موسوعة طبقات الفقهاء المجلد 8

اشارة

سرشناسه : سبحانی تبریزی، جعفر، - 1308

عنوان و نام پديدآور : موسوعه طبقات الفقهاآ: المقدمه الفقه الاسلامی منابعه و ادواره/ تالیف جعفر السبحانی

مشخصات نشر : قم: موسسه الامام الصادق(ع)، 1418ق. = 1376.

مشخصات ظاهری : ج 2

شابک : 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-26-6(ج.2)

وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی

يادداشت : این کتاب مقدمه ایست بر کتاب موسوعه طبقات الفقها

يادداشت : عربی

یادداشت : کتابنامه

موضوع : مجتهدان و علما -- سرگذشتنامه

موضوع : نویسندگان اسلامی -- سرگذشتنامه

موضوع : محدثان شیعه -- سرگذشتنامه

شناسه افزوده : موسسه امام صادق(ع)

رده بندی کنگره : BP55/2/م 83س 2

رده بندی دیویی : 297/996

شماره کتابشناسی ملی : م 78-2149

فقهاء القرن الثامن الذين ظفرنا لهم بترجمة

اشارة

تأليف: اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق (عليه السلام) إشراف: العلامة الفقيه جعفر السبحاني

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 4

(وَ مٰا كٰانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة 122)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 5

2654 ابن الحُسام

«1» (.. بعد 736 ه) إبراهيم بن أبي الغيث، جمال الدين ابن الحسام البخاري، ثم المجدل سلمي الشامي.

أخذ عن: ابن العود «2» و ابن مقبل الحمصي.

و رحل إلي العراق، و أخذ عن العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي.

قال الصفدي: كان إماماً من أئمّة الشيعة هو و والده قبله.

اجتمعت به بقرية مجدل سلم في سنة (722 ه) و دار بيني و بينه بحث في الرؤية و عدمها.

ثم أثني علي خُلقه، و قال: و أهل تلك النواحي يعظّمونه.

و كان ابن الحسام فقيهاً، مناظراً، شاعراً، جواداً كريماً، و كان له مجلسان: أحدهما لاستقبال الوفود، و الآخر لطلبة العلم.

أقول: تعرّض ابن الحسام للسبِّ و الشتم بسبب مودّته و موالاته لَاهل بيت المصطفي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، فانقطع عن الناس، و لزم بيته، و لم يكن اعتزاله هذا بمُنجٍ له من حقد أهل العصبية و الهوي، فعمدوا إلي مداهمة بيته، و سرقة كتبه.

و لم يكن ابن الحسام فيما نزل به من محن، بالمتفرّد في ذلك، فله أسوة بالابرار

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 6- 79 برقم 2517، المنهل الصافي 1- 136) الحاشية).

(2) الظاهر أنّه أبو القاسم بن الحسين بن محمد بن العود (المتوفّي 679 أو 677 ه) الذي وصفه الذهبي في «العبر» 3- 341 بالفقيه المتكلّم، شيخ الشيعة و عالمهم.

وقد امتُحن هذا الفقيه العلَم و أُوذي لتشيعه.

راجع ترجمته في

الجزء السابع من موسوعتنا هذه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 6

من الشيعة الذين أُريقت دماؤهم، و استُبيحت أموالُهم، و انتُهكت حرُماتُهم علي أيدي ذوي العقول المتحجّرة، و الصدور الضيّقة، لا لشي ءٍ إلّا لاتّباعهم ما أمر به القرآن الكريم و السنّة المطهّرة من وجوب مودّة أهل البيت عليهم السَّلام، و الاقتداء بهديهم، بل لقد أصاب غير الشيعة ممّن صدَعَ بالحقّ مثلَ ما أصابهم، و ما جري للحافظ النَّسائي «1» خير شاهدٍ علي ما نقول.

قال الصفدي: و من شعر المترجم، وقد كُسر بيته، و أُخذت كتبه:

لئن كان حمل الفقه ذنباً فإنّني سأقلع خوف السجن عن ذلك الذنب

و إلّا فما ذنب الفقيه إليكمُ فيُرمي بأنواع المذمّة و السَّبِّ

إذا كنتُ في بيتي فريداً عن الوري فما ضرَّ أهل الارض رفضي و لا نصبي

أُوالي رسول اللّه حقاً و صفوةً «2» و سبطيه و الزهراء سيدة العرب

علي أنّه قد يعلم اللّه أنّني علي حبّ أصحاب النبي انطوي قلبي

و من شعره:

هل عاينتْ عيناك أُعجوبةً كمثل ما قد عاينتْ عيني

مصباحُ ليلٍ مشرقٌ نورُهُ و الشمس منه قاب قوسينِ

لم نظفر بوفاة المترجم، بيد أنّ القاضي شهاب الدين قال: آخر عهدي به في سنة ست و ثلاثين و سبعمائة.

أقول: و ترجم الصفدي لرجلٍ يسمّي: جعفر بن أبي الغيث، زين الدين البعلبكي، و وصفه بشيخ الشيعة، و قال: توفي سنة ست و ثلاثين و سبعمائة «3» و الظاهر أنّه أخو المترجم.

______________________________

(1) انظر ترجمته في الجزء الرابع.

(2) كذا.

و الصواب كما يظهر: و صِنْوَهُ، يريد به الامام علياً عليه السَّلام.

(3) الوافي بالوفيات: 11- 118 برقم 201.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 7

2655 الزّرعي «1»

(688- 741 ه) إبراهيم بن أحمد بن هلال بن بدر، القاضي برهان الدين أبو إسحاق الزرعي الدمشقي.

ولد سنة

ثمان و ثمانين و ستمائة.

و سمع من: أبي الفضل بن عساكر، و الموازيني، و عمر ابن القوّاس، و أبي الحسن اليونيني.

و قرأ الأُصول علي: ابن الزملكاني، و جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزويني، و غيرهما من الشافعية.

و أتقن فقه الحنابلة، إلّا أنّه كان أشعري المعتقد في غالب أحواله.

و أفتي، و درّس في مواضع منها المدرسة الحنبلية، و ولي القضاء نيابة عن علاء الدين ابن المنجي، و غيره، و تخرّج به جماعة في الفقه و أُصوله.

قال الصفدي: و كان عذب العبارة فصيحها.

توفّي- سنة إحدي و أربعين و سبعمائة.

______________________________

(1) ذيل طبقات الحنابلة 2- 434 برقم 532، الوافي بالوفيات 5- 308 برقم 2379، الدرر الكامنة 1- 15 برقم 24، شذرات الذهب 6- 129.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 8

2656 ابن عبد الرفيع «1»

(636- 734،- 733 ه) إبراهيم بن الحسن بن علي بن عبد الرفيع الرَّبَعي، القاضي أبو إسحاق التونسي.

ولد سنة ست و ثلاثين و ستمائة.

و سمع: محمد بن عبد الجبار الرعيني، و أبا القاسم بن محمد ابن المريّس، و أحمد بن محمد بن الحسن ابن الغمّاز، و غيرهم.

و كان فقيهاً مالكياً، أُصولياً.

ولي القضاء بتونس، و الخطابة بجامع الزيتونة، ثم صُرف عنها.

و صنّف كتباً، منها: معين الحكّام، الاربعون حديثاً، السهل البديع في اختصار «التفريع» لابن الجلّاب، اختصار أجوبة ابن رُشد، و الرد علي ابن حزم في اعتراضه علي مالك.

توفّي- سنة أربع و ثلاثين و سبعمائة، و قيل: - سنة ثلاث و ثلاثين.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 5- 343 برقم 2416، الديباج المذهّب 1- 270 برقم 14، الدرر الكامنة 1- 23 برقم 51، المنهل الصافي 1- 60 برقم 24، شجرة النور الزكية 207 برقم 719، معجم المؤلفين 1- 20.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص:

9

2657 إبراهيم بن الحسين الآملي «1»

(.. كان حياً 709 ه) إبراهيم بن الحسين بن علي، العالم الامامي، تقي الدين الآملي.

قرأ علي العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي كتابه «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» في الفقه، و حصل منه في سنة (709 ه) علي إجازة بروايته، و رواية غيره من مصنفاته و مروياته، و غير ذلك.

و قرأ الكتاب المذكور أيضاً علي فخر المحققين محمد بن العلّامة الحلّي، و كتب له شيخه إجازة بروايته، وصفه فيها بالعالم الفقيه المحقق رئيس الاصحاب، و قال: قرأ عليّ قراءة مطّلع علي مقاصده، عارف بمصادره و موارده، باحث عن دقائق أغواره.. مناقش علي الالفاظ المتضمنة للعقائد، مطالب لما لا يرتاب فيه من الدلائل و الشواهد.

لم نظفر بوفاة المترجم.

______________________________

(1) رياض العلماء 1- 13، الكشكول للبحراني 1- 287، أعيان الشيعة 2- 134، طبقات أعلام الشيعة 3- 2) القرن الثامن)، الذريعة 1- 175 برقم 897.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 10

2658 برهان الدين الفزاري «1»

(660- 729 ه) إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفَزاري، برهان الدين ابن الفركاح، أبو إسحاق الصعيدي الاصل ثم الدمشقي.

كان فقيه الشافعية بالشام، و العارف بمذهبهم، مشاركاً في الحديث و الأُصول و النحو.

ولد سنة ستّين و ستّمائة بدمشق.

و تفقّه بوالده، و قرأ العربية علي عمّه.

و سمع من: ابن عبد الدائم، و ابن أبي اليسر، و يحيي بن الصيرفي.

و أفتي، و درّس بالمدرسة البادرائية.

و عُرض عليه القضاء فامتنع، و ولي الخطابة و وكالة بيت المال ثم تركهما.

و كان يخالف تقي الدين ابن تيمية في مسائل.

تخرّج به جماعة.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 6- 43 برقم 2480، مرآة الجنان 4- 279، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 312 برقم 1340، طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 142 برقم 910، البداية و النهاية 14- 151،

الدرر الكامنة 1- 34 برقم 88، المنهل الصافي 1- 99 برقم 45، الدارس في تاريخ المدارس 1- 208، كشف الظنون 1- 127، شذرات الذهب 6- 88، ايضاح المكنون 1- 299، الاعلام 1- 45، معجم المؤلفين 1- 44.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 11

و أجاز لتاج الدين السّبكي.

و صنّف كتباً، منها: تعليق علي «التنبيه»، و تعليق علي مختصر ابن الحاجب في أُصول الفقه، و المنائح لطالب الصيد و الذبائح.

توفّي بدمشق في- جمادي الأُولي سنة تسع و عشرين و سبعمائة.

2659 ابن جماعة «1» (725 790 ه)

إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد اللّه بن جماعة الكناني، القاضي برهان الدين أبو إسحاق المصري ثم الدمشقي، الفقيه الشافعي.

ولد سنة خمس و عشرين و سبعمائة بمصر، و نشأ بدمشق.

سمع من: أبيه، و عمّه، و يوسف الدلاصي، و زينب بنت الكمال، و علي بن عمر الواني، و آخرين.

و لازم المزّي و الذهبي، و أكثر عنهما.

قال ابن حجر: و لم يتمهّر في الفن.

ولي ابن جماعة خطابة المسجد الاقصي بالقدس، و أُضيف إليه تدريس الصلاحية بعد وفاة خليل بن كيكلدي العلائي (سنة 761 ه).

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 139، الدرر الكامنة 1- 38، إنباء الغمر بأبناء العمر 2- 292، النجوم الزاهرة 11- 314، شذرات الذهب 6- 311، الاعلام 1- 46، معجم المفسرين 1- 13 برقم 14، معجم المؤلفين 1- 47.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 12

ثم ولي قضاء مصر مراراً، فقضاء دمشق و الخطابة بعد وفاة القاضي أبي ذر السبكي (سنة 785 ه)، ثم أُضيف إليه مشيخة الشيوخ بعد سنة من ولايته.

و كان مقرّباً من سلاطين عصره، ذا حظوة عندهم، فسعي في خدمتهم و في التفرّد بالمناصب التي ولّوه إيّاها، فنازع العلماء و نكّل بهم،

و عادي من ذاع صيته و عظُمت مكانته في النفوس، فقد آذي كثيراً القاضي شهابَ الدين أحمد بن إسماعيل بن خليفة ابن الحسباني «1» و انتزع من عمر بن مسلّم بن سعيد القرشي الدمشقي «2» تدريس المدرسة الناصرية، و تورّط في إراقة دم شيخ الامامية محمد بن مكي العاملي «3») المعروف بالشهيد الاوّل)، بإنفاذه المحضر الذي نُسبت فيه إلي الشهيد تهمٌ باطلة إلي القاضي المالكي الذي حكم بقتله «4» قال ابن حجر: إنّه بلغ ابن جماعة أنّ بعض فقهاء البلد غضّ منه يوم كان قاضياً بمصر بأنّه قليل العلم و لا سيما بالنسبة للذي عُزل به و هو أبو البقاء.

فأَحضرَ بعضَ من قال ذلك، و نكّل به، ثم أوقعَ بآخر، ثم بآخر، فهابه الناس.

توفّي ابن جماعة- سنة تسعين و سبعمائة.

______________________________

(1) انظر طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: 4- 10.

(2) انظر الدرر الكامنة: 3- 194.

(3) ستأتي ترجمته في هذا الجزء.

(4) انظر الدور الذي قام به ابن جماعة في هذه القضية: أعيان الشيعة: 10- 60، و مقدمة كتاب «الروضة البهيّة» التي كتبها الشيخ محمد مهدي الآصفي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 13

2660 الطَّرَسُوسي «1»

(721- 758 ه) إبراهيم «2» بن علي بن أحمد بن عبد الواحد، نجم الدين أبو إسحاق الطرسوسي، ابن القاضي عماد الدين.

كان من مشاهير الحنفية بالشام، فقيهاً، مُفتياً.

ولد سنة إحدي و عشرين و سبعمائة، و تفقّه، و ناب عن أبيه في قضاء دمشق، ثم وليه استقلالًا سنة (746 ه).

و سمع من: أبي نصر بن الشيرازي، و الحجّار.

و درّس، و أفتي.

و صنّف كتباً، منها: أنفع الوسائل (مطبوع) يعرف بالفتاوي الطرسوسية، أُرجوزة في معرفة ما بين الأَشاعرة و الحنفية من الخلاف في أُصول الدين، مناسك الحجّ، الاشارات في ضبط المشكلات،

الاعلام في مصطلح الشهود و الحكّام، و ذخيرة الناظر في الاشباه و النظائر في الفقه.

وله شعر.

توفّي في- شعبان سنة ثمان و خمسين و سبعمائة.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 1- 43 برقم 110، النجوم الزاهرة 10- 326، المنهل الصافي 1- 129 برقم 59، الدارس في تاريخ المدارس 1- 623، الطبقات السنية 1- 213 برقم 57، كشف الظنون 1- 97، ايضاح المكنون 1- 137، الاعلام 1- 51، معجم المؤلفين 1- 62.

(2) و ترجمه القرشي في الاحمدين، و أسقط اسم جدّه أحمد. الجواهر المضيّة: 1- 81 برقم 149.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 14

2661 ابن عبد الحق «1»

(668- 744 ه) إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي، أبو إسحاق الدمشقي، الفقيه الحنفي المعروف بابن عبد الحق.

ولد بدمشق سنة ثمان و ستّين و ستمائة، و قرأ علي أبيه، و تفقّه علي الظهير الرومي، و أخذ العربية عن المجد التونسي، و الأُصول عن الصفي الهندي.

و سمع من: علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، و أبي حفص بن البخاري.

و درّس و أفتي بدمشق، حتي طلبه الناصر، فتوجّه إلي القاهرة و تولّي بها القضاء للحنفية سنة (728 ه)، ثم عُزل بعد عشر سنين فعاد إلي دمشق، و درّس بالعذراوية و الخاتونية حتي توفّي في- ذي الحجّة سنة أربع و أربعين و سبعمائة.

و كان قد أخذ بمصر من ابن دقيق العيد، و السروجي.

شرح ابن عبد الحق «الهداية» لعليّ بن أبي بكر المرغيناني الحنفي، و اختصر «السنن الكبير» للبيهقي، و «التحقيق» لابن الجوزي، و «ناسخ الحديث و منسوخه» لَابي حفص بن شاهين.

و صنّف كتاب المنتقي في الفقه، و نوازل الوقائع في الاخبار.

______________________________

(1) العبر (الذيول (4- 131، الجواهر المضيّة 1- 42 برقم 31، البداية و النهاية 14- 223، الدرر الكامنة

1- 46 برقم 121، النجوم الزاهرة 10- 104، المنهل الصافي 1- 127 برقم 58، الدارس في تاريخ المدارس 1- 499، كشف الظنون 1- 10 و..، هدية العارفين 1- 15، الاعلام 1- 51، معجم المؤلفين 1- 63.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 15

2662 ابن فرحون «1»

(..- 799 ه) إبراهيم بن علي بن محمد بن محمد، ابن فرحون اليَعمَري، برهان الدين المدني، المغربي الاصل.

ولد بالمدينة.

و سمع من: الوادي آشي، و الزبير بن علي الاسواني، و ابن جابر الهواري، و غيرهم.

و أخذ عن: والده، و عمه أبي محمد، و محمد بن عرفة.

و ارتحل إلي مصر عدة مرات، و إلي القدس و دمشق في سنة (792 ه).

و ولي قضاء المدينة سنة (793 ه).

و كان من شيوخ المالكية، فقيهاً، أُصولياً، مشاركاً في علوم أُخري.

أخذ عنه: ابنه أبو اليمن، و أبو الفتح المراغي، و غيرهما.

و صنّف كتباً، منها: تبصرة الحكام في أُصول الاقضية و مناهج الاحكام (مطبوع)، درّة الغوّاص في محاضرة الخواص، إرشاد السالك إلي أفعال الناسك، تسهيل المهمات في شرح «جامع الأُمهات» في الفقه لابن الحاجب، و الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (مطبوع).

توفّي- سنة تسع و تسعين و سبعمائة.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 1- 48 برقم 124، كشف الظنون 1- 339، شذرات الذهب 6- 357، إيضاح المكنون 1- 221، شجرة النور الزكية 222 برقم 789، نيل الابتهاج 33 برقم 1، الاعلام 1- 52، معجم المؤلفين 1- 68.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 16

2663 إبراهيم بن لاجين «1»

(673- 749 ه) ابن عبد اللّه الرشيدي، برهان الدين الاغرّي المصري، الفقيه الشافعي.

ولد سنة ثلاث و سبعين و ستمائة.

و أخذ الفقه عن علم الدين العراقي، و القراءات عن التقي ابن الصائغ، و النحو عن بهاء الدين ابن النّحاس و أبي حيّان، و الأُصول عن تاج الدين البارنباري، و المنطق عن سيف الدين البغدادي.

و سمع من: الابرقوهي، و الدمياطي، و ابن الصّواف.

و حدّث، و أفتي، و درّس التفسير بالقبّة المنصورية، و ولي مشيخة (الخانقاه) النجمية، و الخطابة بجامع الامير حسين بن جندر بالقاهرة.

و

عرض عليه القضاء و الخطابة بالمدينة، فامتنع.

أخذ عنه: محمد بن يوسف ناظر الجيش، و زين الدين العراقي، و سراج الدين ابن الملقّن.

و توفّي بالقاهرة- سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 6- 164 برقم 2614، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 399 برقم 1342، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 298 برقم 557، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 6 برقم 576، الدرر الكامنة 1- 75 برقم 201، المنهل الصافي 1- 184 برقم 89.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 17

2664 نور الدين الاسنائي «1»

(حدود 651- 721 ه) إبراهيم بن هبة اللّه بن علي الحِميري، القاضي نور الدين الاسنائي المصري، الشافعي.

كان فقيهاً، أُصولياً، نحويّا.

قرأ الفقه علي هبة اللّه بن عبد اللّه القفطي، و الأُصول علي محمد بن محمود الأَصبهاني، و النحو علي بهاء الدين ابن النحّاس.

و أعاد بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي، و ولي قضاء إخميم و أسيوط و قوص.

و عزل عن قضاء قوص، فورد القاهرة، و أقام بها إلي أن توفّي- سنة إحدي و عشرين و سبعمائة وقد قارب السبعين.

وقد صنّف المترجم كتباً، منها: شرح «المنتخب» في أُصول الفقه.

و مختصر «الوسيط» في الفقه للغزالي، وقد ضمنه تصحيح الرافعي و النووي، و نثر «ألفية ابن مالك».

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 6- 157 برقم 2610، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 400 برقم 1343، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 82 برقم 146، الدرر الكامنة 1- 74 برقم 198، المنهل الصافي 1- 183 برقم 88، بغية الوعاة 1- 433 برقم 874، كشف الظنون 1، 1849- 154، شذرات الذهب 6- 54، الاعلام 1- 78، معجم المؤلفين 1- 123.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 18

2665 السَّنْكَلُوني «1»

(679- 740 ه) أبو بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز، مجد الدين السَّنْكَلُوني «2» المصري، الفقيه الشافعي.

ولد سنة تسع و سبعين و ستمائة.

و سمع من: الركن عمر بن محمد بن يحيي العتبي، و العماد أبي بكر بن عبد الباري ابن الصعيدي.

و اعتني بالفقه، و ولي مشيخة (الخانقاه) البيبرسية، و درّس بالمسرورية.

و كان فقيهاً، أُصوليّاً.

أخذ عنه الاسنوي.

و صنّف في الفقه: اللمع العارضة فيما وقع بين الرافعي و النووي من المعارضة، و شرح «منهاج الطالبين ««3» لمحيي الدين النووي، و تحفة النبيه في شرح «التنبيه» لَابي إسحاق الشيرازي.

توفّي بالقاهرة في- ربيع الاوّل سنة أربعين و سبعمائة.

______________________________

(1)

مرآة الجنان 4- 304، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 313 برقم 591، الدرر الكامنة 1- 441 برقم 1168، النجوم الزاهرة 9- 324، كشف الظنون 1، 490، 1560- 418، شذرات الذهب 6- 125، الاعلام 2- 62، معجم المؤلفين 3- 58.

(2) نسبة إلي سنكلون (و تسمي الآن الزنكلون) من شرقية مصر.

الاعلام: 2- 62.

(3) و هو مختصر لكتاب «المحرر» لعبد الكريم الرافعي القزويني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 19

2666 أبو العبّاس السَّرُوجي «1»

(639، 637- 710 ه) أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني، قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس السَّرُوجي «2».

ولد سنة سبع أو تسع و ثلاثين و ستمائة.

و تفقّه علي: أبي الربيع سليمان بن أبي العزّ، و أبي طاهر إسحاق بن علي بن يحيي.

و كان تفقّهه أوّلًا علي المذهب الحنبلي، ثم تحوّل حنفياً، و برع في المذهب و أتقن الخلاف و اشتغل في الحديث و النحو، و صار من أعيان فقهاء الحنفيّة، و تولّي القضاء بمصر، و أفتي، و درّس بالصالحية و الناصرية و السيوفية، ثم عزل عن القضاء و أخرج من المدرسة التي كان يسكن فيها، فاضطربت حاله، و مات قهراً- سنة عشر و سبعمائة.

و كان قد سمع الحديث من محمد بن أبي الخطّاب بن دحية.

و صنّف من الكتب: الغاية في شرح «الهداية» لعلي بن أبي بكر المرغيناني و لم يكمله، و تحفة الاصحاب في نزهة ذوي الالباب، و الردّ علي ابن تيميّة.

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 1- 53 برقم 65، البداية و النهاية 14- 62، المنهل الصافي 1- 201 برقم 102، الدرر الكامنة 1- 91 برقم 241، النجوم الزاهرة 9- 212، الطبقات السنية 1- 261 برقم 120، مفتاح السعادة 2- 131، كشف الظنون 1- 362، إيضاح المكنون 1- 241، الاعلام 1- 86، معجم

المؤلفين 1- 140.

(2) نسبة إلي سَروج: بلدة قريبة من حرّان (من بلاد الجزيرة).

معجم البلدان: 3- 216.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 20

2667 ابن بلكو «1»

(.. كان حياً 723 ه) أحمد بن أبي عبد اللّه بلكو بن أبي طالب بن علي، جمال الدين أبو الفتوح الآوي.

تفقّه علي مذهب الامامية، و قرأ الأُصوليْن، و مهر في الادب.

أجاز له العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي، و قال في وصفه: الفقيه، العالم، المحقّق المدقّق.

و قرأ علي فخر المحققين محمد بن العلّامة الحلّي كتاب «نهج المسترشدين في أُصول الدين» للعلّامة.

و كتب له كلٌّ من العلّامة و ولده الفخر إجازة علي كتاب «مبادئ الوصول إلي علم الأُصول» في أُصول الفقه للعلّامة.

و سار ابن بلكو إلي السلطانية «2» و إلي أصفهان، و نسخ بخطّه عدداً من الكتب «3».

______________________________

(1) أعيان الشيعة 3- 126 و 2- 484، طبقات أعلام الشيعة 3- 5.

(2) السلطانية: مدينة تقع بين قزوين و هَمَذان، بناها السلطان خدابنده بن أرغون (704 716 ه)، و جعلها عاصمة ملكه.

رزق اللّه منقريوس الصرفي، تاريخ دول الإسلام: 2- 288 برقم 483.

(3) مثل «نهج البلاغة» و «الحواشي علي النهج» للسيد أبي الرضا فضل اللّه الراوندي، و «قواعد المرام في علم الكلام» لابن ميثم البحراني، و «نهج المسترشدين».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 21

و صنّف كتاب شرح القصيدة العينية «1» السينائية.

لم نظفر بتاريخ وفاته، و لكنه كان بأصفهان في سنة ثلاث و عشرين و سبعمائة.

2668 جلال الدين الحنفي «2»

(651- 745 ه) أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أَنُوشِرْوان، جلال الدين أبو المفاخر الرازي الاصل، الرومي المولد، الدمشقي الدار و الوفاة.

ولد في أنكورية «3») من بلاد الروم) سنة إحدي و خمسين و ستمائة.

و تفقّه علي والده قاضي القضاة حسام الدين.

و قرأ الخلاف علي برهان الدين الحنفي، و التفسير علي يزيد بن أيوب الحنفي، و الفرائض علي أبي العلاء البخاري.

و درّس بدمشق في

الخاتونية و القصّاعين، و أفتي، و تولّي قضاء قضاة الحنفية

______________________________

(1) و هي ثلاثون بيتاً في أحوال النفس لَابي علي ابن سينا (المتوفّي 428 ه)، و مطلعها.

هبطت إليك من المحلّ الارفعِ ورقاء ذات تعزّز و تمنّعِ

الذريعة: 17- 121 برقم 643.

(2) العبر (الذيول (4- 135، الجواهر المضيّة 1- 63 برقم 94، البداية و النهاية 14- 225، الدرر الكامنة 1- 117 برقم 328، النجوم الزاهرة 10- 109، المنهل الصافي 1- 264 برقم 141، الدارس في تاريخ المدارس 1- 517، طبقات المفسرين للداودي 1- 35 برقم 34، الطبقات السنية 1- 324 برقم 169، معجم المفسرين 1- 33.

(3) أنكورية: هي اسم لمدينة أنقرة.

انظر معجم البلدان: 1- 271.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 22

سنة (696 ه)، و عزل بعد ذلك، و استمر علي التدريس، و زار مصر سنة (730 ه).

و توفّي- سنة خمس و أربعين و سبعمائة.

2669 ابن قاضي الجبل «1»

(693 771 ه) أحمد بن الحسن بن عبد اللّه بن محمد ابن قُدامة، الفقيه الحنبلي، المحدّث، شرف الدين أبو العباس المقدسي الاصل، الدمشقي، المشهور بابن قاضي الجبل.

ولد بدمشق سنة ثلاث و تسعين و ستمائة.

و أُسمع في صباه من: إسماعيل بن عبد الرحمن الفرّاء، و محمد بن علي الواسطي و غيرهما.

و سمع هو بنفسه من تقي الدين سليمان، و غيره.

و تفقّه بابن تيمية.

و أفتي في شبيبته، و درّس بمصر في مدرسة السلطان حسن، و ولي مشيخة سعيد السعداء، و عاد إلي دمشق، فولي بها القضاء للحنابلة سنة (767 ه)، فلم تُحمد سيرته، و استمر علي القضاء إلي أن مات- سنة إحدي و سبعين و سبعمائة.

______________________________

(1) المنهل الصافي 1- 268، الدرر الكامنة 1- 120، الدارس في تاريخ المدارس 2- 44، كشف الظنون 1- 495، شذرات الذهب 6-

219، معجم المؤلفين 1- 194.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 23

و للمترجم نظم و نثر، و كتب: منها: الفائق في الفقه، القصد المفيد في حكم التوكيد، و قطر الغمام في شرح أحاديث الاحكام لم يكمله، و هو شرح ل «المنتقي في أحاديث الاحكام ««1» لمجد الدين ابن تيمية.

2670 الجَارَبَرْدي «2»

(..- 746 ه) أحمد بن الحسن بن يوسف، فخر الدين أبو المكارم الجاربردي «3» الفقيه الشافعي، نزيل تبريز.

أخذ عن: عمر بن نجم الدين، و نظام الدين الطوسي «4» و قال السبكي: بلغنا أنّه اجتمع بالقاضي ناصر الدين البيضاوي، و أخذ عنه.

و كان مواظباً علي العلم، و إفادة الطلبة.

أخذ عنه نور الدين فرج بن محمد بن أحمد الاردبيلي، و غيره.

______________________________

(1) وقد جعل صاحبُ «معجم المؤلفين» قطر الغمام، و المنتقي كتابين.

(2) مرآة الجنان 4- 307، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 8 برقم 1293، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 189 برقم 358، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 10 برقم 580، الدرر الكامنة 1- 123 برقم 346، النجوم الزاهرة 10- 145، بغية الوعاة 1- 303 برقم 559، مفتاح السعادة 1- 127، كشف الظنون 2- 1478، شذرات الذهب 6- 148، هدية العارفين 1- 108، البدر الطالع 1- 47 برقم 28، الاعلام 1- 111، معجم المؤلفين 1- 198، معجم المفسرين 1- 34.

(3) نسبة إلي جارَبَرْد: قرية من قري فارس.

حواشي طبقات السبكي: 9- 8.

(4) قاله الشوكاني في «البدر الطالع».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 24

و شرَح الكتب التالية: «الحاوي الصغير» في الفقه لعبد الغفار القزويني و لم يتمه، «منهاج الوصول إلي علم الأُصول» في أُصول الفقه للبيضاوي، و «الشافية» في الصرف لابن الحاجب.

وله حواش علي «الكشّاف عن حقائق التنزيل» لجار اللّه الزمخشري.

توفّي بتبريز- سنة ست و

أربعين و سبعمائة «1»

2671 شرف الدين الكَفْري «2»

(691- 776 ه) أحمد بن الحسين بن سليمان بن فَزارة الكَفْري، شرف الدين أبو العباس الدمشقي.

ولد سنة إحدي و تسعين و ستمائة.

و قرأ علي: أبيه، و أبي بكر بن القاسم التونسي، و غيرهما.

و أتقن القراءات، و تفقّه علي المذهب الحنفي، و عرف أحكامه.

و أجاز له: ابن القواس، و ابن أبي عصرون، و آخرون.

______________________________

(1) و في البدر الطالع: سنة (742 ه).

(2) البداية و النهاية 14، 291، 303- 275، الدرر الكامنة 1- 125 برقم 350، النجوم الزاهرة 11- 130، إنباء الغمر بأبناء العمر 1- 104، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1- 48 برقم 205، المنهل الصافي 1- 286 برقم 151، الطبقات السنية 1- 338 برقم 182، شذرات الذهب 6- 239.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 25

و تصدّر للِاقراء بالمقدمية و الزنجيلية، و أفتي، و ناب في القضاء بدمشق مدة، ثم ولي قضاء القضاة بها سنة (759 ه)، ثم تنحّي عنه لابنه يوسف بعد أن شاركه فيه سنة (763 ه).

وقد أخذ القراءات عن الكَفْري جماعة، منهم: أحمد بن يوسف بن محمد البانياسي، و شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد الجزَري، و شعبان بن علي الحنفي.

توفّي- سنة ست و سبعين و سبعمائة.

2672 الاذْرَعي «1»

(709- 783 ه) أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الغني، شهاب الدين أبو العباس الاذرَعي، نزيل حلب.

ولد بأذْرِعات الشام سنة تسع و سبعمائة.

و سمع من: القاسم ابن عساكر، و الحجّار، و علي بن عبد المؤمن الحارثي.

و قرأ علي المزّي و الذهبي، و تفقّه بدمشق علي تقي الدين السبكي، و بالقدس

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 141 برقم 678، الدرر الكامنة 1- 125 برقم 354، إنباء الغمر بأبناء العمر 2- 61، النجوم الزاهرة

11- 216، المنهل الصافي 1- 291 برقم 155، الدارس في تاريخ المدارس 1- 56، شذرات الذهب 6- 278، البدر الطالع 1- 35 برقم 21، هدية العارفين 1- 115، الاعلام 1- 119، معجم المؤلفين 1- 151.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 26

علي إسماعيل القلقشندي، و رجع إلي دمشق و لازم فخر الدين محمد بن علي بن إبراهيم المصري.

ثم توجّه إلي حلب و ناب عن قاضيها نور الدين «1» ابن الصائغ الشافعي، فلما مات سنة (749 ه) ترك ذلك، و أقبل علي التدريس و الإِفتاء و التصنيف، و تميّز و صار من أحفظ الناس بفقه الشافعي.

أخذ عنه: محمد بن بهادر الزركشي، و غيره.

و صنّف كتاب التوسّط و الفتح بين الروضة و الشرح، و شَرَح «المنهاج» للنووي بكتابين سمّي الاوّل قوت المحتاج و الثاني غنية المحتاج، و اختصر «الحاوي» للماوردي.

و كان كثير الانشاد للشعر، وله نظم قليل.

توفّي في- جمادي الآخرة سنة ثلاث و ثمانين و سبعمائة بحلب.

2673 الزُّهري «2»

(722، 723- 795 ه) أحمد بن صالح بن أحمد بن خطاب الزهري، شهاب الدين أبو العباس

______________________________

(1) محمد بن بدر الدين أبي اليسر محمد بن عز الدين محمد بن عبد الخالق المعروف بابن الصائغ.

الدارس في تاريخ المدارس: 1- 239.

(2) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 144 برقم 679، الدرر الكامنة 1- 140 برقم 400، الدارس في تاريخ المدارس 1- 370، كشف الظنون 2- 1170، شذرات الذهب 6- 338، معجم المؤلفين 1- 250.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 27

البِقاعي «1» الاصل، الدمشقي.

ولد سنة اثنتين أو ثلاث و عشرين و سبعمائة.

و قدم دمشق، فسمع: أبا الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المِزّي، و أبا محمد القاسم بن محمد البِرزالي.

و لازم فخر الدين محمد بن علي بن إبراهيم

المصري، ثم القاضي أبا البقاء محمد بن عبد البر السبكي.

و أخذ الأُصول عن: نور الدين فرج بن محمد الاردبيلي، و الاخميمي.

و مهر في الفقه، و درّس بعدة مدارس، و ولي إفتاء دار العدل، و ناب في القضاء عن تاج الدين السبكي، و غيره، ثم وليه استقلالًا لمدة شهر و نصف «2» قال ابن قاضي شهبة: انتهت إليه رئاسة الشافعية بعد موت أقرانه، و تفرّد بالمشيخة مدّة.

وقد صنّف المترجم كتاب العمدة، و شرح «التنبيه» لَابي إسحاق الشيرازي.

و توفّي بدمشق- سنة خمس و تسعين و سبعمائة.

______________________________

(1) نسبة إلي البِقاع: أرض واسعة بين بعلبك و حمص و دمشق، فيها قري كثيرة.

معجم البلدان: 1- 470.

(2) ولاه منطاش الاشرفي (و كان اسمه تمريغا) القضاء و التدريس في جمادي الأُولي سنة اثنتين و تسعين، فاستمر بقية أيام منطاش شهراً و نصفاً، و انفصل بانفصاله.

انظر طبقات ابن قاضي شهبة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 28

2674 ابن تيمية «1»

(661- 728 ه) أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد اللّه، تقي الدين أبو العباس ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي، الحنبلي.

ولد في حرّان سنة إحدي و ستين و ستمائة.

و تحوّل به أبوه إلي دمشق سنة سبع و ستين بعد غارة التتر علي بلدته.

فسمع من: جمال الدين ابن الصيرفي، و مجد الدين ابن عساكر، و ابن أبي الخير، و زينب بنت مكي، و شمس الدين بن عطاء الحنفي، و أحمد بن عبد الدائم المقدسي، و المسلَّم بن علّان، و آخرين.

و تفقّه، و قرأ في كثير من الفنون، و آنس من نفسه قوة ذهن فلم يحفل بالرجوع إلي شيوخ الوقت و أكابره، و أجاب عن الاسئلة و الاستفتاءات التي وردت إليه، و وعظ و درّس.

و أثار في تلك

الظروف العصيبة حيث المجازر الرهيبة التي تعرّض لها

______________________________

(1) تذكرة الحفّاظ 4- 1496 برقم 1175، الوافي بالوفيات 7- 15 برقم 2964، فوات الوفيات 1- 74 برقم 34، مرآة الجنان 4- 277، البداية و النهاية 14- 141، ذيل طبقات الحنابلة 2- 387 برقم 495، الدرر الكامنة 1- 144 برقم 409، النجوم الزاهرة 9- 271، شذرات الذهب 6- 80، البدر الطالع 1- 63 برقم 40، الغدير للَاميني 3- 148، و 4- 86 207، الاعلام 1- 144، معجم المؤلفين 1- 261، بحوث في الملل و النحل للسبحاني ج 4 (و قد خُصّص لتناول حياة ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و عقائدهما).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 29

المسلمون، و الدمار و الهلاك الذي حلّ ببلادهم بسبب الهجمات الشرسة للصليبيين و التتر، أثار في تلك الظروف مسائل خلافية و فتاوي شاذة «1» و غير ذلك مما لا يعود علي المسلمين بشي ء سوي تعميق الخلاف و تعكير الصفو و تشديد النزاعات المذهبية و الطائفية.

و أوّل ما أنكروا عليه من مقالاته في شهر ربيع الاوّل سنة (698 ه)، فقام عليه جماعة من الفقهاء بسبب الفتوي الحمويه و بحثوا معه، و مُنع من الكلام.

ثم طُلب في سنة (705 ه) إلي مصر، فحُبس مدّة، و نُقل في سنة (709 ه) إلي الاسكندرية، ثم أُطلق، فسافر إلي دمشق سنة (712 ه)، و اعتُقل بها سنة (720 ه)، و أُطلق، ثم أُعيد في سنة (726 ه)، فلم يزل محبوساً بقلعة دمشق إلي أن مات- سنة ثمان و عشرين و سبعمائة.

و كان قد تصدّي له علماء عصره علي اختلاف مذاهبهم، و بدّعوه، و ناظروه، و صنّفوا في الردّ عليه كتباً، و من هؤلاء: تقي الدين السُّبكي و ولده

تاج الدين، و عز الدين ابن جماعة الشافعي، و أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي، و نصر المنبجي، و نور الدين علي بن يعقوب البكري، و محمد بن أبي بكر المالكي، و كمال الدين ابن الزملكاني «2» و القفجاري، و تقي الدين أبو بكر الحصني الدمشقي «3»

______________________________

(1) و رؤوس المسائل التي طرحها ابن تيمية، هي: 1.

يجب توصيفه سبحانه بالصفات الخبرية بنفس المعاني اللغوية من دون تصرّف، كالاستواء علي العرش، و أنّ له يداً و وجهاً، و أنّ له نزولًا و صعوداً 2.

يحرّم شدّ الرحال إلي زيارة النبي و تعظيمه بحجة أنّها تؤدي إلي الشرك.

3.

يحرّم التوسل بالاولياء و الصالحين.

4.

يحرّم بناء القبور و تعميرها.

5.

لا يصحّ أكثر الفضائل المنقولة في الصحاح و السنن في حقّ عليّ و آله.

(بحوث في الملل و النحل (: 4 26- 25.

(2) صنّف في الردّ علي ابن تيمية في مسألتي الطلاق و الزيارة.

(3) و صنّف في الردّ عليه كتاب «دفع شُبه من شَبّه و تمرّد و نسب ذلك إلي الامام أحمد».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 30

و غيرهم «1».

قال تقي الدين السبكي في خطبة كتابه «الدرة المضيّة في الرد علي ابن تيمية»: أما بعد، فإنّه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أُصول العقائد، و نقض من دعائم الإسلام الاركان و المعاقد.. فخرج عن الاتّباع إلي الابتداع، و شذّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الاجماع، و قال بما يقتضي الجسمية و التركيب في الذات المقدّسة..

و كان السبكي المذكور قد ألّف كتاباً في الرد علي ابن تيمية في مسألة تحريم السفر للزيارة، أسماه: شفاء السقام في زيارة خير الانام عليه الصلاة و السلام، و ربما سمِّي: شنّ الغارة علي من أنكر السفر للزيارة.

و قال شهاب الدين ابن جهبل

الكلابي الحلبي في كتابه الذي صنّفه في نفي الجهة ردّا علي ابن تيميّة: أما بعد، فالذي دعا إلي تسطير هذه النبذة، ما وقع في هذه المدّة، مما علّقه بعضهم في إثبات الجهة و اغترّ بها من لم يرسخ له في التعليم قدم، و لم يتعلّق بأذيال المعرفة.. فأحببتُ أن أذكر عقيدة أهل السنّة و أهل الجماعة، ثم أُبيِّن فساد ما ذكره، مع أنّه لم يدّع دعوي إلّا نقضها، و لا أطّد قاعدة إلّا نقضها.

و نقل ابن حجر عن الاقشهري قوله بعد أن وصف ابن تيمية بالبارع في

______________________________

(1) و مع أنّ الذهبي كان يثني كثيراً علي ابن تيمية، إلّا أنّه خالفه في مسائل أصلية و فرعية، و لم يستطع السكوت عمّا صدر عنه من آراء، فبعث إليه برسالة ينصحه فيها، جاء فيها: إلي كم تري القذاة في عين أخيك و تنسي الجذع في عينك؟ إلي كم تمدح نفسك و شقاشقك و عباراتك، و تذمّ العلماء و تتبع عورات الناس؟ مع علمك بنهي الرسول صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم: «لا تذكروا موتاكم إلّا بخير، فإنّهم قد أفضوا إلي ما قدموا».. إلي متي تمدح كلامك بكيفية لا تمدح و اللّه بها أحاديث الصحيحين؟ يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك.

بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف و الاهدار، أو بالتأويل و الانكار.

السيف الصقيل للسبكي و تكملته لمحمد زاهد الكوثري: 217.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 31

الفقه و الاصليْن و الفرائض و الحساب: بأنّ أصحابه قد غلَوا فيه، و اقتضي له ذلك العجب بنفسه حتي زها علي أبناء جنسه، و استشعر أنّه مجتهد، فصار يردّ علي صغير العلماء و كبيرهم، قديمهم و حديثهم حتي انتهي إلي عمر فخطّأه ثم

اعتذر و استغفر، و خطّأ عليّا، و سبّ الغزالي، و وقع في ابن العربي «1» أقول: و مما ينقضي له العجب بعد ذلك كلّه أن يقول عنه الزركلي في «الاعلام»: داعية إصلاح في الدين! و لم ينتصر لَافكار ابن تيمية و فتاواه المباينة لمذهب أهل السنّة «2» إلّا نفر يسير، كان من أبرزهم تلميذه ابن قيّم الجوزية، ثم قام محمد بن عبد الوهاب و بالتعاون مع آل سعود بإحيائها في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، بعد أن كادت تكون نسياً منسيّاً.

هذا، و لابن تيمية تصانيف كثيرة، منها: الفتاوي (مطبوع)، القواعد النورانية الفقهية (مطبوع)، منهاج السنة «3» مطبوع)، الجوامع (مطبوع)، الإِيمان (مطبوع)، الصارم المسلول علي شاتم الرسول (مطبوع)، نقض المنطق (مطبوع)، التوسل و الوسيلة (مطبوع)، شمول النصوص للَاحكام في أُصول الفقه، وصف العموم و الإِطلاق، شرح «العمدة» في الفقه لموفق الدين المقدسي، إثبات الصفات و العلو و الاستواء.

______________________________

(1) أما طعنه علي مذهب الامامية، و وقيعته في علمائه و خاصة في معاصره ابن المطهّر الحلّي، فحدّث عنهما و لا حرج.

(2) قال اليافعي عند ترجمته لابن تيمية: وله مسائل غريبة أُنكر عليه فيها و حُبس بسببها مباينةً لمذهب أهل السنّة، و من أقبحها نهيه عن زيارة النبي عليه الصلاة و السلام.

مرآة الجنان: 4- 278.

(3) و قد ردّ الشيخ الاميني في «الغدير «: 3- 148 علي بعض ما ورد في هذا الكتاب من إنكار لفضائل الامام علي عليه السَّلام، و اتهامات و تقوّلات علي شيعته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 32

2675 شهاب الدين الظاهري «1»

(678- 755 ه) أحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللّه، شهاب الدين أبو العباس الدمشقي المعروف بالظاهري، الفقيه الشافعي.

ولد سنة ثمان و سبعين و ستمائة، و قيل خمس

و سبعين.

و أخذ عن: برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن الفَزاري، و المجد التونسي، و الأَصبهاني.

و سمع من: ابن عساكر، و محمد بن علي الواسطي.

و مهر في مذهبه، و درّس بالامجدية و الفروخشاهية، و أفتي، و ناب في الحكم، و ولي قضاء الركب الشامي مراراً.

سمع منه: البرزالي، و الذهبي، و ولده القاضي تقي الدين.

و كان له نظم و نثر و مقامات.

فمن ذلك قصيدته الحجازية التي مطلعها: سرت نسمة الوادي فأذكرت الصَبَّا ليالي منًي فانصبَّ مدمعُهُ صَبَّا توفّي الظاهري بدمشق في- شعبان سنة خمس و خمسين و سبعمائة.

______________________________

(1) ذيول العبر 4- 165، الوافي بالوفيات 7- 139 برقم 3069، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 11 برقم 581، الدرر الكامنة 1- 167 برقم 424، النجوم الزاهرة 10- 298، المنهل الصافي 1- 330 برقم 179، الدارس في تاريخ المدارس 1- 173، شذرات الذهب 6- 177.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 33

2676 ابن مكتوم «1»

(682- 749 ه) أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي، تاج الدين أبو محمد المصري، النحوي.

ولد سنة اثنتين و ثمانين و ستمائة.

و أخذ عن: بهاء الدين ابن النحّاس، و الدمياطي، و السروجي، و لازم أثير الدين أبا حيان و جمع من تفسيره مجلّداً سمّاه «الدر اللقيط من البحر المحيط».

و سمع الحديث من أصحاب ابن النجيب و ابن علّاق، و تقدّم في النحو و اللغة و فقه المذهب الحنفي.

و درّس، و ناب في الحكم بالقاهرة.

و صنّف كتباً، منها: تعليق علي «الهداية» في الفقه للمرغيناني، الجمع المتناه في أخبار اللغويين و النحاة، قيد الاوابد، و شرح «الكافية» في النحو لابن الحاجب، و الجمع بين «العباب ««2» و «المحكم ««3» في اللغة.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 7- 74 برقم 301، الجواهر

المضيّة 1- 75 برقم 133، الدرر الكامنة 1- 174، المنهل الصافي 1- 338 برقم 186، بغية الوعاة 1- 226 برقم 622، حسن المحاضرة 1- 406 برقم 37، الطبقات السنية 1- 381 برقم 232، كشف الظنون 1- 226، شذرات الذهب 6- 159، روضات الجنات 1- 309 برقم 104، الاعلام 1- 153.

(2) هو كتاب «العباب الزاخر» للحسن بن محمد الصغاني (المتوفّي 650 ه).

(3) هو كتاب «المحكم و المحيط الاعظم» لعلي بن إسماعيل الاندلسي المعروف بابن سِيدَه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 34

و توفّي في طاعون مصر، في- رمضان سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

و من شعره:

و معذَّر قال العذول عليه لي شبِّهْهُ و احذر من قصورٍ يعتري

فأجبتُهُ هو بانةٌ من فوقها قمرٌ يُحفُّ بهالةٍ من عنبرِ

و منه أيضاً قوله:

و عاب سماعي للَاحاديث بعدما كَبرتُ، أُناسٌ هم إلي العيب أقربُ

قالوا إمام في علوم كثيرة يروح و يغدو سامعاً يتطلّبُ

فقلت مجيباً عن مقالتهم و قد غدوت بجهلٍ منهمُ أتعجبُ

إذا استدرك الانسان ما فات من علًا فللحزم يُعزي لا إلي الجهل يُنسبُ

2677 ابن البابا «1»

(..- 749 ه) أحمد بن أبي الفرج عبد اللّه النجيبي، شهاب الدين أبو العباس المصري، الشافعي، المعروف بابن البابا.

قال الاسنوي: كان عارفاً بالتفسير و الحديث و الفقه و الاصليْن و النحو و الطب.

______________________________

(1) ذيل تذكرة الحفّاظ 128، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 141 برقم 272، طبقات المفسرين للداودي 1- 51 برقم 44، معجم المفسرين 1- 46.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 35

أخذ عن عبد الكريم بن علي بن عمر الانصاري المعروف بالعلَم العراقي.

و سمع علي: أبي محمد الدمياطي، و تقي الدين ابن دقيق العيد، و محمد بن إسحاق الابرقوهي.

و أفتي، و درَّس الحديث بالقبة من (خانقاه) بيبَرْس، و تصدّر بالجامع الازهر،

و غيره.

قرأ عليه أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي كتاب «الالمام في أحاديث الاحكام» لابن دقيق العيد.

وله شعر.

توفّي- سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

2678 ابن التركماني «1»

(681- 744 ه) أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفي، تاج الدين أبو العباس المارِديني «2» الاصل، المصري، المعروف بابن التركماني، الفقيه الحنفي.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 7- 182 برقم 3123، الجواهر المضيّة 1- 77 برقم 140، الدرر الكامنة 1- 198 برقم 511، المنهل الصافي 1- 382 برقم 204، بغية الوعاة 1- 334 برقم 634، الطبقات السنية 1- 389 برقم 240، الاعلام 1- 167.

(2) نسبة إلي مارِدِين: قلعة مشهورة علي قُنّة جبل الجزيرة مشرفة علي دُنيسر و دارا و نصيبين.

معجم البلدان: 5- 39.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 36

ولد بمصر سنة إحدي و ثمانين و ستمائة.

و سمع من: الدمياطي، و ابن الصّواف، و غيرهما.

و اشتغل بأنواع العلوم، و درّس، و أفتي، و ولي القضاء نيابة.

و صنّف كتباً أكثرها لم يكمل، منها: الجوهر النقي في الردّ علي البيهقي (مطبوع)، شرح «الجامع الكبير» للشيباني، أحكام الرماية، شرح «الشمسية» في المنطق، شرح «منتخب الباجي» في أُصول الفقه، شرح «الهداية»، و تعليق علي مقدمتي ابن الحاجب، و غيرها.

و له شعر.

توفّي بالقاهرة في- جمادي الأُولي سنة أربع و أربعين و سبعمائة.

2679 ابن الفصيح «1»

(680- 755 ه) أحمد بن علي بن أحمد، فخر الدين أبو طالب الكوفي، البغدادي، المعروف بابن الفصيح.

ولد سنة ثمانين و ستمائة بالكوفة.

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 1- 79 برقم 145، الدرر الكامنة 1- 204 برقم 528، النجوم الزاهرة 10- 297، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1- 84 برقم 380، المنهل الصافي 1- 393 برقم 210، الدارس في تاريخ المدارس 1- 525، بغية الوعاة 1- 339 برقم 644، الطبقات السنية 1- 396 برقم 248، الاعلام 1- 175.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 37

و سمع ببغداد من: ابن الدواليبي، و صالح بن عبد اللّه بن الصبّاغ.

و أجاز

له إسماعيل ابن الطبّال.

و أقرأ النحو و العربية ببغداد.

ثم قدم دمشق، فأكرمه الطنبغا نائب الشام، و درَّس بالقصّاعين، و أعاد بالريحانية، و أفتي و ناظر.

