سرشناسه : نوري، حسين بن محمد تقي ، 1254 - 1320ق.
عنوان و نام پديدآور : خاتمه مستدرك الوسائل/ تاليف حسين النوري الطبرسي؛ تحقيق موسسه آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث.
مشخصات نشر : قم: موسسه آل البيت(ع)، لاحياء التراث ، 1415ق. = -1373.
مشخصات ظاهري : 9ج.
فروست : موسسه آل البيت(عليهم السلام) لاحياء التراث ؛ 30 ، 31 ، 32 ، 35
شابك : 2400 ريال : ج. 1 964-5503-84-1 : ؛ 964-5503-86-8 ؛ 5000 ريال : ج. 6 964-319-017-X : ؛ 8000 ريال : ج. 9 964-319-020-X :
يادداشت : كتاب حاضر خاتمه مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل است كه خود در اصل اضافاتي است بر كتاب وسائل الشيعه حر العاملي.
يادداشت : ج. 6 (چاپ اول: 1416ق. = 1373).
يادداشت : ج. 8 (چاپ اول: 1418ق. = 1376).
يادداشت : ج. 9 (چاپ اول: 1420ق. = 1378).
يادداشت : كتابنامه.
عنوان ديگر : مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل.
عنوان ديگر : وسائل الشيعه.
موضوع : حديث -- علم الرجال
موضوع : احاديث شيعه -- قرن 12ق.
موضوع : اخلاق اسلامي -- متون قديمي تا قرن 14
شناسه افزوده : حر عاملي، محمد بن حسن، 1033-1104ق . وسائل الشيعه.
شناسه افزوده : موسسه آل البيت(عليهم السلام). لاحياء التراث.
رده بندي كنگره : BP135 /ح4و5018 1373
رده بندي ديويي : 297/212
شماره كتابشناسي ملي : م 74-1602
نام كتاب: خاتمة المستدرك
موضوع: تاريخ فقيهان و راويان
ص: 1
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص: 3
ص: 4
[من هنا تبدأ طرق المحقق الحلي] يروي (1) عن جماعة من المشايخ العظام، و فقهاء أهل البيت عليهم السلام:
الأول: والده الشيخ حسن. في الأمل: كان فاضلا، عظيم الشأن (2).
عن والده: الشيخ أبي زكريا يحيي الأكبر بن الحسن بن سعيد الحلّي.
في الأمل: كان عالما محققا (3):
و في الرياض: كان من أكابر الفقهاء في عصره، و قد نقل الشهيد في شرح الإرشاد في بحث قضاء الصلوات الفائتة عنه القول بالتوسعة، قال: و من المتأخرين القائلين بالتوسعة قطب الدين الراوندي، و نصير الدين عبد اللّه بن حمزة الطوسي، و سديد الدين محمود الحمصي، و الشيخ يحيي بن سعيد- جد
ص: 5
الشيخين (1) نجم الدين و نجيب الدين- نقله عنه يحيي- يعني صاحب الجامع في مسألته في هذا المقام (2).
عن الشيخ الفقيه أبي محمّد عربي بن مسافر العبادي.
في المنتجب: فقيه صالح بالحلّة (3).
و في مزار محمّد بن المشهدي: حدثنا الشيخ الأجل، الفقيه العالم، أبو محمّد عربي بن مسافر، قراءة عليه بداره بالحلّة السيفيّة، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة (4). إلي آخره.
و في الرياض: شيخ جليل كبير من أصحابنا رضي اللّه عنهم (5).
و في الأمل: فاضل جليل، فقيه عالم، يروي عن تلامذة الشيخ أبي علي الطوسي كالياس بن هاشم و غيره، يروي الصحيفة الكاملة عن بهاء الشرف بالسند المذكور في أوّلها (6).
و قال الشيخ البهائي في حاشية أربعينه: العبادي- بفتح العين المهملة- منسوب إلي عبادة، اسم قبيلة (7).
و هذا الشيخ يروي عن جماعة.
(أ)- الشيخ الجليل عماد الدين الطبري، صاحب بشارة المصطفي،ه.
ص: 6
و يأتي في مشايخ السيد محيي الدين بن زهرة (1).
(ب)- الشيخ الأمين حسين بن طحال، و يأتي في مشايخ ابن نما (2).
(ج)- الشيخ الفقيه الجليل أبو عبد اللّه الحسين ابن الشيخ جمال الدين هبة اللّه بن الحسين بن رطبة السوراوي، كان من أكابر مشايخ أصحابنا.
عن الشيخ الأجل أبي علي ابن شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي رحمه اللّه.
(د)- الشيخ أبي محمّد إلياس (3) بن محمّد بن هشام الحائري، العالم، الفاضل، الجليل.
عن الشيخ أبي علي الطوسي.
الثاني: السيد الامام العالم النحرير المعظّم، محيي (4) الملّة والدين، أبو حامد نجم الإسلام محمّد بن أبي القاسم عبد اللّه بن علي بن زهرة الحلبي، صاحب كتاب الأربعين، الذي ألّفه في حقوق الإخوان، و منه نقل الشهيد الثاني في رسالة كشف الريبة رسالة الصادق عليه السلام إلي النجاشي والي
ص: 7
الأهواز (1) و عندنا نسخة منه بخط الشيخ الجباعي، نقله عن خط الشهيد رحمه اللّه و كانت امّه بنت الشيخ الفقيه محمّد بن إدريس (2)، كما صرّح هو في بعض إجازاته:
يروي عن جماعة:
أ- رشيد الدين بن (3) شهرآشوب المازندراني، الآتي ذكر اسمه الشريف إن شاء تعالي (4).
ب- عمّه الأكرم، السيد عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي، الفقيه الجليل المعروف، صاحب الغنية و غيرها، المتولّد في الشهر المبارك سنة إحدي عشرة و خمسمائة، المتوفي سنة خمس و ثمانين و خمسمائة، هو و أبوه و جدّه و أخوه و ابن أخيه من أكابر فقهائنا، و بيتهم بيت جليل بحلب.
قال في القاموس: و بنو زهرة شيعة بحلب (5).
و نقل القاضي في المجالس عن تاريخ ابن كثير الشامي، أنّ في سنة سبع و خمسمائة (6) لمّا فرغ الملك صلاح الدين أيوب من مهمّ ولاية مصر، و اطمأن من ي.
ص: 8
أمره، توجّه إلي أخذ بلاد الشام، و جاء منها إلي حلب، و نزل بظاهر حلب، و اضطرب والي حلب من ذلك، فطلب أهل حلب إلي ميدان العراق، و أظهر لهم المودّة و الملاءمة، و بكي بكاء شديدا، و رغّبهم في حرب صلاح الدين، فعاهده جميعهم في ذلك، و شرط عليه الروافض أمورا، منها: إعادة حيّ علي خير العمل في الأذان، و منها: أن يفوّض عقودهم و أنكحتهم إلي الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الذي كان مقتدي شيعة حلب. فقبل ذلك الوالي جميع تلك الشروط (1) انتهي.
و أنت خبير بأن ولادة السيد بعد هذا التاريخ بأربع سنين، و قد نقل في الرياض تاريخ الولادة و الوفاة عن كتاب نظام الأقوال للفاضل نظام الدين التفريشي، ثم نقل ترجمة السيد عن الأمل (2)، إلي أن نقل عن القاضي ما 3.
ص: 9
نقلناه (1)، و لم يتعرّض لهذا التناقض. و أعجب منه ما في الروضات، فإنه نقل ما في النظام، و أعقبه بلا فصل ما في تاريخ ابن كثير (2)، و لم يتفطن للمناقضة.
و بالجملة فلا يبعد أن يكون التوهّم من ابن كثير، و أنّ المقتدي للشيعة والد السيّد.
1- عن أبي منصور السيد الجليل محمّد بن الحسن بن منصور النقاش.
في الأمل: فاضل صالح، فقيه (3).
و وصفه صاحب المعالم في إجازته بقوله: السيد الكبير أبي منصور (4).
عن أبي عليّ ابن شيخ الطائفة.
و يروي السيد أبو المكارم (5) أيضا:
2- عن الشيخ العفيف الزاهد القارئ أبي علي الحسن بن الحسين، المعروف بابن الحاجب الحلبي.
عن الشيخ الجليل أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي سهل الزينوآبادي، بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام.
عن الشيخ الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمّي.
و السيد العالم أبي هاشم المجتبي بن حمزة بن زهرة بن زيد الحسيني.ظ.
ص: 10
عن المفيد عبد الجبّار الرازي، الآتي (1).
و يروي أيضا (2):
3- عن الفقيه أبي عبد اللّه الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري.
عن الشيخ العالم أبي الفتوح الآتي ذكره (3).
و يروي السيد أيضا (4):
4- عن الجليل والده علي بن زهرة.
هذا، و قال شيخنا الحرّ في الأمل- بعد ترجمة السيد و عدّ مؤلفاته ما لفظه-.
رواها عنه ابن أخيه السيد محي الدين محمّد و غيره، و يروي عنه أيضا شاذان ابن جبرئيل، و محمّد بن إدريس، و غيرهما (5). انتهي.
و في الرياض- بعد نقل ما في الأمل-: و لعلّ في رواية شاذان بن جبرئيل و ابن إدريس عنه نظرا، فلاحظ (6).
و في الروضات: و تأمّل أيضا- يعني صاحب الرياض- في رواية ابن إدريس عنه، و كان النظر منه في تأمّله هذا ما لعلّه وجده في كتاب المزارعة من السرائر بهذه الصورة (7). ثم نقل العبارة، و فيها: انه أورد علي السيد فتوي له في الغنية، و أنه كتبه إليه، و أن السيد اعتذر بأعذار غير واضحة، و أبان أنه ثقل عليه. إلي آخر ما لعلّه يأتي في ترجمته (8).2.
ص: 11
قال: و أنت خبير بأنّ هذه الكيفية إن لم تؤكد عقد الرواية بينهما- كما هي من دأب السلف الصالحين بمحض ملاقاتهم القرناء- لا تنافي ذلك بوجه من الوجوه- و تشنيعات ابن إدريس علي جدّه الامجد، الذي هو شيخ الطائفة، أكثر منها علي هذا الرجل بكثير، فليعتذر عنه فيها، و يحمل الأمر علي الصحة من الشخص الكبير (1). انتهي.
و لا يخفي أنه لا ربط لما ذكره، لنظر صاحب الرياض و تأمّله، كيف و قد قرن معه شاذان، و لم يكن بينهما ما توهمه السبب لعدم رواية ابن إدريس عن أبي المكارم.
ج- والده أبو القاسم [بن] (2) علي صاحب المؤلفات الكثيرة.
عن أخيه أبي المكارم ابن زهرة.
د- الفقيه ابن إدريس صاحب السرائر.
قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة: حكي الشيخ نجيب الدين يحيي ابن سعيد- في الإجازة التي تكرر الحديث عنها- عن السيد محيي الدين ابن زهرة أنه قال: أخبرني بكتاب الرسالة المقنعة للشيخ المفيد- إجازة- الفقيه فخر الدين أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الحلّي العجلي، و هو جدّي لأمي (3). إلي آخره.
و يأتي ذكر طرق ابن إدريس إن شاء اللّه تعالي (4).
ه- الشريف الفقيه عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن بن علي الحسيني العلوي البغدادي. في الأمل: كان من فضلاء عصره (5).4.
ص: 12
عن الشيخ الفقيه قطب الدين الراوندي.
و- الشيخ الأجل شمس الدين أبو الحسين أو أبو زكريا- كما في إجازة العلامة (1) - يحيي بن الحسن بن الحسين بن علي محمد بن بطريق الحلي الأسدي، مؤلف كتاب العمدة الذي جمع فيه ما في الصحاح الستّة، و تفسير الثعلبي، و مناقب ابن المغازلي من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام بحيث لم يغادر شيئا من ذلك، و لم يذكر فيه شيئا من غيرها، و لم يسبقه إلي هذا التأليف البديع أحد من أصحابنا. و مؤلف كتاب المستدرك بعد العمدة، أخرج فيه قريبا من ستمائة حديث من كتب أخري لهم عثر عليها بعد تأليف العمدة، كالحلية لأبي نعيم، و المغازي لابن إسحاق، و الفردوس لابن شيرويه الديلمي، و مناقب الصحابة للسمعاني، و غيرها. و غير ذلك من المؤلفات.
عن الشيخ الإمام عماد الدين أبي جعفر محمّد بن أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الطبري الآملي الكجي، العالم الجليل، الفقيه النبيل، صاحب كتاب بشارة المصطفي لشيعة المرتضي، صلوات اللّه عليهما، في أربعة أجزاء، علي ما عثرنا علي نسخ عديدة منه بعضها عتيقة.
و في الأمل: أنه سبعة عشر جزءا (2)، و هو غريب، و الظاهر أنّ نسخة العلامة المجلسي هي مثل التي عندنا. فما عثرنا علي خبر أخرجه منها فقدناه ممّا عندنا. فالمظنون أنه من طغيان قلمه، أو من أخذه عنه. و قد ذكر الجليل ابن شهرآشوب البشارة من مؤلفاته، في المعالم (3)، و لم يتعرض لذلك.
و هذا الشيخ يروي عن جماعة:9.
ص: 13
أوّلها: الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي (رحمه اللّه).
ثانيها: شمس الدين أبي محمّد الحسن بن بابويه، المعروف بحسكا، كما تقدّم ذكره في مشايخ سبطه منتجب الدين (1).
ثالثها: الشيخ الأمين أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام.
قال في المنتجب: فقيه صالح (2).
و في الرياض- في ترجمة ابنه أبي طالب حمزة، ما لفظه-: أبو طالب حمزة هذا ولد الشيخ أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، و الراوي للصحيفة الكاملة السجادية، و قد مرّ في ترجمة والده الشيخ محمّد بن أحمد المذكور، أنه كان صهر الشيخ الطوسي علي ابنته، و أنه ولد له منها الشيخ أبو طالب هذا، فكان الشيخ الطوسي جدّه الأمّي، و الشيخ أبو علي خاله (3). انتهي.
و له مشايخ عديدة علي ما يظهر من البشارة:
1- كالشيخ الجليل أبي جعفر الطوسي والد زوجته (4).
2- و الشريف النقيب أبي الحسن زيد بن ناصر العلوي.
عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن عبد الرحمن العلوي صاحب كتاب التعازي (5).
3- و كأبي يعلي حمزة بن محمّد بن يعقوب الدهان (6) - في الرياض: كان من 2.
ص: 14
أكابر علمائنا-.
عن أبي الحسن محمّد بن أحمد الجواليقي.
عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد (1).
4- و كالشيخ الفقيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي.
عن أبيه محمّد بن أحمد.
عن الصدوق رحمه اللّه.
5- و كالشيخ أبي الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن عامر بن علان المعدل. أو غير هؤلاء ممّا لا حاجة إلي نقله.
رابعها: الشيخ أبي البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقاء البصري، الذي قرأ عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة 516، بأسانيده الموجودة في البشارة (2).
خامسها: الشيخ الفقيه أبي النجم محمّد بن عبد الوهاب بن عيسي السمان، في المنتجب: ورع فقيه (3).
سادسها: والده أبي القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه.
سابعها: أبي اليقظان [الشيخ] عمّار بن ياسر.
ثامنها: ولده: أبي القاسم سعد بن عمّار.
يروي هؤلاء الثلاثة عن: الشيخ الزاهد إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني.
عن السيد الزاهد محمّد بن حمزة الحسيني المرعشي رحمه اللّه.
عن أبي عبد اللّه الحسين بن بابويه، أخ الصدوق (رحمه اللّه).
تاسعها: الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي،5.
ص: 15
الزيدي في النسب و المذهب.
عاشرها: أبي غالب سعيد بن محمّد الثقفي، الكوفيان. كذا في البشارة، و قال: اخبراني (1) بها سنة 560 (2).
1- عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، صاحب كتاب التعازي.
عن أبيه (3).
2- و عن عمر بن إبراهيم الكناني المقري.
3- و عن محمّد بن عبد اللّه الجعفي.
4- و عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيباني.
5- و عن زيد بن جعفر بن محمّد بن صاحب (4).
6- و عن محمد بن الحسين السملي.
7- و عن جعفر بن محمّد الجعفري، و غيرهم بأسانيدهم الموجودة في البشارة، و فرحة الغري (5).
حادي عشرها: أبي محمّد الجبّار بن علي بن جعفر- المعروف بحدقة- الرازي، قال في البشارة: أخبرني بها بقراءتي عليه سنة ثمان عشرة و خمسمائة.
عن أبي محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيشابوري، و هو عمّ الشيخ أبي الفتوح الرازي المفسّر، الآتي في مشايخ ابن شهرآشوب (6).2.
ص: 16
ثاني عشرها: الشيخ الأديب أبي علي محمّد بن علي بن قرواش التميمي.
قال في البشارة: و أخبرني بقراءتي عليه في المحرم، سنة ست عشرة و خمسمائة، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
عن أبي الحسين محمّد بن محمّد النقاد الحميري (1).
ثالث عشرها: الشيخ العالم محمّد بن علي بن عبد الصمد بن محمّد النيشابوري، الآتي في مشايخ رشيد الدين بن شهرآشوب (2).
رابع عشرها: أبي طالب (3) يحيي. قال في البشارة: حدثنا السيد الإمام الزاهد أبو طالب يحيي بن الحسن بن عبد اللّه الجواني الحسيني، في داره بآمل، لفظا منه، في محرّم سنة تسع و خمسمائة.
قال: أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهشاني، بنيشابور، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و خمسمائة.
قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس.
قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي.
قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السرّي الفروضي.
قال: حدثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد.
قال: حدثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي (4). إلي آخر ما في صحيفة الرضا عليه السلام.1.
ص: 17
و هذا سنة آخر غير الأسانيد التي ذكرناها في الفائدة السابقة (1).
الثالث: من مشايخ نجم الدين المحقق، شيخ الفقهاء في عصره نجيب الدين أبو إبراهيم أو أبو جعفر- كما في إجازة الشهيد لابن الخازن- محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة اللّه بن نما بن علي بن حمدون الحلي الربعي، المعروف بابن نما، علي الإطلاق.
و في إجازة الشهيد الثاني: و عن الجماعة (2) كلّهم رضوان اللّه تعالي عليهم، جميع مصنّفات و مرويّات الشيخ الإمام العلامة نجيب الدين (3). إلي آخره.
و في إجازة ولده: ذكر الشيخ محمّد بن صالح القسيني في إجازته للشيخ نجم الدين بن طمان، بعد أن ذكر أنه قرأ عليه كتاب النهاية للشيخ أبي جعفر رضي اللّه عنه: و قد أذنت له في روايته عنّي عن شيخي الفقيه السعيد المعظّم شيخ الطائفة و رئيسها غير مدافع، نجيب الدين أبي إبراهيم محمّد بن جعفر (4). إلي آخره.
و هذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:
(أ)- برهان الدين محمّد بن محمّد القزويني، المتقدم ذكره (5).
(ب)- والده جعفر بن نما.
1- عن الفقيه ابن إدريس، و يأتي (6).
ص: 18
2- و عن الحسين بن رطبة، و قد مرّ (1).
3- و عن أبيه الجليل: هبة اللّه بن نما، الموصوف في كثير من الأسانيد بالرئيس العفيف.
و في مزار الشيخ محمّد بن المشهدي: أخبرني الشيخ الفقيه العالم، أبو البقاء هبة اللّه بن نما (2).
و في الأمل: فاضل صالح (3).
و في الرياض: فاضل، عالم، فقيه جليل (4).
عن الشيخين الجليلين: أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي.
و إلياس بن هشام (5).
عن أبي علي بن شيخ الطائفة.
(ج)- الشيخ الجليل السعيد (6) المتبحر أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري المعروف بمحمّد بن المشهدي، و ابن المشهدي، مؤلف المزار المشهور الذي اعتمد عليه أصحابنا الأبرار الملقّب:
بالمزار الكبير- في بحار الأنوار- و قد مرّ في الفائدة السابقة (7) بعض ما يتعلق 8.
ص: 19
به و بكتابه هذا، و له أيضا كتاب بغية الطالب، و إيضاح المناسك، و كتاب المصباح، أشار إليهما في مزاره (1).
يروي عن جماعة من الأعلام، صرّح ببعضها المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة، و ببعضها هو بنفسه في مزاره.
أوّلهم: شمس الدين يحيي ابن البطريق، و قد مرّ (2).
ثانيهم: عزّ الدين السيد بن زهرة، و قد سبق (3).
ثالثهم: مهذب الدين الحسين بن ردة، الذي مرّ ذكره في مشايخ والد العلّامة (4).
رابعهم: سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمّي، الآتي في مشايخ السيد فخار (5).
خامسهم: أبو البقاء هبة اللّه بن نما، و قد تقدم (6).
سادسهم: أبو عبد اللّه الحسين بن جمال الدين هبة اللّه بن الحسين ابن رطبة السوراوي، الفقيه الجليل، الموصوف في الإجازات بكلّ جميل.
قال صاحب المعالم: و ذكر الشيخ نجم الدين ابن نما في إجازته: إنه يروي جميع كتب الشيخ بالإجازة عن والده، عن الشيخ محمّد بن جعفر المشهدي، عن الشيخين الجليلين أبي عبد اللّه الحسين بن هبة اللّه بن رطبة، و أبي البقاء هبة اللّه بن نما. فابن رطبة يرويها عن الشيخ أبي علي عن والده 9.
ص: 20
و أبو البقاء يرويها عن الحسين بن طحال عن أبي علي عن والده (1).
سابعهم: الشيخ الأمير الزاهد أبو الحسين- و يقال: أبو الحسن- ورّام بن أبي فراس ورّام بن حمدان بن عيسي بن أبي نجم بن ورّام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك بن الحارث الأشتر النخعي. العالم الفقيه الجليل، المحدث المعروف، صاحب كتاب تنبيه الخاطر، الملقّب بمجموعة ورّام المذكور في الإجازات الذي خلط فيه أخبار الإمامية بآثار المخالفين، و مواعظ الخلفاء الراشدين عليهم السلام بملفقات المنافقين، و أكثر فيه النقل عن حسن- و هو سامريّ هذه الأمّة- ابن أبي الحسن البصري، حتي ظنّ جمّ من ناسخيه أنه المجتبي الزكي، أو أبو محمد العسكري صلوات اللّه عليهما.
و في المنتجب: عالم فقيه صالح، شاهدته بحلّة، و وافق الخبر الخبر (2). توفي ثاني محرّم سنة 605 علي ما ضبطه ابن الأثير في الكامل في وقائع السّنة المذكورة.
قال: توفي أبو الحسين ورّام بن أبي فراس الزاهد بالحلّة السيفيّة، و هو منها، و كان صالحا (3).
و قال الشهيد (رحمه اللّه) في شرح الإرشاد: و من الناصرين للقول بالمضايقة الشيخ الزاهد أبو الحسن ورّام بن أبي فراس رضي اللّه عنه فإنه صنّف فيها مسألة حسنة الفوائد، جيّدة المقاصد.
و قال السيد علي بن طاوس في فلاح السائل: كان جدي ورّام بن أبي فراس قدس اللّه- جل جلاله- روحه، ممّن يقتدي بفعله، و قد أوصي أن يجعل 7.
ص: 21
في فمه بعد وفاته فصّ عقيق عليه أسماء أئمته صلوات اللّه عليهم (1).
أ- عن سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمّصي الرازي، العلامة المتكلم المتبحر، صاحب كتاب المنقذ من التقليد و المرشد إلي التوحيد، المعروف بالتعليق العراقي، الذي هو في فنّ الكلام- و ما في الروضات (2) في شأنه و هم لا يخفي علي من رآه- و قد رأيته منذ زمان عند بعض العلماء، و غير ذلك من المؤلفات.
و في المنتجب: علامة زمانه في الأصولين، ورع. و عدّ له جملة من المؤلفات، و قال: حضرت مجلس درسه سنين (3).
و اعلم أنّ الموجود في كتب التراجم و الإجازات، و كتب الشهيدين، و غيرهم، في مسألة ميراث ابن العمّ للأبوين، و العمّ للأب إذا كان معه خال أو خالة، و السرائر في مواضع، و نسخ معالم الأصول، و غير ذلك من المواضع التي فيها ذكر لهذا الشيخ، و جملة منها بخطوط العلماء: الحمصي- بالمهملتين- نسبة إلي حمص- بكسر الحاء- البلد المعروف بالشامات، الواقع بين حلب و دمشق.
قال المحقق الداماد- في تعليقاته علي قواعد الشهيد-: كلّما قال شيخنا الشهيد السعيد- قدس اللّه لطيفته- في كتبه: الشاميين. إلي أن قال: و كلّما قال: الشاميون، فإنه يعني بهم إيّاهما، و الشيخ الفقيه المتكلم الفاضل سديد الدين محمود بن الحسن الحمصي.
و كذا قال في الرياض في الألقاب (4)، و قال في موضع آخر: فلعل أصله ط.
ص: 22
كان من الريّ، ثم صار حمصيا، أو بالعكس فلاحظ.
و عن خط البهائي أنه قال: وجدت بخط بعضهم أن سديد الدين الحمصي- الذي هو من مجتهدي أصحابنا- منسوب إلي حمّص قرية بالري، و هي الآن خراب (1).
و أقول: هذا هو الأظهر، و لعل الحمّصي- بتشديد الميم-، و يحتمل تخفيفه و هو المشهور. انتهي، و فيه ما لا يخفي.
ثم إنّ للفاضل المعاصر في الروضات هنا كلاما طويلا غريبا، و خلاصته- بعد حذف فضوله- أنه ليس بالحمّصي- بتشديد الميم- المأخوذ من الحمّص:
الحب المعروف، و لا بالحمصي المنسوب إلي حمص الشام، لأنه غير مذكور في تواريخ العرب الإسلامية، بل هو حمضي- بتشديد الميم و الضاد- لأنه قال في القاموس في مادة حمّض: و محمود بن علي الحمضّي- بضمّتين مشددة- متكلم شيخ للفخر الرازي (2).
قال: و هذا من جملة فرائد فوائد كتابنا هذا، فليلاحظ و ليتحمظ و ليتحفظ، و ليتقبّل، و لا تغفل (3). انتهي.
قلت: لاحظنا فرأينا فيه مواقع للنظر:
الأول: أن المراد من التواريخ إن كان تاريخ حمص لأبي عيسي، و تاريخه لعبد الصمد بن سعيد، فلم يعثر عليهما. و إن كان غيره فلا ملازمة. و تخطئة هؤلاء الأعلام- كما صرّح به- من غير مستند، خروج عن الاستقامة.
الثاني: أن تقديم كلام الفيروزآبادي علي كلام أساطين الدين إزراء 3.
ص: 23
بالعلماء الراشدين.
الثالث: أنّ مجرد الاشتراك في الاسم، و اسم الأب، لا يوجب تطبيق ما ذكره في القاموس لشيخنا سديد الدين.
الرابع: أن شيخنا الحمصي، المتكلم المتعصّب في مذهبه، كيف يصير شيخا لهذا المتعصب في التسنن، و قد قال هو- كما تقدم (1) في ترجمة القطب الرازي-: و لم نر أحدا من أهل السنة من نهاية تعصبهم في أمر المذهب يروي عن احد من علماء الشيعة، و يدخلهم في جريدة مشايخه. و بذلك استدل علي تسنن القطب، لأنه يروي عنه الشريف الجرجاني، و البدر الحنفي.
الخامس: إنّا تفحصنا في ترجمة الرازي من كتب القوم، فلم نر أحدا ذكر هذا الحمصي من مشايخه- مع تعرّضهم لمشايخه- حتي في كتاب الروضات، مع شدّة اهتمامه في ضبط هذه الأمور، فينبغي عدّ هذا من أغلاط القاموس.
السادس: أن الرازي قال في تفسيره في آية المباهلة: المسألة الخامسة:
كان في الري رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصي، و كان معلّم الاثني عشرية، و كان يزعم أن عليا عليه السلام أفضل من جميع الأنبياء سوي محمّد صلّي اللّه عليه و آله، ثم ذكر كيفيّة استدلاله بقوله تعالي: وَ أَنْفُسَنٰا (2) و أجاب عنه بالإجماع علي أن النبي أفضل من غيره، و أن عليا عليه السلام لم يكن نبيّا (3).
و أنت خبير بأن المراد بمن ذكره سديد الدين المعروف، فلو كان هو شيخه كيف يعبر عنه بهذه العبارة الركيكة، و يذكره منكرا مجهولا، و الموجود في التفسير- أيضا- بالصاد المهملة.6.
ص: 24
السابع: أن صاحب القاموس بنفسه متردد في ذلك، و مع ذلك خطّأه شركاء فنّه.
أمّا الأول: فإنه و إن قال في باب الضاد ما نقله، إلّا أنه قال في باب الصاد في مادة حمص: و حمص كورة بالشام. إلي أن قال: و بالضمّ مشددا محمود ابن علي الحمّصي، متكلم أخذ عنه الإمام فخر الدين الرازي، أو هو بالضاد (1).
أمّا الثاني: فقال أبو الفيض السيد محمّد مرتضي الحسيني الواسطي الزبيدي، في الجزء الرابع من كتابه تاج العروس في شرح القاموس، بعد نقل تلك العبارة: و زيادة الرازي بعد الحمصي، و هكذا ضبطه الحافظ في التبصير، و قال بعد قوله: أو هو بالضاد، و الأول أصوب (2).
و قال- أيضا في الجزء الخامس في باب الضاد بعد نقل كلام المصنّف-:
و قد تقدم للمصنّف في الصاد أيضا، و ذكرنا هناك أنه هو الصواب، و هكذا ضبطه الحافظ و غيره، فإيراده ثانيا تطويل مخلّ لا يخفي (3)، انتهي.
و مراده بالتبصير، كتاب تبصير المتنبّه في تحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر العسقلاني النقاد، الذي إليه يلجأ أصحابهم في أمثال المقام، فظهر بهذه السبع الشداد أن ما حقّقه من أفحش أغلاط كتابه.
و هذا الشيخ الجليل يروي:
عن الشيخ الإمام موفق الدين الحسين بن [أبي] (4) الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني:ن.
ص: 25
في المنتجب: فقيه صالح ثقة (1).
عن الشيخ أبي علي الطوسي.
و يروي الشيخ ورّام أيضا.
ب- عن السيد الأجلّ الشريف أبي الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني.
في الرياض: كان من أجلّة علماء عصره، و مشاهيرهم (2).
1- عن الحسين بن رطبة و قد مرّ (3).
2- و عن الشيخ علي بن علي بن نما.
عن أبي محمّد الحسن بن علي بن حمزة الأقساسي، من ولد الشهيد بن الشهيد يحيي بن زيد، العالم الشاعر الأديب الشريف المعروف بابن الأقساسي.
ثامنهم: الشيخ العالم المقرئ أبو عبد اللّه محمّد بن هارون، المعروف بالكال، كذا في إجازة صاحب المعالم (4).
و نقل عن ابن نما أنه عدّ من كتبه مختصر كتاب التبيان في تفسير القرآن، و كتاب متشابه القرآن، و كتاب اللّحن الجلي و اللحن الخفي، قال: و قال العلامة: و كان هذا المقرئ واسع الرواية عن العامة و الخاصّة.
و قال السيد علي بن طاوس في كتاب التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين، في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام: رأينا في كتاب نور الهدي و المنجي 2.
ص: 26
من الردي، تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي، و عليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكال بن هارون، و أنّهما قد اتفقا علي تحقيق ما فيه، و تصديق معانيه (1).
و قال- في موضع آخر بعد ذكر كتاب نور الهدي-: و عليه كما ذكرناه خط المقرئ الصالح محمّد بن هارون الكال، بأنّه قد اتفق مع مصنّفه علي تحقيق ما تضمّنه كتابه من تحقيق الأخبار و الأحوال (2).
تاسعهم: الشيخ الجليل أبو محمّد نجم الدين عبد اللّه بن جعفر بن محمّد الدوريستي، العالم الفقيه، المحدث المعروف.
عن جدّه أبي جعفر محمّد بن موسي بن جعفر.
عن جدّه الجليل، جعفر بن محمّد، الآتي في مشايخ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمّي (3).
عاشرهم: الشيخ الفقيه أبو محمّد (4)، الآتي في مشايخ الشيخ شاذان بن شعرة الجامعاني، كذا في إجازة صاحب المعالم (5).
عن السيد الجليل بهاء الشرف، راوي الصحيفة الكاملة.
حادي عشرهم: والده: جعفر بن علي المشهدي، كذا في الإجازة السابقة (6).
و في الأمل: الشيخ الجليل جعفر بن محمّد المشهدي، عالم فقيه، يروي 8.
ص: 27
عنه ولده محمّد (1).
عن السيد بهاء الشرف المذكور.
ثاني عشرهم: الشريف أبو القاسم بن الزكي العلوي.
عن السيد المذكور.
ثالث عشرهم: الشريف أبو الفتح بن الجعفريّة. قال في المزار:
أخبرني الشريف الجليل العالم أبو الفتح محمّد بن محمّد الجعفرية أدام اللّه عزّه.
و وصفه السيد فخار في كتاب الحجّة بقوله: الشريف أبو الفتح محمّد بن محمّد بن الجعفرية العلوية الطوسي الحسيني الحائري.
أ- عن الشيخ الفقيه عماد الدين أبي القاسم الطبري.
ب- و عن الشريف أبي الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الحسن العلوي الحسيني.
عن أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن.
عن والده.
رابع عشرهم: سالم بن قبادويه.
في الأمل: فاضل جليل القدر (2).
قال صاحب المعالم: يروي كلاهما عن السيد السند المذكور (3).
خامس عشرهم: السيد عزّ الدين شرف شاه بن محمّد الحسيني الأفطسي النيسابوري، المعروف بزيارة، المدفون بالغري علي ساكنه السلام، عالم 8.
ص: 28
فاضل، له نظم رائق، و نثر لطيف. كذا في المنتجب (1).
و وصفه في الإجازة السابقة بقوله: الشريف الأجلّ شرفشاه (2)، و في موضع: السيد الأجلّ الشريف شرفشاه بن محمّد بن الحسين بن زيارة الأفطسي (3).
عن شيخه الفقيه جمال الدين أبي الفتوح الرازي، الآتي (4).
سادس عشرهم: الشيخ المكين أبو منصور محمّد بن الحسن بن المنصور النقاش الموصلي.
أ- عن الشريف أبي الوفاء المحمدي الموصلي.
عن أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد، شيخنا المفيد.
و يروي أبو منصور النقاش:
ب- عن أبي علي الطوسي، كما تقدم (5).
سابع عشرهم: الشيخ الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شهرآشوب، الآتي ذكره (6).
ثامن عشرهم: السيّد الأجل، جلال الدين عبد الحميد بن التقي عبد اللّه بن أسامة العلوي الحسيني، و هو جدّ السيد الأجلّ بهاء الدين علي صاحب الأنوار المضيئة، كما تقدم (7).7.
ص: 29
قال المشهدي في المزار: أخبرني السيد الأجلّ عبد الحميد. إلي قوله:
الحسيني (رضي اللّه عنه) في ذي القعدة، من سنة ثمانين و خمسمائة قراءة عليه بالحلّة (1). إلي آخره.
و في الأمل: فاضل صالح (2).
و في الرياض: من أكابر علماء الإمامية (3).
أ- عن السيد الأجلّ السيد فضل اللّه الراوندي، الآتي (4).
ب- و عن الشيخ المقرئ أبي الفرج أحمد بن حشيش القرشي.
عن الشيخ العدل الحافظ أبي الغنائم محمّد بن علي بن ميمون القرشي (المعروف بأبيّ إجازة) (5).
عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني، صاحب كتاب التعازي، و غيره. و قد مرّ في الفائدة السابقة ما يتعلّق به و بكتابه (6).
تاسع عشرهم: الشيخ الجليل الفاضل أبو الخير سعد بن أبي الحسن الفرّاء رضي اللّه عنه كذا وصفه المشهدي في مزاره (7).
عن الشيخ الفقيه أبي عبد اللّه الحسين بن طحال المقدادي، المتقدم ذكره (8).9.
ص: 30
عن أبي علي الطوسي.
العشرون: الشريف الأجل العالم أبو جعفر محمّد المعروف بابن الحمد النحوي أجازه سنة 571.
الحادي و العشرون: عماد الدين الطبري.
قال في المزار: أخبرنا الشيخ الفقيه، العالم، عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري قراءة عليه و أنا اسمع، في شهور سنة ثلاث و خمسين و خمسمائة، بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه (1).
عن الشيخ المفيد أبي علي الطوسي.
الثاني و العشرون: الشيخ عربي بن مسافر.
قال في المزار: أخبرني الشيخان الأجلان، العالمان الفقيهان، أبو محمّد عربي بن مسافر (2)، و هبة اللّه بن نما (3) بن علي بن حمدون رضي اللّه عنهما قراءة عليهما، في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة (4). إلي آخره، و قد تقدم ذكرهما.
(د)- الشيخ الإمام عماد الدين أبو الفرج علي بن الشيخ الإمام قطب الدين الراوندي (5).
في المنتجب: فقيه ثقة (6). انتهي.
و يروي عنه جماعة كثيرة يظهر منها جلالة قدره، و مرّ ذكرهم متفرقا.5.
ص: 31
عن جماعة كثيرة:
أولهم: والده الامام قطب الدين الراوندي (1).
ثانيهم: ضياء الدين السيد فضل اللّه الراوندي (2).
ثالثهم: جمال الدين الشيخ أبو الفتوح الرازي المفسر (3).
رابعهم: سديد الدين محمود بن علي الحمصي (4).
خامسهم: أمين الدين الفضل بن الحسن الطبرسي، صاحب مجمع البيان (5).
صرّح بذلك كلّه المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة (6)، و يأتي ذكر طرقهم.
(ه)- أبو الحسن (7) علي بن يحيي بن علي الخياط، الذي مرّ ذكره في مشايخ رضي الدين علي بن طاوس (8).
الرابع: من مشايخ نجم الدين المحقق الحلّي (رحمه اللّه): السيّد السند النسابة العلامة شيخ الشرف، شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي.
ص: 32
و قد مرّ ذكر سلسلة آبائه في مشايخ ابن معية (1)، و هو من أكابر مشايخنا العظام، و أعاظم فقهائنا الكرام، الموصوف في التراجم و الإجازات بكل جميل، و هو مؤلف كتاب الحجّة علي الذاهب إلي تكفير أبي طالب (عليه السلام)، و عندنا منه نسخة عتيقة، و هو كتاب لطيف نافع جامع في فنّه، و يظهر منه مشايخه الذين يروي عنهم.
أ- الشيخ الفقيه عربي بن مسافر، و قد تقدم (2).
ب- السيد الأجل عبد الحميد بن عبد اللّه التقي، الذي مرّ في مشايخ ابن المشهدي (3).
ج- الشيخ الجليل أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمّي، نزيل مهبط وحي اللّه، و دار هجرة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، العالم الفقيه الجليل، المعروف، صاحب المؤلفات البديعة التي منها: رسالة إزاحة العلّة في معرفة القبلة، و قد أدرجها العلامة المجلسي بتمامها في البحار، و كتاب الفضائل المعروف الدائر، و مختصره المسمّي بالروضة، و غيرها. و قال الشهيد في الذكري: و هو من أجلاء فقهائنا (4).
يروي عن جماعة:
أولهم: عماد الدين أبو القاسم الطبري، صاحب البشارة، و قد تقدم (5).
ثانيهم: أبوه الفاضل، جبرئيل بن إسماعيل (6).ه.
ص: 33
عن الشيخ أبي الحسن محمّد بن محمّد البصروي.
في الأمل: فقيه فاضل نقلوا له أقوالا في كتب الاستدلال كما في المدارك في مسألة ماء البئر و غيرها- و ذكر أنه من قدمائنا-.
و في فقه المعالم، و غيرهما، له كتاب المفيد في التكليف (1).
و قال في ترجمة الشريف المعروف بابن الأشرف البحريني: فاضل فقيه يروي عن محمّد بن محمّد البصروي كتاب التكليف (2).
عن علم الهدي السيد المرتضي.
و قال المحقق الكاظمي في المقابيس: و منها: البصروي للشيخ الجليل النبيل المعظم المعتمد أبي الحسن محمّد بن محمد رضي اللّه عنه، و قد ذكره السروي في الكني (3) و غيره، و حكي بعض أقواله في الفقه، و له كتاب المفيد في التكليف، و لم أجده، و روي عن المرتضي و له منه إجازة، و روي عنه الفقيه الفاضل الشريف المعروف بابن الشريف (4) أكمل البحراني، و كذا الشيخ الثقة العالم الفقيه العظيم الشأن أبو الفضل شاذان صاحب رسالة إزاحة العلّة في معرفة القبلة، و غيرها، عن أبيه الشيخ جبرئيل بن إسماعيل القمّي عنه (5).
ثالثهم: الشيخ الفقيه أبو محمّد ريحان بن عبد اللّه الحبشي.
في الأمل: كان عالما فقيها محدثا (6). و قال عبد الرحمن السيوطي في كتاب أزهار العروش في أخبار الحبوش و منهم: ريحان الحبشي أبو محمّد الزاهد 8.
ص: 34
الشيعي، كان بالديار المصرية من فقهاء الإمامية الكبار يكرر علي النهاية و الذخيرة، و قال: ما حفظت شيئا فنسيته، يصوم جميع الأيام المسنونة، و كان ابن رزيّك يعظمه، و يقول: ما ساد من بني حام إلّا لقمان و بلال، و أنا أقول:
ريحان ثالثهم، مات في حدود الستين و خمسمائة (1).
أ- عن أبي الفتح محمّد بن عثمان الكراجكي الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالي (2).
ب- و عن القاضي عزّ الدين عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي (3)، العالم الفاضل، المحقق الفقيه.
1- عن العلامة الكراجكي.
2- و عن الجليل أبي الصلاح تقي الدين (4) نجم بن عبيد اللّه الحلبي، الفقيه النبيه المعروف، خليفة شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي في البلاد الشامية صاحب كتاب الكافي في الفقه المنقول فتاويه في الكتب المبسوطة، و شرح الذخيرة، و كتاب تقريب المعارف الذي قد أكثر المجلسي في فتن البحار النقل عنه و غيرها. و هو المراد بالحلبي إذا أطلق في كلمات الفقهاء.
و هو رحمه اللّه يروي:
عن السيد المرتضي علم الهدي.
و الشيخ الطوسي.
و يروي القاضي عبد العزيز بن أبي كامل أيضا:ط.
ص: 35
3- عن سميّه اسما و لقبا عزّ الدين أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز البراج (1)، الفقيه العالم الجليل، القاضي في طرابلس الشام في مدة عشرين سنة تلميذ علم الهدي، و شيخ الطائفة، و كان يجري السيد عليه في كل شهر دينارا، و هو المراد بالقاضي علي الإطلاق في لسان الفقهاء، و هو صاحب المهذب و الكامل، و الجواهر، و شرح الجمل للسيّد، و الموجز و غيرها. و ربّما عدّ بعض هذه الكتب في ترجمة ابن أبي كامل و هو اشتباه نشأ من المشاركة في الاسم، و في جملة من التراجم التعبير عن لقب ابن البراج بعز المؤمنين، توفي رحمه اللّه ليلة الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة 481، و كان مولده و منشؤه بمصر.
عن علم الهدي.
و عن شيخ الطائفة.
و عن أبي الصلاح الحلبي.
و عن أبي الفتح الكراجكي.
رابعهم: الشيخ الفقيه أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر العمري الطرابلسي.
في الرياض: من أجلّة علمائنا (2).
و في الأمل: فاضل جليل القدر (3).
عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، المتقدم ذكره (4).
خامسهم: السيد الجليل أبو المكارم ابن زهرة، صاحب الغنية،5.
ص: 36
و قد مرّ ذكر طرقه (1).
سادسهم: الشيخ أبو محمّد حسن بن حسولة بن صالحان القمّي، الخطيب بالجامع العتيق.
عن الشيخ الصدوق أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن احمد بن العباس الدوريستي، العالم الجليل، المعروف بيته- آباء و أبناء- بالفقاهة و الفضل حتي قال في المنتجب في ترجمة ابنه عبد اللّه: له الرواية عن أسلافه مشايخ دوريست فقهاء الشيعة (2).
و في الأمل: ثقة عين عظيم الشأن (3)، و في مجالس القاضي- نقلا عن الشيخ الجليل عبد الجليل بن محمّد القزويني في بعض رسائله في الإمامة عند ذكر هذا الشيخ-: أنه كان مشهورا في جميع الفنون، مصنّفا، كثير الرواية، من أكابر هذه الطائفة و علمائهم، معظما في الغاية عند نظام الملك الوزير، و كان يذهب في كلّ أسبوعين مرّة من الري إلي قرية دوريست، و هي علي فرسخين من الري لسماع ما كان يريده من بركات أنفاسه، و يرجع، ثم قال: و هو من بيت جليل تحلّوا بحليتي العلم و الإمامة عن قديم الزمان (4).
و هذا الشيخ (5) الجليل يروي عن جماعة.
أ- الشيخ المفيد (6).0.
ص: 37
ب- السيد المرتضي (1).
ج- السيد الرضي (2).
د- الشيخ الطوسي (3)، و يأتي ذكر طرقهم ان شاء اللّه تعالي.
ه- والده محمّد بن أحمد.
عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه الصدوق.
و- الشيخ الأقدم أحمد بن محمّد بن عياش، صاحب كتاب الأغسال الذي قد كثر عنه النقل في كتب العبادات، و كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، و هو مع صغر حجمه من نفائس الكتب.
ز- والده الشيخ الجليل محمّد بن أحمد بن العباس بن الفاخر الدوريستي، في الآمل: فقيه، عالم، فاضل (4).
عن الشيخ الأجلّ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه الصدوق.
سابعهم: أبو جعفر محمّد بن موسي بن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي المتقدم (5).
عن جدّه أبي عبد اللّه المذكور.
و أعلم أنّ العلامة رحمه اللّه قال في إجازته الكبيرة: إنه يروي عن والده و السيد جمال الدين أحمد بن طاوس، و الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر ابن سعيد جميعا عن السيد فخار العلوي الموسوي عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ أبي عبد اللّه الدوريستي، عن الشيخ المفيد (رضي اللّه) عنه 7.
ص: 38
جميع كتبه و رواياته، و ذكر أيضا انه يروي جميع مصنّفات الشيخ السعيد علي ابن بابويه القمي قدس اللّه روحه بهذا الاسناد عن شاذان بن جبرئيل، عن جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد ابن علي بن بابويه عن أبيه المصنف (1).
و صريح هذا الكلام أن الشيخ شاذان يروي عن أبي عبد اللّه الدوريستي بلا واسطة سبطه، و أبي محمّد الحسن بن حسولة، و هو مع مخالفته لسائر الإجازات من ذكر الواسطة بعيد في الغاية، و قد تنظر فيه لذلك المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة، و بسط القول فيه، و ذكر أن كل من في طبقة شاذان كابن إدريس و الشيخ منتجب الدين و عربي بن مسافر يروون عن أبي عبد اللّه الدوريستي المذكور بواسطتين، فكيف يروي الشيخ شاذان عنه بغير واسطة (2)؟! و هو كلام متين.
و يؤيده أنّ الذين يروون عن أبي عبد اللّه الدوريستي كلّهم في طبقة مشايخ الشيخ شاذان، كالسيد العالم مهدي بن أبي حرب الحسيني شيخ شيخنا الطبرسي صاحب الاحتجاج و السيد علي بن أبي طالب السليقي شيخ رواية القطب الراوندي، و الفقيه عبد الجبار المقري الرازي من تلامذة الشيخ الطوسي، و السيد المرتضي بن الداعي من مشايخ منتجب الدين و أمثالهم.
و قد رام السيد الفاضل المعاصر في الروضات (3) أن يصحح كلام العلامة فأتعب نفسه و لم يأت بشي ء قابل للنقل و الإيراد.
ثامنهم: السيد السند أحمد بن محمّد الموسوي.7.
ص: 39
في الأمل: كان عالما فاضلا جليلا (1).
عن القاضي ابن قدامة في المنتجب: فاضل (2).
عن السيدين الجليلين: علم الهدي السيد المرتضي، و أخيه: السيد الرضي طاب ثراهما.
تاسعهم: الشيخ محمّد بن سراهنك.
قال ابن طاوس في فرحة الغري: أخبرني والدي رضي اللّه عنه عن أبي علي فخار الموسوي، عن شاذان بن (3) جبرئيل القمّي، عن الفقيه محمّد بن سراهنك، عن علي بن علي بن عبد الصمد (4)، الآتي (5) في مشايخ ابن شهرآشوب (6).
د- الشيخ الفقيه، و المحقق النبيه فخر الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي (7) العجلي العالم الجليل المعروف الذي أذعن بعلوّ مقامه في العلم و الفهم، و التحقيق و الفقاهة، أعاظم الفقهاء في إجازاتهم و تراجمهم.
فقال الشهيد في إجازته لابن الخازن الحائري: و بهذا الاسناد عن فخار، و ابن نما مصنّفات الشيخ العلامة المحقق فخر الدين أبي عبد اللّه محمد بن إدريس الحلّي الربعي (8).9.
ص: 40
و قال المحقق الثاني في إجازته للقاضي صفي الدين: و منها جميع مصنفات و مرويّات الشيخ الامام السعيد المحقق حبر العلماء و الفقهاء، فخر الملّة و الحق و الدين، أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس الحلّي الربعي برد اللّه مضجعه، و شكر له سعيه، بالأسانيد المتقدمة إلي الشيخ الفقيه محمد بن نما بحق روايته عنه بالقراءة و غيرها، فإنه أشهر تلامذته (1).
و قال الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة: و عن المشايخ الثلاثة- يعني نجيب الدين ابن نما، و السيد فخار، و السيد محيي الدين أبي حامد- جميع مصنفات و مرويات الشيخ الإمام العلامة المحقق فخر الدين أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس الحلّي (2). إلي غير ذلك مما لا حاجة إلي نقله بعد وضوح حاله.
و الشيخ تقي الدين بن داود لظنّه أن الإعراض عن أخبار الآحاد إعراض عن أخبار أهل البيت عليهم السلام و هو قادح في العدالة بل الايمان، أدرجه في الضعفاء، و مع ذلك قال: محمد بن إدريس العجلي الحلّي كان شيخ الفقهاء بالحلّة، متقنا في العلوم، كثير التصانيف لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهم السلام بالكليّة (3)، و فيه ما لا يخفي، و قد رأيت من مؤلفاته مختصر تفسير التبيان للشيخ أبي جعفر الطوسي، و الظاهر أنه غير كتابه التعليقات الذي هو حواش و إيرادات عليه.
و ينبغي التنبيه هنا علي أمرين:
الأول: في مجموعة الشهيد، و نقله في البحار أيضا عن خطّه أنه قال:
قال الشيخ الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الإمامي العجلي: بلغت الحلم سنة ثمان و خمسين و خمسمائة. و توفي إلي رحمة اللّه و رضوانه سنة ثمان و سبعين 9.
ص: 41
و خمسمائة (1).
و الظاهر أنّ كلمة سبعين مصحفّة من تسعين، و كثيرا يصحّف أحدهما بالأخري كتصحيف السبع بالتسع و بالعكس، و لهذا يصرّحون كثيرا ما في أمثال هذه المقامات بقولهم بتقديم السين أو التاء، و الشاهد علي ما استظهرناه أمور:
منها: قوله في كتاب الصلح: من السرائر: فيما لو أخرج الإنسان من داره روشنا إلي طريق المسلمين- بعد نقل القولين فيه ما لفظه- و هو الصحيح الذي يقوي في نفسي، لأن المسلمين من عهد الرسول صلّي اللّه عليه و آله إلي يومنا هذا و هو سنة سبع و ثمانين و خمسمائة لم يتناكروا (2). إلي آخره.
و منها: قوله (رحمه اللّه) في كتاب المواريث في مسألة الحبوة: و الأول من الأقوال هو الظاهر المجمع عليه عند أصحابنا المعمول به، و فتاويهم- في عصرنا هذا، و هو سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة- عليه بلا اختلاف بينهم (3).
و منها: قوله في كتاب المزارعة- بعد نقل القول-: بأن كل من كان البذر منه وجب عليه الزكاة، قال: و القائل بهذا القول السيد العلوي أبو المكارم ابن زهرة الحلبي شاهدته، و رأيته، و كاتبته، و كاتبني. إلي أن قال: فما رجع و لا غيرها في كتابه، و مات (رحمه اللّه) و هو علي ما قاله (4). إلي آخره.
و مر أنّ السيد توفي سنة خمس و ثمانين و خمسمائة (5).
و منها: ما قاله تلميذه الأجل السيد فخار في كتاب الحجّة ما لفظه: من ذلك ما أخبرني به شيخنا السعيد أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس (رضي اللّه) عنه 8.
ص: 42
في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و تسعين و خمسمائة.
قال: أخبرني الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العلوي العريضي، عن الحسين بن طحال المقدادي، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد الطوسي، عن والده. إلي آخره.
و هذا أول أحاديث هذا الكتاب الشريف.
و منها: ما في اللؤلؤة نقلا عن الرسالة المشهورة للكفعمي في وفيات العلماء بعد ذكر تاريخ بلوغه كما ذكر.
قال: و وجدت بخط ولده صالح، توفي والدي محمّد بن إدريس (رحمه اللّه) يوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شوال سنة ثمان و تسعين و خمسمائة فيكون عمره تقريبا خمسة و خمسين سنة (1). انتهي، و هذا واضح بحمد اللّه تعالي.
الثاني: كثيرا ما يعبر ابن إدريس عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بالجدّ، كالسيد علي بن طاوس، و لم أتحقق كيفيّة اتصاله إليه، و ما ذكره جملة من المتأخرين في ترجمته مضافا إلي كونه مجرّد الخرص و التخمين غير مستند إلي مأخذ متين، معدود من المحالات العادية.
ففي الرياض- في الفصل الأول من الخاتمة-: بنت المسعود بن الورّام، جدّة ابن إدريس الحلّي من طرف أمّه، كانت فاضلة عالمة صالحة، و قد مرّ في ترجمة ابن إدريس أنّ أم ابن إدريس بنت الشيخ الطوسي، و أمّها بنت المسعود ابن ورّام، و كانت أمّ ابن إدريس فيها الفضل و الصلاح، و قد أجازها و أختها بعض العلماء (2).
و قال أيضا: بنتا الشيخ الطوسي، قد كانتا عالمتين فاضلتين، و كانت س.
ص: 43
إحداهما أمّ ابن إدريس كما (1) سبق، و قد أجازها بعض العلماء، و لعلّ المجيز أخوها أبو علي ابن الشيخ الطوسي، أو والدهما الشيخ الطوسي (2)، انتهي.
و في اللؤلؤة- في ترجمة السيدين أبي القاسم رضي الدين علي و أبي الفضائل جمال الدين أحمد ابني طاوس-: و هما أخوان من أب و أمّ، و أمهما علي ما ذكره بعض علمائنا: بنت الشيخ مسعود الورّام بن أبي الفوارس بن فراس بن حمدان، و أمّ أمّهما بنت الطوسي، و أجاز لها و لأختها أم الشيخ محمّد بن إدريس جميع مصنّفاته، و مصنّفات الأصحاب.
أقول: و يؤيّده تصريح السيد رضي الدين رضي اللّه عنه عند ذكر الشيخ الطوسي بلفظ: جدّي، و كذا عند ذكر الشيخ ورّام و هو أكثر كثيرا في كلامه (3) انتهي.
و زاد بعضهم نغمة أخري، ففي الروضات- نقلا عن صاحب صحيفة الصفا في ترجمته- يروي عن خاله الشيخ أبي علي الطوسي، و عن جدّه لأمه الشيخ الطوسي، و عن أمّ أمّه بنت الشيخ مسعود بن ورّام، و عربي بن مسافر العبادي، و أبي المكارم حمزة الحسيني (4). انتهي.
و في الروضة البهيّة للسيد العالم المعاصر طاب ثراه: و يروي عن خاله أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن جدّه لأمه أبي جعفر الطوسي شيخ الطائفة، و أمّ أمّه زوجة الشيخ بنت مسعود ورّام كانت فاضلة صالحة (5).ا.
ص: 44
و هذه الكلمات كلّها منحرفة عن الطريقة، صادرة من غير رويّة، و قد أشرنا في ترجمة السيد علي بن طاوس إلي عدم إمكان ذلك، و انّ بين ولادة ابن إدريس و وفاة الشيخ ثلاثة و ثمانون سنة، فكيف يمكن أن تكون أمّه بنته؟ ثم كيف يروي عنه أو يروي عن ولده أبي علي و لم يدركه أحد من معاصريه؟ بل المعهود روايته عنه بواسطة و بواسطتين.
و ذكر أبو علي في أول أماليه: أنه سمع عن والده السعيد سنة خمس و خمسين و أربعمائة (1)، و بين هذا السماع و ولادة ابن إدريس قريب من تسعين سنة.
و بالجملة فاللّوازم الباطلة علي هذه الكلمات أزيد من أن تحصي، مع أنه تضييع للوقت، و المسعود الورّام أو مسعود بن ورّام الموجود فيها غير مذكور في كلمات أحد من الأقدمين، و لا يبعد انه وقع تحريف في النقل، و أن الأصل المسعودي، و هو علي بن الحسين المسعودي صاحب المروج، و إثبات الوصيّة.
قال العالم النحرير آغا محمّد علي صاحب المقامع، في حواشيه علي نقد الرجال، بعد نقل كلام عن رياض العلماء (2) من تعجبه من عدم ذكر الشيخ في الفهرست و الرجال- المسعودي مع انه جدّه من طرف أمّه كما يقال، و اعترض عليه بأن الشيخ ذكره في الفهرست (3). إلي أن قال: و إنه ليس بجدّ للشيخ، بل الذي رأيته في كلام غيره أنه جدّ الشيخ أبي علي ولد الشيخ، و أن ابن إدريس سبط المسعودي. إلي أن قال (رحمه اللّه): و أمّا كونه جدا لابن الشيخ ورّام ابن إدريس، فالظاهر أنه سهو واضح، بل غلط فاضح، ثم بسط القول بما لا عائدة في نقله، و المقصود استظهار ما ادّعيناه من الاشتباه، فلاحظ.0.
ص: 45
و هذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:
1- منهم: الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العلوي العريضي، و قد مرّ في مشايخ الشيخ ورّام (1).
2- و منهم: الشيخ عربي بن مسافر العبادي، و قد مرّ أيضا (2).
3- و منهم: السيد أبو المكارم، صاحب الغنية (3).
4- و منهم: الشيخ الحسين بن رطبة، و قد مرّ ذكر طرقهما (4) أيضا.
5- و منهم: الفقيه عبد اللّه بن جعفر الدوريستي.
عن جدّه أبي جعفر محمّد بن موسي.
عن جدّه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي، كذا في إجازة السيد محمّد بن الحسن العلوي للسيّد شمس الدين محمّد بن جمال الدين محمّد ابن أبي المعالي، أستاذ الشهيد (5).
6- و منهم: السيد شرف شاه (6).
عن أبي الفتوح المفسّر الرازي، الآتي ذكره (7).
ه- الشيخ أبو الفضل بن الحسين الحلي الأجدب (8) رحمه اللّه، قرأ عليه ي.
ص: 46
سنة 595، كما صرّح به في كتاب الحجّة.
عن الشريف أبي الفتح محمّد بن محمّد بن الجعفرية العلوية، الطوسي الحسيني الحائري، كذا وصفه فيه، و قد تقدم في مشايخ محمّد بن المشهدي صاحب المزار (1).
و- السيد الصالح النقيب أبو منصور الحسن بن معيّة العلوي الحسني.
عن الشيخ الفقيه أبي محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد الدوريستي، المتقدم ذكره (2).
ز- السيد النقيب أبو جعفر يحيي بن محمّد بن أبي زيد العلوي الحسني، النقيب البصري.
عن والده أبي طالب محمّد بن محمّد بن أبي زيد، النقيب الحسن البصري.
عن تاج الشرف محمّد بن محمّد بن أبي الغنائم- المعروف بابن السخطة- العلوي الحسيني البصري النقيب.
عن الشريف الشيخ الامام العالم أبي الحسن نجم الدين علي بن محمّد الصوفي العلوي العمري، النسابة الشجري، المعروف، صاحب كتاب المجدي في أنساب الطالبيين.
ح- الشريف النقيب أبو طالب محمّد بن الحسن بن محمّد بن معيّة العلوي الحسيني.
ط- أبو العزّ محمّد بن علي الفويقي.
قال في كتاب الحجّة: أخبرني مشايخي أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس،7.
ص: 47
و أبو الفضل شاذان بن جبرئيل، و أبو العز محمّد بن علي الفويقي رضوان اللّه عليهم، بأسانيدهم إلي الشيخ المفيد (رحمه اللّه) (1).
ي- والده الجليل، قال في الكتاب المذكور: إنّ أبي معد بن فخار بن أحمد العلوي الموسوي حدثني، قال: أخبرني النقيب أبو يعلي محمّد بن علي بن حمزة الاقسيسي العلوي الحسيني- و هو يومئذ نقيب علينا بالحائر المقدس علي ساكنها السلام- بإسناده إلي الواقدي (2).
يا- العالم الأجل رضي الدين أبو منصور عميد الرؤساء هبة اللّه بن حامد ابن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب الحلّي، اللغوي، الإمام الفقيه، الفاضل الجامع، الأديب الكامل، المعروف بعميد الرؤساء، صاحب كتاب الكعب، المنقول قوله في بحث الوضوء عند مسألة الكعب (3): و المعوّل عليه عندنا و المقبول عند العامة.
قال السيوطي في الطبقات بعد ترجمته بما ذكرنا في ترجمة القطب الرازي:
قال ياقوت: هو أديب فاضل، نحوي شاعر، شيخ وقته، و متصدر ه.
ص: 48
بلده، أخذ عنه أهل تلك البلاد الأدب، و أخذ هو عن أبي الحسن علي بن عبد الرحيم الرقي المعروف بابن العصار و غيره، و له نظم و نثر، و كان يلقب بوجه الدريبة، و سمع المقامات من ابن النقوّر، و روي [عنه] (1) مات سنة عشر و ستمائة (2). انتهي.
و في الأمل: كان فاضلا جليلا، له كتب، يروي عنه السيد فخار (3).
و في الرياض: - نقلا عن خط ابن العلقمي الوزير علي بعض نسخ المصباح هكذا- كاتبه رضي الدين عميد الرؤساء أبو منصور هبة اللّه بن حامد ابن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب اللغوي الحلي، صاحب أبي محمّد عبد اللّه ابن أحمد بن الخشاب، و أبي الحسن عبد الرحيم الرقي السلمي رضي اللّه عنهم أجمعين، و كان رحمه اللّه تعالي من الأخيار الصلحاء المتعبدين، و من أبناء الكتاب المعروفين، و كان آخر قراءتي عليه في سنة تسع و ستمائة، و فيها مات بعد أن تجاوز الثمانين (4) انتهي. و نقله الشهيد أيضا في مجموعته (5).
و قال المحقق الداماد في شرح الصحيفة السجادية: و لفظ حدّثنا في هذا الطريق لعميد الدين، و عمود المذهب، عميد الرؤساء، فهو الذي روي الصحيفة الكريمة عن السيد الأجل بهاء الشرف، و هذه صورة خط شيخنا المحقق الشهيد قدس اللّه تعالي لطيفته علي نسخته التي عورضت بنسخة ابن السكون، و عليها- أعني علي النسخة التي بخط ابن السكون- خط عميد الدين عميد الرؤساء رحمهم اللّه تعالي قراءة، قرأها علي السيد الأجل النقيب 5.
ص: 49
الأوحد العالم جلال الدين عماد الإسلام أبو جعفر القاسم بن الحسن بن محمّد ابن الحسن بن معيّة أدام اللّه علوّه قراءة صحيحة مهذبّة، و رؤيتها له عن السيد بهاء الشرف أبي الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد، عن رجاله المسمّين في باطن هذه الورقة، و أجزت روايتها عنّي حسبما وقفته عليه، و حددته له، و كتب هبة اللّه بن حامد بن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث و ستمائة (1). انتهي.
و أنكر عليه شيخنا البهائي، و زعم أن اللفظ المذكور لابن السكون الآتي، و يأتي الكلام فيه (2).
ثم أن المذكور في الأمل و غيره أنه من جملة السادة، و استشكل في الرياض بعدم تبين ذلك من كلام ابن العلقمي و السيوطي، قال: و يحتمل الاشتباه في ذلك بالسيد عميد الرؤساء الآخر (3). انتهي.
و امّا الآخر: فهو عميد الرؤساء أبو الفتح يحيي بن محمد بن نصر بن علي، الذي يروي عن الشيخ المفيد بواسطة واحدة، و يؤيد عدم السيادة كلام المحقق صاحب المعالم حيث قال في الإجازة الكبيرة: و يروي- يعني العلامة- عن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ أبي الحسين يحيي بن بطريق و الشيخ الامام الضابط البارع عميد الرؤساء هبة اللّه بن حامد بن أحمد بن أيوب جميع كتبهما و روايتهما (4). انتهي.
و قد ظهر من تضاعيف كلماتنا أنه يروي عن العميد المذكور أبو جعفر القاسم بن الحسن بن معيّة والد السيد تاج الدين، و السيد العلامة عبد اللّه بن 7.
ص: 50
زهرة الحلبي، و الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي تلميذه، و السيد فخار و غيرهم.
و أمّا هو فيروي: عن السيد الأجل بهاء الشرف نجم الدين أبي الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمّد بن عمر بن يحيي بن الحسين النسابة (1) بن أحمد بن المحدث بن عمر بن يحيي بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد ابن الإمام السجاد عليه السلام، المذكور في أوّل النسخ المعروفة من الصحيفة الكاملة، و قد روي عنه خلق كثير غير عميد الرؤساء كابن السكون (2)، و الشريف الأجل نظام الشرف أبو الحسن (3) بن العريضي العلوي، و جعفر بن علي (4) والد محمّد المشهدي، و الشيخ هبة اللّه بن نما (5)، و الشيخ المقري جعفر بن أبي الفضل بن شعرة (6)، و الشريف أبو القاسم بن الزكي العلوي (7)، و الشريف أبو الفتح بن الجعفرية (8)، و الشيخ سالم بن قباروية (9)، و الشيخ عربي بن مسافر (10) و غيرهم، و مرّ ذكر الطرق إليهم.
يب- الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد ابن السكون الحلّي، الفاضل العالم، العابد الورع، النحوي اللغوي، الشاعر 6.
ص: 51
العالم، الفقيه المعروف بابن السكون، و هو الشيخ الثقة من علمائنا. كذا في الرياض (1). و ذكره السيوطي في الطبقات (2)، و بالغ في مدحه، و قد مرّ كلامه في ترجمة القطب الرازي (3).
و ذكر جماعة عن الشيخ البهائي أنه القائل في أوّل الصحيفة: حدثنا.
و أنكر عليه المحقق الداماد، فقال: و أمّا النسخة التي بخط علي بن السكون رحمه اللّه تعالي فطريق الاسناد فيها علي هذه الصورة: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل بن أشناس البزاز قراءة عليه، فأقر به، قال:
أخبرنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الشيباني. إلي آخر ما في الكتاب (4). انتهي.
و لا ثمرة علمية في تشخيص القائل. و ما ذكراه من الترجيح غير معلوم، و العميد و ابن السكون كلاهما في طبقة واحدة، و كلاهما من تلامذة ابن العصّار اللغوي. و سند الصحيفة ينتهي إلي نسخة شيخنا الشهيد، و هو يرويها عن السيد تاج الدين محمّد بن قاسم بن معيّة، عن والده، و هو يرويها عن كليهما، و كذا سائر طرق الشهيد المنتهية إلي ابن نما، و السيد فخار، و السيد عبد اللّه بن زهرة الحلبي، فكلّهم يروونها عن كليهما، و كلاهما يروونها عن السيد بهاء الشرف.
هذا، و قال السيد الداماد: و يروي السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي- تلميذ ابن إدريس- الصحيفة عن ابن السكون، و عميد الرؤساء المذكورين، و كان في نسخة الصحيفة لابن السكون اختلافات مع النسخ 4.
ص: 52
المشهورة، و قد ضبط علماؤنا- قدس اللّه أسرارهم- جميع اختلافات نسخها نقلا عن خطّه الذي وجده الشيخ علي بن أحمد المعروف بالسديدي. و كذلك له اختلافات نسخ المصباح الكبير، و المصباح الصغير، كلاهما للشيخ الطوسي.
و قد ضبط جماعة من الأصحاب هذه الاختلافات أيضا، نقلا من النسخة التي كانت بخطّه فيهما، جزاهم اللّه خيرا. انتهي.
يج- السيد السعيد الفقيه أبو محمّد قريش بن السبيع بن مهنّا بن السبيع العلوي الحسيني المدني.
في الرياض: فاضل عالم، جليل محدث رضي اللّه عنه، و قد يعبّر عنه اختصارا: بقريش بن مهنّا، و له من المؤلفات كتاب فضل العقيق و التختّم به، ينقل عنه ابن طاوس في كتاب أمان الأخطار (1)، و فلاح السائل (2).
و في الرياض: و نسب إليه السيد حسين بن مساعد- في كتاب تحفة الأبرار- كتاب المختار من كتاب الطبقات لابن سعد، و من كتاب الاستيعاب لابن عبد البرّ (3).
عن الفقيه الحسين بن رطبة.
عن أبي علي الطوسي.
الخامس: من مشايخ أبي القاسم نجم الدين المحقق: السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم بن علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسن ابن عيسي بن محمّد بن عيسي بن علي العريضي- صاحب المسائل عن أخيه الكاظم عليه السلام- ابن جعفر الصادق عليه السلام، المعروف بالسيد مجد
ص: 53
الدين العريضي.
في الأمل: السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم الحلبي العريضي، فاضل جليل، من مشايخ المحقق (1).
عن ابن المولي.
عن الحسين بن رطبة.
عن الشيخ أبي علي.
عن والده أبي جعفر الطوسي، كذا في الإجازة الكبيرة لصاحب المعالم، نقلا عن خط الشهيد (2).
ثم نقل عن خطّه في موضع آخر هذا الطريق بدون واسطة ابن المولي.
قال (رحمه اللّه):
ثم (إنّ الشهيد رحمه اللّه نقل هذا الطريق من خط المحقق رحمه اللّه و أشار إلي مخالفته لما كتبه في ذلك الموضع الآخر من توسط ابن المولي بين السيد مجد الدين و ابن رطبة، و لم يتعرض لترجيح شي ء من الأمرين، و الظاهر ترجيح عدم الواسطة.
أمّا أولا: فلأن ترك الواسطة مأخوذ من خط المحقق (رحمه اللّه) كما ذكره، و لم يعلم مأخذ إثباتها.
و أمّا ثانيا: فلأن الواسطة هناك مذكورة بين الشيخ سديد الدين بن محفوظ و بين ابن رطبة، و سنذكر ما ينافي ذلك نقلا من خط المحقق رحمه اللّه.
و أمّا ثالثا: فلأن الشهيد رحمه اللّه ذكر بعد حكاية الطريق المذكور أن السيد مجد الدين العريضي يروي عن أبي طالب حمزة بن محمّد بن احمد بن 6.
ص: 54
شهريار الخازن، عن أبي علي، عن والده. و في هذا قرينة علي تقدم روايته، فان ابن شهريار هذا من طبقة ابن رطبة (1). انتهي.
و لم أجد لابن المولي المذكور ذكرا في غير هذا المقام، و لعلّ الفاحص عن حاله يجد له ترجمة.
السادس: الشيخ المتكلم، الفقيه البارع، سديد الدين سالم بن محفوظ، الذي مر ذكره الشريف في مشايخ رضي الدين علي بن طاوس (2).
1- عن نجيب الدين يحيي جدّ المحقق، كما تقدم (3).
2- و عن ابن رطبة.
قال صاحب المعالم: وجدت بخط الشيخ السعيد المحقق نجم الملّة و الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد في جملة إجازة ذكر فيها أنّ المجاز له قرأ عليه جزء من كتاب المبسوط للشيخ أبي جعفر ثم قال: و أجزت له رواية ذلك عنّي، عن الفقيه سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة.
عن أبي علي بن رطبة.
عن أبي علي الحسن بن محمّد.
عن والده محمّد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (4). انتهي.
و هذا ما وعده سابقا من نقله عن خط المحقق مما ينافي ما وجده بخط الشهيد، من رواية المحقق، عن سديد الدين، عن ابن المولي- كالسيد مجد الدين العريضي عنه- عن ابن رطبة، فتأمل، فإنه لا منافاة بين رواية سديد الدين عن ابن رطبة تارة بلا واسطة، و اخري معها.
ص: 55
في الأمل: عالم جليل القدر (1).
و في الرياض: من أجلة العلماء، و قدوة الفقهاء، و من مشايخ المحقق و السيد رضي الدين علي بن طاوس (2).
و وصفه الشهيد في الأربعين بقوله: الامام تاج الدين الحسن الدربي (3).
و ما في آخر الوسائل من قوله: و يروي العلامة كتاب كفاية الأثر للخزاز، عن السيد رضي الدين علي بن طاوس، عن الشيخ تاج الدين حسن بن «السندي» (4) من سهو قلمه، أو قلم الناسخ.
و يروي هذا الشيخ عن جماعة.
أ- الشيخ عربي بن مسافر (5).
ب- ابن شهريار الخازن، و قد سبق ذكرهما (6).
ج- الشيخ محمّد بن عبد اللّه البحراني الشيباني، ذكره في الرياض (7)، و لم أجد له ترجمة.
د- فخر الشيعة، و تاج الشريعة، أفضل الأوائل، و البحر المتلاطم الزخار الذي ليس له ساحل، محيي آثار المناقب و الفضائل، رشيد الملّة
ص: 56
و الدين، شمس الإسلام و المسلمين، أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شهرآشوب ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المازندراني، الفقيه المحدث، المفسر المحقق، الأديب البارع، الجامع لفنون الفضائل، صاحب كتاب المناقب الذي هو من نفائس كتب الإماميّة.
قال العالم الجليل علي بن يونس العاملي في كتابه الصراط المستقيم:
صنّف الحسين بن جبير (1) كتابا سمّاه نخب المناقب لآل أبي طالب، اختصره من كتاب الشيخ محمّد بن شهرآشوب.
قال: سمعت بعض الأصحاب يقول: و زنت من كتاب ابن شهرآشوب جزءا فكان تسعة أرطال.
قال ابن جبير في خطبة نخب المناقب: فكّرت في كثرة ما جمع، و أنه ربّما يؤدي عظم حجمه إلي العجز عن نقله، بل ربّما أدي إلي ترك النظر فيه و التصفح لجميعه، لا سيّما مع سقوط الاهتمام في طلب العلم، فأومي إلي ذكر الرجال و أدخل الروايات بعضها في بعض. فمن أراد الإسناد و الرجال فعليه بكتاب ابن شهرآشوب المذكور، فإنه وضعها في ذلك المسطور، و الموجب لتركها خوف السّآمة من جملتها، و لأن الطاعن في الخبر يمكنه الطعن في رجاله إلّا ما اتفق عليه الفريقان، أو اختص به المخالف من العرفان، أو تلقّته الأمّة بالقبول (2).
إلي آخر كلامه الظاهر، بل الناص علي كون المناقب الشائع الدائر في هذه الأعصار و قبلها، بل في عصر المجلسي، ليس هو الأصل، بل هو مختصر منه، اختصره ابن جبير أو غيره، فان الموجود لا يزيد علي أربعين ألف بيت.1.
ص: 57
و أمّا عدّ المجلسي و الشيخ الحرّ في البحار و الوسائل و إثبات الهداة و غيرهم من مأخذ مجاميعهم المناقب لابن شهرآشوب ففيه مسامحة لا يخفي علي المتدرب في هذا الفن.
و ابن جبير المذكور- صاحب نخب المناقب المذكور، و نهج الإيمان، الذي ذكر في ديباجته انه جمعه بعد الوقوف علي ألف كتاب، كما ذكره الكفعمي في بعض مجاميعه و غيرهما- فاضل عالم، كامل جليل، يروي عن ابن شهرآشوب- كما في الرياض (1) - بواسطة واحدة.
و ليعلم أن الموجود من المناقب في أحوال الأئمة عليهم السلام إلي العسكري (عليه السّلام)، و لم نعثر علي أحوال الحجة عليه السلام منه، و لا نقله من تقدمنا من سدنة الأخبار كالمجلسي، و الشيخ الحرّ، و أمثالهما. و ربّما يتوهم أنه لم يوفق لذكر أحواله عليه السلام إلّا أنه قال في معالم العلماء في ترجمة المفيد (رحمه اللّه): إنه لقبه به صاحب الزمان عليه السلام، قال: و قد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب (2)، و الظاهر أنه كتبه في جملة أحواله عليه السلام، فهذا الباب سقط من هذا الكتاب. و اللّه العالم.
و لابن شهرآشوب مؤلفات حسنة غير المناقب، اعتمد عليها الأصحاب، و عندنا منها كتاب متشابه القرآن، أهداه شيخنا الحرّ إلي العلامة المجلسي، و في ظهر الكتاب خطهما، و هو كتاب عجيب ينبئ عن طول باعه، و كثرة تبحره، و كفاه فخرا إذعان فحول أعلام أهل السنة بجلالة قدره، و علوّ مقامه.
قال صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات: محمّد بن علي بن 5.
ص: 58
شهرآشوب- الثانية سين مهملة- أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين الشيعي، أحد شيوخ الشيعة، حفظ أكثر القرآن و له ثمان سنين، و بلغ النهاية في أصول الشيعة، كان يرحل إليه من البلاد، ثم تقدم في علم القرآن و الغريب و النحو، و وعظ علي المنبر أيام المقتفي ببغداد، فأعجبه و خلع عليه، و كان بهيّ المنظر، حسن الوجه و الشيبة، صدوق اللهجة، مليح المحاورة، واسع العلم، كثير الخشوع و العبادة و التهجد، لا يكون إلّا علي وضوء، أثني عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناء كثيرا، توفي سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة (1).
و قال الفيروزآبادي في كتاب البلغة في تراجم أئمة النحو و اللّغة: محمّد ابن علي بن شهرآشوب أبو جعفر المازندراني رشيد الدين الشيعي، بلغ النهاية في أصول الشيعة، تقدم في علم القرآن و اللّغة و النحو و وعظ أيام المقتفي فأعجبه و خلع عليه، و كان واسع العلم، كثير العبادة، دائم الوضوء، له كتاب الفصول في النحو، و كتاب المكنون و المخزون، و كتاب أسباب نزول القرآن، و كتاب متشابه القرآن، و كتاب الأعلام و الطرائق في الحدود و الحقائق، و كتاب الجديدة، جمع فيها فوائد و فرائد جمّة، عاش مائة سنة إلّا عشرة أشهر، مات سنة 588 ثمان و ثمانين و خمسمائة (2).
و ذكره السيوطي في طبقات النحاة (3)، كما تقدم في ترجمة القطب الرازي (4).
و قال شمس الدين محمّد بن علي بن أحمد الداودي المالكي تلميذ عبد الرحمن السيوطي في طبقات المفسرين: محمّد بن علي بن شهرآشوب بن أبي 8.
ص: 59
نصر أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين، أحد شيوخ الشيعة، اشتغل بالحديث، و لقي الرجال، ثم تفقّه و بلغ النهاية في فقه أهل مذهبه، و نبغ في الأصول حتي صار رحله، ثم تقدم في علم القرآن و القراءات و التفسير و النحو، و كان إمام عصره، و واحد دهره، أحسن الجمع و التأليف، و غلب عليه علم القرآن و الحديث، و هو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لأهل السنة في تصانيفه، و تعليقات الحديث و رجاله و مراسيله، و متّفقه و متفرقه. إلي غير ذلك من أنواعه، واسع العلم، كثير الفنون، مات في شعبان سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة.
قال ابن أبي طي: ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطّة الحنبلي و ابن بطّة الشيعي حتي قدم الرشيد فقال: ابن بطّة الحنبلي بالفتح، و الشيعي- بالضم- (1). انتهي.
قلت: و هذه التراجم الثلاث من كتاب عبقات الأنوار لعلامة عصره، و فريد دهره المولي الأجلّ المعاصر مولوي مير حامد حسين الهندي طاب ثراه، و جعل الجنّة محلّه و مثواه.
و هذا الحبر القمقام يروي عن جماعة من المشايخ العظام، يعسر علينا إحصاؤهم، فلنقتصر بذكر بعض الأعلام.
صاحب كتاب الاحتجاج المعروف، المعوّل عليه عند أصحابنا.
قال تلميذه في معالم العلماء: شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي، له الكافي في الفقه حسن، و الاحتجاج، و مفاخر الطالبيّة، و تاريخ الأئمة،
ص: 60
و فضائل الزهراء عليهم السلام (1).
و في الأمل: أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، عالم، فاضل، محدث، ثقة (2).
عن السيد العالم العابد مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي.
في الآمل: كان عالما، فاضلا، فقيها، ورعا (3).
عن الشيخ أبي علي (4).
عن والده أبي جعفر الطوسي.
و عن الصدوق أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي المتقدم في مشايخ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمّي (5).
الثاني: الشيخ العفيف أبو جعفر محمّد بن الحسين الشوهاني، نزيل مشهد الرضا عليه السلام، فقيه صالح، كذا في المنتجب (6)، و يروي عنه أيضا أبو جعفر محمّد بن علي الطوسي.
قال في الثاقب في المناقب: حدثني شيخي أبو جعفر محمّد بن الحسين ابن جعفر الشوهاني في داره بمشهد الرضا عليه السلام بإسناده (7). إلي آخره.
عن الشيخين الجليلين: أبي علي الطوسي.
ص: 61
و أبي الوفاء عبد الجبار بن علي المقري الرازي، الآتي (1).
في الأمل: كان فاضلا ماهرا، من مشايخ ابن شهرآشوب، و لا يبعد كونه ابن المحسن الآتي (2)، انتهي (3).
قلت: في المنتجب: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسن الحلبي، فقيه صالح، أدرك الشيخ أبا جعفر الطوسي (رحمه اللّه) (و روي عنه، و عن ابن البراج) (4)، و قرأ عليه السيد الإمام أبو الرضا، و الشيخ الامام قطب الدين أبو الحسين الراونديان (رحمهما اللّه) (5).
