موسوعة طبقات الفقهاء المجلد 12

اشارة

سرشناسه : سبحانی تبریزی، جعفر، - 1308

عنوان و نام پديدآور : موسوعه طبقات الفقهاآ: المقدمه الفقه الاسلامی منابعه و ادواره/ تالیف جعفر السبحانی

مشخصات نشر : قم: موسسه الامام الصادق(ع)، 1418ق. = 1376.

مشخصات ظاهری : ج 2

شابک : 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-26-6(ج.2)

وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی

يادداشت : این کتاب مقدمه ایست بر کتاب موسوعه طبقات الفقها

يادداشت : عربی

یادداشت : کتابنامه

موضوع : مجتهدان و علما -- سرگذشتنامه

موضوع : نویسندگان اسلامی -- سرگذشتنامه

موضوع : محدثان شیعه -- سرگذشتنامه

شناسه افزوده : موسسه امام صادق(ع)

رده بندی کنگره : BP55/2/م 83س 2

رده بندی دیویی : 297/996

شماره کتابشناسی ملی : م 78-2149

[الفقهاء الذين ظفرنا لهم بترجمة]

3572 الكوراني «1»

(1025-- 1101 ه-) إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين، برهان الدين أبو الوقت الكوراني الشهرزوري الشهراني، نزيل المدينة.

كان فقيها شافعيا، مسندا، صوفيا، جامعا بين المعقول و المنقول.

ولد سنة خمس و عشرين و ألف بشهران (من أعمال شهرزور ببلاد الأكراد) و ارتحل إلي بغداد- و أقام بها مدة- و دمشق و مصر، ثمّ استقرّ بالمدينة المنوّرة.

و قد أخذ عن جماعة، منهم: أحمد بن محمد القشاشي، و أحمد بن علي الشناوي، و محمد شريف بن يوسف الكوراني، و عبد الكريم بن أبي بكر الحسيني، و محمد بن علاء الدين البابلي، و سلطان بن أحمد المزّاحي، و النجم محمد بن محمد الغزّي العامري، و غيرهم.

و درّس بالمسجد النبوي، و أقرأ باللغات الثلاث، فبرع و أقبل عليه الطلبة و اشتهر ذكره.

و للمترجم تصانيف كثيرة، منها: تكميل التعريف لكتاب في التصريف، شرح «العوامل الجرجانية»، النبراس لكشف الالتباس الواقع في الأساس، جواب

______________________________

(1) سلك الدرر 1/ 5، عجائب الآثار 1/ 117، البدر الطالع 1/ 11 برقم 6، هدية العارفين 1/ 35، الأعلام 1/ 35، معجم

المؤلفين 1/ 21.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 6

العتيد لمسألة أول واجب لمسألة التقليد، شرح «العقيدة الصحيحة»، القول المبين في مسألة التكوين، الأمم لإيقاظ الهمم (مطبوع)، إتحاف الخلف بتحقيق مذهب السلف، مسالك الأبرار إلي أحاديث النبيّ المختار، ضياء المصباح في شرح «بهجة الأرواح»، حاشية علي «شرح القصيدة الأندلسية» للقصيري، و غير ذلك.

و كانت وفاته في- ربيع الثاني سنة إحدي و مائة و ألف.

3573 العلفي «1»

(حدود 1106- 1156 ه-) إبراهيم بن خالد بن أحمد بن قاسم القرشي الأموي، العلفي الرادعي الصنعاني، من فقهاء الزيدية.

ولد حدود سنة ست و مائة و ألف.

و نشأ بمدينة رادع ثمّ رحل إلي ذمار، و درس علي زيد بن عبد اللّه الأكوع، و المطهّر بن صلاح بن علي الحسني.

ثمّ رحل إلي صنعاء، فدرس بها علي: صلاح بن الحسين الأخفش، و هاشم بن يحيي الشامي، و محمد بن إسماعيل الأمير، و عبد القادر بن علي البدري، و أخذ القراءات و علوم القرآن عن صالح بن علي اليماني.

و تبحّر في فقه مذهبه و حقّق فروعه، و درّس بصنعاء الأصلين و الحديث و التفسير و فنون العربية، و تصدّر للإفتاء و التأليف، فاشتهر و اجتمع إليه الطلبة،

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 12 برقم 7، نشر العرف 1/ 21 (ق 2) برقم 7، الأعلام 1/ 38.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 7

و وردت عليه الفتيا من جميع بلاد اليمن.

و كان يفرّ من القضاء، و لم يتزوج حتي مات.

له حاشية علي «الأزهار» لم تكمل، و حاشية علي «شرح وصايا المفتاح» للخالدي، و رسالة في النوم قبل الصلاة، و رسالة في حكم قصر الصلاة في السفر، و كتاب فتاوي جمع بعده.

و كانت وفاته في- شعبان سنة ست و خمسين و مائة و

ألف.

3574 الجينيني «1»

(حدود 1040-- 1108 ه-) إبراهيم بن سليمان بن محمد بن عبد العزيز الجينيني، نزيل دمشق.

كان فقيها حنفيا، مؤرّخا، مطّلعا علي غوامض النقول و الفروع، و الأصول و الكتب و أسماء مؤلّفيها.

ولد حدود الأربعين و ألف بجينين (بلدة في أراضي الشام)، و قرأ القرآن و مقدّمات العلوم.

ثمّ رحل إلي الرملة، و تفقّه علي خير الدين الرملي، و لازمه، و صار كاتب الأسئلة الفقهية عنده، و رتّب فتاويه المشهورة.

و ظلّ يتردد إلي دمشق حتي استوطنها بعد وفاة شيخه الرملي، ثمّ رحل إلي

______________________________

(1): كشف الظنون 1/ 753، سلك الدرر 1/ 6، هدية العارفين 1/ 36، الأعلام 1/ 41، معجم المؤلفين 1/ 36.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 8

مصر، و درس فيها علي علي الشبراملّسي، و محمد البابلي، و يحيي الشناوي، و أحمد العجمي، و رجب بن حسين الحموي، و آخرين.

له تتّمة الفتاوي الخيرية (مطبوع)، و شرح «التحفة» للشاهدي في اللغة (شرحان، صغير و كبير)، إكمال «دستور الأعلام» لابن عزم في التأريخ، طوالع الحور في مدح النبيّ و آله المبرور، نتيجة الفكر فيما يتعلّق بأحكام الذكر، و رسائل تاريخية، و غير ذلك.

توفّي بدمشق في- صفر سنة ثمان و مائة و ألف.

3575 الزّاهدي «1»

(.- 1119 ه-) إبراهيم بن عبد اللّه بن علي بن عطاء اللّه الزاهدي، الجيلاني اللاهيجي، أحد علماء الإمامية.

تلمذ علي والده.

و استوطن بلدة لاهيجان، و ذاع صيته بها و بسائر البلدان.

و كان مرجع أفاضل جيلان.

ذكره ابن أخيه محمد علي الحزين في «تذكرة المعاصرين»، و قال في حقّه:

كان جامع العلوم الدينية و المعارف اليقينية.. حسن التقرير و التحرير نظما و نثرا،

______________________________

(1): تذكرة المعاصرين 113، أعيان الشيعة 2/ 181، الذريعة 6/ 194 و 10/ 60 برقم 44، طبقات أعلام الشيعة 6/ 20،

معجم المؤلفين 1/ 53.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 9

معمّي و لغزا، جيّدا في أنواع الخطوط.

و للمترجم جملة مصنفات، منها: حاشية علي «مختلف الشيعة في أحكام الشريعة» للعلّامة الحلي سمّاها رافعة الخلاف، حاشية علي «الكشاف» للزمخشري سمّاها كاشفة الغواشي وصل فيها إلي سورة الأحقاف، رسالة في توضيح كتاب إقليدس، و القصائد الغرّاء في مدح أهل العباء.

توفي بلاهيجان- سنة تسع عشرة و مائة و ألف، و رثاه ابن أخيه الحزين بأبيات فارسية.

3576 القراحصاري «1»

(1113- 1197 ه-) إبراهيم بن عثمان بن محمد القراحصاري القسطنطيني، الحنفي، مفتي الدولة العثمانية.

ولد سنة ثلاث عشرة و مائة و ألف.

و لازم ابن عمّه زين العابدين علي قاضي العساكر بقسطنطينية، و قرأ المعقول و المنقول، و درّس بمدارسها.

و حجّ صحبة ابن عمّه المذكور، و جاور بمكّة، و ولي نيابة الحكم بجدّة.

و ذكر أنّه أخذ عن كثير من الشيوخ في البلاد العربية و غيرها مثل محمد مراد ابن علي البخاري جدّ المرادي صاحب «سلك الدرر»، و محمد بن علي الكامل

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 12.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 10

الدمشقي، و محمد بن عبد الباقي الحنبلي، و عبد الغني بن إسماعيل النابلسي.

ثمّ عاد إلي قسطنطينية، و ولي بعض المناصب و الوظائف الشرعية، و تولّي القضاء بسلانيك ثمّ بدمشق، و حضر بها الدروس الفقهية لعلي المرادي، كما ولي بعد مدّة قضاء دار السلطنة بقسطنطينية، فنقابة الأشراف بدار السلطنة، فقضاء عسكر أناطولي فروم إيلي حتي ولي الإفتاء بعد عزل شريف بن أسعد الحنفي.

و عظّمه رجال الدول و العامة، و عظمت ثروته، و اشتهر، و بقي مفتيا للدولة العثمانية حتي توفّي في- جمادي الثانية سنة سبع و تسعين و مائة و ألف.

3577 المواهبي «1»

(1145-- 1188 ه-) إبراهيم بن محمد بن عبد الجليل بن محمد بن عبد الباقي الدمشقي، برهان الدين الشهير بالمواهبي، آخر مفت للحنابلة من بني المواهبي.

ولد بدمشق سنة خمس و أربعين و مائة و ألف، و نشأ بها، و قرأ القرآن علي محمد ابن عبد الرحمن المكتبي النابلسي.

و درس الفقه علي أحمد بن عبد اللّه البعلي، و العربية عليه و علي محمد بن سعد الدين العبجي، و الحديث علي محمد شريف بن محمد، و حصل علي إجازة من الأخير

و من والده.

ثمّ جلس للإفتاء مكان أخيه بعد وفاته، و باشر الوظائف الدينية مكانه

______________________________

(1): النعت الأكمل: 307، مختصر ببقات الحنابلة 143.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 11

و مكان أبيه، و جرت عليه بعض المحن، فتخلّص منها.

و كانت وفاته في- شوّال سنة ثمان و ثمانين و مائة و ألف.

3578 ابن حمزة «1»

(1054- 1120 ه-) إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين الحسيني، برهان الدين الحرّاني الأصل، الدمشقي المعروف بابن حمزة.

كان فقهيا حنفيا، محدّثا، أديبا، نحويا.

ولد في دمشق سنة أربع و خمسين و ألف، و نشأ تحت نظر والده و سمع عليه «الصحيحين».

و درس عليه و علي شقيقة عبد الرحمن، و محمد البطنيني، و يحيي الشاوي، و إبراهيم الفتال، و خليل اللقاني، و البرماوي، و الشوبري، و الخراشي، و إبراهيم بن حسن الكوراني، و رمضان العطيفي، و عبد القادر الصفوري، و النجم الفرضي، و أحمد الخيّاط، و أحمد النخلي، و محمد المحاسني، و كثير غير هؤلاء.

و ارتحل إلي الروم فقرأ علي عبد الوهاب خواجه، و موسي القسطموني، و عبد القادر المقدسي.

و سافر إلي مصر لتولّي نقابة الأشراف فيها، و أخذ عن علمائها أيضا.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 22، إيضاح المكنون 1/ 68، هدية العارفين 1/ 37، معجم المطبوعات العربية 1/ 88، الأعلام 1/ 68، معجم المؤلفين 1/ 105.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 12

و تولّي نيابة قضاء محكمة الباب الكبري بدمشق و القسمة العسكرية و نقابة الأشراف.

و درّس «الهداية» في الفقه و «صحيح البخاري» و أخذ عنه كثيرون.

و صنّف كتاب البيان و التعريف في أسباب ورود الحديث الشريف (مطبوع)، و حاشية علي «شرح الألفية» لابن المصنّف لم تتم.

توفّي في- صفر سنة عشرين و مائة و ألف.

3579 البخشي «1»

(.- 1136 ه-) إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد البخشي «2»، الخلوتي، البكفالوني «3» الحلبي، الشافعي.

أخذ عن علماء بلدته.

و رحل إلي الحجّ مع والده، فدرس علي علماء مكّة و المدينة كما درس علي علماء حلب و دمشق.

و أخذ عن والده فقه الشافعية و فنون الحديث و العربية.

ثمّ درّس

بالمدرسة المقدّمية بحلب، و أخذ عنه جماعة و باشر في تلك

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 24، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 6/ 434، معجم المؤلفين 1/ 106.

(2) نسبة إلي جدّه الكبير أحمد بخشي (المتوفّي 930 ه-).

(3) نسبة إلي بكفالون: قرية من أعمال حلب.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 13

الأوقات كتابة وقائع الفتاوي الحنفية و اشتهر بفنّ الحديث و فقه المذهبين.

و كانت وفاته- سنة ست و ثلاثين و مائة و ألف.

له الفتاوي الحنفية (ثلاث مجلّدات)، و تحريرات في الفقه الشافعي.

3580 ابن سفر «1»

(..- 1152 ه-) إبراهيم بن محمد الغزي، المعروف بابن سفر، المفتي الحنفي.

نشأ في غزّة، و سافر إلي مصر، و أقام يدرس العلوم هناك، فتفقّه خمس عشرة سنة علي جملة من المشايخ، منهم علي الضرير، و سليمان المنصوري، و غيرهما.

و رجع إلي غزّة، و لقي مصطفي بن كمال الدين الصديقي، فأخذ عنه التصوّف و أتقنه.

و ظلّ يمارس الإفتاء علي المذهب الحنفي، و يدرّس الطلبة المنطق و البيان و غير ذلك.

توفّي- سنة اثنتين و خمسين و مائة و ألف.

و كان له شعر كثير، فمنه.

و قل يا حماك اللّه خلّفت مغرما أسيرا مشوق القلب من وجده صادي

يحنّ إلي لقيا الأحبّة مولع يئنّ إذا برق بدا دون ميعاد

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 30.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 14

3581 القمّي «1»

(..- بعد- 1168 ه-) إبراهيم «2» بن محمد باقر بن محمد علي بن محمد مهدي الرّضوي، القمّي ثمّ النجفي ثمّ الهمداني.

كان حاذقا في الفقه و الحديث و التفسير و الأصول و الكلام، محقّقا، ذا فطانة و دراية.

أخذ عن أخيه السيد صدر الدين القمي شارح «الوافية» للتوني.

و أقام في النجف مدة.

ثمّ سكن همدان، و لقيه في سنة (1148 ه-) السيد عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري، و عاشره أيام إقامته هناك ليلا و نهارا، و عرض عليه كتابه «الذخر الرائع في شرح مفاتيح الشرائع» فكتب له عليه تقريظا.

كما روي عن المترجم السيد شبّر بن محمد المشعشعي الحويزي النجفي، و حضر مجلس درسه عبد النبي القزويني.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 121 برقم 2، تتميم أمل الآمل 56 برقم 6، روضات الجنات 4/ 124، الكني و الألقاب 2/ 415 (ضمن ترجمة أخيه صدر الدين)، أعيان الشيعة 2/ 204، ريحانة الأدب 3/ 431، طبقات

أعلام الشيعة 6/ 18، الذريعة 14/ 74 برقم 1807، معجم المؤلفين 1/ 87، معجم المفسرين 1/ 21.

(2) و قيل: محمد إبراهيم. الذريعة 10/ 8 برقم 47.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 15

و له تأليف منها: شرح «مفاتيح الشرائع» في الفقه للفيض الكاشاني، شرح «الوافي» في الحديث للفيض أيضا، و رسالة في مكان المصلي، و غير ذلك.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه كان بكرمانشاه في سنة ثمان و ستين و مائة و ألف، و كان قد انتقل إليها من همدان.

3582 المذاري «1»

(..- 1190 ه-) إبراهيم بن مصطفي بن إبراهيم المذاري «2»، الحلبي، نزيل القسطنطينية.

كان فقيها حنفيا، من مشاهير العلماء.

ولد بحلب، و تعلّم بها.

و سافر إلي القاهرة، فأقام بها سبع سنين يدرس العلوم العقلية.

و أخذ بدمشق عن: أبي المواهب بن عبد الباقي الحنفي، و إلياس الكردي، و أحمد الغزّي العامري.

و توجه إلي الحج، فأخذ عن: عبد اللّه بن سالم البصري، و أبي طاهر بن إبراهيم الكوراني، و غيرهما.

و عاد إلي القاهرة، فلازم السيد علي الضرير في المعقول و المنقول، و أخذ عن:

______________________________

(1) سلك الدرر 1/ 37، هدية العارفين 1/ 39، إيضاح المكنون 1/ 240، إعلام النبلاء 7/ 92 برقم 1122، الأعلام 1/ 74، معجم المؤلفين 1/ 112.

(2) كان في أوّل أمره يصنع آلة التذرية، فعرف بالمذاري. انظر إعلام النبلاء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 16

سليمان المنصوري، و سالم النفراوي المالكي، و أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري، و آخرين.

و تصدي لتدريس الفقه الحنفي، فأقرأ «الدرّ المختار» لعلاء الدين محمد بن علي الحصكفي، و «الهداية» للمرغيناني.

ثمّ ارتحل إلي القسطنطينة، فأكبّ علي المطالعة و الإقراء.

أخذ عنه طائفة، منهم: الوزير محمد باشا الراغب، و كتخدا الدولة محمد أمين كاشف، و محمد أسعد بن عبد اللّه

الإيراني.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: حاشية علي «الدرّ المختار» سماها تحفة الأخيار، شرح «جواهر الكلام»، نظم السيرة، شرح «لغز» بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي الإمامي، الحلّة الضافية في علمي العروض و القافية، رسالة في المعمّي، و اللمعة في تحقيق مباحث الوجود و الحدوث و القدر و أفعال العباد (مطبوع).

توفي بالقسطنطينية- سنة تسعين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 17

3583 أبو تراب «1»

(..- 1110 ه-) أبو تراب الأصفهاني، و لعل اسم والده أبو طالب. «2»

كان من علماء الفقه و الحديث، الذين تنقل أقوالهم، و من المراجع للشيعة.

تتلمذ علي محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و سأله عدّة مسائل فقهية، أجاب عنها شيخه المذكور، و له منه إجازة الحديث.

و من مشايخه أيضا: السيد شرف الدين علي بن حجة اللّه الشولستاني النجفي.

صنف المترجم كتبا لم تصلنا أسماؤها، و قد أوصي الميرزا كمال الدين محمد ابن معين الدين محمد الفسوي ابنه بمطالعتها و المداومة علي قراءتها.

و له تلامذة، منهم: محمد نصير الگلبايگاني، و محمد صادق بن محمد كاظم الخوانساري الأصفهاني، و علي نقي «3» ظاهرا حيث أخذ عنه في عدة من الفنون و

______________________________

(1): ترجمة الفيض القدسي 156 برقم 20، أعيان الشيعة 2/ 309، طبقات أعلام الشيعة 6/ 112، تلامذة العلامة المجلسي و المجازون عنه 11 برقم 7.

(2) ذكر الطهراني أنّه رأي نسخة «الأربعين» لبهاء الدين العاملي بخط أبي تراب بن أبي طالب الأصفهاني كتبها في (1079 ه-) و المظنون انّه صاحب الترجمة و أنّه سمّي ابنه باسم والده. طبقات أعلام الشيعة 6/ 157.

(3) انظر تراجم الرجال 1/ 24 برقم 33.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 18

أجازه في نسخة من «نهج البلاغة» بإجازة عامة، و كتب له إنهاء في

آخره تاريخه سنة (1098 ه-).

توفّي- سنة عشر و مائة و ألف، و هي سنة وفاة أستاذه المجلسي.

و له ابن محدّث اسمه أبو طالب.

3584 أبو الحسن الجزائري «1»

(..- 1193 ه-) أبو الحسن بن عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه بن عبد اللّه الموسوي، الجزائري، التستري.

تلمذ علي والده الفقيه السيد عبد اللّه (المتوفّي 1173 ه-).

و مهر في عدة فنون لا سيما في الطب و الهندسة و الحساب.

و سافر في أيام شبابه إلي حيدرآباد، و عاد إلي تستر.

و قام مقام أبيه في التدريس و نشر العلم، و ولي منصب شيخ الإسلام من قبل السلطان كريم خان الزندي.

أخذ عنه في الرياضيات ابن عمّه السيد عبد اللطيف بن أبي طالب بن نور اللّه، و أثني عليه في كتابه «تحفة العالم» و قال في حقّه: كان فاضلا في الفقه و العلوم الرياضية، وحيدا في علم الطب.

______________________________

(1): أعيان الشيعة 2/ 328، الذريعة 10/ 253 برقم 824 و 14/ 75 برقم 1808، طبقات أعلام الشيعة 6/ 165.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 19

و قد صنف المترجم شرحا مبسوطا علي «مفاتيح الشرائع» في الفقه لمحمد محسن الكاشاني المعروف بالفيض.

و له عدّة رسائل في الطب و الهندسة و الرياضيات.

توفي بتستر في- شوال سنة ثلاث و تسعين و مائة و ألف، و قبره بها معروف.

3585 أبو الحسن الشريف «1»

(نحو 1070- 1139، 1138 ه-) أبو الحسن بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسي بن علي الفتوني، العاملي النباطي الأصل، الأصفهاني ثمّ النجفي، أحد كبار مجتهدي الإمامية.

يعرف بالشريف لأنّ أمّه كانت علوية، و هي أخت السيد محمد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي.

ولد بأصفهان في نحو سنة سبعين و ألف، و نشأ بها و تعلّم، ثمّ سكن النجف الأشرف.

تلمذ علي ثلّة من الفقهاء و المحدثين، و روي عنهم سماعا أو إجازة، و من

______________________________

(1) لؤلؤة البحرين 107 برقم 40، الإجازة الكبيرة للتستري 45، الفيض القدسي 182، روضات

الجنات 7/ 142، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 54 و غيره، إيضاح المكنون 2/ 48، 487، هدية العارفين 1/ 766، الكني و الألقاب 1/ 51، الفوائد الرضوية 455 (ضمن ترجمة صاحب الجواهر)، هدية الأحباب 12، أعيان الشيعة 7/ 342، مصفّي المقال 28، الذريعة 2/ 371 برقم 1498، طبقات أعلام الشيعة: 6/ 174، معجم المؤلفين 3/ 284 و 7/ 204، معجم رجال الفكر و الأدب 2/ 870.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 20

هؤلاء: محمد باقر بن محمد تقي المجلسي الأصفهاني، و أحمد بن محمد بن يوسف البحراني، و القاسم بن محمد الكاظمي، و صفي الدين بن فخر الدين الطريحي النجفي، و محمد حسين بن الحسن الميسي، و عبد الواحد بن محمد بن أحمد البوراني، و محمود بن علي الميمندي، و السيد محمد صالح الخاتون آبادي، و محمد بن الحسن الحر العاملي، و السيد نعمة اللّه الجزائري.

و تبحّر في الفقه و الحديث، و مهر في الأصول، و برّز في علوم القرآن.

و تصدي للتدريس في المشهد الغروي، و بحث و صنّف و حقّق، و فاق علي كثير من علماء عصره، بل كان- كما يقول السيد محمد مهدي بحر العلوم- رئيس المحدثين في زمانه، و قدوة الفقهاء في أوانه.

و قد أخذ عن المترجم، و روي عنه لفيف من العلماء، منهم: ابنه أبو طالب، و محمد مهدي بن محمد صالح الفتوني العاملي النجفي، و عبد اللّه بن كرم اللّه الحويزي، و إبراهيم بن غياث الدين محمد الأصفهاني الخوزاني و قد قرأ عليه بعض كتب الفقه و الحديث، و السيد نصر اللّه بن الحسين الحائري المدرّس، و درويش الغروي و قد قرأ عليه كتاب «الإستبصار» للطوسي، و السيد محمد بن علي بن حيدر الموسوي

العاملي المكي، و أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي، و السيد محمد حسين بن محمد صالح الخاتون آبادي، و غيرهم.

و صنف كتبا منها: الفوائد الغروية و الفوائد النجفية في الأصولين، شرح «كفاية المعتقد» في الفقه للمحقّق محمد باقر السبزواري، شريعة الشيعة، و دلائل الشريعة و هو شرح علي «مفاتيح الشرائع» لمحمد محسن الكاشاني، رسالة في الرضاع، مرآة الأنوار و مشكاة الأسرار في التفسير وصل فيه إلي أواسط سورة البقرة (طبع منه المجلد الأوّل و هو في مقدمات التفسير و العلوم المتعلقة بالقرآن)، ضياء العالمين في بيان إمامة الأئمّة المصطفين، رسالة في حقيقة مذهب الإمامية، حاشية

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 21

علي «الكافي» للكليني، شرح الصحيفة السجادية، معراج الكمال، نصائح الملوك، و كتاب في الأنساب.

توفّي بالنجف- سنة تسع و ثلاثين و مائة و ألف، و قيل: سنة ثمان و ثلاثين.

3586 الكواكبي «1»

(1090- 1137 ه-) أبو السعود بن أحمد بن محمد بن حسن الكواكبي، الحلبي، مفتي الحنفية بها.

ولد بحلب سنة تسعين و ألف، و نشأ بها، و درس علي علمائها، فأخذ التفسير و المعقولات عن والده، و الفقه عن زين الدين أمين الفتوي، و الحديث عن أحمد الشراباتي، كما أخذ عن: سليمان النحوي، و عبد الرحمن العمادي، و غيرهم، و أجازه أحمد النخلي.

و تولّي إفتاء الحنفية بعد والده، و أقرأ التفسير- مدّة إفتائه- بالمدرسة الخسروية، و قد التزم في تدريسه التفسير المحاكمة بين ما تناقش به جدّه محمد بن حسن الكواكبي مع عصام و سعدي جلبي، و بين ما تناقش به أبوه مع جدّه، و أخذ عنه طلبة حلب.

و استمر ملازما للتدريس و الإفتاء حتّي توفّي في- رجب سنة سبع و ثلاثين

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 57، إعلام النبلاء 6/ 435 برقم

1036، معجم المؤلفين 4/ 217، معجم المفسرين 2/ 773.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 22

و مائة و ألف.

له منظومة آداب البحث، منظومة الوضع، و شرح علي «آداب البحث»، و فتاوي في مجلد.

3587 أبو الصفا العدوي «1»

(1045-- 1120 ه-) أبو الصفا بن أحمد بن أيّوب العدوي، الصالحي الدمشقي، الخلوتي.

كان فقيها حنفيا، نحويا، مفسّرا.

ولد بدمشق سنة خمس و أربعين و ألف، و نشأ بها، و درس العلوم علي والده- و كان من أعيان الحنفية و مشايخ الطريقة الخلوتية في التصوف- و أخذ عنه التصوّف، كما درس علي: إبراهيم الفتال الدمشقي، و محمد الكردي، و محمد أمين اللّاري، و غيرهم من مشايخ دمشق و الروم.

و برع، و درّس بالمدرسة العذراوية، و ترقّي في المناصب، فولي نيابة الحكم في محكمة الباب، و قضاء قارا، و إفتاء الحنفية بدمشق بعد وفاة إسماعيل الحائك.

و حجّ و جاور، و ولي بمكّة المدرسة المرادية.

و اشتهر، و راجت فتاواه، و أقبلت عليه الدنيا، و استمر علي الإفتاء حتي توفّي في- ذي الحجّة سنة عشرين و مائة و ألف.

______________________________

(1) سلك الدرر 1/ 62، معجم المؤلفين 2/ 776.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 23

3588 الفندرسكي «1»

(..- حيا بعد 1100 ه-) أبو طالب بن الأميرزا بيك بن الفيلسوف أبو القاسم «2» الموسوي، الفندرسكي الأسترآبادي ثمّ الأصفهاني.

كان فقيها إماميا، محدّثا، حكيما، محقّقا، من كبار العلماء.

تلمذ علي محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري، و محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري.

و تبحّر في أكثر العلوم.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: حاشية علي «الروضية البهية في شرح اللمعة الدمشقيّة» في الفقه للشهيد الثاني، حاشية علي «معالم الأصول» للحسن بن

______________________________

(1) رياض العلماء 5/ 500 (ضمن ترجمة جدّه السيد أبو القاسم الفندرسكي)، أعيان الشيعة 2/ 365، ريحانة الأدب 4/ 360 (ضمن ترجمة جدّه)، الذريعة 6/ 41 برقم 193، طبقات أعلام الشيعة 6/ 391، تلامذة العلّامة المجلسي 14 برقم 12.

(2) المتوفّي (1050 ه-)، و

قد ذكر صاحب «أعيان الشيعة» و غيره أنّ (أبو القاسم) هذا هو جدّ المترجم له لأبيه، لكن صاحب «طبقات أعلام الشيعة» جعله جدّه لأمّه، اعتمادا- علي ما يظهر- علي قول الأفندي في «رياض العلماء» أنّ المترجم له سبط أبو القاسم. و قد تبيّن لنا من خلال التتبع أنّ الأفندي يطلق كلمة السبط (التي يغلب إطلاقها علي ولد البنت) علي ولد الولد أيضا كما في ترجمة زين الدين بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني «رياض العلماء 2/ 387» و غيره، فلا يفهم إذن من عبارة الأفندي أنّ (أبو القاسم) جدّ المترجم له لأمّه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 24

الشهيد الثاني، حاشية علي أصول «الكافي» للكليني، حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، شرح «الشافية» في الصرف لابن الحاجب، المنتهي في النحو، شرح «خلاصة الحساب» لبهاء الدين العاملي بالفارسية سماه توضيح المطالب، حاشية علي حاشية الخفري علي إلهيات «الشفاء» لابن سينا، رسالة مجمع البحرين بالفارسية في علم العروض، رسالة بيان البديع بالفارسية في فن البيان و البديع، رسالة نگار خانه چين في رسائله و إنشاءاته بالفارسية و العربية، و غير ذلك.

و له ديوان شعر سمّاه غزوات حيدري، نظم فيه غزوات الإمام علي عليه السّلام بالفارسية.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه كان حيا في أوائل القرن الثاني عشر.

3589 أبو طالب الجيلاني «1»

(..- 1127 ه-) أبو طالب بن عبد اللّه بن علي بن عطاء اللّه الزاهدي، اللاهيجي الجيلاني ثمّ الأصفهاني، والد محمد علي المعروف بالحزين.

قال في «ريحانة الأدب»: كان عابدا زاهدا متّقيا مجتهدا متواضعا، مؤثرا للعزلة.

ولد بلاهيجان (من مدن جيلان)، و تتلمذ علي الفقيه حسن بن سلام

______________________________

(1) تذكرة المعاصرين 43 (المقدمة، بقلم معصومة سالك)، أعيان الشيعة 2/ 367، ريحانة الأدب 2/ 356، الذريعة 4/ 328

برقم 139، 6/ 394 برقم 2450، 13/ 102 برقم 709، و غير ذلك، طبقات أعلام الشيعة 6/ 393.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 25

التيمجاني شيخ الإسلام بجيلان، ثمّ رحل إلي أصفهان و أخذ عن المحقّق حسين الخوانساري، و درس الرياضيات علي محمد رفيع اليزدي، و سائر العلوم علي علماء أصفهان.

و مهر في فنون كثيرة.

و اقتني مكتبة تضمّ أزيد من خمسة آلاف كتاب له علي أكثرها حواش و تصحيحات، كما كتب بخطّه سبعين مجلدا منها، مثل «الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه، و «تهذيب الأحكام»، و «أنوار التنزيل» في التفسير.

و قرأ عليه ابنه الحزين كتبا في علوم مختلفة، منها: «المختصر النافع» في الفقه، و «شرح المطالع» في المنطق، و «شرائع الإسلام» في الفقه، و «زبدة الأصول» في أصول الفقه، و تفسير «الصافي» و الرسالة «الجعفرية» في فقه الصلاة.

توفّي- سنة سبع و عشرين و مائة و ألف بأصفهان.

و ترك مؤلفات، منها: رسالة في الحركة، رسالة في مسألة العلم، رسالة في عمل المسبّع و المتّسع، تفسير آية قل الرّوح من أمر ربّي، و شرح حديث (عرفت اللّه بفسخ العزائم و حل العقود).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 26

3590 الدّرازي «1»

(حدود 1084-- 1131 ه-) أحمد بن إبراهيم بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني، والد العالم الشهير يوسف «2» صاحب «الحدائق الناضرة».

ولد بالبحرين في حدود سنة أربع و ثمانين و ألف.

و درس في النحو و الصرف علي أحمد بن إبراهيم المقابي.

و لازم محمد بن يوسف الخطي البحراني في علوم العربية و الرياضيات و الفقه و الحديث و غيرها، ثمّ لازم بعده سليمان بن عبد اللّه بن علي الماحوزي.

و مهر في أكثر العلوم لا سيما العلوم العقلية و الرياضية، و

بلغ درجة الاجتهاد، و ولي إمامة الجمعة و الجماعة في بلاده.

و كان مدرّسا قديرا، لا يملّ من البحث و التحقيق.

أخذ عنه: ولداه يوسف و عبد علي، و عبد اللّه بن صالح السماهيجي، و

______________________________

(1) لؤلؤة البحرين 93 برقم 37، منتهي المقال 7/ 75 برقم 328 (ضمن ترجمة ولده الشيخ يوسف البحراني)، روضات الجنات 8/ 204 برقم 750 (ضمن ترجمة ولده الشيخ يوسف البحراني)، أنوار البدرين 161 برقم 73، أعيان الشيعة 2/ 463، ريحانة الأدب 1/ 230، الفوائد الرضوية 13، طبقات أعلام الشيعة 6/ 36، الذريعة 1/ 87، برقم 419 و 5/ 104 برقم 433، معجم المؤلفين 1/ 25، فرهنگ بزرگان 27.

(2) المتوفّي (1187 ه-)، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 27

عبد اللّه بن علوي البلادي، و علي بن عبد الصمد الأصبعي.

و صنف رسائل كثيرة، منها: رسالة في حكم المهر عند موت أحد الزوجين قبل الدخول، رسالة في القرعة، الرسالة الاستثنائية في الإقرار، رسالة في ثبوت الولاية علي البكر البالغة الرشيدة، رسالة في الحجّ، رسالة في شرح عبارة «اللمعة الدمشقية» في مبحث الزوال، رسالة في العدول من سورة إلي أخري، رسالة في هدم الطلقة أو الطلقتين بتحليل المحلل و عدمه، شرح «الرسالة الحمدية» لأستاذه سليمان الماحوزي، رسالة في الجوهر و العرض، رسالة في بيان حياة الأموات بعد الموت، ملخص التأريخ، أجوبة مسائل السيد يحيي بن الحسين الأحسائي، و أجوبة مسائل ناصر الجارودي.

توفّي بالقطيف في شهر- صفر سنة إحدي و ثلاثين و مائة و ألف، و كان قد لجأ إليها بعد استيلاء الخوارج علي البحرين.

3591 ملّا جيون «1»

(1047-- 1130 ه-) أحمد بن أبي سعيد بن عبد اللّه بن عبد الرزاق بن خاصّة المكّي الصالحي ثمّ اللكنوي المعروف بملّاجيون.

كان فقيها

حنفيا، محدّثا، أصوليا، متكلما.

ولد بأميتهي، و نشأ بها، و حفظ القرآن، و تنقّل في قصبات «بورب»، و درس

______________________________

(1) أبجد العلوم 2/ 235، هدية العارفين 1/ 17، إيضاح المكنون 2/ 554، معجم المطبوعات العربية 2/ 1164، 1165، معجم المؤلفين 1/ 233.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 28

علي علمائها، و لازم ملّا لطف اللّه الكوري.

رحل بعد ذلك إلي دار السلطنة دهلي، و أكرمه السلطان عالمگير و أولاده، شاه عالم و غيره.

و حجّ ثمّ عاد إلي الهند، و توفّي بدهلي- سنة ثلاثين و مائة و ألف، و نقل جثمانه إلي أميتهي.

له التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية مع تعريفات المسائل الفقهية (مطبوع)، السؤالات الأحمدية في ردّ الملاحدة، كشف الأسرار في شرح «المنار» في أصول الفقه للنسفي (مطبوع)، نور الأنوار في شرح الأبصار (مطبوع)، و إشراق الأبصار في تخريج أحاديث «نور الأنوار» (مطبوع).

3592 العماوي «1»

(..- 1155 ه-) أحمد بن أحمد بن عيسي، أبو العباس العماوي «2» المصري، المالكي.

أخذ عن: محمد بن عبد الباقي الزرقاني، و عبد الرؤوف بن محمد البشبيشي، و منصور بن علي المنوفي، و محمد بن منصور الأطفيحي، و أحمد بن غنيم النفراوي.

و كان كثير الاطلاع، مستحضرا للأصول و الفروع و المسائل و الفوائد، من كبار المدرّسين.

______________________________

(1) عجائب الآثار 1/ 235، شجرة النور الزكية 337 برقم 1331.

(2) و في شجرة النور الزكية: العماري.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 29

تصدّر للتدريس، و واظب علي الإقراء و إملاء العلوم، فحضر دروسه الفقهية و المعقولية جمع غفير، منهم: عمر بن علي الطحلاوي، و علي بن أحمد بن مكرّم اللّه الصعيدي، و علي بن موسي بن مصطفي المعروف بابن النقيب.

و أجاز لعبد اللّه باشا كبورلي زاده بعد أن قرأ عليه صحيح البخاري و مسلم

و الموطّأ و سنن النسائي و غيرها.

توفّي في- جمادي الأولي سنة خمس و خمسين و مائة و ألف.

3593 السّجاعي «1»

(..- 1197 ه-) أحمد بن أحمد بن محمد السّجاعي «2» الأزهري المصري، الفقيه الشافعي.

ولد بمصر.

و قرأ علي والده، و كثير من مشايخ عصره.

و تصدّر للتدريس في حياة أبيه، و جلس مكانه بعد موته، و صار من أعيان الشافعية، و شارك في علوم كثيرة.

ذكر عبد الرحمن الجبرتي أنّ المترجم لازم والده، و أخذ عنه علم الحكمة

______________________________

(1) عجائب الآثار 1/ 570، إيضاح المكنون 1/ 167، هدية العارفين 1/ 179، معجم المطبوعات العربية 1/ 1005، الكني و الألقاب 2/ 308، ريحانة الأدب 2/ 441، الأعلام 1/ 93، فرهنگ بزرگان 28، معجم المؤلفين 1/ 154، معجم المفسرين 1/ 28، أعلام الحضارة العربية الإسلامية 6/ 20 برقم 1807.

(2) نسبة إلي السّجاعية: من غربية مصر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 30

و «الهداية» و شرحها للقاضي زاده و «الجغميني» و غير ذلك، و أنّ له في تلك الفنون تعاليق و رسائل مع براعة في التأليف و حافظة في الفقه.

من مصنّفاته: شرح علي «دلائل الخيرات»، القول الأسني في شرح أسماء اللّه الحسني، الدرر في إعراب أوائل السور، شرح «لامية» السموأل (مطبوع) حاشية علي «شرح قطر الندي» في النحو (مطبوع)، منظومة في الاستعارات (مطبوع)، تحفة الأنام بتوريث ذوي الأرحام، فتح ربّ البريّات بتفسير و خواص الآيات، مناسك الحجّ، حاشية علي «مغني المحتاج» «1» في الفقه للخطيب محمد بن أحمد الشربيني، الفتح الجليل علي «شرح ابن عقيل» للألفية، فتح اللطيف القيوم بما يتعلق بصلاة الإمام و المأموم، فتح الغفّار بمختصر «الأذكار» للنووي، و غير ذلك.

توفّي في- صفر سنة سبع و تسعين و مائة و ألف.

3594 ابن جعمان «2»

(..- 1110 ه-) أحمد بن إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم، القاضي ابن جعمان العكّي العدناني، الزبيدي اليمني، الشافعي.

ولد

بمدينة زبيد.

و درس علي والده، و تخرّج به في الفقه و الحديث و غيرهما.

______________________________

(1) و هو شرح علي «منهاج الطالبين» للنووي.

(2) نشر العرف 1/ 86 برقم 23 (القسم الثاني).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 31

و أخذ عن علي بن محمد الديبع الشيباني، و غيره.

و برع في الحديث، و شارك مشاركة تامة في سائر الفنون.

و لما توفي والده سنة (1096 ه-) قام مقامه في الإفتاء و القضاء و التدريس و إملاء الحديث الشريف.

و اشتهر، و صار مرجع زبيد.

أخذ عنه جماعة، منهم: السيد يحيي بن عمر بن مقبول الأهدل، و القاضي عبد الرحمن بن محمد جعمان، و أحمد بن عبد اللّه السّانة، و آخرون.

توفّي في- ربيع الآخر سنة عشر و مائة و ألف، و شيّع جنازته جمع عظيم.

3595 الجزائري «1»

(..- 1151 ه-) أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي بن سعيد الجزائري، النجفي، أحد كبار مجتهدي الإمامية.

أخذ و روي عن ثلة من الفقهاء و العلماء، منهم: أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني النجفي، و عبد الواحد بن محمد البوراني النجفي، و صفي الدين بن فخر

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 87، لؤلؤة البحرين 111 برقم 43، تتميم أمل الآمل 58 برقم 9، روضات الجنات 1/ 86 برقم 20، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 3/ 403، إيضاح المكنون 1/ 5، هدية العارفين 1/ 172، الفوائد الرضوية 14، أعيان الشيعة 2/ 479، ريحانة الأدب 3/ 359، ماضي النجف و حاضرها 2/ 81، الذريعة 1/ 42، طبقات أعلام الشيعة 6/ 29، الأعلام 1/ 95، معجم المؤلفين 1/ 163، معجم رجال الفكر و الأدب 1/ 345.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 32

الدين الطريحي، و أحمد بن محمد بن يوسف البحراني، و الحسين بن عبد علي الخمايسي، و السيد محمد

صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي، و محمد قاسم بن محمد صادق الأسترآبادي، و محمد نصير بن عبد اللّه بن محمد تقي المجلسي.

و مهر في الفقه و الحديث، و حاز ملكة الاجتهاد، و اشتهر بالتحقيق و التدقيق، و علا شأنه حتي انتهت إليه الرئاسة في النجف بعد شيخه أبو الحسن الفتوني (المتوفّي 1139 أو 1138 ه-).

تلمذ عليه و روي عنه: ولده محمد الملقب بالطاهر، و السيد عبد اللّه بن علوي البلادي البحراني، و السيد عبد العزيز بن أحمد الموسوي النجفي، و السيد نصر اللّه بن الحسين الحائري المدرّس الشهيد، و السيد شبّر بن محمد بن ثنوان المشعشعي، و غيرهم.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: قلائد الدرر في بيان آيات الأحكام بالأثر (مطبوع)، تبصرة المبتدئين في فقه الطهارة و الصلاة، رسالة في القصر و الإتمام، رسالة الشافية في الصلاة استدلالية، رسالة في المرتدّ و أحكام الارتداد، رسالة في حكيم المقيم الخارج عن محل الترخّص، رسالة ميزان المقادير، رسالة في آداب المناظرة، شرح «تهذيب الأحكام» للطوسي، حاشية علي «الكافي» للكليني، حاشية علي رسالة سليمان بن عبد اللّه الماحوزي في الصلاة.

توفّي بالنجف الأشرف- سنة إحدي و خمسين و مائة و ألف، و دفن بالصحن العلوي الشريف في الإيوان المعروف بإيوان العلماء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 33

3596 ابن بركات «1»

(1125- 1196 ه-) أحمد بن الحسن بن سعيد بركات «2» الصنعاني اليمني.

كان فقيها زيديا، مفسّرا، أديبا، واعظا.

ولد سنة خمس و عشرين و مائة و ألف.

و درس علي علماء صنعاء كهاشم بن يحيي الشامي، و محمد بن إسماعيل الأمير، و محمد بن إسحاق بن المهدي، و غيرهم.

و حجّ، فأخذ عن محمد حياة السندي.

و وعظ بجامع صنعاء، و درّس الفقه و غيره من العلوم، فأخذ

عنه: المهدي العباس بن المنصور الحسين، و أخوه علي بن المنصور الحسين، و الوزير علي بن صالح العماري، و أحمد بن لطف اللّه جحاف، و محمد بن صالح بن أبي الرجال، و آخرون.

و اتّصل بالمنصور الحسين بن، المتوكّل القاسم، فأحبّه و عظّمه.

و كان له يد في تعبير الرؤيا، عارفا بأحوال أبناء زمانه، زاهدا.

توفّي في- المحرّم سنة ست و تسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1) ملحق البدر الطالع 25 برقم 42، نشر العرف 1/ 107 برقم 34 (ق 2).

(2) نسبة إلي بني بركات: من قبيلة نهم، و جدّ صاحب الترجمة هو الذي انتقل من نهم إلي صنعاء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 34

و من شعره:

أنا عند الجفاء أزداد ودّا لخليلي إذا جفاني الخليل

أصل القاطعين في هذه الدار لعلمي بأنّها ستزول

و كفاني إنّي إذا شغل الناس كثير منها كفاني القليل

بعد خمسين حجّة و ثلاث نحو دار البقاء حان الرحيل

3597 الجوهري «1»

(1096- 1182 ه-) أحمد بن الحسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف الخالدي، شهاب الدين أبو العباس القاهري الشهير بالجوهري (لأنّ والده كان يبيع الجوهر).

كان فقيها شافعيا، متكلّما، صوفيّا شاذليّ الطريقة.

ولد بمصر سنة ست و تسعين و ألف.

و أخذ عن: عبد اللّه الكنكسي، و أحمد بن محمد المرحومي، و أحمد بن محمد المكي النخلي، و أحمد الهشتوكي، و رضوان الطوخي، و منصور المنوفي، و عبد الحي الشرنبلالي، و عبد اللّه بن سالم البصري، و أحمد الخليفي، و أحمد النفراوي، و محمد الورزازي، و آخرين.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 97، عجائب الآثار 1/ 364، هدية العارفين 1/ 178، إيضاح المكنون 1/ 426، الأعلام 1/ 112، معجم المؤلفين 1/ 193.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 35

و برع، و درّس بالأزهر، و أفتي سنين

كثيرة، و أخذ عنه الطلبة.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: حاشية علي «شرح الجوهرة» لعبد السلام اللاقاني، فيض الإله المتعال في إثبات كرامات الأولياء في الحياة و بعد الانتقال، خالص النفع في بيان المطالب السبع في الكلام، منقذة العبيد من ربقة التقليد في التوحيد، و هداية الراشدين و المسترشدين لحلّ شرح محمد بن يوسف السّنوسي علي «أمّ البراهين» في العقائد للسنوسي نفسه.

3598 أحمد الحرّ «1»

(1036- بعد 1120 ه-) أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحرّ العاملي المشغري، أخو المحدّث محمد الحرّ مؤلف «أمل الآمل» و المتقلّد بعده منصب شيخ الإسلام بمشهد خراسان.

ولد في مشغري (من قري جبل عامل) سنة ست و ثلاثين و ألف.

و أخذ عن علماء بلاده.

و توجّه في سنة (1070 ه-) إلي زيارة مراقد الأئمّة عليهم السّلام في العراق، و زار مرقد الإمام علي الرضا عليه السّلام في خراسان، ثمّ رجع إلي دمشق.

و حجّ، ثمّ ترك بلاده بعد أن تنبّهت عيون الفتن فيها، و قصد بلاد إيران، و

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 31 برقم 14، رياض العلماء 1/ 32، أعيان الشيعة 2/ 494، طبقات اعلام الشيعة 6/ 31، الذريعة 3/ 313 و 4/ 259 و 11/ 277 و غير ذلك، تراجم الرجال 1/ 65 برقم 100.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 36

استقرّ في مشهد الرضا عليه السّلام.

و أكبّ علي التأليف و الإفادة و التدريس، و اعتني بالتأريخ كثيرا، و لم يزل أمره في ارتفاع حتي ولي منصب شيخ الإسلام بمشهد بعد وفاة أخيه الشيخ محمد الحرّ (سنة 1104 ه-).

ثمّ سار إلي أصفهان في سنة (1115 ه-) بطلب من السلطان حسين الصفوي.

قرأ عليه جماعة منهم محمد قاسم الطسوجي التبريزي، و له منه إجازة برواية الحديث.

«1»

و صنّف كتبا في عدّة فنون، منها: تفسير القرآن الكريم، حاشية علي «المختصر النافع» في الفقه للمحقّق الحلّي، روض الناظرين في علم الأوّلين و الآخرين في التأريخ، الدر المسلوك في أحوال الأنبياء و الأوصياء و الخلفاء و الملوك، التبر المسكوك في التأريخ، و جواهر الكلام في الخصال المحمودة في الأنام.

توفي بعد سنة عشرين و مائة و ألف.

______________________________

(1) تراجم الرجال 1/ 65. و قد تختلط بعض أحوال المترجم بأحوال ابن ابن عمه أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الحرّ (الآتية ترجمته)، كما وقع لبعضهم في نسبة شرح كتاب «خلاصة الأبحاث في مسائل الميراث» إلي المترجم، و غير ذلك.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 37

3599 النحوي «1»

(..- 1183 ه-) أحمد بن الحسن بن علي، الفقيه الإمامي، النحوي، اللغوي، العروضي، أبو الرضا الحلّي، المعروف بالنحوي و بالشاعر.

ولد في الحلة.

و درس في النجف و كربلاء علي محيي الدين بن كمال الدين الطريحي النجفي (المتوفّي 1148 ه-). و علي السيد نصر اللّه بن الحسين الفائزي الحائري المدرّس و لازمه أتمّ الملازمة. ثم عاد إلي بلدته.

و قد أخذ من كلّ فن من العلوم النقلية و العقلية ما راق و طاب، و تبحّر في علوم العربية و آدابها، و نظم الشعر الكثير، و اشتهر في الأندية الأدبية، و صار ممّن يشار إليه بالبنان. و له مطارحات و مراسلات شعرية مع أدباء و علماء عصره.

قال المؤرخ الأديب عصام الدين عثمان بن علي العمري الموصلي (المتوفّي 1193 ه-) في حقّ المترجم: لبس من الأدب برودا، و نظم من المعارف لئالئا و عقودا، صعد إلي ذروة الكمال، و تسلّق علي كاهل الفضل إلي أسنمة المعال، فهو

______________________________

(1) معارف الرجال 1/ 56، الكني و الألقاب 1/ 52، أعيان

الشيعة 2/ 499، ماضي النجف و حاضرها 3/ 443، طبقات أعلام الشيعة 6/ 51، الذريعة 4/ 200 برقم 994 و 5/ 93 برقم 389، شهداء الفضيلة 227، الغدير 7/ 45 (ضمن ترجمة الحافظ البرسي)، الأعلام 1/ 112، معجم المؤلفين 1/ 191، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 3/ 1283.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 38

ضياء فضل و معارف، و سناء علم و عوارف..

و للمترجم آثار، منها: شرح المقصورة الدريدية، نظم «تلخيص المفتاح» في البلاغة، جذوة الغرام و مزنة الانسجام.

قيل: و له كتب في الفقه و الأصول و الكلام.

توفّي بالحلة- سنة ثلاث و ثمانين و مائة و ألف، و نقل جثمانه إلي النجف الأشرف، و رثاه الشعراء و العلماء. «1»

و من شعر المترجم قصيدة في رثاء الحسين عليهما السّلام، نقتطف منها هذه الأبيات:

لو كنت حين سلبت طيب رقادي عوّضت غير مدامع و سهاد

صبرا علي مضض الزمان فإنّما شيم الزمان قطيعة الأمجاد

نصبت حبائله لآل محمّد فاغتالهم صرعي، بكلّ بلاد

بأبي فريدا أسلمته يد الردي في دار غربته لجمع أعادي

حتي ثوي ثبت الجنان علي الثري من فوق مفتول الذراع جواد

لم أدر حتي خرّ عنه بأنّها تهوي الشواهق من متون جياد

و له:

حتي م اخترق المسالك و إلي م اقتحم المهالك

و أجدّ في طلب الوصال و ما عثرت علي خيالك

أ تظنّ حبك ينسلي لا و الهوي لا كان ذلك

______________________________

(1) منهم الفقيه جعفر كاشف الغطاء، و الشاعر السيد محمد زيني الذي رثاه بقصيدة مطلعها:

أ رأيت شمل الدين كيف يبدّد و مصائب الآداب كيف تجدّد

و أرّخ عام وفاته بقوله:

أظهرت أحزاني و قلت مؤرّخا الفضل بعدك أحمد لا يحمد

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 39

3600 أحمد الحرّ «1»

(..- حيّا 1106 ه-) أحمد بن الحسن بن محمد بن

علي بن محمد بن الحسين الحرّ، العاملي المشغري الجبعي، ابن أخت مؤلف «أمل الآمل» و ابن ابن عمّه.

قرأ علي خاله محمد بن الحسن بن علي الحرّ العاملي جملة من كتب الحديث و غيرها من الكتب في المنقول و المعقول، و حصل منه علي إجازة تاريخها سنة (1099 ه-).

و أجاز له في شهر رمضان سنة (1106 ه-) كلّ من: السيد رضي الدين محمد بن محمد تقي الموسوي النجفي الشيرازي الأصفهاني «2»، و محمد أمين بن محمد علي الكاظمي.

و كان عالما إماميا محققا، فقيها، محدثا، عارفا بالعلوم العقلية خصوصا الرياضيات.

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 32 برقم 15، رياض العلماء 1/ 33، أعيان الشيعة 2/ 498، طبقات أعلام الشيعة 6/ 32.

(2) و في تراجم الرّجال 1/ 65 أنّ السيد رضي الدين المذكور أجاز لأحمد بن الحسن بن علي بن محمد الحرّ العاملي (المتوفّي بعد 1120 ه-) و الصحيح ما ذكرناه، و نصّ الإجازة مسطور في أعيان الشيعة 2/ 499.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 40

صنف شرحا علي أرجوزة «خلاصة الأبحاث في مسائل الميراث» لخاله محمد الحرّ.

و له حواش و فوائد كثيرة.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3601 المكودي «1»

(..- 1170 ه-) أحمد بن الحسن بن محمد الحسني، الشريف أبو العباس المكودي «2»، المعروف بالورشان، من بيت المكودي بفأس، الفقيه المالكي، المحدّث، نزيل تونس.

أخذ عن: أحمد بن مبارك بن محمد اللمطي، و أبي الحسن علي بن أحمد الحريشي، و غيرهما.

و استوطن تونس، و تصدّي لتدريس العلوم العربية و المنطق.

و حاز بها شهرة واسعة.

و تقلّد الفتيا في عهد علي باشا الأوّل.

أخذ عنه جماعة، منهم: محمود بن سعيد مقديش، و محمد بيرم الأوّل شيخ

______________________________

(1) فهرس الفهارس 2/ 558 برقم 317، شجرة النور الزكية 346 برقم 1367، تراجم

المؤلفين التونسيين 4/ 368 برقم 545.

(2) و في شجرة النور الزكية: الماكودي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 41

الإسلام، و عبد القادر الراشدي، و القاضي حسن بن أحمد بن محمد الشرفي الصفاقسي، و آخرون.

له تحرير في وفيات الفقهاء السبعة، و فهرست.

توفّي بتونس- سنة سبعين و مائة و ألف.

3602 ولي اللّه الدهلوي «1»

(1114- 1176 ه-) أحمد بن عبد الكريم بن وجيه الدين العمري، أبو عبد العزيز الدهلوي الهندي المعروف بولي اللّه أو شاه ولي اللّه.

كان فقيها حنفيا، صوفيا، مفسّرا، من المحدّثين.

ولد سنة أربع عشرة و مائة و ألف، و درس علي والده- و كان من أعيان دهلي- و أخذ علوم الحديث عن محمد أفضل السيالكوتي، و أجير من والده.

ثمّ رحل و سكن الحجاز سنتين، و أخذ عن علماء الحرمين علوم الحديث، و عاد إلي الهند، فاشتهر اسمه و ذاع صيته بين العلماء و المتصوّفة، و تصدّر للتدريس و الوعظ.

و صنّف كتبا- صار عليها المدار في تلك الديار- منها: الفوز الكبير في

______________________________

(1): إيضاح المكنون 3/ 65، هدية العارفين 2/ 500، الأعلام 1/ 149، معجم المؤلفين 1/ 272، معجم المفسرين 1/ 43، علماء العرب في شبه القارة الهندية 542 برقم 483.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 42

أصول التفسير «1» (مطبوع)، تأويل الأحاديث (مطبوع)، فتح الخبير بما لا بدّ من حفظه في علم التفسير (مطبوع)، المسوّي من أحاديث الموطّا (مطبوع)، إنسان العين في مشايخ الحرمين، النوادر من أحاديث سيد الأوائل، البدور البازغة (مطبوع) في الكلام، ألطاف القدس في لطائف النفس في التصوّف، الإرشاد إلي مهمّات الأسناد، الانصاف في أسباب الخلاف (مطبوع)، عقد الجيد في أحكام الاجتهاد و التقليد (مطبوع)، و ديوان شعر.

و ترجم القرآن المجيد إلي الفارسية، و سمي كتابه فتح الرحمن في ترجمة القرآن.

«2»

توفّي في المحرّم سنة ست و سبعين و مائة و ألف.

3603 الغزّي «3»

(1078- 1143 ه-) أحمد بن عبد الكريم بن سعودي بن نجم الدين محمد بن بدر الدين محمد ابن رضي الدين محمد العامري، شهاب الدين أبو العباس الغزّي الأصل، الدمشقي، مفتي الشافعية بدمشق.

كان فقيها، نحويا، عالما بالحديث.

______________________________

(1) ألّفه بالفارسية، و ترجم بعد وفاته إلي العربية و الأردية و نشر بهما.

(2) قيل: و هو أوّل من أتقن ترجمة القرآن إلي اللغات الأخري، و دوّن أصوله، و قد نسج علي منواله ابنه عبد القادر، و سهلت الترجمة علي من بعده.

(3): سلك الدرر 1/ 117، إيضاح المكنون 2/ 632، هدية العارفين 1/ 171، معجم المؤلفين 1/ 280.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 43

ولد بدمشق سنة ثمان و سبعين و ألف.

و درس الفقه علي والده، و الأصول و النحو علي إسماعيل الحائك، و الحديث علي محمد أبي المواهب.

و تصدّي للتدريس و الإفتاء بعد موت والده، و برع، و صار مسموع الكلمة عند الناس و الحكّام.

و درّس بالشامية البرانية و الجامع الأموي.

و صنف شرحا علي «المنحة النجمية في شرح اللمحة البدرية» في النحو لجدّه نجم الدين، و شرحا علي «نظم نخبة الفكر» لجدّه رضي الدين، و الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث اختصر به كتاب «الإتقان» لجدّه نجم الدين، و اختصار «السيرة النبويّة» للحلبي.

توفّي- سنة ثلاث و أربعين و مائة و ألف.

3604 البعلي «1»

(1108- 1189 ه-) أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن مصطفي الحلبي الأصل، البعلي، الدمشقي، المفتي الحنبلي.

ولد في دمشق سنة ثمان و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 131، النعت الأكمل 308، مختصر طبقات الحنابلة 144، إيضاح المكنون 1/ 540، هدية العارفين 1/ 178، الأعلام 1/ 162، معجم المؤلفين 1/ 285.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 44

و درس

علي: والده الجمال عبد اللّه، و أحمد الغزّي العامري الدمشقي، و محمد العجلوني، و عوّاد بن عبيد اللّه الحنبلي الدمشقي، و إلياس الكردي الشافعي، و مصطفي بن سوار، و محمد الكاملي.

و أخذ التصوّف الخلوتي عن: محمد بن عيسي الكناني الصالحي الدمشقي، و محمد عقيلة المكّي، و عبد اللّه الخليلي.

و برع في العلوم لا سيما الفقه و الفرائض.

و درّس بالجامع الأموي، و أخذ عنه الطلبة.

و تولّي إفتاء الحنابلة بدمشق بعد إبراهيم المواهبي.

و حجّ في آخر عمره، و درّس بالمدينة المنوّرة، و لازمه جماعة.

و صنّف الذخر الحرير بشرح «مختصر التحرير» في الأصول لتقي الدين الفتوحي، و منية الرائض لشرح عمدة كلّ فارض، و الروض الندي بشرح كافي المبتدي، و له تعليقات في الحساب و الفرائض و الفقه.

توفّي بدمشق- سنة تسع و ثمانين و مائة و ألف.

3605 البلادي «1»

(..- 1137 ه-) أحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن جمال البلادي البحراني، أحد علماء الإمامية.

______________________________

(1): لؤلؤة البحرين 9 ضمن رقم 2، أنوار البدرين 165 برقم 74، أعيان الشيعة 3/ 8، طبقات أعلام الشيعة 6/ 28، معجم المؤلفين 1/ 287.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 45

تلمذ علي الفقيه سليمان بن عبد اللّه الماحوزي (المتوفّي 1121 ه-).

و برع في الفقه و النحو و الصرف.

و كان شاعرا، منشئا، موصوفا بالزهد و التواضع و حسن الإنصاف.

تلمذ عليه عدّة من العلماء، منهم: يوسف بن أحمد بن إبراهيم العصفوري البحراني، و أخواه محمد و عبد علي العصفوريان، و عبد اللّه بن الحسين البربوري، و محمد بن علي بن عبد النبي المقابي.

و صنف رسالة في إثبات الدعوي علي الميت بشاهد و يمين، و شرحا علي رسالة شيخه الماحوزي في الصلاة لم يتم، و رسالة فيما يحرم نكاحهن، قال

السيد محمد البحراني في «تتمة» أمل الآمل: تدل علي فضل عظيم وافر و علم زاخر.

توفّي في شهر- رمضان سنة سبع و ثلاثين و مائة و ألف.

3606 الشراباتي «1»

(1054- 1136 ه-) أحمد بن عبد اللّه بن علوان، شهاب الدين أبو العباس الحلبي الشهير بالشراباتي، الفقيه الشافعي، المحدّث.

ولد بحلب سنة أربع و خمسين و ألف، و نشأ بها، و رحل إلي القاهرة لطلب العلم، فدرس الفقه و أصوله علي سلطان المزّاحي، و علي الشبراملّسي، و محمد بن علاء الدين البابلي، و عبد الباقي الزرقاني.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 170، إعلام النبلاء 6/ 433 برقم 19034.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 46

ثمّ رجع إلي دمشق، و درس علي: محمد بن علي الكاملي، و محمد بن كمال الدين ابن حمزة، و عيسي الثعالبي، و عبد القادر الصفوري، و محمد البطنيني، و إبراهيم بن حسن الكوراني، و خير الدين الرملي، و آخرين.

و برع في العلوم، و درّس بجامع حلب، و أخذ عنه جماعة، منهم ولده المحدّث عبد الكريم «1» (المتوفّي 1178 ه-)، و قد حضر دروسه في الفقه و الحديث و التفسير و العقائد و الأصول.

توفّي- سنة ست و ثلاثين و مائة و ألف.

3607 الدّمنهوري «2»

(1101- 1192 ه-) أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن خيام، شهاب الدين أبو المعارف المصري، المعروف بالدمنهوري.

ولد بدمنهور الغربية سنة إحدي و مائة و ألف.

و قدم الأزهر لطلب العلم، فدرس المعقول و المنقول، و برع فيهما و أتقن المذاهب الأربعة، و كان يعرف بالمذاهبي لذلك.

من شيوخه: أحمد الخليفي، و عبد ربه الديوي، و منصور المنوفي، و عبد

______________________________

(1) له ترجمة في إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 7/ 38 برقم 1101.

(2): سلك الدرر 1/ 117، النعت الأكمل 317، عجائب الآثار 1/ 525، إيضاح المكنون 1/ 16 و..، الأعلام 1/ 164، معجم المؤلفين 1/ 303.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 47

الجواد الديواني، و علي الشنواني، و محمد الغمري،

و أحمد بن غانم النفراوي، و محمد السجلماسي، و أحمد بن محمد الهشتوكي، و غيرهم.

تولّي الدمنهوري مشيخة الجامع الأزهر بعد وفاة محمد الحفني، و درّس بالمشهد الحسيني، و أفتي علي المذاهب الأربعة، و اشتهر و عظّمه الناس و الأمراء و الملوك.

و صنّف كتبا و رسائل، منها سبيل الرشاد إلي نفع العباد (مطبوع) في المواعظ، حلية اللبّ المصون بشرح «الجوهر المكنون» في البلاغة للأخضري «1» (مطبوع) القول الصريح في علم التشريح، نهاية التعريف لأقسام الحديث الضعيف، منتهي الإرادات في تحقيق الاستعارات، إيضاح المبهم من معاني «السلّم» في المنطق للأخضري (مطبوع)، و منهج السلوك في نصيحة الملوك، و غير ذلك.

توفّي بالقاهرة- سنة اثنتين و تسعين و مائة و ألف.

3608 المنيني «2»

(1089-- 1172 ه-) أحمد بن علي بن عمر بن صالح، شهاب الدين أبو النجاح الطرابلسيّ الأصل، المنيني الدمشقي، الحنفي.

______________________________

(1) هو عبد الرحمن بن محمد الأخضري الجزائري (المتوفّي 983 ه-). انظر الأعلام 3/ 331.

(2): سلك الدرر 1/ 133، إيضاح المكنون 1/ 73 و..، هدية العارفين 1/ 175، معجم المطبوعات العربية 2/ 1808، الأعلام 1/ 181، معجم المؤلفين 2/ 15، معجم المفسّرين 1/ 51.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 48

ولد في منين (من قري دمشق) سنة تسع و ثمانين و ألف.

و قرأ القرآن، ثمّ قدم إلي دمشق فقرأ علي أخيه عبد الرحمن بعض المقدّمات، و درس علي: أبي المواهب الحنبلي، و إلياس الكردي، و عبد الغني النابلسي، و يونس المصري، و عبد الرحيم الكاملي، و عبد الرحمن المجلّد، و عبد القادر التغلبي.

و أخذ عن علماء الحجاز: عبد اللّه بن سالم البصري، و أحمد النخلي، و عبد الكريم الخليفتي، و علي المنصوري.

و تفوّق، و درّس التفسير و الحديث و غيرهما من العلوم

بالجامع الأموي و المدرسة العادلية، و كثرت طلبته.

و تولّي قضاء قارا، و اشتهر.

أخذ عنه: ولده إسماعيل، و خليل بن محمد بن إبراهيم الفتال، و درويش بن أحمد المليجي، و عبد الكريم بن محمد بن عبد الجبار الحلبي الماتريدي «1»، و آخرون.

و صنّف: شرحات علي رسالة قاسم بن قطلوبغا في أصول الفقه، بلغة المحتاج لمعرفة مناسك الحاج، إضاءة الدراري في شرح «صحيح» البخاري وصل فيه إلي كتاب الصلاة، الفتح الوهبي (مطبوع) في شرح تاريخ العتبي، الإعلام بفضائل الشام (مطبوع)، النسمات السحرية في مدح خير البريّة، فتح المنّان في شرح قصيدة «وسيلة الفوز و الأمان في مدح صاحب الزمان» و هو المهدي الموعود عليه السّلام لبهاء الدين العاملي، الفرائد السنية في الفوائد النحوية، العقد المنظم في قوله تعالي:

و اذكر في الكتاب مريم.

و له شعر و نثر، و غير ذلك.

توفّي- سنة اثنتين و سبعين و مائة و ألف.

______________________________

(1) المتوفّي (بعد 1205 ه-) و ستأتي ترجمته في الجزء الثالث عشر بإذن اللّه تعالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 49

3609 الأسقاطي «1»

(..- 1159 ه-) أحمد بن عمر الأسقاطي، أبو السعود المصري، الحنفي.

كان فقيها، نحويا، عارفا بالتجويد و القراءات.

تتلمذ علي فريق من العلماء، منهم: عبد الحي بن عبد الحق الشرنبلالي، و أحمد النفراوي المالكي، و محمد بن عبد الباقي الزرقاني، و أحمد بن محمد بن عطية الخليفي، و أحمد بن محمد المنفلوطي الشافعي، و صالح البهوتي، و منصور بن علي المنوفي، و غيرهم.

و مهر في العلوم، و درّس العلوم العقلية و الفقه، و أفتي.

أخذ عنه جماعة، منهم: ولده محمد و توفّي في حياته، و علي بن مصطفي الميقاتي الحلبي.

و صنّف كتبا، منها: حاشية علي «شرح كنز الدقائق» في الفقه المعين الدين الهروي المعروف

بملّا مسكين، تنوير الحالك علي منهج السالك علي «ألفية ابن مالك» للأشموني، القول الجميل علي شرح ابن عقيل، حل المشكلات في القراءات، حاشية علي شرح القاضي للجزرية في التجويد.

توفّي ببلدته القاهرة في سنة تسع و خمسين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 149، عجائب الآثار 1/ 245، هدية العارفين 1/ 174، الأعلام 1/ 188، معجم المؤلفين 2/ 29.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 50

3610 الدّيربي «1»

(نحو 1061-- 1151 ه-) أحمد بن عمر الديربي، أبو العباس الأزهري المصري، الفقيه الشافعي.

ولد نحو سنة إحدي و ستين و ألف.

و أخذ عن: عمّه علي الديربي، و محمد القليوبي، و أبي السرور الميداني، و محمد النفراوي، و محمد الدنوشري، و منصور المنوفي، و محمد الخرشي، و علي السنبطي، و علي الشبراملّسي، و آخرين.

و اشتهر، و صنّف تصانيف كثيرة في علوم مختلفة، منها:

غاية المرام فيما يتعلّق بأنكحة الأنام، غاية المقصود لمن يتعاطي العقود (مطبوع) علي المذاهب الأربعة، غاية المراد لمن قصرت همّته من العباد، ختم علي «شرح المنهج»، و آخر علي شرح الخطيب، و ثالث علي شرح ابن قاسم، فتح الملك المجيد لنفع العبيد (مطبوع)، مناسك الحجّ، رسالة في البسملة، و أخري في عذاب القبر و الشفاعة و المحشر، أربعون حديثا، و تحفة الصفا فيما يتعلّق بأبوي المصطفي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و غير ذلك.

و توفّي في شعبان سنة إحدي و خمسين و مائة و ألف عن تسعين سنة تقريبا.

______________________________

(1): هدية العارفين 1/ 172، عجائب الآثار 1/ 239، إيضاح المكنون 1/ 131، معجم المطبوعات 1/ 898، الأعلام 1/ 188، معجم المؤلفين 2/ 30.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 51

3611 النفراوي «1»

(1043- 1125 ه-) أحمد بن غنيم بن سالم بن مهنّا النفراوي المصري، الفقيه المالكي.

ولد سنة ثلاث و أربعين و ألف ببلدة نفري (من أعمال جزيرة قويسنا بمصر)، و نشأ بها.

ثمّ قدم إلي القاهرة، و درس الفقه و الحديث علي: الشهاب اللقاني، و عبد الباقي الزرقاني، و محمد بن عبد اللّه الخرشي، و العربية و المعقول علي: منصور الطوخي، و الشهاب البشبيشي.

و أخذ أيضا عن: يحيي الشاوي، و عبد المعطي البصير، و غيرهما.

و برع في العلوم

العقلية و النحو و غير ذلك، حتي انتهت إليه رئاسة المذهب المالكي.

و صنّف شرحا معروفا علي «الرسالة» سمّاه بالفواكه الدواني علي رسالة ابن أبي زيد القيرواني (مطبوع)، و شرحا علي «النورية» لنوري الصفاقسي، و علي «الأجرومية»، و رسالة في البسملة.

و توفّي في- ربيع الثاني سنة خمس و عشرين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 148، عجائب الآثار 1/ 127، هدية العارفين 1/ 169، إيضاح المكنون 2/ 202، معجم المطبوعات العربية 2/ 1863، شجرة النور الزكية 318 برقم 1239، الأعلام 1/ 192، معجم المؤلفين 2/ 40، معجم المفسرين 2/ 761.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 52

3612 ابن مبارك السجلماسي «1»

(حدود 1090- 1155،- 1156 ه-) أحمد بن مبارك بن محمد بن علي البكري، أبو العباس اللّمطي السجلماسي ثمّ الفاسي.

كان فقيها مالكيا، عارفا بالحديث و التفسير و الأصول.

ولد في حدود سنة تسعين و ألف بسجلماسة.

و انتقل إلي فاس سنة (1110 ه-)، و درس علي شيوخها: القاضي بردلة، و محمد بن عبد القادر الفاسي، و محمد القسنطيني، و أحمد ابن الحاج، و محمد بن أحمد المسناوي، و علي بن أحمد الحريشي.

قال الزركلي: و تقدّم حتّي صرّح لنفسه بالاجتهاد المطلق.

و درّس بفأس، فأخذ عنه جماعة، منهم: محمد بن الحسن البناني، و أحمد المكودي، و عمر الفاسي، و التاودي.

و ألف تآليف، منها: شرح علي «جمع الجوامع» في أصول الفقه لعبد الوهاب السبكي، الإبريز (مطبوع) جمع فيه كلاما لشيخه عبد العزيز الدبّاغ و بعض المساجلات بينهما، تقييدات علي «السلّم» في المنطق للأخضري (مطبوع)، تأليف

______________________________

(1) هدية العارفين 1/ 174، شجرة النور الزكية 352 برقم 1045، الأعلام 1/ 201، معجم المؤلفين 2/ 56، معجم المفسرين 1/ 57.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 53

في قوله تعالي: و هو معكم

أينما كنتم، إزالة اللبس عن المسائل الخمس، و ردّ التشديد في مسألة التقليد، و غير ذلك.

و كانت وفاته- سنة خمس أو ست و خمسين و مائة و ألف بفأس.

3613 النخلي «1»

(1044، 1040- 1130 ه-) أحمد بن محمد بن أحمد بن علي شهاب الدين أبو محمد المكّي، الشهير بالنخلي.

كان فقيها شافعيا، محدّثا، صوفيا نقشبندي الطريقة.

ولد سنة أربع و أربعين و قيل أربعين و ألف بمكّة، و نشأ بها.

و قرأ علي: عبد اللّه بن سعيد باقشير المكّي، و عبد الرحمن بن أحمد المحجوب، و أحمد البشبيشي، و عبد العزيز الزمزمي، و محمد بن علّان البكري، و عيسي الثعالبي، و يحيي الشاوي، و إبراهيم بن الحسن الكوراني، و غيرهم.

و برع، و لازم تدريس العلوم الشرعية و غيرها، و الإفادة في المسجد الحرام.

أخذ عنه كثيرون، منهم: عبد الرحمن بن أسلم الحسيني، و أحمد بن عمر بن علي الدمشقي، و الملوي، و أحمد بن الحسن الجوهري، و الشبراوي، و حسن الجبرتي، و إسماعيل بن عبد اللّه الأسكداري، و أحمد بن مصطفي الصبّاغ.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 171، عجائب الآثار 1/ 134، إيضاح المكنون 1/ 188، هدية العارفين 1/ 167، الأعلام 1/ 241، معجم المؤلفين 2/ 73.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 54

و صنّف بغية الطالبين لبيان الأشياخ المحقّقين المدقّقين (مطبوع) و التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية.

توفّي في أوائل- سنة ثلاثين و مائة و ألف بمكة.

3614 الكواكبي «1»

(1054- 1124 ه-) أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد الكواكبي، الحلبي، مفتي الحنفية بحلب.

ولد سنة أربع و خمسين و ألف بحلب، و نشأ بها، و درس علي شيوخها، الفقه علي زين الدين أمين الفتوي، و التفسير علي والده محمد الكواكبي، و المعقول علي أبي بكر المعروف بنقيب زاده، و الحديث علي أبي الوفاء العرضي.

و لازم الشيخ يحيي بن عمر المنقاري.

و برع، و درّس بالقسطنطينية.

و حينما توفّي والده سنة (1096 ه-)، أجلس مكانه في فتوي حلب

مع تدريس المدرسة الخسروية.

ثمّ ولي القضاء بالقدس و أزنيق و طرابلس الشام.

و عزل، و نفي إلي قبرس، فتوجّه للروم، و خلّصه الوزير علي باشا، و توفّي بالقسطنطينية في- رجب سنة أربع و عشرين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 175، هدية العارفين، 1/ 169، إعلام النبلاء 6/ 419، الأعلام 1/ 240، معجم المؤلفين 2/ 90، معجم المفسرين 1/ 75.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 55

له حاشية علي «جزء النبإ»، و أخري علي منظومة والده في الأصول و هي المسماة ب «منظومة الكواكب»، و مؤلف في تعريف السلطان و الرعية و ما يجب علي كلّ منهما من الحقوق، و تحريرات علي «المطوّل» و «التلويح»، و غير ذلك.

3615 القزويني «1»

(..- 1199 ه-) أحمد بن محمد بن الحسين بن أبي القاسم بن محمد باقر الحسيني، القزويني، النجفي، جدّ الأسرة القزوينية الشهيرة بالعراق في الحلة و النجف و غيرهما، و صهر زعيم الطائفة السيد محمد مهدي بحر العلوم علي شقيقته.

ولد في النجف الأشرف (و قيل انتقل إليها من قزوين)، و قرأ علي علمائها، و تضلّع في الفقه، و حاز علي درجة الاجتهاد، و علي شهرة واسعة.

و صنّف رسائل، منها رسالة في الصلوات المستحبة كصلاة جعفر الطيار و غيرها.

و له مجموع في الأدعية و الأوراد.

و كانت له خزانة كتب قيّمة، عامرة بالنفائس و النوادر.

قصد خراسان لزيارة الإمام علي الرضا عليه السّلام، و مرّ في رجوعه علي قزوين لزيارة أقربائه، و حين وصوله إليها، توفّي عندهم، و ذلك في- سنة تسع و تسعين

______________________________

(1): أعيان الشيعة 3/ 102، معارف الرجال 1/ 69 برقم 29، ماضي النجف و حاضرها 1/ 169، طبقات أعلام الشيعة 6/ 44، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 3/

982.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 56

و مائة و ألف، و خلف خمسة أولاد علماء، أشهرهم الفقيه السيد باقر. «1»

و قد رثاه شعراء و أدباء ذلك العصر، منهم: السيد صادق الفحام «2»، و السيد أحمد العطار، و السيد محمد زيني الحسني.

3616 المكني «3»

(..- 1122 ه-) أحمد بن محمد بن حمد بن إبراهيم العجمي الفزاني، أبو العباس المكي «4» المغربي، من أحفاد المتصوّف سالم الغلام.

كان فقيها مالكيا، محدّثا، مقرئا، صوفيا.

درس علي أبي الحسن علي بن سالم بن محمد النوري، و لازمه، و حصل منه علي إجازة.

ثمّ رحل إلي مصر و لقي علماءها كالشبرخيتي، و الخرشي.

و حجّ، ثمّ رجع إلي بلده مكنين، و أسس بها مدرسة، و تصدّي للتدريس بها،

______________________________

(1) المتوفّي (1246 ه-)، و ستأتي ترجمته في الجزء الثالث عشر إن شاء اللّه تعالي.

(2) رثاه بقصيدة مطلعها:

يا زائرا خير قبر ضمّ خير فتي ينمي إلي الخير من سادات عدنان

و أرّخ سنة وفاته بقوله:

مبشرين بمن نادي مؤرخة (مثواك أحمد في روح و ريحان) 1199

(3) شجرة النور الزكية 322 برقم 1256، الأعلام 1/ 240.

(4) مكنين بالمغرب الأقصي، و النسبة ليست قياسية، فالقياس أن يقال: مكنيني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 57

و أخذ عنه جماعة، منهم ولداه أحمد و حسين اللّذان قاما بالتدريس مقامه بعد وفاته.

له منظومة سمّاها عقيدة التوحيد، شرحها عبد العزيز الفراتي.

و توفّي المكني في- رمضان سنة اثنتين و عشرين و مائة و ألف.

3617 المواهبي «1»

(1124- 1172 ه-) أحمد بن محمد بن عبد الجليل بن أبي المواهب بن عبد الباقي البعلي الأصل، الدمشقي، شهاب الدين أبو العباس المواهبي.

ولد بدمشق سنة أربع و عشرين و مائة و ألف.

و درس الفقه علي والده (المتوفّي 1148 ه-)، و تلا القرآن علي المقري عبد الرحمن بن أحمد النابلسي، و أجاز له: جدّ والده أبو المواهب، و محمد بن علي الكاملي، و محمد بن محمد الخليلي.

و تولّي إفتاء الحنابلة بعد موت والده، و ابتني قاعة في داره، و بقي مفتيا إلي أن توفّي في- شعبان سنة اثنتين

و سبعين و مائة و ألف.

و كان له تردد علي أعيان دمشق و رؤسائها و جسارة و إقدام في الأمور و مشاركة في العلوم.

و له شعر رقيق، فمنه:

______________________________

(1): النعت الأكمل 289، مختصر طبقات الحنابلة 137.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 58

تمتعتما يا ناظري بنظرة و أوردتما قلبي أشدّ الموارد

أ عيناي كفًّا عن فؤادي، فإنّه من البغي سعي اثنين في قتل واحد

3618 ابن قاطن «1»

(1118- 1199 ه-) أحمد بن محمد بن عبد الهادي بن صالح الحبابي، الصنعاني اليمني، المعروف بابن قاطن.

قال الشوكاني: كان له شغف بالعلم، و له عرفان تام بفنون الاجتهاد علي اختلاف أنواعها، و هو عامل باجتهاد نفسه، لا يقلّد أحدا.

ولد المترجم في حبابة سنة ثمان عشرة و مائة و ألف.

و أخذ الفقه عن والده، و الحساب و الفرائض عن علي بن عبد الوهاب النزيلي، و النحو و القراءات عن يحيي الخطاب.

و انتقل إلي صنعاء، و أخذ عن: هاشم بن يحيي الشامي، و صلاح بن الحسين الأخفش، و صالح بن علي اليماني، و يحيي بن عمر الأهدل، و محمد بن العلاء المزجاجي، و آخرين.

______________________________

(1) البدر الطالع 1/ 113، أبجد العلوم 3/ 185، هدية العارفين 1/ 187، إيضاح المكنون 1/ 14، 101، 639، و غيرها، نشر العرف 1/ 274 برقم 85 (القسم الثاني)، الأعلام 1/ 244، معجم المؤلفين 2/ 125، مؤلفات الزيدية 1/ 37، 137، 260، 2/ 144، 165، 170، 3/ 122، 149، و غير ذلك.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 59

و من مشايخه: محمد حياة السندي المدني، و محمد الدقاق، و سالم بن عبد اللّه البصري، و محمد بن الحسن العجيمي، و غيرهم.

و مهر في الفنون.

و ولي القضاء بصنعاء، و عزل لحادثة.

ثمّ قلّده المهدي لدين اللّه العباس بن

الحسين القضاء بمدينة ثلا، ثمّ جعل إليه النظر في الأوقاف.

و سجنه المهدي قبل موته بعام، ثمّ أطلق سراحه ابنه المنصور باللّه علي بن العباس، فانصرف إلي إقراء الطلبة مع ضعفه و علوّ سنّه.

أخذ عنه: الحسن بن حنش، و محمد بن الحسين الحوثي، و محمد بن محمد ابن أحمد بن الحسين بن علي المتوكل، و آخرون.

و صنّف كتبا، منها: قرّة العيون في أسانيد الفنون، الإعلام بأسانيد الأعلام، تحفة الأخوان بسند سيد ولد عدنان، مختصر «الإصابة في تمييز الصحابة» لابن حجر، شرح «القاموس الفائض في الفرائض» لأحمد بن يحيي المرتضي، شرح «العقد الوسيم» في النحو لشيخه الأخفش، و إتحاف الأحباب بدمية القصر الناعتة لمحاسن بعض أهل العصر، و غير ذلك.

توفّي بصنعاء- سنة تسع و تسعين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 60

3619 المهمنداري «1»

(1024- 1105) أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الحلبي المعروف بالمهمنداري، نزيل دمشق و مفتي الحنفية بها.

ولد سنة أربع و عشرين و ألف.

و درس علي والده محمد قاضي أيوب بالقسطنطينية، و نجم الدين محمد الحلفاوي، و غيرهما.

و أتقن كثيرا من العلوم.

ثمّ قدم دمشق، و استوطنها، و تصدّر للإفتاء، و التدريس بالمدرسة السليمانية.

و تولّي نيابة الباب بدمشق.

و عرف، و اشتهرت فتاويه.

له مباحث في التفسير، و شعر منه:

ما تري ناصع القرنفل وافي بتحايا الشميم بين الزهور

قضب من زبرجد حاملات قطعا فكّكت من الكافور

توفّي في- جمادي الثانية سنة خمس و مائة و ألف.

______________________________

(1) سلك الدرر 1/ 186، معجم المفسرين 2/ 762.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 61

3620 الخليفي «1»

(1061- 1127 ه-) أحمد بن محمد بن عطية بن عامر، شهاب الدين أبو العباس الموساوي المنوفي ثمّ القاهري المصري، الشهير بالخليفي.

كان فقيها شافعيا، محدثا، مشاركا في الأصول و النحو و البيان.

ولد سنة إحدي و ستين و ألف في منية موسي (من أعمال المنوفية بمصر)، و نشأ بها و حفظ القرآن.

و ارتحل إلي القاهرة لطلب العلم، فتفقه علي: شمس الدين محمد بن داود العناني، و جمال الدين منصور بن عبد الرزاق الطوخي.

و أخذ عن: شهاب الدين أحمد بن عبد اللطيف البشبيشي و لازمه، و شهاب الدين أحمد بن علي السّندوبي، و شمس الدين محمد بن محمد الشرنبابلي (المتوفّي 1102 ه-).

و اجتهد و برع.

تلمذ عليه و أخذ عنه كثيرون، منهم: أبو السعود أحمد بن عمر الأسقاطي الحنفي، و أحمد بن مصطفي بن أحمد الزبيري الإسكندري القاهري المالكي، و أحمد ابن عبد الفتاح بن يوسف المجيري، الملوي، و جمال الدين عبد اللّه الشبراوي،

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 183، عجائب الآثار 1/ 128.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص:

62

و أحمد بن الحسن بن عبد الكريم الجوهري، و عبد المعطي بن محيي الدين الخليلي.

توفّي في شهر- صفر سنة سبع و عشرين و مائة و ألف، و رثاه تلميذه الشبراوي بقصيدة مطلعها:

لا تأمن الدهر إنّ الدهر خوّان يعطي و لكن عطايا الدهر حرمان

3621 السّحيمي «1»

(..- 1178 ه-) أحمد بن محمد بن علي الحسني، القلعاوي المعروف بالسّحيمي، من فقهاء الشافعية و أعيانهم.

نزل قلعة الجبل، و درس علي عيسي البراوي و غيره من الشيوخ.

ثمّ درّس بجامع سيدي سارية، و أخذ عنه الناس.

و عمّر قرب منزله زاوية للوعظ، و حفر أحد الأمراء من أجله ساقية بذل عليها مالا كثيرا، و تروي له حكايات.

و صنّف كتبا، منها: شرح علي «الجوهرة» في علم التوحيد، و شرحه، شرحه علي «الأربعون حديثا» للنووي، مناهج الكلام علي آيات الصيام، النصوح في الفقه، الوضوح في شرح «النصوح»، بستان الروح في الفقه، تاج البيان للألفاظ القرآن، تفسير سورة الفجر، المزيد علي إتحاف المريد، و حاشية علي «شرح رسالة

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 230، هدية العارفين 1/ 177، إيضاح المكنون 1/ 210، 275 و 2/ 102، 245، الأعلام 1/ 243، معجم المؤلفين 2/ 130، معجم المفسرين 1/ 76.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 63

الاستعارات» للعصام، و غير ذلك.

توفّي في- شعبان سنة ثمان و سبعين و مائة و ألف.

3622 الراشدي «1»

(1108-- 1188 ه-) أحمد بن محمد بن محمد بن شاهين، شهاب الدين أبو العباس الأزهري الشهير بالراشدي.

كان فقيها شافعيا، محدّثا، فرضيا، أصوليا، له معرفة بالموسيقي.

ولد بالراشدية (قرية بالغربية بمصر) سنة ثمان و مائة و ألف، و نشأ بها، و حفظ القرآن.

ثمّ قدم الأزهر، و درس الفقه علي: مصطفي العزيزي، و محمد العشماوي، و الحساب و الفرائض علي محمد الغمري، و سمع الكتب الستّة علي عيد بن علي النمرسي، و عبد الوهاب بن أحمد الطنتداوي، و محمد الصغير، و آخرين.

و رافق حسن الجبرتي طويلا، و أخذ عنه، و حفظ الكتب، و اعتني بالكتب الستّة.

و أقرأ الفقه في المدرسة السنانية و المشهد الحسيني.

ثمّ ترقّي حاله فأمّ

الأمير محمد بك بن إسماعيل بك، و أقبل عليه الطلبة.

______________________________

(1) سلك الدرر 1/ 172، 218، عجائب الآثار 1/ 466، هدية العارفين 1/ 178، معجم المؤلفين 2/ 110.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 64

و الناس.

و لمّا بني محمد بك أبو الذهب مدرسته تجاه جامع الأزهر سنة ثمان و ثمانين و مائة و ألف، ألحّ عليه أن يخطب فيها، فامتثل كارها، و توفّي في شوّال من نفس السنة.

أخذ عنه: ثعليب بن سالم، و هبة اللّه بن محمد الناجي.

و له مؤلّفات و تقريرات.

3623 المقابي «1»

(..- 1102 ه-) أحمد بن محمد بن يوسف بن صالح الخطّي الأصل، المقابي البحراني، أحد كبار الإمامية.

تلمذ بقرية مقابا علي والده الفقيه محمد «2»، و علي غيره من العلماء.

و أجاز له السيد محمد مؤمن بن دوست محمد الأسترآبادي المكي، و محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و أثني عليه، و قال: علم التحقيق و طود التدقيق..

______________________________

(1) أمل الآمل 2/ 28، لؤلؤة البحرين 37، روضات الجنات 1/ 87 برقم 21، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 68، الفيض القدسي 185، هدية العارفين 1/ 166، إيضاح المكنون 1/ 584، أنوار البدرين 140 برقم 64، أعيان الشيعة 3/ 172، ريحانة الأدب 2/ 141، الذريعة 11/ 252، طبقات أعلام الشيعة 6/ 47، الأعلام 1/ 239، معجم المؤلفين 2/ 69، علماء البحرين 181 برقم 77.

(2) المتوفّي (1103 ه-)، و ستأتي ترجمته في آخر هذا الجزء في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 65

وجدته بحرا زاخرا في العلم لا يساجل، و ألفيته حبرا ماهرا في الفضل لا يناضل.

و برع المترجم في المعقول و المنقول، و الفروع و الأصول، و امتاز بدقة النظر وحدة الخاطر مع الفصاحة و البلاغة في

التحرير و التعبير.

روي عنه: سليمان بن عبد اللّه الماحوزي البحراني، و عبد اللّه بن كرم اللّه الحويزي، و محمود بن مير علي الميمندي المشهدي، و أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي، و أحمد بن علي بن الحسن الساري البحراني، و آخرون.

و ذكر أنّه في سفره إلي أصفهان كان المحقّق محمد باقر «1» السبزواري يخلو معه في الأسبوع يومين للمذاكرة معه و الاستفادة منه، كما كان هذا دأبه مع المحقّق الحسين «2» الخوانساري في أغلب الأيام أيام مقامه عنده في داره بأصفهان.

و للمترجم تصانيف، منها: رياض الدلائل و حياض المسائل في الفقه لم يتم «3»، رسالة في وجوب الجمعة عينا، رسالة في استقلال الأب بولاية البكر الرشيد البالغ، رسالة الرموز الخفية في المسائل المنطقية، رسالة المشكاة المضيئة في المنطق، و رسالة في البداء.

و له شعر.

توفّي مع أخويه يوسف و الحسين بالطاعون الذي اجتاح العراق- سنة اثنتين و مائة و ألف، و دفن في جوار الإمامين الكاظمين عليهما السّلام، و قبره معروف هناك.

______________________________

(1) المتوفّي (1090 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

(2) المتوفّي (1098 ه-) و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

(3) قال صاحب «لؤلؤة البحرين»: لم نجد منه إلّا كتاب قطعة من الطهارة، و ذكر بعضهم أنّ للمترجم كتاب الخمائل في الفقه خرج منه بعض كتاب الطهارة. قال صاحب «أنوار البدرين»: الظاهر أنّ المراد بالخمائل هو كتاب رياض الدلائل.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 66

3624 الباقاني «1»

(1118- 1195 ه-) أحمد بن محمد الباقاني النابلسي، الفقيه الشافعي، المتكلّم، الأديب، المفسّر.

ولد سنة ثمان عشرة و مائة و ألف.

و حفظ القرآن علي محمد السقيني العباسي مع جملة من الكتب، و لازمه و قرأ عليه طرفا من

الفقه و شاركه في سماع الحديث من محمد الخليلي.

و قدم دمشق، و درس التفسير و الفقه و الحديث و الأدب و التصوّف علي مشايخها: علي بن أحمد كزبر الدمشقي، و إلياس الكردي، و عبد الغني النابلسي، و إسماعيل بن محمد العجلوني، و محمد بن عبد الرحمن الغزّي، و عبد الرحيم المحلّاتي، و عبد اللّه البصروي، و حسن المصري، و غيرهم.

و برع في العلوم الدينية.

و عاد إلي نابلس، و تصدّي للإقراء و الإفادة.

و ألّف رسائل متعددة في علوم المادّة، و كتابا علي «شرح المنهاج» لابن حجر.

و كانت وفاته في- جمادي الثانية سنة خمس و تسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 191، عجائب الآثار 1/ 562، أعلام فلسطين 1/ 270.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 67

3625 الصبّاغ «1»

(..- 1162 ه-) أحمد بن مصطفي بن أحمد، أبو العباس الزبيري، الإسكندري ثمّ القاهري المعروف بالصباغ.

كان فقيها مالكيا، محدّثا مسندا، مشاركا في علوم أخري.

أخذ عن: محمد الزرقاني، و إبراهيم الفيومي، و أحمد النفراوي، و محمد بن عبد القادر الفاسي، و محمد زيتونة، و يحيي الشاوي، و الكنكسي، و عبد الوهاب الشنواني، و غيرهم.

و ارتحل إلي الحرمين، فأخذ عن: أحمد بن محمد النخلي، و تاج الدين القلعي، و السندي، و آخرين.

و أقام هناك خمس سنين، ثمّ عاد إلي بلاده.

و كان يذهب إلي الإسكندرية ثلاثة أشهر في السنة ثمّ يرجع إلي القاهرة يملي و يدرس حتي توفّي- سنة اثنتين و ستين و مائة و ألف.

أخذ عنه: محمد بناني، و عمر بن عبد الصادق الششتي، و محمد بن عبد الهادي مدينة، و محمد بن عيسي الزهار، و عبد الوهاب العفيفي.

له شرح علي «الاجرومية»، و ثبت.

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 248، شجرة النور الزكية 338

برقم 1334، الأعلام 1/ 257، معجم المؤلفين 2/ 176.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 68

3626 يسري «1»

(..- 1105 ه-) أحمد بن مصطفي آغا جول باشا البوسنوي المعروف بيسري.

