معجم مقاییس اللغه المجلد 3

کتاب الزّای

زف

الزاء والفاء أصلٌ یدلُّ علی خِفَّهٍ فی کل شیء. یقال زَفَ الظَّلیم زفیفاً ، إذا أسرع. ومنه زُفَّتِ العَروسُ إلی زوجها. وزفَ القومُ فی سَیرهم : أسْرعُوا. قال جلّ ثناؤه : (فَأَقْبَلُوا إِلَیْهِ یَزِفُّونَ). والزَّفْزافه : الرِّیح الشدیده لها زفزفهٌ ، أی خِفَّه. وکذلک الزَّفزف (1). ویقولون لمن طاشَ حِلْمُه : 305 قد زَفَ رَأْلُه. وزِفُ الطائر : صِغار ریشه ؛ لأنه خفیف.

زم

الزاء والمیم أصلٌ واحدٌ ، وهو یدلُّ علی تقدُّم فی استقامهٍ وقَصْد ، من ذلک الزِّمام لأنه یتقدّم إذا مُدَّ به ، قاصداً فی استقامه. تقول زَمَمْتُ البعیر أزُمُّه. ویقال أمْرُ بنی فلانٍ زَمَمٌ ، کما یقال أَمَمٌ ، أی قصدٌ. ویحلفون فیقولون : «لا والذی وجْهِی زَمَمَ بَیْتِه (2)» ، یریدون تلقاءَه وقَصْدَه. والزَّمُ : التقدُّم فی السَّیر.

ومما شذّ عن هذا الأصل الزِّمْزِمه : الجماعه من الناس. وقال الشیبانی : لزِّمزیم : الجِلّه من الإبل (3).

زت

الزاء والتاء کلمهٌ لا قیاس لها. یقال زَتَتُ العروسَ ، إذا زیَّنتَها. قال :

بَنِی تَمیمٍ زَهْنِعُوا فتاتَکُمْ

إنَّ فتاهَ الحیِ بالتّزَتُّتِ (2)

وقد تزتَّتَتْ ، أی تزیَّنت.

ص: 6

زج

الزاء والجیم أصلٌ یدلُّ علی رِقّهٍ فی شیء ، من ذلک زُجُ الرُّمْح والسّهمِ ، وجمعه زِجاج بکسر الزاء. یقال زجَّجْتُه : جعلت له زُجًّا. فإذا نزَعْت زُجَّهُ قلت : أزجَجْتُه (1). والزَّجَج دِقَّهُ الحاجبینِ وحُسْنُهما. ویقال أن الأزَجَ من النعام : الذی فوق عینه ریشٌ أبیض.

[باب ما جاءَ من کلام العرب أوله زاءٌ فی الثلاثی]

زعک

الزاء والعین والکاف أُصَیلٌ إن صحّ یدلُّ علی تلبُّثٍ وحَقارهٍ ولُؤم. یقولون إنّ الأزْعَکِیَ : الرّجلُ القصیر اللئیم وکذلک الزُّعْکُوک. قال الکِسائیّ : یقال للقوم زَعْکه ، إذا لَبِثُوا ساعهً (2). والزَّعا کیک من الإبل. المتردِّدَه الخَلْق (3) ، الواحده زُعْکُوک. قال :

تستنُّ أولادٌ لها زَعا کِیکْ (4)

زعم

الزاء والعین والمیم أصلان : أحدهما القولُ من غیر صِحَّهٍ ولا یقین ، والآخر التکفُّل بالشیء.

فالأوّل الزَّعْم والزُّعْم (1). وهذا القولُ علی غیر صحّه. قال الله جلّ ثناؤُه : (زَعَمَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنْ لَنْ یُبْعَثُوا). وقال الشَّاعر (2) :

زَعمتْ غُدانَهُ أنَّ فیها سیّدا

ضَخْماً یُوَارِیهِ جَناحُ الجُنْدَبِ

ومن الباب : زَعَم فی غیر مَزْعَم ، أی طمِع فی غیر مَطْمَع. قال :

زَعْمًا لعَمْرُ أبیکِ لیس بمَزْعَمِ (3)

ومن الباب الزَّعُوم ، وهی الجَزُور التی یُشَکُّ فی سِمنها فتُغْبَطُ بالأیدی (4). والتَّزَعُّم : الکذب.

والأصل الآخر : زَعَم بالشّیء ، إذا کَفَلَ به. قال :

تعاتِبُنی فی الرِّزْق عِرسی وإنّما

علی الله أرزاقُ العبادِ کما زَعَمْ (5)

أی کما کَفل. ومن الباب الزَّعَامه ، وهی السیِّاده ؛ لأنّ السیِّد یَزْعُمُ بالأمور ،

ص: 10

زعب

الزاء والعین والباء أصلٌ واحد یدلُّ علی الدَّفْع والتّدافع. یقال من ذلک الزّعْب الدَّفْع. یقال زعَبْتُ له زَعْبَهً من المال. قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «وأَزْعَبُ لک زَعْبَهً من المال». ویقال جاء سیلٌ یَرْعَبُ الوادِیَ - هذا غیر معجم - إذا ملَأَه. وجاء سیلٌ یَزْعَبُ ، بالزَّاء ، إِذا تدافَعَ. ویقال إنّ الزّاعب السَّیَّاح فی الأرض. قال ابن هَرْمَه :

یکادُ یَهْلِکُ فیها الزّاعبُ الهادِی (2)

والزَّاعِبِیَّه : الرّماح. قال الخلیل : هی منسوبه إلی زاعب. ولم یَظْهَرْ (3) عِلْمُ زاعبِ : أرَجُلٌ أم بلد ، إلّا أنْ یولِّده مولّد. وقال غیره : الزَّاعِبیُ هو الذی إذا هُزَّ تدافَعَ من أوّله إلی آخِره ، کأنّ ذلک مَقِیسٌ علی تزاعُب الماء فی الوادی ، وهو تدافُعُه. وهذا هو الصحیح. ویقال زَعَب الرّجُلُ المرأهَ ، إذا جامعها. وهذا هو بالراء أحسَنُ. وقد مضی.

وبقی فی الباب کلمهٌ واحده إنْ صحّتْ فهی من باب الإبدال. یقولون : الزُّعْبُوب القَصِیر من الرِّجال ، ولعلَّه أن یکون الذُّعبوب.

ص: 11

زعج

الزاء والعین والجیم أصلٌ واحد ، یدلُّ علی الإقلاق وقلّه الاستقرار. یقال أَزْعَجْتُه أزْعِجُه إزعاجًا. ویقال أَزْعَجْتُه فشَخَص. قال الخلیل : لو قیل انْزَعَجَ لکان صوابًا

زغم

الزاء والغین والمیم أُصَیْلٌ یدلُّ علی تردید صوتٍ خفیّ. قالوا : تزغَّمَ الجملُ ، إِذا ردَّدَ رُغاءَه فی خَفاءٍ لیس شدیدا. ومنه التزَغم ، وهو التَّغَضُّب ، کأنه فی غَضبِه یردِّد صوتًا فی نفسه. وذکَر ناسٌ : تزغَّمَ الفصیلُ لأمِّه ، إذا حنَّ حنینًا خفیًّا.

باب الزاء والفاء وما یثلثهما

زفل

الزاء والفاء واللام هی الأَزْفَله ، وهی الجماعه. یقال جاءوا بأزْفَلَتهم ، أی جماعتهم.

باب الزاء والقاف وما یثلثهما

باب الزاء والکاف وما یثلثهما

زکر

الزاء والکاف والراء أُصَیلٌ إن کان صحیحًا یدلُّ علی وِعاء یسمی الزُّکْره. ویقال زَکَّرَ الصبیُّ وتزکَّر : امتلأ بطنُه.

زلج

الزاء واللام والجیم أُصَیْلٌ یدلُّ علی الاندفاع والدَّفْع. من ذلک المُزَلَّج من العیش ، وهو المُدَافعُ بالبُلْغَه. والمُزَلَّج : الذی یُدفَع عن کلِّ خیرٍ من کِفایه وغَنَاء. قال :

دعَوتُ إلی ما نابنی فأجابَنِی

کریمٌ من الفِتْیان غیرُ مُزَلَّجِ

والزَّلْج : السُّرْعه فی المشْیِ وغیرِه. وکلُّ سریعٍ زالجٌ. وسَهْمٌ (3) زالجٌ : یتزَلّج من القَوس. والمُزَلَّج : المدفوع عن حَسَبه. فأمّا المِزْلاج فالمرأه الرّسْحَاء ، وکأنّها شُبِّهت فی دِقّتها بالسَّهم الزّالج.

زلخ

الزاء واللام والخاء أصلٌ إنْ صح یدلُّ علی تزلُّق الشّیء. فالزَّلْخ : المَزِلَّه. ویقال بئرٌ زَلُوخٌ ، إذا کان أعلاها مَزِلّه یُزْلِق مَن قام علیه : ویقال إن الزَّلْخ : رفْعُک یدَک فی رَمْی السّهم إلی أقصی ما تقدِرُ علیه ، ترید به الغَلْوه (2). قال :

مِن مائهٍ زَلْخٍ بمِرِّیخٍ غالْ (3)

وقال بعضهم الزَّلْخُ : أقصی غایهِ المغَالِی. ویقولون : إن الزُّلَّخَه عِلّه (4). وهو کلامٌ یُنظَر فیه.

زلف

الزاء واللام والفاء یدلُّ* علی اندفاعٍ وتقدُّمٍ فی قرب إلی شیء. یقال من ذلک ازدَلَف الرجلُ : تقدَّم. وسمِّیَت مُزْدَلِفَه بمکه ، لاقترابِ الناس إلی مِنًی بعد الإِفاضه من عَرَفات. ویقال لفُلانٍ عند فلانٍ زُلْفَی ، أی قرْبی. قال الله جلّ وعزّ : (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا) لَزُلْفی). والزَّلَف والزُّلْفَه : الدَّرجه والمنزله. وأزْلَفت الرجلَ إلی کذا : أدنَیْته. فأما قولُ القائل :

حتی إذا ماءُ الصَّهاریج نَشَفْ

من بَعدِ ما کانت مِلَاءً کالزَّلَفْ (1)

فقال قومٌ : الزَّلَف : الأجاجِینُ الخُضْر. فإن کان کذا فإِنما سُمِّیَت بذلک لأن الماء لا یثبُت فیها عند امتلائها ، بل یندفع. وقال قومٌ : المزالف هی بلادٌ بین البرِّ والرِّیف. وإنما سُمِّیت بذلک لقُرْبها من الرِّیف. وأما الزُّلَف من اللیل ، فهی طوائفُ منه ؛ لأنَّ کلَّ طائفهٍ منها تقرُب من الأخری.

باب الزاءِ والمیم وما یثلثهما

زمت

الزاء والمیم والتاء لیس أصلاً ؛ لأنَّ فیه کلمهً وهی من باب الإبدال. یقولون رجلٌ زَمِیت وزِمِّیت ، أی سِکّیت. والزاء فی هذا مبدله من صاد ، والأصل الصَّمْت.

زمع

الزاء والمیم والعین أصلٌ واحد یدلّ علی الدُّون والقِلّه والذِّلّه.

من ذلک الزَّمَع ، وهی التی تکون خَلف أظلاف الشّاء. وشبه بذلک رُذَال الناس. فأمّا قول الشمّاخ :

... عکرِشَهٍ زَمُوعِ (1)

فالعِکرشه الأُنْثی من الأرانب. والزَّمُوع : ذات الزَّمَعات. فهذا هذا الباب.

وأمّا قولهم فی الزَّماع ، وأزَمَع کذا ، فهذا له وجهان : أحدهما أن یکون مقلوبًا من عزم ، والوجه الآخَر أن تکون الزاء [مبدلهً] من الجیم ، کأنّه مِن إجماع القوم وإجماع الرأْی.

ومن الباب قولهم للسّریع (2) : زمیع. وینشدون :

ص: 24

زمق

الزاء والمیم والقاف لیس بشیء ، وإن کانوا یقولون : زَمَقَ شَعرَه ، إذا نَتَفه. فإنْ صحَّ فالأصل زبق. وقد ذکر.

باب الزاءِ والنون والحرف المعتل

زنج

الزاء والنون والجیم لیس بشیءٍ. علی أنّهم یقولون الزَّنَجَ : العطش ، ولا قیاس لذلک.

زنر

الزاء والنون والراءِ لیس بأصلٍ ؛ لأنّ النون لا یکون بعدها راء. علی أنّ فی الباب کلمه. یقولون إن الزَّنانِیر الحصی الصِّغار إِذا هبّت علیها الریحُ سمعتَ لها صَوتا. [والزّنانیر: أرضٌ بقرب جُرَشَ (3)]. وقال ابن مقْبل :

زَنَانِیرُ أرواحَ المصیفِ لها (4)

زنک

الزاء والنون والکاف لیس أصلاً ولا قیاسَ له. وقد حُکِیَ الزَّوَنَّک : القصیر الدَّمیم.

زهد

الزاء والهاء والدال أصلٌ یدلُّ علی قِلّهِ الشیء. والزَّهِید : الشیء القلیل. وهو مُزْهِدٌ : قلیل المال (2). وقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «أفضلُ النّاسِ مؤْمنٌ مُزْهِدٌ». هو المُقِلُّ ، یقال منه : أزْهَد إزهاداً.

قال الأعشی :

فلَنْ یَطْلبُوا سِرَّها للغِنی

ولن یسلِموها لإزهادها (3)

قال الخلیل : الزَّهاده فی الدُّنیا ، والزُّهْد فی الدِّین خاصه. قال الِّلحیانی : یقال رجل زهیدٌ : قلیل المَطعَم ، وهو ضیِّق الخُلقُ أیضاً. وقال بعضهم الزّهِید : الوادی القلیل الأخْذ للماء. والزَّهَاد : الأرض التی تَسیلُ من أدنی مطر.

وممّا یقرُب من الباب قولهم : «خُذْ زَهْدَ ما یکفیک» ، أی قَدْرَ ما یکفیک.

ص: 30

زهر

الزاء والهاء والراء أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی حُسنٍ وضِیاء وصفاء. من ذلک الزُّهَره : النجم ، ومنه الزَّهْر ، وهو* نَور کلِّ نبات ؛ یقال أزهر النّبات. وکان بعضهم (1) یقول : النّور الأبیضُ ، والزّهر الأصفر ، وزَهره الْدُّنیا : حُسْنها. والأزهر : القمر. ویقال زَهَرَت النّارُ : أضاءت ، ویقولون : زَهَرَت بک ناری.

ومما شذّ عن هذا الأصل قولُهم : ازدهرتُ بالشی ، إذا احتفظتَ به. وقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لأبی قَتاده فی الإناء الذی أعطاه : «ازْدَهِرْ بِهِ فإنَّ له شأنًا». یرید احتفظ به. وممکنٌ أن یُحمَل هذا علی الأصل أیضاً ؛ لأنه إِذا احتفط به فکأنه من حیثُ استحسنه. وقال :

کما ازْدَهرَت. (2).

ولعل المِزْهَر الذی هو العُود محمولٌ علی ما ذکرناه من الأصل ؛ لأنّه قریب منه.

زهق

الزاء والقاف أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی تقدَّم ومضیّ وتجاوز. من ذلک : زَهَقَتْ نفسه. ومن ذلک : [زهَق] الباطل ، أی مضی. ویقال زَهَق الفرسُ أمامَ الخلیل ، وذلک إِذا سَبَقَها وتقدَّمَها. ویقال زَهق السّهم ، إذا جَاوَزَ الهدَف. ویقالُ فرسٌ ذات أزَاهیقَ ، أی ذاتُ جَرْیٍ وسَبْقٍ وتقدم.

