موسوعة طبقات الفقهاء المجلد 9

اشارة

سرشناسه : سبحانی تبریزی، جعفر، - 1308

عنوان و نام پديدآور : موسوعه طبقات الفقهاآ: المقدمه الفقه الاسلامی منابعه و ادواره/ تالیف جعفر السبحانی

مشخصات نشر : قم: موسسه الامام الصادق(ع)، 1418ق. = 1376.

مشخصات ظاهری : ج 2

شابک : 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-26-6(ج.2)

وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی

يادداشت : این کتاب مقدمه ایست بر کتاب موسوعه طبقات الفقها

يادداشت : عربی

یادداشت : کتابنامه

موضوع : مجتهدان و علما -- سرگذشتنامه

موضوع : نویسندگان اسلامی -- سرگذشتنامه

موضوع : محدثان شیعه -- سرگذشتنامه

شناسه افزوده : موسسه امام صادق(ع)

رده بندی کنگره : BP55/2/م 83س 2

رده بندی دیویی : 297/996

شماره کتابشناسی ملی : م 78-2149

[كلمة لمؤسسة الإمام الصادق عليه السلام]

تأليف: اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق (عليه السلام) إشراف: العلامة الفقيه جعفر السبحاني

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 2

(وَ مٰا كٰانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة- 122)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 5

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد للّٰه علي نعمه و آلائه، و الصلاة و السلام علي رسوله محمد صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم و أوصيائه حفظة سنَنه، و عيبة علمه، و نقلة آثاره.

انّ الدين عقيدة و شريعة، فالعقيدة ترسم معالم الإِيمان كما انّ الشريعة تخطُّ منهج الحياة، وقد عكف المسلمون منذ رحيل النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم علي إرساء دعائم العقيدة و الشريعة، فلا تجد أُمة اهتمَّت بتراثها الحضاري مثلما اهتمّ به المسلمون.

و الباحث يقف مبهوراً امام عظم المنجزات الرائعة التي قام بها علماء الإسلام في مجالي العقيدة و الشريعة و التي ساهمت مساهمة فعّالة في بناء الحضارة الإسلامية.

فالواجب يحتم علي أبناء أُمّتنا الإسلامية أن يضطلعوا

بمهمة الحفاظ علي هذا التراث الإسلامي الخالد و أن يثمنوا جهود العلماء و رجال الفكر الإسلامي الذين بذلوا الغالي و النفيس في هذا السبيل.

و انطلاقاً من هذا المبدأ راحت مؤسسة الامام الصادق عليه السَّلام تشقُّ طريقها في نشر ما أُثر في مضمار الابحاث الكلامية و الفقهية و قامت بنشر العديد من الكتب، كما أخذت علي عاتقها مسئولية تأليف موسوعة ضخمة تناولت فيها سيرة فقهاء

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 6

الإسلام من كافّة الطوائف و النحل علي اختلاف مشاربهم دون أن تقتصر علي نحلة دون أُخري.

و هذه الموسوعة الكبيرة التي تتم بإذن اللّه سبحانه في ستة عشر جزءاً رهن جهدين كبيرين: الاوّل: ما بذله فضيلة الشيخ الفقيه جعفر السبحاني (حفظه اللّه) فقد كتب مقدمة لهذه الموسوعة في جزءين: أ: في بيان منابع الفقه و مصادره عند كلا الفريقين، وقد خاض في غمار بعض المسائل التي ليست حجة شرعية، و من طالع هذا الجزء يقف علي مدي الجهود المبذولة في تبيين المصادر المعتبرة.

ب: في بيان تاريخ الفقه و أدواره عند كلا الفريقين، فادوار الفقه السني لا تتجاوز عن ستة و أدوار الفقه الشيعي كون باب الاجتهاد فيه مفتوحاً إلي يومنا هذا تتجاوز هذا العدد، وقد عقد لكل فصل خاص، كما ذكرت ميزات كلّ دورة.

و لم يقتصر جهد شيخنا الفقيه علي تأليف الجزءين فحسب، بل ساهم في وضع اللمسات الاولي لهذا المشروع و أشرف علي جميع مراحله.

الثاني: ما قام به أعضاء لجنة تأليف الموسوعة، و هم: السيد محمد حسين المدرسي اليزدي، السيد محمد كاظم المدرسي اليزدي، السيد محمد كاظم حكيم زاده، الأُستاذ حيدر محمد البغدادي (أبو أسد)، السيد أحمد الفاضلي، الشيخ يحيي الصادقي، الشيخ قاسم شيرزاده، الشيخ محمد الشويلي،

من جهود حثيثة في سبيل تأليفها و جمع شوارد التراجم من مصادرها علي وجه تكون الموسوعة مرجعاً عاماً لكافة الطوائف الإسلامية.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 7

و نحن إذ نتقدم بالشكر الجزيل إليهم جميعاً، لا ننسي أن نخص منهم بالذكر الأُستاذ أبا أسد البغدادي الذي لم يأل جهداً في التحقيق و تحرير العبارة، شكر اللّه مساعيه.

و ها هي بحمد اللّه قد أنجزت تأليف الجزء التاسع و العاشر و هي في طريقها إلي تأليف الاجزاء الباقية، وقد جمعت المعلومات حول الفقهاء المترجمين إلي القرن الرابع عشر و شيئاً من القرن الخامس عشر.

و ما ان وجدت الموسوعة طريقها إلي النشر، حتي انهالت علينا رسائل من الشخصيات العلمية البارزة تقدّر فيها الجهود المبذولة، و تشجع في الوقت نفسه علي المضي قُدماً في هذا السبيل، و ها نحن نعكس جانباً مما اتحفنا به هؤلاء الاعلام مشفوعاً بالشكر الجزيل.

قم المقدسة مؤسسة الامام الصادق عليه السَّلام الابحاث و الدراسات العليا ربيع الاول عام 1420 ه

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 8

[رسالة للشيخ التسخيري في تثمين جهود مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام في حقل التأليف و النشر لعلوم أهل البيت عليهم السلام]

كتاب كريم بعث به سماحة آية اللّه المحقق الشيخ محمد علي التسخيري (دامت معاليه) و فيه تثمين للجهود التي بذلتها مؤسسة الامام الصادق عليه السَّلام في حقل التأليف و نشر علوم أهل البيت عليهم السَّلام.

و ها نحن نقوم بنشر مقطع من هذا الكتاب مشفوعاً بالشكر الجزيل.

و مما جاء فيه تحت عنوان بين يدي الكتاب:

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم بين يدي الكتاب..

و هكذا تمتعت المكتبة الإسلامية العربية بصدور هذه الموسوعة العلمية الرائعة لتعرض امام قارئها مسيرة الفقهاء المسلمين عبر القرون بكلّ ما فيها من عطاء و حركية و إثراء.

و الحقيقة هي أنّ مؤسسة الامام الصادق عليه السَّلام للدراسات و البحوث الإسلامية ما فتئت بين الحين و الحين

تغني المكتبة الإسلامية بنتائج تحقيقاتها و دراساتها العلمية التي تسد فراغاً كبيراً ما كان ليُسد لو لا جهود العلماء و المفكرين المخلصين، و منهم سماحة آية اللّه الشيخ جعفر السبحاني الذي نذر نفسه و حياته و فكره لخدمة هذا الهدف الكبير المقدس، و ألّف العديد من الكتب العلمية المبتكرة، وقد ترجمت مؤلفات سماحته إلي مختلف اللغات الحية، و انتفع بها طلاب العلوم الدينية و الجامعات الإسلامية في أنحاء العالم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 9

و انّي باسم رابطة الثقافة و العلاقات الإسلامية لأقدم لسماحته كلّ تجلة و احترام لما يبذله من جهود علمية كبيرة في هذا السبيل، و أرجو لهذه المؤسسة العلمية التقدم و الازدهار المطرد في سبيل خدمة مدرسة أهل البيت عليهم السَّلام و عرض كنوزها الثمينة أمام الانظار و القلوب المشتاقة، و هي لعمري مدرسة لو وعي الناس ما فيها من عظمة و شمول لبذلوا كل ما يملكونه من وقت و جهد للحصول علي العطاء الكبير.

و إنّني لَارجو أن نوفق للمساهمة في ايصال كتب مؤسسة الامام الصادق عليه السَّلام إلي المكتبات الإسلامية الكبري لتنهل القلوب من نميرها العذب.

و اللّه تعالي هو الموفق محمد علي التسخيري.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 10

[رسالة الفقاهة و مكانتها الأُولي في العلوم الإسلامية للشيخ هادي معرفت]

رسالة كريمة تفضل بها الفقيه البارع سماحة آية اللّه الشيخ محمد هادي معرفة، مؤلف كتاب «التمهيد في علوم القرآن» و «التفسير و المفسرون».

نتقدم بنشرها مشفوعة بشكر غير مجذوذ راجين من اللّه سبحانه أن يمدَّ في عمره الشريف.

الفقاهة و مكانتها الأُولي في العلوم الإسلامية قال تعالي: (فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) (التوبة: 9- 122).

هذه هي النبتة الأُولي لدراسة معالم الدين عن عمق و تدبّر، و تفهّم مبانيه علي أسس

ركينة.

هناك فرق بين الفهم و الفقه و إن كانا يعطيان معني إدراك الشي ء و الحصول علي مفهومه فالفهم هو إدراك المعني إدراكاً علي إطلاقه.

و أمّا الفقه فهو إدراكه عن تعمّق و إمعان نظر دقيق.

فالفقاهة دقّة في النظر و رقّة في الفهم و الإِدراك يحظي بهما الفقيه النابه و أمّا التفقّه فهو بذل الجهد و إفراغ الوسع للحصول علي مغزي الامر و الكشف عن لبّه و حقيقته حسب المستطاع.

الامر الذي رغّب إليه القرآن الكريم و حثّ عليه الإسلام في برامجه التعليميّة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 11

و الفقه الديني يعمّ كلّ جوانب الدين في أُصول معارفه و فروع أحكامه، سوي أنّ التبسّط في مناحي مسائل الشريعة كان ممّا دعت إليه ضرورة العمل بقوانين النظام الإسلامي الحاكم.

و حتي النظام الحاكم بعد رحيل النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم كانت إقامتها بشكل قويم، بحاجة إلي فهم مبانيه و دراسة معالمه في إدارة البلاد و سياسة العباد.

و من ثمّ كانت الحاجة ملحّةً إلي دراسة فروع الاحكام، مستنبطةً عن أُصولها المتينة، ليكون المسلمون عامّة و خاصّةً علي وعيٍ تام بمسيرة الحياة.

الامر الذي دعي نبهاء الأُمّة منذ أوّل يومهم للتوجّه إلي هذه الناحية الخطيرة و الاهتمام بشأنها اهتماماً بالغاً، و أصبح الفقهاء في المجتمع الإسلامي الفسيح أعلاماً شاخصة للأُمّة و مراجع يرجع إليهم الكبير و الصغير و الرفيع و الرضيع، و أخذوا في الانتشار و التوسّع في مختلف أرجاء البلاد.

و كان ممّا امتازت به هذه الفئة التي شغلت النقطة المركزية و المحور الاساسي الذي تدور عليه رحي الإسلام أن عمدت إلي نصوص الكتاب العزيز و السنة الشريفة، و أخذت في التنقيح و التمحيص و النقد و التحقيق، لتتبلور الشريعة من

خلالها شفّافة مشعّة لا يعلوها غبار و لا يكدرها أغيار.

و هذا النقد و التمحيص في نصوص الشريعة من أبرز معالم الدراسات الفقهيّة و أفخمها شأناً، حظي بها هذا العلم، و قلّما يوجد نظيرها في سائر العلوم الإسلامية العريقة.

إذ قد يلمس التساهل فيها ممّا لا مجال له في الفقه بتاتاً.

و لا شكّ أنّ علماً هذا شأنه الرفيع في الاوساط الإسلامية في عصورها الذهبيّة و في جميع الادوار أيضاً، لجدير بأن يتعرف علي أعلامه الشاخصين بل الشامخين، و علي جهودهم الجبارة التي بذلوها في سبيل تحقيقه و تهذيبه، و تنمويته و توسيعه، و الارتقاء بمبانيه في أُصول و ضوابط ركينة و متينة.. و للّه درّهم و عليه أجرهم في تلكم المساعي الجميلة و الجهود الجليلة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 12

غير أنّ الذي يصلح لحمل هذا العبأ الثقيل الفخيم، ينبغي أن يكون هو أيضاً من أعلام هذا الرعيل.

إنّما يعرف ذا الفضل من العلم ذووه! و من حسن الحظّ أن قام بأعباء هذه المهمّة الضخمة، علم لامع من أعلام الفقاهة صاحب الفضيلة العلّامة الكبير الشيخ جعفر سبحاني مُدَّت ظلالُه الوارفة الذي يُعَدُّ بحقّ مفخرة من مفاخر الإسلام، وقد ازدانت بوجوده الحوزة العملية بقم المقدسة، فشمّر عن ساعد الجدّ هو و جماعة من تلامذته الافاضل، فرسم لهم خططه و أبان معالمه و عمل معهم في إشراف مستمر، و سار علي منهج قويم في تبيين مصطلح الفقاهة في الإسلام و أسسها و مبانيها منذ العهد الاوّل، و تطوراتها علي طول التأريخ، و الأَساطين التي قام عليها هذا البنيان الرفيع، قرناً فقرن، علي مختلف المذاهب و المسالك و المناهج التي انتهجوها حسب الظروف الاحوال.

فبيّن أوّلًا مصادر التشريع عند كلا الفريقين (الشيعة و

السنّة) و وازن بينهما في نقد نزيه.

ثمّ بسط المقال حول التُراث الفقهي عند أبناء المدرستين: مدرسة أهل البيت عليهم السَّلام و مدرسة أهل السنّة و الجماعة.

و أتبع ذلك بالادوار الفقهية التي قضاها العالم الإسلامي في مختلف العصور.

و لا يزال يُمتعنا بإفاداته الكريمة ضمن مسيره هذا الحثيث في ركب الفقاهة السائرة إلي الامام و لا تزال موفّقة و مزدهرة مع الايّام.

و نحن إذ نبدي شكرنا الجزيل و تقديرنا لجهوده في هذا السبيل، ندعو اللّه تعالي أن يمدّه بعنايته الخاصّة و يسدّده بتوفيقه في مواصلة المسير.

زاد اللّه في شرفه و أمتعنا ببركات وجوده إن شاء اللّه إنّه تعالي خير موفّق و معين.

قم المقدسة محمد هادي معرفة شهر الصيام المبارك 1419 25- 10- 1377.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 13

[تقدير و إكبار للسيد الجلالي علي عقوده الدرية في هذه الرسالة]

تقدير و إكبار عقود درّية اتحفنا بها المحقق الفذ و المفكر الإسلامي السيد محمد رضا الحسيني الجلالي مؤلف كتاب «تدوين السنة الشريفة» و غيره من المؤلفات القيمة، ننشرها علي صفحات هذا الكتاب مشفوعاً بالتقدير و الإِكبار.

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم الحمد للّٰه ربّ العالمين نستعينه و نستهديه و نتوكّل عليه و نصلّي علي سيّد رسله و أفضل الهداة إليه و علي آله المعصومين و أصحابهم المتقين و اتباعهم إلي يوم الدين.

و بعد، فإنّ الشريعة الإسلامية المقدّسة لهي من معاجز الرسالة المحمديّة الخالدة و الخاتمة للرسالات الالهيّة كافّة، بل فيها يكمن سرّ خلودها و خاتميّتها.

فنزولها في عصرٍ خلت الارضُ فيه من أيّ تشريعٍ عادلٍ متكامل، بينما هي علي كمالها تُوافق الفطرة و تُوازن الوجدان و تُسالم العقل و تُساير المكارم و المصالح و تُنافر المفاسد و القبائح، و أداؤها لكلّ هذه الميّزات بنحو تامّ و عامّ، و كذلك حدوثها في فترة

عصيبة من الرسل، و في دامسٍ من ظلام الجاهليّة و فسقها و عتوّها و كفرها.. انّ ذلك حقاً من المعاجز التي لا تنكر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 14

و أمّا استمرارها و مسايرتها لكلّ العصور، مع الاستقامة و الثبوت علي ما هي عليه من القواعد و الأُصول، و الجريان علي الفروع و المستجدات، تُنافس كلّ التشريعات الوضعية و أزهي ما توصلت إليه العقول البشرية من إنجازات قانونية، و تفوقها عدالةً و موافقةً للفطرة و مراعاةً للمصلحة العامّة من دون إجحافٍ بالخاصّة و لا إسرافٍ في المادّة و المدّة.

إنّ هذا الخلود أيضاً من المعاجز، كذلك.

فمن الحقّ لهذه الشريعة المقدّسة أن تُبذَل الجهود المتضافرة لرعايتها و صيانتها، بعد أن بذل المعصومون عليهم السَّلام أكبر الجهود في سبيل نشرها و تبليغها.

و لقد قيّض اللّه لذلك من انبروا لطاعته، إذ قال: (فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فكانوا هم الأُمناء، الذين حملوا فقه الدين و تروَّوا من ينابيعه الزاخرة، و رجعوا بفيض علومه علي الأُمة ليصبحوا (مراجع) للَاحكام علي أيديهم تُحفظ أسسها و أصولها، و بجهودهم تنشر معارفها و أسرارها، و بنضالهم تستمرّ جذوة مصادرها و مناهج التحقيق فيها، مشعةً أنوارها علي درب طلابها و دارسيها، حتي تتمّ الحجّة و تعمّ كلّ البسيطة.

فالفقهاء هم الأُمناء علي هذا الدين، و الحكّام علي المسلمين و هم الحجج القائمون علي الشريعة، و هم الآيات الهادية إلي الحقّ و المرشدون إليه.

و لما للفقه من أثر مهم في المعارف الإسلامية، و ما للفقهاء من مكانة سامية عند علماء الإسلام، فإنّ المؤرخين و الرجاليين قد اعتنوا بشكل فائق بأمرهما، و تثبيت ما يرتبط

بهما من شئون خاصة و عامة.

فكان لتاريخ الفقه و تاريخ أصوله و مبانيه، حظٌّ وافر من العناية بالتأليف

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 15

و البحث، كما كان للفقهاء و تاريخهم حظٌّ أوفر من الرعاية في كتب التراجم و الطبقات.

لكنّ ما ألف في كلا المجالين إنّما يختصُّ غالباً بمذهب معين هو مذهب المؤلّف و أهل الفقه به، فمن ذلك ما كتبه الجعفرية لفقههم و طبقات فقهائهم، و كذلك الحنفية، و المالكية، و الشافعية، و الحنابلة، فلكلّ منهم كتاب طبقات خاصّ.

و كانت الحاجة ماسّة إلي ما يجمع شتات تلك الجهود و تقديم نتائج مقارنة بين تلك المؤلفات، لتأثير ذلك في تقريب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية للوصول إلي (الوفاق) و نبذ الشقاق أو تحجيمه إلي أصغر حجم ممكن، لا سيما في عصرنا الذي تيسّرت فيه المصادر المتنوعة و كثر فيه اهتمام الدارسين في المجامع العلميّة بالبحوث المقارنة، فانّ الضرورة أكثر و الحاجة أمسّ إلي المبادرة لحمل هذا العب ء الكبير بتأليف يجمع بين الجدّة في الأسلوب و العمق في البحث، و بين السعة و الشمول، و الابتعاد عن ضيق الأفق بالطائفية و المذهبية، و إلي الاعتماد علي روح منفتحة و متطلعة إلي الحقيقة، تتطلب النتائج الباهرة و تضعها بين أيدي الطالبين، ليزدادوا ثقة و إيماناً، و يمتلئوا اعزازاً و فخراً بهذه الشريعة العظيمة، و طريقة فقهها و اجتهادها و جهود فقهائها العظام.

و لقد قيّض اللّه تعالي للتوفيق لهذه المهمة الكبيرة و الواجب الهام: (مؤسسة الامام الصادق عليه السَّلام) متمثلة في جهود سماحة مؤسسها و المشرف العام عليها: العلّامة المحقّق و العلم المتتبع المجاهد الشيخ السبحانيّ حيث قام بالامر بهمة قعساء، و طموح يناهز السماء، و أفق واسع، و روح

علمية، بتأليف هذا الكتاب الهامّ (موسوعة طبقات الفقهاء) مقدِّماً سماحته لها بالبحث الواسع عن الفقه و أصوله و مبانيه و تأريخه بجهده الخاصّ، مضافاً إلي إشرافه العامّ، فتم الكتاب

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 16

جامعاً للغرضين بشكل تامّ، و تمتاز هذه الموسوعة: 1- بعد منهج المقارنة بين عدّة من المذاهب الفقهيّة الكبيرة، و عدم الاقتصار علي مذهب واحد.

2. و بعد سعة المرحلة الزمنية التي يشملها منذ عصر الرسالة حتي العصر الحاضر، و كذلك المنطقة الجغرافية التي يغطيها.

3. بسعة المصادر و المراجع المعتمدة في العمل و تنوعها و انتشارها بين القديم و الحديث، و المتخصص في التصنيف العلمي، و اقتناص الفوائد من غير المتخصص أيضاً.

4. و الاتسام بالروح العلمية و اللغة الهادئة مما يشوق الجميع إلي الانتهال منه.

5. كل ذلك، إلي جمال الاخراج و إناقته باستخدام أحدث الامكانات الفنية المتوفرة.

و بكلمة موجزة فإنّ هذه الموسوعة تعدُّ إنجازاً رائعاً، ازدهرت به المكتبة الإسلامية التي كانت بأمسّالحاجة إليه.

فشكر اللّه القائمين بها و وفقهم و سدّد خطاهم، فهو ولي التوفيق و التسديد، إنّه ذو الجلال و الإِكرام حميد مجيد.

حرّر في الثامن عشر من ذي الحجة الحرام عام 1419، في الحوزة العلمية في قم المقدسة و كتب السيّد محمد رضا الحسيني الجلالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 17

[الفقهاء الذين يظفر لهم بترجمة وافية]

2850 الشَّقِيفي «1»

(.. كان حياً 868 ه) إبراهيم بن الحسن العاملي الشَّقيفي «2» الفقيه الامامي، يلقّب برهان الدين.

قرأ علي الفقيه ظهير الدين محمد بن علي بن الحسام العاملي العيناثي، و له منه إجازة برواية ما قرأه، و إجازة عامة.

و قرأ كتاب «تحرير الاحكام الشرعية «3» للعلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه) علي الفقيه شمس الدين محمد بن محمد بن داود المعروف بابن

المؤذن الجزّيني، وله منه إجازة تاريخها سنة ثمان و ستين و ثمانمائة، أثني فيها استاذه المذكور عليه.

و احتمل مؤلف «رياض العلماء» أنّ «رسالة السهوية» هي من تأليف صاحب الترجمة، و قال: رأيت قطعة من تلك الرسالة و هي المتعلقة بشرح عبارة «القواعد ««4» من قوله: «و لو كان.. من طهارتين أعادهما» رأيتها في بلدة بارفروش.

لم نظفر بوفاة المترجَم.

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 27 برقم 4، رياض العلماء 1- 8، أعيان الشيعة 2- 125، معجم رجال الحديث 1- 215 برقم 132.

(2) في معجم البلدان: 3- 356: شَقيفُ تِيرونَ: حصن وثيق بالقرب من صُور.

(3) كتاب فتوائي استوعب الفروع و الجزئيات، بلغت مسائله أربعين ألف مسألة مرتبة علي ترتيب كتب الفقه.

انظر الذريعة 3- 378 برقم 1375.

(4) هو كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلّي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 18

2851 الزواوي «1»

(796- 857 ه) إبراهيم بن فائد بن موسي بن عمر الزواوي، القسنطيني، المالكي.

ولد في جبل جرجرا (بالجزائر) سنة ست و تسعين و سبعمائة.

و أخذ الفقه ببجاية عن علي بن عثمان المانجلاتي، ثم أخذه بتونس عن: أبي عبد اللّه الأُبي، و يعقوب الزعبي، و أبي عبد اللّه القلشاني و أخذ عنه التفسير أيضاً.

و أخذ الأُصول عن عبد الواحد الفِريابي.

و عاد إلي بجاية، فأخذ العربية عن عبد العالي بن فراج.

ثم استقر في قسنطينية، و أخذ بها عن: أبي عبد اللّه بن مرزوق، و أبي زيد عبد الرحمن المعروف بالباز، و غيرهما.

و كان عالماً بالفقه و العربية، مفسراً.

أخذ عنه الشهاب بن يونس، و غيره.

و صنّف كتاباً في التفسير.

و شرح «الالفية لابن مالك» و «تلخيص المفتاح ««2» و سمّاه

______________________________

(1) الضوء اللامع 1- 116، ايضاح المكنون 1- 305، شجرة النور الزكية 1-

262، الاعلام 1- 57، نيل الابتهاج 56، معجم المؤلفين 1- 73، معجم المفسرين 1- 18.

(2) هو من تأليف جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني المعروف بخطيب دمشق (المتوفّي 739 ه)، لخّص به «مفتاح العلوم» في المعاني و البيان لَابي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي (المتوفّي 626 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 19

تلخيص التلخيص، و «المختصر» في الفقه لخليل «1» و سمّاه تسهيل السبيل لمقتطف أزهار روض الخليل، و شرحه ثانية باسم فيض النيل.

توفّي- سنة سبع و خمسين و ثمانمائة.

2852 ابن الديري «2»

(810- 876 ه) إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن سعد، الفقيه الحنفي، برهان الدين المقدسي، نزيل القاهرة، يُعرف كسلفه بابن الديري.

ولد سنة عشر و ثمانمائة ببيت المقدس، و قدم مع أبيه إلي القاهرة، و شرع بحفظ القرآن و بعض الكتب، و سمع علي أبيه، و الشرف ابن الكويك.

و تفقّه بسراج الدين عمر بن علي بن فارس الكناني المعروف ب (قارئ الهداية).

و أخذ عن: أخيه سعد الدين، و الحنّاوي، و عز الدين عبد السلام البغدادي.

و درّس بالفخرية و المؤيدية و مدرسة سودون الفقه و غيره، و ناب عن أخيه في القضاء ثم وليه استقلالًا كما ولي الخطابة و نظر الجيش و كتابة السرّ و غير ذلك من الوظائف، ثم لزم منزله بالموَيدية مقبلًا علي التدريس و الإِفتاء.

توفّي في- المحرّم سنة ست و سبعين و ثمانمائة.

______________________________

(1)- هو خليل بن إسحاق المصري المعروف بالجندي (المتوفّي 776 ه)، وقد مرت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2721.

(2) الضوء اللامع 1- 150، الطبقات السنية 1- 230 برقم 81.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 20

2853 ابن مُفْلح «1»

(816- 884 ه) إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مفلح، القاضي برهان الدين أبو إسحاق الراميني الاصل، الدمشقي الصالحي، يُعرف كآبائه بابن مفلح.

ولد سنة ستة عشرة و ثمانمائة بدمشق و نشأ بها، و حفظ القرآن و بعض الكتب، و أخذ عن العلاء البخاري، و عن جدّه، و تقي الدين ابن قاضي شهبة الشافعي.

و سمع علي: ابن ناصر الدين، و ابن المحب الاعرج، و عز الدين البغدادي، و يوسف الرومي، و عبد الرحمن ابن الطحّان.

و برع في الفقه الحنبلي و أُصوله، و درّس بعدّة مدارس، و ولي قضاء دمشق غير مرّة و انتهت إليه

رئاسة الحنابلة كما يقول النعيمي.

قيل: إنّه عمل علي إخماد الفتن التي كانت تقع بين فقهاء الحنابلة و غيرهم في دمشق، و لم يكن يتعصّب لَاحد.

قرأ عليه تقي الدين الجرعي.

و صنّف: المبدع في شرح «المقنع» (مطبوع)، مرقاة الوصول إلي علم الأُصول،

______________________________

(1) الضوء اللامع 1- 152، الدارس في تاريخ المدارس 2- 59، شذرات الذهب 7- 338، ايضاح المكنون 1- 3 و 2- 548 و 549، هدية العارفين 1- 21، الاعلام 1- 65، معجم المؤلفين 1- 100.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 21

و المقصد الارشد في ترجمة أصحاب الامام أحمد.

توفّي في- شعبان سنة أربع و ثمانين و ثمانمائة بالصالحية.

2854 اللقاني «1»

(817- 896 ه) إبراهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن يوسف، برهان الدين أبو إسحاق المغربي الاصل اللقاني ثم القاهري، الفقيه المالكي.

ولد بالقُهوقية (من أعمال لقانة) «2» سنة سبع عشرة و ثمانمائة، و نشأ بها و تعلّم.

و انتقل إلي القاهرة، فجاور بالجامع الازهر، و اشتغل بالفقه و العربية و الأُصول و غيرها.

سمع الحديث علي زين الدين الزركشي.

و تفقه علي جماعة، منهم: زين الدين طاهر بن محمد النويري و لازمه و انتفع به كثيراً، و زين الدين عبادة بن علي الانصاري و أحمد البجائي المغربي، و أبو القاسم محمد بن محمد بن علي النويري.

______________________________

(1) الضوء اللامع 1- 161، شجرة النور الزكية 258 برقم 940، نيل الابتهاج 65 برقم 31.

(2) كذا قال صاحب «الضوء اللامع».

و في «معجم البلدان «: 5- 21: لُقان: بلد بالروم وراء خَرْشَنَة بيومين، غزاهُ سيف الدولة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 22

و أخذ عن: أحمد بن محمد بن محمد الشُّمُنّي، و الشرواني، و غيرهما.

و تصدي لتدريس الفقه، و ولي القضاء سنة سبع و ثمانين و ثمانمائة، و صار

عليه المدار في مذهبه إفتاءً و قضاء، ثم عُزل، فلزم بيته إلي أن توفي في- المحرّم سنة ست و تسعين و ثمانمائة.

2855 ابن مُفْلح «1»

(751- 803 ه) إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد، تقي الدين الراميني الاصل، الدمشقي، قاضي الحنابلة بها و شيخهم، يُعرف كأبيه بابن مفلح.

ولد سنة إحدي و خمسين و حفظ القرآن و بعض الكتب.

و أخذ عن: أبيه، و الجمال المرداوي، و بهاء الدين السبكي.

و سمع بدمشق و مصر: من الصلاح بن أبي عمر، و ابن الجوخي، و أحمد بن أبي الزهر، و الفرضي، و أبي محمد بن القيّم، و القلانسي، و الخلاطي، و ناصر الدين الفارقي.

و درّس بعدّة مدارس و أفتي و ولي قضاء الحنابلة و اشتهر حتي انتهت إليه رئاسة المذهب في عصره.

سمع منه ابن حجر العسقلاني، و غيره.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 4- 247، المنهل الصافي 1- 164 برقم 77، النجوم الزاهرة 13- 25، الضوء اللامع 1- 167، شذرات الذهب 7- 22، الاعلام 1- 64.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 23

و صنّف كتباً، منها: الملائكة، شرح «المقنع» في الفقه لابن قدامة المقدسي، طبقات أصحاب الامام أحمد «1» و فضل الصلاة علي النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم.

و حينما طرق تيمور لنك دمشق تأخّر عن لقائه ثم خرج إليه مع جماعة، و تردد إليه ابتغاءً للصلح فلم يتم، و جرت له مع أهل دمشق أمور نتيجةً لذلك.

توفّي في- شعبان سنة ثلاث و ثمانمائة.

2856 الابْناسي «2»

(حدود 725- 802 ه) إبراهيم بن موسي بن أيّوب، برهان الدين أبو محمد الابناسي ثم القاهري.

ولد بأبناس (قرية صغيرة بالوجه البحري من مصر).

و قدم القاهرة، فتفقّه بجمال الدين عبد الرحيم «3» الاسنوي، و ولي الدين الملوي المنفلوطي.

و سمع بها و بالشام و مكة من: الوادي آشي، و الميدومي، و محمد بن إسماعيل الايّوبي،

______________________________

(1)- وقد مرّ في ترجمة إبراهيم بن محمد

بن عبد اللّه بن محمد بن مفلح (المتوفّي 884 ه) أنّ له كتاب المبدع بشرح المقنع، و كتاب المقصد الارشد في ذكر أصحاب الامام أحمد.

(2) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 5 برقم 711، إنباء الغمر بأبناء العمر 4- 144، المنهل الصافي 1- 178 برقم 85، كشف الظنون 1- 153 و..، شذرات الذهب 7- 13، هدية العارفين 1- 19، الاعلام 1- 75، الضوء اللامع 1- 172، معجم المؤلفين 1- 117.

(3) المتوفّي (772 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2734.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 24

و أبي نعيم الاسعردي، و العفيف عبد اللّه المطيري، و ابن أميلة، و المنبجي، و أحمد بن قاسم الحرازي، و مُغَلْطاي بن قليج و تخرج به في الحديث.

و مهر في الفقه الشافعي و الأُصول و العربية، و تصدّر للِافتاء و التدريس و لبس عنه غير واحد خرقة التصوّف، و أقام في المَقْس (بظاهر القاهرة) يدرّس الطلبة و يرتّب لهم ما يأكلون حتي كثر طلبته و أُريد علي القضاء، فتواري.

أخذ عنه: الولي العراقي، و الجمال ابن ظهيرة، و ابن الجزري، و محمد بن عبد السلام المنوفي.

و تفقّه به: الشمس البشبيشي، و الزين الشنواني، و البرهان الكلمشاوي.

و صنّف من الكتب: الشذا الفيّاح من علوم ابن الصلاح، و الدرة المضيّة في شرح الالفية لابن مالك، و العدة من رجال العمدة و هو في تراجم عمدة الاحكام.

و حجّ و جاور، و حدّث هناك، ثم رجع فمات في الطريق- سنة اثنتين و ثمانمائة.

2857 الكركي «1»

(776- 853 ه) إبراهيم بن موسي بن بلال بن عمران، برهان الدين الكركي ثم القاهري، الشافعي.

______________________________

(1) الضوء اللامع 1- 175، كشف الظنون 85 و 148، ايضاح المكنون 2- 124، طبقات المفسرين

1- 24، الاعلام 1- 75، معجم المصنفين 4- 446، معجم المفسرين 1- 23، معجم المؤلفين 1- 118.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 25

ولد في كرك الشوبك (شرقي الأُردن) سنة ست و سبعين و سبعمائة.

و طلب العلم بها و بالقدس و الخليل و دمشق و القاهرة، فأخذ الفقه عن: شمس الدين بن حبيحب البلبيسي، و بدر الدين الطنبدي، و برهان الدين البيجوري، و القراءات عن: تقي الدين العسقلاني و برهان الدين الشامي، و حضرَ دروس: سراج الدين البلقيني و ولده جلال الدين.

و أخذ عن جملة من العلماء منهم: محمد بن داود الكركي، و شمس الدين القلقشندي، و أبو البقاء السبكي، و العلاء بن الرصاص المقدسي، و قاسم بن عمر ابن عواض.

و استوطن القاهرة سنة (808 ه)، و تعاني التجارة، و ولي قضاء المحلّة بمصر سنة (827 ه)، و ناب في القضاء بمنوف سنة (829 ه).

و ولي تدريس القراءات بالظاهرية، ثم مشيخة مدرسة ابن نصر اللّه.

قرأ عليه: جمال الدين البدراني، و زين الدين عبد الغني الهيثمي، و برهان الدين الفاقوسي، و شمس الدين المالقي، و غيرهم.

و صنّف كتباً، منها: شرح «تنقيح اللباب» في الفقه لَابي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي، مختصر الروضة، حاشية علي تفسير القاضي علاء الدين التركماني، الآلة في معرفة الوقف و الإِمالة، حل الرمز في وقف حمزة و هشام علي الهمز، مرقاة اللبيب إلي علم الاعاريب، و شرح ألفية ابن مالك.

توفّي بالقاهرة- سنة ثلاث و خمسين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 26

2858 ابن قُنْدُس «1»

(حدود 809- 861 ه) أبو بكر بن إبراهيم بن يوسف، تقي الدين البعلي ثم الصالحي الدمشقي المعروف بابن قُندس.

قال ابن أبي عذيبة: شيخ الحنابلة بالشام و إمامهم و مفتيهم و عالمهم

و زاهدهم.

ولد في حدود سنة تسع و ثمانمائة ببعلبك، و نشأ بها فتعاني الحياكة كأبيه، ثم حفظ القرآن و بعض الكتب الفقهية و النحوية، و لازم تاج الدين ابن بردس و تفقّه عليه و قرأ عليه بعض كتب الحديث و التاريخ، و أذن له بالتدريس و الإِفتاء.

و قدم دمشق و أخذ العربية عن قطب الدين اليونيني، و المعاني و البيان عن يوسف الرومي، و الأُصول عن بدر الدين العصياتي، و المنطق عن الشريف الجرجاني.

و درّس، و كثرت طلبته، و وعظ، و انتشر به المذهب الحنبلي بدمشق.

أخذ عنه: شمس الدين السخاوي، و علاء الدين علي بن سليمان المرداوي، و تقي الدين الجراعي.

______________________________

(1) الضوء اللامع 11- 14 برقم 37، شذرات الذهب 7- 300، معجم المؤلفين 3- 55، معجم المفسرين 1- 107.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 27

وله حاشية علي «كتاب الفروع» لمحمد بن مفلح المقدسي الصالحي «1» (المتوفّي 763 ه)، و حاشية علي «المحرّر» في الفقه لابن تيمية «2» (المتوفّي 728 ه).

توفّي في- المحرّم سنة إحدي و ستين و ثمانمائة.

2859 ابن قاضي شهبة «3»

(779- 851 ه) أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الاسدي، تقي الدين الدمشقي المعروف بابن قاضي شهبة، صاحب «طبقات الشافعية».

ولد سنة تسع و سبعين و سبعمائة بدمشق.

و أخذ عن: سراج الدين البلقيني، و الشرف ابن الشريشي، و الجمال الطيماني، و الزين القرشي، و الشمس الصرخدي، و الشرف الغزّي، و البدر بن مكتوم، و ابن حجي، و أبي هريرة ابن الذهبي، و العلاء بن أبي المجد، و ابن صديق، و غيرهم.

و تصدّي للِافتاء و التدريس بعدّة مدارس، و اهتمّ بالتأريخ و صنّف فيه كتباً كثيرة مثل كتابه المشهور طبقات الشافعية (مطبوع)، و طبقات الحنفية،

______________________________

(1)- مضت ترجمته في

الجزء الثامن تحت رقم 2834.

(2)- مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2674.

(3) الضوء اللامع 11- 21 برقم 61، كشف الظنون 1- 127 و 438، البدر الطالع 1- 164 برقم 107، الاعلام 2- 61، معجم المؤلفين 3- 57.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 28

و منتقي تاريخ الإسلام للذهبي، و ما أُضيف إليه من تاريخي ابن كثير و الكتبي، و غير ذلك.

وقد انتهت إليه رئاسة الفقه و صار كما يقول السخاوي فقيه الشام و عالمها و رئيسها و موَرّخها.

و ناب في القضاء بدمشق مدّة ثم استقل به في سنة (842 ه) و صُرف ثم أُعيد، ثم أقال نفسه في أوائل سنة (844 ه) و انقطع إلي الكتابة و التأليف.

أخذ عنه: برهان الدين النووي، و ابنه بدر الدين محمد ابن قاضي شهبة، و بهاء الدين الدمشقي، و شهاب الدين الخوارزمي، و عبد القادر المحيوي، و ابن قاضي عجلون، و ابن الحمصي، و تاج الدين ابن غزيل، و محمد الخيضري «1» - و شرح من كتب الشافعية: «منهاج الطالبين» للنووي، و «التنبيه» لَابي إسحاق، و «المهمّات» للِاسنوي.

توفّي في دمشق- سنة إحدي و خمسين و ثمانمائة.

2860 الجراعي «2»

(حدود 825- 883 ه) أبو بكر بن زيد بن أبي بكر بن زيد الحسني، تقي الدين الجراعي، الدمشقي الصالحي، المعروف بالجراعي، الفقيه الحنبلي.

______________________________

(1)- انظر ترجمة ابن قاضي شهبة في مقدمة كتابه «طبقات الشافعية» بقلم الدكتور عليم الدين خان.

(2) الضوء اللامع 11- 32 برقم 86، كشف الظنون 111، شذرات الذهب 7- 337، ايضاح المكنون 2- 1، 142- 281، الاعلام 2- 63، معجم المؤلفين 3- 62.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 29

ولد في حدود سنة خمس و عشرين و ثمانمائة بجراع (من أعمال نابلس)، و قرأ القرآن

عند يحيي العبدوسي، و كتباً في التفسير و الفقه و النحو.

و قدم دمشق و القاهرة و جاور بمكة، و درس الفقه و الأُصول و الفرائض و العربية علي التقي ابن قندس، و أخذ عن: عبد الرحمن بن سليمان الحنبلي، و التقي الحصني، و العلم البلقيني، و الجلال المحلّي، و ابن الهمام، و الشمس السخاوي، و أُمّ هانيَ الهورينية، و النجم ابن فهد.

و تصدّي للتدريس و الإِفتاء و النيابة في القضاء حتي برع في مذهبه، و صار من أعيان الحنابلة بدمشق.

له حلية الطراز في حلّ مسائل «الالغاز»، غاية المطلب في معرفة المذهب، الترشيح في مسائل الترجيح، تحفة الراكع و الساجد في أحكام المساجد، و غير ذلك.

توفّي- سنة ثلاث و ثمانين و ثمانمائة بدمشق.

2861 ابن الخيّاط «1»

(742- 811 ه) أبو بكر بن محمد بن صالح بن محمد، رضي الدين أبو محمد الجِبْلي اليمني، يعرف بابن الخيّاط.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 9 برقم 714، إنباء الغمر بأبناء العمر 6- 117، الضوء اللامع 11- 78 برقم 213، شذرات الذهب 7- 91.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 30

ولد سنة اثنتين و أربعين و سبعمائة.

و تفقّه بمحمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجا و عمّه حسن بن أبي الرجا.

و أخذ بتعز و مكة: عن الجمال الريمي، و أبي بكر بن علي الناشري، و النفيس العلوي.

و مهر في فقه الشافعية، و درّس بالاشرفية و غيرها من مدارس تعزّ و تخرج به جماعة.

و ولي القضاء مُكرهاً مدة يسيرة ثم استعفي.

و صنّف جزءاً في منع الاشتغال بكتب ابن عربي، و ردّ عليه المجد الشيرازي مع صوفية زبيد.

وله حواش علي «الحاوي»، و أجوبة علي مسائل شتّي.

توفّي في- شهر رمضان سنة إحدي عشرة و ثمانمائة.

2862 تقي الدين الحِصْني «1»

(752- 829 ه) أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز الحسيني، تقي الدين الحِصني ثم الدمشقي، الشافعي.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 76 برقم 759، الضوء اللامع 11- 81، كشف الظنون 1- 487، شذرات الذهب 7- 188، البدر الطالع 1- 166، هدية العارفين 1- 236، الاعلام 2- 69، معجم المؤلفين 3- 74.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 31

ولد سنة اثنتين و خمسين و سبعمائة.

و أخذ عن جماعة من الفقهاء و العلماء، منهم: شرف الدين محمود بن محمد ابن أحمد البكري الوائلي المعروف بابن الشريشي، و شهاب الدين أحمد بن صالح بن أحمد الزهري البقاعي الدمشقي، و نجم الدين أحمد بن عثمان بن عيسي المعروف بابن الجابي، و شمس الدين محمد بن سليمان

الصرخدي، و شرف الدين عيسي بن عثمان الغزي، و بدر الدين محمد بن أحمد بن عيسي المعروف بابن مكتوم.

و كان فقيهاً، محدّثاً، مشاركاً في عدة فنون.

درّس، و صنّف، و قصده الطلبة، و أقبل علي العبادة مع الزهد و التقشّف، فكثر أتباعه و اشتهر اسمه، و حطّ كثيراً علي ابن تيمية و انتقد آراءه، و جاهر بذلك، بحيث تلقّي ذلك عنه أتباعه و اقتدوا به.

وقد ألّف الحصني جملة من الكتب، منها: كفاية الاخيار (مطبوع) في الفقه، شرح «منهاج الطالبين» للنووي، تلخيص «المهمات» لعبد الرحيم الاسنوي، قواعد الفقه، شرح صحيح مسلم، دفع شبه من شبّه و تمرّد و نسب ذلك إلي الامام أحمد (مطبوع) ردّ فيه علي ابن تيمية، تنبيه السالك علي مظان المهالك، قمع النفوس، أهوال القبور، شرح أسماء اللّه الحسني، و سير نساء السلف العابدات.

توفّي بدمشق- سنة تسع و عشرين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 32

2863 البُرْزُلي «1»

(741- 844 ه) أبو القاسم بن أحمد بن محمد البلوي القيرواني، المعروف بالبُرْزُلي، نزيل تونس.

كان من كبار المالكية، فقيهاً، مفتياً، حافظاً.

أخذ عن: محمد بن محمد بن عرفة الورغمي و لازمه سنين كثيرة، و أبي الحسن البطروني، و أبي عبد اللّه بن مرزوق، و برهان الدين الشامي، و أحمد بن مسعود البلنسي، و أبي محمد الشبيبي، و أحمد بن حيدرة التوزري، و غيرهم.

و أخذ عنه: ابن ناجي، و حلولو، و الرصّاع، و محمد بن أحمد عظوم، و الأَخوان أحمد و عمر القلشانيان، و ابن مرزوق الحفيد، و أحمد بن يونس بن سعيد القسنطيني.

وله ديوان كبير في الفقه، و فتاوي كثيرة جمعها في كتاب: جامع مسائل الاحكام ممّا نزل من القضايا للمفتين و الحكّام، و الحاوي في النوازل.

توفّي- سنة أربع

و أربعين و ثمانمائة عن مائة و ثلاث سنين، و قيل في وفاته غير ذلك.

______________________________

(1) الضوء اللامع 11- 133 برقم 429، نيل الابتهاج 368 برقم 479، شجرة النور الزكية 1- 245 برقم 879، الاعلام 5- 172، معجم المؤلفين 8- 94.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 33

2864 الكناني «1»

(800- 876 ه) أحمد بن إبراهيم بن نصر اللّه بن أحمد، القاضي عزّ الدين أبو البركات الكناني، العسقلاني الاصل، القاهري المصري، الحنبلي.

ولد بالقاهرة سنة ثمانمائة.

و تفقّه بالمجد سالم، و المحبّ ابن نصر اللّه، و العلاء ابن المغلي.

و أخذ الفرائض و العربية و التفسير و المنطق و التاريخ عن جماعة، منهم: الشمس البوصيري، و الشطنوفي، و شمس الدين العراقي، و المقريزي، و الشمس البرماوي، و التقي الفاسي، و ابن مرزوق، و العبدوسي، و المجد البرماوي، و الشرف ابن الكويك، و الزين الزركشي، و البدر الدماميني، و الناصر الفاقوسي، و عز الدين عبد السلام البغدادي، و آخرون.

و ناب في القضاء ثم استقل به، و درّس الفقه و الحديث، و رحل و لقي العلماء، و اشتهر ذكره.

أخذ عنه محمد بن محمد بن أبي بكر السعدي، و غيره.

و صنّف في فنون شتي كتباً كثيرة، منها: طبقات الحنابلة، صفوة الخلاصة في النحو، شرح «الالفية» لابن مالك، منظومة في الجبر و المقابلة، مختصر «المحرر» في الفقه، اختصار «تصحيح الخلاف المطلق في المقنع» للنابلسي، نظم أُصول ابن الحاجب،

______________________________

(1) الضوء اللامع 1- 205، شذرات الذهب 7- 321، الاعلام 1- 88.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 34

و أرجوزة في قضاة مصر.

توفّي بالقاهرة- سنة ست و سبعين و ثمانمائة.

2865 ابن الحُسباني «1»

(749- 815 ه) أحمد بن إسماعيل بن خليفة بن عبد العالي، شهاب الدين أبو العباس ابن الحسباني الدمشقي، النابلسي الاصل.

ولد بدمشق سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

و أخذ عن: أبيه إسماعيل «2» و ابن أميلة، و ابن رافع، و عمر بن ايدغمش، و خليل بن محمود، و غيرهم بدمشق و القاهرة و حلب.

سمع منه: ابن موسي الحافظ، و الأُبي.

و كان محدثاً، فقيهاً، مشاركاً في علم التأريخ و

غيره.

درّس الحديث بالاشرفية و الأَمينية، و ولي القضاء نيابة، ثم استقلالًا بدمشق.

قال فيه رفيقه شهاب الدين ابن حجي: كان شرهاً في طلب الوظائف، كثير المخالطة للدولة، شديد الجرأة و الإِقبال علي التحصيل، عُزل غير مرة و امتُحن

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 10 برقم 716، المنهل الصافي 1- 242 برقم 130، الضوء اللامع 1- 237، شذرات الذهب 7- 108، ايضاح المكنون 1، 451- 352، و 2- 79، الاعلام 1- 97، معجم المؤلفين 1- 164.

(2) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2694.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 35

مراراً و في كل مرة يبلغ الهلاك ثم ينجو.

و للمترجم كتب، منها: تعليق علي «الحاوي الصغير» في الفقه للقزويني، جامع التفاسير لم يتم، شرح ألفية ابن مالك، شافي العي في تخريج أحاديث الرافعي، و طبقات الشافعية.

توفّي بدمشق- سنة خمس عشرة و ثمانمائة.

2866 ابن حِجّي «1»

(751- 816 ه) أحمد بن حِجّي بن موسي بن أحمد السعدي، شهاب الدين أبو العباس الحسباني الاصل، الدمشقي المعروف بابن حِجّي.

ولد سنة إحدي و خمسين و سبعمائة- بدمشق.

و تفقّه بأبيه، و العماد الحسباني، و التاج السبكي، و الاذرعي، و الشمس الموصلي، و الشمس الغزّي.

و سمع من: ابن أميلة، و التقي ابن رافع، و ابن كثير، و عيسي المطعم، و أحمد ابن عبد الكريم البعلي، و ابن الجوخي، و أبي الفضل ابن عساكر، و غيرهم.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 12 برقم 717، إنباء الغمر بأبناء العمر 7- 121، الضوء اللامع 1- 269، الدارس في تاريخ المدارس 1- 138، كشف الظنون 1- 277، 2- 1122 و 2019، شذرات الذهب 7- 116، ايضاح المكنون 2- 91 و 508، الاعلام 1- 110، معجم المؤلفين 1- 188.

موسوعة طبقات الفقهاء،

ج 9، ص: 36

و تقدّم في فقه الشافعية و الحديث، و درّس ببلده و القاهرة، و أفتي و ناب في الحكم و ولي خطابة الجامع الأُموي و نظره، و صار بعد ذلك فقيه الشام و ئيس مذهبه بها.

أخذ عنه: العَلَم البلقيني، و الأُبي، و التقي ابن قاضي شهبة.

و جمع شرحاً علي «المحرّر» لابن عبد الهادي، و نكتاً علي «الغاز» الاسنوي و «مهمّاته» و ذيّل علي تاريخ ابن كثير، و صنّف كتاب الدارس في أخبار المدارس، و معجماً لشيوخه.

توفّي- في المحرّم سنة ست عشرة و ثمانمائة.

2867 ابن أرسلان «1»

(773،- 775- 844 ه) أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن يوسف بن علي بن أرسلان، شهاب الدين أبو العباس الرملي، نزيل بيت المقدس، يعرف بابن أرسلان «2»

______________________________

(1) المنهل الصافي 1- 287 برقم 152، الضوء اللامع 1- 282، البدر الطالع 1- 49 برقم 30، طبقات المفسرين للداودي 1- 38 برقم 35، كشف الظنون 1- 154 و..، ايضاح المكنون 1- 330، هدية العارفين 1- 126، الاعلام 1- 117، معجم المؤلفين 1- 204، معجم المفسرين 1- 34، معجم المطبوعات العربية 1- 952 و 953.

(2) هو أرسلان بالهمزة كما بخطّه، وقد تحذف في الاكثر بل هو الذي علي الالسنة.

الضوء اللامع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 37

ولد بالرملة سنة ثلاث أو خمس و سبعين و سبعمائة.

و عمل في التجارة أوّلًا فلم يرغب فيها، و اشتغل بالنحو و اللغة، و تفقّه بالشمس القلقشندي، و ابن الهائم، و أخذ عنه الفرائض و الحساب، كما أخذ عن: الشمس العيزري، و الجلال البلقيني.

و صحب ابن الناصح و عبد اللّه البسطامي و محمد القرمي و محمد القادري، و أخذ عنهم التصوّف.

و سمع من: أبي الخير بن العلائي، و عمر بن

محمد بن علي الصالحي، و أبي هريرة ابن الذهبي، و ابن صديق، و غيرهم.

و مهر في الفقه و الأُصول و العربية، مع المشاركة في الحديث و التفسير و الكلام.

و درّس مدة بالخاصكية، ثم تركها و أقبل علي التصوف.

و صنّف كتباً، منها: شرح «السنن» لَابي داود، شرح «جمع الجوامع» لتاج الدين السبكي، شرح «المنهاج» للبيضاوي، شرح «السيرة النبوية»، مختصر «حياة الحيوان» للدميري، شرح «الحاوي»، الزبد (مطبوع) منظومة في الفقه، طبقات الشافعية، و قطع متفرقة من تفسير القرآن.

توفّي ببيت المقدس في- رمضان سنة أربع و أربعين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 38

2868 ابن المجدي «1»

(767- 850 ه) أحمد بن رجب بن طيبغا «2» شهاب الدين أبو العباس القاهري، المعروف بابن المجدي، الشافعي.

ولد بالقاهرة سنة سبع و ستين و سبعمائة.

و تفقّه علي: موسي ابن بابا، و البلقيني، و ابن الملقّن، و كمال الدين الدميري، و شمس الدين العراقي، و عنه أخذ الفرائض و غيرها، و كذا أخذ الفرائض و الحساب عن تقي الدين الحنبلي.

و برّز في علوم الفرائض و الحساب و الفلك.

قال السخاوي: أشير إليه بالتقدم، و صار رأس الناس في أنواع الحساب و الهندسة و الهيئة و الفرائض و علم الوقت بلا منازع.

ولي المترجم مشيخة الجانبكية الدوادارية، و أقرأ «الحاوي» في الفقه.

و أخذ عنه جماعة، منهم: ابن خضر، و السخاوي، و بدر الدين حسن الاعرج، و شهاب الدين الكلوتاتي، و نور الدين الورّاق المالكي، و بدر الدين المارداني، و غيرهم.

______________________________

(1) المنهل الصافي 1- 296 برقم 157، الضوء اللامع 1- 300، بغية الوعاة 1- 307 برقم 568، شذرات الذهب 7- 268، روضات الجنات 1- 314 ذيل رقم 108، ريحانة الادب 5- 188.

(2) و في البدر الطالع: طنبغا.

موسوعة طبقات الفقهاء،

ج 9، ص: 39

و صنّف كتباً، منها: إبراز لطائف الغوامض في إحراز صناعة الفرائض، بغية الفهيم في صناعة التقويم، دستور النيرين، تعديل زحل، تعديل القمر المحكم، شرح «الجعبرية» في الفرائض.

قال السخاوي: وله مصنف في الحديث، و كتابة جيدة علي الفتاوي.

توفّي ابن المجدي بالقاهرة- سنة خمسين و ثمانمائة.

2869 ابن زاغو «1»

(حدود 782- 845 ه) أحمد بن عبد الرحمن بن عوف، أبو العباس التلمساني المغراوي، المعروف بابن زاغو.

ولد في حدود سنة اثنتين و ثمانين و سبعمائة.

و أخذ عن: سعيد العقباني، و أبي يحيي الشريف التلمساني المفسر.

و كان فقيهاً مالكياً، مفسّراً، فرضياً.

أخذ عنه: يحيي المازني، و يحيي بن بدير، و التنسي، و ابن زكري، و أبو الحسن القلصادي.

و صنّف كتباً، منها: مقدّمة في التفسير، تفسير الفاتحة، منتهي التوضيح في الفرائض،

______________________________

(1) شجرة النور الزكية 1- 254 برقم 921، نيل الابتهاج 118 برقم 106، الاعلام 1- 227، معجم المؤلفين 2- 116، معجم المفسرين 1- 71.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 40

شرح «التلخيص» لوالده، شرح «مختصر خليل» من الاقضية إلي آخره، شرح «مختصر ابن الحاجب» الفرعي و بعض الاصلي، و شرح «التلمسانية» في الفرائض.

وله فتاوي كثيرة.

توفّي في- ربيع الاوّل سنة خمس و أربعين و ثمانمائة.

2870 ابن العراقي «1»

(762- 826 ه) أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي، ولي الدين أبو زرعة الرّازياني ثم المصري، المعروف بابن العراقي.

كان فقيهاً شافعياً، أُصولياً، محدّثاً.

ولد بالقاهرة سنة اثنتين و ستين و سبعمائة.

و اعتني به أبوه، و رحل به إلي دمشق، فأسمعه بها، و عاد إلي مصر، و أخذ بها و بدمشق التي رحل إليها أيضاً بعد الثمانين عن طائفة من المشايخ، منهم:

______________________________

(1) ذيل تذكرة الحفّاظ 284، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 80 برقم 762، إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 21، المنهل الصافي 1- 332 برقم 181، الضوء اللامع 1- 336، طبقات الحفّاظ 548 برقم 1182، طبقات المفسرين للداودي 1- 50 برقم 43، طبقات الشافعية لابن هداية اللّه 239، كشف الظنون 1- 12 و..، شذرات الذهب 7- 173، البدر الطالع 1- 72 برقم 41،

هدية العارفين 1- 123، الاعلام 1- 148، معجم المؤلفين 1- 270.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 41

والده، و أحمد بن يوسف الخلاطي، و إبراهيم بن محمد الاخنائي، و خليل بن طرنطاي، و أبو الهول الجزري، و شمس الدين الغزولي، و عمر بن حسن بن أميلة، و محمود بن خليفة المنبجي.

و تفقه علي جماعة، منهم: سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني، و ابن الملقن، و برهان الدين الابناسي.

و أجيز له بالافتاء و التدريس و هو شاب، و درّس الحديث بالمدرسة الظاهرية بالبيبرسية و جامع طولون و غيرهما، و الفقه بالفاضلية و الجمالية الناصرية.

و ناب في القضاء سنة نيف و تسعين، ثم وليه استقلالًا سنة (824 ه)، و صُرف قبل تمام العام علي ولايته.

وقد أخذ عن المترجم جماعة، منهم: زين الدين رضوان، و البوتيجي، و العبادي، و أبو الفتح المراغي.

و صنّف كتباً كثيرة منها: تحرير الفتاوي علي التنبيه و المنهاج و الحاوي، شرح «البهجة» لابن الوردي، الدليل القويم علي صحة جمع التقديم، الاطراف بأوهام «الاطراف» للمزّي، مختصر «المهمات» للِاسنوي، مختصر «شرح جمع الجوامع» للزركشي، مختصر «الكشاف» في التفسير للزمخشري، جمع طرق المهدي، أخبار المدلسين، مبهمات الاسانيد، شرح «النجم الوهاج في نظم المنهاج» لوالده.

وله نظم و نثر كثير.

توفّي بالقاهرة- سنة ست و عشرين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 42

2871 الغَزّي «1»

(760- 822 ه) أحمد بن عبد اللّه بن بدر بن مفرّج، شهاب الدين أبو نعيم العامري، الغَزِّي، الشافعي، نزيل دمشق.

ولد بغزّة سنة ستين و سبعمائة، و أخذ عن قاضيها العلاء علي بن خلف.

و انتقل إلي دمشق، فأخذ بها عن: شرف الدين عيسي بن عثمان الغزّي، و أحمد الزهري، و الشرف ابن الشريشي، و البرهان الصنهاجي، و بالقدس عن تقي

الدين القلقشندي.

و برع في الفقه و أُصوله، و شارك في غيرهما.

و ناب في القضاء عن الشمس الاخنائي، و ولي إفتاء دار العدل و نظر المارستان.

و تصدّي للتدريس، و الإِقراء بعدّة أماكن، و أفتي و اشتهر، و تفرّد برئاسة الفتوي علي مذهبه بدمشق.

سمع منه: ابن موسي، و الأُبي.

و صنّف كتباً، منها: شرح «جمع الجوامع» في أُصول الفقه لتاج الدين السبكي، المنتقي من «وفيات الاعيان» لابن خلكان، المناسك، شرح «الحاوي الصغير»،

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 78 برقم 760، إنباء الغمر بأبناء العمر 7- 363، المنهل الصافي 1- 350 برقم 189، الضوء اللامع 1- 356، كشف الظنون 1- 596، 626، 1832، شذرات الذهب 7- 153، البدر الطالع 1- 75 برقم 42، ايضاح المكنون 2- 120، الاعلام 1- 159، معجم المؤلفين 1- 285.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 43

شرح «عمدة الاحكام» و لم يكمله، شرح «منهاج الوصول إلي علم الأُصول» للبيضاوي و لم يكمله، و شرح مختصر «المهمات ««1» للِاسنوي.

توفّي بمكة- سنة اثنتين و عشرين و ثمانمائة، و كان قد جاور بها ثلاث سنين متفرقة.

2872 الدوّاري «2»

(..- 807 ه) أحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن عطية الدوّاري، اليمني الصَّعدي.

كان من علماء الزيدية، فقيهاً، محقّقاً.

أخذ عن والده القاضي الشهير عبد اللّه «3» بن الحسن، و تولي القضاء بعده بمدينة صعدة و نواحيها.

و صنّف من الكتب: التلفيق بين كتاب «اللمع ««4» و «التعليق»، و الجراز المصقول في شرح وازعة ذوي العقول.

