ماساه الزهرا سلام الله عليها شبهات و ردود المجلد 2

اشارة

نويسنده:عاملی، جعفر مرتضی

ماساه الزهرا سلام الله عليها شبهات و ردود

تعداد جلد:2

زبان:عربی

ناشر:دار السیرة - بیروت - لبنان

سال نشر:1418 هجری قمری

سال نشر:1997 میلادی

کد کنگره: BP 27 / 2 / ع 2 م 2

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

* الجزء الثاني

الباب الثاني: النصوص و الآثار

اشارة

ص: 7

ص: 8

فصول هذا الكتاب:

و بعد..فقد حان الوقت لعرض طائفة من النصوص التي حفلت بها الكتب التاريخية و الحديثية.و التي تضمنت الكثير مما يدل على مهاجمة بيت الزهراء،و هتك حرمتها،حيث تناولتها أيدي المهاجمين بالضرب و الاذى..

و الظاهر:ان ذلك قد تكرر منهم،بتكرر مهاجماتهم لأهل بيت النبوة،فنتج عن ذلك كله إسقاط جنينها،و فوزها بدرجة الشهادة.

و أجد أنني في غنى عن التأكيد على النقاط التالية:

1-ان هذه القضية لا يمكن استيفاء التقصي فيها،فلا بد من الاقتصار على ما لا يرتاب فيه المنصف..و إلا،فإن المؤلفات كثيرة تعد بالألوف،و لا يسعنا استقصاؤها جميعا.

2-انه حتى أولئك الذين تصدوا لتنقية التراث من شوائب يرون انها قد علقت به لم يعتبروا هذا الحدث واحدا منها،فها هو العلامة المتبحر السيد محسن الامين مثلا،الذي تصدى لتهذيب مجالس العزاء،بالاعتماد على المصادر الموثوقة على حد تعبيره-و قد ذكر منها:كتاب سليم بن قيس-قد ذكر هذه الاحداث،و قررها، و نظم فيها الاشعار.فاستمع إليه حيث يقول:

«و لما ألفنا المجالس السنية هذبناها و الحمد لله من جميع ذلك،

ص: 9

و ميزنا القشر من اللباب،و الخطأ من الصواب الخ..» (1).

و قال:

«..لما ألفنا لواعج الاشجان صارت قراءة المقتل فيه.و صارت قراءة الذاكرين في المجالس السنية،فخلصت الاحاديث،و صفت من تلك العيوب» (2).

لكن ما جرى على الزهراء موجود في معظمه في الكتب الموافقة للمواصفات التي شرطها على نفسه لجمع هذه المجالس و تهذيبها.و هذا يعني:انه يرتضي ذلك،و لا يعتبره موضع نقاش.

3-لقد ذكرنا في قسم النصوص عدة فصول لا بد من ضم بعضها الى بعض،فلا حظ ما يلي:

أ-فصل يتضمن حوالى أربعين رواية من بينها ما هو صحيح، و معتبر.يتحدث عما لاقته الزهراء عليها السلام من مصائب و بلايا بعد وفاة أبيها.

ب-و آخر يتضمن أشعار الشعراء حيث ذكرنا مجموعة صالحة منها.

ج-ثم ذكرنا نصوصا كثيرة في فصل ثالث أيضا،تتحدث عن المحسّن.

د-هذا بالاضافة إلى فصل الاحتجاجات المذهبية بهذا الامر عبر العصور.3.

ص: 10


1- أعيان الشيعة:ج 10 ص 173.
2- أعيان الشيعة:ج 1 ص 343.

ه-ذكرنا فصلا آخر،بعنوان:الحدث في كلمات المحدثين، و المؤرخين،ذكرنا فيه أيضا عشرات النصوص التي تؤكد ما حصل للزهراء من أذى بعد وفاة أبيها.

فإذا ضممنا كل ذلك بعضه الى بعض،فسوف يتحصل لدينا قدر كبير من النصوص لا يمكن أبدا أن تكون جميعها مكذوبة و موضوعة،و هو معنى التواتر.

و لو أردنا أن نقنع أنفسنا بزيفها و بطلانها،و هي بهذه الكثرة الكاثرة،فلن نستطيع أن نقتنع بأية حقيقة دينية أو تاريخية أخرى...أو فقل:اننا سنجد أنفسنا في موقع العجز عن الاقتناع بكثير منها.

4-و قد يلاحظ وجود بعض التشابه فيها بين بعض النصوص، الامر الذي يوحي بعدم لزوم إعادة كتابة النص.و لكننا إنما أعدنا كتابته،من أجل الالفات الى وجود اختلاف أو خصوصية جديدة في الرواية،أو في المروي عنه.

و قد حصل ذلك في موارد يسيرة قد لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة فليلاحظ ذلك.

5-اننا قد ذكرنا عددا يسيرا جدا من النصوص التي اوردها بعض المتأخرين من المؤلفين،لأننا وجدناها تشتمل على خصوصيات لم نوفق للبحث عنها في كتب المتقدمين،فليلاحظ ذلك أيضا.

6-و أخيرا..فإنه إذا كان البعض يستند في«فتاواه أحيانا الى خبر واحد ممدوح أو موثق أو ضعيف لا مقتضي-عنده-للكذب فيه،و يريد من الناس في جميع أقطار الارض أن يعملوا بمقتضاه،فهل يعقل:أن يرفض أو يشكك في ثبوت مضمون هذا القدر العظيم من

ص: 11

النصوص،و الذي يمكن أن يجد روافد مستمرة تؤكد مضمونه، و ترسخ اليقين بصدوره.

و مهما يكن من أمر،فإننا نضيف ما يأتي الى ما تقدم،و نعتذر للقارئ الكريم على الاكتفاء بهذا القدر.و بإمكان كل واحد أن يجد المفيد،و المزيد،و التجربة أدل دليل.

فإلى ما يلي من مطالب و من الله نستمد العون،و عليه نتوكل.

ص: 12

الفصل الأول: ظلم الزهراء(ع) في الشعر العربي عبر القرون

اشارة

ص: 13

ص: 14

الشعر سند تاريخي:

إننا نرى:ان الشعراء قد أفاضوا في ما تعرضت له الزهراء،من ظلم،و اضطهاد،و ضرب،و إسقاط الجنين.منذ القرون الاولى،و إلى يومنا هذا،و هم يجعلون ذلك مبررا لانتقاداتهم لمن شارك في ذلك،أو تصدّى له.

و بعض هؤلاء الشعراء معاصر للائمة(ع)،أو انّ عصره قريب من عصرهم.

و هذا يعتبر سندا تاريخيا قويا،بل قوّته تزيد في تأكيد ثبوت مضمونه على روايات النقلة من المحدثين و المؤرخين،و نحن نذكر هنا باقة من الشعر في تلك العصور المتلاحقة،و الى يومنا هذا..

فنقول:

1-السيد الحميري(ت 173 ه.):

ان السيد الحميري رحمه الله معاصر للامامين الصادق و الكاظم(ع)و هو يقول:

ص: 15

ضربت و اهتضمت من حقها و أذيقت بعده طعم السلع (1)

قطع الله يدي ضاربها و يد الراضي بذاك المتبع

لا عفا الله له عنه،و لا كف عنه هول يوم المطلع (2)

2-البرقي:(ت 245 ه):

و قال البرقي،و هو عبد الله بن عمار:

و كلاّ النار من بيت و من حطب

و المضرمان لمن فيه يسبان

و ليس في البيت إلا كل طاهرة

من النساء و صدّيق و سبطان

فلم أقل غدرا الخ.. (3)

.

3-القاضي النعمان(ت 363 ه):

و قد نظم القاضي النعمان-و هو اسماعيلي النحلة-ما جرى بعد وفاة رسول اللّه(ع)في ضمن أرجوزته الجامعة في العقائد فقال:

فبايعاه جهرة و قالا بل أنت خير من نراه حالا

ص: 16


1- السلع:الشق و الجرح
2- الصراط المستقيم:ج 3 ص 13.
3- المصدر السابق نفسه.

و قام منهم أهل قتلى بدر و غيرها و أهل حقد الأسر

فبايعوا،و هم رءوس قومهم فبايع الناس له من يومهم

إلا قليلا منهم قد علموا ما كان من نبيّهم فاعتصموا

و قصدوا إمامهم عليا فقال:لستم فاعلين شيّا

قالوا:بلى نفعل،قال:انطلقوا من فوركم هذا إذن فحلّقوا

رءوسكم كلكم لتعرفوا من بينهم بذلكم و انصرفوا

إليّ كيما أنصب القتالا حتى يكون ربنا تعالى

يحكم فينا بيننا بحكمه... ففشلوا لما رأوا من عزمه

و لم يكن يأتيه إلا سبعة و استحسن الباقون أخذ البيعة

و كنت قد سمّيتهم فقالا لست أرى عليكم قتالا

لأنكم في قلة قليلة ليس لكم بجمعهم من حيلة

فجلسوا إليه حتى ينظروا ما ذا يرى في أمرهم و يأمر

فجاءهم عمر في جماعة إذ لم يروا لمن أقام طاعة

حتى أتوا باب البتول فاطمة و هي لهم قالية مصارمة

فوقفت عن (1)دونه تعذلهم فكسر الباب لهم أوّلهم

فاقتحموا حجابها فعوّلت فضربوها بينهم فأسقطت

فسمع القول بذاك فابتدر إليهم الزبير-قالوا-فعثر

فبدر السيف إليهم فكسر و أطبقوا على الزبير فأسرن.

ص: 17


1- لعل الصحيح:من.

فخرج الوصي في باقيهم إذ لم يروا دفاعهم ينجيهم

فاكتنفوهم و مضوا في ضيق حتى أتوا بهم الى عتيق

الى أن قال:

يا حسرة من ذاك في فؤادي كالنار يذكي حرها اعتقادي

و قتلهم فاطمة الزهراء أضرم حر النار في أحشائي

لان في المشهور عند الناس بأنها ماتت من النفاس

و أمرت أن يدفنوها ليلا و أن يعمّى قبرها لكي لا

يحضرها منهم سوى ابن عمها و رهطه ثم مضت بغمها

صلى عليها ربها من ماضية و هي عن الامة غير راضية

فبايعوا كرها له تقية و الله قد رخّص للبرية

لأنه الرءوف بالعباد في الكفر للكره بلا اعتقاد

الى أن قال:

و قد روي في ذاك فيما ثبتا بأنه قال له لما أتى:

بايع:فقال:إن أنا لم أفعل قال:إذن آمرهم أن تقتل

فاشهد الله على استضعافه و بايع الغاصب في خلافه

خوفا من القتل،و بايع النفر له على الكره لخوف من حضر

فإن يكونوا استضعفوا الامينا فقبله ما استضعفت هارونا

أمة موسى إذ أرادوا قتله فقد أرادت قتل ذاك قبله

و سلكوا سبيلها في الفعل في الاوصياء مثل حذو النعل

ص: 18

بالنعل و القذة إذ تمثلوا كمثل ما قال النبي المرسل (1)

4-مهيار الديلمي(ت 428 ه):

و قال الشاعر الفذ مهيار الديلمي رحمه الله في جملة قصيدة له:

كيف لم تقطع يد مدّ إليك ابن صهاك

فرحوا يوم أهانوك بما ساء أباك (2)

5-علي بن المقرب(ت 629 ه):

و قال الامير علي بن مقرب الاحسائي،و هو من الادباء البلغاء المعروفين:

يا ليت شعري فمن أنوح منهم و من له ينهل فيض أدمعي

أ للوصي حين في محرابه عمّم بالسيف و لما يركع

أم للبتول فاطم إذ منعت عن إرثها الحق بأمر مجمع

و قول من قال لها يا هذه لقد طلبت باطلا فارتدعي

أبوك قد قال بأعلى صوته مصرّحا في مجمع فمجمع

نحن جميع الأنبياء لا نرى أبناءنا لإرثنا من موضع

ص: 19


1- الارجوزة المختارة:ص 92/88.
2- ديوان مهيار:ج 2 ص 367(368.و شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي: ج 16 ص 235 و 236.

و ما تركناه يكون مغنما فارضي بما قال أبوك و اسمعي

قالت فهاتوا نحلتي من والدي خير الانام الشافع المشفّع

قالوا فهل عندك من بيّنة نسمع معناها جميعا و نعي

فقالت ابناي و بعلي حيدر أبوهما أبصر به و أسمع

فأبطلوا إشهادهم و لم يكن نص الكتاب عندهم بمقنع

و لم تزل مهضومة مظلومة برّد دعواها و رضّ الاضلع

أم للذي أودت به جعدتهم يومئذ بكأس سمّ منقع (1)

6-الخليعي(ت 750 ه):

و قال الشيخ علي بن عبد العزيز الخليعي الحلي في جملة قصيدة له:

يا ربّ من نوزعت ميراث والدها

مثلي و من طولبت بالحقد و الإحن

و من ترى جرّعت في ولده اغصص

كابن مرجانة الملعون جرّعني

و من ترى كذبت قبلي و قد علموا

أنّ الاله من الارجاس طهرني

ص: 20


1- أدب الطف:ج 4 ص 32 عن إثبات الهداة.

و هل لبنت نبيّ أضرمت شعل

كما أطيف به بيتي ليحرقني (1)

7-علاء الدين الحلي(المقتول سنة 786 ه):

و قال العالم الفاضل و الاديب الكامل علاء الدين الشيخ علي بن الحسين الحلي الشفهيني المعاصر للشهيد الاول،و قد شرح الشهيد رحمه الله بعض قصائده:

و أجمعوا الامر فيما بينهم و غوت

لهم أمانيهم،و الجهل،و الامل

أن يحرقوا منزل الزهراء فاطمة

فيا له حادث مستصعب جلل

بيت به خمسة جبريل سادسهم

من غير ما سبب بالنار يشتعل

و أخرج المرتضى من عقر منزله..

الخ (2)

ص: 21


1- المنتخب للطريحي:ص 161.
2- الغدير:ج 6 ص 391.

8-مغامس الحلي(أواخر المائة التاسعة):

و قال الشيخ مغامس الحلي،في جملة قصيدة له:

و الطهر فاطمة زوى ميراثها شرّ الانام و دمعها مسكوب

من بعد ما رمت الجنين بضربة

فقضت(بذاك) (1)و حقها مغصوب (2)

9-مفلح الصيمري(ت 900 ه):

و قال العلم العلاّمة الفقيه الكبير و الأديب الجليل الشيخ مفلح الصيمري في جملة قصيدة له:

و قادوا عليا في حمائل سيفه

و عمار دقوا ضلعه و تهجموا

على بيت بنت المصطفى و إمامهم

ينادي ألا في بيتها النار أضرموا

و تغصب ميراث النبي محمد

و توجع ضربا بالسياط و تلطم (3)

ص: 22


1- زدنا هذه الكلمة ليستقيم الوزن.
2- المنتخب للطريحي:ص 293.
3- المنتخب للطريحي:ص 137.