درس علي علماء استانبول.

و برع، و اشتهر، و درّس بمدرسة حسن باشا.

و عيّن بعد ذلك قاضيا في مدينة فلبة، ثمّ في الشام، فتوفّي بها- سنة خمس و مائة و ألف، و دفن بصالحية دمشق.

و كان فقيها حنفيا، شاعرا، بليغا.

له شرح «آداب الكفوي»، و شرح كبير علي «صدر الشريعة» في الفقه الحنفي، و صل فيه إلي البيوع، و أشعار بالعربية و التركية، و الفارسية، و إنشاء بالتركية، يسمي تركي منشآتي.

______________________________

(1): الجوهر الأسني 87 برقم 25، هدية العارفين 1/ 65، معجم المؤلفين 2/ 206.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 69

3627 الخاتون آبادي «1»

(..- 1161 ه-) أحمد العلوي، الخاتون آبادي الأصفهاني ثمّ المشهدي، الفقيه الإمامي.

تلمذ علي علماء أصفهان كالسيد محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني الخاتون آبادي (المتوفّي 1126 ه-)، و السيد محمد باقر بن محمد إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي (المتوفّي 1127 ه-) و غيرهما من أعمامه و أخواله.

و مهر في العلوم، و أحرز ملكة الاجتهاد، لكنّه كان محتاطا في الفتيا و العمل.

و انتقل إلي مشهد الرضا عليه السّلام، و تصدي فيه لتدريس الحديث و غيره، و عظم شأنه، و أذعن له بالفضل فحول العلماء هناك مثل رفيع الدين الجيلاني المشهدي، و السيد حيدر العاملي المشهدي.

و قد أخذ عن المترجم جماعة، منهم: السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري، و عبد النبي من محمد تقي القزويني، و أثنيا عليه كثيرا.

و صنّف رسالة في جواب اعتراضات أتته من الهند علي كتاب «حقّ اليقين» في الإمامة لمحمد باقر المجلسي.

توفي بالمشهد الرضوي- سنة إحدي و ستين و مائة و ألف.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 127، تتميم أمل الآمل 6، أعيان الشيعة 2/ 480 و 3/ 22،

الذريعة 5/ 174 برقم 760، طبقات أعلام الشيعة 6/ 33.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 70

و كان من أصدقاء السيد نور الدين الجزائري التستري (المتوفّي 1158 ه-) و شريكه في الدرس.

3628 إسحاق بن علم الهدي «1»

(1082- 1147 ه-) إسحاق بن محمد (الملقب بعلم الهدي) بن محمد محسن (الشهير بالفيض) ابن المرتضي بن محمود، جمال الدين أبو محمد الكاشاني.

كان فقيها إماميا، محدثا، شاعرا، من الزهاد.

ولد سنة اثنتين و ثمانين و ألف.

و تلمذ علي والده محمد «2»، و علي عمّه «3»، و روي عنهما.

و سافر مع أخيه نصير الدين سليمان إلي أصفهان سنة (1104 ه-)، و لقيا السلطان سليمان الصفوي، فأكرمهما و بجّلهما.

و قد صنف المترجم كتبا، منها: آداب التجارة بالفارسية، شرح «مفاتيح الشرائع» في الفقه لجدّه الفيض لم يتم، شرح «النخبة» في الفقه لجدّه، و شرح

______________________________

(1): أعيان الشيعة 3/ 371، طبقات أعلام الشيعة 6/ 56، مقدمة معادن الحكمة 1/ 19 (بقلم السيد شهاب الدين المرعشي).

(2) المتوفّي (1115 ه-)، و ستأتي ترجمته.

(3) لعلّه الفقيه معين الدين أحمد المعروف بأحمد علي (المتوفّي 1107 ه-)، و له عمّ آخر هو الفقيه المحدث المتكلم الشاعر محمد الملقب بنور الهدي (المولود 1047 ه-) و سنذكر الأوّل منهما في نهاية هذا الجزء، تحت عنوان (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية)، أمّا الآخر فليس لدينا شي ء عن أحواله سوي ما ذكرنا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 71

«خلاصة» الأذكار لجدّه أيضا.

و له رسالة قرظها السيد نصر اللّه الحائري بأبيات، منها:

أشهب الدراري ما لعيني قد بدا أم الدرّ في عقد الخريدة نضّدا

ربيب العلا إسحاق من كلماته إذا تليت تجلو عن المهجة الصّدي

فدع كل صوت غير ما قال إنّه هو الصائح المحكي و الآخر الصّدي

هو الزاهد البكّاء في خلواته و لكنه

البسّام في ساعة الندي

توفّي في جمادي- الآخرة سنة سبع و أربعين و مائة و ألف.

و له ابنان، هما: المتكلم المفسّر الأديب معز الدين يونس (المتوفّي 1154 ه-)، و العالم الصالح محمد مؤمن (المتوفّي 1173 ه-).

3629 الأسكداري «1»

(1050- 1116 ه-) أسعد بن أبي بكر حلمي الحسيني، الأسكداري الأصل، المدني.

كان فقيها حنفيا، مفتيا، ماهرا في معرفة الوقائع و تحرير الأسئلة و الأجوبة.

ولد بالمدينة سنة خمسين و ألف، و نشأ بها.

و سافر إلي الشام و مصر و الروم، و طلب العلم، فأخذ عن مكي أفندي قاضي

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 222، إيضاح المكنون 2/ 155، هدية العارفين 1/ 205، معجم المطبوعات العربية 1/ 434، ريحانة الأدب 1/ 123، معجم المؤلفين 2/ 245.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 72

المدينة، و أخذ عن غيره عدّة فنون.

و درّس بالمسجد النبويّ.

و تولّي إفتاء الحنفية عدّة مرات، و اشتهر.

و جمع كتابا كبيرا في الفتاوي يسمي الفتاوي الأسعدية في فقه الحنفية (مطبوع) عليها الاعتماد في بلاد الحجاز.

و له تحريرات كثيرة كان يكتبها علي هوامش الكتب، و علي الكتب التي يقرؤها تلاميذه عليه.

و كانت وفاته- سنة ست عشرة و مائة و ألف.

3630 ابن المولي «1»

(1119-- 1192 ه-) أسعد بن عبد اللّه بن خليل، أبو سعيد القسطنطيني، الحنفي، الشهير بابن المولي و الملقّب بالهندي لسمرته، شيخ الإسلام و مفتي الدولة العثمانية.

ولد سنة تسع عشرة و مائة و ألف، و نشأ تحت رعاية أبيه الشهير بالوصّاف و الملقّب بالإيراني (لأنّه بعث سفيرا من الدولة العثمانية إلي إيران أيام نادر علي شاه) و درس العلوم، و أتقن الخطّ علي المولي رفيع مصطفي الكاتب، و طالع كتب الأدب و اللغة، و نثر و نظم باللغات الثلاث.

تنقّل بعد ذلك للتدريس في عدّة مدارس، ثمّ ولي قضاء الغلطة، و زاد قدره

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 227.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 73

حينما ولي أبوه مشيخة الإسلام، فولي المترجم أيضا قضاء مكة فالقسطنطينية ثمّ قضاء عسكر أنا طولي و عزل ثمّ اعطي قضاء عسكر

روم إيلي.

و تولّي آخر الأمر مشيخة الإسلام من قبل السلطان عبد الحميد خان و صار مرجع الناس، و أفتي و أفاد حتي توفّي في- رجب سنة اثنتين و تسعين و مائة و ألف.

3631 المنيني «1»

(1139-- 1192 ه-) إسماعيل بن أحمد بن علي بن عمر المنيني الأصل، الدمشقي، المفتي الحنفي.

ولد بدمشق سنة تسع و ثلاثين و مائة و ألف، و نشأ برعاية والده أحمد. «2»

و قرأ عليه و علي: عبد الرحمن الكفرسوسي، و صالح الجينيني.

و حضر دروس: علي الداغستاني، و محمود الكردي.

و تفوّق و مهر في الشعر و الأدب، و درّس في داره و الجامع الأموي بعض العلوم.

و تولّي خطابة و إمامة الجامع الأموي.

و رحل إلي القسطنطينية، فولي الإفتاء هناك، فباشره مدّة أشهر و كتب علي المسائل، ثمّ عزل و رجع إلي دمشق.

و توفّي في- ذي الحجّة سنة اثنتين و تسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 241.

(2) المتوفّي (1172 ه-)، و قد مرّت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 74

و من شعره:

أيّها السائق المجدّ تصبّر عمرك اللّه فالفؤاد تفطّر

وقف الركب ساعة علّ طرفي بسنا الأهيف المحجّب يظفر

3632 إسماعيل اليازجي «1»

(بعد 1050-- 1121 ه-) إسماعيل بن عبد الباقي بن إسماعيل اليازجي، الدمشقي، الفقيه الحنفي، الواعظ.

كان أبوه كاتبا- و هو معني كلمة (يازجي) التركية- فقتل في زمن الوزير عبد القادر باشا والي دمشق سنة (1069 ه-)، هو و رئيس الجند عبد السلام آغا، قيل: لفتن ظهرت منهما.

ولد المترجم بعد الخمسين و ألف.

و درس علي: علاء الدين الحصكفي، و إسماعيل الحائك، و يحيي الشوي المغربي، و عبد الرحيم ابن أبي اللطف المقدسي، و إبراهيم الفتّال.

و درّس بالجامع الأموي، و وعظ.

و كتب شرحا علي «الهداية» في فروع الفقه الحنفي لم يكتمل، و شرحا علي تفسير «الجلالين» لم يتم.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 255، إيضاح المكنون 1/ 56، هدية العارفين 1/ 219، الأعلام 1/ 317، معجم المؤلفين 2/ 275، معجم المفسرين 1/ 89.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص:

75

و له أيضا: قطر الغيث في شرح «مقدمة أبي الليث»، الامتناع في تحريم الملاهي و السماع، و التعليقة الوفيّة لشرح المنفرجة الجيمية.

و كانت وفاته في- جمادي الأولي سنة إحدي و عشرين و مائة و ألف.

3633 الحائك «1»

(1046- 1113 ه-) إسماعيل بن علي بن رجب بن إبراهيم العيني الأصل، أبو سعد الدمشقي الشهير بالحائك، مفتي الحنفية و فقيههم بالشام.

ولد سنة ست و أربعين و ألف.

و كان أبوه حائكا، فكان هو يفرّ من دكان أبيه و يقرأ القرآن بالجامع الأموي.

ثمّ لازم تحصيل العلوم، فقرأ علي: إسماعيل النابلسي، و محمد المحاسني، و إبراهيم الفتّال، و علاء الدين الحصكفي، و محمود الكردي، و عبد الباقي الحنبلي.

و مهر في الفنون لا سيما الفقه، و اشتهر.

و قد درّس بالجامع الأموي علوما عدّة كالفقه و الأصول و الكلام و العربية، كما درّس بمسجد المغيربية و بالمدرسة الشبلية.

و تولي إفتاء الحنفية في سنة (1107 ه-)، و راجت فتاويه في الشام.

______________________________

(1): كشف الظنون 1/ 728، سلك الدرر 1/ 256، هدية العارفين 1/ 219، معجم المؤلفين 2/ 281.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 76

ثمّ ولي خطابة الجامع الأموي في سنة (1108 ه-).

أخذ عنه: أحمد بن عبد الكريم بن سعودي الغزّي، و إسماعيل بن عبد الباقي اليازجي، و درويش بن ناصر الدين الحلواني، و صادق الخرّاط و عدة.

و توفّي- و هو مفت- في- جمادي الأولي سنة ثلاث عشرة و مائة و ألف.

و ترك من الآثار: الداعي إلي وداع الدنيا، و فتاوي جمعها تلميذه إبراهيم بن محمد الشامي.

3634 القونوي «1»

(..- 1195 ه-) إسماعيل بن محمد بن مصطفي، عصام الدين أبو الفداء القونوي ثمّ القسطنطيني، الحنفي.

كان عارفا بالعلوم العقلية و النقلية: المنطق و التفسير و الأصول و غير ذلك.

ولد بقونية، و درس علي مصطفي القونوي، و خليل القونوي الصوفي، و مصلح الدين مصطفي المرعشي، و عبد الكريم القونوي، و محمود بن محمد الأنطاكي.

و سافر إلي القسطنطينية، فسكنها، و درّس بمدارسها، و اشتهر بين علمائها، و عيّن

رئيسا للمدرّسين بدار السعادة، و أقرأ بها الدروس، و عظّمه السلطان

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 258، إيضاح المكنون 1/ 142، هدية العارفين 1/ 222، الأعلام 1/ 325، معجم المؤلفين 2/ 294، معجم المفسرين 1/ 94.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 77

مصطفي خان، و بعده أخوه السلطان عبد الحميد خان، و كان يجتمع به و يسمع تقريره، قيل و هو أوّل من درّس التفسير بحضور السلاطين.

و رحل للحج مع الركب الشامي، و تمرّض عند عودته و جي ء به إلي دمشق مريضا، و مات في- صفر سنة خمس و تسعين و مائة و ألف.

له حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي» (مطبوع)، الرسالة العلمية، الرسالة الضادية، و حاشية علي «المقدمات الأربع» لصدر الشريعة.

3635 الخاجوئي «1»

(..- 1173 ه-) إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المازندراني، الأصفهاني الخاجوئي «2»، أحد أعيان الإمامية.

كان من كبار الحكماء و المتكلمين، محقّقا، ناقدا، ذا يد باسطة في الفقه و الحديث و التفسير.

تلمذ علي محمد جعفر بن محمد طاهر الكرماني الأصفهاني في الدراية

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 67 برقم 191، روضات الجنات 1/ 114 برقم 32، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 3/ 396، هدية العارفين 1/ 221، الكني و الألقاب 2/ 200، الفوائد الرضوية 52، أعيان الشيعة 3/ 400، ريحانة الأدب 2/ 105، الذريعة 6/ 51 برقم 248 و 103 برقم 559 و 196 برقم 1077، طبقات أعلام الشيعة 6/ 62، الأعلام 1/ 325، معجم المؤلفين 2/ 291.

(2) نسبة إلي خاجو: من محلات أصفهان، و كان قد استوطنها. راجع أعيان الشيعة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 78

و الرجال.

و أولع بكتاب «الشفاء» لابن سينا، و حكي أنّه مرّ عليه ثلاثين مرة قراءة و تدريسا و مطالعة.

و كان مهابا معظما

عند الملوك و الأعيان، قانعا باليسير، مبغضا لمن يحصّل العلم للدنيا، عاملا بسنن النبي (صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مخلصا في ولاء أهل بيته عليهم السّلام.

تلمذ عليه جماعة، منهم: محمد مهدي النراقي (المتوفّي 1209 ه-)، و محمد البيدآبادي الجيلاني، و أبو القاسم المدرّس الأصفهاني، و ملا محراب العارف المشهور، و غيرهم.

و صنّف نحوا من مائة و خمسين مؤلّفا في فنون شتي، منها: شرح علي «مدارك الأحكام» للسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي، رسالة في تحقيق الغناء و عظم إثمه، حاشية علي «زبدة البيان في أحكام القرآن» للمقدس الأردبيلي، رسالة في تحقيق ما لا تتم فيه الصلاة، الطلاق، تعليقات علي أجوبة مسائل السيد مهنا بن سنان المدني التي أجاب عنها العلامة الحلي، الأربعون حديثا، تعليقات علي «شرح الأربعين حديثا» لبهاء الدين العاملي، حاشية علي «تهذيب الأحكام» للطوسي، هداية الفؤاد إلي أحوال المعاد، رسالة في الإمامة، رسالة في إبطال الزمان الموهوم، رسالة في فضل الفاطميين و كون المنتسب إليها عليها السلام بالأم منهم، بشارات الشيعة، شرح دعاء الصباح المنسوب إلي أمير المؤمنين عليه السّلام، جامع الشتات في النوادر و المتفرقات، الجبر، و التفويض، و فوائد في الرجال.

توفّي في- شعبان سنة ثلاث و سبعين و مائة و ألف «1»، و دفن في مقبرة تخته فولاد بأصفهان، بجنب قبر الفاضل الهندي.

______________________________

(1) و في تتميم أمل الآمل: سنة (1177 ه-)، و هو خطأ أو تصحيف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 79

3636 إلياس الكردي «1»

(1031- 1138 ه-) إلياس بن إبراهيم بن داود بن خضر الكوراني الكردي، نزيل دمشق، الفقيه الشافعي.

ولد سنة إحدي و ثلاثين و ألف بكوران، و درس بها علي: مصطفي البغدادي المعروف بابن الغراب، و أبي سعود القباقبي،

و عمّه داود، و تاج العارفين البغدادي، و غيرهم.

ثمّ قدم دمشق، و درس بها علي: عبد القادر الصفوري، و سعد الدين الفرضي، و محمد البلباني، و إبراهيم الفتال، و حيدر الكردي، و أحمد النخلي، و أجازه جماعة.

و برع في العلوم العقلية و النقلية و لازم تدريسها، و كان علي غاية من الزهد.

درّس بالمدرسة البادرائية و جامع العداس.

و أخذ عنه كثيرون، منهم: أحمد الملوي، و أحمد بن علي المنيني، و أحمد بن عبد اللّه بن أحمد البعلي الحنبلي، و أحمد بن محمد الباقاني النابلسي، و عبد الغني بن رضوان الصيداوي.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 272، عجائب الآثار 1/ 140، هدية العارفين 1/ 226، الأعلام 2/ 8، معجم المؤلفين 2/ 310.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 80

و حجّ و جاور بالمدينة و زار مصر و القدس، و توفّي بدمشق في- شعبان سنة ثمان و ثلاثين و مائة و ألف.

له حواش علي كلّ من: «شرح الاستعارات»، و «شرح العقائد النسفية» للجلال الدّواني، و «شرح جمع الجوامع» في أصول الفقه، و «شرح إيساغوجي» للفناري، و «الفقه الأكبر» لأبي حنيفة، و «شرح عقائد السعد»، و «شرح العوامل الجرجانية» للتفتازاني، و «شرح السنوسية» للقيرواني، و «شرح رسالة الوضع» لعصام الدين إبراهيم بن محمد الأسفرائيني، و غير ذلك.

حكي أنّ والي دمشق الوزير رجب باشا زار المترجم مرة- و كان ممن يعتقده و يحبه- و طلب منه الدعاء فقال له: و اللّه إنّ دعائي لا يصل إلي السقف، و ما ينفعك دعائي و المظلومون في حبسك يدعون عليك.

3637 البنارسي «1»

(..- 1133 ه-) أمان اللّه بن نور اللّه بن حسين البنارسي «2» الهندي.

كان فقيها حنفيا، مفسّرا، أصوليا، متكلّما.

حفظ القرآن، و درس المعقول و المنقول و الفروع و

الأصول، و برع فيها و تولّي صدارة «لكنو» من قبل السلطان عالمگير.

______________________________

(1): أبجد العلوم 3/ 234، هدية العارفين 1/ 227، الأعلام 2/ 11، معجم المؤلفين 2/ 318.

(2) بنارس: بلدة من بلاد پورب بالهند، و كانت معبدا للهنود.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 81

و كانت تدور- في زمن صدارته- مباحثات علمية بينه و بين محب اللّه البهاري الذي كان قاضيا بلكنو آن ذاك.

و صنّف كتبا في علوم شتّي، منها: المفسّر في أصول الفقه، و محكم الأصول و هو شرح علي المفسّر، و حواش علي كلّ من: «شرح المواقف» للجرجاني، و «شرح العقائد» للدواني، و «أنوار التنزيل» للبيضاوي، و «حكمة العين» في الإلهيات لعلي ابن محمد القزويني الشهير بدبيران الكاتبي، و غير ذلك.

و كانت وفاته في بنارس- سنة ثلاث و ثلاثين و مائة و ألف.

3638 ابن جماعة «1»

(..- 1187 ه-) بدر الدين بن محمد بن بدر الدين بن جماعة الكناني، المقدسي، الفقيه الحنفي، الفرضي.

حفظ القرآن، و درس علي مشايخ القدس: محمد الخليلي، و مصطفي اللطفي، و الشيخ عامر، و عمّه نور اللّه بن جماعة، و أحمد الموقت.

و أجازه علماء مصر و دمشق بقراءة الحديث و التفسير و سائر العلوم العقلية و النقلية.

و تولّي إفتاء الحنفية بالقدس عشر سنين حتي توفّي في- صفر سنة سبع و ثمانين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 2، إيضاح المكنون 2/ 55، هدية العارفين 1/ 231، معجم المؤلفين 3/ 40.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 82

له أدعية سمّاها النور الوضاح و نجاة الأرواح، و ضوء المصباح في شرح «النور الوضّاح»، و فتاوي تسمّي البدرية.

3639 ابن أبي اللطف «1»

(حدود 1090- 1144 ه-) جار اللّه بن محمد المقدسي المعروف- كأسلافه- بابن أبي اللطف.

كان فقيها حنفيا، أديبا، خطيبا.

ولد بالقدس في حدود سنة تسعين و ألف.

و طلب العلم، و درس علي علماء الحنفية.

و ولي خطابة المسجد الأقصي مع التدريس بالمدرسة الصلاحية.

و قدم دمشق مع القاضي أحمد كوتاهية لي- حينما نقل إلي قضاء دمشق- فولّاه نيابة الحكم في المحكمة الكبري.

ثمّ توجّه لتسلّم منصب إفتاء الحنفية بالديار الرومية بعد وفاة ابن عمّه محمّد ابن عبد الرحيم اللطفي المفتي، فوافته المنية في القسطنطينية قبل تسلّمه المنصب، و ذلك سنة أربع و أربعين و مائة و ألف.

له شعر، منه ما يمدح به ابن عمّه المذكور:

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 6، أعلام فلسطين 2/ 69.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 83

و كذا البان بان منه غصون مائسات تميل مثل القدود

مع خليل ان ماس يختال تيها أسر القلب مذرنا في قيود

و حبيب منّيته الورد و الآس و ذكّرته قديم العهود

قال: لا كان

ما تمنّيت حتي ترد المنهل الكثير الورود

و تحلّي بنظرة منه تلبسك فخارا و حلّة من سعود

3640 البرزنجي «1»

(..- 1177 ه-) جعفر بن الحسن بن عبد الكريم بن محمد، زين العابدين البرزنجي، المدني.

كان فقيها شافعيا، أديبا، مشاركا في التأريخ.

ولد بالمدينة.

و أخذ عن: والده، و محمد حياة السندي، و أجازه السيد مصطفي البكري.

و برع أوّلا في الخطب و الترسّل، ثمّ صار إماما و خطيبا و مدرسا بالمسجد النبوي.

و تولّي إفتاء الشافعية بالمدينة المنوّرة.

و صنف كتبا منها: قصّة المولد النبوي (مطبوع)، قصة المعراج (مطبوع)،

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 9، عجائب الآثار 1/ 403، إيضاح المكنون 1/ 176، هدية العارفين 1/ 255، الكني و الألقاب 2/ 77، ريحانة الأدب 1/ 245، الأعلام 2/ 123، معجم المؤلفين 3/ 137.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 84

الجني الداني في مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني (مطبوع)، جالية الكرب بأصحاب سيد العجم و العرب، التقاط الزهر من نتائج الرحلة و السفر، النفح الفرجي في فتح الجته جي في التأريخ، فتح الرحمن علي أجوبة السيد رمضان، الطوالع الأسعدية من المطالع المشرقية، الفيض اللطيف بإجابة نائب الشرع الحنيف، نهوض الليث لجواب أبي الغيث، و غير ذلك.

توفّي في- شعبان سنة سبع و سبعين و مائة و ألف. «1».

3641 الجرفادقاني «2»

(1090-- 1158 ه-) جعفر بن الحسين بن القاسم بن محب اللّه بن قاسم الموسوي، أبو القاسم الأصفهاني، ثمّ الجرفادقاني الخوانساري، جدّ جدّ صاحب «روضات الجنات».

ولد في أصفهان سنة تسعين و ألف.

و حضر في مبدأ أمره مجلس درس محمد باقر المجلسي (المتوفّي 1110 ه-).

و روي عنه بالواسطة و بغيرها.

و لازم خاله المتكلم الفقيه الحسين بن الحسن الجيلاني، و قرأ عليه كثيرا في

______________________________

(1) و في عجائب الآثار: توفّي سنة (1184 ه-)، قيل مسموما و اللّه أعلم.

(2): روضات الجنات 2/ 197 برقم 173، هدية العارفين 1/ 255، الفوائد الرضوية 69، أعيان

الشيعة 4/ 96، طبقات اعلام الشيعة 6/ 132، الذريعة 3/ 336 و 12/ 41 برقم 240، معجم المؤلفين 3/ 138، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 2/ 540، تراجم الرجال 1/ 124 برقم 203.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 85

مختلف العلوم و روي عنه الأخبار.

و روي عن محمد صادق بن محمد السراب التنكابني، و أجازه محمد طاهر بن مقصود علي الأصفهاني في آخر «الصحيفة السجادية».

و كان فقيها إماميا، أديبا ماهرا، حافظا للسير و الآثار، جيّد الخطّ، من نقّاد الرجال و الأخبار.

انتقل بعد نجوم فتنة الأفغان إلي مناطق جرفادقان، فالتمس منه أهلها البقاء بين أظهرهم، لإقامة الجمعة و الجماعة، و التصدي للإفتاء، فأجابهم.

أخذ عنه: عباس بن الحسن بن عباس البلاغي النجفي (المتوفّي بعد 1178 ه-).

و صنّف كتبا، منها: كتاب في الزكاة، كتاب في الحجّ، مناهج المعارف في أصول الدين، تتميم الإفصاح في ترتيب الإيضاح- أي إيضاح الاشتباه للعلّامة الحلّي، و المصباح في الأدعية.

و له رسالة في عينية صلاة الجمعة في زمان الغيبة، و تعليقات علي «ذخيرة المعاد» في الفقه للمحقّق محمد باقر السبزواري، و شرح دعاء السحر للإمام زين العابدين عليه السّلام برواية أبي حمزة الثمالي، و قصيدة ميمية خالية من الألف و الهمزة تزيد علي ثلاثة آلاف بيت في الآداب و الحكم الشرعية.

توفي في- شهر ذي القعدة سنة ثمان و خمسين و مائة و ألف، و دفن في ظاهر قرية قودجان التابعة لجرفادقان بخوانسار.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 86

3642 الكمرئي «1»

(..- 1115 ه-) جعفر بن عبد اللّه بن إبراهيم الحويزي الأصل، الكمرئي الأصفهاني، القاضي، أحد أعلام الإمامية.

تلمذ في المعقول و المنقول و الأصول و الفروع علي محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري ثمّ الأصفهاني، و علي

الحسين بن جمال الدين الخوانساري ثمّ الأصفهاني، و اختصّ به، و حاز منزلة رفيعة عنده، و صاهره علي ابنته.

و قرأ في الحديث علي محمد تقي بن مقصود علي المجلسي الأصفهاني، و روي عنه إجازة.

و تبحّر في أنواع العلوم.

و ولي القضاء بأصفهان، فأظهر صلابة في الحقّ و عدلا.

ثمّ تقلّد منصب شيخوخة الإسلام بعد وفاة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (سنة 1110 ه-)، و اشتهر، و صار عليه مدار القضاء و الفتيا و التدريس بأصفهان.

______________________________

(1) جامع الرواة 1/ 153، تتميم أمل الآمل 90 برقم 45، روضات الجنات 2/ 192 برقم 172، الفوائد الرضوية 75، أعيان الشيعة 4/ 114، الذريعة 6/ 92 برقم 485 و 189 برقم 1032 و 10/ 6 برقم 37، طبقات أعلام الشيعة 6/ 139، معجم المؤلفين 3/ 140.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 87

تلمذ عليه محمد بن علي الأردبيلي، و أثني عليه في كتابه «جامع الرواة» و قال في حقّه: عارف بالأخبار و التفسير و الفقه و الأصول و الكلام و الحكمة و العربية..

ليس له في جامعيته و حدّة حدسه و حضور جوابه و ذكائه و رقّة طبعه في عصره نظير و لا قرين.

و أخذ و روي عنه آخرون، منهم: محمد رفيع بن فرج الجيلاني، و محمد أكمل البهبهاني، و محمد زمان بن كلب علي التبريزي، و السيد علي بن عزيز اللّه بن عبد المطلب الموسوي الجزائري (المتوفّي 1149 ه-)، و السيد صدر الدين محمد بن محمد باقر الرضوي الأصفهاني القمي ثمّ النجفي، و السيد قوام الدين محمد بن محمد مهدي السيفي، القزويني، و السيد عالم الكرماني، و السيد محمد إبراهيم بن محمد معصوم بن فصيح القزويني، و غيرهم.

و ألّف تأليف، منها: حواش علي

«كفاية المقتصد» في الفقه لأستاذه السبزواري، حواش علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني (مطبوعة مع الروضة علي الهامش)، رسالة في حكم ولاية الوصي علي نكاح الصغيرين، ذخائر العقبي في تعقيبات الصلوات، و رسالة في الحكمة الإلهية و الطبيعية بالفارسية.

توفي- سنة خمس عشرة و مائة و ألف آيبا من الحجّ قبل وصوله إلي النجف الأشرف بفرسخين، فحمل إليها، و دفن في جنب العلّامة الحلّي، و رثاه تلميذه السيد قوام الدين المذكور بقصيدة، مطلعها:

الدهر ينعي إلينا المجد و الكرما و العلم و الحلم و الأخلاق و الشّيما

و أرّخ وفاته بقوله:

تاريخ ما قد دهانا (غاب نجم هدي) و اللّه يهدي بباقي نوره الأمما

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 88

حكي أنّ المترجم رقي المنبر في المسجد الجامع بأصفهان، و كان من جملة ما تكلّم به: أيّها الناس من حكمت عليه و لم يرض فلا أبالي، لأنّي ما حكمت علي أحد إلّا و قد قطعت أنّه يقينا حكم اللّه، و من ضاع حقّه بسبب تدقيقي في الشهود و كان الحقّ له في الواقع فليحلّني.

3643 العمادي «1»

(1103- 1171 ه-) حامد بن علي «2» بن إبراهيم بن عبد الرحيم العمادي، الدمشقي، الحنفي، مفتي دمشق و ابن مفتيها.

ولد بدمشق سنة ثلاث و مائة و ألف، و نشأ بها، و قرأ القرآن.

و درس ببلده و مكّة و الروم علي جماعة، منهم: أبو المواهب مفتي الحنابلة، و محمد بن علي الكاملي، و إلياس الكردي، و عبد الغني النابلسي، و يونس المصري، و عبد الرحيم الكابلي، و أحمد الغزّي، و أحمد النخلي، و أحمد العلمي، و عبد اللّه بن سالم البصري.

و برع في الفقه و الفرائض و الأدب، و نظم الشعر.

______________________________

(1): سلك الدرر

2/ 11، هدية العارفين 1/ 261، إيضاح المكنون 1/ 13، 96، 390، 432، 2/ 69، 247، 495، و غيرها، معجم المطبوعات العربية 1/ 739، ريحانة الأدب 4/ 204، الأعلام 2/ 162، معجم المؤلفين 3/ 180.

(2) المتوفّي (1117 ه-)، و قد ذكرناه في نهاية هذا الجزء تحت عنوان (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 89

و درّس بالجامع الأموي و بالمدرسة السليمانية في الميدان الأخضر.

و تقلّد منصب الإفتاء مدة (34 سنة) و اشتهر، و عظّمه الناس و الحكّام.

أخذ عنه درويش بن أحمد المليجي و غيره.

و ألّف تآليف، منها: شرح «الإيضاح»، حواش علي «دلائل الخيرات» لمحمد ابن سليمان الجزولي السملالي، الإتحاف لشرح خطبة «الكشاف»، التفصيل في الفرق بين التفسير و التأويل، صلاح العالم بإفتاء العالم، المطالب السنية للفتاوي العليّة، الخلاص من ضمان الأجير المشترك و الخاص، النفحة الغيبية في التسليمة الإلهية، القول الأقوي، في تعريف الدعوي، الصلوات الفاخرة في الأحاديث المتواترة، رسالة في الأفيون، فتاوي في مجلّدين نقّحها محمد أمين ابن عابدين و سمّاها: العقود الدرّية في تنقيح الفتاوي الحامدية (مطبوع)، و ديوان شعر.

و كان يستفتح أكثر دروسه بخطب من إنشائه جمعها في مجلد كبير.

توفّي- سنة إحدي و سبعين و مائة و ألف.

3644 الجبرتي «1»

(1110- 1188 ه-) حسن بن إبراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الزيلعي، بدر الدين أبو التهاني الجبرتي المصري، والد المؤرخ عبد الرحمن صاحب «عجائب

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 446، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 356، إيضاح المكنون 2/ 640، هدية العارفين 1/ 300، معجم المطبوعات العربية 1/ 674، الأعلام 2/ 178، معجم المؤلفين 3/ 193، أعلام الحضارة العربية 6/ 48 برقم 1854.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 90

الآثار».

كان

فقيها حنفيا، عالما بالفلك و الحكمة و المعقول.

ولد سنة عشر و مائة و ألف.

و قرأ القرآن و حفظ بعض المتون في الفقه و النحو و الفرائض و غير ذلك.

ثمّ لازم الحضور عند حسن بن حسن الشرنبلالي، و قرأ كتبا في فنون شتّي علي كثيرين، منهم: منصور المنوفي، و علي السيواسي، و أحمد التونسي، المعروف بالدقدوسي، و محمد السجيني المكودي، و أحمد العمادي، و حسن المدابغي، و عبد الرؤوف البشبيشي، و عيد النمرسي، و علي العقدي.

ثمّ اشتغل بالخط و تحصيل علوم الرياضيات و الفلك و الأوفاق و الهيئة و الحكمة، فقرأ علي: محمد النجاحي، و حسام الدين الهندي، و محمد الغلاني الكشناوي.

و لقي في الحجّ أحمد النخلي و عبد اللّه بن سالم البصري، و محمد السقّاف فأخذ عنهم و أخذوا عنه، كما أخذ عن مشايخ كثيرين غير هؤلاء ذكرهم ابنه عبد الرحمن في ترجمته.

و أعانته جدّته أمّ أبيه- و كانت متموّلة- علي تحصيل العلوم المختلفة، و باحث و درّس الفقه و المعقول و أملي الدروس.

و برع و اشتهر و صارت تأتيه الطلبة من الآفاق.

و اقتني الكتب الكثيرة، و صار يحيل الطلبة علي طلبته، و اشتغل هو بمدارسة الفقه و مراجعة الفتاوي و تحرّي المسائل.

أخذ عنه: أحمد الراشدي، و إبراهيم الصيحاني، و قاسم التونسي، و عبد الرحمن العريشي، و حسن الجداوي، و محمد عرفة، و مصطفي البولاقي، و محمد بن إسماعيل النفراوي، و محمد الهلباوي، و محمود النيشي، و آخرون.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 91

قال ابنه عبد الرحمن: إنّه كان لا يهتمّ بالتأليف إلّا في بعض الأبحاث ثمّ ذكر له عدّة رسائل، منها: نزهة العينين في زكاة المعدنين، رفع الإشكال بظهور العشر في العشر في غالب الأشكال،

الأقوال المعربة عن أحوال الأشربة (مطبوع)، القول الصائب في الحكم علي الغائب، الثمرات المجنية من أبواب الفتحية، مناسك الحجّ، حاشية علي «الدر المختار»، و حواش و تقييدات علي كتب أخري.

و توفّي الجبرتي في- صفر سنة ثمان و ثمانين و مائة و ألف.

3645 الشبيبي «1»

(1107- 1169 ه-) الحسن بن أحمد بن الحسن بن علي بن يحيي، ابن معوّضة الشبيبي الآنسي الذماري اليمني.

ولد بقرية ذي حود (من بلاد آنس) سنة سبع و مائة و ألف.

و درس بذمار و ظفير حجّة و حصن كحلان و صنعاء علي جماعة، منهم: علي ابن يحيي لقمان الذماري، و زيد بن عبد اللّه الأكوع، و إسحاق بن يوسف بن المتوكّل، و صلاح بن الحسن الأخفش، و محمد الأمير.

و جدّ في تحصيل العلم حتي صار إماما في فقه الزيدية، محقّقا في فروعه، و انتهت إليه رئاسة مذهبه في ذمار، و أخذ عنه الطلبة و اشتهر في البلاد اليمنية.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 68 برقم 106، معجم المؤلفين 3/ 198، مؤلفات الزيدية 1/ 398 برقم 1155 و 402 برقم 1173.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 92

و قد تولي القضاء أيّاما بمدينة تعز نيابة، ثمّ ترك الدخول في وظائف الدولة، و مال إلي الحديث و عكف علي التدريس حتي توفّي بذمار في- ربيع الأوّل سنة تسع و ستّين و مائة و ألف.

له حاشية علي «شرح الأزهار» في فقه الزيدية، و أخري علي «البيان الشافي المنتزع من البرهان الكافي» في الفقه ليحيي بن أحمد المظفر الحمدي.

3646 ابن رحال «1»

(..- 1140 ه-) الحسن بن رحال بن أحمد بن علي التدلاوي، المعداني المغربي، الفقيه المالكي.

أخذ عن جماعة، منهم: محمد بن عبد القادر الفاسي، و القاضي ابن سودة، و حسن اليوسي، و المجاصي، و غيرهم.

و مهر في الفقه.

و درّس، فأخذ عنه: التاودي، و أبو عبد اللّه محمد بن عبد الصادق، و محمد الطيب بن محمد الشريف العلمي الوزاني، و أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الجامعي الفاسي، و أبو البقاء محمد يعيش الشاوي الرغاوي، و أبو

عبد اللّه محمد بن المبارك الورديغي، و آخرون.

و ولي قضاء فاس، و عزل.

______________________________

(1): هدية العارفين 1/ 298، شجرة النور الزكية 334 برقم 1313، الأعلام 2/ 190، معجم المؤلفين 3/ 224.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 93

ثمّ ولي في آخر أمره قضاء مكناسة، فاستمر إلي أن توفّي فيها، و ذلك في- سنة أربعين و مائة و ألف.

و للمترجم تآليف، منها: شرح «المختصر» في الفقه لخليل الجندي في خمسة عشر جزءا، حاشية علي شرح الخرشي علي «المختصر»، اختصار شرح الأجهوري علي «المختصر» المذكور، حاشية علي «الإتقان و الإحكام في شرح تحفة الحكام» لمحمد بن أحمد قيارة (مطبوع)، رفع الالتباس علي الخماس في المزارعة، الإرفاق في مسائل الاستحقاق، يتيمة العقدين في منافع اليدين، و مؤلّف في الأدعية.

3647 الجيلاني «1»

(حوالي 1039- حيّا 1106 ه-) الحسن بن سلام بن الحسن الجيلاني التيمجاني، أحد أعلام الإمامية.

ولد حوالي سنة تسع و ثلاثين و ألف.

و تلمذ علي كبار علماء الطائفة بأصفهان، فقرأ في المنقول علي محمد تقي المجلسي (المتوفّي 1070 ه-)، و محمد علي بن أحمد الأسترآبادي (المتوفّي 1094 ه-)، و في المعقول و غيره علي الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري، (المتوفّي 1098 ه-)، و محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري (المتوفّي 1090 ه-)، و محمد ابن الحسن الشرواني (المتوفّي 1098، 1099 ه-).

______________________________

(1): رياض العلماء 1/ 192، تتميم أمل الآمل 102 برقم 54، أعيان الشيعة 5/ 104، طبقات أعلام الشيعة 6/ 164، الذريعة 6/ 93 برقم 488، معجم مؤلفي الشيعة 110.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 94

و كان فقيها، متكلما، ماهرا في جميع العلوم، دقيق الفطنة، حاضر الجواب.

حقّق المسائل المعضلة، و أوضح المطالب الخفيّة في شتي الفنون، و برع، و صار من أشهر علماء عصره،

حتي أنّ أستاذه الحسين الخوانساري، كان يفضله علي المحقّق محمد الشرواني، و هذا يفضله علي الخوانساري المذكور، فكان فضله مسلّما بينهما. «1»

و قد قلّده السلطان سليمان الصفوي منصب شيخ الإسلام في بلاد جيلان، فاستمر إلي أن مات.

و للمترجم له حواش علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، و له تحقيقات علي هوامش أكثر الكتب في كثير من الفنون.

و قد أخذ عنه جماعة منهم الميرزا محمد جعفر بن عيسي التبريزي أخو صاحب «رياض العلماء».

3648 البلاغي «2»

(..- حيّا 1105 ه-) الحسن بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي الرّبعي، نزيل كربلاء.

كان رجاليا محققا، واسع الخبرة بالفقه و الأصول، طويل الباع في الحديث،

______________________________

(1) انظر تتميم أمل الآمل 103.

(2): إيضاح المكنون 1/ 331، تكملة أمل الآمل 150 برقم 100، الكني و الألقاب 2/ 93، أعيان الشيعة 5/ 129، ريحانة الأدب 1/ 276، ماضي النجف و حاضرها 2/ 67 برقم 7، طبقات أعلام الشيعة 6/ 162، الذريعة 4/ 466 برقم 2069، مصفّي المقال 134، معجم المؤلفين 3/ 234، معجم رجال الفكر و الأدب 1/ 254.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 95

من علماء الإمامية.

أخذ عن: والده عباس، و المحقّق محمد بن الحسن الشرواني.

و أجاز له عبد علي بن محمد الخمايسي النجفي (المتوفّي 1084 ه-)، و علي ابن زين الدين بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني بعد أن قرأ عليه كتاب «الإستبصار» للشيخ الطوسي.

و سافر إلي خراسان، و زار المشهد المقدس الرضوي، و صنف فيه شرحا علي «الصحيفة السجادية» مبتدئا في غرة جمادي الأولي سنة (1105 ه-) و أتمّه في أواخر رجب من السنة المذكورة.

و له أيضا: تعليقات رجالية و فقهية علي «الإستبصار»، و كتاب تنقيح المقال في

كيفية الاستدلال في أصول الفقه صدّره بترجمة جملة من الرجال.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

و ستأتي ترجمة ولده الفقيه عباس لاحقا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 96

3649 اللاهيجي «1»

(..- 1121 ه-) الحسن بن عبد الرزاق بن علي بن الحسين اللاهيجي الجيلاني الأصل، القمّي، الحكيم، الإمامي، العارف، سبط الفيلسوف الشهير صدر الدين محمد الشيرازي المعروف بملإ صدرا.

ولد في قمّ.

و تلمذ بها علي والده الحكيم عبد الرزاق، و توفّي (سنة 1072 ه-) قبل أن يستكمل المترجم عدّته، إلّا أنّه أكره من قبل تلامذة أبيه علي القيام مقامه في التدريس، فباشره بمساعدتهم.

و لم يزل يترقي حتي برع في الحكمة و الكلام.

و ارتحل إلي المشاهد المشرّفة بالعراق، فتتلمذ هناك في الفقه و الحديث علي مشايخ عصره.

و عاد إلي بلدته قمّ بعد أن حاز علي رتبة عالية في العلوم الشرعية.

______________________________

(1): رياض العلماء 1/ 207، تذكرة المعاصرين 46، تتميم أمل الآمل 109 برقم 61، أعيان الشيعة 5/ 133، طبقات أعلام الشيعة 6/ 177، الذريعة 1/ 67 برقم 330 و 2/ 187 برقم 698 و 5/ 129 برقم 536 و 6/ 229 برقم 1286 و 11/ 259 برقم 1584، معجم المؤلفين 3/ 235، معجم مؤلفي الشيعة 372.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 97

و أقبل علي المطالعة و التدريس و التأليف، حتي اشتهر، و علا شأنه.

تلمذ عليه السيد عبد الرحمن بن كمال الدين القمّي، و محمد علي بن علي نقي الكاشاني، و غيرهما.

و رآه محمد علي الحزين في أواخر عمره و أثني علي علمه و فضله.

و صنّف كتبا و رسائل منها: هدية المسافر في أحكام السفر، الرسالة الزكية الزكوية بالفارسية في الزكاة، رسالة في بعض مسائل الغيبة، ترجمة رسالة «كشف الريبة عن أحكام الغيبة» للشهيد الثاني إلي الفارسية

و قد لخّصها و زاد عليها بعض التحقيقات، حواش علي قطعة من «الوافي» في الحديث لمحمد محسن الكاشاني، شمع اليقين في معرفة الحقّ و اليقين (مطبوع) في أصول الدين، رسالة في أصول الدين بالفارسية، زواهر الحكم الزاهر نجومها في غياهب الظلم في الحكمة، مصابيح الهدي و مفاتيح المني في الحكمة، جمال الصالحين بالفارسية في أعمال السنة، روائع الكلم و بدائع الحكم، آيينه حكمت (مرآة الحكمة)، إبطال التناسخ بثلاثة براهين، تزكية الصحبة أو تأليف المحبة، و شرح «الصحيفة السجادية» في أدعية الإمام السجاد علي بن الحسين عليهما السّلام.

و له شعر.

توفّي- سنة إحدي و عشرين و مائة و ألف في قم، و دفن قرب حرم السيد فاطمة بنت الإمام موسي بن جعفر عليهما السّلام في المقبرة المعروفة بمقبرة الشيوخ، و قبره ظاهر يزار.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 98

3650 المدابغي

«1» (..- 1170 ه-) حسن بن علي بن أحمد بن عبد اللّه الأزهري المنطاوي المصري الشهير بالمدابغي.

كان فقيها شافعيا، محدّثا، مفتيا، مشاركا في علوم أخري.

درس العلوم الدينية علي: منصور المنوفي، و عمر بن عبد السلام التطاوني، و عيد النمرسي، و محمد بن أحمد الوزازي، و محمد بن سعيد التنبكتي، و غيرهم.

و درّس بالجامع الأزهر، و أفتي، و ألّف.

أخذ عنه لفيف من الطلبة، منهم: محمد بن إبراهيم بن يوسف السجيني، و حسن بن إبراهيم الجبرتي الحنفي، و علي بن أحمد العدوي الصعيدي.

و ألّف كتبا و رسائل، منها: حاشية علي «شرح الأربعين حديثا» لابن حجر، حاشية علي شرح الخطيب علي أبي شجاع في الفقه سمّاها كفاية اللبيب (مطبوع) شرح «الدلائل»، حاشية علي «جمع الجوامع» في أصول الفقه للسبكي، اختصار «سيرة» ابن الميّت، شرح قصيدة المقري، شرح «الصيغة الأحمدية»، رسالة في القراءات

العشر و أخري في ليلة القدر، و ثالثة في المولد النبويّ الشريف، و غير ذلك.

و كانت وفاته- سنة سبعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 297، هدية العارفين 1/ 298، الأعلام 2/ 205، معجم المؤلفين 3/ 248.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 99

3651 الطبّاخ الحلبي

«1» (1080- 1140 ه-) حسن بن علي القادري الشهير بالحنبلي و المعروف بالطبّاخ الحلبي، الشافعي.

ولد بحلب سنة ثمانين و ألف، و كان والده طبّاخا، فنشأ هو في طلب العلم، و لازم مصطفي الحفسرجاوي.

و درس التفسير علي أحمد الكواكبي، و الحديث و فقه الحنفية و الأصول علي ولده أبي السعود الكواكبي، و أخذ عن: أحمد الشراباتي، و سالم المكّي.

و برع في فقه المذهبين الشافعي و الحنفي، و العلوم الأخري، و كان مستحضرا لأكثر المسائل.

تولّي الخطابة بجامع الخسروية، و درّس بالجامع الأموي بحلب.

و توفّي بعد رجوعه من الحجّ في- ذي الحجّة سنة أربعين و مائة و ألف.

و كان المترجم شديد الإنكار و التعصب علي الدخان و شاربه، حتي كاد أن يقول بحرمته، فحصل له مرض فوصف له شرب الدّخان، فشربه و ترك الاعتراض!

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 30، إعلام النبلاء 6/ 445 برقم 1041.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 100

3652 الدّمستاني «1»

(..- 1181 ه-) الحسن بن محمد بن علي بن خلف بن إبراهيم بن ضيف اللّه البحراني الدّمستاني، الفقيه الإمامي، الأديب، الشاعر.

روي عن الفقيه عبد اللّه بن علي بن أحمد البلادي (المتوفّي 1148 ه-)، و الفقيه المعمّر الحسين بن محمد بن جعفر الماحوزي، و غيرهما.

و مهر في علمي الحديث و الرجال.

و كان علي مشرب الأخبارية، لكنّه كان من أهل التحقيق و التدقيق.

اشتهر في بلاده، و صار ممّن يرجع إليه في المسائل.

و ارتحل من قريته دمستان- بعد وقوع حوادث فيها- إلي بلاد إيران، فأقام في ميناء (بوشهر)، و زار مشهد الإمام الرضا عليه السّلام في خراسان «2»، ثمّ جاء إلي بلدة القطيف و توفّي فيها في شهر ربيع الأوّل- سنة إحدي و ثمانين و مائة و ألف. «3»

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل

112 برقم 63، أنوار البدرين 217 برقم 94، أعيان الشيعة 5/ 260، طبقات أعلام الشيعة 6/ 167، الذريعة 2/ 358 برقم 1445 و 4/ 440 برقم 1957، مصفّي المقال 129، معجم المؤلفين 3/ 286.

(2) قال عبد النبي القزويني: تشرفت بخدمته- يعني المترجم له- زمان مسافرته إلي زيارة الرضا عليه السّلام حين ورد يزد في الذهاب و الإياب.

(3) و في «أنوار البدرين»: 1281 ه، و هو سهو.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 101

تلمذ عليه ابنه أحمد، و روي عنه.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: انتخاب الجيد من تنبيهات السيد (مخطوط) و هو منتخب «تنبيه الأريب في إيضاح رجال التهذيب» للسيد هاشم بن سليمان الكتكاني البحراني، رسالة في الجهر و الإخفات، منظومة تحفة الباحثين في أصول الدين، منظومة في نفي الجبر و التفويض، رسالة في التوحيد، أرجوزة في التوحيد، أرجوزة في إثبات الإمامة و الوصية، أوراد الأبرار في مآتم الكرّار و هو المشهور في بلاد البحرين بالأسفار، و ديوان شعر.

و له مراث مشهورة تقرأ في المجالس الحسينية، و من أشهرها القصيدة المربعة المشتملة علي نظم المقتل التي أوّلها:

أحرم الحجّاج عن لذاتهم بعض الشهور و أنا المحرم عن لذاته كلّ الدهور

و من شعره، قصيدة في رثاء الحسين عليه السّلام، نقتطف منها هذه الأبيات:

من يلهه المرديان المال و الأمل لم يدر ما المنجيان العلم و العمل

يا منفق العمر في عصيان خالقه أفق فإنّك من خمر الهوي ثمل

تعصيه لا أنت في عصيانه وجل من العقاب و لا من منّه خجل

أنفاس نفسك أثمان الجنان فهل تشري بها لهبا في الحشر يشتعل

تشحّ بالمال حرصا و هو منتقل و أنت عنه برغم منك تنتقل

أفدي الحسين صريعا لا صريخ له إلّا صرير نصول فيه تنتصل

و

الطعن مختلف فيه و مؤتلف و النحر منعطف و العمر منبتل

أ ليس ذا ابن عليّ و البتول و من بجدّه ختمت في الأمّة الرّسل

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 102

3653 اليوسي «1»

(1040- 1102 ه-) الحسن بن مسعود بن محمد بن علي، نور الدين أبو علي اليوسي المغربي.

كان فقيها مالكيا، أديبا، متكلما، ينعت بغزالي عصره.

ولد سنة أربعين و ألف.

و تعلّم بالزاوية الدلائية، و تنقّل في الأمصار، فزار سجلماسة و درعة و سوس و مراكش و دكالة، و أخذ عن: محمد بن ناصر الدرعي، و عبد الملك التجمعوتي، و عبد القادر الفاسي، و غيرهم.

و تصدي للتدريس بفأس، و اشتهر.

أخذ عنه: أبو العباس أحمد بن مبارك، و أبو سالم العياشي، و أبو عبد اللّه النوري، و أبو عبد اللّه التازي، و علي بن أحمد الحريشي، و آخرون.

و صنف كتبا و رسائل، منها: الكوكب الساطع في شرح «جمع الجوامع» في أصول الفقه للسبكي لم يتمّ، كتاب فيما يجب علي المكلّف أن يعرفه من أصول الدين و فروعه، رسالة علي قول خليل في «المختصر»: و خصصت نية الحالف،

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 120، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 285، هدية العارفين 1/ 296، إيضاح المكنون 1/ 275، 448، 2/ 220، 250، معجم المطبوعات العربية 2/ 1959، شجرة النور الزكية 328 برقم 1284، الأعلام 2/ 223، الفتح المبين 3/ 118، معجم المؤلفين 3/ 294.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 103

قانون أحكام العلم (مطبوع)، حاشية «عقيدة أهل التوحيد» المعروف بالعقيدة الكبري لمحمد بن يوسف السّنوسي، نفائس الدرر في حواشي شرح «المختصر» في المنطق، تذكرة الغافل، مشرب العام و الخاص، من كلمة الإخلاص (مطبوع)، زهر الأكم في الأمثال و الحكم، حاشية علي «تلخيص المفتاح»، المحاضرات (مطبوع) في

الأدب، و ديوان شعر (مطبوع)، و غير ذلك.

توفّي سنة- اثنتين و مائة و ألف. «1»

3654 المقدسي «2»

(..- 1182 ه-) حسن بن نور الدين المقدسي، الأزهري، الفقيه الحنفي، المفتي.

تفقّه علي: سليمان المنصوري، و محمد بن عبد العزيز الزيادي، و مصطفي العزيزي، و علي الملوي، و الجوهري، و الحفني، و البليدي.

و درّس أوّلا بالجامع الأزهر في حياة شيوخه، ثمّ جعله الأمير عثمان كتخدا خطيبا و إماما بمسجده الذي بناه بالأزبكية.

ثمّ درّس بعدة مدارس، فتفقّه به جماعة منهم محمد بن حسن الجزائري ثمّ المصري.

و اقتني الكتب النفيسة.

______________________________

(1) و في عجائب الآثار و غيره من المصادر: (1111 ه-).

(2): عجائب الآثار 1/ 367، معجم المؤلفين 3/ 299، أعلام فلسطين 2/ 182.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 104

و صار شيخ الحنفية و مفتيهم بعد وفاة شيخه سليمان المنصوري.

و ابتني منزلا نفيسا مشرفا علي بركة الأزبكية، و اشتهر، و راج أمره.

و ألّف كتابا في فقه المذهب، ذكر فيه الراجح من الأقوال.

توفّي في- جمادي الآخرة سنة اثنتين و ثمانين و مائة و ألف.

3655 زبارة «1»

(1068- 1141 ه-) الحسين بن أحمد بن صلاح بن أحمد بن الحسين الحسني، المسوري، الصنعاني اليمني، الزيدي، المعروف- كأسلافه- بزبارة.

ولد بوادي مسور خولان سنة ثمان و ستين و ألف.

و نشأ تحت نظر المتوكل علي اللّه إسماعيل بن القاسم و درس عليه، و كان قرين ابنه يوسف، فلمّا اشتدّ عودهما درس المترجم النحو علي يوسف، و درس يوسف الفقه علي المترجم، و ذلك بإرشاد المتوكّل.

ثمّ أخذ العلوم بصنعاء و ضوران و غيرهما عن: ناصر بن صلاح المسوري، و محمد بن الحسن الأكوع و الحسين بن محمد المغربي، و علي بن يحيي البرطي، و أحمد ابن محمد الضبوي، و عبد اللّه بن علي الصعيدي، و يحيي بن جار اللّه مشحم، و محمد بن علي حنش، و غيرهم.

______________________________

(1): البدر الطالع

1/ 216 برقم 142، نشر العرف 1/ 520 برقم 166 (القسم الثاني)، معجم المؤلفين 3/ 311، مؤلفات الزيدية 1/ 399 برقم 1161، 2/ 451 برقم 2799.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 105

و حقّق أنواع العلوم، الفقه و التفسير و الحديث و الأصولين و العربية، و درّسها، و اعتني بالرواية و ضبط الرجال و الأسانيد.

أخذ عنه: محسن بن المؤيّد باللّه محمد بن المتوكّل، و أحمد بن عبد الرحمن الشامي، و أولاده: يوسف بن الحسين زبارة و المحسن و إسماعيل.

و تولّي القضاء بضوران للمتوكّل علي اللّه، و أموال بلاد آنس لابنه المؤيد باللّه محمد بن المتوكّل.

و توفّي في- ربيع الآخر سنة إحدي و أربعين و مائة و ألف.

له مسائل و جوابات أسئلة و أنظار و تعاليق كثيرة، و اختصار «الهدي النبوي» لابن القيّم، و حاشية علي «تيسير الوصول إلي جامع الأصول» للحافظ الديبع الزبيدي.

3656 الخوانساري «1»

(..- 1191 ه-) الحسين بن جعفر بن الحسين بن القاسم بن محب اللّه الموسوي، الخوانساري، الفقيه الإمامي، المحقّق، جدّ والد صاحب «روضات الجنات».

تلمذ علي والده الفقيه، أبي القاسم جعفر «2»، و قرأ عليه كثيرا، و روي عنه

______________________________

(1) تتميم أمل الآمل 132 برقم 84، روضات الجنات 2/ 367 برقم 223، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 56، أعيان الشيعة 5/ 467، الذريعة 6/ 93 برقم 491 و 85 برقم 442 و غيرهما، طبقات أعلام الشيعة 203.

(2) المتوفّي (1158 ه-)، و قد تقدّمت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 106

و عن محمد صادق بن محمد السراب بن عبد الفتاح التنكابني.

و جدّ حتي بلغ درجة الاجتهاد، و لازم إقامة الجمعة و الجماعة في بلدته، و صار المرجوع إليه في تلك النواحي.

و حجّ، و زار النجف و كربلاء.

تلمذ عليه ابنه جعفر

(المتوفّي 1240 ه-) و الميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمي، و قرأ عليه عدة سنين ببلدة خوانسار، و تزوج الميرزا أخته، و أجيز منه سنة (1177 ه-) بالنجف.

و روي عنه بالإجازة: محمد علي بن محمد باقر البهبهاني الكربلائي، و السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي و قال في وصف المترجم: الفقيه الأوحد، ذو الرأي الصائب الدقيق، و الفكر الغائر العميق..

و صنف رسالة في الإجماع، و شرحا علي دعاء أبي حمزة الثمالي «1»، و شرحا علي زيارة عاشوراء.

و له حواش علي «ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد» في الفقه للمحقّق محمد باقر السبزواري، و تعليقات علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، و أجوبة المسائل النهاوندية التي سأله عنها السيد علي النهاوندي.

توفّي بخوانسار في- رجب سنة إحدي و تسعين و مائة و ألف، و دفن بها.

______________________________

(1) هو التابعي الكبير أبو حمزة ثابت بن أبي صفية دينار الثمالي الذي يروي عن أربعة أئمة، هم: زين العابدين و الباقر و الصادق و الكاظم عليهم السّلام، و الدعاء الذي عرف باسمه هو دعاء السحر الكبير في شهر رمضان، و قد رواه عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام. انظر ترجمته في موسوعتنا هذه ج 1/ 302 برقم 108.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 107

3657 العشاري «1»

(1150- 1195 ه-) حسين بن علي بن حسن بن فارس، نجم الدين أبو عبد اللّه العشاري «2»، البغدادي.

كان فقيها شافعيا، أصوليا، أديبا، شاعرا.

ولد سنة خمسين و مائة و ألف.

و قرأ القرآن، و درس ببغداد علي أبي الخير عبد الرحمن السويدي و غيره.

و برع في العلوم العقلية و النقلية، و غلب عليه الفقه حتي كان

يلقّب بالشافعي الصغير.

و ولي التدريس بالبصرة في سنة أربع و تسعين و مائة و ألف، و توفي في السّنة التي بعدها.

له ديوان شعر، و تخميس قصيدة البردة، و حاشية علي «شرح الحضرمية» لابن حجر، و رسالة في مباحث الإمامة، و تعليقات علي «جمع الجوامع» في أصول الفقه.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 69، إيضاح المكنون 1/ 331، هدية العارفين 1/ 328، الأعلام 2/ 248، معجم المؤلفين 4/ 28.

(2) نسبة إلي عشاره: بلدة علي الخابور.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 108

3658 الماحوزي

«1» (نحو 1091- 1181 ه-) الحسين بن محمد بن جعفر الماحوزي البحراني، أحد أكابر علماء الإمامية.

ولد نحو سنة إحدي و تسعين و ألف.

و تلمذ علي الفقيه سليمان بن عبد اللّه بن علي الستراوي الماحوزي (المتوفّي 1121 ه-).

و برع في الفقه و الحديث و غيرهما.

و لجأ إلي بلدة القطيف- بعد تغلّب الخوارج علي بلاده- و استقرّ بها، و درّس الفقه و الحديث و الحكمة و غيرها، و عكف عليه ليله و نهاره، و لم يعتن بالتأليف. «2»

و ارتحل إلي العراق، فأقام في الحائر (كربلاء) بعض الأعوام و استجازه العلماء هناك، و زار النجف الأشرف.

و قد ذاع اسمه، و اعترف له بالمنزلة العلمية كبار الفقهاء حتي أنّ السيد

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 201 (ضمن ترجمة الشيخ عبد اللّه البحراني)، تتميم أمل الآمل 117 برقم 70، لؤلؤة البحرين 6 برقم 1، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 66 برقم 1، أنوار البدرين 176 برقم 79، أعيان الشيعة 6/ 143، الذريعة 1/ 205 برقم 1071، طبقات أعلام الشيعة 6/ 220، علماء البحرين 292 برقم 146.

(2) قال في «أنوار البدرين»: نقل بعض الأساطين من أهل العرفان بعض أجوبة مسائل للمترجم له فيها أبحاث جليلة.

موسوعة طبقات الفقهاء،

ج 12، ص: 109

صدر الدين محمد الرضوي المجاور بالنجف الأشرف- مع عظم منزلته- كان يمسك عن الإفتاء حين يتشرف المترجم له بزيارة مراقد الأئمّة عليهم السّلام بالعراق، و يوكله إليه.

تلمذ عليه، و روي عنه قراءة و سماعا و إجازة جمع، منهم: يوسف بن أحمد الدرازي البحراني و قال في وصفه: جامع المعقول و المنقول، و مستنبط الفروع من الأصول، و أخوه عبد علي بن أحمد الدرازي، و السيد نصر اللّه بن الحسين الفائزي الحائري، و شرف الدين محمد مكي بن محمد بن علي العاملي الجزيني ثمّ النجفي، و الحسن بن محمد بن علي البحراني الدمستاني، و عباس بن الحسن البلاغي النجفي، و محمد بن علي بن عبد النبي المقابي البحراني، و السيد محمد بن علي بن إبراهيم البحراني و أثني عليه كثيرا و وصفه بشيخ الشيعة و إمام الشريعة.

توفّي بالقطيف- سنة إحدي و ثمانين و مائة و ألف، و دفن فيها، و رثاه كثير من الشعراء.

و خلف من بعده ولدين عالمين: محمد، و عبد علي.

3659 المغربي «1»

(1048- 1119 ه-) الحسين بن محمد بن سعيد بن عيسي اللاعي، الصنعاني المعروف بالمغربي،

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 230 برقم 153، هدية العارفين 1/ 323، نشر العرف 1/ 619 برقم 200 (ق 2)، الأعلام 2/ 256، معجم المؤلفين 4/ 51، مؤلفات الزيدية 1/ 195 و 2/ 151.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 110

قاضي صنعاء و محدّثها.

ولد سنة ثمان و أربعين و ألف.

و درس علي: محمد بن إبراهيم السحولي، و أحمد بن محمد الحوثي، و عبد الرحمن بن محمد الحيمي، و علي بن يحيي البرطي، و علي بن جابر الشارح، و محمد ابن علي العنسي، و عبد الواسع العلفي، و عز الدين العبالي، و

غيرهم.

و أدرك المتوكّل علي اللّه إسماعيل و سمع عليه.

و تولّي القضاء بصنعاء للمهدي أحمد بن الحسن، ثمّ تولّي القضاء في دولة المؤيد باللّه محمد بن المتوكّل.

و لم يشغله القضاء عن التدريس و التحقيق في أصول و فروع و حديث المذهب الزيدي.

و قد أخذ عنه جملة من الطلبة، منهم: أخوه الحسن، و عبد اللّه بن علي الوزير، و محمد بن الهادي الخالدي، و المحسن بن المؤيد محمد، و الحسين بن أحمد ابن صلاح زبارة، و هاشم بن يحيي الشامي، و غير هؤلاء.

و لم يزل مواظبا علي التدريس و القضاء حتي توفّي في- رجب سنة تسع عشرة و مائة و ألف بالروضة (من أعمال صنعاء).

له كتاب البدر التمام في شرح «بلوغ المرام» لابن حجر، و رسالة في حديث (أخرجوا اليهود من جزيرة العرب).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 111

3660 البلادي «1»

(..- 1192 ه-) الحسين بن محمد بن عبد النبي بن سليمان السنبسي «2»، البلادي البحراني «3»، الفقيه الإمامي.

تلمذ علي عبد اللّه بن علي البلادي، و قرأ عليه «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» للشهيد الثاني، و أصول «الكافي» للكليني، و حصل منه علي إجازة.

و أخذ و روي عن جماعة، منهم: الحسين بن محمد بن جعفر الماحوزي البحراني، و إبراهيم القطيفي. و محمد رفيع الجيلاني المازندراني ثمّ المشهدي

______________________________

(1): أنوار البدرين 114 (في الهامش)، أعيان الشيعة 6/ 156، الذريعة 1/ 189 برقم 983 و 21/ 233 برقم 4775، طبقات أعلام الشيعة 6/ 188، 205، معجم المؤلفين 4/ 54، علماء البحرين 290 برقم 144.

(2) و في تراجم الرجال: السّبستي.

(3) فرّق صاحب «طبقات أعلام الشيعة» بين الحسين بن محمد بن عبد النبي البلادي البحراني، و بين الحسين بن محمد بن عبد النبي السنبسي

البحراني، و نحن هنا جمعنا بين الترجمتين بناء علي الاتحاد، و ذلك للاشتراك في الاسم و اسم الأب و الجدّ و عدة من المشايخ، و مما يعضد رأينا هو الاشتراك في الرواية عن الشيخين: محمد رفيع الجيلاني المشهدي و محمد باقر النيسابوري المكي، و هما ليسا من بلاد البحرين. يذكر أنّ صاحب «أعيان الشيعة» قال: إنّ الاتحاد ممكن بل قريب جدا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 112

الخراساني، و محمد باقر النيسابوري المكي، و ناصر بن محمد الجارودي القطيفي.

و تقدّم في عدّة فنون.

و ناب عن أستاذه البلادي في التدريس بمدرسة حوري مدة مديدة.

و أجاز لجماعة منهم: الحسين بن عبد اللّه الحوري الأوالي، و السيد عبد العزيز ابن أحمد الصافي النجفي الذي أجاز هو للمترجم أيضا.

و صنّف كتبا منها: معراج الكمال في الفقه، منهاج الإذعان في أصول الإيمان و رسالة في مناسك الحجّ، و غير ذلك.

توفّي في شهر- صفر سنة اثنتين و تسعين و مائة و ألف، و دفن في المزار المعروف ب- (يالنكي) في مقبرة اصطهبانات.

3661 المرادي «1»

(1138- 1188) حسين بن محمد بن محمد مراد بن علي بن داود الحسيني، نظام الدين أبو علي البخاري الأصل، الدمشقي، عمّ محمد خليل المرادي صاحب «سلك الدرر».

كان مفتي الحنفية بدمشق، أديبا، صوفيا.

ولد بدمشق سنة ثمان و ثلاثين و مائة و ألف.

و قرأ علي والده بهاء الدين، و أخذ عنه التصوّف النقشبندي، و قرأ علي والد

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 70.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 113

زوجته أبي النجاح أحمد المنيني، و مصطفي بن محمد الأيّوبي.

و رحل إلي القسطنطينية، فقرّبه السلطان محمود خان، و اجتمع بعلمائها.

و كان يجلّ أخيه علي المرادي و يحترمه، و كانا لا يفترقان، و لمّا مات الأخ أقيم صاحب الترجمة

مفتيا للحنفية مكانه بدمشق مع جميع وظائفه و تداريسه.

و اشتهر و انتشرت فتاويه، و ورد عليه الأدباء و العلماء، و انعقدت عليه رئاسة دمشق، و أيّده السلطان عبد الحميد خان.

توفّي- سنة ثمان و ثمانين و مائة و ألف.

3662 المهلّا «1»

(..- 1111 ه-) الحسين بن ناصر بن عبد الحفيظ المهلّا، الشّرفي اليمني.

ولد في الشجعة (من قري بلاد الشّرف باليمن).

و تلمذ علي مشايخ عصره كالحسن بن أحمد بن محمد الجلال (المتوفّي 1084 ه-)، و غيره.

و مهر في الفقه و غيره.

و ألّف تآليف عديدة في فنون شتي، أشهرها كتابه المواهب القدسية في شرح

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 231، نشر العرف 1/ 128) (القسم الثاني)، الأعلام 2/ 260، معجم المؤلفين 4/ 65، مؤلفات الزيدية 1/ 91، 193، 239، 2/ 52، 159، 235، 3/ 29، 70، 83، و غيرها من المواضع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 114

المنظومة البوسية في ست أو سبع مجلدات، و المنظومة هي من تأليف أبي القاسم إبراهيم بن محمد البوسي (المتوفّي 791 ه-) و اسمها «الزهرة الزاهرة في فقه العترة الطاهرة».

و للمترجم أيضا: الفوائد المقدمة في تحقيق مسألة اللقطة و اليمين المركبة، المحاسن المشرقة القويمة و الحدائق المورقة الوسيمة في الفقه، المحاسن المقربة و الفوائد المستعذبة في بيان استواء نفوذ النذر و الهبة، موارد الايمان في إيضاح مسألة الأذان، الطراز المذهب فيما تقرّر من علم الأصول و الفروع و المذهب، الأدلّة الكاملة لذوي الأذهان القابلة في الفقه، منّ المنعم الكافل بفوائد شرح مسلم، التنبيه في الأخلاق، روائح الزهر الكافلة بمحاسن «يتيمة الدهر»، و حسنة الزمان في أعيان الأوان.

توفّي قتيلا سنة إحدي عشرة و مائة و ألف.

و من شعره:

هي الدار ما الآمال إلّا فجائع عليها و ما اللذات إلّا مصائب

فكم

سخنت بالأمس عين قريرة و قرّت عيون دمعها قبل ساكب

(فلا تكتحل عيناك منها بعبرة علي ذاهب منها فإنك ذاهب)

«1»

______________________________

(1) البيت المضمّن للشريف الرضيّ (المتوفّي 406 ه-)، و هو أحد كبار علماء الإمامية، و من فحول الشعراء، و البيت الذي قبله:

ألا إنّما الدنيا غضارة أيكة إذا اخضرّ منها جانب جفّ جانب

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 115

3663 العاملي «1»

(..- قبل 1168 ه-) السيد حيدر العاملي ثمّ المشهدي الخراساني، الفقيه الإمامي.

أخذ عن رفيع الدين محمد بن فرج الجيلاني المشهدي، و غيره.

و تبحّر في الحديث، و تأهل لاستنباط المسائل الفقهية، و اعتني باللغة و التفسير، لكنّه أهمل النحو و الصرف و المعاني.

اشترك مع عدد كبير من العلماء في مؤتمر دشت مغان بأذربيجان لتنصيب نادر شاه حاكما، و ذلك في سنة (1148 ه-).

و زار بلدة ساري، و أستراباد.

و تقلّد القضاء لنادر شاه في مشهد الرضا عليه السّلام.

و خلف أستاذه رفيع الدين في صلاة الجمعة و غيرها من الأمور المرجوعة إليه بعد وفاته في عشر الستين و مائة و ألف.

و يقال انّ أستاذه المذكور كان يرجع إليه فيما يأتيه من الاستفتاء.

و للمترجم تعليقات و حواش علي كتب الفقه خصوصا كتاب «مفاتيح

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 136 برقم 17، لؤلؤة البحرين 91 ضمن رقم 34 و 35، تتميم أمل الآمل 139 برقم 93، تكملة أمل الآمل 195 برقم 163، أعيان الشيعة 6/ 271، طبقات أعلام الشيعة 6/ 230.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 116

الشرائع» في الفقه للفيض الكاشاني.

توفّي قبل سنة ثمان و ستين و مائة و ألف، و هي السنة التي كتب فيها السيد عبد اللّه بن نور الدين التستري إجازته الكبيرة، و ذكر فيها المترجم مترحما عليه. «1»

3664 الشّرواني «2»

(..- بعد 1129 ه-) حيدر علي بن محمد بن الحسن الشرواني «3» الأصل، الأصفهاني، النجفي، ابن أخت العلّامة محمد باقر المجلسي، و صهره علي كريمته.

تلمذ علي والده الفقيه المدقق محمد بن الحسن (المتوفّي 1098 أو 1099 ه-)، و روي عن عبد اللّه بن عيسي التبريزي المعروف بالأفندي.

و بحث، و صنّف في غير فنّ، و اهتم بالعقائد، و عرفت عنه آراء تفرّد

بها أو تابع فيها النادر من أقوال الإمامية.

له من المؤلفات: تعليقة علي «مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام»

______________________________

(1) قال: رأيته في المشهد سنة ست و أربعين، ثمّ في بلاد آذربايجان لما أحضرنا هناك سنة ثمان و أربعين، ثمّ مرة أخري سنة ثمان و خمسين. الإجازة الكبيرة 136.

(2) تتميم أمل الآمل 137 برقم 92، الفيض القدسي 250، الفوائد الرضوية 167، أعيان الشيعة 6/ 274، ريحانة الأدب 5/ 388 (في ترجمة والده)، الذريعة 6/ 199 برقم 1097، طبقات أعلام الشيعة 6/ 231، مصفّي المقال 164، زندگينامه علامه مجلسي 1/ 349، برقم 20، معجم المؤلفين 4/ 91، معجم مؤلفي الشيعة 242، معجم رجال الفكر و الأدب 2/ 787.

(3) و قيل: الشيرواني. لكن صاحب «روضات الجنات» ذهب إلي عدم صحّة هذه النسبة، و قد نبّهنا علي ذلك عند ترجمة والد المترجم في الجزء الحادي عشر، و بيّنا هناك كلتا النسبتين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 117

للشهيد الثاني، رسالة في أحكام المسافر، رسالة في أربع مسائل تعمّ بها البلوي، رسالة في المقادير الشرعية، رسالة في المسافة الموجبة للقصر و الإفطار، رسالة في أحكام الأرضين، رسالة في كيفية استنباط الأحكام في غيبة الإمام، رسالة في أصالة البراءة، رسالة في أحكام البغاة، حاشية علي «الكافي» للكليني، رسالة في تراجم السفراء الأربعة للمهدي (عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف)، كتاب المجالس في الإمامة، كتاب المزار، رسالة في فضل أهل البيت عليهم السّلام، كتاب في الرجال، و مقتل الحسين عليه السّلام.

توفّي عن سنّ عالية- بعد سنة تسع و عشرين و مائة و ألف.

3665 الجناجي «1»

(1109 تقريبا- 1181 ه-) خضر بن محمد يحيي بن مطر بن سيف الدين المالكي «2»، الجناجي «3» ثمّ النجفي، والد الفقيه الكبير جعفر

«4» صاحب «كشف الغطاء».

______________________________

(1): روضات الجنّات 2/ 203 ضمن ترجمة رقم 174، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 115، معارف الرجال 1/ 292 برقم 144، أعيان الشيعة 6/ 324، ماضي النجف و حاضرها 2/ 209، برقم 4، طبقات أعلام الشيعة 6/ 239.

(2) نسبة إلي كبش العراق الفارس المغوار مالك بن الحارث النخعي المعروف بالأشتر صاحب الإمام علي عليه السّلام.

(3) نسبة إلي جناجة: إحدي قري العذار في الحلّة بالعراق. انظر معارف الرجال 1/ 150 (الهامش).

(4) المتوفي (1227 ه-)، و ستأتي ترجمته في الجزء الثالث عشر بإذن اللّه تعالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 118

ولد سنة تسع و مائة و ألف تقريبا.

و انتقل إلي النجف الأشرف، و أكبّ علي طلب العلم فيها، و أخذ عن علمائها، و حضر دروس السيد هاشم النجفي المعروف بالحطّاب في الفقه.

و جدّ، حتي صار فقيها مجتهدا، صاحب رأي و فتوي.

درس عليه ولده جعفر، و سمع منه آراءه في بعض المسائل و أودعها في بعض تصانيفه.

و كان معظما في نفوس العلماء، مشهورا بالزهد و الصلاح و العبادة، و كان يقضي أكثر أوقاته بين ظهراني قومه، فلما ذرّف علي الستين تجرّد للعبادة، و مكث في النجف و لم يخرج منها، و كان الفضلاء يتزاحمون علي الصلاة خلفه.

و للمترجم رسائل في الفقه و كراريس «1»، و تقريظ كتبه علي رسالة «حرمة التمتع بالفاطميات» للسيد شبّر بن محمد الحويزي النجفي.

توفّي بالنجف الأشرف سنة- إحدي و ثمانين و مائة و ألف، و دفن في حجرة من حجر رواق حرم أمير المؤمنين عليه السّلام بالقرب من قبر المقدّس أحمد الأردبيلي.

قال في «كشف الغطاء»: كان الوالد محافظا علي قول: و تقبّل شفاعته في أمّته، و ارفع درجته، و قرّب وسيلته، في التشهّد

الأوسط.

______________________________

(1) معارف الرجال.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 119

3666 الصدّيقي «1»

(1098-- 1173 ه-) خليل بن أسعد بن أحمد بن كمال الدين الصدّيقي، نزيل القسطنطينيّة، الفقيه الحنفي، الأديب.

ولد بدمشق سنة ثمان و تسعين و ألف، و نشأ بها تحت رعاية أبيه، فقرأ عليه و علي: محمد بن إبراهيم الدكدكجي، و عبد الغني النابلسي، و عبد الجليل بن أبي المواهب الحنبلي، و عثمان بن محمود القطّان، و علي الشمعة، و محمد الكاملي، و عبد الرحمن المجلّد.

و تفوّق و مهر في العلوم.

و رحل بعد وفاة والده إلي القسطنطينية، ثمّ عاد إلي دمشق، و أقام بها، و تصدّي للفتيا.

و حدثت اضطرابات سياسة بدمشق، فرحل المترجم مرّة أخري إلي القسطنطينية، و لازم هناك المولي فيض اللّه حسن جان زاده، و تنقّل في التدريس بمدارس بلاد الروم.

و تولّي القضاء بطرابلس الشام و القدس و دمشق و مكّة و قضاء العسكر بأناطولي، و اشتهر.

______________________________

(1) سلك الدرر 2/ 83، إيضاح المكنون 1/ 67، هدية العارفين 1/ 355، معجم المؤلفين 4/ 112.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 120

توفّي بالقسطنطينية في- جمادي الثانية سنة ثلاث و سبعين و مائة و ألف.

و من شعره، قوله:

لقد قال الحبيب و قد رآني أردّد في محاسنه عيوني

إلي كم أنت تولع بالتّصابي ألم تحفظ فؤادك من جفوني

فقلت و قد أصابتني سهام أذاقت مهجتي كأس المنون

فكيف أردّ طرفي عن محيّا به أجلو صدي قلبي الحزين

3667 الفتّال «1»

(1117- 1186 ه-) خليل بن محمد بن إبراهيم بن منصور الدمشقي الشهير بالفتّال.

كان فقيها حنفيا، أديبا، شاعرا.

ولد بدمشق سنة سبع عشرة و مائة و ألف.

و درس العلوم الدينية علي: أحمد المنيني، و صالح الجينيني، و محمد الحبّال، و عبد اللّه البصروي الدمشقي، و الحسن المصري ثمّ الدمشقي، و إسماعيل العجلوني، و غيرهم.

ثمّ درّس بالجامع الأموي، و رحل

للروم ثلاث مرّات، كما رحل لمصر و حجّ

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 99، هدية العارفين 1/ 355، الأعلام 2/ 322، معجم المؤلفين 4/ 128.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 121

قاضيا بالركب الشامي، و عاد أخيرا إلي دمشق و أعطي رتبة قضاء عكّة، و أقام بدمشق حتي مات في- ذي الحجّة سنة ست و ثمانين و مائة و ألف.

له حاشية علي «الدر المختار» في الفقه لعلاء الدين الحصكفي سمّاها «دلائل الأسرار»، و شرح علي قصية ابن الوردي اللامية، و الرحلة الهنيّة إلي محروسة قسطنطينية.

و من شعره:

قال وصلي من المحال لأنّي قمر في الجمال عند اكتماله

لكن املأ كئوس عينيك منّي فهي تطفئ اللهيب عند اشتعاله

3668 خليل المغربي «1»

(..- 1177 ه-) خليل بن محمد، أبو المرسد المغربي الأصل، المصري، الفقيه المالكي.

ولد في مصر.

و أقبل علي تحصيل العلوم، فحضر دروس أحمد بن عبد الفتاح الملوي، و قرأ عليه في فنون عدّة، و روي عنه.

و أخذ عن السيد محمد البليدي و غيره.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 101، عجائب الآثار 1/ 327، إيضاح المكنون 2/ 452، شجرة النور الزكية 339 برقم 1340، الأعلام 2/ 322، معجم المؤلفين 4/ 127.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 122

و فاق أقرانه في التحقيقات، و درّس، و اشتهر.

قال الجبرتي في حقّه: كان حسن الإلقاء للعلوم، حسن التقرير و التحرير..

إماما في المعقولات، حلّالا للمشكلات.

و قد أخذ عن المترجم جماعة، منهم: أبو العرفان محمد بن علي الصبّان، و محمد بن موسي الجناجي، و محمد بن إسماعيل بن محمد النفراوي.

و أجاز لإسماعيل بن أحمد المنيني.

و ولي خزانة كتب المؤيد بالقاهرة، فأصلح ما فسد منها ورّم ما تشعّث.

و ألّف كتبا، منها: بغية الإرادات في شرح المقولات، و مخدّرات الفهوم فيما يتعلق بالتراجم و العلوم.

و له ثبت

رواه عبد الحي الكتاني.

توفّي في- المحرم سنة سبع و سبعين و مائة و ألف ب (أكري) و هو عائد من الحجّ، و دفن هناك.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 123

3669 الجزيري «1»

(..- بعد 1100 ه-) داود بن الحسن بن يوسف «2» بن محمد بن عيسي الجزيري البحراني.

كان فقيها إماميا، متكلما، مخلصا في محبة أهل البيت عليهم السّلام.

بني مدرسة بالجزيرة، و وقف فيها ما يقرب من أربعمائة كتاب، كان كثير منها بخطّ يده.

و قد صنف رسالة في تحريم التتن، و أخري في مسائل أصول الدين.

و رتّب كتاب «معاني الأخبار» للصدوق، و رجال الكشّي، و رجال النجاشي.

و له فتاوي في الردّ علي الصوفية، و في مسألة الاجتهاد و التقليد، قال عبد اللّه الأفندي التبريزي: يظهر منها فضله و قوته في علمي الأصولين.

قال مؤلف «أنوار البدرين»: وقفت علي مجلد في الطهارة و الصلاة للشيخ داود البحراني و الظاهر أنّه هو هذا الجزيري.

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم، و لعلّه توفّي في أوائل القرن الثاني عشر، و قبره بالحجرة الشمالية من النبي صالح عليه السّلام بالجزيرة.

______________________________

(1): رياض العلماء 2/ 271، لؤلؤة البحرين 403 ضمن الكشي برقم 126، مستدرك الوسائل (الخاتمة)، أنوار البدرين 186 برقم 84، أعيان الشيعة 6/ 366، 368، طبقات أعلام الشيعة 6/ 248، الذريعة 4/ 70 برقم 286، مع موسوعات رجال الشيعة 2/ 532.

(2) و في رياض العلماء: داود بن يوسف، و الصحيح ما ذكرناه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 124

3670 المليجي «1»

(1125-- 1174 ه-) درويش بن أحمد بن عمر بن أبي السعود الدمشقي الشهير بالمليجي.

ولد بدمشق سنة خمس و عشرين و مائة و ألف.

و تربّي في حجر والده (المتوفّي 1148 ه-)، و قرأ القرآن و درس العلوم، فلازم محمد بن عبد الرحمن الغزّي، و قرأ عليه الفقه الشافعي و الحديث و كتبا في فنون عديدة، و حصل منه علي إجازة مطوّلة.

و حينما توفّي أستاذه الغزّي، تحنّف فقرأ الفقه الحنفي علي:

صالح بن إبراهيم الجينيني، و موسي بن أسعد المحاسني، و أحمد بن علي المنيني.

و قرأ الفقه و الأصول و الفرائض و النحو و غير ذلك علي جماعة، منهم: حامد ابن علي العمادي المفتي، و أسعد بن عبد الرحمن المجلّد السليمي، و محمد بن أحمد قولاقسز، و عبد الغني بن رضوان الصيداوي، و عبد اللّه البصروي.

و مهر في فقه الحنفية و فنون العربية، و حجّ، و صار له حصة من إمامة الحنفية بالجامع الأموي.

توفّي في- ربيع الأوّل سنة أربع و سبعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 106.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 125

3671 الحلواني «1»

(..- 1107 ه-) درويش بن ناصر الدين البعلي ثمّ الدمشقي المعروف بالحلواني.

كان فقيها حنفيا، عالما بالحديث و الكلام.

قرأ علي: إبراهيم بن منصور الفتّال الدمشقي، و إسماعيل الحائك، و محمد ابن علي الحصكفي الدمشقي، و غيرهم.

و رحل إلي الرملة، و لقي مفتيها خير الدين بن أحمد الرملي و سمع عليه الحديث، و اجتمع بدمشق بالمحدّث محمد بن سليمان المغربي، و طالع عليه، و أخذ عنه.

و لازم التدريس بالجامع الأموي.

و أخذ عنه جماعة، منهم: محمد بن إبراهيم التدمري، و عبد الرحمن بن أحمد القاري، و محمد بن زين الدين الكفيري.

و جمع منسكا في الحجّ.

و كانت وفاته في- جمادي الثانية سنة سبع و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 112.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 126

3672 القنوجي «1»

(1115- 1178 ه-) رستم علي بن علي أصغر بن عبد الصمد البكري، القنوجي الهندي، الفقيه الحنفي.

ولد سنة خمس عشرة و مائة و ألف ببلدة قنوج.

و قرأ علي والده أكثر الكتب الدراسية.

و لما توفّي والده (سنة 1140 ه-)، سافر إلي لكهنو، و أخذ عن نظام الدين ابن قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي.

و عاد إلي بلدته، فدرّس بها في مدرسة والده، حتي انتهت إليه الإمامة في العلم و التدريس.

و قد ألّف كتبا، منها: الجامع الصغير في تفسير القرآن الكريم، و منتخب «نور الأنوار في شرح منار الأنوار» في أصول الفقه.

و انتقل في آخر عمره- بعد سيطرة المرهتة علي بلدته- إلي فرخ آباد ثمّ إلي بريلي فأقام بها إلي أن مات في- سنة ثمان و سبعين و مائة و ألف، و دفن بها، ثمّ نقل جسده بعد ستة أشهر إلي قنوج، فدفن عند والده.

______________________________

(1): هدية العارفين 1/ 367، إيضاح المكنون 1/ 354، معجم المؤلفين 4/

156، معجم المفسرين 1/ 190، علماء العرب في شبه القارة الهندية 479 برقم 425.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 127

3673 رضي الدين الموسوي «1»

(1103- حدود 1160 ه-) رضي الدين بن محمد «2» بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم الدين بن محمد الموسوي، العاملي، المكي.

ولد بمكة سنة ألف و مائة و ثلاث.

و أخذ عن والده محمد، و محمد باقر بن محمد حسين النيسابوري المكي (المتوفّي 1133 ه-).

و كان فقيها إماميا، أديبا، شاعرا، فصيحا، مرجوعا إليه في أحكام الحجّ و غيره.

قصده العلماء، فانتفعوا به و حصلوا منه علي إجازات، و من هؤلاء: السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري، و السيد نصر اللّه بن الحسين الحسيني الفائزي الحائري، و السيد شبّر بن محمد بن ثنوان المشعشعي الحويزي، و الميرزا

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 96، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 152، إيضاح المكنون 1/ 330، تكملة أمل الآمل 208 برقم 180، أعيان الشيعة 7/ 29، طبقات أعلام الشيعة 6/ 275، الذريعة 1/ 206 برقم 1077، معجم المؤلفين 4/ 167، معجم مؤلفي الشيعة 275.

(2)- المتوفّي (1139 ه-)، و ستأتي ترجمته. و هو غير محمد بن حيدر بن نور الدين علي [أخي صاحب «مدارك الأحكام»] بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي و قد التبس الأمر علي بعضهم فجعل المترجم له ابن هذا الأخير.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 128

أحمد بن محمد مهدي الخاتون آبادي.

و صنّف كتبا، منها: نهج السداد في حجّ الإفراد، الوسيط بين الموجز و البسيط في الحجّ، الدلائل النهارية علي المسائل الصحارية، منسك صغير، اتحاف ذوي الألباب، و تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسنية.

و له حواش علي الكتب الفقهية التالية: «مدارك الأحكام» للسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي،

و «مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام» للشهيد الثاني، و «مفاتيح الشرائع» لمحمد محسن الكاشاني.

أقول: توفي في- حدود سنة ستين و مائة و ألف. «1».

3674 الجزائري «2»

(..- قبل 1200 ه-) زين الدين بن إسماعيل بن صالح بن عطاء اللّه بن محمد الموسوي، الجزائري التستري، أحد علماء الإمامية.

أخذ عن السيد عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري التستري (المتوفّي 1173 ه-).

______________________________

(1) كان المترجم له حيا (سنة 1155 ه-)، حيث أجاز في السنة المذكورة للسيد شبّر الحويزاوي، و توفّي قبل سنة (1168 ه-)، و هي السنة التي كتب فيها السيد عبد اللّه الجزائري التستري إجازته الكبيرة، و ترحّم فيها علي المترجم له.

(2): أعيان الشيعة: 7/ 143، الذريعة 7/ 107 برقم 557، طبقات أعلام الشيعة 6/ 296، معجم المؤلفين 4/ 193.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 129

و تبحّر في العلوم خصوصا في النحو و المعاني و البيان.

قرأ عليه السيد عبد اللطيف بن أبي طالب بن نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري كثيرا من المقدمات و بعض الإلهيات و ذكره في كتابه «تحفة العالم» فقال:

كان عالما نحريرا و فاضلا بلا نظير في أكثر العلوم.

و للمترجم حواش علي الكتب التالية: «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، «شرح النخبة» «1» في الفقه، «مغني اللبيب» في النحو لابن هشام، «شرح تلخيص المفتاح» في المعاني و البيان لمسعود بن عمر التفتازاني.

توفّي في أواخر المائة الثانية عشرة.

3675 البصروي «2»

(1039-- 1102 ه-) زين الدين بن محمد بن أحمد بن محمد الدمشقي، الشهير بالبصروي «3»، مفتي القدس.

ولد سنة تسع و ثلاثين و ألف.

و درس علي: عبد القادر الصفوري، و خير الدين الرملي.

______________________________

(1) النخبة من تأليف محمد محسن الكاشاني المعروف بالفيض (المتوفّي 1091 ه-).

(2): سلك الدرر 2/ 120.

(3) و ذكر باسم زين الدين البصري في «خلاصة الأثر» 4/ 487 (ترجمة يحيي الشاوي).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 130

و أجازه يحيي

«1» بن محمد الشاوي المغربي حينما كان في القسطنطينية- و كان المترجم بها- بعد أن قرأ عليه مع جماعة بعض الكتب.

و تولّي إفتاء الشافعية بالقدس مع المدرسة الصلاحية.

و أقام مدّة بالقسطنطينية، و صار إماما عند الوزير مصطفي باشا، و تردّد إلي دمشق.

و كان أديبا، ناظما، ذا معرفة بالتأريخ.

له زيادات علي تاريخ جمال الدين محمد بن عزم المغربي ثمّ المكي، و نظم، منه:

و لائم لام علي ترك طلا كالعندم فقلت حسبي قهوة

لي في الثنايا و الفم

و كانت وفاته في- المحرّم سنة اثنتين و مائة و ألف قريبا من بلغراد و هو راجع إلي القسطنطينية.

3676 النّفراوي «2»

(..- 1168 ه-) سالم بن محمد أبو النجا، النّفراوي ثمّ القاهري المصري، الضرير.

______________________________

(1) المتوفّي (1096 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

(2): عجائب الآثار 1/ 280، شجرة النور الزكية 338 برقم 1335، الأعلام 3/ 72، معجم المؤلفين 4/ 202.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 131

كان فقيها مالكيا، مفتيا، محدّثا.

درس في الجامع الأزهر، و أخذ الفقه عن أحمد بن غنيم النفراوي (المتوفّي 1125 ه-)، و الحديث عن: محمد بن عبد الباقي الزرقاني، و محمد بن علاء الدين البابلي، و الشبراملّسي، و غيرهم.

و تفوّق في فروع المذهب، و أجيز له بالإفتاء.

و كان مشهورا باستحضار الفروع الفقهية.

تصدّي للتدريس، فأقبلت عليه الطلبة و اتسعت حلقة درسه حتي صارت أعظم الحلق.

تفقّه به و أخذ عنه جمع غفير، منهم: أبو محمّد عبد المنعم بن أحمد العماوي، و محمد بن سليمان بن محمد بن إسماعيل بن خضر النفراوي، و أبو الحسن علي بن أحمد العدوي الصعيدي، و عبد الوهاب بن سليمان بن حجازي المرزوقي العفيفي البرهاني، و أبو عامر أحمد النفراوي (المتوفّي 1181 ه-)، و عمر بن علي

بن يحيي الطحلاوي.

و ألّف سندا صغيرا.

توفّي في شهر- صفر سنة ثمان و ستين و مائة و ألف، عن سنّ عالية.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 132

3677 السماوي «1»

(1117- 1194 ه-) سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحيم اليمني، القاضي الزيدي، المعروف بالسماوي.

ولد سنة سبع عشرة و مائة و ألف.

و أخذ بمدينة ذمار عن: الحسن بن أحمد الشبيبي، و أحمد بن مهدي الشبيبي، و زيد بن عبد اللّه الأكوع، و غيرهم.

و كان من كبار العلماء المشهورين في الفروع.

تولّي القضاء للمنصور باللّه الحسين بن القاسم في سنة (1153 ه-).

و درّس «شرح الأزهار» في فقه الزيدية بصنعاء، فحضر مجلس درسه: السيد إسماعيل فايع، و أحمد بن علي النهمي، و غيرهم.

ثمّ عاد إلي ذمار، و تصدّر بها للفتيا و التدريس، و أخذ عنه السيد أحمد بن علي بن سليمان الشرفي الحسني، و غيره.

توفّي- سنة أربع و تسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): نشر العرف 1/ 734 برقم 232 (القسم الثاني).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 133

3678 العنسي «1»

(1061- 1136 ه-) سعيد بن عبد اللّه بن محمد بن أحمد العنسي، الذماري اليمني، الفقيه الزيدي ولد سنة إحدي و ستين و ألف.