و حجّ، فمات محرماً ملبّياً في- رابع ذي الحجّة سنة سبع و ثمانمائة.

______________________________

(1)- اختصر «المهمات» جماعة من الفقهاء، منهم: شرف الدين عيسي بن عثمان الغزّي استاذ صاحب الترجمة، وقد ترجمنا له في الجزء الثامن تحت رقم 2787.

(2) ملحق البدر الطالع

38 برقم 63، معجم المؤلفين 1- 287، مؤلفات الزيدية 1- 325 برقم 933، و 360 برقم 1036.

(3) المتوفّي سنة (800 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2739.

(4) هو من تأليف الامير علي بن الحسين بن يحيي الحسني (المتوفّي بعد 660 ه)، و يعدّ من كتب الفقه المعتمدة عند الزيدية، وقد ترجمنا لمؤلفه في الجزء السابع تحت رقم 2524.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 44

2873 ابن المتوَّج «1»

(..- 820 ه) أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن علي بن الحسن بن المتوّج، الفقيه الامامي المجتهد، جمال الدين أبو ناصر البحراني، المعروف بابن المتوج.

أقول: ذكر أصحاب الكتب الرجالية ابن متوج آخر هو فخر الدين أحمد بن عبد اللّه بن سعيد البحراني، و اختلفوا في كونهما متحدين أو متغايرين، و سنعقد الترجمة علي أساس الاتحاد.

تلمّذ المترجم علي الفقيه الكبير فخر المحققين محمد بن العلامة ابن المطهّر الحلّي، و علي غيره من علماء الحلّة و استجاز منهم، و عاد إلي بلاده، وقد بلغ الغاية في العلوم الشرعية.

و تصدي للِافتاء و التدريس، و صنّف في عدة فنون، و اشتهرت فتاواه في الاقطار، و برعَ في العربية، و نظمَ الشعر، و علا صيته، حتي صار شيخ الامامية في وقته.

أخذ عنه: ابنه الفقيه ناصر، و شهاب الدين أحمد بن فهد بن الحسن بن محمد ابن إدريس الاحسائي

______________________________

(1) غوالي اللآلي 7) الطريق الثالث)، أمل الآمل 2- 16 برقم 34، رياض العلماء 1- 43، لؤلؤة البحرين 177 برقم 71، روضات الجنات 1- 68 برقم 16، ايضاح المكنون 2، 695، 728- 1، 347- 303، أنوار البدرين 70 برقم 11، أعيان الشيعة 3، 13- 10، طبقات أعلام الشيعة 4- 3، 3- 7 و 5، الذريعة 24،

402- 20، 197- 18، 187- 4، 93- 246، و غير ذلك، الاعلام 1- 159، معجم المؤلفين 1- 300.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 45

و قرأ عليه كتابه «مختصر التذكرة»، و أحمد بن مخدم البحراني، و أحمد بن محمد بن عبد اللّه السَّبُعي، و قال في حقّة: شيخنا الامام العلّامة، شيخ مشايخ الإسلام، و قدوة أهل النقض و الإِبرام.

و صنّف المترجم كتباً، منها: منهاج الهداية «1» في شرح آيات الاحكام الخمسمائة، مختصرة «تذكرة الفقهاء» للعلامة الحلّي، مجمع الغرائب «2» في الفقه، الوسيلة في فتح مقفلات «القواعد» في الفقه للعلّامة الحلي، رسالة فيما تعمّ به البلوي، تفسير القرآن الكريم، رسالة في الآيات الناسخة و المنسوخة انتزعه من تفسيره، كفاية الطالبين في أُصول الدين، نظم أخذ الثأر، وله أشعار و مراث في شأن الأَئمّة عليهم السَّلام تبلغ عشرين ألف بيت.

و ذُكر له كتاب هداية المستبصرين فيما يجب علي المكلفين، كما نُسب إليه كتاب المقاصد.

توفّي بالبحرين- سنة عشرين و ثمانمائة «3» و دُفن في جزيرة أُكُل المشهورة الآن بجزيرة النبي صالح عليه السَّلام، و قبره بها يُزار.

______________________________

(1)- و قيل: إنّ له كتاب «النهاية في تفسير الخمسمائة آية».

و لا ندري إن كانا اسمين لكتاب واحد، أم أنّهما كتابان.

(2)- و يعبّر عنه بغرائب المسائل.

طبقات أعلام الشيعة: 4- 3.

(3) و في إيضاح المكنون: 810 ه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 46

2874 ابن حَجَر العَسْقلاني «1»

(773- 852 ه) أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني، شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني الاصل، المصري، الشافعي، المعروف بابن حَجَر.

كان من كبار العلماء بالحديث، فقيهاً، مؤرخاً، أديباً، شاعراً.

ولد سنة ثلاث و سبعين و سبعمائة بمصر العتيقة.

و ولع بالادب، و نظم الشعر.

و تفقّه علي: الابناسي، و ابن الملقن، و البلقيني.

و

لازم عز الدين محمد بن أبي بكر ابن جماعة في غالب العلوم التي كان يدرّسها.

و أخذ أيضاً عن: بدر الدين الطنبدي، و جمال الدين المارداني، و شهاب الدين أحمد بن عبد اللّه البوصيري، و غيرهم.

و أقبل علي الحديث و علومه، فلازم زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، و تخرج به.

و ارتحل إلي بلاد الشام و الحجاز و اليمن، و سمع الكثير.

و تقدّم في الحديث و علومه، و تصدّي للتدريس و التأليف، و اشتهر ذكره،

______________________________

(1) النجوم الزاهرة 15- 383، الضوء اللامع 2- 36، حسن المحاضرة 1- 313 برقم 102، كشف الظنون 1، 116، 120، 134، 170، 195- 106، و مواضع كثيرة، شذرات الذهب 7 8- 270، البدر الطالع 1- 87 برقم 51، ايضاح المكنون 2- 1، 69، 224، 197- 13، و مواضع أُخري، الكني و الأَلقاب 1- 261، الاعلام 1- 178، معجم المؤلفين 2- 20.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 47

فقصده العلماء للَاخذ عنه.

درّس الحديث في مدارس كثيرة، و درّس أيضاً الفقه و التفسير.

و ولي مشيخة البيبرسية و نظرها، و الإِفتاء بدار العدل، و الخطابة بجامع الازهر ثم بجامع عمرو.

ثم ولي قضاة القضاة الشافعية في سنة (827 ه) و صرف و أعيد أكثر من مرة، ثم صُرف في جمادي الآخرة سنة (852 ه).

وقد سمع منه الحديث و أخذ عنه علومه طائفة، منهم: شمس الدين محمد ابن عبد الرحمن السخاوي، و شمس الدين محمد بن أحمد القرافي، و قاسم بن قطلوبغا، و علم الدين صالح بن عمر بن رسلان البلقيني، و علي بن محمد القلصادي، و عمر بن أحمد البلبيسي، و جمال الدين إبراهيم القلقشندي، و شرف الدين عبد الحق السنباطي، و القاضي زكريا الانصاري، و يحيي

بن شاكر ابن الجيعان.

و صنّف كتباً كثيرة جداً، منها: الاحكام لبيان ما في القرآن من الاحكام، بلوغ المرام من أدلة الاحكام (مطبوع)، فتح الباري في شرح صحيح البخاري (مطبوع)، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (مطبوع)، لسان الميزان (مطبوع)، تهذيب التهذيب (مطبوع)، تقريب التهذيب (مطبوع)، إنباء الغمر بأبناء العمر (مطبوع)، الديباجة (مطبوع) في الحديث، تبصير المنتبه في تحرير المشتبه (مطبوع)، مختصر زوائد مسند البزّار (مطبوع)، الاصابة في تمييز الصحابة (مطبوع)، شرح علي «الارشاد» في الفقه، و ديوان شعر.

توفّي في- شهر ذي الحجة سنة اثنتين و خمسين و ثمانمائة.

و من شعره:

خليليّ ولّي العمر منّا و لم نتب و ننوي فعال الصالحات و لكنّا

فحتي متي نبني البيوت مشيدةً و أعمارنا منا تهدّ و ما تُبني

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 48

2875 ابن الحاج علي «1»

( … )

أحمد بن علي العاملي العيناثي، جمال الدين الشهير بابن الحاج علي، أحد كبار علماء الامامية.

روي عن الفقيهين: زين الدين جعفر بن الحسام العيناثي (حياً حدود 820 ه)، و علي التوليني النحاريري (حياً قبل 826 ه).

قال الحر العاملي: كان صالحاً عابداً فاضلًا محدثاً، من المشايخ الاجلّاء.

و وصفه الشهيد الثاني زين الدين العاملي بالشيخ المحقّق «2» أخذ عنه جماعة من الفقهاء، منهم: شمس الدين محمد بن أحمد بن محمد الصهيوني، و ناصر بن إبراهيم البويهي الاحسائي ثم العاملي (المتوفّي 852 أو 853 ه)، و شمس الدين محمد بن محمد بن داود الشهير بابن المؤذن الجزّيني، و شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن خاتون العاملي، وله منه إجازة برواية جميع مصنفات العلّامة ابن المطهر الحلّي، و نصير الدين الطوسي، و الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي، و وصف ابن خاتون شيخَه (المترجم له) بالشيخ الزاهد العابد

و الحبْر الكامل «3» لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم.

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 34 برقم 24، رياض العلماء 1- 47، أعيان الشيعة 3- 44، طبقات أعلام الشيعة 4- 9، الذريعة 1- 244 برقم 1289.

(2) بحار الانوار: 105- 155) ضمن الاجازة 53).

(3) بحار الانوار: 105- 21) ضمن الاجازة 30)، و ستأتي ترجمة ابن خاتون في الجزء العاشر إن شاء اللّه تعالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 49

2876 ابن العماد «1»

(..- 808 ه) أحمد بن عماد بن يوسف بن عبد النبيّ، شهاب الدين أبو العباس الاقفهسي «2» ثم القاهري، الفقيه الشافعي.

أخذ عن: جمال الدين الاسنوي، و سراج الدين البلقيني.

و سمع علي: خليل بن طرنطاي الدوادار، و ابن الشهيد، و الشمس الرفاء، و ابن الصائغ، و الجمال الباجي، و علي بن محمد بن علي الايوبي.

و مهر و تقدّم في مذهبه.

سمع منه ابن حجر و أخذ عنه: برهان الدين الحلبي، و الرشيدي، و أحمد بن محمد بن سليمان المعروف بالزاهد.

و صنّف كتباً، منها: التعقبات علي «المهمّات» لشيخه الاسنوي، شرح «المنهاج»، القول التامّ في أحكام المأموم و الإِمام، منظومة في العقائد، و أُخري في المعفوّات (فقه)، السر المستبان مما أودعه اللّه من الخواص في أجزاء الحيوان، كشف الاسرار عمّا خفي من الافكار، و إكرام من يعيش بتحريم الخمر و الحشيش.

توفّي- سنة ثمان و ثمانمائة.

______________________________

(1) شذرات الذهب 7- 73، البدر الطالع 1- 93 برقم 53، ايضاح المكنون 3- 3 و 115، الاعلام 1- 184، الضوء اللامع 2- 47 برقم 137، معجم المؤلفين 2- 26.

(2) نسبة إلي أقْفَهْس: اسم بلد بمصر بالصعيد من كورة البهنسا.

معجم البلدان: 1- 237.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 50

2877 عماد الدين الكركي «1»

(741- 801 ه) أحمد بن عيسي بن موسي بن عيسي الازرقي العامري، عماد الدين أبو عيسي الكركي، المصري، الفقيه الشافعي.

ولد بالكرك سنة إحدي و أربعين و سبعمائة، و حفظ بعض كتب الشافعية ثم درس الفقه في بلده، و قدم مع أبيه القاهرة، و سمع من: أبي نعيم الاسعردي، و أبي المحاسن الدلاصي، و محمد بن إسماعيل الايوبي، و من البياني بالقدس.

و ولي قضاء الكرك بعد أبيه، و أعان الظاهر بَرقوق هو و أخوه حينما كان الظاهر محبوساً،

فلمّا تمكّن ولّاه قضاء الشافعية بالديار المصرية و ولّي أخاه كتابة السرّ، و ذلك في سنة (792 ه).

و عُزل المترجم عن القضاء سنة (794 ه)، و استمر في تدريس الفقه بالصلاحية و الحديث بجامع طولون.

ثم توجّه إلي القدس سنة (799 ه)، و ولي الخطابة بالمسجد الاقصي، و التدريس بالصلاحية، و أقبل علي العبادة إلي أن توفّي بها في- سنة إحدي و ثمانمائة.

______________________________

(1) المنهل الصافي 2- 54 برقم 236، الضوء اللامع 2- 60 برقم 180، شذرات الذهب 7- 4.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 51

2878 ابن فهد الاحسائي «1»

(.. كان حياً 806 ه) أحمد بن فهد بن الحسن بن محمد بن إدريس، شهاب الدين الاحسائي، الامامي.

كان معاصراً للفقيه أحمد بن محمد بن فهد الحلّي، و يقال لكل منهما: ابن فهد، لكنّ الحلّي أشهر.

روي المترجم عن الفقيه الشهير أحمد بن عبد اللّه المعروف بابن المتوّج البحراني عن فخر المحققين محمد ولد العلّامة الحلّي.

قال ابن أبي جمهور الاحسائي في حقّه: الشيخ النحرير العلّامة.

و قال عبد اللّه أفندي التبريزي: الفاضل العالم من أجلة علماء الامامية و فقهائهم.

روي عنه جمال الدين حسن الجرواني الاحسائي الشهير بالمطوّع.

و صنّف شرحاً علي «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» في الفقه للعلّامة الحلّي، سمّاه خلاصة التنقيح في المذهب الحق الصحيح، و أتمّه في شهر رمضان سنة ست و ثمانمائة.

______________________________

(1) غوالي اللآلي 6) الطريق الاوّل)، رياض العلماء 1- 55، لؤلؤة البحرين 176) ضمن الرقم 70)، أنوار البدرين 396 برقم 3، أعيان الشيعة 3- 66، طبقات أعلام الشيعة 3- 66، الذريعة 7- 222 برقم 1072، أمل الآمل 2- 21 برقم 50.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 52

2879 الحِنّاوي «1»

(763- 848 ه) أحمد بن محمد بن إبراهيم الانصاري، شهاب الدين أبو العباس الفيشي، القاهري، الفقيه المالكي، النحوي، المعروف بالحِنّاوي.

ولد بفيشا المنارة (من غربية مصر) سنة ثلاث و ستين و سبعمائة.

و انتقل مع أبيه إلي القاهرة، فتلا علي المجد عيسي الضرير و غيره، و درس الفقه علي: الشمس الزواوي، و النور الجلاوي، و يعقوب المغربي، و لازم عز الدين محمد بن أبي بكر ابن جماعة، و الزين العراقي.

و أخذ النحو عن: المحبّ ابن هشام، و الشمس الغماري، و الشهاب أحمد السعودي.

و سمع الحديث علي: الهيثمي، و الحراوي، و العزّ ابن الكويك، و ابن الخشاب، و ابن الشيخة، و

السويداوي.

و أقرأ العربية و الفقه، و ولي نيابة القضاء و خطب، و حدّث باليسير.

أخذ عنه: النور ابن الرزاز الحنبلي، و ابن فهد صاحب ابن حجر، و السخاوي.

______________________________

(1) الضوء اللامع 2- 69 برقم 209، بغية الوعاة 1- 356 برقم 688، شذرات الذهب 7- 262، الاعلام 1- 227.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 53

و صنّف كتاب الدرّة المضيّة في علم العربية، أخذه من «شذور الذهب» لابن هشام النحوي.

توفّي- سنة ثمان و أربعين و ثمانمائة.

2880 ابن زيد «1»

(789- 870 ه) أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زيد، شهاب الدين أبو العباس الدمشقي، الفقيه الحنبلي، المحدّث، المعروف بابن زيد.

ولد سنة تسع و ثمانين و سبعمائة.

و اعتني بعلم الحديث، فسمع علي: صلاح الدين عبد القادر بن إبراهيم الارموي، و عائشة ابنة عبد الهادي، و عبد الرحمن بن عبد اللّه بن خليل الحرستاني، و ابن حجر العسقلاني، و غيرهم.

و لازم علي بن زكنون و قرأ عليه كتب الحديث و غيرها، و قرأ أيضاً علي أسد الدين أبي الفرج بن طولوبغا.

و اشتغل بالفقه و العربية.

و حدّث، و درّس، و أفتي، و نظم يسيراً.

أخذ عنه شمس الدين السخاوي، و جماعة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 2- 71 برقم 216، شذرات الذهب 7- 310، الاعلام 1- 230.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 54

و صنّف كتباً، منها: اختصار سيرة ابن هشام، إيضاح المسالك في أداء المناسك، تحفة السامع و القاري في ختم صحيح البخاري، محاسن المساعي في مناقب أبي عمرو الاوزاعي (مطبوع)، و ديوان خطب.

وله قصيدة يتشوّق فيها إلي مدينة الرسول و زيارة قبره و مسجده صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم و إلي مكة، أولها:

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً بطيبةَ حقاً و الوفودُ نزول

و هل أردنْ

يوماً مياه زريقةٍ و هل يبدون لي مسجد و رسولُ

توفّي- سنة سبعين و ثمانمائة.

2881 تاج الدين النعماني

«1» (751- 834 ه) أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر، من ذرية أبي حنيفة النعمان، تاج الدين الفرغاني، البغدادي، قاضيها، نزيل دمشق.

ولد بالكوفة سنة إحدي و خمسين و سبعمائة.

و سمع الحديث، و برع في مذهب أبي حنيفة و درّس و أفتي، و ولي قضاء بغداد، ثم غضب عليه قرا يوسف التركماني، و جدع أنفه، و أخرجه من بغداد، فقدم القاهرة و أكرمه المؤيد ثم أمره بالتوجّه إلي دمشق، فتوجّه إليها، و استوطنها

______________________________

(1) الضوء اللامع 2- 82 برقم 241، المنهل الصافي 2- 111 برقم 270، معجم المؤلفين 2- 73.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 55

حتي مات في- المحرّم سنة أربع و ثلاثين و ثمانمائة.

أخذ عنه جماعة، منهم: ابنه، و الزين قاسم الحنفي.

و صنّف رسالة تشتمل علي أربعة عشر علماً، و نظم أرجوزة في علوم الحديث ثم شرحها، و اختصر «الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» لمحمد بن يوسف الكرماني (المتوفي- 786 ه).

2882 الخالدي «1»

(..- 880 ه) أحمد بن محمد بن داود الخالدي، اليمني، الزيدي.

قال ابن زبارة: كان نادرة زمانه في الذكاء و الزهد و الورع.

أخذ عن إسماعيل بن أحمد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عطية النجراني، و غيره.

و اختص بالمتوكل علي اللّه المطهر بن محمد بن سليمان الحسني (المتوفّي 879 ه).

و كان فقيهاً، نحوياً، مشاركاً في فنون أُخري.

صنّف كتباً، منها: شرح «التذكرة الفاخرة» في الفقه للحسن «2» بن محمد

______________________________

(1) ملحق البدر الطالع 43 برقم 75، الاعلام 1- 230، معجم المؤلفين 2- 101، مؤلفات الزيدية 1، 264، 385- 184، و 2، 186- 145.

(2) المتوفّي (791 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2708.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 56

النحوي، إيضاح الغامض الكاشف لمعاني «مفتاح الفائض» في

الفرائض للعصيفري، شرح «المفصّل» في النحو للزمخشري، تحفة الراغب في شرح كافية ابن الحاجب، و الجوهر الشفاف ذو النكت اللطاف في المنطق.

توفّي- سنة ثمانين و ثمانمائة.

2883 الزاهد «1»

(..- 819 ه) أحمد بن محمد بن سليمان، شهاب الدين أبو العباس القاهري، الفقيه الشافعي، المعروف بالزاهد.

أخذ التصوّف عن القطب الدمشقي، و الفقه عن شهاب الدين ابن العماد الاقفهسي (المتوفّي- 808 ه).

و صنّف كتباً في الفقه و التصوّف ثم انقطع ببعض الامكنة، و صار يتتبع المساجد المهجورة، و يستعين علي بناء بعضها بنقض البعض الآخر، و بني جامعاً بالمقْس يعظ فيه الناس و خصوصاً النساء.

قال ابن حجر: نقموا عليه فتواه برأيه من غير نظر.

من مصنّفاته: رسالة النور، و تشتمل علي عقائد و فقه و تصوّف،

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 7- 229، الضوء اللامع 2- 111 برقم 338، كشف الظنون 1- 896، ايضاح المكنون 1- 251، هدية العارفين 1- 121، الاعلام 1- 226، معجم المطبوعات العربية 1- 377، معجم المؤلفين 2- 108، معجم المفسرين 1- 71.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 57

بداية المسترشد، تحفة المبتدي و لمعة المنتهي، منظومة الستين مسألة (مطبوع) في الفقه، مختصر «أحكام المأموم و الإِمام» لَاحمد بن عماد الاقفهسي، هدية المتعلم و عمدة المعلَّم، و البيان الشافي في الحج الكافي، و غير ذلك.

مات في- ربيع الاوّل سنة تسع عشرة و ثمانمائة.

2884 محب الدين ابن ظهيرة «1»

(789- 827 ه) أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن ظهيرة القرشي المخزومي، محب الدين أبو العباس المكي، الشافعي.

ولد في مكة سنة تسع و ثمانين و سبعمائة.

و تفقّه علي أبيه جمال الدين و لازم دروسه.

و أخذ علم الأُصول عن شهاب الدين أحمد بن عبد اللّه بن بدر الغزي لما جاور في سنة (809 ه).

و حضر عند الابناسي دروساً في الفقه، و عند أبي عبد اللّه الوانوغي دروساً في التفسير و الأُصول و العربية و غيرها، و أخذ عن آخرين.

و مهر في الفقه

و الفرائض، و أُذن له في التدريس و الإِفتاء.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 82 برقم 763، إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 50، الضوء اللامع 2- 134 برقم 384، شذرات الذهب 7- 177.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 58

درّس بالمسجد الحرام في سنة (809 ه) ثم بالمجاهدية و البنجالية في سنة (817 ه). و لما توفي والده (سنة 817 ه) ولي القضاء مكانه إلي حين وفاته في- سنة سبع و عشرين و ثمانمائة.

قال ابن قاضي شهبة: و صار بعد والده شيخ الحجاز و مفتيه.

2885 السَّبُعي «1»

(..- بعد 860 ه) أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن سبع «2» بن سالم بن رفاعة، الفقيه الامامي، الأُصولي، فخر الدين السَّبُعي «3» الاحسائي، نزيل الهند.

كان والده محمد «4» عالماً، شاعراً، زار العتبات المقدسة، و سكن الحلة طلباً

______________________________

(1) طبقات أعلام الشيعة 4- 7، لؤلؤة البحرين 168 برقم 65، أنوار البدرين 396 برقم 2، أعيان الشيعة 3- 123، الكني و الأَلقاب 2- 306، معجم المؤلفين 2- 123، روضات الجنات 1- 68 برقم 16) ضمن ترجمة أحمد بن عبد اللّه بن سعيد ابن المتوّج البحراني)، الذريعة 12- 154 برقم 8- 1038، 98 برقم 2- 370، 434 برقم 1968 و 16- 101 برقم 110، تراجم الرجال للحسيني 1- 82 برقم 133.

(2) في طبقات أعلام الشيعة: سبيع.

(3) نسبة إلي جدِّه سبع المذكور.

و في طبقات أعلام الشيعة: السَّبيعي.

(4) انظر ترجمته في «أعيان الشيعة «: 9- 383.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 59

للعلم، و مات بها- سنة (815 ه).

تلمذ المترجم علي الفقيه أحمد بن عبد اللّه بن محمد ابن المتوج البحراني.

و روي عن محمود بن أمير الحاج العاملي المجاور،

و غيره.

و أقام في النجف الاشرف مدّة، و كتب بها في سنة (840 ه) نسخةً من «نضد القواعد الفقهية علي مذهب الامامية» للمقداد السيوري الحلّي، و كتب بها في السنة ذاتها نسخة من «فتاوي» ابن فهد الحلّي الذي أجاز له العمل بها.

ثم ارتحل إلي الهند، فاستوطنها، و صنّف لَاحد أُمرائها و هو السيد علي بن محمد بن الحسن العلوي الحسيني اللايجي كتاب الانوار «1» العلوية في شرح «الالفية» في فقه الصلاة للشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي.

وله كتب أُخري، منها: سديد الافهام في شرح «قواعد الاحكام» للعلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، الدرّة «2» الدريّة في شرح المسألة النظرية النصيرية في الفرائض، و شرحٌ آخر علي «الالفية» أكبر و أبسط من «الانوار العلوية» المذكور آنفاً.

روي عنه السيد كمال الدين موسي الموسوي الحسيني و السيد شمس الدين محمد أُستاذ ابن أبي جمهور الاحسائي الذي قال في وصف المترجم: العالم بفنّي الفروع و الأُصول، المحكم لقواعد الفقه و الكلام.

و كان السبعي أديباً، شاعراً.

و من شعره، قوله مخمّساً قصيدة الحافظ رجب «3» البرسي المشهورة في مدح أمير المؤمنين عليه السَّلام:

______________________________

(1)- فرغ منه سنة (853 ه) و بيّضه سنة (854 ه) بالهند.

(2)- فرغ منه سنة (854 ه).

(3) المتوفّي (حدود 815 ه)، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 60

أعيتْ صفاتُك أهل الرأي و النظرِ و أوردتهم حياض العجز و الخطرِ

أنتَ الذي دقّ معناه لمعتبر يا آية اللّه بل يا فتنة البشرِ

و حجّة اللّه بل يا منتهي القدر

ضربتَ عن تالد الدنيا و طارفها صفحاً و لاحظتَها في لحظ عارفها

نقدتها فطنة في نقد صيرفها أنت الغنيّ عن الدنيا و زخرفها

إذ أنت سامٍ علي تقوي من البشر

جاءت بتعظيمك الآيات و السور فالبعض قد

آمنوا و البعض قد كفروا

و البعض قد وقفوا جهلًا و ما اختبروا و كم أشاروا؟ و كم أبدوْا؟ و كم ستروا

و الحق يظهر من بادٍ و مستترِ

وله ديوان شعر صغير (مخطوط) تمحّض لفضائل أهل البيت عليهم السَّلام و مناقبهم، و من شعره، قصيدة في رثاء الامام الحسين عليه السَّلام تبلغ (46) بيتاً، مطلعها:

أ تصبو بعد ما ذهب التصابي و ولّي مسرعاً شرْخُ الشباب

توفّي المترجم- سنة نيف و ستين و ثمانمائة «1» بالهند.

______________________________

(1)- و في أعيان الشيعة، و غيره: سنة نيف و ستين و تسعمائة، و ليس بصحيح.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 61

2886 ابن الهائم «1»

(756- 815 ه) أحمد بن محمد بن عماد بن علي، شهاب الدين أبو العباس القرافي المصري ثم المقدسي المعروف بابن الهائم.

ولد سنة ست و خمسين و سبعمائة «2» بالقرافة.

و تفقّه علي سراج الدين البلقيني، و سمع من: تقي الدين ابن حاتم، و جمال الدين الاميوطي، و العراقي.

و برع في فقه الشافعية و العربية، و تقدّم في الفرائض و متعلقاتها، و صنّف فيها كتباً كثيرة، منها: الفصول، ترغيب الرائض في علم الفرائض، الجمل الوجيزة، الأُرجوزة الالفية الكبري المسمّاة بالكفاية، و الصغري المسمّاة بالنفحة المقدسية في اختصار الرحبية، الفصول المهمّة في علم مواريث الأُمّة، المعونة في الحساب الهوائي، شرح الياسمينية في الجبر و المقابلة، و اللمع (مطبوع) في الحساب.

و ارتحل إلي بيت المقدس، فأقبل علي التدريس و الإِفتاء، إلي أن مات- سنة خمس عشرة و ثمانمائة.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 17 برقم 721، إنباء الغمر بأبناء العمر 7- 81، الضوء اللامع 2- 157 برقم 449، طبقات المفسرين للداودي 1- 82 برقم 75، كشف الظنون 1- 124 و..، شذرات الذهب 7- 109، البدر الطالع

1- 117 برقم 71، ايضاح المكنون 1- 223، هدية العارفين 1- 120، الاعلام 1- 226، معجم المؤلفين 2- 137، معجم المفسرين 1- 70.

(2) و قيل إنّ مولده في سنة ثلاث و خمسين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 62

أخذ عنه جماعة، منهم: زين الدين ماهر بن عبد اللّه بن نجم، و تقي الدين القلقشندي، و ابن حجر، و عماد الدين إسماعيل بن إبراهيم المقدسي المعروف بابن شرف.

و من تصانيفه الأُخري: التبيان في تفسير غريب القرآن، تحرير القواعد العلائية و تمهيد المسالك الفقهية، خلاصة الخلاصة في النحو، القواعد الحسان فيما يتقوّم به اللسان المشهور بالسماط، و البحر العجاج في شرح «المنهاج» و لم يتمه.

2887 الطَّنْبَذي «1»

(حدود 740- 809 ه) أحمد بن محمد بن عمر «2» بدر الدين أبو العباس الطنبذي «3» القاهري، الشافعي.

ولد في حدود سنة أربعين و سبعمائة.

و لازم أبا البقاء السبكي، و سمع علي: القلانسي، و ناصر الدين الفارقي، و قرأ علي مُغَلْطاي، و أخذ عن: الاسنوي، و البلقيني.

و مهر في الفقه و الأُصول و العربية.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 16 برقم 720، إنباء الغمر بأبناء العمر 6- 21، الضوء اللامع 2- 56 برقم 161، شذرات الذهب 7- 83، معجم المفسرين 1- 70.

(2) و في طبقات الشافعية «لابن قاضي شهبة» و «الضوء اللامع»: أحمد بن عمر بن محمد.

(3) طَنْبَذَة: قرية من أعمال البهنسا من صعيد مصر.

معجم البلدان: 4- 42.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 63

درّس و أفتي و وعظ.

و تخرّج به جماعة منهم: شهاب الدين الجوجري.

قيل: و لم يكن مرضيّ الديانة.

توفّي في- ربيع الاوّل سنة تسع و ثمانمائة.

2888 ابن فهد الحلّي «1»

(757- 841 ه) أحمد بن محمد بن فهد الاسدي «2» جمال الدين أبو العباس الحلّي، مؤلف «المهذّب البارع».

كان من أكابر مجتهدي الامامية، متكلّماً، مناظراً، عالماً بالخلاف، و كان من العلماء الربّانيين الذين زهدوا في العاجلة و لم يغترّوا بزينتها، و آثروا الآجلة و اطمأنوا لدوام نعيمها، فرتعوا في رياض القرب و العرفان، و كأنَّ نُصبُ أعينهم تلك الجنان.

ولد ابن فهد في مدينة الحلّة سنة سبع و خمسين و سبعمائة.

و جدّ في طلب العلم، و سعي سعياً حثيثاً في تحصيله، فأخذ الفقه و الحديث

______________________________

(1) مجالس المؤمنين 1- 579، أمل الآمل 2- 21 برقم 50، رجال بحر العلوم 2- 107، روضات الجنات 1- 71 برقم 17، ايضاح المكنون 4- 95، أعيان الشيعة 3- 147، الذريعة 15- 228 برقم 1491، معجم رجال

الحديث 2- 189 برقم 754.

(2) وقد مضت ترجمة سميّه شهاب الدين أحمد بن فهد بن الحسن بن محمد بن إدريس الاحسائي، المعروف بابن فهد أيضاً، و هو معاصر للمترجم له، و يروي عن ابن المتوّج البحراني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 64

و سائر العلوم الشرعية عن جمع من العلماء، و قرأ عليهم، و روي عنهم سماعاً و إجازة.

و من هؤلاء: زين الدين علي بن الحسن بن الخازن الحائري، و نظام الدين علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي، و ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي، و بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي، و المقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي، و جلال الدين عبد اللّه بن شرف شاه، و ضياء الدين علي بن الشهيد الاول محمّد بن مكي العاملي، و قرأ عليه في (جِزّين) كتاب «الاربعون حديثاً» لوالده الشهيد، و جمال الدين محمد بن عبد المطلب ابن الاعرج الحسيني «1» و تميّز في الفقه، و مهر في علم الكلام و غيره، و درّس بالمدرسة الزينية بالحلّة، و التفّ حوله الطلبة.

و صنّف، و أفتي، و أفاد، و ناظر، حتي اشتهر اسمه، و صار فقيه الامامية في زمانه.

قال ابن الخازن في حق تلميذه المترجم: الفقيه العالم الورع المخلص الكامل جامع الفضائل.

و قال عبد اللّه أفندي التبريزي: العالم الفاضل العلّامة الفهّامة الثقة الجليل الزاهد العابد الورع العظيم القدر.

وقد تفقّه بابن فهد و روي عنه طائفة، منهم: زين الدين علي بن هلال الجزائري، و أبو القاسم علي بن علي بن محمد بن طي العاملي، و عبد السميع بن فياض الاسدي، و الحسن ابن العشرة الكسرواني الكركي، و مفلح بن الحسن الصيمري،

______________________________

(1)- و

ذكر بعضهم أنّ المترجم يروي عن ابن المتوج البحراني، و المؤكد أنّ الذي يروي عنه هو ابن فهد الاحسائي، و إن كان لا يستبعد أن يروي عنه المترجم أيضاً.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 65

و الحسين بن راشد القطيفي، و علي بن فضل بن هيكل الحلي، و محمد ابن محمد بن الحسن الحولاني العاملي، و السيد محمد نور بخش، و فخر الدين أحمد بن محمد السبعي الذي جمع فتاوي شيخه، و جمال الدين الحسن بن الحسين بن مطر الجزائري، و رضي الدين عبد الملك بن إسحاق القميّ.

و كان قد ناظر جماعة من علماء أهل السنة بحضور والي العراق اسبند التركماني، فتغلّب عليهم فصار ذلك سبباً لتشيّع الوالي المذكور، و جعل السكّة و الخطبة باسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الأَئمّة الاحد عشر عليهم السَّلام.

و للمترجم تصانيف كثيرة، أغلبها في الفقه، أودع فيها أقواله و آراءه التي أصبحت مرجعاً علمياً و مستنداً للفقهاء.

فمن كتبه: المهذب البارع في شرح «المختصر النافع» للمحقّق الحلّي (مطبوع في خمسة أجزاء)، المقتصر «1» من شرح المختصر (مطبوع) أي المختصر النافع المذكور، التحصين في صفات العارفين من العزلة و الخمول (مطبوع)، التحرير، عدة الداعي و نجاح الساعي (مطبوع) في آداب الدعاء، الادعية و الختوم، شرح «الالفية» في فقه الصلاة للشهيد الاوّل، التواريخ الشرعية عن الأَئمّة المهدية.

وله رسائل كثيرة طبع منها عشر رسائل في كتاب سُمِّي «الرسائل العشر ««2» و يضمّ: الموجز الحاوي لتحرير الفتاوي، المحرر في الفتوي، اللمعة الجلية في معرفة النية، مصباح المبتدي و هداية المقتدي، غاية الايجاز لخائف الاعواز،

______________________________

(1)- ذكر غير واحد أنّ المقتصر هو في شرح «إرشاد الاذهان» للعلّامة الحلّي، و هو وهم كما تري، و هذا الوهم

حمل بعضهم علي جعل ذلك من جملة أوجه التشابه بين ابن فهد الحلّي، و ابن فهد الاحسائي باعتبار أنّ لكل منهما شرحاً علي الارشاد.

يُذكر أنّ شرح ابن فهد الاحسائي علي الارشاد يسمي: خلاصة التنقيح في المذهب الحقّ الصحيح.

(2)- حقّقه السيد مهدي الرجائي، و نشرته مكتبة آية اللّه العظمي المرعشي النجفي في قم المشرفة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 66

كفاية المحتاج إلي مناسك الحاج، رسالة وجيزة في واجبات الحجّ، جوابات المسائل الشامية الاولي، جوابات المسائل البحرانية، و نبذة الباغي فيما لا بدّ من آداب الداعي و هي تلخيص لعدّة الداعي.

توفّي المترجم- سنة إحدي و أربعين و ثمانمائة، و دفن في كربلاء بالقرب من مخيّم الامام الحسين الشهيد عليه السَّلام، و قبره مزور متبرك به.

2889 الشُّمُنِّي «1»

(801- 872 ه) أحمد بن محمد بن محمد بن حسن التميمي، تقي الدين أبو العباس الاسكندري المولد، القاهري الدار، القُسَنْطيني الاصل، المالكي ثم الحنفي، يُعرف بالشُّمُنِّي.

ولد بالاسكندرية سنة إحدي و ثمانمائة.

و قدم القاهرة مع أبيه و كان من علماء المالكية فأسمعه علي ابن الكويك، و تقي الدين الزبيري، و ولي الدين العراقي، و خليل القرشي القاريَ، و غيرهم.

و تفقه علي المذهب المالكي بأحمد الصُّنهاجي، و شمس الدين محمد بن أحمد ابن عثمان البسطامي

______________________________

(1) الضوء اللامع 2- 174 برقم 493، بغية الوعاة 1- 375 برقم 739، الطبقات السنية 2- 81 برقم 353، كشف الظنون 1، 202- 152، و 2- 1054 و 1935 و 1936 و 1971، شذرات الذهب 7- 313، البدر الطالع 1- 119 برقم 74، روضات الجنات 1- 337 برقم 119، هدية العارفين 1- 132، الاعلام 1- 230، معجم المؤلفين 2- 149.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 67

و انتفع به في الاصلين و غيرهما.

و

لازم في العقليات نظام الدين يحيي بن يوسف السيرامي الحنفي، و أخذ عنه أيضاً قبل تحنّفه «الهداية» في فقه الحنفية.

و سمع علي علاء الدين البخاري الحنفي «التلويح و التوضيح» في أُصول الفقه، و «الهداية» و غيرهما.

و انتقل إلي المذهب الحنفي في سنة (834 ه)، و مهر في التفسير و الفقه و العربية، و شارك في سائر الفنون، و أقبل علي التدريس، و اشتهر و تزاحم عليه الطلبة.

و ولي المشيخة و الخطابة بتربة قايتباي الجركسي، و طُلب لقضاء الحنفية بالقاهرة سنة ثمان و ستين، فامتنع.

أخذ عنه: جلال الدين السيوطي، و شمس الدين السخاوي، و بالغا في وصفه و الثناء عليه.

و صنّف كتباً، منها: شرح «المغني» في النحو لابن هشام (مطبوع)، مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء (مطبوع)، كمال الدراية في شرح «النقاية» في فقه الحنفية لصدر الشريعة عبيد اللّه «1» بن مسعود الحنفي، العالي الرتبة في شرح «نظم النخبة» «2» لَابيه محمد الشمني، و أوفق المسالك لتأدية المناسك.

وله نظم.

توفّي بالقاهرة- سنة اثنتين و سبعين و ثمانمائة.

______________________________

(1)- المتوفّي (747 ه)، وقد ذكرناه في الجزء الثامن: ص 262 برقم 35) في الفقهاء الذين لم نظفر لهم بترجمة وافية) و وقع اسمه فيه عبد اللّه سهواً.

(2)- هو كتاب «نخبة الفكر في مصطلح أهل الاثر» في علوم الحديث لابن حجر العسقلاني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 68

2890 ابن الضياء «1»

(749- 825 ه) أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد القرشي، شهاب الدين أبو الخير الصاغاني الاصل، المدني ثم المكي، الفقيه الحنفي، يعرف بابن الضياء.

ولد بالمدينة سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

و سمع من: خليل المالكي، و العفيف المطري، و العزّ ابن جماعة، و الموفّق الحنبلي بمكّة.

و رحل إلي القاهرة و سمع علي: أبي البقاء

السبكي، و عبد القادر الحنفي، و إبراهيم بن إسحاق الآمدي، و البهاء ابن خليل.

درّس بالمسجد الحرام و غيره من المدارس، و أفتي، و ناب في عقود الانكحة و الأَحكام، ثم استقلَّ بقضاء مكّة.

سمع منه ابنه بهاء الدين محمد، و غيره.

توفّي- سنة خمس و عشرين و ثمانمائة بمكة.

______________________________

(1) المنهل الصافي 2- 179 برقم 301، الضوء اللامع 2- 179 برقم 501.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 69

2891 الاخوي «1»

(719- 802 ه) أحمد بن محمد بن محمد بن محمد، جلال الدين أبو الطاهر الخجندي، المعروف بالاخوي، نزيل المدينة.

كان من علماء الحنفية، فقيهاً، أديباً، رحّالة.

ولد سنة تسع عشرة و سبعمائة في (خجندة).

و نشأ بها و تعلّم باعتناء والده، و أخذ عن العلاء البرهاني الخجندي ثم عن ولده محمد بن العلاء.

و قام في سنة (741 ه) برحلة واسعة، أخذ خلالها العلم عن طائفة من العلماء منهم: شمس الأَئمّة الزرندي، و علاء الدين الغوري، و السيد شمس الدين السمرقندي، و جلال الدين الكرلابي و لازمه قريباً من إحدي عشرة سنة في الفقه و الأُصول و الحديث و التفسير و الفرائض، و بهاء الدين الحلواني، و حافظ الدين التفتازاني الشافعي، و جمال الدين البسطامي.

وقد شملت رحلته مدن سمرقند و بخاري و أقام بها أكثر من سنة، و خوارزم و أقام بها اثنتي عشرة سنة و نيفاً، و سراي بركة و جزيرة سنوت و قرم و أقام بها نحو سنتين، و دمشق و القدس، و غيرها.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 4- 154، شذرات الذهب 7- 16، هدية العارفين 1- 117، الاعلام 1- 225، الضوء اللامع 2- 194 برقم 530، معجم المفسرين 1- 70.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 70

و أقام ببغداد نحو سنتين مشتغلًا بالطلب و

المذاكرة و الإِفتاء.

و زار الحلة و كربلاء و سامراء.

ثم استقر بالمدينة في سنة (766 ه) مجاوراً و واعظاً و مدرّساً.

و صنّف كتباً، منها: تفسير القرآن لم يكمله، حاشية علي «الكشاف»، شرح الاربعين النووية، شرح قصيدة البردة، رسالة في علم الكلام، أرجوزة في أسماء اللّه و صفاته سماها راح الروح، و فردوس المجاهدين يشتمل علي ما يتعلق بالجهاد من الآيات و الأَحاديث، و شرحها.

توفّي بالمدينة- سنة اثنتين و ثمانمائة، و دُفن مع شهداء أُحد.

2892 ابن الكَشْك «1»

(780- 837 ه) أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل، شهاب الدين أبو العبّاس الدمشقي المعروف بابن الكَشْك.

اشتغل بدراسة الفقه علي مذهب أبي حنيفة، ثم درّس بالمدرسة الظاهرية، و ناب في القضاء ثم استقلَّ به مرات عديدة، و ولّاه المؤيد نظر الجيش لمّا خرج لقتال نوروز.

و كان فقيهاً حنفياً، مستحضراً لكثير من الاحكام، و كان بيده غالب مدارس الحنفية.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 308، الضوء اللامع 2- 220 برقم 619، الدارس في تاريخ المدارس 1- 630، الطبقات السنية 2- 101 برقم 380.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 71

قيل: و انتهت إليه رئاسة أهل الشام في زمانه.

توفّي- سنة سبع و ثلاثين و ثمانمائة.

2893 ابن النجار «1»

(..- حدود 830 ه) الفقيه الامامي، جمال الدين أحمد بن النجّار، صاحب «الحواشي النجّارية».

تلمّذ علي الفقيه الاكبر محمد بن مكي العاملي المعروف بالشهيد الاوّل (المتوفّي- 786 ه)، و اختصّ به، و علّق عنه إفاداتٍ و تحقيقاتٍ علي «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي، ثم دوّنها حواشي عليها، عُرفت بالحواشي النجارية (طُبع أكثرها علي هامش القواعد)، قال عنها السيد محسن العاملي: إنّها جليلة مشحونة بالفوائد.

و كتب المترجم بخطّه كتاب «القواعد و الفوائد» في الفقه للشهيد الاوّل، و قرأه علي شمس الدين محمد بن محمد العريضي، فكتب له إنهاءً في ربيع الاوّل سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة.

توفّي ابن النجّار في حدود سنة ثلاثين و ثمانمائة «2»

______________________________

(1) أعيان الشيعة 3- 194، طبقات أعلام الشيعة 4- 11، الذريعة 6- 169 برقم 921 و 172 برقم 931.

(2) لقول الطهراني: إنّ ابن طي قابل نسخته من «القواعد و الفوائد» التي كتبها سنة (835 ه) بنسخة خطّ صاحب الترجمة، و دعا له ب (تغمّده

اللّه برحمته) فيظهر أنّ وفاته بين التأريخين (823) و (835 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 72

2894 محبّ الدين البغدادي «1»

(765- 844 ه) أحمد بن نصر اللّه بن أحمد بن محمد بن عمر، محبّ الدين أبو الفضل البغدادي ثم المصري المعروف بابن نصر اللّه، شيخ المذهب الحنبلي و مفتي الديار المصرية.

ولد ببغداد سنة خمس و ستّين و سبعمائة، و أخذ بها و بحلب و بعلبك و دمشق و القاهرة عن طائفة من العلماء، منهم: والده، و سراج الدين البلقيني، و الجمال يوسف بن أحمد بن العزّ، و الشمس الكرماني، و الشمس بن اليونانية، و صلاح الدين محمد بن الاعمي، و ابن الملقّن، و زين الدين ابن رجب.

و سمع من: الشهاب بن المرحّل، و نجم الدين أبي بكر بن قاسم السنجاري، و علي بن أحمد المقري، و أبي اليمن بن الكويك، و النجم ابن رزين، و السويداوي، و غيرهم.

و أقام بالقاهرة.

و ولي تدريس الظاهرية البرقوقية، و ناب في الحكم عن ابن المغلي، ثم استقلّ بقضاء مصر، و أفتي و تصدّي لنشر مذهبه حتي انتهت إليه مشيخته.

قال ابن العماد الحنبلي: كان متضلعاً بالعلوم الشرعية من تفسير و حديث

______________________________

(1) الضوء اللامع 2- 233 برقم 656، كشف الظنون 1- 549، شذرات الذهب 7- 250، الاعلام 1- 264، معجم المؤلفين 2- 195.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 73

و فقه و أُصول.

له مختصر «تاريخ الحنابلة» لابن رجب «1» و حواش علي «تنقيح» الزركشي و «فروع» ابن مفلح المقدسي الصالحي، و «المحرر» و غير ذلك.

توفّي محب الدين بالقاهرة- سنة أربع و أربعين و ثمانمائة.

2895 المهدي لدين اللّه «2»

(764- 840 ه) أحمد بن يحيي بن المرتضي بن المفضل الحسني، السيد أبو الحسن اليمني، الملقب بالمهدي لدين اللّه، أحد أئمّة الزيدية و كبار علمائهم «3» ولد في ذمار سنة أربع و ستين و سبعمائة «4» و قرأ علوم

العربية من النحو و التصريف و المعاني و البيان، و برع فيها، و قرض

______________________________

(1)- ذكره الزركلي في الاعلام، و لعل المقصود: ذيل طبقات الحنابلة المطبوع لابن رجب.

(2) تراجم الرجال للجنداري 6، كشف الظنون 1- 73، البدر الطالع 1- 122 برقم 77، ايضاح المكنون 1- 131، هدية العارفين 1- 125، أعيان الشيعة 3- 203، الاعلام 1- 269، مؤلفات الزيدية 1، 175، 193، 261، 286- 147 و مواضع كثيرة، معجم المؤلفين 2- 1 206، بحوث في الملل و النحل 7- 420 برقم 12.

(3) قال العلامة السبحاني: من قرأ كتاب «طبقات المعتزلة» للِامام ابن المرتضي] صاحب الترجمة [لا يشك في أنّ الكاتب معتزلي مائة بالمائة، و مع ذلك هو زيدي متمسك بأهداب المذهب الزيدي كذلك، فكيف جمع بينهما؟ لا أدري، و لعلّه اعتزل في غير باب الامامة.

(4) و في البدر الطالع: سنة (775 ه)، و مثله في الاعلام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 74

الشعر و نظَمَ القصائد «1» الهادفة.

و قرأ الفقه علي أخيه الهادي بن يحيي، و الكلام علي الهادي المذكور، و علي يحيي بن محمد المذحجي و قرأ غير ذلك علي علماء عصره.

و تبحّر في العلوم و لا سيما في الفقه، و بَعُد صيتُه.

بويع له بالامامة بعد موت الناصر صلاح الدين سنة (793 ه)، وقد بويع في اليوم نفسه للمنصور علي بن صلاح الدين، فصارت الغلبة للثاني، و أُسر ابن المرتضي، و أُودع سجن صنعاء سنة (794 ه)، فلبث فيه إلي أن خرج منه خلسة سنة (801 ه)، فجال في أرض اليمن مكبّاً علي العلم، عاكفاً علي التأليف، فدخل ثلا و صعدة و بلاد مسور و الاهنوم و حراز و الدقائق، و مكث فيها مدداً ثم استقرّ في

ظفير حجة سنة (838 ه) إلي أن أُصيب بالطاعون و أدركه الاجل بها- سنة أربعين و ثمانمائة، و قبره بها مشهور مزور.

أخذ عن المترجم: المتوكل علي اللّه المطهر بن محمد بن سليمان، و أخته دهماء بنت يحيي.

و صنّف كتباً كثيرة، منها: الازهار في فقه الأَئمّة الاطهار «2» (مطبوع) ألّفه في السجن، و شرْحُه الغيث المدرار، الانوار المنتقي من كلام النبي المختار، القاموس الفائض في الفرائض، القسطاس المستقيم في الحدّ و البرهان القويم في المنطق،

______________________________

(1)- منها: قصيدة قافية سمّاها: الدرة المضية في ذكر أئمّة العترة الرضية، و قصيدة ميمية سمّاها: الدرة الثمينة الناصحة الامينة، أوّلها:

قلبٌ تقلّبه أكفُّ غرامه و تعدّه غرضاً لرشق سهامه

(2) وقد اعتني به علماء الزيدية تدريساً و شرحاً و تعليقاً، قال العلامة السبحاني: و الحق أنّه لم يحظَ متن فقهي من متون الأَئمّة بمثل ما حظي به متن «الازهار» من عناية العلماء، و هو بين الزيدية كالعروة الوثقي عند الامامية.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 75

إكليل التاج و جوهره الوهّاج، تاج علوم الادب و قانون كلام العرب، الشافية في شرح الكافية، القمر النوار في الردّ علي المرخصين في الملاهي و المزمار، عجائب الملكوت، ذكر الامجاد من الآباء و الأَجداد، حياة القلوب في إحياء عبادة علّام الغيوب، و نكت الفرائد في معرفة الملك الواحد في العقائد.

و صنّف أيضاً كتاب البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الامصار (مطبوع) المشتمل علي تسعة كتب مختصرة، منها: الملل و النحل، القلائد في تصحيح العقائد، رياضة الافهام في لطيف الكلام، معيار العقول في علم الأُصول، الجواهر و الدرر في سيرة سيد البشر، و شرَح كل واحد من هذه الكتب و سمي الشرح باسم خاص «1» و مجموع شروح المختصر سماه: غايات

الافكار و نهايات الانظار المحيطة بعجائب البحر الزخار.

و للحسن بن المهدي لدين اللّه كتاب في سيرة والده سماه «كنز الحكماء و روضة العلماء»، أورد فيه خطبه و مواعظه، و نظمه و شعره، و رسائله و وصيته، و طرفاً من أحواله «2»

______________________________

(1)- فسمّي علي سبيل المثال الكتاب المختصر الاوّل: المنية و الأَمل في شرح الملل و النحل، و منه اختزل المستشرق الالماني (سوسنّه ديفلد فلزر) كتاباً سمّاه «طبقات المعتزلة مطبوع».

(2)- مؤلفات الزيدية: 2- 389 برقم 2614.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 76

2896 السِّيرجي «1»

(778- 862 ه) أحمد بن يوسف بن محمد بن محمد، شهاب الدين أبو العباس الحَلُّوجي الاصل، المحلّي ثمّ القاهري، الشافعي، و يعرف بالسيرجي.

ولد بالمحلّة سنة ثمان و سبعين و سبعمائة.

و قدم القاهرة، فأخذ الفقه و غيره عن: الابناسي، و البلقيني، و الشمس العراقي، و البدر الطنبذي، و حضر دروس الجلال البلقيني و غيره.

و أخذ النحو عن ابن خلدون، و الفرائض عن أحمد بن شاور العاملي، و سمع علي الصلاح الزفتاوي.

و كان فقيهاً، عالماً بالفرائض.

ناب في القضاء، و خَطَب بالصالحية، و تصدّي للِافتاء و التدريس سنين.

و صنّف الطراز المذهّب في أحكام المذهب، و مختصر «شواهد الالفية» للعيني، و نظم أرجوزة في الفرائض و الحساب و الوصايا سماها المربعة ثم شرَحها في مجلد.

و مات في- المحرّم سنة اثنتين و ستّين و ثمانمائة بالقاهرة.

______________________________

(1) النجوم الزاهرة 16- 190، و فيه: الشيرجي، الضوء اللامع 2- 249 برقم 697، كشف الظنون 2- 1109، الاعلام 1- 274، معجم المؤلفين 2- 214.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 77

2897 ابن شرف المقدسي «1»

(782،- 783- 852 ه) إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي، عماد الدين أبو الفداء المقدسي، المعروف بابن شرف.

كان عالماً بالحساب و الفرائض، من فقهاء الشافعية.

ولد في بيت المقدس سنة اثنتين أو ثلاث و ثمانين و سبعمائة.

و سمع علي أبي الخير بن العلائي.

و لازم شهاب الدين أحمد بن محمد ابن الهائم، و قرأ عليه غالب تصانيفه.

و أخذ عن: شمس الدين القلقشندي، و شمس الدين البرماوي، و غيرهما.

و ارتحل إلي القاهرة، و أخذ عن: برهان الدين البيجوري، و ابن حجر العسقلاني، و ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي و خصّه بمزيد الملازمة في الفقه و غيره، و سمع علي شرف الدين ابن الكويك و غيره.

و

عاد إلي بلده، متصدّياً للتدريس.

أخذ عنه: إبراهيم بن عمر البقاعي، و محمد بن محمد بن علي ابن حسّان، و ابن أبي شريف، و شرف الدين المناوي.

و صنّف كتباً، منها: شرح «البهجة الوردية» لابن الوردي، شرح «التنبيه»

______________________________

(1) الضوء اللامع 2- 284 برقم 896، كشف الظنون 2- 1، 79- 81، ايضاح المكنون 1- 492، 2- 627، 769، الاعلام 1- 308، معجم المؤلفين 2- 256.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 78

اختصار «الالغاز» لجمال الدين الاسنوي، اختصار «طبقات الشافعية»، تعليق علي «الالفية» في الأُصول لشيخه البرماوي، و اختصار «المفتاح» في الحساب لابن الهائم.

توفّي- سنة اثنتين و خمسين و ثمانمائة.

2898 ابن المُقري «1»

(754- 837 ه) إسماعيل بن أبي بكر بن عبد اللّه بن إبراهيم الشاوري «2» شرف الدين أبو محمد الحسيني «3» الشرجي «4» اليمني، الشافعي، المعروف بابن المقري.

ولد في أبيات حسين سنة أربع و خمسين و سبعمائة، و نشأ بها.

و انتقل إلي زَبيد.

و تفقه علي جمال الدين محمد «5» بن عبد اللّه الرَّيمي.

______________________________

(1) العقود اللؤلؤية 2، 253، 318- 264، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 85 برقم 765، إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 309، الضوء اللامع 2- 292 برقم 914، بغية الوعاة 1- 444 برقم 909، كشف الظنون 1- 69 و..، شذرات الذهب 7- 220، البدر الطالع 1- 142 برقم 89، روضات الجنات 2- 60 برقم 138، ايضاح المكنون 1- 49 و 2- 189، هدية العارفين 1- 216، الاعلام 1- 310، معجم المؤلفين 2- 262.

(2) نسبة إلي قبيلة بني شاور.

(3) نسبة إلي قرية أبيات حسين باليمن.

(4) نسبة إلي شَرْجة من أوائل أرض اليمن و هو أوّل كورة عَثّر.

معجم البلدان: 3- 334.

(5) المتوفي (792 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم

2815.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 79

و قرأ في عدة فنون.

و مهر في الفقه و العربية، و قرض الشعر.

و تولي تدريس المجاهدية بتعزّ، و النظامية بزَبيد، و ولي إمرة بعض البلاد في زمن الملك الاشرف إسماعيل بن العباس الرسولي، و كانت له خصوصية به، و تشوّق لولاية القضاء، فلم يتفق له.

أخذ عنه: عفيف الدين عثمان بن عمر بن الناشري، و عمر بن محمد الاشعري المعروف بالفتي، و غيرهما.

و صنّف كتباً، منها: عنوان الشرف الوافي في الفقه و النحو و التاريخ و العروض و القوافي (مطبوع)، الارشاد (مطبوع) في فروع الشافعية، شرح الارشاد، الروض اختصر به «الروضة» في الفروع لمحيي الدين النووي «1» بديعة، و ديوان شعر (مطبوع).

توفّي بزبيد- سنة سبع و ثلاثين و ثمانمائة.

2899 ابن عطية النجراني «2»

(.. كان حياً حدود 850 ه) إسماعيل بن أحمد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عطية النجراني اليمني، الفقيه الزيدي.

______________________________

(1)- المتوفي (676 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء السابع تحت رقم 2639.

(2) ملحق البدر الطالع 57 برقم 97.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 80

قرأ علي السيد علي بن محمد بن أبي القاسم الحسني (المتوفّي 837 ه) كتاب «الكشّاف» للزمخشري، و تجريد «الكشاف» لشيخه المذكور.

و أخذ عن: السيد أبي العطايا عبد اللّه بن يحيي بن المهدي الحسيني، و القاسم بن يحيي بن المؤيد، و السيد صلاح بن عبد اللّه بن المهدي، و غيرهم.

قال ابن زبارة: كان عالماً كبيراً محققاً للعربية و التفسير.

أخذ عنه: السيد محمد بن عبد اللّه بن الهادي بن إبراهيم الوزير الحسني (المتوفّي 897 ه)، و ولده السيد صارم الدين إبراهيم «1» بن محمد الوزير، و غيرهما.

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم.

2900 بهرام بن عبد اللّه «2»

(حدود 734- 805 ه) ابن عبد العزيز بن عمر، تاج الدين أبو البقاء السلمي، الدميري، القاهري.

______________________________

(1)- المولود سنة (834 ه)، و المتوفي سنة (914 ه)، و ستأتي ترجمته في الجزء العاشر إن شاء اللّه تعالي.

(2) إنباء الغمر بأبناء العمر 5- 98، النجوم الزاهرة 13- 29، المنهل الصافي 3- 438 برقم 713، الضوء اللامع 3- 19 برقم 96، حسن المحاضرة 1- 398 برقم 89، نيل الابتهاج 147 برقم 151، كشف الظنون 1- 153 و..، شذرات الذهب 7- 49، ايضاح المكنون 1- 531، هدية العارفين 1- 244، شجرة النور الزكية 1- 239 برقم 859، الاعلام 2- 76، معجم المؤلفين 3- 80.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 81

ولد سنة أربع و ثلاثين و سبعمائة تقريباً.

و أخذ عن: خليل بن إسحاق المصري، و شرف الدين يحيي بن عبد اللّه

الرهوني، و غيرهما.

و سمع علي: الشمس البياني، و أبي الحرم القلانسي، و الجمال التركماني، و الجمال ابن خير، و العفيف اليافعي.

و برع في المذهب المالكي، و أفتي و درّس بالشيخونية و غيرها و أخذ عنه الطلبة، فصار فقيه تلك الديار المرجوع إليه فيها.

و ناب في القضاء، ثم استقلّ به سنة (791 ه)، و توجّه مع القضاة إلي الشام لحرب الظاهر برقوق، و لمّا عاد الظاهر عزله بعد أن طُعن في صدره و شدقه.

أخذ عنه: الاقفهسي، و عبد الرحمن البكري، و الشمس البساطي.

و صنّف كتباً، منها: الشامل في الفقه و شرحه، شرح «المختصر» في الفقه لشيخه خليل وقد اعتمده من جاء بعده، شرح مختصر ابن الحاجب في الأُصول، شرح ألفية ابن مالك، شرح «الارشاد»، و الدرة الثمينة و هي منظومة في (3000) بيت و شرحها.

توفّي- سنة خمس و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 82

2901 الملحوس «1»

(.. كان حياً 836 ه) جعفر بن أحمد الملحوس الحسيني، الحلّي.

كان فقيهاً إماميّاً كبيراً، محقّقاً جليلًا.

قرأ عليه السيد سلطان بن الحسن الحسني الشجري كتاب «جوامع الجامع» في التفسير للفضل بن الحسن الطبرسي المشهور (المتوفّي 548 ه).

و صنّف كتاب المنتخب، و كتاب تكملة «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل محمد بن مكّي العاملي (المتوفّي 786 ه)، قال عنه الشيخ النوري: و هو يدلّ علي علوّ فهمه و تبحّره و استقامته، و للسيد جعفر قول في مسألة موت الزوجة قبل الدخول، ذكره العلماء.