10-الحر العاملي:(ت 1104 ه):

و للمحدث الفقيه العلاّمة الشيخ الحر العاملي صاحب الموسوعة الحديثية المعروفة بوسائل الشيعة منظومة يقول فيها:

أولادها خمس حسين و الحسن

و زينب من أم كلثوم أسن

و محسن أسقط في يوم عمر

من فتحه الباب كما قد اشتهر

و نالها بعد النبي إذ مضى

و انقاد طوعا راضيا عن القضا

لذاك ما يوجع كل قلب

و يستهان منه كل خطب

حزن و ذل و اضطهاد ظالم

و وحشة لاحت على المعالم

الى أن قال عن سبب موتها:

سببه قيل (1):حضور الاجل و قيل:من ضربة ذاك الرجل

إذ سقطت لوقتها جنينها و لم تزل تبدي له أنينها (2).

ص: 23


1- في المخطوطة:و سنة بعد حضور الاجل.
2- أرجوزة في تواريخ النبي و الائمة:ص 13 و 14.(مخطوط)في مكتبة المركز الاسلامي للدراسات.راجع:تراجم أعلام النساء:ج 2 ص 316 و 317.

11-الصالح الفتوني العاملي(ت 1190 ه.ق):

و قال الشيخ محمد مهدي الفتوني النباطي العاملي،و هو عالم شاعر إمام في الفقه و الحديث و التفسير:

يا سيدي يا رسول الله قم لترى

في الآل فوق الذي قد كنت تخبره

هذا علي نفوا عنه خلافته

و أنكر النص فيه منه منكره

قادوه نحو فلان كي يبايعه

بالكره منه و أيدي الجور تقهره

من أجل ذاك قضى بالسيف مضطهدا

شبيره و قضى بالسم شبّره

كأنه لم يكن صنو النبي و لم

يكن من الرجس باريه يطهره

و تلك فاطمة لم يرع حرمتها

من دق ضلعا لها بالباب يكسره

و ذا حسينك مقتول بلا سبب

مبضّع الجسم داميه معفره (1)

ص: 24


1- أدب الطف ج 5 ص 329 و 330 عن المجموع الرائق:ج 2 ص 323 (مخطوط)في مكتبة الامام الصادق في الكاظمية-العراق.

12-السيد حيدر الحلي(ت 1304 ه):

و قال الشاعر المفلق و الاديب المحلق،طليعة شعراء العراق في عصره،السيد حيدر الحلي في جملة قصيدة له:

فلا و صفحك ان القوم ما صفحوا

و لا و حلمك إن القوم ما حلموا

فحمل أمك قدما أسقطوا حنقا

و طفل جدك في سهم الردى فطموا (1)

13-السيد باقر الهندي(ت 1329 ه):

و قال العالم الجليل و الشاعر الكبير السيد باقر بن السيد محمد الهندي:

لست تدري لم أحرقوا الباب

بالنار أرادوا اطفاء ذاك النور

لست تدري ما صدر فاطم ما ال

مسمار ما حال ضلعها المكسور

ما سقوط الجنين ما حمرة العين و ما بال قرطها المنثور

ص: 25


1- أدب الطف:ج 8 ص 26،و ديوان السيد حيدر الحلي.

دخلوا الدار و هي حسرى بمرأى

من علي ذاك الآبي الغيور

و استداروا بغيا على أسد الله

فأضحى يقاد قود البعير

و البتول الزهراء في إثرهم تع

ثر في ذيل بردها المجرور

بأنين أورى القلوب ضراما

و حنين أذاب صمّ الصخور

ودعتهم:خلوا ابن عمي عليا

أو لأشكو الى السميع البصير

ما رعوها بل روعوها و مرّوا

بعلي ملببا كالاسير

الى أن قال:

و علي يرى و يسمع و السيف

رهيف و الباع غير قصير

قيدته وصية من أخيه

حمّلته ما ليس بالمقدور

أ فصبرا يا صاحب الامر و الخطب

جليل يذيب قلب الصبور

ص: 26

كم مصاب يطول فيه بياني

قد عرى الطهر في الزمان القصير

كيف من بعد حمرة العين منها

يا ابن طه تهنى بطرف قرير

فابك و ازفر لها فإنّ عداها

منعوها من البكا و الزفير

و كأني به يقول و يبكي

بسلوّ نزر و دمع غزير

لا تراني اتخذت لا و علاها

بعد بيت الاحزان بيت السرور

فمتى يا ابن فاطم تنشر الطا

غوت و الجبت قبل يوم النشور (1)

14-العلامة القزويني(ت 1335 ه.ق):

قال الفاضل العلامة السيد محمد بن السيد مهدي القزويني الحلي النجفي.

قال سليم قلت يا سلمان هل دخلوا و لم يك استئذان

فقال إي و عزة الجبار ليس على الزهراء من خمار

ص: 27


1- رياض المدح و الرثاء:ص 197 و 198.

لكنها لاذت وراء الباب رعاية للستر و الحجاب

فمذ رأوها عصروها عصرة

كادت بروحي أن تموت حسرة

تصيح يا فضة اسنديني فقد و ربي قتلوا جنيني

فاسقطت بنت الهدى وا حزنا جنينها ذاك المسمى محسنا (1)

15-حافظ ابراهيم(ت 1351 ه.ق):

و قال حافظ ابراهيم شاعر النيل:

و قولة لعلي قالها عمر

أكرم بسامعها أعظم بملقيها

حرّقت دارك لا أبقي عليك بها

إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها

ما كان غير أبي حفص يفوه بها

أمام فارس عدنان و حاميها (2)

قال آية الله العظمى العلامة المظفر رحمه الله:

«ظنّ هذا الشاعر انّ هذا من شجاعة عمر.و هو خطأ.و لم يعلم:ان عمر لم تثبت له قدم في المقامات المشهورة،و لم تمتد له يد

ص: 28


1- رياض المدح و الرثاء:ص 6.
2- ديوان حافظ ابراهيم:/1ص 75(ط دار الكتب المصرية-مصر).

في حروب النبي الكثيرة!!فما ذاك إلا لأمانه من علي(ع)،بوصية النبي(ص)له بالصبر.و لو همّ به لهام على وجهه الخ...» (1).

16-المحقق الاصفهاني(ت 1361 ه):

و قال الفيلسوف الكبير و المرجع الديني و المحقق الشيخ محمد حسين الاصفهاني في أرجوزة من ديوانه المعروف ب«الانوار القدسية»:

و ما أصابها من المصاب مفتاح بابه حديث الباب

إن حديث الباب ذو شجون بما جنت به يد الخئون

أ يهجم العدا على بيت الهدى و مهبط الوحي،و منتدى الندى

أ يضرم النار بباب دارها و آية النور على منارها

و بابها باب نبي الرحمة و باب أبواب نجاة الامة

بل بابها باب العلي الاعلى فثمّ وجه الله قد تجلّى

ما اكتسبوا بالنار غير العار و من ورائه عذاب النار

ما أجهل القوم فإنّ النار لا تطفئ نور الله جل و علا

لكن كسر الضلع ليس ينجبر إلا بصمصام عزيز مقتدر

إذ رضّ تلك الأضلع الزكية رزية لا مثلها رزية

ص: 29


1- دلائل الصدق:ج 3 ق 1 ص 54.

و من نبوع الدم من ثدييها يعرف عظم ما جرى عليها

و جاوزوا الحد بلطم الخدّ شلّت يد الطغيان و التعدي

فاحمرّت العين،و عين المعرفة تذرف بالدمع على تلك الصفة

و لا تزيل حمرة العين سوى بيض السيوف يوم ينشر اللوا

و للسياط رنة صداها في مسمع الدهر فما أشجاها

و الاثر الباقي كمثل الدملج في عضد الزهراء أقوى الحجج

و من سواد متنها اسودّ الفضا يا ساعد الله الامام المرتضى

و وكز نعل السيف في جنبيها أتى بكل ما أتى عليها

و لست أدري خبر المسمار سل صدرها خزانة الاسرار

و في جنين المجد ما يدمي الحشا و هل لهم إخفاء أمر قد فشا

و الباب و الجدار و الدماء شهود صدق ما بها خفاء

لقد جنى الجاني على جنينها فاندكّت الجبال من حنينها

أ هكذا يصنع بابنة النبي حرصا على الملك فيا للعجب

أ تمنع المكروبة المقروحة عن البكا خوفا من الفضيحة

بالله ينبغي لها تبكي دما ما دامت الارض و دارت السما

ص: 30

لفقد عزها،أبيها السامي و لاهتضامها و ذلّ الحامي

أ تستباح نحلة الصديقة و إرثها من أشرف الخليقة

كيف يردّ قولها بالزور إذ هو ردّ آية التطهير

أ يؤخذ الدين من الاعرابي و ينبذ المنصوص في الكتاب

فاستلبوا ما ملكت يداها و ارتكبوا الخزية منتهاها

يا ويلهم قد سألوها البينة على خلاف السنة المبينة

و ردّهم شهادة الشهود أكبر شاهد على المقصود

و لم يكن سد الثغور عرضا بل سد بابها و باب المرتضى

صدوا عن الحق و سدوا بابه كأنهم قد أمنوا عذابه

أبضعة الطهر العظيم قدرها تدفن ليلا و يعفّى قبرها

ما دفنت ليلا بستر و خفا إلا لوجدها على أهل الجفا

ما سمع السامع فيما سمعا مجهولة بالقدر و القبر معا

يا ويلهم من غضب الجبار بظلمهم ريحانة المختار (1)4.

ص: 31


1- الانوار القدسية ص 42-44.

17-كاشف الغطاء(ت 1373 ه):

و قال العالم العلم الحجة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله في جملة قصيدة له:

و في الطفوف سقوط السقط منجدلا من سقط محسن خلف الباب منهجه

و بالخيام ضرام النار من حطب بباب دار ابنة الهادي تأججه (1)

و هناك آخرون من الاعيان و الاعلام،الذين يمكن الاستشهاد بما أنشئوه في هذا المجال،و لكننا نكتفي هنا بهذا القدر و الله المستعان.

ص: 32


1- مقتل الحسين للمقرم:ص 389.

الفصل الثاني: النصوص و الآثار عن المعصومين الاربعة عشر

اشارة

ص: 33

ص: 34

أحاديث مظلومية الزهراء:

اشارة

هناك روايات كثيرة واردة عن المعصومين،تصرّح بمظلومية الزهراء(ع)في ما يرتبط بالهجوم على بيتها،و قصد إحراقه،بل و مباشرة الاحراق بالفعل،ثم ضربها،و إسقاط جنينها،و سائر ما جرى عليها في هذا الهجوم،و هي روايات متواترة،حتى لو لم يضم إليها ما رواه الآخرون،و ما أثبته المؤرخون و غيرهم.و هو أيضا كثير و كثير جدا،بل و متواتر أيضا.كما تقدمت الإشارة إليه.

و نحن نذكر هنا هذه الطائفة الكبيرة من النصوص المروية عن خصوص المعصومين(ع)،ليتضح هذا الامر:فإلى ما يلي من روايات و آثار شريفة،و الله هو الموفق و المسدد.فنقول:

روايتان أمام القارئ:

في الأمالي للطوسي قال:

و بالاسناد عنه،عن شيخه،عن والده(رض)،قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمران،الزيات قال:حدثني أحمد بن محمد الجوهري،قال:حدثنا الحسن بن عليل العنزي،قال:حدثنا عبد الكريم بن محمد،قال:حدثنا محمد بن علي،قال:حدثنا محمد بن منقر،عن زياد بن المنذر،قال:حدثنا

ص: 35

شرحبيل،عن أم الفضل بنت العباس،قالت:

لما ثقل رسول الله(ص)في مرضه الذي توفي فيه،أفاق و نحن نبكي،فقال:ما الذي يبكيكم؟قلنا:يا رسول الله نبكي لغير خصلة نبكي لفراقك إيانا،و لانقطاع خبر السماء عنّا،و نبكي الامة من بعدك.

فقال(صلى اللّه عليه و آله و سلّم):أما إنكم المقهورون و المستضعفون من بعدي (1).

ما روي في الكتب المقدسة:
اشارة

1-أبو بكر الشيرازي فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (ع)،عن مقاتل،عن عطاء في قوله تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ .

كان في التوراة:يا موسى إني اخترتك و اخترت لك وزيرا هو أخوك-يعني هارون-لأبيك و أمك،كما اخترت لمحمد إليا،هو أخوه، و وزيره،و وصيه،و الخليفة من بعده،طوبى لكما من أخوين،و طوبى لهما من أخوين.إليا أبو السبطين الحسن و الحسين،و محسّن الثالث من ولده كما جعلت لأخيك هارون شبرا و شبيرا و مشبرا (2).

ص: 36


1- أمالي الطوسي:ج 1 ص 122 و راجع:ص 191 ط مؤسسة الوفاء-بيروت و طبقات ابن سعد ج 8 ص 278 و راجع:أنساب الاشراف:ج 1 ص 551، و مسند أحمد:ج 6 ص 339،و الخصائص الكبرى:2/ ص 135،و الامالي للمفيد:ص 215،و البحار:ج 28 ص 40.
2- البحار:ج 38 ص 145 ح 112 عن المناقب.
ملاحظة:

قد بدأنا بهاتين الروايتين رغم معرفتنا بأن الاولى عامة،الى درجة لا مجال لعدها في جملة الروايات التي نحن بصدد عرضها، و الثانية ليست مروية عن المعصومين لأنّنا أردنا:

أوّلا:أن نشير الى وجود كثير من النصوص التي تتضمن هذا المعنى.أعني استذلال أهل بيت النبوة و قهرهم.

و أردنا ثانيا:أن نهيّئ القارئ للدخول و التعرف على أجواء التعدي،و الاستذلال،و القهر و الاستضعاف لاهل بيت النبوة صلوات الله عليهم.

و ثالثا و أخيرا:لأنّ هذا الحديث الثاني مروي عن بعض كتب الله المنزلة،و لاجل ذلك أدخلناه في ترقيم الاحاديث و هو أيضا يدل على وجود المحسن المظلوم،الذي يحاول البعض أن يتنكر حتى لوجوده.

ما روي عن رسول الله:

2-روى سليم بن قيس،عن عبد الله بن العباس،أنه حدّثه- و كان جابر بن عبد الله الى جانبه-:أن النبي(ص)قال لعلي،بعد خطبة طويلة:

إن قريشا ستظاهر عليكم،و تجتمع كلمتهم على ظلمك و قهرك،فإن وجدت أعوانا فجاهدهم،و إن لم تجد أعوانا فكف يدك، و احقن دمك،أما إنّ الشهادة من ورائك،لعن الله قاتلك.

ص: 37

ثم أقبل(ص)على ابنته(ع)،فقال:إنّك أول من يلحقني من أهل بيتي،و أنت سيدة نساء أهل الجنة،و سترين بعدي ظلما و غيظا، حتى تضربي،و يكسر ضلع من أضلاعك،لعن الله قاتلك الخ» (1)

3-و روى ابراهيم بن محمد الجويني الشافعي،بسنده الى علي بن أحمد بن موسى الدقاق و علي بن بابويه أيضا،عن:علي بن أحمد بن موسى الدقاق،عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي،عن موسى بن عمران النخعي،عن النوفلي،عن الحسن بن علي بن أبي حمزة،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس،قال:

ان رسول الله(ص)كان جالسا،إذ أقبل الحسن(ع)،فلما رآه بكى،ثم قال:إليّ إليّ يا بني..ثم أقبل الحسين..ثم أقبلت فاطمة..