ومن الباب الزَّهْق ، وهو قَعْرُ الشیء ؛ لأن الشیء یزهق فیه إِذا سقط. قال رؤبه :

کأنَّ أیدیَهنَّ تَهْوِی بالزَّهَق (2)

فأما قولهم : أزْهَقَ إناءَه ، إذا ملأه ، فإن کان صحیحاً فهو من الباب ؛ لأنه إذا امتلأ سَبَقَ وفاض ومَرَّ. ومن الباب الزَّاهق ، وهو السَّمِین ، لأنَّه جاوز حدّ الاقتصاد إلی أن اکتَنز من اللحم (3). ویقولون : زَهَقَ مخُّه : اکتنز. قال زُهیر فی الزَّاهق :

القائدُ الخیلَ منکوبًا دوابِرُها

منها الشَّنُونُ ومنها الزَّاهقُ الزَّهِمُ (4)

ومن الباب الزَّهُوق ، وهو البئر البعیده القعر.

ص: 32

زهف

الزاء والهاء والفاء أصلٌ یدلُّ علی ذهاب الشیء. یقال ازدهَفَ الشیءَ ، وذلک إذا ذهب به. قالت امرأهٌ من العرب :

یا من أحسَّ بُنَیَّیَّ اللذین هما

سَمعِی ومُخّی فمُخِّی الیوم مزدَهَفُ (1)

ویقال منه أَزْهَفَه الموتُ. ومن الباب ازدهَفه ، إذا استعجَلَه. قال :

قولک أقوالاً مع التَّحلافِ

فیه ازدهافٌ أیُّما ازدهافِ (2)

وقال قوم : الازدهاف التزیُّد فی الکلام. فإن کان صحیحاً فلأنّه ذَهابٌ عن الحقّ ومجاوزهٌ له.

باب الزاء والواو وما یثلثهما

زوج

الزاء والواو والجیم أصلٌ یدلُّ علی مقارنَه شیءٍ لشیءٍ. من ذلک [الزّوج زوج المرأه. والمرأهُ (4)] زوج بعلِها ، وهو الفصیح. قال الله جل ثناؤه : (اسْکُنْ أَنْتَ وَزَوْجُکَ الْجَنَّهَ). ویقال لفلانٍ زوجانِ من الحمام ، یعنی ذکراً وأنثی. فأمّا قولُه جلّ وعزّ فی ذِکْر النبات : (مِنْ کُلِ زَوْجٍ بَهِیجٍ) ، فیقال أراد به اللَّون ، کأنَّه قال : من کل لونٍ بهیج. وهذا لا یبعد أن یکون مِن الذی ذکرناه ؛ لأنه یزوَّج غَیْرَه ممّا یقاربه. وکذلک قولهم للنَّمَط الذی یُطرَح علی الهودج زَوج ؛ لأنَّه زوجٌ لما یُلْقَی علیه. قال لبید :

مِن کل محفوفٍ یُظِلُّ عِصِیَّهُ

زَوْجٌ علیه کِلّهٌ وقرامُها (5)

زود

الزاء والواو والدال أصلٌ یدلُّ علی انتقالٍ بخیرٍ ، من عملٍ أو کسب. هذا تحدیدٌ حَدَّه الخلیل. قال کلُّ مَن انتقل معه بخیرٍ مِن عملٍ أو کسب فقد تزوَّد. قال غیره : الزَّود : تأسیس الزاد ، وهو الطعام یُتَّخَذ للسَّفر. والمِزْوَد : الوعاء یُجعَل للزاد. وتلقَّب العَجمُ برِقاب المَزاوِدِ

زوع

الزاء والواو والعین کلمهٌ واحده. یقال زَاعَ الناقه بزمامها زَوْعًا ، إذا جذبها. قال ذو الرمّه :

زُعْ بالزّمام وجَوْزُ اللیل مرکومُ (2)

زول

الزاء والواو واللام أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی تنحی الشیءٍ عن مکانه. یقولون : زال الشیءٍ زَوَالاً ، وزالت الشمس عن کبد السماء تَزُول. ویقال أزَلْتُهُ عن المکان وزوّلته عنه. قال ذو الرمه :

بیضاءَ لا تَنحاشُ مِنّا وأُمُّها

إذا ما رأتْنا زِیل منا زَوِیلُها (1)

ویقال إنّ الزّائله کلُّ شیء یتحرک. وأنشد :

وکنت امرأً أرمی الزّوائِلَ مَرَّهً

فأصبحْتُ قد ودَّعْت رَمْیَ الزّوائِل (2)

ومما شذّ عن الباب قولُهم : شیءٌ زوْل ، أی عَجَب. وامرأهٌ زَوله ، أی خفیفه.

وقال الطرِمّاح :

وألقَتْ إلیَّ القولَ منهنَ زَوْلهٌ

تُخَاضِنُ أو ترنُو لقول المُخاضِنِ (3)

باب الزای والیاء وما یثلثهما

زیج

الزاء والیاء والجیم لیس بشیء. علی أنهم یسمُّون خیطَ البنّاء زِیجًا. فما أدری أعربیٌّ هو أم لا.

زیم

الزاء والیاء والمیم أصلٌ یدلُّ علی تجمّعٍ. یقال لحم زِیَمٌ ، أی مُکتنِز. ویقال اجتمع الناسُ فصارُوا زِیَما. قال الخلیل :

«والخیل تعدُو زِیَمًا حولنا»

زیف

الزاء والیاء والفاء فیه کلام ، وما أظنُّ شیئاً منه صحیحاً. یقولون درهم زائِف وزَیْف. ومن الباب زَافَ الجملُ فی مَشیه یزیف ، وذلک إذا أسرع. والمرأه تَزِیف فی مَشیها ، کأنها تستدیر. والحمامه تَزِیف عند الحَمَام. فأمّا الذی یُروَی فی قول عدیّ :

تَرَکونِی لدَی قُصورٍ وأعرا

ضِ قصورٍ لزَیْفهنّ مَرَاقِ (2)

فیقولون إِنّ الزَّیف الطُّنُف الذی یقی الحائط : ویقال «لزیْفهن (3)». وکلُّ هذا کلام. والله أعلم.

زأب

الزاء والهمزه والباء کلمتان. یقال زَأَبَ الشیءَ ، إذا حَمله. والازدئاب : الاحتمال. والکلمه الأخری زَأَبَ ، إذا شرِب شُربًا شدیداً. ولا قیاسَ لهما.

زبر

الزاء والباء والراء أصلان : أحدهما یدلُّ علی إِحکام الشیء وتوثیقه ، والآخَر یدلُّ علی قراءهٍ وکتابهٍ وما أشبه ذلک.

فالأوّل قولهم زَبَرْت البِئر ، إذا طویتَها بالحجاره. ومنه زُبْره الحدید ، وهی القِطعه منه ، والجمع زُبَر. ومن الباب الزُّبْره : الصّدر. وسُمّی بذلک لأنّه کالبئر المزبوره ، أی المطویّه بالحجاره. ویقال إنّ الزُّبْره من الأسد مُجتمع وَبَرِه فی مِرفقیْه وصدره. وأسد مَزْبَرانیٌ ، أی ضخم الزُّبْره.

ومن الباب الزَّبِیر ، وهی الدّاهیه. ومن الباب : أخَذَ الشّیءَ بزَوْبَرِه ، أی کُلِّه. ومنه قول ابن أحمَر (1) فی قصیدته :

عُدَّتْ علیَ بِزَوْبَرَا (2)

ص: 44

زبق

الزاء والباء والقاف لیس من الأصول التی یُعوّل علی صحّتها ، وما أدری أَلِما قِیل فیه حقیقهٌ أم لا؟ لکنّهم یقولون : زَبَقَ شَعره ، إذا نَتَفَه. ویقولون : انْزَبق فی البیت : دخل. وزبَقْت الرّجلَ : حبستُه.

زبن

الزاء والباء والنون أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی الدّفع. یقال ناقه زَبُون ، إذا زَبَنَتْ حالبَها. والحرب تزبِنُ النّاسَ ، إذا صَدَمتهم. وحربٌ زَبُون. ورجلٌ ذو زَبُّونهٍ ، إذا کان مانعاً لجانبِه دَفُوعاً عن نفسه. قال :

بذَبِّی الذَّمَّ عن حَسبِی بمالِی

وزَبُّوناتِ أشْوسَ تَیَّحانِ (1)

ویقال فیه زَبُّونَهٌ ، أی کِبر ، ولا یکونُ کذا إلّا وهو دافعٌ عن نفسه. والزَّبانِیَهُ سُمُّوا بذلک ، لأنّهم یدفعون أهلَ النار إلی النار. فأمَّا المُزابَنَه فبیع الثمر فی رءوس النّخل ، وهو الذی جاء الحدیث بالنَّهی عنه. وقال أهل العلم : إنّه مما یکون بعد ذلک من النِّزاع والمدافَعه. ویقولون إن الزَّبْن البُعْد. وأما زُبَانَی العقرب فیجوز أن یکون من هذا أیضاً ، کأَنّها تدفَع عن نفسها به ، ویجوز أن یکون شاذًّا.

باب الزاءِ والجیم وما یثلثهما

زجم

(4)

الزاء والجیم والمیم أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی صوتٍ ضعیف. یقال. ما تکلم بِزَجْمَهٍ ، أی بِنَبْسه والزَّجوم : القوس لیست بشدیده الإرنان. والله أعلم بالصواب.

باب الزاءِ والحاءِ وما یثلثهما فی الثلاثی

باب الزاء والخاءِ وما یثلثهما

زرف

الزاء والراء والفاء أصلٌ یدل علی سعیٍ وحرکه. فالزَّرُوف : النَّاقه الواسعه الخَطو الطویلهُ الرِّجْلین. ویقال : زَرَف ، إِذا قَفَزَ. ویقال زَرَفْت الرّجلَ عن نفسی إذا نحّیتَه. ومن الباب : الزَّرافات : الجماعات وهی لا تکون کذا إلا إِذا تجمّعت لسعیٍ فی أمر. ویقال زَرَافَّه ، مثقّله الفاء. وکان الحجّاج یقول : «إِیَّایَ وهذه الزّرَافات». یرید المتجمّعین المضطربین لفتنهٍ وما أشبهها. ومن الباب زَرِف الجُرح ، إذا انتقض بعد البُرْء.

زرد

الزاء والراء والدال حرف واحد ، وهو یدلُّ علی الابتلاع ، والزاء فیه مبدلهٌ من سین. یقال ازدَرَد اللقمه یَزْدَرِدها (1). وممکنٌ أن یکون الزَّرَد من هذا ، علی أن أصله السین ، ومعنی الزّرَّاد السَّرَّاد.

کتاب السِّیْن

سک

السین والکاف أصلٌ مطّرد ، یدلُّ علی ضِیق وانضمام وصِغَر. من ذلک السَّکَک ، وهو صِغَر الأذُن. وهذه أذنٌ سَکاَّء. ویقال استکَّت مَسامعه ؛ إذا صَمَّت. قال النابغه :

ص: 58

سل

السین واللام أصلٌ واحد ، وهو مدُّ الشیء فی رِفق وخَفاء ، ثم یُحمَل علیه. فمن ذلک سَلَلْتُ الشیء أسُلُّه سَلًّا. والسَّلَّه والإسلال : السَّرِقه. وفی حدیث رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حین کتب : «لا إِغْلَالَ ولا إِسْلَال (6)». فالإغلال : الخیانه. والإسلال : السرقه.

ص: 59

سن

(3)

السین والنون أصلٌ واحد مطرد ، وهو جریَان الشیء وإطرادُه فی سهوله ، والأصل قولهم سَنَنْتُ الماءَ علی وجهی أَسُنُّه سَنًّا ، إِذا أرسلتَه إرسالا. ثمّ اشتُقّ منه رجل مسنون الوجه ، کأنَّ اللحم قد سُنَ علی وجهه. والحَمَأُ المسنون من ذلک ، کأنّه قد صُبَّ صَبًّا.

ص: 60

سم

(1)

السین والمیم الأصل المطّرد فیه یدلُّ علی مدخلٍ فی الشیء ، کالثَّقب وغیره ، ثم یشتقّ منه. فمن ذلک السَّم والسُّم : الثّقب فی الشّیء. قال الله عز ذکره : (حَتَّی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِ الْخِیاطِ). والسَّمُ القاتل ، یقال فتحاً وضمّا. وسمِّی بذلک لأنّه یرسُب فی الجسم ویداخلُه ، خِلافَ غیرِه ممّا یذاق.

والسَّامّه : الخاصّه ، وإنّما سُمّیت بذلک لأنّها تَدَاخَلُ بأُنْسٍ لا یکون لِغیرها والعرب تقول : کیفَ السَّامّه والعامَّه؟ فالسَّامَّه : الخاصّه.

والسِّموم : الریح الحارّه ، لأنَّها أیضاً تُداخِل الأجسامَ مداخَلهً بقوّه. والسّمّ : الإصلاح بین الناس ، وذلک أنّهم یتباینون ولا یتداخلون ، فإذا أُصلح بینهم تداخَلُوا.

وممّا شذّ عن الباب : السَّمّ : شیءٌ کالودَعِ یخرج من البحر. والسَّمْسام : طائر. والسَّمْسَم : الثّعلب. والسُّمْسُمَانِیّ : الرجل الخفیف. والسَّماسم : النّمل الْحُمْر. الواحده سُمِسِمَه. والسِّمْسِمُ : حبّ.

ویمکن أن یَحمِل هذا الذی ذکرناه فی الشذوذ أصلاً آخر یدلُّ علی خفّه الشیء. ومما شذّ عن الأصلین جمیعًا قولهم : «مالَهُ سَمٌ ولا حَمٌّ غیرک» ، أی مالَه همٌّ سواک.

ص: 62

سب

السین والباء حَدّهُ بعضُ أهل اللغه - وأظنُّه ابنَ درید (1) - أنّ أصل هذا الباب القَطع ، ثم اشتقّ منه الشَّتم. وهذا الذی قاله صحیح. وأکثر الباب موضوعٌ علیه. من ذلک السِّبّ : الخِمار ، لأنّه مقطوع من مِنْسَجه.

فأمّا الأصل فالسَّبّ العَقْر ؛ یقال سبَبْت الناقه ، إِذا عقرتَها. قال الشاعر (2) :

فما کان ذنبُ بنی مالکٍ

بأنْ سُبّ منهم غلامٌ فَسبّ

یرید معافره غالب بن صعصعه وسُحیم (3). وقوله سُبَ أی شُتِمَ. وقوله سَبّ أی عَقَر. والسَّبّ : الشتم ، ولا قطیعه أقطع من الشَّتِم. ویقال للذی یُسابّ سِبّ.

قال الشاعر (4) :

لا تَسُبَّنَّنِی فلستَ بِسبّی

إِنّ سَبِّی من الرجال الکریمُ (5)

ویقال : «لا تسبُّوا الإبلَ ، فإِنَّ فیها رَقوءَ الدّم (6)». فهذا نهیٌ عن سبّها ، أی شتمها. وأما قولهم للإبل : مُسَبَّبَه فذلک لما یقال عند المدح : قاتَلَها الله فما أکرمها مالاً! کما یقال عند التعجُّب من الإنسان : قاتله الله! وهذا دعاءٌ لا یراد به الوقوع. ویقال رجل سُبَبَه ، إذا کان یسُبُ الناسَ کثیراً. ورجل سُبَّه ، إذا کان یُسَبُ کثیراً. ویقال بین القوم أُسْبُوبه یتسابُّون بها. ویقال مضت سَبَّه من الدهر ، یرید مضت قطعه منه. (7).

ص: 63

ست

السین والتاء لیس فیه إلا ستّه* وأصل التاء دال. وقد ذکر فی بابه.