لم نظفر بوفاته، لكنه ألّف كتاب تكملة الدروس المذكور سنة ست و ثلاثين و ثمانمائة، و كتب في آخره وصايا لابنه الفقيه جلال الدين محمد «2» (المدفون بالحلّة)، منها: عليك يا بنيّ بإجلال العلماء العاملين، الذين لم يتّخذوا العلم بضاعة للدنيا،

الذين شرَوْا أنفسهم للّٰه، الذين مدحهم اللّه في محكم كتابه (وَ الَّذِينَ جٰاهَدُوا فِينٰا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنٰا وَ إِنَّ اللّٰهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) «3»

______________________________

(1) مستدرك الوسائل 3- 439، أعيان الشيعة 4- 84، الذريعة 4- 413 برقم 1818 و 22- 366 برقم 7462، طبقات أعلام الشيعة 4- 23، معجم المؤلفين 3- 133، تراجم الرجال للحسيني 1- 22 برقم 199 و 230 برقم 407.

(2) سيأتي له ذكر في آخر هذا الجزء (في الفقهاء الذين لم نظفر لهم بترجمة وافية).

(3) العنكبوت: 69.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 83

2902 ابن الحسام «1»

(.. حياً حدود 820 ه) جعفر بن الحسام العيناثي العاملي، من مشايخ الشيعة.

أخذ عن الفقيه الكبير السيد الحسن «2» بن أيوب المعروف بابن نجم الدين العاملي، و روي عنه بالاجازة جميع مرويات و مصنفات العلّامة الحلّي (المتوفّي 726 ه) في الفقه و أُصوله و أُصول الدين و النحو و العقليات.

و كان ابن الحسام زاهداً عابداً، جليل القدر.

أخذ عنه: أخوه زين الدين علي بن الحسام، و السيد علي بن محمد بن دقماق الحسيني، و جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي.

لم نظفر بوفاته، و يظهر أنّه كان حياً في حدود سنة عشرين و ثمانمائة.

وقد اشتهر في أُسرة المترجم العديد من العلماء في هذا القرن و ما بعده، منهم: ظهير الدين محمد، و عز الدين الحسين «3» ابنا أخيه علي، و الحسين «4» بن الحسن بن يونس الظهيري.

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 45 برقم 37، بحار الانوار 105- 21، رياض العلماء 1- 102، أعيان الشيعة 4- 88، الذريعة 5- 227 برقم 1083، طبقات أعلام الشيعة 4- 23، معجم رجال الحديث 4- 60 برقم 2139.

(2) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2702، و هو من تلاميذ

فخر المحققين محمد بن العلّامة الحلّي.

(3) ستأتي ترجمتهما في هذا الجزء.

(4) ستأتي ترجمته في القرن الحادي عشر إن شاء اللّه تعالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 84

2903 جمشيد الكاشاني «1»

(..- 832،- 840 ه) جمشيد بن مسعود بن محمود بن محمد، غياث الدين الكاشاني.

كان عالماً رياضياً، فلكياً، حكيماً، من فقهاء الامامية.

صنّف مجموعة من الكتب، جلّها في الرياضيات و الفلك، منها: شرح «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» في الفقه للعلّامة الحلّي (المتوفّي 726 ه)، الابعاد و الأَجرام (مطبوع)، سلّم السماء، مفتاح الحساب (مطبوع)، رسالة في نسبة القطر إلي المحيط، رسالة الوتر و الجيب، و اخترع لمعرفتهما آلة طبق المناطق، نزهة الحدائق (مطبوع) في كيفية صنع آلة طبق المناطق، و الأِلحاقات العشرة بذيل نزهة الحدائق (مطبوع مع النزهة).

توفي المترجم في- سنة اثنتين و ثلاثين و ثمانمائة، و قيل: - سنة أربعين و ثمانمائة «2».

______________________________

(1) كشف الظنون 1- 895، هدية العارفين 1- 257، أعيان الشيعة 4- 219، الذريعة 13- 76 برقم 247، طبقات أعلام الشيعة 4- 26، الاعلام 2- 136، معجم المؤلفين 3- 158.

(2) قال في معجم المؤلفين: إنّه توفي سنة (919 ه)، و ليس بصحيح، فقد فرغ المترجم من تأليف «مفتاح الحساب» في سنة (818 ه) و فرغ من تأليف بعض كتبه في سنة (827 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 85

2904 ابن فضل الماروني «1»

(..- بعد 853 ه) الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن فضل، الفقيه الامامي، المفتي، عز الدين الماروني «2» العاملي، المعروف بابن فضل.

اعتني بالفقه، فكتب بخطّه من كتب ابن فهد الحلّي: «المقتصر» في سنة (816 ه)، و «بغية الراغبين فيما اشتملت عليه مسألة الكثرة في سهو المصلين» في سنة (831 ه).

قال الطهراني: فيظهر أنّه كان تلميذاً لابن فهد.

و أتمّ ابن فضل في سنة (817 ه) كتابة نسخة من «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة الحلّي، ثم قُرئت عليه هذه النسخة «3» و أخذ عنه شمس

الدين محمد بن محمد بن داود الجزّيني المعروف بابن المؤذن «4» - و وصفه بعض تلامذته بالعالم العامل العابد، و ذَكَرَ أنّه أجاز له أن ينقل عنه

______________________________

(1) رياض العلماء 1- 158، أعيان الشيعة 5- 15، الذريعة 3- 132 برقم 445 و 22- 19 برقم 5817، طبقات أعلام الشيعة 4- 40.

(2) نسبة إلي (مارون الرأس): من قري جبل عامل بلبنان و علي مقربة منها قرية خراب تسمي (مارون الركبة).

أنظر أعيان الشيعة.

(3) تراجم الرجال للحسيني: 1- 145 برقم 246.

(4) طبقات أعلام الشيعة: 4- 39) ترجمة الحسن بن الفضل).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 86

جميع فتاوي مصنفات المحقّق الحلّي، و العلّامة الحلّي، و الشهيد الاوّل، و فتاوي ابن فهد في «المقتصر»، و «الموجز»، و غير هؤلاء من الفقهاء.

ثم نقل عنه تلميذه بعض فتاويه، و منها: يجوز في إحدي الركعتين الاخيرتين أن يسبّح و في الأُخري أن يقرأ الفاتحة.

و يجوز في سجدتي السهو أن يقول في إحداهما: بسم اللّه و باللّه، اللّهم صلّ علي محمّد و آل محمد، و في الأُخري: بسم اللّه و باللّه، السلام عليك أيّها النبيّ و رحمة اللّه و بركاته، و يجوز مطلق التسبيح فيهما كما في سجود الصلاة.

قال السيد أحمد الحسيني: إنّ المترجم توفّي- بعد سنة (853 ه) التي كتب فيها طعمة بن أحمد الجابري نسخة من نفس الكتاب] أي «تحرير الاحكام» الذي كتبه المترجم له [و نقل فيها صورة خطّه مع الدعاء له ب (أدام اللّه أيامه) مصرّحاً أنّ المترجم له شيخه «1»

2905 ابن العِشرة «2»

(..- 862 ه)

______________________________

(1)- تراجم الرجال: 1- 145 برقم 246.

(2) غوالي اللآلي العزيزية 1- 7) المقدمة)، أمل الآمل 2- 67 برقم 186 و 75 برقم 202، رياض العلماء 1، 357، 358- 264،

لؤلؤة البحرين 168 برقم 66، روضات الجنات 1- 71 برقم 17، أعيان الشيعة 5، 217- 17، طبقات أعلام الشيعة 4، 37- 36، 39، معجم رجال الحديث 4- 379 برقم 2918 و 5- 71 برقم 3027.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 87

الحسن بن أحمد بن يوسف، و قيل: الحسن بن علي بن أحمد بن يوسف، عز الدين أبو المكارم أو أبو علي الكسرواني «1» الكَرَكي «2» المعروف بابن العشرة.

كان من أجلّة علماء الامامية، فقيهاً، متكلّماً، ذا زهد و تألُّه.

أخذ عن جماعة من الفقهاء، و روي عنهم، منهم: السيد حسن «3» بن نجم الدين ابن الاعرج العاملي، و شمس الدين محمد بن عبد العلي بن نجدة الكركي (المتوفي 808 ه)، و ضياء الدين أبو القاسم علي بن الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي «4» و نظام الدين علي بن الحميد النيلي، و السيد شمس الدين محمد بن محمد بن عبد اللّه العريضي.

و أجاز له الفقيه الكبير محمد بن أحمد بن فهد الحلّي في سنة (840 ه)، و وصفه في إجازته له: بالفقيه العالم العلامة محقق الحقائق و مستخرج الدقائق.

و كان ابن العشرة محسناً إلي الناس، لَهِجاً بالدعاء، كثير الحجّ، حجّ نحواً من أربعين حجّة.

حدّث، و أقرأ، و تلمّذ عليه جماعة، و روَوْا عنه، منهم: محمد بن أحمد بن محمد الصهيوني، و شمس الدين محمد بن محمد بن داود المعروف بابن المؤذن الجِزّيني،

______________________________

(1)- نسبة إلي كسروان: جبال في لبنان أهلها شيعة.

وقد أفتي ابن تيميّة بإهدار دمائهم بسب خلافات وقعت بينهم و بين التنوخيين، و انضمّ هو إلي الجيش الذي أرسله آقوش حاكم الشام لمحاربتهم، فأوقعوا بهم مذبحة كبيرة (استمرت من الثاني حتي الثالث عشر من المحرم سنة 705 ه)،

و خرّبوا ضياعهم، ثم أعطوا الامان لمن سكن منهم خارج كسروان، و سلّموا بلادهم إلي نصاري الجبل.

انظر طبقات أعلام الشيعة: 3- 192) القرن الثامن).

(2)- نسبة إلي كَرَك نوح: قرية ببلاد بعلبك بها قبر، يقال إنّه قبر نوح عليه السَّلام أو حفيده.

أعيان الشيعة: 5- 17.

(3) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2702.

(4) و جاء في «غوالي اللآلي» أنّ المترجم يروي عن الشهيد الاوّل (المتوفّي 786 ه) بلا واسطة، و اعتبر صاحب «طبقات أعلام الشيعة» ذلك إمّا من سقوط الواسطة من قلم النسّاخ أو من سهو قلمه هو.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 88

و محمد بن إسكاف الكركي، و محمود العاملي الشهير بابن أمير الحاج، و زين الدين علي بن هلال الجزائري، و شمس الدين محمد بن علي الجبعي، و أثني عليه كثيراً، و محمد «1» بن أحمد السميطاري (الشميطاري).

و قرأ عليه أبو القاسم علي «2» ابن طيّ و هو في طبقته كتاب «القواعد و الفوائد» في الفقه للشهيد الاوّل.

و قرأ عليه بعضهم «شرح الفصول النصيرية» للمقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي.

توفّي ابن العشرة بكرَك نوح- سنة اثنتين و ستين و ثمانمائة، بعد أن حفر لنفسه قبراً.

أقول: الظاهر أنّه من أبناء الثمانين، و لعلّه جاوزها.

2906 ابن مطر الجزائري «3»

(.. كان حياً 849 ه) الحسن بن الحسين بن مطر الاسدي، الفقيه الامامي، جمال الدين «4» الجزائري، الشهير بابن مطر.

______________________________

(1)- المتوفي سنة (874 ه)، و ستأتي ترجمته.

(2)- المتوفي سنة (855 ه)، و ستأتي ترجمته.

(3) غوالي اللآلي العزيزية 1- 8، رياض العلماء 1، 181- 180، أعيان الشيعة 5- 57، طبقات أعلام الشيعة 4- 44، الذريعة 4- 225 برقم 1127.

(4) و في طبقات أعلام الشيعة: عز الدين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 89

أخذ عن الفقيه

الكبير أبي العباس أحمد بن فهد الحلّي.

و عُني بكتاب «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي، و أمضي سنوات طوال في مطالعته، و كتب عليه تعليقات.

و كان فقيهاً محقّقاً، من العلماء العاملين.

أخذ عنه: الفقيه الحسن بن عبد الكريم الفتّال، و الفقيه زين الدين علي بن هلال الجزائري، و قال في حقِّه: الامام الاعظم، البارز علي أقرانه، ذو النفس القدسيّة و الأَخلاق المرضيّة.

لم نظفر بوفاته، لكنه فرغ من مطالعة كتاب الدروس سنة تسع و أربعين و ثمانمائة بالحلّة.

2907 الحسن الموسوي «1»

(..- بعد 862 ه) الحسن بن حمزة بن محسن بن الحسين بن الحسن الموسوي الحسيني، السيد عز الدين النجفي، الفقيه الامامي.

______________________________

(1) رياض العلماء 1- 182، أعيان الشيعة 5- 61، الذريعة 1- 171 برقم 861 و 862، طبقات أعلام الشيعة 4- 30.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 90

تفقّه علي زين الدين علي بن الحسن بن محمد الأَسترابادي، و قرأ عليه «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي، و قطعةً من «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل، و حصل منه علي إجازتين، الاولي في سنة (820 ه)، و الثانية في سنة (828 ه).

و قرأ علي جعفر بن أحمد بن الحسن المكي (تلميذ الأَسترابادي المذكور) كتاب «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» للعلّامة الحلّي «1» و كان فقيهاً محققاً، عارفاً بالفروع و الأُصول، مدرّساً.

تفقّه به جماعة، منهم السيد المرتضي جلال الدين عبد علي بن محمد بن أبي هاشم بن يحيي الحسيني، و قرأ عليه كتاب «تحرير الاحكام الشرعية»، و كتب له إجازة في سنة اثنتين و ستين و ثمانمائة.

و للمترجم حواش علي النصف الثاني من «كتاب الدروس الشرعية» في المكاسب المحرّمة.

وله الرواية للحديث، و من ذلك ما رواه

عن قاسم الدين «2» عن العالم الشهير المقداد بن عبد اللّه السيوري أنّ النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم قال: لم يزل جبريل ينهاني عن ملاحاة الرجال كما ينهاني عن شرب الخمر و عبادة الاوثان.

______________________________

(1)- تراجم الرجال للحسيني: 1- 122) ضمن الترجمة 200).

(2)- كذا في «رياض العلماء».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 91

2908 الحسن بن راشد «1»

(.. كان حياً 830 ه) و قيل: الحسين بن محمد بن راشد، الفقيه الامامي، الشاعر، تاج الدين الحلّي «2».

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 65 برقم 178، رياض العلماء 1، 342- 185، أعيان الشيعة 5- 65، الذريعة 5- 131 برقم 542، طبقات أعلام الشيعة 5- 65.

(2) ذهب صاحب «طبقات أعلام الشيعة» إلي أنّ الحسن بن راشد الحلّي اثنان: الاوّل: من أهل القرن الثامن (فترجم له هناك)، و ذلك لقول صاحب «رياض العلماء»: إنّه وجد مجموعة من مؤلفات محمد بن علي الجرجاني (تلميذ العلّامة الحلّي) و فيها قصيدة للحسن بن راشد، كتب الجرجاني بخطّه في صدرها عبارات وصف فيها الشاعر بأوصاف تدلّ علي معاصرته له، و علي سموّ منزلته في العلم و جلالته.

الثاني: من أهل القرن التاسع، و هو من تلامذة المقداد و صاحب «الجمانة البهية».

و نحن نميل إلي ما استظهره صاحب «أعيان الشيعة» من أنّ الحسن بن راشد الحلّي رجل واحد، و أنّ صاحب «رياض العلماء» أخطأ في كون القصيدة هي بخطّ الجرجاني، و إنّما وجدها في مجموعته فتوهم أنّها بخطه و داخلة في مؤلفه و ليست كذلك، و هذا هو الاقرب، فإنّه لو كان للعلّامة تلميذ بهذه الجلالة و بهذه الاوصاف العظيمة التي نقلها صاحب الرياض و هو غير الحسن بن راشد تلميذ المقداد لكان مشهوراً معروفاً مذكوراً في الكتب لا سيما

مع كونه شاعراً وله أشعار في مدح أمير المؤمنين عليه السَّلام و ذلك يزيد في شهرته، فالغالب علي الظن وقوع الاشتباه من صاحب الرياض.

انظر أعيان الشيعة: 5- 66.

أما الحسن بن محمد بن راشد مؤلف «مصباح المهتدين» فقد جزم صاحب الرياض باتحاده مع صاحب «الجمانة البهية» هذا وقد أقمنا الترجمة بناءً علي اتحاد الجميع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 92

تلمّذ علي الفقيه الكبير المقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي، و روي عنه «الالفية» في فقه الصلاة للشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي «1» و جدّ في تحصيل مختلف العلوم، و نال حظاً وافراً منها قبل أن يبلغ الثلاثين.

وقد مهر في الفقه و الكلام، و أجاد في قول الشعر وله فيه نفسٌ طويل، و شارك في فنون أُخري مثل التفسير و التاريخ.

قال الكفعمي (المتوفّي 905 ه) في حقّ المترجم: الامام العالم الفاضل، نادرة الزمان.

و قال عبد اللّه أفندي التبريزي: المتكلّم الفاضل الجليل الفقيه الشاعر، من أكابر العلماء.

و للحسن بن راشد تصانيف، منها: أرجوزة في نظم «الالفية» للشهيد الاوّل سماها الجمانة البهية في نظم الالفية، مصباح المهتدين في أُصول الدين، حواش علي حاشية اليمني علي الكشاف، أرجوزة في تاريخ الملوك و الخلفاء، و أرجوزة في تاريخ القاهرة.

كما نسخ بخطّه عدة كتب، و كان حسن الخطّ، من أهل الاتقان و الضبط.

وله شعر كثير في أئمة أهل البيت عليهم السَّلام، أورد منه صاحب «أعيان الشيعة»

______________________________

(1)- قال المترجم و هو يتحدّث عن شيخه المقداد: و شرح «تجريد البلاغة» لميثم البحراني بسوَال العبد الكاتب و قابلتُ معه بعضه، و رتّب «القواعد» للشيخ الشهيد شمس الدين محمد بن مكي ترتيباً اختاره، و بحثت معه شيئاً منها فقطع المباحثة لَامر لم يطلعني عليه..

طبقات أعلام الشيعة:

4- 139) ترجمة المقداد).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 93

قصيدتين، إحداهما في رثاء الحسين و مدح أمير المؤمنين عليهما السَّلام تبلغ خمسة و تسعين بيتاً و الثانية في رثاء الحسين عليه السَّلام تبلغ مائة و سبعة و عشرين بيتاً.

قال في قصيدته الأُولي التي مطلعها:

لم يشْجِني رسمُ دارٍ دارِسِ الطَّلَلِ و لا جري مدمعي في إثر مُرتَحِلِ

للّٰه وقعةُ عاشوراءَ إنّ لها في جبهة الدهر جرحاً غيرَ مندملِ

طافوا بسبط رسول اللّه منفرداً في الطفِّ خالٍ من الخلّان و الخَولِ

لم أنسه في فيافي كربلاءَ وقد حامَ الحمام و سُدَّت أوجهُ الحيلِ

في فتية من قريش طاب محتدها تغشي القراع و لا تخشي من الاجلِ

من كل مكتهل في عزم مقتبل وكل مقتبل في حزم مكتهل

و أقبلت زينبُ الكبري و مقلتُها عبري بدمع علي الخدّين منهملِ

يا جَدُّ هذا أخي عارٍ تكفّنه الرياح من نسجها في مطرف سَمِلِ

يا جدُّ هذا أخي ظامٍ وقد صدرت عن نحره البيض بعد العَلِّ و النَّهَلِ

لم نظفر بوفاة المترجم لكنه قابل نسخة من «مصباح المتهجد الكبير» للطوسي بنسخة صحيحة بخطّ علي بن أحمد المعروف بالرميلي في مشهد الامام الحسين عليه السَّلام بكربلاء في شعبان سنة ثلاثين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 94

2909 الحسن بن سليمان الحلّي «1»

(.. كان حياً 802 ه) الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد، العالم الامامي، عز الدين أبو محمد الحلّي المولد، العاملي المحتد.

تلمّذ علي الفقيه العلَم الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفّي 786 ه)، فأجاز له و لجمع من العلماء في سنة (757 ه).

و روي عن: السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني، و محمد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي.

و كان محدثاً جليلًا و فقيهاً نبيهاً، زاهداً، عابداً.

قرأ عليه الحسين بن

محمد بن الحسن الحموياني كتاب «الخصال» لمحمد بن علي ابن بابويه القمي المعروف بالصدوق (المتوفي 381 ه).

و روي عنه السيد تاج الدين عبد الحميد بن أحمد بن علي الهاشمي الزينبي أدعيةَ «الصحيفة السجادية ««2»

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 66 برقم 180، رياض العلماء 1- 193، روضات الجنات 2- 293 برقم 202، تنقيح المقال 1- 283 برقم 2567، أعيان الشيعة 5- 106، تكملة أمل الآمل 357، 367) ضمن تراجم)، الذريعة 1- 247 برقم 1302 و 172 برقم 866، طبقات أعلام الشيعة 4- 33، معجم رجال الحديث 4- 351 برقم 2848، معجم المؤلفين 3- 228.

(2) هي للِامام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السَّلام المعروف بالسجّاد و بزين العابدين، انظر التعريف بها في ترجمته عليه السَّلام في الجزء الاوّل ص 255) قسم التابعين).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 95

و صنّف كتباً، منها: مختصر «بصائر الدرجات» لسعد بن عبد اللّه الاشعري القمي (المتوفّي 299 أو 301 ه)، المحتضر في تحقيق معاينة المحتضِر للنبي و الأَئمة، و رسالة في أحاديث الذرّ، و غير ذلك.

لم نظفر بتاريخ وفاته، و لكنه أجاز للحموياني المذكور في سنة اثنتين و ثمانمائة «1».

2910 الفتّال «2»

(.. كان حياً قبل 897 ه) الحسن بن عبد الكريم الفتّال، جمال الدين النجفي «3» أحد كبار الامامية.

أخذ عن جمال الدين الحسن بن الحسين بن مطر الاسدي الجزائري.

و أخذ عنه محمد بن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور الاحسائي، و أثني عليه كثيراً في كتابه «غوالي اللآلي» و وصفه بالعالم المبرّز علي الاقران، المحرِّر المقرِّر لسائر الفنون علي طول الازمان، علّامة المحقّقين، و خاتمة الأَئمّة المجتهدين، و نقل عنه

______________________________

(1)- ذهل الأستاذ عمر رضا كحّالة في «معجم المؤلفين» فجعل ترجمة الحسن

بن سليمان الحلّي للحسن آل سليمان العاملي (المتوفي 1184 ه)، الذي ترجم له السيد العاملي في «أعيان الشيعة «: 5- 105.

(2) غوالي اللآلي العزيزية 1- 8، رياض العلماء 1- 199، أعيان الشيعة 5- 201، طبقات أعلام الشيعة 4، 38- 35.

(3) وصفه بذلك ابن أبي جمهور في «قبس الاهتداء».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 96

في كتابه «قبس الاهتداء» القولَ بعدم جواز القضاء لغير المجتهد عند تعذّر وجود المجتهد الجامع للشرائط «1» و كان الحسن «2» الفتال النجفي قد قرأ كتاب «حكمة الاشراق» لشهاب الدين السهروردي علي جلال الدين محمد بن أسعد الدّواني، و التمس الحسن الفتّال منه أن يكتب شرحاً علي كتاب «الزوراء مطبوع ««3» للدواني نفسه، فاستجاب له.

و كان المترجم حياً قبل سنة (897 ه) و هي سنة تأليف «غوالي اللآلي» لتلميذه، و لعلّه عاش حتي أدرك أوائل القرن العاشر كزميله علي بن هلال الجزائري.

2911 الحسيني «4»

( … )

الحسن بن علي بن الحسن، السيد أبو محمد الحسيني، أحد علماء الامامية.

______________________________

(1)- انظر «الذريعة «: 5- 243 برقم 1170.

(2)- لُقّب بشرف الدين، و كان مع علمه متشرّفاً بخدمة الروضة العلوية، وقد ذهب يوسف البحراني إلي اتحاده مع المترجم، بينما قال الطهراني: لعله متّحد مع المترجم.

(3) رسالة كتبها المحقق الدّواني (المتوفي 908 ه) بعد رؤية أمير المؤمنين عليه السَّلام في المنام في ظاهر بغداد قرب شاطئ الزوراء، و بعد زيارة النجف و الحائر (كربلاء)، ملوحاً إلي أنّها من فيض زيارة المشاهد المقدسة.

انظر الذريعة: 12- 63 برقم 458.

(4) رياض العلماء 1- 235، أعيان الشيعة 5- 173، طبقات أعلام الشيعة 4- 38) القرن التاسع)، الذريعة 1- 453 برقم 23- 2273، 139 برقم 8392.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 97

وصفه الافندي في «رياض العلماء»

بالفاضل العالم الفقيه الشاعر.

و قال: نقل عنه الكفعمي في بعض مجاميعه نظماً في بعض المسائل العويصة في الميراث.

و قال في «أعيان الشيعة»: الظاهر أنّ مراده أنّ للمترجم نظماً في بعض المسائل العويصة في الميراث و ينقل الكفعمي عنه ذلك النظم، أو أنّ له منظومة في الميراث و الكفعمي ينقل في بعض مجاميعه من تلك المنظومة نظماً في المسائل العويصة في الميراث.

أقول: لعل المترجم متحد مع السيد جلال الدين الحسن «1» بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد الحسيني الذي ألّف السيد ابن عنبة بالتماسه و لأَجله كتاب «عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب» و أثني عليه كثيراً، و قال في وصفه: الماجد الكريم.. مبيّن مناهج الحلال و الحرام.. مفيض لججُ الحقائق بجواهر المطالب علي الاباعد و الأَقارب، ثم ذكر أنّ له ولداً يسمي محمداً «2» و لكنّ الذي يمنع من الاتحاد هو قول الافندي: إنّ المترجم كان معاصراً للكفعمي (المولود 840 ه)، بينما كان الآخر حياً سنة (812 ه) و هي سنة تأليف «عمدة الطالب» اللّهمّ إلا أن يقال إنّ الافندي تسامح في قوله.

______________________________

(1)- عمدة الطالب: 19، 282.

و ترجم له السيد محسن العاملي في «أعيان الشيعة»: 5- 185 (و لكنه أسقط بعض الاسماء من سلسلة نسبه)، ثم ترجم بعده و في نفس الصفحة لجدِّه المسمّي بالحسن و الملقّب بجلال الدين أيضاً.

وقد التبس الامر علي السيد عبد اللّه شرف الدين، فاعتقد في كتابه «مع موسوعات رجال الشيعة»: 2- 382 أنّ السيد العاملي أعاد الترجمة.

راجع عمدة الطالب: 282 (السطر الاخير، و السطر السابع ما قبل الاخير، فقد ذكرهما كليهما).

(2)- عمدة الطالب: 283.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 98

2912 حسن النجفي «1»

(..- بعد 891 ه) حسن بن

محمد بن حسن، المفسّر الامامي، كمال الدين الأَسترابادي، نزيل النجف.

قال في «رياض العلماء»: كان من أجلّة العلماء و الفقهاء و المفسّرين.

تلمّذ فيما يظهر علي الفقيه الكبير المقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي (المتوفّي 826 ه)، و عمّر بعده طويلًا.

و صنّف من الكتب: عيون التفاسير، و معارج السئول في مدارج المأمول، و هو في تفسير آيات الاحكام، قال عنه في «رياض العلماء»: كثير النفع في الفقه و التفسير جامع في معناه، استخرجه من تفسيره المعروف بعيون التفاسير.

و شرَح «الفصول» في علم الكلام للخواجة نصير الدين الطوسي (المتوفي 672 ه) «2».

و لم نظفر بوفاته، لكنه فرغ من كتابه معارج السئول في سنة إحدي و تسعين و ثمانمائة، و هو شيخ كبير.

______________________________

(1) رياض العلماء 1، 341- 319، أعيان الشيعة 5- 242، الذريعة 13- 383 برقم 1437 و 15- 377 برقم 3375 و 21- 81 برقم 4512، طبقات أعلام الشيعة 4- 41، معجم المؤلفين 3- 278.

(2) ألّفه سنة (870 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 99

و كان أبوه شمس الدين محمد «1» من العلماء المعروفين، و يُحتمل أنّ ابنه المترجَم أخذ عنه.

2913 ابن الشهيد الاوّل «2»

( … )

الحسن بن محمد بن مكي بن محمد، جمال الدين أبو منصور العاملي الجِزّيني، العالم الامامي.

روي عن أبيه الفقيه العلَم محمد (المستشهد سنة 786 ه)، وقد أجاز له و لأَخيه أبي طالب محمد، و لأَخيه أبي القاسم علي.

قال الحرّ العاملي: كان فاضلًا، فقيهاً، محقّقاً، جليلًا.

و ممن أجاز للمترجَم: القاضي برهان الدين ابن جماعة الشافعي، و السيد تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني، و السيد أمين الدين أبو طالب أحمد بن محمد بن الحسن ابن زُهرة الحسيني الحلبي.

______________________________

(1)- قال الطهراني: إنّ المترجم صرّح في «عيون التفاسير»

في ذيل قوله تعالي: (وَ صٰاحِبْهُمٰا فِي الدُّنْيٰا مَعْرُوفاً..) بالمقامات العلمية و العملية لوالده، و أنّه سأله سلطان بغداد عن سيرة نقيب المشهد الغروي و صلاحيته.

فيظهر أنّه كان من المشاهير المعتمد عليهم.

طبقات أعلام الشيعة: 4- 116) القرن التاسع).

(2) أمل الآمل 1- 67 برقم 58، رياض العلماء 1- 344، أعيان الشيعة 5- 270، تنقيح المقال 1- 309 برقم 2781، طبقات أعلام الشيعة 4- 43، معجم رجال الحديث 5- 130 برقم 3119.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 100

و هو أصغر من أخويه المذكورين آنفاً.

لم نظفر بوفاته وقد ترجم له الطهراني في القرن التاسع من طبقاته.

2914 ابن الاهدل «1»

(779- 855 ه) حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي الحسيني، السيد بدر الدين أبو محمد و أبو علي اليمني، الشافعي.

كان فقيهاً، أُصولياً، مؤرخاً، من مشاهير العلماء باليمن.

ولد تقريباً سنة تسع و سبعين و سبعمائة «2» بالقحزية «3» (غربي الحقة من اليمن).

و انتقل إلي المراوغة، و منها إلي أبيات حسين، فزبيد، ثم إلي مكة و المدينة، و تفقه في هذه البلدان علي جماعة، منهم: علي بن آدم الزيلعي، و محمد بن إبراهيم الحرضي، و علي بن أبي بكر الازرق و لازمه كثيراً و تخرّج به، و ابن الرداد، و عبد اللّه بن محمد الناشري، و أبو بكر الحادري.

______________________________

(1) الضوء اللامع 3- 145 برقم 557، كشف الظنون 1- 366، البدر الطالع 1- 218 برقم 143، ايضاح المكنون 1، 572- 323، و 2، 632، 372- 143 و غيرها، الاعلام 2- 240، معجم المؤلفين 4- 15.

(2) و في الاعلام: (789 ه).

(3) و ذكر في الاعلام أنّه ولد في أبيات حسين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 101

و أخذ عن: محمد بن زكريا، و جمال الدين ابن ظهيرة،

و تقي الدين الفاسي، و أبي حامد المطري.

و جاور بمكة مدّة، و درّس بها.

و استقر بأبيات حسين، و حدّث بها و درّس و أفتي، و اشتهر ذكره.

أخذ عنه: برهان الدين ابن ظهيرة، و ابن فهد، و ابن حريز، و فتح الدين بن السويد، و العلاء بن السيد عفيف الدين.

و صنّف كتباً، منها: كشف الغطاء عن حقائق التوحيد و عقائد الموحدين، كتاب في الأُصول، مفتاح القاري لجامع البخاري، تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن، اللمعة المقنعة في ذكر فرق المبتدعة، طبقات الأَشاعرة، و مختصر تاريخ اليافعي.

توفّي في أبيات حسين- سنة خمس و خمسين و ثمانمائة.

2915 ابن الحُسام «1»

(.. كان حياً 873 ه) الحسين بن علي بن الحسام «2» عز الدين بن زين الدين العيناثي العاملي.

______________________________

(1) رياض العلماء 2، 60- 42، تكملة أمل الآمل للسيد الصدر 187 برقم 148، أعيان الشيعة 6- 97، الذريعة 1- 187 برقم 969 و 6- 970، 22 برقم 83، طبقات أعلام الشيعة 4- 49) القرن التاسع).

(2) و في «رياض العلماء»: الحسين بن علي بن زين الدين بن الحسام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 102

أخذ عن أخيه ظهير الدين محمد، و قرأ عليه «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفي 786 ه).

و روي أيضاً عن: أبي طالب الرازاني، و ناصر بن إبراهيم البويهي الاحسائي، و عز الدين الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن فضل العاملي.

و كان فقيهاً، محدّثاً، من علماء الامامية.

روي عنه جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن خاتون العاملي.

و أجاز للسيد حسين بن المرتضي بن إبراهيم الحسيني الشاري في سنة ثلاث و سبعين و ثمانمائة، و لغيره.

و استظهر صاحب «رياض العلماء» أنّ عزّ الدين

حسين العاملي مؤلّف الحاشية علي «الالفية ««1» للشهيد الاوّل هو بعينه صاحب الترجمة.

لم نظفر بوفاته.

أقول: ذهب مؤلف «أعيان الشيعة» إلي اتحاد المترجم مع الحسين «2» بن الحسن بن يونس بن يوسف بن محمد الظهيري العاملي العيناثي، و هذا وهم، فذاك من رجال القرن الحادي عشر.

______________________________

(1)- و تشتمل علي ألف واجب في الصلاة، مرتبة علي مقدمة و ثلاثة فصول و خاتمة، يعقبها النفلية في مستحبات الصلاة، و عليها شروح و حواش و تعليقات كثيرة.

انظر الذريعة: 2- 296 برقم 1195.

(2)- أعيان الشيعة: 5- 488.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 103

2916 السبزواري «1»

(.. كان حياً 872 ه) الحسين بن علي بن الحسن بن عيسي، السيد عز الدين الحسيني، السبزواري، العالم الامامي.

ولد في سبزوار، و نشأ بها.

و ارتحل إلي كرك نوح في جبل عامل بلبنان، و كتب بها في سنة (871 ه) نسخة من كتاب «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفّي 786 ه).

ثم قرأ الكتاب المذكور علي الفقيه محمد «2» بن أحمد بن محمد السميطاري «3» (الشميطاري)، فأجاز له روايته، قائلًا: إنّه قرأه عليّ قراءة مهذّبة مرضيّة تشهد بفضله و تنبئ عن علوه و نبله، و سأل عن إشكالاته و بحث عن معضلاته، و ذلك في شهر رمضان سنة اثنتين و سبعين و ثمانمائة.

و للمترجم حواشٍ كثيرة علي أكثر صفحات النسخة المذكورة.

______________________________

(1) الذريعة 13- 243، طبقات أعلام الشيعة 4- 48، تراجم الرجال للحسيني 1- 177 برقم 314.

(2) المتوفّي سنة (874 ه)، و هو حفيد الفقيه محمد بن عبد العلي بن نجدة الكركي (المتوفي 808 ه) و ستأتي ترجمتهما.

(3) و في ترجمة الحسين السبزواري هذا من «طبقات أعلام الشيعة»: المطاري، و هو تصحيف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9،

ص: 104

2917 الحَبْلَرُودي «1»

(..- حدود 850 ه) خضر بن محمد بن علي، نجم الدين الرازي الحَبْلَرُودي «2» ثم النجفي، أحد كبار متكلّمي الامامية و محقّقيهم قال في رياض العلماء: كان فاضلًا عالماً متكلماً فقيهاً جليلًا جامعاً لَاكثر العلوم.

تلمّذ في شيراز علي السيد محمد بن السيد الشريف علي بن محمد الحسيني الجرجاني (المتوفي 838 ه)، و أخذ عنه العقليات و شرح بعض كتبه.

ثم ارتحل إلي العراق، فكان بالحلّة في سنة (828 ه) ثم أخذ يتردّد إليها و إلي كربلاء، بعد أن جاور بالنجف الاشرف.

وقد صنّف عدّة كتب، منها: كاشف «3» الحقائق في شرح رسالة «درّة المنطق» لاستاذه المذكور، جامع الدقائق في شرح رسالة «غرّة المنطق» لاستاذه، جامع الدرر في شرح «الباب الحادي عشر» في أُصول الدين للعلّامة الحلّي،

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 110 برقم 309، رياض العلماء 2- 236، ايضاح المكنون 3، 267- 256، 338، هدية العارفين 1 346- 345، أعيان الشيعة 6- 323، الذريعة 17- 236 برقم 50، طبقات أعلام الشيعة 4- 55، الاعلام 2- 307، معجم المؤلفين 4- 102.

(2) نسبة إلي حَبْلَ رُوْد: قرية كبيرة معروفة من أعمال الرَّيّ بين بلاد مازَندران و الرَّيّ.

رياض العلماء.

(3) فرغ منه سنة (823 ه)، و هو أوّل ما ألّفه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 105

مفتاح الغرر مختصر الذي قبله، التحقيق «1» المبين في شرح «نهج المسترشدين في أُصول الدين» للعلّامة الحلّي، جامع الأُصول في شرح رسالة «الفصول» لنصير الدين الطوسي، التوضيح الانور بالحجج الواردة لدفع شبه الاعور «2» و تحفة المتقين في أُصول الدين.

توفّي المترجم في- حدود سنة خمسين و ثمانمائة، قاله في «هدية العارفين».

2918 دهماء بنت يحيي «3»

(..- 837 ه) ابن المرتضي بن المفضل الحسنية، أُخت إمام الزيدية المهدي لدين اللّه أحمد.

أخذت العلم عن أخيها المهدي،

و قرأت عليه هي و المتوكل علي اللّه المطهر ابن محمد بن سليمان (المتوفّي 879 ه).

و كانت فقيهة، عالمة، تنظم الشعر.

صنّفت كتباً، منها: الانوار في شرح «الازهار» في فقه الزيدية لَاخيها

______________________________

(1)- فرغ من تأليفه في الحلّة سنة (828 ه).

(2)- و هو رد علي كتاب الشيخ يوسف بن مخزوم الواسطي الاعور الذي ألّفه في الرد علي الشيعة في حدود سنة (700 ه).

(3) البدر الطالع 1- 248 برقم 169، الاعلام 3- 5، معجم المؤلفين 4- 146، مؤلفات الزيدية للحسيني 1، 381- 174 و 2، 193- 181.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 106

المهدي، الجواهر في علم الكلام، شرح «منظومة الكوفي» في الفقه و الفرائض، و شرح «مختصر المنتهي» في أُصول الفقه لابن الحاجب.

و درّست الطلبة في مدينة (ثلا) إلي أن توفيت بها في- سنة سبع و ثلاثين و ثمانمائة، و قبرها مزور.

2919 الحافظ البُرسي «1»

(..- حدود 815 ه) رجب بن محمد بن رجب، العالم الامامي، رضي الدين البُرسي «2» الحلّي، المعروف بالحافظ.

كان حافظاً، محدثاً، فقيهاً، أديباً شاعراً.

صنّف عدة كتب في الاحاديث و الأَخبار و غيرهما، منها: مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين (مطبوع)، مشارق الامان في حقائق الإِيمان، كتاب في مولد النبيّ و فاطمة و أمير المؤمنين و فضائلهم عليهم السَّلام، رسالة في تفسير سورة الاخلاص،

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 117 برقم 329، رياض العلماء 2- 304، روضات الجنات 3- 337، أعيان الشيعة 6- 465، الغدير 7 68- 33 برقم 74، طبقات أعلام الشيعة 4- 58، معجم رجال الحديث 7- 181 برقم 4557، قاموس الرجال 4- 122.

(2) قال في «معجم البلدان «: 1- 384: بُرْس: بالضم، موضع بأرض بابل به آثار لبخت نصَّر وَ تلّ مفرط العُلو يسمّي صرح البُرس.

و

قال في أعيان الشيعة: 6- 465: الشائع علي لسان أهل العراق اليوم بكسر الباء] بِرس [و الظاهر أنّه اسم قرية هي اليوم خراب كانت علي ذلك الجبل.

و هذا الجبل اليوم علي يمين الذاهب من النجف إلي كربلاء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 107

الالفين في وصف سادة الكونين، لوامع أنوار التمجيد و جوامع أسرار التوحيد في أصول العقائد، و ديوان شعره.

هذا، و جلّ شعر البرسي بل كلّه في مدائح النبي الاكرم صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم و أهل بيته الطاهر و في رثاء الحسين الشهيد.

قال في قصيدة يمدح بها النبي، صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم أولها:

أضاء بك الأفق المشرقُ و دان لمنطقك المنطقُ

منها:

و نشرك يسري علي الكائنات فكلٌّ علي قدره يعبق

إليك قلوب جميع الانام حنُّ و أعناقها تعنق

و فيض أياديك في العالمين بأنهار أسرارها يدفق

و آثار آياتك البيّنات علي جبهات الوري تُشرق

وله رائية غرّاء يمدح بها أمير المؤمنين عليه السَّلام، مطلعها:

يا آية اللّه بل يا فتنة البشرِ و حجّة اللّه بل يا منتهي القدرِ

منها:

كم خاضَ فيك أُناسٌ و انتهي فغدا معناكَ محتجباً عن كل مقتدر

أنت الدليل لمن حارتْ بصيرتُه في طيّ مشتبكات القول و العبر

أنت السفينة مَن صدقاً تمسّكها نجا، و من حادَ عنها خاضَ في الشَّرر

فليس قبلك للَافكار ملتمسٌ و ليس بعدك تحقيق لمعتبر

تفرَّق الناس إلّا فيك و ائتلفوا فالبعض في جنّة و البعض في سقر

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 108

و منها:

و ولدك الغرُّ كالابراج في فَلَك المعني و أنت مثال الشمس و القمرِ

قومٌ هم الآلُ آل اللّه من عَلِقتْ بهم يداه نجا من زلّة الخطرِ

توفّي الحافظ البرسي في حدود سنة خمس عشرة و ثمانمائة تخميناً.

2920 ركن الدين الحسيني «1»

(.. حياً 860 ه) ركن الدين

بن أشرف الدين الحسيني «2» المرعشي، الآملي.

كان من أفاضل علماء الشيعة، ذا مهارة تامة في الفقه و الحديث و النجوم.

سافر إلي الهند و اتصل بملكها أبي القاسم بابرخان بهادر التيموري، و حظي بعنايته، و صنّف له في سنة (860 ه) كتاب: بنجاة باب سلطاني في الأسطرلاب و استخراج التقاويم.

وله أيضاً: كتاب الزيج الجامع السعيدي في تنقيح «الزيج الايلخاني» لنصير الدين الطوسي، و كتاب في تراجم العلماء المرعشيين من أسرته.

______________________________

(1) أعيان الشيعة 7- 35، الذريعة 3- 198 برقم 733.

(2) و في الذريعة: ركن الدين بن أشرف الدين حسين الآملي، و لعلّ (حسين) مصحّفة عن (حسيني).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 109

قال السيد محسن العاملي: و في مسودة الكتاب: السيد ركن الدين، له اللؤلؤ المضي في مناقب آل النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم فيُحتمل كونه المترجم، و اللّه أعلم.

لم نظفر بوفاة السيد ركن الدين.

2921 ابن الدَّيْري «1»

(768- 867 ه) سعد بن محمد بن عبد اللّه بن سعد، القاضي سعد الدين أبو السعادات النابلسي الاصل، المقدسي، الحنفي، نزيل القاهرة، يعرف بابن الديري.

ولد ببيت المقدس سنة ثمان و ستين و سبعمائة.

و درس الفقه و الأَصلين و علوم العربية و غير ذلك علي علماء عصره مثل: أبيه، و الكمال الشريحي، و حميد الدين الرومي، و المحبّ الفاسي، و أبي الخير بن العلائي، و الزين القبابي، و العلاء بن النقيب، و الشهاب بن المهندس.

و دخل القاهرة مراراً، ثم سكنها.

و اجتهد في طلب العلم، و اشتهر بمعرفة الفقه و التفسير، و درّس و أفتي، و ولي مشيخة المؤيدية، و اشتهر ذكره ثم ولي قضاء الحنفية بمصر في سنة (842 ه)، و استعفي قبل موته بيسير، فأعفي.

______________________________

(1) الضوء اللامع 3- 249 برقم 939،

الطبقات السنية 4- 22 برقم 903، كشف الظنون 2، 1522، 1667- 896، البدر الطالع 1- 264، الاعلام 3- 87، معجم المؤلفين 4- 213.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 110

أخذ عنه: شمس الدين السخاوي، و عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الوارث، و غيرهما.

و صنّف: شرح «العقائد» المنسوبة للنسفي، السهام المارقة في كبد الزنادقة، النعمانية (منظومة فيها فوائد نثرية)، تكملة «شرح الهداية» للسروجي، و الحبس في التهمة (مطبوع)، وله شعر كثير.

توفّي- سنة سبع و ستين و ثمانمائة.

2922 سلطان الشجري «1»

(.. كان حياً 838 ه) سلطان بن الحسن بن سلطان الحسني «2» الشجري، القمّي، المجاور بالنجف الاشرف.

كان من فقهاء الامامية، ذا اعتناء بنسخ الكتب بخطّه.

كتب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه)، ثم قرأه علي الفقيه زين الدين علي بن الحسن بن محمد الأَسترابادي في سنة (823 ه).

______________________________

(1) طبقات أعلام الشيعة 4- 62، تراجم الرجال للحسيني 1- 230 برقم 407.

(2) و في المصدرين المذكورين: الحسيني.

و يظهر أنّ الصحيح: الحسني، بقرينة الشجري، و هو عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب عليمها السَّلام.

انظر الشجرة المباركة في أنساب الطالبية: 52.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 111

و كتب «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة الحلّي، و قرأه علي استاذه الأَسترابادي المذكور في سنة (833 ه) و كتب بمشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام في النجف الاشرف كتاب «جوامع الجامع» في تفسير القرآن الكريم للفضل «1» بن الحسن الطبرسي، ثم قرأه علي السيد جعفر «2» بن أحمد الملحوس الحلّي في سنة (838 ه).

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم.

2923 البَحيري «3»

(بعد 836 ه..)

سليمان بن شعيب بن خضر البحيري ثم القاهري، المالكي.

ولد بعد سنة ست و ثلاثين و ثمانمائة.

و قدم القاهرة، و تلا القرآن علي حبيب العجمي، و علي النور السنهوري، و تفقّه به و بالنور الورّاق، و العلمي.

و أخذ المنطق عن التقي الحصني، و العربية عن عبد اللّه الكوراني، و أُصول الفقه عن العلاء الحصني.

______________________________

(1)- مضت ترجمته في الجزء السادس تحت رقم 2264.

(2)- مضت ترجمته في هذا الجزء.

(3) الضوء اللامع 3- 264 برقم 1000، شجرة النور الزكية 271 برقم 1002، نيل الابتهاج 186 برقم 195، معجم المؤلفين 4- 265.

موسوعة

طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 112

و سمع الحديث علي: الشهاب الحجازي، و الجلال ابن الملقّن، و التقي الشُّمُنّي، و أُمّ هانيَ الهورينية.

و برع في فقه المالكية و تصدّر لِافادته بالازهر، و ناب في تدريس المالكية بجامع طولون و بالبرقوقية.

و صنّف: شرح «عمدة الناسك و إرشاد السالك» لابن عسكر، شرح «اللمع»، حاشية علي «مختصر» الجلاب.

و لم يذكر المؤرّخون تاريخ وفاته.

2924 ابن العَرَنْدَس «1»

(..- حدود 840 ه) صالح بن عبد الوهاب، الشاعر المعروف بابن العرندس «2» الحلّي، أحد علماء الامامية.

قال اليعقوبي: كان عالماً ناسكاً أديباً بارعاً متضلّعاً في علمي الفقه و الأُصول و غيرهما، مصنّفاً فيها.

و ذكره السماوي في «الطليعة» و أثني عليه، و وصفه بالعلم و الفضل و النسك و المشاركة في العلوم.

______________________________

(1) المنتخب للطريحي 249، 345، البابليات لليعقوبي 1- 144 برقم 47، أعيان الشيعة 7- 375، الغدير 7 23- 3.

(2) قال اليعقوبي: و لا أدري هل كان العرندس اسماً لجدّه أو لقباً له.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 113

و تفاني ابن العرندس في ولاء أهل بيت النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، و أكثر من قول الشعر فيهم مدحاً و رثاءً، و اقتصر فيه علي ذلك.

وقد صنّف كتاباً سمّاه كشف اللآليَ، نقل عنه السيد محمد رضا «1» بن أبي القاسم الحسيني الأَسترابادي ثم الحلّي في كتابه «الصوارم الحاسمة في مصائب الزهراء فاطمة ««2» توفّي المترجم بالحلة في- حدود سنة أربعين و ثمانمائة، و دُفن فيها، وله قبر يزار.

و من شعره، قصيدة في رثاء الحسين و مدح أمير المؤمنين عليمها السَّلام، مطلعها:

أضحي يميس كغصن بانٍ في حُلي قمرٌ إذا ما مرّ في قلبي حلا

منها:

و لقد بري منّي السقام و بتُّ في لُجج الغرام معالجاً كرب البَلا

و جرت سحائب

عبرتي في وجنتي كدم الحسين علي أراضي كربلا

تاللّه لا أنساه فرداً ظامياً و الماء ينهل منه ذبيان الفَلا

و القوم محدقةٌ عليه بجحفلٍ كالبحر، آخرُه يحاكي الاوّلا

و من العجائب أنّه يشكو الظما و أبوه يسقي في المعاد السَّلسلا

حامت عليه للحِمام كواسرٌ ظمئت فأشربت الحمام دم الطلا

أمست به سمرُ الرياح و زُرْقُها حمراً و شهبُ الخيل دهماً حُفَّلا

تبّاً لهم فعلوا بآل محمدٍ ما ليس تفعله الجبابرة الاولي

و لأَبكينّ علي الحسين بمدمعٍ قانٍ أبلُّ به الصعيد المُمحِلا

______________________________

(1)- المتوفي سنة (1346 ه).

(2)- الذريعة: 15- 92 برقم 614.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 114

2925 علم الدين البُلقيني «1»

(791- 868 ه) صالح بن عمر بن رسلان بن نصير الكناني، علم الدين أبو البقاء البلقيني الاصل، القاهري، الشافعي.

ولد بالقاهرة سنة إحدي و تسعين و سبعمائة.

و أخذ في الفقه و غيره عن: أبيه، و مجد الدين البرماوي، و البيجوري، و في الحديث: عن: الولي العراقي، و ابن حجر العسقلاني.

و لازم أخاه جلال الدين عبد الرحمن، و تخرّج به، و أذن له بالافتاء و التدريس، و استنابه علي قضاء الدمنهور.

و تقدّم في المذهب، و أفتي و وعظ، و درّس في الفقه و التفسير بعدة مدارس، و ولي القضاء في الديار المصرية، و عُزل و أُعيد ست مرات.

أخذ عنه: شمس الدين السخاوي، و شمس الدين محمد بن عبد المنعم الجوجري، و حفيد أخيه أبو السعادات محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر البلقيني.

و صنّف كتباً، منها: تفسير القرآن الكريم، تتمة «التدريب» في الفقه لوالده سراج الدين، الغيث الجاري علي صحيح البخاري، التذكرة، التجرد و الاهتمام بجميع فتاوي الوالد شيخ الإسلام،

______________________________

(1) الضوء اللامع 3- 312 برقم 1199، كشف الظنون 1، 363- 345، شذرات الذهب 7- 307، البدر الطالع 1-

286 برقم 201، الاعلام 3- 194، معجم المؤلفين 5- 9.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 115

القول المقبول فيما يُدعي فيه بالمجهول، رسالة الجوهر الفرد فيما يخالف فيه الحرّ العبد، و ديوان خطب.

وله نظم و نثر.

توفّي بالقاهرة- سنة ثمان و ستين و ثمانمائة.

2926 ابن جلال «1»

(744- 805،- 810 ه) صلاح بن جلال بن صلاح الدين بن محمد بن الحسن بن المهدي الحسني، اليمني.

ولد بهجرة رغافة (باليمن) سنة أربع و أربعين و سبعمائة، و قيل: سنة ست و أربعين.

و أخذ عن جملة من المشايخ، منهم: السيد الهادي بن يحيي بن الحسين الحسني، و القاسم بن أحمد بن حميد المحلي، و الحسين بن أحمد أبي الرجال، و عيسي ابن علي الزيدي، و يحيي بن الحسن الاعرج.

و بايع المنصور علي بن صلاح الدين لما دعا إلي نفسه في سنة (793 ه) و توجّه إليه إلي صنعاء.

______________________________

(1) البدر الطالع 1- 298 برقم 209، معجم المؤلفين 5- 21، مؤلفات الزيدية 1- 245 و 2- 406 و 3- 19.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 116

أخذ عنه السيد عبد اللّه «1» بن الهادي بن إبراهيم الوزير.

و صنّف من الكتب: تتمة «شفاء الاوام في أحاديث الاحكام» للَامير الحسين «2» بن بدر الدين محمد بن أحمد الحسني، مشجر أنساب أهل البيت، و تعليقة علي «اللمع» في الفقه للَامير علي «3» بن الحسين بن يحيي الحسني سماها: اللمعة المضيّة الكاشفة لمعاني اللمع المرضية.

توفّي بصَعدة- سنة خمس و ثمانمائة، و قيل: - عشر و ثمانمائة، و دفن بمسجد الهادي.

2927 عُبادة بن علي «4» (777 846 ه)

ابن صالح بن عبد المنعم الانصاري الخزرجي، زين الدين الزِرْزائي ثم القاهري، المالكي.

ولد بزِرْزا (من قري الصعيد بمصر) سنة سبع و سبعين و سبعمائة.

و انتقل إلي القاهرة، فحفظ كتباً، و سمع علي التنوخي، و ابن الشيخة،

______________________________

(1)- ترجم له ابن زبارة في ملحق البدر الطالع: ص 138 برقم 256.

و قال: له معرفة تامة بالانساب و أيام المؤرخين وله شرح علي التسهيل مات بصنعاء في سنة (840 ه).

(2)- المتوفي سنة (662 ه)، وقد مضت ترجمته

في الجزء السابع تحت رقم 2443.

(3) المتوفي بعد سنة (660 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء السابع تحت رقم 2524.

(4) إنباء الغمر بأبناء العمر 9- 193، الضوء اللامع 4- 16 برقم 66، بغية الوعاة 2- 26 برقم 1341، حسن المحاضرة 1- 399 برقم 92، شذرات الذهب 7- 258.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 117

و الشرف ابن الكويك، و الزين العراقي، و السراج البلقيني، و العزيز المليجي، و الغماري.

و تفقّه بأخيه نور الدين، و الجمال الاقفهسي، و الشهاب المغراوي، و الشمس الغماري، و غيرهم.

و أخذ العربية عن: العز ابن جماعة، و الابياري، كما أخذ عن: البساطي، و الشهاب الصنهاجي.

و تقدّم في الفقه و الأَصلين و العربية، و درّس للمالكية بعدّة مدارس، و تصدّي للِافتاء، فانتفع به الطلبة، و صار أحد أعيان مذهبه.

و عُيِّن لقضاء المالكية فامتنع، فأُلح عليه، فتغيّب إلي أن وُلِّي غيره، ثم انقطع عن الاجتماع بالناس و الإِفتاء حتي مات في- شوّال سنة ست و أربعين و ثمانمائة.

و كان قد أخذ عنه: نجم الدين ابن فهد، و برهان الدين إبراهيم بن محمد بن محمد اللقاني.

2928 أبو شعر «1»

(780- 844 ه) عبد الرحمن بن سليمان بن أبي كرم بن سليمان، زين الدين أبو الفرج الدمشقي الصالحي، الحنبلي، يُعرف بأبي شعر.

______________________________

(1) الضوء اللامع 4- 82 برقم 235، طبقات المفسرين للداودي 1- 271 برقم 256، شذرات الذهب 7- 253.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 118

ولد سنة ثمانين و سبعمائة، و قيل ثمان و ثمانين.

و قرأ القرآن علي ابن الموصلي، و تفقّه بالزين ابن رجب، و الشهاب ابن حجي، و سمع من: عبد القادر بن إبراهيم الارموي و عائشة ابنة ابن عبد الهادي و غيرهما.

و كان فقيهاً، واسع الاطلاع علي أحوال الرجال

و الجرح و التعديل و التفسير و النحو.

وعظ و كثر أتباعه، و أُوذيَ و عُوديَ، و جاور بمكة، و وعظ فيها، فأخذ عنه الطلبة، و ازدحم عليه الناس.

مات في- شوّال سنة أربع و أربعين و ثمانمائة بدمشق.

2929 التَّفِهْني «1»

(764- 835 ه) عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي، زين الدين أبو هريرة التَّفِهْني، ثم القاهري، الحنفي.

ولد في تَفِهْنا (قرية قريبة من دمياط) سنة أربع و ستين و سبعمائة.

و انتقل إلي القاهرة، و قرأ شيئاً من الفقه و الأُصول علي خير الدين العنتابي.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 266، النجوم الزاهرة 15- 175، الضوء اللامع 4- 98 برقم 285، بغية الوعاة 2- 84 برقم 1498، حسن المحاضرة 1- 409 برقم 52، الطبقات السنية 4- 290 برقم 1174، شذرات الذهب 7- 214.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 119

و سمع علي: نجم الدين ابن الكَشْك، و شمس الدين الغماري.

و أخذ عن بدر الدين محمود الكلستاني و لازمه.

و مهر في الفقه و الأُصول و العربية.

و لما ولي الكلستاني كتابة السر، نوّه بالمترجَم، فراج أمره، و اشتهر ذكره.

و ناب في القضاء، و درّس بالصَّرْغَتْمَشِيّة، و خطب بالجامع الاقمر، ثم استقل بقضاء الحنفية في سنة اثنتين و عشرين و ثمانمائة، و عُزل و أُعيد، ثم عُزل قبل موته بيسير.

و كانت فيه حِدّة، ذكر ذلك من أثني عليه، و مَن ذمّه.

أخذ عنه: ابن الهمام، و سيف الدين محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا، و غيرهما.

توفّي- سنة خمس و ثلاثين و ثمانمائة.

2930 جلال الدين البُلقيني «1»

(763- 824 ه) عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير الكناني، جلال الدين أبو الفضل البُلْقِيني الاصل، القاهري، الشافعي.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 87 برقم 768، إنباء الغمر بأبناء العمر 7- 440، الضوء اللامع 4- 106، كشف الظنون 1- 444، شذرات الذهب 7- 166، هدية العارفين 1- 539، الاعلام 3- 320، معجم المؤلفين 5- 160.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 120

ولد في القاهرة سنة ثلاث

و ستين و سبعمائة.

و تلمّذ علي والده سراج الدين، و تفقّه به و سمع منه الحديث، و دأب و حصّل، و أذن له والده بالتدريس و الإِفتاء، و تقدّم في الفقه و شارك في غيره، و اشتهر بقوّة الحفظ.

و تولي قضاء العسكر بمصر بعد موت أخيه بدر الدين محمد في سنة (791 ه)، فقضاء القاهرة في سنة (804 ه)، و عزل و أُعيد أكثر من مرّة.

قال ابن حجر: و كان قد ابتُلي بحب القضاء، و من لم يقل له قاضي القضاة يغضب منه.

درّس المترجم في التفسير بالبرقوقية و جامع ابن طولون، و في الفقه بالزاوية الخشابية بجامع عمرو و الخروبية و الحجازية و غيرها.

و انتهت إليه رئاسة الفتوي في مذهبه بعد وفاة والده (سنة 805 ه).

أخذ عنه جماعة، منهم: أخوه علم الدين صالح، و البرهان ابن خضر، و ابن ناصر الدين، و موفق الدين الأُبي، و عبد الرحمن السخاوي والد مؤلف «الضوء اللامع» و عمر بن موسي القرشي المعروف بابن الحِمْصي.

و صنّف كتباً، منها: الافهام لما في صحيح البخاري من الابهام، حواش علي «الروضة» في الفقه، نهر الحياة، رسالة في بيان الكبائر و الصغائر، نكت علي «الحاوي الصغير» في الفقه، و نظم مختصر منتهي السؤل و الأَمل في علمي الأُصول و الجدل.

وله نظم و نثر.

توفّي و هو علي القضاء- سنة أربع و عشرين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 121

2931 عبد الرحمن بن أبي الخير «1»

(741- 805 ه) عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني، تقي الدين أبو زيد و أبو الفضل الفاسي ثم المكّي.

ولد سنة إحدي و أربعين و سبعمائة بمكّة.

و سمع من أبيه، و تفقّه بخليل المالكي و موسي المراكشي، و

أخذ عن: محمد ابن نصر اللّه بن النحاس، و العزّ ابن جماعة، و الشهاب الهكّاري، و غيرهم.

و عني بفقه المالكية و مهر فيه.

قال ابن حجر: و أفتي و درّس أكثر من أربعين سنة.

أخذ عنه قريبه التقي الفاسي صاحب «العقد الثمين» و انتفع به في معرفة مذهبه.

و توفّي ابن أبي الخير بمكة في- ذي القعدة سنة خمس و ثمانمائة.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 5- 104، الضوء اللامع 4- 149 برقم 388، شذرات الذهب 7- 50.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 122

2932 العراقي «1»

(725- 806 ه) عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر الكردي، الفقيه الشافعي، الحافظ، زين الدين الرازناني «2» الاربلي الاصل، نزيل القاهرة، يعرف بالعراقي.