ثم أقبل أمير المؤمنين.فسأله أصحابه..فأجابهم،فكان مما قاله لهم:

«و أما ابنتي فاطمة،فإنها سية نساء العالمين..إلى أن قال:و إني لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي.كأنّي بها و قد دخل الذل بيتها، و انتهكت حرمتها،و غصب حقها،و منعت إرثها،و كسر جنبها، و أسقطت جنينها،و هي تنادي:يا محمداه،فلا تجاب،و تستغيث فلا تغاث،فلا تزال بعدي محزونة مكروبة،باكية...

الى أن قال:ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة...

الى أن قال:فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي،فتقدم عليّ محزونة مكروبة،مغمومة،مغصوبة،مقتولة،يقول رسول الله(ص) عند ذلك:7.

ص: 38


1- كتاب سليم بن قيس(بتحقيق الانصاري):ج 2 ص 907.

اللهم العن من ظلمها،و عاقب من غصبها،و ذلّل من أذلّها، و خلّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها.

فتقول الملائكة عند ذلك:آمين... (1).

و قد قال شيخ الإسلام العلاّمة المجلسي عند إيراده هذه الرواية:

«روى الصدوق في الامالي بإسناد معتبر عن ابن عباس الخ.. (2).

و وصف البعض هذا السند بقوله:كأنّه كالموثّق و ذلك للاختلاف في توثيق و تضعيف:«عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ (3)».

4-قال العلامة المجلسي(ره):

وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي-جد والد الشيخ البهائي-نقلا عن خط الشهيد رفع الله درجته،نقلا عن مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه قال:روي أنه دخل النبي(ص)يوما الى فاطمة(ع)فهيأت له طعاما من تمر و قرص و سمن،فاجتمعوا على الاكل هو و علي و فاطمة و الحسن و الحسين(ع)،فلما أكلوا سجد رسول الله(ص)و أطال سجوده،ثمّ ضحك،ثمّ بكى،ثم جلس2.

ص: 39


1- فرائد السمطين:ج 2 ص 34 و 35 و الامالي للشيخ الصدوق ص 99-101 و إثبات الهداة:ج 1 ص 281/280،و إرشاد القلوب:ص 295،و بحار الانوار:ج 28 ص 39/37،و ج 43 ص 172 و 173،و العوالم:ج 11 ص 391 و 392،و في هامشه عن غاية المرام ص 48 و عن:المحتضر ص 109، و راجع:جلاء العيون للمجلسي:ج 1 ص 188/186 و بشارة المصطفى ص 200/197 و الفضائل لابن شاذان:ص 11/8،تحقيق المحدث الارموي (ط جامعة طهران سنة 1393 ه.ق.).
2- جلاء العيون:ج 2 ص 186-188.
3- راجع:معجم رجال الحديث:ج 10 ص 342.

و كان أجرأهم في الكلام علي(ع)فقال:يا رسول الله رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك؟!

فقال(ص): اني لما أكلت معكم فرحت و سررت بسلامتكم و اجتماعكم فسجدت لله تعالى شكرا.

فهبط جبرئيل(ع)يقول:سجدت شكرا لفرحك بأهلك؟

فقلت:نعم.

فقال:أ لا أخبرك بما يجري عليهم بعدك؟

فقلت:بلى يا أخي يا جبرئيل.

فقال:أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقا بك،بعد أن تظلم، و يؤخذ حقها،و تمنع إرثها،و يظلم بعلها،و يكسر ضلعها،و أما ابن عمك فيظلم،و يمنع حقه،و يقتل،و أما الحسن فإنه يظلم،و يمنع حقه، و يقتل بالسم،و أما الحسين فإنه يظلم،و يمنع حقه،و تقتل عترته،و تطأه الخيول،و ينهب رحله،و تسبى نساؤه و ذراريه،و يدفن مرمّلا بدمه، و يدفنه الغرباء.

فبكيت،و قلت:و هل يزوره أحد؟

قال:يزوره الغرباء.

قلت:فما لمن زاره من الثواب؟

قال:يكتب له ثواب ألف حجة و ألف عمرة،كلّها معك، فضحك (1).4.

ص: 40


1- بحار الانوار:ج 98 ص 44.

5-و سأل عمر بن الخطاب حذيفة بن اليمان عن قول النبي (ص)في الفتنة التي تموج بالناس كموج السفينة في البحر.

قال حذيفة:تلك الفتنة التي بينك و بينها باب(مغلق).

قال عمر:الباب يا حذيفة يفتح أو يكسر؟

قال حذيفة:بل يكسر.

قال عمر:إن كسر الباب،فذلك أحرى(أجدر)ألا يسد الى يوم القيامة» (1).

ثم نسبوا الى حذيفة قوله في تأويل الرواية:ان المقصود بالباب الذي يكسر هو قتل عمر بن الخطاب،و فتح باب الفتنة بتولي عثمان (2).

و نقول:

لو صحت نسبة ذلك الى حذيفة،فان هذا اجتهاد غير دقيق بل خاطىء،و ذلك لأنّ الشورى التي ابتكرها عمر،كانت ستأتي بعثمان،سواء مات عمر بن الخطاب قتلا،أو مات حتف أنفه.على أنه انما ابتكرها بعد ما طعنه الطاعن في بطنه.

و لم يكن استخلاف عثمان هو سبب الفتنة التي بقيت الى يومنا هذا،و الى يوم القيامة،بل كانت هي قضية الامامة التية.

ص: 41


1- بدء الاسلام و شرائع الدين لابن سلام الاباضي:ص 107 و صحيح البخاري: ج 1 ص 67 و 164 و 212(ط سنة 1309 ه).و سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1306،و دلائل النبوة للبيهقي:ج 6 ص 386.
2- المصادر السابقة.

اغتصبت بطريقة العنف الذي تجلّى بالهجوم على بيت فاطمة و كسر بابها،و استخراج علي(ع)ليبايع مقهورا.و معروف:ان أعظم خلاف بين الامة هو خلاف الامامة،إذ ما سلّ سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثل ما سلّ على الامامة في كل زمان،على حد تعبير الشهرستاني و غيره.

ما روي عن الامام علي(ع):

6-روى سليم بن قيس:ان عمر بن الخطاب أغرم جميع عماله أنصاف أموالهم،و لم يغرم قنفذ العدوي شيئا-و كان من عماله -و ردّ عليه ما أخذ منه،و هو عشرون ألف درهم،و لم يأخذ منه عشره،و لا نصف عشره.

قال ابان:قال سليم:فلقيت عليا،صلوات الله عليه و آله، فسألته عمّا صنع عمر!!

فقال:هل تدري لم كفّ عن قنفذ،و لم يغرمه شيئا؟!

قلت:لا.

قال:لأنه هو الذي ضرب فاطمة صلوات الله عليها بالسوط حين جاءت لتحول بيني و بينهم،فماتت صلوات الله عليها،و إن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج (1).

7-قال أبان:قال سليم:انتهيت الى حلقة في مسجد رسول

ص: 42


1- بحار الانوار:ج 30 ص 302 و 303،و كتاب سليم بن قيس:ج 2 ص 674 و 674،و العوالم:ج 11 ص 413.

الله(ص)ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان،و أبي ذر،و المقداد، و محمد بن أبي بكر،و عمر بن أبي سلمة،و قيس بن سعد بن عبادة، فقال العباس لعلي(ع):

ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عمّاله؟!

فنظر علي(ع)الى من حوله،ثم اغرورقت عيناه،ثم قال:

شكر له ضربة ضربها فاطمة(ع)بالسوط،فماتت و في عضدها أثره كأنه الدّملج،الخ (1).

8-عن سليم،عن ابن عباس،قال:

«دخلت على علي(ع)بذي قار،فأخرج لي صحيفة،و قال لي:يا ابن عباس،هذه صحيفة أملاها عليّ رسول الله(ص)،و خطي بيده (2).

فقلت:يا أمير المؤمنين،اقرأها عليّ.

فقرأها،فإذا فيها كل شيء كان منذ قبض رسول الله(ص) الى مقتل الحسين(ع)،و كيف يقتل،و من يقتله،و من ينصره،و من يستشهد معه.

فبكى بكاء شديدا،و أبكاني.

فكان مما قرأه علي:كيف يصنع به،و كيف تستشهد فاطمة، و كيف يستشهد الحسن.و كيف تغدر به الامة...الخ» (3).

ص: 43


1- راجع:المصادر المتقدمة.
2- لعل الصحيح:بيدي.
3- كتاب سليم بن قيس،بتحقيق الانصاري:ج 2 ص 915 و الفضائل لابن شاذان:ص 141،و البحار:ج 28 ص 73.

9-روي عن علي(ع)عند دفن الزهراء قوله:«و ستنبّئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها،فأحفها السؤال،و استخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها،لم تجد الى بثّه سبيلا..الخ» (1).

فإن كلامه(ع)هذا و إن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء(ع)،و لكنه يدل على أن ثمّة مظالم بقيت تعتلج بصدرها عليها السلام،و لم تجد الى بثّها سبيلا.و هذه الامور هي غير فدك، و الارث و غصب الخلافة،لان هذه الامور قد أعلنتها عليها السلام، و بثتها بكل وضوح،و احتجت لها،و ألقت خطبا جليلة في بيانها.

10-ما ذكره الشيخ الكفعمي المتوفي سنة 905 ه.ق.في كتابه المصباح الذي جمعه من حوالى مائتين و أربعين كتابا،و قال:انه جمعه«من كتب معتمد على صحتها،مأمور بالتمسك بوثقى عروتها،و لا يغيرها كر العصرين،و لا مرّ الملوين.

كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها و محلها فوق الرفيع الارفع (2)

فقد أورد رحمه اللّه في كتابه هذا دعاء عن ابن عباس،عن علي(ع)،كان علي(ع)يقنت به في صلاته.و قد وصفه في هامش المصباح بقوله:«هذا الدعاء عظيم الشأن،رفيع المنزلة».و قال فيه علي (ع)،كما روي عنه:ان الداعي به كالرامي مع النبي(ص)في بدر4.

ص: 44


1- الكافي:ج 1 ص 459،و مرآة العقول:ج 5 ص 329،و نهج البلاغة:الخطبة رقم 202.
2- مصباح الكفعمي:ص 4.

و أحد و حنين بألف ألف سهم..

و مما جاء في هذا الدعاء قوله عن بيت النبوّة:«و قتلا أطفاله، و أخليا منبره من وصيه،و وارث علمه،و جحدوا إمامته...الى أن قال:

و بطن فتقوه،و جنين أسقطوه،و ضلع دقّوه (1)و صك مزقوه الخ...» (2).

و قد جاء في تعليقته على المصباح،و المطبوعة في هامش المصباح نفسه.و نقله عنه قال العلامة المجلسي صاحب البحار:

«...قال الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه رشح البلاء:

قوله:فقد أخربا بيت النبوة الى آخره،إشارة الى ما فعله الاول و الثاني مع علي(ع)و فاطمة(ع)من الايذاء،و إرادة إحراق بيت علي بالنار،و قادوه كالجمل المخشوش.و ضغطا فاطمة(ع)في بابها،حتى أسقطت بمحسن،و أمرت أن تدفن ليلا،و لا يحضر الاول و الثاني جنازتها الخ..» (3).

و قال:«و الضلع المدقوق،و الصك الممزوق إشارة الى ما فعلاه مع فاطمة(ع)،من مزق صكها،و دقّ ضلعها» (4).

11-محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد،عن أحمد بن1.

ص: 45


1- في البحار:كسروه.
2- راجع:البحار:ج 82 ص 261،و المصباح للكفعمي:ص 553،و البلد الامين: ص 551 و 552،و علم اليقين:ص 701.
3- حواشي المصباح،للشيخ الكفعمي ص 553،و البحار:ج 82 ص 261.
4- المصدر السابق ص 555،و البحار:ج 82 ص 261.

ادريس،و محمد بن يحيى العطار،جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى الاشعري،عن أبي عبد الله الرازي،عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني،عن ابن عميرة،عن محمد بن عتبة،عن محمد بن عبد الرحمن،عن أبيه،عن علي بن أبي طالب(ع).

قال:«بينا أنا،و فاطمة،و الحسن،و الحسين عند رسول الله (ص)إذ التفت إلينا فبكى،فقلت:و ما ذاك يا رسول الله؟!

قال:أبكي من ضربتك على القرن،و لطم فاطمة خدها» (1).

و وصف المجلسي إسناد هذه الرواية بأنه«معتبر»فراجع (2).

12-عن احمد بن الخصيب،عن جعفر بن محمد بن المفضل،عن محمد بن سنان الزاهري،عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم،عن مديح بن هارون بن سعد،قال:سمعت ابا الطفيل عامر بن واثلة،عن امير المؤمنين،أنه قال لعمر في جملة كلام له:

«..و هي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم،و ابني الحسن و الحسين،و ابنتي زينب،و أم كلثوم الخ.. (3).3.

ص: 46


1- الامالي للشيخ الصدوق:ص 118،و بحار الانوار:ج 28 ص 51،و ليراجع: ج 44 ص 149 و إثبات الهداة:ج 1 ص 281،و عوالم العلوم:ج 11 ص 397،و جلاء العيون:ج 1 ص 189،و وفاة الصديقة الزهراء للسّيّد عبد الرزاق المقرم:ص 60،و المناقب لابن شهرآشوب:ج 2 ص 209،انتشارات علامة-قم.
2- جلاء العيون،ج 1 ص 189.
3- الهداية الكبرى:ص 163.

13-و مما يدل على ممارسة اسلوب العنف ضد علي(ع)، و الاتيان به للبيعة عنوة،ما كتبه معاوية له(ع)،و ما أجابه به،فقد قال له معاوية:انه أبطأ على الخلفاء،فكان يقاد الى البيعة كأنه الجمل الشارد حتى يبايع و هو كاره (1).

و قال له:في جملة ما قال:«لقد حسدت أبا بكر و التويت عليه،و رمت إفساد أمره،و قعدت في بيتك،و استغويت عصابة من الناس،حتى تأخروا عن بيعته».

الى أن قال:«و ما من هؤلاء إلا بغيت عليه،و تلكأت في بيعته، حتى حملت إليه قهرا تساق بخزائم الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش» (2).

فأجابه أمير المؤمنين(ع)برسالة جاء فيها:«و قلت:اني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع.و لعمرو الله لقد أردت أن تذم فمدحت،و أن تفضح فافتضحت.و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما،ما لم يكن شاكا في دينه الخ..» (3).