و قدم إلي ذمار و هو صغير، و قرأ «شرح الأزهار» و العربية و الأصولين علي إسماعيل بن علي المجاهد، و أخذ الفرائض عن: فارع بن علي، و الحسن بن أحمد الطيّب، و أصول الدين عن: عبد اللّه القلم العمري، و محمد بن إبراهيم السحولي.

و برّز في عدة فنون.

و تصدّر للفتيا و التدريس، فأخذ عنه محمد يحيي الشويطر، و غيره.

و أريد علي القضاء، فأبي.

و كتب حواشي في هامش «شرح الأزهار» في الفقه.

توفّي بمدينة ذمار- سنة ست و ثلاثين و مائة و ألف.

و من شعره:

يا ربّ خذ بيدي إليك فإنّني أصبحت في أسر الذنوب لزيما

مالي سوي فقري إليك و فاقتي فارحم شفيعا منهما و حميما

فلكم قبلت إساءة

من مذنب مثلي وجدت بعفوها تكريما

______________________________

(1): نشر العرف 1/ 735 برقم 233 (القسم الثاني).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 134

3679 سلطان العلماء القائني «1»

(..-..)

سلطان محمد القائني، الفقيه الإمامي، المعروف بسلطان العلماء.

قال عبد النبي القزويني: كان من العلماء الفضلاء النبلاء، حكيما فقيها محدّثا.

ولد في بلدة قائن (بين نيسابور و أصفهان).

و شرع في التحصيل و هو ابن أربع عشرة سنة.

و جال في البلدان.

و برع ثمّ رجع إلي بلدته، فأصبح أكبر عالم فيها و في المناطق المحيطة بها.

و ألّف تآليف، منها: كتاب مبسوط في الإمامة، حاشية علي «شرح تجريد «2» الكلام في تحرير عقائد الإسلام» المعروف بالشرح الجديد لعلي بن محمد القوشجي، و رسالة في الوجود و غيره من القواعد الحكمية و الكلامية لم تتم.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 176 برقم 129، ريحانة الأدب 3/ 59، الذريعة 2/ 326 برقم 1297 و 6/ 115 برقم 621، طبقات أعلام الشيعة 6/ 316.

(2) كتاب «تجريد الكلام في تحرير عقائد الإسلام» من تأليف الفيلسوف نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (المتوفّي 672 ه-).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 135

و له ابن فقيه اسمه أشرف، سنذكره في نهاية هذا الجزء تحت عنوان (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

3680 الماحوزي «1»

(1075- 1121 ه-) سليمان بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن أحمد، الفقيه الإمامي المجتهد، الرجاليّ، المحقّق، شمس الدين أبو الحسن البحراني الستراوي الأصل الماحوزي.

ولد في قرية الماحوز ليلة النصف من شهر رمضان سنة خمس و سبعين و ألف.

و حفظ القرآن المجيد و هو ابن سبع سنين و أشهر.

و شرع في دراسة العلوم و هو ابن عشر سنين، فأخذ عن: سليمان بن علي بن أبي ظبية الشاخوري، و أحمد بن محمد بن يوسف المقابي، و جعفر بن علي بن سليمان القدمي، و صالح بن عبد الكريم الكرزكّاني، و محمد بن ماجد بن

مسعود البحراني الماحوزي، و السيد هاشم بن سليمان الكتكاني البحراني.

و أجاز له محمد باقر بن محمد تقي المجلسي.

______________________________

(1): لؤلؤة البحرين 7 برقم 2، منتهي المقال في أحوال الرجال 3/ 399 برقم 1376، روضات الجنات 4/ 16 برقم 319، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 3/ 388، هدية العارفين 1/ 404، أنوار البدرين 150 برقم 150، تكملة أمل الآمل 437، الفوائد الرضوية 205، سفينة البحار 4/ 259، أعيان الشيعة 7/ 302، الذريعة 1/ 13، برقم 61 و 280 برقم 1468، طبقات أعلام الشيعة 6/ 321، الأعلام 3/ 128، معجم المؤلفين 4/ 267، معجم مؤلفي الشيعة 57، علماء البحرين 222 برقم 107.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 136

و جدّ حتي بلغ درجة الاجتهاد، و برع في الحديث و الرجال، و امتاز بدقّة النظر، و قوّة التحقيق، و غزارة العلم، و سرعة الجواب في المعضلات.

سكن في قرية البلاد القديم، و تصدي بها للتدريس و البحث و التصنيف، و اشتهرت آراؤه، و انتهت إليه رئاسة البحرين و مرجعيتها الدّينية بعد وفاة السيد هاشم الكتكاني.

تلمذ عليه عبد اللّه بن صالح السماهيجي، و أخذ عنه الحديث، و قال في حقّه: كان أعجوبة في الحفظ و الدقة و سرعة الانتقال في الجواب: و المناظرة و طلاقة اللسان.. و كان جامعا لجميع العلوم، علّامة في جميع الفنون، حسن التقرير عجيب التحرير، خطيبا، شاعرا، مفوّها.

و قد تخرّج من مدرسة المترجم كثير من العلماء، أشهرهم: السماهيجي المذكور، و أحمد بن إبراهيم العصفوري والد صاحب «الحدائق الناضرة»، و محمد ابن يوسف بن علي بن كنبار النعيمي البلادي، و أحمد بن عبد اللّه بن الحسن البلادي، و عبد اللّه بن علي بن أحمد البلادي، و علي بن عبد اللّه بن عبد

الصمد الإصبعي، و الحسين بن محمد جعفر الماحوزي.

و صنّف رسائل جمّة و كتبا، زادت علي مائة مؤلّف «1» منها: رسالة في أسرار الصلاة، رسالة في الصوم، رسالة في مناسك الحجّ، رسالة ثانية مختصرة في مناسك الحجّ، رسالة ثالثة في المسائل الخلافية في الحجّ، رسالة في القرعة، رسالة في حكم الحدث أثناء الغسل، رسالة في طلاق الغائب، رسالة في تحريم الارتماس دون نقضه للصوم، رسالة إقامة الدليل في نصرة الحسن بن أبي عقيل في عدم نجاسة الماء القليل، رسالة في سبب تساهل الأصحاب في أدلة السنن، رسالة في مقدمة

______________________________

(1) انظر مقدمة «معراج أهل الكمال إلي معرفة الرجال» بقلم المحقّق السيد مهدي الرجائي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 137

الواجب، رسالة في العصير العنبي، رسالة الفجر الصادق، رسالة عدم خلو الزمان من مجتهد، هداية القاصدين إلي أصول الدين، شرح «الاثني عشرية» لبهاء الدين العاملي لم يتم، رسالة في آداب البحث، رسالة في المناظرة، رسالة في النحو، العشرة الكاملة في أصول الفقه، تاريخ علماء البحرين (مطبوع)، بلغة المحدّثين (مطبوع) في الرجال، معراج أهل الكمال إلي معرفة الرجال (مطبوع)، أزهار الرياض (طبع بعضه) في الأدب.

و له شعر كثير، و أجوبة مسائل شتي، و حواش كثيرة علي كتب الفقه و الحديث و الرجال.

توفّي في شهر- رجب سنة إحدي و عشرين و مائة و ألف.

3681 سليمان الإصبعي «1»

(..- 1101 ه-) سليمان بن علي بن سليمان بن راشد بن أبي ظبية الإصبعي الأصل، الشاخوري البحراني، العالم الإمامي.

أخذ و روي عن جملة من المشايخ، منهم: علي بن سليمان بن الحسن بن

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 129، رياض العلماء 2/ 451، لؤلؤة البحرين 13/ 3، روضات الجنات 4/ 13 برقم 317، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 67، أنوار البدرين 148

برقم 68، تنقيح المقال 2/ 64 برقم 5235، أعيان الشيعة 7/ 307، 308، الذريعة 2/ 188 برقم 706 و 15/ 205 برقم 790 و 11/ 140 برقم 876 و 15/ 720 برقم 483، طبقات أعلام الشيعة 6/ 320، معجم المؤلفين 4/ 270، مستدرك أعيان الشيعة 2/ 151.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 138

درويش القدمي البحراني، و أحمد بن محمد بن علي المقشاعي، و جعفر بن كمال البحراني، و صالح بن عبد الكريم الكرزكّاني البحراني، و محمود بن حسام الدين المشرفي الجزائري ثمّ الجوازري الخوزستاني.

و كان فقيها مجتهدا، رفيع الشأن.

تلمذ عليه الفقيه سليمان بن عبد اللّه الماحوزي، و لازمه، و قرأ عليه «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، و أجيز منه سنة (1093 ه-).

و صنف كتبا و رسائل، منها كتاب في مناسك الحجّ، العمدة، رسالة في أصول الدين، رسالة في استقلال البكر، رسالة في الجمعة، رسالة في تحريم السمك الذي لا فلوس له، و رسالة في تحليل التتن و القهوة، و غير ذلك.

توفّي في شهر- رجب سنة إحدي و مائة و ألف، و رثاه السيد عبد الرؤوف الجدّ حفصي و كان خصيصا به بقصيدة منها ما يتضمن تاريخ وفاته:

صاح الغراب بغاق في رجب علي موت الفقيد فأي دمع يدخر

و للمترجم ابن فقيه أديب اسمه أحمد، و هو مؤلف كتاب «عقد اللآل في فضائل النبيّ و الآل»، و ستأتي ترجمته في نهاية هذا الجزء في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 139

3682 المنصوري «1»

(1087- 1169 ه-) سليمان بن مصطفي بن عمر بن محمد، بهاء الدين أبو الربيع المنصوري ثمّ القاهري، شيخ الحنفية بالديار المصرية.

ولد سنة سبع و ثمانين و ألف

بالنقيطة (من قري المنصورة بمصر).

و قدم الأزهر، فأخذ عن: شاهين بن منصور الأرمناوي، و عبد الحي بن عبد الحق الشرنبلالي، و أبي الحسن علي بن محمد العقدي، و عثمان بن عبد اللّه النحريري، و عمر الدفري الشهير بالزهري، و فائد الأبياري، و غيرهم.

و مهر في الفروع، و أتقن الأصول.

و تولّي مشيخة إفتاء الحنفية.

و اشتهر أمره، و راجت فتاويه.

تفقّه به و أخذ عنه جماعة، منهم: حسن بن نور الدين المقدسي الأزهري، و زين الدين قاسم العبادي، و درويش بن محمد بن محمد البوتيجي ثمّ المصري، و محمد بن أحمد الأزهري الصائم، و أحمد بن محمد الحماقي، و غيرهم.

و صنّف شرحا علي خطبة العيني علي «كنز الدقائق» في الفقه.

توفّي- سنة تسع و ستين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 182، عجائب الآثار 1/ 281، الأعلام 3/ 135.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 140

3683 المشعشعي «1»

(1122- حدود 1190 ه-) شبّر بن محمد بن ثنوان بن عبد الواحد بن أحمد الموسوي المشعشعي، الحويزي، الفقيه الإمامي، نزيل النجف الأشرف.

ولد بالحويزة سنة اثنتين و عشرين و مائة و ألف، و نشأ بها.

و ارتحل إلي النجف الأشرف، فسكنها.

و أخذ و روي عن عدّة من المشايخ، منهم: أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي الجزائري النجفي، و ابنه سعد بن أحمد الجزائري، و السيد نصر اللّه بن الحسين الحسيني الحائري المدرس، و السيد محمد بن عبد الكريم الحسني الطباطبائي، و يوسف بن أحمد الدرازي البحراني، و الحسين بن محمد الماحوزي، و السيد رضي الدين بن محمد بن علي بن حيدر الموسوي العاملي المكي، و السيد عبد العزيز بن أحمد الموسوي النجفي، و السيد كاظم العميدي النجفي، و السيد صدر الدين بن محمد باقر الرضوي القمي

النجفي، و آخرون.

و كان فقيها، محدثا، عارفا بالأنساب و الرجال، مشاركا في علوم أخري.

______________________________

(1): أعيان الشيعة 7/ 330، معارف الرجال 1/ 351 برقم 172، طبقات أعلام الشيعة 6/ 332، الذريعة 4/ 448 و 7/ 255 و 15/ 51 و 18/ 49 و 25/ 34 و غيرها، الأعلام 3/ 154، معجم المؤلفين 4/ 293.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 141

تصدي للأمر بالمعروف، فناهض السلطة العثمانية في العراق، و استنفر القبائل و انعقد جيشه من نحو عشرة آلاف محارب، إلّا أنّهم اندحروا، فألقي القبض علي المترجم، و سيّر إلي والي بغداد، فلامه علي ذلك، ثمّ عفا عنه، فعاد إلي النجف.

و عكف علي الإفادة و التأليف، فأخذ عنه زين العابدين النجفي، و أحمد بن محمد النجفي.

و صنف نيفا و ثلاثين مؤلّفا، منها: صفوة المرام من «مدارك الأحكام» في الفقه للسيد محمد بن أبي الحسن العاملي، وجوب غسل الجمعة، تنبيه الكرام في ترجيح القصر علي التمام في الأماكن الأربعة العظام، رسالة في الخمس، رسالة في حكم العمل بغير علم، كتاب في الأطعمة و الأشربة، رسالة في أحكام النيات، تتمة «مجمع البحرين» للطريحي، رسالة في إثبات تحريم الأذان الثالث يوم الجمعة، جنة البريّة في أحكام التقيّة، الأربعون حديثا، مختصر رجال المجلسي، كنز السعادة في تراجم جملة من علماء السادة، رسالة في نسب السيد علي خان المشعشعي والي الحويزة، رسالة في نسب السيد محمد بن فلاح المشعشعي، و فهرست كليات الطب.

توفي بالنجف الأشرف في حدود سنة تسعين و مائة و ألف، و قبره معروف في حجرة قرب باب الطوسي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 142

3684 الكيّالي «1»

(1116- 1172 ه-) شعيب بن إسماعيل بن عمر بن إسماعيل الإدلبي الدمشقي، الشافعي، المعروف بالكيّالي.

ولد سنة ست عشرة

و مائة و ألف بإدلب.

ثمّ ارتحل إلي دمشق، و قرأ علي علمائها، و قدم حلب سنة (1143 ه-)، و نزل بالمدرسة العثمانية، و درس علي مدرّسها محمود الأنطاكي، و مهر في عدّة فنون.

و ألّف رسالة في التصوّف سمّاها الدر المنضود في السير إلي الملك المعبود، مختصرا في فقه الشافعية، سمّاه تدريب الواثق إلي معاملة الخالق، كشف النقاب المجازي عن دالية ابن الحجازي، و شرح «صلوات» ابن مشيش.

و من شعره: قصيدة في مدح النبي (صلّي اللّه عليه و آله و سلّم ضمّنها بيتي حسان بن ثابت، منها:

و ما أن جئت أمدحه بنظمي و لكن فيه للنظم الثناء

به الألفاظ تنفد و السجايا - لعمر أبيك- ليس لها انتهاء

رسول اللّه ما مدحي بواف و أين المدح منّي و الوفاء

رقيت من الكمال إلي مقام عليّ لا يقاربه علاء

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 189، إيضاح المكنون 1/ 271، هدية العارفين 1/ 418، إعلام النبلاء 6/ 511 برقم 1082، الأعلام 3/ 166، معجم المؤلفين 4/ 301.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 143

و كيف و قد ملكت زمام حسن بشطر منه جاء الأنبياء

(فأحسن منك لم ترقطّ عين و أجمل منك لم تلد النساء)

(خلقت مبرّا من كلّ عيب كأنّك قد خلقت كما تشاء)

«1» أدركته الوفاة في الطريق إلي الحجّ من جهة مصر- سنة اثنتين و سبعين و مائة و ألف.

3685 الشرواني «2»

(1032- 1120 ه-) صادق بن روح اللّه بن محمد الأمين الشرواني القسطنطيني، مفتي الديار الرومية.

ولد سنة اثنتين و ثلاثين و ألف.

و درس علي مشايخ عصره، فأخذ عن جدّه صدر الدين، و لازم موالي الروم.

و قدم إلي دمشق مع والده حينما ولي قضاءها، فاستجاز له والده من النجم محمد الغزّي و غيره.

ثمّ ولي قضاء مصر و

القسطنطينية و قضاء العسكرين بأناطولي و روم إيلي.

ثمّ ولي الإفتاء بدار السلطنة العثمانية، و عزل عن الإفتاء في آخر سنة تسع عشرة و مائة و ألف، و توفّي سنة عشرين.

______________________________

(1) ديوان حسان بن ثابت الأنصاري ص 13 (شرح علي العسيلي).

(2): سلك الدرر 2/ 202، معجم المفسرين 2/ 775.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 144

اجتمع به شمس الدين محمد الغزّي في هرمه، و ذكر أنّه ظلّ يتردد عليه، و يسمع من فوائده.

و للمترجم تحريرات علي مباحث من التفسير و الفقه.

3686 الجينيني «1»

(1094- 1170 ه-) صالح بن إبراهيم بن سليمان بن محمد الجينيني الأصل، الدمشقي، الحنفي.

ولد بدمشق سنة أربع و تسعين و ألف، و نشأ بها.

و درس علي: والده إبراهيم «2»، و أبي المواهب الحنبلي، و نجم الدين الرملي، و إبراهيم بن حمزة نقيب الأشراف، و محمد بن علي الكاملي، و عبد اللّه بن سالم البصري، و عبد الرحيم الطواقي.

و أجاز له محمد بن عبد الرسول البرزنجي، و عبد الرحيم بن أبي اللطف المقدسي، و شمس الدين بن محمد الحصني، و غيرهم.

و تفوّق، و شرع في إلقاء الدروس بالجامع الأموي، و أخذ عنه جماعة، منهم:

علي المرادي والد محمد خليل المرادي صاحب «سلك الدرر»، و خليل بن عبد السلام الكاملي، و عبد الرزاق بن محمد البهنسي، و خليل بن محمد بن إبراهيم الفتّال، و درويش بن أحمد المليجي.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 208، الأعلام 3/ 188، معجم المؤلفين 4/ 319.

(2) المتوفي (1108 ه-) و قد مرّت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 145

و كان فقيها، محدّثا عالي الأسناد، مستحضرا لكتب الفقه، حريصا علي التدريس.

رحل للحج و رجع إلي بلاده، ثمّ توفّي في- ذي القعدة سنة سبعين و مائة و ألف.

له ثبت.

3687 الغزّي «1»

(1138- 1187 ه-) صالح بن علي بن يوسف بن عبد الشافي الغزّي، نزيل دمشق، المفتي الشافعي.

ولد بغزّة هاشم سنة ثمان و ثلاثين و مائة و ألف.

و رحل إلي مصر، و درس علي علمائها حتي تمكّن من العلوم.

و كان عارفا بالأدب و اللغة و التأريخ.

تولّي إفتاء الشافعية بغزّة.

و قدم دمشق و استوطنها، و درّس بالجامع الأموي و في مدرسة الوزير سليمان باشا العظم، و لزمه جماعة من الطلبة.

و استمرّ علي الإقرار و التدريس حتي توفّي بدمشق- سنة سبع و ثمانين

و مائة

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 214.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 146

و ألف.

و من شعره:

عيون المها ردّي سهامك عن نحري فما لي علي رشق اللواحظ من صبر

و أبق علي الصبّ المتيّم قلبه فقد راعه ما في الجفون من السّحر

3688 المقبلي «1»

(47، 1038- 1108 ه-) صالح بن مهدي بن علي بن عبد اللّه المقبلي الصنعاني ثمّ المكي.

كان فقيها زيديا مجتهدا، أصوليا، مفسّرا.

ذكرت المصادر أنّ ولادته سنة سبع و أربعين و ألف في قرية مقبل (من أعمال كوكبان بصنعاء)، و لكن يظهر من بعض كتابات المترجم نفسه أنّ ولادته سنة ثمان و ثلاثين و ألف.

درس المقبلي علي جماعة من علماء عصره مثل محمد بن إبراهيم بن المفضل و غيره، ثمّ رحل إلي صنعاء، و جرت له مع علمائها مناظرات أدّت إلي المنافرة بسبب حدّته في اتباع ما يقتضيه الدليل و نبذه للتقليد حتي أنّه كان لا يبالي بمن

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 288 برقم 204، هدية العارفين 1/ 424، إيضاح المكنون 2/ 118، معجم المطبوعات العربية 2/ 1772، الأعلام 3/ 197، معجم المؤلفين 5/ 14، معجم المفسرين 1/ 233، فهرست مكتبة الجامع الكبير 3/ 1194 برقم 1096، مؤلفات الزيدية 3/ 54 برقم 3004، المجددون في الإسلام 310.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 147

يخالفه و يحطّ علي المعتزلة و الأشعرية و الصوفية و المحدّثين حين يجد الدليل علي خطأ آرائهم.

رحل بعد ذلك إلي مكّة، فاشتهر هناك أوّلا، ثمّ ناظر علماءها فواجه منهم إنكارا شديدا حتي نسبوه إلي الزندقة و رفعوا الأمر إلي السلطان العثماني آن ذاك و أرسل من يمتحنه، فلم ير منه ذلك، و استقرّ بمكة حتي توفي- سنة ثمان و مائة و ألف.

قال الشوكاني: و هو ممن برع في جميع

علوم الكتاب و السنّة و حقّق الأصولين و العربية و المعاني و البيان و الحديث و التفسير، و فاق في جميع ذلك..

و من مؤلفات المقبلي، و هي مشهورة متداولة بين العلماء: المنار علي «البحر الزخار» في فقه الزيدية، العلم الشامخ في إيثار الحقّ علي الآباء و المشايخ (مطبوع)، نجاح الطالب علي «المختصر» لابن الحاجب في الأصول، الإتحاف لطلبة «الكشاف» للزمخشري، الأرواح النوافخ، و الأبحاث المسددة في مسائل متعددة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 148

3689 الطّريحي «1»

(..- بعد 1100 ه-) صفي الدين بن فخر الدين بن محمد علي بن أحمد الطريحي النجفي، أحد علماء الإمامية البارزين.

تلمذ علي والده فخر الدين «2»، و قرأ عليه كتابه «مجمع البحرين»، و كتاب «من لا يحضره الفقيه» للشيخ الصدوق، و أجيز منه بثلاث إجازات، تواريخها: (1072 ه-)، (1076 ه-)، (1077 ه-).

و كان فقيها، أديبا، محقّقا، من العبّاد الورعين.

روي عنه جماعة، منهم: أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي، و محمد حسين بن محمد علي التبريزي.

و صنف كتبا و رسائل، منها: الرياض الأزهرية في شرح «الفخرية» في الفقه لوالده، رسالة في الاحتياط عن الشبهات، رسالة في ميزان المقادير الشرعية،

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 135 برقم 386، رياض العلماء 3/ 17، الإجازة الكبيرة 43، روضات الجنات 5/ 349 ذيل رقم 541، الكني و الألقاب 2/ 448، الفوائد الرضوية 216، سفينة البحار 5/ 291، أعيان الشيعة 7/ 389، ماضي النجف و حاضرها 2/ 443 برقم 18، الذريعة 13/ 378 برقم 1418، طبقات أعلام الشيعة 6/ 384، معجم رجال الفكر و الأدب 2/ 834.

(2) المتوفي (1085 أو 1087 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 149

رسالة الينبوع المنجس في ردّ

من قال المتنجّس لا ينجّس، هداية المسترشدين في رد الطبيعيين، مطالع النظر في شرح «الباب الحادي عشر» في أصول الدين للعلّامة الحلي (مطبوع)، مستدرك «مجمع البحرين» في تفسير غريب القرآن و الأحاديث لوالده.

توفّي بعد سنة مائة و ألف.

3690 طه بن عبد اللّه «1»

(..- 1141 ه-) ابن محمد بن أحمد بن عبد المغني الحسيني السادة، اليمني الجبلي، الشافعي.

نشأ بمدينة جبلة (من اليمن الأسفل).

و أخذ عن: علي بن علي المرجومي المصري ثمّ اليمني، و محمد بن علي التعزي، و محمد بن زياد الزبيدي، و يحيي بن عمر مقبول الأهدل الزبيدي، و أحمد ابن عبد اللّه السّانة، و غيرهم.

و كان فقيها، محدثا، متفنّنا.

تولّي القضاء بجبلة.

و اشتهرت فتاواه، و اعتمدت أقواله و أحكامه.

و واظب علي التدريس، فأخذ عنه: السيد هاشم بن يحيي الشامي «2»،

______________________________

(1): نشر العرف 1/ 806 برقم 264 (القسم الثاني).

(2) أخذ عنه حينما ورد المترجم صنعاء سنة (1133 ه-).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 150

و القاضي محمد أسحم، و غيرهما.

توفّي في- شوال سنة إحدي و أربعين و مائة و ألف.

له أجوبة علي أسئلة مختلفة.

3691 البلاغي «1»

(..- بعد 1178 ه-) عباس بن الحسن بن عباس بن محمد علي البلاغي الرّبعي، النجفي.

كان عالما إماميا كبيرا، من الفقهاء المجتهدين.

درس بالنجف الأشرف، و جال في بلاد إيران، فزار مشهد الرضا عليه السّلام و دخل سبزوار و أصفهان و بهبهان، و حجّ، و مرّ بدمشق فأقام بها مدّة يسيرة، و اجتمع إليه أهلها، و اقتني في أسفاره جملة من الكتب، و كان جمّاعة لها، كما نسخ بخطّ يده أعدادا منها.

و للمترجم جماعة من المشايخ، منهم: أبو الحسن الفتوني الشريف العاملي (المتوفّي 1138 ه-)، و يوسف البحراني، و السيد صدر الدين محمد الرضوي، و محمد بن رحيم الخاتون آبادي، و ملا أحمد بن محمد مهدي الخاتون آبادي،

______________________________

(1): تكملة أمل الآمل 250 برقم 214، الكني و الألقاب 2/ 93، أعيان الشيعة: 7/ 432، ريحانة الأدب 1/ 277، ماضي النجف و حاضرها 2/ 75 برقم 13، طبقات أعلام الشيعة 6/ 408،

الذريعة 3/ 134 برقم 453 و 12/ 238 برقم 1560، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 1/ 255، تراجم الرجال للحسيني 1/ 262 برقم 462، فرهنگ بزرگان 258.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 151

و الحسين بن محمد جعفر الماحوزي، و أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي، و السيد أبو القاسم جعفر بن الحسين الحسيني الجرفادقاني، و غيرهم.

و له تصانيف، منها: رسالة في سنن النكاح، رسالة في الطهارة و الصلاة مصدرة بأصول الدين، فرغ منها سنة (1178 ه-) و سمّاها بغية الطالب في معرفة الفرض و الواجب، و تعليقات علي «الإستبصار» في الحديث للشيخ الطوسي قال في اللآلي الثمينة و الدراري الرزينة: و له رسائل و أجوبة مسائل منها الرسالة الحجية. «1»

و قد أجاز البلاغي هذا لرجب علي بن محمد في ربيع الثاني سنة (1157 ه-) علي نسخة من «روضة الكافي».

3692 الكيّالي «2»

(1109-- 1192 ه-) عبد الجواد بن أحمد بن عبد الكريم السرميني المولد، الحلبي، الشافعي.

ولد سنة تسع و مائة و ألف بسرمين، و توفّي والده، فرعاه خاله إسماعيل، و حمله معه إلي أدلب، فقرأ القرآن، و تردّد إلي حلب، و درس بها علي عبد القادر المخملجي، و علي إبراهيم المقيم بالأشرفية الفقه و العربية.

______________________________

(1) انظر أعيان الشيعة.

(2): سلك الدرر 2/ 239، هدية العارفين 1/ 502، إيضاح المكنون 1/ 68، إعلام النبلاء 7/ 94 برقم 1124، معجم المؤلفين 5/ 85.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 152

ثمّ سكن حلب، فقرأ الفقه و الحديث علي جابر الشافعي، و فنون العربية علي سليمان النحوي، و التفسير علي أبي السعود الكواكبي.

و برع في هذه العلوم و غيرها من العلوم الشرعية و العقلية.

و درّس في الجامع الأموي بحلب و جامع بشير باشا، فأخذ عنه

كثير من أهل حلب و غيرها.

ثمّ انقطع عن الناس، و انجمع ببيته، و تصوّف علي الطريقة النقشبندية، و كان له أصحاب مخصوصون.

له رسالتان الأولي: الإساغة للتسريح بالمشط المعروف بالباغة، و الثانية: في الحديثين اللّذين أخرجهما صاحب «مسند الفردوس».

و كانت وفاته بحلب في- جمادي الثانية سنة اثنتين و تسعين و مائة و ألف.

3693 اللّبدي «1»

(حدود 1106- 1176 ه-) عبد الحقّ بن عبد الباقي بن عبد الحقّ وحيد الدين أبو النجاح النابلسي اللبدي، الفقيه الحنبلي.

ولد بقرية كفر اللّبد (من قري نابلس)، و تلا القرآن.

و قدم دمشق، و درس علي عمّه مصطفي بن عبد الحقّ اللبدي، و تفقّه به و بعبد القادر بن عمر التغلبي، و قرأ التفسير و الحديث و العربية علي محمد بن عبد

______________________________

(1): النعت الأكمل 295.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 153

الرحمن الغزّي، و أخذ عن غير هؤلاء.

و رجع إلي قريته، و صار يفتي و يدرّس بها، فأخذ عنه أهلها، و استمرّ علي ذلك حتي توفّي- سنة ست و سبعين و مائة و ألف بقرية عطّاره (من قري نابلس أيضا) كان أهلها قد دعوه إليهم، و نقل إلي قريته.

و كان يقع بينه و بين زميله الشمس محمد بن أحمد السفاريني أمور و مباحث في الفتوي.

و أثر عنه فتاوي عدّة مشهورة بتلك البلاد.

3694 ابن عبد الرزّاق «1»

(1075- 1138 ه-) عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد الدمشقي الشهير بابن عبد الرزاق.

كان فقيها حنفيا، شاعرا، أديبا، خطيب جامع السنانية.

ولد سنة خمس و سبعين و ألف.

و درس علي: عبد الغني النابلسي، و أبي المواهب الحنبلي، و محمد الكاملي، و عبد اللّه العجلوني.

و برع في العلوم، لا سيما الفقه و الفرائض و الأدب.

و صنّف كتبا، منها: قلائد المنظوم في منتقي فرائض العلوم و هي منظومة في

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 266، هدية العارفين 1/ 552، إيضاح المكنون 1/ 686، ريحانة الأدب 8/ 102، الأعلام 3/ 293، معجم المؤلفين 5/ 111.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 154

الفرائض من أربعمائة بيت، و شرحها الذي سمّاه نثر لآلئ المفهوم بشرح قلائد المنظوم، مفاتح الأسرار و لوائح الأفكار في شرح «الدر المختار» في

الفقه لعلاء الدين الحصكفي، حدائق الأنعام في فضائل الشام، ديوان خطب و ديوان شعر.

توفّي- سنة ثمان و ثلاثين و مائة و ألف.

و من جميل شعره:

أ شمس الضحي لاحت أم الأنجم الزهر أم الصبح أم وجه المليح أم البدر

أم افترّ وجه السعد في مربع المني فأشرقت الأكوان و ابتهج الدهر

أم الروض أهداه الربيع قلائدا جواهر أزهار تكلّلها القطر

و هيهات، بل هذا فريد بشامنا أتاها فأحياها و عمّ بها البشر

و قلّدها عقدي فخار و سؤدد فذا سمطه علم و ذا سلكه برّ

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 155

3695 الصّناديقي «1»

(..- 1164 ه-) عبد الرحمن بن أحمد الصناديقي، الدمشقي.

كان فقيها شافعيا، أصوليا، نحويا، مشاركا في علوم أخري.

قرأ علي علماء دمشق، ثمّ رحل إلي مصر، و استوطنها مرتين، و درس علي علمائها كالسيد علي الضرير.

و درّس في الجامع الأموي، و ولي خطابة مدرسة الوزير إسماعيل باشا العظم، و نظر كتبها الموقوفة.

و سافر إلي القسطنطينية، و رحل من هناك إلي طرابلس الغرب، و توفّي بدمشق- سنة أربع و ستين و مائة و ألف.

و قد كتب بخطّه كتبا كثيرة ملأها بالحواشي و تقريرات أساتذته، و صنّف شرحا علي «البردة»، و شرحا علي «الشمائل»، و رسالة في الكلام علي عشرة ألفاظ (مطبوعة) مثل «تارة» و «أيضا» و غيرهما.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 281، هدية العارفين 1/ 553، إيضاح المكنون 2/ 54، الأعلام 3/ 297، معجم المؤلفين 5/ 118.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 156

3696 الكردي «1»

(بعد 1100- 1172 ه-) عبد الرحمن بن جعفر الأرض رومي الشهير بالكردي، نزيل دمشق، أحد كبار علماء الشافعية.

ولد بعد المائة بقرية من نواحي أرض روم، و قرأ القرآن و درس بعض المقدمات.

ثمّ رحل إلي مصر، و درس العلوم الدينية علي: أحمد الملوي، و محمد السجّيني، و الحفني، و البراوي، و الصعيدي.

و رحل إلي الحجاز، و أخذ عن علماء الحرمين.

و دخل دمشق و استوطنها، و أخذ عن: إسماعيل العجلوني، و علي كزبر، و علي الداغستاني.

و أجيز بالإفتاء و التدريس و إقراء العلوم، فدرّس كثيرا، و أخذ عنه الطلبة.

و كان يجيد اللغات الكردية و العربية و الفارسية و التركية.

له بعض التعليقات في الفقه، و تعليقة علي لسان القوم.

توفّي بدمشق- سنة اثنتين و سبعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 291.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 157

3697 الغزّي «1»

(1050- 1118 ه-) عبد الرحمن بن زين العابدين بن محمد العامري القرشي، زين الدين أبو الفضل الدمشقي المعروف بالغزّي.

كان فقيها شافعيا، فرضيا، أديبا، نحويا.

ولد سنة خمسين و ألف، و نشأ تحت رعاية أبيه، فأقرأه القرآن و أحضره دروس عمّه النجم محمد بن محمد الغزّي و استجاز له منه.

و حينما توفي أبوه درس مبادئ العلوم علي شيوخ عصره، ثمّ درس الفقه علي محمد البطنيني، و قرأ عليه بعض الكتب الستة، فأجازه بالإفتاء و التدريس.

و درس أيضا علي: محمد العيثي، و علي الكاملي، و منصور الصالحي، و رجب الميداني، و عبد الباقي الحنبلي، و محمد المحاسني، و محمود الكردي.

و صحب السيد محمد العبّاسي الصوفي الخلوتي الطريقة.

و برع في الفقه و الفرائض و غيرهما من العلوم، و كان يستحضر مسائلها و مواضع نقولها، و يحفظ شعر المواعظ و الحكم.

أفتي، و درّس، و تعبّد.

توفّي في-

رمضان سنة ثمان عشرة و مائة و ألف، و له نظم.

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 293.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 158

3698 زين الدين البعلي «1»

(1110- 1192 ه-) عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد، زين الدين أبو الفرج البعلي الأصل، الدمشقي ثمّ الحلبي.

كان فقيها حنبليا، أديبا، عالما بالقراءات و الفرائض و غيرهما.

ولد سنة عشر و مائة و ألف.

و قرأ القرآن علي والده، و درس المقدّمات علي عوّاد النابلسي.

و أخذ عن: أبي المواهب الحنبلي، و عبد القادر التغلبي، و عبد الغني النابلسي، و محمد المواهبي، و إسماعيل العجلوني، و إلياس الكردي، و أحمد المنيني، و مصطفي النابلسي، و محمد بن عيسي الكناني الخلوتي.

و رحل إلي الروم، ثمّ دخل حلب، و أخذ عن علمائها كمحمد الحلبي المعروف بالزّمار، و قاسم البكرجي، و محمد عقيلة، و صالح المواهبي.

و أقام بحلب إلي أن مات سنة اثنتين و تسعين و مائة و ألف.

و قد ترك من المؤلفات: ثبت سماه منار الإسعاد في طرق الإسناد، بداية

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 304، النعت الأكمل 311، مختصر طبقات الحنابلة 145، هدية العارفين 1/ 553، إيضاح المكنون 1/ 493، إعلام النبلاء 7/ 96 برقم 1125، الأعلام 3/ 314، معجم المؤلفين 5/ 147.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 159

العابد و كفاية الزاهد في فقه الحنابلة، كشف المخدّرات في شرح «أخصر المختصرات» في الفقه أيضا، النور الوامض في علم الفرائض، الرسالة الحلبية في اختصار الأجرومية، النور اللامع في خطب الجوامع، و ديوان أدب، و غير ذلك.

3699 السّفرجلاني «1»

(قبل 1090- 1150 ه-) عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم الدمشقي، المعروف بالسفرجلاني، الفقيه الشافعي.

ولد بدمشق، و نشأ بها، و درس علي محمد الكاملي، و عبد الباقي المغيزلي، و عبد الغني النابلسي، و محمد الحبّال.

و رحل إلي الروم و إلي مصر، و أخذ بها عن شيوخها.

ثمّ درّس بالمدرسة الجقمقية و الجوزية، و اشتهر ذكره

بالشام، و صار مسموع الكلمة، متموّلا، مرجعا للأمور.

و كان يقرئ في دارهم المعروفة بهم تفسير البيضاوي و غيره.

و قد لازمه جماعة من العلماء كان يتعهّدهم، منهم: عبد اللّه البصروي، و حسن المصري، و صالح الجينيني، و محمد العجلوني.

و ألّف: حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، شرحا علي «حزب البحر» في

______________________________

(1): سلك الدرر 2/ 308، هدية العارفين 1/ 553، إيضاح المكنون 1/ 140، الأعلام 3/ 320، معجم المؤلفين 5/ 160، معجم المفسرين 1/ 270.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 160

الدعاء لعلي بن عبد اللّه الشاذلي اليمني، الواضح في شرح «المختصر» في الفقه للخرقي، و تحريرات أخري.

و كانت وفاته في- جمادي الأولي سنة خمسين و مائة و ألف عن نيف و ستّين سنة.

و هو جدّ مؤلّف «سلك الدرر» لأمّه.

3700 العريشي «1»

(..- 1193 ه-) عبد الرحمن بن عمر العريشي الغزّي ثمّ الأزهري المصري، الفقيه الحنفي، المفتي.

ولد بالعريش (من أعمال غزّة)، و نشأ فحفظ بعض الكتب، و اصطحبه السيد منصور السرميني معه إلي مصر، فحضر دروس أحمد البيلي و غيره في النحو و المعقول.

و لازم- بعد ذلك- أحمد السليماني، و درس علي: الصعيدي، و الحفني، و لقي حسن الجبرتي فلازمه و تعلّم منه الإفتاء و مراجعة الأصول و الفروع، و أشاد به الجبرتي بين الناس.

و تولّي مشيخة رواق الشوام، و أخذ عنه عبد الرحمن بن حسن الجبرتي الفقه، و درس عليه كتبا كثيرة.

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 539، معجم المؤلفين 5/ 161.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 161

و حجّ ثمّ عاد إلي مصر، فتصوّف و صار يدرّس كتب الصوفية و هجر بيته، ثمّ عاد فتولّي إفتاء الحنفية و اشتهر.

و لما دنا أجل أحمد الدمنهوري، تاقت نفس المترجم لمشيخة الأزهر، و سعي إلي تولّيها بادّعاء

وكالته عن الدمنهوري، و كاد يتمّ الأمر، فانتدب له أحمد العروسي و جماعته من الشافعية بادّعاء انّ هذا المنصب لهم، و حصلت فتنة بين الفريقين انتهت بانتصار العروسي و عزل المترجم عن الإفتاء أيضا.

ثمّ لزم بيته إلي أن توفّي في- جمادي الأولي سنة ثلاث و تسعين و مائة و ألف.

له رسالة في سرّ الكني، و غيرها.

3701 ابن أبي اللطف «1»

(1037- 1104 ه-) عبد الرحيم بن إسحاق بن محمد الحسيني، ابن أبي اللطف المقدسي، مفتي الحنفية بالقدس.

كان فقيها، مفسّرا، نحويّا، شاعرا.

ولد سنة سبع و ثلاثين و ألف بالقدس.

و درس ببلدته.

و ارتحل إلي مصر و أقام بها مدّة، و أخذ بها و بدمشق و مكة عن جماعة كثيرة،

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 2، عجائب الآثار 1/ 116، هدية العارفين 1/ 564، إيضاح المكنون 1/ 433، و 2/ 156، الأعلام 3/ 343، معجم المؤلفين 5/ 211.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 162

منهم: علي الشبراملّسي، و أحمد الشوبري، و حسن الشرنبلالي، و عبد الكريم الحموي الطرابلسي، و ياسين بن زين الدين الحمصي المصري الشافعي، و السيد محمد بن علي بن محمد المقدسي الدمشقي، و سلطان المزّاحي، و إبراهيم الميموني، و زين العابدين بن عبد القادر الطبري المكي، و أحمد القشاشي.

و رجع إلي بلدته حائزا علي علوم كثيرة.

و سافر إلي بلاد الروم، و لازم قاضي العساكر بالي زاده مصطفي، و انخرط في سلك المدرّسين، و أقرأ في جامع السليمانية كثيرا من العلوم.

ثمّ ولّي الإفتاء ببلدته مع مدرسة العثمانية، و عزل عنهما، و أعيد، ثمّ اعطي رتبة قضاء صفد و غير ذلك، و سجن لأمر ما، فلمّا خلص سافر إلي الروم للشكوي، فوافته المنية بأدرنة في- صفر سنة أربع و مائة و ألف.

و قد أخذ عن

المترجم طائفة من أهالي الروم و مصر و دمشق و القدس و الرملة، منهم: أحمد بن سنان البياضي، و محمد رفيعي زاده، و أحمد جاويش، و إبراهيم عشاقي زاده، و أحمد الدقدوسي، و شاهين الدمشقي ثمّ المصري، و إسماعيل اليازجي، و صالح الجينيني، و أحمد العلمي المقدسي، و نجم الدين بن خير الدين الرملي.

و ألّف رسالة في الاشتقاق، و شرحها.

و له فتاوي جمعها ولده السيد محمد و سمّاها الفتاوي الرحيمية في واقعات السادة الحنفية، و ديوان شعر جمعه ولده المذكور، و كتابات علي كلّ من: «رمز الحقائق في شرح كنز الدقائق» في الفقه للقاضي محمود العيني، و «الجامع الوجيز» في الفتاوي المعروف بالبزازية لابن البزاز الكردري، و الفتاوي الخيرية، و غير ذلك.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 163

3702 البهنسي «1»

(1125- 1189 ه-) عبد الرّزاق بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الحقّ الدمشقي، المعروف بالبهنسي.

كان فقيها حنفيا، عالما بالتفسير و العربية، شاعرا.

ولد سنة خمس و عشرين و مائة و ألف.

و درس علي: محمد قولقز، و إسماعيل العجلوني، و صالح الجينيني، و عبد اللّه البصروي، و حسن الكردي، و محمد التدمري، و مصطفي الصديقي، و غيرهم.

و أتقن العلوم الشرعية و فنون العربية و التفسير، و أقرأ و درّس، و لكنّه لم يشتهر لميله إلي العزلة و التصوّف.

و ترجمة سعيد السمّان في كتابه، فذمّه كثيرا.

و كانت وفاته في- رجب سنة تسع و ثمانين و مائة و ألف.

من شعره:

ظفرنا بما نهوي و قد حفّنا السعد فحييّ علي حيّ المسرّة يا سعد

و طابت نفوس الأنس منا، و أعلنت صوادح أطيار الهنا، طربا تشدو

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 21، أعلام الفكر في دمشق 211.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 164

3703 البشبيشي «1»

(..- 1143 ه-) عبد الرؤوف بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد البشبيشي المحلّي المصري، الشافعي.

ولد ببشبيش (من أعمال المحلّة الكبري بمصر)، و درس علي علمائها بعد أن حفظ القرآن، و لازم دروس علي المحلّي الشهير بالأقرع، و تردد علي حسن البدوي و غيره من صوفية عصره.

ثمّ رحل إلي القاهرة سنة (1081 ه-)، و أخذ عن: محمد بن منصور الأطفيحي، و خليل اللقاني، و محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي، و محمد بن قاسم البقري.

و درّس، فأخذ عنه الطلبة المعقول و المنقول، و كان يميل إلي العزلة و الخلوة حتي يظن أنّه بليد! و حينما رحل عمّه الشهاب أحمد بن عبد اللطيف إلي الديار الحجازية لأداء الحجّ و جاور هناك، أرسل إلي المترجم أن يجلس مكانه للتدريس، فجلس يقرّر الفقه و

النحو و المعاني و غير ذلك من العلوم.

و أخذ عنه جماعة منهم: أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف المجيري الملوي،

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 234.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 165

و أحمد بن عمر الأسقاطي الحنفي، و أحمد بن أحمد بن عيسي العماوي المالكي، و عبد الغني بن رضوان الصيداوي.

و لم يزل يدرّس و يفتي حتي توفّي في- رجب سنة ثلاث و أربعين و مائة و ألف.

3704 الكاملي «1»

(بعد 1080- 1147 ه-) عبد السلام بن محمد بن علي بن محمد الدمشقي، المعروف بالكاملي أو الكامدي.

كان فقيها شافعيا، أصوليا، عارفا بالنحو و الأدب و المعاني.

ولد بدمشق بعد الثمانين و ألف.

و درس علي: والده، و إبراهيم الفتّال، و عبد القادر العمري، و أبي المواهب الحنبلي، و حمزة الدومي الدمشقي، و عبد الرحيم الكابلي، و يحيي الشاوي.

و تصدّر للتدريس بالمدرسة البادرائية و الجامع الأموي.

ثمّ رحل إلي مصر و الحجاز و الروم، و نزل عند فيض اللّه بن حسن جان شيخ الإسلام بالقسطنطينية.

و كانت وفاته بدمشق- سنة سبع و أربعين و مائة و ألف.

و من شعره:

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 25، أعلام الفكر في دمشق 214.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 166

أفديه ظبيا بالدلال مولّعا رود الشباب مورّد الوجنات

عذب الثنايا و المقبّل مترف لو لا التعوّذ ذاب باللحظات

3705 عبد العزيز بن أحمد «1»

(..- بعد 1186 ه-) ابن عبد الحسين بن حردان الموسوي، النجفي، جدّ أسرة (آل الصافي) المعروفة في النجف و خارجها.

كان فقيها، محدثا، أديبا، جمّاعة للكتب، من مشايخ الشيعة.

انتقل من الدورق المعروف بالفلاحية (في خوزستان ببلاد إيران) إلي النجف الأشرف.

و أكبّ علي طلب العلم، و تلمذ علي الفقيه أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي الجزائري النجفي و قرأ عليه «تهذيب الأحكام» للطوسي، و شطرا من كتاب «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، و «الكافي» للكليني.

و أجاز له: يوسف العصفوري البحراني، و الحسين بن محمد بن عبد النبي البلادي البحراني.

و اهتم بأنساب العرب و العلويين، و أنشأ مكتبة كبيرة، جمع إليها نفائس

______________________________

(1): معارف الرجال 2/ 61 برقم 229، أعيان الشيعة 8/ 18، ماضي النجف و حاضرها 1/ 154، طبقات أعلام الشيعة 6/ 435، الذريعة 1/ 265 برقم 1391 و 6/ 290 برقم 1560، مصفّي

المقال 431، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 2/ 792.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 167

الكتب من أقاصي البلاد و أدانيها.

أخذ عنه السيد شبّر بن محمد المشعشعي الحويزي النجفي.

و أجاز لجماعة، منهم: محمد رضا بن عبد المطلب التبريزي، و الحسين بن محمد بن عبد النبي السّبستي البحراني.

و صنف كتاب حدائق النسب، و شرحا علي رسالة «الشافية» في الفقه لأستاذه الجزائري.

و له شعر قرّظ به القصيدة الكرارية «1» لمحمد شريف بن فلاح الكاظمي النجفي، أوّله.

يا حياة القلوب و الأرواح و قوام النفوس و الأشباح

لم نقف علي تاريخ وفاة المترجم، لكن الطهراني قال: رأيت بخطّه و إمضائه شهادته بصحّة مشجّر نسب عيسي كمال الدين المكتوب (سنة 1186 ه-).

______________________________

(1) مطلعها:

نظرت فأزرت بالغزال الأحور وسطت فأردت كلّ ليث قسور

و منها:

ولدته فاطمة ببيت اللّه يا طوبي لطاهرة أتت بمطهر

يا صاحب الحوض الكبير و من له نصّ الغدير بأمر خير مؤمّر

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 168

3706 الفراتي «1»

(1050- 1131 ه-) عبد العزيز بن محمد الفراتي «2»، أبو فارس الصفاقسي.

ولد سنة خمسين و ألف بصفاقس. و نشأ بها، و درس علي علمائها.

و انتقل إلي تونس، فلبث بها نحو عشرين عاما، و أخذ عن: عبد القادر بن خالد الجبايي، و أحمد الشريف، و محمد الشريف، و عاشور القسنطيني، و أبي الفضل المسرّاتي، و محمد فتاتة.

ثمّ ارتحل إلي مصر، و قرأ بها علي: يحيي الشاوي الجزائري، و إبراهيم الشبرخيتي، و أحمد البشبيشي، و محمد بن عبد الباقي الزرقاني، و غيرهم.

و سافر إلي القسطنطينية بصحبة شيخه الشاوي، و رجع معه إلي القاهرة، و لبث بالأزهر نحو خمس سنوات، ثمّ جاور بمكة، و أقرأ هناك الحديث.

و رجع إلي صفاقس، و تولّي بجامعها الكبير الإمامة و الخطابة و

التدريس.

أخذ عنه جماعة، منهم: محمد ابن المؤدب الشرفي، و عبد اللّه الجمّوسي.

و ألّف تآليف، منها: شرح علي ألفية السيوطي، في النحو، كتاب في النحو،

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 323 برقم 1265، الأعلام 4/ 27، معجم المؤلفين 5/ 260، تراجم المؤلفين التونسيين 4/ 25 برقم 420.

(2) و في الأعلام: الفوراتي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 169

شرح مقدمة السنوسي في علم الكلام، اختصار سيرة الحلبي، و اسمها نور الإنسان في سيرة ولد عدنان، و ديوان خطب.

و له تقاييد في الفتاوي، و منظومة في مسائل الفقه، و أخري في مناسك الحجّ، و ثالثة في التوحيد.

توفي بصفاقس- سنة إحدي و ثلاثين و مائة و ألف.

3707 الدّرازي «1»

(..- قبل 1182 ه-) عبد علي بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن عصفور الدرازي البحراني، أخو يوسف صاحب «الحدائق الناضرة»، و والد الفقيه خلف. «2»

تلمذ علي الحسين بن محمّد بن جعفر الماحوزي البحراني، و روي عنه و عن:

والده أحمد بن إبراهيم، و عبد اللّه بن علي بن أحمد البلادي.

و كان فقيها، محدثا، من علماء الإمامية.

قرأ عليه أخوه عبد النبي بن أحمد كتاب «الروضة البهية في شرح اللمعة

______________________________

(1): روضات الجنات 4/ 216 ضمن رقم 381، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 122 برقم 3، أنوار البدرين 203 برقم 89، الفوائد الرضوية 235، أعيان الشيعة 8/ 31، ريحانة الأدب 1/ 231، طبقات أعلام الشيعة 6/ 438، الذريعة 1/ 309، 445 و 12/ 246، معجم مؤلفي الشيعة 59، تراجم الرجال 1/ 306 برقم 548.

(2) ستأتي ترجمته في القرن الثالث عشر بإذن اللّه تعالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 170

الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، فأجازه في شهر شوال سنة (1149 ه-).

و صنّف كتاب إحياء معالم الشيعة بأخبار الشريعة في الفقه.

و

له رسالة في الإرث، و السؤال و الجواب في المسائل الفقهية.

و نسب إليه القول بوجوب الجهر بالتسبيحات في الأخيرتين.

قال الطهراني: توفّي قبل سنة اثنتين و ثمانين و مائة و ألف بكربلاء، و دفن في الرواق الحسيني.

3708 عبد الغني النابلسي «1»

(1050- 1143 ه-) عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الأصل، الدمشقي الصالحي.

كان فقيها حنفيا، صوفيا، مفسّرا، أديبا، مصنّفا.

ولد بدمشق سنة خمسين و ألف.

و درس الفقه و الأصول علي أحمد القلعي، و علوم العربية علي محمود الكردي، و الحديث و مصطلحه علي عبد الباقي الحنبلي، و التفسير و النحو علي محمد

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 30، عجائب الآثار 1/ 232، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 341 برقم 22، إيضاح المكنون 1/ 8، هدية العارفين 1/ 590- 594، معجم المطبوعات العربية 2/ 1832، ريحانة الأدب 6/ 89، الأعلام 4/ 32، معجم المؤلفين 5/ 271، معجم المفسرين 1/ 291، أعلام الحضارة العربية 6/ 136 برقم 1933.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 171

المحاسني.

و أخذ أيضا عن: النجم الغزّي، و محمد بن أحمد الأسطواني، و إبراهيم بن منصور الفتال، و حسين بن إسكندر الرومي، و عبد القادر بن مصطفي الصفوري، و آخرين.

و أخذ التصوّف عن: عبد الرزاق الحموي، و سعيد البلخي، و أكبّ علي مطالعة كتب محيي الدين ابن العربي و كتب الصوفية.

و شرع بإلقاء الدروس بالجامع الأموي و قام بعدّة رحلات، زار خلالها بغداد و الروم و القدس و الخليل و مصر و البقاع و جبل لبنان و طرابلس الشام، ثمّ رجع إلي دمشق، و سكن الصالحية، و درّس بها التفسير، و صارت له مكانة عند الناس.

و قد أخذ عنه جماعة منهم: حامد بن علي العمادي، و زين الدين عبد الرحمن

ابن عبد اللّه البعلي الحنبلي، و عبد اللّه بن زين البصروي، و علي بن محمد بن مراد المرادي، و محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي.

و صنّف تصانيف كثيرة في علوم شتي، منها: التحرير الحاوي في شرح «أنوار التنزيل» للبيضاوي، بواطن القرآن و مواطن العرفان، المقصود في وحدة الوجود، علم الفلاحة (مطبوع)، نسمات الأسحار في مدح النبي المختار، جواهر النصوص (مطبوع) في شرح «فصوص الحكم» لابن عربي، زهر الحقيقة في ترجمة رجال الحقيقة، فتح الانغلاق في مسألة الطلاق، إيضاح الدلالات في سماع الآلات (مطبوع)، رسالة في الحث علي الجهاد، تحفة الناسك في بيان المناسك، بغية المكتفي في جواز الخف الحنفي، نهاية المراد بشرح «هدية» ابن العماد في الفقه الحنفي، الصلح بين الأخوان في حكم إباحة الدخان (مطبوع)، الأنوار الإلهية في شرح «المقدمة» السنوسية، رفع الضرورة عن حجّ الصرورة، القلائد الفرائد في موائد الفوائد في الفقه، نزهة الواجد في الصلاة علي الجنائز في المساجد، رسالة

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 172

كشف الستر عن فرضية الوتر (مطبوعة)، و مناجاة الحكيم و مناغاة القديم في التصوّف.

و له عدّة دواوين شعريّة، منها ديوان الحقائق و ميدان الرقائق (مطبوع).

توفّي- سنة ثلاث و أربعين و مائة و ألف.

3709 الصيداوي «1»

(1101- 1173 ه-) عبد الغني بن رضوان الصيداوي، مفتي الحنفية بصيدا.

ولد بصيدا سنة إحدي و مائة و ألف، و نشأ بها، و حفظ القرآن و بعض الكتب.

و قدم دمشق، فدرس بها علي: إلياس الكردي، و أبي المواهب الحنبلي و ابنه عبد الجليل المواهبي، و عثمان الشمعة، و أخذ الحديث عن يونس المصري.

و بقي بدمشق ثلاث سنين، ثمّ عاد إلي صيدا، و منها رحل إلي مصر، و مكث فيها إحدي عشرة سنة، درس خلالها علي: علي العقدي،

و أحمد الملوي، و منصور المنوفي، و علي الإسكندري، و عبد الرؤوف البشبيشي.

ثمّ عاد إلي صيدا، و تولّي بها الإفتاء و التدريس، و أخذ عنه جمع غفير من طلبة بلدته و غيرها، منهم درويش بن أحمد المليجي.

و اشتهر بالنحو و تعبير الرؤيا، و تضلّع من العلوم.

و توفّي في- ربيع الثاني سنة ثلاث و سبعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 38.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 173

3710 البانقوسي «1»

(1142- 1199 ه-) عبد القادر بن صالح بن عبد الرحمن الحلبي، الشهير بالبانقوسي، الفقيه الحنفي، الأديب.

ولد بحلب سنة اثنتين و أربعين و مائة و ألف، و نشأ بها، و قرأ القرآن، و أخذ عن علي بن إبراهيم بن جمعة العبسي، و غيره.

و قدم دمشق، و لقي علماءها.

و درّس بالجامع الأموي بحلب، و تردد إلي دمشق، و جرت له مع أدبائها مباحثات أدبية و أشعار.

و دخل العراق و الروم، و درّس بمسجد أيا صوفية بالقسطنطينية، و أخذ عن علماء الروم و أخذوا عنه.

ثمّ رجع إلي حلب سنة (1181 ه-)، و كفّ بصره في آخر عمره، و توفّي بها في- ذي الحجّة سنة تسع و تسعين و مائة و ألف.

و للمترجم تآليف، منها: سلك النضار في شرح «الدر المختار» للحصكفي في الفقه، شرح نظم «مراقي الفلاح» للشرنبلالي في فروع الحنفية، شرح «معدل

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 49، هدية العارفين 4/ 6004، إعلام النبلاء 7/ 113 برقم 1134، ريحانة الأدب 1/ 224، الأعلام 4/ 34، معجم المؤلفين 5/ 289.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 174

الصلاة» للبركلي، و تعليقة علي أوائل «صحيح» البخاري.

و له تلامذة منهم عبد الغني بن علي بن صلاح الحلبي.

3711 الثلائي «1»

(1070-- 1160 ه-) عبد القادر بن علي بن أحمد البدري، القاضي جمال الدين الثلائي اليمني، الفقيه الزيدي المجتهد.

ولد سنة سبعين و ألف بمدينة ثلا، و درس علي جماعة من العلماء كصالح بن مهدي المقبلي، و القاضي مهدي بن عبد الهادي الحسوسة، و غيرهما.

و اشتغل بالتدريس و التأليف، و ولي قضاء ثلا، ثمّ امتحن في أوائل دولة المنصور باللّه الحسين بن القاسم، قيل: لسبب مفتري.

قال الشوكاني: و له مسائل و رسائل يسلك فيها مسلك المجتهدين و يحرّرها تحريرا متقنا

و يمشي مع الدليل و لا يعبأ بما يخالفه من القال و القيل.

و كانت وفاته- سنة ستين و مائة و ألف.

له بديع الجمال في حصر ما لا يعلم و يعلم، تحريم التحلّي بالذهب، التداوي بالمحرّم، و بحوث تتعلق بمسألة الجرح و التعديل.

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 369 رقم 245، هدية العارفين 1/ 599، معجم المؤلفين 5/ 294، أعلام المؤلفين الزيدية لعبد السلام الوجيه (مخطوط).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 175

3712 التغلبي «1»

(1052- 1135 ه-) عبد القادر بن عمر بن عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب التغلبي الشيباني، أبو تقي الدمشقي، الفقيه الحنبلي، الفرضي.

ولد بدمشق سنة اثنتين و خمسين و ألف.

و قرأ القرآن، و لزم عبد الباقي الدمشقي و ابنه أبا المواهب، و قرأ عليهما كتبا في فنون شتّي.

و قرأ علي محمد البلباني الفقه و الفرائض، و أخذ عن: إبراهيم الكوراني، و محمد بن يحيي الخباز البطنيني، و محمد بن محمد العيثاوي، و عثمان القطّان، و محمد الأسكداري، و إبراهيم الفتال، و النجم و منصور الفرضيين، و أحمد النخلي، و آخرين.

و درّس العلوم بالجامع الأموي، فحضر درسه كثير من الطلبة.

و كان يعمل التمائم للمرضي و المصابين، و يأكل من عمل يده في التجليد، و لا يتردد إلي الحكّام.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 58، النعت الأكمل 273، مختصر طبقات الحنابلة 132، إيضاح المكنون 2/ 698، هدية العارفين 1/ 603، معجم المطبوعات العربية 2/ 1290، الأعلام 4/ 41، معجم المؤلفين 5/ 296.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 176

له نيل المآرب (مطبوع) في شرح «دليل الطالب» لمرعي بن يوسف في فقه الحنابلة، و ثبت.

و كانت وفاته في- ربيع الآخر سنة خمس و ثلاثين و مائة و ألف.

3713 الديري «1»

(1120-- 1198 ه-) عبد القادر بن محمد الديري البغدادي، نزيل حلب.

كان فقيها شافعيا، نحويا، أصوليا.

ولد بدير رحبة (من أعمال بغداد) سنة عشرين و مائة و ألف.

و قدم حلب سنة (1136 ه-)، و درس الفقه و الفرائض و الحديث و النحو و المنطق علي جمع من المشايخ، منهم: عبد القادر العرضي الحلبي، و حسين السرميني، و محمود البادستاني، و جابر الحوراني، و محمد الزمار، و عبد السلام الحريري.

و تفوّق، و درّس العلوم بحلب.

و أخذ عنه

كثير من الطلبة، منهم: محمد بن حجازي بن محمد الحلبي.

قال المرادي: و بالجملة فقد كان في الفقه إماما، و أحرز في كلّ فنّ رتبة و مقاما.

توفّي- سنة ثمان و تسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 61، إعلام النبلاء 7/ 113 برقم 1133.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 177

3714 نقيب زاده «1»

(..- 1107 ه-) عبد القادر بن يوسف، زين الدين أبو المعالي الحلبي، نزيل المدينة، الشهير بنقيب زاده.

كان فقيها حنفيا، نحويا.

ولد و نشأ بحلب، و أخذ بدمشق عن: نجم الدين محمد بن محمد الغزّي العامري، و علاء الدين محمد بن علي الحصكفي، و غيرهما.

و رحل إلي المدينة، فاستوطنها، و أخذ عن الصفيّ القشاشي.

و درّس بالمسجد النبوي الشريف، فأخذ عنه جمع من الطلبة، ثمّ صار أحد أئمّة المسجد النبوي و خطبائه، و لم يزل كذلك حتي توفّي- سنة سبع و مائة و ألف.

له لسان الحكّام في الفقه، و مؤلف في معرفة الرمي بالسهام، و شرح «شواهد الرضي علي الكافية»، و غير ذلك من الرسائل و الفوائد.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 61، هدية العارفين 1/ 603، ريحانة الأدب 6/ 235، الأعلام 4/ 48، معجم المؤلفين 5/ 308.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 178

3715 العبادي «1»

(..- حدود 1110 ه-) عبد القاهر بن عبد بن رجب بن مخلص العبادي أصلا، الحويزي موطنا.

قال الحرّ العاملي في وصفه: عالم متكلم فقيه ماهر جامع، جليل القدر، منشئ عابد.

زار مشهد الرضا عليه السّلام، و دخل قرميسين (معرّب كرمانشاه)، و درّس بمدرسة همدان.

و صنّف كتبا في عدّة فنون، منها: رياض الجنان و حدائق الغفران في الفقه، تعليقات علي «مسالك الأفهام في تفسير آيات الأحكام» لجواد بن سعد الكاظمي سمّاها سلوك مسالك المرام في مسلك مسالك الأفهام، المستمسكات القطعية اليقينية، صفو صفوة الأصول و نفي هفوة الفضول، دفع الغواية لشرح الهداية، تعليقات علي «أنوار التنزيل» في التفسير للبيضاوي، العقائد الدينية عن البراهين العقلية، حاشية علي شرح الجامي سمّاها الفرائد الصافية علي الفوائد

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 156 برقم 458، رياض العلماء 3/ 160، روضات الجنات 4/ 220 برقم 383، إيضاح

المكنون 1/ 441، 580 و 2/ 26 و غيرها، هدية العارفين 1/ 607، تنقيح المقال 2/ 159 برقم 6671، الفوائد الرضوية 238، أعيان الشيعة 8/ 32، ريحانة الأدب 4/ 92، الذريعة 15/ 51 برقم 331، طبقات اعلام الشيعة 5/ 336، معجم رجال الحديث 10/ 58 برقم 6601، معجم المؤلفين 5/ 309.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 179

الواقية، رسالة النيلوفرية لم تتم، و ديوان شعر.

توفّي في حدود سنة عشر و مائة و ألف.

و من شعره، قوله من قصيدة علي طريقة السلوك:

سفرت شموس خواطر الأشواق فسرت شموس خواطر العشاق

و تلألأت تلك العيون أهلة فكنوزها تزكو علي الإنفاق

3716 الغزّي «1»

(قبل 1050- 1109 ه-) عبد الكريم بن سعودي بن نجم الدين محمد بن محمد الغزّي العامري، الدمشقي، الفقيه الشافعي، الأصولي، المفتي.

ولد قبل الخمسين و ألف.

و أخذ الفقه عن جدّه النجم الغزي، و محمد البطنيني، و محمد العيثي، و الحديث عن عبد الباقي الحنبلي، و النحو و المعاني و البيان عن محمود الكردي، و محمد الأسطواني.

و أخذ أيضا عن منصور الفرضي المصري.

و برع في العلوم لا سيما الفقه و الأصول.

و تولّي إفتاء الشافعية و درّس بالشامية البرانية، و أخذ عنه جماعة، منهم ابنه

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 64.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 180

أحمد. «1»

قال المرادي: و دروسه من محاسن الدروس يجري فيها بعبارة فصيحة و استحضار تام و حافظة قويّة.

توفّي في- جمادي الأولي سنة تسع و مائة و ألف.

3717 الخليفتي «2»

(1070- 1133 ه-) عبد الكريم بن عبد اللّه الخليفتي العباسي، المدني، ابن القاضي.

كان فقيها، أديبا، مفتي الحنفية بالمدينة.

ولد بالمدينة سنة سبعين و ألف.

و درس علي: عبد اللّه أفندي و حسن أفندي البوسنويّين، و حسن التونسي، و محمد بن سليمان المغربي، و أحمد بن ناصر الدرعي، و إبراهيم البيري، و حسن العجيمي، و عبد الغني النابلسي و أحمد بن محمد النخلي، و غيرهم.

و برع و اشتهر.

و صنّف رسالة في حرمة توسّد الحرير و افتراشه (و هو ترجيح لقول أبي يوسف و محمد الشيباني).

______________________________

(1) المتوفي (1143 ه-). و قد مضت ترجمته.

(2): سلك الدرر 3/ 66، إيضاح المكنون 2/ 157، هدية العارفين 1/ 613، الأعلام 4/ 52، معجم المؤلفين 5/ 318.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 181

و له أيضا كشف المشكلات عن وجه بعض الأسئلة في المعاملات، و لا ندري هل هو المسمّي بالفتاوي الكريمية أم تلك فتاوي مستقلّة.

و له نظم و

نثر.

و كانت وفاته- سنة ثلاث و ثلاثين و مائة و ألف.

3718 الطويّر «1»

(..- 1199 ه-) عبد اللطيف بن أحمد «2» الطويّر المذحجي، أبو محمد القيرواني.

كان فقيها مالكيا، أديبا، شاعرا.

قرأ علي علماء بلده كعبد اللّه السوسي السكتاني، و أخذ عن مشايخ جامع الزيتونة بتونس.

ثمّ سافر إلي القاهرة، فأخذ عن علي الصعيدي و غيره من مشايخ الأزهر.

و تولّي التدريس و القضاء و الإفتاء بالقيروان.

أخذ عنه: ابنه محمد الباش مفتي، و محمد الخضراوي، و قاسم أبو الأجفان التميمي.

و كان يحفظ مسائل الفقه و أخبار الأدب، و يحضر مجلس الباشا أبي الحسن علي باي، و له فيه مدائح و أشعار.

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 350 برقم 1395، تراجم المؤلفين التونسيين 3/ 287.

(2) و في شجرة النور الزكية: محمود.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 182

له رسالة في الانتصار لحسين البارودي المفتي علي لطف اللّه الأزميرلي، و ديوان شعر (مطبوع)، و فتاوي.

و كانت وفاته في- سنة تسع و تسعين و مائة و ألف.

3719 الزوائدي «1»

(..- 1132 ه-) عبد اللطيف بن عبد القادر الزوائدي، الحلبي، الفقيه الشافعي، الواعظ.

كان أبوه صباغا، فنشأ المترجم فقيرا، فتعلّم الكتابة و حسن خطّه و صار ينسخ بالأجرة، فانتعش حاله.

و حفظ القرآن علي عامر المصري، و درس الفقه علي مصطفي الحفسرجاوي، و العربية علي سليمان النحوي، و لازم أحمد بن محمد الكواكبي الحلبي، فأخذ عنه التفسير ثمّ رافقه حينما توجّه لقضاء طرابلس الشام، و جعله قسّاما ثمّ عزله فرجع الزوائدي إلي حلب، و لازم أبا السعود ولد الكواكبي المذكور، و صار أمين فتواه.

ثمّ انتقل إلي محلّة باحسينا، فاعتني به أحمد العلبي، و أسكنه دارا و زوّجه و ولّاه إمامة و خطابة المدرسة القرمانية لأنّها مشروطة علي بني العلبي.

و ظلّ ملازما للعلبي إلي أن مات، فرجع المترجم إلي محلّته.

ثمّ ولّاه أبو السعود خطابة الخسروية.

______________________________

(1):

سلك الدرر 3/ 126، إعلام النبلاء 6/ 430، برقم 1032.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 183

و كان يعظ في جامع قسطل الحرامي، و يدرّس في الجامع الأموي بحلب.

توفّي- سنة اثنتين و ثلاثين و مائة و ألف.

3720 الحويزي «1»

(..- نحو 1132 ه-) عبد اللّه بن كرم اللّه حبيب «2» بن فرج اللّه «3» بن محمد بن درويش الحويزي، الفقيه الإمامي.

أخذ و روي عن جماعة من العلماء، منهم: محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و أحمد بن محمد بن يوسف البحراني، و السيد ماجد البحراني، و أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي.

و كان محققا، غزير العلم، معظما عند الملوك مطاعا، مرجوعا إليه في القضايا و الفتاوي، موصوفا بفصاحة اللسان، و الجود، و كثرة الإحسان.

أخذ عنه ابن أخيه الفقيه كرم اللّه «4» بن محمد حسن بن حبيب، و تزوّج

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 148 برقم 31، أعيان الشيعة 8/ 68، ماضي النجف و حاضرها 2/ 183 برقم 3، الذريعة 11/ 13 برقم 59، طبقات أعلام الشيعة 459، تراجم الرجال 1/ 329 برقم 595.

(2) كذا ورد اسمه في كتاب «أصول الدين الإسلامي» ص 147 و هو الحلقة الرابعة من سلسلة الحياة الروحية لمحمد الكرمي، من أحفاد محمد حسن (أخي المترجم) بن حبيب.

(3) المتوفّي بعد (1103 ه-)، و ستأتي ترجمته في نهاية هذا الجزء في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

(4) المتوفّي (1154 ه-)، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 184

كريمته، و أنجب منها محمدا، المجاز من السيد عبد اللّه التستري.

و انتفع به السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري، و أثني عليه ثناء بليغا، و قال: كنت أكثر التردد إليه، و أعرض مشكلاتي عليه، فكان يتعطّف عليّ

و يحسن الإصغاء إليّ، و يمنحني بغرائب الفوائد، و يشنّف سمعي بجواهر كلماته الفرائد.

و للمترجم تآليف، منها كتاب الصلاة (مخطوط)، ألّفه للسيد عبد اللّه خان حاكم الحويزة في سنة (1107 ه-).

توفّي في نحو سنة اثنتين و ثلاثين و مائة و ألف.

3721 البصروي «1»

(1097-- 1170 ه-) عبد اللّه بن زين الدين «2» بن محمد بن أحمد بن محمد، ابن خليل البصروي، الدمشقي.

كان فقيها شافعيا، فرضيا، مؤرّخا.

ولد بالقسطنطينية سنة سبع و تسعين و ألف، و نشأ يتيما.

درس علي: أحمد المنيني، و عبد الرحمن المجلّد، و محمد الكاملي، و عبد اللّه ابن سالم البصري، و أحمد النخلي، و أبي المواهب، و محمد الحبّال، و عبد الغني بن

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 86، إيضاح المكنون 1/ 454، الأعلام 4/ 88، معجم المؤلفين 6/ 56.

(2) المتوفّي (1102 ه-) و قد مرّت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 185

إسماعيل النابلسي، و علي المنصوري، و إلياس الكردي، و غيرهم.

و أقرأ دروسا عامة و خاصّة بأماكن متعددة، و اقتني كتبا كثيرة معتبرة، و جعلها للعارية، و كان الناس يقصدونه لعمل المناسخات و الفتاوي و الواقعات.

و كان فيه- كما يقول المرادي- شائبة تعصّب لمذهبه و اعتراضات علي مذهب غيره.

أخذ عن المترجم جماعة، منهم: خليل بن محمد بن إبراهيم الفتّال، و درويش بن أحمد المليجي.

و ألّف كتبا، منها: شرح علي جملة من «صحيح» مسلم، و تاريخ لأبناء عصره أخفاه الورثة بعد موته، و جمان الدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر.

توفّي في- رجب سنة سبعين و مائة و ألف.

3722 السّماهيجي «1»

(1086- 1135 ه-) عبد اللّه بن صالح بن جمعة بن شعبان بن علي بن أحمد السماهيجي، الإصبعي البحراني.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 200، لؤلؤة البحرين 96 برقم 38، روضات الجنات 4/ 247 برقم 390، هدية العارفين 1/ 480، إيضاح المكنون 1/ 193، 249، 561 و 2/ 447 و مواضع أخري، أنوار البدرين 170 برقم 77، الفوائد الرضوية 251، أعيان الشيعة 8/ 53، ريحانة الأدب 3/ 70، طبقات أعلام الشيعة 6/ 461، الذريعة

5/ 265 برقم 1263، الأعلام 4/ 92، معجم المؤلفين 6/ 63.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 186

كان فقيها إماميا، محدّثا، أديبا، من كبار علماء الأخبارية.

ولد في سماهيج (قرية بقرب جزيرة أوال بالبحرين) في شهر محرم سنة ست و ثمانين و ألف، و نشأ بها.

و درس في قرية الماحوز، ثمّ سكن قرية أبي أصبع، و مكث فيها إلي أن هاجم الخوارج بلاده، فارتحل إلي إيران، و تنقّل فيها، ثمّ استقرّ في بهبهان، و ولي بها الأمور الحسبية، و اشتهر، و زار مراقد الأئمة عليهم السّلام بالعراق.

و كان قد تتلمذ علي الفقيه سليمان بن عبد اللّه بن علي الماحوزي، و روي عنه.

و أخذ و روي عن جمع من العلماء، منهم: محمود بن عبد السلام المعني البحراني، و أحمد بن علي بن الحسن الساري البحراني، و محمد بن يوسف بن علي ابن كنبار البحراني، و ناصر بن محمد الجارودي الخطي، و علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحراني، و أحمد بن إبراهيم بن أحمد العصفوري الدّرازي، و أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي، و أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي، و السيد محمد بن علي بن حيدر العاملي المكي، و محمد قاسم الأصفهاني الهزار جريبي.

و اعتني بالروايات و الأخبار المأثورة عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، و تبحّر فيها، و برع في معرفة أساليبها، و وجوهها، و في الجمع بينها، و تطبيق بعضها علي بعض.

و لازم المطالعة و التدريس و التصنيف و تصدي للإجابة عن شتي المسائل.

روي عنه سماعا أو إجازة جماعة، منهم: السيد عبد اللّه بن علوي البلادي البحراني ثمّ البهبهاني، و ناصر بن محمد الجارودي و قد أجاز هو للمترجم أيضا، و ياسين بن صلاح

الدين البلادي، و محمد بن عبد المطلب البحراني، و جمال الدين يوسف بن محمد قاسم العاملي.

و صنّف كتبا و رسائل كثيرة، منها: جواهر البحرين في أحكام الثقلين،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 187

المسائل المحمدية فيما لا بدّ منه من المسائل الدينية، النفحة العنبرية في جوابات المسائل التسترية، الرسالة الحسينية في جواب خمسين مسألة في الفقه، الرسالة البهبهانية في أحكام الأموات، رسالة في ضمان ما أكلته البهائم ليلا لا نهارا، رسالة في إجبار الزوج علي الإنفاق علي زوجته و كسوتها، رسالة فيما يجوز بيعه و ما لا يجوز من الأوقاف، اللمعة الجليلة في تحقيق مسائل الإسماعيلية و أجوبتها الفتوائية العملية، رسالة نخبة الواجبات في مسائل الصلوات، رسالة الفاكهة الكاظمية للفرقة الإمامية، منية الممارسين في أجوبة الشيخ ياسين، الرسالة السليمانية في مسألة لا ضرر و لا ضرار، ارتياد ذهن النبيه في شرح «من لا يحضره الفقيه» للصدوق لم يتم، الرسالة النوحية في جواب نوح بن هاشل تتعلق بأصول الفقه، أرجوزة في علم الرجال سماها تحفة الرجال و زبدة المقال، رسالة الكافية في النحو لم تتم، مصائب الشهداء و مناقب السعداء في خمس مجلدات، كتاب الخطب للجمعات و الأعياد، رياض الجنان المشحون باللؤلؤ و المرجان علي نسق الكشكول، و ديوان شعر.

توفّي ببهبهان في- جمادي الثانية سنة خمس و ثلاثين و مائة و ألف.

3723 الحدادي «1»

(1044- 1132 ه-) عبد اللّه بن علوي بن أحمد المهاجر بن عيسي الحسيني، التريمي اليمني

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 91، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 296 برقم 11، إيضاح المكنون 2/ 502، هدية العارفين 1/ 480، معجم المطبوعات العربية 1/ 189، الأعلام 4/ 104، معجم المؤلفين 6/ 85.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 188

المعروف بالحدادي باعلوي، الشافعي.

ولد سنة

أربع و أربعين و ألف في السبير (من ضواحي تريم بحضرموت).

و حفظ القرآن، و كفّ بصره و هو صغير، بسبب الجدري، و تفقّه علي سهل ابن أحمد بأحسن، و حفظ بعض الكتب.

و اضطهده حكّام تريم، فانتقل إلي بلدة الحاوي.

أخذ عنه جماعة، منهم: حسين بن محمد بأفضل، و أحمد بن عبد الكريم الشجار الأحسائي.

و ألّف كتبا و رسائل منها: عقيدة التوحيد، الدعوة التامّة و التذكرة العامّة (مطبوع) رسالة المعاونة و المؤازرة للراغبين في طريق الآخرة، الفصول العلمية و الأصول الحكمية، النصائح الدينية و الوصايا الإيمانية، فتاوي، ديوان شعر سمّاه الدر المنظوم (مطبوع)، و إتحاف السائل بأجوبة المسائل (مطبوع)، و غير ذلك.

توفّي بالحاوي- سنة اثنتين و ثلاثين و مائة و ألف.

و من شعره قصيدة تائية علي غرار قصيدة ابن الفارض، أوّلها:

بعثت لجيران العقيق تحيتي و أودعتها ريح الصبا حين هبّت

سحيرا، و قد مرّت عليّ، فحرّكت فؤادي كتحريك الغصون الرطيبة

و أهدت لروحي نفحة عنبريّة من الحي، فاشتاقت لقرب الأحبّة

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 189

3724 البلادي «1»

(1090- 1165 ه-) عبد اللّه بن علوي بن الحسين بن الحسن بن عبد اللّه الموسوي الغريفي، البلادي البحراني ثمّ البهبهاني، الفقيه الإمامي، المحدّث، الزاهد.

ولد ببلاد القديم (من قري البحرين) سنة تسعين و ألف.

أخذ عن: أحمد بن إبراهيم بن أحمد الدرازي البحراني (المتوفّي 1131 ه-)، و سليمان بن عبد اللّه الماحوزي البحراني (المتوفّي 1121 ه-).

و انتقل بعد أخذ الخوارج البحرين إلي بلاد إيران فسكن بهبهان، و لازم بها درس المحدث عبد اللّه بن صالح السماهيجي البحراني، و انتفع به.

ثمّ صار بعد موت شيخه السماهيجي (سنة 1135 ه-) إمام البلد في الجمعة و الجماعة.

روي عنه بالإجازة العالم الشهير يوسف بن أحمد البحراني صاحب «الحدائق الناضرة»، و

بعث هو إلي يوسف هذا بمسائل و استجاز منه، فأجاز له من شيراز سنة (1153 ه-)، فكلّ منهما يروي عن الآخر بالإجازة المدبّجة.

و ليس للمترجم شي ء من المصنفات سوي بعض الحواشي.

______________________________

(1): لؤلؤة البحرين 92، أنوار البدرين 175، أعيان الشيعة 8/ 50، طبقات أعلام الشيعة 6/ 469.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 190

قيل: توفّي- سنة خمس و ستين و مائة و ألف ببهبهان.

و أكثر السادة ببهبهان و بوشهر من ذريته.

3725 البلادي «1»

(..- 1148 ه-) عبد اللّه بن علي بن أحمد البلادي البحراني، أحد أكابر فقهاء الإمامية.

تلمذ علي الفقيه سليمان بن عبد اللّه بن علي الماحوزي (المتوفّي 1121 ه-)، و روي عنه و عن: علي بن الحسن بن يوسف البلادي، و محمود بن عبد السلام المعني البحراني.

و مهر في عدّة فنون لا سيما في الحكمة و الكلام.

و درّس في الفقه و الحديث، فحضر حلقة درسه جماعة، منهم: يوسف بن أحمد بن إبراهيم العصفوري الدرازي، و أخوه عبد علي العصفوري، و الحسين بن محمد بن عبد النبي السنبسي (السّبستي) البحراني، و محمد بن علي بن عبد النبي المقابي.

و روي عنه الحسن بن محمد بن علي بن خلف البحراني الدمستاني.

و صنّف عدة رسائل، منها: رسالة في ثبوت الدعوي علي الميت بالشاهد و اليمين، رسالة في وجوب جهاد العدو في وقت الغيبة، رسالتان في علم الكلام،

______________________________

(1): لؤلؤة البحرين 72 برقم 25، أنوار البدرين 168، أعيان الشيعة 8/ 59، مستدرك أعيان الشيعة 2/ 162، الذريعة 18/ 107، طبقات أعلام الشيعة 6/ 453.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 191

رسالة في نفي الجزء الذي لا يتجزأ، رسالة في تقسيم الكلمة.

و له شرح علي رسالة أستاذه سليمان في المنطق، و أجوبة مسائل السيد محمد ابن شرف الصنديد.

قال

يوسف العصفوري انّه كان إمام الجمعة و الجماعة في جامع شيراز المشهور، فلما ورد إليها أستاذه صاحب الترجمة، قدّمه في الصلاة، فلم يبق إلّا مدّة يسيرة حتي توفّي بها، و دفن إلي جوار السيد أحمد بن الإمام موسي الكاظم عليه السّلام المشهور ب- (شاه چراغ)، و ذلك في- سنة ثمان و أربعين و مائة و ألف.

3726 الأفندي التبريزي «1»

(1067- قبل 1130 ه-) عبد اللّه بن عيسي بن محمد صالح بن شاه ولي الجيراني «2» الأصل، الأصفهاني، الفقيه الإمامي، الرحّالة، الشهير بالأفندي التبريزي، مؤلّف «رياض العلماء و حياض الفضلاء» في تراجم العلماء.

______________________________

(1): بحار الأنوار 102 برقم 5، رياض العلماء 3/ 230 و 1/ 13، الإجازة الكبيرة للتستري 146 برقم 30، روضات الجنات 4/ 255 برقم 391، الفيض القدسي 150 برقم 5، الفوائد الرضوية 253، الكني و الألقاب 2/ 48، سفينة البحار 6/ 43، أعيان الشيعة 8/ 64، ريحانة الأدب 1/ 161، طبقات أعلام الشيعة 6/ 449، الذريعة 6/ 49 برقم 242، مصفّي المقال 240، الأعلام 4/ 112، معجم المؤلفين 6/ 99، معجم مؤلفي الشيعة 44.

(2) قيل: نسبة إلي جيران: من المحلات القديمة ببلدة تبريز. رياض العلماء 1/ 16 (المقدمة بقلم السيد المرعشي).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 192

ولد بأصفهان «1» سنة سبع و ستين و ألف.

و قرأ- و هو ابن ست سنين- علي والده (المتوفّي 1074 ه-) قصيدة «حرز الأماني» في القراءات المعروفة بالشاطبية.

و قرأ علي أخيه محمد جعفر و علي ثلّة من العلماء في أنواع الفنون.

ثمّ تتلمذ في الفقه و الأصول و الحديث و الحكمة و غيرها علي جملة من أعلام أصفهان، أشهرهم: الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري، و محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري، و محمد

بن الحسن الشرواني، و محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و السيد علي النواب بن الوزير الحسين بن رفيع الدين محمد الحسيني المرعشي.

و روي عن: المجلسي و النواب المذكورين، و محمد بن الحسن الحرّ العاملي، و نظام الدين الساوجي، و السيد ميرزا الجزائري ثمّ النجفي، و كمال الدين الفسوي، و محمد صالح بن أحمد المازندراني، و آخرين.

و تنقّل في بلاد إيران، و سكن في تبريز سنين عديدة، و ساح في الأقطار، فزار الحجاز و العراق و اليمن- و أجازه بها علماء الزيدية- و مصر و سوريا و لبنان و تركيا و الهند و أندنوسيا و أفغانستان و أرمينيا و غيرها، و اطّلع علي طائفة من المخطوطات، و التقي بالعلماء علي اختلاف مذاهبهم، و أفاد و استفاد.

أثني عليه السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري، و قال في حقّه:

كان فاضلا علّامة محققا متبحرا، كثير الحفظ و التتبّع، مستحضرا لأحكام المسائل العقلية و النقلية.. و كان شديد الحرص علي المطالعة و الإفادة، لا يفتر ساعة و لا

______________________________

(1) و قال بعضهم: ولد بتبريز، و هو غير صحيح، لقول المترجم نفسه: سكنت برهة من الزمان في حال عنفوان الشباب بمولدي و محتدي أصفهان. رياض العلماء: 3/ 231.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 193

يملّ.

روي عن المترجم: حيدر علي بن محمد بن الحسن الشرواني، و السيد محمد حسين بن محمد صالح الخاتون آبادي، و محمد بن عبد اللّه التوني، و محمد علي بن أبي طالب الحزين اللاهيجي، و ناصر بن محمد الجارودي، و غيرهم.

و صنّف كتبا و رسائل في علوم شتي- تلف و فقد أكثرها-، منها: رياض العلماء و حياض الفضلاء (مطبوع في ثمانية أجزاء)، رسالة في صلاة الجمعة، رسالة في انفعال

الماء القليل، حاشية علي «شرح مختصر ابن الحاجب» في أصول الفقه لعضد الدين الإيجي، وثيقة النجاة من ورطة الهلكات في أصول الدين و فروعه، حاشية علي «مختلف الشيعة إلي أحكام الشريعة» للعلّامة الحلّي لم تتم، الأمان من النيران في تفسير القرآن، تفسير سورة الواقعة بالفارسية، حاشية علي «تهذيب الأحكام» للطوسي لم تتم، حاشية علي «من لا يحضره الفقيه» للصدوق لم تتم، حاشية علي «الوافي» في الحديث للفيض الكاشاني، حاشية علي إلهيات «الشفاء» لابن سينا لم تتم، حاشية علي «الصحيفة السجادية»، حاشية علي «منهج المقال في علم الرجال» لمحمد بن علي الأسترآبادي، روضة الشهداء بالعربية و الفارسية و التركية، ثمار المجالس و نثار العرائس علي غرار «الكشكول» لبهاء الدين العاملي، و شرح كبير علي «الألفية» في النحو لابن مالك لم يتم، و غير ذلك.

و له تعليقات علي «مسالك الأفهام في تفسير آيات الأحكام» للفاضل جواد الكاظمي، و علي حاشية جلال الدين الدواني علي «الشرح الجديد للتجريد» للقوشجي.

توفي في عشر الثلاثين بعد المائة و الألف بأصفهان.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 194

3727 الشّبراوي «1»

(1091- 1171 ه-) عبد اللّه بن محمد بن عامر بن شرف الدين، جمال الدين أبو محمد القاهري المصري الشهير بالشبراوي، أحد كبار الشافعية.

كان فقيها أصوليا، محدثا، أديبا، شاعرا، مولعا بحبّ آل البيت الأطهار. «2»

ولد سنة إحدي و تسعين و ألف.

و أخذ عن جمع من المشايخ، منهم: محمد بن عبد اللّه الخرشي المالكي، و خليل بن إبراهيم اللقاني، و محمد بن عبد الباقي الزرقاني، و عبد اللّه بن سالم البصري، و أحمد بن غنيم النفراوي، و صالح بن حسن البهوتي الحنبلي، و جمال الدين منصور المنوفي.

و تمكّن من العلوم.

و درّس، و أملي.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 107، عجائب

الآثار 1/ 295، الكني و الألقاب 2/ 352، ريحانة الأدب 3/ 178، الأعلام 4/ 130، معجم المؤلفين 6/ 124.

(2) قال المترجم في مقدمة كتابه «الإتحاف بحبّ الأشراف»: فما زلت مذ كنت طفلا مولعا بحبّ آل البيت الأطهار، مغرما بسماع ما لهم من كريم الأخلاق و جميل الأخبار، شغفا بمن ينتمون إليه، و حبا فيمن يحوم صادح شرفهم عليه، صلي اللّه عليه و سلم و عظم و كرم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 195

و تولّي مشيخة الأزهر، و اشتهر، و صار مرجعا للخاص و العام.

أخذ عنه جماعة، منهم: أحمد بن محمد بن عبد الوهاب السمنودي المحلي، و أحمد بن يونس الخليفي، و عبد الوهاب الشبراوي، و محمد بن علي الصبان.

و ألّف كتاب الإتحاف بحبّ الأشراف (مطبوع) قال في مقدمته إنّه جمع فيه بعض ما عثر عليه من مناقبهم- أي مناقب أهل البيت عليهم السّلام- رجاء الاندراج في لمحات مجدهم، و الدخول في عموم شفاعة جدّهم.

و له أيضا شرح الصدر في غزوة بدر (مطبوع) جمع فيه أسماء الصحابة البدريين و طرفا من مناقبهم، عنوان البيان و بستان الأذهان (مطبوع) في النصائح و الحكم، ثبت (مخطوط)، و ديوان شعر سمّاه منائح الألطاف في مدائح الأشراف (مطبوع).

توفي في- سادس ذي الحجّة سنة إحدي و سبعين و مائة و ألف. «1»

و من شعره، قصيدة في مدح آل البيت عليهم السّلام، منها:

أبدا تحنّ إليكم الأرواح و لكم غدوّ في العلا و رواح

يا سادة لولاهم ما لاح في أفق المكارم للفلاح صباح

نطق الكتاب بمجدكم و بفضلكم و أتت أحاديث بذاك صحاح

و تواترت أخبار مجد عنكم يزهو بها الإمساء و الإصباح

يا أيّها القوم الذين تشرّفت بهم بقاع في العلا و بطاح

من ذا يفاخركم و

أنتم عصبة قرشية و شذاكم فيّاح

______________________________

(1) و في سلك الدرر: سنة (1172 ه-).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 196

يكفيكم يا آل طه مفخرا أنّ العلا عقد لكم و وشاح

اللّه خصّكم بأشرف رتبة العجز عن إدراكها إفصاح

أنا لا أحول و حقّكم عن حبّكم كتم العواذل قولهم أو باحوا

و إذا ترنّمت الأنام بذكركم فلسان شكري بالثنا صيّاح «1»

3728 السكتاني «2»

(..- حدود 1169 ه-) عبد اللّه بن محمد بن علي بن سعيد السكتاني، أبو محمد السوسي ثمّ التونسي.

كان فقيها مالكيا، أديبا، مشاركا في الحديث و الكلام و غيرهما.

قدم تونس، و قرأ بجربة علي إبراهيم بن عبد اللّه الجمني، و قرأ بجامع الزيتونة علي محمد الصفّار القيرواني.

و درس الفقه و النحو في المراكش و فاس.

ثمّ رحل إلي مصر و الحجاز، و قرأ بالأزهر علي: إبراهيم الفيّومي، و منصور المنوفي، و محمد بن أبي العزّ العجمي، و سمع بمكّة من: عبد اللّه بن سالم البصري، و محمد الوليدي المكّي، و غيرهما.

______________________________

(1) الإتحاف بحبّ الأشراف، ص 103.

(2): شجرة النور الزكية 345 برقم 1365، تراجم المؤلفين التونسيين 3/ 86 برقم 253.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 197

و رجع إلي القيروان، و درّس، ثمّ انتقل إلي تونس، و تولّي بها مشيخة المدرسة العاشورية.

أخذ عنه: أبناؤه أحمد و محمد السنوسي و محمد الأوسط، و الحسين الورتيلاني، و محمود مقديش، و أبو بكر بن ناصر القابسي.

و توفّي في حدود سنة تسع و ستّين و مائة و ألف.

له ثبت في مروياته عن شيوخه المشارقة، و نظم في سند «الطريقة الناصرية».

3729 التوني چوق زاده «1»

(..- 1183 ه-) عبد اللّه بن محمد القسطنطيني المعروف بالتوني چوق زاده، أحد علماء الحنفية و أعيان الدولة العثمانية.

قال المرادي: كان فقيها عالما بالفروع و الأصول خبيرا بالمسائل و الفنون.

ولد بالقسطنطينية، و نشأ بها، و درس العلوم علي محمد المدني و غيره، و برع فيها.

و درّس، و نظم الشعر بالتركية، و ترقّي بالمراتب حتي ولي قضاء القدس، فرحل إليها.

و عاد إلي الروم، فأعطي قضاء المدينة، و رحل إلي هناك، و سكنها و درّس بها،

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 106.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 198

و اشتهر

بين علمائها، و رجع إلي بلاده.

و اختير قاضيا للمعسكر السلطاني حينما جرت الأحداث بين الدولة العثمانية و النصاري، و رحل مع الوزراء و الأمراء، ثمّ أعطي في آخر عمره رتبة قضاء عسكر أناطولي.

و للمترجم حواش علي تفسير البيضاوي، و رسائل و تحريرات.

و كانت وفاته- سنة ثلاث و ثمانين و مائة و ألف.

3730 الهميلي «1»

(..- 1143 ه-) عبد اللّه بن ناصر الحويزي الهميلي، العالم الإمامي.

قرأ في الحويزة و تستر علي الفقيه المعمّر يعقوب بن إبراهيم بن جمال البختياري الحويزي (المتوفّي 1147 ه-).

و ارتحل إلي أصفهان، و قرأ علي قاضيها جعفر بن عبد اللّه بن إبراهيم الحويزي الكمرئي (المتوفّي 1115 ه-).

و كان فقيها، محدّثا، ماهرا في العلوم العربية.

