. و أوضاع أجنحة السمک مختلفة، و کذلک عددها. ما کان من السمک له نفانغ کثیرة فهی أعیش فی البر، لأن انسداد مسامه یبطئ.
و لا یسرع الدلفین، لکبر بدنه، و لأنه متنفس خلق لنفسه أنبوبة کبیرة.
و کان للخفاش ذنب لتشوش «11» علیه الطیران.
النعامة تشبه الطیر فی أشیاء، و تشبه غیر الطیر فی أشیاء. فلأنه «12» لیس بذی أربعة أرجل و له «13» جناحان، و لأنه «14» لیس بطائر فلیس «15» الریش علی جناحه کما یکون علی جناح «16» الطیر، بل هو زف شعری «17». و لأنه یشبه «18» ذوات الأربع فله «19» أشفار شعریة، و لأنه «20» یشبه الطیر فأسفل أعضائه کثیر «21» الریش «22». و لأنه «23» یشبه ذوات الأربع «24» فله «25» ظلف، و لأنه یشبه الطیر فظلفه «26» مخلبی «27».
______________________________
(1) الطیر: طیر ط.
(2) مخالب: مخالیب د؛ مخلب م
(3) و لشبث: و لیشبث ط.
(4) فهو یبسطه: فهی تنبسط ط؛ فهو یبسط م.
(5) فذلک: فلذلک د
(6) و أما:
فأما ط.
(7) فأما: و أما د، سا
(8) أوراک: إدراک ط.
(9) و أظن أن:
و أظن أنه ط؛ فإن م
(10) المارماهی:+ هی ط.
(11) لتشوش: لتعذر سا.
(12) فلأنه: فلأنها ط.
(13) و له: فله د، سا؛ فلها ط.
(14) و لأنه: و لأنها ط
(15) فلیس: و لیس م
(16) جناح: صغار سا.
(17) هو زف شعری:
زف شعری ط؛ أشفار شعریة م.
(18) ذوات ... یشبه: ساقطة من ب، م
(19) فله: فلها ط
(20) و لأنه: و لأنها ط.
(21) کثیر: کثیرة د، م؛ کثرة ط
(22) و لأنه (الأولی و الثانیة): و لأنها ط
(23) و لأنه یشبه ذوات ... الریش: ساقطة من سا.
(24) الأربع:
الأربعة ب، سا
(25) فله: فلها ط.
(26) فظلفه: فظلفها ط
(27) مخلبی:+ تمت المقالة الرابع عشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 384

المقالة الخامسة عشرة من الفن الثامن من جملة «1» الطبیعیات «2» «3»

الفصل الأول (ا) فصل «4» فی أحوال تولد الحیوان و توالده و فیه تشریح الذکر و الرحم‌

الحیوان «5» الذی «6» یولد فی غیره هو الذکر، و الحیوان الذی یلد من غیره فی ذاته إلی کمال الکون أو إلی بعض استحالة الکون هو الأنثی. و لو «7» کان حیوان یلد من ذاته لم یکن فیه ذکر و لا أنثی. و قد أشرنا فی الفن الثانی «8» إلی ما یعلم حاله من هذا الباب.
الحیوانات الدمویة مما یمشی «9» و مما یطیر «10» و مما یزحف «11» کلها تکون عن «12» ذکر و أنثی.
و أما المحززات فقد تتولد عن العفونة، و قد یکون فیها ذکر و أنثی، و بینهما «13» سفاد، لکنها لا تلد حیوانا مثلها «14»، بل دودا و لو کان یلد مثلها لکان توالدیا «15» لا تولدیا، فإذا ولد «16» غیر «17» جنسه، وقف عند المولود الأول، و لم یذهب إلی غیر النهایة جنس عن جنس، فإن الطباع محدودة «18» التفاصل «19»، فتکون «20» الحیوانات منها ما یلد ولادة تامة،
______________________________
(1) من جملة الطبیعیات: و هی ثلاثة فصول د [ثم نذکر هذه النسخة عناوین الفصول الثلاثة]
(2) من الفن ... الطبیعیات: ساقطة من ب
(3) جملة: ساقطة من م.
(4) فصل: فصل آ ب؛ الفصل الأول د، سا.
(5) الحیوان: و الحیوان ط
(6) و الحیوان الذی: و الذی ط، م.
(7) و لو:
و إن سا.
(8) الثانی: النباتی د، سا.
(9) مما یمشی: ما یمشی م
(10) و مما یطیر: و ما یطیر د، سا
(11) و مما یزحف: و ما یزحف د، سا.
(12) عن: من ط، م.
(13) و بینهما:
و بینها ط.
(14) مثلها: مثله د، سا
(15) توالدیا: توالدا د.
(16) ولد: تولد ط
(17) غیر: من د؛ عن سا، ط، م.
(18) محدودة: محدود د، ط، م
(19) التفاصل: المفاصل د، م؛ المقاصد سا، ط
(20) فتکون: و تکون ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 385
و منها ما یلد «1» ولادة غیر تامة، من ذلک ما یلد بیضا، و منها ما یلد دودا و الذی یلد بیضا، فمنه ما یلد «2» بیضا تاما کالطیر، و منه ما یلد بیضا غیر تام کالسمک، لأن بیضها ینشو «3» و ینمو بعد الوضع.
و عندی أن الحیوان المحزز المتولد عن العفونة «4» لا یلد دودا البتة، بل بیضا بزریا، ثم یصیر دودا. و لا یبعد أن ینقلب الدود إلی طبع ما کان عنه و تولد، أعنی لیس تولیده دودا دلیلا علی أن تولیده یقف علی الدودیة و لا یتعدی إلی إخراج مشارک للنوع.
و یحتاج أن یتأمل هذا من التجربة، فقد «5» ظهر ببلدة من بلاد خراسان یقال لها «6» أسقینقان «7» عقیب مطر مطرت دود قزلا یحصی «8» کثرة «9» فراسخ «10». و کل «11» واحد «12» منها «13» نسج علی نفسه القز و خرج فراشا و ألقی بزرا، لکن «14» القز الذی نسجه «15» لم یکن متصل الأجزاء، فکان «16» لا یتصل انحلاله فی الآلة التی یوجد «17» بها، فلم یعتن «18» الناس ببزره.
و عندی أن الناس لو عنوا ببزره و علفوه ورق الفرصاد لما کان یبعد أن یکون «19» القز المتولد عنه «20» کسائر القز. و هذا توهم أتوهمه. و حزم القضیة علی أن المحززات المتولدة من تلقاء أنفسها تلد دودا، هو مما لا یعجبنی، فإنه لیس یشهد أحد ولادتها.
و أما الدود فقد یتکون عن بیض «21» الفراش و بیض دود القز و بیض الجراد، ثم یصیر دودا، ثم ینسلخ، و یصیر الحیوان الذی ولده. فلا یستغرب «22» أن یکون ما یلده سائر «23» المحززات «24» هکذا. فعسی إن ما شاهدوا من الأحوال الثلاثة، الوسط منها، و هو کونه دودا. و قد «25» ولد صدیق لنا فیما أظن عقارب توالدت بعد أن تولدت. فلیس «26» یجب
______________________________
(1) و منها ما یلد: و یلد سا.
(2) و منها ما یلد دودا ... ما یلد بیضا: ساقطة من د.
(3) ینشو: ینشأ د، ط، م.
(4) العفونة: عفونة سا.
(5) فقد: قد ب.
(6) لها: له د، ط، م
(7) اسقینقان: أسفسفان ب؛ أسفینقان م.
(8) لا یحصی: و لا یحصی ب
(9) کثرة: کثیرة ط
(10) فراسخ:+ فی فراسخ سا، ط، م
(11) و کل: فکل د، م
(12) واحد: واحدة ط
(13) منها: ساقطة من م.
(14) لکن: لکف د
(15) نسجه: غزله سا
(16) فکان: و کان د.
(17) یوجد: یؤخذ د، سا، ط
(18) یعتن:
یعبؤه سا.
(19) أن یکون: ساقطه من ط.
(20) عنه: منه ط، م.
(21) بیض: بعض م.
(22) فلا یستغرب: و لا یستغرب م
(23) سائر:+ جمیع ط، م.
(24) المخرزات: الحیوانات سا.
(25) و قد: فقد ط
(26) فلیس: لیس د، ط، م؛ و لیس سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 386
إذا کان الحیوان یتکون بالتوالد أن لا یتکون بالتولد، فإنه یجوز أن یکون التوالد یحفظ النوع، و التولد «1» یحدث فی الأحیان أشخاصا تبتدئ منها الولادة، کما أن الناس ربما قطع التوالد و التولد عنه واحد ینتهی منه إلیه التولد. و یجوز أن تکون العوارض التی تعرض فی الهواء تقطع النسل، ثم یعود النوع بالتولد، فیکون التولد و التوالد معاونین «2» فی استحفاظ النوع.
و قد «3» وجدنا فی الوادی الذی یسیل عند بهستون حیوان الجند بیدستر، و معلوم أن ذلک الوادی حادث و أن هذا الحیوان فی غالب الظن الشدید الغلبة قد تولد فیه، فإنه لا یجوز أن یقال إنه صار إلیه من البحار التی «4» یکثر فیها «5» للبعد العظیم بین ذلک الموضع و بین البحار. و کثیرا «6» ما تحفر قنی و یسیل منها میاه إلی برک و مصانع لا عهد للبقعة بالسمک، فیتولد فیها «7» سمک یتوالد. و هذا شی‌ء کأنا «8» أومأنا إلیه فی غیر هذا الموضع.
قال: الذکر یخالف الأنثی بالبیضة المعلقة و بالرحم، و إذا قطع الذکر تغیر «9» مزاج البدن، و لیس یبعد «10» أن یکون المزاج الذکوری یفیض فی الأعضاء بعد القلب من عضو واحد عند ما «11» یتم فعله، و هو عند الإدراک. فإذا قطع ذلک العضو انحسم «12» عن الأعضاء المزاج الذکوری فلم ینبت الشعر فی المنابت الخاصة بالرجال و لم یستحل الصوت إلی صوت الرجال. فأما إن کان القطع بعد هذا و حصل «13» المزاج الذکوری منه فی الأعضاء و تقرر «14»، لما صار «15» القطع مانعا عن نبات اللحیة بعد تحلقها «16» و عن «17» النغمة الذکریة «18».
بعض الذکران لا خصیة له، فلذلک هو سریع الإنزال جدا کأنواع «19» السمک.
و إنما یکون له مسیلان «20» للمنی مستقیمان.
______________________________
(1) و التولد: ساقطة من د، سا، ط. عند د، سا، ط، م.
(2) معاونین: متعاونین د، سا، ط، م.
(3) و قد: قد ب، د، م.
(4) التی: الذی ط، م
(5) فیها: فیه ط، م.
(6) و کثیرا: و کثیر د، سا.
(7) فیها: بها د، سا
(8) کأنا:+ قد ط، م.
(9) تغیر: تعین د.
(10) یبعد: ببعید د، سا.
(11) عند ما: عند د؛ بعد ما سا
(12) انحسم: یحسم م.
(13) و حصل: و تهیأ د، سا؛ و تقرر ط،.
(14) و تقرر:
و تهیأ ط، م
(15) لما صار: لم یصر د، سا، ط، م
(16) تحلقها: تخلقها ط
(17) و عن: و لا عن ط، م
(18) لذکریة: الذکوریة سا.
(19) کأنواع:+ من د، سا، ط، م.
(20) میلان: سبیلان د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 387
قال: و الأنثیان فی ذوات الأنثیین لیستا جزءا من مجاری المنی، بل هما کالمنفصلین عنه. و أما الذکر فمنشؤه من رباطات تنشأ من عظم العانة و من لحمه، و هو متخلخل الخلقة لیکون له أن یتمدد بما ینفذ فیه «1» من الروح عند الحاجة و یسترخی عند الاستعناء فلا یؤذی بدوام انتصابه «2». و فی تمدده فائدتان: إحداهما حسن تهیئه للدخول «3» فی عنق الرحم و یمکنه من الاقتضاض، و الثانیة استواء المجری لیتمکن من ذرق سوی یقصد «4» معه حلق فم الرحم، و من عرض له فی «5» طرفی کمرته اعوجاج إلی أسفل لقصور «6» الوترة فلا یولد أو یقطع الوترة التی إنما خلقت للزینة، و لیکون للکمرة «7» اعتماد. و أوفق «8» المواضع للقطع هو الوسط من تحت. و من طال ذکره جدا، قل إعلاقه لأن المنی یسافر مسافة طویلة إلی أن یبلغ الرحم، و هو سریع الاستحالة مع مفارقته «9» معدنه الذی یتولد فیه.
و أما الرحم فوضع خلف المثانة و قبل المعاء لیکون له من الجانبین مفرش و یکون «10» فی حرز، و ذلک بسبب الجنین.
و العضلة «11» المحرکة «12» للذکر زوجان: زوج تمتد عضلتاه عن جانبی الذکر، و إذا تمددتا وسعتا المجری و بسطتاه فاستقام المنفذ و جری فیه المنی بسهولة؛ و زوج ینبت من عظم العانة، و یتصل بأصل الذکر علی الوراب، فإذا اعتدل تمدده انتصبت الآلة مستقیمة، و إن «13» اشتد أمالها إلی خلف «14»، و إن عرض الامتداد لأحدهما «15» مال إلی جهته.
قال: و قد خلقت الأنثیان معلقتین لیحسن به نصبه أوعیة «16» المنی؛ و إنها «17» لما خلقت معوجة ملتفة لتثبت مادة المنی مدة النضج «18» احتیج «19» أن یکون منتهاها. و حیث
______________________________
(1) فیه: ساقطة من م.
(2) انتصابه:+ و إذن سا
(3) للدخول: لدخول م.
(4) یقصد: لا تقصیر ط.
(5) جلق فم الرحم و من عرض له فی: کمن فی د، سا، ط؛ طرفی م.
(6) لقصور: لقصر سا.
(7) للکمرة: للکرة م
(8) و أوفق: أوفق م.
(9) مفارقته: مفارقة ط.
(10) و یکون: و لیکون ط.
(11) و العضلة: و العضل د، سا
(12) المحرکة: المحرک د.
(13) و إن: فإن سا
(14) خلف:
الخلف ط
(15) لأحدهما: و لأحدهما ط.
(16) نصبه اوعیة: نصب أوعیته ط؛ ساقطة من م
(17) و إنها:
فإنها د، سا، ط.
(18) و إنها ... النضج: ساقطة من م.
(19) احتیج:+ إلی ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 388
یتم فیه یکون المنی شیئا فی طباعه أن یجذبها یسیرا إلی الاستقامة مثل ما یعرض للدواب التی تزرق «1» فی أن تعلق «2» منها مثقلة یسیرة لتردها عن إفراط الزرق «3» إلی استقامة ما، و کمنوال المنسج. و هذه «4» لیست المنفعة المطلقة و الأولیة للأنثیین، بل هذه إحدی المنافع. و أما منفعتها الحقیقیة فقد ذکرت «5» فی هذا الکتاب، و بین «6» أنه شی‌ء به یتم تولد المنی و فیه. و لیس إذا حصل للعضو منفعة ما فقد حرم سائر المنافع، و لیس قوله: إن الأنثیین تمتزج «7» من مجاری المنی هو قوله: إنه لا منفعة له فی تولد المنی، بل معناه ما قلناه «8» فی التشریح من أن «9» الأنثیین کجوهر غریب مما یتصل به. و کیف و لیس نفسه مجری، بل «10» مخالف للمجری، کأنه غدة فی مجری.
فإلی هذا یذهب المعلم الأول، لا إلی ما یشنع علیه الطبیب.
و إذا «11» خصی الحیوان انجذبت العلاقات إلی فوق و انقطعت عن «12» القضیب حتی لا تجری «13» مادة المنی. و حکی أن ثورا خصی و نزا فی الوقت فأحبل، کأن المنی کان قد اندفع إلی أوعیة المنی التی بعد الخصیة فانقذف.
قال: إن الزرع مما یسفد «14» و قتاما إنما یجتمع فیه و ینضج فی ذلک الوقت، و لا یکون فی غیره. و کل «15» ما لا ساقان له فلا ذکر و لا أنثیین «16» له، و لذلک یفقد الذکر.
السمک یتم بیضه خارجا کما أن «17» الشجر یتم بزره خارجا عنه.
یقول: إن آلة «18» التولید التی للإناث و هی «19» الرحم «20» فی أصل الخلقة، مشاکلة لآلة التولید التی للذکران، و هو «21» الذکر و ما معه «22». لکن أحدهما نام مبرح إلی خارج،
______________________________
(1) تزرق: یزرقنن د؛ تزرقین سا، ط، م
(2) تعلق:+ مادة ط
(3) الزرق:
التزرقن د؛ التزرق سا، ط، م.
(4) هذه: هذا ب، د، سا.
(5) ذکرت: ذکر د، سا، ط. م
(6) و بین: و ذکر د، سا.
(7) تمتزج: لیس بجزء د، سا، ط.
(8) ما قلناه:
ما قلنا ب، د، ط، م.
(9) أن: ساقطة من م.
(10) بل:+ هو ط، م.
(11) و إذا: قال و إذا د، سا
(12) عن: من ط.
(13) لا تجری: تجری م.
(14) یسفد: یفسد د، سا، ط، م.
(15) و کل: کل د، سا، ط، م.
(16) أنثین:
أنثی د، سا، ط، م.
(17) أن: ساقطة من ب، د، سا، م.
(18) آلة: ساقطة من سا
(19) و هی:+ فی د
(20) الرحم:+ هی سا.
(21) و هو: و هی سا
(22) و ما معه: و معه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 389
و الآخر ناقص محتبس فی الباطن کأنه مقلوب آلة الذکران؛ فکأن «1» الصفن صفاق الرحم، و کأن القضیب عنق الرحم. و البیضتان للنساء کما للرجال، لکنهما فی الرجال کبیرتان بارزتان و فی النساء صغیرتان باطنتان. و کما أن للرجال أوعیة للمنی بین البیضة و بین المقذف من أصل القضیب کذلک للنساء أوعیة للمنی «2» بین الخصیتین و بین المقذف «3» إلی داخل الرحم. لکن التی «4» للرجال تبتدئ من البیضة و ترتفع إلی فوق و تندس فی النقرة التی تنحط منها علاقة البیضة محرزة «5» موثقة «6» ثم تنثنی هابطة متوربة متعرجة «7» ذات «8» التفافات یتم فیها نضج المنی حتی یعود و یفضی إلی المجری الذی فی الذکر من أصله من الجانبین؛ و بالقرب منه ما یفضی أیضا طرف عنق المثانة، و هو طویل فی الرجال، قصیر فی النساء. و أما فی النساء فیمیل من البیضتین إلی الخاصرتین کالقرنین عند الجماع فتسویان «9» عنق الرحم للقبول و هما أقصر مرسل «10» زرعه فی الرجال.
و یختلفان فی أن أوعیة المنی فی النساء «11» قریبة «12» اللین من البیضتین. و لم یحتج إلی تصلیبهما و تصلیب غشائهما «13»؛ لأنها «14» فی کن و لا تحتاج إلی زرق بعید. و أما فی الرجال فلم «15» یحسن وصلهما «16» بالبیضتین، فکانت «17» تؤذیها «18» إذا توترت بصلابتها «19»، بل جعل بینها «20» واسط «21» یسمی إبدیدومس «22» یأتی «23» المقذف عند الأطباء «24» و إلی «25» باطنه.
و عند المعلم الأول أن المرأة تقذف زرعها إلی خارج عند ثقب تحت ثقب «26» البول، و قد تحققت صحة هذا من الرجوع إلی النساء. و بالحری أن یکون هذا لیکون فم
______________________________
(1) فکأن: و کأن ط، م.
(2) للمنی: المنی ط.
(3) المقذف: المستفرغ د، سا، م
(4) التی: الذی د، سا، ط، م.
(5) محرزة: محوزة د، سا
(6) موثقة: موقبة د، سا ط؛ موقاة م.
(7) هابطة متوربة متعرجة: هابطا متوربا متعرجا د، سا، م هاربا متوربا متعرجا ط.
(8) ذات: ذو د، سا، ط؛ ذا م.
(9) فتسویان: فیستویان د، ط، م
(10) مرسل: من شک د، ط؛ مرتبک سا.
(11) النساء:+ تتصل بالبیضتین لأن أوعیة المنی فی النساء ط
(12) قریبة: قریب د، سا، ط، م.
(13) تصلیبهما و تصلیب غشائهما: تصلیبها و تصلیب غشائها د، سا، م
(14) لأنها: لأنهما ط.
(15) فلم: فلمن م
(16) وصلهما: وصلها سا
(17) فکانت: و کانت ط، م
(18) تؤذیها: تؤذیهما د، سا، ط، م
(19) بصلابتها: بصلابتهما د، ط، م.
(20) بینها: بینهما د، سا، ط، م
(21) واسط: واسطة ط
(22) ابدیدومس:
أفدیدومس د، سا، ب، أقدیدومنس ط الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 389 الفصل الأول(ا) فصل فی أحوال تولد الحیوان و توالده و فیه تشریح الذکر و الرحم ..... ص : 384
(23) یأتی: و یأتی ط
(24) الأطباء: الإطفاء د، سا، م
(25) و إلی: فإلی ط، م.
(26) تحت ثقب: ساقطة من ب، د، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 390
الرحم ینزعج للجذب عند إحساس بمنی «1» نفسها أو سیلانه فینجذب «2» مع ذلک منی الرجل، إذا توافق الصبتان معا. و لو کان الرحم یجذب منی الرجل نفسه «3» من غیر مزعج إلی ذلک عنه، و إنما یجذبه طباعا، لکان یجب أن یجذبه کل وقت ینزل الرجل. و من المعلوم تجربة یقینیة أنها إنما تجذب عند ما «4» تنزل هی. فبالحری أن یکون صب منیها إلی خارج «5» فم الرحم لیجذب المنیین معا. علی أنا لا نستبعد أن یکون عند ما ینزل یطلب من خارج منی الرجل فیفعل فی وقت واحد صب منیها و طلب الشی‌ء الذی یحتاج أن یقترن «6» به «7» جذبا، لکن الأول أولی، و تصدقه شهادة النساء الفطنات.
و عند المعلم الأول، أن مجری زرعهن إلی خارج ضیق جدا، و تکتنفه لحوم غددیة فی کلیهما «8» تحیط «9» به «10» و بعنق المثانة، و یرسل رطوبات حارة أرق من المنی تدغدغ و تهیج للجماع. و المنی فی الرجال أنضج، و یأتی الخصیتین من العروق المعوجة «11» المتلففة الشبیهة بعراجین الکرم التی تأتیه دما و ینضج و یستحیل فیها بعض الاستحالة إلی المنویة متشبها «12» بطبیعة البیضة و الرطوبة البیضاء التی فیها و خصوصا لما یتخضخض «13» من الروح الهوائی.
و خلق «14» الرحم ذات «15» عروق کثیرة تتشعب من العروق التی ذکرناها «16»، لتکون هناک عدة للجنین «17» و لتکون «18» للفضل «19» الطمثی مدرا «20». و ربطت الرحم بالصلب برباطات قویة، و جعلت من جوهر عصبی له أن یتمدد کثیرا عند الاشتمال، و أن یجتمع إلی حجم یسیر عند الوضع، و لیس یستتم تجویفها إلا مع استتمام النمو کالثدیین لا یتم حجمها إلا مع استتمام النمو؛ لأنه قبل ذلک معطل لا یحتاج إلیه، و له فی الناس تجویفان و فی غیرهم «21» تجاویف بعدد «22» حلم الأثداء «23».
______________________________
(1) بمنی: من د، سا، ط، م.
(2) فینجذب: فیجذب م.
(3) نفسه: وحده سا.
(4) عند ما: عنه ما ط.
(5) خارج، الخارج سا.
(6) یقترن: یقرب ط، م
(7) به:
منه ط.
(8) کلیهما: کلاهما ب، م؛+ لیفیة ب
(9) تحیط: تحیف د، سا، م؛ تحیطه ط؛ تحیف به طا
(10) به:+ کنفیة م.
(11) المعوجة: المنعرجة د، سا، ط؛ المتوجهة م.
(12) متشبها: مشتبها م.
(13) یتخضخض: یتخضض سا، ط، م؛+ فیه د، سا، ط.
(14) و خلق: و خلقت د، سا
(15) ذات: ذوات د، سا
(16) ذکرناها: ذکرنا ب، د، ط، م.
(17) للجنین: الجنین م
(18) و لتکون: و تکون م
(19) للفضل: الفضل د، م
(20) مدرا:
مدد سا.
(21) غیرهم: غیره ب، د، سا م.
(22) بعدد: بعد سا.
(23) الأنداء:+ و اللّه الموفق سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 391

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی أسباب أحوال مادة الإیلاد

الحیوان البیّاض بعضه یبیض داخلا و یولد داخلا، و بعضه یبیض داخلا و یتم بیضه داخلا و یلد خارجا، و بعضه یتم بیضه خارجا کالسمک. و الذی یلد: بعضه ما یلد تاما، و بعضه یلد غیر تام، بل یلد دودا، و ذلک الدود یتم خارجا. و ما یبیض غیر تام یبیض فی أسافل بطنه لئلا یثقل علی الحجاب بتقریب فعل «2» الجنین منه، و لا تعسر به الولادة التی یعسرها کل ما یجذب الجنین إلی فوق مثل العطاس.
ما کان من الحیوان لین الجلد خلقت بیضتاه خارجتین. و أما «3» صلب الجلد، فلم یجعل بیضه من خارج، و إلا کان یحیط به خزف فیؤلمه. و جلد الطیر أیضا إلی الخشونة «4»، و کذلک جلد الفیل و القنفذ فلیس موافقا لمماسة البیضة.
الحیوان «5» البیاض فسبیل «6» ثفلیه الیابس و الرطب واحد. و السلحفاة فسبیل ثفلیها واحد أیضا، و لها سبیل آخر للولادة لا للبول.
بعض الحیوان یسفد بالنزو، و بعضه بتماس «7» الطرفین، و بعضه بالمشابکة. و من المحززات ما لا یتسافد، بل یتولد، و منها ما یتسافد. و الذکر منها أصغر جثة من الأنثی، و کذلک فی بعض الطیر، لأن ذلک أوفق. و تکون الأنثی ترسل إلی «8» الذکر ما یلتقم عضو تولیده.
______________________________
(1) فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) فعل: ثقل د، سا، ط.
(3) و أما:
فأما ط، م.
(4) الخشونة: الجسو د، سا.
(5) الحیوان: و الحیوان ط، م
(6) فسبیل: سبیل د، سا، ط، م.
(7) بتماس: بمماسة تماس د؛ بمماسة سا؛ یماس ط؛ بمماس م.
(8) إلی: ساقطة من م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 392
و بعد هذا، فإن أکثر کلام المعلم «1» الأول هو «2» فی المنی و الزرع. و فی هذا الموضع یظن بالمعلم الأول أنه یری أن «3» لا نطفة للنساء. و الدلیل علی فساد قولهم: إنه یقول فی فصل إن الولد قد یکون إذا أنزل الرجل دون المرأة، و قد لا یکون إذا أنزلا معا. و هذا یدل علی أن لهما جمیعا إنزال منی بوجه ما. ثم یقول فی موضع: إن الزرع منه الولاد، و دم الطمث غذاء، و لا یحتمل علی مذهبه أن یکون هذا الزرع زرع الرجل. قال: و ینبغی أن یتعرف هل المنی یخرج من البدن کله أم لا، فقد ظن أنه یخرج من جمیع البدن، علی أنه یخرج من اللحم جزء لحم و من العظم جزء عظم. و الداعی إلی هذا الظن عموم اللذة و مشاکلة عضو المولود لعضو «4» ناقص من والدیه أو لعضو «5» ذی زیادة أو شامة. و أیضا من جهة کلیة المشابهة و نزوع العرق «6» یجب «7» أن یکون سبب المشابهة عامة النسبة إلی البدن کله. فإن کان البدن کله یرسل المنی فکل عضو یرسل قسطه، و إلا فالشبه یکون بحسب عضو واحد.
لکن «8» هذه الاحتجاجات غیر مقنعة، فإن المشاکلة قد تقع فی الظفر و الشعر، و لیس یخرج منهما شی‌ء؛ و لأن المولود قد یشبه جدا بعیدا و لیس یبقی له زرع. فقد حکی أن واحدة ولدت من حبشی ابنة «9» بیضاء ثم إن تلک ولدت أسود. و الزرع لیس ترسله الأعضاء المرکبة الآلیة من حیث هی آلیة و تقع فیها شبهة «10».
قال: و أیضا فإنه لو کان المنی بالصفة الموصوفة لکان المنی حیوانا صغیرا، لأنه یکون فیه من کل عضو جزء، ثم کیف یعیش ذلک الحیوان أن کانت أعضاؤه غیر موضوعة وضعها الواجب، و إن کانت الأعضاء موضوعة وضعها الواجب فیکون منی الإنسان إنسانا صغیرا.
______________________________
(1) المعلم: التعلیم د، سا
(2) هو: ساقطة من ط.
(3) أن: أنه سا، ط، م.
(4) لعضو (الأولی): بعضو ط
(5) لعضو (الثانیة): بعضو سا.
(6) العرق: العروق ط
(7) یجب: فیجب د، سا، ط.
(8) لکن: لکف د.
(9) ابنة: بنتا د، سا، ط.
(10) شبهة: مشابهة د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 393
قال «1»: بل إن کان أیضا «2» مع ذلک للأنثی «3» منی مواط «4» فی الاسم فیه ما فی منی الرجل یکون «5» عند إنزالهما جمیعا فی الرحم منیّان هما إنسانان أو حیوانان «6» آخران. و أیضا فإنه ما المانع أن یولد من المرأة وحدها إذا أنزلت «7» و فی منیّها الأعضاء مفصلة «8» و القوی محصّلة و أنها مکان المنی.
و ما یقولون فی أعضاء التولید و إنها کیف تکون فإنا نعلم یقینا أن من الناس من یولّد إناثا فیستحیل إلی أن یولد ذکرانا، و أن ذلک بسبب استحالة المزاج حتی «9» یکون أحد المنیین بمزاج و الآخر بمزاج آخر غیر ذلک المزاج یتولد معه العضو. و لیس أن العضو تارة خرج من الذکر و فیه أجزاء عضو «10» الذکران، و تارة خرج و فیه أجزاء عضو الإناث. و کذلک «11» سیجوز أن تقع فی سائر الأعضاء بسبب الاستحالة لا بسبب ثقل الجزء.
قال: و أیضا فکثیر من الحیوان یلد عن غیر جنسه، بل یلد دودا یتصور بصورة أخری کنوع من الذباب و الفراش، و لا یمکن أن ینسب ذلک إلی الأعضاء المتشابهة الأجزاء. و قد یسفد الحیوان سفادا واحدا فیتولد «12» منه حیوانات أکثر من واحد «13»، و ربما کانت ذکورا و إناثا، و لیس یمکن أن یقال إن المنی فیها «14» یختلف. و أیضا فإن الغصن من الشجر الذی لم یثمر بعد یغرس فیثمر، فإن کان الغصن «15» من الغصن فقط دون الثمرة «16» لمشابهة «17» له، و لیس هناک ثمرة حتی ینزع إلیه الشبه «18»، فما کان ینبغی أن یثمر، اللهم إلا أن یقولوا إن الغصن یکون فیه أجزاء من الثمر «19»، و یجعل الثمر فی أصلها مخلوطا «20»، کل «21» جزء بکل جزء.
فإن کان هکذا فلا یبعد أن یکون فی الحیوان کذلک. فلیس یحتاج أن یجی‌ء المنی
______________________________
(1) قال: ساقطة من سا
(2) أیضا: ساقطة من م
(3) للأنثی: للإنسان ط
(4) مواط:
مواطی د.
(5) یکون: فیکون د، سا
(6) أو حیوانان: و حیوانان ط.
(7) أنزلت:
نزلت ط
(8) مفصلة: ساقطة من ب، م.
(9) حتی: ساقطة من م.
(10) عضو (الأولی) ساقطة من ط.
(11) و کذلک: فلذلک د، سا، م؛ فذلک ط.
(12) فیتولد: فیولد ط، م
(13) أکثر من واحد: أکثر من الواحد ط؛ کثیرة م.
(14) فیها: فیهما ط، م.
(15) الغصن (الثانیة): العضو د، م.
(16) الثمرة: الثمر ط
(17) لمشابهة: المشابهة ط؛ متشابهة م
(18) الشبه: الشبهه ب.
(19) الثمر (الثانیة): الشجر د، ط، م.
(20) مخلوطا: مخلوط د؛ مخلوطة سا، ط، م
(21) کل: لکل م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 394
و البزر «1» من کل جزء، بل من جزء واحد، فإن فی الجزء الواحد جمیع الأجزاء بالجملة «2».
فإن الولادة لیس سببها المادة و أن تکون «3» مستدفقة «4» من کل عضو شیئا، بل سببها القوة المصورة ککون «5» الکرسی من النجار.
و أما ما ذکروا من أمر لذة الجماع، فإن أمر «6» لذة الجماع «7» إنما تکون فی آخر «8» الجماع عند سیلان المنی فی أوعیة المنی «9» و إحداثه الدغدغة و ما یقترن بها من لذع حرارة المنی للحم «10» الشبیه باللحم القروحی «11» یتبعه تغریة السیلان، کأنه یجلو ثم یغری، و مثل ما یعرض عند الحکة، و لا تصاب هذه الحالة فی جمیع الأعضاء بالسواء، بل فی أعضاء المنی لا غیر.
قال فیقول: إن المنی جوهر متشابه الأجزاء لا شک فیه ینفصل من البدن، لیس علی أنه ذوب من البدن، فإن ذلک غیر طبیعی، و هذا طبیعی، و هذا ما ینتفع به، و الذوب فضل لا ینتفع به. و قد یکون الذوب فی الذین لا منی لهم، فالمنی فضلة الغذاء «12» لیست عن ذوب أو فساد؛ و لیس هو فضل «13» الهضم الأول، لأن فضلة الهضم الأول بلغم و مرة علی ما علمت. و لذلک یوجد البلغم و المرة و ما یشبههما «14» مخالطا لما یقذف بعد الهضم الأول.
و تکون أمثال هذه الفضلات فی البدن کثیرة «15»، بل المنی فضلة الهضم الآخر الذی فضل مقداره عن غذاء کثیر، ثم لما یعرض من انتفاض «16» الفضول الأولی «17»، و خلوص الغذاء فی الهضم الأخیر «18» عن الشوب. فالمنی فضلة عن الهضم الأخیر یصلح أن یکون منه کل عضو، لیس أنه یخرج جزءا من جزء من کل عضو. فلیس «19» هو فضلة ذوب، و لو کان کذلک لکان الحیوان الکبیر الجثة کثیر الفضل «20» الذّوبی، فکان «21» کثیر المنی،
______________________________
(1) و البزر: و أکثر سا
(2) بالجملة: و بالجملة د، سا، ط.
(3) تکون: کان م
(4) مستدفقة:
مسترفقة د؛ مندفقة سا؛ مستدفعة ط.
(5) ککون: کون د، سا، ط، م.
(6) أمر: ساقطة من سا
(7) فإن أمر لذة الجماع: ساقطة من ب
(8) آخر: أجزاء سا.
(9) المنی (الثالثة):
+ بها ط، م.
(10) للحم: اللحم سا
(11) باللحم القروحی: بالقروحی م.
(12) الغذاء: للغذاء ط.
(13) فضل: فضلة د، سا.
(14) و ما یشبههما: و ما یشبهها د، سا، م.
(15) کثیرة: کثیرا ط.
(16) انتفاض: انتقال سا
(17) الأولی: الأول م.
(18) الأخیر: الآخر م.
(19) فلیس: و لیس د، سا.
(20) الفضل: الفضول ب
(21) فکان: و کان د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 395
لکنه لیس بکثیر «1» المنی، و لذلک هو قلیل الولد، و إنما لیس بکثیر المنی لأن غذاءه الخالص المتصفی من الفضلات الأولی «2» یتفرق «3» فی عظم جثته.
و کذلک الکبیر الجثة من الناس و من الشجر خصوصا فیمن یشحم فإن فضلاته تستحیل شحما، و لا یفضل هناک کثیر فضل. و أیضا فإن الذوب لا یحتاج إلی عضو معد «4» لیکمله.
و للمنی أوعیة و له مکان قابل، و کذلک اللبن الذی هو فی النساء «5» نظیر لمنی ما.
و المنی یقل فی زمان الذبول و یکثر الذوب، و السبب فیه أن المنی إنما یکون للنضج لا للذوب، و لذلک یقل فی المرضی «6» و لا یوجد فی الصبیان لأن هضمهم الثالث قوی، و الحاجة إلی الغذاء شدیدة «7» فلا یفضل. و کل ذوب ممرض، و لا شی‌ء من إخراج المنی الطبیعی بممرض «8»، بل یکون نافعا، اللهم إلا أن یتحمل «9» المنی فیکون ذلک مستتبعا «10» ذوبا ما «11».
و هذه الحجج بحسب هذا البحث مقنعة، و إن کان فی بعضها ما فیه.
______________________________
(1) بکثیر: کثیر د، سا.
(2) الأولی: الأول د، سا، ط، م
(3) یتفرق: فتفرق د.
(4) معد: معه د، سا.
(5) النساء:+ الذی هو م.
(6) المرضی: المرض د.
(7) شدیدة: شدید د، م.
(8) بممرض: ممرض سا
(9) یتمحل: یضمحل ط، م
(10) مستتبعا: ساقطة من ب، م
(11) ذوبا ما: ذوبانا ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 396