و كان من فقهاء الحنفيّة، عالماً بمشكلات و غوامض المذهب.

نظمَ عدة كتب، منها: «الفرائض السراجية» لسراج الدين محمد بن محمود السجاوندي، و «كنز الدقائق» في الفقه و «منار الانوار» في أُصول الفقه، كلاهما لحافظ الدين عبد اللّه بن أحمد النسفي (المتوفّي 710 ه)، وله قصيدة في القراءات.

توفّي في- شعبان سنة خمس و خمسين و سبعمائة بدمشق.

و من شعره:

أمرَّ سواكه من فوق درٍّ و ناولنيه و هو أحبُّ عندي

فذقتُ رضابه ما بين ندٍّ و خمرٍ مسكرٍ مُزجا بشهدِ

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 38

2680 بهاء الدين السُّبكي «1»

(719- 773 ه) أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي الانصاري الخزرجي، بهاء الدين أبو حامد السُّبكي، المصري، الشافعي.

كان فقيهاً، مدرّساً، شاعراً، له الباع الطويل في اللسان العربي و المعاني و البيان.

ولد بالقاهرة سنة تسع عشرة و سبعمائة.

و أحضره والده تقي الدين مجالس الحديث، و سمّعه الكثير.

و أخذ عن: والده، و أثير الدين أبي حيان النحوي، و أبي الثناء محمود بن عبد الرحمن الأَصفهاني.

و تفقّه علي: مجد الدين السَّنكلوني، و ابن القمّاح.

و تميّز، و أُذن له بالافتاء و هو شاب.

و لما توجّه والده إلي قضاء القضاة بالشام سنة (739 ه) أُسندت إليه مناصب والده في تدريس المنصورية و السيفية و الهكّارية و غيرها.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 7- 246 برقم 3212، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 78 برقم 633، الدرر الكامنة 1- 210 برقم 544، النجوم الزاهرة 11- 121، إنباء الغمر بأبناء العمر 1- 21، المنهل الصافي 1- 408 برقم 219، الدارس في تاريخ المدارس 1- 366، حسن المحاضرة

1- 375 برقم 178، بغية الوعاة 1- 342 برقم 653، شذرات الذهب 6- 226، البدر الطالع 1- 81 برقم 47، الاعلام 1- 176، معجم المؤلفين 2- 12.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 39

و كان والده يُعجَب بتدريسه، و يقول:

دروس أحمدَ خيرٌ من دروسِ علي و ذاك عند عليٍّ غاية الاملِ

ثم درّس المترجَم بتربة الشافعي، و بالخشابية، ثم بالشيخونية سنة (756 ه).

و ولي إفتاء دار العدل، ثم قضاء الشام سنة (763 ه)، و درّس بالعادلية و غيرها.

و عاد إلي مصر علي وظائفه، ثم درَّس التفسير بالجامع الطولوني بعد الاسنوي (المتوفّي 772 ه).

و حدّث، و سمع منه جماعة.

و صنّف عروس الافراح في شرح تلخيص المفتاح (مطبوع)، و شرع في شرحٍ مطوّل علي «الحاوي»، و شرحٍ مطوّل علي «مختصر» ابن الحاجب، و كمّل قطعة علي شرح المنهاج لَابيه.

توفّي بمكّة في- رجب سنة ثلاث و سبعين و سبعمائة.

2681 ابن منصور «1»

(710 «2» - 782 ه) أحمد بن علي بن منصور بن محمد الاذرعي الاصل، شرف الدين أبو العباس الدمشقي، الحنفي،

______________________________

(1) الدرر الكامنة 1- 221 برقم 568، النجوم الزاهرة 11- 205، إنباء الغمر بأبناء العمر 2- 21، شذرات الذهب 6- 273، المنهل الصافي 2- 35 برقم 225، حسن المحاضرة 1- 407 برقم 42، الطبقات السنية 1- 410 برقم 265، الاعلام 1- 176، معجم المؤلفين 2- 24.

(2) و في الاعلام: 719 ه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 40

المعروف بابن منصور.

ولد بدمشق سنة عشر و سبعمائة تقريباً، و تفقّه و سمع الحديث، و مهر في الفقه و الأُصول، و أفتي، و اشتهر.

و طلبه الملك الاشرف، فولّاه القضاء بمصر، فباشره أقلّ من عام، ثم صرف، و رجع إلي دمشق.

و كان لمّا قدم القاهرة انتصب للِاقراء بالمدرسة المنصورية،

فقرأ عليه جماعة في الفقه و أُصوله.

صنف ابن منصور مختصراً في أُصول الدين، و مختصراً في الفقه سمّاه التحرير، اختصره من «المختار» و علّق عليه شرحاً لم يكمل.

توفّي بدمشق في- شعبان سنة اثنتين و ثمانين و سبعمائة.

2682 ابن أبي الرضي «1»

(..- 791 ه) أحمد بن عمر بن محمد ابن أبي الرضي، شهاب الدين أبو الخير الحموي، نزيل حلب.

تفقّه ببلده علي شرف الدين ابن خطيب القلعة، و بدمشق علي تاج الدين السبكي.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 1- 227 برقم 583، إنباء الغمر بأبناء العمر 2- 358، شذرات الذهب 6- 314، إيضاح المكنون 2- 104، هدية العارفين 1- 116، الاعلام 1- 187، معجم المؤلفين 2- 34، معجم المفسرين 1- 53.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 41

ثم قدم حلب و ولي قضاء العسكر و إفتاء دار العدل، ثم ولي قضاء حلب ثلاث مرّات.

و كان عالماً بالقراءات، وله فيها نظم سمّاه عقد البكر في نظم غريب الذكر.

و هو ممّن قام علي الظاهر برقوق و أنكر سلطنته، فتطلّبه، فاختفي مدّةً، ثم قدم حلب مستخفياً، فلمّا تغلّب يلبغا الناصري علي المملكة، ولّي ابن أبي الرضي قضاء حلب، و وقعت بينه و بين كمشبغا نائب حماة التابع لبرقوق واقعة، فظفر به كمشبغا و أخذه و أعدمه في خان شيخون (بين المعرّة و حماة)، و ذلك- سنة إحدي و تسعين و سبعمائة.

و لابن أبي الرضي منظومات، منها: منتخب إحياء علوم الدين للغزالي، و القواعد و الإِشارات في أُصول القراءات.

و صنّف كتاب الناسخ و المنسوخ، و غيره.

2683 أحمد بن عمر «1»

(..- 795 ه) ابن هلال «2» الرَّبَعي «3» شهاب الدين أبو العباس الاسكندري، نزيل دمشق.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 1- 232 برقم 589، إنباء الغمر بأبناء العمر 3- 171، طبقات المفسرين للداودي 1- 57 برقم 52، شذرات الذهب 6- 338، هدية العارفين 1- 116، شجرة النور الزكية 1- 223 برقم 797، الاعلام 1- 187، معجم المؤلفين 2- 33، معجم المفسرين 1- 54.

(2) و في الاعلام: أحمد بن عمر بن علي بن هلال.

(3)

نسبة إلي ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 42

ولد بالاسكندرية.

و أخذ بها و بالقاهرة عن جماعة من العلماء، فأخذ الفقه عن: فخر الدين ابن المخلّطة، و عبد اللّه المنوفي، و عيسي المغيلي، و الأُصول عن: شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الأَصفهاني، و العربية عن: أثير الدين أبي حيان.

و كان فقيهاً مالكياً، ماهراً في الأُصول، مشاركاً في علوم أُخري.

صنّف كتباً، منها: شرح «جامع الأُمهات» في الفقه لابن الحاجب، ناضرة العين في شرح «ناظرة العين» في المنطق لشيخه الأَصفهاني، الفتح القدسي في تفسير آية الكرسي، شرح «الكافية» في النحو لابن الحاجب.

و توفّي بدمشق- سنة خمس و تسعين و سبعمائة.

2684 ابن النقيب «1»

(702- 769 ه) أحمد بن لؤلؤ بن عبد اللّه الرومي، شهاب الدين أبو العباس المصري، الشافعي، المعروف بابن النقيب.

ولد بالقاهرة سنة اثنتين و سبعمائة «2»

______________________________

(1) طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 289 برقم 1213، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 80 برقم 634، الدرر الكامنة 1- 239 برقم 610، النجوم الزاهرة 11- 101، كشف الظنون 1- 491، شذرات الذهب 6- 213، إيضاح المكنون 1- 489، هدية العارفين 1- 112، الاعلام 1- 200، معجم المؤلفين 2- 55.

(2) و في الدرر الكامنة: (706 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 43

و حفظ القرآن الكريم.

و سمع من: ابن القماح، و ابن عبد الهادي، و الميدومي.

و تفقه علي: تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي، و قطب الدين محمد بن عبد الصمد السنباطي.

و أخذ العربية عن: أبي حيان محمد بن يوسف الاندلسي المصري، و أبي الحسن ابن الملقن.

و مهر في الفقه، و شارك في عدة علوم.

و حدّث، و تخرّج به جماعة.

و جاور بمكة و المدينة مرات، و تولّي إمامة التربة

البذقارية بالقاهرة.

و صنّف كتباً في الفقه، منها: عمدة السالك و عدة الناسك (مطبوع)، السراج في نكت «المنهاج» للنووي، الترشيح المذهب في تصحيح «المهذب» لَابي إسحاق الشيرازي، و تسهيل الهداية و تحصيل الكفاية، اختصر به «الكفاية» لمحمد ابن إبراهيم السهيلي الجاجرمي.

توفّي بالقاهرة- سنة تسع و ستين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 44

2685 علاء الدين السّيرامي «1»

(قبل 720- 790 ه) أحمد بن محمد بن أحمد السيرامي، الملقب علاء الدين، أحد كبار علماء الحنفية.

أخذ ببلاده العلوم العقلية، و تفقّه، و برع في علم المعاني و البيان، و أفتي، و درّس هناك في هراة و خوارزم و تبريز و غيرها، و اشتهر اسمه.

و ارتحل فأقام في مارِدين بديار بكر مدّة، ثم سكن حلب، و أخذ عنه أهلها.

و استدعاه الملك الظاهر برقوق إلي القاهرة، و ولاه مشيخة الصوفية و تدريس الحنفية بالمدرسة التي أنشأها بين القصرين سنة (788 ه)، فاقرأ «الهداية» و غير ذلك من كتب الفقه و الأُصول، و استمر إلي أن أدركته المنيّة سنة تسعين و سبعمائة، وقد جاوز السبعين.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 1- 307 برقم 783، إنباء الغمر بأبناء العمر 2- 302، النجوم الزاهرة 11- 316، حسن المحاضرة 2- 238) ضمن المدرسة الظاهرية)، الطبقات السنية 2- 98 برقم 376.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 45

2686 نجم الدين ابن صَصْرَي «1»

(655 723 ه) أحمد بن محمد بن سالم بن أبي المواهب الربعي التغلبي، أبو العباس نجم الدين ابن صصري الدمشقي، الفقيه الشافعي، قاضي قضاة الشام.

ولد سنة خمس و خمسين و ستّمائة.

و سمع بدمشق من: أحمد بن عبد الدائم الحنبلي، و جدّه لأُمّه المسلم ابن علّان، و ابن أبي اليسر.

و تفقّه علي تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري المعروف بابن الفركاح، و أخذ أُصول الفقه عن شمس الدين الأَصبهاني، و النحو عن شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري.

و كتب الانشاء أوّلًا ثم ولي قضاء العسكر، فقضاء القضاة سنة (702 ه)، فاستمرّ إلي أن توفّي في- ربيع الاوّل سنة ثلاث و عشرين و سبعمائة.

و درَّس ابن صصري بعدّة مدارس: العادلية و الأَمينية و الغزالية، و

تصدّر للِافتاء و الإِذن فيه.

سمع منه: تقي الدين السبكي، و البرزالي، و الذهبي، و العلائي.

وله نظم و نثر.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 8- 16 برقم 3421، فوات الوفيات 1- 125 برقم 49، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 20 برقم 1296، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 249 برقم 531، الدرر الكامنة 1- 263 برقم 680، النجوم الزاهرة 11- 258، المنهل الصافي 2- 97 برقم 264، الدارس في تاريخ المدارس 1- 132، الاعلام 1- 222.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 46

2687 ابن عطاء اللّه الاسكندري «1»

(..- 709 ه) أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء اللّه الجذامي، تاج الدين أبو الفضل الاسكندري، الصوفي، المالكي، و قيل كان شافعياً.

صحب أبا العباس المرسي و ياقوت العرشي، و أخذ عنهما، و كان علي طريقة أبي الحسن الشاذلي في التصوّف، و سمع من الابرقوهي.

و اشتهر بالتصوّف مع مشاركته في الفقه و الأَدب و التفسير.

و استوطن القاهرة، و وعظ بالجامع الازهر، و سارع إليه الطلبة و المتفقّهة، و كثر أتباعه.

و كان من أشدّ خصوم ابن تيميّة.

أخذ عنه: تقي الدين السبكي، و داود بن عمر بن إبراهيم الاسكندري، و داود ابن ما خلا الشاذلي.

و صنّف كتباً، منها: مختصر «تهذيب المدوّنة» للبرادعي، لطائف المنن في مناقب المرسي و أبي الحسن (مطبوع)، و تاج العروس (مطبوع) في الوصايا و العِظات،

______________________________

(1) العبر 4- 21، الوافي بالوفيات 8- 57 برقم 3471، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 23 برقم 71، الدرر الكامنة 1- 273 برقم 700، النجوم الزاهرة 8- 280، طبقات المفسرين للداودي 1- 77 برقم 71، كشف الظنون 1- 502، شذرات الذهب 6- 19، البدر الطالع 1- 107 برقم 65، إيضاح المكنون 1- 93، هدية العارفين 1- 103، شجرة النور الزكية 1-

204 برقم 703، الاعلام 1- 221، معجم المؤلفين 2- 121، معجم المفسرين 1- 67.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 47

المرقي إلي القدس الابقي، التنوير في إسقاط التدبير، و الحكم العطائية (مطبوع).

توفّي بالقاهرة في- جمادي الآخرة سنة تسع و سبعمائة.

2688 ابن جِبارة «1»

(قبل 650- 728 ه) أحمد بن محمد بن عبد الولي بن جِبارة «2» المقرئ الفقيه النحوي، شهاب الدين أبو العبّاس المرداوي الصالحي ثم المقدسي.

ولد سنة سبع أو ثمان و أربعين و ستمائة، و قيل تسع و أربعين.

سمع من: خطيب مردا حضوراً، و ابن عبد الدائم، و الكرماني.

و ارتحل إلي مصر، و قرأ القراءات علي حسن الراشدي و صحبه إلي أن مات، و قرأ الأُصول علي شهاب الدين القرافي، و العربية علي بهاء الدين ابن النحّاس، و تفقّه علي المذهب الحنبلي، قال ابن رجب: لعلّه علي ابن حمدان.

______________________________

(1) ذيل طبقات الحنابلة 2- 386 برقم 494، الوافي بالوفيات 8- 25 برقم 3425، البداية و النهاية 14- 148، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1- 122 برقم 565، الدرر الكامنة 1- 259 برقم 565، بغية الوعاة 1- 363 برقم 706، طبقات المفسرين للداودي 1- 81 برقم 74، كشف الظنون 2- 1233، شذرات الذهب 6- 87، هدية العارفين 1- 107، الاعلام 1- 222، معجم المؤلفين 2- 126، معجم المفسرين 1- 68.

(2) و في بعض الكتب: أحمد بن محمد بن جبارة بن عبد الولي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 48

و رحل إلي حلب و دمشق، و تصدّر لِاقراء القرآن و العربية ببيت المقدس، و انتهت إليه مشيخة المذهب هناك.

قرأ عليه البرزالي.

و اختصر «الكشاف»، و شرَح الشاطبية، و ألفية ابن معطي، و غير ذلك.

وله شعر.

توفّي بالقدس في- رجب سنة ثمان و عشرين و سبعمائة.

2689 ابن الرِّفعة «1»

(645- 710 ه) أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع الانصاري، نجم الدين أبو العباس المصري المعروف بابن الرِّفعة، و بالفقيه «2» أحد مشاهير فقهاء الشافعية.

ولد سنة خمس و أربعين و ستّمائة.

______________________________

(1) مرآة الجنان 4- 249، طبقات الشافعية الكبري

للسبكي 9- 24 برقم 1298، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 296 برقم 556، الدرر الكامنة 1- 284، النجوم الزاهرة 9- 213، مفتاح السعادة 2- 221، كشف الظنون 1- 491، شذرات الذهب 6- 22، إيضاح المكنون 1- 108، البدر الطالع 1- 115، الاعلام 1- 222، معجم المؤلفين 2- 135.

(2) قال اليافعي: و كان في عرف بعض الفقهاء قد وقع الاصطلاح علي تلقيبه بالفقيه حتي صار علماً عليه إذا أشير إليه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 49

و أخذ الفقه عن: جعفر بن عبد الرحيم القنائي، و ابن رزين، و ابن بنت الاعزّ، و ابن دقيق العيد، و السديد و الظهير التزْمَنْتيَّين.

و سمع الحديث من: محيي الدين الدميري، و علي بن محمد الصوّاف.

و درّس بالمدرسة المعزيّة بمصر، و ولي الحسبة، و ناب في الحكم، و أفتي.

و إليه انتهت رئاسة المذهب في عصره.

شرح «الوسيط» و سمّاه المطلب، و «التنبيه» و سمّاه الكفاية.

و صنّف كتاب النفائس في هدم الكنائس، و كتاب الايضاح و التبيان في معرفة المكيال و الميزان.

و كان إلي اشتهاره بالفقه، مشاركاً في العربية و الأُصول.

أخذ عنه تقي الدين السبكي.

و توفّي بمصر- سنة عشر و سبعمائة.

2690 ابن زُهرة «1»

(717- 795 ه) أحمد بن بدر الدين محمد بن أبي إبراهيم محمد بن علي بن الحسن بن زُهرة

______________________________

(1) الدرر الكامنة 1- 299 برقم 757، أمل الآمل 2- 22 برقم 54، و 24 برقم 62، أعيان الشيعة 3- 149، طبقات أعلام الشيعة 3- 9، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 5- 114 برقم 451.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 50

بن الحسن بن زهرة الكبير بن علي، السيد أمين الدين أبو طالب الحسيني «1» الحلبي، النقيب.

ولد في حلب سنة سبع عشرة و سبعمائة.

و نشأ بها في ظل أُسرة

(بني زُهرة) الشهيرة.

أجاز له و هو صغير العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه («2» و روي عن القاضي عمر بن المظفر ابن الوردي بعض أشعاره.

و له أيضاً إجازة من فخر المحققين محمد بن العلّامة الحلّي في سنة (756 ه)، أثني فيها علي المترجم كثيراً.

و كان من أجلّة علماء الامامية، فقيهاً، كبير الشأن.

وصفه ابن حجر العسقلاني بشيخ الشيوخ بحلب، و قال: كان جليلًا فاضلًا ساكناً.

روي عنه الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي إجازة بالحلة سنة (755 ه)، و روي عنه بعض أشعار ابن الوردي.

توفّي بحلب في- صفر سنة خمس و تسعين و سبعمائة.

______________________________

(1) و في «طبقات أعلام الشيعة»: أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد، و الصحيح ما ذكرناه.

و في «الدرر الكامنة»: أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن زهرة، و الظاهر أنّه سقط منه اسم (علي) بن الحسن بن زهرة، وقد ذكر (عليّا) هذا الذهبي عند ترجمته لَابيه الحسن بن زهرة.

انظر تاريخ الإسلام (سنة 611 620 ه (429 برقم 658.

(2) و ذلك في الاجازة التي كتبها العلّامة لعمّ صاحب الترجمة: علاء الدين علي بن أبي إبراهيم محمد (المتوفّي 749 ه) و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 51

2691 ابن الحدّاد الحلّي «1»

(.. كان حياً حدود 745 ه) أحمد بن محمد بن محمد «2» جمال الدين ابن الحداد الحلّي.

كان فقيهاً، مقرئاً، أديباً، شاعراً، من علماء الامامية.

تلمّذ علي العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي- 726 ه).

و قرأ القرآن برواية عاصم و الكسائي علي السيد جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن ناصر بن حماد الحسيني الغروي، و روي عنه «الشاطبية» في القراءات.

روي عنه الفقيه السيد تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني (المتوفّي

776 ه).

و استجازه الشهيد الاوّل (734 786 ه) قراءة القرآن «3» و كتب تقريظاً منظوماً علي «مناسخات الميراث» لعميد الدين عبد المطلب ابن محمد ابن الاعرج الحسيني.

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 24 برقم 61، بحار الانوار 104- 201، الفائدة 22، رياض العلماء 1- 60، و 322، طبقات أعلام الشيعة 3- 11) القرن الثامن).

(2) تفرّد صاحب «رياض العلماء «: 1- 322) ضمن ترجمة الحسن بن ناصر الحداد العاملي) فسمّي جدَّ المترجم محمداً، و اقتصرت باقي المصادر علي اسمه و اسم أبيه و لقبه.

(3) طبقات أعلام الشيعة: 3- 11.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 52

قال صاحب «طبقات أعلام الشيعة»: و من الآثار الباقية «للمترجم» نسخة من «القواعد» للعلّامة الحلّي، فرغ من كتابتها سنة (727 ه)، و النسخة موجودة في (الرضوية) و عليها خطوط عدة من العلماء و إجازاتهم.

لم نظفر بوفاته.

2692 القَمولي «1»

(653- 727 ه) أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكّي بن ياسين المخزومي، أبو العباس نجم الدين القَمولي «2» المصري، الفقيه الشافعي.

ولد سنة ثلاث و خمسين و ستمائة.

و تفقّه بقوص و القاهرة، و سمع بدر الدين ابن جماعة، و قرأ الأُصول و النحو.

و ولي القضاء بأماكن منها إخميم و أسيوط، و وليه نيابة بقوص و القاهرة، و ولي الحسبة بمصر.

و درّس بالفخرية و الفائزية.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 8- 92 برقم 3516، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 30 برقم 1300، طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 169 برقم 966، البداية و النهاية 14- 136، الدرر الكامنة 1- 304 برقم 769، المنهل الصافي 2- 164 برقم 296، بغية الوعاة 1- 383 برقم 744، حسن المحاضرة 1- 365 برقم 146، طبقات المفسرين للداودي 1- 88، كشف الظنون 375، 613، 1035، 1756، 2008، شذرات الذهب 6-

75، إيضاح المكنون 589، الاعلام 1- 222، معجم المؤلفين 2- 160.

(2) نسبة إلي قَمُولَه: بليدة بصعيد مصر في غربي النيل. انظر معجم البلدان: 4- 398.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 53

و شرح «الوسيط» و سمّاه البحر المحيط، و جرّد نقولَه فسمّاها جواهر البحر، و شرح «مقدمة ابن الحاجب» في النحو، و أكمل تفسير الفخر الرازي.

و مات في- رجب سنة سبع و عشرين و سبعمائة.

2693 السَّمين «1»

(..- 756 ه) أحمد بن يوسف بن محمد «2» بن مسعود، شهاب الدين أبو العباس الحلبي، نزيل القاهرة، المعروف بالسمين.

كان ماهراً في النحو و القراءات، فقيهاً شافعياً، مفسّراً.

لازم أثير الدين أبا حيّان، و سمع منه كثيراً.

و أخذ القراءات عن التقيّ الصائغ، و الحديث عن يونس الدبوسي.

و درّس القراءات و النحو بالجامع الطولوني، و أعاد بقبة الشافعي، و ناب في القضاء بالقاهرة.

و صنّف كتباً، منها: تفسير القرآن، الدر المصون في إعراب القرآن، القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز، شرح «الشاطبية» في القراءات، و عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الالفاظ و هو في غريب القرآن.

توفّي- سنة ست و خمسين و سبعمائة.

______________________________

(1) طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 288 برقم 1212، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 18 برقم 587، الدرر الكامنة 1- 339 برقم 846، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1- 152 برقم 704، بغية الوعاة 1- 402 برقم 797، كشف الظنون 1- 122، طبقات المفسرين للداودي 1- 101 برقم 92، شذرات الذهب 6- 179، روضات الجنات 1- 312 برقم 106، هدية العارفين 1- 111، الاعلام 1- 274، معجم المؤلفين 2- 211.

(2) و قيل عبد الدائم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 54

2694 الحُسْباني «1»

(718- 778 ه) إسماعيل بن خليفة بن عبد العالي، الفقيه الشافعي، عماد الدين أبو الفداء الحُسباني ثم الدمشقي، النابلسي الاصل.

مولده سنة ثمان عشرة و سبعمائة تقريباً.

تفقّه بالقدس علي تقي الدين إسماعيل بن علي القلقشندي.

و قدم من حُسْبان «2» إلي دمشق سنة (837 ه)، فلازم فخر الدين محمد بن علي بن إبراهيم المصري، حتي أذن له في الافتاء.

و سمع من: الجزَري، و بنت الكمال، و المِزّي.

و أفتي، و درَّس بالاقبالية و الجاروخية، و ناب في القضاء بدمشق عن أبي

البقاء و عن البلقيني.

و شرَح «المنهاج» للنووي.

و شرع في تكملة شرح المهذب.

و مات- سنة ثمان و سبعين و سبعمائة.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 83 برقم 637، الدرر الكامنة 1- 366 برقم 925، إنباء الغمر بأبناء العمر 1- 203، الدارس في تاريخ المدارس 1- 162، شذرات الذهب 6- 256، هدية العارفين 1- 215، معجم المؤلفين 2- 269.

(2) حُسْبان: قاعدة عمل البلقاء، و هي بلدة صغيرة لها واد، و أشجار و زروع.

النجوم الزاهرة: 9- 149.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 55

2695 المؤيّد «1»

(672- 732 ه) إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر الايوبي، المؤرِّخ عماد الدين أبو الفداء الدمشقي، المعروف بالملك المؤيد صاحب حماة.

ولد بدمشق سنة اثنتين و سبعين و ستمائة.

و أقبل علي طلب العلم، و أُمِّر بدمشق.

و اتصل بالملك الناصر «2» لما كان في الكَرَك، فوعده بحَماة، و وفّي له بذلك، و أقامه ملكاً مستقلًا فيها، فقرّب العلماء و الشعراء، و أكرمهم، و استمر إلي أن توفي بها.

______________________________

(1) ذيل العبر 4- 92، ذيل تذكرة الحفّاظ 31، الوافي بالوفيات 9- 173 برقم 4081، فوات الوفيات 1- 183 برقم 71، مرآة الجنان 4- 284، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 403 برقم 1345، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 217 برقم 413، البداية و النهاية 14- 166، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 256 برقم 537، الدرر الكامنة 1- 371 برقم 941، النجوم الزاهرة 9- 292، كشف الظنون 1- 468 و..، شذرات الذهب 6- 98، إيضاح المكنون 2- 382، هدية العارفين 1- 214، البدر الطالع 1- 151 برقم 94، الاعلام 1- 319، معجم المفسرين 1- 92، معجم المؤلفين 2- 282.

(2) محمد بن قلاوون الصالحي (684 741 ه): ولي سلطنة

مصر و الشام سنة (693 ه)، و خُلع سنة (694 ه) لحداثته، فأُرسل إلي الكرك، و أُعيد للسلطة بمصر سنة (698 ه) فأقام في القلعة كالمحجور عليه.

و الأَمر بيد الامير بيبرس الجاشنكير، و استمر نحو عشرين سنة، ثم أظهر العزم علي الحج، لكنه توجه إلي الكرك، و أقام بها نحو سنة، ثم وثب، فدخل دمشق، ثم مصر، و استولي علي الحكم إلي حين وفاته.

انظر الاعلام: 7- 11.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 56

قال ابن حجر: كان المؤيد عارفاً بالفقه و الطب و الفلسفة، و له يد طولي في الهيئة، و مشاركة في عدّة علوم.

نظم أبو الفداء كتاب «الحاوي» في الفقه.

و صنّف كتباً، منها: المختصر في أخبار البشر (مطبوع) و يعرف بتاريخ أبي الفداء، تقويم البلدان (مطبوع)، تاريخ الدولة الخوارزمية (مطبوع)، نوادر العلم، الموازين، الكُناش في النحو و الصرف.

وله نظم.

توفّي- سنة اثنتين و ثلاثين و سبعمائة.

2696 ابن كثير «1»

(701- 774 ه) إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوّ القرشي، عماد الدين أبو الفداء البُصْروي، الدمشقي.

______________________________

(1) البداية و النهاية (المقدمة)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 85 برقم 638، الدرر الكامنة 1- 373 برقم 944، النجوم الزاهرة 11- 123، إنباء الغمر بأبناء العمر 1- 45، الدارس في تاريخ المدارس 1- 36، طبقات الحفّاظ 533 برقم 1161، طبقات المفسرين للداودي 1- 111 برقم 103، مفتاح السعادة 1- 231، كشف الظنون 1- 228، شذرات الذهب 6- 231، البدر الطالع 1- 153 برقم 95، إيضاح المكنون 2- 194، هدية العارفين 1- 215، الاعلام 1- 320، معجم المؤلفين 2- 283، معجم المفسرين 1- 92.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 57

ولد في قرية من أعمال بُصري سنة إحدي و سبعمائة.

و انتقل مع أخيه إلي دمشق سنة

(707 ه).

و تفقّه علي: برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن الفَزاري، و كمال الدين عبد الوهاب بن محمد المعروف بابن قاضي شهبة.

ثم صاهر أبا الحجّاج المزّي و لازمه، و أخذ عنه.

و سمع الكثير، و أخذ عن ابن تيمية الحنبلي، و تأثّر به، و اتّبعه في كثير من آرائه.

و كان فقيهاً شافعياً، مؤرّخاً، حافظاً.

أخذ عنه شهاب الدين ابن حجي، و غيره.

و ولي مشيخة أم الصالح، و مشيخة دار الحديث الاشرفية مدّة يسيرة.

و صنّف كتباً، منها: البداية و النهاية (مطبوع)، تفسير القرآن الكريم (مطبوع)، جامع المسانيد، اختصار السيرة النبوية، طُبع باسم «الفصول في اختصار سيرة الرسول»، التكميل في معرفة الثقات و الضعفاء و المجاهيل، أحاديث التوحيد و الرد علي الشرك (مطبوع)، و اختصار علوم الحديث و هو رسالة في المصطلح شرحها أحمد محمد شاكر بكتاب «الباعث الحثيث إلي معرفة علوم الحديث» (مطبوع).

و شرع في أحكام كثيرة كتب منها مجلدات إلي الحجّ، و شرح قطعة من «صحيح» البخاري و قطعة من «التنبيه».

توفّي بدمشق- سنة أربع و سبعين و سبعمائة.

أقول: قد تعسّف ابن كثير في كتابه «البداية و النهاية» في ردّ الاحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضائل علي عليه السَّلام، و لجأ في الموارد التي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 58

استكملت فيها الاحاديث شرائط الصحّة إلي تحكيم نظره تبعاً لهواه «1» كما أنّه تحامل كثيراً علي رجال الشيعة «2»، و تناول سيرتهم بأسلوب لا يليق بموَرّخٍ يتحرّي الانصاف فيما يكتبه، و لا بداعيةٍ يتوخّي الوحدة و الوئام، و لا بعالمٍ يخشي اللّه في خلقه، و يستحضر في قلبه: (وَ كُلُّ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ («3»

2697 إسماعيل بن محمد الغَرْناطي «4»

(708- 771 ه) إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن

هانيَ اللَّخْمي، سريّ الدين أبو الوليد الغرناطي، المالكي، نزيل الشام.

ولد سنة ثمان و سبعمائة بغَرْناطة، و أخذ بها عن أبي القاسم ابن جزيّ، و روي عنه «الموطّأ».

و دخل القاهرة و ذاكر أبا حيان، ثم رحل إلي الشام و أقام بحماة، و ولي

______________________________

(1) و من هذه الاحاديث: حديث المؤاخاة، حديث الطير، حديث إنّ علياً أوّل من أسلم و صلّي، و قد ردّ عليه الاميني و أثبت صحّة هذه الاحاديث و غيرها من روايات كتب السنّة.

(2) انظر علي سبيل المثال: ترجمة الشريف المرتضي: 12- 56، ترجمة النصير الطوسي: 13- 283، ترجمة ابن المطهّر الحلّي: 14- 129.

(3) القمر: 53.

(4) الدرر الكامنة 1- 380 برقم 961، بغية الوعاة 1- 456 برقم 932، كشف الظنون 482، شذرات الذهب 6- 220، روضات الجنات 2- 56 برقم 136، هدية العارفين 1- 215، معجم المؤلفين 2- 293.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 59

القضاء بها، قيل: و هو أوّل مالكي ولي القضاء بها.

ثم ولي قضاء الشام سنة (767 ه)، ثم أُعيد إلي حماة.

و أقام بمصر يسيراً، و توفّي في- ربيع الآخر سنة إحدي و سبعين و سبعمائة.

و كان ماهراً بالعربية.

روي عنه من أهل حماة: الجمال خطيب المنصورية، و علاء الدين ابن القضامي، و ناصر الدين البارزي، و أبو المعالي ابن عشائر.

و شرَح «التلقين» في النحو لَابي البقاء العكبري، و قطعةً من «التسهيل» في النحو لابن مالك.

2698 أمير كاتب «1»

(685 758 ه) ابن أمير عمر بن أمير غازي، قوام الدين أبو حنيفة الاتقاني.

قال ابن حبيب: كان رأساً في مذهب أبي حنيفة، بارعاً في اللغة العربية.

ولد في إتقان (بفاراب) سنة خمس و ثمانين و ستمائة، و اشتغل ببلاده.

و ارتحل إلي دمشق و مصر و بغداد، و درّس بها بمشهد

أبي حنيفة.

ثم أقام بدمشق مدة، و ولي بها تدريس دار الحديث الظاهرية بعد وفاة الذهبي (سنة 748 ه)، ثم عاد إلي مصر سنة (751 ه)، فأقبل عليه الامير صَرْغَتْمش الناصري،

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 2- 279 برقم 219، الدرر الكامنة 1- 414، النجوم الزاهرة 10- 325، بغية الوعاة 1- 459 برقم 944، مفتاح السعادة 2- 131، كشف الظنون 1- 868، شذرات الذهب 6- 185، البدر الطالع 1- 158، الاعلام 2- 14، معجم المؤلفين 3- 4.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 60

و بني له مدرسة، و ولّاه تدريسها، و ذلك في سنة سبع و خمسين.

قال غير واحد: إنّه كان شديد الاعجاب بنفسه، شديد التعصّب علي من خالفه.

أخذ عنه محب الدين ابن الوحديّة.

و صنّف من الكتب: شرحاً علي «الهداية» للمَرْغِيناني سمّاه غاية البيان و نادرة الاقران، و شرحاً علي «المنتخب في أُصول المذهب» لحسام الدين الاخسيكثي، و كتاباً في منع رفع اليدين عند الركوع.

توفّي بالقاهرة- سنة ثمان و خمسين و سبعمائة.

2699 الأُدْفُوي «1»

(685- 748 ه) جعفر بن تغلب «2» بن جعفر بن علي، كمال الدين أبو الفضل الادفوي المصري، الفقيه الشافعي، الاديب.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 11- 99 برقم 162، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 86 برقم 152، النجوم الزاهرة 10- 237، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 20 برقم 589، الدرر الكامنة 1- 535 برقم 1452، حسن المحاضرة 1- 480 برقم 19، شذرات الذهب 6- 153، البدر الطالع 1- 182، الاعلام 2- 122، معجم المؤلفين 3- 136.

(2) و في أكثر المصادر: ثعلب.

وقد أثبتنا (تغلب) لترجيح الزركلي له.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 61

ولد سنة خمس و ثمانين و ستمائة بأدفُو (قرية بصعيد مصر بين أسوان و قوص).

و سمع الحديث بقوص و القاهرة، و أخذ

عن جماعة، منهم: ابن دقيق العيد، و علاء الدين القُونَوي، و بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، و شمس الدين محمد بن يوسف الجزري.

و تأدّب بأثير الدين أبي حيان، و غيره.

و كان مؤرّخاً، ناظماً، له علم بالموسيقي.

درّس الحديث بالمدرسة التي أنشأها الامير جنكلي ابن البابا بمسجده، و أعاد بالمدرسة الصالحية.

و صنّف كتباً، منها: الطالع السعيد الجامع لَاسماء نجباء الصعيد (مطبوع)، البدر السافر و تحفة المسافر في التراجم، الامتاع بأحكام السَّماع، و فرائد الفوائد في علم الفرائض.

قال ابن قاضي شهبة: و وقفتُ له علي مجموع فيه فوائد فقهية اعتني فيها بالنقل.

توفّي الادفوي- سنة ثمان و أربعين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 62

2700 جلال الدين التبّاني «1»

(حدود 730- 793 ه) جلال بن أحمد بن يوسف الثيري «2» الرومي، ثم القاهري المعروف بالتبّاني «3».

قدم القاهرة فسمع بها من علاء الدين التركماني، و أخذ الفقه عنه و عن قوام الدين الاتقاني، و أخذ العربية عن بهاء الدين ابن عقيل، و جمال الدين ابن هشام، و بدر الدين ابن أُمّ قاسم.

و برع في فقه المذهب الحنفي، و في العربية.

و عرض عليه القضاء مراراً فامتنع، و كان يقول: هذا فنّ يحتاج إلي دِرْبة و معرفة اصطلاح، و لا يكفي فيه الاتّساع في العلم.

و درَّس بالصرغتمشية و الأَلجيهيّة.

أخذ عنه: ولده شرف الدين، و عز الدين الحاضري الحلبي.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 1- 545 برقم 1474، إنباء الغمر بأبناء العمر 3- 87، النجوم الزاهرة 11- 123، المنهل الصافي 5- 3 برقم 852، بغية الوعاة 1- 488 برقم 1010، كشف الظنون 1- 841 و..، شذرات الذهب 6- 327، روضات الجنات 2- 238 برقم 187، هدية العارفين 1- 367، البدر الطالع 1- 186 برقم 119، الاعلام 2- 132،

معجم المؤلفين 3- 152.

(2) نسبة إلي ثيرة: بلدة في الروم.

الاعلام.

(3) نسبة إلي التبّانة: محلة خارج القاهرة نزلها المترجم.

الاعلام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 63

و صنّف كتباً، منها: منع تعدد الجمعة، شرح «منار الانوار» في أُصول الفقه لَابي البركات عبد اللّه بن أحمد النسفي، شرح «تلخيص المفتاح ««1» في المعاني و البيان لمحمد بن عبد الرحمن القزويني، اختصار شرح البخاري لمغلطاي، شرح «مشارق الانوار النبوية» في الحديث للحسن بن محمد الصغاني الحنفي.

وله منظومة في الفقه و شرحها.

توفّي- سنة ثلاث و تسعين و سبعمائة بالقاهرة عن بضع و ستين سنة.

2701 الحسن ابن نما «2»

(..- بعد 752 ه) الحسن بن أحمد بن محمد بن جعفر بن هبة اللّه بن نما الربعي، جلال الدين أبو محمد الحلّي، من بيت الفقه و الحديث «3» روي عن: والده نظام الدين أحمد، و الفقيه يحيي بن أحمد ابن سعيد الحلّي (المتوفّي- 690 ه).

______________________________

(1) و كتاب المفتاح هو من تأليف أبي يعقوب السكاكي.

(2) أمل الآمل 2- 62 برقم 162، بحار الانوار 105- 163 و 106- 16، رياض العلماء 1، 348- 154، مستدرك الوسائل (الخاتمة (2- 329، تنقيح المقال 1- 269 برقم 2475، أعيان الشيعة 5- 16، الفوائد الرضوية 96، ريحانة الادب 8- 257، معجم رجال الحديث 4- 285 برقم 2714.

(3) و من أعلام هذا البيت: جدّ جدّ المترجم هبة اللّه بن نما (المتوفّي 575 ه)، و جدّه فقيه الشيعة نجيب الدين محمد بن جعفر (المتوفّي 645 ه)، و عمّه جعفر بن محمد بن جعفر (المتوفّي حدود 680 ه)، وقد مضت تراجمهم في الجزءين السادس و السابع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 64

و ذكر المحدّث النوري رواية المترجم عن رضي الدين علي بن أحمد بن يحيي المزيدي (المتوفّي- 757

ه).

و كان ابن نما من علماء الامامية، فقيهاً، زاهداً.

روي عنه الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي بالحلة في سنة اثنتين و خمسين و سبعمائة، و ذكر له في كتابه «الاربعون حديثاً» ثلاثة أحاديث، منها ما رواه المترجم عن أبيه بسنده إلي علي عليه السَّلام، عن النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم أنّه قال: إذا استجمر أحدكم فليوتر بها وتراً إذا لم يكن الماء «1»

2702 ابن نجم الدين «2»

(.. كان حياً قبل 786 ه) الحسن بن أيوب ابن الاعرج الحسيني، السيد عز الدين الشهير بابن نجم الدين، الموصوف عند بعضهم بالاطراوي العاملي.

(و اطراء كما في «رياض العلماء»: قرية من قري جبل عامل).

يجدر قبل الشروع في الترجمة، أن نورد بعض الملاحظات: 1.

أقمنا الترجمة بناءً علي اتحاد ابن نجم الدين الاطراوي العاملي، و ابن نجم

______________________________

(1) الاربعون حديثاً، الحديث الثالث.

(2) أمل الآمل 2- 63 برقم 168، و 80 برقم 220، رياض العلماء 1، 163، 347- 162، تنقيح المقال 1- 312 برقم 2775، مستدرك الوسائل (الخاتمة (2- 275، تكملة أمل الآمل 136 برقم 91، أعيان الشيعة 5 26- 24، طبقات أعلام الشيعة 3، 51- 37، الذريعة 20- 333 برقم 3262، معجم رجال الحديث 5- 147 برقم 3167.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 65

الدين ابن الاعرج الحسيني «1» و هذا ما ذهب إليه مؤلف «رياض العلماء» و لكنه احتمل المغايرة أيضاً «2» كما ذهب مؤلف «طبقات أعلام الشيعة» إلي أنّ ابن نجم الدين رجلٌ واحد بيد أنّه ليس أعرجياً.

2. ذكر الطهراني في «طبقات أعلام الشيعة» أنّ ابن نجم الدين ليس من السادة، و أنّ ما جاء في إجازة الشهيد الثاني من وصفه بالاعرجي الحسيني بدل الاطراوي العاملي فهو من إسقاط الناسخ الواسطة (ما

بين نجم الدين إلي عبد المطلب).

و ما قاله بعيد، لَانّه قد وُصف بالسيّد في أكثر من موضع من الاجازة المذكورة «3»، كما أنّه وُصف بالسيّد و هو لا يزال حياً، فالطهراني نفسه قد ذكر في «الذريعة» 20- 333 برقم 3262: أنّ هناك نسخة عتيقة جداً كُتب عليها: هذه مسائل بخطّ السيد المعظّم ابن نجم الدين و أجوبتها بخطّ شيخنا ابن مكي أدام اللّه أيّامهما.

فالمترجم إذن من السادة، و لكنه ليس من أولاد السيد عميد الدين عبد المطلب ابن الاعرج أو أخيه ضياء الدين عبد اللّه، كما احتمله صاحب «رياض العلماء» فابن نجم الدين كان تلميذاً لهذين السيّدين، و روي عنهما مشافهة، و ليس في أولادهما مَن اسمه عز الدين الحسن (أي المترجم) أو من اسمه أيوب «4»

______________________________

(1) لاشتراكهما في الاسم و اسم الاب و اسم الشهرة، و لكونهما في عصر واحد، وقد تلمّذا علي الشهيد الاوّل، كما أنّ الاسباب التي دعت بعضهم إلي القول بالتعدّد، أو باحتمال ذلك، قد أُجيب عنها من خلال الملاحظات.

(2) لَانّ ابن نجم الدين الاطراوي كما يقول ليس من السادة، و سنتعرّض لهذه المسألة في الملاحظة الثانية.

(3) راجع إجازة الشهيد الثاني لوالد الشيخ البهائي في «بحار الانوار»: 105- 146، كما أنّ الشيخ نعمة اللّه بن خاتون العاملي وصفه في إجازته للسيد حسن بن علي بن شدقم العاملي: بالسيد الاجل.

رياض العلماء: 1- 164.

(4) قال في «عمدة الطالب «: 333) بعد حذف الاوصاف): و أمّا السيد عميد الدين عبد المطلب فأعقب من ابنه السيد جمال الدين محمد وحده،..، و أعقب السيد جمال الدين محمد من ابنه السيد سعد الدين أبي الفضل محمد، و أما السيد ضياء الدين عبد اللّه فأعقب من ثلاثة رجال،

و هم: فخر الدين عبد الوهاب، و شرف الدين يحيي، و رضي الدين أبو سعيد الحسن.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 66

3. لُقّب ابن نجم الدين في بعض المصادر ببدر الدين، و فخر الدين بالاضافة إلي عز الدين و في صحّة إطلاق هذين اللقبين عليه محلّ نظر، فبدر الدين هو لقب السيّد حسن بن جعفر حفيد صاحب الترجمة في قول صاحب «طبقات أعلام الشيعة»، أمّا فخر الدين، فالظاهر أنّه أُخذ اشتباهاً من إجازة الشهيد الثاني التي ذكر فيها استاذه السيد حسن بن جعفر، و قال: و أرويها أيضاً عن شيخنا الاجّل.. السيد حسن بن السيد جعفر بن السيد فخر الدين بن السيد حسن بن نجم الدين بن الاعرج الحسيني «1» ففخر الدين كما يلاحظ في الاجازة هو ابن السيد حسن بن نجم الدين، و ليس لقباً له كما توهّمه بعضهم «2» كان ابن نجم الدين من أجلّة علماء الامامية و كبار فقهائهم، أديباً.

أخذ عن جماعة من كبار الفقهاء، منهم: السيد عميد الدين عبد المطلب بن محمد ابن الاعرج الحسيني (المتوفّي- 754 ه)، و أخوه ضياء الدين عبد اللّه بن محمد ابن الاعرج، و فخر المحققين محمد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، و الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفّي- 786 ه).

قال السيد حسن الصدر: كان استاذ العلماء في عصره، و مرجع الشيعة في الدين.

أخذ عنه: جعفر بن الحسام العيناثي العاملي، و شمس الدين محمد بن محمد ابن عبد اللّه العريضي،

______________________________

(1) بحار الانوار: 105- 150، و طبقات أعلام الشيعة: 4- 49) القرن العاشر) ترجمة الحسن الاعرج الحسيني.

(2) نتيجة لتعدّد ألقاب المترجم، و اختلاف البلد الذي نُسب إليه، و كونه سيداً أم لا، جعل السيد محسن الامين

في «أعيان الشيعة» المعروف بابن نجم الدين ثلاثة أشخاص و قال: إن ثبت وجود من اسمه الشيخ نجم الدين الاطراوي كان رابعاً..

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 67

و غيرهما.

وله مسائل فقهية، أجاب عنها شيخه الشهيد الاوّل، تعرف بمسائل ابن نجم الدين، وقد نقلها الفقيه أبو القاسم ابن طي في كتابه المعروف بمسائل ابن طي.

لم نظفر بوفاته، وقد ترجم له العلّامة الطهراني في القرن الثامن من طبقاته.

2703 السَّرابَشْنَوي «1»

(.. كان حياً 763 ه) الحسن بن الحسين بن الحسن، تاج الدين السرابشنوي، نزيل كاشان، و (سَرابَشْنَو): قرية بالعراق.

أخذ الفقه عن العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي- 726 ه)، وله منه إجازة.

و كان من علماء الامامية، فقيهاً، جليلًا.

أجاز لبعض تلامذته في سنة (728 ه) رواية «نهج البلاغة» من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السَّلام.

و ارتحل إلي كاشان، فاستوطنها.

قرأ عليه ابنه الفقيه شرف الدين علي كتاب «قواعد الاحكام في مسائل

______________________________

(1) رياض العلماء 1، 191- 174، أعيان الشيعة 5- 50، غوالي اللآلي 1- 10 (المقدمة)، طبقات أعلام الشيعة 3- 38.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 68

الحلال و الحرام» للعلّامة الحلّي، وله منه إجازة بروايته، مؤرّخة في عشرين ربيع الاوّل سنة ثلاث و ستين و سبعمائة.

لم نظفر بوفاته.

2704 الشيعي السبزواري «1»

(.. كان حياً 753 ه) الحسن بن الحسين السبزواري، يكنّي أبا سعيد، و يُعرف بالشيعي، أحد علماء الامامية.

كان فقيهاً «2» متكلّماً، واعظاً، ذا اعتناء بالاخبار و الروايات.

صنّف كتباً بالفارسية، منها: مصابيح القلوب في المواعظ و النصائح، غاية المرام في فضائل عليّ و أولاده الكرام، راحة الارواح و مونس الاشباح «3» في أحوال النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم و الأَئمّة عليهم السَّلام، و بهجة المباهج في تلخيص «مباهج المهج في مناهج الحجج» لقطب الدين محمد «4» بن الحسين الكيدري.

و ترجم إلي الفارسية «كشف الغمّة في معرفة أحوال الأَئمّة عليهم السَّلام» لبهاء الدين علي بن عيسي الاربلي.

______________________________

(1) رياض العلماء 1- 176، روضات الجنات 2- 267 برقم 196، أعيان الشيعة 5- 51، ريحانة الادب 3- 338، الذريعة 4- 130 برقم 619 و..، طبقات أعلام الشيعة 3- 39.

(2) رياض العلماء: 1- 176.

(3) فرغ منه سنة (753 ه).

(4)

مضت ترجمته في الجزء السابع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 69

و كتب بخطّه «تكملة السعادات في كيفية العبادات المسنونات» لَابي المحاسن الجرجاني.

قيل: و لعله تلمّذ علي أبي المحاسن المذكور «1»

2705 ابن داود الحلّي «2»

(647 كان حياً 707 ه) الحسن بن علي بن داود، الفقيه الامامي، الاديب، الشاعر، تقي الدين أبو محمد الحلّي، المعروف بابن داود، و بالحسن بن داود «صاحب الرجال».

ولد في جمادي الآخرة سنة سبع و أربعين و ستمائة.

و حظي بتربية و عناية السيد أبي الفضائل أحمد بن موسي ابن طاوس الحسني (المتوفّي 673 ه)، و تفقّه به، و قرأ عليه في الفقه كتابيه بشري المحققين، و الملاذ، و غير ذلك، و انتفع به كثيراً.

و قرأ علي الفقيه الكبير أبي القاسم جعفر بن الحسن المعروف بالمحقّق الحلّي (المتوفّي 676 ه)، وله منه إحسان و التفات.

و روي عن: سديد الدين يوسف ابن المطهر والد العلّامة الحلّي،

______________________________

(1) رياض العلماء: 5- 509.

(2) رجال ابن داود 111 برقم 434، نقد الرجال 93 برقم 102، جامع الرواة 1- 210، أمل الآمل 2- 71 برقم 196، رياض العلماء 1- 254، روضات الجنات 2- 287 برقم 199، بهجة الآمال 3- 162، تنقيح المقال 1- 293 برقم 2649، أعيان الشيعة 5- 189، طبقات أعلام الشيعة 3- 43، مصفّي المقال 126، الذريعة 10- 84 برقم 155، الغدير للَاميني 6- 3، جامع الرجال 1- 524، الاعلام 2- 204، معجم رجال الحديث 5- 31 برقم 2956، قاموس الرجال 3- 205، معجم المؤلفين 3- 253.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 70

و مفيد الدين محمد ابن جُهيم الاسدي، و نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (المتوفّي 672 ه)، و غيرهم.

قال الشهيد الثاني زين الدين العاملي عن ابن داود: الفقيه الاديب

النحوي العروضي، ملك الشعراء و الأُدباء، صاحب التصانيف الغزيرة، و التحقيقات الكثيرة.

و قال السيد مصطفي التفريشي إنّه كان مجتهداً.

روي عنه: أبو الحسن علي بن أحمد المطارآبادي الحلّي (المتوفّي 762 ه)، و رضي الدين علي بن أحمد بن يحيي المزيدي (المتوفّي 757 ه)، و تاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني (المتوفّي 676 ه).