و اتحاد الرجلين في غاية البعد، فان المذكور في الإجازات- و صرّح به ابن شهرآشوب في أول المناقب-: أن شيخه هذا كأغلب مشايخه يروي عن الشيخين الجليلين المتقدمين (6)، و لو كان ممن يروي عن الشيخ بلا واسطة لكان ذكره أولي، لشدة اعتنائهم بالأسانيد العالية، و كذا قراءة الراونديين علي المذكور في المنتجب، فإنهما من مشايخ ابن شهرآشوب كما يأتي (7)، و لو روي عنه ابن شهرآشوب لأشار إليه كما هو دأبه.
و بالجملة فالثاني في طبقة أبي علي و المقري الرازي، و الأول متأخر عنه بطبقة.
ص: 62
الرابع: الشيخ ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد (1) السبزواري النيسابوري التميمي، الفاضل، العالم، المحدث، و هو الذي ينتهي إليه رواية حرز الجواد المشهور صلوات اللّه علي صاحبه.
في المنتجب: فقيه ثقة (2). و الموجود في أكثر الإجازات و الروايات: علي ابن عبد الصمد، و الظاهر أنه من باب الاختصار، و النسبة إلي الجدّ، فإنه من مشاهير الرواة.
و لصاحب الرياض هنا كلام في أن شيخ ابن شهرآشوب هذا أو ولده المسمّي باسمه، و نصّ علي ما ذكرنا (3).
و ممّا يوضح ما ذكرنا أن عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري- المقدّم علي ابن شهرآشوب لأنه- يروي عن أبي الحسن علي بلا واسطة، روي أخبارا كثيرة في بشارة المصطفي عن محمّد بن علي بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جدّه عبد الصمد (4)، و تاريخ إجازته له سنة أربع عشر و خمسمائة، فلو لم يكن هو أخو الشيخ ركن الدين، و أكبر منه، لكان ولده، فيلزم أن يكون ابن شهرآشوب يروي عن الوالد، و عماد الدين المقدّم عليه عن الولد، و لوازمه الباطلة مما لا تحصي.
و يأتي أنّ القطب الراوندي يروي عنه (5) أيضا، و صرّح في قصص الأنبياء بذلك، فقال: أخبرني الشيخ الصدوق علي بن علي بن عبد الصمد النيشابوري (6).
ص: 63
الخامس: أخوه الشيخ الجليل محمّد بن علي بن عبد الصمد.
في الأمل: عالم، فاضل، جليل القدر (1).
و قال عماد الدين الطبري في بشارة المصطفي: حدثنا لفظا الشيخ العالم محمّد بن علي بن عبد الصمد التميمي بنيشابور في شوال سنة أربع عشرة و خمسمائة، عن أبيه علي بن عبد الصمد، عن أبيه عبد الصمد بن محمّد التميمي (2). ثم ساق أخبارا كثيرة بهذا النسق، و عنه، عن أبيه، عن جدّه عبد الصمد.
و يروي كلاهما:
أ- عن الشيخين الجليلين أبي علي الطوسي.
ب- و أبي الوفاء الرازي.
ج- و عن والدهما أبي الحسن علي.
1- عن والده الجليل عبد الصمد بن محمّد التميمي (3).
في الرياض: كان من أجلّة علماء الأصحاب (4). انتهي.
و هذا الشيخ واسع الرواية، كثير المشايخ، كما يظهر من الجزء الرابع من بشارة المصطفي، و يظهر منه و من غيره أنه يروي:
عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه، فهو في درجة
ص: 64
المفيد (1) (رحمه اللّه)، فعدّ سائر مشايخه الموجودة في البشارة خارج عن وضع الكتاب، و قد جمع جملة منها في الرياض (2)، من أرادها راجعها.
و يروي أبو الحسن علي بن عبد الصمد أيضا:
2- عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني الجوري، الفاضل العالم المعروف بالسيد أبي البركات الجوري.
في الرياض: رأيت في صدر اسناد بعض النسخ العتيقة من كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق هكذا: حدثني الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن عبد الصمد التميمي رضي اللّه عنه- في داره بنيشابور في شهور سنة إحدي و أربعين و خمسمائة- قال: حدثني السيد الإمام الزاهد أبو البركات الخوزي رضي اللّه عنه، قال: حدثني الامام الأوحد العالم أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّي الفقيه مصنّف هذا الكتاب (3).
إلي آخره.
و في الأمل: نسبه إلي الحلّة، و لم ينسبه إلي السيادة- و كلاهما في غير محلّه- و صرّح بروايته عن الصدوق (4).
و في فرحة الغري للسيد عبد الكريم بن طاوس: أخبرني والدي رضي اللّه عنه عن السيد أبي علي فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرئيل القمّي، عن الفقيه محمّد بن سراهنك، عن علي بن علي بن عبد الصمد التميمي، عن والده، عن السيد أبي البركات الجوري،- بالراء غير المعجمة- عن علي بن 3.
ص: 65
محمّد بن علي القمّي الخزّاز (1)،- يعني مؤلف كتاب كفاية الأثر-.
و منه يعلم أنّ ما في الرياض؛ من ضبط الخوزي تارة: بالخاء المعجمة المضمومة و سكون الواو ثم الزاي المعجمة نسبة إلي خوزستان، إقليم معروف بقرب فارس، قال: و يروي بالجيم المضمومة و الواو الساكنة ثم الزاي المعجمة أيضا، نسبة إلي الجوزة قرية بالموصل؛ اشتباه كلّه بعد تصريح خريت علمي الحديث و الأسانيد.
عن الشيخين السابقين.
التاسع: الشيخ العالم الرشيد أبو سعيد عبد الجليل بن عيسي بن عبد الوهاب الرازي، المتكلم الفقيه، أستاذ الأئمة في عصره، و له مقامات و مناظرات مع المخالفين مشهورة، و له تصانيف أصوليّة، كذا في المنتجب (1).
و في معالم العلماء: الشيخ الرشيد عبد الجليل بن عيسي بن عبد الوهاب الرازي، له: مراتب الأفعال، نقض كتاب التصفّح لأبي الحسين (2).
و في اتحاده مع الشيخ المحقق رشيد الدين أبي سعيد عبد الجليل بن أبي الفتح بن مسعود بن عيسي المتكلم الرازي الذي وصفه في المنتجب بقوله:
أستاذ علماء العراق في الأصولين، مناظر ماهر حاذق، له تصانيف منها نقض التصفّح لأبي الحسين البصري (3). إلي آخره. و تعددهما كلام مذكور في محلّه.
عن الشيخين المذكورين (4).
و قد يعبّر عنه: بأبي الفضل الداعي، كان عالما فاضلا.
في الرياض: وجدت علي ظهر كتاب التبيان للشيخ الطوسي إجازة من الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي الرازي، بخطّه لولده أبي القاسم علي، و لهذا السيد أبي الفضل الداعي بن علي بن الحسن الحسيني، و كانا شريكين في قراءة ذلك التفسير علي الشيخ أبي الوفاء المذكور، و صورتها:
ص: 67
قرأ عليّ هذا الجزء و هو السابع من التفسير إلي آخر سورة لقمان ولدي أبو القاسم علي بن عبد الجبار، و أجزت له روايته عني، عن مصنّفه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه اللّه عليه، كيف شاء و أحبّ، و سمع قراءته السيد الموفق أبو الفضل داعي بن علي بن الحسن الحسيني، أدام اللّه توفيقهما (1).
عن الشيخين الجليلين السابقين.
الحادي عشر: الشيخ الفاضل الجليل أبو المحاسن مسعود بن علي ابن محمّد الصوافي.
عن (2) علي بن عبد الصمد التميمي، كما في الخرائج.
عنهما أيضا.
الثالث عشر: الشيخ الجليل الفقيه الحسين بن أحمد بن طحال (1)، المتقدم ذكره (2).
الرابع عشر: فخر العلماء الأعلام، و أمين الملّة و الإسلام، أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، المفسّر الفقيه الجليل الكامل النبيل، صاحب تفسير مجمع البيان الذي عكف عليه المفسرون، و غيره من المؤلفات الرائقة الشائعة جملة منها، كالآداب الدينيّة، و إعلام الوري و جمع الجوامع، و عندنا منها كنوز النجاح، و عمدة الحضر.
و وصفه في الرياض بقوله: الشيخ الشهيد الامام أمين الدين أبو علي الفضل. إلي آخره، ثم قال- بعد ذكر عدّة من مؤلفاته- قد رأيت نسخة من مجمع البيان بخط الشيخ قطب الدين الكيدري قد قرأها نفسه علي نصير الدين الطوسي، ثم إن علي ظهرها أيضا بخطّه هكذا: تأليف الشيخ الامام، الفاضل، السعيد، الشهيد (3). انتهي.
و لم يذكر هو و لا غيره كيفيّة شهادته، و لعلّها كانت بالسمّ، و لذا لم نشتهر شهادته، نعم نسب إليه في الرياض قضيّته، و قال: ممّا اشتهر بين الخاص و العام أنه (رحمه اللّه) قد أصابته السّكتة، فظنّوا به الوفاة فغسلوه، و كفنوه، و دفنوه، ثم رجعوا، فأفاق رضي اللّه عنه في القبر، و قد صار عاجزا عن الخروج و الاستغاثة بأحد لخروجه، فنذر في تلك الحالة بأن اللّه إن خلصه من هذه البليّة ألف كتابا في تفسير القرآن، فاتفق أن بعض النباشين قد قصد نبش قبره لأجل أخذ كفنه فلمّا نبش قبره، و شرع في نزع كفنه أخذ قدس سرّه بيد النباش
ص: 69
فتحيّر النباش و خاف خوفا عظيما، ثم تكلّم معه فزاد اضطراب النباش و خوفه، فقال له: لا تخف أنا حيّ و قد أصابتني السكتة فظنّوا بي الموت، و لذلك دفنوني.
ثم قام من قبره و اطمأنّ قلب النباش. و لما لم يكن قدس سرّه قادرا علي المشي لغاية ضعفه التمس من النباش أن يحمله علي ظهره و يبلغه إلي بيته، فحمله و جاء به إلي بيته، ثم أعطاه الخلعة و أولاه مالا جزيلا، و تاب النباش علي يده ببركته عن فعله ذلك القبيح، و حسن حال النباش. ثم إنه (رحمه اللّه) بعد ذلك أقدم بنذره، و شرع في تأليف كتاب مجمع البيان، إلي أن وفقه اللّه لإتمامه (1).
انتهي.
و مع هذا الاشتهار لم أجدها في مؤلف أحد قبله، و ربّما نسبت إلي العالم الجليل المولي فتح اللّه الكاشاني، صاحب تفسير منهج الصادقين، و خلاصته، و شرح النهج، المتوفي سنة 988. و اللّه العالم.
و قال السيد التفريشي في نقد الرجال: إنه (رحمه اللّه) انتقل من المشهد الرضوي إلي سبزوار سنة ثلاث و عشرين و خمسمائة، و انتقل بها إلي دار الخلود سنة ثمان و أربعين و خمسمائة (2). انتهي.
قلت: و قبره الشريف في المقبرة المعروفة بقتلكاه في المشهد الرضوي علي مشرفه السلام، معروف يزار و يتبرّك به.
و هذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:
أ- الشيخ أبي علي الطوسي.
ب- الشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار الرازي.
ج- الشيخ الأجل الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه القمي 6.
ص: 70
الرازي، جدّ الشيخ منتجب الدين، المتقدم ذكره (1).
د- الشيخ الإمام موفق الدين الحسين بن الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني.
في المنتجب: فقيه صالح، ثقة، قرأ علي الشيخ أبي علي الطوسي، و قرأ الفقه عليه الشيخ الامام سديد الدين محمود الحمصي (رحمهم اللّه) (2).
عن أبي علي الطوسي.
ه- السيد محمّد بن الحسين الحسيني. قال (رحمه اللّه) في إعلام الوري:
في كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري للشيخ أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عياش الذي أخبرني بجميعه السيد أبو طالب محمّد بن الحسين الحسيني القصبي الجرجاني قال: أخبرني والدي السيد أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن القصبي، عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمّد الجعفري، عنه (3) - يعني ابن عيّاش- صاحب كتاب المقتضب و الأغسال.
و- الشيخ الامام السعيد الزاهد أبي الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، الذي روي عنه صحيفة الرضا عليه السلام، و تقدم باقي السند بروايته (رحمه اللّه) في الفائدة السابقة (4).
ز- الشيخ (5) أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن الحسين البيهقي.
في الرياض: فاضل عالم محدّث من كبار الإمامية، يروي عنه الشيخ أبو خ.
ص: 71
علي الطبرسي علي ما يظهر من تفسير سورة طه في مجمع البيان (1). انتهي.
الخامس عشر: الشيخ الامام السعيد، قدوة المفسرين، ترجمان كلام اللّه، جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمّد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري، الفاضل العالم، الفقيه المفسر، الأديب العارف، الكامل البليغ، المعروف بأبي الفتوح الرازي المنتهي نسبه الشريف إلي عبد اللّه بن بديل ابن ورقاء الخزاعي- الذي كان أبوه من الصحابة- الذي كان جهوري الصوت، و أمره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمني في حجّة الوداع أن ينهي الناس عن الصيام أيام مني، فركب علي جمل أورق (2) و تخلل الفساطيط، و كان ينادي بأعلي صوته: أيّها الناس لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل و شرب و بعال، أي: الجماع.
و عبد اللّه- أيضا- من الصحابة، و من السابقين الراجعين إلي أمير المؤمنين عليه السلام، و المستشهدين بين يديه في صفين، بعد أن بالغ في الخدمة، و أبلي ببلاء عظيم.
و الشيخ المذكور جمع بين شرافة النسب، و الأخذ بمجامع العلوم، المنبئ عنه تفسيره الكبير العجيب الذي يقرب من مائة و خمسين ألف بيت، و هو و إن كان بالفارسية إلّا أنه حاو لكلّ ما تشتهيه الأنفس، و تقرّ به الأعين، و من نظر إليه و تأمل في مجمع البيان للطبرسي يجده كالمختصر منه، بل قال القاضي في المجالس- بعد أن أطري عليه من المدح و الثناء بما هو أهله-: و تفسيره الفارسي مما لا نظير له في وثاقة التحرير، و عذوبة التقرير، و دقة النظر، و الفخر الرازي في تفسيره الكبير قد أخذ منه، و بني عليه أساسه، و لكن لأجل دفع الانتحال
ص: 72
أضاف إليه بعض تشكيكاته (1). انتهي.
و بالجملة، فتفسيره هذا كتاب لا يملّ قاريه، و لا يضجر الناظر إليه، ينتفع منه الفقيه، و المفسر، و الأديب، و المؤرخ، و الواعظ، و طالب الفضائل و المناقب، و الفاحص عن المطاعن و المثالب، و له مؤلفات أخري مذكورة في ترجمته منها: شرح الشهاب، الداخل كالتفسير في فهرست البحار.
قال في الرياض: قال الشيخ أبو الفتوح الرازي في شرح الشهاب- المذكور- عند شرح قوله (عليه السلام): إن اللّه ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، بعد نقل: المؤلفة قلوبهم، ما هذا لفظه: و قد وقع لي مثل ذلك، كنت في أيام شبابي أعقد المجلس في الخان المعروف بخان علّان، و كان لي قبول عظيم، فحسدني جماعة من أصحابي، فسعوا بي إلي الوالي، فمنعني من عقد المجلس، و كان لي جار من أصحاب السلطان، و كان ذلك في أيام العيد، و كان قد عزم علي أن يشتغل بالشرب علي عادتهم، فلمّا سمع ذلك ترك ما كان عزم عليه، و ركب و أعلم الوالي أنّ القوم حسدوني، و كذبوا علي، و جاء حتي أخرجني من داري و أعادني إلي المنبر، و جلس في المجلس. إلي آخره، فقلت للناس: هذا ما قال النبي صلّي اللّه عليه و آله: إنّ اللّه ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر (2). انتهي.
و لم أتحقق تاريخ وفاته، إلّا أن قبره الشريف في صحن السيد حمزة بن موسي بن جعفر عليهما السلام في مزار عبد العظيم الحسني (عليه السلام) و عليه اسمه و نسبه بخط قديم.
و هذا الشيخ يروي عن جماعة:1.
ص: 73
(أ)- الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار الرازي (1).
(ب)- والده: الشيخ علي بن محمّد، في الرياض: كان من أجلّة الفضلاء (2).
عن والده الشيخ الجليل المفيد أبي سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النيسابوري.
في المنتجب: ثقة، عين، حافظ، له تصانيف منها الروضة الزهراء في تفسير فاطمة الزهراء، الفرق بين المقامين، و تشبيه علي عليه السلام بذي القرنين، كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب مني الطالب في أيمان أبي طالب عليه السلام، كتاب المولي، أخبرنا بها شيخنا الامام جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي، سبطه عن والده عنه (3).
قلت: كذا في نسخ المنتجب، و في الأمل نقلا عنه: الروضة الزهراء في تفسير الزهراء (4)، و لكن قال سبطه أبو الفتوح في تفسيره في سورة آل عمران- بعد نقل خبرين في فضل فاطمة عليها السلام ما معني لفظه-: و هذان الخبران نقلتهما من كتاب جمعه جدّي الخواجه الإمام السعيد أبو سعيد، و اسمه الروضة الزهراء في مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام (5).
هذا و زاد ابن شهرآشوب في المعالم في مؤلفاته: كتاب التفهيم في بيان القسيم، الرسالة الواضحة في بطلان دعوي الناصبة، ما لا بد من معرفته (6).4.
ص: 74
انتهي.
و عندنا نسخة أربعينه بخط الشيخ الجليل محمّد بن علي الجباعي- جدّ شيخنا البهائي- كتبه من النسخة التي كانت بخط الشهيد. و بخطه في آخر النسخة عرض علي أصله، و نقل من نسخة كتبت بمراغة في سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة.
و في أول الكتاب: حدثني الشيخ الفقيه العالم، شجاع الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن العباس البيهقي، وفّقه اللّه تعالي للخيرات، إملاء بمدينة مراغة، في ثالث عشر من صفر من شهور سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة. قال: حدثنا السيد الرئيس، العالم الزاهد، صفي الدين- و هو صاحب تبصرة العوام، شيخ الشيخ منتجب الدين- المرتضي بن الداعي بن القاسم الحسيني الرازي، بها، قال: حدثنا الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري رحمه اللّه قال: حدثني مصنّف الكتاب الخزاعي رحمه اللّه يقول:
اللهم إني أحمدك (1). إلي آخره.
و هذا الشيخ عبد الرحمن أخو المصنّف، و عمّ والد الشيخ أبي الفتوح، و شيخه كما يأتي (2)، و يظهر من الأربعين أنّ له مشايخ كثيرة من الخاصة و العامة نشير إلي نبذة من الطائفة الأولي:
1- منهم: والده: الشيخ الجليل أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي، صاحب الأمالي في الأخبار في أربع مجلّدات، و عيون الأحاديث، و الروضة في الفقه، و السنن، و المفتاح في الأصول، و المناسك. علي ما في المنتجب (3).1.
ص: 75
عن السيدين الأعظمين المرتضي و الرضي.
و الشيخ أبي جعفر الطوسي.
و السيد أبي محمّد زيد بن علي بن الحسين الحسني.
في المنتجب: صالح عالم فقيه، قرأ علي الشيخ أبي جعفر الطوسي، و له كتاب المذهب، و كتاب الطالبية، و كتاب [علم الطب] (1) عن أهل البيت عليهم السلام، أخبرنا بها الوالد عنه (2).
و في الأربعين: [الحديث] الرابع و العشرون: حدثنا أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الشيخ أبو بكر الوالد رضي اللّه عنه، قال: حدثنا القاضي أبو الفضل زيد بن علي (3). إلي آخره.
2- و منهم: الشيخ الصائن أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن عبد العزيز الإمامي النيسابوري، شيخ الأصحاب و فقيههم في عصره، له تصانيف في الأصولين، أخبرنا بها الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي الخزاعي، عن والده، عن جدّه، عنه. كذا في المنتجب (4).
و في الأربعين المذكور: الحديث السادس و الثلاثون: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن عبد العزيز الصائن رحمه اللّه- لفظا- بقم في ذي الحجّة سنة أربع و أربعين- يعني بعد أربعمائة- قال: حدثنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان رضي اللّه عنه (5). إلي آخره.
3- و منهم: الشيخ العدل المحسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري ه.
ص: 76
الخزاعي، عمّ الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري رحمه اللّه، ثقة، حافظ، واعظ، و كتبه: الأمالي في الأحاديث، كتاب السير، كتاب إعجاز القرآن، كتاب بيان من كنت مولاه، أخبرنا بها شيخنا الإمام السعيد جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي، عن والده، عن جده، عنه (رحمه اللّه). كذا في المنتجب (1).
و في الأربعين: الحديث الخامس و العشرون: أخبرنا المحسن بن الحسن ابن أحمد النيسابوري الشيخ العمّ (2) أبو الفتح رضي اللّه عنه بقراءتي عليه، قال:
حدثنا: قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد قراءة عليه (3). إلي آخره.
و في المنتجب: الشيخ أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن أبي مطيع فاضل، فقيه، له كتاب الورع، كتاب الاجتهاد، كتاب القبلة، كتاب الآثار الدينية (4).
4- و منهم: السيد أبو الخير داعي بن الرضا بن محمّد العلوي الحسيني رحمه اللّه، بقراءته عليه.
في المنتجب: فاضل، محدّث، واعظ، له كتاب آثار الأبرار و أنوار الأخيار، في الأحاديث، أخبرنا بها السيد الأصيل المرتضي بن المجتبي بن محمّد العلوي العمري عنه (5).
5- و منهم: أخوه الشريف أبو إبراهيم ناصر.3.
ص: 77
في المنتجب السيد أبو إبراهيم ناصر بن الرضا بن محمّد بن عبد اللّه العلوي الحسيني، فقيه ثقة، صالح محدّث، قرأ علي الشيخ الموفق أبي جعفر الطوسي، و له كتاب في مناقب آل الرسول عليهم السلام، و كتاب أدعية زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام (1)، و يظهر من الأربعين أنه يروي عن قاضي القضاة عبد الجبار (2) السابق.
6- و منهم: الوزير السعيد ذو المعالي زين الكفاة أبو سعد منصور بن الحسين الآبي، فاضل، عالم، فقيه، و له نظم حسن، قرأ علي شيخنا الموفق أبي جعفر الطوسي، و روي عنه الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري، كذا في المنتجب (3).
و في الأربعين: [الحديث] الثاني و العشرون: أخبرنا الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الآبي- رحمه اللّه رحمة واسعة- بقراءتي عليه في مسجدي في سنة اثنين و ثلاثين و أربعمائة، قال: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه رحمه اللّه إملاء يوم الجمعة لتسع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و سبعين، قال: حدثنا أبي (4). إلي آخره.
و هذا السند مما يغتنم في ما بين الطرق من جهة العلوّ، و ربّما يستغرب في بادي النظر، فإن الذي كان يقرأ علي أبي جعفر الطوسي كيف يروي عن الصدوق المتقدم عليه بطبقتين، و يرفع بأن ما بين التاريخين أربع و خمسون سنة، فلو كان عمر الوزير في تاريخ التحمل الذي هو قبل وفاة الصدوق بثلاث سنين: عشرون سنة مثلا، كان عمره في سنة السماع أربع و سبعين، و هو عمر ه.
ص: 78
متعارف شائع.
7- و منهم: الشيخ أبو عبد اللّه الحسن بن الحسين بن بابويه المتقدم (1) في مشايخ الشيخ منتجب الدين.
و لنكتف من مشايخه الذين هم في الأربعين: أربعون، بما ذكرنا.
(ج)- عمّ والده: الشيخ الجليل المفيد الحافظ أبو محمّد عبد الرحمن ابن الشيخ أبي بكر أحمد النيسابوري الخزاعي (2)، نزيل الري، الفاضل، الكامل، العالم المتبحّر.
قال في المنتجب: شيخ الأصحاب بالري، حافظ، واعظ، ثقة، سافر في البلاد شرقا و غربا، و سمع الأحاديث عن المؤالف و المخالف، و له تصانيف، منها: سفينة النجاة في مناقب أهل البيت عليهم السلام، العلويات، الرضويات، الأمالي، عيون الأخبار، مختصرات في المواعظ و الزواجر، أخبرنا بها جماعة منهم السيدان المرتضي و المجتبي- ابنا الداعي الحسني- و ابن أخيه الشيخ الإمام أبو الفتوح الخزاعي عنه رحمهم اللّه تعالي (3). انتهي.
(د)- الشيخ أبو علي الطوسي.
(ه)- القاضي الفاضل الحسن الأسترابادي، نص عليه صاحب المعالم، و يأتي في مشايخ ابن شهرآشوب (4).
السادس عشر من مشايخ ابن شهرآشوب: الشيخ الإمام أبو الحسين سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الراوندي، المعروف بالقطب الراوندي،6.
ص: 79
العالم المتبحّر، النقاد المفسّر، الفقيه المحدّث، المحقق، صاحب المؤلفات الرائقة النافعة الشائعة جملة منها، و عثرنا عليها- كالخرائج، و قصص الأنبياء، و فقه القرآن، و لبّ اللباب، و الدعوات، و غير ذلك مما نقل عنها الأصحاب، و شرحه علي نهج البلاغة المسمّي بالمعراج من الشروح المعروفة، و ليس هو أوّل الشروح كما زعمه صاحب الرياض (1)، بل أول من قرع هذا الباب، و رام كشف النقاب عن كلام هو فوق كلام المخلوق، و دون كلام رب الأرباب أبو الحسن البيهقي المعروف، و هو موجود إلي الإن و للفخر الرازي أيضا شرح عليه و لم يتمّه.
و بالجملة، ففضائل القطب و مناقبه، و ترويجه للمذهب بأنواع المؤلفات المتعلقة به أظهر و أشهر من أن يذكر، و كان له أيضا طبع لطيف، و لكن أغفل عن ذكر بعض إشعاره المترجمون له الذين بنوا علي ذكرها في التراجم، و هذا الكتاب الشريف جرّدناه عنها، إلّا نوادر دعت إليها الضرورة، و لكن رأينا أن نذكر بعض ما له مما يتعلق بالفضائل لئلا يندرس في مرور الأيام فمنها:
قسيم النار ذو خير و خير يخلّصنا الغداة من السعير
فكان محمّد في الدين شمسا علي بعد كالبدر المنير
هما فرعان من عليا قريش مصاص (2) الخلق بالنصب الشهير
و قال له النبي (ص) لأنت منّي كهارون و أنت معي وزيري
و من بعدي الخليفة في البرايا علي جاه السرور علي سريري
و أنت غياثهم و الغوث فيهم لدي الظلماء كالصبح البشير
ولائي في البتول و في بنيها كمثل الروض في اليوم المطير).
ص: 80
محمّد النبي (ص) غدا شفيعي لأنّ عليا الأعلي ظهيري
و لا أرضي بتيم أو عدي أميرا خاب ذلك من أمير
مصير آل أحمد يوم حشري و يوم الحشر حبّهم نصيري
و له (رحمه اللّه) أيضا:
بنو الزهراء آباء اليتامي إذا ما خوطبوا قالوا سلاما
هم حجج الإله علي البرايا فمن ناواهم يلق الأثاما
فكان نهارهم أبدا صياما و ليلهم كما تدري قياما
أ لم يجعل رسول اللّه يوم ال - غدير عليا الأعلي إماما
أ لم يك حيدر قرما هماما أ لم يك حيدر خيرا مقاما
و إن آذي البتول بنو عدي يكن أبدا عذابهم غراما
بنوهم عروة الوثقي محامي عطاؤهم اليتامي و الأيامي
قسيم النار في الدنيا كفانا سيكفينا البليات العظاما
هم الراعون في الدنيا الأناما هم الحفّاظ في الأخري الذماما
فلا تسرف و لا تقتر عليهم عقوقهم و كن فيهم قواما
و له (رحمه اللّه) أيضا:
أمير المؤمنين غدا إمامي فأنا اليوم أجعله أمامي
أواليه و أفديه بروحي كتفدية المشوق المستهام
و من يهواه لا تفريط منه و لا إفراط جلّ عن الملام
فأعلي حبّه صيتي و صوتي و خلّصني من الكرب العظام
لأرجو الأمن في حشري و نشري و تسليما إلي دار السلام
فقد آثرت أهل البيت معا بعروتهم و حبلهم اعتصامي
ص: 81
علي و البتول كرام أصل و سبطا المصطفي فرعا الكرام
و زين العابدين إمام حق و باقر مشكل صعب المرام
و صادقهم و كاظمهم أناروا بسيط الأرض في غبش الظلام
و إعجاز الرضا في الأرض باق و فضل سليله فوق الكلام
واردي العسكريّان الأعادي بلا استعمال رمح أو حسام
و أن القائم المهدي شمس تلألأ ضوؤها تحت الغمام
هم أهل الولاية و التولي هم خير البرية و الأنام
و له (رحمه اللّه) أيضا:
لآل المصطفي شرف محيط تضايق عن تنظّمه البسيط
إذا كثر البلايا و الرزايا فكلّ منهم جأش ربيط
إذا ما قام قائمهم بوعظ كانّ كلامه درّ لقيط
إذا امتلأت بعد لهم ديار تقاعس دونه الدهر القسوط (1)
هم العلماء إن جهل البرايا هم الموفون إن خان الخليط (2)
بنو أعمامهم جاروا عليهم و مال الدهر إذ مال الغبيط
لهم في كلّ يوم مستجد برغم الأصدقاء دم عبيط
فمات محمّد و ارتد قوم بنكث العهد إذ خان الشموط
تناسوا ما مضي بغدير خمّ فأدركهم لشقوتهم هبوط
ألا لعنت أميّة قد أضاعوا الحسين كأنه فرخ سميط).
ص: 82
علي آل الرسول صلاة زكي طوال الدهر ما طلع الشميط (1)
و لهذا الشيخ (2) الجليل مشايخ كثيرة نشير إلي جملة منها:
أ- الشيخ أبو علي الطبرسي، صاحب مجمع البيان.
ب- عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري، صاحب البشارة.
ج- السيد مرتضي بن الداعي الرازي (3)، صاحب تبصرة العوام.
د- أخوه السيد المجتبي، و قد تقدما (4) في مشايخ الشيخ منتجب الدين.
ه- أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد التميمي (5).
و- أخوه: محمّد بن علي، و قد مرا في مشايخ ابن شهرآشوب (6).
ز- السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي.
في المنتجب: فقيه، محدث (7).
و في الرياض: إن الحق أنه هو بعينه السيد ناصح الدين أبو البركات المشهدي (8).
و قد أورده الشيخ رضي الدين أبو نصر الحسن بن أبي علي الطبرسي في مكارم الأخلاق، بعنوان السيد الإمام ناصح الدين أبو البركات المشهدي،3.
ص: 83
و نسب إليه كتاب المسموعات (1). و نقل عن ذلك الكتاب بعض الأخبار، و كذا ولده الشيخ علي في مشكاة الأنوار (2)، و نسب إليه كتاب المجموع.
و قال القطب في الخرائج: و أخبرنا السيد أبو البركات محمّد بن إسماعيل المشهدي (3).
1- عن الشيخ جعفر الدوريستي.
عن المفيد (رحمه اللّه).
و يروي السيد أبو البركات أيضا:
2- عن الشيخ الإمام محيي الدين أبي عبد اللّه الحسين بن المظفر بن علي الحمداني، نزيل قزوين، ثقة وجه كبير، قرأ علي الشيخ الموفق أبي جعفر الطوسي جميع تصانيفه مدة ثلاثين سنة بالغري علي ساكنه السلام، و له تصانيف: منها: هتك أستار الباطنيّة، و كتاب نصرة الحق، و لؤلؤة التفكر في المواعظ و الزواجر، أخبرنا بها السيد أبو البركات المشهدي عنه، كذا في المنتجب (4).
و في الرياض: هو من أكابر علماء الطائفة الإمامية و فقهائهم، المعروف بالحمداني القزويني قال: و لعلّه ألف الكتاب الأول في قزوين ردّا علي القرامطة الباطنية لما شاع ذكرهم و مذهبهم الباطل هناك في تلك الأوقات (5). انتهي.
ح- الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسن الحلبي.
في المنتجب: فقيه صالح، أدرك الشيخ أبا جعفر الطوسي (و روي عنه،7.
ص: 84
و عن ابن البراج) (1) و قرأ عليه السيد الإمام أبو الرضا، و الشيخ الامام قطب الدين أبو الحسين الراونديان (2).
ط- أبو نصر الغاري.
في الرياض: كان من أجلّة مشايخ السيد فضل اللّه الراوندي، قال:
و الغاري- كما وجدته بخطّه الشريف- بالغين المعجمة، و لعلّ نسبته إلي الغار، و هي قرية من قري الأحساء، و هي معمورة إلي الآن، و قد دخلتها و كان فيها- في الأغلب- جماعة من العلماء (3)، انتهي.
و قال القطب الراوندي في قصص الأنبياء: أخبرني أبو نصر الغاري.
1- عن أبي منصور العكبري، و هو الشيخ الأجل الصدوق أبو منصور محمّد ابن أبي نصر محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبر المعدل، المذكور بهذا الوصف و النسب في أول الصحيفة الكاملة بعد أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد ابن شهريار الخازن الراوي عنه، و يروي هو:
عن أبي المفضل محمّد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني، كما فيها.
2- و عن السيدين المرتضي و الرضي (رحمهما اللّه): كما صرّح به القطب الراوندي في القصص (4).
ي- الشيخ أبو القاسم بن كميح.
في الرياض: فاضل، عالم، كامل، يروي (5) عن المفيد، و يروي عنه ابن شهرآشوب (6).2.
ص: 85
و في القصص: أخبرني الأستاذ أبو القاسم بن كميح.
عن الشيخ جعفر الدوريستي.
عن المفيد (رحمه اللّه) (1).
يا- الأستاذ أبو جعفر محمّد بن المرزبان.
عن الشيخ أبي عبد اللّه جعفر الدوريستي.
عن أبيه.
عن الصدوق (رحمه اللّه)، كذا في القصص (2).
يب- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين المؤدب القمي.
عن جعفر الدوريستي. إلي آخره كذا في القصص (3).
يج- الشيخ أبو سعد الحسن بن علي الأرابادي.
يد- الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمّد الحديقي، كلاهما:
عن أبي عبد اللّه جعفر الدوريستي.
يه- الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد المرشكي.
يو- الشيخ هبة اللّه بن دعويدار، فاضل، عالم، جليل الشأن.
يز- السيد علي بن أبي طالب السليقي، كلّهم:
عن الفقيه الجليل أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي.
يح- الشريف أبو السعادات هبة اللّه بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي الحسن بن عبد اللّه الأيمن بن عبد اللّه بن الحسن بن جعفر بن عبد الرحمن بن قاسم بن حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، المعروف: بابن الشجري البغدادي، المتولد في سنة 1.
ص: 86
خمس و أربعمائة، و المتوفي يوم الخميس لعشر بقين من شهر رمضان سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة.
كان من أكابر علماء الإمامية و مشايخهم، و من أئمة النحو، و اللّغة، و أشعار العرب و أيامها، صاحب الأمالي الذي ألفه في أربعة و ثمانين مجلسا، و أقواله منقولة في العلوم العربية و الأدبية كمغني اللبيب و غيره.
و في المنتجب: فاضل، صالح، مصنّف الأمالي، شاهدت غير واحد قرأها عليه (1)، و له نوادر و قصص مذكورة في التراجم.
و ذكره ابن خلكان في تاريخه (2)، و السيوطي في الطبقات (3)، كما تقدم (4) في ترجمة القطب الرازي.
و قال تلميذه أبو البركات عبد الرحمن بن محمّد الأنباري في كتاب نزهة الأدباء: شيخنا الشريف أبو السعادات هبة اللّه بن علي بن محمّد بن حمزة العلوي الحسني. إلي أن قال: و كان الشريف ابن الشجري أنحي من رأينا من علماء العربية، و آخر من شاهدناهم من حذاقهم و أكابرهم، توفي سنة 522 (5).
1- عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي بطرقه السابقة (6).
2- و عن ابن قدامة.
عن السيد الرضي (رحمه اللّه).1.
ص: 87
يط- الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمّد الصواني، المتقدم ذكره (1).
ك- الأستاذ أبو جعفر بن كميح، أخو الأستاذ أبي القاسم المتقدم ذكره (2).
في الرياض: فقيه، فاضل، من مشايخ ابن شهرآشوب (3) يروي:
عن أبيه كميح.
في الرياض: فاضل، عالم، جليل، من أعاظم علماء الأصحاب (4).
عن القاضي ابن البراج و قد تقدم (5).
كا- السيد الجليل ذو الفقار بن محمّد الحسني (6) الآتي إن شاء اللّه تعالي. في مشايخ السيد فضل اللّه الراوندي (7).
كب- الشيخ عبد الرحيم البغدادي، المعروف: بابن الأخوة.
1- عن السيدة النقيّة بنت السيد المرتضي.
في الرياض: كانت فاضلة جليلة، تروي عن عمّها السيد الرضي جامع كتاب نهج البلاغة، و يروي عنها الشيخ عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن الاخوة، علي ما أورده القطب الراوندي في آخر شرحه علي نهج البلاغة (8).9.
ص: 88
و يروي عن ابن الأخوة أيضا: عماد الدين علي بن الامام قطب الدين.
ففي إجازة صاحب المعالم في طرق نجم الدين جعفر بن نما: و يروي جميع كتب المرتضي أيضا:
عن والده.
عن الشيخ علي بن قطب الدين الراوندي.
عن شيخه و أستاذه الامام أبي الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة البغدادي.
2- عن الشيخ أبي غانم العصمي الهروي الشيعي الإمامي.
عنه رحمه اللّه (1).
كج- الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن علي النيشابوري، الآتي في مشايخ السيد الراوندي (2)، روي عنه في دعواته (3).
هذا، و له مشايخ أخر من العامة لا حاجة إلي ذكرهم.
و له (4) ولدان فاضلان:
أحدهما: الشيخ نصير الدين أبو عبد اللّه الحسين الشهيد، و قد مرّ في ترجمة الشهيد الثاني (5).
و الثاني: الشيخ الامام عماد الدين أبو الفرج علي، و قد مر في مشايخ علي بن طاوس (6).3.
ص: 89
و في الرياض: و كان والده و جدّه أيضا من العلماء (1) انتهي.
و لم أجد تاريخ وفاته، إلّا أنّ فراغه من تأليف فقه القرآن كان سنة 562، و قبره الشريف في قم في قريب من مزار السيدة فاطمة (عليها السلام) معروف يزار و يتبرك به (2).
السابع عشر (3): الأستاذ أبو جعفر.
الثامن عشر: الأستاذ أبو القاسم.
قال في المناقب: و أمّا أسانيد كتب المفيد فعن أبي جعفر، و أبي القاسم ابني كميح.
عن أبيهما.
عن ابن البراج.
عن الشيخ.
و من طرق أبي جعفر الطوسي أيضا عنه (4).
في الأمل: عالم فقيه (5).
و قال علي بن طاوس في المهج: و حدث- أيضا- الشيخ السعيد السيد العالم التقي نجم الدين كمال الشرف ذو الحسبين أبو الفضل المنتهي بن أبي زيد ابن كيابكي الحسيني في داره بجرجان في ذي الحجّة من سنة ثلاث و خمسمائة (6).
ص: 90
و في المناقب- في ذكر طرقه إلي كتب الشيخ الطوسي-: و حدثنا به أيضا المنتهي بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني، و محمّد بن الحسن الفتال النيشابوري، و جدّي شهرآشوب عنه أيضا- سماعا و قراءة و مناولة و إجازة- بأكثر كتبه و رواياته (1).
عن أبيه أبي زيد.
في الرياض: هو السيد عبد اللّه بن علي كيابكي ابن عبد اللّه بن عيسي ابن زيد بن علي الحسيني الكجي الجرجاني الذي يروي عنه ولده السيد المنتهي ابن أبي زيد، و هو يروي:
عن السيد المرتضي، و السيد الرضي (2)، و صرّح بذلك في المناقب أيضا (3).
الآتي في مشايخ السيد الراوندي (4).
الواحد و العشرون: القاضي السيد ناصح الدين أبو الفتح عبد الواحد ابن محمّد بن (5) المحفوظ بن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد التميمي الآمدي.
في الرياض: فاضل، عالم، محدّث، إمامي، شيعي، و لكن قال في شأن علي عليه السلام في ديباجة كتابه غرر الحكم هكذا: علي كرّم اللّه وجهه، فلعلّه من باب التقية، أو هو من النساخ، و قال: اعلم أنّ نسبه علي ما وجدناه في بعض المواضع هكذا: القاضي السيد. إلي آخر ما ذكرناه، و المشهور أنه لم يكن من
ص: 91
السادات، فلاحظ (1).
قال: و بالجملة فقد عدّه جماعة من الفضلاء من جملة أجلّة العلماء الإمامية، منهم ابن شهرآشوب في أوائل كتاب المناقب حيث قال- في أثناء تعداد كتب الخاصة، و بيان أسانيد تلك الكتب-: و قد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم (2).
و قد عوّل عليه و علي كتابه هذا المولي الأستاذ الاستناد في البحار، و جعله من الإمامية، و ينقل عن كتابه فيه، قال رحمه اللّه في أوّل البحار: و كتاب غرر الحكم، و درر الكلم للشيخ عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد، و يظهر مما سننقل عن ابن شهرآشوب أن الآمدي كان من علمائنا، و أجاز له رواية هذا الكتاب (3)، ثم نقل ما في معالم ابن شهرآشوب (4)، ففيه: عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد الآمدي التميمي له غرر الحكم، و درر الكلم يذكر فيه أمثال أمير المؤمنين عليه السلام (5).
و بالجملة فلا مجال للشكّ في كونه من علمائنا الإماميّة.
أمّا أوّلا: فلذكره ابن شهرآشوب في المعالم، كما عرفت.
و أمّا ثانيا: فلتصريحه بذلك في المناقب، فإنه قال فيه: فأمّا طرق العامة فقد صحّ لنا اسناد البخاري عن أبي عبد اللّه محمّد بن الفضل. و ساق أسانيده إلي كتبهم في فنون العلوم الشرعية في كلام طويل، ثم قال: فأمّا أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، ثم ساق أسانيده 9.
ص: 92
إلي كتب المشايخ. إلي أن قال: و قد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم، و وجدت بخطّ أبي طالب الطبرسي كتابه الاحتجاج (1). و هذا كالنص منه علي أنه منّا، و إلّا لأدرجه في الذين فارقوا عنّا.
و أمّا ثالثا: فلأن المتأمل في هذا الكتاب الشريف الخبير بأحاديث كتب أصحابنا يعلم أنه جمع ما فيه منها و استخرجه عنها، و هذا متوقف علي الانس بمؤلفات أصحابنا، و طول التصفح في الأخبار المناسبة له.
و هذا من غير الإمامي المخلص بعيد غايته، بل لم نجد فيهم من دخل في هذا الباب، و تمسّك بطريقة الأصحاب.
و أمّا رابعا: فلأنه أخرج فيه بعض الأخبار الخاصة التي يستوحش منها المريضة قلوبهم، كقوله عليه السلام: أنا قسيم النار، و خازن الجنان، و صاحب الأعراف، و ليس منّا أهل البيت إمام إلّا و هو عارف بأهل ولايته، و ذلك لقول اللّه تعالي: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ (2).
و قوله (عليه السّلام): أنا كأب الدنيا لوجهها، و قادرها بقدرها، و رادّها علي عقبها (3).
و قوله (عليه السلام): إنّا لننافس علي الحوض، و إنا لنذود عنه أعداءنا، و نسقي منه أولياءنا، فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا (4).
و قوله (عليه السلام): أنا و أهل بيتي أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء (5).2.
ص: 93
و قوله (عليه السلام): أنا خليفة رسول اللّه فيكم، و مقيمكم علي حدود دينكم، و داعيكم إلي جنّة المأوي (1).
و قوله (عليه السلام): بنا اهتديتم الظلماء، و تسنّمتم العليا، و بنا انفجرتم عن السّرار (2).
و قوله (عليه السلام): بنا فتح اللّه، و بنا يختم، و بنا يمحو ما يشاء و يثبت، و بنا يدفع اللّه الزمان الكلب و بنا ينزل اللّه الغيث، فلا يغرّنكم باللّه الغرور (3).
و قوله (عليه السلام): لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه و مولجه، و جميع شانه لفعلت، لكني أخاف أن تكفروا في برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلّا أني مفضية إلي الخاصّة ممن يؤمن ذلك منه (4). إلي آخره.
و قوله (عليه السلام): وا عجبا، أن تكون الخلافة بالصحابة و لا تكون بالصحابة و القرابة (5)!!.
و قوله (عليه السلام): و الذي فلق الحبّة، برأ النسمة، ما أسلموا و لكن استسلموا، و أسرّوا الكفر، فلمّا وجدوا أعوانا عليه أعلنوا ما كانوا أسرّوا، و أظهروا ما كانوا أبطنوا (6).
و قوله (عليه السلام): و لقد قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إنّ رأسه لعلي صدري، و لقد سالت نفسه في كفّي، فأمررتها علي وجهي، و لقد 3.
ص: 94
ولّيت غسله صلّي اللّه عليه و آله و الملائكة أعواني، فضجّت الدار و الأفنية، ملأ يهبط و ملأ يعرج، و ما فارقت سمعي هينمة (1) منهم يصلّون عليه [حتي] (2) و اريناه صلوات اللّه عليه، فمن ذا أحقّ به حيّا و ميتا (3)؟! و قوله (عليه السلام): لا تخلو الأرض من قائم للّه بحججه، إمّا ظاهرا مشهورا، و إمّا باطنا مغمورا، لئلّا تبطل حجج اللّه و بيناته (4).
و قوله (عليه السلام): نحن دعاة الحق، و أئمّة الخلق، و ألسنة الصدق، من أطاعنا ملك و من عصانا هلك (5).
و قوله (عليه السلام): و نحن باب حطّة، و هو باب السلام، من دخله سلم و نجا، و من تخلف عنه هلك (6).
و قوله (عليه السلام): نحن النمرقة (7) الوسطي، بها يلحق التالي، و إليها يرجع الغالي (8).
و قوله (عليه السلام): نحن أمناء اللّه علي عباده، و مقيمو الحق في بلاده، بنا ينجو الموالي، و بنا يهلك المعادي (9).6.
ص: 95
و قوله (عليه السلام): نحن شجرة النبوّة، و محط الرسالة، و مختلف الملائكة، و ينابيع الحكمة و معادن العلم، ناصرنا و محبّنا ينتظر الرحمة، [و عدونا] (1) و مبغضنا ينتظر السطوة (2).
و قوله (عليه السلام): إنّما الأئمة قوام اللّه علي خلقه، و عرفاؤه علي عباده، و لا يدخل الجنة إلّا من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النار إلّا من أنكرهم و أنكروه (3).
و قوله (عليه السلام): سلوني قبل أن تفقدوني، فإني بطرق السماء أخبر منكم بطرق الأرض (4).
و نظائر ذلك كثير في كتابه.
ثم إنّ صاحب الرياض مع سعة دائرة اطلاعه لم ينقل في ترجمته احتمال عاميّته عن أحد، بل صرّح بأن جملة من الفضلاء عدّوه من العلماء الإمامية (5)، فلا ينبغي التأمّل بعد ذلك فيه، و قد شرح كتابه الغرر و الدرر العالم المحقق جمال الدين الخوانساري بالفارسية بأمر سلطان عصره الشاه سلطان حسين الصفوي في مجلّدين كبيرين، رزقنا اللّه تعالي زيارته.
في الرياض: فاضل، عالم، فقيه، جليل، و هو من مشايخ ابن شهرآشوب، قال: و قد كان من مشايخ السيد فضل اللّه الراوندي أيضا علي ما رأيته
ص: 96
بخطّ السيد فضل اللّه المذكور، و قال في وصفه: و رؤيتها عن قاضي القضاة الأجل الإمام السعيد عماد الدين أبي محمّد الحسن الأسترآبادي، قاضي الري (1). انتهي.
و يحتمل قريبا أنه هو الذي روي عنه منتجب الدين في الأربعين، قال:
الحديث الحادي و الثلاثون إملاء قاضي القضاة عماد الدين أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد الأسترآبادي قراءة عليه (2). إلي آخره.
و يظهر من المناقب أنه يروي:
عن القاضي أبي المعالي أحمد بن علي بن قدامة (3).
في الأمل: فاضل، فقيه جليل، يروي عن المفيد، و المرتضي، و الرضي (4) (رحمهم اللّه).
و قال صاحب المعالم: و يروي أيضا- أي نجم الدين جعفر بن نما- الجزء الأول منه- أي غرر السيد- عن والده، عن الشيخ أبي الحسن علي بن يحيي الخيّاط، عن السيد الأجل الشريف شرف شاه بن محمّد بن الحسين بن زيارة الأفطسي، عن شيخه الفقيه جمال الدين أبي الفتوح الحسين بن علي الخزاعي، عن القاضي الفاضل حسن الأسترآبادي، عن ابن قدامة، عن السيد المرتضي رحمه اللّه تعالي (5).
و في نزهة الألباء لعبد الرحمن بن محمّد الأنباري تلميذ أبي السعادات ابن الشجري: أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة كان قاضي الأنبار، له معرفة بالفقه 7.
ص: 97
و الشعر، و كان أديبا، توفي لست عشر من شوال سنة ست و ثمانين و أربعمائة في خلافة المقتدي (1).
الثالث و العشرون: الشيخ الشهيد السعيد العالم النبيل أبو علي محمّد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي الحافظ الواعظ الفارسي النيسابوري، المدعو تارة: بالفتال، و أخري بابن الفارسي، و المنسوب إلي أبيه الحسن مرة، و إلي جدّه عليّ ثانية، و إلي جدّه أحمد ثالثة، و الكل تعبير عن شخص واحد كما يظهر بالتأمل في عبارة ابن شهرآشوب في المناقب (2).
و صرّح به أيضا صاحب البحار (3) و غيره من العلماء النقاد الأبرار، و هو مؤلف كتاب روضة الواعظين المعروف، و كتاب التنوير في التفسير، و تقدم ذكر شهادته في ترجمة الشهيد الثاني (4).
و في المنتجب- في موضع-: ثقة جليل (5).
و في موضع: ثقة و أيّ ثقة (6).
و في رجال ابن داود: متكلم، جليل القدر، فقيه عالم زاهد ورع (7).
أ- عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
ب- و عن أبيه الحسن بن علي.
عن السيد المرتضي، صرّح بذلك في المناقب (8).
ص: 98
شيخ الطبرسي صاحب الاحتجاج، صرّح بذلك في المناقب (1).
الخامس و العشرون: العالم المتبحر أبو الحسن، أو الحسن بن الشيخ أبي القاسم بن الحسين البيهقي، الفاضل المتكلم، الجليل المعروف:
بفريد خراسان (2).
في الرياض: كان من اجلّة مشايخ ابن شهرآشوب، و من كبار أصحابنا، كما يظهر من بعض المواضع (3).
و في معالم العلماء، في ذيل ترجمة والده كما يأتي (4): و لابنه أبي الحسن- و في بعض نسخه: و لابنه الحسين- فريد خراسان كتب منها: تلخيص مسائل من الذريعة للمرتضي، و الإفادة للشهادة، و جواب يوسف اليهودي العراقي (5).
انتهي.
و هو أول من شرح نهج البلاغة. و ساق نسبه تلامذته و رواة كتابه بعد خطبة الكتاب، و هي من الخطب البليغة الأنيقة، أولها:
الحمد للّه الذي حمده يفيض شعاب العرفان و مسائله، و يجمع شعوب الأجر الجزيل و قبايله. إلي آخره هكذا:
ص: 99
قال الشيخ الإمام السيد حجّة الدين فريد خراسان أبو الحسن بن الإمام أبي القاسم بن الإمام محمّد بن الإمام أبي علي بن الإمام أبي سليمان بن الإمام أيوب بن الإمام الحسن.
و الإمام الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن، كان مقيما بسيواري في ناحية بالشتان من نواحي بست، و هو الإمام الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد اللّه ابن عمر بن الحسن بن عثمان بن أيوب بن خزيمة بن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، و يعرف بأبي الحسن بن أبي القاسم البيهقي المقيم بنيسابور، حماها اللّه:
قرأت (1) كتاب نهج البلاغة-. إلي أن قال-: و لم يشرح قبلي من كان من الفضلاء السابقين هذا الكتاب بسبب موانع منها:
من كان متبحرا في علم الأصول كان قاصرا في علم اللغة و الأمثال.
و من كان كاملا فيهما كان غافلا عن أصول الطب و الحكمة و علوم الأخلاق.
و من كان كاملا في جميع هذه العلوم و الآداب كان قاصرا في التواريخ و أيام العرب.
و من كان كاملا في جميع ذلك كان غير معتقد لنسبة هذا الكلام إلي أمير المؤمنين (عليه السلام).
و من حصلت لديه هذه الأسباب لم يعثر بذخائر كنز التوفيق، فإن التوفيق كنز من كنوز اللّه يختصّ به من يشاء من عباده، و أنا المتقدم في شرح هذا الكتاب.
إلي أن قال: و من قبل التمس منّي الامام السعيد جمال المحققين أبو م.
ص: 100
القاسم علي بن الحسن الحونقي النيسابوري رحمه اللّه أن أشرح كتاب نهج البلاغة شرحا، و أصرح إقذاء الالتباس عن شربه صرحا، فصدّني الزمان عن إتمامه صدّا، و بني بيني و بين مقصودي سدّا، و انتقل ذلك الإمام الزاهد الورع من لجّة بحر الحياة إلي الساحل، و طوي من العمر جميع المراحل، و ودع أفراس المقام في دار الدنيا مع الرواحل، و كل انسان و إن طال عمرة فإن. و كان ذلك الإمام قارعا باب العفاف، قانعا عن دنياه بالكفاف، رحمة اللّه عليه.
إلي أن قال: و خدمت بهذا الكتاب خزانة كتب الصدر الأجل السيد العالم عماد الدولة و الدين، جلال الإسلام و المسلمين، ملك النقباء في العالمين، أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيي بن هبة اللّه الحسيني، فإنه جمع في الشرف بين النسب و الحسب، و في المجد بين الموروث و المكتسب، إذا اجتمعت السادة فهو نقيبهم و إمامهم، و إذا ذكرت الأئمة و العلماء فهو سيّدهم و همامهم، و إذا أشير إلي أصحاب المناصب فهو صدرهم، و إذا عدّ أرباب المراتب فهو فخرهم.
فأبقاه اللّه تعالي للسادات و العلماء صدرا ما صار الهلال بدرا (1). انتهي.
المقصود من نقله إحياء لدارس اسمه.
و ذكر في هذا الكتاب بعض طرقه إلي الرضي، و نحن نذكر عين عبارته، قال: قرأت كتاب نهج البلاغة علي الإمام الزاهد الحسن بن يعقوب بن أحمد القارئ، و هو و أبوه في فلك الأدب قمران، و في حدائق الورع ثمران، في شهور سنه ست عشرة و خمسمائة، و خطّه شاهد لي بذلك، و الكتاب سماع له عن الشيخ جعفر الدوريستي الفقيه، و الكتاب سماع لي عن والدي الإمام أبي القاسم زيد بن محمّد البيهقي.
و له إجازة. عن الشيخ جعفر الدوريستي، و خطّ الشيخ جعفر شاهد 7.
ص: 101
عدل بذلك.
و بعض الكتاب أيضا سماع لي عن رجال لي (رحمة اللّه عليهم) و الرواية الصحيحة في هذا الكتاب رواية أبي الأغر محمّد بن همام البغدادي تلميذ الرضي، و كان عالما بإخبار أمير المؤمنين عليه السلام (1).
والد الشيخ المتقدم.
قال ابن شهرآشوب في المعالم: أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي، له حلية الأشراف، و هي في أنّ أولاد الحسين عليه السلام أولاد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله (2).
و قال في المناقب في أثناء أسانيده إلي كتب الخاصة: و ناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف (3).
و في ما ذكره إشكال من جهتين:
الأولي: أنّ كنية البيهقي هذا أبو القاسم لا أبو الحسين أو أبو الحسن.
و الثانية: أن اسم والده محمّد لا الحسين، و الإشكالان آتيان في كلام المنتجب و أربعينه أيضا.
ففي الأول: الشيخ أبو الحسين زيد بن محمّد بن الحسن البيهقي، فقيه صالح (4).
و في الثاني: الحديث الثلاثون: أخبرنا أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمّد البيهقي- قدم علينا الري- قراءة، أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن محمّد
ص: 102
ابن جعفر الحسيني الأسترآبادي (1). إلي آخره.
و يمكن أن يوجّه بتعدد الكنية له، و هو غير عزيز في الأصحاب و الرواة، و أن اسم أبي علي جدّه- كما تقدم في شرح نهج ولده- هو: الحسن، فما في المنتجب يوافقه، و ما في الأربعين و المناقب من باب سهو القلم. و تقديم الجدّ علي الأب، و كم له نظير في كلمات أمثالهم من المكثرين في التأليف، و احتمال كون المراد بأبي الحسن في المناقب هو الولد صاحب الشرح ساقط، لكون حلية الأشراف من مؤلفات أبيه.
هذا، و قال- ولده في شرح الخطبة الأولي من النهج-: و قد لقيت في زماني من المتكلمين من له السّنان الأخضم، و المقام الأكرم، يتصرف في الأدلة و الحجج تصرف الرياح في اللجج، كالنجم المضي ء للساري، و الثوب القشيب للعاري، منهم والدي الإمام أبو القاسم قدس اللّه روحه، و من تأمل تصنيفه المعمول بلباب اللباب، و حدائق الحدائق (2)، و مفتاح باب الأصول، عرف أنه في هذا الباب سبّاق غايات، و صاحب آيات (3). إلي آخره.
و قد ظهر ممّا ذكرنا أنه يروي:
أ- عن الشيخ الفقيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي.
ب- و عن السيد أبي الحسن علي بن محمّد، المتقدم (4).
في الرياض: كان من مشاهير سادات العلماء (5).
عن والده السيد محمّد بن جعفر.
ج- و عن السيد علي بن أبي طالب الحسيني- أو الحسني- الآملي.2.
ص: 103
في المنتجب: فقيه صالح (1).
عن السيد أبي طالب يحيي بن الحسين (2) بن هارون الحسيني الهروي، كان من أكابر علمائنا، يروي عن أبي الحسين النحوي سنة خمس و ثلاثمائة. له كتاب الأمالي الذي ينقل عنه السيد علي بن طاوس في مؤلفاته، و صاحب تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين.
و في الرياض: وجدت في بعض أسانيد كتاب الأربعين، و لعلّه لجدّ الشيخ منتجب الدين، هكذا: أخبرني أبو علي محمّد بن محمّد المقري (رحمه اللّه) بقراءتي عليه، قال: حدثنا السيد أبو طالب يحيي بن الحسين بن هارون العلوي الحسني أصلا قال: حدثنا أبو أحمد محمّد بن علي (رحمه اللّه) قال:
حدثنا محمّد بن جعفر القمي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، قال:
حدثنا الحسن بن محبوب، عن صفوان بن يحيي، عن الصادق عليه السلام (3).
انتهي.
و في هذا السند مواقع للنظر ليس هنا مقام ذكرها.
السابع و العشرون من مشايخ رشيد الدين ابن شهرآشوب-:
الطود الأشم، و البحر الخضم، السيد الإمام ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه ابن علي بن عبد اللّه. إلي آخر النسب المنتهي إلي الامام السبط الزكي عليه السلام، و قد ذكرناه في الفائدة السابقة في حال كتابه النوادر (4)، و ذكرنا بعض مقاماته العالية، فإنّه كان علّامة زمانه، و عميد أقرانه، و أستاذ أئمة عصره، و له تصانيف، منها: ضوء الشهاب في شرح الشهاب (5).
ص: 104
قال في البحار: و كتاب ضوء الشهاب كتاب شريف مشتمل علي فوائد جمّة خلت عنها كتب الخاصّة و العامة (1)، و هذا ظاهر لمن نظر فيما نقله عنه في البحار.
و مما استطرفنا عنه- و فيه غرابة و موعظة و اعتبار- ما ذكره في شرح قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، المروي في الشهاب: كاد الفقر أن يكون كفرا (2)، و كاد الحسد أن يغلب القدر (3). بعد شرح متن الخبر ما لفظه:
و هذا من أعجب القصص في الحسد، و هي من أعاجيب الدنيا. كان أيام موسي الهادي ببغداد رجل من أهل النعمة، و كان له جار في دون حاله، و كان يحسده، و يسعي بكل مكروه يمكنه، و لا يقدر عليه. قال: فلمّا طال عليه أمره، و جعلت الأيام لا تزيده إلّا غيظا، اشتري غلاما صغيرا فربّاه و أحسن إليه، فلمّا شبّ الغلام و اشتدّ و قوي عصبه، قال له مولاه: يا بني، إنّي أريدك لأمر من الأمور جسيم، فليت شعري، كيف لي أنت عند ذلك؟
قال: كيف يكون العبد لمولاه، و المنعم عليه المحسن إليه. و اللّه- يا مولاي- لو علمت أن رضاك في أن أتقحم في النار لرميت نفسي فيها، و لو علمت أن رضاك في أن أغرق نفسي في لجّة البحر لفعلت ذاك، و عدّد عليه أشياء، فسر بذلك من قوله، و ضمه إلي صدره، و أكبّ عليه يترشفه و يقبّله، و قال: أرجو أن تكون ممّن يصلح لما أريد.7.
ص: 105
قال: يا مولاي، إن رأيت أن تمنّ علي عبدك فتخبره بعزمك هذا ليعرفه، و يضمّ عليه جوانحه، قال: لم يأن ذلك بعد، و إذا كان فأنت موضع سري، و مستودع أمانتي.
فتركه سنة، فدعاه، فقال: أي بني، قد أردتك للأمر الذي كنت أرشحك له.
قال له: يا مولاي مرني بما شئت، فو اللّه لا تزيدني الأيام إلّا طاعة لك.
قال: إن جاري فلانا قد بلغ مني مبلغا أحبّ أن أقتله.
قال: فأنا أفتك به الساعة.
قال: لا أريد هذا، و أخاف أن لا يمكنك، و إن أمكنك ذلك أحالوا ذلك عليّ. و لكنّي دبّرت أن تقتلني أنت و تطرحني علي سطحه، فيؤخذ و يقتل بي.
فقال له الغلام: أتطيب نفسك بنفسك، و ما في ذلك تشف من عدوك؟
و أيضا فهل تطيب نفسي بقتلك، و أنت أبرّ من الوالد الحدب و الام الرفيقة؟
قال: دع عنك هذا، فإنّما كنت أربّيك لهذا، فلا تنقض عليّ أمري، فإنه لا راحة لي إلّا في هذا.
قال: اللّه اللّه في نفسك يا مولاي، و أن تتلفها للأمر الذي لا تدري أ يكون أم لا، و إن كان لم تر منه ما أمّلت و أنت ميّت.
قال: أراك لي عاصيا، و ما أرضي حتي تفعل ما أهوي.
قال: أما إذا صحّ عزمك علي ذلك فشأنك و ما هويت، لأصير إليه بالكره لا بالرضا، فشكره علي ذلك، و عمد إلي سكين فشحذها و دفعها إليه، و أشهد علي نفسه أنّه دبّره، و دفع إليه من ثلث ماله ثلاثة آلاف درهم، و قال:
إذا فعلت ذلك فخذ في أي بلاد اللّه شئت.
فعزم الغلام علي طاعة المولي بعد التمنع و الالتواء.
ص: 106
فلما كان في آخر ليلة من عمره قال: تأهب لما أمرتك به فإني موقظك في آخر الليل، فلما كان في وجه السحر قام و أيقظ الغلام فقام مذعورا، و أعطاه المدية، فجاء حتي تسوّر حائط جاره برفق، فاضطجع علي سطحه، و استقبل القبلة ببدنه، و قال للغلام: ها، و عجّل. فترك السكين علي حلقه، و أفري أوداجه و رجع إلي مضجعه، و خلّاه يتشحّط في دمه.
فلما أصبح أهله خفي عليهم خبره، فلما كان آخر النهار أصابوه علي سطح جاره مقتولا، فأخذ جاره و احضروا وجوه المحلّة لينظروا إلي الصورة، و رفعوه و حبسوه، و كتبوا بخبره إلي الهادي، فأحضره فأنكر أن يكون له علم بذلك، و كان الرجل من أهل الصلاح، فأمر بحبسه.
و مضي الغلام إلي أصبهان، و كان هناك رجل من أولياء المحبوس و قرابته، و كان يتولّي العطاء للجند بأصبهان، فرأي الغلام و كان عارفا فسأله عن أمر مولاه، و قد كان وقع الخبر إليه، فأخبره الغلام حرفا حرفا، فأشهد علي مقالته جماعة و حمله إلي مدينة السلام، و بلغ الخبر الهادي فأحضر الغلام فقص أمره كلّه عليه، فتعجب الهادي من ذلك، و أمر بإطلاق الرجل المحبوس، و إطلاق الغلام أيضا (1). انتهي.
و من مؤلفاته الدائرة رسالته في أدعية السرّ، و سنده إليها، و قد فرّقها الأصحاب في كتب الأدعية، و قد أدرجها بتمامها الكفعمي في البلد الأمين، و عندنا منها نسخة، و لم أعثر علي باقي مؤلفاته، كالكافي في التفسير، و ترجمة الرسالة الذهبية، و الأربعين.
و له أولاد و أحفاد و أسباط علماء أتقياء مذكورون في تراجم الأصحاب، منهم:ا.
ص: 107
السيد الإمام أبو الحسن عزّ الدين علي بن السيد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل اللّه.
قال السيد علي خان في كتاب الدرجات الرفيعة: هو شبل ذلك الأسد، و سالك نهجه الأسدّ، و العلم بن العلم، و من يشابه أبه فما ظلم، كان سيّدا عالما، فاضلا فقيها، ثقة أديبا، شاعرا، ألّف و صنّف، و قرّط بفوائده الأسماع و شنّف، و نظم و نثر، و حمد منه العين و الأثر، فوائده في فنون العلم صنوف، و فرائده في آذان الدهر شنوف.
و من تصانيفه تفسير كلام اللّه المجيد، لم يتمه. و الطراز المذهب في إبراز المذهب، و مجمع اللطائف و منبع الطرائف، و كتاب غمام الغموم، و كتاب مزن الحزن، و كتاب نثر اللآلي لفخر المعالي، و كتاب الحسيب النسيب للحسيب النسيب، و هو ألف بيت في الغزل و التشبيب. و كتاب غنية المتغني و منية المتمني، و من نظمه الباهر المرزي بعقود الجواهر (1).، ثم ساق جملة من إشعاره.
انتهي.
و عندنا نسخة من نهج البلاغة بخط بعض أسباطه، قال في آخره: فرغ من إتمام تحريره العبد الضعيف المحتاج إلي رحمة اللّه و غفرانه، الحسن بن محمّد ابن عبد اللّه بن علي الجعفري الحسني، سبط الامام أبي الرضا الراوندي قدّس اللّه روحه، في ذي القعدة من سنة إحدي و ثلاثين و ستمائة. انتهي.
و الجعفري: نسبة إلي جعفر بن الحسن المثني من أجداد السيد ضياء الدين.
و في الدرجات الرفيعة أيضا: و له مدرسة عظيمة بكاشان ليس لها نظير في وجه الأرض، يسكنها من العلماء و الفضلاء و الزهاد و الحجاج خلق كثير، و فيها 1.
ص: 108
يقول ارتجالا:
و مدرسة أرضها كالسماء تجلّت علينا بآفاقها
كواكبها عزّ أصحابها و أبراجها عزّ أطباقها
و صاحبها الشمس ما بينهم تضي ء الظلام بإشراقها
فلو أنّ بلقيس مرّت بها لأهوت لتكشف عن ساقها
و ظنّته صرح سليمان إذ يمرد بالجن حذّاقها
قال رحمه اللّه: و كان السيد المذكور موجودا إلي سنة ثمان و أربعين و خمسمائة (1). انتهي.
و يروي هذا السيد الجليل عن جمّ غفير من المشايخ الأجلّة، نذكر منهم ما عثرنا عليه:
الأول: الإمام الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني، كما مرّ في الفائدة السابقة في شرح حال كتاب نوادره (2).
الذي مرّ في مشايخ القطب الراوندي (3).
ابنا السيد الداعي الحسيني، و مرّ ذكرهما في مشايخ المنتجب (4).
الذي مرّ
ص: 109
في مشايخ القطب الراوندي (1).
في الرياض: صرّح به السيد فضل اللّه نفسه في طيّ تعليقاته علي كتاب الغرر و الدرر (2).
من مشايخ القطب الراوندي.
المتقدم ذكره (3).
يروي هو و القاضي الأسترآبادي:
عن القاضي أبي المعالي أحمد بن قدامة.
أ- عن السيدين الجليلين المرتضي و الرضي.
قال في الرياض: إنه كان من مشايخ السيد فضل اللّه، علي ما وجدته بخطّه الشريف في بعض إجازاته (4).
ب- و يروي ابن قدامة عن المفيد أيضا.
المتقدّم ذكره في مشايخ ابن شهرآشوب (5).
في الرياض: وجدت علي ظهر نسخة الأمالي للصدوق صورة خطّ هذا
ص: 110
السيد- يعني السيد فضل اللّه- هكذا: أخبرني بهذا الكتاب الشيخ الفقيه علي ابن عبد الصمد التميمي إجازة، و كتب بها إليّ من نيسابور في شهر ربيع الأول (1) من سنة تسع و عشرين و خمسمائة، و كذلك أجاز لولديّ أحمد و عليّ أبقاهما اللّه، قال: أخبرني والدي الشيخ الفقيه الزاهد علي بن عبد الصمد، عن السيد العالم أبي البركات علي بن الحسين الجوري (رحمه اللّه)، عن ممليه (2).
و قد مرّ مع أخيه (3)
في الأمل: فاضل يروي عنه فضل اللّه بن علي الراوندي (4).
و في الرياض: و منهم- أي من مشايخه- مكّي بن أحمد المخلطي، عن أبي غانم العصمي الهروي، عن المرتضي، علي ما وجدته بخطّه الشريف، و الخط متوسط علي ظهر كتاب الغرر و الدرر في إجازته لتلميذه السيد ناصر الدين أبي المعالي محمّد، و للسيد فضل اللّه تعليقات كثيرة علي كتاب الغرر و الدرر (5).
و قال صاحب المعالم: و ذكر السيد غياث الدين في إجازته: أنّه يروي جميع كتب السيد المرتضي عن الوزير العلامة السعيد نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي، عن والده، عن السيد فضل اللّه الراوندي الحسني، عن مكّي بن أحمد المخلطي، عن أبي علي بن أبي غانم العصمي، عنه (6).
ص: 111
الثالث عشر: أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي (1) علي ما ذكره في البحار في رواية النيروز (2).
في الرياض: الشيخ الأجل علي بن الحسين بن محمّد، من مشايخ السيد فضل اللّه الراوندي، و يروي عنه المناجاة الطويلة لأمير المؤمنين عليه السلام، و هو يرويها عن أبي الحسن علي بن محمّد الخليدي، عن الشيخ أبي الحسن علي ابن نصر القطاني رضي اللّه عنه، عن أحمد بن الحسن بن أحمد بن داود الوثابي القاشاني، عن أبيه، عن علي بن محمّد بن شيرة القاساني، عن مولانا الحسن العسكري عليه السلام (3).
و قال في موضع آخر: و يروي الشيخ تاج الدين محمّد بن محمّد الشعيري، عن السيد فضل اللّه المناجاة الطويلة لعلي عليه السلام، و هو يرويها عن علي بن الحسين. إلي آخره (4).
عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، كما يظهر من كتاب الدعوات للقطب الراوندي.
و قال العلامة في الإجازة الكبيرة: الندبة لمولانا زين العابدين علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما، رواها: الحسن بن الدّربي، عن نجم الدين عبد اللّه ابن جعفر الدوريستي، عن ضياء الدين أبي الرضا فضل اللّه بن علي الحسني بقاشان، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسن المقري (1)، عن الحاكم أبي القاسم عبد اللّه بن عبيد اللّه الحسكاني، عن أبي القاسم علي بن محمّد العمري، عن أبي جعفر محمّد بن بابويه (2). إلي آخره.
و قال الشيخ منتجب الدين: الشيخ الإمام قطب الدين أبو جعفر محمّد ابن علي بن الحسن المقري النيسابوري، ثقة عين، أستاذ السيد الإمام أبو الرضا و الشيخ الإمام أبو الحسين- يعني القطب الراوندي- له تصانيف منها التعليق، الحدود، الموجز في النحو، أخبرنا بها أبو الرضا فضل اللّه بن علي الحسني، عنه (3).
القطب الراوندي.
هذا و عدّ الفاضل المعاصر في الروضات من مشايخه الحسين بن مؤدّب القمّي، و الشيخ هبة اللّه بن دعويدار، و أبي السعادات الشجري (1)، و لم أعثر علي مأخذ كلامه، و ظنّي أنه اشتبه عليه السيد الراوندي بالقطب الراوندي، فإن هؤلاء المشايخ من مشايخ القطب الراوندي، كما تقدم (2).
بن أبي جعفر أحمد- الملقب بحميدان أمير اليمامة- ابن إسماعيل- قتيل القرامطة- ابن يوسف بن محمّد بن يوسف الأخيضر بن موسي الجون بن عبد اللّه المحض بن الحسن المثني بن السبط الزكي الحسن بن علي عليهما السلام المروزي (3).
في الدرجات: حسام المجد القاطع، و قمر الفضل الساطع، و الإمام الذي عرف فضله الإسلام، و أوجبت حقّه العلماء الأعلام، و نطقت بمدحه أفواه المحابير، و ألسن الأقلام، و سعي جهده في بث أحاديث أجداده الكرام عليهم السلام. قلّما خلت إجازة من روايته لسعة علمه و درايته، و الثقة بورعه و ديانته، كان فقيها عالما متكلما، و كان ضريرا (4).
و في المنتجب: عالم دين، يروي عن السيد الأجل المرتضي أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي، و الشيخ الموفق أبي جعفر محمّد بن الحسن قدّس اللّه
ص: 114
روحهما، و قد صادفته و كان ابن مائة سنة و خمس عشر سنة (1) (2).
و وصفه صاحب عمدة الطالب بقوله: الفقيه العالم المتكلم الضرير (3). إلي آخره.
و هذا السيد الجليل يروي عن جماعة:
أ- الشيخ الطوسي.
ب- الشيخ محمّد بن علي الحلواني، تلميذ السيد المرتضي.
عنه رحمه اللّه.
ج- الشيخ الجليل خرّيت صناعة الرجال أبي العباس أحمد بن علي النجاشي (4)، صاحب الرجال.
د- الشيخ أبو الخير بركة بن محمّد بن بركة الأسدي.
في المنتجب: فقيه ديّن، قرأ علي شيخنا أبي جعفر الطوسي، و له كتاب حقائق الإيمان في الأصول، و كتاب الحجج في الإمامة، و كتاب عمل الأديان و الأبدان، أخبرنا بها السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني المروزي، عنه (5).
ه- الشيخ سلّار بن عبد العزيز الديلمي، كما صرّح به صاحب المعالم في الإجازة الكبيرة (6).8.
ص: 115
و- السيد المرتضي، كما تقدم في كلام المنتجب (1).
العشرون: من مشايخه و مشايخ جلّ من في طبقته: الشيخ الجليل الملقب بالمفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي المقري النيسابوري ثم الرازي.
في المنتجب: فقيه الأصحاب بالري، قرأ عليه في زمانه قاطبة المتعلمين من السادة و العلماء، و هو قد قرأ علي الشيخ أبي جعفر الطوسي جميع تصانيفه، و قرأ علي الشيخين سالار و ابن البرّاج، و له تصانيف بالعربية و الفارسية في الفقه (2).
و قال السيد علي بن طاوس في المهج: إنه قد حدّث الشيخ أبو علي ولد الشيخ الطوسي. إلي أن قال: و كذا الشيخ المفيد شيخ الإسلام عزّ العلماء أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي الرازي، في مدرسته بالري في شعبان سنة ثلاث و خمسمائة (3). إلي آخره.
و في الرياض: وجدت علي ظهر نسخة من التبيان للشيخ الطوسي إجازة منه بخطه الشريف للشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار هذا، و كانت صورتها هكذا:
قرأ عليّ هذا الجزء- و هو السابع من التفسير- الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه الرازي، أيّد اللّه عزّه، و سمعه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه، و أبو عبد اللّه محمّد بن هبة اللّه الورّاق الطرابلسي، و ولدي أبو علي الحسن بن محمّد، و كتب محمّد بن الحسن بن علي الطوسي في ذي الحجة من سنة خمس و خمسين و أربعمائة (4). انتهي.
و هذا الشيخ يروي عن جماعة:
ص: 116
أولهم: شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (رحمه اللّه).
ثانيهم: القاضي ابن البرّاج، و قد تقدم في مشايخ شاذان (1).
ثالثهم: الشيخ الجليل أبي يعلي حمزة بن عبد العزيز الديلمي الطبرستاني، المدعو: بسلّار في ألسنة الفقهاء، و جملة من التراجم تارة، و بسالار فيها أخري، و لعلّه الأظهر- كما في الرياض- فإنه لا معني يعرف للأول. و أمّا الثاني فهو الرئيس بلغة الفرس كما يقولون اسمه سالار، و سپهسالار، قال:
و لعله كتب سلار بعنوان رسم الخط، كما يكتبون الحارث بصورة: الحرث، و مالك: ملك، و القاسم: القسم، و غيرها. فصحّف باللام المشددة (2).
و بالجملة، فهو الفقيه الجليل صاحب كتاب المراسم في الفقه المعروف:
بالرسالة، الذي اختصره المحقق صاحب الشرائع بالتماس بعض أصحابه و غيره.
في المنتجب: فقيه ثقة عين (3).
و في الخلاصة: شيخنا المتقدم في العلم و الأدب، و غيرهما. و كان ثقة وجها، و له المقنع في المذهب. إلي آخره (4).
و في مجموعة الشهيد في طيّ أسامي الذين قرأوا علي السيد المرتضي: أبو يعلي سلّار بن عبد العزيز، كان من طبرستان، و كان ربّما يدرّس نيابة عن السيد، و كان فاضلا في علم الفقه و الكلام (5).
و ذكره السيوطي في الطبقات كما مرّ (6)، و فيها: إنه توفي في صفر سنة 0.
ص: 117
448 (1). و لكن في نظام الأقوال- كما في الرياض-: إنه توفي بعد الظهر يوم السبت لست خلت من شهر رمضان سنة 463 (2)، و عليه فتكون وفاته بعد الشيخ الطوسي، و فيه بعد.
و في الرياض: إن المولي حشري التبريزي الصوفي الشاعر، قال في كتاب تذكرة الأولياء- الذي عقده لذكر أسامي الأولياء و العلماء و الصلحاء و الأكابر و المشاهير المدفونين في تبريز و نواحيه-: إن سلّار بن عبد العزيز الديلمي مدفون في قرية خسرو شاه من قري تبريز.
و أقول: قد وردت عليها أيضا، و سمعت من بعض أكابرها، بل عن جميع أهلها أنّ قبره بها، و كان قبره هناك معروفا، و قد زرته بها، قال:
و خسرو شاه علي مرحلة من تبريز بقدر ستّة فراسخ (3).
و يروي سلّار:
عن شيخيه الجليلين علمي العلم و الهدي: الشيخ المفيد، و السيد المرتضي.
رابعهم: المولي الأجلّ ذو الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمّد بن بارئ الكاتب.
في الرياض: كان من أجلاء مشايخ أصحابنا المعاصرين للشيخ الطوسي.
و يروي عنه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي الرازي، كما يظهر من صدر سند خمسة عشر حديثا للحسن بن ذكوان الفارسي، صاحب أمير المؤمنين عليه السلام. و من أواخر مجمع البيان للطبرسي أيضا.1.
ص: 118
و قد أدرك الحسن بن ذكوان (1) المذكور زمن الرسول صلّي اللّه عليه و آله أيضا، و لكن لم يره، فإنه كان له يوم قبض النبيّ صلّي اللّه عليه و آله اثنتان و عشرون سنة، و هو قد كان علي دين المجوسية حينئذ، ثم أدركته السعادة الربانية بعد ذلك، فأسلم علي يد أمير المؤمنين عليه السلام، إلّا أنّ في صدر سند الأحاديث المذكورة، وقع بعنوان: الرئيس أبو الجوائز الحسن بن علي بن بارئ، و هو يروي عن الشيخ أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد الجرجراني، كما يظهر من أواخر مجمع البيان.
و يروي أبو الجوائز هذا عن جماعة، و يروي أيضا عن علي بن عثمان بن الحسين، عن الحسن بن ذكوان الفارسي المذكور، كما يظهر من صدر سند الأحاديث المذكورة.
قال: و صدرها هكذا: حدّث الأجل السيد المخلص، سعد المعالتين (2)، ذو الكفالتين، أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمّد بن بارئ الكاتب رحمه اللّه تعالي بالنيل، في ذي القعدة من سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، في مشهد الكاظم عليه السلام.
قال: حدثنا علي بن عثمان بن الحسين صاحب الديباجي، بتل هوازي من أعمال بطيحة، سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة، و لي يومئذ سبع سنين، قال:
كنت ابن ثماني سنين بواسط، و قد حضرها الحسن بن ذكوان الفارسي (رحمة اللّه) في سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة، أيام المقتدر باللّه العباسي، و قد بلغه خبره فاستدعاه إلي بغداد ليشاهده و يسمع منه، و كان لابن ذكوان حينئذ ثلاثمائة و خمسة و عشرون سنة. إلي آخره.ي.
ص: 119
و هذه الأحاديث(1) موجودة عندنا، و قد استنسخناها من نسخة في بع
ص: 120
مجموعة عتيقة جدا كانت بخطّ الوزيري الفاضل المشهور، و كان تاريخ كتابتها
****
و خمسين و ثلاثمائة قال: حدثني الحسن بن زكردان الفارسي الكندي صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في سلخ سنة ثلاثة عشر و ثلاثمائة بقرية إبراهيم من سواد الجاهدة و البطيحة و الشيخ مصعد إلي حضرة المقتدر ببغداد، لأنّ الوزير علي بن عيسي باسمه المقتدر في كثرة النفي الّتي نفاه فيها ابن الفرات إلي اليمن فاعطي علي بن عيسي الوزير خبر هذا الشيخ و انّه في بلد اليمن رجل يحدث عن علي عليه السلام و انّه صاحبه، و كان سنّ الشيخ ثلاثمائة و خمس و عشرون سنة فأراد أن يخرج إليه و يحظي بلقائه و السماع منه فوردت إليه الخريطة من بغداد باستدعائه و ذكر الرضا عنه، فاصعد و طالع المقتدر بخبر الشيخ فكتب المقتدر إلي اليمن حتي حمل علي يد أمير عمان و ادخل البصرة و الأمير بها يومئذ أبو صفوان بن الفارقي.