الفصل الثالث (ح) فصل «1» فی المنیین و دم الطمث‌

قد صح أن المنی فضلة الهضم الأخیر، و أنها فضلة نضیجة جدا تعد فی الخلقة نحو مصلحة، و لشدة النضج ما یبیض، و إذا کانت متمحلة نزلت دمویة.
و کذلک دم الطمث فضلة الهضم الأخیر، لکنها لیست تبلغ نضج المنی، و إن کان منها ما هو منی فلیس یبلغ نضج منی الرجل، فإن المرأة بالجملة أضعف من الرجل.
و لذلک عروق النساء أدق، و لحمهن أرطب، و أجسامهن أصغر، فیعرض لذلک أن یکثر فضلهن «2» و أن لا ینضج، و إن کان زمان حرکة الفضل فیهن «3» مقارنا لزمان حرکة الفضل فی الرجال و أسبق یسیرا لعجز قواهن عن إنفاق الغذاء الأخیر «4» کله فی النمو فی مدة لا تعجز «5» قوة الذکران فیها «6»، و لکثرة اجتماع الفضل «7» ما یمرضها احتباس الطمث؛ و مما یقل طمثها أن یعرض لها استفراغ دم من عضو آخر. و لو کان المنی الذی یجتمع للنساء «8» منیا مولدا و کائنا «9» مثل منی الرجل فی أن فیه قوة مولدة و فیه نضج، لکان یشبه أن لا یکون «10» منها «11» الطمث، فإن سبب المنی ضد سبب الطمث «12»؛ لأن الطمث یتکون من قصور النضج فی الطباع، و المنی «13» یتکون من کمال النضج. فحیث «14» یکون دم الطمث لا یکون منی مولد، و حیث «15» یکون منی مولد لا یکون دم طمث «16». و لهذا من «17» یکون من الرجال قریب الطباع «18» من النساء
______________________________
(1) فصل: فصل ج ب؛ الفصل الثالث د، ط.
(2) فضلهن: فضلها د، سا، ط، م
(3) فیهن: فیها د، سا، ط، م.
(4) الأخیر: الآخر ط، م
(5) لا تعجز:+ عنها د، سا.
(6) فیها: ساقطة من د، سا
(7) الفضل:+ فیها د، سا.
(8) یجتمع للنساء:
لجمیع النساء سا.
(9) و کائنا: أو کائنا د
(10) لا یکون: یکون م
(11) منها: فیها د، سا، ط، م.
(12) فإن ... الطمث: ساقطة من م.
(13) و المنی:+ و المولد د، سا
(14) فحیث: فحین سا
(15) و حیث: ساقطة من سا.
(16) یکون ... طمث: ساقطة من سا
(17) من (الأولی): ساقطة من د
(18) الطباع: الطبع ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 397
یکون شحیما «1» باردا لا یولد منیه. فبین أن المرأة لیست تنزل منیا مثل منی الرجل فی أنه مولد.
و تأمل فإنه لیس یقول: إنها «2» لا تفضی منیا أصلا، کما یظنه من یسوء فهمه و یکثر غلطه «3». و إذا کان کذلک، لم یکن الجنین متولدا من اجتماع المنیین معا، علی أن حکمهما واحد.
قال: و لذلک ما یتفق أن تحبل المرأة و لم تنزل، و ربما أنزلا جمیعا و لم تحبل «4».
و القضیة الأولی مما أعرفها، فإن النساء یذکرون ذلک. و یشبه أن یکون السبب فیه أن منی المرأة تکون «5» قد حصلت «6» فی الرحم فی وقت آخر لمجامعة أو اندفاع طبیعی، ثم إن الرحم حفظ طبیعتها «7» و لم یفسدها «8» و لم یغیرها «9» إلی أن اندفع إلی الرحم منی الرجل بضرب من الزرق النافذ من غیر معونة جذب، فإن الجذب من الرحم یکون مع إنزال المرأة.
فقد «10» تحققنا هذه الأشیاء اعتبارا و مساءلة. فإذا «11» طرأ ذلک علی «12» منی من «13» النساء «14» عقده «15»، و کان حکم ذلک حکم بیض الریح إذا رش الدیک علیه منیه و هو «16» فی البطن صفرة لم یغشها البیاض کان «17» بیضا مولدا.
قال: و المرأة لا تنزل المنی إلی «18» خارج، فإن الذی یخرج منها عند حرکة الشهوة مع لذة ما و دغدغة فلیس منیا، إنما «19» هو مذی. و ذلک حق، فإن المنی یندفع إلی داخل عنده. و الودی رطوبة تسیل من غدد هناک، و یکثر فی «20» البیضان و یقل فی السمر.
و لیس ینبغی أن یظن أن لذة الجماع کله «21» بسبب المنی و إنزاله إلی خارج، بل بحرکة «22» الروح.
______________________________
(1) شحیما: شحمیا ط، م.
(2) إنها: ساقطة من سا.
(3) غلطه: عدله د، سا؛ غباؤه ط؛ غذاؤه م.
(4) تحبل (الثانیة):+ المرأة ط.
(5) تکون: ساقطة من ط، م
(6) حصلت: حصل ط، م.
(7) حفظ طبیعتها: حفظت طبیعته ط
(8) یفسدها: یفسده ط
(9) یغیرها: یغیره ط.
(10) فقد: قد ب، د، سا، م
(11) فإذا: و إن ط
(12) ذلک علی: علی ذلک سا
(13) من: تم سا، ط
(14) النساء: النشا سا؛ النشأ ط
(15) عقده: معه د، سا، ط، م.
(16) و هو: و هی ط.
(17) کان: و کان ب.
(18) إلی: أی إلی د.
(19) إنما: و إنما ط، م.
(20) فی: من د، ط، م.
(21) کله: کلها ط، م
(22) بحرکة: لحرکة د، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 398
و الروح «1» یندفع أیضا فی الإنزال فی النساء و الرجال. و حال منی المرأة کحال منی الرجل، و ربما خرج من المراهقین قبل أن یحتملوا «2» و یدرکوا «3» کمال الإدراک، فإنه یکون «4» شیئا غیر نضیج لا یصلح لأن «5» یکون مولدا، و إن کان الذی فی النساء یصلح أن یتولد منه الجنین بأن «6» یکون مادة، فإنه أقرب إلی ذلک من دم الطمث، فإن الطمث یحتاج إلی أن ینفعل انفعالا آخر حتی یصلح أن یصیر غذاء للجنین، و یتشبه «7» بمنی النساء التی هی مادة الجنین مثل ما تحتاج الشجرة المبزرة إلی تدبیر حتی یتولد منها بزرجید.
ثم قال شیئا یجب أن نتحققه «8» و نعلم مذهبه. قال: فلهذه العلة إذا خالط الزرع الذی هو غذاء نقی لهذا الدم الذی لیس بنقی تکون «9» ولادة «10» الزرع، و یکون «11» الغذاء من دم الطمث.
یجب أن یعلم أنه یعنی هاهنا «12» بالزرع زرع الإناث و ذلک لأن الدم جعله غذاء للجنین، و الغذاء یکون لأصل «13» مغتذ، فیجب أن یکون المغتذی هو «14» الزرع. و یکون ذلک زرع المرأة، فإن منی الرجل لیس عنده أصلا للانفعال و مبدأ للنمو، بل مخالطا للفعل. و من «15» هاهنا «16» یفرغ علیه الخطأ من یظن به أنه لا یری للنساء منیا. فیجب إذن أن یکون هذا المنی هو منی النساء، فیکون منی النساء نسبته إلی الجنین نسبة غذاء یتکون عنه ما یتکون من غیر حاجة إلی تغیر «17» یلحقه فی المزاج إنما یحتاج أن یستعمل فقط و یشکل؛ و هذا هو الذی نسمیه نقیا.
و أما دم الطمث فیکون غذاء لیس بنقی، بل «18» یحتاج إلی «19» أن یحال إلی مشاکلة الغذاء النقی؛ ثم یکون موضوعا قریبا للجنین، فیکون هو مادة للغذاء النقی، کما أن الخبز
______________________________
(1) و الروح: فالروح ط، م.
(2) یحتلموا: یحتلم د، سا
(3) و یدرکوا: و یدرک ب، د، سا
(4) یکون: ساقطة من ب.
(5) لأن: أن سا، ط، م.
(6) بأن: بل م.
(7) و یتشبه: و یشبه د، سا، م؛ فیشبه ط.
(8) نتحققه: نحققه ط.
(9) تکون: ساقطة من ط
(10) ولادة: ولاد من د، سا
(11) و یکون: فیکون سا.
(12) هاهنا: هنا ط.
(13) لأصل: لأجل د، سا، ط
(14) هو:
من د، سا، ط، م.
(15) و من: ساقطة من سا.
(16) هاهنا: ساقطة من سا.
(17) تغیر: تعب ط.
(18) بل: ساقطة من د، سا
(19) إلی (الأولی): ساقطة من د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 399
مادة للغذاء النقی الذی هو الدم مثلا. فیکون الدم هو غذاء قریبا، و الخبز غذاء بعیدا.
فیکون عنده أن یکون الولد من زرع النساء بلا واسطة، و تکونه من دم الطمث علی أنه غذاء. و الغذاء فی المشهور هو الشی‌ء الذی یحتاج إلی «1» أن یغیر «2» تغیرا ما.
ثم قال «3»: و الدلیل علی أن المرأة لا تنزل منیا أی «4» لا تفضیه «5» إلی خارج، أن الرطوبة التی یظن أنها منی المرأة قد تسیل منها لیس عن جماع و لا إنزال، و ذلک عند ما یؤذی و کما «6» یؤذی الذکر. و النساء یقل منیهن لکثرة زرعهن، و الدلیل علی أن زرع النساء من جنس دم طمثهن أنهما یکونان «7» معا، و عند ما یتکون فی الرجال المنی، ثم یصیر «8» فی آخره، فقال: هو «9» بیّن أن زرع «10» النساء یصلح لأن یکون هیولی لا أن یکون مبدأ حرکة، و زرع الرجال هو مبدأ الحرکة، إذ کان لا شک فی أن منی النساء من جنس دم الطمث.
و دم الطمث صالح لأن یکون هیولی لا مبدأ حرکة، و کذلک «11» بیض الریح إذا مسه منی الذکر، و بیض السمک إذا مسه منی الذکر تم و نشا و فرخ «12».
______________________________
(1) إلی: ساقطة من د، سا، ط، م
(2) یغیر: یتغیر د.
(3) ثم قال: ساقطة من سا
(4) أی: ساقطة من سا
(5) لا تفضیه: لا تفیضه ط، م.
(6) و کما: کما ط.
(7) یکونان: یتکونان ط.
(8) یصیر: نص د، سا، م
(9) هو: فهو د، سا؛ ساقطة من ط
(10) زرع: الزرع ط.
(11) و کذلک: و لذلک د، سا.
(12) و فرخ:+ تمت المقالة الخامسة عشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 400

المقالة السادسة عشرة «1» من الفن الثامن من الطبیعیات «2»

الفصل الأول (ا) فصل «3» فی کیفیة تولد الحیوان من المنی و البیض و اختلاف الحیوان فیه و کیفیة قبول النطفة و ما یجری مجراها القوی «4» النفسانیة

الحیوان التام هو التام فی الحرارة و الرطوبة، و هو الذی یولد جنسه تاما فی الکیفیة، و إن لم یکن تامّا فی الکمیّة «5»، لأنه لا یسعه مثله. و مثل هذا الحیوان هو حیوان دموی کامل الدم، فما نقص فی أحد الأمرین أخل. فمنه ما یخل فی أنه لا ینفعل «6» ولده إلّا خارجا کالطّیّار، کأن مادته لیست تقبل الصورة فی مدة یحتملها الاشتمال بل تثقل علی البطن قبل أن تتصور. و لذلک قد تهیأ «7» لها غشاء کثیف «8» یقیها الآفات إلی أن «9» یتولد خارجا.
و هذا أیضا من الحیوان الدموی.
و أمّا ما لا دم له فإنه یولد بیضا غیر تام، بل بیضا یتم خارجا؛ أو یولّد «10» دودا او بیضا لا یفرخ إلا مستبطنا، لأن بیضه یکون لینا، کأن هذا الفرخ «11» لو خرج تعرض «12»
______________________________
(1) عشرة:+ و هی فصلان د [ثم تذکر هذه النسخة عنوانی الفصلین].
(2) من ...
الطبیعیات: ساقطة من ب، د؛ من جملة الطبیعیات سا، ط.
(3) فصل: فصل ا ب؛ الفصل الأول د، ط.
(4) القوی: و القوی د، سا.
(5) الکمیة: الکبر ب، سا؛ الکم د.
(6) لا ینفعل: لا یفعل سا؛ لا ینفصل ط، م.
(7) تهیأ: هیئ د، سا
(8) کثیف:
لیف م
(9) أن (الثانیة): ساقطة من د.
(10) أو یولد: و یولد م.
(11) الفرخ:
ساقطة من د، سا
(12) تعرض: تعرج د؛ لعرض ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 401
للآفات و کأن الأرضیة تضاد المزاج «1» الدموی. و إذا کان الحیوان أرطب و أقل أرضیة، لکنه مع ذلک أقل حرارة، باض و فرخ داخلا، و کذلک إذا کان أکثر أرضیة و أقل رطوبة و أکثر «2» حرارة کالأفعی، فإن منیه «3» للیبوسة لا ینفصل «4» فی الابتداء، و للحرارة لا یتأخر تأخر سائر البیض. و أما الأرضی البارد جدا الیابس فیعجز عن تتمیم البیض.
أقول: هذا الحیوان لما عدم أعضاء الحضانة، و کان «5» بیضه علی خطر من الأسباب الخارجة، کثر بیضه جدا احتیاطا فأثقل بالکثرة «6».
فلننظر فی حال المنی و هل فیه جزء نفس «7»، أعنی قوة، أم لیس فیه. و لما کان المنی یتحرک إلی تکوین الجنین لیس بسبب غریب من خارج، بل بطبیعته «8» المستترة بإذن اللّه تعالی «9»، ففیه مبدأ النفس الغاذیة. و لیس تکون الأعضاء منه معا، فإن التجربة تدل علی تقدم القلب فی التکوّن. و لا محالة أن ما لا قلب له فقد یکون له عضو آخر بدل القلب.
و القلب أیضا آخر ما یموت، و إذا تخلقت الرئة تنفس. و لیس ما یقال من خفائها «10» فی الجنین و ظهور القلب أنها کانت موجودة و لکن خافیة صغرا «11» بشی‌ء، فإن الرئة فی الجنین أعظم من القلب. و لا تظهر فیه مع القلب، بل تتکون من بعد؛ و لو کان الخفاء للصغر «12»، لکان ما هو أصغر أخفی، و لکان القلب أولی بالخفاء من الرئة. لکن فعل زرع الوالد «13» فی زرع الأمّ إنما یکون علی سبیل الأفعال و التکوینات «14» الطبیعیة التی جلّها علی سبیل ملاقاة المحرک و المتحرک. فأما فاعل الدم الذی یتولد منه المنی الذی یولّد منه الولد فهو کبد أو قلب، و أما مکونه «15» منیا فأوعیة المنی. ثم المنی یحرّک شیئا آخر أی نطفة المرأة، فیحرک أولا إلی تکوین المبدأ، ثم یبعث عن العضو الأول قوة هی مبدأ
______________________________
(1) المزاج: مزاج ط.
(2) و أکثر: و أقل م
(3) منیه: بیضه سا، طا
(4) لا ینفصل:
ساقطة من ط.
(5) و کان: و کانت د، سا.
(6) بالکثرة: بالکرة م.
(7) نفس: و نفس د؛ و یبس سا؛ نفسی ط، م.
(8) بطبیعته: من سبب طبیعة سا.
(9) تعالی: سبحانه م؛ لم تذکر فی نسخة د، سا.
(10) خفائها: و إخفائها ط، م.
(11) صغرا: صغیرا د، م.
(12) للصغر:
للصغیر د، م.
(13) الوالد: الولد سا
(14) و التکوینات: و التکونات ط.
(15) مکونة: تکونه ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 402
ینحو إلی تکوین سائر الأعضاء منه بالترتیب، و تکون النطفة المنعقدة صارت ذات نفس بنفوذ قوة الذکر فیها. فإن الروح یشبه أن یتولد من نطفة الذکر، و البدن من نطفة الأنثی. فإذا صار ذلک ذا نفس تحرکت النفس فیه إلی تکمیل الأعضاء. و تکون «1» هذه النفس حینئذ نفسا غاذیة أولا «2» فعل لها آخر، و إن کانت فیها «3» القوة لغیر ذلک. و إنما اشتد البیاض فیه لکثرة الرّوح المولد فیه، و لذلک یرقّ و یزول عنه البیاض خارجا، لأن خثورته کانت بسبب الهوائیة فإذا انفصلت «4» زال بیاضه «5»، و صار له مرأی «6» الماء، و رقّ، علی ما «7» یعلم هذا فی موضع آخر. و یکذب من ظن أن زرع الفیلة أسود «8» و هذا قیاس الأنثی. و أکذب منه من ظن «9» أن منی الحبشیة أسود. و بالجملة فإن المنی زبدی الجوهر، و لذلک «10» سمیت الزهرة «11» زبدیّة لأنها جعلت مبدأ الشهوة «12» و مبدأ تولید المنی، و لذلک «13» المنی لا یجمده البرد و هو منی، و النطفة اذا استعدت «14» فیها القوة الغاذیة لقبول أفعال أعدت للنفس «15» الحسیّة، فیکون فیها قوة «16» قبول النفس من حیث هی حسیّة. و إن کانت الحسیة «17» فی ذوات النطق هی و الطبیعة «18» واحدة، و ذلک لأن الأعضاء «19» الحسیة و النطقیة تتم فیها «20» معا، و لا کذلک «21» الغاذیة و أعضاؤها. و أیضا فإن أعضاء الحیوان لیس یعمّها الحس، و یعمّها قبول الغذاء. و لا یبعد «22» أن تکون النطفة بهذه الحال «23» فتکون فیها الغاذیة مستفادة من الأب، و الأخری جائیة من بعد. و یجوز أن تکون النفس الغاذیة التی جاءت من الأب تبقی إلی «24» أن یستحیل المزاج استحالة ما «25» ثم تتصل به النفس الغاذیة الخاصة، کأن المستفاد من الأب لا یبلغ من قوته أن «26» یکمل التدبیر إلی آخره، بل یفی بتدبیر ما «27»، یحتاج إلی أصل
______________________________
(1) و تکون: فیکون ط، م.
(2) أولا: إذ لا د، سا، ط
(3) فیها: فیه ب.
(4) انفصلت: تقلصت د؛ نقصت م
(5) بیاضه: بیاض د
(6) مرأی: مرائی ط.
(7) ما:
ساقطة من د
(8) أسود:+ و هو اقتباس ط، م.
(9) أن زرع ... من ظن:
ساقطة من سا.
(10) و لذلک: و کذلک م
(11) الزهرة: الزهریة سا
(12) الشهوة:
للشهوة ط
(13) و لدلک:+ صار د، سا، ط، م.
(14) استعدت: استقرت د، سا، ط.
(15) للنفس: النفس د، سا
(16) قوة: ساقطة من د
(17) الحسیة (الثانیة):+ و النطقیة ط؛ م.
(18) و الطبیعة: و النطقیة د، سا؛ ساقطة من ط، م
(19) الأعضاء: اعضاء سا، ط.
(20) فیها: لها ط، م.
(21) و لا کذلک: و کذلک سا.
(22) و لا یبعد: فلا یبعد د، سا، ط، م
(23) بهذه الحال: بهذه الحالة د.
(24) إلی: ساقطة من د
(25) ما: ساقطة من م.
(26) أن:
ساقطة من سا
(27) ما:+ ثم د، سا، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 403
قوی، کأن ذلک الذی أخذ من الأب قد تغیر عما علیه الواجب. فلیس من نوع الغاذیة المطلقة التی کانت فی الأب و التی تکون فی الولد، و لکن لم یخرج بها «1» التغیر عن أن تعمل عملا «2» مناسبا لذلک العمل، و کیف ما کان. فإذا «3» صار القلب و الدماغ موجودین فی «4» الباطن «5» تعلق بها النفس النطقیة، و تفیض منها الحسیة.
أما النطقیة فتکون مباینة «6» و تکون غیر مادیة، و لکنها لا تکون عاملة «7» بعد، بل تکون کما «8» فی السکران و المصروع، و إنما تستکمل فی «9» أمر «10» خارج یفید العقل.
و أما سائر القوی فتکمل بالبدن و الأمور البدنیة. و لو کان الصبی حساسا ثم یصیر إنسانا بالنطق لکان «11» ینتقل بالاستکمال من نوع إلی نوع. و الشی‌ء المتهیئ فی المنی لأن یقبل «12» علاقة النفس، لیس من جنس الحار الأسطقسی «13» الناری بل الحار الذی یفیض من الأجرام السماویة و یقوم بالمزاج، و فی الممتزجات من الرطب و الیابس فإنه مناسب بجوهره «14» لجوهر السماء، لأنه ینبعث عنه.
و نعم ما قال المعلم الأول هذا، و إن «15» شئت فاعتبر تأثیر حر النار و حر الشمس فی أعین «16» العشی. و یشبه أن تکون تلک الحرارة تتبعها قوة لا تتبع الحرارة الناریة، و أن تلک القوة قوة مجیبة «17» و مناسبة بوجه ما لقوة الأجرام السماویة. و أن تلک القوة تجعل «18» الأجسام شبیهة بوجه ما بالأجسام السماویة، حتی یکون لها «19» أن تقبل الحیاة. و هی فاشیة فی کل جوهر من البدن رطبه و یابسه و به یحیا البدن من الحیوان و النبات. و فی المنی جوهر هو أول جوهر یقبلها، و هو الروح الذی هو أول حامل «20» لهذا الحار، و هو سبب جمع «21» أجزاء المنی، لأنه فاعل المنی و منضجه، و هو مفارق بذاته، و إن لم یفارق قواما.
فإنه إذا انفصل عن المنی فسد و تحلل.
______________________________
(1) بها:+ إلی د.
(2) عملا:+ ما د، سا، ط، م
(3) فإذا: و إذا د، سا؛ إذا م.
(4) فی: من د
(5) الباطن: الناطق د، سا، ط، م.
(6) مباینة: متباینة م.
(7) عاملة: عاقلة د، سا، ط، م.
(8) کما:+ کان ط، م
(9) فی (الثانیة): من د، سا، ط، م
(10) امر:+ من د، سا.
(11) لکان: فکان ط.
(12) لأن یقبل: لا یقبل ب
(13) الأسطقی: الأسطقس ط.
(14) بجوهره: بوجه د؛ بوجه ما سا، ط، م.
(15) و إن: فإن ط.
(16) فی أعین: و أعین سا.
(17) مجیبة: محییه ط
(18) تجعل:
تحصل د.
(19) لها: له ب.
(20) حامل: حاصل سا
(21) جمع: جمیع ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 404
و هذا الروح جسم ما إلهی، نسبته من المنی و من الأعضاء نسبه العقل من القوی النفسانیة. فالعقل أفضل جوهر غیر جسمانی، و الروح أفضل جوهر جسمانی. و هذا الجوهر لا یفارق المنی ما دام صحیحا مضبوطا فی الرحم، بل یحیل المنی إلی جوهره فیتحلل «1» و یلطف «2» و یصیر روحا، فتمتلئ النطفة «3» المتکونة ریحا «4» روحیا لا ریحا فضلیا نفخیا، کما ظن الطبیب. و تکون هذه «5» الریح روحا نافذة تکون الأعضاء بالقوی التی فیها «6» و تتممها. و هو مثل الإنفحة تخالط اللبن و تفعل فی أجزائه التی تنفد فیها «7» من غیر أن یکون هو جزء «8» الجبن، بل الجبن منفعل عنه. کذلک هذا المنی لیس هو جزء الأعضاء، بل مبدأ روحی نافذ فیه یفعل الأعضاء.
و لا یظن أنه یقول إن المنی یتحلل و یتفرق و یذهب ریحا، بل غرضه ما بینته لک «9».
قال: فإذا «10» وقع المنی فی الرحم قوم نطفة «11» الأنثی و حرکها «12»، و تحرک هو أیضا معها، فإنه یحرک بأن یتحرک و یخالط و یماس.
و هذا دلیل علی ما نسبناه إلیه من المذهب، فالجسد «13» من الأنثی، و الروح النفسانی من الذکر. و المولود من ذکر و أنثی مختلفین إذا تمادی الزمان و بقی «14» التناسل مال إلی مشاکلة الأنثی لغلبة المادة علی الصورة. کما أن البزور إذا نقلت «15» عن «16» أرض ما، فإنها إذا تکررت الحراثة بها مالت «17» إلی طبیعة تلک الأرض فأنبتت «18» ما یشاکلها، و لم تنبت الغریب، کالقنبیط «19» یزرع فی بلاد خراسان فیجی‌ء «20» سنة قنبیطا ثم یصیر کرنبا لا قنبیط فیه «21»، ثم یصیر کسائر الکرنب. و کذلک أجناس البطیخ فإنها إذا نقلت إلی أرض غریبة «22»
______________________________
(1) فیتحلل: فیحلل د، سا، ط، م.
(2) و یلطف: فیلطف ط
(3) النطفة: النطف د
(4) ریحا (الأولی): روحا سا.
(5) هذه: هذا ط
(6) فیها: فیه د، سا، م.
(7) فیها: فیه د، سا، ط، م
(8) هو جزء: جزءا فلو کان جزء د.
(9) لک: کذلک ط.
(10) فإذا: و إذا ط، م
(11) نطفة: نطف د
(12) و حرکها:
و حرکه د، سا، ط، م.
(13) فالجسد: ما یجسد سا.
(14) و بقی: فی د؛ فی بقاء سا، ط، م.
(15) نقلت: تقلبت م
(16) عن: إلی د، سا، ط، م.
(17) فإنها ...
مالت: ساقطة من سا.
(18) فأنبتت: فأنبت سا، م.
(19) کالقنبیط: کالقنویط ط
(20) فیجی‌ء سنة: فیجنی یشبه د؛ فیجنی سنة ط.
(21) فیه: به م
(22) غریبة: غریب م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 405
عادت إلی مشاکلة البطیخ الذی «1» یکون بها. و زرع الذکورة ربما لم یستعمل کلها و لم ینجذب إلی حاق «2» موضع الولادة، بل انجذب منها قلیل «3» ینفعل بقوته و کیفیته، و ربما أذهبت القلة قوته إذا أفرطت.
قال: و ما لا رحم له بل یتعلق «4» حبله تحت الحجاب، فلیس یکون قبوله المنی «5» بجذب «6»، بل بالزرق «7» من الذکر و الرحم، و إن «8» کانت له قوة جاذبة، فإن الحرارة تعین «9» علی ذلک.
و اعلم أن المنی و إن کانت فیه قوة محرکة فإنها لا تنهض إلی فعلها إلا بمعین من خارج، مثل البزر أیضا. و هذا المعین «10» شیئان: مادة موافقة، و محیط موافق. کما أن البزر یحتاج أن یجد «11» مادة موافقة من الأرض و هواء موافقا.
و اعلم أن لکل متکون غذاء أول و غذاء ثان. فأما الغذاء الأول فیوجد فی بزور النبات و البزور أنفسها لاجتماع قوة الذکریة «12» و الأنوثیة «13» فیها «14»، فإذا تحرکت «15» القوة المؤلفة «16» فیه غذته من نفسه، و تعرف ذلک من الباقلی «17» و البصل.
و أما فی الحیوان فیوجد فی النطفة من جهة نطفة الأنثی، فإنها تحال إلی طبیعة الدم الأول، أو ما یقوم مقام الدم الأول بفعل قوة فی منی «18» الذکر. و الدم «19» الأول هو الدم الذی یتکون منه القلب أو یتکون فی القلب، ثم بعد ذلک یحتاج إلی مدد من خارج.
و الجنین أیضا أول غذائه من قرب «20» و هو اللبن، و بعد ذلک فیغتذی «21» من خارج.
و لا یبعد أن یکون فی بعض الحیوان ما تکون القوتان فیه «22» فی شخص واحد منه «23»
______________________________
(1) الذی: التی د، سا.
(2) حاق: خاص م
(3) قلیل: دلیل سا.
(4) یتعلق: یعلق به ط؛ یعلق م
(5) المنی: للمنی ط
(6) بجذب: ساقطة من د.
(7) بالزرق: الرزق: د
(8) و إن: فإن سا
(9) تعین: تغنی د.
(10) المعین:
المعنی د.
(11) یجد: یجذب د.
(12) الذکریة: الذکوریة سا
(13) و الأنوثیة:
و الأنثویة م
(14) فیها: منها د، سا، ط، م
(15) تحرکت: تحرک ط
(16) المؤلفة: المولدة د، سا، طا.
(17) الباقلی: الباقلا سا.
(18) منی: ساقطة من
(19) الدم (الثانیة): ساقطة من سا، م.
(20) قرب: فرث بخ
(21) فیغتذی: یغتذی د، سا، ط، م.
(22) فیه: منه د، سا، ط، م
(23) منه: ساقطة من د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 406
مجتمعتین «1». و کذلک یقال: إن نوعا من السمک یسمی أربوناما «2» لا یوجد فیها ذکر البتة، و فی بعض الإناث حصة من قوة الذکوریة «3»، فإن فی نطفهن مبدأ تحریک النطفة «4» إلی صورة «5» ما لیست الصورة «6» المشاکلة، بل هو صورة استکمال النطفة «7» لأن تکون مبدأ لأن یتکون «8» عنه الفرخ متمیزا إلی غذاء أول و هو البیاض، و یتکون «9» الجنین و هو أول هیولی الجنین؛ و إلی غذاء ثان و هو الصفرة یغتذی بها «10» الفرخ بعد ما تصور یسیرا هو «11» أول هیولی للفرخ «12» و إلی وقایة و هو القشر. لکنه إنما یکون مبدأ التولید فی البیض من حیث هو بیض «13» تولید مادة یتغذی التولید فیها «14» إلی تصویر ما هو کمال «15» للمادة «16» من حیث هی مادة؛ و لا یقتصر «17» علی إعداد المادة فقط، بل إلی تکمیلها بالصورة التی یتم بها استعدادها مادة کل «18» التمام، و ذلک من القوة الغاذیة الأمیة «19» أو المصورة الأمیة «20». فإن اتفق أن کان المبدأ المتحرک محتصرا «21» فی البیضة أخذ یفعل فعله بعد ما فرغت القوة المولدة النطفیة، و إن لم تکن تعطلت المادة.
و نحن لا نمنع أن تکون فی الأنثی من الناس و البهائم قوة مولدة و مکملة للمنی من حیث هو مادة، لکنها تکمل علی التمام، و ذلک من القوة الغاذیة الأنوثیة «22» أو المصورة «23» الأنوثیة «24» إعداد المادة مع إلقائها المنی. و لا یحتاج أن یکمل کمالا ثانیا فی الرحم، بل یکون ما یکفیه «25» من المنی مع أول وجوده بحیث یفعل فیه الفاعل لو لاقاه.
______________________________
(1) مجتمعتین: مجتمعین ب
(2) أربوناما: أرمومیا ب؛ أربومونا د؛ أربومد سا، أریومویا م.
(3) الذکوریة: الذکریة د، سا، ط، م
(4) النطفة: للنطفة د، سا
(5) صورة:
صورها ط.
(6) صورة: صور د
(7) النطفة: للنطفة ب
(8) تکون: یتکون ب
(9) لأن یتکون لا یتکون سا.
(10) و یتکون:+ عنه د، سا، ط.
(11) بها: به د، سا، ط، م
(12) هو:
و هو د.
(13) للفرخ: الفرخ د، سا، ط، م.
(14) بیض:+ فی تأثیره د، سا.
(15) التولید فیها: منها التولید سا؛ منها التولید فیها ط
(16) کمال: کما د
(17) للمادة: المادة ط، م.
(18) و لا یقتصر: و لم یقتصر ط.
(19) کل: علی د، سا
(20) الأمیة أو المصورة الأمیة: الأمیة المصورة الأمیة سا؛ الأنوثیة و الصورة الأنثویة ط؛ الدمیة و الصورة الدمیة طا.
(21) محتصرا: منحصرا بخ، د، سا، ط.
(22) الأنوثیة: الأنثییة د، سا؛ الأنثویة ط، م
(23) أو المصورة: و المصورة ط.
(24) الأنوثیة: الأنثییة د، سا؛ الأنثویة ط، م.
(25) ما یکفیه: ما یلقیه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 407
و أما نطفة الطائر فیستکمل الکمال الهیولانی فی الرحم فی زمان، و تتمیز فیه الأمور التی ذکرناها. و بعد ذلک تتحرک «1» القوة الفاعلة «2» الذکوریة إلی تصویر الصورة «3» النوعیة و إلی إحالة المادة البیضیة، إن کانت القوة الفاعلة «4» موجودة فی ذلک البیض و هی «5» القوة الذکوریة. و یکون عند حرکه ذلک قد ثقل المنی علی بطن الدجاجة، و یحتاج مع ذلک إلی معونة من خارج.
و أول ما یتولد القلب، ثم أعضاء الجوف، و یکون الأعلی أثقل و أعظم من الأطراف، ثم تثقل الأسافل.
و الحیوانات التی لها أربعة أرجل مشقوقة الأصابع، فإنها تولد غیر مفقحة ثم تفقح.
______________________________
(1) تتحرک: بتحریک د
(2) الفاعلة: الفاعلیة ط
(3) الصورة: صورة ط.
(4) الفاعلة: الفاعلیة ط
(5) و هی: هی د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 408