و الرواية تدل على أنهم دخلوا الى بيته،و استخرجوه منه بالقوة،الامر الذي يؤكد عدم مراعاتهم لحرمة الزهراء،التي ستدفعهم عن ذلك بكل ما تستطيع،و قد فعلت ذلك حسبما صرحت به الروايات..و إن لم تصرح هذه الرواية بتعرّضهم للزهراء(ع)مباشرة..9.

ص: 47


1- الفتوح لابن أعثم:ج 3 ص 474.
2- شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 15 ص 186،و إحقاق الحق للتستري:ج 2 ص 368،و 369.
3- نهج البلاغة الكتاب رقم 28.راجع:نهج السعادة،و إحقاق الحق،ج 2 ص 369.

14-و قد ذكر الديلمي أنّ الزهراء(ع)قد ذكرت بالتفصيل ما جرى عليها،فكان مما قالته(ع):

«...ثم ينفذون الى دارنا قنفذا،و معه عمر بن الخطاب،و خالد بن الوليد،ليخرجوا ابن عمي عليا الى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة،فلا يخرج إليهم،متشاغلا بما أوصاه به رسول الله(ص)، و بأزواجه،و بتأليف القرآن،و قضاء ثمانين ألف درهم وصّاه بقضائها عنه:عدات،و دينا.

فجمعوا الحطب الجزل على بابنا،و أتوا بالنار ليحرقوه، و يحرقونا،فوقفت بعضادة الباب،و ناشدتهم بالله و بأبي:أن يكفوا عنّا،و ينصرونا.

فأخذ عمر السوط من يد قنفذ-مولى أبي بكر-فضرب به عضدي،فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج،و ركل الباب برجله،فردّه عليّ و أنا حامل،فسقطت لوجهي،و النار تسعر، و تسفع وجهي،فضربني بيده،حتى انتثر قرطي من أذني،و جاءني المخاض،فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم،فهذه أمة تصلي علي؟!..

و قد تبرأ الله و رسوله منهم،و تبرأت منهم».

فعمل أمير المؤمنين(ع)بوصيتها و لم يعلم أحدا بها فأصنع في البقيع ليلة دفنت فاطمة(ع)أربعون قبرا جددا.

ثم ان المسلمين لما علموا بوفاة فاطمة و دفنها،جاءوا الى أمير المؤمنين(ع)يعزّونه بها،فقالوا:يا أخا رسول الله(ص)،لو أمرت بتجهيزها و حفر تربتها.

ص: 48

فقال(ع):و وريت و لحقت بأبيها(ص).

فقالوا:إنا للّه و إنا إليه راجعون،تموت ابنة نبينا محمد(ص) و لم يخلّف فينا ولدا غيرها،و لا نصلي عليها!و إن هذا لشيء عظيم!!

فقال(ع):حسبكم ما جنيتم على الله و على رسوله(ص) و على آل بيته،و لم أكن-و الله-لأعصيها في وصيتها التي أوصت بها في أن لا يصلّي عليها أحد منكم،و لا بعد العهد فأعذر.

فنفض القوم أثوابهم،و قالوا:لا بدّ لنا من الصلاة على ابنة رسول الله(ص)،و مضوا من فورهم الى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا جددا،فاشتبه عليهم قبرها(ع)بين تلك القبور.

فضجّ الناس و لام بعضهم بعضا،و قالوا:لم تحضروا وفاة بنت نبيكم،و لا الصلاة عليها،و لا تعرفون قبرها فتزورونه؟.

فقال أبو بكر:هاتوا من ثقاة المسلمين من ينبش هذه القبور، حتى تجدوا قبرها فنصلي عليها و نزورها.

فبلغ ذلك أمير المؤمنين(ع)،فخرج من داره مغضبا،و قد احمرّ وجهه،و قامت عيناه،و درت أوداجه،و على يده قباه الاصفر-الذي لم يكن يلبسه إلا في يوم كريهة-يتوكأ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع،فسبق الناس النذير،فقال لهم:هذا علي قد أقبل كما ترون يقسم بالله لإن بعث من هذه القبور حجر واحد ليضعنّ السيف على غابر هذه الامة،فولّى القوم هاربين،قطعا،قطعا (1).ي.

ص: 49


1- بحار الانوار:ج 30 ص 348-350،عن إرشاد القلوب للديلمي.

15-و من الاشعار التي روى المحدثون و المؤرخون أن الزهراء (ع)قد رثت بها النبي الاكرم(ص):

ما ذا على من شمّ تربة أحمد

أن لا يشم مدى الزمان غواليا (1)

صبت عليّ مصائب لو أنها صبّت على الايام صرن لياليا

فاليوم أخشع للذليل،و أتقي ضيمي،و أدفع ظالمي بردائيا (2)

فلو كان المقصود بالمصائب هو مصابها بوفاة أبيها فقط،لكان الاحرى أن تقتصر على التعبير«بمصيبة»،بصيغة المفرد،و لم يكن محل لذكر الخشوع للذليل،و دفع الظالمين بالرداء.

كما أن قولها(ع):«و أدفع ظالمي بردائيا»،أو«بالراح»الوارد في قولها الآخر المروي عنها:

فاليوم أخضع للذليل،و أتقي ذلي،و أدفع ظالمي بالراح (3)

يشير الى أن الظلم لها لم يقتصر على اغتصاب إرثها و فدك، فإن ذلك لا يحتاج الى دفع الظالم بالراح و الرداء،بل هي ذهبت و طالبت،و احتجت.و كل ذلك مذكور و مسطور،و هو أيضا معروف و مشهور.

أضف الى ما تقدم:ان استعمال الراح و الرداء في دفع الظالمه.

ص: 50


1- الغالية:المسك.
2- مصادر هذا الشعر كثيرة في كتب المسلمين،و لذا فنحن نكتفي هنا بالاشارة الى:المناقب لابن شهرآشوب ج 1 ص 299.
3- المناقب لابن شهرآشوب،ج 1 ص 300 و غيره.

يشير الى جهد جسدي قامت به(ع)،و لم يقتصر الامر على الخطابة و الاحتجاج،إلا أن يكون واردا على سبيل الكناية و المجاز.

ما روي عن الامام الحسن المجتبى(ع):

16-و روي عن الشعبي،و أبي مخنف،و يزيد بن حبيب المصري،حديث احتجاج الامام الحسن المجتبى على عمرو بن العاص، و الوليد بن عقبة،و عمرو بن عثمان،و عتبة بن أبي سفيان عند معاوية.

و هو حديث طويل،و قد جاء فيه،قوله(ع)للمغيرة بن شعبة:

«...و أنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله(ص)،حتى أدميتها،و ألقت ما في بطنها،استذلالا منك لرسول الله(ص)، و مخالفة منك لأمره،و انتهاكا لحرمته،و قد قال لها رسول الله(ص):

يا فاطمة،أنت سيدة نساء أهل الجنة الخ...» (1).

و قد قال العلاّمة الجليل الشيخ الطبرسي في مقدمة كتابه «الاحتجاج»:

«و لا نأتي في أكثر ما نورده من الاخبار باسناده،إما لوجود الإجماع عليه،أو موافقته لما دلّت العقول إليه،أو لاشتهاره في السير و الكتب بين المخالف و المؤالف،إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري(ع)،فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه،و إن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه،و لأجل ذلك ذكرت اسناده في أول خبر من ذلك الخ...» (2).

ص: 51


1- الاحتجاج:ج 1 ص 414،و البحار:ج 43 ص 197،و مرآة العقول:ج 5 ص 321.و ضياء العالمين(مخطوط)ج 2 ق 3 ص 64.
2- الاحتجاج:ج 1 ص 4.

و قال العلاّمة المتبحّر الشيخ الطهراني في الذريعة»:

و كلامه هذا صريح في أن كل ما أرسله فيه هو من المستفيض المشهور المجمع عليه بين المخالف و المؤالف،فهو من الكتب المعتبرة التي اعتمد عليها العلماء الأعلام كالعلاّمة المجلسي و المحدث الحر العاملي و أضرابهما (1).

ما روي عن السجاد(ع):

17-قال محمّد بن جرير بن رستم الطبري:

قال و أخبرنا مخول بن ابراهيم النهدي،قال حدثنا مطر بن أرقم،قال حدثنا أبو حمزة الثمالي،عن علي بن الحسين(ع)قال:

لما قبض(ص)،و بويع أبو بكر،تخلّف علي(ع).فقال عمر لأبي بكر:أ لا ترسل إلى هذا الرجل المتخلف فيجيء فيبايع؟

قال:يا قنفذ،اذهب الى علي،و قل له:يقول لك خليفة رسول الله(ص):تعال بايع.

فرفع علي(ع)صوته،و قال:سبحان الله،ما أسرع ما كذبتم على رسول الله(ص)!

قال:فرجع،فأخبره.

ثم قال عمر:أ لا تبعث الى هذا الرجل المتخلف فيجيء يبايع؟

فقال لقنفذ:اذهب الى علي فقل له:يقول لك أمير المؤمنين:

ص: 52


1- الذريعة:ج 1 ص 282.

تعال بايع.

فذهب قنفذ،فضرب الباب.

فقال:من هذا؟

قال:أنا قنفذ.

فقال:ما جاء بك؟

قال:يقول لك أمير المؤمنين:تعال فبايع.

فرفع علي(ع)صوته،و قال:سبحانه الله!لقد ادعى ما ليس له!

فجاء فأخبره.

فقام عمر،فقال:انطلقوا بنا الى هذا الرجل حتى نجيء إليه.

فمضى إليه جماعة،فضربوا الباب،فلمّا سمع علي(ع) أصواتهم لم يتكلّم،و تكلمت امرأة فقالت:من هؤلاء؟

فقالوا:قولي لعلي:يخرج و يبايع.

فرفعت فاطمة(ع)صوتها فقالت:يا رسول الله ما لقينا من أبي بكر و عمر بعدك.فلمّا سمعوا صوتها بكى كثير ممن كان معه.ثم انصرفوا.

و ثبت عمر في ناس معه،فأخرجوه و انطلقوا به الى أبي بكر حتى أجلسوه بين يديه فقال أبو بكر:بايع.

قال:فإن لم أفعل؟

ص: 53

قال:إذا و الله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك.

قال:فإن تفعلوا فأنا عبد الله و أخو رسوله.

قال:بايع.

قال:فإن لم أفعل؟

قال:إذا و الله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك.

فالتفت علي(ع)الى القبر و قال:يا ابن أم،ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني،ثم بايع،و قام (1).

ما روي عن أحدهما:الباقر أو الصادق(ع):

18-و روى العلاّمة العياشي رحمه الله عن أحدهما(ع) حديثا مطوّلا جاء في آخره قوله(ع):

فأرسل أبو بكر إليه:أن تعال فبايع.

فقال علي:لا أخرج حتى أجمع القرآن.

فأرسل إليه مرة أخرى، فقال:لا أخرج حتى أفرغ.

فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ،فقامت فاطمة بنت رسول الله(ص)عليها(كذا)تحول بينه و بين علي(ع)،فضربها، فانطلق قنفذ و ليس معه علي.

ص: 54


1- المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب:ص 65 و 66.

فخشي أن يجمع علي الناس،فأمر بحطب،فجعل حوالى بيته،ثم انطلق عمر بنار،فأراد أن يحرق على علي بيته،و فاطمة، و الحسن و الحسين،صلوات الله عليهم.

فلما رأى علي ذلك خرج فبايع كارها غير طائع» (1).

19-محمد بن يحيى،عن محمد بن الحسين،عن محمد بن اسماعيل،عن صالح بن عقبة،عن عبد الله بن محمد الجعفي،عن أبي جعفر،و أبي عبد الله(ع)،قالا:

«إن فاطمة(ع)لما أن كان من أمرهم ما كان،أخذت بتلابيب عمر،فجذبته إليها،ثم قالت:أما و الله يا ابن الخطاب،لو لا اني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله،ثم أجده سريع الاجابة» (2).

قال شيخ الاسلام المجلسي مفسرا قوله:كان من أمرهم ما كان:«أي من دخولهم دار فاطمة الخ...» (3).

ما روي عن الامام الباقر(ع):

20-عن ابراهيم بن أحمد الطبري،عن علي بن عمر بن حسن بن علي السياري،عن محمد بن زكريا الغلابي،عن جعفر بن محمد بن عمارة،عن أبيه،عن جابر الجعفي،عن أبي جعفر محمد

ص: 55


1- تفسير العياشي:ج 2 ص 307 و 308،و بحار الانوار:ج 28 ص 231، و البرهان في تفسير القرآن:ج 2 ص 434.
2- الكافي:ج 1 ص 460.
3- مرآة العقول:ج 5 ص 342.

بن علي بن الحسين(ع)،عن أبيه،عن جده،عن محمد بن عمار بن ياسر،قال في حديث:

و حملت بالحسن،فلما رزقته حملت بعد أربعين يوما بالحسين، ثم رزقت زينب،و أم كلثوم،و حملت بمحسن،فلما قبض رسول الله (ص)،و جرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها،و أخرج ابن عمها أمير المؤمنين،و ما لحقها من الرجل،أسقطت به ولدا تماما.

و كان ذلك أصل مرضها و وفاتها صلوات الله عليها (1).

21-و ذكر محمد بن جرير بن رستم الطبري،ان عليا(ع)لما بويع أبو بكر قعد عن القوم.فصاروا الى داره،و أرادوا أن يضرموها عليه،و على فاطمة(ع)نارا،فخرج الزبير بسيفه حتى كسروه.

رواه محمد بن هارون،عن ابان بن عثمان،قال:حدثني سعيد بن قدامة،عن زائدة بن قدامة:

ان أبا بكر دعا عليا(ع)الى البيعة،فامتنع،و قال:(ثم يذكر احتجاج علي عليهم،ثم يقول:)فسألت زائدة بن قدامة:عمن سمعت هذا الحديث؟

قال:من أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين(ع) (2).

22-«عن أبي الجارود،عن أبي جعفر،قال:سألته:متى يقوم قائمكم؟

فأجابه جوابا مطوّلا تحدث فيه عن«الحطب الذي جمعاه5.

ص: 56


1- دلائل الامامة:ص 26 و 27،و راجع:العوالم:ج 11 ص 504.
2- المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب(ع):ص 64 و 65.

ليحرقا به عليا،و فاطمة،و الحسن،و الحسين،و ذلك الحطب عندنا نتوارثه..» (1).

ما روي عن الامام الصادق(ع):

23-عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري،عن أبيه،عن علي بن محمد بن سالم،عن محمد بن خالد،عن عبد الله بن حماد البصري،عن عبد الله بن علي بن عبد الرحمن الاصم،عن حمّاد بن عثمان،عن أبي عبد الله(ع):

لما أسري بالنبي(ص)قيل له:إن الله يختبرك في ثلاث و صار يعددها...الى أن قال:

و أما ابنتك فتظلم،و تحرم،و يؤخذ حقها غصبا،الذي تجعله لها،و تضرب و هي حامل،و يدخل عليها و على حريمها،و منزلها بغير إذن،ثم يمسها هوان و ذل،ثم لا تجد مانعا و تطرح ما في بطنها من الضرب،و تموت من ذلك الضرب..