و صنّف تسعة و عشرين كتاباً ذكرها هو عند ترجمته لنفسه في «الرجال» منها: تحصيل المنافع في الفقه، التحفة السعدية في الفقه، الخلاف في المذاهب الخمسة، الجوهرة «1» في نظم «التبصرة»، اللمعة في فقه الصلاة نظماً، الرائق في الفرائض نظماً، الدر الثمين في أُصول الدين نظماً، إحكام القضية في أحكام القضية في المنطق، الاكليل التاجي في العروض، مختصر الايضاح في النحو، و كتاب الرجال «مطبوع»، و هو أوّل من استعمل فيه الرموز لمصادره.

و من شعر ابن داود:

و إذا نظرتَ إلي خطاب (محمد) يوم (الغدير) إذا استقرّ المنزل:

من كنت مولاه فهذا (حيدر) مولاه لا يرتاب فيه محصِّل

لعرفتَ نصّ المصطفي بخلافة من بعده غرّاء، لا يُتأوَّل

______________________________

(1) و كان عند الخوانساري صاحب «روضات الجنات».

أمّا سائر كتبه ما عدا الرجال فلم يُظفر بها إلي الآن.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 71

وله أرجوزة طويلة في الامامة، ذُكر منها في «أعيان الشيعة «108 أبيات.

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم، و لكنه فرغ من كتابه «الرجال» سنة سبع و سبعمائة.

و ذُكر أنّ صاحب «رياض العلماء» رأي نسخة من «الفصيح» بخط ابن داود، كتبها في رمضان سنة إحدي و أربعين و سبعمائة.

2706 ابن أُمّ قاسم «1»

(..- 749 ه) الحسن بن قاسم بن عبد اللّه بن علي المرادي، بدر الدين المراكشي، المصري المولد، المعروف بابن أُمّ قاسم.

أخذ الفقه عن شرف الدين المغيلي المالكي، و الأُصول عن

شمس الدين ابن اللبّان، و العربية عن أبي عبد اللّه الطنجي، و سراج الدين الدمنهوري، و أبي حيّان، و أبي زكريا الغماري.

و كان فقيهاً، مفسّراً، لغوياً، نحوياً.

أقام بالمغرب، و اشتهر بها.

و صنّف كتباً، منها: تفسير القرآن، إعراب القرآن، شرح «الالفية» في النحو

______________________________

(1) غاية النهاية في طبقات القرّاء 1- 227، الدرر الكامنة 2- 32 برقم 1546، حسن المحاضرة 1- 464 برقم 19، بغية الوعاة 1- 517 برقم 1070، طبقات المفسرين للداودي 1- 142 برقم 137، شذرات الذهب 6- 160، الاعلام 2- 211، معجم المؤلفين 3- 271.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 72

لابن مالك، شرح «الشاطبية» في القراءات، الجنَي الداني في حروف المعاني، شرح «تسهيل الفوائد و تكميل المقاصد» في النحو لابن مالك.

توفّي بسَرْياقَوْس بمصر- سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

2707 ابن الحسام العاملي «1»

(.. كان حياً 753 ه) الحسن بن محمد بن إبراهيم بن الحسام، العالم الامامي، عز الدين العاملي الدِّمشقي.

قال الحرّ العاملي: كان فاضلًا، فقيهاً، جليلًا.

تفقّه علي فخر الدين محمد بن العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي، و قرأ عليه كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» لَابيه العلّامة، و حصل منه علي إجازة عامة، تاريخها سنة ثلاث و خمسين و سبعمائة.

و يظهر أنّ والده الملقّب بشمس الدين كان من كبار العلماء، فقد وصفه فخر الدين الحلّي المذكور في إجازته لابنه المترجَم بالشيخ الامام.

______________________________

(1) أمل الآمل 1- 66 برقم 55، رياض العلماء 1- 303، تنقيح المقال 1- 305 برقم 2712، أعيان الشيعة 5- 236، طبقات أعلام الشيعة 3- 45، معجم رجال الحديث 5- 109 برقم 3078.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 73

2708 النحوي «1»

(..- 791 ه) الحسن بن محمد بن الحسن بن سابق الدين بن علي المَذْحِجي، الصّنعاني، المعروف بالنحوي.

كان عالم الزيدية في عصره، و فقيههم، و ناشر علومهم.

ارتحل إلي زَبيد للتفقّه و سماع الحديث.

و سمع من المؤيد باللّه يحيي بن حمزة الحسيني كتابه «الانتصار» في الفقه، و هو في ثمانية عشر مجلداً.

و درَّس، و أفتي، و ولي القضاء بصنعاء.

قال الشوكاني: كان يحضر حلقة تدريسه زهاء ثمانين عالماً.

أخذ عنه جماعة، منهم: يوسف بن أحمد بن عثمان الثلائي.

و صنّف كتباً، منها: التيسير في التفسير، التذكرة الفاخرة في فقه العترة الطاهرة «2»، السراج المنير في شرح لمع الامير «3» في الفقه، علم المعاملة،

______________________________

(1) تراجم الرجال للجنداري 11، البدر الطالع 1- 210، الاعلام 2- 216، معجم المفسرين 1- 145، معجم المؤلفين 3- 280، مؤلفات الزيدية 1، 298، 246- 279 و 2، 90- 61 و 3، 66- 65 و غيرها.

(2) كان

هذا الكتاب عمدة الزيدية في الدراسة، حتي اختصره أحمد بن يحيي بن المرتضي الحسني (المتوفّي 840 ه) و جرّد منه «الازهار في فقه الأَئمّة الاطهار» فمال الطلبة من حينئذ إلي هذا المختصر.

(3) هو السيد علي بن الحسين بن يحيي الحسني (المتوفّي بعد 660 ه)، وقد مرّت ترجمته في الجزء السابع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 74

منتهي الآمال في مشكل الاقوال، و مختصر «الانتصار» لشيخه المؤيد.

وله تعليقان علي «اللمع» أحدهما كبير سمّاه منتهي الغايات، و الآخر صغير سمّاه الروضة.

توفّي- سنة إحدي و تسعين و سبعمائة.

2709 الرضا الآبي «1»

(.. كان حياً 720 ه) الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن الداعي الحسيني الافطسي، العالم الشيعي، السيد كمال الدين أبو محمد الآبي «2» المعروف بالرضا.

قصد الفيلسوف نصير الدين الطوسي إلي مَراغة (بعد سنة 660 ه)، و روي عنه، و قرأ عليه صحيفة أهل البيت عليهم السَّلام «3» و عدداً من تصانيف فخر الدين الرازي.

و أخذ عن والده فخر الدين محمد بن رضي الدين محمد «4»

______________________________

(1) مجمع الآداب في معجم الالقاب 4- 155 برقم 3566، عمدة الطالب 341، طبقات أعلام الشيعة 3، 80- 49) القرن الثامن).

(2) و يقال الآوي.

و هما سواء، نسبة إلي آبه: بليدة تقابل ساوه الواقعة بين الري و همدان، و تُعرف بين العامّة بآوه و [آوَج].

انظر معجم البلدان: 1- 50.

(3) و هي صحيفة الامام علي بن موسي الرضا عليه السَّلام، كما نصّ عليه الطهراني في «الذريعة «: 15- 17 برقم 92.

(4) مرت ترجمته في الجزء السابع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 75

و كان من أكابر العلماء، فقيهاً محققاً.

أجاز لعبد الرازق ابن الفوطي بجميع مروياته و مسموعاته بالسلطانية في سنة (707 ه).

و دخل العراق سنة (720

ه) لزيارة مراقد أئمّة أهل البيت عليهم السَّلام، فروي عنه جماعة، منهم: الفقيه الكبير تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني.

وقد تولّي القضاء و الحكم بفراهان «1» و أعمالها.

2710 الديلمي «2»

( … ) الحسن بن محمد الديلمي، و قيل: الحسن بن أبي الحسن بن محمد، يكنّي أبا محمد، و يُعرف بالديلمي، صاحب «إرشاد القلوب».

قال السيد محسن العاملي: إنّه من كبار الامامية في الفقه و الحديث و العرفان و المغازي و السير.

صنّف كتابه المشهور إرشاد القلوب إلي الصواب المنجي من عمل به من أليم العقاب (مطبوع)، نقل فيه عن «الالفين» للعلّامة الحلّي (المتوفّي 726 ه)، و عن مجموعة ورام بن أبي فراس (المتوفّي 605 ه).

______________________________

(1) فراهان أو فرْهان: من رساتيق هَمَذان.

معجم البلدان: 4، 258- 245.

(2) أمل الآمل 2- 77 برقم 211، رياض العلماء 1- 338، أعيان الشيعة 5- 250، الذريعة 16- 36 برقم 156، طبقات أعلام الشيعة 3- 38.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 76

وله أيضاً كتاب غرر الاخبار و درر الآثار في مناقب الاطهار، و كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين، و الاربعون حديثاً.

ترجم له صاحب «طبقات أعلام الشيعة» في القرن الثامن، و قال: و هو غير الحسن بن أبي الحسن الديلمي المفسّر الذي نقل الكراجكي (المتوفّي 449 ه) عن تفسيره في «كنز الفوائد».

2711 ابن الحداد العاملي «1»

(.. كان حياً 739 ه) الحسن «2» بن ناصر بن إبراهيم، عز الدين أبو محمد ابن الحداد العاملي، الفقيه الامامي.

قرأ عليه محمد بن الحسن بن محمد الغزنوي كتاب «شرائع الإسلام» للمحقق جعفر بن الحسن الحلّي، فكتب له إنهاءً في آخر الجزء الاوّل منه بتاريخ (21) محرم سنة (739 ه).

و كان قد قرأ عليه بعضُ تلامذته كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلامة الحسن ابن المطهر الحلّي، فكتب له إنهاءً و إجازة له بروايته في جمادي الآخرة سنة (725 ه).

و صنّف ابن الحداد كتاب طريق النجاة، أكثرَ من النقل عنه الكفعمي

في

______________________________

(1) رياض العلماء 1، 346- 322، طبقات أعلام الشيعة 3- 59) القرن الثامن)، تراجم الرجال للحسيني 1، 160- 146.

(2) و في «طبقات أعلام الشيعة»: الحسين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 77

«البلد الامين» و حواشيه و في «المصباح».

لم نظفر بوفاته، و هو غير الفقيه ابن الحداد الحلّي، فذاك جمال الدين أحمد ابن محمد بن محمد، وقد مضت ترجمته في هذا الجزء.

2712 العلّامة الحلّي «1»

(648- 726 ه) الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الاسدي، شيخ الإسلام، المجتهد الامامي الكبير، جمال الدين أبو منصور المعروف بالعلّامة الحلّي، و بآية اللّه، و بابن المطهّر.

ولد في شهر رمضان سنة ثمان و أربعين و ستمائة.

و أخذ عن والده الفقيه المتكلّم سديد الدين يوسف، و عن خاله شيخ الامامية المحقق الحلّي

______________________________

(1) رجال ابن داود 119 برقم 461، رجال العلّامة الحلّي 45 برقم 52، ايضاح الاشتباه (المقدمة)، الوافي بالوفيات 13- 85 برقم 79، مرآة الجنان 4- 276، لسان الميزان 2- 17 برقم 1295، الدرر الكامنة 2- 71 برقم 1618، النجوم الزاهرة 9- 267، نقد الرجال 99 برقم 175، مجالس المؤمنين 1- 570، كشف الظنون 1- 346، جامع الرواة 1- 230، أمل الآمل 2- 81 برقم 224، رياض العلماء 1- 358، لؤلؤة البحرين 210 برقم 82، منتهي المقال 2- 475 برقم 831، روضات الجنات 2- 269 برقم 198، إيضاح المكنون 2- 142 و..، هدية العارفين 1- 284، تنقيح المقال 1- 314 برقم 2794، أعيان الشيعة 5- 396، الكني و الأَلقاب 2- 477، هدية الاحباب 201، الفوائد الرضوية 126، طبقات أعلام الشيعة 3- 52، الذريعة 1- 175 برقم 897، مصفّي المقال 131، الاعلام 2- 227، معجم رجال الحديث 5- 157 برقم 3204، معجم المؤلفين 3- 303.

موسوعة طبقات

الفقهاء، ج 8، ص: 78

الذي كان له بمنزلة الاب الشفيق، فحظي باهتمامه و رعايته، و أخذ عنه الفقه و الأُصول و سائر علوم الشريعة.

و لازم الفيلسوف نصير الدين الطوسي مدة، و اشتغل عليه في العلوم العقلية، و مهر فيها.

و قرأ، و روي عن جمع من العلماء، منهم: كمال الدين ابن ميثم البحراني، و علي بن موسي ابن طاوس الحسني، و أخوه أحمد بن موسي، و نجيب الدين يحيي ابن أحمد بن يحيي بن الحسن بن سعيد الهذلي ابن عم المحقق، و مفيد الدين محمد ابن علي بن جهيم الاسدي، و الحسن بن علي بن سليمان البحراني، و نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر ابن نما الحلّي «1» و غيرهم.

كما أخذ عن جماعة من علماء السنة، منهم: نجم الدين عمر بن علي الكاتبي القزويني الشافعي المنطقي، و محمد بن محمد بن أحمد الكشي، الفقيه المتكلم، و جمال الدين الحسين بن أبان النحوي، و عز الدين الفاروقي الواسطي، و تقي الدين عبد اللّه بن جعفر بن علي الصباغ الحنفي الكوفي، و آخرون.

و برع، و تقدم و هو لا يزال في مقتبل عمره علي العلماء الفحول، و فرغ من تصنيفاته الحكمية و الكلامية، و أخذ في تحرير الفقه قبل أن يكمل له (26) سنة.

______________________________

(1) و قيل إنّ العلّامة روي عن نجيب الدين محمد بن جعفر ابن نما، قال الافندي التبريزي: عندي في ذلك نظر.

و قال الطهراني: و هو في محله لَانّه من مشايخ والده و علي ابن طاوس، و غيرهما.

أقول: بل هو لا يروي عنه قطعاً، لَانّ مولد العلّامة كان بعد وفاة نجيب الدين المذكور بثلاث سنوات، و بذلك لا يصحّ قول أحد الاساتذة (عند ترجمته

للعلّامة في أوّل «المختلف» الذي نشرته جامعة المدرسين بقمّ): أنّه لا يمنع كون نجيب الدين من مشايخ والد العلّامة و علي ابن طاوس أن يكون من مشايخه أيضاً.

كما وهم الأستاذ أبو صفاء البصري (عند ترجمته للعلّامة في أوّل «منتهي المطلب)» فجعل سنة وفاة نجيب الدين لولده جعفر، وقد توفي جعفر في حدود سنة (680 ه) كما ذكرنا ذلك في ترجمته في الجزء السابع من موسوعتنا هذه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 79

و درَّس، و أفتي، و تفرّد بالزعامة، و أحدثت تصانيفه و مناظراته هزّة، كان من آثارها تشيّع السلطان محمد خدابنده أولجايتو و عدد من الأُمراء و العلماء، و تداوُلِ كتبه في المحافل العلمية تدريساً و شرحاً و تعليقاً و نقداً، و ازدهار الحركة العلمية في الحلّة و استقطابها للعلماء من شتي النواحي.

قال فيه معاصره ابن داود الحلّي: شيخ الطائفة، و علّامة وقته، و صاحب التحقيق و التدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الامامية إليه في المعقول و المنقول.

و قال الصفدي: الامام العلّامة ذو الفنون المعتزلي (كذا قال).

عالم الشيعة و فقيههم، صاحب التصانيف التي اشتهرت في حياته.. و كان يصنّف و هو راكب.. و كان ريّض الاخلاق، مشتهر الذكر.. و كان إماماً في الكلام و المعقولات.

و قال ابن حجر في «لسان الميزان»: عالم الشيعة و إمامهم و مصنّفهم، و كان آية في الذكاء.. و كان مشتهر الذكر، حسن الاخلاق.

روي عن العلّامة طائفةٌ، و قصده العلماء من البلدان للَاخذ عنه، و من هؤلاء: ولده محمد المعروف بفخر المحققين، و زوج اخته مجد الدين أبو الفوارس محمد بن علي ابن الاعرج الحسيني، و ولدا أبي الفوارس، عميد الدين عبد المطلب، و ضياء الدين عبد اللّه، و مهنا بن سنان

بن عبد الوهاب الحسيني المدني، و تاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني، و ركن الدين محمد بن علي بن محمد الجرجاني، و الحسن بن الحسين السرابَشْنَوي، و قطب الدين أبو عبد اللّه محمد بن محمد الرازي المعروف بالقطب التحتاني، و الحسين بن إبراهيم بن يحيي الأَسترابادي، و الحسين بن علي بن إبراهيم بن زُهرة الحسيني الحلبي، و أبو المحاسن يوسف بن ناصر الحسيني الغروي المشهدي، و علي بن محمد الرشيدي الآوي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 80

و كان السلطان خدابنده قد أمر له و لتلاميذه بمدرسة سيارة تجوب البلدان لنشر العلم.

و للعلّامة تآليف كثيرة، غزيرة بمادتها، عدّ منها السيد الامين في «أعيان الشيعة» أكثر من مائة كتاب، منها: تذكرة الفقهاء (مطبوع)، إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان (مطبوع)، نهاية الاحكام في معرفة الاحكام (مطبوع)، مختلف الشيعة في أحكام الشريعة (مطبوع)، منتهي المطلب في تحقيق المذهب (مطبوع) ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه و رجّح ما يعتقده، تحرير الاحكام الشرعية علي مذهب الامامية (مطبوع)، مبادئ الوصول إلي علم الأُصول (مطبوع)، تهذيب طريق الوصول إلي علم الأُصول (مطبوع)، تبصرة المتعلمين في أحكام الدين (مطبوع)، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (مطبوع)، نهج الإِيمان في تفسير القرآن، القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، الابحاث المفيدة في تحصيل العقيدة، القواعد و المقاصد في المنطق و الطبيعي و الإِلهي، إيضاح التلبيس من كلام الرئيس باحث فيه ابن سينا، المطالب العلية في معرفة العربية، نهاية المرام في علم الكلام، الدرّ و المرجان في الاحاديث الصحاح و الحسان، خلاصة الاقوال في معرفة الرجال (مطبوع)، و شرح «مختصر» ابن الحاجب في أُصول الفقه، وصفه ابن حجر في «الدرر الكامنة» بأنّه في غاية

الحسن في حل ألفاظه و تقريب معانيه.

و ذكر السيد محسن الامين العاملي أنّ أوّل من قسم الحديث إلي أقسامه المشهورة من علماء الامامية هو العلّامة الحلّي.

أقول: بل ذُكر أنّ أوّل من قسّمه هو السيد أحمد بن موسي ابن طاوس (المتوفي 673 ه) استاذ المترجَم له «1»

______________________________

(1) راجع ترجمة السيد ابن طاوس في الجزء السابع من موسوعتنا هذه، و كليات في علم الرجال للسبحاني: ص 352.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 81

و كان تقي الدين ابن تيمية (المتوفّي 728 ه) من أشد المتحاملين علي العلّامة، و صنّف في الردّ عليه كتاباً سمّاه «منهاج السنّة» تورّط فيه بإنكار المسلّمات من فضائل أهل البيت عليهم السَّلام، و ردِّ الاحاديث الصحيحة الواردة في حقّهم، و ملأَه بالسّباب و التقوّلات التي يبرأ منها شيعة أهل البيت عليهم السَّلام «1».

توفي العلّامة في مدينة الحلّة في شهر محرّم الحرام سنة ست و عشرين و سبعمائة، و نقل إلي النجف الاشرف، فدفن في حجرة عن يمين الداخل إلي حرم أمير المؤمنين عليه السَّلام من جهة الشمال، و قبره ظاهر مزور.

و له وصيّة إلي ولده محمد أوردها في آخر كتابه «القواعد» نقتطف منها هذه الشَّذَرات: عليك باتباع أوامر اللّه تعالي، و فعل ما يرضيه، و اجتناب ما يكرهه، و الانزجار عن نواهيه، و قطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانية، و صرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية، و الارتقاء عن حضيض النقصان إلي ذروة الكمال، و الارتفاع إلي أَوْج العرفان عن مهبط الجهّال، و بذلك المعروف، و مساعدة الاخوان، و مقابلة المسي ء بالاحسان، و المحسن بالامتنان.. و عليك بحسن الخلق، فإنّ رسول اللّه صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم قال: «إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم،

فسعوهم بأخلاقكم»

______________________________

(1) فمن الاحاديث التي كذّبها ابن تيمية، قوله صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم لعلي عليه السَّلام: «أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي».

قال: هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث.

و قد روي هذا الحديث أحمد بن حنبل في المسند: 4 438- 437، و الترمذي في السنن: 5- 632، الحديث 3712، و النسائي في الخصائص: 24، و الحاكم في المستدرك: 3 111- 110 و صحّحه، و سكت عنه الذهبي.

و أبو نعيم في حلية الاولياء: 6- 294، و ابن حجر في الاصابة: 2- 502، و ابن كثير في البداية و النهاية: 7- 345.

قال الشيخ الاميني: أ فهل يحسب الرجل] يعني ابن تيمية أنّ من أخرج هذا الحديث من أئمّة فنّه ليسوا من أهل المعرفة بالحديث؟!! و فيهم إمام مذهبه أحمد بن حنبل أخرجه بإسناد صحيح، رجاله كلّهم ثقات.

انظر الغدير: 3 217- 148 للِاطلاع علي أقوال ابن تيمية و الردود عليها.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 82

و عليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم و الفقه في الدين، فإنّ أمير المؤمنين عليه السَّلام قال لولده: «تفقّه في الدين، فإنّ الفقهاء ورثة الانبياء، و إنّ طالب العلم يستغفر له من في السموات و من في الارض، حتي الطير في جوّ السماء، و الحوت في البحر، و إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضيً به».. و عليك بتلاوة القرآن العزيز، و التفكّر في معانيه، و امتثال أوامره و نواهيه، و تتبّع الاخبار النبوية، و الآثار المحمدية، و البحث عن معانيها، و استقصاء النظر فيها.

2713 الحسين بن إبراهيم الأَسترابادي «1»

(.. كان حياً 708 ه) الحسين بن إبراهيم بن يحيي، عز الدين الأَسترابادي، الحلّي.

كان فقيهاً إمامياً، محقّقاً، زاهداً.

قرأ علي العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي كتاب «شرائع

الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقّق نجم الدين جعفر بن الحسن الحلّي، و حصل منه علي إجازة برواية هذا الكتاب و غيره من كتب المحقّق الحلّي، تاريخها سنة ثمان و سبعمائة.

و قرأ الأَسترابادي أيضاً كتاب الشرائع المذكور علي إبراهيم بن علوان الحلّي، و حصل منه علي إجازة.

لم نظفر بوفاته.

______________________________

(1) أعيان الشيعة 5- 415، طبقات أعلام الشيعة 3- 54، مع موسوعات رجال الشيعة 2- 424.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 83

2714 السِّغناقي «1»

(..- 711،- 714 ه) الحسين بن علي بن الحجاج بن علي، حسام الدين السِّغْناقي، الحنفي.

(و سغناق: بلدة في تركستان).

تفقّه علي: محمد بن محمد بن نصر البخاري، و محمد بن محمد بن إلياس المايمرغي «2».

و مهر في الفقه و النحو و الأُصول.

و درَّس بمشهد أبي حنيفة ببغداد، و ورد دمشق سنة عشر و سبعمائة، ثم زار حلب، و أجاز بها للقاضي ناصر الدين محمد بن عمر ابن العديم.

أخذ عنه: الفجدواني، و عبيد اللّه بن الحجاج الكاشغري.

و صنّف كتباً، منها: النهاية في شرح «الهداية» في الفقه لعلي بن أبي بكر المرغيناني، الكافي في شرح «كنز الوصول» في أُصول الفقه لعلي بن محمد البَزْدوي، الوافي في شرح «المنتخب في أُصول المذهب» لمحمد بن محمد الاخسيكثي،

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 1- 212 برقم 530، بغية الوعاة 1- 537 برقم 1118، الطبقات السنية 3- 150 برقم 758، مفتاح السعادة 2- 130، كشف الظنون 1- 112، الاعلام 2- 247، معجم المؤلفين 4- 28.

(2) و جاء في «الطبقات السنية» و «بغية الوعاة»: أنّ المترجم أخذ عن عبد الجليل بن عبد الكريم صاحب «الهداية».

و لم أجد لعبد الجليل هذا ذكراً في المصادر التي بين يدي، ثم إنّ كتاب «الهداية» المشهور بين الحنفية إنّما هو من

تصنيف المرغيناني (المتوفّي 593 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 84

التسديد في شرح «التمهيد لقواعد التوحيد» لَابي المعين ميمون النسفي المكحولي، النجاح في علم الصرف، و شرح «المفصّل» في النحو لجار اللّه الزمخشري.

توفّي- سنة إحدي عشرة و سبعمائة و قيل أربع عشرة.

2715 ابن حماد الليثي «1»

(.. كان حياً 756 ه) الحسين بن الفقيه كمال الدين علي «2» بن الحسين بن حماد اللَّيثي، الواسطي، العالم الشيعي ذو الفنون.

روي بواسط و شيراز و الهند عن جماعة، منهم: أبوه كمال الدين، و محمد بن محمود بن محمد الآملي الكاكياني، و عماد الدين الكاشي، و غيرهم.

و ورد مدينة القطيف (بالحجاز) و ألّف فيها كتاب «الرسائل» الذي يحتوي علي (280) رسالة في جميع فنون المكاتبات و الأَجوبة.

و كان فقيهاً إمامياً، عارفاً بالاخبار، أديباً، شاعراً، منشئاً، بليغاً.

أجاز لتلميذه نجم الدين الخضر بن محمد بن نعيم المطارآبادي في شوال سنة (756 ه).

و صنّف كتباً، منها: قوت الارواح و ياقوت الارباح في مبدأ العالم و قصص الانبياء و تواريخ الملوك و الخلفاء،

______________________________

(1) رياض العلماء 2- 143، أعيان الشيعة 6- 105، الذريعة 1- 186 برقم 968، طبقات أعلام الشيعة 3- 56، معجم المؤلفين 4- 29.

(2) ستأتي ترجمته في هذا الجزء إن شاء اللّه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 85

روضة الازهار في الرسائل و الأَشعار، نهاية السئول في فضائل الرسول صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، عيون الصفا في أخلاق المصطفي صلي اللّه عليه و آله و زادهم كرماً و شرفاً، المقامات الست.

و له قصائد في الرسول و الأَئمّة الاثني عشر، و خطب و رسائل في فنون البديع.

لم نظفر بوفاته.

و هو غير ابن حماد العبدي الشاعر (علي بن حماد بن عبيد اللّه («1» الذي توفي في أواخر القرن الرابع،

وقد وهم السيد العاملي في «أعيان الشيعة» عند ما قال: و كثيراً ما يستشهد ابن شهرآشوب بشعره] أي بشعر المترجم له [بعنوان ابن حماد، فإنّ ابن شهرآشوب (المتوفّي 588 ه) متقدّم علي ابن حماد الليثي هذا بنحو قرنين.

2716 ابن سيّد الكلّ «2»

(646- 739 ه) الحسين بن علي بن سيّد الكلّ المهلبي الازدي، نجم الدين الأُسواني المعروف بأُسوان بابن أبي شيخة.

______________________________

(1) انظر ترجمته في «الغدير «: 4- 153.

(2) الوافي بالوفيات 13- 23 برقم 18، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 409 برقم 1350، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 85 برقم 151، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 258 برقم 539، الدرر الكامنة 2- 60 برقم 1602، شذرات الذهب 6- 120، حسن المحاضرة 1- 367 برقم 157.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 86

كان فقيهاً شافعياً، مشاركاً في النحو و الأُصول، و غير ذلك.

ولد سنة ست و أربعين و ستّمائة.

و سمع من: محمد بن عبد الخالق بن طرخان، و محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، و محمد بن عبد القوي، و الدمياطي، و علي بن أحمد الغرّافي.

و تفقّه بجعفر بن يحيي التزمنتي.

و تزيَّا بزي الفقراء ثم بزي الفقهاء، و أقام بجامع عمرو يفتي و يدرّس.

و تصدّر بالمدرسة الملكية بالقاهرة، و أعاد بالشريفية.

توفّي في- صفر سنة تسع و ثلاثين و سبعمائة.

2717 الدُّجَيْلي «1»

(664- 732 ه) الحسين بن يوسف بن محمد بن أبي السريّ، سراج الدين أبو عبد اللّه الدُّجَيْلي، البغدادي.

ولد سنة أربع و ستين و ستّمائة.

و حفظ القرآن في صباه، و تفقّه علي الزريراني، و حفظ كتباً فقهية و نحوية، و قرأ الاصليْن، و سمع من جماعة، منهم: إسماعيل ابن الطبّال، و ابن الدواليبي، و مفيد الدين الحربي، و المزّي، و غيرهم ببغداد و دمشق.

______________________________

(1) ذيل طبقات الحنابلة 2- 417 برقم 508، الدرر الكامنة 2- 48 برقم 1577، شذرات الذهب 6- 99، الاعلام 2- 262، معجم المؤلفين 4- 68.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 87

و كان فقيهاً حنبلياً، فرضياً، أديباً.

درَّس الفقه و الفرائض، فتلمّذ

عليه جماعة، منهم: يوسف بن محمد السرمري، و الشرف ابن سلوم.

و صنّف من الكتب: الوجيز في الفقه، و نزهة الناظرين و تنبيه الغافلين.

وله منظومة في الفرائض سمّاها الكافية.

توفّي- سنة اثنتين و ثلاثين و سبعمائة.

2718 ابن حمزة الحُسيني «1»

(.. كان حياً 736 ه) حمزة بن حمزة بن محمد، العالم الامامي، المفتي، ناصر الدين العلوي الحسيني، نزيل شريف آباد «2» قرأ علي الفقيه فخر الدين محمد بن العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي كتابه «تحصيل النجاة» في أُصول الدين، فكتب له في سنة (736 ه) إجازة بروايته و رواية سائر مصنّفاته و مرويّاته، و جميع ما صنّفه والده العلّامة «3» الحلّي، و المحقّق «4» الحلّي، و الفقهاء المتقدّمين، و تاريخ هذه الاجازة في سنة (736 ه).

______________________________

(1) طبقات أعلام الشيعة 3- 64) الحقائق الراهنة في المائة الثامنة)، الذريعة 1- 235 برقم 1235 و 3- 398 برقم 1429، رياض العلماء 2- 199، أعيان الشيعة 6- 241.

(2) قرية من ناحية جاست من أعمال قم.

طبقات أعلام الشيعة: 3- 65.

(3) المتوفّي (726 ه)، وقد مضت ترجمته.

(4) هو نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي الهذلي الحلّي (المتوفّي 676 ه)، شيخ الامامية في عصره، وقد تقدّمت ترجمته في الجزء السابع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 88

وقد سأل ابن حمزة الحسيني استاذه المذكور مجموعة من المسائل، فكتب له جواباتها، و أجاز له روايتها (بمشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام بالنجف)، و أذن له بالافتاء، و نَقْل الاحكام الشرعية عنه.

و لعلّ المترجَم كما يري الطهراني هو بعينه ابن حمزة الذي نُقلت جوابات العلّامة الحلّي لمسائله في حاشية «رسالة الطهارة» لعلي بن هلال الكركي.

2719 ابن شيخ السلامية «1»

(716 769 ه) حمزة بن موسي بن أحمد بن الحسين الخاقاني «2» عز الدين أبو يعلي ابن قطب الدين الدمشقي، المعروف بابن شيخ السلامية.

ولد سنة ست عشرة و سبعمائة، و اشتغل بالفقه.

و سمع من: أبي الحجّاج يوسف المزّي، و أبي محمد القاسم البرزالي.

و كان من أعيان الحنابلة، فقيهاً، عارفاً

بالخلاف.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 13- 182 برقم 160، المنهل الصافي 5- 184 برقم 968، البداية و النهاية 14- 168) ضمن ترجمة والده)، الدارس في تاريخ المدارس 2- 75، الدرر الكامنة 2- 77 برقم 1632، النجوم الزاهرة 11- 101، شذرات الذهب 6- 214، الاعلام 2- 280، معجم المؤلفين 4- 81.

(2) نسبة إلي الفتح بن خاقان وزير المتوكّل.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 89

درّس بدمشق، و بمدرسة السلطان حسن بالقاهرة، و أفتي.

و شرح «أحكام المنتقي» لابن تيميّة في عدة مجلدات، و شرح مراتب الاجماع لابن حزم، و استدرك عليه قيوداً أهملها.

و توفّي في- ذي الحجّة سنة تسع و ستّين و سبعمائة.

2720 الآملي «1»

(719- بعد 782 ه) حيدر بن علي بن حيدر بن علي ابن الاعرج الحسيني «2» العالم العارف الامامي السيد ركن الدين الآملي المازندراني، نزيل النجف.

ولد بآمل في سنة تسع عشرة و سبعمائة تقريباً «3» و تعلّم بها.

و خرج إلي بلاد خراسان و أستراباد و أصفهان، ثم عاد إلي بلدته بعد عشرين سنة، فولي الوزارة لفخر الدولة بن شاه كدخدا.

ثم حُبّب إليه التصوف، فاعتزل الوزارة، و تزهّد، و لبس خرقة التصوّف،

______________________________

(1) رياض العلماء 2- 219، روضات الجنات 2- 377 برقم 226، هدية العارفين 1- 341، إيضاح المكنون 2- 192، أعيان الشيعة 6- 271، طبقات أعلام الشيعة 3- 66، الفوائد الرضوية 165، الاعلام 2- 290، معجم المؤلفين 4- 91.

(2) و في «الاعلام»: الحسني.

و هو خطأ، لَانّ المترجم من ذرية عبيد اللّه الاعرج بن الحسين الاصغر بن الامام علي زين العابدين بن الحسين الشهيد عليمها السَّلام.

(3) ذكرنا ذلك استناداً إلي ما جاء في «طبقات أعلام الشيعة» من أنّه فرغ من شرح الفصوص، و عمره (63 سنة).

و كان قد فرغ منه في

سنة (782 ه) كما يقول إسماعيل باشا في «إيضاح المكنون».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 90

و توجّه إلي مكة حاجا، فدخلها سنة (751 ه)، ثم سار إلي النجف، فاستوطنها.

و كان فقيهاً، محدّثاً، عالماً بالتفسير و الكلام، مصنّفاً.

قرأ علي فخر المحققين محمد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلي، و كتب له جملة من المسائل الفقهية و الكلامية، فأجاب عنها شيخه الحلي، و أجاز له في سنة (761 ه) روايتها، كما أجاز له رواية المسائل المدنيات «1» و أخذ السيد حيدر الآملي أيضاً عن نصير الدين علي بن محمد الكاشي الحلّي (المتوفّي 755 ه)، و عن الحسن بن حمزة الهاشمي.

و صنّف كتباً، منها: المحيط الاعظم، البحر الخضم، تأويل الآيات، المنتخب من التأويل، و كلّها في تفسير القرآن الكريم، نص النصوص في شرح الفصوص لابن عربي، الاركان في فروع شرائع أهل الإِيمان، مدارج السالكين في مراتب العارفين، جامع الاسرار و منبع الانوار (مطبوع) في التوحيد، أمثلة التوحيد، و لبّ الاصطلاحات الصوفية، جرّده من كتاب عبد الرزاق الكاشي.

و نسب إليه بعضهم كتاب الكشكول فيما جري علي آل الرسول، وقد ألّفه صاحبه في سنة خمس و ثلاثين و سبعمائة.

لم نظفر بوفاة المترجم، لكنه فرغ من شرحه للفصوص في بغداد سنة اثنتين و ثمانين و سبعمائة.

______________________________

(1) و تعرف ب «جوابات المسائل المهنائية» لورودها من السيد مهنّا بن سنان الحسيني المدني إلي العلّامة الحلّي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 91

2721 خليل الجندي «1»

(..- 776 ه) خليل بن إسحاق بن موسي بن شعيب، ضياء الدين أبو المودّة المصري المعروف بالجندي، أحد مشاهير فقهاء المالكية.

كان أبوه حنفي المذهب، و سمع هو من ابن عبد الهادي، و قرأ علي الرشيدي في العربية و الأُصول، و علي عبد اللّه المنوفي

في فقه المالكية.

و كان يلبس زي الجندية و لم يغيره و كان يرتزق عليها.

و اشتهر، و درّس للمالكية بالمدرسة الشيخونية.

له شرح علي «مختصر ابن الحاجب» سمّاه التوضيح، و المختصر (مطبوع) في الفقه يعرف بمختصر خليل و قد شرحه كثيرون، و المناسك، و مخدرات الفهوم في ما يتعلق بالتراجم و العلوم.

توفّي- سنة ست و سبعين و سبعمائة، و قيل: - سنة سبع و ستين، وقد رجح صاحب «نيل الابتهاج» القول الاوّل.

______________________________

(1) النجوم الزاهرة 11- 92، الدرر الكامنة 2- 86 برقم 1653، حسن المحاضرة 1- 397 برقم 83، نيل الابتهاج 168 برقم 177، شجرة النور الزكية 223 برقم 794، الاعلام 2- 315، معجم المؤلفين 4- 113.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 92

2722 العلائي «1»

(694- 761 ه) خليل بن كَيْكَلْدي بن عبد اللّه العلائي، صلاح الدين أبو سعيد الدمشقي ثم المقدسي.

ولد بدمشق سنة أربع و تسعين و ستمائة.

و جدّ في طلب الحديث، و تفقّه، و ارتحل في طلب العلم، و جاور بالحجاز غير مرة، ثم أقام بالقدس.

سمع من: تقي الدين سليمان المقدسي، و عيسي بن عبد الرحمن المقدسي الحنبلي المعروف بالمطعِّم، و إسماعيل بن مكتوم، و زينب بنت شكر، و طائفة.

و تفقّه علي: برهان الدين ابن الفركاح، و كمال الدين الزملكاني، و به تخرّج.

و كان من كبار المحدّثين، فقيهاً، أديباً، مشاركاً في علوم أُخري.

درّس بدمشق، و ولي بها مشيخة دار الحديث بالمدرسة الناصرية، ثم ولي تدريس المدرسة الصلاحية بالقدس.

______________________________

(1) ذيل العبر 4- 186، ذيل تذكرة الحفّاظ 43، 360، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 35 برقم 1356، طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 109 برقم 858، البداية و النهاية 14- 267، الدرر الكامنة 2- 90 برقم 1666، النجوم الزاهرة 10- 337، الدارس في

تاريخ المدارس 1- 59، طبقات المفسرين للداودي 1- 169 برقم 164، كشف الظنون 1- 100، شذرات الذهب 6- 190، البدر الطالع 1- 245، إيضاح المكنون 1- 22، الاعلام 2- 321، معجم المؤلفين 4- 126.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 93

روي عنه: تاج الدين عبد الوهاب السبكي، و السيد شمس الدين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن الحسيني.

و صنّف كتباً كثيرة، منها: برهان التيسير في عنوان التفسير، المجموع المذهب في قواعد المذهب في الفقه، تحفة الرائض لعلوم آيات الفرائض، الوشي المعلم في الحديث، كتاب الاربعين في أعمال المتقين، النفحات القدسية، شفاء المسترشدين في حكم اختلاف المجتهدين، جامع التحصيل لَاحكام المراسيل، تلقيح الفهوم في تنقيح صيغ العموم، فصل القضاء في أحكام الاداء و القضاء، و المجالس المبتكرة.

توفّي بالقدس- سنة إحدي و ستين و سبعمائة.

2723 سالم بن أبي الدُّرّ «1»

(645،- 646- 726 ه) سالم بن أبي الدُّرّ «2» عبد الرحمن بن عبد اللّه الدمشقي، أمين الدين أبو الغنائم القلانسي، الشافعي.

ولد سنة خمس أو ست و أربعين و ستمائة.

و سمع من أحمد بن عبد الدائم، و غيره.

______________________________

(1) طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 39 برقم 1358، البداية و النهاية 14- 130، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 260 برقم 541، الدرر الكامنة 2- 123 برقم 1770، الدارس في تاريخ المدارس 1- 306.

(2) و يقال له: لؤلؤ.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 94

و تفقّه علي: عز الدين محمد بن عبد القادر ابن الصائغ، و محيي الدين يحيي ابن شرف النووي، و شرف الدين أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي، و زين الدين محمد بن عبد اللّه الفارقي.

و أعاد بعدّة مدارس، و ناب في الحكم، و أفتي.

و درّس بالشامية الجوانية.

و كان خبيراً بالمحاكمات.

رتّب صحيح ابن حبّان.

و توفّي-

سنة ست و عشرين و سبعمائة.

2724 تقي الدين المقدسي «1»

(628- 715 ه) سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر، القاضي تقي الدين أبو الفضل المقدسي الجماعيلي الاصل، الدمشقي الصالحي، أحد كبار الحنابلة.

ولد سنة ثمان و عشرين و ستّمائة بدمشق.

و تفقّه بشمس الدين ابن أبي عمر و صحبه مدة.

و سمع من: ابن اللتّيّ، و جعفر الهمداني، و ابن الجمّيزي، و كريمة الميطورية.

______________________________

(1) ذيل طبقات الحنابلة 2- 364 برقم 475، الوافي بالوفيات 15- 370 برقم 517، فوات الوفيات 2- 83 برقم 184، البداية و النهاية 14- 77، الدرر الكامنة 2- 146 برقم 1837، الدارس في تاريخ المدارس 1- 52، كشف الظنون 1- 189، الاعلام 3- 124، معجم المؤلفين 4- 259.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 95

و أجاز له: المسلم المازني، و ابن روزبه، و محمود بن مندة، و جماعة من بغداد و أصبهان و مصر.

و كان عارفاً بالفقه، محدّثاً، مشاركاً في العربية و الحساب و الفرائض.

حدّث بالكثير، و درّس بالجوزية و غيرها.

و ولي القضاء عشرين سنة، و أفتي زمناً طويلًا.

أخذ عنه: ابنه القاضي عزّ الدين محمد، و القاضي ابن المسلّم، و محمد بن العزّ، و شرف الدين أحمد ابن القاضي.

و سمع منه: الأَبِيْوَرْدي، و علاء الدين الكندي، و المزّي، و ابن تيميّة، و ابن المحبّ، و ابن رافع، و ابن خليل، و غيرهم.

و توفّي- سنة خمس عشرة و سبعمائة.

2725 الطُّوفي «1»

(657- 716 ه) سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد، نجم الدين أبو الربيع الطُّوفي الصَّرْصَري.

______________________________

(1) ذيول العبر 4- 44، مرآة الجنان 4- 255، ذيل طبقات الحنابلة 4- 366 برقم 476، الدرر الكامنة 2- 154 برقم 1850، بغية الوعاة 1- 599 برقم 1270، كشف الظنون 1- 59، 71، شذرات الذهب 6- 39، روضات الجنات 4- 89

برقم 345، إيضاح المكنون 1- 83، هدية العارفين 1- 400، أعيان الشيعة 7- 301، طبقات أعلام الشيعة 3- 87، الذريعة 15- 240 برقم 1560، الاعلام 3- 127، معجم المؤلفين 4- 266.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 96

كان فقيهاً حنبلياً، أُصولياً، شاعراً، مشاركاً في علوم أُخري، مصنّفاً.

ولد سنة سبع و خمسين و ستمائة بقرية طُوف (من أعمال صَرْصَر في العراق).

و عُني بها بطلب العلم، و تردّد إلي صرصر، و انتقل إلي بغداد سنة (691 ه) و أخذ عن علمائها، و رحل إلي دمشق سنة (704 ه)، ثم منها إلي مصر، فأقام بالقاهرة مدّة، و ولي بها الاعادة بالمنصورية و الناصرية، ثم ضُرب و شُهّر و سجن بسبب أفكاره، فتوجّه إلي قوص، ثم جاور بالحرمين، و توفّي ببلد الخليل بفلسطين- سنة ست عشرة و سبعمائة.

و كان قد أخذ الفقه عن: زين الدين علي بن محمد الصرصري، و تقي الدين الزريراني، و الأُصول عن النصر الفاروقي و غيره، و العربية عن: أبي عبد اللّه محمد ابن الحسين الموصلي، و ابن أبي الفتح البعلي.

و سمع الحديث من: إسماعيل بن الطبال، و عبد الرحمن بن سليمان الحراني، و القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة، و أبي محمد الدمياطي، و القاضي سعد الدين الحارثي، و غيرهم ببغداد و دمشق و مصر.

و صنّف كتباً كثيرة، منها: الذريعة إلي معرفة أسرار الشريعة، البلبل في أُصول الفقه، بغية السائل في أُمهات المسائل في أُصول الدين، معراج الوصول في أُصول الفقه، الرياض النواظر في الاشباه و النظائر، الانتصارات الإسلامية في دفع شبه النصرانية، العذاب الواصب علي أرواح النواصب، الاكسير في قواعد التفسير، شرح أربعين النووي، شرح مقامات الحريري، مختصر «الجامع الصحيح» للترمذي، و تحفة أهل الادب

في معرفة لسان العرب.

وله نظم كثير، و قصائد في مدح النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، و قصيدة في مدح أحمد بن حنبل.

قال ابن رجب الحنبلي: و كان مع ذلك كلّه شيعياً منحرفاً في الاعتقاد عن

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 97

السنّة، ثم قال: و من دسائسه الخبيثة أنّه قال في شرح الاربعين للنووي: اعلم أنّ من أسباب الخلاف الواقع بين العلماء: تعارض الروايات و النصوص، و بعض الناس يزعم أنّ السبب في ذلك: عمر بن الخطاب، و ذلك أنّ الصحابة استأذنوه في تدوين السنّة من ذلك الزمان، فمنعهم من ذلك، و قال: لا أكتب مع القرآن غيره، مع علمه أنّ النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم قال: «اكتبوا لَابي شاةٍ خطبة الوداع» و قال: «قيدوا العلم بالكتابة».. إلي آخر كلامه.

قال ابن رجب: فانظر إلي هذا الكلام الخبيث المتضمن: أنّ أمير المؤمنين عمر رضي اللّه عنه هو الذي أضلّ الأُمّة، قصداً منه و تعمّداً، و لقد كذب في ذلك و فجر، ثم إنّ تدوين السنة …

أقول: لا أدري لما ذا هذا التسرّع في الحكم علي الآخرين، و ذمّ المترجَم، و وصمه بما لا يناسب، مع العلم أنّه من كبار علماء السنّة، و خيار «1» فقهاء الحنابلة، أمّا تعرّضه لَاسلوب تدوين السنّة، و رأيه في انضباطها لو لا نهي عمر عن تدوينها أو بالاصح ما نقله عن بعض الناس حول هذا الرأي، فإنّه لا يُفهم منه ما فهمه ابن رجب، فالفارق كبير جداً بين تخطئة شخص، و إن كان خليفة وكل ابن آدم خطّاء كما جاء في الحديث الشريف و بين اتهامه بإضلال الأُمّة قصداً منه و تعمّداً.

و يظهر أنّ المترجم كان متّسماً

بالاعتدال، غير مُتطرّف لرأي، مستقلًا في تفكيره، و مما يصب في هذا الاتجاه تأليفه لكتاب «العذاب الواصب علي أرواح النواصب»، و ليس في هذا الكتاب ما يدلّ علي ذمّ أهل السنّة، كيف و هو من أكابرهم؟! و إنّما هو في التعرّض للمتعصّبين الذين يبغضون أئمّة أهل البيت عليهم السَّلام و يجتهدون في رد الاحاديث الواردة في فضلهم، و يحطّون علي شيعتهم لَادني شبهة، و لأَي سبب.

______________________________

(1) قال الذهبي: كان ديّناً ساكناً قانعاً.

الدرر الكامنة: 2- 155.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 98

2726 ابن الصبّاغ «1»

(639- 727 ه) صالح بن عبد اللّه بن جعفر بن علي الاسدي، محيي الدين ابن الصبّاغ الكوفي، الحنفي «2» أحد الاعلام.

ولد سنة تسع و ثلاثين و ستمائة.

و أجاز له: رضي الدين الصاغاني، و موفق الدين الكواشي.

و كان فقيهاً، مقرئاً، له معرفة بالفرائض و الادب.

درّس «الكشّاف» في تفسير القرآن للزمخشري مراتٍ.

و عُرض عليه تدريس المستنصرية، فأبي.

قرأ عليه فخر الدين أحمد بن علي بن أحمد بن الفصيح.

و أجاز لابن رافع السّلامي، و لَابي هاشم محمد بن أبي المناقب محمد بن أحمد الهاشمي الحارثي.

و نظم أُرجوزة في الفرائض، سمّاها الكافية في علم الفرائض.

توفّي- سنة سبع و عشرين و سبعمائة.

______________________________

(1) مجمع الآداب في معجم الالقاب 5- 59 برقم 4631، الوافي بالوفيات 17- 109 برقم 94 و فيه: عبد اللّه بن جعفر غاية النهاية في طبقات القرّاء 1- 333 برقم 1449، الدرر الكامنة 2- 201 برقم 1964، و 252 برقم 2130، بغية الوعاة 2- 10 برقم 1307، طبقات المفسرين للداودي 1- 219 برقم 206، الطبقات السنية 4- 85 برقم 983، معجم المؤلفين 5- 8.

(2) و في «الدرر الكامنة «: 2- 201: و منهم من زعم أنّه كان إمامياً.

موسوعة طبقات الفقهاء،

ج 8، ص: 99

2727 طُومان «1» «2»

(..- حدود 728 ه) ابن أحمد، نجم الدين العاملي المناري «3» العالم الامامي.

تفقّه علي شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح القُسِّيني، و قرأ عليه «النهاية في مجرّد الفقه و الفتاوي»، و «الإِستبصار فيما اختلف من الاخبار» و «المبسوط» بفَوْت، وكل هذه الكتب من تأليف فقيه الطائفة أبي جعفر الطوسي (المتوفّي 460 ه).

و كان طومان من كبار الفقهاء، محقّقاً.

وصفه أُستاذه القسّيني في إجازته له بالعالم الفاضل الفقيه المجتهد.

قرأ عليه علاء الدين أبو الحسن علي ابن زُهرة الحسيني كتاب «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» للعلّامة الحلّي، و روي عنه.

و أخذ عنه جمال الدين مكي بن محمد العاملي والد الشهيد الاوّل محمد.

توفّي بالمدينة المنورة في- حدود سنة ثمان و عشرين و سبعمائة.

______________________________

(1) و في بعض المصادر: طُمان.

(2) أمل الآمل 2- 200 ذيل رقم 605، رياض العلماء 3- 22، روضات الجنات 4- 147 برقم 366، تنقيح المقال 2- 110 برقم 5970، بحار الانوار 106 21- 17، أعيان الشيعة 7- 402، الفوائد الرضوية 218.

(3) نسبة إلي «المنارة»: قرية في آخر جبل عامل بلبنان.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 100

وله قول في المواريث معروف، نقله عنه الشهيد الثاني زين الدين العاملي في كتابه الروضة البهيّة في شرح اللّمعة الدمشقيّة.

2728 عبّاد بن أحمد الحسني «1»

(.. كان حياً 708 ه) عبّاد بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن شرفشاه «2» القاضي السيد مجد الدين أبو الفضائل الحسني «3» كان من علماء الامامية، أديباً، عالماً بأُصول الفقه، مصنّفاً «4» أخذ عنه أبو المحاسن محمود بن محمد بن علي بن يوسف الانزاني الطبري.

و صنّف كتاب توضيح الوصول في شرح «تهذيب الأُصول» في أُصول الفقه للعلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي، و كتاب كاشف المعاني في شرح

«حرز الاماني» و هو قصيدة في القراءات للقاسم بن فِيُّره الشاطبي تُعرف بالشاطبية.

و ولي عبّاد القضاء بأصبهان في عهد السلطان خدابنده بن أرغون (704

______________________________

(1) عمدة الطالب 81، أمل الآمل 2- 141 برقم 406، تنقيح المقال 2- 120 برقم 6145، الفوائد الرضوية 220، الذريعة 4- 499 برقم 2235 و 17- 239 برقم 71، طبقات أعلام الشيعة 3- 106، معجم رجال الحديث 9- 212 برقم 6128.

(2) المعروف بگلستانه.

(3) من ذريّة الحسن بن زيد بن الامام الحسن بن علي عليمها السَّلام.

(4) عمدة الطالب: 81.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 101

716 ه).