قال قيس بن أحمد فخرجت معه من البصرة إلي أن صرت بقرية إبراهيم فسألته أن يحدّثني بما ينفعني اللّه بعد أن لطفت له و قلت قد وجب حقّي عليك ببعد سفري في صحبتك، قال:
فحدثني الحسن ابن زگردان الفارسي الكندي قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام.
و ساق اثني عشر حديثا، ثمّ قال أبو الجوائز: حديث السلال عنه، حدثني علي بن عثمان قال حدثني المظفر بن الحسن بن سابق الواسطي السلال بتل هوازا في شهر ربيع الأول سنة ست و خمسين و ثلاثمائة و كان هذا الشيخ قد وافي إلي تل هوازا إلي ابن الجبلي الصانع و كان ابن عمه، قال: قدم إلي واسط في أيام ابن أبي الساج و مونس الخادم شيخ من اليمن يقال له: الحسن بن زكردان الفارسي الكندي، و كان له ثلاثمائة و خمسة و عشرون سنة قال: أنا رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النوم و أنا في بلدي، فخرجت إليه إلي المدينة فأسلمت علي يده، و سماني الحسن، و سمعت منه أحاديث كثيرة و شهدت معه مشاهده كلّها، فقلت يوما من الأيّام: يا أمير المؤمنين ادع اللّه لي، فقال: يا فارسي إنّك ستعمر و تحمل إلي مدينة يبنيها رجل من ولد عمّي العباس، تسمي في ذلك الزمان بغداد، و لا تصل إليها، تموت في موضع يقال له: المدائن. فكان كما قال عليه السلام، ليلة دخل المدائن مات رحمه اللّه.
و جلس للحديث بواسط فحدثنا ثلاثة أحاديث، و نظر إلي شيوخ الواسطيين يتغامزون فسألوه أن يحدّثهم زيادة فقال: لا أحدثكم أكثر من هذا.
ثمّ ساق الأحاديث الثلاثة بالسند المذكور و قال: و لم يحدّث بعد هذه الثلاثة الأحاديث بواسط شيئا، و اخرج إلي بغداد فمات بالمدائن فبقيت حسرة في قلوب أهل واسط. تمت الأخبار الزكردانيّات.
قال الأجلّ المخلص سعد المعالي ذو الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن بارئ الكاتب رحمه اللّه: و سمعت من غير واحد بعد ذلك من جماعة من أصحاب الحديث أنّ القوم الواسطيين
ص: 121
سنة أربع و سبعين و خمسمائة، و عليها إجازات الدوريستي، و الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست، و السانزواري الفاضل المعروف (1).
و الوزيري هو: القاضي بهاء الدين أبو الفتوح محمّد بن أحمد بن محمّد الوزيري.
****
أخرجوا في صحبته رسولا استأجروه من جهتهم و تقدموا إليه أنّه إن جاوز الحسن بن زكردان الفارسي المدائن بفرسخ واحد انحدر إليهم و يتركه ليغسلوا ما كتبوه عنه و إن توفّي هناك لم ينحدر إليهم إلّا بعد دفنه و مشاهدة مقبرة فلمّا عاد إليهم و أخبرهم بميتته بالمدائن و ذكر المكان الذي دفن فيه اشتدّ اسفهم و تشيع كثير منهم و قامت صحّة ما كان في عسره و استدعائه إلي بغداد و وفاته قبل الوصول إليها، في البقعة التي عين عليها يصدق ما أخبر به من قول الرسول صلّي اللّه عليه و آله فيه، و ما فرضه من طاعته و شهد به عن اللّه عز و جل، و الحمد للّه و الصلاة علي خير خلقه محمّد و آله الطاهرين. انتهي.
و هذه الأحاديث كلّها في الفضائل سوي أربعة:
الأول: من الطائفة الأولي قال قيس: ثم سكت عنّي، فقلت: أيّها الشيخ زدني، فقال:
أتعبتني، فصبرت عليه ساعة و رفقت به ثمّ قلت: أيّها الشيخ زدني، فقال: اكتب عنّي، سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: من أمرج عينيه فيما لا يحلّ له عجّل اللّه له ثلاث خصال، إن رزقه مالا لم يبارك له فيه، و إن تزيّن بزينة قبّحها اللّه في أعين الناظرين، و إن تزوج امرأة حرمه اللّه اللذة في زوجته.
الثاني: منها أيضا قال: ثمّ قال: اكتب عنّي، سمعت عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: ما من كتاب يلقي في مضيقة من الأرض فيه اسم من أسماء اللّه عزّ و جلّ إلّا بعث اللّه عزّ و جلّ سبعين ألف ملك يحفّونه بأجنحتهم و يحرسونه حتي يبعث اللّه إليه وليّا من أوليائه فيرفعه، و من رفع كتابا من الأرض فيه اسم من أسماء اللّه رفع اللّه اسمه في العلّيّين، و خفّف عن والديه العذاب و إن كانا مشركين.
الثالث: فيها أيضا خبر إدخال السرور علي الأخ المؤمن.
الرابع: من الطائفة الثانية حديث الجباء و الدّين و العقل، و آدم عليه السلام.
و هما موجودان في الجوامع العظام رحم اللّه من ألحق الخبرين السابقين ببابهما. (منه قدّس سرّه).5.
ص: 122
في المنتجب: عدل ثقة صالح (1).
و في الرياض: و كان من تلامذة الدوريستي، و السانزواري، و الشيخ منتجب الدين، و له إجازة منهم، و تلك الإجازات موجودة بخطوطهم عند المولي ذو الفقار، و كذا خطّ الوزيري أيضا (2).
و السانزواري: هو الشيخ أبو محمّد الحسن بن أبي علي بن الحسن السانزواري المعاصر للشيخ منتجب الدين، و قال في حقّه: فقيه صالح (3)، و السانزوار هو بعينه السبزوار البلدة المعروفة.
خامسهم (4): الشيخ الفقيه أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي، المتقدم ذكره (5).
المتقدم ذكره في مشايخ القطب الراوندي (6)، صرّح بذلك صاحب المعالم في الطريق إلي صحاح الجوهري (7).
الثاني و العشرون: من مشايخ السيد فضل اللّه، الفقيه الجليل الذي تنتهي أكثر إجازات الأصحاب إليه: أبو علي الحسن بن شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، العالم الكامل، المحدث النبيل، صاحب الأمالي، الدائر بين سدنة الأخبار، و يعبّر عنه تارة: بأبي عليّ، أو: أبي عليّ
ص: 123
الطوسي، و أخري بالمفيد، أو: المفيد الثاني (1).
في المنتجب: فقيه ثقة عين (2).
و في الأمل: كان عالما فاضلا، فقيها محدّثا، جليلا ثقة، له كتب منها كتاب الأمالي، و شرح النهاية- يعني لوالده- في الفقه، و غير ذلك (3).
و في المعالم: له المرشد إلي سبيل التعبد (4).
و هذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة.
و في الرياض: عن والده و طائفة من معاصريه (5)، و لكن أكثر رواياته التي عثرنا عليها عن والده الجليل.
و في الأمل في ترجمة سلّار: يروي عنه الشيخ أبو علي الطوسي (6).
و في الرياض: نقل روايته عن المفيد (7) أيضا، و تأمل فيه، و هو في محلّه، فإن وفاه المفيد سنة 413، و لم أعثر علي تاريخ وفاة أبي علي، إلّا أنه يظهر من 5.
ص: 124
مواضع من بشارة المصطفي أنه كان حيّا في سنة 515 (1)، فلو روي عنه لعدّ من المعمرين الذين دأبهم الإشارة إليه.
و قال السيد عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري: نقل من خطّ السيد علي بن عزام الحسيني رحمه اللّه: و سألته أنا عن مولده، فقال: سنة سبع و سبعين و خمسمائة، و توفي رضي اللّه عنه سنة سبعين، أو إحدي و سبعين و ستمائة، و قال لي: رأيت رياضا النوبية جارية أبي نصر محمّد بن أبي علي الطوسي.
أقول: و كانت أمّ ولده، و اسمه الحسن باسم جده أبي علي (2). إلي آخره.
و لم نعثر علي حال الحسن و أبيه (3) محمّد أنّهما من أهل الدراية و الرواية أو لا؟.
و قد و فينا بحمد اللّه تعالي بما تعهدناه من ذكر الطرق إلي أرباب المؤلفين و مشايخنا الخلف و السلف الصالحين، و اتصال السند إلي أصحاب المجاميع التي عليها تدور رحي مذهب الشيعة كالكتب الأربعة، و ما يتلوها في الاعتبار. و أمّا شرح الطرق منهم إلي مصنّفات الرواة من الأصول و الكتب، فالمتكفّل لذلك فهارستهم و كتبهم المسندة و مشيختها.
نعم بقي علينا الإشارة إلي نبذة من أحوال جملة من هؤلاء المشايخ الذين
ص: 125
إليهم تنتهي السلسلة في الإجازات، و تكرّرت الإشارة إلي أسامي بعضهم، و لنذكر منهم اثني عشر شيخا:
1- الكراجكي.
2- و النجاشي.
3- و الشيخ الطوسي.
4- و الرضي.
5- و علم الهدي.
6- و المفيد.
7- و ابن قولويه.
8- و الصدوق.
9- و النعماني.
10- و ثقة الإسلام.
11- و علي بن بابويه.
12- و أبو عمرو الكشي.
أمّا الأول: فهو الشيخ الجليل أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي، الفقيه الجليل الذي يعبّر عنه الشهيد- كثيرا ما في كتبه- بالعلامة، مع تعبيره عن العلامة الحلّي: بالفاضل.
و في المنتجب: فقيه الأصحاب (1).
و في الأمل: عالم فاضل، متكلم فقيه، محدّث ثقة، جليل القدر (2)، ثم ذكر بعض مؤلفاته، و لم أر من المترجمين من أستوفي مؤلفاته، فاللازم علينا ذكرها- و إن بنينا علي عدم ذكر الكتب في التراجم لوجودها- في الكتب
ص: 126
المعروفة.
فنقول: قال بعض معاصريه في فهرسته المخصوص لذلك، ما لفظه:
فهرست الكتب التي صنّفها الشيخ الفقيه أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي رضي اللّه عنه و أرضاه، الحمد للّه و صلواته علي سيدنا محمّد رسوله، و علي آله الطاهرين و سلامه.
كتاب الصلاة، و هو: روضة العابدين و نزهة الزاهدين، ثلاثة أجزاء.
فالجزء الأول في الفرائض، و الثاني في ذكر السنن، و الثالث في ذكر التطوع الذي ليس بمسنون، و ما ورد في الجميع من علم و عمل، مشتمل علي ثلاثمائة ورقة، عمله لولده (1).
الرسالة الناصرية في عمل ليلة الجمعة و يومها، عملها للأمير ناصر الدولة رضي اللّه عنه بدمشق، جزء واحد، خمسون ورقة، يشتمل علي ذكر المفروض و المسنون و المستحب.
كتاب التلقين لأولاد المؤمنين، صنّفه بطرابلس، جزء لطيف، كراستان.
كتاب التهذيب- متصل بالتلقين- صنّفه بطرابلس، يشتمل علي ذكر العبادات الشرعية بتقسيم يقرب فهمه، و يسهل حفظه، كثير الفوائد، جزء واحد، سبعون ورقة.
كتاب في المواريث، و هو: معونة الفارض علي استخراج سهام الفرائض. فيه ذكر ما يستحقه طبقات الوارث، و السبيل إلي استخراج سهامهم من غير انكسار. كتاب مفيد، صنّفه بطرابلس لبعض الاخوان، جزء واحد،
ص: 127
ستون ورقة.
كتاب المنهاج إلي معرفة مناسك الحاج، و هو منسك كامل يشتمل علي فقه، و عمل و زيارات، جزء واحد، يزيد علي مائة ورقة، صنّفه للأمير صارم الدولة يحج به.
كتاب المقنع للحاج و الزائر، سأله القائد أبو البقاء فرز بن برأك، جزء لطيف.
المنسك العضبي، أمره بعمله الأمير صارم الدولة، و عضبها ذو الفخرين بطبرية، قد ذاع في الأرض نسخه.
منسك لطيف في مناسك النسوان، أمره بعمله صارم الدولة حرس اللّه مدّته.
كتاب نهج البيان في مناسك النسوان، أمره بعمله الشيخ الجليل أبو الكتائب أحمد بن محمّد بن عماد، رفع اللّه درجته، و صنّفه بطرابلس، و هو خمسون ورقة.
كتاب الاستطراف فيما ورد في الفقه في الانصاف، و هو معني غريب لم يسبق إلي مثله، يتضمّن بذكر النصف في الفقه، صنّفه للقاضي أبي الفتح عبد الحاكم.
مختصر كتاب الدعائم للقاضي نعمان، و هو من جملة فقهاء الحضرة.
كتاب الاختيار من الأخبار، و هو اختصار كتاب الأخبار للنعمان، يجري مجري اختصار الدعائم.
كتاب ردع الجاهل و تنبيه الغافل، و هو نقض كلام أبي المحاسن المعري، الذي طعن به علي الشريف المرتضي في المسح علي الرجلين، عمل بطرابلس.
كتاب البستان في الفقه، و هو معني لم يطرق، و سبيل لم يسلك، قسم فيه أبوابا من الفقه، و فرّع كلّ فن منها حتي حصل كلّ باب شجرة كاملة، يكون نيفا و ثلاثين شجرة كاملة، صنّفه للقاضي الجليل أبي طالب عبد اللّه بن
ص: 128
محمّد بن عمار، أدام اللّه سلطانه و كبت شانئيه و أعدائه.
كتاب الكافي في الاستدال بصحّة القول برؤية الهلال، عمله بمصر نحوا من مائة ورقة.
و من الكتب الكلامية:
نقض رسالة فردان بعد المروزي، في الجزء أربعون ورقة.
كتاب غاية الإنصاف في مسائل الخلاف، يتضمّن النقض علي أبي الصلاح الحلبي رحمه اللّه في مسائل خلف (1) بينه و بين المرتضي، نصر فيها رأي المرتضي، و نصر والدي رحمه اللّه، و أبي المستفيد رضي اللّه عنهم (2).
كتاب حجّة العالم في هيئة العالم، هذا كتاب يتضمّن الدلالة علي أن شكل السموات و الأرض كشكل الكرة، و إبطال مقال من خالف في ذلك، جزء لطيف.
كتاب ذكر الأسباب الصادة عن معرفة الصواب، جزء لطيف.
رسالة نعتها: بدامغة النصاري، و هو نقض كلام أبي الهيثم النصراني فيما رام تثبيته من الثالوث و الاتحاد، جزء واحد.
كتاب الغاية في الأصول، بجزء منه القول في حدوث العالم و إثبات محدثة.
كتاب رياضة العقول في مقدّمات الأصول، جزء لطيف، لم يتم.
كتاب المراشد المنتخب من غرر الفوائد، يتضمّن تفسير آيات من القرآن، مائتا ورقة.ي.
ص: 129
جواب رسالة الأخوين، يتضمّن الردّ علي الأشعرية، و إفساد أقوالهم و طعنهم علي الشيعة، ستون ورقة.
و من الكتب في الإمامة:
عدّة البصير في حجّ يوم الغدير، هذا كتاب مفيد، يختص بإثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير، جزء واحد، مائتا ورقة، بلغ الغاية فيه حتي حصل في الإمامة كافيا للشيعة، عمله في هذه المسألة بطرابلس للشيخ الجليل أبي الكتائب عمار أطال اللّه بقاه.
كتاب التعجب في الإمامة من أغلاط العامة، هذا كتاب جمع فيه بين أقوالهم المتناقضة الشاهدة بمذاهبهم الفاسدة، نحوا من المائة ورقة.
كتاب الاستنصار في النص علي الأئمة الأطهار عليهم السلام، هذا كتاب يتضمن ما ورد من طريق الخاصة و العامة من النص علي أعداد الأئمة عليهم السلام، جزء لطيف.
كتاب معارضة الأضداد باتفاق الأعداد في فنّ من الإمامة، جزء لطيف.
المسألة القيسرانية في تزويج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عائشة و حفصة، جزء لطيف.
المسألة النباتية في فضل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه علي جميع البرية سوي سيدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
مختصر كتاب التنزيه، تصنيف المرتضي رحمه اللّه عبر ذكر الأنبياء، و بقي ذكر الأئمة صلوات اللّه عليهم.
كتاب الانتقام ممّن غدر أمير المؤمنين عليه السلام، و هو النقض علي ابن شاذان الأشعري فيما أورده في آية الغار، لم يسبق إلي مثله.
كتاب الفاضح في ذكر معاصي المتقلّبين علي مقام أمير المؤمنين عليه
ص: 130
السلام، لم يتم.
و من الكتب النجومية و ما يتعلق بها:
كتاب مزيل اللبس و مكمل الأنس.
كتاب نظم الدرر في مبني الكواكب و الصور، و هو كتاب لم يسبق إلي مثله، يتضمّن ذكر أسماء الكواكب المسمّاة علي ما نطقت به العرب و أهل الرصد.
كتاب إيضاح السبيل إلي علم أوقات الليل، هذا كتاب يتضمن ذكر المنازل الثمانية و العشرين و كواكبها، و مواقع بعضها من بعض، و صورها، و الإرشاد إلي معرفتها، و الاستدلال علي أوقات الليل بها، و هو كثير المنفعة، جزء واحد، مائتا ورقة.
كتاب في الحساب الهندي و أبوابه، و عمل الجذور و المكعبات المفتوحة و الصم.
و من الكتب المختلفة:
العيون في الآداب.
كتاب معدن الجواهر و رياضة الخواطر، يتضمّن من الآداب و الحكم ممّا روي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
كتاب رياض الحكم، و هو كتاب عارض به ابن المقفّع.
كتاب موعظة العقل للنفس، عملها لنفسه، نحو من الكراسين.
كتاب التعريف بوجوب حقّ الوالدين، عملها لولده، كرأسه واحدة.
كتاب أذكار الاخوان بوجوب حقّ الإيمان، أنفذها إلي الشيخ الأجل أبي الفرج البابلي، كرأسه.
نصيحة الاخوان، أنفذها إلي الشيخ أبي اليقظان أدام اللّه تعالي تأييده.
كتاب التحفة في الخواتيم، جزء لطيف.
الرسالة العلويّة في فضل أمير المؤمنين عليه السلام علي سائر البرية سوي
ص: 131
سيدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، عملها للشريف أبي طالب، جزء لطيف.
كتاب الجليس، هذا كتاب لم يسبق إلي مثله، عمله كالروضة المنشورة، ضمنه من سير الملوك و آدابهم، و تحف الحكماء و طرفهم، من ملح الأشعار و الآداب ما يستغني به عن المجموعات و غيرها، لم يصنّف مثله، الجملة تكون خمسة أجزاء، خمسمائة ورقة.
كتاب انتفاع المؤمنين بما في أيدي السلاطين، حداه علي عمله الإخوان حرسهم اللّه بصيداء.
كتاب الأنيس، يكون نحوا من ألفي ورقة، جعله مبوّبا في كلّ فنّ، لم يسبق إلي مثله، مات رحمه اللّه، و لم يبلغ غرضه من تصنيفه.
و من الأنساب:
مختصر كتاب ابن جذاع، للشريف (رحمه اللّه) في ذكر المعقبين من ولد الحسن و الحسين عليهما السلام.
تشجير في ذكر المعقبين من ولد الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهما، و لم يسبق إلي مثله.
كتاب الزاهد في آداب الملوك، للأمير صارم الدولة ذي الفضيلتين أدام اللّه علوه، لم يسبق إلي مثله، جزء لطيف.
كتاب كنز الفوائد، خمسة أجزاء، عمله لابن عمّه يتضمّن أصولا من الأدلة، و فنونا و كلاما في فنون مختلفة، و تفاسير آيات كثيرة، و مختصرات عملها عدة، و أخبارا سمعها مرويّة من الآداب، و نكتا مستحسنة.
تسلية الرؤساء، عملها للأمير ناصر الدولة (رضي اللّه عنه) جزء لطيف.
كتاب التأديب، عمله لولده، جزء لطيف.
المجالس في مقدمات صناعة الكلام، أمر بعملها الأمير صارم الدولة ذو الفضيلتين حرس اللّه عمره لما آثر الاطلاع بهذا العلم، بجزء منها ثمانية مجالس
ص: 132
و لم يتم، لم يسبق إلي مثل ترتيبه.
كتاب الإقناع عند تعذّر الإجماع، في مقدمات الكلام، لم يتم.
كتاب الكفاية في الهداية، في مقدمات أصول الكلام، لم يتم.
كتاب الأصول في مذهب آل الرسول عليهم السلام، يتضمّن الأخبار بالمذهب من غير أدلة، عملها للإخوان بصور في سنة ثمانية عشر و أربعمائة، جزء لطيف.
مختصر البيان عن دلالة شهر رمضان، يتضمن نصرة القول بالعدد في معرفة أوائل الشهور، و هو الكتاب المنقوص عمله بالرملة لقاضي القضاة، جزء لطيف.
جواب رسالة الحازمية في إبطال العدد، و تثبيت الرؤية، و هي الردّ علي أبي الحسن بن أبي حازم المصري تلميذ شيخي رحمة اللّه عليه. عقيب انتقاله (1) عن العدد، أربعون ورقة.
الرسالة العامرية في الجواب عن مسألة سألت عنها الغلاة، أمر بعملها الأمير قوام الدولة، و أنفذها إلي العامري القاضي، جزء لطيف، عملت بالقاهرة.
مختصر القول في معرفة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بالكتابة و سائر اللغات، عمل بالقاهرة لأبي اليقظان.
كرأسه مختصر طبقات الوارث، عمل للمبتدئين بطرابلس، لطيف.
الجدول المدهش، سأله في عمله سائل.م.
ص: 133
الرسالة الصوفية، و هي في خبر مظلوم و مراد، سأل في عملها بعض الإخوان.
كتاب الإيضاح عن أحكام النكاح، أمر بعمله الأمير ذخر الدولة بصيداء في سنة إحدي و أربعين و أربعمائة، يخرج في جزء واحد، فيه الخلاف بين الإمامية و الإسماعيلية.
رسالة التنبيه علي أغلاط أبي الحسن البصري، في فصل ذكره في الإمامة، لطيف.
الكتاب الباهر في الأخبار، لم يتم.
نصيحة الشيعة، لم يتم.
مسألة العدل في المحاكمة إلي العقل، لم يتم.
كتاب هداية المسترشد، لم يتم.
و يشتمل كنز الفوائد علي مختصرات عدّة:
منها: الذّخر للمعاد في صحيح الاعتقاد.
منها: الإعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين عليه السلام.
منها: رسالة في وجوب الإمامة.
التذكرة بأصول الفقه.
منها: البرهان علي طول عمر القائم صلوات اللّه عليه.
رسالة في مسح الرجلين في الوضوء.
منها: التنبيه علي حقيقة الملائمة.
منها: الإيضاح بين السنة و الإمامية.
و مجلس الكرّ و الفر.
منها: الكلام في الخلإ و الملأ.
و منها: الردّ علي الغلاة.
ص: 134
و منها: الرد علي المنجمين. انتهي.
و قد سقط من آخرها أسطر، كما أنه سقط منها أيضا من تصانيفه:
كتاب الإبانة عن المماثلة في الاستدلال بين طريق النبوّة و الإمامة، و هو كتاب لطيف لم يسبقه فيما أعلمه أحد، أثبت فيه أن طريق إثبات الإمامي للسني إمامة أمير المؤمنين و ولده عليهم السلام كطريق إثبات السني لليهودي نبوّة نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله، و أن الطريقين متماثلان، فذكر بعد المقدمات ما لفظه:
فصل: في حكاية مجلس، قد فرضنا أن ثلاثة اجتمعوا في مجلس:
أحدهم يهودي، و الآخر معتزلي، و الآخر شيعي إمامي، و أنهم تناظروا في النبوة و الإمامة، فتراجع بينهم النظر حتي حصل في التشبيه كالكر و الفرّ، إن اليهودي افتتح الكلام فسأل المعتزلي عن صحة نبوة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله؟.
فقال المعتزلي: الدليل علي ذلك أن اللّه أبانه بالمعجزات. إلي آخره فيقول اليهودي: من أين أثبت ذلك؟ فيتمسّك بالتواتر.
فيقول الشيعي: حجّتك علي اليهودي حجّة لنا. إلي آخره.
و هذا كتاب ينبئ عن دقّة نظره و تبحره، و جودة فكره.
و كتاب الفهرست: قال السيد علي بن طاوس في آخر الدروع الواقية:
و هذا جعفر بن أحمد- يعني القمّي صاحب كتاب المنبئ و المسلسلات و غيرها- عظيم الشأن من الأعيان، ذكر الكراجكي في كتاب الفهرست: أنّه صنّف مائتين و عشرين كتابا بقم و الري (1). إلي آخره.
و أمّا كتاب التعجب الذي أشار إليه، فهو أيضا كتاب لطيف جمع فيه ممّا تناقضت فيه أقوالهم، أو خالف فعالهم أقوالهم.2.
ص: 135
و من عجيب ما ذكره في الفصل الذي عقده لذكر بغضهم أهل البيت عليهم السلام، و أنّهم يدّعون محبتهم، و جوارحهم لهم مكذبة.
قال: و من عجيب أمرهم ما سمعته أنّهم في المغرب بمدينة قرطبة يأخذون في ليلة عاشوراء رأس بقرة ميتة و يجعلونه علي عصا و يحمل و يطاف به الشوارع و الأسواق، و قد اجتمع حوله الصبيان و يصفقون و يلعبون، و يقفون به علي أبواب البيوت، و يقولون: يا ستي المروسنة أطعمينا المطنفسة، يعنون القطائف، و أنها تعدّ لهم، و يكرمون و يتبركون بما يفعلون.
و حدثني شيخ بالقاهرة من أهل المغرب كان يخدم القاضي أبا سعيد بن العارفي، أنه كان ممّن يحمل هذا الرأس في المغرب و هو صبي في ليلة عاشوراء.
أ فتري هذه من فرط المحبّة لأهل البيت عليهم السلام، و شدة التفضيل لهم علي الأنام؟
و قد سمع هذه الحكاية بعض المتعصبين لهم، فتعجب منها و أنكرها، و قال: ما يستجيز مؤمن أن يفعلها.
فقلت: أعجب منها حمل رأس الحسين عليه السلام بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهما علي رمح عال، و خلفه زين العابدين عليه السلام مغلول اليدين إلي عنقه، و نساؤه و حريمه معه سبايا مهتكات علي أقتاب الجمال، يطاف بهم البلدان، و يدخل بهم الأمصار التي أهلها يظهرون الإقرار بالشهادتين، و يقولون: إنّهم من المسلمين، و ليس فيهم منكر، و لا أحد منفر، و لم يزالوا بهم كذلك إلي دمشق، و فاعلوا ذلك يظهرون الإسلام، و يقرءون القرآن، ليس منهم إلّا من تكرر سماعه قول اللّه سبحانه: قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبيٰ (1) فهذا أعظم من حمل رأس بقرة في بلدة واحدة.
و من عجيب قولهم أنّ أحدا لم يشر بهذا الحال، و يستبشر بما جري فيها 3.
ص: 136
من الفعال، و قد رووا ما جري، و قرّره شيوخهم، و رسمه سلفهم من تبجيل كلّ من نال من الحسين صلوات اللّه و سلامه عليه في ذلك اليوم، و أثر في القتل به أثرا، و تعظيمهم لهم، و جعلوا ما فعلوا سمة لأولادهم.
فمنهم في أرض الشام: بنو السراويل، و بنو السرج، و بنو سنان، و بنو المكبّري، و بنو الطشتي، و بنو القضيبي، و بنو الدرجي.
فأمّا بنو السراويل: فأولاد الذي سلب سراويل الحسين عليه السلام.
و أمّا بنو السرج: فأولاد الذي سرجت خيله تدوس جسد الحسين عليه السلام، و دخل بعض هذه الخيل إلي مصر، فقلعت نعالها من حوافرها، و سمّرت علي أبواب الدور ليتبرك بها، و جرت بذلك السنة عندهم حتي صاروا يتعمّدون عمل نظيرها علي أبواب دورهم، فهي إلي هذه الغاية تري علي أبواب أكثر دورهم.
و امّا بنو سنان: فأولاد الذي حمل الرمح الذي علي سنانه رأس الحسين عليه السلام.
و أمّا بنو المكبّري: فأولاد الذي كان يكبّر علي خلف رأس الحسين عليه السلام، و في ذلك يقول الشاعر:
و يكبرون لأن قتلت و إنّما قتلوا بك التكبير و التهليلا
و أمّا بنو الطشتي: فأولاد الذي حمل الطشت الذي ترك فيه رأس الحسين عليه السلام، و هم بدمشق مع بني المكبّري معروفون.
و أمّا بنو القضيبي: فأولاد الذي أحضر القضيب إلي يزيد لعنه اللّه لنكت ثنايا الحسين عليه السلام.
و أمّا بنو الدرجي: فأولاد الذي ترك الرأس في درج جيرون.
و هذا لعمرك هو الفخر الواضح لو لا أنه فاضح، و قد بلغنا أنّ رجلا قال لزين العابدين عليه السلام: إنّا لنحبكم أهل البيت، فقال (عليه السلام):
ص: 137
أنتم تحبّون حبّ السّنورة، من شدّة حبّها لولدها تأكله (1). انتهي.
و هذا الشيخ يروي عن جملة من المشايخ الأجلّة كما يظهر من مؤلفاته:
أ- كأستاذه الشيخ المفيد.
ب- و السيد المرتضي.
ج- و أبي يعلي سلّار بن عبد العزيز الديلمي.
د- و أبي عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن علي الواسطي، العالم الفقيه المعروف، صاحب كتاب من أظهر الخلاف لأهل البيت عليهم السلام، الذي ينقل عنه السيد علي بن طاوس في رسالة المواسعة في فوائت الصلوات (2).
يروي عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري.
ه- و الشيخ الجليل محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، الفقيه النبيه، القمي الإمامي، ابن أخت أبي القاسم جعفر بن قولويه، أو هو خال أبيه، صاحب كتاب المائة منقبة في مناقب أمير المؤمنين و أهل البيت عليهم السلام من طرق العامة، و كلّها مسندة إلّا أن بعض من لا خير فيه أسقط منه الأسانيد، فأكثر ما يوجد من نسخه النسخة الساقطة أسانيدها، و لم يعثر السيد المحدّث السيد هاشم التوبلي إلّا عليها، و أكثر النقل منها في غاية المرام، و كلّها مراسيل.
و هذا الكتاب الشريف هو بعينه كتاب: إيضاح دفائن (3) النواصب،
ص: 138
الذي ينسب إليه. و الشاهد علي ذاك تصريح تلميذه العلامة الكراجكي في كتاب الإبانة، فإنّه بعد ما ذكر في المجلس الذي فرض فيه مناظرة الثلاثة:
المعتزلي و اليهودي و الإمامي، و أطال الكلام بينهم، و ظهر الحقّ، و أسلم اليهودي قال رحمه اللّه: قال الذي أسلم: أيّها الموفّق السديد و المرشد المفيد، قد دللت فأبلغت، و وعظت فبالغت، و ناديت فأسمعت، و نصحت فأفصحت، حتي ثبتت الحجّة و قهرت، و بنيت المحجّة و أظهرت، و وجب عليّ زائد الشكر، و لم يبق لمعاند عذر، و قد ذكرت رضي اللّه عنك أنّ من أصحاب الطريق العامة من قد روي معني النص الجلي علي أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة، فاذكر لنا بعضه لنقف عليه، و زدنا بصيرة ممّا هديتنا إليه.
قال الشيعي: حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن علي بن شاذان القمي رضي اللّه عنه من كتابه المعروف بإيضاح دفائن (1) النصّاب، و هذا كتاب جمع فيه ممّا سمع من طريق العامة مائة منقبة لأمير المؤمنين و الأئمة من ولده عليهم السلام، قال: حدثنا محمّد بن عبد اللّه. إلي آخره.
و قال في كنز الفوائد: و قرأت عليه كتابه المعروف بإيضاح دفائن ح.
ص: 139
النواصب، بمكّة في المسجد الحرام سنة اثنتي عشرة و أربعمائة (1).
و قال في كتاب الاستنصار في النص علي الأئمة الأطهار عليهم السلام:
و أمّا إنكار العامة لما نقلوه من ذلك عند المناظرة، و رفعهم له في حال الحاجة علي سبيل المكابرة، فهو غير قادح في الاحتجاج به عليهم، و لا مؤثر فيما هو لازم لهم، إذا كان من اطلع في أحاديثهم وجده منقولا عن ثقاتهم، و من سمع من رجالهم رواه في خلال أسانيدهم. و قد كان الشيخ أبو الحسن محمّد ابن أحمد بن شاذان القمي رضي اللّه عنه، و له تقدّم واجب في الحديثين، و علم ثاقب بصحيح النقلين، وضع كتابا سمّاه إيضاح دفائن النواصب (2)، جمع فيها أخبارا أخرجها من أحاديثهم، و آثارا استخرجها من طريقهم في فضائل أهل ن.
ص: 140
البيت عليهم السلام، منها ما يتضمّن النصّ بالإمامة علي الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، و سمعناه منه في سنة اثنتي عشرة و أربعمائة بالمسجد الحرام (1).
انتهي.
و أغرب الفاضل المعاصر في الروضات (2). فذكر في أوّل ترجمة ابن شاذان أنّ المناقب المائة عنده، و ذكر خطبته و الحديث الأول منه، و في آخرها من جملة ن.
ص: 141
ص: 142
ما استفاد من كتاب الكنز لتلميذه الكراجكي أنّ من جملة مصنّفات الرجل الإيضاح لدقائق النواصب، و الظاهر أنّه وضعه للكشف عن قبائح مقالاتهم، و الشرح للشنائع من اعتقاداتهم، كما أنه له مصنفات أخر غير ما ذكر في المناقب و المثالب (1). انتهي.
و في كلامه تصحيف لفظي، و تحريف معنوي، و حدس غير صائب (2).
و من مؤلفاته- أيضا- كتاب البستان، قال عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي الطوسي في كتاب ثاقب المناقب، بعد ذكر خبرين في ظهور آياته- يعني الحسين عليه السلام- في المائة، ما لفظه: و قد كتبت الحديثين من الجزء السادس و الثمانين من كتاب البستان، من تصنيف محمّد بن أحمد بن علي بن حسين بن شاذان (3).
و الظاهر أنه بعينه كتاب بستان الكرام الذي صرّح في الرياض أنه ينقل عنه بعض متأخري أصحابنا في كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام. قال: و أظن أنّ مؤلف هذا الكتاب مذكور باسمه في باب الميم خاصة في أسامي محمّد، و لكنه غير كتاب نزهة الكرام و بستان العوام، الذي ينقل عنه رضي الدين بن طاوس في فرج الهموم (4)، فإنه تأليف محمّد بن الحسين بن الحسن الرازي كما صرّح به فيه (5).
و- و الشيخ أبي الرجاء محمّد بن علي بن طالب البلدي- و هو تلميذ ه.
ص: 143
النعماني- كما صرّح به في كنز الفوائد (1).
ز- و الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه بن الحسين بن طاهر الحسيني.
ح- و أبي الحسن طاهر بن موسي بن جعفر الحسيني.
عن أبي القاسم ميمون بن حمزة الحسيني.
ط- و القاضي أبي الحسن أسد بن إبراهيم بن كلب السلمي الحراني.
ي- و الشريف أبي منصور أحمد بن حمزة العريضي.
يا- و أبي العباس إسماعيل بن عنان. و هما و الشيخ أبو الرجاء يروون عن أبي المفضل الشيباني (2)،. و غير ذلك من المشايخ.
و له الرواية عن بعض شيوخ العامة أعرضنا عن ذكرها، توفي كما في تاريخ اليافعي سنة 449 (3) (4).
و لنتبرك بذكر خبر مسند عنه، و كذا عن كلّ واحد من المشايخ الآتية في ترجمتهم.
فبالأسانيد السابقة إلي العلامة الكراجكي، قال: أخبرني أبو الرجاء محمّد بن علي بن طالب البلدي، قال: أخبرني أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن المطلب الشيباني الكوفي، قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر بن حجاب (5) الأزدي بالكوفة، قال: حدثني خالد بن يزيد بن محمّد الثقفي، قال: حدثني ر.
ص: 144
أبي أبو خالد، قال: حدثني حنّان بن سدير، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: قال علي عليه السلام لمولاه نوف الشامي- و هو معه في السطح-: يا نوف، أ رامق أم نبهان؟
قال: نبهان، أرمقك يا أمير المؤمنين.
قال: هل تدري من شيعتي؟
قال: لا و اللّه.
قال: شيعتي الذبل الشفاه، الخمص البطون، الذين تعرف الرهبانية و الربانية في وجوههم، رهبان بالليل، أسد بالنهار، الذين إذا جنّهم الليل أتزروا علي أوساطهم، و ارتدوا علي أطرافهم، و صفّوا أقدامهم، و افترشوا جباههم، تجري دموعهم علي خدودهم، يجأرون إلي اللّه في فكاك رقابهم، و أمّا النهار فحلماء، علماء، كرام، نجباء، أبرار أتقياء.
يا نوف، شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطا، و الماء طيبا، و القرآن شعارا. ان شهدوا لم يعرفوا، و ان غابوا لم يفتقدوا، شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون، و في أموالهم يتواسون، و في اللّه يتباذلون.
يا نوف، درهم و درهم، و ثوب و ثوب، و إلّا فلا.
شيعتي من لم يهرّ هرير الكلب، و لا يطمع طمع الغراب، و لم يسأل الناس و لو مات جوعا، إن راي مؤمنا أكرمه، و إن رأي فاسقا هجره.
هؤلاء و اللّه- يا نوف- شيعتي، شرورهم مأمونة، و قلوبهم محزونة، و حوائجهم خفيفة، و أنفسهم عفيفة، اختلفت بهم الأبدان، و لم تختلف قلوبهم.
قال: قلت: يا أمير المؤمنين، جعلت فداك، أين أطلب هؤلاء؟
قال: فقال لي علي عليه السلام: في أطراف الأرض، يا نوف يجي ء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله آخذا بحجزة ربّه جلّت أسماؤه- يعني بحبل الدين و حجزة الدين- و أنا آخذ بحجزته، و أهل بيتي آخذون بحجزتي، و شيعتنا آخذون
ص: 145
بحجزتنا، فالي أين؟! إلي الجنّة و ربّ الكعبة. قالها ثلاثا (1).
الثاني: الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه النجاشي، الذي كان زيديا، ثم رجع، و هو الذي ولي الأهواز، و كتب إلي أبي عبد اللّه عليه السلام يسأله، فكتب عليه السلام إليه رسالة معروفة بالرسالة الأهوازية، التي نقلها السيد محيي الدين في أربعينه (2)، و الشهيد الثاني في كشف الريبة (3)، مسندا إليه (عليه السلام).
و عبد اللّه النجاشي ابن عثيم بن أبي السمّال سمعان بن هبيرة الشاعر ابن مساحق بن بجيرة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن (اليسع بن) (4) إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان، العالم النقاد البصير، المصطلع الخبير، الذي هو أفضل من خطّ في فنّ الرجال بقلم، أو نطق بفم، فهو الرجل كلّ الرجل، لا يقاس بسواه، و لا يعدل به من عداه، كلّما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقا، و هو صاحب الكتاب المعروف الدائر الذي أتّكل عليه كافّة الأصحاب.
قال العلامة الطباطبائي: و أحمد بن علي النجاشي، أحد المشايخ الثقات، و العدول الإثبات، من أعظم أركان الجرح و التعديل، و أعلم علماء هذا السبيل، أجمع علماؤنا علي الاعتماد عليه، و أطبقوا علي الاستناد في أحوال الرجال إليه (5).
و في الخلاصة: ثقة، معتمد عليه عندي (6).
ص: 146
و في الرواشح للمحقق الداماد: إن أبا العباس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل، الجليل القدر، السند المعتمد عليه المعروف (1). إلي آخره.
و في فهرست البحار بعد عدّ كتابه في الرجال، و كتاب الكشي: و كتابا الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار و الأمصار (2).
و في مزاره نقلا عن كتاب قبس المصباح للشيخ الفاضل أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي تلميذ علم الهدي، و شيخ الطائفة، قال: قال:
أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسين أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد، و كان شيخا بهيّا، صدوق اللسان عند المخالف و المؤالف. انتهي.
و منه يظهر أنه كان يكني: بابي الحسين أيضا، كما صرّح به العلامة أيضا في إجازته الكبيرة (3)، و السيد جمال الدين أحمد بن طاوس في رجاله، علي ما نقله المحقق صاحب المعالم في أوّل كتابه التحرير الطاووسي (4).
و بالجملة فجلالة قدره، و عظم شأنه في الطائفة، أشهر من أن يحتاج إلي نقل الكلمات، بل الظاهر منهم تقديم قوله و لو كان ظاهرا علي قول غيره من أئمة الرجال في مقام المعارضة في الجرح و التعديل و لو كان نصّا.
و قال الشهيد في المسالك: و ظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة، و أعرفهم بحال الرجال (5).
و قال سبطه في شرح الاستبصار بعد ذكر كلام النجاشي، و الشيخ في 5.
ص: 147
سماعه: و النجاشي يقدم علي الشيخ في هذه المقامات، كما يعلم بالممارسة (1).
و قال شيخه المحقق الأسترابادي في ترجمة سليمان بن صالح من رجاله:
و لا يخفي تخالف ما بين طريقي الشيخ و النجاشي، و لعلّ النجاشي أثبت (2).
و قال العلامة الطباطبائي: و بتقديمه صرّح جماعة من الأصحاب، نظرا إلي كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، و الظاهر أنه الصواب، و لذلك أسباب نذكرها و إن أدّي إلي الإطناب.
أحدها: تقدّم تصنيف الشيخ (رحمه اللّه) لكتابيه الفهرست و كتاب الرجال علي تصنيف النجاشي لكتابة، فإنه ذكر فيه الشيخ (رحمه اللّه)، و وثقه و أثني عليه، و ذكر كتابيه مع سائر كتبه (3)، و حكي في كثير من المواضع عن بعض الأصحاب و أراد به الشيخ، و قال في ترجمة: محمّد بن علي بن بابويه: له كتب منها كتاب دعائم الإسلام في معرفة الحلال و الحرام (4)، و هو في فهرست الشيخ الطوسي (5)، و هذان الكتابان هما أجلّ ما صنّف في هذا العلم، و أجمع ما عمل في هذا الفن، و لم يكن لمن تقدم من أصحابنا علي الشيخ (رحمه اللّه) ما يدانيهما جمعا و استيفاء، و جرحا و تعديلا، و قد لحظهما النجاشي في تصنيفه، و كانا له من الأسباب الممدودة، و العلل المعدّة، و زاد عليهما شيئا كثيرا، و خالف الشيخ في كثير من المواضع، و الظاهر في مواضع الخلاف وقوفه علي ما غفل عنه الشيخ من الأسباب المقتضية للجرح في موضع التعديل، و التعديل في موضع الجرح، و فيه صح كلا معني المثل السائر: كم ترك الأول للآخر.5.
ص: 148
و ثانيها: ما علم من تشعب علوم الشيخ، و كثرة فنونه و مشاغله و تصانيفه في الفقه و الكلام و التفسير و غيرها، ما يقتضي تقسّم الفكر، و توزّع البال، و لذا أكثر عليه النقض و الإيراد و النقد و الانتقاد في الرجال و غيره، بخلاف النجاشي فإنه عني بهذا الفن فجاء كتابه فيه أضبط و أتقن.
و ثالثها: استمداد هذا العلم من علم الأنساب و الآثار، و أخبار القبائل و الأمصار، و هذا ما عرف للنجاشي و دلّ عليه تصنيفه فيه و اطلاعه عليه، كما يظهر من استطراده بذكر الرجل لذكر أولاده و إخوانه و أجداده، و بيان أحوالهم و منازلهم حتي كأنه واحد منهم.
و رابعها: أن أكثر الرواة عن الأئمة عليهم السلام كانوا من أهل الكوفة و نواحيها القريبة، و النجاشي كوفيّ من وجوه أهل الكوفة، من بيت معروف مرجوع إليهم، و ظاهر الحال أنه أخبر بأحوال أهله و بلده و منشأه، و في المثل:
(أهل مكّة أدري بشعابها).
و خامسها: ما اتفق للنجاشي من صحبة الشيخ الجليل العارف بهذا الفن، الخبير بهذا الشأن، أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، فإنّه كان خصيصا به، صحبه و شاركه، و قرأ عليه، و أخذ منه، و نقل عنه ممّا سمعه أو وجده بخطّه كما علم، و لم يتفق ذلك للشيخ (رحمه اللّه)، فإنه ذكر في أول الفهرست أنه رأي شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا، و ما صنّفوه من التصانيف، و رووه من الأصول، و لم يجد من استوفي ذلك أو ذكر أكثره إلّا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين ابن عبيد اللّه (رحمه اللّه) فإنه عمل كتابين ذكر في أحدهما المصنفات، و في الأخر الأصول.
قال: غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا، و اخترم هو، و عمد بعض ورثته إلي إهلاك هذين الكتابين و غيرهما من الكتب علي ما حكاه
ص: 149
بعضهم (1).
و من هذا يعلم أنّ الشيخ لم يقف علي كتب هذا الشيخ، و ظنّ هلاكها كما أخبر به، و لم يكن الأمر كذلك، لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها، و إخباره عنها، و قد بقي بعضها إلي زمان العلامة، فإنه قال في ترجمة محمّد بن مصادف: اختلف قول ابن الغضائري فيه، ففي احد الكتابين أنه ضعيف، و في الآخر أنه ثقة (2).
و قال: عمر بن ثابت أبي المقدام ضعيف جدّا، قاله ابن الغضائري، و قال في كتابه الأخر: عمر بن أبي المقدام ثابت العجلي، مولاهم الكوفي، طعنوا عليه، و ليس عندي كما زعموا، و أنّه ثقة (3).
و سادسها: تقدم النجاشي و اتساع طرقه، و إدراكه كثيرا من المشايخ العارفين بالرجال ممّن لم يدركهم الشيخ، كالشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الجندي، و أبي الفرج محمّد بن علي الكاتب، و غيرهم (4). انتهي.
و كان مولد هذا الشيخ- كما في الخلاصة- في صفر سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة، و توفي بمطيرآباد (5) في جمادي الأولي سنة خمسين و أربعمائة (6)، فكانت وفاته قبل وفاة الشيخ بعشر سنين، و يأتي (7) في ترجمة السيد المرتضي أنه تولّي غسله مع الشريف أبي يعلي محمّد بن الحسن الجعفري و سلّار بن عبد العزيز.ر.
ص: 150
و أمّا كتابه المشار إليه في الرجال، فهو علي ترتيب الحروف إلّا في بعضها، و لم يلاحظ الحرف الثاني، و لا أسامي الآباء، و لذا صعب المراجعة إليه.
فرتبه- علي النحو الذي أسّسه ابن داود في الرجال- الشيخ الجليل الفاضل المولي عناية اللّه القهبائي، في النجف الأشرف، تلميذ العالمين المحققين الورعين المولي الأردبيلي و المولي عبد اللّه الشوشتري صاحب جامع الأقوال، و فيه فوائد حسنة، فإن الشيخ النجاشي كثيرا ما يتعرض لمدح رجل أو قدحه في ترجمة آخر بمناسبة، و قد أشار هذا المولي المرتب في آخر كلّ ترجمة إلي المواضع التي فيها ذكر لهذا الراوي، و له عليه حواشي رمزها (ع) (1) (2).
و رتبه أيضا العالم الفاضل الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر لشيخنا صاحب الحدائق، و حيث أن كتابه بين الأصول الخمسة في الرجال- و هي كتاب الكشي، و رجال الشيخ، و فهرسته، و رجال ابن الغضائري، و رجال النجاشي- كالكافي بين الكتب الأربعة
فلا بأس بالإشارة و التنبيه إلي أمور تتعلّق به:
الأول: قال (رحمه اللّه) في خطبة الكتاب بعد الحمد و الصلاة: أمّا بعد، فإنّي وقفت علي ما ذكره السيد الشريف أطال اللّه بقاه، و أدام توفيقه، من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم و لا مصنّف، و هذا قول من لا علم له بالناس، و لا وقف علي أخبارهم، و لا عرف منازلهم و تاريخ أهل العلم، و لا لقي أحدا
ص: 151
فيعرف، و لا حجّة علينا لمن لا يعلم، و لا عرف و قد جمعت من ذلك ما استطعته، و لم أبلغ غايته لعدم أكثر الكتب، و إنّما ذكرت ذلك عذرا لمن وقع إليه كتاب لم أذكره، و قد جعلت للأسماء أبوابا ليهون علي الملتمس لاسم مخصوص، (و ها أنا) (1) أذكر المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالحين، و هي أسماء قليلة، و من اللّه أستمد المعونة، علي أن لأصحابنا رحمهم اللّه في بعض (هذا الفن) (2) كتبا ليست مستغرقة بجميع ما رسم، و أرجو أن نأتي في ذلك علي ما رسم و حدّ إن شاء اللّه تعالي (3). انتهي.
و هذا الكلام منه صريح في أن غرضه فيما جمعه ذكر المؤلفين من الشيعة، ردّا علي من زعم أنه لا مصنّف فينا، و غير الإمامية من فرق الشيعة كالفطحية و الواقفية و غيرهما، و إن كانوا من الشيعة، بل لكثير منهم مؤلف في حال الاستقامة، إلّا أنه (رحمه اللّه) بني علي التنصيص علي الفساد، و انحراف المنحرف، و سكت في تراجم المهتدين عن التعرض للمذهب، فعدمه دليل علي الاستقامة، و من البعيد أن يري كتاب الراوي و يقرأه و يرويه و لا يعرف مذهبه، مع أن أصحاب الأصول و المصنفات كانوا معروفين بين علماء الإمامية، نعم لو كان الرجل ممّن خفي أمره و اشتبه حاله ينبّه عليه، كما قال في ترجمة جميل بن درّاج: و أخوه نوح بن درّاج القاضي كان أيضا من أصحابنا، و كان يخفي أمره (4).
قال المحقق الداماد في الرواشح: قد علم من ديدن النجاشي أنّ كلّ من فيه مطعن و غميزة فإنه يلتزم إيراد ذلك البتّة، فمهما لم يورد ذلك، و ذكره من دون إرداف ذلك بمدح أو ذمّ أصلا، كان ذلك آية أنّ الرجل سالم عنده عن 8.
ص: 152
كل مطعن و مغمز (1).
و هو كلام متين، فإن عدّ الرجل من علماء الشيعة، و حملة الشريعة، و تلقّي العلماء منه، و بذل الجهد، و تحمّل المشاق، و شدّ الرحال في البلاد، و جمع الكتب في أساميهم و أحوالهم و تصانيفهم، دليل علي حسن حاله و علوّ مقامه.
و يأتي (2) لهذا الكلام تتمّة في بعض الفوائد الآتية إن شاء اللّه تعالي.
الثاني: في ذكر مشايخه في هذا الكتاب مع بنائه فيه علي الاختصار، فإنه قال- بعد كلامه السابق-: و ذكرت لكلّ رجل طريقا واحدا حتي لا تكثر الطرق، فيخرج عن الغرض (3). و قد جمعهم السيد السند المتقدم (4) ذكره مع بسط في الكلام، و نحن نذكر خلاصته:
أ- الشيخ المفيد، و هو المراد بقوله: شيخنا أبو عبد اللّه، و قوله: محمّد ابن محمّد، و محمّد بن النعمان، و محمّد، علي الإطلاق (5).
ب- أبو الفرج الكاتب، محمّد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرّة القناني، الذي وثّقه في الكتاب و أثني عليه (6).
ج- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شاذان القزويني، الذي أكثر رواياته عن أحمد بن محمّد بن يحيي العطار، و قد يعبّر عنه بأبي عبد اللّه بن شاذان القزويني، و أبي عبد اللّه القزويني، و ابن شاذان، و الكلّ واحد (7).
د- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان الفامي
ص: 153
القمّي، المتقدم (1) ذكره في مشايخ الكراجكي (2).
ه- القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن النّصيبي، أدركه و قرأ عليه بحلب (3).
و- محمّد بن جعفر الأديب، و قد يعبّر عنه: بمحمّد بن جعفر المؤدّب، و أخري: بمحمّد بن جعفر القمّي، و بأبي الحسن التميمي، و بأبي الحسن النحوي، و الكلّ واحد. يروي غالبا عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ (4).
و ذكر السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري: ذكر أبو جعفر الحسن بن محمد بن جعفر التميمي- المعروف بابن النجّار- في كتابه تاريخ الكوفة، و هو الكتاب الموصوف بالمنصف قال: أخبرنا أبو بكر الدارمي. إلي آخره (5).
و الظاهر أنه ابن أبي الحسن المذكور. و يروي عن أبي الحسن هذا:
الشريف الزاهد أبو عبد اللّه محمّد بن علي الحسني صاحب كتاب التعازي، كما يظهر من فرحة الغري (6).
ز- الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي، الثقة الخبير النقاد، الذي صرّح بأنه شيخه، و مستنده، و من استفاد منه (7).
ح- الشيخ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسي المعروف بابن الجندي، و قد يعبّر عنه: بأحمد بن محمّد بن عمران، و أحمد بن محمّد بن 9.
ص: 154
الجندي، و أبو الحسن بن الجندي، و ابن الجندي، و الكلّ واحد (1).
ط- الشيخ أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز، قال في ترجمته: شيخنا المعروف بابن عبدون، و هو أيضا من مشايخ الشيخ (2).
ي- الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، المعروف (3).
يا- القاضي أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الجعفي، الذي يروي غالبا عن أحمد بن محمّد بن عقدة الحافظ (4).
يب- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسي الأهوازي، المعروف بابن الصّلت، الذي هو من مشايخ الشيخ أيضا، و طريقه إلي الحافظ ابن عقدة (5).
يج- والده علي بن أحمد بن علي بن العباس النجاشي (6).
يد- الشيخ أبو الحسين علي بن أحمد بن أبي جيد القمي، و قد يعبّر عنه:
بأبي الحسين علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر، و بأبي الحسين بن أبي جيد، و هو أيضا من مشايخ الشيخ (7).
يه- أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الملقب بالوكيل، و هو من مشايخ الشيخ، و كنّاه في رجاله: بأبي شبل (8).
يو- القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف (9).3.
ص: 155
يز- الحسن بن أحمد بن إبراهيم (1).
يح- أبو محمّد الحسن بن أحمد بن الهيثم العجيلي، الذي قال فيه: إنّه من وجوه أصحابنا (2).
يط- الشيخ الجليل أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن إبراهيم الغضائري، الذي هو من أجلّاء شيوخ الشيخ أيضا (3).
ك- أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمّد المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري، الذي قال النجاشي في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة: له كتاب عمل السلطان، أجازنا روايته أبو عبد اللّه الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة (4).
كا- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن موسي بن هدية، و قد يعبّر عنه بالحسين بن أحمد بن محمّد، و بالحسين بن محمّد بن هدية، و بأبي عبد اللّه بن هدية، و الكلّ واحد (5).
كب- القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر (6).
كج- أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحراني (7).
كد- أبو الخير الموصلي سلافة بن زكا، و هو من رجال التلعكبري، و في المعالم: الحراني (8).ا.
ص: 156
كو- أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذاني، المعروف: بابن المروان، الذي أكثر رواياته عن علي بن بابويه، و قد يعبّر عنه: بالعباس بن عمر الكلوذاني، و العباس بن عمر بن العباس، و الكلّ واحد (1).
كز- أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه البصري، و قد يعبّر عنه: بأبي أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، و عبد السلام بن الأديب (2).
كح- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد (بن محمّد) (3) بن عبد اللّه الدعجلي (4).
كط- عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي (5).
ل- الشيخ الثقة الجليل أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري (6).
لا- أبو جعفر- أو أبو الحسين- محمّد بن هارون التلعكبري (7).
لب- أبو الحسين أحمد بن محمّد بن علي الكوفي الكاتب، الذي يروي عنه السيد الأجل المرتضي كتاب الكافي عن مؤلفه الكليني (8) (9).ي.
ص: 157
قال السيد السند بعد عدّ هؤلاء المشايخ: و لا ريب أن كثرة المشايخ العارفين بالحديث و الرجال تفيد زيادة الخبرة في هذا المجال- يعني: علم الرجال- فإنه علم منوط بالسماع، و لمراجعة الشيوخ الكثيرين مدخل عظيم في كثرة الاطلاع، و الذي يظهر من طريقة النجاشي في كتابه رعاية علوّ السنة، و تقليل الوسائط، كما هو دأب المحدّثين خصوصا المتقدمين، و هذا هو السبب في عدم روايته عمّن هو في طبقته من العلماء الأعاظم، كالسيد المرتضي و أبي يعلي محمّد ابن الحسن بن حمزة الجعفري (1)، و أبي يعلي سلّار بن عبد العزيز الديلمي، و غيرهم (2).
الثالث: في حسن حال هؤلاء المشايخ، و جلالة قدرهم، و علوّ مرتبتهم، فضلا عن دخولهم في زمرة الثقات بالقرينة العامة التي تعمّهم مع قطع النظر عن ملاحظة حال آحادهم، و ما ذكر في ترجمة من تعرّضوا لترجمته من التوثيق الصريح، أو القرائن الكاشفة عن الوثاقة أو المدح العظيم.
و هذا ظاهر لمن عرف ديدنه و طريقته في الأخذ عن المشايخ، و تركه عن بعضهم لمجرّد الاتهام، فكيف لو اعتقد انحرافه؟! و لنذكر بعض كلماته في هذا المقام.
قال رحمه اللّه- في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك بن عيسي بن سابور مولي أسماء بن خارجة بن حصين (3) الفزاري-: كوفي، أبو عبد اللّه، كان ضعيفا في الحديث، قال أحمد بن الحسين: كان يضع الحديث وضعا، و يروي عن المجاهيل. و سمعت من قال: كان أيضا فاسد المذهب و الرواية، و لا أدري كيف روي عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام، و شيخنا الجليل الثقة أبو
ص: 158
غالب الزراري رحمهما اللّه، و ليس هذا موضع ذكره (1). انتهي.
قلت: و قد روي عنه أيضا الثقة الجليل أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان البزوفري (2)، و الثقة النبيل محمّد بن يحيي العطار (3)، و مع ذلك يتعجب من روايتهما عنه، لما اعتقده فيه من الضعف في الحديث الذي لا ينافي العدالة كما قرّر في محله، فهل تجده مع هذه المقالة مرخصا نفسه في الرواية عن غير الثقة في الحديث، و الاعتماد في النقل علي المنحرف الضعيف؟! و قال: الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمّد بن علي بن أبي طالب الشريف النقيب أبو محمّد، سيّد في هذه الطائفة، غير أنّي رأيت بعض أصحابنا يغمز عليه في بعض رواياته (4). إلي آخره، فلم يرو عنه في هذا الكتاب إلّا في ترجمة أبي القاسم الكوفي صاحب كتاب الاستغاثة (5).
و قال: أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن عيّاش الجوهري، كان سمع الحديث فأكثر، و اضطرب في آخر عمره، و كان جدّه و أبوه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد و القاضي أبي عمر، ثم عدّ مصنّفاته، و قال: رأيت هذا الشيخ و كان صديقا لي و لوالدي، و سمعت منه شيئا كثيرا، و رأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا، و تجنبته، و كان من أهل العلم و الأدب القوي،ر.
ص: 159
و طيب الشعر، و حسن الخطّ رحمه اللّه و سامحه (1).
و قال: إسحاق بن الحسن بن بكران أبو الحسين العقرائي، التمار، كثير السماع، ضعيف في مذهبه، رأيته بالكوفة و هو مجاور، و كان يروي كتاب الكليني عنه، و كان في هذا الوقت علوا فلم أسمع منه شيئا، له كتاب الرد علي الغلاة، و كتاب نفي السهو عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله، و كتاب عدد الأئمة عليهم السلام (2).
و قال: علي بن عبد اللّه بن عمران القرشي: أبو الحسن المخزومي، الذي يعرف بالميموني، كان فاسد المذهب و الرواية، و كان عارفا بالفقه، و صنّف كتاب الحج، و كتاب الردّ علي أهل القياس، فامّا كتاب الحج فسلّم إليّ نسخته فنسختها، و كان قديما قاضيا بمكة سنين كثيرة (3). انتهي.
و لم يرو عنه في هذا الكتاب شيئا.
و قال: محمّد بن عبد اللّه بن محمّد. إلي أخر النسب: أبو المفضل، كان سافر في طلب الحديث عمره، و أصله كوفي، و كان في أوّل أمره ثبتا ثم خلط، و رأيت جلّ أصحابنا يغمزونه و يضعفونه، له كتب كثيرة. إلي أن قال: رأيت هذا الشيخ و سمعت منه كثيرا، ثم توقفت عن الرواية عنه إلّا بواسطة بيني و بينه (4).
قال السيد الأجلّ: و لعلّ المراد استثناء ما ترويه الواسطة عنه حال الاستقامة و الثبت، و الاعتماد علي الواسطة بناء علي أن عدالته تمنع عن روايته عنه ما ليس كذلك، و علي التقديرين يفهم منه عدالة الواسطة بينه و بين أبي 9.
ص: 160
المفضل، و عدالة الوسائط بينه و بين غيره من الضعفاء مطلقا (1) انتهي.
مع أنه يروي عنه الشيخ الجليل الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، كما في مشيخة التهذيب (2) و الاستبصار (3) في طريقه إلي يونس بن عبد الرحمن.
و روي عنه الثقة الجليل علي بن محمّد الخزاز في كفاية الأثر كثيرا مع الترحم عليه (4)، بل في نسخ الكتاب في ترجمة علي بن الحسين المسعودي، هذا رجل زعم أبو المفضل الشيباني (رحمه اللّه) (5). إلي آخره.
و أكثر أخبار أمالي الشيخ رحمه اللّه عنه بتوسط جماعة، و كذا روي عنه ولده أبو علي في أماليه عن والده عن جماعة عنه، و فسّر الجماعة في موضع من أماليه بقوله: منهم الحسين بن عبيد اللّه، و أحمد بن عبدون، و أبو طالب بن غرور، و أبو الحسن الصفار، و أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس، قالوا:
حدثنا (6). إلي آخره، فترك الرواية عنه مع عدم اعتقاده بما قيل فيه، و إلّا فأيّ مدخلية للواسطة؟ و ما احتمله (رحمه اللّه) بعيد، بل الظاهر أنه كما قال الأستاذ الأكبر: مجرّد تورّع و احتياط عن اتهامه بالرواية عن المتهمين، و وقوعه فيه كما وقعوا فيه (7).
و قال أيضا: هبة اللّه بن أحمد بن محمّد الكاتب أبو نصر، المعروف: بابن برينة، كان يذكر أنّ أمّه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري، سمع حديثا كثيرا، و كان يتعاطي الكلام، و كان يحضر مجلس أبي الحسين بن 3.
ص: 161
الشيبة العلوي الزيدي المذهب، فعمل له كتابا، و ذكر أنّ الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام، و احتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن الأئمة اثني عشر من ولد أمير المؤمنين عليه السلام (1).
له كتاب في الإمامة، و كتاب في أخبار أبي عمرو و أبي جعفر العمريين، و رأيت أبا العباس بن نوح قد عوّل عليه في الحكاية في كتابه أخبار الوكلاء، و كان هذا الرجل كثير الزيارات، و آخر زيارة حضرها معنا يوم الغدير سنة أربعمائة بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام (2)، و لم يعتمد عليه في كتابه، و لا أدخله في طرقه إلي الأصول و الكتب لمجرّد تأليفه الكتاب المذكور.
قال السيد الأجل- بعد نقل ما نقلناه-: و يستفاد من ذلك كلّه غاية احتراز النجاشي و تجنبه عن الضعفاء و المتهمين، و منه يظهر اعتماده علي جميع من روي عنه من المشايخ، و وثوقه بهم، و سلامة مذاهبهم و رواياتهم عن الضعف و الغمز، و أنّ ما قيل في أبي العيّاش بن نوح من المذاهب الفاسدة في الأصول لا أصل له، و هذا أصل نافع في الباب يجب أن يحفظ و يلحظ.
و يؤيد ذلك ما ذكره في جعفر بن مالك (3)، و ساق ما قدمناه عنه في صدر الكلام، قال: و كذا ما حكاه في عبيد اللّه بن أحمد بن أبي زيد، المعروف بأبي طالب الأنباري، عن شيخه الحسين بن عبيد اللّه، قال: قدم أبو طالب بغداد و اجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فأسمع منه، فلم يفعلوا ذلك (4). دلّ ذلك علي امتناع علماء ذلك الوقت عن الرواية عن الضعفاء، و عدم تمكين الناس من الأخذ عنهم، و إلّا لم يكن في رواية الثقتين الجليلين عن ابن سابور 7.
ص: 162
غرابة، و لا للمنع من الأنباري وجه.
و يشهد لذلك قولهم في مقام التضعيف: يعتمد المراسيل، و يروي عن الضعفاء و المجاهيل، فإن هذا الكلام من قائله في قوّة التوثيق لكلّ من يروي عنه.
و ينبه عليه- أيضا- قولهم: ضعّفه أصحابنا، أو غمز عليه أصحابنا، أو بعض أصحابنا من دون تعيين، إذ لو لا الوثوق بالكلّ لما حسن هذا الإطلاق، بل وجب تعيين المضعّف و الغامز، أو التنبيه علي أنه من الثقات.
و يدل علي ذلك اعتذارهم عن الرواية عن الطاطريين، و بني فضّال، و أمثالهم من الفطحية و الواقفية و غيرهم، بعمل الأصحاب برواياتهم لكونهم ثقات في النقل. و عن ذكر ابن عقدة باختلاطه بأصحابنا و مداخلته لهم، و عظم محلّه و ثقته و أمانته. و كذا اعتذاره عن ذكره لمن لا يعتمد عليه بالتزامه لذكر من صنّف من أصحابنا أو المنتمين إليهم. ذكر ذلك في ترجمة محمّد بن عبد الملك (1)، و المفضل بن عمر (2).
و من هذا كلامه، و هذه طريقته في نقد الرجال و انتقاد الطرق، و التجنّب عن الضعفاء و المجاهيل، و التعجب من ثقة يروي عن ضعيف، لا يليق به أن يروي عن ضعيف أو مجهول، و يدخلهما في الطريق، خصوصا مع الإكثار و عدم التنبيه علي ما هو عليه من الضعف أو الجهالة، فإنه إغراء بالباطل، و تناقض أو اضطراب في الطريقة، و مقام هذا الشيخ في الضبط و العدالة يجلّ عن ذلك، فتعيّن أن يكون مشايخه الذين يروي عنهم ثقاتا جميعا (3).
الرابع: في تفسير قوله في تراجم عديدة: عدّة من أصحابنا، أو جماعة
ص: 163
من أصحابنا، من دون تفسير صريح لهما.
قال السيد المعظم: و الأمر هيّن علي ما قررنا من وثاقة الكلّ، و لعلّه السرّ في ترك البيان، و مع ذلك فيمكن التميز بالمروي عنه، أو بدلالة ظاهر كلامه في جملة من التراجم (1). ثم شرح ذلك، و نحن نذكره ملخصا.
العدّة، عن جعفر بن قولويه، و هم: الشيخ المفيد، و الحسين الغضائري، و أبو العباس السيرافي، و الحسين بن أحمد بن هدبة. يظهر ذلك في ترجمة علي بن مهزيار و الكليني (2) (3).
العدّة، عن أبي غالب الزراري، و هم: محمّد بن أحمد، و السيرافي، و الغضائري. قال في ترجمة محمّد بن سنان: أخبرنا جماعة شيوخنا، عن أبي غالب (4)، و قد تكرر في التراجم رواية كلّ واحد عنه.
العدّة، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة المرعشي، و هم: محمّد بن أحمد، و أحمد بن علي، و الغضائري و غيرهم. و قال في ترجمته بعد ذكر كتبه: أخبرنا بها شيخنا أبو عبد اللّه، و جميع شيوخنا (5).
العدّة، عن محمّد بن أحمد بن داود، و هم: المفيد، و السيرافي، و الغضائري و أحمد بن علي، يظهر من ترجمته (6)، و ترجمة خاله سلامة (7).
العدّة، عن القاضي أبي بكر الجعابي، و هم: المفيد، و محمّد بن عثمان (8).5.
ص: 164
العدّة، عن أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري، و هم:
الغضائري، (و أحمد بن علي (1).
العدّة، عن أحمد بن جعفر (2) بن سفيان، و هم: السيرافي، و الغضائري) (3).
العدّة، عن أبي الحسين محمّد بن علي، و هم: الغضائري، و أحمد بن علي (4).
العدّة، عن أحمد بن محمّد بن يحيي العطار، و هم: السيرافي، و الغضائري، و ابن شاذان (5).
العدّة، عن ابن عقدة، و هم: محمّد بن جعفر الأديب، و أحمد بن محمّد ابن هارون، و أحمد بن محمّد بن الصلت، و أبو عبد اللّه الجعفي (6).
الخامس: و بالأسانيد السابقة عن أبي العباس النجاشي قال: أخبرنا محمّد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا إسماعيل بن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن الحسين قال: حدثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه ابن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو نائم، أو يوحي إليه، و إذا حيّة في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه و بين الحيّة حتي إن كان منها سوء يكون إليّ دونه،
ص: 165
فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية: إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ (1) ثم قال: «الحمد للّه الذي أكمل لعلي عليه السلام منيته، و هنيئا لعلي عليه السلام بتفضيل اللّه إيّاه» ثم التفت إليّ فرآني إلي جانبه، فقال: «ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع؟» فأخبرته خبر الحيّة، فقال: «قم إليها فاقتلها» فقتلتها.
ثم أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيدي فقال: «يا أبا رافع، كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و هو علي الحقّ و هم علي الباطل؟ يكون في حقّ اللّه جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شي ء».
فقلت: ادع لي إن أدركتهم أن يعينني اللّه و يقويني علي قتالهم.
فقال: «اللهم إن أدركهم فقوّه و أعنه» ثم خرج إلي الناس، فقال: «يا أيّها الناس من أحبّ أن ينظر إلي أميني علي نفسي و أهلي، فهذا أبو رافع أميني علي نفسي» (2).
الثالث: شيخ الطائفة المحقّة، و رافع أعلام الشريعة الحقّة، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين عليهم السلام، و عماد الشيعة و الإمامية بكل ما يتعلّق بالمذهب و الدين، محقق الأصول و الفروع، و مهذب فنون المعقول و المسموع، شيخ الطائفة علي الإطلاق، و رئيسها الذي تلوي إليه الأعناق، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي البغدادي الغروي، الذي هو المراد بالشّيخ إذا أطلق في كلمات الأصحاب.
و في الخلاصة: شيخ الإمامية و وجههم قدّس اللّه روحهم، و رئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة صدوق، عين، عارف بالأخبار
ص: 166
و الرجال، و الفقه و الأصول و الكلام و الأدب، جميع الفضائل، تنسب إليه، صنّف في كلّ فنون الإسلام، و هو المهذّب للعقائد في الأصول و الفروع، الجامع لكمالات النفس في العلم و العمل، و كان تلميذ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.
ولد قدس اللّه روحه في شهر رمضان سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، و قدم العراق في شهور سنة ثمان و أربعمائة، و توفي رضي اللّه عنه ليلة الاثنين الثاني و العشرين من المحرم سنة ستين و أربعمائة، بالمشهد المقدس الغروي علي ساكنه السلام، و دفن بداره.
قال الحسن بن مهدي السليقي: توليت أنا و الشيخ أبو محمّد الحسن بن علي الواحد (1) العين زربي، و الشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، غسله في تلك الليلة، و دفنه. و كان يقول أولا بالوعيد، ثم رجع، و هاجر إلي مشهد أمير المؤمنين عليه السلام خوفا من الفتن التي تجددت ببغداد، و أحرقت كتبه و كرسي كان يجلس عليه للكلام (2). انتهي.
و يعلم من هذا التاريخ أنه (رحمه اللّه) ولد بعد وفاة الصدوق (رحمه اللّه) بأربع سنين، و أنه عمّر خمسا و سبعين سنة، و أنه يوم ورود العراق كان في سنّ ثلاث و عشرين، و أن مقامه فيها مع الشيخ المفيد كان نحوا من خمس سنين، فإنه (رحمه اللّه) توفي سنة 413 (3)، و مع السيد المرتضي نحو من ثمان و عشرين سنة، فإنه (رحمه اللّه) توفي سنة 436 (4)، و بقي بعد السيد أربعا و عشرين سنة: اثنتي عشرة سنة منها في بغداد، لأن الفتنة التي كانت بين الشيعة و أهل ي.
ص: 167
السنة، و صارت سببا لمهاجرته من بغداد كانت سنة 448 كما ستعرف، فكان بقاؤه في المشهد الغروي اثنتي عشرة سنة، و دفن في داره، و قبره مزار يتبرك به، و صارت داره مسجدا باقيا إلي الآن.
قال السيد الأجلّ في رجاله: و قد جدّد مسجده في حدود سنة ثمان و تسعين من المائة الثانية بعد الألف، فصار من أعظم المساجد في الغري المشرّف، و كان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء من أهل السعادة (1) انتهي.
و قال القاضي في المجالس: ذكر ابن كثير الشامي في تاريخه في ترجمة الشيخ: أنه كان فقيه الشيعة، مشتغلا بالإفادة في بغداد إلي أن وقعت الفتنة بين الشيعة و السنة سنة ثمان و أربعين و أربعمائة، و احترقت كتبه و داره في باب الكرخ، فانتقل إلي النجف، و بقي هناك إلي أن توفي في شهر المحرم سنة 460 (2). انتهي.
ثم أنه يظهر من كتاب الطهارة من التهذيب، الذي هو شرح المقنعة، أنه ألّفه في أيام حياة (3) شيخه المفيد، فيكون سنّه حين الشروع في حدود خمس أو ستّ و عشرين تقريبا.
و قال السيد الأجلّ في رجاله بعد الثناء عليه بما هو أهله: أمّا التفسير فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن، و هو كتاب جليل كبير عديم النظير في التفاسير، و شيخنا الطبرسي- إمام التفسير- في كتبه إليه يزدلف، و من بحره يغترف. إلي أن قال: و أمّا الحديث فإليه تشدّ الرحال، و منه تبلغ رجاله منتهي
ص: 168
الآمال، و له فيه من الكتب الأربعة- التي هي أعظم كتب الحديث منزلة، و أكثرها منفعة- كتاب التهذيب، و كتاب الاستبصار، و لهما المزيّة الظاهرة باستقصاء ما يتعلّق بالفروع من الأخبار، خصوصا التهذيب، فإنه كاف للفقيه فيما يبتغيه (1).
قلت: يأتي إن شاء اللّه تعالي في الفائدة الآتية (2) بعض ما يتعلق بهذا الكتاب الشريف، و له أيضا فيه كتاب الغيبة، حسن مشهور.
قال (رحمه اللّه): و أمّا الفقه فهو خرّيت هذه الصناعة، و الملقي إليه زمام الانقياد و الطاعة، و كلّ من تأخر عنه من الفقهاء الأعيان فقد تفقّه علي كتبه، و استفاد منها نهاية إربه، و منتهي مطلبه (3).
قلت: و الأمر كذلك، فإن كتبه فيها هي المرجع لمن بعده غالبا، قال في المقابيس: حتي أن كثيرا ما يذكر مثل المحقق و العلامة أو غيرهما فتاويه من دون نسبتها إليه، ثم يذكرون ما يقتضي التردد أو المخالفة فيها، فيتوهم التنافي بين الكلامين، مع أن الوجه فيهما ما قلناه (4).
قال السيد (رحمه اللّه): و له في هذا العلم كتاب النهاية الذي ضمّنه متون الأخبار (5).
قلت: هذا الكتاب بعد الشيخ إلي عصر المحقق، كان كالشرائع بين الفقهاء و أهل العلم بعد المحقق، فكان بحثهم و تدريسهم و شروحهم غالبا فيه و عليه، و كانوا يمتازونه بالإجازة.0.
ص: 169
قال صاحب المعالم: ذكر نجيب الدين يحيي بن سعيد في إجازته: ذكر السيد فخر الدين (1) محمّد بن عبد اللّه الحلبي أنه قرأ من كتب الشيخ أبي جعفر الطوسي الجزء الأول من كتاب النهاية في الفقه، و بعض الثاني، علي والده جمال الدين أبي القاسم عبد اللّه في سنة سبع و تسعين و خمسمائة، و أخبره بجميعه عن أخيه الشريف الطاهر عزّ الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني، و قرأه أبو المكارم علي الشيخ العفيف الزاهد القاري أبي علي الحسن بن الحسين المعروف بابن الحاجب الحلبي، و أخبره أنه قرأه علي الشيخ الجليل أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي سهل الزينوبادي بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام، و أخبره أنه سمعه علي الشيخ الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمي، و السيد العالم أبي هاشم المجتبي بن حمزة بن زيد الحسيني، و أخبراه أنّهما سمعاه علي المفيد عبد الجبار بن عبد اللّه القاري الرازي، و أخبرهما أنه سمعه علي مصنّفه (2). ثم ذكر (رحمه اللّه) طرقا أخري قراءة و إجازة، تقدم بعضها في مطاوي كلماتنا.
و من شروحه شرح ولده الشيخ أبي علي، و لعلّه بعينه كتابه المسمي:
بالمرشد إلي سبيل التعبد. و شرح تلميذه الأجل الفقيه الصهرشتي، الآتي (3) ذكره عن قريب. و شرح سعيد بن هبة اللّه القطب الراوندي، المسمي:
بالمغني، في عشر مجلّدات، و هو غير كتابه الآخر المقصور علي شرح مشكلات النهاية، و كتابه الآخر في شرح ما يجوز و ما لا يجوز من النهاية. و نكت النهاية للمحقق، و غير ذلك.9.
ص: 170
و عثرت علي نسخة قديمة من كتاب النهاية و في ظهره بخطّ الكتاب، و في موضع آخر بخطّ بعض العلماء ما لفظه:
قال الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الأسترآبادي (1) (رحمه اللّه):
وجدت علي كتاب النهاية بخزانة مدرسة الري، قال: حدثنا جماعة من أصحابنا الثقات أنّ المشايخ الفقهاء: الحسين بن المظفّر الحمداني القزويني، و عبد الجبار بن علي المقري الرازي، و الحسن بن الحسين بن بابويه المدعو بحسكا المتوطن بالري (رحمهم اللّه)، كانوا يتحادثون ببغداد، و يتذاكرون كتاب النهاية، و ترتيب أبوابه و فصوله. فكان كلّ واحد منهم يعارض الشيخ الفقيه أبا جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه عليه) في مسائل و يذكر أنّه لا يخلو من خلل ثم اتفق انهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري علي صاحبه السلام كان ذلك علي عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رحمه اللّه و قدس روحه و كان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك، فأجمع رأيهم علي أن يصوموا ثلاثا، و يغتسلوا ليلة الجمعة، و يصلّوا و يدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام علي جوابه، فلعلّه يتضح لهم ما اختلفوا فيه.
فسنح لهم أمير المؤمنين عليه السلام في النوم، و قال: لم يصنّف مصنّف في فقه آل محمّد عليهم السلام كتابا أولي بأن يعتمد عليه، و يتخذ قدوة، و يرجع إليه، أولي من كتاب النهاية الذي (2) تنازعتم فيه، و إنّما كان ذلك لأنّ مصنّفه اعتمد في تصنيفه علي خلوص النيّة للّه، و التقرب و الزلفي لديه، فلا ل.
ص: 171
ترتابوا في صحّة ما ضمّنه مصنّفه، و اعملوا به، و أقيموا مسائله، فقد تعني في ترتيبه و تهذيبه، و التحري بالمسائل الصحيحة بجميع أطرافها.
فلمّا قاموا من مضاجعهم أقبل كلّ واحد منهم علي صاحبه، فقال: رأيت الليلة رؤيا تدل علي صحة النهاية، و الاعتماد علي مصنّفها، فأجمعوا علي أن يكتب كلّ واحد منهم رؤياه علي بياض قبل التلفظ، فتعارضت الرؤيا لفظا و معني، و قاموا متفرقين مغتبطين بذلك، فدخلوا علي شيخهم أبي جعفر الطوسي (قدس اللّه روحه)، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم: لم تسكنوا إلي ما كنت أوقفتكم عليه في كتاب النهاية، حتي سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، فتعجبوا من قوله! فسألوه عمّا استقبلهم من ذلك، فقال: سنح لي أمير المؤمنين عليه السلام كما سنح لكم فأورد عليّ ما قاله لكم، و حكي رؤياه علي وجهها، و بهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمّد عليهم السلام، و الحمد للّه وحده و صلّي اللّه علي محمّد و آله الطاهرين. انتهي.
و عندنا بحمد اللّه تعالي نسخة منها عتيقة بخطّ بعض بني بابويه، قال في آخره: و وافق الفراغ من نسخة العبد المذنب الفقير المحتاج إلي رحمة اللّه أبو المحاسن بن إبراهيم بن الحسين بن بابويه، يوم الثلاثاء الخامس عشر من ربيع الآخر من شهور سنة سبع عشرة و خمسمائة. انتهي.
قال السيد السند طاب ثراه: و كتاب المبسوط الذي وسع فيه التفاريع، و أودع فيه دقائق الأنظار، و كتاب الخلاف الذي ناظر فيه المخالفين، و ذكر فيه ما اجتمعت عليه الفرقة من مسائل الدين (1).
قلت: عدّ في الأمل من كتب الشيخ مفلح الصيمري- العالم الجليل-0.
ص: 172
منتخب الخلاف (1). و في آخر الأمل عدّ من الكتب التي لم يعرف مؤلّفيها:
المنتخب من الخلاف للشيخ الطوسي، انتخبه مؤلّفه سنة عشرين و خمسمائة (2).