الفصل الثانی (ب) فصل «1» فی فروق «2» الأعضاء المتشابهة من جهة جواهرها و فی أحوال العقم و العقر «3» و الإذکار و الإیناث «4» و فی الحیوانات المرکبة

أول ما یتکون من الأعضاء فی الجنین اللحم، و إنما عقده البرد فیحله الحر.
و أما الأظفار و القرون فمن مادة أرضیة فیها رطوبة دسمة و لا تذوب، لکنها «5» تلین ثم تتبخر، لأن الرطوبات فیها تتحلل «6» و لیس «7» بکبر «8» ما یذوب، أما «9» الجرم «10» الآتی «11» فیتناثر «12» منه بقدر «13» رطوبة ما یذوب. و الجلد کأنه لحم أیبس من سائره. و کثیر من الأعضاء یتخلق أولا عظیما، ثم یصغر کالعینین، فإنه عظیم «14» جدا فی الجنین. و السبب فی ذلک أن هذا العضو یحتاج إلی «15» أن یکون رطبا مائیا، و یحتاج أن یعمل «16» فیه جزء کثیر «17» حتی یقومه علی مزاجه، و یحتاج أن یکون عند آخر أمره و عند تمام جبلته محفوظا فیه الرطوبة مع حرارة کثیرة.
فیتبع ذلک أن تقع الحاجة إلی عظمه حتی یبقی آخره شیئا یعتد به. و یعرض للإنسان حاجة إلی أن یکون یافوخه لینا جدا فی صباه، و ذلک لأنه یحتاج إلی دماغ کبیر الفضلة «18»،
______________________________
(1) فصل: فصل ب ب؛ الفصل الثانی د، ط.
(2) فروق: قرون د.
(3) و العقر:
ساقطة من ط، م
(4) و الإیناث: و فی الایناث ط.
(5) لکنها: و لکنها ط، م.
(6) تتحلل: تنحل د، ط، م
(7) و لیس: و لیست د، سا، ط، م
(8) بکبر: بکثیرة د، سا؛ بکثرة ط؛ بکثیر م
(9) أما: و أما سا
(10) الجرم: کجرم ط
(11) الآتی: و الآتی د، م؛ فلا یمکن سا، ط
(12) فیتناثر: و ینتاب د، سا؛ ینتاب ط؛ و ببیان م
(13) بقدر: ساقطة من د، سا.
(14) عظیم: عظم د.
(15) إلی: ساقطة من سا
(16) یعمل: یکون سا
(17) جزء کثیر: حرکة ط.
(18) الفضلة: لعضلة د؛ لعقله سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 409
و أن یکون وضعه فوق، و حیث تتصعد إلیه البخارات فیجب أن یلین ما «1» یقع علیه لیخف، و لیطرق النافذ فیه من البخار الکثیر.
و أما الأسنان فقد قلنا فیها «2» قبل. و خلقت الأسنان من بین العظام نامیة نموا خفیا لیکون لها بدل مما ینسحق.
و السرة تکون مشتملة فی بعض الحیوان علی عرقین، و فی بعضه علی عروق کثیرة، و فی بعضه علی عرق واحد بمقدار عظم «3» جثته «4».
و کثیر من «5» الحیوانات یجامع بعضها بعضا «6» إذا «7» کان الذکر و الأنثی منها «8» نوع واحد أو نوعین متقاربین، بعد أن تکون مدة الحمل فیهما واحدة أو متقاربة کالکلاب و الذئاب و مثل الخیل و الحمیر. و العقم و العقر یکون من قبل المنیین «9»، و قد یکون من قبل الرّحم فی النساء أن «10» تکون المرأة مذکّرة «11»، و رحمها غیر ملائم للقبول، أو «12» تکون الآلة فی الرجال غیر زرّاقة علی الاستقامة، أو «13» قصیرة لا تصل، أو کبیرة ترتبک فی الغشاء فلا یندفق منها المنی جیدا «14». و من الرجال مؤنث رقیق الماء ردیه «15»، لو طرح منه فی الماء لطفا «16» و افترق، و لم یرسب رسوب النضیج. و من النساء مذکر «17» لا یمیل إلی المجامعة.
و بالجملة فإن سبب العقم و العقر إما مزاج المنیین، و إما فی الآلات. و الذی یکون من جهة المنی، فإما مطلقا إذا کان ردیا جدا، و إما بحسب الموافقه بین المنیین.
فربما کان منی المرأة إذا قارب «18» منی الرجل لم یکن من شأن مثل ذلک المنی أن ینفعل من مثل ذلک المنی، بل یفسد به و یخرج «19» عن اعتداله، أو منی «20» الرجل کذلک من جانب
______________________________
(1) ما: مما د، سا، ط، م.
(2) فیها: فیه م.
(3) عظم: أعظم ط
(4) جثته: جثة الحیوان د، سا؛ جثة الحیوانات ط، م.
(5) و کثیر من: و أکثر ط، م
(6) بعضا: ساقطة من د
(7) إذا: إذ ط
(8) منها:+ من د، سا، ط، م.
(9) المنیین: المنیتین د.
(10) ان: بأن سا
(11) مذکرة:+ فیه ط، م
(12) او: و ط.
(13) أو: ساقطة من ط.
(14) جیدا:
جدا ب، د، سا، ط، م.
(15) الماء ردیه: المادیة سا.
(16) لطفا: فطفا د
(17) مذکر: مذکرة ط، م.
(18) قارب: قارن د، ط.
(19) و یخرج:
و خرج سا
(20) أو منی: و منی سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 410
ما یفعل «1». و ذلک إما لأنه یفرط به إلی کیفیة «2»، أو لأنه یقصر فی کیفیته، فإن بدل أحدهما اعتدل أحدهما «3» من الآخر. و الرحم ربما کان ردی المزاج، و ربما کان مسدود الفوهات، و ربما کان متعطل آلات «4» المنی لمرض مزاجیّ أو آلیّ. فقد «5» یستدلّ علی أن المنی نفسه أو روحا منه أو شیئا مما یکمله یأتی من الدّماغ و یجتاز بناحیة العینین بما «6» یلحق العینین عند الإنزال کأنهما «7» تنجذبان إلی داخل کأن «8» الدماغ یستفرغ نفسه عند الإنزال المتمحل «9».
و إذا استفرغ عضو تأدّی «10» تأثیره و ضرره «11» إلی ما یستقی «12» منه، و یندفع أیضا من القلب؛ و الدلیل علی ذلک ما یعرض عند الإنزال من انقباض النفس؛ کأن القلب یتحرک نحو الدّافع «13».
زعم دیمقراطیس أن علة عقم البغال فساد فی ترکیب أرحامها وقع بسبب أنها تلد عن «14» غیر متجانسین. و لو کان کذلک لما نسل ما یتولد من الکلب و الذئب و من الثعلب و الکلب «15» و من غیر ذلک.
و زعم أنبادقلیس «16» أن السبب فیه شدة لین المنیین و إنما «17» لا یلتئمان التئاما تنتظم به الأعضاء الصلبة و الأعضاء التی لها عمق ما «18» التئاما قویا. و یعرض من «19» ترکیبها «20» شبه ما یعرض فی «21» ترکیب النحاس و الأسرب، فیکون ما یتکون منها «22» قلقا «23» ممرضا لأن الاتصال الجید مفقود «24». و هو «25» أیضا منتقض بمنیی «26» الحمارین «27» و منیی «28» الفرسین، بل
______________________________
(1) یفعل: ینفعل م
(2) کیفیته: کیفیة د، سا، ط، م.
(3) اعتدل أحدهما: ساقطة من م.
(4) آلات: الآلات سا
(5) فقد: و قد د، سا.
(6) بما: ما د، سا، م.
(7) کأنهما:
فإنهما د
(8) کأن: لأن م
(9) المتمحل: المتحمل ط.
(10) تأدی: أدی م
(11) و ضرره:
ضرورة د، سا، ط، م
(12) ما یستقی: ما یستقر ط.
(13) الدافع: الدماغ د؛ الدفاع سا.
(14) عن: من سا، ط، م.
(15) الکلب و الذئب و من الثعلب و الکلب: الکلب و الذئب و الثعلب و الکلب ب؛ الکلب و من الذئب و الکلب و الثعلب د، سا.
(16) أنبادقلیس:
أنبدقلیس د، سا، ط، م
(17) و إنما: و إنهما د، سا، ط، م.
(18) ما: ساقطة من ط، م
(19) من: فی م
(20) ترکیبها: ترکیبهما سا.
(21) فی: من د، سا، ط، م
(22) منها: منهما د، سا، ط، م
(23) قلقا: غلقا ط. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 410 الفصل الثانی(ب) فصل فی فروق الأعضاء المتشابهة من جهة جواهرها و فی أحوال العقم و العقر و الإذکار و الإیناث و فی الحیوانات المرکبة ..... ص : 408
(24) مفقود:+ فیه د، سا، م
(25) و هو: و هذا د، سا؛ هو ط.
(26) بمنبی: بمنی ب، ط
(27) الحمارین: الحمار ط
(28) و منیی:
و منی ب، د، ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 411
السبب فیه شی‌ء آخر نذکره الآن علی أنه لیس سببا کلیا، بل أکثریا. فإن من البغال الإناث ما تحمل و لکن «1» لا تتربی «2». و من الذکران ما یولد بغلا مضرورا «3» ضعیفا یجری مجری الناس القصار «4» الصغار جدا أو مجری «5» الخنانیص المضرورة «6».
قال: و لکن السبب الأکثری فی «7» ذلک هو أن الفرس قلیل المنی جدا، و قلیل فضلة «8» الدم. و القدر الذی یتولد فیه من المنی حار، و لذلک «9» لیس رحم الفرس بحریص علی الجذب، و کثیرا ما یمج الزرع و یبوله. و لذلک یتکلف السائس شغلها عن مج ذلک، و یجدّ فی معاونتها علی قبول الزرع بحیل یعرفها «10». و أما الأتان فإنها أکثر زرعا و فضلة من الحجر «11». لکن ذلک بارد جدا، و لذلک لا تغتلم و لا تهیج «12» إلا عند ظهور الحر، و لا تلد فی البلاد الباردة. و حبلها یحتاج إلی أحد شیئین: إما مشاکلة النوع، و إما تعدیل مزاج المنی. فتحبل الحمیر من الحمیر «13» بمشاکلة «14» النوع، و الحمیر من الخیل بسبب «15» قوة المنی؛ و تحبل الخیل من الخیل بمشاکلة «16» النوع، و تحبل الخیل من الحمیر لأن «17» منی کل واحد منهما یعتدل. فنجد منی الفرس أکثر «18» غزارة «19» من منی الحمار، و نجد منی الحمار أکثر «20» اعتدالا من منی الفرس و یصلح ذلک للتکون. فإذا «21» تکونت منه، عظمت جثته لمصادفة «22» مادة أوفر من جهة الحمار «23» و قوة أقبل «24» للفعل أو الانفعال «25» من جهة الفرس. و لذلک «26» لا یشم الذکران بول «27» الإناث «28» من البغال. ثم البغال لیست أنواعا طبیعیة، فتحفظ الطبیعة
______________________________
(1) و لکن: و لکنها ط، م
(2) لا تتربی: لا تربی د، ط، لا تری سا، م
(3) مضرورا: مضروبا د.
(4) القصار: ساقطة من سا
(5) أو مجری: و مجری د، سا، م
(6) المضرورة: المضرور ط.
(7) فی: ساقطة من م.
(8) فضلة: ساقطة من ط، م
(9) و لذلک: و کذلک سا.
(10) یعرفها: تعرفه سا.
(11) الحجر: الحجرة ب؛ [الحجر:
الفرس الأنثی، لم یدخلوا فیه الهاء لأنه اسم لا یشرکها فیه المذکر، و الجمع أحجار و حجورة و حجور؛ و أحجار الخیل: ما یتخذ منها للنسل (لسان العرب)]
(12) و لا تهیج: ساقطة من ب.
(13) من الحمیر: ساقطة من د
(14) بمشاکلة: لمشاکلة د
(15) بسبب: لسبب ط.
(16) بمشاکلة: لمشاکلة ط
(17) لأن: بأن د، سا.
(18) أکثر: ساقطة من د، سا، م
(19) غزارة: حرارة ط
(20) أکثر (الثانیة): ساقطة د، سا، م.
(21) فإذا: و إذا د، سا، ط، م
(22) لمصادفة: بمصادفة ط؛ بمصادمة م.
(23) الحمار: الحمارة ط
(24) أقبل: أفضل د، سا، ط، م.
(25) أو الانفعال: و الانفعال ط، م
(26) و لذلک: فلذلک ط.
(27) بول:
ساقطة من د، سا
(28) الإناث: للإناث د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 412
فیها الفصل، و لا أیضا النسبة بین النطفتین نسبة ما یعتدل أحدهما فی الآخر، بل یکون فی نطفتهما تشوش «1» غیر طبیعی، لأن المزاج بعد اجتماع المنیین و فی التربیة یمیل إلی الاعتدال. ثم بعد ذلک یمیل علی «2» ما ذکرناه مرارا «3» إلی طبیعة الأم، فلا تکون النطفتان علی الوزن الذی کانا علیه بدءا حتی اعتدلا «4» اعتدالا صالحا لأن یتکون منه بغل، بل یکون إحدی النطفتین و هو الذی «5» یتبع مزاج الأم أغلب. لأن الهیولی تتشبه بالأم، علی ما قلنا مرارا، فتکون النسبة رافعة «6» عن أن یکون منها «7» فعل «8» صحیح سلیم، إذ کان ذلک المزاج علی الوجه الذی ذکرنا. و الآن «9» فقد تغیر «10» عنه، فلا هو مشاکل لمنی الحمار فیقبل عن الحمار بالمشاکلة، و لا هو علی المزاج المستعد لأن یفعل «11» أو ینفعل بالقیاس إلی الفرس.
و أما سائر الحیوانات فإنها تتسافد «12» و أمزجتها متقاربة لیس بین منییهما «13» تباین منی الحمار و البغل، فلا یخرج منها عن «14» الوزن الأول خروجا، لأن ذلک إنما یقع بین أشیاء متضادة مختلفة الأوزان فی ترکیبها. و أما المتقاربة، فإن الوسط و الترکیبات منها تقارب الطرفین، و لذلک صارت الفرس إذا علقت من فرس و أنزی «15» علیها «16» حمار أفسد منیه ببرده «17» بعد العلوق «18». و إن أنزی «19» فرس لم یفسد، لأنه یزیده «20» حرارة، و قوة الحرارة «21» أسلم طروا علی المزاج من البرودة؛ فإن المیل إلی البرد أردأ من المیل إلی الحر. فهذا جملة «22» ما قاله، و هی «23» تخمینیة، و لا سبیل فی مثل ذلک إلا إلی العلة «24» التخمینیة، و یشبه أن تکون هناک علة أخری خفیة «25».
______________________________
(1) تشوش: تشویش د، سا.
(2) علی: إلی سا
(3) مرارا: من أن المیل د؛ مرارا أنه یمیل ط.
(4) حتی اعتدلا:
حین اعتدل م.
(5) و هو الذی: و هی التی ط، م.
(6) رافعة: زائغة د، سا، ط
(7) منها:
فیها د
(8) فعل: بغل د، سا، ط، م.
(9) و الآن: ساقطة من سا
(10) تغیر: یعبر سا.
(11) یفعل: ینفعل م.
(12) تتسافد: ساقطة من م
(13) منیبهما: منیهما ط.
(14) عن:
علی م.
(15) و أنزی: فأنزی ط، م
(16) علیها: علیه د، سا، م.
(17) ببرده: برده د
(18) العلوق: العلق سا
(19) أنزی:+ علیه ط، م
(20) بزیده:+ فی م
(21) الحرارة:
و الحرارة د، سا، ط.
(22) جملة: ساقطة من د، سا.
(23) و هی: فهی سا
(24) العلة:
ساقطة من سا.
(25) خفیة:+ تمت المقالة السادسة عشر من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 413

المقالة السابعة عشرة من الفن الثامن من جملة «1» الطبیعیات «2»

فصل واحد «3» و هو فی علل «4» حال «5» ما یبیض من جهة کثرة ما یبیض و قلته و سائر ما یختلف فیه «6» و حال ما یتولد من الحیوان‌

الحیوان منه ما یکثر بیضه و منه ما یقل بیضه «7». و کثرة البیض له سببان مادی و غائی.
أما المادی فأن یکون الحیوان کثیر الفضول فیفضل «8» منه للبیض مادة کثیرة.
و أما الغائی فأن یکون الحیوان وافیا بعول «9» أولاد کثیرة.
و الجوارح من الطیر ذوات المخالب «10» و ما یشتدّ «11» طیرانه و یکثر، یجب أن یکون یابس المزاج حاره، لئلا تثقل حرکته و لو «12» کان باردا رطبا، بل یجب أن یکون شدید الحرکة فینفض «13» فضوله أیضا و تذهب فی ریشه و فی التحلل و فی غذاء ساقه «14» القوی، فیعرض من ذلک أن یکون أصل خلقته یابسا. و العضل الذی یجتمع فیه یتحلل «15» و یتفرق فی أعضائه المتحرکة، فیقل فضله، فیقل زرعه، فیقل «16» بیضه. و أیضا فإنه نهم و غذاؤه صید، و الصید «17» مخادعة و مخاتلة، و لیس الصید بمبذول کثیر. و هو یحتاج إلی أن یعول
______________________________
(1) جملة: ساقطة من م.
(2) من ... الطبیعیات: ساقطة من ب، د، ط
(3) فصل واحد:
و هی فصل واحد ب، د، سا، ط.
(4) علل: ساقطة من سا
(5) حال: خاص د؛ ساقطة من ط.
(6) فیه: ساقطة من سا.
(7) و منه ما یقل بیضه: ساقطة من سا.
(8) فیفضل: فینفصل ط.
(9) بعول: بعزل سا.
(10) المخالب: المخالیب سا
(11) یشتد: یشد ط.
(12) و لو:
لو د، سا، ط.
(13) فینفض: فینتفض ط.
(14) ساقه: ساقیة ط، م.
(15) یتحلل:
و یتحلل د.
(16) فیقل (الثانیة): و یقل ط.
(17) و الصید: و للصید ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 414
أولاده بما یصیده، فالأولی «1» أن یقل عددها علیه. فلذلک صارت الجوارح من الطیر قلیلة البیض جدا، و صارت الطیر القلیلة «2» الطیران کثیرة البیض کالدجاج و القبج، فإنها من الحیوانات «3» الرخصة فی الخلقة الأولی. و مع ذلک فلأنها لا تتکلف حرکات مفرطة إنما تمشی فی الأکثر و تطیر مسافة قریبة، و مع ذلک فإنها لا تحوج «4» إلی عول «5» فراخها حاجة الجوارح. و ما یمعن فی الطیران لاحتیاج فراخها تلک إلی رطوبة زائدة، یوجب ذلک «6» رخاوة فی الخلقة فی «7» أول الأمر؛ بل فراخ مثل القبج و الدجاج تلتقط الحب کما تخرج، فلذلک کانت أکثر الطیر بیضا. و قد علمت «8» الحکمة فی خلق فراخ أمثال هذه لاقطة لا مستزقة «9»، لأنها «10» فراخ ما لا یطیر «11» طیرانا یکتسب به القوت، بل إنما تکتسب بالمشی کالدجاج، فیکون طیرانه «12» لیس إلا لهرب أو انتقال من موضع إلی موضع، علی نحو لا یصلح لأن «13» یکون تدبیرا کلیا یتفقد به غذاءه. و لو لم یخلق کذلک لعسر «14» تدبیرها لزقها «15» و الغیبة عنها و العود إلیها للزق «16» بلا قوة معونة من الطیران و وقع «17» الولدان «18» فی تعب.
و أما الذی له أن یکتسب بالطیران، فکان له أن یری قوته من جوانب بعیدة، فیفی بأخذ «19» ما یکفیه و یکفی عیاله، و لا یزال «20» یتردد إلیها بالطیران «21». و لمثل «22» هذا السبب تجد السّباع تطفل ضعافا، و تجد البهائم تطفل ما یتحرک؛ و هاهنا أحوال متوسطة للحیوان بین الأمرین. و الحمام کثرة بیضها بالتواتر لا بالتوافی. و الصغیر الجسم من أصناف ما لا یمعن أکثر بیضا مثل ضرب من الدجاج منسوبة «23» إلی أدریاس «24».
و کل ما هو أشد غضبا فهو أقل بیضا، لأنه أیبس مزاجا. و من الجوارح صنف
______________________________
(1) فالأولی: و الأولی سا.
(2) القلیلة: الکثیر م.
(3) الحیوانات: الحیوان سا، ط.
(4) لا تحوج: لا تخرج سا؛ لا تحتاج ط، م
(5) عول: ساقطة من سا.
(6) ذلک:
ساقطة من سا
(7) فی (الثانیة) ساقطة من د، سا، ط، م.
(8) علمت: عظمت د، سا، ط، م.
(9) مستزقة: مسترزقه م
(10) لأنها: لأن د، سا؛ لأنه م
(11) ما لا یطیر: لا یطیر م.
(12) طیرانه: ساقطة من د.
(13) لأن: أن سا
(14) لعسر: تعسر د، ط.
(15) لزقها:
لرزقها ب؛ لذقها د
(16) للزق: للرزق ب
(17) و وقع: و یقع ط؛ و رفع م
(18) الولدان:
الوالدان ب، د، م.
(19) باخذ: بأخذه د
(20) و لا یزال: أو لا یزال د، سا، ط، م
(21) بالطیران: بسرعة الطیران د، سا، ط، م
(22) و لمثل: و بمثل د، سا، ط، م.
(23) منسوبة: منسوب ط، م
(24) أدریاس: أدربایس د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 415
یقال له سحریرس، کثیر البیض لأنه أیضا أرطب و أکسل، و هو کثیر الشرب.
و مما لیس بذات مخلب الطائر المسمی قوقنس «1»، فإنه قلیل البیض، و ربما باض واحدا أو یبیض «2» فی عش غیره، علی ما حدث عنه و ذلک أیضا لبرد مزاجه و یبسه.
و اعلم أن کل ما یبیض کثیرا لنوعه أو شخصه فعمره قلیل، و کذلک ما کان من الشجر کثیر الثمر و کثیر البزر. و الدجاج الکثیر البیض و الذی یبیض فی الیوم مرتین «3» یهلک بسرعة. و اللبؤة «4» إذا وضعت یکثر «5» وضعها خمسة أجراء أو ستة أجراء «6» نقصت فی کل سنة شبلا، لأنها «7» ییبس «8» مزاجها علی السن. و بیض الریح إنما یکون فی الطیر الکثیر البیض، لکثرة الفضل و المادة، و یکون لکثرة مادتها تنتقص «9» مادتها «10». و کما تسمع «11» صوت الذکر أو تأتیها رائحة الذکر فتهیج بکثرة «12» الشبق و غزارة المادة، کما یعرض لبعض الناس المغتلمین أن ینزلوا «13» بالمس و النظر. و الطیر التی من شأنها أن تبیض بیض الریح هی غالبة المادة، فلذلک تحتاج إلی سفاد من «14» الذکر متواتر بعد الحبل و إلا «15» تغیر البیض فی بطنها إلی طبیعة المادة و صار بیض الریح، و إن کان لیس بیضها بیض الریح فی الأصل.
و السمک لما کثر بیضها للحاجة المذکورة إلی ذلک لم یحتمل أن تکون تلک الکثرة تنشو «16» و تتم «17» داخلا، بل تستفید من الطبیعة قوة تکملها خارجا.
و البیض فإن طرفه الحاد هو الذی یتعلق بالرحم و هو مکان الرأس من الحیوان.
قال: و الأول الذی فیه مبدأ الحرکة هو من ذلک الجانب، و لذلک هو أجسأ لیکون أوقی، و یخرج أخیرا لأنه أعلق بالرحم. و البیض یخالف «18» الجنین، فإن البیض خروجه
______________________________
(1) قوقنس: قرقیس د.
(2) او یبیض: و یبیض ط.
(3) مرتین: کرتین سا
(4) و اللبؤة:+ أیضا د، سا
(5) یکثر: بکر د، سا؛ یکر ط
(6) أجراء (الثانیة): ساقطة من سا.
(7) لأنها: لأنه ط
(8) ییبس: یبس م.
(9) تنتقص. ینتفض ط.
(10) مادتها تنتقص مادتها؛ ساقطة من د.
(11) تسمع: سمع د
(12) بکثرة: بحرکة د؛ لحرکة سا؛ لکثرة ط، م.
(13) ینزلوا:
یتولد سا.
(14) من: ساقطة من م.
(15) و إلا: و إن د.
(16) تنشو: تنشأ ط، م
(17) و تتم: أو تتم د.
(18) یخالف: بخلاف ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 416
الطبیعی علی رجلیه، و إنما جعل الأول عند الحاد «1» لأن المبدأ یلی الأعضاء الرئیسة «2» من الأم، فیجب أن لا یکون مغذیه «3» مضیقا؛ فالحاد «4» أولی أن یتعلق بالرحم. و هناک عضو أنبوبی کالسرة یؤدی الغذاء إلی البیض و ینفصل عنه عند إدراکه، و یعلم ذلک من سقط البیض، و هو عن جملة البیاض، فإن البیاض هو مائی هوائی، قد «5» عمل فیه الحر و صعده و میزه من جوهر الصفرة. و الصفرة أرضیة یابسة، و إنما حرارتها کحرارة الأجسام الأرضیة. و حرارة البیاض کحرارة الأجسام الهوائیة المائیة فهی «6» أولی لأن یتکون من لطافتها الروح، و تنشو «7» منها الأصول الأولی و المبادی، و أن تکون تغتذی من الصفرة التی هی کأنها «8» دم استحال إلی جوهر المنی استحالة غیر تامة. و الدلیل علی ذلک أن الصفرة تکون «9» أولا ثم یتکون البیاض، کأنه یصعد منه. و تقف الصفرة فی الوسط وقوف «10» الأرض فی الهواء و الماء، حتی لو ضربت «11» صفرة کثیرة معا و بیاض کثیر معا و جعل فی مثانة و سلق لتوسطت الصفرة. هذا ما نقوله. و التجربة تدل علی أن الصفرة أخف و تطفو «12» علی البیاض، و هو أسخن مزاجا «13»، فیشبه أن تکون الصفرة هو الغذاء «14» معزولا «15» معدا «16» لیجذب «17»، و یکون «18» المبدأ فی البیاض لیعزل «19» المبدأ المحرک من العنصر؛ فإذا انجذبت الصفرة إلی البیاض یکون الجنین من الصفرة فی البیاض.
و لذلک «20» ما یوجد «21» التکوّن فی الحد المشترک.
قال: بیض ذی الأربعة لا یحتاج إلی حضانة لأنه «22» یکفیه حرارة «23» الهواء المنحضن «24».
______________________________
(1) الحاد: اتحاد سا
(2) الرئیسة: الرئیسیة ب، د، سا، م.
(3) مغذیه: متغذیه ب؛ معدنه سا، ط
(4) فالحاد: و الحاد م.
(5) قد: و قد سا.
(6) فهی: فهو ط، م.
(7) و تنشو: و تنشأ د، ط، م.
(8) التی هی کأنها: الذی هو کأنه د، م.
(9) تکون: تتکون ط، م.
(10) وقوف: وقف د، سا، ط
(11) ضربت: ضرب د، سا، ط؛ صبرت م.
(12) و تطفو: فتطفو ط، م
(13) مزاجا: فراخا م.
(14) الغذاء: للغذاء ط
(15) معزولا: معزولة ط
(16) معدا: معدة ط
(17) لیجذب: للجذب د، سا، ط
(18) و یکون: فیکون سا
(19) لیعزل: لیعدل سا.
(20) و لذلک: و کذلک سا
(21) ما یوجد: یوجد د، سا، ط، م.
(22) لأنه: بل د، سا، ط.
(23) حرارة: جر د، سا، ط، م
(24) المنحضن: و المحضن د، سا؛ المحتصر م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 417
و أما الطیر فیحتاج أن یعان بیضه بحرارة «1» زائدة.
جمیع السمک یبیض أصفر «2» و هناک سفاد، و کذلک «3» ما یشبه السمک إلا نوعان لا یعرف حال سفادهما. و إنما یبیض السمک أصفر «4» لأنه بیض «5» غیر تام و إنما یتم «6» خارجا، و یرش علیه الذکر شیئا لزجا یتم به الإیلاد. و کله کثیر البیض إلا جنس یسمی ضفدعا فإنه یبیض بیضة واحدة «7» مثل نفسها.
و ما یلد عن بیضة فی بطنه فلا یکون علی بیضه القشرة الغلیظة، لأن ذلک کالرحم.
فإذا کان رحم «8» واقیة «9» لم یحتج إلیه. و إذ «10» لیس للسمک مثل القشر، فلیس یوجد لها السرة التی أشدّ جدا «11» إلی وائل «12» السرة التی تستبطن؛ و بهذا «13» یخالف بیض الطیر.
و الدود المبیض «14» أیضا ینشو «15» من تلقاء نفسه نحو ذلک النشوء حتی یصلب و یستوکع و یمتلئ. و من «16» الدود ما یغتذی من البقول، فإذا امتلأ أمسک، و هناک ینسلخ جلده عن فراش أو حیوان آخر جناحی.
و بیض ما یفرخ داخلا، فإن مبدأه من جانب الأغلظ، بسبب أن یکون انتقاله إلی التفریخ سهلا، و لا یحتاج أن ینقلب علی رأسه نزولا. و أما البیض المبیض «17» فکان الأولی فیه أن یکون أوله أقرب إلی المبادی علی ما قلنا «18»، و لم یکن فی ذلک ضرر.
و من ظن أن السمک أو الغربان «19» تتسافد من أفواهها، و أن إناث السمک تبتلع البیض فقد جهل أن المبتلع یفسد فی المعدة، و غره «20» تقبیل الغربان بعضها «21» بعضا «22»، و حسبه سفادا لها.
______________________________
(1) بحرارة: فحرارة د.
(2) أصفر: أصفر د، ط
(3) و کذلک: و لذلک م.
(4) أصفر: أصغر د، ط
(5) بیض: یبیض ط
(6) یتم: لیتم م.
(7) بیضة واحدة:
بیضا واحدا ط، م.
(8) رحم: الرحم ط
(9) واقیة: راقیة سا
(10) و إذ: و إذا د؛ فإذا سا.
(11) أشد جدا: أشک حد د؛ أحد سا
(12) وائل: زائل هامش ب، د، ط، م؛ زائد سا
(13) و بهذا: و لهذا سا.
(14) المبیض: البیض ب
(15) ینشو: ینشأ د، ط، م.
(16) و من: من ب.
(17) المبیض: ساقطة من د.
(18) ما قلنا: ما قلناه سا.
(19) أو الغربان: و الغربان ط.
(20) و غره: و عن ب، م
(21) بعضها: بعضه سا
(22) بعضا: ساقطة من د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 418
أقول: إنی رأیت غرابین «1» مغتلمین «2» یطلبان السفاد نزوا.
و قال «3»: هذا الاغترار «4» قریب من اغترار من ظن أن الضبع تجمع «5» فیه الذکورة و الأنوثة، لما رأی تحت ذنب الضّبعان خطا و کسرا «6» حسبه فرجا.
أقول: و تلک الکسور تتزاید علی السنین، حتی أن بعضهم ظن أن جواعرها ثمان. و بیض الریح قد یستکمل علی ما ذکرنا «7» بسفاد الذکر، حتی أنه یستحیل الفرح فیه إلی مشابهة السافد علیه مرارا. و هو ینشو نشو الشجر، و لا یکون فیه نشو حیوانی، فهو نام نماء نباتیا «8»، و لیس بنام نماء حیوانیا.
قال: و النحل فلم یتبین عندی «9» أنها تلد من ذاتها لاجتماع الذکورة و الأنوثة فیها، أو تلد من الملوک. و الجنس المسمی قینقاس هو کما یظهر جنس غریب «10» فیها. و هذا مما یحتاج أن یتعرف من غیری. و قد یستشهد بتعطل «11» هذا الجنس و بکد النحل و تربیتها الأولاد و إعدادها الغذاء أن المبدأ الذکری فیها. و الزنابیر تتساقد. و لیعلم أن تکون «12» الحیوانات و النبات من مادة أرضیة و مادة مائیة و تخالطها حرارة. و بعضها یتکون بلا توسط، و بعضها «13» بتوسط استحالات طبیعیة أو عفنیة.
و للقمر تأثیر عظیم فی ذلک، فإن تأثیره فی العنصر الثقیل أکثر. و النفس مبثوث فی الکل، مبذول له، و إنما القصور عن «14» القابل، فما استعد استعدادا ما قبل، و ما یتکون من مزاج «15» أسطقس بلا سفاد فقد یکون «16» ذلک لاختلاط «17» فی البر «18»، و قد یکون فی البحر، و یحتاج أن یؤدی إلی تکوّن «19» جوهر ریحیّ روحی «20» یحتبس فیه قابلا للنفس،
______________________________
(1) غرابین: الغرابین ط
(2) مغتلمین: معلمین د، سا.
(3) و قال: و مال م
(4) الاغترار: الإغرار د
(5) تجمع: تجتمع د، سا، ط، م.
(6) الضبعان خطا و کسرا: الضبعان خطاه کبیرا د؛ خطاف کسرا م.
(7) ما ذکرنا:
ما ذکرناه م.
(8) نماء نباتیا: نماء ما نیاتبا د، سا.
(9) عندی: لی سا، ط، م.
(10) غریب: قریب ط.
(11) بتعطل: بتعطیل د، سا، ط، م.
(12) تکون: ساقطة من م.
(13) و بعضها: فبعضها ب، م.
(14) عن: من ط.
(15) مزاج: صراح ط؛ فراخ م
(16) فقد یکون: فیکون م
(17) لاختلاط: الأخلاط سا
(18) البر: البروز سا؛+ أکثر د.
(19) تکون: أن یکون سا
(20) روحی: ساقطة من سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 419
و لأنه لا یکون فی أوّل الخلقة شی‌ء من الأشیاء کاملا، بل یستکمل، فإذا لم یکن تولده فی حیوان کان تولّده الأول إما علی حکم «1» تولد ما یتولد عن «2» دود بأن یکون «3» یستکمل من الامتزاج أول ما یمتزج و فیه حیاة، ثم یأخذ من خارج غذاء یصلحه فی باطنه و ینشو «4» به فیکون مبدأ نشوه عند رأسه، و تمام نشوه و زیادته فی وسطه و أسفله «5»، لأن الرأس مجاز الغذاء و أسفله موقف «6» الغذاء، و علی ذلک ینشو «7» کل دود.
و إما أن یکون «8» علی حکم تولّد ما یتولد عن بیض، و هو أن یکون الامتزاج لا یفضی إلی حیاة، بل یعطی مبادئ و یعدّها هناک غذاء؛ فیکون الاغتذاء قبل الحیاة.
و تتم الأعضاء عضوا عضوا من الاغتذاء إلی أن یتم قبوله للنفس.
قال: و إنه و إن «9» کان الأب الأول للناس و البهائم «10» ذوات «11» الأربع تکوّنه فی الأرض فسیکون «12» هکذا. و أما وجوب هذا الکون فقد أوضحته «13» فی مکان آخر «14».
______________________________
(1) تولده ... حکم: ساقطة من ب.
(2) عن: ساقطة من سا
(3) یکون: ساقطة من ط، م.
(4) و ینشو: و ینشأ د، ط، م.
(5) و أسفله: بأسفله م.
(6) موقف: فوقف م
(7) ینشو: ینشأ د، ط، م.
(8) یکون:
ساقطة من د.
(9) و إن: إن د، م
(10) و البهائم: و للبهائم د، سا
(11) ذوات:
الذوات ط.
(12) فسیکون: فیکون ط
(13) أوضحته: أوضحت م
(14) آخر:+ تمت المقالة السابعة عشر من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 420