سح

السین والحاء أصلٌ واحد یدلُّ علی الصّبّ ، یقال سححت [الماءَ] أسُحُ سَحًّا. وسَحَابَهٌ سحوح ، أی صَبّابه. وشاهٌ ساحٌ ، أی سمینه ، کأنّها تَسُحّ الودکَ سَحًّا. وفرس مِسَحٌ ، أی سریعهٌ یشبه عدوُها انصبابَ المطر. ویقال سَحسح الشیءُ ، إذا سال. ویقال إن السحسحه هی السَّاحه (5).

ص: 65

سخ

السین والخاء أصلٌ فیه کلمه واحده. یقان إِن السَّخَاخ الأرض اللیِّنه الحُرَّه. وذکروا - إِن کان صحیحاً - سَخَّت الجراده ، إذا غرزت بذنبها فی الأرض.

سر

السین والراء یجمع فروعَه إخفاءُ الشیء ، وما کان من خالصه ومستقرِّه. لا یخرج شیءٌ منه عن هذا. فالسِّرّ : خلاف الإعلان. یقال أسْرَرت الشیءَ إسراراً ، خلاف أعلنته. ومن الباب السِّرّ ، وهو النِّکاح ، وسمِّی بذلک لأنَّه أمرٌ لا یُعلَن به. ومن ذلک السِّرَار والسَّرَار ، وهو لیلهَ یستسرّ الهلال ، فربما کان لیله ، وربما کان لیلتین إذا تمّ الشهر. ومن ذلک

الحدیث : «أنّه سأل رجلاً هل صُمْتَ مِنْ سِرَارِ الشَّهر شیئاً؟» ، فقال : لا. فقال: «إذا أفطرتَ رمضانَ فصُمْ یومین». قال فی السِّرار :

نحنُ صبَحْنا عامراً فی دارِها

جُردا تَعَادَی طَرَفی نهارِها

عَشِیَّهَ الهِلال أو سِرَارها (1)

وحدّثنی محمد بن هارون الثّقفی ، عن علیّ بن عبد العزیز ، عن أبی الحسن الأثرم ، عن أبی عبیده قال : أسرِرت الشیء : أخفیته. وأسررته : أعلنته. وقرأ (وَأَسَرُّوا النَّدامَهَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ). قال : أظهروها. وأَنشد قول امرئ القیس :

... لو یُسِرُّون مَقْتَلی (2)

أَی لو یُظهرون. ثم حدثنی بعضُ أَهل العلم ، عن أَبی الحسن عبد الله بن سفیان النحویّ قال : قال الفرَّاء : أَخطأ أَبو عبیده التفسیرَ ، وصحّف فی الاستشهاد. أَمّا* التفسیر فقال : (أَسَرُّوا النَّدامَهَ) أَی کتموها خوف الشَّماته. وأمّا التصحیف فإنما قال امرؤ القیس:

ص: 67

[باب ما جاء من کلام العرب وأوله سین فی الثلاثی]

سطل

السین والطاء واللام لیس بشیء. علی أنَّهم یسمُّون إناء من الآنیه سَطلا وسَیْطلا.

سطح

السین والطاء والحاء اصلٌ یدلّ علی بسط الشیء ومَدّه من ذلک السَّطْح معروف. وَسطح کلِّ شیء : أعلاه الممتدُّ معه. ویقال انْسَطَح الرجلُ ، إذا امتدَّ علی قفاه فلم یتحرَّک. ولذلک سمّی المنبسط علی قفاه من الزَّمانه سَطیحا. وسطیحٌ الکاهن سُمّی سطیحاً لأنه کذلک خُلِق بلا عَظْم. والمَسْطَح ، بفتح المیم : الموضع الذی یبسط فیه التَّمر. والمِسطح ، بکسر المیم : الخِباء ، والجمع مساطح. قال الشاعر :

تَعرَّضَ ضَیْطَارو خُزاعهَ دوننا

وما خیر ضَیطلرٍ یقلِّب مِسطَحا (2)

وإنّما سمِّی بذلک لأنه تمدُّ الخیمهُ به مَدّا. والسَّطیحه : المزاده ، وإنّما سمیِّت بذلک لأنّه إذا سقط انسطح ، أی امتَدَّ. والسُّطَّاح : نبت من نبات الأرض ، وذلک أنّه ینبسط علی الأرض.

باب السین والعین وما یثلثهما

سعم

السین والعین والمیم کلمهٌ واحده. فالسَّعْم : السَّیر. یقال سَعَم البعیرُ ، إذا سار .. وناقهٌ سَعُوم.

سعد

السین والعین والدال أصلٌ یدل علی خیر وسرور ، خلاف النَّحْس. فالسَّعْد : الیُمْن فی الأمر. والسَّعْدان : نبات من أفضل المرعی. یقولون فی أمثالهم : «مرعی ولا کالسَّعدان». وسعود النجم عشره (1) : مثل سعد بُلَعَ ، وسعد الذابح. وسمِّیت سُعوداً لیُمنها. هذا هو الأصل ، ثم قالوا لساعد الإنسان ساعد ، لأنه یتقوّی به علی أموره. ولهذا یقال ساعده علی أمره ، إذا عاونَه ، کأنه ضم ساعده إلی ساعِده. وقال بعضهم : المساعده المعاونه فی کل شیء ، والإسعاد لا یکون إلّا فی البکاء. فأما السَّعْدانه ، الّتی هی کِرکِره البعیر ، فإنما سمِّیت بذلک تشبیهاً لها فی انبساطها علی الأرض بالسَّعْدان الذی ینبسط علی الأرض فی منبِته (2). والسَّعْدانه عقده الشِّسْع (3) التی تلی الأرض. والسَّعْدانات : العقَد التی تکون فی کِفّه المیزان. وسُعْد : موضع. قال جریر :

ألَا حَیِّ الدِّیار بسُعْد إنِّی

أحبُّ لحبِّ فاطمهَ الدِّیارا (4)

ویقال إنَ السَّعدانه : الحمامه الأنْثی ، وهو مشتقٌّ من السَّعْد.

سعط

السین والعین والطاء أصل ، وهو أن یُوجَر الإنسانُ الدواءَ. ثم یحمل علیه. فمن ذلک أسعطته الدواءَ فاسْتَعطَه (1). والمُسْعُط (2) : الذی یجعل فیه السَّعوط. والسَّعوط هو الدواء ، وأصل بنائه سَعَط. ومما یحمل علیه قولهم طعفته فأسعَطْتُه (3) الرُّمح. والله أعلم.

باب السین والفاء وما یثلثهما

سفه

السین والفاء والهاء أصلٌ واحدٌ ، یدلُّ علی خفّه وسخافه. وهو قیاس مطَّرد. فالسَّفَه : ضدّ الْحِلم. یقال ثوب سفیه ، أی ردیء النسج. ویقال تَسفَّهَت الریحُ ، إذا مالت. قال ذو الرمه :

مَشَیْن کما اهتَزَّت ریاحٌ تسفَّهت

أعالِیَهّا مَرُّ الرِّیاح الرواسِمِ (4)

وفی شعره أیضاً :

سَفیهٍ جَدیلُها (5)

ص: 79

سفو

السین والفاء والحرف المعتلّ أصلٌ واحد یدلُّ علی خِفّه فی الشیء. فالسَّفْو : مصدر سَفَا یَسْفو سَفْواً (4) ، إِذا مشی بسُرعه ، وکذلک الطَّائر إذا أسرَعَ فی طیرانه. والسَّفَا : خِفّه النّاصیه ، وهو یُکرَه فی الخیل ویُحمَد فی البِغال ، فیقال بغلهٌ سفواء. وسَفت الریحُ التّراب تَسفیه سَفْیاً. والسَّفَا : ما تَطَایَرُ به الرِّیحُ من التُّراب. والسَّفا : شوک البُهْمَی ، وذلک [أنه] إِذا یبس خَفّ وتطایرت به الرّیح. قال رؤبه :

ص: 80

سفح

السین والفاء والحاء أصلٌ واحد یدلُّ علی إراقه شیء. یقال سفح الدّمَ ، إذا صبَّه. وسفح الدّم : هَرَاقه. والسِّفاح : صبُّ الماء بلا عَقد نکاح ، فهو کالشیء یُسفَح ضَیاعا. والسَّفّاح : رجلٌ من رؤساء العرب (3) ، سَفح الماءَ فی غزوهٍ غزاها فسُمّی سفَّاحا. وأمّا سَفْح الجبل فهو من باب الإِبدال ، والأصل فیه صَفح ، وقد ذُکر فی بابه. والسَّفیح : أحد السِّهام الثلاثه التی لا أنصباءَ لها ، وهو شاذٌّ عن الأصل الذی ذکرناه.

سفر

السین والفاء والراء أصلٌ واحد یدلُّ علی الانکشاف والجَلاء. من ذلک السَّفَر ، سمِّی بذلک لأنَّ الناس ینکشفون عن أماکنهم. والسَّفْر : المسافرون. قال ابن درید (2) رجل سَفْرٌ وقوم سَفْرٌ.

ومن الباب ، وهو الأصل : سَفَرتُ البَیت کنستُه. ومنه الحدیث : «لو أمَرْتَ بهذا البیت فسُفِر (3)». ولذلک یسمَّی ما یسقُط من ورق الشّجر السَّفِیر. قال :

وحائل مِن سَفیر الحول جائلهُ

حولَ الجراثیمِ فی ألوانه شَهَبُ (4)

وإنما سمی سفیراً لأنّ الرّیح تسفره. وأما قولهم : سفَر بَیْن القوم سِفاره ، إذا أصلح ، فهو من الباب ؛ لأنّه أزال ما کان هناک من عَداوه وخِلاف. وسفَرتِ المرأهُ عن وجهها ، إذا کشفَتْه. وأسفر الصبح ، وذلک انکشاف الظّلام. ووجه مُسفِر ، إذا کان مُشرِفاً سروراً. ویقال استفَرَت الإبل : تصرفت وذهَبتْ فی

ص: 82

سفط

السین والفاء والطاء لیس بشیء ، وما فی بابه ما یعوّل علیه ، إلّا أنّهم سمّوا هذا السّفَط. ویقولون : السفیط السّخیّ من* الرجال. وأنشدوا :

لیس بذی حزم ولا سَفیطِ (2)

وهذا لیس بشیء.

باب السین والقاف وما یثلثهما

سقب

السین والقاف والباء أصلان : أحدهما القرب ، والآخر یدلُّ علی شیءٍ مُنْتَصِب. فالأوّل السقَب ، وهو القُرْب. ومنه الحدیث : «الجار أحقُ بسَقَبِه». یقال منه سقبتِ الدّارُ وأسْقبت. والساقب : القریب. وقال قوم : السّاقب القریب والبعید. فأمّا القریب فمشهور ، وأما البعید قاحتجُّوا فیه بقول القائل :

تَرَکْتَ أباک بأرض الحجاز

ورُحتَ إلی بَلدٍ ساقبِ

وأما الأصل الآخر فالسقْب والصَّقْب ، وهو عمود الخِباء ، وشُبّه به السقب ولدُ الناقه. ویقال ناقه مِسقاب ، إذا کان أکثر وضْعِها الذّکور ، وهو قوله :

ص: 85

سقر

السین والقاف والراء أصلٌ یدل علی إحراق أو تلویح بنار. یقال سقَرتْه الشّمسُ ، إذا لوّحتْه. ولذلک سمِّیت سَقَر. وسقَرات الشمس : حَرُورها. وقد یقال بالصّاد ، وقد ذکر فی بابه.

سقع

السین والقاف والعین لیس بأصل ؛ لأنّ السین فیه مبدله من صاد. یقال صُقْع وسُقْع. وصَقَعْته وسَقَعته. وما أدری أین سَقَعَ أی ذهب.

باب السین والکاف وما یثلثهما

سکت

السین والکاف والتاء یدلُّ علی خِلاف الکلام. تقول : سکت یَسْکُت سکوتاً ، ورجلٌ سِکِّیت. ورماه بسُکاتَهٍ ، أی بما أسکته. وسَکَت الغضبُ ، بمعنی سکن. والسُّکْتَهُ : ما أسکتَ به* الصبیّ. فأما السُّکیت (1) فإنه من الخیل العاشر عند جریها فی السّباق. ویمکن أن یکون سمِّی سُکَیتاً لأنَّ صاحبَه یسکت عن الافتخار ، کما یقال أجَرَّه کذا ، إذا منعه من الافتخار ، وکأنه جَرَّ لسانَه.

سکف

السین والکاف والفاء لیس أصلا ، وفیه کلمتان : أحدهما أُسْکُفّه الباب : العتَبه التی یُوطأ علیها. وأُسْکُفّ العین ، مشبّه بأُسْکُفّه الباب. وأمّا الإسکاف فیقال إن کلَّ صانعٍ إسکافٌ عند العرب. وینشد قول الشمّاخ :

وشُعْبَتَا مَیْسٍ بَرَاها إِسکافْ (1)

قالوا : أراد القَوَّاس.

سلوی

السین واللام والحرف المعتلّ وأصلٌ واحد یدلّ علی خفض وطیب عیش. من ذلک قولهم فلان فی سَلْوهٍ من العیش ، أی فی رغَد یسلِّیه الهم. ویقول : سَلَا المحب یَسلو سلُوًّا ، وذلک إذا فارقه ما کان به من همٍّ وعشق.

ص: 91

سلب

السین واللام والباء أصلٌ واحد ، وهو أخْذ الشیء بخفّه واختطاف. یقال سلبتُه ثوبَه سلْبا. والسَّلَب : المسلوب. وفی الحدیث : «مَن قَتَل قتیلاً فله سَلَبُه». والسَّلیب : المسلوب. والسَّلوب من النوق : التی یُسلَبُ ولدها والجمع سُلُب. وأسلبت الناقهُ ، إذا کانت تلک حالَها. وأمّا السَّلَب وهو لِحاء الشجر فمن الباب أیضاً ؛ لأنّه تَقشَّرَ عن الشجر ، فکأنما قد سُلِبَته. وقول ابن مَحْکانَ :

فنشنش الجلدَ عنها وهی بارکهٌ

کما تُنَشْنِشُ کَفَّا قاتلٍ سَلَبا (3)

ففیه روایتان : رواه ابن الأعرابی «قاتل» بالقاف. ورواه الأصمعی بالفاء.

ص: 92

سلت

السین واللام والتاء أصل واحد ، وهو جَلْفُ الشیء عن الشیء وقَشره. یقال سلتت المرأهُ خضابَها عن یدها. ومنه سَلَتَ فلانٌ أنفَ فلانٍ بالسیف سَلْتاً ، وذلک إذا أخذه کلَّه. والرّجُل أسْلَتُ. ویقال إنّ المرأه التی لا تتعهَّد الخضاب یقال لها السَّلْتَاء. ومن الباب السُّلْت : ضربٌ من الشعیر لا یکاد [یکون] له قشر ، والعرب تسمیّه العُرْیان.

سلح

السین واللام والحاء السلاح ، وهو ما یُقاتَل به. وکان أبو عبیده یفرِق بین السّلاح والجُنه ، فیقول : السلاح ما قُوتل به ، والجُنّه ما اتُّقی به ، ویحتج بقوله :

حیثُ تَری الخیلَ بالأبطال عابسه

یَنْهَضْن بالهندوانیّاتِ والجُنَنِ (1)

فجعل الجُنَن غیْرَ السُّیوف (2). والإسلیح : شجرهٌ تغزُرُ علیها الإبل وقالت الأعرابیه: «الإسلیح (3) ، رُغوَهٌ وسَریح ، وسَنامٌ وإطریح».