و في الرياض: و أمّا منتخب الخلاف، فقد رأيت نسخا منها بمشهد الرضا عليه السلام، و نسخة عتيقة تاريخ كتابتها سنة ست و سبعمائة، فهو من مؤلفات الشيخ الطبرسي، و هو بعينه كتاب المؤتلف من المختلف بين أئمة السلف، كما سبق في ترجمة الطبرسي. و لكن ليس هو بالذي للشيخ مفلح بن الحسين الصيمري، لأن الشيخ مفلح من المعاصرين لعلي بن هلال الجزائري و الشيخ علي الكركي، فهو من المتأخرين جدّا، و تاريخ تأليف منتخب الخلاف المشار إليه سنة عشرين و خمسمائة. ثم ذكر بعض ما ذكره في أوّله من إسقاطه الاستدلال بالإجماع المتكرر فيه، و في آخره إسقاطه الأخبار الخاصة لوجودها في مثل التهذيب و الاستبصار و بعض المسائل المعتادة، و زيادات تعدّ من التطويل (3).
قال السيد الأيّد قدّس سرّه: و له كتاب الجمل و العقود في العبادات، و الاقتصاد فيها و في العقائد و الأصول، و الإيجاز في الميراث، و كتاب يوم و ليلة في العبادات اليومية.
و أما علم الأصول و الرجال، فله في الأول كتاب العدّة، و هو أحسن كتاب صنّف في الأصول (4).
قلت: عدّ في الأمل من كتب المولي خليل القزويني: شرح العدة (5).
قال في الرياض: و أمّا شرح العدّة، فالمشهور علي الألسنة هو حاشية 2.
ص: 173
العدّة في الأصول للشيخ الطوسي، لم تتم، بل لم تصل إلي أواسطها، و هي مجلدان، و الأول يعرف بالحاشية الأولي، و الثاني يعرف بالحاشية الثانية، و قد أدرج في الحاشية حاشية واحدة طويلة تسوي أكثر المجلّد الأول، و أورد فيها مسائل عديدة جدّا من الأصول و الفروع و غير ذلك بالتقريبات، و كانت عادته طول عمره تغيير هذين الشرحين و هذه الحاشية إلي أن أدركه الموت، و لذلك قد اختلفت نسخها اختلافا شديدا بحيث لا يضبط، و لا مناسبة بين أول ما كتبه و بين آخره (1). انتهي.
و لجماعة من الفضلاء حواش علي حاشيته، كالمولي أحمد القزويني و غيره.
قال السيد الأجل: و في الثاني كتاب الفهرست الذي ذكر فيه أصول الأصحاب و مصنّفاتهم (2).
قلت: و هو من الكتب الجليلة في هذا الباب، و في ترتيبه كسائر كتب القدماء تشويش، و لذا رتبه علي النحو المرسوم الشيخ الفاضل المدقق علي بن عبد اللّه بن عبد الصمد بن الشيخ الفقيه محمّد بن حسن بن رجب المقابي، و رتبه و شرحه العلامة المحقق الشيخ سليمان الماحوزي، و سمّاه بمعراج الكمال إلي معرفة الرجال، و قال في أوّله: و من أحسن تلك المصنفات أسلوبا، و أعمّها فائدة، و أكثرها نفعا، و أعظمها عائدة، كتاب الفهرست لشيخ الطائفة، و رئيس الفرقة، أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي (قدس اللّه سره)، و نوّر بلطفه قبره، فقد جمع من نفائس هذا الفن خلاصتها، و حاز من دقائقه و معرفة إسراره نقاوتها، إلّا أنه خال عن الترتيب، محتاج إلي التهذيب (3). إلي 2.
ص: 174
آخره. و هو شرح طويل إلّا أنه بلغ إلي أوائل باب الباء، و لم يوفّق لإتمامه.
قال السيد المعظم: و كتاب الأبواب المرتب علي الطبقات من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي العلماء الذين لم يدركوا أحد الأئمة عليهم السلام (1).
قلت: هذا كتابه الذي يعرف برجال الشيخ، و غرضه الأصلي من وضع هذا الكتاب- كما أشار إليه المحقق الكاظمي في عدّته- هو جمع أصحابهم عليهم السلام، و ظاهر الصحبة الاستقامة، و كون التابع علي ما عليه المتبوع، كما أن ظاهر صحبة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الإسلام، و يؤيد ذلك جريان طريقته علي التنبيه علي الانحراف مع وجوده (2)، و يظهر منه أيضا أنّ غرضه مجرّد تعداد أسمائهم، و جمع شتاتهم، لا تمييز الممدوح منهم من المذموم، و توثيقه بعضهم في خلال ترجمته استطرادي أو لدفع شبهة، و لذا تري أنه لم يوثّق فيه من لا خلاف فيه كزرارة، و محمّد بن مسلم، و أبي بصير ليث المرادي، و هشام ابن سالم، و ابن الحكم. و لمّا خفيت القرائن و ضاعت الكتب، و طالت المدة، صار أغلب ما ذكره مجهولا لنا، بل جلّ المجاهيل الموجودة في الكتب إنّما هو من هذا الكتاب، و لكن سننبه إن شاء اللّه تعالي علي فائدة لعلّ بها تخرج أكثر ما ذكره من حريم المجاهيل.
و المهم في هذا المقام دفع ما يتراءي في هذا الكتاب من التناقض، من ذكر الرجل في بابين مختلفين، كذكره تارة فيمن يروي، و أخري في باب من لم يرو، حتي أوقع ذلك بعض الناظرين في التوهم فظن التعدد (3).م.
ص: 175
فمن ذلك قتيبة بن محمّد الأعشي، ذكر مرّة في أصحاب الصادق عليه السلام، و أخري في من لم يرو عنهم عليهم السلام (1).
و كليب بن معاوية الأسدي، مرّة في أصحاب الباقر عليه السلام، و أخري في أصحاب الصادق عليه السلام، و تارة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (2).
و فضالة بن أيوب، تارة في أصحاب الكاظم عليه السلام، و أخري في أصحاب الرضا عليه السلام، و مرة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (3).
و محمّد بن عيسي اليقطيني، مرّة في رجال الرضا عليه السلام، و مرّة في رجال الهادي عليه السلام، و مرّة في رجال العسكري عليه السلام، و رابعة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (4).
و القاسم بن محمّد الجوهري، مرّة في رجال الصادق عليه السلام، و أخري في من لم يرو عنهم عليهم السلام (5).
و بكر بن محمّد الأزدي، تارة في رجال الصادق عليه السلام، و أخري في رجال الكاظم عليه السلام، و مرة في رجال الرضا عليه السلام، و رابعة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (6).4.
ص: 176
و الحسين بن الحسن بن أبان، مرّة في رجال العسكري عليه السلام، و أخري في من لم يرو عنهم عليهم السلام (1). إلي غير ذلك ممّا يقف عليه الناظر.
و قيل أو يقال في دفع هذا التناقض وجوه:
أ- الأخذ بظاهره حذرا من التناقض، و الحكم بالتعدد، كما فعله ابن داود في أكثر المقامات، و فيه ما هو مذكور في تراجمهم.
ب- إن الشيخ قد يقطع علي رواية الراوي عنهم عليهم السلام بلا واسطة، فيذكره في باب من روي، و قد يقطع بعدمها فيذكره في من لم يرو عنهم عليهم السلام و قد يشكّ في ذلك و لا يمكنه التفحص عن حقيقة الحال فيذكره في البابين تنبيها علي الاحتمالين (2)، كذا حكي عن المحقق الشيخ أسد اللّه الكاظمي.
ج- إن الرجل قد يروي عنهم بلا واسطة، و قد يروي بواسطة، فيذكره في البابين.
د- ما ذكره الفاضل الشيخ عبد النبيّ الكاظمي في تكملة الرجال، من أنه قد يقع الخلاف في ملاقاة الراوي للمعصوم عليه السلام فيذكره في البابين (3)، إشارة إلي الخلاف، و جمعا للأقوال.
ه- إن الرجل ربّما صحب إماما أو إمامين، و لم يرو، إذ الصحبة لا تستلزم الرواية سيّما مع قوله في الخطبة: ثم أذكر بعد ذلك من تأخر زمانه عن الأئمة عليهم السلام من رواة الحديث، أو من عاصرهم و لم يرو عنهم (4)،2.
ص: 177
فيذكره في الأصحاب، و فيمن لم يرو.
و- الحمل علي السهو و النسيان اللذين لا يكاد ينجو منهما الإنسان، و قد وقع فيما لا رافع له إلّا الحمل علي الغفلة، كذكر سعيد بن هلال الثقفي الكوفي، و الحسن بن زياد الصيقل، و علي بن أحمد بن أشيم في باب واحد (1) منه، و محمّد بن إسماعيل بن بزيع في فهرسته مرّتين (2)، بل ذكر يحيي بن زيد ابن علي بن الحسين عليهما السلام في رجال الكاظم (3)، مع أنه استشهد في حياة الصادق، كما هو مذكور في أوّل الصحيفة (4)، و في كتب السير و الأنساب.
قال السيد المحقق الكاظمي في عدّته: و ليس هذا بعزيز في جنب الشيخ في تغلغله، و كثرة علومه، و تراكم إشغاله، ما بين تدريس و كتابة، و تأليف و إفتاء و قضاء، و زيارة و عبادة، و لقد كان مرجعا لأهل زمانه، حتي أن تلامذته- علي ما حكي التقي المجلسي- ما يزيد علي ثلاثمائة من مجتهدي الخاصّة، و من العامة ما لا يحصي، و قد كان الخليفة جعل له كرسي الكلام يكلّم عليه الخاص و العام حتي في الإمامة، و لخفّة التقية يومئذ، و ذلك إنّما يكون لوحيد العصر (5) (6). انتهي.
و السيد الداماد- في الرواشح- فرق في رجال الشيخ من باب أصحاب الباقر عليه السلام. إلي آخره بين أصحاب الرواية بالإسناد عن الإمام، و أصحاب الرواية بالسماع منه، و أصحاب اللقاء من دون الرواية مطلقا (7).ر.
ص: 178
و فيه ما لا يخفي من التكلف و عدم الشاهد علي ما ادّعاه (رحمه اللّه).
قال السيد المؤيّد: و كتاب الاختيار، و هو تهذيب كتاب معرفة الرجال للكشي (1).
قلت: الموجود بأيدينا اليوم من رجال الكشي هو اختيار الشيخ و ليس من الأصل أثر، و سنذكر إن شاء اللّه تعالي في ترجمة الكشي أنه وقع الانتخاب من اختيار الشيخ أيضا.
قال السيد الجليل: و له كتاب تلخيص الشافي في الإمامة، و كتاب المفصح في الإمامة، و كتاب ما لا يسع المكلّف الإخلال به، و كتاب ما يعلّل و ما لا يعلل، و شرح جمل العلم و العمل ما يتعلّق منه بالأصول، و كتاب في أصول العقائد- كبير- خرج منه الكلام في التوحيد، و شي ء من العدل، و مقدمة في الدخول إلي علم الكلام. و هداية المسترشد و بصيرة المتعبد، و كتاب مصباح المتهجد، و كتاب مختصر المصباح (2).
قلت: و كتاب المصباح كاسمه صار علما بين العلماء، و قدوة لجملة من المؤلفات.
فمنها: قبس المصباح، للشيخ الثقة الفقيه نظام الدين أبي الحسن أو أبي عبد اللّه سلمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي، العالم الجليل، المعروف المنقول فتاويه في كتب الأصحاب، صاحب كتاب إصباح الشيعة بمصباح الشريعة، و كتاب التبيان في عمل شهر رمضان، و نهج المسالك إلي معرفة المناسك، و شرح النهاية، و كتاب النفيس، و كتاب المتعة، و كتاب النوادر و غيرها: قرأ علي علم الهدي و الشيخ (رحمه اللّه) و القبس المذكور ملخص من المصباح الكبير مع ضمّ فوائد كثيرة جليلة إليه.2.
ص: 179
و منها: اختيار المصباح، للسيد الفاضل علي بن الحسين بن حسان بن باقي القرشي، المعروف بالسيد ابن باقي، و بابن الباقي، فرغ من تأليفه سنة 653، و فيه زيادات ليست في الأصل، و هذا الكتاب كثير الاشتهار عند علماء البحرين، و هم يعملون بما فيه.
و منها: منهاج الصلاح في اختيار المصباح، للعلامة الحلّي، قال (رحمه اللّه) في أوّله: و قد كان شيخنا الأعظم، و رئيسنا المقدم، أبو جعفر الطوسي قدّس اللّه روحه الزكية، و أفاض علي تربته المراحم الربانية، صنف فيما يرجع إلي القوة العملية كتاب مصباح المتهجد في عبادات السنة، و استوفي فيه أكثر ما ورد عن أئمتنا المعصومين عليهم السلام، ثم اختصره، و فيه بعض الطول، و أمر من امتثال أمره واجب، و من طاعته شي ء لازب، و هو المولي الكبير، و الصاحب الوزير. إلي أن قال: خواجة عزّ الملة و الحق و الدين محمّد بن محمّد القوهدي أعزّ اللّه بدوام أيامه الإسلام و المسلمين، أن أحرّر بعض تلك الدعوات، و اختصر ما صنّفه شيخنا (رحمه اللّه) بحذف المطولات، فأجبت أمره رفع اللّه قدره، و أحسن ذكره، و أدام أيامه الزاهرة، و ختم أعماله بالصالحات في الدنيا و الآخرة.
قال (رحمه اللّه): و أضفت إليه ما لا بدّ منه، و لا يستغني عنه (1)، فاختصر الكتاب في عشرة أبواب، و زاد بابا فيما يجب علي عامّة المكلّفين من معرفة أصول الدين، المعروف بالباب الحادي عشر، الذي له شروح كثيرة من جماعة من العلماء، كشرحه الكبير للشيخ خضر، و آخر منه صغير، و شرح ابن أبي جمهور الأحسائي، و شرح المقداد، و غيرها.ح:
ص: 180
و منها: التتمات، لرضي الدين علي بن طاوس في مجلّدات، قال في المجلّد الأول منه المسمي بفلاح السائل، في جملة كلام له في المراقبة و الخلوة:
و لقد كان بعض العارفين يكثر الخلوات، فقيل له: أما تستوحش لمفارقة الأهل و الجماعات؟ فقال: أنا جليس ربّي، إن أحببت أن يحدّثني تلوت كتابه، و إذا أحببت أن أحدثه دعوته و كرّرت خطابه، قلت أنا: و كم من مطلب عزيز، و حصن حريز في الخلوة بما لك القلوب، و كم هناك من قرب محبوب، و سرّ غير محجوب، فلما رأيت فوائد الخلوة و المناجاة، و ما فيها من مراد لعبده من العزّ و الجاه و الظفر بالنجاة، و السعادة في الحياة و بعد الوفاة، وجدت في المصباح الكبير الذي صنّفه جدّي لبعض أمّهاتي أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه شيئا عظيما من الخير الكثير، ثم وقفت بعد ذلك علي تتمات و مهمّات فيها مراد لمن يجب لنفسه بلوغ غايات، و لا يقنع بالدون، و لا يرضي بصفقة المغبون، و عرفت أن لسان حال المالك المعبود يقول لكل مملوك مسعود: أي عبدي، قد قيّدت السابقين من الموقنين و المراقبين و المتقين و أصحاب اليمين يأملون فلا يقدرون علي زيادة الدرجات الآن، و أنت مطلق في الميدان، فما يمنعك من سبقهم بغاية الإمكان، أو لحاقهم في مقامات الرضوان؟! فعزمت أن أجعل ما اختاره باللّه جلّ جلاله ممّا رويته أو وقفت عليه، و ما يأذن جلّ جلاله لي في إظهاره من إسراره كما يهديني إليه، و ما أجده من كيفيّة الإخلاص و ما يريد اللّه جلّ جلاله لعقلي و قلبي من مقامات الاختصاص، و ما ينكشف لي بلطف مالك الكشف من عيوب الأعمال، و إخطار الغفلة و الإهمال، و ما لم يخطر الآن علي بالي معناه، و لا يحضرني سرّه و فحواه، و أجعل ذلك كتابا مؤلفا اسميه كتاب مهمّات في صلاح المتعبد و تتمات لمصباح المتهجد (1).6.
ص: 181
ثم جعله في عشر مجلّدات، و سمّي كلّ مجلّد باسم مخصوص، و هي:
فلاح السائل جلدان، زهرة الربيع، جمال الأسبوع، الدروع الواقية، المضمار في عمل شهر رمضان، مسالك المحتاج في مناسك الحاج، الإقبال في أعمال السنة غير شهر رمضان، السعادات بالعبادات التي ليس لها وقت محتوم معلوم في الروايات.
و منها: كتاب إيضاح المصباح لأهل الصلاح، للسيد الأجل النحرير بهاء الدين المرتضي أبي الحسن علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النجفي صاحب كتاب الأنوار المضيئة، و هو بعينه- كما في الرياض- شرحه علي المصباح الصغير.
قال السيد السند: و مناسك الحج مجرّد العمل و الأدعية، و كتاب المجالس و الأخبار، و كتاب مقتل الحسين عليه السلام، و كتاب أخبار المختار، و كتاب النقض علي ابن شاذان في مسألة الغار، و مسألة في العمل بخبر (1) الواحد، و مسألة في تحريم الفقاع، و المسائل الرجبية في آي القران، و المسألة الرازية (2) في الوعيد، و المسائل الجنبلائية (3) أربع و عشرون مسألة، و المسائل الدمشقية اثنتا عشرة مسألة، و المسائل الإلياسية مائة مسألة في فنون مختلفة، و المسائل الحائرية نحو ثلاثمائة مسألة، و المسائل الحلبية، و مسائل في الفرق بين النبي و الإمام، و مسائل ابن البرّاج، و كتاب أنس الوحيد (4).ت.
ص: 182
هذه جملة الكتب التي ذكرها في الفهرست، ثم نقل عن الحسن بن مهدي السليقي، أحد تلامذة الشيخ: أن من مصنّفاته التي لم يذكرها في الفهرست، كتاب شرح الشرح- في الأصول- قال: و هو كتاب مبسوط أملي علينا منه شيئا صالحا، و مات و لم يتمّه، و لم يصنف مثله (1).
ثم ذكر (رحمه اللّه) ترتيب مؤلفاته في الفقه علي ما يظهر من مطاوي كلماته فيها، و قال: إنه أمر مهم يحتاج إليه الفقيه في الإجماع و الخلاف (2)، فمن أراده راجعه.
و أمّا مشايخه الذين يروي عنهم علي ما يظهر من كتبه فهم جماعة:
أ- الشيخ المفيد.
ب- الحسين بن عبيد اللّه الغضائري.
ج- أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد البزاز، المعروف بابن عبدون، و بابن الحاشر.
د- أبو الحسين علي بن أحمد، المعروف: بابن أبي جيد القمي.
ه- أحمد بن محمّد بن موسي بن الصلت الأهوازي، و هو طريقه إلي ابن عقدة.
و- أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل، أشار إليه في ترجمة إبراهيم ابن إسحاق الأحمري (3)، و في الأمالي: قرأ عليّ و أنا أسمع في منزله ببغداد في الربض بباب محول، في [صفر] (4) سنة عشر و أربعمائة (5).
ز- السيد الأجل المرتضي.
ص: 183
ح- الشريف أبو محمّد الحسن بن القاسم المحمدي، أشار إليه في ترجمة إسماعيل بن علي الخزاعي (1)، و محمّد بن أحمد الصفواني (2)، و محمّد بن علي بن الفضل (3).
ط- أحمد بن إبراهيم القزويني.
ي- أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم القزويني.
يا- جعفر بن الحسين بن حسكة القمي.
و في الإجازة الكبيرة للعلامة: أبو الحسين بن جعفر بن الحسين (4). إلي آخره، و أظنّ زيادة كلمة (ابن) بين الكنية و الاسم.
يب- أبو زكريا محمّد بن سليمان الحراني- أو الحمداني- من أهل طوس، روي عن أبي جعفر بن بابويه، كذا في إجازة العلامة عند ذكر مشايخه من الخاصّة (5).
يج- الشيخ أبو طالب بن عزور.
يد- السيد أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار.
في الرياض: فاضل عالم، عظيم القدر و الشأن، و هو من أجلاء هذه الطائفة الحقّة الإمامية علي ما بالبال، و كان من مشايخ الشيخ الطوسي. ثم ذكر مشايخه، و قال: عدّ العلامة- في إجازته لأولاد السيد ابن زهرة- هذا الشيخ من علماء العامة في جملة مشايخ الشيخ الطوسي (6)، و هو غريب (7).6.
ص: 184
انتهي.
و من نظر إلي أمالي أبي علي ابن الشيخ، و الأخبار التي رواها فيه بتوسط الحفّار، و تأمّل في متونها علم أن هذه النسبة كما قال في غاية الغرابة! و له كتاب الأمالي، ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب.
و قال السيد الأجل بحر العلوم في رجاله- بعد نقل عبارة الإجازة، و عدّه العلامة، و جماعة أخري من مشايخه العامة- ما لفظه: الذي ذكر أنهم من رجال العامة لا يحضرني رواية الشيخ عنهم في كتابي الرجال، إلّا أبا علي بن شاذان، فقد روي عنه في ترجمة يحيي بن الحسن صاحب كتاب النسب (1)، و هلال الحفّار، فإنه قال في ترجمة إسماعيل بن علي بن علي أخي دعبل الخزاعي:
أخبرني برواياته كلّها الشريف أبو محمّد المحمّدي، و سمعنا هلال الحفار روي عنه مسند الرضا عليه السلام و غيره، فسمعناه منه، و أجاز لنا باقي رواياته (2)، و يبعد أن يكون هذا الرجل من العامة، و لم أجد له ذكرا في رجالهم (3). انتهي.
يه- الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيي بن داود الفحام، المعروف بابن الفحّام السرّ من رآئي، صرّح في البحار و غيره أنه أستاذ الشيخ (4).
و في أمالي أبي علي أحاديث كثيرة رواها الشيخ عنه أكثرها دالّة علي تشيّعه (5)، فلاحظ.
يو- أبو عمرو عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، و هو الواسطة 5.
ص: 185
بين الشيخ و ابن عقدة، كما يظهر من أمالي ابن الشيخ في طرق أخبار كثيرة (1).
يز- الحسين بن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري، و هو طريق الشيخ إلي أخبار أبي قتادة القمّي.
يح- محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، في أمالي أبي علي عن والده، قال: حدثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، إملاء في مسجد الرصافة بالجانب الشرقي ببغداد، في ذي القعدة سنة إحدي عشرة و أربعمائة (2). إلي آخره.
و في صدر مجالس عديدة- من أمالي الشيخ المفيد- ذكر لأبي الفوارس (3)، يبعد أن يكون هو جدّ أبي الفتح، فلاحظ.
يط- أبو منصور السكري، هو من مشايخ الشيخ- أيضا- كما يظهر من الأمالي، يروي عن جدّه علي بن عمر.
و في الرياض: و لا يبعد عندي كونه من علماء العامة أو الزيدية (4).
قلت: أمّا كونه من العامة فيبعدها ما رواه الشيخ عنه فيه، و أمّا كونه زيديا فاللّه أعلم.
ك- محمّد بن علي بن خشيش- بالخاء المعجمة المضمومة، و الشين المفتوحة المعجمة، و الياء الساكنة المنقطة تحتها نقطتين، و الشين المعجمة أخيرا، كما في إيضاح العلامة (5) - ابن نضر بن جعفر بن إبراهيم التميمي،9.
ص: 186
يروي عن جماعة منهم، أبو المفضل الشيباني، روي عنه في الأمالي المذكور أخبارا كثيرة (1).
كا- أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري، المعروف بابن الحمامي المقري.
كب- أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد، قرأ عليه في ذي الحجة سنة سبع عشرة و أربعمائة.
كج- أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، المعروف بابن بشران المعدل، قال (رحمه اللّه): أخبرنا في منزله ببغداد في رجب سنة إحدي عشرة و أربعمائة (2).
كد- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن حموي (3) البصري، قال (رحمه اللّه):
أخبرنا قراءة ببغداد في دار الغضائري، في يوم السبت للنصف من ذي القعدة الحرام سنة ثلاث عشرة و أربعمائة (4).
كه- أبو الحسين بن سوار المغربي، عدّه العلامة في الإجازة الكبيرة من مشايخه العامة (5).
كو- محمّد بن سنان، عدّه العلامة في الإجازة من مشايخه منهم (6).
كز- أبو علي بن شاذان المتكلّم، و هو أيضا كسابقيه (7).6.
ص: 187
كح- أبو الحسين جنبش المقري، عدّه العلامة فيها من مشايخه من رجال الكوفة (1).
كط- القاضي أبو القاسم التنوخي، و هو أبو القاسم علي بن القاضي أبي علي المحسن بن القاضي أبي القاسم علي بن محمّد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم ابن تميم القحطاني، صاحب السيد المرتضي و تلميذه.
و في الرياض: و الأكثر علي أنه من الإمامية (2)، لكن العلامة قد عدّه في أواخر إجازته لأولاد ابن زهرة من جملة علماء العامة (3)، و من مشايخ الشيخ الطوسي. فتأمّل.
ل- القاضي أبو الطيب الطبري الحويري، عدّه العلامة فيها من مشايخه من رجال الكوفة (4).
و في الرياض: أبو الطيب قد يروي عنه الشيخ الطوسي في أماليه، و لعلّه بالواسطة، فإني لم أجده من مشايخه، و إن قال فيه: حدثنا أبو الطيب عن علي ابن هامان (5)، انتهي، و هذا منه غريب (6).
لا- أبو علي الحسن بن إسماعيل، المعروف بابن الحمامي، عدّه العلامة في الإجازة من مشايخه من الخاصة (7)، و احتمال اتحاده مع ابن الحمامي المتقدم (8) فاسد، لاختلاف الاسم، و الكنية، و اسم الأب.س.
ص: 188
لب- أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم بن علي القمّي، المعروف بابن الحنّاط، كذا في الإجازة (1).
و في الرياض: الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم بن علي القمّي، المعروف بابن الخياط، فاضل، عالم، فقيه جليل، معاصر للشيخ المفيد و نظرائه، و يروي عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري، و يروي الشيخ الطوسي عنه، و كثيرا ما يعتمد علي كتبه و رواياته السيد ابن طاوس، و ينقلها في كتاب مهج الدعوات و غيره (2).
و في الأمل: فاضل جليل، من مشايخ الشيخ الطوسي من الخاصة (3).
لج- أبو عبد اللّه بن الفارسي، عدّه العلامة من مشايخه الخاصة (4).
لد- أبو الحسن بن الصفار، و هو أيضا كسابقه (5).
و في الرياض: قد عدّه العلامة من مشايخ الشيخ الطوسي من علماء الخاصة، و صرّح بذلك نفسه في أواخر أماليه (6) أيضا، و لكن ليس فيه كلمة ابن في البين، و أظنّ أنه باسمه مذكور في تعداد المشايخ، فلاحظ.
و هو روي عن أبي المفضل الشيباني المعروف (7).
له- أبو الحسين بن أحمد بن علي النجاشي، كذا في الإجازة (8)، و الظاهر زيادة كلمة (ابن) و أن المراد منه الشيخ النجاشي المعروف.7.
ص: 189
لو- أبو محمّد عبد الحميد بن محمّد المقري النيسابوري، عدّه العلامة من مشايخه الخاصة (1).
لز- أبو عبد اللّه أخو سروة، و كان يروي عن ابن قولويه كثيرا من كتب الشيعة الصحيحة، كذا في الإجازة الكبيرة (2).
لح- أبو علي الحسن (3) بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن أشناس البزاز، الفقيه المحدّث الجليل المعروف بابن أشناس، و تارة بابن الأشناس البزاز، و تارة بالحسن بن إسماعيل بن أشناس، و تارة بالحسن بن أشناس، و الكل واحد.
و هو صاحب كتاب (4) عمل ذي الحجة، الذي نقل عنه بخطّ مصنّفه السيد ابن طاوس في الإقبال، و كان تاريخه سنة 437 (5).
و في صدر إسناد بعض نسخ الصحيفة هكذا: أخبرنا أبو الحسن محمّد 7.
ص: 190
ابن إسماعيل بن أشناس البزاز، قراءة عليه فأقرئه، قال: أخبرنا أبو المفضل. إلي آخره، و هو والد هذا الشيخ، و لكن في صدر الصحيفة المنسوبة إليه هكذا: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن أشناس البزاز، قراءة عليه فأقرّ به، قال: حدثنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه. إلي آخره.
و في بحث ميراث المجوس من السرائر، إن أصل كتاب إسماعيل بن أبي زياد السكوني العامي عندي بخطّي كتبته من خطّ ابن أشناس البزاز، و قد قرئ علي شيخنا أبي جعفر و عليه خطّه إجازة و سماعا لولده أبي علي و لجماعة رجال غيره (1). انتهي.
و الصحيفة التي يرويها تخالف النسخة المشهورة في الترتيب و العدد، و في بعض العبارات.
هذا ما عثرنا عليه من مشايخه من كتبه، و الإجازة الكبيرة، و أمالي ولده أبي علي.
و أغرب الفاضل المعاصر في الروضات، فقال في أوّل ترجمة السيد الرضي ما لفظه: يروي عنه شيخنا الطوسي، و جعفر بن محمّد الدوريستي (2). إلي آخره. مع أنه ذكر كغيره أن السيد الرضي توفي سنة 404، و ذكر في ترجمة الشيخ: أنه قدم العراق سنة 408 (3)، فكان قدومه بعد وفاة السيد بأربع سنين، فما أدركه حتي يروي عنه، و احتمال مسافرة السيد إلي طوس فيكون 0.
ص: 191
التلاقي فيه فاسد، فإن السيد تولي النقابة، و ديوان المظالم، و إمارة الحاج في سنة 380 (1) في حياة أبيه نيابة، و بعده مستقلا، و عمر الشيخ حينئذ خمس سنين، و مع هذه المناصب لا يحتمل في حقّه المسافرة، مع أنه لم يذكر في ترجمته و لا ترجمة أخيه و الشيخ المفيد المسافرة إلي العجم و زيارة الرضا عليه السلام.
و بالأسانيد السابقة إلي شيخ الطائفة، قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسيني، قال: حدثنا أحمد بن عبد المنعم بن النضر أبو نصر الصيداوي، قال: حدثنا حمّاد ابن عثمان، عن حمران بن أعين قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: «لا تحقّروا اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكباءة (2) الخسيسة، فإن أبي حدثني قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن الكلمة من الحكمة لتتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلي مظانها حتي يلفظ بها فيسمعها المؤمن، فيكون أحقّ بها و أهلها فيلقفها» (3).
الرابع: السيد الجليل، العالم العلم النبيل، أبو الحسن (4) محمّد بن أبي أحمد الحسين بن موسي بن محمّد بن موسي بن إبراهيم بن الامام الهمام أبي إبراهيم موسي الكاظم عليه السلام، الشريف الرضي، ذي الحسبين، لقّبه بذلك الملك بهاء الدولة، و كان يخاطبه: بالشريف الأجل، تولّد في سنة تسع
ص: 192
و خمسين و ثلاثمائة ببغداد، و كان أبوه يتولي نقابة الطالبيين و الحكم فيهم أجمعين، و النظر في المظالم، و الحج بالناس ثم ردّت (1). هذه الأعمال كلّها إليه في سنة ثمانين و ثلاثمائة.
قال السيد علي خان في الدرجات الرفيعة: و ذكره الباخرزي في دمية القصر، فقال: له صدر الوسادة بين الأئمة و السادة، و أنا إذا مدحته كنت كمن قال لذكاء ما أنورك! و لخضارة ما أغزرك! و له شعر إذا افتخر به أدرك به من المجد أقاصيه، و عقد بالنجم نواصيه. إلي آخر كلامه.
و نقل ما قاله الثعالبي فيه، قال: و كان الرضي قد حفظ القرآن بعد أن جاوز الثلاثين سنة في مدة يسيرة، و كان عارفا بالفقه و الفرائض معرفة قويّة، و أمّا اللغة و العربية فكان فيهما إماما (2)، ثمّ عدّ مؤلفاته.
قال: و قال أبو الحسن العمري: رأيت تفسيره للقرآن فرأيته من أحسن التفاسير، يكون في كبر تفسير أبي جعفر الطوسي أو أكبر، و كانت له هيبة و جلالة، و فيه ورع و عفّة و تقشف، و مراعاة للأهل و للعشيرة، و هو أول طالبي جعل عليه السواد. و كان عالي الهمة، شريف النفس، لم يقبل من أحد صلة و لا جائزة، حتي أنه ردّ صلات أبيه، و ناهيك بذلك شرف نفس و شدّة ظلف (3)، و أمّا الملوك من بني بويه فإنّهم اجتهدوا علي قبول صلاتهم فلم يقبل، و كان يرضي بالإكرام، و صيانة الجانب، و إعزاز الأتباع و الأصحاب. ذكر
ص: 193
الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في التاريخ في وفاة الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري الفقيه المالكي قال: كان شيخ الشهود المعدّلين ببغداد، و متقدمهم، و كان كريما مفضّلا علي أهل العلم.
قال: و قرأ عليه الشريف الرضي القرآن و هو شاب حدث، فقال يوما من الأيام للشريف: أين مقامك؟ فقال: في دار أبي، بباب محوّل فقال: مثلك لا يقيم بدار أبيه، قد نحلتك داري بالكرخ المعروف: بدار البركة، فامتنع الرضي من قبولها، و قال: لم أقبل من أبي قطّ شيئا، فقال: إنّ حقي عليك أعظم من حقّ أبيك عليك، لأني حفّظتك كلام اللّه، فقبلها، و كان قدس اللّه روحه يلتهب ذكاء و حدّة ذهن من صغره. ثم ذكر حكايته المعروفة مع السيرافي (1).
قلت: إن علوّ مقام السيد في الدرجات العلمية مع قلّة عمره- فإنه توفي في سن سبع و أربعين- قد خفي علي العلماء، لعدم انتشار كتبه، و قلّة نسخها، و إنّما الشائع منها نهجه و خصائصه، و هما مقصوران علي النقليات، و المجازات النبوية حاكية عن علوّ مقامه في الفنون الأدبية.
و أمّا التفسير الذي أشار إليه العمري المسمي: بحقائق التنزيل و دقائق التأويل، فهو كما قال أكبر من التبيان، و أحسن منه، و أنفع و أفيد منه، و قد عثرنا علي الجزء الخامس منه، و هو من أوّل سورة آل عمران إلي أواسط سورة النساء علي الترتيب، علي نسق غرر أخيه المرتضي بقول: مسألة، و من سأل عن معني قوله تعالي. و يذكر آية مشكلة متشابهة، و يشير إلي موضع الإشكال و الجواب، ثم يبسط الكلام و يفسّر في خلالها جملة من الآيات، و لذا لم يفسر كل آية، بل ما فيها إشكال، و أوّل هذا الجزء قوله تعالي:!.
ص: 194
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتٰابَ (1) الآية فقال: كيف جمع سبحانه بين قوله (هُنَّ) و هو ضمير لجمع، و بين قوله: (أُمُّ الْكِتٰابِ) و هو اسم لواحد، فجعل الواحد صفة للجميع، و هذا فتّ (2) في عضد البلاغة، و ثلم في جانب الفصاحة (3). إلي آخره.
و ذهب في هذا التفسير الشريف إلي عدم وجود الحروف الزائدة في القرآن، كما عليه جمهور أئمة العربية، و لا بأس بنقل كلامه أداء لبعض حقوقه:
قال (رحمه اللّه): مسألة: و من سأل عن معني قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ مٰاتُوا وَ هُمْ كُفّٰارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَ لَوِ افْتَديٰ بِهِ (4) فقال: وجه الكلام أن يقول: لو افتدي به بغير واو، فما معني دخول الواو ها هنا، و الكلام غير مضطر إليها.
فالجواب: انّ في ذلك أقوالا للعلماء:
فمنها: و هو أضعفها، أن تكون الواو ها هنا مقحمة، كإقحامها في قوله تعالي: حَتّٰي إِذٰا جٰاؤُهٰا وَ فُتِحَتْ أَبْوٰابُهٰا (5) و المراد به فتحت [أبوابها] (6).
و أقول: إن لأبي العباس المبرّد مذهبا في جملة الحروف المزيدة في القرآن أنا أذهب إليه، و اتّبع نهجه فيه، و هو: اعتقاد انه ليس شي ء من الحروف جاء في القرآن إلّا لمعني مفيد، و لا يجوز أن يكون ملقي مطرحا، و لا خاليا من ر.
ص: 195
الفائدة صفرا، و ذلك أن الزيادات و النقائص في الكلام إنّما يضطر إليها و يحمل عليها الشعر، الذي هو مقيد بالأوزان و القوافي، و ينتهي إلي غايات و مرام، فإذا نقصت أجزاء كلامه قبل إلحاق القافية التي هي الغاية المطلوبة اضطرّ الإنسان إلي أن يزيد في الحروف، فيمدّ المقصور، و يقطع الموصول، و ما أشبه ذلك. و إذا زاد كلامه و قد هجم علي القافية فاستوقفته عن أن يتقدمها، و أخذت بمخففّه دون تجاوزها، اضطر صاحبه إلي النقصان من الحروف، فقصر الممدود، و وصل المقطوع و ما أشبه ذلك، حتي يعتدل الميزان، و تصحّ الأوزان.
فأما إذا كان الكلام محلول العقال، مخلوع الإزار، ممكنا من الجري في مضماره، غير محجوز بينه و بين غاياته، فإن شاء صاحبه أرسل عنانه فخرج جامحا، و إن شاء قدع لجامه فوقف جانحا، لا يحصره أمد دون أمد، و لا يقف به حدّ دون حدّ، فلا تكون الزيادات فيه إلّا عيّا و استراحة، و تغوّثا و إلاحة، و هذه منزلة نرفع عنها كلام اللّه سبحانه الذي هو المتعذر المعوز، و الممتنع المعجز، و كل كلام إنّما هو مصلّ خلف سبقه، و قاصر عن بلوغ أدني غاياته، بل قد يرتفع عن بلوغ هذه المنزلة كلام الفصحاء المقدمين، و البلغاء المحدثين، فضلا عمّا هو أعلي طبقات الكلام، و أبعد عن مقدورات الأنام، و إني لأقول- أبدا- لو كان كلام يلحق بغباره، أو يجري في مضماره بعد كلام الرسول صلّي اللّه عليه و آله، لكان ذلك كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، إذ كان منفردا بطريقة الفصاحة، لا تزاحمه عليها المناكب، و لا يلحق بعقوه فيها الكادح الجاهد.
و من أراد أن يعلم برهان ما أشرنا إليه من ذلك، فليمعن النظر في كتابنا الذي ألّفناه و وسمناه بنهج البلاغة، و جعلناه يشتمل علي مختار جميع الواقع إلينا من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في جميع الأنحاء و الأغراض و الأجناس
ص: 196
و الأنواع، من خطب و كتب، و مواعظ و حكم، و بوبناه أبوابا ثلاثة، يشتمل علي هذه الأقسام مميّزة مفصلة، و قد عظم الانتفاع به، و كثر الطالبون له، لعظيم قدر ما ضمّنه من عجائب الفصاحة و بدائعها، و شرائف الكلم و نفائسها، و جواهر الفقر و فرائدها.
و كلامه صلّي اللّه عليه مع ما ذكرنا من علوّ طبقته، و خلوّ طريقه، و انفراد طريقته، فإنه إذا حوّل ليلحق غاية من أدني غايات القرآن، وجد ناكسا متقاعسا، و مقهقرا راجعا، و واقفا بليدا، و واقعا بعيدا، علي أنّه الكلام الذي وصفناه بسبق المجارين، و العلوّ عن المسامين. فما ظنّك بما دون ذلك من كلام الفصحاء، و بلاغات البلغاء، الذي يكون بالقياس إليه هباء منثورا، و سرابا غرورا؟! و هذا الذي ذكرناه أيضا من معجزات القرآن إذا تأمله المتأمل، و فكر فيه المفكر، إذ كان الكلام المتناهي الفصاحة، العالي الذروة، البعيد المرمي و الغاية إذا قيس إليه و قرن به شال في ميزانه، و قصر عن رهانة، و صار بالإضافة إليه قالصا بعد السبوغ، و قاصرا بعد البلوغ، ليصدق فيه قول أصدق القائلين سبحانه إذ يقول: وَ إِنَّهُ لَكِتٰابٌ عَزِيزٌ. لٰا يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لٰا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (1).
و قد ذهبنا من غرض المسألة بعيدا، للداعي الذي دعانا، و المعني الذي حدانا، و نحن نعود إلي عود القول فيها بإذن اللّه.
و قد كان بعض من رام كسر المذهب الذي- تقدم ذكرنا له- عن المبرد، و اختيارنا طريقته فيه، سأله عن قول اللّه سبحانه: هٰذٰا بَلٰاغٌ لِلنّٰاسِ وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ (2) فقال: قد علمنا أن هذه (اللام) لام كي، فما معني إدخال 2.
ص: 197
(الواو) عليها لو لم نقدّرها مزيدة؟
فقال أبو العباس لسائله: ألست تعلم أن قوله تعالي: هٰذٰا بَلٰاغٌ مصدر وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ فعل موضوع في موضع المصدر، لأن الأفعال تدلّ علي مصادرها، فالتقدير أن يكون هذا بلاغ للناس و إنذار، فبطل أن تكون (الواو) جاءت لغير معني، و قد أحسن أبو العباس في هذا الجواب غاية الإحسان.
و من احتج في تجويز ورود الحروف لغير معني في غير (1) القرآن، بل علي طريق الزيادة و الإقحام بقوله تعالي: فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ لِنْتَ لَهُمْ (2) و قوله: إنّ (ما) ها هنا زائدة، و المراد: فبرحمة من اللّه لنت لهم، فليس الأمر علي ما ظنّه، لأن (ما) هاهنا لها فائدة معلومة، و ذلك أن معناها تفخيم قدر الرحمة التي لأن بها لهم، فكأنّه تعالي قال: فبرحمة عظيمة من اللّه لنت لهم، و موقع (ما) هاهنا كموقعها في قوله تعالي فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مٰا غَشِيَهُمْ (3) فمن قولنا أنّه تعالي أراد:
تعظيم ما غشيهم من موج البحر، و لو لم تكن فيه هذه الفائدة لكان عيّا، لا يجوز علي الحكيم تعالي أن يأتي بمثله، و كان يجري مجري قول القائل: أعطيت فلانا ما أعطيته، إذا لم يرد تفخيم العطيّة.
و إما استشهاد من استشهد علي أنّ (الواو) زائدة في قوله تعالي: وَ لَوِ افْتَديٰ بِهِ (4) بقوله سبحانه: حَتّٰي إِذٰا جٰاؤُهٰا وَ فُتِحَتْ أَبْوٰابُهٰا (5) و لم يرد بعد ذلك خبر ل (إذا) فليس الأمر علي ظنّه لأن تقدير ذلك عند المحققين من العلماء حَتّٰي إِذٰا جٰاؤُهٰا وَ فُتِحَتْ أَبْوٰابُهٰا دخلوها وَ قٰالَ لَهُمْ خَزَنَتُهٰا سَلٰامٌ لأن في 3.
ص: 198
تفتيح الأبواب لهم دليلا علي دخولهم، فترك ذكر الدخول لها في الكلام من الدلالة عليه، و قد يسقط من القرآن كلم و حروف، و يدلّ فحوي الخطاب عليها اختصارا و حذفا و إبعادا في مذاهب البلاغة، و إغراقا في منازع الفصاحة، و لأن فيما يبقي أدلّة علي ما يلقي، إذ كانت البلاغة عند أهل اللسان لمحة دالّة و إشارة مقنعة. و لا يجوز أن تزاد فيه الكلم و الحروف التي ليس فيها زيادة معان و أدلّة علي معان- علي ما قدمناه من كلامنا في هذا المعني- لأن ذلك من قبيل العي و الفهاهة كما أن الأول من دلائل الاقتدار و الفصاحة.
و في القرآن موضعان آخران جاءت فيهما هذه (الواو) التي قدّر أنّها مزيدة، ما رأيت أحدا تنبّه عليهما، و إنّما عثرت أنا بهما عند الدرس، لأن العادة جرت بي في التلاوة أن أتدبّر غرائب القرآن و عجائبه، و خفاياه و غوامضه، فلا أزال أعثر فيه بغريبه، و اطلع علي عجيبة و أثير منه سرّا لطيفا، و أطّلع خبيئا طريفا.
و أحد [الموضعين] (1) المذكورين في السورة التي يذكر فيها يوسف عليه السلام، و ذلك قوله تعالي: فَلَمّٰا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيٰابَتِ الْجُبِّ وَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هٰذٰا وَ هُمْ لٰا يَشْعُرُونَ (2) فلم يرد بعد (فلما) خبر لها، و هذا مثل الآية التي في الزمر سواء، إلّا أن تلك تداول الناس الاستشهاد في هذا الموضع بها، و هذه خفيت عنهم، فترك ذكرها.
و تأويل هذا كتأويل تلك لا خلاف بينهما، لأن في قوله تعالي: وَ أَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيٰابَتِ الْجُبِّ دليلا علي جعله فيه، بقوّة العزم منهم، و الإجماع المنعقد بينهم، و كأنّه تعالي قال: حتي إذا ذهبوا به و أجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجبّ، جعلوه هناك، و أوحينا إليه، فالموضعان متفقان.
و الموضع الآخر قوله تعالي في الصافات 5.
ص: 199
فَلَمّٰا أَسْلَمٰا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَ نٰادَيْنٰاهُ أَنْ يٰا إِبْرٰاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيٰا (1) فلم يكن بعد قوله تعالي: (فلما) ما يجوز أن يكون خبرا لها، فالمواضع الثلاثة إذا متساوية.
فأما استشهادهم ببيت الهذلي (2) و هو آخر قصيدة، و لم يرد بعده ما يجوز أن يكون خبرا له، و ذلك قوله:
حتي إذا أسلكوهم في قتائدة شلا كما تطرد الجمّالة الشردا
و قتائدة: اسم موضع، و الجمّالة: أصحاب الجمال، كما يقال: الحمّارة و البغّالة لأصحاب الحمير و البغال، و الشلّ: الطرد، و الشرد: الإبل الشاردة.
فليس الأمر علي ما قدّروه في هذا البيت، و ذلك أن معناه عند المحققين كمعني الآيتين المذكورتين سواء، لأن الشاعر لمّا جاء بالمصدر الذي هو قوله:
شلا كان فيه دلالة علي الفعل، فكأنّه قال: إذا أسلكوهم في هذا الموضع شلّوهم شلا، فاكتفي بذكر المصدر عن ذكر الفعل، لأن فيه دلالة عليه.
فإذا ثبت ما قلنا رجعنا إلي ذكر قول العلماء المحققين في معني هذه الواو، إذ كانت عندهم واردة لفائدة لولاها لم تعلم.
فنقول: إن معني ذلك عندهم إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ مٰاتُوا وَ هُمْ كُفّٰارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً (3): علي وجه الصدقة و القربة، ما كانوا مقيمين علي كفرهم ثم قال: و لو أفتدي بهذا المقدار أيضا- علي عظم قدره- من العذاب المعدّ له ما قبل منه، فكأنّه تعالي لما قال: فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً عمّ وجوه القبول بالنفي، ثم فصّل سبحانه لزيادة البيان، و لو لم ترد هذه (الواو) لم يكن النفي عاما لوجوه القبول، و كان القبول كأنّه 1.
ص: 200
مخصوص بوجه الفدية، دون غيرها من وجوه القربة، فدخلت هذه (الواو) للفائدة التي ذكرناها من نفي التفصيل بعد الجملة فأمّا من استشهد علي زيادة (الواو) هاهنا بقوله تعالي في الأنعام: وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (1) و قدّر أن (الواو) هناك زائدة، فليس الأمر علي ما قدّره، لأن (الواو) هناك عاطفة علي محذوف في التقدير، فكأنّه تعالي قال: وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ لضروب من العبر وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ.
فإن قال قائل: قد وردت في القرآن آيات تدل علي أن نفي القبول منهم لما لو قدروا عليه لبذلوه، إنّما هو في الافتداء من العذاب لا غيره، فوجب أن يكون ذلك أيضا في هذه الآية التي نحن في تأويلها مختصا بهذا الوجه دون وجه الصدقة، و القربة، فيصح أن (الواو) هنا زائدة.
فمن الآيات المشار إليها قوله تعالي في المائدة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذٰابِ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ مٰا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ (2).
و منها أيضا قوله تعالي في الرعد: لِلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنيٰ وَ الَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ (3).
قيل له: قد ورد أيضا في القرآن ما يدل علي نفي القبول منهم لما يبذلونه علي وجوه القرب و الصدقات فمن ذلك قوله تعالي في براءة: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فٰاسِقِينَ. وَ مٰا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقٰاتُهُمْ إِلّٰا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللّٰهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لٰا يَأْتُونَ الصَّلٰاةَ إِلّٰا وَ هُمْ كُسٰاليٰ وَ لٰا يُنْفِقُونَ إِلّٰا وَ هُمْ كٰارِهُونَ8.
ص: 201
(1) فإذا وجدنا القرآن قد دلّ في مواضع علي نفي القبول منهم لما يبذلونه علي وجه القربة، و ما يبذلونه علي وجه الفدية، لم يكن مخالفنا أولي بحمل ذلك علي وجه القربة منا بحمله علي وجه الفدية و القربة، جميعا، إذ كان فيهما زيادة معني.
و كنا مع هذه الحال نافين عن كلام اللّه تعالي ما لا يليق به من إيراد الزوائد المستغني عنها، و التي لا يستعين بمثلها إلّا من يضطرّه ضيق العبارة إليها، أو يحمله فضل العيّ (2) عليها، و ذلك مزاح عن كلام اللّه سبحانه، فكلّما حملت حروفه علي زيادات للمعاني و الأغراض كان ذلك أليق به من حمله علي نقصان المعاني مع زيادات الألفاظ، و في ما ذكرناه من ذلك مقنع بحمد اللّه (3)، انتهي كلامه الشريف.
و قد خرجنا بطوله عن وضعنا، إلّا أنّ ذكر أمثاله في ترجمته أولي من نقل إشعاره، خصوصا ما مدح به أجلاف بني العباس اضطرارا، و ذكر كلمات المترجمين في مدحها و حسنها، لا نقول ما قاله الفاضل المعاصر في ترجمته في الروضات، فإنه بعد ما بالغ في الثناء عليه في أوّل الترجمة حتي قال: لم يبصر بمثله إلي الآن عين الزمان في جميع ما يطلبه إنسان العين من عين الإنسان، و سبحان الذي ورثه غير العصمة و الإمامة ما أراد من قبل أجداده الأمجاد و جعله حجّة علي قاطبة البشر في يوم الميعاد (4)، جعله في آخر الترجمة من أجلاف الشعراء الذين ديدنهم مدح الفاسقين لجلب الحطام.
و لو لا شبهة دخول نقل كلامه في تشييع الفاحشة، لنقلته بطوله لينظر
ص: 202
الناظر كيف ناقض ذيل كلامه صدره، إلّا أني أذكر من باب المثال قوله: و مما يحقق لك أيضا جميع ما ذكرناه كثرة ما يوجد في ديوان هذا الرجل العظيم الشأن من قصائد (1) مديح الخلفاء و الأعيان، و شواهد الركون إلي أهل الديوان، مع عدم محضور له في ترك هذا التملّق، و ظهور المباينة بين قوله هذا و فعله الذي أفاد في الظاهر أن لا تقيد له بأهل الدنيا، و لا تعلّق، و كذا من أشعار الغزل و التشبيب، و صفة الخدّ و العارض و العذار من الحبيب، و أشعار المفاخرة بالأصل و النسب. إلي آخر ما قال مما كاد [أن] تزول منه الجبال.
بل نقول: مضافا إلي أن قوّة النظم، و ملكة الشعر في عالم و ان فاتت أئمته لا يعدّ من الكمالات التي تطلب من حفّاظ الشرع، و سدنة الدين، و إنه (رحمه اللّه) في نظمه ذلك كان معذورا، بل ربّما كان عليه واجبا، و لكن نشره من بعده، و بعد قطع دابر الظالمين ترويج للباطل، فإن الفقهاء قد نصّوا في أبواب المكاسب أن مدح من لا يستحق المدح أو يستحق الذم، حرام.
و قال الشيخ الأعظم الأنصاري (طاب ثراه): و الوجه فيه واضح من جهة قبحه عقلا، و يدل عليه من الشرع قوله تعالي: وَ لٰا تَرْكَنُوا إِلَي الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّٰارُ (2).
و عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله: من عظّم صاحب دنيا و أحبّه طمعا في دنياه سخط اللّه عليه، و كان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار (3).
و في النبوي الآخر- الوارد في حديث المناهي-: من مدح سلطانا جائرا، أو تخفّف أو تضعضع له طمعا فيه، كان قرينه في النار (4).6.
ص: 203
و مقتضي هذه الأدلة حرمة المدح طمعا في الممدوح، و أمّا لدفع شرّه فهو واجب (1)، انتهي.
و لكنه (رحمه اللّه) كان معذورا فيما قاله فيهم حفظا لنفسه أو لكافة الشيعة عن شرورهم، و أمّا بعده و بعدهم فحفظ هذه الأشعار و كتبها و نسخها و نشرها و قراءتها لا يخلو من شبهة التحريم، فإنه داخل في عموم النص و الفتوي، و السيد أجلّ و أعلي من أن يحتاج في ثبوت مقام فضله و كماله إلي إشعاره، و إن كان و لا بدّ ففي ما أنشده في رثاء أهل البيت عليهم السلام مندوحة عن نشر مدائح أعدائهم أعداء اللّه.
قال طاوس آل طاوس رضي الدين في كشف المحجة في وصاياه لولده:
و إيّاك و تقليد قوم من المنسوبين إلي علم الأديان، و كونهم قالوا الشعر، و مدحوا به ملوك الأزمان، فإنّهم مخاطرون بل هالكون أو نادمون إن كانوا ما تابوا منه، و يؤدّون يوم القيامة أنّهم كانوا أخراسا عنه، و لقد تعجّبت منهم كيف دوّنوه و حفظوه و كان يليق بعلومهم أن يذهبوه و يبطلوه، أو يرفضوه، أما تري فيه يا ولدي- مدح من اللّه جلّ جلاله و رسوله و خاصته ذامّون لهم، و ساخطون عليهم، أما في ذلك مفارقة للّه جلّ جلاله و كسر حرمة اللّه جلّ جلاله و أئمّتهم الذين هم محتاجون إليهم (2)؟!. إلي آخره.
و هو كلام حسن متين، و ان اشمأزت منه نفوس البطالين.
هذا، و ليعلم انّ كتابه نهج البلاغة- الذي تفتخر به الشيعة، و تبتهج به الشريعة، المنعوت في كثير من الإجازات بأخ القرآن في قبال أخته التي هي الصحيفة الكاملة السجادية- له شروح كثيرة دائرة و مستورة، و ما يحضرني الآن منها:
ص: 204
1/ شرح أبي الحسن البيهقي (1)، و هو أوّل من شرحه، كما مرّ في مشايخ ابن شهرآشوب (2).
2/ و شرح الفخر الرازي- إمام أهل السنة- إلّا أنه لم يتمه، صرّح بذلك الوزير جمال الدين القفطي وزير السلطان بحلب في تاريخ الحكماء (3).
3/ و شرح القطب الراوندي، المسمي: بمنهاج البراعة، في مجلّدين.
4/ و شرح القاضي عبد الجبار، المردد بين ثلاثة لا يعلم من أي واحد منهم، إلّا أنّهم قريبي العصر من الشيخ الطوسي.
5/ و شرح الإمام أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد الماهابادي، شيخ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست.
6/ و شرح أبي الحسين محمّد بن الحسين بن الحسن البيهقي الكيدري، المسمي بالإصباح، فرغ من تأليفه سنة 576.
7/ و شرح آخر قبل شرح الكيدري المسمي (4): بالمعراج، فإنه قال في أول شرحه بعد كلام طويل: فعنّ لي أن أشرع في شرح هذا الكتاب مستمدا- بعد ا.
ص: 205
توفيق اللّه- من كتابي المعراج و المنهاج، غائصا علي دررهما في أعراف كافلا بإيراد فوائد علي ما فيهما، و زوائد لا كزيادة الأديم، بل كما زيد في العقل من الدرّ اليتيم، و متمما ما تضمّناه. إلي آخره.
أمّا المنهاج فهو شرح الراوندي، و أمّا المعراج، فلا أعرف مؤلفه.
و هذه الشروح كلّها قبل شرح ابن أبي الحديد بزمان طويل، و مع ذلك يقول في أول شرحه: و لم يشرح هذا الكتاب قبلي فيما أعلم إلا واحدا، و هو سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الفقيه المعروف بالقطب الراوندي. إلي آخره.
8/ و شرح ابن أبي الحديد المعتزلي.
9/ و مختصره للفقيه الجامع المولي سلطان محمود بن غلام علي الطبسي، ثم المشهدي القاضي فيه، صاحب رسالة في الرجعة بالفارسية.
12، 11، 10/ و شرح الشيخ كمال الدين ميثم البحراني: الكبير، و المتوسط، و الصغير.
13/ و شرح الشيخ العالم الجليل كمال الدين عبد الرحمن بن محمّد بن إبراهيم العتائقي الحلّي، من علماء المائة الثامنة، و هو شرح كبير في أربع مجلدات، اختاره من شروح أربعة، و هي الشرح الكبير لابن ميثم، و شرح القطب الكيدري، و شرح القاضي عبد الجبار، و شرح ابن أبي الحديد.
14/ و شرح المولي الجليل جلال الدين الحسين بن الخواجه شرف الدين عبد الحق الأردبيلي، المعروف بالإلهي، الفاضل المتبحر المعاصر للسلطان الغازي الشاه إسماعيل الصفوي، المتوفي سنة 905، و قد جاوز عمره عن السبعين، صاحب المؤلفات الكثيرة، سمّي شرحه: بمنهج الفصاحة في شرح نهج البلاغة، و هو بالفارسية، ألّفه باسم السلطان المذكور.
ص: 206
15/ و شرح العالم النبيل المولي فتح اللّه بن شكر اللّه القاشاني الشريف، بالفارسية، سمّاه: تنبيه الغافلين و تذكرة العارفين.
16/ و شرح العالم الفاضل علي بن الحسن الزوارئي المفسر المعروف، أستاذ المولي فتح اللّه المذكور، و تلميذ السيد غياث الدين جمشيد المفسر الزوارئي، و هو أيضا بالفارسية، إلّا أنه أحسن ما شرح بالفارسية.
17/ و شرح العالم الكامل الحكيم الشيخ حسين بن شهاب الدين بن الحسين ابن محمّد بن الحسين بن الجنيدر العاملي الكركي، الفاضل الماهر الأديب، المتوفي سنة 1077.
في الأمل: له كتب منها: شرح نهج البلاغة، كبير (1).
18/ و شرح الفاضل علي بن الناصر، سمّاه: أعلام نهج البلاغة.
19/ و شرح الفاضل نظام الدين الجيلاني، سمّاه: أنوار الفصاحة.
20/ و شرح العالم الجليل السيد ماجد البحراني، و لكن في الأمل: إنه لم يتمّ (2).
21/ و شرح السيد الجليل رضي الدين علي بن طاوس (رحمه اللّه) نسبه إليه العالم النحرير النقاد الخبير المولوي إعجاز حسين الهندي المعاصر (طاب ثراه) في كتابه كشف الحجب و الأستار عن وجوه الكتب و الأسفار (3).
22/ و شرح المولي الجليل جمال السالكين عبد الباقي الخطاط الصوفي التبريزي، المعروف بحسن الخطّ في خطّ النسخ و الثلث، و كان فاضلا عالما محقّقا، و لكن له ميل عظيم إلي مسلك الصوفية، و كان في عصر السلطان شاه عباس الماضي الصفوي، له من المؤلفات شرح نهج البلاغة مبسوط 7.
ص: 207
بالفارسية. إلي آخر ما في الرياض (1).
23/ و شرح عزّ الدين الآملي، في الرياض: فاضل، عالم، فقيه، محقّق، مدقّق، جامع للعلوم العقلية و النقلية، و كان من شركاء الدرس مع الشيخ علي الكركي، و الشيخ إبراهيم القطيفي، عند الشيخ علي بن هلال الجزائري.
قال: و قبره الآن معروف بتوابع بلدة ساري من بلاد مازندران، و له من الكتب كتاب شرح نهج البلاغة، و الرسالة الحسنية في الأصول الدينية، و فروع العبادات، ألّفها لآقا حسن من وزراء مازندران (2).
24/ و حاشية المولي عماد الدين علي القاري الأسترآبادي، صاحب الرسائل الكثيرة في القراءات.
25/ و شرح العالم المحدّث السيد نعمة اللّه الجزائري، كتفسيره المسمي:
بالعقود و المرجان الذي يكتب علي حواشي القرآن، يكتب علي حواشي النهج، صرّح بذلك في الرياض في ترجمته (3).
26/ و شرح رأيته في مشهد الرضا عليه السلام، و قد سقط من أوّله أوراق، و هو مختصر لم أعرف مؤلّفه، إلّا أنّ النسخة كانت عتيقة جدّا.
27/ و شرح السيد الجليل الآميرزا علاء الدين گلستانه، المسمي: ببهجة الحدائق، مختصر.
28/ و شرح آخر له كبير يقرب من ثلاثين ألف بيت، إلّا أنه ما جاوز من الخطبة الشقشقية إلّا نزرا يسيرا.
29/ و شرح العالم المحدث الجليل السيد عبد اللّه بن السيد محمّد رضا شبّر الحسيني، يقرب من أربعين ألف بيت.4.
ص: 208
30/ و شرح آخر له عليه يقرب من ثلاثين ألف بيت.
31/ و شرح الفاضل المعاصر الآميرزا إبراهيم الخويي.
و لعل السارح طرفه في أكناف التراجم يقف علي أضعاف ما عثرنا عليه.
و أمّا مشايخه: فقال (رحمه اللّه) في تفسير قوله تعالي: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهٰا أُنْثيٰ وَ اللّٰهُ أَعْلَمُ بِمٰا وَضَعَتْ (1)، في وجه قراءة من قرأ وضعت- بضمّ التاء، و من قرأها بتسكينها- قال: قال لي شيخنا أبو الحسن علي بن عيسي النحوي صاحب أبي علي الفارسي، و هذا الشيخ كنت بدأت بقراءة النحو عليه قبل شيخنا أبي الفتح عثمان بن جني، فقرأت عليه مختصر الجرمي، و قطعة من كتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي، و مقدمة أملاها علي كالمدخل إلي النحو، و قرأت عليه العروض لأبي إسحاق الزجاج، و القوافي لأبي الحسن الأخفش، و هو ممّن لزم أبا علي السنين الطويلة، و استكثر منه، و علت في النحو طبقته، و قال لي:
بدأت بقراءة مختصر الجرمي علي أبي سعيد الحسن بن عبد اللّه السيرافي (رحمه اللّه) في سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة، ثم انتقلت إلي أبي علي (2). انتهي.
و ظاهره أنه لم يقرأ علي السيرافي، و إلا لأشار إليه، مع أنه عند وفاة السيرافي كان ابن تسع سنين، كما يظهر من تاريخ ولادة الأول، و وفاة الثاني (3).
و نقل ابن خلّكان عن بعض مجاميع ابن جنّي: أن الشريف الرضي احضر إلي ابن السيرافي النحوي و هو طفل جدّا لم يبلغ عشر سنين فلقنه النحو، و قعد يوما في الحلقة فذاكره بشي ء من الإعراب علي عادة التعليم، فقال: إذا قلنا: رأيت عمر، فما علامة النصب في عمر؟ فقال: بغض عليّ عليه السلام!
ص: 209
فتعجب الحاضرون و السيرافي من حدّة خاطره (1). انتهي.
و في قوله: فلقّنه النحو، مسامحة.
أ- و يروي عن الشيخ المفيد، كما صرّح به في جملة من الإجازات (2).
ب- و عن الشيخ الجليل أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري، كما يظهر من كتاب خصائصه، بل لم نجد فيه رواية له عن غيره (3).
و في كتاب الدرجات الرفيعة و غيره: انه (رحمه اللّه) توفي بكرة يوم الأحد لست خلون من المحرم سنة ست و أربعمائة، و حضر الوزير فخر الملك و جميع الأعيان و الأشراف و القضاة جنازته و الصلاة عليه، قال: و مضي أخوه المرتضي من جزعه عليه إلي مشهد مولانا الكاظم موسي بن جعفر (عليهما السلام) لأنه لم يستطع أن ينظر إلي تابوته، و دفنه، و صلّي عليه فخر الملك أبو غالب، و مضي بنفسه آخر النهار إلي أخيه المرتضي إلي المشهد الشريف الكاظمي فألزمه بالعود إلي داره (4). انتهي.
قلت: لا أدري كيف صلّي عليه فخر الملك مع وجود الشيخ المفيد حينئذ، إلّا أن يكون في هذه الأيام في مشهد الحسين عليه السلام، لكونها أيام زيارته (عليه السلام)، و اللّه العالم.
و نقل في الدرجات عن أبي الحسن العمري، و هو السيد الجليل صاحب المجدي في أنساب الطالبيين، المعاصر للسيدين، قال: دخلت علي الشريف 8.
ص: 210
المرتضي (رضي اللّه عنه) فأراني بيتين قد عملهما، و هما:
سري طيف سعدي طارقا فاستفزّني هبوبا (1) و صحبي بالفلاة هجود
فقلت لعيني عاودي النوم و اهجعي لعلّ خيالا طارقا سيعود
فخرجت من عنده، و دخلت علي أخيه الرضي، فعرضت عليه البيتين، فقال بديهيا:
فردت جوابا و الدموع بوادر و قد آن للشمل المشتّت ورود
فهيهات من لقيا حبيب تعرّضت لنا دون لقياه مهامه بيد
فعدت إلي المرتضي بالخبر، فقال: يعزّ عليّ أخي قتله الذكاء، فما كان إلّا يسيرا حتي مضي الرضي بسبيله (2). انتهي.
فإن أخذ هذه الحكاية من كتابه المجدي (3) فلا مجال لردّها، و إلّا ففي النفس منها شي ء، لكثرة غرابتها، و ذكر في هذا الكتاب جملة من رسائل السيد، و نوادر حكاياته، من أرادها راجعة.
و بالأسانيد إلي السيد الجليل الشريف الرضي (رحمه اللّه) قال: حدثني هارون بن موسي قال: حدثنا أبو علي محمّد بن همام قال: حدثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن الحسن قال: حدثنا محمّد بن علي بن خلف قال: حدثنا عيسي بن الحسين بن عيسي بن زيد العلوي، عن إسحاق بن إبراهيم ه.
ص: 211
الكوفي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأخرجني إلي الجبان، فلمّا أصحر تنفس السعداء، ثم قال: يا كميل بن زياد، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فاحفظ عنّي ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم ربّاني، و متعلّم علي سبيل نجاة، و همج رعاع أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، و لم يلجؤوا إلي ركن وثيق.
يا كميل بن زياد، العلم خير من المال، العلم يحرسك و أنت تحرس المال، و المال تنقصه النفقة، و العلم يزكو علي الإنفاق.
يا كميل بن زياد، معرفة العلم دين يدان به، يكسب الإنسان الطاعة في حياته، و جميل الأحدوثة بعد وفاته، و العلم حاكم، و المال محكوم عليه.
يا كميل بن زياد، هلك خزّان الأموال و هم أحياء، و العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، و أمثالهم في القلوب موجودة. ها إن هاهنا لعلما جمّا- و أشار إلي صدره- لو أصبت له حملة، بلي أصبت لقنا غير مأمون عليه، مستعملا آلة الدين للدنيا، و مستظهرا بنعم اللّه علي عباده، و بحججه علي أوليائه. أو منقادا لحملة الحقّ لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة. ألّا لا ذا و لا ذاك. أو منهوما باللذة، سلس القياد للشهوة.
أو مغرما بالجمع و الادخار، ليسا من رعاة الدين في شي ء، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه.
اللهم بلي لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة، إمّا ظاهرا مشهورا، أو خافيا مغمورا، لئلا تبطل حجج اللّه و بيناته، و كم ذا؟ و أين؟ أولئك و اللّه الأقلون عددا، و الأعظمون بهم يحفظ اللّه حججه بيّناته يودعها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم. هجم بهم العلم علي حقيقة البصيرة، و باشروا اليقين، استلانوا ما استوعر المترفون، بما
ص: 212
استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالملإ الأعلي، أولئك خلفاء اللّه في أرضه، و الدعاة إلي دينه، آه آه شوقا إلي رؤيتهم، انصرف إذا شئت (1).
الخامس: السيد السند المقدم المعظم، و منبع العلوم و الآداب و الأسرار و الحكم، محيي آثار أجداده الأئمة الراشدين، و حجّتهم البالغة الدامغة علي أعداء الدين، المؤيد المسدّد بروح القدس عند مناظرة العدي، الملقب من جدّه المرتضي في الرؤيا الصادقة السيماء بعلم الهدي، سيدنا أبو القاسم الثمانيني، ذو المجدين، علي بن الحسين الموسوي أخو الشريف الرضي، أمره في الجلالة و العظمة في الفرقة الإمامية أشهر من أن يذكر، و أجلّ من أن يسطر.
قال الشهيد في أربعينه: نقلت من خطّ السيد العالم صفيّ الدين محمّد ابن معد الموسوي، بالمشهد المقدس الكاظمي، في سبب تسمية السيد المرتضي بعلم الهدي، أنّه مرض الوزير أبو سعيد محمّد بن الحسين بن عبد الصمد، في سنة عشرين و أربعمائة، فرأي في منامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول له: قل لعلم الهدي يقرأ عليك حتي تبرأ، فقال: يا أمير المؤمنين و من علم الهدي؟ قال: علي بن الحسين الموسوي.
فكتب الوزير إليه بذلك، فقال المرتضي رضي اللّه عنه: اللّه اللّه في أمري، فإنّ قبولي لهذا اللقب شناعة عليّ، فقال الوزير: ما كتبت إليك إلّا بما لقبك به جدّك أمير المؤمنين عليه السلام: فعلم القادر الخليفة بذلك، فكتب إلي المرتضي: تقبّل يا عليّ بن الحسين ما لقّبك به جدّك، فقبل و اسمع
ص: 213
الناس (1).
و نظير هذه الرؤيا في الدلالة علي علوّ مقامه، ما نقله الفاضل السيد علي خان في الدرجات الرفيعة قال: و كان المفيد (رحمه اللّه) رأي في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دخلت إليه و هو في مسجده بالكرخ، و معها ولداها الحسن و الحسين عليهما السلام صغيرين، فسلّمتهما إليه و قالت له: علمهما الفقه، فانتبه متعجبا من ذلك. فلمّا تعالي النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأي فيها الرؤيا، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر، و حولها جواريها، و بين يديها ابناها عليّ المرتضي و محمّد الرضي صغيرين، فقام إليها و سلّم عليها، فقالت له: أيّها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه، فبكي الشيخ، و قصّ عليها المنام. و تولّي تعليمهما، و أنعم اللّه تعالي عليهما، و فتح لهما من أبواب العلوم و الفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، و هو باق ما بقي الدهر (2).
و نظيرها أيضا في الدلالة علي قربه منهم عليهم السلام، و أن جدّه عليه السلام ذكره باللقب المذكور في المنام، ما نقله السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد في الدّر النضيد، علي ما في الرياض: عن الشيخ الصالح عزّ الدين حسن بن عبد اللّه بن حسن التغلبي: أن السلطان مسعود بن بويه لمّا بني سور المشهد الشريف دخل الحضرة الشريفة، و قبّل العتبة المنيفة، و جلس علي حسن الأدب، فوقف أبو عبد اللّه- أعني الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي- بين يديه، و أنشد القصيدة علي باب أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، فلمّا وصل إلي الهجاء الذي فيها، أغلظ له السيد المرتضي في الكلام، و نهاه أن ينشد ذلك في 9.
ص: 214
باب حضرة الإمام، فقطع عليه الإنشاد، فانقطع عن الإيراد، فلمّا جنّ عليه الليل رأي الإمام عليا عليه السلام في المنام و هو يقول له: لا ينكسر خاطرك، فقد بعثنا المرتضي علم الهدي يعتذر إليك، فلا تخرج إليه، و قد أمرناه أن يأتي دارك فيدخل عليك.
ثم رأي السيد المرتضي في تلك الليلة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السلام حوله جلوس، فوقف بين أيديهم عليهم السلام فسلّم عليهم (عليهم السلام)، فلم يقبلوا عليه، فعظم ذلك عنده، و كبر لديه، فقال: يا موالي، أنا عبدكم و ولدكم و مولاكم، فبم استحققت هذا منكم؟
فقالوا: بما كسرت خاطر شاعرنا أبي عبد اللّه بن الحجاج، فتمضي إلي منزله، و تدخل عليه، و تعتذر إليه، و تأخذه و تمضي إلي مسعود بن بويه، و تعرفه عنايتنا فيه، و شفقتنا عليه.
فقام السيد المرتضي من ساعته، و مضي إلي أبي عبد اللّه، فقرع عليه باب حجرته، فقال: يا سيدي، الذي بعثك إليّ أمرني أن لا أخرج إليك، و قال: إنه سيأتيك و يدخل عليك، فقال: نعم، سمعا و طاعة لهم، و دخل عليه، و اعتذر إليه، و مضي به إلي السلطان و قصّا القصّة عليه كما رأياه، فكرّمه و أنعم عليه، و حيّاه و خصّه بالرتبة الجليلة، و اعترف له بالفضيلة، و أمر بإنشاد القصيدة في تلك الحال، فقال:
يا صاحب القبة البيضاء علي النجف من زار قبرك و استشفي لديك شفي (1)
القصيدة، و هي طويلة ذكرناها في كتابنا دار السلام (2)، و أشرنا فيه ان 1.
ص: 215
النسخة كذا، و الموجود في التواريخ أن الباني عضد الدولة من آل بويه، فلعلّه من تصحيف النساخ.
و في قصّة الجزيرة الخضراء (1) التي نقلها علي بن فاضل المازندراني، و ذكرنا في كتابنا النجم الثاقب (2)، قرائن تدلّ علي اعتبارها.
قال علي بن فاضل في آخر القصة: و ما رأيتهم يذكرون أحدا من علماء الشيعة إلّا خمسة: السيد المرتضي، و الشيخ أبو جعفر الطوسي، و محمّد بن يعقوب الكليني، و ابن بابويه، و الشيخ أبو القاسم الحلي (3).
و أمّا أمّ السيدين التي قام لها الشيخ المفيد و سلم عليها، فهي بنت الحسين بن احمد بن الحسن، الملقب تارة: بالناصر الكبير، و أخري: بالناصر، و تارة: بناصر الحق أبي محمّد الأطروش، العالم الكبير، صاحب المؤلفات الكثيرة علي مذهب الإمامية، التي منها مائة مسألة صححها سبطه علم الهدي و سمّاها بالناصريات. و هو الذي خرج بطبرستان و الديلم في خلافة المقتدر، و توفي- أو استشهد- بآمل، و قبره فيه، و توهمت الزيدية أنه من أئمتهم و أخطأوا، بل هو من عظماء علماء الإمامية، و هو ابن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
و أظنّ أن الشيخ المفيد رحمه اللّه ألّف كتاب أحكام النساء للسيدة فاطمة أم السيدين، فإنّه قال في أوّله: فإنّي عرفت من آثار السيدة الجليلة الفاضلة أدام اللّه إعزازها جميع الأحكام التي تعم المكلّفين من الناس، و تختص النساء منهن علي التميز لهن، و الإيراد، ليكون ملخصا في كتاب يعتمد للدين، و يرجع 4.
ص: 216
إليه فيما يثمر العلم به و اليقين، و أخبرتني برغبتها- آدم اللّه تعالي توفيقها- في ذلك (1). إلي آخره.
ثم إنّا نقتصر في ذكر بعض مناقب السيد تبرّكا بما قاله فيه علماء أهل السنة:
قال ابن الأثير الجزري في جامع الأصول علي ما في الرياض و غيره في ترجمته بعد ذكر النسب: هو السيد الموسوي المعروف بالمرتضي، و هو أخو الرضي الشاعر، كانت إليه نقابة الطالبيين ببغداد، و كان عالما فاضلا كاملا متكلّما، فقيها علي مذاهب الشيعة، و له تصانيف كثيرة حدّث عن أحمد بن سهل الديباجي، و أبي عبد اللّه المرزباني و. غيرهما، روي عنه الخطيب الحافظ أبو بكر البغدادي، ولد سنة 355، و مات ببغداد سنة 436.
و قال- في موضع آخر-: إن مروّج المائة الرابعة برواية العلماء الإمامية هو الشريف المرتضي الموسوي (2).
و قال القاضي التنوخي صاحب السيد المرتضي- علي ما وجدته بخطّ بعض الأفاضل-: إن مولد السيد المذكور سنة 355، و خلف بعد وفاته ثمانين ألف مجلّد من مقروّاته و مصنفاته و محفوظاته، و من الأموال و الأملاك ما يتجاوز عن الوصف، و صنّف كتابا يقال له: الثمانين، و خلف من كلّ شي ء ثمانين، و عمّر إحدي و ثمانين سنة، فمن أجل ذلك سمّي بالثمانيني، و بلغ في العلم و غيره مرتبة عظيمة، قلّد نقابة الشرفاء شرقا و غربا، و إمارة الحاج و الحرمين، و النظر في المظالم و قضاء القضاة، و بقي علي ذلك ثلاثين سنة (3) انتهي.
و هي مدّة حياته بعد وفاة أخيه الرضي، و منه انتقلت هذه المناصب إليه.
ص: 217
و قال الجرزي في مختصر تاريخ ابن خلّكان: إن السيد المرتضي كان نقيب الطالبيين، إماما في علم الكلام و الأدب و الشعر. إلي أن قال: و له كتاب الغرر و الدرر، و هي مجالس أملاها تشتمل علي فنون من معاني الأدب، تكلّم فيها علي النحو و اللغة، و تدلّ علي فضل و توسع و اطلاع. إلي أن قال: و لقد كانت له أخبار و أشعار و مآثر و آثار ممّا تشهد أنّه من فرع تلك الأصول، و من أهل ذلك البيت الجليل (1).
و تقدم (2) في ترجمة القطب الرازي، عن طبقات السيوطي في ترجمته، نقلا عن ياقوت قال: قال أبو القاسم الطوسي: توحد في علوم كثيرة- مجمع علي فضله- مثل الكلام و الفقه، و أصول الفقه، و الأدب من النحو و الشعر و معانيه و اللغة، و غير ذلك (3).
و قال ابن خلكان في جملة كلام له: و كان إمام أئمة العراق بين الاختلاف و الاتفاق، إليه فزع علماؤها، و عنه أخذ عظماؤها، صاحب مدارسها، و جامع مشاردها، سارت أخباره، و عرفت إشعاره (4).
و أثني عليه اليافعي في تاريخه مرآة الجنان (5) بما يقرب من ذلك، و نقل ثناؤه عن ابن بسام في أواخر كتاب الذخيرة.
إلي غير ذلك ممّا لا حاجة إلي نقلها، و نقل ما ذكره علماؤنا في ترجمته، و يكفي في هذا المقام ما ذكر العلامة في آخر ترجمته، و هو قوله: و بكتبه 5.
ص: 218
استفادت الإمامية منذ زمنه (رحمه اللّه) إلي زماننا هذا، و هو سنة ثلاث و تسعين و ستمائة، و هو ركنهم و معلمهم قدّس اللّه روحه، و جزاه عن أجداده خيرا (1).
قلت: و ممّا يستغرب من حاله أنه (رحمه اللّه) كان إليه النقابة و النظر إلي قضاء القضاة، و ديوان المظالم، و إمارة الحاج، و هذه الأموال الكثيرة التي لا بدّ من صرف برهة من الأوقات في تدبيرها و إصلاحها و إنفاقها، و مع هذه المشاغل العظمية التي تستغرق الأوقات في مدّة ثلاثين سنة يبرز منه هذه المؤلّفات الكثيرة الرائقة، و أغلبها عقليات و فكريات و نظريات، لا يرجي بروزها إلّا ممّن حبس نفسه علي الفكر و البحث و التدريس، فلو عدّ هذا من كراماته فلا يعدّ شططا من القول، و هذرا من الكلام.
و قال العلامة الطباطبائي في رجاله- بعد ذكر شطر من فضائل-: و قد كان مع ذلك أعرف الناس بالكتاب و السنة، و وجوه التأويل في الآيات و الروايات، فإنه لما سدّ العمل بأخبار الآحاد اضطر إلي استنباط الشريعة من الكتاب و الأخبار المتواترة و المحفوفة بقرائن العلم، و هذا يحتاج إلي فضل اطلاع علي الأحاديث، و إحاطة بأصول الأصحاب، و مهارة في علم التفسير، و طريق استخراج المسائل من الكتاب، و العامل بأخبار الآحاد في سعة من ذلك.
و أمّا مصنّفات السيد فكلّها أصول و تأسيسات غير مسبوقة بمثال من تقدمه من علمائنا الأمثال (2).
و مما ينبغي التنبيه عليه أن كتاب عيون المعجزات الدائر بين المحدّثين، و نسبه إلي السيد جزما السيد هاشم البحريني، و ينقل عنه في كتبه، و احتمالا شيخنا المجلسي في البحار، هو من مؤلفات الشيخ الجليل حسين بن عبد
ص: 219
الوهاب المعاصر للسيدين، و قد صرّح في مواضع من هذا الكتاب بأنه مؤلّفه، و قد بسط القول في ذلك في الرياض (1) في ترجمة مؤلّفه، مع أن كثيرا من الأخبار المودعة فيه لا يلائم مذاق السيد (رحمه اللّه)، فلاحظ.
هذا و يروي علم الهدي عن:
أ- الشيخ المفيد (2).
ب- و أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري.
ج- و الحسين بن علي بن بابويه، أخي الصدوق.
د- و أبي الحسن احمد بن علي بن سعيد الكوفي، عن محمّد بن يعقوب الكليني.
ه- و أبي عبد اللّه المرزباني، و هو الشيخ الأقدم محمّد بن عمران، أو عبد اللّه بن موسي بن سعد بن عبيد اللّه الكاتب المرزباني، الخراساني الأصل، البغدادي المولد، و هو أيضا من مشايخ الشيخ المفيد. و غير هؤلاء من مشايخ عصره.