و كان قد شرع في تصنيف كتابه «كاشف المعاني» بالحلّة و أتمّه ببغداد، و قرأه عليه تلميذه محمود الانزاني بأصبهان في سنة ثمان و سبعمائة.

2729 عبادة بن عبد الغني «1»

(671- 739 ه) ابن منصور، زين الدين أبو سعد و أبو محمد الحرّاني ثم الدمشقي، الفقيه الحنبلي.

ولد سنة إحدي و سبعين و ستّمائة.

و طلب الحديث، فسمع من: القاسم الاربلي، و الرشيد العامري، و الغسولي، و ابن القوّاس، و ابن عساكر.

و تفقّه علي زين الدين ابن المنجي ثم علي ابن تيميّة.

و ولي العقود و الفسوخ، و أفتي في مذهبه و ناظر، و حدَّث ب «صحيح مسلم» عن شيخه الاربلي.

و منعه القاضي تقي الدين السُّبكي من فسخ النكاح بعمل المحلوف عليه فإنّه كان يفتي به و لا يعدّ الفسخ طلاقاً، فتألم لذلك، و توفّي في- شوّال سنة تسع و ثلاثين و سبعمائة.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 16- 621 برقم 676، ذيول العبر 114، ذيل طبقات الحنابلة 2- 432 برقم 529، الدرر الكامنة 2- 238 برقم 2095، شذرات الذهب 6- 117.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 102

2730 ابن رجب «1»

(736- 795 ه) عبد الرحمن بن أحمد بن رجب السَّلامي، زين الدين أبو الفرج البغدادي ثم الدمشقي، الحنبلي، الحافظ، الشهير بابن رجب.

ولد في بغداد سنة ست و ثلاثين و سبعمائة.

و انتقل مع والده إلي دمشق سنة أربع و أربعين، و أقبل علي طلب الحديث باعتناء والده.

حدّث عن: محمد بن إسماعيل الخبّاز، و إبراهيم بن داود العطار، و فخر الدين عثمان بن يوسف، و أبي الفتح الميدومي، و غيرهم بدمشق و مكة و مصر.

و مهر في فن الحديث، و صنّف فيه و في الفقه و غيرهما كتباً، منها: شرح «جامع الترمذي»، جامع العلوم و الحكم (مطبوع) في الحديث المعروف بشرح الاربعين، الاستخراج لَاحكام الخراج (مطبوع)، القواعد الفقهية (مطبوع)، الذيل علي «طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلي (مطبوع)، لطائف المعارف (مطبوع) في الوعظ، و التوحيد.

توفّي بدمشق- سنة

خمس و تسعين و سبعمائة.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 2- 321 برقم 2276، الدارس في تاريخ المدارس 2- 76، كشف الظنون 2- 1554، شذرات الذهب 6- 339، البدر الطالع 1- 328، إيضاح المكنون 1، 122- 73، هدية العارفين 1- 527، الاعلام 3- 295، معجم المؤلفين 5- 118.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 103

2731 الجزولي «1»

(..- 741 ه) عبد الرحمن بن عفان الجُزولي «2» الفقيه المالكي، أبو زيد الفاسي.

أخذ عن: أبي الفضل راشد بن أبي راشد الوليدي، و أبي زيد الرجراجي، و أبي عمران الجورائي، و أبي محمد عبد الصادق الصبّان.

و كان أعلم المالكية في عصره بالمذهب.

عمّر، و درّس زمناً طويلًا.

و كان يحضر مجلسه خلق كثير من الفقهاء.

و قُيّدت عنه ثلاث تقييدات علي «الرسالة» لابن أبي زيد القيرواني في فروع المالكية.

أخذ عنه: أبو الحجاج يوسف بن عمر الانفاسي، و أبو عمران العبدوسي.

و توفّي- سنة إحدي و أربعين و سبعمائة.

______________________________

(1) نفح الطيب 5- 260، نيل الابتهاج 244، شجرة النور الزكية 218 برقم 772، الاعلام 3- 316، معجم المؤلفين 5- 153.

(2) نسبة إلي جُزولة: بطن من البربر.

الكني و الأَلقاب للقمّي: 2- 146.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 104

2732 ابن العَتائقي «1»

(699 نحو- 790 ه) عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد، العلّامة ذو الفنون، كمال الدين العتائقي «2» الحلّي، المعروف بابن العتائقي، أحد أعيان الامامية.

ولد بالحلة في سنة تسع و تسعين و ستمائة.

و أخذ عن: الحسن بن يوسف ابن المطهّر المعروف بالعلّامة الحلّي، و نصير الدين علي بن محمد الكاشي، و الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي.

و جال في بلاد فارس و غيرها سنة (746 ه)، و أقام في أصبهان مدة طويلة، و عاد، ثم انتقل إلي النجف.

و كان فقيهاً، متكلّماً، أديباً، ذا يد باسطة في علوم الفلسفة و المنطق و الطب و الهيئة.

أخذ عنه: محمد بن جعفر النباطي، و الحسين بن محمد.

و صنّف كتباً كثيرة، بلغ المخطوط منها في خُزانة مشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام بالنجف نحو ثلاثين كتاباً، أكثرها مختصرات من كتب غيره، و شروح.

______________________________

(1) رياض العلماء 3- 103، إيضاح المكنون 3-

49، أعيان الشيعة 7- 465، الكني و الأَلقاب 1- 354، الذريعة 3- 356 برقم 1283 و 15- 15 برقم 326، طبقات أعلام الشيعة 8- 109، الاعلام 3- 330، معجم المؤلفين 5- 167.

(2) نسبة إلي العتائق: قرية في شرقي الحلّة بالعراق.

الكني و الأَلقاب.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 105

فمن كتبه: مختصر تفسير علي بن إبراهيم، شرح «نهج البلاغة»، تجريد النية من الفخرية «1»، مختصر الاوائل لَابي هلال العسكري، شرح ديوان المتنبي، الناسخ و المنسوخ، القسطاس في المنطق، الحدود النحوية و المآخذ علي الحاجبية، الايماقي في شرح «الايلاقي» في الطب، شرح «حكمة الاشراق»، الرسالة المفيدة، الايضاح و التبيين في شرح «منهاج اليقين» في أُصول الدين، شرح «صفوة المعارف» في علم الهيئة، و الشهدة في شرح «الزبدة» في علم الهيئة.

قال العلّامة الطهراني: و كتب في حال الاعتكاف بمسجد الكوفة شرح «الشمسية» و شرح «الكافية» و تسليك النفس، و قضي و هو معتكف صلوات سنة كاملة، و كأنّه أراد إفهام القشريين بإمكان الجمع بين الدين و الفلسفة قولًا و عملًا.

توفّي ابن العتائقي في نحو- سنة تسعين و سبعمائة.

قاله الزركلي في «الاعلام».

2733 ابن عسكر «2»

(644- 732 ه) عبد الرحمن بن محمد بن عسكر «3» الفقيه المالكي، شهاب الدين أبو محمد البغدادي.

______________________________

(1) الفخرية رسالة مشهورة في العبادات لفخر المحققين محمد بن العلّامة الحلّي، جرّد منها المترجم نية العبادات كلها.

(2) الوافي بالوفيات 18- 260 برقم 314، الديباج المذهّب 1- 483 برقم 17، الدرر الكامنة 2- 344 برقم 2353، شجرة النور الزكية 204 برقم 702، الاعلام 3- 329، معجم المؤلفين 5- 176.

(3) و في معجم المؤلفين: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن عسكر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 106

ولد سنة أربع و أربعين و

ستّمائة.

و سمع من: ذي الفقار محمد بن أشرف العلوي، و علي بن محمد الأَسترابادي، و العماد بن الطبّال، و عزّ الدين الفاروثي.

و دخل مكة و اليمن، و درّس بالمستنصرية، و تعاطي التصوّف.

أخذ عنه: ابناه القاضيان أحمد و محمد، و الشرف ابن الكازروني، و أبو الخير الذهلي.

و صنّف: عمدة الناسك و إرشاد السالك (مطبوع)، العدّة في شرح العمدة، المعتمد في الفقه، الاشارة و النور المقتبس في فوائد مالك بن أنس، و جامع الخيرات في الاذكار و الدعوات.

توفّي في- شوال سنة اثنتين و ثلاثين و سبعمائة ببغداد.

2734 الاسنوي «1»

(704- 772 ه) عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر الأُموي، أبو محمد جمال الدين الاسنوي،

______________________________

(1) الدرر الكامنة 2- 354 برقم 2386، النجوم الزاهرة 11- 114، بغية الوعاة 2- 92 برقم 1518، حسن المحاضرة 1- 370 برقم 175، كشف الظنون 1، 100، 150، 153، 484- 18، شذرات الذهب 6- 223، روضات الجنات 5- 76 برقم 442، البدر الطالع 1- 352 برقم 235، الاعلام 3- 344، معجم المؤلفين 5- 203.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 107

شيخ الشافعية و مفتيهم و مدرِّسهم.

ولد سنة أربع و سبعمائة بإسنا من صعيد مصر.

و قدم القاهرة سنة (721 ه)، و أخذ عن: القطب السنباطي، و جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني، و مجد الدين أبو بكر بن إسماعيل السنكلوني، و القونوي.

و أخذ العربية عن: أبي الحسن النحوي، و أبي حيان.

و سمع الحديث من: الدبوسي، و عبد القادر بن الملوك، و عبد المحسن بن الصابوني، و الحسن بن أسد بن الاثير.

و ولي وكالة بيت المال، و لازم التدريس بالملكية و الأَقبغاوية و الفاضلية، و درَّس التفسير بالجامع الطولوني، و صنّف، و اشتهر، و انتهت إليه رئاسة

المذهب الشافعي.

و تخرّج به جمع من الطلبة، و حدّث بالقليل، فروي عنه: الجمال ابن الظهيرة، و أبو الفضل العراقي.

و صنّف كتباً كثيرة، منها: المهمّات و التنقيح فيما يردّ علي التصحيح، الهداية إلي أوهام الكفاية، الاشباه و النظائر، البدور الطوالع في الفروق و الجوامع، التمهيد (مطبوع) في الفقه، طبقات الشافعية (مطبوع)، الفتاوي الحجوية، جواهر البحرين في تناقض الخبرين، كافي المحتاج إلي شرح «المنهاج» في أُصول الفقه للبيضاوي، الفروق في وضوء زيادات علي «المنهاج» للنووي، شرح ألفية ابن مالك، و الكلمات المهمة في مباشرة أهل الذمة (مطبوع).

توفّي في- جمادي الأُولي سنة اثنتين و سبعين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 108

2735 ابن جماعة «1»

(694- 767 ه) عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد اللَه بن جماعة الكناني، قاضي القضاة عز الدين أبو عمر الدمشقي ثم المصري، الشافعي.

ولد بدمشق سنة أربع و تسعين و ستمائة.

و طلب العلم و هو صغير، فسمع بمصر من: أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي (المتوفّي 705 ه)، و الابرقوهي.

و تفقّه علي: والده، و جمال الدين أحمد بن محمد بن سليمان الوجيزي.

و أخذ الاصليْن عن علاء الدين علي بن محمد الباجي، و النحو عن أثير الدين أبي حيّان.

و ورد دمشق سنة (725 ه) فسمع، و قرأ الكثير.

و أفتي، و درّس الفقه و الحديث بجامع ابن طولون، و لم يكن ماهراً في الفقه «2».

و ولي قضاء الديار المصرية سنة (738 ه)، ثم عجز عن القيام بوظائفه

______________________________

(1) طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 187 برقم 353، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 101 برقم 647، الدرر الكامنة 2- 378 برقم 2443، ذيل تذكرة الحفّاظ 363، الاعلام 4- 26، معجم المؤلفين 6- 257.

(2) قاله محيي الدين الرحبي كما نقله

عنه ابن حجر في «الدرر الكامنة «: 2- 380.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 109

بعد موت نائبه القاضي تاج الدين محمد بن إسحاق المناوي (سنة 765 ه)، فاستعفي في سنة (766 ه)، فأُعفي، ثم حجّ، فمات مجاوراً في- سنة سبع و ستين و سبعمائة.

و لابن جماعة تصانيف، منها: هداية السالك إلي معرفة المذاهب الأَربعة في المناسك، المناسك الصغري، مختصر في السيرة النبوية، التساعيات في الحديث، تخريج أحاديث الرافعي، و أنس المحاضرة بما يستحسن في المذاكرة.

2736 ابن أبي الوفاء القرشي «1»

(696- 775 ه) عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر بن سالم بن أبي الوفاء القرشي، محيي الدين أبو محمد المصري، أحد فقهاء الحنفية و محدّثيهم، و أوّل مصنّف في طبقاتهم.

ولد سنة ست و تسعين و ستمائة.

و سمع من: أبي الحسن ابن الصواف، و الحسن بن عمر الكردي، و الرشيد ابن المعلم، و الرضي الطبري بمكة، و علي بن عبد العظيم الزينبي، و عبد اللّه بن علي الصنهاجي، و موفقية بنت أحمد بن عبد الوهاب المعروفة بست الاجناس.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 2- 392 برقم 2472، إنباء الغمر بأبناء العمر 1- 86، حسن المحاضرة 1- 268، طبقات الفقهاء لطاش كبري زاده 127، الطبقات السنية 4- 366 برقم 1283، كشف الظنون 616، 1097، 1629، 1632، 1837 و..، شذرات الذهب 6- 238، إيضاح المكنون 1، 470- 469 و 2- 505، الفوائد البهية 99، الاعلام 4- 42، معجم المؤلفين 5- 302، المخطوطات المصورة 1- 348 برقم 70.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 110

و كتب الكثير، و درّس، و أفتي.

سمع منه جماعة، منهم: الحافظ أبو الفضل شيخ ابن حجر العسقلاني.

و صنّف كتباً، منها: الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية (مطبوع)، العناية في تحرير أحاديث «الهداية» للمرغيناني، شرح «معاني

الآثار» للطحاوي، أوهام الهداية، الطرق و الوسائل إلي معرفة أحاديث «خلاصة الدلائل ««1» لعلي بن أحمد المكي الرازي، مختصر في علوم الحديث، و المؤلّفة قلوبهم.

توفّي- بالقاهرة- سنة خمس و سبعين و سبعمائة.

2737 حافظ الدين النسفي «2»

(..- 701 ه) عبد اللّه بن أحمد بن محمود، حافظ الدين أبو البركات النسفي، الايذجي، الحنفي.

قال ابن أبي الوفاء في «الجواهر المضيّة»: تفقّه علي شمس الأَئمّة الكَرْدَري، و روي «الزيادات» عن أحمد بن محمد العتّابي، سمع منه السغناقي.

أقول: لا تصحّ رواية المترجم عن العتّابي (المتوفّي 586 ه) للبعد بين الطبقتين، كما أنّ في تفقّهه علي الكردري (المتوفّي 642 ه)، محلّ نظر.

و يظهر أنّ

______________________________

(1) و «خلاصة الدلائل في تنقيح المسائل» هو شرح لمختصر القدوري الحنفي.

كشف الظنون: 1- 718.

(2) الجواهر المضيّة 1- 270 برقم 719، الدرر الكامنة 2- 247 برقم 2118، الطبقات السنية 4- 154 برقم 1037، مفتاح السعادة 2- 57، كشف الظنون 1- 119، إيضاح المكنون 1- 98، هدية العارفين 1- 464، الاعلام 4- 67، معجم المؤلفين 6- 32.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 111

ابن أبي الوفاء قد خلط بين حافظ الدين هذا، و بين حافظ الدين محمد بن محمد ابن نصر البخاري (المتوفّي 693 ه) الذي أخذ عن الكردري، و سمع منه السغناقي «1».

و كان المترجم فقيهاً، أُصولياً، مفسّراً.

صنّف كتباً، منها: الوافي في الفقه، الكافي في شرح الوافي، مدارك التنزيل (مطبوع) في التفسير، كنز الدقائق (مطبوع) في الفقه، المنار (مطبوع) في أُصول الفقه، كشف الاسرار (مطبوع) في شرح المنار، عمدة العقائد، الاعتماد في شرح العمدة، و المنافع في شرح «النافع» في الفقه لمحمد بن يوسف الحسيني المدني السمرقندي (المتوفّي 656 ه).

توفّي سنة إحدي و سبعمائة «2»

2738 شرف الدين المقدسي «3»

(646- 732 ه) عبد اللّه بن الحسن بن عبد اللّه بن عبد الغني، الفقيه الحنبلي، شرف الدين أبو محمد المقدسي الدمشقي.

______________________________

(1) راجع تراجم: محمد بن عبد الستار الكردري.

و محمد بن محمد بن نصر البخاري، و الحسين بن علي السغناقي في

«الجواهر المضيّة «: 2، 121- 82، و 1- 212.

(2) و في بعض المصادر: سنة عشر و سبعمائة.

(3) الوافي بالوفيات 17- 134 برقم 121، البداية و النهاية 14- 159، ذيل طبقات الحنابلة 2- 418 برقم 509، الدرر الكامنة 2- 255 برقم 2135، الدارس في تاريخ المدارس 2- 40، شذرات الذهب 6- 100.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 112

ولد سنة ست و أربعين و ستمائة.

و سمع من: محمد بن عبد الهادي، و أبي المظفر سبط ابن الجوزي، و علي بن يوسف الصوري، و محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي المعروف بخطيب مَرْدا، و غيرهم.

و قرأ علي ابن عبد الدائم.

و أفتي، و درّس.

و ولي مشيخة الحديث بالصدرية، و غيرها.

و ناب في القضاء، ثم استقلّ به، و توفّي بعد سنة و شهرين من ولايته، و ذلك في- جمادي الأُولي سنة اثنتين و ثلاثين و سبعمائة.

2739 الدّوّاري «1»

(715- 800 ه) عبد اللّه بن الحسن الدوّاري «2» اليمني الصَّعْدي، الفقيه الزيدي.

ولد بصَعْدة سنة خمس عشرة و سبعمائة.

و قرأ علي علماء عصره.

______________________________

(1) البدر الطالع 1- 381 برقم 258، الاعلام 4- 78، معجم المؤلفين 6- 44، مؤلفات الزيدية 1، 479- 298 و 2، 149، 155، 205- 59.

(2) نسبة إلي أحد أجداده: دوّار بن أحمد.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 113

و اشتهر، و ارتحل إليه الطلبة للَاخذ عنه.

و صنّف كتباً، منها: الديباج النضير «1» علي «لمع» الامير «2» في الفقه، شرح «جوهرة الأُصول» في أُصول الفقه لَاحمد بن محمد الرصّاص، شرح الخمسة الأُصول، شريدة القنّاص، و التعليق علي «المصباح» و هو في الفقه كما قيل.

توفّي بصعدة- سنة ثمانمائة.

2740 الماسُوحي «3»

(حدود 712- 771 ه) عبد اللّه بن سعد بن مسعود (سعود) بن عسكر الماسوحي.

ولد في حدود سنة اثنتي عشرة و سبعمائة.

و تفقّه علي برهان الدين ابن الفركاح و حفظ بعض الكتب، و طلب الحديث، حتي برع في الفقه الشافعي.

ثم تحوّل إلي المذهب الحنبلي، ثم استقلّ باجتهاده.

و كان كثير النقل، ذا معرفة بالمتون و الاسانيد و التفسير، و كان الحنابلة يعظّمونه.

و نقل ابن حجر عن علاء الدين ابن حجي قوله: و لكنّه كان في الآخر قد

______________________________

(1) و في «الاعلام»: الديباج و الحرير.

(2) هو السيد علي بن الحسين بن يحيي الحسني:

(3) الوافي بالوفيات 17- 195 برقم 179، الدرر الكامنة 2- 261 برقم 2144.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 114

حصل له خمول زائد، و صار يستخذي بشعره.

و كان قد حدّث عن: ابن شحنة، و المزي، و بنت الكمال و غيرهم.

و توفّي- سنة إحدي و سبعين و سبعمائة.

2741 جمال الدين ابن التركماني «1»

(719- 769 ه) عبد اللّه بن علي بن عثمان بن إبراهيم المارديني الاصل، أبو محمد جمال الدين المعروف بابن التركماني، الحنفي.

ولد سنة تسع عشرة و سبعمائة.

و سمع من: الواني، و الختني، و حفظ «الهداية» في الفقه، و أكمل شرح والده عليها.

و اشتغل و درّس بالكاملية، و أفتي، و استقل بالقضاء بمصر بعد والده عشرين سنة متوالية.

و درّس التفسير بالجامع الطولوني إلي أن مات مطعوناً سنة- تسع و ستّين و سبعمائة.

قيل: و كان عارفاً بالاحكام، مقدّماً عند الملوك، محسناً لطلبة مذهبه.

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 1- 278 برقم 739، الدرر الكامنة 2- 276 برقم 2177، حسن المحاضرة 1- 406 برقم 34، الطبقات السنية 4- 174 برقم 1065.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 115

2742 الزَّريراني «1»

(668- 729 ه) عبد اللّه بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل، تقي الدين أبو بكر الزريراني، ثم البغدادي، أحد كبار الحنابلة.

ولد في زَرِيران (قرية بينها و بين بغداد سبعة فراسخ («2» سنة ثمان و ستين و ستمائة.

و نشأ ببغداد، و تفقّه بها علي مفيد الدين عبد الرحمن بن سليمان بن عبد العزيز الحربي، و غيره.

و سمع من: إسماعيل بن الطبّال، و محمد بن ناصر بن حلاوة الرصافي، و فاطمة بنت أبي البدر، و غيرهم.

و تفقّه بدمشق علي: زين الدين المنجّي بن عثمان بن أسعد بن المنجّي، و مفيد الدين إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحرّاني.

و عاد إلي بغداد، و ناب في الحكم بها.

و درّس بالبشيرية ثم بالمستنصرية.

و انتهت إليه معرفة الفقه الحنبلي بالعراق.

و كان كثير النقل للفروع، وله معرفة بالفرائض و اللغة.

توفّي- سنة تسع و عشرين و سبعمائة.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 17- 592 برقم 499، ذيل طبقات الحنابلة 2- 410 برقم 499، الدرر الكامنة 2- 289

برقم 2207، شذرات الذهب 6- 89.

(2) معجم البلدان: 3- 140.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 116

2743 موفّق الدين المقدسي «1»

(حدود 690- 769 ه) عبد اللّه بن محمد بن عبد الملك بن عبد الباقي الربعي، موفّق الدين أبو محمد المقدسي ثم المصري، أحد فقهاء الحنابلة، و مدرّسيهم.

ولد في حدود سنة تسعين و ستمائة.

و تفقّه و عني بالرواية و سمع بمكة و القاهرة و دمشق من جماعة منهم: أبو الحسن ابن الصوّاف، و سعد الدين الحارثي، و موسي بن علي بن أبي طالب، و الشريف الزينبي، و الحجّار، و عيسي المطعم، و شمس الدين الذهبي، و الرضي الطبري.

و درّس بالقبّة المنصورية، و ولّاه الناصر ابن قلاوون القضاء بالديار المصرية سنة (738 ه)، فاستمر إلي أن مات في- المحرم سنة تسع و ستّين و سبعمائة.

حدّث عنه: زين الدين العراقي، و الهيثمي.

و كان عارفاً بالمذهب الحنبلي، عاملًا علي نشره في الديار المصرية

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 17- 596 برقم 503، النجوم الزاهرة 11- 99، الدرر الكامنة 2- 297 برقم 2223، شذرات الذهب 6- 215.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 117

2744 ضياء الدين ابن الاعرج «1»

(بعد 681 كان حياً 740 ه) عبد اللّه بن الفقيه محمد بن علي بن محمد ابن الاعرج «2» الحسيني، السيد ضياء الدين الحلّي، أخو الفقيه المجتهد عميد الدين عبد المطلب، و هما ابنا أُخت العلّامة الحلّي.

ولد بعد سنة إحدي و ثمانين و ستمائة، في أُسرة علمية جليلة.

و روي عن خاله العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه)، و عن ابن خاله فخر الدين محمد بن العلّامة الحلّي.

و كان فقيهاً إمامياً، أُصولياً، متكلّماً، مشهوراً.

روي عنه: تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني (المتوفّي- 776 ه)، و الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفّي 786 ه)، و الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين الاطراوي العاملي.

و صنّف كتاب التحفة

الشمسية في المباحث الكلامية، و شرح «تهذيب الوصول إلي علم الأُصول» للعلّامة في أُصول الفقه في كتاب سمّاه منية

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 164 برقم 479، رياض العلماء 3- 240، تنقيح المقال 2- 214 برقم 7056، أعيان الشيعة 8- 69، الفوائد الرضوية 256، طبقات أعلام الشيعة 3- 124، الذريعة 13- 168، معجم رجال الحديث 10- 309 برقم 7121.

(2) نسبة إلي عبيد اللّه الاعرج بن الحسين الاصغر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط عليمها السَّلام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 118

اللبيب «1» في شرح التهذيب، فرغ من تأليفه في (15) رجب سنة (740 ه) بمشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام بالنجف الاشرف.

لم نظفر بوفاته، و هو أصغر من أخيه عبد المطلب (المتوفّي 754 ه).

2745 عميد الدين ابن الاعرج «2»

(681- 754 ه) عبد المطلب بن محمد بن علي بن محمد ابن الاعرج الحسيني، العالم الرباني، الامامي السيد عميد الدين أبو عبد اللّه الحلّي، البغدادي، ابن أُخت العلّامة الحلّي و تلميذه.

ولد ليلة النصف من شعبان سنة إحدي و ثمانين و ستمائة.

و تلمّذ علي خاله العلّامة الحسن ابن المطهّر (المتوفّي 726 ه)، و تفقّه به، و روي عنه مصنّفاته، و شرَح بعضها.

و روي عن: جدّه فخر الدين علي (المتوفّي 702 ه)، و أبيه مجد الدين أبي الفوارس محمد،

______________________________

(1) و نسبه بعضهم إلي أخيه عميد الدين الذي شرح التهذيب أيضاً.

و لكن ابن الفوطي ذكر أنّ اسم كتاب عميد الدين: النقول في شرح تهذيب الأُصول إلي علم الأُصول.

راجع ترجمة عبد المطلب الآتية بعد قليل.

(2) مجمع الآداب في معجم الالقاب 2- 228 برقم 1380، عمدة الطالب 333، أمل الآمل 2- 164 برقم 484، روضات الجنات 4- 264 برقم 394، تنقيح المقال 2- 227 برقم 7484، أعيان الشيعة 8-

100، الذريعة 4- 513 و 14- 53 و 18- 162 برقم 1198، طبقات أعلام الشيعة 3- 127، معجم رجال الحديث 11- 12 برقم 7277.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 119

و ابن خاله فخر الدين محمد بن العلّامة.

و برع، و تميّز عن أقرانه، و صار من كبار العلماء في الفقه و الأُصول و الكلام، و بلغ درجة الاجتهاد «1» روي عنه: الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي، و تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني و انتفع به كثيراً، و الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين الاطراوي العاملي، و شمس الدين محمد «2» بن مكي بن محمد بن بزيع كتاب «الفهرست» لمنتجب الدين.

و صنّف كتاب المباحث العليّة في القواعد المنطقية، و رسالة المسألة النافعة للمباحث الجامعة لَاقسام الورّاث «3») مطبوعة).

وله شروح علي بعض كتب استاذه العلّامة، منها: كنز الفوائد في حل مشكلات «القواعد» في الفقه، غاية السُّئول في شرح «مبادئ الأُصول» في أُصول الفقه، النقول «4» في شرح «تهذيب الوصول إلي علم الأُصول» في أُصول الفقه، تبصرة الطالبين في شرح «نهج المسترشدين» في أُصول الدين، و شرح «أنوار الملكوت في شرح كتاب الياقوت» في الكلام و كتاب «الياقوت» هو من تأليف أبي إسحاق إبراهيم النوبختي.

توفّي عميد الدين ببغداد في- عاشر شعبان سنة أربع و خمسين و سبعمائة،

______________________________

(1) بحار الانوار: 104- 188، الاجازة 21.

(2) له ترجمة في «تراجم الرجال» للحسيني: 2- 568 برقم 1058.

(3) و تسمي «مناسخات الميراث» أو «رسالة في مناسخات الارث».

الذريعة: 22- 252 برقم 6914.

(4) كذا سمّاه ابن الفوطي، و قيل إنّ اسمه «منية اللبيب في شرح التهذيب».

و لكن بعضهم نسب المنية إلي ضياء الدين عبد اللّه بن محمد ابن الاعرج (أخي المترجم) الذي

شرح التهذيب أيضاً، وقد جمع الشهيد الاوّل بين شرحي الاخوين في كتاب سمّاه «جامع البين في فوائد الشرحين».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 120

و حُملت جنازته إلي مشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام- بالنجف الاشرف.

روي عنه الشهيد الاوّل في «الاربعون حديثاً» اثنا عشر حديثاً.

وله ابن فقيه مجتهد، هو جمال الدين أبو طالب محمد و سنذكره في نهاية هذا الجزء في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

2746 الدِّمْياطي «1»

(613- 705 ه) عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن، الحافظ شرف الدين أبو محمد الدمياطي، الشافعي.

قال الذهبي: كان حافظاً متقناً جيّد العربية، غزير اللغة، واسع الفقه، رأساً في النسب.

ولد في دمياط «2» سنة ثلاث عشرة و ستمائة.

و قرأ بها الفقه و الأُصول و الفرائض علي قاضيها ابن خليل، و علي الاخوين: أبي المكارم عبد اللّه، و أبي عبد اللّه الحسين بن منصور السعدي.

______________________________

(1) تذكرة الحفّاظ 4- 1477 برقم 1166، فوات الوفيات 2- 409 برقم 308، مرآة الجنان 4- 241، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 102 برقم 1380، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 270 برقم 511، البداية و النهاية 14- 42، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 220 برقم 509، الدرر الكامنة 2- 417 برقم 2525، النجوم الزاهرة 8- 218، حسن المحاضرة 1- 308 برقم 80، شذرات الذهب 6- 12، البدر الطالع 1- 402 برقم 188، الاعلام 4- 169، معجم المؤلفين 6- 197.

(2) و قيل: ولد في تُونة (من أعمال دمياط) و نشأ في دمياط.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 121

و سمع من أبي عبد اللّه محمد بن موسي بن النعمان.

و ارتحل إلي القاهرة، و سمع بها، و لازم الحافظ عبد العظيم المنذري سنين، و تخرّج به في علم الحديث.

و سمع من

الجمِّ الغفير بالاسكندرية و ماردين و حلب و حماة و دمشق و الحرمين و بغداد، فممّن سمع منه: علي بن زيد النسارسي، و ظافر بن شحم، و ابن المقيّر، و علي بن مختار، و أبي القاسم بن رواحة، وصفية القرشية، و عيسي الحناط، و موهوب ابن الجواليقي، و ابن الجُمَّيزي.

و حدّث و أملي في حياة مشايخه، و ارتحل إليه الطلبة.

و درّس بالقاهرة بالمدرسة الظاهرية و بالقبّة المنصورية، و هو أوّل من درّس بها.

و حقّق و دقّق، حتي قال في رسالته الجوابية إلي علي بن محمد بن أحمد اليُونيني إنّه عثر علي عدّة أوهام في «الجامع الصحيح» للبخاري، و في «الاستيعاب» لابن عبد البر، وقد ذكر بعضها في رسالته المذكورة «1» حدّث عنه: علاء الدين القونوي، و أبو الحسين اليونيني، و كمال الدين ابن العديم، و الذهبي، و المزّي، و أبو حيّان، و تقي الدين السُّبكي، و محمد بن محمد الابِيْوَرْدي، و خلائق.

و صنّف كتباً، منها: كشف المغطّي في تبيين الصلاة الوسطي (مطبوع)، قبائل الخزرج، العقد المثمن فيمن اسمه عبد المؤمن، المختصر في سيرة سيد البشر، فضل الخيل (مطبوع)، المتّجر الرابح في ثواب العمل الصالح، و التسلي و الاغتباط بثواب من تقدم من الافراط.

توفّي بالقاهرة- سنة خمس و سبعمائة.

______________________________

(1) انظر طبقات الشافعية الكبري للسبكي: 10 120- 106.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 122

2747 ابن عبد الحقّ «1»

(658- 739 ه) عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد اللّه بن علي، صفي الدين أبو الفضائل القطيعي «2» البغدادي.

كان فقيهاً حنبلياً، أُصولياً، ماهراً في الفرائض، مشاركاً في علوم أُخري.

ولد سنة ثمان و خمسين و ستّمائة ببغداد.

و تفقّه علي عبد الرحمن بن عمر البصري، و أخذ عن: عبد الصمد بن أبي الجيش، و الكمال

ابن الفويرة، و ابن الدباب، و ابن الكسّار.

و سمع بدمشق و مكة من: الشرف ابن عساكر، و ابن البيتي، و الفخر التوزري، و غيرهم.

و أتقن المذهب الحنبلي، و أفتي، و درّس بالبشيرية.

أخذ عنه: فخر الدين ابن الفصيح، و عمر بن علي معيد الحنابلة.

و صنّف كتباً، منها: شرح «المحرّر» في الفقه لمجد الدين ابن تيمية، إدراك الغاية في اختصار «الهداية» في الفقه،

______________________________

(1) العبر (الذيول (4- 112، ذيل طبقات الحنابلة 4- 428 برقم 523، الدرر الكامنة 2- 418 برقم 2526، كشف الظنون 1- 844 و 874 و 2- 1734، شذرات الذهب 6- 121، إيضاح المكنون 2- 463 و 496، هدية العارفين 1- 631، البدر الطالع 1- 404 برقم 189، الاعلام 4- 170، معجم المؤلفين 6- 197.

(2) نسبة إلي القَطيعة: و هو اسم لعدة محال ببغداد، منها قطيعة الربيع، و قطيعة الدقيق، و..

انظر اللباب: 3- 48.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 123

العدة في شرح «العمدة» في الفقه، تحقيق الامل في علمي الأُصول و الجدل، اللامع المغيث في علم المواريث، مراصد الاطّلاع في الامكنة و البقاع (مطبوع) اختصر به «معجم البلدان» لياقوت، و اختصار تاريخ الطبري.

توفّي في- صفر سنة تسع و ثلاثين و سبعمائة.

2748 عبد الوهاب بن أحمد «1»

(قبل 730- 768 ه) ابن وهبان الحارثي، الدمشقي، الحنفي.

ولد قبل الثلاثين و سبعمائة.

و اشتغل، و مهر في العربية و الفقه و القراءات و الأَدب.

و درّس، و ولي قضاء حماة في سنة ستين و سبعمائة، و استمر إلي أن مات في- ذي الحجّة سنة ثمان و ستّين و سبعمائة.

نظم قصيدة رائية في ألف بيت، ضمّنها غرائب المسائل في مذهب الحنفية، و شَرَحها في مجلدين، و سمّي القصيدة قيدَ الشرائد، و شَرْحها عقد القلائد.

و له شرح «درر البحار»

للقونوي، و أحاسن الاخبار في محاسن السبعة الاخيار في القراءات.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 2- 423، بغية الوعاة 2- 123، الطبقات السنية 4- 408 برقم 1348، كشف الظنون 1، 667- 649، شذرات الذهب 6- 212، هدية العارفين 1- 639، الاعلام 4- 180، معجم المؤلفين 6- 220.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 124

2749 تاج الدين السُّبْكي «1»

(727- 771 ه) عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي الانصاري الخزرجي، تاج الدين أبو نصر السُّبكي، الشافعي.

ولد سنة سبع و عشرين و سبعمائة بالقاهرة.

و أُسمع علي: يحيي ابن المصري، و عبد المحسن الصابوني، و ابن سيد الناس، و صالح بن مختار، و عبد القادر ابن الملوك.

و انتقل مع والده تقي الدين إلي دمشق سنة تسع و ثلاثين، فسكنها، و سمع بها من: زينب بنت الكمال، و ابن أبي اليسر، و غيرهما.

و قرأ علي المزي، و لازم الذهبي، و تخرّج بتقي الدين ابن رافع.

و اشتغل بالفقه و الأُصول و العربية و المناظرة.

و نظمَ الشعر.

و أفتي، و درّس في مدارس كثيرة بالشام و مصر، و ناب عن أبيه في الحكم، و ولي دار الحديث الاشرفية، و خطابة الجامع، و انتهي إليه قضاء القضاة بالشام، و عُزل.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 104 برقم 649، الدرر الكامنة 2- 425 برقم 2547، النجوم الزاهرة 11- 108، الدارس في تاريخ المدارس 1- 37، كشف الظنون 1- 100، 150، 399، شذرات الذهب 6- 221، البدر الطالع 1- 410 برقم 195، هدية العارفين 5- 639، الاعلام 4- 184، معجم المؤلفين 6- 225.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 125

قال الزركلي: و تعصّب عليه شيوخ عصره، فاتّهموه بالكفر و استحلال شرب الخمر، و أتوا به مقيّداً مغلولًا من الشام إلي مصر، ثم

أُفرج عنه، و عاد إلي دمشق، فتوفّي بالطاعون.

و كانت وفاته في- ذي الحجّة، سنة إحدي و سبعين و سبعمائة.

و للسبكي عدّة تصانيف، منها: طبقات الشافعية الكبري (مطبوع)، الاشباه و النظائر في الفقه، ترشيح التوشيح و ترجيح التصحيح في الفقه، جمع الجوامع (مطبوع) في أُصول الفقه، منع الموانع (مطبوع) تعليق علي جمع الجوامع، الطبقات الصغري، الطبقات الوسطي، معيد النعم و مبيد النقم (مطبوع)، و شرح «منهاج الوصول إلي علم الأُصول» للقاضي عبد اللّه بن عمر البيضاوي.

2750 ابن التركماني «1»

(660- 731 ه) عثمان بن إبراهيم بن مصطفي بن سليمان المارديني، فخر الدين أبو عمرو المصري المعروف بابن التركماني، أحد كبار فقهاء الحنفية.

ولد سنة ستين و ستمائة، و قيل غير ذلك.

و سمع من: الدمياطي، و الابرقوهي.

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 1- 345 برقم 954، الدرر الكامنة 2- 435 برقم 2565، النجوم الزاهرة 9- 290، حسن المحاضرة 1- 405 برقم 30، كشف الظنون 1- 569، ه دية العارفين 1- 655، الاعلام 4- 202، معجم المؤلفين 6- 249.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 126

و درّس بالمنصورية، و أفتي حتي انتهت إليه رئاسة المذهب بمصر.

أخذ عنه جماعة، منهم: البدر النابلسي، و ولداه علاء الدين علي و تاج الدين أحمد.

و تفقّه عليه أبو محمد عبد القادر بن أبي الوفاء القرشي.

و شرح «الجامع الكبير» للشيباني، و سمّاه شرح الوجيز الجامع لمسائل الجامع.

توفّي بالقاهرة- سنة إحدي و ثلاثين و سبعمائة.

2751 عثمان بن علي الجبلجيوي «1»

(قبل 700- 782 ه) عثمان بن علي بن أبي بكر بن علي، أبو المحاسن بهاء الدين الجبلجيوي، قاضي شيراز.

ولد قبل السبعمائة.

و سمع من عزّ الدين ابن جماعة الشافعي و هو من أقرانه، و تفقّه علي لسان الدين نوح ابن محمد السمناني، و شمس الدين المظفّر بن محمد الحطّيني.

و كان فقيهاً، أُصولياً.

له الفتاوي في شرح الحاوي، و شرح «الشامل الصغير» لابن المفسّر، و شرح «المنظومة» في الفرائض، و إيجاز «المختصر» لابن الحاجب، و الرسالة البالغة في الاجتهاد.

و توفّي- سنة اثنتين و ثمانين و سبعمائة.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 2- 443 برقم 2591، معجم المؤلفين 6- 261.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 127

2752 ابن خطيب جِبْرين «1»

(662 739 ه) عثمان بن علي بن عثمان «2» فخر الدين أبو عمرو السنبسي الطائي، الشافعي، المعروف بابن خطيب جبرين (من قري حلب).

ولد سنة اثنتين و ستين و ستمائة.

و تفقّه علي القاضي: محمد بن بهرام، و القاضي شرف الدين البارزي، و تاج الدين محمد بن أحمد الآملي.

و أخذ القراءات عن: ابن بهرام المذكور، و عن الكمال اللقيني الغرناطي، و غيرهما.

و تصدّر بحلب و أقرأ، و تخرّج به القرّاء و الفقهاء، و تولّي بها وكالة بيت المال، ثم قضاء القضاة، و كان عالماً بالفقه و الأُصول و القراءات، مشاركاً في علوم أُخري.

أخذ عنه القراءات: علي السرميني، و يوسف بن الحسن التركماني، و آخرون.

______________________________

(1) العبر 4- 112، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 126 برقم 1384، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 189 برقم 357، البداية و النهاية 14- 196، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1- 507 برقم 2101، الدرر الكامنة 2- 443، النجوم الزاهرة 9- 320، كشف الظنون 1- 236، شذرات الذهب 6- 122، البدر الطالع 1- 412، هدية العارفين 1-

655، الاعلام 4- 210، معجم المؤلفين 6- 262.

(2) كذا في أكثر المصادر، و في بعض المصادر: عمر بدل (عثمان)، و في «طبقات الشافعية» للسبكي: إسماعيل.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 128

و صنّف كتباً، منها: شرح «الشامل الصغير» في الفقه للقزويني، شرح «البديع» في أُصول الفقه لابن الساعاتي الحنفي، شرح مختصر ابن الحاجب في أُصول الفقه، شرح مختصر مسلم للمنذري، الفرائض، منظومة في الفرائض، و كتاب صغير في اللغة.

و طلبه السلطان إلي القاهرة لشكاية رُفعت عنه، فأغلظ له السلطان، فخرج مرعوباً، و مرض و مات بعد جمعة، و ذلك في- سنة تسع «1» و ثلاثين و سبعمائة.

2753 الزَّيْلعي «2»

(..- 743 ه) عثمان بن علي بن محجن، أبو عمرو فخر الدين الزَّيْلعي، الصوفي، الحنفي.

قدم القاهرة سنة خمس و سبعمائة، و درّس بها و أفتي.

و كان مشهوراً بمعرفة الفقه و النحو و الفرائض.

صنّف: تبيين الحقائق في شرح «كنز الدقائق» (مطبوع)، و بركة الكلام علي أحاديث الاحكام، و شرح «الجامع الكبير» للشيباني.

و توفّي في رمضان بقرافة مصر- سنة ثلاث و أربعين و سبعمائة.

______________________________

(1) و في بعض المصادر: سنة ثمان و ثلاثين و سبعمائة.

(2) الجواهر المضيّة 1- 345 برقم 952، الدرر الكامنة 2- 446 برقم 2596، مفتاح السعادة 2- 147، كشف الظنون 1- 569 و..، إيضاح المكنون 1- 177، هدية العارفين 1- 655، الاعلام 4- 210، معجم المؤلفين 6- 263.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 129

2754 ابن العطار «1»

(654- 724 ه) علي بن إبراهيم بن داود بن سليمان «2» أبو الحسن ابن العطّار، علاء الدين الدمشقي، المعروف بمختصر النووي.

ولد سنة أربع و خمسين و ستّمائة.

و سمع بالحرمين و نابلس و القاهرة، من جمع، منهم: أحمد بن عبد الدائم، و إسماعيل ابن أبي اليسر، و ابن أبي الخير، و ابن النشبي، و الكمال ابن فارس المقري، و زهير الزرعي، و مدلّلة بنت الشيرجي، و يوسف بن إسحاق الطبري، و قطب الدين الزهيري، و الابرقوهي، و ابن دقيق العيد، و البرزالي، و غيرهم.

و صحب النووي و تفقّه عليه، و أخذ عن جمال الدين ابن مالك النحوي.

و أُصيب بالفالج- سنة (701 ه)، فكتب بشماله مدّةً، و ولي مشيخة دار الحديث النورية، و درّس بالقوصية، و أفتي.

و صنّف كتباً، منها: إحكام شرح عمدة الاحكام، ترتيب فتاوي النووي علي أبواب الفقه، كتاب في فضل الجهاد، و آخر في حكم الاحتكار عند غلاء الاسعار،

______________________________

(1) العبر 4-

71، مرآة الجنان 4- 272، البداية و النهاية 14- 121، الدرر الكامنة 3- 5 برقم 6، النجوم الزاهرة 9- 261، الدارس في تاريخ المدارس 1- 68، كشف الظنون 1- 368، شذرات الذهب 6- 63، إيضاح المكنون 2- 157، هدية العارفين 1- 717، الاعلام 4- 251، معجم المؤلفين 7- 5.

(2) و في الاعلام: علي بن إبراهيم بن داود بن سلمان بن سليمان.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 130

الاعتقاد الخالص من الشك و الانتقاد، آداب الخطيب، و رسالة في أحكام الموتي و غسلهم.

و خرّج له أخوه لأُمّه بالرضاع شمس الدين الذهبي «مشيخة».

توفّي بدمشق في- ذي الحجّة سنة أربع و عشرين و سبعمائة.

قال ابن حجر: و لم يكن بالماهر مثل الاقران الذين نبغوا في عصره.

2755 الاصبحي «1»

(644- 703 ه) علي بن أحمد بن أسعد بن أبي بكر الاصبحي، ضياء الدين أبو الحسن اليمني.

ولد سنة أربع و أربعين و ستّمائة.

و تفقّه بعبد الوهاب بن أبي بكر بن ناصر، ثم بابن خاله محمد بن أبي بكر و لازمه، و أخذ عنه الحديث أيضاً.

و برع في المذهب الشافعي، و انتهت إليه رئاسته باليمن.

و ألّف كتاباً مشهوراً في المسائل التي وقع فيها خلاف بين الشافعية، و رتّبه

______________________________

(1) طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 128 برقم 1385، طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 257 برقم 1146، العقود اللؤلؤية 1- 353، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 184 برقم 477، كشف الظنون 1744، الاعلام 4- 257، معجم المؤلفين 7- 11.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 131

علي مسائل «المهذّب» و «التنبيه»، و سمّاه: معين أهل التقوي علي التدريس و الفتوي.

قال الاذرعي: و هو كثير السهو في العزو، فليحذر كتابه.

و للَاصبحي أيضاً كتاب غرائب الشرحين (الرافعي و العجلي)، و كتاب أسرار «المهذّب».

و

تفقه عليه جماعة، منهم: سعيد بن أبي بكر، و سعيد بن العودري، و عمر الحبيشي، و محمد بن جبير، و إسماعيل بن أحمد الحلّي، و أبو بكر بن حاتم السلماني.

و درّس بالمدرسة المظفّرية أياماً قلائل.

و توفّي- سنة ثلاث و سبعمائة.

2756 المطارآبادي «1»

(..- 762 ه) علي بن أحمد بن طراد، زين الدين أبو الحسن المطارآبادي «2» الحلّي، أحد كبار علماء الامامية.

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 175 و 190 برقم 566، رياض العلماء 3- 344 و 4- 110، روضات الجنات 4- 345 ذيل رقم 409، بحار الانوار 104، 196- 188، طبقات أعلام الشيعة 3، 140- 133، معجم رجال الحديث 11- 251 برقم 7888 و 12- 65 برقم 8214.

(2) نسبة إلي مطارآباد: بلدة من أعمال الحلّة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 132

تلمّذ علي العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، و أخذ عنه الفقه، و روي عنه مصنّفاته.

و روي أيضاً عن: تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلّي، و صفي الدين محمد بن نجيب الدين يحيي بن أحمد ابن سعيد الحلّي.

و كان فقيهاً، محقّقاً.

حدّث بالحلّة.

و روي عنه الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي، و وصفه بالفقيه المحقّق و الحبر المدقّق.

و توفّي في- غرّة رجب سنة اثنتين و ستين و سبعمائة.

روي المطارآبادي عن ابن المطهّر الحلّي بسنده إلي زرارة بن أعين، قال: قلت لَابي عبد اللّه عليه السَّلام: ما يروي الناس «أنّ الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس و عشرين صلاة؟» فقال عليه السَّلام: «صدقوا».

فقلت: الرجلان يكون في جماعة؟ قال: «نعم، و يقوم الرجل عن يمين الامام ««1».

______________________________

(1) الشهيد الاوّل، الاربعون حديثاً، الحديث 32.

و للمترجَم في هذا الكتاب ستة أحاديث.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 133

2757 المزيدي «1»

(..- 757 ه) علي بن أحمد بن يحيي، ملك الأُدباء، رضي الدين أبو الحسن المزيدي «2»، الحلّي.

أخذ عن العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي، و روي عنه مصنّفاته.

و أخذ الادب عن فخر الدين ابن البوقي «3» و روي عنه «نهج البلاغة» من كلام أمير

المؤمنين عليه السَّلام.

و روي عن: أبيه جمال الدين أحمد، و تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلّي، و رضي الدين ابن مُعيّة الحسني، و محمد «4» بن أحمد بن صالح القُسِّيني و روي عنه مصنفات علي و أحمد ابني موسي ابن طاوس مع مرويات المحقّق الحلّي و نجيب الدين يحيي ابن سعيد الحلّي.

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 176 برقم 530، رياض العلماء 3- 369، روضات الجنات 4- 345 برقم 409، بحار الانوار 104، 191، 196، 199- 189، الكني و الأَلقاب 3- 183، الفوائد الرضوية 273، طبقات أعلام الشيعة 3- 134، معجم رجال الحديث 11- 256 برقم 7912.

(2) نسبة إلي بطن من بطون بني أسد كانوا من الشيعة قديماً.

الكني و الأَلقاب.

(3) هو العلّامة الاديب أبو الفتح علي بن مجد الدين يوسف بن محمد بن هبة اللّه البغدادي، المعروف بابن البوقي.

توفي سنة (707 ه).

مجمع الآداب في معجم الالقاب: 3- 91 برقم 2256.

(4) مضت ترجمته في الجزء السابع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 134

و كان رضي الدين المزيدي من كبار الأُدباء، فقيهاً إمامياً، نحويّا.

روي عنه: محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني، و الشهيد الاوّل، و وصفه بملك العلماء و الأُدباء، و روي عنه في كتابه «الاربعون حديثاً» حديثاً واحداً، هو الحديث الثامن و العشرون.

توفّي في- غروب يوم عرفة سنة سبع و خمسين و سبعمائة، و دفن بالغريّ (النجف الاشرف).

2758 علاء الدين القُونَوي «1»

(668 729 ه) علي بن إسماعيل بن يوسف، أبو الحسن علاء الدين القونوي، الفقيه الشافعي.

ولد سنة ثمان و ستّين و ستمائة بقونية (من بلاد الروم)، و نزل دمشق سنة (693 ه)، ثم قدم القاهرة سنة (700 ه)، و سمع من: إبراهيم المارديني، و أحمد ابن عبد الواحد الزملكاني، و أبي

الفضل ابن عساكر، و الابرقوهي، و عمر ابن القواس، و الدِّمياطي، و غيرهم.

______________________________

(1) مرآة الجنان 4- 280، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 132 برقم 1388، طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 170 برقم 969، البداية و النهاية 14- 153، النجوم الزاهرة 9- 279، الدرر الكامنة 3- 24 برقم 54، بغية الوعاة 2- 149، شذرات الذهب 6- 91، البدر الطالع 1- 439 برقم 213، هدية العارفين 1- 717، الاعلام 4- 264، معجم المؤلفين 7- 37.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 135

و لازم شمس الدين الايكي، و ابن دقيق العيد، و قرأ الأُصول علي تاج الدين الحلافي.

قال ابن حجر: و تقدّم في معرفة التفسير و الفقه و الأُصول و التصوّف.

و ولي القونوي تدريس الشريفية و مشيخة سعيد السعداء، و تخرّج به المصريّون.

ثم ولي قضاء الشام سنة (727 ه)، و أقام نحو سنتين، إلي أن مات في- ذي القعدة سنة تسع و عشرين و سبعمائة.

و للقونوي شرح علي «الحاوي الصغير» لعبد الغفار القزويني، و الابتهاج في انتخاب «المنهاج» للحليمي، و حُسن التصرّف في شرح «التعرّف لمذهب أهل التصوّف» للكلاباذي، و غير ذلك.

2759 علي بن بَلْبان «1»

(675- 739 ه) ابن عبد اللّه الفارسي، علاء الدين أبو الحسن المصري، الحنفي، المنعوت بالامير.

ولد سنة خمس و سبعين و ستّمائة.