سلط

السین واللام والطاء أصلٌ واحد ، وهو القوّه والقهر. من ذلک السَّلاطه ، من التسلط وهو القَهْر ، ولذلک سمِّی السُّلْطان سلطاناً. والسلطان : الحُجَّه. والسَّلیط من الرجال : الفصیح اللسان الذَّرِب. والسَّلیطه : المرأه الصَّخَّابه.

ومما شذ عن الباب السَّلِیط : الزّیت بلغه أهل الیَمَن ، وبلغه غیرهم دهن السِّمسِم.

سلق

السین واللام والقاف فیه کلماتٌ متباینه لا تکاد تُجْمع منها کلمتانِ فی قیاسٍ واحد ؛ وربُّک جلّ ثناؤُه یفعل ما یشاء ، ویُنْطِق خَلْقه کیف أراد.

فالسَّلَق : المطمئنّ من الأرض. والسِّلْقَه : الذِّئبه. وسَلَقَ : صاح. والسَّلِیقه : الطبیعه. والسَّلیقه : أثَر النِّسع فی جنب البعیر. وسَلُوقُ : بلدٌ. والتَّسلُّق علی الحائط : التَّوَرُّد علیه إلی الدار. والسّلِیق : ما تَحَاتَّ من الشجر. قال الراجز :

تَسمَعُ منها فی السَّلیقِ الأشهبِ

مَعمعهً مثل الضِّرَام المُلْهَبِ (4)

والسُّلَاق : تقشُّر جِلد اللِّسان. وسَلَقْت المزَادهَ ، إذا دهنْتَها. قال امرؤ القیس :

ص: 96

سلک

السین واللام والکاف أصلٌ یدل علی نفوذ شیءٍ فی شیء. یقال سلکت الطّریقَ أسلُکه. وسَلکت الشیء فی الشیء : أنفذْته. والطَّعْنَه السُّلْکَی ، إذا طعنَه تِلقاءَ وجهِه. والمسلَکَه : طُرَّهٌ تُشَقُّ من ناحیه الثوب (2). وإنَّما سمّیت بذلک لامتدادها. وهی کالسِّکَک.

ومما شذَّ عن الباب السُّلَکَه : الأنثی من ولد الحَجَل ، والذکر سُلَک ، * وجمعه سِلْکانٌ. والله أعلم.

سمه

السین والمیم والهاء أصلٌ یدل علی حَیْره وباطل. یقال سَمَه إذا دُهِش ، وهو سَامِهٌ وقوم سمّهٌ. ویقولون : سَمَه البعیرُ ، إذا لم یعرف الإِعیاء (1). وذهبت إبُلهم السُّمَّهَی ، إذا تفرَّقت. والسُّمَّهَی (2) : الباطل والکذب. فأما قولُ رؤبه :

... جَرْیَ السُّمَّهِ (3)

سمت

السین والمیم والتاء أصلٌ یدل علی نَهجٍ وقصدٍ وطریقهٍ. یقال سَمَتَ ، إذا أخذ النَّهْج. وکان بعضُهم یقول : السَّمْت : السّیر بالظنّ والحَدْس. وهو قول القائل :

لیس بها ربعٌ لِسَمْتِ السَّامِت

ویقال إن فلاناً لَحَسنُ السَّمْتِ ، إذا کان مستقیمَ الطریقه متحرِّیاً لفعل الخَیر. والفعل منه سَمَت. ویقال سَمَت سَمْتَه ، إذا قصد قصده.

سمخ

السین والمیم والخاء لیس أصلاً ؛ لأنّه من باب الإبدال. والسین فیه مبدله من صاد. والسِّمَاخ فی الأذن : مَدْخَله. ویقال سَمَخْت فلاناً : ضربت سِمَاخَه. وقد سَمَخنِی بشدَّه صوتِه.

سمط

السین والمیم والطاء أصلٌ یدلُّ علی ضمّ شیء إلی شیء وشدِّه به. فالسَّمیط : الآجُرُّ القائم بعضُه فوقَ بعض. والسِّمْط : القِلاده ، لأنَّها منظومهٌ مجموعٌ بعضُها إلی بعض. ویقال سَمَّط الشیء علی مَعَالیق السَّرْج. ویقال خُذْ حقَّک مُسَمَّطاً ، أی خُذْه وعلِّقْه علی مَعالیق رَحْلک. فأما الشِّعْر المُسَمَّط ، فالذی یکون فی سطر البیت (3) أبیاتٌ مسموطه تجمعها قافیهٌ مخالفه مُسمَّطه ملازمه للقصیده. وأما اللبن السَّامط ، وهو الحامض ، فلیس من الباب ؛ لأنَّه من باب الإِبدال ، والسین مبدله من خاء.

ص: 101

سمع

السین والمیم والعین أصلٌ واحد ، وهو إیناسُ الشیء بالأُذُن ، من النّاس وکلِّ ذی أُذُن. تقول : سَمِعْت الشیء سَمْعاً. والسَّمع : الذُکْر الجمیل. یقال قد ذَهَب سَمِعْهُ فی الناس ، أی صِیته. ویقال سَمَاعِ بمعنی استمِعْ. ویقال سَمَّعْتُ بالشیء ، إذا أشعتَه لیُتَکلَّم به. والمُسْمِعَه : المُغَنِّیَه. والمِسْمَع : کالأذن للغَرْب ، وهی عُروهٌ تکون فی وسط الغَرْبِ یُجعَل فیها حبلٌ لیعدل الدّلو : قال الشاعر :

ونَعدِل ذا المَیْل إن رامَنا

کما عُدِل الغَربُ بالمِسمعِ (1)

ومما شذّ عن الباب السِّمْع : ولد الذّئب من الضّبُع.

باب السین والنون وما یثلثهما

سنب

السین والنون والباء کلمتان متباینتان. فالسَّنْبَهُ : الطائفه من الدَّهر. والکلمه الأخری السَّنِب ، وهو الفرس الواسع الجَری.

سنخ

السین والنون والخاء أصلٌ واحد یدلُّ علی أصل الشیء. فالسِّنْخ : الأصل وأسنَاخُ (1) الثنایا : أصولُها. ویقال سَنَخ الرجل فی العِلم سُنوخاً أی علِمَ أصولَه. فأمّا قولهم سَنِخَ الدُّهن ، إذا تغیَّر ، فلیس بشیء.

سنط

السین والنون والطاء لیس بشیء إلّا السِّناط ، وهو الذی لا لِحْیَه له.

سنق

السین والنون والقاف فیه کلمهٌ واحده ، وهی السَّنَق ، وهو کالبَشَم. یقال شرِب الفَصیل حتی سَنِق. وکذلک الفرس ، من العلَف. وهو کالتُّخَم فی الناس.

سهج

السین والهاء والجیم أصلٌ یدلُّ علی دوامٍ فی شیء. یقال سَهَجَ القوم لَیْلتَهم ، أی ساروا سیراً دائماً. ثمَّ یقال سَهَجَت الرِّیحُ ، إذا دامت. وهی سَیْهَجٌ وسَیْهُوجٌ. ومَسْهَجُها : مَمرُّها.

سهف

السین والهاء والفاء تقلّ فروعه. ویقولون إنّ السَّهَف (4) : تشحُّط القتیلِ فی دمِه واضطرابُه. ویقال إِن السُّهَاف : العطش.

ص: 109

سهق

السین والهاء والقاف أصلٌ یدلُّ علی طول وامتداد. وهو صحیح. فالسَّهْوَق : الرَّجُل الطویل. والسَّهْوق الکذَّابُ ، وسُمِّی بذلک لأنه یغلو فی الأمر ویزیدُ فی الحدیث. والسهوق من الریاح : التی تَنسِج العَجَاج. * والسَّهْوق : الرّیّان من سُوق الشَّجر ؛ لأنّه إِذا رَوِیَ طال.

سهم

السین والهاء والمیم أصلان : أحدهما یدلُّ علی تغیُّرٍ فی لون ، والآخرُ علی حظٍّ ونصیبٍ وشیءٍ من أشیاء.

فالسُّهْمَه : النَّصیب. ویقال أَسهَم الرّجُلانِ ، إذا اقْترعا ، وذلک من السُّهْمَه والنّصیبِ ، أن یفُوز (1) کلُّ واحد منهما بما یصیبه. قال الله تعالی : (فَساهَمَ فَکانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ). ثمّ حمل علی ذلک فسُمِّی السّهمُ الواحد من السِّهام ، کأنّه نصیبٌ من أنصباءَ وحظٌّ من حظوظ. والسُّهْمَه : القرابه ؛ وهو من ذاک ؛ لأنّها حَظٌّ من اتّصال الرحم. وقولهم بُرْدٌ مسهَّم ، أی مخطّط ، وإنّما سمِّی بذلک لأنّ کلَّ خَطٍّ منه یشبّه بسهم.

وأمّا الأصلُ الآخَر فقولهم : سَهَمُ وجْهُ الرّجلِ (2) ، إِذا تغیَّر یَسْهَمُ ، وذلک مشتقٌّ من السُّهَام ، وهو ما یصیب الإنسانَ من وَهَج الصّیف حتی یتغیَّرَ لونُه. یقال سهمَ الرَّجُل ، إذا أصابَه السُّهَام. والسُّهَام أیضاً : داءٌ یصیب الإِبل کالعُطَاش. ویقال إبلٌ سواهِمُ ، إذا غیَّرها السّفَر (3). والله أعلم.

ص: 111

باب السین والواو وما یثلثهما

سوء

فأمّا السین والواو والهمزه فلیست من ذلک ، إنما هی من باب القُبح. تقول رجلٌ أسوَأُ ، أی قبیحٌ ، وامرأهٌ سَوآء ، أی قبیحه. قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «سوْآءُ (3) وَلودٌ خیرٌ مِن حسناءَ عقیم». ولذلک سمّیت السَّیِّئه سیّئه. وسمِّیت النار سُوأی ، لقُبْح منظرها. قال الله تعالی : (ثُمَّ کانَ عاقِبَهَ الَّذِینَ أَساؤُا السُّوای). وقال أبو زُبَیْد :

لم یَهَبْ حُرْمهَ النَّدِیم وحُقَّتْ

یا لَقومِی للسَّوأه السَّوآءِ (4)

سوخ

السین والواو والخاء کلمهٌ واحده. یقال ساخت قوائمه فی الأرض تسوخ. ویقال مُطِرْنا حتی صارت الأرض سُوَّاخَی ، علی فُعَّالَی ، وذلک إذا کثرت رٍزاغُ المطر. وإِذا کانت کذا ساخت قوائمُ المارّه فیها.

سور

السین والواو والراء أصلٌ واحد یدلُّ علی علوٍّ وارتفاع. من ذلک سَار یَسُور ، إِذا غضب وثار. وإِنّ لغضبِهِ لَسَورهً. والسُّور : جمع سُوره ، وهی کلُّ منزلهٍ من البناء. قال :

ورُبَّ ذِی سُرادقٍ محجورِ

سُرْتُ إلیه فی أعالی السُّورِ (1)

فأمَّا قولُ الآخر (2) :

وشاربٍ مُرْبحٍ فی الکأسِ نادَمَنی

لا بالحَصُور ولا فیها بسَوَّارِ

فإِنّه یرید أنّه لیس بمتغضّب. وکان بعضهم یقول : هو الذی یَسُور الشَّرابُ فی رأسِه سریعا. وأما سِوار المرأه ، والأُسوار (3) من أساوره الفُرس وهم القاده ، فأُراهما غیرَ عربییَّن. وسَوره الخمر : حِدّتُها وغلَیانها.

سوع

السین والواو والعین یدلُّ علی استمرار الشّیء ومُضیِّه. من ذلک السّاعه سمِّیت بذلک. یقال جاءنا بعد سَوْعٍ من اللیل وسُوَاعٍ ، أی بعد هَدْءِ منه. وذلک أنَّه شیءٌ یمضی ویستمرّ. ومن ذلک قولهم عاملته مُساوعهً ، کما یقال میاوَمه ، وذلک من السّاعه. ویقال أسَعْتُ الإبلَ إساعهً ، وذلک إذا أهملتَها حتَّی تمرَّ علی وجهها. وساعت فهی تَسُوع. ومنه یقال هو ضائع سائِع. وناقه مِسیاعٌ ، وهی التی تذهب فی المرعی. والسِّیاع : الطِّین فیه التِّبن.

سوق

السین والواو والقاف أصل واحد ، وهو حَدْوُ الشَّیء یقال سَاقَه یَسُوقُه سَوْقا. والسَّیِّقَه : ما اسْتِیق من الدوابّ. ویقال سُقْتُ إلی امرأتی صَدَاقها ، وأسَقْتُه. والسُّوق مشتقّهٌ من هذا ، لما یُساق إلیها من کلَّ شیء ، والجمع أسواق. والسَّاق للإِنسان وغیره ، والجمع سُوق ، إنّما سمّیت بذلک لأنَّ الماشی ینْساق علیها. ویقال امرأه سَوْقَاء ، ورجلٌ أسْوَق ، إذا کان عظیمَ السّاق. والمصدر السَّوَق. قال رؤبه :

قُبٌّ من التَّعْداء حُقْبٌ فی سَوَق (3)

وسُوق الحرب : حَومه القِتال ، وهی مشتقّه من الباب الأول.

سول

السین والواو واللام أصلٌ یدلُّ علی استرخاءٍ فی شیء یقال سَوِلَ یَسْوَلُ سَوَلا. قال الهذلیّ (2) :

کالسُّحْلِ البیض جلا لونَها

سَحُّ نِجَاءِ الحَمَل الأسْوَلِ

فأمّا قولهم سَوَّلْتُ له الشیءَ ، إذا زیّنتَه له ، فممکن أن تکون أعطیته سُؤلَه ، علی أن تکون الهمزهُ مُلَیَّنَهً من السُّؤل.

سوس

السین والواو والسین أصلان : أحدهما فسادٌ فی شیء ، والآخر جِبلّه وخلیقه. فالأوّل ساس الطّعامُ یَسَاسُ ، وأَسَاسَ یُسِیسُ ، إذا فسَدَ بشیء یقال له سُوس. وسَاسَت الشّاه تَسَاسُ ، إذا کثر قَمْلها. ویقال إنّ السَّوَسَ داءٌ یصیب الخیل فی أعجازها.

وأمّا الکلمه الأخری فالسُّوس وهو الطّبع. ویقال : هذا من سُوس فلان ، أی طبعه.

وأمّا قولهم سُسْتُه أسُوسُه فهو محتملٌ أن یکون من هذا ، کأنه یدلُّه علی الطبع الکریم ویَحمِله علیه.

والسِّیساء (1) : مُنتَظَم فَقَار الظهر. وماء مَسُوسٌ وکلأٌ مَسُوسٌ (2) ، إذا کان نافعاً فی المال (3) ، وهی الإبل والغنم. والله أعلم بالصواب.

سیح

السین والیاءُ والحاء أصلٌ صحیح ، وقیاسه قیاسُ ما قبلَه یقال ساح فی الأرض. قال الله جلّ ثناؤه : (فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَهَ أَشْهُرٍ) والسَّیْح : الماء الجاری. والمَسَایِیح

فی حدیث علی کرَّم الله وجهه فی قوله : «أولئک مصابیح الدُّجَی ، لیسوا بالمَذَاییع ولا المَسَایِیح البُذُر (2)». فإنّ المَذَایِیع جمع مِذْیَاع ، وهو الذی یُذیع السرّ لا یکتُمه. والمَسَایِیح ، هم الذین یَسِیحُونَ فی الأرض بالنَّمیمه والشّرّ والإفساد بین الناس.