و بالأسانيد إلي السيد الأجلّ المرتضي قال: أخبرنا أبو عبد اللّه المرزباني قال: حدثني عبد الواحد بن محمّد الخصيبي قال: حدثني أبو علي أحمد بن إسماعيل قال: حدثني أيوب بن الحسين الهاشمي، قال: قدم علي الرشيد رجل من الأنصار- و كان عرّيضا- فحضر باب الرشيد يوما و معه عبد العزيز بن عمر ابن عبد العزيز، و حضر موسي بن جعفر عليهما السلام علي حمار له، فتلقاه الحاجب بالبشر و الإكرام، و أعظمه من كان هناك، و عجّل له الإذن.
فقال نفيع لعبد العزيز: من هذا الشيخ؟ قال: أو ما تعرفه! هذا شيخ
ص: 220
آل أبي طالب، هذا موسي بن جعفر. فقال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم، يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما لئن خرج لأسوأنه، فقال له عبد العزيز: لا تفعل، فإن هؤلاء أهل بيت قلّ ما تعرض لهم أحد في خطاب إلّا و سموه في الجواب سمة يبقي عارها عليه مدي الدهر.
قال: و خرج موسي بن جعفر عليهما السلام، فقام إليه نفيع الأنصاري، فأخذ بلجام حماره ثم قال له: من أنت؟ فقال: يا هذا، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمّد حبيب اللّه ابن إسماعيل ذبيح اللّه ابن إبراهيم خليل اللّه، و إن كنت تريد البلد فهو الذي فرض اللّه علي المسلمين و عليك- إن كنت منهم- الحج إليه، و إن كنت تريد المفاخرة فو اللّه ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتي قالوا: يا محمّد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، و إن كنت تريد الصيت و الاسم فنحن الذين أمر اللّه تعالي بالصلاة علينا في الصلوات الفرائض في قوله: «اللهم صل علي محمّد و آل محمّد» و نحن آل محمّد، خلّ عن الحمار، فخلّي عنه و يده ترعد، و انصرف بخزي، فقال له عبد العزيز: أ لم أقل لك (1)؟!
السادس: شيخ المشايخ العظام، و حجّة الحجج الهداة الكرام، محيي الشريعة، و ماحي البدعة و الشنيعة، ملهم الحقّ و دليله، و منار الدين و سبيله، صاحب التوقيعات المعروفة المهدوية، المنقول عليها إجماع الإمامية، و المخصوص بما فيها من المزايا و الفضائل السنيّة، و غيرها من الكرامات الجليّة، و المقامات العليّة، و المناظرات الكثيرة الباهرة البهية، الشيخ أبو عبد اللّه محمّد ابن محمّد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد الدار بن الريان بن فطر
ص: 221
ابن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن علة ابن خلد بن مالك بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
في رجال النجاشي: شيخنا و أستاذنا (رضي اللّه عنه) فضله أشهر من أن يوصف في الفقه و الكلام و الرواية، و الثقة و العلم. ثم عدّ مؤلفاته و قال: مات (رحمه اللّه) ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و أربعمائة، و كان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة، و صلّي عليه الشريف المرتضي أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان، و ضاق علي الناس مع كبره، و دفن في داره سنين، و نقل إلي مقابر قريش (1) بالقرب من السيد أبي جعفر عليه السلام، و قيل: مولده سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة (2).
و في الفهرست: يكنّي أبا عبد اللّه، المعروف بابن المعلم، من جملة متكلمي الإمامية، انتهت رئاسة الإمامية في وقته إليه في العلم، و كان مقدما في صناعة الكلام، و كان فقيها متقدما فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، و له قريب من مائتي مصنّف كبار و صغار، قال (رحمه اللّه): و كان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، و كثرة البكاء من المخالف له و من المؤالف (3).
و قال اليافعي في تاريخه المسمي بمرآة الجنان عند ذكر سنة 413: و فيها 6.
ص: 222
توفي عالم الشيعة، و إمام الرافضة، صاحب التصانيف الكثيرة، شيخهم المعروف بالمفيد، و بابن العلم، البارع في الكلام و الفقه و الجدل، و كان يناظر أهل كلّ عقيدة، مع الجلالة و العظمة في الدولة البويهية.
قال ابن طي: و كان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة و الصوم، خشن اللباس.
و قال غيره: كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد، و كان شيخا ربعة، نحيفا أسمر، عاش ستّا و سبعين سنة، و له أكثر من مائة مصنّف (1)، و كانت جنازته مشهودة، شيّعه ثمانون ألف من الرافضة و الشيعة، و أراح اللّه منه (2).
و نقل القاضي في المجالس عن تاريخ ابن كثير الشامي انه قال فيه: محمّد ابن محمّد بن النعمان أبو عبد اللّه، المعروف بابن المعلم، شيخ الروافض، و المصنف لهم، و الحامي عنهم، كانت ملوك الأطراف تعتقد به لكثرة الميل إلي الشيعة في ذلك الزمان، و كان يحضر مجلسه خلق عظيم من جميع طوائف العلماء (3).
و قال بحر العلوم في رجاله: شيخ مشايخ الأجلّة، و رئيس رؤساء الملّة، فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلّة، و الكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلّة، اجتمعت فيه خلال الفضل، و انتهت إليه رئاسة الكلّ، و اتفق الجميع علي علمه و فضله و فقهه و عدالته و ثقته و جلالته، و كان (رضي اللّه عنه) كثير المحاسن، جمّ المناقب، حديد الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، واسع الرواية، خبيرا بالرجال و الأخبار و الأشعار، و كان أوثق أهل زمانه في س.
ص: 223
الحديث، و أعرفهم بالفقه و الكلام، و كلّ من تأخر عنه استفاد منه (1).
قلت: قلّما يوجد في كتب الأصحاب- الذين تأخروا عنه في فنون المسائل المتعلّقة بالإمامة من الأدلة و الحجج علي إثبات إمامة الأئمة عليهم السلام كتابا و سنّة، دراية و رواية، و ما يبطل به شبهات المخالفين، و ينقض به أدلّتهم علي صحة خلافة المتغلبين، و يطعن به علي أئمتهم المتسلطين- مطلب لا يوجد في شي ء من كتبه و رسائله و لو بالإشارة إليه، و هذا غير خفي علي من أمعن النظر فيهما، و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، و كيف لا يكون كذلك و هو الذي امتاز بين علماء الفرقة بما ورد عليه من التوقيعات من ولي العصر و صاحب الأمر صلوات اللّه عليه، و قد ذكر المحقق النقاد ابن بطريق الحلي في رسالة نهج العلوم كما في اللؤلؤة و غيرها: انه ترويه كافّة الشيعة، و تتلقاه بالقبول (2)، و نقلها المحدث الطبرسي في الاحتجاج (3).
قال: ورد من الناحية المقدسة في أيام بقيت من صفر سنة عشر و أربعمائة كتاب إلي الشيخ المفيد طاب ثراه، و ذكر موصلة أنه تحمله من ناحية متصلة بالحجاز.
و هذه صورته، نسخة ما ينوب مناب العنوان: للشيخ السديد و المولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان أدام اللّه إعزازه من مستودع العهد المأخوذ علي العباد.
نسخة ما في الكتاب: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد، سلام عليك
ص: 224
أيّها الولي (1) المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو، و نسأله الصلاة علي سيّدنا و مولانا و نبيّنا محمّد و آله الطاهرين، و لنعلمك- أدام اللّه توفيقك لنصرة الحق، و أجزل مثوبتك علي نطقك عنّا بالصدق- أنه قد أذن لنا في تشريفك بالكتابة، و تكليفك ما تؤديه عنّا إلي موالينا قبلك- أعزّهم اللّه تعالي بطاعته، و كفاهم المهمّ برعايته لهم و حراسته، فقف أيّدك اللّه بعونه علي أعدائه المارقين من دينه- علي ما نذكره، و اعمل في تأديته إلي من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء اللّه، نحن و إن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي (2) أرانا اللّه من الصلاح لنا و لشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط (3) علما بأنبائكم، و لا يعزب عنّا شي ء من أخباركم، و معرفتنا بالأذي (4) الذي أصابكم، منذ جنح كثير منكم إلي ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، و نبذوا العهد المأخوذ منهم كأنّهم لا يعلمون.
و إنّا غير مهملين لمراعاتكم، و لا ناسين لذكركم، و لو لا ذلك لنزل بكم البلاء (5) و اصطلمكم الأعداء، فاتقوا اللّه جلّ جلاله، و ظاهرونا علي نبئكم (6) من فتنة قد أناقت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، و يحمي عنها من أدرك أمله، و هي أمارة لإدرار حركتها، و مناقشتكم (7) لأمرنا و نهينا، و اللّه متم نوره و لو كره المشركون، فاعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية، يحششها عصب ).
ص: 225
أمويّة، و يهول بها فرقة مهدويّة، أنا زعيم بنجاة من لم يرو منكم فيها (1) بمواطن الخفية و سلك في الظعن عنها السبل المرضية. إذا أهل جمادي الأولي من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، و استيقظوا من رقدتكم لما يكون في (2) الذي يليه.
ستظهر لكم من السماء آية جليّة، و من الأرض مثلها بالسوية، و يحدث في أرض المشرق ما يحرق و يقلق، و يغلب علي أرض العراق طوائف من الإسلام مرّاق تضيق بسوء فعالهم علي أهله الأرزاق، ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، يسر بهلاكه المتقون و الأخيار، و يتفق لمريدي الحج من الآفاق ما يأملونه علي توفير غلبة منهم و اتفاق، و لنا في تيسير حجّهم علي الاختيار منهم و الوفاق، شأن يظهر علي نظام و اتساق.
ليعمل (3) كل امرئ منكم بما يقربه من محبّتنا، و ليجتنب ما يدنيه من كراهتنا و سخطنا، فإن أمرنا يبعثه فجأة حين لا تنفعه توبة، و لا ينجيه من عقابها ندم علي حوبة، و اللّه يلهمكم الرشد و يلطف لكم في التوفيق برحمة.
و نسخة التوقيع باليد العليا علي صاحبها السلام: هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، المخلص في ودّنا الصفي، الناصر لنا الولي، حرسك اللّه بعينه التي لا تنام، فاحفظ به و لا تظهر علي خطّنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا، و أدّ ما فيه إلي من تسكن إليه، و أوص جماعتهم بالعمل عليه، إن شاء اللّه تعالي، و صلّي اللّه علي محمّد و آله الطاهرين.
قلت: هذا التوقيع ورد قبل وفاة الشيخ بسنتين و نصف سنة تقريبا.
و قال الطبرسي: ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات اللّه عليه يوم ).
ص: 226
الخميس الثالث و العشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.
نسخته: من عبد اللّه المرابط في سبيله إلي ملهم الحق و دليله.
بسم اللّه الرحمن الرحيم، سلام عليك أيّها العبد الصالح الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو إلهنا و إله آبائنا الأولين، و نسأله الصلاة علي سيّدنا و مولانا محمّد صلّي اللّه عليه و آله خاتم النبيين، و علي أهل بيته الطيبين الطاهرين.
و بعد: فقد كنّا نظرنا مناجاتك- عصمك اللّه تعالي بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه، و حرسك به من كيد أعدائه- و شفعنا ذلك (1) من مستقر لنا ناصب (2) فيك في شمراخ من بهماء، صرنا إليه آنفا من غماليل (3)، ألجأنا إليه السباريت من الإيمان، و يوشك ان يكون هبوطنا منه إلي صحيح من غير بعد من الدهر، و لا تطاول من الزمان، و يأتيك نبأ منا بما يتجدد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده (4) من الزلفة إلينا بالأعمال، و اللّه موفّقك لذلك برحمته.
فلتكن- حرسك اللّه بعينه التي لا تنام- أن تقابل لذلك فتنة (5) نفوس من قوم حرست باطلا لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها (6) المؤمنون، و يحزن لذلك المجرمون، و آية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظم، من رجس منافق مذمّم، مستحل للدم المحرّم، يعمد بكيده أهل الإيمان، و لا يبلغ بذلك ).
ص: 227
غرضه من الظلم لهم و العدوان، لأنّنا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض و السماء، فلتطمئن بذلك من أوليائنا القلوب، و ليثقوا بالكفاية و إن راعتهم به الخطوب، و العاقبة لجميل (1) صنع اللّه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب، و نحن نعهد إليك أيّها الولي المجاهد فينا الظالمين، أيّدك اللّه بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من أتقي ربّه من إخوانك في الدين، و أخرج (2) ما عليه إلي مستحقه كان آمنا من فتنها المبطلة (3)، و محنها المظلمة المضلّة، و من بخل منهم بما أعاره اللّه من نعمته علي من أمر بصلته، فإنه يكون بذلك خاسرا لأولاه و آخرته (4).
و لو أنّ أشياعنا- وفّقهم اللّه لطاعته- علي اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، و لتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا علي حق المعرفة و صدقها منهم بنا، فما يحبسهم عنّا إلّا ما يتصل بنا ممّا نكرهه و لا نؤثره منهم، و اللّه المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل، و صلواته علي سيدنا البشير النذير محمّد و آله الطاهرين و سلّم، و كتب في غرّة شوال من سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات اللّه علي صاحبها: هذا كتابنا إليك- أيّها الولي الملهم للحق العلي- باملائنا، و خطّ ثقتنا، فاخفه عن كلّ أحد و اطوه، و اجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلي أمانته من أوليائنا، شملهم اللّه ببركتنا و دعائنا إن شاء اللّه تعالي، و الحمد للّه، و الصلاة علي سيدنا محمّد ).
ص: 228
و آله الطاهرين (1).
قلت: الذي نقله في اللؤلؤة و غيرها عن رسالة ابن بطريق الحلّي، أن مولانا صاحب الزمان صلوات اللّه عليه و علي آبائه و أهل بيته، كتب إليه ثلاثة كتب في كلّ سنة كتابا (2)، و الذي نقله في الاحتجاج اثنان، فالثالث مفقود، و الذي يظهر من تاريخ وفاة الشيخ أن وصول الكتاب الأخير إليه كان قبل وفاته بثمانية أشهر تقريبا.
و قال السيد الأجل بحر العلوم: و قد يشكل أمر هذا التوقيع بوقوعه في الغيبة الكبري، مع جهالة المبلّغ و دعواه المشاهدة المنافية بعد الغيبة الصغري، و يمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضي القرائن، و اشتمال التوقيع علي الملاحم و الأخبار عن الغيب الذي لا يطّلع عليه إلّا اللّه و أولياؤه بإظهاره لهم، و أن المشاهدة المنفية أن يشاهد الإمام، و يعلم أنه الحجّة عليه السلام حال مشاهدته له، و لم يعلم من المبلّغ ادّعاؤه لذلك، و قد يمنع أيضا امتناعها في شأن الخواص، و أنّ اقتضاء ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار و دلالة بعض الآثار (3).
انتهي.
و نحن أوضحنا جواز الرؤية في الغيبة الكبري بما لا مزيد عليه، في رسالتنا جنّة المأوي (4)، و في كتاب النجم الثاقب (5)، و ذكرنا له شواهد و قرائن لا تبقي معه ريبة، و نقلنا عن السيد المرتضي و شيخ الطائفة و ابن طاوس (رحمهم اللّه) التصريح بذلك، و ذكرنا لما ورد من تكذيب مدّعي الرؤية ضروبا من 1.
ص: 229
التأويل يستظهر من كلماتهم (عليهم السلام) فلاحظ.
هذا و من أراد أن يجد وجدانا مفاد قول الحجّة عليه السلام في حقه: أيّها الولي الملهم للحق، فليمعن النظر في مجالس مناظرته مع أرباب المذاهب المختلفة، و أجوبته الحاضرة المفحمة الملزمة، و كفاك في ذلك كتاب الفصول (1) للسيد المرتضي الذي لخصه من كتاب العيون و المحاسن للشيخ، ففيه ما قيل في مدح بعض الأشعار يسكر بلا شراب، و يطرب بلا سماع، و قد عثرنا فيه علي بعض الأجوبة المسكتة التي يبعد عادة إعداده قبل هذا المجلس.
فممّا استطرفناه من ذلك ممّا فيه، قال السيد: قال الشيخ أدام اللّه عزّه:
حضرت يوما مجلسا فجري فيه كلام في رذالة بني تيم بن مرّة، و سقوط أقدارهم، فقال شيخ من الشيعة: قد ذكر أبو عيسي الورّاق فيما يدلّ علي ذلك قول الشاعر:
و يقضي الأمر حين تغيب تيم و لا يستأذنون و هم شهود
و إنك لو رأيت عبيد تيم و تيما قلت أيّهم العبيد
فذكر الشاعر أن الرائي لهم لا يفرّق بين عبيدهم و ساداتهم من الضعة و سقوط القدر، فانتدب له أبو العباس هبة اللّه بن المنجم.
ص: 230
فقال له: يا شيخ، ما أعرفك بإشعار العرب! هذا في تيم بن مرّة أو تيم الرباب، و جعل يتضاحك بالرجل، و يتماجن عليه، و يقول له: سبيلك أن تؤلّف دواوين العرب، فإن نظرك بها حسن.
قال الشيخ أدام اللّه عزّه: فقلت: جعلت هذا الباب رأس مالك، و لو أنصفت في الخطاب لأنصفت في الاحتجاج، و إن أخذنا معك في إثبات هذا الشعر تعلّق البرهان فيه بالرجال، و الكتب المصنفات، و اندفع المجلس و مضي الوقت و لكن بيننا و بينك كتب السير، و كلّ من اطلع علي حديث الجمل و حرب البصرة، فهل يريب في شعر عمير بن الأهلب الضبّي و هو يجود بنفسه بالبصرة و قد قتل بين يدي الجمل و هو يقول:
لقد أوردتنا حومة الموت أمنا فلم ننصرف إلّا و نحن رواء
نصرنا قريش ضلّه من حلومنا و نصرتنا أهل الحجاز عناء
لقد كان في نصر ابن ضبّة أمّه و شيعتها مندوحة و غناء
نصرنا بني تيم بن مرّة شقوة و هل تيم إلّا أعبد و إماء
فهذا رجل من أنصار عائشة، و من سفك دمه في ولايتها، يقول هذا القول في قبيلتها بلا ارتياب بين السير، و لم يك بالذي يقوله في تلك الحال إلّا و هو معروف عند الرجال، غير مشكوك فيه عند أحد من العارفين بقبائل العرب في سائر الناس. فأخذ في الضجيج، و لم يأت بشي ء (1). انتهي.
و ممّا يؤيد كلام الشيخ، و يناسب مجلسه المذكور، ما رواه العالم الجليل السيد حيدر العاملي في الكشكول: عن عكرمة عن ابن عباس، عن علي عليه السلام قال: لمّا مرّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي القبائل خرج مرّة و أنا معه 5.
ص: 231
و أبو بكر حتي أتينا علي مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر فسلّم، و كان نسّابة و قال: ممّن القوم؟
قالوا: من ربيعة.
قال: أنتم من هامتها أو لهازمها (1)؟
قالوا: بل هامتها العظمي.
قال: فأيّ هامّتها العظمي؟
قالوا: ذهل الأكبر.
قال أبو بكر: فمنكم عوف بن محلم الذي يقال فيه الأمر بوادي عوف؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم بسطام بن قيس ذو اللواء و منتهي الأحياء؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم جساس بن مرّة، حامي الذمار و المانع للجار؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم الحزوارة بن شريك قاتل الملوك و سالبها؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم أخوال الملوك من كندة؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم أصهار الملوك من لخم؟
قالوا: لا.
قال أبو بكر: فما أنتم من ذهل الأكبر، أنتم من ذهل الأصغر.ه.
ص: 232
فقام إليه غلام من شيبان حين بقل عذاره يقال له دغفل (1)، فأنشأ يقول:
إنّ علي سائلنا أن نسأله و اللقب لا نعرفه أو نحمله
يا هذا إنّك سألت فأخبرناك، و نحن سائلوك، فمن الرجل؟
قال: من قريش.
قال: بخ بخ أهل الشرف و الرئاسة، ثم قال: من أي قريش؟
قال: من تيم بن مرّة.
قال: إن كنت و اللّه إلّا من ضعفاء الثغرة، أمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل فسمي مجمعا؟
قال: لا.
قال: أمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه و أطعم الحجيج و رجال مكة، و هم مسنون عجاف؟
قال: لا.
قال: فمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء؟
قال: لا.
قال: أ فمن أهل البيت و الإفاضة بالناس أنت؟
قال: لا.
قال: أ فمن أهل الندوة؟
قال: لا.
قال: أ فمن أهل الحجابة؟8.
ص: 233
قال: لا.
قال: أ فمن أهل السقاية؟
قال لا. فاجتذب أبو بكر زمام ناقته، و رجع إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله، فقال الغلام:
صادف درّ السيل سيلا يدفعه ينبذه حينا و حينا يصدعه
أما و اللّه لو ثبت لأخبرتكم أنه من زمعات قريش، أي من أراذلها.
قال: فلمّا سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بذلك تبسم (1).
و أمّا وجه تسميته بالمفيد، ففي معالم العلماء في ترجمته، و لقّبه المفيد صاحب الزمان صلوات اللّه عليه، و قد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (2). انتهي.
و لا يوجد هذا الموضع من مناقبه، و لكن اشتهر أنه لقبه به بعض علماء العامة.
ففي تنبيه الخواطر للشيخ الزاهد ورّام: أن الشيخ المفيد لمّا انحدر مع أبيه و هو صبي من عكبري إلي بغداد للتحصيل اشتغل بالقراءة علي الشيخ أبي عبد اللّه المعروف: بالجعل، ثم علي أبي ياسر، و كان أبو ياسر ربّما عجز عن البحث معه، و الخروج عن عهدته، فأشار إليه بالمضي إلي عليّ بن عيسي الرماني الذي هو من أعاظم علماء الكلام، و أرسل معه من يدله علي منزله، فلمّا مضي و كان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء، جلس الشيخ في صف النعال، و بقي يتدرج للقرب كلما خلي المجلس شيئا فشيئا لاستفادة بعض المسائل من صاحب المجلس، فاتفق أن رجلا من أهل البصرة دخل و سأل الرماني، و قال
ص: 234
له: ما تقول في خبر الغدير و قصة الغار؟
فقال الرماني: خبر الغار دراية، و خبر الغدير رواية، و الرواية لا تعارض الدراية.
و لمّا كان ذلك الرجل البصري ليس له قوة المعارضة سكت و خرج.
و قال الشيخ: إنّي لم أجد صبرا عن السكوت عن ذلك، فقلت: أيها الشيخ! عندي سؤال، فقال: قل.
فقلت: ما تقول فيمن خرج علي الإمام العادل فحاربه؟
فقال: كافر، ثم استدرك، فقال: فاسق.
فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟
فقال: إمام.
فقلت له: ما تقول في حرب طلحة و زبير له في حرب الجمل؟
فقال: إنّهما تابا.
فقلت له: خبر الحرب دراية، و التوبة رواية.
فقال: و كنت حاضرا عند سؤال الرجل البصري؟
فقلت: نعم.
فقال: رواية برواية، و سؤالك متجه وارد، ثم إنه سأله من أنت و عند من تقرأ من علماء هذه البلاد؟
فقلت له: عند الشيخ أبي علي جعل.
ثم قال له: مكانك، و دخل منزله و بعد لحظة خرج و بيده رقعة ممهورة، فدفعها إليّ و قال: ادفعها إلي شيخك أبي عبد اللّه.
فأخذت الرقعة من يده، و مضيت إلي مجلس الشيخ المذكور، و دفعت إليه الرقعة ففتحها و بقي مشغولا بقراءتها و هو يضحك، فلمّا فرغ من قراءتها.
قال: إن جميع ما جري بينك و بينه قد كتب إليّ به، و أوصاني بك،
ص: 235
و لقبك: بالمفيد (1).
و نقل ابن إدريس هذه الحكاية مختصرا في آخر السرائر (2).
و قال القاضي في المجالس نقلا عن مصابيح القلوب، قال: بينما القاضي عبد الجبار ذات يوم في مجلسه في بغداد- و مجلسه مملوء من علماء الفريقين- إذ حضر الشيخ و جلس في صفّ النعال، ثم قال للقاضي: إنّ لي سؤالا، فإن أجزت بحضور هؤلاء الأئمة.
فقال له القاضي: سل.
فقال: ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة «من كنت مولاه فعلي مولاه» أ هو مسلّم صحيح عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم الغدير؟
فقال: نعم خبر صحيح.
فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولي في الخبر؟
فقال: هو بمعني أولي.
فقال الشيخ: فما هذا الخلاف و الخصومة بين الشيعة و السنة؟
فقال الشيخ: أيّها الأخ هذه رواية، و خلافة أبي بكر دراية، و العادل لا يعادل الرواية بالدراية.
فقال الشيخ: ما تقول في قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السلام: «حربك حربي، و سلمك سلمي»؟
قال القاضي: الحديث صحيح.
فقال: ما تقول في أصحاب الجمل؟
فقال القاضي: أيّها الأخ إنّهم تابوا.3.
ص: 236
فقال الشيخ: أيّها القاضي الحرب دراية، و التوبة رواية، و أنت قررت في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية.
فبهت الشيخ القاضي، و لم يحر جوابا، و وضع رأسه ساعة ثم رفع رأسه، و قال: من أنت؟
فقال: خادمك محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي.
فقام القاضي من مقامه، و أخذ بيد الشيخ، و أجلسه علي مسنده، و قال:
أنت المفيد حقّا، فتغيّرت وجوه علماء المجلس، فلمّا أبصر القاضي ذلك منهم قال: أيّها الفضلاء و العلماء، إن هذا الرجل ألزمني، و أنا عجزت عن جوابه، فإن كان أحد منكم عنده جواب عمّا ذكره فليذكر ليقوم الرجل و يرجع مكانه الأول.
فلما انفصل المجلس شاعت القصة و اتصلت بعضد الدولة، فأرسل إلي الشيخ فأحضره، و سأله عمّا جري فحكي له ذلك، فخلع عليه خلعة سنيّة، و أخذ له بفرس محلّي بالزينة، و أمر له بوظيفة تجري عليه (1).
قلت: قد أورد المولي الفاضل الأوحدي أمير معزّ الدين محمّد بن أمير فخر الدين محمّد المشهدي، المعروف في البلاد الهندية بموسي خان، علي مناظرة الشيخ اعتراضا، زعم انّه لا مخلص له و لا جواب، و اشتهر ذلك في تلك البلاد بشبهة موسي خان، و قد تصدي كثيرون لدفعها، و قد سبقهم في إحراز قصبات هذا الميدان المولي الأجل المشار إليه بالبنان العلامة الأوحد مولانا شاه محمّد (2)، في كلام طويل نقله خروج عن وضع الكتاب، من أراده و طلبه ).
ص: 237
وجده.
و من عجيب غفلات الفاضل المعاصر في الروضات، أنه قال في آخر ترجمة الشيخ: ثم ليعلم أن لقب المفيد لم يعهد لأحد من علماء أصحابنا بعد هذا العلم الفرد، المشتهر بابن المعلم أيضا، كما قد عرفت، إلّا للفاضل الكامل المتقدم في الفقه و الأدب و الأصولين محمّد بن جهيم الأسدي الحلّي الملقب بمفيد الدين، و هو الذي قد يعبّر عنه في كتب الإجازات و غيرها بالمفيد
ص: 238
ابن الجهم (1). انتهي.
و هو من مشايخ العلامة كما تقدم (2)، و هذا منه في غاية الغرابة، فإن المفيد لقب لجماعة من الأعلام قبل ابن الجهم (3).
مثل: أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي، هو معروف في الإجازات، و قد يعبّر عنه بالمفيد الثاني (4).
و المفيد الرازي أبي الوفاء عبد الجبار المقري، مذكور في أغلب التراجم و الإجازات بهذا اللقب (5).
و المفيد النيسابوري: و هو الشيخ الحافظ عبد الرحمن (6) بن الشيخ أبي بكر أحمد بن الحسين، عمّ الشيخ أبي الفتوح المفسّر، و هو أيضا معروف مذكور بهذا اللقب، و قد صرّح هو بنفسه في ترجمة الشيخ (7) في مقام تعداد تلامذة الشيخ- و قد أخذه من المقابيس (8) و إن لم ينسبه إليه- ما لفظه: و الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري.
و المفيد الآخر عبد الجبار بن علي المقري الرازي (9). انتهي.
و أميركا بن أبي اللجيم (10) بن أميرة المصدري العجلي، أستاذ الشيخ م.
ص: 239
الجليل عبد الجليل الرازي صاحب المؤلفات الكثيرة.
و امّا مشايخ هذا الشيخ المعظم فهم جماعة:
أ- العالم الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه.
ب- الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي.
ج- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي.
د- أبو غالب أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري، الثقة الجليل المعروف، صاحب الرسالة في أحوال آل أعين.
ه- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسي بن سعد بن عبيد اللّه المرزباني، الكاتب البغدادي.
و- الفقيه المعروف أبو علي محمّد بن أحمد بن الجنيد، الكاتب الإسكافي، المعبّر عنه تارة بابن الجنيد، و اخري: بالإسكافي، و ثالثة بأبي علي، و رابعة بالكاتب، صاحب التصانيف الكثيرة، المتوفي سنة 381.
ز- شيخ الطائفة و عالمها أبو الحسن محمّد بن احمد بن داود بن علي القمي، الذي حكي الشيخ (1) المفيد أنّه لم ير أحفظ منه، صاحب الكتب الكثيرة التي منها المزار الذي ينقل عنه كثيرا، المتوفي سنة 368.
ح- الشيخ الثقة أبو علي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي البصري، المصاحب للجلودي، قال في أماليه: حدثنا أبو علي أحمد بن محمّد الصولي بمسجد براثا سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة (2).
ط- شيخ الطائفة أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة بن
ص: 240
صفوان بن مهران الجمّال، الذي ناظر مع قاضي الموصل في دار الأمير بن حمدان و بحضوره، ثم بأهله فجعل كفّه في كفّه، فلما وصل القاضي إلي بيته حمّ و انتفخ (1) الكفّ الذي مدّه للمباهلة، و اسودت و هلك من الغد، و انتشر بهذا ذكره عند الملوك (2). صاحب الكتب التي أملاها من ظهر قلبه، و يعبّر عنه بالصفواني في كتب الأصحاب.
ي- الشيخ المتقدم أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري.
يا- السيد الجليل العظيم الشأن أبو محمّد الحسن بن حمزة بن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الطبري المرعشي، المعدود من أجلاء هذه الطائفة و فقهائها، المتوفي سنة 358 (3).
يب- القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم بن محمّد البراء، المعروف بالجعابي، الحافظ النقاد، المعبّر عنه بأبي بكر الجعابي (4)، صاحب الكتاب الكبير في طبقات أصحاب الحديث من الشيعة.
يج- أبو الحسن علي بن محمّد بن خالد.
يد- أبو الحسن محمّد بن المظفر الورّاق.
يه- أبو حفص محمّد بن عمر بن علي الصيرفي، المعروف بابن الزيات.
يو- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن المغيرة البوشنجي العراقي.5.
ص: 241
يز- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الجواني.
يح- أبو الحسن علي بن محمّد القرشي.
يط- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن طاهر الموسوي.
ك- أبو الحسن علي بن خالد المراغي القلانسي، و يظهر من أسانيد أماليه (1) أنه غير علي بن محمّد بن خالد الذي تقدم (2).
كا- أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب.
كب- أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفي النحوي التميمي، و الظاهر أنه الذي ترجمه النجاشي و مدحه، إلّا أنه كنّاه: بأبي بكر (3)، فلاحظ.
كج- أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقري.
كد- شيخ أصحابنا بالبصرة أبو الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية المهلبي الأزدي، صاحب الكتاب في الغدير.
كه- أبو الحسن علي بن مالك النحوي.
كو- أبو الحسين محمّد بن مظفر البزاز، و الظاهر أنه غير ما سبق (4)، لتعدد الكنية و اللقب. بل في جملة أسانيد كتاب الإرشاد: أبو بكر محمّد بن المظفر (5).
كز- أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم الكاتب.
كح- عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن أعين البزاز.
كط- أبو عبد اللّه محمّد بن داود الحتمي.3.
ص: 242
ل- أبو الطيب الحسين بن محمّد النحوي التمار، صاحب أبي بكر محمّد ابن القاسم.
لا- أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصري.
لب- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهري.
لج- أبو الجيش المظفر بن محمّد البلخي الورّاق، قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: أنه قرأ علي أبي القاسم علي بن محمّد الرقاء، و علي أبي الجيش البلخي (1).
لد- أبو علي الحسين بن عبد اللّه القطان.
له- أبو الحسن أحمد بن محمّد الجرجاني.
لو- أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق.
لز- أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري.
لح- الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيي العلوي، الذي أكثر الرواية عنه في الإرشاد.
لط- أبو بكر عمر بن محمّد بن (2) سليم بن البراء، المعروف بابن الجعابي،ظ.
ص: 243
الحافظ الثقة العارف بالرجال من العامة و الخاصة، كما صرح به الشيخ في الفهرست، و هو والد أبي بكر محمد الجعابي، الذي تقدم (1).
م- الشيخ الثقة الجليل أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان بن خالد ابن سفيان البزوفري.
ما- أبو علي الحسن بن علي بن الفضل الرازي.
مب- أبو جعفر محمّد بن الحسين البزوفري، كما في آمالي أبي علي (2) مكررا، عن والده، عن المفيد، عنه، مع الترحم عليه، و هو ابن أبي عبد اللّه البزوفري.
مج- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن رياح القرشي.
مد- أبو الحسن زيد بن محمّد بن جعفر التيملي.
مه- محمّد بن أحمد بن عبد اللّه المنصوري.
مو- أبو القاسم علي بن محمّد الرفاء، صرّح به السروي في المعالم (3).
مر- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن موسي بن هدية، صرّح به في الرياض (4)، و احتمل كونه بعينه الحسين بن محمّد بن موسي الذي هو من مشايخ النجاشي.
مح- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن شيبان القزويني.
في الرياض: عالم فاضل جليل فقيه إمامي نبيل، و هو من مشايخ الشيخ المفيد، و يروي عن علي بن حاتم الثقة، و قد ذكره ابن طاوس أيضا في الدروع الواقية، و نسب إليه كتاب علل الشريعة، و قد يعبّر عنه فيه بالقزويني، و عن 3.
ص: 244
كتابه بالعلل (1). انتهي.
و يروي عنه أحمد بن عبدون، كما في الفهرست في ترجمة الحسين بن عبيد اللّه بن سهل الساعدي، و ترجمة علي بن حاتم القزويني (2).
مط- أبو محمّد (3) سهل بن أحمد الديباجي، كما نصّ عليه في زيادات كتاب المقالات.
ن- جعفر بن الحسين (4) المؤمن رحمة اللّه، روي عنه مترحما في الاختصاص (5).
هذا ما حضرني من مشايخه الذين أكثر الرواية عنهم في أماليه و إرشاده.
و يوجد في أمالي أبي علي الطوسي، و الذين صرّح بهم النجاشي في ذكر 5.
ص: 245
طرقه إليهم، و يعرف حال المجهولين و المهملين منهم بما شرحناه في حال مشايخ النجاشي، بل أمر الشيخ في هذه المقامات أضيق و أتقن، كما لا يخفي علي من وقف علي طريقته.
و بالأسانيد إلي أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن احمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام قال: «قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ و جلّ حتي يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته؟ و جسدك فيما أبليته؟ و مالك من أين كسبته و أين وضعته؟ و عن حبّنا أهل البيت عليهم السلام؟ فقال رجل من القوم: و ما علامة حبّكم يا رسول اللّه؟ فقال: محبّة هذا، و وضع يده علي رأس علي بن أبي طالب عليه السلام» (1).
السابع: الفقيه الجليل المحدث أستاذ أبي عبد اللّه المفيد (رحمه اللّه) أبو القاسم جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسي بن قولويه القمّي.
قال النجاشي: كان أبو القاسم من ثقات أصحابنا و أجلائهم في الحديث و الفقه، روي عن أبيه، و عن أخيه، عن سعد، و قال: ما سمعت من سعد إلّا أربعة أحاديث، و عليه قرأ شيخنا أبو عبد اللّه الفقه، و منه حمل، و كلّما يوصف به الناس من جميل وفقه فهو فوقه، له كتب حسان، قرأت أكثر هذه الكتب علي شيخنا أبي عبد اللّه، و علي الحسين بن عبيد اللّه (2). انتهي.
و في الخرائج للقطب الراوندي: روي عن أبي القاسم جعفر بن محمّد
ص: 246
ابن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة سبع و ثلاثين للحج- و هي السنة التي ردّ القرامطة فيها الحجر إلي مكانه من البيت- كان أكثر همّي رؤية من ينصب الحجر، لأنه مضي عليّ في أثناء الكتب قصّة أخذه، و انه ينصبه مكانه الحجة في الزمان، كما في زمان الحجّاج وضعه زين العابدين عليه السلام في مكانه و استقر، فاعتللت علّة صعبة خفت منها علي نفسي، و لم يتهيأ لي ما قصدته، فاستنبت المعروف بابن هشام، و أعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدّة عمري، و هل يكون الموتة في هذه العلة أم لا؟ و قلت: همّي إيصال هذه الرقعة إلي واضع الحجر في مكانه، و أخذ جوابه، و إنّما أندبك لهذا.
قال: فقال المعروف بابن هشام: لمّا حصلت بمكة، و عزم الناس علي إعادة الحجر، بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أري وضع الحجر في مكانه، فأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلّما عمد إنسان لوضعه اضطرب و لم يستقم.
فأقبل غلام أسمر اللون، حسن الوجه، فتناوله و وضعه في مكانه، فاستقام كأنّه لم يزل عنه، و علت لذلك الأصوات، فانصرف خارجا من الباب، فنهضت من مكاني أتبعه، و أدفع الناس يمينا و شمالا حتي ظن بي الاختلاط في العقل، و الناس يفرجون لي، و عيني لا تفارقه حتي انقطع عن الناس، فكنت أسرع الشّد خلفه، و هو يمشي علي تؤدة السير و لا أدركه فلمّا حصل بحيث لا يراه أحد غيري، وقف و التفت إليّ، و قال عليه السّلام: هات ما معك، فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر إليها.
قل له: لا خوف عليك في هذه العلّة، و يكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة، قال: فوقع عليّ الدمع حتي لم أطق حراكا، و تركني و انصرف.
قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة، فلما كان سنة سبع و ستين اعتل أبو القاسم و أخذ ينظر في أمره، و تحصيل جهازه إلي قبره، فكتب وصيّته،
ص: 247
و استعمل الجدّ في ذلك، فقيل له: ما هذا الخوف، و نرجو ان يتفضل اللّه بالسلامة، فما علّتك بمخوفة؟ فقال: هذه السنة التي خوّفت فيها، فمات في علّته، و هذه القصّة تنبئ عن مقام سنيّ، و قرب معنوي (1).
و في الخلاصة: أن الوفاة كانت في سنة تسع (2).
و في رجال الشيخ: ثمان (3).
و الأول لعلّه من مواضع تصحيف السبع بالتسع، و ما في رجال الشيخ لا يقاوم القصّة، كما لا يخفي.
و عدّ النجاشي من كتبه: كتاب الزيارات (4). و الشيخ في الفهرست: له كتاب جامع الزيارات (5)، و المراد منهما كتاب كامل الزيارات، و هو اسمه الذي سمّاه به، و هو كتاب مشهور معروف بين الأصحاب، نقل عنه أرباب التأليف منهم، مشتمل علي مائة و ستّة أبواب.
و ممّا ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن الخبر الطويل الشريف المعروف بخبر زائدة، الذي يلوح من مضامين متنه علائم الصدق، و آثار الصواب، و نقله العلامة المجلسي في البحار (6) من كامل الزيارة، ليس من أصل الكتاب و إنما أدرجه فيه بعض تلامذته، و لم يتفطن المجلسي لذلك، فوقع في غفلة لا بدّ من التنبيه عليها.
ففي الكامل باب 88 فضل كربلاء و زيارة [الحسين عليه السلام] (7):
ص: 248
الحسين بن أحمد بن المغيرة- في حديث رواه شيخه أبو القاسم (رحمه اللّه) مصنّف هذا الكتاب، و نقل عنه- و هو عن زائدة، عن مولانا علي بن الحسين عليهما السلام. ذهب علي شيخنا (رحمه اللّه) أن يضمّنه كتابه هذا، و هو مما يليق بهذا الباب، و يشتمل أيضا علي معان شتي، حسن تام الألفاظ أحببت إدخاله فيه، و جعلته أوّل الباب، و جميع أحاديث هذا الباب و غيرها ممّا يجري مجراها يستدل بها علي صحّة قبر مولانا الحسين بن علي (عليهما السلام) بكربلاء، لأن كثيرا من المخالفين للحق ينكرون أن قبره (عليه السلام) بكربلاء، كما ينكرون أيضا أن قبر مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه بالغريين بظهر نجف الكوفة، و قد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن شيخي أبي القاسم علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي (رحمه اللّه) ممّا نقله عن مزاحم بن عبد الوارث البصري بإسناده عن قدامة بن زائدة، عن أبيه زائدة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام).
و قد ذاكرت شيخنا ابن قولويه (رحمه اللّه) بهذا الحديث بعد فراغه من تصنيف هذا الكتاب ليدخله فيه، فما قضي ذلك، و عاجلته منيته (رضي اللّه عنه) و ألحقه بمواليه عليهم السلام، و هذا الحديث داخل فيما أجاز لي (1) شيخي (رحمه اللّه)، و قد جمعت بين الروايتين بالألفاظ الزائدة و النقصان، و التقديم و التأخير فيهما حتي صح بجميعه عمّن حدثني به أولا، ثم الآن، و ذلك أنّي ما قرأته علي شيخنا (2) رحمه اللّه، و لا قرأه عليّ، غير أنّي أرويه عمّن حدثني به عنه.
و هو: أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عيّاش قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: حدثني أبو عيسي عبيد (3) اللّه بن الفضل بن ر.
ص: 249
محمّد بن هلال الطائي البصري (رحمه اللّه) قال: حدثني أبو عثمان سعيد بن محمّد، قال: حدثنا محمّد بن سلام بن سيّار الكوفي، قال: حدثني أحمد بن محمّد الواسطي، قال: حدثني عيسي بن أبي شيبة القاضي، قال: حدثني نوح بن درّاج، قال: حدثني قدامة بن زائدة، عن أبيه، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): بلغني- يا زائدة- أنّك تزور قبر أبي عبد اللّه (عليه السلام) أحيانا. و ساق الخبر إلي قوله: يا أخي سررت بكم، و قال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه، فقال (عليه السلام): يا أخي إنّي سررت بكم سرورا ما سررت مثله قطّ (1). إلي آخر الحديث.
و أمّا العلامة المجلسي فلم ينظر إلي ما صدر به الباب (2) المذكور، و لم ينقل المقدمة المذكورة، فقال: مل- و هو رمز الكامل- عبيد اللّه بن الفضل بن محمّد بن هلال، عن سعيد بن محمّد (3). و ساق السند و المتن، و أنت خبير بأنه ليس من الكامل و إن كان فيه، و أن الناظر في البحار يتحيّر في قوله: و قال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه، فإنه لم يكن داخلا في السند الذي أثبته،3.
ص: 250
فكيف ينقل عنه؟ و المعهود من أئمة الفنّ أنّهم إذا وجدوا في متن الخبر اختلافا بالزيادة و النقيصة أو غيرهما من رجال السند، بأن رواه واحد منهم في كتابه أو حدث به كذا، و الآخر كذا، يشيرون إليه غالبا، و أمّا من لم يكن من رجاله فنقله في غير محلّه.
و أمّا الحسين بن أحمد بن المغيرة، و هو البوشنجي العراقي الذي تقدم (1) أنه من مشايخ المفيد، فذكر للخبر طريقين: أحدهما: من غير طريق شيخه أبي القاسم، و هو ما رواه من طريق مزاحم و لم يذكر تمام السند. و الآخر: من طريق شيخه الذي ذكره، فناسب أن يشير إلي الاختلاف.
ثم إن في نسخ البحار: و قال مزاحم، و ابن عبد الوارث، و الصحيح مزاحم بن عبد الوارث.
و اعلم أنّ المهم في ترجمة هذا الشيخ المعظم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف، فإنّ فيه فائدة عظيمة لم تكن فيمن قدّمناه من المشايخ الأجلّة فإنه (رحمه اللّه) قال في أوّل الكتاب: و أنا مبيّن لك- أطال اللّه بقاك- ما أثاب اللّه به الزائر لنبيه و أهل بيته صلوات اللّه عليهم أجمعين، بالآثار الواردة عنهم.
إلي أن قال: و سألت اللّه تبارك و تعالي العون عليه حتي أخرجته و جمعته عن الأئمة صلوات اللّه عليهم، و لم أخرج فيه حديثا روي عن غيرهم، إذ كان فيما رويناه عنهم من حديثهم صلوات اللّه عليهم كفاية عن حديث غيرهم، و قد علمنا أنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعني، و لا غيره، و لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّه برحمته، و لا أخرجت فيه حديثا ممّا روي عن الشذاذ من الرجال يؤثر ذلك عنهم، عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث و العلم (2)، انتهي.
ص: 251
فتراه (رحمه اللّه) نصّ علي توثيق كلّ من رواه عنه فيه، بل كونه من المشهورين بالحديث و العلم، و لا فرق في التوثيق بين النص علي أحد بخصوصه أو توثيق جمع محصورين بعنوان خاص، و كفي بمثل هذا الشيخ مزكّيا و معدّلا.
فنقول و اللّه المستعان: الذين روي عنهم فيه (1) جماعة:
أ- والده: محمّد بن قولويه (2)، الذي هو من خيار أصحاب سعد بن عبد اللّه، و أكثر الكشي النقل عنه في رجاله (3).
ب- أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين الزعفراني (4) العسكري المصري، نزيل بغداد، و أجاز عنه التلعكبري في سنة 325 (5).
ج- أبو الفضل محمّد (6) بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الجعفي الكوفي، المعروف: بالصابوني، و بأبي الفضل الصابوني، صاحب كتاب الفاخر في الفقه، المنقول فتاويه في كتب الأصحاب.
د- ثقة الإسلام الكليني رحمه اللّه (7).
ه- محمّد بن الحسن بن الوليد (8)، شيخ القميين و فقيههم.
و- محمّد بن الحسن بن علي بن مهزيار (9).
ز- أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن القرشي البزاز (10)،ظ.
ص: 252
المتولد سنة 233، المتوفي سنة 316 كما في رسالة أبي غالب الزراري، و فيها:
إنّه خال والد أبي غالب، و إنه أحد رواة الحديث و مشايخ الشيعة، قال: و كان من محلّه في الشيعة أنه كان الوافد عنهم إلي المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين و مائتين، و أقام بها سنة و عاد، و قد ظهر له من أمر الصاحب عليه السلام ما أضاح (1) إليه (2).
ح- الشيخ الجليل محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري القمّي (3)، صاحب المسائل التي أرسلها إلي الحجة عليه السلام فأجابها، و التوقيعات بين السطور، رواها مسندا شيخ الطائفة في كتاب الغيبة (4).
ط- الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسي (5)، يروي عنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، و في بعض النسخ: الحسين.
ي- أبو الحسن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّي (6)، العالم الجليل المعروف.
يا- أخوه علي بن محمّد بن قولويه (7).
يب- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه (8) بن موسي 8.
ص: 253
ابن جعفر الموسوي العلوي، و الظاهر أنه المصري الذي أجاز عنه التلعكبري، و سمع منه بمصر سنة 340.
يج- أبو علي أحمد بن علي (1) بن مهدي بن صدقة الرقي بن هاشم بن غالب بن محمّد بن علي الرقي الأنصاري، الذي يروي عن أبيه، عن الرضا عليه السلام، و سمع منه التلعكبري سنة 340 (2).
يد- محمّد بن عبد المؤمن المؤدّب القمّي (3)، الثقة، صاحب كتاب النوادر الذي فيه سبعمائة حديث.
يه- أبو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني (4)، صاحب الكتب الكثيرة الجيّدة المعتمدة، الذي روي عنه التلعكبري، و سمع منه سنة 326 (5).
يو- علي بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الصيرفي (6) الكسائي الكوفي العجلي، المتوفي سنة 332، الذي روي عنه التلعكبري، و له منه إجازة، و سمع منه سنة 325 (7).
يز- مؤدّبه: أبو الحسن علي بن الحسين السعدآبادي القميّ (8)، الذي يروي عنه الكليني، و الزراري (9)، و علي بن بابويه، و محمّد بن موسي المتوكل.2.
ص: 254
يح- أبو علي محمّد بن همام (1) بن سهيل الكاتب البغدادي، شيخ الطائفة و وجهها، المولود بدعاء العسكري عليه السلام، المتوفي سنة 332، و قد أكثر الرواية منه التلعكبري، و سمع منه سنة 323، و هو مؤلف كتاب التمحيص، كما مرّ في الفائدة الثانية (2).
يط- أبو محمّد هارون بن موسي بن أحمد بن سعيد بن سعد التلعكبري الشيباني (3)، العظيم القدر و الشأن و المنزلة، الواسع الرواية، العديم النظير، الذي روي جميع الأصول و المصنفات، و لم يطعن عليه في شي ء، المتوفي سنة 385.
ك- القاسم بن محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني (4)، وكيل الناحية المقدسة بهمدان بعد أبيه محمّد الذي كان وكيلا بعد أبيه علي، وكلاء مشهورون مشكورون، و كفاهم بها فخرا و مدحا.
كا- الحسن بن زبرقان الطبري (5).
كب- أبو عبد اللّه الحسين (6) بن محمّد بن عامر بن عمران بن أبي بكر الأشعري القمّي، الثقة، الذي أكثر الكليني من الرواية عنه في الكافي، و يروي عنه محمّد بن الحسن بن الوليد، و علي بن بابويه، و ابن بطة، و هو الراوي غالبا عن عمّه عبد اللّه بن عامر.
كج- أبو علي أحمد بن إدريس بن أحمد الأشعري القميّ (7)، الفقيه 0.
ص: 255
الجليل، و هو من أجلاء مشايخ الكليني، و يروي عنه ابنه الحسين، و ابن الوليد، و ابن أبي جيد، و محمّد بن الحسين بن سفيان البزوفري، و أبو الحسين، و أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري، و علي بن محمّد بن قولويه، و الصفار، و أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي، توفي سنة 306.
كد- أبو عيسي عبيد اللّه بن الفضل بن محمّد بن هلال الطائي (1) المصري، و في بعض النسخ عبد اللّه، و في من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ: عبيد اللّه. إلي آخره. يكنّي أبا عيسي المصري، خاصي، روي عنه التلعكبري، قال: سمعت منه بمصر سنة 341 (2).
كه- حكيم بن داود بن حكيم (3)، يروي عن سلمة بن خطاب.
كو- محمّد بن الحسين (4) - و في بعض المواضع: الحسن- بن متّ الجوهري.
كز- محمّد بن أحمد بن علي بن يعقوب (5).
كح- أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار (6).
كط- أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب (7)، و يحتمل اتّحاده مع سابقه، بل اتحاد الثلاثة، و يحتمل كونه ابن يعقوب بن شيبة المذكور في ترجمة جدّه الراوي عنه، فلاحظ.8.
ص: 256
ل- أبو عبد اللّه الحسين بن علي الزعفراني، حدّثه بالدير (1).
لا- أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن علي الناقد (2).
لب- أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن علي (3).
و بالأسانيد السابقة عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال:
حدثني جماعة مشايخي، منهم: أبي، و محمّد بن الحسن، و علي بن الحسين، جميعا عن سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف، عن محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني، عن عبد اللّه بن زكريا المؤمن، عن ابن مسكان، عن زيد مولي ابن أبي (4) هبيرة، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: خذوا بحجزة هذا الأنزع، فإنه الصدّيق الأكبر، و الهادي لمن اتبعه، من سبقه مرق عن الدين، و من خذله محقة اللّه، و من اعتصم به اعتصم بحبل اللّه، و من أخذ بولايته هداه اللّه، و من ترك ولايته أضلّه اللّه، و منه سبطا أمتي:
الحسن و الحسين، و هما ابناي، و من ولد الحسين عليه السلام الأئمة الهداة، و القائم المهدي عليهم السلام، فأحبّوهم، و تولّوهم، و لا تتخذوا عدوّهم وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم، و ذلّة في الحياة الدنيا، و قد خاب من افتري» (5).
الثامن: العالم الجليل، و المحدّث النبيل، نقّاد الأخبار، و ناشر آثار الأئمة الأطهار عليهم السلام، عماد الملّة و المذهب و الدين، شيخ القميين و رئيس المحدثين، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه
ص: 257
القمّي أبا، و الديلمي أمّا، المولود بدعوة صاحب الزمان عليه السلام.
أخرج شيخ الطائفة في كتاب الغيبة عن ابن نوح قال: حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سورة القمي- قال: قدم علينا حاجا- قال: حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصائغ القمّي، و محمّد بن أحمد بن محمّد الصيرفي المعروف: بابن الدلال، و غيرهما من مشايخ أهل قم، أنّ علي بن الحسين بن موسي بن بابويه كانت تحته بنت عمّه محمّد بن موسي ابن بابويه فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي اللّه عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو اللّه أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب: إنّك لا ترزق من هذه، و ستملك جارية ديلميّة، و ترزق منها ولدين فقيهين.
قال: و قال لي أبو عبد اللّه بن سورة حفظه اللّه: و لأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد: محمّد و الحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم، و لهما أخ اسمه الحسن- و هو الأوسط- مشتغل بالعبادة و الزهد، لا يختلط بالناس، و لا فقه له.
قال ابن سورة: كلّما روي أبو جعفر و أبو عبد اللّه ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما، و يقولون: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الإمام عليه السلام لكما، و هذا أمر مستفيض في أهل قم (1).
قال الشيخ: و أخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن موسي بن بابويه، و أبي عبد اللّه الحسين بن علي أخيه، قالا: حدثنا أبو جعفر محمّد بن علي الأسود رحمه اللّه، قال: سألني علي بن الحسين بن موسي ابن بابويه رضي اللّه عنه بعد موت محمّد بن عثمان العمري قدّس اللّه روحه أن أسأل أبا القاسم الروحي قدّس اللّه روحه أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه 7.
ص: 258
السلام أن يدعو اللّه أن يرزقه ولدا.
قال: فسألته، فأنهي ذلك، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه عليه السلام قد دعا لعلي بن الحسين رحمه اللّه، و أنه سيولد له ولد مبارك ينفع اللّه به، و بعده أولاد، قال أبو جعفر محمّد بن علي الأسود (1): و سألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن أرزق ولدا، فلم يجبني إليه، و قال لي: ليس إلي هذا سبيل.
قال: فولد لعلي بن الحسين رضي اللّه عنه تلك السنة محمّد بن علي، و بعده أولاد، و لم يولد لي.
قال أبو جعفر بن بابويه: و كان أبو جعفر محمّد بن علي الأسود كثيرا ما يقول إذا رآني أختلف إلي مجلس شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه، و أرغب في كتب العلم و حفظه: ليس بعجب أن يكون لك هذه الرغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام عليه السلام.
و قال أبو عبد اللّه بن بابويه: عقدت المجلس و لي دون العشرين سنة، فربّما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمّد بن علي الأسود، فإذا نظر إلي إسراعي في الأجوبة في الحلال و الحرام، يكثر التعجب لصغر سني، ثم يقول: لا عجب، لأنّك ولدت بدعاء الإمام عليه السلام (2).4.
ص: 259
و رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين. إلي قوله: و قال أبو عبد اللّه (1).
قال العلامة الطباطبائي في ترجمته: شيخ من مشايخ الشيعة، و ركن من أركان الشريعة، رئيس المحدّثين، و الصدوق فيما يرويه عن الأئمة عليهم السلام، ولد بدعاء صاحب الأمر (عليه السلام)، و نال بذلك عظيم الفضل و الفخر، وصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة بأنه فقيه خيّر مبارك ينفع اللّه به، فعمّت بركته الأنام، و انتفع به الخاصّ و العام، و بقيت آثاره و مصنّفاته مدي الأيام، و عمّ الانتفاع بفقهه و حديثه فقهاء الأصحاب، و من لا يحضره الفقيه من العوام (2).
و قال الشيخ في الفهرست: كان جليلا، حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه و كثرة علمه (3).
و قال النجاشي: شيخنا و فقيهنا و وجه الطائفة بخراسان، و كان ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن (4) إلي آخره.
قلت: منهم الشيخ العديم النظير أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري، و أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان المفيد، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، و علي بن أحمد بن عباس النجاشي، و أبو الحسين جعفر ابن الحسن بن حسكة القمّي، و أبو زكريا محمّد بن سليم الحمراني و غيرهم.
و قال النجاشي في ترجمة علي بن الحسين بن بابويه: إنه قدم العراق، و اجتمع بأبي القاسم الحسين بن روح (رحمه اللّه)، و سأله مسائل، ثم كاتبه بعد 9.
ص: 260
ذلك علي يد أبي جعفر محمّد (1) بن علي الأسود يسأله أن يوصل له رقعة إلي الصاحب عليه السلام، و يسأله الولد، فكتب عليه السلام إليه: دعونا اللّه لك بذلك، و سترزق ولدين ذكرين خيّرين. فولد له أبو جعفر، و أبو عبد اللّه من أمّ ولد، و كان أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر يقول:
أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر عليه السلام، و يفتخر بذلك (2).
قال السيد الأجلّ الطباطبائي- بعد نقل ما نقلنا من أحاديث ولادته-:
إنّ هذه الأحاديث تدلّ علي عظم منزلة الصدوق، و كونه أحد دلائل الإمام، فإن تولّده مقارنا لدعوة الإمام، و تنبيهه بالنعت و الصفة من معجزاته صلوات اللّه عليه، و وصفه بالفقاهة و النفع و البركة دليل علي عدالته و وثاقته، لأن الانتفاع الحاصل منه رواية و فتوي لا يتمّ إلّا بالعدالة التي هي شرط فيها، و هذا توثيق له من الإمام الحجة صلوات اللّه عليه، و كفي به حجّة علي ذلك.
و قد نصّ علي توثيقه جماعة من علمائنا الأعلام:
منهم الفقيه الفاضل محمّد بن إدريس في السرائر و المسائل، و السيد الثقة الجليل علي بن طاوس في فلاح السائل و نجاح الآمل، و في كتاب النجوم، و الإقبال (3)، و غياث سلطان الوري لسكان (4) الثري. و العلامة في المختلف (5) و المنتهي (6)، و الشهيد في نكت الإرشاد (7) و الذكري (8). ثمّ عدّ جملة من العلماء 6.
ص: 261
الذين صرّحوا بتوثيقه. إلي أن قال: و كيف كان فوثاقة الصدوق أمر جلي، بل معلوم ضروري كوثاقة أبي ذر و سلمان، و لو لم يكن إلّا اشتهاره بين علماء الأصحاب بلقبيه المعروفين لكفي في هذا الباب (1).
قلت: في كتاب النكاح من السرائر: و إلي هذا ذهب شيخنا أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه. إلي أن قال: فإنه كان ثقة جليل القدر، بصيرا بالأخبار، ناقدا للآثار، عالما بالرجال، و هو أستاذ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (2).
و قال السيد رضي الدين بن طاوس في فرج المهموم: و ممن كان قائلا بصحة النجوم، و أنها دلالات، الشيخ المتفق علي علمه و عدالته أبو جعفر محمّد ابن علي بن بابويه (3).
و قال في موضع آخر: و مما رويناه بعدّة أسانيد إلي أبي جعفر محمّد بن بابويه رضوان اللّه عليه فيما رواه في كتاب الخصال، و هو الثقة في المقال (4).
و في أوائل فلاح السائل: رويت من جماعة من ذوي الاعتبار و أهل الصدق في نقل الآثار، بإسنادهم إلي الشيخ المجمع علي عدالته أبي جعفر تغمّده اللّه برحمته (5).
و قد تبعنا المترجمين في ذكر النصوص و الشواهد علي وثاقته إزاحة لشبهة صدرت من بعضهم، و لعمري إنه إزراء في حقّ هذا الشيخ المعظم، فإنّ من قيل في حقه: شيخنا و فقيهنا، جليل القدر. كيف يتصور الشكّ في وثاقته؟! و ما في رجال أبي علي من المعذرة بانّ الوثاقة أمر زائد علي العدالة، مأخوذ 1.
ص: 262
فيها الضبط (1)، و المتوقف في وثاقته لعلّه لم يحصل له الجزم بها، و لا غرابة فيها أصلا، و إلّا فعدالة الرجل من ضروريات المذهب.
فيه- بعد الغضّ عمّا فيه- أن ما في الفهرست؛ كان جليلا حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للأخبار (2). إلي آخره؛ دالّ علي أنه كان في أعلي درجة الضبط و التثبّت، إذ حفظ الأخبار مع تنقيدها و البصارة في رجالها، بهذه الكثرة التي لم ير في القميين مثلها، لا يكون إلّا مع الضبط الكامل و التثّبت التام، مع أن الضبط بمعني عدم كثرة السهو و النسيان، داخل في العدالة المشترطة في الراوي، و بمعناه الوجودي- أي كثرة التحفّظ- من الفضائل التي لا يضرّ فقدانها بالوثاقة، كما قرّر في محلّه.
هذا و قد يستشكل في قول النجاشي من أنه ورد بغداد سنة 355، و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن (3)، بأن كونه في هذا التأريخ حدث المن لا يلائم روايته رضي اللّه عنه، عن أبيه، و قد ملئت كتبه منها، لأن أباه رحمه اللّه مات سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، فلا أقل من أن يكون عمر الصدوق رحمه اللّه حينئذ خمسة عشر سنة فصاعدا، و هذا يقتضي أن يكون عمره وقت قدومه بغداد نيفا و أربعين سنة، و لمثله لا يقال: حدث السن.
و في الباب الحادي عشر من العيون: أنه سمع من محمّد بن بكران النقاش بالكوفة، سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة (4).6.
ص: 263
و في الباب السادس و العشرين منه: حدثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي بالكوفة، سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة (1). و هذا مؤيد لما ذكر من التاريخ.
و لكن في الباب السادس منه: حدثنا أبو الحسن علي بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام- يعني بغداد- سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة (2).
و في عدّة أبواب: حدثنا عبد الواحد بن عبدوس بنيشابور في شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة (3)، فكأنه رحل عن نيشابور بعد هذا الحديث إلي بغداد في تلك السنة، ثم خرج عنها و عاد إليها سنة 55، لكن لعلّ تأريخ اثنتين و خمسين أوفق بعبارة حدث السن.
و أمّا مشايخه، فلنذكرهم إن شاء اللّه تعالي في الفائدة الآتية عند شرح مشيخة الفقيه (4)، رعاية لعدم التفريق بينهم.
و بالأسانيد إلي الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه، عن جماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا محمّد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، قال: حدثنا جعفر بن إسماعيل الهاشمي، قال: سمعت خالي محمّد ابن علي يروي عن عبد الرحمن بن حمّاد، و عن عمر بن سالم صاحب السابري (5)، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن هذه الآية: أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي السَّمٰاءِ (6) قال: «أصلها: رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،
ص: 264
و فرعها: أمير المؤمنين عليه السلام، و الحسن و الحسين عليهما السلام ثمرها، و تسعة من ولد الحسين عليهم السلام أغصانها، و الشيعة: ورقها، إنّ الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة».
قلت: قوله تعالي: تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا (1).
قال: «ما يخرج من علم الإمام إليكم في كلّ حجّ و عمرة» (2).
التاسع: الشيخ الجليل المتبحر النقاد، أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم ابن جعفر الكتاب النعماني، المعروف بابن أبي زينب.
قال النجاشي: شيخ من أصحابنا عظيم القدر، شريف المنزلة، صحيح العقيدة، كثير الحديث، قدم بغداد و خرج إلي الشام و مات بها، له كتب منها:
كتاب الغيبة، كتاب الفرائض، كتاب الردّ علي الإسماعيلية، رأيت أبا الحسين محمّد بن علي الشجاعي الكاتب يقرأ عليه كتاب الغيبة تصنيف محمّد بن إبراهيم النعماني بمشهد العتيقة لأنه كان قرأه عليه، و وصي لي ابنه أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الشجاعي بهذا الكتاب و بسائر كتبه، و النسخة المقروءة عندي، و كان الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن محمد بن يوسف المغربي ابن بنته فاطمة بنت أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني رحمهم اللّه (3). انتهي.
و له تفسير متضمن لخبر شريف واحد مسند عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، في أنواع آيات القرآن، و أمثلة كلّ نوع. يوجد مختصره من غير إسناد في أوّل تفسير علي بن إبراهيم القمي (4)، و قد اختصره
ص: 265
السيد الأجل المرتضي المعروف برسالة المحكم و المتشابه (1).
و أمّا كتابه في الغيبة فكفاه فضلا و اعتبارا كلام الشيخ المفيد في الإرشاد في باب أحوال الحجة عليه السلام- بعد ذكر جملة من النصوص-: و الروايات في ذلك كثيرة، قد دوّنها أصحاب الحديث من هذه العصابة، فممن أثبتها علي الشرح و التفصيل محمّد بن إبراهيم المكني أبا عبد اللّه النعماني، في كتابه الذي صنّفه في الغيبة (2)، انتهي.
قال (رحمه اللّه) في أوائل كتابه: و وجدنا الرواية قد أتت عن الصادقين عليهم السلام بما أمروا به، أنّ من وهب اللّه له حظّا من العلم، و أوصله منه إلي ما لم يوصل إليه غيره، من تبيين ما اشتبه علي إخوانهم في الدين، و إرشادهم في (3) الحيرة إلي سواء السبيل، و إخراجهم من منزلة الشك. إلي نور اليقين، فقصدت القربة إلي اللّه عزّ و جلّ بذكر ما جاء عن الأئمة الصادقين الطاهرين، من لدن أمير المؤمنين إلي آخر من روي عنه منهم عليهم السلام في هذه الغيبة التي عمي عن حقيقتها (4) و نورها من أبعده اللّه عن العلم بها، و الهداية إلي (5) ما أتي عنهم فيها ما يصح لأهل الحق حقيقته، و رووه و دانوا به منها، و تؤكد حجّتهم بوقوعها، و تصديق ما أدوه منها، و إذا تأمّل من وهب اللّه له حسن ).
ص: 266
البصيرة، و فتح مسامع قلبه، و منحه جودة القريحة، و أتحفه (1) بالفهم و صحّة الرواية بما جاء عن الهداة الطاهرين صلوات اللّه عليهم علي قديم الأيام و حديثها، من الروايات المتصلة (2) إلي آخر ما ذكره في كلام طويل، صرّح في مواضع منه بصحّة ما أودعه في كتابه هذا من الآثار المروية عنهم عليهم السلام.
و أما شيوخه في هذا الكتاب فهم جماعة كثيرة:
أ- أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الكوفي الزيدي، قال في أوّل خبر أسنده عنه: و هذا الرجل ممّن لا يطعن عليه في الثقة، و لا في العلم بالحديث و الرجال الناقلين له (3).
ب- عليّ بن أحمد بن عبيد اللّه البندبيجي.
عن جماعة منهم: عبيد اللّه بن موسي العلوي العباسي.
عن علي بن إبراهيم بن هاشم (4).
ج- الشيخ الجليل محمّد بن همام بن سهيل، قال في موضع: حدثنا محمّد بن همام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، قال: حدثني أحمد بن مابندار سنة سبع و ثمانين و مائتين (5).
د- محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور، كلاهما عن الحسن بن محمّد ابن جمهور العمي (6).
ص: 267
ه- ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني، و هو أستاذه (1).
و- عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي (2).
ز- أبو القاسم الحسين بن محمّد البلادري، عن يوسف بن يعقوب القسطي المقري بواسط (3).
ح- محمّد عبد اللّه بن المعمّر الطبراني، بطبريّة سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة، و كان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية و من الثقات (4).
ط- علي بن عبيد اللّه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم (5).
ي- أبو سليمان أحمد بن محمّد بن هوذة بن هراسة الباهلي، عن إبراهيم ابن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث و تسعين و مائتين (6)، و قد يروي عنه بتوسط عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس (7).
يا- أبو القاسم موسي بن محمّد الأشعري الثقة القمي المؤدّب (8)، ساكن شيراز، ابن بنت سعد بن عبد اللّه الأشعري سنة 313 بشيراز، عن سعد بن عبد اللّه.
يب- الشيخ الجليل هارون بن موسي التلعكبري (9).ه.
ص: 268
يج- عبد العزيز بن عبد اللّه بن يونس، أخو عبد الواحد المذكور (1).
يد- علي بن الحسين المسعودي (2)، صاحب إثبات الوصية، و مروج الذهب، عن محمّد بن يحيي العطار بقم.
يه- سلامة بن محمّد [عن] (3) الحسن بن علي بن مهزيار.
عن أبي الحسين علي بن عمر المعروف بالحاجي (4) و عن أحمد بن محمّد السياري (5). و عن أحمد بن داود أيضا، و هو عن علي بن الحسين بن بابويه (6).
يو- أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن عمّار الكوفي، عن أبيه (7).1.
ص: 269
يز- محمّد بن أحمد بن يعقوب (1)، عن أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد، و الظاهر أنه والد الشيخ المتقدم، و أنّهم من أحفاد إسحاق بن عمار الصيرفي الكوفي، و قد تقدم أنه من مشايخ جعفر بن قولويه (2).
يح- أبو الحارث عبد اللّه بن عبد الملك (3) بن سهل الطبراني، عن محمّد ابن المثني البغدادي (4).
يط- محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه (5)، كذا ذكر في الرياض، و لم أجده في كتابه، و كذا روايته عن هارون بن موسي، و عبد العزيز (6)، و لعلّ نسخ كتابه مختلفة، و اللّه العالم.
و بالأسانيد إلي العلامة الكراجكي، عن أبي الرجاء محمّد بن علي بن طالب البلدي، عن أستاذه أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني، قال: حدثنا محمّد بن همام، قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن عيسي و الحسن بن طريف جميعا، عن حمّاد بن عيسي، عن عبد اللّه بن سنان، قال:
دخلت أنا و أبي علي أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال: «كيف أنتم إذا صرتم إلي حال لا يكون (7) فيها إمام هدي، و لا علم يري، فلا ينجو من تلك الحيرة إلّا من دعا بدعاء الغريق» فقال أبي: هذا و اللّه البلاء، فكيف نصنع جعلت فداك ).
ص: 270
حينئذ؟
قال: إذا كان كذلك- و لن تدركه- فتمسكوا بما في أيديكم حتي يتضح لكم الأمر.
هذا، و من عجيب تحريفات الفاضل المعاصر في ترجمة هذا الشيخ قوله:
و قال سمينا العلامة المجلسي في ديباجة بحار الأنوار: و كتاب جامع الأخبار، كتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي محمّد بن إبراهيم النعماني (رحمه اللّه) تلميذ الكليني. و قال في موضع آخر منها: كتاب نثر اللآلي، و كتاب جامع الأخبار من أجلّ الكتب (1)، انتهي.
و فيه تحريف لجملة من الكلم عن مواضعها:
أما أولا: فقال في البحار في عداد الكتب: و كتاب جامع الأخبار و أخطأ من نسبه إلي الصدوق، بل يروي عن الصدوق بخمس وسائط، ثم ذكر جماعة يحتمل كونه من مؤلفاتهم، ثم قال: و كتاب الغيبة للشيخ الفاضل (2). إلي آخره. فذكر جامع الأخبار مع الغيبة خطأ و نسبته إلي المجلسي افتراء.
و أمّا ثانيا: فقال في البحار في الموضع الآخر: و كتاب عوالي اللآلي و إن كان مشهورا، و مؤلّفه في الفضل معروفا، لكنه لم يميّز القشر من اللباب، و أدخل روايات متعصّبي المخالفين بين روايات الأصحاب، فلذا اقتصرنا منه علي نقل بعضها، و مثله كتاب نثر اللآلي، و كتاب جامع الأخبار، و كتاب النعماني من أجلّ الكتب (3)، ثم ذكر عبارة الإرشاد في مدحه، و أنت خبير بأن كتاب جامع الأخبار معطوف علي كتاب نثر اللآلي الذي هو كالعوالي عنده في 1.
ص: 271
قلّة الرجوع إليه، لا ربط لذكرهما مع كتاب النعماني، و هذا واضح.
العاشر: فخر الشيعة، و تاج الشريعة، ثقة الإسلام، و كهف العلماء الأعلام، أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني- مصغّرا و بتخفيف اللام المنسوب إلي كلين كزبير، قرية من قري فشابويه التي هي إحدي كور الري، و فيها قبر أبيه يعقوب لا مكبّرا كامير التي هي قرية من ورامين، كما زعمه الفيروزآبادي (1). و ماله و الدخول في هذه المطالب؟! الرازي الشيخ الجليل العظيم، الكافل لأيتام آل محمّد عليهم السلام بكتابه الكافي، الذي يأتي في الفائدة الرابعة شرح علوّ قدره، و عظم شأنه، و تقدمه علي كلّ كتاب صنّف في الإسلام.
قال النجاشي: محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني- و كان خاله علّان الكليني الرازي- شيخ أصحابنا في وقته بالري، و وجههم، و كان أوثق الناس في الحديث و أثبتهم، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني، يسمّي الكافي، في عشرين سنة (2).
و قال بحر العلوم في رجاله: ثقة الإسلام، و شيخ المشايخ الأعلام، و مروّج المذهب في غيبة الإمام (عليه السلام) ذكره أصحابنا و المخالفون، و اتّفقوا علي فضله و عظم منزلته.
قال الشيخ: ثقة جليل القدر، عارف بالأخبار (3).
و قال النجاشي و العلامة: شيخ أصحابنا في وقته بالري و وجههم، و كان أوثق الناس في الحديث و أثبتهم (4).
ص: 272
و ذكر المحقق في المعتبر في فضلاء أصحاب الحديث الذين اختار النقل عنهم ممّن اشتهر فضله، و عرف تقدمه في نقل الأخبار، و صحّة الاختيار، و جودة الاعتبار (1).
و في إجازة المحقق الكركي للشيخ أحمد بن أبي جامع: و أعظم الأشياخ في تلك الطبقة- يعني المتقدمة علي الصدوق- الشيخ الأجل، جامع أحاديث أهل البيت عليهم السلام، صاحب كتاب الكافي في الحديث، الذي لم يعمل الأصحاب مثله (2)، انتهي.
و يأتي إن شاء اللّه تعالي جملة من كلماتهم في مدح هذا الكتاب في الفائدة الآتية.
قال: و قال ابن الأثير في جامع الأصول: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي، الفقيه الإمام علي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عالم في مذهبهم، كبير، فاضل عندهم مشهور (3). و عدّه في حرف النون من كتاب النبوة من المجددين لمذهب الإمامية علي رأس المائة الثالثة (4)، و كذا الفاضل الطيّبي في شرح المشكاة.
و هذا إشارة إلي الحديث المشهور المروي عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنه قال: إن اللّه يبعث لهذه الأمة في رأس كلّ مائة سنة من يجدد لها دينها (5).
و ما ذكره ابن الأثير و غيره من أهل الخلاف من أنّ الكليني هو المجدد لمذهب الإمامية في المائة الثالثة من الحق الذي أظهره اللّه علي لسانهم، و أنطقهم 3.
ص: 273
به، و من نظر إلي كتاب الكافي الذي صنّفه هذا الإمام طاب ثراه، و تدبّر فيه تبين له صدق ذلك (1)، انتهي.
و قال النجاشي: و مات أبو جعفر الكليني رحمه اللّه ببغداد، سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، سنة تناثر النجوم، و صلّي عليه محمّد بن جعفر الحسيني أبو قيراط، و دفن بباب الكوفة، و قال لنا أحمد بن عبدون: كنت أعرف قبره، و قد درس رحمه اللّه. (2)
قال السيد الأجل: ثم جدّد و هو إلي الآن مزار معروف بباب الجسر، و هو باب الكوفة، و عليه قبّة عظيمة، قيل: إن بعض ولاة بغداد رأي بناء القبر فسأل عنه، فقيل: إنّه لبعض الشيعة، فأمر بهدمه، و حفر القبر فرأي فيه جسدا بكفنه لم يتغيّر، و معه آخر صغير كأنه ولده بكفنه أيضا، فأمر بإبقائه، و بني عليه قبة.
و قيل: إنّه لما رأي إقبال الناس علي زيارة الكاظم عليه السلام حمله النصب علي حفر القبر، و قال: إن كان كما يزعمون من فضله فهو موجود في قبره، و إلّا منعنا الناس عنه، فقيل له: إن ها هنا رجلا من علماء الشيعة المشهورين، و من أقطابهم اسمه محمّد بن يعقوب الكليني، و هو أعور، فيكفيك الاعتبار بقبره، فأمر به فوجده بهيئته كأنه قد دفن تلك الساعة، فأمر بتعظيمه، و بني قبّة عظيمة عليه، فصار مزاره مشهورا (3)، انتهي.
و القبر الشريف في شرقي بغداد في تكية المولوية، و عليه شباك من الخارج إلي يسار العابر من الجسر مشهور تزوره العامة و الخاصة.
و اعلم أن له (رحمه اللّه) غير كتاب جامع الكافي كتبا أخري، منها: كتاب
ص: 274
رسائل الأئمة عليهم السلام، ينقل عنه السيد رضي الدين ابن طاوس في كشف المحجة (1)، و فلاح السائل (2)، و فتح الأبواب (3). و لم نعثر علي من نقل عنه بعده، فكأنه ضاع من قلّة الهمم، و انقلاب الأمم.
و ضبط السيد تاريخ الوفاة في سنة ثمان و عشرين (4)، و تبع في ذلك الشيخ في الفهرست (5)، و اللّه العالم.
و بالأسانيد السابقة إلي جماعة كثيرة من حفّاظ الشريعة، منهم أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، و أبو غالب أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني، و أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري، و أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الصفواني و أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني، و أبو عبد اللّه أحمد بن أبي رافع الصيمري، و أبو الحسن عبد الكريم بن عبد اللّه ابن نصير التنيسي، و أبو الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكتاب، و محمّد بن محمّد ابن عصام الكليني، و محمّد بن علي ماجيلويه، و علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، و علي بن أحمد بن موسي، و محمد بن أحمد بن محمّد بن سنان الزاهري أبو عيسي نزيل الري.
عن أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم رفعه إلي أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «طلبة العلم ثلاثة، فاعرفهم بأعيانهم و صفاتهم: صنف يطلبه للجهل و المراء، و صنف يطلبه للاستطالة و الختل، و صنف يطلبه للفقه و العقل.
ص: 275
فصاحب الجهل و المراد مؤذ ممار متعرّض للمقال في أنديه الرجال، بتذاكر العلم، و صفة الحلم، قد تسربل بالخشوع، و تخلّي من الورع، فدق اللّه من هذا خيشومه، و قطع منه حيزومه.
و صاحب الاستطالة و الختل، ذو خبّ و ملق، يستطيل علي مثله من أشباهه، و يتواضع للأغنياء من دونه، فهو لحلوائهم (1) هاضم، و لدينهم حاطم، فأعمي اللّه علي هذا خبره، و قطع من آثار العلماء أثره.
و صاحب العقل و الفقه، ذو كآبة و حزن و سهر، قد تحنّك في برنسه، و قام الليل في حندسه، يعمل و يخشي وجلا، داعيا مشفقا، مقبلا علي شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشدّ اللّه من هذا أركانه، و أعطاه يوم القيامة أمانه» (2).
و تتمة ما يتعلّق بأحواله طاب ثراه تطلب من الفائدة الآتية (3) إن شاء اللّه تعالي.
الحادي عشر: الشيخ الأقدم، و الطود الأشمّ، أبو الحسن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي، العالم الفقيه، المحدّث الجليل، صاحب المقامات الباهرة، و الدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الإمام العسكري، و توقيعه الشريف إليه.
و صورته علي ما رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج (4):
ص: 276
بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه ربّ العالمين، و العاقبة للموحدين، و النار للملحدين، و لا عدوان إلّا علي الظالمين، و لا إله إلّا اللّه أحسن الخالقين، و الصلاة علي خير خلقه محمّد و عترته الطاهرين.
أمّا بعد: أوصيك يا شيخي و معتمدي و فقيهي أبا الحسن علي بن الحسين ابن بابويه القمي- وفّقك اللّه لمرضاته، و جعل من ولدك أولادا صالحين برحمته- بتقوي اللّه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة، و أوصيك بمغفرة الذنب، و كظم الغيظ، وصلة الرحم، و مواساة الإخوان، و السعي في حوائجهم في العسر و اليسر، و الحلم عند الجهل، و التفقه في الدين، و التثبت في الأمور، و التعهد للقرآن، و حسن الخلق، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، قال اللّه عزّ و جلّ: لٰا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوٰاهُمْ إِلّٰا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلٰاحٍ بَيْنَ النّٰاسِ (1) و اجتناب الفواحش كلها.
و عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل فإن النبي صلّي اللّه عليه و آله أوصي عليا عليه السلام فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل. و من استخف بصلاة الليل فليس منّا، فاعمل بوصيّتي، و أمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتي يعملوا عليه، و عليك بالصبر و انتظار الفرج، فإنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، و لا تزال شيعتنا 4.
ص: 277
في حزن حتي يظهر ولدي الذي بشّر به النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حيث قال:
إنه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
فاصبر- يا شيخي و معتمدي أبا الحسن- و أمر جميع شيعتي بالصبر، فإنّ الأرض للّه يورثها من يشاء و العاقبة للمتقين.
و السلام عليك، و علي جميع شيعتنا، و رحمة اللّه و بركاته، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل، نعم المولي و نعم النصير (1). انتهي.
و نقله القاضي في المجالس (2) و في الرياض: و نقل الشهيد و القطب الكيدري أيضا- في كتاب الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة- هذا المكتوب من جملة كلام الحسن العسكري عليه السلام (3). انتهي.
و لم أجده فيه، و لعلّ نسخه مختلفة، و لا يخفي أنه لو فرض كون صدور التوقيع في سنة وفاة الإمام الزكي عليه السلام و هي سنة ستين بعد المائتين، كانت مدّة بقاء أبي الحسن عليّ بعد ذلك قريبة من سبعين سنة، فلو كان عند صدور التوقيع من الشيوخ سنّا فهو من المعمرين، و إلّا فخطاب الشيخ، و الفقيه و المعتمد منه عليه السلام إلي من هو في السن من الأحداث يدل علي مقام عظيم، كما يدل عليه أيضا ما تقدم في ترجمة ولده الأرشد أبي جعفر الصدوق من دعاء الحجة عليه السلام له، و إجابته عليه السلام مسئوله (4).