ولد سنة خمس و عشرين و سبعمائة بمنشية المهراني علي شاطئ النيل، و أسمعه أبوه من: تقي الدين القناوي، و تقي الدين الاخنائي، و الامير سَنْجَر الجاولي.

و أخذ الفقه عن: ابن عدلان، و محمد بن إسحاق البلبيسي، و جمال الدين الاسنوي، و الأُصول عن الشمس ابن اللبان، و الحديث عن: العلاء التركماني الحنفي، و الصلاح العلائي، و الميدومي، و التقي السبكي، و ابن عبد الهادي، و العفيف المطري، و ابن الخبّاز، و سليمان بن إبراهيم بن المطوّع، و غيرهم بالقاهرة

______________________________

(1) غاية النهاية 1- 382 برقم 1630، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 29 برقم 732، إنباء الغمر بأبناء العمر 5- 170، الضوء اللامع 4- 171 برقم 452، طبقات الحفّاظ 543 برقم 1175، الدارس في تاريخ المدارس 1- 44، كشف الظنون 1- 24 و..، شذرات الذهب 7- 55، البدر الطالع 1- 354 برقم 236، ايضاح المكنون 2- 96 و..، هدية العارفين 1- 562، الاعلام 3- 344، معجم المؤلفين 5- 204.

(2) نسبة

إلي رازنان: من أعمال إربل بالعراق.

انظر الاعلام: 3- 344.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 123

و بيت المقدس و دمشق و مكة و المدينة و حلب، و غيرها.

و أكب علي علم الحديث حتي غلب عليه، و صار لا يُعرف إلّا به.

و تصدّي للتخريج و التصنيف، و ولي تدريس الحديث بدار الحديث الكاملية و الظاهرية و جامع طولون.

و حج و جاور بالحرمين، و ولي قضاء المدينة و خطابتها و إمامتها، ثم صرف عن ذلك، و أملي بالقاهرة مجالس كثيرة.

أخذ عنه جماعة، منهم: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، و برهان الدين إبراهيم بن موسي الابناسي، و ابن حجر العسقلاني، و ابنه ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم، و برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي.

و صنّف كتباً كثيرة، منها: المغني عن حمل الاسفار في الاسفار (مطبوع)، فتح المغيث (مطبوع)، الالفية (مطبوع) في مصطلح الحديث، القرب في محبة العرب (مطبوع)، تقريب الاسانيد و ترتيب الاسانيد (مطبوع)، التقييد و الإِيضاح (مطبوع) في مصطلح الحديث، طرح التثريب في شرح التقريب (مطبوع)، الالفية (مطبوع) في غريب القرآن، التحرير في أُصول الفقه، تتمات «المهمات» في الفقه للِاسنوي، تكملة «شرح الترمذي» لابن سيد الناس، و الاستعاذة بالواحد من إقامة جمعتين في مكان واحد.

توفّي بالقاهرة- سنة ست و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 124

2933 عبد السلام البغدادي «1»

(776- 859 ه) عبد السلام بن أحمد بن عبد المنعم، عز الدين و مجد الدين القيلوي البغدادي، الحنبلي ثم الحنفي، نزيل القاهرة.

ولد في بغداد سنة ست و سبعين و سبعمائة.

و تفقّه علي المذهب الحنبلي، و بحث فيه كثيراً لكون والده حنبلياً، و بحث في فقه الشافعية ثم تحنّف، و ارتحل إلي السلطانية (بأذربيجان) و تبريز و أرزنجان (ببلاد الروم)

و حلب و القدس، و نال حظاً وافراً من مختلف العلوم، ثم استقرّ في القاهرة في سنة عشر و ثمانمائة، و أخذ بها الحديث و علومه عن: ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي، و ابن حجر العسقلاني.

و كان قد أخذ الفقه عن: محمد بن الحادي، و عبد اللّه بن عُزيِّز الحنبليين، و ضياء الدين محمد الهروي، و عبد الرحمن القشلاغي الحنفيين، و جلال الدين محمد القلندشي الشافعي، و غيرهم.

و سمع: شرف الدين ابن الكويك، و شمس الدين محمد البرماوي، و شمس الدين محمد الشامي، و شهاب الدين البطائحي، و نور الدين الفوي، و آخرين.

و قرأ في عدة علوم علي جماعة كثيرة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 4- 198 برقم 512، الطبقات السنية 4- 337 برقم 1230، كشف الظنون 2- 1039، شذرات الذهب 7- 294، الاعلام 3- 355، معجم المؤلفين 5- 222.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 125

و كان فصيح اللسان، مفوّهاً، قوّي الحافظة، مدرّساً.

درّس الفقه بالمنكوتمرية بالقاهرة و بجامع المارداني، و ناب في تدريس الناصرية و الأَشرفية القديمة و غيرهما.

قرأ عليه: زين الدين رضوان المستملي، و ابن خضر، و شرف الدين ابن الخشاب، و ابن الهمام، و تقي الدين الشُّمُنّي، و القرافي، و عز الدين الكناني، و ابن الرزاز، و شمس الدين السخاوي و أخذ عنه في العربية، و البقاعي، و غيرهم من علماء المذاهب.

و صنّف كتاب شرح حديث بُني الإسلام علي خمس.

وله نظمٌ، و تعاليق علي ايساغوجي و الشمسية، و الأَلفية و التوضيح.

توفّي بالقاهرة- سنة تسع و خمسين و ثمانمائة.

2934 عبد العزيز النويري «1»

(778- 825 ه) عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي العقيلي، عز الدين أبو المعالي، النويري، المكي.

ولد سنة ثمان و سبعين و سبعمائة بمكّة،

و سمع أوّلًا علي: أبيه علي «2»

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 31، الضوء اللامع 4- 221 برقم 566، شذرات الذهب 7- 174.

(2) كان من علماء المالكية، وقد توفي سنة (799 ه).

إنباء الغمر بأبناء العمر: 3- 352.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 126

و العفيف النشاوري، و ابن صديق، ثم تفقّه بالجمال ابن ظهيرة، و أخذ النحو عن النجم المرجاني.

و ارتحل بعد ذلك إلي القاهرة فأخذ الفقه عن جماعة هناك منهم: الابناسي، و سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني، و ولده جلال الدين عبد الرحمن، و بدر الدين أحمد الطنبذي، و بهاء الدين أبو الفتح البلقيني.

و كان عارفاً بفقه الشافعية، مشاركاً في غيره.

درّس الحديث بالمنصورية، و أفتي.

و دخل اليمن غير مرّة، و ولي قضاء تعزّ و التدريس بها، ثم رجع إلي مكة فأقام متعلّلًا حتي مات في- ذي الحجّة سنة خمس «1» و عشرين و ثمانمائة.

و كان ممّن أخذ عنه تقي الدين ابن فهد.

2935 المقدسي «2»

(قبيل 770- 846 ه) عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن عبد المحمود «3» البكري التيمي القرشي، عز الدين البغدادي ثمّ المقدسي، و كان يلقّب بقاضي الاقاليم.

______________________________

(1)- و في إنباء الغمر: سنة (826 ه).

(2) إنباء الغمر بأبناء العمر 9- 194، الضوء اللامع 4- 222 برقم 570، الدارس في تاريخ المدارس 2- 53، كشف الظنون 2- 1292، شذرات الذهب 7- 259، ايضاح المكنون 2، 240، 448، 449، 480- 1، 368، 369، 125- 172، هدية العارفين 1- 582، الاعلام 4- 23، معجم المؤلفين 5- 254.

(3) و في الضوء اللامع: عبد العزيز بن علي بن أبي العز بن عبد العزيز.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 127

ولد ببغداد قبيل سنة سبعين و سبعمائة، و تفقه بها، و

سمع من: عماد الدين محمد بن عبد الرحمن السهروردي، و ابنه أحمد.

و قدم دمشق في سنة (795 ه) فسكنها كما سكن بيت المقدس و ولي قضاء الحنابلة به ثم قام علي خطيب الاقصي الشهاب الباعوني، فلمّا ولي الباعوني قضاء الشام فرّ العزّ إلي بغداد مسقط رأسه و ولي قضاءها.

ثم أخذ في التنقّل بين دمشق و بيت المقدس و القاهرة، و ولي القضاء بكل منها، و درّس في المؤيدية بالقاهرة.

و كان فقيهاً حنبلي المذهب، مشاركاً في الأُصول و النحو و غيرهما.

تُروي عنه أشياء مضحكة، منها أنّه حمل يوماً السمك في كمّه فغفل عنه و حضر للتدريس، فصادف أن ضرب قطّةً فانتثر السمك من كمّه! من كتبه: الخلاصة اختصر به «المغني» لابن قدامه و ضم إليه بعض المسائل من غيره، شرح مختصر الخرقي، اختصار كتاب الطوفي في الأُصول، عمدة الناسك في معرفة المناسك، بديع المغاني في علم البيان و المعاني، مسلك البررة في معرفة القراءات العشرة، القمر المنير في أحاديث البشير النذير، و شرح «الجمل» في النحو للجرجاني.

توفّي بدمشق- سنة ست و أربعين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 128

2936 المرتضي «1»

(.. حياً 862 ه) عبد علي بن محمد بن أبي هاشم بن يحيي، السيد جلال الدين الحسيني الاعرجي، الملقب بالمرتضي.

كان من فقهاء الشيعة المحققين، عالماً بأُصول و فروع المذهب، مدرّساً للعلوم العقلية و النقلية.

قرأ علي السيد الحسن «2» بن حمزة بن محسن الموسوي النجفي كتاب «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي.

و كان قد سأل أثناء قراءة الكتاب المذكور عن دقائق المباحث الفقهية، و أظهر براعة و فضلًا و علماً، بحيث قال أُستاذه المذكور في إجازته له في سنة (862 ه): و كانت الافادة لي منه

أكثر من الافادة مني له.

كما أجاز له جميع ما للرواية فيه مدخل عند العلماء من معقول و منقول من كتب مشايخ و علماء الامامية.

لم نقع له علي تاريخ وفاة.

______________________________

(1) رياض العلماء 3- 153، طبقات أعلام الشيعة 4- 77، الذريعة 1- 171 برقم 861.

(2) مضت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 129

2937 عبد القادر العُبادي «1»

(814- 880 ه) عبد القادر بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد الانصاري الخزرجي العبادي، محيي الدين المكي.

كان فقيهاً مالكياً، من كبار العلماء بالنحو.

درس الفقه و العربية و علم الحديث و الأُصول علي علماء عصره مثل: محمد ابن موسي الوانوغي، و أحمد اللجائي، و الامين الاقصرائي، و البساطي، و ابن سلامة، و التقي الفاسي، و التريكي، و التقي المقريزي، و آخرين.

و ارتحل إلي القاهرة، فأقام أشهراً، و سمع بها من ابن حجر العسقلاني.

و ولي قضاء المالكية بمكة في سنة ثلاث و أربعين و ثمانمائة، و عُزل و أُعيد مراراً.

و عكف علي التدريس و الإِفتاء، و انثال عليه الطلبة في بلده و القادمون إليها حتي صار شيخ المالكية فيها.

أخذ عنه: شمس الدين السخاوي، و جلال الدين السيوطي.

و كتب حاشية علي «التوضيح» في النحو لابن هشام، و علي «شرح الالفية»

______________________________

(1) الضوء اللامع 4- 283 برقم 752، بغية الوعاة 2- 104 برقم 1554، نيل الابتهاج 282 برقم 346، كشف الظنون 1، 155، 407- 152، شذرات الذهب 7- 329، هدية العارفين 1- 597، شجرة النور الزكية 255 برقم 927، الاعلام 4- 42، معجم المؤلفين 5- 297.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 130

للمكودي، و شرح «التسهيل» في النحو بكتاب سمّاه هداية السبيل.

توفّي و هو علي القضاء سنة ثمانين و ثمانمائة.

2938 ابن عبد الوارث «1»

(824- 874 ه) عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الوارث بن محمد البكري، محيي الدين أبو البركات المصري ثم الدمشقي، المالكي، يعرف بابن عبد الوارث.

ولد بمصر سنة أربع و عشرين و ثمانمائة.

و حفظ بعض الكتب في الفقه و الحديث و عرضها علي علماء مذهبه و علماء الشافعية و الحنفية، ثم تفقّه بالزين عُبادة، و الزين طاهر.

و أخذ العربية و الأُصول،

عن الشُّمُنّي، و الأُصول أيضاً و غيره من الفنون عن ابن الهمام.

و لازم ابن حجر، و ابن الديري.

و برع في الفقه و الأُصول و العربية، و استحصل الاذن بالافتاء و التدريس، و قُصد بالفتاوي.

و ناب في الحكم، ثم ولي قضاء المالكية استقلالًا، و مشيخة الصوفية بمصر.

توفّي في- جمادي الثانية سنة أربع و سبعين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 4- 269 برقم 714، الدارس في تاريخ المدارس 2- 22، نيل الابتهاج 284 برقم 384.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 131

2939 عبد القادر الحسني «1»

(842- 898 ه) عبد القادر بن عبد اللطيف بن محمد بن أحمد الحسني، محيي الدين أبو صالح الفاسي الاصل، المكّي.

ولد بمكة سنة اثنتين و أربعين و ثمانمائة، و أقبل علي مطالعة و حفظ بعض الكتب، فيما سمع البعض الآخر علي علماء عصره مثل التقي ابن فهد، و الشهاب الزفتاوي.

و أخذ القراءات عن: محمد بن شرف الدين الششتري المدني و عمر الحموي، و الفقه عن: العزّ الكناني، و العلاء المرداوي، و التقي الجراعي، و العربية عن الشمني، و الأُصول عن الامين الاقصرائي، و أُصول الدين عن العلاء الحصني، و العقليات عن مظفّر الشيرازي.

ثم أقام بمكة، و ولي قضاء الحنابلة بها سنة (863 ه)، ثم أُضيف إليه قضاء المدينة سنة (865 ه).

و درّس الفقه و العربية، و أفتي.

و توجّه إلي المدينة الشريفة للزيارة علي عادته فأدركته المنية بها في- شعبان سنة ثمان و تسعين و ثمانمائة، و دُفن بالبقيع.

______________________________

(1) الضوء اللامع 4- 272 برقم 723، شذرات الذهب 7- 361.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 132

2940 ابن مفتاح «1»

(..- 877 ه) عبد اللّه بن أبي القاسم بن مفتاح، أبو الحسن اليمني، من موالي بني الحجي.

كان من فقهاء الزيدية، زاهداً.

كتب تعليقة علي التذكرة.

و صنّف كتاب المنتزع المختار من الغيث المدرار (مطبوع في أربعة أجزاء) في فقه الزيدية، انتزعه من الغيث المدرار في شرح الازهار كلاهما للمهدي لدين اللّه أحمد «2» بن يحيي بن المرتضي الحسني (المتوفّي 840 ه).

وقد نقل المترجم في كتابه المذكور كثيراً من الاحاديث و آراء فقهاء أهل السنة، وقد اعتني به علماء الزيدية، و عكفوا علي دراسته.

توفّي في- شهر ربيع الآخر سنة سبع و سبعين و ثمانمائة، و قبره بأزاء المحاريق يماني صنعاء قريباً من باب اليمن.

قال الشوكاني: كان

علي قبره مشهد، و تهدّم.

______________________________

(1) البدر الطالع 1- 394 برقم 176، الاعلام 4- 114، معجم المؤلفين 6- 104، مؤلفات الزيدية 3- 63 برقم 3031، تراجم الرجال للحسيني 21.

(2) مضت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 133

2941 ابن التائب «1»

(.. حياً 806 ه) عبد اللّه بن سيف الدين بن التائب، الشيخ جمال الدين، أحد مشايخ الشيعة و متكلميهم.

قرأ كتاب «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة الحلّي علي الفقيه السيد علي ابن محمد بن دقماق الحسيني، فأجاز له في سنة (806 ه) روايته و نقل فتاواه و العمل وفق آراء المؤلف التي يعبّر عنها ب (الاقرب و الأَشبه و الأَصح و الأَظهر).

كما أجازه بالفتاوي الموجودة في سائر كتب العلّامة الفقهية، مثل: «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام»، و «مختلف الشيعة إلي أحكام الشريعة»، و «نهاية الاحكام في معرفة الاحكام» و العمل بما في كتبه الأُصولية كالتهذيب و مبادئ الأُصول، و أجازه أيضاً برواية «شرائع الإسلام» و «المختصر النافع» للمحقق الحلّي، و كذا مصنّفات الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي.

و حصل المترجم علي إجازة من الشيخ علي بن الحسن المطوع برواية بعض الكتب الفقهية مثل الشرائع و الدروس و التحرير.

______________________________

(1) رياض العلماء 4- 200، طبقات أعلام الشيعة 4- 78.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 134

2942 الفتحاني «1»

( … )

عبد اللّه بن فتح اللّه بن عبد الملك بن إسحاق بن عبد الملك بن محمد بن محمد بن فتحان، وجيه الدين أبو العلاء القمي الاصل، الكاشاني المولد و الدار.

كان جدُّه رضي الدين عبد الملك «2» بن إسحاق من كبار الفقهاء الامامية، وقد انتقل إلي كاشان قبل سنة (838 ه)، و عاش حتي أدركه حفيده عبد اللّه هذا و روي عنه.

و روي أيضاً عن والده علاء الدين فتح اللّه.

و اعتني بالحديث، حتي صار من كبار حفّاظه، و حدّث، و وعظ.

روي عنه أبو جعفر محمد بن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور الاحسائي، و بالغ في تعظيمه، و وصفه بالعلّامة المحقق المدقق سيد

الوعّاظ و إمام الحفّاظ.

و قال صاحب «رياض العلماء»: العالم النبيه، الفقيه الجليل النبيل.

لم نظفر بوفاته.

و للمترجم ابن عالمٌ، هو أبو المؤيد إبراهيم «3» (كان حياً 719 ه).

______________________________

(1) غوالي اللآلي العزيزية 1- 9، رياض العلماء 3- 234، مستدرك الوسائل 3- 440، الذريعة 1- 207 برقم 1079، طبقات أعلام الشيعة 4- 80.

(2) كان حياً (851 ه) و ستأتي ترجمته لاحقاً.

(3) طبقات أعلام الشيعة: 4- 5) القرن العاشر).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 135

2943 النحريري «1»

(740- 807 ه) عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن محمد، جمال الدين أبو محمد النحريري، المالكي، نزيل حلب و قاضيها.

كان من أعيان الحلبيين، فقيهاً، مستحضراً لكثير من الفقه و التاريخ و التصوّف.

ولد سنة أربعين و سبعمائة.

و درس بمصر و دمشق، ثم قدم حلب و سمع بها من: الظهير ابن العجمي، و الشمس محمد بن حسن الانفي، و غيرهما.

و ناب في الحكم بحلب، ثم استقلّ به سنة سبع و ثمانين، و طلبه الظاهر برقوق في سنة أربع و تسعين، فاختفي، و دخل بغداد، و توجّه منها إلي تبريز ثم إلي حصن كيفا، فأكرمه صاحبُهُ و أقام مشتغلًا بالعلم إلي سنة ست و ثمانمائة، ثم رجع إلي حلب، و حجّ، و قصد الرجوع إلي الحصن، فمات بسرمين- سنة سبع و ثمانمائة.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 5- 241، الضوء اللامع 5- 42 برقم 162، نيل الابتهاج 234 برقم 264، شذرات الذهب 7- 68، أعلام النبلاء 5- 142 برقم 492.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 136

2944 النَّجْري «1»

(825- 877 ه) عبد اللّه بن محمد بن أبي القاسم بن علي العكي الفزاري العبسي، اليماني، المعروف بالنَّجري.

كان فقيهاً زيدياً «2» نحوياً، أديباً، مشاركاً في عدة فنون.

ولد في مدينة حوث سنة خمس و عشرين و ثمانمائة، و نشأ بها.

و قرأ علي والده في النحو و الأَصلين و الفقه، و علي أخيه علي «3» بن محمد بن أبي القاسم، ثم رحل إلي القاهرة، فأقام خمس سنين، و أكمل بها دراسته.

فقرأ في النحو و الصرف علي ابن قديد، و أبي القاسم النويري، و في المعاني و البيان علي الشمني، و في الفقه علي الامين الاقصرائي، و العضد الصيرامي، و في المنطق علي تقي الدين الحصني.

و

تقدّم في غالب هذه العلوم، و بعد صيته و لا سيما في العربية.

و صنّف كتباً، منها: شرح «القلائد في تصحيح العقائد» للمهدي لدين اللّه

______________________________

(1) الضوء اللامع 5- 62 برقم 226، البدر الطالع 1- 397 برقم 180، ايضاح المكنون 2- 722، هدية العارفين 1- 469، الاعلام 4- 127، معجم المؤلفين 6- 137، مؤلفات الزيدية 2، 188، 189، 210، 368، 457- 174 و 3، 39، 70- 38.

(2) قال الشوكاني: و تستّر] المترجم [مدة بقائه بمصر فلم ينتسب زيدياً، بل انتسب حنفياً، و لهذا ترجمه البقاعي و السخاوي فقال الحنفي.

(3) ذكرناه في نهاية هذا الجزء في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بترجمة وافية).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 137

أحمد بن يحيي بن المرتضي، مرقاة الانظار المنتزع من «غايات الافكار» للمهدي لدين اللّه، معيار أغوار الافهام في الكشف عن مناسبات الاحكام، شفاء العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل (مطبوع) و يسمي أيضاً الاحكام في شرح آيات الاحكام، كاشف الغمة في تجادل النخلة و الكرمة في الادب، المختصر الفائق في الفرائض، هداية المبتدي و بداية المهتدي في النحو، شمس المقتدي في شرح «هداية المبتدي»، شرح مقدمة «التسهيل» في النحو لابن مالك، كتاب في المنطق، و شرح قسم أُصول الفقه من مقدمة البيان الشافي «1» وله نظم.

توفّي- سنة سبع و سبعين و ثمانمائة بقرية القابل من وادي ظهر في الشمال الغربي من صنعاء، و قبره بها مزور.

2945 ابن هشام الحنبلي «2»

(بعد 790- 855 ه) عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن يوسف، الجمال أبو محمد القاهري المعروف بابن هشام، الحنبلي.

ولد بعد التسعين و سبعمائة.

______________________________

(1)- و شرح علي بن محمد البكري اليمني قسم أُصول الدين منه.

انظر مؤلفات الزيدية: 2- 188 برقم 2006.

(2) الضوء اللامع

5- 56 برقم 209، شذرات الذهب 7- 285.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 138

و حفظ كتباً في النحو و غيره، و تفقّه بالمحبّ ابن نصر اللّه و لازمه في الأُصول و الحديث، و أخذ النحو عن الشمس البوصيري، و البرهان ابن الحجاج الابناسي.

و أخذ عن: القاياتي، و الونائي، و ابن الديري، و ابن حجر، و سمع الزين الزركشي، و ابن بردس، و غيرهما.

و استنابه شيخُهُ المحبّ في القضاء، ثم درّس للحنابلة، و ولي إفتاء دار العدل و الخطابة بالزينية، و تصدّي للِافتاء و الأَحكام بعد موت شيخه المذكور.

أخذ عنه: شرف الدين يحيي بن محمد المناوي، و بدر الدين محمد بن محمد السعدي، و شمس الدين السخاوي، و آخرون.

و حجّ و دخل بيت المقدس و الشام، و مات في- صفر سنة خمس و خمسين و ثمانمائة.

2946 الاقْفَهْسي «1»

(بعد 740- 823 ه) عبد اللّه بن مقداد بن إسماعيل بن عبد اللّه، جمال الدين الاقْفَهْسي، القاهري، و يقال له الاقفاصي، شيخ المالكية في عصره.

ولد بعد الاربعين و سبعمائة، و نشأ بالقاهرة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 5- 71، نيل الابتهاج 229 برقم 253، شذرات الذهب 7- 160، ايضاح المكنون 3- 557، شجرة النور الزكية 240 برقم 862، الاعلام 4- 140، معجم المؤلفين 6- 155.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 139

و تفقه علي خليل بن إسحاق المصري، و بهرام بن عبد اللّه، و تقدّم في المذهب.

و ناب في القضاء، ثم استقل به غير مرّة.

و درّس و أفتي، و صنّف كتاباً في التفسير، و شرَح «المختصر» لشيخه خليل، و «الرسالة» لابن أبي زيد القيرواني، و انتهت إليه رئاسة المذهب.

قال السخاوي: كان مزجيّ البضاعة في غير الفقه، ثم نقل عن البرماوي قوله: له معرفة جيّدة بالفقه و

النحو.

مات و هو علي القضاء سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة.

وقد أخذ عنه: محمد بن أحمد البساطي، و عبادة، و عبد الرحمن البكري، و أبو القاسم محمد بن محمد النويري.

2947 أبو العطايا «1»

(حدود 810- 873 ه) عبد اللّه بن يحيي بن المهدي بن القاسم بن المطهر الحسيني، السيد أبو العطايا اليمني، الزيدي.

ولد في سنة عشر و ثمانمائة تقريباً.

و أخذ عن: والده يحيي، و محمد بن داود البهمي، و غيرهما.

______________________________

(1) ملحق البدر الطالع 139 برقم 259.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 140

قال ابن زبارة: كان شيخ العترة النبوية في زمنه و مفسرها و محدثها و مفتيها و المعتني بعلومها.

أخذ عنه، جماعة، منهم: علي بن زيد بن الحسن الشظبي الصريمي، و السيد محمد بن عبد اللّه بن الهادي الوزير، و السيد إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه الوزير، و إسماعيل «1» بن أحمد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عطية النجراني، و غيرهم.

توفّي- سنة ثلاث و سبعين و ثمانمائة.

2948 الفتحاني «2»

(.. كان حياً 851 ه) عبد الملك بن إسحاق بن عبد الملك بن محمد بن محمد بن فتحان، رضي الدين أبو الفضائل القمي، نزيل كاشان، أحد أجلّة فقهاء الامامية.

أخذ عن جماعة من الفقهاء، منهم: المقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي ثم النجفي (المتوفّي 826 ه)، و أحمد بن محمد بن فهد الحلّي (المتوفّي 841 ه)، و زين الدين علي بن الحسن بن محمد الأَسترابادي، و شرف الدين (زين الدين) علي بن الحسن السَّرابَشْنَوي الكاشاني.

و حدّث، و درّس.

______________________________

(1)- قد مرّ في ترجمته أنّ السيّدين محمد الوزير و ابنه إبراهيم قد أخذا عنه، فلاحظ.

(2) غوالي اللآلي العزيزية 1- 9، رياض العلماء 3- 268، طبقات أعلام الشيعة 4- 82، الذريعة 1- 206 برقم 1077.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 141

قرأ عليه زين الدين علي كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي، و أجاز له روايته في سنة

(851 ه).

و روي عنه: ابنه علاء الدين فتح اللّه، و حفيده وجيه الدين عبد اللّه الواعظ الحافظ.

و روي عنه ابن أبي جمهور الاحسائي بواسطة حفيده عبد اللّه، و وصفه بسيد العلماء و الفقهاء.

و كان المترجم قد انتقل إلي كاشان قبل سنة (838 ه) فأقام بها، و أنشأ مكتبة و حوزة علمية، تخرّج منها جماعة.

لم نظفر بوفاته.

2949 عبد الوهاب الأَسترابادي «1»

(.. حياً 883 ه) عبد الوهاب بن علي الحسيني الاشرفي، الأَسترابادي ثم الجرجاني، القاضي، والد القاضي عبد الحيّ أحد كبار العلماء في عهد إسماعيل الصَّفَوي.

كان السيد عبد الوهاب من أجلّة علماء الامامية، متكلّماً، محقّقاً، له اشتغال

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 166 برقم 490، رياض العلماء 3- 290، هدية العارفين 1- 640، أعيان الشيعة 8- 133، الفوائد الرضوية 260، الذريعة 2- 402 برقم 1617 و 4- 456 برقم 1533 و 6- 140 برقم 761 و 13- 384 برقم 1439، طبقات أعلام الشيعة 4- 83، معجم رجال الحديث 11- 43 برقم 7372.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 142

بالحكمة و العلوم العربية.

ولي القضاء بجرجان مدة طويلة، و اهتم بفصل القضايا، و تنظيم أُمور الناس.

روي عنه المفسّر علي بن الحسن الزواري مؤلف «لوامع الانوار في معرفة الأَئمّة الاطهار».

و صنّف من الكتب: تنزيه الانبياء، شرح «الفصول» في أُصول الدين للفيلسوف نصير الدين الطوسي (المتوفّي 672 ه)، أُنموذج العلوم الثلاثة: المعاني و البيان و البديع، شرح قصيدة البُردة النبوية باللغة الفارسية، و حاشية علي «شرح هداية الحكمة» لمحمد بن مبارك شاه البخاري المعروف بميرك، أما «هداية الحكمة» فهو من تأليف أثير الدين المفضل بن عمر الابهري (المتوفّي 663 ه).

لم نظفر بوفاة السيد عبد الوهاب، لكنه شرَحَ البُردة سنة ثلاث و ثمانين و ثمانمائة، فلعله توفي بعدها بقليل.

قال

في «طبقات أعلام الشيعة»: إنّ الزواري يروي عن المحقق الكركي (المتوفّي 940 ه)، فصاحب الترجمة الذي هو في طبقة الكركي لعله بقي إلي المائة العاشرة، و لذلك كرّرته.

أقول: الكركي أصغر بسنوات عديدة من السيد عبد الوهاب، فلا دليل علي كونهما في طبقة واحدة، فقد وُلد الكركي سنة (868 ه)، بينما فرغ المترجم من حاشيته «1» علي شرح الهداية سنة (178 ه)، أما رواية الزواري عنهما، فالظاهر أنّها من نوع (السابق و اللاحق).

______________________________

(1)- الذريعة: 6- 140 برقم 761.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 143

2950 تاج الدين العلوي «1»

(834- 875 ه) عبد الوهاب بن محمد بن حسن بن محمد بن أبي الوفاء العلوي الحسيني، تاج الدين أبو نصر العراقي الاصل، المقدسي، نزيل القاهرة.

ولد سنة أربع و ثلاثين و ثمانمائة، و أُحضر علي التدمري، ثم حفظ كتباً.

و قدم القاهرة سنة خمسين، فلازم شرف الدين يحيي بن محمد المناوي، و تلمّذ عليه و علي: أحمد الخواص، و شهاب الدين أحمد بن إسماعيل الابشيطي، و محمد بن محمد بن علي المعروف بابن حسان.

و كان فقيهاً شافعياً، مشاركاً في الادب و التفسير.

ولي قضاء حلب.

و صنّف كتباً، منها: إرشاد الماهر لنفائس الجواهر في الفقه، أوضح المسالك إلي علم المناسك، بلوغ القاصد لَاسني المقاصد، الروض الناظر لنزهة المناظر في الادب، عدّة الحكّام في شرح «عمدة الاحكام» للمقدسي، شرح فرائض «المنهاج» للنووي، و مختصر «معالم التنزيل» للبغوي في التفسير.

توفّي- سنة خمس و سبعين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 5- 107 برقم 395، كشف الظنون 1، 291- 254، هدية العارفين 5- 639، ايضاح المكنون 3- 410، معجم المؤلفين 6- 228، معجم المفسرين 1- 339.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 144

2951 ابن زُهرة «1»

(806- 895 ه) عبد الوهاب بن محمد بن يحيي بن أحمد، تاج الدين أبو الفضل الحبراضي الاصل، الطرابلسي، الشافعي.

ولد سنة ست و ثمانمائة بطرابلس.

و نشأ بها و قرأ القرآن عند محمد الاعزاري، و حفظ بعض الكتب و تلمّذ علي أبيه في الفقه و أُصوله، و قرأ العربية علي القلاء المقسي، و أُصول الدين علي الشمس ابن الشمّاع.

و صحب الزين الخافي، و سمع أباه، و الشهاب ابن الحبال، و ابن ناصر الدين.

و حجّ فدخل الشام بصحبة والده، و أقام ببلده متصدياً للتدريس و الإِفتاء.

له من الكتب: بهجة الوصول في شرح «منهاج الأُصول» للبيضاوي، تذكرة

المحتاج في شرح «المنهاج» للنووي، تذكرة النبيه في شرح «التنبيه» لَابي إسحاق الشيرازي، و المختار في فقه الابرار.

و من شعره:

عيون حبيبي النرجسيات أتلفت فؤاد المعنّي بالفتور و بالسحر و أرمت

سهاماً صائبات أُصولها لقلب الذي قد مات بالصبّ و الهجر

توفّي- سنة خمس و تسعين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 5- 113، ايضاح المكنون 1، 276- 204، هدية العارفين 1- 640، معجم المؤلفين 6- 230.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 145

2952 الهادي «1»

(845- 900 ه) عز الدين بن الحسن بن علي «2» بن المؤيد بن جبرئيل بن المؤيد الفَلَلي اليمني، الملقّب بالهادي، أحد أئمّة الزيدية.

ولد في أعلي (فَلَلَة) سنة خمس و أربعين و ثمانمائة، و نشأ بها و تعلّم.

و انتقل إلي صعدة، فأخذ عن علي بن موسي الدوّاري، و غيره.

ثم ارتحل إلي تهامة فسمع الحديث علي يحيي بن أبي بكر العامري.

و كان قد لازم المنصور باللّه محمد بن علي بن محمد الوشلي السراجي، و انتفع به و تبحّر في عدّة علوم.

ثم دعا إلي نفسه، فبايعه أهل (فَلَلَة) سنة (879 ه) و أطاعته بلاد السودة، و كحلان، و المشرفين، و البلاد الشامية في اليمن، و استمرت إمامته إلي أن توفي بصنعاء- سنة تسعمائة.

وقد صنّف المترجم جملة من الكتب، منها: الفلك السيار في لجج «البحر الزخار» للمهدي أحمد «3» بن يحيي بن المرتضي الحسني (المتوفّي 840 ه) وصل

______________________________

(1) البدر الطالع 1- 415 برقم 201، هدية العارفين 1- 663، الاعلام 4- 229، مؤلفات الزيدية 1- 423 برقم 1242 و 431 برقم 1269 و 2- 100 برقم 783 و 390 برقم 2615 و 393 برقم 2624 و 3- 35 برقم 2940 و مواضع غيرها.

(2) الملقب بالهادي لدين اللّه، و المتوفي سنة (836 ه).

(3) مضت

ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 146

فيه إلي كتاب الحجّ، الفتاوي، الكوكب السيار في مناسك الحجّ و الاعتمار، كنز الرشاد و زاد المعاد (مطبوع) في الاخلاق، العناية التامة بتحقيق مسألة الامامة، المعراج في كشف أسرار «المنهاج» في علم الكلام ليحيي بن الحسن القرشي الصعدي، كتاب مختصر في الحساب و النجوم، حكم الجباية التي يأخذها الامام، السلوك اللؤلؤية المشتمل علي الدعوة الهادوية في العقائد، و نبذة في علم الطريقة.

وله نظم جمعه في ديوان.

2953 الناشري «1»

(754- 844 ه) علي بن أبي بكر بن علي بن محمد، موفّق الدين أبو الحسن اليماني الزبيدي المعروف بالناشري، الفقيه الشافعي.

ولد بزبيد سنة أربع و خمسين و سبعمائة.

و درس الفقه علي أبيه و عمّه القاضي أحمد، و أبي المعالي بن محمد بن أبي المعالي، و غيرهم.

و سمع علي: الجمال الاميوطي، و الابناسي، و الزين العراقي، و المراغي، و نسيم الدين الكازروني، و العزّ ابن جماعة.

و ولي قضاء حيس ثم زَبيد.

______________________________

(1) الضوء اللامع 5- 205 برقم 682، شذرات الذهب 7- 251، ايضاح المكنون 3- 347، 379، 532، هدية العارفين 5- 718 و 732، معجم المؤلفين 7- 46.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 147

و درّس بالاشرفية بزبيد، و بتعز.

و ألّف: روضة الناضر في أخبار دولة الناصر، الثمر اليانع و تحفة النافع، الجواهر المثمنات المستخرج من الشرح و الروضة و المهمّات، و مختصر في زيارة النساء للقبور.

توفّي- سنة أربع و أربعين و ثمانمائة بتعزّ.

2954 ابن الازرق «1»

(نحو 729- 809 ه) علي بن أبي بكر أحمد بن خليفة بن نوب، موفّق الدين أبو الحسن الهمداني الاصل، اليماني، يعرف بابن الازرق.

تفقّه ببلده (أبيات حسين) علي الفقيه يحيي العامري، و إبراهيم بن مطير، و قرأ الفرائض علي خاله أبي بكر بن عمران.

ثم ارتحل إلي زَبيد، فسمع بها «الحاوي» علي أبي بكر الزبيدي، و قرأ الجبر و المقابلة علي ابن الجلاد.

و حجّ، فأخذ بمكّة عن العفيف اليافعي، ثم عاد إلي بلده، و مهر في فقه الشافعية و أكثر من مطالعة كتب المذهب.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 35، الضوء اللامع 5- 200، كشف الظنون 2- 1965، شذرات الذهب 7- 85، ايضاح المكنون 1- 268، هدية العارفين 1- 698، الاعلام 4- 266، معجم المؤلفين 7-

44.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 148

و تصدّي بعد ذلك للتدريس و الإِفتاء سنين كثيرة، حتي حاز علي رئاسة الفتوي، و صار عليه المعوّل ببلاد اليمن.

أخذ عنه: بدر الدين حسين بن عبد الرحمن الاهدل، و أبو الفتح المراغي، و تقي الدين ابن فهد، و غيرهم.

و ألّف كتباً، منها: نفائس الاحكام، الخائض في شرح الفرائض، شرح به «الكافي» مختصر «المهمّات» للِاسنوي، التحقيق الوافي بالايضاح الشافي، شرَح به «التنبيه»، المعونة في النحو.

توفّي في- شهر رمضان سنة تسع و ثمانمائة «1» بأبيات حسين.

2955 البُوشي «2»

(بعيد 790- 856 ه) علي بن أحمد بن عمر بن محمد الانصاري، الفقيه الشافعي، نور الدين أبو الحسن البُوشي «3» المصري، يعرف بالخطيب و البوشي.

ولد بمصر القديمة بعيد التسعين و سبعمائة.

______________________________

(1)- و قال في «هدية العارفين» و أخذه عنه مؤلف «الاعلام»: إنّه توفي سنة (562 ه)، و هو خطأ.

(2) الضوء اللامع 5- 178 برقم 618، كشف الظنون 1- 196، هدية العارفين 1- 733، معجم المؤلفين 7- 22.

(3) نسبة إلي بُوش: كورة و مدينة بمصر من نواحي الصعيد الادني في غربي النيل.

معجم البلدان: 1- 508.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 149

و تفقّه بالزكي الميدومي، و التقي ابن عبد الباري، و النور الادمي، و البدر ابن الخلال، و البيجوري، و الزين القمني.

و سمع الحديث علي: الشمس البرماوي، و الولي العراقي، و أخذ النحو و الأَصلين و المنطق و العربية و البيان عن جماعة، منهم: الشطنوفي، و الشمس ابن العجيمي و البرهان ابن حجاج الابناسي، و البساطي، و القاياتي.

و أقبل علي التدريس و الإِفتاء، فأخذ عنه: شمس الدين الونائي، و شمس الدين السخاوي.

و صنّف شرح «الانوار» للَاردبيلي في الفقه.

و مات بالخانكاه في- ربيع الاوّل سنة ست و خمسين و ثمانمائة.

2956 السَّرابَشْنَوي «1»

( … )

علي بن الحسن بن الحسين بن الحسن، الفقيه الامامي، زين الدين و شرف الدين السَّرابَشْنَوي «2» الاصل، الكاشاني المولد و الدار.

عُني بالفقه، و ثابر علي تحصيله حتي صار فقيهاً، بالغاً رتبة الاجتهاد.

قرأ علي أبيه الفقيه تاج الدين «3» كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال

______________________________

(1) رياض العلماء 3، 399- 397، أعيان الشيعة 8- 183، طبقات أعلام الشيعة 4- 93.

(2) نسبة إلي سَرابَشنَو: قرية من قري العراق.

رياض العلماء: 3- 399.

(3) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2703.

موسوعة طبقات

الفقهاء، ج 9، ص: 150

و الحرام» للعلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي، فأجاز له في سنة (763 ه) روايته و رواية سائر مصنفات العلّامة و غير ذلك.

و كان من ذوي الفطنة و الذكاء.

وصفه محمد ابن أبي جمهور الاحسائي بسيّد الفقهاء في عصره «1» أخذ عنه: رضي الدين عبد الملك بن إسحاق بن عبد الملك بن فتحان القمّي الكاشاني (حياً 851 ه)، و عطاء اللّه بن إسحاق بن إبراهيم الحسني (الحسيني).

لم نظفر بوفاته.

2957 ابن علاله (علالا) «2»

(.. كان حياً 822 ه) علي بن الحسن بن علاله (علالا)، العالم الامامي، زين الدين الحلّي.

قال في «رياض العلماء»: كان صالحاً فاضلًا عالماً فقيهاً.

قرأ علي الفقيه الكبير المقداد بن عبد اللّه الحلّي السيوري رسالته في «آداب الحجّ» و كتابه «الاربعون» في الحديث، فأجاز له روايتهما عنه في سنة اثنتين و عشرين و ثمانمائة.

______________________________

(1)- لؤلؤة البحرين: 183.

(2) رياض العلماء 3- 408، طبقات أعلام الشيعة 4- 91، الذريعة 22- 124 (ضمن رقم 6367).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 151

و أجاز له أيضاً رواية الفتاوي المتفرقة المنقولة عن العلّامة ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه).

و كتب المترجم بخطه رسالة «المقنعة في آداب الحجّ» لمحمد بن شجاع الانصاري الحلّي القطّان، و استظهر في «طبقات أعلام الشيعة»، أنّه قرأها عليه، مستنداً في ذلك علي ما يُفهم من عبارة المترجم.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

2958 الأَسترابادي «1»

(..- حدود 837 ه) علي بن الحسن بن محمد، زين الدين الأَسترابادي «2» أحد كبار علماء الامامية.

قال في «رياض العلماء»: كان فاضلًا جليلًا، و عالماً نبيلًا، و فقيهاً نبيهاً.

أخذ بالعراق عن جماعة من الفقهاء، منهم: السيد رضي الدين الحسن بن ضياء الدين عبد اللّه بن مجد الدين ابن الاعرج الحسيني، و

______________________________

(1) رياض العلماء 3، 372- 411 و 4- 190، الذريعة 1- 211 برقم 1103، 1104، 1105، 1106، طبقات أعلام الشيعة 4- 88.

(2) يظهر أنّ المترجم كان يسكن النجف، لَانّ عدداً من أساتذته و تلامذته المذكورين في الترجمة كانوا يقيمون في هذه المدينة المشرّفة التي كانت و لا تزال من أهم مراكز العلم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 152

ابن عمّه السيد جمال الدين محمد «1» بن عميد الدين عبد المطلب بن محمد ابن الاعرج، و عز الدين الحسن بن سليمان بن

محمد الحلّي.

و حدّث، و أقرأ الفقه و غيره، و انتفع به الطلبة.

قرأ عليه كتاب «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي: السيد نظام الدين تركة بن تاج الدين بن جلال الدين عبد اللّه الحسيني، و جعفر «2» بن أحمد بن الحسن المكّي.

و قرأ عليه كتاب «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة الحلّي: السيد حسن بن حمزة الموسوي النجفي، و السيد سلطان بن الحسن الحسني الشجري القمي النجفي، و قرأ عليه الاوّل منهما قطعة من «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل، و قرأ عليه الثاني «3» كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلّي.

و قرأ عليه بعض تلامذته كتاب «الرجال» لابن داود الحلّي.

و روي عنه: رضي الدين عبد الملك بن إسحاق القمي الكاشاني، و محمد بن شجاع الانصاري الحلّي في كتابه «نهج العرفان».

وله تعليقات كثيرة و إفادات علي «تحرير الاحكام الشرعية».

توفّي في- حدود سنة سبع و ثلاثين و ثمانمائة.

______________________________

(1)- قال ابن عنبة: قضي اللّه له بالشهادة فأُخذ بالمشهد الغروي] النجف الاشرف [و خُنق ظلماً.

عمدة الطالب: 333.

(2)- تراجم الرجال للحسيني: 1- 122 برقم 200.

(3) المصدر السابق: 1- 230 برقم 407.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 153

2959 الشظبي «1»

(..- 882 ه) علي بن زيد بن الحسن الشظبي الصريمي الصنعاني اليمني، الفقيه الزيدي.

أخذ عن جماعة من الفقهاء، منهم: يحيي بن أحمد ابن مظفر الحمدي، و يوسف بن أحمد الثلائي، و أبو العطايا السيد عبد اللّه بن يحيي بن المهدي الحسيني، و غيرهم.

قال ابن زبارة: كان علّامة كبيراً، و محققاً شهيراً.

أخذ عنه جماعة من العلماء.

و صنّف حاشية علي «التذكرة» في فقه الزيدية «2» و شرحاً علي «التكملة» و تعاليق.

و كُفّ بصره في آخر عمره، و مات بصنعاء- سنة اثنتين

و ثمانين و ثمانمائة.

______________________________

(1) ملحق البدر الطالع 164 برقم 305، معجم المؤلفين 7- 96، مؤلفات الزيدية 1- 398 برقم 1157.

(2) و وهم صاحب «معجم المؤلفين» فقال: إنّ التذكرة في فروع الفقه المالكي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 154

2960 المرداوي «1»

(817- 885 ه) علي بن سليمان بن أحمد بن محمد، علاء الدين المرداوي ثم الدمشقي الصالحي، أحد كبار الحنابلة.

ولد في مَرْدا (قرب نابلس) سنة سبع عشرة و ثمانمائة.

و أخذ بها في الفقه عن شهاب الدين أحمد بن يوسف المرداوي الدمشقي (المتوفّي 850 ه).

و انتقل إلي دمشق، فأخذ الفقه و غيره عن تقي الدين ابن قُندُس و لازمه و تخرج به، و علوم الحديث عن: محمد بن عبد اللّه بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي المعروف بابن ناصر الدين (المتوفّي 842 ه).

و أخذ أيضاً عن: شمس الدين السيلي، و أبي الروح عيسي البغدادي، و محمد ابن أحمد الكركي، و شهاب الدين ابن عبد الهادي، و أبي الفتح المراغي، و غيرهم.

و تقدّم في المذهب، و أقرأ و أفتي، و صنّف.

ثم سافر بأخرة إلي القاهرة، فقرأ علي: الشُّمُنِّي، و شهاب الدين السجيني، و غيرهما.

و عاد إلي دمشق، و أقبل علي التدريس و التأليف إلي أن مات بها

______________________________

(1) الضوء اللامع 5- 225 برقم 761، كشف الظنون 1- 357 و..، شذرات الذهب 7- 340، البدر الطالع 1- 446 برقم 218، ايضاح المكنون 1- 134 و..، هدية العارفين 1- 736، الاعلام 4- 292، معجم المؤلفين 7- 102.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 155

- سنة خمس و ثمانين و ثمانمائة.

و كان قد أخذ عنه القاضي بدر الدين السعدي، و غيره.

و صنّف كتباً، منها: الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف (مطبوع)، و مختصره التنقيح المشبع في تحرير أحكام

المقنع (مطبوع)، تحرير المنقول في تمهيد علم الأُصول، و شرحه التحبير في شرح التحرير، الدر المنتقي و الجوهر المجموع في معرفة الراجح من الخلاف المطلق «في الفروع» لابن مفلح المقدسي، الحصون المعدّة الواقية من كل شدّة في عمل اليوم و الليلة، المنهل العذب الغزير في مولد الهادي البشير النذير، و فهرست القواعد الأُصولية.

2961 علي بن عبد الحميد النجفي «1»

(.. حياً بعد 801 ه) علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد بن عبد اللّه بن أحمد بن الحسن الحسيني الزيدي نسباً الامامي مذهباً، السيد بهاء الدين أبو الحسين النيلي ثم النجفي، و هو أحد ثلاثة أشخاص يسمّي أو يطلق علي كل منهم علي بن عبد الحميد «2»، و لهذا

______________________________

(1) اثبات الهداة 1- 31، رياض العلماء 4- 124، روضات الجنات 4- 347، أعيان الشيعة 8- 266، طبقات أعلام الشيعة 4- 95 و 3- 142.

(2) و الآخران هما: السيد علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي، و نظام الدين علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي الحلّي، وقد مضت ترجمتهما في الجزء الثامن كما أنّ للمترجم سميّا آخر هو علي بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن عبد الحميد الاول الحسيني النجفي، الذي ترجم له الطهراني في «طبقات أعلام الشيعة»: 3- 143) القرن الثامن)، و قال: إنّه كان في أوائل المائة الثامنة، و إنّه ألّف كتاب «إيضاح المصباح لَاهل الصلاح» و نفي ما ذهب إليه الافندي في «رياض العلماء» من احتمال اتحاده مع المترجَم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 156

تداخلت بعض أحوالهم في بعض.

ذكر الطهراني أنّ المترجم تلمّذ علي فخر المحققين محمد بن العلّامة الحلّي، و عميد الدين عبد المطلب و ضياء الدين عبد اللّه ابني محمد ابن الاعرج الحسيني، و

الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي «1» و روي أيضاً عن: تاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني (المتوفّي 776 ه)، و جدِّه عبد الحميد.

و كان فقيهاً، محدّثاً، نسابةً، مشاركاً في الرجال و نظم الشعر و غير ذلك.

روي عنه: أحمد بن محمد بن فهد الحلّي «2» و الحسن ابن العشرة «3» و الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد الحلّي.

و صنّف كتباً، منها: الانوار المضيئة في الحكمة الشرعية الالهية و هو في خمسة مجلدات «4»، الدر النضيد في تعازي الامام الشهيد، النكت اللطاف الواردة علي «الكشاف» بيان الجزاف في نقد صاحب «الكشّاف»، كتاب في الرجال، تمّمه السيد جمال الدين ابن الاعرج الحسيني، منتخب «الانوار المضيئة» في أحوال المهدي عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف لعلي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي و يُعرف «المنتخب» بكتاب الغيْبة أيضاً.

لم نظفر بوفاة المترجم، لكنه كان حياً بعد سنة (801 ه)، حيث ترجم جمال الدين ابن الاعرج في كتابه (الذي تمّم به كتاب المترجم له في حياته) لابن فهد الحلّي، و ذكَرَ من تصانيفه «عدّة الداعي» الذي ألّفه سنة (801 ه).

______________________________

(1)- مضت تراجم جميع هؤلاء المشايخ في الجزء الثامن من موسوعتنا هذه.

(2)- وقد مرّ في ترجمة نظام الدين علي بن محمد بن عبد الحميد أنّه يروي عنه ابن فهد الحلّي.

(3) قاله السيد محسن العاملي في «أعيان الشيعة».

وقد توفي ابن العشرة سنة (862 ه).

(4) الاوّل في علم الكلام، و الثاني في أُصول الفقه، و الثالث و الرابع في الفقه، و الخامس في أسرار القرآن و قصصه و غير ذلك.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 157

2962 ابن الصيرفي «1»

(778، 773- 844 ه) علي بن عثمان بن عمر بن صالح، علاء الدين أبو الحسن الدمشقي

المعروف بابن الصيرفي.

ولد بدمشق سنة ثمان و قيل ثلاث و سبعين و سبعمائة.

و تفقّه بالشهاب الملكاوي، و الشرف الغزي.

و قدم القاهرة فأخذ الفقه و الحديث عن: البلقيني، و الزين العراقي، و قرأ الأُصول علي العزّ ابن جماعة، و سمع عليهم و علي: الكمال ابن النحاس، و ابن أبي المجد، و ابن قوام، و البالسي، و غيرهم.

و برع في المذهب الشافعي فقهاً و أُصولًا.

و حدّث، و وعظ و درّس بالجامع الأُموي و دار الحديث الاشرفية و الغزالية، و ناب في الحكم في أواخر عمره.

و تلمّذ عليه جماعة منهم: الرضي الغزّي، و الزين الشاوي و الشمس ابني سعد، و مفلح.

و صنّف كتباً، منها: الوصول إلي ما وقع في الرافعي من الأُصول،

______________________________

(1) الضوء اللامع 5- 259 برقم 869، كشف الظنون 2- 945، شذرات الذهب 7- 252، ايضاح المكنون 3- 341 و 4، 711- 621، هدية العارفين 5- 732، الاعلام 4- 312، معجم المؤلفين 7- 148.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 158

نتائج الفكر في ترتيب مسائل «المنهاج» علي المختصر، زاد السائرين في فقه الصالحين في شرح «التنبيه»، تهذيب ذهن الفقيه، الساري لما وافق مسائل المنهاج من تبويب البخاري، كتاب في الوعظ، و ديوان خطب.

توفّي بدمشق- سنة أربع و أربعين و ثمانمائة.

2963 ابن طيّ «1»

(..- 855 ه) علي بن علي بن جمال الدين محمد بن طي، الفقيه الامامي المجتهد، أبو القاسم الفَقْعاني «2» العاملي، الشهير بابن طي، و بأبي القاسم ابن طي.

تفقّه، و أخذ عن: شمس الدين محمد بن محمد بن عبد اللّه العريضي، و ابن الحسام.

و أخذ عن الفقيه الكبير ابن فهد الحلّي «3» (المتوفّي 148 ه).

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 190 برقم 567، رياض العلماء 4- 158، روضات الجنات 4- 354 برقم

412، هدية العارفين 1- 733، ايضاح المكنون 2- 475، أعيان الشيعة 8- 294، الكني و الأَلقاب 1- 344، هدية الاحباب 73، الفوائد الرضوية 314، ريحانة الادب 8- 85، تكملة أمل الآمل 308 برقم 289، الذريعة 15- 110 برقم 733 و 20- 331 برقم 3259 و 17- 193 برقم 1029، طبقات أعلام الشيعة 4- 93، معجم رجال الحديث 12- 66 برقم 8216، معجم المؤلفين 7- 156.

(2) نسبة إلي فَقْعَيه: قرية في ساحل صور من جبل عامل بلبنان.

انظر أعيان الشيعة: 8- 294.

(3) ذكر صاحب «مجالس المؤمنين «: 1- 580) ضمن ترجمة أحمد بن فهد الحلّي): أنّ لابن طي قصيدة يتشوق فيها إلي رؤية ابن فهد و مصاحبته، و ذلك قبل تلمّذه عليه.

ثم أورد القصيدة، و مطلعها: معافرة الاوطان ذلٌّ و باطلُ و لا سيما إنْ قارنَتها الغوائل

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 159

و قرأ كتاب «القواعد و الفوائد» في الفقه للشهيد الاوّل علي الحسن بن يوسف المعروف بابن العشرة الكسرواني، الذي قال عنه: إنّه أفادَ أكثر مما استفاد.

و تبحّر في الفقه، و غاص علي دقائقه و غوامضه، وله فيه أقوال معروفة، و شارك في علوم أُخري، و قرض الشعر.

تلمّذ عليه ابنه محمد، و قرأ عليه «النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر» للفقيه المقداد بن عبد اللّه السيوري.

و أخذ عنه شمس الدين محمد بن محمد بن داود الجزّيني المعروف بابن المؤذن.

و صنّف كتاب المسائل الفقهية المعروف بمسائل ابن طي، جمع فيه مسائل و فوائد من نفسه و مسائل من فتاوي جماعة من الفقهاء، مثل: السيد عميد الدين عبد المطلب ابن الاعرج و فخر المحققين و الشهيد الاوّل و السيد ابن نجم الدين الاطراوي العاملي.

وله رسالة في العقود

و الإِيقاعات، و تعليقات علي «القواعد و الفوائد».

توفّي في- جمادي الأُولي سنة خمس و خمسين و ثمانمائة.

أقول: استظهر صاحب «أعيان الشيعة» أنّ علي بن محمد بن طي الذي نقل عنه ابن طاوس في «زوائد الفوائد» حديثاً في أعمال يوم التاسع من ربيع الاوّل هو صاحب الترجمة و ذلك من باب النسبة إلي الجدّ.

و هذا وهم، لتأخّر صاحب الترجمة بنحو قرن و نصف أو أكثر عن مؤلف «زوائد الفوائد» و هو علي «1» بن علي ابن طاوس (المتوفّي 117 ه)، و قيل علي ابن طاوس (المتوفّي 664 ه).

______________________________

(1)- انظر ترجمته في الجزء الثامن من موسوعتنا هذه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 160

2964 علي بن محمد الحسني «1»

(..- 837 ه) علي بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن جعفر الحسني، الصنعاني اليمني.

كان من مجتهدي الزيدية، مفسّراً.

أخذ عن إسماعيل بن إبراهيم بن عطية النجراني (المتوفّي 794 ه).

و صنّف كتباً، منها: تفسير القرآن الكريم (في ثمانية أجزاء)، تجريد «الكشاف» مع زيادة نكت لطاف (في جزءين)، الدر الشفاف المنتزع من «الكشاف»، الفتاوي، العقود الوافية «2» في شرح «الكافية» في النحو لابن الحاجب.

و عكف علي إقراء الطلبة في جميع علوم الاجتهاد و في سائر كتب التفسير.

أخذ عنه: القاضي علي بن موسي الدوّاري الصعدي (المتوفّي 881 ه)، و إسماعيل بن أحمد بن عبد اللّه النجراني، و قرأ عليه «الكشاف» و تجريده.

و تلمّذ عليه السيد محمد «3» بن إبراهيم، ابن الوزير، و قرأ عليه أُصول الفقه و التفسير، و لما ظهرت آراء ابن الوزير المذكور، قام عليه صاحب الترجمة في جملة

______________________________

(1) البدر الطالع 1- 485 برقم 234، الاعلام 5- 8، معجم المؤلفين 7- 226، مؤلفات الزيدية 1، 310، 465- 250، و 2، 303- 277.

(2) و يسمي أيضاً:

البرود الضافية و العقود الوافية.

(3) المتوفي سنة (840 ه)، و ستأتي ترجمته لاحقاً.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 161

القائمين عليه، و كتب إليه رسالة أورد فيها اعتراضاته عليه، الامر الذي حدا بابن الوزير إلي تأليف كتابه المشهور «العواصم و القواصم».

توفّي المترجم- سنة سبع و ثلاثين و ثمانمائة.

وله ابن عالم، اسمه صلاح «1» دعا إلي نفسه و بويع سنة (840 ه) و لقّب بالمهدي، و صنّف كتاب «النجم الثاقب بشرح كافية ابن الحاجب» انتزعه من «العقود الوافية» لَابيه.

2965 البكري «2»

(..- 882 ه) علي بن محمد بن أحمد بن علي بن يحيي البكري، اليمني.

كان فقيهاً زيدياً، أُصولياً، محققاً.

قال الشوكاني: كان بعض أهل العلم يفضله علي عبد اللّه «3» النجري.

اتصل البكري بالمتوكل علي اللّه المطهر بن محمد بن سليمان، و أعانه في القيام بشوَون خلافته.

______________________________

(1)- انظر الاعلام: 3- 207.

(2) البدر الطالع 1- 492 برقم 241، معجم المؤلفين 7- 180، مؤلفات الزيدية 2، 92، 143، 180- 18، و 3- 127.

(3) هو عبد اللّه بن محمد بن أبي القاسم بن علي اليماني النجري (المتوفي 877 ه)، أحد كبار علماء الزيدية، وقد مضت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 162

و صنّف كتباً، منها: السراج الوهاج في شرح «المنهاج» في علم الكلام ليحيي ابن الحسن القرشي الصعدي، شرح «المؤثرات» في الفلسفة لشمس الدين الحسن ابن محمد الرصاص (المتوفّي 584 ه)، رد علي رسالة الامام عز الدين في الامامة، و النكت الكافلة لما تضمنته مقدمة «الازهار ««1» الرافعة عن مسائلها الأُصولية الاستار «2» و شرح قسم أُصول الفقه من «البيان» لابن المظفر الحمدي (المتوفّي 875 ه).

توفّي- سنة اثنتين و ثمانين و ثمانمائة.

2966 علي بن دُقماق «3»

(..- 840 ه) علي بن محمد بن دقماق، الاديب السيد زين الدين الحسيني، أحد أكابر علماء الامامية.

______________________________

(1)- هو كتاب «الازهار في فقه الأَئمّة الاطهار» للمهدي لدين اللّه أحمد بن يحيي بن المرتضي (المتوفّي 840 ه).

(2)- أورد السيد أحمد الحسيني في «مؤلفات الزيدية «: 1- 271 برقم 757 كتاباً بعنوان «تحقيق الكلمات في الأُصول الفقهيات» لَابي الحسن البكري.

أقول: لعلّه هو صاحب الترجمة.

(3) رياض العلماء 4 203- 200، الفوائد الرضوية 300، الذريعة 24- 119 برقم 613، طبقات أعلام الشيعة 4- 92، معجم المؤلفين 7- 196.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص:

163

أخذ عن جملة من المشايخ، و روي عنهم، منهم: زين الدين جعفر بن الحسام العيناثي العاملي، و محمد بن شجاع الانصاري الحلّي القطّان، و زين الدين علي «1» بن الحسن بن أحمد بن مظاهر، و جمال الدين أحمد بن العبقوني.

و أجاز له أساتذته رواية الكتب الفقهية، مثل: تحرير الاحكام الشرعية، و مختلف الشيعة، و إرشاد الاذهان، و غيرها من كتب العلّامة ابن المطهّر الحلّي، و اللمعة الدمشقية، و الدروس الشرعية، و شرح «إرشاد الاذهان» و غيرها من كتب الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي.

و تقدّم في الفقه، و امتلك ناصية الاجتهاد، و انتفع به الطلبة.