المقالة الثامنة عشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات «1»

فصل واحد «2» فی علل الإذکار و الإیناث و المشابهة و أسباب اختلاف النشو «3» و اختلاف الآجال‌

إنه و إن کانت «4» الجنبة «5» الیمنی معینة علی الذکورة «6» و کذلک حرارة الرحم أیضا، فلیس ذلک أمرا کلیا؛ و إلا لکان لا یتولد فی رحم واحد متشابه المزاج توأم «7» ذکر و أنثی. و لیس إذا کان قولنا: إن المنی البارد یولد «8» الأنثی حقا، یجب أن یکون المنی إذا سخن لم یولد أنثی «9»؛ و قول من یقول: إن الذکر من نطفة تجری من الیمین أو تجری إلی الیمین قول قریب، فإن الیمین أسخن؛ لکنهم مع ذلک یطلبون العلّة من مکان بعید؛ بل السبب القریب فیه حال المنفعل المتخلق؛ فإنه إذا کان ما یتکون منه نضیجا حارا، و المولد بالغا قویا، أمکن أن یتکوّن فیه «10» الإنسان التام، و هو الذکر، فولد «11» منه الذکر. فإن لم یقبل المادة أو عجزت «12» القوة التی تکون من قبل منی الذکر لم تتعطل المادة، بل تحت «13» بها نحو النافع، فتجعله مستحفظا به النوع من جهة قبول الإیلاد إن لم یکن من جهة الإیلاد و تهیئ له الآلات کذلک «14». فإذا «15» تشوشت المادة و لم تکن نحت «16»
______________________________
(1) من ... الطبیعیات: ساقطة من ب، د.
(2) فصل واحد: فصل ب، م؛ فصل واحد و هو د؛ و هی فصل سا.
(3) النشو: النشی‌ء م.
(4) کانت: کان ب، د
(5) الجنبة:
الجنبیة د
(6) الذکورة:+ و الأنوئة سا.
(7) توأم: توأمان ط.
(8) یولد: یتولد ط.
(9) أنثی: الأنثی سا.
(10) فیه: منه: د، سا، ط، م
(11) فولد: یولد ب، د.
(12) أو عجزت: و أعجزت سا.
(13) بل تحت: یجب بل م.
(14) کذلک: لذلک د، سا، ط، م
(15) فإذا: فإن د، سا، ط
(16) تکن تحت: تنح د، سا؛ تجب سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 421
نحو أحد الأمرین، اختلف «1» إصابتهما «2» و حدث «3» الجنین «4». فأول «5» ما یظهر ذلک العضو الرئیس الذی هو القلب، ثم یتبعه سائر الأعضاء. فإن مبدأ واحدا یؤثر فی الأعضاء الأخری تأثیرا عظیما بحسب اختلاف أحواله. تأمل ذلک من حال تأثیر الخصی.
و الخصیتان دون القلب فی الرئاسة؛ فالقلب «6» یتکون عن «7» مزاج ما، فأما إن کان «8» ذلک ضعیفا نیئا «9» «10» أنوثیا أو طرأ علیه فی أول أحواله «11» قبل استیکاعه ما یضعفه الواصل إلیه صار له مزاج أنوثی، أو یقویه «12» صار له مزاج ذکوری. فربما کانت المادة من حیث المزاج النضیج و غیر النضیج «13» لا تقبل المزاج الذکوری فی القلب الذی به یتشبه المولود بمبدإ «14» حرکته، و کان من حیث المزاج اللین و الرطب یقبل التخطیط و التمدید الذی یشبه به الأب، و ربما «15» کان بالعکس، و ربما عصی فی الأمرین جمیعا، فمال إلی مشابهة الأم حین تغلب قوة المنفعل علی الفاعل «16» و علی نحو «17» ما سلف منا متشابههما «18».
فإن الذکر فی الأکثر یکون بسبب قوة منی الرجل، و إن «19» لم یشبه الأب فی الشکل فلما «20» ذکرناه، و الأنثی فی الأکثر تکون بسبب قوة منی المرأة، و إن «21» لم تشبه الأم فلما ذکرناه. و کذلک «22» سبب المشابهة فی عضو دون عضو. و أما الخروج عن المشابهة فلیست «23» عصیان المادة عن التشکل المطلوب و تخلیتها «24» عن رسم الانقیاد الأول «25» الذی فی بدن الأم، و هو ما قد ذکرناه فیما سلف و مواتاة التحریک «26» نحو المرکب الذی یخالف البسیطین أو نحو هیئة أخری.
______________________________
(1) اختلف: أو اختلف د، سا؛ و اختلف ط، م
(2) إصابتهما: إصابتها د
(3) و حدث:
حدث د، سا، ط
(4) الجنین: الخنثی سا، ط
(5) فأول: و أول د، سا.
(6) فالقلب: و القلب سا
(7) عن: من ط
(8) کان: ساقطة من سا.
(9) ضعیفا نیئا: ساقطة من م
(10) نیئا: ساقطة من ط
(11) أحواله: أحوال ب.
(12) أو یقویه:
أو یقومه د.
(13) و غیر النضیج: ساقطة من د
(14) بمبدإ: بأصل مبدأ م.
(15) و ربما:
فربما ط.
(16) الفاعل: الفاعلی م
(17) نحو: ساقطة من د
(18) متشابههما: فی تشابهها د، سا؛ فی متشابهها ط؛ بتشابهها م.
(19) و إن: فإن د، سا، ط، م.
(20) فلما: و لما ط
(21) و إن: فان د، سا، ط، م.
(22) و کذلک: و لذلک سا.
(23) فلیست: فبسبب ط
(24) و تخلیتها: و تخلیها سا
(25) الأول: للاول ط، م.
(26) التحریک: للتحریک د، سا، ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 422
و الدلیل علی أن الذکورة تتبع سخونة مزاج «1» المنی أن الحدث الذی لم یستکمل حرارته و الشیخ الذی نقصت حرارته یؤنّث فی الأکثر، و الشاب «2» المنصف «3» یذکّر فی الأکثر، و یکون زرع المؤنّث رقیقا مائیا، و زرع المذکّر ثخینا قویا، و کذلک المترهل اللحم و المجامع عند هبوب الجنوب المرخی، و عند وقوع سبب یؤدی «4» برده إلی الرحم.
و یذکر شهادة الرعاة علی ذلک حین یقولون «5» إن النظر إلی «6» الفطس «7» عند الجماع «8» یغیر الحال فی الإذکار و الإیناث. و لیس غرضنا فی هذا متوجها إلی أن یکون المنی المفرط جدا فی الحر «9» نافعا فی الإذکار، بل ینبغی أن یکون معتدلا حتی یولد فضلا عن أن یذکر.
و لذلک ما یتفق أن لا یولد الذکر «10» عن أنثی، و إذا «11» استبدل غیرها أولد «12»، لأن منیه یکون إلی جانب من الإفراط، ثم یعدل المنی «13» هذا الثانی. و للأهویة و المیاه و الأغذیة فی ذلک تأثیر فی الصور و الأشکال عجیب خارج عن التعلق بالحر و البرد.
قال قوم فی أمر المشابهة غیر «14» هذا، فقالوا: إن غلب منی الذکر «15» فالشبه ینزع إلی الأب، أو منی الأم فإلی الأم «16»، أو تساویا یولد «17» ما لا یشبه أحدهما. و هذا یفسده کون الأنثی شبیهة «18» بالذکر و کون الذکر «19» شبیها بالأنثی، و یفسده مشابهة الولد لبعض «20» الأجداد من أحد الطرفین و لا منی هناک.
و اعلم أن المشابهة مقتضاة «21» التولید، فإن التولید إیجاد شی‌ء هو شبیه بالمولود «22». لکن المشابهة «23» عامة و خاصة: فالعامة أن تکون مشابهة فی الإنسانیة أو الترکیة أو الحبشیة «24»،
______________________________
(1) مزاج: المزاج ط.
(2) و الشاب: و الشباب م
(3) المنصف: النصف د، سا، ط، م.
(4) یؤدی: ساقطة من م.
(5) حین یقولون: حتی یقولون د؛ حتی یقولوا م
(6) إلی: فی م
(7) الفطس: الفرحین ط؛ [الفطس: شدة الوطء (لسان العرب)]
(8) الجماع:
الجمال م.
(9) الحر: الحسن ب.
(10) الذکر: لذکر د، سا، ط: م
(11) و إذا: فاذا ط، م.
(12) آولد: ولد ط، م.
(13) یعدل المنی: یعتدل بمنی د، سا، ط، م.
(14) غیر: عن م.
(15) الذکر: المرأة سا.
(16) فالی الأم: ساقطة من د
(17) یولد:
لولد د؛ بمولد سا
(18) شبیهة: شبیها ب، د، ط، م.
(19) و کون الذکر: و الذکر د، سا، ط، م
(20) لبعض: ببعض ب، د، سا، م.
(21) مقتضاه: مقتضی ط
(22) بالمولود:
بالمولد د، سا، ط.
(23) مشابهة: متشابهة م
(24) أو الحبشیة: و الحبشیة د؛ و الجنسیة سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 423
و الخاصة ذات مراتب، فإن المولودین لهما خاصیة «1» و فیهما خاصیة من أبویهما، فإن أطاع التشبیه من کل وجه فعل مثل نفسه، و إلا فانقهر الفاعل و أطاع المادة فأشبه الأم، فإن لم یکن «2» ذلک نحا نحو ما هو قریب من ذلک فأشبه جدا من إحدی «3» الجهتین «4» و نزع إلیه، فإن لم یکن ذلک ففی «5» العام جدا و کانت «6» المشابهة من حیث هو جنس «7» أو هو إنسان مطلقا، و لم تقع مشابهة فی الخواص الشخصیة. فإن لم یقبل الإنسانیة قبل الحیوانیة فیکون إنسان حیوانی «8»، کالنوادر التی تولد، کمولود من الناس له رأس کبش، فقد ولد عجل له رأس صبی، و خروف له رأس ثور، لأن القوة تنحو به نحو صورة ما تحرکها نحوه «9» هیئة من الهیئات العلویة التی تتفق قاهرة. و ذلک إن کانت هذه الحکایة صحیحة، و المعلم الأول مائل إلی استنکارها «10»، و الأولی أن یکون مشابهة «11» ما لا حقیقته «12» المشاکلة.
و أما زیادة الأطراف و نقصانها و تشکلها بأشکال نادرة «13» فذلک «14» موجود معلوم.
و دیمقراطیس یظن أن السبب فی ذلک «15» لحوق نطفة «16» بنطفة، و لیس ذلک دائما، بل قد یکون کذلک «17» عن جماع واحد. و یشبه أن یکون السبب فیه حرکة ردیّة تعرض للنطفة، أو کثرة من المادة یتعدد «18» منه الکافی بقدر ثم لا تعطل الفضول لوجود القوة المحرکة أیضا فیه. و الأولی فی هذه الأشیاء أن تکون علتها من جهة الهیولی، و یجوز أن یکون السبب الذی ذکره دیمقراطیس حقا فی «19» بعض ما یقبل سفادا علی سفاد إذا لحق «20» سفاد «21» بسفاد قریب. و ذلک فی البیّاض أکثر منه فی الولّاد، لأن انقسام المنی إلی الأجزاء فی مثله أکثر، و لأن قبول السفاد علی السفاد فیه أظهر، و قد تفرخ بیضة ذات محین «22» لا حائل
______________________________
(1) خاصیة (الأولی): خاصة سا.
(2) یکن: یمکن د
(3) إحدی:
أحد ب
(4) الجهتین: الوجهتین بخ.
(5) ففی: بقی د، سا، ط
(6) و کانت:
فکانت سا
(7) جنس: حبشی ب؛ جنسی م.
(8) إنسان حیوانی: إنسانا حیوانیا ط.
(9) نحوه: نحو ب، ط، م.
(10) استنکارها: الاستنکار ب
(11) مشابهة:
متشابهة م
(12) حقیقته: حقیقة د، سا، ط، م.
(13) نادرة: باردة م
(14) فلذلک: فکذلک د.
(15) ذلک (الأولی):+ نادرة م
(16) نطفة: قطعة د.
(17) کذلک: ذلک سا.
(18) یتعدد:
یتقدر د، سا، ط، م.
(19) فی:+ حق سا
(20) لحق: ألحق ط
(21) سفاد:
سفادا ط.
(22) محین: محیین ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 424
بینهما ولدا متصل الأعضاء ذا رأسین و أربع أرجل، و ربما ولد ولدین خصوصا إذا کان البیاض یحول بینهما. و قد ظهرت جثة «1» لها رأسان لمثل «2» هذا السبب. و هذه الأحوال تکثر أیضا فی الماعز، لأنها تلد کثیرا، و فی الخنازیر. و قد تقع العجائب أیضا فی النبات، و ربما کان العجب فی وقوع عضو فی غیر موضعه مثل «3» ما شوهد من عنز له علی ساقه قرن، و إنسان طحاله فی الیمین و کبده فی الیسار. و ربما کان العجب من فقدانه عضوا رئیسا؛ أما القلب فلم یشاهد، و أما «4» الکبد فقد شوهد من الحیوان ما لا کبد له.
و ما یخرج عن الطباع فی هذه الأشیاء خروجا کثیرا لم یبق و لم یعش.
و اعلم أن کون الحیوان ذا حافر و إن کان مقارنا لقلة عدد ما یولد؛ و کونه ذا رجل مشقوقة موازیا لکثرة عدد ما یتولد منه «5»؛ و کونه ذا ظلف مقارنا لأمر «6» وسط. و السبب «7» فی قلة إنتاج ذی الحافر هو شی‌ء آخر و هو عظم البدن، فیحتاج إلی غذاء کثیر و یهضمه و یستعمله و یفضل الفضل، و إلا فالفیل مشقوق الرجل أیضا، و هو قلیل الولد.
و الذی یدل علی هذا، هو حال الأشخاص من نوع واحد، فإن العظیم «8» من الشجر أقل إبزارا، و العظیم من السمک أقل إیلادا «9». و لسائل «10» أن یسأل ما بال الکلب و ما أشبهه مما یلد عددا کثیرا، لا یتفق فیه «11» أن یتکون من جمیع منیّ الذکر و جمیع منّی الأنثی ولد واحد کبیر کما «12» تفعل الإنفحة باللبن فإنها «13» تعقد جملة اللبن «14»، و لیس «15» یجب أن یتفرق فیه عقده إلی أجزاء. فمنهم من أجاب بأن السبب فیه افتراق المواضع فی الرحم. و لو کان کذلک لما تولد فی موضع واحد من الرحم ولدان. و قد شوهد ذلک، إلا «16» أن هذا لیس بمقنع فی نقض قوله، بل له أن «17» یقول: إن السبب فی تولد «18» الولدین «19» فی موضع واحد من الرحم
______________________________
(1) جثة: حیة ط
(2) لمثل: بمثل د.
(3) مثل: علی ط.
(4) فقدانه ...
و أما: ساقطة من د.
(5) منه: عنه م
(6) لأمر: لأمن سا
(7) و السبب: فالسبب د، سا، ط، م.
(8) العظیم: العظم د.
(9) إیلادا: أولادا سا
(10) و لسائل: و لقائل م.
(11) فیه: فیها ط.
(12) کما: ساقطة من د
(13) فإنها: فإنه ب، د، سا، م
(14) جملة اللبن: جملته للأنثی ب؛ جملته د، سا
(15) و لیس: فلیس ط، م.
(16) إلا: و أظن أنا د، سا، ط، م.
(17) إن: ساقطة من ب، د، سا
(18) تولد: تولید م
(19) الولدین: الوالدین د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 425
أمر نادر یقسم «1» المنی کما ینقسم «2» کثیرا فی رحم الناس إلی أولاد صغار کثیرین یبلغ قدر کل واحد منهم «3» أن لا یعیش. و النادر لا یعتبر، بل أقول عسی أن یکون هذا من الأسباب المعینة «4» علی کثرة الولد، لکن السبب الذی ذکر فی التعلیم الأول هو أن هذا الحیوان یقذف منیا أکثر من المحتاج إلیه فی تکون شخص واحد. و هذا سبب حسن، و هو الأصل، فإنه إذا کان کذلک فإن القوة المحرکة تحرک المادة و تقسمها علی ما یصلح للشخص الواحد لإلهام یشبه «5» سائر «6» الإلهام الذی به یمیز الأعضاء و یفرقها، و لکن ذلک علی حد محدود لا یجاوزه «7». و أما الإنفحة فإن تأثیرها فی القوام، و لا تأثیر لها فی التقطیع «8»؛ و لو کان لها ذلک لکان یقطع من اللبن قطوعا و یشکلها أشکالا علیها ینبغی «9» أن تکون الأمثال «10»، بل القوة العاقدة فی المنی مع أنها عاقدة مقدرة مصورة مشکلة و لا کذلک «11» التی «12» فی الإنفحة. و قد یعرض أیضا فی الرحم آفات کثیرة «13» ردیة لأعضاء خاصة دون غیرها لأسباب لا تحصی.
و من الحیوان «14» ما یحمل حملا علی حمل «15» و هو کثیر المادة و کثیر الأولاد، و منها ما لا یحمل «16» إلا واحدا و لا یقبل معه حملا کذوات الحافر «17». و الفرس و الإنسان قد یحملان حملا علی حمل قد یقوم و ینشأ «18» فی الندرة، و أکثره «19» و خصوصا الثانی «20» یسقط، و ذلک لسعة الرحم و قوة مزاج الإنسان، و مزاج الفرس فی ذوات الحافر. و أما الغالب فهو أن فم الرحم ینضم انضماما شدیدا فلا یقبل شیئا إلی وقت الوضع.
و شبق إناث الطیر «21» أقل من شبق «22» الذکور «23»، لأن أرحامها تحت الحجاب. و الإناث
______________________________
(1) یقسم: لقسم سا
(2) ینقسم: یقسم ط، م.
(3) منهم:+ إلی د، سا، م.
(4) المعینة: المعتبرة م.
(5) یشبه: شبیه د، سا
(6) سائر د، سا.
(7) لا یجاوزه: و لا یجاوزه سا، ط، م.
(8) التقطیع:+ و التشکیل د، ط، م؛+ التشکیل سا.
(9) ینبغی: فبقی م.
(10) الأمثال: الأجبان د، سا، ط؛ الأشکال بخ، م
(11) و لا کذلک: و لا لذلک م.
(12) التی: اللبن م
(13) کثیرة: ساقطة من ب، د، سا.
(14) الحیوان: الأحمال سا
(15) علی حمل: ساقطة من د.
(16) ما لا یحمل: ما یحمل د
(17) الحافر: الحوافز ط.
(18) و ینشأ: و نشأ د، سا؛ ینشأ ط؛ فینشأ م
(19) و أکثره:
أکثر ط؛ ساقطة من ب، م
(20) الثانی: و الثانی ب.
(21) الطیر: الطیور سا
(22) شبق (الثانیة): ساقطة من ب
(23) الذکور: الذکورة ط.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 426
الشبقات «1» من کل شی‌ء یسقط شبقهن إذا وضعن کثیرا، فإن فضلاتهن تقل. و کثرة الشعر فی الأسافل بحسب النوع أو بحسب الشخص دلیل الشبق، فإن ذلک لکثرة الفضلة، و لأن القوة المصورة و الغاذیة قویة. و ربما عاد عضو ما مئوف «2» فی بعض أولاد الحیوانات الکثیرة الولد، و لذلک «3» تعود عین أولاد «4» الخطاطیف بعد أن تخرج، و أکثر «5» ما یکثر ولده و یضعه، غیر تام مثل ما یلد غیر مفقح أو غیر مشقوق.
الجنین من النساء «6» ینشو سریعا فی الابتداء للرطوبة، و لأن الحرارة فیها بقدر و تذیل سریعا فی الانتهاء للبرودة، فإن البرودة تسرع إلیهن لأنهن أقل حرارة، و مع ذلک فإن رطوبتهن و لینهن یخلی «7» عن حرارتهن فتنفش بسرعة. و لذلک فإن المتخلخل «8» من الأجسام أسرع جفافا من المستحصف «9». و المادة إلی التصور بصورة الأنوثة، و تأخرها أیضا فی المادة «10» فلیس بسبب المادة، و أیضا إلی التصور بصورة «11» الذکورة أسرع للقوة لا لطاعة المادة «12». فإن المادة فیها لیست عاصیة من حیث القوام و الکمیة، بل من حیث الکیفیة و القوة. و بالجملة ما هو أضعف فهو أسرع نشوا، لأن هیولاه منفعلة «13»، و القوة حاضرة قد أخذت فی الفعل و تمکنت من «14» المادة. و المرأة «15» القلیلة الفضل یحسن حالها عند الحبل، لأنها تستعمل ذلک الفضل «16» فی الجنین، و لا یفضل ما یحتبس فیؤذی. و سبب صلابة الرحا هو فساد النضج و تحلل «17» الرطب «18» من الحر، و خصوصا إذا لم یکن له حابس و ماسک طبیعی یتصرف فیه بخاصیة التصویر «19».
______________________________
(1) الشبقات: و الشبقات ط.
(2) عضو ما مئوف: عضو ماووف د؛ عضو مادف سا.
(3) و لذلک: و کذلک ط، م
(4) أولاد: فراخ سا
(5) و أکثر: و یکثر ب؛ و أکثر ولد سا، ط، م.
(6) الجنین من النساء: فراخ الإناث د؛ فإنه سا؛ الإناث کلها ط، م.
(7) یخلی: یخلو سا، ط، م
(8) المتخلخل: المتخلل م.
(9) المستحصف: المستصحف م.
(10) الأنوثة ... المادة: ساقطة من د، سا، ط.
(11) فلیس ... بصورة: ساقطة د، سا، ط.
(12) المادة (الأولی)+ و أخذ صورة الأنوثة و تاخرها أیضا فی المادة فلیس بسبب المادة أیضا د؛+ و أخذ صورة الأنوثة و تاخرها أیضا فی المادة فلیس بسبب المادة سا؛+ و المتصورة لصورة الأنوثة و تأخرها أیضا فی المادة و لیس بسبب المادة ط؛+ المتصورة م.
(13) منفعلة: منفعل ب، د، سا، م.
(14) من: فی سا
(15) و المرأة: و المرارة سا.
(16) ذلک الفضل: ساقطة من د.
(17) و تحلل: و تحلیل ط، م
(18) الرطب: الرطوبة سا.
(19) التصویر: التصور سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 427
و أما اللبن و تکونه فقد علم مما سلف و یظهر «1» خطأ أنبادقلیس إذ «2» ظن أن «3» اللبن یتولد فی الثامن و التاسع و یکون «4» قیحا «5»، ثم یصیر لبنا؛ فإن القیح غیر طبیعی و اللبن طبیعی.
و اعلم أن أبعد الحیوان أجلا ما کان ذا دم و أطول «6» الدموی عمرا بعد الفیل الإنسان لاعتدال مزاجه. و یجب أن تکون الآجال متحددة فی الأنواع لا بسبب المادة وحدها، بل بسبب قبولها تأثیر النجوم، حتی یکون عمرها «7» یوافق دور «8» الکوکب واحدا و عدة کواکب، و عمر آخر «9» أقل و أکثر منه. فأول الحدود الیوم بلیلته، ثم الأسبوع فهو حد یحده «10» القمر فی ربع الفلک، ثم الشهر و هو دور یتم بین القمر و الشمس، ثم السنة، ثم سنوّ الکواکب، ثم سنوّ أحوال لها فی المقارنات و التشکلات «11» تعود فی مثلها. و هذه الأدوار قد یخرم مقتضاها أسباب غیر طبیعیة و تعجز «12» عنها أسباب غیر طبیعیة «13».
______________________________
(1) و یظهر: فیظهر ط، م
(2) إذ: أن د، سا، ط، م
(3) أن: ساقطة من ط.
(4) و یکون: فیکون ط، م
(5) قیحا: قیحیا د.
(6) و أطول: و لطول م.
(7) عمرها: عمر ما د، سا، م
(8) دور: أدوار د، سا.
(9) آخر:+ منه سا.
(10) یحده: یحد د.
(11) و التشکلات: و التشکیلات ط.
(12) و تعجز: أو تعجز د، سا، ط
(13) طبیعیة:+ تمت المقالة الثامنة عشر من الفن الثامن من جملة الطبیعیات بحمد اللّه و حسن توفیقه د.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 428

المقالة التاسعة عشرة من الفن الثامن من جملة «1» الطبیعیات «2» و هی الأخیرة «3» «4»

فصل واحد «5» فیه نتف «6» من «7» أحوال الإنسان «8»