الى أن تقول الرواية:و أول من يحكم فيه«محسّن»بن علي في قاتله،ثم في قنفذ،فيؤتيان هو و صاحبه الخ... (2).

24-عن أبي الحسن بن شاذان،عن أبيه،عن محمد بن

ص: 57


1- دلائل الامامة:ص 242.
2- كامل الزيارات:ص 232-335،و البحار ج 28 ص 62-64 و راجع:ج 53 ص 23.و راجع:عوالم العلوم:ج 11 ص 398،و جلاء العيون للمجلسي:ج 1 ص 184-186.

الحسن بن الوليد،عن محمد بن الحسين بن الصفار،عن محمد بن زياد،عن مفضل بن عمر،عن يونس بن يعقوب،عن الصادق(ع)، أنه قال في حديث طويل:«يا يونس،قال جدي رسول الله(ص):

ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي،و يغصبها حقها و يقتلها» (1).

25-الكافي:عدة من أصحابنا،عن أحمد بن محمد،عن القاسم،عن جده،عن أبي بصير،عن أبي عبد الله(ع)،عن آبائه، قال:

«قال أمير المؤمنين(ع):إن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة، و لم تسموهم يقول السقط لأبيه:أ لا سميتني؟!و قد سمّى رسول الله (ص)«محسّنا»قبل أن يولد (2)»و هو مذكور في حديث الاربعمائة أيضا.و لا حظ الخصال للصدوق.

قال المجلسي إسناد هذا الحديث معتبر (3).

26-ابراهيم بن سعيد الثقفي،قال:حدثني أحمد بن عمرو البجلي،قال:حدثنا أحمد بن حبيب العامري،عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع)،قال:«و الله،ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته» (4).

27-عن الحسين بن حمدان،عن محمد بن اسماعيل،و علي

ص: 58


1- كنز الفوائد:ج 1 ص 150/149،و روضات الجنات:ج 6 ص 182.
2- الكافي:ج 6 ص 18،و عوالم العلوم:ج 11 ص 411.و البحار:ج 43، ص 195،و ج 101 ص 128 و ج 10 ص 112،و الخصال:ج 2 ص 434، و علل الشرائع:ج 2 ص 464،و جلاء العيون:ج 1 ص 222.
3- جلاء العيون:ج 1 ص 222.
4- البحار:ج 28،ص 269 و 390 و 411،و في هامشه عن الغارات للثقفي. و راجع:الشافي للسيد المرتضى،رحمه الله ج 3 ص 241،و تلخيص الشافي ج 3 ص 76.

بن عبد الله الحسني،عن أبي شعيب،و محمد بن نصير،عن عمر بن الفرات،عن محمد بن المفضل،عن المفضل بن عمر،قال:

سألت سيدي الصادق(ع):هل للمأمور المنتظر المهدي(ع) من وقت موقت يعلمه الناس؟!

فقال:حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا..إلى أن تقول الرواية:

و ضرب سلمان الفارسي،و إشعال النار على باب أمير المؤمنين، و فاطمة،و الحسن،و الحسين؛لإحراقهم بها،و ضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط،و رفس بطنها،و إسقاطها محسنا...

الى أن قال:و تقص عليه قصة أبي بكر،و إنفاذه خالد بن الوليد،و قنفذا،و عمر بن الخطاب،و جمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (ع)من بيته الى البيعة في سقيفة بني ساعدة..

الى أن قال:و قول عمر:أخرج يا علي الى ما أجمع عليه (المسلمون)و إلا قتلناك.

و قول فضة جارية فاطمة:إن أمير المؤمنين(ع)مشغول،و الحق له إن أنصفتم من أنفسكم،و أنصفتموه.(و سب عمر لها).

و جمعهم الجزل و الحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين،و فاطمة،و الحسن،و الحسين،و زينب،و أم كلثوم،و فضة.

و إضرامهم النار على الباب،و خروج فاطمة إليهم،و خطابها لهم من6.

ص: 59

وراء الباب.

و قولها:ويحك يا عمر،ما هذه الجرأة على الله و رسوله؟تريد أن تقطع نسله من الدنيا و تنفيه(تفنيه)و تطفئ نور الله؟و الله متمّ نوره،و انتهاره لها.

و قوله:كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا،و لا الملائكة آتية بالامر و النهي و الزجر من عند الله،و ما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر،أو أحرقكم جميعا.

فقالت و هي باكية:اللهم إليك أشكو فقد نبيك و رسولك و صفيك،و ارتداد أمته علينا،و منعهم إيّانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل.

فقال لها عمر:دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء،فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة و الخلافة،و أخذت النار في خشب الباب.

و إدخال(و أدخل)قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب.

و ضرب عمر لها بالسوط على عضدها،حتى صار كالدملج الاسود.و ركل الباب برجله حتى أصاب بطنها و هي حامل بالمحسن لستة أشهر،و إسقاطها إياه.

و هجوم عمر،و قنفذ،و خالد بن الوليد،و صفقة عمر على خدها حتى بدا(أبرى)قرطاها تحت خمارها،و هي تجهر بالبكاء، و تقول:«وا أبتاه،وا رسول الله،ابنتك فاطمة تكذّب،و تضرب و يقتل جنين في بطنها».

و خروج أمير المؤمنين(ع)من داخل الدار محمرّ العين حاسرا

ص: 60

حتى ألقى ملاءته عليها،و ضمها الى صدره،و قوله لها:يا بنت رسول الله،قد علمت أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين...الى أن قال:

ثم قال:يا ابن الخطاب لك الويل من يومك هذا و ما بعده و ما يليه،أخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني غابر الامة.

فخرج عمر،و خالد بن الوليد،و قنفذ،و عبد الرحمن بن أبي بكر،فصاروا من خارج الدار،و صاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة، مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء،فقد جاءها المخاض من الرفسة، ورد الباب،فأسقطت محسنا.

فقال أمير المؤمنين:فإنه لاحق بجده رسول الله(ص)فيشكو إليه.

و تستمر الرواية في هذا الموضوع،ثم تقول:«و يأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد،و فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين(ع)، و هنّ صارخات،و أمه فاطمة تقول:«هذا يومكم الذي كنتم توعدون».

الى أن قالت الرواية:

«ثم قال المفضل:يا مولاي،ما تقول في قوله تعالى: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ .

قال:يا مفضل،و الموؤدة-و الله-محسّن،لأنه منا لا غير،فمن قال غير هذا فكذبوه.

قال المفضل:يا مولاي:ثم ما ذا؟

قال الصادق(ع):تقوم فاطمة بنت رسول الله(ص)،فتقول:

ص: 61

اللهم أنجز وعدك و موعدك لى في من ظلمني،و غصبني،و ضربني، و جزعني بكل أولادي» (1).

28-و في حديث آخر:ان الامام الصادق(ع)،قال للمفضل:

«و لا كيوم محنتنا بكربلاء،و إن كان يوم السقيفة،و إحراق النار على باب أمير المؤمنين،و الحسن،و الحسين،و فاطمة،و زينب،و أم كلثوم،و فضة،و قتل«محسّن»بالرفسة أعظم و أدهى و أمرّ،لانه أصل يوم العذاب (2).

29-روى رئيس الشيعة الشيخ المفيد في الاختصاص،عن أحمد بن محمد بن عيسى،عن أبيه،و العباس بن معروف،عن عبد الله بن المغيرة،قال:حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الاصم،عن عبد الله بن بكر الارجاني،قال:

صحبت أبا عبد الله(ع)في طريق مكة من المدينة...ثم ذكر حديثا طويلا ذكر له فيه أبو عبد الله(ع):

«قاتل أمير المؤمنين(ع)،و قاتل فاطمة(ع)،و قاتل المحسّن، و قاتل الحسن و الحسين الخ...».).

ص: 62


1- بحار الانوار:ج 53 ص 14 و 18 و 19 و 23،و العوالم:ج 11 ص 441- 443،و الهداية الكبرى للخصيبي:ص 392 و 407 و 408 و 417،و عن حلية الابرار ج 2 ص 652.و راجع فاطمة بهجة قلب المصطفى:ج 2 ص 532،عن نوائب الدهور،للسيد المير جهاني:ص 192.
2- فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى ج 2 ص 532،عن نوائب الدهور،للسيد المير جهاني ص 194،و الهداية الكبرى للخصيبي ص 417،(ط بيروت).

و رواه في كامل الزيارات بسند آخر عن عبد الله الاصم،عن عبد الله بن بكر الارجاني،و فيه:«و قاتل فاطمة و محسن»فراجع (1).

30-علي بن ابراهيم،عن أبيه،عن سليمان الديلمي،عن أبي بصير،عن أبي عبد الله(ع)قال:إذا كان يوم القيامة يدعى محمد (ص)،فيكسى حلة وردية...الى أن قال:ثم ينادى من بطنان العرش،من قبل رب العزة،و الافق الاعلى:نعم الأب أبوك يا محمد، و هو ابراهيم،و نعم الأخ أخوك و هو علي بن أبي طالب(ع)و نعم السبطان سبطاك و هما الحسن و الحسين،و نعم الجنين جنينك،و هو محسّن،و نعم الائمة الراشدون الخ...» (2).

31-أبو محمد،عن عبد الله بن سنان،عن أبي عبد الله(ع) قال:لما قبض رسول الله،و جلس أبو بكر مجلسه بعث الى وكيل فاطمة صلوات الله عليها،فأخرجه..ثم تذكر الرواية:ان أبا بكر كتب لها كتابا برد فدك إليها،فلقيها عمر،فقال:يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك؟

فقالت:كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك.

فقال:هلميه إلي.

فأبت أن تدفعه إليه فرفسها برجله،و كانت حاملة بابن اسمه9.

ص: 63


1- الاختصاص:ص 343 و 344،و كامل الزيارات:ص 326 و 327.و البحار: ج 25،ص 373.و في هامش الاختصاص أشار الى البحار:ج 8 ص 213 و الى بصائر الدرجات.
2- تفسير القمي:ج 1 ص 128،و البحار:ج 7 ص 328 و 329،و ج 23 ص 130 و 131 و ج 12 ص 6 و 7،و نور الثقلين:ج 1 ص 348،و البرهان في تفسير القرآن:ج 1 ص 328 و 329.

المحسن،فأسقطت المحسن من بطنها،ثم لطمها،فكاني أنظر الى قرط في أذنها حين نقفت (1).

ثم أخذ الكتاب فخرقه.فمضت.و مكثت خمسة و سبعين يوما مريضة مما ضربها عمر،ثم قبضت.

فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه فقالت:إما تضمن و إلا أوصيت الى الزبير،فقال علي(ع):أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد،قالت:سألتك بحق رسول الله(ص)إذا أنا مت الا يشهداني،و لا يصليا عليّ.

قال:فلك ذلك،فلما قبضت(ع)دفنها ليلا في بيتها،و أصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها و أبو بكر و عمر كذلك،فخرج إليهما علي(ع)،فقالا له:ما فعلت بابنة محمد أخذت في جهازها يا أبا الحسن؟

فقال علي(ع):قد و الله دفنتها.

قالا:فما حملك على أن دفنتها و لم تعلمنا بموتها.

قال:هي أمرتني.

فقال عمر:و الله لقد هممت بنبشها و الصلاة عليها.

فقال علي(ع):أما و الله ما دام قلبي بين جوانحي و ذو الفقار في يدي،إنك لا تصل الى نبشها،فأنت أعلم.

فقال أبو بكر:اذهب،فإنه أحق بها منا.ت.

ص: 64


1- بالبناء للمجهول أي كسرت.

و انصرف الناس (1).

32-محمد بن هارون التلعكبري،قال:حدثني أبي،قال:

حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل،قال:روى أحمد بن محمد البرقي،عن أحمد بن محمد الأشعري القمي،عن عبد الرحمن بن أبي نجران،عن عبد الله بن سنان،عن ابن مسكان،عن أبي بصير،عن أبي عبد الله(ع)قال:

ولدت فاطمة(ع)في جمادى الآخرة في العشرين منه،سنة خمس و أربعين من مولد النبي(ص)..الى أن قال:

و كان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره،فأسقطت محسنا.و مرضت من ذلك مرضا شديدا،و لم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها.

و كان رجلان من أصحاب النبي سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما.فسألها،فأجابت.

و لما دخلا عليها قالا لها:كيف أنت يا بنت رسول الله؟!

فقالت:بخير و الحمد لله..

ثم قالت لهما:أ ما سمعتما النبي(ص)يقول:فاطمة بضعة منّي،فمن آذاها فقد آذاني،و من آذاني فقد آذى الله؟

قالا:بلى.8.

ص: 65


1- الاختصاص:ص 185 و 184،و البحار:ج 29 ص 192 و وفاة الصديقة الزهراء للمقرم:ص 78.

قالت:و الله لقد آذيتماني.

فخرجا من عندها و هي ساخطة عليهما» (1).

و سند الرواية صحيح.

33-و قال الشيخ الطبرسي:و روي عن الصادق(ع)انه قال:

لما استخرج أمير المؤمنين(ع)من منزله،خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه،فما بقيت امرأة هاشمية إلاّ خرجت معها،حتى انتهت قريبا من القبر،فقالت لهم:خلوا ابن عمي فو الله لئن لم تخلوا عنه الخ... (2).

فهذا الحديث أيضا يدلّ عن أنهم دخلوا عليه البيت و استخرجوه منه بالقوة و القهر،و ذلك بالرغم عن فاطمة(ع)،و من دون رعاية لحرمتها.

34-و قال القاضي عبد الجبار المتوفي سنة 415 ه.ق.

و المعاصر للشيخ المفيد رحمه الله(ت 413)إن الشيعة قد ادعوا رواية رووها عن جعفر بن محمد(ع)و غيره:ان عمر ضرب فاطمة بالسوط (3).

و لا ندري ان كان يشير الى هذه الروايات التي ذكرناها،أو الى غيرها،فلأجل ذلك أفردنا كلامه بالنقل.1.

ص: 66


1- دلائل الامامة:ص 45.و راجع:البحار:ج 43 ص 170،و عوالم العلوم:ج 11 ص 411 و 504.
2- الاحتجاج:ج 1 ص 222 و المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب(ع)ص 67.
3- المغني للقاضي عبد الجبار:ج 20 ق 1 ص 335،و الشافي للسيد المرتضى:ج 4 ص 119/110 و شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 16 ص 271.
ما روي عن الامام الكاظم(ع):

35-و نقل العلامة المجلسي رحمه الله تعالى،عن كتاب الطرف للعلامة الجليل السيد ابن طاوس،نقلا عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير،عن موسى بن جعفر عن أبيه،قال:

لما حضرت رسول الله(ص)الوفاة دعا الانصار،و قال:يا معشر الانصار،قد حان الفراق..الى أن قال:ألا إن فاطمة بابها بابي،و بيتها بيتي،فمن هتكه،فقد هتك حجاب الله».