أقام ببلدة الدورق (في خوزستان) مدّة، و درّس في مدرستها، و اجتمع به هناك ثمّ في الحويزة ثمّ في تستر السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري،.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 150، أعيان الشيعة 8/ 89، طبقات أعلام الشيعة 6/ 471.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 199

و استفاد منه.

توفّي بتستر- سنة ثلاث و أربعين و مائة و ألف.

و له ابن عالم خطيب يسمي إبراهيم، كان من تلامذة السيد عبد اللّه التستري، و قد ولي إمامة الجمعة و الجماعة في الحويزة. «1».

3731 عبد اللّه الجزائري «2»

(1112- 1173 ه-) عبد اللّه بن المحدث نور الدين بن المحدث نعمة اللّه بن عبد اللّه بن محمد الموسوي، الجزائري الأصل، التستري، العالم الإمامي، ذو الفنون.

ولد بتستر في- شعبان سنة اثنتي عشرة و مائة و ألف.

و نشأ في كنف أبيه، و أكثر من القراءة عليه في الفقه و الحديث و التفسير و العربية، و انتفع به كثيرا.

و أخذ و روي عن جمع من العلماء، منهم: السيد أحمد العلوي الخاتون آبادي، و شمس الدين بن صفر البصري الجزائري، و السيد علي بن عزيز اللّه

______________________________

(1) له ترجمة في طبقات أعلام الشيعة 6/ 25.

(2): الإجازة الكبيرة للتستري (المقدمة)، روضات الجنات 4/ 257 برقم 392، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 142، معارف الرجال 2/ 8 برقم 196، الفوائد الرضوية 256، الكني و الألقاب 2/ 332 (ضمن ترجمة والده)، سفينة

البحار 6/ 84، أعيان الشيعة 8/ 87، ريحانة الأدب 3/ 114، طبقات أعلام الشيعة 6/ 456، الذريعة 3/ 243 برقم 900، مصفّي المقال 246، معجم المؤلفين 6/ 160.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 200

الموسوي الجزائري، و محمد باقر بن محمد حسين التستري، و محمد رضا بن محمد هادي الطبرسي المازندراني، و نظر علي بن محمد أمين الزجاج التستري، و يعقوب ابن إبراهيم البختياري الحويزي، و فرج اللّه بن محمد حسين التستري، و محمد بن جان أحمد الدزفولي، و السيد نصر اللّه بن الحسين الفائزي الحائري، و هو يروي عنه بالإجازة المدبّجة، و السيد محمد حسين بن محمد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي.

و كان ماهرا في الفقه و الحديث و العربية، ذا معرفة بالرياضيات و الفلك و غيرهما.

جال في بلاد إيران، و حجّ، و زار مشاهد الأئمة عليهم السّلام بالعراق، و لقي العلماء، و دارت بينه و بينهم مباحثات و مناظرات في فنون شتي، و أفاد و استفاد.

و اشتراك مع كبار العلماء في مؤتمر دشت مغان الذي عقد في سنة (1148 ه-) لتنصيب نادر شاه ملكا علي إيران، و أنشأ في ذلك الموقف- الذي وصف بالمخوف- خطبة بليغة.

و تصدي للتدريس في بلدته، و ولي إمامة الجمعة و الجماعة و الإفتاء بعد وفاة والده في سنة (1158 ه-).

تلمذ عليه و روي عنه طائفة، منهم: إبراهيم بن عبد اللّه بن ناصر الهميلي الحويزي، و السيد عبد الكريم بن جواد بن عبد اللّه الجزائري، و علي أكبر بن محمد ابن معز الدين التستري، و محسن بن حيدر علي البهبهاني، و محمد زمان بن علي الصحاف التستري، و محمد رضا بن نصير بن رضا بن عناية اللّه التستري، و السيد زين

الدين بن إسماعيل بن صالح بن عطاء اللّه الجزائري.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 201

و صنّف كتبا و رسائل عديدة، منها: الذخر الرائع في شرح «مفاتيح الشرائع» في الفقه للفيض الكاشاني، التحفة السنية في شرح «النخبة» المحسنية «1» في الفقه، رسالة التحفة النورية و هي عشر مسائل في عشر علوم، رسالة كاشفة الحال في معرفة القبلة و الزوال، رسالة في صحة صلاة مستصحب الذهب مستورا في جيبه أو كمّه، حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، رسالة الأنوار الجلية في جوابات المسائل الجبلية «2»، رسالة أخري في المسائل الجبلية الثانية «3»، رسالة الذخيرة الأبدية في جوابات المسائل الأحمدية «4»، رسالة المقاصد العلية في جوابات المسائل العلوية «5»، حاشية علي مقدمات «الوافي» في الحديث للفيض الكاشاني، حاشية علي «الأربعون حديثا» لبهاء الدين العاملي، حاشية علي «شرح الصحيفة السجادية» للسيد علي خان المدني، حاشية علي «نقد الرجال» للسيد مصطفي التفريشي، حاشية علي «الأمالي» للصدوق، رسالة في علم النحو، حاشية علي «مغني اللبيب» في النحو لابن هشام، حاشية علي «خلاصة الحساب» لبهاء الدين العاملي، تذكرة شوشتر بالفارسية (مطبوعة) في تاريخ تستر، الإجازة الكبيرة (مطبوعة)، و ترجمة «هدية المؤمنين» في الفقه لجدّه السيد نعمة اللّه.

و له نظم بالعربية و الفارسية.

______________________________

(1) يعني محمد محسن الكاشاني المعروف بالفيض.

(2) و هي سبعون مسألة في فنون العلوم العقلية و النقلية، و السائل هو السيد علي النهاوندي.

(3) و هي ثلاثون مسألة متفرقة للسيد علي المذكور.

(4) و هي أربعون مسألة، و السائل هو السيد أحمد بن مطلب الحويزي.

(5) و هي ثلاثون مسألة أكثرها في الفقه، و السائل هو الشيخ علي الحويزي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 202

توفّي ببلدة تستر في- سنة ثلاث

و سبعين و مائة و ألف، و دفن إلي جوار قبر أبيه الملاصق للمسجد الجامع.

3732 الخليلي «1»

(قبل 1084- 1154 ه-) عبد المعطي بن محيي الدين الخليلي ثمّ المقدسي، الشافعي.

ولد في الخليل (بفلسطين).

و ارتحل إلي مصر، فدرس في الأزهر، و أخذ عن جمع من المشايخ، منهم:

يونس الدمرداشي، و إبراهيم الفرضي الدلجي، و محمد الكاملي، و محمد الخليلي، و أحمد الخليفي، و أحمد النفراوي، و عبد الرؤوف البشبيشي.

و برع في مذهب الشافعية، و ناظر و باحث.

و سكن القدس، فتولّي فيها إفتاء الشافعية أكثر من خمس و عشرين سنة.

و ألّف رسائل، منها رسالة في أخبار النبي موسي عليه السّلام.

و له فتاوي، و نظم.

توفّي- سنة أربع و خمسين و مائة و ألف، و قد جاوز السبعين.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 136، هدية العارفين 1/ 622، الأعلام 4/ 155، معجم المؤلفين 6/ 177.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 203

3733 القزويني «1»

(نحو 1125- حيا 1197 ه-) عبد النبي بن محمد تقي القزويني، اليزدي، الفقيه الإمامي، الحكيم، مؤلف كتاب «تتميم أمل الآمل» في التراجم.

ولد نحو سنة خمس و عشرين و مائة و ألف.

و قرأ علي السيد محمد إبراهيم بن محمد معصوم القزويني قطعة من «ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد» في الفقه للمحقّق السبزواري، و علي خليل بن حاجي بابا القزويني قليلا من «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني و «معالم الدين» للحسن بن الشهيد الثاني.

و درس في الحديث و الفلسفة و الكلام و غيرها عند لفيف من العلماء، منهم:

خليل بن جعفر الحريجي، و السيد محمد صالح الحسيني القزويني، و السيد أحمد العلوي الأصفهاني الخاتون آبادي ثمّ المشهدي، و آقا إبراهيم المشهدي، و السيد أحمد بن محمد حسين الحسيني التنكابني، و محمد أمين القزويني المدعو بآقا ميرزا، و علي أصغر المشهدي، و غيرهم.

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل (المقدمة)، الفوائد الرضوية

259، أعيان الشيعة 8/ 128، ريحانة الأدب 4/ 453، الذريعة 3/ 337 برقم 1224، طبقات أعلام الشيعة 2/ 798، مصفّي المقال 253، معجم مؤلفي الشيعة 314.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 204

و قد جاب بلاد إيران، و حجّ، و زار المشاهد المشرفة بالعراق، و اجتمع بالعلماء و حاورهم، و أفاد و استفاد.

أجاز للسيد محمد مهدي بحر العلوم النجفي، و أجازه السيد بحر العلوم المذكور.

و قرأ عليه زين العابدين الكرماني قطعة من الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية و نبذة من شرح التجريد، و غير ذلك.

و ألّف كتاب تتميم «أمل الآمل» لمحمد بن الحسن الحر العاملي (مطبوع)، و حاشية علي رسالة «حكم مفقود الأثر» لمحمد حسن البحراني.

و له تعاليق علي بعض كتب الفلسفة.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه كان حيا في سنة (1197 ه-)، حيث كتب فيها تقريظا علي «مشكاة المصابيح» للسيد بحر العلوم، و لعلّه بقي إلي أوائل القرن الثالث عشر.

3734 العلفي «1»

(1026-- 1108 ه-) عبد الواسع بن عبد الرحمن بن محمد القرشي الأموي العلفي الصنعاني اليمني، الزيدي، القاضي.

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 409 رقم 194، هدية العارفين 1/ 638، إيضاح المكنون 2/ 713، معجم المؤلفين 6/ 215، معجم المفسّرين 1/ 336، مؤلّفات الزيدية 1/ 263، 441، 3/ 154.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 205

ولد سنة ست و عشرين و ألف بحيدان.

و انتقل إلي بني علفة مع والدته، و بقي فيها مدّة ثمّ رحل إلي صنعاء.

و درس علي: المتوكّل علي اللّه إسماعيل، و الحسين بن علي الشوكاني، و عبد الرحمن بن محمد الحيمي، و الحسن بن أحمد الجلال، و أحمد بن سعيد الهبل، و محمد ابن أحمد الحربي، و محمد بن عز الدين المفتي، و أحمد بن سعد الدين، و

غيرهم.

و برع في الفقه و الأصول و الفرائض و النحو، لا سيما الأخير حيث كان المتوكّل علي اللّه يقول: من أراد النحو فليقرأ علي القاضي عبد الواسع.

و درّس، فأخذ عنه: محمد بن الحسين الكبسي و ولده أحمد، و الحسين بن أحمد زبارة، و علي بن محمد الشطبي، و الحسين بن محمد بن سعيد المغربي.

و مات في- جمادي الآخرة سنة ثمان و مائة و ألف.

له تحفة الخواص في تفسير «سورة الإخلاص»، الوعظ النافع فيما أنشأه القاضي عبد الواسع، و مجموع في خطب أيام السّنة.

3735 العقيلي «1»

(1135- 1193 ه-) عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرزاق العمري، الحلبي، الشافعي، المعروف بالعقيلي (نسبة إلي عقيل المنبجي).

ولد سنة خمس و ثلاثين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 150، إعلام النبلاء 7/ 100 برقم 1127.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 206

و درس التفسير و الفرائض و الفقه و الأصول و فنون العربية علي جماعة، منهم:

طه الجبريني، و محمد بن الطيّب المغربي، و عبد القادر الديري، و علي العطار، و محمد الزمار، و عبد الكريم الشراباتي.

و رحل للحجّ، فأخذ الحديث و التصوف عن: محمد بن عبد الكريم السمّان، و محمد بن سليمان المدني، و يحيي الحباب المكّي، و عطاء اللّه الأزهري.

و أخذ بدمشق عن علي الداغستاني و غيره.

ثمّ رجع إلي حلب، و أقام يدرّس كتب الفقه و الحديث في الجامع الأموي، و يداوم علي الخلوة، و قد لزمه جماعة.

توفّي في- المحرّم سنة ثلاث و تسعين و مائة و ألف.

3736 عثمان الوزير «1»

(1052- 1130 ه-) عثمان بن علي بن محمد بن عبد الإله، ابن إبراهيم الوزير الحسني، الصنعاني اليمني، الزيدي.

ولد سنة اثنتين و خمسين و ألف.

و درس علي: المتوكل علي اللّه إسماعيل بن القاسم، و علي بن جابر الهبل، و أحمد بن جابر العيزري، و الحسين بن محمد التهامي، و أبي بكر بن يوسف عقبة، و غيرهم.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 145 برقم 269، الأعلام 4/ 210، معجم المؤلفين 6/ 264.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 207

و تولّي القضاء بجهات السرّ من بلاد بني حشيش، و في بلاد بني الحارث.

و كان مفتيا، حاكما، متبحّرا في فروع الزيدية.

تردّد إلي صنعاء، و سكنها آخر أيّامه، و مات بها في- جمادي الأولي سنة ثلاثين و مائة و ألف.

أخذ عنه أخوه عبد

اللّه بن علي الوزير، و غيره.

و صنّف كتاب انتهاز الفرص بشرح القصص، و هو شرح علي قصيدة «القصص الحق» في المعجزات النبويّة للإمام الزيدي شرف الدين.

3737 الأجهوري «1»

(..- 1190 ه-) عطيّة «2» بن عطية البرهاني، الأجهوري ثم القاهري المصري، الضرير.

كان فقيها، أصوليا، مفسّرا، محدّثا، من كبار الشافعية.

ولد بأجهور الورد (قرية بقرب القليوبية بمصر).

و قدم القاهرة، و أخذ عن: محمد العشماوي، و محمد الحفناوي، و مصطفي العزيزي.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 265، عجائب الآثار 1/ 488، إيضاح المكنون 1/ 60، هدية العارفين 1/ 665، معجم المطبوعات العربية 1/ 365، ريحانة الأدب 1/ 77، الأعلام 4/ 238، معجم المفسرين 1/ 347، معجم المؤلفين 6/ 287.

(2) و في سلك الدرر: عطية اللّه بن عطية.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 208

و مهر في الفقه و الأصول، و تصدي لتدريسهما و تدريس غيرهما من العلوم، و حضر عليه جمع غفير، منهم: سليمان بن عمر بن منصور العجيلي المعروف بالجمل، و أحمد بن محمد بن عبد الوهاب السمنودي المحلي، و أحمد بن أحمد السماليجي الأحمدي، و يوسف بن عبد اللّه بن منصور السنبلاويني، و محمد بن محمد بن محمد الفرماوي الأزهري البهوتي، و محمد بن علي الصبّان، و عبد الوهاب الشبراوي، و السيد محمد هاشم الأسيوطي، و أبو الفتح محمد العجلوني.

و ألّف كتبا، منها: إرشاد الرحمن لأسباب النزول و النسخ و المتشابه من القرآن، كتاب الكوكبين النيّرين في حلّ ألفاظ الجلالين و هو حاشية علي تفسير الجلالين، شرح «المختصر» في المنطق للسنوسي، حاشية علي «شرح البيقونية» للرزقاني في مصطلح الحديث (مطبوع)، و حاشية علي «شرح الألفية» في النحو لابن عقيل.

توفّي في- شهر رمضان سنة تسعين و مائة و ألف.

3738 العطّار «1»

(1106- 1171 ه-) علي بن إبراهيم بن جمعة العبسي، الحلبي، الشهير بالعطّار، الفقيه الحنفي.

ولد بحلب سنة ست و مائة و ألف.

و أخذ النحو عن سليمان النحوي، و الفقه و الحديث عن:

محمد الطرابلسي،

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 201، إعلام النبلاء 6/ 507 برقم 1078.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 209

و قاسم النجّار، و محمد الزمّار، و الأصول عن علي الداغستاني، و الفلك عن عبد القادر المغربي.

و أخذ أيضا عن: محمد حياة السندي، و صالح الجينيني الدمشقي.

و سافر إلي بلاد فارس، و قرأ علي علماء الأكراد.

و حجّ خمس مرات، و أقام هناك سنة، و أخذ عن علماء المدينة. ثمّ عاد إلي حلب.

و درّس الفقه و الفرائض و الحكمة و العربية و الهيئة و غير ذلك.

أخذ عنه: عثمان العقيلي، و محمد العقّاد، و عبد اللطيف الكيلاني، و عبد القادر البانقوسي، و محمد بن مرتضي اليمني، و محمد بأحسن جمل الليل، و عبد القادر الفتني الطائفي، و غيرهم بحلب و الحرمين.

و كانت وفاته في- المحرم سنة إحدي و سبعين و مائة و ألف.

3739 علي آل شبانة «1»

(..- حيا قبل 1121 ه-) علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم آل شبانة الموسوي، البحراني، الفقيه الأديب، الشاعر.

تتلمذ علي الفقيه سليمان بن عبد اللّه الشاخوري البحراني (المتوفّي

______________________________

(1): أنوار البدرين 97 برقم 94، طبقات أعلام الشيعة 6/ 533، مستدركات أعيان الشيعة 1/ 118، علماء البحرين 257 برقم 123.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 210

1121 ه-)، و علي غيره، و لازم الأدباء.

و تمكّن من العلوم، و مهر في الأدب و لم يزل يترقّي فيه حتّي صار- كما يقول ابنه السيد محمد- لأهل هذه الصناعة سيّدا.

و قد صنّف المترجم شرحا كبيرا علي «اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الأوّل، و كتابا كبيرا في المناسك، شحنه بالاستدلال و ذكر الأقوال مع مزار للنبي و الأئمّة عليهم الصلاة و السلام.

و جمع ديوان شيخه سليمان.

و له شعر كثير، فقد منه الجزء الأعظم بسبب الحوادث التي

عصفت ببلاده، و لم يبق منه إلّا شي ء يسير أورده ابنه المذكور في كتابه «تتميم أمل الآمل»، و من ذلك، قوله:

ضاق النطاق و أحكمت حلقاتها فالنفس لا تختار طول حياتها

بلغ الزّبي سيل الهموم و لا أري من يزجر الأيام عن نكباتها

فلذاك خاطبت الزمان و أهله بشكاية الشعراء في أبياتها

قد قلت للزمن المضرّ بأهله و مقلّب الدولات عن حالاتها

إن كان عندك يا زمان بقية ممّا تهين به الكرام فهاتها

لم نظفر تاريخ وفاة المترجم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 211

3740 السماوي «1»

(1031- 1117 ه-) علي بن أحمد بن علي السماوي اليمني القاضي.

ولد سنة إحدي و ثلاثين و ألف.

و نشأ بمدينة ذمار، و درس علي: أحمد بن علي الشامي، و أحمد بن محمد الحوثي، و عبد الواسع العلفي، و عبد الرحمن الحيمي، و محمد بن صلاح الفلكي.

و برع في الفقه و الأصلين، و شارك في النحو و المساحة و المنطق.

و تخرّج به جماعة من العلماء كالحسين بن الحسن بن القاسم، و إسحاق العبدي، و غيرهما.

و ورد إلي ذمار، فلقي المتوكّل علي اللّه إسماعيل، و عظّمه المتوكل، و طلب منه المعاونة في القضاء، فقبله بعد إلحاح.

و اعتزل بعد ذلك، و لازم العبادة و التدريس و الفتيا.

و مات في عيد الفطر- سنة سبع عشرة و مائة و ألف.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 157 برقم 292.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 212

3741 الدّاعي الصّعدي «1»

(1040- 1121 ه-) علي بن أحمد بن القاسم بن محمد الحسني، الصّعدي اليمني، الزيدي، الملقّب بالداعي.

ولد سنة أربعين و ألف.

و درس علي علماء عصره، و جمع بين العلم أصولا و فروعا و بين الأدب و السياسة.

و لما توفّي والده (سنة 1066 ه-) ولّاه عمّه المتوكل علي اللّه إسماعيل صعدة و بلادها، فساسها بجدارة، حتي أوغر عليه جماعة صدر عمّه، فعزله بابنه الحسن، فدعا الصعدي إلي نفسه، فخرجت أكثر القبائل عن طاعة ابن المتوكل.

و مات المتوكل (سنة 1087 ه-) و خلفه المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم، فبايعه الصعدي، ثمّ آل الأمر إلي قيام الناصر محمد بن أحمد بن الحسن، فبايعه المترجم، ثمّ عارضة، و دعا إلي نفسه، و تلقّب بالداعي، و خرج في سنة (1103 ه-) من صعدة قاصدا صنعاء بجيش جرّار، و لكنّه لم يفلح، فرجع إلي صعدة، و

استمر علي ولايتها، و انصرف في آخر عمره للدرس و التدريس.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 156 برقم 291، الأعلام 4/ 259، معجم المؤلفين 7/ 23، مؤلفات الزيدية 2/ 132 برقم 1873، و 140 برقم 1892.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 213

و قد صنّف شرحا علي «الأزهار في فقه الأئمة الأطهار» و آخر علي «البحر الزخّار» في الفقه، كلاهما للمهدي أحمد بن يحيي المرتضي الحسني.

و له مباحث و مسائل و رسائل و جوابات.

توفّي- سنة إحدي و عشرين و مائة و ألف.

3742 الحريشي «1»

(1042-- 1143 ه-) علي بن أحمد بن محمد، الفقيه المالكي، أبو الحسن المغربي الفاسي، الشهير بالحريشي، نزيل المدينة.

ولد سنة اثنتين و أربعين و ألف.

و روي الكتب الستة عن عبد القادر بن علي الفاسي، و أخذ عن: ابنه محمد ابن عبد القادر، و أبي سالم عبد اللّه بن محمد العياشي، و الحسن بن مسعود اليوسي، و محمد بن عبد اللّه الخرشي، و الزرقاني.

و كان محدّثا عالي الإسناد، مشاركا في عدة فنون.

أخذ عنه: أبو العلاء الحافظ العراقي، و أبو العباس أحمد الماكودي، و جسّوس، و عمر الفاسي، و أحمد بن مبارك السجلماسي، و عمر بن علي الطحلاوي.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 205، هدية العارفين 1/ 766، شجرة النور الزكية 336 برقم 1327، الأعلام 4/ 259، معجم المؤلفين 7/ 12.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 214

و ألّف كتبا، منها: شرح «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، شرح «الموطّإ»، شرح «منظومة» ابن زكري التلمساني في مصطلح الحديث، المواهب الربّانية علي العقيدة «1» النورية، و اختصار «نفخ الطيب» للمقري.

و له رسائل، و فتاوي.

توفّي بالمدينة المنورة- سنة ثلاث و أربعين و مائة و ألف.

3743 الصّعيدي «2»

(112-- 1189 ه-) علي بن أحمد بن مكرّم اللّه العدوي، الأزهري المعروف بالصعيدي، الفقيه المالكي.

ولد سنة اثنتي عشرة و مائة و ألف في بني عدي (بالقرب من منفلوط بمصر).

و قدم القاهرة، و حضر دروس: سالم النفراوي، و أحمد الديري، و عيد النمرسي، و محمد بن عبد السلام البناني، و محمد العشماوي، و محمد السجيني، و عمر بن عبد السلام التطاوني، و عبد الوهاب الملوي، و أحمد الأسقاطي، و المدابغي، و العماوي، و البليدي، و غيرهم.

و أجازه محمد بن أحمد عقيلة المكي، و لبس خرقة التصوّف علي يد علي

______________________________

(1) هي عقيدة

علي بن سالم بن محمد النوري الآتية ترجمته، المختصرة من العقيدة الصغري للسنوسي.

(2): سلك الدرر 3/ 206، عجائب الآثار 1/ 476، هدية العارفين 1/ 769، إيضاح المكنون 2/ 501، شجرة النور الزكية 341 برقم 1351، الأعلام 4/ 260، معجم المؤلفين 7/ 29.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 215

الشنّاوي.

و صار أحد مشايخ الأزهر.. درّس به و بأماكن أخري.

و كان شديد الإنكار علي من يشرب الدخان، معظّما عند الأمراء.

أخذ عنه: عبد الرحمن بن عمر العريشي الحنفي، و محمد بن عبادة العدوي و لازمه أتمّ الملازمة، و محمد بن إبراهيم بن يوسف الهيتمي السجيني، و عبد اللّه بن أحمد اللبان، و أبو الحسن بن عمر القلعي، و غيرهم.

و ألّف حواشي علي كلّ من: «كفاية الطالب الرّباني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني» (مطبوع) في الفقه، «شرح مختصر خليل» في الفقه للزرقاني، «شرح العزيّة» (مطبوع) للزرقاني، «شرح السلّم» في المنطق للأخضري، «إتحاف المريد في شرح جوهرة التوحيد» لعبد السلام بن إبراهيم اللقاني، و غير ذلك.

قال الجبرتي: و كان قبل ظهوره لم تكن المالكية تعرف الحواشي علي شروح كتبهم الفقهية، فهو أوّل من خدم تلك الكتب بها.

و كانت وفاته في- رجب سنة تسع و ثمانين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 216

3744 القدمي «1»

(..- 1131 ه-) علي بن جعفر بن علي «2» بن سليمان بن الحسن البحراني القدمي، الفقيه الإمامي، الزاهد.

أخذ عن أبيه الشيخ جعفر إمام الجمعة و الجماعة ببلده.

و تولّي الأمور الحسبية في البحرين مدّة، و كان شديد التصلّب في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فرماه- لذلك- بعض الحسّاد بما هو بري ء منه، فأرسل إليه السلطان سليمان الصفوي من يعتقله و يحمله مصفّدا، فلما وصل المترجم و هو في

هذه الحال إلي كازرون، عرف السلطان حقيقة الأمر، فأمر بتخلية سبيله، فسكن المترجم كازرون مدّة مديدة كان يتردد خلالها إلي البحرين.

ثمّ رحل إلي شيراز، و تولّي إمامة الجمعة و الجماعة.

أخذ عنه ابنه محمد.

و أجاز لعبد اللّه بن صالح السماهيجي البحراني، و السيد نصر اللّه بن الحسين الفائزي الحائري.

______________________________

(1): الاجازة الكبيرة للتستري 91، 208، لؤلؤة البحرين 15 (ضمن ترجمة جدّه علي بن سليمان برقم 4)، أنوار البدرين 124 (ضمن ترجمة عمّه صلاح الدين برقم 56)، أعيان الشيعة 8/ 181، طبقات أعلام الشيعة 6/ 542، الذريعة 15/ 59 برقم 403، 22/ 268، برقم 7023.

(2) المعروف بأمّ الحديث. توفي سنة (1064 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 217

و صنّف رسالة في مناسك الحجّ، و أخري في أحكام الصلاة لم تتم.

و كانت وفاته بكازرون- سنة إحدي و ثلاثين و مائة و ألف.

3745 المحدّث «1»

(1082- 1144 ه-) علي بن حبيب اللّه بن محمد بن نور اللّه، ابن أبي اللطف المقدسي، الشهير بالمحدّث.

ولد سنة اثنتين و ثمانين و ألف.

و قرأ العربية علي والده، ثمّ حفظ بعض المتون و سافر- بعد وفاة والده- إلي مصر، و سكن الأزهر أكثر من خمس عشرة سنة، و طلب العلم و برع و غلب عليه علم الحديث.

ثمّ ارتحل إلي الروم صحبة أحمد التمرتاشي الغزّي، و أقرأ الكتب الستّة بمسجد آيا صوفية، و كان التمرتاشي معيد درسه، و مكث هناك خمسة و عشرين سنة، و اشتهر بالمحدّث.

ثمّ رجع إلي بلده القدس، و تولّي إقراء الحديث بالمدرسة الصلاحية، و الفقه بالمدرسة الحسنية، و إفتاء الشافعية، و غير ذلك.

و كانت وفاته في- سنة أربع و أربعين و مائة و ألف.

له رسائل، و شروح

علي بعض المتون في فقه الشافعية.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 209، معجم المؤلفين 7/ 56.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 218

3746 الجامعي «1»

(..- بعد 1124 ه-) علي بن الحسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي، نزيل خلف آباد.

كان فقيها إماميا، أصوليا، مفسرا، ذا مهارة تامّة في العلوم العقلية.

روي عن المحدّث السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري (المتوفّي 1112 ه-).

و قريب جدّا أنّه تتلمذ علي والده الفقيه الحسين «2»، و لكنّ المصادر لم تشر إلي ذلك.

و أحاط المترجم بكثير من الفنون، و صنّف فيها.

روي عنه أخواه: الحسن (المتوفّي 1130 ه-)، و محيي الدين.

و قرأ عليه جعفر بن عبد اللّه الخلف آبادي في الفقه، و له منه إجازة تاريخها

______________________________

(1): الاجازة الكبيرة للتستري 131 (ضمن رقم 14)، أعيان الشيعة 8/ 201، تكملة أمل الآمل 298 برقم 273، ماضي النجف و حاضرها 3/ 323 برقم 21، طبقات أعلام الشيعة 6/ 511، الذريعة 4/ 501 برقم 2249، الأعلام 4/ 281، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 3/ 1169.

(2) كان حيا (1090 ه-)، و قد ترجمنا له في الجزء الحادي عشر، يذكر ان ولديه الحسن و محيي الدين قد رويا عنه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 219

سنة (1107 ه-).

و صنّف كتبا، منها: توقيف السائل علي دلائل المسائل في الفقه أنجزه سنة (1124 ه-)، الإفادة السنية في مهم الصلوات اليومية، منظومة في الأصول سماها وصلة الوصول، الوجيز في تفسير القرآن العزيز (مطبوع)، شرح الأربعين حديثا في الطهارة، إرشاد المتعلم إلي الطريق في المنطق، منظومة في المنطق سماها تحفة المبتدي، شرح تحفة المبتدي، شرح «حاشية تهذيب المنطق» لعبد اللّه اليزدي أنجزه سنة (1096 ه-)، رسالة في أنّ النسبة ثلاثية

أو رباعية، منظومة في النحو، و منظومة في الهيئة سماها تبصرة المبتدي.

3747 الكربلائي «1»

(..- حيا 1136 ه-) علي بن الحسين الكربلائي، الأصفهاني، العالم الإمامي، المتفنّن.

كان من تلامذة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، ذا معرفة واسعة بالعلوم الإسلامية.

درّس في مدرسة مريم بيكم بأصفهان.

و تلمذ عليه جماعة منهم كلب علي بن خان بابا الشريف الكرهرودي. «2»

______________________________

(1): طبقات أعلام الشيعة 6/ 547، تراجم الرجال 1/ 366 برقم 667، تلامذة العلّامة المجلسي 42 برقم 55.

(2) انظر تراجم الرجال.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 220

و صنّف كتبا و رسائل في فنون شتي، منها: الصيد و الذبائح و أحكامها بالفارسية، رسالة في نذر الصدقة و العتق بعد الوفاة بالفارسية، الصلاة و أحكامها بالفارسية أنجزه سنة (1136 ه-)، الجواهر السليمانية فيما يتعلق بالنية بالفارسية، ألّفه للسلطان سليمان الصفوي، أنوار الهداية في التفسير بالرواية، العجالة في تحقيق لفظ الجلالة بالفارسية، روضة الرضوان في أعمال شهر رمضان، و ترجمه إلي الفارسية، معراج السالكين إلي الحق اليقين في الكلام و أصول الدين، و ترجمه إلي الفارسية باسم سراج السالكين، كشف الأباطيل، جواهر التعقيب، و مراد المريد في ترجمة «مزار» الشهيد- يعني الشهيد الأوّل محمد بن مكي العاملي-.

و له تعليقات علي كتاب «غاية المأمول في شرح زبدة الأصول» في أصول الفقه للفاضل الجواد.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3748 ابن خليفة «1»

(1080-- 1172 ه) علي بن خليفة الحسيني، أبو الحسن المساكني التونسي، الفقيه المالكي، الصوفي، الناظم.

ولد بمساكن سنة ثمانين و ألف.

______________________________

(1): هدية العارفين 1/ 765، شجرة النور الزكية 347، معجم المؤلفين 7/ 87، تراجم المؤلفين التونسيين 2/ 233.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 221

و لازم الشيخ علي بن سالم بن محمد النوري لمدّة خمس سنوات، و درس عليه، و أجازه بمروياته.

ثمّ رحل إلي مصر، و درس الحديث و الفقه و فنون العربية علي جماعة، منهم:

أحمد

اللقاني، و محمد بن عبد الباقي الزرقاني، و عبد الرؤوف البشبيشي، و محمد الخرشي، و إبراهيم الفيّومي، و خليل اللقاني، و إبراهيم الشبرخيتي، و أحمد النفراوي.

و أخذ القراءات عن أحمد البقري، و الفرائض عن أحمد الجميلي.

ثمّ رجع إلي بلده مساكن، و تصدّر للتدريس و إقراء العلوم.

أخذ عنه: ابنه أحمد، و ابن عمّه أحمد الصغير، و محمد بن حسن الهدّة السوسي، و قاسم المحجوب، و عبد الرحمن الغنوشي، و حسن الحلواني.

و توفّي- سنة اثنتين و سبعين و مائة و ألف.

له منظومة في التوحيد سمّاها الرياض الخليفية، منظومة في آداب قضاء الحاجة، و فهرست في أسماء شيوخه و مرويّاته.

3749 النوري «1»

(1053- 1118 ه-) علي بن سالم بن محمد بن سالم بن أحمد، الفقيه المالكي، المقرئ، أبو الحسن الصفاقسي، المعروف بالنوري.

______________________________

(1): معجم المطبوعات العربية، 2/ 1873، شجرة النور الزكية 321 برقم 1255، الأعلام 5/ 14، معجم المؤلفين 7/ 201، تراجم المؤلفين التونسيين 5/ 49 برقم 589.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 222

ولد سنة ثلاث و خمسين و ألف بصفاقس.

و أخذ بها عن أبي الحسن الكراي الوفائي، و عن غيره.

و سافر إلي تونس، و قرأ بها علي: عاشور القسنطيني، و سليمان الأندلسي، و محمد القروي.

ثمّ ارتحل إلي مصر، فالتحق بالأزهر، و لازم جماعة من المشايخ في فنون العلم، منهم: محمد بن عبد اللّه الخرشي، و إبراهيم الشبرخيتي، و إبراهيم بن محمد ابن عيسي المأموني الشافعي، و يحيي بن محمد الشاوي، و علي الشبراملّسي، و أحمد البشبيشي، و أحمد العناني الكناني، و عبد السلام اللقاني.

و عاد إلي بلده صفاقس، و اتخذ من دار سكناه مدرسة للتعليم، و واظب هو علي إلقاء الدروس فيها، و علي القيام بشؤون الطلبة الذين توافدوا عليه من

مناطق عديدة من البلاد التونسية و غيرها.

ثمّ وشي به إلي السلطة بأنّه يتآمر علي قلبها، ففرّ متنكّرا، و سجن أتباعه و نكّل بهم، ثمّ عفي عنه، فعاد إلي بلده.

و قد أخذ عن المترجم عدّة، منهم: ابنه أحمد، و أحمد المؤدب الشرفي، و أبو الحسن علي المؤخر التميمي، و علي بن خليفة المساكني، و أحمد بن محمد العجمي المكني، و محمد الحركافي، و عبد السلام بن عثمان التاجوري.

و ألّف كتبا و رسائل، منها: تنبيه الغافلين و إرشاد الجاهلين (مطبوع) في التجويد، غيث النفع في القراءات السبع (مطبوع)، مؤلّف في المناسك، مقدمة في الفقه و التوحيد، الهدي و التبيين فيما فعله فرض عين علي المكلّفين لم يتم و هو شرح علي المقدمة المذكورة، رسالة في تحريم الدخان، المنقذ من الوحلة في معرفة السنين و ما فيها و الأوقات و القبلة، معين السائلين من فضل ربّ العالمين في الأدعية

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 223

المأثورة، و عقيدة اختصرها من العقيدة الصغري للسنوسي.

توفّي في- ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة و مائة و ألف.

قيل: و من مآثر المترجم اكتشافه لدواء الكلب قبل باستور بأكثر من قرن، و قد أنقذ بهذا الدواء الكثيرين من الموت.

3750 المقشاعي «1»

(قبل 1077- 1127 ه-) علي بن عبد اللّه بن عبد الصمد بن محمد بن علي المقشاعي الأصل الاصبعي البحراني.

تلمذ علي الفقيه علي بن عبد اللّه الجد حفصي البحراني.

و قرأ الجزء الأوّل من «الإستبصار» للشيخ الطوسي علي الفقيه سليمان بن عبد اللّه الماحوزي، فحضر درسة جمّ غفير من الفضلاء و الطلبة.

و قرأ في أكثر العلوم الأدبية و العقلية و العربية و الفقه و الحديث حتي مهر.

و كان دقيق النظر لا سيما في العلوم الأدبية و العقلية، منشئا، شاعرا.

و

قد عدّه عبد اللّه بن صالح السماهيجي في إجازته لناصر الجارودي من أكابر تلامذة الماحوزي المتبحّرين، و الفقهاء الماهرين.

و حضر المترجم حلقة درس الفقيه أحمد بن إبراهيم العصفوري الدرازي،

______________________________

(1): لؤلؤة البحرين 139 برقم 56، أنوار البدرين 158 برقم 71، الذريعة 4/ 66 برقم 277، 13/ 289 برقم 1047، طبقات أعلام الشيعة 6/ 554.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 224

فتباحثا مرّة في مسألة من أوّل الدرس من الصبح إلي وقت الظهر، ثمّ من بعد العصر إلي الغروب، و هما ينتقلان في البحث من علم إلي علم و من مسألة إلي أخري.

و للمترجم مؤلفات، منها: ترتيب «الفهرست» للشيخ الطوسي، و شرح رسالة شيخه الجد حفصي.

توفّي في- جمادي الأولي سنة سبع و عشرين و مائة و ألف عن نيف و خمسين سنة.

3751 علي بن عزيز اللّه «1»

(..- 1149 ه-) ابن عبد المطلب الموسوي، الجزائري، الخرّم آبادي، العالم الإمامي، الجامع بين المعقول و المنقول.

ولد في شيراز- و كان أبوه قد انتقل إليها من الجزائر-.

و حلّ برهة في تستر، ثمّ استوطن خرّم آباد.

روي عن: أبيه عزيز اللّه «2»، و عن القاضي جعفر بن عبد اللّه الكمرئي

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 153، أعيان الشيعة 8/ 288، طبقات أعلام الشيعة 6/ 544، الذريعة 6/ 95.

(2) ذكر الطهراني أنه توجد نسخة من «قصص الأنبياء» بخط عزيز بن مطلب بن علاء الدين بن أحمد الموسوي الحسيني الجزائري كتبها بتستر سنة (1089 ه-) و لعلّه والد صاحب الترجمة.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 484 (ترجمة عزيز اللّه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 225

الأصفهاني (المتوفّي 1115 ه-).

و حصل علي كثير من العلوم.

و درّس في تستر- و كان كثير التردّد إليها- فحضر حلقة درسه ب «مدارك الأحكام» و ب- «شرح الإشارات» جماعة، منهم السيد عبد اللّه بن نور

الدين بن نعمة اللّه الجزائري التستري.

و ألّف تأليف، منها: حواش علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، حواش علي «مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام» للسيد محمد بن علي الموسوي العاملي، قال تلميذه المذكور: يظهر منها كمال قدرته و تعمّقه و جودة ذهنه، و رسالة في الطلب التقطها من «التذكرة» لداود الأنطاكي.

و قد علا شأن المترجم في خرّم آباد، و هوت إليه أفئدة الحكّام و الأمراء، و قصدته الوفود من الأطراف.

و كان في غاية التواضع و خفض الجناح مع الفقراء، متعزّزا علي أهل الدنيا.

توفي- سنة تسع و أربعين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 226

3752 زين الدين الخوانساري «1»

(..- حيا 1150 ه-) علي بن عين الدين علي (و يقال عين علي تخفيفا) «2»، زين الدين الخوانساري ثمّ الأصفهاني.

كان فقيها إماميا، عارفا بالحديث و الرجال و طرق الاستنباط.

أجازه السيد محمد حسين بن محمد صالح الحسيني الخاتون آبادي في سنة (1138 ه-) بإجازة كبيرة سمّاها مناقب الفضلاء.

و أجاز له أيضا محمد صادق بن محمد السراب التنكابني.

و جدّ في التحصيل، و برع، و صار من مشاهير علماء أصفهان.

و صنّف رسالة ما لا تتمّ به الصلاة من الحرير، أنجزها سنة (1150 ه-)، و رسالة في تحقيق معني الناصب سماها العجالة في ردّ مؤلّف الرسالة، و هو حيدر علي الشرواني.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 175 برقم 126، روضات الجنات 2/ 361 برقم 360 (ضمن ترجمة محمد حسين الخاتون آبادي)، أعيان الشيعة 7/ 159 و 8/ 291، الذريعة 19/ 25 برقم 124 و 22/ 333 برقم 7325، طبقات أعلام الشيعة 6/ 296، مصفّي المقال 154.

(2) انظر طبقات أعلام الشيعة 6/ 569 (ترجمة عين علي الخوانساري)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص:

227

3753 علي العاملي «1»

(1013، 1014،- 1103،- 1104 ه-) علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين (الشهيد الثاني) بن علي العاملي الجبعي ثمّ الأصفهاني، صاحب «الدر المنثور»، و أحد كبار الإمامية.

ولد في جبع سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة و ألف.

و درس في صغره عند أخيه زين الدين (المتوفّي 1063 ه-). «2»

و أخذ عن كبار العلماء، مثل: نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي، و نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، و الحسين بن الحسن الظهيري، و محمد الحرفوشي.

و حجّ سنة (1032 أو 1033 ه-).

و ارتحل إلي إيران، فسكن أصفهان.

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 129 برقم 139، رياض العلماء 4/ 197، لؤلؤة البحرين 85 برقم 31، روضات الجنات 4/ 390 برقم 419، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 58، 151، 173، هدية العارفين 1/ 759، 761، إيضاح المكنون 1/ 450، 516، الفوائد الرضوية 322، ريحانة الأدب 2/ 428، الذريعة 6/ 24، برقم 91 و 194 برقم 1063 و 8/ 76 برقم 269 و 79 برقم 283 و غيرها كثير جدا، طبقات أعلام الشيعة 6/ 545، الأعلام 5/ 14، معجم المؤلفين 7/ 191.

(2) لم يأخذ المترجم عن والده (المتوفّي 1030 ه-) لأنّه ارتحل عن بلاده و سافر إلي العراق، و للمترجم من العمر ست سنوات، فلما بلغ اثنتي عشرة سنة التحق زين الدين (شقيق المترجم) بوالده.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 228

و جدّ، حتي تبحّر في الفقه و الحديث، و أحاط بغيرهما من العلوم.

و درّس، و صنّف، و حقّق في مختلف العلوم، و بيّن المسائل المشكلة، و علّق علي كثير من الكتب.

تلمذ عليه ابنه زين الدين و مات شابا في حياته بعد أن قرأ عليه في الفقه

و الحديث و الرجال و النحو و المنطق و الحساب و الهيئة.

و أخذ عنه: ابنا أخيه علي و الحسن ابنا زين الدين بن محمد، و أحمد بن عبد العالي الميسي، و عبد اللّه بن محمد الفقعاني العاملي «1»، و محمد جعفر بن عيسي التبريزي.

و أجاز لجماعة، منهم: محمد باقر المجلسي، و السيد علي خان بن خلف المشعشعي الحويزي.

و صنّف كتبا، منها: الدر المنثور من الخبر المأثور و غير المأثور، الدر المنظوم من كلام المعصوم و هو شرح علي أصول «الكافي» للكليني، حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه لجدّه الشهيد الثاني، حاشية علي «تمهيد القواعد» للشهيد الثاني، رسالة في الردّ علي من يبيح الغناء، حاشية علي «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقّق الحلي، حاشية علي «المختصر النافع» في الفقه للمحقّق الحلي، حاشية علي «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل، الأحاديث النافعة، شرح الصحيفة الكاملة السجادية، حاشية علي «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، رسالة في الرد علي الصوفية، و حاشية علي «الفوائد المدنية» لمحمد أمين الأسترآبادي.

توفي بأصفهان سنة ثلاث و قيل- أربع و مائة و ألف عن سنّ عالية.

______________________________

(1) الإجازة الكبيرة للتستري 92

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 229

3754 الزهري «1»

(1134- 1200 ه-) علي بن محمد بن علي الزهري، الشّرواني، المدني، الحنفي.

ولد بالمدينة سنة أربع و ثلاثين و مائة و ألف.

و حفظ القرآن و جملة من المختصرات الفقهية و غيرها علي أبيه، و درس علي:

محمد حياة السندي، و محمد بن عبد الرحيم مفتي شروان، و محمد بن الطيّب المغربي، و إبراهيم الأوزبكي، و محمد رضي العباسي، و أخذ الحديث عن: محمد الدقاق، و محمد الحريشي، و عمر المكي العلوي.

و درّس بالمسجد النبوي، و

انتهت إليه الرئاسة في فقه الحنفية، و صار مرجعهم في المدينة، و هابه الحكّام.

و ولي نيابة القضاء فتعصّب عليه أناس من أهل المدنية و سعوا في عزله، فعزل.

و أمّ بالمسجد النبوي.

و ألّف حاشية علي ديباجة الدرر.

و له نظم، و هوامش علي المختصر.

توفّي بالمدينة- سنة مائتين و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 231، الأعلام 5/ 16، معجم المؤلفين 7/ 218

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 230

3755 علي المرادي «1»

(1132- 1184 ه-) علي بن محمد بن مراد بن علي الحسيني، البخاري الأصل، الدمشقي، المعروف بالمرادي، والد محمد خليل المرادي صاحب «سلك الدرر».

ولد بدمشق سنة اثنتين و ثلاثين و مائة و ألف.

و أخذ عن: والده السيد محمد، و محمد الديري، و محمد الغزي مفتي الشافعية، و موسي المحاسني، و عبد الغني النابلسي، و محمد حياة السندي، و محمد ابن الطيّب المغربي، و إسماعيل العجلوني، و صالح الجينيني، و أحمد المنيني، و عبد اللّه الرومي المعروف بالإيراني، و غيرهم.

و تفوّق و اشتهر، و أعطي رتبة قضاء القدس و إفتاء الحنفية بدمشق و غير ذلك من الوظائف و الوكالات.

و درّس «الهداية» في المدرسة السليمانية.

و كان له مجلس يحضر فيه العلماء و الأدباء، فتجري بينهم المطارحات و المساجلات الشعرية.

و ألّف رسائل، منها: أقوال الأئمة العالنة في أحكام الدروز و التيامنة،

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 219، إيضاح المكنون 1/ 113، هدية العارفين 1/ 769، الأعلام 5/ 16، معجم المؤلفين 7/ 232.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 231

و القول البيّن الرجيح عند فقد العصبات تزويج أولي الأرحام صحيح، و غير ذلك.

و له نظم كثير، جمعه ابنه محمد خليل في ديوان.

و كانت وفاته في- شوّال سنة أربع و ثمانين و مائة و ألف.

3756 العمري «1»

(1060- 1147 ه-) علي بن مراد العمري، نور الدين أبو الفضل الموصلي. «2»

ولد سنة ستّين و ألف.

و بذل جهدا في تحصيل العلوم الدينية حتي برع فيها.

و تولّي إفتاء بغداد أكثر من سنتين.

و رحل إلي القسطنطينية عدّة مرات.

و تولّي القضاء و الإفتاء بالموصل، و خطابة مسجد النبيّ يونس عليه السّلام هناك.

و كان له مجلس يغصّ بالعلماء و أهل المعرفة، و قد بالغ المرادي في وصفه، قائلا: حتّي انّ من كان يحضر

مجلسه يستغني عن القراءة و الدرس.

له تآليف، منها: شرح «الفقه الأكبر» لأبي حنيفة، و شرح كتاب «الآثار» لمحمد بن الحسن الشيباني، و تعليقات علي فنون أخري.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 231، الأعلام 5/ 22، معجم المؤلفين 7/ 241.

(2) نصّ المرادي علي كون المترجم شافعي المذهب، و لكن يظهر من مؤلفاته و من رحلاته إلي القسطنطينية- التي كان يحكمها آل عثمان الحنفيون- أنّه كان حنفيا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 232

و كانت وفاته بالموصل- سنة سبع و أربعين و مائة و ألف.

و من شعره، قوله:

خدّ تورّد بارتشاف الأكؤس قرنت لواحظه بطرف أنعس

أم ذا احمرار بان في وجناته و أظنّ أورثه لهيب تنفّسي!

3757 ابن النقيب «1»

(حدود 1125- 1186 ه-) علي بن موسي بن مصطفي بن محمد الحسيني، المقدسي، نزيل مصر، الفقيه الحنفي، المحدّث، يعرف بابن النقيب.

ولد سنة خمس و عشرين و مائة و ألف تقريبا ببيت المقدس.

و درس علي: حسين العلمي، و عبد المعطي الخليلي، و رحل إلي الشام فحضر دروس: أحمد المنيني، و إسماعيل العجلوني، و عبد الغني النابلسي، و عامر القطناني، و أحمد النحلاوي، و أحمد الصفدي، و مصطفي بن سوار، و غيرهم.

و أخذ بحلب و حماة عن: ياسين القادري، و عبد الرحمن السمّان، و عبد الكريم الشراباتي.

و رحل إلي مصر، فحضر علي: الشمس السجيني، و مصطفي العزيزي،

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 416.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 233

و سليمان المنصوري، و علي الضرير، و الشمس الحفني، و أحمد العماوي، و الشهاب الملوي، و محمد العياشي، و آخرين.

و تمهّر في العلوم، و أتقن أصول مذهبه و فروعه.

و درّس بالمشهد الحسيني الفقه و الحديث و التفسير، و اشتهر، ثمّ جرت عليه أمور، فتوجّه إلي القسطنطينية، و درّس هناك فاشتهر بالمحدّث، و أقبل

عليه الناس و الحكّام، ثمّ انتقد الدولة و المتموّلين، فأخرج من البلد، فعاد إلي مصر و دروسه بالمشهد الحسيني.

و توفّي في- شعبان سنة ست و ثمانين و مائة و ألف.

3758 ملا باشي «1»

(..- 1160 ه-) علي أكبر الطالقاني الخراساني، أحد أكابر الإمامية، يلقّب ملا باشي «2»، و يعرف بمدرّس خراسان.

كان من فقهاء مشهد «3»، مدقّقا، مناظرا، في غاية الذكاء و الفراسة.

زار مدينة تستر في سنة (1146 ه-)، و تباحث معه السيد عبد اللّه بن نور

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 155 برقم 38، أعيان الشيعة 8/ 171، طبقات أعلام الشيعة 6/ 496.

(2) معناه رئيس العلماء، و ذلك أنّ من عادة ملوك العجم أن يكون لكلّ منهم عالم يلقّب بالملاباشي، يكون إليه المرجع في الأمور العلمية و المناظرات التي تقع، و استمر هذا إلي آخر دولة القاجارية. انظر أعيان الشيعة.

(3) عدّة من فقهاء مشهد السيد شمس الدين محمد بن بديع الرضوي في كتابه «وسيلة الرضوان».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 234

الدين الجزائري التستري في مسائل مختلفة.

و شارك في المؤتمر الذي عقد في سنة (1148 ه-) بدشت مغان بأذربيجان لتتويج نادر شاه سلطانا علي إيران.

و اختصّ بالسلطان المذكور، و لازمه في إقامته و أسفاره، و درّس في معسكره بأذربيجان، و قد حضر مجلس درسه السيد عبد اللّه الجزائري و محمد التمامي و جماعة من علماء الأطراف.

ثمّ توجّه في سنة (1156 ه-) إلي النجف الأشرف ممثّلا عن السلطان في المؤتمر الذي أمر بإقامته هناك للمصادقة علي قرارات تهدف إلي تحقيق المصالحة بين الدولتين الإيرانية و التركية، و اجتمع مع عبد اللّه بن الحسن بن مرعي السويدي البغدادي مبعوث العثمانيين إلي المؤتمر، و تناظر معه في مسائل مذهبية.

قال السيد عبد اللّه الجزائري: و كان

[ملا باشي] لتقرّبه من السلطان محسودا من بعض الحواشي، فقتلوه يوم قتله بخراسان- سنة ستين و مائة و ألف. «1»

و كان المترجم يميل إلي ما ذهب إليه الفيض الكاشاني في مسألة الغناء، و قد وقعت بينه و بين الحسين بن إبراهيم الخاتون آبادي المشهدي شيخ الإسلام في المعسكر مناظرة في ذلك.

______________________________

(1) قال في «طبقات أعلام الشيعة»: و لعله يريد أنه قتل بعد قتل نادر شاه سنة (1160 ه-)، فقد بقي من المترجم له مكتوب كتبه إلي شيخ الإسلام باسطنبول بشرح فيه قتل نادر شاه و جلوس ابنه مكانه، و قد طبع المكتوب هذا في مجموعة اسناد الأفشارية للدكتور نصيري، ص 177.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 235

3759 عمر البغدادي «1»

(1155- 1194 ه-) عمر بن عبد الجليل بن محمد جميل بن درويش البغدادي، نزيل دمشق.

كان فقيها حنفيا، صوفيا، مفسّرا.

ولد ببغداد سنة خمس و خمسين و مائة و ألف، و نشأ علي أبيه و قرأ عليه و علي:

محمد بن طه البغدادي، و عبد الرحمن السراجي، و حيدر الكردي، و محمد البغدادي ابن العشي، و غيرهم.

و برع، و سكن دمشق، و أقام بها يدرّس الفقه و الحديث و التفسير و الكلام و التصوّف و العربية، و يوضّح المسائل العلمية و العبارات.

و لازمه جماعة من الطلبة، و اشتهر، و اعتقده أهل دمشق، و أقبلت عليه الدولة حكّامها و قضاتها.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: شرح «المختصر» في الفقه للقدوري، حاشية علي «مغني اللبيب» في النحو، الحواشي الفتوحية علي «شرح النونية» في علم الكلام للخيالي، حاشية علي «الجمالين علي الجلالين» في التفسير لعلي بن سلطان

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 179، إيضاح المكنون 2/ 382، هدية العارفين 1/ 799، الأعلام 5/ 49، معجم المؤلفين 7/ 287،

معجم المفسرين 1/ 395.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 236

محمد الهروي القاري سماها بالكمالين، رسالة في الإعلام بالتكبير، رسالة في الأضحية، و رسالة في معني لا إله إلّا اللّه، و غير ذلك.

و له نظم قليل.

توفي في- شوّال سنة أربع و تسعين و مائة و ألف.

3760 الطحلاوي «1»

(..- 1181 ه-) عمر بن علي بن يحيي بن مصطفي، سراج الدين أبو حفص المصري الأزهري، الفقيه المالكي، المحدّث، الشهير بالطحلاوي.

تفقّه علي سالم بن محمد النفراوي.

و أخذ عن: علي بن أحمد الحريشي، و أحمد البابلي، و أحمد بن أحمد بن عيسي العماوي، و منصور المنوفي، و محمد الورزازي، و الشبراوي.

و مهر في عدّة فنون.

و درّس بالأزهر، و أفتي، و أقرأ «الموطّأ» بالمشهد الحسيني، و اشتهر أمره.

و توجّه لدار السلطنة في بلاد الروم لأمرما، و ألقي هناك دروسا في الحديث، فأخذ عنه كبار علمائهم، و استجازوه فأجازهم.

أخذ عنه: عبد اللّه بن حجازي الشرقاوي، و محمد بن عبد المعطي الحريري،

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 193، عجائب الآثار 1/ 338، شجرة النور الزكية 339 برقم 1342، معجم المؤلفين 7/ 302.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 237

و أحمد بن يونس الخليفي، و أبو الأنوار محمد الوفائي.

و توفّي في- صفر سنة إحدي و ثمانين و مائة و ألف.

3761 الطّوراني «1»

(..- حدود 1184 ه-) عمر بن مصطفي الشيباني، البغدادي، الشهير بالطّوراني.

ولد ببغداد، و نشأ بها، و درس علي علمائها، فأخذ العلوم العقلية و النقلية عن: عبد اللّه بن الحسين السويدي، و ياسين بن عبد القادر الهيتي.

و تولّي رئاسة المؤذنين في مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني.

ثمّ ولي إفتاء الحنابلة ببغداد، فأخذ يفتي و يقرئ و يفيد سنين عديدة.

و توجّه بعد ذلك إلي القسطنطينية فسكنها، و توفّي هناك في حدود سنة أربع و ثمانين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 192، النعت الأكمل 299، مختصر طبقات الحنابلة 139

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 238

3762 البرّاوي «1»

(..- 1182 ه-) عيسي بن أحمد بن عيسي بن محمد الزبيري، الأزهري الشهير بالبرّاوي.

كان فقيها شافعيا، أصوليا، نحويا.

ورد الأزهر و هو صغير.

و تفقّه علي: مصطفي العزيزي، و ابن الفقيه.

و حضر دروس الملوي، و الجوهري، و الشبراوي، و يونس الدمرداشي، و علي الشنواني، و محمد السجيني.

و روي الحديث عن: محمد الدفري، و الديربي، و عيد النمرسي.

و برع، و درّس الفقه و أحدقت به الطلبة، و اشتهر بحفظ الفروع الفقهية و جودة تقرير الدرس حتي لقّب بالشافعي الصغير.

أخذ عنه في الفقه و غيره طائفة، منهم: إبراهيم بن عبد اللّه الشرقاوي، و أحمد ابن أحمد الحمامي، و مصطفي بن أحمد البنوفري، الحنفي، و محمد بن إبراهيم العوفي و ابنه أحمد البراوي، و علي بن محمد الحباك.

و ألّف كتبا، منها: التيسير لحلّ ألفاظ «الجامع الصغير» للسيوطي، حاشية

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 273، عجائب الآثار 1/ 366، فهرس الفهارس 1/ 223، هدية العارفين 1/ 811، إيضاح المكنون 1/ 343، الأعلام 5/ 100، معجم المؤلفين 8/ 18.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 239

علي «شرح جوهرة التوحيد» لإبراهيم اللقاني.

توفّي في- رجب سنة

اثنتين و ثمانين و مائة و ألف.

3763 الدّورقي «1»

(1053- 1130 ه-) فتح اللّه بن علوان بن بشارة بن محمد الكعبي، القاضي الإمامي، جمال الدين أبو علي القباني الدورقي، أحد كبار علماء الدورق و أدبائها.

ولد بقبان سنة ثلاث و خمسين و ألف، و نشأ بها، و تلقي العلوم عن والده.

و ارتحل إلي شيراز سنة (1079 ه-)، فالتحق بالمدرسة المنصورية، و أخذ عن:

السيد نعمة اللّه الجزائري، و الحسن بن محمد الجزائري، و عبد بن عبد الحسين الجزائري.

و واصل تعلّمه في المدرسة اللطيفية، فدرس عند: السيد عزيز اللّه الموسوي الجزائري، و الميرزا علي رضا، و الشاه أبي الولي بن محمد هادي الحسيني الشيرازي.

و روي الحديث عن أبي الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي.

و رجع إلي قبان، ثمّ تولّي قضاء البصرة، و اعتزل بعد مدة، و عاد إلي بلدته، و اشتغل بالتأليف.

و كان جامعا لكثير من الفنون العقلية و النقلية، ذا باع طويل في الأدب.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 157، أعيان الشيعة 8/ 392، الذريعة 1/ 121 و 3/ 416، طبقات أعلام الشيعة 6/ 578، معجم المؤلفين 8/ 52.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 240

صنف كتبا، منها: تحفة الأخوان في فقه الصلاة، نظام الفصول في شرح «نهج الوصول في الأصول» «1» للمحقّق الحلي، الفتوحات المنطقية، شرح الفتوحات المنطقية، زاد المسافر و لهنة المقيم و الحاضر (مطبوع) في تاريخ حرب البصرة بين الإيرانيين و الأتراك العثمانيين، رسالة في علم القراءة، رسالة في العروض، شرح شواهد قطر الندي، الإجادة في شرح «القلادة» و هي قصيدة للسيد علي بن باليل، و الدرر البهية في شرح «الأجرومية».

و أجاز لحاكم الدورق مهدي قليخان رواية كتابه «تحفة الأخوان».

توفّي- سنة ثلاثين و مائة و ألف.

3764 فرج اللّه بن محمد «2»

(..- حيا 1103 ه-) ابن درويش بن محمد بن الحسين

الحويزي، العالم الإمامي، المتفنّن.

لم نقف علي أسماء أساتذته الذين تلقي عنهم العلم، و لكن يظهر من كتبه التي ألّفها في الفقه و الأصول و الكلام و الرجال و غير ذلك، أنّه كان عاكفا علي

______________________________

(1) المعروف بالمعارج.

(2) أمل الآمل 2/ 215 برقم 649، رياض العلماء 4/ 337، الإجازة الكبيرة للتستري 45، روضات الجنات 5/ 355 برقم 543، إيضاح المكنون 1/ 309، هدية العارفين 1/ 816، الفوائد الرضوية 349، أعيان الشيعة 8/ 395، ريحانة الأدب 2/ 94، الذريعة 4/ 300، برقم 1310 و 17/ 224 برقم 1236، طبقات أعلام الشيعة 5/ 437، مصفّي المقال 353، الأعلام 5/ 140، معجم رجال الحديث 13/ 255 برقم 9313، معجم المؤلفين 8/ 59، معجم مؤلفي الشيعة 149.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 241

طلب العلم من سبل كثيرة، فأحاط علما ببعض الفنون، و شارك في أنواع منها.

فمن كتبه: تذكرة عنوان الشرف «1» في النحو و المنطق و العروض، شرف العنوان لأجل هذا الزمان في فقه العبادات و الكلام و آيات الأحكام و أحاديث الأحكام، تفسير القرآن الكريم، الصفوة في أصول الفقه، إيجاز المقام في معرفة الرجال، الغاية في المنطق و الكلام، قيد الغاية و هو شرح لكتابه المذكور، تاريخ كبير، شرح «تشريح الأفلاك» لبهاء الدين العاملي، رسالة في الحساب، فاروق الحق في بيان الفرق، منظومة في المعاني، و البيان، و ديوان شعر كبير.

كان المترجم حيا سنة (1103 ه-)، فقد فرغ السيد محمد باقر الموسوي من نسخ «شرف العنوان» في ربيع الثاني من السنة المذكورة، و ذكر أنّه كتبه عن خطّ المؤلف (دام ظله). «2»

و من شعره:

أحسن إلي من قد أساء فعاله لو كنت توجس من إساءته العطب

و انظر إلي صنع النخيل فانّها ترمي

الحجارة و هي ترمي بالرّطب

أقول: أجمل منه، قول الشاعر الشيخ علي الشرقي:

______________________________

(1) بعض ألفاظ هذا الكتاب بالسواد و بعضها بالحمرة، تقرأ طولا و عرضا فالمجموع علم و كلّ سطر من الحمرة علم، في النحو و المنطق و العروض، و وجه تسميته بذلك أنّ إسماعيل بن أبي بكر اليمني المعروف بابن المقري (المتوفّي 837 ه-) ألّف كتابا سمّاه «عنوان الشرف» يشتمل علي فقه الشافعي و النحو و التأريخ و العروض و القوافي، و سمع المترجم بذلك، و تعجّب جماعة من أهل المجلس، فعمل المترجم هذا الكتاب قبل أن يري ذلك الكتاب. انظر أمل الآمل و رياض العلماء.

(2) انظر الذريعة 14/ 180 برقم 2077.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 242

يا رامي الشجر العالي بأكرته ألا تعلّمت أخلاقا من الشجر

ترميه بالحجر القاسي بلا خجل و لم يزل دائما يرميك بالثمر

3765 الخاني «1»

(1028- 1109 ه-) قاسم بن صلاح الدين الخاني الحلبي.

ولد سنة ثمان و عشرين و ألف.

و سافر إلي بغداد، و أقام بها سنتين، و رحل إلي البصرة و الحجاز و القسطنطينية، و استغرقت رحلته عشر سنين.

ثمّ رجع إلي حلب، و قرأ علي أبي الوفاء العرضي، و أخذ التصوّف عن أحمد الحمصي، و اعتزل و تصوّف، ثمّ درّس بعض الطلبة.

ولي بعد ذلك تدريس المدرسة الأشرفية و الحلوية، و الإفتاء بحلب علي مذهب الشافعي و أبي حنيفة.

و توفّي- سنة تسع و مائة و ألف.

له السير و السلوك إلي ملك الملوك (مطبوع)، مختصر السّراجية و شرحه،

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 9، إيضاح المكنون 1/ 266، 2/ 34، هدية العارفين 1/ 833، إعلام النبلاء 6/ 390 برقم 1012، الأعلام 5/ 177، معجم المؤلفين 8/ 104.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 243

رسالة في المنطق، شرح علي «الجزائرية»

في التوحيد «1» سرّ فتح الملك المجيد في انتقال المريد.

3766 الكاظمي «2»

(..- بعد 1105 ه-) القاسم بن محمد بن جواد الكاظمي ثمّ النجفي، الشهير بالفقيه الكاظمي، و بابن الوندي.

تلمذ علي عدة مشايخ بالنجف الأشرف و طوس و قم و مكة و الطائف، منهم السيد نور الدين علي بن علي بن الحسين بن أبي الحسن العاملي المكي (المتوفّي 1068 ه-).

و كان فقيها إماميا محدّثا، من وجوه علماء النجف و زهّادها و عبّادها.

قرأ عليه ابنه محمد إبراهيم «3» كتاب «الكافي» للكليني، و أجيز منه، و قرأ عليه

______________________________

(1) كذا في سلك الدرر، و في الأعلام: شرح علي الجزرية في التجويد، و لا ندري إن كان هناك تصحيف أم أنّهما كتابان.

(2): جامع الرواة 2/ 21، أمل الآمل 2/ 219 برقم 657، رياض العلماء 4/ 398، تنقيح المقال 2/ 25 برقم 9609، الفوائد الرضوية 357، أعيان الشيعة 8/ 445، ماضي النجف و حاضرها 3/ 505، طبقات أعلام الشيعة 6/ 592، الذريعة 2/ 17 برقم 46 و 6/ 183 برقم 999، معجم رجال الحديث 14/ 58 برقم 9550، معجم المؤلفين 8/ 122، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 3/ 1060.

(3) سنذكره في نهاية هذا الجزء تحت عنوان (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 244

محمد جواد بن كلب علي الكاظمي جانبا من أصول الكتاب المذكور، و أجيز منه في سنة (1098 ه-).

و روي عنه سماعا أو إجازة: أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي، و نور الدين محمد بن المرتضي بن محمد مؤمن الكاشاني، و السيد الحسن ابن عبد الحسين الحسيني الطالقاني النجفي.

و صنّف شرحا علي كتاب «زبدة الأصول» في أصول الفقه لبهاء الدين محمد ابن

الحسين العاملي، و حاشية علي كتاب «الكافي»، و شرحا كبيرا علي كتاب «الإستبصار» للطوسي، جمع فيه الأحاديث و الأدلة و أقوال فقهاء الإمامية، و سمّاه الجامع لأسرار العلماء، و يقال له الجامع للأحاديث و الأقوال.

توفّي بالنجف بعد سنة خمس و مائة و ألف، و كان صاحب «رياض العلماء» قد رآه في النجف، و قال إنّه مصداق قوله تعالي سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ.

و له من الأولاد غير محمد إبراهيم المذكور: محمد حسين، و الفقيه محمد «1»، و الفقيه محمد يحيي «2» الذي اقتني جملة من الكتب، و صنف كتابا في الفقه في عدة مجلدات، و توفّي سنة (1137 ه-).

______________________________

(1) سنذكره في نهاية هذا الجزء تحت عنوان (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

(2) انظر طبقات أعلام الشيعة 6/ 820.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 245

3767 البكرجي «1»

(1094- 1169 ه-) قاسم بن محمد الحلبي، الحنفي، المعروف بالبكرجي.

كان عالما بالحديث و الفقه و الفرائض، ذا باع طويل في النحو و العروض و المعاني و البيان.

ولد بحلب سنة أربع و تسعين و ألف.

و أخذ عن: حسن السرميني، و سليمان النحوي، و أحمد الشراباتي، و علي الأسدي، و قاسم النجّار و قد قرأ عليه الفقه، و محمد الكواكبي، و محمد عقلية، و عبد اللّه السويدي البغدادي.

و تفوّق، و اشتهر.

و تصدي للتدريس، فأخذ عنه جماعة، منهم: عبد الكريم بن محمد بن إبراهيم الحيري، و عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أحمد البعلي.

و ألّف تآليف، منها: الفوائد البكرجية علي «الخزرجية»، العيون الغمزية و الإشارات الرمزية علي «القصيدة الهمزية» للبوصيري، حلية العقد البديع

______________________________

(1): سلك الدرر 3/ 10، هدية العارفين 1/ 834، إيضاح المكنون 1/ 134، 173، 2/ 51، معجم المطبوعات العربية 1/ 577،

إعلام النبلاء 6/ 499 برقم 1076، الأعلام 5/ 183، معجم المؤلفين 8/ 117.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 246

(مطبوع) في شرح بديعية له اسمها العقد البديع في مدح الشفيع، شفاء العلل في نظم الزحافات و العلل، الدر المنتخب من أمثال العرب، المطلع البدري علي بديعية البكري، و ديوان شعر و غير ذلك.

توفّي في- شهر رمضان سنة تسع و ستين و مائة و ألف.

3768 العباسي «1»

(..- قبل 1165 ه-) مجد الدين بن شفيع الدين بن فصيح الدين بن مجد الدين القثمي «2» العباسي الهاشمي، الدزفولي.

كان عالما إماميا، أديبا، قاضيا.

درس الفقه و الحديث علي السيد نعمة اللّه الجزائري، و علي جدّه القاضي فصيح الدين، و حصل منه علي إجازة، كما درس علي علماء الحويزة و تستر و أصفهان.

أثني عليه محمد علي الحزين في «تذكرة المعاصرين»، و ذكر علمه و فضله و لطافة أشعاره، و رفقتهما الطويلة في أصفهان.

و قال عبد اللّه الجزائري- و هو ابن أخت المترجم و زوج ابنته-: استفدت

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 172 برقم 47، تذكرة المعاصرين 137، أعيان الشيعة 9/ 45، طبقات أعلام الشيعة 6/ 630، نابغه فقه و حديث 298 برقم 25.

(2) الظاهر أنّ هذه النسبة إلي قثم بن عباس بن عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب جدّ الرسول صلّي اللّه عليه و آله و سلم لا إلي قثم بن العباس بن عبد المطلب لأنّ هذا الأخير لا عقب له. راجع الأعلام 5/ 190.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 247

منه فوائد كثيرة.

هذا، و قد انتقل إلي المشاهد المشرّفة بالعراق، و أقام بها إلي أن توفّي سنة بضع و ستّين و مائة و ألف.

له «رسالة در شكار» في الصيد، مشتملة علي مقدمة و اثني عشر بابا

و خاتمة، قال الطهراني: توجد نسخة خطيّة منها في فهرست جامعة طهران.

3769 البهاري «1»

(..- 1119 ه-) محبّ اللّه بن عبد الشكور البهاري الهندي، الحنفي.

ولد و نشأ في قرية كره ببهار (و هي مدينة عظيمة شرقي پورب بالهند).

و درس علي: قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي، و قطب الدين الحسيني الشمس آبادي.

و اتّصل بالسلطان عالمگير و كان ببلاد الدكن، فولاه القضاء بمدينة لكهنو ثمّ نقله إلي حيدرآباد ثمّ عزله عن القضاء، و صيّره معلما لرفيع القدر ابن شاه عالم.

و لمّا ولي شاه عالم بلاد كابل، و سافر إليها صحب المترجم معه، و ولّاه صدارة ممالك الهند، و لقّبه (فاضل خان)، و ما لبث أن توفّي- سنة تسع عشرة و مائة و ألف.

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 5، إيضاح المكنون 1/ 382، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 356 برقم 2، معجم المطبوعات العربية 1/ 595، الأعلام 5/ 283، معجم المؤلفين 8/ 179، علماء العرب في شبه القارة الهندية 517 برقم 459.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 248

من مصنّفاته: سلم العلوم (مطبوع) في المنطق، و مسلّم الثبوت (مطبوع) في أصول الفقه، و رسالة الجوهر الفرد.

3770 الكوراني «1»

(1081- 1145 ه-) محمد بن إبراهيم بن حسن، الفقيه الشافعي، أبو الطاهر المدني، الكردي الشهرزوري الأصل، الشهير بالكوراني.

ولد بالمدينة سنة إحدي و ثمانين و ألف.

و أخذ عن: والده إبراهيم، و محمد بن عبد الرسول البرزنجي، و حسن بن علي العجيمي، و محمد بن محمد بن سليمان المغربي، و عبد اللّه بن سالم البصري، و أحمد ابن محمد النخلي، و غيرهم.

و برع و درّس كثيرا، و أخذت عنه الطلبة.

و تولّي إفتاء الشافعية بالمدينة مدّة، و اشتهر.

له اختصار «شرح شواهد الرضي» للبغدادي، و عدّة مجلّدات منتخبة من «كنز العمال في سنن الأقوال» للمتقي الهندي، و كتابات علي مسائل فقهية سئل

عنها في بلاد اليمن.

و كانت وفاته في- شهر رمضان سنة خمس و أربعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 27، هدية العارفين 2/ 321، الأعلام 5/ 304، معجم المؤلفين 8/ 196.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 249

3771 ابن شرف الدين العاملي «1»

(1049- 1139 ه-) محمد بن شرف الدين إبراهيم بن زين العابدين بن نور الدين علي بن علي ابن الحسين بن أبي الحسن الموسوي، السيد أبو صالح العاملي الجبعي، الفقيه الإمامي.

ولد بجبع في شهر رجب سنة تسع و أربعين و ألف.

و قرأ علي أبيه، ثمّ علي أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي (المتوفّي 1079 ه-).

و ارتحل بعد وفاة أبيه سنة (1080 ه-) إلي النجف الأشرف، فأخذ عن حسام الدين بن جمال الدين الطريحي، و غيره.

و له الرواية عن: السيد هاشم بن الحسين بن عبد الرؤوف الموسوي الأحسائي، و صالح بن سليمان بن محمد العاملي الصيداوي.

و توجه المترجم إلي أصفهان فوردها سادس المحرم سنة (1083 ه-)، و قرأ علي المحقّق محمد باقر السبزواري (المتوفّي 1090 ه-)، ثمّ اختلف بعده إلي علي

______________________________

(1) مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 113، بغية الراغبين 1/ 125، تكملة أمل الآمل 335 برقم 321، أعيان الشيعة 9/ 59، الذريعة 17/ 135 برقم 700، طبقات أعلام الشيعة 6/ 651، معجم المؤلفين 8/ 200.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 250

ابن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني، فحمل عنه علما كثيرا، و أجازه الشيخ إجازة عامة.

و قصد في سنة (1099 ه-) زيارة الرضا عليه السّلام، فاستقبله علماء المشهد و منهم المحدّث محمد بن الحسن الحرّ العاملي، و أنزله داره و أجازه إجازة مفصلة.

و حجّ في سنة (1100 ه-)، و عاد إلي بلاده، فوصل بلدة شحور في ربيع

سنة (1101 ه-)، فأقام بها، مقبلا علي شأنه لا يخالط الناس إلّا قليلا.

و قد روي عنه جماعة، منهم: ابنه السيد صالح، و سليمان بن معتوق العاملي.

و صنّف كتبا في الفقه و الحديث و غيرهما ذهبت في فتنة أحمد الجزّار والي الحكومة العثمانية في لبنان و عكا.

و له تعليقة علي أصول «الكافي» للكليني، و أخري علي «قواعد الأحكام» للعلّامة الحلّي، و بعض التعليقات علي الرسالة «النفلية» للشهيد الأوّل، و مجموعة تشتمل علي أحاديث و نوادر و أشعار، و قصيدة نونية في نظم حديث الكساء.

توفي ببلدة شحور- سنة تسع و ثلاثين و مائة و ألف.

3772 العمادي «1»

(1075- 1135 ه-) محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمشقي المعروف بالعمادي، مفتي الحنفية و صدر الشام.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 17، الأعلام 5/ 304، معجم المؤلفين 8/ 206، أعلام الفكر في دمشق 292.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 251

ولد بدمشق سنة خمس و سبعين و ألف.

و نشأ تحت رعاية أخيه المفتي علي العمادي، و قرأ القرآن، و درس الحديث علي أبي المواهب الحنبلي، و الفقه و النحو و المعاني علي إبراهيم الفتال، و عثمان القطّان و نجم الدين الفرضي، و عبد اللّه العجلوني، و أجازه يحيي الشاوي، و إسماعيل الحائك، و محمد بن سليمان المغربي، و آخرون.

و برع، و تقدّم في الفنون العربية نظما و إنشاء، و ولي تدريس المدرسة السليمانية بعد أخيه، و أقرأ فيها «الهداية» في الفقه.

ثمّ تولّي إفتاء الحنفية بدمشق، و انعقدت عليه صدارة الشام، و صار مسموع الكلمة نافذ الشفاعة عند الدولة.

و كانت وفاته في- جمادي الأولي سنة خمسة و ثلاثين و مائة و ألف.

و من شعره:

هل لقلب قد هام فيك غراما راحة من جفاك تشفي السقاما

يا غزالا منه

الغزالة غابت عند ما لاح خجلة و احتشاما

3773 فتاتة «1»

(..- 1115 ه-) محمد بن إبراهيم، و أبو عبد اللّه التونسي المعروف بفتاتة، الفقيه المالكي،

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 320 برقم 1253، تراجم المؤلفين التونسيين 4/ 15 برقم 418.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 252

المفتي، الفرضي، الشاعر.

ولد بتونس، و تفقّه بها علي: تاج العارفين البكري، و محمد براو، و أبي الفضل المصراتي.

و تصدّر للتدريس بجامع الزيتونة، فأقرأ «المختصر» لخليل الجندي، و «مغني اللبيب» لابن هشام، و أخذ عنه: قاسم عبّان، و محمد بوراس، و سعيد الشريف، و عبد القادر الجبالي، و محمد الخضراوي، و محمد زيتونة، و أولاده إبراهيم و أحمد و حمودة.

و تولّي إفتاء المالكية ببلده مدّة إحدي و ثلاثين سنة، و سجن في النزاع الذي وقع بين محمد باي و علي باي المراديين، و نجا بالفرار، و اختفي بدار تلميذه سعيد الشريف حتّي أمّنه محمد باي، و توفّي- سنة خمس عشرة و مائة و ألف.

له إكمال شرح «الدرة البيضاء» في الحساب و الفرائض لعبد الرحمن الأخضري.

و من شعره في وصف روض حلّه متنزها و معه مغنّ يعرف بالحمائم:

و روض حللناه كأنّ نواره قلائد در في نحور النواعم

إذا ما شدت أطياره في غصونه و مالت سواقيه كبيض الصوارم

وجدت لذيذ الخمر في طعم مائه و شنّفت سمعا من غناء الحمائم

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 253

3774 الدّرازي «1»

(1112- 1182 ه أو بعدها) محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن عصفور البحراني الدّرازي، أخو الشيخ يوسف صاحب «الحدائق الناضرة».

كان فقيها، محدثا، شاعرا، من أعيان الإمامية بالبحرين.

ولد في قرية الماحوز (بالبحرين) سنة اثنتي عشرة و مائة و ألف.

و أخذ عن: الحسين بن محمد بن جعفر الماحوزي، و أحمد بن عبد اللّه بن الحسن البلادي.

و مهر في عدة فنون.

و

أقبل علي التدريس و التأليف.

ثمّ قام بأعباء الفتوي، حتي برز كأحد العلماء المعتمدين ببلاده.

روي عنه ولداه: حسين و أحمد.

و صنف كتاب مرآة الأخبار في أحكام الأسفار، و عدّة رسائل فقهية، منها:

منجزات المريض، الطلاق ثلاثا في مجلس واحد، ما يترتب علي من لا يحلّ

______________________________

(1): أنوار البدرين 205 برقم 90، الفوائد الرضوية 385، أعيان الشيعة 9/ 71، الذريعة 20/ 93 برقم 2062، و ص 17 برقم 2190، 2191، طبقات أعلام الشيعة 6/ 668، مستدركات أعيان الشيعة 2/ 287، علماء البحرين 295 برقم 148.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 254

نكاحها، حكم المفقودين، الاستيجار لرثاء الحسين، الحدث في أثناء الغسل، المتنفّل وقت الفريضة، وجوب الاحتياط بركعة و ركعتين، و صلاة الجمعة و أعمال ليلها و يومها.

و له أيضا: الضرام الثاقب في مقتل سيدنا علي بن أبي طالب، تتميم «أوراد الأبرار في مآتم الكرّار» المعروف بالأسفار للحسن بن محمد الدمستاني، رسالة في أصول الدين، أجوبة مسائل مبسوطة، و ديوان في رثاء الحسين عليه السّلام.

قيل إنّه مات سنة اثنتين و ثمانين و مائة و ألف «1»، غير أنّ أخاه يوسف ذكر في «لؤلؤة البحرين» «2» تاريخ ولادة المترجم داعيا له ب (مدّ في بقائه)، ممّا يظهر أنّه كان حيا وقت تأليف الكتاب المذكور و قد انتهي منه مؤلفه في اليوم الحادي عشر من شهر ربيع المولود سنة (1182 ه-)، و يمكن الجمع بين القولين إذا قلنا أنّه مات بعد اليوم الحادي عشر من شهر ربيع من السنة نفسها.

3775 الجزائري «3»

(..- بعد 1199 ه-) محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي بن سعد الجزائري، النجفي،

______________________________

(1) مستدرك أعيان الشيعة نقلا عن تاريخ البحرين المخطوط.

(2) ص 442 (ضمن ترجمة المؤلف).

(3): الإجازة الكبيرة للتستري 173 برقم

49، الفوائد الرضوية 386، أعيان الشيعة 9/ 71، ماضي النجف و حاضرها 2/ 92 برقم 14، طبقات أعلام الشيعة 6/ 653، الذريعة 1/ 140، برقم 658، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 1/ 347، تراجم الرجال 1/ 488 برقم 900.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 255

الملقب بالطاهر.

تلمذ علي أبيه الفقيه المجتهد أحمد «1»، و تخرّج به، و أجيز منه بإجازة مبسوطة.

و كان فقيها، محدثا، مدققا، كثير البحث.

أخذ عنه الحسن بن سليمان العاملي في الفقه و الحديث و الدراية، و له منه إجازة تاريخها سنة (1164 ه-).

و قرأ عليه أمين الدين بن محيي الدين الطريحي كتاب «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني.

و جرت بينه و بين السيد عبد اللّه بن نور الدين التستري في النجف الأشرف مباحثات، دلّت- كما يقول السيد التستري- علي فضله و غزارة مادته.

و قد شرح المترجم من تصانيف والده: «الشافية» في فقه الصلاة، و «تبصرة المبتدئين» في الطهارة، و الصلاة.

و قيل إنّ له شرحا علي «آيات الأحكام» لوالده أيضا.

قال في «ماضي النجف و حاضرها»: كان حيا سنة (1199 ه-) كما رأيت شهادته بهذا التأريخ و شهادة الشيخ حسن بن الشيخ محمد الجزائري.

______________________________

(1) المتوفّي (1151 ه-)، و قد تقدّمت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 256

3776 محمد مشحم «1»

(..- 1181 ه-) محمد بن أحمد بن جار اللّه مشحم الصّعدي ثمّ الصنعاني، الفقيه الزيدي، القاضي.

درس علي أحمد بن عبد الرحمن الشامي، و أجازه جماعة من أهل الحرمين كمحمد حياة السندي، و غيره.

و كان مطلعا علي عدّة علوم، خطيبا مفوّها، شاعرا.

تولّي الخطابة للمنصور باللّه الحسين بن القاسم، ثمّ تولّي القضاء ببعض مدن اليمن له و لابنه المهدي لدين اللّه.

و توفّي بصنعاء- سنة إحدي و

ثمانين و مائة و ألف.

له مؤلفات مجموعة في مجلد، و فيها رسائل كثيرة، منها: منتهي التهاني في إسناد كتب من أنزلت عليه المثاني، تنوير الصحيفة بذكر عوالي الأسانيد الشريفة، إتحاف أهل الطاعة بفضيلة صلاة الجماعة، إرشاد السالك إلي أوضح المسالك، و نظم «نخبة الفكر» في الحديث، و غير ذلك.

______________________________

(1): البدر الطالع 2/ 102 برقم 395، إيضاح المكنون 2/ 595، هدية العارفين 2/ 336، 337، الأعلام 6/ 14، فهرست مخطوطات الجامع الكبير 3/ 1081 برقم 684، معجم المؤلفين 8/ 245، مؤلفات الزيدية 2/ 124، برقم 1853.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 257

3777 السّفاريني «1»

(1114- 1188 ه-) محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان، شمس الدين أبو العون السفاريني النابلسي.

كان فقيها حنبليا، أديبا، عالما بالحديث.

ولد بسفارين (من قري نابلس) سنة أربع عشرة و مائة و ألف.

و ارتحل إلي دمشق سنة (1133 ه-)، و مكث بها خمس سنوات، و تتلمذ في الفقه علي: عبد القادر بن عمر التغلبي، و عواد بن عبيد اللّه الكوري، و مصطفي بن عبد الحقّ اللبدي، و طه به أحمد اللبدي، و غيرهم.

و أخذ عن: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الحنفي، و أحمد بن علي المنيني، و محمد بن عبد الرحمن الغزي الشافعي، و إسماعيل بن محمد العجلوني، و إلياس الكوراني، و آخرين.

و حاز علي كثير من العلوم.

و رجع إلي قريته، فأقام بها مدة، ثمّ ارتحل إلي نابلس، فاستوطنها، و درّس بها

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 31، النعت الأكمل 301، عجائب الآثار 1/ 468، مختصر طبقات الحنابلة 140، إيضاح المكنون 2/ 142، هدية العارفين 2/ 340، معجم المطبوعات العربية 1/ 1028، الأعلام 6/ 14، معجم المؤلفين 8/ 262.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 258

و أفتي و ألّف.

أخذ عنه

جماعة، منهم عبد اللّه بن شحاذة السفاريني الحطّاب.

و ألّف كتبا و رسائل، منها: التحقيق في بطلان التّلفيق، اللمعة في فضائل الجمعة، كشف اللثام في شرح «عمدة الأحكام» لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، القول العلي لشرح أثر الإمام علي، لوائح الأنوار البهية و سواطع الأسرار الأثرية المضية في عقد أهل الفرقة المرضية (مطبوع)، تحبير الوفا في سيرة المصطفي، عرف الزرنب في شأن السيدة زينب، غداء الألباب في شرح «منظومة الآداب» (مطبوع)، البحور الزاخرة في علوم الآخرة، تحفة النسّاك في فضل السواك، و الأجوبة النجدية عن الأسئلة النجدية.

و له فتاوي متفرقة، و شعر و نثر.

توفّي- سنة ثمان و ثمانين و مائة و ألف بنابلس، و قبره بها ظاهر يزار.

3778 البخاري «1»

(1154- 1200 ه-) محمد بن أحمد بن محمد بن خير اللّه، صفي الدين أبو الفضل الحسيني الشهير بالبخاري، نزيل نابلس.

كان فقيها حنفيا، عالما بالحديث و رجاله و متعلقاته، حسن الإيراد للمسائل

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 652، فهرس الفهارس 1/ 214 برقم 67، معجم المطبوعات العربية 1/ 537، ريحانة الأدب 1/ 237، الأعلام 6/ 15، معجم المؤلفين 9/ 5.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 259

الفقهية و الحديثية.

ولد سنة أربع و خمسين و مائة و ألف.

و قرأ علي علماء عصره، و تمكّن من المعقول و المنقول، فرحل إلي اليمن و سمع بها من عبد الرحمن بن أحمد باعيديد، و محمد بن علاء الدين المزجاجي، و سليمان ابن يحيي الأهدل، و محمد بن عبد ربّه الشهير بابن الستّ، و عبد اللّه بن موسي الحريري و غيرهم.

و ورد مصر و اجتمع بعلمائها، و قرأ عليه جماعة بنواحي صعيد مصر، و سافر من مصر إلي بيت المقدس، و زار الخليل و اجتمع في نابلس

بالسفاريني فسمع عليه أشياء و أجازه، و درّس عقيدة الحنابلة بها و ورد مصر مرّة أخري، و نوّه به السيد مرتضي الزبيدي، فاشتهر و أكرمه أهلها ثمّ رجع إلي نابلس، و منها إلي دمشق و أخذ عنه علماؤها.

و عاد إلي نابلس، فتوفّي بها في- رمضان سنة مائتين و ألف.

له القول الجلي (مطبوع) في ترجمة ابن تيميّة، و مؤلفات في فنّ الحديث.

3779 المسناوي «1»

(1072- 1136 ه-) محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الدلائي، أبو عبد اللّه الفاسي المغربي،

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 317، إيضاح المكنون 2/ 267، شجرة النور الزكية 333 برقم 1308، الأعلام 6/ 13، معجم المؤلفين 8/ 259.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 260

الشهير بالمسناوي، مفتي المالكية بفأس.

ولد بالزاوية الدلائية سنة اثنتين و سبعين و ألف.

و أقام بفأس، و درس بها علي والده، و عمّ أبيه محمد المرابط، و عبد القادر الفاسي، و اليوسي، و أبي عبد اللّه القسنطيني، و عبد الملك السجلماسي، و أحمد بن الحاج، و غيرهم.

و تولّي إفتاء المالكية بفأس.

و درّس، فأخذ عنه: محمد بن عبد الرحمن بن زكري، و أحمد بن مبارك، و محمد الشرفي، و محمد جسّوس، و محمد بن حمدون، و محمد العلمي، و آخرون.

و صنّف كتبا و رسائل في علوم مختلفة، منها: جهد المقلّ القاصر في نصرة الشيخ عبد القادر، القول الكاشف عن أحكام الاستنابة في الوظائف، نتيجة التحقيق في بعض أهل الشرف الوثيق (مطبوعة)، صرف الهمّة إلي تحقيق معني الذمّة، فوائد في التصوّف، رسالة في الحسين السبط الشهيد و زوجته و أولاده، و تقارير علي «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، و أجوبة و تقاييد في أشياء أخري.

توفّي- سنة ست و ثلاثين و مائة و ألف بفأس.

موسوعة طبقات الفقهاء،

ج 12، ص: 261

3780 العاني «1»

(..- 1191 ه-) محمد بن أحمد بن هديب العاني الأصل، الدمشقي الميداني.

كان فقيها شافعيا، ذا اطلاع علي الحديث و التفسير و غيرهما.

ولد بدمشق، و نشأ بها، و أخذ عن محمد بن عبد الرحمن الغزي الدمشقي مفتي الشافعية.

ثمّ ارتحل إلي مصر، و جاور بالأزهر، و درس علي علمائه كأحمد العروسي، و أحمد الملوي، و حسن المدابغي، و عيسي البرّاوي، و محمد الفارسي، و عبد الكريم الزيّات، و عطية الأجهوري، و غيرهم.

و درّس في الجامع الأموي و في المدرسة السليمانية بدمشق، و أخذ عنه كثير من الطلبة.

و مع ذلك، فقد كان يتعاطي الزراعة و المشدّ (ما يشدّ به الخصر) في القري.

و وفاته كانت في- ذي القعدة سنة إحدي و تسعين و مائة.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 28.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 262

3781 الورغي «1»

(..- 1190: ه-) محمد بن أحمد الورغي، أبو عبد اللّه التونسي.

كان فقيها مالكيا، أديبا، كاتبا، شاعرا.

ولد بقرية ورغة (الواقعة عند جبل ورغة بين قرية الطويرف و مدينة الكاف من جهة ملّالة).

و حفظ القرآن و بعض الكتب، ثمّ قرأ التفسير و الحديث و الكلام و علوم العربية و المنطق بجامع الزيتونة علي: أحمد المكودي الفاسي، و حمودة الرصاع، و علي سويسي، و قاسم بن منصور، و أخذ التأريخ و السير و الأدب علي محمد سعادة المنستيري. و تصدّر للتدريس بجامع الزيتونة.

و قلّده علي باي منصب الكتابة، و كان شاعره.

ثمّ تقلّبت به الأحوال بعد انهيار دولة علي باي، و واجه الاعتقال و التعذيب، ثمّ عفي عنه، و توفّي في- جمادي الثانية سنة تسعين و مائة و ألف.

له: ديوان شعر (مطبوع)، و مقامات الورغي و رسائله (مطبوع).

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 340، إيضاح المكنون 1/ 573، شجرة النور الزكية 348

برقم 1384، الأعلام 6/ 15 معجم المؤلفين 8/ 244، تراجم المؤلفين التونسيين 5/ 131.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 263

3782 الأمير «1»

(1099- 1182 ه-) محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، عز الدين أبو إبراهيم الكحلاني ثمّ الصنعاني، الزيدي، المعروف كأسلافه بالأمير.

كان فقيها مجتهدا، محدثا، أصوليا.

ولد سنة تسع و تسعين و ألف بكحلان.

و انتقل مع أسرته سنة (1110 ه-) إلي صنعاء، و أخذ عن: زيد بن محمد بن الحسن، و صلاح بن الحسين الأخفش، و عبد اللّه بن علي الوزير، و علي بن محمد العنسي.

و سافر إلي الحجاز مرتين، فأخذ بها علوم الحديث عن: عبد القادر بن علي البداري، و محمد طاهر بن إبراهيم الكردي، و سالم بن عبد اللّه البصري.

و برع في علوم شتي، و أظهر الاجتهاد، و نبذ التقليد، و جرت أحداث كاد أن يقتل فيها.

______________________________

(1): البدر الطالع 2/ 133 برقم 417، أبجد العلوم 3/ 191، إيضاح المكنون 1/ 159، هدية العارفين 2/ 338، الأعلام 6/ 38، فهرست مخطوطات الجامع الكبير 4/ 782 برقم 2205، معجم المؤلفين 9/ 56، بحوث في الملل و النحل 7/ 438، مؤلفات الزيدية 3/ 9 برقم 2855، و 3/ 241.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 264

و ولاه المنصور باللّه الخطابة بجامع صنعاء، فسجن بسبب إحدي خطبه، ثم أطلق و عزل، فاستمر يدرّس و يفتي و يصنّف حتي كثر أتباعه و طلبته، و عملوا باجتهاده، و أخذوا عنه الحديث، و من هؤلاء: أحمد بن صالح بن أبي الرجال، و الحسن بن إسحاق بن المهدي، و أحمد بن محمد قاطن، و ولده عبد اللّه بن محمد الأمير.

و كان المترجم قد تخلي عن المذهب الزيدي، و اقتصر في مقام الإفتاء علي روايات أهل

السنّة، و لما بلغه خروج محمد بن عبد الوهاب في نجد و وقف علي آرائه في النهي عن التوسل و الزيارة و غير ذلك، أيّده و أخذ في ترويج أفكاره، و ألّف في هذا المضمار كتابا سمّاه تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد (مطبوع). «1»

و للمترجم كتب، منها: سبل السلام (مطبوع) في اختصار «البدر التمام في شرح بلوغ المرام» للمغربي، حاشية علي «ضوء النهار» في الفقه للسيد الحسن بن أحمد الجلال اليمني سماها منحة الغفار، توضيح الأفكار في شرح «تنقيح الأنظار» (مطبوع)، إرشاد النقاد إلي تيسير الاجتهاد (مطبوع)، نظم «الكافل» في أصول الفقه، و ديوان شعر (مطبوع).