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 1- 354 برقم 981، الدرر الكامنة 3- 32 برقم 65، النجوم الزاهرة 9- 321، بغية الوعاة 2- 152 برقم 1680، كشف الظنون 1- 158 و..، هدية العارفين 1- 718، إيضاح المكنون 1- 32، الاعلام 4- 267، معجم المؤلفين 7- 48.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 136

و تفقّه علي: السروجي، و الفخر ابن التركماني، و رشيد الدين ابن المعلّم، و نجم الدين بن إسحاق الحلبي.

و أخذ النحو عن

أبي حيّان، و الأُصول عن قاضي القضاة القونوي الشافعي.

و سمع من: الدمياطي، و محمد بن علي بن ساعد، و بهاء الدين بن عساكر.

و جمع الكتب، و تصدر للفتوي.

و صنّف كتباً، منها: الاحسان في تقريب صحيح «1» ابن حبّان، شرح «تلخيص الجامع الكبير» للخلّاطي، المقاصد السنيّة في الاحاديث الالهيّة، المناسك، و السيرة النبويّة.

و صحب أرغون النائب و عظمت منزلته في أيام الملك المظفّر بَيْبَرْس.

توفّي بالقاهرة- سنة تسع و ثلاثين و سبعمائة.

2760 ابن مظاهر «2»

(.. كان حياً 755 ه) علي بن الحسن بن أحمد بن مظاهر، زين الدين الحلّي، العالم الامامي.

تفقّه بالحلة علي فخر المحققين محمد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، و قرأ عليه كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» لَابيه العلّامة، وله منه

______________________________

(1) هو كتاب التقاسيم و الأَنواع في الحديث.

(2) بحار الانوار 104، 222- 181) ضمن الاجازة 26)، رياض العلماء 3- 393، طبقات أعلام الشيعة 3- 136، الذريعة 6- 172 برقم 930 و 20- 367 برقم 3449.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 137

إجازة بروايته مؤرّخة في سنة (741 ه)، وقد دوّن ابن مظاهر بعد قراءة الكتاب المذكور مسائل عن استاذه، عُرفت بالمسائل المظاهرية، و يقال لها أيضاً الحواشي الفخرية.

كما قرأ علي فخر المحققين كتاب «نهاية الاحكام في معرفة الاحكام» لَابيه العلّامة، وله منه إجازة بروايته تاريخها سنة خمس و خمسين و سبعمائة.

و كان ابن مظاهر فقيهاً، محقّقاً، متكلّماً.

روي عنه بالاجازة: علي بن محمد بن دقماق الحسيني، و جمال الدين أحمد بن الحسين بن مطهّر.

و كان أبوه عز الدين الحسن بن أحمد بن مظاهر من الفقهاء أيضاً، وقد ذكرناه في آخر هذا الجزء في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

2761 ابن الخازن «1»

(.. كان حياً 791 ه) علي بن الحسن بن شمس الدين محمد بن الحسن، زين الدين أبو الحسن ابن الخازن الحائري.

روي عن الفقيه الاكبر الشهيد الاوّل «2»» الصحيفة الكاملة السجادية» و غيرها، و أجاز له شيخه المذكور رواية جميع مصنفاته و مسموعاته و قراءاته، و ذلك

______________________________

(1) بحار الانوار 104- 217، رياض العلماء 3- 412، طبقات أعلام الشيعة 3، 137- 136.

(2) هو محمد بن مكي العاملي (المتوفّي 786 ه). ستأتي ترجمته لاحقاً.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 138

في

شهر رمضان سنة (784 ه).

و كان ابن الخازن من جلّة علماء الامامية، فقيهاً، ملمّاً بأنواع العلوم.

روي عنه الفقيه أبو العباس أحمد بن فهد الحلّي (المتوفّي 841 ه) بالاجازة المؤرخة في سنة (791 ه).

و لعل المترجم كما ذكر الطهراني متحد مع علي بن الحسن الحائري الذي نسخ بخطه كتاب «تهذيب الأُصول» للعلامة الحلّي، و قرأه في سنة (778 ه) علي علي بن عبد الجليل الحائري، و كتب عليه حواش، كما كتب حواش علي كتاب «منهاج الوصول إلي علم الأُصول» للقاضي البيضاوي.

و كان والد ابن الخازن و جدُّه من العلماء.

2762 ابن حمّاد اللَّيثي «1»

(..- حدود 745 ه) علي بن الحسين بن حمّاد بن أبي الخير اللّيثي، كمال الدين أبو الحسن الواسطي، أحد كبار الشيعة الامامية.

ولد بمدينة واسط (بالعراق) و نشأ بها.

و ارتحل إلي الحلّة.

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 179 برقم 544، رياض العلماء 3- 425، أعيان الشيعة 8- 226، الفوائد الرضوية 276، طبقات أعلام الشيعة 3- 138، معجم رجال الحديث 11- 360 برقم 8042.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 139

و روي عن جماعة من الفقهاء، منهم: جعفر بن محمد بن جعفر ابن نما الحلّي، و محمد بن أحمد بن صالح القُسِّيني، و محفوظ بن وشاح الاسدي الحلّي، و كمال الدين ميثم البحراني، و يحيي بن أحمد بن سعيد الحلي، و عبد الكريم بن أحمد ابن طاوس الحسني الحلّي «1» و كان من أجلّة العلماء، فقيهاً، حافظاً، زاهداً.

و قيل إنّه كان شاعراً.

روي عنه: محمد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي (المتوفّي 769 ه) و ابنه الحسين «2» بن علي، و تاج الدين محمد بن القاسم بن الحسين ابن مُعيّة الحسني (المتوفّي 776 ه).

لم نظفر بوفاته، وقد أجاز لتلميذه ابن أبي المعالي في ذي

القعدة سنة (742 ه («3».

روي له الشهيد الاوّل في «الاربعون حديثاً» حديثاً واحداً، هو الحديث السادس.

______________________________

(1) مضت تراجم جميع هؤلاء المشايخ في الجزء السابع.

(2) مضت ترجمته في هذا الجزء.

(3) و ترحّم عليه ابنه الحسين بن علي اللّيثي في إجازته للخضر بن محمد في سنة (756 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 140

2763 ابن قاضي العسكر «1»

(691 757 ه) علي بن الحسين بن علي بن الحسين الحسيني، شرف الدين أبو الحسن الارموي المصري المعروف بابن قاضي العسكر.

ولد سنة إحدي و تسعين و ستّمائة.

و سمع من جدّه لأُمّه فخر الدين الخليلي، و من: زينب بنت شكر، و ابن الشحنة، و تفقّه علي مذهب الشافعي، و قرأ العربية و الأُصول.

و كان فقيهاً، أديباً، منشئاً.

درّس بالآقبغاوية و الطيبرسية و المشهد الحسيني، و ولي حسبة القاهرة، و وكالة بيت المال، و نقابة الاشراف.

و شرَح «المعالم» في أُصول الفقه للفخر الرازي.

قيل: و عيّن لقضاء الشافعية بمصر.

توفّي ابن قاضي العسكر في- جمادي الآخرة سنة سبع و خمسين و سبعمائة.

______________________________

(1) طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 137 برقم 1390، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 33 برقم 599، الدرر الكامنة 3- 41 برقم 97، النجوم الزاهرة 10- 322، كشف الظنون 2- 1726، شذرات الذهب 6- 183، هدية العارفين 1- 722، معجم المؤلفين 7- 75.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 141

2764 ابن شيخ العُوينة «1»

(681- 755 ه) علي بن الحسين بن القاسم بن منصور، زين الدين أبو الحسن الموصلي، الشافعي، المعروف بابن شيخ العُوَينة.

ولد بالموصل سنة إحدي و ثمانين و ستمائة.

و طلب العلم بها و ببغداد و دمشق، فأخذ الفقه عن: القاضي عز الدين أبي السعادات عبد العزيز بن عدي البلدي، و السيد ركن الدين الحسن بن محمد الحسيني الأَسترابادي، و الأَصلين عن السيد ركن الدين المذكور، و العربية عن: شمس الدين ابن عائشة، و شمس الدين محمد بن فضل اللّه الحَجري التبريزي.

و سمع الحديث علي: زينب بنت الكمال، و شمس الدين السلاوي، و جمال الدين المزّي، و غيرهم.

و كان فقيهاً، أُصولياً، من العلماء بالعربية.

صنّف كتباً، منها: تنقيح الافهام في جملة الكلام، عَرف العَبير

في عُرْف التعبير، شرح «البديع» في أُصول الفقه لابن الساعاتي الحنفي، شرح مختصر ابن الحاجب في أُصول الفقه،

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 21- 52 برقم 24، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 136 برقم 1389، الدرر الكامنة 3- 43 برقم 100، النجوم الزاهرة 10- 297، بغية الوعاة 2- 161 برقم 1698، كشف الظنون 1، 406، 627- 236، شذرات الذهب 6- 178، هدية العارفين 5- 720، البدر الطالع 1- 422 برقم 215، الاعلام 4- 280، معجم المؤلفين 7- 77.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 142

اختصار «مقاصد السّول في علم الأُصول» للسيد ركن الدين، نظم «الحاوي الصغير» في الفقه لعبد الغفار القزويني، شرح «التسهيل» في النحو لابن مالك و لم يتمه، و شرح قصيدة في الفرائض لعبد اللّه الجزَري.

وله شعر، منه قصيدة في مدح رسول اللّه صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، نقتطف منها هذه الابيات:

دَعاها تواصل سيرها بُسراها و لا تردَعاها فالغرام دعاها

و لا تخشيا منها كلالًا من السُّري و حقُّكما أنّ الكلال عداها

فإن ملّ حاديها و حار دليلها هداها إلي تلك القباب سناها

عسي ينقضي في مسجد الخيف خوفها و تلقي مُناها في نزولِ مِناها

إليك رسول اللّه سعي عصابةٍ تعُدُّ خُطاها فيك محو خطاها

أتت و قَراها موقَر بذنوبها فأحسِنْ كعادات الكرام قِراها

توفّي بالموصل- سنة خمس و خمسين و سبعمائة.

2765 القَحْفازي «1»

(668- 745 ه) علي بن داود بن يحيي بن كامل القرشي الاسدي، نجم الدين أبو الحسن القَحْفازي، شيخ الادب بدمشق.

______________________________

(1) العبر 2- 202، الوافي بالوفيات 21- 83 برقم 46، فوات الوفيات 3- 23، الجواهر المضيّة 2- 335 برقم 608، البداية و النهاية 14- 225، الدرر الكامنة 3- 47 برقم 105، الدارس في تاريخ المدارس 1- 547، بغية الوعاة 2- 166

برقم 1704، شذرات الذهب 6- 143، الاعلام 4- 286.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 143

كان فقيهاً حنفياً، أُصولياً، شاعراً.

ولد سنة ثمان و ستّين و ستّمائة.

و سمع الحديث علي: برهان الدين إبراهيم بن إسماعيل الدَّرَجي، و نجم الدين الشقراوي الحنبلي.

و أخذ الفقه عن: القاضي شمس الدين ابن الحريري، و القاضي صدر الدين، و العربية عن: شرف الدين الفزاري، و مجد الدين التونسي، و أُصول الفقه عن: بدر الدين ابن جماعة، و جلال الدين الخبازي.

و أفتي، و تولّي خطابة جامع دمشق الذي بناه تنكز، و تدريس الركنية، و عيّن للقضاء فلم يوافق.

و كانت له معرفة بالاسطرلاب.

و من شعره:

عاتبني في حبّكم عاذلٌ يزعم نُصحي و هو فيه كذوبْ

و قال ما في قلبك اذكره لي فقلت في قلب المعنّي قلوب

و نقل الصفدي عن المترجم قوله: و أمّا ما صنّفتُهُ من الكتب، فإنّي رغبتُ عن ذلك لمؤاخذتي للمصنّفين، فكرهتُ أن أجعل نفسي غرضاً لمن يأخذ علي، غير أنّي جمعت منسكاً للحجّ.

و توفّي نجم الدين القحفازي بدمشق في- رجب سنة خمس و أربعين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 144

2766 علم الدين المرتضي «1»

(..- حدود 735 ه) علي بن عبد الحميد بن فخار بن مَعَدّ بن فخار بن أحمد، السيد أبو الحسن الموسوي، الملقب علم الدين المرتضي.

كان فقيهاً إمامياً، محدّثاً، نسّابة.

روي عن أبيه النسّابة جلال الدين عبد الحميد، و روي عنه تاج الدين محمد ابن القاسم ابن مُعيّة الحسني (المتوفّي- 776 ه).

و صنّف كتاب الانوار المضيئة في أحوال المهدي عجل اللّه تعالي فرجه الشريف.

قال السيد محسن العاملي: و للمترجم كتاب في مراثي الشهيد.

ثم أورد له أبياتاً في رثاء الحسين الشهيد عليه السَّلام.

أقول: الذي ألّف كتاباً في مراثي الشهيد عليه السَّلام هو السيد بهاء الدين علي

بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي، و اسم كتابه «الدر النضيد في تعازي الامام الشهيد ««2»

______________________________

(1) مجمع الآداب في معجم الالقاب 1- 538 برقم 878، عمدة الطالب 216، أمل الآمل 2- 191 برقم 572، و 319 برقم 978، رياض العلماء 4- 90، الفوائد الرضوية 303، أعيان الشيعة 8- 261، طبقات أعلام الشيعة 3- 141، الذريعة 2- 442 برقم 1722، معجم المؤلفين 7- 118.

(2) الذريعة: 8- 81 برقم 296.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 145

و ذكر السيد العاملي أنّ علم الدين المرتضي توفي في- حدود سنة (760 ه).

أقول: بل نظن أنّه توفي قبل هذا التأريخ بأكثر من عشرين سنة أو نحوها، فقد توفّي أبوه جلال الدين- سنة (684 ه («1» فيستبعد بقاء ابنه هذا إلي حدود سنة (760 ه)، و مما يرجّح قولنا أنّ الشهيد الاوّل ورد الحلّة، و روي عن ابن مُعيّة (تلميذ المترجم)، و لم يروِ عن المترجم، فلو كان أدركه لروي عنه، كما هو دأب المحدثين في طلب الاسانيد العالية.

روي السيد علم الدين المرتضي عن أبيه عن جدّه فخار بسنده إلي الامام جعفر الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السَّلام، عن أبي ذر الغفاري: أنّه أتي إلي رسول اللّه صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم فقال: يا رسول اللّه هلكتُ، جامعتُ علي غير ماء.

قال: فأمر النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، بمحمل، فاستترتُ به، و بماء فاغتسلتُ (أنا و هي).

ثم قال: «يا أبا ذر يكفيك الصعيد عشر سنين ««2»

2767 شرف الدين المراغي «3»

(قبل 728- 788 ه) علي بن عبد القادر، شرف الدين المراغي ثم الدمشقي.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات: 18- 84 برقم 84.

(2) الشهيد الاوّل، الاربعون حديثاً، الحديث الخامس.

(3) الدارس في تاريخ المدارس

2- 161، بغية الوعاة 2- 176 برقم 1732، شذرات الذهب 6، 303- 302، أعيان الشيعة 7- 337.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 146

كان ماهراً في الفقه و الأُصول و الطب، فاضلًا في العلوم العقلية و العربية، يقرأ الكشاف، و المنهاج في الأُصول.

أخذ عنه: تقي الدين بن مفلح، و القاضي نجم الدين بن حجي، و غيرهما.

و قيل إنّه كان معتزلياً، و يُنسب إلي التشيّع، فعذّبه الحاكم بسبب معتقداته!! و كان يسكن في دارٍ للصوفية بدمشق تسمّي (خانقاه) السميساطيه، فأُخرج منها، و نزل ب (خانقاه) الخاتونية، فبقي فيها إلي أن مات- سنة ثمان و ثمانين و سبعمائة، وقد جاوز الستين.

2768 تقي الدين السُّبْكي «1»

(683- 756 ه) علي بن عبد الكافي بن علي بن تمّام الانصاري الخزرجي، تقي الدين أبو الحسن السبكي المصري.

كان أحد مشاهير فقهاء الشافعية و حفّاظهم، أُصولياً، متكلّماً، أديباً،

______________________________

(1) تذكرة الحفّاظ 4- 1507، العبر 4- 168 برقم 180، الوافي بالوفيات 21- 253، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 139 برقم 1393، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 350 برقم 666، البداية و النهاية 14- 264، الدرر الكامنة 3- 63، النجوم الزاهرة 10- 318، الدارس في تاريخ المدارس 1- 134، بغية الوعاة 2- 176، طبقات الحفاظ 525 برقم 1150، طبقات المفسرين للداودي 1- 416 برقم 360، طبقات الشافعية لابن هداية اللّه 230، كشف الظنون 1- 736، شذرات الذهب 6- 180، روضات الجنات 5- 294، إيضاح المكنون 1- 281، هدية العارفين 1- 720، الاعلام 4- 302، معجم المؤلفين 7- 127.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 147

مُفسّراً.

ولد سنة ثلاث و ثمانين و ستّمائة في سُبْك (من أعمال المنوفية بمصر).

و أخذ التفسير عن علم الدين العراقي، و الحديث عن الدمياطي، و الفقه عن نجم الدين ابن الرِّفْعة،

و الأُصول عن علاء الدين الباجي، و الخلاف عن السيف البغدادي، و النحو عن أبي حيان، و التصوّف عن ابن عطاء اللّه، و القراءات عن التقي الصائغ.

و رحل إلي القاهرة و الاسكندرية و الشام و الحجاز، و سمع عن جماعة، منهم: ابن الصوّاف، و ابن جماعة، و ابن القيّم، و ابن عبد المنعم، و ابن الموازيني، و ابن مشرّف، و رضي الدين الطبري، و آخرون.

و درّس بالمنصورية و غيرها، و تولّي مشيخة الميعاد بالجامع الطولوني، ثم قضاء الشام سنة (739 ه) فاستمر إلي أن مرض- سنة (756 ه)، فعاد إلي القاهرة، فتوفّي بها في نفس السنة.

و للمترجم كتب كثيرة، منها: الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم «1» الابتهاج في شرح «المنهاج» للنووي، القول الموعب في القضاء بالموجب، الدلالة علي عموم الرسالة، السيف الصقيل (مطبوع)، مجموعة فتاوي (مطبوع)، شفاء السقام في زيارة خير الانام «2») مطبوع) و هو رد علي ابن تيميّة، المناسك الكبري، المناسك الصغري، الاغريض في الحقيقة و المجاز و الكناية و التعريض، كشف اللّبس عن المسائل الخمس، كتاب التحقيق في مسألة التعليق، و هو الردُّ الكبير علي ابن تيمية في مسألة الطلاق، و رافع الشقاق في مسألة الطلاق، و هو الصغير.

______________________________

(1) و لم يكمله.

(2) و ربّما سُمّي: شنّ الغارة علي من أنكر السَّفر للزيارة. طبقات الشافعية للسبكي: 10- 308.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 148

2769 تاج الدين التبريزي «1»

(677- 746 ه) علي بن عبد اللّه بن أبي الحسن بن أبي بكر، تاج الدين أبو الحسن الاردبيلي، التبريزي، الشافعي، نزيل القاهرة.

ولد بأردبيل سنة سبع و سبعين و ستمائة «2» و سكن تبريز.

و أخذ الفقه عن سراج الدين حمزة الاردبيلي و غيره، و الأُصول عن قطب الدين محمود بن

مسعود الشيرازي، و الخلاف عن علاء الدين النعمان الخوارزمي، و الرياضيات و الحساب و الهيئة عن كمال الدين الحسن الشيرازي الأَصبهاني.

و ارتحل إلي بغداد و مكة حاجاً و الحلة و السلطانية و مراغة، و دخل مصر سنة اثنتين و عشرين و سبعمائة، و سمع من: علي بن عمر الواني، و يوسف الخُتني، و ابن جماعة، و غيرهم.

و كان من كبار العلماء، جامعاً لَانواع العلوم من الفقه و العربية و الحساب،

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 21- 218 برقم 142، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 137 برقم 1391، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 154 برقم 295، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 35 برقم 601، الدرر الكامنة 3- 72 برقم 152، النجوم الزاهرة 10- 145، بغية الوعاة 2- 171 برقم 1717، طبقات المفسرين للداودي 1- 410 برقم 354، كشف الظنون 1- 626 و..، شذرات الذهب 6- 148، إيضاح المكنون 2- 424، هدية العارفين 1- 719، طبقات أعلام الشيعة 3- 144، الاعلام 4- 306، معجم المؤلفين 7- 134.

(2) كذا في الدرر الكامنة، و في الوافي بالوفيات: سنة (674 ه)، و في طبقات ابن قاضي شهبة: سنة (667 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 149

و غير ذلك، و لم يكن له خبرة بالحديث.

درّس بالمدرسة الحسامية، و أفتي، و أقرأ «الحاوي» مرات عديدة، وله عليه حواش.

أخذ عنه جماعة، منهم: برهان الدين إبراهيم بن لاجين الرشيدي، و ناظر الجيش محب الدين محمد بن يوسف بن أحمد، و شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن المعروف بابن النقيب.

و صنّف كتباً، منها: مبسوط الاحكام، الكافي في علوم الحديث، القسطاط المستقيم في الحديث الصحيح القويم.

توفّي بالقاهرة- سنة ست و أربعين و سبعمائة.

2770 ابن طاوس «1»

(647- 711 ه) علي بن علي بن

موسي بن جعفر ابن طاوس الحسني، السيد رضي الدين أبو القاسم الحلي، المسمّي باسم أبيه و المكنّي بكنيته و الملقّب بلقبه، و هو من أسرة عُرفت بالعلم و الفقه و الزهد.

ولد في النجف سنة سبع و أربعين و ستمائة.

______________________________

(1) مجمع الآداب في معجم الالقاب 5- 182 برقم 4892، و ضمن التراجم (975، 1194، 1477، 2241، 2790، 3067)، رياض العلماء 4- 161، الكني و الالقاب 1- 342، طبقات أعلام الشيعة 3- 107) القرن السابع).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 150

و روي عن والده الفقيه المحدّث رضي الدين علي (المتوفّي 664 ه)، و له منه إجازة.

و ولي نقابة الطالبيين بعد وفاة أخيه جلال الدين محمد سنة ثمانين و ستمائة.

و سار سنة (704 ه) في وفد من العلماء و الفقهاء و الوجهاء إلي معسكر السلطان أولجايتو محمد خدابنده بأذربيجان.

و اشتهر ذكره، و قصده العلماء.

و كان رفيع القدر، وجيهاً، سخيّا، عابداً.

صنّف كتاب «زوائد الفوائد» في الادعية، وُصف فيه بالامام العالم المحقّق، بقية نقباء الطالبيين، مفخر أمراء الحاج و المحرمين «1» قال ابن الفوطي في ترجمة عفيف الدين «2» فرج بن حزقيل اليعقوبي الشاعر: كان يتردد إلي النقيب] صاحب الترجمة [و يسأله عن أشياء تتعلق بالاصول.

توفّي ابن طاوس في- شهر رمضان سنة إحدي عشرة و سبعمائة، و حُمل إلي مشهد الامام علي عليه السَّلام بالنجف.

______________________________

(1) الذي دعانا إلي ترجمة (علي بن علي) في موسوعتنا هذه، هو إطلاق هذه الاوصاف عليه، و تولّيه النقابة، وقد ذكر الماوردي في «الاحكام السلطانية «: 96 97، الباب الثامن: أنّه يعتبر في صحة نقابة عام النقابة أن يكون عالماً من أهل الاجتهاد، ليصح حكمه، و ينفّذ قضاؤه.

(2) مجمع الآداب في معجم الالقاب: 1- 464 برقم 739.

موسوعة

طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 151

2771 تاج الدين القزويني «1»

(..- 745 ه) علي بن أبي القاسم محمد بن أحمد، تاج الدين أبو الحسن القَزويني، القاضي الشافعي، نزيل بغداد.

ولي القضاء بالجانب الشرقي من بغداد نحو خمسين سنة.

و درّس بالمدرسة النظامية إلي أن توفّي- سنة خمس و أربعين و سبعمائة.

و كان فقيهاً، نحوياً، له نظم و نثر.

عمر له خواجا إمام الدين الافتخاري حاكم بغداد مدرسةً شرقي بغداد، و أسكنه إيّاها، و فوّض إليه تدريسها و ولاية أوقافها.

من تصانيفه: شرح «مصابيح السنّة» للبغوي، شرح «المقامات» للحريري، المحيط بفتاوي أقطار البسيط، العجاب و شرحه في النحو، الاعجاز و شرحه في النحو أيضاً، و الرغاب و شرحه في التصريف، و اللطائف، و غير ذلك.

______________________________

(1) نكت الهميان 203، هدية العارفين 1- 719، الاعلام 5- 6، معجم المؤلفين 7- 181.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 152

2772 الزرويلي «1»

(حدود 600- 719 ه) علي بن محمد بن عبد الحقّ، القاضي أبو الحسن الزرويلي المعروف بالصغير تصغيراً و تكبيراً.

كان أحد مفتيي المالكية في المغرب، مرجوعاً إليه في المسائل.

أخذ عن راشد بن أبي راشد الوليدي، و اعتمد عليه، و عن صهره أبي الحسن ابن سليمان، و ابن مطر الاعرج.

و ولّاه السلطان أبو الربيع القضاء بفأس، و كان يدرّس بجامع الاجدع فيها.

أخذ عنه: عبد العزيز الغوري، و علي بن عبد الرحمن المعروف بالطنجي، و محمد بن سليمان السطيّ، و إبراهيم بن أبي يحيي، و أبو البركات ابن الحاجّ.

و قيدت عنه تقاييد علي «تهذيب» البرادعي في اختصار «المدونة» و علي «رسالة» عبد اللّه بن أبي زيد القيرواني، وله فتاوي جمعها عنه تلاميذه، و أبرزت تأليفاً.

توفّي- سنة تسع عشرة و سبعمائة، و عمر نحو المائة و العشرين عاماً.

______________________________

(1) الديباج المذهّب 2- 119 برقم 29، شجرة النور الزكية 1- 215 برقم

757، الاعلام 4- 334، معجم المؤلفين 7- 207.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 153

2773 النِّيلي «1»

(.. كان حياً 791 ه) علي بن محمد بن عبد الحميد، نظام الدين أبو القاسم النِّيلي الحلِّي، المعروف بالنِّيلي، و بعليّ بن عبد الحميد «2» نسبة إلي جدّه.

أخذ عن جماعة من كبار الفقهاء، منهم: فخر المحقّقين محمد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 771 ه) و رضي الدين علي بن أحمد بن يحيي المزيدي (المتوفّي 757 ه)، و شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي (المتوفّي 769 ه).

و كان من علماء الامامية، فقيهاً.

و قال السيد محسن العاملي: إنّه كان مصنّفاً، أديباً، شاعراً.

روي عنه السيد حسن بن أيوب المعروف بابن نجم الدين «3» و قرأ عليه الفقيه الكبير أحمد بن محمد بن فهد الحلّي (المتوفّي 841 ه)

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 192 برقم 573، رياض العلماء 4- 92 و 209، أعيان الشيعة 8- 261 و 266، طبقات أعلام الشيعة 3، 148- 141) القرن الثامن)، و 4- 95) القرن التاسع)، الذريعة 1- 220 برقم 1157، معجم رجال الحديث 12- 70 برقم 8233.

(2) و ممن يُعرف بعلي بن عبد الحميد: علي بن عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي (وقد مضت ترجمته في هذا الجزء)، و علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النسابة النيلي الاصل النجفي المسكن، و ستأتي ترجمته في الجزء التاسع.

(3) رياض العلماء: 1- 164.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 154

كتاب «شرائع الإسلام في معرفة الحلال و الحرام» للمحقّق الحلّي، و له منه إجازة بروايته و رواية غيره من مصنفات المحقّق، و غير ذلك، و تاريخ هذه الاجازة في جمادي الآخرة سنة إحدي و تسعين و سبعمائة.

و أورد صاحب «أعيان

الشيعة» أبياتاً لعلي بن عبد الحميد النيلي في رثاء الحسين الشهيد عليه السَّلام، أوّلها:

إذا ما سطا شاهدتَ هاماً مفلّقاً و أيدٍ من الضّربِ الدِّراك تطيرُ

يخطّ بخطيّ القَنا في ظهورهم خطوطاً لها وقع السيوف سطور

إلي أن يقول:

عليكم سلام اللّه ما لاح بارقٌ و ما غرّدتْ فوق الغصونِ طيورُ

وله:

لا تنكري إن أَلِفتُ الهمَّ و الأَرقا و بتُّ من بعدهم حِلْفَ الاسي قلقا

ليت الركائب لازُمّت لبينِهِمُ و ليت ناعق يوم البَيْن لا نعقا

يا منزلًا لعبتْ أيدي الشتات به لِعبَ النحول بجسمي إذ به علقا

لم نظفر بوفاة المترجم، وقد ترجم له الطهراني في القرن الثامن من طبقاته، و استظهر بقاءه إلي القرن التاسع، فترجمه ثانية.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 155

2774 علاء الدين الباجي «1»

(631- 714 ه) علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب، علاء الدين أبو الحسن الباجي، المصري، الفقيه الشافعي.

ولد سنة إحدي و ثلاثين و ستمائة.

و تفقّه علي عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السلام السّلمي، و حضر درس تقي الدين محمد بن علي بن وهب المعروف بابن دقيق العيد.

و أقام بدمشق مدة، و سمع من أبي العباس التلمساني، و ولي وكالة بيت المال بالكرَك، و قيل: إنّه ولي القضاء بها.

ثم استوطن القاهرة، و ناب في الحكم بها.

و درّس بالمدرسة السيفية، و اشتهر بالمناظرة.

و كان عالماً بالمنطق و الأُصول و الحساب.

أخذ عنه: تقي الدين السّبكي، و أثير الدين أبو حيان، و عمر بن محمد البِلِفْيائي.

______________________________

(1) فوات الوفيات 3- 73 برقم 352، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 339 برقم 1394، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 137 برقم 263، الدرر الكامنة 3- 101 برقم 232، حسن المحاضرة 1- 471 برقم 27، كشف الظنون 1، 839- 672، شذرات الذهب 6- 36، هدية العارفين 5-

716، الاعلام 4- 334، معجم المؤلفين 7- 208.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 156

و صنّف كتباً، منها: غاية السؤل في علم الأُصول، كشف الحقائق في المنطق، الرد علي اليهود، و التحرير في اختصار «المحرر» في الفقه لعبد الكريم الرافعي.

وله كتب في الفرائض و الحساب، و مختصرات في علوم متعددة، و نظم.

و نسبت إليه مقالة فاختفي مدة، و تقشف في أواخر حياته، و توفّي- سنة أربع عشرة و سبعمائة.

2775 ابن زُهرة «1»

(حدود 675- 749 ه) علي بن أبي إبراهيم محمد «2» بن أبي الحسن علي بن أبي علي الحسن بن زُهرة ابن الحسن بن زُهرة الكبير «3» بن أبي المواهب علي، السيد علاء الدين الحسيني، الحلبي، شيخ الشيعة بها.

كان من كبار العلماء، فقيهاً، أُصولياً، متكلّماً.

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 171 برقم 510 و 200 برقم 605، رياض العلماء 3- 328 و 4- 195، لؤلؤة البحرين 201 برقم 77، أعيان الشيعة 8- 149، طبقات أعلام الشيعة 3- 133، 147، معجم رجال الحديث 11- 191 برقم 7810 و 12- 141 برقم 8418.

(2) و في «طبقات أعلام الشيعة «: 3- 133: علي بن إبراهيم بن محمد، و الصحيح ما ذكرناه.

(3) و من أعلام «آل زهرة» الشهيرة بحلب: أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الكبير (المتوفّي 585 ه)، و الحسن بن زهرة الصغير بن الحسن بن زهرة الكبير (المتوفّي 620 ه)، و محيي الدين محمد بن عبد اللّه بن علي بن زهرة الكبير (المتوفّي حدود 638 ه)، و قد مضت تراجمهم في محالّها.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 157

ولد في حدود سنة خمس و سبعين و ستمائة.

و أخذ عن الفقيه طومان بن أحمد العاملي، و قرأ عليه كتاب «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» للعلّامة

الحلّي.

و استجاز العلّامة الحلّي (المتوفّي 726 ه) فأجاز له و لولده الحسين و لَاخيه بدر الدين محمد بن أبي إبراهيم، و لولديه: أبي طالب أحمد بن بدر الدين، و أبي محمد الحسن.

و مما قاله العلّامة في الاجازة المذكورة المؤرّخة في شعبان سنة (723 ه) و هو يتحدّث عن المترجم: السيد الجليل.. نسل العترة الطاهرة، و سلالة الانجم الزاهرة، المخصوص بالنفس القدسية و الرئاسة الانسية، الجامع بين مكارم الاخلاق و طيب الاعراق، أفضل أهل عصره علي الاطلاق.

ثم ارتحل ابن زهرة إلي الحلّة في سنة خمس و ثلاثين و سبعمائة، و روي عن الفقيه عميد الدين عبد المطلب بن محمد ابن الاعرج الحسيني.

و صنّف كتباً، منها: شرح «إرشاد الاذهان»، تهذيب النفس في الجمع بين الكتب الخمس: القواعد و الشرائع و المختصر و التحرير و الإِرشاد، تهذيب السبيل إلي معرفة الحق بالدليل، غاية الاقتصاد في واجب الاعتقاد في الكلام و الفقه، و كتاب النيّة، قال الشهيد الاوّل: رأيته، و هو كتاب حسن يدلّ علي فضل مصنّفه.

توفّي علاء الدين بحلب في- ذي الحجة سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 158

2776 المهدي لدين اللّه «1»

(705- 774،- 773 ه) علي بن محمد بن علي بن منصور الحسني، اليمني، أحد أئمّة الزيدية.

ولد سنة خمس و سبعمائة.

و أخذ عن: السيد يحيي بن القاسم بن عمر بن علي العلوي الحسني، و القاضي يحيي بن محمد بن يحيي بن حنش، و أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي (المتوفّي- 773 ه)، و غيرهم.

و كان فقيهاً مجتهداً، و قال بعضهم إنّه غير مجتهد.

قام بالدعوة، فبويع سنة (750 ه)، و ملك صنعاء و صعدة و ذمار و غيرها، و دانت له البلاد، و فُلج سنة (772 ه)

فتولي ابنه محمد شئون الامامة، و تلقّب بالناصر.

أخذ عن المهدي: الهادي بن يحيي، و يحيي بن المهدي بن القاسم الحسيني، و غيرهما.

و له تصانيف و مختصرات و رسائل.

توفّي- سنة أربع و سبعين و سبعمائة، و قيل: ثلاث و سبعين.

______________________________

(1) تراجم الرجال للجنداري 25، البدر الطالع 1- 485 برقم 235، الاعلام 5- 6، معجم المؤلفين 7- 223.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 159

2777 نصير الدين الكاشي «1»

(حدود 675- 755 ه) علي بن محمد بن علي، الحكيم، المتألِّه، نصير الدين الكاشي «2» ثم الحلّي.

كان من كبار فقهاء الامامية، و من أجلّة المتكلّمين، عارفاً بالمنطق.

ولد بكاشان في حدود سنة خمس و سبعين و ستمائة، و سكن الحلّة.

و تفقّه علي مذهب الامامية، و تبحّر في علم الكلام.

و روي عن جلال الدين جعفر بن علي بن صاحب دار الصخر الحسيني.

و أقرأ، و أملي، و أفاد بالحلّة و بغداد.

تلمّذ عليه: حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الآملي، و عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن العتائقي، و وصفه في كتابه «الشهدة في شرح الزبدة» بملك الفقهاء و الحكماء و المتكلمين.

و روي عنه: تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيَّة الحسني، و جلال الدين عبد اللّه بن شرفشاه الحسيني.

و قرأ عليه محمد بن صدقة بن الحسين كتاب «مصباح الارواح» في الكلام

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 202 برقم 612، رياض العلماء 4- 236، أعيان الشيعة 8- 309، الكني و الأَلقاب 3- 253، الفوائد الرضوية 326، طبقات أعلام الشيعة 3- 149، معجم المؤلفين 7- 219.

(2) و يقال له القاشي، نسبة إلي (قاشان) معرّب (كاشان). الكني و الالقاب: 3- 253.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 160

للبيضاوي.

و صنّف كتباً، منها: النكات في مسائل امتحانية في علمي المنطق و الكلام، شرح «طوالع الانوار» لعبد

اللّه بن عمر البيضاوي، حاشية علي «تسديد القواعد في شرح تجريد «1» العقائد» لمحمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأَصفهاني، حاشية علي «تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية «2» في المنطق لقطب الدين محمد بن محمد الرازي، تعليقات علي هوامش شرح الاشارات «3» و رسالة مشتملة علي عشرين إيراداً علي تعريف الطهارة في كتاب «القواعد» للعلّامة الحلّي.

و ترجم من الفارسية إلي العربية كتاب «الزبدة» في الهيئة للخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي.

توفّي نصير الدين القاشي بالمشهد المقدس الغروي (النجف الاشرف) في- عاشر رجب سنة خمس و خمسين و سبعمائة.

______________________________

(1)» تجريد العقائد» و يقال له «تجريد الكلام» من تأليف الخواجة نصير الدين الطوسي (المتوفّي 672 ه).

(2)» الشمسية» من تأليف نجم الدين عمر بن علي القزويني المعروف بالكاتبي، تلميذ نصير الدين الطوسي.

(3)» الاشارات و التنبيهات» لابن سينا، وقد شرحه كثير من العلماء، و كتبوا علي تلك الشروح حواشي و تعليقات.

ذُكر كثير منها في «كشف الظنون» مثل شرح الفخر الرازي، و الخواجة نصير الدين الطوسي، و قطب الدين محمد بن محمد الرازي. انظر الذريعة: 2- 96 برقم 382.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 161

2778 علاء الدين ابن المنجي «1»

(673، 677- 750 ه) علي بن المنجي بن عثمان بن أسعد بن المنجي التنوخي، علاء الدين أبو الحسن الدمشقي.

فقيه حنبلي، مفتٍ، مدرّس، قاضٍ.

ولد سنة ثلاث أو سبع و سبعين و ستّمائة.

و تفقّه بأبيه و سمع منه و من الفخر ابن البخاري، و أحمد بن شيبان.

و ولي قضاء الحنابلة بعد شرف الدين ابن الحافظ سنة اثنتين و ثلاثين و سبعمائة.

قال ابن رجب: قرأت عليه جزءاً من الاحاديث التي رواها مسلم في صحيحه عن أحمد، بسماعه من محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون

بإجازته من المؤيّد.

و توفّي ابن المنجي بدمشق في- شعبان سنة خمسين و سبعمائة.

______________________________

(1) ذيل العبر 4- 155، ذيل طبقات الحنابلة 2- 447 برقم 550، البداية و النهاية 14- 244، الدرر الكامنة 3- 134 برقم 306، الدارس في تاريخ المدارس 2- 41، شذرات الذهب 6- 167.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 162

2779 ابن الشهاب الاسنائي «1»

(..- 707 ه) علي بن هبة اللّه بن أحمد بن إبراهيم، نور الدين الاسنائي، الفقيه الشافعي.

سمع الحديث من: أبي محمد الدمياطي، و تقي الدين بن دقيق العيد.

و تفقّه علي بهاء الدين القِفْطي، و جلال الدين الدِّشْناوي.

و كان يستحضر غالب «الروضة» في الفقه لمحيي الدين النووي (المتوفّي 676 ه).

قيل و هو أوّل من أدخلها قوص.

و درّس بعدة مدارس كالعزّية، و دار الحديث، و ولي الحكم.

ثم استقر بقوص يفتي و يدرّس.

قال ابن حجر: و انتهت إليه رئاسة الفتوي بقوص.

توفّي- سنة سبع و سبعمائة.

______________________________

(1) طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 368 برقم 1397، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 82 برقم 144، الدرر الكامنة 3- 136 برقم 312، حسن المحاضرة 1- 363 برقم 135.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 163

2780 الوَشَلي «1»

(..- 777 ه) علي بن يحيي بن الحسن بن راشد الوَشَلي «2» اليمني، ينتهي نسبه إلي الصحابي سلمان الفارسي.

أخذ عن السيد محمد بن عبد اللّه بن محمد الحسيني، و غيره.

و كان فقيهاً زيدياً، محقّقاً، عارفاً بالمذهب.

قال ابن زبارة الحسني: نقّح الفروع و بيّن التأويل و التعليل، ثم قال: لم يضع في كتبه شيئاً إلّا ما كان مذهباً للهادي إلي الحق يحيي بن الحسين.

و للوَشَلي كتاب الزهرة علي «اللمع» للَامير علي بن الحسين بن يحيي.

و قيل: له حاشيتان علي «اللمع» إحداهما الزهرة الكبري، و الأُخري الزهرة الصغري تسمي إحداهما اللمعة.

توفّي بصَعْدة- سنة سبع و سبعين و سبعمائة.

______________________________

(1) تراجم الرجال للجنداري 25، ملحق البدر الطالع 183، معجم المؤلفين 7- 260، مؤلفات الزيدية 2، 405- 80.

(2) في «معجم البلدان «: 5- 377: وشَل اسم جبل عظيم بناحية تهامة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 164

2781 علي بن يوسف النّيلي «1»

(.. كان حياً حدود 775 ه) علي بن يوسف بن عبد الجليل، ظهير الدين النِّيلي، الحلّي.

تلمّذ علي فخر المحقّقين محمد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي- 771 ه)، و روي عنه.

و كان من أجلّة متكلّمي الامامية و فقهائهم.

روي عنه الفقيه أحمد بن محمد بن فهد الحلّي (757 841 ه).

و صنّف كتاب منتهي السئول في شرح «الفصول» للخواجة نصير الدين الطوسي في علم الكلام.

و كتب بخطه كتاب «ثلاثة و أربعون حديثاً عن النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم» لأُستاذه فخر المحقّقين، فرغ من كتابته في ربيع الثاني سنة تسع و خمسين و سبعمائة.

______________________________

(1) رياض العلماء 4- 294، أعيان الشيعة 8- 372، طبقات أعلام الشيعة 3- 153، معجم المؤلفين 7- 266.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 165

2782 رضيِّ الدين ابن المطهَّر «1»

(635- حدود 710 ه) علي بن يوسف بن علي بن المطهّر الاسدي، رضي الدين أبو القاسم و أبو الحسن الحلّي، مصنّف «العدد القوية».

و هو أخو شيخ الامامية جمال الدين الحسن المعروف بالعلّامة الحلّي (المتوفّي 726 ه).

ولد رضي الدين سنة خمس و ثلاثين و ستمائة.

و أخذ عن: والده الفقيه سديد الدين يوسف، و الفقيه الكبير أبي القاسم جعفر بن الحسن المعروف بالمحقق الحلّي (المتوفّي 676 ه).

و روي عن بهاء الدين علي بن عيسي الاربلي (المتوفّي 692 ه).

و كان فقيهاً، عالماً، جليلًا.

قرأ عليه زين الدين علي بن الحسين بن القاسم النرسي الاسترآبادي كتاب «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقّق الحلّي، وله منه إجازتان، كتبهما رضي الدين في موضعين من الكتاب المذكور، الأُولي في سنة (699 ه)، و الثانية في سنة (703 ه).

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 211 برقم 636، رياض العلماء 4- 294، لؤلؤة البحرين 266 برقم 93، روضات

الجنات 4- 344 برقم 408، هدية العارفين 1- 716، إيضاح المكنون 2- 96، أعيان الشيعة 8- 372، الفوائد الرضوية 341، الذريعة 15- 232 برقم 1514، طبقات أعلام الشيعة 3- 154، معجم رجال الحديث 12- 240 برقم 8590، معجم المؤلفين 7- 266.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 166

و روي عنه: ابن أخيه فخر المحقّقين محمد بن العلّامة، و ابن أُخته السيد عميد الدين عبد المطلب بن محمد ابن الاعرج الحسيني، و ولده قوام الدين محمد ابن علي.

و صنّف كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية في الادعية و الوظائف.

توفّي في- حدود سنة عشر و سبعمائة.

قال الطهراني في «طبقات أعلام الشيعة» و في «الذريعة»: إنّ المترجم توفّي في حياة أبيه.

أقول: و هذا ليس بصحيح، فإنّه عاش بعد أبيه سنين طويلة (وقد بقي أبوه كما قال الطهراني نفسه إلي حدود سنة 665 ه («1» و لعله أراد أنّ المترجم توفّي في حياة أخيه (العلّامة الحلّي).

2783 ابن العجمي «2»

(704- 777 ه) عمر بن إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، كمال الدين أبو الفضل الحلبي، ابن العجمي، الفقيه الشافعي، الأُصولي.

ولد سنة أربع و سبعمائة بحلب.

______________________________

(1) طبقات أعلام الشيعة: 3- 209) القرن السابع).

(2) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 108 برقم 651، إنباء الغمر بأبناء العمر 1- 175، الدرر الكامنة 3- 147 برقم 346، شذرات الذهب 6- 253، معجم المؤلفين 7- 271.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 167

و أخذ عن: الشرف البارزي بحماة، و فخر الدين ابن خطيب جبرين و لازمه و أخذ منه إجازةً بالافتاء، و البرهان الفزاري بدمشق، و شمس الدين الأَصبهاني بمصر.

و من شيوخه أيضاً: الحجّار، و أحمد بن إدريس بن مزيز، و ابن شحنة، و الذهبي، و البِرزالي، و المزّي.

و أفتي، و

درّس بالرواحية و الظاهرية و الشرقية، حتي انتهت إليه رئاسة الفتوي بحلب مع الشهاب الاذرعي.

و توفّي في- ربيع الاوّل سنة سبع و سبعين و سبعمائة.

2784 الغَزْنَوي «1»

(704- 773 ه) عمر بن إسحاق بن أحمد الغَزْنَوي، سراج الدين أبو حفص الهندي، قاضي الحنفيّة بالقاهرة.

ولد سنة أربع و سبعمائة.

و تفقّه ببلاده علي الوجيه الرازي، و السراج الثقفي، و الزين البداوني، و غيرهم

______________________________

(1) الدرر الكامنة 3- 154 برقم 366، النجوم الزاهرة 11- 120، مفتاح السعادة 2- 58 (علم أُصول الفقه)، كشف الظنون 1، 448، 570- 236، شذرات الذهب 6- 228، البدر الطالع 1- 505 برقم 253، هدية العارفين 5- 790، إيضاح المكنون 4، 416، 590- 96، الاعلام 5- 42، معجم المؤلفين 7- 276.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 168

من علماء الهند.

و حجّ فسمع من خضر شيخ رباط السدرة، و قدم القاهرة قبل سنة (740 ه) فسمع من أحمد بن منصور الجوهري و غيره.

و تخرّج بالشمس الأَصبهاني و ابن التركماني، و ولي القضاء بالقاهرة سنة (769 ه)، و درّس التفسير بالجامع الطولوني.

و كان فقيهاً، أُصولياً، منطقيّاً، صوفيّا.

سمع منه الصدر الياسوفي، و غيره.

و صنّف كتباً، منها: شرح «المغني» في أُصول الفقه للخبّازي، شرح «البديع» لابن الساعاتي، التوشيح في شرح «الهداية» و لم يكمله، الشامل في الفقه، زبدة الاحكام في اختلاف الأَئمّة، شرح «الزيادات» شرح «عقيدة الطحاوي» (مطبوع)، و الغرّة المنيفة في ترجيح مذهب أبي حنيفة (مطبوع).

توفّي في- رجب سنة ثلاث و سبعين و سبعمائة.

2785 البِلِفْيائي «1»

(حدود 681- 749 ه)

______________________________

(1) طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 372 برقم 1401، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 140 برقم 270، الدرر الكامنة 3- 186 برقم 447، حسن المحاضرة 1- 368 برقم 165، معجم المؤلفين 7- 312.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 169

عمر بن محمد بن عبد الحكم (عبد الحاكم) بن عبد الرزّاق، زين الدين أبو حفص البلفيائي «1» المصري.

ولد سنة إحدي و ثمانين و ستمائة

تقريباً.

و سمع من: الأَبَرْقوهي، و الدِّمياطي، و ابن القيّم.

و تفقّه علي العَلَم العراقي، و أخذ عن علاء الدين علي بن محمد الباجي، و غيره.

و نبغ في فقه الشافعية و الفتوي و الأُصول.

و استنابه عزّ الدين ابن جماعة علي القضاء بالبَهْنَسا، ثم ولي قضاء حلب، و عُزل، فدرّس بالنورية بحمص مدة، ثم ولي قضاء صَفَد، فمكث قليلًا و مات بها.

تفقّه عليه تاج الدين السبكي.

و شرح «مختصر التبريزي»، و «الوسيط» و لم يتمّه.

توفّي بالطاعون- سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

2786 ابن الوردي «2»

(691- 749 ه) عمر بن مظفر بن عمر بن محمد القرشي البكري، زين الدين أبو حفص المعرّي، الشافعي، المعروف بابن الوردي.

______________________________

(1) نسبة إلي بِلِفْياء: بلدة من إقليم بَهْنَسا بصعيد مصر.

انظر طبقات الشافعية للِاسنوي: 1- 140.

(2) فوات الوفيات 3- 157 برقم 383، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 373 برقم 1402، الدرر الكامنة 3- 195 برقم 472، بغية الوعاة 2- 226 برقم 1857، الاعلام 5- 67، تاريخ الادب العربي لعمر فرّوخ 3- 766، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 5- 7 برقم 351.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 170

كان فقيهاً، أديباً، شاعراً، مؤرّخاً.

ولد في معرّة النعمان سنة إحدي و تسعين و ستمائة.

و تفقّه بحماة علي القاضي شرف الدين هبة اللّه بن عبد الرحيم ابن البارِزي.

و أخذ بحلب عن الفخر خطيب جبرين، و ناب في الحكم بها.

و ولي قضاء مَنْبِج، ثم تركه.

حدّث عنه أبو اليسر بن الصائغ الدمشقي.

و صنّف من الكتب: البهجة (مطبوع) في نظم «الحاوي الصغير» في الفقه، شرح ألفية ابن مالك، منطق الطير في التصوّف نظماً، تذكرة الغريب في النحو نظماً، اللباب في الاعراب، المسائل المذهبة في المسائل الملقبة في الفرائض، مقامات (مطبوع)، ألفية (مطبوع) في تعبير الرؤيا، تتمة «المختصر

في أخبار البشر» لَابي الفداء (مطبوع)، و ديوان شعر (مطبوع)، و غير ذلك.

و اشتهر ابن الوردي بقصيدته اللامية، و هي قصيدة حكمية تبلغ (77) بيتاً، منها:

اعتزل ذِكرَ الاغاني و الغَزَلْ و قُل الفَصْلَ و جانبْ مَن هَزَلْ

وَ دَعِ الذكري لَايام الصِّبا فلأيَّام الصّبا نجم أفَلْ

و اهجُر الخمرةَ إن كنتَ فتيً كيف يسعي في جنونٍ مَن عَقَلْ

و اتّقِ اللّه، فتقوي اللّه ما جاوَرتْ قلبَ امرئٍ إلّا وَصَلْ

ليس مَن يَقْطَعُ طُرْقاً بطَلًا إنّما مَن يتّقي اللّه البَطَلْ

و منها:

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 171

اطلب العلم و لا تكسل، فما أَبْعَدَ الخيرَ علي أهلِ الكسل

لا تَقُلْ قد ذهبتْ أربابُهُ كلُّ من سار علي الدَّربِ وصل

توفّي- سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

2787 عيسي بن عثمان الغزّي «1»

(قبل 740- 799 ه) عيسي بن عثمان بن عيسي الغزّي، شرف الدين أبو الروح الدمشقي، أحد كبار فقهاء الشافعية.

قدم دمشق سنة (759 ه)، و أخذ الفقه عن: شمس الدين ابن قاضي شهبة، و عماد الدين إسماعيل بن خليفة الحُسباني، و شمس الدين محمد بن خلف الغزي، و علاء الدين حجّي بن موسي، و تاج الدين السبكي.

و رحل إلي صدر الدين الخابوري بطرابلس فأذن له في الافتاء، و إلي جمال الدين الاسنوي بمصر، و أخذ عنه.

و تصدر بالجامع الأُموي بدمشق، و أفتي، و درّس بالمدرسة السرورية، و الرواحية، و ناب في الحكم عن سري الدين و غيره.