و يدلّ عليه- أيضا- ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة، عن جماعة، عن الحسين بن علي بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل بلدنا القميين كانوا 9.
ص: 278
ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة علي الحاج- و هي سنة تناثر الكواكب- إنّ والدي (رضي اللّه عنه) كتب إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس اللّه روحه يستأذن في الخروج إلي الحجّ، فخرج في الجواب: لا تخرج في هذه السنة. فأعاد و قال: هو نذر واجب فيجوز لي القعود عنه؟ فخرج في الجواب:
إن كان لا بد فكن في القافلة الأخيرة، و كان في القافلة الأخيرة، فسلم بنفسه، و قتل من تقدمه في القوافل الأخر (1).
و فيه بعد ذكر حسين الحلّاج و دعاويه الكاذبة في بغداد، و افتضاحه فيها، و فراره منها، قال: و أخبرني جماعة عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن الحسين ابن موسي بن بابويه، أن ابن الحلّاج صار إلي قم، و كاتب قرابة أبي الحسن يستدعيه و يستدعي أبا الحسن أيضا و يقول: أنا رسول الإمام و وكيله. قال:
فلما وقعت المكاتبة في يد أبي رضي اللّه عنه خرقها و قال لموصلها إليه: ما أفرغك للجهالات؟! فقال له الرجل- و أظن أنه قال: إنه ابن عمته أو ابن عمه- فإن الرجل قد استدعانا فلم خرقت مكاتبته، و ضحكوا منه و هزؤا به، ثم نهض إلي دكانه و معه جماعة من أصحابه و غلمانه.
قال: فلما دخل إلي الدار التي كان فيها دكانه، نهض له من كان هناك جالسا، غير رجل رآه جالسا في الموضع، فلم ينهض له و لم يعرفه أبي، فلمّا جلس و اخرج حسابه و دواته كما يكون التجار، أقبل علي بعض من كان حاضرا فسأله عنه، فأخبره، فسمعه الرجل يسأل عنه فأقبل عليه و قال له: تسأل عنّي و أنا حاضر؟ فقال له أبي: أكبرتك أيّها الرجل، و أعظمت قدرك أن أسألك. فقال له: تخرق رقعتي و أنا أشاهدك تخرقها؟ فقال له أبي: فأنت الرجل إذا، ثم قال:
يا غلام برجله و بقفاه، فخرج من الدار العدو للّه و لرسوله ثم قال: أ تدّعي 6.
ص: 279
المعجزات عليك لعنة اللّه؟! فأخرج بقفاه فما رأيناه بعدها بقم (1).
و قال النجاشي: علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّي أبو الحسن، شيخ القميين في عصره و متقدمهم و فقيههم و ثقتهم، كان قدم العراق و اجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح (رحمه اللّه) و سأله مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك علي يد علي بن جعفر بن الأسود (2). إلي آخر ما تقدم في ترجمة الصدوق (3)، ثم عدّ تصانيفه، و قال: أخبرنا أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن محمّد بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذانيّ (رحمه اللّه) قال: أخذت أجازه علي ابن الحسين بن بابويه لما قدم بغداد سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة بجميع كتبه، و مات علي بن الحسين سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، و هي السنة التي تناثرت فيها النجوم.
و قال جماعة من أصحابنا يقولون: كنّا عند أبي الحسن علي بن محمّد السمري (رحمه اللّه) فقال: رحم اللّه علي بن الحسين بن بابويه، فقيل له: هو حي فقال: إنه مات في يومنا هذا فجاء الخبر بأنه مات فيه (4).
و قال الشيخ في كتاب الغيبة: و أخبرني جماعة عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل قمّ، منهم علي بن أحمد بن عمران الصفار، و قريبه علوية الصفار، و الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمهم اللّه) قالوا: حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها أبي رضي اللّه عنه علي بن الحسين ابن موسي بن بابويه، و كان أبو الحسن علي بن محمّد السمري يسألنا كلّ قريب 4.
ص: 280
عن خبر علي بن الحسين (رحمه اللّه) فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله (1). حتي كان اليوم الذي قبض فيه، فسألنا عنه فذكرنا له مثل ذلك، فقال لنا: آجركم اللّه في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة! قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة و اليوم و الشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن قدس اللّه روحه (2). انتهي.
و قبره الشريف بقم مزار معروف، و عليه قبّة عالية يزار و يتبرّك به.
و من الغريب ما نقله فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين عن شيخنا البهائي: أنه في سنة عشر و ثلاثمائة دخل القرامطة لعنهم اللّه (3) إلي مكّة أيام الموسم، و أخذوا الحجر الأسود، و بقي عندهم عشرين سنة، و قتلوا خلقا كثيرا، و ممن قتلوا: علي بن بابويه، و كان يطوف، فما قطع طوافه، فضربوه بالسيف، فوقع إلي الأرض و أنشد:
تري المحبين صرعي في ديارهم كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا (4)
فإنه- مع عدم ذكره في شي ء من المؤلفات- مخالف لما تقدم من تاريخ وفاته و محل دفنه، و ببالي أني رأيت المقتول القائل للبيت في بعض التواريخ، و أنه من غير أصحابنا.7.
ص: 281
و في مجموعة الشهيد: ذكر الشيخ أبو علي ابن شيخنا الطوسي قدس سرّهما أن أول من ابتكر طرح الأسانيد، و جمع بين النظائر، و أتي بالخبر مع قرينه، علي بن بابويه في رسالته إلي ابنه، قال: و رأيت جميع من تأخر عنه يحمد طريقته فيها و يعوّل عليه في مسائل لا يجد النص عليها لثقته و أمانته، و موضعه من العلم و الدين (1).
و قال في الذكري: إن الأصحاب كانوا يأخذون الفتاوي من رسالة علي ابن بابويه إذا أعوزهم النص، ثقة و اعتمادا عليه (2). انتهي.
قلت: يظهر من النجاشي أن هذه الرسالة بعينها كتاب الشرائع، قال في عداد مصنفاته: كتاب الشرائع، و هي الرسالة إلي ابنه (3).
و لكن الشيخ في الفهرست (4) و ابن شهرآشوب في معالم العلماء (5) عدّاهما اثنين، و الثاني تبع الأول. و النجاشي أتقن و أضبط، و ليس لهذه الرسالة في هذه الأعصار و ما قبلها إلي عصر الشهيد أثر.
و قد أوضحنا- في الفائدة السابقة (6) - بطلان توهم كونها بعينها الفقه الرضوي بما لا مزيد عليه، و قد ضاع كما ضاع- لقلّة الهمم- سائر مؤلفاته.
نعم قال في أوّل البحار في جملة ما كان عنده من المؤلفات و كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة، للشيخ الأجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه، والد الصدوق، طيب اللّه تربتهما (7).
ص: 282
و قال في الفصل الآخر: و كتاب الإمامة مؤلفه من أعاظم المحدّثين و الفقهاء، و علماؤنا يعدّون فتاواه من جملة الأخبار، و وصل إلينا منه نسخة قديمة مصححة (1). انتهي.
و نحن لم نعثر علي هذا الكتاب، و نقلنا منه جملة من الأخبار بتوسط البحار، و نسبناه إلي أبي الحسن علي تبعا للعلامة المجلسي، و لكن في النفس منه شي ء، فإنه و إن عدّ النجاشي (2) و الشيخ (3) و ابن شهرآشوب (4) من مؤلفاته كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة، إلّا أن في كون ما كان عنده هو الذي عدّ من مؤلفاته نظر. فإنه يروي في هذا الكتاب عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري- الذي هو من مشايخ المفيد- و السيدين، و عن الحسن بن حمزة العلوي الذي هو أيضا من مشايخ المفيد، و الغضائري، و ابن عبدون، و عن أحمد بن علي عن محمّد بن الحسن- و الظاهر أنه ابن الوليد- عن محمّد بن الحسن الصفار، و عن سهل بن احمد الديباجي عن محمّد بن محمّد الأشعث، إلي غير ذلك مما ينافي طبقته، و إن أمكن التكلف في بعضها، إلّا أن ملاحظة الجميع تورث الظن القوي بعدم كونه منه (5)، و اللّه العالم.
و عدّ الشيخ و النجاشي أيضا من كتبه: كتاب قرب الإسناد، و هو ق.
ص: 283
كالأمالي من المؤلفات التي شاع تأليفها بين المحدّثين، كان يجمع كلّ محدّث ما كان عنده من الأخبار التي علا سندها و قلّت وسائطها و قرب إسنادها إلي المعصوم (عليه السلام) في مؤلف مخصوص، و كانوا يفتخرون و يبتهجون به.
و منه قرب الإسناد للشيخ الجليل عبد اللّه بن جعفر الحميري، و بقي من أجزائه قرب الإسناد إلي الصادق و إلي الكاظم و إلي الرضا عليهم السلام إلي الآن، و الباقي ضاع من حوادث الزمان.
و قرب الإسناد للمحدّث الجليل علي بن إبراهيم القمّي.
و قرب الإسناد لمحمّد بن عيسي بن عبيد اليقطيني.
و قرب الإسناد لمحمّد بن جعفر بن بطة.
إلي غير ذلك.
و قد صرّح المدقق المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة بأن قرب الإسناد لعلي بن بابويه وقع بيده بعد تأليفه آيات الأحكام، و كان بخطّ مؤلّفه، و قد أخرج منه بعض الأخبار في الحديقة (1).
و اعلم أن ضبط أسامي مشايخ هذا الشيخ الجليل متوقف علي تصفح أسانيد أخبار كتب ولده أبي جعفر الصدوق الموجودة في هذه الأعصار، و هو متوقف علي الفراغ من شغل أهم غير ميسور لنا، و الذي حضرنا من أساميهم:
أ- سعد بن عبد اللّه الأشعري.
ب- و علي بن إبراهيم (2) القمي.
ج- و محمّد بن يحيي العطار.
د- و عبد اللّه بن جعفر الحميري.
ه- و أحمد بن إدريس الأشعري.
ص: 284
و- و محمّد بن الحسن الصفار.
ز- و علي بن الحسين السعدآبادي.
ح- و علي بن موسي الكميذاني.
ط- و علي بن الحسن بن علي الكوفي.
ي- و الحسين بن محمّد بن عامر.
يا- و محمّد بن أحمد بن علي بن الصلت.
و بالأسانيد السابقة عن أبي جعفر الصدوق محمّد، عن والده أبي الحسن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد ابن عبد الجبار، عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: «سئل أبو عبد اللّه- يعني جعفر الصادق عليه السلام- عن حال أبي هاشم الكوفي فقال (عليه السلام): إنه كان فاسد العقيدة جدّا، و هو الذي ابتدع مذهبا يقال له:
التصوف، و جعله مفرّا لعقيدته الخبيثة.
و رواه بسند آخر عنه (عليه السلام)، و فيه: و جعله مفرّا لنفسه الخبيثة، و أكثر الملاحدة، و جنّة لعقائدهم الباطلة (1).
الثاني عشر: الشيخ المقدم الجليل أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي.
قال الشيخ في الفهرست: ثقة، بصير بالأخبار و بالرجال، حسن الاعتقاد، و له كتاب الرجال، أخبرنا جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسي عنه (2).
و في الرجال: من غلمان العياشي، ثقة بصير بالرجال و الأخبار، مستقيم المذهب (3).
ص: 285
و قال النجاشي: كان ثقة عينا، روي عن الضعفاء كثيرا، و صحب العياشي و أخذ عنه، و تخرج عليه في داره التي كانت مرتعا للشيعة و أهل العلم، له كتاب الرجال، كثير العلم إلّا أن فيه أغلاطا كثيرة، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح و غيره عن جعفر بن محمّد عنه بكتابه (1).
و يظهر من معالم العلماء أن اسم كتابه: معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين عليهم السلام (2)، و اختصره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي، و يظهر سبب الاختصار علي ما صرّح به جماعة أن كتابه (رحمه اللّه) كان جامعا للأخبار الواردة في مدح الرواة و ذمّهم من العامة و الخاصة، فجرده الشيخ للخاصة و أزال عنه رواتهم.
و يظهر من آخرين أنّ السبب ما أشار إليه النجاشي و العلامة في الخلاصة، من أنه كان فيه أغلاط كثيرة (3)، فعمد الشيخ إلي تهذيبه و سمّاه باختيار الرجال، و صرّح جماعة من أئمة الفن أن الموجود المتداول من رجال الكشي من عصر العلامة إلي وقتنا هذا هو اختيار الشيخ، و أمّا الأصل فذكر جماعة من المتتبعين أنّهم لم يقفوا عليه.
ثم إن السيد الفاضل يوسف بن محمّد بن زين الدين الحسيني الشامي، رتّب هذا الكتاب علي ترتيب رجال الشيخ في سنة إحدي و ثمانين و تسعمائة، و كان عندي منه نسخة ذهبت عني.
ثم رتبه علي ترتيب منهج المقال و أمثاله الشيخ العالم زكي الدين المولي عناية اللّه بن شرف الدين بن علي القهپائي مولدا النجفي مسكنا، تلميذ المحققين الورعين المولي عبد اللّه التستري، و المقدس الأردبيلي، صاحب مجمع
ص: 286
المقال في سنة إحدي عشر بعد الألف، عندنا نسخة الأصل منه، و له عليها حواش نافعة، و رمزها ع، و قد أشار في ترجمة كلّ أحد كالسيد المتقدم إلي المواضع التي فيها ذكر لهذا الرجل مدحا و قدحا.
و رتبه أيضا الشيخ الفاضل الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر لصاحب الحدائق، كما صرّح به في اللؤلؤة (1)، و لم نعثر علي نسخته.
و اعلم انه قد ظهر لنا من بعض القرائن أنه قد وقع في اختيار الشيخ- أيضا- تصرف من بعض العلماء أو النساخ بإسقاط بعض ما فيه، و أن الدائر في هذه الأعصار غير حاو لتمام ما في الاختيار، و لم أر من تنبّه لذلك، و لا وحشة من هذه الدعوي بعد وجود القرائن التي منها:
ما في فرج الهموم للسيد رضي الدين علي بن طاوس، قال في جملة كلام له، و نحن نذكر ما روي عنه- يعني عن جدّه الشيخ الطوسي- في أول اختياره عن خطّه. فهذا لفظ ما وجدناه-: أملاه علينا الشيخ الجليل الموفق أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي أدام اللّه علوّه و كان ابتداء إملائه يوم الثلاثاء السادس و العشرين من صفر سنة ست و خمسين و أربعمائة بالمشهد المقدس الشريف الغروي علي ساكنه السلام، فإن هذه الأخبار اختصرتها من كتاب الرجال لأبي عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي و اخترنا ما فيها (2)، انتهي.
و أول النسخ (3) التي رأيناها الأخبار السبعة التي صدر بها الكتاب قبل ).
ص: 287
الشروع في التراجم، و ليس فيه هذه العبارة.
و منها: ما في مناقب ابن شهرآشوب نقلا عن اختيار الرجال لأبي جعفر الطوسي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام عن سلمان الفارسي، أنه لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام خرجت فاطمة عليها السلام حتي انتهت إلي القبر فقالت: خلّوا عن ابن عمّي، فو الذي بعث محمّدا صلّي اللّه عليه و آله بالحق لئن لم تخلّوا عنه لأنشرن شعري، و لأضعن قميص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي رأسي، و لأصرخن إلي اللّه، فما ناقة صالح بأكرم علي اللّه من ولدي؟! قال سلمان: فرأيت و اللّه أساس حيطان المسجد تقطعت من أسفلها حتي لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها فقلت: يا سيدتي
ص: 288
و مولاتي، إن اللّه تبارك و تعالي بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة. فرجعت الحيطان حتي سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا (1). انتهي.
و لم أجد هذا الخبر في النسخ التي رأيناها.
و منها: ما في حاشية تلخيص المقال للعالم المحقق الآميرزا محمّد طاب ثراه ما لفظه: ذكر أبو جعفر الطوسي في اختيار الرجال، عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و عن أبي البختري قال: حدثنا عبد اللّه بن الحسن ابن الحسن، أن بلالا أبي أن يبايع أبا بكر، و أنّ عمر أخذ بتلابيبه فقال له: يا بلال، هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك فلا تجي ء تبايعه؟.
فقال: إن كان أبو بكر أعتقني للّه فليدعني له، و إن كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا، و أمّا بيعته فما كنت مبايعا أحدا لم يستخلفه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، و الذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلي يوم القيامة.
فقال عمر: لا أبا لك، لا تقم معنا، فارتحل إلي الشام، و توفي بدمشق و دفن بالباب الصغير، و له شعر في هذا المعني (2)، كذا وجد منسوبا إلي الشهيد الثاني، و لم أره في كتاب الاختيار للشيخ. و اللّه أعلم.
و منها: ما في رجال ابن داود في ترجمة حمدان بن أحمد، نقلا عن الكشي، أنه من خاصة الخاصّة، أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنه و الإقرار له بالفقه في آخرين (3). انتهي.
و هو غير مذكور في الكتاب (4)، و عدّه من أوهام ابن داود بعيد كبعد كون النقل من أصل كتاب الكشي.4.
ص: 289
و قال المحقق الداماد في الرواشح- بعد شرح حال حمدان و نقل إجماع ابن داود ما لفظه-: لكن كتاب الكشي ساذج (1) و لسانه ساكت من ادعاء الإجماع، إلّا أن يقال أن المعهود من سيرته و المأثور من سنّته أنه لا يطلق القول بالفقه و الثقة و الحبرية و العدّ من خاص الخاص إلّا فيمن يحكم بتصحيح ما يصحّ عنه و ينقل علي ذلك الإجماع، فلذلك نسب الحسن بن داود هذا الادعاء إليه، ثم ذكر الاحتمال الثاني، و الوجه الذي أبدعه أبعد الوجوه (2).
و قال رحمه اللّه في الراشحة العشرين: السواد الأعظم من الناس يغلطون فلا يفرقون بين المشيخة و المشيخة، و لا بين شيخان و شيخان، و يضمون كاف الكشي و يشدّدون النجاشي. إلي أن قال: و اعلمن أن أبا بكر محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي شيخنا المتقدم الثقة الثبت العالم البصير بالرجال و الأخبار، صاحب أبي نصر محمّد بن مسعود العياشي السلمي السمرقندي، و كثيرا من وجوه شيوخنا و علمائنا كانوا من كش البلد المعروف علي مراحل من سمرقند.
قال الفاضل البارع المهندس البيرجندي في كتابه المعمول في مساحة الأرض و بلدان الأقاليم: كشّ- بفتح الكاف و تشديد الشين المعجمة- من بلاد ما وراء النهر، بلد عظيم ثلاثة فراسخ، و النسبة إليه كشي (3)، و أما ما في القاموس: الكشّ- بالضم- الذي يلقح به النخل، و كش- بالفتح- قرية بجرجان (4)، فعلي تقدير الصحة فليست النسبة إليها (5)، انتهي.
قلت: و يشهد لصحة ما ذكره أن أغلب مشايخه و الرواة عنه من أهل خ.
ص: 290
تلك البلاد، فإنه من غلمان العياشي السمرقندي الراوي عنه، القاري عليه، المستفيد منه، و المعتمد عليه في التعديل و الجرح.
و يروي عن:
أ- أبي الحسن حمدويه بن نصير الكشي (1).
ب- و عن محمّد بن سعيد الكشي (2).
ج- و عن أبي جعفر محمّد بن أبي عوف البخاري (3).
د- و عن إبراهيم بن محمّد بن العباس الختلي (4)، و الختل كسكّر بلد بما وراء النهر (5)، خرج منه جمع كثير من العلماء.
ه- و عن أبي إسحاق إبراهيم بن نصير الكشي (6).
و- و عن أبي محمّد جبرئيل بن أحمد الفاريابي (7). قال الشيخ: و كان مقيما بكش (8).
ز- و عن نصر بن صباح البلخي (9).
ح- و عن علي بن محمّد القتيبي النيشابوري (10).
ص: 291
ط- و عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان (1)، و المراد النيشابوري، كما هو الحق عندنا.
ي- و عن طاهر بن عيسي الوراق، قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام: هو أبو محمّد من أهل كش، صاحب كتب روي عنه الكشي (2). إلي آخره، و يروي عن أبي سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي (3).
يا- و عن أبي صالح خلف بن حماد العامي الكشي (4).
يب- و عن آدم بن محمّد القلانسي البلخي (5).
يج- و عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، شيخ من جرجان عامّي (6).
يد- و عن جعفر بن معروف يكني أبا محمّد، من أهل كش (7).
يه- و عن محمّد بن أحمد بن أبي عوف البخاري (8).
يو- و عن عبيد بن محمّد النخعي الشافعي (9).
يز- و عن محمّد بن الحسن البراثي الكشي (10).
يح- و عن عثمان بن حامد الكشي (11).9.
ص: 292
يط- و عن محمّد بن نصير (1)، قال الشيخ: من أهل كشّ، ثقة جليل القدر كثير العلم، روي عنه أبو عمرو الكشي (2).
ك- و عن سعد بن جناح الكشي (3).
كا- و عن أبي سعيد محمّد بن رشيد الهروي (4).
كب- و عن أبي سعيد جعفر (5) بن أحمد بن أيوب السمرقندي (6).
كج- و عن أحمد بن محمّد بن يعقوب البيهقي (7).
كد- و عن أبي علي أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي (8)، قال: و كان من الفقهاء، و كان مأمونا علي الحديث (9).
هذا، و يروي عنه: الثقة الجليل أبو أحمد حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي، و أنت خبير بأن المراد من كش في هذه الموارد هو البلد المعروف، و فيه تولد تيمور لنك، و حمله في خصوص المقام علي ملقح النخل و قراءته بالضم من اعوجاج السليقة، و كان بعض من عاصرناه يقرؤه بالضم مستندا إلي بعض نسخ المنتقي لصاحب المعالم و إعرابه فيه بالضم، و هو عن جادة الاستقامة بمراحل.
هذا و يروي أبو عمرو الكشي عن جماعة آخرين غيرهم، مثل:ء.
ص: 293
كه- محمّد بن قولويه (1).
كو- و أبي سعيد الآدمي سهل بن زياد (2).
كز- و علي بن الحسن (3).
كح- و أبي علي أحمد بن علي السلولي (4).
كط- و الحارث بن نصير الأزدي (5).
ل- و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الوراق (6).
لا- و الحسين بن الحسن بن بندار (7).
لب- و أبي أحمد (8).
لج- و محمّد بن الحسن البراثي (9).
لد- و إسحاق بن محمّد (10).
له- و يوسف بن السخت (11).
لو- و محمّد بن بشر (12).ر.
ص: 294
لز- و محمّد بن أحمد (1).
لح- و إبراهيم بن محمّد بن يحيي بن عباس (2).
لط- و الحسين [بن إشكيب]، عن محمّد بن خالد البرقي (3).
م- و عبد اللّه بن محمّد، عن الوشاء (4).
ما- و إبراهيم بن علي الكوفي (5).
مب- و أبي الحسن أحمد بن محمّد الخالدي (6).
مج- و صدقة بن حماد (7).
مد- و أحمد بن منصور (8).
مه- و أحمد بن إبراهيم القرشي (9).
مو- و أبي جعفر محمّد بن علي بن القاسم بن أبي حمزة القمّي (10).
مز- و أبي محمّد الدمشقي (11).
مح- و أبي الحسن أحمد بن الحسن الفارسي (12).ه.
ص: 295
مط- و إبراهيم بن المختار بن محمّد بن العباس (1).
ن- و أبي بكر أحمد بن إبراهيم السنسني (2).
نا- و أبي عمرو بن عبد العزيز (3).
و بالأسانيد عن جعفر بن قولويه، و أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري عن أبي عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، عن نصر بن الصباح البلخي، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الجارود، قال: قلت للأصبغ بن نباتة: ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ قال: ما أدري ما تقول؛ إلّا أن سيوفنا كانت علي عواتقنا، فمن أومي إلينا ضربناه بها، و كان يقول لنا: تشرّطوا تشرّطوا، فو اللّه ما اشتراطكم لذهب و لا فضّة، و ما اشتراطكم إلّا للموت، إنّ قوما من قبلكم من بني إسرائيل تشارطوا بينهم فما مات أحد منهم إلّا كان نبيّ قومه، أو نبيّ قريته، أو نبيّ نفسه، و إنكم بمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء (4).
هذا آخر ما أوردناه من ذكر طرقنا، و إجمال شرح جملة من المشايخ في الفائدة الثالثة من خاتمة كتابنا مستدرك الوسائل، و الحمد للّه أولا و آخرا، و صلّي اللّه علي محمّد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين، في شهر رجب المرجب من شهور سنة عشرين و ثلاثمائة بعد الألف من الهجرة.8.
ص: 296
بسم اللّه الرحمن الرحيم يمثل هذا الملحق مخططا توضيحيا مبسطا لمشايخ و طرق الشيخ النوري إلي أصحاب المجاميع الاثني عشر الذين تنتهي إليهم جميع طرقه، و منهم تتفرع إلي الأئمّة المعصومين عليهم السلام، باعتماد ما أورده النوري في الفائدة الثالثة فحسب، و حيث وجدنا فيها اختلافا كثيرا مع المشجرة المطبوعة سابقا، فأشرنا إلي موارد الاختلاف تلك في هوامش خاصة بتلك الموارد في محلها.
ثم ان من الملاحظات المهمة التي ينبغي الالتفات إليها للاستفادة الوافية من هذا المخطط جملة أمور:
أولها: ان الشيخ النوري في فائدته هذه قسّم طرقه إلي ثلاثة أقسام هي:
1- مشايخه الخمسة و طرقهم، و قد قسّمنا نحن هذا القسم إلي اثنتي عشر طبقة تنتهي بالرقم 184.
2- مشايخ المشايخ، و قد رتبنا تسلسلهم من الرقم 185 إلي الرقم 1098.
3- أصحاب المجاميع الذين أشرنا إليهم سابقا، و الذين تبتدئ طبقتهم بالشيخ الكراجكي و تنتهي بالكشي، في التسلسل المحصور بين الرقمين 1099 و 1397.
ثانيها: خصصنا لكل علم ورد في المخطط رقما ضمن تسلسل وروده، فلو تكرر وروده أثبتنا له رقما جديدا، و وضعنا جميع هذه الأرقام في دائرة.
ثالثها: المتأمل في هذا المخطط يجد ان هناك ثلاثة أرقام تسبق كل
ص: 297
علم كما في المثال التالي:
11 27 1- الشيخ محمّد تقي الطهراني.
28 2- الشيخ أحمد الأحسائي.
و توضيح ذلك هو ان:
أ- الرقم الأول فوق السهم يشير إلي تسلسل الشيخ (و هو الشيخ حسين علي الملايري التويسركاني و انه يروي عن الشيخين (أو أكثر ان كانوا) المشار إليهما بالسهمين التاليين.
ب- و اما الرقم الموضوع في الدائرة فيشير إلي التسلسل العام للاعلام.
ج- كما ان الرقم الموجود بعد السهم المنطلق من الدائرة فيشير إلي تسلسل الشيخ، و مجموعهم يمثل مجموع الشيوخ في هذا الطريق، أي ان الشيخ التويسركاني (في هذا المثال) يروي عن شيخين هما الطهراني و الأحسائي.
رابعها: لما كان الشيخ النوري قد أنهي بعض الطرق و لم يوصلها في متن الفائدة فقد ارتأينا الإشارة إلي تلك الموارد بوضع نجمة عندها، و هي تعني أنّ الشيخ الملحوق بهذه النجمة يشكل منتهي من سبقه من الشيوخ في هذا الطريق، و غالبا ما يكون موضع الاتصال مع طرق أخري.
مثلا: لما كان الرقم (3) يروي عن الرقم (12) و الأخير يروي عن الرقم (29) الذي الحق بنجمة كنهاية لهذا الطريق، فان ذلك يعني ان لهذا العلم (29) و هو السيّد مهدي بحر العلوم له طرق أخري متصلة، حيث ورد برقم (18)، و يروي أيضا عن (38- 45) و هكذا.
و إتماما للفائدة، و تسهيلا للقارئ و الباحث فقد اعددنا في آخر هذا المخطط فهرسا يبيّن موارد تكرار هذا العلم في هذه الطرق المختلفة.
ص: 298
العلّامة النوري 1 1- الشيخ مرتضي بن محمّد أمين الأنصاري 2 2- الشيخ عبد الحسين بن علي الطهراني 3 3- السيّد محمّد مهدي القزويني 4 4- الشيخ علي بن خليل الطهراني 5 5- السيّد هاشم الخوانساري
ص: 299
1- 6- 1- الشيخ أحمد النراقي الكاشاني.
1- 7- 2- السيد صدر الدين محمد بن صالح بن محمد الموسوي العاملي.
2 8- 1- الشيخ محمد حسن بن باقر النجفي 2- 9- 2- السيد محمد شفيع الجابلقي 2- 10- 3- محمد رفيع الجيلاني 2- 11- 4- حسين علي الملايري التويسركاني 3 12- 1- عمه السيد محمد باقر بن أحمد القزويني 4 13- 1- الشيخ محمد حسن النجفي (صاحب الجواهر) 4- 14- 2- الشيخ عبد العلي الرشتي 5- 15- 1- والده السيد زين العابدين الخوانساري 5- 16- 2- السيد حسن بن علي بن الأمير محمد باقر الواعظ الحسيني الأصبهاني 5- 17- 3- الشيخ مهدي النجفي
ص: 300
6- 18- 1- السيد مهدي بحر العلوم 6- 19- 2- والده الشيخ مهدي بن أبي ذر الكاشاني النراقي 6- 20- 3- السيد محمد مهدي الشهرستاني 6- 21- 4- الشيخ جعفر كاشف الغطاء 7 22- 1- والده السيد صالح الموسوي العاملي 8 23- 1- الشيخ جعفر بن الشيخ خضر آل علي 8- 24- 2- السيد جواد بن محمّد الحسيني العاملي 8- 25- 3- الشيخ احمد بن زين الدين الأحسائي 9 و 10 26- 1- السيد محمّد باقر بن محمّد تقي الموسوي الجيلاني 11 27- 1- الشيخ محمد تقي بن عبد الرحيم الطهراني 28- 2- الشيخ احمد بن زين الدين الأحسائي 12 29- 1- خاله السيد مهدي بحر العلوم
ص: 301
14 30- 1- أبو علي محمّد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن سعد الدين 15 31- 1- والده السيد أبو القاسم جعفر الموسوي الخوانساري 15- 32- 2- السيد الأمير محمّد حسين 15- 33- 3- السيد محمّد الرضوي المشهدي 15- 34- 4- السيد محمد باقر بن محمّد تقي الجيلاني 15- 35- 5- والده السيد أبو القاسم جعفر الموسوي الخوانساري 16- 36- 1- السيد زين العابدين 17- 37- 1- عمه الشيخ حسن
ص: 302
18- 38- 1- محمد باقر الأصبهاني البهبهاني الحائري 18- 39- 2- السيد حسين القزويني 18- 40- 3- السيد حسين بن أبي القاسم جعفر بن الحسين الحسيني الموسوي الخوانساري 18- 41- 4- الأمير عبد الباقي 18- 42- 5- محمد باقر بن محمّد باقر الهزارجريبي الغروي 18- 43- 6- الشيخ أبو صالح محمد مهدي بن بهاء الدين محمد الفتوني العاملي النجفي 18- 44- 7- الشيخ يوسف بن احمد بن إبراهيم الدرازي البحراني الحائري 18- 45- 8- الشيخ عبد النبي القزويني اليزدي 19- 46- 1- الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني 19- 47- 2- المحدث البحراني 19- 48- 3- الشيخ محمد بن محمد زمان الكاشاني
ص: 303
19- 49- 4- الشيخ محمّد مهدي الفتوني 19- 50- 5- محمد إسماعيل بن محمد حسين المازندراني الخواجوئي 19- 51- 6- محمد مهدي الهرندي الأصفهاني 20 52- 1- الشيخ يوسف بن أحمد البحراني (صاحب الحدائق) 22- 53- 1- والده السيد محمد الموسوي العاملي 23- 54- 1- الوحيد البهبهاني 23- 55- 2- السيد مهدي بحر العلوم 24- 56- 1- الوحيد البهبهاني 24- 57- 2- السيد مهدي بحر العلوم 24- 58- 3- السيد علي بن محمّد علي بن أبي المعالي الصغير ابن أبي المعالي الكبير الطباطبائي 25- 59- 1- السيد مهدي بحر العلوم 25- 60- 2- الشيخ جعفر كاشف الغطاء
ص: 304
25- 61- 3- السيد علي بن محمّد الطباطبائي الحائري (صاحب الرياض) 25- 62- 4- السيد مهدي الشهرستاني 25- 63- 5- الشيخ احمد بن حسن البحريني 25- 64- 6- الشيخ احمد بن محمد آل عصفور 26- 65- 1- السيد محسن بن حسن الحسيني الأعرجي الكاظمي البغدادي 27- 66- 1- الشيخ جعفر كاشف الغطاء 30- 67- 1- الوحيد البهبهاني 31- 68- 1- والده السيد حسين بن أبي القاسم جعفر بن الحسين 32- 69- 1- والده السيد الأمير عبد الباقي 33- 70- 1- الشيخ جعفر كاشف الغطاء 35- 71- 1- السيد مهدي بحر العلوم 37- 72- 1- والده الشيخ جعفر كاشف الغطاء
ص: 305
38- 73- 1- والده محمد أكمل 39- 74- 1- والده الأمير إبراهيم بن محمّد معصوم الحسيني القزويني 39- 75- 2- السيد نصر اللّه بن الحسين الموسوي الحائري 40- 76- 1- آقا محمّد صادق 41- 77- 1- والده الأمير محمد حسين الخاتون آبادي (سبط العلامة المجلسي) 42- 78- 1- الشيخ محمد بن محمد زمان الكاشاني الأصفهاني النجفي 42- 79- 2- إبراهيم بن غياث الدين محمد الأصفهاني الخوزاني 43- 80- 1- أبي الحسن الشريف العاملي 44- 81- 1- الشيخ حسين بن محمّد بن جعفر الماحوزي البحراني 44- 82- 2- الشيخ عبد اللّه بن علي بن أحمد البحراني البلادي
ص: 306
83- 3- الشيخ رفيع الدين بن فرج الجيلاني الرشتي 45- 84- 1- السيد الأمير إبراهيم القزويني 45- 85- 2- الأمير محمد مهدي بن إبراهيم القزويني 45- 86- 3- السيد الأمير محمد صالح القزويني 45- 87- 4- علي أصغر المشهدي الرضوي 50- 88- 1- الشيخ حسين الماحوزي 51- 89- 1- الشيخ حسين الماحوزي 51- 90- 2- الأمير محمد حسين الخاتون آبادي 53- 91- 1- الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي 58- 92- 1- خاله الوحيد البهبهاني 63- 93- 1- والده الشيخ حسن 64- 94- 1- الشيخ يوسف البحراني 64- 95- 2- أبيه الشيخ محمد آل عصفور
ص: 307
64- 96- 3- الشيخ عبد العلي البحريني 65- 97- 1- الشيخ سليمان بن معتوق العاملي 65- 98- 2- أبي القاسم بن محمد حسن الجيلاني
ص: 308
73- 99- 1- ميرزا محمد الشيرواني 73- 100- 2- الشيخ جعفر القاضي 73- 101- 3- محمد شفيع الأسترآبادي 73- 102- 4- جمال الدين محمد الخوانساري 73- 103- 5- محمد باقر المجلسي 74- 104- 1- محمد باقر المجلسي 74- 105- 2- جمال الدين محمد الخوانساري 74- 106- 3- الشيخ جعفر القاضي قوام الدين بن عبد اللّه الكمرئي 75- 107- 1- أبو الحسن بن محمد طاهر بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصبهاني الغروي 76- 108- 1- محمد بن عبد الفتاح التنكابني الطبرسي السراب 77- 109- 1- والده السيد محمد صالح بن عبد الواسع
ص: 309
77- 110- 2- جده محمد باقر المجلسي 77- 111- 3- محمد بن عبد الفتاح التنكابني الطبرسي السراب 77- 112- 4- جمال الدين محمد الخوانساري 77- 113- 5- السيد علي خان الشيرازي المدني 78 و 79- 114- 1- محمد حسين الخاتون آبادي 78 و 79- 115- 2- محمد طاهر بن مقصود علي الأصبهاني 78 و 79- 116- 3- الشيخ حسين الماحوزي 78 و 79- 117- 4- الشيخ محمّد قاسم بن محمّد رضا الهزارجريبي 81 و 82- 118- 1- الشيخ سليمان بن عبد اللّه الماحوزي البحراني 82- 119- 1- الشيخ علي بن حسن بن يوسف بن حسن البحراني البلادي 82- 120- 2- الشيخ محمود بن عبد السلام الاوالي البحراني
ص: 310
83- 121- 1- محمّد باقر المجلسي 84 و 85 و 86 و 87- 122- 1- محمد باقر المجلسي 84 و 85 و 86 و 87- 123- 2- جمال الدين محمّد الخوانساري 84 و 85 و 86 و 87- 124- 3- العلامة الخراساني 93- 125- 1- الشيخ عبد اللّه البلادي 95- 126- 1- الشيخ حسين الماحوزي 96- 127- 1- الشيخ حسين الماحوزي 96- 128- 2- الشيخ سليمان الماحوزي 96- 129- 3- الشيخ عبد اللّه البلادري 97- 130- 1- الشيخ يوسف البحراني 98- 131- 1- السيد حسين الخوانساري 98- 132- 2- الوحيد البهبهاني 98- 133- 3- الشيخ محمد باقر الهزارجريبي
ص: 311
98- 134- 4- الشيخ مهدي الفتوني
ص: 312
105- 135- 1- والده حسين الخوانساري 106- 136- 1- محمد تقي المجلسي 107- 137- 1- محمد باقر المجلسي 107- 138- 2- الأمير محمد صالح بن عبد الواسع 108- 139- 1- محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني السبزواري 109- 140- 1- محمد باقر المجلسي 109- 141- 2- الشيخ علي (سبط الشهيد الثاني) 114 و 115 و 116 و 117- 142- 1- محمد باقر المجلسي 118- 143- 1- الشيخ سليمان بن علي الشاخوري البحراني 118- 144- 2- الشيخ أحمد بن محمّد المقابي 118- 145- 1- الشيخ صالح بن عبد الكريم الكزكراني البحراني
ص: 313
119- 146- 1- الشيخ محمد بن ماجد بن مسعود البحراني الماحوزي 120- 147- 1- السيد هاشم بن سليمان التوبلي البحراني 120- 148- 2- الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المشغري
ص: 314
139- 149- 1- الشيخ يحيي بن الحسن اليزدي 139- 150- 2- السيد حسن الرضوي القائني 143- 151- 1- الشيخ علي بن سليمان البحراني القدمي زين الدين 143- 152- 3- الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني 143- 153- 4- الشيخ صالح بن عبد الكريم الكزكراني البحراني 144- 154- 1- محمد باقر المجلسي 144- 155- 2- والده محمد بن يوسف البحراني 144- 156- 3- الشيخ علي بن سليمان القدمي 144- 157- 4- السيد محمد مؤمن بن دوست محمد الحسيني الأسترآبادي 146- 158- 1- محمد باقر المجلسي 147- 159- 1- الشيخ فخر الدين بن محمّد الرماحي المسلمي النجفي الطريحي
ص: 315
148- 160- 1- محمد باقر المجلسي 148- 161- 2- الشيخ زين الدين (سبط الشهيد الثاني) 149 و 150- 162- 1- الشيخ محمد (سبط الشهيد الثاني) 149 و 150- 163- 2- مقصود بن زين العابدين 149 و 150- 164- 3- السيد حسين بن حيدر الكركي 151- 165- 1- الشيخ البهائي العاملي 152 و 153- 166- 1- السيد نور الدين العاملي 157- 167- 1- السيد نور الدين علي بن علي بن الحسين الموسوي الحسيني العاملي الجبعي المكي 159- 168- 1- الشيخ محمد بن جابر النجفي 161- 169- 1- الشيخ البهائي 161- 170- 2- والده الشيخ أبي جعفر محمد بن صاحب المعالم
ص: 316
161- 171- 3- ابن عمته شمس الدين محمد بن علي الموسوي العاملي الجبعي
ص: 317
162 و 160 و 164- 172- 1- الشيخ البهائي 167- 173- 1- السيد محمد (صاحب المدارك) 167- 174- 2- الشيخ حسن (صاحب المعالم) 168- 175- 1- الشيخ محمود حسام الدين الجزائري 170- 176- 1- والده أبو منصور جمال الدين حسن 171- 177- 1- الشيخ احمد بن الحسن بن سليمان العاملي النباطي 171- 178- 2- السيد نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي (صهر الشهيد الثاني) 171- 179- 3- السيد علي بن الحسين بن محمد بن الصائغ الحسيني العاملي الجزيني 171- 180- 4- أحمد بن محمد الأردبيلي 171- 181- 5- الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي
ص: 318
175- 182- 1- الشيخ البهائي 177 و 178 و 179 و 181- 183- 1- الشهيد الثاني 180- 184- 1- السيد علي الصائغ
ص: 319
«مشايخ المشايخ» «محمّد باقر الهزارجريبي» 42 و 133- 185- 1- إبراهيم القاضي 185- 186- 1- السيد ناصر الدين احمد بن محمّد بن الأمير روح الأمين الحسيني المختاري السبزواري 186- 187- 1- بهاء الدين محمد بن تاج الدين حسن بن محمّد الأصفهاني (الفاضل الهندي) 187- 188- 1- والده تاج الدين حسن (ملا تاجا) 188- 189- 1- حسن علي التستري
ص: 320
«السيد مهدي بحر العلوم» 18 و 29 و 55 و 57 و 59 و 67- 190- 1- السيد حسين القزويني 190- 191- 1- السيد نصر اللّه الحائري 191- 192- 1- السيد عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري
ص: 321
192- 193- 1- السيد نصر اللّه الحائري 192- 194- 2- الأمير محمّد حسين الخاتون آبادي (سبط المجلسي) 192- 195- 3- السيد رضي الدين بن محمّد بن علي بن حيدر العاملي المكي 192- 196- 4- السيد صدر الدين بن محمّد باقر الرضوي القمي 192- 197- 5- والده السيد نور الدين الجزائري
ص: 322
193- 198- 1- محمد باقر المكي 193- 199- 2- الشيخ احمد بن إسماعيل الجزائري 193- 200- 3- الشيخ محمّد حسين الطوسي البغجمي 193- 201- 4- الشيخ علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحريني 193- 202- 5- أبو الحسن بن محمّد طاهر الشريف العاملي الغروي 195- 203- 1- والده محمد بن علي العاملي 196- 204- 1- الشريف أبي الحسن 196- 205- 2- الشيخ أحمد الجزائري 197- 206- 1- الشيخ محمّد بن الحسن الحر العاملي 197- 207- 2- السيد نعمة اللّه الجزائري
ص: 323
198- 208- 1- السيد علي خان 199- 209- 1- محمد نصير 199- 210- 2- الشيخ حسين بن عبد علي الخمايسي النجفي 199- 211- 3- الشيخ احمد بن محمد بن يوسف 199- 212- 4- الأمير محمد مؤمن الحسيني الأسترآبادي 199- 213- 5- الأمير محمد صالح الخاتون آبادي 200- 214- 1- الشيخ محمد الحر العاملي 200- 215- 2- محمد باقر المجلسي 200- 216- 3- محمد أمين بن محمد علي الكاظمي 201- 217- 1- أبيه الشيخ جعفر البحراني 202- 218- 1- خاله السيد محمد صالح الخاتون آبادي (صهر المجلسي) 202- 219- 2- المحدث الكاشاني
ص: 324
202- 220- 3- الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي الحائري 202- 221- 4- الشيخ صفي الدين بن فخر الدين الطريحي 202- 222- 5- الأمير شرف الدين علي الشولستاني 202- 223- 6- الشيخ احمد بن محمّد بن يوسف 202- 224- 7- الحاج محمود الميمندي 202- 225- 8- السيد نعمة اللّه الجزائري 202- 226- 9- محمد باقر المجلسي 203- 227- 1- محمد شفيع بن محمد علي الأسترآبادي 207- 228- 1- السيد فيض اللّه بن غياث الدين محمد الطباطبائي 207- 229- 2- الأمير شرف الدين علي بن حجة اللّه الحسني الشولستاني 207- 230- 3- الشيخ علي بن جمعة العروسي الحويزي
ص: 325
207- 231- 4- الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني 207- 232- 5- السيد محمّد بن شرف الدين علي بن نعمة اللّه الجزائري 207- 233- 6- الشيخ هاشم بن الحسين بن عبد الرؤوف الأحسائي 207- 234- 7- الشيخ حسين بن محيي الدين 207- 235- 8- حسين بن جمال الدين محمّد الخوانساري 207- 236- 9- محمّد باقر بن محمّد تقي بن مقصود علي المجلسي
ص: 326
208- 237- 1- الشيخ جعفر البحريني 209- 238- 1- محمد تقي المجلسي 210- 239- 1- والده الشيخ عبد علي الخمايسي النجفي 210- 240- 1- الشيخ عبد الواحد بن احمد البوراني النجفي 216- 241- 1- فخر الدين الطريحي 217- 242- 1- أبيه الشيخ علي البحريني 220- 243- 1- الشيخ عبد اللّه بن محمّد العاملي 221- 244- 1- والده فخر الدين الطريحي 224- 245- 1- محمّد بن الحسن الحر العاملي 227- 246- 1- والده محمّد علي الأسترآبادي 228- 247- 1- السيد حسين بن حيدر الكركي 230- 248- 1- الشيخ عز الدين علي نقي بن أبي العلاء محمّد هاشم الطغائي الكمرئي الفراهاني الشيرازي الأصفهاني
ص: 327
231- 249- 1- الشيخ علي بن نصر اللّه الجزائري 232- 250- 1- الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري الغروي الحائري 233- 251- 1- السيد نور الدين (أخو صاحب المدارك لأبيه) 233- 252- 2- الشيخ جواد بن سعد اللّه بن جواد البغدادي الكاظمي 233- 253- 3- الشيخ محمّد بن علي بن محمّد الحرفوشي الحريري العاملي الكركي 234- 254- 1- والده محي الدين بن عبد اللطيف 234- 255- 2- السيد علي خان بن خلف الموسوي الحسيني المشعشعي الحويزي 235- 256- 1- محمّد تقي المجلسي 236- 257- 1- الشيخ علي بن محمّد بن صاحب المعالم 236- 258- 2- رفيع الدين محمّد بن حيدر الحسيني الحسني الطباطبائي النائيني
ص: 328
236- 259- 3- السيد محمّد قاسم بن محمّد الطباطبائي القهپائي 236- 260- 4- محمّد شريف بن شمس الدين محمّد الرويدشتي الأصفهاني 236- 261- 5- محمّد محسن بن محمّد مؤمن الأسترآبادي 236- 262- 6- محمّد بن الحسن الحر العاملي 236- 263- 7- السيد علي خان الشيرازي المدني الهندي 236- 264- 8- السيد محمّد بن شرف الدين علي بن نعمة اللّه الموسوي 236- 265- 9- محمّد طاهر بن محمّد حسين الشيرازي النجفي القمي 236- 266- 10- السيد شرف الدين علي بن حجة اللّه الطباطبائي الحسني الحسيني الشولستاني 236- 267- 11- الأمير محمّد مؤمن بن دوست محمّد الأسترآبادي 236- 268- 12- السيد فيض اللّه بن غياث الدين محمّد الطباطبائي القهپائي
ص: 329
236- 269- 13- القاضي أمير حسين 236- 270- 14- محمّد صالح بن احمد السروي الطبرسي 236- 271- 15- خليل بن الغازي القزويني 236- 272- 16- أبو الشرف الأصفهاني 236- 273- 17- أبو الحسن المولي حسن علي التستري الأصبهاني 236- 274- 18- ابن عمة والده الشيخ عبد اللّه بن جابر العاملي 236- 275- 19- والده محمّد تقي المجلسي 236- 276- 20- محسن بن مرتضي بن محمود الفيض الكاشاني
ص: 330
237- 277- 1- الشيخ حسام الدين محمود بن درويش علي الحلي 239 و 240- 278- 1- فخر الدين الطريحي 242- 279- 1- بهاء الدين محمّد العاملي 243- 280- 1- الشيخ علي (سبط الشهيد الثاني) 246- 281- 1- محمّد تقي المجلسي 247- 282- 1- الشيخ نور الدين محمّد بن حبيب اللّه 248- 283- 1- الشيخ بهاء الدين العاملي 249- 284- 1- الشيخ يونس الجزائري 250- 285- 1- السيد محمّد بن علي العاملي (صاحب المدارك) 252- 286- 1- الشيخ بهاء الدين العاملي 253- 287- 1- علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد الهمداني (ابن أبي الدنيا المعمر المغربي)
ص: 331
254- 288- 1- والده الشيخ عبد اللطيف 255- 289- 1- الشيخ علي (سبط الشهيد الثاني) 258- 290- 1- عبد اللّه التستري 258- 291- 2- بهاء الدين محمّد العاملي 259- 292- 1- بهاء الدين محمّد العاملي 260- 293- 1- بهاء الدين العاملي 261- 294- 1- السيد نور الدين (أخو صاحب المدارك) 264- 295- 1- والده شرف الدين علي بن نعمة اللّه الموسوي 265- 296- 1- السيد نور الدين (أخو صاحب المدارك) 266- 297- 1- السيد فيض اللّه بن عبد القاهر الحسيني التفريشي 266- 298- 2- محمّد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي 266- 299- 3- الشيخ محمّد (ابن صاحب المعالم)
ص: 332
266- 300- 4- ظهير الدين إبراهيم الميسي 266- 301- 5- عبد اللّه التستري 266- 302- 6- بهاء الدين العاملي 267- 303- 1- السيد نور الدين العاملي 267- 304- 2- السيّد زين العابدين بن نور الدين مراد الحسيني الكاشاني 267- 305- 3- الشيخ إبراهيم بن عبد اللّه الخطيب المازندراني 268- 306- 1- عز الدين أبي عبد اللّه حسين بن حيدر بن قمر الحسيني الكركي العاملي 270 و 271- 307- 1- بهاء الدين العاملي 272- 308- 1- المولي درويش محمّد بن حسن العاملي النطنزي الأصفهاني 273- 309- 1- والده عز الدين عبد اللّه بن الحسين التستري 273- 310- 2- أبي الحسن علي بن عبد العالي الكركي
ص: 333
274- 311- 1- والده الشيخ جابر العاملي 274- 312- 2- كمال الدين درويش محمّد بن حسن العاملي النطنزي الأصفهاني 275- 313- 1- الشيخ عبد اللّه الشوشتري 275- 314- 2- مير محمّد باقر المحقق الداماد 275- 315- 3- الشيخ يونس الجزائري 275- 316- 4- السيد حسين بن حيدر الكركي 275- 318- 5- أبو الشرف الأصفهاني 275- 318- 6- الشيخ عبد اللّه بن جابر 275- 319- 7- الشيخ جابر بن عباس النجفي 275- 320- 8- معز الدين محمّد بن تقي الدين الأصفهاني 275- 321- 9- الشيخ أبو البركات 275- 322- 10- السيد ظهير الدين إبراهيم بن الحسين الحسيني الهمداني
ص: 334
275- 323- 11- الشيخ محمّد بن حسين بن عبد الصمد الجبعي اللويزاني الحارثي 276- 324- 1- بهاء الدين العاملي 276- 325- 2- محمّد طاهر القمي 276- 326- 3- خليل القزويني 276- 327- 4- الشيخ محمّد بن حسن بن الشهيد 276- 328- 5- محمّد صالح المازندراني 276- 329- 6- السيد ماجد بن هاشم بن علي الحسيني 276- 330- 7- محمد بن إبراهيم الشيرازي (ملا صدرا)
ص: 335
277- 331- 1- بهاء الدين العاملي 282- 332- 1- السيد محمّد مهدي بن محسن الرضوي المشهدي 284- 333- 1- الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني 288- 334- 1- بهاء الدين العاملي 288- 335- 2- الشيخ حسن (صاحب المعالم) 288- 336- 3- السيد محمد (صاحب المدارك) 288- 337- 4- والده السيد نور الدين علي 295- 328- 1- الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري 297- 339- 1- الشيخ محمد بن صاحب المعالم 297- 340- 2- والده الشيخ حسن (صاحب المعالم) 297- 341- 3- السيد أبو الحسن علي بن الحسين الحسني (ابن الصائغ) 298- 342- 1- ظهير الدين أبو إسحاق إبراهيم بن نور الدين علي بن عبد العالي الميسي
ص: 336
304 و 305- 343- 1- الشيخ محمد أمين بن محمد الأسترآبادي 306- 344- 1- بهاء الدين العاملي 306- 345- 2- محمّد باقر (المحقق الداماد) 306- 346- 3- الشيخ محمّد الشهيدي 306- 347- 4- الشيخ نور الدين محمّد بن حبيب اللّه 306- 348- 5- الشيخ نجيب الدين علي بن شمس الدين محمّد الشامي العاملي الجبلي الجبعي 309- 349- 1- الشيخ أحمد الأردبيلي 309- 350- 2- الشيخ احمد بن نعمة اللّه 309- 351- 3- الشيخ نعمة اللّه العيناثي 311 و 312- 352- 1- الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) 315- 353- 1- الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني 319- 354- 1- الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري النجفي الحائري
ص: 337
320- 355- 1- الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني 320- 356- 2- أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان القطيفي البحراني الخطي الغروي 320- 357- 3- الشيخ إبراهيم بن حسن الدراق 321- 358- 1- الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) 322- 359- 1- الشيخ محمّد بن أحمد بن نعمة اللّه بن خاتون العاملي 323- 360- 1- والده الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد 330- 361- 1- بهاء الدين العاملي 330- 362- 2- السيد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي (الداماد)
ص: 338
332- 363- 1- والده السيد محسن الرضوي المشهدي 333- 364- 1- والده الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) 337- 365- 1- والده شهاب الدين احمد بن أبي الجامع العاملي 338- 366- 1- الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي 342- 367- 1- والده نور الدين علي بن عبد العالي الميسي 342- 368- 2- الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) 343- 369- 1- السيد محمّد (صاحب المدارك) 343- 370- 2- الشيخ حسن (صاحب المعالم) 343- 371- 3- محمّد الأسترآبادي 348- 372- 1- بهاء الدين العاملي 348- 373- 2- السيد محمّد (صاحب المدارك) 348- 374- 3- الشيخ حسن (صاحب المعالم)
ص: 339
348- 375- 4- أبيه شمس الدين محمّد الشامي العاملي الجبلي الجبعي 350- 376- 1- والده الشيخ نعمة اللّه بن شهاب الدين أبي العباس أحمد العاملي العيناثي 351- 377- 1- والده أبو العباس أحمد الشامي العاملي 351- 378- 2- أبو الحسن علي بن عبد العالي الكركي المحقق 353 و 356- 379- 1- والده الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) 357- 380- 1- علي بن هلال الجزائري 359- 381- 1- والده شهاب الدين أحمد 359- 382- 2- جده الشيخ نعمة اللّه 360- 383- 1- بدر الدين حسن بن جعفر الأعرجي الحسيني العاملي الكركي 360- 384- 2- زين الدين بن علي (الشهيد الثاني)
ص: 340
362- 385- 1- السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي 362- 386- 2- خاله الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني 362- 387- 3- عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني
ص: 341
363- 388- 1- الشيخ محمّد بن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي 365- 389- 1- الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) 375- 390- 1- جده مكي العاملي 375- 391- 2- جده لأمه محي الدين الميسي 383- 392- 1- الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) 383- 393- 2- علي بن عبد العالي الميسي 386- 394- 1- والده الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني 387- 395- 1- السيد حسن بن جعفر الأعرج 387- 396- 2- الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد الجبعي العاملي
ص: 342
388- 397- 1- الشيخ علي بن هلال الجزائري 390- 398- 1- ظهير الدين إبراهيم الميسي 390- 399- 2- زين الدين بن علي (الشهيد الثاني) 391- 400- 1- الشيخ علي بن عبد العالي الميسي 396- 401- 1- السيد حسن بن جعفر الأعرج الحسيني 396- 402- 2- الشيخ احمد بن محمد بن خواتون العاملي العيناثي 396- 403- 3- الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الميسي العاملي
ص: 343
402- 404- 1- أبيه الشيخ محمد بن خواتون العاملي العيناثي 403- 405- 1- الشيخ محمّد بن محمّد بن محمّد بن داود المؤذن العاملي الجزيني (ابن عم الشهيد الأول) 403- 406- 2- الشيخ محمد بن احمد بن محمّد الصهيوني العاملي 403- 407- 3- الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي (المحقق الثاني)
ص: 344
405- 408- 1- الشيخ ضياء الدين علي (ابن الشهيد الأول) 405- 409- 2- السيد علي بن دقماق 405- 410- 3- جده لأمه أبو القاسم علي بن علي العاملي الفقعاني 405- 411- 4- عز الدين أبو المكارم الحسن بن أحمد الكركي (ابن العشرة) 406- 412- 1- عز الدين الحسن بن العشرة 406- 413- 2- أحمد بن علي العاملي العيناثي 407- 414- 1- شمس الدين محمّد بن خاتون 407- 415- 2- زين الدين أبو الحسن علي بن هلال الجزائري
ص: 345
408- 416- 1- والده شمس الدين أبو عبد اللّه محمّد بن مكي (الشهيد الأول) 409- 417- 1- الشيخ شمس الدين محمّد بن شجاع القطان الأنصاري الحلي 410- 418- 1- شمس الدين محمّد بن محمّد بن عبد اللّه العريضي 410- 419- 2- الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام العاملي العيناثي 411- 420- 1- رضي الدين أبو طالب محمّد بن الشهيد الأول 411- 421- 2- ابن فهد الحلي 411- 422- 3- محمد بن مكي (الشهيد الأول) 411- 423- 4- الشيخ شمس الدين محمّد بن نجدة (ابن عبد العالي) 413- 424- 1- الشيخ زين الدين جعفر بن حسام العاملي 414- 425- 1- الشيخ أحمد بن علي العاملي العيناثي
ص: 346
415- 426- 1- جمال الدين أبو العباس احمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسدي الحلي
ص: 347
417- 427- 1- الشيخ جمال الدين أبو عبد اللّه المقداد السيوري الأسدي الحلي الغروي 418 و 419- 428- 1- السيد عز الدين الحسن بن أيوب بن نجم الدين الأعرج الحسيني الاطراوي العاملي 420- 429- 1- والده محمد بن مكي (الشهيد الأول) 420- 430- 2- السيد ابن معيّة 423- 431- 1- محمد بن مكي (الشهيد الأول) 425- 432- 1- زين الدين جعفر بن حسام العاملي 426- 433- 1- الشيخ مقداد السيوري 426- 434- 2- الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن أبي محمّد الخازن الحائري 426- 435- 3- الشيخ فخر الدين احمد بن عبد اللّه بن سعيد بن المتوج (ابن المتوج البحراني) 426- 436- 4- السيد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم
ص: 348
427- 437- 1- محمد بن مكي (الشهيد الأول) 428- 438- 1- محمد بن الحسن (فخر المحققين) 428- 439- 2- السيد عميد الدين 428- 440- 3- اخوه السيد ضياء الدين 428- 441- 4- محمد بن مكي (الشهيد الأول) 434- 442- 1- محمد بن مكي (الشهيد الأول) 435- 443- 1- محمد بن الحسن بن يوسف الحلي (فخر المحققين) 436- 444- 1- محمد بن الحسن (فخر المحققين) 436- 445- 2- السيّد عميد الدين 436- 446- 3- اخوه السيد ضياء الدين 436- 447- 4- أبي عبد اللّه محمّد بن جمال الدين مكي بن شمس الدين محمّد النبطي العاملي الجزيني (الشهيد الأول)
ص: 349
447- 448- 1- السّيد تاج الدين أبو عبد اللّه محمّد بن جلال الدين أبي جعفر القاسم العلوي الحسني الديباجي 447- 449- 2- رضي الدين أبو الحسن علي بن جمال الدين احمد بن يحيي المزيدي الحلي 447- 450- 3- الشيخ أبو الحسن علي بن احمد بن طراد المطارآبادي 447- 451- 4- الشيخ جلال الدين أبو محمّد الحسن بن نظام الدين احمد 447- 452- 5- السيد علاء الدين أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي 447- 453- 6- السيد أبو طالب احمد بن أبي إبراهيم محمّد ابن زهرة الحسيني 447- 454- 7- السيد مهنّا بن سنان بن عبد الوهاب 447- 455- 8- السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار الموسوي
ص: 350
447- 456- 9- السيد شمس الدين أبو عبد اللّه محمّد بن احمد بن أبي المعالي العلوي الموسوي 447- 457- 10- الشيخ جلال الدين محمّد بن شمس الدين محمّد الكوفي الهاشمي الحائري 447- 458- 11- الشيخ قطب الدين أبو جعفر محمّد بن محمّد الرازي البويهي 447- 459- 12- السيد المرتضي عميد الدين عبد المطلب بن مجد الدين أبي الفوارس محمّد بن أبي الحسن علي 447- 460- 13- السيد ضياء الدين عبد اللّه بن أبي الفوارس 447- 461- 14- فخر المحققين أبو طالب محمّد بن العلامة الحلي
ص: 351
448- 462- 1- السيد علم الدين المرتضي علي بن جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد 448- 463- 2- ظهير الدين محمّد بن فخر المحققين 448- 464- 3- السيد مجد الدين محمّد بن علي الأعرج الحسيني 448- 465- 4- السيد أبو القاسم علي بن غياث الدين عبد الكريم بن طاوس 448- 466- 5- السيد جلال الدين جعفر بن علي 448- 467- 6- نصير الدين علي بن محمّد بن علي القاشي 449- 468- 1- حسن بن يوسف بن المطهر (العلامة الحلي) 449- 469- 2- تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي (ابن داود) 449- 470- 3- نجيب الدين محمّد بن جعفر بن محمّد (ابن نما الحلّي)
ص: 352
449- 471- 4- الشيخ شمس الدين محمّد بن احمد بن صالح 449- 472- 5- الشيخ صفي الدين محمّد بن نجيب الدين يحيي بن سعيد 449- 473- 6- الشيخ شمس الدين محمّد بن جعفر بن نما الحلي (ابن الابريسمي) 449- 474- 7- السيد رضي الدين بن معية الحسني 449- 475- 8- والده جمال الدين احمد بن يحيي المزيدي 450- 476- 1- حسن بن يوسف (العلامة الحلي) 450- 477- 2- تقي الدين الحسن بن داود 450- 478- 3- الشيخ صفي الدين محمّد 451- 479- 1- جمال الدين احمد بن يحيي المزيدي 451- 480- 2- نجيب الدين يحيي بن سعيد (ابن عم المحقق)
ص: 353
451- 481- 3- والده نظام الدين احمد بن نجيب الدين محمّد 452- 482- 1- حسن بن يوسف (العلامة الحلي) 452- 483- 2- الشيخ نجم الدين طومان بن أحمد العاملي 453- 484- 1- حسن بن يوسف (العلامة الحلي) 453- 485- 2- عمه أبي الحسن علي بن زهرة 454- 486- 1- حسن بن يوسف (العلامة الحلي) 454- 487- 2- ولده محمّد بن الحسن بن يوسف (فخر المحققين) 456- 488- 1- السيد محمّد بن الحسن بن محمّد بن أبي الرضا العلوي 456- 489- 2- الشيخ كمال الدين علي بن شرف الدين الحسين بن حماد الواسطي 456- 490- 3- خاله السيد صفي الدين أبو عبد اللّه محمّد ابن الحسن بن أبي الرضا العلوي
ص: 354
459- 491- 1- والده مجد الدين أبو الفوارس محمّد 459- 492- 2- جده فخر الدين علي 459- 493- 3- حسن بن يوسف (العلامة الحلي) 459- 494- 4- الشيخ مفيد الدين محمّد بن جهم 459- 495- 5- رضي الدين علي بن سديد الدين يوسف (أخو العلامة) 460- 496- 1- خاله حسن بن يوسف (العلامة الحلي) 461- 497- 1- عمه رضي الدين علي بن سديد الدين يوسف (أخو العلامة) 461- 498- 2- والده الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف الحلي
ص: 355
462- 499- 1- والده السيد جلال الدين عبد الحميد 465- 500- 1- السيد عبد الحميد بن فخار الموسوي 465- 501- 2- والده غياث الدين عبد الكريم بن جلال الدين احمد بن طاوس 466- 502- 1- المحقق 469- 503- 1- السيد احمد بن طاوس 469- 504- 2- ولده عبد الكريم بن احمد بن طاوس 469- 505- 3- الشيخ نجم الدين جعفر (المحقق الحلي) 478- 506- 1- والده نجيب الدين يحيي بن سعيد (ابن عم المحقق) 481- 507- 1- والده نجيب الدين أبو عبد اللّه محمّد بن نما 481- 508- 2- اخوه جعفر بن محمّد 483- 509- 1- شمس الدين أبو جعفر محمّد بن أحمد بن صالح السيبي القسيني
ص: 356
488- 510- 1- نجيب الدين يحيي بن سعيد (ابن عم المحقق) 489- 511- 1- السيد عبد الكريم بن طاوس 489- 512- 2- الشيخ شمس الدين أبو جعفر محمّد بن احمد بن صالح 489- 513- 3- الشيخ نجيب الدين يحيي بن سعيد (ابن عم المحقق) 489- 514- 4- نجم الدين جعفر بن محمّد بن نما 489- 515- 5- الشيخ كمال الدين ميثم البحراني 489- 516- 6- الشيخ شمس الدين أبو محمّد محفوظ بن وشاح بن محمّد 489- 517- 7- الشيخ محمّد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري 490- 518- 1- السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي 491- 519- 1- حسن بن يوسف (العلامة الحلي)
ص: 357
492- 520- 1- السيد عبد الحميد بن فخار 495- 521- 1- والده سديد الدين يوسف 495- 522- 2- نجم الدين (المحقق) 498- 523- 1- الشيخ مفيد الدين محمّد بن علي بن محمّد ابن جهم الأسدي 498- 524- 2- كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني 498- 525- 3- الشيخ الحسن بن كمال الدين علي بن سليمان 498- 526- 4- الشيخ نجيب الدين أبو أحمد (أبو زكريا) يحيي بن احمد بن يحيي الحلي الهذلي 498- 527- 5- والده سديد الدين أبو يعقوب (أبو المظفر) يوسف بن زين الدين علي بن المطهر الحلي 498- 528- 6- الخواجه نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي 498- 529- 7- السيد جمال الدين احمد بن سعد الدين أبي إبراهيم موسي بن جعفر (صهر الشيخ الطوسي)
ص: 358
498- 530- 8- السيد رضي الدين أبو القاسم (أبو الحسن) علي بن سعد الدين موسي بن جعفر آل طاوس 498- 531- 9- خاله أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد الهذلي الحلي
ص: 359
498- 532- 1- والده فخار بن معد 501- 533- 1- نجم الدين جعفر بن سعيد المحقق (صاحب الشرائع) 501- 534- 2- والده أبو الفضائل أحمد بن طووس 501- 535- 3- عمه رضي الدين علي بن طاوس 501- 536- 4- الخواجه نصير الدين الطوسي 501- 537- 5- الشيخ مفيد الدين بن جهم 501- 538- 6- نجيب الدين يحيي بن سعيد (ابن عم المحقق) 501- 539- 7- السيد عبد الحميد بن فخار 501- 540- 8- الشيخ ميثم البحراني (شارح النهج) 508- 541- 1- والده نجيب الدين محمّد بن نما 509- 542- 1- السيد فخار بن معد الموسوي 509- 543- 2- نجيب الدين محمّد بن نما
ص: 360
509- 544- 3- نجم الدين جعفر المحقق (صاحب الشرائع) 509- 545- 4- السيد رضي الدين علي بن طاوس 509- 546- 5- أبو الفضائل أحمد بن طاوس 509- 547- 6- السيد رضي الدين محمّد بن محمّد بن محمّد ابن زيد بن الداعي الحسيني الأفطسي الآوي 509- 548- 7- والده احمد بن صالح 509- 549- 8- علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي 509- 550- 9- الشيخ محمّد بن أبي البركات الصنعاني اليماني 515- 551- 1- نجم الدين جعفر بن سعيد (المحقق) 516- 552- 1- خاله السيد صفي الدين أبي عبد اللّه محمّد ابن الحسن بن أبي الرضا العلوي 523- 553- 1- السيد فخار بن معد 524- 554- 1- الخواجه نصير الدين الطوسي
ص: 361
524- 555- 1- الشيخ جمال الدين (أو كمال الدين) علي ابن سليمان البحراني 525- 556- 1- والده الشيخ كمال الدين علي بن سليمان البحراني 526- 557- 1- السيد أبو حامد محيي الدين 526- 558- 2- ابن عمه نجم الدين (المحقق) 526- 559- 3- نجيب الدين أبو إبراهيم محمّد بن نما 526- 560- 4- شمس الدين أبو علي فخار بن معد 526- 561- 5- الشيخ محمّد بن أبي البركات اليماني 527- 562- 1- الخواجه نصير الدين الطوسي 527- 563- 2- فخار بن معد الموسوي 527- 564- 3- نجيب الدين أبو إبراهيم محمّد بن نماء 527- 565- 4- الشيخ مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج ابن ردة النيلي
ص: 362
527- 566- 5- السيد احمد بن يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني 527- 567- 6- الشيخ راشد بن إبراهيم البحراني 527- 568- 7- الشيخ يحيي بن محمّد بن يحيي بن الفرج السوراوي 527- 569- 8- السيد عز الدين بن أبي الحارث محمّد الحسيني 527- 570- 9- السيد صفي الدين أبو جعفر بن معد بن علي بن رافع بن أبي الفضائل معد 527- 571- 10- الشيخ علي بن ثابت السوراني 527- 572- 12- السيد رضي الدين علي بن طاوس 527- 573- 13- الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ 528- 574- 1- والده محمّد الطوسي 528- 575- 2- معين الدين سالم بن بدران بن علي المصري المازني
ص: 363
528- 576- 3- الشيخ برهان الدين محمّد بن محمّد بن علي الحمداني القزويني 529- 577- 1- السيد فخار بن معد الموسوي 529- 578- 2- الحسين بن احمد السوراوي 529- 579- 3- السيد صفي الدين محمّد بن معد الموسوي 529- 580- 4- الشيخ نجيب الدين محمّد بن نما 529- 581- 5- السيد محيي الدين (ابن أخ ابن زهرة) 529- 582- 6- أبو علي الحسين بن خشرم 529- 583- 7- نجيب الدين محمّد بن غالب 530- 584- 1- الشيخ حسين بن محمّد السوراوي 530- 585- 2- أبو الحسن علي بن يحيي بن علي 530- 586- 3- الشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر ابن أسعد الأصفهاني 530- 587- 4- الشيخ نجيب الدين بن نما
ص: 364
530- 588- 5- السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي 530- 589- 6- الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي 530- 590- 7- الشيخ صفي الدين محمّد بن معد الموسوي 530- 591- 8- الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراوي الحلي 530- 592- 9- السيد أبو حامد محيي الدين محمّد بن عبد اللّه بن زهرة الحسيني الاسحاقي (ابن أخ ابن زهرة الحلبي) 530- 593- 10- نجيب الدين محمّد السوراوي 531- 594- 1- والده الشيخ حسن بن يحيي 531- 595- 2- السيد أبو حامد محمّد بن أبي القاسم عبد اللّه بن علي بن زهرة الحلبي 531- 596- 3- أبو إبراهيم (أبو جعفر) محمّد بن جعفر ابن أبي البقاء هبة اللّه بن نما الحلي الربعي
ص: 365
531- 597- 4- السيد شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي 531- 598- 5- السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم العريضي 531- 599- 6- الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ 531- 600- 7- الشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي
ص: 366
547- 601- 1- علي بن طاوس 547- 602- 2- والده فخر الدين محمّد 548- 603- 1- نصير الدين راشد بن إبراهيم بن إسحاق ابن إبراهيم البحراني 548- 604- 2- الشيخ قوام الدين محمّد بن محمّد البحراني 548- 605- 3- الشيخ علي بن محمّد بن فرج السوراوي 549 و 550- 606- 1- الشيخ عربي بن مسافر 551- 607- 1- السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي 555- 608- 1- الشيخ كمال الدين أبو جعفر احمد بن علي ابن سعيد بن سعادة 565- 609- 1- رضي الدين أبو نصر الحسن بن أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي 565- 610- 1- الشيخ احمد بن علي بن عبد الجبار الطبرسي القاضي
ص: 367
566- 611- 1- برهان الدين محمّد بن محمّد بن علي الحمداني القزويني 568- 612- 1- رشيد الدين ابن شهرآشوب 568- 613- 2- الحسين بن هبة اللّه بن رطبة 570- 614- 1- برهان الدين محمّد بن محمّد القزويني 570- 615- 2- الشيخ أبو الحسن علي بن يحيي الخياط 574- 616- 1- السيد فضل اللّه الراوندي 575- 617- 1- السيد حمزة بن زهرة الحلبي (صاحب الغنية) 576- 618- 1- الشيخ سديد الدين محمود الحمصي 576- 619- 2- الشيخ منتجب الدين أبو الحسن علي بن أبي القاسم عبيد اللّه حسكا الرازي 584- 620- 1- الشيخ عماد الدين الطبري 585- 621- 1- الشيخ عربي بن مسافر العبادي
ص: 368
585- 622- 2- نصير الدين علي بن حمزة بن الحسن الطوسي 585- 623- 3- الشيخ علي بن نصر اللّه بن هارون الحلي 585- 624- 4- الشيخ محمّد بن إدريس الحلي 585- 625- 5- ابن بطريق الحلي 585- 626- 6- برهان الدين الحمداني القزويني 585- 627- 7- الشيخ جعفر بن أبي الفضل محمّد بن محمّد بن شعرة الجامعاني 585- 628- 8- الشيخ أبو طالب نصير الدين عبد اللّه بن حمزة الطوسي 586- 629- 1- الشيخ عماد الدين أبو الفرج علي بن قطب الدين أبي الحسين الراوندي 591- 630- 1- الشيخ نجيب الدين يحيي بن سعيد الأكبر 594- 631- 1- والده الشيخ أبو زكريا يحيي الأكبر بن الحسن بن سعيد الحلي
ص: 369
595- 632- 1- رشيد الدين بن شهرآشوب المازندراني 595- 633- 2- عمه السيد عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي 595- 634- 3- والده أبو القاسم بن علي 595- 635- 4- أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الحلي 595- 636- 5- عز الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن بن علي الحسيني العلوي البغدادي 595- 637- 6- الشيخ شمس الدين أبو الحسن (أبو زكريا) يحيي بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد بن بطريق الحلي الأسدي 596- 638- 1- برهان الدين محمّد بن محمّد القزويني 596- 639- 2- والده جعفر بن نما 596- 640- 3- الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن علي ابن جعفر المشهدي الحائري (ابن المشهدي)
ص: 370
596- 641- 4- الشيخ عماد الدين أبو الفرج علي بن قطب الدين الراوندي 596- 642- 5- أبو الحسن علي بن يحيي بن علي الخياط 597- 643- 1- الشيخ عربي بن مسافر 597- 644- 2- السيد عبد الحميد بن عبد اللّه التقي 597- 645- 3- الشيخ أبو الفضل سديد الدين شاذان ابن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمي 597- 646- 4- فخر الدين أبو عبد اللّه محمّد بن احمد بن إدريس الحلي العجلي 597- 647- 5- الشيخ أبو الفضل بن الحسين الحلي الاجدب 597- 648- 6- السيد أبو منصور الحسن بن معية العلوي الحسني 597- 649- 7- السيد أبو جعفر يحيي بن محمّد بن أبي زيد العلوي الحسني النقيب البصري
ص: 371
597- 650- 8- أبو طالب محمّد بن الحسن بن محمّد بن معية العلوي الحسني 597- 651- 9- أبو العزّ محمّد بن علي الفويقي 597- 652- 10- والده معد بن فخار بن أحمد العلوي الموسوي 597- 653- 11- رضي الدين أبو منصور عميد الرؤساء هبة اللّه بن حامد بن احمد بن أيوب الحلي اللغوي 597- 654- 12- الشيخ أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد ابن علي بن محمّد بن محمّد بن السكون الحلي 597- 655- 13- السيّد أبو محمّد قريش بن السبيع بن مهنا بن السبيع العلوي الحسيني المدني 598- 656- 1- ابن المولي 599- 657- 1- نجيب الدين يحيي (جد المحقق) 599- 658- 2- الحسين بن رطبة
ص: 372
600- 659- 1- الشيخ عربي بن مسافر 600- 660- 2- ابن شهريار الخازن 600- 661- 3- الشيخ محمّد بن عبد اللّه البحراني الشيباني 600- 662- 4- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شهرآشوب ابن أبي النصر بن أبي الجيش السروي المازندراني
ص: 373
602- 663- 1- والده رضي الدين محمّد بن زيد 603- 664- 1- أبو الحسن علي بن عبد الجبار المقري الرازي 603- 665- 2- السيّد فضل اللّه الراوندي 604- 666- 1- السيد فضل اللّه الراوندي 605- 667- 1- الحسين بن رطبة 608- 668- 1- الشيخ نجيب الدين محمّد السوراوي 609- 669- 1- والده أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي 610- 670- 1- قطب الدين سعيد بن هبة اللّه الراوندي 619- 671- 1- الشيخ أبو الفتوح الرازي 619- 672- 2- أبو علي الطبرسي 619- 673- 3- السيد أبو تراب مقدم السادات المرتضي ابن الداعي بن القاسم الحسني 619- 674- 4- السيد أبو حرب المجتبي بن الداعي بن القاسم الحسني
ص: 374
619- 675- 5- الشيخ بابويه بن سعد بن محمّد 619- 676- 6- الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة اللّه الراوندي 619- 677- 7- السيّد أبو الرضا فضل اللّه بن علي الحسني الراوندي 619- 678- 8- والده الشيخ موفق الدين أبو القاسم عبيد اللّه 628- 679- 1- الشيخ عفيف الدين محمّد بن الحسين الشوهاني 629- 680- 1- والده قطب الدين الراوندي 631- 681- 1- الشيخ أبو محمّد عربي بن مسافر العبادي 633- 682- 1- أبو منصور محمّد بن الحسن بن منصور النقاش 633- 683- 2- الشيخ أبو علي الحسن بن الحسين (ابن الحاجب الحلبي) 633- 684- 3- أبو عبد اللّه الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري
ص: 375
633- 685- 4- والده علي بن زهرة 634- 686- 1- أخوه أبو المكارم ابن زهرة 636- 687- 1- الشيخ قطب الدين الراوندي 637- 688- 1- الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمّد ابن أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الطبري الآملي الكجي 639- 689- 1- ابن إدريس 639- 690- 2- الحسين بن رطبة 639- 691- 3- أبوه هبة اللّه بن نما 640- 692- 1- شمس الدين يحيي بن البطريق 640- 693- 2- عز الدين السيد ابن زهرة 640- 694- 3- مهذب الدين الحسين بن ردة 640- 695- 4- سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي 640- 696- 5- أبو البقاء هبة اللّه بن نما
ص: 376
640- 697- 6- أبو عبد اللّه الحسين بن جمال الدين هبة اللّه بن الحسين بن رطبة السوراوي 640- 698- 7- الشيخ أبو الحسين (أبي الحسن) ورام ابن أبي فراس ورام بن حمدان بن عيسي 640- 699- 8- الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن هارون 640- 700- 9- الشيخ أبو محمّد نجم الدين عبد اللّه بن جعفر بن محمّد الدوريستي 640- 701- 10- الشيخ أبو محمّد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة الجامعاني 640- 702- 11- والده جعفر بن علي المشهدي 640- 703- 12- الشريف أبو القاسم بن الزكي العلوي 640- 704- 13- الشريف أبو الفتح محمّد بن محمّد الطوسي الحسيني الحائري 640- 705- 14- سالم بن قبادويه 640- 706- 15- السيد عز الدين شرفشاه بن محمّد الحسيني الافطسي النيسابوري
ص: 377
640- 707- 16- الشيخ أبو منصور محمّد بن الحسن بن المنصور النقاش الموصلي 640- 708- 17- الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني 640- 709- 18- السيد جلال الدين عبد الحميد بن عبد اللّه بن أسامة العلوي الحسيني 640- 710- 19- الشيخ أبو الخير سعد بن أبي الحسن الفراء 640- 711- 20- أبو جعفر محمّد بن الحمد النحوي 640- 712- 21- عماد الدين الطبري 640- 713- 22- الشيخ عربي بن مسافر 641- 714- 1- والده قطب الدين الراوندي 641- 715- 2- ضياء الدين فضل اللّه الراوندي 641- 716- 3- جمال الدين أبو الفتوح الرازي 641- 717- 4- سديد الدين محمود بن علي الحمصي 641- 718- 5- أمين الدين الفضل بن الحسن الطبرسي
ص: 378
645- 719- 1- أبو القاسم عماد الدين الطبري 645- 720- 2- أبيه جبرئيل بن إسماعيل 645- 721- 3- الشيخ أبو محمّد ريحان بن عبد اللّه الحبشي 645- 722- 4- الشيخ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر العمري الطرابلسي 645- 723- 5- السيّد أبو المكارم ابن زهرة 645- 724- 6- الشيخ أبو محمّد حسن بن حسولة بن صالحان القمي 645- 725- 7- أبو جعفر محمّد بن موسي بن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي 645- 726- 8- السيّد احمد بن محمّد الموسوي 645- 727- 9- الشيخ محمّد بن سراهنك 646- 728- 1- الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العلوي العريضي 646- 729- 2- الشيخ عربي بن مسافر العبادي
ص: 379
646- 730- 3- السيّد أبو المكارم 646- 731- 4- الشيخ الحسين بن رطبة 646- 732- 5- عبد اللّه بن جعفر الدوريستي 646- 733- 6- السيد شرفشاه 647- 734- 1- أبو الفتح محمّد بن محمّد بن الجعفرية العلوية الطوسي الحسيني الحائري 649- 735- 1- الشيخ أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد الدوريستي 650- 736- 1- والده أبو طالب محمّد بن محمّد بن أبي زيد النقيب الحسني البصري 652- 737- 1- أبو يعلي محمّد بن علي بن حمزة الاقسيس العلوي الحسيني 653- 738- 1- السيّد بهاء الشرف نجم الدين أبو الحسن محمّد بن الحسن بن احمد بن علي 655- 739- 1- الحسين بن رطبة 656- 740- 1- الحسين بن رطبة
ص: 380
658- 741- 1- أبو علي الطوسي 662- 742- 1- الشيخ أبي منصور احمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي 662- 743- 2- الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسين الشوهاني 622- 744- 3- الشيخ محمّد بن علي بن الحسن الحلبي 662- 745- 4- الشيخ ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد السبزواري النيسابوري التميمي 662- 746- 5- الشيخ محمّد بن علي بن عبد الصمد السبزواري 662- 747- 6- والده الشيخ علي بن شهرآشوب 662- 748- 7- جده شهرآشوب 662- 749- 8- الشيخ أبو الفتاح احمد بن علي الرازي 662- 750- 9- الشيخ أبو سعيد عبد الجليل بن عيسي ابن عبد الوهاب الرازي