قرأ عليه قوام الدين عبد اللّه بن سيف الدين بن التائب كتاب «تحرير الاحكام الشرعية» وله منه إجازة بروايته و رواية سائر مصنفات العلّامة الحلّي، و مصنّفات الشهيد الاوّل، و غير ذلك، و كان تاريخ الاجازة في سنة (806 ه).

و أخذ عنه: شمس الدين محمد بن محمد بن داود الجزّيني الشهير بابن المؤذن، و أبو القاسم علي بن علي بن محمد بن طي (المتوفّي 855 ه)، و زين الدين علي بن محمد بن يونس البياضي (المتوفّي 877 ه)، و قال فيه: ربّ الفضائل بالاطلاق المبرّز علي الكائنات بالآفاق السيد زين الدين علي بن دقماق.

و صنّف المترجم كتاب نزهة العشّاق إلي مكارم الاخلاق.

و ذكر بروكلمان كما نقل عنه صاحب «معجم المؤلفين»: أنّ لعلي بن محمد بن دقماق الحسيني بديعية، و أنّه توفي- سنة (940 ه).

أقول: قد وقع اشتباه أو تصحيف في سنة الوفاة، و لعل الصواب- سنة (840 ه).

______________________________

(1)- و قال في طبقات أعلام الشيعة: إنّ المترجم روي عن عز الدين الحسن بن أحمد بن مظاهر.

و هو سهو و الصحيح ما أثبتناه

و هو المذكور في «الذريعة «: 1- 221 برقم 1160.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 164

2967 ابن خطيب الناصرية «1»

(774- 843 ه) علي بن محمد بن سعد بن محمد الطائي، علاء الدين أبو الحسن الجبريني الحلبي المعروف بابن خطيب الناصرية، الفقيه الشافعي، المؤرخ.

ولد بحلب سنة أربع و سبعين و سبعمائة.

و قرأ القرآن و كتباً في الحديث و النحو ثم أخذ الفقه و النحو و الأُصول و التفسير عن: تاج الدين بن محمود الاصفهيدي، و محمد بن سلمان بن الخراط، و يوسف ابن خطيب المنصورية و السراج البلقيني، و عمر بن محمود الكركي، و الشمس البابي، و المحبّ أبي الوليد ابن الشحنة، و الولي العراقي، و ابن صديق، و الغياث العاقولي، و البدر السبكي و غيرهم.

و رحل إلي القاهرة و بعلبك و طرابلس و بيت المقدس، و سمع علي: عائشة ابنة ابن عبد الهادي، و الجمال الطيماني، و ابن حجر، و الشرف ابن الكويك، و البيجوري، و آخرين.

و درّس و حدّث و أفتي، و ولي قضاء حلب، و طرابلس، و خطابة الجامع الكبير ببلده و اشتهر حتي صار مرجع الشافعية هناك، و مات بعد أن رجع من القاهرة موعوكاً في- ذي القعدة سنة ثلاث و أربعين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 5- 303 برقم 1016، شذرات الذهب 7- 247، البدر الطالع 1- 476 برقم 231، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 5- 215 برقم 557، الاعلام 5- 8.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 165

وقد صنّف من الكتب: الدر المنتخب في تاريخ حلب «1» شرح حديث أمّ زرع، الطيبة الرائحة في تفسير الفاتحة، شرح قطعة من «الانوار» في الفقه للَاردبيلي، و سيرة المؤيد.

2968 الهيتي «2»

(حدود 822- 900 ه) علي بن محمد بن عبد الحميد، علاء الدين أبو الحسن الهيتي، البغدادي ثم الدمشقي الصالحي، الحنبلي.

ولد سنة اثنتين و عشرين و ثمانمائة

تقريباً.

و انتقل إلي دمشق، و سمع الحديث من: الامين الكركي، و الشمس ابن الطحّان، و ابن ناظر الصاحبة.

و أخذ عن: تقي الدين ابن قُندس، و النظام و البرهان ابني مفلح.

و أفتي و درّس، و ولي نيابة القضاء.

و زار القاهرة، فأخذ عنه الحنابلة.

و صنّف كتاب، فتح الملك العزيز، بشرح «الوجيز» قال الزركلي: إنّه في فقه الحنابلة.

توفّي بدمشق- سنة تسعمائة.

______________________________

(1)- جعله ذيلًا علي «بغية الطلب في تاريخ حلب» لابن العديم.

(2) شذرات الذهب 7- 365، الاعلام 5- 10، معجم المؤلفين 7- 187.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 166

2969 التوليني «1»

(..- 829 ه) علي «2» بن شمس الدين محمد بن علي بن الحسن، زين الدين التوليني النحاريري العاملي، الامامي.

روي عن: الفقيه الكبير المقداد بن عبد اللّه الحلّي السيوري (المتوفّي 826 ه).

و روي عنه جمال الدين أحمد بن علي العاملي العيناثي.

و كان من أجلّة الفقهاء و العلماء، زاهداً، عابداً.

صنّف كتاب الكفاية في الفقه.

و هو من الكتب المعروفة، فقد نقل إبراهيم بن علي الكفعمي في بعض مجاميعه عنه بعض الفتاوي.

كما أنّ له ذكراً في إجازة عز الدين الحسن «3» بن أحمد ابن فضل الماروني العاملي، حيث أجاز لبعض تلامذته أن ينقل عنه فتاوي مصنفات جماعة من الفقهاء، و منها كتاب «الكفاية» المذكور.

______________________________

(1) رياض العلماء 3- 2، 397، 380- 393، تكملة أمل الآمل 222 برقم 186، أعيان الشيعة 8- 177، طبقات أعلام الشيعة 4- 90، الذريعة 15- 59 و 18- 96.

(2) ترجمه بعضهم بعنوان علي التوليني، زين الدين، و ترجمه آخرون بعنوان زين الدين بن شمس الدين محمد التوليني، و هما واحد.

(3) مضت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 167

و للمترجم أيضاً رسالة في الصلاة.

قال في «رياض العلماء» إنّه رأي قصيدة عينية

في رثاء زين الدين بن شمس الدين التوليني، و كان تاريخها سنة تسع و عشرين و ثمانمائة.

2970 البياضي «1»

(791- 877 ه) علي بن محمد بن علي بن محمد بن يونس، زين الدين أبو محمد البياضي «2» العنفجوري «3» النَّباطي العاملي، أحد أكابر الامامية، و مؤلف «الصراط المستقيم».

ولد في بلدة النباطيّة (بلبنان) في الرابع من شهر رمضان المعظّم سنة إحدي و تسعين و سبعمائة.

و أخذ و روي عن جماعة، منهم: والده أبو جعفر محمد، و عمّه الحسن البياضي، و جمال الدين أحمد بن الحسين بن مطهر بالاجازة.

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 135 برقم 145، رياض العلماء 4- 255، هدية العارفين 1- 735، أعيان الشيعة 8- 309، ريحانة الادب 1- 299، طبقات أعلام الشيعة 4- 89، الذريعة 3- 7 برقم 8 و 10- 14 برقم 69 و 11- 230 برقم 1404 و 15- 272 برقم 1770 و 22- 5 برقم 5736، معجم المؤلفين 7- 222.

(2) استظهر السيد المرعشي أنّ المترجم يُنسب إلي قرية (البيّاض) من أعمال صور بلبنان، فاشتهر بالبيّاضي.

(3) قيل: كأنّه منسوب إلي (عين فجور) و هي قرية كانت بقرب (لبايا) من أعمال البقاع في طريق دمشق هي خراب و العين باقية إلي اليوم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 168

و طالع كتباً كثيرة، حتي برع في علم الكلام، و صارت له يد باسطة في فنون شتّي.

قال الحرّ العاملي: كان عالماً فاضلًا محقّقاً مدقّقاً ثقة متكلّماً شاعراً أديباً متبحّراً.

و قال الطهراني: كان من جهابذة الكلام و التاريخ و اللغة و الفقه و التفسير.

أخذ عنه ابنه محمد، و قرأ عليه كتاب «من لا يحضره الفقيه» للشيخ الصدوق (المتوفي 381 ه)، وله منه إجازة، و قرأ عليه زين الدين الخيّامي، النصف الثاني

من «شرائع الإسلام» للمحقق الحلّي (المتوفي 676 ه).

و أجاز للفقيه ناصر بن إبراهيم البويهي الاحسائي ثم العاملي، و توفي قبله «1» - و صنّف عدّة كتب عدّ منها السيد المرعشي سبعة عشر كتاباً منها: زبدة البيان في تلخيص «مجمع البيان» في التفسير للطبرسي (المتوفّي 548 ه)، المقام الاسني في تفسير أسماء اللّه الحسني «2» الكلمات النافعات في تفسير الباقيات الصالحات، مختصر «مختلف الشيعة إلي أحكام الشريعة» في الفقه للعلّامة ابن المطهّر الحلّي، الصراط المستقيم إلي مستحقي التقديم (مطبوع في ثلاثة أجزاء) «3» في علم الكلام، رسالة في المنطق سمّاها اللمعة، عُصرة المنجود في علم الكلام، الباب المفتوح إلي ما قيل في النفس و الروح «4» مختصر «الصحاح» في اللغة للجوهري (المتوفّي 393 ه)، الرسالة اليونسية في شرح «المقالة التكليفية»

______________________________

(1)- و كانت وفاة البويهي سنة (852 أو 853 ه).

(2)- نقل عنه الكفعمي في كتابيه «البلد الامين»، و «المصباح» في تعليقه عليهما.

(3) حقّقه محمد الباقر البهبودي، و قدّم له السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، وقد استفدنا من مقدمته عند ترجمتنا للبياضي هذا.

(4) أورده المجلسي بتمامه في (السماء و العالم) من كتابه «بحار الانوار».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 169

للشهيد الاوّل (المتوفّي 786 ه)، أرجوزة في الكلام سمّاها ذخيرة الإِيمان، و شرحها المسمّي فاتح الكنوز المحروزة في شرح الأُرجوزة، و ديوان شعره، أكثره في مناقب أئمّة أهل البيت عليهم السَّلام و ولايتهم.

توفّي البياضي- سنة سبع و سبعين و ثمانمائة بالنباطيّة، و دُفن بها.

2971 القَلَصادي «1»

(قبل 815- 891 ه) علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي، أبو الحسن الاندلسي البسطي، المالكي، المعروف بالقَلَصادي.

ولد في مدينة بَسطة (بالاندلس) قبل سنة خمس عشرة و ثمانمائة.

و أخذ بها الفقه و النحو عن: محمد

بن محمد البيّاني، و أبي الحسن علي القراباقي، و قرأ في الحساب و الفرائض و غيرهما علي علمائها.

و ارتحل: فأخذ عن طائفة من العلماء، منهم: أبو الحسن العامري، و أحمد ابن زاغو، و محمد بن أحمد بن محمد ابن مرزوق التلمساني، و القاضي محمد بن عُقاب، و القاضي أحمد القلشاني، و ابن حجر العسقلاني، و جلال الدين محمد بن أحمد بن محمد المحلي القاهري،

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 14 برقم 34، نيل الابتهاج 339 برقم 440، نفح الطيب 2- 692 برقم 305، كشف الظنون 1- 339، ايضاح المكنون 1- 87 و..، هدية العارفين 1- 737، شجرة النور الزكية 1- 261 برقم 959، الاعلام 5- 10، معجم المؤلفين 7- 230، معجم المطبوعات العربية 2- 1519.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 170

و تقي الدين الشمُنِّي، و غيرهم بالمُنكّب «1» و تلِمْسان و أقام بها سبع سنوات، و تونس و القاهرة.

و كان فقيهاً، عالماً بالحساب و الفرائض، مشاركاً في عدة علوم.

أخذ عنه: أبو عبد اللّه السنوسي، و أبو عبد اللّه الجلالي، و أحمد بن علي بن داود البلوي، و آخرون.

و صنّف كتباً كثيرة، منها: أشرف المسالك إلي مذهب مالك، شرح «المختصر» في الفقه لخليل بن إسحاق المصري، شرح «الرسالة» لابن أبي زيد القيرواني، كشف الاسرار (مطبوع) في الجبر، قانون الحساب، النصيحة في السياسة العامة و الخاصة، الضروري في علم المواريث، هداية الانام في شرح مختصر قواعد الإسلام، شرح الأُرجوزة الياسمينية (مطبوع) في الفرائض، و شروح في النحو و اللغة و الجبر و المقابلة و غيرها.

توفي بباجة تونس- سنة إحدي و تسعين و ثمانمائة.

2972 ابن الرزّاز «2»

(..- 861 ه) علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عيسي، نور الدين أبو الحسن المتبولي

ثم القاهري، الفقيه الحنبلي، يعرف بابن الرزّاز.

______________________________

(1)- بلد علي ساحل جزيرة الاندلس من أعمال إلبيرة بينه و بين غرناطة أربعون ميلًا.

معجم البلدان: 5- 216.

(2) الضوء اللامع 6- 15 برقم 35، شذرات الذهب 7- 301.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 171

أخذ الفقه عن: عبد المنعم البغدادي و لازمه حتي أذن له في الافتاء و التدريس.

و أخذ أيضاً عن: نجم الدين الباهي، و صلاح الدين ابن الاعمي، و محب الدين ابن نصر اللّه.

و سمع الحديث علي: العراقي، و الهيثمي، و شرف الدين محمد بن محمد بن عبد اللطيف ابن الكويك، و شهاب الدين أحمد بن يوسف الطريني، و شمس الدين البرماوي، و آخرين.

و ناب في القضاء، و درّس الفقه بالمنصورية و المنكوتمرية و القراسنقرية.

و ولي إفتاء دار العدل.

أخذ عنه: بدر الدين محمد بن محمد السعدي، و شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي.

و صنّف كتاباً في الفقه «1» توفّي- سنة إحدي و ستين و ثمانمائة.

2973 ابن الشهيد الاوّل «2»

(..- 856 ه) علي بن محمد بن مكي بن محمد، العالم الامامي، ضياء الدين أبو القاسم العاملي، الجزّيني.

______________________________

(1)- قال السخاوي: كان مستحضراً للفقه لا سيما كتابه، ذا ملكة في تقريره.

(2) أمل الآمل 1- 134 برقم 141، رياض العلماء 4، 141- 219، الذريعة 1- 248 برقم 1305، 1306، 245 برقم 1292، طبقات أعلام الشيعة 4- 99.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 172

روي عن أبيه الفقيه المجتهد الشهيد الاوّل (المتوفّي- 786 ه)، و قرأ عليه «الشاطبية» في القراءات، وقد أجاز له و لأَخويه: رضي الدين محمد، و جمال الدين الحسن.

و أجاز له من مشايخ والده: السيد تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني (المتوفّي 776 ه)، و القاضي برهان الدين ابن جماعة الشافعي.

قال الحر العاملي:

كان فاضلًا، محقّقاً، صالحاً، ورعاً، جليل القدر، ثقة.

و وصفه عبد اللّه أفندي بالفقيه الجليل.

أخذ عنه الفقيهان: عز الدين الحسن بن يوسف الكسرواني المعروف بابن العشرة «1» (المتوفّي 268 ه)، و شمس الدين محمد بن محمد بن داود المعروف بابن المؤذن الجزّيني، وله منه إجازة برواية «تذكرة الفقهاء» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي، و غيره من الكتب «2» و روي عنه ابن طيّ العاملي «الصحيفة السجادية» بالاجازة «3» و أجاز المترجم أيضاً لعلي بن محمد بن علي بن محلي (المتوفّي 855 ه).

و صنّف شرحاً علي «القواعد» و لعله «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلي، أو «القواعد و الفوائد» لوالده الشهيد الاوّل «4» توفّي ضياء الدين- سنة ست و خمسين و ثمانمائة، قاله في «رياض العلماء».

أقول: إن صحّ تاريخ وفاته، فإنّه قد جاوز الثمانين.

______________________________

(1)- طبقات أعلام الشيعة: 4- 26) ترجمة الحسن بن العشرة).

(2)- بحار الانوار: 105- 37) ضمن اجازة شمس الدين الجزيني لعلي بن عبد العالي الميسي).

(3) بحار الانوار: 104- 213، و كنية المترجم له فيه: بهاء الدين.

(4) انظر رياض العلماء: 4- 251.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 173

2974 ابن المُغْلي «1»

(771- 828 ه) علي بن محمود بن أبي بكر، علاء الدين أبو الحسن الحموي، الحنبلي نزيل القاهرة، يعرف بابن المغلي.

ولد سنة إحدي و سبعين و سبعمائة بحماة «2» و تفقّه بها ثم بدمشق، فأخذ عن الزين ابن رجب.

و سمع علي قاضي بلده الشهاب المرداوي، و السراج البلقيني، و عبد العزيز المليجي.

و برع في الفقه مع مشاركة جيدة في النحو و الحديث و غيرهما، و اشتهر بكثرة الحفظ، و كان شديد الزهو بنفسه.

ولي القضاء ببلده فالقضاء بحلب، ثم قضاء الحنابلة بالديار المصرية مع قضاء بلده.

و تصدّي للافتاء و

التحديث.

أخذ عنه: النور القمني، و البرهان الكركي، و البرهان ابن خضر، و العلاء القلقشندي، و الشمس النواجي.

مات في- صفر سنة ثمان و عشرين و ثمانمائة.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 86، النجوم الزاهرة 15- 126، الضوء اللامع 6- 34 برقم 102، حسن المحاضرة 1- 417 برقم 18، شذرات الذهب 7- 185.

(2) و تردد المقريزي في مولد المترجم أ هو بحماة أو بسَلَمْية.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 174

2975 البِلْبِيسي «1»

(806- 878 ه) عمر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد، الفقيه الشافعي، سراج الدين البلبيسي «2» الاصل، القاهري، يُعرف بالبلبيسي.

ولد بالقاهرة سنة ست و ثمانمائة.

و أخذ الفقه عن: شمس الدين البوصيري، و علاء الدين الكناني، و العقليات عن: العلاء بن الرومي، و البخاري، و البساطي، و الهروي.

و سمع: القاياتي، و عز الدين عبد السلام البغدادي، و ابن الهمام، و الشرواني، و ابن حجر العسقلاني، و غيرهم.

قال السخاوي: تفنن و برع و أقرأ يسيراً، و كان قاصر العبارة في تصانيفه، حاد الخلق في مباحثه.

أخذ عنه أبو الفضل النويري المكي الخطيب.

و صنّف كتباً، منها: الفيض المعين في شرح «الاربعين» للنووي، شرح «الارشاد» لم يتم، أسني المقاصد إلي علم العقائد، التحقيقات في شرح «الورقات» في أُصول الفقه لِامام الحرمين، و اختصره فسمّاه التنبيهات إلي التحقيقات،

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 72 برقم 243، ايضاح المكنون 3، 263- 82، هدية العارفين 5- 793، معجم المؤلفين 7- 275.

(2) نسبة إلي بِلْبِيس: مدينة بينها و بين فسطاط مصر عشرة فراسخ علي طريق الشام.

معجم البلدان: 1- 479.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 175

شرح «الجمل» في المنطق للخونجي و سمّاه تفصيل الجمل و صون الضوابط عن الخلل، شرح «اللمع» في أُصول الفقه لَابي إسحاق الشيرازي، و سمّاه

ضوء السراج الوهاج.

توفّي بالاسكندرية- سنة ثمان و سبعين و ثمانمائة.

2976 العبادي «1»

(حدود 804- 885 ه) عمر بن حسين بن حسن بن علي، سراج الدين أبو حفص العبادي ثم الطنتدائي ثم القاهري، و يعرف بالعبادي.

ولد بمنية عباد (من غربية مصر) سنة أربع و ثمانمائة تقريباً، و تحوّل إلي طندتا، ثم سكن القاهرة، و حفظ بعض كتب الشافعية، و عرف بقوّة الحافظة.

و أخذ الفقه عن: الشمس بن البصار المقدسي، و الشمس البرماوي، و الولي العراقي، و البوصيري، و البرهان البيجوري، و البساطي، و العربية عن: الشهاب الصنهاجي، و الشمس الشطنوفي، و أُصول الفقه عن أبي عبد اللّه و أبي القاسم المغربيين.

و سمع علي: الواسطي، و الكمال ابن خير، و البدر حسين البوصيري، و العز ابن جماعة، و المجد البرماوي، و الشرف ابن الكويك.

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 81 برقم 278، شذرات الذهب 7- 342.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 176

و أذن له غير واحد بالافتاء و التدريس، و درّس الفقه بالبرقوقية و القراسنقرية، و ولي مشيخة التصوّف بالباسطية، و اشتهر حتي صار شيخ الشافعية في عصره كما يقول السخاوي الذي صحبه و حضر بعض دروسه.

و نال منه البقاعي بسبب فتياه في كائنة الكنيسة.

توفّي في- ربيع الاوّل سنة خمس و ثمانين و ثمانمائة.

2977 سراج الدين البلقيني «1»

(724- 805 ه) عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكناني، سراج الدين أبو حفص العسقلاني الاصل، البلقيني المصري، أحد كبار الشافعية.

ولد ببلقينة (من الغربية بمصر) سنة أربع و عشرين و سبعمائة، و حفظ القرآن و بعض كتب النحو و عرضها علي التقي السُّبكي و الجلال القزويني «2» حينما قدم مع أبيه صبياً إلي القاهرة، ثم استوطنها حينما بلغ الحلم.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 36 برقم 737، إنباء الغمر بأبناء العمر 5- 107، النجوم الزاهرة 12-

228 و 13- 29، الضوء اللامع 6- 85 برقم 286، طبقات الحفّاظ 542 برقم 1174، طبقات المفسرين للداودي 2- 5 برقم 385، كشف الظنون 1- 382، شذرات الذهب 7- 51، البدر الطالع 1- 506 برقم 254، ايضاح المكنون 1- 279، هدية العارفين 1- 792، الاعلام 5- 46، معجم المؤلفين 7- 284.

(2) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2768.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 177

و درس الفقه علي التقي السبكي، و الشمس ابن القماح، و النجم الاسواني، و العز ابن جماعة «1» و أخذ الأُصول و العقليات عن: الشمس الأَصبهاني، و العربية و الأَدب عن: أبي حيان، و البهاء ابن عقيل.

و سمع الحديث عن: الميدومي، و أبي الفرج بن عبد الهادي، و ابن القماح، و إبراهيم القطبي، و أبي الحرم القلانسي، و غيرهم.

و أُذن له بالافتاء و التدريس، و ناب في الحكم عن صهره البهاء ابن عقيل، و درّس بالحجازية و غيرها، و ولي إفتاء دار العدل رفيقاً للبهاء السبكي ثم قضاء الشام سنة تسع و ستين.

و عاد إلي القاهرة، متصدياً للتدريس و الإِفتاء، فذاع صيته، و صار شيخ الشافعية في وقته لا يدانيه أحدٌ في حفظ المذهب.

أخذ عنه: البدر الزركشي، و البرماوي، و الاقفهسي، و التقي الفاسي، و الفارسكوري، و الولي العراقي، و الشمس الشنشي، و السراج قارئ الهداية و غيرهم.

و صنّف كتباً لم يُكمل أكثرها، منها: التدريب في الفقه، تصحيح المنهاج، الملمات لرد «المهمات» القوائد المحضة علي «الشرح» و «الروضة»، الفتاوي، محاسن الاصطلاح و تضمين كتاب ابن الصلاح، و الاجوبة المرضية عن المسائل المكية.

مات في- شهر ذي القعدة سنة خمس و ثمانمائة.

______________________________

(1)- مضت تراجم هؤلاء الفقهاء في القرن الثامن تحت الارقام: 2811، 2793، 2716،

2735 علي التوالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 178

2978 ابن الملقِّن «1»

(723- 804 ه) عمر بن علي بن أحمد بن محمد الانصاري، سراج الدين أبو حفص الاندلسي الاصل، المصري، المعروف بابن الملقّن.

ولد في القاهرة سنة ثلاث و عشرين و سبعمائة.

و تفقّه علي: تقي الدين علي بن عبد الكافي السُّبكي، و جمال الدين عبد الرحيم الاسنوي، و عز الدين عبد العزيز بن محمد ابن جماعة، و كمال الدين أحمد بن عمر النَّشائي.

و سمع الحديث علي: مُغَلْطاي بن قليج، و زين الدين أبي بكر الرحبي و لازمهما و تخرّج بهما، و الحسن بن السديد، و محمد بن غالي، و جمال الدين يوسف المعدني الحنبلي، و صدر الدين الميدومي، و آخرين.

و أخذ بالشام عن ابن أميلة و غيره، و بالقدس عن العلائي.

و كان فقيهاً، محدّثاً، عارفاً بتاريخ الرجال، جمّاعاً للكتب، مصنّفاً.

حدّث و أفتي، و ولي نيابة القضاء، و درّس بجامع الحاكم و السابقية و دار الحديث الكاملية، و أكثر من التصنيف حتي اشتهر بذلك.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 43 برقم 739، إنباء الغمر بأبناء العمر 5- 41، الضوء اللامع 6- 100، حسن المحاضرة 1- 378 برقم 184، كشف الظنون 1- 29، شذرات الذهب 7- 44، البدر الطالع 1- 508، هدية العارفين 1- 761، ايضاح المكنون 1- 153، الاعلام 5- 57، معجم المؤلفين 7- 297.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 179

قال ابن حجر: كان يكتب في كل فنّ سواء أتقنه أو لم يتقنه، ثم نقل عمّن قرءوا عليه أنّه لم يكن ماهراً في الفتوي و لا التدريس.

وقد أخذ عن المترجم جماعة، منهم: تقي الدين أحمد بن علي المقريزي، و شمس الدين محمد بن عبد الدائم البرماوي.

و صنّف فيما قيل نحو ثلاثمائة

مصنّف، منها: خلاصة الفتاوي في تسهيل أسرار «الحاوي» الاعلام بفوائد «عمدة الاحكام»، تصحيح «الحاوي»، الاشارات إلي ما وقع في «المنهاج» من الاسماء و الأَماكن و اللغات، المحرر المذهّب في تخريج أحاديث «المهذب»، عمدة المحتاج إلي كتاب «المنهاج»، خلاصة البدر المنير و هو في تخريج أحاديث «شرح الوجيز» للرافعي، هادي النبيه إلي تدريس «التنبيه»، طبقات الاولياء (مطبوع)، طبقات المحدثين، طبقات القراء، العقد المذهب و هو في طبقات الشافعية، المقنع في الحديث، و شرح ألفية ابن مالك.

توفّي بالقاهرة- سنة أربع و ثمانمائة.

2979 قارئ الهداية «1»

(..- 829 ه)

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 1- 394) في هامش رقم 1088)، إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 115، النجوم الزاهرة 14- 285، الضوء اللامع 6- 109 برقم 344، حسن المحاضرة 409 برقم 51، كشف الظنون 2- 2034، شذرات الذهب 7- 191، هدية العارفين 1- 792، الاعلام 5- 57، معجم المؤلفين 7- 300.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 180

عمر بن علي بن فارس الكناني، سراج الدين أبو حفص القاهري، المعروف بقاريَ الهداية «1» نشأ في أوّل أمره خياطاً بالحسينية (في ظاهر القاهرة)، ثم أقبل علي طلب العلم بالمدرسة البرقوقية، و استقرّ قارئ علاء الدين السيرامي بها، فلُقِّب بقاريَ الهداية.

و أخذ عن: سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني، و شهاب الدين محمد بن خاص بن حيدر، و الفرسيسي، و غيرهم.

و مهر في الفقه الحنفي و أُصوله، و درّس و أفتي حتي صار المشار إليه في المذهب، و المعوّل علي فتياه، و ولي مشيخة الشيخونية بعد وفاة يعقوب بن جلال التباني (سنة (827 ه)، و كثرت تلامذته.

أخذ عنه: زين الدين رضوان المستملي، و كمال الدين محمد بن عبد الواحد المعروف بابن الهمام، و محمد بن محمد بن عمر الغزّي، و

قاسم بن قطلوبُغا، و إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه المعروف بابن الديري، و آخرون.

و توفي- سنة تسع و عشرين و ثمانمائة.

قيل: و لم يكن له إقبال علي التصنيف لتوقّف في ذهنه «2» و لكن صاحب «كشف الظنون» ذكر له تعليقاً علي «الهداية» و أضاف صاحب «معجم المؤلفين» كتابين آخرين، هما: جامع الفتاوي، و شرح «لباب المناسك» للسندي.

أقول: إنّ نسبة الكتاب الاخير إليه لا تصحّ، لَانّ السندي «3» من أهل القرن العاشر، فكيف يصنّف صاحبُ الترجمة شرحاً علي كتابه؟ أما الكتابان الاوليان، فلعلهما لسراج الدين آخر، فاشتبه الامر علي المؤلفين في التراجم.

______________________________

(1)- و ذلك تمييزاً له عن سراج الدين آخر كان يقرأ في غيره.

إنباء الغمر.

(2)- الضوء اللامع.

(3) هو رحمة اللّه بن عبد اللّه السندي (المتوفّي 978 ه).

شذرات الذهب: 8- 386.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 181

2980 القَلْشاني «1»

(773- 848،- 847 ه) عمر بن محمد بن عبد اللّه القلشاني، أبو حفص الباجي، التونسي، الفقيه المالكي.

ولد سنة ثلاث و سبعين و سبعمائة.

و أخذ عن أبيه الفقيه أبي عبد اللّه القلشاني، و أبي مهدي الغبريني، و محمد بن مرزوق، و ابن عرفة، و الأُبي.

و أخذ الطبّ عن الشريف الصقلي.

و درّس الفقه و الأَصلين و المنطق و العربية، و أفتي، و ولي قضاء الانكحة ببلده ثم قضاء الجماعة.

أخذ عنه: ابنه إبراهيم، و حلولو، و إبراهيم بن عمر الاخضري، و الشهاب الابدي، و عبد المعطي بن خصيب، و آخرون.

و شرح «طوالع الانوار» في الكلام للبيضاوي، و لم يكمله، و مختصر ابن الحاجب الفرعي.

توفّي في- سنة ثمان و قيل سبع و أربعين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 137 برقم 426، نيل الابتهاج 305 برقم 381، ايضاح المكنون 1- 475، هدية العارفين 1- 793،

شجرة النور الزكية 245 برقم 883، معجم المؤلفين 7- 312.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 182

2981 الفتي «1»

(801- 887 ه) عمر بن محمد بن معيبد الاشعري، سراج الدين أبو حفص الزَّبيدي اليمني، المعروف بالفتي، أحد كبار الشافعية.

ولد في سنة إحدي و ثمانمائة بزَبيد.

و نشأ بها فقرأ القرآن، و بعض الكتب، و درس علي: محمد بن صالح، و موسي ابن محمد الضجاعي، و شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر ابن المقري و لازمه زمناً طويلًا.

و سكن قرية المشراح (من بلاد أصاب شرقي زبيد)، و أقبل علي التدريس و التصنيف.

وقد تفقّه عليه أهل اليمن، و قُصد بالفتاوي من البلاد، و كان الطلبة يرجّحون فقهه علي سائر المشهورين في عصره.

و حينما استولي علي بن طاهر علي اليمن أكرمَ المترجَمَ له، و قلّده أمر الاوقاف.

و للفتي تصانيف في الفقه، منها: مهمّات «المهمّات» لجمال الدين الاسنوي، الابريز في تصحيح «الوجيز» للغزالي، الالهام لما في «الروض ««2» من الاوهام،

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 132 برقم 413، كشف الظنون 1- 187، البدر الطالع 1- 513 برقم 349، ايضاح المكنون 1- 11، هدية العارفين 1- 794، معجم المؤلفين 7- 313.

(2) و هو من تأليف شيخه ابن المقرئ، وقد تقدمت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 183

أنوار «الانوار» ليوسف «1» بن إبراهيم الاردبيلي، جواهر «الجواهر» لَاحمد «2» بن محمد القمولي، و غير ذلك.

توفّي في- شهر صفر سنة سبع و ثمانين و ثمانمائة.

2982 ابن الحمصي «3»

(777- 861 ه) عمر بن موسي بن الحسن القرشي المخزومي، سراج الدين الحمصي ثم القاهري، المعروف بابن الحِمْصي، الفقيه الشافعي.

ولد بحمص سنة سبع و سبعين و سبعمائة، و نشأ بها فقرأ القرآن عند العلاء الرديني، و حفظ بعض كتب الشافعية و ألفية ابن مالك، ثم ارتحل إلي دمشق، و بعلبك و القاهرة و اليمن و الاسكندرية و بيت

المقدس و غيرها، و درس الفقه و العربية و النحو و الحديث علي طائفة، منهم: الشرف ابن الشريشي، و الشهاب الزهري، و عمر القرشي، و الشهاب ابن حجي، و الانطاكي، و الابياري، و ابن رجب، و العماد بن بردس، و العلاء ابن المغلي، و الجمال الطيماني، و الزين العراقي، و ابن الجزري، و غيرهم.

______________________________

(1)- ذكرناه في نهاية الجزء الثامن في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

(2)- مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2692.

(3) الضوء اللامع 6- 139 برقم 434، ايضاح المكنون 1- 339، هدية العارفين 1- 793، الاعلام 5- 68، معجم المؤلفين 8- 4.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 184

و لازم في القاهرة جلال الدين عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البُلقيني، و أَذن له بالافتاء و التدريس، و سافر معه إلي الشام لمّا كان صحبة الظاهر ططر.

و ناب في القضاء عن جماعة، ثم ولي قضاء طرابلس و نظر جيشها، و قضاء دمشق، و حلب، و ولي مشيخة الصلاحية ببيت المقدس.

أخذ عنه: كمال الدين أبو بكر السيوطي، و جمال الدين محمد المزجاجي.

و صنّف كتاب سطور الاعلام في معرفة الإِيمان و الإِسلام.

و نظم قصيدة في الرد علي «الفصوص» لابن عربي، و قصيدةً في إنكار تكفير العلاء البخاري لابن تيميّة، و سيجي ء الكلام عليها في ترجمة الشمس محمد بن يحيي المعروف بابن زهرة.

توفّي ببيت المقدس- سنة إحدي و ستين و ثمانمائة.

وقد ذكر السخاوي أنّه سمع قوادحَ من الشاميين في حقِّ المترجم.

2983 ست المشايخ «1»

(.. كانت حيّة- 823 ه) فاطمة بنت الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي، الجزّيني، تكني: أم الحسن.

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 193 برقم 213 و 2- 294) ضمن رقم 887)، رياض العلماء 5- 403، أعيان الشيعة

8- 388، معجم رجال الحديث 23- 196 برقم 15653.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 185

كانت فقيهة إمامية، عالمة، عابدة.

أخذت عن أبيها الفقيه الاكبر محمد بن مكي (المستشهد سنة 786 ه)، و روت عن شيخه محمد بن القاسم ابن مُعيَّة الحسني (المتوفّي 776 ه) إجازة.

و كان أبوها يثني عليها، و يأمر النساء بالاقتداء بها و الرجوع إليها في أحكام الحيض و الصلاة و نحوها.

و عُنيت ست المشايخ باقتناء الكتب، حتي أنّها وهبت ميراثها من أبيها لَاخويها لقاء كُتب تنازلا لها عنها.

و نحن نورد هنا بعض ما جاء في هذه الوثيقة: الحمد للّٰه الذي وهب لعباده ما يشاء، و أنعم علي أهل العلم و العمل بما شاء، و جعل لهم شرفاً و قدراً و كرامة.. و الصلاة و السلام الاتمّان الاكملان علي سيدنا محمد سيد ولد عدنان المخصوص بجوامع الكلم الحسان، و علي آله و أصحابه أهل اللسن و اللسان..

أما بعد فقد وهبت الست فاطمة أم الحسن أخويها.. هبة شرعية ابتغاء وجه اللّه تعالي و رجاء لثوابه الجزيل، وقد عوّضا عليها كتاب التهذيب للشيخ رحمه اللّه.. و ذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان المعظم قدره الذي هو من شهور ثلاث و عشرين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 186

2984 زين الدين البلقيني «1»

(795- 861 ه) قاسم بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير الكناني، زين الدين أبو العدل البلقيني الاصل، القاهري.

ولد سنة خمس و تسعين و سبعمائة بالقاهرة، و نشأ بها و حفظ القرآن و بعض كتب الشافعية.

و اشتغل بالفقه علي: أبيه، و البيجوري، و المجد البرماوي، و أخذ عن الاخير الأُصول أيضاً.

و أخذ العربية عن الشمس الشطنوفي، و الحديث عن: جدّه، و أبيه، و الجمال ابن الشرايحي.

و

ناب عن أبيه في القضاء و أُضيف إليه قضاء سمنود، و ناب أيضاً عن عمّه بالجيزة و غيرها و استمرّ ينوب لمن بعده فيها.

و درّس التفسير بجامع طولون، و الفقه بالناصرية، و تصدّي للِاقراء.

قرأ عليه السخاوي، و قال: كان يكتب علي دروسه و اجتمع له من ذلك من المختصرات الثلاث «التنبيه» و «الحاوي» و «المنهاج» ما يسمّيه شروحاً، و كذا ردّ علي السوبيني في مسألة الساكت.

توفّي زين الدين- سنة إحدي و ستين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 181، شذرات الذهب 7- 298، معجم المؤلفين 8- 105.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 187

2985 ابن قُطلُوبُغا «1»

(802- 879 ه) قاسم بن قطلوبغا بن عبد اللّه، زين الدين أبو العدل السودوني «2» المصري، أحد علماء الحنفية و فقهائهم.

ولد بالقاهرة سنة اثنتين و ثمانمائة.

و تكسّب بالخياطة، ثم أقبل علي العلم، فأخذ التفسير و الفقه و الأَصلين و العربية عن علاء الدين البخاري، و الفقه عن: سراج الدين عمر بن علي المعروف بقاريَ الهداية، و مجد الدين الرومي، و نظام الدين السيرامي، و عبد اللطيف الكرماني، و عز الدين عبد السلام البغدادي، و علوم الحديث عن: تاج الدين أحمد الفرغاني النعماني، و ابن حجر العسقلاني.

و سمع الحديث علي: ابن حجر، و ابن الجزري، و زين الدين الزركشي، و شهاب الدين الواسطي، و بدر الدين حسين البوصيري، و آخرين.

و لازم كمال الدين محمد بن عبد الواحد المعروف بابن الهمام، و سمع عليه مختلف الفنون، و تخرّج به.

و أُذن له بالافتاء و التدريس، فتصدّي لهما، و اشتهر و قُصد بالفتاوي، و تفرّد في

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 184 برقم 635، كشف الظنون 1- 10، شذرات الذهب 7- 326، البدر الطالع 2- 45 برقم 369، ايضاح المكنون

1- 14، هدية العارفين 1- 830، الاعلام 5- 180، معجم المطبوعات العربية 1- 216، معجم المؤلفين 8- 111.

(2) نسبة إلي مُعتق أبيه سودون الشيخوني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 188

استحضار مذهبه.

أخذ عنه: الناصري بن الظاهر جقمق، و شرف الدين يحيي بن محمد المناوي، و بدر الدين ابن الصواف، و شمس الدين السخاوي.

و صنّف كتباً، منها: الفتاوي، تاج التراجم (مطبوع) في علماء الحنفية، شرح «مصابيح السنة» للبغوي، نزهة الرائض في أدلة الفرائض، غريب القرآن، تراجم مشايخ شيوخ العصر لم يتم، تقويم اللسان في الضعفاء، شرح «درر البحار» في الفقه لمحمد بن يوسف القونوي، بغية الرائد في تخريج أحاديث «شرح العقائد»، إتحاف الاحياء بما فات من تخريج أحاديث الاحياء، حاشية علي «التقريب» لابن حجر، الاجوبة علي اعتراض ابن أبي شيبة علي أبي حنيفة في الحديث، و ترصيع الجوهر النقي كتبَ منه إلي أثناء التيمم.

توفّي بالقاهرة- سنة تسع و سبعين و ثمانمائة.

2986 لطف اللّه النيسابوري «1»

(..- بعد 870 ه) «2» كان فقيهاً، متكلماً، أديباً، شاعراً، من علماء الامامية بنيسابور في عهد الامير تيمور كوركان.

______________________________

(1) رياض العلماء 4- 421، الفوائد الرضوية 368، الذريعة 16- 22 برقم 80، معجم المؤلفين 8- 156، تراجم الرجال للحسيني 1- 454 برقم 839.

(2) و في الفوائد الرضوية: توفي سنة (810 ه) و هو وهم، فإنّه كان معاصراً لزين الدين علي بن يونس البياضي (المتوفّي 877 ه)، كما ذكر هو في كتابه غاية المطلوب.

انظر رياض العلماء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 189

انتقل في أواخر عمره إلي قرية (أسفرايين) «1» في خراسان، و أقام بها إلي حين وفاته.

و كان متقلّلًا من الدنيا، قليل المخالطة للناس.

صنّف كتاب غاية المطلوب في الواجب و المندوب، قال عنه صاحب «رياض العلماء»: بأنّه من أجلّ الكتب

و أفيدها في المسائل المهمة من الكلام و الفقه و نحوهما، و يظهر منه غاية فضل مؤلفه و تبحّره في العلوم العقلية و النقلية.

توفي في منزله و هو ساجد، في- عشر الثمانين و ثمانمائة عن سنّ عالية.

ذُكر أنّه طرق عليه الباب جماعة، فلم يُجب، فصعد أحدهم إلي السطح فرآه ساجداً، فلمّا دخلوا عليه و حرّكوه سقط ميّتاً.

و للمترجم شعر بالفارسية و العربية في مناقب النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم و أئمّة أهل البيت عليهم السَّلام، منه قوله في مدح أمير المؤمنين عليه السَّلام:

هو البحر المحيط بكل علمٍ عليه الخلق كلّهم عيالُ

صفي للواردين و راق حتي تفجّر من جوانبه الزّلالُ

كأنّ علوم أهل الارض طُرّا إذا قيستْ إلي معناه آلُ

وله أرجوزة في تاريخ الأَئمّة عليهم السَّلام.

______________________________

(1)- المشهورة ب (قدمگاه) الامام الرضا عليه السَّلام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 190

2987 ابن الوزير «1»

(775- 840 ه) محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضي بن المفضل الحسني، الفقيه المجتهد، السيد أبو عبد اللّه اليمني، المعروف بابن الوزير.

ولد سنة خمس و سبعين و سبعمائة.

و تفقّه علي القاضي عبد اللّه بن الحسن الدوّاري الصعدي الزيدي.

و قرأ أُصول الفقه و التفسير علي السيد علي بن محمد بن أبي القاسم الحسني الزيدي، و الكلام علي القاضي علي بن عبد اللّه بن أبي الخير، و العربية علي أخيه الهادي، و القاضي محمد بن حمزة بن المظفر.

و قرأ الحديث بمكة علي القاضي محمد بن عبد اللّه بن ظهيرة الشافعي.

و تأثّر بالفكر السلفي، فثار عليه علماء اليمن، و كثر الجدال و الأَخذ و الرد، و كان من جملة القائمين عليه استاذه علي بن محمد بن أبي القاسم الذي ألّف رسالة في الاعتراض عليه، فأجابه ابن الوزير بتأليف

كتاب «العواصم و القواصم».

أثني الشوكاني علي ابن الوزير كثيراً، و نعته بالمجتهد المطلق، و قال: تبحّر في جميع العلوم و فاق الاقران و اشتهر صيته.

ثم قال: و كلامه لا يشبه كلام أهل عصره

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 206 برقم 879، البدر الطالع 2- 316 برقم 561، الاعلام 8- 58، بحوث في الملل و النحل 7- 434، مؤلفات الزيدية 1، 30، 86، 142، 158- 29، 173، 178، و 2، 126، 256، 281- 54، و مواضع كثيرة، معجم المؤلفين 8- 210.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 191

و كلام مَن بعده، بل هو من نمط كلام ابن حزم و ابن تيمية.

و قال السبحاني: إنّ ابن الوزير مع ذكائه و توقّده، قد تأثر بالتيار السلفي الذي أثاره ابن تيمية، و تلميذه ابن القيّم، و الذي يدعو من جانب إلي الاجتهاد الحر و ترك التقليد لِامام من أئمّة الفقه، لكنّه يدعو من جانب آخر إلي إغلاق العقل و إعدامه في مجال المعارف و تقليد حرفية النصوص الواردة فيها.

هذا، وقد صنّف المترجم كتباً كثيرة، منها: العواصم و القواصم في الذبّ عن سنة أبي القاسم (طبعت قطعة منه)، إيثار الحق علي الخلق في رد الخلافات إلي المذهب الحق (مطبوع)، تنقيح الانظار في علوم الآثار (مطبوع)، البرهان القاطع في إثبات الصانع (مطبوع)، ترجيح أساليب القرآن علي قوانين المبتدعة و اليونان (مطبوع)، أنيس الاكياس في الاعتزال عن الناس، الروض الباسم المنتزع من العواصم و القواصم (مطبوع)، حصر آيات الاحكام الشرعية، و ديوان شعره.

توفّي بصنعاء- سنة أربعين و ثمانمائة، بعد أن انصرف إلي العبادة و انقطع عن الناس.

2988 ابن قاضي شهبة «1»

(798- 874 ه) محمد بن أبي بكر بن أحمد بن محمد الاسدي، بدر الدين أبو الفضل الدمشقي، المعروف كأبيه

بابن قاضي شهبة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 155 برقم 386، نظم العقيان في أعيان الاعيان 143 برقم 141، طبقات الشافعية لابن هداية اللّه 243 برقم 1) في الهامش)، كشف الظنون 1- 731 و 2- 1875، ايضاح المكنون 2- 79، الاعلام 6- 58، معجم المؤلفين 9- 105.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 192

ولد سنة ثمان و تسعين و سبعمائة.

و تفقّه علي أبيه تقي الدين، و غيره.

و قرأ علي ابن حجر العسقلاني بدمشق، ثم حضر مجلسه بالقاهرة حين قدمها زائراً.

و تقدّم في الفقه، و شارك في التأريخ و غيره.

و تصدّي للِاقراء، و درّس بالظاهرية و الناصرية و التقوية، و غيرها، و ولي إفتاء دار العدل و ناب في القضاء بدمشق سنة (839 ه) و استمر إلي أن توفي- سنة أربع و سبعين و ثمانمائة.

قال السخاوي: و صار بأخرة فقيه الشام بغير مدافع، عليه مدار الفتيا و المهم من الاحكام.

و للمترجم كتب، منها: شرحان علي «المنهاج» في الفقه للنووي، أحدهما كبير سمّاه إرشاد المحتاج إلي توجيه المنهاج، و الثاني بداية المحتاج، الكواكب الدريّة في السيرة النوريّة «1» و المواهب السنية في شرح الاشنهية «2».

______________________________

(1)- يعني نور الدين أبا القاسم محمود بن أبي سعيد زنكي بن آق سنقر التركي (المتوفّي 569 ه).

و قال في «الاعلام»: إنّ المترجم ألّف كتاب «الدر الثمين» في سيرة نور الدين الشهيد.

(2)- شرح به «الكفاية» في الفرائض لعبد العزيز الاشنهي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 193

2989 ابن الجندي «1»

(حدود 765- 844 ه) محمد بن أبي بكر بن آيدغدي بن عبد اللّه، شمس الدين القاهري، يعرف بابن الجندي، الفقيه الحنفي.

ولد بالقاهرة و حفظ بعض الكتب ثم سمع علي: النجم ابن رزين، و الشرف ابن الكويك، و الحلاوي، و الشهاب الجوهري، و

الشمس الحريري، و الصلاح البلبيسي، و غيرهم.

و درس الفقه علي: الجلال التبّاني، و العزّ يوسف الرازي، و السراج الهندي، و العربية علي: الشرف السبكي، و الشهاب الهائم المنصوري، و البدر الدميري، و العربية و الفقه معاً علي المحبّ الاوجاقي، و الشمس المحلّي، و الشمس الكركي.

و درس أيضاً الأُصول و الفرائض و الحساب حتي برع في ذلك كلّه.

و درّس في عدة أماكن، و ولي مشيخة المهمندارية حتي مات علي إثر رفسة جمل في- المحرّم سنة أربع و أربعين و ثمانمائة.

اختصر «المغني» لابن هشام، و شرح «المجمع»، و كتب مقدمةً في العربية سمّاها مشتهي السمع ثم شرحها بكتاب سمّاه منتهي الجمع، و مقدّمةً في الفرائض، و غير ذلك.

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 157 برقم 393، البدر الطالع 2- 142 برقم 422، ايضاح المكنون 2، 571- 486، معجم المؤلفين 9- 106.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 194

2990 ابن المراغي «1»

(775- 859 ه) محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر القرشي العثماني، شرف الدين أبو الفتح المراغي، القاهري الاصل، المدني، الشافعي، نزيل مكة.

ولد بالمدينة سنة خمس و سبعين و سبعمائة.

و طلب العلم بها و بالقاهرة و مكة و اليمن.

تفقه علي والده، و علي بن أبي بكر بن خليفة ابن الازرق، و البلقيني، و آخرين.

و أخذ الأُصول عن ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقي.

و سمع طائفة من العلماء، منهم: جمال الدين الاميوطي، و تاج الدين عبد الواحد بن عمر بن عياذ، و شمس الدين محمد بن محمد بن يحيي الخشبي، و علي ابن أحمد النويري، و صلاح الدين الزفتاوي، و ابن صديق، و زين الدين عبد الرحمن الفاسي، و شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن الرداد، و زين الدين

عبد الرحيم بن الحسين العراقي.

و تقدّم في الفقه، و أتقن جملة من ألفاظ الحديث و غريب الرواية.

و حدّث بالمدينة، و باليمن و ولي بها تدريس السيفية بتعزّ و مدرسة مريم

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 162 برقم 401، كشف الظنون 2- 1876، البدر الطالع 2- 146 برقم 425، هدية العارفين 2- 200، الاعلام 6- 58، معجم المؤلفين 10- 9، 65- 108.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 195

بزَبيد.

و انتقل إلي مكة سنة (844 ه)، فاستوطنها، و ولي بها مشيخة التصوف ب (الخانقاه) الزمامية، ثم مشيخة الصوفية بالجمالية مع إسماع الحديث.

و صنّف: المشرع الروي في شرح «منهاج النووي»، و تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح أي «فتح الباري في شرح صحيح البخاري» لابن حجر العسقلاني.

توفّي بمكة- سنة تسع و خمسين و ثمانمائة.

2991 الطيّب الناشري «1»

(782- 874 ه) محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي الناشري، جمال الدين أبو عبد اللّه الزَّبيدي اليماني، يعرف بالطيّب.

ولد بزَبيد- سنة اثنتين و ثمانين و سبعمائة.

و تفقّه بأبيه، و سمع الحديث من: عمّه الموفّق علي، و المجد اللغوي، و النفيس العلوي، و البدر الدماميني، و ابن الجزري.

و اختصّ بالظاهر يحيي بن إسماعيل صاحب اليمن، و درّس بمدرسته و ولي نظرها، و درّس بغيرها من مدارس تعزّ.

و كان فقيهاً شافعياً ذا حافظة قويّة في الفقه.

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 298 برقم 994، الاعلام 5- 334.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 196

تصدّي للِاقراء و الإِفتاء، و ولي قضاء الاقضية بزَبيد حتي مات في- شوال سنة أربع و سبعين و ثمانمائة.

وقد انتهت إليه رياسة الفتوي و الأَحكام كما ذكر السخاوي و كثرت تلامذته و انتشرت فتاواه.

له نكت علي «الحاوي» سمّاها: إيضاح الفتاوي في النكت المتعلقة بالحاوي، و حواش علي «الروضة».

2992 ابن أبي العيون «1»

(771- 855 ه) محمد بن أحمد بن سعيد، عزّ الدين المقدسي، النابلسي، الحنبلي، المعروف بابن أبي العيون، قاضي مكّة.

ولد سنة إحدي و سبعين و سبعمائة بكفر لَبْدة (من جبل نابلس)، و نشأ هناك فحفظ القرآن.

و انتقل إلي صالحية دمشق، فتفقّه بها علي التقي بن مفلح، و الشهاب الفندقي، و زين الدين ابن رجب، و العلاء ابن اللحّام، ثم تفقّه بحلب علي الشرف بن فياض و سمع علي ابن صديق، و ناب بها في القضاء و الخطابة بجامعها الكبير.

و قصد مكة حاجا مراراً، و جاور بها سنة (853 ه) ثم ولي قضاءها في

______________________________

(1) الضوء اللامع 6- 309، كشف الظنون 1- 992، شذرات الذهب 7- 286، الاعلام 5- 332، معجم المؤلفين 8- 264.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 197

سنة (854 ه).

و

كان فقيهاً، كثير الاستحضار لفروع مذهبه.

أخذ عنه: شمس الدين الونائي، و البدر البغدادي.

و صنّف: الشافي و الكافي في الفقه، كشف الغمّة بتيسير الخلع لهذه الأُمّة، المسائل المهمّة فيما يحتاج إليه العاقد في الخطوب المدلهمّة، و سفينة الابرار الجامعة للآثار و الأَخبار في المواعظ.

توفّي- سنة خمس و خمسين و ثمانمائة و هو قاض.

2993 ابن الامانة «1»

(766- 839 ه) محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عثمان الانصاري، بدر الدين أبو محمد الابياري ثم القاهري المعروف بابن الامانة.

كان فقيهاً شافعياً، أُصولياً، عارفاً بالاحكام.

ولد بأبيار سنة ست و ستين و سبعمائة.

و قدم به أبوه إلي القاهرة، و أخذ الفقه عن عبد العزيز الاسيوطي، و أذن له بالإفتاء، و الحديث عن الزين العراقي، و الفرائض عن سرجان المغربي، و العربية عن: الشمس الغماري، و المحبّ ابن هشام.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 406، الضوء اللامع 6- 318 برقم 1051.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 198

و لازم السراج البلقيني، و ابن الملقن في الفقه و غيره.

كما أخذ عن أبيه، و سمع علي عبد اللّه الباجي، و السراج الكوفي، و التنوخي، و غيرهم.

ناب في القضاء، و أُضيف إليه قضاء الجيزة مدة.

و درّس الفقه بالشيخونية و التنكزية و الكهارية و المجدية و الحاكم مع التفسير به أيضاً، و الحديث بالمنصورية و المنكوتمرية.

توفّي- سنة تسع و ثلاثين و ثمانمائة بالقاهرة.

2994 البساطي «1»

(760- 842 ه) محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم الطائي، شمس الدين أبو عبد اللّه البساطي القاهري، الفقيه المالكي.

ولد سنة ستين و سبعمائة ببساط (من قري الغربية بمصر)، و حفظ رسالة ابن أبي زيد، ثم رحل إلي القاهرة، و درس الفقه علي قريبه سليمان بن خالد بن نعيم، و تاج الدين بهرام، و الابناسي، و عبيد البشكالسي.

و أخذ عن النور الجلاوي المغربي الفقه و العقليات، و لازمه عشر سنين و بعد

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 5 برقم 7، بغية الوعاة 1- 32 برقم 53، نيل الابتهاج 511 برقم 615، كشف الظنون 1- 475 و..، شذرات الذهب 7- 245، ايضاح المكنون 1- 339 و..، هدية العارفين 2- 192، شجرة

النور الزكية 1- 241 برقم 865، الاعلام 5- 332، معجم المؤلفين 8- 291.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 199

موته أخذ العقليات عن العزّ ابن جماعة و قنبر العجمي، و أخذ أُصول الفقه عن ابن خلدون و أبي عبد اللّه الركراكي، و العربية عن الاخير و الشمس الغماري.

و سمع علي: ابن أبي المجد، و التقي الدجوي، و الجمال ابن الشرائحي، و ابن الكشك، و الغماري، و النجم ابن رزين، و الابناسي، و غيرهم.

و مهر في الفقه و العربية و الكلام، و شارك في عدة فنون، و صار من المشاهير في عصره.

درّس الفقه بالشيخونية و الصاحبية و غيرهما، و ناب في القضاء عن ابن عمه.

ثم ولي قضاء المالكية بالديار المصرية سنة (823 ه) فأقام فيه إلي حين وفاته.

و حدّث بالقاهرة و مكّة و سمع منه الكثير مثل: عبادة، و أبي القاسم النويري، و الثعالبي، و القلصادي، و عبد القادر المكي، و الشمس السخاوي، و التقي الشمني، و محمد ابن فرحون، و غيرهم.

و صنّف كتباً، منها: المغني في الفقه، شفاء الغليل علي كلام الشيخ خليل، توضيح المعقول و تحرير المنقول، حاشية علي «المطوّل» للتفتازاني و علي «شرح مطالع الانوار» في المنطق للقطب الرازي و علي «المواقف» في الكلام للعضد عبد الرحمن الايجي، و مقدّمة مشتملة علي مقاصد «الشامل» في الكلام، و غير ذلك.

توفّي- سنة اثنتين و أربعين و ثمانمائة بالقاهرة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 200

2995 التقي الفاسي «1»

(775- 832 ه) محمد بن أحمد بن علي بن محمد الحسني، السيد تقي الدين أبو الطيب الفاسي الاصل، المكي، المالكي، صاحب «العقد الثمين».

ولد بمكة سنة خمس و سبعين و سبعمائة.

و نشأ بها و بالمدينة، و عني بالحديث، و ارتحل إلي القاهرة و دمشق و

بيت المقدس و اليمن، و غيرها.

سمع من: ابن صديق، و شهاب الدين ابن الناصح، و نور الدين علي بن أحمد النويري، و برهان الدين ابن فرحون، و أحمد بن محمد بن محمد بن عياش الدمشقي، و الهيثمي، و مريم ابنة الاذرعي، و غيرهم.

و أخذ الفقه عن: ابن عمّ أبيه عبد الرحمن بن أبي الخير محمد، و تاج الدين بهرام، و زين الدين خلف، و أبي عبد اللّه الوانوغي، و أُصول الفقه عن: أبي الفتح صدقة التزمنتي، و الوانوغي أيضاً، و برهان الدين الابناسي، و شمس الدين القليوبي، و علم الحديث عن: ولي الدين العراقي، و جمال الدين ابن ظهيرة، و شهاب الدين ابن حِجّي.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 187، الضوء اللامع 7- 18 برقم 33، نيل الابتهاج 518 برقم 617، كشف الظنون 2، 1051، 1150- 1، 306، 372، 470، 697، 1015- 304، شذرات الذهب 7- 199، البدر الطالع 2- 114 برقم 403، ايضاح المكنون 1- 236، شجرة النور الزكية 253 برقم 919، الاعلام 5- 331، معجم المؤلفين 8- 300.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 201

و درّس و أفتي و حدّث بالحرمين و القاهرة و دمشق و اليمن، و ولي قضاء المالكية ببلده.

و كان ذا يد طولي في الحديث و التاريخ و السير، واسع الحفظ.

صنّف من الكتب: إرشاد الناسك إلي معرفة المناسك، العقد الثمين في تاريخ البلد الامين (مطبوع)، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (مطبوع)، المقنع من أخبار الملوك و الخلفاء (مطبوع)، مختصر «حياة الحيوان» للدميري، سمط الجواهر الفاخر في السيرة النبوية، و ذيل علي «التقييد لمعرفة رواة السند و الأَسانيد» لابن نقطة، و غير ذلك.

توفّي بمكة- سنة اثنتين و ثلاثين و ثمانمائة.

2996 القَرافي «1»

(801- 867 ه)

محمد بن أحمد بن عمر بن شرف، شمس الدين أبو الفضل القاهري القرافي، المالكي.

ولد بدرب السلامي من القاهرة سنة إحدي و ثمانمائة.

و درس الفقه و العربية و الأَصلين و الفرائض علي: والده، و الجمال الاقفهسي، و الشمس السكندري، و المجد البرماوي، و البساطي و لازمه كثيراً، و ناصر الدين البارنباري، و غيرهم.

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 27 برقم 56، نيل الابتهاج 543 برقم 662، شجرة النور الزكية 256 برقم 932، معجم المؤلفين 8- 304.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 202

و سمع الحديث علي: الشرف ابن الكويك، و الجمال الحنبلي، و الشمس الشامي، و النور الفوي، و الولي العراقي، و ابن حجر العسقلاني، و آخرين.

و برع في الفقه و أُصوله و العربية، و ناب في القضاء، و درّس للمالكية بالفخرية و البرقوقية، و أفتي حتي صار الاعتماد في الفتوي عليه.

و كتب شروحاً علي «الجرومية» و «الملحة» و «مختصر» خليل، و كراساً في مسألة إحداث الكنائس.

توفّي- سنة سبع و ستّين و ثمانمائة.

2997 جلال الدين المَحَلِّي «1»

(791- 864 ه) محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الانصاري، جلال الدين أبو عبد اللّه المحلّي الاصل، القاهري.

ولد بالقاهرة سنة إحدي و تسعين و سبعمائة.

و درس الفقه و أُصوله و العربية و المنطق و أُصول الدين، علي علماء عصره،

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 39، كشف الظنون 1- 124، شذرات الذهب 7- 303، البدر الطالع 2- 115، ايضاح المكنون 1- 147، هدية العارفين 2- 202، الاعلام 5- 333، معجم المؤلفين 8- 311.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 203

كالبيجوري، و الحلال البلقيني، و الولي العراقي، و العزّ ابن جماعة، و البدر الاقصرائي، و الشمس البساطي، و المجد البرماوي، و الشمس الشطنوفي، و العلاء البخاري.

و سمع من: الشرف ابن الكويك، و

ابن الجزري، و الابناسي، و ابن الملقّن، و غيرهم.

و كان فقيهاً، أُصولياً، مفسراً.

ولي تدريس الفقه بالبرقوقية و المؤيدية، و عُرض عليه القضاء فأبي.

و كان قوّالًا بالحق، يواجه بذلك الظلمة و الحكام، و يستأذنونه، فلا يأذن لهم في الدخول عليه.