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 159 برقم 692، الدرر الكامنة 3- 205 برقم 499، إنباء الغمر بأبناء العمر 3- 355، الدارس في تاريخ المدارس 1- 273، كشف الظنون 1- 618 و..، شذرات الذهب 6- 360، البدر الطالع 1- 515 برقم 351، إيضاح المكنون 1- 50، هدية العارفين 1- 809، الاعلام 5- 105،

معجم المؤلفين 8- 28.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 172

و صنّف من الكتب: شرح «المنهاج» في الفقه للنووي، مختصر «الروضة» في الفقه للنووي، مختصر «المهمّات» لجمال الدين الاسنوي، تلخيص زيادات «الكفاية» علي الرافعي، أدب الحكام في سلوك طرق الاحكام، و الجواهر و الدرر في الفقه.

و توفّي- سنة تسع و تسعين و سبعمائة في رمضان عن ستين سنة تقريباً.

2788 شرف الدين الزَّواوي «1»

(664- 743 ه) عيسي بن مسعود بن منصور بن يحيي الحِمْيري، القاضي شرف الدين أبو الروح الزَّواوي، المالكي.

قال ابن فرحون: انتهت إليه رئاسة الفتوي في المذهب بمصر و الشام.

ولد سنة أربع و ستين و ستمائة بزواوة (من المغرب).

و تفقّه ببجاية علي يعقوب الزواوي، و تفقّه بالاسكندرية، ثم رجع إلي قابس (فاس) فتولّي القضاء بها، و انتقل إلي مصر فدرّس بالجامع الازهر.

و دخل دمشق سنة (707 ه)، فناب عن جمال الدين المالكي في الحكم، و درّس بالجامع الأُموي، ثم عاد إلي القاهرة و ناب عن ابن مخلوف في الحكم ثم عن

______________________________

(1) الدرر الكامنة 3- 210 برقم 510، كشف الظنون 1- 558، البدر الطالع 1- 519 برقم 354، إيضاح المكنون 1- 351، هدية العارفين 1- 809، شجرة النور الزكية 219 برقم 773، الاعلام 5- 109، معجم المطبوعات العربية 1- 981، معجم المؤلفين 8- 33.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 173

تقي الدين الاخنائي، و ولي تدريس المالكية بالزاوية التي بمصر، و أعرض عن الحكم.

و أقبل علي التصنيف، فشرَح مجموعة من الكتب، منها: «صحيح مسلم» و سمّاه إكمال الاكمال، «جامع الأُمهات» في الفقه لابن الحاجب، و «المختصر» لابن يونس.

وله كتاب في الوثائق، و آخر في المناسك، و ثالث في مناقب مالك (مطبوع).

و ردّ علي ابن تيميّة في مسألة الطلاق، و شرع في جمع

تاريخ.

و توفّي في- رجب سنة ثلاث و أربعين و سبعمائة.

2789 بدر الدين ابن جماعة «1»

(639- 733 ه) محمد بن إبراهيم بن سعد اللّه بن جماعة، القاضي بدر الدين أبو عبد اللّه الكناني، الحموي، الشافعي.

ولد بحماة سنة تسع و ثلاثين و ستمائة.

و سمع من: ابن أبي اليسر، و ابن عبدٍ، و ابن الازرق، و النجيب، و ابن العلاق،

______________________________

(1) ذيل تذكرة الحفّاظ 107، الوافي بالوفيات 2- 18 برقم 268، فوات الوفيات 3- 297 برقم 430، مرآة الجنان 4- 278، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 139 برقم 1311، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 186 برقم 352، الدرر الكامنة 3- 280 برقم 746، النجوم الزاهرة 9- 298، طبقات المفسرين للداودي 2- 53 برقم 422، كشف الظنون 1- 839، شذرات الذهب 6- 105، إيضاح المكنون 1، 229، 231- 155، الاعلام 5- 297، معجم المؤلفين 8- 201.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 174

و المعين الدمشقي، و الرشيد العطّار، و المجد ابن دقيق العيد، و غيرهم.

و قرأ النحو علي ابن مالك الطائي.

و تفقّه، و شارك في عدّة علوم كالحديث و التفسير و الأُصول، و أفتي، و درّس بالصالحية و الناصرية و الكاملية و القيمرية.

و ولي الخطابة و القضاء بالقدس، ثم القضاء بمصر، فقضاء دمشق و خطابتها، ثم أعيد إلي قضاء مصر، فاستمر إلي أن عُمي، فعُزل سنة (727 ه)، و توفّي في- جمادي الآخرة سنة ثلاث و ثلاثين و سبعمائة.

هذا، و للقاضي ابن جماعة عدة تصانيف، منها: كشف المعاني في المتشابه و المثاني، تحرير الاحكام في تدبير أهل الإسلام، المنهل الروي في الحديث النبويّ، مختصر في السيرة النبويّة، تذكرة السامع و المتكلّم في آداب العالم و المتعلم (مطبوع)، و أراجيز في قضاة مصر، و قضاة دمشق، و غيرها.

و

من شعره:

أحنُّ إلي زيارة حيِّ ليلي و عهدي من زيارتها قريبُ

و كنت أضنّ العهد يطفي لهيب الشوق فازداد اللّهيبُ

2790 المُنَاوي «1»

(655- 746 ه) محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، القاضي ضياء الدين المُناوي المصري.

______________________________

(1) طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 258 برقم 1150، الدرر الكامنة 3- 285 برقم 755، كشف الظنون 1- 491، شذرات الذهب 6- 150، إيضاح المكنون 2- 490، الاعلام 5- 298، معجم المؤلفين 8- 206.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 175

ولد سنة خمس و خمسين و ستمائة في مُنية القائد بمصر.

و اشتغل بالفقه علي المذهب الشافعي آخذاً إياه من ابن رفعة، و الأُصول من الأَصبهاني، و القرافي، و النحو من بهاء الدين ابن النحاس، و لازم مجلس الوعظ عند إبراهيم الجَعْبري.

و حدّث عن: محمد بن يوسف الدلاصي، و الحسن بن علي الصيرفي.

و تولّي وكالة بيت المال، و ناب في الحكم بالقاهرة، و ولي قضاء الغربية.

و درّس بقبّة الشافعي، و المدرسة الفاضلية، و الصيرمية.

و صنّف من الكتب: الواضح النبيه في شرح «التنبيه» لَابي إسحاق الشيرازي، و الطبقات الكبري.

و توفّي- في رمضان سنة ست و أربعين و سبعمائة.

2791 ابن قيم الجوزيّة «1»

(691- 751 ه) محمد بن أبي بكر بن أيّوب بن سعد بن حريز الزُّرعي الدمشقي، شمس الدين أبو عبد اللّه ابن قيّم الجوزيّة.

______________________________

(1) العبر 4- 155، ذيل طبقات الحنابلة 4- 447 برقم 551، الوافي بالوفيات 2- 270 برقم 692، البداية و النهاية 14- 246، الدرر الكامنة 3- 400 برقم 1067، النجوم الزاهرة 10- 249، الدارس في تاريخ المدارس 2- 90، بغية الوعاة 1- 62 برقم 111، كشف الظنون 1- 89 و..، شذرات الذهب 6- 168، البدر الطالع 2- 143 برقم 423، روضات الجنات 8- 94 برقم 697، إيضاح المكنون 1- 271 و..، هدية العارفين 2- 158، الاعلام 6- 56، معجم المؤلفين 9- 106.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 176

كان فقيهاً

حنبلياً، أُصوليّاً، مفسّراً، نحويّا.

ولد سنة إحدي و تسعين و ستمائة، و تفقّه علي تقي الدين ابن تيميّة و لازمه و حبس معه بسبب فتاواه حول إنكار زيارة النبي و مسألة الطلاق و غيرهما، و أُهين و طيف به علي جَمَلٍ مضروباً بالدرّة، و لم يفرج عنه إلّا بعد موت شيخه ابن تيميّة.

قال ابن حجر: غلب عليه حبّ ابن تيميّة حتي كان لا يخرج عن شي ء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ذلك، و هو الذي هذّب كتبه و نشر علمه.

أقول: و هل يصحّ بعد ذلك إطلاق لفظ (المجتهد المطلق) عليه كما فعلت بعض كتب التراجم؟! و كيف كان، فقد أخذ الفقه عن المجد إسماعيل الحرّاني، و الفرائض عن أبيه، و العربية عن: ابن أبي الفتح و المجد التونسي، و الأُصول عن الصفي الهندي، و أفتي و درّس بالصدريّة و أمَّ بالجوزية، و برع في مذهبه.

و ممّن سمع منهم: الشهاب النابلسي العابر، و القاضي تقي الدين سليمان، و فاطمة بنت جوهر، و عيسي المطعم، و بدر الدين ابن جماعة، و ابن عبد الدائم، و غيرهم.

و كتبه كثيرة، فمنها: الطرق الحكمية في السياسة الشرعية (مطبوع)، إعلام الموقعين (مطبوع)، شفاء العليل في مسائل القضاء و القدر و الحكمة و التعليل (مطبوع)، أحكام أهل الذمة (مطبوع)، شرح الشروط العمرية (مطبوع)، مفتاح دار السعادة (مطبوع)، أخبار النساء (مطبوع)، تفسير المعوذتين (مطبوع)، الروح (مطبوع)، روضة المحبّين (مطبوع)، التبيان في أقسام القرآن (مطبوع)،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 177

و الكافية الشافية «1») مطبوع) و هي منظومة نونية في العقائد.

و يري الشيخ محمد زاهد الكوثري أنّ ابن القيّم ممن لم يكن له علم بالرجال و لا بنقد الحديث، و أنّه يأخذ في أبحاثه

الحديثية عن كتب الآخرين و يختزلها «2».

توفّي ابن قيم الجوزية في- رجب سنة إحدي و خمسين و سبعمائة.

2792 ابن أبي الفتح البَعْلي «3»

(644، 645- 709 ه) محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل، شمس الدين أبو عبد اللّه البعلي، الفقيه الحنبلي، اللغوي، النحوي.

ولد ببعلبك سنة أربع أو خمس و أربعين و ستّمائة، و سمع بها من محمد بن أحمد اليونيني.

و رحل إلي دمشق، فسمع بها من: إبراهيم بن خليل، و محمد بن عبد الهادي، و ابن عبد الدائم، و عمر الكرماني، و العزّ حسن ابن المُهير، و ابن أبي اليسر.

______________________________

(1) وقد ألّف تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي (المتوفّي 756 ه) كتاباً في الردّ عليها سمّاها: السيف الصقيل في الردّ علي ابن زفيل.

(2) و ممّا قاله الكوثري: إنّه لو لا محلّي ابن حزم و إحكامه و مصنّف ابن أبي شيبة و تمهيد ابن عبد البر لما تمكّن من مغالطاته و تهويلاته في «إعلام الموقعين».

انظر: السيف الصقيل و تكملته ص: 8 7

(3) ذيل العبر 4- 21، ذيل طبقات الحنابلة 2- 356 برقم 469، الوافي بالوفيات 4- 316 برقم 1861، الدرر الكامنة 4- 140 برقم 369، بغية الوعاة 1- 207 برقم 365، شذرات الذهب 6- 20، الاعلام 6- 326.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 178

و تفقّه علي ابن أبي عمر، و قرأ العربية علي ابن مالك.

و درَّس و أمَّ بجامع دمشق، و أعاد بالمدرسة الحنبلية، و أفتي، و حدّث بدمشق و مصر و طرابلس و بعلبك.

و صنّف: المطلع «1» علي أبواب «المقنع» مطبوع، شرح «ألفية ابن مالك»، شرح «الرعاية» في فروع الحنبلية لابن حمدان الحراني، و الفاخر في شرح «الجمل ««2» في النحو لعبد القاهر الجرجاني.

توفّي بالقاهرة في- المحرم سنة تسع

و سبعمائة.

2793 ابن القمّاح «3»

(656- 741 ه) محمد بن أحمد بن إبراهيم بن حيدرة القرشي، شمس الدين أبو عبد اللّه المصري المعروف بابن القمّاح، الشافعي.

ولد سنة ست و خمسين و ستمائة.

و سمع من: إبراهيم بن عمر بن مضر، و نجيب الدين عبد اللطيف

______________________________

(1) و هو في ألفاظ و أعلام «المقنع» في فروع الحنبلية لعبد اللّه بن قدامة الحنبلي.

(2) و يقال له الجرجانية أيضاً:

(3) الوافي بالوفيات 2- 150 برقم 512، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 92 برقم 1303، طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 173 برقم 972، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 51 برقم 612، الدرر الكامنة 3- 303 برقم 815، شذرات الذهب 6- 131، الاعلام 5- 325، معجم المؤلفين 8- 225.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 179

و أخيه عز الدين عبد العزيز ابني عبد المنعم بن علي الحرّاني، و محمد بن الحسين بن رزين، و إسماعيل بن عبد القوي بن عزّون، و غيرهم.

و تفقّه علي ظهير الدين جعفر بن يحيي التزمنتي.

و أفتي و درّس بقبّة الشافعي و أعاد بالجامع الطولوني.

و ناب في الحكم بجامع الصالح، و نُسب إلي التساهل.

قرأ عليه محمد بن رافع بن هجرس السلامي قطعة من «المنهاج» للنووي.

و صنّف كتاباً في تفسير القرآن، و اختصر كتباً في الفقه.

توفّي- سنة إحدي و أربعين و سبعمائة.

2794 ابن أبي المعالي الموسوي «1»

(..- 769 ه) محمد بن أحمد بن أبي المعالي بن جعفر «2» بن علي، السيد شمس الدين أبو عبد اللّه الحسيني الموسوي.

أخذ عن خاله محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا العلوي البغدادي، و قرأ عليه عدّة كتب، منها: «نهج البلاغة» من كلام الامام علي عليه السَّلام، و «غريب

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 235 برقم 701، بحار الانوار 104 177- 152 الاجازات 11، 12، 13،

14، 15، 16، رياض العلماء 5- 18، أعيان الشيعة 9- 71، طبقات أعلام الشيعة 3- 177، معجم رجال الحديث 14- 315 برقم 10068.

(2) كذا في «بحار الانوار»، و في «طبقات أعلام الشيعة»: بن أبي جعفر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 180

القرآن» لَابي بكر بن محمد «1» بن عُزير (عزيز) السجستاني، و «أسرار العربية» لَابي بكر الانباري.

و روي عن كمال الدين علي بن الحسين بن حمّاد الليثي، و أجاز له تاج الدين محمد بن القاسم بن الحسين ابن مُعيّة الحسني (المتوفّي 776 ه)، و أثني عليه، و قال: الواجب أن أروي عنه.

و كان فقيهاً، مفسّراً، حافظاً، أديباً.

روي عنه الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي «2» و توفّي في- شهر رمضان سنة تسع و ستين و سبعمائة.

2795 النُّوَيْري «3»

(722- 786 ه) محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم العَقيلي «4» النُّويري «5» ثم المكيّ، أبو الفضل كمال الدين، قاضي مكّة و خطيبها.

______________________________

(1) انظر ترجمته في «سير أعلام النبلاء «: 15- 216 برقم 80.

(2) الشهيد الاوّل: الاربعون حديثاً، الحديث السادس

(3) الدرر الكامنة 3- 326 برقم 874، إنباء الغمر بأبناء العمر 2- 174، النجوم الزاهرة 11- 303، شذرات الذهب 6- 292.

(4) نسبة إلي عقيل بن أبي طالب.

(5) نسبة إلي نويرة: من قري بني سويف بمصر.

الاعلام: 1- 165 (ضمن ترجمة أحمد بن عبد الوهاب النويري).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 181

ولد بمكّة سنة اثنتين و عشرين و سبعمائة.

و سمع من: جدّه لأُمّه نجم الدين الطبري، و عيسي بن عبد اللّه الحجي، و أبي عبد اللّه الوادي آشي، و جمال الدين المطري، و الحافظ المزّي، و غيرهم بمكة و المدينة و دمشق.

و أخذ الفقه عن جماعة من فقهاء الشافعية، منهم: تقي الدين السبكي،

و التاج المراكشي.

و اشتهر في الاقطار الحجازية حتي انتهت إليه رئاسة فقهاء المذهب الشافعي هناك.

و ولي القضاء نحواً من ثلاث و عشرين سنة.

روي عنه أبو حامد بن ظهيرة و تفقّه به.

توفّي- سنة ست و ثمانين و سبعمائة.

2796 ابن عبد الهادي «1»

(704، 705- 744 ه) محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد، الفقيه الحنبلي، النحوي، شمس الدين، أبو عبد اللّه ابن قدامة المقدسي الجمّاعيلي الاصل، ثم الدمشقي، يقال له ابن عبد الهادي.

______________________________

(1) ذيل طبقات الحنابلة 2- 436 برقم 535، تذكرة الحفّاظ 4- 1508، الوافي بالوفيات 2- 161 برقم 521، الدرر الكامنة 3- 331 برقم 888، الدارس في تاريخ المدارس 2- 88، بغية الوعاة 1- 29 برقم 48، كشف الظنون 1- 158، شذرات الذهب 6- 141، البدر الطالع 2- 108، هدية العارفين 2- 151، إيضاح المكنون 1- 330، الاعلام 5- 326، معجم المؤلفين 8- 287.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 182

ولد سنة أربع و سبعمائة، و قيل: سنة خمس.

و تفقّه علي شمس الدين ابن المسلّم.

و لازم: أحمد ابن تيمية، و أبا الحجّاج المِزّي.

و سمع من: القاضي أبي الفضل سليمان بن حمزة، و أبي بكر بن عبد الدائم، و أحمد بن أبي طالب الحجّار، و زينب بنت الكمال، و محمد الزرّاد، و عدّة.

و عُني بفنون الحديث، و معرفة رجاله.

و درّس بالصدرية، و الضيائية.

و صنّف كتباً كثيرة، منها: الاحكام الكبري، المحرّر (مطبوع) في الحديث، الصارم المنكي في الردّ علي ابن السبكي (مطبوع)، تعليقة علي «السنن الكبري» للبيهقي، تعليقة علي «التسهيل» في النحو لابن مالك، العمدة في تراجم الحفّاظ، وله تعاليق و منتخبات كثيرة.

توفّي- سنة أربع و أربعين و سبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 183

2797 الشريف التِّلِمْساني «1»

(710- 771 ه) محمد بن أحمد بن علي بن يحيي الحسني، أبو عبد اللّه العَلْويني «2» المعروف بالشريف التلمساني.

كان من كبار فقهاء المالكية بالمغرب، عالماً بالمعقول و المنقول.

ولد سنة عشر و سبعمائة، و نشأ بتِلِمْسان.

و أخذ عن: الابلّي، و القاضي التميمي، و ابن زيتون،

و السطيّ، و القاضي علي بن الرماح، و غيرهم.

و رحل إلي تونس سنة أربعين و سبعمائة، و حضر مجلس درس محمد بن عبد السلام بن يوسف الهواري التونسي، و عارضه ثم وقعت بينهما مذاكرات علمية، و أخذ كلٌّ عن الآخر.

و رحل إلي فاس مع السلطان أبي عنان، ثم نكبه أبو عنان و اعتقله شهراً، و أقصاه ثم دعاه مرّة أُخري و قرّبه.

و لما استولي أبو حمو موسي بن يوسف علي تلمسان، دعاه إليها و زوّجه ابنته، و بني له مدرسة فأقام يدرّس فيها إلي أن توفّي في ذي الحجّة سنة إحدي و سبعين و سبعمائة.

______________________________

(1) نيل الابتهاج 430 برقم 554، شجرة النور الزكية 1- 234 برقم 840، الاعلام 5- 327، معجم المؤلفين 8- 301.

(2) نسبة إلي العَلْوين: قرية من أعمال تِلِمْسان.

الاعلام: 5- 327.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 184

أخذ عنه: ابناه عبد اللّه و عبد الرحمن، و الشاطبي، و ابن زمرك، و إبراهيم الشقري، و ابن خلدون، و ابن السكّاك، و إبراهيم المصمودي، و آخرون.

و صنّف: مفتاح الوصول إلي بناء الفروع و الأُصول (مطبوع)، و شرح «جمل الخونجي»، و كتاباً في القضاء و القدر.

2798 ابن جُزَيّ «1»

(693- 741 ه) محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه الكلبي، أبو القاسم الغرناطي، المالكي، المعروف بابن جُزَيّ.

ولد سنة ثلاث و تسعين و ستّمائة.

و قرأ علي: أبي جعفر ابن الزبير، و أبي الحسن بن شمعون، و ابن الكماد، و لازم أبا عبد اللّه بن رشيد.

و روي عن: ابن برطال، و ابن أبي الاحوص، و أبي عبد اللّه الطنجالي، و ابن الشاط و كان فقيهاً، مشاركاً في الأُصول و اللغة و غيرهما.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 3- 356 برقم 943، طبقات المفسرين 2- 85

برقم 447، نفح الطيب 5- 514 برقم 26، إيضاح المكنون 1، 144- 47، نيل الابتهاج 398 برقم 525، شجرة النور الزكية 1- 213 برقم 746، الاعلام 5- 325، معجم المؤلفين 9- 11.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 185

روي عنه: أبناؤه محمد و أحمد و عبد اللّه، و لسان الدين ابن الخطيب، و إبراهيم الخزرجي.

و صنّف: الانوار السنيّة في الالفاظ السنيّة (مطبوع)، القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية (مطبوع)، التسهيل لعلوم التنزيل (مطبوع)، البارع في قراءة نافع، وسيلة المسلم في تهذيب «صحيح» مسلم، و تقريب الوصول إلي علم الأُصول.

قتل، و قيل فُقد في واقعة طريف- سنة إحدي و أربعين و سبعمائة.

2799 ابن إدريس اليماني «1»

(..- 736 ه) محمد بن إدريس بن علي بن عبد اللّه بن الحسن الحمزي، اليماني، المشهور بابن إدريس.

كان فقيهاً زيدياً، عالماً بالتفسير، شاعراً.

أخذ عن محمد بن المطهر بن يحيي بن المرتضي الملقب بالمهدي (المتوفّي- 728 ه)، و أخذ عنه جماعة منهم يوسف الاكوع صاحب «الحفيظ».

و صنّف كتباً، منها: الاكسير الابريز في تفسير القرآن العزيز، التيسير في التفسير،

______________________________

(1) البدر الطالع 2- 126 برقم 413، إيضاح المكنون 4- 687، هدية العارفين 2- 147، معجم مؤلفات الزيدية 1، 253، 347- 146، و 2، 210- 206، و 3، 157- 134 و غيرها، معجم المؤلفين 9- 34.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 186

النهج القويم في تفسير القرآن الكريم فرغ منه سنة (734 ه)، شفاء غلّة الصادي في فقه الامام الهادي، النور الممطور في فقه الامام المنصور، الهادي المتتبع في شرح «اللمع»، الحسام المرهف في تفسير غريب المصحف، التحرير، و شفاء الارواح.

توفّي- سنة ست و ثلاثين و سبعمائة «1» و كان أبوه إدريس «2» وجده علي «3» من الأُمراء باليمن، وقد رُشّح أبوه

لِامامة الزيدية، و كان أديباً مؤرّخاً.

2800 الهرقلي «4»

(.. كان حياً 707 ه) محمد بن إسماعيل بن الحسين بن الحسن بن علي الهرقلي، العالم الامامي.

اعتني بالفقه، و استنسخ بخطّه عدّة كتب فيه، و اشتغل بها علي فقهاء عصره.

قرأ علي المحقّق جعفر «5» بن الحسن الحلّي كتابه «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام»، فكتب له إجازة في 18 ذي الحجة (يوم غدير خمّ) سنة (671 ه).

______________________________

(1) كذا جاءت وفاته في «مؤلفات الزيدية» للسيد أحمد الحسيني.

و فيه أنّ المترجم فرغ من «النهج القويم» سنة (734 ه)، فإن صحّ هذا فقد وَهِم من أرّخ وفاته في عشر الثلاثين.

(2) الاعلام: 1- 280.

(3) الاعلام: 4- 305.

(4) أمل الآمل 2- 245 برقم 721، رياض العلماء 5- 34، طبقات أعلام الشيعة 3- 179.

(5) المتوفّي (676 ه)، وقد مضت ترجمته في الجزء السابع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 187

و قرأ علي العلّامة الحسن «1» بن يوسف ابن المطهّر الحلّي الجزء الاوّل من كتابه «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام»، و كتابه «مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ««2» و كتاب «النهاية في مجرّد الفقه و الفتاوي» لَابي جعفر الطوسي (المتوفّي 460 ه).

لم نظفر بوفاته، وقد أجاز له العلّامة الحلّي في ربيع الاوّل سنة (707 ه).

2801 الزَّرْكَشي «3»

(745- 794 ه) محمد بن بهادُر بن عبد اللّه التركي الاصل، المصري، بدر الدين أبو عبد اللّه الزركشي، الفقيه الشافعي، الأُصولي.

ولد سنة خمس و أربعين و سبعمائة.

و أخذ الفقه عن: جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الاسنوي، و سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني.

______________________________

(1) المتوفّي (726 ه)، وقد مضت ترجمته في هذا الجزء.

(2) أو أنّ المترجم قرأ هذا الكتاب علي فخر الدين محمد بن العلّامة.

(3) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 167 برقم 700، الدرر الكامنة

3- 397 برقم 1059، إنباء الغمر بأبناء العمر 3- 138، النجوم الزاهرة 12- 134، طبقات الشافعية لابن هداية اللّه 241، كشف الظنون 1- 125، شذرات الذهب 6- 335، الاعلام 6- 60، معجم المؤلفين 10- 205.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 188

و سمع الحديث من مغلطاي بن قليج.

و ارتحل إلي دمشق فسمع من ابن كثير، ثم توجّه إلي حلب فأخذ عن شهاب الدين أحمد بن حمدان الاذرَعي.

و درّس، و أفتي، و ولي مشيخة (الخانقاه) الكريمية بمصر.

و صنّف كتباً، منها: إعلام الساجد بأحكام المساجد (مطبوع)، البحر المحيط في أُصول الفقه، لقطة العجلان (مطبوع) في أُصول الفقه، البرهان في علوم القرآن (مطبوع في أربعة أجزاء («1» الاجابة لِايراد ما استدركته عائشة علي الصحابة، الفوائد المنثورة في الاحاديث المشهورة، الديباج في توضيح «المنهاج» في الفقه للنووي، شرح «الاربعين» للنووي، و ربيع الغزلان في الادب.

توفّي- سنة أربع و تسعين و سبعمائة.

2802 السلجوقي «2»

(.. كان حياً 704 ه) محمد بن الحسن بن أبي لاجك، عماد الدين أبو الفضل السلجوقي، النّيلي ثم البغدادي.

______________________________

(1) و هو من أحسن آثاره، وقد اعتمد عليه السيوطي عند تأليف كتابه «الاتقان في علوم القرآن» بل يُعتبر أصلًا له.

(2) مجمع الآداب في معجم الالقاب 2- 137 برقم 1194، أعيان الشيعة 9- 148، معجم المؤلفين 9- 181.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 189

كان من أكابر الفقهاء و أعيان الأُدباء، ذا معرفة تامة بفقه الشيعة.

استوطن بغداد، و قرأ الفقه، و كتب الكثير.

و أخذ عن فخر الدين يوسف بن سعد الدين الصوفي.

و صنّف كتباً فقهية و أدبية.

و صحب النقيب رضي الدين علي بن علي ابن طاوس الحسني، و توجه معه في سنة (704 ه) إلي السلطان محمد أولجايتو خدابنده بن أرغون في أذربيجان.

و للمترجم

شعر، سمعه منه ابن الفوطي، و أورد أبياتاً منه في كتابه «مجمع الآداب في معجم الالقاب».

2803 ابن أبي الرضا العلوي «1»

(..- حدود 735 ه) محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا، السيد صفي الدين العلوي، البغدادي.

أخذ عن الفقيه الكبير نجيب الدين يحيي بن أحمد ابن سعيد الحلّي (المتوفّي- 689 أو- 690 ه)، و روي عنه، و عن: كمال الدين ميثم بن علي البحراني،

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 254 برقم 753، بحار الانوار 104 177- 152 الاجازات 11، 12، 13، 14، 15، 16، رياض العلماء 5- 53، أعيان الشيعة 9- 158، طبقات أعلام الشيعة 3- 183، الفوائد الرضوية 477، الذريعة 1- 234 برقم 1229 و 4- 450 برقم 2009، الغدير للَاميني 5- 441، معجم رجال الحديث 15- 205 برقم 10460.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 190

و أبيه الحسن، و السيد عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي.

و كان فقيهاً، أديباً، شاعراً.

روي عنه: تاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني (المتوفّي 776 ه)، و ابن أُخته محمد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي (المتوفّي 769 ه) و قرأ عليه كتباً عديدة في سنة ثلاثين و سبعمائة.

و قرأ عليه مهدي بن محمد المطارآبادي كتاب «الفصيح» لثعلب «1» و قال الحر العاملي: يروي عنه الشهيد [يعني محمد بن مكي العاملي].

أقول: و هذا سهو منه رحمه اللّه تعالي، فإنّ الشهيد الاوّل (734 786 ه) في طبقة تلامذة تلامذة المترجَم، فهو يروي عن تاج الدين ابن معية، و عن ابن أبي المعالي الموسوي تلميذي ابن أبي الرضا العلوي.

هذا، وقد صنّف المترجم كتاب التنبيهات في شرح القصائد السبع العلويات، و هي من نظم ابن أبي الحديد المعتزلي.

وله قصيدة في رثاء الفقيه محفوظ بن وشاح الحلي (المتوفّي

690 تقريباً).

أقول: توفي في- حدود سنة خمس و ثلاثين و سبعمائة تخميناً.

______________________________

(1) تراجم الرجال للحسيني: 2- 836 برقم 1572.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 191

2804 فخر المحقّقين «1»

(682- 771 ه) محمد بن العلّامة الكبير الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر الاسدي، الفقيه المجتهد فخر الدين أبو طالب الحلّي، المشهور بفخر المحقّقين.

ولد بالحلّة في جمادي الأُولي سنة اثنتين و ثمانين و ستمائة.

و عُني به أبوه الذي ملأ الدنيا ذكرُه، و اهتمّ بتعليمه، و أحضره مجالس درسه، فسمع عليه كتابه «نهاية الاحكام في معرفة الاحكام» و قرأ عليه كتباً كثيرة.

و لاحت عليه أمارات الذكاء، و نبغ، و تبحّر في الفقه و عرف غوامضه، و برع في سائر علوم الشريعة، حتي نال رتبة الاجتهاد، و هو لا يزال في مقتبل عمره.

و أقرأ في حياة أبيه، و أجاز لجماعة، ثم تصدّر للتدريس بعد وفاته في سنة (726 ه) و خلفه في مجلسه ببلدته الحلّة، و تخرّج به جماعة.

روي عنه الفيروزآبادي «2» اللغوي و قال فيه: علامة الدنيا، بحر العلوم و طود

______________________________

(1) مجالس المؤمنين 1- 576، جامع الرواة 2- 96، أمل الآمل 2- 260 برقم 768، رياض العلماء 5- 77، روضات الجنات 6- 330 برقم 591، هدية العارفين 2، 204- 165، إيضاح المكنون 2، 180، 258، 322- 139، تنقيح المقال 3- 106 برقم 10581، أعيان الشيعة 9- 159، الكني و الأَلقاب 3- 16، الفوائد الرضوية 486، الذريعة 2- 496 برقم 1950، طبقات أعلام الشيعة 3- 185، معجم رجال الحديث 15- 253 برقم 10515، معجم المؤلفين 9- 228.

(2) هو محمد بن يعقوب بن محمد، مجد الدين الشيرازي الفيروزآبادي (729 817 ه) من أئمّة اللغة و الادب، انتقل إلي العراق و جال في مصر

و الشام.

أشهر كتبه «القاموس المحيط».

روي كما في طبقات أعلام الشيعة: 3- 185 عن فخر المحققين كتاب التكملة و الذيل و الصلة لكتاب «تاج اللغة» للحسن بن محمد الصاغاني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 192

العلي.

و قال السيد مصطفي التفريشي: وجه من وجوه هذه الطائفة و ثقاتها و فقهائها، جليل القدر.. حاله في علو قدره و سمو مرتبته و كثرة علومه أشهر من أن يُذكر.

أخذ عنه: الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي و قرأ عليه كتابه «إيضاح الفوائد»، و فخر الدين أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن المتوّج البحراني، و نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي، و السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي، و زين الدين علي بن الحسن بن أحمد بن مظاهر، و قرأ عليه «قواعد الاحكام» و «نهاية الاحكام في معرفة الاحكام» و هما من تأليف والده العلّامة.

و قرأ عليه عبد الكريم بن محمد بن علي ابن الاعرج الحسيني كتابه «تحصيل النجاة» و قرأ عليه تاج أبو سعيد بن الحسين بن محمد الكاشي كتاب «التبصرة» للعلّامة.

و صنّف كتباً، منها: الكافية الوافية في الكلام، تحصيل النجاة، مناسك الحجّ، أجوبة المسائل الحيدرية «1» رسالة الفخرية في النيّة «2» و رسالة إرشاد المسترشدين و هداية الطالبين في أُصول الدين «3» وله شروح علي كتب والده، منها: إيضاح الفوائد في شرح القواعد (مطبوع في أربعة أجزاء)، حاشية الارشاد، و غاية السئول في شرح تهذيب الأُصول، و غيرها.

______________________________

(1) و هي مسائل فقهية و كلامية وردت إلي المترجم من حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الآبي.

(2) صنّفها بالتماس حيدر بن علي بن محمد بن إبراهيم البيهقي.

(3) طُبعت في مجلة «كلام» العدد 1، السنة الثانية،

1372 ه، رقم التسلسل 5.

و هي من إصدارات مؤسسة الامام الصادق عليه السَّلام في قم المشرفة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 193

و كان والده قد صنّف إجابة لالتماسه كتباً كثيرة، و طلب منه في وصيته له بأن يكمل ما لم يتمّ من كتبه، و أن يصلح ما يجده فيها من الخطأ «1» توفّي فخر المحقّقين في- جمادي الآخرة سنة إحدي و سبعين و سبعمائة.

2805 تاج الدين الآوي «2»

(..- 711 ه) محمد بن الحسين بن علي بن زيد بن الداعي الحسيني، السيد تاج الدين أبو الفضل الآوي الاصل، الكوفي المولد، النجفي المنشأ، أحد أجلّة علماء الامامية، و نقيب نقباء الاشراف.

حكي عنه ابن الفوطي بالمحوّل (بلدة كانت علي نهر عيسي، بينها و بين بغداد فرسخ واحد) و وصفه بالامام العالم.

و قال عنه حمد اللّه بن أتابك المستوفي القزويني في «تاريخ گزيده»: كان مقتدي الشيعة، مبرّزاً.

و قال الاميني في «شهداء الفضيلة»: إنّه كان ذا علم جمّ، و فقه موصوف.

وعظ السيد تاج الدين مدّة، ثم سار في وفد من علماء الشيعة إلي السلطان أولجايتو محمد (الملقب خدابنده)

______________________________

(1) انظر نصّ الوصية في «قواعد الاحكام» للعلّامة ص 151.

ط مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقمّ.

(2) مجمع الآداب في معجم الالقاب 2- 346) ضمن الترجمة المرقمة 1604)، عمدة الطالب 341، أعيان الشيعة 3- 627، طبقات أعلام الشيعة 3- 186، شهداء الفضيلة 67.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 194

و ناظروا بمحضره العالم الشافعي نظام الدين عبد الملك المراغي في مجالس كثيرة «1» و لما تشيّع السلطان بعد المناظرة الكبيرة التي وقعت بين العلّامة الحلّي و بين علماء السنّة قرّب السيد تاج الدين و أدناه، و ولّاه نقابة الممالك بأسرها: العراق و الريّ و خراسان و فارس و غيرها،

و صارت له الكلمة النافذة، و جدّ في نشر المذهب، و اشتهر ذكره.

و تأذّي الوزير رشيد الدولة «2» الطبيب من السيد تاج الدين لاختصاصه بالسلطان و لموافقته الوزير سعد الدين الساوجي «3» مع ما كان يقوم به من خطوات لترويج المذهب، فسعي في تدبير الامر لقتله، و زيّن ذلك لجلال الدين إبراهيم ابن المختار، بأن أطمعه بولاية نقابة العراق، و (أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع («4» فأمر ابن المختار أعوانه به، فقتلوه علي شاطئ دجلة، بعد أن قتلوا ابنيه قبله، و كان ذلك في- شهر ذي القعدة سنة إحدي عشرة و سبعمائة.

و قيل: إنّه قُتل بعد وفاة محمد خدابنده (سنة 716 ه) و ليس بصحيح.

______________________________

(1) مختلف الشيعة للعلّامة الحلّي، المقدمة، تحقيق و نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقمّ.

(2) هو فضل اللّه بن أبي الخير الهَمداني الطبيب: كان أبوه يهودياً عطّاراً.

فاشتغل هذا في المنطق و الفلسفة و أسلم، و اتصل بقازان، و عظم في دولة خدابنده، بحيث إنّه صار في رتبة الملوك، قُتل هو و ابنه (سنة 717 أو 716 ه) بتهمة تعمّد إعطاء خدابنده دواءً، قالوا إنّه كان سبب موته.

ذيول العبر: 4- 46، الاعلام: 5- 52.

(3) هو محمد بن علي الساوجي، قتل سنة (711 ه) ذيول العبر: 4- 30.

(4) من أقوال الامام علي عليه السَّلام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 195

2806 شمس الدين الغزّي «1»

(716- 770 ه) محمد بن خلف بن كامل بن عطاء اللّه، شمس الدين أبو عبد اللّه الغزّي ثم الدمشقي.

ولد في غزّة سنة ست عشرة و سبعمائة.

و قدم دمشق، و سمع من: أبي الحسن البندنيجي، و شمس الدين ابن النقيب.

و تفقّه علي قاضي حماة شرف الدين البارزي.

و مهر في الفقه و تميّز، حتي

قال عنه تاج الدين السبكي: إنّه لم يكن في عصره أحفظ منه لمذهب الشافعي، مع مشاركة جيدة في الأُصول و النحو و الحديث.

ولي المترجم القضاء نيابة عن رفيقه تاج الدين السبكي، و ولي التدريس في الناصرية و التقوية، و أعاد في الركنية، و العادلية الصغري.

أخذ عنه الفقه: عيسي بن عثمان الغزّي، و غيره.

و صنّف من الكتب: ميدان الفرسان في الفقه، و زيادات «المطلب» علي الرافعي.

و توفّي بدمشق- سنة سبعين و سبعمائة.

______________________________

(1) طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 155 برقم 1316، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 122 برقم 664، الدرر الكامنة 3- 432 برقم 1162، النجوم الزاهرة 11- 105، الدارس في تاريخ المدارس 1- 463، كشف الظنون 2- 1916، شذرات الذهب 6- 218، الاعلام 6- 115، معجم المؤلفين 9- 285.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 196

2807 جمال الدين الزواوي «1»

(حدود 630- 717 ه) محمد بن سليمان بن سومر «2» البربري الزواوي، أبو عبد اللّه جمال الدين المغربي.

ولد في حدود سنة ثلاثين و ستمائة.

و قدم الاسكندرية، و سمع من: أبي عبد اللّه المرسي، و ابن العبّاس القرطبي، و عز الدين ابن عبد السلام، و أبي محمد ابن بُرطُلّة.

و تفقّه و برع في المذهب المالكي، و ناب في الحكم بالقاهرة و الشرقية و الغربية ثم ولي قضاء القاهرة بعد موت ابن شاس.

و ولي قضاء المالكية بدمشق عام (687 ه)، و استمر علي القضاء ثلاثين سنة.

و كان ماضي الاحكام، فقيهاً عارفاً بالمذهب.

أخذ عنه السبكي.

و حصل له في آخر عمره فالج و رعشة، ثم عُزل قبيل وفاته، و توفّي- سنة سبع عشرة و سبعمائة.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 3- 137 برقم 1079، البداية و النهاية 14- 87، الدرر الكامنة 3- 448 برقم 1207، شذرات الذهب 6-

45.

(2) كذا في الدرر الكامنة و شذرات الذهب.

و في البداية و النهاية: يوسف.

و في الوافي بالوفيات: سرور.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 197

2808 ابن أبي الرجال «1»

(..- 730 ه) محمد بن سليمان بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه القرشي، ابن أبي الرجال «2» الصَّعْدي اليمني، أحد فقهاء الزيدية المجتهدين.

أخذ عن: الامير المؤيد بن أحمد بن المهدي، و الفقيه يحيي بن الحسن البحيبح، و القاضي عبد اللّه بن علي الاكوع، و غيرهم.

و أخذ بمكة عن أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروقي.

و صنّف كتاب الروضة.

و كان من أنصار يحيي بن حمزة الحسيني، و الداعين إلي إمامته.

توفّي- سنة ثلاثين و سبعمائة بصَعْدة.

______________________________

(1) تراجم الرجال للجنداري 34، ملحق البدر الطالع 200 برقم 367، معجم المؤلفين 10- 54، مؤلفات الزيدية 2- 61.

(2) و أبو الرجال هو الحسن بن سرح أحد أجداد المترجم.

البدر الطالع: 1- 59 برقم 36.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 198

2809 محمد بن صدقة «1»

(.. كان حياً 758 ه) ابن الحسين بن فائز، شمس الدين الحلّي، الفقيه الشيعي.

تلمّذ علي فخر الدين محمد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، و حصل منه علي إجازة برواية مصنّفات عدد من مشايخ الطائفة، منهم: الشيخ المفيد، السيد المرتضي، الشيخ الطوسي، و ابن البرّاج، و تاريخ هذه الاجازة في 15 ذي القعدة سنة (758 ه).

و قرأ محمد بن صدقة كتاب «مصباح الارواح» في الكلام للبيضاوي الشافعي علي نصير الدين علي بن محمد الكاشي الحلّي، في مجالس آخرها خامس جمادي الأُولي سنة (725 ه)، و كتب له شيخه إجازة، وصفه فيها بالفقيه العالم.

و كتب بخطه «غرر الحكم» للآمدي، و فرغ منه في ربيع الثاني سنة (740 ه).

لم نظفر بوفاته.

______________________________

(1) بحار الانوار 105- 97 الاجازة 44، أعيان الشيعة 9- 374، طبقات أعلام الشيعة 3- 189، الذريعة 1- 236 برقم 1239.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 199

2810 بهاء الدين السُّبْكي «1»

(707- 777 ه) محمد بن عبد البر بن يحيي بن علي الانصاري الخزرجي، بهاء الدين أبو البقاء السُّبكي المصري، أحد كبار الشافعية.

ولد سنة سبع و سبعمائة.

و سمع من: الحجّار، و الدبوسي، و المزّي، و البرزالي، و الختني، و غيرهم.

و أخذ عن: علاء الدين القونوي، و القطب السنباطي، و مجد الدين السَّنكلوني.

و لازم أبا حيان، و قرأ عليه العربية.

قال ابن حجر: و مهر في العربية و الفقه و أُصول الفقه و التفسير و الكلام.

و ولي المترجم نيابة الحكم بدمشق، و عاد إلي القاهرة، فولي قضاء العسكر و النظر في الاوقاف و نيابة الحكم، ثم ولي القضاء بها سنة (766 ه) و عُزل سنة (773 ه)، ثم فُوّض إليه قضاء الشام فباشره إلي أن مات- سنة سبع و سبعين و سبعمائة.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات

3- 210 برقم 1199، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 127 برقم 668، الدرر الكامنة 3- 490 برقم 1316، النجوم الزاهرة 11- 136، بغية الوعاة 1- 152 برقم 254، كشف الظنون 1- 625، شذرات الذهب 6- 253، الاعلام 6- 184، معجم المؤلفين 10- 125.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 200

و كان قد درّس، و أفتي.

روي عنه: ابنه بدر الدين، و أبو حامد بن ظهيرة.

و صنّف من الكتب: مختصر المطلب في شرح «الوسيط» للغزالي، شرح «الحاوي الصغير» للقزويني، و قطعة من شرح «مختصر» ابن الحاجب.

وله شعر.

2811 جلال الدين القزويني «1»

(666- 739 ه) محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد العِجْلي، القاضي جلال الدين أبو عبد اللّه القَزْويني، الدمشقي.

كان من فقهاء الشافعية، مفتياً، أديباً.

ولد بالموصل سنة ست و ستين و ستمائة.

و سكن بلاد الروم مع أبيه، و تفقّه به.

و أخذ الاصليْن عن شمس الدين أبي المعالي محمد بن أبي بكر الايكي.

و سمع من أبي العباس أحمد بن إبراهيم الفاروثي.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 3- 242، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 158 برقم 1318، طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 167 برقم 963، البداية و النهاية 14- 196، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 286 برقم 563، الدرر الكامنة 4- 3 برقم 2، الدارس في تاريخ المدارس 1- 196، البدر الطالع 2- 183، الاعلام 6- 192.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 201

و ولي نيابة القضاء بدمشق سنة (696 ه)، ثم الخطابة بالجامع الأُموي سنة (703 ه)، ثم قضاء قضاة الشام سنة (725 ه) مع الخطابة.

و طُلب إلي مصر، فولي قضاء القضاة بها سنة (727 ه)، و عُزل سنة (738 ه)، و نُفي إلي الشام، ثم ولي القضاء بها، فاستمر إلي أن توفّي بدمشق سنة تسع و

ثلاثين و سبعمائة.

و قد درّس القزويني في دمشق بالعادلية و الغزالية، و في مصر بالناصرية و الصالحية و دار الحديث الكاملية.

و سمع منه البرزالي، و غيره.

و صنّف من الكتب: تلخيص «المفتاح» في المعاني و البيان للسكاكي (مطبوع)، و الايضاح (مطبوع) في شرح التلخيص، و الشذر المرجاني من شعر الارّجاني.

2812 ابن عبد السلام الهوّاري «1»

(676- 749 ه) محمد بن عبد السلام بن يوسف بن كثير، أبو عبد اللّه الهوّاري التونسي، قاضي الجماعة بها.

كان فقيهاً مالكياً، حافظاً، عارفاً بالعلوم العقلية و النقلية.

______________________________

(1) الديباج المذهّب 2- 329 برقم 149، نيل الابتهاج 406 برقم 538، شجرة النور الزكية 210 برقم 731، الاعلام 6- 205، معجم المؤلفين 10- 171.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 202

ولد سنة ست و سبعين و ستّمائة.

و سمع من: أبي العباس أحمد بن موسي الانصاري البطرني، و أخذ عن: أبي عبد اللّه محمد بن هارون الكناني، و ابن جماعة.

و تولّي التدريس و الفتوي، و القضاء بتونس عام (734 ه).

و تخرّج عليه جماعة منهم: القاضي أحمد بن محمد بن حيدرة، و ابن عرفة الورغمي، و خالد البلوي.

له شرح «جامع الأُمّهات» لابن الحاجب، و ديوان فتاوي.

توفّي بالطاعون الجارف- سنة تسع و أربعين و سبعمائة.

2813 النابُلُسي «1»

(727- 797 ه) محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن الجعفري، أبو عبد اللّه شمس الدين النابُلُسي، الفقيه الحنبلي.

ولد بنابلس سنة سبع و عشرين و سبعمائة، و سمع بها من عبد اللّه بن محمد ابن يوسف، و قرأ القراءات علي أحمد بن نعمة النابلسي.

و رحل إلي دمشق، و صحب ابن قيم الجوزيّة و تفقّه به، و قرأ عليه أكثر تصانيفه.

______________________________

(1) غاية النهاية في طبقات القرّاء 2- 173 برقم 3140، الدرر الكامنة 4- 20 برقم 53، شذرات الذهب 6- 349، الاعلام 6- 211، معجم المؤلفين 10- 181.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 203

و تصدّر للتدريس و الإِفتاء ببلده.

حدّث عنه أبو حامد ابن ظهيرة في معجمه بالاجازة.

و صنّف كتباً، منها: طبقات الحنابلة (مطبوع)، اختصره من كتاب طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي، و مختصر كتاب «العزلة» للخطابي، و تصحيح الخلاف.

و

فسّر قطعة من القرآن الكريم.

مات ببلده- سنة سبع و تسعين و سبعمائة «1»

2814 أبو الفتح السُّبْكي «2»

(705- 744 ه) محمد بن عبد اللطيف بن يحيي بن علي الانصاري، تقي الدين أبو الفتح السُّبكي المصري.

ولد بالمحلّة سنة خمس و سبعمائة.

و أُحضر علي جماعة، ثم سمع بنفسه من شيوخ مصر و الشام و الحرمين، فأكثر عن: أبي الحسن علي بن عمر الواني، و الحسن بن عمر الكردي، و محمد بن عبد المجيد، و أبي المحاسن يوسف بن عمر بن حسين الخُتَني، و الصنهاجي،

______________________________

(1) و في غاية النهاية في طبقات القرّاء: سنة خمس و تسعين و سبعمائة.

(2) الوافي بالوفيات 3- 284 برقم 1331، مرآة الجنان 4- 307، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 349 برقم 665، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 59 برقم 619، الدرر الكامنة 4- 25 برقم 70، حسن المحاضرة 1- 367 برقم 160، معجم المؤلفين 10- 193.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 204

و الحجّار.

و تفقّه علي: جدّه يحيي، و قطب الدين محمد بن عبد الصمد السنباطي، و تقي الدين علي بن عبد الكافي السُّبكي و تخرّج به، و صاهره و ناب عنه في الحكم بدمشق.

قال الاسنوي: كان فقيهاً، محدّثاً، أُصولياً، أديباً، شاعراً.

درّس المترجم بالمدرسة السيفية بمصر، و تصدّر بالجامع الطولوني، و ولي القضاء بالمقسم ظاهر القاهرة، فالقضاء بالقاهرة.

ثم انتقل إلي الشام، فدرّس بالركنية الجوّانية، و تصدّر بالجامع الأُموي، و علّق تاريخاً للحوادث في زمانه.

توفّي بدمشق- سنة أربع و أربعين و سبعمائة.

2815 الرَّيْمي «1»

(710- 792 ه) محمد بن عبد اللّه بن أبي بكر الحثيثي النزاري الصَّرْدَفي «2» الاصل، القاضي جمال الدين أبو عبد اللّه الرَّيْمي «3» اليمني.

______________________________

(1) العقود اللؤلؤية 1- 218، الدرر الكامنة 3- 486 برقم 1304، إنباء الغمر بأبناء العمر 3- 47، كشف الظنون 1- 490، شذرات الذهب 6- 325، إيضاح المكنون 1- 21،

435، و 2- 505، الاعلام 6- 236، معجم المؤلفين 10- 203.

(2) نسبة إلي الصَّرْدَف: بلد في شرقي الجَنَد من اليمن. معجم البلدان: 3- 401.

(3) نسبة إلي رَيْمة: ناحية باليمن. انظر معجم البلدان: 3- 115.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 205

كان فقيهاً شافعياً، نقّالًا للنصوص، مقدّماً عند الملوك.

ولد سنة عشر و سبعمائة.

و تفقّه علي جماعة من مشايخ اليمن، و سمع الحديث من إبراهيم بن عمر العلوي.

و درّس و أفتي و كثر طلبته، و تولّي قضاء الاقضية في زَبيد.

قال الخزرجي: و جمع من المال ما لا يجمعه أحد من الفقهاء البتة البتة، و لكن من وجوه مختلفة عفا اللّه عنه! و للرَّيمي كتب، منها: التفقيه في شرح «التنبيه» في أربعة و عشرين مجلداً، بغية الناسك في المناسك، خلاصة الخواطر، و المعالي البديعة في اختلاف علماء الشريعة.

توفّي بزَبيد- سنة اثنتين و تسعين و سبعمائة.

2816 ابن الحريري «1»

(653- 728 ه) محمد بن عثمان بن أبي الحسن بن عبد الوهاب «2» الانصاري، القاضي شمس الدين ابن الحريري، الدمشقي، الفقيه الحنفي.

______________________________

(1) البداية و النهاية 14- 147، الجواهر المضيّة 2- 90، الدرر الكامنة 4- 39 برقم 110، كشف الظنون 2036، شذرات الذهب 6- 88، معجم المؤلفين 10- 282.