توفي- سنة اثنتين و ثمانين و مائة و ألف.

______________________________

(1) انظر بحوث في الملل و النحل للسبحاني 7/ 440، و فيه أنّ المترجم نظم قصيدة في مدح ابن عبد الوهاب، مطلعها:

سلام علي نجد و من حلّ في نجد و إن كان تسليمي علي البعد لا يجدي

و لما أتته عنه الأنباء بأنّه يسفك الدماء، و يكفّر: الأمّة المحمدية، تراجع عن التأييد شكليا لا من حيث المحتوي، و نظم قصيدة نقض فيها قصيدته الأولي، مستهلّها:

رجعت عن القول الذي قلت في النجدي و قد صحّ لي عنه خلاف الذي عندي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 265

3783 النّفراوي «1»

(..- 1185 ه-) محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن خضر، أبو عبد اللّه النفراوي المصري، المالكي.

تربّي تحت نظر أبيه- و كان من العلماء (1178 ه-)- فحفظ القرآن و المتون، و حضر دروس الشيخ: سالم النفراوي، و خليل بن محمد المغربي، و غيرهما.

و تفقّه و أخذ المعقول عن كثيرين.

و مهر، و درّس، ثمّ درس العلوم الرياضية و الحكمية علي حسن الجبرتي، و أجازه الملوي و الحفني و الجوهري.

قال

الجبرتي: كان جيّد الحافظة، قويّ الفهم و الغوص علي عويصات المسائل و دقائق العلوم، مستحضرا للمسائل الفقهية و العقلية.

له حاشية علي «شرح العصام علي السمرقندية»، و شرح علي «نور الإيضاح» في فقه الحنفية للحسن بن عمار الشرنبلالي، و رسالة الطراز المذهب في بيان معني المذهب، و أجوبة علي الأسئلة الخمسة التي أوردها أحمد الدمنهوري علي علماء عصره.

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 410، إيضاح المكنون 1/ 27، هدية العارفين 2/ 338، شجرة النور الزكية 341 برقم 1347، معجم المؤلفين 9/ 60.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 266

و كانت وفاته في- جمادي الثانية سنة خمس و ثمانين و مائة و ألف.

3784 الهدّة «1»

(..- 1197 ه-) محمد بن حسن بن عبد الرزاق الهدّة، أبو عبد اللّه السوسي، الفقيه المالكي.

ولد بسوسة، و أخذ عن علمائها، و عن علي بن خليفة المساكني، بمساكن.

و ارتحل إلي الجامع الأزهر، و أخذ عن: علي بن أحمد الصعيدي، و محمد البليدي، و أحمد الدمنهوري، و محمد الحفناوي.

و رجع إلي بلدته، و درّس بها، و بجامع الزيتونة بتونس، ثمّ رجع إلي سوسة.

أخذ عنه: ابنه حسن، و الوزير حمودة بن عبد العزيز، و محمد السقّاء قاضي سوسة، و محمد المحجوب المفتي.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: رسالة في الربا، حاشية علي «قرّة العين بشرح ورقات إمام الحرمين» في أصول الفقه لمحمد بن محمد الحطّاب (مطبوع)، حاشية علي شرح سعد الدين التفتازاني المعروف ب «المختصر» علي «تلخيص المفتاح» في علوم البلاغة للقزويني، حواش علي «مجيب الندا إلي شرح قطر الندي» في النحو لعبد اللّه بن أحمد الفاكهي، شرح «السلّم» في المنطق، و رسالة في الرجاء و الخوف، و غير ذلك.

______________________________

(1): معجم المطبوعات العربية 2/ 1630، شجرة النور الزكية 351 برقم

1396، الأعلام 6/ 91، تراجم المؤلفين التونسيين 5/ 100 برقم 604.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 267

توفّي سنة سبع و تسعين و مائة و ألف. «1»

3785 الحرّ العاملي «2»

(1033- 1104 ه-) محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحرّ، المحدّث الإمامي الشهير، أبو جعفر المشغري العاملي ثمّ المشهدي الخراساني، صاحب كتاب «وسائل الشيعة»، و أحد كبار علماء الأخبارية.

قال الشيخ أسد اللّه الدزفولي الكاظمي في حقّه: الأديب الفقيه، المحدّث الكامل.. الجامع لشتات الأخبار و الآثار.

ولد في قرية مشغري (من جبل عامل بلبنان) في شهر رجب سنة ثلاث و ثلاثين و ألف.

و قرأ بها علي: أبيه الحسن، و عمّه محمد بن علي الحرّ، و جدّه لأمّه عبد السلام

______________________________

(1) و في شجرة النور الزكية: سنة (1199 ه-).

(2) جامع الرواة 2/ 90، أمل الآمل 1/ 141 برقم 154، بحار الأنوار 106/ 121، خلاصة الأثر 3/ 432، رياض العلماء 5/ 63، لؤلؤة البحرين 76 برقم 28، روضات الجنات 7/ 96 برقم 605، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 77 برقم 2، إيضاح المكنون 1/ 24 و..، هدية العارفين 2/ 304، تكملة أمل الآمل 1/ 340 برقم 327، الكني و الألقاب 2/ 176، الفوائد الرضوية 473، هدية الأحباب 123، أعيان الشيعة 9/ 167، ريحانة الأدب 2/ 31، شهداء الفضيلة 210، الذريعة 1/ 111 برقم 541، طبقات أعلام الشيعة 6/ 655، الأعلام 6/ 90، معجم المؤلفين 9/ 205.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 268

ابن محمد الحرّ. و خال أبيه علي بن محمود المشغري العاملي.

و انتقل إلي جبع، فأخذ في الفقه و الحديث و العربية و غيرها عن: عمّه محمد المذكور، و زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي (المتوفّي 1164 ه-)،

و الحسين بن الحسن بن يونس الظهيري العينائي العاملي.

و حجّ في سنتي (1057 ه-) و (1062 ه-).

و زار مشاهد الأئمّة عليهم السّلام بالعراق، ثمّ ارتحل في سنة (1073 ه-) إلي مشهد خراسان، فاتخذه موطنا.

و جدّ في تتبّع الأحاديث المروية عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام و تبحّر فيها، و صرف همّته إلي جمعها و ترتيبها و ترويجها، و استنباط الأحكام الفقهية منها.

و قد أعطي منصب التدريس في الحضرة الشريفة لمشهد الإمام الرضا عليه السّلام فكان مجلس درسه يغص بالعلماء و روّاد العلم، و تقلّد منصب شيخوخة الإسلام، و فوّض إليه القضاء فلم يقبل.

و ذاع صيته، و علا شأنه في الأوساط العلمية و الاجتماعية.

تتلمذ عليه و روي عنه طائفة، منهم: ابناه: محمد رضا، و الحسن، و محمد فاضل بن محمد مهدي المشهدي، و السيد محمد بن محمد باقر الحسيني المختاري النائيني، و محمد تقي بن عبد الوهاب الأسترآبادي المشهدي، و السيد محمد بن محمد بديع الرضوي المشهدي، و محمد صالح بن محمد باقر القزويني الروغني، و السيد محمد بن علي بن محيي الدين الموسوي العاملي، و محسن بن محمد طاهر القزويني الطالقاني، و محمود بن علي الميمندي، و السيد نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري، و محمود بن عبد السلام المعني البحراني، و إبراهيم بن جعفر بن عبد الصمد بن الحسين الكركي ثمّ الفراهي الخراساني، و محمد جعفر بن محمد طاهر

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 269

الكرماني ثمّ الأصفهاني، و علم الهدي محمد بن محمد محسن الكاشاني، و ابن أخته أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الحرّ العاملي، و أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر الفتوني النجفي.

و اجتمع بالمحدّث محمّد باقر المجلسي- عند زيارته لأصفهان سنة

1085 ه- و أجاز كلّ منهما الآخر.

و صنف ما يربو علي ستين مؤلّفا، منها: تفصيل وسائل الشيعة إلي تحصيل مسائل الشريعة المشهور بوسائل الشيعة و الوسائل «1» (مطبوع في عشرين جزءا)، رسالة بداية الهداية (مطبوعة) في الواجبات و المحرمات المنصوصة من أوّل الفقه إلي آخره في نهاية الاختصار، هداية الأمّة إلي أحكام الأئمّة عليهم السّلام و هو منتخب من الوسائل، رسالة في الجمعة، رسالة نزهة الأسماح في حكم الإجماع، رسالة أحوال الصحابة، الفصول المهمة في أحوال الأئمّة عليهم السّلام (مطبوع) يشتمل علي القواعد الكلية المنصوصة في أصول الدين و أصول الفقه و فروع الفقه و في الطب و نوادر الكليات، رسالة الرجال (مطبوعة مع الوسائل)، رسالة تواتر القرآن، الفوائد الطوسية في فوائد متفرقة، الصحيفة الثانية من أدعية الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السّلام (مطبوعة)، إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات (مطبوع مع ترجمته إلي الفارسية في سبعة أجزاء)، أمل الآمل (مطبوع) في التراجم، الجواهر السنية في الأحاديث القدسية (مطبوع)، تفسير بعض الآيات الشريفة، ديوان الإمام زين العابدين عليه السّلام (مطبوع)، حاشية علي «الكافي» للكليني، حاشية علي «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، حاشية علي «تهذيب الأحكام» للطوسي، حاشية علي «الإستبصار» للطوسي أيضا، تحرير وسائل الشيعة و تحبير مسائل الشريعة لم يتم،

______________________________

(1) يشتمل علي جميع أحاديث الأحكام الشرعية الموجودة في الكتب الأربعة عند الإمامية و سائر الكتب المعتمدة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 270

و ديوان شعر يقارب عشرين ألف بيت أكثره في مدح النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و فيه منظومات في الفقه و الهندسة و التأريخ و غير ذلك، و قد طبعت منظومته في الهندسة.

توفّي في مدينة مشهد بطوس في اليوم- الحادي و

العشرين من شهر رمضان المبارك سنة أربع و مائة و ألف، و دفن في إيوان بعض حجر الصحن الشريف لمرقد الإمام الرضا عليه السّلام، و قبره مشهور يزار.

3786 المنيّر السّمنّودي «1»

(1099- 1199 ه-) محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد السّمنّودي المصري، الشهير بالمنيّر.

كان فقيها شافعيا، محدّثا، مقرئا، صوفيا.

ولد بسمنّود (بمصر) سنة تسع و تسعين و ألف.

و قدم الأزهر، و درس علي علمائه كمحمد السجيني، و علي الشنواني، و محمد ابن محمد الخليلي، و محمد البديري، و محمد بن سالم الحفني، و لازمه و انتفع به في التصوّف.

ثمّ تصدّي للتدريس، فتهالك عليه الطلبة، و أخذوا عنه الفقه و الحديث و القراءات.

و تولّي مشيخة الأزهر، قيل: و هو أوّل من أخذها من المالكية.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 122، عجائب الآثار 1/ 595، إيضاح المكنون 2/ 14، هدية العارفين 2/ 344، معجم المطبوعات العربية 2/ 1809، ريحانة الأدب 6/ 21، الأعلام 6/ 92، معجم المؤلفين 9/ 211.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 271

و ألف السمنّودي كتبا و رسائل، منها: الدرر الجسام (مطبوع) في الفقه، شرح «الدرّة المضيّة في قراءات الأئمّة الثلاثة المرضيّة» لابن الجزري، شرح علي «طيبة النشر في القراءات العشر» لابن الجزري، منظومة في علم الفلك، تحفة السالكين في التصوّف، رسالة في مساحة القلّتين، و شرحان علي البسملة.

و له شعر.

توفّي في- رجب سنة تسع و تسعين و مائة و ألف.

3787 الفاضل الهندي «1»

(1062- 1137 ه-) محمد بن تاج الدين الحسن بن محمد، بهاء الدين أبو الفضل الأصفهاني، المعروف بالفاضل الهندي، أحد أبرز فقهاء الإمامية المجتهدين.

ولد سنة اثنتين و ستين و ألف.

و درس عند والده، و روي عنه، و سافر معه- و هو صغير السن- إلي بلاد الهند (و لذلك اشتهر بالفاضل الهندي)، و رجع إلي أصفهان، و واصل دراسته بها،

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 42، روضات الجنات 7/ 111 برقم 608، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 144، قصص العلماء 312، هدية العارفين

2/ 318، إيضاح المكنون 1/ 309، الكني و الألقاب 3/ 11، الفوائد الرضوية 477، أعيان الشيعة 8/ 387 و 9/ 138، ريحانة الأدب 4/ 284، طبقات أعلام الشيعة 6/ 576، معجم المؤلفين 9/ 212، معجم المفسرين 2/ 517، تلامذة العلّامة المجلسي و المجازون عنه 62 برقم 90، كشف اللثام (المقدمة) 1/ 5.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 272

و أكبّ علي المطالعة.

و نبغ في عهد مبكر، و شرع في البحث و التصنيف قبل أوان البلوغ، و أحرز ملكة الاجتهاد في ذلك الوقت.

و لم يزل شأنه في ارتفاع حتي صار عمدة المجتهدين في أصفهان و المعوّل عليه في الفتيا فيها و في سائر البلدان.

و كان إلي جانب براعته في الفقه و الأصول، ذا يد باسطة في علم الكلام و الحكمة و النحو و المعاني و البيان.

و قد درّس، فتتلمذ عليه جمع، و انتفعوا به في الفقه و الحديث و التفسير، و من هؤلاء: السيد محمد علي الكشميري، و أحمد بن الحسين الحلّي، و السيد ناصر الدين أحمد بن محمد المختاري السبزواري، و بهاء الدين محمد بن باقر المختاري النائيني، و عبد الكريم بن محمد هادي الطبسي، و محمد بن علي بن محمود الجزائري التستري، و علي أكبر بن محمد صالح الحسني اللاريجاني، و السيد صدر الدين محمد الحسيني، و محمد صالح بن عبد اللّه الكزازي القمي، و محمد تقي الأصفهاني المعروف بتقيا، و عبد الحسين بن عبد الرحمن البغدادي.

و صنّف كتابه المعروف كشف اللثام عن قواعد الأحكام (مطبوع في ستة أجزاء) الذي يعدّ من الآثار الفقهية الموسوعية، و قد حكي عن الفقيه الشهير محمد حسن بن باقر النجفي «1» أنّه كان لا يكتب شيئا من «جواهر الأحكام في

شرح شرائع الإسلام» إلّا بعد أن يكون «كشف اللثام» حاضرا بين يديه.

و للمترجم تآليف كثيرة، منها: الزهرة في مناسك الحجّ و العمرة، المناهج

______________________________

(1) المعروف بصاحب الجواهر (المتوفّي 1266 ه-)، و ستأتي ترجمته في الجزء الثالث عشر بإذن اللّه عزّ و جلّ.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 273

السوية في شرح «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، الاحتياطات اللازمة، تفسير القرآن الكريم، إجالة النظر في القضاء و القدر، الزبدة في أصول الدين، خلاصة المنطق، رسالة التمحيص في البلاغة لخص بها «تلخيص المفتاح» للخطيب القزويني، التنصيص علي معاني التمحيص» (مطبوعة)، عون إخوان الصفا في تلخيص «الشفا» لابن سينا، حاشية علي «شرح المواقف» للجرجاني، اللآلي العبقرية في شرح العينية الحميرية «1»، موضح أسرار النحو، زبدة العربية في تلخيص و ترجمة كتاب المطوّل للتفتازاني، الحور البريعة في أصول الشريعة، چهار آئينه، حاشية علي «شرح الهداية الأثيرية» للميبدي، رسالة في صلاة الجمعة، الكوكب الدرّي في تفسير الآيات المنتخبة من «غرر الفوائد» للسيد المرتضي، و تحفة الصالح و هي أجوبة مسائل سأله عنها محمد صالح الكزازي و جمعها سنة (1126 ه-).

توفّي المترجم بأصفهان في- شهر رمضان سنة سبع و ثلاثين و مائة و ألف.

3788 جمال الدين الخوانساري «2»

(..- 1122 ه-) محمد بن الحسين بن جمال الدين محمد بن الحسين، جمال الدين الخوانساري

______________________________

(1) و هي قيد الطبع، و قد حقّقت من قبل مؤسسة الإمام الصادق عليه السّلام.

(2) جامع الرواة 1/ 164، أمل الآمل 2/ 57 برقم 147، رياض العلماء 1/ 114، لؤلؤة البحرين 90 برقم 35، روضات الجنات 2/ 214 برقم 177، أعيان الشيعة 9/ 231، ريحانة الأدب 1/ 54، الذريعة 9/ 798، طبقات أعلام الشيعة 6/ 146، معجم المؤلفين 3/ 154، الفقه

الإسلامي منابعه و أدواره (القسم الثاني) 410.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 274

الأصل، الأصفهاني، الفقيه الإمامي المحقّق، و العالم المتضلّع، صاحب التصانيف.

قال معاصره محمد بن علي الأردبيلي في حقّه: جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن.. عارف بالأخبار و الفقه و الأصول و الكلام و الحكمة.

تتلمذ علي العلمين المحقّقين: والده الحسين (المتوفّي 1098 ه-)، و خاله محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري (المتوفّي 1090 ه-).

و روي عن محمد باقر بن محمد تقي المجلسي.

و برع- كأبيه- في كثير من العلوم، لكنّه- علي عكس أبيه- اهتم بالتأليف في العلوم النقلية أكثر منه في العلوم العقلية. «1»

و تصدي للإجابة عن المسائل، و للتدريس حتي انتهت إليه رئاسته في أصفهان.

تتلمذ عليه ثلّة من العلماء، منهم: محمد رفيع بن فرج الجيلاني، و السيد محمد إبراهيم بن محمد معصوم التبريزي القزويني، و السيد أبو القاسم جعفر بن الحسين الأصفهاني الخوانساري، و المتكلّم علي أصغر المشهدي الرضوي، و السيد محمد حسين بن محمد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي، و محمد حسين بن الحسن بن علي الديلماني ثمّ اللنباني.

و ألّف رسائل جمّة و كتبا، منها: حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» للشهيد الثاني (مطبوعة مع المتن)، حاشية علي «شرائع الإسلام» للمحقّق جعفر بن الحسن الحلّي، رسالة في النية (مطبوعة) بالفارسية، رسالة في

______________________________

(1) نشرت جملة من آثار المترجم في مؤتمر المحقّق حسين الخوانساري (والد المترجم) الذي عقد في سنة (1420 ه-) بمدينتي قم و خوانسار، منها ست عشرة رسالة طبعت في مجلد ضخم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 275

الجمعة (مطبوعة) بالفارسية، رسالة في الخمس (مطبوعة) بالفارسية، رسالة في النذر (مطبوعة)، رسالة في معني الكراهية في العبادة (مطبوعة)، حاشية علي شرح عضد الدين الإيجي علي «المختصر»

في أصول الفقه لابن الحاجب المالكي، حاشية علي «تهذيب الأحكام» للطوسي، حاشية علي «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، حاشية علي حاشية الخفري علي شرح القوشجي علي «تجريد الكلام» لنصير الدين الطوسي (مطبوع)، حاشية علي طبيعيات (الشفاء) لابن سينا (مطبوع). و ترجمة و شرح «غرر الحكم و درر الكلم» من كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام لعبد الواحد الآمدي (مطبوع).

توفّي في- شهر رمضان سنة اثنتين و عشرين و مائة و ألف، و قيل إحدي و عشرين، و قيل خمس و عشرين و له ابنان عالمان، هما: حسن علي «1»، و محمد رفيع. «2»

3789 رضي الدين الخوانساري «3»

(..- 1113 ه-) محمد بن الحسين بن جمال الدين محمد بن الحسين، رضي الدين الخوانساري

______________________________

(1) له ترجمة في تتميم أمل، الآمل 107 برقم 57.

(2) كان عالما جليلا يرجع إليه الناس في الأحكام. انظر طبقات أعلام الشيعة 6/ 282.

(3): جامع الرواة 1/ 320، رياض العلماء 2/ 316، تتميم أمل الآمل 155، ريحانة الأدب 2/ 320، الذريعة 2/ 218 و 3/ 342 برقم 1234 و 17/ 284 برقم 313، طبقات أعلام الشيعة 6/ 273، معجم رجال الحديث 7/ 195 برقم 4603.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 276

الأصل، الأصفهاني، الفقيه الإمامي، المتكلّم.

تتملذ علي أبيه المحقّق الحسين بن جمال الدين، و علي خاله محمد باقر بن محمّد مؤمن السبزواري.

و تبحّر في العلوم العقلية و النقليّة، و نظم الشعر.

و تصدّي لتدريس الفقه و المنطق و الحكمة، و توافد عليه الطلبة، فكان يحضر حلقة درسه ما بين المائتين إلي الثلاثمائة طالب من أصفهان و غيرها.

أثني عليه معاصره محمد بن علي الأردبيلي، و قال في حقّه: متكلم، جليل القدر، عظيم المنزلة.. كثير الحفظ، فاضل متبحّر.. في غاية الذكاء، عالم بالعلوم العقلية و

النقلية.

و قد أخذ عن المترجم: المتكلّم خليل بن محمد أشرف القائني الأصفهاني، و السيد محمد صالح القزويني، و آخرون.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: تتميم «مشارق الشموس في شرح الدروس» في الفقه لوالده (مطبوع مع المشارق)، حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، مائدة سماويه (مطبوع) «1» بالفارسية في المطاعم و المشارب و الصيد و الذباحة، رسالة آداب الصلاة (مطبوعة) بالفارسية، رسالة نيّت صادقة (مطبوعة) بالفارسية، رسالة في شرح حديث البيضة (مطبوعة) بالفارسية في أحوال سفراء الإمام المهدي (عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف) و كيفية الغيبة، حاشية علي «شرح حكمة العين» في الحكمة الإلهية و الطبيعية، حاشية علي حاشية الخفري، علي إلهيات «شرح التجريد» للقوشجي، و ترجمة «نهج الحق»

______________________________

(1) طبع و معه رسائل الثلاث التي تليه في كتاب كبير، و نشر من قبل مؤتمر المحقّق الخوانساري- والد المترجم- الذي عقد في قم و خوانسار في عام (1420 ه-).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 277

للعلّامة الحلّي إلي الفارسية.

توفي في أواخر شعبان- سنة ثلاث عشرة و مائة و ألف.

و كان أصغر من أخيه الفقيه الشهير جمال الدين محمد (المتوفّي 1122 ه-).

3790 الدرناوي «1»

(..- 1199 ه-) محمد بن حسين الدرناوي الليبي الأصل، التونسي.

كان فقيها مالكيا، فرضيا، أديبا.

قرأ بالزاوية الجمّنية بجربة، ثمّ انتقل إلي جامع الزيتونة، فقرأ علي محمد الغرياني، و غيره.

و درّس بجامع الزيتونة، و تولّي الإفتاء، و ولّاه الأمير علي بن حسين باي قلم الإنشاء و رئاسة الكتابة في دولته ثمّ عزله.

و كان مولعا بجمع الكتب و كتابة التقارير الواضحة علي حواشيها، منها:

تقارير علي «شرح مختصر خليل» في الفقه لعبد الباقي الزرقاني.

و له شرح علي «الدرّة البيضاء» في الحساب و الفرائض لعبد الرحمن الأخضري

(مطبوع).

و توفّي- سنة تسع و تسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 350 برقم 1393، معجم المؤلفين 9/ 99، تراجم المؤلفين التونسيين 2/ 303 برقم 186.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 278

3791 العجلوني الكبير «1»

(1060- 1148 ه-) محمد بن خليل بن عبد الغني الجعفري، العجلوني ثمّ الدمشقي، الفقيه الشافعي، المعروف بالعجلوني الكبير. «2»

ولد في قرية عين جنّة (بعجلون) سنة ستين و ألف، و نشأ بها.

ثمّ رحل إلي القدس فدمشق فمصر، و درس علي مشايخ كثيرة، منهم: محمد الشامي، و محمد الشروري و محمود السالمي، و زين الدين البديري، و عثمان النجدي، و يحيي الشاوي، و محمد العناني، و يونس القليوبي، و عبد الرحيم اللطفي، و نجم الدين الفرضي، و يونس الكفراوي، و علي الكاملي، و أحمد الداراني، و خليل اللقاني، و صالح البهوتي، و غير هؤلاء.

و عاد إلي دمشق، فاستوطنها إلي أن توفّي في- ربيع الأوّل سنة ثمان و أربعين و مائة و ألف.

له شرح علي «التحرير» وصل فيه إلي الحجّ، و حاشية علي «شرح الرحبية» للشنشوري في الفرائض، و رسالة علي شرح «قصة المعراج الصغري» لمحمد بن أحمد الغيطي، و ثبت.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 38، هدية العارفين 2/ 322، الأعلام 6/ 117، معجم المؤلفين 9/ 290.

(2) عرف بذلك تمييزا له عن ابنه العجلوني الصغير محمد بن محمد (المتوفي 1193 ه-).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 279

3792 الحفناوي «1»

(1101- 1181 ه-) محمد بن سالم بن أحمد، شمس الدين «2» أبو المكارم الحفناوي المصري.

كان فقيها شافعيا، عالما بالعربية و الفرائض و غير ذلك.

ولد سنة إحدي و مائة و ألف بحفنا «3» (قرية من أعمال بلبيس بمصر)، و نشأ بها، و قرأ القرآن ثمّ قدم إلي القاهرة، و حفظ بعض الكتب.

و درس بالجامع الأزهر، فأخذ عن: محمد بن محمد البديري، و محمد بن عبد اللّه السجلماسي، و علي بن مصطفي السيواسي، و عبد اللّه الشبراوي، و أحمد الملوي، و أحمد الخليفي، و مصطفي

بن أحمد العزيزي، و عبده الديوي، و أحمد الجوهري، و غيرهم.

و مهر و أجازه شيوخه بالإفتاء و التدريس، و درّس كتب الفقه و المنطق و الحديث و الأصول و الكلام بأماكن عدّة.

أخذ عن الحفناوي: أخوه يوسف، و إسماعيل الغنيمي، و علي

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 49، عجائب الآثار 1/ 339، هدية العارفين 2/ 337، إيضاح المكنون 1/ 135، 347 و 2/ 183، معجم المطبوعات العربية 1/ 781، الأعلام 6/ 134، معجم المؤلفين 10/ 15.

(2) و في سلك الدرر: نجم الدين.

(3) النسبة إليها حفناوي و حفني و حفنوي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 280

الغدوي، و محمد الغيلاني، و محمد الزهار.

و صنّف حواشي كثيرة علي كلّ من: «شرح الهمزية» لابن حجر الهيتمي، و علي «شرح الرحبية» للشنشوري في الفرائض، و علي «شرح الياسمينية» للسمرقندي في الجبر و المقابلة، و علي «الجامع الصغير» للسيوطي (مطبوع).

و له أيضا أنفس نفائس الدرر (مطبوع)، و رسالة في التقليد في الفروع، و نظم و نثر.

توفّي في- ربيع الأوّل سنة إحدي و ثمانين و مائة و ألف.

3793 الكردي

«1» (1127-- 1194 ه-) محمد بن سليمان الكردي، المدني.

كان فقيها شافعيا، مشهورا بالحجاز، متضلّعا من العلوم العقلية و النقلية.

ولد بدمشق، و نشأ بالمدينة و درس علي: سعيد سنبل، و والده سليمان، و يوسف الكردي، و أحمد الجوهري، و مصطفي البكري.

و تولّي إفتاء الشافعية بالمدينة حتي توفّي في- ربيع الأوّل سنة أربع و تسعين و مائة و ألف.

له مؤلّفات عديدة في علوم شتي، منها: حاشيتان علي «شرح المقدمة

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 111، هدية العارفين 2/ 342، إيضاح المكنون 1/ 129، 257، 345، 2/ 113، 157، و غيرها، معجم المطبوعات العربية 2/ 1555، الأعلام 6/ 152، معجم المؤلفين 10/ 54.

موسوعة

طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 281

الحضرمية» لابن حجر الهيتمي، الفتاوي (مطبوع)، فتح القدير باختصار متعلقات نسلك الأجير (مطبوع)، زهر الربي في بيان أحكام الربا، الانتباه في تعجيل الصلاة، شرح فرائض «التحفة» لابن حجر، الفوائد المدنية فيمن يفتي بقوله من أئمة الشافعية، شرح «منظومة الناسخ و المنسوخ»، كاشف اللثام عن حكم التجرد قبل.

الميقات بلا إحرام، و الدرة البهية في جواب الأسئلة الجارية.

3794 السبزواري «1»

(1118- 1198 ه-) محمد بن شاه قاسم الحسيني الرضوي، السبزواري ثمّ المشهدي، أحد علماء الإمامية.

ولد في سبزوار سنة ثمان عشرة و مائة و ألف.

و تتلمذ بها علي علماء عصره.

ثمّ انتقل- بعد استكمال تحصيله- إلي مشهد المقدّس الرضوي، فأقام به متصدّيا لترويج الفنون و نشر أحكام الشريعة.

و ارتفع شأنه هناك، حتي أنّ نصر اللّه ميرزا بن شاه رخ بن نادر شاه فوّض إليه إمامة الجمعة في المشهد، فاستمر إلي أن توفّي، فأعطي هذا المنصب لميرزا مهدي الشهيد (المتوفّي 1218 ه-).

______________________________

(1): تاريخ علماء خراسان 46 برقم 29، الفوائد الرضوية 594، أعيان الشيعة 10/ 39، طبقات أعلام الشيعة 6/ 670، معجم المؤلفين 11/ 139.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 282

قال نوروز علي البسطامي في «فردوس التواريخ» عند ذكر المترجم: فاضل نحرير و فقيه بصير، كانت له في عصره مرجعية عامة و شهرة تامة.

و يقال إنّ للمترجم مصنفات كثيرة لكنّها لم تشتهر.

توفّي- سنة ثمان و تسعين و مائة و ألف، و لم يعقب.

و كان قد حجّ و زار الأئمة عليهم السّلام مرارا.

3795 القادري «1»

(1123- 1187 ه-) محمد بن الطيّب بن عبد السلام الحسني، أبو عبد اللّه القادري الفاسي، الفقيه المالكي، المؤرّخ.

ولد سنة اثنتين و عشرين و مائة و ألف.

أخذ أوّلا عن والده ثمّ تفقّه علي: أبي العباس أحمد بن مبارك، و محمد بن عبد السلام البنّاني، و محمد جسّوس، و المصمودي المعروف بالقندوز، كما أخذ عن غير هؤلاء، و أجازه جسّوس، و محمد الحفناوي.

و صنّف كتبا كثيرة في علوم شتّي، منها: المورد المعين في شرح «المرشد المعين» لعبد الواحد بن أحمد بن عاشر، نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر و الثاني (مطبوع)، الإكليل و التاج في تذييل «كفاية المحتاج» في تراجم

علماء

______________________________

(1): إيضاح المكنون 2/ 394، معجم المطبوعات العربية 2/ 1479، شجرة النور الزكية 352 برقم 1407، الأعلام 6/ 178، معجم المؤلفين 10/ 109.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 283

المالكية، ذيل علي «لقط الفرائد» لابن القاضي في التأريخ، الكوكب الضاوي في إكمال «معتمد الراوي» لجدّه، مواهب التخصيص و فرائد التلخيص في شرح ما انبهم من شواهد «التلخيص» و هو استدراك علي «معاهد التنصيص» للعبّاسي.

و كانت وفاته في- سنة سبع و ثمانين و مائة و ألف.

3796 العدوي «1»

(..- 1193 ه-) محمد بن عبادة بن بري العدوي «2»، أبو عبد اللّه الصعيدي ثمّ القاهري المصري.

كان فقيها مالكيا، أصوليا، مشاركا في فنون عدّة.

ارتحل في سنة (1164 ه-) من بلاد الصعيد إلي القاهرة، و درس بالجامع الأزهر.

أخذ الفقه عن: عمر بن علي الطحلاوي، و أحمد بن محمد بن أحمد الدردير (المتوفّي 1201 ه-)، و أحمد البيلي.

و لازم علي بن أحمد الصعيدي في الفقه و المعقول، و مهر فيهما، و باشر تدريسهما، و نوّه به أستاذه الصعيدي المذكور، و أرجع الطلبة إليه.

______________________________

(1): عجائب الآثار: 1/ 546، هدية العارفين 2/ 341، شجرة النور الزكية 342 برقم 1352، الأعلام 6/ 182، معجم المؤلفين 10/ 118.

(2) نسبة إلي بني عدي من بلاد الصعيد من قسم منفلوط بمصر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 284

و كان متميّزا في إلقاء الدروس بتقريره و فصاحته و استحضاره.

و للمترجم مؤلفات عديدة، منها: حاشية علي «شرح جمع الجوامع» في أصول الفقه لجلال الدين المحلّي، حاشية علي «شرح شذور الذهب» في النحو (مطبوع)، حاشية علي «بهجة السامعين» في مولد النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم لمحمد بن أحمد الغيطي، حاشية علي شرح ابن جماعة علي «منظومة» ابن فرج الإشبيلي.

و له كتابة محررة

علي «الورقات» في أصول الفقه لإمام الحرمين، و علي «آداب البحث» و غير ذلك.

توفّي في- جمادي الثانية سنة ثلاث و تسعين و مائة و ألف.

3797 أبو المواهب «1»

(1044- 1126 ه-) محمد بن عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن عبد الباقي، أبو المواهب البعلي، الدمشقي.

كان مفتي الحنابلة بدمشق، فقيها، محدّثا، مفسّرا.

ولد بدمشق سنة أربع و أربعين و ألف.

و حفظ القرآن و جوّده علي والده عبد الباقي «2»، و قرأ عليه «الشاطبية»

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 67، النعت الأكمل 268، عجائب الآثار 1/ 127، مختصر طبقات الحنابلة 130، إيضاح المكنون 1/ 369، هدية العارفين 2/ 312، الأعلام 6/ 184، معجم المؤلفين 10/ 123، معجم المفسرين 2/ 544.

(2) المعروف بابن البدر ثمّ بابن فقيه فصّة (المتوفي 1071 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 285

و شروحها. و أخذ عن جماعة بدمشق و مصر و الحرمين، منهم: النجم الغزّي، و محمد الخبّاز البطنيني، و إبراهيم الفتّال، و رمضان العكاري، و محمد بن علّان البكري، و علي الشبراملّسي، و محمد البابلي، و سلطان المزّاحي، و محمد بن أحمد البهوتي، و عيسي الجعفري، و أيّوب الخلوتي، و غيرهم.

و عاد من مصر إلي دمشق حينما مات أبوه، و جلس مكانه للتدريس في محراب الشافعية، فدرّس الصحيحين و جامعي السيوطي، و غير ذلك، فأخذ عنه:

ابنه عبد الجليل، و حفيده محمد بن عبد الجليل، و أحمد بن علي بن عمر الدمشقي، و محمد بن أحمد الحنبلي، و مصطفي بن كمال الدين الصدّيقي، و عبد القادر بن عمر التغلبي، و مصطفي بن عبد الحق اللبدي، و علي بن أحمد بن عبد الجليل البرادعي، و عبد الكريم بن محيي الدين

الجراعي، و عدّة.

له رسالة في قوله تعالي: فبدت لهما، و أخري في «تعملون» في جميع القرآن بالخطاب و الغيبة، و ثالثة في قواعد القراءة، و تعليق علي «صحيح» البخاري، و ثبت في أسماء شيوخه سمّاه، فيض الودود، و جنان الجناس، و غير ذلك من التحريرات.

و كانت وفاة أبي المواهب في- شوّال سنة ست و عشرين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 286

3798 التاجي «1»

(1072- 1114 ه-) محمد بن عبد الرحمن بن تاج الدين البعلي المعروف بالتاجي، الفقيه الحنفي، صاحب «الفتاوي التاجية».

ولد سنة اثنتين و سبعين و ألف.

و أخذ عن جماعة، منهم: والده، و إبراهيم الفتّال، و عبد الغني النابلسي، و عبد القادر التغلبي، و علاء الدين محمد الحصكفي، و إلياس الكردي، و أبي المواهب الحنبلي، و محمد الكاملي، و عبد الكريم الغزّي، و ياسين البقاعي، و محمد ابن عبد الرسول البرزنجي، و مراد البخاري، و غيرهم.

ثمّ درّس في الجامع الأموي، و ولي كتابة الفتوي لشهاب الدين العمادي.

ثمّ توجّه إلي بعلبك، و صار مفتيها و مدرّسها، و راحت ترد عليه الفتاوي و الأسئلة من جهات عديدة.

و ألّف الفتاوي التاجية المعروفة.

و عزم علي التوجّه إلي طرابلس، فأصيب برصاصة و هو يقرأ علي أولاده شيئا من البخاري و لم يعلم قاتله، و ذلك- سنة أربع عشرة و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 52، الأعلام 6/ 196، معجم المؤلفين 10/ 137.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 287

3799 ابن زكري «1»

(..- 1144 ه-) محمد بن عبد الرحمن بن زكري، أبو عبد اللّه الفاسي المغربي.

كان فقيها مالكيا، أديبا، مفسّرا.

أخذ عن: عبد القادر الفاسي، و أحمد بن العربي ابن الحاج، و ميارة الصغير، و أبي عبد اللّه محمد المسناوي، و غيرهم.

و درّس، فأخذ عنه محمد بن قاسم جسّوس و غيره.

له مؤلفات عديدة منها: تفسير سور: الإخلاص و الفاتحة و الكهف، و أجوبة علي إشكالات حول تفسير الفاتحة، شرح «النصيحة الكافية» لأحمد زرّوق، شرح «الحكم العطائية» في التصوّف، الإلمام و الإعلام في صلاة القطب ابن مشيش عبد السلام، حاشية علي «الجامع الصحيح» للبخاري (مطبوع)، المهمّات المفيدة في شرح «الفريدة» (مطبوع)، حاشية علي توضيح ابن هشام، و غير ذلك.

و

كانت وفاة ابن زكري في- سنة أربع و أربعين و مائة و ألف.

______________________________

(1) إيضاح المكنون 1/ 122، شجرة النور الزكية 335 برقم 1318، الأعلام 6/ 197، معجم المؤلفين 10/ 140، معجم المفسرين 2/ 800.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 288

3800 الغزّيّ «1»

(1096- 1167 ه-) محمد بن عبد الرحمن بن زين العابدين بن علي العامري، شمس الدين أبو المعالي الغزّي، الدمشقي، مفتي الشافعية بدمشق.

ولد بدمشق سنة ست و تسعين و ألف.

و درس علي والده و جماعة، منهم: خليل الدسوقي، و عثمان بن حمودة، و إلياس الكردي، و عثمان بن محمد الشمعة، و عبد القادر بن عمر التغلبي، و محمد بن إبراهيم العمادي، و عمّه عبد الكريم الغزّي، و أبو زوجته عبد الغني النابلسي، و عبد الرحيم الكابلي، و عبد الرحمن المجلّد.

و قرأ علي هؤلاء و غيرهم علوما و كتبا مختلفة، و لازم دروس أبي المواهب الحنبلي، فأذن له أبو المواهب بالإفتاء و التدريس.

و كان أديبا، عالما بتراجم الرجال.

درّس بالمدرسة الشامية البرانية و بالجامع الأموي، و تولّي إفتاء الشافعية بدمشق.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 53، هدية العارفين 2/ 329، إيضاح المكنون 1/ 489، 2/ 40، الأعلام 6/ 197، معجم المؤلفين 10/ 140، معجم المؤرخين الدمشقيين 354 برقم 185، أعلام الفكر في دمشق 308.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 289

و توفّي في- المحرّم سنة سبع و ستّين و مائة و ألف.

له ديوان الإسلام و هو معجم تراجم عام ذكر فيه العلماء و الملوك و غيرهم، لطائف المنّة في فوائد خدمة السنّة ترجم فيه لنفسه و أسرته و أجداده و شيوخه، تشنيف المسامع بتراجم رجال «جمع الجوامع»، و تذكرة أولي الألباب، و غير ذلك.

و له شعر، منه:

ضيّعت عزّ شبابي لم أنل أربا من

لذة العيش و الآمال تنعكس

ثمّ انحني غصن قدّي بعد ضيعته حتي كأنّي له في التّرب ألتمس

3801 البنّاني «1»

(..- 1163 ه-) محمد بن عبد السلام بن حمدون البنّاني النفزي، أبو عبد اللّه الفاسي.

كان فقيها مالكيا، عالما بالحديث، مشاركا في بعض العلوم.

أخذ عن: أحمد بن ناصر، و ابن زاكور، و بردلة، و عبد السلام جسّوس، و حسن اليوسي، و ميارة الصغير، و أبي سالم العياشي، و عبد الرحمن و محمد ابني عبد القادر الفاسي، و آخرين في المشرق كالخرشي، و محمد الطيب الفاسي، و عبد الباقي الزرقاني.

و درّس بفأس، و أفتي، و ترأّس، و أخذ عنه جماعة كثيرة كالتاودي، و محمد بن

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 327، إيضاح المكنون 2/ 52، شجرة النور الزكية 353 برقم 1408، الأعلام 6/ 205، معجم المؤلفين 10/ 168.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 290

عبد العزيز السجلماسي، و علي قصارة، و عبد القادر بوخريص، و الصعيدي، و أبي الحسن السقاط، و غيرهم.

له تآليف، منها: شرح «المنظومة اللامية» في علم القضاء لعلي بن قاسم الزقّاق، معاني الوفاء بمعاني «الاكتفاء» للكلاعي، لقط ندي الحياض في شرح «الشفاء» للقاضي عياض، شرح «منظومة» عبد الرحمن الفاسي في الأسطرلاب، الفتح الرّباني فيما ذهل عنه الزرقاني و هو حاشية علي «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، الأجوبة البنانية عن الأمثلة المصرية، و تكميل شرح «الحدود» في التعاريف الفقهية لمحمد بن محمد بن عرفة الورغمي.

و كانت وفاة البنّاني سنة ست و ثلاثين و مائة و ألف عن سنّ عالية.

3802 سراب «1»

(1040- 1124 ه-) محمد بن عبد الفتاح التنكابني الجيلاني، الأصفهاني، الفقيه الإمامي، الفيلسوف، الشهير بسراب.

ولد سنة أربعين و ألف.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 43، تتميم أمل الآمل 172 ضمن رقم 124، روضات الجنات 7/ 106 برقم 606، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 56، قصص العلماء 387، هدية العارفين 2/ 312، إيضاح المكنون

1/ 24، الفوائد الرضوية 550، أعيان الشيعة 9/ 381، ريحانة الأدب 3/ 5، الذريعة 6/ 296 برقم 1464 و 270 برقم 1469، طبقات أعلام الشيعة 6/ 671، معجم مؤلفي الشيعة 108، معجم المؤلفين 10/ 180.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 291

و تفقّه علي محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري (المتوفّي 1090 ه-).

و أخذ و روي عن: المدقّق محمد بن الحسن الشرواني، و علي بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني، و محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و محمد علي بن أحمد ابن الحسين الأسترآبادي (المتوفّي 1094 ه-).

و تخرّج في الفلسفة و الكلام علي رجب علي التبريزي الأصفهاني (المتوفّي 1080 ه-).

و مهر في الفقه و الأصولين و علم المناظرة و غيرها.

و اشتهر في حياة أستاذه السبزواري، و مثّله هو و محمد سعيد الرودسري في المؤتمر الذي عقده الوزير علي خان زنگنه للبتّ في حكم صلاة الجمعة.

و درّس، و عكف علي التأليف.

تتملذ عليه و روي عنه جماعة، منهم: ولداه محمد صادق و محمد رضا، و محمد شفيع الجيلاني اللاهيجاني، و محمد صادق بن محمد باقر الحسيني، و محمد باقر بن محمد حسين النيسابوري المكي.

و صنّف نحو ثلاثين مؤلّفا، منها: حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، حاشية علي «ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد» في الفقه لأستاذه السبزواري، حاشية علي «مدارك الأحكام» للسيد محمد ابن علي بن أبي الحسن العاملي، حاشية علي «معالم الأصول» للحسن بن الشهيد الثاني، أربع رسائل في وجوب الجمعة، رسالة في حكم رؤية الهلال قبل الزوال، حاشية علي «زبدة البيان في آيات الأحكام» للمحقّق الأردبيلي، رسالة في الإجماع، رسالة في حجّية الأخبار، سفينة النجاة في الكلام، ضياء القلوب بالفارسية

في الإمامة، و رسالة في إثبات الصانع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 292

توفّي بأصفهان في يوم الغدير- الثامن عشر من شهر ذي الحجّة سنة أربع و عشرين و مائة و ألف.

3803 الفاسي «1»

(1042- 1116 ه-) محمد بن عبد القادر بن علي بن يوسف، أبو عبد اللّه الفاسي.

كان فقيها مالكيا، مشاركا في العربية و التفسير و الحديث.

ولد سنة اثنتين و أربعين و ألف.

اشتغل أوّل أمره بعلوم العربية، ثمّ درس الحديث و التفسير، و أخذ عن:

والده، و اليوسي، و ابن عمّ أبيه محمد بن أحمد الفاسي، و ابن جلال.

و أجازه: عبد السلام اللقاني، و الخرشي، و البابلي، و إبراهيم الميموني، و غيرهم.

و درّس، و أمّ في زاوية أبيه، و أخذ عنه كثيرون، منهم: محمد المسناوي، و محمد بن قاسم جسّوس، و محمد بن عبد السلام البنّاني، و محمد و العربي ابنا الطيّب القادري، و أحمد بن الحاج، و العربي بردلة، و آخرون.

له: تحفة المخلصين في شرح «عدّة الحصن الحصين» لابن الجزري، تكميل المرام في شرح شواهد «الموضح» لابن هشام، المباحث الإنشائية في الجملة الخبرية و الإنشائية، شرح «ارجوزة» العربي الفاسي في مصطلح الحديث (مطبوع)، حاشية

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 309، إيضاح المكنون 1/ 257، شجرة النور الزكية 329 برقم 1286، الأعلام 6/ 212، معجم المؤلفين 10/ 182.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 293

علي «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، و شرح «نخبة الفكر» في مصطلح الحديث لابن حجر. و له تقاييد في علوم شتّي، و فتاوي.

توفّي- سنة ست عشرة و مائة و ألف.

3804 محمد الطّباطبائي «1»

(..- حدود 1155 ه-) محمد بن عبد الكريم بن مراد بن أسد اللّه الطباطبائي الحسني، الأصفهاني ثمّ البروجردي، الفقيه الإمامي المجتهد، جدّ فقيه الطائفة السيد محمد مهدي بحر العلوم (المتوفّي 1212 ه-).

ولد في أصفهان في أواخر القرن الحادي عشر.

و انتقل إلي بروجرد، فسكنها، و أصبح بها من المعروفين بسعة العلم، و كثرة الرواية، و التحقيق، و قد التقي به

السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري هناك كثيرا، و قال: تجارينا في كثير من المسائل الفقهية و غيرها، فرأيته بحرا فيّاضا.

و ارتحل المترجم إلي النجف الأشرف، فأقام به مدّة، مشتغلا بالتدريس و التأليف، ثمّ بارحه عائدا إلي بروجرد، فلما وصل كرمانشاه، عرض عليه أهلها الإقامة عندهم، فلبث هناك متصديا للتدريس و الوعظ و التأليف إلي أن توفّي في

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 175 برقم 51، الفوائد الرضوية 552، أعيان الشيعة 9/ 376، 381، طبقات أعلام الشيعة 6/ 645، الذريعة 11/ 193 برقم 1187 و 5/ 101 برقم 668 و 21/ 314 برقم 5246 و غيرها، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 1/ 229.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 294

عشر الستين بعد المائة و الألف «1»، و نقل جثمانه إلي بروجرد، فدفن فيها، و قبره مزور معروف.

و كان قد أجاز للسيد شبّر بن محمد بن ثنوان الحويزي ثمّ النجفي، و روي عنه محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني المعروف بالوحيد، و هو صهره علي ابنته.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: مفتاح أبواب الشريعة في شرح «مفاتيح أحكام الشيعة» للفيض الكاشاني، رسالة في أحكام الرضاع، رسالة في تحقيق الإسلام و الإيمان سماها تحفة الغري، أنجزها سنة (1126 ه-)، رسالة في دفع اعتراض الوحيد البهبهاني علي الشهيد الثاني في مسألة (تبعّض البضع)، رسالة في صوم يوم عاشوراء، رسالة في أنّ وقت الفجر هل هو من الليل أو من النهار، رسالة في الأمر و بيان مباحثه الأصولية، رسالة في شهادة النساء، رسالة في فضل مسجد الكوفة، شرح الزيارة الجامعة الكبيرة، رسالة في دفع شبهة ابن كمّونة، رسالة في إثبات عصمة الأئمّة عليهم السّلام، و رسالة في الجبر و

الاختيار.

3805 الخرشي «2»

(1010- 1101 ه-) محمد بن عبد اللّه، أبو عبد اللّه الخرشي «3» المصري، الفقيه المالكي.

______________________________

(1) و وهم من قال أنّه توفي سنة (1201 ه-)

(2): سلك الدرر 4/ 62، عجائب الآثار 1/ 113، هدية العارفين 2/ 302، إيضاح المكنون 2/ 182، شجرة النور الزكية 317 برقم 1234، الأعلام 6/ 240، معجم المؤلفين 9/ 278.

(3) و في بعض المصادر: الخراشي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 295

أخذ عن: والده، و البرهان إبراهيم اللقاني، و النور علي الأجهوري.

و تصدّر للتدريس بالجامع الأزهر و انتهت إليه مشيخة المالكية و رئاستهم بمصر، و أقبل عليه الطلبة.

أخذ عنه: علي النوري، و علي بن خليفة المساكني، و محمد بن عبد الباقي الزرقاني، و شمس الدين اللقاني، و أحمد الشبرخيتي، و أحمد الفيّومي، و أحمد الشرفي، و محمد النفراوي، و آخرون.

و ألّف مؤلفات عديدة، منها: الشرح الكبير علي «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، الشرح الصغير علي «المختصر» أيضا، منتهي الرغبة في حلّ ألفاظ «النخبة» لابن حجر، شرح «المقدمة السنوسية» في التوحيد، و الدرّة السنية في حلّ ألفاظ «الأجرومية» في النحو.

توفّي في- ذي الحجّة سنة إحدي و مائة و ألف.

3806 زيتونة «1»

(1081- 1138 ه-) محمد بن عبد اللّه زيتونة، الفقيه المفسّر، أبو عبد اللّه المنستيري ثمّ التونسي، أحد كبار المالكية.

ولد بمنستير «2»، و تلقّي بها مبادئ العلوم، و أصيب بفقد بصره في صغره.

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 312، شجرة النور الزكية 324 برقم 1267، الأعلام 6/ 132، معجم المؤلفين 10/ 215، تراجم المؤلفين التونسيين 2/ 437.

(2) موضع بين المهدية وسوسة بإفريقية. معجم البلدان 5/ 209.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 296

و ارتحل إلي القيروان، فمكث بها نحو ثلاثة أعوام، و أخذ عن: محمد عظّوم، و علي الغرياني، و أحمد

البرجيني.

ثمّ رحل إلي تونس، و أخذ بها عن: محمد الحجيّج الأندلسي، و محمد فتاتة، و سعيد الشريف، و عبد القادر الجبالي، و محمد الغماري، و محمد الغماد، و سعيد المحجوز، و غيرهم.

و مهر في عدة فنون.

و درّس بجامع الزيتونة و بغيره.

و ولي في سنة (1115 ه-) مشيخة المدرسة المرادية.

و كان قد حجّ في سنة (1114 ه-)، و مرّ بمصر، و اجتمع بعلماء مكة و الأزهر، ثمّ حجّ في سنة (1124 ه-)، و جاور بالمدينة، و أقرأ التفسير.

و عاد إلي تونس، و درّس بها، و ولي الخطابة بجامع باب البحر.

و قد أخذ عن المترجم و تخرّج به الكثير، منهم: محمد بن عمر سعادة المنستيري، و محمد حمودة الريكلي الأندلسي التونسي، و محمد بن عبد العزيز التونسي، و محمد بن محمد عزوز، و أحمد رزوق بن طراد، و قاسم المحجوب المساكني التونسي، و أبو عبد اللّه محمد الشحمي.

و ألف كتبا، منها: حاشية علي تفسير أبي السعود العمادي تسمي مطالع السعود و فتح الودود علي تفسير أبي السعود، حاشية علي «العقيدة الوسطي» للسنوسي، شرح «السلّم» في المنطق، شرح خطبة الشرح المختصر للتفتازاني علي «تلخيص المفتاح» في البلاغة، شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث.

و له منظومة في المنطق سماها الجامعة، و كتابة علي «الألفية» لابن مالك لم تكمل، و غير ذلك.

توفّي بتونس- سنة ثمان و ثلاثين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 297

3807 السّندي «1»

(..- 1138 ه-) محمد بن عبد الهادي، نور الدين أبو الحسن التتوي السندي ثمّ المدني.

كان فقيها حنفيا، عالما بالأصول و الحديث و التفسير.

ولد في قرية تته (من بلاد السند) و نشأ بها.

و ورد تستر، و أخذ بها عن عدّة من الشيوخ.

ثمّ ارتحل إلي المدينة،

و استوطنها، و درس بها علي: محمد البرزنجي، و إبراهيم الكوراني، و غيرهما.

و مهر في العلوم.

و درّس بالحرم، و اشتهر، و أخذ عنه محمد حياة السندي و غيره.

و ألّف تأليف، منها: حاشية علي «السنن» لابن ماجة (مطبوع)، حاشية علي «السنن» للنسائي (مطبوع)، فتح الودود بشرح «سنن» أبي داود، حاشية علي «الجامع الصحيح» للبخاري (مطبوع)، حاشية علي «فتح القدير للعاجز الفقير» في الفقه لمحمد بن عبد الواحد المعروف بابن الهمام لم تتم، حاشية علي «الآيات

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 66، إيضاح المكنون 1/ 140، 204، 595، هدية العارفين 2/ 318، معجم المطبوعات العربية 1/ 1056، الأعلام 6/ 253، معجم المؤلفين 10/ 262، معجم المفسرين 2/ 567.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 298

البينات» «1» في أصول الفقه لأحمد بن قاسم الصباغ العبّادي، حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، و حاشية علي «الزهراوين» لملّا علي بن سلطان محمد القاري.

توفّي بالمدينة في- شوال سنة ثمان و ثلاثين و مائة و ألف.

3808 محمد حيدر الموسوي «2»

(1071- 1139 ه-) محمد بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم الدين بن محمد الموسوي، العاملي أصلا، المكي موطنا، العالم الإمامي، المتفنن، المعروف بالسيد محمد حيدر.

ولد سنة إحدي و سبعين و ألف.

و روي عن: أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي- و هو في طبقته-، و محمد شفيع بن محمد علي الأسترآبادي.

و أقبل علي مطالعة كتب الشيعة و السنة، و تبحّر في أحاديث الفريقين، و حقّق في أقوال علماء المذاهب، و مهر في علوم العربية و الكلام و النجوم.

و حاز شهرة علمية و أدبية كبيرة، و اجتمع معه كبار العلماء كالسيد نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري، و أحمد بن إبراهيم الدرازي و تباحثوا معه و وصفوا.

______________________________

(1) و هو

شرح علي «جمع الجوامع» للسبكي.

(2): أمل الآمل 1/ 160 برقم 159، الإجازة الكبيرة للتستري 98، لؤلؤة البحرين 103 برقم 39، تكملة أمل الآمل 358 برقم 346، الفوائد الرضوية 567، أعيان الشيعة 10/ 11، الأعلام 6/ 296، الذريعة 4/ 449 برقم 2007، طبقات أعلام الشيعة 6/ 661، معجم رجال الحديث 16/ 51 برقم 10667، معجم المؤلفين 11/ 5.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 299

فضله و علمه.

و تتلمذ عليه و روي عنه جماعة، منهم: ولده الفقيه السيد رضي الدين (المتوفّي حدود 1160 ه-)، و المحدّث عبد اللّه بن صالح السماهيجي البحراني.

و صنّف كتبا في الفقه و الكلام و العربية و غيرها، منها: اقتباس علوم الدين من النبراس المبين في شرح آيات الأحكام قال عنه ابنه رضي الدين: لم يصنع مثله في سعة مباحثه المتنوعة من الأصولين و الفروع الفقهية، البسط السالك علي المدارك «1» و المسالك «2» في الفقه، شرح «مناسك الحجّ» للفاضل الهندي، تفسير قوله جلّ و علا: اجْعَلْنِي عَليٰ خَزٰائِنِ الْأَرْضِ، برهان الحق المتين في الإمامة، الحسام المطبوع في المعقول و المسموع في علم الكلام، رجل الطاوس إذا تبختر القاموس و هو حاشية عليه، تنبيه و سن العين في المفاخرة بين بني السبطين، كنز فرائد الأبيات للتمثل و المحاضرات، بغية الطالب في أحوال أبي طالب، مذاكرة ذي الراحة و العنا في المفاخرة بين الفقر و الغني، مطلع بدر التمام من قصيدتي أبي تمام، و ديوان شعر.

توفي بمكة المكرمة في- ثاني ذي الحجّة سنة تسع و ثلاثين و مائة و ألف.

و من شعره، قصيدة غزلية، مطلعها:

لو لا محيّاك الجميل المصون ما بتّ تجري من عيوني عيون

______________________________

(1) هو كتاب مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام للسيد محمد بن

علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي.

(2) هو كتاب مسالك الافهام في شرح شرائع الإسلام لزين الدين بن علي العاملي المعروف بالشهيد الثاني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 300

3809 الغرياني «1»

(..- 1195 ه-) محمد بن علي بن خليفة، أبو عبد اللّه الغرياني، الليبي الأصل ثمّ التونسي، الفقيه المالكي، الراوية.

قرأ بجربة علي إبراهيم الجمّني.

ثمّ قدم تونس، و أخذ عن: محمد زيتونة، و حمودة الريكلي، و منصور المنزلي.

و حجّ و مرّ بالقاهرة، و أخذ و روي عن جماعة، منهم: محمد بن سالم الحفناوي، و محمد البليدي، و أحمد الدمنهوري، و محمد العشماوي، و محمد بن عقيلة، و تاج الدين بن عبد المحسن بن سالم مفتي مكة، و سليمان المنصوري.

و مهر في عدة فنون.

و اقرأ بجامع الزيتونة الفقه و علوم اللغة و الفرائض و المنطق.

و تولّي التدريس بالمدرسة السليمانية.

أخذ عنه: ابنه أبو العباس أحمد، و محمد بن قاسم المحجوب، و علي البقلوطي، و علي الغراب، و أحمد العصفوري، و محمد بن صالح بن محمد الفلاني السوداني، و آخرون.

و ألّف رسالة في الخنثي المشكل، و حاشية علي شرح الجنبصي علي

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 349 برقم 1387، تراجم المؤلفين التونسيين 3/ 459 برقم 391.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 301

«التهذيب» في المنطق، و فيض الخلاق في الصلاة علي راكب البراق، و فهرست ذكر فيها إجازات مشايخه و التآليف التي رواها عنهم بسنده إلي مؤلّفيها.

توفّي بتونس في شوال سنة خمس و تسعين و مائة و ألف.

3810 النابلي «1»

(1067- بعد 1137 ه-) محمد بن علي داود، أبو عبد اللّه النابلي التونسي.

كان فقيها مالكيا، أديبا، صوفيا شاذلي الطريقة.

ولد بنابل سنة سبع و ستين و ألف، و قرأ علي والده القرآن و شيئا من الفقه.

و ارتحل إلي زاغوان و قرأ علي محمد الحجيّج الأندلسي.

ثمّ رحل إلي تونس، و أخذ عن مشايخ جامع الزيتونة كسعيد الشريف، و عبد القادر الجبالي، و محمد فتاتة، و محمد قويسم، و

محمد بن عبد اللّه السوسي، و محمد الغمّاد، و غيرهم.

و تمهّر في هذه العلوم.

و عاد إلي بلده، و تصدّي للتدريس، فأخذ عنه كثيرون.

ثمّ رحل إلي القاهرة، و اجتمع بعلماء الأزهر و علماء الحرمين.

و رجع فاتّخذ داره زاوية للتدريس و إفادة المريدين، ثمّ تصدّر بالجامع الكبير، و تخرّج به جماعة.

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 327 برقم 1276، معجم المؤلفين التونسيين 2/ 286 برقم 180.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 302

و توفّي بعد سنة سبع و ثلاثين و مائة و ألف.

له تخميس علي «البردة» و علي «المنفرجة»، و قصائد في المديح النبويّ.

3811 المقابي «1»

(..- حيا 1167 ه-) محمد بن علي بن عبد النبي بن محمد بن سليمان المقابي البحراني، الفقيه الإمامي، الأصولي، المحدّث.

تتلمذ علي عبد اللّه بن علي بن أحمد البلادي البحراني (المتوفّي 1148 ه-)، و قرأ عليه «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» للشهيد الثاني، و أصول «الكافي» للكليني.

و أخذ و روي عن ثلّة من العلماء، منهم: جدّه زين الدين، و الفقيه المعمّر الحسين بن محمد بن جعفر الماحوزي، و الحسين بن علي بن فلاح البحراني، و عبد اللّه بن صالح السماهيجي (المتوفّي: 1135 ه-)، و أحمد بن عبد اللّه بن الحسن البلادي (المتوفّي 1137 ه-).

و مهر في عدة فنون.

و حجّ في سنة (1150 ه-)، و اقتني جملة وافرة من كتب أهل السنة.

و ولي إمامة الجمعة و الجماعة بقريته مقابا، و انتهت إليه رئاسة البلاد في

______________________________

(1): لؤلؤة البحرين 89، أنوار البدرين 189، أعيان الشيعة 10/ 11، الذريعة 24/ 93 برقم 480، طبقات أعلام الشيعة 6/ 704، معجم مؤلفي الشيعة 61، معجم المؤلفين 11/ 24.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 303

الحسبة الشرعية.

تتلمذ عليه و روي عنه جماعة، منهم: ابنه علي و

قد قرأ عليه «تهذيب الأحكام» للطوسي و له منه إجازة، و عبد اللّه بن الحسين بن أحمد البربوري البحراني، و عبد علي بن أحمد بن إبراهيم العصفوري.

و صنّف كتبا، منها: شرح «وسائل الشيعة» للحرّ العاملي، مجمع الأحكام في معرفة مسائل الحلال و الحرام في ثلاث مجلدات، أنجز الثاني منها سنة (1167 ه-). «1» نخبة الأصول في أصول الفقه، صفوة الصافي و البرهان و نخبة البيضاوي و مجمع البيان «2»، الإمامة، و مشرق الأنوار الملكوتية في أصول الدين.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3812 الكاملي «3»

(1044- 1131 ه-) محمد بن علي بن محمد، شمس الدين الدمشقي المعروف بالكاملي.

كان فقيها شافعيا، محدّثا، واعظا.

ولد بدمشق سنة أربع و أربعين و ألف.

______________________________

(1) أعيان الشيعة.

(2) تفسير الصافي من تأليف محمد محسن الكاشاني المعروف بالفيض، و تفسير البرهان من تأليف السيد هاشم بن سليمان الكتكاني البحراني، و البيضاوي هو صاحب تفسير «أنوار التنزيل»، و تفسير مجمع البيان من تأليف الفضل بن الحسن الطبرسي.

(3): سلك الدرر 4/ 67، عجائب الآثار 1/ 135، الأعلام 6/ 295.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 304

و درس العلوم الشرعية علي: والده علي، و محمد البطنيني، و أحمد الداراني، و منصور المحلّي، و علي القبردي الصالحي، و محمد سعدي الغزّي.

و حضر دروس النجم الغزّي و عبد القادر الصفوري، و أجازه جماعة كسلطان المزّاحي، و علي الشبراملّسي، و إبراهيم الشبراخي، و محمد البابلي، و عبد العزيز الزمزمي.

و درّس «شرح المنهج» لزكريا، و وعظ، و حضره جمع غفير من الطلبة و الناس، و أقبلوا علي درسه و وعظه.

و كان مستحضرا للفقه و الحديث و التفسير.

روي عنه: أحمد بن علي بن عمر العدوي، و محمد بن أحمد الطرطوسي، و ابنه عبد السلام الكاملي، و غيرهم.

و توفّي

في- ذي القعدة سنة إحدي و ثلاثين و مائة و ألف.

له ثبت في روايته للحديث يسمّي بثبت الكاملي.

3813 النجّار «1»

(..- 1140 ه-) محمد بن علي النجّار التستري.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 178 برقم 53، أعيان الشيعة 10/ 9، ريحانة الأدب 8/ 247، الذريعة 4/ 249 برقم 1197، 15/ 305 برقم 1951، 18/ 17 برقم 461، 20/ 24 برقم 1775، طبقات أعلام الشيعة 6/ 706، معجم المؤلفين 11/ 66، نابغة فقه و حديث 301 برقم 26.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 305

كان عالما إماميا، مفسّرا، واعظا، متبحّرا في العلوم الشرعية لا سيما التجويد و التفسير.

أخذ عن العلّامة نعمة اللّه الجزائري كثيرا، ثمّ سافر إلي أصفهان و مشهد الإمام الرضا عليه السّلام بخراسان، و أخذ عن عبد الرحيم الجامي و غيره.

و برع، و أقام الجمعة و الجماعة بتستر، و كتب بخطّه كتبا كثيرة.

و صنّف تفسيره الكبير المعروف بمجمع التفاسير، و دوّن حواشي أستاذه الجزائري علي القرآن المعروفة ب- «عقود المرجان»، و جمع متن «الإستبصار» و «التهذيب» مع شرح أستاذه الجزائري لهما.

كما صنّف رسالة في سير الملوك بالفارسية.

و كان راسخا في أمور الدين، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر.

أخذ عنه السيد عبد اللّه الجزائري التستري، و استفاد منه كثيرا.

و كانت وفاته في- سنة أربعين و مائة و ألف.

3814 الكفيري «1»

(1043- 1130 ه-) محمد بن عمر بن عبد القادر بن محمد الكفيري الدمشقي.

كان فقيها حنفيا، محدّثا، عالما بالأدب و فنونه.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 41، هدية العارفين 2/ 314، إيضاح المكنون 1/ 86، الأعلام 6/ 317، معجم المؤلفين 11/ 85.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 306

ولد بدمشق سنة ثلاث و أربعين و ألف.

و أخذ عن مشايخ كثيرين، منهم: عثمان القطّان، و عبد الغني النابلسي، و إسماعيل الحائك، و أبي المواهب الحنبلي، و يحيي الشاوي، و أحمد النخلي، و علي الشبلي، و حسن بن حسن

الشرنبلالي، و خير الدين الرملي، و زين العابدين الصدّيقي، و رمضان العطيفي.

و مهر، و ألّف كتبا و رسائل، منها: شرح «الجامع الصحيح» للبخاري، حاشية علي «الأشباه و النظائر» في فقه الحنفية سماها كشف الأسرار أكمل بها حاشية أستاذه الحائك، الدرّة البهيّة علي مقدمة «الاجرومية»، غرر النجوم في نظم ألفاظ ابن آجروم، بغية المستفيد في أحكام التجويد، المنتخب المختار في أحكام «المختار»، و ثبت سماه إضاءة النور اللامع فيما اتصل من أحاديث النبي الشافع، و غير ذلك.

توفّي في- جمادي الثانية سنة ثلاثين و مائة و ألف.

و من شعره، قوله مشطّرا:

المرء محتاج إلي خمسة يرقي بها في الناس أوج الكمال

فجدّ في تحصيلها إنّه ما حازها إلّا فحول الرجال

الصبر و الصمت و ترك الأسي أكرم بها في حسنها من خصال

فهي ثلاث شبه درّ غدت و عفّة النفس و صدق المقال

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 307

3815 محمد سعادة «1»

(1088- 1171 ه-) محمد بن عمر سعادة المنستيري الأصل أبو عبد اللّه التونسي، القاضي المالكي المفتي، الأديب.

ولد بتونس سنة ثمان و ثمانين و ألف.

و قرأ علي علماء جامع الزيتونة: محمد زيتونة، و محمد الحجيّج الأندلسي، و سعيد الشريف، و سعيد المحجوز، و محمد فتاتة، و غيرهم.

ثمّ رحل إلي مصر، فجاور بالأزهر مدّة سبع سنوات، درس فيها الفقه و فنون العربية و المنطق و الحديث علي مشايخ الأزهر: منصور المنوفي، و علي الطولوني، و النّفراوي، و البشبيشي، و محمد الزرقاني، و إبراهيم الفيّومي.

و أراد الرجوع إلي تونس، فغرقت السفينة، و اضطر للإقامة بالإسكندرية فدرّس بها، ثمّ رحل إلي استانبول، و نزل عند قاضي العسكر عارف أفندي و لقي حفاوة و تكريما من أهلها، و درّس بها أيضا.

و رجع إلي تونس، و درّس بجامع الزيتونة،

و انضمّ إلي حاشية علي باشا حين دخوله إلي تونس، فقلّده منصب نائب قاضي تونس، ثمّ قلّده القضاء، ثمّ عزله.

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 346 برقم 1370، تراجم المؤلفين التونسيين 3/ 29 برقم 237.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 308

أخذ عن المترجم جماعة، منهم: علي الغراب، و أحمد زروق، و محمد الورغي.

و صنّف كتبا، منها: تحفة المعتبر من كلّ حاج و معتمر، و هو نظم لمناسك الحج، تنوير المسالك في شرح نهج المسالك إلي ألفية ابن مالك، و هو حاشية علي شرح الأشموني للألفية، و قرّة العين بنشر فضائل الملك حسين الممجّد و نجله الأمير ابن الأمير سيدي محمد.

و توفّي- سنة إحدي و سبعين و مائة و ألف.

3816 ابن زاكور «1»

(حدود 1075- 1120 ه-) محمد بن قاسم بن محمد بن عبد الواحد، أبو عبد اللّه ابن زاكور الفاسي.

كان فقيها مالكيا، من أدباء فاس المشهورين.

أخذ عن: عبد القادر الفاسي، و ابن الحاج، و اليوسي، و محمد بن عبد المؤمن الجزائري، و عبد السلام القادري، و سعيد قدورة، و بردلة، و غيرهم.

و أخذ عنه محمد بن عبد السلام البنّاني، و غيره.

و صنّف كتبا كثيرة، منها: المعرب المبين بما تضمّنه الأنيس المطرب و روضة النسرين (مطبوع)، حاشية علي «الجزرية» في القراءات، عنوان النفاسة في شرح «ديوان الحماسة» لأبي تمام، معراج الوصول في شرح «الورقات» لأبي المعالي

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 310، إيضاح المكنون 1/ 71 و 2/ 238، شجرة النور الزكية 330 برقم 1293، الأعلام 7/ 7، معجم المؤلفين 11/ 145.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 309

الجويني، نشر أزهار البستان فيمن أجازني بالجزائر و تطوان (مطبوع)، تفريج الكرب في شرح لامية العرب (مطبوع)، الدرّة المكنوزة في تذييل «الأرجوزة» - يعني أرجوزة ابن سينا في

الطبّ-، فهرست، شرح علي «بديعية» صفي الدين الحلّي، و ديوان شعر سماه الروض الأريض في بديع التوشيح و منتقي القريض (مطبوع)، و غير ذلك.

توفّي في- المحرّم سنة عشرين و مائة و ألف عن نحو خمس و أربعين سنة.

3817 جسّوس «1»

(1089- 1182 ه-) محمد بن قاسم بن محمد جسّوس، أبو عبد اللّه الفاسي.

كان فقيها مالكيا، محدّثا، صوفيا.

ولد سنة تسع و ثمانين و ألف.

و أخذ عن: عمّه عبد السلام جسّوس، و محمد بن عبد القادر و ولده الطيّب الفاسيّين، و العربي بردلة، و ابن زكري، و محمد ميارة الصغير، و أبي الحسن الحرشي، و أبي عبد اللّه بن عبد السلام البنّاني، و غير هؤلاء.

و درّس، فأخذ عنه: محمد بن محمد الطالب التاودي، و عبد الرحمن الحائك، و غيرهما.

______________________________

(1): إيضاح المكنون 2/ 54، شجرة النور الزكية 355 برقم 1421، الأعلام 7/ 8، معجم المؤلفين 11/ 146.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 310

و صنّف كتبا منها: شرح علي «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، و هو في تسعة أجزاء، شرح علي «الرسالة» لابن أبي زيد القيرواني، شرحان علي «الحكم العطائية» في التصوّف، شرح «شمائل النبي» الترمذي (مطبوع)، و شرح توحيد «المرشد المعين» لعبد الواحد بن أحمد بن عاشر (مطبوع).

توفّي- سنة اثنتين و ثمانين و مائة و ألف.

3818 الماحوزي «1»

(حدود 1025- حدود 1105 ه-) محمد بن ماجد بن مسعود الدّونجي «2» الماحوزي ثمّ البلادي البحراني.

كان فقيها مجتهدا، شاعرا، منشئا، من أعيان العلماء.

ولد في حدود سنة خمس و عشرين و ألف.

و روي عن: علي بن نصر اللّه الليثي الجزائري، و محمد باقر بن محمد تقي المجلسي.

و سكن قرية البلاد القديم، و تولّي بها الأمور الحسبية، و إمامة الجماعة و تارة الجمعة. و تصدّي للتدريس في أحد المساجد، فكان يحضر عنده جمع كبير من طلاب العلم.

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 295 برقم 890، هدية العارفين 2/ 305، أنوار البدرين 132 برقم 62، أعيان الشيعة 10/ 44، مستدرك أعيان الشيعة 2/ 281، الذريعة 11/ 206 برقم

1241 و 297 برقم 1784، طبقات أعلام الشيعة 6/ 700، معجم رجال الحديث 17/ 180 برقم 11653، معجم المؤلفين 11/ 167، علماء البحرين 190 برقم 85.

(2) نسبة إلي الدّونج: من قري الماحوز بالبحرين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 311

و اشتهر، حتي انتهت إليه رئاسة الإمامية في البحرين.

تتلمذ عليه جماعة، منهم: محمد بن يوسف بن علي بن كنبار النعيمي، و علي ابن الحسن بن يوسف البلادي، و سليمان بن عبد اللّه بن علي الماحوزي و صاهره علي ابنته.

و صنّف رسائل، منها: الرسالة الصومية، و الروضة الصفوية في فقه الصلاة اليومية.

توفّي في حدود سنة خمس و مائة و ألف، و رثاه تلميذه سليمان بقصيدة.

3819 الخليلي «1»

(..- 1147 ه-) محمد بن محمد بن شرف الدين، شمس الدين الخليلي ثمّ المقدسي.

كان فقيها شافعيا، أصوليا، صوفيا قادريّ المشرب.

ولد ببلدة الخليل، و أخذ أوّلا عن حسين الغزالي، و شمس الدين القيسي، ثمّ رحل بإشارة من شيخه الغزالي إلي مصر، فأخذ و روي عن: شمس الدين محمد بن قاسم البقري، و محمد بن داود العناني، و أحمد ابن البنا الدمياطي.

و رجع فسكن بيت المقدس، و درّس بها العلوم العقلية و النقلية.

و أفتي و وعظ و أقبل عليه الناس.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 94، فهرس الفهارس 1/ 375 برقم 171، الأعلام 7/ 66، معجم المؤلفين 11/ 222.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 312

روي عنه: أحمد بن أحمد ابن المؤقت المقدسي، و شمس الدين محمد بن حسن المنير، و أحمد بن محمد الورزازي، و آخرون.

و ألّف عدة رسائل، منها: فخر الأبرار في بعض ما في اسم محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلم من الأسرار.

و له الفتاوي الخليلية في مجلّدين، و ثبت من بضع ورقات.

و كانت وفاته-

سنة سبع و أربعين و مائة و ألف.

3820 محمد الشافعي «1»

(1105-- 1180 ه-) محمد بن محمد بن محمد بن القاضي الشريف المساكني الأصل، الباجي ثمّ التونسي، المعروف بالشافعي.

كان فقيها مالكيا، أصوليا، لغويا، أديبا، شاعرا.

ولد بباجة سنة خمس و مائة و ألف.

و نشأ بتونس حين هاجر أبوه إليها، فحفظ القرآن، ثمّ درس بجامع الزيتونة علي: عبد القادر الجبالي العيسي، و حمودة الرصاع الأنصاري، و محمد الخضراوي، و محمد زيتونة، و محمد الصفار.

و علي شيخه زيتونة قرأ التفسير و «الموطّأ» رواية و دراية و مختصر خليل و رسالة ابن أبي زيد، و لازم دروسه، و ترك دروس الآخرين.

ثمّ تولّي قضاء المحلّة، و اختصّ بالأمير حسين بن علي باي، ثمّ فرّ مع

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 2/ 166 (التتمة)، تراجم المؤلفين التونسيين 4/ 52 برقم 430.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 313

عائلة الأمين المذكور حينما تغلّب علي باشا علي تونس، و كتب في غربته أشعارا كثيرة، و رجعوا بعد ذلك حينما انقضت دولة علي باشا.

له إبداء النكات من خبايا المحرّكات، و هو شرح بجزءين ضخمين علي قصيدة محمد الرشيد باي المسماة بمحرّكات السواكن إلي أشرف الأماكن، اعتني فيه بفنون العربية.

توفّي- سنة ثمانين و مائة و ألف.

3821 البليدي «1»

(1096- 1176 ه-) محمد بن محمد بن محمد الحسني، المغربي الأصل، الشهير بالبليدي، نزيل القاهرة.

كان فقيها مالكيا، محدّثا، عالما بالتفسير و القراءات.

ولد سنة ست و تسعين و ألف.

و أخذ عن: أحمد النّفراوي، و سليمان الشبرخيتي، و أحمد بن محمد الدمياطي، و منصور المنوفي، و محمد بن عبد الباقي الزرقاني، و محمد بن القاسم بن إسماعيل البقري، و الهشتوكي، و عبد ربّه بن أحمد الديوي، و غيرهم.

و درّس التفسير في الجامع الأزهر، و لازم إقراء الفقه و كتب الحديث بالمشهد

______________________________

(1) سلك الدرر 4/ 110، إيضاح

المكنون 1/ 139، 316، شجرة النور الزكية 339 برقم 1339، الأعلام 7/ 68، معجم المؤلفين 11/ 275.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 314

الحسيني، و حضر درسه كبار علماء الأزهر و الشام، و اشتهر ذكره.

أخذ عنه: عبد الوهاب العفيفي، و الصعيدي، و أحمد بن محمد الدردير، و علي بن عبد الصادق، و محمد بن علي بن خليفة الغرياني، و خليل بن محمد المغربي المصري، و عدّة.

له حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، و حاشية علي «شرح الألفية» في النحو للأشموني، و رسالة في المقولات العشر، و تكليل الدرر علي خطبة «المختصر» في فقه المالكية، و غير ذلك.

توفّي بالقاهرة في- رمضان سنة ست و سبعين و مائة و ألف.

3822 السّندروسي «1»

(.- 1177 ه-) محمد بن محمد بن محمد «2» الحسيني، الطرابلسي المعروف بالسندروسي، الفقيه الحنفي، الخطيب.

درس علي الخليلي، و تفقّه في مسائل مذهبه، ثمّ ولي إفتاء الحنفية في طرابلس الشام، و عزل بعد مدّة يسيرة، و طلب منصب نيابة حكم الشرع، فكان ذلك سببا لإحراق داره و ابتلائه.

و للمترجم مؤلفات، منها: الكشف الإلهي عن شديد الضعف و الموضوع

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 24، 113، هدية العارفين 2/ 335، إيضاح المكنون 2/ 57، 179، 357، الأعلام 7/ 68، معجم المؤلفين 11/ 247.

(2) في بعض المصادر: علي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 315

و الواهي في الحديث، الشموس المضيّة في ذكر أصحاب خير البرية، و الفجر المنير في ذكر أسماء أهل بدر ذوي المقام الخطير.

توفّي- سنة سبع و سبعين و مائة و ألف.

3823 الخادمي «1»

(1113- 1176 ه-) محمد بن محمد بن مصطفي بن عثمان، أبو سعيد الخادمي القونوي.

كان فقيها، أصوليا، مفسّرا، من علماء الحنفية.

قدم جدّه عثمان من بلخ، و توطّن بلدة «خادم» من توابع قونية.

و ولد المترجم سنة ثلاث عشرة و مائة و ألف.

و قرأ علي أبيه و غيره.

ثم درّس، و اشتهر بدرس ألقاه في مسجد أيا صوفية بالقسطنطينية، فسّر فيه «سورة الفاتحة».

و صنّف بعد ذلك كتبا و رسائل كثيرة، منها: مجمع الحقائق (مطبوع) في أصول الفقه، و شرحه منافع الدقائق (مطبوع)، حاشية علي «درر الحكّام» لملا خسرو في فقه الحنفية، البريقة المحمودية في شرح «الطريقة المحمّدية» في التصوف للبركلي (مطبوع)، العرائس و النفائس في المنطق، كلمة التوحيد عند الكلاميين

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 333، معجم المطبوعات العربية 1/ 808، الأعلام 7/ 68، معجم المؤلفين 11/ 213، معجم المفسرين 2/ 620.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 316

و الصوفية، شرح «الرسالة الولدية» للغزالي، رسالة

في تفسير قل اللّهمّ مالك الملك، رسالة في تفسير «البسملة»، و رسالة في تفسير إنّ بعض الظّنّ إثم، و غير ذلك.

3824 محمد الحلبي «1»

(..- 1104 ه-) محمد بن محمد الحلبي ثمّ القسطنطيني، الفقيه الحنفي.

ولد بحلب، و درس علي علمائها مقدمات العلوم.

و ارتحل إلي مصر، و أخذ عن علماء الأزهر علوما أخري.

ثمّ سافر إلي القسطنطينية، و ألّف رسالة و بعثها إلي شيخ الإسلام البهائي، فصار بسببها من المدرّسين هناك، و ظلّ يتنقّل بين المدارس حتي أعطي قضاء أدرنة، فظهرت عليه الشكايات، و عزل عن القضاء.

ثمّ فوّض إليه قضاء القسطنطينية، و غيرها و توفّي في- المحرّم سنة أربع و مائة و ألف.

له تأليف علي «شرح ملتقي الأبحر» في فقه الحنفية، و شرح علي «الطريقة المحمّدية» للبركوي في التصوّف، و شرح علي «الآداب الشرعية لمصالح الرعيّة» لابن مفلح، و عناية العناية في الكلام.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 108، إيضاح المكنون 1/ 3، الأعلام 7/ 65، إعلام النبلاء 6/ 389 برقم 1011، معجم المؤلفين 11/ 212.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 317

3825 كمال الدين الفسوي «1»

(..- 1134 ه-) محمد بن معين الدين محمد، كمال الدين الفسوي، الأصفهاني، المشهور بميرزا كمالا.

كان فقيها، مفسرا، أديبا، متكلما، من علماء الإمامية.

تتلمذ علي محمد مسيح بن إسماعيل الفسوي، و غيره.

و أحاط بالعلوم العقلية و النقلية، و نظم الشعر.

و برع في حلّ معضلات المسائل و غوامضها.

و صنّف، و درّس التفسير و العربية و غيرهما، و امتاز بحسن التحرير و التقرير.

تتلمذ عليه و أخذ عنه جماعة، منهم: محمد بن محمد زمان الكاشاني، و محمد رضي بن محمد مسيح الطبيب، و محمد علي بن أبي طالب الحزين، و القاضي محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد الخوزاني (المتوفّي 1160 ه-) و قال في وصفه:

العلّامة الجليل الورع المحقّق الفقيه المفسّر الأديب المتكلم. أروي عنه مؤلفاته الأدبية مناولة.

و للمترجم مؤلفات عديدة، منها: حاشية علي أصول «المعالم» للحسن بن

______________________________

(1):

تذكرة المعاصرين 123، الفيض القدسي 252، الكني و الألقاب 3/ 227، ريحانة الأدب 6/ 63، الذريعة 3/ 170، 14/ 12، 17/ 227، طبقات أعلام الشيعة 6/ 618.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 318

الشهيد الثاني، العجالة في شرح «الشافية» في الصرف لابن الحاجب، القيود الوافية علي «الشافية» المذكورة، شرح قصيدة دعبل التائية، شرح قصيدة الحميري العينيّة، شرح شواهد «المطول» للتفتازاني، رسالة، في ردّ شبهات الكاتب القزويني، و بياض الكمالي في مباحث متفرقة أكثرها فوائد رجالية و تاريخية.

توفّي أثناء محاصرة أصفهان، و ذلك في- سنة أربع و ثلاثين و مائة و ألف.

3826 بهاء الدين المختاري «1»

(حدود 1080- 1133 ه-) محمد بن محمد باقر بن محمد بن عبد الرضا الحسيني المختاري، بهاء الدين النائيني، و الأصفهاني، أحد أعيان الإمامية.

ولد بأصفهان في حدود سنة ثمانين و ألف.

و لازم محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و قرأ عليه سنين طويلة و سمع منه شطرا وافيا من العلوم الدينية، و قرأ أيضا علي بهاء الدين محمد بن الحسن الأصفهاني المعروف بالفاضل الهندي، و حصل منهما و من محمد بن الحسن الحرّ العاملي علي إجازات.

و كان من كبار الفقهاء محدثا، متكلّما، حكيما، أديبا.

______________________________

(1): روضات الجنات 7/ 121 برقم 610، هدية العارفين 2/ 316، إيضاح المكنون 1/ 615، الفوائد الرضوية 601، هدية الأحباب 109، أعيان الشيعة 9/ 404، ريحانة الأدب 1/ 290، الذريعة 13/ 124 برقم 400، طبقات أعلام الشيعة 6/ 107، تراجم الرجال 2/ 548، معجم المؤلفين 11/ 196، تلامذة العلّامة المجلسي 70 برقم 99، إجازات الحديث 135.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 319

صنّف في فنون شتي كتبا و رسائل جمّة، منها: شرح «بداية الهداية» في الفقه لأستاذه الحرّ العاملي، حواش علي «حاشية المختصر النافع» في الفقه

للمحقّق علي الكركي، حاشية علي أصول «المعالم» للحسن بن الشهيد الثاني، حاشية علي «زبدة البيان في أحكام القرآن» للمقدّس أحمد الأردبيلي، مقاليد القصود في صيغ العقود، عمدة الناظر في عقدة الناذر، أحكام الأموات، قبالۀ قبله بالفارسية، ثلاث رسائل في الفرائض، رسالة في قاعدة اليد و كشفها عن الملك، أمان الإيمان من أخطار الأذهان، لسان الميزان في المنطق، حاشية علي «الأشباه و النظائر» للسيوطي، زواهر الجواهر في نوادر الزواجر في الأدب، حدائق العارف في طرائق المعارف في الكلام، الفوائد البهية في شرح «الفوائد الصمدية» في النحو لبهاء الدين العاملي، شرح الزيارة الجامعة الكبيرة، حثيث الفلجة في شرح حديث الفرجة، شرح «خلاصة الحساب» لبهاء الدين العاملي، نظام اللآلي في الأيام و الليالي، و تلخيص «الشافي» في الإمامة للشريف المرتضي سماه ارتشاف الشافي.

و له نظم كثير بالعربية و الفارسية.

توفّي بأصفهان- سنة ثلاث و ثلاثين و مائة و ألف. «1».

______________________________

(1) هدية العارفين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 320

3827 صدر الدين الرضوي «1»

(حدود 1090 ه- قبل 1160 ه-) محمد بن محمد باقر بن محمد علي بن محمد مهدي الحسيني الرضوي، السيد صدر الدين الأصفهاني ثمّ القمي ثمّ النجفي، أحد محقّقي الإمامية، و مراجع الدين.

تتلمذ في أوّل أمره في المعقول و العلوم الأدبية و نبذ من الفقه و الأصول في أصفهان علي: جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري، و القاضي جعفر بن عبد اللّه الكمرئي الأصفهاني، و غيرهما.

و ارتحل إلي قم للإرشاد و التدريس، فلما نشبت فتنة الأفغان انتقل منها إلي همدان موطن أخيه إبراهيم ثمّ إلي النجف الأشرف، فسكنها، و أخذ بها عن جماعة، منهم: الشريف أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي، و أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي.

و تبحّر في الفقه و

الأصول، و أحاط علما بسائر الفنون.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 98، روضات الجنات 4/ 122 برقم 357، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 153، الفوائد الرضوية 213، الكني و الألقاب 2/ 414، هدية الأحباب 187، سفينة البحار 5/ 62، أعيان الشيعة 7/ 386، ريحانة الأدب 3/ 430، الذريعة 14/ 166 برقم 2029 و 15/ 183 برقم 1220 و غير ذلك، طبقات أعلام الشيعة 6/ 382، فرهنگ بزرگان 247، معجم المؤلفين 5/ 18.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 321

و تصدي للتدريس و التأليف، و عظم موقعه في النفوس، و قصده الوافدون لزيارة مرقد أمير المؤمنين عليه السّلام، للتبرّك بلقائه و استفتائه في المسائل.

و تتلمذ عليه الفقيه الشهير محمد باقر المعروف بالوحيد البهبهاني و غيره.

و روي عنه: أخوه السيد إبراهيم، و السيد شبّر بن محمد بن ثنوان المشعشعي، و السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري إجازة، و قال في حقّه: هو أفضل من رأيتهم بالعراق، و أعمّهم نفعا، و أجمعهم للمعقول و المنقول.

و قد صنف المترجم كتبا و رسائل، منها: شرح «الوافية» في أصول الفقه لعبد اللّه التوني، كتاب في الطهارات استقصي فيه المسائل، حاشية علي «مختلف الشيعة إلي أحكام الشريعة» للعلّامة الحلي، منتهي المرام في صلاة القصر و الإتمام، البرهان المتين في النبوّة، الدرة البيضاء في البداء، رسالة في المعراج الجسماني، و رسالة في حديث الثقلين.

و له مقالات، منها: مقالة في تفسير و إنّي لغفّار لمن تاب، و أخري في تفسير إنّ في خلق السّموات و الأرض و مقالة في ترتيب التسبيحات الأربع و وجه اختلاف تسبيح الزهراء عليها السّلام بعد الصلاة و قبل النوم.

توفّي- بالنجف الأشرف في عشر الستين بعد المائة و الألف عن خمس و ستين

عاما.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 322

3828 البرغاني «1»

(..- 1200 ه-) محمد بن محمد تقي بن محمد جعفر بن محمد كاظم الطالقاني القزويني، الفقيه الإمامي، الشهير بالملائكة «2»، نزيل برغان.

أخذ الفقه و الأصول عن: والده محمد تقي (المتوفّي 1161 ه-)، و السيد نصر اللّه بن الحسين الفائزي الحائري.

و تخرّج في الحكمة و الكلام علي إسماعيل بن محمد حسين الخاجوئي (المتوفّي 1173 ه-).

ثمّ درّس في كربلاء.

و ارتحل إلي قزوين، فاستوطنها، و حاز الرئاسة بها.

ثمّ تأجّجت الخلافات بينه و بين أتباعه من جهة و بين الأخباريين من جهة أخري، و حدثت بلبلة في تلك البلدة، انتهت إلي تدخل السلطات التي حكمت بإبعاد المترجم إلي برغان (قصبة وسط مدينة كرج التابعة لطهران). «3»

و كان قد ناظر يوسف البحراني صاحب «الحدائق الناضرة» بمحضر علماء

______________________________

(1): طبقات أعلام الشيعة 6/ 705، مستدركات أعيان الشيعة 2/ 286.

(2) اشتهر بذلك لشدة ورعه.

(3) انظر لغت نامه 3/ 3976.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 323

الفريقين، و يقال إنّه أفحمه، و أدي هذا النقاش إلي عدول البحراني، عن رأيه و أصبح من العلماء الأخباريين المعتدلين.

و عمد المترجم إلي إقامة صلاة الجمعة في المسجد الجامع ببرغان، و ازداد إقبال الناس علي أداء هذه الفريضة، ممّا حدا به إلي تجديد و توسيع المسجد حتي أصبح من الأبنية الضخمة.

توفّي المترجم في برغان- سنة مائتين و ألف، و قبره بها مزار معروف.

و ترك مؤلفات، منها: تحفة الأبرار في تفسير القرآن في مجلدين كبيرين، و كتاب الدرة الثمينة في الإمامة.

3829 محمّد المشهدي «1»

(..- بعد 1107 ه-) محمد بن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي الأصل، المشهدي السنابادي، المفسّر الإمامي.

ولد في مشهد خراسان.

و درس علي علماء عصره.

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 272 برقم 796، الفيض القدسي 197، روضات الجنات 7/ 110 برقم

607، إيضاح المكنون 2/ 385، هدية العارفين 2/ 304، الفوائد الرضوية 618، أعيان الشيعة 9/ 407، ريحانة الأدب 5/ 320، الذريعة 15/ 107، برقم 717، 18/ 153 برقم 1163، طبقات أعلام الشيعة 6/ 673، معجم المؤلفين 11/ 217، معجم المفسرين 2/ 629، معجم مؤلفي الشيعة 325، تلامذة العلّامة المجلسي 71.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 324

و أجاز له محمد باقر بن محمد تقي المجلسي في سنة (1107 ه-).

و تبحّر في التفسير، و صنّف فيه كتابا سمّاه كنز الدقائق و بحر الغرائب «1» (مطبوع) قال المحدّث النوري: إنّه من أحسن التفاسير و أجمعها و أتمّها، و هو أنفع من «الصافي» «2» و تفسير «نور الثقلين» «3».

و كان المترجم فقيها، محدثا، أديبا.

له تصانيف، منها: الصيد و الذبائح و هو كتاب استدلالي كبير. التحفة الحسينية بالفارسية في آداب الصلاة و نوافلها و أحكام الأموات و أعمال السنة، حاشية علي «الكشاف» للزمخشري، حاشية علي حاشية بهاء الدين العاملي علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، شرح الصحيفة السجادية، سلّم درجات الجنة و هو أربعون حديثا، أرجوزة في المعاني و البيان سمّاها انجاح المطالب في الفوز بالمآرب (مطبوعة) أنجزها سنة (1074 ه-)، شرح منظومة «الترصيف في علم التصريف» لعبد الرحمن بن عيسي بن مرشد الحنفي، شرح الزيارة الرجبية، و ستۀ ضرورية في الإمامة بالفارسية.

______________________________

(1) و قد قرظة كلّ من محمد باقر المجلسي، و جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري، و أثنيا علي الكتاب و مؤلّفه ثناء بليغا. راجع أعيان الشيعة.

(2) لمحمد محسن الكاشاني، المعروف بالفيض.

(3) لعبد علي بن جمعة العروسي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 325

3830 محمد بن محمد زمان «1»

(..- بعد 1172 ه-) ابن الحسين بن محمد رضا بن حسام الدين الكاشاني، الأصفهاني، أحد أعلام الإمامية.

ولد في كاشان.

و

سكن في أصفهان.

و تتلمذ علي: السيد محمد حسين بن محمد صالح الحسيني الخاتون آبادي، فقرأ عليه كثيرا من العلوم العقلية و النقلية، و محمد طاهر بن مقصود علي الأصفهاني، و قرأ عليه جملة من كتب الفقه و الحديث، و عبد اللّه بن عبد الرحيم الجيلاني، و كمال الدين محمد بن معين الدين محمد الفسوي، و محمد شفيع بن فرج الجيلاني، و غيرهم.