أخذ عنه جماعة منهم: شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، و أبو الحسن علي بن محمد القَلَصادي، و محمد بن عبد اللّه ابن قاضي عجلون.

و صنّف: كتاباً في التفسير أتمّه الجلال السيوطي فسمّي تفسير الجلالين (مطبوع)، البدر الطالع في حلّ «جمع الجوامع» في أُصول الفقه لتاج الدين السبكي، كتاباً في المناسك، شرح «الورقات» في الأُصول، كنز الراغبين (مطبوع) في شرح «المنهاج» في الفقه للنووي، الطب النبوي، و الدرة المضيئة في شرح قصيدة البردة.

مات بالقاهرة في- شهر رمضان سنة أربع و ستّين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 204

2998 السميطاري «1» «2»

(..- 874 ه) محمد بن أحمد بن محمد بن عبد العلي بن نجدة الكرَكي، السميطاري «3» كان جدُّه الفقيه شمس الدين محمد بن عبد العلي بن نجدة (المتوفّي 808 ه) من تلامذة الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي المختصّين به، أما المترجم فقد أخذ عن الفقيه الحسن ابن العشرة الكسرواني الكرَكي تلميذ جدِّه شمس الدين المذكور، و عن السيد شمس الدين بن عز الدين بن أبي القاسم الحسيني.

و تقدّم في الفقه، و تصدّي لتدريسه.

______________________________

(1) بحار الانوار 104- 28، طبقات أعلام الشيعة 4، 131- 123، تراجم الرجال للحسيني 1- 190 برقم 339، و 242 برقم 432، و 487 برقم 898.

(2) ترجم الطهراني لكلّ من محمد بن أحمد بن محمد المطاري (و هو تصحيف)، و محمد السميطاري، و نقل في ترجمة المطاري عن «بحار الانوار» تاريخ وفاة السميطاري، و لكنّه

لم يصرّح باتحادهما، كما أنّه لم يكمل بقية نسبهما، و لعلّه اعتقد أنّ السميطاري هو ابن بنت محمد بن عبد العلي بن نجدة (لما ورد في «بحار الانوار»: 104- 28، من أنّه سبطه)، و لكن يبدو أنّه ولد ولده، و ذلك لقول السميطاري في إجازته للحسين السبزواري إنّ جدّه محمد هو شمس الدين محمد بن عبد العلي بن نجدة (راجع طبقات أعلام الشيعة: 4- 48)، و كذلك لما ورد في «بحار الانوار: 104- 209، من أنّ لشمس الدين ابن نجدة هذا ابناً يسمّي أحمد، وقد توفي سنة (852 ه)، فإذا عرفنا هذين الامرين، و عرفنا أيضاً صحّة إطلاق (السِّبط) علي ولد الولد (و إن كان إطلاقه يغلب علي ولد البنت) ظهر أنّ المترجم هو حفيد محمد بن عبد العلي بن نجدة.

(3) و في تراجم الرجال: الشميطاري.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 205

قرأ عليه الحسين بن المرتضي بن إبراهيم الحسيني الشاري كتاب «التنقيح الرائع لمختصر الشرائع» للمقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي (المتوفّي 826 ه)، و قرأ عليه الحسين بن علي بن الحسن بن عيسي الحسيني السبزواري كتاب «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل.

و أقرأ كتاب «المحرر في الفتاوي» لابن فهد الحلّي (المتوفّي 841 ه)، و كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه).

توفّي محمد السميطاري في- صفر سنة أربع و سبعين و ثمانمائة.

2999 الصّهيوني «1»

(..- بعد 880 ه) محمد بن أحمد بن محمد الصهيوني «2» شمس الدين العيناثي العاملي.

كان من كبار علماء الامامية، محقّقاً، ورعاً.

وقع ذكره في إجازات عدّة من الفقهاء.

______________________________

(1) بحار الانوار 105- 38) الاجازة 33)، أمل الآمل 1- 137 برقم 147، رياض العلماء 5- 26، أعيان الشيعة

9- 115، طبقات أعلام الشيعة 4- 124.

(2) في «معجم البلدان «: 3- 436: صِهْيَوْن: حصن حصين من أعمال سواحل بحر الشام من أعمال حمص لكنه ليس بمشرف علي البحر، و هي قلعة حصينة مكينة في طرف جبل، خنادقها أودية واسعة..

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 206

أخذ عن: المحقّق جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي، و الفقيه الحسن ابن العشرة الكسرواني الكركي، و روي عنهما بالاجازة.

و كان الصهيوني من مشايخ الفقيهين الكبيرين: زين الدين علي «1» بن عبد العالي الميسي الشهير بابن مفلح، و نور الدين علي «2» بن الحسين بن علي بن عبد العالي الكركي، وقد أجاز للَاوّل منهما رواية جميع مصنفات: الشيخ المفيد، و السيد المرتضي، و الشيخ الطوسي، و المحقق الحلي، و العلّامة الحلّي، و فخر المحققين، و ابن فهد الحلّي، كما أجاز للثاني رواية مصنفات عدد من الفقهاء «3» لم نظفر بوفاة المترجم، لكنه أجاز لابن مفلح المذكور في سنة تسع و سبعين و ثمانمائة، و كان قد كتب بخطه «إيضاح القواعد» لفخر المحققين في سنة تسع و أربعين و ثمانمائة، فلعله توفي في- عشر التسعين و ثمانمائة.

3000 ابن الضياء «4»

(789- 854 ه) محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد القرشي العمري، بهاء الدين أبو البقاء الصاغاني الاصل، المكي

______________________________

(1)- المتوفي (938 ه) المكي، و ستأتي ترجمته في الجزء العاشر إن شاء اللّه تعالي.

(2)- المتوفي (940 ه)، و ستأتي ترجمته في الجزء العاشر.

(3) انظر بحار الانوار: 105- 53) ضمن الاجازة 35).

(4) الضوء اللامع 7- 84 برقم 172، كشف الظنون 1- 113، البدر الطالع 2- 120، ايضاح المكنون 2- 425، الاعلام 5- 332، معجم المؤلفين 9- 15.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 207

قاضيها و مفتيها،

يعرف كأبيه بابن الضياء.

ولد سنة تسع و ثمانين و سبعمائة بمكة و نشأ بها.

و سمع والده، و المحبّ أحمد بن أبي الفضل النويري، و ابن صديق، و غيرهم.

و ارتحل إلي القاهرة مرّاتٍ فقرأ بها علي: الشرف ابن الكويك، و الجمال الحنبلي، و الشمس الزراتيتي، و قارئ الهداية، و العزّ ابن جماعة، و النجم السكاكيني، و الشهاب أحمد الغزّي، و الشمس بن الضياء السنامي، و ابن حجر.

و كان فقيهاً حنفياً، أُصولياً، مشاركاً في عدة علوم.

ناب في القضاء ثم استقل به بعد أبيه و أُضيف إليه نظر الحرم و الحسبة.

و حدّث و أفتي و درّس.

أخذ عنه: المحيوي عبد القادر المالكي، و ولده جمال الدين محمد ابن الضياء.

و صنّف: المشرع في شرح «المجمع ««1» في الفقه، البحر العميق في مناسك حج بيت اللّه العتيق، شرح «الوافي»، الضياء المعنوي في شرح «مقدمة» الغزنوي في العبادات، المتدارك علي «المدارك ««2» في التفسير، و شرح علي أُصول البزدوي.

توفّي في- ذي القعدة سنة أربع و خمسين و ثمانمائة بمكّة.

______________________________

(1)- هو كتاب «مجمع البحرين و ملتقي النيرين» لَاحمد بن علي بن تغلب المعروف بابن الساعاتي البغدادي، وقد مضت ترجمته في الجزء السابع تحت رقم 2401.

(2)- هو كتاب مدارك التنزيل و حقائق التأويل لحافظ الدين عبد اللّه بن أحمد النسفي الحنفي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 208

3001 الرازاني «1»

(.. حياً- بعد 806 ه) محمد بن إسماعيل بن علي، أبو طالب الرَّازاني «2» العالم الامامي.

ترجم صاحب «رياض العلماء» و غيره ل (أبي طالب بن إسماعيل الرازاني)، و ترجم صاحب «طبقات أعلام الشيعة» ل (محمد بن إسماعيل الرازاني) و لم يتعرّضوا لاتحادهما، و سنعقد الترجمة بناءً علي كونهما متحدين.

كان والده إسماعيل من تلامذة الشهيد الاوّل محمد بن مكي

العاملي (المتوفّي 786 ه).

وقد أخذ المترجم عن أبيه، و روي عنه بعض المسائل الفقهية، و منها «تزاحم الحقوق ««3» التي تقع في اثنتي عشرة صفحة.

______________________________

(1) رياض العلماء 4- 203) ضمن ترجمة علي بن محمد بن دقماق (، 5- 466، تكملة أمل الآمل 187 برقم 148) ضمن ترجمة حسين العيناثي)، أعيان الشيعة 2- 364، طبقات أعلام الشيعة 4، 117- 70.

(2) و في بعض المصادر: الدرّاني.

قال في «معجم البلدان: 3- 13»: رازان: قرية من قري أصبهان بحومة التجار.

و قال صاحب «أعيان الشيعة»: إنّه ليس في جبل عامل قرية تسمي (رازان) كما ذكر ذلك صاحب «رياض العلماء».

(3) رآها العلامة الطهراني في مكتبة السيد محمد تقي بن محمد باقر المدرس الرضوي المشهدي ثم الطهراني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 209

و روي بالاجازة عن الفقيه أحمد بن محمد بن فهد الحلّي جميع كتب الفقهاء: المحقق الحلّي (المتوفّي 676 ه) و العلامة ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه)، و الشهيد الاوّل.

و كان فقيهاً جليلًا، من العلماء العاملين.

روي عنه: علي بن الحسن المطوّع، و عز الدين الحسين بن علي بن الحسام العاملي العيناثي.

لم نظفر بوفاته، وقد ذكره عبد اللّه بن سيف الدين ابن التائب في ذيل إجازة ابن دقماق له عام (806 ه) و قال عنه: الشيخ الفاضل العالم العامل أدام اللّه أيامه.

3002 الونائي «1»

(788- 849 ه) محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد، شمس الدين الونائي «2» القرافي القاهري، الشافعي، المعروف بالونائي.

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 140 برقم 341، حسن المحاضرة 1- 380 برقم 197، شذرات الذهب 7- 265.

(2) نسبة إلي وَنا: قرية بصعيد مصر الادني.

الضوء اللامع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 210

ولد بالقرافة سنة ثمان و ثمانين و سبعمائة.

و أخذ الفقه عن: شمس الدين

القليوبي، و صدر الدين السويفي، و شمس الدين الزركشي.

و لازم شمس الدين محمد بن عبد الدائم البرماوي، في الفقه و أصله و العربية و غيرها، و تخرّج به.

و أخذ عن: جمال الدين المارداني، و عز الدين محمد بن أبي بكر ابن جماعة، و علاء الدين البخاري.

و سمع علي: ابن حجر العسقلاني، و جلال الدين عبد الرحمن بن عمر البلقيني، و ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي.

و كان فقيهاً، أُصولياً، قوي الحافظة لا سيما لفروع المذهب.

درّس بالتنكزية بالقرافة، و ناب في تدريس الفقه بالشيخونية ثم استقلّ به.

و ولي قضاء دمشق مرتين، و رجع إلي القاهرة في آخر سنة (846 ه) و استعفي من القضاء، فأُعفي ثم درّس بالصلاحية المجاورة للشافعي، فاستمر سنة و نيفاً إلي أن مات- سنة تسع و أربعين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 211

3003 الحاضري «1»

(747- 824 ه) محمد بن خليل بن هلال بن حسن، عز الدين أبو البقاء الحاضري الحلبي، الحنفي.

ولد سنة سبع و أربعين و سبعمائة.

و أخذ عن: شمس الدين ابن الاقرب، و جمال الدين إبراهيم بن محمد ابن العديم، و شرف الدين موسي بن محمد الانصاري، و سراج الدين الهندي.

و ارتحل إلي دمشق و إلي القاهرة غير مرة، و أخذ عن: ولي الدين المنفلوطي، و جمال الدين الاسنوي، و زين الدين العراقي، و ابن أميلة، و آخرين.

و سمع علي: ظهير الدين ابن العجمي، و موسي بن فياض الحنبلي، و كمال الدين ابن النحاس، و غيرهم.

و مهر في الفقه و العربية.

و ناب في القضاء مدة، ثم ولي قضاء سرمين، ثم استقل بقضاء مذهبه في بلده، و اشتهر، و صار المشار إليه فيها.

و كتب شروحاً علي «مغني اللبيب» و «التوضيح» و

«شذور الذهب»

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 232 برقم 573، إنباء الغمر بأبناء العمر 7- 446، شذرات الذهب 7- 168، هدية العارفين 2- 184، إعلام النبلاء 5- 169 برقم 514، الاعلام 6- 117، معجم المؤلفين 9- 292.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 212

و ثلاثتها لابن هشام و هي في النحو، و شرح «الفوائد الغياثية» في المعاني و البيان للإيجي، و اختصرَ «جلاء الأفهام» لابن قيّم الجوزية.

توفّي بحلب- سنة أربع و عشرين و ثمانمائة.

3004 ابن كَبّن «1»

(776- 842 ه) محمد بن سعيد بن علي بن محمد بن كَبّن القرشي، جمال الدين الطبري الاصل، اليماني العدني، الشافعي المعروف بابن كبّن.

ولد بعدن سنة ست و سبعين و سبعمائة.

و قرأ علي علماء اليمن مثل: قاضي عدن أبي بكر بن محمد الحبيشي، و علي بن محمد الاقعش، و عبد اللّه بن علي الشحري، و سليمان بن إبراهيم الكلبرجي، و الشهاب ابن الرداد، و علي بن عبد العزيز المصري.

و حضر عند الابناسي و غيره حينما حجّ، و لبس خرقة التصوّف من إسماعيل الجبرتي.

و مهر في الفقه، و تصدّي للِافتاء و التدريس، و ولي قضاء عدن ما يقارب الاربعين سنة حتي توفي بها في- شهر رمضان سنة اثنتين و أربعين و ثمانمائة.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 9- 85، الضوء اللامع 7- 250 برقم 629، كشف الظنون 2- 1035، شذرات الذهب 7- 246، ايضاح المكنون 2- 1، 523- 454، هدية العارفين 2- 191، معجم المؤلفين 10- 33.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 213

وقد أخذ عنه جماعة، منهم: محمد بن عبد الوهاب اليافعي، و المحبّ الطبري، و ابن عطيف.

و صنّف: الدر النظيم في شرح بسم اللّه الرحمن الرحيم، الرقم الجمالي في شرح اللآلي في الفرائض، و مفتاح «الحاوي» المبين عن

النصوص و الفتاوي.

وله نظم و نثر.

3005 الجزولي «1»

(807- 863 ه) محمد بن سليمان بن داود بن بشر، الفقيه المالكي، الصوفي، جمال الدين أبو عبد اللّه الجزولي السملالي، المغربي، نزيل مكة.

ولد بجزولة (من أعمال المغرب) سنة سبع و ثمانمائة، و مات أبوه، فتجوّل مع أخيه بمراكش و فاس و تلمسان و تونس ثم رحل إلي طرابلس و القاهرة و جاور بالمدينة و استوطن مكة.

درس الفقه و العربية و الحساب بمراكش علي أبي العبّاس الحلفاني و أخيه عبد العزيز قاضيها، و لقي أبا القاسم العقباني، و أبا القاسم البرزلي، و محمد بن مرزوق، و عبد اللّه العبدوسي، و جماعة.

و سمع الحديث من الكثير، ثم تصدّي للتدريس و الإِفتاء بمكة و المدينة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 258 برقم 650، نيل الابتهاج 545 برقم 664، كشف الظنون 1- 759، شجرة النور الزكية 264 برقم 970، الاعلام 6- 151، معجم المؤلفين 10- 52.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 214

و صنّف: دلائل الخيرات و شوارق الانوار في ذكر الصلاة علي النبي المختار (مطبوع)، و حزب الفلاح.

و كان له أتباع مريدون يدعون بالجزولية، وقد رووا له كرامات.

توفّي المترجم في- سنة ثلاث و ستين و ثمانمائة.

و قال صاحب «نيل الابتهاج»: إنّه توفي مسموماً- عام سبعين و ثمانمائة.

3006 الكافِيجي «1»

(788- 879 ه) محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود، محيي الدين أبو عبد اللّه الرومي الاصل، المصري المعروف بالكافيجي (لِاكثاره من قراءة و إقراء الكافية لابن الحاجب، و جي ء باللغة التركية للنسبة).

ولد بككجة كي من بلاد الترك.

و أخذ عن: الشمس الفنري، و البرهان أمير حيدر الخافي، و عبد الواحد الكوتائي، و عبد اللطيف بن عبد العزيز الكرماني الشهير بابن فرشته.

______________________________

(1) الضوء اللامع 7- 259 برقم 655، بغية الوعاة 1- 117 برقم 198، حسن المحاضرة

1- 476 برقم 55، كشف الظنون 2، 1018، 1035- 1، 194، 484، 517، 876- 124، و مواضع أُخري، شذرات الذهب 7- 326، البدر الطالع 2- 171 برقم 446، ايضاح المكنون 1- 36، 2، 109، 220- 87، 132، 145، 36، و مواضع أُخري، الاعلام 6- 150، معجم المؤلفين 10- 51.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 215

و رحل للشام و القدس، ثم قدم القاهرة بُعيد سنة (830 ه) و تصدّي للتدريس و الإِفتاء و التأليف، و ولي مشيخة عدّة من المدارس، و أقبل عليه الطلبة و شاع ذكره حتي انتهت إليه رئاسة الحنفية بالديار المصرية.

و كان فقيهاً، من كبار العلماء بالمعقولات.

أخذ عنه: التقي الحصني، و السيوطي و لازمه أربع عشرة سنة، و البدر البلقيني، و ابن أسد، و غيرهم.

و صنّف تصانيف كثيرة، إلّا أنّ أكثرها رسائل، منها: الاحكام في معرفة الإِيمان و الأَحكام، المختصر المفيد في علم التأريخ، منازل الارواح، قرار الوجد في شرح الحمد، التيسير في قواعد التفسير، الرمز في علم الأُسطُرلاب، حاشية علي «شرح الهداية»، المختصر في علم الاثر، خلاصة الاقوال في حديث إنّما الاعمال، عقد الفرائد من تحرير الفوائد، و شرح «القواعد الكبري» في النحو لابن هشام.

توفّي- سنة تسع و سبعين و ثمانمائة.

3007 القطّان «1»

(.. كان حياً 832 ه) محمد بن شجاع الانصاري، شمس الدين القطّان، الحلّي.

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 275 برقم 811، رياض العلماء 5- 108، ايضاح المكنون 2- 694، تنقيح المقال 3- 131 برقم 10846، أعيان الشيعة 9- 363، الفوائد الرضوية 538، طبقات أعلام الشيعة 4- 118، الذريعة 21- 199 برقم 4598 و 22- 124 برقم 6367 و 24- 422 برقم 2209، معجم رجال الحديث 16- 176 برقم 10941، معجم المؤلفين 10- 64.

موسوعة طبقات

الفقهاء، ج 9، ص: 216

اشتغل بالفقه و الحديث، و روي عن الفقيهين: المقداد بن عبد اللّه الاسدي السيوري الحلّي (المتوفّي 826 ه)، و زين الدين علي بن الحسن الأَسترابادي.

و كان من علماء الامامية، فقيهاً.

روي عنه السيد علي بن محمد بن دقماق الحسيني (المتوفّي 840 ه).

و صنّف كتباً، منها: معالم الدين في فقه آل ياسين، نهج العرفان في أحكام الإِيمان «1»، و المقنعة في آداب الحجّ.

وقد كتب علي بن الحسن بن علاله (علالا) بخطّه كتاب المقنعة المذكور، و قرأه فيما يظهر علي المصنِّف.

لم نظفر بوفاته، لكن أحمد بن إسماعيل ابن متوج كتب نسخة من «معالم الدين» عن خط المؤلف في حياته، و فرغ منه في شعبان سنة (832 ه).

3008 البِرماوي «2»

(763- 831 ه)

______________________________

(1)- فرغ من تصنيفه في سنة (819 ه)، و فرغ من تبييضه في سنة (831 ه).

(2) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 101، إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 161، الضوء اللامع 7- 281، الدارس في تاريخ المدارس 1- 202، كشف الظنون 1- 157، شذرات الذهب 7- 197، البدر الطالع 2- 181، ايضاح المكنون 2- 618، هدية العارفين 2- 186، الاعلام 6- 188، معجم المؤلفين 10- 132.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 217

محمد بن عبد الدائم بن موسي بن عبد الدائم النُّعيمي، شمس الدين أبو عبد اللّه العسقلاني الاصل، البِرْماوي «1» ثم القاهري، الشافعي.

ولد سنة ثلاث و ستين و سبعمائة.

و كان أبوه مؤدباً للَاطفال، فنشأ المترجم محبّاً للعلم و طلبه، فسمع علي: إبراهيم بن إسحاق الآمدي، و عبد الرحمن بن علي ابن القاري، و ابن الفصيح، و التنوخي، و غيرهم.

و أخذ عن: سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني، و زين الدين عبد الرحيم ابن الحسين العراقي، و مجد

الدين إسماعيل بن أبي الحسن البرماوي، و بدر الدين محمد بن أبي البقاء محمد بن عبد البر السبكي، و سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن.

قال ابن قاضي شهبة: و تميّز في الفقه و النحو و الحديث و الأُصول، و كانت معرفته بهذه العلوم الثلاثة أكثر من معرفته بالفقه.

و توجّه المترجم إلي دمشق في سنة (821 ه) ثم في سنة (823 ه) أقرأ الطلبة بها، و ناب في القضاء، و ولي إفتاء دار العدل ثم تدريس الرواحية و نظرها.

و عاد إلي القاهرة، و أفتي و درّس، و جاور بمكة نحو سنتين، ثم توجّه إلي القدس مدرّساً بالصلاحية، فأقام بها يسيراً، و توفي- سنة إحدي و ثلاثين و ثمانمائة.

و كان قد أخذ عنه جماعة، منهم: جلال الدين محمد بن أحمد المحلّي، و زين الدين رضوان بن محمد العقبي القاهري، و شرف الدين يحيي بن محمد المُناوي، و تقي الدين ابن فهد، و محمد بن عبد اللّه بن محمد الدمشقي المعروف بابن ناصر الدين، و شمس الدين محمد بن إسماعيل الونائي.

______________________________

(1)- نسبة إلي بِرْمة: بليدة من غربية مصر في طريق الاسكندرية من الفسطاط.

انظر معجم البلدان: 1- 403.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 218

و صنّف كتباً، منها: اللامع الصحيح علي الجامع الصحيح، الفوائد السنية في شرح الالفية شرَح به منظومة له في أُصول الفقه، منظومة في الفرائض، شرح الصدور بشرح «زوائد الشذور» في النحو، و المقدمة الشافية في علمي العروض و القافية.

3009 ابن نجدة «1»

(..- 808 ه) محمد بن عبد العليّ بن نجدة، الفقيه الامامي، الزاهد، شمس الدين أبو جعفر الكَرَكي.

قال السيد حسن الصدر: كان من أجلّة العلماء الفقهاء الفضلاء.

اختص بالشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفّي 786 ه)، و

تتلمذ عليه، و أخذ عنه الفقه و الكلام و العربية و غيرها، و ثابر علي حضور مجلس درسه، و انقطع إلي تحصيل العلوم.

و كان من جملة ما قرأه عليه: «قواعد الاحكام في معرفة الحلال و الحرام» لابن

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 279 برقم 826، بحار الانوار 104- 193، رياض العلماء 5- 113، 194، أعيان الشيعة 2- 273، الكني و الأَلقاب 1- 438، تكملة أمل الآمل 348 برقم 335 و 349 برقم 337، طبقات أعلام الشيعة 4- 124، الذريعة 1- 247 برقم 1304 و 13- 384 برقم 1440.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 219

المطهّر الحلّي، و «اللمع» في النحو لعثمان بن جنّي، و «الخلاصة المنظوم» لابن مالك الطائي.

و ممّا سمعه عليه بقراءة غيره: «تحرير الاحكام الشرعية»، و «المنهاج» في علم الكلام، و «نهج المسترشدين»، و غير ذلك من كتب ابن المطهّر الحلّي، و «شرائع الإسلام» و «المختصر النافع» كلاهما للمحقّق الحلّي و «غاية المراد في شرح الارشاد» و الرسالة «الالفية» في فقه الصلاة، و «خلاصة الاعتبار في الحجّ و الاعتمار»، و رسالة «التكليف» كل ذلك من كتب شيخه الشهيد.

ثم أجاز له في سنة (770 ه) رواية مؤلّفاته و مرويّاته و جميع مؤلّفات المتقدّمين.

و للمترجم شرحٌ علي «الفصول» في أُصول الدين للفيلسوف نصير الدين الطوسي.

و روي عنه الفقيه عز الدين الحسن بن يوسف ابن العشرة (المتوفّي 862 ه).

و توفّي في- سنة ثمان و ثمانمائة.

و كان ابن نجدة قد حجّ بيت اللّه الحرام، فلما رجع هنأه استاذه الشهيد بأبيات، مطلعها:

قدمتَ بطالع السعد السعيد و حيّاك القريب مع البعيد

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 220

3010 البلاطُنُسي «1»

(798- 863 ه) محمد عبد اللّه بن خليل بن أحمد، شمس الدين أبو عبد اللّه البلاطنسي ثم

الدمشقي، الفقيه الشافعي، الصوفي.

ولد في سنة ثمان و تسعين و سبعمائة ببُلاطُنُس «2» و نشأ بها، ثم نزح عنها في طلب العلم إلي طرابلس، و حماة، و دمشق و استقرّ بها.

أخذ الفقه عن: شمس الدين محمد بن يحيي بن أحمد ابن زهرة الطرابلسي، و نور الدين محمود بن أحمد ابن خطيب الدهشة، و تقي الدين ابن قاضي شهبة و عنه أخذ الأُصول.

و سمع علي: شهاب الدين بن بدر الدين، و ابن ناصر الدين، و زين الدين عمر الحلبي.

و لازم علاء الدين البخاري في «المطول» في المعاني و البيان، و غيره و تابعه في آرائه في تقبيح ابن عربي، و في الحطّ علي ابن تيمية و أتباعه، فمال إليه شيخه و قدّمه و علت رتبته.

و تصدّي للِافتاء، و ناب في تدريس الشامية البرانية و في الناصرية.

______________________________

(1) النجوم الزاهرة 16- 199، الضوء اللامع 8- 86 برقم 183، الدارس في تاريخ المدارس 1- 294، شذرات الذهب 7- 302، إيضاح المكنون 2- 1، 156- 162، هدية العارفين 2- 202، الاعلام 6- 137، معجم المؤلفين 10- 212.

(2) حصن بسواحل الشام مقابل اللاذقية من أعمال حلب.

معجم البلدان: 1- 478.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 221

و أخذ عنه جماعة، منهم: نجم الدين محمد بن عبد اللّه ابن قاضي عجلون.

و حجّ و جاور، فقرأ عليه هناك: برهان الدين ابن ظهيرة، و ابن أبي اليمن.

و صنّف كتباً، منها: بغية الطالبين في اختصار «منهاج العابدين» للغزالي و شرحه، الباعث علي ما تجدد من الحوادث، و تجريد حاشية شهاب الدين ابن هشام علي التوضيح.

وله فتاوي.

توفّي- سنة ثلاث و ستين و ثمانمائة.

3011 ابن الدَّيْري «1»

(بعد 740- 827 ه) محمد بن عبد اللّه بن سعد بن أبي بكر بن مصلح، القاضي

شمس الدين أبو عبد اللّه المقدسي، الحنفي نزيل القاهرة، يعرف بابن الديري (نسبة لمكان بمردا من جبل نابلس).

ولد بعد سنة أربعين و سبعمائة.

و تعاني الفقه و دأب في تحصيل العلوم، و لازم تاج الدين أبا بكر بن أحمد الأُموي المقدسي الشافعي و سمع عليه.

و ارتحل إلي الشام و أخذ عن علمائها، و ورد القاهرة غير مرّة، و سمع من الميدومي.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 60، الضوء اللامع 8- 88 برقم 185، شذرات الذهب 7- 182، ايضاح المكنون 2- 474، هدية العارفين 2- 184، معجم المؤلفين 10- 216.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 222

و تقدّم في المذهب: و وعظ، و ناظر، و اشتهر حتي صار مفتي بيت المقدس و المرجوع إليه فيه.

و لما مات القاضي ناصر الدين محمد ابن العديم في سنة (819 ه) استدعاه الملك المؤيد «1» و ولاه قضاء قضاة الحنفية بالقاهرة، ثم ولاه مشيخة المدرسة المؤيدية في سنة (822 ه)، و عزله عن القضاء.

قال المقريزي: صحبته سنين، و قرأت عليه قطعة من صحيح البخاري، و كان مفوّهاً مكثاراً جمّ المحفوظ، شديد التعصب لمذهبه منحرفاً عن من خالفه، يجلس كل ليلة فيما بين صلاتي المغرب و العشاء يعلّم الناس و يذكّرهم و يفتيهم.

وقد أخذ عنه أيضاً: ولده سعد، و ابن موسي الحافظ، و الأُبي.

و صنّف كتاب المسائل الشريفة في أدلّة الامام أبي حنيفة.

و سافر إلي بلده لزيارة أهله، فمات به- يوم عرفة من سنة سبع و عشرين و ثمانمائة.

3012 جمال الدين ابن ظهيرة «2»

(751- 817 ه) محمد بن عبد اللّه بن ظهيرة بن أحمد القرشي المخزومي، جمال الدين أبو حامد المكّي.

______________________________

(1)- هو: شيخ بن عبد اللّه المحمودي الظاهري، من ملوك الجراكسة بمصر و الشام، ولي السلطنة في سنة

(815 ه)، و بني جامع الملك المؤيد الباقي إلي اليوم في داخل باب زويلة، و توفي سنة (824 ه).

انظر الاعلام: 3- 182.

(2) إنباء الغمر بأبناء العمر 7- 157، الضوء اللامع 8- 92 برقم 194، شذرات الذهب 7- 125، معجم المؤلفين 10- 221.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 223

ولد بمكّة سنة إحدي و خمسين و سبعمائة.

و تفقّه بعمّه الشهاب ابن ظهيرة، و القاضي أبي الفضل النويري، و الجمال الاميوطي، و الزين العراقي.

و سمع الحديث من: خليل المالكي، و التقي الحرازي، و العزّ بن جماعة، و أحمد بن سالم المؤذّن، و غيرهم.

و رحل إلي القاهرة و الاسكندرية و بيت المقدس و حلب و دمشق و بعلبك، و أخذ الفقه و العربية و الحديث عن مشايخ كثيرة منهم: البلقيني، و ابن الملقّن، و أبو البقاء السبكي، و العماد الحسباني، و الاذرعي، و البهاء ابن خليل، و البرهان ابن فلاح، و أبو العباس العنّابي، و أبو الفرج ابن القاري.

قال محمد بن عبد الرحمن السخاوي: و صار كثير الاستحضار للفقه مع التميّز في الحديث متناً و إسناداً و لغةً و فقهاً، و معرفة حسنة بالعربية و مشاركة جيدة في غيرها.. بحيث انتهت إليه رئاسة الشافعية ببلده.

و درّس، و أفتي كثيراً.

و ولي قضاء مكة و خطابتها و نظر الحرم و غير ذلك من الوظائف.

تفقّه به ابنه محبّ الدين أحمد، و عبد العزيز بن علي النويري، و سمع منه ابن حجر العسقلاني.

و شرح قطعاً من «الحاوي الصغير» وله أجوبة مسائل وردت عليه من زهران و عدن، و نظم و نثر.

توفّي قاضياً بمكة في- شهر رمضان سنة سبع عشرة و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 224

3013 ابن قاضي عَجْلُون «1»

(831- 876 ه) محمد بن عبد اللّه بن

عبد الرحمن بن محمد، نجم الدين أبو الفضل أو أبو عبد اللّه الزرعي ثم الدمشقي المعروف كسلفه بابن قاضي عجلون.

ولد سنة إحدي و ثلاثين و ثمانمائة بدمشق، و نشأ بها، و حفظ القرآن و كتباً في علوم شتّي.

و سمع علي: العلاء ابن بَرْدِس، و ابن ناصر الدين، و تلا علي الزين خطاب، و تفقّه بأبيه، و التقي ابن قاضي شهبة، و البلاطنسي، و لازم الشرواني في البيان و المعاني و النحو و الصرف و المنطق و غيرها.

و أخذ عن: العلاء الكرماني، و أبي الفضل المشذالي المغربي، و بالقاهرة حينما قدم مع أبيه سنة (850 ه) عن العلاء القلقشندي، و المحلّي، و البوتيجي، و الشمني، و البلقيني، و المناوي، و السفطي، و غيرهم.

و أدمن مطالعة الكتب و النظر فيها، و أقبل علي الاقراء و الإِفتاء و التأليف حتي صار من أعيان فقهاء الشافعية.

______________________________

(1) الضوء اللامع 8- 96 برقم 197، الدارس في تاريخ المدارس 1- 347، كشف الظنون 1- 865، شذرات الذهب 7- 322، البدر الطالع 2- 197 برقم 464، ايضاح المكنون 2- 587، هدية العارفين 2- 207، الاعلام 6- 238، معجم المؤلفين 10- 223.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 225

و ولي بالقاهرة إفتاء دار العدل، و تدريسَ الفقه في جامع طولون و الحجازية، و درّس في بلده بعدة مدارس.

و صنّف من الكتب: التاج في زوائد «الروضة» علي «المنهاج ««1» مغني الراغبين في «منهاج الطالبين»، التحرير في شرح «المنهاج» أيضاً، رسالة في ذبائح المشركين و مناكحهم، و رسالة بديع المعاني في شرح عقيدة الشيباني (مطبوعة).

توفّي في بلبيس، عائداً إلي دمشق، و دفن بالقاهرة.

3014 الجَوْجَري «2»

(821، 822- 889 ه) محمد بن عبد المنعم بن محمد بن محمد بن عبد المنعم،

شمس الدين الجوجري ثم القاهري المصري، المعروف بين أهل بلده بابن النبيه و بغيرها بالجوجري.

ولد بجَوْجَر (قرب دمياط) سنة إحدي أو اثنتين و عشرين و ثمانمائة، و تحوّل

______________________________

(1)- الكتابان: الروضة، و منهاج الطالبين كلاهما في فروع الشافعية، و هما من تأليف محي الدين النووي.

(2) الضوء اللامع 8- 123، كشف الظنون 1- 69، البدر الطالع 2- 200، ايضاح المكنون 1- 288، هدية العارفين 2- 212، الاعلام 6- 251، معجم المؤلفين 10- 260.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 226

بعد موت أبيه إلي القاهرة بصحبة جدّة، و حفظ بها بعض كتب المذهب الشافعي مع كون جدّه مالكياً و بعض كتب النحو.

ثم أخذ النحو عن: الحناوي، و النويري.

و أخذ باقي العلوم عن: الشُّمُنِّي، و ابن المجدي، و علم الدين البلقيني، و المحلّي، و المناوي، و الكافيجي، و الزركشي، و ابن الهمام، و ابن حجر العسقلاني.

و أجازه غير واحد بالافتاء و الإِقراء، و استنابه المناوي في القضاء.

و درّس الفقه بعدة مدارس، و رغب إليه الطلبة، و قُصد بالفتاوي.

قيل: إنّه كثرت مخالفته التي أدّي إليها عدم تأنّيه، و إنّه يُنبّه علي ذلك فلا يرجع، و كذا تسارعه إلي الاذن بالفتوي و التدريس و التقريض علي التصانيف.

و حج المترجم و جاور و أقرأ الطلبة هناك.

و صنّف كتباً، منها: شرح «الارشاد» في الفقه لابن المقري، شرح «شذور الذهب» في النحو لابن هشام، شرح «الهمزية» للبوصيري، منظومة في نهر النيل و غيره من الانهار، نظمَ بها «مبدأ النيل السعيد» للمحلّي، تسهيل المسالك إلي «عمدة السالك ««1» و ترجمة الامام الشافعي.

توفّي بمصر- سنة تسع و ثمانين و ثمانمائة.

______________________________

(1)- هو كتاب «عمدة السالك و عدة الناسك مطبوع» لَاحمد بن لؤلؤ الرومي المصري المعروف بابن النقيب، وقد مضت

ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2684.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 227

3015 ابن الهمام «1»

(788- 861 ه) محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود، كمال الدين السيواسي «2» الاصل، الاسكندري المولد، القاهري الدار، المعروف بابن الهمام، أحد أكابر الحنفية.

ولد في الاسكندرية سنة ثمان و ثمانين و سبعمائة «3» و سكن القاهرة، و أقام بحلب مدة، و جاور بالحرمين في أواخر عمره.

تفقّه علي سراج الدين عمر بن علي الكناني المعروف بقاريَ الهداية، و لازمه في الأُصول و غيرها، و انتفع به و بالقاضي محب الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي المعروف بابن الشحنة.

و أخذ الحديث عن: شمس الدين الشامي، و جمال الدين يوسف بن محمد ابن عبد اللّه الحميدي، و غيرهما.

و أخذ أيضاً عن: قطب الدين الابرقوهي، و كمال الدين محمد بن محمد بن الحسن الشُّمُنِّي، و بدر الدين الاقصرائي، و أحمد بن رجب المعروف بابن المجدي،

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 2- 86) في الهامش)، الضوء اللامع 8- 127، بغية الوعاة 1- 166 برقم 280، مفتاح السعادة 2- 134، كشف الظنون 1- 236، شذرات الذهب 7- 298، البدر الطالع 2- 201، هدية العارفين 2- 201، الاعلام 6- 255، معجم المؤلفين 10- 264.

(2) نسبة إلي سيواس من بلاد الروم.

(3) و قيل: سنة (790 ه)، و قيل: سنة (789 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 228

و يحيي بن عبد الرحمن العجيسي، و بدر الدين محمد بن أحمد بن موسي العيني، و شمس الدين البوصيري، و ولي الدين العراقي.

و مهر في الفقه و الأَصلين، و شارك في عدة فنون.

و درّس الفقه بالمنصورية و بقبة الصالح و بالأَشرفية، ثم ولي مشيخة الشيخونية، و أفتي مدة يسيرة، ثم أعرض عن

الافتاء.

أخذ عنه: تقي الدين أحمد بن كمال الدين محمد الشُّمُنِّي، و شرف الدين يحيي بن محمد المُناوي، و زين الدين قاسم بن قطلوبغا، و شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، و آخرون.

و صنّف كتباً، منها: فتح القدير للعاجز الفقير (مطبوع) في شرح «الهداية في فقه الحنفية، التحرير (مطبوع) في أُصول الفقه، زاد الفقير (مطبوع) مختصر في الفقه، المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة (مطبوع) و شرح «بديع النظام الجامع بين كتابي البزْدَوي و الأَحكام» لابن الساعاتي.

توفّي بالقاهرة في- سنة إحدي و ستين و ثمانمائة.

3016 ظهير الدين ابن الحسام «1»

(..- بعد 873 ه) محمد بن زين الدين علي بن الحسام «2» ظهير الدين العاملي العيناثي، أحد

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 106 برقم 94، رياض العلماء 3- 54، تكملة أمل الآمل 249 برقم 212، طبقات أعلام الشيعة 4- 126.

(2) و في أمل الآمل: ظهير الدين بن علي بن زين الدين بن الحسام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 229

أعلام الامامية.

أخذ العلم و روي عن: أبيه علي، و شرف الدين المقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي (المتوفّي 826 ه)، و سليمان العيناثي العاملي.

قال الحر العاملي: كان فاضلًا عابداً فقيهاً، من المشايخ الاجلّاء، يروي عن علي بن أحمد العاملي والد الشهيد الثاني.

أقول: الظاهر أنّه وقع سهو أو تصحيف في كلامه، و أنّ الصحيح: يروي عنه علي بن أحمد العاملي، و ذلك لتأخّر طبقته، حيث توفّي في سنة (925 ه).

أخذ عن المترجم: ناصر بن إبراهيم البويهي الاحسائي (المتوفّي- 852 أو- 853 ه)، و أخوه عز الدين الحسين بن علي، و قرأ عليه «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل، و برهان الدين إبراهيم «1» بن الحسن الشقيفي العاملي، وله منه إجازة، و علي بن عبد العالي

الميسي الشهير بابن مفلح.

قال الشهيد الثاني: مع أنّ بين وفاة البويهي و الميسي ست و ثمانون سنة، فهما يرويان عن رجل واحد، و يسمي هذا النوع من الرواية ب (السابق و اللاحق).

و كان ظهير الدين حياً في سنة (873 ه)، حيث دعا له أخوه عز الدين الحسين في إجازته لبعض تلامذته في السنة المذكورة، بقول: (حفظه اللّه).

أقول: و نظن أنّه توفي بعد ذلك بيسير.

وقد نبغ في ذرية المترجم العديد من العلماء، و لُقِّبوا بالظهيري، منهم: الحسين بن الحسن بن يونس الظهيري استاذ الحرّ العاملي (المتوفّي 1104 ه).

______________________________

(1)- أمل الآمل: 1- 27 برقم 4.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 230

3017 ضياء الدين الجرجاني «1»

( … )

محمد بن سديد الدين علي بن محمد الحسيني، السيد ضياء الدين الجرجاني، العالم الامامي.

قال عبد اللّه أفندي التبريزي: كان فاضلًا، عالماً، متكلماً.

جاور بمكة مدة.

و صنّف بالفارسية: رسالة العقائد الدينية في الأُصول الخمسة، رسالة مختصرة في واجبات الصلاة و مندوباتها و آدابها، رسالة في تجويد القرآن (طبعت مع القرآن الكريم سنة 1286 و سنة 1316).

هذا، وقد ترجم الطهراني للجرجاني هذا في القرن الحادي عشر «2» لكنّ الافندي قال إنّه رأي بعض نسخ «العقائد الدينية»، و كان تاريخ كتابته سنة ثمانين و ثمانمائة.

فيظهر أنّ المترجم له من أهل القرن التاسع لَانّنا لم نجد له ذكراً في القرون السالفة «3»

______________________________

(1) رياض العلماء 2- 412، طبقات أعلام الشيعة 5- 505، الذريعة 3- 373 برقم 1358، 15- 283 برقم 1849.

(2) لَان أقدم نسخة من «العقائد الدينية» التي رآها الطهراني كُتبت في سنة (1068 ه)، و هي بخط عبد الباقي القائني.

(3) و هو غير الجرجاني الذي مرت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2823، فذاك ركن الدين محمد بن علي بن

محمد الجرجاني الاصل، الأَسترابادي المولد و المنشأ ثم الحلي ثم الغروي صاحب التصانيف الكثيرة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 231

3018 ابن الازرق «1»

(..- 896 ه) محمد بن علي بن محمد بن علي الاصبحي، شمس الدين أبو عبد اللّه الغرناطي الاصل، المالقي، المالكي، المعروف بابن الازرق.

ولد بمالقة، و نشأ بها و حفظ القرآن و غيره.

و تلا علي القاضي إبراهيم بن أحمد البدوي، و أبي عمرو محمد بن محمد بن أبي بكر بن منظور، و الخطيب محمد بن أبي الطاهر الفهروي، و أخذ عنهم العربية و الفرائض، و أخذ عن ثانيهم الفقه و الحساب.

و لازم بغرناطة إبراهيم بن أحمد بن فتوح في النحو و الفقه و الأَصلين و المنطق.

و حضر مجالس محمد بن محمد السرقسطي، و عبد اللّه بن أحمد البقني، و الشريف أحمد بن أبي يحيي التلمساني، و أخذ عن غيرهم في تلمسان و فاس و تونس.

و كان فقيهاً، أديباً، من علماء الاجتماع.

ولي القضاء في مالقة، و وادي آش، ثم قضاء الجماعة في غرناطة، فاستمر إلي أن استولي عليها الافرنج، فانتقل إلي تلمسان ثم إلي المشرق، و استنهض الملوك

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 20 برقم 56، نيل الابتهاج 561 برقم 690، نفح الطيب 2- 699 برقم 307، ايضاح المكنون 1، 593- 170، و 2- 51، شجرة النور الزكية 261 برقم 960، الاعلام 6- 289، معجم المؤلفين 11- 43.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 232

لنجدة صاحب غرناطة، فلم يفلح.

و حجّ، فجاور بالحرمين نحو ستة أشهر، و عاد إلي مصر، ثم توجه إلي مدينة القدس قاضياً عليها، فتوفي بعد شهرين من وصوله إليها، و ذلك في- سنة ست و تسعين و ثمانمائة.

و لابن الازرق تصانيف، منها: شفاء الغليل في شرح «مختصر» خليل في

الفقه، الابريز المسبوك في كيفية آداب الملوك، تخيير الرئاسة و تحذير السياسة، بدائع السلك في طبائع الملك «1» روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام، و فتاوي.

وله شعر و نثر.

فمن شعره، قوله عند استيلاء الصليبيّين علي غَرْناطة:

مشوقٌ بخَيمات الاحبة مولَعُ تذكِّره نَجدٌ و تُغريه لَعْلعُ

مواضعَكم يا لائمين علي الهوي فلم يبقَ للسُّلوان في القلب موضع

و مَن لي بقلب تلتظي فيه زفرةٌ و مَنْ لي بجَفْن تنهمي منه أدمُعُ

رويدك فارقب للَّطائف موضعاً و خلِّ الذي من شرِّه يُتوقّعُ

و صبراً فإنّ الصبر خيرُ غنيمةٍ و يا فوزَ من قد كان للصبر يرجعُ

______________________________

(1)- قال صاحب «نفح الطيب»: لخّص فيه كلام ابن خلدون في مقدمة تاريخه و غيره مع فوائد كثيرة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 233

3019 ابن القطان «1»

(737- 813 ه) محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عيسي «2» شمس الدين السَّمَنُّودي «3» الاصل، القاهري، الفقيه الشافعي، المعروف بابن القطان.

ولد سنة سبع و ثلاثين و سبعمائة «4» و أخذ الفقه عن سراج الدين عمر بن علي ابن الملقن، و القراءات و العربية عن شمس الدين محمد بن عبد الرحمن ابن الصائغ الحنفي و حضر دروس بهاء الدين أبي البقاء محمد بن عبد البر السُّبْكي، و ولده بدر الدين.

و لازم بهاء الدين عبد اللّه بن عبد الرحمن ابن عقيل النحوي، و أخذ عنه العربية و الفقه و قطعة من تفسيره و غير ذلك، و صاهره علي ابنته.

و سمع من: صلاح الدين البلبيسي، و المطرز، و شهاب الدين الجوهري، و غيرهم.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 57 برقم 748، إنباء الغمر بأبناء العمر 6- 259، الضوء اللامع 9- 9 برقم 34، البدر الطالع 2- 226 برقم 484، ايضاح المكنون 1،

545- 32، و 2، 486، 715- 31، هدية العارفين 2- 180، الاعلام 6- 287، معجم المؤلفين 11- 57.

(2) و قيل: عيسي بن عمر.

(3) نسبة إلي سَمَنُّود: بلد من نواحي مصر جهة دمياط علي ضفة النيل، بينها و بين المحلّة ميلان.

معجم البلدان: 3- 254.

(4) و قيل: سنة ثلاثين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 234

و مهر في القراءات، و درّسها بالمدرسة الشيخونية، و صنّف فيها كتاباً سماه السهل و شرحه في مجلدين و سمّاه بسط السهل.

و ولي نيابة القضاء في أواخر عمره.

قرأ عليه ابن حجر العسقلاني.

و أخذ عنه القراءات: صدر الدين محمد بن محمد السفطي، و أبو بكر الضرير.

و صنّف في غير القراءات كتباً، منها: المشرب الهني في شرح مختصر المزني، شرح ألفية ابن مالك، الاحسان العميم بانتفاع الميت بالقرآن العظيم، جمع الشمل في الفرائض و الحساب، و ذيل علي طبقات الاسنوي.

و نسب إليه بعضهم كتاب هادي الطريقين في أُصول الفقه.

توفّي ابن القطان في- سنة ثلاث عشرة و ثمانمائة.

3020 ابن عمّار «1»

(768- 844 ه) محمد بن عمار بن محمد بن أحمد، شمس الدين أبو ياسر القاهري المصري، المالكي، المعروف ابن عمار.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 9- 154، الضوء اللامع 8- 232 برقم 629، بغية الوعاة 1- 203 برقم 351، كشف الظنون 1- 407 و..، شذرات الذهب 7- 254، البدر الطالع 2- 232 برقم 489، ايضاح المكنون 1- 36 و..، هدية العارفين 2- 194، شجرة النور الزكية 1- 242 برقم 867، الاعلام 6- 311، معجم المؤلفين 11- 74.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 235

ولد سنة ثمان و ستين و سبعمائة في قناطر السباع.

و طلب العلم في القاهرة و الاسكندرية، فأخذ علوم الحديث عن: زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي،

و سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني و لازمه في دروس التفسير، و سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن.

و أخذ الفقه عن: أبي عبد اللّه محمد الزواوي، و أبي عبد اللّه ابن عرفة، و بهرام ابن عبد اللّه، و آخرين.

و سمع: صلاح الدين الزفتاوي، و ابن أبي المجد، و السويداوي، و نجم الدين البالسي، و تاج الدين ابن الفصيح، و شمس الدين محمد بن إبراهيم العاملي، و بهاء الدين عبد اللّه الدماميني، و ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم الحراني، و آخرين.

و كان فقيهاً، أُصولياً، من العلماء بالعربية.

أعاد بجامع طولون، و درّس الفقه بالمسلمية و بقبة الصالح إسماعيل، و بالبرقوقية.

و ولي نيابة القضاء.

و صنّف كتباً، منها: شرح «مختصر الفقه» لابن الحاجب و لم يتم، غاية الالهام في شرح «عمدة الاحكام» في الحديث لعبد الغني بن عبد الواحد الجمّاعيلي، الاحكام في شرح غريب «عمدة الاحكام»، زوال المانع في شرح «جمع الجوامع» في أُصول الفقه لتاج الدين السبكي، الكافي الغني في شرح «المغني» في النحو لابن هشام، جلاب الموائد في شرح «تسهيل الفوائد» في النحو لابن مالك، العيون الثجاجة في منتخب ابن ماجة.

توفّي بالقاهرة- سنة أربع و أربعين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 236

3021 ابن الرصّاع «1»

(..- 894 ه) محمد بن قاسم الانصاري، الفقيه المالكي، أبو عبد اللّه التلمساني مولداً، التونسي المغربي نشأةً، المعروف بابن الرصّاع «2» أخذ عن: أحمد و عمر القلشانيين، و ابن عقاب، و البرزالي، و أبي القاسم العبدوسي، و عبد اللّه البحيري.

و ولي قضاء المحلّة ثم الانكحة ثم الجماعة، و صرف نفسه مقتصراً علي الامامة و الخطابة بجامع الزيتونة.

و تصدّر للِافتاء، و إقراء الفقه و أُصول الدين و العربية و المنطق.

فأخذ عنه

أحمد زروق، و غيره.

و صنّف كتباً، منها: التسهيل و التقريب و التصحيح لرواية الجامع الصحيح، تذكرة المحبّين في شرح أسماء سيد المرسلين، الجمع الغريب في ترتيب آي «مغني اللبيب»، الهداية الكافية (مطبوع) في شرح الحدود الفقهية لابن عرفة، فهرست الرصّاع (مطبوع).

و توفّي ابن الرصّاع- سنة أربع و تسعين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 8- 287، ايضاح المكنون 1- 276، هدية العارفين 2- 216، شجرة النور الزكية 259 برقم 652، نيل الابتهاج 560 برقم 689، الاعلام 7- 5، معجم المؤلفين 11- 137.

(2) و في بعض المصادر: شُهر بالرصاع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 237

3022 السعدي «1»

(836- 900 ه) محمد بن محمد بن أبي بكر بن خالد، بدر الدين السِّدْرِشي الاصل، القاهري، المعروف بالسعدي.

ولد سنة ست و ثلاثين و ثمانمائة.

و سمع علي: ابن حجر العسقلاني، و علاء الدين القلقشندي، و علم الدين صالح بن عمر البلقيني، و عبد الرحيم الاميوطي، و غيرهم.

و تفقه بنور الدين علي بن محمد ابن الرزاز، و جمال الدين عبد اللّه بن محمد ابن هشام.

و لازم عز الدين أحمد بن إبراهيم بن نصر اللّه الكناني في الفقه و غيره، و قرأ عليه الكثير، و اختص به.

و دَرس سائر العلوم من الأُصول و النحو و المنطق و غير ذلك علي علماء عصره.

و تقدّم في المذهب الحنبلي، و أفتي، و درّس الفقه بالمنكوتمرية و القراسنقرية، و الشيخونية، و الحديث بمسجدي رشيد و قُطُز.

و ولي إفتاء دار العدل، ثم قضاء الحنابلة بالديار المصرية.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 58 برقم 160، شذرات الذهب 7- 366، ايضاح المكنون 1- 384، هدية العارفين 2- 209، الاعلام 7- 52، معجم المؤلفين 11- 199.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 238

أخذ عنه: عبد الرحمن بن محمد العُليمي،

و غيره.

و صنّف كتاب مناسك الحج علي الصحيح من المذهب، و كتاب الجوهر المحصل في مناقب الامام أحمد بن حنبل.

قال السخاوي: و عندي من فوائده القديمة و الحديثة ما تطول الترجمة ببسطه.

توفّي المترجم- سنة تسعمائة.

3023 أبو الفضل المَشذالي «1»

(821، 822- 864 ه) محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الصمد، أبو الفضل المشذالي الزواوي، البجائي المغربي، الفقيه المالكي.

ولد سنة إحدي أو اثنتين و عشرين و ثمانمائة.

و درس العربية و الفقه و الأَصلين و الهندسة و المنطق و غيرها علي جماعة منهم: أبو بكر التلمساني، و علي بن إبراهيم الحسناوي، و ابن أفشوش، و سليمان البوزيدي، و موسي بن إبراهيم الحسناوي، و محمد بن مرزوق، و أبو القاسم العقباني، و ابن زاغو، و غيرهم ببلده و تلمسان التي أقام بها أربع سنين.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 180 برقم 466، نيل الابتهاج 541 برقم 658، هدية العارفين 2- 202، شجرة النور الزكية 263 برقم 966، معجم المؤلفين 11- 259.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 239

و نال حظاً وافراً من هذه العلوم، و تصدي للِاقراء ببجاية.

ثم رحل رحلة واسعة إلي تونس و قسنطينية و قبرس و بيروت و دمشق و القدس فسكنها و درّس بها المعقولات.

و حجّ، و دخل القاهرة، و درّس الفقه المالكي في الجامع الازهر.

أخذ عنه: برهان الدين ابن ظهيرة، و ابن قاضي عجلون، و شهاب الدين البيجوري، و الديسطي، و غيرهم.

و شرح «الجمل» في المنطق لمحمد بن ناماور الخونجي.

و مات في عينتاب- سنة أربع و ستين و ثمانمائة.

3024 ابن الضياء المكي «1»

(829- 885 ه) محمد بن محمد بن أحمد بن محمد القرشي العمري، جمال الدين أبو النجا المكي، الحنفي يعرف بابن الضياء كآبائه.

ولد بمكة سنة تسع و عشرين و ثمانمائة، و حفظ القرآن و بعض الكتب المتعلّقة بالمذهب الحنفي و غير ذلك، و عرضها علي علماء عصره مثل محمد الكيلاني، و العلاء الشيرازي، و أبي السعادات بن ظهيرة.

ثم درس الفقه و الأُصول و العربية و

الحديث علي جماعة منهم: والده، و عمّه أبو حامد،

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 41 برقم 111، هدية العارفين 2- 211، معجم المؤلفين 11- 189.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 240

و ابن قديد، و أبو الفتح المراغي.

و ورد مصر مراراً، و زار بيت المقدس و الشام و الرملة و غزّة و المدينة، و أخذ عن: ابن الديري، و الشمس الاياسي، و الاقصرائي، و ابن حجر العسقلاني.

و ناب في القضاء عن والده ثم استقلّ به، و درّس بعدّة مدارس، و تصدّي للِافتاء.

و أكمل تصنيف والده الذي جعله كالحاشية علي «كنز الدقائق» في الفقه لحافظ الدين عبد اللّه «1» بن أحمد بن محمود النسفي.

و مات في- المحرّم سنة خمس و ثمانين و ثمانمائة.

3025 الحولاني «2»

(.. كان حياً- 825 ه) محمد بن محمد بن الحسن، الفقيه الامامي، شمس الدين الحولاني «3» العاملي.

تلمّذ علي الفقيه الكبير جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الاسدي الحلّي (المتوفّي 841 ه)، و قرأ عليه بعض كتابه «الموجز الحاوي لتحرير الفتاوي» فكتب له استاذه المذكور إجازة في سنة خمس و عشرين و ثمانمائة.

وصفه فيها

______________________________

(1)- مرّت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2737.

(2) بحار الانوار 105 27- 26) ضمن الاجازة 30).

(3) في معجم البلدان: 2- 322: حَوْلان: بالحاء المهملة، ذو حولان: من قري اليمن.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 241

بالفقيه العالم العلّامة الورع المحقّق، و قال: و سأل في أثناء قراءته عما أشكل عليه من مسائله، فبيّنتُ له ذلك بياناً شافياً، و أوضحته له إيضاحاً كافياً، و أخذه أخذ فاهم لما يُلقي إليه، و ضابط لما يوعي عليه.

و أجاز له بالاضافة إلي رواية الكتاب المذكور أن يروي عنه كتاب «المهذب ««1» و كتاب «المقنعة ««2» و أن يروي عنه

أيضاً جميع ما صنّفه هو و ما قرأه و أُجيز له.

قال شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن خاتون العاملي: إنّه أجاز لزين الدين علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي الاجازة الآنفة الذكر.

أقول: لم يذكر ابن خاتون فيما إذا كان يروي الاجازة عن الحولاني بالواسطة أو بغيرها.

3026 ابن أبي البقاء السُّبكي «3»

(741- 803 ه) محمد بن محمد بن عبد البر بن يحيي بن علي الانصاري الخزرجي، بدر الدين أبو عبد اللّه السبكي القاهري، الفقيه الشافعي، المعروف بابن أبي البقاء.

______________________________

(1)- لعله كتاب «المهذب» في الفقه لابن البرّاج الطرابلسي.

يذكر أنّ لابن فهد الحلّي كتاب «المهذب البارع في شرح المختصر النافع».

(2)- هو من تأليف المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي (المتوفّي 413 ه)، و يشتمل علي الأُصول و الفروع.

(3) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 60 برقم 750، إنباء الغمر بأبناء العمر 4- 333، الضوء اللامع 9- 88 برقم 250، الدارس في تاريخ المدارس 1- 135، شذرات الذهب 7- 37.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 242

ولد سنة إحدي و أربعين و سبعمائة.

و سمع في صغره من: عبد الرحيم بن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي اليسر، و نفيسة بنت إبراهيم بن سالم ابن الخباز، و بنت أخيها زينب بنت إسماعيل ابن الخباز، و علي بن العز عمر بن أحمد الانصاري، و إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة، و غيرهم بدمشق و بيت المقدس.

و أخذ عن والده القاضي بهاء الدين أبو البقاء «1» (المتوفّي 777 ه).

و درّس بدمشق بالاتابكية و الرواحية، و غيرهما.

و ناب عن والده في القضاء بالقاهرة، و درّس الحديث و الفقه بالمنصورية.

ثم ولي القضاء في سنة (779 ه) و عزل و أُعيد ثم عزل.

و توجه إلي دمشق و

ولي بها خطابة الجامع الأُموي بعد وفاة ابن جماعة (سنة 790 ه)، و تدريس الغزالية.

ثم ولي قضاء القاهرة مرتين، و عزل فاستقر في تدريس الشافعي إلي أن مات- سنة ثلاث و ثمانمائة.

و كان يجيد إلقاء الدروس من غير مطالعة.

سمع منه ابن حجر العسقلاني، و صحبه المقريزي أعواماً، و ذكرا أنّه أُخذ عليه لين الجانب في مباشرته القضاء، و تحكّم ابنه جلال الدين عليه.

______________________________

(1)- كان أبو البقاء قد صحب تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي من مصر إلي دمشق في سنة (739 ه)، و ناب عنه في القضاء ثم ولي قضاء دمشق، و عاد إلي مصر في سنة (765 ه).

انظر طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: 3- 127 برقم 668.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 243

3027 بدر الدين البُلْقِيني «1»

(821، 819- 890 ه) محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الكناني، بدر الدين أبو السعادات البلقيني الاصل، القاهري، الفقيه الشافعي.

ولد سنة إحدي و عشرين أو تسع عشرة و ثمانمائة.

و أخذ الفقه عن: عم والده علم الدين صالح بن عمر بن رسلان البلقيني، و زين الدين البوتيجي، و القاياتي، و علاء الدين القلقشندي، و غيرهم، و الأُصول عن: البساطي، و القاياتي، و شرف الدين السبكي، و الشرواني، و الكافيجي، و عنه أخذ علم الكلام.

و سمع علي: ابن حجر العسقلاني، و زين الدين الزركشي، و بدر الدين حسين البوصيري، و عائشة الكنانية، و ابن بردس.

و أخذ العربية و الفرائض، و المنطق و غيرها عن جماعة من العلماء.