ص: 381
662- 751- 10- السيّد أبو الفضل الداعي بن علي بن الحسن الحسيني 662- 752- 11- الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمّد الصوافي 662- 753- 12- الشيخ أبو علي محمّد بن الفضل الطبرسي 662- 754- 13- الشيخ الحسين بن احمد بن طحال 662- 755- 14- أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي 662- 756- 15- الشيخ جمال الدين أبو الفتوح الحسين ابن علي بن محمّد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري 662- 757- 16- الشيخ أبو الحسين سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الراوندي (القطب الراوندي) 662- 758- 17- أبو جعفر بن كميح
ص: 382
662- 759- 18- أبو القاسم بن كميح 662- 760- 19- السيد المنتهي بن أبي زيد عبد اللّه بن كيابكي الكجي الجرجاني 662- 761- 20- السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد (حميدان) 662- 762- 21- السيد ناصح الدين أبو الفتح عبد الواحد ابن محمّد بن المحفوظ التميمي الآمدي 662- 763- 22- القاضي عماد الدين أبو محمّد حسن الأسترآبادي 662- 764- 23- الشيخ أبو علي محمّد بن الحسن بن علي بن احمد الحافظ الواعظ الفارسي النيسابوري الفتال 662- 765- 24- السيّد مهدي بن أبي حرب الحسيني 662- 766- 25- أبو الحسن (أو الحسن) بن أبي القاسم زيد بن الحسين البيهقي (فريد خراسان)
ص: 383
662- 767- 26- أبو القاسم زيد البيهقي 662- 768- 27- السيّد ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه بن علي بن عبد اللّه
ص: 384
663- 769- 1- والده زيد بن الداعي 664- 770- 1- والده عبد الجبار (المفيد) 664- 771- 2- السيّد فضل اللّه الراوندي 664- 772- 3- القطب الراوندي 673- 773- 1- سلار بن عبد العزيز 673- 774- 1- الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري (عم أبي الفتوح الرازي) 675- 775- 1- أبيه أبو المعالي سعد 678- 776- 1- والده شمس الإسلام (شمس الدين) أبو محمّد الحسن حسكا 679- 777- 1- الشيخ علي بن محمّد القمي 681- 778- 1- الشيخ عماد الدين الطبري 681- 779- 2- الشيخ حسين بن طحال 681- 780- 3- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن جمال الدين هبة اللّه بن الحسين بن رطبة السوراوي
ص: 385
681- 781- 4- الشيخ أبو محمّد الياس بن محمّد بن هشام الحائري 682- 782- 1- أبو علي ابن شيخ الطائفة الطوسي 683- 783- 1- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي سهل الزينوآبادي 684- 784- 1- الشيخ أبو الفتوح الرازي 688- 785- 1- الشيخ أبو علي ابن الشيخ الطوسي 688- 786- 2- شمس الدين أبو محمّد الحسن بن بابويه (حسكا) 688- 787- 3- الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن احمد بن شهريار الخازن 688- 788- 4- الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقاء البصري 688- 789- 5- الشيخ أبو النجم محمّد بن عبد الوهاب ابن عيسي السمان 688- 790- 6- والده أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفقيه
ص: 386
688- 791- 7- أبو اليقظان عمار بن ياسر 688- 792- 8- ولده أبو القاسم سعد بن عمار 688- 793- 9- أبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي الزيدي 688- 794- 10- أبو غالب سعيد بن محمّد الثقفي 688- 795- 11- أبو محمّد الجبار بن علي بن جعفر (حدقة الرازي) 688- 796- 12- الشيخ أبو علي محمّد بن علي بن قرواش التميمي 688- 797- 13- الشيخ محمّد بن علي بن عبد الصمد بن محمّد النيشابوري 688- 798- 14- أبو طالب يحيي بن الحسن بن عبد اللّه الجواني الحسيني 691- 799- 1- أبي عبد اللّه الحسين بن احمد بن طحال المقدادي 691- 800- 2- إلياس بن هشام
ص: 387
698- 801- 1- سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي 698- 802- 2- السيد أبي الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني 700- 803- 1- جده أبو جعفر محمّد بن موسي بن جعفر 701 و 702 و 703- 804- 1- السيد بهاء الشرف نجم الدين أبو الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد العلوي 704- 805- 1- الشيخ عماد الدين أبو القاسم الطبري 704- 806- 2- الشريف أبو الحسن محمّد بن الحسن ابن احمد بن الحسن العلوي الحسيني 704- 807- 3- السيد بهاء الشرف 705- 808- 1- السيد بهاء الشرف 706- 809- 1- جمال الدين أبو الفتوح الرازي 707- 810- 1- الشريف أبو الوفاء المحمدي الموصلي 707- 811- 2- أبو علي الطوسي
ص: 388
709- 812- 1- السيد فضل اللّه الراوندي 709- 813- 2- الشيخ أبو الفرج احمد بن حشيش القرشي 710- 814- 1- أبو عبد اللّه الحسين بن طحال المقدادي 712- 815- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 720- 816- 1- أبو الحسن محمّد بن محمّد البصروي 721- 817- 1- أبو الفتح محمّد بن عثمان الكراجكي 721- 818- 2- عز الدين عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي 722- 819- 1- عز الدين عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي 724- 820- 1- الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن احمد بن العباس الدوريستي 725- 821- 1- جده أبو عبد اللّه جعفر الدوريستي 726- 822- 1- القاضي ابن قدامة
ص: 389
727- 823- 1- علي بن علي بن عبد الصمد 732- 824- 1- جده أبو جعفر محمّد بن موسي 733- 825- 1- أبو الفتوح الرازي 736- 826- 1- تاج الشرف محمّد بن محمّد بن أبي الغنائم (ابن السخطة) العلوي الحسيني البصري النقيب 739- 827- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 740- 828- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 741- 829- 1- والده الشيخ أبو جعفر الطوسي 742- 830- 1- السيّد مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي 743- 831- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 743- 832- 2- أبو الوفاء عبد الجبار بن علي المقري الرازي 745 و 746- 833- 1- الشيخ أبو علي الطوسي
ص: 390
745 و 746- 834- 2- أبو الوفاء الرازي 745 و 746- 835- 3- والده أبو الحسن علي بن عبد الصمد 747- 836- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 747- 837- 2- أبو الوفاء الرازي 747- 838- 3- والده شهرآشوب 749 و 750 و 751 و 752 و 753- 839- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 749 و 750 و 751 و 752 و 753- 840- 2- أبو الوفاء الرازي 755- 841- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 755- 842- 2- أبو الوفاء الرازي 755- 843- 3- الشيخ الحسن بن الحسين بن الحسن ابن بابويه القمي الرازي 755- 844- 4- الشيخ موفق الدين الحسين بن الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني 755- 845- 5- السيد محمّد بن الحسين الحسيني
ص: 391
755- 846- 6- الشيخ أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم ابن هوازن القشيري 755- 847- 7- الشيخ أبو الحسن عبيد اللّه محمّد بن احمد بن الحسين البيهقي 756- 848- 1- الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار الرازي 756- 849- 2- الشيخ علي بن محمّد 756- 850- 3- عم والده الشيخ أبو محمّد عبد الرحمن ابن أبي بكر احمد النيسابوري الخزاعي 756- 851- 4- الشيخ أبو علي الطوسي 756- 852- 5- القاضي الحسن الأسترآبادي 757- 853- 1- الشيخ أبو علي الطبرسي 757- 854- 2- عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري 757- 855- 3- السيد مرتضي ابن الداعي الرازي
ص: 392
757- 856- 4- اخوه السيد المجتبي بن الداعي 757- 857- 5- أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد التميمي 757- 858- 6- اخوه محمّد بن علي التميمي 757- 859- 7- السيد أبو البركات محمّد بن إسماعيل الحسيني المشهدي 757- 860- 8- الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسن الحلبي 757- 861- 9- أبو نصر الغاري 757- 862- 10- الشيخ أبو القاسم بن كميح 757- 863- 11- أبو جعفر محمّد بن المرزبان 757- 864- 12- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين المؤدب القمي 757- 865- 13- الشيخ أبو سعد الحسن بن علي الارآبادي 757- 866- 14- الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمّد الحديقي
ص: 393
757- 867- 15- الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد المرشكي 757- 868- 16- الشيخ هبة اللّه بن دعويدار 757- 869- 17- السيد علي بن أبي طالب السليقي 757- 870- 18- أبو السعادات هبة اللّه بن علي بن محمّد ابن عبد اللّه بن حمزة (ابن الشجري البغدادي) 858- 871- 19- الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمّد الصواني 757- 872- 20- أبو جعفر بن كميح 757- 873- 21- السيّد ذو الفقار بن محمّد الحسني 757- 874- 22- الشيخ عبد الرحيم البغدادي (ابن الاخوة) 757- 875- 23- الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي النيشابوري 758 و 759- 876- 1- أبوهما كميح
ص: 394
760- 877- 1- الشيخ أبو جعفر الطوسي 760- 878- 2- أبوه أبو زيد عبد اللّه بن علي الجرجاني 763- 879- 1- القاضي أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة 764- 880- 1- الشيخ أبو جعفر الطوسي 764- 881- 2- أبوه الحسن بن علي الفتال 766- 882- 1- والده أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي 766- 883- 2- الحسن بن يعقوب بن أحمد القارئ 767- 884- 1- الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي 767- 885- 2- السيّد أبو الحسن علي بن محمّد 767- 886- 3- السيد علي بن أبي طالب الحسيني (أو الحسني) الآملي 768- 887- 1- أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني
ص: 395
768- 888- 2- السيد أبو البركات محمّد بن إسماعيل الحسيني المشهدي 768- 889- 3- السيد أبو تراب المرتضي ابن السيد الداعي الحسيني 768- 890- 4- أبو حرب المنتهي ابن الداعي الحسيني 768- 891- 5- السيد علي بن أبي طالب السليقي الحسني 768- 892- 6- الشيخ الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب البغدادي 768- 893- 7- أبو جعفر محمّد بن علي بن محسن المقرئ 768- 894- 8- القاضي عماد الدين أبي محمّد الحسن الأسترآبادي 768- 895- 9- السيد نجم الدين حمزة بن أبي الأعز الحسيني 768- 896- 10- الشيخ أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد
ص: 396
768- 897- 11- الشيخ محمّد بن علي بن عبد الصمد 768- 898- 12- الشيخ مكي بن احمد المخلطي 768- 899- 13- أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي 768- 900- 14- علي بن الحسين بن محمّد 768- 901- 15- الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن النيسابوري 768- 902- 16- الشيخ أبو الحسين النحوي 768- 903- 17- أبو علي الحداد 768- 904- 18- الشيخ أبو نصر الغاري 768- 905- 19- السيد عماد الدين أبو الصمصام (و أبو الوضاح) ذو الفقار بن محمّد بن معبد بن الحسن (حميدان) 768- 906- 20- الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي المقري النيسابوري الرازي
ص: 397
768- 907- 21- الشيخ أبو الفضل عبد الرحيم بن الاخوة البغدادي 768- 908- 22- أبو علي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي
ص: 398
769- 909- 1- والده الداعي بن زيد بن علي بن الحسين الجزري 775- 910- 1- أبوه أبو جعفر محمّد 776- 911- 1- أبوه الحسين 776- 912- 2- عمه أبو جعفر محمّد (جد بابويه) 776- 913- 3- شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي 776- 914- 4- الشيخ سلار بن عبد العزيز 776- 915- 5- القاضي ابن البراج 777- 916- 1- الشيخ المفيد عبد الجبار بن عبد اللّه المقري 780 و 781- 917- 1- الشيخ أبو علي ابن شيخ الطائفة الطوسي 783- 918- 1- الشيخ رشيد الدين علي بن زيرك القمي 783- 919- 2- السيد أبو هاشم المجتبي بن حمزة بن زهرة ابن زيد الحسيني 787- 920- 1- الشيخ أبو جعفر الطوسي (والد زوجته)
ص: 399
787- 921- 2- أبو الحسن زيد بن ناصر العلوي 787- 922- 3- أبو يعلي حمزة بن محمّد بن يعقوب الدهان 787- 923- 4- الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي 787- 924- 5- الشيخ أبو الفرج محمّد بن احمد بن محمّد ابن عامر بن علّان المعدل 790 و 791 و 792- 925- 1- الشيخ إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني 794- 926- 1- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد الرحمن العلوي 794- 927- 2- عمر بن إبراهيم الكناني المقري 794- 928- 3- محمّد بن عبد اللّه الجعفي 794- 929- 4- أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني 794- 930- 5- زيد بن جعفر بن محمّد بن صاحب 794- 931- 6- محمّد بن الحسين السملي
ص: 400
794- 932- 7- جعفر بن محمّد الجعفري 795- 933- 1- أبو محمّد عبد الرحمن بن احمد بن الحسين النيشابوري (عم أبي الفتوح الرازي) 796- 934- 1- أبو الحسين محمّد بن محمّد النقاد الحميري 798- 935- 1- أبو علي جامع بن احمد الدهشاني 799 و 800- 936- 1- أبو علي ابن شيخ الطائفة الطوسي 801- 937- 1- الشيخ موفق الدين الحسين بن أبي الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني 802- 938- 1- الحسين بن رطبة 802- 939- 2- الشيخ علي بن علي بن نما 803- 940- 1- جده جعفر بن محمّد 806- 941- 1- أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن 810- 942- 1- أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد (المفيد)
ص: 401
813- 943- 1- الشيخ أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون القرشي 814- 944- 1- أبو علي الطوسي 816- 945- 1- السيد المرتضي 818- 946- 1- أبو الفتح محمّد بن عثمان الكراجكي 818- 947- 2- أبو الصلاح تقي الدين نجم بن عبيد اللّه الحلبي 818- 948- 3- عز الدين أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير ابن عبد العزيز البراج 820- 949- 1- الشيخ المفيد 820- 950- 2- السيد المرتضي 820- 951- 3- السيد الرضي 820- 952- 4- الشيخ الطوسي 820- 953- 5- والده محمّد بن احمد 820- 954- 6- الشيخ احمد بن محمد بن عياش
ص: 402
820- 955- 7- والده الشيخ محمّد بن احمد بن العباس بن الفاخر الدوريستي 822- 956- 1- السيّد المرتضي 822- 957- 2- السيد الرضي 824- 958- 1- جده أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي 826- 959- 1- الشريف أبو الحسن نجم الدين علي بن محمّد الصوفي العلوي العمري النسابة الشجري 828- 960- 1- والده أبو جعفر الطوسي 830- 961- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 835- 962- 1- والده عبد الصمد بن محمّد التميمي 835- 963- 2- السيد أبو البركات علي بن الحسين الحسيني الجوري 838- 964- 1- الشيخ أبو جعفر الطوسي 844- 965- 1- أبو علي الطوسي
ص: 403
845- 966- 1- والده أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن القصبي 849- 967- 1- والده الشيخ أبو سعيد محمّد بن احمد بن الحسين النيسابوري 859- 968- 1- الشيخ جعفر الدوريستي 859- 969- 2- الشيخ محيي الدين أبو عبد اللّه الحسين بن المظفر بن علي الحمداني 861- 970- 1- أبو منصور محمّد بن أبي نصر محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري 861- 971- 2- السيد المرتضي 861- 972- 3- السيد الرضي 862- 973- 1- الشيخ جعفر الدوريستي 863- 974- 1- الشيخ أبو عبد اللّه جعفر الدوريستي 864 و 865 و 866 و 867 و 868 و 869- 975- 1- أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي 870- 976- 1- أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي
ص: 404
870- 977- 1- ابن قدامة 872- 978- 1- أبوه كميح 874- 979- 1- السيدة بنت السيد المرتضي 874- 980- 2- الشيخ أبو غانم العصمي الهروي الشيعي الإمامي 876- 981- 1- ابن البراج 878- 982- 1- السيد المرتضي 878- 983- 2- السيد الرضي 879- 984- 1- السيد المرتضي 879- 985- 2- السيد الرضي 879- 986- 3- الشيخ المفيد 881- 987- 1- السيد المرتضي 882 و 883- 988- 1- الشيخ جعفر الدوريستي 885- 989- 1- والده السيد محمّد بن جعفر
ص: 405
886- 990- 1- السيد أبو طالب يحيي بن الحسين بن هارون الحسيني الهروي 894 و 895- 991- 1- القاضي أبو المعالي أحمد بن قدامة 896- 992- 1- والده الشيخ علي بن عبد الصمد 898- 993- 1- أبو غانم العصمي الهروي 900- 994- 1- أبو الحسن علي بن محمّد الخليدي 901- 995- 1- أبو علي ابن شيخ الطائفة 901- 996- 2- أبو القاسم عبد اللّه بن عبيد اللّه الحسكاني 905- 997- 1- الشيخ الطوسي 905- 998- 2- الشيخ محمّد بن علي الحلواني 905- 999- 3- الشيخ أبو العباس احمد بن علي النجاشي 905- 1000- 4- الشيخ أبو الخير بركة بن محمّد بن بركة الأسدي 905- 1001- 5- الشيخ سلار بن عبد العزيز الديلمي
ص: 406
905- 1002- 6- السيد المرتضي 906- 1003- 1- شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي 906- 1004- 2- القاضي ابن البراج 906- 1005- 3- الشيخ أبو يعلي حمزة بن عبد العزيز الديلمي الطبرستاني (سلار أو سالار) 906- 1006- 4- ذي الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن علي ابن محمّد بن بارئ الكاتب 906- 1007- 5- الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي 908- 1008- 1- والده الشيخ الطوسي
ص: 407
909- 1009- 1- السيد المرتضي 909- 1010- 2- الشيخ أبو جعفر الطوسي 909- 1011- 3- سلار 909- 1012- 4- ابن البراج 909- 1013- 5- أبو الصلاح التقي الحلبي 910- 1014- 1- أبوه ثقة الدين الحسن 911- 1015- 1- والده الحسن 916- 1016- 1- شيخ الطائفة الطوسي 918 و 919- 1017- 1- الشيخ المفيد عبد الجبار الرازي 920 و 921- 1018- 1- أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرحمن العلوي 922- 1019- 1- أبو الحسن محمد بن أحمد الجواليقي 923- 1020- 1- أبوه محمّد بن احمد 925- 1021- 1- السيّد محمّد بن حمزة الحسيني المرعشي
ص: 408
926- 1022- 1- أبوه علي العلوي 935- 1023- 1- أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس 937- 1024- 1- الشيخ أبو علي الطوسي 939- 1025- 1- أبو محمّد الحسن بن علي بن حمزة الاقساسي (ابن الاقساسي) 941- 1026- 1- والده احمد بن شهريار الخازن 943- 1027- 1- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن العلوي الحسني 947- 1028- 1- السيد المرتضي 947- 1029- 2- الشيخ الطوسي 948- 1030- 1- السيد المرتضي 948- 1031- 2- الشيخ الطوسي 948- 1032- 3- أبو الصلاح الحلبي 948- 1033- 4- أبو الفتح الكراجكي
ص: 409
953 و 955- 1034- 1- أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه الصدوق 961- 1035- 1- والده أبو جعفر الطوسي 961- 1036- 2- أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي 962- 1037- 1- الشيخ أبو جعفر الصدوق 966- 1038- 1- أبو الحسين طاهر بن محمّد الجعفري 967- 1039- 1- والده الشيخ أبو بكر احمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي 967- 1040- 2- الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد ابن عبد العزيز الإمامي النيسابوري 967- 1041- 3- الشيخ المحسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي (عم عبد الرحمن النيسابوري) 967- 1042- 4- السيد أبو الخير داعي بن الرضا بن محمّد العلوي الحسيني 967- 1043- 5- أبو إبراهيم ناصر بن الرضا بن محمّد بن عبد اللّه العلوي الحسيني
ص: 410
967- 1044- 6- ذو المعالي أبي سعد منصور بن الحسين الآبي 967- 1045- 7- الشيخ أبو عبد اللّه الحسن بن الحسين بن بابويه 968- 1046- 1- الشيخ المفيد 970- 1047- 1- أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني 973- 1048- 1- الشيخ المفيد 974- 1049- 1- أبوه محمّد الدوريستي 977- 1050- 1- السيد الرضي 978- 1051- 1- القاضي ابن البراج 979- 1052- 1- عمها السيد الرضي 980- 1053- 1- السيد المرتضي 981- 1054- 1- الشيخ المفيد 990- 1055- 1- أبو الحسين النحوي
ص: 411
990- 1056- 2- أبو أحمد محمّد بن علي 991- 1057- 1- السيّد المرتضي 991- 1058- 2- السيّد الرضي 991- 1059- 3- الشيخ المفيد 992- 1060- 1- السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوري 993- 1061- 1- السيد المرتضي 994- 1062- 1- الشيخ أبو الحسن علي بن نصر القطاني 996- 1063- 1- أبو القاسم علي بن محمد العمري 998- 1064- 1- السيد المرتضي 1005- 1065- 1- الشيخ المفيد 1005- 1066- 2- السيّد المرتضي 1006- 1067- 1- أبو بكر محمّد بن احمد بن محمّد المفيد الجرجاني 1006- 1068- 2- علي بن عثمان بن الحسين
ص: 412
1015- 1069- 1- أبوه أبو عبد اللّه الحسين 1019- 1070- 1- احمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد 1020- 1071- 1- الشيخ أبو جعفر الصدوق 1021- 1072- 1- أبو عبد اللّه الحسين بن بابويه (أخو الصدوق) 1023- 1073- 1- أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي 1038- 1074- 1- أبو عبد اللّه احمد بن محمّد بن عياش 1039- 1075- 1- السيّد المرتضي 1039- 1076- 2- السيّد الرضي 1039- 1077- 3- الشيخ أبو جعفر الطوسي 1039- 1078- 4- السيّد أبو محمّد زيد بن علي بن الحسين الحسني 1040- 1079- 1- الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان
ص: 413
1041 و 1043- 1080- 1- الشيخ أبو الحسن عبد الجبار بن احمد بن أبي مطيع 1044- 1081- 1- أبو جعفر الطوسي 1044- 1082- 2- الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه 1049- 1083- 1- الشيخ أبو جعفر الصدوق 1056- 1084- 1- محمد بن جعفر القمي 1060- 1085- 1- الشيخ الصدوق 1062- 1086- 1- احمد بن الحسن بن احمد بن داود الوثابي القاشاني 1063- 1087- 1- أبو جعفر محمّد بن بابويه 1068- 1088- 1- الحسن بن ذكوان الفارسي
ص: 414
1069- 1089- 1- والده علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي 1073- 1090- 1- أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري الفروضي 1082- 1091- 1- أبوه علي بن بابويه 1084- 1092- 1- احمد بن أبي عبد اللّه البرقي 1086- 1093- 1- أبوه الحسن بن أحمد
ص: 415
1090- 1094- 1- أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد 1092- 1095- 1- الحسن بن محبوب 1093- 1096- 1- علي بن محمّد بن شيرة القاشاني
ص: 416
1094- 1097- 1- أبو القاسم عبد اللّه بن احمد بن عامر الطائي 1095- 1098- 1- صفوان بن يحيي
ص: 417
«أصحاب المجاميع» الأول: الشيخ أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي 1099- 1- الشيخ المفيد 1100- 2- السيّد المرتضي 1101- 3- أبو يعلي سلار بن عبد العزيز الديلمي 1102- 4- أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن علي الواسطي 1103- 5- الشيخ محمد بن احمد بن علي بن الحسن ابن شاذان 1104- 6- الشيخ أبو الرجاء محمّد بن علي بن طالب البلدي 1105- 7- أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه بن الحسين ابن طاهر الحسيني 1106- 8- أبو الحسن طاهر بن موسي بن جعفر الحسيني
ص: 418
1107- 9- أبو الحسن اسد بن إبراهيم بن كلب السلمي الحراني 1108- 10- أبو منصور احمد بن حمزة العريضي 1109- 11- أبو العباس إسماعيل بن عثمان
ص: 419
1102- 1110- 1- أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري 1106- 1111- 1- أبو القاسم ميمون بن حمزة الحسيني 1104 و 1108 و 1109- 1112- 1- أبو المفضل الشيباني
ص: 420
الثاني: الشيخ أبو العباس احمد بن علي بن احمد بن العباس بن محمّد ابن عبد اللّه النجاشي 1113- 1- الشيخ المفيد أبو عبد اللّه بن النعمان 1114- 2- أبو الفرج الكاتب محمّد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة القناني 1115- 3- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شاذان القزويني 1116- 4- أبو الحسن محمّد بن احمد بن علي بن الحسن بن شاذان الفامي القمي 1117- 5- أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن النصيبي 1118- 6- محمّد بن جعفر الأديب (المؤدب) النحوي التميمي القمي 1119- 7- الشيخ أبو العباس احمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي 1120- 8- الشيخ أبو الحسن احمد بن محمّد بن عمران بن موسي (ابن الجندي)
ص: 421
1121- 9- الشيخ أبو عبد اللّه احمد بن عبد الواحد ابن احمد البزاز (ابن عبدون) 1122- 10- الشيخ أبو الحسين احمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري 1123- 11- القاضي أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الجعفي 1124- 12- أبو الحسن احمد بن محمّد بن موسي الأهوازي (ابن الصلت) 1125- 13- والده علي بن احمد بن علي بن العباس النجاشي 1126- 14- الشيخ أبو الحسين علي بن احمد بن أبي جيد القمي 1127- 15- أبو القاسم علي بن شبل بن اسد الوكيل (أبو شبل) 1128- 16- القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف 1129- 17- الحسن بن احمد بن إبراهيم
ص: 422
1130- 18- أبو محمّد الحسن بن احمد بن الهيثم العجيلي 1131- 19- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه ابن إبراهيم الغضائري 1132- 20- أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمّد المخزومي الخزاز (ابن الخمري) 1133- 21- أبو عبد اللّه الحسين بن احمد بن موسي ابن هدية 1134- 22- القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر 1135- 23- أبو الحسن اسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحراني 1136- 24- أبو الخير الموصلي سلافة بن زكا الحراني 1137- 25- أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس ابن عبد الملك الكلوذاني (ابن مروان) 1138- 26- أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد ابن عبد اللّه البصري الأديب
ص: 423
1139- 27- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الدعجلي 1140- 28- عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي 1141- 29- الشيخ أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري 1142- 30- أبو جعفر (أبو الحسين) محمّد بن هارون التلعكبري 1143- 31- أبو الحسين احمد بن محمّد بن علي الكوفي الكاتب
ص: 424
1115- 1144- 1- احمد بن محمّد بن يحيي العطار 1118 و 1123 و 1124- 1145- 1- احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ 1137- 1146- 1- علي بن بابويه 1143- 1147- 1- الشيخ الكليني
ص: 425
الثالث: شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي البغدادي الغروي 1148- 1- الشيخ المفيد 1149- 2- الحسين بن عبيد اللّه بن الغضائري 1150- 3- أبو عبد اللّه احمد بن عبد الواحد البزاز (ابن عبدون، ابن الحاشر) 1151- 4- أبو الحسين علي بن احمد (ابن أبي جيد القمي) 1152- 5- أحمد بن محمّد بن موسي بن الصلت الأهوازي 1153- 6- أبو القاسم علي بن شبل بن اسد الوكيل 1154- 7- السيد المرتضي 1155- 8- الشريف أبو محمّد الحسن بن القاسم المحمدي 1156- 9- أحمد بن إبراهيم القزويني
ص: 426
1157- 10- أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم القزويني 1158- 11- جعفر بن الحسين بن حسكة القمي 1159- 12- أبو زكريا محمّد بن سليمان الحرّاني (الحمداني) 1160- 13- الشيخ أبو طالب بن عزور 1161- 14- السيد أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار 1162- 15- الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيي بن داود الفحام (ابن الفحام السرّ من رأيي) 1163- 16- أبو عمرو عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي 1164- 17- الحسين بن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري 1165- 18- محمّد بن احمد بن أبي الفوارس الحافظ
ص: 427
1166- 19- أبو منصور السكري 1167- 20- محمّد بن علي بن خشيش بن نضر بن جعفر بن إبراهيم التميمي 1168- 21- أبو الحسن علي بن احمد بن عمر بن حفص المقري (ابن الحمامي المقري) 1169- 21- أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد 1170- 22- أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران (ابن بشران المعدل) 1171- 23- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن حموي البصري 1172- 24- أبو الحسين بن سوار المغربي 1173- 25- محمّد بن سنان 1174- 26- أبو علي بن شاذان المتكلم 1175- 27- أبو الحسين جنبش المقري
ص: 428
1176- 28- القاضي أبو القاسم التنوخي علي بن أبي علي المحسن بن أبي القاسم علي القحطاني 1177- 29- القاضي أبو الطيب الطبري الحويري 1178- 30- أبو علي الحسن بن إسماعيل (ابن الحمامي) 1179- 31- أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم بن علي القمي (ابن الحناط) 1180- 32- أبو عبد اللّه بن الفارسي 1181- 33- أبو الحسن بن الصفار 1182- 34- أبو الحسين بن احمد بن علي النجاشي 1183- 35- أبو محمّد عبد الحميد بن محمّد المقري النيسابوري 1184- 36- أبو عبد اللّه (أخو سروة) 1185- 37- أبو علي الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن أشناس البزاز (ابن أشناس أبو ابن الاشناس البزاز)
ص: 429
1152- 1186- 1- ابن عقدة 1159- 1187- 1- أبو جعفر بن بابويه 1163- 1188- 1- ابن عقدة 1164- 1189- 1- أبو قتادة القمي 1166- 1190- 1- جده علي بن عمر 1167- 1191- 1- أبو المفضل الشيباني 1179- 1192- 1- أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري 1181- 1193- 1- أبو المفضل الشيباني 1184- 1194- 1- ابن قولويه 1185- 1195- 1- أبو المفضل الشيباني
ص: 430
الرابع: السيد أبو الحسن محمّد بن أبي أحمد الحسين بن موسي بن محمّد الشريف الرضي (ذو الحسبين) 1196- 1- الشيخ المفيد 1197- 2- الشيخ أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري
ص: 431
الخامس: السيد علم الهدي أبو القاسم الثمانيني ذو المجدين علي بن الحسين الموسوي المرتضي 1198- 1- الشيخ المفيد 1199- 2- أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري 1200- 3- الحسين بن علي بن بابويه (أخو الصدوق) 1201- 4- أبو الحسن احمد بن علي بن سعيد الكوفي 1202- 5- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران (أو عبد اللّه) ابن موسي بن سعد بن عبيد اللّه الكاتب المرزباني الخراساني
ص: 432
1201- 1203- 1- محمّد بن يعقوب الكليني
ص: 433
السادس: الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد 1204- 1- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه 1205- 2- الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي ابن بابويه القمي 1206- 3- أبو الحسن احمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمي 1207- 4- أبو غالب احمد بن محمّد بن سليمان الزراري 1208- 5- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسي ابن سعد بن عبيد اللّه المرزباني الكاتب البغدادي 1209- 6- أبو علي محمّد بن احمد بن الجنيد الكاتب الإسكافي (ابن الجنيد) 1210- 7- الشيخ أبو الحسن محمّد بن احمد بن داود ابن علي القمي 1211- 8- الشيخ أبو علي احمد بن محمّد بن جعفر الصولي البصري
ص: 434
1212- 9- أبو عبد اللّه محمّد بن احمد بن عبد اللّه بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال (الصفواني) 1213- 10- الشيخ احمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري 1214- 11- السيد أبو محمّد الحسن بن حمزة بن علي الطبري المرعشي 1215- 12- القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم ابن محمّد البراء الجعابي 1216- 13- أبو الحسن علي بن محمّد بن خالد 1217- 14- أبو الحسن محمّد بن المظفر الوراق 1218- 15- أبو حفص محمّد بن عمر بن علي الصيرفي (ابن الزيات) 1219- 16- أبو عبد اللّه الحسين بن احمد بن المغيرة البوشنجي العراقي 1220- 17- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الجواني
ص: 435
1221- 18- أبو الحسن علي بن محمّد القرشي 1222- 19- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن طاهر الموسوي 1223- 20- أبو الحسن علي بن خالد المراغي القلانسي 1224- 21- أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب 1225- 22- أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفي النحوي التميمي 1226- 23- أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقري 1227- 24- أبو الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية المهلبي الأزدي 1228- 25- أبو الحسن علي بن مالك النحوي 1229- 26- أبو الحسين محمّد بن مظفر البزاز 1230- 27- أبو الحسن علي بن احمد بن إبراهيم الكاتب
ص: 436
1231- 28- عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن أعين البزاز 1232- 29- أبو عبد اللّه محمّد بن داود الحتمي 1233- 30- أبو الطيب الحسين بن محمّد النحوي التمار 1234- 32- أبو الحسين احمد بن الحسين بن أسامة البصري 1235- 34- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهري 1236- 35- أبو الحبيش المظفر بن محمّد البلخي الوراق 1237- 36- أبو علي الحسن بن عبد اللّه القطان 1238- 37- أبو الحسن احمد بن محمّد الجرجاني 1239- 38- أبو عمرو عثمان بن احمد الدقاق 1240- 39- أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري
ص: 437
1241- 40- الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيي العلوي 1242- 41- أبو بكر عمر بن محمّد بن سليم بن البراء (ابن الجعابي) 1243- 42- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان البزوفري 1244- 43- أبو علي الحسن بن علي بن الفضل الرازي 1245- 44- أبو جعفر محمّد بن الحسين البزوفري (ابن أبي عبد اللّه البزوفري) 1246- 45- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن رياح القرشي 1247- 46- أبو الحسن زيد بن محمّد بن جعفر التيملي 1248- 47- محمّد بن احمد بن عبد اللّه المنصوري 1249- 48- أبو القاسم علي بن محمّد الرفاء
ص: 438
1250- 49- أبو عبد اللّه الحسين بن احمد بن موسي ابن هدية 1251- 50- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن شيبان القزويني 1252- 51- أبو محمّد سهل بن احمد الديباجي 1253- 52- جعفر بن الحسين المؤمن
ص: 439
1251- 1254- 1- علي بن حاتم
ص: 440
السابع: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن موسي بن قولويه القمي 1255- 1- والده محمّد بن قولويه 1256- 2- أبو عبد الرحمن محمّد بن احمد بن الحسين الزعفراني العسكري المصري 1257- 3- أبو الفضل محمّد بن احمد بن إبراهيم بن سليمان الجعفي الكوفي (الصابوني) 1258- 4- الشيخ الكليني 1259- 5- محمّد بن الحسن بن الوليد 1260- 6- محمّد بن الحسن بن علي بن مهزيار 1261- 7- أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن القرشي البزاز 1262- 8- الشيخ محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري القمي 1263- 9- الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسي
ص: 441
1264- 10- أبو الحسن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي 1265- 11- أخيه علي بن محمّد بن قولويه 1266- 12- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم ابن عبد اللّه بن موسي بن جعفر الموسوي العلوي 1267- 13- أبو علي احمد بن علي بن مهدي بن صدقة الرقي الأنصاري 1268- 14- محمّد بن عبد المؤمن المؤدب القمي 1269- 15- أبو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني 1270- 16- علي بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الصيرفي الكسائي الكوفي العجلي 1271- 17- أبو الحسن علي بن الحسين السعدآبادي القمي 1272- 18- أبو علي محمّد بن همام بن سهيل الكاتب البغدادي
ص: 442
1273- 19- أبو محمّد هارون بن موسي بن احمد بن سعيد بن سعد التلعكبري الشيباني 1274- 20- القاسم بن محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني 1275- 21- الحسن بن زبرقان الطبري 1276- 22- أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عامر بن عمران بن أبي بكر الأشعري القمي 1277- 23- أبو علي احمد بن إدريس بن أحمد الأشعري القمي 1278- 24- أبو عيسي عبيد اللّه بن الفضل بن محمّد ابن هلال الطائي المصري 1279- 25- حكيم بن داود بن حكيم 1280- 26- محمّد بن الحسين (الحسن) بن مت الجوهري 1281- 37- محمّد بن احمد بن علي بن يعقوب 1282- 38- أبو عبد اللّه محمّد بن احمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار
ص: 443
1283- 39- أبو عبد اللّه محمّد بن احمد بن يعقوب 1284- 40- أبو عبد اللّه الحسين بن علي الزعفراني 1285- 41- أبو الحسين احمد بن عبد اللّه بن علي الناقد 1286- 42- أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن علي
ص: 444
1263- 1287- 1- أبوه عبد اللّه بن محمّد بن عيسي 1267- 1288- 1- أبوه علي بن مهدي الأنصاري الرقي 1276- 1289- 1- عمه عبد اللّه بن عامر 1279- 1290- 1- سلمة بن خطاب
ص: 445
1287- 1291- 1- الحسن بن محبوب
ص: 446
الثامن: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي «تفصيل مشايخه في الفائدة الخامسة- شرح مشيخة الفقيه-».
ص: 447
التاسع: الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني (ابن أبي زينب) 1292- 1- احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن ابن عقدة الكوفي الزيدي 1293- 2- علي بن احمد بن عبيد اللّه البندبيجي 1294- 3- الشيخ محمّد بن همام بن سهيل 1295- 4- محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور 1296- 5- محمّد بن يعقوب الكليني 1297- 6- عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي 1298- 7- أبو القاسم الحسين بن محمّد البلادري 1299- 8- محمّد بن عبد اللّه بن المعمر الطبراني 1300- 9- علي بن عبيد اللّه 1301- 10- أبو سليمان احمد بن محمّد بن هوذة بن هراسة الباهلي
ص: 448
1302- 11- أبو القاسم موسي بن محمّد الأشعري القمي المؤدب 1303- 12- الشيخ هارون بن موسي التلعكبري 1304- 13- عبد العزيز بن عبد اللّه بن يونس 1305- 14- علي بن الحسين المسعودي 1306- 15- سلامة بن محمد 1307- 16- أبو علي احمد بن محمّد بن احمد بن يعقوب بن عمار الكوفي 1308- 17- محمّد بن احمد بن يعقوب 1309- 18- أبو الحارث عبد اللّه بن عبد الملك بن سهل الطبراني 1310- 19- محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري
ص: 449
1293- 1311- 1- عبيد اللّه بن موسي العلوي العباسي 1294- 1312- 1- أحمد بن ما بندار 1294- 1313- 2- الحسن بن محمّد بن جمهور العمي 1295- 1314- 1- الحسن بن محمد بن جمهور العمي 1298- 1315- 1- يوسف بن يعقوب القسطي المقري 1300- 1316- 1- علي بن إبراهيم بن هاشم 1301- 1317- 1- إبراهيم بن إسحاق النهاوندي 1301- 1318- 2- عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس 1302- 1319- 1- سعد بن عبد اللّه 1305- 1320- 1- محمّد بن يحيي العطار 1306- 1321- 1- الحسن بن علي بن مهزيار 1306- 1322- 2- أبو الحسين علي بن عمر 1306- 1323- 3- احمد بن محمّد السياري
ص: 450
1306- 1324- 4- أحمد بن داود 1307- 1325- 1- أبوه محمّد بن أحمد الكوفي 1308- 1326- 1- أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد 1309- 1327- 1- محمّد بن المثني البغدادي 1310- 1328- 1- أبوه عبد اللّه بن جعفر الحميري
ص: 451
1311- 1329- 1- علي بن إبراهيم بن هاشم 1318- 1330- 1- إبراهيم بن إسحاق النهاوندي 1324- 1331- 1- علي بن الحسين بن بابويه
ص: 452
العاشر: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي «تفصيل مشايخه في الفائدة الرابعة».
ص: 453
الحادي عشر: الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي.
1332- 1- سعد بن عبد اللّه الأشعري 1333- 2- علي بن إبراهيم القمي 1334- 3- محمّد بن يحيي العطار 1335- 4- عبد اللّه بن جعفر الحميري 1336- 5- أحمد بن إدريس الأشعري 1337- 6- محمّد بن الحسن الصفار 1338- 7- علي بن الحسين السعدآبادي 1339- 8- علي بن موسي الكميذاني 1340- 9- علي بن الحسن بن علي الكوفي 1341- 10- الحسين بن محمّد بن عامر 1342- 11- محمّد بن احمد بن علي بن الصلت
ص: 454
الثاني عشر: - الشيخ أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي.
1343- 1- أبو الحسن حمدويه بن نصير الكشي 1344- 2- محمّد بن سعيد الكشي 1345- 3- أبو جعفر محمّد بن أبي عوف البخاري 1346- 4- إبراهيم بن محمّد بن العباس الختلي 1347- 5- أبو إسحاق إبراهيم بن نصير الكشي 1348- 6- أبو محمّد جبرئيل بن احمد الفاريابي 1349- 7- نصر بن صباح البلخي 1350- 8- علي بن محمّد القتيبي النيشابوري 1351- 9- محمّد بن إسماعيل 1352- 10- طاهر بن عيسي الوراق 1353- 11- أبو صالح خلف بن حماد العامي الكشي
ص: 455
1354- 11- آدم بن محمّد القلانسي البلخي 1355- 12- أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد 1356- 13- أبو محمّد جعفر بن معروف 1357- 14- محمّد بن احمد بن أبي عوف البخاري 1358- 15- عبيد بن محمّد النخعي الشافعي 1359- 16- محمّد بن الحسن البراثي الكشي 1360- 17- عثمان بن حامد الكشي 1361- 18- محمّد بن نصير 1362- 19- سعد بن جناح الكشي 1363- 20- أبو سعيد محمّد بن رشيد الهروي 1364- 21- أبو سعيد جعفر بن احمد بن أيوب السمرقندي 1365- 22- أحمد بن محمّد بن يعقوب البيهقي 1366- 23- أبو علي احمد بن علي بن كلثوم السرخسي
ص: 456
1367- 24- محمّد بن قولويه 1368- 25- أبو سعيد الآدمي سهل بن زياد 1369- 26- علي بن الحسن 1370- 27- أبو علي احمد بن علي السلولي 1371- 28- الحارث بن نصير الأزدي 1372- 29- أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الوراق 1373- 30- الحسين بن الحسن بن بندار 1374- 31- أبو أحمد 1375- 32- محمّد بن الحسن البراثي 1376- 33- إسحاق بن محمّد 1377- 34- يوسف بن السخت 1378- 35- محمّد بن بشر 1379- 36- محمّد بن أحمد
ص: 457
1380- 37- إبراهيم بن محمّد بن يحيي بن عباس 1381- 38- الحسين بن إشكيب 1382- 39- عبد اللّه بن محمّد 1383- 40- إبراهيم بن علي الكوفي 1384- 41- أبو الحسن احمد بن محمّد الخالدي 1385- 42- صدقة بن حماد 1386- 43- احمد بن منصور 1387- 44- احمد بن إبراهيم القرشي 1388- 45- أبو جعفر محمّد بن علي بن القاسم بن أبي حمزة القمي 1389- 46- أبو محمّد الدمشقي 1390- 47- أبو الحسن احمد بن الحسن الفارسي 1391- 48- إبراهيم بن المختار بن محمّد بن العباس
ص: 458
1392- 49- أبو بكر احمد بن إبراهيم السنسني 1393- 50- أبو عمرو بن عبد العزيز
ص: 459
1351- 1394- 1- الفضل بن شاذان 1352- 1395- 1- أبو سعيد جعفر بن احمد بن أيوب التاجر السمرقندي 1381- 1396- 1- محمّد بن خالد البرقي 1382- 1397- 1- الحسن بن علي الوشاء
ص: 460
ص: 461
ص: 462
بسم اللّه الرحمن الرحيم
من فوائد خاتمة كتابنا الموسوم ب (مستدرك الوسائل) في نبذة ممّا يتعلق بكتاب الكافي، أحد الكتب الأربعة التي عليها تدور رحي مذهب الفرقة الناجية الإمامية، فإنّ أدلّة الأحكام و إن كانت أربعة: الكتاب، و السنة، و العقل، و الإجماع- علي ما هو المشهور بين الفقهاء- إلّا أن الناظر في فروع الدين يعلم أنّ ما استنبط منها من غير السنّة أقلّ قليل، و أنّها العمدة في استعلام الفرائض، و السنن، و الحلال، و الحرام، و أنّ الحاوي لجلّها، و المتكفّل لعمدتها الكتب الأربعة، و كتاب الكافي بينها كالشمس بين نجوم السماء، و امتاز عنها بأمور، إذا تأمّل فيها المصنف يستغني عن ملاحظة حال آحاد رجال سند الأحاديث المودعة فيه، و تورثه الوثوق، و يحصل له الاطمئنان بصدورها، و ثبوتها، و صحّتها بالمعني المعروف عند الأقدمين (1).
ص: 463
قال الشيخ المفيد في شرح عقائد الصدوق: و قد ذكر الكليني في كتاب الكافي- و هو أجلّ كتب الشيعة، و أكثرها فائدة- حديث يونس بن يعقوب مع أبي عبد اللّه (عليه السلام) حين ورد عليه شاميّ لمناظرته. إلي آخره (1).
و قال المحقق الكركي في إجازته للقاضي صفيّ الدين عيسي: و منها
ص: 464
جميع مصنّفات و مرويّات الشيخ الإمام السعيد، الحافظ المحدّث الثقة، جامع أحاديث أهل البيت (عليهم الصلاة و السلام) أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، صاحب الكتاب الكبير في الحديث المسمّي بالكافي، الذي لم يعمل مثله، بالإسناد المتقدّم إلي الشيخ الإمام أبي جعفر محمّد بن قولويه، بحقّ روايته عنه- قدّس اللّه سرّهما، و رفع قدرهما- و قد جمع هذا الكتاب من الأحاديث الشريعيّة و الأسرار الرّبانيّة ما لا يوجد في غيره.
و هذا الشيخ يروي عمّن لا يتناهي كثرة من علماء أهل البيت (عليهم السلام) و رجالهم، و محدّثيهم، مثل علي بن إبراهيم بن هاشم (1). إلي آخره.
و قال الشهيد في إجازته للشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن الخازن:
و به- أي بهذا الإسناد- مصنّفات صاحب كتاب الكافي في الحديث، الذي لم يعمل للإماميّة مثله (2).
و في كتاب الذكري، بعد ذكر رواية مرسلة في كيفيّة الاستخارة بالبنادق:
و لا يضرّ الإرسال، فإنّ الكليني (رحمه اللّه) ذكرها في كتابه، و الشيخ في التهذيب (3).
و قال المولي محمد أمين الأسترآبادي في فوائده المدنيّة: و قد سمعنا عن مشايخنا و علمائنا أنّه لم يصنّف في الإسلام كتاب يوازيه، أو يدانيه (4).
و تقدّم أنّ عمدة مشايخه (5) صاحبا المعالم، و المدارك، و الآميرزا محمّد ).
ص: 465
صاحب الرجال (1).
و قال العالم الجليل الشيخ حسين- والد شيخنا البهائي- في كتابه الموسوم بوصول الأخيار: أمّا كتاب الكافي فهو للشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، شيخ عصره في وقته، و وجه العلماء و النبلاء، و كان أوثق الناس في الحديث، و أنقدهم له، و أعرفهم به، صنّف الكافي و هذّبه، و بوبه في عشرين سنة، و هو يشتمل علي ثلاثين كتابا، يحتوي علي ما لا يحتوي عليه غيره. إلي آخره (2).
و قال العلامة المجلسي في مفتتح شرحه علي الكافي: و ابتدأت بكتاب الكافي للشيخ الصدوق، ثقة الإسلام، مقبول طوائف الأنام، ممدوح الخاصّ و العامّ، محمّد بن يعقوب الكليني- حشره اللّه مع الأئمة الكرام- لأنّه كان أضبط الأصول و أجمعها، و أحسن مؤلّفات الفرقة الناجية و أعظمها (3)، و نظائر هذه الكلمات كثيرة في مؤلّفات الأصحاب.
و ظاهر أنّ هذه المدائح لا ترجع إلي كبر الكتاب و كثرة أحاديثه، فإنّ مثله و أكبر منه ممّن تقدم منه، أو تأخّر عنه، كان كثيرا متداولا بينهم كالمحاسن، و نوادر الحكمة، و غيرهما، و إنّما هي لإتقانه، و ضبطه، و تثبّته.
و من هنا قال الفاضل النحرير الشيخ حسن الدمستاني، في كتابه انتخاب الجيد من تنبيهات السيد (4) (رحمهما اللّه تعالي) في باب الكفّارة عن خطأ ».
ص: 466
المحرم- بعد ذكر سند هكذا: صفوان بن يحيي، عن عبد الرحمن بن الحجاج، و عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) (1) بعد توضيح السند و كيفيّة العطف، بما لا مجال لورود الإشكال عليه-: إنّ صاحب المنتقي اشتبه عليه فشنّع علي الكليني، و الشيخ، في إيراد عبد الرحمن متوسّطا بين صفوان، و سليمان بن خالد، و علي الكليني خاصّة بسوء التدبّر في انتزاع الإسناد، حيث أنّ الحديث الوارد في شدخ بيض القطاة، المشار إلي سنده سابقا، المروي في كتاب الشيخ: عن صفوان، عن منصور بن حازم و ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قالا: سألناه (2).
رواه في الكافي: عن ابن مسكان، عن منصور بن حازم، عن سليمان ابن خالد، قال: سألته (3). إلي آخره (4).
قال: و لقد أعجب و أغرب، و لعلّ سوء التدبّر إلي المشنّع أقرب! ثم أجاب عن إيراده و قال: و لم يكن لأحد أن يسي ء الأدب في حقّ أساطين المذهب، سيما ثقة الإسلام، و واحد الأعلام، خصوصا في الحديث، فإنّه جهينة الأخبار، و سابق هذا المضمار، الذي لا يشقّ له غبار، و لا يعثر علي عثار (5).
الثاني: ما أشار إليه السيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، في مقام
ص: 467
بيان اعتبار الوصيّة المعروفة، التي كتبها أمير المؤمنين لولده الحسن (عليهما السلام) و قد أخرجها من كتاب رسائل الأئمة (عليهم السلام) لأبي جعفر الكليني، ما لفظه: و هذا الشيخ محمّد بن يعقوب كانت حياته في زمن وكلاء مولانا المهديّ (صلوات اللّه عليه) عثمان بن سعيد العمري، و ولده أبي جعفر محمّد، و أبي القاسم الحسين بن روح، و علي بن محمّد السمري (رحمهم اللّه).
و توفّي محمّد بن يعقوب قبل وفاة عليّ بن محمّد السمري (رضي اللّه عنه) لأنّ علي بن محمّد السمري توفّي في شعبان، سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، و هذا محمّد بن يعقوب الكليني توفّي ببغداد، سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة (1)، فتصانيف هذا الشيخ- محمّد بن يعقوب- و رواياته في زمن الوكلاء المذكورين، في وقت يجد طريقا إلي تحقيق منقولاته، و تصديق مصنّفاته (2)، انتهي.
و نتيجة ما ذكره من المقدّمات عرض الكتاب علي أحدهم، و إمضائه و حكمه بصحّته، و هو عين إمضاء الإمام (عليه السلام) و حكمه أو تأليفه، كما هو بإذنه و أمره.
و هذا و إن كان حدسا غير قطعي يصيب و يخطئ، لا يجوز التشبّث به في 9.
ص: 468
المقام، إلّا أنّ التأمّل في مقدّماته يورث الظنّ القوي، و الاطمئنان التام، و الوثوق بما ذكره، فإنّه (رحمه اللّه) كان وجه الطائفة، و عينهم، و مرجعهم، كمّا صرّحوا به في بلد إقامة النوّاب، و كان غرضه من التأليف العمل به في جميع ما يتعلّق بأمور الدين، لاستدعائهم و سؤالهم عنه، ذلك كمّا صرّح به في أول الكتاب، خصوصا قوله:
و قلت: إنّك تحبّ أن يكون عندك كتاب كاف، يجمع من جميع فنون الدين ما يكتفي به المتعلّم، و يرجع إليه المسترشد، و يأخذ منه من يريد علم الدين، و العمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهم السلام) (1) و السنن القائمة التي عليها العمل، و بها يؤدّي فرض اللّه عزّ و جلّ، و سنّة نبيّه (صلّي اللّه عليه و آله).
و قلت: لو كان ذلك رجوت أن يكون ذلك سببا يتدارك اللّه بمعرفته و توفيقه إخواننا و أهل ملّتنا و يقل بهم إلي مراشدهم (2)، انتهي.
فظهر أنّ غرضه (رحمه اللّه) فيه لم يكن كالغرض من جملة المؤلّفات،ة.
ص: 469
كجمع ما ورد في ثواب الأعمال، أو خصال الخير و الشرّ، أو علل الشرائع، و غيرها، بل للأخذ و التمسّك به، و التديّن و العمل بما فيه، و كان بمحضره في بغداد يسألون عن الحجّة (عليه السلام) بتوسّط أحد من النّواب، عن صحة بعض الأخبار و جواز العمل به، و في مكاتيب محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري إليه (عليه السلام) من ذلك جملة وافرة، و غيرها، فمن البعيد غاية البعد أنّه (رحمه اللّه) في طول مدّة تأليفه- و هي عشرون سنة- لم يعلمهم بذلك و لم يعرضه عليهم، مع ما كان فيما بينهم من المخالطة و المعاشرة بحسب العادة.
و ليس غرضي من ذلك تصحيح الخبر الشائع من انّ هذا الكتاب عرض علي الحجّة (عليه السلام) فقال: «إنّ هذا كاف لشيعتنا» فإنّه لا أصل له، و لا أثر له في مؤلّفات أصحابنا، بل صرّح بعدمه المحدّث الأسترآبادي (1) الذي رام أن يجعل تمام أحاديثه قطعيّة، لما عنده من القرائن التي لا تنهض لذلك، و مع ذلك صرّح بأنّه لا أصل له، بل تصحيح معناه، أو ما يقرب منه بهذه المقدّمات المورثة للاطمئنان للمنصف المتدبّر فيها.
و مما يقرّب ذلك أنّ جماعة من الأعاظم، الذين تلقوا الكافي منه، و رووه عنه، و استنسخوه و نشروه، و إلي نسخهم تنتهي نسخه: كالشيخ الجليل- صاحب الكرامة الباهرة (2) - محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة بن صفوان ابن مهران الجمّال، و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني، و هما عمودا هذا السقف الرفيع.
و في بعض مواضع الكافي: و في نسخة الصفواني كذا، كما في باب النصّ ه.
ص: 470
علي أبي الحسن الثالث (عليه السلام) (1).
و العالم الجليل أبي غالب أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري- صاحب الرسالة في حال آل أعين- و قد قال في فهرست الكتب التي كانت عنده، و رواها عن أربابها من هذه الرسالة: و جميع كتاب الكافي تصنيف أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، روايتي عنه بعضه قراءة، و بعضه إجازة، و قد نسخت منه كتاب الصلاة و الصوم في نسخة، و كتاب الحج في نسخة، و كتاب الطهارة و الحيض في جزء، و الجميع مجلّد، و عزمي أن أنسخ بقيّة الكتاب إن شاء اللّه في جزء واحد، ورق طلحي (2)، و غيرهم من الأجلّاء.
و قد كانوا يسألون عن الأبواب حوائج و أمورا دنيويّة تعسّرت عليهم، يريدون قضاءها و إصلاحها.
هذا أبو غالب الزراري جاء إلي بغداد لشقاق وقع بينه و بين زوجته سنين عديدة، في أيام أبي القاسم الحسين بن روح، فسأله الدعاء لأمر قد أهمّه من غير أن يذكر الحاجة، فخرج التوقيع الشريف: «و الزوج و الزوجة فأصلح اللّه ذات بينهما» فتعجّب و رجع، و قد جعل اللّه بينهما المودّة و الرحمة في سنين، إلي أن فرّق الموت بينهما.
و الخبر مذكور في غيبة الشيخ بسندين مفصّلا (3). و مع ذلك كيف غفلوا عن السؤال عن ذلك؟ و قد كان عرض الكتاب عليهم (عليهم السلام) مرسوما، فإنّه مذكور في ترجمة جمع من الرواة.
و في غيبة الشيخ: أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن احمد بن علي بن 6.
ص: 471
نوح، عن أبي نصر هبة اللّه بن محمّد بن أحمد، قال: حدّثني أبو عبد اللّه الحسين ابن أحمد الحامدي البزّاز- المعروف بغلام أبي علي بن جعفر، المعروف بابن رهومة النوبختي، و كان شيخا مستورا- قال: سمعت روح بن أبي القاسم بن روح يقول: لمّا عمل محمد بن علي الشلمغاني كتاب التكليف، قال الشيخ- يعني أبا القاسم رضي اللّه عنه- اطلبوه إليّ لا نظره، فجاؤا به، فقرأه من أوّله إلي آخره، فقال: ما فيه شي ء إلّا و قد روي عن الأئمة (عليهم السلام) إلّا موضعين أو ثلاثة، فإنّه كذب عليهم في روايتها (لعنه اللّه) (1).
و أخبرني أبو محمّد المحمّدي (رضي اللّه عنه) عن أبي الحسين محمّد بن الفضل بن تمام (رحمه اللّه تعالي) قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد الزكوزكي (رحمه اللّه) و قد ذكرنا كتاب التكليف و كان عندنا: أنه لا يكون إلّا مع غال، و ذلك أنّه أوّل ما كتبنا الحديث، فسمعناه يقول: (و أيش) (2) كان لابن أبي العزاقر في كتاب التكليف، إنّما كان يصلح الباب و يدخله إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رضي اللّه عنه) فيعرضه عليه و يحكّكه، فإذا صحّ الباب خرج فنقله، و أمرنا بنسخة- يعني أنّ الذي أمرهم به الحسين بن روح رضي اللّه عنه-.
قال أبو جعفر: فكتبته في الإدراج بخطّي ببغداد. قال ابن تمام: فقلت له: فتفضل يا سيدي فادفعه حتي أكتبه من خطّك، فقال لي: قد خرج من يدي.
قال ابن تمام: فخرجت و أخذت من غيره و كتبت بعد ما سمعت هذه 4.
ص: 472
الحكاية.
و قال أبو الحسين بن تمام: حدّثني عبد اللّه الكوفي- خادم الشيخ حسين بن روح رضي اللّه عنه- قال: سأل الشيخ- يعني أبا القاسم رضي اللّه عنه- عن كتب ابن أبي العزاقر بعد ما ذمّ و خرجت فيه اللعنة، فقيل له: و كيف نعمل بكتبه و بيوتنا منها ملأي؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمّد الحسن بن علي (صلوات اللّه عليهما) و قد سأل عن كتب بني فضّال، فقالوا: كيف نعمل بكتبهم و بيوتنا منها ملأي؟ فقال (صلوات اللّه عليه): «خذوا بما رووا و ذروا بما رأوا» (1)، انتهي.
فمن البعيد غاية البعد أنّ أحدا منهم لم يطلب من الكليني هذا الكتاب، الذي عمله لعمل كافّة الشيعة، أو لم يره عنده، و لم ينظر إليه، و قد عكف عليه وجوه الشيعة و عيون الطائفة.
و بالجملة؛ فالناظر إلي جميع ذلك لعلّه يطمئن بما أشار إليه السيّد الأجلّ (2)، و توهّم أنّه لو عرض عليه (عليه السلام) أو علي أحد من نوّابه لذاع و اشتهر منقوض بالكتب المعروضة علي آبائه الكرام (صلوات اللّه عليهم) فإنّه لم ينقل إلينا كلّ واحد منها إلّا بطريق، أو طريقين، فلاحظ.
و قال العلّامة المجلسي (رحمه اللّه) في مرآة العقول: و أمّا جزم بعض المجازفين (3) بكون جميع الكافي معروضا علي القائم (عليه السلام) لكونه في بلد ».
ص: 473
السفراء فلا يخفي ما فيه، نعم عدم إنكار القائم (عليه السلام) و إباؤه (صلوات اللّه عليهم) في أمثاله في تأليفاتهم و رواياتهم، ممّا يورث الظنّ المتاخم للعلم بكونهم (عليهم السلام) راضين بفعلهم، و مجوّزين للعمل بأخبارهم (1).
انتهي.
قلت: المجازفة إن كانت في جزمهم فحقّ، و أمّا في الوثوق به لما ذكرنا فلا جزاف في كلام من ادّعاه. نعم لا حجيّة فيه لغيره، لحصوله من غير القرائن الرجالية المعوّل عليها عندهم.
و العجب من صاحب الوسائل، فإنّه نقل كلام السيّد في كشف المحجّة إلي قوله: الوكلاء المذكورين (2)، و لم ينقل تتمّة كلامه الذي هو نتيجة مقدّماته، و أو في دلالة علي ما هو بصدد إثباته، فلاحظ.
الثالث: قول النجاشي في حقه (رحمه اللّه): إنّه أوثق الناس في الحديث، و أثبتهم (3).
و كذا العلّامة في الخلاصة (4)، و هذا القول من هذا النقّاد الخبير، و العالم الجليل لا يقع موقعه إلّا أن يكون حاويا لكلّ ما مدح به الرواة و المؤلّفين، ممّا يتعلّق بسند الحديث و اعتبار الخبر.
و من أجلّ المدائح و أشرف الخصال المتعلّقة بالمقام الرواية عن الثقات، و نقل الأخبار الموثوق بها، كما ذكروه في ترجمة جماعة.
قال الشيخ في الفهرست في ترجمة علي بن الحسن الطاطري: كان واقفيّا، شديد العناد في مذهبه. إلي أن قال: و له كتب في الفقه، رواها عن
ص: 474
الرجال الموثوق بهم و برواياتهم، فلأجل ذلك ذكرناها (1).
و في الخلاصة في ترجمة جعفر بن بشير: و كان يعرف بقفّة العلم، لأنّه كان كثير العلم، ثقة، روي عن الثقات، و رووا عنه (2).
و ذكر مثله النجاشي فيه، و في ترجمة محمّد بن إسماعيل بن ميمون الزعفراني (3).
و في غيبة النعماني: و هذا الرجل- يعني ابن عقدة- ممّن لا يطعن عليه في الثقة، و لا في العلم بالحديث، و الرجال الناقلين له (4).
و قال الشيخ في العدة: و إن كان أحد الراويين مسندا و الآخر مرسلا، نظر في حال المرسل، فإن كان ممن يعلم أنّه لا يرسل إلا عن ثقة موثوق به لا ترجيح لخبر غيره علي خبره، و لأجل ذلك سوّت الطائفة بين ما يرويه محمّد بن أبي عمير، و صفوان بن يحيي، و أحمد بن محمد بن أبي نصر، و غيرهم من الثقات، الذين عرفوا بأنهم لا يروون و لا يرسلون إلّا ممّن يوثق به، و بين ما أسنده غيرهم، و لذلك عملوا بمرسلهم إذا انفرد عن رواية غيرهم (5)، انتهي.
و يأتي ان شاء تعالي أنّ المراد بنظائرهم، العصابة الذين ادّعي الكشيّ الإجماع علي تصحيح ما يصحّ عنهم، و اختاره الشيخ في اختياره.
و قال العلّامة في المختلف، في أحكام البغاة: لنا ما رواه ابن أبي عقيل، و هو شيخ من علمائنا تقبل مراسيله لعدالته و معرفته (6).ة.
ص: 475
و قد ذكروا في ترجمة جماعة أنّه صحيح الحديث، و الصحيح عند القدماء و إن كان أعمّ منه عند المتأخرين (1)، و أسباب اتّصاف الحديث عندهم بالصحة أكثر منها عند هؤلاء، ككونه في أصل، و تكرّر سنده، و وجوده في كتاب معروض علي أحدهم (عليهم السلام) و اشتهاره و مطابقته لدليل قطعي، و غير ذلك من الأمور الخارجيّة. و منها: الوثاقة، و التثبت، و الضبط، من الأمور الداخليّة، و الحالات النفسانيّة للراوي، التي هي ميزان الصحّة عند المتأخّرين، و الموثقية، فلا يدل قولهم: صحيح الحديث علي مدح في الراوي، فضلا عن عدالته و وثاقته علي ما يقتضيه بادئ النظر.
و لكن المتأمّل المنصف يعلم أنّ الحكم بصحّة حديث فلان، من دون الإضافة إلي كتابه لا يصحّ أن يكون لأجل الأمور الخارجيّة، المتوقّفة علي الوقوف علي كل ما رواه، و دوّنه، و عرضه عليها. و دونه خرط القتاد، بل لا بدّ و ان يكون لما علم من حاله، و عرف من سيرته و طريقته، من الوثاقة، و التثبّت، و الضبط، و البناء علي نقل الصحيح من هذه الجهة، و هذا مدح عظيم، و توثيق بالمعني الأعمّ، فأحاديثه حجّة عند كلّ من ذهب إلي حجيّة كلّ خبر وثق بصدوره، و اطمأنّ بوروده إذا حصل الوثوق، و اطمئنان القلب من حسن الظاهر، و صلاح ظاهر الحال، كما هو الحقّ، و عليه المحقّقون، و يأتي إن شاء اللّه تعالي مزيد توضيح لهذا الكلام.
إلي غير ذلك ممّا قالوه في ترجمة جماعة من الرواية و أرباب المصنّفات، فإذا كان أبو جعفر الكليني (رحمه اللّه) أوثقهم و أثبتهم في الحديث، فلا بدّ و أن يكون ظ.
ص: 476
جامعا لكلّ ما مدح به آحادهم من جهة الرواية، و لا يقصر نفسا، و لا حالا و رواية عنهم، فلو روي عن مجهول أو ضعيف ممّن يترك روايته، أو خبرا يحتاج إلي النظر في سنده، لم يكن أوثقهم و أثبتهم، فإنّ كلّ ما قيل في حقّ الجماعة من المدائح و الأوصاف المتعلّقة بالسند يرجع إليهما، فإن قيس مع البزنطي و أضرابه، و جعفر بن بشير، فلا بدّ و أن يحكم بوثاقة مشايخه، و إن قيس مع الطاطري و أصحاب الإجماع فلا مناص من الحكم بصحّة حديثه، بالمعني الذي ذكرناه، و إنّه لم يودع في كتابه إلا ما تلقاه من الموثوقين بهم و برواياتهم، و بذلك يصحّ إطلاق الحجّة عليه، كما مدح بهذه الكلمة بعضهم، و عدّوها من الألفاظ الصريحة في التوثيق، و قالوا: إنّ المراد منها أنّه ممّن يحتجّ (1) بحديثه.
قال المحقّق الكاظمي في عدّته: إنّ هذه الكلمة صارت بين أهل هذا الشأن تدلّ علي علوّ المكان، لما في التسمية باسم المصدر من المبالغة، كأنّه صار من شدّة الوثوق، و تمام الاعتماد، هو الحجّة بنفسه، و إن كان الاحتجاج بحديثه (2)، انتهي.
و كذا يظهر صحّة ما قاله الشيخ المفيد في مدح الكافي: إنّه أجلّ كتب الشيعة، و أكثرها فائدة (3).
فإنّ أكثريّة الفائدة لجامعيّته، لما يتعلّق بالأصول، و الأخلاق، و الفروع، و المواعظ، و أمّا الأجليّة فلا بدّ و أن تكون من جهة الاعتبار و الاعتماد، و قد كان تمام الأصول موجودا في عصره، كما يظهر من ترجمة أبي محمّد هارون بن موسي 5.
ص: 477
التلعكبري (1)، الذي أدرك عصره و روي عنه و غيره، و لا يحتمل أحد أنّه كان يتأمّل في الأحاديث الموجودة فيها من جهة السند إليها، أو من أربابها إليهم (عليهم السلام).
و قد قال هو (رحمه اللّه) في رسالة الردّ علي الصدوق، في مسألة العدد ما لفظه: و أمّا رواة الحديث، فإنّ شهر رمضان شهر من شهور السنة، يكون تسعة و عشرين يوما و يكون ثلاثين يوما، فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمّد ابن علي، و أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن علي، و أبي الحسن علي بن محمّد، و أبي محمّد الحسن بن علي (صلوات اللّه عليهم) و الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال، و الحرام، و الفتيا، و الأحكام، الذين لا يطعن عليهم، و لا طريق إلي ذمّ واحد منهم، و هم أصحاب الأصول المدوّنة، و المصنّفات المشهورة. (2). إلي آخره.
فإذا كان الكافي أجلّ ما صنّف، فهو أجلّ من هذه الأصول و المصنّفات.
و يظهر هذا من النجاشي أيضا، لأنّه قال بعد قوله: و كان أوثق الناس في الحديث و أثبتهم صنّف الكتاب المعروف بالكليني، يسمّي الكافي في عشرين سنة (3).6.
ص: 478
و ظاهر أنّ ذكره لمدّة تأليف الكافي لبيان أثبتيّته، و أنه لم يكن غرضه مجرّد جمع شتات الأخبار، فإنّه لا يحتاج إلي هذه المدّة الطويلة، بل و لا إلي عشرها، بل جمع الأحاديث المعتبرة، المعتمدة، الموثوق بها، و هذا يحتاج إلي هذه المدّة، لاحتياجه إلي جمع الأصول و الكتب المعتبرة، و اتّصالها إلي أربابها بالطرق المعتبرة، و النظر في متونها، و تصحيحها و تنقيحها، و غير ذلك ممّا يحتاج إليه الناقد البصير، العالم الثقة، الذي يريد تأليف ما يستغني به الشيعة في الأصول و الفروع إلي يوم القيامة، هذا غرضه و إرادته، و هذا تصديق النقدة و مهرة الفن، و حملة الدين، و تصريحهم بحصول الغرض و وقوعه.
و يظهر من أوثقيّته و أثبتيّته أيضا أنّه مبرّأ عن كلّ ما قدح به الرواة، و ضعفوا به من حيث الرواية، كالرواية عن الضعفاء و المجاهيل، و عمّن لم يلقه، و سوء الضبط، و اضطراب ألفاظ الحديث، و الاعتماد علي المراسيل التي لم يتحقّق وثاقة الساقط عنده، و أمثال ذلك ممّا لا ينافي العدالة، و لا يجتمع مع التثبّت و الوثاقة.
و إذا تأمّلت فيما ذكرناه، و ما مرّ في ترجمة الشيخ النجاشي، من حال أمثاله، في شدّة احتياطهم في أخذ الخبر، و تلقّيه عن كلّ أحد تعرف أنّ النظر في حال مشايخ ثقة الإسلام، و احتمال تلقّيه عن ضعيف أو مجهول، ينافي أوثقيّته و أثبتيّته بنصّ النجاشي و العلامة، و يوجب تأخّره قدرا عن جماعة نزّهوا مرويّاتهم عن التدنّس بهذه الذموم، كما مرّ، و تأخّر كتابه رتبة عن كتب لا ينظر إلي أسانيد أحاديثها، مع انّه أجلّ كتب الشيعة.
و هكذا الكلام في مشايخ مشايخه لما ذكر.
و لا يخفي أنّ الظنّ بل الوثوق الحاصل بأحاديث الكافي من هذه القرينة من الظنون الرجاليّة المعتبرة عندهم، كما يظهر من عملهم في الفقه و الرجال، و ليس من الأمور الخارجيّة الغير المربوطة بحال الراوي و صفاته، ممّا لا دليل علي
ص: 479
حجيّته كما هو ظاهر.
و ما ذكروه في هذا المقام من الشبهات وارد علي من ادّعي بأمثال هذه القرائن قطعيّة أحاديثه، و لا ينافي بعد الغضّ عن ورود جملة منها الاطمئنان و الوثوق، و يأتي لهذا الكلام تتمّة إن شاء اللّه تعالي.
كما تقدّم بعضه، و هو قوله:
و قلت: إنّك تحب أن يكون عندك كتاب كاف، يجمع [فيه] جميع فنون [علم] الدين. إلي أن قال: بالآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهم السلام) و السنن القائمة التي عليها العمل، و بها يؤدّي فرض اللّه عزّ و جلّ، و سنة نبيّه (صلّي اللّه عليه و آله). إلي أن قال: و قد يسرّ اللّه- و له الحمد- تأليف ما سألت، فأرجو أن يكون بحيث توخيت، فمهما كان فيه من تقصير فلم تقصّر نيّتنا في إهداء النصيحة، إذ كانت واجبة لإخواننا و أهل ملّتنا (1)، انتهي.
و هذا الكلام منه صريح في أنّه (رحمه اللّه) كتب الخطبة (2) بعد تأليف الكتاب، فاحتمال أنّه رجع عمّا أراده أولا ساقط لا يعتني به، كاحتمال الغفلة عن مقصده و مرامه، لدعواه أنّه كما أراد السائل، و لا يكون إلّا مع استقامته في بنائه و طريقته، و الالتفات إلي مقصده و نيّته وقت التأليف، ثمّ عرضه علي ما كان في نفسه من كيفيّته، و مطابقته لغرضه و غرض السائل.
إنّما الكلام في وجه الاستظهار، و وجه قبول هذه الشهادة، و قد أشرنا سابقا إلي الاختلاف بين القدماء و المتأخّرين في المراد من الصحّة في الخبر، و أنّ معه لا ينفع شهادة الطائفة الأولي للثانية في بادئ النظر، و نزيد هنا بيانا و توضيحا
ص: 480
فنقول:
قال الشيخ بهاء الدين في مشرق الشمسين، بعد تقسيم الحديث إلي الأقسام الأربعة المشهورة: و هذا الاصطلاح لم يكن معروفا بين قدمائنا كما هو ظاهر لمن مارس كلامهم، بل المتعارف بينهم إطلاق الصحيح علي ما اعتضد بما يقتضي اعتمادهم عليه، أو اقترن بما يوجب الوثوق به و الركون إليه، و ذلك بأمور:
منها: وجوده في كثير من الأصول الأربعمائة التي نقلوها عن مشايخهم بطرقهم المتّصلة بأصحاب الأئمّة (عليهم السلام) و كانت متداولة في تلك الأعصار، مشتهرة اشتهار الشمس في رابعة النهار.
و منها: تكرّره في أصل أو أصلين منها فصاعدا، بطرق مختلفة، و أسانيد عديدة معتبرة.
و منها: وجوده في أصل معروف الانتساب إلي أحد الجماعة الذين أجمعوا علي تصديقهم: كزرارة، و محمّد بن مسلم، و الفضيل بن يسار، أو علي تصحيح ما يصحّ عنهم: كصفوان بن يحيي، و يونس بن عبد الرحمن، و أحمد ابن محمّد بن أبي نصر البزنطي، أو علي العمل بروايتهم: كعمّار الساباطي، و غيرهم ممّن عدّهم شيخ الطائفة في العدّة، كما نقله عنه المحقّق في بحث التراوح من المعتبر (1).
و منها: اندراجه في أحد الكتب التي عرضت علي الأئمة (صلوات اللّه عليهم) فأثنوا علي مصنّفيها، ككتاب عبيد اللّه بن عليّ الحلبي، الذي عرضه علي الصادق (عليه السلام) و كتابي يونس بن عبد الرحمن و فضل بن شاذان، المعروضين علي العسكري (عليه السلام).4.
ص: 481
و منها: كونه مأخوذا من الكتب التي شاع بين سلفهم الوثوق بها، و الاعتماد عليها، سواء كان مؤلّفوها من الفرقة الناجية المحقّة، ككتاب الصلاة لحريز بن عبد اللّه، و كتب ابني سعيد، و علي بن مهزيار، أو من غير الإماميّة، ككتاب حفص بن غياث القاضي، و كتب الحسين بن عبيد اللّه السعدي، و كتاب القبلة لعليّ بن الحسن الطاطري (1)، و قد جري رئيس المحدّثين (2) علي متعارف القدماء فحكم بصحة جميع أحاديثه، و قد سلك ذلك المنوال جماعة من أعلام علماء الرجال لما لاح لهم من القرائن الموجبة للوثوق و الاعتماد (3)، انتهي.
و قال الأستاذ الأكبر في التعليقة: إنّ الصحيح عند القدماء هو ما وثقوا بكونه من المعصومين (عليهم السلام) أعمّ من أن يكون منشأ وثوقهم كون الراوي من الثقات، أو أمارات أخر، و يكونوا يقطعون بصدوره عنه (صلّي اللّه عليه و آله) أو يظنّون (4).
و صرّح هو (رحمه اللّه) و غيره أنّ بين صحيح القدماء و صحيح المتأخّرين العموم المطلق، و هذا واضح.
فعلي هذا، فحكم الكليني (رحمه اللّه) بصحّة أحاديثه لا يستلزم صحّتها 6.
ص: 482
باصطلاح المتأخّرين، لاحتمال كون المنشأ في الجميع أو بعضها غير وثاقة الراوي.
و أنت خبير بأنّ هذا وارد علي من أراد أن يحكم بصحّة أحاديثه بالمعني الجديد، بمجرّد شهادة الكليني بها، و أمّا من كان الحجّة عنده من الخبر هو ما وثقوا به بأمثال ما ذكره الشيخ البهائي، و غيره من علماء الرجال، من القرائن التي تورث الوثوق و الاطمئنان بصدور الخبر، لا بصحّة مضمونه، فشهادته نافعة جدّا عنده، بل عند جلّهم، فإنّهم اعتذروا عن آية اللّه العلامة، و شيخه جمال الدين أحمد بن طاوس لتغييرهم الاصطلاح باختفاء أكثر قرائن الصحّة، التي كانت عند القدماء، لا بعدم اعتبارها، أ تري أحدا من الأعلام يستشكل في حجيّة خبر يوجد في أحد الكتب و الأصول، التي أشار إليها شيخنا البهائي، لو وقع الأصل أو الكتاب بيده، و وثق بانتسابه إليه؟! حاشاهم عن ذلك، و إنّما وقعوا في هذا المضيق لعدم عثورهم عليه، أو لعدم ثبوته بالطريق المعتبر عنده.
فحينئذ نقول: إذا شهد ثقة الإسلام بكون أحاديث الكافي صحيحة، فسبب الشهادة أمّا وثاقة رواتها فلا إشكال فيه، لأنّها في حكم توثيق جميعهم بالمعني الأعمّ، و أيّ فرق في الأخذ بقول المزكّي العادل، بين تزكية واحد بعينه، أو جماعة معلومين متّسمين، مشتركين في أمر واحد هو كونهم من رواة أحاديث الكافي، أو كونها مأخوذة من تلك الأصول، و الكتب المعتبرة عند الإماميّة كافّة، و هي شهادة حسيّة أبعد من الخطأ و الغلط من التوثيق، فإنّ حاصلها إنّي نقلت الحديث الفلاني من الكتاب الفلاني، و احتمال الاشتباه فيه سدّ لباب الشهادات، و كذا لو كان بعضها للوثاقة و بعضها للأخذ من تلك الأصول، كما لعلّه كذلك.
و قد صرّح بما ذكرناه الأستاذ الأكبر البهبهاني (طاب ثراه) في الفائدة الأولي من التعليقة، في ردّ من اقتصر في الحجّة بخبر العادل، و اقتصر في ثبوت
ص: 483
العدالة بالظنون الرجاليّة و إن كانت ضعيفة، بعد إيراد شبهات عليهم، فقال (رحمه اللّه):
و مع ذلك جلّ أحاديثنا المرويّة في الكتب المعتمدة يحصل فيها الظن القوي، بملاحظة ما ذكرناه في هذه الفوائد الثلاث، و في التراجم، و ما ذكروا فيها، و ما ذكره المشايخ من أنّها صحاح، و أنّها علميّة، و أنّها حجّة فيما بينهم و بين اللّه تعالي، و أنّها مأخوذة من الكتب التي عليها المعوّل، و غير ذلك. مضافا إلي حصول الظنّ من الخارج بأنّها مأخوذة من الأصول و الكتب الدائرة بين الشيعة، المعمولة عندهم، و أنهم نقلوها في الكتب التي ألّفوها لهداية الناس، و لأن تكون مرجعا للشيعة، و عملوا بها، و ندبوا إلي العمل مع منعهم من العمل بالظنّ مطلقا، أو مهما أمكن، و تمكّنهم من الأحاديث العلميّة- غالبا أو مطلقا- علي حسب قربهم من الشارع و بعدهم، و دأبهم في عدم العمل بالظن مع علمهم، و فضلهم، و تقواهم، و ورعهم، و غاية احتياطهم، سيّما في الأحكام و أخذ الرواية، إلي غير ذلك.
مضافا إلي ما يظهر في المواضع بخصوصها من القرائن، علي أنّ عدم إيراث ما ذكر هنا الظنّ القوي، و إيراث ما ذكرناه في عدالة جميع سلسلة السند، ذلك فيه ما لا يخفي (1)، انتهي.
و من ذلك يظهر أنّ ما ذكره (رحمه اللّه) من الشبهات في صحّة أخبار الكافي، في رسالة الأخبار و الاجتهاد- التي ألّفها قبل التعليقة بمدّة كثيره، فإنّه ألّفها في حياة أستاذه السيّد صدر الدين، المتوفّي في عشر الستّين بعد المائة و الألف، كثيرا ما يشير في التعليقة إليها- فإنّما هي في قبال من تمسّك بشهادة الكليني علي صحّة أخبار كتابة بكونها قطعيّة، لأنّ الصحيح عندهم ما قطعوا 4.
ص: 484
بصدوره، فأورد عليهم شبهات بعضها مدفوعا في بادئ النظر، و بعضها لا ينهض لإبطال دعوي القطعيّة، و لذلك لم يعتن بها في التعليقة، و ادّعي الوثوق بصدورها مستشهدا بشهادة الكليني كما عرفت.