ومما یدلُّ علی صحَّه هذا القیاس قولُهم سَاحَ الظّلُّ ، إذا فاء. والسَّیْح : العَباءه المخطَّطه. وسمِّی بذلک تشبیهاً لخطوطها الشَّیء الجاری

سیع

السین والیاء والعین أصلٌ یدلُّ علی جریانِ الشیء. فالسَّیْع : الماء الجاری علی وجْه الأرض ، یقال سَاعَ وانْسَاعَ. وانْسَاعَ الجَمَد : ذاب. والسَّیَاع : ما یُطیَّن به الحائط. ویقال إنَ السَّیاع الشحمه تُطلَی بها المزاده. وقد سَیَّعَت المرأهُ مَزادتَها.

سیل

السین والیاء واللام أصلٌ واحد یدلُّ علی جریانٍ وامتدادٍ.

ص: 122

باب السین والهمزه وما یثلثهما

سأل

السین والهمزه واللام کلمهٌ واحده. یقال سَأَلَ یَسْأَلُ سُؤالا ومَسْأَلَهً. ورجل سُؤَلهٌ : کثیر السؤال.

سبج

السین والباء والجیم لیس بشیءٍ ولا له فی اللغه العربیَّه أصلٌ. یقولون السُّبْجه : قمیصٌ له جَیب. قالوا : وهو بالفارسیه «شَبِی (1)». والسَّبج : أیضاً لیس بشیء. وکذلک قولهم إنَ السَّبَج حجارهُ الفضّه. وفی کل ذلک نظر.

سبخ

السین والباء والخاء أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی خفّه فی الشّیء. یقال للذی یسقط مِن ریش الطائر السَّبِیخ. ومنه الحدیث : أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سمِع عائشه تدعو علی سارقٍ سَرَقها ، فقال : «لا تُسبِّخی عنه بدعائک علیه». أی لا تخفِّفی. ویقال فی الدّعاء : «اللهمَ سَبِّخْ عنه الحُمَّی» ، أی سُلَّها وخَفِّفْها. ویقال لما یتطایر من القُطن عند النَّدْف : السَّبِیخ. قال الشاعر یصف کِلابا :

فأرسلوهُنَّ یُذْرِینَ التُّرَابَ کما

یُذْرِی سَبائخَ قُطنٍ نَدْفُ أوتَارِ (2)

وقد رُوِی عن بعضهم (3) أنَّه قرأ : إنّ لک فی النّهار سبخا طویلا ، قال : وهو معنی السَّبْخ ، وهو الفَراغ ؛ لأنّ الفارغ خفیف الأمر.

سبر

السین والباء والراء ، فیه ثلاث کلماتٍ متباینهُ القیاس ، لا یشبهُ بعضُها بعضاً.

فالأوّل السَّبْر ، وهو رَوْزُ الأمْرِ وتعرُّف قدْره. یقال خَبَرْتُ ما عند فلان وسَبَرتُه. ویقال للحدیده التی یُعرَف بها قدرُ الجِراحه مِسْبار.

والکلمه الثانیه : السِّبْر ، وهو الجمال والبهاء. قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «یخرج من النار رجلٌ قد ذهَبَ حِبره وسِبْرُه». أی ذهب جمالُه وبهاؤه. وقال أبو عمرو : أتیت حیًّا من العرب فلمَّا تکلّمتُ قال بعضُ مَن حضر : «أما اللسانُ فبدویٌّ ، وأما السِّبْر فحضَریّ». وقال ابنُ أحمر :

لبِسنا حِبْرهُ حتی اقتُضِینا

لأعمال وآجالٍ قُضِینا (2)

وأما الکلمه الثالثه فالسَّبْرَه ، وهی الغَدَاه البارده. وذکر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فضْلَ إسباغ الوُضوء فی السَّبَرَات (3).

ص: 127

سبط

السین والباء والطاء أصلٌ یدلُّ علی امتدادِ شیء ، وکأنه مقاربٌ لباب الباء والسین والطاء ، یقال شعر سَبْط وسَبِطٌ ، إذا لم یکن جَعداً. ویقال أسْبَطَ الرّجلُ إسباطا ، إذا امتدّ وانبسط بعد ما یُضرَب. والسُّباطه : الکُناسه ، وسمِّیت بذلک لأنَّها لا یُحتَفَظ بها ولا تحْتَجن. ومنه الحدیث : «أتی سُباطَهَ قومٍ فبال قائما ؛ لوجعٍ کان بمأبِضه (1)». والسَّبَط : نباتٌ فی الرمل ، ویقال إنه رَطب الحَلِیِّ ؛ ولعلّ فیه امتداداً

سبغ

السین والباء والغین أصلٌ واحد یدلُّ علی تمامِ الشیء وکماله. یقال أسْبَغْتُ الأمر ، وأسْبَغَ فلان وضوءَه. ویقال أسبغ الله علیه نِعَمَه. ورجل مُسْبِغ ، أی علیه درعٌ سابغه. وفحل سابغٌ : طویل الجُرْدَان (1) ، وضدُّه الکَمْش. ویقال سَبَّغَت الناقهُ ، إِذا ألقت ولدَها وقد أشْعَرَ.

سبه

السین والباء والهاءَ کلمهٌ ، وهی تدلُّ علی ضعف العقل أو ذَهابه - فالسبَه : ذهاب العقل من هَرَم ، یقال رجل مَسْبُوهٌ ومُسَبَّه ، وهو قریب من المسبوت ، والقیاس* فیهما واحد.

باب السین والتاء وما یثلثهما

سجح

السین والجیم والحاء أصل منقاس ، یدلُّ علی استقامهٍ وحسن. والسُّجُح : الشّیء المستقیم. ویقال «ملَکْتَ فأسْجِحْ» ، أی أحْسِن العَفْو. ووجهٌ أسجَحُ ، أی مستقیم الصُّوره. قال ذو الرمَّه :

ووجهٌ کمرآهٍ الغریبه أسجحُ (2)

وهذا کلُّه من قولهم : تنَحَّ عن سُجْحُ الطَّریق (3) ، أی عن جادّته ومستقیمه.

سجر

السین والجیم والراء أصولٌ ثلاثه : المَلء ، والمخالطه ، والإیقاد.

فأمّا الملء ، فمنه البحر المسجور ، أی المملوء. ویقال للموضع الذی یأتی علیه السّیلُ فیملؤه : ساجر. قال الشّمّاخ :

کُلَّ حِسْیٍ وسَاجِرِ (3)

ومن هذا الباب. الشَّعر المنْسجِرُ ، وهو الذی یَفِرُ (4) حتّی یسترسلَ من کثرته. قال :

ص: 134

سجع

السین والجیم والعین أصلٌ یدلُّ علی صوت متوازن. من ذلک السَّجع فی الکلام ، وهو أن یُؤتَی به وله فواصلُ کقوافِی الشِّعر ، کقولهم : «مَن قَلّ ذَلّ ، ومن أَمِرَ فَلّ» ، وکقولهم : «لا ماءَکِ أبقَیْتِ ، ولا دَرَنَکِ أنْقَیْت». ویقال سجَعت الحمامهُ ، إذا هدرَتْ.

ص: 135

سجف

لسین والجیم والفاء أصلٌ واحد ، وهو إسبال شیءٍ ساتر. یقال أسجفت السِّتر : أرسلتُه. والسَّجْف والسِّجف (1) : سِتر الحَجَله. ویقال أسجَفَ اللّیلُ ، مثل أسدَفَ.

سجن

السین والجیم والنون أصلٌ واحد ، وهو الحَبْس. یقال سجنته سَجناً. والسِّجن: المکان یُسجَن فیه الإنسان. قال الله جلّ ثناؤه فی قصّه یوسف علیه السلام : (قالَ رَبِ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا یَدْعُونَنِی إِلَیْهِ). فیقرأ فتحاً علی المصدر ، وکسراً علی الموضع (1) ، وأما قولُ ابنِ مُقْبل :

ضرباً تَوَاصَی به الأبطالُ سِجِّینا (2)

فقیل إنّه أراد سِجِّیلا. أی شدیدا. وقد مضی ذِکرُه. وإنَّما أبدل اللام نونا. والوجه فی هذا أنَّه قیاس الأوَّل من السَّجن ، وهو الحبس ؛ لأنَّه إذا کان ضرباً شدیداً ثبت المضروب ، کأنَّه قد حبسه

باب السین والحاء وما یثلثهما

سحف

السین والحاء والفاء أصلٌ واحدٌ صحیح ، وهو تنحِیَه الشّیء عن الشیء ، وکشفُه. من ذلک سَحفْت الشّعرَ عن الجلد ، إذا کشطتَه حتّی لا یبقی منه شیء. وهو فی شعر زهیر :

وما سُحِفَتْ فیه المقادیمُ والقَمْلُ (1)

والسَّیْحَفُ : نصالٌ عِراض ، فی قول الشّنفَرَی :

لها وفْضَهٌ فیها ثلاثونَ سَیْحَفاً

إذا آنَسَتْ أُولَی العدیِّ اقشعرَّتِ (2)

والسَّحیفه (3) : واحده السحائف ، وهی طرائق الشّحم الملتزقه بالجلد ، وناقهٌ سَحوفٌ من ذلک. وسمِّیت بذلک لأنّها تُسحَفُ أی یمکن کشطْها. والسَّحِیفه : المَطْره تجرُف ما مَرَّت به.

سحل

السین والحاء واللام ثلاثه أصول : أحدها کَشْط شیءٍ ، عن شیء ، والآخَر من الصَّوت ، والآخر تسهیلُ شیءٍ وتعجیلُه.

فالأوّل قولهم : سَحَلت الرِّیاحُ الأرضَ ، إِذا کشطت عنها أَدَمَتَها. قال ابن دریدٍ وغیره : ساحل البحر مقلوب فی اللفظ ، وهو فی المعنی مَسحُولٌ ، لأنّ الماء سَحله. وأصل ذلک قولهم سَحلت الحدیدهَ أسحَلُها. وذلک إذا بَرَدْتَها. ویقال للبُراده السُّحاله. والسحْل : الثّوب الأبیض ، کأنه قد سُحِل من وسَخِه ودَرَنِه سَحْلا. وجمعه السُّحُل. قال :

کالسُّحُلِ البِیضِ جَلا لونَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأسْوَلِ (1)

والأصل الثانی : السَّحیل : نُهاق الحمار ، وکذلک السُّحال. ولذلک یسمَّی الحِمارُ مِسْحَلاً.

ومن الباب المِسحَل لِلسانِ الخطیب ، والرّجُل الخطیب.

والأصل الثالث : قولهم سَحَلَهُ مائهً ، إذا عَجّل له نَقْدَها. ویستعار هذا فیقال سحله مائهً ، إذا ضربه مائهً عاجلا (2).

ومن الباب السَّحِیل : الخیط الذی فتِلَ فَتْلاً رِخْوا. وخِلافُه المبرَم والبَریم ، وهو فی شعر زهیر :

مِن سَحِیلٍ ومُبْرَمِ (3)

ص: 140

سحم

السین والحاء والمیم* أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی سواد. فالأسحم : [ذو] السواد ، وسوادُه السُّحْمَه. ویقال للَّیل أسحم. قال الشاعر :

رضیعَیْ لِبَانٍ ثَدْی أمٍّ تقاسما

بأسحَمَ داجٍ عَوضُ لا نتفرّق (1)

والأسحم : السحاب الأسود. قال النابغه :

بأسحَمَ دانٍ مُزْنُهُ متصوّبُ (2)

والأسحم : القرن الأسود ، فی قول زهیر :

وتَذْبیبُها عنها بأسحَمَ مِذْوَدِ (3)

سحو

السین والحاء والحرف المعتل أصلٌ یدلُّ علی قشر شیء عن شیء ، أو أخذِ شیءٍ یسیر. من ذلک سَحَوت القِرطاسَ أسحوه. وتلک السِّحاءَه (3). وفی السماء سِحاءه من سحاب. فإذا شددته بالسِّحاءَه قلتَ سَحَیتُه ، ولو قلت سحوتُه ما کان به بأس. ویقال سَحَوت الطِّین عن وجه الأرض بالمسْحاه أسحوه سَحواً وسَحیاً ، وأسحاه أیضا ، وأَسحیه : ثلاث لغات. ورجلٌ أُسْحُوانٌ : کثیر الأکل کأنّه یسحو الطّعامَ عن وجه المائده أکلاً ، حتَّی تبدُوَ المائده. ومَطْرهٌ ساحیه : تقشِر وجه الأرض.

سحت

السین والحاء والتاء أصل صحیح منقاس. یقال سُحِت الشیء ، إذا استُؤصل ، وأُسْحِت. یقال سحت الله الکافر بعذابٍ ، إذا استأصله. ومال مسحوتٌ ومُسْحَت فی قول الفرزدق :

وعَضُّ زمانٍ یا ابنَ مروان لم یَدَعْ

من المال إلّا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ (1)

ومن الباب : رجلٌ مسحوت الجوف ، إذا کان لا یشبَع ، کأنَّ الذی یبلعه یُستأصل من جوفه ، فلا یبقی. المال السُّحْت : کلُّ حرامٍ یلزمُ آکلَه المارُ ؛ وسمِّی سُحتاً لأنّه لا بقاء له. ویقال أَسْحَت فی تجارته ، إذا کَسَبَ السُّحت. وأسْحَت مالَه : أفسده.

باب السین والخاء وما یثلثهما

سخل

السین والخاء واللام أصلٌ مطرد صحیح ینقاس ، یدلُّ علی حَقاره وضَعف. من ذلک السَّخْل من ولد الضّأن ، وهو الصّغیر الضَّعیف ، والأنثی سَخله. ومنه سَخّلتِ النَّخله (1) ، إذا کانت ذاتَ شِیص ، وهو التَّمر الذی لا یشتدُّ نواه. والسُّخَّل : الرّجال الأراذل ، لا واحد له من لفظه. ویقال کواکبُ مَسخُوله ، إذا کانت مجهوله. وهو قول القائل :

ونحنُ الثُّرَیَّا وجَوزاؤُها

ونحنُ الذّراعانِ والمِرْزمُ

وأنتم کواکبُ مسْخُولهٌ

تُرَی فی السماءِ ولا تعلمُ (2)

وذکر بعضُهم أنَّ هذیلاً تقول : سخَلْت الرجلَ ، إذا عبتَه.

سخن

السین والخاء والنون أصل صحیح مطَّرد منقاس ، یدل علی حرارهٍ فی الشیء. من ذلک سخنّت الماءَ. وماءٌ سُخْن وسَخِینٌ. وتقول یوم سُخْنٌ وساخن وسُخْنانٌ ، ولیله سُخْنه وسُخْنانه. وقد سَخُن یومُنا. وسخِنَتْ عینُه بالکسر تَسخَن. وأسخن الله عینَه. ویقولون إنَّ دَمعه الغَمِّ تکون حارّه. واحتُجَّ بقولهم : أقرّ الله عینَه. وهذا کلامٌ لا بأس به. والمِسْخَنه : قُدَیرهٌ کأنَّها تَوْر. والسَّخینه : حَساءٌ یُتّخَذُ من دقیق. وقال : قریشٌ (1) یعیَّرُون بأکل السَّخینه ، ویُسَمَّون بذلک ، وهو قولهم :

یا شَدَّهً ما شدَدْنا غیرَ کاذبهٍ

علی سَخِینهَ لو لا اللَّیْلُ والحَرَمُ (2)

والتَّساخین : الخِفَاف (3). وممکنٌ أن تکون سمِّیَت بذلک لأنها تُسَخِّن علی لُبسها القَدَمَ. ولیس ببعید.

سخب

السین والخاء والباء کلمهٌ لا یقاس علیها. یقولون : السِّخاب : قِلادَهٌ من قَرنفُلٍ أو غیره ، ولیس فیها من الجواهر شیء ، والجمع سُخُب.