نختم هذا الکتاب «9» بنتف «10» مسائل، منها حال الصبی هل هو أول ما ینفخ فیه روح الحس «11» و الحرکة یقظان «12»، أو نائم أو کالنبات. فنقول: إنه لیس یقظان، لأنه متعطل الحواس و آلات الحرکة الإرادیة، و الیقظان مستعمل الحواس، حتی إن من النیام أیضا من یعرض له أن یبصر شیئا و یقوم و یمشی، إلا أن ذلک لا یکون مع استکمال «13» ظهور من أفعال النفس حتی تکون الحواس الأخری متعطلة أو تکون «14» الحرکات الإرادیة الأخری متعذرة «15» و إنما هو إحساس و حرکة مشوشین «16». و مع ذلک فلا یکون صاحبها یقظانا «17»، بل بحیث یمکن أن ینبه «18» حتی یعود فی الحال إلی أحسن من ذلک، فکیف حال من یتعطل علیه الحواس أصلا. و لیس أیضا کالشجر، فإن الشجر لیس فیها مبدأ إحساس أصلا. فبقی أن ینظر هل هو نائم، فإنه عسی لا یکون النوم ممکنا إلا لمن «19» شأنه أن یستیقظ فیشبه أن یکون ذلک من جنس نوم المسبوت، و تکون «20» طبیعة الصبی تستدعی
______________________________
(1) جملة: ساقطة من م.
(2) من الفن ... الطبیعیات: ساقطة من ب
(3) من الفن ... الأخیرة: ساقطة من د
(4) و هی الأخیرة: ساقطة من سا، م
(5) فصل واحد: فصل ب، م؛ و هی فصل واحد د، سا.
(6) نتف: نیف ط
(7) من: ساقطة من سا
(8) الإنسان:+ و هو الآخر د.
(9) الکتاب: الکلام سا
(10) بنتف: بنیف ط.
(11) الحس: الجنین سا
(12) یقظان: بیقظان ط، م.
(13) استکمال: استعمال سا.
(14) أو تکون: و تکون د، سا، ط، م.
(15) متعذرة: متعددة سا
(16) مشوشین: مشوشان ط
(17) یقظانا:
یقظان ط، م.
(18) ینبه: ینتبه د.
(19) لمن:+ من ط.
(20) و تکون: فیکون ط، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 429
النوم، حتی إنه ربما «1» یولد «2» یبکی. و یکون التخیل فاعلا فیه فعله، حتی إن الصبی إنما یضحک أول ضحکة فی الأکثر و هو نائم.
و منها سبب الزرقة و الکحلة، فنقول: إن الزرقة تعرض إما بسبب فی الطبقات، و إما بسبب فی الرطوبات.
و السبب فی الرطوبات أنها إن کانت صافیة و قریبة الوضع إلی خارج کانت «3» الجلیدیة کبیرة المقدار؛ و البیضیّة معتدلة المقدار أو قلیلة «4»، کانت العین زرقاء بسببها، إن لم یکن من الطبقة منازعة؛ و إن کانت کدرة و الجلیدیة قلیلة و البیضیة کثیرة تظلم کظلام الماء «5» الغمر «6»؛ أو کانت الجلیدیة غائرة، کانت العین بسببها کحلاء.
و أما الذی «7» بسبب الطبقة، فإن الطبقة العنبیة إن کانت سوداء صیرت العین کحلاء، و إن کانت زرقاء صیرت العین زرقاء. و العنبیة تصیر زرقاء إما لعدم النضج مثل النبات، فإنه أول ما ینبت لا یکون ظاهر «8» الصبغ، بل یکون إلی البیاض، ثم إنه مع النضج یخضرّ. و إما لتحلل الرطوبة التی یتبعها الصبغ إن کانت نضیجة جدا، مثل النبات، فإنه عند ما «9» تتحلل رطوبته یأخذ «10» یبیضّ. و المرضی تشهل أعینهم، و کذلک المشایخ لهذا السبب، لأن المشایخ تکثر فیهم الرطوبة الغریبة و تتحلل الغریزیة.
فالزرقة منها طبیعیة، و منها عارضة. و الشهلة تحدث من اجتماع أسباب الکحلة و أسباب الزرقة، فیترکب منها «11» شی‌ء بین الکحلة و الزرقة و هو الشهلة. و لو کانت الشهلة للنار علی ما ظنه أنبادقلیس لکانت العین «12» الزرقاء مضرورة لفقدانها المائیة التی هی آلة البصر.
و الکحل یقصر عن الزرقة فی الإبصار إذا «13» لم تکن الزرقة لآفة. فالسبب فیه «14» أن الکحل
______________________________
(1) ربما: کما د، سا، ط، م
(2) یولد: یتولد ط، م.
(3) کانت (الثانیة): و کانت سا، ط.
(4) أو قلیلة: أو قلیلته ط.
(5) کظلام الماء: انظلام الماء د؛ إظلام الماء سا، ط؛ لظلام ماء م.
(6) الغمر: الکدر د.
(7) الذی: التی سا.
(8) ظاهر: ظاهره م.
(9) عند ما: مثل ما سا
(10) یأخذ: ساقطة من سا.
(11) منها: منهما ط.
(12) العین: ساقطة من م.
(13) إذا: و إذا م
(14) فالسبب فیه: و السبب فیه د، سا، ط؛ و السبب م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 430
الذی یکون بسبب الآفة «1» یمنع نفوذ الألوان بمضادته «2» للإشفاف، و کذلک الذی یکون لکدورة الرطوبة، و کذلک إن کان السبب لکثرة الرطوبة، فإنها إذا کانت کثیرة أیضا لم تجب إلی حرکة التحدیق و الخروج إلی قدام إجابة یعتد بها. و إذا کانت العین زرقاء بسبب قلة الرطوبة البیضیة کانت أبصر باللیل و فی «3» الظلمة منها بالنهار، لما یعرض من عنف «4» تحریک الضوء للمادة القلیلة فیشغلها عن التبین «5» فإن مثل هذه الحرکة تعجز «6» عن تبیین «7» الأشیاء کما تعجز عن تبین «8» ما فی الظلمة بعد الضوء. الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 430 فصل واحد فیه نتف من أحوال الإنسان ..... ص : 428
أما الکحلاء بسبب کثرة الرطوبة. فیکون بصرها باللیل أقل، بسبب أن ذلک یحتاج إلی تحدیق و تحریک للمادة إلی خارج. و المادة الکثیرة تکون أعصی من القلیلة.
و الإنسان أشد الحیوان اختلافا فی ألوان العین. و قد یکون فی الخیل أیضا أزرق و أخیف.
و اعلم أن حدة البصر علی وجهین: أحدهما القوة علی إدراک البعید، و الثانی القوة «9» علی شدة تفصیل المحسوس؛ و ربما اختلفا. و الحدة الأولی سببها غؤور «10» الرطوبة حتی یکون إلیها سبیل ضیق، و لا یحیرها قرب إشراق الضوء علی جهاتها کلها، بل إنما یأتی إلیها المبصر بمحاذاة مضبوطة مقدرة محصورة، فتکون سائر الأجزاء من العین غیر منفعلة و لا مشوشة «11»، و إذا تحرکت إلی جهة المحسوس کأنها «12» تندفع من مکانها إلی التحدیق لم تصر «13» بها الحرکة إلی مدهشه الضوء، بل بقی بعد ذلک لها غؤور «14» ما.
و اعلم أن العین عند التحدیق تتحرک حرکة نحو خارج شوقا طبیعیا «15» إلی الاقتراب من المدرک و الاستکمال بالفعل الخاص، فإن برزت إلی قرب الهواء لقصر المسافة وقعت فی مدهشة «16». و العین الجاحظة قلیلة التبیین «17» لما بعد عنها لذلک.
______________________________
(1) الآفة: القاعة سواء و العنبیة د؛ سواء العنبیة سا؛ سواد العنبیة ط؛ إیقاعه م
(2) بمضادته:
بمصادمة م.
(3) و فی: و یجی‌ء م.
(4) عنف: عضو ط
(5) التبین: التبیین سا، ط
(6) تعجز: تعرض ب.
(7) تبیین: تبین د، سا، م
(8) تبین: تبیین ط.
(9) القوة (الثانیة): ساقطة من سا.
(10) غؤور: غورد؛ عوز سا.
(11) مشوشة:
متشوشة د، سا
(12) کأنها: کلها م.
(13) تصر: تضر د، سا، م
(14) غؤور:
عون د، سا؛ غور ط، م.
(15) طبیعیا: ساقطة من ب، م.
(16) مدهشة: هشة د
(17) التبیین: التبین د، سا، م.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 431
و أما سبب التفصیل فهو صفاء «1» الرطوبة ورقتها حتی تنتقش نقشا جیدا. و هکذا حال السمع و الشم فإن إدراک «2» البعید غیر «3» جودة «4» الإدراک بالتفصیل، و السبب فیه واحد.
و لذلک «5» ما کان من نوع واحد و خیشومه «6» أطول کان أشد إدراکا للرائحة البعیدة کالکلاب السلوقیة. و منها مسألة الجعودة و السبوطة و لین الشعر و خشونته، و دقته «7» و غلظه، و سواده و بیاضه، و علة الشیب الذی یعرض. و الشعر «8» کما علمت یتولد من بخار دخانی و ینخرط فی المسام منعقدا «9» فتکون مادة الطبیعة «10» فیه الفضلة الدخانیة، و الآلة المسام، و هی کالمثقاب «11».
و هذه الفضلة الدخانیة إن کانت کثیفة کثف الشعر، و إن کانت لطیفة لطف الشعر؛ و إذا کان الجلد کثیفا «12» کانت هذه الفضلة کثیفة و کان «13» مقارنا «14» لسبب «15» الکثافة، و کانت «16» المنافذ أیضا غیر ملتحمة، بل متوسعة اتساع الثقب فیما یبس «17» من الجلود؛ و کان «18» ذلک أیضا سبب «19» الکثافة. و أما الجعودة فقد تکون لانشواء المادة حتی یعرض للشعر من طبعه «20» ما یعرض له من حرارة لو عملت فیه فجعدته. و قد یکون لاختلاف حرکة «21» البخار الذی ینعقد منه «22» الشعر، و قد یکون لالتواء أکثر «23» الثقب فیتهندم «24» شکله بانهدامه و یتجعد «25». و السبوطة تقع لضد «26» ذلک، و السواد لإفراط ما من الحرارة، و الصهوبة لفجاجة ما، و الشقرة للاعتدال. و ربما کان السواد و التجعد بسبب شدة حر الهواء الخارج فیحترق «27» الشعر و یتفلفل. و قد یتغیر جمیع ذلک فی البلدان. و الشیب فیه «28» قد یکون بسبب رطوبة
______________________________
(1) صفاء: نقاء سا.
(2) إدراک: إدراکه م
(3) غیر: ساقطة من د
(4) جودة: موجودة م.
(5) و لذلک: و کذلک د، سا، ط، م
(6) و خیشومه: خیشومه د.
(7) و دقتة: و رقته د، سا، م.
(8) و الشعر: فالشعر د، م؛ فالشیب سا.
(9) منعقدا: فیعقد د، سا؛ منعقدة ط؛ منخرطة م
(10) الطبیعة: الطبیعیة ط
(11) کالمثقاب: کالمثاقب د، سا، ط.
(12) کثیفا: کثفا د
(13) و کان: فکان د، سا، م
(14) مقارنا: مقاربا ط
(15) لسبب: بسبب ط
(16) و کانت: و کان ب، د، سا.
(17) یبس: ییبس د، سا، م؛ یتیسر ط؛ یتیین طا
(18) و کان: فکان د، سا.
(19) سبب:
بسبب ط، م.
(20) طبعه: طبیعة د، م
(21) حرکة: الحرکة ط.
(22) منه: فیه د
(23) أکثر: ساقطة من ب
(24) فیتهندم: فیهندم ط.
(25) و یتجعد: ساقطة من سا
(26) لضد: کضد د؛ بضد سا.
(27) فیحترق: فیحرق سا.
(28) فیه: ساقطة من د، سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 432
غبرة حارة «1» و لا لزجة، دهنیة، فیغتذی «2» بها الشعر فیتکرّج «3» فیه، و هو الطبیعی؛ و قد یکون بسبب جفاف یلحق الشعر یأخذ منه دسومته و رطوبته التی لها یسودّ فیتکلّس «4»، و هذا کما یعرض فی الأمراض؛ فإذا دبر «5» الناقه عاد إلی لونه لاستمداده المادة الجیدة.
و أمّا الشیخ «6» فمن أین ترجی له «7» المادة الملائمة و قد انهزمت «8» الحرارة الغریزیة.
و أما الصّلع فیعرض إذا جف الدماغ و یبتدئ من مقدمه، لأن وعاءه أوسع، و مادته أرطب؛ و الأرطب أقبل للتجفیف «9» لتخلخله فهو «10» لشدة الحرارة الطبیعیة التی فیه ینقبض و یجتمع و یتبرأ «11» عن العظم فلا یستقی «12» منه العظم مادة دخانیة یعتد بها، و أیضا فإن المسام تتخلخل فیتحلل «13» منها المقدار الذی یتبخر.
و أما النساء فطباعهن أرطب و جلودهن أرطب «14» و مسامهن أضیق. و الخصیان أشبه بهن فلا یصلعون. و أکثر الشعور «15» تشقر أولا ثم تبیض. و الأشقر یبیض أسرع فی الأکثر، لأنه أقرب من البیاض. و لحم الشخص الأسود أطیب من لحم مشارکه فی النوع، إذا کان أبیض، لأنه أنضج. و اللحم الذی یلی السواد من الأبلق أطیب من اللحم الذی یلی البیاض منه. و الشعر فی غیر الإنسان یتبع الجلد فیسود علی الجلد الأسود و یبیض علی الجلد الأبیض.
و أما سبب «16» ثقل الصوت وحدته و جهارته و خفایته «17»، فاعلم أن الثقل قد یعرض للقوة و قد یعرض للضعف، فإنه إذا عجزت «18» آلة الصوت من الحیوان عن تقطیع الهواء «19» و تحریکه بسرعة محرکة «20» ببطء «21» کان الصوت ثقیلا للضعف، مثل ما تکون أصوات العجاجیل
______________________________
(1) حارة: حادة م
(2) فیغتذی: و یغتذی سا
(3) فیتکرج: و یتکرج سا؛ فیکدح م.
(4) فیتکلس: فیکلس م.
(5) دبر: وبر د.
(6) و أما الشیخ: و الشیخ م
(7) ترجی له: له الترجی ط
(8) انهزمت:
انهدمت د، م؛ و انهدمت سا.
(9) للتجفیف: للتجویف ط
(10) فهو: ساقطة من ط.
(11) و یتبرأ: فیتبرأ ط، م
(12) فلا یستقی: و لا یستبقی ط، م.
(13) فیتحلل: فیتخلخل سا.
(14) و جلودهن ارطب: ساقطة من سا.
(15) الشعور: الشعر م.
(16) سبب: بسبب سا
(17) و خفایته: و خفائه د، ط، م.
(18) عجزت: عجز ب، د، سا، م
(19) الهواء:
+ الکثیر د، سا، ط، م.
(20) محرکة: فحرکة سا، ط، م
(21) ببطء: بنطر ب.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 433
أثقل. و أصوات البقر أثقل من أصوات الثیران، و کذلک الذی «1» امتلأ قصبة رئته بنوازل رطبة. فإن قطعت الهواء و أخذت «2» منه قلیلا و تصرفت «3» فیه تصرفا جیدا من القوة کان الصوت حادا بسبب الضعف؛ و لهذا ما «4» تحتد «5» أصوات المشایخ و الناقهین.
و أما إذا کانت الآلة تقوی لشدة «6» القوة علی تحریک الهواء الکثیر، کان الصوت ثقیلا للقوة.
و أما حدیث الأسنان و منافعها فقد علمت فی مواضع أخر «7».
فهذا «8» آخر «9» المقالة، و هو آخر کتاب الحیوان من کتاب الشفاء من الطبیعیات «10»، و یتلوه العلم «11» الریاضی فی أربعة فنون «12» «13».
______________________________
(1) الذی ساقطة من سا.
(2) و آخذت: أو آخذت سا
(3) و تصرفت:
أو تصرفت د، سا.
(4) ما: ساقطة من ط
(5) تحتد: تحدد.
(6) لشدة: بشدة د، سا.
(7) مواضع أخر: موضع آخر بخ، د، سا، ط، م.
(8) فهذا: فهذه ط
(9) آخر:+ هذه ط، م
(10) الطبیعیات: و ثم الطبیعیات ط.
(11) العلم ... فنون: التعلیمیات إن شاء اللّه الرحمن ط.
(12) و هو آخر فنون: و هو آخر الکتاب و الحمد للّه رب العالمین و صلواته علی سیدنا محمد و آله الطاهرین و سلامه ب؛ و هو آخر هذا الکتاب تمت المقالة التاسعة عشرة من الفن الثامن من جملة الطبیعیات و تم کتاب طبائع الحیوان بحمد اللّه و حسن توفیقه د.
(13) فهذا آخر ... فنون: و اللّه أعلم آخر الطبیعیات و لواهب العقل الحمد بلا نهایة سا.
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 435