و العجب أنّ صاحب المفاتيح (طاب ثراه) قد أطال الكلام، و أورد جملة من شبهات جدّه في هذا المقام، و أخذ في تقويتها بما هو أوهن منها، و قال في آخر كلامه:
و بالجملة؛ الاعتماد علي ما ذكره الكليني، و دعوي صحّة ما في كتابه، و إثبات الأحكام الشرعيّة بمجرّد مقالته، جرأة عظيمة في الشريعة، خصوصا علي القول بمنع حجيّة الشهرة و الاستقراء، لأنّ ما دلّ علي عدم حجيّتها يدلّ علي عدم حجيّة ما ذكره بطريق أولي، لأنّ الظن الحاصل منهما أقوي من الظنّ الحاصل بما ذكره (1)، انتهي.
و لم ينقل في خلال مقاله مع طوله كلام جدّه في التعليقة،
و نحن نورد خلاصة جملة من تلك الشبهات و نشير إلي ما فيها.
منها: مجرّد حكم شيخهم بالصحّة.
و منها: اعتماد شيخهم علي الخبر.
و منها: عدم منع الشيخ عن العمل به.
و منها: عدم منع الشيخ عن روايته للغير.
و منها: موافقته للكتاب و السنة، انتهي.
و فيه أوّلا: إنّ في الرسالة أورد هذه الشبهة لإثبات أنّ المراد من الصحيح
ص: 485
في كلام القدماء الأعمّ من قطعيّ الصدور، كما صرّح به في المفاتيح (1) أيضا.
و ثانيا: إنّ الظاهر أنّ القرائن الثلاثة الأولي أخذها من كلام الصدوق، فإنّه قال في العيون بعد ذكر رواية عن محمّد بن عبد اللّه المسمعي ما لفظه: كان شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد سيّئ الرأي في محمّد بن عبد اللّه راوي هذا الحديث، و أنا أخرجت هذا الخبر في هذا الكتاب لأنّه كان في كتاب الرحمة، قرأته عليه فلم ينكره و رواه لي (2)، انتهي.
و كتاب الرحمة لسعد بن عبد اللّه، و هو من جمله الكتب التي صرّح في أوّل الفقيه بأنها مشهورة، عليها المعوّل، و إليه المرجع (3).
و قال في الفقيه: كلّما لم يحكم ابن الوليد بصحّته فهو عندنا غير صحيح (4)، فبمجرد ذلك كيف يجوز نسبة ذلك إلي كلّهم؟
و ثالثا: إنّ الكلام فيه كالكلام في السابق، فإنّ ابن الوليد إذا كان عندهم بمكان من الوثوق، و التثبّت، و الاطلاع، و الاحتياط الخارج عن متعارف المشايخ، و عدم روايته عمّن فيه شائبة ضعف، من غلوّ (5) بمعناه عنده، أو غيره، فإذا حكم بصحة خبر، أو اذن في روايته، أو لم يمنع منها من كان يأخذ بقوله و يعتمد، فلا شكّ في الوثوق بهذا الخبر لوثاقة رواته، أو لوجوده في أصل معتبر، إلي آخر ما تقدّم.
مع أنّ الكليني بمعزل عن هذا الاحتمال في كلامه، بعد كونه أوثق م.
ص: 486
المشايخ و أثبتهم.
و رابعا: إنّ عدّ موافق الكتاب و السنة من أسباب الصحّة عندهم غريب، لا يوافقه ديدنهم في تصحيح الخبر و ردّه، و تصحيح الكتاب و طرحه، و انّما هو من المرجّحات بعد الفراغ عن الحجيّة، و من أسباب التميّز كما هو صريح الكليني، فإنّه قال بعد كلامه الذي قدمنا نقله:
و اعلم يا أخي- أرشدك اللّه- أنّه لا يسع أحدا تمييز شي ء مما اختلفت الرواية فيه عن العلماء (عليهم السلام) برأيه، إلّا علي ما أطلقه العالم (عليه السلام) بقوله: أعرضوا علي كتاب اللّه، فما وافق كتاب اللّه (جلّ و عزّ) فخذوه، و ما خالف كتاب اللّه فردّوه.
و قوله (عليه السلام): دعوا ما وافق القوم فإنّ الرشد في خلافهم.
و قوله (عليه السلام): خذوا بالمجمع عليه، فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه، و نحن لا نعرف من جميع ذلك إلّا أقلّه، و لا نجد شيئا أحوط و لا أوسع من ردّ علم ذلك كلّه إلي العالم (عليه السلام) و قبول ما وسع من الأمر بقوله (عليه السلام): بأيّهما أخذتم من باب التسليم وسعكم، انتهي (1).
فلو كان غرضه تمييز الصحيح عن غيره، لكان عليه ذكر الوثاقة و هي أعظم أسباب الصحّة و أكثرها، و أسهلها تحصيلا عندهم، ثم كيف يأخذ بأخبار التخيير؟ و هل هو إلّا بين الحجّتين؟! فلو فرضنا أنّ الموافقة عند القدماء من القرائن، فلا بدّ من استثناء الكليني عنهم في هذا الكتاب، لاعترافه بإعراضه عنها، لما ذكره مع ذكره فيه الأخبار الصحيحة- حسب اعتقاده- للعمل بها، فلا بدّ و أن تكون صحّتها من غير جهتها.
مع أنّ بعد التأمّل في كلماتهم يظهر أنّه لا أصل لهذا الاحتمال.ر.
ص: 487
فممّا يشهد لذلك قول النجاشي في ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيي: و كان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمّد بن أحمد بن يحيي ما رواه عن محمّد بن موسي الهمداني، و عدّ نيف و عشرين رجلا ثم قال: قال أبو العباس ابن نوح: و قد أصاب شيخنا أبو جعفر (رحمه اللّه) في ذلك كلّه، و تبعه أبو جعفر ابن بابويه علي ذلك، إلّا في محمّد بن عيسي بن عبيد، فلا أدري ما رأيه فيه، لأنّه كان علي ظاهر العدالة و الثقة، انتهي. (1).
و يظهر منه، أوّلا: إنّ مناط الردّ و القبول عندهم هو الوثاقة.
و ثانيا: عدم كون الموافقة من أسباب الصحة، إذ من البعد أن يكون تمام أخبار هؤلاء غير موافق للكتاب، و لا يكون فيها ما يوافقه، فلو صحّ الخبر عندهم بالموافقة كما يصحّ بالوثاقة، فلا بدّ من استثناء من المستثنيات، و يقول المستثني: إلّا ما كان من رواياتهم توافق الكتاب.
و منه يظهر الاستشهاد بقولهم في ترجمة جماعة، بعدم الاعتماد بما تفرد به من دون استثناء ما وافق رواية المنفرد الكاتب لدخولها حينئذ في حريم الصحيح، الذي هو المعمول به عندهم، إلّا ما صدر عن تقيّة.
و بتصريحهم بعدم الاعتماد برواية جماعة و بكتبهم، لاتّصافهم ببعض ما ينافي الوثاقة عندهم، و إعراضهم عنها، من غير إشارة إلي استثناء ما وافق الكتاب منها، مع أنّا نعلم أنّ كثيرا منها أو أكثرها توافقه، و من جميع ذلك يظهر أنّ مناط الصحة الوثاقة بالمعني الأعمّ، بل القرائن الأخر التي عدّها في مشرق الشمسين (2) ترجع بعد التأمّل إليها، و إذا فقدت ردّ الخبر وافق الكتاب أم لا، و إذا عمل بالمردود الموافق كان للكتاب لا له، فإنّ الموافقة تجبر المضمون حينئذ،).
ص: 488
و لا ربط له بصحة الخبر.
قال شيخ الطائفة في العدّة: و أمّا ما اخترته فهو أنّ خبر الواحد إذا كان من طريق أصحابنا، و كان مرويّا عن النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) أو أحد من الأئمة (عليهم السلام) و كان ممّن لا يطعن في روايته، و يكون سديدا في نقله، و لم يكن هناك قرينة تدلّ علي ما تضمّنه، لأنّه إذا كان كذلك كان الاعتبار بالقرينة، و كان موجبا للعلم، و نحن نذكر القرائن فيما بعد (خيار) العمل به، و الذي يدلّ علي ذلك إجماع الفرقة المحقّة، فإنّي وجدتها مجمعة علي العمل بهذه الأخبار، التي رووها في تصانيفهم، و دوّنوها في أصولهم [لا يتناكرون ذلك] (1) و لا يتدافعونه، حتي أنّ واحدا منهم إذا أفتي بشي ء لا يعرفونه سألوه من أين قلت؟ فإذا أحالهم علي كتاب معروف و أصل مشهور، و كان راويه ثقة لا ينكرون حديثه، سكتوا و سلّموا الأمر في ذلك و قبلوا، و هذه عادتهم و سجيتهم من عهد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) و من بعده من الأئمة (عليهم السلام) إلي زمان الصادق (عليه السلام) الذي انتشر عنه العلم، و كثرت الرواية من جهته، فلو لا أنّ العمل بهذه الأخبار جائز لما أجمعوا علي ذلك، و لأنكروه، لأنّ إجماعهم لا يكون إلّا عن معصوم (2)، انتهي.
لا يقال: هذه العبارة تطلق في مقام هضم النفس، و تدلّ بالفحوي علي أنّ الإخبار علمي، لأنّا نمنع من ذلك، بل الأولي في أمثال المقام الذي يقصد فيه إرشاد الغير، و تحريفه عن الباطل، التصريح بما هو الحقّ دون مراعاة هضم النفس.
ص: 489
و بالجملة لو جوّزت الحكم باشتغال ذمّة زيد إذا أقرّ بشي ء بمثل هذه العبارة، جاز لك دعوي دلالتها علي شهادة الكليني (رحمه اللّه) بصحة أخبار الكافي (1)، انتهي.
و أشار إلي هذه الشبهة قبله جدّه في الرسالة، فقال في مقام بيان عدم شهاداتهم علي صحّة كتبهم: و أمّا ما ذكره الكليني من قوله: و قد يسرّ اللّه تعالي تأليف ما سألت، و أرجو أن يكون بحيث توخّيت، فإنّه كالصريح فيما ذكرنا، و إنّ بناءه ليس علي الشهادة، و إزالة الحيرة لا تقتضي الشهادة بالصحة، بل لا تقتضي علمه بالصحة أيضا، بل ربما يكون في عبارته إيماء إلي ظنّه بها (2)، فتأمّل.
و الجواب: إنّ هذه العبارة لا يصحّ صدورها عنه بحسب متعارف العرف، إلّا بعد إنجاحه مسئول السائل، و جمعه الأخبار الصحيحة في مصطلحهم، حسب و سعة و معتقده، و لاحتماله الخطأ و النسيان و الغفلة في نفسه، فيما يتعلّق بها من إحراز الصحة، و ذكر تمام السند، و عدم الاسقاط منه، و عدم التبديل، و عدم الإسقاط في المتن، و أمثال ذلك ممّا يأتي احتماله في أغلب كلمات المتكلّمين، و مؤلّفات المصنّفين، و يدفع بالأصول المجمع عليها، و كذا غفلته عن ذكر بعض الأبواب المتعلّقة بأمور الدين رأسا، أتي بكلمة «أرجو» مشيرا إلي انّي جمعت الأخبار الصحيحة كما ذكرت، و أرجو من اللّه تعالي عدم وقوع غفلة في بعض ما يتعلّق بها، و علي ما في المفاتيح يكون الكليني متردّدا في صحّة تمام أخبار كتابه أو بعضها، و التردّد ينافي الشهادة المعتبرة فيها الجزم، و لذا قال: أرجو، و فيه من المفاسد ما لا يخفي.أ.
ص: 490
توضيحه: إنّ السائل سأله أن يجمع له الأخبار الصحيحة، ممّا يتعلّق بأمور الدين، فألّف له و لسائر إخوانه في الدين هذا الكتاب، لينتفع به إلي يوم القيامة، و صرّح بأنّه في هذا المقام لم يقصّر نيته في إهداء النصيحة الواجبة عليه لإخوانه، و النصيحة لهم في هذا المقام أن يكون باذلا جهده، و كادحا سعيه، حسب ما يقدر عليه، و عنده من الأسباب في هذا الجمع، فيجمع في جامعه ما يحتاجون إليه في أمور دينهم، و يكون بحيث ينتفعون به، و لا ينتفعون به إلّا بعد كون ما جمعه صحيحا، لعدم جواز الانتفاع في أمور الدين بالضعاف عندهم.
فنقول: إنّه (رحمه اللّه) حين الجمع و التأليف لهذا المقصد العظيم، إمّا كان عنده من أسباب إتمام هذا المرام، من الأصول و الكتب المعروضة و المعتمدة المعوّل عليها و أخبار الثقات ما يتمّ به المقصود أو لا، و لا أظنّ أحدا يحتمل في حقّه الثاني، فإنّ تمام الأصول كان عند أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري، و كان يروي تمامها بطرقه كما صرّحوا به في ترجمته، و هو من رجاله و تلامذته، و كان أكثرها عند الفقيه الثقة حميد بن زياد- شيخه المعاصر له- و غيرهما، فكيف به و هو جذيلها المحكك، و عذيقها المرجّب، شيخ الطائفة و مرجعها، القاطن في مركز العلم و مجمع الرواة بغداد، القريب من عديلتها في ذلك الكوفة، و قرب عصره بعصر الأئمة (عليهم السلام) و أرباب الأصول.
و بالجملة فاحتمال عدم تمكنه يعدّ من الوسواس الذي ينبغي الاستعاذة منه.
و علي الأول: فإمّا أن يقال: بأنه كان عارفا بصحيح الأخبار، و ضعيفها، و سليمها، و سقيمها، عالما بالأصول و الكتب المعتمدة، مميّزا لها من غيرها، ناقدا للرواة، بصيرا بالرجال، غير مشتبه عليه مزكيها بمجروحها، و ثقتها بضعيفها، صدوقها بكذوبها، ثبتها بمخلطها، أولا.
ص: 491
و لا سبيل إلي الاحتمال الثاني لما مرّ، من أنّه كان أوثق الناس في الحديث و أثبتهم، و لا يمكن البلوغ إلي هذه الذروة العالية إلّا بعد الأخذ بمجامع أطراف هذا الفنّ كما هو، و قد عدّ النجاشي من كتبه «كتاب الرجال» (1)، و هذا من الظهور بمكان لا يحتاج إلي البرهان.
فإذا علم أنه كان عنده من الأخبار الصحيحة ما يتمّ به إنجاح مسئوله، و كان عارفا بها، مميّزا للغثّ من السمين، و عازما علي جمعه الصحاح عند التأليف، و ملتفتا إلي مرام السائل و مقصده بعد الجمع، كما عرفت أنّه كتب الخطبة بعد التأليف، فاحتمال وجود الضعاف في كتابه إمّا لعدم وجود الصحيح عنده، و عدم عثوره عليه عند الحاجة، أو لعدم تمييزه بينه و بين الضعيف، فخلط بهما و جمع الكتاب منهما، أو لغفلته عنده عن مرام السائل، و عزمه علي إنجاحه، فصار كسائر المؤلّفين الذين بنوا علي مجرّد جمع الأخبار من صنف واحد أو أصناف، صونا لها عن التضييع و التشتت، أو لنسيانه بعد الشروع في مقصده، أو انصرافه عنه.
و قد عرفت بطلان كلّ ذلك حسب ما عرفت من حاله، و ذكر في ترجمته، و صرّح به في خطبة الكتاب، مع أنّه لو كان فيه الضعاف فاحتمال اندراجها فيه غفلة و نسيانا، ساقط من وجوه لا تخفي، و مع التعمّد لا يسوغ له أن يقول: و قد يسرّ اللّه تعالي تأليف ما سألت، فإنّه كذب و تدليس، و أن يقول: و أرجو أن يكون بحيث توخّيت، إذ مع علمه بها يعلم أنّ كتابه غير حاو لما سأله، فلا يكون قطعا بحيث توخّاه، فأين موضع الرجاء؟ و إنّما يصدق هذا الكلام إذا أتي بما طلب منه، و لكن احتمل فيه الغفلة و النسيان، الغير المنافي لكون 6.
ص: 492
الشهادة علميّة، و الإخبار جزميّا.
و لوضوح فساد هذه الشبهة عرفت أنّ الأستاذ الأكبر- الذي هو مبدئها لإبطال من تمسّك بالشهادة المذكورة علي قطعيّة الأخبار- رفع اليد عنها في التعليقة، و في الفوائد الأصولية، كما يأتي، و نصّ علي أنّه شهد بالصحّة كما مرّ (1).
الثالثة: ما في المفاتيح من أنّ إخبار الكليني بصحّة ما في الكافي، كما يمكن أن يكون باعتبار علمه (2) بها، و قطعه بصدوره عن الأئمة (عليهم السلام) فيجوز الاعتماد عليه كسائر أخبار العدول، كذلك يمكن أن يكون باعتبار اجتهاده و ظهورها عنده، و لو بالدليل الظنّي، فلا يجوز الاعتماد عليه، فإنّ ظنّ المجتهد لا يكون حجّة علي مثله، كما هو الظاهر من الأصحاب، بل العقلاء، و حيث لا ترجيح للاحتمال الأوّل وجب التوقف [في العمل] به، لأنّ الشكّ في الشرط يوجب الشكّ في المشروط، فيلزم التوقف (3).
ثم أورد علي نفسه شبهة و أجاب عنها، و أخري كذلك، كلّها كأصل الشبهة، مبنيّة علي أنّ المراد من الصحيح عندهم القطعيّ الصدور، الذي لا ندعيه، بل المدّعي أنّه عندهم ما وثقوا بصدوره، و اطمأنّوا به، و الكليني شهد بذلك، و الاعتماد بشهادته ليس اعتمادا علي ظنّ المجتهد، الذي ليس حجّة علي مثله، و إنّما يرد هذا علي الذين يعوّلون علي تصحيح الغير علي طريقة المتأخّرين.
أما الأول: فلما عرفت من أنّ شهادة الكليني (رحمه اللّه) علي صحّة خبر،
ص: 493
ترجع إلي كون الخبر موجودا في الأصول و الكتب المعوّل عليها، المعلومة الانتساب إلي أربابها، المتّصلة طرقه و أسانيده إليها، و أخرجه منها، أو تلقّاها عن الثقات الذين لم تكن معرفته لهم متوقّفة علي أمور نظريّة، لكونهم من مشايخه و مشايخ مشايخه، و قرب عصره منهم، و عدم اشتباههم بغيرهم، و كلّها شهادة حسيّة مقبولة عند الفقهاء (1)، فلو شهد عادل أنّ هذا الكتاب لفلان، و هذا الكلام موجود في كتاب فلان، أو فلان ثقة، فهل رأيت أحدا يستشكل في ذلك؟ بل عليه مدار الفقه في نقل الفتاوي، و الآراء، و الأقوال، و التزكية، و الجرح، و قد عرفت أنّ موافقة الكتاب و السنّة لم تكن عندهم من أسباب الصحّة، فلا تحتاج شهادته (رحمه اللّه) إلي نظر يوجب الاعتماد عليها الاعتماد علي ظنّ المجتهد.
و أمّا الثاني: فلأن صحّة الخبر حينئذ تتوقّف علي تشخيص رجال السند، المتوقف علي تمييز المشتركات منها، و لبعد العهد عن الرواة صار هذا الباب من مطالب الرجال من المسائل النظريّة الصعبة، التي اختلفت الأنظار في مواردها، و كذا علي توثيق آحاده بما ذكروه في ترجمته، من الألفاظ الصريحة في التوثيق، و الظاهرة فيه، و التي اختلف في دلالتها علي التوثيق.
و قد بلغ الخلاف في (كلمة) إلي حدّ فهم بعضهم منها المدح بل التوثيق، و آخر منها الذم و الضعف، كقولهم في حقّ جماعة: أسند عنه (2)، و كذا 4.
ص: 494
الاختلاف الشديد في حقّ جماعة زكّاهم جماعة، و ضعّفهم آخرون، و هكذا.
فالمصحّح للخبر يحتاج إلي نظر، و تأمّل، و تتبّع، و تشخيص، و تمييز، و ترجيح، و بعضها حدسيّة.
و قد كثر الخطأ و الزلل منهم في هذا المقام، كما هو مشاهد في الكتب الرجاليّة و الفقهيّة، فالاعتماد علي تصحيح الغير هنا، اعتماد علي ظنّ المجتهد الذي حظره، و هذا المطلب يحتاج إلي شرح لا يقتضيه المقام.
إذ لم يعتمدوا علي رواية مرويّة في الكافي، و لا صحّحوها، باعتبار أنّ الكليني أخبر بصحّة ما في الكافي، بل شاع بين المتأخّرين تضعيف كثير من الأخبار المروية فيه سندا، و لو كان ما ذكره الكليني مما يصحّ أن يعوّل عليه، و يجعل أصلا في الحكم بصحّة أخبار الكافي، لما حسن منهم ذلك، بل كان عليهم أن ينبّهوا علي أنّ ما ذكره أصل لا ينبغي العدول عنه، هذا و قد اتّفق لجماعة من القدماء: كالمفيد، و ابن زهرة، و ابن إدريس [و الشيخ] و الصدوق، الطعن في أخبار الكافي بما يقتضي أن لا يكون غيره محلّ الاعتبار (1)، انتهي.
و الجواب: أنّه لم يدع أحد حتي من ادّعي قطعيّة أخبار الكافي أنّ أخباره صحيحة- بالمصطلح الجديد- فيكون رجال أسانيدها في جميع الطبقات من عدول الإماميّة، كيف و فيه من رجال سائر المذاهب- الذين لا اختلاف (2) فيهم
ص: 495
- ما لا يحصي، و لا ادّعي أحد أنّ ما في الكافي مقدّم علي ما يوجد في غيره- في جميع الحالات- عند التعارض، بل المدّعي أنّ كلّ ما فيه موثوق صدوره عن من ينتهي إليه، مهذّب عما يدرجه في سلك الضعاف عندهم، لم يجمع فيه- كجملة من الجوامع- بين الغثّ و السمين، و السليم و السقيم، بل كلّه صحيح بهذا المعني، حجّة عند من بني علي حجيّة هذا القسم من الخبر، يعمل به مثل ما يعمل كلّ بما هو حجّة عنده من أقسامه، فإن خلا عن المعارض يتمسّك به، و إلّا فقد يقدّم، و قد يقدم غيره عليه إذا اشتمل علي مزايا توجب تقديمه.
إذا تمهّد ذلك نقول: إن أراد من المحقّقين، هم الذين اقتصروا في الحجّة علي الخبر الصحيح بالمعني الجديد، فلا كلام معهم و لا حجّة لقولهم علي أحد، و ليس المقام مقام دعوي الشهرة و الإجماع، لكثرة الاختلاف، و تشتت الأقوال في تعيين الحجّة من أقسامه، و إن أراد الجميع ففيه ما لا يخفي.
قال جدّه الأستاذ الأكبر- في الفائدة الثانية و العشرين، من الفوائد الحائرية-:
و منها: وجود الرواية في الكافي أو الفقيه، لما ذكرا في أوّلهما، و اعتمد علي ذلك جمع، و إذا اتفق وجودها فيهما معا ففيه اعتماد معتدّ به، بالغ كامل، و إذا اتفق وجودها في الكتب الأربعة من غير قدح فيه، فهو في غاية مرتبة من الاعتداد به و الاعتماد عليه.
و منها: إكثار الكافي أو الفقيه من الرواية، فإنّه أخذ أيضا دليلا علي الوثاقة، سيّما إذا أكثرا معا (1).
و تقدم قول الشهيد في الذكري، بعد نقل خبر مرسل عن الكافي، في بعض أنواع الاستخارة ما لفظه: و لا يضرّ الإرسال، فإن الكليني (رحمه اللّه)6.
ص: 496
ذكرها في كتابه، و الشيخ في التهذيب (1).
و قال المولي محمّد تقي المجلسي في الفائدة الحادية عشر من فوائد مقدمات شرحه علي الفقيه بالفارسية ما لفظه: و هم چنين احاديث مرسله محمّد بن يعقوب كليني، و محمّد بن بابويه قمّي، بلكه جميع احاديث ايشان كه در كافي و من لا يحضر است همه را صحيح مي توان گفت، چون شهادت اين دو شيخ بزرگوار كمتر از شهادت اصحاب رجال نيست، يقينا، بلكه بهتر است. إلي آخره (2).
و قال الشيخ الأعظم الأنصاري (طاب ثراه) في رسالة التعادل: فالذي يقتضيه النظر- علي تقدير القطع بصدور جميع الأخبار التي بأيدينا، علي ما توهمه بعض الأخباريين، أو الظن بصدور جميعها إلّا قليلا في غاية القلّة، كما يقتضيه الإنصاف ممّن اطلع علي كيفية تنقيح الأخبار و ضبطها في الكتب- هو أن يقال (3). إلي آخره.
و أمّا طعن الصدوق، أو المفيد في بعض أخبار الكافي، فإنّما هو في مقام وجود معارض أقوي- له- حقيقة أو في نظره، و لا يوجب ذلك الوهن في أخباره، لوجود بعض ما هو أصح و أقوي ممّا فيه، و إن كان هو أيضا صحيحا، فإن من جملة الموارد ما ذكره الصدوق في باب الرجلين يوصي إليهما، فينفرد كل واحد منهم 0.
ص: 497
بنصف التركة ما لفظه:
و في كتاب محمّد بن يعقوب الكليني، عن أحمد بن محمّد- و نقل الحديث ثم قال-: لست أفتي بهذا الحديث، بل بما عندي بخطّ الحسن بن علي (عليهما السلام) و لو صحّ الخبران جميعا لكان الواجب الأخذ بقول الأخير (1) كما أمر به الصادق (عليه السلام) (2). إلي آخره.
و قال الشيخ في التهذيب بعد ذكر الخبرين، و كلام الصدوق: و إنّما عمل علي الخبر الأول ظنّا منه أنّهما متنافيان، و ليس الأمر علي ما ظنّ (3). إلي آخره.
و الذي يوجب الوهن الطعن في خبر رواه الكليني و انفرد به، و لا معارض له، و لا أظنّه (4) وجد موردا طعن القدماء فيه، و أعرضوا عنه، و هذا الصدوق صرّح في الفقيه بالعمل بما انفرد به.
فمن ذلك الحديث الذي رواه في باب أنّ الوصي يمنع الوارث، و قال:
ما وجدته إلّا في كتاب محمّد بن يعقوب الكليني (5)، و لم ينقل في ذلك الباب حديثا غيره.9.
ص: 498
و من ذلك حديث ذكره في كفّارة من جامع في شهر رمضان، و قال: لم أجد ذلك في شي ء من الأصول، و إنّما انفرد بروايته علي بن إبراهيم (1).
و قال السيد بحر العلوم في شرح الوافي، الذي جمعه السيد الجليل صاحب مفتاح الكرامة ما لفظه: و أمّا مرسل الفقيه فقد قيل إن مرسلاته مسندات الكافي (2)، كما هو الظاهر هنا، و له كلام آخر يأتي في الفائدة الآتية إن شاء اللّه تعالي (3).
هذا و رأيناهم يطعنون في الخبر عند التعارض، بما لا يطعنون فيه به عند انفراده، فكأن الخبر عندهم عند انفراده له حكم، و عند ابتلائه بالمعارض له حكم آخر، فربّما كان فيه و هن لا يسقط الخبر عن الحجيّة، فيغمضون عنه و يسترونه إذا انفرد، و يظهرونه إذا ابتلي بالمعارض، فلنذكر من باب المثال موردا واحدا.
قال الشيخ في التهذيب في شرح عبارة المقنعة-: و إن كان كرّا قدره ألف رطل و مائتا رطل، لم يفسد (4)، بعد ذكر ما دلّ علي اعتصام الكرّ- ما لفظه:
فأمّا ما يدل علي كميّة الكر: فما أخبرني به الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد بن يحيي،8.
ص: 499
عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام).
قال: «الكرّ من الماء الذي لا ينجسه شي ء، ألف و مائتا رطل» (1).
فأمّا الأخبار التي رويت ممّا يتضمّن التحديد بثلاثة أشبار، و الذراعين، و ما أشبه ذلك، فليس بينها و بين ما رويناه تناقض، لأنه لا يمتنع أن يكون ما قدره هذه الأقدار، وزنه ألف رطل و مائتا رطل، ثم ساق طرفا من تلك الأخبار. ثم قال:
فأما ما رواه محمّد بن أبي عمير، قال: روي لي عن عبد اللّه- يعني ابن المغيرة- يرفعه إلي أبي عبد اللّه (عليه السلام): «إن الكرّ ستمائة رطل».
فأول ما فيه أنه مرسل غير مستند، و مع ذلك مضادّ للأحاديث التي رويناها. إلي آخره (2).
فلو كان الإرسال سيّما من ابن أبي عمير مانعا عن الحجيّة التي لا تكون إلّا في الصحيح، فما وجه الاعتماد علي الخبر الأول، و لم يذكر في الباب غيره، و هما مشتركان في هذا الموهن (3)، مع أنّه ادّعي في العدة إجماع الطائفة علي العمل بمراسيله (4)، و عدم الفرق بين مرسله و مسنده، بل روي الخبر الأخير في أبواب الزيادات مسندا (5) فيعلم أن طعنه فيه لم يكن عن اعتقاد.
ثم إن ذكر ابن إدريس، و ابن زهرة في هذا المقام غير مناسب (6)، مع ما ا.
ص: 500
علم من طريقتهما من عدم الاعتناء بغير الأخبار القطعية، و عدّهما من القدماء أيضا خلاف مصطلحهم، من عدّهم من تأخر عن شيخ الطائفة من المتأخرين، و لو سلّم ما ذكره (رحمه اللّه) فلا يوجب طعن واحد أو أكثر في بعض أخبار الكافي و هنا في القرائن السابقة لاحتمال غفلته عنها، أو عدم فهمه منها ما فهمناه منها و الأول أظهر، فإن تراكم السير و التتبع و النظر و الاطلاع و طول التفحص طبقا عن طبق، أورث ظهور قرائن كثيرة، أوجبت دخول كثير من الضعاف في الحسان و الصحاح و هكذا.
كما لا يخفي علي من وقف علي ما ذكره المجلسيان في هذا المقام، و جملة ممّن كان في طبقتهما إلي الأستاذ الأكبر و العلامة الطباطبائي (رحمهم اللّه) فيما ذكراه- في التعليقة و الرجال- و نظر إلي ما حققوه، ثم نظر إلي الذين سبقوهم، إلي العلامة- و ما بنوا عليه في الجرح و التعديل- فإنه يجد تصديق ما ذكرناه، و لا يتوحش عمّا حققناه.
قال الفاضل الخبير المولي الحاج محمّد بن علي الأردبيلي في كتاب جامع الرواة و رافع الاشتباهات: و بسبب نسختي هذه يمكن أن يصير قريبا من اثني عشر ألف حديث أو أكثر من الأخبار التي كانت بحسب المشهور بين علمائنا (رضوان اللّه عليهم) مجهولة، أو ضعيفة، أو مرسله، معلومة الحال و صحيحة لعناية اللّه تبارك و تعالي، و توجّه سيّدنا محمّد و آله الطاهرين (صلوات اللّه عليهم أجمعين) (1)، انتهي.
و مراده من العدد المذكور، الأخبار المودعة في الكتب الأربعة، و إن لاحظنا ما ذكره في أخبار سائر الكتب المعتمدة الشائعة، كان العدد أضعافا مضاعفة.6.
ص: 501
الخامسة: ما في الرسالة من أن الكليني قد أكثر في الكافي من الرواية عن غير المعصوم (عليه السلام) في أول كتاب الإرث (1).
و قال في كتاب الديات في باب وجوه القتل: علي بن إبراهيم قال: وجوه القتل علي ثلاثة أضرب (2). إلي آخر ما قال، و لم يورد في ذلك الكتاب حديثا آخر.
و في باب شهادة الصبيان: عن أبي أيوب قال: سمعت إسماعيل بن جعفر (عليه السلام) (3). إلي آخره.
و أكثر أيضا في أصول الكافي من الرواية عن غير المعصوم: منه ما ذكره في مولد الحسين (عليه السلام) من حكاية الأسد الذي دعته فضّة إلي حراسة جسده (عليه السلام).
و ما ذكره في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أسيد بن صفوان (4)، و الحكايتان مشهورتان إلي غير ذلك (5)، انتهي.
و الجواب: إنّ هذه شبهة علي قوله (رحمه اللّه) عن الصادقين (عليهم السلام) لا علي قوله (رحمه اللّه) بالآثار الصحيحة، فنقل خبر أو كلام عن غيرهم (عليهم السلام) لا ينافي بناؤه، و نقله الآثار الصحيحة عنهم في أمور الدين، كما لو ذكر معني كلمة من الخبر لغة أو عرفا، عن نفسه أو عن غيرهم، بعد نقل خبر فيها، و من ذلك ذكره تواريخ ولادة الحجج (عليهم السلام) و وفاتهم (عليهم السلام) في صدر أبواب مواليدهم من نفسه، من غير استناده
ص: 502
إلي أحد، بل و منه الحكايتان اللتان أشار إليهما، فإنّهما محسوبتان من المعاجز التي تنقل عن غيرهم غالبا، و كلّ ذلك غير داخل في أمور الدين التي سأل عنها السائل.
بل و منه ما ذكره في أول الإرث، عن نفسه، و عن يونس (1)، فإنّها كلّيات استخرجها من الكتاب و السنة، التي نقلها في أبواب كتاب الإرث، و عليها شواهد منها، و بها يسهل فهمنا كما لا يخفي علي من راجعها، و لا يورث ذلك نقضا في قوله عن الصادقين (عليهم السلام).
و كذلك ما ذكره عن علي بن إبراهيم في وجوه القتل (2)، فإنه نتيجة ما رواه قبل هذا الباب، و ما رواه بعده في أبواب كتاب الديات، ذكره لسهولة الحفظ، و ليس في كلام عليّ ما لم يرو هو شاهد في تلك الأبواب.
و أمّا رواية أبي أيوب الخزاز، عن إسماعيل (3) فظاهر أن أبا أيوب الثقة صاحب الأصل الجليل، الذي قالوا فيه: كبير المنزلة، و يروي عنه الأجلّاء كيونس (4)، و صفوان (5)، و ابن أبي عمير (6)، و علي بن الحكم (7)، و حسين بن عثمان (8)، و غيرهم، لم يكن ليسأل عن إسماعيل حكما شرعيا، إلّا بعد علمه بأنه لا يقول في الجواب إلّا ما سمعه عن أبيه (عليه السلام) و إلّا فعدم حجيّة ب.
ص: 503
قول غير الإمام من البداهة بمكان لم يكن ليخفي علي مثله، و رواية يونس عنه ذلك أيضا يؤيد ذلك، و علي فرض عدم ظهور ذلك، أو عدم حجيّته لعدم استناده إلي اللفظ، لا بحث علي ثقة الإسلام إن علم أو وثق بذلك، فأخرج الخبر من غير تمويه و تدليس، يأخذه من يعتمد علي ذلك، و يترك من لا يري فيه حجّة، و ما وجد في الكتاب من أمثال ذلك (1) فهو من هذا الباب.
و يظهر من [كلام] الصدوق في الفقيه أن بناءهم كان علي ذلك، فإنه ذكر فيه رواية أبان، عن الفضل بن عبد الملك و ابن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل هل يرث من دار أمرته أو أرضها من التربة شيئا؟ أو يكون في ذلك بمنزلة المرأة فلا يرث من ذلك شيئا؟
فقال: «يرثها و ترثه من كلّ شي ء ترك و تركت».
قال الشيخ مصنّف هذا الكتاب: هذا إذا كان لها منه ولد، فأمّا إذا لم يكن لها منه ولد، فلا ترث من الأصول إلّا قيمتها، و تصديق ذلك ما رواه:
محمّد بن أبي عمير، عن ابن أذينة: في النساء إذا كان لهن ولد، أعطين من الرباع (2)، انتهي.
انظر كيف خصّص الخبر الصحيح بقول ابن أذينة، فلولا علمه و اعتقاده بأنه كلام المعصوم (عليه السلام) لما خصّص الخبر، بل الأخبار الكثيرة به، و تبعه علي ذلك الشيخ في النهاية (3) و جماعة، و تمام الكلام في محلّه.
و بالجملة فقد كفانا مؤنة ردّ هذه الشبهات، إعراض صاحبها و هو 2.
ص: 504
الأستاذ الأكبر (طاب ثراه) عنها، كما عرفت من كلامه في الفوائد و التعليقة (1)، و يظهر منه، و من مواضع من الرسالة أن غرضه منها إبطال دعوي قطعيّة أخبار الكافي، لا ما نحن بصدد إثباته، فلاحظ و تأمّل.
و الصحيح منها باصطلاح من تأخّر؛ خمسة آلاف و اثنان و سبعون حديثا.
و الحسن: مائة و أربعة و أربعون حديثا.
و الموثق: مائة حديث و ألف حديث و ثمانية عشر حديثا.
و القوي منها: اثنان و ثلاثمائة حديث.
و الضعيف منها: أربعمائة و تسعة آلاف و خمسة و ثمانون حديثا (2)، انتهي.
و الظاهر أن المراد من القوي، ما كان بعض رجال سنده أو كلّه الممدوح من غير الإمامي، و لم يكن فيه من يضعف الحديث، و له إطلاق آخر يطلب من محلّه (3)، و علي ما ذكره فأكثر من نصف أخبار الكافي ضعيف لا يجوز العمل به، إلّا بعد الانجبار، و أين هذا من كونه أجلّ كتب الشيعة، و مؤلفه أوثق الناس في الحديث و أثبتهم، و لم يكن في كتاب تكليف الشلمغاني المردود المعاصر له خبر
ص: 505
مردود إلّا اثنان كما تقدم، فلاحظ و تأمّل.
و قال السيد الأجل بحر العلوم في رجاله بعد ذكر الحديث النبوي المشهور: - إن اللّه يبعث لهذه الأمة في رأس كلّ مائة سنة من يجدد لها دينها- ما لفظه: و ما ذكره ابن الأثير و غيره من أهل الخلاف، من أن الكليني هو المجدد لمذهب الإمامية في المائة الثالثة (1)، من الحق الذي أظهره اللّه علي لسانهم و أنطقهم به، و من نظر كتاب الكافي الذي صنّفه هذا الإمام (طاب ثراه) و تدبّر فيه، تبيّن له صدق ذلك، و علم أنه مصداق هذا الحديث، فإنه كتاب جليل عظيم النفع، عديم النظير، فائق علي جميع كتب الحديث بحسن الترتيب، و زيادة الضبط و التهذيب، و جمعه للأصول و الفروع، و اشتماله علي أكثر الأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، و قد اتفق تصنيفه في الغيبة الصغري بين أظهر السفراء في مدة عشرين سنة، كما صرح به النجاشي (2)، و قد ضبطت أخباره في ستّة عشر ألف حديث و مائة و تسعة و تسعين حديثا، وجدت ذلك منقولا عن خطّ العلامة.
و قال الشهيد في الذكري: إن ما في الكافي يزيد علي ما في مجموع الصحاح الست للجمهور، و عدّة كتب الكافي اثنان و ثلاثون (3)، انتهي.
قلت: أمّا صحيح البخاري و هو أصح الست عندهم، فقال الحافظ ابن حجر كما في كشف الظنون: جميع أحاديثه بالمكرّر سوي المعلّقات و المتابعات، علي ما حرّرته و أتقنته: سبعة آلاف و ثلاثمائة و سبعة و تسعون حديثا، و الخالص من ذلك بلا تكرير: ألفا حديث و ستمائة و حديثان، و إذا ضمّ 6.
ص: 506
إليه المتون المعلّقة المرفوعة و هي: مائة و خمسون حديثا، صار مجموع الخالص:
ألفي حديث و سبعمائة و واحد و ستين حديثا (1).
و أما صحيح مسلم ففي كشف الظنون: روي عن مسلم أن كتابه:
أربعة آلاف حديث دون المكررات، و بالمكررّات سبعة آلاف و مائتان و خمسة و سبعون حديثا (2).
و أمّا سنن أبي داود السجستاني ففيه: أنه قال في أوله: و جمعت في كتابي هذا: أربعة آلاف حديثا و ثمانية أحاديث (3) من الصحيح و ما يشبهه و ما يقاربه (4)، انتهي.
و لا يحضرني عدد أخبار الباقي (5).
فمنها ما تبين أساميهم، و هي ما تكررت في الأسانيد، و منها ما لم تبين، و هي في مواضع معدودة.
ص: 507
فمن القسم الأول: العدة، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، و العدة، عن أحمد بن محمّد بن خالد (1)، و العدة، عن سهل بن زياد (2).
أما الأولي فقال الشيخ النجاشي في ترجمته: و قال أبو جعفر الكليني: كل ما كان في كتابي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي فهم:
محمّد بن يحيي، و علي بن موسي الكميذاني، و داود بن كورة، و علي (3)ك.
ص: 508
ابن إدريس، و علي بن إبراهيم بن هاشم، و كذا نقله العلامة عنه (قدس سره) في الخلاصة (1).
و أمّا الثانية: ففي الخلاصة عنه: و كلمات ذكرت في كتابي هذا عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي فهم: علي بن إبراهيم، و أحمد ابن عبد اللّه بن أمية، و علي بن محمّد بن عبد اللّه بن أذينة، و علي بن الحسين السعدآبادي (2)، انتهي.
و في الكافي في الباب التاسع من كتاب العتق: عدّة من أصحابنا (علي ابن إبراهيم، و محمّد بن جعفر، و محمّد بن يحيي، و علي بن محمّد بن عبد اللّه القمي، و أحمد بن عبد اللّه، و علي بن الحسين) جميعا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسي. إلي آخره، هكذا في جملة من النسخ، و في بعضها عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان (3). إلي آخره.
و أمّا الثالثة: ففي الخلاصة: عنه (رحمه اللّه) أنه قال: و كلّما ذكرت في كتابي المشار إليه، عن سهل بن زياد فهم: علي بن محمّد بن إبراهيم [بن] علان، و محمّد بن أبي عبد اللّه، و محمّد بن الحسن، و محمّد بن عقيل الكليني، انتهي (4).
و قد أطال الأصحاب الكلام في هؤلاء العدد في تشخيصهم، و تمييز ما أبهم منهم، و في جرحهم و تعديلهم، بل أفرد له جماعة بالتأليف و لا أري كثير 2.
ص: 509
فائدة فيه لخصوص المقام، و إن كان فيه بعض الفوائد، و وجه عدم الفائدة واضح.
أما أولا فلما أوضحناه من الوثوق و الاطمئنان بتمام أخباره، و من جهة القرائن الداخلية خصوصا بهذا الصنف من أخباره الذي قد أكثر منه.
و أما ثانيا: فلأنهم قديما و حديثا، إذا رأوا في كلام أحد من العلماء: عند الأصحاب، أو عند أصحابنا، أو قال بعض أصحابنا، و نظائر ذلك، لا يشكّون في أنّ المراد بهم الفقهاء العدول، و العلماء الثقات الذين يحتج بقولهم في مقام تحصيل الإجماع أو الشهرة أو غير ذلك، نعم لم يختصوا ذلك بالإمامية بل يطلقون الأصحاب علي سائر فرق الشيعة، الذين هم في الفروع كالإمامية، كالواقفية و الفطحية و أضرابهما، لا الزيدية الذين صاروا عيالا لأبي حنيفة في الفروع.
فمن ذلك قول الشيخ في التهذيب في شرح قول المفيد (رحمه اللّه): و من طلّق صبيّة لم تبلغ المحيض، فعدّتها ثلاثة أشهر، قال: و الذي ذكرناه هو مذهب معاوية بن حكيم من متقدمي فقهاء أصحابنا، و جميع فقهائنا المتأخرين (1). إلي آخره.
و صرح الكشي: بأن معاوية بن حكيم عالم عادل من الفطحية (2).
و من ذلك قوله فيه في باب الخلع: الذي أعتمده في هذا الباب و أفتي به، أنّ المختلعة لا بد فيها من أن تتبع بالطلاق، و هو مذهب جعفر بن محمّد ابن سماعة، و الحسن بن سماعة، و علي بن رباط، و ابن حذيفة، من المتقدمين، و مذهب علي بن الحسين، من المتأخرين. فأمّا الباقون من فقهاء أصحابنا 2.
ص: 510
المتقدمين. فلست أعرف لهم فتيا في العمل به. إلي أن قال: و استدل من ذهب من أصحابنا المتقدمين علي صحّة ما ذهبنا إليه (1). إلي آخره.
و قال في اللمعة في طلاق العدة: و قد قال بعض الأصحاب: إن هذا الطلاق لا يحتاج إلي محلّل بعد الثلاث (2). إلي آخره، و المراد به عبد اللّه بن بكير الفطحي، كما صرّح به في الروضة (3).
و قال في الخلاصة: إسحاق بن عمار بن حيان مولي بني تغلب، أبو يعقوب الصيرفي، كان شيخا من أصحابنا، ثقة، روي عن الصادق و الكاظم (عليهما السلام) و كان فطحيا (4)، إلي غير ذلك من موارد استعمالهم هذه الكلمة في غير الإمامية، إلّا أنّهم يريدون منه في جميع المواضع: العالم الفقيه الثقة الثبت، الذي يحتج بقوله و يعتمد علي روايته، كما هو ظاهر علي من أمعن النظر إلي تلك الموارد.
فكيف صارت هذه الكلمة في كلام ثقة الإسلام غير دالة علي توثيق الجماعة، فضلا عن فقاهتهم؟ و ما العلّة في إخراج مصطلحة عن مصطلحهم (5)؟ بل لم يرضوا بوثاقة واحد من العدة من كلامه، حتي توصلوا لها بما ذكر في ترجمته، كلّ ذلك خارج عن جادة الإنصاف.ا.
ص: 511
قال المحقق السيد محسن الكاظمي في عدته بعد ذكر عدد الكليني:
و رجال هذه العدد منهم المشاهير، كالعطار، و ابن إدريس، و علي بن إبراهيم، و فيهم من قد يخفي حاله و فيهم من لا نعرفه، و إن كان في نفسه معروفا، و ما كان الكليني ليتناول عن مجهول، و ناهيك في حسن حالهم كثيرة تناول مثل الكليني عنهم.
و قال في موضع آخر في عداد القرائن الدالة علي التوثيق: كقول الثقة:
حدثني الثقة، أو غير واحد من أصحابنا، أو جماعة من أصحابنا، لبعد أن لا يكون ثقة في جماعة يروي عنهم الثقة، و يتناول و لا سيّما مثل المحمدين الثلاثة (رضي اللّه عنهم) (1) انتهي.
و أمّا ثالثا: فلأنّهم في هذا المقام من مشايخ الإجازة، إذ لا شبهة أن الكليني (رحمه اللّه) أخذ هذه الأخبار التي رواها بتوسط تلك العدد من كتب ابن عيسي، و ابن البرقي، و سهل، و قالوا: يعرف كون الرجل شيخا للإجازة بأمور: كالنص عليه، فيكون شيخ إجازة بالنسبة إلي الأصول المعروفة، أو الكتب المشهورة، كما نصّوا علي سهل، و الوشاء و الحسين بن الحسن بن أبان، و غيرهم.
و قول الشيخ: و طريقي إلي ما أخذته من كلمات فلان عن فلان، و أما إذا قال: طريقي إليه فلان فلا، لأنه قد يكون من حفظه.4.
ص: 512
و رواية الشيخ عمّن يعلم أنه لم يشاهده، فيكون أخذه من كتابه، كما قاله الشيخ في آخر التهذيب و الاستبصار (1).
و العلم بأنه ليس صاحب كتاب أصلا: كأحمد بن الوليد، و أحمد بن العطار، و هذه الأمور تشتبه علي غير الممارس المتتبع، و إلّا فقد يكون شيخ إجازة بالنسبة إلي كتاب أو أزيد، و راويا بالنسبة إلي غيرها، كما هو الشأن بالنسبة إلي الحسين بن الحسن بن أبان بالنسبة إلي كتب الحسين بن سعيد، و كما هو الشأن بالنسبة إلي الوشاء بالنسبة إلي أحمد بن محمّد بن عيسي بالنسبة إلي كتاب أبان الأحمر، و العلاء بن رزين القلاء، و ظاهر أن المقام داخل في الأمر الثاني، و قول الكليني: كلما ذكرت في كتابي هذا (2).، بمنزلة ما ذكره الصدوق في المشيخة فلاحظ.
ثم إن كون الرجل من مشايخ الإجازة، إمّا من أمارات الوثاقة كما عليه جمع من المحققين.
قال السيد المحقق الكاظمي في عدّته: ما كان العلماء و حملة الأخبار لا سيّما الأجلاء، و من يتحاشي في الرواية عن غير الثقات، فضلا عن الاستجازة ليطلبوا الإجازة في روايتها، إلّا من شيخ الطائفة و فقيهها و محدثها و ثقتها، و من يسكنون إليه و يعتمدون عليه.
و بالجملة فلشيخ الإجازة مقام ليس للراوي، و من هنا قال المحقق البحراني، فيما حكي الأستاذ: و إن مشايخ الإجازة في أعلي درجات الوثاقة و الجلالة (3). و عن صاحب المعراج: لا ينبغي أن يرتاب في عدالتهم (4). و عن 4.
ص: 513
الشهيد الثاني: إن مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلي التنصيص علي تزكيتهم (1)، و لذلك صحّح العلامة و غيره كثيرا من الأخبار، مع وقوع من لم يوثقه أهل الرجال من مشايخ الإجازة في السند. إلي أن قال: و بالجملة فالتعديل بهذه الطريقة طريقة كثير من المتأخرين، كما قال صاحب المعراج (2)، انتهي (3).
و قال المحقق الشيخ محمّد في شرح الإستبصار: عادة المصنفين عدم توثيق الشيوخ (4)، أو كونه شيخا للإجازة يخرجه عن وجوب النظر في حاله لتصحيح السند، فلا يضر ضعفه أو جهالته بصحته إذا سلم غيره من رجاله.
و في منتهي المقال: قال جماعة: إن مشايخ الإجازة لا تضر مجهوليتهم، لأن أحاديثهم مأخوذة من الأصول المعلومة، و ذكرهم لمجرد اتصال السند أو للتيمن، و يظهر من بعضهم التفصيل بينهم، فمن كان منهم شيخ إجازة بالنسبة إلي كتاب أو كتب لم يثبت انتسابها إلي مؤلّفها من غير إخباره، فلا بدّ من وثاقته عند المجاز له، فإن الإجازة كما قيل: إخبار إجمالي بأمور مضبوطة، مأمون عليها من التحريف و الغلط، فيكون ضامنا صحّة ما أجازه، فلا يعتمد عليه إلّا بعد وثاقته (5) انتهي.
و فيه نظر، و من كان منهم شيخ إجازة بالنسبة إلي ما ثبت انتسابه إلي مؤلّفه بالتواتر أو الشياع أو البينة أو غيرها، فلا يحتاج إلي وثاقته، و علي التقادير لا نحتاج إلي النظر إلي حال المشايخ المتقدمة أصحاب العدد، أمّا علي القول الأول و الثاني فظاهر، و كذا علي الثالث، لكون ابن عيسي، و البرقي، و سهل،3.
ص: 514
من المشايخ المعروفين و المؤلفين المشهورين، الذين لم يكن تخفي مؤلفاتهم علي مثل الكليني مع قرب عصره من عصرهم، و كثرة الرواة عنهم، و هذا ظاهر للناقد البصير.
و ممّا ذكرنا يظهر وجه عمل شيخ الطائفة في التهذيب و الاستبصار، فإنه (رحمه اللّه) كثيرا ما يطعن في السند عند التعارض، و يضعف بعض رجاله، و لكن كلّما ذكر من القدح إنّما هو في رجال أرباب الكتب التي نقل منها، و لم يقدح أبدا في رجال أوائل السند و طريقه إليها ممّن ذكره في المشيخة و الفهرست، فزعم بعضهم أن ذلك لكون الأصول و الكتب عنده مشهورة بل متواترة، و إنّما يذكر الأسانيد لمجرّد اتصال السند، و نحن لا ننكر ذلك، و لكن الظاهر أن الوجه هو ما تقدم عن العدة المؤيّد بما شرحناه في حال النجاشي (1) فلاحظ.
و أمّا رابعا: فلأن الغرض إن كان تصحيح السند من جهتهم، فيكفي وجود محمّد بن يحيي، و علي بن إبراهيم، و أحمد بن إدريس في عدّة ابن عيسي، و علي بن إبراهيم، و محمّد بن يحيي- علي ما في بعض نسخ الكافي- [في] عدّة البرقي.
و أمّا عدّة سهل: فعلي المشهور من ضعفه لا ثمرة لوجود الثقة في العدة إلّا في موارد نادرة ذكر فيها مع سهل ثقة آخر، فلا يضرّ ضعفه كما في باب مدمن الخمر من كتاب الأشربة، حيث روي: عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و يعقوب بن يزيد (2)، و في باب ما يلزم من يحفر البئر فيقع فيها المارّة:
عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر. إلي آخره، ثم قال:
سهل و ابن أبي نجران جميعا، عن ابن أبي نصر (3). إلي آخره، و علي ما هو 6.
ص: 515
الحقّ وفاقا للمحققين من توثيقه، فيكفي وجود محمّد بن الحسن في العدة بناء علي كونه الصفار علي ما ذكره جماعة، و إن كان لي فيه نظر.
أمّا الأول: فقال السيد الأيد (1) المحقق الأسترآبادي في رجاله في ذكر عدّة سهل: و الظاهر أن محمّد بن أبي عبد اللّه هو محمّد بن جعفر الأسدي الثقة، و إن محمّد بن الحسن هو الصفار (2). إلي آخره.
و قال المحقق الكاظمي في عدته: و محمد بن الحسن الظاهر أنه الصفار الثقة الجليل، فإن الكليني ممّن يروي عنه (3).
و قال العالم الجليل السيد محمّد باقر الجيلاني الأصفهاني- الملقب بحجّة الإسلام- في رسالته في العدة، في شرح كلام الفاضل الأسترآبادي ما لفظه:
و أما كون المراد بمحمّد بن الحسن هو الصفار فلكونه في طبقة ثقة الإسلام، و عمّر بعد موته بتسع أو ثمان و ثلاثين سنة، لأن النجاشي و العلامة قالا: إن محمّد بن الحسن هذا مات في سنة تسعين و مائتين (4)، و قد تقدم أن موت ثقة الإسلام في سنة تسع أو ثمان و عشرين و ثلاثمائة.
و أيضا أن رواية ثقة الإسلام، عن محمّد بن الحسن في أول سند الكافي أكثر من أن تحصي، و لم يقيّده في شي ء من المواضع، و يظهر من عدم تقييده في موضع بقيد أنه واحد، و هو إمّا الصفار أو غيره، و الغير الذي يحتمل ذلك هو 2.
ص: 516
الذي يروي عنه الكشي، و هو: محمّد بن الحسن البرناني (1) و نحوه ممّن كان في طبقته، و يبعد في الغاية أن يقتصر ثقة الإسلام في الرواية عن محمّد بن الحسن البرناني مع مجهولية حاله و لم يرو عن الصفار الذي هو من أعاظم المحدثين و العلماء و كتبه معروفة مثل بصائر الدرجات و نحوه؟! و أيضا قد أكثر ثقة الإسلام في الرواية عن محمّد بن الحسن و علي بن محمّد ابن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق.
منه [ما] في باب قلّة عدد المؤمنين من الأصول، حيث قال: محمّد بن الحسن و علي بن محمّد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق (2).
و منه ما في باب الخضاب من كتاب الزي و التجمل من الفروع، قال:
علي بن محمّد بن بندار و محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق (3).
و منه ما في باب النبيذ من كتاب الأشربة، قال: محمّد بن الحسن و علي ابن محمّد بن بندار جميعا، عن إبراهيم بن إسحاق (4).
و إبراهيم بن إسحاق هذا هو: إبراهيم بن إسحاق الأحمر، للتصريح به في كثير من المواضع، و قد ذكر شيخ الطائفة في الفهرست في ترجمة إبراهيم هذا أنّ محمّد بن الحسن الصفار يروي عنه، حيث قال بعد أن أورد جملة من كتبه ما هذا لفظه: أخبرنا بها أبو الحسين بن أبي جيد القمي، عن محمّد بن الحسن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر،7.
ص: 517
انتهي (1).
و أيضا أنّ محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد الذي تكون وفاته بعد وفاة ثقة الإسلام بأربع عشر سنة لما في النجاشي: من أنّ محمّد بن الحسن بن الوليد مات في سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة (2)، و قد مرّ عن النجاشي: أن وفاة ثقة الإسلام في سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة (3)، يروي عن الصفار كما صرح به شيخ الطائفة في رجاله (4)، فرواية ثقة الإسلام عنه أولي (5)، انتهي كلامه زيد في إكرامه.
و هذه الوجوه كلّها مخدوشة كما ستعرف إن شاء اللّه تعالي.
و أمّا الثاني: و هو عدم كون محمّد بن الحسن المذكور هو الصفار فلوجوه:
الأول: إنّا لم نجد رواية للصفار عن سهل بن زياد في كتاب بصائر الدرجات من أوله إلي آخره، مع أنه مقصور علي ذكر الفضائل، و سهل مرمي بالغلو الذي لا منشأ له إلا ذكرها، و من البعيد أن يكون من رجاله و لا يروي عنه في كتابه، و قد روي عنه ثقة الإسلام في أصول الكافي أخبارا كثيرة، بل لا يحضرني روايته عنه في غير الكافي إلّا رواية في التهذيب في باب المسنون من الصلوات، و في الفقيه في باب الرجل يوصي بوصيّة فينساها الوصي (6).د.
ص: 518
و يؤيّد ذلك أنّ النجاشي ذكر في ترجمة سهل: أن له كتاب التوحيد، رواه أبو الحسن العباس بن أحمد بن الفضل بن محمّد الهاشمي، عن أبيه، عن أبي سعيد الآدمي، و له كتاب النوادر أخبرناه محمد بن محمّد، قال: حدثنا جعفر ابن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، و رواه عنه جماعة (1) انتهي.
فلو كان الصفار من الجماعة لقدّمه علي علي بن محمّد كما هو المعهود من طريقته، و المناسب لجلالة قدر الصفار و مثله ما في مشيخة التهذيب قال: و ما ذكرته عن سهل بن زياد: فقد رويته بهذه الأسانيد: عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا: منهم علي ابن محمّد و غيره، عن سهل بن زياد (2)، فلو كان الصفار لكان الأولي تخصيصه بالذكر.
الثاني: أنهم ذكروا ترجمة الصفار و ذكروا كتبه و الطرق إليها و ليس فيها ثقة الإسلام، فلو كان ممّن يروي عنه بلا واسطة لقدّموه في المقام علي غيره، و لو مع ملاحظة علوّ الإسناد الذي كان يدعوهم إلي عدم ذكر الجليل أحيانا لبعد الطريق معه.
ففي النجاشي بعد ذكر كتبه: أخبرنا بكتبه كلّها ما خلا بصائر الدرجات: أبو الحسين علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر الأشعري القمي، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن الوليد، عنه بها.
و أخبرنا أبو عبد اللّه بن شاذان قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيي، عن أبيه، عنه بجميع كتبه و ببصائر الدرجات (3).8.
ص: 519
و قال الشيخ في الفهرست في ترجمته: أخبرنا: جماعة، عن محمّد بن علي ابن الحسين: عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن رجاله، قال: و أخبرنا: الحسين بن عبيد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن يحيي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار (1).
و ذكر مثله في مشيخة التهذيب (2)، و أنت خبير بأن الشيخ و النجاشي يرويان عن المفيد و أقرانه عن جعفر بن قولويه و أضرابه عن ثقة الإسلام (3)، فلو كان هو ممن يروي عن الصفار لكان أولي بالذكر من غيره مع عدم زيادة الواسطة فإنّها ثلاثة علي كلّ حال.
نعم للشيخ سند عال إلي الصفار ذكره في الفهرست، و المشيخة (4)، لا ربط له بالمقام.
الثالث: أنه ظهر من النجاشي، و الفهرست، و المشيخة أن محمّد بن يحيي العطار يروي عن الصفار، و وجدنا إخبارا في الكافي عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن. إلي آخره، و وجدناها في البصائر كما في الكافي سندا و متنا.
منها ما في باب التفويض إلي رسول اللّه، و إلي الأئمة (صلوات اللّه عليهم) في أمر الدين: محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن، قال: وجدت في نوادر محمّد بن سنان، عن عبد اللّه بن سنان، قال: قال أبو عبد اللّه (عليه ه.
ص: 520
السلام): «لا و اللّه ما فوّض اللّه إلي أحد». إلي آخره (1).
و في البصائر: في نوادر محمّد بن سنان، قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): «لا و اللّه.» و ساق مثله سواء (2).
و في الباب المذكور: محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن، عن يعقوب ابن يزيد، عن الحسن بن زياد، عن محمّد بن الحسن الميثمي، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «إنّ اللّه عزّ و جلّ أدّب رسوله حتي قوّمه علي ما أراد، ثم فوّض إليه». الخبر (3).
و في البصائر: يعقوب بن زيد، عن أحمد بن الحسن بن زياد، عن محمّد ابن الحسن الميثمي. و ساق المتن مثل ما في الكافي (4).
و في باب أن اللّه عزّ و جل لم يعلّم نبيّه علما إلّا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليهما): محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن ابن أذينة، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «نزل جبرئيل (عليه السلام) علي محمّد (صلّي اللّه عليه و آله) برمانتين من الجنّة فلقيه علي (عليه السلام) فقال:
ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك؟ فقال: أمّا هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب، و إمّا هذه فالعلم» (5). الخبر.
و في البصائر: محمّد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس. إلي آخر السند و المتن، إلّا أن في آخر خبر الكافي زيادة يسيرة لعلّها سقطت فيما عندنا 3.
ص: 521
من نسخ البصائر (1) و في باب أن الجنّ تأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم. إلي آخره:
محمّد بن يحيي و احمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) علي المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد» (2) إلي آخر القصة المشهورة.
و في البصائر: إبراهيم بن هاشم. إلي آخر الخبر متنا و سندا (3).
و أمثال ما ذكرناه كثيرة. فيظهر من ذلك أن محمد بن الحسن الذي في الكافي بعد العطار أو مع أحمد بن محمد هو الصفار، فثقة الإسلام يروي عنه بالواسطة، و هذا و إن كان لا ينافي روايته عنه بلا واسطة أيضا كما ظنه الجماعة، إلّا أنّه قد مرّ و يأتي (4) ما يبعد كون المذكور في أوّل السند هو الصفار فلاحظ.
الرابع: أن الشيخ محمّد بن الحسن الصفار يروي عن جماعة كثيرة من المشايخ و الثقات و غيرهم، و مذكور في طرق الجماعة من أرباب الأصول و المصنفات:
مثل أحمد بن محمّد بن عيسي (5)، و أحمد بن محمّد بن خالد (6)، و إبراهيم ر.
ص: 522
ابن هاشم (1)، و يعقوب بن يزيد (2)، و علي بن حسان (3)، و الحسن بن علي بن النعمان (4)، و محمّد بن الحسين (5)، و عمران بن موسي (6)، و عبد اللّه بن جعفر (7)، و علي بن محمّد القاساني (8)، و عبد اللّه بن محمّد (9)، و الحسن بن موسي الخشاب (10)، و إبراهيم بن إسحاق (11)، و العباس بن معروف (12)، و عباد بن سليمان (13)، و السندي بن محمّد (14)، و محمد بن الجعفي (15)، و عبد اللّه بن عامر (16)، و سلمة بن الخطاب (17)، و أحمد بن موسي (18)، و أحمد بن الحسن بن علي بن فضال (19)، و محمّد بن أحمد (20)،6.
ص: 523
و أحمد بن جعفر (1)، و محمد بن عيسي (2)، و علي بن الحسين (3)، و محمّد بن عبد الجبار (4)، و علي بن إسماعيل (5)، و سلام بن أبي عمرة (6)، و محمّد بن يعلي (7)، و موسي بن جعفر (8)، و علي بن محمد بن سعيد (9)، و علي بن خالد (10)، و أحمد بن إسحاق (11)، و محمّد بن إسحاق (12)، و الحسين بن أحمد (13)، و أيوب بن نوح (14)، و محمّد بن عبد الحميد (15)، و معاوية بن حكيم (16)، و محمد بن إسماعيل (17)، و محمّد بن خالد الطيالسي (18)، و غير هؤلاء ممّا لا يحصي، فلما رجعنا إلي أسانيد الكافي رأينا محمّد بن الحسن الذي يروي عنه ثقة الإسلام بالواسطة 0.
ص: 524
يروي عن تلك الجماعة متفرقا، و لم يرو عن سهل بن زياد قطّ في موضع.
و محمّد بن الحسن الذي في أوّل السند منفردا أو مع علي بن محمّد لم نر روايته عن غير سهل بن زياد، الذي مرّ عدم وجوده في أسانيد البصائر، و عدم وجود الصفار في طرق المشايخ إليه إلّا في مواضع نادرة، منها باب أدني المعرفة (1)، و باب جوامع التوحيد (2)، و باب آخر من معاني الأسماء من كتاب التوحيد (3)، فروي فيها عن عبد اللّه بن الحسن العلوي، عن إبراهيم بن إسحاق في مواضع قليلة، و ان نسب إلي الكثرة في كلام السيد المعظّم، فلو كان هو الصفار لما كان لاقتصار روايته عن الرجلين- الغير المذكورين في مشايخه، و عن إبراهيم، و عدم روايته عن مشايخه المعروفين- وجه، و هذه قرينة تورث سكون النفس و وثوقها بعدم كونه هو.
الخامس: أنّ أحمد بن محمّد بن عيسي من مشايخ الصفار المعروفين منهم، قد أكثر في البصائر الرواية عنه، و كذا في سائر كتب الأحاديث المسندة، فكيف لم يذكره ثقة الإسلام في عدّة ابن عيسي مع ذكره مثل: داود بن كورة الكميداني، و من ذلك يظهر الوجه.
السادس: فإن أحمد بن محمّد البرقي أيضا من مشايخه المعروفين، كما لا يخفي علي من راجع الأسانيد و الطرق، و روي في البصائر عنه ما لا يحصي، و مع ذلك لم يذكره ثقة الإسلام في عدّة البرقي، و أدخل فيها جمعا وقع الأصحاب لتمييزهم و توثيقهم، بل مدحهم، في تعب شديد.
السابع: إنّ طريقة الكليني في ذكر هذا الصنف من الأسانيد غالبا أن 2.
ص: 525
يذكر: محمّد بن الحسن بعد عليّ بن محمّد (1) إذا جمع بينهما، أو يقول: علي بن محمّد و غيره (2)، و المراد من الغير: محمّد بن الحسن كما يظهر بالتتبع، و في الندرة يقدم محمد بن الحسن (3) عليه، و هذا ينبئ عن كون عليّ بن محمّد أجلّ شأنا عنده من محمّد بن الحسن، إذ ديدنهم تقديم الجليل في هذه المقامات، خصوصا مع الإكثار، و مثله ما تقدم من مشيخة التهذيب، و قوله في ذكر طريقه إلي سهل: عن محمد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، منهم: علي بن محمّد و غيره، عن سهل بن زياد (4)، و ظاهر للمنصف أنه لو كان هو الصفار لكان هو المتقدم في الذكر.
و أمّا الوجوه التي ذكرها السيد المعظم (5) و هي أربعة، فالوجه الأول و الأخير منها راجعان إلي إمكان اللقاء و الرواية، و عدم البعد بين طبقة الكليني و الصفار، و هذا ينفع في موضع وجد روايته عنه، فنوقش فيها بما يوجب الإرسال، فيرد بإمكان اللقاء كما ذكروا في رواية الحسن بن محبوب عن أبي حمزة، و رواية جماعة من الرواة عن بعض الأئمة (عليهم السلام).
و أما جعل مجرّد إمكان اللقاء سببا للحكم بروايته عنه فهو خلاف الوجدان، فإن لعدم رواية راو عن آخر أسبابا كثيرة سوي عدم إمكان اللقاء كالبعد بين بلديهما، و عدم مسافرة أحدهما إلي بلد الآخر، أو عدم اطلاعه به، أو كون أحدهما متهما عند الآخر، أو عند الجليل المطاع، و غير ذلك.
و لذا تري الصدوق لا يروي عن الكليني إلّا مع الواسطة مع روايته عن ي.
ص: 526
أبيه الذي توفي في سنة وفاة الكليني، و لا يروي شيخه محمّد بن الحسن بن الوليد عن الكليني مع بقائه بعده بأزيد من عشرين سنة، و لا يروي الكليني عن موسي بن المتوكل، و لا عن الجليل سعد بن عبد اللّه المتأخر وفاته عن وفاة الصفار بأزيد من عشر سنين، و لا عن الجليل عبد اللّه بن جعفر الحميري مع أنه قدم الكوفة سنة نيف و تسعين و مائتين.
و لا يروي الكشي عن الكليني، و لا هو عنه، و لا يروي الثقة الجليل حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي عن الكليني، و قد روي جميع مصنفات الشيعة و أصولهم، و لا يروي الكليني عن العياشي، و أمثال هؤلاء مما لا يحصي.
و من ذلك يعرف ضعف الوجه الثاني من استبعاد تركه الرواية عن مثل الصفار الجليل، و اعتماده علي الرواية عن محمّد بن الحسن البرناني، و غيره ممن جهل حالهم، فإن الاستبعاد في محلّه لو ثبت لقاه إيّاه، و تمكن من الرواية عنه، و هو غير معلوم بل المظنون عدمه للوجوه المتقدمة، مع أن المجهولية عندنا لا تلازم المجهولية عنده.
و قد مرّ (1) كلام أستاذ السيد المعظم المحقق البغدادي الكاظمي في عدّته و هو قوله: و ما كان الكليني ليتناول عن مجهول، و ناهيك في حسن حالهم كثرة تناول مثل الكليني عنهم (2). إلي آخره، و هو كلام متين.
و أما الوجه الثالث ففيه: أن كون إبراهيم المذكور هو الأحمر لا يعين كون محمّد بن الحسن هو الصفار مع وجود شريك له في الاسم في طبقته، و جواز روايته عنه، و مع الغض فهو ظنّ ضعيف لا يقاوم الوجوه المتقدمة.أ.
ص: 527
و المحقق المؤيد الرازي (1) المعاصر (طاب ثراه) في رسالة توضيح المقال تبع الجماعة، و استظهر كونه هو الصفار، و ذكر ملخص الوجوه الأربعة من غير نسبة إلي صاحبها، و زاد في مقاله ما لفظه: و قد صرّح بالوصف في بعض روايات الكليني عنه بواسطة العطار (2)، انتهي.
و فيه: ان توصيف الكليني محمّد بن الحسن- الذي يروي عنه بواسطة محمد ابن يحيي العطار- بالصفار كيف يكون قرينة علي كون محمّد بن الحسن الذي يروي عنه بلا واسطة هو الصفار، بل توصيف الأول به و عدم توصيف الثاني من الشواهد علي المغايرة، و الموضع المذكور هو باب ما جاء في الاثني عشر، فإنّه (رحمه اللّه) ساق خبرا مسندا عن البرقي، ثم قال: حدثني محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن أبي عبد اللّه، عن أبي هاشم، مثله سواء.
قال محمّد بن يحيي: فقلت لمحمد بن الحسن: يا أبا جعفر (3). إلي آخر ما يأتي في الفائدة الآتية في ترجمة البرقي.
ثم إن في طبقة مشايخ ثقة الإسلام جماعة ممّن شارك الصفار في الاسم يحتمل روايته عنهم:
منهم: محمّد بن الحسن بن علي، أبو عبد اللّه المحاربي، في النجاشي:
جليل من أصحابنا، عظيم القدر، خبير بأمور أصحابنا، عالم ببواطن أنسابهم، له كتاب الرجال، سمعت أصحابنا يصفون هذا الكتاب: أخبرنا محمّد بن جعفر التميمي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد،2.
ص: 528
قال: أملا علينا محمّد بن الحسن بن علي كتاب الرجال (1).
و منهم: محمّد بن الحسن القمّي، و ليس بابن الوليد إلّا أنه نظيره، روي عن جميع شيوخه، روي عن سعد، و الحميري، و الأشعريين (2) محمّد بن احمد بن يحيي و غيرهم، روي عنه التلعكبري، كذا في باب من لم يرو من رجال الشيخ (3).
و منهم: محمّد بن الحسن بن علي، أبو المثني، كوفي، ثقة، عظيم المنزلة في أصحابنا، له كتب منها كتاب التجمل و المروّة، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا محمد بن هارون الكندي، قال: حدثنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بكتابه، كذا في رجال النجاشي (4).
و ظاهر أن من يروي عنه النجاشي بواسطتين ممّن يجوز أن يروي عنه ثقة الإسلام.
و منهم: محمّد بن الحسن بن بندار القمّي، الذي ينقل عن كتابه الكشي كثيرا معتمدا عليه (5)، قال الأستاذ الأكبر، و منه يظهر جلالته و الوثوق به، و لكن استظهر كونه القمّي السابق (6)، و عندي فيه تأمّل.
و منهم: محمّد بن الحسن البرناني، الذي يروي عنه الكشي كثيرا و يعتمد عليه (7).7.
ص: 529
و مما ذكرنا يعرف ما في كلام السيد المعظم و هو قوله: و الغير الذي يحتمل ذلك. إلي آخر ما تقدم، فلاحظ و تأمّل.
و أما القسم الثاني: و هي العدد التي لم تبين أشخاصهم:
ففي باب نهي المحرم عن الصيد: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد ابن أبي نصر (1).
و في باب الخمس: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي بن يزيد (2).
و في باب ما لا يجب له الإفطار و التقصير: حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن عدّة، عن أبان بن عثمان، عن زرارة (3).
و في باب أن أول ما خلق اللّه من الأرضين موضع البيت: محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن الحسين بن علي بن مروان، عن عدّة من أصحابنا، عن أبي حمزة الثمالي (4).
و في باب التطوع في وقت الفريضة: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن عدّة من أصحابنا أنهم سمعوا أبا جعفر (عليه السلام) يقول (5). الخبر.
و في باب النوادر من كتاب الجنائز: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن 7.
ص: 530
زياد، عن عثمان بن عيسي، عن عدّة من أصحابنا، قال: لما قبض أبو جعفر (عليه السلام) (1). الخبر.
و في باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون علم ما كان و ما يكون:
عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة.
و عدّة من أصحابنا منهم: عبد الأعلي، و أبو عبيدة، و عبد اللّه بن بشير الخثعمي، سمعوا أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول (2). الخبر.
قال السيد المحقق الكاظمي: فلعلّها هي السابقة، و فيه بعد البعد الطويل بين الموضعين، و في موضع لا يحضرني محلّه: عدّة، عن علي بن أسباط (3).
و في باب النهي عن الاسم: عدّة من أصحابنا، عن جعفر بن محمّد، عن ابن فضّال (4). إلي آخره.
و في باب في الغيبة: عدّة من أصحابنا، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد.
و فيه أيضا: عدّة من أصحابنا، عن سعد بن عبد اللّه، عن أيوب بن نوح (5).
و في باب أنه ليس شي ء من الحق في أيدي الناس إلّا ما خرج من عند 5.
ص: 531
الأئمة (عليهم السلام): عدّة من أصحابنا، عن الحسين بن الحسن بن يزيد (1).
قال السيد المعظم في رسالة العدّة في هذا المقام: قد وجدت روايته عن العدة عن ابن أبي نجران، كما في باب ما يلزم من يحفر البئر من ديات الكافي، قال: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد. إلي أن قال: ابن أبي نجران، عن مثني الحنّاط، عن زرارة (2).
و المراد عدّة من أصحابنا، عن ابن أبي نجران، كما لا يخفي علي المطلع بعادة ثقة الإسلام (3).
و يمكن أن يقال أنّ الأمر و ان كان كذلك لكن العدة لمّا كانت عين العدة عن سهل لم يفتقر إلي الذكر، انتهي (4).
و فيه أنه علي ما ذكره يكون ابن أبي نجران في طبقة سهل، و ممن يروي عنه ثقة الإسلام بواسطة واحدة، هي عدّة سهل أو غيرها، و لا أظنه (رحمه اللّه) يلتزم بذلك، فان عبد الرحمن بن أبي نجران ممّن يروي عنه أحمد بن محمّد ابن عيسي (5)، و الحسين بن سعيد (6)، و إبراهيم بن هاشم (7)، و أحمد بن محمّد 3.
ص: 532
ابن خالد (1)، و العباس بن معروف (2)، و محمّد بن خالد الطيالسي (3)، و ابن أبي عمير (4)، و علي بن الحسن بن فضال (5)، و محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (6)، و أمثال هؤلاء.
بل سهل بن زياد كما في باب تفصيل النكاح (7) من التهذيب، و في باب من أحل اللّه نكاحه (8)، فهو معدود من مشايخ سهل لا من أقرانه و إن شاركه في الرواية عن بعض المشايخ كما في المقام.
فإن ثقة الإسلام بعد ما روي عن العدة عن سهل. إلي آخره، في الباب المذكور قال بعده: سهل و ابن أبي نجران جميعا، عن ابن أبي نصر، عن مثني الحناط، عن زرارة. و ساق الخبر، ثم قال: ابن أبي نجران، عن مثني، كما تقدم (9).7.
ص: 533
و لا أدري ما دعي السيد المعظم لإسقاط هذا السند و المتن من البين، و بعد عدم جواز رواية عدّة سهل عنه لا بد أن يكون الخبر بالنسبة إلي هذا السند معلّقا، و يكون قد أخذه من كتابه و اكتفي بذكر طريقه إليه بما ذكره في مواضع عديدة، أو غفل عنه و اللّه العاصم.
قال الفاضل الصالح محمّد بن علي بن الحسن العودي، تلميذ شيخنا الشهيد الثاني في رسالته في أحوال شيخه بعد ذكر سفره معه إلي استنبول: و مراجعته معه إلي سيواس، و مفارقته الشهيد، قال: و خرجنا منها يوم الأحد ثاني شهر رمضان، متوجهين إلي العراق، و هو أول ما فارقناه- يعني الشهيد- من الطريق الاولي، و خرجنا في حال نزول الثلج، و بتنا ليلة الاثنين أيضا علي الثلج، و كانت ليلة عظيمة البرد، و من غريب ما اتفق لي تلك الليلة كأني في حضرة شيخنا الجليل محمّد بن يعقوب الكليني (رحمه اللّه) و هو شيخ بهي جميل الوجه، عليه ابّهة العلم، و نحو نصف لمته بياض، و معي جماعة من أصحابي منهم رفيقي: الشيخ حسين بن عبد الصمد، فطلبنا من الشيخ أبي جعفر الكليني المذكور نسخة الأصل لكتابة الكافي لننسخه، فدخل إلي البيت و أخرج لنا الجزء الأول منه في قالب نصف الورق الشامي، ففتحه فإذا هو بخطّ حسن معرّب مصحح، و رموزه مكتوبة بالذهب، فجعلنا نتعجب من كون نسخة الأصل بهذه الصفة، فسررنا بذلك كثيرا لما كنّا قبل ذلك قد ابتلينا به من رداءة النسخ، فطلب منه بقيّة الأجزاء، فجعل يتألّم من تقصير الناس في نسخها، و رداءة نسخهم، و قال: إنّي لا أعلم أين بقيّة الأجزاء، و كأن ذلك صدر منه علي وجه التألم لتقصير الناس في نسخ الكتاب و تصحيحه، و قال:
اشتغلوا بهذا الجزء إلي أن أجد لكم غيره.
ثم دخل إلي بيته لتحصيل باقي الأجزاء، ثم خرج إلينا و بيده جزء بخط غيره علي قالب الورق الشامي الكامل، و هو ضخم غير جيّد الخطّ، فدفعه إلي
ص: 534
و جعل يشتكي من كتابة كتابه بهذه الصورة و يتألم من ذلك، و كان في المجلس الأخ الصالح الشيخ زين الدين الفقعاني نفعنا اللّه ببركته، فقال: أنا عندي جزء آخر من نسخة الأصل علي الوصف المتقدم، و دفعه إليّ فسررت كثيرا، ثم فتش البيت و أخرج جزء آخر إلي تمام أربعة أجزاء أو أكثر بالوصف المتقدم، فسررنا و خرجنا بالأجزاء إلي الشيخ الجليل المصنف و هو جالس في مكانه الأول.
فلما جلسنا عنده أعدنا فيما بيننا و بينه ذكر نسخ الكتاب، و تقصير الناس فيه، فقلت: يا سيدنا بمدينة دمشق رجل من أصحابنا اسمه زين العابدين الغرابيلي قد نسخ كتابك هذا نسخة في غاية الجودة في ورق جيّد، و جعل الكتاب في مجلّدين كل واحد بقدر كتاب الشرائع، و هذه النسخة فخر علي المخالف و المؤالف، فتهلّل وجه الشيخ (رحمه اللّه) سرورا و أظهر الفرح، و فتح يديه و دعا له بدعاء خفي، لم أحفظ لفضة ثم انتبهت (1).
قال النجاشي في ترجمة ثقة الإسلام: صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يسمي الكافي في عشرين سنة شرح كتبه: كتاب العقل.
إلي أن قال: كتاب الوصايا، كتاب الفرائض، كتاب الروضة، و له غير كتاب الكافي كتاب الردّ علي القرامطة (2). إلي آخره.
و قال الشيخ في الفهرست: له كتب منها: الكافي، و هو مشتمل علي ثلاثين كتابا، أوّله: كتاب العقل. إلي أن قال: كتاب الحدود، كتاب الديات، كتاب الروضة من آخر كتاب الكافي، و له كتاب الرسائل (3). إلي آخره.
ص: 535
و قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء في ترجمته: له الكافي يشتمل علي ثلاثين كتابا منها: العقل، فضل العلم، التوحيد. إلي ان قال: الزي و التجمل، الروضة (1).
هذا و لكن في رياض العلماء في ترجمة العالم الجليل المولي خليل القزويني: و من أغرب أقواله القول بأن الكافي بأجمعه قد شاهده الصاحب (عليه السلام) و استحسنه، و أنه كلّ ما وقع فيه بلفظ: (و روي) فهو مروي عن الصاحب (عليه السلام) بلا واسطة، و انّ جميع أخبارها حقّ واجب العمل بها، حتي أنه ليس فيه خبر للتقية و نحوها، و انّ الروضة ليس من تألف الكليني، بل هو من تأليف ابن إدريس و ان ساعده في الأخير بعض الأصحاب، و ربّما ينسب هذا القول الأخير إلي الشهيد الثاني، و لكن لم يثبت (2)، انتهي.
و لا يخفي ما في الكلام الأخير بعد تصريح هؤلاء الأعلام و اتحاد سياق الروضة و سائر كتب الكافي و عدم وجود ما ينافيه و ما به يصلح نسبته إلي الحلي و نقل الأصحاب عنها قديما و حديثا كنقلهم عن غيرها من كتب الكافي و اللّه العاصم و منه التوفيق.1.
ص: 536