باب السین والدال وما یثلثهما

سدک

السین والدال والکاف کلمهٌ واحده لا یقاس علیها. تقول : سَدِک به ، إذَا لزِمَه.

سدن

السین والدال والنون أصلٌ واحد لشیء مخصوص. یقال إنَ السَّدانه الحِجابه. وسَدَنه البیت : حَجَبَتُه. ویقولون : السَّدَن (2) السِّتر. فإنْ کان صحیحاً فهو من باب الإبدال ، والأصل السُّدْل.

سدج

السین والدال والجیم ، یقولون إنَّ المستعمَل منه حرفٌ واحد ، وهو التسدُّج ، یقال [رجلٌ] سدّاجٌ ، إذا قال الأباطیل وألّفها.

سدخ

السین والدال والخاء لا أصلَ له فی کلام العرب. ولا معنَی لقول من قال : انسدخ مثل انسدح ، إذا استلقی عند الضرب أو انبطح. والله أعلم.

سرف

السین والراء والفاء* أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی تعدِّی الحدّ والإغفالِ أیضاً للشیء. تقول : فی الأمر سرَفٌ ، أی مجاوزَهُ القدر. وجاء فی الحدیث : «الثالثه فی الوضوء شَرف ، والرَّابعه سَرف». وأمّا الإغفال فقول القائل : «مررتُ بکم فَسرِفتکم» ، أی أغفلتکم. وقال جریر :

أعطَوْا هُنیدهَ یحدُوها ثمانیهٌ

ما فی عطائِهم مَنٌّ ولا سرَفُ (2)

ویقولون إنّ السّرَف : الجهل. والسَّرِف : الجاهل. ویحتجُّون بقول طرفه :

إنّ امرأ سرِف الفؤادِ یَرَی

عسلاً بماء سحابهٍ شَتْمِی (3)

وهذا یرجع إلی بعض ما تقدَّم. والقیاس واحد. ویقولون إنّ السَّرف أیضاً الضَّرَاوه. وفی الحدیث : «إنّ للحم سَرَفاً کسَرف الخَمْر». أی ضَرَاوه. ولیس هذا بالبعید من الکلمه الأولی.

ومما شذّ عن الباب : السُّرْفه : دویْبَّه تأکل الخشَب. ویقال سَرَفت السُّرفهُ الشّجرهَ سَرْفاً ، إذا أکلَتْ ورقها ، والشجرهُ مسروفه. یقال إنّها تبنی لنفسها بیتاً

ص: 153

سرق

السین والراء والقاف أصلٌ یدلُّ علی أخْذ شیء فی خفاء وسِتر. یقال سَرَق یَسْرق سَرِقهً. والمسروق سَرَقٌ. واستَرَق السّمع ، إذا تسمَّع مختفیاً. ومما شذّ عن هذا الباب السَّرَق : جمع سَرَقه ، وهی القطعه من الحریر.

سرب

السین والراء والباء أصلٌ مطرد ، وهو یدلُّ علی الاتّساع والذهاب فی الأرض. من ذلک السِّرْب والسُّرْبه ، وهی القطیع من الظّباء والشاء. لأنّه ینسرب فی الأرض راعیاً. ثمَّ حُمل علیه السِّرب من النّساء. قالوا : والسرْب بفتح السین ، أصله فی الإبل. ومنه تقول العرب للمطلَّقه : «اذهبی فلا أَنْدَهُ سَرْبَک» ، أی لا أردُّ إبلَک ، لتذهب حیث شاءت. فالسِّرب فی هذا الموضع : المال الرّاعی. وقال أبو زید : یقال خلِ سرْبه ، أی طریقه یذهب حیث شاء. وقالوا : یقال أیضاً سِرْب بکسر السین. ویُنشَد بیت ذی الرّمّه :

خَلَّی لها سرْبَ أُولَاها (1)

وقال : یعنی الطریق. ویقال انسرَبَ (2) الوحشیُّ فی سربه. ومن هذا الباب : السَّرَب والسَّرِب ، وهو الماءُ السائل من المزاده ، وقد سَرِبَ سَرَباً. قال ذو الرمّه :

ما بال عَینِکَ منها الماءُ ینسکبُ

کأنّه من کُلَی مَفْرِیّهٍ سَرَبُ (3)

ص: 155

سرج

السین والراء والجیم أصلٌ صحیح یدلُّ علی الحسن والزِّینه والجمال. من ذلک السِّراج ، سمِّی لضیائه وحُسْنه. ومنه السرج للدّابّه ، هو زینته. ویقال سَرَّج وجهَه ، أی حَسَّنه ، کأنه جعله له کالسِّراج. قال :

وفَاحِماً ومِرْسَنِاً مُسَرَّجا (2)

ومما یشذُّ عن هذا قولُهم للطَّریقه : سُرْجُوجَه.

ص: 156

سرح

السین والراء والحاء أصلٌ مطّرد واحد ، وهو یدلُّ علی الانطلاق. یقال منه أمر سریح ، إذا لم یکن فیه تعویق ولا مَطْل. ثمَّ یحمل علی هذا السَّراح وهو الطَّلاق ؛ یقال سَرَّحت المرأهَ. وفی کتاب الله تعالی : (أَوْ سَرِّحُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ). والسُّرُح : النّاقه السریعه. ومن الباب المنْسرِح ، وهو العریانُ الخارج مِن ثیابه. والسَّرْح : المال السَّائم. والسارح : الرَّاعی. ویقال السّارح : الرجل الذی له السَّرْح. وأمّا الشجره العظیمه فهی السَّرْحه ، ولعلّه أن یکون شاذًّا عن هذا الأصل. ویمکن أن تسمَّی سَرْحه لا نسراح أغصانها وذَهابها فی الجهات. قال عنتره :

بَطَلٍ کأنّ ثیابَه فی سرحَهٍ

یُحذَی نِعالَ السِّبتِ لیس بتَوأمِ (1)

ومن الباب السِّرحانُ : الذِّئب ، سمِّی به لأنّه ینسرح فی مَطالبه. وکذلک الأسدُ إذا سُمِّی سِرحانا.

وأمّا السَّریحه فقطعهٌ من الثِّیاب.

باب ما جاء من کلام العرب علی أکثر من ثلاثه أحرف أوله سین

من ذلک (المُسْمَقِرُّ (1)) : الیوم الشدید الحرّ ، فهذا من باب السَّقَرات سَقراتِ الشّمس ، وقد مضی ذکره ، فالمیم الأخیره فیه زائده.

ومن ذلک (السَّحْبل) : الوادی الواسع ، وکذلک القِرْبه الواسعه : سَحْبله. فهذا منحوت من سحل إذا صبّ ، ومن سَبَل ، ومن سَحَب إذا جری وامتدّ. وهی منحوتهٌ من ثلاث کلمات ، تکون الحاء زائده مرَّه ، وتکون الباء زائده ، وتکون اللام زائده.

ومن ذلک (السَّمادِیرُ) : ضَعف البَصَر ، وقد اسمدَرَّ. ویقال هو الشَّیء یتراءَی للإِنسان من ضَعف بصره عند السُّکر من الشراب وغیرِه. وهذا ممّا زِیدت فیه المیم ، وهو من السَّدَر وهو تحیُّر البَصر ، وقد مضی ذِکره بقیاسه.

ومن ذلک فرسٌ (سُرْحُوب) ، وهی الجَوادُ ، وهی منحوتهٌ من کلمتین : من سرح وسرب ، وقد مضی ذکرُهما.

ص: 158

کتاب الشینْ

شظ

الشین والظاء أصلٌ یدل علی امتدادٍ فی شیء. من ذلک الشِّظَاظانِ : العُودان اللذان یُجعَلان فی عُرَی الجُوالِق. قال :

ص: 166

شع

الشین والعین فی المضاعف أصلٌ واحد یدلُّ علی التفرُّق والانتشار. من ذلک الشعاع شُعاع الشّمس ، سمِّی بذلک لا نبثاثه (2) وانتشاره ، یقال أشَعّت الشّمسُ تُشِعُّ ، إذا طرحَتْ شُعاعَها. والشَّعَاع بالفتح : الدّم المتفرِّق. قال قیس بن الخطیم :

طعنتُ ابنَ عبدِ القَیس طعنهَ ثائرٍ

لها نَفَذٌ لو لا الشُّعَاعُ أضاءَها (3)

وشعاع (4) السُّنبُل : سفاه إذا یبِس. قال أبو النَّجم :

لِمَّهَ فَقْرٍ کشعاع السُّنبلِ (5)

ویقال نَفْسٌ شَعاعٌ ، إذا تفرَّق هِمَمُها ، قال :

فقَدتُکِ من نَفسٍ شَعاعٍ ألم أکنْ

نهیتُکِ عن هذا وأنتِ جمیعُ (6)

ص: 167

شغ

الشین والغین أصلٌ یدل علی القلّه. قال أهل اللُّغه : الشّغشغه فی الشرب : التّصرید ، وهو التقلیل. قال رؤبه :

لو کنتُ أسْطِیعُک لم یُشغَشَغِ

شُرْبی وما المشغولُ مِثْلُ الأفْرغِ (4)

هذا هو الأصل. وفیه کلمهٌ طریقتُها طریق الحکایه ، وذلک ربَّما حُمل

ص: 168

شف

الشین والفاء أصلٌ واحد یدلُّ علی رقّه وقلّه ، لا یشّذ منه شیءٌ عن هذا الباب. من ذلک الشَّفّ : السِّتْر الرّقیق. یقولون : سُمِّی بذلک لأنَّه یُستَشُّف ما وراءه. والأصل أن السِّتر فی نفسه یشفُ (2) لرقّته إذْ کان کذا. وإن کان ما قاله القومُ صحیحاً فهو قیاسٌ أیضاً ؛ لأنَّ الذی یُری من ورائه هو القلیل المتفرِّق فی رأی العین والبصر. ومن ذلک الشَّفّ الزیاده ؛ یقال لهذا علی هذا شَفٌ ، أی فضْل. ویقال : أَشففتَ بعضَ ولدِک علی بعضٍ ، أی فضّلت. وإنما قیل ذلک لأن تلک الزیاده لا تکاد تکثُر ، فإنْ أَعطَی أحدَهما مائهً والآخرَ مائتین لم یُقَل أَشففتَ ، لکن یقال أفْضَلْت وأَضْعفت وضعَّفت ، وما أشبهَ ذلک.

وقولُ مَن قال : الشَّف : النُّقصان أیضاً محتمل ، کأنَّه ینقُص الشیءَ حتی یصیِّرَه شُفَافَه (3). والشُّفُوف : نُحول الجِسم ، یقال شفَّه المرضُ یشُفُّه شَفًّا. فأما الشّفیف فلا یکون إلا بَرْدَ ریح فی نُدُؤه قلیله ، فسمِّی شفیفاً لتلک النُّدُوّه وإن قَلَّتْ. ویقال لذلک الشَّفَّانُ أیضاً ، قال :

ص: 169

شق

الشین والقاف أصلٌ واحد صحیح یدلُّ علی انصداعٍ فی الشیء ، ثم یحمل علیه ویشتقُ منه علی معنی الاستعاره. تقول شقَقت الشیء أشقُه شقًّا ، إذا صدعته. وبیده شُقوق ، وبالدابّه شُقَاق. والأصل واحد. والشِّقَّه : شَظِیَّهٌ تُشَظّی من لوحٍ أو خشبه.

ص: 170

شک

الشین والکاف أصل واحدٌ مشتقٌّ بعضُه من بعض ، وهو یدلُّ علی التَّداخُل. من ذلک قولهم شکَکْتُه بالرُّمح ، وذلک إذا طعنتَه فداخَل السنانُ جسمَه. قال :

فشککت بالرُّمح الأصَمِّ ثیابَه

لیس الکریمُ علی القنا بمحرَّمِ (1)

ویکون هذا من النَّظْم بین الشیئین إذا شُکّا.

ومن هذا الباب الشکُ ، الذی هو خلافُ الیقین ، إنما سمِّی بذلک لأنَ الشَّاکَ کأنه شُکَ له الأمرانِ فی مَشَکٍّ واحد ، وهو لا یتیقن واحداً منهما ، فمن ذلک اشتقاق الشک. تقول : شککت بین ورقتین ، إِذا أنت غرَزْت العُود فیهما فجمعتَهما.

ومن الباب الشِّکَّهُ ، وهو ما یلبسه الإِنسان من السّلاح ، یقال هو شاکٌ فی السّلاح. وإنما سمِّی السّلاحُ شِکَّه لأنه یُشَکُ به ، أوْ لأنه کأنه شُکَ بعضُه فی بعض. فأمّا قول ذی الرُّمَّه :

وَثْبَ المَسحَّج مِن عاناتِ مَعْقُلهٍ

کأنّه مُستَبانُ الشَّکِ أو جَنِبُ (2)

فالشک یقال إنّه ظلْع خفیف ؛ یقال بعیرٌ شاکٌ ، وقد شَکّ شَکًّا. وهذا قیاس صحیح ؛ لأنّ ذلک وَجَع (3) یداخِلهء ویقال بل الشَّکّ : لُصوق العَضد بالجنْب. فإِن صحَّ هذا فهو أظهر فی القیاس. والشکائک : الفِرَق من الناس ،

ص: 173

شل

الشین واللام أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی تباعُد ، ثم یکون ذلک فی المسافه ، وفی نسج الثَّوب وخیاطته وما قارب ذلک. فالشلُّ : الطرْد ، یقال شَلَّهم شَلًّا ، إذا طردَهم. ویقال أصبح القوم شِلَالاً ، أی متفرِّقین.

قال الشاعر :

أما والذی حَجَّت قریشٌ قَطینهً

شِلالاً ومولَی کلِّ باقٍ وهالک (1)

والشَّلل : الذی قد شُلّ ، أی طُرِد. ومنه قوله :

لا یَهُمُّون بإدْعاق الشَّلَلْ (2)

ویقال شَللت الثوب أشُلُّه ، إذا خِطته خیاطهً خفیفه متباعده.

ومن الباب الشلل : فساد الید ، یقال : لا تشْلل ولا تَکْللْ. ورجلٌ أشَلُ وقد شَلَ یَشَلّ. والشلل : لَطْخ یُصیب الثوبَ فیبقی فیه أثر. والشلشَله : قَطَرَانُ (3) الماء متقطعا. والشُّله (4) : النّوَی نوی الفِراق. وهو من الباب ، وذلک حیثُ ینتوی القومُ. قال أبو ذؤیب:

وقلتُ تجنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عمٍ

ومَطلبَ شُلَّهٍ وهی الطرُوح (5)

ص: 174

شم

الشین والمیم أصلٌ واحد یدلُّ علی المقارَبه والمداناه. تقول شَممت الشیءَ فأنا أشُّمه(3). والمشامَّه : المفاعله من شاممته ، إذا قاربتَه ودنوتَ منه. وأشمَمْتُ فلاناً الطیبَ. قال الخلیل : تقول للوالی : أشمِمنی یدَکَ ، وهو أحسنُ من قولک : ناوِلْنی یدَک. وأمَّا الشمم فارتفاعٌ فی الأنف ، والنعت منه الأشمُ ؛ فی الظاهر کأنه بعیدٌ من الأصل الذی أصَّلناه ، وهو فی المعنی قریبٌ ، وذلک أنه إذا کان مرتفعَ قصبه الأنف کان أدنی إلی ما یرید شَمَّهُ. ألا تراهم یقولون : [آنفُهمْ (4)] تنال الماء قبل شفاههم. وإذا کان هذا کذا کان منه أیضاً ما حُکی عن أبی عمرو : أَشمَ فلانٌ ، إذا مرّ رافعاً رأسه. وعرضت علیه کذا فإذا هو مُشِمٌ (5). وبینا هُمْ فی وجهٍ أشَمُّوا ، أی عدَلوا ؛ لأنه إذا باعدَ شیئاً قاربَ غیره ، وإذا أشمَ عن شیء قاربَ غیره ، فالقیاسُ فیه غیر بعید.