(2) و في «البداية و النهاية»: محمد بن عثمان بن أبي الحسن عبد الوهاب.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 206

ولد سنة ثلاث و خمسين و ستّمائة.

و سمع من: القاضي عبد اللّه بن عطاء، و أبي زكريا ابن الصيرفي، و أبي عبد اللّه بن أبي الفوارس، و آخرين.

و أخذ الفقه عن سعيد بن علي البصروي، و غيره.

و درّس بدمشق بالظاهرية و بالخاتونية الجوانية، و ولي القضاء بها.

ثم ولي القضاء بمصر سنة (710 ه).

و درّس بالصالحية و الناصرية و جامع الحاكم.

و

صنّف كتاباً في منع الاستبدال «1» و علّق علي «الهداية» شرحاً.

توفّي- سنة ثمان و عشرين و سبعمائة.

2817 نجم الدين البالِسي «2»

(660 729 ه) محمد بن عقيل بن أبي الحسن بن عقيل، نجم الدين البالِسي «3» ثم المصري، الفقيه الشافعي.

______________________________

(1) قال في «الدرر الكامنة»: نقضه القاضي علاء الدين ابن التركماني.

(2) الوافي بالوفيات 4- 98 برقم 1579، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 252 برقم 1328، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 139 برقم 266، البداية و النهاية 14- 150، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 289 برقم 565، الدرر الكامنة 4- 50 برقم 149، النجوم الزاهرة 9- 280، حسن المحاضرة 1- 366 برقم 150، شذرات الذهب 6- 91، معجم المؤلفين 10- 296.

(3) نسبة إلي بالِس: بلدة بالشام بين حلب و الرَّقّة. معجم البلدان: 1- 328.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 207

ولد سنة ستين و ستّمائة.

و سمع من: الفخر ابن البخاري بدمشق، و ابن دقيق العيد بمصر، و لازمه و ناب عنه في الحكم.

ثم ولي قضاء بِلْبيس و دمياط و غيرهما، و درّس بالطبرسية و المعزيّة، و أفتي.

و صنّف مختصراً في الفقه لخّص فيه «المعين»، و شرح «التنبيه» للشيرازي، و اختصر «الجامع الصحيح» للترمذي.

مات في- المحرّم سنة تسع و عشرين و سبعمائة.

2818 ابن إمام المشهد «1»

(696- 752 ه) محمد بن علي بن سعيد بن سالم الانصاري، الفقيه الشافعي، بهاء الدين أبو المعالي الدمشقي المعروف بابن إمام المشهد.

ولد سنة ست و تسعين و ستمائة.

و أخذ العلم بدمشق و حلب و الاسكندرية.

تفقّه علي برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن الفزاري، و كمال الدين محمد ابن علي ابن الزملكاني، و غيرهما.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 4- 222 برقم 1752، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 64 برقم 623، الدرر الكامنة 4- 65 برقم 184، شذرات الذهب 6- 172، الاعلام 6- 285، معجم المؤلفين 11- 13.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص:

208

و سمع من: ابن مشرف، و ابن الشيرازي، و ست الوزراء، و الذهبي.

و درّس بدمشق بالامينية و القوصية، و ولي الحسبة، و خطب بجامع التوبة.

و صنّف كتاباً في أحاديث الاحكام، و جمع مجلدات علي كتاب «التمييز» في الفقه للبارزي.

توفّي بدمشق- سنة اثنتين و خمسين و سبعمائة.

2819 ابن الزَّمَلْكاني «1»

(667- 727 ه) محمد بن علي بن عبد الواحد بن عبد الكريم الانصاري، كمال الدين أبو المعالي ابن الزملكاني، الدمشقي ولد سنة سبع و ستين و ستمائة بدمشق.

و سمع من: يوسف بن يعقوب ابن المجاور، و أبي الغنائم بن عَلّان، و ابن القوّاس.

و تفقّه علي تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع المعروف بالفِرْكاح.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 4- 214 برقم 1747، فوات الوفيات 4- 7 برقم 488، مرآة الجنان 4- 277، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 190، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 310 برقم 586، الدرر الكامنة 4- 74 برقم 210، النجوم الزاهرة 9- 270، مفتاح السعادة 2- 223، كشف الظنون 1، 241، 377- 220 و 2- 1262، شذرات الذهب 6- 78، إيضاح المكنون 3- 477، الاعلام 6- 284، معجم المؤلفين 11- 25.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 209

و قرأ الأُصول علي صفي الدين محمد بن عبد الرحيم الهندي، و بهاء الدين يوسف بن يحيي القرشي.

و كان من كبار الشافعية، عارفاً بالمذهب و أُصوله، منشئاً، ينظم الشعر.

أفتي، و درّس بالشامية البرانية و الظاهرية و الرواحية.

و ولي نظر ديوان (الافرم) و نظر الخزانة و وكالة بيت المال.

ثم ولي القضاء بحلب، فأقام بها أكثر من سنتين، و درّس بالسيفية و الأَسدية، و غيرهما.

و قصد مصر بطلب من السلطان ليولّيه قضاء دمشق، فتوفي في بِلْبِيس «1» و دُفن بالقاهرة، و ذلك في- سنة سبع

و عشرين و سبعمائة.

تخرّج به جماعة، منهم: فخر الدين المصري، و صلاح الدين العلائي.

و صنّف كتباً، منها: عجالة الراكب في ذكر أشرف المناقب (مطبوع)، تحقيق الاولي من أهل الرفيق الاعلي، رسالة في الردّ علي ابن تيمية في مسألتي «الطلاق و الزيارة»، و شرح أجزاءً من «المنهاج» للنووي.

و من شعره، قصيدة يذكر فيها الكعبة المشرّفة، و يمدح النبي الاكرم صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، أوّلها:

أهواك يا ربّة الاستار أهواكِ و إن تباعد عن مَغْنايَ مَغْناكِ

و منها:

محمدٌ خيرُ خلقِ اللّه كلِّهُمُ و فاتحُ الخير ماحي كلّ إشراكِ

يا صاحبَ الجاه عند اللّه خالقه ما ردّ جاهك إلّا كلُّ أفّاكِ

أنت الوجيه علي رغم العِدي أبداً أنت الشفيع لفتّاك و نسّاكِ

______________________________

(1) بِلْبِيس: مدينة بينها و بين فُسطاط مصر عشرة فراسخ علي طريق الشام.

معجم البلدان: 1- 479.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 210

2820 ابن النقّاش «1»

(720- 763 ه) محمد بن علي بن عبد الواحد بن يحيي الدَّكّالي المغربي ثم المصري، الشافعي، أبو أُمامة شمس الدين ابن النقّاش.

ولد سنة عشرين و سبعمائة، و قيل بعد ذلك.

و أخذ القراءات عن البرهان الرشيدي، و العربية عن: المحبّ ابن الصائغ و أبي حيّان، و أخذ العلم عن: شهاب الدين الانصاري، و تقي الدين السبكي.

و كان فقيهاً، مفسّراً، واعظاً، شاعراً.

درّس التفسير في الجامع الازهر، و أفتي، و اشتهر بمصر، و وعظ بدمشق حينما قدمها سنة (755 ه)، و توجّه إلي حماة، و صحب الناصرَ حسناً إلي أن أبعده عنه قطب الدين الهرماس بسبب إفتائه بما يخالف المذهب الشافعي، فشنّع عليه، و وصل الامر إلي القاضي عزّ الدين ابن جماعة، فمنعه من الفتيا، بعد أن عُقد له مجلس بالصالحية.

و لابن النقّاش شروح علي «العمدة» و «التسهيل» و «ألفية

ابن مالك».

و صنّف من الكتب: السابق و اللاحق في التفسير، إحكام الاحكام الصادرة من بين شفتي سيد الانام،

______________________________

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 131 برقم 670، الدرر الكامنة 4- 71 برقم 209، بغية الوعاة 1- 183، طبقات المفسرين للداودي 2- 202 برقم 540، كشف الظنون 1- 153، شذرات الذهب 6- 198، البدر الطالع 2- 211 برقم 478، هدية العارفين 2- 162، الاعلام 6- 286، معجم المؤلفين 11- 25.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 211

كتاباً في الفروق و النظائر، و رسالة المذمّة في استعمال أهل الذمّة.

توفّي بالقاهرة- سنة ثلاث و ستين و سبعمائة.

و من شعره:

طَرقتْ وقد نامت عيون الحُسَّدِ و نوائب الدنيا عند الفرقدِ «1»

و الليل قد نشرت غلائل بُردها لمّا طوي الامساءُ حلّة عسجدِ

و أتتْ و لم تضربْ لوصلٍ موعداً أحلي المني ما لم يكنْ عن موعدِ

2821 مجد الدين ابن الاعرج «2»

(..-..)

محمد بن علي بن محمد بن أحمد ابن الاعرج الحسيني، العالم الزاهد، السيد مجد الدين أبو الفوارس الحلّي، من البيت المعروف بالفقه و معرفة الانساب، و هو زوج أُخت العلّامة الحلّي، و والد الفقيهين عميد الدين عبد المطلب، و ضياء الدين عبد اللّه.

روي أبو الفوارس عن جماعة من كبار الفقهاء، منهم: مفيد الدين محمد ابن جُهيم الاسدي (المتوفّي- 680 ه)، و نجيب الدين يحيي بن أحمد ابن سعيد الحلّي،

______________________________

(1) هكذا في الدرر، و هو مختلٌّ وزناً.

(2) مجمع الآداب في معجم الالقاب 4- 519، عمدة الطالب 333، أمل الآمل 2- 282، 289، أعيان الشيعة 10- 17، طبقات أعلام الشيعة 3- 193، معجم رجال الحديث 17- 24.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 212

و العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي.

روي عنه: ولده عميد الدين عبد المطلب (المتوفّي 754 ه)، و تاج الدين محمد

بن القاسم ابن مُعيّة الحسني (المتوفّي 776 ه).

و كان فقيهاً إماميّاً، متكلّماً، جليل القدر.

اجتمع به المؤرّخ ابن الفُوَطي عند النقيب علي بن علي بن موسي ابن طاوس، و قال: رأيته جميل السَّمت، وقوراً، ديّناً، عالماً بالفقه.

روي له الشهيد الاوّل في «الاربعون حديثاً» حديثين، هما الحديث الاوّل و الحديث الاربعون.

لم نظفر بوفاته، و للشاعر صفي الدين الحلّي قصيدة في رثائه، أوّلها:

صروفُ الليالي لا يدوم لها عهدُ و أيدي المنايا لا يُطاق لها ردُّ «1»

2822 ابن الرّفاعي «2»

(..- 706 ه) محمد بن علي بن محمد بن علوان الشَّيباني، الفقيه الشيعي المقرئ، أبو جعفر و أبو الفضل السورائي «3» البغدادي، يُعرف بابن الرفاعي، و بابن علوان الرفاعي.

______________________________

(1) ديوان صفي الدين الحلّي: 371.

(2) مجمع الآداب في معجم الالقاب 2- 148 برقم 1218 و 153 برقم 1226، أعيان الشيعة 9- 432، معجم أعلام الشيعة 408 برقم 560.

(3) سُوراء: موضع يقال هو إلي جنب بغداد، و قيل: هو بغداد نفسها.

و سُورا: موضع بالعراق من أرض بابل، قريب من الحلّة. معجم البلدان: 3- 278.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 213

كتب عنه ابن الفوطي شعراً، و أورده في كتابه «أشعار أهل العصر» و قال عنه: كان أديباً فاضلًا، و فقيهاً شاعراً.. كريم الاخلاق و الشيم، ممتع المحاضرة و المذاكرة، كثير المحفوظ، حسن المحاورة.

و أورد له ابن الشهرزوري الموصلي في مجموعته قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السَّلام، و أُخري في رثاء الحسين السبط عليه السَّلام.

و من شعره، و هو متوجه إلي زيارة مرقد أمير المؤمنين بالنجف الاشرف:

يا إماماً ما في الانام له مثل و لا للوري سواه إمام

غير أبنائه الهداة أُولي الذكر فإنّهم علي الاله كرام

و لأنتم أحق بالمدح ممّن صاغ هذا أو صيغ فيه الكلام

خير

أعضائنا الرءوس و لكن فضلتها بسعيها الاقدام

توفّي ابن علوان- سنة ست و سبعمائة، و دفن عند مشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام.

2823 ركن الدين الجرجاني «1»

(.. كان حياً 720 ه) محمد بن علي بن محمد، ركن الدين الجرجاني الاصل، الأَسترابادي المولد و المنشأ، ثم الحلي، ثم الغروي، الفقيه الامامي، المفسّر.

______________________________

(1) أعيان الشيعة 9- 425، الذريعة 16- 10 برقم 40، طبقات أعلام الشيعة 3- 194، معجم المؤلفين 11- 46، تراجم الرجال للحسيني 1- 532 برقم 991.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 214

أخذ عن العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي.

و برع في علوم الكلام و المنطق و النحو، و شارك في علوم أُخري.

و صنّف كتباً كثيرة، بلغت كما في فهرست تصانيفه الذي كتبه هو بمشهد الامام علي عليه السَّلام ثلاثين كتاباً، منها: روضة المحققين في تفسير القرآن المبين، الشافي في الفقه، الرافع في شرح النافع «1» في الفقه، غاية البادي في شرح المبادي «2» في أُصول الفقه، اشراق اللاهوت في شرح الياقوت «3» في علم الكلام، الدعامة في الامامة، الدرة البهية في شرح الرسالة الشمسية «4» في المنطق، المباحث العربية في شرح الكافية الحاجبية، البديع في النحو، الرفيع في شرح البديع، وسيلة النفس إلي حظيرة القدس، و التبر المسبوك في وصف الملوك.

و ترجم من الفارسية إلي العربية أكثر رسائل الفيلسوف نصير الدين الطوسي، و من ذلك: الفصول الاعتقادية، الاخلاق الناصرية، أوصاف الاشراف، و رسالة الجبر و القدر.

لم نظفر بوفاته، لكنه فرغ من كتابة فهرست تصانيفه في المحرم سنة عشرين و سبعمائة، و كان قد ألّف كتابه غاية البادي في سنة (697 ه) باسم النقيب عميد الدين عبد المطلب «5» بن علي ابن المختار الحسيني.

______________________________

(1) هو كتاب النافع في مختصر الشرائع، و

يسمي المختصر النافع للمحقّق جعفر بن الحسن الحلّي (المتوفّي 676 ه).

(2) هو كتاب مبادئ الوصول إلي علم الأُصول للعلّامة الحلّي (المتوفّي 726 ه).

(3) و هو من تأليف إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي (المتوفّي 311 ه)، و قيل بل هو من تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي. الذريعة: 25- 271 برقم 66.

(4) و هي من تأليف نجم الدين عمر بن علي القزويني المعروف بالكاتبي (المتوفّي 675 ه).

(5) و ليس هو بابن أُخت العلّامة، كما ذكر ذلك بعضهم، بل اسم ذاك: عميد الدين عبد المطلب بن محمد ابن الاعرج الحسيني (المتوفّي 754 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 215

2824 ابن الضحاك الشامي «1»

(..- 791 ه) محمد بن علي بن موسي بن الضحاك، شمس الدين الشامي.

كان فقيهاً إمامياً، أديباً، شاعراً.

صحب الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي أوان اشتغاله بمدينة الحلّة، و أخذا عن الفقيه فخر الدين محمد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، و اختص ابن الضحاك بشيخه فخر الدين هذا.

ثم اشتغل علي رفيقه الشهيد الاوّل إلي حين استشهاده في سنة (786 ه)، و كان يعظّمه جداً و يشير إليه.

قال شمس الدين محمد بن علي الجباعي: كان من العلماء العقلاء و أولاد المشايخ الاجلّاء.

و له مباحثات حسنة، و أبيات و أشعار رائقة رقيقة، مشهورة.

توفّي- سنة إحدي و تسعين و سبعمائة.

______________________________

(1) أعيان الشيعة 10- 18، طبقات أعلام الشيعة 3- 196.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 216

2825 ابن دقيق العيد «1»

(625- 702 ه) محمد بن علي بن وهب بن مطيع القُشَيْري، تقي الدين ابن دقيق العيد، أبو الفتح المصري.

ولد سنة خمس و عشرين و ستمائة بينبع، و نشأ بقوص حيث تفقّه علي والده و أخذ عنه المذهب المالكي، ثم أخذ المذهب الشافعي عن عزّ الدين بن عبد السلام، فكان محقّقاً علي المذهبين.

و سمع الحديث من: ابن المقيّر، و ابن رواج، و ابن الجُمَّيْزي، و رحل إلي دمشق فسمع من: أحمد بن عبد الدائم، و الزين خالد، و أخذ عن الرشيد العطّار، و الزكي المنذري، و اشتهر، و صار من كبار الشافعية و فقهائهم، عارفاً بالحديث و فنونه، أُصولياً، أديباً، نحويّا.

و ولي قضاء الديار المصرية سنة خمس و تسعين، و درّس بالشافعي و دار الحديث الكاملية.

______________________________

(1) تذكرة الحفّاظ 4- 1481 برقم 1168، الوافي بالوفيات 4- 193 برقم 1741، مرآة الجنان 4- 236، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 207 برقم 1326، طبقات الشافعية للِاسنوي 2- 102

برقم 850، البداية و النهاية 14- 28، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 229 برقم 517، الدرر الكامنة 4- 96 برقم 256، مفتاح السعادة 2- 224، كشف الظنون 1- 135، شذرات الذهب 6- 5 و..، البدر الطالع 2- 229 برقم 487، إيضاح المكنون 1- 54 و..، هدية العارفين 2- 140، شجرة النور الزكية 189 برقم 629، الاعلام 6- 283، معجم المؤلفين 11- 70.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 217

أخذ عنه: أبو يحيي بن جماعة الهواري التونسي، و علاء الدين القونوي، و فتح الدين ابن سيّد الناس، و غيرهم.

و صنّف كتباً، منها: الالمام بأحاديث الاحكام (مطبوع)، و الامام في شرح الالمام و لم يكمله، إحكام الاحكام (مطبوع)، تحفة اللبيب في شرح «التقريب» (مطبوع)،، الاقتراح في بيان الاصطلاح، شرح مختصر ابن الحاجب في فقه المالكية و لم يكمله، و شرح مقدمة المطرّزي في أُصول الفقه.

وله أشعار و ديوان خطب، فمن شعره:

و مستعبدٍ قلبَ المحبّ و طرفَه بسلطان حُسنٍ لا يُنازَع في الحُكمِ

متين التّقي عفّ الضمير عن الخنا رقيق حواشي الظرف و الحُسن و الفهمِ

يناولني مِسْواكه فأظنُّه تحيّل في رشفي الرُّضابَ

بلا إثم توفّي بالقاهرة في- صفر سنة اثنتين و سبعمائة.

2826 ابن الوكيل «1»

(665- 716 ه) محمد بن عمر بن مكي بن عبد الصمد، صدر الدين أبو عبد اللّه الأُموي، المعروف بابن الوكيل و ابن المرحل، أحد مشاهير الشافعية.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 4- 264 برقم 1802، فوات الوفيات 4- 13 برقم 490، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 253 برقم 1329، الدرر الكامنة 4- 115 برقم 318، النجوم الزاهرة 9- 233، كشف الظنون 1، 100- 19 و 2- 1109، البدر الطالع 2- 234 برقم 492، الاعلام 6- 314، معجم المؤلفين 11- 94.

موسوعة طبقات الفقهاء،

ج 8، ص: 218

ولد سنة خمس و ستين و ستمائة بدمياط.

و نشأ بدمشق، فتفقّه بأبيه، و بشرف الدين المقدسي، و تاج الدين ابن الفركاح.

و أخذ الأُصول عن صفي الدين الهندي.

و سمع من: القاسم الاربلي، و المسلم بن علّان، و غيرهما.

و كان عارفاً بالفقه و أُصوله، مشاركاً في علوم الطب و الفلسفة و الكلام، شاعراً.

أفتي، و درّس بالعذراوية و الشامية الجوانية، و درّس بمصر مدة.

و لما مات زين الدين عبد اللّه بن مروان الفارقي في سنة (703 ه) عاد ابن الوكيل بمرسوم من السلطان بتولّي جميع وظائف الفارقي المذكور.

و كان قد جري بينه و بين ابن تيمية مناظرات كثيرة، خلقت له أخصاماً، فسعي فيه جماعة إلي نائب السلطان بدمشق، فمنعه من الخطابة، ثم أخذ منه كمال الدين ابن الزملكاني تدريس الشامية البرانية، فاستقرّت مشيخة دار الحديث بيد ابن الوكيل مع التدريس في مدرستيه الاوّليّتين: العذراوية و الشامية الجوانية.

ثم عزله السلطان في سنة (708 ه) عن جميع الوظائف و كان خصوم المترجم قد نسبوا إليه أشياء منكرة فتوجّه إلي حلب، فأكرمه نائبها سندمر، و أقام بها سنة و درّس، ثم انتقل إلي مصر، و درّس بمشهد الحسين عليه السَّلام و غيره إلي أن مات بها في- سنة ست عشرة و سبعمائة.

وقد صنّف ابن الوكيل كتاب الاشباه و النظائر، و شرحاً علي «الاحكام» لعبد الحق ابن الخراط، فأكمل منه ثلاثة مجلدات، وله شعر، و موشحات جمعها في ديوان

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 219

سمّاه طراز الدار.

قال صلاح الدين الصفدي بعد أن أثني علي المترجم كثيراً: و أنا شديد التعجّب منه رحمه اللّه، فإنّه لم يكن عاجزاً عن النظم الجيّد، و بعد هذا كان يأخذ أشياء من قصائد و مقاطيع و

يدّعيها، ثم ذكرَ لذلك مثلًا.

2827 ابن مُعيّة «1»

(..- 776 ه) محمد بن القاسم بن الحسين بن القاسم، السيد تاج الدين أبو عبد اللّه ابن مُعَيّة الحسني الديباجي، الحلّي.

كان من أعيان الامامية، فقيهاً، مؤرخاً، حاسباً، أديباً، شاعراً، و إليه انتهي علم النسب في زمانه.

روي سماعاً و قراءة و إجازة عن جمع من الفقهاء و المحدّثين و العلماء، منهم: العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي، و ابنه فخر المحققين محمد بن العلّامة الحلّي، و عميد الدين عبد المطلب بن محمد بن علي الاعرج الحسيني و انتفع به كثيراً، و أخوه ضياء الدين عبد اللّه الاعرج الحسيني، و

______________________________

(1) عمدة الطالب 169، أمل الآمل 2- 294، بحار الانوار 104- 173 الاجازة 16، رياض العلماء 5- 152، لؤلؤة البحرين 185، روضات الجنات 6- 324 برقم 590، مستدرك الوسائل 3- 197، هدية العارفين 2- 166، أعيان الشيعة 10- 39، الكني و الأَلقاب 1- 415، الفوائد الرضوية 591، ريحانة الادب 3- 216، الذريعة 1- 244، طبقات أعلام الشيعة 3- 197، الاعلام 7- 5، معجم المؤلفين 11- 138.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 220

مهذب الدين محمود بن يحيي الشيباني الحلّي، و والده القاسم ابن معيّة، و القاضي محمد بن محفوظ بن وشاح الحلّي، و كمال الدين الرضا بن محمد بن محمد الحسيني الآبي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن يحيي المزيدي الحلّي، و أبو القاسم علي بن عبد الكريم بن أحمد بن طاوس، و غيرهم.

و روي عن جماعة من علماء أهل السنّة، منهم: القاضي عبد العزيز «1» بن محمد ابن جماعة الشافعي، و سراج الدين عمر «2» بن علي بن عمر القزويني، و القاضي تاج الدين علي بن السماك الحنفي، و شرف الدين محمد

بن بكتاش التستري ثم البغدادي الشافعي، و آخرون.

و عدة مشايخه تزيد علي ستين شيخاً.

و كان واسع الرواية، عارفاً بالحديث و بدقائقه.

روي عنه الفقه الكبير محمد بن مكي العاملي المعروف بالشهيد الاوّل، و قال في وصفه إنّه أُعجوبة الزمان في جميع الفضائل و المآثر.

و روي عنه أيضاً: بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني، و محمد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي بالاجازة.

و لازمه النسّابة جمال الدين أحمد بن علي الحسني المعروف بابن عنبة اثنتي عشرة سنة، و قرأ عليه الفقه و الحديث و النسب و غيرها من العلوم، و صاهره علي ابنته.

و لتاج الدين ابن معية عدّة كتب أكثرها في النسب، منها: نهاية الطالب في نسب آل أبي طالب في اثني عشر مجلداً، الثمرة الظاهرة في الشجرة الطاهرة في

______________________________

(1) مضت ترجمته في هذا الجزء.

(2) المتوفّي (750 ه). نظر ترجمته في الدرر الكامنة: 3- 180، و الاعلام: 5- 57.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 221

أربعة مجلدات في أنساب الطالبيين، الفلك المشحون في أنساب القبائل و البطون، معرفة الرجال في مجلدين، أخبار الأُمم في واحد و عشرين مجلداً و لم يتمّه، رسالة الابتهاج في الحساب، و منهاج العمال في ضبط الاعمال.

و من شعره: قوله لما وقف علي بعض أنساب العلويين و رأي قبح أفعالهم فكتب عليه:

يعزّ علي أسلافكم يا بني العلا إذا نال من أعراضكم شتمُ شاتمِ

بنوا لكم مجد الحياة فما لكم أسأتم إلي تلك العظام الرمائمِ

أري ألف بانٍ لا يقوم لهادمٍ فكيف ببانٍ خلفه ألف هادمِ

وله:

أحسن الفعل لا تمتّ بأصلٍ إنّ بالفعل خسّةُ الاصل توسي

نسب المرء وحده ليس يجدي إنّ قارون كان من قوم موسي

توفّي بالحلّة في- ثامن ربيع الآخر سنة ست و سبعين

و سبعمائة، و حُملت جنازته إلي مشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام بالنجف الاشرف.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 222

2828 محمد بن محفوظ «1»

(..- حدود 725 ه) ابن وشاح بن محمد الاسدي، القاضي تاج الدين أبو علي الحلّي.

تفقّه علي مذهب الامامية، و مهرَ في الادب.

أخذ عن أبيه الفقيه الاديب محفوظ (المتوفّي 690 ه تقريباً).

و تولّي القضاء بالحلّة في سنة (685 ه) نيابة عن قاضي القضاة عز الدين الزنجاني «2».

روي عنه تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيَّة الحسني (المتوفّي 776 ه).

و حكي عنه في سنة (714 ه) عبد الرزاق ابن الفوطي، و وصفه بالعدل الفقيه، و كنّاه بأبي الفضل.

لم نظفر بوفاة تاج الدين، و لعلها كانت في- حدود خمس و عشرين و سبعمائة،

______________________________

(1) مجمع الآداب في معجم الالقاب 4- 216 برقم 3697) ضمن ترجمة ابن العجيل الفقيه)، الحوادث الجامعة 449، أمل الآمل 2- 297 برقم 896، بحار الانوار 106- 9، رياض العلماء 5- 156، روضات الجنات 6- 106) ضمن ترجمة والده) برقم 567، أعيان الشيعة 10- 47، طبقات أعلام الشيعة 3- 198، الغدير للَاميني 5- 442) ضمن ترجمة محفوظ ابن وشاح)، معجم رجال الحديث 17- 186 برقم 11671.

(2) هو أبو العباس أحمد بن أبي المناقب محمود بن أحمد بن محمود بن بختيار الزنجاني الاصل، البغدادي، ترجم له ابن الفوطي في «معجم الالقاب «: 1- 86 برقم 23، و قد مضت ترجمة والده الفقيه الشافعي أبي المناقب في الجزء السابع من موسوعتنا هذه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 223

و قد رثاه الشاعر الفحل صفي الدين الحلّي (المتوفّي 750 ه) بقصيدة، مطلعها:

لو أفادتنا العزائم حالا لم نجدْ حسن العزاء محالًا

و منها:

كان للناس جميعاً كفيلًا فكأن الخَلق كانوا عيالا

راع أحزاب العدي بيراع طالما أنشأ

السّحاب الثقالا «1»

2829 ابن الحاج البَلْفِيقي «2»

(حدود 680- 771 ه) محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد السُّلَمي، أبو البركات ابن الحاج البَلْفِيقي «3».

المريّ «4» من ذريّة الصحابي العباس بن مرداس.

قال ابن خلدون: كان شيخ المحدّثين و الفقهاء و الأُدباء و الصوفيّة و الخطباء بالاندلس.

______________________________

(1) ديوان صفي الدين الحلي: ص 369.

(2) الدرر الكامنة 4- 155 برقم 414، نيل الابتهاج 428 برقم 553، كشف الظنون 1، 303، 752- 209 و غيرها، هدية العارفين 2- 165، شجرة النور الزكية 229 برقم 824، الاعلام 7- 39، معجم المؤلفين 11- 178.

(3) نسبة إلي بَلْفيق: حصن قرب المَريّة. تاريخ الادب العربي نقلًا عن (المرقبة العليا 236).

(4) نسبة إلي المَريَّة: مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الاندلس: 5- 119.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 224

ولد المترجم في حدود سنة ثمانين و ستمائة.

و أخذ بالمَرِيّة و بِجاية و مراكش عن جماعة، منهم: عمه أبو القاسم محمد، و أبو الحسن بن أبي العيش، و أبو جعفر اللورقي، و ابن أبي العاصي، و أبو محمد بن سلمون، و ابن الكماد، و أبو إسحاق الغافقي، و أبو القاسم بن الشاط، و الناصر المشذالي.

و استقرّ بسَبْتة.

ثم عاد إلي الاندلس، فولي القضاء بمالَقَة سنة (735 ه) فالقضاء و الخطابة بالمَرِيّة، فالقضاء بغَرْناطة، فالمَريّة ثانية.

أخذ عنه: ابن خلدون، و الحضرمي، و أبو زكريا السرّاج، و لسان الدين ابن الخطيب.

و صنّف كتباً، منها: أسماء الكتب و التعريف بموَلفيها، العلن في أنباء أبناء الزمن، الافصاح فيمن عرف بالاندلس بالصلاح، مشتبهات مصطلحات العلوم، سلوة الخاطر، قد يكبو الجواد في غلطة أربعين من النقاد، و ديوان شعره سماه: العذب و الأُجاج من شعر أبي البركات ابن الحاج.

و من شعره:

إذا أظمأتْكَ أكفُّ اللِّئامِ كَفَتْكَ القناعةُ شِبعاً

و رِيّا

فكن رجلًا رجله في الثري و هامة همتهِ في الثُّريّا

أبيّاً لنائلِ ذي ثروةٍ تراه بما في يديه أبيّا

توفّي- سنة إحدي و سبعين و سبعمائة. «1»

______________________________

(1) و في «الدرر الكامنة»: سنة (774 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 225

2830 البابِرْتي «1»

(بعد 710- 786 ه) محمد بن محمد بن محمود بن أحمد، أكمل الدين البابِرْتي «2» الحنفي.

ولد سنة بضع عشرة و سبعمائة.

و طلب العلم، ثم رحل إلي حلب و نزل بالمدرسة الساوجية، ثم توجه إلي القاهرة بعد سنة (740 ه) فأخذ عن شمس الدين الأَصبهاني، و أبي حيان.

و سمع من: ابن عبد الهادي، و الدلاصي، و غيرهما.

و قُرّر في مشيخة الشيخونية، و علت رتبته عند الظاهر برقوق.

و كان عارفاً بالفقه الحنفي، و الأُصول و العربية و التفسير.

أفتي و درّس، و عُرض عليه القضاء فامتنع.

و شرح كتباً عديدة، منها: مختصر ابن الحاجب و سمّاه النقود و الردود،

______________________________

(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 2- 179، الدرر الكامنة 4- 250 برقم 686، النجوم الزاهرة 11- 302، بغية الوعاة 1- 239 برقم 436، طبقات المفسرين للداودي 2- 253 برقم 580، مفتاح السعادة 2- 133، كشف الظنون 2- 1، 1688- 112، و مواضع أُخري، شذرات الذهب 6- 293، إيضاح المكنون 2- 353، هدية العارفين 2- 171، الاعلام 7- 42، معجم المطبوعات العربية 1- 503، معجم المؤلفين 11- 298.

(2) رجّح الزركلي في «الاعلام» نسبة المترجَم إلي بلدة (بابِرْت) التابعة لَارزن الروم، أرضروم بتركيا، و ذلك لقول ابن قاضي شهبة و غيره إنّه (رومي)، و نقل عن «لب الالباب» للسيوطي أنّ هناك قرية من أعمال دُجيل ببغداد تسمي (بابَرتي).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 226

التجريد في الكلام لنصير الدين الطوسي، ألفية ابن معطي، مَشارق الانوار في الحديث

للصغاني و سمّاه تحفة الابرار، أُصول البزدوي و سمّاه التقرير، الهداية في الفقه للمرغيناني و سمّاه العناية (مطبوع)، منار الانوار في أُصول الفقه لعبد اللّه ابن أحمد النسفي، تلخيص الجامع الكبير للخلاطي، وله حاشية علي الكشّاف للزمخشري.

توفّي بمصر- سنة ست و ثمانين و سبعمائة.

2831 قطب الدين الرازي «1»

(694- 766 ه) محمد بن محمد، قطب الدين أبو عبد اللّه الرازي، العالم الامامي، و يقال له القطب التحتاني تمييزاً له عن قطب آخر كان ساكناً معه بأعلي المدرسة بدمشق.

ولد سنة أربع و تسعين و ستمائة.

و أخذ الفقه عن شيخ الامامية العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، و قرأ عليه

______________________________

(1) طبقات الشافعية الكبري للسبكي 9- 274 برقم 1334، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 155 برقم 296، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3- 136 برقم 674، الدرر الكامنة 4- 339 برقم 923، النجوم الزاهرة 11- 87، بغية الوعاة 2- 281 برقم 1981، طبقات المفسرين للداودي 2- 254 برقم 582، مفتاح السعادة 1- 279، نقد الرجال 330 برقم 907، أمل الآمل 2- 300 برقم 908، كشف الظنون 1- 95 و..، شذرات الذهب 6- 207، رياض العلماء 5- 168، بهجة الآمال 6- 567، هدية العارفين 2- 163، إيضاح المكنون 1- 233 و..، تنقيح المقال 3- 178 برقم 11315، أعيان الشيعة 9- 413، الفوائد الرضوية 616، الذريعة 1- 177 برقم 907، طبقات أعلام الشيعة 3- 200.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 227

أكثر كتابه «قواعد الاحكام» ببلدة ورامين بالرّي، و كتب له شيخه العلّامة إجازة، وصفه فيها بالفقيه المحقّق المدقّق زبدة العلماء و الأَفاضل.

و أخذ عن القاضي عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار الايجي الشافعي المعروف بالعضُد.

ثم استقرّ بدمشق سنة (763 ه) و اشتهر، و بعُد صيته.

قال تاج

الدين السبكي: بحثنا معه، فوجدناه إماماً في المنطق و الحكمة، عارفاً بالتفسير و المعاني و البيان، مشاركاً في النحو، يتوقّد ذكاءً.

و ذكر الشهيد الاوّل أنّه اجتمع به في شعبان سنة (766 ه)، و استفاد منه، و حصل منه علي إجازة، و وصفه بالبحر الذي لا يُنزف، ثم قال: كان إماميّ المذهب بغير شك و لا ريبة، صرّح بذلك و سمعته منه «1».

وقد صنّف القطب كتباً، منها: تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية «2» (مطبوع)، لوامع الاسرار في شرح مطالع الانوار «3») مطبوع)، تحقيق معني التصور و التصديق (مطبوع)، رسالة في النفس الناطقة، شرح «الحاوي الصغير ««4» في فقه الشافعية، حاشية علي «الكشاف» في التفسير للزمخشري، و المحاكمات بين الامام و النصير (مطبوع)، حكم فيه بين الفخر الرازي و نصير الدين الطوسي في شرحيهما لِاشارات ابن سينا.

توفّي- في ذي القعدة سنة ست و ستين و سبعمائة.

______________________________

(1) تصريحه هذا، يدحض قول من عدّه من الشافعية، فالرجل أعرف بمذهبه من غيره.

(2)» الشمسية» في المنطق من تأليف عمر بن علي القزويني المعروف بالكاتبي، تلميذ الخواجة نصير الدين الطوسي.

(3)» مطالع الانوار» في المنطق من تأليف القاضي محمود بن أبي بكر الارموي.

(4) و هو من تأليف نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم القزويني (المتوفّي 665 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 228

2832 ابن مسلَّم «1»

(662- 726 ه) محمد بن مسلَّم بن مالك بن مزروع الزيني، القاضي شمس الدين أبو عبد اللّه الصالحي الدمشقي.

ولد سنة اثنتين و ستّين و ستّمائة.

و حضر علي: ابن الدائم، و عمر الكرماني ثم سمع من ابن البخاري و طبقته، و أكثر عن ابن الكمال و عني بالحديث و تفقّه.

و برع في الفقه الحنبلي و العربية، و تصدّر للتدريس، و

ولي القضاء سنة ست عشرة و سبعمائة، و اشتهر اسمه.

قال ابن رجب الحنبلي: و هو الذي حكم علي ابن تيميّة بمنعه من الفتيا بمسائل الطلاق و غيرها مما يخالف المذهب.

وقد سمع من ابن مُسلَّم جماعة و خرّج له المحدّثون بعض التخاريج.

و توفّي في- ذي القعدة سنة ست و عشرين و سبعمائة، و كان قد سار للحجّ و المجاورة، فمرض بعد رحيلهم من العُلي، فلما قدم المدينة تحامل حتي وقف مسلِّماً علي النبي صلَّي اللّٰه عليه و آله و سلَّم، ثم أُدخل إلي منزل فلما كان السَّحَر توفي، و دُفن بالبقيع.

______________________________

(1) الوافي بالوفيات 5- 28 برقم 1995، ذيل طبقات الحنابلة 2- 380 برقم 490، بغية الوعاة 1- 245 برقم 450، الدارس في تاريخ المدارس 2- 38.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 229

2833 المهدي الزيدي «1»

(..- 728 ه) محمد بن المطهر بن يحيي بن المرتضي الحسني، اليمني، الملقّب بالمهدي، أحد أئمّة الزيدية.

أظهر الدعوة سنة (699 ه) و قيل: سنة (701 ه («2» و افتتح عدة حصون بعد أن نشبت بينه و بين سلاطين اليمن (بني رسول) وقائع كثيرة، و ملك آخر الامر صنعاء.

قيل: و لم يقل بإمامته أكثر شيعة زمانه.

و كان المهدي فقيهاً، غزير العلم.

صنّف كتباً، منها: جامع تفسير القرآن، عقود العقيان في الناسخ و المنسوخ من القرآن، المنهاج الجلي في شرح مجموع زيد بن علي في الفقه، المجموعات المهدية، السراج الوهاج في حصر مسائل المنهاج، النكتة الكافية و النغبة الشافية في الفرائض،

______________________________

(1) العقود اللؤلؤية 1، 361، 366- 331 و غيرها، تراجم الرجال للجنداري 35، كشف الظنون 2- 114 و..، البدر الطالع 2- 271 برقم 524، هدية العارفين 2- 147، الاعلام 7- 103، معجم المؤلفين 12- 37، مؤلفات الزيدية 1،

377- 357 و 2- 91، 276، 327، و 3، 128- 75 و مواضع أُخري.

(2) و في «البدر الطالع» و أخذه عنه صاحب «الاعلام»: أنّه بويع بالخلافة عند موت والده سنة (690 ه). و هذا وهم، فإنّ والد المترجم توفي سنة (697 ه)، وقد مرّت ترجمته في الجزء السابع من موسوعتنا هذه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 230

الكواكب الدرية في شرح الابيات «1» البدرية، و كتاب في الفقه بلغ فيه إلي محظورات الاحرام.

و توفّي بحصن ذي مرمر في- ذي الحجّة سنة ثمان و عشرين و سبعمائة «2» و دفن بصنعاء.

و قال بعضهم إنّه مات سنة تسع و عشرين.

2834 ابن مفلح «3»

(حدود 710- 763 ه) محمد بن مفلح بن محمد بن مفرّج، الفقيه الحنبلي، شمس الدين أبو عبد اللّه المقدسي ثم الصالحي الراميني.

ولد في حدود سنة عشر و سبعمائة ببيت المقدس.

و سمع من عيسي المطعم، و جماعة «4» و أتقن فروع المذهب، و اشتهر بمعرفته بها، و شارك في علوم أُخري.

______________________________

(1) و هي قصيدة رائية للحسن بن وهاس في إمامة أمير المؤمنين عليه السَّلام.

(2) و في تراجم الرجال: سنة (724 ه). و لعلّه وقع سهواً.

(3): البداية و النهاية 14- 308، الدرر الكامنة 4- 261، النجوم الزاهرة 11- 16، الدارس في تاريخ المدارس 2- 43، كشف الظنون 1- 42، شذرات الذهب 6- 199، إيضاح المكنون 2- 678، هدية العارفين 2- 162، الاعلام 7- 107، معجم المؤلفين 12- 44.

(4) و ذكر له صاحب «شذرات الذهب» عدّة من المشايخ، منهم: ابن مسلّم، و الحجار، و المزي، و الذهبي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 231

و صاهر القاضي جمال الدين يوسف بن محمد المرداوي، و ناب عنه في القضاء.

و أفتي، و درّس.

و صنّف كتباً، منها: كتاب

الفروع (مطبوع)، النكت و الفوائد السنية علي مشكل المحرر لابن تيمية، الآداب الشرعية الكبري (مطبوع)، أُصول الفقه، شرح علي «المقنع» في نحو ثلاثين مجلّدة، و تعليق علي «المنتقي» لمجد الدين ابن تيمية.

توفّي بصالحية دمشق- سنة ثلاث و ستين و سبعمائة.

2835 الشهيد الاوّل «1»

(734- 786 ه) محمد بن مكي بن محمد بن حامد بن أحمد المطّلبي، المجتهد الامامي العَلَم، شمس الدين أبو عبد اللّه العاملي الجِزّيني، النبطي الاصل، المعروف بالشهيد الاوّل.

______________________________

(1) غاية النهاية في طبقات القرّاء 2- 265 برقم 3480، مجالس المؤمنين 1- 579، نقد الرجال 335 برقم 738، شذرات الذهب 6- 294، جامع الرواة 2- 203، أمل الآمل 1- 181 برقم 188، الوجيزة 315 برقم 1790، رياض العلماء 5- 185، لؤلؤة البحرين 143 برقم 60، روضات الجنات 7- 3 برقم 593، مستدرك الوسائل 3- 437، تنقيح المقال 3- 191 برقم 11296، أعيان الشيعة 10- 59، سفينة البحار 1- 721، الكني و الأَلقاب 2- 377، الفوائد الرضوية 645، هدية الاحباب 165، ريحانة الادب 3- 276، طبقات أعلام الشيعة 3- 205، الذريعة 20- 204، شهداء الفضيلة 80، الاعلام 7- 109، معجم رجال الحديث 17- 270 برقم 11823.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 232

ولد في جزّين (من قري جبل عامل بلبنان) سنة أربع و ثلاثين و سبعمائة علي المشهور، و ورّخ شمس الدين الجزري مولده بعد العشرين و سبعمائة.

و نشأ، و تعلّم ببلدته.

و ارتحل إلي العراق، فكان في مدينة الحلة و هي من مراكز العلم المشهورة يوم ذاك سنة (751 ه)، و أخذ الفقه و الأُصول و الحديث عن كبار المشايخ، كان من أجلّهم: فخر المحققين محمد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، و لازمه و انتفع به كثيراً، و عميد

الدين عبد المطلب بن محمد ابن الاعرج الحسيني، و أخوه ضياء الدين عبد اللّه ابن الاعرج، و تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني.

كما أخذ و روي عن طائفة، منهم: جلال الدين أبو محمد الحسن بن أحمد ابن نجيب الدين محمد ابن نما الحلّي، و شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن أحمد ابن أبي المعالي الموسوي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطارآبادي، و رضي الدين أبو الحسن علي بن أحمد المزيدي، و أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن زُهرة الحلبي، و علي بن محمد بن الحسن ابن زُهرة الحلبي، و مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني المدني.

و يظهر أنّه أقام بالحلّة إلي سنة (757 ه («1» و أتقن الفقه و غيره، و أقرأ، و صنّف فيها بعض تصانيفه، و سمع ببغداد سنة (758 ه)، وقد زار خلال تواجده بالحلّة كربلاء و المدينة المنورة.

و عاد إلي بلدته جزّين، و أسس بها مدرسة، و نشر علمه بها.

و استفاد بدمشق من قطب الدين محمد بن محمد الرازي، المتكلّم تلميذ العلّامة الحلّي، و حصل منه علي إجازة في سنة (766 ه).

______________________________

(1) أجاز في هذه السنة لجماعة من العلماء، قرءوا عليه «علل الشرائع» للصدوق.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 233

و جاب عدة بلدان مثل مكة و المدينة و بغداد و دمشق و فلسطين، و أخذ بها عن نحو أربعين شيخاً من علماء السنّة، و روي عنهم صحاحهم و كثيراً من مصنفاتهم، و من هؤلاء: شمس الدين محمد بن يوسف القرشي الكرماني البغدادي الشافعي، و شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الحسن الحنفي النحوي، و شرف الدين محمد بن بكتاش التستري البغدادي الشافعي، و قاضي القضاة

عز الدين عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن جماعة الدمشقي المصري، و شمس الدين محمد بن عبد اللّه البغدادي الحنبلي القاريَ الحافظ، و القاضي إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة الشافعي، و شمس الدين أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن البغدادي المالكي، و عبد الصمد بن إبراهيم بن الخليل شيخ دار الحديث ببغداد.

و كان الشهيد علّامة في الفقه، محيطاً بدقائقه، عالماً بالاصول، محدّثاً، أديباً، شاعراً، ذا ذهن سيّال، و عقلية متفتحة، و نظر ثاقب.

و لا يُجدب الافكارَ مثلُ تعسُّف و لا يُخصبُ الافكارَ مثلُ التفتُّحِ «1»

و هو ممن ترك آثاراً واضحة علي الفقه الشيعي تجديداً و تطويراً و تنقيحاً.

قال فخر المحققين في حق تلميذه المترجم: الامام العلّامة الاعظم، أفضل علماء العالَم.

و قال شمس الدين الكرماني «2» الشافعي في إجازته له: إمام الأَئمّة، صاحب الفضلين، مجمع المناقب و الكمالات الفاخرة، جامع علوم الدنيا و الآخرة.

______________________________

(1) لمعاصرنا السيّد محمود البغدادي.

(2) أخذ عن والده و غيره بكرمان، و طاف عدّة بلدان، ثم استوطن بغداد، و صنّف كتباً في العربية و الكلام و المنطق، و شرح البخاري و توفي سنة (786 ه).

انظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: 3- 180 برقم 707.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 234

و قال شمس الدين أبو الخير الجَزري الشافعي في وصفه: شيخ الشيعة و المجتهد في مذهبهم، و هو إمام في الفقه و النحو و القراءة، صحبني مدة مديدة، فلم أسمع منه ما يخالف السنّة.

و قال عنه نور الدين الكركي «1» شيخنا الامام، شيخ الإسلام، علّامة المتقدمين، و ئيس المتأخرين، حلّال المشكلات، و كشّاف المعضلات، صاحب التحقيقات الفائقة، و التدقيقات الرائقة، حبر العلماء، و علم الفقهاء.

و كان الشهيد يقيم مدداً غير قصيرة في

دمشق، فاتسعت شهرته، و عظُمت مكانته في النفوس، فالتفوا حوله، و أخذوا عنه و تفقّهوا به، و حضر مجلسه العلماء من مختلف المذاهب، و سعي في نشر التشيّع في جو من التآلف، و نبذ الخلافات، و جدّ في التحريض و الردّ علي أهل البدع (أمثال محمد اليالوش و أتباعه).

و كانت له علاقات وثيقة و مراسلات مع ملك خراسان علي «2» بن المؤيد، يرجع تاريخها إلي أيام إقامته في العراق.

و في السنوات الاخيرة من عمر الشهيد كتب إليه الملك المذكور رسالة التمس فيها منه التوجه إلي بلاده ليكون مرجعاً للخراسانيين، فأبي و اعتذر له، ثم صنّف له في مدة سبعة أيام كتاب «اللمعة الدمشقية في فقه الامامية» و بعث بها إليه.

و ثقُل أمر الشهيد علي خصومة (من المتعصّبين و المبتدعين و النفعيّين) فتقرّر

______________________________

(1) هو أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي العاملي.

الملقّب بالمحقّق الثاني (868 940 ه): من كبار مجتهدي الامامية، ارتحل إلي مصر و العراق، ثم أقام بإيران، و تقدّم عند الشاه (طهماسب)، و ستأتي ترجمته في الجزء العاشر إن شاء اللّه تعالي.

(2) من ملوك السربدارية الشيعة الذين حكموا خراسان بعد وفاة محمد خدابنده، و كان علي بن المؤيد آخر من حكم منهم، ولي سنة (766 ه)، و اهتم بنشر التشيع و بالشئون الفكرية و العمرانية، و توفي سنة (795 ه).

انظر «الروضة البهية» المقدمة، بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 235

حبسه في قلعة دمشق، فلبث فيها سنة كاملة، ثم عُمل محضر نُسبت فيه إليه أقاويل منكرة، و رفع إلي القاضي برهان الدين إبراهيم «1» بن عبد الرحيم ابن جماعة و كان ممن يضمر العداوة له فأنفذه إلي القاضي المالكي، فعقد

مجلساً حضره القضاة و غيرهم، و أنكر الشهيد التهم الموجهة إليه، لكن القاضي أفتي بإباحة دمه.

وقد تفقّه بالشهيد و روي عنه جماعة، منهم: أولاده جمال الدين أبو منصور الحسن، و ضياء الدين أبو القاسم علي، و رضي الدين أبو طالب محمد، و ابنته الفقيهة أُم الحسن فاطمة المعروفة بست المشايخ، و زوجته الفقيهة أُم علي، و السيد بدر الدين الحسن بن أيوب الشهير بابن الاعرج الاطراوي العاملي، و عبد الرحمن العتائقي، و أبو عبد اللّه المقداد بن عبد اللّه السيوري الحلي، و أبو جعفر محمد بن تاج الدين عبد العلي بن نجدة الكركي، و شمس الدين محمد بن علي بن موسي ابن الضحاك الشامي، و شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن زهرة الحسيني الحلبي، و عز الدين الحسن بن سليمان بن محمد الحلّي، و زين الدين أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الخازن الحائري، و عز الدين الحسين بن محمد بن هلال الكركي، و آخرون.

و صنّف كتباً كثيرة، معظمها في الفقه، منها: اللمعة الدمشقية «2») مطبوع مع شرحه الروضة البهية في عشرة أجزاء)، الدروس الشرعية في فقه الامامية «3»

______________________________

(1) مضت ترجمته في هذا الجزء.

(2) قال عنه الشهيد الثاني: المختصر الشريف، و المؤلّف المنيف، المشتمل علي أُمّهات المطالب الشرعية.

(3) و هو من أدق كتب الشهيد الفقهية و أشهرها، بديع التنظيم، وقد نقل فيه آراء كثير من فقهاء الامامية كابن بابويه و العُماني و ابن الجنيد، و غيرهم من الذين لم تصل إلينا كتبهم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 236

(مطبوع)، ذكري الشيعة في أحكام الشريعة «1») مطبوع)، البيان في الفقه «2») مطبوع)، الرسالة الالفية (مطبوعة) في فقه الصلاة، الرسالة النفلية (مطبوعة)، غاية المراد في

شرح «الارشاد» للعلّامة الحلّي (مطبوع)، القواعد و الفوائد «3») مطبوع) في الفقه، تفسير الباقيات الصالحات (مطبوع)، جامع البين من فوائد الشرحين «4» في أُصول الفقه (مخطوط)، الاربعون حديثاً (مطبوع)، أجوبة مسائل الفاضل المقداد (مطبوع)، أجوبة مسائل الاطراوي، و المزار (مطبوع).

وقد اعتني العلماء بكثير من كتبه الفقهية شرحاً و تعليقاً و تدريساً.