و برع في عدة علوم، و أفتي، و درّس التفسير بجامع طولون، و الفقه بالمنصورية، كما درّس بجامع الازهر، و بالحسامية و غيرهما.

و ناب في القضاء بعدة أماكن، ثم ولي قضاء العسكر، و

وظائف عديدة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 95 برقم 260، كشف الظنون 1- 699، شذرات الذهب 7- 349، البدر الطالع 2- 244 برقم 502، ايضاح المكنون 1- 139، هدية العارفين 2- 213، معجم المؤلفين 11- 232.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 244

و صنّف كتباً، منها: حاشية علي «خبايا الزوايا» في فروع الشافعية لبدر الدين محمد بن عبد اللّه الزركشي، المحاكمات بين «المهمات» لجمال الدين الاسنوي و «التعقبات» لشهاب الدين أحمد بن العماد الاقفهسي، حاشية علي «شرح أنوار التنزيل» في التفسير لجمال الدين الاسنوي، و شرح مقدمة شيخه الحنّاوي في النحو.

توفّي المترجم في- سنة تسعين و ثمانمائة.

3028 السنباطي «1»

(787- 861 ه) محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن إسحاق الأُموي، ولي الدين أبو البقاء المحلّي ثم السنباطي «2» ثم القاهري، الفقيه المالكي، الشهير بالسنباطي.

ولد سنة سبع و ثمانين و سبعمائة في المحلة الكبري (بمصر).

و أخذ بها الفقه عن سراج الدين عمر الطريني، و بالقاهرة عن ابن عمه محمد بن عبد السلام، و جمال الدين عبد اللّه بن مقداد الاقفهسي، و شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان البساطي.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 113 برقم 297، نيل الابتهاج 536 برقم 649.

(2) نسبة إلي سنباط: قرية من قري مصر.

نيل الابتهاج.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 245

و سمع علي: شرف الدين ابن الكويك، و ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي، و الهيثمي، و ابن حجر العسقلاني، و آخرين.

و دأب و حصّل، حتي أذن له الاقفهسي في التدريس و الإِفتاء.

و ناب في القضاء في سنة (809 ه) بسنباط و غيرها ثم بالقاهرة.

و ولي قضاء الاسكندرية في سنة (849 ه)، فقضاء القاهرة في سنة (853 ه) فاستمر إلي أن أدركته المنية في سنة إحدي و ستين

و ثمانمائة.

وقد حدّث و درّس و أفتي.

و أخذ عنه جماعة، منهم: شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي.

3029 الخيضري «1»

(821- 894 ه) محمد بن محمد بن عبد اللّه بن خيضر، قطب الدين أبو الخير الزُّبيدي، البلقاوي الاصل، الدمشقي، المعروف بالخيضري، الشافعي.

ولد في بيت لهيا (من قري دمشق) سنة إحدي و عشرين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 117 برقم 305، الدارس في تاريخ المدارس 1، 455- 7، كشف الظنون 132، 141، 156، 250، 1559 و مواضع غيرها، البدر الطالع 2- 245 برقم 503، ايضاح المكنون 1- 232، و 2- 67، هدية العارفين 2- 215، الاعلام 7- 51، معجم المؤلفين 11- 237.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 246

و نشأ بدمشق، و تفقّه و أخذ بها و بالقاهرة و بيت المقدس و مكة و المدينة من جماعة كثيرة، منهم تقي الدين أبو بكر بن أحمد ابن قاضي شهبة، و علاء الدين علي ابن عثمان ابن الصيرفي، و شهاب الدين ابن أرسلان، و شمس الدين محمد البصروي، و تقي الدين القلقشندي، و زينب ابنة اليافعي، و ابن حجر العسقلاني، و ابن ناصر الدين، و برهان الدين ابن المرحّل.

و كان فقيهاً، ذا معرفة بالتراجم و الأَنساب و الحديث.

ولي مشيخة دار الحديث الاشرفية بدمشق، فوكالة بيت المال، فكتابة السر و عُزل و أُعيد ثم أُضيف إليه قضاء الشافعية.

و حدّث، و درّس بالمجاهدية و غيرها، و وعظ و خطب، و أفتي، و ورد القاهرة مرات و قرّبه السلطان.

و صنّف كتباً، منها: صعود المراقي في شرح «ألفية» العراقي في الحديث، المنهل الجاري من «فتح الباري في شرح صحيح البخاري» لابن حجر، مجمع العشاق علي توضيح «تنبيه» أبي إسحاق، اللواء المعلم في مواطن الصلاة علي النبي

صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، طبقات الشافعية، الاكتساب في تلخيص كتب الانساب، البرق اللموع لكشف الحديث الموضوع، زهر الرياض (مطبوع)، اللفظ المكرم بخصائص النبي الاعظم، و الروض النضر في حال الخضر.

توفّي بالقاهرة- سنة أربع و تسعين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 247

3030 العريضي «1»

(..- بعد 823 ه) محمد بن محمد بن عبد اللّه، العالم الامامي، شمس الدين العريضي «2» قرأ علي الفقيه المشهور السيد عز الدين الحسن «3» بن أيوب المعروف بابن نجم الدين الاطراوي العاملي، وله منه إجازة.

تلمّذ عليه الفقيه زين الدين علي بن علي بن محمد بن طي العاملي (المتوفّي 855 ه)، و روي عنه بالاجازة «الصحيفة السجادية» من أدعية الامام علي بن الحسين عليمها السَّلام، و جميع مصنفات العلّامة ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه) في الفقه و الأَصلين و سائر العلوم.

و قرأ عليه جمال الدين أحمد بن النجار كتاب «القواعد و الفوائد» في الفقه للشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفّي 786 ه) في مجالس متفرقة آخرها في ربيع الاوّل سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة.

و قرأ عليه أيضاً عز الدين الحسن ابن العشرة الكسرواني الكركي (المتوفّي 862 ه) «4».

______________________________

(1) بحار الانوار 105- 36) ضمن الاجازة 32) و 107- 64) ضمن الاجازة 43)، أمل الآمل 2- 302 برقم 911، رياض العلماء 5- 173، تكملة أمل الآمل 153) ضمن ترجمة ابن العشرة) برقم 105، طبقات أعلام الشيعة 4- 126.

(2) وُصف المترجم بالشيخ، فليس هو إذاً من السادة العريضيين الحسينيين المعروفين.

(3) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2702.

(4) طبقات أعلام الشيعة: 4- 37) ترجمة الحسن ابن العشرة).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 248

3031 ابن حسّان «1»

(حدود 800- 855 ه) محمد بن محمد بن علي بن محمد، شمس الدين الموصلي الاصل، المقدسي ثم القاهري، المعروف بابن حسان.

ولد سنة ثمانمائة تقريباً ببيت المقدس.

و طلب العلم به و بالقاهرة التي انتقل إليها في سنة (833 ه).

أخذ الفقه و الأَصلين و العربية عن شمس الدين محمد بن عبد الدائم البرماوي، و العلوم

العقلية و الكلام عن القاياتي، و الشرواني.

و أخذ و روي عن جماعة، منهم: ابن حجر العسقلاني، و ابن رسلان، و التاج الغرابيلي، و العماد ابن شرف، و الزين ماهر، و ابن الهائم، و ابن الجزري، و القبابي، و الشمس بن المصري، و الشهاب الكلوتاتي، و يونس الواحي، و عائشة الحنبلية، و التاج الشرابيني، و التقي المقريزي، و حسين البوصيري، و غيرهم.

و تصدّي للِاقراء و تدريس الحديث، و ولي مشيخة الصلاحية، و ناب في الخطابة.

و اختصر «جامع المفردات» لابن البيطار و «الخصال المكفِّرة للذنوب المقدمة و المؤخرة» لابن حجر، و خرّج أحاديث القونوي.

توفّي- سنة خمس و خمسين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 152 برقم 387، هدية العارفين 2- 197، معجم المؤلفين 11- 252.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 249

3032 ابن عمر «1»

(801- بعد 870 ه) محمد بن محمد بن عمر بن إسرائيل، شمس الدين أبو عبد اللّه الغزّي، الحنفي، المعروف بابن عمر.

ولد سنة احدي و ثمانمائة بغزّة، و قرأ القرآن، و عرض ما حفظه من الكتب، علي جماعة منهم: الجلال البلقيني، و البدر الاقصرائي.

و تفقّه بقاريَ الهداية، و الشمس ابن الديري، و سمع عليهما و علي: الولي العراقي، و ابن الجزري.

و حجّ و زار بيت المقدس و الخليل و دخل الشام و حلب و القاهرة، و برع في الفقه، و ولي قضاء بلده سنة إحدي و خمسين و ثمانمائة.

أخذ عنه السخاوي، و ذكر أنّه: كان فاضلًا متواضعاً مائلًا إلي الرشا، و آل أمره إلي أن روفع فيه بسبب بعض القضايا، فحمل إلي القاهرة، فأقام بها أشهراً و نالته مشقّة.

قال: ثم رأيت فيمن قرّض مجموع البدري محمد بن عمر الغزّي الحنفي، و أرّخ كتابته في سنة إحدي و سبعين، و

يُغلب علي ظنّي أنّه هذا.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 169 برقم 436.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 250

3033 ابن الخوندار «1»

(حدود 798- 881 ه) محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا، سيف الدين البكتمري التركي، المصري، الحنفي، المعروف بابن الخوندار.

ولد تقريباً سنة ثمان و تسعين و سبعمائة أو التي بعدها.

و أخذ الفقه و أُصوله و العربية عن: التفهني، و ابن الهمام و لازمه و تخرّج به.

و قرأ علي المحبّ بن نصر اللّه الحنبلي، و السراج قارئ الهداية.

و سمع من: أُمّه أُمّ هانيَ الهورينية، و الزينون التفهني و القمني و الزركشي.

و كان أحد علماء الحنفية في الفقه و الأُصول و العربية و التفسير.

درّس الفقه بالناصرية و الأَشرفية القديمة و غيرهما، و التفسير بالمنصورية.

و ولي مشيخة المؤيدية و الشيخونية.

أخذ عنه: شمس الدين السخاوي، و جلال الدين السيوطي.

و كتب حواشي علي: «التوضيح» لابن هشام، و «شرح أنوار التنزيل» للِاسنوي، و «شرح التنقيح» للقرافي، و «شرح المنار» في أُصول الفقه، و «شرح العقائد» و «شرح الطوالع» في الكلام.

توفّي في- ذي القعدة سنة إحدي و ثمانين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 173 برقم 445، بغية الوعاة 1- 231 برقم 419، حسن المحاضرة 1- 413 برقم 58، شذرات الذهب 7- 332، البدر الطالع 2- 246، ايضاح المكنون 1- 139، هدية العارفين 2- 210، الاعلام 7- 50، معجم المؤلفين 11- 255.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 251

3034 ابن أمير الحاج «1»

(825- 879 ه) محمد بن محمد بن محمد بن حسن، الفقيه الحنفي شمس الدين أبو عبد اللّه الحلبي، يعرف بابن أمير الحاج و يقال له ابن الموقّت.

ولد في حلب سنة خمس و عشرين و ثمانمائة.

و تفقّه بالعلاء الملطي، و أخذ عن الزين عبد الرزاق النحو و الصرف و المعاني و البيان و المنطق.

و ارتحل إلي حماة فسمع بها علي ابن الاشقر، ثم إلي القاهرة فسمع بها

علي ابن حجر العسقلاني، و لازم ابن الهمام و درس عليه الفقه و الأَصلين.

و تصدي للِاقراء و الإِفتاء.

و صنّف كتباً، منها: التقرير و التحبير (مطبوع)، في شرح «التحرير» لشيخه ابن الهمام في الأُصول، ذخيرة القصر في تفسير سورة و العصر، داعي منار البيان لجامع النسكين بالقرآن، حلية المجلي و بغية المهتدي في شرح «منية المصلي و غنية المبتدي» لمحمد الكاشغري، شرح «المختار» في الفقه لابن مودود الموصلي، و منية الناسك في خلاصة المناسك.

و كان قد حجّ في سنة (877 ه) و جاور بمكة، و أقرأ بها يسيراً و أفتي، ثم

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 210 برقم 517، كشف الظنون 2، 824، 1623، 1829- 1، 729- 358، 1887، شذرات الذهب 7- 328، هدية العارفين 2- 208، ايضاح المكنون 2- 597، الاعلام 7- 49، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 5- 271 برقم 618، معجم المؤلفين 11- 274.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 252

سافر منها إلي بيت المقدس، فأقام به نحو شهرين، ثم عاد إلي بلده، و لم يلبث أن مات في- شهر رجب سنة تسع و سبعين و ثمانمائة.

3035 أبو السعادات ابن ظهيرة «1»

(795- 861 ه) محمد بن محمد بن محمد بن حسين المخزومي، جلال الدين أبو السعادات ابن ظهيرة المكّي.

ولد بمكة سنة خمس و تسعين و سبعمائة.

و تفقّه بغياث الدين الكيلاني، و الجمال ابن ظهيرة، و ابن الجزري، و درس الأُصول علي: أبي عبد اللّه الوانوغي، و البساطي.

و قرأ علي حسن الأَبِيْوَرْدي، و سمع علي: ابن صديق، و المراغي، و الزين البهنسي، و الرضي المطري، و الشمس الشامي.

و برع في فقه الشافعية.

و ناب في القضاء بمكة عن أبيه، و ولي خطابتها و نظر المسجد الحرام و الحسبة.

ثم ولي القضاء في سنة (827

ه)، و عُزل و أُعيد مراراً.

و درّس بالبنجالية، و حدّث، و أفتي.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 214 برقم 526، الاعلام 7- 48، معجم المؤلفين 11- 274.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 253

و كان قد دخل القاهرة، و أقام بالمدينة المنورة مدّة، و درّس بها الفقه و أُصوله.

قيل: و صار رئيس الشافعية بالحجاز.

و كتب المترجم تعليقاً علي «جمع الجوامع» في أُصول الفقه للسبكي، و ذيلًا علي «طبقات الشافعية» للسبكي، و تكملة «شرح الحاوي» لشيخه ابن ظهيرة، و غير ذلك.

وله نظم.

توفّي و هو علي القضاء في- صفر سنة إحدي و ستّين و ثمانمائة.

3036 العَيْزَري «1»

(724- 808 ه) محمد بن محمد بن محمد بن الخضر القرشي الزبيري، شمس الدين العَيْزَري، المقدسي، الغَزِّي، أحد علماء الشافعية و فقهائهم.

ولد بالقدس سنة أربع و عشرين و سبعمائة، و ارتحل إلي القاهرة، و سكن غَزّة، و أقام بدمشق مدة.

تفقه علي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بابن عدلان.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 58 برقم 749، إنباء الغمر بأبناء العمر 5- 344، الضوء اللامع 9- 218 برقم 537، بغية الوعاة 1- 222 برقم 403، كشف الظنون 1- 81، شذرات الذهب 7- 79، البدر الطالع 2- 254 برقم 510، ايضاح المكنون 1- 150، هدية العارفين 2- 178، الاعلام 7- 44، معجم المؤلفين 11- 276.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 254

و أخذ عن: أحمد بن محمد العطار، و محيي الدين بن مجد الدين أبو بكر بن إسماعيل السنكلوني، و تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي، و تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، و سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني، و محمد «1» بن محمد الرازي المعروف بالقطب التحتاني، و تاج

الدين عبد الوهاب بن عبد الولي الاخميمي، و غيرهم بالقاهرة و دمشق.

و أُذن له بالافتاء، و درّس بغزّة، فأخذ عنه ناصر الدين الاياسي الحنفي، و غيره.

و صنّف كتباً كثيرة، منها: أوضح المسالك في المناسك، تشنيف المسامع في شرح «جمع الجوامع» في أُصول الفقه لتاج الدين السبكي، البروق اللوامع فيما أورد علي «جمع الجوامع»، مختصر «قوت المحتاج» في الفقه لَاحمد بن حمدان الاذرعي، تعليق علي الرافعي سمّاه الظهير علي فقه الشرح الكبير، أسني المقاصد في تحرير القواعد، غرائب السير و رغائب الفكر في علم الحديث، آداب الفتوي و الانتظام في أحوال الايتام، وسائل الانصاف في علم الخلاف، الغياث في تفصيل الميراث، بلغة ذوي الخصاصة في حل «الخلاصة ««2» لابن مالك، مصباح الزمان في المعاني و البيان، سلسال الضَّرَب في كلام العرب، و الكوكب المشرق في المنطق.

وله نظم.

توفّي- سنة ثمان و ثمانمائة.

______________________________

(1)- مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2831.

وقد ذكر صاحب «الضوء اللامع» أنّ المترجم أخذ عن القطب التحتاني بالقدس.

(2)- و هو في علم النحو، و يعرف بالالفية.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 255

3037 ابن الغرس «1»

(833- 894 ه) محمد بن محمد بن محمد بن خليل، بدر الدين أبو اليسر القاهري، الحنفي، المعروف بابن الغرس، و الغرس لقب جدّه خليل.

ولد بالقاهرة سنة ثلاث و ثلاثين و ثمانمائة.

و قرأ القرآن علي الشهاب بن المسدي، و حفظ كتباً في النحو و الأُصول و غيرهما و عرضها علي جماعة، ثم درس الفقه و العربية و أُصول الدين و المنطق علي طائفة منهم: ابن الديري، و ابن الهمام، و أبو الفضل المغربي، و أبو العباس السروسي، و البرهان الهندي، و العضد الصيرامي، و الامين الاقصرائي، و الزيني بن مزهر، و غيرهم.

و ناب في

القضاء، و ولي مشيخة التربة الاشرفية و مشيخة الجامع الزيني و تدريس الفقه بالجمالية و غيرها، كما صحب ابن أُخت مدين و تلقّن منه معارف الصوفية و كلامهم غير أنّه كان مولعاً بلعب الشطرنج، و لم يتركه حتي في يوم العيد بمني حيث رآه السخاوي لاعباً! و حج و جاور و أقرأ الطلبة بمكة، و مات له ولدان في طاعون سنة أربع و ستين و ثمانمائة، فرثاهما بقصيدة طويلة مطلعها:

ليت شعري و البين مرُّ الفراقِ أيُّ شي ءٍ أغراكما بفراقي

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 220 برقم 540، كشف الظنون 2، 1292- 1145، الاعلام 7- 52، معجم المؤلفين 11- 277.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 256

من كتبه: الفواكه البدرية في الاقضية الحكمية (مطبوع)، و شرح علي «شرح العقائد النسفية» للتفتازاني، و رسالة في التمانع.

و كانت وفاته في- ربيع الثاني سنة أربع و تسعين و ثمانمائة.

3038 ابن المؤذن الجزيني «1»

(..- بعد 884 ه) محمد بن محمد بن محمد بن داود «2» الفقيه شمس الدين الجزّيني العاملي، الشهير بابن المؤذن، من أقرباء الشهيد الاوّل «3» كان من مشايخ الامامية، عالماً جليلًا، شاعراً، وصفه الشهيد الثاني زين الدين بن علي بالامام السعيد «4» مولده و نشأتُه في (جِزّين).

تلمّذ علي جماعة من كبار الفقهاء و العلماء، و روي عنهم، منهم: والده محمد الجزيني، و ضياء الدين علي بن الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي، و الحسن ابن العشرة الكسرواني الكركي (المتوفّي- 862 ه)، و الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن سليمان بن فضل الماروني العاملي،

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 179 برقم 182، رياض العلماء 5- 175، بحار الانوار 105- 35 (الاجازة 32)، أعيان الشيعة 9- 409، طبقات أعلام الشيعة 4- 132) القرن التاسع).

(2) و في

«طبقات أعلام الشيعة»: محمد بن محمد بن داود.

(3) عبّر المترجم عن الشهيد الاوّل بابن العمّ، و كذلك عبّر عن ولده ضياء الدين علي.

(4) بحار الانوار: 105- 150) ضمن الاجازة 53).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 257

و السيد علي بن محمد بن دقماق الحسيني، و زين الدين علي بن علي بن محمد بن طي الفقعاني (المتوفّي 855 ه)، و جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي.

وقد قرأ علي بعض أساتذته المذكورين جملة من الكتب الفقهية، منها: كتاب «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي، و أجازوا له رواية جميع مصنفات الشيخ المفيد (المتوفّي 413 ه)، و الشيخ الطوسي (المتوفّي 460 ه)، و المحقّق الحلّي (المتوفّي 676 ه)، و العلّامة الحلّي (المتوفّي 726 ه)، و الشهيد الاوّل (المتوفّي 786 ه)، و غيرهم من كبار فقهاء الطائفة.

و كان ابن المؤذن قد درّس الفقه، و روي الحديث، و جمع كتاباً فيه عدّة رسائل «1».

قرأ عليه إبراهيم بن الحسن الشقيفي العاملي كتاب «تحرير الاحكام الشرعية» وله منه إجازة مؤرخة في سنة ثمان و ستين و ثمانمائة.

و أخذ عنه الفقيهان الكبيران: نور الدين علي بن الحسين بن علي بن محمد ابن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه)، و زين الدين علي بن عبد العالي بن محمد الميسي العاملي الشهير بابن مفلح (المتوفّي 938 ه)، و حصلا منه علي إجازة.

و كتب تقريظاً علي كتاب «التوضيح الانور» لخضر «2» الحبل رودي.

لم نظفر بوفاة المترجم، لكنه أجاز لابن مفلح المذكور في سنة أربع و ثمانين و ثمانمائة، و لعلّه توفّي بعدها بيسير.

______________________________

(1)- منها: رسالة «عين العبرة في غبن العترة» لَاحمد ابن طاوس، و رسالة «ما قيل فيمن عانق محبوبته مرتدياً بالسيف» للسيد المرتضي.

(2)- مضت ترجمته في

هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 258

3039 ابن عرفة «1»

(716- 803 ه) محمد بن محمد بن محمد بن عرفة، أبو عبد اللّه الوَرْغَميّ «2» التونسي فقيه المالكية بتونس و خطيبها بجامع الزيتونة، يعرف بابن عرفة.

ولد سنة ست عشرة و سبعمائة بتونس.

و تفقّه علي القاضي ابن عبد السلام الهواري و أخذ عنه الأُصول، و أخذ القراءات عن محمد بن محمد بن حسن بن سلامة الانصاري.

و أخذ عن: والده، و محمد الوادي آشي، و محمد بن هارون الكناني، و الشريف التلمساني، و محمد ابن الجباب، و غيرهم.

و مهر في الأُصول و الفروع و العربية و القراءات و غير ذلك، و صار المرجوع إليه في الفتوي ببلاد المغرب، و تصدّي للتدريس و إسماع الحديث مع علو الرتبة عند السلطان.

و قدم القاهرة حاجاً سنة (793 ه) فأخذ عنه المصريون و المدنيون.

______________________________

(1) ذيل تذكرة الحفّاظ 193، غاية النهاية 2- 243 برقم 3422، إنباء الغمر بأبناء العمر 4- 336، الضوء اللامع 9- 240 برقم 586، بغية الوعاة 1- 229 برقم 414، طبقات المفسرين للداودي 2- 236 برقم 569، شذرات الذهب 7- 38، البدر الطالع 2- 255 برقم 511، شجرة النور الزكية 227 برقم 817، نيل الابتهاج 463 برقم 577، الاعلام 7- 43، معجم المؤلفين 11- 285.

(2) نسبة إلي ورغمة: قرية بإفريقية.

الضوء اللامع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 259

و ممن أخذ عنه: يحيي العجيسي، و ابن ناجي، و عيسي الغبريني، و ابن عقاب، و ابن الشماع، و أبو الطيب بن علوان و آخرون.

له من الكتب: المختصر الكبير (مطبوع) في الفقه المختصر الشامل في التوحيد، المبسوط في الفقه، الحدود (مطبوع) في التعاريف الفقهية، و الطرق الواضحة في عمل المناصحة.

توفّي بتونس- سنة ثلاث و ثمانمائة.

3040 أبو القاسم النُّويري «1»

(801- 857 ه) محمد بن محمد بن محمد بن

علي بن محمد، محب الدين أبو القاسم النُّوَيْري «2» الميموني، القاهري، المالكي.

ولد بالميمون (من قري الصعيد بمصر) سنة إحدي و ثمانمائة.

و انتقل إلي القاهرة، فأخذ الفقه عن: شهاب الدين الصنهاجي، و جمال الدين عبد اللّه بن مقداد الاقفهسي، و شمس الدين محمد بن أحمد البساطي و لازمه أيضاً في العلوم العقلية، و أذن له في الافتاء و التدريس.

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 246 برقم 598، نيل الابتهاج 532 برقم 644، شذرات الذهب 7- 292، البدر الطالع 2- 256، ايضاح المكنون 2- 1، 214، 429- 187، هدية العارفين 2- 199، شجرة النور الزكية 243 برقم 869، الاعلام 7- 47، معجم المؤلفين 11- 286.

(2) نسبة إلي نُوَيْرَة: قرية من صعيد مصر الادني.

الضوء اللامع: 9- 246.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 260

و أخذ عن: زين الدين عُبادة بن علي، و شمس الدين الشطنوفي، و الهروي، و غيرهم.

و سمع علي: زين الدين الزركشي، و بدر الدين حسين البوصيري.

و كان فقيهاً، عالماً بالقراءات، مشاركاً في النحو و المنطق و الحساب و غيرها.

ناب في القضاء ثم تخلّي عنه، و جاور بمكة، و أقام بغزّة و القدس و دمشق و غيرها، و أُخذ عنه فيها.

قال السخاوي: كان مترفعاً علي بني الدنيا مغلظاً لهم في القول، يتكسّب بالتجارة مستغنياً بذلك عن وظائف الفقهاء، عُرض عليه القضاء فامتنع.

أخذ عن النويري جماعة، منهم: علي بن محمد التنسي، و محمد بن أحمد بن موسي السخاوي، و آخرون.

و صنّف كتباً، منها: تكميل «شرح المختصر» لشيخه البساطي، شرح مختصريْ ابن الحاجب: الفرعي و سمّاه بغية الراغب علي ابن الحاجب، و الأَصلي، التوضيح علي «التنقيح» للقرافي، شرح «طيبة النشر في القراءات العشر» لشيخه ابن الجزري، القول الجاذّ لمن قرأ بالشاذّ، شرح

«الدرة المضيّة» في القراءات لابن الجزري، شرح المقدمات الكافية في النحو و الصرف و العروض و القافية و هي أرجوزة له، قصيدة في الفلك، و نظم «نزهة الحساب» لابن الهائم.

توفّي بمكة- سنة سبع و خمسين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 261

3041 علاء الدين البخاري «1»

(779- 841 ه) محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، علاء الدين أبو عبد اللّه البخاري، شيخ الحنفية في عصره.

ولد سنة تسع و سبعين و سبعمائة «2» و نشأ ببخاري، و تفقّه علي أبيه و خاله العلاء عبد الرحمن، و أخذ الادبيات و العقليات عن سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني.

و تقدّم في الفقه و الأَصلين، و أتقن فنّ المعاني و البيان.

و ارتحل إلي الهند و مكّة و القاهرة و أقام بها سنين و دمشق، و انتفع به الطلبة حيثما حلّ، و تقدّم عند الدولة و عظّمه الناس.

أخذ عنه: شمس الدين محمد بن عبد اللّه البلاطنسي، و قاسم بن قطلوبغا، و أحمد بن محمد الشُّمُنّي، و عمر بن أحمد البلبيسي، و برهان الدين إبراهيم بن محمد ابن مفلح، و جلال الدين محمد بن أحمد المحلّي، و شمس الدين محمد بن إسماعيل الونائي، و طائفة.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 9- 29، الضوء اللامع 9- 291 برقم 751، كشف الظنون 2- 1215، شذرات الذهب 7- 241، البدر الطالع 2- 260، هدية العارفين 2- 191، الاعلام 7- 46، معجم المؤلفين 11- 294.

(2) و قيل في حدود سنة سبعين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 262

و كان ينهي عن النظر في كلام النووي، و يحضّ علي كتب الغزّالي، و يحطّ كثيراً علي ابن تيمية و ابن عربي، و صنّف في الردّ علي الاخير كتاب فاضحة

الملحدين و ناصحة الموحّدين.

وله أيضاً: الملجمة للمجسّمة، و نزهة النظر في كشف حقيقة الانشاء و الخبر.

توفّي بدمشق في- رمضان سنة إحدي و أربعين و ثمانمائة.

3042 ابن الشِّحنة «1»

(804- 890 ه) محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود، محب الدين أبو الفضل الحلبي، الحنفي، المعروف كسلفه بابن الشِّحنة.

ولد بحلب سنة أربع و ثمانمائة.

و أخذ الفقه عن: عز الدين الحاضري، و بدر الدين ابن سلامة و قرأ عليه في الاصلين و في المنطق.

و لازم الحافظ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي في فنون

______________________________

(1) الضوء اللامع 9- 295 برقم 755، كشف الظنون 2، 1866- 1، 1826- 359، و غيرها، شذرات الذهب 7- 349، البدر الطالع 2- 263، ايضاح المكنون 2، 574- 1، 78- 121، هدية العارفين 2- 213، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 5- 298 برقم 642، الاعلام 7- 51، معجم المؤلفين 11- 294.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 263

الحديث.

و سمع من: شهاب الدين أبي جعفر ابن العجمي، و أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الشاهد، و ست العرب ابنة إبراهيم بن محمد بن أبي جرادة، و آخرين.

و دخل دمشق و القاهرة، و لقي علماءهما.

و كان فقيهاً، مؤرخاً، مشاركاً في عدة علوم.

ولي قضاء العسكر بحلب، فقضاء الحنفية في سنة (836 ه)، ثم كتابة سرِّها و النظر في جيشها و غير ذلك من الوظائف.

و درَّس بالجاولية و الحدادية، ثم جرت له أُمور، فانتقل إلي القاهرة، و ولي بها كتابة السرّ (سنة 857 ه) و أقام أقلّ من سنة، و نُفي إلي بيت المقدس، فأقام إلي سنة (862 ه)، و أُذن له بالعودة إلي حلب فعاد.

ثم توجّه إلي القاهرة، فأُعيد إلي كتابة السرّ، و ولي قضاء الحنفية، و

تدريس الحديث بالموَيدية، و صُرف عن العمل (سنة 877 ه)، ثم ولي مشيخة الشيخونية، و التدريس بها.

وقد صنّف كتباً، منها: شرح «الهداية» في الفقه، المنجد المغيث في علم الحديث، طبقات الحنفية، نزهة النواظر في «روض المناظر» في التأريخ لوالده، ترتيب مبهمات ابن بشكوال علي أسماء الصحابة، و اختصر «النشر» في القراءات لابن الجزري، و «منار الانوار» في أُصول الفقه لحافظ الدين النسفي و سمّاه تنوير المنار.

وله نظم و نثر.

توفّي بالقاهرة- سنة تسعين و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 264

3043 ابن الشِّحْنَة «1»

(749- 815 ه) محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي، محب الدين أبو الوليد ابن الشحنة، الحلبي، الحنفي.

ولد بحلب سنة تسع و أربعين و سبعمائة، و درس بها.

ثم ارتحل إلي دمشق و القاهرة، فأخذ عن أشياخها، و أذنوا له في الافتاء و التدريس.

و ولي قضاء بلده مرات، و درّس في الجمالية بمصر، و اختلط بالحكام، و تعرّض إلي غضبهم و رضاهم، و نال منهم ما ينال راكب الاسد «2» و ولي و هو بدمشق القضاء بمصر فلم يباشره، ثم استقرّ في قضاء حلب في سنة خمس عشرة و ثمانمائة، فلم تطل أيام ولايته، و مات بها في نفس السنة.

و كان قد مهر في الفقه و الأَدب، و شارك في التأريخ و غيره، و انتهي أمره كما يقول ولده إلي أن ترك التقليد، و اجتهد في مذهب إمامه، و خرج علي أُصوله

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 7- 95، الضوء اللامع 10- 3 برقم 5، كشف الظنون 2، 921، 1629- 1، 202، 920- 157، شذرات الذهب 7- 113، البدر الطالع 2- 264، ايضاح المكنون 2- 1، 597، 33- 551، هدية العارفين 2- 180، إعلام النبلاء بتاريخ

حلب الشهباء 5- 158 برقم 504، الاعلام 7- 44، معجم المؤلفين 11- 295.

(2) قال أمير المؤمنين علي عليه السَّلام: صاحب السلطان كراكب الاسد يُغبط بموقعه، و هو أعلم بموضعه.

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19- 149 برقم 269.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 265

و قواعده، و اختار أقوالًا يعمل بها.

أخذ عنه: عز الدين الحاضري، و بدر الدين ابن سلامة، و ابن قاضي شهبة، و ابن الهمام، و السفطي، و آخرون.

و صنّف كتباً، منها: الابحاث فيما يحل به المطلقة بالثلاث، روض المناظر في علم الاوائل و الأَواخر «1» (مطبوع)، الامالي في الحديث، شرح «الكشاف» للزمخشري و لم يتمه، و السيرة النبوية.

وله ألفية رجز تشتمل علي عشرة علوم، و ألفية اختصر فيها منظومة النسفي و ضمّ إليها مذهب أحمد.

و من شعره:

أسير بالجرعا أسيراً و من همِّي لا أعرفُ كيف الطريقْ

في منحني الاضلع وادي الغضا و فوق سفح الخدّ وادي العقيقْ

3044 ابن المُخَلِّطة «2»

(824- 870 ه) محمد بن محمد بن محمد بن يحيي، بدر الدين أبو الفتح الاسكندري الاصل، القاهري، المعروف بابن المُخَلِّطة، الفقيه المالكي.

______________________________

(1)- اختصر به تاريخ أبي الفداء و ذيّل عليه إلي سنة (806 ه).

(2) الضوء اللامع 10- 8 برقم 13، شجرة النور الزكية 256 برقم 929.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 266

ولد بالقاهرة في سنة أربع و عشرين و ثمانمائة ظناً، و حفظ القرآن.

و درّس الفقه علي: أبيه، و البدر التنسي، و الزين طاهر، و أبي القاسم النويري.

و درس الاصلين و التفسير و علوم العربية و الفرائض و غيرها، و رحل إلي مكّة و دخل الشام، و أخذ عن طائفة من علماء عصره، منهم: الشرواني، و ابن الهمام، و الاميوطي، و الحسام ابن حريز، و ابن حجر، و العلاء

القلقشندي، و النواجي، و التقي الحصني، و تقي الدين محمد بن محمد ابن فهد المكي، و غيرهم.

و برع في مذهبه، و أُذن له بالتدريس و الإِفتاء، فدرّس للمالكية بالموَيدية و غيرها، و ناب في القضاء، و ولي قضاء الاسكندرية.

و كتب شرحاً علي «المختصر» لابن الحاجب، و غير ذلك من التعاليق و النظم.

مات في- ربيع الاوّل سنة سبعين و ثمانمائة.

و سيأتي والده.

3045 ابن نفيع الحلّي «1»

(.. كان حياً 839 ه) محمد بن محمد «2» عر بن نفيع «3» عضد الدين الحلّي.

______________________________

(1) المنتخب للطريحي 176، أعيان الشيعة 6- 323) ضمن ترجمة خضر الحبل رودي)، طبقات أعلام الشيعة 4- 134، تراجم الرجال للحسيني 2- 546 برقم 1018.

(2) في طبقات أعلام الشيعة: مهنا.

(3) في تراجم الرجال: بقيع، و في المنتخب: نقيح.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 267

كان من علماء المدرسة الزينية بالحلّة.

كتب بخطه نسخة من «مصباح المبتدي و هداية المقتدي» في فقه الصلاة لَاحمد بن محمد بن فهد الحلّي (المتوفّي 841 ه)، ثم قابله و صحّحه، و استظهر الطهراني أنّه من تلامذته.

و كانت بينه و بين المتكلم الفقيه خضر «1» الحَبْلَرُودي صداقة تامة و مودّة أكيدة، وقد حثّه علي نقض كتاب يوسف بن مخزوم الواسطي الاعور في الردّ علي الشيعة و إنكار فضائل آل الرسول صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، فاستجاب له الحبل رودي، و ألف كتاب «التوضيح الانور»، وصف فيه صديقه المترجم بأوصاف، منها: العالم الورع التقي الذكي الالمعي، نتيجة العلماء المجتهدين.

و كان ابن نفيع أديباً شاعراً.

فمن شعره، قوله من قصيدة، نورد منها هذه الابيات:

ألا أيها الجاهل الاحقرُ وجدتُّك تأبي و تستنكرُ

تناقض شيعة آل النبي و علمك عن مجدهم أقصر

نقول همُ تحت سلطاننا و أحكامنا فوقهم تقهر

فإن صحّ زعمك فيما ادعيت فإنا

بتقديره نُعذر

و لا فخر فيه علينا لكم وقد خاب بالظلم من يفخر

فنحن كموسي و هارونه و أنت كفرعون يا أبتر

وله قصيدة في رثاء الحسين السبط عليه السَّلام، تبلغ (97) بيتاً، مطلعها:

عجباً لقلب فيكمُ لا يُفجعُ و لأَنفسٍ في رزئكم لا تجزعُ

______________________________

(1)- مضت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 268

و منها:

خُصّ الكرامُ بكلّ خَطب فادحٍ فيه العقول مع القلوب تُروَّع

صبروا علي البلوي بكل كريهةٍ و السرّ فيهم لا محالة يودَع

طوبي لَارض حلّ في أكنافها جسدُ الحسين و طاب ذاك الموضع

قد قُدّست أرض الطفوف و بوركت لما اغتدي لك في ثراها مضجع

لك تربة فيها الشفاء و قبّة فيها الدعاء إلي المهيمن يُرفع

و منها:

يا عترة الهادي النبيّ و مَن هُمُ عزّي و كنزي و الرجا و المفزع

واليتُكم و برئتُ من أعدائكم و أنا بغير ولاكمُ لا أقنع

و أنا بكم متنسّك و بحبِّكم متمسّك و بجدِّكم مستشفع

لم أهوَ ديناً أصله من غيركم حسبي افتخاراً أنني أتشيّع

و إلي (نقيح) «1» نسبتي و محمد اسمي فكم لي منكر و مضيِّع

لم نظفر بوفاة المترجم، لكن الحبل رودي التقاه في مدينة الحلة سنة تسع و ثلاثين و ثمانمائة.

______________________________

(1)- كذا في المنتخب.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 269

3046 ابن المُخَلِّطة «1»

(حدود 790- 858 ه) محمد بن محمد بن يحيي بن محمد، ناصر الدين أبو عبد اللّه الاسكندري ثم القاهري، يعرف بابن المخلّطة، الفقيه المالكي.

حفظ القرآن و كتباً، و سمع علي: السويداوي، و الشرف ابن الكويك، و الجمال عبد اللّه الحنبلي، و ابن ناظر الصاحبة، و ابن بردس، و الكمال ابن خير.

و درس الفقه و غيره علي علماء عصره كالجمال الاقفهسي، و البساطي، و الجمال المرداني.

و ناب في القضاء فاشتهر بمعرفة أحكامه و استحضار فروع مذهبه.

درّس الفقه

بالاشرفية، و ولي نظر (البيمارستان).

تفقه به ولده بدر الدين محمد، و كتب عنه شمس الدين السخاوي.

توفّي في- ربيع سنة ثمان و خمسين و ثمانمائة.

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 27 برقم 80، شجرة النور الزكية 256.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 270

3047 ابن المقري الطرابلسي «1»

(833 حياً بعد 880 ه) محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد، صلاح الدين أبو عبد اللّه الطرابلسي ثم القاهري، يعرف ببلده بابن المقري و في غيرها بالطرابلسي.

ولد سنة ثلاث و ثلاثين و ثمانمائة بطرابلس، و نشأ بها، فحفظ القرآن و كتباً في الأُصول و النحو، و عرضها علي جماعة ببلده و بالقاهرة حين أحضره أبوه إليها.

و رجع إلي بلده فحضر دروس عالمها ابن زهرة و قرأ عليه كتباً، و حينما مات اجتمع علي المترجم طلبة الحنفية لعدم وجود حنفي غيره بها، فرجع إلي مصر لعدم تمكّنه من المذهب آن ذاك.

و لازم أمين الدين يحيي بن محمد الاقصرائي (المتوفّي سنة 880 ه)، و أخذ عنه كتباً جمة في فنون كثيرة و أجازه بالافتاء و الإِقراء.

و أخذ أيضاً عن: عز الدين عبد السلام البغدادي، و تقي الدين الشُّمُنّي، و حسن بن أحمد النويري، و علم الدين البلقيني، و البوتيجي، و ابن الديري، و السيرجي، و غيرهم.

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 29 برقم 87.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 271

و استقرّ في تدريس الصرغتمشية و غيرها بعد موت شيخه أمين الدين، و لزمه الطلبة الظواهرية، و صار المعوّل عليه في الفتاوي لاستحضاره فروع المذهب الحنفي و سرعة كتابته علي الفتاوي، قال السخاوي: و إن كان فيهم من هو أمتن منه تحقيقاً و أحسن كلاماً و تصوّراً.

و لم يعلم تاريخ وفاة ابن المقري الطرابلسي.

3048 الدّميري «1»

(حدود 742- 808 ه) محمد بن موسي بن عيسي بن علي، كمال الدين أبو البقاء الدَّميري «2» الاصل، القاهري، الشافعي.

ولد بالقاهرة سنة اثنتين و أربعين و سبعمائة تقريباً.

و نشأ بها و تكسّب بالخياطة، ثم أقبل علي العلم، فأخذ عن:

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 61

برقم 751، إنباء الغمر بأبناء العمر 5- 347، الضوء اللامع 10- 59 برقم 204، مفتاح السعادة 1- 210، كشف الظنون 1- 386 و..، شذرات الذهب 7- 79، البدر الطالع 2- 272 برقم 525، روضات الجنات 8- 106 برقم 703، هدية العارفين 2- 178، الكني و الأَلقاب 2- 230، هدية الاحباب 136، ريحانة الادب 2- 231، الاعلام 7- 118، معجم المؤلفين 12- 65.

(2) نسبة إلي دَمِيْرَة: قرية كبيرة بمصر قرب دمياط.

معجم البلدان: 2- 472.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 272

بهاء الدين محمد بن عبد البر السبكي، و جمال الدين عبد الرحيم الاسنوي، و كمال الدين أبي الفضل النويري، و غيرهم.

و سمع علي: مظفر الدين العطار، و العرضي، و أبي الفرج ابن القاري، و بمكة علي: كمال الدين محمد بن عمر بن حبيب، و جمال الدين ابن عبد المعطي، و بالمدينة علي عفيف الدين عبد اللّه بن محمد بن أحمد المطري.

و كان فقيهاً، أديباً، مشاركاً في عدّة فنون.

درّس الحديث بقبّة بيبرس، و وعظ بمدرسة ابن البقري، و بجامع الظاهر في الحسينية، و كانت له حلقة خاصة في جامع الازهر.

و جاور بمكة سنين متفرقة، و حدّث بها.

سمع منه: صلاح الدين الاقفهسي، و الفاسي، و المقريزي.

و صنّف كتباً، منها: حياة الحيوان (مطبوع)، الديباجة في شرح سنن ابن ماجه، النجم الوهاج في شرح «المنهاج» للنووي، أرجوزة في الفقه، مختصر «شرح لامية العجم» للصفدي.

توفّي بالقاهرة- سنة ثمان و ثمانمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 273

3049 ابن زُهرة «1»

(758، 760- 848 ه) محمد بن يحيي بن أحمد بن دغرة، شمس الدين الحبراضي الاصل، الدمشقي، الطرابلسي، المعروف بابن زُهرة.

ولد سنة ثمان و خمسين أو ستّين و سبعمائة بحبراض.

و انتقل إلي طرابلس، و حفظ بعض الكتب الفقهية و

النحوية.

و تفقّه بجماعة، منهم: النجم ابن الحبابي، و الشمس ابن قاضي شهبة، و الشرف الغزي، و الصدر الياسوفي.

و أخذ عن: البلقيني، و الشهاب الزهري، و الزين القرشي.

و سمع علي: ابن صديق، و الكمال ابن النّحاس، و المحبّ الصامت، و ابن القواليح.

و تكسّب بالشهادة مدة، و تصدّر بالجامع الأُموي بدمشق ثم توجّه إلي طرابلس فأقام بها يقرأ و يحدّث و يفتي و يخطب حتي صار شيخ الشافعية و فقيههم في تلك البلاد.

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 70، كشف الظنون 1- 438، البدر الطالع 2- 276، ايضاح المكنون 2، 448- 1، 45- 302، هدية العارفين 2- 195، الاعلام 7- 139، معجم المؤلفين 12- 98.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 274

أخذ عنه: البرهان السوبيني، و محمد بن عبد اللّه البلاطنسي، و التقي ابن قاضي شهبة.

و صنّف كتباً، منها: شرح «التنبيه» في الفقه لَابي إسحاق الشيرازي، شرح «مختصر» التبريزي في الفقه، الشرح العزيز علي «الوجيز» للغزالي، الفتح المنّان في تفسير القرآن، و تعليقة تشتمل علي فقه و حديث و تفسير و عربية و وعظ، و غير ذلك.

روي أنّ القاضي السراج الحمصي نظم قصيدةً بموافقة المصريين ينتصر فيها لابن تيميّة و يكفّر من كفّره، فقام عليه ابن زهرة مصرحاً بتكفير القاضي و تبعه أهل بلده حبًّا فيه و تعصّباً معه، فما كان من الحمصي إلّا أن فرّ إلي بعلبك.

توفّي المترجم بطرابلس في- جمادي الأُولي سنة ثمان و أربعين و ثمانمائة.

وله ابن فقيه هو تاج الدين عبد الوهاب، تقدّمت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 275

3050 ابن خطيب الدَّهْشَة «1»

(750- 834 ه) محمود بن أحمد بن محمد، أبو الثناء نور الدين الهمداني، الفيومي الاصل، الحموي، المشهور بابن خطيب الدهشة «2» ولد في حماة سنة

خمسين و سبعمائة «3» و تفقّه بها.

و سمع من: الشهاب المرداوي، و قاسم الضرير، و الكمال المعرّي.

و رحل إلي مصر و الشام و أخذ عن علمائها، و تقدّم في الفقه الشافعي و أُصوله و العربية و اللغة.

و ولي قضاء حماة ثم صرف، فلزم بيته متصدّياً للِاقراء و الإِفتاء و التصنيف، و اشتهر أمره، و انتهت إليه رئاسة المذهب بحماة.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 108 برقم 781، إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 249، الضوء اللامع 10- 129 برقم 544، كشف الظنون 1- 464 و..، شذرات الذهب 7- 210، البدر الطالع 2- 293 برقم 537، ايضاح المكنون 1- 342، هدية العارفين 2- 410، ريحانة الادب 7- 502، الاعلام 7- 162، معجم المطبوعات العربية 1- 93، معجم المؤلفين 12- 148.

(2) عُرف المترجم بذلك، لَانّ والده و هو مؤلف «المصباح المنير» كان قد ولي خطابة جامع الدهشة الذي بناه الملك المؤيد في حماة.

(3) و في طبقات ابن قاضي شهبة: سنة ستين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 276

قال ابن قاضي شهبة: و لكن كانت فيه غفلة و عنده تساهل فيما ينقله و يقوله.

قرأ عليه المحبّ ابن شحنة.

و صنّف كتباً، منها: مختصر «القوت» للَاذرعي، سمّاه: إعانة المحتاج إلي شرح المنهاج أو لباب القوت، اليواقيت المضيّة في المواقيت الشرعية، تهذيب «المطالع» لترغيب المطالع، و اختصره فسمّاه التقريب في علم الغريب، تحفة ذوي الارب في مشكل الاسماء و النسب (مطبوع)، و تكملة «شرح المنهاج» للسبكي.

توفّي- سنة أربع و ثلاثين و ثمانمائة.

3051 بدر الدين العيني «1»

(762- 855 ه) محمود بن أحمد بن موسي بن أحمد، بدر الدين أبو محمد و أبو الثناء الحلبي الاصل، العينتابي المولد ثم القاهري، الحنفي، يعرف بالعيني.

ولد في عين تاب

(من أعمال حلب) سنة اثنتين و ستين و سبعمائة.

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 2- 165) حاشية لترجمة رقم 503)، الضوء اللامع 10- 131، بغية الوعاة 2- 275، كشف الظنون 1، 154- 152، شذرات الذهب 7- 287، البدر الطالع 2- 294، ايضاح المكنون 2- 32، الاعلام 7- 163، معجم المؤلفين 12- 150.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 277

و أخذ التفسير و النحو و الفرائض و المنطق عن جماعة من العلماء.

و تفقّه علي: أبيه، و ميكائيل، و حسام الدين الرهاوي.

و ناب عن أبيه في قضاء بلده.

و ارتحل إلي حلب، و ملطية، و دمشق، و بيت المقدس، فلقي فيه علاء الدين أحمد بن محمد السيرامي و دخل معه القاهرة في سنة (788 ه) و لازمه في الفقه و أُصوله و المعاني و البيان، و أخذ الفقه أيضاً و غيره عن شهاب الدين أحمد بن خاص التركي.

و سمع علي: زين الدين العراقي، و شرف الدين ابن الكويك، و نور الدين الفوي، و الهيثمي، و آخرين.

و كان فقيهاً، محدثاً، مؤرخاً، نحوياً، كثير المطالعة و الكتابة، مصنفاً.

درّس الفقه بالمحمودية، و الحديث بالموَيدية، و ولي حسبة القاهرة مراراً، و نظر السجون، و تقدّم عند الملك المؤيد، ثم عند الاشرف و سامره، و كان يقرأ له التأريخ الذي جمعه باللغة العربية، ثم يفسره له بالتركية، و لم يزل يترقّي عنده إلي أن ولّاه قضاء الحنفية في سنة (829 ه)، و عُزل عن القضاء، و أُعيد، ثم عُزل في سنة (842 ه)، فعكف علي التصنيف و التدريس.

و للعيني كتب كثيرة، منها: البناية في شرح «الهداية» (مطبوع)، رمز الحقائق في شرح «كنز الدقائق» (مطبوع)، الدرر الزاهرة في شرح «البحار الزاخرة»، المسائل البدرية، المقدمة السودانية في الاحكام الدينية، عقد

الجمان في تاريخ أهل الزمان (طبع منه ما يخصّ عصر سلاطين المماليك 648 698 ه)، الجوهرة السنية في تاريخ الدولة المؤيدية، مباني الاخبار في شرح «معاني الآثار» شرح سنن أبي داود،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 278

المقاصد النحوية (مطبوع) في شرح شواهد شروح الالفية، يُعرف بالشواهد الكبري، فرائد القلائد (مطبوع) مختصر شرح شواهد الالفية، و يعرف بالشواهد الصغري، طبقات الشعراء، طبقات الحنفية.

وله باللغة التركية كتاب تاريخ الاكاسرة.

توفّي بالقاهرة في- شهر ذي الحجة سنة خمس و خمسين و ثمانمائة.

3052 الاصفهيدي «1»

(729- 807 ه) محمود بن محمد، تاج الدين العجمي الاصفهيدي الكرماني، نزيل حلب.

كان فقيهاً شافعياً، مفتياً، مشاركاً في النحو.

ولد سنة تسع و عشرين و سبعمائة.

و ورد إلي حلب، و توجّه منها إلي الحجاز، و حجّ فعاد إليها، و سكن المدرسة

______________________________

(1) انباء الغمر بأبناء العمر 5- 229، الضوء اللامع 3- 25 برقم 122 و فيه: تاج بن محمود تاج الدين، كشف الظنون 2- 1613، هدية العارفين 2- 410، الاعلام 7- 183، اعلام النبلاء 5- 141، معجم المؤلفين 12- 194.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 279

الرواحية، و ولي تدريس النحو و الفقه بها.

و تصدّي للتدريس و الإِفتاء طول يومه حتي أُسر في فتنة تيمور لنك، و أرسل إبراهيم صاحب شماخي (من بلاد أرمينية) يطلبه من تيمور لنك و يستدعيه فتوجه معه، و استمر بتلك البلاد مكرماً حتي مات في- ربيع الاوّل سنة سبع و ثمانمائة.

قرأ عليه ابن خطيب الناصرية و غيره من أهل حلب و استفيد من فتاويه إلّا أنّ النحاة استضعفوه و غُمز في فتاويه علي ما ذكر الزركلي.

و قال السخاوي: إنّ له شرحاً علي «المحرّر» في فروع الفقه الشافعي، لكن حاجي خليفة جعله مختصراً «للمحرّر» و أنّ اسمه لِايجاز،

قال: و هو كتاب كثير الفوائد مشتمل علي ما حواه «المحرّر» مع زيادات لطيفة و نكات شريفة، وله شروح.

و للَاصفهيدي شرحٌ علي «ألفية ابن مالك» أيضاً.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 280

3053 المتوكِّل علي اللّه «1»

(بعد 800- 879 ه) المطهر بن محمد بن سليمان بن يحيي الحسني، السيد أبو محمد اليمني، أحد أئمة الزيدية.

ولد في أوّل القرن التاسع.

و أخذ عن المهدي لدين اللّه أحمد بن يحيي بن المرتضي، و قرأ عليه، و لازمه مدة طويلة، و أخذ عن غيره حتي صار من كبار العلماء.

و دعا إلي نفسه بعد موت المنصور علي بن صلاح في سنة (840 ه)، فملك كحلان و ذمار و غيرهما، و عارضه الناصر أحمد بن محمد، فما زالت صنعاء بينهما، يملكها أحدهما و ينتزعها منه الآخر إلي أن أسره الناصر فحبسه في حصن (الربعة)، و فرّ من محبسه بعد مدة، و تغلّب علي الناصر و اعتقله، فاستقرّ إلي أن توفي بذمار- سنة تسع و سبعين و ثمانمائة.

و للمتوكل علي اللّه كتب، منها: الواجبات علي من هي في الفقه، الارشاد، أحوال الأَئمّة، أجوبة مسائل، المصالح، محجّة الامان في معرفة حجّة الزمان،

______________________________

(1) البدر الطالع 2- 311 برقم 554، هدية العارفين 2- 463، الاعلام 7- 254، معجم المؤلفين 12- 296، مؤلفات الزيدية 1، 83، 101، 102- 56، و 2، 270- 97، و 3- 23، 139، و مواضع غيرها.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 281

أرجوزة في النحو، و ديوان شعر جمعه ابنه يحيي.

و من شعره قصيدة انقضاء الوطر في مدح سيّد البشر صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، مطلعها:

ما ذا أقولُ و ما آتي و ما أَذَرُ في مَدْحِ مَن ضمّنت في مدحهِ السُّوَرُ

3054 معمَّر بن يحيي «1»

(848- 897 ه) ابن محمد بن عبد القوي، سراج الدين أبو اليَسَر المكّي.

ولد بمكّة سنة ثمان و أربعين و ثمانمائة، و نشأ بها، فحفظ القرآن و كتباً، و درس الفقه و الأُصول و علوم العربية، و التفسير

و أُصول الدين علي كلِّ من: عبد القادر المحيوي، و يحيي العُلَمي، و عبد المعطي، و عبد المحسن الشرواني، و الكافيجي، و اللقاني، و يعقوب المغربي، و الشمس الجوجري، و أحمد بن يونس المغربي، و غيرهم بالحرمين و القاهرة.

قال السخاوي: و تميّز في كل ذلك.. ثم قال: و كان البرهاني يصغي إلي مباحثته و يميل إلي كلامه و يعتمده في نقل مذهبه و غيره.

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 162 برقم 664، الاعلام 7- 273، معجم المؤلفين 12- 310.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 282

و تصدي للِاقراء و الإِفتاء بمكّة و المدينة، و أخذ عنه الطلبة الفقه و أُصوله و العربية.

له شرح علي «قطر الندي» في النحو و آخر علي «المختصر» في فروع المالكية.

توفّي- سنة سبع و تسعين و ثمانمائة.

3055 الصيمري «1» «2»

(..- حدود 880 ه) مفلح بن الحسن بن رشيد (راشد) بن صلاح الصَّيْمَري ثم البحراني، أحد أعيان الامامية.

تلمّذ علي الفقيه الكبير أحمد بن محمد بن فهد الحلّي (المتوفّي 841 ه).

و برع في الفقه، و صنّف فيه و أجاد، و اشتهرت فتاويه، و دُوِّنت في كتب

______________________________

(1)- نسبة إلي صَيْمَرة: موضع بالبصرة علي فم نهر مَعقل.

معجم البلدان: 3- 439.

(2) أمل الآمل 2- 324 برقم 1001، رياض العلماء 5- 215، رجال بحر العلوم 2- 315 (ضمن ترجمة ولده الشيخ بن مفلح الصيمري)، روضات الجنات 7- 167 برقم 621، أنوار البدرين 74 برقم 16، تنقيح المقال 3- 244 برقم 12092، أعيان الشيعة 10- 133، الفوائد الرضوية 666، طبقات أعلام الشيعة 4- 137، الذريعة 1- 251 برقم 1320 و 5- 279 برقم 1307، مصفي المقال 461، الاعلام 7- 281، معجم رجال الحديث 18- 310 برقم 12599، معجم المؤلفين 12- 316.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9،

ص: 283

الفقهاء كالجواهر، و المقابيس، و مفتاح الكرامة، و غيرها.

و كان فرضياً، أديباً، شاعراً.

سكن قرية سلماباذ بالبحرين، و غادرها مدّة، ثم آبَ إليها.

أخذ عنه ابنه الفقيه الحسين بن مفلح (المتوفّي 933 ه)، و أورد في كتابه «محاسن الكلمات في معرفة النيات» كثيراً من فوائد والده في شرحي «الموجز» و «الشرائع».

و قرأ عليه بعض تلامذته كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي، فأجازه في سنة ثلاث و سبعين و ثمانمائة.

و صنّف من الكتب: غاية المرام في شرح «شرائع الإسلام» للمحقّق جعفر ابن الحسن الحلّي، كشف الالتباس في شرح موجز أبي العباس] يعني أبا العباس ابن فهد الحلّي [، التنبيه علي غرائب «من لا يحضره الفقيه» للشيخ الصدوق (المتوفّي 381 ه)، التبيينات في الارث و التوريثات، مختصر الصحاح، منتخب أو تلخيص «الخلاف»، رسالة سماها جواهر الكلمات في العقود و الإِيقاعات، و رسالة في تكفير قرقور.

وله شعر كثير، منه قصائد في مناقب أمير المؤمنين، و قصائد في رثاء الحسين الشهيد عليمها السَّلام.

أقول: توفي في- حدود سنة ثمانين و ثمانمائة تخميناً، و دُفن في قريته، و قبره معروف بها، و إلي جنبه قبر ابنه الحسين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 284

3056 الفاضل المقداد «1»

(..- 826 ه) المقداد بن عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن محمد الاسدي، شرف الدين «2» أبو عبد اللّه السيوري، الحلّي ثم النجفي، المعروف بالفاضل المقداد، و بالفاضل السيوري، أحد أعيان الامامية.

كان متكلّماً متبحّراً، و فقيهاً كبيراً، ذا معرفة بفنون شتي.

تلمّذ علي الفقيه المتضلّع الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفّي 786 ه)، و اختص به، و أخذ عنه العلم، و روي عنه «3» و سأله عن مسائل في الفقه، فأجاب عنها شيخه،

فسُمّيت تلك المسائل مع أجوبتها ب «المسائل المقدادية».

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 325، رياض العلماء 5- 216، لؤلؤة البحرين 172، روضات الجنات 7- 171، ايضاح المكنون 2- 386، هدية العارفين 2- 470، تنقيح المقال 3- 245، أعيان الشيعة 10- 134، الفوائد الرضوية 666، ريحانة الادب 4- 282، طبقات أعلام الشيعة 4- 138، الذريعة 8- 159، معجم رجال الحديث 18- 321، معجم المؤلفين 12- 11 318.

(2) و في عدّة مصادر: جمال الدين.

(3) و جاء في «ماضي النجف و حاضرها «: 1- 125 أنّ المترجم تلمّذ أيضاً علي فخر المحققين ابن العلّامة الحلّي، و السيد ضياء الدين عبد اللّه الاعرجي.

و ذكر في «طبقات أعلام الشيعة «: 4- 140 نقلًا عن المير علاء الملك المرعشي أنّ المترجم قرأ رجال الكشّي علي عميد الدين.

أقول: المشهور بهذا اللقب هو السيد عبد المطلب الاعرجي (المتوفّي 754 ه)، فإن صحّت قراءة المقداد عليه، فهذا يعني أنّ المقداد قد بلغ التسعين أو قاربها.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 285

قال الحسن بن راشد الحلّي في وصف استاذه صاحب الترجمة: كان جهوري الصوت، ذرب اللسان، مفوّهاً في المقال، متقناً لعلوم كثيرة، فقيهاً، متكلّماً، أُصولياً، نحوياً، منطقياً، صنّف و أجاد.

و قال الحر العاملي: كان عالماً، فاضلًا، متكلّماً، محقّقاً، مدقّقاً.

و كان الفاضل السيوري قد سكن النجف الاشرف، و أنشأ بها مدرسة «1» و حدّث و أقرأ، و التفّ حوله الطلبة و تخرّج به جمع من الفقهاء، و سمع منه كثير من العلماء، و من هؤلاء: أحمد بن محمد بن فهد الحلّي، و ظهير الدين محمد بن علي بن الحسام العاملي العيناثي، و زين الدين علي التوليني النحاريري العاملي، و محمد ابن شجاع الانصاري الحلّي القطّان، و الحسن بن راشد

الحلّي، و رضي الدين عبد الملك بن إسحاق الفتحاني القمّي، و علي بن الحسن بن علاله، و الحسن بن علاء الدين مظفر بن فخر الدين بن نصر اللّه القمي، و محمود «2» بن أمير الحاج المجاور، و غيرهم.