ص: 175

شن

الشین والنون أَصلٌ واحد یدلُّ علی إخلاقٍ ویُبْس. من ذلک الشَّنُ ، وهو الجِلد الیابس الخَلَق البالی ، والجمع شِنانٌ. وفی الحدیث فی ذکر القرآن : «لا یَتفه ولا یتشانُ(1)». أی لا یَقِلُّ ولا یُخْلِق. والشنین : قَطَرانُ الماء من الشّنّه. قال الشاعر :

یا مَن لدمعٍ دائم الشَّنِینِ (2)

ومن الباب : الشِّنْشِنَه ، وهی غَریزه الرَّجُل. وفی أمثالهم : «شِنْشِنه أعرفُها من أَخزم» : وهی مشتقه مما ذکرناه ، أی هی طبیعتُه التی وُلِدَت معه وقَدُمَت ، فهی کأنها شَنّه. والشَّنُون ، مختلف فیه ، فقال قوم : هو المهزول ، واحتجُّوا یقول الطرِمَّاح فی وصف الذئب الجائع :

... کالذّئب الشّنونِ (3)

وقال آخرون : هو السَّمین. ویقال إنّه الذی لیس بسمینٍ ولا مهزُول. وإذا اختلفت الأقاویل نُظِرَ إلی أقربها من قیاس الباب فأُخِذَ به. وقد قال الخلیل : إن الشَّنُون الذی ذهب بعضُ سِمَنه ، [شُبِّهَ (4)] بالشَّنّ. وقال : یقال للرّجُل إذا هُزِلَ : قد استَشَنّ. وأمّا إشْنانُ (5) الغارهِ فإِنما هو مشتقٌّ من الشَّنین ، وهو قَطَران الماء من الشَّنَّه ، کأنهم تفرَّقوا علیهم فأتَوْهم من کلِّ وجه. یقال شننت الماءَ ، إذا صَببته متفرِّقاً. وهو خلافُ سنَنْت.

ص: 176

شب

الشین والباء أصلٌ واحد یدلُّ علی نَمَاء الشیء وقوّته فی حرارهٍ تعتریه. من ذلک شَبَبْتُ النّارَ أشُبُّها شَبًّا وشُبُوباً. وهو مصدر شُبَّت. وکذلک شَبَبْتُ الحرب ، إذا أوقدتَها. فالأصل هذا. ثم اشتق منه الشَّباب ، الذی هو خلاف الشَّیْب. یقال : شَبَ الغلامُ شَبِیباً وشَباباً (1) ، وأشَبَ الله قَرْنَه (2) والشَّبَاب أیضاً : جمع شابّ ، وذلک هو النَّماء والزیادهُ بقوّه جسمِه وحرارته. ثم یقال فَرقاً : شَبَ الفرسُ شِبابا ، بکسر الشین ، وذلک إذا نَشط ورفَع یدیه جمیعا. ویقولون : بَرِئْت إلیک من شِبابه وعِضاضِه (3). والشَّبیبه : الشَّباب (4). ومن الباب : الشَّبَبُ : الفتیُّ من بقر الوحش. قال ذو الرّمه :

... ناشِطٌ شَبَبْ (5)

ومن هذا القیاس : أُشِبّ له الشیءُ ، إذا قُدِّر وأُتیح ؛ وکأنّه رُفع وأُسْمِیَ له (6).

شث

الشین والثاء لیس بأصل ، إنما هو الشّثُ : شَجر.

شخ

الشین والخاء لیس بأصل ، إنما یقولون شَخَ الصبیُّ ببوله ، إذا بال وکان له صوت. وشَخَّتْ رجلُه دماً ، أی سالت.

شذ

الشین والذال یدلُّ علی الانفراد والمفارَقه. شَذّ الشیء یَشِذُّ شذوذاً. وشُدَّاذُ الناس: الذین یکونون فی القوم ولیسوا من قبائلهم ولا مَنَازِلهم (3) وَشَذَّانِ الحصی (4) : المتفرِّق منه. قال امرؤ القیس :

تُطَایِرُ شُذّانَ الحصی بمَناسمٍ

صلابِ العُجی ملثومُها غَیرُ أَمْعَرا (5)

شز

الشین والزاء أصلٌ واحد ضعیف. یقولون : إنّ الشَّزازه : الیُبْس الشَّدید.

شصر

الشین والصاد والراء أصلٌ إن صحَّ یدلُّ علی وصلِ شیءٍ بشیء. من ذلک الشِّصار : خشبه تشدُّ مِن مَنْخِرَی الناقه. تقول : شَصَّرتها أشصِّرها تشصیراً. وقریبٌ من هذا : الشَّصْر : الخیاطه ویکون فیها بعض التّباعُد وأمّا قولهم شَصَرَ بصرُ فلان ، فهو من باب الإبدال ، وإنّما الصاد [مبدله] من الطاء ، وقد ذَکر فی بابه.

ومما شذّ عن ذلک : الشَّصَر ، یقال إنَّه الظَّبْی الشّادن. وربما سمَّوه الشَّاصِر. وقد ذکره جریر (3).

شطأ

الشین والطاء والهمزه فیه کلمتان : إحداهما الشَّطْء شَطءُ النًّبات ، وهو ما خرج مِن حول الأصل ، والجمع أشطاء. وقد شَطَأَت الشَّجره. قال الله جلّ ثناؤه : (کَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ). والأصل شاطئ الوادی : جانبه. وشاطأتُ (3) الرّجُل : مشیت علی شاطئٍ ومشی هو علی الشاطئ الآخر. وهما متبایِنَتَان.

شطر

الشین والطاء والراء أصلان ، یدلُّ أحدهما علی نِصف الشیء ، والآخر علی البُعد والمواجهه.

فالأوَّل قولُهم شَطْر الشیء ، لنِصفه. وشاطرت فلاناً الشیء ، إِذا أخذتَ

ص: 186

باب الشین والظاء وما یثلثهما

شظی

الشین والظاء والحرف المعتل أصلٌ یدلُّ علی تصدُّع الشیء من مواضع کثیره ، حتی یصیرَ صُدُوعاً متفرّقه ، من ذلک الشَّظِیّه من الشیء : الفِلْقه. یقال تَشَظَّت العصا ، إذا کانت فِلَقا (1). قالت فَروهُ بنتُ [أبانَ بن (2)] عبدِ المَدَان.

یا مَن أحسَّ بُنَیَّیَّ اللّذِین هما

کالدُّرَّتین تَشظّی عنهما الصَّدفُ (3)

شعی

الشین والعین والحرف المعتل ، أصلٌ یَدُلُّ علی مِثل ما دل علیه الذی قَبْله. یقال أشعَی القومُ الغارهَ إشعاء ، إذا أشْعَلوها. وغارهٌ شَعْواء : فاشیه. قال ابنُ قیس الرّقیّات:

کیفَ نَومِی علی الفِراشِ ولمَّا

تَشْمَل الشّامَ غارهٌ شعواءُ (3)

شعث

الشین والعین والثاء أَصل یدل علی انتشارٍ فی الشَّیء. یقولون : لم الله شَعَثَکم، وجَمَع شَعَثَکم ، أی ما تفرَّق من أمرکم. والشَّعَث شَعَثُ رأس السِّواکِ والوتِد. ویسمُّون الوتِدَ أشعثَ لذلک.

ص: 192

شعذ

الشین والعین والذال لیس بشیء قال الخلیل : الشَّعْوَذه لیست من کلام أهل البادیه ، وهی خِفّه فی الیدین ، وأُخْذهٌ کالسِّحر.

باب الشین والغین وما یثلثهما

شغو

الشین والغین والحرف المعتل أصلٌ صحیح یدلُّ علی عَیب فی الخِلْقه لبعض الأعضاء. قالوا : الشغُوُّ ، من قولک رجلٌ أشغی وامرأه شَغْواء ، وذلک إذا کانت أسنانه العُلیا تتقدم السُّفْلَی. وقال الخلیل : الشَّغا : اختلاف الأسنان ، ومنه یقال للعُقاب شَغْواء ، وذلک لفَضْل منقارها الأعلی علی الأسفل. وزعم ناسٌ أنّ الشَّغا الزیادهُ علی عدد الأسنان.

باب الشین والفاء وما یثلثهما

شفن

الشین والفاء والنون أصلٌ یدلُّ علی مداومه النّظَر ،

ص: 198

شفی

الشین والفاء والحرف المعتل یدل علی الإشراف علی الشیء ؛ یقال أشفی علی الشیء إذا أشرفَ علیه. وسمِّی الشِّفاء شفاءً لغلَبته للمرض وإشفائه علیه. ویقال استشفَی فلانٌ ، إذا طَلَبَ الشِّفاء. وشَفَی کلِّ شیء : حَرْفه. وهذا ممکنٌ أن یکون من هذا الباب ، وممکنٌ أن یکون من الإبدال وتکون الفاءُ مبدلهً من یاء.

ویقال أعطیتک الشّیءَ تستشفی به ، ثم یقال أشْفَیْتک الشیءَ ، وهو الصحیح. ویقال أشْفَی المریضُ علی الموت ، وما بَقی منه إلا شَفًی أی قلیل. فأمَّا قول العجاج :

أوفَیْتُه قَبْلَ شَفًی أو بِشَفَی (3)

ص: 199

شفر

الشین والفاء والراء أصلٌ واحد یدلُّ علی حدِّ الشیء وحَرْفه. من ذلک شَفْرَه السَّیف : حَدُّه. وشَفیر البئر وشَفیرُ النَّهر : الحدّ. والشُّفْر : مَنْبِت الهُدْب من العین ، والجمع أشفار. وشُفْر الفَرْج : حروفُ أَشاعِرِه. ومِشْفَر البعیر کالجَحْفله (1) من الفَرَس. والشَّفْرَه معروفه (2). هذا کلُّه قیاس واحد. وأمّا قولُهم : ما بالدار* شُفْر (3) ، وقولُ من قال : معناه لیس بها أحدٌ فلیس الأمر کذلک ، إنما یراد بالشُّفْر شُفر العین ، والمعنی ما بها ذو شُفْر ، کما یقال ما بها عینٌ تطرف ، یراد ما بها ذُو عین. والذی حُکی عن أبی زید أنَ شفْرَه القوم أصغَرهم ، مثل الخادم ، فهذا تشبیهٌ ، شُبِّه بالشّفْرَه التی تُسْتَعْمَل.

ص: 200

شفع

الشین والفاء والعین أصلٌ صحیح یدلُّ علی مقارنَه الشیئین. من ذلک الشَّفْع خلاف الوَتْر. تقول : کان فرداً فشفَعْتُه. قال الله جل ثناؤه : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) ، قال أهل التفسیر : الوَتْر الله تعالی ، والشَّفْع الخَلْق. والشُّفْعَه فی الدار من هذا. قال ابن دریدٍ (1) : سُمِّیَتْ شُفعهً لأنَّه یَشفَع بها مالَه. والشاه الشَّافع : التی معها ولدُها. وشفَعَ فلانٌ لفلانٍ إِذا جاء ثانِیهُ ملتمساً مطلبه ومُعِیناً له.

ومن الباب ناقهٌ شَفُوع ، وهی التی تجمع بین مِحْلَبَیْن (2) فی حَلْبَهٍ واحده. وحُکِی : إنَّ فلاناً یشفع [لی (3)] بالعداوه ، أی یعین علیّ. وهذا قیاس الباب ، کأنَّه یصیِّر مَن یعادیه [شَفْعاً]. ومما شدَّ عن هذا الباب ولا نعلم کیف صحّتُه : امرأهٌ مشفوعه ، وهی التی أصابتها شُفْعَه ، وهی العَین. وهذا قد قیل ، ولعلّهُ أن یکون بالسِّین غیر معجمه. والله أعلم.

وبنو شافع ، من بنی المطّلِب بن عبد مناف ، منهم محمد بن إدریسَ الشَّافعیّ. والله أعلم.

شقن

الشین والقاف والنون. یقولون إِنَ الشِقَّنْ (1) : القلیل من العطاء ؛ تقول : شَقَنْتُ العَطِیَّه (2) ، إِذا قلّلتَها.

شقص

الشین والقاف والصاد لیس بأصلٍ یتفرّع منه أو یُقاس علیه. وفیه کلمات. فالشِّقْصُ طائفهٌ من شیء. والمِشْقَص : سهمٌ فیه نصلٌ عریض. ویقولون إن کان صحیحاً إِنَ الشَّقِیص فی نعت الفرس : الفارِهُ الجَواد.

شکم

الشین والکاف والمیم أصلان صحیحان : أحدهما یدلُّ علی عطاء ، والآخر یدلُّ علی شِدَّهٍ فی شیءٍ وقوّه.

فالأوّل : الشَّکْمُ وهو العطاء والثَّواب. یقال شَکَمنی شَکْماً ، والاسم الشُّکْم. وجاء

فی الحدیث أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم [احتَجَمَ (1)] ثم قال : «اشْکمُوُه». أی أعطوه أجْره. وقال الشاعر :

أم هل کبیرٌ بکَی لم یَقْضِ عَبْرتَه

إِثْرَ الأحِبّه یومَ البینِ مشکومُ (2)

وقال آخر :

أبلِغْ قتادهَ غیرَ سائِلهِ

منه العطاءَ وعاجلَ الشُّکْمِ (3)

والأصل الآخر : الشّکیمه : أی شِده النفس (4). والشّکیمه شکیمه الِّلجام ، وهی الحدیده المعترضه التی فیها الفأس ، والجمع شکائم. وحکی ناس : شَکَمه ، أی عضّه. والشَّکیم : العَضّ فی قول جریر :

أصابَ ابن حمراءِ العجانِ شکیمُها (5)

وشکیم القدر : عُراها.

ص: 206

شکه

الشین والکاف والهاء أصلٌ واحدٌ یدلُّ علی مشابَههٍ ومقارَبه. یقال : شاکَه الشیءُ [الشیءَ (1)] مشاکههً وشِکاهاً ، إذا شابَهه وقاربَه. وفی المثل : «شاکِهْ ، أبا یسارٍ(2)» أی قارِبْ. وحُکی عن أبی عمرو ابن العلاء : أشْکَه الأمر ، إذا اشْتَبه الأمر.

شکع

الشین والکاف والعین أصلٌ یدل علی غضَب وضجرٍ وما أشبه ذلک. یقال شَکِعَ الرّجُل ، إذا کثُر أنینُه. وکذلک الغضبان إذا اشتدَّ غضبُه ، یَشْکَع شَکَعاً.

ص: 208

باب الشین واللام وما یثلثهما

شلح

الشین واللام والحاء لیس بشیء. یقولون : إنَ الشَّلْحاء : السَّیف (2)

شمج

الشین والمیم والجیم أصلٌ یدل علی الخلْط وقلّه ائتلافِ الشیء. یقال شَمَجه یَشْمُجُه شَمْجا ، إذا خلطه. وما ذاقَ شَمَاجاً ، أی شیئاً من طعام. ویقولون : شَمَجوا ، إِذا اختبزوا خبزاً غِلاظاً ، ویستعار هذا حتَّی یقال

ص: 211

شمخ

الشین والمیم والخاء أصلٌ صحیح یدل علی تعظُّم وارتفاع. یقال جبَلٌ شامخٌ ، أی عالٍ. وشَمَخ فلانٌ بأنفه ، وذلک إِذا تعظَّمَ فی نفسه. وشَمْخٌ : اسم رجل.