و أجازه شيوخه المذكورون، كما أجازه آخرون، منهم: الحسين بن محمد الماحوزي البحراني، و محمد قاسم بن محمد رضا الهزار جريبي الطبرسي، و السيد محمد باقر بن علاء الدين محمد گلستانه، و محمد رفيع بن فرج الجيلاني ثمّ المشهدي

______________________________

(1): روضات الجنات 7/ 124 برقم 612، الفوائد الرضوية 619، أعيان الشيعة 9/ 414، طبقات أعلام الشيعة 6/ 690، الذريعة 7/ 37 برقم 187 و 20/ 262 برقم 2884 و 24/ 386 برقم 2077، تراجم الرجال 2/ 556 برقم 1038.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 326

في سنة (1148 ه-)، و محمد رحيم بن محمد جعفر بن محمد باقر السبزواري ثمّ الأصفهاني، و محمد رفيع الطهراني الأصفهاني، و القاضي محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد الخوزاني في سنة (1139 ه-)، و أجاز له هو أيضا فإجازتهما مدبّجة، و غيرهم.

و مهر في الفقه و الأصول و العربية، و توغّل في الفلسفة الإلهية و العلوم العقلية، و المسائل الرياضية و الفلكية.

و اشتهر بأصفهان، و بجلّه كبار العلماء.

أجاز لجماعة، منهم: السيد علي نقي البهبهاني في سنة (1172 ه-)، و محمد باقر الهزار جريبي، و محمد مهدي النراقي، و السيد عبد الكريم المرعشي التستري، و غيرهم.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: الحق الصراح فيما لا بدّ منه في إيجاب النكاح، قال صاحب «روضات

الجنات» إنّها مشحونة بالتحقيقات، نور الهدي في مسألة الزكاة، الاثنا عشرية في القبلة بالفارسية، مرآة الأزمان في الزمان الموهوم، و هداية المسترشدين و تخطئة المتكلفين.

توفّي- بعد سنة اثنتين و سبعين و مائة و ألف، و دفن في النجف الأشرف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 327

3831 صدر الدين القزويني «1»

(..- حيا 1103 ه-) محمد بن محمد صادق الحسيني، السيد صدر الدين القزويني، الفقيه الإمامي.

تلمذ علي رضي الدين محمد «2» بن الحسن القزويني (المتوفّي 1096 ه-).

و مهر في الفقه، و صنّف فيه و في غيره من الفنون كتبا و رسائل، منها:

رسالة في دفع الاعتراض علي ركنية السجدة، رسالة في صلاة الجمعة، رسالة في نقد كلام خليل القزويني فيمن ترك أخا لأمّ و ابن أخ لأب و أمّ، حاشية علي «شرح عدة الأصول» في أصول الفقه لخليل القزويني، حواش و تعليقات علي «لسان الخواص» في ذكر معاني الألفاظ الاصطلاحية للعلماء لأستاذه رضي الدين، شرح «تشريح الأفلاك» لبهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي، و صرف الصرف و لب اللباب في علم الصرف، ألّفه لولده علي و لسائر الطلبة.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه ألّف رسالته في نقد كلام خليل المذكورة في سنة ثلاث و مائة و ألف.

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 302 برقم 909، رياض العلماء 5/ 172، الذريعة 8/ 226 برقم 369 و 24/ 277 برقم 1433 و 15/ 41 برقم 255، طبقات أعلام الشيعة 6/ 381.

(2) مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 328

3832 الخاتون آبادي «1»

(..- 1148 ه-) محمد بن محمد صالح بن عبد الواسع بن محمد صالح الحسيني، الخاتون آبادي، العالم الإمامي، المتكلّم، المحقّق، المعروف بالشهيد.

تتلمذ علي الفقيه الكبير جمال الدين محمد بن الحسين بن جمال الدين الخوانساري، و تباحث معه كثيرا.

و مهر في العلوم لا سيما علم الكلام.

و ارتفع شأنه، و اختاره السلطان طهماسب الثاني «2» (ملا باشي) «3» له.

و لقيه السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري بنيسابور، و جرت بينهما مباحثات، و قال في حقّ الشهيد: رأيته في

غاية التحقيق و الإنصاف.

و للمترجم تصانيف، منها: حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، تعرّض فيها لأكثر ما ذكره المحشّون.

توفّي شهيدا بأذربيجان- سنة ثمان و أربعين و مائة و ألف.

______________________________

(1) الإجازة الكبيرة للتستري: 180 برقم 55، أعيان الشيعة 9/ 412، الذريعة 6/ 97 برقم 517، طبقات أعلام الشيعة 6/ 664، شهداء الفضيلة 235.

(2) الذي حكم من سنة (1135- 1144 ه-).

(3) أي رئيس العلماء، و قد تمّ التعريف بهذا اللقب في ترجمة علي أكبر الطالقاني (المتوفّي 1160 ه-) المار ذكرها.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 329

و كان والده محمد صالح الآتية ترجمته من العلماء الفقهاء، و نستقرب جدا أن يكون ابنه هذا قد أخذ عنه، و لكن كتب التراجم التي بين أيدينا خلت عن ذكر ذلك.

3833 التافلاتي «1»

(..- 1191 ه-) محمد بن محمد الطيّب المغربي، مفتي الحنفية بالقدس.

ولد بالمغرب، و حفظ القرآن و بعض الكتب، و قرأ علي والده، و محمد السعدي.

ثمّ رحل إلي طرابلس الغرب، و منها إلي مصر، فدرس بالأزهر، و أخذ عن:

محمد بن سالم الحفني، و محمد البليدي، و أحمد الجوهري، و محمد العمادي، و عبد الرحمن اللطفي، و أحمد الدمنهوري، و علي العروسي، و عمر الطحلاوي، و غيرهم.

و بعد سنتين و ثمانية أشهر سافر لزيارة والدته، فأسره الفرنج، و حملوه إلي مالطة، و ناظر علماء النصاري، و نجا بعد سنتين، ثمّ توجّه إلي مصر.

و رحل إلي الحجاز و اليمن و البحرين و البصرة و دمشق و بلاد الروم و استقرّ في القدس، و ولي بها إفتاء الحنفية.

و توفّي في- ذي القعدة سنة إحدي و تسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 102، إيضاح المكنون 1/ 231، هدية العارفين

2/ 341، الأعلام 7/ 69، معجم المؤلفين 11/ 227، معجم المفسرين 2/ 630.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 330

له تصانيف تناهز الثمانين ما بين منظوم و منثور، و رسائل في فنون مختلفة.

منها: غاية الإرشاد في أحاديث البلاد، النفخ المعنوي في المولد النبوي، المعراج، القهوة و الدخان، الصلح بين المجتهدين، الدرّ الأغلي بشرح الدور الأعلي، أسرار البسملة، و ديوان شعر.

3834 علم الهدي «1»

(1039- 1115 ه-) محمد بن محمد محسن بن المرتضي بن محمود، أبو الخير الكاشاني، الملقب بعلم الهدي «2»، الفقيه الإمامي، المحدّث، صاحب التصانيف.

ولد في غرة شهر ربيع الأوّل سنة تسع و ثلاثين و ألف.

و تتلمذ علي والده محمد محسن المعروف بالفيض (المتوفّي 1091 ه-) و أخذ و روي عنه و عن لفيف من العلماء، منهم: عمّه عبد الغفور، و عبد اللّه بن محمد تقي المجلسي، و محمد مهدي البيدگلي الكاشاني، و محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري، و السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري، و محمد بن الحسن الحرّ العاملي، و السيد علي النواب بن الحسين الحسيني المرعشي.

______________________________

(1): روضات الجنات 6/ 80 ضمن رقم 565، أعيان الشيعة 10/ 46، ريحانة الأدب 4/ 190، الذريعة 1/ 228 برقم 1195 و 21/ 176 برقم 4495، طبقات أعلام الشيعة 6/ 488، مصفي المقال 266، فرهنگ بزرگان 570، مؤلفين كتب چاپي عربي و فارسي 5/ 713.

(2) ترجم له مفصّلا السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في مقدمة كتاب «معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة» لصاحب الترجمة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 331

و حجّ، و زار مشاهد الأئمّة عليهم السّلام في العراق، و سافر إلي قم و أصفهان و مشهد و شيراز و مازندران، و كان في أكثر أسفاره مصاحبا لوالده أو لأولاده و

معه جمع من الطلاب، مشتغلا في أثناء ذلك بالتأليف و التصنيف و الأبحاث العلمية.

و عقد المترجم مجالس الوعظ، و اعتني بالحديث كثيرا، و تصدي لتدريس الكتب المؤلّفة فيه لا سيما كتاب «الوافي» لوالده، كما درّس كتبا في الأدب و اللغة و الأدعية و غيرها.

و أقبل عليه الطلبة، فأخذ و روي عنه ثلّة، منهم: أولاده: جمال الدين إسحاق، و نصير الدين سليمان، و قوام الدين محمد، و صفي الدين أحمد، و ابنته فاطمة المكناة بأمّ سلمة، و السيد أحمد الحسيني الراوندي، و محمد حسين الغفّاري الكاشاني، و السيد محمد معصوم بن محمد مؤمن الحسيني، و محمد شفيع بن محمد مقيم الكاشاني، و السيد قطب الدين خليل بن ركن الدين مسعود الحسيني، و جعفر بن محمد باقر الكاشاني، و محمد الكاشاني البيدگلي، و محمد رفيع بن محمد رضا الكاشاني، و السيد زين العابدين الحسيني الكاشاني الكلهري، و جمال الدين محمد القمي.

و صنّف ما يربو علي ستين مؤلّفا، منها: شرح «مفاتيح الشرائع» في الفقه لوالده الفيض، حاشية علي «مفاتيح الشرائع» سمّاها مفتاح المفاتيح، تعليقة علي «مدارك الأحكام» للسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي، رسالة في إرث الزوجة غير ذات الولد من الضياع و العقار، رسالة في بطلان العول و التعصيب، دليل الحاج في المناسك بالفارسية، اللآلي المنثورة من الأخبار المأثورة، معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة عليهم السّلام (مطبوع)، تعليقة علي مقدمات «الوافي» لوالده، حاشية علي «الكافي» للكليني، مرقاة الجنان إلي روضات الجنان في أعمال السنة و هو تلخيص لكتابه الكبير عروة الإخبات فيما يقال عند الأحوال و الأوقات، نضد

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 332

الإيضاح (مطبوع) في ترتيب «إيضاح الاشتباه» في الرجال للعلّامة الحلي، تعليقة علي «خلاصة

الأقوال في علم الرجال» للعلّامة الحلّي، عبرت نگار بالفارسية في المواعظ، بهجة المهج في الصلاة علي الحجج، شرح علي «نهج البلاغة» لم يتم، شرح علي «مقامات» الحريري، سرور صدور العارفين الأولياء في الإرشاد إلي كيفية إبلاغ التحية و الثناء، كتاب في الخطب التي أنشأها في الجمعات، و الأعياد و مجالس الوعظ، مجموعة المواليد و الوفيات و السوانح العمرية، ديوان شعر بالعربية، و ديوان شعر بالفارسية.

توفّي- سنة خمس عشرة و مائة و ألف.

3835 قوام الدين القزويني «1»

(..- نحو 1150 ه-) محمد بن محمد مهدي الحسيني السيفي، السيد قوام الدين القزويني، الفقيه الإمامي، الأديب، صاحب الأراجيز الكثيرة.

أقام في أصفهان مدة.

و تتلمذ علي القاضي جعفر «2» بن عبد اللّه الكمرئي الأصفهاني، و اختصّ به.

و أخذ شطرا من العلوم و المعارف الدينية عن محمد باقر بن محمد تقي

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 165، الفوائد الرضوية 621، الكني و الألقاب 3/ 90، أعيان الشيعة 9/ 412 و 10/ 74، ريحانة الأدب 4/ 492، الذريعة 3/ 462، برقم 1688 و 24/ 213 برقم 1106 و 230 برقم 1179، طبقات أعلام الشيعة 6/ 603.

(2) المتوفّي (1115 ه-)، و قد مرّت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 333

المجلسي، و حصل منه علي إجازة تاريخها سنة (1107 ه-).

و أجاز له السيد علي خان بن نظام الدين أحمد المدني بأصفهان، و أثني عليه كثيرا، ثمّ ذكره في كتابه «سلافة العصر».

و مهر في علوم العربية و غيرها، و نظم في شتي الفنون كثيرا من المتون.

تتلمذ عليه: محسن بن محمد طاهر النحوي القزويني، و عبد النبي «1» بن محمد تقي القزويني.

و صحبة محمد علي بن أبي طالب الحزين برهة في أصفهان ثمّ في قزوين، و قال في حقّه: كان من أفاضل الدهر

و نبلاء العصر في علوم العربية و الفقه و الحديث، جليلا قدره..

و للمترجم مؤلفات، منها: التحفة القوامية «2» في نظم «اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الأوّل، نظم «زبدة الأصول» في أصول الفقه لبهاء الدين محمد بن الحسين العاملي، نظم «مختصر الأصول» لابن الحاجب، الصافية في نظم «الكافية» في النحو لابن الحاجب، الوافية في نظم «الشافية» في التصريف لابن الحاجب، نظم «الشاطبية» في القراءات، نظم «خلاصة الحساب» لبهاء الدين العاملي، حاشية علي «الشفاء» لابن سينا، رسالة في العروض، أرجوزة في الطب، و أرجوزة في الأخلاق، و غير ذلك.

و له شعر كثير بالعربية و الفارسية و التركية، و مكاتبات و مراسلات مع العلماء و الأدباء مثل السيد علي خان المدني، و السيد نصر اللّه الحائري المدرس، و السيد

______________________________

(1) قال في «تتميم أمل الآمل» ص 92 عند ترجمة محمد جعفر الكمرئي: و لأستاذنا ميرزا قوام الدين محمد القزويني رحمه اللّه فيه مرثية قد أجاد فيها.

(2) طبعت علي بعض نسخ شرح اللمعة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 334

نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري التستري.

توفّي في نحو سنة خمسين و مائة و ألف، و كان السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري قد اجتمع به بقزوين في عشر الخمسين بعد المائة و الألف، و قال: إنّه راسلني بعد ما فارقته بمنظومة جيدة و أجبته مثلها، و توفّي بعد ذلك بزمان يسير.

و من شعر السيد قوام الدين، قصيدة في ذكر وقائع يوم الطفّ، أوّلها:

خليليّ شقّا الجيب بالحسرات و قوما بإسعادي علي الزفرات

فإنّي تذكّرت الحسين و صحبه فبات لهم قلبي علي جمرات

3836 دده أفندي «1»

(..- 1146 ه-) محمد بن مصطفي بن حبيب، زين الدين أبو المكارم الأرض رومي الملقّب بدده «2» أفندي.

دخل دار السلطنة

العثمانية القسطنطينية، و لازم فيض اللّه المفتي، فولي قضاءها و تفوق و اشتهر و أقبلت عليه الدنيا بتوسّط المفتي المذكور لأنّه كان مسموع الكلمة عند الدولة.

______________________________

(1): سلك الدرر 1/ 66، هدية العارفين 2/ 321، إيضاح المكنون 2/ 454، معجم المطبوعات العربية 1/ 611، ريحانة الأدب 2/ 215، الأعلام 7/ 100، معجم المؤلفين 12/ 26 و 9/ 298.

(2) و هي كلمة تركية بمعني: الأب.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 335

و حينما توفي المفتي نفي المترجم بالأمر السلطاني إلي بلدة بروسا، و أقام بها إلي أن توفّي- سنة ست و أربعين و مائة و ألف.

و قد صنّف كتبا و رسائل، منها: السياسة و الأحكام، رسالة في الفقه الحنفي، المدحة الكبري (مطبوعة)، الوسيلة العظمي (مطبوعة) و هما رسالتان في فضائل النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم شرح رسالة «القياس» في المنطق (مطبوع)، و الوصف المحمود في مناقب الآباء و الجدود.

3837 اللّبدي «1»

(1140- 1191 ه-) محمد بن مصطفي بن عبد الحقّ، مصلح الدين أبو الهدي اللّبدي النابلسي الأصل، الدمشقي.

كان فقيها حنبليا، عارفا بالفرائض و الحساب و العربية.

ولد بدمشق سنة أربعين و مائة و ألف.

و قرأ القرآن علي محمد بن عبد الرحمن المكتبي.

و تفقّه علي أحمد بن عبد اللّه البعلي الدمشقي.

و أخذ سائر العلوم عن: علي بن صادق الداغستاني، و عبد الرحمن بن جعفر الأزرملي، و أسعد بن عبد الرحمن السليمي المجلد.

و مهر في عدّة فنون.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 112، النعت الأكمل 316، مختصر طبقات الحنابلة 146.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 336

و درّس بالجامع الأموي، فأخذ عنه جماعة، منهم إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم النجدي الدمشقي.

و ولي إفتاء الحنابلة بدمشق بعد وفاة شيخه البعلي (سنة 1189 ه-)، و لم تطل

مدّته.

توفّي في- ذي القعدة سنة إحدي و تسعين و مائة و ألف.

3838 ابن كنبار النعيمي «1»

(..- 1130 ه-) محمد بن يوسف بن علي بن كنبار الضبيري النعيمي أصلا، البلادي البحراني، الفقيه الإمامي، الزاهد، الشاعر.

ولد في قرية البلاد بالبحرين، و نشأ بها.

تتلمذ علي الفقيه محمد بن ماجد بن مسعود الماحوزي إلي أن توفي في حدود سنة (1105 ه-)، ثمّ لازم الفقيه سليمان بن عبد اللّه بن علي الماحوزي حتي مات في- سنة (1121 ه-)، و روي عنهما، و عن: محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري التستري.

و قرأ أكثر الفنون حتي برع.

______________________________

(1): لؤلؤة البحرين 109 برقم 41، الفيض القدسي 186، أنوار البدرين 180 برقم 81، الفوائد الرضوية 659، طبقات أعلام الشيعة 6/ 709- 710، شهداء الفضيلة 247، تلامذة العلّامة المجلسي 74 برقم 104.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 337

و تصدي لإمامة الجماعة، و للتدريس و الإفادة.

و كان ساعيا في حوائج المؤمنين، شديد الإنكار للمنكر.

روي عنه: المحدّث عبد اللّه بن صالح السماهيجي البحراني (المتوفّي 1135 ه-)، و ناصر بن محمد الجارودي.

و صنف كتابا في مقتل أمير المؤمنين عليه السّلام، و آخر في مقتل أبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام، و ديوان شعر في المراثي.

و كان قد سكن القطيف مدّة، ثمّ عاد إلي البحرين لقلة ذات يده، فاتّفق نجوم فتنة الخوارج فيها، فرجع إلي القطيف بعد أن أصيب بجروح بالغة، أودت بحياته بعد أيّام من إقامته فيها، و ذلك في- شهر ذي القعدة سنة ثلاثين و مائة و ألف.

3839 الإسبيري «1»

(1133- 1194 ه-) محمد بن يوسف بن يعقوب بن علي الغزالي، الحلبي، الشهير بالإسبيري، مفتي حلب.

ولد بعينتاب سنة ثلاث و ثلاثين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 120، هدية العارفين 2/ 342، إيضاح المكنون 1/ 169، إعلام

النبلاء 7/ 101 برقم 1128، الأعلام 7/ 156، معجم المؤلفين 12/ 141، معجم المفسرين 2/ 658.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 338

و قرأ القرآن و الصرف و النحو و المنطق علي: مصطفي أفندي ابن خال والده، و إلياس المرعشي، و عبد الرحمن الخاكي.

ثمّ سافر إلي كليس، فقرأ علي علي أفندي و شيخي زاده و محمد أفندي الأنطاكي و أخذ عن مشايخ كثيرين غيرهم في البلاد، و دخل إسلامبول و دار بينه و بين نفير حبر الروم مباحثات، و رجع إلي حلب فاستوطنها.

و درّس بالمدرسة الرضائية، ثمّ ولي إفتاء حلب، و التدريس بالمدرستين الشعبانية و الكلتاوية.

و أخذ عنه كثيرون، منهم: محمد المقيّد، و إبراهيم المكتبي، و السيد عمر، و يوسف النابلسي، و محمد صادق بن صالح البانقوسي.

و صنف كتبا، منها: الفوائد الإسبيرية و هو شرح علي ايساغوجي في المنطق، حاشية علي «شرح المنظومة المحبية» لعبد الغني النابلسي تسمي بالخلاصتين، المستغني في شرح مغني الأصول لم يكمله، بدائع الأفكار في شرح أوائل كتاب المنار في الأصول، تحفة الناسك فيما هو الأهم من المناسك بالتركية.

و له رسائل: في «مسألة الجزء الاختياري»، و في عصمة الأنبياء، و في بيان معني كلمة التوحيد، و تعليقات علي تفسير البيضاوي، و تلخيص «الفتاوي الخيرية»، و غير ذلك.

توفّي في- شوال سنة أربع و تسعين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 339

3840 الحجيّج «1»

(1050- 1108 ه-) محمد الحجيّج الأندلسي الأصل، التونسي، الفقيه المالكي، المحدّث، المتكلّم.

ولد سنة خمسين و ألف.

و أخذ عن جماعة من العلماء، منهم: علي النعاس التاجوري، و عاشور التاجوري، و علي الأندلسي، و علي الغمّاد، و إبراهيم الجمل الصفاقسي، و أبو بكر البكري.

و رحل إلي الحجّ، فمكث سبع سنوات متنقّلا بين القاهرة

و مكة و المدينة، و لقي علماء الأزهر، فقرأ مختصر خليل علي محمد الخرشي، و سمع صحيح البخاري علي علي الشبراملّسي.

و رجع فدرّس بجامع الزيتونة، و ولي خطابته، و أخذ عنه جماعة، منهم محمد زيتونة.

و توفّي في- ذي الحجّة سنة ثمان و مائة و ألف.

له حاشيتان علي «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، و شرح علي «الأربعون حديثا» للنووي، و حاشية علي «العقيدة الوسطي» و «العقيدة الكبري» كلاهما

______________________________

(1): شجرة النور الزكية 319 برقم 1245، تراجم المؤلفين التونسيين 2/ 102 برقم 118.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 340

للسنوسي، و اختصار تفسير ابن عادل، و كتاب في الطب، و غير ذلك.

3841 الشحمي «1»

(..- بعد 1190 ه-) محمد الشحمي، أبو عبد اللّه التونسي.

كان فقيه المالكية بتونس و مفتيهم، من كبار العلماء في العقليات.

درس علي الشيخ محمد زيتونة و آخرين، و درّس فأخذ عنه: حمودة بن عبد العزيز و ذكره في تاريخه الباشي و أثني عليه، و محمد السقاء القاضي بسوسة، و حسن الشريف.

روي أنّ لطف اللّه العجمي الأزميرلي ورد تونس سنة ثمان و سبعين، و وقع بينه و بين المترجم محاورة علمية، اعترف فيها بفضل و علم الشحمي.

له اختصار «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني، و رسالة الأصفياء في تحقيق حياة الأنبياء، و شرح «موشح» ابن سهل، و فهرست في أسماء شيوخه و مرويّاته.

و كانت وفاته- بعد التسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): إيضاح المكنون 1/ 558، شجرة النور الزكية 349 برقم 1385، تراجم المؤلفين التونسيين 3/ 148.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 341

3842 الخوزاني «1»

(..- 1160 ه-) محمد إبراهيم «2» بن غياث الدين محمد بن محمد رفيع بن محمد شفيع الأصفهاني الخوزاني «3»، الحويزاوي الأصل، القاضي.

ولد في أصفهان.

و أخذ و روي عن: علي نقي بن محمد تقي الخباز، و محمد نصير الگلپايگاني، و محيي الدين بن الحسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف الجامعي العاملي، و كمال الدين محمد بن معين الدين محمد الفسوي، و محمد جعفر الكشميري، و محمد شفيع الجيلاني اللاهيجي، و محمد إسماعيل بن محمد أمين الخاتون آبادي، و محمد حسين بن محمد صالح الخاتون آبادي الأصفهاني، و محمد قاسم بن محمد رضا الهزار جريبي الأصفهاني، و غيرهم.

و زار مشهد الرضا عليه السّلام، و قرأ هناك علي: الفقيه نظام الدين الحسين بن محمد

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 57 برقم 7، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 63، الفوائد الرضوية 9، أعيان الشيعة 2/ 203،

133، طبقات أعلام الشيعة 6/ 8، الذريعة 8/ 147 برقم 571 و 11/ 138 برقم 857، شهداء الفضيلة 231، معجم المؤلفين 1/ 77، مع موسوعات رجال الشيعة 2/ 39.

(2) كذا ورد اسمه في إجازته لمحمد بن محمد زمان الكاشاني، و لكن المصادر التي بين أيدينا ذكرته بعنوان إبراهيم، فالظاهر انّه اشتهر بذلك.

(3) نسبة إلي خوزان: من توابع أصفهان.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 342

إسماعيل الخادم الخراساني، و أخيه أبي البركات، و ابنه محمد بن نظام الدين الحسين.

و ارتحل إلي العراق، و قرأ علي: أبو الحسن الشريف العاملي الفتوني، و محمد رضا الشيرازي، و أحمد الجزائري.

و مهر في الفقه و الأصول و الحكمة، و امتاز بدقة النظر، و عمق الفكر.

ولي قضاء أصفهان، ثمّ جعله السلطان نادر شاه قاضي عسكره.

و قد أجاز لجماعة، منهم: السيد نصر اللّه بن الحسين الحسيني الحائري المدرس، و محمد بن محمد زمان الكاشاني الأصفهاني، و محمد باقر بن محمد باقر الهزار جريبي النجفي.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: تفسير كبير، رسالة في شرعية تلقين ميت الأطفال، رسالة في مسألتي لزوم الخروج عن الماء في الغسل الارتماسي و وجوب صب الماء علي الأعضاء الثلاثة في الترتيبي، و رسالة في تفسير آية و إذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا، رسالة في تحريم الغناء، رسالة في أنّ الدراهم و الدنانير مثليان أو قيميّان، و شرح علي «نهج البلاغة».

توفّي مقتولا- سنة ستين و مائة و ألف، قتله نادر شاه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 343

3843 محمد إبراهيم بن محمد معصوم «1»

(..- 1149 ه-) ابن فصيح بن أولياء الحسيني، التبريزي الأصل، القزويني، الفقيه الإمامي.

قرأ علي أبيه محمد معصوم (المتوفّي 1092 ه-)، و علي: جمال الدين محمد بن الحسين بن جمال الدين الخوانساري، و

القاضي جعفر بن عبد اللّه الكمرئي الأصفهاني. و روي عن محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. «2»

و صرف جلّ عمره في تحصيل العلوم، و في اقتناء الكتب و نسخها و تصحيحها و تدريسها و تدوين الحواشي عليها.

و تعمّق في جميع العلوم، و صار من أعيان علماء قزوين.

أخذ عنه: ولده محمد مهدي، و قطب الدين محمد الذهبي الحسيني الشيرازي، و عبد النبي القزويني و أثني عليه كثيرا.

و ألّف تآليف في فنون العلم، منها: تحصيل الاطمينان في شرح «زبدة البيان»

______________________________

(1): تتميم أمل: الآمل 52 برقم 4، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 50 برقم 1، أعيان الشيعة 2/ 227، 199، 250 التعليقة للسيد المرعشي، ريحانة الأدب 4/ 448، طبقات أعلام الشيعة 6/ 15، الذريعة 3/ 396، برقم 1423، تراجم الرجال 2/ 580 برقم 1082.

(2) و عدّ صاحب «أعيان الشيعة» من مشايخ المترجم: محمد باقر بن محمد باقر الهزار جريبي، و محمد مهدي الفتوني العاملي، و يوسف البحراني، و غيرهم، و جميع هؤلاء متأخرون عن صاحب الترجمة، بل هم في طبقة تلامذته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 344

في آيات الأحكام للمقدّس أحمد الأردبيلي، أجوبة مسائل فقهية و عقلية، تعليقات علي «مدارك الأحكام» للسيد محمد بن أبي الحسن العاملي، تعليقات علي «مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام» للشهيد الثاني، تعليقات علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، رسالة في تحقيق البداء، رسالة في تحقيق العلم الإلهي، شرح بعض أدعية الصحيفة السجادية الكاملة، سلاح المؤمن في الدعاء و الأحراز، مقامات كمقامات الحريري، و قصيدة عارض بها قصيدة «الفوز و الأمان في مدح صاحب الزمان» لبهاء الدين العاملي.

و له تعليقات علي كتب الحديث و الرجال، و مجاميع تتضمن رسائل من

العلوم و أشعارا و فوائد.

توفّي- سنة تسع و أربعين و مائة و ألف.

3844 إبراهيم المشهدي «1»

(..- 1148 ه-) محمد إبراهيم بن محمد نصير الخاتون آبادي ثمّ المشهدي الخراساني، المعروف بآقا إبراهيم. «2»

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 55 برقم 5، أعيان الشيعة 2/ 227، طبقات أعلام الشيعة 6/ 22، الذريعة 2/ 197 برقم 755 و 16/ 349 برقم 1627، و 17/ 194 برقم 1030، معجم المؤلفين 1/ 112، تراجم الرجال 2/ 581 برقم 1084.

(2) أقمنا الترجمة بناء علي اتحاد آقا إبراهيم المشهدي مع محمد إبراهيم بن محمد نصير المدرّس بمشهد خراسان. يذكر أنّ العلّامة الطهراني استظهر اتحادهما.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 345

أخذ عن علماء عصره.

و برع في الفقه و الكلام و الحكمة.

و صار من فحول علماء الإمامية.

و كان شاعرا أديبا، جيد الإنشاء بالفارسية، ذا حافظة قوية. و درّس في الروضة الرضوية المشرّفة بمشهد خراسان، و ولي منصب شيخ الإسلام فيه.

تتلمذ عليه عبد النبي القزويني و أثني عليه كثيرا، و عبد الصمد بن الشريف عبد الباقي الكشميري.

و صنّف كتاب القواعد و الفوائد الحكمية و الكلامية (مخطوط)، شرع فيه بكرمانشاه و أتمّه في سنة (1166 ه-) بهمدان في طريقه إلي أصفهان، من غير رجوع إلي كتاب إلّا ما نقله من أحاديث في بحث الإمامة.

و له أيضا: رسالة في صلاة الجمعة ألّفها سنة (1120 ه-)، وسيلة النجاة ألّفه سنة (1112 ه-)، و الفوائد العلية في شرح أصول العقائد الإسلامية (مخطوط) بالفارسية و المتن له أيضا.

توفّي- سنة ثمان و أربعين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 346

3845 محمد أكمل البهبهاني «1»

(..- حيا حدود 1130 ه-) محمد أكمل «2» بن محمد صالح بن أحمد بن محمد الأصفهاني، البهبهاني، والد الفقيه الإمامي العلم محمد باقر «3» المعروف بالوحيد البهبهاني.

درس علي جماعة من علماء عصره و روي عنهم، و من هؤلاء:

محمد بن الحسن الشرواني (المتوفّي 1098 أو 1099 ه-)، و القاضي جعفر بن عبد اللّه الحويزي الكمرئي (المتوفّي 1115 ه-)، و محمد شفيع بن محمد علي بن أحمد الأسترآبادي.

و أجاز له خال والد زوجته العلّامة محمد باقر المجلسي.

و من المظنون أنّه يروي عن جمال الدين محمد بن الحسين بن جمال الدين الخوانساري.

و تقدّم في عدّة فنون.

و انتقل إلي بهبهان.

______________________________

(1): الفوائد الرضوية 397 و 404 (في ضمن ترجمة ولده)، الذريعة 13/ 74 برقم 243، طبقات أعلام الشيعة 6/ 74.

(2) و سمّاه القزويني عند ترجمة ولده محمد باقر البهبهاني: أكمل الدين محمد. تتميم أمل الآمل 74 برقم 27.

(3) المولود (1118 ه-) و المتوفّي (1206 ه-)، و ستأتي ترجمته في الجزء الثالث عشر بإذن اللّه تعالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 347

تتلمذ عليه ولده محمد باقر ردحا من الزمن، و أثني عليه كثيرا، و قال في وصفه: الماهر المحقّق المدقق.. أستاذ الأساتيذ الفضلاء و شيخ المشايخ العظماء الفقهاء.

و للمترجم شرح علي كتاب «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة الحلي.

و لم نقف علي تاريخ وفاته.

3846 محمد أمين الكاظمي «1»

(..-..)

محمد أمين بن محمد علي بن فرج اللّه الكاظمي، صاحب «المشتركات».

كان فقيها إماميا جليلا، متبحّرا في علم الرجال و الأسانيد.

تتلمذ علي فخر الدين محمد بن علي الطريحي (979- 1085 ه-)، و شرح كتابه «جامع المقال فيما يتعلّق بالحديث و الرجال»، و ذلك في سنة (1079 ه-).

و ألّف الكتاب الشهير «هداية المحدّثين إلي طريق المحمّدين»، و هو تتمّة لكتاب شيخه الطريحي مع إضافة رواة كثيرين يميّزون الراوي عن غيره المشترك معه في الاسم أو الكنية أو اللّقب، و مع التنبيه إلي ما وقع من السهو أو الزيادة أو

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 246، رياض العلماء 5/ 37،

روضات الجنات 1/ 138 (ضمن ترجمة محمد أمين الأسترآبادي)، الذريعة 25/ 190، طبقات أعلام الشيعة 6/ 81، الأعلام 6/ 41، معجم المؤلفين 6/ 41.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 348

النقصان أو التغيير في الاسم، في الكتب الأربعة للمحمّدين الثلاثة: (الصدوق و الطوسي و الكليني)، و هو كتاب معتمد مشهور عند الرجاليين.

أخذ عنه محمد حسين بن محمد علي التبريزي، و حصل منه علي إجازة كتبها المترجم له بخطّه علي ظهر نسخة من «هداية المحدّثين» تاريخها سنة (1091 ه-).

و للمترجم أيضا كتاب ذكر فيه صحّة و ضعف الطرق التي ذكرها الصدوق في كتابه «من لا يحضره الفقيه» علي حسب اصطلاح المتأخرين، قال السيد محسن الأمين: عندنا منه نسخة ملحقة ب- «هداية المحدّثين».

ترجمه الطهراني في القرن الثاني عشر من طبقاته.

3847 الخليفة سلطاني «1»

(..- حيّا 1148 ه-) محمد باقر بن الحسن بن علاء الدين الحسين بن رفيع الدين محمد بن محمود المرعشي الحسيني، الأصفهاني، و جدّه الحسين «2» هو المعروف ب- (خليفة السلطان) و (سلطان العلماء).

قرأ علي والده السيد الحسن، و روي عنه، و عن محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. «3».

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 79 برقم 31، أعيان الشيعة 9/ 188، طبقات أعلام الشيعة 6/ 89، الذريعة 6/ 91، برقم 481 و 14/ 218 برقم 2269، معجم مؤلفي الشيعة 390.

(2) المتوفّي (1064 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

(3) رواية المترجم عن المجلسي ذكرها صاحب «أعيان الشيعة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 349

و برع في الفقه، و فاق فيه.

و اشتهر، و عظمت منزلته عند السلطان حسين الصفوي، و نال الصدارة في عهده، و لقّب بصدر الخاصة، و عمّر طويلا حتي أدرك أوائل سلطنة نادر شاه. «1»

روي عنه السيد محمد حفيظ

(عبد الحفيظ) بن محمد أشرف العلوي الأصفهاني، و غيره.

و ألّف: رسالة في الشكوك، حواشي علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، و حواشي علي «من لا يحضره الفقيه» لمحمد بن علي بن بابوية القمي المعروف بالصدوق (المتوفّي 381 ه-).

3848 محمد باقر القزويني «2»

(..- بعد 1103 ه-) محمد باقر بن الغازي القزويني.

كان محدّثا، متكلّما، جليلا، من علماء الإمامية.

درس علي أخيه الخليل بن الغازي القزويني (المتوفّي 1089 ه-)، و قرأ عليه كتاب «الكافي» و «فضل القرآن» و غير ذلك، و كان معظّما له.

______________________________

(1) ولي الحكم في سنة (1148 ه-)، و قتل في سنة (1160 ه-).

(2): أمل الآمل 2/ 248، 251، رياض العلماء 5/ 38، رياض الجنة 2/ 550 (ضمن ترجمة أخيه)، الفوائد الرضوية 403، أعيان الشيعة 9/ 187، الذريعة 6/ 78، برقم 404، و 145 برقم 787، 15/ 66 برقم 451، طبقات أعلام الشيعة 6/ 92.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 350

و درّس في المدرسة الالتفاتية بقزوين، و تولّي إمامة مسجد محلّته، و أخذ عنه علي أصغر بن محمد بن محمد يوسف القزويني، و محمد تقي الدهخوارقاني.

له حاشية علي «شرح عدة الأصول» في أصول الفقه لأخيه، و حواش علي «الصافي في شرح الكافي» لأخيه، و اختصار «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، اقتصر فيه علي ذكر الأحاديث الغريبة، و رسالة في تحريم الجمعة، و منتخب من كتاب العقل و المعيشة و التوحيد و الحجّة، سمّاه الفهرس.

نقل فوائد من حواشيه علي «الصافي» المير صدر الدين محمد بن محمد صادق الحسيني القزويني في رسالته التي ألّفها في نقد «شرح خليل علي الكافي»، قائلا: المحشّي أخو الشارح، و دعا له بقوله: دام ظلّه، فيعلم من ذلك بقاء المترجم إلي تاريخ تأليف

الرسالة و هو سنة (1103 ه-).

3849 المجلسي الثاني «1»

(1037- 1110 ه-) محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي الأصفهاني، العاملي الأصل،

______________________________

(1): جامع الرواة 2/ 78، أمل الآمل 2/ 248 برقم 733، بحار الأنوار (المقدمة)، الإجازة الكبيرة للتستري 33، رياض العلماء 5/ 39، لؤلؤة البحرين 55 برقم 16، روضات الجنات 2/ 78، الفيض القدسي، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 173، إيضاح المكنون 1/ 163، هدية العارفين 2/ 306، بهجة الآمال 2/ 606، تنقيح المقال 2/ 85 برقم 10430، الفوائد الرضوية 410، الكني و الألقاب 3/ 147، هدية الأحباب 231، أعيان الشيعة 9/ 182، ريحانة الأدب 5/ 191، طبقات أعلام الشيعة 6/ 95، الذريعة 3/ 16 برقم 43، الأعلام 6/ 48، معجم رجال الحديث 14/ 211 برقم 991، معجم المؤلفين 9/ 91.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 351

المعروف بالمجلسي الثاني و بالعلّامة المجلسي، أحد أئمّة الحديث، و صاحب كتاب «بحار الأنوار» الذي يعدّ أكبر دائرة معارف شيعية.

ولد في أصفهان سنة سبع و ثلاثين و ألف.

و أكبّ في عنفوان شبابه علي طلب العلوم بأنواعها، ثمّ صرف همّته إلي تتبع كتب الحديث، و البحث عن أخبار و آثار أئمّة أهل البيت عليهم السّلام و جمعها و تدوينها و دراستها، و قد جال في داخل البلاد للحصول علي الكتب القديمة غير المتداولة، كما استعان ببعض تلامذته و أصحابه الذين ارتحلوا إلي الآفاق في سبيل ذلك. «1».

تتلمذ المترجم علي جمع من العلماء، و استجاز عدّة منهم، و من هؤلاء: والده المحدّث محمد تقي و انتفع به كثيرا، و حسن علي بن عبد اللّه التستري، و محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني، و السيد رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني، و السيد محمد قاسم بن محمد

الطباطبائي القهبائي، و محمد شريف بن شمس الدين محمد الرويدشتي، و السيد محمد مؤمن بن دوست محمد الأسترآبادي، و محمد محسن بن محمد مؤمن الأسترآبادي، و السيد محمد بن شرف الدين علي بن نعمة اللّه الموسوي الشهير بسيد ميرزا، و السيد شرف الدين علي بن حجّة اللّه الشولستاني النجفي، و عبد اللّه بن جابر العاملي، و المتكلّم الفقيه الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري.

و تضلّع من فنون العلم، و تصدي لتدريسها، و كانت عنايته بتدريس

______________________________

(1) جاء في مقدمة «الفيض القدسي في ترجمة العلّامة المجلسي» ص 15، تحقيق السيد جعفر النبوي:

أنّ بعضهم عدّ المجلسي بعد هذا التحوّل من العلماء الأخباريين، و لكن الحق انّه سلك طريقا وسطي بين الأصولية و الأخبارية، و ذلك لأنّه كان يستعين في استنباط الأحكام بكتب الأصول و مباني علمائها، و مع ذلك لم يسلس قياده لعلم الأصول تماما، بل جنح للحديث و رآه أحسن طريق للوصول إلي الواقع الحقّ.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 352

الحديث أكثر من غيره، و اهتم اهتماما بالغا بنشر عقائد الشيعة و ثقافتهم.

و ولي إمامة الجمعة و الجماعة، ثمّ تقلّد منصب شيخوخة الإسلام، و قصده طلاب العلوم، و ازدحم عليه المستفيدون، و حاز شهرة واسعة في الأوساط العلمية و الاجتماعية، و أصبح ذا مكانة مرموقة في البلاط الصفوي، نافذ الكلمة فيه. «1»

تتلمذ عليه و روي عنه طائفة، منهم: السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري، و عبد اللّه بن عيسي التبريزي المعروف بالأفندي، و السيد محمد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي، و محمد حسين بن الحسن الديلماني ثمّ اللنباني، و السيد أبو القاسم جعفر بن الحسين الأصفهاني الخوانساري، و ابنا أخيه زين العابدين و محمد نصير ابنا عبد

اللّه بن محمد تقي المجلسيان، و سليمان بن عبد اللّه الماحوزي البحراني، و السيد عبد المطلب الموسوي الجزائري، و بهاء الدين محمد بن الحسن الأصفهاني المعروف بالفاضل الهندي، و بهاء الدين محمد بن محمد باقر المختاري السبزواري النائيني، و محمد صالح بن عبد الرحيم اليزدي، و عبد اللّه بن نور اللّه البحراني، و محمد قاسم بن محمد رضا الهزار جريبي، و محمد رفيع بن فرج (فرّخ) الجيلاني، و أحمد بن محمد المقابي البحراني، و محمد بن علي الأردبيلي الحائري الذي قال في وصف أستاذه المترجم: خاتم المجتهدين.. كثير العلم، جيد التصانيف، و أمره في علو قدره و عظم شأنه و سمو رتبته و تبحّره في العلوم العقلية و النقلية و دقة نظره.. أشهر من أن يذكر.

و قد صنف كتبا و رسائل كثيرة، منها: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار (مطبوع في 110 أجزاء)، شرح علي «تهذيب الأحكام» للطوسي

______________________________

(1) و قد كتب آية اللّه السبحاني رسالة في أحوال المترجم، أشار فيها إلي إبداعاته و ابتكاراته العلمية، و من أهمّها: 1. ابتكار دائرة معارف شيعية، 2. ابتكاره للتفسير الموضوعي، 3. ابتكاره العمل الجماعي في التأليف، 4. إبداع التأليف باللغة الفارسية، 5. الاهتمام بشرح الأحاديث.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 353

سمّاه ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار (مطبوع في 16 جزءا)، شرح علي «الكافي» للكليني سمّاه مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول صلّي اللّه عليه و آله و سلّم (مطبوع في 26 جزءا)، رسالة الأوزان، رسالة في الشكوك، الوجيزة في الرجال (مطبوعة)، رسالة الاعتقاد، رسالة تشتمل علي أجوبة رسائل متفرقة تسمي المسائل الهندية، عين الحياة بالفارسية في الوعظ و الزهد، حلية المتقين (مطبوع) بالفارسية في الآداب و

السنن، رسالة في النكاح (مطبوعة) بالفارسية، رسالة مناسك الحجّ (مطبوعة) بالفارسية، رسالة صواعق اليهود (مطبوعة)، رسالة في الجزية و أحكام. الذمة بالفارسية، رسالة في الكفّارات بالفارسية، ترجمة عهد أمير المؤمنين عليه السّلام إلي مالك الأشتر، ترجمة «فرحة الغري» للسيد عبد الكريم بن أحمد بن طاوس، و ترجمة قصيدة دعبل (مطبوعة)، رسالة في تحقيق حال محمد بن سنان، رسالة في تحقيق حال عبد الحميد بن سالم العطار.

توفي بأصفهان في- شهر رمضان سنة عشر و مائة و ألف «1»، و مرقده بها مشهور يزار.

3850 التستري «2»

(..- 1135 ه-) محمد باقر بن محمد حسين التستري، العالم الإمامي.

______________________________

(1) و قيل: مات سنة إحدي عشرة و مائة و ألف.

(2): الإجازة الكبيرة للتستري 181 برقم 57، أعيان الشيعة 9/ 187، طبقات أعلام الشيعة 6/ 91.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 354

تتلمذ علي المحدّث السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري (المتوفّي 1112 ه-) و أكثر من القراءة عليه.

و روي عن عبد الرحيم الجامي المشهدي بالقراءة، و عن الشريف أبو الحسن ابن محمد طاهر الفتوني العاملي الغروي بالإجازة.

و كان عارفا بالفقه و العربية، كثير الكدّ و الاشتغال.

درّس العلوم الشرعية و العربية، و تتلمذ عنده كثير من المبتدئين.

قرأ عليه السيد عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري التستري قطعة من «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني.

و له حواش علي أكثر كتب الحديث و التفسير و الأدب.

توفي- سنة خمس و ثلاثين و مائة و ألف.

و له ابنان ماهران في العلوم العربية، هما: علي رضا و علي نقي.

3851 الألماسي «1»

(1089- 1159 ه-) محمد تقي بن محمد كاظم بن عزيز اللّه بن محمد تقي بن مقصود علي

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 82 برقم 37، روضات الجنات 2/ 88 (ضمن ترجمة المجلسي)، الفيض القدسي 198، الفوائد الرضوية 439، أعيان الشيعة 9/ 197، ريحانة الأدب 1/ 168، الذريعة 3/ 160 برقم 567، طبقات أعلام الشيعة 6/ 116، زندگينامه علامه مجلسي 321 برقم 8، تلامذة العلّامة المجلسي 85 برقم 120.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 355

الشمس آبادي الأصفهاني، الألماسي. «1»

كان فقيها إماميا، أديبا، زاهدا.

ولد سنة تسع و ثمانين و ألف.

و أخذ عن عمّ أبيه العلّامة محمد باقر المجلسي.

ثمّ فوّضت إليه الجمعة و الجماعة في الجامع العباسي الجديد بأصفهان زمن السلطان نادر

شاه الأفشاري، فتولّاهما، و كان لا يتمالك نفسه عن البكاء أثناء الخطبة خشية من اللّه تعالي.

و كان مرجع الطلبة في الفقه و الحديث.

تتلمذ عليه جماعة من العلماء، منهم الميرزا محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني الرضوي، و قد ذكره في كتابه «نور العيون» و أثني عليه، ثمّ قال: قرأت عليه الحديث و الفقه و الرجال و غير ذلك، و كان يعاملني معاملة الأب الرؤوف، و أجازني ببعض الكتب.

له بهجة الأولياء بالفارسية، و ديوان شعر بالفارسية، و الغديرية (مطبوعة)، و رسائل في موضوعات فقهية متعددة.

توفّي- سنة تسع و خمسين و مائة و ألف، و دفن إلي جنب العلّامة المجلسي.

______________________________

(1) قيل في سبب تلقيبه بالألماسي أنّ أباه الميرزا محمد كاظم ابن أخي العلّامة المجلسي قد أهدي قطعتين ثمينتين من الألماس لضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 356

3852 الدّورقي «1»

(..- 1187 ه-) محمد تقي الدورقي الخوزستاني، النجفي، الفقيه الإمامي المجتهد، الملقب شرف الدين. و لعل اسم والده عبد الهادي. «2»

تتلمذ بالنجف الأشرف علي علماء عصره.

و برع في العلوم العقلية و النقلية، و حقّق الأصول و الفروع.

و اشتهر، و بعد صيته، و كاتبه العلماء من الأقطار و انتفعوا به.

و تصدّر للتدريس، و صارت له مرجعية في التقليد و الفتيا.

أخذ عنه: الفقيهان العلمان السيد محمد مهدي بحر العلوم (المتوفّي (1212 ه-)، و جعفر كاشف الغطاء (المتوفّي 1227 ه-)، و السيد أحمد بن محمد العطار البغدادي النجفي (المتوفّي 1215 ه-).

و قيل إنّ المترجم كان أديبا شاعرا، ممّن له الحكم في الجلسة الأدبية التي تعقد

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 87 برقم 42، الفوائد الرضوية 433، معارف الرجال 2/ 202 برقم 312، أعيان الشيعة 9/ 195، ماضي النجف

و حاضرها 324 (ضمن ترجمة بيت زيني)، طبقات أعلام الشيعة 6/ 120، معجم رجال الفكر و الأدب 2/ 579.

(2) قال الطهراني: رأيت بعض الكتب الموقوفة في مكتبة جواد محيي الدين، جعلت توليتها لمحمد تقي بن عبد الهادي الدورقي النجفي، و لعلّه صاحب الترجمة. طبقات أعلام الشيعة 6/ 120.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 357

في النجف، و يقصدها وجوه الشعراء و الكتّاب و أرباب المناصب العالية في بغداد و الحلّة و كربلاء، و تعرف ب- (معركة الخميس). «1»

و لعلّ شرف الدين الدورقي الذي ألّف كتابا في تراجم ولاة الحويزة من السادة المشعشعين هو صاحب الترجمة. «2»

توفّي المترجم- سنة سبع و ثمانين و مائة و ألف بداره في محلة الحويش بالنجف، و رثاه الشعراء و الأدباء. «3»

و ممن رثاه تلميذه السيد أحمد العطار بقصيدة، مطلعها:

لمن الرّبع طامس الأعلام قد عفاه تعاقب الأيام

و أرّخ عام وفاته، بقوله:

و دعا في الأحياء ناعيه أرّخ أبني الحي مات أتقي الأنام

______________________________

(1) انظر معارف الرجال.

(2) انظر الذريعة 4/ 62 برقم 256.

(3) رثاه السيد محمد زيني النجفي، و أرّخ عام وفاته بقوله:

لما قضيت و أنت فرد في التقي أرّخته هدم التقي يوم التقي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 358

3853 الكرماني «1»

(1080 ه- حيا 1151 ه-) محمد جعفر بن محمد طاهر الكرماني الخراساني، الأصفهاني، أحد علماء الإمامية.

ولد سنة ثمانين و ألف.

و تتلمذ علي: محمد باقر بن محمد تقي المجلسي الأصفهاني، و محمد السراب بن عبد الفتاح التنكابني الأصفهاني، و روي عنهما و عن محمد بن الحسن الحرّ العاملي.

و مهر في العلوم العقلية و النقلية، و اشتغل بالمعارف الصوفية، و عظم شأنه إلّا أنّه صدرت منه أقوال تخالف ظاهر الشرع فيما قيل.

و كان يري رأي الأخبارية.

تتلمذ عليه إسماعيل بن

محمد حسين الخاجوئي (المتوفّي 1173 ه-) في الدراية و الرجال.

و روي عنه محمد بن علي بن عبد النبي المقابي البحراني.

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 95 برقم 47، روضات الجنات 3/ 260 برقم 282 (ضمن ترجمة خداوردي الأفسار)، أعيان الشيعة 4/ 114 و 9/ 203، الذريعة 20/ 337 برقم 3289، طبقات أعلام الشيعة 6/ 141، مصفّي المقال 105، معجم المؤلفين 3/ 140.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 359

و صنف كتبا و رسائل، منها: رسالة في الرضاع بالفارسية، حاشية علي «كفاية المقتصد» في الفقه للمحقّق محمد باقر السبزواري، حاشية علي «منهج المقال» في الرجال للميرزا محمد الأسترآبادي سمّاها إكليل المنهج و تحقيق المطلب، فوائد الأخبار، نوادر الأخبار، رسالة في الأخلاق سماها گوهر مراد، التباشير في العارف علي قواعد الصوفية، شرح علي كتب الحديث الأربعة، و كتاب في أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم الممدوحين و أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام.

و دوّن جوابات أستاذه المجلسي عن مسائل متفرقة في مجموعة سمّاها مسائل أيادي سبأ.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه فرغ من تأليف بعض كتبه في سنة إحدي و خمسين و مائة و ألف.

3854 المشهدي «1»

(..- 1175 ه-) محمد حسين (حسين) بن أبي محمد المشهدي الطوسي الخراساني، أحد علماء الإمامية.

تتلمذ علي علماء عصره.

و برع في الفقه و الأصول و الرياضيات، و تصدّي لتدريسها في المسجد الجامع

______________________________

(1): تاريخ علماء خراسان 49 برقم 34، أعيان الشيعة 6/ 173، طبقات أعلام الشيعة 6/ 22، الذريعة 3/ 300 برقم 1120 و 11/ 58 برقم 362، معجم مؤلفي الشيعة 396.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 360

بمشهد.

و ولي إمامة الجمعة و الجماعة هناك.

أخذ عنه جماعة، منهم: ابنه محمد، و المير سعيد، و الميرزا محمد مهدي بن هداية

اللّه الأصفهاني ثمّ المشهدي (الشهيد 1218 ه-)، قرأ عليه في الرياضيات.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: منهج الأئمّة، رسالة إرشاد المسترشدين في أصول الدين و فروعه، و التأمّلات، ذكر فيه جملة المسائل المشهورة كمسألة التسامح في أدلّة السنن، و مسألة عدم حجّية غير الصحيح من الأخبار و غيرهما، و بيّن وجه تأمّله فيها و نقده لها.

توفّي- سنة خمس و سبعين و مائة و ألف.

و قد نقل عنه الناس عدّة كرامات.

3855 الدّيلماني «1»

(..- 1129 ه-) محمد حسين «2» بن الحسن بن علي بن الفقيه حسن الدّيلماني «3» الجيلاني ثمّ اللنباني الأصفهاني.

______________________________

(1): رياض العلماء 1/ 184، تتميم أمل الآمل 120 برقم 73، روضات الجنات 2/ 358 برقم 220، أعيان الشيعة 5/ 476 و 9/ 231، الذريعة 12/ 42 برقم 244 و 14/ 76 برقم 1809، طبقات أعلام الشيعة 6/ 218.

(2) و في بعض المصادر: الحسين بدل محمد حسين.

(3) نسبة إلي ديلمان من بلاد جيلان، و يقال له الآن تليجان. رياض العلماء 1/ 185.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 361

ارتحل مع والده من جيلان إلي أصفهان، و سكن في محلة لنبان.

و حضر درس محمد باقر بن محمد تقي المجلسي في الفقه و الحديث.

و أخذ عن جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري، و أجاز له محمد صادق ابن محمد بن عبد الفتاح التنكابني.

و كان فقيها إماميا مجتهدا، محدّثا، متكلما.

درّس في مسجد محلّته، و أقرأ الفقه و الأصول و العربية.

تتلمذ عليه ابن أخته أبو القاسم جعفر بن الحسين الخوانساري الجرفادقاني، و السيد محمد صالح الحسيني القزويني و أجاز لمحمد تقي الأصفهاني الشهير بتقيا.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: أصول العقائد بالفارسية، حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد

الثاني، حاشية علي «ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد» في الفقه لمحمد باقر السبزواري، رسالة في وجوب صلاة الجمعة، رسالة في الزكاة بالفارسية، شرح «مفاتيح الشرائع» في الفقه لمحمد محسن الكاشاني المعروف بالفيض، المزار بالفارسية، و شرح «الصحيفة السجادية» للإمام علي بن الحسين عليهما السّلام.

توفّي في- شهر رمضان سنة تسع و عشرين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 362

3856 حسين المشهدي «1»

(..- 1159 ه-) محمد حسين بن محمد إبراهيم «2» بن محمد نصير «3» الخاتون آبادي ثمّ المشهدي الخراساني، العالم الإمامي، المعروف بآقا حسين بن آقا إبراهيم.

قال عبد النبي القزويني: كان ذا فضل باذخ و ذا علم شامخ، متفننا في العلوم، مع ذهن وقّاد و فهم نقّاد.

أقول: كان والده آقا إبراهيم (المتوفّي 1148 ه-) فقيها متكلما حكيما، من مشاهير العلماء، و قريب جدا أن يكون ابنه هذا قد درس عنده.

تتلمذ المترجم علي الفقيه المعمّر محمد رفيع بن فرج (فرّخ) الجيلاني ثم المشهدي.

و تقدّم في العلوم.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 132 برقم 15، تتميم أمل الآمل 128 برقم 80، أعيان الشيعة 5/ 413، طبقات أعلام الشيعة 6/ 196، الذريعة 15/ 69 برقم 470 و 18/ 325 برقم 297، شهداء الفضيلة 246، معجم المؤلفين 3/ 307.

(2) كذا سمّي نفسه في رسالته في صلاة الجمعة. انظر الذريعة 15/ 69 برقم 470.

(3) ذكرنا اسم جدّ المترجم بناء علي اتحاد آقا إبراهيم المشهدي (والد المترجم) مع محمد إبراهيم بن محمد نصير المدرّس بالروضة الرضوية بمشهد خراسان. راجع ترجمة محمد إبراهيم التي سبقت قبل قليل.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 363

و اشترك في المؤتمر الذي عقد في سنة (1148 ه-) بدشت مغان لتنصيب نادر شاه ملكا علي بلاد إيران.

و ولّاه الملك المذكور منصب شيخ الإسلام

في معسكره بأذربيجان، و أرسله إلي أنحاء مملكته لاختبار شيوخ الإسلام و القضاة.

ثمّ اشترك في المؤتمر الذي عقد في النجف الأشرف في شوال سنة (1156 ه-).

و كان قد زار تبريز و قزوين و تستر، و صحبه السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري، و عبد النبي القزويني، و جرت له مناظرات و محاورات مع العلماء في مختلف الأبحاث، كمناظرته مع علي أكبر الطالقاني المعروف ب- (ملا باشي).

و صنف رسالة في معني اللطف، و أخري في صلاة الجمعة.

توفّي سنة تسع و خمسين و مائة و ألف، و نقل نعشه إلي مشهد الرضا عليه السّلام بخراسان، فدفن هناك. و قيل مات مقتولا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 364

3857 الخاتون آبادي «1»

(..- 1151 ه-) محمد حسين بن محمد صالح بن عبد الواسع بن محمد صالح بن إسماعيل الحسيني، الأصفهاني الخاتون آبادي، أحد صدور علماء الإمامية.

قال المحدّث النوري: كان ماهرا في المعقول و المنقول، خبيرا بأغلب الفنون سيما في الفقه و الحديث.

تتلمذ علي جمع من كبار العلماء، و روي عنهم سماعا أو إجازة، و من هؤلاء:

والده الفقيه محمد صالح «2»، و جدّه لأمّه محمد باقر بن محمد تقي المجلسي الأصفهاني، و جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري، و محمد بن عبد الفتاح السراب التنكابني، و أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي، و السيد علي خان ابن أحمد بن محمد معصوم الدشتكي المدني، و سليمان بن عبد اللّه الماحوزي البحراني، و شاه محمد بن محمد الدارابي الشيرازي.

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 95، تتميم أمل الآمل 125، روضات الجنات 2/ 360 برقم 221، الفيض القدسي 216، إيضاح المكنون 1/ 122، الفوائد الرضوية 494، أعيان الشيعة 9/ 253، ريحانة الأدب 2/ 99، مصفّي المقال 154،

الذريعة 2/ 301 برقم 1212 و 22/ 333 برقم 7325 و 23/ 17 برقم 7863، طبقات أعلام الشيعة 6/ 198، الأعلام 6/ 103، معجم المؤلفين 9/ 256، معجم المفسرين 2/ 523.

(2) المتوفّي (1126 ه-)، و ستأتي ترجمته بعد قليل.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 365

و مهر في عدة فنون.

و أقام صلاة الجمعة بأصفهان أعواما كثيرة، ثمّ تولّي منصب شيخ الإسلام، و عظم شأنه، و صار من مراجع الدين.

و لما استولي الأفاغنة علي أصفهان سنة (1135 ه-) ابتلي المترجم بالضرب و الحبس، ثمّ تعسّرت إقامته فيها، فارتحل إلي قرية خاتون آباد و هي علي فرسخين من أصفهان، و تزهّد و أقبل علي العبادة.

و قد تتلمذ عليه و روي عنه جماعة، منهم: ولده السيد عبد الباقي (المتوفّي 1207 ه-)، و محمد بن محمد زمان الكاشاني الأصفهاني، و السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري، و محمد رضا بن محمد باقر العاملي الأصفهاني، و السيد محمد حسين الحسيني الأصفهاني و قد قرأ عليه «تهذيب الأحكام» للطوسي، و زين الدين علي بن عين علي الخوانساري الأصفهاني، و محمد مهدي بن رضي الدين محمد الهرندي الأصفهاني.

و صنف كتبا و رسائل، منها: منية المريد في الفقه، رسالة في الزكاة و الخمس و اللقطة، رسالة في النكاح بين العبيد و بيان حكمه، خزائن الجواهر في أعمال السنة و فيه بعض الفروع كمسائل الصوم في رمضان و غير ذلك، حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، حاشية علي «معالم الأصول» للحسن بن الشهيد الثاني، كلمة التقوي في تحريم الغيبة، سبع المثاني في زيارة أئمّة العراق عليهم السّلام، الألواح السماوية في اختيارات أيام الأسبوع و السنة، النجم الثاقب في إثبات

الواجب، رسالة في البداء، و مناقب الفضلاء و رياض العلماء، و هي إجازة كبيرة كتبها لزين الدين الخوانساري المذكور.

توفّي في شوال سنة إحدي و خمسين و مائة و ألف، و حمل جثمانه إلي مشهد خراسان.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 366

3858 المدرّس «1»

(..- حيا قبل 1158 ه-) محمد حسين بن محمد محسن بن محمد (الملقب بعلم الهدي) بن محمد محسن (الشهير بالفيض) بن المرتضي الكاشاني، المعروف بالمدرّس.

كان فقيها إماميا، أصوليا، متكلما، مفسرا، أديبا، عارفا بفنون أخري.

أخذ العلم و روي عن والده محمد محسن «2»، و عن أعمامه.

و برع في العلوم.

و ولّاه السلطان الصفوي التدريس في بلدة شيراز، فدرّس العلوم الشرعية و الآلية مدّة، و من ثمّ اشتهر بالمدرّس.

و يقال: إنّه كان يدرّس بمدرسة (الخان)، و هي من أشهر مدارس تلك البلدة.

و للمترجم مؤلفات، منها: المنظومة الفقهية، المنظومة الأصولية، المنظومة الاعتقادية، تعليقة علي تفسير «الصافي» لجدّه الفيض، تعليقة علي «أنوار التنزيل»

______________________________

(1): طبقات أعلام الشيعة 6/ 635 (هامش ترجمة والده)، مقدمة معادن الحكمة 1/ 44 (بقلم السيد شهاب الدين المرعشي).

(2) المتوفّي (1158 ه-)، و سنذكره في نهاية هذا الجزء، تحت عنوان (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 367

في التفسير للبيضاوي، تعليقة علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، تعليقة علي بعض أجزاء «الوافي» في الحديث لجدّه الفيض.

و قد أخذ عنه جماعة، منهم: ولداه محمد سميع، و محمد محسن.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3859 النوري «1»

(..- بعد 1133 ه-) محمد حسين بن يحيي النوري، المازندراني، أحد علماء الإمامية.

تتلمذ علي العالم الشهير محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و قرأ عليه كتاب «تهذيب الأحكام» للشيخ الطوسي، و كتاب «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، و حصل منه علي إجازة برواية جميع كتب الأحاديث المأثورة عن أهل البيت عليهم السّلام.

و تقدّم في عدة فنون.

و كان جيّد الخطّ، كتب نسخة من القرآن الكريم، و ترجمه إلي اللغة الفارسية بين السطور «2»، و فسّره في الهوامش باللغة العربية.

______________________________

(1): الفيض

القدسي 199، الفوائد الرضوية 531، أعيان الشيعة 9/ 254، طبقات أعلام الشيعة 6/ 224، الذريعة 6/ 182 برقم 992 و 22/ 206 برقم 6717، إجازات الحديث 195 برقم 53، تلامذة العلّامة المجلسي 95 برقم 135، زندگينامه علّامه مجلسي 2/ 28 برقم 49، معجم مؤلفي الشيعة 425.

(2) وصل في الترجمة إلي أواسط سورة النساء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 368

و صنّف إضافة إلي التفسير المذكور: رسالة في صلاة المسافر، شرح أصول «الكافي» للكليني، و منهج الفلاح، ألّفه بأصفهان سنة ثلاثة و ثلاثين و مائة و ألف.

و لخّص مقدارا من كتاب صلاة «بحار الأنوار» لأستاذه المجلسي.

3860 محمد رحيم السبزواري «1»

(..- قبل 1168 ه-) محمد رحيم (عبد الرحيم) بن محمد جعفر (جعفر) بن الفقيه المعروف محمد باقر «2» بن محمد مؤمن الخراساني السبزواري الأصل، الأصفهاني.

كان فقيها إماميا، مفتيا، من مشاهير العلماء في عصره.

ولي القضاء بأصفهان سنين متمادية.

و اشترك سنة (1148 ه-) في مؤتمر دشت مغان بأذربيجان لتنصيب نادر شاه سلطانا علي إيران، و اجتمع به هناك السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري، ثمّ اجتمع به السيد المذكور في أعمال قزوين، و هو (المترجم) متوجّه إلي السلطان سنة أربع و خمسين.

ثمّ أسند إليه منصب شيخوخة الإسلام بأصفهان.

و اشترك في المؤتمر الذي عقد في سنة (1156 ه-) بالنجف الأشرف بأمر

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 145 برقم 28، تتميم أمل الآمل 152 برقم 103، أعيان الشيعة 7/ 470، طبقات أعلام الشيعة 6/ 259، 426، زندگينامه علّامه مجلسي 1/ 292 برقم 23.

(2) المتوفّي (1090 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 369

نادر شاه.

و اجتمع به عبد النبي القزويني و حاوره، و قال في حقّه: كان ذا فضل و تحقيق،

و ذا علم و تدقيق، و عمّر كثيرا.

و للمترجم تصانيف، منها: رسالة الهلالية، و رسالة في الردّ علي الفاضل التنكابني.

و قد أجاز لمحمد بن محمد زمان الكاشاني الأصفهاني «1»، و لمحمد هاشم الأصفهاني بعد أن قرأ عليه أصول «الكافي» للشيخ الكليني.

توفّي- قبل سنة ثمان و ستين و مائة و ألف. «2»

______________________________

(1) عدّ صاحب «تراجم الرجال 2/ 556 برقم 1038» المولي محمد رحيم الشريف السبزواري من شيوخ محمد بن محمد زمان الكاشاني، ثمّ احتمل في ص 686 برقم 1271 أن يكون هو المولي محمد رحيم المشهدي (المتوفّي 1117 ه-)، و الصواب أنّ المنعوت بالشريف هو المترجم له، كما كتب ذلك هو بنفسه. راجع طبقات أعلام الشيعة 6/ 259- 260.

(2) و نقل صاحب «زندگينامۀ علامه مجلسي» عن ملحقات وقائع السنن أنّه توفي في سنة (1181 ه-)، و هو غير صحيح، لقول السيد عبد اللّه الجزائري التستري في إجازته المؤرخة في سنة (1168 ه-)، بوفاة المترجم له.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 370

3861 القزويني «1»

(..- بعد 1136 ه-) محمد رضا و يقال رضا القزويني، أحد أجلّاء علماء الإمامية.

اهتمّ بأصول الفقه، فقرأ علي علماء عصره الحاشية الجديدة علي «عدة الأصول» للشيخ الطوسي و الحاشية القديمة و متعلقاتهما حتي برع في ذلك.

و تعمّق في دراسة كتب الفقه، إلّا أنّ رأيه- كما يقول عبد النبي القزويني- كان مائلا إلي الأخبارية.

و تصدي للوعظ و الإرشاد، و إقامة أحكام الدين، و تقويم أمر المؤمنين.

و صنف عدة رسائل، منها: رسالة في الجمعة، رسالة الرفيق في آداب السفر أنجزها سنة (1114 ه-)، رسالة التوفيق في أفعال الحجّ، و رسالة في الردّ علي الصوفية.

و له شرح علي كتاب الطهارة و الصلاة من كتاب «وسائل الشيعة» للحرّ العاملي.

و كان

يفتي بوجوب قتال المهاجمين دفاعا عن البلاد، و يحرّض الناس علي

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 157 برقم 108، رياض العلماء 2/ 263 (ضمن ترجمة أستاذه المولي خليل القزويني، أعيان الشيعة 7/ 15 و 9/ 281، الذريعة 4/ 353 و 14/ 169 و 15/ 71 برقم 477، طبقات أعلام الشيعة 6/ 277، شهداء الفضيلة 235.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 371

القتال، و قد ألب جمعا منهم، و خرج معهم إلي ديال آباد (من قري قزوين) فاستشهد هو و عدد منهم في إحدي الوقائع، و ذلك- بعد سنة ست و ثلاثين و مائة و ألف.

3862 رفيعا الجيلاني «1»

(حدود 1070 ه- حدود 1155 ه-) محمد رفيع «2» بن فرج «3»، رفيع الدين الجيلاني الرشتي ثمّ المشهدي الخراساني، المعروف برفيعا.

كان فقيها إماميا مجتهدا، أصوليا، ماهرا في الحكمة و الكلام، متفنّنا.

تتلمذ علي أعلام أصفهان كمحمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و السيد رفيع الدين محمد بن حيدر الطباطبائي النائيني (المتوفّي 1082 ه-)، و جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري، و القاضي جعفر بن عبد اللّه الكمرئي (المتوفّي 1115 ه-)، و محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري (المتوفّي 1090 ه-).

و انتقل إلي مدينة مشهد، و أقام بها ما يقرب من أربعين سنة، و تصدّي

______________________________

(1): بحار الأنوار 102/ 89 برقم 11، الإجازة الكبيرة للتستري 138، لؤلؤة البحرين 90 برقم 34، تتميم أمل الآمل 159 برقم 111، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 104 برقم 3، الفيض القدسي 254، الفوائد الرضوية 535، أعيان الشيعة 10/ 36، الذريعة 1/ 271 برقم 1423، طبقات أعلام الشيعة 6/ 283، معجم المؤلفين 9/ 320.

(2) و قيل: محمد.

(3) و قيل: فرّخ.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 372

لتدريس شتي الفنون، و تولّي إمامة الجمعة و الجماعة.

و توافد

عليه العلماء و طلاب العلم لمحاورته و للاستفادة منه، و أحبّه أهل المذاهب الإسلامية، و وثقوا به لحسن معاشرته لهم، و أحرز مكانة رفيعة في أوساطهم، و قد راسله منهم أهل خوارزم و بخاري و الهند و بعثوا إليه بالأموال ليصرفها في وجوهها.

تتلمذ عليه و روي عنه جماعة، منهم: الحسين بن محمد بن عبد النبي البحراني (المتوفّي 1192 ه-)، و يوسف بن أحمد العصفوري الدرازي البحراني، و آقا حسين بن آقا إبراهيم الخاتون آبادي ثمّ المشهدي شيخ الإسلام بمعسكر نادر شاه، و السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري و قد حضر درسه في المسجد و في المدرسة الصغيرة المجاورة لمرقد الرضا عليه السّلام، و محمد تقي المشهدي المشهور بپوست جلاب، و محمد شريف بن محمد بديع المشهدي.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، حاشية علي «مدارك الأحكام» للسيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، رسالة في وجوب الجمعة عينا، رسالة في الاجتهاد و التقليد، حاشية علي حاشية أستاذه الخوانساري علي «شرح المختصر» في أصول الفقه لعضد الدين الإيجي، حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، حاشية علي أصول «الكافي» للكليني سماها شواهد الإسلام، شرح «نهج البلاغة»، رسالة في تفسير و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون، رسالة في الاستدلال للعصمة بآية لا ينال عهدي الظّالمين، و حاشية علي «الشافي» في الإمامة للسيد المرتضي.

توفّي بمشهد الرضا في عشر الستين و مائة و ألف، و قد جاوز عمره الثمانين.

أقول: و هو غير الفقيه الشاعر رفيع الدين محمد بن محمد مؤمن الجيلاني

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 373

(حيا 1088 ه-) الذي ترجمنا له في الجزء الحادي

عشر، و قد التبس الأمر علي المحقّق السيد أحمد الحسيني فجمع في كتابه «تلامذة العلّامة المجلسي» بين الترجمتين، و أورد إجازة المجلسي (المحرّرة في سنة 1087 ه-) للمترجم له، و الصواب أنّها للمتقدّم. «1»

3863 القرميسيني «2»

(..- 1159 ه-) محمد زكي بن إبراهيم القرميسيني ثمّ الهمداني.

كان فقيها إماميا، متكلما، مناظرا، واعظا، من مشاهير العلماء.

ولد في قرميسين (معرّف كرمانشاه: بلدة معروفة بينها و بين همدان ثلاثون فرسخا).

و ترك والديه- و كانا مسلمين غير شيعيين- و هو في السابعة من عمره، و التجأ إلي إسماعيل خان حاكم همدان، فتولّي تربيته، و سلّمه إلي المعلم، فتعلّم و حصّل حتي فاق و برع.

ثمّ ولي إمامة الجمعة و منصب شيخ الإسلام في قرميسين، و حاور العلماء،

______________________________

(1) و يؤيد صحة ما نذهب إليه تلك الأوصاف التي أطلقها المجيز في حقّ المجاز، و التي من المستبعد أن تقال في ذلك الوقت في حقّ صاحب الترجمة (المولود في حدود سنة 1170 ه-). انظر تلامذة العلّامة المجلسي 100 برقم 145.

(2): تتميم أمل الآمل 166 برقم 118، أعيان الشيعة 7/ 68، طبقات أعلام الشيعة 6/ 290، 292، شهداء الفضيلة 240.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 374

و ناظر، و تصدي للوعظ و الإرشاد، فنفذت كلماته في القلوب، و اهتدي به خلق، و اشتهر و صار من الرجال الذين يقصدون بالحلّ و الترحال.

ثمّ قلّده السلطان نادر شاه قضاء العسكر، فاستمر إلي أن سعي به إلي السلطان، فبادر إلي قتله و ذلك في- سنة تسع و خمسين و مائة و ألف.

و كان أجاز للسيد عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري (المتوفّي 1173 ه-)، و تباحث معه في المسائل الجبلية «1»، و غير ذلك.

و صنّف رسالة في الردّ علي

حيدر علي في بعض المسائل.

و أخباره كثيرة.

3864 محمد زمان التبريزي «2»

(..- حدود 1131 ه-) محمد زمان بن كلب علي التبريزي، الأصفهاني، أحد علماء الإمامية.

درس علي علماء أصفهان و روي عنهم، و من هؤلاء: محمد باقر بن محمد تقي

______________________________

(1) و هي سبعون مسألة من المسائل العقلية و النقلية وجّهت إلي السيد عبد اللّه الجزائري، و أجاب عنها في كتاب سمّاه «الأنوار الجليلة في أجوبة المسائل الجبلية» و قد كتب صاحب الترجمة تقريظا عليه.

انظر الذريعة 2/ 423 برقم 1671.

(2): روضات الجنات 3/ 350 برقم 305، إيضاح المكنون 1/ 360، هدية العارفين 2/ 316، الفوائد الرضوية 537، أعيان الشيعة 7/ 68، مصفّي المقال 183، الذريعة 6/ 238 برقم 1319 و 7/ 139 برقم 767 و 13/ 300 برقم 1097، معجم المؤلفين 10/ 10، تلامذة العلّامة المجلسي 102 برقم 146، زندگي نامه علّامه مجلسي 2/ 34 برقم 60، تراجم الرجال للحسيني 2/ 704 برقم 1301، مفاخر آذربايجان 1/ 101 برقم 41.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 375

المجلسي (المتوفّي 1110 ه-)، و القاضي جعفر بن عبد اللّه الحويزي الكمرئي (المتوفّي 1115 ه-)، و الحسين بن جمال الدين الخوانساري (المتوفّي 1099 ه-)، و السيد محمد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي.

و كان فقيها، أديبا، شاعرا بالفارسية، منشئا، ذا اعتناء بالحديث.

ولي نظر مدرسة لطف اللّه العاملي بأصفهان، و كان مقيما بها.

و صنّف كتبا، منها: شرح «زبدة الأصول» في أصول الفقه لبهاء الدين العاملي، المسعار في الأسعار بالفارسية أتمّه سنة (1127 ه-)، فرائد الفوائد في أحوال المدارس و المساجد (مخطوط)، الجنة في الفوائد المتفرقة، و شرح أصول «الكافي» للكليني.

و له حواش علي المجلد الأوّل من «تهذيب الأحكام» للشيخ الطوسي، و ترجمة «خلاصة الأذكار» لمحمد محسن الكاشاني.

توفّي في- حدود

سنة إحدي و ثلاثين و مائة و ألف.

3865 ابن محمد صفر «1»

(1114- 1194 ه-) محمد سعيد بن محمد صفر بن محمد بن أمين المكّي ثمّ المدني.

كان فقيها حنفيا، محدّثا، ناظما.

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 530، فهرس الفهارس 2/ 986 برقم 559، الأعلام 6/ 140، معجم المؤلفين 10/ 37.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 376

ولد بمكة سنة أربع عشرة و مائة و ألف، و تفقّه علي جماعة بها، و سمع الحديث بها و بالمدينة علي: أبي الحسن بن عبد الهادي السندي الكبير، و محمد حياة السندي، و محمد بن عبد اللّه المغربي، و عيد الأزهري، و أبي طاهر الكوراني، و علي ابن أحمد الحريشي.

و درّس بالحرم، فأخذ عنه جماعة، منهم: السيد العيدروس، و صالح الفلاني.

و رحل إلي مصر و الروم و حلب، و أقرأ بمصر شيئا من الحديث فحضره أحمد ابن محمد الحلوي و غيره.

و رجع إلي الحرمين، و سكن المدينة إلي أن توفّي في- رمضان سنة أربع و تسعين و مائة و ألف، و قيل اثنتين و تسعين.

و كان قد كفّ بصره في آخر عمره حزنا علي ابنه الذي أرسله إلي الروم فغرق في البحر.

و للمترجم مؤلفات، منها: الأربعة أنهار في مدح النبي المختار صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، رسالة الهدي (مطبوعة) و هي منظومة في اتّباع النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، رسالة في تفضيل شرف العلم علي شرف النسب، قصيدة في الشكوي علي لسان أهل المدينة، و ثبت منظوم في مشايخه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 377

3866 القاضي سعيد القمي «1»

(1049- حيا 1107 ه-) محمد سعيد بن محمد مفيد القمي، الحكيم الإمامي، المعروف بالقاضي سعيد، و الملقب بحكيم كوچك. «2»

كان من أكابر علماء الحكمة، أديبا، محدثا، ذا يد باسطة في مراتب العرفان.

ولد سنة تسع و أربعين

و ألف.

و تتلمذ علي محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني، و لازمه و انتفع به كثيرا.

و قرأ علي: الحكيم رجب علي التبريزي الأصفهاني، و والده محمد مفيد، و فتح اللّه بن هبة اللّه الجعفري، و عبد الرزاق اللاهيجي.

و برع في العلوم العقلية و غيرها.

و ولي القضاء «3» ببلدة قم في سنة (1099 ه-)، ثمّ ولي بها منصب شيخ الإسلام- أقضي القضاة- في سنة (1106 ه-).

______________________________

(1): روضات الجنات 4/ 9 برقم 315، الكني و الألقاب 3/ 52، هدية الأحباب 215، أعيان الشيعة 9/ 344، الذريعة 13/ 153 برقم 522 و 190 برقم 663، طبقات أعلام الشيعة 6/ 309، معجم المؤلفين 10/ 348، معجم مؤلفي الشيعة 326، فرهنگ بزرگان 511.

(2) أي الحكيم الصغير، و ذلك لأنّه أصغر من أخيه الحكيم محمد حسين بن محمد مفيد.

(3) قال صاحب «روضات الجنات»: و فيه دلالة علي نهاية تسلّطه في الشرعيات.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 378

و صنّف كتبا و رسائل، منها: شرح «التوحيد» للصدوق في أربع مجلدات و هو أشهر تآليفه، رسالة أسرار العبادات، رسالة النفحات الإلهية، رسالة المقصد الأسني في الماهية و الوجود و الحركة، رسالة البوارق الملكوتية و يقال لها الطلائع و البوارق، الأربعون حديثا، أسرار الصنائع بالفارسية في الصناعات الخمس المنطقية، رسالة مرقاة الأسرار في ربط الحادث بالقديم، رسالة في شرح حديث رأس الجالوت مع الإمام الرضا عليه السّلام و يقال لها الفوائد الرضوية، رسالة الكشف عن القراءات السبع، التوحيد في تفسير سورة التوحيد في مجلد، كليد بهشت (مطبوع)، و حاشية «شرح الإشارات» لنصير الدين الطوسي و غير ذلك.

و قد قرأ عليه محمد كرم (كريم) بن محمد شفيع المجلدين الأوّل و الثاني من شرحه علي توحيد الصدوق، و له

منه إجازة تاريخها سنة (1099 ه-).

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه أنجز المجلة الثالث من شرحه علي التوحيد في سنة سبع و مائة و ألف.

3867 شريف المشهدي «1»

(..- حيا 1161 ه-) محمد شريف بن محمد بديع «2» بن محمد شريف المشهدي الخراساني، الفقيه الإمامي.

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 78 برقم 132، طبقات أعلام الشيعة 6/ 341.

(2) في تتميم أمل الآمل: بديع، و لم يذكر فيه اسم جدّ المترجم، و قد أخذنا اسم والد المترجم و جدّه من «طبقات أعلام الشيعة» 6/ 102.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 379

تتلمذ علي أبيه، و علي الفقيه الحكيم محمد رفيع بن فرج (فرّخ) الجيلاني ثمّ المشهدي، و غيرهما.

و برع، و تفنّن، و علا شأنه.

ولي القضاء و الحكومة الشرعية، و أعطي منصب شيخوخة الإسلام بمشهد خراسان.

ثمّ لقّب برئيس العلماء.

اشترك في مؤتمر النجف الأشرف الذي عقد في سنة (1156 ه-) بأمر السلطان نادر شاه.

و نصّب للحكومة العرفية في عهد محمد الأبدالي.

اجتمع به عبد النبي القزويني كثيرا، و حاوره، و أطنب في مدحه، و قال: كان فاضلا ذكيا، و عالما بهيا، ذا فقاهة عالية، و ذا نباهة سامية.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه امتلك في سنة (1161 ه-) الجزء الثاني من «روضة المتقين» للمجلسي الثاني.

3868 محمد شفيع الجيلاني «1»

(..- 1144 ه-) محمد شفيع بن فرج الجيلاني الرشتي اللاهيجاني، شيخ الإسلام، العالم

______________________________

(1): تتميم أمل الآمل 184 برقم 137، طبقات أعلام الشيعة 6/ 347، الذريعة 3/ 55 برقم 140، زندگينامه علامه مجلسي 1/ 290، تراجم الرجال 2/ 711 برقم 1316.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 380

الإمامي، أخو الحكيم الفقيه محمد رفيع (المتوفّي حدود 1155 ه-).

كان من تلامذة محمد السراب بن عبد الفتاح التنكابني المجازين منه، وصفه في إجازته له بالمحقّق العالم بدقائق العلوم العقلية و النقلية.

و روي عن محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. «1»

و مهر في الحكمة و الكلام، و صار من أجلّة أولي العلم.

ولي منصب شيخوخة

الإسلام- يعني أقضي القضاة- في رشت و شيراز، ثمّ وليه في مدينة أصفهان بعد جلاء الأفاغنة عنها سنة (1142 ه-).

تتلمذ عليه القاضي محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد الخوزاني الأصفهاني، و محمد بن محمد زمان الكاشاني الأصفهاني.

و أجاز لمحمد مهدي بن محمد صالح الفتوني العاملي النجفي.

و صنف رسالة في البداء بالفارسية و له حواش عليها، و كتاب تحديق النظر في كيفية إدراك البصر. «2»

توفّي في ليلة- النصف من شهر شعبان سنة أربع و أربعين و مائة و ألف.

______________________________

(1) قال في «ماضي النجف و حاضرها» 2/ 53 عند ترجمة محمد مهدي الفتوني: له الإجازة عن جماعة من الأعلام منهم الحاج محمد رضا الشيرازي، و المولي محمد شفيع الجيلاني كلاهما عن العلّامة المجلسي. و قال صاحب «طبقات الشيعة» و غيره إنّ المترجم أجيز من محمد باقر السبزواري في سنة (1085 ه-)، و من السيد ماجد بن محمد الدشتكي في سنة (1087 ه-). و نحن لا نطمئن إلي أنّ محمد شفيع المجاز من العالمين المذكورين هو المترجم له. يذكر أنّ الإجازتين موجودتان في «بحار الأنوار» 107/ 92، 95.

(2) طبقات أعلام الشيعة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 381

3869 التنكابني «1»

(1082- حيا حدود 1130 ه-) محمد صادق بن محمد بن عبد الفتاح التنكابني الجيلاني، الأصفهاني.

ولد سنة اثنتين و ثمانين و ألف.

و تتلمذ علي والده الفقيه الفيلسوف محمد «2» المعروف بسراب، و روي عنه و عن: محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. «3»

و كان فقيها، محدّثا، من علماء الإمامية بأصفهان.

قرأ عليه و روي عنه جماعة، منهم: محمد حسين بن الحسن بن علي التنكابني، و زين الدين علي بن عين علي الخوانساري، و جعفر بن أبي القاسم الحسين بن القاسم الخوانساري، و ابنه الحسين

بن جعفر الخوانساري (المتوفّي (1191 ه-)، و محمد حسين بن محمد سعيد بن إبراهيم الجيلاني.

______________________________

(1): بحار الأنوار 102/ 99 برقم 36، روضات الجنات 7/ 106 برقم 606 (في ترجمة والده)، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 56، الذريعة 4/ 186 و 8/ 200 برقم 788، طبقات أعلام الشيعة 6/ 360، تلامذة العلّامة المجلسي 107 برقم 155، تراجم الرجال للحسيني 2/ 720 برقم 1331.

(2) المتوفّي سنة (1124 ه-) عن أربع و ثمانين سنة، و قد مضت ترجمته.

(3) و عدّ في «تراجم الرجال» من أساتذة المترجم له: محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري، و هو بعيد لأنّ عمر المترجم عند وفاة السبزواري هذا كان ثماني سنين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 382

و صنف شرحا علي «تشريح الأفلاك» لبهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي.

و له حواش علي كتاب «الدعوات».

توفّي بأصفهان، و دفن في مقبرة تخت فولاد بجنب قبر والده.

3870 محمد صادق المازندراني «1»

(..- 1135 ه-) محمد صادق بن محمد طاهر بن علي بن علاء الدين الحسين «2» (خليفة السلطان) بن رفيع الدين محمد الحسيني المرعشي، المازندراني الآملي الأصل، الأصفهاني.

قال صاحب «أعيان الشيعة»: كان من فضلاء عصره في الفقه و أصول الدين و الحكمة الإلهية.

ولد في أصفهان.

و أخذ عن محمد باقر بن محمد تقي المجلسي شطرا من العلوم الدينية، فقرأ عليه كتاب «الإستبصار» للطوسي و غيره، و أجاز له في سنة (1192 ه-) رواية الكتب الأربعة في الحديث و رواية مؤلفاته و مؤلفات والده (محمد تقي) و سائر

______________________________

(1): بحار الأنوار 102/ 96، الفيض القدسي 192، أعيان الشيعة 9/ 367، الذريعة 18/ 74 برقم 739، طبقات أعلام الشيعة 6/ 364، 358، معجم المؤلفين 10/ 78، تراجم الرجال 2/ 722 برقم 1335.

(2) المتوفي (1064

ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 383

مشايخه.

أقول: لعله تتلمذ أيضا علي والده السيد محمد طاهر الذي كان يعدّ من جملة المتكلّمين.

ارتحل المترجم إلي الهند، و أقام بها مدة مشتغلا بالتدريس، فأخذ عنه الميرزا مهدي صاحب و الميرزا محمد علي النواب.

ثمّ عاد إلي بلدته أصفهان.

و صنف كتبا، منها: حاشية علي «شرح هداية الحكمة» لحسين الميبدي (مخطوط)، و ديوان شعر، و الكشكول (مخطوط) أورد فيه نبذا من كلّ علم و نبذا من سوانحه في أسفاره.

و جمع حواشي عمّ والده إبراهيم «1» بن خليفة السلطان علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه، و يبدو منه أنّه كان من تلامذته. «2»

توفّي- سنة خمس و ثلاثين و مائة و ألف، و دفن في مقبرة (ستي فاطمة) بأصفهان.

______________________________

(1) المتوفّي (1098 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

(2) انظر تراجم الرجال للحسيني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 384

3871 الخاتون آبادي «1»

(1058- 1126 ه-) محمد صالح بن عبد الواسع بن محمد صالح بن إسماعيل الحسيني، الخاتون آبادي الأصفهاني، صهر محمد باقر المجلسي علي ابنته.

ولد سنة ثمان و خمسين و ألف.

و تتلمذ علي الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري الأصفهاني، و علي محمد باقر بن محمد تقي المجلسي الأصفهاني و أجيز منه في سنة (1085 ه-).

و كان فقيها إماميا، محدثا، مشاركا في التفسير و الكلام.

أسند إليه منصب شيخ الإسلام بأصفهان مرتين.

و تتلمذ عليه و روي عنه عدّة، منهم: ولده الفقيه محمد حسين (المتوفّي 1151 ه-)، و الفقيه أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي و وصفه بالعالم العلّامة و المحقّق الفهّامة، و السيد نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري، و السيد أحمد العلوي الخاتون آبادي ثمّ المشهدي، و ابن أخته

الفقيه الكبير أبو الحسن بن محمد طاهر

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 42، روضات الجنات 2/ 365 ضمن رقم 221، الفيض القدسي 178 برقم 2، هدية العارفين 2/ 300، إيضاح المكنون 1/ 307، الفوائد الرضوية 546، أعيان الشيعة 9/ 371، ريحانة الأدب 2/ 102، الذريعة 4/ 516 برقم 2292 و 14/ 94 برقم 1876 و غيرها، طبقات أعلام الشيعة 6/ 368، مصفّي المقال 201، معجم المؤلفين 10/ 84، معجم المفسرين 2/ 537، فرهنگ بزرگان 518، معجم مؤلفي الشيعة 161.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 385

الفتوني العاملي ثمّ النجفي.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: شرح «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، شرح «الإستبصار» للطوسي، الحديقة السليمانية، الرسالة التهليلية في بيان حكم التهليل في آخر الإقامة، رسالة في العصمة، رسالة في أسرار الصلاة، رسالة في تفسير سورة الفاتحة، رسالة في تفسير سورة التوحيد، روادع النفوس بالفارسية في الإخلاص و المواعظ، حدائق المقربين في بيان أحوال الملائكة و الأنبياء و الأئمة و السفراء و العلماء، ذريعة النجاح بالفارسية في أعمال السنة، الأنوار المشرقة، تقويم المؤمنين، تحفة الصالحين، الجامع في أصول العقائد، و رسالة في خلف الوعد.

توفّي في شهر- صفر سنة ست و عشرين و مائة و ألف «1»، و كان قد ولي منصب شيخ الإسلام للمرة الثانية في شهر ذي الحجة سنة (1125 ه-).

3872 الخلخالي «2»

(1095- 1175 ه-) محمد صالح بن محمد سعيد بن محمد حسين بن علاء الدين الخلخالي. «3»

______________________________

(1) و في أكثر كتب التراجم و الرجال أنّ وفاته في سنة (1116 ه-). راجع هامش الفيض القدسي ص 179.

(2) أعيان الشيعة 9/ 370، الذريعة 6/ 81 برقم 416 و 7/ 57 برقم 304، طبقات أعلام الشيعة 6/ 369، معجم المؤلّفين 10/ 86،

مفاخر آذربايجان 1/ 106 برقم 48.

(3) نسبة إلي خلخال: مدينة و كورة في طرف أذربيجان متاخمة لجيلان في وسط الجبال. معجم البلدان 2/ 381.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 386

ولد سنة خمس و تسعين و ألف.

و تتلمذ علي الحكيم العارف محمد صادق بن معز الدين محمد الأردستاني (الأرجستاني) (المتوفّي 1134 ه-).

و برع في الحكمة و الكلام و العرفان.

و كان فقيها إماميا.

صنف كتبا جلّها في الحكمة و الكلام، منها: العروة الوثقي في الفقه و الأحكام، حاشية علي «الحكمة الصادقية» لحمزة الجيلاني، التأملات العشرة، الإبانة المرضية في شرح مبحث الوقت و القبلة من «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» (مطبوع)، رسالة مرآة النفس، رسالة مرآة العقل، رسالة في وحدة الوجود، سراج السالكين، و شرح قصيدة الفندرسكي اليائية المنظومة باللغة الفارسية.

توفّي بخلخال- سنة خمس و سبعين و مائة و ألف، و قبره هناك.

3873 محمد طاهر الأصفهاني «1»

(..- بعد 1131 ه-) محمد طاهر بن مقصود علي الأصفهاني، الفقيه الإمامي، المحدّث.

______________________________

(1): الفيض القدسي 183، طبقات أعلام الشيعة 6/ 395، الذريعة 1/ 152 برقم 733، إجازات الحديث للمجلسي 225 برقم 64، تلامذة العلّامة المجلسي 113 برقم 165، تراجم الرجال 2/ 733 برقم 1359.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 387

نشأ في طلب العلم، فتتلمذ علي محمد باقر بن محمد تقي المجلسي في المعقول و المنقول، و قد قرأ عليه في الفقه كتاب «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» للشهيد الثاني، و في الحديث كتاب «الكافي» للكليني و أجزاء من كتاب «بحار الأنوار» للمجلسي نفسه، و أجيز منه بإجازات ثلاث، تاريخ الأولي منها سنة (1087 ه-).

و حجّ، و زار المدينة المنورة، و سافر إلي العراق، و كتب هناك في جوار الحسين الشهيد عليه السّلام بكربلاء مجموعة من الأدعية

و الزيارات، أنجزها في 7 محرم سنة (1129 ه-).

قرأ عليه حفيده محمد باقر بن محمد قاسم بن محمد طاهر كتاب «الأربعون حديثا» لبهاء الدين العاملي، فأجازه في سنة (1131 ه-).

و أجاز لجماعة من الأعلام، منهم: السيد أبو القاسم جعفر بن الحسين الأصفهاني ثمّ الجرفادقاني الخراساني، و محمد بن محمد زمان بن الحسين الكاشاني الأصفهاني، و محمد حسين بن عبد الباقي الخاتون آبادي، و محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد الأصفهاني الخوزاني (المتوفّي 1160 ه-).

و من تلامذته أيضا محمد علي بن أبي طالب الحزين الجيلاني الأصفهاني (المتوفّي 1180 ه-).