و للمترجم كتب كثيرة، حظي عددٌ منها باهتمام و اعتناء العلماء، لما يحمله من فوائد و تحقيقات في المسائل الفقهية، و المباحث العلمية الكلامية.

فمن كتبه: كنز العرفان في فقه القرآن (مطبوع في جزءين)، التنقيح الرائع لمختصر الشرائع «3» (مطبوع في أربعة أجزاء)، اللوامع الالهية في المباحث الكلامية

______________________________

(1)- انظر «ماضي النجف و حاضرها «: 1- 125، و فيه: أنّ مدرسة المقداد السيوري باقية حتي اليوم، و لكن تغيّر اسمها، فإنّها تُعرف بالمدرسة السليمية نسبة إلي بانيها سليم خان، فإنّها خرّبت مدة، و اشتراها هذا الرجل و عمرها، فنُسبت إليه.

(2)- تراجم الرجال للحسيني: 1- 335 برقم 608، و فيه: عبد المحمود.

(3) كتاب الشرائع و مختصره المعروف بالنافع في مختصر الشرائع أو المختصر النافع كلاهما للمحقّق جعفر بن الحسن الحلّي (المتوفّي 676 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء السابع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 286

(مطبوع)، النافع يوم الحشر في شرح «الباب الحادي عشر» للعلّامة الحلّي «1» (مطبوع)، نضد «القواعد الفقهية علي مذهب الامامية» للشهيد الاوّل، (مطبوع)، جامع الفوائد في تلخيص «القواعد» المذكور، نهاية المأمول في شرح «مبادئ الأُصول» في أُصول الفقه للعلّامة الحلّي، آداب الحجّ، الادعية الثلاثون من أدعية النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم و الأَئمّة عليهم السَّلام، الاربعون حديثاً، الاعتماد في شرح «واجب الاعتقاد» للعلّامة الحلّي، إرشاد الطالبين في شرح «نهج المسترشدين في أُصول الدين» للعلّامة الحلّي (مطبوع)، تفسير مغمضات القرآن، و الانوار الجلالية في شرح «الفصول النصيرية»

في الكلام لنصير الدين الطوسي «2» - توفّي الفاضل المقداد بالمشهد المقدس الغروي (النجف الاشرف) في- جمادي الآخرة سنة ست و عشرين و ثمانمائة، و دُفن بمقابر المشهد المذكور.

______________________________

(1)- هو جمال الدين الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2712.

(2)- هو الفيلسوف محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (المتوفّي 672 ه)، وقد مرّت ترجمته في الجزء السابع تحت رقم 2589.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 287

3057 شرف الدين السبكي «1»

(حدود 762- 840 ه) موسي بن أحمد بن موسي بن عبد اللّه، شرف الدين السبكي، القاهري، الفقيه الشافعي، المعروف ببلده بابن سيّد الدار.

ولد سنة اثنتين و ستين و سبعمائة تقريباً بسبك العبيد.

و رحل إلي القاهرة و هو كبير، فحفظ كتباً في الفقه و النحو، و درس الفقه علي: الابناسي، و البدر الطنبذي، و ابن أبي البقاء، و أذنوا له في الافتاء و التدريس.

و سمع علي: التنوخي، و الزين العراقي، و الشهاب الجوهري.

و تصدّي لتدريس الفقه بالجامع الازهر، و ولي تدريس مدرسة ابن غراب و الطبرسية.

أخذ عنه: يحيي بن شاكر ابن الجَيْعان، و موسي بن يوسف بن موسي المنوفي، و شرف الدين محمد بن محمد بن محمد الطنبذي، و كمال الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن القاهري، و طائفة.

توفّي في- ذي القعدة سنة أربعين و ثمانمائة.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 9- 449، الضوء اللامع 10- 176 برقم 754، شذرات الذهب 7- 236.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 288

3058 ابن عيد «1»

(بعد 830- 886 ه) موسي بن أحمد، شرف الدين أبو البركات العجلوني الاصل، الدمشقي، المعروف بابن عيد.

ولد بعد الثلاثين و ثمانمائة بدمشق.

و نشأ بها فحفظ القرآن و بعض الكتب، و درس الفقه علي الشمس الصفدي، و حميد الدين النعماني، و الحسام بن بريطع، و يوسف الرومي.

كما درس الأُصول و العقليات و علوم العربية و القراءات و التصوّف علي جماعة، منهم: النجم العماني، و حسين الجزيري، و العلاء القابوني، و الشمس الكريمي، و الزين الشاغوري، و الشمس الجرادقي، و يوسف المغربي، و العلاء بن بردس، و الونائي، و الشهاب الاقباعي، و البلاطنسي، و البرهان الباعوني، و الاقصرائي، و ابن الديري، و الكافيجي، و غير هؤلاء.

و برع، و دخل الديار

المصرية و أفتي و درّس ثم جاور بمكة.

و رجع إلي بلده و أعرض عن الافتاء و النيابة عن القضاء حتي ولّاه الاشرف قضاء الشام الاكبر، و استناب كل من كان نائباً قبله ثم زاد و نقص و لِيمَ في سرعة تقلّبه في ذلك و عدم تأنّيه المؤدي إلي الهوج.

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 179 برقم 759.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 289

و لم يزل إمام الحنفية و مدرّسهم حتي زلزلت الارض في- المحرّم سنة ست و ثمانين و ثمانمائة، فسقطت عليه شرفة و هو بإيوان الحنابلة من الصالحية، فتوفّي من جرّاء ذلك.

3059 البُويهي «1»

(..- 852،- 853 ه) ناصر بن إبراهيم بن بياع «2» (صباغ) «3» البويهي «4» الاحسائي ثم العاملي العيناثي، أحد أكابر علماء الامامية.

ارتحل و هو شاب من الاحساء إلي جبل عامل، فسكن عيناثا، و طلب بها العلم، فتتلمذ علي الفقيه ظهير الدين محمد بن علي بن الحسام العيناثي، و برع في الفقه.

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 187، رياض العلماء 5- 239، روضات الجنات 8- 145، أعيان الشيعة 10- 202، الفوائد الرضوية 691، ريحانة الادب 1- 288، تكملة أمل الآمل 412، طبقات أعلام الشيعة 4- 143، الذريعة 6- 176 برقم 933، معجم رجال الحديث 19- 121، معجم المؤلفين 13- 67.

(2) كذا في «رياض العلماء «: 5- 235.

(3) كذا في «الذريعة «: 6- 172 برقم 933.

(4) نسبة إلي ملوك آل بُوَيْه المشهورين، لَانّه كان من نسلهم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 290

و أجاز له جمال الدين أحمد بن علي العيناثي، و زين الدين علي بن محمد بن يونس البياضي النباطي.

قال الحرّ العاملي: كان فاضلًا، محقّقاً مدقّقاً، أديباً شاعراً، فقيهاً.

وله حواش كثيرة علي كتب الفقه و الأُصول و غيرهما.

و وصفه شيخه

البياضي بالشيخ الطاهر ذي الفضل الظاهر و الجود الزافر و العلم الوافر.

روي عنه عز الدين الحسين بن علي بن الحسام العيناثي.

و صنّف من الكتب: رسالة في الحساب، تعليقاتٍ علي «ذكري الشيعة في أحكام الشريعة» للشهيد الاوّل، حاشية علي «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي، و شرحاً علي «الابحاث المفيدة في تحصيل العقيدة» للعلّامة الحلّي.

وله شعر، منه:

إذا رَمَقَتْ عيناكَ ما قد كتبتُه وقد غيّبتْني عند ذاك المقابرُ

فخذْ عِظةً مما رأيتَ فإنّه إلي منزل صرنا به أنت صائرُ

و قال من جملة أبيات يعاتب فيها شيخه ابن الحسام حين أخّره عن درسه:

لقد رام يسقيني من الماء سُؤرَهُ و ما خُلقتْ إلّا لمثلي المناهل

فما كلُّ مَن أدلي إلي البئر دَلْوَهُ بساقٍ و لا مَن صفّح الكُتْبَ فاضلُ

توفّي البويهي بعيناثا في سنة الطاعون- سنة اثنتين و خمسين و ثمانمائة، و قيل: سنة ثلاث و خمسين.

وقد مات قبل استاذيه ابن الحسام، و البياضي (المتوفّي 877 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 291

3060 جلال الدين البغدادي «1»

(733- 812 ه) نصر اللّه بن أحمد بن محمد بن عمر، جلال الدين أبو الفتح التُسْتَري الاصل، البغدادي، الحنبلي.

ولد في بغداد سنة ثلاث و ثلاثين و سبعمائة.

و قرأ في الفقه علي شمس الدين محمد بن أحمد السقاء، و في الأُصول علي: بدر الدين الاربلي، و شمس الدين محمد بن يوسف بن علي الكرماني.

و سمع من: جمال الدين الخضري، و كمال الدين الانباري، و أبي بكر بن قاسم السنجاري، و حسين بن سالار بن محمود، و نور الدين الفوي، و غيرهم.

و كان فقيهاً، محدثاً، أديباً.

درّس الحديث بمسجد يأنس و المستنصرية و المجاهدية ببغداد، و وعظ بها.

ثم خرج منها خوفاً من تيمور لنك سنة (789 ه)، و

توجه إلي دمشق و منها إلي القاهرة، فأقام بها مدرِّساً للحنابلة بمدرسة الظاهر برقوق.

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 6- 196، الضوء اللامع 10- 198، حسن المحاضرة 1- 417 برقم 15، شذرات الذهب 7- 99، البدر الطالع 2- 316، هدية العارفين 2- 493، ايضاح المكنون 2- 572، الاعلام 8- 29، معجم المؤلفين 13- 94.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 292

حدث عنه الرشيدي، و غيره.

و انتفع به ابن حجر العسقلاني، و تقي الدين الكرماني.

و صنّف كتباً، منها: نظم غريب القرآن، حاشية علي «التنقيح» للزركشي، حاشية علي «الفروع» لابن مفلح المقدسي، منظومة في الفقه تزيد علي سبعة الآف بيت، منظومة الفرائض، مختصر «النقود و الردود» لأُستاذه الكرماني.

توفّي بالقاهرة- سنة اثنتي عشرة و ثمانمائة.

3061 العُلَمي «1»

(بُعيد 800- 888 ه) يحيي بن أحمد بن عبد السلام بن رحمون، شرف الدين أبو زكريا القسنطيني، نزيل القاهرة و مكّة، يُعرف بالعُلَمي.

ولد بُعيد سنة ثمانمائة.

و درس في بلده العلوم الدينية علي القاضي أبي حفص عمر الفلشاني،

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 216 برقم 941، نيل الابتهاج 636 برقم 792، شجرة النور الزكية 265 برقم 980، الاعلام 8- 136، معجم المؤلفين 13- 184.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 293

و غيره.

و رحل إلي القاهرة، فأخذ عن: ابن الهمام، و القاياتي، و البساطي، و ابن حجر، و سمع الزين الزركشي.

و حجّ، فسمع بمكة علي أبي الفتح المراغي و بالمدينة علي الجمال الكازروني.

و قطن القاهرة فدرّس بجامع الازهر و غيره، ثم سكن مكة في سنة (875 ه)، و حدّث بها و درّس، و أخذ عنه الطلبة الفقه و العربية و الأَصلين، و صار من أعيان فقهاء المالكية.

و كتب شروحاً علي كلّ من: «المدوّنة»، و «المختصر» لخليل، و «الرسالة» و صحيح البخاري.

توفّي بمكة-

سنة ثمان و ثمانين و ثمانمائة.

3062 ابن مظفر «1»

(نحو 775- 875 ه) يحيي بن أحمد بن علي، القاضي عماد الدين ابن مظفر الحمدي اليمني، الزيدي.

______________________________

(1) البدر الطالع 2- 325 برقم 571، هدية العارفين 2- 528، الاعلام 8- 136، معجم المؤلفين 13- 184، مؤلفات الزيدية 1- 224 برقم 615 و 2- 392 برقم 2622.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 294

أخذ الفقه عن نجم الدين يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الثلائي (المتوفّي 832 ه).

و أخذ أيضاً عن أحمد بن يحيي بن المرتضي الحسني الملقّب بالمهدي لدين اللّه (المتوفّي 840 ه) و كان من علماء الزيدية المبرّزين في الفقه.

صنّف من الكتب: البيان «1» الشافي و الدر الصافي المنتزع من البرهان الكافي و هو كتاب فقهي معتمد عند كثير من علماء الزيدية، الكواكب المنيرة علي «التذكرة» و «التبيان» و غيرهما، و الجامع المفيد الداعي إلي طاعة الحميد المجيد.

توفّي- سنة خمس و سبعين و ثمانمائة، وله قبر مزور بجامع هجرة حمدة من مدينة البَوْن باليمن.

أقول: عاش نحو مائة سنة، لقول الشاعر من قصيدة يصف فيها المترجم: ثمانين

عاماً عشت فيها معلّماً و عشرين عاماً قبلها متعلّماً

______________________________

(1)- جمع فيه باختصار في كل مسألة آراء الأَئمّة و علماء المذهب بالاضافة إلي ما يؤدي إليه اجتهاد المؤلف و نظره.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 295

3063 ابن الجَيْعان «1»

(814- 885 ه) يحيي بن شاكر بن عبد الغني بن شاكر، شرف الدين أبو زكريا الدمياطي الاصل، القاهري، يعرف بابن الجيعان.

ولد بالقاهرة سنة أربع عشرة و ثمانمائة.

و درس الفقه و الأَصلين و العربية و الفرائض علي جماعة، منهم: الزين طاهر، و الزين الزركشي، و ابن الهمام، و الشرف السبكي، و الجلال المحلّي، و العزّ عبد السلام البغدادي، و ابن المجدي، و السنهوري، و القاياتي.

و سمع

بمكة علي أبي الفتح المراغي، و بالمدينة علي المحب المطري، و غيرهما.

و أُذن له بالافتاء و التدريس.

و عرف بقوة الحافظة، و عوّل عليه الملوك بعد تحصيله للعلوم، و أقرأ الطلبة الفقه و العربية و الفرائض.

و صنف كتاب التحفة السنيّة بأسماء البلاد المصرية (مطبوع).

و قال في «الاعلام»: و لعل من تأليفه «القول المستظرف في سفر مولانا الملك الاشرف»

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 226 برقم 969، الاعلام 8- 149، معجم المؤلفين 13- 201.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 296

(مطبوع)، و يسمي «تاريخ قايتباي»، و جعل صاحب «هدية العارفين ««1» الكتابين (التحفة، و القول المستظرف) من تأليف ابنه أحمد بن يحيي.

توفّي المترجم في- جمادي الأُولي سنة خمس و ثمانين و ثمانمائة.

3064 الاقصرائي «2»

(797- 880 ه) يحيي بن محمد بن إبراهيم بن أحمد، أمين الدين أبو زكريا الاقصرائي «3» القاهري.

ولد في القاهرة سنة سبع و تسعين و سبعمائة.

و أخذ الفقه الحنفي عن: الشهاب ابن الخاص، و أخيه بدر الدين محمود الاقصرائي، و سراج الدين قارئ الهداية، و الأُصول عن الشمس الفنري، و النحو

______________________________

(1)- الجزء الاوّل: ص 140.

(2) الضوء اللامع 10- 240 برقم 1008، حسن المحاضرة 1- 413 برقم 57، شذرات الذهب 7- 328، الاعلام 8- 168.

(3) نسبة لَاقصرا: إحدي مدن الروم.

الضوء اللامع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 297

و الصرف عن عبد اللطيف البخاري، و لازم العز ابن جماعة في الاصلين و علوم العربية و التفسير، كما أخذ عن غيرهم مثل البساطي، و الزين الخوافي.

و أُذن له بالافتاء و الإِقراء، فدرّس التفسير و الفقه و الأَصلين في مدارس عدّة، و قُصد بالفتاوي، و تقدّم عند الدولة حتي صار شيخ الحنفية في زمانه كما قال السيوطي.

قرأ عليه السخاوي و خرج له أربعين حديثاً، و فهرستاً.

و

كانت وفاته في- شهر المحرم سنة ثمانين و ثمانمائة «1»

3065 المُناوي «2»

(798- 871 ه) يحيي بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف، شرف الدين أبو زكريا المُناوي القاهري المصري.

______________________________

(1)- و في شذرات الذهب: في أواخر ذي الحجة سنة (879 ه).

(2) الضوء اللامع 10- 254، حسن المحاضرة 1- 384 برقم 202، كشف الظنون 1، 627- 237، شذرات الذهب 7- 312، هدية العارفين 2- 528، الاعلام 8- 167، معجم المؤلفين 13- 227.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 298

ولد سنة ثمان و تسعين و سبعمائة.

و نشأ بالقاهرة و حفظ القرآن و بعض كتب الشافعية و النحو.

و أخذ الفقه عن: الشمسيْن البرماوي و العراقي، و المجد البرماوي.

و لازم الولي العراقي (و كان زوج أخته) و أخذ عنه الاصلين و العربية و الحديث.

و درس النحو عند الشطنوفي، و الفرائض و الحساب و العروض عند ناصر الدين البارنباري.

و سمع علي جماعة، منهم: ابن سلامة، و الزين ابن النقاش، و الشرف ابن الكويك، و الجمال عبد اللّه الحنبلي، و الشمس ابن قاسم السيوطي، و الزين القمني، و الكلوتاتي، و غيرهم.

و تصدّي لتدريس الفقه و الأَصلين و العربية و الحديث و التفسير، و اشتهر بمعرفة المذهب الشافعي، و درّس بالازهر فقصده الطلبة، و ولي القضاء بالديار المصريّة.

أخذ عنه: الشمس السخاوي، و الجلال السيوطي.

و صنّف كتباً، منها: شرح «مختصر» المزني في الفقه، حاشية علي «شرح البهجة «1» الوردية» في الفقه لشيخه ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي، حاشية علي «الروض الانف» في السيرة للسهيلي،

______________________________

(1)-» البهجة الوردية» لزين الدين عمر بن مظفر ابن الوردي، نظمَ بها «الحاوي» الصغير لعبد الغفار ابن عبد الكريم القزويني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 299

تلخيص «بذل الماعون في الطاعون»

لابن حجر العسقلاني، و الفتاوي جمعها سبطه زين العابدين المناوي.

توفّي المترجم في- جمادي الثانية سنة إحدي و سبعين و ثمانمائة.

3066 القِبابي «1»

(760، 761- 840 ه) يحيي بن يحيي بن أحمد بن الحسن، محيي الدين أبو زكريا القبابي، القاهري، الشافعي، نزيل دمشق.

ولد بالقباب (قرية من الشرقية بمصر) سنة ستين أو إحدي و ستين و سبعمائة.

و درس العربية و الفقه و الحديث و المعقولات علي علماء عصره مثل: الزين العراقي، و ابن الملقّن، و البلقيني، و البدر الطنبذي، و الابناسي، و المحبّ ابن هشام.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 110 برقم 783، إنباء الغمر بأبناء العمر 8- 409، الضوء اللامع 10- 263 برقم 1051، الدارس في تاريخ المدارس 1- 250، شذرات الذهب 7- 232، الاعلام 8- 176، معجم المؤلفين 13- 235.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 300

و رحل إلي دمشق في سنة خمس و ثمانين، فأخذ عن: المحبّ الصامت، و أحمد ابن صالح الزهري و لازمه، و القرشي، و ابن الشريشي.

و أذن له غير واحد بالافتاء، و أقرأ بالجامع الأُموي، ثم أقبل علي الوعظ و صنّف فيه كتاباً، و اشتهر أمره.

و درّس بالرواحية و غيرها.

و ناب في القضاء، و كُف بصره و هو مستمر علي ذلك، ثم أقرأ الفقه في أواخر عمره.

قال السخاوي: كان عارفاً بالقضاء، يقظاً، لكنه كان يشين نفسه بالاخذ علي الاحكام و يتهافت في ذلك دون سائر رفقته مع الغناء و عدم الحاجة.

توفّي المترجم في- صفر سنة أربعين و ثمانمائة.

3067 الثلائي «1»

(..- 832 ه) يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عثمان، نجم الدين الثلائي اليمني، الفقيه الزيدي.

______________________________

(1) تراجم الرجال للحسيني 43، البدر الطالع 2- 350 برقم 586، هدية العارفين 2- 559، الاعلام 8- 215، معجم المؤلفين 13- 272، مؤلفات الزيدية 1- 116 برقم 286 و 204 برقم 552 و 351 برقم 1016 و مواضع

أُخري.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 301

أخذ عن الفقيه الحسن «1» بن محمد بن الحسن المذحجي الصنعاني النحوي.

و كان مقيماً بهجرة العين من ثلا باليمن، و درّس بها، و اشتهر بين الزيدية، و ارتحل إليه الطلبة.

وقد صنّف عدة كتب، منها: الإستبصار في مختصر «الانتصار» في الفقه للمؤيد باللّه يحيي «2» بن حمزة الحسيني، الرياض الظاهرة علي «التذكرة الفاخرة» في الفقه للحسن بن محمد المذحجي، الثمرات اليانعة في تفسير آيات الاحكام، قال عنه الجنداري: هو أجلّ مصنف لَاصحابنا، الجواهر و الغرر في كشف أسرار «الدرر» في الفرائض للَامير علي «3» بن الحسين بن يحيي الحسني، برهان التحقيق و صناعة التدقيق في المساحة، مسائل الدور في العبيد، و الزهور علي «اللمع» في الفقه للَامير علي الحسني.

توفّي- سنة اثنتين و ثلاثين و ثمانمائة، و قبره بهجرة العين.

______________________________

(1)- المتوفّي (791 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2708.

(2)- المتوفّي (749 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2846.

(3) المتوفّي (بعد 660 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء السابع تحت رقم 2524.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 302

3068 يوسف بن أحمد «1»

(819- 889 ه) ابن نصر اللّه بن أحمد، جمال الدين أبو المحاسن البغدادي الاصل، القاهري، الحنبلي.

ولد بالقاهرة سنة تسع عشرة و ثمانمائة.

و درس علي أبيه القاضي أحمد في الحديث و الفقه و الأُصول و النحو، فأذن له في التدريس و الإِفتاء و القضاء.

و سمع علي: زين الدين الزركشي، و شمس الدين الشامي، و علاء الدين ابن بردس، و برهان الدين الحلبي، و ابن قندس، و برهان الدين الباعوني، و غيرهم ببلده و بالشام.

و أفتي، و حدّث باليسير، و ولي بعد أبيه (المتوفّي 844) تدريس الفقه بالمنصورية و البرقوقية، ثم التدريس

بالموَيدية بعد عز الدين أحمد بن إبراهيم الكناني (المتوفّي 876 ه).

قال صاحب «شذرات الذهب»: و باشر نيابة الحكم بالديار المصرية في أيام العز الكناني ثم ترك و استمر خاملًا إلي قبيل وفاته بيسير ففوّض إليه

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 299 برقم 1163، شذرات الذهب 7- 349.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 303

القاضي بدر الدين السعدي نيابة الحكم فما كان إلّا القليل، و كان يكتب علي الفتاوي كتابة جيدة إلّا أنّه لم يكن له حظ من الدنيا.

توفّي بالقاهرة- سنة تسع و ثمانين و ثمانمائة.

3069 ابن خطيب المنصورية «1»

(737- 809 ه) يوسف بن الحسن بن محمد بن الحسن، جمال الدين أبو المحاسن الحموي، المعروف بابن خطيب المنصورية.

ولد سنة سبع و ثلاثين و سبعمائة.

و أخذ الفقه عن: تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي، و جمال الدين محمد بن أحمد بن محمد ابن الشريشي، و صدر الدين محمد بن أبي بكر ابن الخابوري، و الأُصول عن: بهاء الدين عبد الوهاب بن عبد الولي الاخميمي، و النحو و اللغة و الفرائض عن: سري الدين إسماعيل بن محمد بن محمد الغرناطي المالكي

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 68 برقم 754، إنباء الغمر بأبناء العمر 6- 50، الضوء اللامع 10- 308، بغية الوعاة 2- 355، كشف الظنون 1- 153، شذرات الذهب 7- 87، البدر الطالع 2- 352، ايضاح المكنون 1- 120، هدية العارفين 2- 559، الاعلام 8- 225، معجم المؤلفين 13- 292.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 304

و عليه سمع «الموطأ».

و كان فقيهاً، من العلماء بالعربية.

أفتي، و درّس بالعصرونية بحماة، و اشتهر ببلده، و أخذ عنه الطلبة، و أذن لجماعة بالافتاء منهم: ناصر الدين محمد بن محمد بن عثمان ابن البارزي، و علاء الدين أبو الحسن

علي بن محمد بن سعد المعروف بابن خطيب الناصرية.

و صنّف كتباً، منها: شرح «الاهتمام بتلخيص كتاب الامام ««1» لقطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبي، شرح ألفية ابن معطي في النحو «2» و شرح فرائض «المنهاج» للنووي.

توفّي- سنة تسع و ثمانمائة.

3070 ابن أُبَيّ القطيفي «3»

( … )

يوسف بن حسين بن أُبَيّ، الفقيه الامامي، ذو الفنون، كريم الدين الشهير

______________________________

(1)- كتاب «الامام» هو شرح علي كتاب «الالمام في أحاديث الاحكام» و كلاهما لتقي الدين ابن دقيق العيد (المتوفّي 702 ه)، الذي مرّت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2825.

(2)- كذا في الضوء اللامع، و قال في طبقات ابن قاضي شهبة: إنّه شرح ألفية ابن مالك.

(3) غوالي اللآلي العزيزية 1- 8، رياض العلماء 5- 394، أنوار البدرين 281 برقم 2، طبقات أعلام الشيعة 4- 152.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 305

بابن أُبيّ القطيفي.

قال الفقيه ابن أبي جمهور الاحسائي في وصفه: العلّامة الاعظم، البحر الأَطم، صاحب العلوم و المعارف، و العلوم الفائضة عند كل طالب و هاتف.

تلمّذ علي رضي الدين الحسين بن راشد القطيفي.

و أخذ عنه: القاضي السيد محمد بن أحمد الموسوي الحسيني، و الفقيه مفلح «1» بن الحسن الصيمري.

و صنّف كتاباً في وفاة الرسول الكريم صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم سمّاه: التهاب نيران الاحزان و مثير الاكتياب و الأَشجان في وفاة سيد ولد عدنان.

وله رسالة في العقود و النيات.

لم نظفر بوفاته.

قال صاحب «أنوار البدرين»: إنّ المترجم من قرية (رشا) لا من (القديح) و قبره في مقبرة (رشا) «2» معروف عند أهل تلك القرية زرته مراراً.

______________________________

(1)- مضت ترجمته في هذا الجزء، و قدّرنا وفاته في حدود سنة (880 ه).

(2)- و في طبقات أعلام الشيعة: رشالا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 306

3071 الجمال المَلَطي «1»

(حدود 725- 803 ه) يوسف بن موسي بن محمد بن أحمد، جمال الدين أبو المحاسن الملطي، الحلبي.

ولد بملطية (في شمالي سورية)، و قدم حلب، و درس بها، ثم رحل لمصر، و أخذ عن: أرشد الدين و القوام شارح «الهداية» و العلاء التركماني،

و ابن هشام، و سمع من مغلطاي و العزّ ابن جماعة.

و عاد إلي حلب، فأفتي، و درّس الطلبة حتي انتهت إليه رئاسة الحنفية بها.

قال تلميذه العيني: كان يكتب في كل يوم علي أكثر من خمسين فتوي بدون مطالعة لقوة استحضاره.

و ولي الملطي قضاء الحنفية بمصر في سنة (800 ه)، و درّس بالصّرغتمشية.

و صنّف كتاب المعتصر من المختصر (مطبوع)، و هو اختصار لكتاب «معاني الآثار» للطحاوي.

توفّي بالقاهرة- سنة ثلاث و ثمانمائة.

قيل: إنّه كان يطعن علي من ينظر في «البخاري»، و يفتي بأكل الحشيشة، و غير ذلك.

______________________________

(1) الضوء اللامع 10- 335 برقم 1271، شذرات الذهب 7- 40، ايضاح المكنون 2- 508، الاعلام 8- 254، معجم المؤلفين 14- 338.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 307

الفقهاء الذين لم يظفر لهم بترجمة وافية

1- إبراهيم بن محمد إبراهيم البرهان أبو إسحاق الخجندي المدني

(852- 898 ه):

درس الفقه الحنفي و العربية و الكلام و غير ذلك علي جماعة في مكة و القاهرة منهم: أخوه الشهاب و أبوه و عثمان الطرابلسي و النجم بن فهد و الامين الاقيصرائي و السمهودي.

ثم ولي رياسة الحنفية بعد أخيه.

الضوء اللامع 1- 119.

2- إبراهيم بن منصور بن علي بن عشيرة البحراني ثم الجزائري

(.. حياً 807، 809 ه):

فقيه إمام ولد في جزيرة أُوال بالبحرين، و سكن الجزائري وزارة العراق.

له شرح علي «الالفية» في الفقه للشهيد الاوّل.

أعيان الشيعة 2- 124 طبقات أعلام الشيعة.

3- أحمد بن إبراهيم بن علي، ابو العبّاس العسلقي اليماني

(..- 806 ه):

فقيه شافعي، مفسّر، نحوي، له معرفة بالتأريخ و أُصول الدين، درس الفقه و اشتهر به، و كتب قصيدة في مسألة القدر و أُخري في الردّ علي من أباح الغناء.

الضوء اللامع 1- 197 شذرات الذهب 7- 55.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 308

4- أحمد بن إسحاق بن محمد الثاني بن إبراهيم الحسيني، السّيد نظام الدين الدشتكي:

عالم إمامي كبير، قرأ عليه ابن عمّه أبو المعالي محمد بن منصور الاوّل بن محمد الثاني الدشتكي جميع العلوم الشرعية و المنقولات المروية، و وصف حفيد ابن عمه محمد بن منصور الثاني بسلطان المحدّثين و المفسّرين، و برهان الوعاظ و المذكّرين.

بحار الانوار 105- 127) إجازة 48) طبقات أعلام الشيعة 4- 6 (ق 9).

5- أحمد بن الحسن بن جعفر، جمال الدين الحلّي، الشامي الاصل

(.. حياً 802 ه): فقيه إمامي.

كتبت له نسخة من «الدروس الشرعية في فقه الامامية» للشهيد الاوّل محمد مكي العاملي في سنة (802 ه).

رياض العلماء 1- 180) ضمن ترجمة حسن بن حسين بن مطر الجزائري).

6- أحمد بن راشد بن طرخان، أبو العباس شهاب الدين الملكاوي الدمشقي

(..- 803 ه):

من أعيان فقهاء الشافعية و مفتيهم، درس الفقه و الحديث و النحو و الأُصول علي شيوخ عصره ثم درّس و ناب في الحكم و قُصد بالفتاوي من الأَقطار.

طبقات ابن قاضي شهبة 4- 14 برقم 718.

7- أحمد بن عمر الدولت آبادي الزاولي، شهاب الدين الهندي

(..- 849،- 848 ه):

فقيه حنفي قاض، مفسّر، أديب.

من كتبه البحر الموّاج في التفسير

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 309

و شرح «أُصول البزدوي»، و المعافية في شرح «كافية ابن الحاجب» و الارشاد في النحو.

الاعلام 1- 187 معجم المفسرين 1- 54.

8- أحمد بن كُنْدُغْدي، شهاب الدين التركي القاهري

(..- 807 ه):

فقيه حنفي، بارع في مذهبه.

بعثه الناصر رسولًا إلي تيمور لنك فمات بحلب.

قيل و هو الّذي رخّص للسلطان في شرب النبيذ، قال المقريزي:

شافهتُه بذلك فلم ينكره مني.

شذرات الذهب 7- 61.

9- أحمد بن محمد بن عبد العلي بن نجدة العاملي

(..- 852 ه) إمامي، فقيه جيليل، من تلامذة الشهيد الاوّل وقد ترجمنا له في هذا الجزء.

تكمله أمل الآمل 99 برقم 33.

10- أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه، الشهاب المغراوي المالكي

(..- 820 ه):

عالم بالفقه و الأُصول و النحو، كان يعارض ابن خلدون في أحكام و يفتي عليه و يناظره، أخذ عنه الجلال البلقيني و الجمال الطيماني.

و درّس بدمشق فأخذ عنه طلبتها.

الضوء اللامع 2- 138 برقم 393.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 310

11- أحمد بن محمد علي بن نصر

(.. حياً 827 ه):

عالم إمامي.

تفقّه علي محمد بن علي بن خزعل الحسيني، و قرأ عليه «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» فكتب له إجازة بإنهائه.

طبقات أعلام الشيعة 4- 10 (ق 9).

12- بدر بن الحسن بن الحسين

(.. حياً 949 ه):

عالم إمامي.

قرأ عليه بعض تلامذته كتاب «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقّق الحلّي، فكتب له إجازة بالانهاء.

طبقات- أعلام الشيعة 4- 16 (ق 9).

13- بيدلي (بيبي) الانصارية الهراتية

(..- قبل 895 ه):

فقيهة شيعية، أديبة، شاعرة.

أخذت العلم و فنون الادب عن علماء هراة، و لها قصائد باللغة الفارسية قيل إنّها قوّية السبك سلسة الأسلوب.

و هي- أمّ العالم الشاعر الشيخ زاده الانصاري.

مستدركات- أعيان الشيعة 5- 96.

14- جعفر بن أحمد بن الحسن المكّي

( … ):

فقيه إمامي.

قرأ كتاب «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» للعلّامة الحلّي علي الفقيه زين الدين علي بن الحسن بن محمد الأَسترابادي (حدود 837 ه)، ثم قرأ عليه الكتاب المذكور السيد حسن بن حمزة بن محسن الموسوي النجفي.

تراجم الرجال للحسيني 1- 122 برقم 200 و 148 برقم 254.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 311

15- جمال الدين بن عيسي الشامي

( … )

فقيه إمامي.

له كتاب مبسوط في الفقه الاستدلالي، اختصره بعض الفضلاء، فخرج المختصر في حجم «شرائط الإسلام» للمحقق الحلّي.

و هو الجد الاعلي لنجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن عيسي بن الحسن بن جمال الدين المذكور، تلميذ الحسن بن الشهيد الثاني (المتوفّي سنة 1011 ه).

طبقات- أعلام الشيعة 4- 24 (ق 9).

16- حرز الدين الأُوالي البحراني

( … ):

فقيه إمامي، أديب.

روي عن فخر الدين أحمد بن مخدم البحراني، روي عنه محمد بن علي بن أبي جمهور الاحسائي، و أُوال جزيرة في البحرين.

غوالي اللآلي العزيزية 7 (الطريق الثالث) أنوار البدرين 74 برقم 15 طبقات أعلام الشيعة 4- 29.

17- حسن الجرواني الاحسائي، الملقّب بجمال الدين و المعروف بالمطوّع

( … ):

فقيه إمامي زاهد روي عن أحمد بن قهد بن الحسن بن محمد بن إدريس الاحسائي (حياً 806 ه)، و روي عنه القاضي ناصر الدين الشهير بابن نزار.

غوالي اللآلي 1- 6 (الطريق الاوّل) و ص 21 (الفصل الثالث) رياض العلماء 197 1.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 312

18- الحسين بن راشد القطيفي الملقّب برضي الدين

( … ):

فقيه إمامي جليل.

روي عن عدّة من المشايخ، أشهرهم أحمد بن محمد بن فهد الحلّي (المتوفّي 841 ه).

روي عنه كريم الدين يوسف الشهير بابن أُبي القطيفي.

أعيان الشيعة 6- 13 طبقات اعلام الشيعة 4- 50 (ق 9).

19- الحاج حسين الصّغاني (العقابي، الفقعاني)

( … ):

فقيه إمامي.

روي عن الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (786 ه).

و روي عنه محمد بن محمد بن داود الجزيني والد شمس الدين محمد المعروف بابن المؤذن (المتوفّي بعد 884 ه).

رياض العلماء 2- 96 طبقات.- أعلام الشيعة 4- 50 (ق 9) بحار الانوار 105- 37.

20- الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي، عز الدين الكركي العاملي

( … ):

عالم إمامي كبير، روي عن- أحد ولدي الشهيد الاوّل، و روي عنه زين الدين علي بن هلال الجزائري.

وصفه نعمة اللّٰه بن خاتون العاملي بالفقيه العارف.

و هو والد الفقيه الكبير علي بن الحسين المعروف بالمحقق الثاني (المتوفي 940 ه) تلميذ علي بن هلال الجزائري.

رياض العلماء 2- 121 تكملة- أمل الآمل 186 برقم 146.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 313

21- الحسين بن المرتضي بن إبراهيم الحسيني، السيد عز الدين الشاري

(.. حياً 873 ه):

عالم إمامي كبير، متكلّم.

أنثي عليه الحسين بن علي بن الحسام العاملي في إجازته له سنة (873 ه) وصفاً إيّاه بنادرة الزمان، المبرّز علي الاقران، لسان الحكماء و المتكلمين.

و كان المترجم قد قرأ «التنقيح الرائع لمختصر الشرائع» علي الفقيه محمد بن أحمد بن محمد السميطاري (المتوفّي 874 ه)، و حصل منه علي إجازة.

طبقات.- أعلام الشيعة 4- 51 تراجم الرجال للحسيني 1- 190 برقم 339.

22- الحسين بن منصور

( … ):

فقيه إمامي.

له كتاب «الحاوي» في الفقه، نقل عنه الحسين بن مفلح الصيمري (المتوفّي سنة 933) القول بأنّه إذا لم يوجد الفقيه المجتهد الجامع للشرائط، جاز نصب فاقد بعضها إذا لم يوجب الفقيه المجتهد الجامع للشرائط، جاز نصب فاقد بعضها إذا كان عادلًا للقضاء و الحكم بين الناس.

و لعلّ المترجم من- أهل القرن التاسع.

أعيان الشيعة 6- 175.

23- الحسين بن موسي بن الحسين العاملي (البابلية من قري الشقيف في جيل عامل)

( … ):

عالم إمامي، فقيه، زاهد.

ذكر إبراهيم الكفعمي في «المصباح» الّذي.- ألّفه سنة (895 ه) أنّ المترجم سأله نظم الصوم المندوب، فنظم.- أرجوزة سمّاها «منهج السلامة» و أوّلها:

و بعد فالمولي الفقيد الامجدّ الكامل المفضّل المؤيّدُ

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 314

و منها:

أشار أن أنظم ما قد ندبا من الصيام دون ما قد وجبا

أمل الآمل 1- 80 برقم 76 أعيان الشيعة 6- 182 طبقات.- أعلام الشيعة 4- 51.

24- خلف بن أبي بكر بن أحمد، الزين النحريري المصري

، نزيل المدينة (744- 818 ه):

فقيه مالكي، مفت، مدرّس.

أخذ عن الشيخ خليل و القلانسي، و سمع منه التقي ابن فهد و أبو الفتح بن صالح البخاري، وله.- أجوبة عن مسائل عند النجم بن فهد.

الضوء اللامع 3- 182 برقم 711 شذرات الذهب 7- 132 نيل الابتهاج 174 برقم 179.

25- زين الدين الخيّامي

(.. قيل كان حياً 806 ه):

فقيه إمامي، قرأ علي علي بن محمد علي بن محمد بن يونس البياضي (791- 877 ه) النصف الثاني من «شرائع الإسلام» للمحقق الحلّي، فكتب له إجازة سنة (806 ه).

و الظاهر.- أنّ في التأريخ تصحيفاً.

طبقات- أعلام الشيعة 4- 61.

26- سالم بن سالم بن أحمد بن سالم، مجد الدين أبو البركات المقدسي ثم القاهري

(748- 826 ه):

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 315

فقيه حنبلي، سمع علي عبد القادر المدني، و تفقّه بالقاهرة علي موفّق الدين عبد اللّٰه بن عبد الملك و ناصر الدين الكناني، و ولي قضاء القاهرة، و درّس بها في عدة مدارس.

الضوء اللامع 3- 241 برقم 906.

27- سليمان بن محمد العينائي العاملي

( … )

فقيه إمامي متبحّر، من مشايخ الاجازة.

روي عن شمس الدين بن مجاهر تلميذ الشهيد الاوّل، و روي عنه ظهير الدين محمد بن علي بن الحسام العيناثي (المتوفّي بعد 873 ه).

رياض العلماء 2- 451 تكملة أمل الآمل 227 برقم 194 طبقات- أعلام الشيعة 4- 63.

28- سليمان بن محمد بن يحيي الصغيتري الصنعاني، سبط الفقيه الحسن بن محمد النحوي

(..- 815 ه):

فقيه زيدي شهير.

له كتاب البراهين الزاهرة في شرح «التذكرة الفاخرة» لجدّه المذكور، مات بصنعاء.

ملحق البدر الطالع 164 برقم 165.

29- شمس الدين بن مجاهد العاملي

( … ):

فقيه إمامي.

، من- أجلّة العلماء تتلمذ علي الشهيد الاوّل محمد مكي العاملي (786 ه)، و روي عنه كتابه «الدروس الشرعية في فقه الإمامية»، و روي عن المترجم سليمان العيناثي.

تكملة- أمل الآمل 230 برقم 198 طبقات- أعلام الشيعية 4- 67.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 316

30- صلاح بن إبراهيم بن علي بن المرتضي، السيد ابن الوزير الحسيني اليمني

(..- نحو 810 ه):

أخذ عن عبد اللّٰه بن الحسن الدوّاري الزيدي، و أخيه الهادي بن إبراهيم، و مهر في علوم العربية، و كانت له يد قوية في الفقه.

اتصل بالمهدي- أحمد بن يحيي بن المرتضي ثم انقطع العبادة و لزم المسجد.

ملحق البدر الطالع 104 برقم 180.

31- الصديق بن علي بن محمد بن علي، رضي الدين الزبيدي المعروف بابن المطبّب (الخطيب)

(..- 893 ه):

كان بارعاً في فقه الحنفية و العربية و الأَصلين و التفسير.

درّس و ولي بزبيد قضاء الاقضية، و حاز علي رئاسة الحنفية في عصره.

الضوء اللامع 3- 320 برقم 1229 الطبقات السنيّة 4- 88 برقم 989.

32- ظهيرة بن محمد بن محمد بن محمد، ظهير الدين- أبو الفرج القريشي المكي المالكي، يعرف بابن ظهيرة

(841- 867 ه):

نشأ بمكة و تفقّه بالقاضي عبد القادر، و أخذ عنه العربية و أخذ الأصول و المنطق عن محمد بن محمد بن- أحمد ابن مرزوق، و سمع من جماعة، و ولي قضاء المالكية و توفّي شاباً.

قال السخاوي: كان بارعاً في الفقه و العربية.

الضوء اللامع 4- 15 برقم 59.

33- عبد الرحمن بن علي بن خلف، زين- أبو المعالي الفارسكوري المولد القاهري المنشأ

(755- 803 ه):

تفقّه بالجمال الاسنائي بالقيني،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 317

و ارتقي في فقه الشافعية و الأُصول و العربية.

و تولّي تدريس المنصورية و نظر الظاهرية.

و شرح «شرح العمدة» لابن دقيق العيد.

الضوء اللامع 4- 96 برقم 281.

34- عبد الطيف بن عبد العزيز بن- أمين الدين، ابن الملك، و يقال له: ابن فرشته

(..- 801 ه) فقيه حنفي، أُصولي، ولي تدريس المدرسة المنسوبة إلي الامير محمد بن- أيدين بمدينة بتره.

من مصنّفاته: شرح «مجمع البحرين»، شرخ «مشارق الانوار»، شرح «المنار» و بدر الواعظين و ذخر العابدين.

الطبقات السنيّة 4- 383 برقم 1309 معجم المؤلفين 6- 11.

35- عثمان بن عبد اللّٰه بن عثمان بن عفّان، الفخري- أبو عمرو القاهري المعروف بالمقسي

(818- 877 ه):

أخذ الفقه عن الشهاب المحلّي و الشرف السبكي، و التفسير عن السعد بن الديري، كما أخذ عن ابن حجر و الشمنيّ و الكافيجي.

ناب في القضاء و درّس الفقه و الحديث و ولي وظائف- أُخري، و قُصد بالفتاوي مع المشاركة في الأُصول و العربية.

الضوء اللامع 5- 131 برقم 464.

36- علي بن إبراهيم بن عطية النجراني الصعدي اليمني

(.. حياً سنة 801 ه):

فقيه زيدي، أخذ عن: المؤيد بالله يحيي بن حمزة، و الحسين بن محمد ابن علي بن- أحمد يعيش و ولده محمد بن الحسين، أخذ عنه:

و يوسف بن- أحمد الثلاثي، و أحمد بن علي مرغم.

ملحق البدر الطالع 152 برقم 283.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 318

37- علي بن- أحمد المصري ثم الشامي الاشعري الشافعي، و يعرف بابن صدقة

(790..):

أخذ عن الولي العراقي و التقي بن قاضي شهبة و حضر دروس العلاء البخاري.

و برع في مذهبه، و صنّف معالم الاحكام في الفقه، و الكوكب الوهّاج في شرح «المنهاج»، و المجمع المنتخب في الوعظ و الخطب.

الضوء اللامع 5- 191 برقم 648.

38- علي بن تاج الدين الانصاري

(.. حياً 884 ه):

عالم إمامي.

قرأ عليه معين الدين بن نصر اللّٰه بن امين الدين السرقيني الجزء الاوّل من «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقق الحلّي، فكتب له إنهاءً في أوائل صفر سنة (884 ه).

طبقات أعلام الشيعة 4- 88 (ق 9).

39- علي بن الحسن بن علي جعفر بن عثمان، زين الدين أبو الحسن الخطي

( … ):

كان من فقهاء الإسلامية في بلاد الخطّ (و هي القطيف).

ارتحل إلي البحرين، و تلمّذ علي الفقيه أحمد بن عبد اللّٰه بن محمد بن المتوّج البحراني المعاصر للمقداد السيوري (826 ه)، ثم عاد إلي وطنه، و ألّف كتاباً في «الارث».

طبقات أعلام الشيعة 4- 32 تراجم الرجال للحسيني 1- 360 برقم 659.

40- علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الحارثي، زين الدين العاملي الجبعي ثم الكفعمي

(..- 861 ه):

عالم إمامي، فقيه.

روي عنه

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 319

ولده إبراهيم الكفعمي، و نقل عنه في كتابه «المصباح» معبراً عنه بالفقيه الاعظم الاورع.

أعيان الشيعة 8- 185 طبقات أعلام الشيعة 4- 98.

41- علي بن فضل اللّٰه بن هيكل، زين الدين الحلّي

(.. حياً 833 ه):

عالم إمامي، تلمّذ علي الفقيه الكبير أبي العباس ابن فهد الحلّي (841 ه)، و كتب بخط جملة من تصانيفه، منها رسالته في كثير الشك، و علّق عليها حواشي لنفسه.

طبقات أعلام الشيعة 4- 97 (ق 9).

42- علي بن محمد بن أبي القاسم بن علي العبسي النجري اليمني

(.. حياً حدود 840 ه):

فقيه زيدي.

سمع علي المهدي لدين اللّٰه أحمد بن يحيي ابن المرتضي كتابه «الازهار في فقه الأَئمّة الأَطهار» ثم صنف شرحاً عليه يُعرف بشرح النجري.

أخذ عنه أخوه عبد اللّٰه بن محمد (المولود سنة 825 ه).

ملحق البدر الطالع 171 برقم 320 البدر الطالع 1- 397 برقم 180) ترجمة أخيه عبد اللّٰه بن محمد النجري)

43- علي بن محمد بن أحمد بن محمد القريشي الاسدي الزبيري، النور أبو الحسن الاسكندري الاصل القاهري، يعرف بابن التنسي

(831- 875 ه):

فقيه مالكي.

أخذ الفقه عن الزين طاهر و الابدي، و أخذ أُصول الدين و العربية

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 320

و الفرائض عن الشرواني و الخواصّ، و سمع الحديث علي ابن حجر و غيره، و استقرّ في تدريس الفقه و تولّي قضاء الشام.

الضوء اللامع 5- 285 برقم 792.

44- علي بن محمد عبد العلي بن فُخْر، موفّق الدين العكّلي الزبيدي

(758- 842 ه):

أخذ عن أحمد بن أبي بكر الحضرمي، الجمال الريمي، و صار بعد ذلك مفتي زَبيد و فقيهها، قيل:

و هو أوّل من ولي من الشافعية إمامة مسجد الأَشاعرة بزبيد.

الضوء اللامع 312 5 برقم 1031.

45- علي بن محمد بن علي بن يوسف، نور الدين أبو الحسن الانصاري الزرندي المدني

(حدود 775- 823 ه):

فقيه حنفي، بارع في العربية و التفسير.

أخذ عن عمّه عبد الرحمن و الجلال الخجندي و المحبّ بن هشام و ابن الجزري، و ولي قضاء المدينة حتي مات.

أخذ عنه أبو الفرج المراغي و محمد بن عبد العزيز الكازروني و غيرهما.

الضوء اللامع 5- 327 برقم 1080.

46- علي محمد بن قمر اليمني

( … ):

فقيه زيدي، له كتاب عقود الاثمار في تلخيص مشكلات «الازهار» للمهدي أحمد بن يحيي بن المرتضي.

مؤلفات الزيدية 2- 274 برقم 2257.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 321

47- علي بن موسي الدؤاري اليمني الصعيدي، القاضي

(..- 881 ه):

عالم زيدي، كبير، متكلّم.

أخذ عن السيد علي بن محمد بن أبي القاسم الحسيني، و أخذ عنه السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير، و عبد اللّٰه النجري، و الهادي عز الدين بن الحسن.

ملحق البدر الطالع 181 برقم 338.

48- علي بن يوسف بن مكّي بن عبد اللّٰه، نور الدين الحلي الاصل الدميري ثم المصري المعروف بابن الجلال

(..- 803 ه):

فقيه مالكي، كثير النقل لغرائب مذهبه، شديد المخالفة لَاصحابه، و لم يكن يعرف غير الفقيه.

ولي القضاء ببذل مال اقترضه فائدة، و عيب عليه ذلك.

الضوء اللامع 6- 55 برقم 156.

49- محمد إبراهيم بن أيّوب، بدر الدين الحمصي المعروف بابن العصياتي

(قبل 770- 834 ه):

فقيه شافعي، مفت، قوي الحافظة، مشارك في العقليات و الأَدبيات.

أخذ عن عمر بن علي البقاعي و الجمال الطيماني و ابن الكويك و غيرهم.

و أخذ عنه ابن موسي و الأُبي.

و كتب تعليقاً علي «التنبيه» و نظم «تاريخ ابن كثير».

الضوء اللامع 6- 250 برقم 869 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4- 98 برقم 773.

50- محمد بن إبراهيم الضرير المصري ثم العدني، الشافعي المعروف بابن الصارم و بالنقانقي

(770- 839 ه):

فقيه أُصولي مفسّر، أخذ عن

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 322

حسين ابن الاهدل، و صنّف الابريز في تفسير كتاب اللّٰه العزيز، البحر الوقّادي في شرح «الارشاد»، ملجأ المحقّقين الاعلام في قواعد الاحكام.

معجم المؤلفين 8- 204.

51- محمد بن جمال الدين أحمد بن علي بن محمد، شمس الدين الاحسائي

(.. حياً 841 ه):

فقيه إمامي.

أجاز له محمود بن أمير الحاج المجاور رواية كتاب «مختصر مصباح السالكين» لابن ميثم البحراني.

تراجم الرجال للحسيني 1- 335 برقم 689 برقم 902.

52- محمد بن أحمد الموسوي الحسيني الملقّب بشمس الدين

( … ):

فقيه إمامي كبير.

أخذ عن كريم الدين يوسف بن الحسين بن أُبي القطيفي، و أخذ عنه أبي جمهور الاحسائي و وصفه ب: قاضي قضاة الإسلام.

غوالي اللآلي 8 (الطريق الرابع) طبقات أعلام الشيعة 4- 133 (ق 9).

53- محمد بن جعفر بن أحمد الملحوس، السيد جلال الدين الحسيني الحلّي

(.. حياً 879 ه):

فقيه إمامي، مفتٍ. قرأ عليه بعضهم كتاب «تحرير الاحكام الشرعي» للعلّامة الحلّي، فكتب له إنهاءً في المحرّم سنة (879 ه)، وقد كتب في هوامش النسخة تعاليق منه أكثرها فقه ية، وقد مرّت ترجمة أبيه جعفر في هذا الجزء.

مستدركات الوسائل 3- 439) الفائدة الثالثة) تراجم الرجال للحسيني 1- 493 برقم 914.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 323

54- محمد بن خلفة، أبو عبد اللّٰه الأُبي التونسي

(..- 828 ه):

فقيه مالكي، عالم بالمعقول و المنقول.

أخذ عن ابن عرفة، و أخذ عنه ابن ناجي و أبو زيد الثعالبي، و تولّي قضاء الجزيرة، شرح «صحيح مسلم» بشرح سمّاه:

إكمال إكمال المعلم لفوائد كتاب مسلم (مطبوع)، و شرح «المدوّنة»، وله نظم و تفسير.

شجرة النور الزكيّة 244 برقم 873 الاعلام 6- 115.

55- محمد يزن الدين بن علي بن شمال، شمس الدين العاملي المشغري:

فقيه إمامي، شاعر أديب، قرأ عنده علي بن إبراهيم الكفعمي سنة (848 ه)،] و في بعض النسخ سنة (898 ه).

أقول: الكفعمي المشهور هو إبراهيم بن علي مؤلف «المصباح» و «البلد الامين».

وقد توفّي سنة (905 ه)، فإن كان هو المقصود فالأقرب إلي الصواب أنّه قرأ عند المترجم سنة (848 ه).

أمل الآمل 1- 161 برقم 163.

56- محمد بن علي بن خزعل الحسيني

(.. حياً 827 ه):

عالم إمامي، قرأ عليه أحمد بن محمد بن علي بن نصر كتاب «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقق جعفر بن الحسن الحلّي (المتوفي 676 ه)، و كتب له إنها لقراءته في صفر سنة (827 ه).

طبقات أعلام الشيعة 4- 126.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 324

57- محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد، عز الدين المقدسي الدمشقي

، خطيب الصالحية (764- 820 ه):

فقيه حنبلي، قاض.

أخذ عن ابن رجب و ابن المحبّ.

و درّس بالاشرفية، فسمع عليه الموفق الأُبي و ابن موسي.

و صنّف النظم المفيد الأَحمدي في مفردات الامام أحمد (مطبوع)، في متفردات الحنابلة و غير ذلك.

الضوء اللامع 8- 187 برقم 487 الاعلام 287 6.

58- محمد بن محمد بن أبي بكر، الشرف المخزومي، الدماميني ثم السكندري

(..- 803 ه):

فقيه مالكي، و قيل شافعي.

برع في الفقه و أُصوله و العربية، و ولي وظائف كثيرة كالحسبة و نظر الجيش ثم ولي قضاء الاسكندرية حتي مات.

و كان غالباً عليه الحساب و العلوم الديوانية.

الضوء اللامع 9- 63 برقم 167 شذرات الذهب 7- 37.

59- محمد بن محمد بن أحمد بن عمر، الشمس أبو عبد اللّٰه البلبيسي المعروف بابن البيشي

(بعد 770- 853 ه):

فقيه شافعي، مفتٍ أخذ عن الزين العراقي، و البلقيني، و أحمد بن محمد البلبيسي و قريبه إسماعيل البلبيسي بالقاهرة.

و ناب في القضاء ببلده، و درّس «المنهاج» و «الحاوي» و غيرهما.

الضوء اللامع 9- 28 برقم 82.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 325

60- محمد بن محمد بن حسن بن علي التميمي الداري، الكمال الشمنيّ المصري

(766- 821 ه):

فقيه مالكي، أُصولي، ناظم.

سمع بالاسكندرية من البهاء الدماميني و أبي محمد القروي، و أخذ عن الزين العراقي و البدر الزركشي، و برع في الحديث.

استوطن القاهرة و درّس و شرح «نخبة الفكر».

الضوء اللامع 9- 74 برقم 197 الشذرات 7- 151

61- محمد بن محمد بن شهاب بن يوسف، حافظ الدين الكردري الخوارزمي المعروف بالبزازي

(..- 827 ه):

فقيه حنفي، كان يفتي بكفر تيمور لنك.

صنّف الجامع الوجيز (مطبوع) المشهور بالفتاوي البزازيّة، و المناقب الكردرية (مطبوع) و آداب القضاء.

أخذ عنه ابن عربشاه الفقه و أُصوله.

الضوء اللامع 10- 37 برقم 105 الاعلام 7- 45.

62- محمد بن محمد بن عبد السلام بن موسي، العزّ أبو عبد اللّٰه المغربي الصنهاجي ثم المصري

(775- 865 ه):

فقيه، مفت، شافعي.

تفقّه بالابناسي و البيجوري و البلقيني، و أخذ عن الشمس العراقي و المحبّ ابن هشام و الهيثمي و الجواهري.

و ناب في القضاء.

الضوء اللامع 9- 106 برقم 279.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 326

63- محمد بن محمد بن محمد بن قوام الدين الرومي الاصل الدمشقي الحنفي

(798- 898 ه):

أخذ الفقه عن الركن دخان، و النحو عن العلاء العابدي، و الأُصول عن العلاء البخاري، و سمع علي عائشة ابنة ابن عبد الهادي، أفتي و ولي قضاء الحنفية بدمشق.

الضوء اللامع 9- 266 برقم 695.

64- محمد بن موسي الموسوي الحسيني، الملقّب شمس الدين

( … ):

فقيه إمامي، محدّث، جليل القدر، روي عن أبيه السيد كمال الدين موسي، و روي عنه أبي جمهور الاحسائي في «عوالي اللآلي».

رياض العلماء 5- 191 طبقات أعلام الشيعة 4- 133 (القرن التاسع).

65- محمد بن نظام الدين بن علي الأَسترابادي

(.. حياً 813 ه):

فقيه إمامي، مدقّق.

له شرح «الالفية» في فقه الصلاة للشهيد الاوّل و غير ذلك.

وجد بخطّه علي ظهر «الامالي» للصدوق أنّه طالعة في ربيع الاوّل سنة (813 ه).

أمل الآمل 2- 310- 944 أعيان الشيعة 10- 81.

66- موسي بن محمد بن نصر، الشرف أبو الفتح البعلي المعروف بابن السقيف

(752- 823 ه):

فقيه شافعي، أخذ عن الخطيب جلال الدين و العماد بن بردس

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 327

و الزهري، و درّس و أفتي و انتهت إليه رئاسة الفقه ببلده و ولي قضاءها مراراً.

الضوء اللامع 10- 191 برقم 803.

67- ناصر بن أحمد بن عبد اللّٰه بن محمد ابن المتوّج البحراني

(..- 851 ه):

فقيه إمامي، حافظ، محقق، أخذ عن والده الفقيه جمال الدين أحمد شيخ الامامية في وقته.

و قال سليمان الماحوزي:

كان نادرة عصره في الذكاء و توقّد الذهن.

أمل الآمل 2- 333 برقم 1026 أنوار البدرين 72 برقم 12.

68- الناصر بن أحمد بن المطهّر بن يحيي الحسني اليمني

(..- 802 ه):

فقيه زيدي.

أخذ عن الواثق بالله المطهّر بن محمد بن المطهّر، و علي بن عبد اللّٰه بن أبي الخير، و غيرهما.

أخذ عنه السيد محمد بن إبراهيم بن المفضل.

وله سيرة مختصرة في أخبار المطهر بن يحيي و ولده المهدي محمد بن المطهّر و ولده الواثق.

ملحق البدر الطالع 2- 219 برقم 410 معجم المؤلفين 13- 68.

69- الناصر الدين الشهير بابن نزار

( … ):

فقيه إمامي، وُصف بقاضي قضاة الإسلام روي عن جمال الدين الحسن الاحساوي الشهير بالمطوّع، و روي عنه زين الدين علي والد محمد بن علي ابن أبي جمهور الاحسائي.

غوالي اللآلي 6) الطريق الاول) رياض العلماء 5- 229.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 9، ص: 328

70- نصير الدين بن محمد الدين بن محمد الطبري

( … ):

عالم إمامي.

روي عن جمال الدين اسكندر الأَسترابادي (تلميذ فخر المحقّقين المتوفّي 771 ه)، و أخذ عنه عبد المطّلب بن فخر بن عبد المطلب المسيّبي الخزاعي.

وقد دفن المترجم بسبزوار.

طبقات أعلام الشيعة 4- 146 (ق 9).

71- يحيي بن أحمد بن مرغم اليمني

(..- 875 ه):

فقيه زيدي، له شرح كبير علي «البحر الزخّار» للمهدي أحمد بن يحيي بن المرتضي.

مؤلفات الزيدية 1- 141 برقم 1894.

72- يوسف بن الحسن بن مروان بن فخر، جمال الدين أبو المحاسن التتائي القاهري، يعرف بالتتائي و بالهاروني

(846 حياً 983 ه):

فقيه مالكي، محدث.

أخذ عن: نور الدين السنهوري، و العلمي، و السخاوي، و الشُّمنّي، و غيرهم و فوّض نيابة القضاء فلم يباشره لكراهته له، و كتب شرحاً علي «المختصر» لخليل، وقد حجّ في سنة (893 ه)، و لم يعلم تاريخ وفاته.

الضوء اللامع 310 10 برقم 1184 نيل الابتهاج 630 برقم 676، و فيه:

أنّه حجّ سنة (903 ه) و هو خطأ.

(نجز الكلام في الجزء التاسع و يليه الجزء العاشر في فقهاء القرن العاشر) و الحمد لله رب العالمين.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.