شمص

الشین والمیم والصاد کلمهٌ واحده. یقال شَمَصْتُ الفَرس ، إذا نَزَّقْتَه (4) لیتحرَّک. ویقال شمَّص إبلَه ، إذا طردها طرداً عنیفاً.

ص: 213

شمط

[وأما] الشین والمیم والطاء فقیاس صحیحٌ یدلُّ علی الخُلْطَه. من ذلک الشَّمَط ، وهو اختلاطُ الشَّیب بسَواد الشّباب.

ویقال لکل خلیطین خلطتهما : قد شَمَطتُهما ، وهما شَمِیط (1). قال : وبِهِ (2) سُمّی الصّباح شَمِیطاً لاختلاطه بباقی ظُلمه اللَّیل. وقالوا : قال أبو عمرو : یقال أشمَطُوا حدیثاً مرّه وشِعراً مَرّه.

ومن الباب : الشَّماطیط : الفِرق ؛ یقال جاء (3) الخَیْل شَماطِیطَ. ویقولون : هذه القدر تَسَعُ شاهً بشَمْطِها وبِشِمْطِها (4) ، أی بما خُلِط معها من تَوابلها.

شمق

الشین والمیم والقاف یقولون إِنّه أصلٌ صحیح ، ویذکرون فیه الشَّمَق ، وهو إما النّشَاط ، وإمّا الوَلوع بالشیء.

باب الشین والنون وما یثلثهما

شنث

الشین والنون والثاء لیس بأصل ، وفیه کلمه. یقولون : شَنِثَت مَشافِر البعیر ، إذا غُلظت من أکل الشَّوْک.

شنف

الشین والنون والفاء کلمتان متباینتان : أحدهما الشَّنْف ، وهو من حَلْی الأذُن. والکلمه الأخری : الشَّنَف : البُغض. یقال شَنِف له یَشْنَف شنَفاً.

باب الشین والهاء وما یثلثهما

شهد

الشین والهاء والدال أصلٌ یدلُّ علی حضور وعلم ، وإعلام ، لا یخرُج شیءٌ من فروعه عن الذی ذکرناه. من ذلک الشّهاده ، یجمع الأصولَ التی ذکرناها من الحضور ، والعلم ، والإِعلام. یقال شَهد یشهد شهادهً. والمَشهد : محضر النّاس.

ومن الباب : الشُّهود : جمع الشاهد ، وهو الماء الذی یخرج علی رأس الصبیّ إذا وُلد ، ویقال بل هو الغِرْس (1). قال الشاعر :

فجاءَت بمثل السّابرِی تَعجَّبُوا

لهُ والثّرَی ما جفَّ عنه شُهودها (2)

وقال قوم : شهود النّاقه : آثار موضع مَنتَجِها من دمٍ أو سَلًی. والشَّهید : القتیل فی سبیل الله ، قال قومٌ : سمِّی بذلک لأنّ ملائکه الرحمه تشهده ، أی تحضُره. وقال آخرون : سمِّی بذلک لسقوطه بالأرض ، والأرض تسمَّی الشاهده. والشاهد : اللِّسان ، والشّاهد : المَلَک. وقد جمعهما الأعشی فی بیت :

فلا تحسَبَنّی کافراً لک نعمهً

عَلَی شاهِدِی یا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ (3)

فشاهده : اللسان ، وشاهد الله جلّ ثناؤه ، هو المَلَک. فأمّا قوله جلّ وعزّ : شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ، فقال أهلُ العلم : معناه أعلَمَ الله عزّ وجلّ ، بیَّن الله ، کما یقال : شهِد فلانٌ عند القاضی ، إذا بیَّن وأعلَم لمن الحقُّ وعلی مَن هو.

ص: 221

شهر

الشین والهاء والراء أصلٌ صحیح یدلُّ علی وضوحٍ فی الأمر وإضاءه. من ذلک الشَّهر ، وهو فی کلام العرب الهِلال ، ثمَّ سمِّی کلُّ ثلاثین یوماً باسم الهلال ، فقیل شهر. قد اتَّفق فیه العربُ والعجم ؛ فإنّ العجم یسمُّون ثلاثین یوماً باسم الهلال فی لغتهم. والدلیل علی هذا قولُ ذی الرّمّه :

فأصْبَحَ أَجْلَی الطرفِ ما یستزیدُه

یَرَی الشَّهرَ قبل الناسِ وهو نحیلُ (2)

والشُّهره : وضوح الأمر. وشَهَر سیفَه ، إذا انتضاه. وقد شُهِر فلانٌ فی الناس بکذا، فهو مشهور ، وقد شَهَروه. ویقال أشْهَرْنا بالمکان ، إذا أقَمنا به شهراً. وشَهْرانُ : قبیله.

شهل

الشین والهاء واللام أصلٌ فی بعض الألوان ، وهی الشُّهْله فی العین ، وذلک أن یُشوبَ سوادَها زُرْقه.

ومما لیس من هذا الباب : امرأهٌ شهله ، قالوا : هی النَّصَف العاقله. قالوا : وذلک اسمٌ لها خاصّهً ، لا یوصَف به الرجل. کذا قال أهل اللُّغه. فأمَّا العرب فقد سمَّت بشَهْل ، وهو الفِند الزِّمَّانیّ ، یقال إنّ اسمَه شَهْل بن شیبان.

ومما شذَّ أیضا : المشاهَله : المُشارَّه ، وأظنُّ الشین مبدلهً من جیم. وکذلک قولهم للحاجَهِ : شهلاء ، وهو من باب الإبدال ، والأصل الکاف : الشَّکْلاء.

باب الشین والواو وما یثلثهما

شوب

الشین والواو والباء أصلٌ واحد ، وهو الخَلْط. یقال : شُبْتُ الشیءَ أشوبُه شَوباً. قال أهلُ اللُّغه : وسمِّی العَسَل شَوباً ، لأنَّه کان عندهم مِزاجاً لغیره من الأشربه. والشِّیاب : اسمٌ لما یُمزَج به. ویقولون : ما عنده شوبٌ ولا رَوْب. فالشَّوب : العسَل. والرّوب: اللبن الرائب.

شور

الشین والواو والراء أصلان مطَّردان ، الأوّل منهما إِبداء. شیءٍ وإِظهارُه وعَرْضه ، والآخَر أخْذ شیء.

فالأوّل قولهم : شُرت [الدّابّه (2)] شَوْرا ، إِذا عرضْتَها. والمکان الذی یُعْرض فیه الدّوابّ هو المِشوار. یقولون : «إیَّاک والخُطَبَ* فإنَّها مِشْوارٌ ، کثیر العِثار».

قال بعض أهل اللغه فی قولهم شوّرَبِهِ ، إِذا أخجله : إِنما هو من الشُّوار ، والشُّوار : فَرْج الرّجُل. ومن ذلک قولهم : أبْدَی الله شُواره. قال : فکأنَّ قولَه شَوّر به ، أراد أبْدَی شواره حتَّی خجِل. قال : والشَّوار (3) : مَتاع البیت أیضاً. فإنْ کان صحیحاً فلأنَّه مِن الذی یُصان کما یصُون الرّجلُ ما عنده.

والباب الآخر : قولهم : شُرْت العسلَ أَشُوره. وقد أجاز ناسٌ : أشَرْت العسَل ، واحتجُّوا بقوله :

وسَماعٍ یأذَنُ الشّیخُ لهُ

وحدیثٍ مثلِ ماذِیّ مُشارِ (4)

ص: 226

شوس

الشین والواو والسین أصلٌ واحد یدلُّ علی نَظَرٍ بتغیُّظ. من ذلک الشَّوَس : النَّظَر بأحد شِقَّی العین تغیُّظا. ورجلٌ أشوسُ من قومٍ شُوس. ویقال هو [الذی (4)] یصغِّر عینیه ویضمُّ أجفانه.

شوط

الشین والواو والطاء أصلٌ یدل علی مضیٍّ فی غیر تثبُّت ولا فی حَقّ. من ذلک قولُهم جَری شَوطاً أی طَلَقا. ویقولون للضَّوء الذی یدخل البیوت من الکُوّه : شَوط باطلٍ. وکان بعض الفقهاء یکره أن یقال : طاف بالبیت أشواطاً ، وکان یقول : الشَّوط باطل ، والطّوافُ بالبیت من الباقیات الصالحات.

شوق

الشین والواو والقاف یدلُّ علی تعلُّق الشّیء بالشیء ، یقال شُقتُ الطُّنُب ، أی الوتِد ، واسم ذلک الخیط الشِّیَاق. والشَّوْق مثل النَّوط ، ثم اشتقّ من ذلک الشّوق ، وهو نزاعُ النَّفْس إلی الشیء. ویقال شاقَنِی بَشُوقُنی ، وذلک لا یکون إِلّا* عن عَلَق حُبّ.

شول

الشین والواو واللام أصلٌ واحد یدلُّ علی الارتفاع. من ذلک شالَ المِیزان ، إذا ارتفعت إحدی کِفّتَیه. وأشَلْتِ الشّیءَ : رفعتُه. والشَّول من الإبل : التی ارتفت ألبانُها ، الواحده شائله. والشوَّل : اللواتی تَشُول بأذنابها عند اللِّقاح ، الواحده شائل. وزعم قومُ أنّ شَوّالاً سمِّی بذلک لأنَّه وافق وقتَ أن تشولَ الإبل. والشَّوْله : نجم ، وهی شَوْله العقرب ، وهی ذَنَبها. وتسمَّی العقربُ شَوّاله (3). ویقال تشاوَلَ القومُ بالسِّلاح عند القتال ، وذلک أنْ یُشیل کلٌّ السِّلاح لصاحبِه. فأمّا الماء القلیل فیسمی شَولا ، لأنه إذاً قد خف وسَرُع ارتفاعه وذهابه. قال :

وصَبَّ رُواتُها أشوالَها (4)

ص: 230

شوه

الشین والوو والهاء أصلان : أحدهما یدلُّ علی قُبح الخِلقه ، والثانی نوعٌ من النَّظَر بالعین.

فالأوّل الشَّوَه : قُبح الخلقه ؛ یقال شاهَت الوجوه أی قَبُحت. وشوَّهه الله فهو مشوَّه. وفی الحدیث أنَّ النبی صلی الله علیه وآله وسلم رَمَی المشرکین بالتُّراب وقال : «شاهت الوُجوه». وأمّا الفرس الشَّوهاء فالتی فی رأسها طُول.

وأمّا الأصل الآخر فقالوا : رجل شائِهُ البصر ، إذا کان حدید البصَر. ویقال شاهِی البَصَر أیضاً ، وکأنَّه من المقلوب. ویقال الأشْوَه الذی یُصیب النَّاسَ بالعین. ویقولون : لا تَشَوَّه عَلَیَ (1) ، إذا قال ما أحسَنَک ، أی لا تُصِبْنی بعینک.

ومما شذّ عن الباب : الشَّاه. قالوا : أصل بنائها من هذا ، یقال تشوَّهْت نشاهً ، أی أخذتها.

شیب

الشین والیاء والباء. هذا یقرب من باب الشین والواو والباء ، وهما یتقاربان جمیعاً فی اختلاط الشّیء بالشیء. من ذلک الشَّبب : شَیب الرأس ؛ یقال شاب یَشیب. قال الکسائیّ : شیّب الحُزنُ رأسَه وبرأسه ، وأشاب الحُزْن رأسَه وبرأسه. والرجل إذا شاب فهو أشْیَب. والشِّیب : الجبال یسقُط علیها الثلج ، وهو من الشَّیْب. وقال الشاعر.

شیوخٌ تَشِیب إذا ماشتَت

ولیس المشیبُ علیها معیبا

یرید الجبال إذا ابیضَّت من الثلج. ووجدت فی تفسیر شعر عبید فی قوله :

والشَّیبُ شَینٌ لمن یشِیبُ (2)

أنَ الشَّیب والمَشِیب واحد. قال : وقال الأصمعیّ : الشَّیب : بیاض الشّعر ، والمشیبُ : دخولُ الرّجُل فی حدِّ الشِّیبِ من الرِّجال ذوی الکِبَر والشَّیب وقال أیضاً فی هذا الموضع : قال ابن السکّیت فی قول عدیٍّ :

والرأسُ قد شابَهُ المَشِیبُ (3)

ص: 232

شیح

الشین والیاء والحاء أصلان متباینان ، یدلُّ أحدهما علی جِدٍّ وحَذَر ، والآخر علی إعراض.

فأمَّا الأوّل فقول العرب : أشاحَ علَی الشیءِ ، إذا واظَبَ علیه وجَدَّ فیه.

قال الراجز :

قَبًّا أطاعَت راعیاً مُشِیحا (2)

وقال آخر :

وشایَحْتَ قبل الیَومِ إِنَّکَ شِیحُ (3)

وأمَّا الشِّیاح فالحِذَار. ورجل شائحٌ. وهو قوله :

ص: 233

شیخ

الشین والیاء والخاء کلمه واحده ، وهی الشَّیخ. تقول : هو شیخٌ ، وهو معروف ، بیِّن الشَّیخوخه (2) والشَّیَخ والتّشییخ. وقد قالوا أیضاً کلمهً ، قالوا : شَیَّخت علیه (3).

شیع

الشین والیاء والعین أصلان ، یدلُّ أحدُهما علی معاضده ومساعفه ، والآخر علی بَثٍّ وإشاده.

فالأوّل : قولُهم شَیَّعَ فلانٌ فلاناً عند شُخوصه. ویقال آتِیکَ غداً أو شیْعَه ، أی الیوم الذی بعده ، کأنَّ الثّانی مُشیِّع للأوّل فی المضیّ. وقال الشّاعر (1) :

قال الخلیطُ غداً تَصَدُّعُنا

أو شَیْعَه أفلا تُوَدِّعُنا

ویقال للشجاع : المشیَّع ؛ کأنَّه لقُوَّته قد قَوِی وشُیِّع بغیره ، أو شُیِّع بقُوّه.

وزعم ناسٌ أنَ الشَّیْعَ شِبل الأسد ، ولم أسمعْه من عالمٍ سَماعاً. ویقول ناس : إنَ الشَیْع المِقدار ، فی قولهم : أقام شهراً أو شَیْعَه. والصَّحیح ما قلته ، فی أنّ المشیِّع هو الذی یُساعِد الآخَر ویقارنه. والشِّیعه : الأعوان والأنصار.

وأما الآخَر [فقولهم]. شاع الحدیث ، إذا ذاع وانتشر. ویقال شَیَّع الراعی إبلَه ، إذا صاح فیها. والاسم الشِّیَاع : القصبه التی ینفُخ فیها الراعی. قال :

حنینَ النِّیبِ تَطربُ للشِّیاع

ومن الباب قولهم فی ذلک : له سهم شاثع ، إذا کان غیر مقسومٍ. وکأنّ من له (2)

ص: 235

شیق

الشین والیاء والقاف کلمه. یقال إنَ الشِّیق الشّق الضّیق فی رأس الجَبل. قال :

شغْواء تُوطنُ بین الشِّیقِ والنِّیقِ (1)

شین

الشین والیاء والنون کلمهٌ تدلُّ علی خلاف الزینه. یقال شانَه خلافُ زانه. والله أعلم بالصواب.

شأف

الشین والهمزه والفاء کلمهٌ تدل علی البِغْضه. من ذلک الشّآفه (1) وهی البِغْضه ؛ یقال شأفْتُه شَأَفاً. قال : ومن الباب الشَّأْفه ، وهی قَرْحه تخرج بالأَسنان فتُکوَی وتذهب ، یقولون : استأصَلَ اللهُ شأفتَه ، یقال شُئِفت رجلُه ، فمعناه أذْهَبَه الله کاأذهب ذاک. وإنّما سمِّیت شأفهً لِمَا ذکرناه من الکراهه والبِغضه.