فهرس المصطلحات‌

(ا) المصطلحات العلمیة و الفنیة
(ا)
آجال اخترامیة: 204
آجال طبیعیة: 204
الآس (نبات): 136
آفة (آفات): 135، 142، 185،
228، 230، 233، 235،
237، 244، 251، 256،
258، 259، 263، 281،
383، 292، 298، 299،
329، 331، 336، 338،
343، 347، 348، 360،
363، 368، 374، 380،
381، 400، 401، 425،
429
آلة: 3، 7، 8، 10، 18،
22، 23، 40، 44، 45،
61، 62، 66، 70، 145،
225، 239، 254، 255،
261، 263، 265، 300،
348، 388، 389، 409،
428، 429، 432
آلی: 20
أبازیر:
القزح، و القزح التابل، و قزح
القدر جعل فیها قزحا و طرح فیها
الأبازیر (لسان العرب).
218
ابدیدومس (واسط للمنی بین البیضة
و المقذف): 389
ابراز (الثفل الی خارج الجسم):
303
ابرة اللسع (للنحل أو العقرب):
9، 29، 50، 59، 133، 134،
136
ابزار (النبات): 424
ابصار: 223، 237، 255،
257، 258، 262
الابط: 19، 23، 39، 49،
184، 241، 260، 286،
289، 313
الابهام (اصبع): 316، 333،
337، 356، 357، 359،
364، 367
الأبوان: 153
اتئام: 181
اتصال مفصلی (بنقر و رءوس لقمیة):
339
اتکاء (العضو علی عضو آخر):
283
اثنا عشری (المعا الاثنی عشری):
296، 301، 302، 310
اجتذاب، جذب: 326
اجترار: 35، 53، 323
اجتماع العضل (و یقابله الامتداد):
11، 277
أجل (آجال): «و حددوها الیوم
بلیلته، ثم الاسبوع، ثم الشهر،
ثم السنة، ثم سنو الکواکب،
ثم سنو أحوال لها فی المقارنات
و التشکلات تعود فی مثلها.»:
427
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 436
أجنحة (السمک): 9، 32، 33،
105
أجنحة (الفقرة): 343، 345
اجماد: 207
الأجوف (ورید): 281، 308،
309، 311، 312، 317،
326
احالة: 45
احتباس الطمث: 396
احتلام: 73، 141، 142، 148،
186، 187
احدیداب (الأضلاع): 349
احساس: 8، 11، 428
الأحشاء: 17، 30، 41، 60،
106، 235، 238، 240،
241، 273، 275، 295،
309، 325، 327، 348
احلیل: 160، 174، 206
اختلاج القلب: 80، 176
الاخراج: 302
الأخرم (عظم): 269، 331،
332، 378
اخصاب: 52
الاخلاف (خلفت الناقة: حملت،
و الاخلاف أن تعید علیها فلا
تحمل): 185
أخلاق: 1، 6، 93
أخمص (القدم): 50، 362،
363
الأخیاف (من الحیوان: ضروبها
المختلفة فی الأخلاق و الأشکال):
109
ادرار البول: 328
اذکار (الولاد بالذکور): 181،
408، 421، 422
الأذن الأیمن (للقلب): 312
أذن (آذان): 3، 19، 21، 22،
30، 31، 32، 34، 35، 37
38، 39، 47، 57، 63،
91، 102، 106، 108،
190، 242، 253، 261،
269، 286، 376، 378
أذن السمک: 32، 34، 37
أذی: 300
اراقة (المنی): 148، 187
الأربیة (الأربیتان): 19، 23،
144
ارتضاع: 372
أرجوانیة (لون): 124
الأرحاء (أضراس): 270
ارخاء، استرخاء (المفصل،
العضل): 268
الارضاع: 91
أرضیة (مادة الأرضیة): 204،
211، 212، 216، 374،
383، 401، 416
أرنبة (الأنف): 141، 269،
379
أزب: 26، 29، 50، 110، 120
الأزج (الأزج الحاجب، اسم له فی
لغة أهل الیمن «لسان العرب»):
230، 380
ازدراد (الطعام): 277، 278،
292، 293
أزعر: 50
ازلاق (المنی و الرطوبة): 147،
177، 183
الأسافل (من الأعضاء، و یقابلها
الأعالی): 371، 407، 426
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 437
استبطان (مثل استبطان العصب فی
الساق): 28، 29، 57،
246، 286، 289، 314،
353، 368
الاستحالة (کاستحالة الغذاء الی
الاخلاط و استحالة البیض الی
الحیوان الکامل): 19، 27،
67، 161، 162، 163،
168، 172، 205، 209،
221، 226، 227، 231،
256، 298، 304، 308،
387، 390، 393، 402
416
استحصاف (الأعضاء): 165
استحکام (المضغة فی الجنین تمهیدا
لتکوین الأعضاء): 166،
171، 181
استدعام: 237
استدفاق (المادة من العضو):
394
استدقاق: 330
استرخاء (العضلة): 20، 307
استظهار (العروق فی الأعضاء):
246، 286، 314، 322،
388
استعراض (منقار الطیر): 382
استفراغ السوائل (من العضو):
52، 396
استقامة (علی الاستقامة): 365،
367
استقراء: 326
استمراء (الغذاء): 203
استمساک (المواد داخل الأعضاء):
364
استمناء: 142
استنشاق: 22، 190
استنقاء (تخلص العضو من
الفضول): 91
استواء (علی الاستواء): 367
استیداق (الأنثی): 90
استیکاع (العضو): 174، 421
الاسرب: 410
اسطقس (اسطقسات): 189،
403
اسفنج: 4
اسفیداج: 144
اسقاط (الجنین) 143، 185،
425
اسلاس (المفصل): 268
آسمانجونی (لون بین البیاض
و السواد) 257
الأسنان: 433
أسنان الحلم: 29، 271
الأسود (السودان) 47، 53
الأسیلم (ورید): 316
اشالة (العضو): 307، 354،
359
اشتمال (کاشتمال الرحم علی
المنی): 165، 185، 187،
337، 357، 362، 364،
400
اشراق الضوء (علی العین): 43
اشفاف: 430
اصبع (أصابع): 25، 26، 30،
31، 196، 371، 372،
374
اصعاد المنی (فی الأوعیة): 145
أضلاع الخلف (من الفقار): 309،
352
أطباء (الناقة): 27
اطباق (الفتحة): 279
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 438
اطباق (الفم): 379
الأطراف: 338، 407
أعضاء التنفس: 345
أعضاء الجوف 407
أعضاء حسیة: 402
أعضاء مرکبة آلیة: 392
أعضاء نطقیة: 402
اعلاق (للمنی): 186، 387
الأعور: 301، 304، 305،
306
اغتذاء: 35، 152، 167، 168،
203
اغتلام: 6، 68، 90، 411،
415
أفاعیل نفسانیة: 14
افضاء المنی: 397، 399
أفعال قوام الحیوان: (فعل التغذیة،
فعل الحس و الحرکة): 297
الافلاء (العزل عن الرضاع) 117
افلاح (المنی لتکوین الجنین):
177، 186
اقراء: 16، 162، 185
أقزاح: (القزح و القزح: التابل):
218
الأکحل (ورید): 316
الاکلیل (فی العین): 257
الالبان (ادرار اللبن): 184
التقام: 22، 345، 381،
التواء: (التواء الساعد و انبطاحه):
333
الصاق (الغذاء): 13
امتساک (القدم للمواطؤ علیه):
362
امتیار (الحیوان للطعم): 79،
121، 131
امساک (العضو للغذاء) 13، 18
أمعاء: 7، 208، 300، 302،
303، 307، 323
انبثاث (العروق فی العضل
و الأعصاب فی الجلد): 46، 235،
242، 244، 308
انبساط العضل (و یقابله الانقباض)،
11، 229، 242، 279،
284، 285، 291، 285،
299، 358، 382
انبعاث: 235
أنبوب: (أنابیب): 171
انبیق: 199
انتساج: 12، 151، 164،
171، 174، 177، 229،
295، 315، 339
انتشاف: 203
انتفاض (الفضل): 394
انتقاش (رطوبة العین الصافیة،
لتفصیل المحسوس): 431
انتکاس (المفصل، الی خلف):
340
انثناء (المفصل): 382
الأنثیان: 15، 28، 32، 163،
164، 287، 317، 387،
388
انجراد (الظفر): 337
انحدک (الظفر): 337
انخراط (منقار الطیر): 382
انخلاع المفصل: 362
اندساس (العضل) 65، 266
انزاء: 53، 91، 138
انزال (المنی): 145، 186،
386، 392، 393، 397،
410
انزراق (السائل فی الأوعیة):
321
انسان حیوانی (مثل مولود من
الناس له رأس کبش): 423
انسدال (العضل): 268
انسلاخ الجلد: 417
انسی (نسبة الی الجهة الانسیة):
246
انشاب: 27، 28، 143، 266
انشعاب (العروق): 313
انصباب (الرطوبة): 177
انطباخ (الغذاء) 206، 235
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 439
انطلاق البطن: 328
انعطاف (المفصل، أو الصلب):
339، 340
انعقاد المنی (لتکوین الجنین): 16
53، 162، 168، 185،
187، 209
انعقاد النطفة: 402
انفاق الغذاء (فی الجسم): 396
أنف (آناف): 22، 32، 178،
190، 238، 262، 264
انفاذ (الغذاء): 217
انفتاح الرحم: 178
انفحه: 16، 53، 324، 404،
424، 425
انفساخ (جسم الحیوان): 59
انفعال (انفعالات): 2، 21، 49،
137، 188، 196، 202،
226، 252، 290، 304،
398، 411
انغلاق الوعاء (و یقابله انفتاح):
279
انقباض (العضل): 229، 284،
285، 333، 334
انقذاف (المنی): 388
الانقلاب الشتوی، الانقلاب الصیفی:
71
انکباب: 289، 382
أنملة (أنامل الأصابع) 190،
196، 337
انهتاک (الأربطة): 331، 362
انهضام (الغذاء): 205، 301،
305
أنوثة، أنوثی: 16، 61، 65،
94، 111، 163، 164
أنیس (أنفس- أبیس) «معرب»
غشاء للجنین: 174
أورطی: 286
أوصال: 249، 250
ایقاع (النغم): 84
ایلاد: 79، 221، 391، 417،
420، 424
ایناث (الاتیان بالاناث): 420،
422
(ب)
باب (المعدة أو الرحم): 41،
143، 144
الباب (عرق جذب الغذاء الی الکبد):
205، 308، 309، 310،
311، 320
بارد بذاته:
بارد بنوع العرض: 220
الباسلیق (ورید): 316
باذنجانی (اللون): 368
الباقلی، الباقلاء (نبات): 80،
99، 136، 405
بالذات: 235
بالعرض: 225، 235
بالقوة: 217، 220
بان
بوک
نوعان من ایقاع النغم: 84
بانقراس: 310
بخار (بخارات، أبخرة): 199،
251، 253، 298، 321،
409
بخار حار: 321
البخار الدخانی: 12، 48، 49،
199، 278، 286، 431
البرد: 56
برد المزاج (و یقابله حر المزاج):
224
البردیة: 255
برودة المزاج: 415
بری (من الأضلاع): 330
البریات (من الحیوان): 375
البزز (للمحززات): 385، 394
بسط (العضل) (و یقابله قبض
العضل): 365، 383
البسیط (البسائط): 2، 8
20، 191، 217
البشرة: 20، 174
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 440
بصر: 30، 41، 223، 238،
255، 257، 261
بطح (العضلة): 356
بطن: 318
البطن الأوسط (للدماغ): 230،
231، 232، 315
البطن الأیمن- البطن الأیسر
(للقلب): 284
البطن المقدم (للدماغ): 226،
232
البطن المؤخر (للدماغ): 230،
231، 232
بطنا الدماغ المقدمان: 236
البطنان المقدمان (للدماغ): 315
بطون الدماغ: 226، 229، 231،
287
بطون القلب: 283
بطون هضم بعد هضم: 323
بطیخ: 404، 405
بقل (و الواحدة بقلة): 119
البکر (الأبکار): 135
بلاین (غشاء للجنین): 174
بلغم (بلغمی): 48، 152، 160،
161، 168، 197، 198،
199، 201، 206، 207،
208، 210، 211، 213،
216، 217
بلغم جصی (و هو بلغم غلیظ جدا،
أبیض): 211، 213
بلغم حامض: 212- 213
بلغم رقیق (و هو بلغم لا طعم له أو
طعمه قلیل غیر غالب): 211، الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 440 (ب) ..... ص : 439
2
بلغم زجاجی: 197، 212
بلغم صفراوی (و هو بلغم خالطة
مرة): 212، 213
بلغم عفص: 212، 213
بلغم غلیظ: 211، 214
بلغم فضلی (و هو بلغم مخاطی،
مختلف القوام): 211
بلغم لزج: 213
211، 213
بلغم مالح (و هو حار یابس):
211، 213
بلغم مائی (و هو بلغم رقیق جدا):
211، 213
بلغم مسیخ: 212، 213
بلغمیة: 161، 203، 211
البلوط (نبات): 124
البلوغ (سن البلوغ): 89،
141، 270
البنصر (اصبع): 316، 336،
337، 357
البهر: 118
بواب (فم یلی المعدة): 301،
303، 308، 310
البواسط (عسل): 359
بیاض (البیض): 8، 78، 80،
145، 397، 416، 424
بیاض العین: 21
بیت النحل (ج بیوت النحل):
132، 134
البیض الأبتر الطرف- البیض الکال
الطرفین- البیض المحدد الطرفین
(المطاول): 78
بیض بزری (للمحززات، ثم یصیر
البیض دودا): 385
بیض تام (کبیض الطیر): 385
بیض تولید: 406
بیض الریح: 78، 79، 187،
397، 399، 415
بیض السمک: 399
بیض غیر تام (مثل بیض السمک،
یتم خارجا): 385، 400،
417
بیض مولد: 397
بیض یفرخ مستبطنا: 400
بیض یتم خارجا: 400
البیضتان (و یقابل السمر): 397
بیضة (الذکران): 317، 389
البیضة ذات الصفرتین: 81
بیضة ذات محین: 423
البیضیة: الرطوبة قدام الجلیدیة (فی
العین): 256، 257، 258،
429
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 441
البیطرة (علم البیطرة): 107
بیوت العسل (فی النحالة): 132
بیوت الموم (فی النحالة): 132
البیاض (من الحیوان، و یقابله
الولاد): 423
(ت)
تأکل: 299
تأریب: 345
تأدیة (العضو للوظیفة): 177،
255، 257، 309
تأید (العضو بعضو آخر): 240
تبرئة (تبریة): 296
تبیین العین (للمبصر): 430
تثخین: 285
تجوهر: 43
التجویف: 170، 248، 249،
275، 276، 297، 298
التجویف البربخی (فی عظم الوجنة):
238
تجویف الفم: 238
تجویف القلب (تجویفا القلب):
284
تجویف الکبد: 310
تحازیز (العظم): 249
تحدب عظم الفخذ (الی الوحشی):
360
تحدیب: 232
التحدیق (العین): 258، 259
تحزز: 54، 63
تحلب (الریق): 186
تحلب (السوداء الی الطحال): 215
تحلب الفضلة المائیة (الی الکلیة):
326
تحلل: 7، 18، 45، 48، 49،
53، 103، 146، 203،
208، 221، 224، 322، 327،
403، 404، 413، 429
تحلیل: 49، 155، 156، 373
تحیر (العین): 3، 430
تخاطیط (ریش الطیر): 83
تخثر: 53
تخضخض: 53، 390
التخطیط و التمدید (فی تکون المادة):
152، 153، 162، 176،
421
تخلخل: 49، 227، 251، 253،
308، 432
تخلق: 17، 80، 168، 202
تخیل: 371، 429
تدسیم المنی: 160
ترضض العصب (بحرکة الفقرة التی
فوقه): 344
ترقق (الغذاء): 217
ترقوة: 48، 268، 297، 313،
330، 331، 352، 353،
354، 378
ترکیب: 189
ترمد: 215
ترویح: 3- 12
تریاق: 110
تزجج: 20
التزرید: 230
تسافد: 94، 109، 121، 412
تسافل: 314
تشبث (العضو بالأصول) 242،
251
تشبه، تشبیه (المنی بالأعضاء):
13، 52، 154، 163، 164،
390
تشحیم: 301
تشریح: 1، 21، 22، 23، 24،
35، 39، 45، 48، 51، 54،
58، 77، 145، 171، 235،
255، 283، 292، 296،
308، 325، 330
تشکل (المادة): 80، 421
تشکل الحروف (عند الکلام):
265
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 442
تشنج العضلة: 11، 264، 266،
267، 269، 280، 380،
تشنج لیف العضل: 378
تشمم: 262
تشوش (الاحساس أو الحرکة):
383
تشوش (المادة): 420
نشوش (نطفتی الذکر و الأنثی):
412
تشوش (وظیفة العضو): 295
تصعید (الریح): 167
تصفی الفضول: 326
تصفیة الدم: 327
التصور: 42، 45، 173، 179،
227، 230، 400
تصویت (الحیوان): 61، 63
تضیق: 279
تطامن (العظم اللین تحت ما یصاکه
فلا ینصدع): 337
تطول العضو (زیادته فی الطول):
284
تعدیل الضوء (فی داخل العین):
257
تعرض العضو (زیادته فی العرض):
284
تعریجة (تعاریج): 174، 380
تعسیل (ما یقوم به النحل):
132
التعلیم الأول: 1، 5، 20، 58،
65، 81، 90، 96، 97، 139،
145، 173، 187، 233،
325
تعوج و تلفف (عروق الخصیة):
390
تغذیة: 13، 15، 16، 19،
45
تغریة (المنی): 160، 301،
394
تغضن (الأذن): 290
تفحم: 215
تفریخ: 80، 399، 401، 417
تفسیح السبیل: 302
تفصیل الأعضاء (للجنین): 393
التفصیل (تفصیل العین للمحسوس):
431
تفقح: 407
تفلفل (الشعر): 48، 431
تفلیس (الجلد): 97، 328
تفقأ (بیض الطیر): 85
تفویف: 56
تقصع عظم الفخذ (الی الانسی):
360
تقطیع الحروف (عند الکلام):
262، 272
تقعیر: 175، 311، 335،
336
تقلص: 232
تقوم (الأعضاء): 170
تکاثف المادة (و یقابلها نخلخل):
251
تکافؤ (الأعضاء): 193
تکرج (الشعر): 432
تکلس: 432
تلافیف (و استدارات): 300
301، 303
تلحین (الطیر): 64، 96، 124،
125، 140
تلیین (و یقابلها تصلیب): 236،
254
تمحل: 395
تمدد: 232، 278
تناسل: 7، 8
تنشق مائی: 3
تنضد: 277
تنفس نسیمی: 3
تنفط (الجلد): 107
التنمیة: 224
التنور (و به أعضاء التنفس):
276
تهندم، هندام (العضو علی عضو
آخر، فیقابل التقعیر التحدیب):
308
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 443
تهندم (الأسنان العالیة علی السافلة):
273، 279
تهندم (طرف الفخذ فی حق الورک):
360
تهندم (الظلف علی الساق):
374
تهندم (العظام فی المفصل و التئامها):
333
تهندم الفقرات: 347
توالد- تولد- تولید: 17، 45،
75، 86، 130، 151، 161،
327، 384، 386، 400،
419، 422
توأم: 92، 176، 181
التوتة: 312
توتیر العضلة: 259
التوتة: 312
توتیر العضلة: 259
التوثة: 287
توثیق (العضو بالأربطة): 234،
240، 241، 285
توثیق المفاصل: 341
تورب: 313، 314
تورم: 55
توریب (و یقابلها استقامة) و الضفة
«مورب»: 240، 241، 267،
354
توسع (و یقابلها ضیق): 279
تینیة: 78، 80، 86
(ث)
الثبات (بالرجل): 360
ثخین: 301
ثدی (اثداء): 15، 28، 52،
86، 142، 144، 163، 174،
184، 318، 372، 373
الثرب: 3، 34، 221، 295،
296، 311
ثرب شحمی: 205
ثریا (فلک): 71
ثفروق (العنب): 257
ثفل: 57، 207، 213، 215،
216، 295، 299، 301،
303، 304، 311، 323
الثقبة العنبیة (للعین): 257
الثقبة العینیة: 237، 258
ثقب (الفقار): 317، 339، 342،
343
الثقبة الملولبة (فی الأذن): 261
ثقل الصوت: 141، 432، 433
ثقوب الشهد (فی بیوت النحل):
133
الثنایا (من الأسنان): 27، 183
ثندوة: 53
الثنی (من الحیوان): 73
ثؤلول (ثآلیل): 43
(ج)
جاسئ الجلد (الحیوان): 9
الجانب الانسی: 350، 366
الجانب الوحشی: 350
جبلة: 80، 179، 203
جبنیة: 52، 53
الجبهة: 238، 268، 377
الجبین: 20
جحوظ (العین): 63، 430
جداول الأوردة: 206
جدول العرق (جداول العروق):
311
جدول الورید (جداول الأوردة):
206
جذب (الأعضاء للغذاء): 13، 18،
143، 150، 164، 176،
177، 311، 411
جراحة (جراحات): 148
الجراد: 385
جرادة الجلد: 120
جرم (العضو): 233، 248،
269، 287، 292
جرم سماوی (أجرام سماویة):
403
الجرم الشبیه بلسان المزمار: 278
جرو (أجراء): 372، 415
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 444
جساوة: 121
جسدانیة: 371
جسم الفقرة (جسوم الفقرات):
345
جسوء الجلد (کما فی بعض السمک):
260
جعودة (الشعر): 48، 431
جعودة الشعر (و یقابله سبوطة
الشعر): 431
جفن (أجفان): 11، 21، 64،
128، 238، 259
جلد (جلود): 2، 5، 8، 9،
27، 30، 47، 49، 50،
56، 59، 61، 97، 117،
128، 130، 138، 174،
193، 196، 198، 235،
260، 296، 322، 331،
408، 431
جلدی الأصابع (طیر الماء): 123
جلنار (نبات): 136
جلود بین الأصابع (للسباحة):
381
جلیدیة (العین): 41، 256،
258، 429
جمد (الماء الجمد): 196، 220
جناح (أجنحة): 5، 8، 9، 55،
57، 59، 60، 63، 80،
82، 123، 124، 133،
341، 342، 346، 347
جناح (السمک): 383
جناح صفاقی (للمحززات): 9،
329
جناح (الطائر): 383
جناح (الفقرة): 267، 330، 339
جنس (أجناس): 2، 6، 55،
56، 58، 59، 60، 65،
67، 68، 74، 75، 84،
86، 95، 97، 103، 110،
111، 118، 127، 129،
131، 133، 134، 136،
160، 174، 210، 384
الجنوب (ریح الجنوب): 422
جنین (أجنة): 16، 17، 38،
41، 141، 143، 144،
148، 152، 161، 162،
164، 165، 168، 172،
173، 174، 175، 176،
177، 178، 182، 289،
401، 405، 408، 426
جهارة (الصوت): 73، 432
جوارح (الطیر): 382، 413،
414
جواعر: 418
الجؤجؤ: 372
جوف: 17، 25، 29، 55،
86، 270، 300
جوهر: 198، 199، 201، 202،
205، 209، 213، 214،
215، 217، 222، 223،
224، 226، 227، 228،
229، 230، 233، 236،
247، 255، 256، 277،
281، 284، 298، 299،
301، 305، 379، 388،
394
جوهر ریحی روحی: 418
جوهر صفراوی: 320
جوهر غاذی: 320
جوهر عصبی (کجوهر الرباطات):
390
(ح)
حاجب: 20، 21، 39، 48،
49، 238، 253، 260،
376، 377
الحار: 7، 167، 202، 219،
223، 291
الحار الاسطقسی الناری: 403
الحار بذاته (و یقابله الحار بنوع
العرض): 220
حار حجری: 202
حار غریزی: 4، 48، 103،
166، 173، 221، 225،
250
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 445
حار مائی: 202
الحار الهوائی: 103
حاس: 14، 19، 223، 298
حاسة (حواس): 61، 62،
253
حافر (حوافر): 27، 99،
106، 247، 248، 274
الحالب: 318
حبسة (الکلام): 64
حبل: 50، 52، 74، 109،
143، 181، 182، 186،
187، 426
حبل الذراع (ورید): 315
حبل علی حبل: 181
حبن (حبون): 106
حجاب (حجب): 17، 34، 35،
37، 41، 63، 190، 205،
223، 226، 228، 238،
241، 243، 244، 280،
288، 289، 292، 294،
295، 308، 309، 311،
315، 322، 346، 352،
391، 405، 425
الحجاب الحاجز (دیافرغما): 243،
276، 297، 298
حجابا الدماغ (الرقیق، و الصلب
أو الغلیظ): 226، 233،
251
حجب الدماغ: 20
حجر (الفرس الأنثی): 90
حجر آجری: 202
حداثة (سن الحداثة): 201
حدبة (العضو و یقابله التقعیر):
308
حدة البصر (قوة ادراک البعید،
و القوة علی تفصیل المحسوس):
430
حدبة الکبد: 206، 311
حدبة المعدة: 311
حدة الصوت: 41، 142، 432
الحدث (من لم یستکمل حرارته):
422
حدقة (العین): 21، 61، 237،
256، 258، 260
حرارة طبیعیة: 432
حرارة غریزیة: 13، 39، 48،
50، 201، 202، 203،
205، 294، 309، 432
حرارة معتدلة: 207
حرارة مفرطة: 207
حرارة مکتسبة: 294
حرارة ناریة: 207
حراقة (رماد المواد): 216
الحرقفة (عظم الحرقفة): 350
حرکة ارادیة: 340، 428
حرکة التحدیق (فی العین): 430
حرکة المضغ و السحق: 379
حرکة مطبقة (للفک، و یقابلها
حرکة فاغرة): 380
حرکة منعطفة الی خلف (للراس)
266
حرکة منتکسة (للراس): 266
حر المزاج (و یقابله برد المزاج):
224
حروف العظم و حزوزه (و یقابلها
النقر): 337
حز (العظم): 334
حس: 8، 12، 13، 14، 15،
17، 19، 45، 47، 61،
75، 170، 189، 190،
221، 222، 223، 224،
226، 227، 235، 236،
238، 241، 245، 255،
271، 278، 282، 293،
294، 297، 307، 314،
359، 379، 428
حس بصری: 254
حس الذوق، حس ذوقی: 238:
239، 254
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 446
حس السمع: 22، 61، 62،
190، 239، 254، 255،
261
حس شمی: 254
حس اللمس: 19، 42، 93، 190
حساس: 12، 17، 22، 47،
59، 224
حشیشة مرة (نبات): 119
حصر (مرض): 106
حضانة (البیض): 6، 79، 82،
83، 84، 85، 120، 401
حضن: 81
(حفیف جناح الطائر): 123
حق الفخذ: 350
حق الورک: 360، 367
حلق: 22، 36، 106، 120،
121، 278، 279
حلمة (الثدی): 32، 58، 390
حلمة دماغیة (یتم بها الشم):
190
حمائی التولد: 74
الحمأة: 381، 382
حمة (النحل): 9، 59، 132،
329
حمل: 91، 110، 143، 181،
425
حملاق العین (ج حمالیق): 104
حموضة: 215، 216
حمی الغب: 201
حمی یوم: 106، 110
حنجرة: 11، 23، 141، 236،
240، 248، 275، 276،
277، 278، 279، 293،
307، 315
حنک: 22، 233، 238، 278،
323، 376
حوصلة: 36، 37، 55، 58،
123، 323
حیز (أحیاز): 169
حیض (و الواحدة حیضة): 53
167، 179، 180، 184
حیوان انسی بالطبع: 6
حیوان انسی بالقسر: 6
حیوان بحری: حیوان البحر: 8، الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 446 (ح) ..... ص : 444
، 46، 57، 61، 63،
64، 65، 69، 71، 90،
130، 328، 375
حیوان بری: 4، 108، 375
حیوان بیاض: 391
حیوان تولدی-
حیوان توالدی: 130
حیوان الحبل:
(رطوبة رقیقة تسیل من الرحم
بعد الولادة): 90
حیوان خزفی الجلد: 327، 370
حیوان دموی: 190، 219، 321،
375، 384، 400
حیوان شطی: 4
حیوان صخری: 4
حیوان صدفی: 59
الحیوان الصلب العین (من
المحززات): 329
حیوان صیاح: 64
حیوان طینی: 4
حیوان غیر مفقح (عند ولادته):
407
حیوان لاصق: 4
حیوان لجی: 4
حیوان لین الجلد: 370
حیوان مائی (حیوان الماء): 3، 4،
22، 54، 72، 74، 93،
98، 137
حیوان متبرئ: 4
حیوان محزز: 107، 327، 385
حیوان مشاء: 328، 372
حیوان مشقوق الأصابع: 371،
372
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 447
الحیوان المشقوق الرجل (الی
أصابع): 374
حیوان مضرور (کالخلد): 61
حیوان یبسی بری: 3، 4، 5
حیوانات ذوات الدم،
حیوانات عدیمة الدم: 9
حیوانات مرکبة: 408
حیوانیة: 15، 423
(خ)
الخاصرة: 288، 317، 318،
350، 354، 365، 367،
خانق الفهد (عقار نباتی سام):
118
خثورة: 53، 402
الخد: 239، 268، 378، 379
الخدمة المهیئة،
الخدمة المؤدیة: 15
خراج (خراجات): 205
خرز (خرزات): 25، 34، 9،
خرز الصدر: 345، 346
خرز، خرزات (العنق): 266،
297، 339، 341، 342،
344، 346
خرزات القطن: 346، 347
خرطوم (خراطیم) «الحشرات»:
9، 55، 58
خرطوم (الفیل): 48، 115،
263
الخروع (نبات): 179
خزف (الحیوان): 54، 56، 57،
58، 63، 64، 70، 72،
75، 104، 247، 328
الخزفی الجلد المفلس (من الحیوان):
21، 65، 321
خزفیات: 57، 60، 75
خس بری (نبات): یقال أنه یشفی
من لسعة الحیة): 119
خشخاش (نبات): 136
خشونة الشعر: 431
خشونة الصوت: 141
خصیة (خصی): 37، 49، 60،
90، 106، 246، 386، 421
خطم: 98، 138
خف: 25، 270
خفایة الصوت (و یقابله جهارة
الصوت): 432
الخلاف (نبات): 88، 132، 179
خلط (اخلاط): 3، 10، 51،
180، 189، 191، 192،
197، 205، 207، 209،
210، 216، 250، 299
خلط سوداوی: 36
خلط طبیعی: 217
خلط فضلی: 217
خلط محمود (و یقابله خلط ردی‌ء):
209
خلنجی (اللون): 84
خلوص الغذاء (عن الشوب):
394
خلیة النحل: 107، 120، 132،
133، 134، 135، 136
خمل: 258
الخنجری (الغضروف الخنجری):
313، 352
خنازیر: (أورام تصیب الحیوان):
106
الخنصر: 316، 336، 337،
356، 357، 359، 368،
369
الخوافض (عضل): 359
خیاطات: 257
خیشوم: 4، 431
الخیف (فی العین): 430
(د)
داء الفیل: 361
دابة (دواب): 69، 135
دواب البحر: 69
دارصینی (نبات): 124
دافع (للفضل السائل، و یقابله
«القابل» ...): 321
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 448
دافیون (رافیون): نبات: 118
دبر (أدبار): 57، 58، 59،
60، 69، 70، 307
دبرة: 113
(الدبرة: قرحة الدابة و البعیر
و الفعل دبر):
دخانیة: 199
درز: 49، 229، 252، 253،
263، 376، 377
درز اکلیلی: 252، 253، 254،
297
درز حقیقی (و یقابله درز کاذب):
252
درر سفودی: 252
درز سهمی: 252
درز عرضی، درز طولی: 253
درز قشری (لیس بغائص فی العظم
تمام الغوص): 252، 153
درز لامی: 228، 240، 252،
253، 254، 287، 297،
315
دسومة: 52، 206، 226، 227
دعامة: 10، 11، 228، 234،
248، 287
دغدغة: 160، 310، 390،
394، 397
دفع (الثفل): 302
دفع الفضل: 3، 13، 22، 48،
164، 183، 270، 278،
298
دفعة (دفعات): 176
دفق (للمنی أو الفضل): 160،
163
دفلی (نبات): 96
الدقاق: 301، 304
دقل: 139
(خشبة طویلة یمد علیها شراع
السفینة):
دقة الشعر (و یقابله غلظ الشعر):
431
دم: 218، 219، 220، 225،
233، 295، 309
الدم الأول (فی الجنین): 405
دم شریانی: 287
دم صرف: 256
دم الطمث: 145، 146، 151،
154، 156، 157، 161،
164، 174، 180، 185،
187، 373، 392، 396،
399
دم غلیظ (و یقابله دم رقیق):
191
دم فضلی: 52
دم لطیف بخاری: 284
دم مراری: 326
دم نضیج (و هو الصافی الجائی من
القلب): 281
دماغ (أدمغة): 13، 14، 15،
19، 20، 22، 23، 31،
34، 40، 41، 42، 44،
45، 46، 49، 62، 80،
168، 170، 171، 193،
194، 195، 211، 219،
223، 224، 225، 226،
228، 229، 231، 232،
233، 235، 236، 239،
240، 241، 244، 249،
250، 251، 253، 254،
256، 260، 263، 287،
292، 293، 297، 315،
330، 338، 371، 380،
403، 408، 410، 432
دماغی المنشأ: 11
دمل (دمامیل): 205
دمویة: 168، 172، 175، 206،
276، 327
دواب البحر: 326
الدوالی: 361
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 449
دوف: 144
داف الشی‌ء دوفا خلطه، و هو مدوف
و أکثر ذلک فی الدواء و الطیب).
دهن: 107، 160، 216
دهنیة: 48
دیافرغما (الحجاب الحاجز): 297،
298
الدیدان: 382
الدیدان و الحیات (التی فی البدن):
305
(ذ)
الذبحة: مرض یصیب الحلق: 106
ذبول (زمان الذبول): 395
ذرق: 120، 176، 177
ذرق المنی: 387
الذقن: 381
ذکر (ذکران): 28، 55، 68،
79، 132، 133، 172،
173، 182، 384
ذنب (أذناب): 2، 9، 26،
29، 30، 31، 36، 56،
69، 90، 127، 138، 139،
373، 374، 376، 383
ذو الحافر (من الحیوان): 372،
424
ذو الخف (من الحیوان): 372
ذو الظلف (من الحیوان): 372،
374
ذوات الحافز: 28، 373، 425
ذوات القرون: 38، 140، 323
ذوات الابر (من المحززات): 131
ذوات المخلب (ذوات المخالب):
83، 105، 140
ذوات الأربع (من الحیوان): 7،
26، 30، 32، 35، 53،
64، 69، 70، 89، 91،
97، 103، 108، 182،
260، 261، 265، 372،
373، 383، 419
ذوات الأنثیین: 387
ذوات الرجل المشقوقة: 424
ذوات الزبانیات المائیة: 370
ذوات النطق: 402
ذوات تلافیف المعاء: 323
الذوب: 395
(ر)
رئة: 12، 15، 22، 23، 24،
24، 35، 63، 75، 106،
175، 190، 235، 241،
262، 263، 280، 281،
282، 285، 286، 288،
309، 312، 321، 322،
348، 371، 372، 401
رأس (رءوس): 20، 21، 23،
25، 30، 31، 34، 35،
40، 47، 55، 56، 57،
58، 59، 60، 69، 80،
84، 98، 136، 148، 170،
178، 181، 183، 234،
235، 242، 250، 251،
253، 254، 262، 266،
286، 338، 351
رأس السن: 271
رأس العضد (عظم): 354،
356
رأس العضلة: 258، 354
رأس العظم: 362
رأس الفخذ: 35، 368
رأس الکتف: 352، 353
رائحة حامضة: 62
رائحة الحرافة الدخانیة: 62
رائحة مالحة: 62
راحة (الید): 178، 196،
336، 369
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 450
رباط (رباطات، أربطة) 11،
12، 37، 198، 199، 228،
229، 240، 242، 277،
301، 232، 340، 341،
345، 387، 390
الرباعیة (من الأسنان): 27،
376
الربع: (أن تحبس الابل عن الماء
أربعا ثم ترد الخامس): 99
رجل (أرجل): 2، 4، 5، 8،
9، 23، 25، 26، 28،
30، 31، 33، 36، 37،
39، 55، 56، 59، 60،
67، 70، 98، 99، 106،
123، 130، 360
رجل مؤخرة (و یقابلها رجل
مقدمه): 372
الرحا: 187، 426
رحم (أرحام): 15، 17، 36،
38، 41، 65، 86، 89،
92، 140، 143، 144، 147،
148، 150، 151، 154،
161، 162، 163، 167،
173، 175، 176، 177،
178، 179، 182، 185،
186، 187، 246، 289،
318، 350، 373، 384،
386، 387، 390، 393،
404، 405، 409، 410،
417، 420، 425
رخامة الصوت: 122
ردف (أرداف): 282، 382
الرسغ: 106، 249، 315،
316، 334، 335، 356،
385، 363، 364، 368،
369
الرسغیات: 357
رسوب سوداوی (للطحال): 308
رصاص (عنصر): 219
الرضفة (- عین الرکبة): 362،
366
رطوبة (رطوبات): 7، 8، 34،
48، 49، 51، 52، 56،
59، 74، 81، 86، 97،
98، 100، 133، 141،
143، 144، 145، 147،
150، 151، 152، 160،
161، 167، 173، 174،
176، 177، 179، 180،
182، 183، 202، 203،
204، 209، 210، 214،
219، 221، 222، 225،
227، 233، 255، 256،
257، 260، 263، 276،
298، 390، 399، 400،
408، 426، 429
الرطوبة البیضیة (فی العین):
256، 257، 258، 430
الرطوبة البیضاء (فی البیضة):
390