لم نظفر بتاريخ وفاته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 388

3874 الحزين «1»

(1103-- 1180 ه-) محمد علي بن أبي طالب بن عبد اللّه بن علي بن عطاء اللّه الزاهدي، أبو المعالي اللاهيجي الجيلاني، الأصفهاني، المعروف بالحزين.

كان جامعا لفنون عصره، مصنّفا، من علماء الإمامية.

ولد في أصفهان سنة ثلاث و مائة و ألف.

و تتلمذ في الفقه و الحديث و التفسير و العربية و الفلسفة و الكلام و غيرها علي جماعة، منهم: والده أبو طالب «2»، و خليل اللّه الطالقاني، و محمد طاهر بن أبي الحسن القائني، و محمد مسيح بن إسماعيل الفسوي، و إبراهيم الزاهدي الجيلاني، و محمد صادق الأردستاني.

و نال قسطا وافرا من العلوم.

ثمّ تنقّل في بلاد إيران بعد محاصرة بلدته (سنة 1134 ه-)، و زار العراق، و أدي فريضة الحجّ، و توجّه إلي البحرين، و عاد منها إلي بلاده، فأقام في بندر

______________________________

(1): تذكرة المعاصرين، هدية العارفين 2/ 294، أعيان الشيعة 10/ 6، 17، ريحانة الأدب 2/ 41، الأعلام 6/ 296، طبقات أعلام الشيعة 6/ 515، الذريعة 1/ 68 برقم 334، 2/ 463 برقم 1798، 12/ 42 برقم 250، 15/ 75 برقم 498،

21/ 17 برقم 3727، 22/ 267 برقم 714، و غير ذلك كثير، معجم المؤلفين 11/ 19 (و له فيه ترجمتان متتاليتان).

(2) المتوفي (1127 ه-)، و قد مرّت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 389

عباس، ثمّ ارتحل إلي الهند فدخل تته و ملتان، و أقام بدهلي أربعة عشر عاما ثمّ غادرها في سنة (1161 ه-) إلي أكبرآباد و منها إلي بنارس، فاستوطنها إلي أن مات بها في- سنة ثمانين و مائة و ألف. «1»

و للمترجم تصانيف كثيرة في شتي الفنون، منها: مناسك الحجّ بالفارسية، مواعد الأسحار في فقه الشيعة، رسالة في صلاة الجمعة، رسالة في الزكاة، رسالة في الشكّ و السهو بالفارسية، رسالة في وجوب الغسل من المرفق في الوضوء، رسالة المسح علي الرجلين، رسالة في الصيد، جواب المسائل الجيلانية، جواب المسائل الطبرية، جواب المسائل القسطنطينية، المعيار في الأوزان الشرعية بالفارسية، أنيس الاجتهاد في حقيقة الاجتهاد، تفسير سورة الحشر، تفسير سورة هل أتي، فضائل القرآن، أصول المنطق بالفارسية، الإمامة، مصابيح الظلام في الكلام، إبطال الجبر و التفويض بالفارسية، وجوب النصّ علي الإمام، حاشية علي «الشفاء» لابن سينا، شرح رسالة «النفس» للكندي بالفارسية، أخبار أبي تمام، أخبار صفي الدين الحلي، أخبار مهيار الديلمي، أخبار هشام بن الحكم و فلسفته، أخبار عبد اللّه بن بديل بن ورقاء، الردّ علي النصاري، الفرق بين اللمس و المس، بشارة النبوة بالفارسية، شرح بعض خطب أمير المؤمنين عليه السّلام، شرح لامية العجم، السوانح العمرية (مطبوع)، تذكرة العاشقين (مطبوع) و هو شعر مثنوي نظمه في سنة (1165 ه-)، و تذكرة المعاصرين (مطبوع) بالفارسية في التراجم.

______________________________

(1) و قيل: سنة (1181 ه-)، و في «هدية العارفين: سنة (1084 ه-) و هو خطأ، كما أخطأ في تاريخ

ولادة المترجم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 390

3875 المشهدي «1»

(..-..)

محمد فاضل بن محمد مهدي المشهدي الخراساني.

كان فقيها إماميا، محدثا، شاعرا.

أخذ عن محمد تقي بن مقصود علي المجلسي.

و أقبل علي دراسة العلوم العقلية، حتي نال منها حظا وافرا.

و تصدّي للإفادة و التدريس.

ثمّ صرف همّته إلي دراسة أخبار و آثار أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، و اعتني بكتب الحديث كتابة و قراءة و درسا و مقابلة و تحقيقا.

تتلمذ علي محمد بن الحسن الحرّ العاملي (المتوفّي 1104 ه-)، و قرأ عليه «من لا يحضره الفقيه للصدوق و «الإستبصار» للطوسي، و «أصول الكافي» للكليني، و أكثر «تهذيب الأحكام» للطوسي أيضا و حصل منه علي إجازة مبسوطة تاريخها سنة (1085 ه-).

و قرأ علي محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (المتوفّي 1110 ه-) كتاب

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 292 برقم 877، بحار الأنوار 107/ 107، 151، رياض العلماء 5/ 150، الفوائد الرضوية 588، أعيان الشيعة 10/ 35، الذريعة 21/ 406 برقم 5710، طبقات أعلام الشيعة 6/ 575، إجازات الحديث 235 برقم 67، تلامذة العلامة المجلسي 116 برقم 170.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 391

«الكافي» و «تهذيب الأحكام» و «بحار الأنوار» و غيرها من الكتب، و تباحثا في كثير من المسائل الشرعية، و حصل منه علي إجازة، قال فيها إنّ المترجم أدرك أكثر مشايخه و أخذ عنهم.

و ولي المترجم التدريس بمدرسة دو در (ذات البابين) بالمشهد الرضوي.

و صنّف شرحا علي أرجوزة «خلاصة الأبحاث في مسائل الميراث» لأستاذه الحرّ العاملي.

و له حواش و فوائد علي «مختلف الشيعة إلي أحكام الشريعة» للعلّامة الحلّي، و مقالة في نكاح أب المرتضع في أولاد صاحب اللبن.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكن الطهراني، ترجم له في الجزء السادس من طبقاته، و هو في

تراجم رجال القرن الثاني عشر.

3876 الهزار جريبي «1»

(..- بعد 1132 محمد قاسم بن محمد رضا «2» الهزار جريبي المازندراني، الأصفهاني.

كان فقيها، محدثا، أديبا، من أعيان علماء الإمامية في عصره.

______________________________

(1): الفيض القدسي 183، الفوائد الرضوية 595، أعيان الشيعة 10/ 39، الذريعة 3/ 413، برقم 1481، 16/ 346 برقم 1608، طبقات أعلام الشيعة 6/ 594، تلامذة العلّامة المجلسي 118 برقم 172، تراجم الرجال 2/ 759 برقم 1416.

(2) كان من تلامذة محمد تقي المجلسي، و له منه إجازة علي نسخة من أصول «الكافي» للكليني، تاريخها سنة (1089 ه-). طبقات أعلام الشيعة 5/ 222.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 392

تتلمذ علي محمد باقر المجلسي، و قرأ عليه جملة من كتب الحديث و غيرها، فكتب له إنهاء في آخر المجلد الثامن عشر من «بحار الأنوار» للمجلسي نفسه، و أجازه بإجازة مبسوطة علي نسخة من «الصحيفة السجادية».

و زار المترجم مراقد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام بالعراق، و دخل شيراز، و اشتغل فيهما بالكتابة و التأليف.

و درّس، فأخذ و روي عنه: القاضي محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد الخوزاني الأصفهاني (المتوفّي 1160 ه-)، و محمد علي البحراني، و محمد بن محمد زمان الكاشاني الأصفهاني، و نور الدين محمد بن زين العابدين، و غيرهم.

و صنّف كتبا، منها: مناسك الحجّ أنجزه بشيراز سنة (1113 ه-)، التحفة الأحمدية بالفارسية في فضل العلم و العلماء، الفوائد الضرورية بالفارسية في المنطق، المزار، و شرح قصيدة الحميري «1» العينية.

توفّي بعد- سنة اثنتين و ثلاثين و مائة و ألف.

و له ولدان عالمان: محمد أمين، و محمد زكي.

______________________________

(1) هو إسماعيل بن محمد الحميري، الملقب بالسيّد (المتوفّي 173 ه-): شارع فحل، متفان في حب أهل البيت عليهم السّلام، من مقدّمي المكثرين المجيدين، و أحد

الشعراء الثلاثة الذين عدّوا أكثر الناس شعرا في الجاهلية و الإسلام و هم: السيد و بشّار و أبو العتاهية، و أكثر شعره في مدح العترة الطاهرة.

أمّا قصيدته العينية فهي في (54) بيتا، و مطلعها:

لأمّ عمرو باللوي مربع طامسة أعلامها بلقع

انظر عن حياة السيد الحميري و أخباره و أشعاره كتاب «الغدير» 2/ 213- 289 للعلّامة الأميني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 393

3877 محمد قويسم «1»

(1033- 1114 ه-) ابن علي، أبو عبد اللّه التونسي، من شيوخ المالكية و أعيان فقهائهم.

ولد بتونس، و درس علي علمائها العلوم المتداولة في عصره، الفقه و الأصول و الأدب و النحو و الحديث، حتي برع في تلك العلوم.

و من شيوخه: محمد بن أحمد براو، و عاشور القسنطيني، و علي بن عبد الرحمن التاجوري، و أبي الحسن النفاتي، و محمد بن أبي الفضل اللبني.

و درّس الكتب الستة و «الشفاء» رواية و دراية في جامع الأمير محمد باي المرادي، و أخذ عنه: محمد زيتونة، و حمودة العامري، و آخرون.

و صنّف كتاب سمط اللآل في التعريف بما في «الشفاء» من الرجال، و هو في عشرة أجزاء، حاو علي مسائل و أخبار و تراجم، قيل ألّفه في أربع عشرة سنة.

و له أيضا رسالة في المواقيت و النجوم سمّاها إصابة الغرض في الردّ علي من اعترض، و حدائق الفنون في اختصار «الأغاني» و ابن خلدون.

و كانت وفاته في- المحرّم سنة أربع عشرة و مائة و ألف.

______________________________

(1): إيضاح المكنون 2/ 27، هدية العارفين 2/ 309، شجرة النور الزكية 320 برقم 1250، الأعلام 7/ 11، معجم المؤلفين 11/ 154، تراجم المؤلفين التونسيين 4/ 127 برقم 457.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 394

3878 مسيحا الفسوي «1»

(نحو 1037- 1127 ه-) محمد مسيح بن إسماعيل الفدشكوئي الفسوي، العالم الإمامي، الشهير بمسيحا، المتخلص ب- (معني) في شعره الفارسي، و ب- (مسيح) في العربي منه.

ولد نحو سنة سبع و ثلاثين و ألف في قصبة فدشكوه (من أعمال فسا بفارس).

و انتقل إلي شيراز، و صحب بها الشاه أبو الولي الشيرازي النسابة، و قرا عليه.

ثمّ توجّه إلي أصفهان، فأقام بها، و تتلمذ علي المحقّق الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري (المتوفّي 1098

ه-).

و أكبّ علي تحصيل مختلف الفنون، حتي بلغ رتبة الاجتهاد.

و قد أجاز له محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و أطنب في مدحه.

و برع في الحكمة، و نظم الشعر، و أنشأ الخطب.

و تقلّد منصب شيخوخة الإسلام بشيراز في عهد السلطان سليمان و السلطان

______________________________

(1): تذكرة المعاصرين 101، الفوائد الرضوية 643، أعيان الشيعة 9/ 413 و 10/ 56، 125، طبقات أعلام الشيعة 6/ 723، الغدير 11/ 369، معجم المؤلفين 12/ 22، تلامذة العلّامة المجلسي 59 برقم 87.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 395

حسين الصفويين.

و درّس، فتتلمذ عليه محمد مؤمن بن محمد قاسم بن محمد ناصر الجزائري الشيرازي في الحكمة و الكلام، و كمال الدين الفسوي.

و لازمه محمد علي بن أبي طالب الزاهدي الحزين نحوا من أربع سنوات، و استفاد منه في فنون المنطق و الهيئة و الحساب و الإلهيات و غيرها.

و ألّف تآليف، منها: رسالة في القصر و الإتمام بالفارسية، إثبات الواجب، حواش علي الحاشية الخفرية علي شرح التجريد الجديد، و تفضيل النبي و آله علي الملائكة.

و له أشعار و مراسلات و خطب.

توفّي بفدشكوه- سنة سبع و عشرين و مائة و ألف.

و هو غير محمد مسيح الكاشاني، صهر المحقّق الحسين الخوانساري و تلميذه. «1»

3879 شرف الدين العاملي «2»

(..- بعد 1178 ه-) محمد مكي بن ضياء الدين محمد بن شمس الدين علي بن الحسن المطّلبي،

______________________________

(1) له ترجمة في تذكرة المعاصرين للحزين ص 121، و أعيان الشيعة 10/ 56.

(2): تكملة أمل الآمل 229، 391، الفوائد الرضوية 653، أعيان الشيعة 10/ 64، ماضي النجف و حاضرها 2/ 410 برقم 5، الذريعة 8/ 107 برقم 400، طبقات أعلام الشيعة 6/ 739، شهداء الفضيلة 92، معجم رجال الفكر و الأدب 2/ 756، تراجم الرجال 2/ 776

برقم 1456.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 396

شرف الدين العاملي الجزيني ثمّ النجفي، من ذرية الفقيه الأكبر الشهيد الأوّل.

كان فقيها إماميا، من كبار العلماء.

جال في بلاد جبل عامل و البحرين، و العراق و اليمن و إيران و فلسطين و مكة المشرفة، و أقام في أصفهان (بعد أن زار الإمام الرضا عليه السّلام في سنة 1154 ه-) سبع سنين. و استقرّ بالنجف الأشرف.

و قد أخذ و روي عن كثيرين، منهم: عمّه فخر الدين أحمد بن شمس الدين، و أخوه إبراهيم بن ضياء الدين، و الفقيه الحسين بن محمد جعفر الماحوزي البحراني، و علي بن الحسين البحراني، و السيد نصر اللّه بن الحسين الفائزي الحائري.

و تقدّم في العلوم، و شغف بجمع الكتب، و علا شأنه، و صار من المرجوع إليهم في الفتيا.

أجاز لجماعة منهم: ولده بهاء الدين محمد، و محمد رضا بن عبد المطلب التبريزي النجفي، و أخواه إبراهيم و إسماعيل ابنا عبد المطلب، و أبو جعفر المازندراني.

و صنف كتاب الروضة العلية و الدرة المضيّة في الدعوات المأثورة عن خير البرية، و مجموعا في فنون شتي سماه سفينة نوح.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه أجاز للتبريزي المذكور في سنة (1178 ه-)، و لعلّه مات بعدها بقليل.

و للمترجم ابن آخر، هو الفقيه الشاعر جواد بن شرف الدين، و قد ذكرناه في نهاية هذا الجزء تحت عنوان (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 397

3880 محمد المهدي الفاسي «1»

(1058- 1109 ه-) محمد المهدي بن أحمد بن علي بن يوسف، أبو عيسي الفاسي.

كان فقيها مالكيا، محدّثا، صوفيا.

ولد سنة ثمان و خمسين و ألف.

تعلّم علي: والده، و عمّه عبد القادر الفاسي، و محمد بن يوسف الفاسي.

و أخذ عن الخصاصي، و لازم محمد

بن عبد اللّه معن و أخذ التصوف عنه.

و درّس، فأخذ عنه: الطيّب بن محمد الفاسي، و محمد بن عبد الرحمن الفاسي، و محمد بن زاكور.

و صنّف: الدرّة الغرّاء في وقف القراء، سمط الجوهر الفاخر من مفاخر النبي الأوّل و الآخر، كفاية المحتاج في خبر صاحب التاج، مطالع المسرّات بجلاء «دلائل الخيرات» (مطبوع)، الجواهر الصفية من المحاسن اليوسفية، ممتع الأسماع في الجزولي و ما له من الأتباع، الإلماع ببعض من لم يذكر في ممتع الأسماع (مطبوع)، داعي الطرب في اختصار أنساب العرب، و فهرست.

و كانت وفاة المترجم- سنة تسع و مائة و ألف.

______________________________

(1): كشف الظنون 1/ 759، إيضاح المكنون 2/ 27، معجم المطبوعات العربية 2/ 1431، شجرة النور الزكية 328 برقم 1282، الأعلام 7/ 112، معجم المؤلفين 12/ 56.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 398

3881 الفتوني «1»

(..- 1183 ه-) محمد مهدي بن بهاء الدين محمد صالح بن علي الفتوني، العاملي النبطي ثمّ النجفي، الفقيه الإمامي، الأديب، الشاعر.

ولد في النبطية.

و ارتحل إلي النجف الأشرف، فسكنها.

و تتلمذ علي الفقيه أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي، و تخرج به، و روي عنه، و عن: محمد رضا الشولستاني الشيرازي، و محمد شفيع الجيلاني.

و أكبّ علي التحصيل، و برع.

و تصدي للتدريس، و اشتهر، و صار من أعلام الإمامية في الفقه و الحديث، و من مراجع الدين.

تتلمذ عليه الفقيه الشهير السيد محمد مهدي بحر العلوم (المتوفّي 1212 ه-)، و روي عنه سماعا و إجازة، و أثني عليه كثيرا، و قال في وصفه: نخبة

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 184 برقم 62، رجال بحر العلوم 1/ 66، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 68، الفوائد الرضوية 673، معارف الرجال 3/ 79 برقم 453، أعيان الشيعة 10/ 67،

ماضي النجف و حاضرها 3/ 52، الذريعة 1/ 467 برقم 2327 و 24/ 42 برقم 210، مصفي المقال 474، طبقات أعلام الشيعة 6/ 756، معجم رجال الفكر و الأدب 2/ 880.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 399

المحدثين، و زبدة العلماء العاملين.. إمام الفقه و الحديث و التفسير كما تتلمذ عليه و روي عنه ثلّة من الفقهاء و العلماء، منهم: جعفر بن خضر كاشف الغطاء النجفي، و القاضي محمد رضا بن عبد المطلب التبريزي، و الميرزا محمد مهدي بن أبو القاسم الشهرستاني الحائري (المتوفّي 1216 ه-)، و محمد مهدي النراقي (المتوفّي 1209 ه-)، و عبد اللّه بن محمد تقي اللاريجاني، و الميرزا محمد تقي القاضي الطباطبائي التبريزي، و نصار النجفي، و المحقّق أبو القاسم بن محمد حسن الجيلاني القمي (المتوفّي 1231 ه-)، و غيرهم. «1»

و للمترجم تصانيف منها: نتائج الأخبار في أبواب الفقه كافة، رسالة في عدم انفعال الماء القليل بملاقاة النجاسة، أرجوزة في تواريخ وفيات و مواليد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، و الأنساب المشجّر.

و له شعر كثير، و مراسلات شعرية مع السيد نصر اللّه الحائري المدرّس، و غيره من العلماء و الأدباء.

توفّي في- شعبان سنة ثلاث و ثمانين و مائة و ألف.

و من شعره، قصيدة في رثاء الحسين عليه السّلام، مطلعها:

تخفي الأسي و همول الدمع يظهره و السقم يثبت ما قد صرت تنكره

هذا فؤادك أضحي الهمّ يؤنسه و ذاك طرفك أمسي النوم يضجره

هذا، و قد ذكر السيد حسن الصدر في «تكملة أمل الآمل» أنّ المترجم لما كان في عاملة كان من العلماء الكبار.. و لما عطل سوق العلم في عاملة لكثرة

______________________________

(1) عدّ صاحب «معارف الرجال» الرواة عن المترجم، فذكر منهم محمد علي الهزار جريبي، و

هو غير صحيح، لتأخّره عنه، فقد ولد الهزار جريبي سنة (1188 ه-)، و توفّي سنة (1245 ه-). انظر أعيان الشيعة 10/ 26.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 400

الظلم و جور الحكام و تواتر الفتن من أحمد الجزار و أمثاله، هاجر الشيخ إلي النجف و سكنها.

أقول: إنّ تتلمذ المترجم علي أبو الحسن الفتوني القاطن بالنجف و المتوفّي بها سنة (1139 ه-) يجعل من كونه من العلماء الكبار في عاملة قبل ذهابه إلي النجف أمرا مستبعدا، بل غير ممكن خاصة إذا عرفنا أنّ سيطرة الجزار علي جبل عامل قد تمت في سنة (1195 ه-) «1»، أي بعد وفاة المترجم بسنوات.

3882 هادي المترجم «2»

(..- 1120 ه-) محمد هادي بن الفقيه محمد صالح «3» بن أحمد بن شمس الدين المازندراني، الأصفهاني، الشهير بهادي المترجم، سبط المجلسي الأوّل.

كان فقيها إماميا، أديبا، خطّاطا، ذا اهتمام باللغة الفارسية، و قد ترجم إليها من العربية جملة من الكتب.

تتلمذ علي علماء عصره.

و قرأ عليه محمد علي بن أبي طالب الحزين كتاب «تهذيب الأحكام»

______________________________

(1) انظر بغية الراغبين للسيد عبد الحسين شرف الدين ج 1/ 131.

(2): روضات الجنات 2/ 88 ضمن رقم 142، قصص العلماء 230، الفوائد الرضوية 703، أعيان الشيعة 10/ 82، 234، ريحانة الأدب 5/ 148، الذريعة 13/ 359 و 14/ 23 برقم 1575، طبقات أعلام الشيعة 6/ 805، فرهنگ بزرگان 654.

(3) المتوفي (1086 ه-)، و قد مضت ترجمته في الجزء الحادي عشر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 401

للطوسي.

و صنّف كتبا، منها: شرح «قواعد الأحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلّي، حاشية علي باب الميراث من «قواعد الأحكام» المذكور، الحدود و الديات بالفارسية، شرح علي فروع «الكافي» في الحديث للكليني، حاشية علي «أنوار التنزيل» للقاضي البيضاوي، شرح

«الشافية» في الصرف لابن الحاجب، شرح «الكافية» في النحو لابن الحاجب بالفارسية، منتخب «مغني اللبيب» في النحو لابن هشام، شرح «تلخيص المفتاح» في المعاني و البيان لمحمد بن عبد الرحمن القزويني بالفارسية، و أنوار البلاغة.

و ترجم إلي الفارسية: القرآن الكريم، معالم الأصول للحسن بن الشهيد الثاني، الشافية في الصرف، الصحيفة السجادية في أدعية الإمام السجاد علي بن الحسين عليهما السّلام.

توفّي- سنة عشرين و مائة و ألف بأصفهان، و دفن عند والده.

3883 الفيضي «1»

(..- بعد 1111 ه-) محمد هادي بن مرتضي الثاني بن محمد مؤمن بن مرتضي الأوّل بن محمود الكاشاني، المعروف بالفيضي.

______________________________

(1): الذريعة 21/ 6 برقم 3686، 22/ 376 برقم 7523، طبقات أعلام الشيعة 6/ 804، مقدمة معادن الحكمة 1/ 28 (بقلم السيد شهاب الدين المرعشي).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 402

كان فقيها إماميا، أصوليا، محدثا، متكلما، أديبا.

قرأ علي والده مرتضي الثاني، و علي عم والده محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني، و له منهما إجازة الأولي علي الجزء الرابع عشر من «الوافي» للفيض، و الأخري علي الجزء الرابع من الكتاب المذكور.

و مهر في العلوم.

و درّس، فتتلمذ عليه و روي عنه جماعة، منهم: ابنه محمد مهدي (المتوفّي 1140 ه-)، و ابن أخته محمد رفيع بن محمد رضا الكاشاني، و محمد نبي الكاشاني.

و صنف كتبا، منها: شرح «مفاتيح الشرائع» في الفقه للفيض (مخطوط) في مجلدين كبيرين، منتخب «المحجّة البيضاء» للفيض (مخطوط)، منتخب «بحار الأنوار» لمحمد باقر المجلسي، و مستدرك «الوافي» في الحديث للفيض في نحو أربعة عشر مجلدا.

و قد قرأ عليه ابنه محمد «1» في سنة (1111 ه-) بعض مجلدات المستدرك المذكور.

3884 سلطان العلماء «2»

(..- 1161 ه-) محمود بن عبد اللّه الأنطاكي ثمّ الحلبي، الحنفي، المعروف في بلاد الروم

______________________________

(1) لعله محمد مهدي، و قد خلف المترجم- سوي المذكور- ثلاثة أولاد علماء، هم: محمد مجتبي، و عبد اللّه، و مرتضي الثالث.

(2): إعلام النبلاء 6/ 493 برقم 1069.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 403

بسلطان العلماء.

ولد بأنطاكية، و درس علي مفتيا علي أفندي، ثمّ حجّ و جاور بمكة أربع سنين، و درس علي علمائها، ثمّ رحل إلي مصر و جاور بالأزهر، و رجع إلي بلاده، ثمّ رحل إلي بلاد الأكراد و درس بها المنطق و الحكمة

و باقي العلوم علي ملّا حيدران، و ملّا محيي الدين.

و بعد أن أقام ثلاث سنين ببلاد الأكراد، عاد إلي بلدته، و لازم التدريس، و برع، و درس عليه الطلبة.

استدعاه- بعد ذلك- الوزير عثمان باشا الدوركي إلي حلب ليدرّس بالمدرسة الرضائية، فدرّس التفسير و «الهداية» في فقه الحنفية و صحيح البخاري و حضرته الطلبة من العرب و الأتراك، و كان يقرّر لهما الدرس باللغتين.

ثمّ درّس بالجامع الأموي بحلب.

و قد أذن لمن لازمه من الطلبة بالتدريس و الإفتاء، فانتشروا في البلدان ما بين مفت و مدرس، منهم: علي أفندي الدابقي، و عبد الرحيم أفندي فنصه زاده.

و كانت وفاة الأنطاكي في- ذي الحجّة سنة إحدي و ستّين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 404

3885 اللّبدي «1»

(..- 1153 ه-) مصطفي بن عبد الحقّ النابلسي اللبدي ثمّ الدمشقي، الحنبلي.

قدم من بلده كفر اللبد (في جبل نابلس) إلي دمشق، و طلب العلم، و لازم أبا المواهب بن عبد الباقي مفتي الحنابلة بدمشق، و أخذ عنه الفقه و الحديث، كما أخذ الفقه و الفرائض و غيرهما عن: عبد القادر بن عمر التغلبي، و محمد بن عبد الجليل ابن أبي المواهب، و أحمد بن عبد الكريم الغزّي، و أجازه مصطفي بن كمال الدين البكري.

و كان بارعا في فقه مذهبه و استحضار فروعه، ماهرا في الفرائض و الحساب و عمل المشجّرات و المناسخات.

درّس بعد وفاة مشايخه بالجامع الأموي، و أقبل عليه الطلبة.

تفقّه به و أخذ عنه: محمد بن أحمد بن سالم السفاريني، و أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد البعلي، و إسماعيل بن عبد الكريم الجراعي، و آخرون.

توفّي في- رمضان سنة ثلاث و خمسين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/

184، النعت الأكمل 277، مختصر طبقات الحنابلة 134.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 405

3886 التميمي «1»

(1111- 1183 ه-) مصطفي بن عبد الفتاح النابلسي الشهير بالتميمي، الفقيه الحنفي.

ولد سنة إحدي عشرة و مائة و ألف.

و قرأ القرآن علي والده، و تفقّه عليه و علي خاله السيد محمد، و اعتني بحفظ القرآن و تعلّم أحكامه.

و درس علي علي العقدي المصري، و لازم عبد اللّه الشرابي، و أخذ الحديث عن أحمد بن محمد عقيلة، و حصل علي إجازة منه.

و تقلّد إفتاء الحنفية أربعين سنة.

و قد حرّر «شرح حافظ الدين» من مسودّته، و علّق عليه، كما صنّف إرشاد المفتي إلي جواب المستفتي في الفقه، و منظومة في العقائد، و رسائل في مهمّات الفرائض، و نظم «نور الإيضاح»، و غير ذلك.

توفّي- سنة ثلاث و ثمانين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 184، هدية العارفين 2/ 451، إيضاح المكنون 1/ 64، الأعلام 7/ 236، معجم المؤلفين 12/ 260.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 406

3887 الموستاري «1»

(1061- 1119 ه-) مصطفي بن يوسف بن مراد الموستاري البوسنوي.

كان فقيها حنفيا، أصوليا، عارفا بالمنطق و غيره.

ولد في بلدة موستار- سنة إحدي و ستين و ألف، و تعلّم بها.

و رحل في سنة (1088 ه-) إلي استانبول، فأخذ عن: قره بكر، و عرب زاده.

و جدّ و اجتهد، حتي برع في فنون عدة.

و درّس في بعض المدارس، و بقي هناك إلي أن ولي الإفتاء في بلدته (سنة 1104 ه-)، فأقام بها يفتي و يدرّس إلي أن مات في- سنة تسع عشرة و مائة و ألف.

و للمترجم تصانيف كثيرة، منها: فتح الأسرار في شرح «المغني» في أصول الفقه لجلال الدين عمر بن محمد الخجندي، حاشية علي «مرآة الأصول في شرح مرقاة الفصول إلي علم الأصول» لملا خسرو، سماها مفتاح الحصول، شرح «تهذيب المنطق» لسعد الدين

التفتازاني، شرح إيساغوجي في المنطق (مطبوع)، الفوائد العبدية في شرح أنموذج الزمخشري في النحو، رسالة في الفرائض تسمي لب الفرائض، نفائس المجالس في الوعظ، خلاصة الآداب في آداب البحث و المناظرة، و حاشية علي شرح العصام علي الرسالة العضدية في الوضع.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 218، هدية العارفين 2/ 443، الجوهر الأسني: 190 برقم 188، الأعلام 7/ 247، معجم المؤلفين 12/ 291.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 407

3888 الدوماني «1»

(..- قبل 1200 تقريبا) مصطفي الدوماني الدمشقي، الفقيه الحنبلي، المفسّر.

ولد في قصبة دوما (من أقضية دمشق)، و نشأ في الصالحية، و درس علي:

علي السليمي، و علي الداغستاني، و غيرهما.

و حفظ المتون و نقل تقريرات الأساتذة، و اشتهر.

و رحل إلي مصر، فولي هناك مشيخة رواق الحنابلة في الأزهر، ثمّ رحل إلي القسطنطينية.

و توفّي بها في خلافة السلطان عبد الحميد الأوّل (1203 ه-)، و كان المترجم حيّا سنة سبع و ثمانين و مائة و ألف، فتكون وفاته قبل سنة (1200 ه تقريبا.

له: ضوء النيّرين لفهم «تفسير الجلالين»، شرح علي «الكافي في علمي العروض و القوافي»، و حاشية علي «دليل الطالب» في الفقه.

______________________________

(1): النعت الأكمل 310، مختصر طبقات الحنابلة 177، معجم المؤلفين 12/ 251، معجم المفسرين 2/ 676.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 408

3889 المنوفي «1»

(قبل 1045- 1135 ه-) منصور بن علي بن زين العابدين المنوفي ثمّ القاهري المصري، الفقيه الشافعي، المحدّث، البصير.

ولد بمنوف قبل سنة خمس و أربعين و ألف، و نشأ بها يتيما في حجر والدته، و حفظ القرآن و عدّة متون.

ثمّ ارتحل إلي القاهرة، و درس بالجامع الأزهر، و أخذ عن: شهاب الدين أحمد ابن عبد اللطيف البشبيشي، و شهاب الدين أحمد بن علي السندوبي، و منصور بن عبد الرزاق الطوخي، و شمس الدين محمد بن محمد الشرنبابلي، و نور الدين علي بن علي الشبراملّسي و لازمه في العلوم و أخذ عنه الحديث.

و جدّ و اجتهد، و برع في العلوم العقلية و النقلية.

و كان قويّ الاستحضار لدقائق العلوم، سريع الإدراك لعويصات المسائل.

نظم الموجهات و شرحها.

و أخذ عنه و تخرّج به كثيرون، منهم: جمال الدين عبد اللّه بن محمد الشبراوي، و عبد اللّه بن محمد بن علي السكتاني

السوسي، و عبد الغني بن رضوان الصيداوي، و أحمد بن الحسن بن عبد الكريم الجوهري، و أحمد بن عمر الأسقاطي، و أحمد بن

______________________________

(1): عجائب الآثار 1/ 129، معجم المؤلفين 13/ 16.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 409

عمر الدّيربي، و الحسن بن علي المدابغي.

توفّي في- جمادي الأولي سنة خمس و ثلاثين و مائة و ألف.

3890 المهدي الحسني «1»

(1040- 1138 ه-) المهدي بن الحسين بن القاسم بن المهدي الحسني، الكلبسي اليمني، الزيدي.

ولد سنة أربعين و ألف، و نشأ فدرس علي المتوكّل علي اللّه إسماعيل بن القاسم، و الحسين بن محمد التهامي، و محمد بن إبراهيم السحولي، و عبد العزيز المفتي، و المؤيد باللّه محمد بن المتوكّل، و علي بن جابر الشارح، و الحسين بن محمد المغربي، و غيرهم.

و ألمّ بمعرفة العلوم و ضبط قواعدها و حفظ فرائد و شوارد المسائل.

و لازم المؤيّد باللّه محمد أشدّ ملازمة، و تولّي له القضاء بصنعاء، فمضت أحكامه و فتاواه في جميع البلاد.

و أخذ عنه: شيخه المؤيّد باللّه، و عبد الكريم السلامي، و أحمد بن صالح الهبل، و علي بن محمد العنسي، و عبد اللّه بن علي الوزير.

و قعد في بيته لألم تعلّق به، و مات بصنعاء في- ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و مائة و ألف.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 215 برقم 402.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 410

3891 المحاسني «1»

(..- 1173 ه-) موسي بن أسعد بن يحيي بن أبي الصفاء الدمشقي المعروف بالمحاسني.

كان فقيها حنفيا، ذا معرفة تامّة بالفقه و الأدب و فنون العربية.

ولد بدمشق، و نشأ بها، و درس علي أبي المواهب الحنبلي، و عبد الغني النابلسي، و محمد الكاملي، و والده علي الكاملي، و إلياس الكردي، و والده أسعد المحاسني.

و ذهب إلي الروم، فحصلت له حادثة مع بعض الروميين، فأصيب بخلل في دماغه، رجع علي أثرها إلي وطنه، فعوفي، و ظهرت في لسانه لكنة، لكنّه جدّ في تحصيل العلم من جديد.

و مهر في العلوم، و درّس «صحيح» البخاري و «الجامع الصغير» بالمدرسة الفتحية و الجامع الأموي، و لازمه الطلبة، و اشتهر.

و توفّي بالفالج في- المحرّم سنة

ثلاث و سبعين و مائة و ألف.

له ذخيرة المحتاج و الفقير في نظم «التنوير» في الفقه، و شرحه، و نظم «التلخيص» في المعاني، و شرحه.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 222، هدية العارفين 2/ 482، الأعلام 7/ 320، معجم المؤلفين 13/ 35.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 411

3892 أبو الحسن العاملي «1»

(1138- 1194 ه-) موسي بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الحسيني، السيد أبو الحسن العاملي الشقرائي، جدّ جدّ السيد محسن الأمين صاحب «أعيان الشيعة».

كان فقيها إماميا، محدثا، محققا، جيّد الخطّ، عالي الشأن، بعيد الهمّة.

ولد بقرية شقراء (في جبل عامل بلبنان) سنة ثمان و ثلاثين و مائة و ألف.

و تتلمذ علي علماء عصره.

و جدّ في التحصيل، حتي برع في العلوم.

و تصدي لإقامة الجمعة و الجماعة و الوعظ و الإرشاد، و انتصب للإقراء و التدريس، و حاز شهرة واسعة بالبلاد العاملية، و انتهت إليه الرئاسة فيها دينا و دنيا.

بني مسجدا كبيرا، و مدرسة فسيحة اجتذبت نحوا من ثلاثمائة طالب، يحضر حلقة درسه منهم نحو من مائتين.

تتلمذ عليه جمع غفير، أشهرهم: ولده الفقيه السيد حسين (المتوفّي 1230 ه-)، و السيد محمد جواد بن محمد بن محمد الشقرائي ثمّ النجفي صاحب «مفتاح الكرامة» (المتوفّي 1226 ه-)، و إبراهيم بن يحيي بن فياض المخزومي

______________________________

(1): أعيان الشيعة 10/ 182، طبقات أعلام الشيعة 6/ 745.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 412

العاملي الطيبي (المتوفّي 1214 ه-)، و نصر اللّه حدرج العاملي الشاعر.

و صنّف كتاب الوسيلة في النحو، و كتابا في التوحيد، و رسالة في المنطق.

و له تعليقات علي شرح ابن الناظم علي «الألفية» في النحو لابن مالك.

توفّي بقرية شقراء ليلة الأحد- سادس عشر المحرم سنة أربع و تسعين و مائة و ألف.

و رثاه تلميذه الطيبي بقصيدة، عزّي

بها ولديه السيد محمد الأمين «1»، و السيد حسين، مطلعها:

أتعجب من دمعي السخيّ إذا جري لأنت خليّ ما سمعت بما جري

و منها:

فمن لأصول الدين يفصح روحها بتحقيقه حتي تري الحقّ مزهرا

و من لمعاني الذكر يبدي بديعها بأوري زناد في البيان و أسورا

و من لأحاديث النبي و آله يميط غطاها موضحا و مقرّرا

و من لفنون النحو يبدي عويصها و يظهر من معناه ما كان مضمرا

و رثاه شعراء آخرون.

______________________________

(1) المتوفّي (1224 ه-). كان له منصب الرئاسة بعد أبيه، و سمّي مفتي بلاد بشارة. و إليه ينتسب صاحب «أعيان الشيعة».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 413

3893 الجارودي «1»

(..- 1164 ه-) ناصر بن محمد الجارودي القطيفي، العالم الإمامي.

درس مبادئ العلوم عند بعض علماء الجارودية (من قري القطيف).

و انتقل إلي البحرين، فحضر درس الفقيه سليمان بن عبد اللّه بن علي الماحوزي (المتوفّي 1121 ه-).

ثمّ اختص بالمحدّث عبد اللّه بن صالح السماهيجي، و لازمه مدة مديدة، و أخذ عنه الحديث و الرجال، و أجيز منه بإجازة كبيرة، أثني فيها أستاذه عليه كثيرا.

و روي عن: أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي، و محمد بن يوسف بن علي بن كنبار النعيمي البلادي، و عبد اللّه بن عيسي التبريزي الأفندي.

و اعتني بروايات و أخبار أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، و جدّ في تتبّعها، و اتسعت دائرة اطّلاعه علي العلوم، و صار من الفقهاء المحدّثين الجامعين للأصول و الفروع.

روي عنه: الحسين بن عبد العباس القطيفي، و الحسين بن أحمد بن عبد الجبار القطيفي، و يحيي بن محمد بن عبد العلي البحراني.

______________________________

(1): أنوار البدرين 297 برقم 9، أعيان الشيعة 10/ 202، طبقات أعلام الشيعة 6/ 770، الذريعة 1/ 380 برقم 1972 و 3/ 120 برقم

408، مستدركات أعيان الشيعة 2/ 338.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 414

و صنّف كتاب بشري المذنبين و إنذار الصديقين (مطبوع) في المواعظ، و كتابا في مكارم الأخلاق و السلوك.

و له ترتيب مسائل علي بن جعفر الصادق لأخيه الإمام موسي الكاظم عليه السّلام، و أسئلة أرسلها إلي أحمد بن إبراهيم الدرازي والد صاحب الحدائق، تعرف بالأسئلة الجارودية.

توفّي- سنة أربع و ستين و مائة و ألف، و قبره ببهبهان. «1»

3894 التمرتاشي «2»

(حدود 1105- 1200 ه-) نجم الدين بن صالح بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه التمرتاشي الغزّي، الفقيه الحنفي، القاضي.

قدم إلي مصر حدود الستين و مائة و ألف، و تفقّه و قرأ المعقول و المنقول، و تضلّع ببعض العلوم.

ثمّ سافر إلي القسطنطينية، و دخل في سلك القضاء، و عاد إلي مصر متولّيا قضاء أبيار بالمنوفية، و بعض الوظائف الأخري، فأقام علي ذلك بضع عشرة سنة.

و كان يحمل معه «تنوير الأبصار» دائما ليراجع فيه المسائل، و يكتب علي هامشه الوقائع و النوادر الفقهية.

______________________________

(1) مستدركات أعيان الشيعة.

(2): عجائب الآثار 1/ 653.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 415

ثمّ تولّي القضاء بمصر سنة (1186 ه-) و ازدادت شهرته و وجاهته، و ابتكر بعض الأمور المتعلّقة بالقضاء كتحليف الشهود و غير ذلك.

و سافر إلي الروم ثانية و اجتمع بحسن باشا، و مهّد له أمر مصر و حضر معه إلي ثغر الإسكندرية، و قلّده قضاءها، ثمّ نقم عليه أمورا فعزله.

و توفّي- بعد أن أصيب بالفالج- في- رمضان سنة مائتين و ألف عن نيف و تسعين سنة.

3895 نجم الدّين الجزائري «1»

(..-..)

نجم الدين بن محمد بن عبد الرضا الحسيني، الجزائري، العالم الإمامي.

تتلمذ علي السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري (المتوفّي 1112 ه-)، و قرأ عليه كتاب «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، فأجازه بإجازتين إحداهما مختصرة و الأخري مفصلة تاريخهما سنة (1086 ه-).

ثمّ قرأ علي أستاذه المذكور «الحاشية علي شرح مختصر ابن الحاجب» في أصول الفقه لميرزا جان حبيب اللّه الباغنوي الشيرازي، فكتب له إنهاء وصفه فيه بزين المحققين و فخر المحققين علامة زمانه و الفائق علي أقرانه.

و للمترجم تصانيف، منها: رسالة في السهو و أحكامه سمّاها تحفة الملوك في

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 334 برقم 1031، رياض

العلماء 5/ 240، طبقات أعلام الشيعة 5/ 610، 611، الذريعة 3/ 471 برقم 1733، معجم رجال الحديث 19/ 127 برقم 12985.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 416

أحكام الشكوك، رسالة في علم الكلام، و شرح «ارجوزة في النحو» للحسين العاملي، و غير ذلك.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3896 نصر اللّه الحائري «1»

(بعد 1100- 1158،- 1160 ه-) نصر اللّه بن الحسين بن علي الحسيني الفائزي، الفقيه الإمامي، الأديب، السيد أبو الفتح الحائري، المدرّس، أحد أبرز أعلام العراق في عصره.

ولد في كربلاء بعد سنة مائة و ألف.

و درس علي لفيف من العلماء، و روي عنهم سماعا و إجازة، و من هؤلاء:

الشريف أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي النجفي، و محمد باقر بن محمد حسين النيسابوري المكي، و أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي الجزائري النجفي، و عبد اللّه بن علي بن أحمد البلادي البحراني، و ياسين بن صلاح الدين بن علي البحراني، و محمد حسين بن أبي محمد الطوسي البغمجي، و محمد صالح الهروي، و علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحراني، و السيد رضي الدين بن محمد العاملي

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 83، روضات الجنات 8/ 146 برقم 724، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 54، معارف الرجال 3/ 188 برقم 505، أعيان الشيعة 10/ 213، الفوائد الرضوية 392، سفينة البحار 2/ 593، ريحانة الأدب 5/ 274، طبقات أعلام الشيعة 6/ 775، الذريعة 11/ 28 برقم 1716 و 174 برقم 1087، مصفّي المقال 482، شهداء الفضيلة 215، الأعلام 8/ 30، معجم المؤلفين 13/ 95، معجم رجال الفكر و الأدب 1/ 383.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 417

المكي.

و أحاط إحاطة شاملة بكثير من العلوم العقلية و النقلية.

و تبحّر في الأدب، و مهر في العربية، و نظم

الشعر، و برع في الخطابة.

و درّس بالروضة الحسينية، فانثال عليه الطلبة لحسن تقريره و فصاحة تعبيره.

و زار بلاد إيران مرارا، و جال في مدنها، و أولع بجمع الكتب.

و عاشر الأمراء، و وثّق صلاته بالعلماء و الأدباء و الشعراء، و تبادل معهم الرسائل، و ذاعت شهرته، و صار مقبولا عند المخالف و المؤالف.

أثني عليه عصام الدين العمري الموصلي «1»، و قال في حقّه: سما بعلمه و كماله، فلم تر العيون مثل طلعته. عاشرته فرأيت منه في معرفة أبيات العربية ما يعيي الفصحاء و يبهر البلغاء.

و قد أخذ عن المترجم و روي عنه جماعة كثيرة، منهم: أبو الرضا أحمد بن الحسن النحوي، و السيد الحسين بن رشيد بن قاسم الهندي النجفي، و السيد شبّر بن محمد بن ثنوان الحويزي النجفي، و شمس الدين محمد بن بديع الرضوي، و علي بن الحسين البحراني، و السيد عبد اللّه بن نور اللّه الجزائري التستري، و محمد بن محمد تقي بن محمد جعفر الطالقاني القزويني البرغاني.

و صنف كتبا، منها: الروضات الزاهرات في المعجزات بعد الوفاة، سلاسل الذهب المربوطة بقناديل العصمة الشامخة الرتب، رسالة في تحريم التتن، النفحة القدسيّة في مدح خير البريّة، آداب تلاوة القرآن، كتاب الإجازات، و ديوان شعر

______________________________

(1) هو عثمان بن علي بن عمر العمري الدفتري، عصام الدين (1134- 1193 ه-): شاعر، مؤرّخ، أديب. ولد بالموصل و رحل إلي اليمن، ثمّ إلي القسطنطينية، فولي ديوان المحاسبة و دفتر الأراضي ببغداد، و عزل و سجن، ثمّ أطلق، فرحل إلي القسطنطينية و مات بها. له الروض النضر في تراجم أدباء العصر (مطبوع)، و غير ذلك. الأعلام 4/ 211.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 418

(مطبوع).

و أرسل في سفارة عن حكومة إيران إلي السلطان

العثماني محمود خان، فقتل في القسطنطينية علي التشيّع، و ذلك في- سنة ثمان و خمسين و مائة و ألف «1»، و قيل في سنة ستين «2»، و قيل غير ذلك.

و من شعره، قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السّلام، و يؤرّخ فيها تذهيب قبّته، مطلعها:

إذا ضامك الدهر يوما و جارا فلذ بحمي أنفع الخلق جارا

عليّ العليّ و صنو النبيّ و غيث الوري و غوث الحياري

هزبر النّزال و بحر النوال و بدر الكمال الذي لا يواري

و أرّخ التذهيب بقوله:

تبدّي سناها عيانا فأرخت آنست من جانب الطور نارا

(سنة 1155 ه-) و له يرثي الحسين السبط عليه السّلام:

هلّ المحرّم فاستهلّ دموعي و أثار نار الوجد بين ضلوعي

و أمات سلواني و أحيا لوعتي و أطال أحزاني و روّع روعي

أ تموت عطشانا و كفّك سحبها كم أنبتت للناس زهر ربيع

قد قلت للورقاء لما أن غدت تبدي الأسي بالنوح و الترجيع

ما من تباكي مثل من يبكي دما فضح التطبّع شيمة المطبوع

______________________________

(1) تراث كربلاء 256.

(2) معارف الرجال 3/ 190 (الهامش).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 419

3897 الجزائري «1»

(1050- 1112 ه-) نعمة اللّه بن عبد اللّه بن محمد بن الحسين الموسوي، الجزائري ثمّ التستري، أحد أعيان محدثي الإمامية و مشاهيرهم.

قال معاصره عبد اللّه الأفندي في حقّه: فقيه، محدّث، أديب، متكلّم، مدرّس.

ولد سنة خمسين و ألف في قرية الصباغية (من قري الجزائر بالبصرة).

و درس المقدمات في الجزائر عند القاضي يوسف بن محمد البناء الجزائري، و محمد بن سليمان الجزائري، و فرج اللّه بن سلمان بن الحارث الجزائري.

و انتقل إلي الحويزة، و أخذ بها عن الأديب الحسين بن سبتي الحويزي، و غيره.

ثمّ ارتحل إلي شيراز- و هي يومئذ من مراكز العلم الشهيرة- فلبث بها تسع سنين مكبّا

علي التحصيل، فأخذ في المعقول عن: شاه أبو الولي بن شاه تقي الدين

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 336، رياض العلماء 5/ 253، الإجازة الكبيرة للتستري 70، لؤلؤة البحرين 111، روضات الجنات 8/ 150 برقم 726، هدية العارفين 2/ 497، إيضاح المكنون 1/ 147، الفوائد الرضوية 694، الكني و الألقاب 2/ 330، أعيان الشيعة 6/ 785، ريحانة الأدب 3/ 112، الذريعة 1/ 156، طبقات أعلام الشيعة 6/ 785، مصفّي المقال 483، الأعلام 8/ 39، معجم المؤلفين 13/ 110، الفقه الإسلامي منابعه و أدواره (القسم الثاني) 401 برقم 9.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 420

محمد الشيرازي، و الفيلسوف إبراهيم بن صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي، و في المنقول عن: صالح بن عبد الكريم الكرزكّاني البحراني ثم الشيرازي (المتوفّي 1098 ه-)، و عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي ثمّ الشيرازي، و جعفر بن كمال الدين بن محمد البحراني الشيرازي.

ثمّ توجّه إلي أصفهان، فأقام بها ثماني سنين، متابعا دراسته فيها علي كبار العلماء مثل الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري، و محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري، و محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني، و السيد رفيع الدين محمد بن حيدر الطباطبائي النائيني (المتوفّي 1082 ه-).

و صحب المحدّث الكبير محمد باقر المجلسي الأصفهاني، و لازمه أعواما، و قرأ عليه شطرا وافيا من العلوم العقلية و النقلية و الأدبية، ثمّ أجيز منه في سنة (1096 ه-).

و كان علي مشرب الأخبارية، و قد اهتم اهتماما بالغا بكتب الحديث، و شرح كثيرا منها، و أفاد، و درّس في مدرسة الميرزا تقي دولت آبادي.

و كان المجلسي يثني عليه في المحافل، و يصوّب تحقيقاته، و يستعين به في تأليف كتابه «بحار الأنوار».

و سافر المترجم إلي العراق، فزار

مشاهد الأئمّة عليهم السّلام، و عاد إلي بلدته الجزائر، فاتفق هجوم الجيش التركي علي البصرة في سنة (1078 ه-)، فلجأ إلي الحويزة، ثمّ توجّه إلي تستر فاتخذها موطنا، و لقي من أهلها و حاكمها فتح علي خان بن و اخشنوخان كرامة موفورة.

و لما سمع السلطان سليمان الصفوي بذلك سرّ بقدومه، و فوّض إليه القضاء و منصب شيخ الإسلام و التدريس و نيابة الصدر و إمامة الجمعة و الجماعة،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 421

فباشر كلّ ذلك، و أخذ في بثّ العلوم الشرعية، و ترويج الأحكام الشرعية حتي صارت تستر من البلاد التي تقصد لتحصيل العلم.

تتلمذ عليه و روي عنه قراءة و سماعا و إجازة طائفة، منهم: ولده السيد نور الدين، و محمد باقر بن محمد حسين التستري (المتوفّي 1135 ه-)، و يعقوب بن إبراهيم البختياري الحويزي، و عناية اللّه بن محمد زمان التستري، و عليّ بن الحسين بن محيي الدين الجامعي العاملي، و محمد زمان بن محمد رضا التستري، و شمس الدين بن صفر البصري الجزائري، و عبد الغفار بن تقي بن طالب التستري، و فتح اللّه بن علوان الكعبي الدورقي، و علم الهدي محمد بن محمد محسن الكاشاني، و السيد أبو القاسم بن محمد بن عيسي المرعشي التستري، و أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر الفتوني النجفي، و القاضي محمد تقي بن عناية اللّه التستري، و نجم الدين بن محمد الجزائري.

و صنّف أكثر من خمسين كتابا و رسالة منها: هدية المؤمنين في الفقه، رسالة منبع الحياة في حجّية قول المجتهدين من الأموات، مقصود الأنام في شرح «تهذيب الأحكام» للطوسي في اثني عشر مجلدا، غاية المرام في شرح «تهذيب الأحكام» في ثماني مجلدات، الأنوار النعمانية في

معرفة النشأة الإنسانية (مطبوع في جزءين)، كتاب في حلّ المشكلات من المسائل الحكمية و الكلامية و الفقهية و غيرها، أنس الوحيد في شرح «التوحيد» للصدوق، عقود المرجان في تفسير القرآن، كشف الأسرار في شرح «الإستبصار» للطوسي في ثلاث مجلدات، رسالة مسكن الشجون في حكم الفرار من الطاعون، رياض الأبرار في مناقب الأئمّة الأطهار في ثلاث مجلدات، البحور الزاخرة في شرح أخبار العترة الطاهرة، زهر الربيع (مطبوع) في الأدب، رسالة منتهي المطلب في النحو، مقامات النجاة في الوعظ و التذكير، حاشية علي شرح الجامي علي «الكافية» في النحو لابن الحاجب لم تتمّ، حاشية

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 422

علي «مغني اللبيب» في النحو لابن هشام، حاشية علي «نقد الرجال» للسيد مصطفي التفريشي، و حاشية علي «أمل الآمل» في الرجال للحرّ العاملي.

توفّي في (جايدر) من أعمال (فيلي) بعد رجوعه من زيارة الإمام الرضا عليه السّلام، و ذلك في شهر- شوال سنة اثنتي عشرة و مائة و ألف.

3898 نور الدين الجزائري «1»

(1088- 1158 ه-) نور الدين بن نعمة اللّه بن عبد اللّه بن محمد الحسيني الموسوي، الجزائري الأصل، التستري، الفقيه الإمامي، المحدث، الأديب.

ولد في تستر سنة ثمان و ثمانين و ألف.

و عكف علي طلب العلم منذ نعومة أظفاره، فتلمذ علي والده المحدّث السيد نعمة اللّه إلي أن مات في- سنة (1112 ه-).

و أجاز له المحدّث محمد بن الحسن الحرّ العاملي في سنة (1098 ه-) و هو أوّل من أجازه، و ذلك لما سافر به خاله السيد صالح بن عطاء اللّه الجزائري إلي زيارة المشهد الرضوي.

و ارتحل إلي أصفهان، و واصل دراسته بها، فأخذ عن السيد محمد باقر بن إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي، و السيد محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري

59، نجوم السماء 238، أعيان الشيعة 10/ 228، ريحانة الأدب 3/ 115، الذريعة 13/ 366 برقم 1367 و 15/ 183 برقم 1221 و 16/ 186 برقم 612، طبقات أعلام الشيعة 6/ 793.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 423

الخاتون آبادي (المتوفّي 1126 ه-)، حتي برع.

ثمّ رجع إلي بلده تستر، فتولي بها إمامة الجمعة و الجماعة، و تصدي للخطابة و التدريس و النقابة، و الفصل في الخصومات، و تنفيذ الأحكام.

و تنقّل في بلاد إيران، و التقي في حجّه و زياراته بعلماء الحجاز و العراق و خراسان، و تباحث معهم في المسائل و الأحاديث المشكلة.

قرأ عليه ولده السيد عبد اللّه كتبا كثيرة في شتي العلوم من الفقه و الحديث و التفسير و العربية، و أطنب في مدحه.

و تتلمذ عليه و استجازه جمع، منهم: ولده السيد رضي الدين، و علي بن علي النجار التستري، و محمد بن فتح علي بن محمد بن أسد اللّه التستري، و محمد صالح ابن درويش جلال التستري (المتوفّي 1155 ه-)، و عبد الرشيد بن مقيم الحسيني (المتوفّي 1143 ه-)، و السيد نصر اللّه بن الحسين الفائزي الحائري، و السيد جعفر الحسيني الهروي المشهدي، و عبد اللطيف بن تقي بن طالب الصراف التستري، و السيد محمد بن طاهر بن عبد اللّه بن غياث التستري، و غيرهم.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: مفتاح الصحبة في شرح «النخبة» في الفقه للفيض الكاشاني، رسالة في أحكام الطهارات، رسالة في حلّ بعض الأحاديث المشكلة، إنشاء الصلوات و التحيات علي المعصومين، رسالة فروق اللغات في التمييز بين مفاد الكلمات (مطبوعة)، رسالة ناظمة الأحزان في الشكوي من الزمان (أوردها في رسالته «فروق اللغات»)، كتاب في النحو، و غير ذلك من الرسائل و الحواشي

و أجوبة المسائل و الأشعار.

و ترجم إلي الفارسية: قصص الأنبياء لوالده و سمّاه تحفة الأولياء، و وصية

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 424

هشام، و مفتاح الصحبة للمترجم نفسه و سمّاه أخلاق سلطاني.

توفّي في- ذي الحجّة سنة ثمان و خمسين و مائة و ألف، و دفن عند المسجد الجامع، و قبره معروف يزار.

3899 هاشم البحراني «1»

(..- 1107 ه-) هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد بن علي الحسيني الموسوي، البحراني التّوبلي الكتكاني «2»، المفسّر الإمامي، المعروف بالعلّامة.

روي عن: السيد عبد العظيم بن عباس الأسترآبادي، و فخر الدين بن محمد علي الطريحي النجفي.

و تتبع كتب الأخبار و الروايات بما لم يسبقه إليه أحد سوي العلّامة المجلسي، و جمع، و صنّف، و صار من كبار المحدّثين.

ثمّ انتهت إليه الرئاسة ببلاد البحرين بعد وفاة محمد بن ماجد الماحوزي

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 341 برقم 1049، رياض العلماء 5/ 298، الإجازة الكبيرة للتستري 36، لؤلؤة البحرين 63 برقم 19، روضات الجنات 8/ 181 برقم 736، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 75، أنوار البدرين 136 برقم 63، هدية العارفين 2/ 503، إيضاح المكنون 1/ 179، الكني و الألقاب 3/ 107، الفوائد الرضوية 705، أعيان الشيعة 10/ 249، ريحانة الأدب 1/ 233، الأعلام 8/ 66، الذريعة 3/ 93 برقم 294، طبقات أعلام الشيعة 6/ 809، مصفّي المقال 489، الغدير 2/ 39 و 4/ 406 و 6/ 26، معجم رجال الحديث 19/ 245 برقم 13265، معجم المؤلفين 13/ 132، معجم المفسرين 2/ 709.

(2) نسبة إلي كتكان: قرية من قري توبلي بالبحرين. أنوار البدرين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 425

البحراني، و ولي القضاء و الأمور الحسبية في تلك البلاد، و حاز شهرة كبيرة.

روي عنه المحدث محمد بن الحسن الحرّ

العاملي، و قال في وصفه: عالم ماهر مدقّق فقيه، عارف بالتفسير و العربية و الرجال.

و تتلمذ عليه و روي عنه عدّة، منهم: محمود بن عبد السلام المعني، و سليمان ابن عبد اللّه الماحوزي، و حسن البحراني، و السيد محمد بن علي العطّار البغدادي، و علي بن عبد اللّه بن راشد المقابي البحراني، و هيكل بن عبد علي الأسدي الجزائري.

و صنّف أكثر من سبعين كتابا، منها: التنبيهات في الفقه الاستدلالي، البرهان في تفسير القرآن (مطبوع)، الهادي و مصباح (ضياء) النادي في تفسير القرآن، غاية المرام في معرفة الإمام، كشف المهمّ في طريق خبر غدير خمّ (مطبوع)، مدينة المعاجز (مطبوع) في النصّ علي الأئمّة الهداة، نهاية الإكمال فيما تتم به الأعمال (مطبوع) في أصول الدين، الهداية القرآنية إلي الولاية الإمامية، تبصرة الولي فيمن رأي القائم المهدي، ي مصباح الأنوار و أنوار الأبصار في بيان معجزات النبي المختار، نزهة الأبرار و منار الأنظار في خلق الجنة و النار، الدر النضيد في خصائص الإمام الشهيد، معالم الزلفي في النشأة الأخري، التحفة البهية في إثبات الوصية، وفاة النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، و وفاة الزهراء عليها السّلام.

توفّي- سنة سبع و مائة و ألف في قرية نعيم، و نقل نعشه إلي توبلي، و دفن بها، و قبره مزار معروف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 426

3900 الحطّاب «1»

(..- 1160 ه-) هاشم بن محمد بن عواد بن محمد بن عواد الكبير بن علي العوّادي الموسوي، النجفي، الشهير بالحطّاب، العالم الإمامي، الزاهد.

ولد في النجف الأشرف، و نشأ بها، و درس علي علمائها.

و كان من كبار العلماء، معظّما عند الخاصة و العامة، جريئا في قول الحق، يجابه به الحكام و لا يحفل بهم.

درّس الفقه،

فحضر مجلس درسه خضر «2» بن محمد يحيي الجناجي النجفي والد جعفر «3» كاشف الغطاء، و غيره.

و وعظ الناس، فكان لكلماته وقع في نفوسهم.

لقيه العارف قطب الدين محمد الذهبي الحسيني الشيرازي في مسجد الكوفة (سنة (1129 ه-) و قال: عاشرته، فرأيته من مخلصي طريقة الفقهاء الإلهيين و العرفاء الربّانيّين.

______________________________

(1): معارف الرجال 3/ 249 برقم 524، ماضي النجف و حاضرها 2/ 210 (ضمن ترجمة خضر الجناجي)، طبقات أعلام الشيعة 6/ 808، 812.

(2) المتوفّي (1181 ه-) و قد مرّت ترجمته.

(3) المتوفّي (1227 ه-)، و ستأتي ترجمته في الجزء الثالث عشر إن شاء اللّه تعالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 427

و أثني عليه الفقيه الكبير جعفر كاشف الغطاء، قائلا في حقّه: وحيد عصره و فريد دهره في العلم و الزهد و التقوي و الصلاح.

توفّي بالنجف- سنة ستين و مائة و ألف، و دفن في داره بمحلة الحويش.

و له حكايات مع سلطان إيران نادر شاه لما قدم العراق زائرا مرقد الإمام علي عليه السّلام في النجف، منها: إنّ السلطان المذكور دعا المترجم إلي أن يعرض له حاجاته، فطلب منه أن يحبس عنه البعوض!! فقال السلطان: سلني مالا ينفعك فإنّيّ أقدر عليه، فردّ عليه بقوله: إنّي أسأله ممن يقدر علي كلّ شي ء.

3901 الشامي «1»

(1087- 1158 ه-) هاشم بن يحيي بن أحمد بن علي الحسني، الشامي «2» الأصل، الصنعاني، الزيدي.

ولد بحدة سنة سبع و ثمانين و ألف.

و نشأ، و تعلّم بصنعاء.

أخذ عن: زيد بن محمد بن الحسين بن القاسم، و الحسين بن محمد المغربي و طبقتهما.

______________________________

(1): نسمة السحر 3/ 289 برقم 184، البدر الطالع 2/ 321، هدية العارفين 2/ 504، إيضاح المكنون 2/ 598، الأعلام 8/ 67، معجم المؤلفين 13/ 134، مؤلفات الزيديّة

1/ 243.

(2) نسبة إلي الشامية: ناحية باليمن بين مكة و صنعاء، كان يسكنها أحد آباء المترجم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 428

و برع في العلوم الدينية.

و درّس الطلبة، و أخذ عنه جماعة، منهم: عبد القادر بن أحمد، و محمد بن إسحاق بن المهدي، و أحمد بن محمد القاطن.

و ولي القضاء بصنعاء أياما.

و صنّف نجوم الأنظار و هي حاشية علي «البحر الزخّار» في فقه الزيدية، كتب منها مجلدا و لم تكمل، و كتاب تبعيد الشيطان بتقريب «إغاثة اللهفان» في التصوّف، و صيانة العقائد علي «شرح القلائد».

و له أشعار، منها:

لم يبكني جور الغرام، و لا شجي قلب المتيّم بلبل بسجوعه

لكنّه وعد الخيال بوصله طرفي، فرشّ طريقه بدموعه

روي أنّ المترجم مال إلي محمد بن إسحاق في معارضته للمنصور باللّه الزيدي فجرت عليه محن اختفي بسببها أياما حتي رضي عنه المنصور، و توفّي في- صفر سنة ثمان و خمسين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 429

3902 الحنفي «1»

(..- 1199 ه-) هبة اللّه بن أحمد الحنفي، الفقيه، الفرضي، الطبيب.

ولد في بلدة ميدون من جزيرة مورة. «2»

و قدم إلي تونس- بعد استيلاء النصاري علي بلاده- و جدّ في طلب العلم، و أخذ عن جماعة، منهم: علي الصوفي، و حسين الحنفي، و محمد بن محجوبة، و محمد والي الحنفي و عليه توغّل في الحساب و الفرائض.

و أقرأ في بيته الفقه و الصرف و اللغة التركية و الفارسية، و أخذ عنه جميع غفير.

و تولّي التدريس بالمدرسة اليوسفية، ثمّ تولي الإمامة و الخطابة بجامع القصر.

و ألّف كتابا في الطب يحتوي علي مقدمة، و أربع مقالات.

قيل: و هو أوّل من أدخل الطب الحديث إلي تونس، و أوّل من ذكر في كتابه الطبي وجود مرض الزهري

فيها.

توفّي في سفر الحجّ بالإسكندرية، و دفن بها، و ذلك في- سنة تسع و تسعين و مائة و ألف.

______________________________

(1): تراجم المؤلفين التونسيين 2/ 180 برقم 147.

(2) و هي أكبر جزر اليونان، تخلّت عنها تركيا لحساب جمهورية البندقية سنة 1687 إلي سنة 1715 م، ثمّ رجعت للأتراك من جديد سنة 1715 م.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 430

3903 البلادي «1»

(..- حيا 1147 ه-) ياسين بن صلاح الدين بن علي بن ناصر بن علي، أبو الصلاح البحراني البلادي ثمّ الشيرازي.

كان فقيها، محدثا، رجاليا، نحويا، من علماء الإمامية.

روي عن محمد بن يوسف البحراني، و عن غيره من العلماء.

و برّز في عدة علوم.

و تولّي إمامة الجمعة و الجماعة، و انتهت إليه رئاسة القضاء و الحسبة الشرعية في بلاد البحرين.

ثمّ لجأ- بعد تغلّب الخوارج علي بلاده- إلي بلاد فارس (و هي شيراز و نواحيها)، فاستوطن مدينة جويم أبي أحمد «2» (من توابع فارس).

أجاز للسيد نصر اللّه بن الحسين الفائزي الحائري (في سنة (1145 ه-).

______________________________

(1): أنوار البدرين 221 برقم 95، أعيان الشيعة 10/ 282، الذريعة 1/ 205 برقم 1072 و 6/ 98 برقم 526، طبقات أعلام الشيعة 6/ 816، تراجم الرجال 2/ 866 برقم 1624، علماء البحرين 271 برقم 131.

(2) في القاموس: جويم كزبير: بلد بفارس، و العامة تضم الياء. و قال المترجم في بعض تعليقاته: و هذا هو المتعارف الآن في اسمها أي بضمّ الجيم و سكون الواو و ضمّ الياء، أمّا أبو أحمد المضافة إليه فلست أعرفه. راجع أعيان الشيعة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 431

و روي عنه علي بن الحسين البحراني.

و صنّف ما يربو علي عشرين كتابا و رسالة، منها: حاشية علي «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد

الثاني، حاشية علي «غاية المأمول في شرح زبدة الأصول» في أصول الفقه للفاضل جواد بن سعد الكاظمي، منظومة لآلئ البحرين في المنطق، المحيط أو الوسيط في الرجال، معين النبيه في رجال «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، رسالة النور في علم الكلام، حاشية علي «شرح العقائد النسفية» لمسعود بن عمر التفتازاني، رسالة القول السديد في تفسير كلمة التوحيد، الفوائد النحوية، الروضة العلية في شرح «الألفية» في النحو لابن مالك أنجزه في (جويم أبي أحمد) سنة (1134 ه-)، الكشكول، و العوامل.

و له رسالة تشتمل علي تسعين مسألة في فنون شتي، أرسلها إلي عبد اللّه بن صالح السماهيجي البحراني (نزيل بهبهان) فأجاب عنها بكتاب «منية الممارسين في أجوبة الشيخ ياسين» أنجزه سنة (1125 ه-)، و كتب له في آخره إجازة مبسوطة، أثني فيها علي المترجم، و قال: مقترح ذلك عليّ- أي الإجازة- و إن كانت أحقّ بسؤاله و الأحري بأن أكون من جملة تلامذته و رجاله.

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم، و لكن يظهر من بعض تعليقاته أنّه كان حيا في سنة سبع و أربعين و مائة و ألف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 432

3904 التاجي «1»

(1095- 1158 ه-) يحيي بن عبد الرحمن بن تاج الدين بن محمد التاجي، الحلبي الأصل، البعلي.

ولد ببعلبك سنة خمس و تسعين و ألف، و نشأ بها تحت رعاية والده، و قرأ عليه و علي: أخيه الشمس محمد، و أبي المواهب الحنبلي، و إسماعيل بن محمد العجلوني، و محمد بن علي الكاملي، و عبد اللّه العمري، و إلياس بن إبراهيم الكوراني، و عبد الغني النابلسي، و محمد مراد النقشبندي.

و حجّ سنة (1122 ه-)، فأخذ عن: عبد اللّه بن سالم البصري، و أحمد بن محمد النخلي، و

محمد بن إبراهيم الكوراني، و علي الإسكندري.

و توجّه مع والده إلي الروم، و صارت له (الرتبة السليمانية) المتعارفة بين أهل تلك البلاد.

و درّس «الشفاء» و ألقي الشروح.

و تولّي إفتاء الحنفية ببعلبك بعد أخيه المذكور، و اشتهر و صار نافذ الكلمة عند الجميع، و امتدحه الشعراء.

و كانت وفاته ببعلبك- سنة ثمان و خمسين و مائة و ألف.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 232، هدية العارفين 2/ 534، الأعلام 8/ 153، معجم المؤلفين 13/ 205.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 433

له شرح علي «القصيدة المنفرجة» سمّاه الأضواء المتبهجة، و مجاميع أخري.

3905 ابن مقبول الأهدل «1»

(1073- 1147 ه-) يحيي بن عمر بن عبد القادر بن أحمد، ابن مقبول الأهدل، محدّث. اليمن و مفتي زبيد، شافعي المذهب.

درس علي: أبي بكر بن علي البطاح الأهدل، و أحمد بن إسحاق جغمان، و عبد اللّه المزجاجي. و أجازه حسن العجيمي، و أحمد بن عمر الحشبيري، و أحمد التنبكتي.

و أحاط بأغلب العلوم الدينية لكن غلب عليه علم الحديث، فتبحّر فيه و صار عارفا بطرقه و أسانيده، و كان يرغّب في الإقبال عليه و علي التفسير و التفقّه في فهم معاني الكتاب و السنّة حتي عدّه بعض الشافعية خارجا عن مذهبهم، و كان يبلغه ذلك و لا يصغي إليه.

روي عنه: ابنه سليمان، و ابن أخته أحمد بن محمد مقبول الأهدل، و عبد اللّه بن سليمان الجرهزي، و أبي بكر الغزالي، و أحمد بن حسن الموقري، و عبد الخالق ابن علي المزجاجي، و محمد بن علاء الدين المزجاجي، و آخرون.

و توفّي بزبيد- سنة سبع و أربعين و مائة و ألف عن أربع و سبعين سنة.

______________________________

(1): أبجد العلوم 3/ 172، فهرس الفهارس 2/ 1135 رقم 641، هدية العارفين 2/ 534، الأعلام 8/

161، معجم المؤلفين 13/ 216.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 434

له فهرست ملأها بأسانيده إلي جلّ الكتب الحديثية و الفقهية و التفسيرية و التأريخية و الأدبية، و كتاب في فضل ذوي القربي، و القول السديد فيما أحدث من العمارة بجامع زبيد.

3906 البختياري «1»

(..- 1147 ه-) يعقوب بن إبراهيم بن جمال بن إبراهيم البختياري، الحويزي، الفقيه الإمامي، النحوي، المتفنّن.

تتلمذ علي السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري التستري في شيراز، ثمّ في تستر.

و تبحّر في العلوم العربية و الفقه و الحديث، و شارك في غيرها.

و درّس الفقه و التفسير، و تصدي للإفتاء و التصنيف، و عمّر طويلا.

استفاد منه السيد عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري التستري في المقدمات، و قرأ عليه كتاب الصلاة من «مدارك الأحكام» للسيد محمد بن أبي الحسن العاملي، و حضر درسه في تفسير «الكشاف» للزمخشري.

و صنّف كتبا و رسائل، منها: شرح «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقّق جعفر بن الحسن الحلّي، حاشية علي الرسالة «الألفية» في فقه

______________________________

(1): الإجازة الكبيرة للتستري 192، أعيان الشيعة 10/ 307، الذريعة 2/ 222 برقم 871 و 13/ 302 برقم 1110، طبقات أعلام الشيعة 6/ 821، الأعلام 8/ 194، نابغة فقه و حديث 321، معجم المؤلفين 13/ 240.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 435

الصلاة للشهيد الأوّل، حاشية علي «كنز العرفان في فقه القرآن» للفاضل المقداد السيوري (مطبوعة)، الرسالة الصلاتية، شرح «زبدة الأصول» في أصول الفقه لبهاء الدين العاملي، الاعتبار في اختصار «الإستبصار» للطوسي، شرح فروع «الكافي» للكليني، صوافي الصافي في تفسير القرآن المجيد، رسالة في التجويد، شرح «الصحيفة السجادية» في أدعية الإمام السجاد علي بن الحسين عليهما السّلام، لطائف الأفهام، الخرائد في الأخلاق، الخمائل، حاشية علي

حاشية عبد اللّه اليزدي علي «تهذيب المنطق» للتفتازاني، حاشية علي «مغني اللبيب» في النحو لابن هشام، و حاشية علي تصريف الزنجاني.

توفّي- سنة سبع و أربعين و مائة و ألف.

3907 الشّرواني «1»

(..- 1134 ه-) يوسف بن إبراهيم بن محمد، أكمل الدين الزهري، الشرواني الأصل و المولد، نزيل المدينة.

قدم المدينة سنة ثمانين و ألف، و درّس بها، و انتهت إليه رئاسة الفقه الحنفي.

و بعث إليه مفتي الروم فيض اللّه أفندي منصب إفتاء الحنفية بالمدينة، ثمّ تولي القضاء بها نيابة ثم استقلالا.

و كان محدّثا عارفا برواية الحديث و درايته، معظّما عند الناس.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 239، هدية العارفين 2/ 568، الأعلام 8/ 213، معجم المؤلفين 13/ 267.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 436

له تآليف، منها: هدية الصبيح في شرح «مشكاة المصابيح» في الحديث، شرح علي «ملتقي الأبحر» في الفقه، و رسالة في كراهة اقتداء الحنفي بالشافعي، و رسائل أخري.

توفّي بالمدينة في- شوال سنة أربع و ثلاثين و مائة و ألف.

3908 صاحب الحدائق «1»

(1107- 1186 ه-) يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن عصفور البحراني الدّرازي، العالم الكبير، المحدّث الإمامي المتتبّع، صاحب «الحدائق الناضرة»، نزيل الحائر الشريف.

ولد في قرية الماحوز (بالبحرين) سنة سبع و مائة و ألف.

و درس و هو صبيّ علي والده في النحو و الصرف.

و لجأ والده مع عائلته- بعد تغلّب الخوارج علي وطنه- إلي القطيف، و خلّف ولده الأكبر (المترجم له) في قرية الشاخورة (بالبحرين).

و بعد سنوات عديدة قام بزيارة والده و بقي هناك إلي ما بعد وفاة والده (سنة 1131 ه-) بنحو سنتين، مشتغلا بالتحصيل علي الحسين بن محمد

______________________________

(1) لؤلؤة البحرين 442، منتهي المقال 7/ 74 برقم 3286، روضات الجنات 8/ 203 برقم 750، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 65، الفوائد الرضوية 713، هدية العارفين 2/ 569، أعيان الشيعة 10/ 317، ريحانة الأدب 3/ 360، الذريعة 1/ 265، طبقات أعلام الشيعة 6/ 828، مصفّي المقال 506،

شهداء الفضيلة 316، الأعلام 8/ 215، معجم المؤلفين 13/ 268.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 437

جعفر الماحوزي البحراني.

و عاد إلي البحرين، و تابع فيها دراسته علي أحمد بن عبد اللّه بن الحسن، و عبد اللّه بن علي بن أحمد البلاديين البحرانيين.

ثمّ سافر إلي القطيف لتدقيق الحديث علي أستاذه الماحوزي.

و عاد إلي بلاده، فاتّفق وقوع اضطرابات فيها بعد مقتل السلطان حسين الصفوي (سنة 1135 ه-)، فبارحها إلي بلاد إيران، و حلّ برهة في كرمان، ثمّ رحل إلي شيراز، فأكرمه حاكمها محمد تقي خان، و مكث فيها مدّة متصديا للبحث و التصنيف و التدريس، و إقامة الجمعة و الجماعة، و الإجابة عن شتي المسائل.

و قد أجاز له رفيع الدين محمد بن فرج (فرّخ) الجيلاني المشهدي و السيد عبد اللّه بن علوي البحراني ثمّ البهبهاني الذي أجاز له المترجم أيضا.

ثمّ عصفت في تلك البلاد عواصف الأيام، فخرج منها إلي بعض القري، و استوطن قصبة (فسا) فلبث فيها مدّة مشتغلا بالمطالعة و التصنيف. ثمّ نالته محن، ألجأته إلي مغادرتها، فانتقل إلي الاصطهبانات، ثمّ ارتحل إلي العراق قبل سنة (1169 ه-) فجاور في كربلاء- و كانت يوم ذاك من المراكز العلمية الكبيرة- و أكبّ علي التدريس و التصنيف و الإفتاء، و دارت بينه و بين المحقّق الأصولي الوحيد البهبهاني (المتوفّي 1206 ه-) مناظرات كثيرة، و قد ذكر أبو علي الحائري في «منتهي المقال» أنّ أستاذه (صاحب الترجمة) كان أوّلا أخباريا صرفا ثمّ رجع إلي الطريقة الوسطي و كان يقول: إنّها طريقة العلّامة المجلسي.

و اشتهر المترجم له، و صار من أعلام عصره المعروفين بغزارة العلم و التضلع في العلوم و التبحّر في الفقه و الحديث.

و قد تتلمذ عليه و روي عنه قراءة

و سماعا و إجازة طائفة، منهم: السيد

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 438

أحمد الطالقاني النجفي (المتوفّي 1208 ه-) و السيد عبد الباقي بن محمد حسين الخاتون آبادي، و السيد أحمد العطار البغدادي الشاعر، و الحاج معصوم، و السيد شمس الدين المرعشي الحسيني النسّابة (المتوفّي 1200 ه-)، و السيد محمد مهدي بحر العلوم النجفي، و محمد بن علي التستري الحائري، و محمد مهدي النراقي، و الميرزا محمد مهدي الشهرستاني، و السيد الميرزا محمد مهدي بن هداية اللّه الأصفهاني الخراساني (الشهيد سنة 1218 ه-)، و المحقّق الميرزا أبو القاسم القمي، و موسي بن علي البحراني، و سليمان بن معتوق العاملي، و محمد مهدي الفتوني، و أبو علي محمد بن إسماعيل الحائري، و ابنا أخويه خلف بن عبد علي بن أحمد و الحسين بن محمد بن أحمد، و السيد عبد العزيز بن أحمد الصافي النجفي، و محمد علي المعروف بابن سلطان، و زين العابدين بن محمد كاظم.

و صنّف كتبا كثيرة، منها: الحدائق الناضرة إلي أحكام العترة الطاهرة (مطبوع في 25 جزءا) في الفقه، الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية (مطبوع) في الفقه، الرسالة المحمدية في أحكام الميراث الأبدية، رسالة مناسك الحجّ، عقد الجواهر النورانية في أجوبة المسائل البحرانية، رسالة اللآلي الزواهر في تتمة عقد الجواهر، حاشية علي «مدارك الأحكام» للسيد محمد بن علي العاملي سمّاها تدارك المدارك فيما هو غافل عنه و تارك لم تتم، رسالة قاطعة القال و القيل في نجاسة الماء القليل، رسالة الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة، الرسالة الصلواتية متنا و شرحا، الرسالة الصلواتية المنتخبة منها، معراج النبيه في شرح «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، لؤلؤة البحرين (مطبوع) في الإجازات و تراجم رجال الحديث، أنيس

المسافر و جليس الحاضر (مطبوع) و يقال له الكشكول، أجوبة المسائل البهبهانية، أجوبة المسائل الشيرازية، أجوبة المسائل الكازرونية، أجوبة أحمد الدمستاني، أجوبة المسائل الشاخورية، أجوبة المسائل النعيمية، الأربعون

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 439

حديثا، إعلام القاصدين إلي أصول الدين، و كتاب الخطب للجمع و الأعياد.

توفّي بكربلاء في- رابع ربيع الأوّل سنة ست و ثمانين و مائة و ألف، و صلّي عليه الوحيد البهبهاني، و شيّعه جمع غفير، و دفن في الرواق عند رجلي سيد الشهداء الحسين عليه السّلام.

و من نظمه، قصيدة بعث بها إلي إخوته من الاصطهبانات، يصف فيها ما حلّ به من ملمّات، مطلعها:

ألا من مبلغ عصر الشباب و شبانا به كانوا صحابي

و منها

و أعظم حسرة أضنت فؤادي تفرّق ما بملكي من كتاب

لقد ضاقت عليّ الأرض طرّا و سدّ عليّ منها كلّ باب

طوتني النائبات و كنت نارا علي علم بها طيّ الكتاب

3909 الجابري «1»

(..- 1180 ه-) يوسف بن أحمد الحلبي الشهير بالجابري، الفقيه الحنفي، نزيل القسطنطينية.

ولد بحلب، و نشأ بها، و درس النحو و اللغة الفارسية علي: محمد بن هالي

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 248، إعلام النبلاء 7/ 43 برقم 1105.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 440

الحلبي، و محمود البالستاني، و علي العطّار، و عبد السلام الحريري، و عبد الرحمن البكفالوني.

و أخذ الفقه عن محمد الطرابلسي، و الفرائض و الحساب عن: مصطفي اللقيمي و ياسين الفرضي، و الحديث عن عبد الكريم الشراباتي.

و درّس في مدرسة الإسكندرية، و اشتهر، و تولّي زمام الأمور في بلدته، و صار مرجعا لهم في مسائل الفقه و غيرها.

و سافر إلي القسطنطينية، و رحّب به علماؤها و أكرمه أعيانها، و تولّي نيابة الكشف و كتابة الوقائع، و أقام بها إلي أن مات- سنة ثمانين

و مائة و ألف.

3910 يوسف النقيب «1»

(1073- 1153 ه-) يوسف بن حسين بن درويش الحسيني، جمال الدين أبو المحاسن الدمشقي ثمّ الحلبي، مفتيها و نقيبها.

كان فقيها حنفيا، محدّثا، أديبا.

ولد بدمشق سنة ثلاث و سبعين و ألف.

و درس علي جماعة كأحمد بن محمد الصفدي، و عبد القادر العمري، و أبي المواهب الحنبلي، و عبد الرحيم الكابلي، و إسماعيل الحائك، و عبد الغني النابلسي،

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 261، هدية العارفين 2/ 569، إيضاح المكنون 1/ 509، إعلام النبلاء 6/ 479 برقم 1059، الأعلام 8/ 228، معجم المؤلفين 13/ 293.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 441

و أحمد المهمنداري، و غيرهم.

و أخذ بحلب عن موسي الرامحمداني، و زين الدين بن عبد اللطيف.

و أقام بحلب، و تولّي إفتاء الحنفية و نقابة الأشراف فيها.

و درّس بالحجازية و الأسدية، و أخذ عنه جماعة، أكثرهم ملازمة له عبد الرحمن الحنبلي صاحب ثبت (منار الإسعاد في طرق الإسناد).

و كانت وفاته بحلب- سنة ثلاث و خمسين و مائة و ألف.

له ثبت جامع لشيوخه و إجازاته، و كفاية الراوي، و السامع، و شرح «القصيدة الدمياطية» في الأسماء الحسني، و ديوان شعر.

فمن شعره:

نرجسي اللحاظ وردي خدّ جوهري الألفاظ ذي تبيان

فتمتّع من حسنه بمعان مطربات تنسيك جور الزمان

و تأمّل إلي صحيفة خدّيه بعين الإنصاف و العرفان

3911 الحفني «1»

(..- 1176، 1178 ه-) يوسف بن سالم بن أحمد، جمال الدين أبو الفضل القاهري، الشهير

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 241، عجائب الآثار 1/ 329، هدية العارفين 2/ 569، الأعلام 8/ 232، معجم المؤلفين: 13/ 301.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 442

بالحفني، الفقيه الشافعي.

درس علي أخيه محمد، و شاركه في معظم شيوخه كمحمد بن محمد البديري، و محمد بن عبد اللّه السجلماسي، و عيد بن علي النمرسي، و علي بن مصطفي السيواسي،

و عبد اللّه الشبراوي، و أحمد الجوهري، و محمد البليدي، و محمد ابن إبراهيم الزيادي، و غيرهم.

و برع، و درّس بالجامع الأزهر و المدرسة الطبرسية، و أفتي.

و كان متميزا بكثرة الحفظ و حسن التقرير في الدرس.

ألّف حواشي و شروحا كثيرة، منها: حاشية علي «شرح الألفية» للأشموني، حاشية علي «شرح الخزرجية» لزكريا، حاشية علي «جمع الجوامع» في الأصول، حاشية علي شرح السعد لعقائد النسفي، شرحان علي «شرح آداب البحث» للملإ حنفي، شرح علي «التحرير» في الفقه، شرح علي شرح العصام علي الاستعارات.

و له نظم البحور المهملة في العروض، و ديوان شعر، و غير ذلك.

توفّي في شعبان- سنة ست و سبعين و مائة و ألف، و قيل ثمان و سبعين.

3912 يوسف المالكي «1»

(حدود 1083- 1173 ه-) يوسف بن محمد بن محمد بن يحيي بن أحمد الدمشقي، جمال الدين أبو الفتح المالكي، مفتي المالكية بدمشق و شيخهم.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 244، الأعلام 8/ 252.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 443

ولد بدمشق، و نشأ بها، و درس علي علماء عصره كعبد الغني النابلسي، و عبد الرحيم بن محمد الكابلي، و محمد بن علي الكاملي، و إلياس بن إبراهيم الكوراني، و أبي الصفا بن أيّوب الخلوتي. و أجاز له محمد بن سليمان المغربي.

و صار أوّلا أحد أمناء الفتوي عند شيخه أبي الصفا، و تزوّج بابنته ثمّ تولّي إفتاء المالكية، و درّس «الجامع الصغير» في الجامع الأموي، و تولّي وظائف أخري.

و عمّر قصرا بالصالحية، و زاوية للذكر قرب داره، و صرف أمواله علي المريدين و المنشدين و الترفيه و الاشتهار حتي صار من أعيان المالكية و شيخهم بدمشق.

و توفّي في- ذي الحجّة سنة ثلاث و سبعين و مائة و ألف عن نحو تسعين سنة.

له

تعليق لم يكمل علي «الجامع الصغير» في الحديث.

3913 المصعبي «1»

(..- 1188 ه-) يوسف بن محمد المصعبي المليكي «2»، أبو يعقوب الجزائري.

كان فقيها أباضيا، مفتيا، مشاركا في التفسير و الجبر و المقابلة.

انتقل مع والده من وادي ميزاب إلي جربة، و استقرّ بها، و درس علي سعيد ابن محمد الجادوي، و سليمان بن محمد الباروني، و عمر الويرارتي.

______________________________

(1): تراجم المؤلفين التونسيين 4/ 336 برقم 529.

(2) مليكة قرية من قري وادي ميزاب موطن الأباضية بالجنوب الجزائري.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 444

و درّس بجربة، و حضر دروسه الطلبة، ثمّ أفتي بهدر دم أحد العصاة، فنفّذ القتل أحد أنصار الأباضية، فخشي المصعبي علي حياته، فرحل إلي طرابلس، ثمّ عاد إلي جربة عند استيلاء علي باشا علي تونس.

و توفّي بها- سنة ثمان و ثمانين و مائة و ألف.

له تآليف، منها: حاشية علي «تفسير الجلالين»، أجوبة و فتاوي وجد منها رسالتان، رسالة في قبول شهادة الأباضية، رسالة في الفقه و الأحكام، و رسالة في تنجيس أبوال الحيوانات.

3914 المصري «1»

(1029- 1120 ه-) يونس بن أحمد المحلّي الكفراوي الشهير بالمصري، الفقيه الشافعي، نزيل دمشق.

ولد سنة تسع و عشرين و ألف بالمحلّة الكبري بمصر، و نشأ بها، و درس التفسير و الحديث و الفقه علي علماء بلده: علي بن الأقرع، و حسن البدوي، و عبد المجيد بن المزيّن، و علي النحريري.

ثمّ ارتحل إلي القاهرة، و حضر دروس علماء الأزهر: محمد الشوبري، و علي الأجهوري، و جلال الدين البكري، و منصور الطوخي، و سلطان المزّاجي، و أحمد القليوبي، و غيرهم.

______________________________

(1): سلك الدرر 4/ 265، الأعلام 8/ 260، معجم المؤلفين 13/ 346.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 445

ثمّ رحل إلي دمشق، فأخذ عن: إبراهيم الفتّال، و عبد الحيّ بن العماد العكري، و محمد البلباني، و أبي المواهب الحنبلي.

و

ولي بها تدريس الحديث بالجامع الأموي، و سافر إلي الديار الرومية مرتين، و صار له بدمشق جاه و شهرة.

و توفّي في- ذي الحجّة سنة عشرين و مائة و ألف.

له ثبت ذكر فيه شيوخه و مرويّاته.

3915 يونس النجفي «1»

(..- 1147 ه-) يونس بن ياسين بن درويش النجفي، أحد علماء الشيعة البارزين.

أخذ في الفقه و الحديث عن حسام الدين بن جمال الدين بن محمد علي الطريحي (المتوفّي 1095 ه-)، و قد قرأ عليه من الكتب: شطرا من «الكافي» للكليني، و «تهذيب الأحكام» للطوسي، و «معالم الدين» للحسن بن الشهيد الثاني، و حصل منه علي إجازة، قال فيها المجيز: إنّه قرأ عليه قراءة تحقيق و تدقيق تنبئ عن غزارة علمه.

و جدّ، حتي بلغ درجة الاجتهاد، و أصبح من الفقهاء المعروفين. «2»

______________________________

(1): أعيان الشيعة 10/ 331، ماضي النجف و حاضرها 3/ 561، طبقات أعلام الشيعة 6/ 837، الذريعة 1/ 126 برقم 605، شعراء الغريّ 12/ 441، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 1/ 309.

(2) معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 1/ 309.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 446

ذكره صاحب «نشوة السلافة» و أثني عليه، و قال: ديباجة الشرع و عنوانه، و لسان الأدب و بيانه.. يحجم عن مبارزته في ميدان البلاغة فرسان العلم و المقال، و يقصر عن مناضلته أرباب البحث و الجدال.

توفّي بالنجف الأشرف- سنة سبع و أربعين و مائة و ألف.

و له مراسلات و مطارحات أدبية مع السيد نصر اللّه بن الحسين الحائري، و غيره من علماء و أدباء عصره.

و من شعره، قصيدة في مدح الإمام الحسين عليه السّلام، مطلعها:

يا راقيا فوق أقطاب العلا و علا رقاب كلّ الملا طرّا بحسناكا

و قال ارتجالا لما أنشده من تعرّض للشعر

نظما و هو ليس من أهله.

للّٰه درّك شاعرا ما أنت إلّا الأخطل

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 447

الفقهاء الذين لم نظفر لهم بترجمة وافية

1. إبراهيم بن جعفر بن عبد الصمد بن الحسين العاملي الكركي ثمّ الفراهي الخراساني

(..-..): فقيه إمامي، محدّث، عابد. قرأ و سمع علي محمد بن الحسن الحر العاملي (المتوفّي 1104 ه-) نبذة وافرة من كتابه «وسائل الشيعة» و غيره، و حصل منه علي إجازة بروايته و رواية سائر كتب الحديث تأريخها (سنة 1090 ه-). و قد ألّف المترجم كتابا و رسائل متعددة.

أمل الآمل 1/ 27 طبقات أعلام الشيعة 6/ 14

2. إبراهيم بن علي بن حسين الأطاسي، برهان الدين الحمصي

(1122-- 1196 ه-): قرأ القرآن و مقدّمات العلوم. و رحل إلي مصر و درس علي شيوخها و أجازوه بالإفتاء و التدريس. فعاد إلي حمص و درّس بها و أفتي و أقبل عليه الطلبة حتي صار من مشاهير فقهاء الحنفية بها. ثمّ تقلّبت به الأحوال فدخل حلب و القسطنطينية، و تولّي إفتاء الحنفية بطرابلس الشام حتي مات.

سلك الدرر 1/ 14

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 448

3. إبراهيم بن محمد الأصفهاني

(..- 1150 ه-): فقيه، أصولي، عالم بالتفسير و العربية. أصله من أصفهان، و قدم إلي صنعاء سنة (1150 ه-)، و وعظ بالجامع الكبير و فسّر القرآن و اجتمع إليه الناس و أحبّوه، و توفّي في نهاية سنة وصوله بعد انقطاع يوم أو يومين عن الناس.

ملحق البدر الطالع 10 برقم 13

4. إبراهيم بن مرعي بن عطيّة، برهان الدين أبو إسحاق الشبرخيتي

(..-

- 1129 ه-): فقيه مالكي. درس علي: الأجهوري، و يوسف الفيشي، و محمد البابلي. و درس عليه: إبراهيم الجمّني، و علي النوري، و علي بن خليفة المساكني. له شرح كبير علي «مختصر خليل» في فروع المالكية، و الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديثا النووية (مطبوع). توفّي غريقا بالنيل و هو متوجّه إلي مدينة رشيد.

شجرة النور الزكية 317 برقم 1236 الأعلام 1/ 73

5. إبراهيم بن موسي، أبو إسحاق الفيّومي

(1062- 1137 ه-): فقيه مالكي، شيخ الأزهر في عصره. تفقّه علي: الخرشي، و أخذ عن: الزرقاني، و الشبراملّسي، و أحمد البشبيشي، و يحيي الشاوي، و عبد الرحمن الأجهوري، و إبراهيم البرماوي. له شرح علي «العزيّة» في مجلّدين.

شجرة النور الزكية 318 برقم 1240

6. أبو جعفر المازندراني ثمّ الأصفهاني، القاضي

(..- حيّا 1168 ه-): عالم إمامي، جامع، محقّق. اجتمع به السيد عبد اللّه الجزائري التستري في أصفهان، و تباحث معه في بعض المسائل، ثمّ ولي قضاء أصفهان. و لعلّ المترجم هو المجاز

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 449

في سنة (1183 ه-) من محمد مكي بن محمد بن علي العاملي الحانيني الجزّيني.