قُتل شهيداً بدمشق في- تاسع جمادي الأُولي سنة ست و ثمانين و سبعمائة، ثم صُلب ثم أُحرق، و ذلك في عهد السلطان برقوق «5» و نائبه بالشام بيدَمر «6»

______________________________

(1) كتاب استدلالي مسهب في الفقه، خرج منه الجزء الاوّل، و لم يتمه.

(2) كتاب مختصر خالٍ من الاستدلال، مشتمل علي كثير من الاقوال، جمع فيه بين سهولة العبارة و متانتها، خرج منه: الطهارة و الصلاة و الزكاة و الخمس و شي ء من الصوم، و لم يتمه.

(3) قال عنه محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي العاملي في شرحه له: كتاب لم ينسج أحد علي منواله، و لم يظفر فاضل بمثاله، انطوي علي تحقيقات هي لطائف الاسرار، و احتوي علي اعتبارات هي عرائس الافكار، و قال عنه الطهراني: هو من الكتب الممتعة التي دارت عليها رحي التدريس، و عُلّقت عليه حواش و شُرح بشروح.

انظر حول هذا الكتاب: غاية المراد في شرح نكت الارشاد، المقدمة.

(4) و الشرحان لَاستاذيه الاخوين عميد الدين عبد المطلب و ضياء الدين عبد اللّه علي كتاب «تهذيب طريق الوصول إلي علم الأُصول» لخالهما العلّامة الحلّي.

(5) برقوق بن أنص أو أنس العثماني، الملك الظاهر (المتوفّي 801 ه): أوّل من ملك مصر من الشراكسة، جلبه إليها أحد تجار الرقيق (و اسمه عثمان) فباعه فيها منسوباً إليه، ثم أعتق، و ولي عدة مناصب، ثم انتزع السلطنة من آخر بني

قلاوون سنة (784 ه)، و انقادت له مصر و الشام.

انظر الاعلام: 2- 48.

(6) ذكره ابن كثير في عدة مواضع من «البداية و النهاية»: ج 14.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 237

و من شعر الشهيد:

عظُمت مصيبةُ عبدِكَ المسكينِ في نومه عن مهر حورِ العينِ

الاولياء تمتّعوا بك في الدُّجي بتهجّد و تخشّع و حنينِ

فطردتني عن قرع بابك دونهم أ تُري لعظم جرائمي سبقوني

أَ وَجَدتهم لم يُذنبوا فرحمتَهم أم أذنبوا فعفوتَ عنهم دوني

إن لم يكن للعفو عندك موضعٌ للمذنبين فأين حسنُ ظنوني

2836 ابن حنش «1»

(..- 717 ه) محمد بن يحيي «2» بن أحمد بن حنش، أبو عبد اللّه الظفاري اليمني.

كان من مجتهدي فقهاء الزيدية، متكلّماً، فصيح العبارة.

أخذ عنه إمام الزيدية محمد بن المطهر بن يحيي الحسني.

و صنّف كتباً، منها: التمهيد و التيسير في تحصيل فوائد «التحرير» في الفقه، تعليق علي «اللمع» في الفقه، ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني «الخلاصة» في أُصول الدين، و القاطعة في الرد علي الباطنية.

توفّي في ظفار- سنة سبع عشرة و سبعمائة «3»

______________________________

(1) تراجم الرجال للجنداري 36، البدر الطالع 2- 277 برقم 528، هدية العارفين 2- 144، الاعلام 7- 138، معجم المؤلفين 12- 98، مؤلفات الزيدية 1- 327 و 2- 297، 337، و 3- 168.

(2) مضت ترجمته في آخر الجزء السابع في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

(3) و في «البدر الطالع»: سنة (719 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 238

2837 القُوْنَوي «1»

(قبل 700- 771 ه) محمود بن أحمد بن مسعود القُونَوي «2» جمال الدين أبو المحاسن الدمشقي، المعروف بابن السِّرَاج.

كان فقيهاً حنفياً، عالماً بمذهبه، مشاركاً في النحو و الأُصول.

ولد قبل السبعمائة.

و درّس بالمدرسة الريحانية و الخاتونية بدمشق، و ولي قضاء الحنفية بها.

و صنّف عدّة كتب، منها: الزبدة في شرح «العمدة» في أُصول الدين لعبد اللّه بن أحمد النسفي، مشرق الانوار في مشكل الآثار، الغنية في الفتاوي، التفريد في شرح «التجريد» للقُدوري، خلاصة النهاية في فوائد «الهداية» لعليّ المرغيناني، المعتمد، اختصر به مسند أبي حنيفة، و شرح عقيدة أهل السنّة و الجماعة.

توفّي بدمشق- سنة إحدي و سبعين و سبعمائة، و قيل بعد ذلك.

______________________________

(1) الجواهر المضيّة 2- 156 برقم 479، الدرر الكامنة 4- 322 برقم 882، كشف الظنون 1- 121، هدية العارفين 2- 409، الاعلام 7- 162، معجم المؤلفين

12- 149.

(2) نسبة إلي قُونِية. ذكر ياقوت في «معجم البلدان: 4- 415» أنّها من أعظم مدن الإسلام بالروم، و نقل عن كتاب الفتوح أنّها موضع مدينة القيروان.

و قال القمّي في «الكني و الأَلقاب «: 3- 96: إنّها بلد بالروم جليل بين الشام و قسطنطينية.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 239

2838 محمود بن يحيي الشيباني «1»

(..- حدود 730 ه) محمود بن يحيي بن محمد بن سالم الشيباني، العالم الامامي، مهذب الدين الحلّي، النحوي.

قال الحر العاملي: كان فقيهاً، عالماً صالحاً، شاعراً، أديباً، منشئاً بليغاً.

روي عنه تاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني (المتوفّي 776 ه).

و كانت بينه و بين الشاعر المشهور صفي الدين الحلّي (عبد العزيز بن سرايا («2» صداقة و مودة، وقد تبادلا بينهما الرسائل شعراً (يوم كان صفي الدين بماردين («3».

قال صفي الدين (وقد راسله مهذب الدين بقصيدة، مطلعها:

عبدَ العزيز عليّ أنت عزيزُ و لمجدك التعظيم و التعزيزُ):

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 317 برقم 970، رياض العلماء 5- 205، أعيان الشيعة 10- 113، طبقات أعلام الشيعة 3- 214، معجم رجال الحديث 18- 92 برقم 12147.

(2) المتوفّي (750 ه).

(3) التجأ صفي الدين إلي ماردين في عهد الارتقيين، فأكرمه الملك المنصور نجم الدين غازي بن المظفر قرا أرسلان الارتقي (المتوفّي 712 ه).

و ولده الملك الصالح.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 240

من لي بقربك و المزار عزيز طوبي لمن يحظي به و يفوزُ

يا أيها الشيخ الذي آراوَه حرز لنا في النائبات حريزُ

عرض العَروض فلم ترُعك دوائر منه، و لم تشكل عليك رموز

و كذا اقتفيتَ من القوافي إثرها فأطاعك المقصور و المهموز

و ضربت نحو النحو همّة أوحد أضحي له في حلّه تمييز «1»

و للمترجم قصيدة في رثاء الفقيه الاديب محفوظ بن وشاح الاسدي الحلّي (المتوفّي

690 ه تقريباً) مطلعها:

عزّ العزاء فلاتَ حين عزاء من بعد فُرقة سيد الشعراء

لم نظفر بوفاة مهذب الدين، و نخمّن أنّها كانت في- حدود سنة ثلاثين و سبعمائة.

2839 المرتضي بن المفضل «2»

(..- 732 ه) ابن منصور بن محمد الحسني، اليمني، الفقيه المجتهد.

كان ملازماً لِامام الزيدية محمد بن المطهر، معظّماً عنده.

قال ابن زبارة الحسني: كان مجتهداً اجتهاداً مطلقاً.

______________________________

(1) ديوان صفي الدين الحلي: 288.

(2) ملحق البدر الطالع 211 برقم 394، مؤلفات الزيدية 1- 223.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 241

أخذ عنه: ولده محمد، و محمد بن يحيي القاسمي الحسني، و غيرهما.

و درّس كثيراً.

و صنّف كتاب بيان الاوامر المجملة في وجوب طاعة أُولي الامر و فرض المسألة.

توفّي في بلاد السودة- سنة اثنتين و ثلاثين و سبعمائة.

2840 الحارثي «1»

(652- 711 ه) مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي «2» سعد الدين أبو محمد و أبو عبد الرحمن العراقي ثم المصري.

ولد سنة اثنتين و خمسين و ستّمائة بمصر.

و سمع من: ابن البرهان، و النجيب الحرّاني، و ابن علّاف، و أحمد بن أبي الخير، و جمال الدين ابن الصيرفي، و عثمان بن عوف، و غيرهم بمصر و دمشق و الاسكندرية.

و تفقّه علي ابن أبي عمر.

______________________________

(1) تذكرة الحفّاظ 4- 1495، البداية و النهاية 14- 67، ذيل طبقات الحنابلة 2- 362 برقم 474، الدرر الكامنة 4- 347 برقم 946، حسن المحاضرة 1- 308 برقم 83، الاعلام 7- 216، معجم المؤلفين 12- 225.

(2) نسبة إلي الحارثية: من قري غربي بغداد. الاعلام: 7- 216.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 242

و ولي مشيخة الحديث النورية بدمشق.

و عاد إلي مصر، و درّس بالصالحية و جامع ابن طولون، و ولي القضاء بها سنة تسع و سبعمائة.

و كان فقيهاً حنبلياً، مفتياً، محدّثاً.

و كان ابن دقيق العيد ينفر منه لقوله بالجهة و يمتنع من الاجتماع به.

و شرح الحارثي قطعة من «السنن» لَابي داود، و قطعة من «المقنع» لابن قدامة في الفقه.

و سمع منه:

السبكي، و عز الدين ابن جماعة، و إسماعيل الخبّاز، و أبو محمد البرزالي.

و توفّي- سنة إحدي عشرة و سبعمائة بالقاهرة.

2841 ابن تُرَيك «1»

(قبل 700- 748 ه) المطهّر بن محمد بن الحسين بن محمد بن يحيي، جمال الدين الصّعدي، المعروف بابن تريك.

ولد قبل سنة سبعمائة.

و أخذ عن: المؤيد باللّه يحيي بن حمزة الحسني، و القاضي عبد الباقي بن عبد المجيد،

______________________________

(1) ملحق البدر الطالع 2- 212 برقم 396، معجم المؤلفين 12- 295، مؤلفات الزيدية 1، 242- 118 و 2- 287.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 243

و الفقيه محمد بن عبد اللّه بن الغزال، و غيرهم.

و كان فقيهاً زيدياً، أديباً، ناظماً، مشاركاً في علوم أُخري.

أخذ عنه: السيد إبراهيم بن محمد الوزير، و إسماعيل بن إبراهيم بن عطية النجراني، و غيرهما.

و صنّف كتاب تبصرة أولي الالباب الراغبين إلي الحق من أهل الكتاب.

وله ديوان شعر سمّاه أسجاع حمام الايك من نظم التارك مطهر بن تريك، و رسالة في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، سمّاها عنوان السعادة و مفتاح العبادة.

توفّي بصعدة- سنة ثمان و أربعين و سبعمائة.

2842 مهنّا بن سنان «1»

(..- 754 ه) ابن عبد الوهاب بن نميلة ابن الاعرج الحسيني، السيد نجم الدين المدني، القاضي.

كان عالماً إمامياً، فقيهاً، محقّقاً، أديباً، جليل القدر.

ولي القضاء بالمدينة المنورة، و كان جملة من أجداده قضاتها.

______________________________

(1) أمل الآمل 2- 328 برقم 1020، رياض العلماء 5- 222، بحار الانوار 104- 143، 147، 150، أعيان الشيعة 10- 168، طبقات أعلام الشيعة 3- 223، مستدركات علم رجال الحديث 8- 43 برقم 15447، معجم رجال الحديث 19- 90 برقم 12909.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 244

و قصد العراق لزيارة العتبات المقدسة، فأرسل من بغداد كراريس إلي العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، تتضمن مائة و أربعاً و ثمانين مسألة، طالباً منه الاجابة عنها، ثم سار إليه فقرأ أجوبتها عليه في داره بالحلّة، ثم أرسل إليه بمسائل

أُخري علي دفعتين «1» و حصل من العلّامة علي إجازة برواية أجوبة هذه المسائل، و رواية جميع ما صنّفه من الكتب و ما رواه، وقد طُبعت كل هذه المسائل باسم «أجوبة المسائل المهنائية».

قال ابن حجر في المترجم له: اشتغل كثيراً، و كان حسن الفهم، جيّد النظم، و لأُمراء المدينة فيه اعتقاد، و كانوا لا يقطعون أمراً دونه.

ثم قال: و كان يتبرّأ من فقهاء الامامية مع تحقّق المعرفة و حسن المحاضرة.

أقول: «ما هذا إلّا إفكٌ مُفتريً» فإنّ في اختياره فقيه الامامية ابن المطهّر مرجعاً للِاجابة عن مسائله، و في كلمات التعظيم و التبجيل التي سطّرها «2» في حقّه، ما يوقفك علي حقيقة دعوي ابن حجر، فقليلًا من الانصاف يا رجل، فإنّ (لكلّ شي ء ميزان، و الإِنصاف ميزان التقوي («3» و للسيد مهنّا إجازة من فخر الدين محمد بن العلّامة الحلّي.

و صنّف كتاب حسن الخلال، و كتاب المعجزات، قال الحر العاملي: و هو قريب من «الخرائج و الجرائح» للرواندي، و فيه زيادات كثيرة عليه.

توفّي- سنة أربع و خمسين و سبعمائة.

______________________________

(1) تضم الأُولي منهما تسعاً و ثلاثين مسألة، و الثانية ثمانياً و عشرين مسألة.

(2) مثل قوله لما بعث إليه بالمسائل: وقد كان في خاطر المملوك مسائل يود لو وصلت إلي الحضرة العالية.. يشرّفها مولانا بالجواب، فنفوز بالعلم و يفوز مولانا بالثواب، و ليكن ذلك بخط يده العالية، و عبارته الشافية ليعدّ ذلك المملوك أفضل ما ظفر به بعد زيارة المشاهد المشرّفة.

(3) من حكم معاصرنا السيّد محمود البغدادي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 245

أقول: و حسب العلّامة الطهراني أنّ مهنّا المذكور في «البداية و النهاية «14- 80 في خبر الامير محمد بن عيسي، حسب أنّه المترجم له، فنقل الخبر في

ترجمته في «طبقات أعلام الشيعة» و هذا وهم، فإنّ أخا محمد بن عيسي هو مهنّا «1» ابن عيسي بن مهنّا الطائي، أمير بادية الشام (المتوفّي 537 ه).

2843 هارون بن الحسن الطبري «2»

(.. كان حياً 701 ه) هارون بن الحسن بن علي بن الحسن، ضياء الدين أبو محمد الطبري، الفقيه الامامي.

تفقّه علي العلّامة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي، و قرأ عليه كتابه «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام».

و كتب له شيخه المذكور إجازة بروايته و رواية سائر كتبه العقلية و النقلية، في رجب سنة إحدي و سبعمائة.

قال العلّامة في هذه الاجازة: و سأل] المترجم [في أثناء القراءة و تضاعيف المباحثة، عن معضلات هذا الكتاب و مشكلاته، و بحث عن دقائقه و شبهاته.. و دخل ببحث هذا الكتاب تحت المجتهدين، و اندرج في زمرة الفقهاء الفاضلين.

و كان أبوه نجم الدين الحسن بن علي الطبري من كبار العلماء.

لم نظفر بوفاة هارون.

______________________________

(1) انظر ترجمته في «الاعلام «: 7- 316.

(2) رياض العلماء 5- 290، الذريعة 1- 178 برقم 912، طبقات أعلام الشيعة 3- 235.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 246

2844 ابن البارِزي «1»

(645- 738 ه) هبة اللّه بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة اللّه الجُهَني، قاضي القضاة شرف الدين أبو القاسم الحموي، الشافعي، المعروف بابن البارِزي.

ولد سنة خمس و أربعين و ستمائة بحماة، و تلا علي البدر التاذفي.

و تفقّه علي أبيه و سمع منه، و من: جدّه، و عزّ الدين الفاروثي، و إبراهيم الارموي.

و أخذ النحو عن جمال الدين ابن مالك.

و أفتي و درّس، و ولي قضاء حماة مدّة طويلة.

قال السبكي: انتهت إليه مشيخة المذهب ببلاد الشام، و قُصد من الاطراف.

سمع منه: البرزالي، و أبو شامة، و الذهبي، و غيرهم.

و تفقّه عليه عمر ابن الوردي الشاعر.

______________________________

(1) العبر 4- 110، مرآة الجنان 4- 297، طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 387 برقم 1411، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 135 برقم 258، البداية و النهاية

14- 193، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 298 برقم 571، الدرر الكامنة 4- 401 برقم 1103، النجوم الزاهرة 9- 315، غاية النهاية في طبقات القرّاء 2- 351 برقم 3772، طبقات المفسرين للداودي 2- 350 برقم 665، مفتاح السعادة 2- 229، كشف الظنون 1، 75- 74، إيضاح المكنون 1- 181، هدية العارفين 2- 507، الاعلام 8- 73، معجم المؤلفين 13- 139.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 247

و صنّف كتباً كثيرة، منها: تيسير الفتاوي في تحرير «الحاوي»، الفريدة البارزية في شرح «الشاطبية»، تجريد «جامع الأُصول في أحاديث الرسول»، البستان في تفسير القرآن (مطبوع)، الناسخ و المنسوخ، الدرّة في وصف الحجّ و العمرة، ضبط غريب الحديث، و منظومة في الفقه سمّاها رموز الكنوز.

توفّي في- ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و سبعمائة.

2845 البحيبح «1»

(.. كان حياً 729 ه) يحيي بن الحسن البحيبح، اليمني، الفقيه المجتهد.

وصفه الجنداري بالعلّامة الفقيه، و قال: كان أحد المذاكرين و فقهاء الزيدية، المعتمد علي أقوالهم في حياته و بعد مماته.

أخذ عن الامير المؤيد بن أحمد بن المهدي.

و تفقّه عليه جماعة، منهم: محمد بن سليمان ابن أبي الرجال (المتوفّي- 730 ه).

و صنّف كتباً، منها: تعليق علي «اللمع» لعلي بن الحسين الحسني، و تعليق علي «الزيادات ««2» لم نظفر بوفاته.

و هو ممن لم يقل بإمامة يحيي بن حمزة الحسيني الذي دعا سنة (729 ه).

______________________________

(1) تراجم الرجال للجنداري 41.

(2) الظاهر أنّ «الزيادات» للمؤيد باللّه أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفّي 411 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 248

2846 المؤيد باللّه «1»

(669- 749 ه) يحيي بن حمزة بن علي بن إبراهيم الحسيني، اليمني، الملقب بالموَيد باللّه، أحد كبار أئمّة الزيدية.

ولد في صنعاء سنة تسع و تسعين و ستمائة.

و طلب العلم و هو صبي، و أخذ عن محمد بن عبد اللّه بن خليفة و غيره، و تبحّر في علوم كثيرة مثل الفقه و الأُصول و الكلام و العربية، و صنّف فيها التصانيف الحافلة.

و ولي إمامة الزيدية بعد وفاة محمد بن المطهّر الملقب بالمهدي (سنة 729 ه)، و استمر إلي حين وفاته.

أخذ عنه أحمد بن سليمان الاوزري، و الحسن بن محمد النحوي، و المطهّر بن محمد بن الحسين الصعدي.

و له من التصانيف التي بلغت فيما قيل مائة مجلد: الانتصار الجامع لمذاهب علماء الامصار في ثمانية عشر مجلداً في الفقه، العمدة في الفقه، الفتاوي، عقد اللآلي في الردّ علي أبي حامد الغزالي، الكوكب الوقاد في أحكام الاجتهاد في

______________________________

(1) تراجم الرجال للجنداري 42، كشف الظنون 2- 1795، البدر الطالع 2- 331 برقم 576، إيضاح المكنون 1-

266، الاعلام 8- 143، فهرست مخطوطات الجامع الكبير صنعاء 2- 575 و 4- 2011، معجم المؤلفين 13- 195، مؤلفات الزيدية 1، 144، 162، 174- 60، 185، 291، 327، 480، و 2، 283، 304- 245 و 3، 39- 31 و مواضع كثيرة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 249

أُصول الفقه، المعيار لقرائح الانظار في أُصول الفقه، الحاوي لحقائق الادلة الفقهية في أُصول الفقه، التمهيد في علوم العدل و التوحيد، المعالم الدينية في العقائد الالهية، الوازعة للمعتدين عن سبّ صحابة سيد المرسلين (مطبوع)، الديباج الرضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي و هو شرح علي «نهج البلاغة»، الاقتصار في النحو، الطراز المتضمن لَاسرار البلاغة و علوم حقائق الاعجاز (مطبوع)، اللباب في محاسن الآداب، و تصفية القلوب عن درن الاوزار و الذنوب في الاخلاق، و غير ذلك.

توفّي المؤيد باللّه- سنة تسع و أربعين و سبعمائة. «1»

2847 المرداوي «2»

(قبل 700- 769 ه) يوسف بن محمد بن عبد اللّه المرداوي «3» القاضي جمال الدين أبو المحاسن الدمشقي، الفقيه الحنبلي.

ولد قبل السبعمائة بدمشق.

______________________________

(1) و في «البدر الطالع»: سنة (705 ه)، و في «الاعلام»: سنة (745 ه)، و كلاهما خطأ.

قال السيد أحمد الحسيني في «مؤلفات الزيدية «: 1- 162 برقم 433 إنّ المترجم كان مشغولًا بتأليف «الانتصار» في سنوات (743 748 ه).

(2) الدرر الكامنة 4- 470 برقم 1292، الدارس في تاريخ المدارس 2- 42، شذرات الذهب 6- 217، الاعلام 8- 250، معجم المؤلفين 13- 330.

(3) نسبة إلي مَرْدا: قرية قرب نابلس. معجم البلدان: 5- 104.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 250

و سمع من: أبي بكر بن عبد الدائم، و فاطمة بنت الفرّاء، و ست الوزراء التنوخية، و هدية بنت عسكر، و سليمان بن حمزة بن أحمد

المقدسي.

و لازم شمس الدين محمد بن مسلّم بن مالك بن مزروع إلي حين وفاته في سنة (726 ه).

و كان عالماً بمذهبه، مشاركاً في الأُصول و العربية.

درّس و أفتي بالجامع المظفر.

ثم ولي قضاء الحنابلة سبع عشرة سنة، و عزل سنة (767 ه).

أخذ عنه إبراهيم بن محمد بن مفلح، و غيره.

و صنّف من الكتب: الانتصار في أحاديث الاحكام، و كفاية المستقنع لَادلّة «المقنع».

و توفّي في- ربيع الاوّل سنة تسع و ستّين و سبعمائة.

2848 يوسف بن ناصر الحسيني «1»

(قبل 667- 727 ه) يوسف بن ناصر بن محمد بن حمّاد الحسيني، السيد جمال الدين أبو المحاسن الغروي، المشهدي.

______________________________

(1) الدرر الكامنة 4- 452 برقم 1252، أمل الآمل 2- 350 برقم 1083، رياض العلماء 5- 399، طبقات أعلام الشيعة 3- 241، معجم رجال الحديث 20- 175 برقم 13810، معجم المؤلفين 13- 338.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 251

قرأ القرآن علي السيد أبي عبد اللّه الحسين «1» بن قتادة بن مزروع الحسني المدني ثم البغدادي.

و أخذ عن الفقيه الاديب محفوظ بن وشاح الحلّي.

و قرأ علي العلّامة الحلّي كتابه «خلاصة الاقوال في معرفة أحوال الرجال»، و له منه إجازة «2» و كان فقيهاً إمامياً، مقرئاً، أديباً، شاعراً.

وصفه ابن حجر العسقلاني بمفتي الشيعة، و قال: حج مرات و جاور، وله نظم.

قرأ عليه جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد الحلّي.

و روي عنه تاج الدين محمد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني (المتوفّي- 776 ه).

و صنّف كتاب غرر الدلائل و الآيات في شرح السبع العلويات، و هي قصائد لابن أبي الحديد المعتزلي في مدح أمير المؤمنين عليه السَّلام.

وقد مرّ في الجزء السابع أنّ لمحفوظ بن وشاح كتاب غرر الدلائل في شرح القصائد السبع العلويات، فراجع ترجمته هناك «3» توفّي أبو المحاسن

في- سنة سبع و عشرين و سبعمائة، عن نيف و ستين سنة.

______________________________

(1) له ترجمة في غاية النهاية في طبقات القراء: 1- 248 برقم 1129.

(2) تراجم الرجال لَاحمد الحسيني: 2- 880 برقم 1647.

(3) و انظر الذريعة: 16- 40 برقم 167.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 252

2849 الارْمَنْتي «1»

(644- 725 ه) يونس بن عبد المجيد بن علي بن داود الهُذَلي، سراج الدين الارْمَنْتي، الشافعي.

ولد بأَرْمَنْت (بصعيد مصر) سنة أربع و أربعين و ستمائة.

و أخذ بقوص عن مجد الدين علي «2» بن وهب بن مطيع القشيري، و أجازه بالفتوي.

و سمع من: يحيي بن علي العطار، و عمر بن يونس العامري.

و كان فقيهاً، أديباً.

أعاد بمدرسة زين التجّار المعروفة بالشريفية.

و ولي القضاء بإخميم، و البَهْنَسا، و بِلْبِيس، ثم بقوص.

و صنّف من الكتب: المسائل المهمة في اختلاف الأَئمّة، و الجمع و الفرق.

و له نظم.

توفّي بقوص- سنة خمس و عشرين و سبعمائة.

______________________________

(1) طبقات الشافعية الكبري للسبكي 10- 431 برقم 1419، طبقات الشافعية للِاسنوي 1- 84 برقم 149، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2- 301 برقم 574، الدرر الكامنة 4- 486 برقم 1337، كشف الظنون 1- 601، شذرات الذهب 6- 70، هدية العارفين 2- 572، الاعلام 8- 262، معجم المؤلفين 13- 349.

(2) هو والد الفقيه المشهور تقي الدين محمد ابن دقيق العيد (المتوفّي 702 ه)، وقد مضت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 253

الفقهاء الذين لم نظفر لهم بترجمة وافية

1 إبراهيم بن إبراهيم بن علي بن دريد، أبو طالب ابن السيبي

(.. حياً 774 ه): كتب الجزء الاوّل من «مختلف الشيعة» للعلّامة الحلّي، و كتب عليه تعليقة فرغ منها في سنة (774 ه).

طبقات أعلام الشيعة 3- 2) ق 8) و فيه: ابن سبيبي

2 إبراهيم بن سليمان الآبكرمي، أبو إسحاق رضي الدين الحموي الرومي

(646- 732 ه): فقيه حنفي، منطقي، مفسّر، تفقّه ببلده ثم قدم دمشق، و درّس بالقايمازية، و تفقّه عليه جماعة.

شرح «الجامع الكبير» و «المنظومة».

الجواهر المضيّة 1- 39 برقم 22 الدارس في تاريخ المدارس 1- 575

3 إبراهيم بن علوان الحلّي

(.. حياً 708 ه): فقيه إمامي. قرأ عليه الفقيه حسين بن إبراهيم بن يحيي الأَسترابادي كتاب «شرائع الإسلام» للمحقّق جعفر بن الحسن الحلّي، وله منه إجازة.

طبقات أعلام الشيعة 3- 3) ق 8)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 254

4 أبو بكر بن أحمد بن علي القرشي اليمني الملقّب بدعسين

(..- 752 ه): فقيه زيدي، انتفع به طلبة بلده، و عرض عليه القضاء فامتنع، و توفّي بزبيد، له شرح «سنن أبي داود».

العقود اللؤلؤية 2- 91 الاعلام 2- 61

5 أبو بكر بن علي بن محمد الحدّاد الزبيدي، رضي الدين اليمني

(..- 800 ه): فقيه حنفي مفسّر.

أخذ عن والده و علي بن نوح، و اشتهر و صنّف شرحين ل «مختصر القدوري» صغيراً و كبيراً، و جمع تفسيراً مشهوراً يسمّي بتفسير الحدّاد.

و تفقّه به طلبة زبيد.

العقود اللؤلؤية 2- 296 البدر الطالع 1- 166 برقم 109

6 أبو عبد اللّه بن محمد الحسني (الحسيني):

فقيه إمامي جليل، شاعر.

كان بينه و بين الشهيد الاوّل (المتوفّي 786 ه) مناشادات، و لكل منهما أشعار لطيفة في التورية.

رياض العلماء 5- 477 طبقات أعلام الشيعة 3- 123

7 أحمد بن إبراهيم بن أيّوب، شهاب الدين العينتابي الحلبي الحنفي، قاضي العسكر

(705- 767 ه): اشتغل علي رضي الدين المنطيقي و درّس بدمشق

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 255

و أفتي.

و صنّف المنبع في شرح «المجمع» أي مجمع البحرين في فقه الحنفية، و شرح «المغني».

الطبقات السنية 1- 258 برقم 117 الاعلام 1- 87

8 أحمد بن إبراهيم بن الحسين، جمال الدين الكرواني

(.. حياً 757 ه): فقيه إمامي، زاهد، قرأ مع جماعة من العلماء علي الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي كتاب «علل الشرائع و الأَحكام» للصدوق.

رياض العلماء 3- 374

9 أحمد بن حامد البغدادي، جمال الدين المعروف بابن عصية الحنبلي

(..- 721 ه): كان عالماً بالفقه و التفسير و الفرائض، ولي القضاء بالجانب الغربي ببغداد و درّس للحنابلة بالبشرية، و عظم قدره عند خدابنده ثم تغيّر عليه.

ذيل طبقات الحنابلة 2- 373 برقم 481 الدرر الكامنة 1- 117 برقم 327

10 أحمد بن حميد بن أحمد الهمداني، المحلي اليمني

(..- 701 ه): فقيه زيدي، من أعيان علمائهم، أخذ عن أبيه و عن أحمد بن وهاس، و غيرهما، و ولي القضاء.

ملحق البدر الطالع 31 برقم 49

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 256

11 أحمد بن محمد بن علي الفيّومي الحموي الشافعي، يكنّي أبا العباس

(..- بعد 770 ه): اشتغل و تميّز في العربية عند أبي حيّان، و سكن حماة و ولي خطابة جامع الدهشة، و كان عارفاً بالفقه و اللغة.

له المصباح المنير (مطبوع)، و نثر الجمان في تراجم الاعيان، و غير ذلك.

الدرر الكامنة 1- 314 برقم 787 الاعلام 1- 224

12 أحمد بن محمد بن عمر بن مسلّم، أبو العباس شهاب الدين العمري الصالحي المعروف بابن خضر

(706- 785 ه): فقيه حنفي مفت.

ولي دار العدل للِافتاء و صنّف كتباً منها: حاشية علي شرح «العقائد النسفية» (مطبوع)، و شرح «درر البحار» للقونوي.

الاعلام 1- 225

13 أحمد بن موسي بن خفاجا، شهاب الدين الصفدي

(..- 750 ه): مفتٍ شافعي، عالم بالفرائض و الوصايا.

له مصنفات، منها: شرح «التنبيه» و العمدة مختصر في الفقه، و شرح الاربعين للنووي.

طبقات ابن قاضي شهبة 3- 16 برقم 585

14 إسحاق بن علي بن علي بن أبي بكر بن سعيد الصوفي، البكري، أبو بكر الملتاني

(..- حوالي 736 ه): مفسّر، فقيه حنفي.

من مصنّفاته: جواهر القرآن في بيان معاني لغات الفرقان، خلاصة الاحكام بشريعة الإسلام، و الحجّ و مناسكه.

معجم المؤلفين 2- 235

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 257

15 إسحاق بن علي بن يحيي، نجم الدين أبو الطاهر الحلبي

(..- 711 ه): كان شيخ الحنفية في وقته، تفقّه و مهر، و شرح «الهداية»، و ناب في الحكم و درّس بعدة مدارس.

الدرر الكامنة 1- 358 برقم 892 الطبقات السنية 2- 156 برقم 456

16 إسماعيل بن يحيي بن إسماعيل التميمي، مجد الدين أبو إبراهيم الشيرازي البالي

(662 756 ه): فقيه شافعي.

ولي قضاء شيراز، و تفقّه علي والده، و قرأ التفسير علي قطب الدين الشقّار.

من كتبه القرائن الركنية في الفقه، و مختصر في الكلام و شرح «مختصر ابن الحاجب» في الأُصول.

الطبقات الكبري للسبكي 9- 400 برقم 1344

17 جعفر بن علي بن يوسف بن عروة، زين الدين الحلّي:

فقيه إمامي.

روي عنه تاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسيني المتوفّي سنة (776 ه).

أمل الآمل 2- 53 برقم 134 طبقات أعلام الشيعة 3- 30

18 الحسن بن أبي الفتح بن الدهان، السيد عز الدين الحسيني:

فقيه إمامي.

انتفع به و روي عنه تاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة (المتوفّي سنة 776 ه) و روي هو عن تاج الدين.

طبقات أعلام الشيعة 3- 44) ق 8)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 258

19 الحسن بن أحمد بن مظاهر، عز الدين الحلّي

(..- قبل 741 ه): وصفه فخر المحققين بن العلّامة الحلّي بالفقيه العالم السعيد المرحوم، و ذلك في الاجازة التي كتبها سنة (741 ه) لولده الفقيه زين الدين علي بن الحسن بن أحمد بن مظاهر.

رياض العلماء 1- 157 طبقات أعلام الشيعة 3- 36

20 الحسن بن الحسين بن الحسن بن معانق

(.. حياً سنة 707 ه): عالم إمامي، فقيه، من تلامذة العلّامة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي.

كتب نسخة من «الخلاصة» لاستاذه الحلّي سنة (707 ه).

رياض العلماء 1- 175

21 الحسن بن الفقيه ضياء الدين عبد اللّه بن محمد بن علي بن الاعرج، السيد رضي الدين أبو سعيد الحسيني:

فقيه إمامي.

روي عن فخر المحقّقين محمد بن العلّامة الحلّي، و روي عنه علي بن الحسن بن محمد الاسترآبادي المتوفّي حدود سنة (837 ه).

رياض العلماء 1، 223- 200 طبقات أعلام الشيعة 3- 41

22 حسن الفتوني العاملي النباطي:

فقيه إمامي، معاصر للشهيد الاوّل (المتوفّي 786 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 259

رأي صاحب «الرياض» خطّه علي ظهر نسخة من كتاب مسائل الشهيد الاوّل.

أمل الآمل 1- 66 برقم 54 رياض العلماء 1- 296

23 الحسن بن بهاء الدين محمد بن أبي المجد، سراج الدين السرابشنوي

(.. حياً 715 ه): فقيه إمامي.

قرأ علي العلّامة ابن المطهّر الحلّي كتابه «خلاصة الاقوال في معرفة أحوال الرجال»، وله منه إجازة.

طبقات أعلام الشيعة 3- 49) ق 8)

24 الحسين بن أبي القاسم البغدادي، عز الدين المعروف بالنبيل

(..- 712 ه): فقيه مالكي.

أخذ عن جماعة، و أخذ عنه عبد الرحمن بن عساكر، و درّس للمالكية بالمستنصرية.

و صنّف الهداية في الفقه، و اختصر كتاب «ابن جلّاب»، و تأليفاً في الخلاف و آخر في الأُصول و غير ذلك.

شجرة النور الزكية 203 برقم 701

25 الحسين بن علي بن إبراهيم بن محمد بن زهرة الحسيني، السيد شرف الدين أبو عبد اللّه الحلبي

(.. حياً 723 ه): فقيه إمامي، جليل القدر.

روي عن العلّامة الحلّي، وله منه إجازة.

أمل الآمل 2- 95 برقم 256 أعيان الشيعة 6- 92

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 260

26 الحسين بن محمد بن علي، شرف الدين العلوي الحسيني

(.. حياً 704 ه): فقيه إمامي.

قرأ علي العلّامة الحلّي كتابه «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان» وله منه إجازة بروايته و رواية غيره من مصنّفات المصنّف و مروياته.

أعيان الشيعة 6- 158

27 الحسين بن محمد بن هلال، عز الدين الكركي

(.. حياً 757 ه): فقيه إمامي، قرأ علي الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي هو و جماعة من العلماء كتاب «علل الشرائع و الأَحكام» للشيخ الصدوق.

رياض العلماء 3- 374

28 الحسين بن موسي ابن العود الملقّب بشرف الدين

(.. حياً 761 ه): فقيه إمامي.

قرأ «السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي» لابن إدريس الحلّي علي محمد ابن موسي بن الحسين ابن العود، وله منه إجازة، و استظهر الطهراني أنّ الأُستاذ هو الاخ الاكبر للتلميذ.

و لشرف الدين رسالة في أُصول الدين، و أُخري في رد «رسالة اثبات المعدوم» للمحقّق الحلّي.

تكملة أمل الآمل 192 برقم 158) مع الهامش) طبقات أعلام الشيعة 3- 59

29 حمزة بن الحسن بن الحسن (الحسين) بن علي بن طاوس، السيّد عز الدين (الشرف) أبو المكارم الحسني الحلّي

(..- 710 ه): فقيه شيعي، عابد.

لقيه

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 261

عبد الرزّاق ابن الفوطي و كتب عنه بيتين من الشعر.

مجمع الآداب في معجم الالقاب 1- 177 برقم 175 أعيان الشيعة 6- 240

30 خضر بن محمد بن نعيم، نجم الدين المطارآبادي

(.. حياً 756 ه): فقيه إمامي.

أجاز له الحسين بن كمال الدين علي بن الحسين بن حمّاد الليثي.

رياض العلماء 2- 239 طبقات أعلام الشيعة 3- 73

31 داود بن مروان بن داود، نجم الدين المَلَطي

(..- 717 ه): فقيه حنفي.

ناب في الحكم عن الحسام الرازي، و ولي قضاء العسكر، و درّس بعدّة أماكن.

الدرر الكامنة 2- 99 برقم 1688 الطبقات السنية 3- 233 برقم 857

32 عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البُخاري الحنفي

(..- 730 ه): فقيه أُصولي.

تفقّه علي محمد المايمرغي، و صنّف كشف الاسرار في شرح أُصول البزدوي (مطبوع)، و شرح المنتخب الحسامي للَاخسيكثي (مطبوع)، و شرح «الهداية» بسوَال شيخه قوام الدين الكاكي.

الطبقات السنيّة 4- 345 برقم 1242 الاعلام 4- 13

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 262

33 عبد العزيز بن محمد بن علي، ضياء الدين الطوسي ثم الدمشقي

(..- 706 ه): كان عارفاً بالفقه و الأُصول.

درّس بالنجيبية، و أعاد بالناصرية.

و صنّف شرح «الحاوي» و شرح «مختصر ابن الحاجب».

طبقات السبكي 10- 85 برقم 1373

34 عبد اللّه بن سعيد بن المتوّج البحراني:

عالم إمامي، فقيه، أديب، شاعر.

له كتاب المقاصد، و قيل هو لابنه فخر الدين أحمد، كما ترددت نسبة كتب أُخري بينه و بين ولده أحمد، وقد صرّح بعضهم أنّ فخر الدين أحمد هو بعينه الفقيه المشهور جمال الدين أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن المتوج الذي ستأتي ترجمته في الجزء التاسع إن شاء اللّه.

رياض العلماء 3- 220 طبقات أعلام الشيعة 3- 121) ق 8)

35 عبد اللّه بن مسعود بن محمود المحبوبي، صدر الشريعة الحنفي

(..- 747 ه): عالم بالفقه و الأُصول و العلوم العقلية.

له كتاب تعديل العلوم، التنقيح (مطبوع) في أُصول الفقه، و شرحه التوضيح (مطبوع)، و شرح «الوقاية» في الفقه لجدِّه محمود و مختصرها، و الوشاح في المعاني.

الاعلام 4- 197 مفتاح السعادة 2- 59

36 عثمان بن محمد بن عبد الرحيم الجهني، فخر الدين أبو عمرو الحموي المعروف بابن البارزي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 263

(668- 730 ه): مفت شافعي، تولّي قضاء حلب و حماة و حمص و خطابة جامع حماة.

حدّث بمسند الشافعي عن ابن النصيبي.

و كان عارفاً بمشكلات الحاوي، وله عليه شرح.

شذرات الذهب 6- 94

37 علي بن أحمد الرميلي:

عدّه صاحب «الرياض» من فقهاء الامامية.

نسخ بخطّه «مصباح المتهجد الكبير» لَابي جعفر الطوسي، و ذكر أنّه نقل نسخته من خطّ علي بن محمد بن السكون المتوفّي حدود سنة 606 ه.

رياض العلماء 3- 342 طبقات أعلام الشيعة 3- 133) ق 8)

38 علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن فتوح، زين الدين الغروي

(.. حياً 701 ه): فقيه إمامي.

قرأ علي العلّامة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي المتوفّي (726 ه) كتابه «إرشاد الاذهان إلي أحكام الإِيمان»، وله منه إجازة مؤرخة في رجب سنة (701 ه).

طبقات أعلام الشيعة 3- 134) ق 8)

39 علي بن بشارة العاملي الشقراوي، زين الدين أبو الحسن الحنّاط

(.. حياً 757 ه): فقيه إمامي، زاهد، قرأ علي الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي المتوفّي سنة (786 ه) هو و جماعة من العلماء كتاب «علل الشرائع و الأَحكام» للشيخ الصدوق.

رياض العلماء 3- 374

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 264

40 علي بن إسماعيل العاملي، الملقّب زين الدين

(.. حياً 752 ه): فقيه إمامي.

قرأ علي السيد محمد بن محمد بن القاسم الحسيني كتاب «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة الحلّي، وله منه إجازة، وصفه فيها شيخه بالفقيه المحقّق المدقق.

تراجم الرجال للحسيني 1- 357 برقم 654

41 علي بن عبد الرحمن بن الحسين العثماني، علاء الدين الصفدي

(..- 759 ه): اشتغل و درّس و أفتي و خطب بصفد، و صنّف: مختصراً في الفقه سمّاه النافع، و تاريخ صفد، و طبقات الفقهاء.

الدرر الكامنة 3- 58 برقم 135 شذرات الذهب 6- 187

42 علي بن محمد الرشيدي. الخواجة رشيد الدين الآوي

(.. حياً 705 ه): فقيه شيعي، قرأ رسالة الحساب للخواجة نصير الدين الطوسي علي العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي، وله منه إجازة وصفه فيها شيخه بالفقيه الكبير، أقول: و هو غير رشيد الدولة أو الدين فضل اللّه بن أبي الخير الهمداني المتوفي (716 ه)، مؤلف «جامع التواريخ» و الذي كان وزيراً لملك التتار محمود غازان.

رياض العلماء 4- 204 طبقات أعلام الشيعة 3- 147

43 علي بن محمد بن علي بن وهب القشيري، محب الدين ابن تقي الدين ابن دقيق العيد

(657- 716 ه) فقيه شافعي، مدرّس.

ناب في الحكم عن أبيه،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 265

و درّس بالفاضلية و الكهارية و السيفية، و شرح «التعجيز».

طبقات الشافعية للسبكي 10- 367 برقم 1395 الدرر الكامنة 3- 113 برقم 255

44 عمر بن أحمد بن أحمد بن مهدي المدلجي، أبو حفص عز الدين النشائي المصري

(..- 716 ه): عالم بفقه الشافعية و النحو و الحساب و الأُصول.

سمع من الدمياطي.

و تفقّه عليه ولده كمال الدين و مجد الدين السَّنكلوني و درّس بالفاضلية و الكهارية و الظاهرية، و صنّف مشكلات «الوسيط».

الدرر الكامنة 3- 149 برقم 352

45 عيسي بن محمد بن إينانج القرشهري

(..- بعد 734 ه): فقيه حنفي رومي.

له كتاب مختصر في فروع الحنفية سمّاه المبتغي.

الاعلام 5- 108

46 فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن حازم العكبري:

فقيهة، عالمة.

أجاز لها عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش، و روي عنها السيد محمد بن القاسم بن مُعيّة الحسني المتوفّي سنة (776 ه)، و استظهر عبد اللّه أفندي التبريزي أنّها إمامية المذهب.

رياض العلماء 5- 406

47 فرج بن محمد بن أبي الفرج، أبو محمد نور الدين الاردبيلي

(..- 749 ه): فقيه أُصولي شافعي.

قرأ المعقولات بتبريز، و تفقّه بفخر الدين الجاربردي،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 266

و قدم دمشق و درّس بالظاهرية و غيرها.

من كتبه شرح «المنهاج» للبيضاوي في أُصول الدين.

طبقات السبكي 10- 380 برقم 1405

48 محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف العثماني الديباجي، ولي الدين أبو عبد اللّه المعروف بابن المنفلوطي

(713- 774 ه): فقيه شافعي مفسّر واعظ أُصولي.

أخذ عن النور الاردبيلي و تفقّه بأبيه و سمع من أسماء بنت صصري و غيرها.

طلب للتدريس بمصر ثم رجع إلي دمشق.

له إرشاد الطائف إلي علم اللطائف.

طبقات المفسّرين 2- 63 برقم 429 معجم المؤلفين 8- 227

49 محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أبي الفتح، السيد شمس الدين الاخرس

(.. حياً 754 ه): أحد أجلّاء علماء الامامية.

له تصانيف، منها «زاد السبيل» في الفقه.

و إلي المترجم ينتهي نسب آل خرسان القاطنين في النجف.

طبقات أعلام الشيعة 3- 177

50 محمد بن إسحاق بن علي بن عربشاه، السيد صدر الدين أبو إبراهيم الحسيني، الدشتكي

(.. حياً 724 ه): فقيه إمامي كبير، زاهد.

قرأ علي العلّامة الحلّي كتابه «قواعد الاحكام» فكتب له إجازة في جمادي الأُولي سنة (724 ه) ببغداد.

طبقات أعلام الشيعة 3- 178

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 267

51 محمد بن الحسن الديلمي ثم اليمني، الملقب بدر الدين

(..- 711 ه): فقيه زيدي، حافظ.

له تصانيف، منها: عقائد أهل البيت و هو من أُصول كتب الزيدية، الصراط المستقيم، و المشكاة من الموانع المردية.

ملحق البدر الطالع 194 برقم 358

52 محمد بن عبد المطّلب بن محمد بن علي، السيد جمال الدين ابن الاعرج الحسيني الشهيد:

عالم إمامي جليل، ذو همّة عالية.

وصف بخاتمة المجتهدين.

روي عنه الفقيه زين الدين علي بن الحسن الأَسترابادي.

مات خنقاً، و كان والده عميد الدين عبد المطّلب ابن أُخت العلّامة الحلّي و تلميذه.

عمدة الطالب 333 طبقات أعلام الشيعة 3- 190) ق 8)

53 محمد بن العلاء بن الحسن الملقّب نظام الدين

(.. حياً 757 ه): فقيه إمامي جامع للمعقول و المنقول.

قرأ علي فخر المحقّقين محمد بن العلّامة الحلّي كتاب «إرشاد الاذهان إلي أحكام الايمان» لَابيه العلّامة، فكتب له إجازة برواية هذا الكتاب و غيره من مصنّفات والده و جميع ما صنّفه هو.

طبقات أعلام الشيعة 3- 192

54 محمد بن علي بن يوسف بن علي، قوام الدين ابن المطهّر الحلّي، ابن أخي العلّامة الحلّي:

فقيه إمامي.

روي عن أبيه رضي الدين علي، و روي عنه

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 268

تاج الدين محمد بن القاسم بن مُعيّة المتوفّي سنة (776 ه)، و روي هو عن تاج الدين أيضاً.

طبقات أعلام الشيعة 3- 196

55 محمد بن محمد بن أبي الحسن، السيد صفي الدين الموسوي:

عالم إمامي، فقيه.

روي عنه تاج الدين بن معيّة المتوفّي- سنة (776 ه).

أمل الآمل 2- 298 برقم 898

56 محمد بن محمد بن أبي عبد اللّه المعروف بالحاجي

(.. حياً 732 ه): فقيه إمامي.

ترجم للفارسية كتاب «قواعد الاحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلّي.

تراجم الرجال للحسيني 2- 545 برقم 1017

57 محمد بن محمد بن أحمد السنجاري، قوام الدين الكاكي

(..- 749 ه): فقيه حنفي، أُصولي.

قدم القاهرة، فأقام بجامع ماردين يفتي و يدرّس إلي أن مات.

من تصانيفه: معراج الدراية في شرح «الهداية»، بنيان الوصول في شرح «الأُصول» للبزدوي، عيون المذهب في فروع الفقه الحنفي.

معجم المؤلفين 11- 182

58 محمد بن محمد بن الحسن بن يوسف ابن المطهّر، ظهير الدين الحلّي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 269

(..- قبل 777 ه): فقيه إمامي.

روي عن أبيه فخر المحققين محمد عن جدّه العلّامة الحلّي.

و روي عنه تاج الدين ابن مُعيّة الحسني.

و توفّي في حياة أبيه.

أمل الآمل 2- 300 برقم 905، و 2- 304 برقم 920

59 محمد بن محمد بن زهرة الحسيني، السيد شمس الدين أبو عبد اللّه الحلبي

(.. حياً بعد 750 ه): فقيه إمامي، محقّق.

أجاز له الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي.

و قرأ عليه بعضهم «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة الحلّي، و لعلّه متّحد مع محمد بن محمد بن القاسم الذي قرأ عليه علي بن إسماعيل العاملي كتاب «تحرير الاحكام الشرعية».

طبقات أعلام الشيعة 3- 202 تراجم الرجال للحسيني 1- 357) ضمن الترجمة 654)

60 محمد بن محمد بن علي الآملي

(.. حياً 752 ه): عالم إمامي.

قرأ عليه بعض تلامذته كتاب «تحرير الاحكام الشرعية» للعلّامة الحلّي و كتب له إجازة بالانهاء.

طبقات أعلام الشيعة 3- 202) ق 8)

61 محمد بن الهادي الحسني، اليمني، الامير

(651- 720 ه): فقيه زيدي.

له كتاب الروضة و الغدير في تفسير آي الاحكام من تنزيل الحكيم القدير، و كتاب تتميم «المقنع الشافي» في أُصول الفقه للمعتضد يحيي بن المحسن الحسني.

معجم المؤلفين 12- 84 مؤلفات الزيدية للحسيني 2- 1، 64- 246

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 270

62 محمد بن هلال بن أبي طالب بن الحاج محمد الطبيب بن محمد، شمس الدين أبو يوسف الآوي

(.. حياً 710 ه): فقيه إمامي، محقّق، متكلّم.

أجاز له العلّامة الحلّي و ابنه فخر المحقّقين محمد سنة (710 ه) بمدينة السلطانية، و كان الفخر قد أجاز له من قبل و ذلك سنة (705 ه).

طبقات أعلام الشيعة 3- 208) ق 8) تراجم الرجال للحسيني 1- 483 برقم 889

63 مهدي بن محمد بن معد، ناصر الدين المطارآبادي الحلّي

(.. حياً 726 ه): عالم إمامي، فقيه.

قرأ علي محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا العلوي كتاب «الفصيح» لثعلب و شرحه، وله منه إجازة.

تراجم الرجال للحسيني 2- 836 برقم 1572

64 نصر بن محمد بن أبي البركات

(.. حياً 726 ه): فقيه إمامي.

قريَ عليه بعض كتاب «النهاية» للشيخ الطوسي، و هو ممن ذكره علي بن عبد الحميد النجفي في تتمه رجاله.

رياض العلماء 5- 243 تراجم الرجال للحسيني 2- 844 برقم 1584

65 يحيي بن الحسين بن يحيي بن علي الحسني

(..- 729 ه): فقيه زيدي، من

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 8، ص: 271

المعارضين لِامامة المؤيد باللّه يحيي بن حمزة الحسيني.

صنّف في الفقه: اللباب، الياقوتة، و الجوهرة مختصرها.

تراجم الرجال 41 البدر الطالع 2- 330 برقم 575

66 يوسف بن إبراهيم الاردبيلي، جمال الدين

(..- 799،- 779 ه): فقيه شافعي.

له كتاب الانوار لعمل الابرار (مطبوع) في الفقه.

و قد أناف علي السبعين.

الاعلام 8- 212

(نجز الكلام في الجزء الثامن و يليه الجزء التاسع) و الحمد للّٰه رب العالمين

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.