رطوبة خلطیة: 210
رطوبة غبرة (فی الشعر): 432
رطوبة غریبة: 204، 208
رطوبة غریزیة: 199
رطوبة فضلیة: 210
رطوبة لزجة مخاطیة: 301،
337
الرطوبة المائیة (فی العین): 211،
255، 301
رعاف: 51، 201
الرغوة الصفراویة (للمرارة):
308
الرقبة: 351
رقة (و یقابلها الغلظ): 251
رکبة: 178، 246، 364، 365،
367، 382
رمادیة: 212، 214، 216
رهاق (سن الرهاق): 142
رواضع (سواقی جداول الأوردة):
206
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 451
روح: 12، 13، 15، 16، 18،
23، 53، 63، 160، 163،
164، 166، 167، 168،
169، 170، 171، 183،
194، 198، 223، 224،
225، 226، 227، 230،
237، 258، 275، 281،
284، 287، 295، 297،
298، 309، 387، 397،
402
روح بخاری: 204
روح حساس: 230
روح نفسانی: 226، 230،
404
روز: 128
ریح الجنوب، ریح الشمال: 120
ریح روحی (فی النطفة): 404
ریح فضلی نفخی (فی النطفة):
404
الریش: 322، 383
(ز)
زائدة الفقرة (و هی اما الشاخصة
الی فوق، و اما الشاخصة الی
أسفل): 339
زائدة (زوائد): 58
زوائد شعریة دبقة (فی الضفدع
البحریة) 129
زائدتان حلمیتان (فی الدماغ،
و یکون بهما الشم): 228، 236
الزائدتان الشامتان (فی الأنف):
262
زاج (مادة أکالة مذیبة): 219
زاویة- نقطة الزاویة: 252
زبانی (و هما زبانیان، و الواحدة
زبانیة): 56، 57، 95، 370
زبب: 26
زبدی الجوهر (مثل المنی): 402
زبدیة (المنی): 172
زبل (السمک): 323، 325
زبل (الطیر): 37، 118، 125
135
الزجاجیة (الرطوبة الزجاجیة
بالعین): 237، 256
زرد تزرید (و الصفة: مزرد):
الزرد تدخل حلق الدرع بعضها
فی بعض، و الزردة حلقة الدرع
(لسان العرب).): 231،
232
الزرع: 8، 37، 53، 55، 69،
72، 73، 87، 88، 110،
186، 87 ج، 413
الزرعان (زرعا الذکر و الأنثی):
186، 187، 413
زرع (الأنثی (کما یقال): 389،
398، 401
زرع (الحیوان الذکر): 388،
392، 398، 401
زرق (البول): 295
زرق المنی: 388، 397، 405،
409
الزرقة (فی العین): 429
زرنیخ، زرنیخ أحمر: 62، 107
زکام: 107
زمکی: 140
زمن (قدم زمنة): 368
زنجفری (لون زنجفری): 29
الزند الاسفل، الزند الأعلی: 315،
316، 333، 355، 356،
357، 358
زوائد البدن (کالشعر و الظفر):
208
زوائد مفصلیة (شاخصة الی فوق
أو الی أسفل): 340، 341،
342، 346، 347
الزوج (عظمان صلبان یستران
العضل المارة فی الصدغ و هما فی
طول الصدغ علی الوراب):
254، 381
زوجیة: 226
الزور: 296
الزورقی (من عظام القدم): 363
(س)
الساعد: 19، 244، 245،
249، 316، 332، 333،
334، 355، 361
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 452
الساق: 19، 27، 31، 140،
319، 360، 361، 365،
368، 373، 374، 382
السبابة (اصبع): 316، 336،
356، 357، 368
سباغ الطیر: 414
سبب تمامی: 207، 413
سبوطة الشعر: 431
سبیل الثفل (من القناة الهضمیة).
37، 239، 391
سحنة: 73
سخافة (المادة): 18، 103،
422
سدة (فی الامعاء): 213
السدی (نسج العنکبوت): 131
سذاب (نبات): 119
السرسام (من الأسقام): 380
السرم (و هو المستقیم): 301،
306، 350
السرة: 30، 81، 167، 168،
174، 175، 182، 289،
416
سعتر (نبات): 135
سعتر جبلی (نبات): 62
سفاد: 6، 28، 37، 38، 50،
55، 64، 66، 68، 69،
70، 74، 76، 78، 79،
84، 86، 87، 88، 90،
91، 95، 99، 102، 157،
187، 384، 391، 393،
415، 417، 418، 423
سف (الحیوان للعلف): 264
سفلانی: 350
السقط: 173، 181
سقوط الاسنان: 200
سکر (الوعاء الدموی): 286
سلاء (سلی): 173
سلاسة (الحرکة): 285
سلاسة (المفصل): 341
السلامة (و یقابلها المرض): 141،
142، 175
سلامی (سلامیات): 248،
337، 364
السمع: 431
سن (أسنان): 22، 28، 29،
30، 32، 35، 37، 38،
47، 48، 50، 52، 57،
58، 59، 66، 92، 98،
100، 119، 138، 180،
183، 221، 238، 270،
272، 273، 274، 323
سن (أسنان): «أعمار»: 200
السن (زائدة طویلة فی الفقرة
العنقیة الثانیة): 343، 344
سن المتکهلین: (سن الانحطاط مع
بقاء من القوة): 200
سن الحلم (أسنان الحلم): 271
سن الشباب: 202
سن الشیوخ: (سن الانحطاط مع
ظهور الضعف فی القوة): 200
سن الفتیان، و یشمل: أسنان
الطفولة، الصبا، الترعرع،
و الغلامیة، و الرهاق، و الحداثة،
و الفتاء): 200
سن النمو: 200
سن الوقوف: (سن الشباب):
نحو 30 سنة: 200، 203،
270
سنام: 27
سنسنة (الفقرة): 243، 248، الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 452 (س) ..... ص : 451
2، 269، 330، 331،
338، 339، 341، 342،
343، 344، 345، 346،
347، 378
سوء استمرار (الغذاء): 203
سوء الهضم: 201
سواقی جداول الأوردة: 206
السواکن (العروق السواکن):
174
السوداء: 152، 160، 207،
210، 212، 214، 215،
216، 310
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 453
سیسنبر (نبات): 136
سیلان (المنی): 390، 394
(ش)
شاب: 204
شاب منصف: 422
شامة: 392
شأن (شؤون): دروز أو أوصال
عظام القحف: 229، 249،
251
شئون (عظام الرأس): 20،
47، 48
شباب: 202
شبح (أشباح): المبصرات التی
تتصور: 227، 237، 255،
257
الشبق: 6، 70، 89، 90،
91، 122، 415
شبق (الاناث): 426
شبق الطیر (للاناث و الذکور):
425
الشبکة (تحت الدماغ): 287،
289
الشبکة المشیمیة (فی الدماغ):
315
الشبکی (فی العین): 256
الشبکیة (فی العین): 257
شحم، شحیم: 3، 17، 34،
37، 51، 198، 395، 397
شحمة (الأذن): 21، 261
شحمیة: 222، 294
الشدق: 50، 272
الشراسیف: 10
الشرج: 306
الشری (مرض جلدی، و الفعل
یشری) 97
شریان (شریانات، شرایین) 12،
15، 17، 18، 41، 45،
148، 152، 171، 174،
175، 241، 251، 283،
284، 285، 296، 312،
327
شریان سباتی: 286
شریان الکبد: 320
الشریان الوریدی: 24، 280،
281، 284، 286
شعب (العصب و العروق): 24،
36، 38، 39، 42، 175،
233، 238
شعر (شعور): 8، 20، 22،
26، 29، 32، 47، 48،
49، 50، 52، 66، 80،
97، 98، 138، 143، 165،
184
الشعری (فلک): 105
شفر (أشفار): 30، 32، 48،
259، 383
شفة: 29، 238، 268، 269،
378، 389
الشقرة (فی لون الشعر): 431
الشم: 431
شمع (النحل): 107
الشهلة (فی العین): 429
الشهوة الکلبیة: 201
شوک (الصلب): 338
شوک الفقار: 222، 242، 339،
343
شوکة الحیة: 37
شیخ (مشایخ): 204
(ص)
الصائم: 301، 303، 311
الصئبان (بیض القمل): 67
صبب (المنی)، صبة المنی: 177،
186، 390
الصبب (شدة المیل): 114
الصبی: 428
صدام (داء یأخذ رءوس الدواب):
106
صدر: 17، 23، 25، 28،
30، 31، 36، 48، 60
الصدغ: 20، 48، 87، 238،
254، 286، 380
صدف الحیوان (أصداف ...):
3، 4، 54، 57، 59، 75،
93
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 454
صرصرة (العقعق): 112
الصرع: 142
صریر (صوت حیوان، کما
للمشط: 63
صعتر جبلی (نبات): 119، 120
صفاق: 238، 257، 284،
287، 292، 295، 300،
313، 315، 318، 323
صفاوة: 301، 304
الصفراء: 152، 160، 161،
197، 198، 201، 206،
207، 210، 213، 214،
215، 216، 219، 221
صفرة (البیض): 80، 81، 145،
397، 416
الصفن: 389
صفیق (و یقابله رقیق): 255
صقیع (الدیک): 100، 122،
139، 140
(الصقع: رفع صوت الطیر،
صقع الدیک: صاح).
الصلابة (و یقابلها اللین): 227،
228، 229، 230، 238،
248، 251، 254، 277،
الصلب (فقار الظهر): 243،
285، 288، 294، 295،
297، 301، 317، 338،
339، 340، 342، 347،
351، 390
الصلع: 432
صماخ (الأذن): 22، 190،
208، 239، 261
صنوبری (لون صنوبری): 124
صنوبریة (من حیث الشکل):
283
الصهوبة (فی لون الشعر):
431
صهیل (الفرس): 29
صیاح (الحیوان): 63، 64
(ض)
الضارب الوریدی: 289
الضبع (ضبعان): 418
ضحک کزازی: 322
ضربان (الشرایین) 284
ضرس (أضراس): 29، 30،
57، 270، 271، 376
الضرع: 181
ضفدع: 417
ضلع (ج. أضلاع، ضلوع).
10، 17، 23، 30، 36،
46، 173، 183، 236،
264، 286، 288، 297،
308، 313، 339، 348،
349، 352، 353
الضوارب (العروق الضوارب):
174، 315، 317
(ط)
الطالعان (عرقان عظیمان یتوجهان
الی الکلیتین): 317
طباع (الحیوان): 384
طبخ (أعضاء الغذاء للمواد) 35،
150
طبیعة: 202، 203، 210،
214، 222، 274، 291،
305، 415
الطبیعیات: 1، 25، 433
طحال: 12، 31، 34، 35،
36، 39، 302، 306، 308،
311، 321، 327، 348
طحلب (طحالب): نبات: 74،
88، 95، 96، 205، 115،
235، 289، 291، 294،
295، 296، 297
طحلب رملی حمائی: 74
الطرجهالی (غضروف فی الحنجرة):
240، 279
طرف (أطراف): 26، 29، 30،
31، 50، 57، 163، 164،
171، 172، 370، 378
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 455
طروخانطیر الأعظم (الزائدة الکبری
الوحشیة لرأس عظم الفخذ):
365
طعم: 5، 55، 75، 84، 93،
94، 111، 112، 127،
128، 265، 276، 272
طفر (المحززات): 329
الطل: 100
الطلق (فی الولادة): 91، 182
الطمث: 91، 141، 142، 143،
145، 156، 180، 181،
185، 187، 396، 398
طنین (الذباب- النحل من الصوت):
21، 63، 84، 132، 261
طوق (العصفور الذکر، و هو طائق
و الفعل تطوق): 121
الطیر: 321، 322، 381، 391
طیر لاقط طیر مستزق: 414
(ظ)
ظبیة: 89
(الظبیة الحیاء من الأنثی و کل ذی
حافر):
ظفر (أظافر- أظافیر): 26،
27، 30، 47، 247، 337،
374، 392، 408
ظلف (أظلاف): 3، 27، 29،
106، 138، 221، 248،
274
ظلف مخلبی (کما للنعامة): 383
ظهارة: 296
(ع)
العاقوف: 114
(آلة یروض بها الفیل الوحش):
العالم الأکبر: 170
العانة: 23، 26
العجز: 246، 288، 289،
290، 350
عرق (عروق): 3، 17، 23،
37، 38، 39، 40، 41،
42، 43، 44، 45، 46،
51، 52، 80، 91، 147،
148، 149، 150، 152،
165، 166، 167، 171،
174، 175، 182، 185،
196، 198، 228، 233،
243، 246، 251، 288،
309، 360
العرق الأعظم: 81
عرق ساکن (عروق ساکنة):
198، 229، 245، 277،
278، 308
العرق السباتی: 237، 240،
243
عرق ضارب: 198، 229، 245،
277، 284، 295، 309
(عرق غیر ضارب: 295)
العرق الطحالی: 311
العرقان العظیمان الصاعدان (الی
الدماغ): 226، 231
عرق لیفی أو شعری: 206
عرق ماساریقی (عروق ماساریقیة):
303
عرقیة: 152
عرمض (نبات): 84، 88
عسر الحبل عسر الولاد: 181،
182
العشر: (ورد الابل الماء الیوم
العاشر) 99
عصب- عصبة (أعصاب): 2،
8، 10، 11، 12، 14،
17، 22، 38، 40، 42،
44، 45، 47، 51، 147،
150، 176، 190، 195،
196، 198، 222، 226،
227، 233، 234، 235،
236، 237، 239، 237،
239، 241، 244، 246،
247، 252، 256، 259،
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 456
292، 293، 307، 308،
320، 321، 334، 338،
339، 343، 347، 360،
374
عصب الحرکة: 227، 236
عصب الحس (عصب حسی):
199، 227، 236
عصب دماغی- عصب الدماغ:
235، 237، 244، 252،
293
العصب الراجع (فی الحنجرة):
240، 241
عصب السمع: 239
عصب الصدغین: 239
عصب العجز (أعصاب العجز):
245
عصب العین: 238
عصب الفخذین و الرجلین: 245
عصب فرد: 347
العصب الفقاری: 242
عصب القطن: 245
عصب محرک (أعصاب محرکة):
233
العصب النخاعی العجزی: 246
عصب الیدین: 245
عصبانی (عضو عصبانی): 19،
356
عصبانیة: 247، 356
العصبتان المجوفتان (و یمدان العین
من وراء المقلة): 223، 225،
258
عصبیة: 293
العصعص: 246، 320، 347،
365
العضد: 46، 244، 245، 313،
314، 315، 316، 330،
331، 334، 353، 355،
372
عضل: 225، 27، 238، 239،
240، 242، 243، 244،
245، 246، 258، 260،
264، 266، 267، 269،
280، 294، 296، 307،
351، 352، 353، 354،
355، 356، 357، 358،
359، 364، 365، 366،
367، 368، 369، 381،
387
عضل آلة البصر: 255
عضلة الابهام: 357
عضل الأذنین (فی الحیوان):
242، 243
عضل الاصابع: 369
عضل الأضلاع: 245
عضلة انثناء: 352
عضلة انحناء: 352
عضلة انعطاف: 352
عضل باسطة: 352، 355، 356،
357، 358، 359، 364،
366
عضلة باطحة: 355، 356،
357
عضل البطن: 245، 294، 296،
352
عضل ثانیة (للصلب): 351
عضل حانیة (للصلب): 351
عضل الحلق و أصل اللسان: 240
عضل الحنجریة: 240
عضل خافضة: 359، 367
عضل الخد: 243
العضلة ذات الرأسین: 354، 355
عضل الرأس: 242، 244
عضل الرکبة: 246
عضل الشد و الجمع: (و تمتد تحت
أصول الأضلاع): 352
عضل الشفة: 269
عضل الصدر: 353
عضل الصدغین: 238، 239،
243
عضل الصلب: 245
عضل العانة: 246
العضلة العریضة (للکتف): 239،
240، 242
عضل العضد: 353
العضلة العظیمة (للعضد): 354
عضل العین: 239
العضلة الفاتحة للعین: 260
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 457
عضل الفخذ: 364
عضل فغر (الفک): 381
عضل قابضة (و یقابلها الباسطة):
352، 355، 356، 365،
367، 368
عضل الکتف: 240، 245، 359
عضل اللسان: 264
عضل الماضغین: 238
عضلة المثانة: 246
عضلة مثنیة: 351
عضل محرکة: 351، 352، 355،
368، 387
عضل مدسوس: 352
عضل مدیرة: 364، 366
العضل المستبطنة (للصلب):
245
عضل مشیلة: 367
عضل المضغ: 381
عضل مطبقة (للحنجری): 280
عضل معینة (علی دفع الفضل):
307
عضل مقربة: 364
عضل المقعدة: 246
عضل مقلبة (للرأس الی خلف،
.. للرأس مع العنق): 242،
266، 267
عضل المقلة: 237، 258
عضل مکبة: 355، 356
عضل ممیلة (للصلب): 351،
357، 365، 366
العضل المنتکسة (فی الحنجرة):
240
العضلة المنفرشة (علی باطن الراحة):
368
عضل منکس للرأس- عضل
تنکیس الرأس: 243، 266
عضو (أعضاء): 2، 7، 8،
10، 13، 14، 17، 20،
23، 25، 33، 34، 39،
190، 204، 209، 225،
233، 235، 248، 275،
276، 281، 290، 297،
322، 323، 330، 349،
374، 392، 393
عضو آلی (أعضاء آلیة): 20،
330
عضو ارادی: 17
عضو أصلی (أعضاء أصلیة):
204، 209
عضو باطن (أعضاء باطنة): 23
34، 39، 225
عضو بسیط: 2، 8، 190
عضو (أعضاء) تربیة الروح:
(و یغذی القلب و الرئة و قصبتها):
297
عضو التغذیة: 297
عضو التنفس: 322، 349
عضو التولید: 392، 393
عضو حس: 322
عضو خادم: 14
عضو دافع: 7
عضو رئیس (أعضاء رئیسة)
14، 233
عضو طبیعی: 17
عضو غذاء: 322
عضو ظاهر (أعضاء ظاهرة): 20،
23، 25، 33، 290
عضو قابل: 7، 13
عضو قابل معط: 13
عضو کلی (الأعضاء الکلیة): 10
عضو مرکب (الأعضاء المرکبة):
2، 8، 10، 17
عضو مرءوس: 14
عضو مفرد (الأعضاء المفردة):
10
عضو موثق: (و یقابله عضو قلق):
374
عضو مؤد: 7
عضو النفس: 275، 276
عضو هضم الغذاء: 323
عظم (عظام): 215، 228، 229،
233، 238، 239، 241،
246، 247، 248، 249،
250، 251، 253، 254،
262، 263، 264، 279،
287، 297، 298، 318،
325، 346، 347، 350،
354، 356، 359، 362،
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 458
363، 365، 366، 367،
380، 387
عظام الأنف (عظما الأنف): 262،
263
عظم الجبهة: 253
العظم الحجری (العظمان الحجریان):
239، 253، 287
عظم (عظام الرسغ): 356،
359
عظما الزوج (من الدماغ): 380
عظما الساعد: 249
عظم الساق: 362
عظام سمسمانیة (بین السلامیات):
248
العظم الشبیه باللام: 248
عظم الصدغ: 238
عظم (عظام) الصلب: 347
عظم العانة: 246، 297، 318،
347، 350، 365، 366،
387
عظم (عظام) العجز: 318، 346،
347
العظم العریض (للکتف): 241
عظم الفک: 264
عظام القص: 249
عظم الکتف: 354
العظم اللامی: 241، 264،
279
عظم متخلخل: 233، 387
عظم مشاشی (عظام مشاشیة):
249، 380
عظام المشط: 249
عظم المصفاة: 249
عظم نردی «کالمسدس» (من
عظام القدم): 363
عظم وتدی (الوتد) (عظم فی
قاعدة الدماغ): 254، 297
عظم الورک: 365، 366، 367
عفوصة: 216
عفونة: 212، 251، 254
العقب (عظم العقب): 11، 12،
31، 178، 363، 368
عقد اللبن (من فعل الأنفحة):
424
عقد المنی: 397
العقر (للنساء): 181، 408،
409
العقم (للرجال): 181، 408،
409، 410
العقی: 183
عقیب الانقباض: 229
عکر: 215
علقة (أجنة): 168، 172،
173
علم أصلی (علوم أصلیة): 16
العلم الریاضی: 433
علوق (المنی فی الرحم): 38،
73، 74، 91، 144، 163،
172، 185، 186، 187،
412، 415
علوکة (و الصفة علک): 226
العنبیة (الطبقة العنبیة فی العین)
(الثقبة العنبیة للعین): 257،
429
عنصر: 152، 190، 192،
196، 416، 418
العنق: 314، 338، 340،
371، 380
عنق الرحم: 317، 387، 389
عنق الفرج: 143
عنق المثانة: 389، 390
العیر (عظم): 331 الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 458 (ع) ..... ص : 455
عین: 377
(غ)
غؤور (العین): 430
غدة (غدد): 43، 106، 187
غدة صنوبریة: 230
غذاء أول (للجنین من بیاض البیض):
41، 406
غذاء ثان (للجنین من صفرة
البیض): 406
غذو (الأوعیة للأعضاء): 311
غرقئ (البیض): 78، 80،
147
غرمول (غرامیل): 38
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 459
غشاء (أغشیة): 12، 17، 31،
37، 43، 75، 150، 151،
167، 174، 175، 176،
177
غشاء الدماغ (أغشیة الدماغ):
228، 315
غشاء رباطی (أغشیة رباطیة
للعضل): 258
الغشاء الرقیق (للدماغ) الغشاء
الصفیق (للدماغ): 228، 255
غشاء عصبی: 282، 308
غشاء مجلل: 229، 255، 290،
293، 309، 315
الغشاء اللفائفی: 176
غشیان: 165
غضروف غضروفی: 3، 30، 25،
55، 349
الغضروف الذی لا اسم له: 277،
279، 280
الغضروف الترسی (فی الحنجرة):
278
الغضروف الخنجری: 10، 313،
349
الغضروف الدرقی (فی الحنجرة):
278، 279، 280
غضروف الطرجهالی: 279، 280
الغضروفان الطرفیان (للأنف):
263
الغضروف المتشنج (للأذن): 21،
261
الغضروف المکبی (فوق البلعوم):
277، 279
الغضروف الوسطانی (للأنف):
263
غضروفیة: 291
غضن (غضون) (للأذن): 21
غلاف حصیف (کما للقلب):
283
غلاف القلب: 311
غلظ (و یقابله الرقة و الدقة):
238، 251
غلمة: 71
غمد السن: 238
(ف)
فاختی (اللون) فی لون الفاختة
84
فتق الأربیة: 305
الفحج: 360، 361
فحولة: 99
فخذ (أفخاذ): 31، 45، 138،
232، 245، 246، 289،
317، 318، 360، 361،
362، 365، 368، 373،
382
فرجة (ج. فرج، بمعنی الخلل):
248
فردا العضلة الزوج: 355
فرسخ (فراسخ): 90، 385
فرصاد (نبات): 84، 385
الفرط (وفرة الغذاء): 74، 82،
92، 121
فرفیری (اللون): 51
فساد (المادة و تحللها): 81،
216، 302، 394، 403
فسوس (قسوس): نبات: 117
فشو: 168
فضل، فضلة (فضول، فضلات)
3، 7، 17، 19، 45، 48،
49، 50، 52، 55، 56،
60، 81، 86، 91، 103،
142، 143، 160، 161،
163، 164، 168، 173،
180، 186، 187، 191،
208، 209، 213، 215،
217، 221، 222، 224،
228، 230، 232، 237،
239، 249، 250، 254،
256، 262، 263، 276،
281، 283، 284، 294،
295، 305، 306، 310،
320، 321، 322، 327،
346، 394، 395، 408،
411، 413، 415، 423،
426
فضلة ثقیلة: 276
فضلة دخانیة: 431
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 460
فضل ذوبی: 394
فضل رطب (و یقابله فضل یابس):
322
فضلة رغویة: 276
الفضلة السوداء: 327
فضل طمثی: 390
فضل مائی: فضلة مائیة: 276،
320
فضل نضیج: 396
الفطس (شدة الوطء): 422
فعل (أفعال): 2، 10، 15،
19، 45، 188
الفغر (حرکة فتح الفم و الفغر):
379
فقار: 23، 37، 39، 40، 46،
48، 171، 222، 242،
243، 244، 245، 248،
249، 267، 286، 288،
289، 292، 341، 345،
351، 352
فقار أضلاع الزور: 245
فقار الرقبة: 243، 286
فقار الصدر، فقار صدریة: 243،
244، 245، 248، 249،
292، 312، 341، 351،
344، 345
فقار الصلب: 243، 248، 249
فقار العنق: 341
فقرة (فقرات): 249، 287،
288، 289، 292، 312،
313، 339، 342، 352
فقرات الصدر: 352
فقرات العنق: 342
فقص البیض: 82
الفک: 19، 22، 23، 28،
29، 35، 37، 38، 52،
63، 114، 138، 221،
238، 271، 274، 370،
375، 376، 314، 323،
375، 376، 379، 380
الفک الأسفل: 19، 28، 63،
138، 237، 249، 268،
286، 314، 375، 379
الفک الأعلی: 27، 35، 38،
52، 221، 238، 271،
274، 314، 323، 376،
380
الفلک: 427
فلوس السمک: 2، 32، 143
فم (المعدة، أو الرحم): 4، 22،
35، 36، 37، 55، 58،
60، 119، 131، 144،
165، 173، 177، 183،
186، 187، 215، 293،
295، 296، 310، 390،
425
فم المعدة (و یسمی الفؤاد، و القلب
أیضا اشتراکا فی الاسم أو
ضعفا فی التمییز): 215،
293، 295، 296
الفؤاد (فم المعدة): 296
فوقانی: 57، 310، 350
(ق)
قائمة (قوائم): 370
قابل الفضلة الثقیلة (و هو الطحال):
276
قابل الفضلة الرغویة (و هو
المرارة): 276
قابل الفضلة المائیة (و هو الکلیتان):
276
قابل (للفضل السائل، و یقابل
«الدفع»): 321، 327
قاصر النضج (و یقابله تام النضج):
221
قاطع (الحیوانات القواطع): 6
قامة (قامات): 101، 225،
261
قبائل القحف: 251
القبج: 414
قبض (الشرج و شده): 306
القبض (للیدین): 337
قبض العنق (عند طیران الطائر
الطویل العنق): 383
قبض بالذات (للعضل): 352
قبض بالعرض (للعضل): 352
قبل: 91، 289، 318
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 461
قبول الزرع (قبول الانثی لزرع
الذکر)، 411
القحف: 20، 47، 48، 223،
229، 249، 251، 255،
297، 315
قد: 84، 124
القدام: 340
القدم: 27، 319، 362، 363،
367، 368
قذال: 23
قذف المنی: 187، 425
قرح، قرحة (قروح): 106،
174، 186
القرع و الانبیق (جهاز تقطیر
السوائل): 199
قرن (قرون الحیوان): 3، 26،
27، 28، 35، 47، 52،
58، 62، 66، 98، 99،
106، 108، 117، 140،
324، 374، 408
القرنیة (بالعین): 257، 258
قریة النمل: 62
القس: 349
قشور السمک: 49
القص: 10، 249، 268، 279،
286، 297، 313، 330،
348، 352، 353، 378
قصبة (الساق): 318
القصبة الانسیة (و القصبة الوحشیة)
للساق: 318، 367، 368،
369
قصبة الرئة: 23، 35، 36، 141،
275، 276، 278، 280،
281، 288، 340، 371،
433
القصبة الصغری (للساق): 319،
361
القصبة العظمی (للساق): 319
قصور النضج (و یقابله کمال
النضج): 396
القطران: 143، 144
قطن: 306
قطیع (السمک): 62
قطیع (الطیر): 102
قعر (و یقابله حدبة): 309
قعر المعدة: 293، 301
القفا: 242
القلب: 12، 13، 14، 15، 16،
19، 23، 31، 34، 35،
36، 40، 41، 42، 43،
44، 45، 51، 80، 81،
106، 123، 166، 168،
170، 171، 172، 175،
176، 178، 190، 193،
194، 195، 198، 205،
223، 226، 231، 233،
241، 254، 278، 281،
283، 285، 290، 291،
298، 309، 312، 327،
328، 348، 372، 373،
386، 402، 403، 407،
421
قلة الرأس: 286
القمع (فی الدماغ): 233
قنبیط: 404
قنزعة (الطیر): 31، 96
قوائم (م. قائمة): 263
قواطع الطیر: 101
قوام (المادة) 51، 56، 58،
163، 206، 209، 217،
236، 248، 297، 338،
425
قولنج: 213، 305
قولون (معاء یتصل بالأعور من
أسفل): 301، 306
قوة (قوی): 13، 14، 15، 41،
45، 48، 154، 162، 163،
164، 165، 166، 169،
177، 179، 185، 403
قوة آلیة: 191
قوة ارادیة: 302
قوة انفعالیة: 161
قوة البصر، قوة الابصار، القوة
الباصرة: 223، 239، 255
قوة التصور: 162
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 462
قوة جاذبة: 215، 299، 302،
405
قوة حاسة: 223
قوة الحس، قوة حساسة: 224،
236
قوة جسمانیة: 203
قوة حیوانیة: 191، 197
قوة دافعة: 215، 303
قوة ذکریة، أنوثیة: 405
قوة الذکوریة: 65، 406
قوة طبیعیة (قوی طبیعیة): 8،
14، 17، 18، 41، 150،
178، 220، 291، 297،
301
قوة عاقدة (فی المنی): 16، 425
قوة غاذیة: 155، 164، 402،
426
قوة غاذیة أمیة (المصورة الامیة):
406
قوة غاذیة أنوثیة (المصورة الأنوثیة):
406
قوة غریزیة: 13، 14، 211
قوة فاعلة: 162، 203، 207،
305، 407
قوة فعالة: 161
قوة مجیبة: 404
قوة محرکة: 154، 223، 236،
423، 405، 425
قوة مدبرة: 154
قوة مصورة: 41، 42، 44، 45،
149، 150، 151، 153،
154، 161، 163، 164،
166، 168، 169، 171،
172، 179، 182، 225،
230، 290، 394، 426
قوة مصورة مولعة: 149، 163
قوة ممسکة: 299
قوة منضجة: 285
قوة منفعلة: 16، 207
قوة مولدة: 155، 161، 164،
187، 396، 406
قوة مولدة نطفیة: 406
قوة نفسانیة: 40، 42، 146،
166، 191، 267، 400،
404
قوة هاضمة: 205، 294
قیاس حملی، قیاس شرطی، قیاس
شرطی استثنائی، قیاس وضعی:
135، 136
قیض (البیض): 78
قینقاس (جنس من النحل): 418
القیفال (ورید یمتد علی الکتف):
314، 315
القیم: (من یتعهد خلایا النحل):
135، 136
(ک)
کب (العضلة): 356
کب حادة (نوع من ایقاع النغم):
84
الکبد (أکباد): 12، 13، 14،
15، 17، 24، 34، 35،
36، 39، 40، 41، 43، 45،
51، 52، 86، 150، 152،
168، 170، 171، 174، 175،
193، 194، 198، 205،
206، 213، 223، 224،
231، 233، 235، 276،
289، 291، 294، 296،
297، 298، 301، 302،
303، 307، 308، 309،
326، 327، 348
الکتف: 10، 23، 26، 39،
243، 244، 273، 286،
289، 313، 314، 331،
352، 353، 354، 355
کثیف (مادة کثیفة، و یقابلها مادة
لطیفة): 327، 431
کدرة (اللون): 143
کدم: 380
کدورة (الرطوبة): 430
الکحل (فی العین): 429
کراثی (لون کراثی): 197
کرب الأرض: 98
کرسنة (نبات): 99
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 463
الکرش: 35
کرفس (نبات): 219
کرنب: 404
الکزاز (مرض): 106
الکعب: 26، 29، 30، 319،
363، 369
کف: 25، 196، 198، 245،
357، 358، 364، 369،
382
الکفل: 68
کلب: «مصاب بداء الکلب»: 138
کلال (البصر): 257
کلب الجبار (فلک): 99
کلبیة: 29
الکلیة (کلی): 12، 28، 35،
36، 37، 297، 308، 325
کم: 2، 45، 187
کمال النضج (و یقابله قصور
النضج): 396
کمثری جبلی (نبات): 136
الکمرة: 387
کهل (کهول): 204
کوائر النحل: 107
کوکب: 427
الکون: 384، 419
کیف- کیفیة (کیفیات): 2، 3،
45، 52، 94، 148، 150،
180، 187، 189، 192،
197، 201، 202، 203،
206، 220
کیل (أکیال): 99
کیلوس: 303، 305، 308، 309
(ل)
لاحقة غضروفیة (لواحق غضروفیة):
249
لازوردی (اللون): 124
لب: 98، 103، 328
لبن رقیق (و یقابله «ثخین»: 324
لبنیات: 61
لحمانی (عضو لحمانی): 19
لدانة (و الصفة لدن): 11، 227
لذع: 134، 135، 160، 303،
325، 326
لذع البلغم (لعضل المقعدة): 313
لزوجة: 216، 294
لسان (ألسنة): 23، 29، 30،
31، 32، 34، 36، 55،
58، 59، 60، 63، 64،
91، 102، 122، 125،
165، 190
لسان مطلق (و یقابله لسان
ملصق): 375
لسع (البعوضة، النحلة، العقرب،
الحیة، التنین): 59، 107،
109، 110، 117، 119،
132، 135
لطافة (المادة): 216
لطف (الحرکة): 20
اللطیف من المواد: 168
لفائف (جزء من المعا): 301
لفائف الکلیة: 317
لقاح: 52
لقم الغذاء (للحیوان العاشب):
272
لقمة (العظم): 334
لقم (الفقرة): 347
لقمة (المفصل): 333
اللامی (العظم اللامی): 279
اللبة: 23، 289
اللثغة (حبسة فی الکلام): 64
اللثة: 238
اللحاظ (للعین): 238
اللحی: 381
اللحمیة: 27، 43
اللحیة: 48، 260، 375
اللزوجة: 151
اللسان: 238، 241، 248،
264
اللفافة العصبیة: 235
اللفائف: 311
اللفائفی (الغشاء اللفائفی): 174
اللقاطة (ما یلتقطه النحل من
الزهر و الشجر): 132
اللهازم: 23
اللهاة: 278
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 464
اللوف (نبات): 103
اللیف الطویل (لیف طولی، لیف
مطاول، لیف مستطیل) الجذاب
(یعین علی الجذب): 283،
292، 293
اللیف العریض الدفاع: 283،
293
اللیف المستعرض (یعین علی الدفع):
283، 292، 293، 299
اللیف المؤرب (ماسک، یعین علی
الامساک): 283، 293، 299
اللین (ضد الصلابة): 151
لو لب ثقب الأذن: 21
لیف، لیفی: 11، 12، 17،
18، 41، 42، 80، 198،
302، 321
لیف باسط (و یقابله لیف قابض):
353
لیف (العضل، العروق): 206،
235، 268، 279، 283،
292، 308، 351، 353،
354، 359، 364، 365،
378، 379، 381
لیف مستبطن: 353
لیف مورب: 353
لین (و یقابلها الصلابة): 226،
229، 236، 238، 251،
277
لین الشعر (و یقابله خشونة الشعر):
431
لین المفاصل: 371
لی البدن (للسباحة کضرب من
السمک): 383
(م)
ماء الرجل (المنی): 409
الماء الغمر: 429
ماء مجنوب: 100
ماء مشمول: 100
مائیة: 17، 48، 52، 204،
206، 210، 212، 217،
308، 317، 321، 325،
326، 429
ما بالذات، ما بالعرض، ما بالفعل:
220
مادة أرضیة: 418
المادة البیضیة (فی البیضة):
407
مادة لطیفة (و یقابلها المادة الکثیفة):
216
المارساریقا: 41، 205، 295،
296، 303، 304، 306،
308
الماضغان: 238
مبدأ الاحساس: 428
مبدأ التولید (فی البیض): 406
المبدأ الذکری: 418
المبدأ الروحی (و هو المنی): 404
المبدأ المحرک: 146، 153، 416
مبدأ النشو: 419
المبصر: 430
متبرئ (عضو متبرئ غیر منوط الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 464 (م) ..... ص : 464
ناوط، حیوان متبرئ الجسم):
43، 58، 296
متخلخل (المتخلخل من الاجسام
و یقابله المستحصف): 258،
280، 426
متخیل (متخیلات): 227
متکون: 405
المتن (المتنان جنبتا الظهر): 318
متوزع العرق: 231
المثانة: 7، 18، 24، 35،
106، 175، 206، 289،
295، 318، 320، 321،
322، 350، 387
مثنی الرکبة: 319
مج (الأنثی لزرع الرجل): 411
مجاز (مجاز الغذاء الی الجسم و هو
الرأس): 419
المجاورات (التی بین الأعضاء):
249
المجتمع (من المادة، و یقابله
المتشتت): 305
مجثم (الحیوان) ج مجاثم: 102
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 465
مجری (مثل مجری المنی، و مجری
الزرع): 35، 37، 38، 40،
56، 57، 58، 64، 75،
80، 160، 167، 171،
173، 185، 197، 387،
388، 390
مجمع بطنی الدماغ: 230
مح البیض: 8، 78، 81، 214
محارة (الأذن): 21
محبل: 15
المحزز (من الحیوان، ج المحززات):
4، 9، 54، 59، 62، 63،
65، 70، 71، 100، 102،
104، 107، 131، 325،
328، 329، 384، 385،
391
المحسوس (المحسوسات): 430
محضن (محاضن): 85، 102
محیط (بمعنی الوسط البیئی):
405
محیة: 81
مخ (أمخاخ): 3، 46، 219،
221، 222، 226، 248
مخ العظام: 222
مخاط: 95، 152
مخاطیة: 247
مخرج (للثفل): 37، 59