قال عيسى:فبكى أبو الحسن(ع)طويلا،و قطع بقية كلامه، و قال:هتك-و الله-حجاب الله،هتك-و الله-حجاب الله،هتك -و الله-حجاب الله،يا أمّه صلوات الله عليها (1).

36-عن هارون بن موسى،عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي الكوفي،عن عيسى الضرير،عن الكاظم(ع)،قال:

قلت لأبي:فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله (ص)؟!

قال:فقال:ثم دعا عليا و فاطمة،و الحسن،و الحسين(ع)، و قال لمن في بيته:أخرجوا عني...الى أن تقول الرواية انه(ص)قد قال لعلي:

ص: 67


1- بحار الانوار:ج 22 ص 476 و 477،و في هامشه عن الطرف لابن طاوس: ص 18-21.

«و اعلم يا علي،إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، و كذلك ربي و ملائكته.

يا علي ويل لمن ظلمها،و ويل لمن ابتزّها حقّها،و ويل لمن هتك حرمتها،و ويل لمن أحرق بابها،و ويل لمن آذى خليلها،و ويل لمن شاقها و بارزها.

اللهم إني منهم بريء،و هم مني برآء.

ثم سمّاهم رسول الله(ص)،و ضم فاطمة إليه،و عليا، و الحسن،و الحسين(ع)،و قال:

اللهم إني لهم و لمن شايعهم سلم،و زعيم بأنهم يدخلون الجنة، و عدو و حرب لمن عاداهم و ظلمهم،و تقدمهم،أو تأخر عنهم و عن شيعتهم،زعيم بأنهم يدخلون النار.

ثم-و الله-يا فاطمة لا أرضى حتى ترضي.

ثم-لا و الله-لا أرضى حتى ترتضي.

ثم-لا و الله-لا أرضى حتى ترضي... (1)».

37-عن محمد بن يحيى،عن العمركي بن علي،عن علي بن جعفر،عن أخيه،عن أبي الحسن(ع):

«ان فاطمة(ع)صدّيقة شهيدة،و ان بنات الأنبياء لار.

ص: 68


1- بحار الانوار:ج 22 ص 484 و 485 و في هامشه عن خصائص الائمة: ص 72،و عوالم العلوم:ج 11 ص 400 و عن الطرف:ص 29-34،و عن مصباح الانوار.

يطمثن» (1).

قال المجلسيان الاول و الثاني،و هما من أعاظم علمائنا:هذا الحديث صحيح (2).

38-و روى العلامة الجليل العابد الزاهد،السيد ابن طاوس بإسناده عن الامام الكاظم(ع)،عن أبيه(ع)قال:

قال رسول الله(ص):يا علي،ما أنت صانع لو قد تآمر القوم عليك بعدي،و تقدموا عليك،و بعث إليك(....)يدعوك الى البيعة، ثم لببت بثوبك تقاد،كما يقاد الشارد من الابل،مذموما مخذولا، محزونا مهموما.و بعد ذلك ينزل بهذه الذل (3)الخ...

ما روي عن الامام الرضا(ع):

39-قال العالم العابد الزاهد السيد ابن طاوس رحمه الله:

دعاء آخر لمولانا الرضا(ع)في سجدة الشكر،رويناه بإسنادنا الى سعد بن عبد الله في كتاب فضل الدعاء،قال أبو جعفر،عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن الرضا.

و بكير بن صالح،عن سليمان بن جعفر،عن الرضا،قالا:

دخلنا عليه و هو ساجد في سجدة الشكر،فأطال في سجوده،ثم رفع

ص: 69


1- الكافي:ج 1 ص 458،و عوالم العلوم:ج 11 ص 260،و الرسائل الاعتقادية للخواجوئي:ص 302 و 301.
2- مرآة العقول:ج 5 ص 315،و روضة المتقين:ج 5 ص 342.
3- البحار:ح 22 ص 493.

رأسه،فقلنا له:أطلت السجود؟!

فقال:من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء،كان كالرامي مع رسول الله(ص)يوم بدر.

قال:قلنا:فنكتبه؟

قال:اكتبا،إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر،فتقولا:...ثم ذكر الدعاء و فيه الفقرة التالية:«..و استهزءا برسولك،و قتلا ابن نبيك الخ...» (1).

ما روي عن الامام الجواد(ع):

40-عن محمد بن هارون بن موسى،عن ابيه،عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد،عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،عن زكريّا بن آدم،قال:

إني لعند الرضا إذ جيء بأبي جعفر عليه السلام،و سنّه أقل من أربع سنين،فضرب بيده إلى الأرض،و رفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر؛فقال له الرضا عليه السلام:

بنفسي أنت،فلم طال فكرك؟!

فقال:فيما صنع بأمي فاطمة،أما و اللّه...

ص: 70


1- مهج الدعوات:ص 257 و 258،و المصباح للشيخ الكفعمي:ص 553 و 554،و بحار الانوار:ج 30 ص 393،و ج 83 ص 223،و مسند الامام الرضا(ع)للعطاردي:ج 2 ص 65.

ثم ذكر عليه السلام ما سوف يعاقب به من فعل ذلك. (1)

و نقول:

و هذه الرواية و إن لم تكن صريحة في تفاصيل ما جرى، و لكنها أيضا تعبر عن أنها عليها السلام-شخصيا-قد تعرضت لظلم فاحش.

ما روي عن الامام العسكري(ع):

41-عن السيد ابن طاوس في زوائد الفوائد،و عن كتاب المختصر للشيخ حسن بن سليمان،عن خط علي بن مظاهر الواسطي، بإسناد متصل عن محمد بن العلاء الهمداني الواسطي.

ثم نقله عن كتاب المختصر،و قال في آخره:نقلته من خط محمد بن علي بن طي،و فيه:

ان ابن أبي العلاء الهمداني،و يحيى بن محمد بن حويج تنازعا في أمر ابن الخطاب،فتحاكما الى أحمد بن اسحاق القمّي،صاحب الامام الحسن العسكري،فروى لهم عن الامام العسكري،عن أبيه(ع):ان حذيفة روى عن النبي(ص)حديثا مطولا يخبر النبي (ص)فيه حذيفة بن اليمان عن أمور ستجري بعده،ثم قال حذيفة و هو يذكر انه رأى تصديق ما سمعه:

ص: 71


1- البحار:ج 50 ص 59 عن دلائل الامامة للطبري.

«..و حرّف القرآن،و أحرق بيت الوحي...الى أن قال:و لطم وجه الزكية...» (1).ع.

ص: 72


1- البحار:ج 95 ص 351،و 353 و 354 و ج 31 ص 126،و عن المحتضر للشيخ حسن بن سليمان:ص 44-55(كما في هامش البحار)و ذكر في الهامش أيضا:ان الطبري قد رواه في دلائل الامامة،في الفصل المتعلق بأمير المؤمنين (ع)،و رواه الشيخ هاشم بن محمد(من علماء القرن السادس)في كتاب مصباح الانوار.و الجزائري في الانوار النعمانية بإسناد آخر.فراجع.

الفصل الثالث: ظلم الزهراء(ع)في الاحتجاجات المذهبية عبر الاجيال

اشارة

ص: 73

ص: 74

توطئة و بيان:

ثم إن قضية التعدي على الزهراء(عليها السلام)بالضرب، و مهاجمة بيتها،و محاولة إحراقه،و مباشرة ذلك بالفعل،بل و إسقاط جنينها،و غير ذلك من أمور،-إن كل ذلك-قد دخل في مجالات الحجاج و الاحتجاج المذهبي،منذ الصدر الاول،و الى يومنا هذا..

و نحن نذكر عيّنات من احتجاجات المتكلمين و غيرهم من أعيان الطائفة على خصومهم عبر العصور المتلاحقة.ليظهر ان هذه المفردات لم يخترعها قراء العزاء لاستنزاف دموع الناس بالكلمة الصادقة و الكاذبة على حد تعبير البعض.و نترك أمر تقصّي ذلك الى من يشاء.

فنقول:

و على الله نتوكل،و منه نستمد الحول و القوة و السداد.

1-القاضي عبد الجبار(ت 415 ه).

قال القاضي عبد الجبار،و هو من أعاظم المعتزلة،ردا على الشيعة:

«...و من جملة ما ذكروه من الطعن ادعاؤهم:ان فاطمة(ع)

ص: 75

لغضبها على أبي بكر و عمر أوصت أن لا يصليا عليها،و أن تدفن سرا منهما،فدفنت ليلا و ادعوا برواية رووها عن جعفر بن محمد و غيره:

ان عمر ضرب فاطمة بسوط،و ضرب الزبير بالسيف.

و ذكروا:ان عمر قصد منزلها،و علي،و الزبير،و المقداد، و جماعة ممن تخلّف عن أبي بكر يجتمعون هناك،فقال لها:ما أجد بعد أبيك أحب إلي منك.و أيم الله،لئن اجتمع هؤلاء النفر عندك ليحرقن عليهم،فمنعت القوم من الاجتماع،و لم يرجعوا إليها حتى بايعوا لابي بكر الى غير ذلك من الروايات البعيدة.

الجواب:إنا لا نصدق بذلك...» (1).

و قال:«..فأما ما ذكروه من حديث عمر في باب الاحراق، فلو صحّ لم يكن طعنا على عمر،لأن له أن يهدد من امتنع عن المبايعة (2).

2-السيد المرتضى علم الهدى(ت 436 ه).

و قال السيد المرتضى علم الهدى،ردا على كلام القاضي:

«قد بيّنّا:ان خبر الاحراق قد رواه غير الشيعة ممن لا يتهم على القوم».الى أن قال:«و الذي اعتذر به من حديث الاحراق إذا صح طريف،و أي عذر لمن أراد أن يحرق على أمير المؤمنين،و فاطمة(ع) منزلهما؟! (3)».

ص: 76


1- المغني للقاضي عبد الجبار:ج 20 ق 1 ص 335،و راجع:الشافي للسيد المرتضى:ج 4 ص 110،و شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 16 ص 271.
2- المغني:ج 2 ق 1 ص 337،و الشافي:ج 4 ص 112 و 119.
3- الشافي للسيد المرتضى:ج 4 ص 119 و 120.

و قال:ردا على انكار عبد الجبار ضرب فاطمة(ع)و الهجوم على دارها،و التهديد بالاحراق،و قوله:لا نصدق ذلك و لا نجوّزه:

«فانك لم تسند إنكارك الى حجة أو شبهة فنتكلّم عليها.

و الدفع لما يروى بغير حجة لا يلتفت إليه» (1).

و حين ادعى عبد الجبار:ان أخبار ضرب فاطمة(ع)كروايات الحلول،أجابه السيد المرتضى رحمه الله بقوله:

«أ لست تعلم:ان هذا المذهب يذهب إليه أصحاب الحلول، و العقل دال على بطلان قولهم؟!فهل العقل دالّ على استحالة ما روي من ضرب فاطمة(ع)؟!

فإن قال:هما سيان.

قيل له:فبيّن استحالة ذلك في العقل،كما بيّنت استحالة الحلول،و قد ثبت مرادك.و معلوم عجزك عن ذلك» (2).

و قال:

«...و بعد،فلا فرق بين أن يهدد بالاحراق للعلة التي ذكرها، و بين ضرب فاطمة لمثل هذه العلة،فإن إحراق المنازل أعظم من ضربة بالسوط...فلا وجه لامتعاض صاحب الكتاب من ضربة سوط، و تكذيب ناقلها» (3).0.

ص: 77


1- الشافي للسيد المرتضى:ج 4 ص 110-113.و نقول هنا للسيد المرتضى رحمه الله:ما أشبه الليلة بالبارحة!!
2- الشافي:ج 4 ص 117.
3- الشافي:ج 4 ص 120.

3-الشيخ الطوسي(ت 460 ه).

و قال شيخ الطائفة،الشيخ محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله تعالى.

«و مما أنكر عليه:ضربهم لفاطمة(ع)،و قد روي:انهم ضربوها بالسياط،و المشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة:ان عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت،فسمي السقط(محسنا).و الرواية بذلك مشهورة عندهم.و ما أرادوا من إحراق البيت عليها-حين التجأ إليها قوم،و امتنعوا من بيعته.

و ليس لأحد أن ينكر الرواية بذلك،لأنّا قد بيّنّا الرواية الواردة من جهة العامة من طريق البلاذري و غيره،و رواية الشيعة مستفيضة به، لا يختلفون في ذلك.

و ليس لأحد أن يقول:انه لو صحّ ذلك لم يكن طعنا،لأن للامام أن يهدد من امتنع من بيعته إرادة للخلاف على المسلمين.

و ذلك:انه لا يجوز أن يقوم عذر في إحراق الدار على فاطمة(ع) و أمير المؤمنين و الحسن و الحسين(عليهما السلام).و هل في مثل ذلك عذر يسمع؟

و إنما يكون مخالفا للمسلمين و خارقا لاجماعهم إذا كان الاجماع قد تقرر و ثبت،و إنما يصح ذلك و يثبت متى كان أمير المؤمنين و من قعد عن بيعته ممن انحاز الى بيت فاطمة(ع)داخلا فيه غير خارج عنه.

و أي اجماع يصح مع خلاف أمير المؤمنين(عليه السلام)- وحده،فضلا عن أن يبايعه على ذلك غيره.؟و من قال هذا من الجبائي

ص: 78

و غيره-بانت عداوته،و عصبيته،لأن قصة الاحراق جرت قبل مبايعة أمير المؤمنين(عليه السلام)و الجماعة الذين كانوا معه في منزله،و هم انما يدعون الاجماع-فيما بعد-لما بايع الممتنعون..فبان:ان الذي انكرناه منكر (1)».

و قال الشيخ الطوسي أيضا:

و قد روى البلاذري،عن المدائني،عن مسلمة بن محارب،عن سليمان التميمي عن أبي عون:ان أبا بكر أرسل الى علي(عليه السلام)يريده على البيعة،فلم يبايع-و معه قبس-فتلقه فاطمة(عليها السلام)على الباب،فقالت:يا ابن الخطاب،أتراك محرقا عليّ بابي؟ قال:نعم (2)و ذلك أقوى فيما جاء به أبوك.و جاء علي(ع)،فبايع.

قال الشيخ الطوسي:و هذا الخبر قد روته الشيعة من طرق كثيرة،و إنما الطريف أن يرويه شيوخ محدثي العامة،لكنهم كانوا يروون ما سمعوا بالسلامة.و ربما تنبهوا على ما في بعض ما يروونه عليهم،فكفوا منه،و أي اختيار لمن يحرق عليه بابه حتى يبايع؟ (3).6.

ص: 79


1- تلخيص الشافي:ج 3 ص 156 و 157.
2- تلخيص الشافي:ج 3 ص 76،و الشافي للسيد المرتضى:ج 3 ص 241.و راجع: البحار:ج 28 ص 389 و 411،و هامش ص 268،و أنساب الاشراف:ج 1 ص 586. و راجع:المصادر التالية،فإن بعضها أبدل كلمة:بابي،بكلمة:بيتي: العقد الفريد:ج 4 ص 259 و 260،و كنز العمال:ج 3 ص 149، و الرياض النضرة:ج 1 ص 167،و المختصر في أخبار البشر:ج 1 ص 156، و الطرائف:ص 239،و تاريخ الخميس:ج 1 ص 178،و نهج الحق:ص 271، و نفحات اللاهوت،ص 79،و راجع:العوالم ج 11 ص 602 و 408،و الشافي لابن حمزة:ج 4 ص 174.
3- تلخيص الشافي:ج 3 ص 76.