الإجازة الكبيرة للتستري 123 طبقات أعلام الشيعة 6/ 142 الذريعة 11/ 27 برقم 155

7. أبو الحسن بن عمر بن علي القلعي المغربي

(..- 1199 ه-): فقيه مالكي، أصولي، منطقي، متكلّم. قدم مصر، و درس علي: البليدي، و الملوي، و الجوهري، و الصعيدي، و حسن الجبرتي، و الحفني. و تولّي مشيخة المغاربة. له حاشية علي «شرح السلم» في المنطق، و أخري علي «رسالة الكرماني» في الكلام، و شرح علي «ديباجة أمّ البراهين»، و كتاب في خواصّ «سورة يس» و غير ذلك.

شجرة النور الزكية 343 برقم 1356

8. أبو الحسن بن محمد البحراني الأصل، الشيرازي

(..- 1193 ه-): فقيه إمامي، أديب، شاعر. له مؤلّفات، منها: التفسير الكبير، شرح علي «نهج البلاغة»، شرح «الصحيفة السجادية»، شرح «الاحتجاج» للطبرسي. توفّي بشيراز و دفن في حضرة السيد أحمد بن الإمام موسي الكاظم عليه السّلام المعروف بشاة چراغ.

أعيان الشيعة 2/ 335 طبقات أعلام الشيعة 6/ 161

9. أبو صالح بن أبو تراب الأصفهاني

(..- 1115 ه-): عالم إمامي، من الفقهاء المتبحّرين في علم الحديث. كان والده (المتوفّي 1110 ه-) فقيها من تلامذة محمد باقر المجلسي، و قد ترجمناه في هذا الجزء.

أعيان الشيعة 2/ 362

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 450

10. أبو الفتح بن أبي الحسن التنكابني

(..- حيّا 1133 ه-): فقيه إمامي، متكلّم. له كتاب في أصول الدين، ألحق بآخره مختصرا في العبادات.

أعيان الشيعة 2/ 394 طبقات أعلام الشيعة 6/ 580

11. أبو الفتح المرعشي الحسيني، الطّسوجي الأذربيجاني

(..- 1150 ه-):

فقيه إمامي، أصولي، مرجع في الشرعيات بتلك البلاد. له كتاب في الإنشاءات.

أعيان الشيعة 3/ 393 معجم المؤلفين 8/ 47

12. أحمد بن أبي السعود بن أحمد بن محمد الحسيني الكواكبي

(1130-- 1197 ه-): فقيه حنفي، محدّث، مشهور، ناظم. درس العلوم الشرعية من الفقه و الحديث علي: محمد الزمار، و طه الجبريني، و سليمان النحوي، و أخذ إجازة الحديث عن عقيلة المكي. تولّي إفتاء حلب و نقابة الأشراف. و له منظومة رائية عن حلب.

إعلام النبلاء 7/ 107 برقم 1131

13. أحمد بن أبي سعيد بن عبد اللّه بن عبد الرزّاق المكي الصالحي ثمّ الهندي اللكنوي المعروف بشيخ جيون أو ملّا جيون

(1047- 1130 ه-): فقيه حنفي، مفسّر، أصولي. تعلّم بأميتي بالهند و اتصل بالسلطان عالمگير فقرّبه، و توفّي بدلهي. من كتبه التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية مع تعريفات المسائل الفقهية، و نور الأنوار في شرح «الأبصار».

هدية العارفين 1/ 170 معجم المطبوعات 2/ 1164 معجم المفسّرين 1/ 39

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 451

14. أحمد بن أحمد بن محمد بن مصطفي الحرستي ثمّ الدمشقي

(..-

- 1115 ه-): فقيه حنفي، فرضي، حيسوب. قرأ الفرائض و الحساب علي كمال الدين ابن يحيي الدمشقي و لازمه خمس عشرة سنة، كما لازم إسماعيل الحائك المفتي، و صار كاتب الفتوي عنده ثمّ عند علي العمادي. له الكواكب المضيّة، و المنح السنية، كلاهما في فرائض الحنفية.

سلك الدرر 1/ 81

15. أحمد بن أحمد بن محمد الشدّادي، أبو العباس الفاسي الإدريسي الحسني

(..- 1146 ه-): أحد علماء المالكية في الفقه و النحو و التفسير و الحديث.

درس علي محمد بن عبد القادر الفاسي و غيره. و تولّي القضاء و الإفتاء بفأس و الإمامة و الخطابة بجامع القرويين. له فتاوي كثيرة و شرح علي لامية الزقّاق في أحكام القضاء.

شجرة النور الزكية 336 رقم 1322 الأعلام 1/ 93

16. أحمد بن أحمد (محمد) الحمامي الأزهري المصري

(..- 1186 ه-): فقيه شافعي. ولد بمصر و درس و تفقّه بها علي: عيسي البرّاوي، و الشمس الحنفي، و علي الصعيدي حتي مهر، و تصدّر للتدريس و الإفتاء، فأخذ عنه جماعة. له حاشية علي عبد السلام، و أخري علي «الجامع الصغير» للسيوطي.

عجائب الآثار 1/ 423 معجم المؤلفين 1/ 147

17. أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن المهدي لدين اللّه الحسني، الذماري ثمّ الصنعاني اليمني

(1107- 1158 ه-): نشأ بذمار و أخذ بها عن عبد اللّه بن

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 452

علي الأكوع و غيره. ثمّ انتقل إلي صنعاء، فأخذ بها عن: محمد بن إسماعيل الأمير، و هاشم بن يحيي الشامي، و محمد بن إسحاق بن المهدي، و غيرهم. درّس الأصول و فروع المذهب الزيدي و لازم التدريس. و أخذ عنه: ولده عبد اللّه، و حامد بن حسن شاكر، و غيرهما. له حواش علي «شرح الغاية» في الأصول و علي «شرح العمدة»، و رسائل و جوابات.

ملحق البدر الطالع 21 رقم 36

18. أحمد بن ذهلان بن عبد اللّه بن محمد بن ذهلان، أبو العباس شهاب الدين النجدي المقرني، الفقيه الحنبلي

(..- 1169 ه-): ولد في بلدة مقرن (في الرياض)، و نشأ تحت رعاية أبيه و تلا عليه القرآن و تفقّه عليه، كما أخذ عن ابن سحيم النجدي. و برع في فقه الحنابلة، و ولي قضاء بلاد نجد و إفتاءها.

النعت الأكمل 288

19. أحمد بن رجب البغدادي

(..- حيّا 1166 ه-): فقيه إمامي، شاعر. له آثار، منها: توضيح الأحكام في شرح «شرائع الإسلام»، أرجوزة في الفرائض نظمها سنة (1141 ه-) و سمّاها كاشفة الغوامض في أحكام الفرائض، و تقريظ علي «القصيدة الكراريّة» التي نظمها محمد شريف بن فلاح الكاظمي (سنة 1166 ه-).

أعيان الشيعة 2/ 588 طبقات أعلام الشيعة 6/ 36

20. أحمد بن سليمان بن إسماعيل بن تاج الدين التميمي، شهاب الدين أبو العباس الدمشقي الشهير بالمحاسني

(1095- 1146 ه-): فقيه حنفي، مؤرخ، من أعيان دمشق. قرأ القرآن و درس علي علماء دمشق كعبد الغني بن إسماعيل النابلسي، و أحمد بن عبد الكريم الغزّي، و الكاملي، و محمد عقيلة. و ولي خطابة

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 453

الجامع بدمشق. و درّس و جمع مجاميع في الفقه و الأدب.

سلك الدرر 1/ 112

21. أحمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن راشد بن أبي ظبية الإصبعي الشاخوري البحراني

(..- حيّا 1135 ه-): فقيه إمامي، محدّث، أديب. صنّف كتبا، منها: عقد اللآل في فضائل النبي و الآل، نزهة الناظرين و بهجة السالكين، الكشكول، و له شعر، و أسئلة تعرف بالأسئلة الأحمدية بعثها إلي المحدّث عبد اللّه بن صالح السماهيجي، فكتب له أجوبتها، و كان والده سليمان (المتوفّي سند 1101 ه-) من كبار الفقهاء.

أنوار البدرين 139 (ضمن ترجمة والده برقم 68) أعيان الشيعة 2/ 600 طبقات أعلام الشيعة 6/ 26

22. أحمد بن سليمان بن يعزّي بن إبراهيم الجزولي التغتيني الرسموكي

(..-

- 1133 ه-): فقيه مالكي، عالم بالفرائض، من رجال الإصلاح. رحل إلي مراكش بعد أن قتل أبوه و أخوه، و علت مكانته لمشاركته في بناء المساجد و المدارس و استنباط المياه، و أصلح خلقا كثيرا. له من الكتب: الجواهر المكنونة (نظم في الفرائض)، و شرحه بثلاثة شروح، و معونة الأخوان علي مسألة أولاد الأعوان، و غير ذلك.

الأعلام 1/ 133

23. أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين بن عز الدين بن الحسن الشامي

(1095- 1172 ه-): درس علي مشايخ صنعاء، فبرع في الفقه و الحديث و غيرهما. و تولّي نظر القاصدين من تهامة ثم تولّي القضاء الأكبر بصنعاء و علت رتبته أيّام المنصور حتي صار أمر القضاء في جميع جهات اليمن منوطا به. و درّس

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 454

فأخذ عنه أحمد بن محمد قاطن و غيره. توفّي مسموما.

البدر الطالع 1/ 75 برقم 43

24. أحمد بن علي البعلي الشهير بابن السجّان، مفتي الحنابلة ببعلبك

(..-

- 1114 ه-): فقيه، فرضي، نحوي، مقرئ. قدم دمشق و قرأ العربية و الفرائض و الحساب علي محمد بن بلبان الصالحي، و مهر في الفقه. و حصلت له حادثة هناك ذكرها المرادي.

سلك الدرر 1/ 170

25. أحمد بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الحقّ الدمشقي المعروف بالبهنسي

(..- 1148 ه-): فقيه حنفي، أديب. ولد بدمشق و نشأ بها و درس علي:

محمد الغزّي، و إسماعيل العجلوني، و حسن الكردي. و مهر و تصدّي للإقراء و الإفادة في النحو و الصرف و المعاني و البيان، و اشتهر. و له أشعار ذكرها المرادي.

سلك الدرر 1/ 192

26. أحمد بن محمد بن محمد بن يعقوب الولّالي، أبو العباس الفاسي المغربي الفقيه المالكي

(..- 1128 ه-): أخذ عن محمد بن عبد اللّه السوسي، و درس عليه علوما كثيرة. ثمّ درّس بمكناسة و توفّي بها. له شروح علي كلّ من: «السلّم» للأخضري، و «مختصر المنطق» للسنوسي، و «لامية الأفعال» لابن مالك، و «جمل» الخونجي و «المقاصد» للسعد و «روضة الأزهار» للجاوري، و حاشية علي «شرح جمع الجوامع» للمحلّي في الأصول، و مباحث أخري.

هدية العارفين 1/ 170 شجرة النور الزكية 331 رقم 1300 الأعلام 1/ 241

27. أحمد بن محمد بن محمد، أبو العباس السملالي السوسي الشهير بالعباسي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 455

(..- 1152 ه-): فقيه مالكي. نشر الفقه في بلاده، و قصده الناس من كلّ مكان للاستفتاء و التلمذ علي يديه. له مجموعة (مطبوعة) في النوازل، و فيها أجوبة له في علوم متعددة.

الأعلام 1/ 242

28. أحمد بن محمد محسن (الفيض) بن المرتضي، معين الدين الكاشاني، و يعرب بأحمد علي

(1056- 1107 ه-): فقيه إمامي، محدّث. أخذ عن والده، و أخيه علم الهدي محمد، و محمد باقر المجلسي، و غيرهم. له تآليف، منها: الفوائد في التفسير، و مشكاة القارئ في التجويد.

مقدمة معادن الحكمة 1/ 16

29. أحمد بن محمد التميمي النجدي الشهير بالمنقور

(..- 1125 ه-):

درس علي عبد اللّه بن ذهلان القاضي، و مهر في الفقه، و صنّف تصانيف، منها:

الفواكه العديدة في المسائل المفيدة (مطبوع)، جامع المناسك الحنبلية (مطبوع)، و رسالة في تاريخ نجد عرفت ب (تأريخ أحمد بن منقور).

النعت الأكمل 267 الأعلام 1/ 240

30. أحمد الطالقاني القزويني، العالم الإمامي

(..-..): نشأ في قزوين، و درس فيها حتي برع. له شرح علي كتاب الطهارة من «بداية الهداية» للحرّ العاملي، و تعليقات علي «حاشية عدّة الأصول» لخليل القزويني، و أخري علي حاشية علي أصغر القزويني علي «حاشية عدّة الأصول» لخليل القزويني. قال عبد النبي القزويني: و له حواش أخر يظهر منها قوّة فهمه و دقّة ذهنه.

تتميم أمل الآمل 59 برقم 10 طبقات أعلام الشيعة 6/ 41

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 456

31. إسحاق الخمايسي النجفي

(..- 1173 ه-): فقيه إمامي مجتهد، زاهد.

قيل انّه من تلامذة السيد مهدي بحر العلوم و جعفر كاشف الغطاء، و هو وهم لأنّه في طبقة أساتذتهما.

خرج لزيارة الإمام الحسين عليه السّلام فمات عطشا و ذلك- سنة (1173 ه-) و قد رثاه السيد أحمد العطّار بقصيدة أرّخ فيها عام وفاته بقوله:

مدارس العلم قد نادت مؤرخة لفقد إسحاق مات العلم و العمل

معارف الرجال 1/ 90 برقم 38 ماضي النجف 2/ 251

32. أسد اللّه بن علي بن سلطان العلماء الحسين بن رفيع الدين محمد الحسيني المرعشي، الأصفهاني، النوّاب

(..- 1114 ه-): عالم إمامي، فقيه. قرأ علي والده، و درّس بأصفهان و نال الصدارة، و بقي فيها إلي أن توفّي. له ولدان: السيد أحمد، و السيد قوام الدين محمد.

أعيان الشيعة 3/ 286

33. أسعد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن مصطفي الحرستي الأصل الدمشقي

(حدود 1130- 1182 ه-): فقيه حنفي، فرضي، له يد طولي في المسائل الفقهية و غيرها. قرأ علي علي التركماني و صار كاتب الفتوي عند العمادي كما أخذ الفرائض عن كمال الدين بن يحيي الفرضي الدمشقي، و صار من الفقهاء لكنّه لم يشتهر.

سلك الدرر 1/ 223

34. إسماعيل بن صلاح الأمير الحسني، أبو محمد الصنعاني اليمني

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 457

(1072- 1146 ه-): ولد بكحلان، و أخذ عن زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم، و حقّق الفقه و الفرائض. و درّس و اشتهر و انتقل بأهله إلي صنعاء و صار أحد أعيان الزيدية بها. له أشعار يتشوّق بها إلي مكّة المكرّمة. مات بصنعاء.

ملحق البدر الطالع 60 رقم 99

35. إسماعيل الأصفهاني الخاتون آبادي

(..- حيّا قبل 1142 ه-): فقيه إمامي كبير، من المحقّقين. جدّ في تحصيل العلوم، و قرأ «شرح المطالع» مع متعلقاته عند الأستاذ في سبع عشرة سنة. و كان صاحب أموال كثيرة لكنّه زهد فيها، فوهبها لأخيه و شرط عليه أن يصرفها في إطعام العلماء و الفقراء. حكي أنّ السلطان أشرف القليجائي (المقتول سنة 1142 ه-) زاره فلم يقم له مع شدّة بأسه، فجلس السلطان ساعة ثمّ مضي معظّما له.

تتميم أمل الآمل 66 برقم 18 طبقات أعلام الشيعة 6/ 60

36. أشرف بن سلطان محمد القائني

(..- قبل 1191 ه-): فقيه إمامي، زاهد، سخيّ، ذو شجاعة في القيام بوظيفة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. و هو من أصدقاء عبد النبي القزويني. و كان والده سلطان محمد فقيها، من كبار العلماء، و قد ترجمنا له في هذا الجزء.

تتميم أمل الآمل 71 برقم 23

37. تقي الدين بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الحسيني، الحصني، الدمشقي

(1053- 1129 ه-): فقيه شافعي. تتلمذ علي عبد القادر الصفوري في الفقه و الأصول. و أجازه: عبد الباقي الحنبلي، و إبراهيم بن الحسن الكوراني و غيرهما. درّس و وعظ و حرّر المسائل. له حواش علي الكتب و مجاميع تدل علي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 458

معرفته بالأنساب و التأريخ.

سلك الدرر 2/ 5، الأعلام 2/ 86

38. جعفر بن صالح البحراني

(..-..): فقيه إمامي، محدّث، شاعر. قيل:

لعلّه ابن صالح بن عبد الكريم الكرزكّاني البحراني المتوفّي بشيراز (- سنة 1098 ه-) أمل الآمل 2/ 52 برقم 129 طبقات أعلام الشيعة 4/ 113

39. جعفر بن علي بن تاج الدين الظفيري الصنعاني

(..- 1109 ه-): فقيه زيدي. نشأ جنديا، و تفقّه بشهارة ثمّ تولّي القضاء، و استمر بالظفير حاكما و مدرّسا حتي توفّي. له هداية الأكياس في شرح «لب الأساس» للمؤيّد محمد بن المتوكّل.

الأعلام 2/ 126

40. جواد (محمد جواد) بن شرف الدين محمد مكّي بن محمد بن علي بن الحسن العاملي الأصل، النجفي،

من ذرية الشهيد الأوّل (..- بعد 1180 ه-):

فقيه إمامي، أصولي، محدّث، لغوي، شاعر، من العلماء المبرّزين في عصره. له تقريظ علي «القصيدة الكرارية» لمحمد شريف الكاظمي المنظومة (سنة 1166 ه-)، أوّله:

وردت فأودت بالظلام الأعكر و بدت فأخفت كلّ ضوء نيّر

و هو من مشايخ فقيه الطائفة السيد محمد مهدي بحر العلوم النجفي، و كان والده شرف الدين محمد مكي فقيها، من جلّة العلماء.

أعيان الشيعة 4/ 295 ماضي النجف و حاضرها 2/ 409 طبقات أعلام الشيعة 6/ 152

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 459

41. الحسن بن أبي طالب الحسني الطباطبائي، الكازروني

(..-

- 1169 ه-): فقيه إمامي، أصولي، مفسّر، حكيم، متكلم، محدّث. لقيه عبد النبي القزويني بقزوين سنة (1166 ه-)، و توفّي بالبصرة في طريقه إلي زيارة مشاهد الأئمّة عليهم السّلام في العراق. له رسالة في تحقيق أصحاب الإجماع من الرواة.

تتميم أمل الآمل 112 رقم 62 طبقات أعلام الشيعة 6/ 176

42. الحسن بن عبد الحسين بن جلال الدين الحسيني، الطالقاني الأصل، النجفي

(..- 1127 ه-): عالم إمامي، فقيه، ورع. أخذ عن الفقيه قاسم بن محمد ابن جواد الكاظمي، و أجاز لابن أخيه السيد منصور بن محمد بن عبد الحسين الطالقاني. و هو والد الفقيه الحسين (المتوفّي سنة 1162 ه-) الذي رثي والده صاحب الترجمة و أرّخ وفاته بقوله:

غاضت به (عين) العلوم فأرّخوا بالخلد حطّ رحال سيدنا الحسن

أعيان الشيعة 5/ 129 طبقات أعلام الشيعة 6/ 171، 209 (ضمن ترجمة ولده الحسين)

43. حسن بن محمد بن أحمد العمروي، الغزّي الشهير بالنخّال

(..- 1165 ه-): فقيه شافعي. تتلمذ بمصر علي: مصطفي العزيزي، و أحمد الأسقاطي، و عبد الرؤوف السجيني و أحمد الملوي، و أجيز بالفتوي و الرواية.

و عاد إلي بلدته، فدرّس و أفتي.

سلك الدرر 2/ 34 أعلام فلسطين 2/ 177

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 460

44. الحسن بن محمد أمين الموسوي الحائري

(..-..): عالم إمامي، فقيه، عابد. لقيه عبد النبي القزويني لما قدم كربلاء في سفره الأوّل و أثني عليه. و ألّف عبد الرحيم بن محمد يونس الدماوندي (المتوفّي بعد 1150 ه-) بالتماسه شرح حديث (صورته عارية عن المواد).

تتميم أمل الآمل 107 برقم 58 طبقات أعلام الشيعة 6/ 165

45. حسن العاملي ثمّ الحائري

(..- قبل 1191 ه-): فقيه إمامي، أصولي، جاور بالحائر (كربلاء) و لقيه هناك عبد النبي القزويني. أقول: لعلّه متّحد مع الحسن بن سليمان العاملي الذي قرأ علي محمد بن أحمد الجزائري النجفي في علم الحديث و الدراية و الفقه، و أجازه في سنة (1064 ه-). و لابن سليمان هذا رسالة ميزان المقادير.

تتميم أمل الآمل 114 برقم 65 تراجم الرجال للحسيني 1/ 150 برقم 258

46. حسين بن أحمد بن أبي بكر الحلبي المعروف بالداديخي

(1095-- 1175 ه-): ولد بحلب و درس علي علمائها، و درّس بالمدرسة البولادية، و تولّي نيابات حلب من قبل قضاتها. له حاشية كبيرة علي «الدرر و الغرر» للملإ خسرو في فقه الحنفية، و كتاب في السياسة، و قرّة العين في إيمان الوالدين، و الفيض المنبوع في المسموع.

سلك الدرر 2/ 49 إعلام النبلاء 7/ 23

47. الحسين بن جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن نعمة اللّه بن خاتون العاملي العينائي، المشهدي

(..- بعد 1124 ه-): عالم إمامي، فقيه. قرأ علي محمد

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 461

ابن الحسن الحرّ العاملي (المتوفّي 1104 ه-) و أجيز منه. و صنف كتاب وسيلة الرضوان في عمل شهر رمضان، و قطعة من شرح «المختصر النافع» للمحقّق الحلي. و صحّح نسخة من «نهج البلاغة» تاريخ كتابتها سنة (1124 ه-).

أمل الآمل 1/ 68 أعيان الشيعة 5/ 467 طبقات أعلام الشيعة 6/ 200

48. الحسين بن خضر بن محمد يحيي بن مطر المالكي الجناجي

(حدود 1129- 1197 ه-): فقيه إمامي، أصولي، من العلماء المجتهدين الموصوفين بالتقوي و الصلاح. توفّي في النجف الأشرف، و رثاه السيد صادق الفحّام بقصيدة أرّخ فيها وفاته، و عزّي بها أخويه: جعفر كاشف الغطاء و محسن.

أعيان الشيعة 6/ 9 ماضي النجف و حاضرها 2/ 208 برقم 3

49. الحسين بن عبد العبّاس القطيفي

(..-..): عالم إمامي. أجاز له ناصر بن محمد الجارودي القطيفي بإجازة وصفه فيها بالمحقّق المدقّق الفطن الفقيه.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 215 (ق 12)

50. الحسين بن عبد علي بن محمد بن يحيي الخمايسي، النجفي

(..- حدود 1107 ه-): فقيه إمامي مجتهد. أخذ عن أبيه عبد علي (المتوفي 1084 ه-). و قرأ عليه الفقيه أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي، و روي عنه.

معارف الرجال 3/ 289 (ضمن الترجمة 540) أعيان الشيعة 6/ 66 طبقات أعلام الشيعة 6/ 202

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 462

51. حسين بن محمد بن علي بن شرحبيل البوسعيدي الدرعي المغربي

(1079- 1142 ه-): فقيه مالكي، شيخ الطريقة الشاذلية في التصوّف.

بني عدّة مدارس و زوايا و رباطات. و صنّف شرحين علي «صغري السنوسي» و ثلاثة شروح علي «سيف النصر» لابن ناصر، و إنارة البصائر في ترجمة الشيخ ابن ناصر.

الأعلام 2/ 256

52. حسين بن محمد المحلّي المصري

(..- 1170 ه-): فقيه شافعي، فرضي، أصولي، عالم بالمعقول، جيّد الحفظ و الاستحضار للفروع الفقهية. له تآليف، منها: فتح ربّ البرية علي «متن السخاوية»، و هو كتاب مشهور معتمد في فروع الفقه الشافعي، الإفصاح عن عقد النكاح، كشف اللثام عن أسئلة الأنام، الكشف التام عن إرث ذوي الأرحام، كشف الأستار عن مسألة الإقرار، و شرح «النزهة»، و غير ذلك.

عجائب الآثار 1/ 302 هدية العارفين 1/ 326

53. حسين بن مصطفي بن عبد الرحمن بن محمد المعروف بالحصني

(..-

- 1173 ه-): فقيه شافعي. ولد بدمشق و قرأ علي شيوخها، و تتلمذ علي أحمد النحلاوي، و درّس ثمّ لازم بيته حتي توفّي. له حاشية علي «المنهاج» في فروع الشافعية.

سلك الدرر 2/ 62

54. حيدر بن نور الدين علي بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي،

نزيل أصفهان (..-..): عالم إمامي، فقيه. روي عن أبيه (المتوفّي 1068 ه-) و جدّه لأمّه نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي الجبعي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 463

و صنّف كتاب الكشكول، و شرحا علي «خلاصة الحساب» لبهاء الدين العاملي.

أمل الآمل 1/ 81 برقم 78 تكملة أمل الآمل 96 برقم 164 طبقات أعلام الشيعة 6/ 229

55. خليل بن إبراهيم بن علي، أبو الإمداد و أبو مفلح اللقاني المصري

(..-

- 1105،- 1104 ه-): فقيه مالكي. درس علي والده و أخويه عبد السلام و محمد و النور الأجهوري و الشبراملّسي و عبد اللّه الخرشي و الشمس البابلي و عامر الشبراوي و غيرهم. و أخذ عنه جماعة. له فهرس بشيوخه سمّاه إتحاف ذوي الإرشاد بتحرير ذوي الأسناد.

شجرة النور الزكية 317 رقم 1235 هدية العارفين 1/ 354

56. خليل اللّه بن عبد اللّه الحسيني المرعشي

(..- حيّا 1163 ه-): فقيه إمامي، أديب، من علماء عصر السلطان كريم خان الزندي (الذي ولي الحكم سنة 1163 ه-) و وزرائه. له شرح علي «نهج البلاغة» و ديوان شعر. دفن بشيراز بمشهد السيد أحمد بن الإمام موسي الكاظم عليه السّلام.

أعيان الشيعة 6/ 357

57. درويش بن ناصر الدين البعلي ثمّ الدمشقي المعروف بالحلواني

(..-

- 1107 ه-): فقيه حنفي، عالم بالحديث و الكلام. درس علي: إبراهيم الفتّال، و إسماعيل الحائك، و محمد بن علي الحصكفي، و سمع الحديث علي مفتي الرملة خير الدين الرملي، و أخذ بدمشق عن محمد بن سليمان المغربي. و لازم التدريس بالجامع الأموي فأخذ عنه: محمد بن إبراهيم التدمري، و محمد بن زين الدين

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 464

الكفيري، و عبد الرحمن القاري. و جمع منسكا في الحجّ.

سلك الدر 2/ 112

58. ذياب بن محمد بن سحاب الخاقاني، من آل جويبر، نزيل النجف الأشرف

(..- حيّا 1180 ه-): فقيه إمامي، مجتهد، أصولي. درس في النجف و تخرّج علي علمائها. و تصدّي للتقليد و الفتيا. له رسالة عملية، و رسالة في الكلام، و هو والد الفقيه شبير المجاز من جعفر كاشف الغطاء، و جدّ أسرة الصغير المعروفة.

ماضي النجف و حاضرها 2/ 414 (ضمن ترجمة بيت الصغير) معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 2/ 467

59. زيد بن عبد اللّه بن الحسن بن سعيد بن محمد بن جابر الأنسي الضوراني اليمني المعروف بالعيزري

(1065- 1142 ه-): درس علي سعيد بن سند الصحيحي. ثمّ رحل إلي ذمار و درس الفقه علي علمائها. و تولّي القضاء بذمار و أنس و جبلة و غيرها، ثمّ اعتذر في خلافة المتوكل. قال صاحب مطلع الأقمار: عالم عامل متورّع محقق في الفروع و الأصول.

نشر العرف ق 2/ ج 1/ 651 برقم 216

60. زين الدين بن محمد تقي الفوعاني العاملي، الكاظمي

(..-..): عالم إمامي جليل و فقيه كبير. انتقل مع أخويه زين العابدين و محمد علي إلي العراق، و سكن الكاظمية، و أفتي، و صار من المرجوع إليهم في ذلك، و اشتهر. زاره عبد النبي القزويني و أثني عليه ببالغ الثناء، و إليه ينسب آل زيني بالكاظمية اليوم.

تتميم أمل الآمل 169 برقم 119 طبقات أعلام الشيعة 6/ 297

61. زين العابدين بن محمد بن أحمد محسن بن علي الأسدي العاملي، الحلي،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 465

النجفي (..- 1200 ه-): عالم إمامي كبير، له يد طولي في الفقه و الأصول. تلمذ علي السيد محمد جواد العاملي صاحب «مفتاح الكرامة» و صاهره علي ابنته، و الشيخ جعفر كاشف الغطاء، و توفي قبلهما. و هو والد الفقيه الشهير محمد رضا بن زين العابدين (المتوفّي 1269 ه-).

أعيان الشيعة 7/ 164 الكرام البررة 2/ 590

62. زين العابدين بن نجم الدين الأنصاري

(..- حيّا 1124): فقيه إمامي، من تلامذة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. له شرح بالفارسية علي فرائض «شرائع الإسلام» للمحقّق الحلّي، نقل فيه الأقوال و الأدلّة و ذكر ما هو المختار له. و لعلّه هو المير زين العابدين الأنصاري الحائري أستاذ محمد مؤمن بن محمد قاسم الشيرازي في النحو الفقه و الأصول.

الذريعة 1/ 444 برقم 2234 طبقات أعلام الشيعة 6/ 299 تلامذة العلّامة المجلسي 27 برقم 29

63. سلمان بن خليل بن الغازي القزويني

(..-..): عالم إمامي، جليل القدر. حجّ في سنة (1087 ه-). و صنّف رسالة مناسك الحجّ، و أخري في تحريم صلاة الجمعة في زمن الغيبة. و قد مرّت ترجمة والده خليل (المتوفّي سنة 1089 ه-) في القرن الحادي عشر أمل الآمل 2/ 128 برقم 359 رياض العلماء 2/ 264 طبقات أعلام الشيعة 6/ 318

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 466

64. سليمان بن علم الهدي محمد بن محمد محسن بن المرتضي، نصير الدين أبو علي الكاشاني، الفيضي

(1084- 1120 ه- أو بعد 1127 ه-): فقيه، أصولي، متكلّم، محدّث، مفسّر. أخذ عن والده و أعمامه. و سافر إلي أصفهان و اجتمع بالسلطان سليمان الصفوي، و عيّنه العلّامة المجلسي- حينما كان شيخ الإسلام- نائبا للصدر في كاشان و توابعها. له تآليف أكثرها تعاليق علي آثار جدّه محمد محسن (الفيض).

مقدمة معادن الحكمة 1/ 21 طبقات أعلام الشيعة 321

65. سليمان بن يحيي بن عمر الأهدل الزبيدي، أبو المحاسن اليمني

(1137- 1197 ه-): درس علي: والده، و محمد بن علاء الدين المزجاجي.

و برع في العلوم العقلية و النقلية. و درّس فأخذ عنه طلبة بلده. و صار محدّث الديار اليمنية و مفتي زبيد و مرجعهم. له وشي حبر السمر في شي ء من أحوال السفر (في رحلته)، و النفس اليماني في تراجم شيوخه.

البدر الطالع 1/ 267 الأعلام 3/ 138

66. شاه و يردي التبريزي

(..-..) فقيه إمامي، أصولي، من أكابر العلماء.

له حواش علي «تمهيد القواعد الأصولية و العربية» للشهيد الثاني، تدلّ علي سمو مكانته العلمية.

تتميم أمل الآمل 179 برقم 134 طبقات أعلام الشيعة 6/ 332

67. صالح بن حسن بن أحمد بن علي البهوتي، أبو الهدي المصري

(..-

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 467

- 1121 ه-): فقيه حنبلي، فرضي، عالم بالمعقول و المنقول. درس علي: منصور البهوتي، و محمد الخلوتي، و سلطان المزّاحي، و عمّه الشمس الخلوتي، و عامر الشبراوي. له ألفية في الفقه و أخري في الفرائض، و نظم «الكافي» و غير ذلك.

عجائب الآثار 1/ 121 هدية العارفين 1/ 424 الأعلام 3/ 190

68. صدر الدين بن القاضي محمد سعيد بن محمد مفيد القمّي

(..- بعد 1148 ه-): عالم إمامي، متكلّم، قاض. أخذ عن أبيه. و درّس في روضة السيدة فاطمة بنت الإمام موسي الكاظم عليه السّلام المعروفة ب (معصومة) في مقبرة السلاطين، و حضر درسه في «أصول الكافي» السيد عبد اللّه بن نور الدين التستري.

الإجازة الكبيرة للتستري 142 برقم 23 طبقات أعلام الشيعة 6/ 382

69. عبد الباقي بن عبد الرحمن بن محمد الدمشقي المعروف بابن مغيزل

(حدود 1060- 1139 ه-): من علماء الشافعية في الفقه و التفسير و النحو.

أخذ الفقه عن: محمد العيشي، و علي الكاملي. و الحديث عن أبي المواهب، و أصول الدين عن يحيي الشاوي. و برع و درّس العلوم بالجامع الأموي، فاجتمع إليه الطلبة. و كان إذا حضر مجلسا ذكر مبحثا من التفسير أو الفقه فيستفيد الحاضرون و ينبعث الطلبة لمراجعة ذلك المبحث. له فوائد و أشعار.

سلك الدرر 2/ 231

70. عبد الحسين الحويزي القارئ

(..- بعد 1130 ه-): عالم إمامي، مقرئ، زاهد. له كتاب في الفقه. انتفع به السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 468

التستري، و قال عنه: كان أعرف أهل زمانه بالتجويد و أحذقهم فيه علما و عملا.

الإجازة الكبيرة للتستري 143 برقم 25 طبقات أعلام الشيعة 6/ 420

71. عبد الخالق بن أحمد بن رمضان الميداني الدمشقي المعروف بالزيادي

(حدود 1149- 1196 ه-): ولد بدمشق. و درس بمصر علي: أحمد الملوي، و عمر الطحلاوي، و عطية الأجهوري، و عبد اللّه الشبراوي، و محمد الحفناوي، درس عليهم المعقول و المنقول، و أجازوه. و رجع إلي دمشق فدرّس و أخذ عنه الطلبة. و كان يتعرّض للوكالات و الخصومات و الدعاوي، فيقع في المضرّات.

سلك الدرر 2/ 258

72. عبد ربّه بن أحمد الديوي الضرير

(..- 1126 ه-): فقيه شافعي، نحوي، فرضي، عروضي، كثير الاستحضار و الحفظ. رحل من بلده إلي دمياط، و جاور بالمدرسة المتبولية، و درس علي الشمس بن أبي النور و تفقّه به، و قرأ عليه القرآن و أخذ عنه التصوّف. ثمّ رحل إلي القاهرة، فحضر عند الشهاب البشبيشي و الشمس الشرنبابلي، ثمّ درّس فقصدته الطلبة.

عجائب الآثار 1/ 126

73. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن علي بن عمر الدمشقي، المعروف بالقاري

(1072- 1148 ه-): مفت حنفي. نشأ تحت نظر والده الذي كان قاضيا بآمد. و لازم رجب باشا والي دمشق، فاشتهر و تموّل. و ولي إفتاء دمشق بعد إقصاء محمد بن إبراهيم العمادي، ثمّ عزل بعد ستة أشهر. و تولّي أيضا نيابة القضاء بمحكمة الباب مرارا و تدريس الظاهرية.

سلك الدرر 2/ 291

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 469

74. عبد الرحمن بن محمد بن حجازي البقاعي الكفرسوسي ثمّ الدمشقي

(..- 1179 ه-): فقيه شافعي. درس علي: محمد الحبّال، و إلياس الكردي، و عبد القادر الحنبلي التغلبي. و تفوّق و درّس بالجامع الأموي، و ولي إفتاء الشافعية بدمشق. و أقام بالقسطنطينية مدّة، و توفّي بدمشق.

سلك الدرر 2/ 324

75. عبد الرحيم الشريف، الأصفهاني ثمّ النجفي

(..- بعد 1100 ه-):

فقيه إمامي. انتقل إلي النجف و درس علي علمائها حتي برع. أعقب ولدين، محمد الكبير، و محمد الصغير، و هذا الأخير هو والد جدّ الفقيه الشهير محمد حسن بن باقر المعروف بصاحب الجواهر. و كان والد المترجم قد صاهر السيد محمد باقر بن إسماعيل الحسيني الخاتوني علي بنته فاطمة، فجاءهم هذا اللقب (الشريف) من المصاهرة.

ماضي النجف و حاضرها 2/ 402 طبقات أعلام الشيعة 6/ 426

76. عبد السلام بن زين العابدين بن عباس بن علي الموسوي، العاملي

(1165- 1189 ه-): فقيه إمامي، زاهد، عابد. ولد في جبشيت (قرية في الشقيف بجبل عامل)، و درس الفقه و الأصول علي ابن عمه السيد صالح بن محمد بن شرف الدين إبراهيم الموسوي (المتوفّي 1217 ه-)، و حصل منه علي إجازة مفصلة تاريخها (1186 ه-). له أرجوزة في مواليد الأئمة و وفياتهم و مشاهدهم، و شعر كثير في المناجاة، توفي شابا.

بغية الراغبين 1/ 62 تكملة أمل الآمل 262 برقم 228 أعيان الشيعة 8/ 15

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 470

77. عبد الغفور بن محمد النابلسي المعروف بالجوهري

(..- ق 12): فقيه شافعي، نحوي، منطقي، صوفي. درس علي أبي بكر الأخرمي، و أخذ التصوّف الشاذلي عن محمد المزطاري المغربي، و لقي عبد الغني النابلسي. من تآليفه: حاشية علي «شرح المعفوّات» لابن عماد، و شرح علي «قصيدة أبي مدين الغوث»، و رسالة في التصوّف.

سلك الدرر 3/ 29

78. عبد الغني بن معزّ الدين محمد الحسيني

(..- بعد 1120 ه-): فقيه إمامي، محدّث. قرأ عليه ولده عبد العظيم كتاب «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقّق الحلّي. و كتب بخطّه جملة من الكتب. و له حواش علي الشرائع المذكور و «الوافي» في الحديث لمحمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني و «تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية» لقطب الدين الرازي.

الذريعة 6/ 36 برقم 169 طبقات أعلام الشيعة 5/ 334، 6/ 441 تراجم الرجال للحسيني 1/ 313 برقم 1

79. عبد الفتاح بن درويش التميمي، نزيل القدس

(..- 1138 ه-): فقيه حنفي، مفت. جاور بالقدس، و تفقّه علي مفتيها عبد الرحيم اللّطفي، و تزوّج بابنته، و ناب عنه في إفتاء القدس مرّات عديدة. له الفوائد الفتاحيّة في فقه الحنفية، و فتاوي.

سلك الدرر 3/ 41

80. عبد الفتاح بن محمد الحمصي المعروف بالسباعي

(..- 1111 ه-):

طلب العلم في سنّ الثلاثين، فتمكّن من العلوم، و أخذ الطريقة الشاذلية في

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 471

التصوّف عن عبد الغني المغربي. و تولّي إفتاء حمص عدّة سنين. له تآليف في النحو و الفقه و التوحيد، و فتاوي بالعربية و التركية. و توفّي بالقسطنطينية.

سلك الدرر 3/ 46

81. عبد القادر بن أبي بكر الصديقي، محيي الدين أبو الفرج المكّي الحنفي

(..- 1138 ه-): درس علي أبي الأسرار حسن بن علي العجيمي المكّي.

و سمع عليه «الموطّأ» و «الصحيحين»، و عرض عليه كثيرا من الكتب. و تولّي إفتاء مكة. له تبيان الحكم بالنصوص الدالة علي الشرف من الأمّ، و مجموعة منشآت، و فتاوي.

سلك الدرر 3/ 49 معجم المؤلفين 5/ 285

82. عبد الكريم بن علي المسيري المصري المعروف بالزيّات

(..- 1181 ه-):

لازم الشيخ سليمان الزيات و صار معيد درسه، و درس علي علماء عصره، فبرع.

و درّس الطلبة، ثمّ لازم دروس الحفني و أخذ عنه التصوّف، و أرسل من قبله إلي بلاد الصعيد، فأقبل عليه الناس و درس و أفتي و وعظ و تموّل. ثمّ تقلّبت به الأحوال فأوذي و صودرت أمواله، و رجع إلي بهجورة في الصعيد، فتوفّي بها.

عجائب الآثار 1/ 334

83. عبد الكريم الإيرواني،

نزيل قزوين (..- حيّا حدود 1130 ه-): فقيه إمامي، أصولي، من تلامذة عبد اللّه بن عيسي الأفندي التبريزي (المتوفّي قبل سنة 1130 ه-). له رسالة في أصل البراءة لم تتمّ.

الفوائد الرضوية 239 أعيان الشيعة 8/ 42

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 472

84. عبد اللّه بن أحمد النابلسي المعروف بالشرابي، الفقيه الشافعي

(قبل 1100- 1147 ه-): قرأ القرآن و جوّده علي والده، و قرأ علي عبد الحقّ بن أبي بكر الأخرمي، و أخذ التصوّف الشاذلي عن المزطاري. و رحل إلي مصر و أقام بها، و تضلّع من الفقه و التفسير و الحديث. و عاد و تولّي الإفتاء و التدريس، فأخذ عنه الطلبة.

سلك الدرر 3/ 82

85. عبد اللّه بن عبد الغفور النابلسي المعروف بالجوهري

(..- 1137 ه-):

فقيه شافعي. نحوي، فرضي، صوفي. قرأ القرآن علي عمّه عبد المنان، و تفقّه علي والده، و أخذ الطريقة الشاذلية في التصوّف علي المزطاري المغربي. له حاشية علي «شرح الأجرومية» لخالد في النحو، و رسائل في التصوّف.

سلك الدرر 3/ 88 الأعلام 4/ 99

86. عبد اللّه بن محمد، أبو محمد الفاسي الخيّاط الشهير بالهاروشي

(..-

- 1175 ه-): فقيه مالكي، صوفي. أخذ عن: محمد بن عبد القادر الفاسي، و أحمد بن محمد بن جابر النائلي، و قاسم الخصاصي، و محمد العياشي. له كنوز الأسرار في الصلاة علي النبيّ المختار، و الفتح المبين و الدرّ الثمين، و هو تذييل و شرح لكتابه الأوّل. توفّي بتونس.

شجرة النور الزكيّة 354 رقم 1413 الأعلام 4/ 130

87. عبد اللّه بن محمد العاملي الفقعاني،

نزيل أصفهان (..- بعد 1100 ه-): فقيه إمامي، محدّث، زاهد. درس عند محمد بن علي بن الحسين الحر العاملي و غيره من علماء جبل عامل، و سكن أصفهان. روي عن علي بن محمد بن

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 473

الحسن بن زين الدين (الشهيد الثاني) العاملي ثمّ الأصفهاني، و روي عنه محمد حسين بن الحسن بن إبراهيم الميسي العاملي ثمّ الحائري.

أمل الآمل 1/ 113 برقم 108 الإجازة الكبيرة للتستري 92 طبقات أعلام الشيعة 5/ 351، 6/ 469

88. عبد اللّه بن محمد كاظم بن شاه محمد التبريزي

(..- حيّا 1153 ه-):

فقيه إمامي، أصولي، ماهر. له اطّلاع و تبحّر في العلوم العقلية و النقلية. أخذ عن والده، و أقام في النجف مدّة. و صنّف شرحا علي «النخبة» في الفقه لمحمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني، أتمّ المجلد الثالث منه في سنة (1153 ه-). و كتب بخطّه بعض المؤلّفات، منها «رسالة المواعظ» لمحمد جعفر الكرماني الخراساني ثمّ الأصفهاني و ذلك في سنة (1119 ه-).

طبقات أعلام الشيعة 6/ 455 الذريعة 14/ 102 برقم 1908 تراجم الرجال 1/ 331 برقم 600

89. عبد اللّه الجموسي الصفاقسي

(..- بعد 1140 ه-): فقيه مالكي. تفقّه علي عبد العزيز الفراتي، و لازمه أتمّ الملازمة، و زاول تعليم القرآن و الحديث النبويّ.

و كان يحضر في مجلس شوري الأحكام ثمّ منع من الحضور لمعارضته للفقهاء و القضاة. له ألفية في النحو، و نظم «المختصر» في الفقه لخليل الجندي.

تراجم المؤلفين التونسيين 2/ 60 برقم 105

90. عبد اللّه الدماوندي، القاضي

(..- حيّا 1128 ه-): عالم إمامي مبرّز، قاض. له مكتبة وقف جملة من كتبها علي العلماء.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 461

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 474

91. عبد اللّه الموصلي المدرّس

(حدود 1060- 1159): درس علي علماء الموصل كالمولي موسي و يحيي المفتي و حمد الجوميلي، و دخل القسطنطينية و رجع فحجّ، و درّس في بلاده الفقه و الحديث و التفسير. و كان يتحاشي معاشرة الحكّام.

له منظومة في الأشكال المنطقية الأربعة.

سلك الدرر 3/ 117

92. عبد المحسن بن محمد بن أسعد أفندي الأسكداري الأصل، المدني المولد، الحنفي

(1128- 1183 ه-): درس علي: محمد حياة السندي، و محمد بن الطيّب المغربي، و محمد أفندي الشرواني، و مصطفي بن محمد الأيّوبي الرحمتي. و تولّي إفتاء المدينة بعد عمّه عبد اللّه نحوا من ثلاثين سنة. له سفر كبير جمع فيه فتاويه و مسائله العلمية. و جرت عليه محنة فسجن ثمّ أطلق و عاود الإفتاء.

سلك الدرر 3/ 134 الأعلام 4/ 151

93. عبد المنعم بن خضر الحمصي المعروف بابن الأشرف

(..- حدود 1160 ه-): ولد بحمص و نشأ بها ثمّ رحل إلي مصر، و درس علي علمائها كالسيد علي الضرير ثمّ رحل إلي الروم، و أهدي إلي الوزير علي باشا شرحه علي «بدء الأمالي» فأكرمه. و ولي تدريس الأشرفية بحلب و إفتاء طرابلس الشام.

سلك الدرر 3/ 139

94. عبد النبي بن محمد بن سليمان البحراني المقابي

(..- حدود 1115 ه-): فقيه إمامي مجتهد، حافظ، واسع الاطلاع علي فروع الفقه، محيط بها.

ولي إمامة الجمعة و الجماعة في قرية مقابا بعد أحمد بن محمد بن يوسف المقابي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 475

(المتوفّي سنة 1102 ه-). رآه يوسف البحراني (1107- 1186 ه-) و هو صغير السنّ، و رآه عبد اللّه بن صالح السماهيجي (1086- 1135 ه-) و المترجم في أواخر عمره، و لكنّه لم يحضر درسه و لم يرو عنه.

لؤلؤة البحرين 86- 90 (ضمن الترجمة المرقّمة 33) أنوار البدرين 126 (ضمن الترجمة 57) طبقات أعلام الشيعة 6/ 479

95. عثمان بن أبي بكر الدمشقي الشهير بالنحّاس

(..- 1131 ه-): فقيه شافعي، فرضي، نحوي. أخذ الفقه و الحديث عن: أبي المواهب الحنبلي، و إبراهيم الكوراني، و محمد بن داود العناني، و خليل بن إبراهيم اللقاني، و إسماعيل الحائك، و غيرهم. و درّس و أفاد و أخذ عنه جماعة. و تولّي إمامة جامع الآغا و خطابة النطاعين.

سلك الدرر 3/ 147

96. عثمان بن محمد بن رجب بن محمد البعلي الأصل الدمشقي المعروف بالشمعة

(قبل 1080- 1126 ه-): مدرّس شافعي، واعظ، مطّلع علي التفسير و القراءات. درس علي: إسماعيل المفتي، و نجم الدين الفرضي، و عبد الغني النابلسي، و أبي المواهب الحنبلي. و برع في العلم و درّس الفقه و الأصول و الفرائض و مصطلح الحديث و فنون العربية بالجامع الأموي، و وعظ بجامع السنانية.

سلك الدرر 3/ 166

97. علم الهدي بن الداعي بن علم الهدي بن ملك أردشير بن عبد اللطيف بن الحسن بن الشهيد الثاني العاملي

(..- حيّا 1107 ه-): فقيه إمامي،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 476

مفسّر، محدّث، رياضي. أجاز لمحمد كريم الأراني. و صنّف كتابا في الفقه الاستدلالي (مخطوط).

أعيان الشيعة 8/ 149 الذريعة 16/ 288 برقم 1259

98. علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد العمادي الدمشقي

(1048-- 1117 ه-): فقيه حنفي، أديب، شاعر. درس علي: والده، و عمّيه شهاب الدين و كمال الدين، و محمود الكردي، و إبراهيم الفتال، و رجب القطيفي. و درّس بالسليمانية. و ولي إفتاء الحنفية بدمشق ثمّ عزل عنه. و له شعر.

سلك الدرر 3/ 196 الأعلام 4/ 252

99. علي بن أحمد بن علي الدمشقي الشهير بابن كزبر

(أواخر 1100-- 1165 ه-): فقيه شافعي، مقرئ، رحلة. أخذ القراءات عن البقري و غيره، و تفقّه علي: إلياس الكردي، و عبد الغني النابلسي، و عثمان القطّان، و محمد الكاملي.

و رحل إلي مصر فدرس علي: منصور المنوفي، و عبد الرؤوف البشبيشي، و أحمد الملوي، و غيرهم. و عاد إلي دمشق فدرّس و وعظ.

سلك الدرر 3/ 205

100. علي بن شمس الدين بن محمد بن زهران بن علي الرشيدي الشهير بالخضري

(1124- 1186 ه-): فقيه شافعي. درس علي: أحمد الشبراملّسي، و يوسف القشاشي، و عطية الأجهوري، و علي الضرير، و غيرهم. ثمّ قدم للجامع الأزهر فسمع علي مصطفي العزيزي. و حصل علي إجازة بالإفتاء و التدريس.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 477

و صنّف شرح «لقطة العجلان»، و حاشية علي «شرح الأربعين النووية» للشبشيري.

عجائب الآثار 1/ 421 معجم المؤلفين 7/ 107

101. علي بن صالح بن موسي بن أحمد بن عمارة، أبو الحسن الشاوري، الفقيه المالكي، مفتي فرشوط

(..- 1185 ه-): درس العلوم بالأزهر علي: علي العدوي، و أحمد بن مصطفي السكندري. و رجع إلي فرشوط، فولي إفتاء المالكية بها. أخذ عنه: ابن الطيّب و رحل إلي مصر حينما تغيّرت أحوال الصعيد و توجّه إلي طندتا و توفّي يوم دخوله إلي بولاق.

عجائب الآثار 1/ 409 شجرة النور الزكية 340 برقم 1346

102. علي بن محمد بن أسد اللّه بن أبي طالب الحسيني العريضي الإمامي الأصفهاني

(..- قبل 1117 ه-): عالم إمامي. قرأ علي الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري، و سافر إلي الهند، له كتاب كبير في الفقه سمّاه التراجيح، و كتاب «هشت بهشت»، ترجم فيه ثمانية كتب حديثية إلي الفارسية، منها «عيون أخبار الرضا» و «إكمال الدين»، و ترجم إلي الفارسية كتاب «الإشارات» لابن سينا. و قد عدّه المحدّث النوري من تلامذة محمد باقر المجلسي.

رياض العلماء 4/ 186 الفيض القدسي 193 طبقات أعلام الشيعة 6/ 500

103. علي بن محمد بن عبد اللّه البحراني

(..-..): فقيه إمامي، معمّر.

صنّف كتابا كبيرا في الفقه، تعرّض فيه للاستدلال علي المسائل، و رسالة في الكلام

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 478

سمّاها منار السعادات في أصول الاعتقادات، ترجمها بعض العلماء إلي الفارسية بأمر السلطان سليمان الصفوي (المتوفّي سنة 1105 ه-) رياض العلماء 4/ 211 طبقات أعلام الشيعة 6/ 505 الذريعة 16/ 289 برقم 1262

104. علي بن محمد سالم بن ولي الدين التركماني الأصل، الدمشقي

(1003- 1108 ه-): فقيه حنفي، ماهر بفقه مذهبه أصولا و فروعا. درس علي شيوخ دمشق و الروم، و صار أمين الفتوي مدّة طويلة، ثمّ درّس الفقه بالجامع الأموي. و ولي وظائف أخري حتي انتهت إليه معرفة فقه الحنفية. له رسائل و تعليقات و حواش كثيرة.

سلك الدرر 3/ 229

105. علي بن محمد رفيع الحسني الطباطبائي الأصفهاني

(..- 1195 ه-):

كان من أعيان العلماء في عصره، فقيها إماميا، متكلّما، مفسّرا. له تآليف كثيرة قد تلف أكثرها، منها: رسالة في صلاة الجمعة، رسالة في حرمة حلق اللحية، حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، و رسالة في الرجعة. توفّي بأصفهان. و هو من أحفاد العالم الشهير رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني الأصفهاني المعروف ب (رفيعا) و المترجم في الجزء الحادي عشر من موسوعتنا هذه.

أعيان الشيعة 8/ 311 معجم المؤلفين 7/ 198

106. علي بن نصر اللّه الحويزي، القاضي

(..- 1150 ه-): عالم إمامي، فقيه، محدّث. اجتمع به السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري بالحويزة

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 479

كثيرا و استفاد منه.

الإجازة الكبيرة للتستري 155 برقم 37 أعيان الشيعة 8/ 367

107. فرج اللّه بن محمد حسين التستري

(..- 1128 ه-): عالم إمامي، بصير بالفقه و التجويد، من الأذكياء. روي عن السيد نعمة اللّه الجزائري، و تتلمذ عليه السيد عبد اللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه الجزائري التستري.

الإجازة الكبيرة 165 برقم 42 أعيان الشيعة 8/ 395

108. القاسم بن الحسن بن مطهّر بن محمد بن الحسين الجرموزي الصنعاني

(..- 1146 ه-): فقيه زيدي، مؤرّخ. ولد ببندر المخا أيّام ولاية والده له، ثمّ انتقل إلي صنعاء و طلب العلم علي جماعة. و ولّاه المهدي صاحب المواهب أعمالا كان آخرها القضاء بصنعاء. له نزهة الفطن فيمن ملك اليمن، هداية المسترشد (منظومة في فقه الزيدية)، صفوة العاصر في آداب المعاصر، و عقد الجواهر البهيّة في معرفة المملكة اليمنية.

البدر الطالع 2/ 41 برقم 365 الأعلام 5/ 174

109. قاسم الحلبي المعروف بالنجّار الحنفي

(1077- 1163 ه-): درس علي مشايخ حلب، و كان يتكسّب، بصنع الأقفال الخشب، و يدرّس الفقه و العقائد و النحو و الحديث. أقام بالجامع الذي قرب داره إماما و خطيبا و متواليا، و كان الطلبة يردونه من البلدان ليقرءوا عليه الفقه.

إعلام النبلاء 6/ 497 برقم 1072

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 480

110. قاسم المحجوب، أبو الفضل المساكني التونسي

(..- 1190 ه-):

فقيه مالكي، مفت. درس ببلده علي علي بن خليفة، ثمّ رحل لتونس و درس علي محمد زيتونة و غيره. تولّي خطّة التدريس و الفتيا ثمّ تولّي منصب كبير المفتين. و أخذ عنه ابناه: محمد و عمر، و صالح الكواش، و محمد بن سعيد الحجزي، و جماعة.

شجرة النور الزكيّة 348 برقم 1383

111. قوام الدين بن محمد بن جمال الدين بن علاء الدين بن محمد بن أبي المجد الحسيني المرعشي

(..- 1140 ه-): فقيه إمامي، محدّث، متكلّم، مؤرّخ، نسابة. من آثاره: نفي الريب عن نشأة الغيب في إثبات المعاد الجسماني.

معجم المؤلفين 8/ 134

112. كرم اللّه بن محمد حسن بن كرم اللّه حبيب بن فرج اللّه الحويزي

(..-

- 1154 ه-): عالم إمامي كبير. أخذ عن عمّه الفقيه عبد اللّه بن كرم اللّه حبيب الحويزي، و صاهره علي ابنته. و صحبه السيد عبد اللّه بن نور الدين التستري، و قال في وصفه: كان شيخ الإسلام و مرجع الأنام في الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام.

و هو والد محمد (المتوفّي سنة 1172 ه-) المجاز من السيد التستري المذكور.

الإجازة الكبيرة للتستري 170 برقم 44 طبقات أعلام الشيعة 6/ 614

113. محسن بن نظام الدين محمد بن الحسين بن نظام الدين القرشي، الساوجي

(..-..): فقيه إمامي، محدّث، خبير بالأصولين. تتلمذ علي الخليل بن الغازي القزويني. و ولي التدريس بمشهد السيد عبد العظيم الحسني ببلدة الري، فاستمرّ زمنا طويلا. و كان والده الفقيه نظام الدين قد ولي التدريس به و توفّي في حدود سنة (1040 ه-) عن نحو أربعين عاما. توفّي المترجم في أوائل هذا القرن أو

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 481

في أواخر القرن الحادي عشر، و لذا ترجم له الطهراني مرتين.

أعيان الشيعة 9/ 56 طبقات أعلام الشيعة 5/ 492، 6/ 633

114. محمد بن أحمد بن ناصر الحجري البحراني

(..-..): فقيه إمامي، أصولي، دقيق النظر. أخذ عنه: علي بن عبد اللّه الجدحاجي، و علي بن عبد اللّه بن عبد الصمد المقشاعي. و قرأ عليه سليمان الماحوزي (المتوفّي 1121 ه-) في حداثة سنه كتاب «منهاج الهداية» في تفسير آيات الأحكام لابن المتوج البحراني.

توفّي عن نحو ثمانين عاما و هو راجع من بلاد إيران عن طريق البحر، فرمي فيه.

لؤلؤة البحرين 140 برقم 58 أنوار البدرين 181 برقم 82 طبقات أعلام الشيعة 6/ 655

115. محمد بن أحمد الأزهري المصري، الحنفي، الشهير بالصائم

(..-

- 1170 ه-): تفقّه علي: علي العقدي، و سليمان المنصوري، و محمد أبي السعود.

و برع في معرفة فروع مذهبه، و درّس العلوم بالجامع الأزهر و غيره. ثمّ ارتحل إلي (ينبع) فعاش بها مغمورا إلي أن أجاب مفصّلا عن مسألة تتعلق بالإرث، فعرف الوزير قدره و أكرمه، و صار يقرئ الفقه و الحديث. ثمّ حجّ و عاد إلي مصر، فتوفّي بها.

عجائب الآثار 1/ 299

116. محمد بن حسين بن مصطفي التدمري الأصل، الحلبي، المعروف بالزمّار أو ابن الزمّار

(1082- 1167 ه-): فقيه شافعي، أصولي، فرضي. أخذ عن:

حسن التفتنازي، و مصطفي الحفرجاوي، و علي الأسدي، و أبي السعود الكواكبي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 482

و درّس فأخذ عنه كثير من أهل حلب كعبد الرحمن الحنبلي صاحب ثبت «منار الإسعاد».

إعلام النبلاء 6/ 498 برقم 1074

117. محمد بن خير الدين بن أحمد بن علي الأيّوبي العليمي، نجم الدين الرملي

(1066- 1113 ه-): فقيه حنفي. له كتب، منها: اللآلي الدريّة في الفوائد الخيرية و هو تجريد حاشية والده علي «جامع الأصولين»، نزهة النواظر (مطبوع) في شرح «الأشباه و النظائر» لابن نجيم، و نتائج الأفكار علي «منح الغفّار» في الفروع.

الأعلام 8/ 10

118. محمد بن رحمة اللّه بن عبد المحسن بن يوسف الأنصاري، جمال الدين الدمشقي الشهير بالأيّوبي

(1081- 1150 ه-): فقيه حنفي، أديب، ناظم.

درس علي: والده، و عبد الغني النابلسي، و إسماعيل الحائك، و محمد بن علي الكاملي، و غيرهم. و برع و اشتهر و درّس. و رحل للديار الرومية و درّس بمدرسة البيانية. و له شعر نقله المرادي.

سلك الدرر 4/ 48

119. محمد بن سعد الأسكداري المدني

(1088- 1143 ه-): فقيه حنفي، عارف بالطبّ و الجراحة و الأدوية. ولد بالمدينة و نشأ بها، و درس علي أبيه و علماء المدينة. و تولّي الإفتاء مدّة. له رسالة في تحرير النصاب الشرعي من الدنانير و الدراهم، و غير ذلك من المؤلفات. و كان يدور ليعالج المرضي و المجروحين.

سلك الدرر 4/ 34

120. محمد بن علي بن إبراهيم الزهري الشرواني المدني

(1112- 1179 ه-):

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 483

فقيه حنفي، مستحضر للمسائل. ولد بالمدينة، و درس الفقه علي عمّه القاضي يوسف الشرواني، و الحديث علي: عبد اللّه بن سالم البصري، و محمد بن الطيّب المغربي الفاسي، و محمد بن إبراهيم الكوراني. و عرض عليه الإفتاء فلم يقبل.

سلك الدرر 4/ 66

121. محمد بن علي الحميدي

(..- 1179 ه-): فقيه حنفي، فلكي. ولي الإفتاء في قره حصار، ثم ولي القضاء بمصر. له: ذات الكرسي، نضرة اللباب في شرح «بهجة الألباب» في علم الأسطرلاب، و تمليح الأفواه في ترتيب «الأشباه و النظائر» لابن نجيم في الفقه.

الأعلام 6/ 296

122. محمد بن القاسم بن محمد بن جواد الكاظمي، النجفي

(..-..):

فقيه إمامي. قام مقام أبيه الفقيه المعروف القاسم (المتوفّي بعد 1105 ه-). له حواش كثيرة علي «الكافي» للكليني، و تعليقات في فقه الحديث تدلّ علي تبحّره.

و له ابن عالم اسمه محمد قاسم.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 693 الذريعة 6/ 180 برقم 984

123. محمد بن محمد، أبو عبد اللّه الخضراوي

(1087- 1144 ه-): من فقهاء المالكية المشهورين بأفريقية، عالم بالمعقول و المنقول. درس علي إبراهيم الجمل، و سعيد الشريف، و محمد الغماد، و المحجوز، و قويسم، و غيرهم. قال مخلوف: ألّف الشرح المنسوب لعلي باشا علي «التسهيل»! و ولي المترجم تدريس مدرسة النخلة، فأخذ عنه جماعة.

شجرة النور الزكية 325 برقم 1269

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 484

124. محمد بن ولي بن رسول القيرشهري ثمّ الأزميري الرومي، المفتي الحنفي

(..- 1165 ه-): صنّف كتبا كثيرة، منها: الضمائر علي «الأشباه و النظائر»، بدائع البرهان في علوم القرآن، حاشية علي «شرح مختصر المنتهي» لابن الحاجب، حاشية علي تفسير البيضاوي، زبدة علم الكلام، حاشية علي «شرح المنطق» للفناري، و غير ذلك.

هدية العارفين 2/ 328 معجم المؤلفين 12/ 95

125. محمد بن يار بن خواجه محمد بن موهب البخاري ثمّ الهندي البرهانبوري

(1041- نحو 1110 ه-): فقيه حنفي، متصوّف. رحل رحلة طويلة، و عاد فاستقرّ في وطنه. من تصانيفه: مناسك الحجّ، زبدة عقائد الإسلام في شرح «تهذيب المنطق و الكلام» للتفتازاني، عمدة الواصف في الصلاة خلف المخالف، خلاصة السير.

الأعلام 7/ 135

126. محمد بن يوسف بن صالح الخطّي، الأصل، المقابي البحراني

(..-

- 1103 ه-): فقيه إمامي، متكلّم، أديب، شاعر، ماهر في علوم الرياضيات و الهيئة.

أخذ عن علي بن سليمان القدمي، و أخذ عنه: ولده الفقيه أحمد، و أحمد بن إبراهيم العصفوري. و له حواش و تحقيقات و رسائل في النجوم.

أمل الآمل 2/ 313 برقم 952 لؤلؤة البحرين 39 برقم 9 طبقات أعلام الشيعة 6/ 705

127. محمد إبراهيم بن القاسم بن محمد الكاظمي

(..-..) عالم إمامي،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 485

متبحّر في الفقه و الحديث. قرأ علي أبيه الفقيه القاسم (المتوفّي بعد 1105 ه-) كتاب «الكافي» للكليني، و حصل منه علي إجازة. له حواش كثيرة علي كتاب «الكافي» المذكور، و إجازة لبعض تلامذته تأريخها سنة (1098 ه-).

طبقات أعلام الشيعة 6/ 24 الذريعة 6/ 180 برقم 984

128. محمد أمين بن أحمد بن محمد التوني البشروي الخراساني

(..- حيّا قبل 1124 ه-): عالم إمامي. له رسالة في صلاة الجمعة ردّ بها علي معاصره الفقيه محمد بن عبد الفتاح التنكابني الشهير بسراب (المتوفّي 1124 ه-) و كان والده أحمد التوني (المتوفّي سنة 1083 ه-) من العلماء و قد ترجمنا له في الجزء الحادي عشر.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 77

129. محمد باقر الهمداني

(..-..): عالم إمامي، فقيه. ولي منصب مشيخة الإسلام بهمدان.

تتميم أمل الآمل 80 برقم 32 طبقات أعلام الشيعة 6/ 99

130. محمد تقي بن أحمد البروجردي ثمّ الكاشاني

(..- حيّا 1102 ه-):

فقيه إمامي، أديب، واعظ، من تلامذة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. درس في أصفهان ثمّ سكن في كاشان. أجاز لعبد اللّه الكاشاني. و صنّف كتاب عين البكاء بالفارسية في مصائب أهل البيت عليهم السّلام، و اختصره بكتاب لب عين البكاء.

أعيان الشيعة 9/ 191 طبقات أعلام الشيعة 6/ 117 تلامذة العلّامة المجلسي 83 برقم 117

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 486

131. محمد تقي بن محمد جعفر الشرواني

(..-..): فقيه إمامي. له حواش علي «مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام» للشهيد الثاني. و كان والده محمد جعفر من تلامذة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (المتوفّي 1110 ه-)، و له حواش علي كتاب المسالك المذكور.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 137

132. محمد تقي المشهدي المشهور بپوست جلاب

(..-..): فقيه إمامي، مفت. له من كلّ علم حظ كامل. تتلمذ علي محمد رفيع بن فرج الجيلاني المشهدي. كان أستاذه المذكور يوكل إليه أمر الإفتاء، فيمضي فتاواه بلا نظر و لا تأمل. درس عنده عبد النبي القزويني.

تتميم أمل الآمل 87 برقم 41 طبقات أعلام الشيعة 6/ 118

133. محمد جعفر النجفي

(..-..): فقيه إمامي، أصولي، نحوي، متكلّم، رياضي. قال القزويني: خدمته حين رجوعه من المشهد الرضوي المقدّس، و هو اليوم قاطن في النجف الأشرف.

تتميم أمل الآمل 98 برقم 49 طبقات أعلام الشيعة 6/ 143

134. محمد حسن البحراني

(..-..): فقيه إمامي، محدّث، جامع للفنون، ذو حافظة قويّة. له تآليف، منها: رسالة في حكم مفقود الخبر، كتب عليها عبد النبي القزويني حاشية و أرسلها إليه، فلم يصل إليه خبرها. قال الطهراني: و أظنّ أنّ المترجم ابن يوسف العصفوري صاحب «الحدائق الناضرة».

تتميم أمل الآمل 115 برقم 66 طبقات أعلام الشيعة 6/ 160 ه

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 487

135. محمد حسين بن إبراهيم القزويني المشهور بدرباغي

(..-..): عالم إمامي، فقيه نبيه. له شرح علي القصيدة العينية للسيد الحميري سمّاه الشهاب الثاقب.

تتميم أمل الآمل 125 برقم 77 طبقات أعيان الشيعة 6/ 204

136. محمد حسين (حسين) بن عبد الكريم الشيرازي الأصفهاني

(..-

- 1159 ه-): عالم إمامي، ذو فكر عميق و ذهن دقيق و جلالة و نباهة. ولّاه السلطان نادر شاه قضاء العسكر. و عزله و أعطاه منصب رئاسة أصفهان، فبقي فيه سنة واحدة ثمّ قتله- سنة (1159 ه-).

تتميم أمل الآمل 129 طبقات أعلام الشيعة 6/ 207

137. محمد خان بن صفّ شكن خان، السيد شمس الدين الحسيني المرعشي،

نزيل الهند (..- قبل 1124 ه-): فقيه إمامي، حكيم، نسابة. له كتب في الفقه و الحديث و الكلام و رسائل في الإمامة و كتاب في النسب. و كان من أخصّ ندماء عالمگير شاه ملك الهند (المتوفّي 1118 ه-)، و توفّي في أيّام الملك بهادرشاه- (1118- 1124 ه-).

أعيان الشيعة 9/ 374

138. محمد درويش النجفي

(..- حيّا حدود 1115 ه-): فقيه إمامي، محدّث، من مدرّسي مدرسة النوابة العالية بنت السلطان صفي الواقعة بسوق حسن آباد. قرأ عليه بعض تلامذته «نزهة النواظر و تنبيه الخواطر في الترغيب

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 488

و الترهيب و المواعظ و الزواجر» المعروفة بمجموعة ورّام للأمير ورّام بن أبي فراس (المتوفّي 605 ه-).

طبقات أعلام الشيعة 6/ 253

139. محمد رضا بن محمد بن الحسن بن علي الحر العاملي ثمّ المشهدي الخراساني

(..- 1110 ه-): فقيه إمامي، محدّث. قرأ علي والده المحدث الكبير محمد صاحب «وسائل الشيعة» و روي عنه. و جمع شعر بهاء الدين العاملي و رتّبه في ديوان. توفّي بمشهد خراسان، و دفن إلي جنب أبيه في بعض حجر الصحن الرضوي الشريف.

تكملة أمل الآمل 378 برقم 367 أعيان الشيعة 9/ 283

140. محمد رضا بن محمد بن محمد رضا التبريزي

(..- حيّا 1111 ه-):

فقيه إمامي، من تلامذة خليل القزويني. له مؤلفات، منها: إتمام الحجّة في الإمامة، رسالة في مناسك الحجّ، المزار الكبير، و روضة الأذكار في أعمال اليوم و الليلة و الشهور. و كان والده محمد عالما أديبا شاعرا، يتخلّص ب (المجذوب).

طبقات أعلام الشيعة 6/ 263 الذريعة 11 برقم 1174 و 22 برقم 7061

141. محمد رضا بن محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي المجلسي الأصفهاني

(..- 1134 ه-): عارف بالفقه و الحديث و التفسير، أديب، شاعر، منشئ. أخذ عن أبيه العلّامة المجلسي. و درّس بأصفهان. له معراج النفس، ديوان شعر، و إرشاد الحنفاء في وصف الخلفاء.

تلامذة العلّامة المجلسي 99 برقم 143 طبقات أعلام الشيعة 6/ 262

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 489

142. محمد رضا بن محمد هادي بن محمد صالح بن أحمد المازندراني الطبرسي

(..- بعد 1140 ه-): عالم إمامي، محقّق، متكلّم، رفيع المنزلة. درّس في مدرسة خيرآباد (من أعمال بهبهان). و سافر إلي العراق لزيارة مشاهد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام. اجتمع به السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري، و حضر درسه في «الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني. و المترجم هو ابن سبط محمد باقر المجلسي.

الإجازة الكبيرة للتستري 182 برقم 59 الفيض القدسي 235 طبقات أعلام الشيعة 6/ 268

143. محمد رضا الترشيزي الخراساني

(1120- 1200 ه-): فقيه إمامي.

ولد في ترشيز، و ارتحل إلي مشهد الرضا عليه السّلام، و درس هناك العلوم النقلية و العقلية، و عاد- بعد استكمال تحصيله- إلي بلدته، و أقبل علي نشر العلم و أداء الوظائف الشرعية و كتابة التعاليق علي كتب الفقه. و ترشيز قصبة بخراسان قرب نيسابور معرّبها (طريثيث).

تاريخ علماء خراسان 51

144. محمد رفيع بن محمد شفيع القزويني الزبيبي

(..- حيّا 1128 ه-):

عالم إمامي، أديب، شاعر بالفارسية، جامع للعلوم الإسلامية. له كتب، منها:

محيي القلوب (مخطوط) في الأصول و الفروع بالفارسية، و مفتّح المفاتيح (مخطوط) في اللغة، أنجزه سنة (1128 ه-)، و ترجم فيه المفردات العربية إلي الفارسية، و قد أخذها من «القاموس المحيط» و «مجمع البحرين» و «مجمع البيان» و «كنز

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 490

اللغات» و غيرها.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 282 الذريعة 20/ 164، 21/ 350 تراجم الرجال 2/ 700

145. محمد رفيع التبريزي

(..-..): فقيه إمامي، مفت بتبريز. اجتمع به عبد النبي القزويني و حاوره و أثني عليه.

تتميم أمل الآمل 163 برقم 115 طبقات أعلام الشيعة 6/ 279

146. محمد رفيع اليزدي

(..- قبل 1191 ه-): عالم إمامي، ماهر في النحو، له اطلاع كثير علي مسائل الفقه. ولي منصب شيخوخة الإسلام- يعني أقضي القضاة- بيزد. لقيه عبد النبي القزويني و حاوره، و وصفه بأنّه راغب في الخير و أهله، زين لطلبة العلوم. ثمّ ترحّم عليه، فيظهر أنّه توفي قبل تأليف القزويني ل «تتميم أمل الآمل» سنة (1191 ه-).

تتميم أمل الآمل 163 برقم 116 طبقات أعلام الشيعة 6/ 287

147. محمد سعيد بن عطاء اللّه الرودسري الجيلاني

(حيّا 1106 ه-): عالم إمامي جليل، فقيه، حكيم، رفيع المنزلة. له رسالة في وحدة الوجود. تتلمذ علي محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري، و مثّله في المؤتمر الذي عقده الوزير علي خان زنكنة للبتّ في حكم صلاة الجمعة. و كان والده عطاء اللّه متكلّما حكيما، كان زيديا ثمّ صار إماميا.

رياض العلماء 3/ 317

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 491

تتميم أمل الآمل 172 طبقات أعلام الشيعة 6/ 308

148. محمد سعيد الجيلاني ثمّ الأصفهاني

(..- حيّا 1175): عالم إمامي.

وصفه محمد علي الحزين بمجتهد الزمان. و لقيه عبد النبي القزويني بعد إيابه من زيارة مشاهد الأئمّة عليهم السّلام بالعراق و توجّه المترجم إليها. و هو والد شمس الدين محمد الذي ولد في أصفهان و توفّي شابّا في حياة والده. ذكره الحزين- و كان من أصدقائه- و قال في وصفه: كان نادرة الزمان و آية في الفضائل، و لو أمهله الأجل لتصدّر أرباب الفضل و الكمال، و له في أصول الفقه و إنشاء الشعر مرتبة عالية.

تذكرة المعاصرين 210- 211 تتميم أمل الآمل 175 برقم 128 طبقات أعلام الشيعة 6/ 312، 352

149. محمد شريف بن محمد هادي بن محمد بن عيسي بن صدر الدين الحسيني المرعشي، التستري

(..- حيّا 1171 ه-): عالم إمامي جليل. ولي القضاء بتستر، و كان قاضيا سنة (1068) و بقي فيه حتي سنة (1071 ه-) حيث عيّن فيها محمد سميع بن مجد الدين التستري إماما للجماعة في گرگر (إحدي محلّات تستر).

و كان والده السيد محمد هادي (المتوفي 1038 ه-) من أعيان علماء عصره.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 341

150. محمد شفيع بن نور الدين محمد الخاتون آبادي

(..- حيّا 1139 ه-):

عالم إمامي، متبحّر في الفقه و الحديث و الرجال. أجاز له السيد محمد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي، و ولده السيد محمد حسين بن محمد صالح الخاتون آبادي في سنة (1139 ه-)، و محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. و كان

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 492

محترم الجانب عند شيوخه و أساتذته.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 344 تلامذة العلّامة المجلسي 104 برقم 150

151. محمد صالح الترشيزي الخراساني، العالم الإمامي

(..- 1160 ه-):

ولد بقرية قوژد (من قري ترشيز)، و أتقن مبادئ العلوم في خراسان. و ارتحل إلي أصفهان، و درس بها الحديث و علومه و سائر الفنون. و عاد إلي قريته، و باشر بها وظائفه الشرعية، و صار من كبار علمائها في المعقول و المنقول و الفقه و الأصول. قيل:

له تأليفات أنيقة.

تاريخ علماء خراسان 44.

152. محمد عادل بن علامي القمّي

(..- حيّا 1158 ه-): عالم إمامي، متبحّر في الفقه. له رسالة في مكان المصلّي، ردّ بها علي رسالة السيد إبراهيم بن محمد باقر الرضوي القمّي الهمداني أخي السيد صدر الدين القمّي. و قد ألّف المترجم الرسالة ببلدة ساوة سنة (1158 ه-).

أعيان الشيعة 9/ 377 الذريعة 22/ 155 برقم 6479 طبقات أعلام الشيعة 6/ 406

153. محمد علي بن محمد شفيع بن فرج الجيلاني، المشهدي

(..- حيّا 1168 ه-): عالم إمامي، متكلم، قاض. درس علي عمّه محمد رفيع، و اجتمع به السيد عبد اللّه الجزائري التستري بمشهد الرضا عليه السّلام و أذربيجان ثمّ في تستر و تناظرا في كثير من المسائل الأصلية و الفرعية و الأدبية. قال السيد المذكور: و هو الآن مقيم ببلدة يزد من بلاد فارس سلّمه اللّه. فيعلم من ذلك حياته في وقت

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 493

تأليف «الإجازة الكبيرة» سنة (1168 ه-).

الإجازة الكبيرة 182 برقم 60

154. محمد قاسم بن محمد صادق بن محمد السراب بن عبد الفتاح التنكابني، الأصفهاني القاضي

(..-..): عالم إمامي. ولد في أصفهان، و اشتغل بتحصيل العلوم، و أجاز له السيد محمد حسين بن محمد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي. و ولي القضاء بمازندران. روي عنه: السيد الحسين بن إبراهيم بن محمد معصوم القزويني (المتوفّي 1208 ه-)، و السيد عبد الباقي بن محمد حسين الخاتون آبادي (المتوفّي 1207 ه-). و اجتمع به السيد عبد اللّه بن نور الدين الجزائري التستري في طريق أذربيجان و في معسكر السلطان، و وصفه بالصلاح.

الإجازة الكبيرة 183 أعيان الشيعة 10/ 40 طبقات أعلام الشيعة 6/ 588

155. محمد قاسم بن محمد ناصر بن محمد الشيرازي، الجزائري الأصل

(1041- 1111 ه-): عالم إمامي. لازم السيد هاشم بن الحسين بن عبد الرؤوف الأحسائي، أتمّ الملازمة، و أخذ عنه في الفقه و الحديث. و أخذ أيضا عن: الفقيه صالح بن عبد الكريم الكرزكّاني، و جعفر بن كمال الدين البحراني، و السيد علي بن محمد بن أبي الحسن العاملي المكّي، و غيرهم. و مهر في الفقه و الحديث، و نال حظّا وافرا من العلوم الأدبية و قليلا من الحكمة. و هو والد محمد مؤمن صاحب «طيف الخيال».

طبقات أعلام الشيعة 6/ 589

156. محمد كامي بن إبراهيم بن أحمد بن سنان الأدرنوي

(1059-

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 494

- 1136 ه-): فقيه حنفي. ولي القضاء بمصر، و مات في حصار روم إيلي. له مهامّ الفقهاء في تراجم الحنفية، تحفة الوزراء بالتركية، و رياض القاسمين (في قسمة العقار و بهامشه أشكال مساحية لتصوير بعض المسائل).

الأعلام 7/ 14

157. محمد محسن بن علم الهدي محمد بن محمد محسن (الفيض) بن المرتضي، أبو طالب الكاشاني

(1100- 1158): فقيه إمامي، أصولي، متكلم، محدّث، شاعر. أخذ العلم و روي عن أخوته. و دوّن تعليقة علي «مفاتيح الشرائع» في الفقه لجدّه الفيض سمّاها فتح المفاتيح. و خلّف محمد حسين المدرّس و هو جدّ الأسرة الفيضية ببلدة كاشان، و العلّامة عبد الكريم.

مقدمة معادن الحكمة 1/ 23 طبقات أعلام الشيعة 6/ 635

158. محمد مقيم بن درويش محمد الحامدي الخزاعي، الأصفهاني ثمّ النجفي

(..- 1165 ه-) فقيه إمامي. ارتحل من أصفهان بعد نشوب فتنة الأفاغنة فيها، إلي النجف الأشرف، فاستوطنها. له كتاب حاوي نخب الأدلّة و الأقوال فيما لا يجوز جهله من العقائد و الإكمال في ثلاث مجلّدات، شرح به «بداية الهداية» للحرّ العاملي. و له أيضا ترجمة شهادة الخصوم عرّب به «حق اليقين» الفارسي في أصول الدين لمحمد باقر المجلسي.

الذريعة 6/ 237 برقم 1316 طبقات أعلام الشيعة 6/ 736 الأعلام 7/ 108

159. محمد مؤمن بن عبد الغفور بن شاه مرتضي الأوّل الكاشاني

(..-

حيّا 1119 ه-): فقيه إمامي، محدث، زاهد. أخذ عن والده و عن عمّه محمد محسن

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 495

المعروف بالفيض، و روي عنهما. و تولّي في سنة (1119 ه-) التدريس ببلدة أشرف (من بلاد مازندران). و صنّف كتبا، منها: شرح «شرائع الإسلام» للمحقّق الحلي، كتاب في أصول الفقه، كتاب في الرجال، و أخلاق المؤمن.

مقدمة معادن الحكمة 1/ 28 الذريعة 1/ 379 برقم 1969، 2/ 210 برقم 817

160. محمد مهدي الشيرازي

(..- 1135 ه-): فقيه إمامي، متكلّم، حكيم، نسّابة، جليل القدر، ذائع الصيت. ولي منصب مشيخة الإسلام بشيراز بعد وفاة صالح بن عبد الكريم الكرزكّاني في سنة (1098 ه-). و اجتمع به صاحب «نزهة الجليس» في سنة (1033 ه-). و استشهد عند استيلاء الأفاغنة علي بلاده.

أعيان الشيعة 10/ 152 طبقات أعلام الشيعة 6/ 760 شهداء الفضيلة 231

161. محمد نصير بن عبد اللّه بن محمد تقي بن مقصود علي المجلسي، الأصفهاني

(..- 1122 ه-): عالم إمامي جامع، قليل النظير. تتلمذ علي عمّه محمد باقر المجلسي، و قرأ عليه و سمع منه شطرا وافيا من العلوم العقلية و النقلية و الأدبية، و حصل منه علي إجازة تأريخها (1078 ه-). له مؤلّفات، منها: حاشية علي «الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، و ترجمة فتن «بحار الأنوار»، و حواش علي كتب الحديث.

رياض العلماء 3/ 237 (ضمن ترجمة والده عبد اللّه) طبقات أعلام الشيعة 6/ 782 تلامذة العلّامة المجلسي 132 برقم 197

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 496

162. محمد نصير الكلبايكاني

(..-..): عالم إمامي جليل. روي عن:

محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، و أبي تراب الأصفهاني. و درّس في الفقه و الحديث و التفسير. روي عنه القاضي محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد الخوزاني. و احتمل صاحب «طبقات أعلام الشيعة» أن يكون هو محمد نصير بن محمد سعيد الطالقاني الذي كتب بخطّه «حقّ اليقين» للمجلسي و صحّحه و قابله في سنة (1116 ه-).

طبقات أعلام الشيعة 6/ 782 تلامذة العلّامة المجلسي 131 برقم 196

163. محمد هادي بن محمد عيسي بن صدر الدين الحسيني المرعشي، التستري

(..- 1138 ه-): كان من أعيان علماء تستر، مرجوعا إليه في القضايا و الأحكام الشرعية. قرأ علي: السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الجزائري التستري، و محمد بن جاگير بن الحاج الخضر التستري. و ارتحل إلي أصفهان، فقرأ شطرا من «الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية» للشهيد الثاني علي القاضي جعفر الكمرئي. و كان خطّاطا يطلب خطّه من البلاد البعيدة. و له أربعة أولاد منهم القاضي السيد محمد شريف، و قد مرّ ذكره هنا.

الإجازة الكبيرة للتستري 189 طبقات أعلام الشيعة 6/ 806

164. محمد يوسف بن بهلوان صفر القزويني،

نزيل أصفهان (..-..): عالم إمامي، تتلمذ علي خليل بن الغازي القزويني (المتوفّي 1089 ه-)، و علي المحقّق الحسين الخوانساري (المتوفّي 1098 ه-). و درّس في بعض مدارس قزوين. و صنّف كتابا في آداب الحجّ، و كتابا في وضع المسجد الحرام، و رسالة في مناسك الحجّ.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 497

أمل الآمل 2/ 314 رياض العلماء 2/ 263 (ضمن ترجمة خليل القزويني) طبقات أعلام الشيعة 6/ 834

165. محيي الدين بن كمال الدين الطريحي، النجفي

(..- 1148 ه-): فقيه إمامي، شاعر، ذو مكانة مرموقة عند أعلام عصره. ساجل فريقا منهم أمثال أحمد ابن الحسن النحوي و محمد بن علي بشارة الخاقاني و السيد نصر اللّه الحائري. و قد تضمّن ديوان الأخير عدّة مراسلات شعرية جرت له معه. له ديوان شعر. توفّي بشيراز فرثاه النحوي بقصيدة أرّخ فيها عام وفاته بقوله:

و الدهر أعلن بالنداء مؤرّخا المجد مات لموت محيي الدين

ماضي النجف و حاضرها 2/ 464 طبقات أعلام الشيعة 6/ 717 شعراء الغري 11/ 231

166. مرتضي بن حيدر بن نور الدين علي بن علي بن الحسين الموسوي العاملي الأصل، الأصفهاني

(..- بعد 1131 ه-): كان من أفاضل الزمان، عالما بالفقه و الحديث و سائر علوم الأدب و العربية، شاعرا، منشئا، وصفه بما تقدّم محمد علي بن أبي طالب الحزين، و قال: كان أستاذي ربّاني، و عليه تخرّجت. و ذكر أنّه من أحفاد السيد محمد صاحب «المدارك» و الصواب أنّه من أحفاد أخيه السيد نور الدين علي. و ممّن روي عن المترجم السيد محمد الموسوي خادم الروضة الرضوية.

تذكرة المعاصرين 126 بغية الراغبين 50 تكملة أمل الآمل 398 برقم 388

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 498

167. مصطفي بن الحفسرجاوي الحلبي

(..- 1123 ه-): فقيه شافعي.

أقام بالقاهرة عشر سنين، و درس علي علماء الأزهر، و جاور بمكة سنتين و أخذ عن علمائها. و عاد إلي حلب و درّس بها، فأخذ عنه: حسن الشهير بابن الطبّاخ، و حسن السرميني، و رمضان العطار، و غيرهم. له رسالة مختصرة في طهارة فرو الصنصار (الدلق).

إعلام النبلاء 6/ 418 برقم 1025

168. مصطفي بن سوار بن مصطفي الدمشقي المعروف بابن سوار

(1072- 1144 ه-): فقيه شافعي. درس علي: حسن المنير، و أبي المواهب الحنبلي، و نجم الدين الفرضي، و عبد الكريم الغزّي، و إبراهيم الفتال. و برع في الفقه و غيره من العلوم. و ولي المحيا النبوي بدمشق، و تدريس مدرسة إسماعيل باشا.

سلك الدرر 4/ 218

169. مصطفي بن محمد بن يوسف بن بكر، محيي الدين أبو الصفا الضميري الدمشقي

(قبل 1120- 1191 ه-): فقيه حنبلي، فرضي. ولد و نشأ بضمير (من قري دمشق). و تتلمذ بدمشق علي: عبد القادر التغلبي، و أبي المواهب محمد بن عبد الباقي، و مصطفي بن عبد الحق اللبدي، و عبد الغني النابلسي، و غيرهم. و عاد إلي قريته فدرّس بها، و أفتي.

النعت الأكمل 315

170. منصور بن محمد بن عبد الحسين الحسيني، الطالقاني، الغروي

(..-

حيّا 1135 ه-): فقيه إمامي، محدّث. أجازه عمّه السيد حسن بن عبد الحسين الشهير بالطالقاني. زار تستر في (سنة 1135 ه-)، فقرأ عليه السيد عبد اللّه بن نور

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 499

الدين الجزائري التستري من فروع «الكافي» للكليني حديثا من أوّله و حديثا من وسطه و حديثا من آخره، و أجازه إجازة عامة.

الإجازة الكبيرة للتستري 190 برقم 65 طبقات أعلام الشيعة 6/ 743

171. ميرزا ابن حاج التبريزي

(..- 1194 ه-): عالم إمامي، جامع لعلوم الفقه و الحديث و الكلام و الرياضيات. ارتحل لطلب العلم فأخذ عن محمد باقر البهبهاني، و يوسف بن أحمد البحراني. و عاد إلي بلدته، فوعظ بها، و درّس. توفّي في غرّة المحرّم سنة (1194 ه-) علي إثر زلزلة حصلت بتبريز. له أشعار بالفارسية.

أعيان الشيعة 10/ 198

172. يحيي بن إبراهيم بن يحيي الجحافي اليمني، عماد الدين الحبوري

(..- 1102 ه-): فقيه زيدي، أديب. تولّي قضاء (حبور) أيام المتوكّل علي اللّه إسماعيل، و امتحن و حبس أوائل خلافة المهدي، و أخرج ثمّ عاد إلي وطنه حبور و توفّي به. له إرشاد المؤمنين إلي معرفة نهج البلاغة المبين، و التقريب في النحو، و شرح علي الحاجبية، و حاشية علي «البدر الساري».

الأعلام 8/ 134

173. يحيي بن علي بن محمد بن مهدي الحيسي القاسمي

(..- بعد 1104 ه-): أخذ عن علي بن محمد العقيني التعزي و غيره من علماء عصره. و كان محقّقا لجميع العلوم من فقه و نحو و أصول و حديث و تفسير و بيان. له تكرمة الإفادة في تأريخ الأئمّة، عنوان القبول إلي تيسير الوصول، مختصر «فتح الرحمن علي زيد ابن رسلان» في الفقه، فتح المنان شرح المدخل في المعاني و البيان. أجاز لولده محمد سنة (1104 ه-) و لشيخه العقيني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 500

ملحق البدر الطالع 233 برقم 433 معجم المؤلفين 13/ 215

174. يحيي بن فخر الدين الموصلي، مفتي الحنفية

(1112- 1187 ه-):

ولد بالموصل و نشأ بها و درس علي حمد الجميلي و غيره، فمهر في العلم و الفتوي. و أقرأ التفسير و أخذ عنه الطلبة و صار مرجعهم. و كان يجيد الفارسية و التركية و الهيئة.

و له شعر.

سلك الدرر 4/ 233

175. يحيي بن محمد بن عبد العلي بن علي بن يحيي البحراني الأصل، القطيفي

(..- حيّا سنة 1089 ه-): فقيه إمامي. أخذ عن الحسين بن محمد بن جعفر الماحوزي ثمّ القطيفي. ثمّ درّس فقرأ عليه عبد علي بن محمد بن محمد بن قضيب كتاب «الكافي» للكليني، و قرأ عليه محمد بن أحمد بن علي بن سيف اليغمي القطيفي كتاب «الروضة البهيّة» في الفقه للشهيد الثاني، و وصف أستاذه المترجم بقوله: العلّامة الخبير الفهّامة، قطب أرجاء الزمان. أقول: و هم صاحب «الأعلام» فذكر للمترجم كتابين، و إنّما هما لشرف الدين يحيي بن الحسين بن عشيرة البحراني، من فقهاء القرن العاشر، و قد ترجمنا له هناك.

أنوار البدرين 334 برقم 29 طبقات أعلام الشيعة 6/ 819 الأعلام 8/ 169

176. يوسف بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل الدمشقي المعروف بالنابلسي

(..- 1105 ه-): فقيه حنفي. ولد بدمشق و نشأ فطلب العلم، و درس علي إبراهيم بن منصور الفتال و غيره. و صار أمين الفتوي عند أحمد بن محمد

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 501

المهمنداري. و رحل إلي الحجاز مع أخيه عبد الغني، فتوفّي في الطريق.

سلك الدرر 4/ 246

177. يوسف بن عبد الكريم الأنصاري، المدني، الفقيه الحنفي

(1021-- 1177 ه-): طلب العلم فدرس علي: والده، و محمد بن الطيّب الفاسي، و محمد بن إبراهيم الكوراني، و أبي الطيّب السندي. و من مؤلفاته: منظومة في المناسك نظم فيها «المنسك الصغير» لرحمة اللّه السندي، و أشعار كثيرة. وجّه له منصب إفتاء المدينة فلم يتمّ له.

سلك الدرر 4/ 247

178. يوسف بن عبد اللّه البحراني

(..- 1171 ه-): فقيه إمامي. تتلمذ عليه السيد محمد بن علي آل أبي شبانة. و صنّف كتابا كبيرا في الرجال. توفّي بكربلاء.

طبقات أعلام الشيعة 6/ 824

179. يوسف بن عبد اللّه الحلبي الشهير العطّار

(1094- 1160 ه-): فقيه شافعي، ماهر في العربية و الفرائض. أخذ عن إبراهيم البخشي، و مصطفي الحفسرجاوي، و جابر، و محمد الكردي، و أبي السعود الكواكبي. ترك العطارة و لازم الدرس و التدريس، و تولّي الخطابة بجامع البهرمية بحلب.

إعلام النبلاء 6/ 487 برقم 1063

180. يوسف بن علي بن فرج المنوي أصلا، البلادي البحراني

(..- حيّا سنة 1110 ه-): فقيه إمامي. تتلمذ علي سليمان بن عبد اللّه الماحوزي البحراني (المتوفّي سنة 1121 ه-). و صنّف شرحا علي رسالة أستاذه في الصلاة و شرحا علي «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة ابن المطهّر الحلي و غير ذلك. و أصل

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، ص: 502

المترجم من مني: قرية بالبحرين.

أنوار البدرين 179 برقم 80 طبقات أعلام الشيعة 6/ 824

181. يوسف بن محمد البحراني ثمّ الحويزي

(..-..): فقيه إمامي، زاهد.

له شرح علي كتاب «تفصيل وسائل الشيعة» لمحمد بن الحسن الحر العاملي سمّاه نهاية التحصيل في شرح مسائل التفصيل (مخطوط)، و هو في ثلاث مجلّدات و لم يتمّه، و له رسائل آخر.

أمل الآمل 2/ 350 الذريعة 13/ 151 برقم 513 طبقات أعلام الشيعة 6/ 828 نجز الكلام في الجزء الثاني عشر و يليه الجزء الثالث عشر في فقهاء القرن الثالث عشر.

و الحمد للّٰه رب العالمين

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.