مخلب الطیر (مخالب- مخالیب):
31، 55، 84، 122، 138،
139، 273، 382، 413،
382، 413، 415
مخلب معقف: 31، 96
مخیة: 222
مد (ضرب من المکاییل): 99
مدرج (مدارج) (المسلک الذی
یجتازه الحیوان عند صیده):
114
المدرک: 142، 430
مدفع الثفل: 58
مدهشة الضوء (أمام العین): 430
المذی: 160، 397
مرارة: 22، 24، 34، 35،
36، 208، 213، 215،
216، 297، 303، 308،
310، 320، 321، 325،
326
المراق (مراق البطن): 80،
290، 294، 295، 296،
297، 307، 313، 318
المراهق: 141، 142
مرئی (مرئیات): 256
المرتان: 210، 211
مرصد (فی صید الحیوان): 98
مرض مزاجی: 410
المرفق: 355
مرکوز (أسنان مرکوزة): 271
مرة: 211، 325، 326
المرة السوداء: 216
المرة الصفراء- المرة الصفراویة:
214، 303، 321
المرة المحیة: 214
المری‌ء: 23، 24، 55، 57، 59،
266، 277، 278، 288،
292، 293، 299، 301،
314، 315، 351
مزاج: 7، 10، 14، 15، 17،
19، 41، 45، 48، 49،
59، 74، 108، 142، 144،
150، 151، 152، 163،
164، 181، 182، 185،
187، 189، 190، 192،
194، 195، 196، 197،
198، 200، 203، 204،
206، 207، 208، 209،
210، 217، 218، 221،
222، 223، 224، 225،
231، 272، 281، 287،
376، 382، 386، 393،
398، 402، 408، 409،
420
مزاج أسطقس: 418
مزاج أنوثی: 15، 421
مزاج حار: 326، 373
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 466
مزاج دموی: 401
مزاج ذکوری: 15، 176، 386،
421
مزاج رطب: 421
مزاج عارض: 198
مزاج عنصری: 189
مزاج غریزی: 198
مزاج لین: 421
مزاج معتدل (و مزاج خارج عن
الاعتدال): 192
مزاج نضیج (و مزاج غیر نضیج):
421
مزاج یابس: 414
مساکنة (الحیوان لحیوان آخر،
و الفعل یساکن): 112، 114
مسام: 48، 99، 180، 184،
208، 248، 431، 432
مسامتة: 195
المسبوت (المتعطل الحواس و آلات
الحرکة الارادیة): 428
مستحرمة: 89، 109
(استحرمت الذئبة و الکلبة اذا
أرادت الفحل)
المستحصف (من الاجسام، و یقابله
المتخلخل) 426
مستدق: 31
المستقیم (جزء من الأمعاء): 301
المستکمل (النمو): 289
المستوحش (من الحیوان، و یقابله
المستأنس): 89
مسطیس (مسطیلس- قسطیس-
مسطیر): (یونانیة: عضو الزرع
فی الحیوان): 55
مسفق: 312
مسلک- 285، 327
مسن (مسان): 74، 80
مسیل الفضل السائل، مسیل
المنی: 321، 386
مشاء (حیوان مشاء): 48، 64
مشاشة المصفاة: 233
مشاکلة: 222، 298، 320،
388، 392، 398
مشبک: 35
مشحم (عضو مشحم الباطن):
301
المشط: 238، 249، 337،
356، 357، 359، 363،
364
مشط القدم: 363، 364
مشط الکف: 337، 356، 357،
359
مشقص معقف (أداة للصید):
64، 65
مشقوق الأصابع (أرجل مشقوقة
الأصابع): 373، 407
مشقوق الرجل: 25، 27
المشیمة: 81، 86، 117، 118،
174، 175، 177، 182،
183، 229، 231، 232،
289
المشیمیة (للعین): 257
المصاکات و المصادمات «للعظام»:
252، 333
مصرور الأطراف (وصف للحیوان):
26
مصعد (العرق): 240
المصفاة (عظم فی أعلی الحنک): 233
مصلحة (منفعة للجسم): 396
مصمت (عظم مصمت): 247،
248، 249
مصورة: 41، 44، 173، 176،
178
مصورة أولی 44
مضغة (فی تکون الجنین): 166،
172
المطبقتان (عضلتان من عضل
الحنجرة) 241
معی، معا، معاء (أمعاء): 7، 18
24، 34، 35، 36، 38،
40، 55، 57، 58، 60،
81، 103، 182، 205،
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 467
213، 289، 292، 293،
295، 297، 298، 299،
301، 305، 310، 323،
325، 326
المعی الاثنا عشری: 296
معاء دقیقة: 303
المعاء السفلی: 301
معاء غلاظ: 304
معاء قولون: 311
المعاء المستقیم- المعا المستقیم:
288، 302، 306، 307،
311
معاضدة: 240
المعدة: 18، 19، 23، 35،
36، 37، 52، 57، 58،
60، 65، 95، 214، 276،
288، 289، 292، 293،
294، 295، 296، 297،
298، 300، 310، 349
معطف الرکبة: 367
معطف العرق (معاطف العروق):
317
معطف الفک: 381
المعصرة: (الفضاء الذی ینصب الیه
الدم و یجتمع فیه ثم یتفرق عنه
فیما بین طاقی الدماغ): 315
المغبن (المغابن): 26
مغرز: 269
مغیض: 174
مفرغة المرارة: 175، 210
مفصل (مفاصل): 10، 11، 12،
23، 26، 66، 178، 234،
245، 247، 249، 267،
268، 287، 313، 315،
316، 318، 319، 331،
332، 333، 335، 339،
344، 347، 349، 350،
353، 356، 361، 365،
366، 367، 371
مفصل الالتواء و الانبطاح: 335
مفصل الانبساط و الانثناء: 361
مفصل الرأس و الرقبة: 267،
268، 287، 315
مفصل رخو (و یقابله مفصل
وثیق): 331
مفصل الالتواء و الانبطاح: 335
مفصل الرسغ مع المشط: 335،
356
مفصل الرکبة: 318، 361،
366، 367
مفصل الزند الأعلی، (مفصل الزند
الأسفل): 333
مفصل سلس، (مثل مفصل الرسغ
و الساعد و یقابله مفصل موثق):
249، 339، 344
مفصل عسر غیر موثق (مثل المفصل
بین الرسغ و المشط أو مفصل
ما بین العظمین من عظام المشط):
249
مفصل العضد: 332
مفصل العنق: 371
مفصل الفخذ: 365
مفصل الفقرات: 234
مفصل القدم: 361
مفصل الکتف: 313، 353
مفصل الکعب: 319
مفصل متحاک: 10
مفصل المرفق: 315، 316، 332،
333
مفصل مرکوز (مثل الأسنان فی
منابتها): 249
مفصل مضاعف: 349
مفصل موثق (مثل مفصل عظام
القص): 249، 349، 350
مفصل موثق مدروز (مثل مفاصل
عظام القحف): 249
مفصل موثق مرکوز (مثل الأسنان
المرتکزة لا تتحرک فی منابتها)
249
مفصل موثق ملزق (مثل ما هو ملزق
طولا کمفصل ما بین عظمی الساعد
و ما هو ملزق عرضا کمفصل
الفقرات السفلی من فقار الصلب
فان العلی بینها مفاصل غیر
وثیقة): 249
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 468
مفصل الورک: 245، 347، 365
مفلس (حیوان مفلس الجلد): 32،
48، 102، 104
مقادم، مقادیم (و یقابلها المآخیر):
371، 375
مقدم (مقادیم): 26، 30، 48،
49، 50، 55، 66، 371،
382
مقدم الدماغ: 232، 236، 237،
239
المقذف (مقذف الزرع للحیوان):
55، 389
المقرف (من الحیوان الهجین):
127
المقعدة: 292، 305، 306،
307، 350
مقعر الباطن (و یقابله محدب
الظاهر): 336
المقلة (مقلة العین): 258
الملتحمة (للعین): 21، 258
ملصق، ملاصق (للحیوان، مثل
ما للاسفنج): 4، 75
ملموسات: 189
ملوحة: 211
مماسة: 229
الممتزجات (من الرطب و الیابس):
403
الممیلات (عضل): 359
مناط: 43
مناوط (مثل مناوط الثرب
و الماساریقا): 296
منبت (منبت السن): 49، 283،
295، 376
منبع (منشأ) العضو: 380
منبوت: 42، 43
منحر: 23
المنخر (و هما منخران، ج. مناخر):
22، 32، 61، 263، 275،
376، 377
منفذ الأذن الی الحنک: 262، 327
منفسح (المنفسح من الأعضاء مثل
المعدة): 293
منفعل: 16
منفعة: 251، 279، 285
منقار (الطیر): 84، 127، 129،
264، 273، 331، 355،
382
منکح: 32
المنهضم: 305
المنویة: 390
المنی: 3، 15، 17، 37، 38،
44، 51، 52، 53، 57،
73، 78، 90، 133، 141،
142، 143، 144، 145،
146، 147، 149، 150،
151، 152، 155، 156،
157، 160، 162، 163،
164، 165، 166، 168،
169، 170، 172، 173،
177، 181، 185، 187،
201، 202، 204، 317،
328، 387، 388، 390،
392، 393، 394، 395،
397، 398، 401، 403،
409، 421، 424
منی المرأة: 409، 421، 424
منی مذکر (یولد الذکران): 142
منی مولد: 53
منی نصیح (بمعنی الخالص): 142
المنیان (منی الرجل و منی المرأة
کما یقال): 177، 390،
396، 409، 410، 411
المنکب: 173
مهارشة (الطیر و سائر الحیوان):
84، 89، 121
مؤخر (ج. مواخر، مواخیر): 9،
26، 50، 66، 70
مؤخر الدماغ: 232، 236، 237،
239، 267
مؤرب: 351
الموق- الماق: 21، 238، 258
مولود: 384، 392
موم: 99، 132، 134، 135
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 469
مؤوف (عضو مؤوف): 179،
184، 426
میعة (المیعة الیابسة): 62
(ن)
ناب (أنیاب): 28، 29، 30،
58، 66، 68، 92، 138،
272، 328، 376
ناب الفیل: 272
ناریة: 204، 220
ناصیة: 26، 28، 29، 90،
97، 116
نبض- نبضة (القلب، العرق):
80، 280، 285، 309
نجم (نجوم): 427
النحر (أعلی الصدر): 330
نخاع: 45، 171، 222، 225،
226، 230، 232، 235،
241، 245، 317، 238،
340، 341، 342، 343
نخاعی المنشأ: 11
نداوة: 141
ندب: 47
نزف: 183
نزلة (نزلات): 199
نزوة (الحیوان): 38، 60، 68،
73، 74، 79، 89، 91،
138، 329، 388، 412
نزوع العرق (فی علم الوراثة):
392
نسج العنکبوت: 243
نفاس (وقت النفاس): 171،
174، 183
نسل: 386
النسیم (الذی فی العروق): 290،
298، 312
نشو، نشوء (البیض، و العظام):
29، 88، 89، 193، 194،
209، 337، 399، 417،
418، 420
نشوار (خیلاء): 157
نصبة الجنین (فی الرحم): 178
نضج (المنی)- نضیج: 205،
217، 298، 389، 396،
409
نضج مجاوز- مجاوزة النضج:
207
نطفة، نطفی: 162، 167، 168،
187، 209، 400، 401،
402، 404، 405، 407،
412
نطفة الأنثی، نطفة المرأة: 401،
404، 405
نطفة الذکر: 402
نطفة الطائر: 407
نغم، نغمة: 64، 84، 122،
141
نغمة حادة: 84
نغمة ثقیلة: 84
نغمة ذکریة: 386
نغنغ (نغانغ) السمک
النغنغ: اللحمة فی الحلق عند
اللهازم «القاموس الوسیط»:
383
نفاس (وقت النفاس): 171،
174، 183
نفس (بفتح الفاء): 280، 294،
348
النفس (بسکون الفاء): 202،
224، 225، 294، 328،
401، 402، 403، 410،
428
نفس حسیة: 402، 403
نفس نطقیة: 403
نفس غاذیة: 401، 402
نفض (الثفل أو الفضول): 12،
323، 413
نفض (الفضل، البخار، عن
الجسم) 262، 263
نفوث: 278
النقائع، النقایع: 381
النقرس: 106
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 470
نقرة: (نقر الالتقام للفقرات،
و یقابلها اللقم) 342، 345،
347
نقرة العین- نقرة المقلة: 237،
377
نقرة المفصل: 332، 334،
نقرة انسیة- نقرة وحشیة:
النقیق: (صوت الضفدع، و هو
نقاق): 32، 63
نماء (حیوانی أو نباتی): 418
النواجذ (من الاسنان، أسنان
الحلم): 29
نیلیة (لون): 30
(و)
الوالدان (الابوان): 157
وبر: 48، 50
الوتد: 254
وتدی (العظم الوتدی): 297
وتر (أوتار): 11
وتر (وترات): 198، 232،
259
وتر العضلة: 354، 355،
356، 358، 380، 381،
387
وثاقة (وثاقة المفصل): 249،
262، 285، 336، 341،
381
الوجنة: 22، 238، 269، 378،
379، 381
وحشی (متجه الی الجهة الوحشیة)
و یقابله: انسی: 237، 267،
289، 354
الوداج (الوداجان: شریانان
غائران): 286
الوداج الظاهر: 314، 315
الوداج الغائر: 314
وداق: 89، 90
الودی: 160، 186، 397
الوراب (علی الوراب): 254، 267،
357، 365، 366، 378،
387
الورک: (عظم الورک): 23، 28،
30، 245، 297، 350،
365، 373، 374، 383
ورم جاسئ: 106
ورم متفجر: 208
ورید (أوردة): 12، 17، 18،
40، 174، 175، 228،
241، 289، 308، 310،
319
الوریة الابطی: 316
الورید الأجوف: 284، 312
ورید شریانی: 24، 280، 281،
285
الورید العجزی: 313
الورید الکتفی: 314
الوسطی (الاصبع): 316، 336،
356، 357، 359، 368
الوضع (- الولادة): 2، 3،
67، 73، 88، 91، 110،
186
وعاء المنی (بین البیضة و بین
المقذف) ج. أوعیة المنی:
148، 152، 185، 148،
152، 185، 350 الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 470 (و) ..... ص : 470
ر (الطائر) ج. أوکار: 82،
124
ولاء (علی الولاء): 243
ولاد (ولادة): 76، 141، 175،
177، 180، 181، 182،
183، 186
ولادة تامة: 384، 391
ولادة غیر تامة: 385، 391
و هدة (و هاد): 114
(ه)
هجین: 127
هدب، هدب (العین): 30، 48،
259، 260
هراش: 6، 64، 272
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 471
هضم (أول، ثان، ثالث، رابع،
... أخیر): 16، 19، 52،
103، 208، 394، 395،
396
هوائی المزاج: 321
هوائیة: 175، 204
هوام: 97، 109
هیئة نفسانیة: 140
هیولی: 146، 189، 399،
406، 407، 412، 423،
426
(ی)
الیافوخ: 225، 233، 248،
371، 408
یبس، یبوسة: 17، 49، 185،
194، 196
یبس المزاج: 182، 204، 212،
277، 414، 415
یبوسة (نقیض الرطوبة): 199،
255
الید: 262، 273، 313، 330،
334
یسر: 25
الیقظان (المستعمل الحواس):
428
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 472
(ب) أسماء الأعلام
أبقراط، بقراط (مقدم الأطباء):
147، 296، 332
أدریانوس الملک: 77
أرادوطوس (أرادیطوس): 53
أسفونافس- اسفویافس-
اسفریاس: 139
أنبادقلیس: 219، 427، 429
انکساغورس: 326
أومیرس- أومیروس: 108، 322
بقراط، أبقراط (مقدم الأطباء):
147، 296، 332
جالینوس (الطبیب الأول، فاضل
الأطباء): 15، 16، 147،
198، 253، 271، 284،
359، 369
دیمقراطیس: 410، 423
سایسوس (سایسبوس) القبرسی:
39
سوفسطائی: 82
شمس الدولة (الملک: 114)
فاضل الأطباء (الطبیب الفاضل
- الأول- جالینوس): 40، 43،
146، 147، 153، 161،
198، 253، 271
محصل الاطباء: 201، 210، 212
مرمینون: 219
المشاءون: 157
المعلم الأول: 26، 40، 45، 46،
51، 61، 145، 148، 180،
187، 219، 222، 263،
285، 325، 327، 370،
388، 389، 390، 392،
403، 423
مقدم الأطباء (بقراط): 253
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 473
(ح) أسماء الأماکن و البلدان
آسیا: 108، 109
آفاس (ماقاس): 123
أثافی (أثانی): 108
أراخوطاس: 26
أرادوطوس (أرادیطوس): 53
ارانبام (أرانبا): 108
أدریاس، أدربایس: 414
اسفاکوج (اسفاکوح» اسفاکوخ):
134
أسینقان (أسفسفان، أسفینقان):
بلدة فی خراسان: 134، 385
أسلوس (أبلوس، أبیلوس،
بمینوس): 108
أفروحیة: 47
أقسطانس (أقسطاس، أمسطانس
قسطانس): 108
انطندریا: 50
انفورس: 53
أنوس، أفوس، أنوسی: 109
أو روی (أوردی، أوری، أوراوی،
أدروت): 108، 109
ایطالیا: 109
بحر تیطوس، (منطوس، أنطوس):
71
بحر طبرستان: 101
بحیرة خوارزم: 101
بخاری: 27، 83
برینوا، بروینوا، بروینوس:
72
بلاد ماوراء النهر: 83
بلونیوس (بلوسوس): 39
بنطوس (خلیج بنطوس): 107
بهستون: 271، 386
تأسیس: 53
جبل زایقان (بناحیة طوس):
112
جرجانیة خوارزم: 68، 84،
181
خراسان: 68، 83، 107،
108، 137، 404
خوارزم: 81، 101
دیناجانس (دیناجالس، ویتانس):
39
سللوس (سلیموس، أسیلوس):
63
شباس (بلدة بمصر): 27
صقلیة (جزیرة صقلیة، و یسکنها
الصقلیون): 108، 109
طبرستان: 56، 101
طروی: 58
طلینادیا (طلساودنا، طلبناودنا):
108
طوس: 112
طیوان: 53
غز (غزی، نسبة الی بلاد الغز):
27، 28
فالانیا (فامالانیا، فاماالا، فامالا
باقالا): 107
فراوة (قراوة):
بلد ینسب الیها الأسود الفراویة:
137
فرما (من بلاد مصر): 125
فرونیة، (فرونة، قرونیة):
108
فروی: 53
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 474
القریة الحدیثة (کورة فی بخاری):
27
قسطنطینیة: 120
کورة (ج کور): 27
لوبیة: 108، 109
لوریا: 27
لوینة، (لونة): 125
مرو (بلد تکثر بها النقائع):
101
منحلیا: 95
ناوینا (ماوینا): 27
نجد (نجود): 195
نهر جیحون: 108، 137
نهر سنفندروس: 50
138
نهر مارد: 50
یامیان (یامان): 101
یایان دهسان (بیامان دهسان):
110
یونان: 82
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 475
(ء) أسماء الحیوان
آبد (الحیوانات الأوابد): 6، 101،
102
ابرة (حیوان ذو شوک): 125
ابل: 53، 73، 74
ابن آوی: 323
ابن عرس: 28، 113، 119،
120
أبنس (طائر، بالیونانیة): 113
أبیناس: (حیوان بحری): 130
أتان (ج أتن): أنثی الحمار: 52،
90، 91، 92، 411
اختومور، اختومیور، اختومیون،
افیومون: 112
أربعة و أربعون: 8، 33، 54،
59، 130
أربوناما (أرمومیا، أربومونا،
أربومد، أریومویا) «نوع من
السمک»: 406
أرفس، أرفین «حیوان وحید القرن
ذو ظلف»: 174
أرقص: 32
أرنب (أرانب): 50، 51، 53،
68، 92، 108، 127، 128
الأزب: 373
الأزب الرجلین: (حیوان کثیر
البطون و لیس له انفخة): 324
أسد (ج أسود، أسد): 6، 7،
25، 26، 28، 29، 38، 68،
89، 98، 114، 118،
137، 138، 221، 222،
247، 272، 372، 375،
376
أسد الأرض (حیوان بری یبیض
و یشبه العظایة): 375
اسطاحر (اسطاخر): (طائر
هندی): 102
اسطاقو، اسطافوا: (حیوان
بحری): 104
أسطوس: 4
اسفنج، اسفنجیات: 75، 93
اسقولوحس، اسقودوحیس،
اسقولوحیس: (طائر): 122
أسیداس: 4
أطرغل، أطرغلة (ج. أطروغلات):
77، 96، 113
أعولیدس (أعولیذس، أغولیدسی،
أعویدس): 83
أفتیدا، افتدا (حیوان مائی یلزم
الصخور): 75
أفعی (أفاعی): 8، 22، 38،
60، 62، 109، 119، 401
أقرن: 27
أقسقیاس (سمک): 32
أمن (جنس من السمک): 13
أموس، «امرتین» حیوان له مثانة
و لیس له کلیة): 322
أمیاس (سمک): 35
أناس (طائر کالأطرغلة): 97
أنکلاس، انکلاسی، انکلانیس
(سمک): 88
انکلیس (سمک): 32، 35،
65، 87، 88، 96
أوابد الطیر: 101، 102
أوز، أوز مائی: 7، 27، 37، 78،
79، 84
أولانس، أولالنس، أولاس: (طائر):
83
ایدون، ایذون (طائر): 64،
125
أیل، أیلة (أیایل): 26، 27،
28، 34، 51، 62، 66،
68، 98، 108، 117، 118،
140، 272، 274، 326
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 476
باریطس (اسم سبع بالیونانیة):
29
بازی (ج بزاة): 6، 83، 84،
85، 123، 129
باشق (طائر): 5، 84، 112
بالاقوس، بالاقرس: (طائر مائی):
123
بالیقی، فالقی، فالیقی، فالیقی:
(حیوان صدفی): 59
بانکون (طائر): 83
ببر: 107، 109
ببغاء: 31، 102، 139
البحریات (من الحیوان): 23،
226، 322
بخت: 26
بربیداس، برنیداس، (سمک):
71
برعرغوس، بدعوعوس، بربرعوس
برعرعوس: (طائر): 82
بساطونلیس (حیوان بحری عریض
الذنب): 9
بط: 85
بطلیس، بطیس: 120
بعوض: 59، 329
بعیر: 25
بغل، بغلة: 34، 91، 92، 99،
325
بق: 96
بقر، بقرة: 7، 27، 28، 34،
35، 47، 52، 53، 66،
68، 73، 87، 89، 90،
92، 99، 106، 108، 116،
بقرانسی: 26
بقر وحشی: 26
بلح (طائر): 28
بنات الماء: 32، 84، 273
بنی: (سمک): 89
بوم: بومة: 2، 6، 31، 37،
102، 112
بوناسوس، بوناس: (من السباع
الجبلیة ذات القرون المنعقفة)
138
بیاض (سمک): 69
البیاض (الحیوان البیاض): 32،
34، 35، 37، 38، 64، 65
بیلاموداس، سلامودلیس، سلابوداس
سلامودمیس (سمک): 71
بیوا، بیوم: (سمک): 71
تدرج (طائر): 77، 113
تمساح (تماسیح): 9، 22،
30، 102، 119، 265،
375
تنین 110، 112
تیس (تیوس): 53، 91، 116،
119، 260، 272
ثعلب (ثعالب): 7، 109، 113،
128، 130
ثعلب بحری: 87
ثور (ثیران): 26، 38، 51،
73، 89، 90، 92، 98،
113، 138، 221
جالیوس (بجالییوس): حیوان
ذو شوک: 86
جاموس (جوامیس): 52
جراد (الواحدة جرادة): 60،
96، 104
جرجس: 9
جرو (أجراء، جراء): 73، 87،
89، 118
جعل (جعلان): 9، 59، 104
جمل (جمال): 7، 26، 27،
28، 34، 68، 89، 90،
99، 138، 221، 272،
373
جندبیدستر: 271، 386
الجوارح (الطیر و السباع، و الواحدة
جارحة): 5، 28، 29، 34،
96، 97، 111، 128، 129،
جارحة بحریة: 130
حافظ الشاء: (حیوان بحری
کالعنکبوت یبلع غیره): 75
حباری (طائر): 119
حجر (أحجار، حجورة): الفرس
الأنثی: 73، 90
حجل (طائر): 38، 69، 82
حدأ (واحدتها: حدأة): 21،
83، 102، 113
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 477
الحرباء: 376
حردون (ج حرادین): 31،
109، 113، 122، 134
الحردون: دویبة تشبه الحرباء تکون
بناحیة مصر و هی ملیحة موشاة
بألوان و نقط: لسان العرب)
حرومیس (جرومیس، خرومیس):
سمک: 62، 63
حلزون (حلازین): 3، 95،
123
حلزون ملس: 123
حلقیس (حلعیس، حلفس):
سمک بحری: 88، 106
حلواریس (طواریس): (طائر):
125
حمار (حمیر): 7، 29، 74،
99، 107، 113
حمار هندی: (کرکدن، وحید
القرن): 27، 274
حمام (الواحدة: حمامة): 35،
64، 72، 78، 79، 81،
82، 84، 96، 101، 105،
120، 129، 140
حمام أهلی: 77
حمام بری: 105
حمام وحشی: 77
الحمی (النحمی): (حیوان بحری):
87
حور (حیوانات ذات قرن): 26
حیوان أراضی: 221
حیوان صلب الجلد: 391
حیوان غلیظ الدم، (و یقابله حیوان
مائی الدم): 221
حیوان لین الجلد: 391
حیوان محزز: 107، 247
حیوان مطاطئ الرأس (کما فی
ذوات الأربع): 261
حیة (حیات): 5، 27، 32،
36، 37، 38، 46، 63،
65، 69، 97، 102، 104،
108، 109، 110، 113،
114، 117، 118، 119،
197، 274
حیة بریة: 32
حیة مائیة (أو بحریة): 32
خامالاون (الحرباء الکبیر): 30
خشاف: 63
خطاف (خطاطیف): 3، 5، 35،
36، 37، 50، 72، 77،
112، 120، 126، 134،
426
خطاف البحر: 63
خفاش (خفافیش): 5، 9،
199، 383
خلد: 21، 61، 108، 112
خنزیر (خنازیر، الواحدة خنزیرة):
26، 27، 28، 29، 30،
34، 45، 50، 63، 66،
73، 74، 89، 90، 91،
92، 98، 99، 106، 108،
109، 113، 138، 140،
272، 424
خنزیر اهلی: 71، 91
خنزیر بری: 7، 89، 108
221
خنفساء (خنافس): 38، 274
خنوص (خنانیص): 74، 411
خیل (خیول): 28، 29، 53،
74، 90، 92، 99، 106،
107، 116، 373
خیلوس (حلبوس): حیوان کثیر
الأرجل له خزف، و یطفو فوق
الماء: 130
دب (دببة): 26، 27، 53،
89، 103، 118، 324،
326، 371
دبر (الدبر: النحل و الزنابیر،
و قیل من النحل ما لا یأوی:
(لسان العرب): 131
دجاج: 66، 68، 72، 77،
79، 81، 84، 121، 123،
139، 140، 260، 414،
415
دخال الأذن: 8
دراج (درایج): طائر أرضی:
35، 37، 64، 77، 102،
121، 122، 260
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 478
دریانیس: نوع من الخطاطیف: 5
دلفین (دلافین). حیوان مائی:
8، 22، 28، 32، 35،
46، 61، 62، 63، 65،
69، 87، 95، 96، 139،
325، 383
دلم: (ذکر القطا): 72، 105
دود: 384، 385
دود القز: 385
دیک (دیکة): 6، 64، 122،
139، 140، 157
ذئب (ذئاب): 7، 69، 89،
97، 99، 100، 111، 118،
129
ذباب: 59، 63، 68، 96،
97، 131، 393
ذبان: 67، 71
ذوات الأربع: 27، 30
ذوات القرون (من الحیوان): 274
رخ: 29
رحم، رخمة: 82، 84، 85،
114، 127
رعادة (سمک): 87، 129
رمکة (رماک): 52، 73، 74،
89، 90، 92، 107، 116،
117
زبد (حیوان یتولد فی الطحلب):
88
زرق (طائر): 113
زنبور (زنابیر): 4، 127،
134، 136، 329، 418
سارقوس (أوسارفوس): سمک:
96
سام أبرص (سوام أبرص): 30،
31، 36، 97، 108
سبع (سباع): 16، 19، 92،
97، 103، 109، 118،
130، 137، 138
ستینا (حیوان بحری): 55،
56، 72، 76، 370
سحریرس (طائر کثیر البیض):
415
سرطان (سراطین، سرطانات):
9، 54، 56، 57، 58، 70،
74، 75، 97، 105، 117،
370، 371
سرطان لجی (و یقابله الشطی):
370
سرطان هرقلی: 57
سری (سمک): 62
سفانج: 55، 56، 62، 70،
72، 94، 95،
سلحفاة: 57، 63، 104، 119،
247، 322، 391
سلحفاة بحریة، سلحفاة بریة:
69
سلحفاة مائیة: 3
سلاسی (حیوان بحری): 8، 9،
32، 38، 46، 63، 65،
69، 61، 87، 89
سمک: 4، 8، 9، 26، 30،
31، 32، 35، 36، 37،
38، 46، 59، 61، 62،
63، 64، 65، 66، 67،
71، 75، 86، 88، 89،
95، 96، 101، 102، 105،
110، 125، 129، 176،
260، 273، 323، 325،
335، 370، 375، 382،
383، 386، 391، 415،
417
سمک أملس: 87
سمک بحری: 102
سمک جاسئ الجلد: 260
سمک شطی (و یقابله: سمک
لجی): 102، 105
سمک قاطع (یرحل من بحر الی
بحر): 102
سمک قشری: 87
سمک نقیعی (نقائعی): 87،
106، 110
سمک نهری: 61، 62، 87،
105، 106، 110
سیسالونفس (طائر): 79
سیقال ... سیقالة (أو میقال):
سمک یضع: 88
شاة، شاء: 53، 74، 91، 107،
108، 116
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 479
الشاهین (طائر): 381
شبل: 415
شقراق (طائر): 37، 113،
122 الشفاء- الطبیعیات ج‌3الحیوان 479 (ء) أسماء الحیوان ..... ص : 475
هم: 8
صرار، صرار اللیل: 60، 63،
104، 107، 108
ضب (ضباب): 26، 66
الضبع: 6
ضفدع: 4، 5، 9، 32، 63،
66، 89، 108
ضفدع أجمی: 134
ضفدع بحری: 129
ضفدع نهری: 134
طاعرنس (أو طاعرس، طاغرش):
109
طاوس: 7، 79، 85
طاویناس (طابیقراس): 370
طائر أرض (الذی لا یحلق): 260
طائر جبلی: 123
طائر نقیعی: 123
طربیداس (أو طوبیداس): 55
طرغلة (طائر): 72
طرغلی (حیوان بحری): 95
طوبو: 55
طومیداس (حیوان): 56
طیر: 78، 97، 101، 123،
129، 260
طیر البحر: 97
طیر البر: 97
طیر الماء، طیر الشطوط: 78، 97،
101، 123، 129
طیهوج (طائر): 77
ظبی (ظباء): 26، 29
عالاموی (عالاموبی): 86
عبقروس: 130
عبقری: 94، 95
العجاجیل: 432
عجل: 99
عرس (ابن عرس): 6، 28
عرون (قرون): «طیر بحری»:
71
عساکر الطیر: 82
عشغ (غشف): «نوع من البقر فی
ترکیا»: 26
عصفور (عصافیر): 35، 37،
84، 96، 112، 121، 124،
125، 140
عصفور الشوک: 113
عصفور أهلی: 121
عظایة: 26، 107، 131
عظایة بحریة: 35
عفارین، عفورین (عقورین،
عقربین، عصفورین): 56،
74، 110
عفوس (عفویس، عقریس، عیوس):
95
عقاب (عقبان): 2، 5، 82،
83، 97، 112، 114، 123،
124، 127، 128، 129
عقاب بحری: 129
عقرب (عقارب): 29، 59،
109، 329، 385
عقرب بحری: 71
عقرب بری: 29
عقروس: 35
عقعق (طائر): 112، 119
علق (معاء الأرض): 88
علوفس: «طائر محاک»: 102
عندلیب: 140
عنز: 34، 73، 108
عنز بری: 108
عنکبوت (عناکب): 2، 8، 58،
70، 97، 105، 107، 113،
131، 133، 135
العنکبوت الأنثی: 70
عی (سمی أیضا بالعی أو بالغی):
حیوان بحری: 93
غداف (غدفان): 37، 83، 112،
113
غراب (غربان): 37، 50، 3،
101، 126، 127، 417
غراب الماء: 97
غرنوف (غرانیق): طائر: 5،
49، 68، 123، 124
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 480
غزال (غزلان): 274
غنم: 27، 91، 100، 108،
116
فأر: 50، 103، 108، 109،
فاختة (فواخت): 72، 77،
82، 101
فاربوا (فارابو، مارانوا، فارانو):
حیوان مائی له ذنب یسبح به:
56، 76، 94، 95، 104،
370
فحل (فحول): 73، 91، 92
فراش (الواحدة فراشة، من
المخززات): 67، 68، 107،
385، 393، 417
فرخ (فراخ): 77، 80، 81،
82، 83، 84، 86، 97،
120، 121، 124، 127،
128، 132، 133، 134،
135، 414
فرس: 2، 3، 22، 26، 34،
74، 90، 92، 107، 113،
134، 139، 152، 181،
325، 425
فرس أیل (یظن أنه نوع من البقر):
26
فرس نهری: 29
فرسان: (جنس صغار من السراطین،
و نمل کبار): 56، 108
فرفیر: سمک یتوالد فی الطحلب:
88
فرنیدس (فرندس، فونیدس)
طائر: 124
فروج (فراریج): 78، 140،
182
فصا: طائر کثیر التلحین: 124
فصوص: جنس من النحل: 133
فطوقوسی (طائر) (بطونوس،
فطووس، فطوفوس): 72،
فلو: الجحش و المهر اذا فطم: 116
117
فنجوا (فیحو): 56
فهد (فهود): 6، 68، 108،
111، 118
فوار (قوار): طائر: 124
فوبوزا (فونوزا، فوبورا، قوروبوا،
فوبوروا): 62
فوریدوس (فوریدس): طائر:
122
فوطولس: 113
فوفکس (طائر): 125، 126،
فیفل (فیلة): 3، 6، 7، 22،
25، 26، 27، 28، 29،
68، 74، 89، 99، 106،
107، 114، 115، 263،
272، 291، 325، 373،
391، 402
فیل انسی: 114
فیل وحشی: 114
فینی: (قینی، تبنی): طائر،
کاسر للعظام: 83، 128
قاسانی (ماسانی): طائر: 78
قاضة (باضیة، قاصیة، قاضیة):
حیوان بحری: 87
قاقی (طائر أبیض): 114،
قبا (قلا): 130
قبج (قباج): طائر: 69، 77،
78، 79، 85، 121، 122،
140، 414
قراقرسلدون: 6
قرد (قرود): 7، 29، 30،
291، 271
قرد خنزیر: 31
قسطربوس، (قسطرفوس)،
فسطنوس): سمک: 95
قسطروس (فسطروس، مسطروس
قسطر): سمک: 62، 72،
قطا (طائر): 5، 72، 102،
122
قمل: 67، 100، 106
قنبرة (عصفور ملحن): 77
قنفذ (قنافذ): 48، 72، 103،
120، 391
قنفذ بحری: 68، 328
قنفذ بری: 68
قوس قوس: طائر: 125
قوعی (فوعی): 130
قوقنس، قرقیس (طائر قلیل
البیض): 415
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 481
قوقی: (حیوان مائی ولود): 26،
29، 36، 87، 98، 325،
326، 375
قوقیس (قوویس فرقیس-
قوبیس): سمک 95 قونة تیس
فینتی، قونة عیش فوقة): سمک
بحری: 88
قیقال (قیفال): «سمک»: 95،
105
کاسر العظام: (طائر یقال له فینی):
128
کبش (کباش): 73، 89، 91،
95، 116
کبوک، (کنوک): طائر: 83،
125
کرکدن: 27، 374
کرکی (کراکی): طائر: 5، 101،
102، 383
الکلاب السلوقیة: 431
کلب: 25، 26، 29، 30،
34، 47، 53، 69، 73،
74، 89، 90، 91، 97،
98، 106، 109، 118، 120،
138
کلب بحری، کلب مائی: 86،
87
کلب سلوقی: 109
کلب هندی: 109
کنجریش (تنحریس): طائر: 78
کوحکس (لوجکش): طائر: 83
لاقط الحب (من الطیر): 273
لبنون (جنس من النحل مغتال
للنحل العسالة): 133
اللبؤة: 373، 415
لقلق (لقالق): طائر: 114،
120
لقوة: طائر عظیم: 83
لیث: «صیاد الذباب»: 131
مار ما هی: (حیوان مائی لا أجنحة له
یسبح بلی بدنه): 32، 383
ماروش (ملدقوش): طائر: 124
الماعز: 273، 424
مالاأعریداس: طائر: 78
مالاقیا: حیوان بحری عظیم الجثة:
9، 23، 54، 55، 70، 95،
111، 130، 226، 247
مالک الحزین (طائر): 383
مانعة السفن: سمک: 33
ما والیقی: 4
محرز (عضو محرز): 239، 247،
265
مسطقیطوس، (مسطیطرس،
سطندس، سطیدس): 50
مسطوا (مسطو): 59
معاء الأرض (علق): 88
معزی، معز، ماعز: 53، 68،
90، 91، 108، 116، 126،
ماعز بری: 118
معقف الأسنان: 271
مفلس الجلدة، مفلس الجلد: 22،
97
مکاء: طائر یسمی غراب الماء:
97
ملک النحل: 132، 133، 134،
135، 418
مهر: 73، 371
موبرتیرس (موبرترسی، موبرتییرس)
صنف من السمک: 88
مولاس (موسداس، یوسلاس):
طائر جبلی، و الاسم بمعنی راضع
المعزی: 126
موغالی: حشرة تلسع الخیل و البهائم
107
نارقی (نارقا): «سمک رعاد»:
86
ناقة: 68
نجائب: 26
نجم: حیوان خزفی: 75
نحام: طائر: 78
نحل (نحلة): 4، 5، 6، 8،
9، 50، 60، 107، 127،
131، 132، 133، 134،
135، 136، 418
نحل أهلی: 135
نحل عسال: 133، 135
الشفاء- الطبیعیات، ج‌3الحیوان، ص: 482
ندس: «من السباع المحبة الناس»
138
نسر (نسور): 114، 122
نعام: (الواحدة نعامة) 79،
383
النعجة: 272
نقار الخشب، ناقر الخشب: طائر:
96، 122
النمر: 6، 114، 372
نمس: 120
نمل: 5، 54، 62، 71، 97،
108، 131
هدهد: 77، 125
هر، هرة: 6
همای: (فارسیة، طائر یظن أنه
الذی یسمی بالعربیة البلح):
128
هوام: 97، 109
ودا (وزا، ورا): سمک: 63
وز: طائر: 79
وصع: طائر: 96
وینی (ونی): حیوان بحری:
71
یمام: 38

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.