4-أبو الصلاح الحلبي(ت 474 ه).

قال الفقيه الكبير و المتكلم النحرير الشيخ أبو الصلاح الحلبي رحمه الله:

«و قصدهم عليا(ع)بالاذى،لتخلفه عنهم،و الإغلاظ له في الخطاب،و المبالغة في الوعيد،و إحضار الحطب لتحريق منزله، و الهجوم عليه،بالرجال من غير اذنه،و الاتيان به ملببا،و اضطرارهم بذلك زوجته و بناته،و نساءه،و حامّته من بنات هاشم و غيرهم الى الخروج من بيوتهم،و تجريد السيوف من حوله،و توعده بالقتل ان امتنع من بيعتهم» (1).

5-عبد الجليل القزويني(ت حدود 560 ه).

و قال عبد الجليل القزويني،في كتابه الذي رد فيه على كتاب «بعض فضائح الروافض»،ما ترجمته:

«..يقولون:إن عمر ضرب على بطن فاطمة،و قتل جنينا في بطنها كان الرسول سمّاه محسنا...»

فجوابه:«..ان هذا الخبر صحيح.و قد نقله الشيعة و أهل السنة في كتبهم.و لكن قد روي عن المصطفى(ص)قوله:«إنما الاعمال بالنيات»،فإن كان قصد عمر هو أخذ علي للبيعة،و لم يقصد إسقاط الجنين،و لعل عمر لم يكن يعلم ان فاطمة كانت خلف الباب،فيكون قتله للجنين خطأ لا عن عمد.

ص: 80


1- تقريب المعارف:ص 233.

و حتى لو كان قد قتله عمدا،فإنه لم يكن معصوما.و الله هو الذي يحكم فيه،و ليس لنا نحن ذلك،و لا يمكن أن يقال،أكثر من ذلك هنا.و الله أعلم بأعمال عباده و بضمائرهم،و سرائرهم».

و قال:«يقولون:ان عمر و عثمان منعا فاطمة الزهراء من البكاء على أبيها الخ...» (1).

و يقول في موضع آخر:

«إن عمر مزق صحيفة فاطمة حول فدك،و ضربها على بطنها، ثم منعوها من البكاء على أبيها» (2).

و نقول:

ان الاعتذار المذكور عن قتل المحسّن غريب و عجيب،أمام هذا السيل الهائل من الروايات المصرّحة بمعرفته بوجودها خلف الباب، حتى لقد جاء في بعضها أنه قد ضرب أصابعها حين أمسكت الباب لتمنعهم من فتحه،و أخبرته انها حاسرة حتى لا يدخل عليها بيتها.

ثم هو قد رفسها،و لطمها،و ضربها هو و قنفذ و غيرهما.

فما ندري!كيف يمكن اعتبار قتل المحسن خطأ،إلا أن يكون للخطأ مفهوم و معنى آخر،لا يدركه غير كاتب تلك الكلمات، و منشئها.

و مهما يكن من أمر،فإننا إنما نقلنا عنه هذه الفقرات،لدلالتها بوضوح على أن ضربها،و إهانتها،و كسر الباب،و الدخول عليها في2.

ص: 81


1- الفقرات المتقدمة مترجمة من كتاب النقض لعبد الجليل القزويني:ص 298.
2- المصدر السابق:ص 302.

بيتها عنوة،و إسقاط جنينها كان أمرا مسلّما،يحتج به فريق،و يتمحل له المبررات و التوجيهات مهما كانت تافهة و باردة فريق آخر.

و نحن لو أردنا أن نعتمد هذا النوع من التبريرات،فلن نعثر بعد هذا على وجه الارض على مجرم يدان بجريمته،و يستحق العقوبة.

و لربما تمكن البعض من إيجاد العذر لابليس،الذي حاول الغزالي التخفيف عنه،و صرف الناس عن لعنه،حين قال:

«و لا بأس بالسكوت عن لعنه» (1).

نعم،لقد قال ذلك،و هو يحاول تبرئة يزيد الخمور و الفجور من جريمة قتل الحسين(عليه السلام).

فاقرأ،و اعجب،فما عشت أراك الدهر عجبا.

6-يحيى بن محمد العلوي البصري.

قال المعتزلي(المتوفي سنة 656 ه)نقلا عن أستاذه أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي البصري:«فإن قلتم:ان بيت فاطمة إنما دخل،و سترها إنما كشف حفظا لنظام الاسلام،و كي لا ينتشر الامر، و يخرج قوم من المسلمين أعناقهم من ربقة الطاعة،و لزوم الجماعة..

قيل لكم:و كذلك ستر عائشة إنما كشف،و هودجها إنما هتك لانها نشرت حبل الطاعة،و شقت عصا المسلمين،و أراقت دماء المسلمين..الى أن قال:

ص: 82


1- إحياء علوم الدين:ج 3 ص 125(ط دار المعرفة).

فكيف صار هتك عائشة من الكبائر،التي يجب معها التخليد في النار،و البراءة من فاعله،من أوكد عرى الايمان.و صار كشف بيت فاطمة و الدخول عليها منزلها،و جمع حطب ببابها،و تهددها بالتحريق من أوكد عرى الدين،و أثبت دعائم الاسلام،و مما أعز الله به المسلمين،و أطفأ نار الفتنة،و الحرمتان واحدة،و الستران واحد؟.

و ما نحب أن نقول لكم:ان حرمة فاطمة أعظم،و مكانها أرفع،و صيانتها لاجل رسول الله(صلى اللّه عليه و آله)أولى،فإنها بضعة منه،و جزء من لحمه و دمه،و ليست كالزوجة الاجنبية،التي لا نسب بينها و بين الزوج.

الى أن قال:و كيف تكون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة، و قد أجمع المسلمون كلهم-من يحبها،و من لا يحبها منهم-:انها سيدة نساء العالمين؟!

قال:و كيف يلزمنا اليوم حفظ رسول الله(ص)في زوجته، و حفظ أم حبيبة في أخيها،و لم تلزم الصحابة أنفسها حفظ رسول الله (ص)في أهل بيته (1).

7-السيد ابن طاوس(ت 664 ه).

و يحتج العالم العابد الزاهد صاحب الكرامات الباهرة السيد رضي الدين علي بن طاوس على أهل المذاهب الاخرى بما جرى على الزهراء(عليها السلام)،و يروي لهم رواياتهم التي أثبتوها في مصادرهم-حسبما أشرنا إليه في مواضعه-فكان مما ألزمهم به قوله:

ص: 83


1- شرح نهج البلاغة،لابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي:ج 20 ص 16 و 17.

«و قد تقدم ذكر بعض ذلك من صحاحهم عند ذكر تأخرهم مع علي(ع)عن بيعة أبي بكر،و عند ذكر اجتماعهم،لما أراد أبو بكر و عمر تحريق علي و العباس بالنار» (1).

و يقول:و من طرائف الاحاديث المذكورة ما ذكره الطبري، و الواقدي،و صاحب الغرر المقدم ذكرهم من القصد الى بيت فاطمة، و علي،و الحسن،و الحسين(ع)بالاحراق.أين هذه الافعال المنكرة من تلك الوصايا المتكررة من نبيهم محمد(ص)...» (2).

الى أن قال:و من أطراف الطرائف قصدهم لإحراق علي و العباس بالنار في قوله:

«فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهما،و قد كان في البيت فاطمة».

و في رواية أخرى:انه كان معهم في البيت الزبير،و الحسن، و الحسين(ع)،و جماعة من بني هاشم،لأجل تأخرهم عن بيعة أبي بكر،و طعنهم فيها.

أ ما ينظر أهل العقول الصحيحة من المسلمين:ان محمدا(ص) كان أفضل الخلائق عندهم،و نبوته أهم النبوات،و مبايعته أوجب المبايعات.و مع هذا فإنه بعث الى قوم يعبدون الاصنام و الاحجار، و غيرهم من أصناف الملحدين و الكفار،و ما سمعناه أنه استحل،و لا استجاز،و لا رضي أن يأمر بإحراق من تأخر عن نبوته و بيعته.

فكيف بلغت العداوة لأهل بيته و الحسد لهم،و الاهمال لوصيته5.

ص: 84


1- الطرائف:ص 274.
2- الطرائف:ص 245.

بهم الى أن يواجهوا و يتهددوا أن يحرقوا بالنار؟

و قد شهدت العقول ان بيعته كانت على هذه الصفات،و أن إكراه الناس عليها بخلاف الشرائع و النبوات،و العادات».

ثم يذكر رواية ابن مسعود قال:«كنا مع رسول الله(ص) فمررنا بقرية نمل،فأحرقت،فقال النبي:لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله تعالى.

«قال عبد المحمود»:و كيف كان أهل بيت النبوة أهون من النمل؟!

و كيف ذكروا:أنهم يعذبونهم بعذاب الله تعالى من الحريق بالنار؟!

و الله،ان هذه الامور من أعظم عجائب الدهور» (1).

و قال رحمه الله:«..فأما علي(ع)،فقد عرفت ما جرى عليه من الدفع عن خلافته و منزلته.و ما بلغوا إليه من القصد لاحراقه بالنار، و كسر حرمته» (2).

و قال السيد ابن طاوس أيضا:

«أقول:و ما كفاه ذلك حتى بعث عمر الى باب أبيك علي و أمك فاطمة و عندهما العباس و جماعة من بني هاشم،و هم مشغولون بموت جدك محمد(ص)و المأتم،فأمر أن يحرقوا بالنار إن لم يخرجوا للبيعة على ما ذكره صاحب كتاب العقد في الجزء الرابع منه و جماعة5.

ص: 85


1- الطرائف:ص 245 و 246.
2- الطرائف ص 195.

ممن لا يتهم في روايتهم.و هو شيء لم يبلغه إليه أحد فيما أعلم قبله و لا بعده من الأنبياء و الاوصياء،و لا الملوك المعروفين بالقسوة و الجفاء، و لا ملوك الكفار،انهم بعثوا من يحرقوا الذين تأخروا عن بيعتهم بحريق النار،مضافا الى تهديد القتل و الضرب.

أقول:و لا بلغنا أن أحدا من الملوك كان لهم نبي أو ملك،كان لهم سلطان قد أغناهم بعد الفقر و خلّصهم من الذل و الضر،و دلّهم على سعادة الدنيا و الآخرة،و فتح عليهم بنبوته بلاد الجبابرة،ثم مات و خلّف فيهم بنتا واحدة من ظهره،و قال لهم:«إنها سيدة نساء العالمين»و طفلين معها منها لهما دون سبع سنين أو قريب من ذلك، فتكون مجازات ذلك النبي أو الملك من رعيته انهم ينفدون نارا ليحرقوا ولديه،و نفس ابنته،و هما في مقام روحه و مهجته» (1).

و قال أيضا و هو يحتج على الآخرين:

«و ذكر الواقدي:أن عمر جاء الى علي في عصابة منهم أسيد بن الحصين(الصحيح:حضير)،و سلمة بن سلامة الاشهلي،فقال:

أخرجوا،أو لنحرقنّها عليكم..» (2).0.

ص: 86


1- كشف المحجة:ص 120 و 121.
2- الطرائف:ص 239/238 و إحقاق الحق للتستري:ج 2 ص 370.

8-نصير الدين الطوسي(ت 672 ه.ق.).

9-العلامة الحلي(ت 826 ه.ق.).

10-شمس الدين الاسفرابيني(ت 826 ه.ق).

11-القوشجي(ت 879 ه.ق.).

قال الامام المحقق نصير الدين الطوسي محمد بن محمد بن الحسن رحمه الله:«و بعث الى بيت أمير المؤمنين لما امتنع عن البيعة، فأضرم فيه النار،و فيه فاطمة(ع)،و جماعة من بني هاشم» (1).

و زاد العلامة الحلي قوله:«و أخرجوا عليا عليه السلام كرها و كان معه الزبير في البيت،فكسروا سيفه،و أخرجوا من الدار من أخرجوا،و ضربت فاطمة،و ألقت جنينا اسمه محسن» (2).

و قال أيضا:و هو يعدد المؤاخذات على الخليفة الثاني:«..قصد بيت النبوة بالاحراق» (3).

و نلاحظ:ان شمس الدين الاسفراييني في كتابه تسديد العقائد في شرح تجريد القواعد و يعرف بالشرح القديم،و القوشجي في شرحه للتجريد لم ينكرا كلام المحقق الطوسي.و لا شككا في صحة الرواية كما هو دأبهما في الموارد الاخرى،بل اكتفى بتوجيه تأخر علي عن بيعة أبي بكر،بدعوى طرو عذر و نحو ذلك،فراجع (4).

ص: 87


1- شرح تجريد الاعتقاد(مطبوع ضمن كشف المراد)ص 402،و نهج الحق ص 271 و 272.
2- كشف المراد:ص 402،و 403.
3- نهج الحق:ص 275 و 276.
4- شرح التجريد للقوشجي،ص 482 و 483(ط حجرية).

مع ان القوشجي مشهود له بالتعصب حتى وصفه بعض كبار علماء الامامية:«بالمتعصب العنود اللدود» (1).

و قال عنه في مورد آخر:«و هذا منه مكابرة محضة،صرفة بحتة،لان تخلفهم عن جيشه (2)و ولايته مشهور في الطرفين،مذكور في الطريقين،غير قابل للمنع،و الشريف لما كان منصفا فسلّمه و أوله.

و القوشجي لما كان مكابرا عنودا،لجوجا لدودا منعه.كما هو دأبه في المواضع جلّها،بل كلها،حيث يعجز عن الجواب» (3).

و ثمة موارد أخرى يتحدث فيها عن خصوصية القوشجي هذه (4).

12-الفاضل المقداد(ت 826 ه).

و قال الفقيه المتكلم المحقق الشيخ المقداد السيوري:«إن عليا (عليه السلام)و جماعة لما امتنعوا عن البيعة،و التجئوا الى بيت فاطمة (ع)منكرين بيعته بعث إليها عمر حتى ضربها على بطنها،و أسقطت سقطا اسمه محسّن،و أضرم النار ليحرق عليهم البيت،و فيه فاطمة (ع)،و جماعة من بني هاشم،فأخرجوا عليا(ع)قهرا بحمائل سيفه يقاد.

لا يقال:هذا الخبر يختص الشيعة بروايته،فيجوز أن يكون موضوعا للتشنيع.

ص: 88


1- الرسائل الاعتقادية للخواجوئي،ص 409.
2- أي جيش أسامة.
3- الرسائل الاعتقادية للخواجوئي:ص 412.
4- راجع المصدر السابق ص 473 و 471.

لأنا نقول:ورد أيضا من طريق الخصم،رواه البلاذري،و ابن عبد البر،و غيرهما.

و يؤيده قوله عند موته:ليتني تركت بيت فاطمة لم أكشفه» (1).

و نقول:

إن إصرار كبار علماء المذهب و أساطينه حسبما ظهر مما نقلناه عنهم على الاستدلال في علم الكلام على خصومهم بهذا الامر، و إرساله ارسال المسلمات.و عدم قدرة الآخرين على التخلص و التملص منه،يدل دلالة ظاهرة على أن إنكار هذا الامر أو التشكيك فيه من البعض غير مقبول بل غير مقبول.و لا سيما مع هذا الكم الهائل من النصوص و مع تواتر الروايات عن المعصومين،الامر الذي يقطع كل عذر،و يمنع أي تعلل أو تبرير.

13-البياضي العاملي(ت 877 ه).

و قال العلامة الفقيه،و المتكلم النبيه،الشيخ زين الدين البياضي:

و منها ما رواه البلاذري،و اشتهر في الشيعة:انه حصر فاطمة في الباب،حتى أسقطت محسّنا،مع علم كل أحد بقول أبيها لها:

فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني (2).

«قالوا:عائشة لم تكن ابنة محمد،و حين عقر جملها حمت

ص: 89


1- اللوامع الالهية في المباحث الكلامية:ص 302.
2- الصراط المستقيم:ج 3 ص 12،و المطبوع من كتاب البلاذري يبدأ بما بعد الشورى،و لم يطبع كاملا.

المسلمين لحرمة زوجها،فتطايرت الرءوس و الأكف حولها.و ما فعل بفاطمة من النكير أعظم من عقر البعير،فكيف لم يتحم المسلمون لها» (1).

و قال:«طلب هو و عمر إحراق بيت أمير المؤمنين(ع)لما امتنع هو و جماعة من البيعة.ذكره الواقدي في روايته،و الطبري في تاريخه، و نحوه ذكر ابن عبد ربه» (2).

14-الغروي و الهروي.

و قال الفقيه المتكلم،محمد بن علي ابن أبي جمهور الاحسائي في مناظرته مع الفاضل الهروي،و التي جرت سنة 878 ه.و هي مناظرة مشهورة بين الطائفة (3).

«و أراد إحراق بيت فاطمة لما امتنع على،و بعض بني هاشم من البيعة،و ضغطها بالباب حتى أجهضت جنينا.

و ضربها قنفذ بالسيف عن أمره حتى انها ماتت،و ألم السياط و أثرها بجنبها،و غير ذلك من الاشياء المنكرة.

فقال:إن ذلك من رواياتكم و طرقكم،فلا يقوم بها حجة على غيركم.

فقلت:أما الإرث...إلى أن قال:

ص: 90


1- الصراط المستقيم:ج 3 ص 13.
2- الصراط المستقيم:ج 2 ص 301.
3- راجع:الذريعة:ج 22 ص 285 و 286.و روضات الجنات:ج 7 ص 27،و لؤلؤ البحرين:ص 166.

و أما حديث الاحراق،و الضرب،و إجهاض الجنين،فبعضه مروي عنكم،و هو العزم على الاحراق،رواه الطبري،و الواقدي،و ابن قتيبة» (1).

15-المحقق الكركي(ت 940 ه).

و قال المحقق الكركي:«و الطلب الى البيعة بالاهانة و التهديد بتحريق البيت،و جمع الحطب عند الباب،و إسقاط فاطمة محسنا، و لذا ذكروا-كما رواه أصحابنا-إغراء للباقين بالظلم لهم و الانتقام منهم (2).

و قال:«فضلا عن الزامهم له(ع)بها،و التشديد عليه، و التهديد بتحريق البيت،و جمع الحطب عند الباب،كما رواه المحدثون و المؤرخون،مثل الواقدي و غيره» (3).

و قال أيضا:«انه قد روى نقلة الاخبار،و مدونوا التواريخ،و من تصفح كتب السير علم صحة ذلك:ان عمر لما بايع صاحبه،و تخلف علي(ع)عن البيعة جاء الى بيت فاطمة(ع)لطلب علي الى البيعة، و تكلم بكلمات غليظة،و أمر بالحطب ليحرق البيت على من فيه،و قد كان فيه أمير المؤمنين(ع)و زوجته و أبناؤه و ممن انحاز إليهم الزبير، و جماعة من بني هاشم» (4).

ص: 91


1- مناظرة الغروى و الهروي:ص 47 و 48 ط سنة 1397 ه.
2- نفحات اللاهوت:ص 130.
3- المصدر السابق:ص 65.
4- المصدر السابق:ص 78.

و قال:«و لو ان رسول الله أوصى لهما بالامر،و نص عليهما بالامامة لما جاز لهما عقوبة الممتنع من البيعة بالتحريق،و كان من أداني القوم و أصاغرهم،فكيف و هما إنما يدعيان الخلافة الخ..» (1).

16-ابن مخدوم(ت 976 ه).

و قال العالم الخبير أبو الفتح ابن مخدوم العربشاهي في شرحه للباب الحادي عشر في مقام الايراد على خلافة أبي بكر:

«..و أيضا بعث الى بيت أمير المؤمنين(ع)لما امتنع عن البيعة، فأضرم فيه النار،و فيه سيدة نساء العالمين» (2).

17-الشهيد القاضي التستري(ت 1019 ه).

و بعد أن ذكر الشهيد السعيد و المتكلّم النحرير القاضي نور الله التستري بعض النصوص الدالة على سقوط الجنين.و إرادة إحراق بيت الزهراء،و غير ذلك:قال:«..و ما ظنك بأمر يدفع فيه صدور المهاجرين،و تكسر سيوفهم،و تشهر فيه السيوف على رءوس المسلمين،و يقصد إحراق بيوت ساداتهم الى غير ذلك.

و كيف لا يكون ذلك إكراها،لو لا عمى الافئدة،فإنها لا تعمى الابصار،و لكن تعمى القلوب التي في الصدور الخ..» (3).

ص: 92


1- المصدر السابق.
2- مفتاح الباب:ص 199،تحقيق الدكتور مهدي محقق.
3- إحقاق الحق:ج 2 ص 374.

18-ابن سعد الجزائري(ت 1021 ه).

و قال المحقق الجليل الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري رحمه الله و هو من اجلاّء علماء عصره.

«و منها:انه بعث الى بيت أمير المؤمنين عليه السلام لما امتنع من البيعة،و أمر أن تضرم فيه النار،و كشفوه.و فيه فاطمة،و جماعة من بني هاشم،و أخرجوا عليا.و ضربوا فاطمة(عليها السلام)،فألقت جنينا» (1).

الى ان قال:«كيف و إنما خرج كرها،بعد طول المجادلة،و كثرة الاحتجاج،و المناشدة،و صعوبة التهديد و المجادلة.و إضرام النار في الدار،و ضرب المعصومة بنت المختار،و إزعاج السادة الاطهار» (2).

19-الحر العاملي(ت 1104 ه).

و قال المحدث الجليل،و الفقيه المتكلم،صاحب الموسوعة الحديثية الرائدة،«وسائل الشيعة»،و هو يتحدث عن أبي بكر،و عما ينفي أهليته للخلافة:

«و منها:انه طلب هو و عمر إحراق بيت أمير المؤمنين لما امتنع هو و جماعة عن البيعة.

ص: 93


1- الامامة:ص 81.(مخطوط)توجد نسخة مصورة عنه في مكتبة المركز الاسلامي للدراسات.
2- المصدر السابق.

ذكره الواقدي في روايته،و الطبري في تاريخه،و نحوه ذكر ابن عبد ربه.و هو من أعيانهم و كذا مصنف كتاب أنفاس الجواهر الخ..» (1).

و له كلمات متنوعة و متفرقة عديدة في مقام الاحتجاج و الاستدلال لا نجد ضرورة لنقلها فمن أرادها فليراجعها (2).

20-العلامة المجلسي(ت 1110 ه).

و قال العلامة المتبحر شيخ الاسلام المولى الشيخ محمد باقر (المجلسي الثاني)في مقام الايراد على خلافة عمر بن الخطاب:

«..الطعن السابع عشر:إنه همّ بإحراق بيت فاطمة(عليها السلام)و كان فيه أمير المؤمنين،و فاطمة،و الحسنان.و هددهم، و آذاهم» (3).

و قال المجلسي أيضا:

«..إذ تبين بالمتفق عليه من أخبارهم و أخبارنا:ان عمر همّ بإحراق بيت فاطمة(ع)بأمر ابي بكر،أو برضاه،و قد كان فيه أمير المؤمنين،و فاطمة،و الحسنان صلوات الله عليهم و هددهم و آذاهم.

مع ان رفعة شأنهم عند الله،و عند رسول الله مما لا ينكره إلاّ من خرج عن الاسلام» (4).

ص: 94


1- اثبات الهداة:ج 2 ص 368.
2- راجع:إثبات الهداة:ص 334 و 361 و 376 و 377.
3- البحار:ج 31 ص 59.
4- البحار:ج 28 ص 408 و 409.

21-أبو الحسن الفتوني(ت 1138 ه).

قال الشريف أبو الحسن الفتوني،و هو من أعاظم علماء عصره (1):

«فالآن نشرع في بيان نبذ مما جرى عليها بعد رسول الله(صلى الله عليه و آله)،من التعدي و التفريط،بحيث أجهرت بالشكوى، و أظهرت الوجد و الغضب على المعتدين عليها،حتى انها أوصت بمنعهم عن حضور جنازتها،إذ لا يخفى حينئذ على كل منصف، متذكر لما ذكرناه في شأنها:ان صدور مثل هذا عنهم قدح صريح فيهم،حيث لم يبالوا-أولا-بما ورد في حقها،و لم يخافوا-ثانيا- من غضب الله و رسوله».

ثم يستمر في الاستدلال..ثم يذكر رواية عن بكاء النبي(ص) حين حضرته الوفاة،فسئل عن ذلك،فقال:أبكى لذريتي،و ما يصنع بهم شرار أمتي من بعدي،و كأني بفاطمة و قد ظلمت من بعدي، و هي تنادي:يا أبتاه،يا أبتاه،فلا يعينها أحد من أمتي.

ثم يقول:

«هذا الكلام من النبي(ص)إشارة الى ما سيأتي في المقالة الرابعة،من المقصد الثاني،مفصلا صريحا،من بيان هجوم عمر و جماعة معه،بأمر أبي بكر على بيت فاطمة،لإخراج علي و الزبير منه للبيعة.و كذا الى منعها عن فدك،و الخمس،و بقية إرثها من

ص: 95


1- مرآة الانوار(المطبوع كمقدمة لتفسير البرهان للسيد هاشم البحراني)،و لؤلؤة البحرين:ص 107.

أبيها(ص).

و لا بأس إن ذكرنا مجملا من ذلك هاهنا :

نقل جماعة سيأتي في الموضع المذكور ذكر أساميهم،و الكتب التي نقلوا فيها،منهم الطبري،و الجوهري،و القتيبي،و السيوطي،و ابن عبد ربه،و الواقدي،و غيرهم خلق كثير:

ان عمر بن الخطاب و جماعة معه،منهم خالد بن الوليد،أتوا بأمر أبي بكر الى بيت فاطمة،و فيه علي و الزبير،و غيرهما،فدقوا الباب،و ناداهم عمر،فأبوا ان يخرجوا.

فلما سمعت فاطمة أصواتهم نادت بأعلى صوتها باكية:يا أبتاه،يا رسول الله،ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب،و ابن أبي قحافة.

و في رواية القتيبي،و جمع غيره:

أنهم لما أبوا أن يخرجوا دعا عمر بالحطب،و قال:و الذي نفس عمر بيده،لتخرجن،أو لأحرقنها عليكم على ما فيها.

فقيل له:إن فيها فاطمة؟!

فقال:و إن..

و في رواية ابن عبد ربه:ان فاطمة قالت له:يا ابن الخطاب، أ جئتنا لتحرق دارنا؟قال:نعم.

و في رواية زيد بن أسلم:انها قالت:تحرق علي،و على ولدي؟

قال:اي و الله،أو ليخرجن،و ليبايعن.

ثم إن القوم الذين كانوا مع عمر لما سمعوا صوتها و بكاءها

ص: 96

انصرف أكثرهم باكين،و بقي عمر و قوم معه،فأخرجوا عليا.

حتى في رواية أكثرهم:ان عمر دخل البيت،و أخرج الزبير،ثم عليا.

و اجتمع الناس ينظرون،و صرخت فاطمة و ولولت،حتى خرجت الى باب حجرتها،و قالت:ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت نبيكم.

و قد ذكر الشهرستاني في كتاب الملل و النحل:ان النظام نقل:

ان عمر ضرب بطن فاطمة ذلك اليوم،حتى ألقت المحسن من بطنها، و كان يصيح:أحرقوها بمن فيها.

و في روايات أهل البيت(عليهم السلام):ان عمر دفع باب البيت ليدخل،و كانت فاطمة وراء الباب،فأصابت بطنها،فأسقطت من ذلك جنينها المسمى بالمحسن.و ماتت بذلك الوجع.

و في بعض رواياته:انه ضربها بالسوط على ظهرها.

و في رواية:أن قنفذ ضربها بأمره».

ثم يذكر رحمه الله خلاصة عما جاء في كتاب سليم بن قيس،و يذكر أيضا قول الامام الحسن للمغيرة بن شعبة.

ثم يقول:

«و كفى ما ذكروه في ثبوت دخول بيتها،الذي هو من بيوت النبي(ص)بغير اذنها،و في تحقق الاذى،لا سيما مع التهديد بالاحراق،حتى ان في الاستيعاب،و كتاب الغرر و غيرهما،عن زيد

ص: 97

بن أسلم،انه قال:كنت ممن حمل الحطب مع عمر الى دار فاطمة.

و سيأتي بعض الاخبار في المقالة الرابعة من المقصد الثاني (1).

و قال رحمه الله أيضا:

«ثبوت أذية الرجلين لفاطمة غاية الأذى يوم مطالبة علي بالبيعة،حتى الهجوم على بيتها،و دخوله بغير إذن،بل ضربها،و جمع الحطب لإحراقه،و كذا أذيتها في أخذ فدك منها،و منع إرثها،و قطع الخمس،و نحو ذلك،و وقوع المنازعة بينها و بين من آذاها،و تحقق غضبها،و سخطها على من عاندها،الى أن ماتت على ذلك،فمما لا شك فيه عندنا معشر الامامية،بحسب ما ثبت و تواتر من أخبار ذريتها الائمة الاطهار،و الصحابة الاخيار كما هو مسطور في كتبهم،بل باعتراف جماعة من غيرهم أيضا كما سيأتي بعض ذلك،سوى ما مر من أخبار مخالفيهم.

و أما المخالفون،فأمرهم عجيب غريب في هذا الباب،لان عامة قدماء محدثيهم سطروا في كتبهم جميع ما نقلناه عنهم،و أكثروا طرحها؟(كذا).بل أكثرها موجودة في كتبهم المعتبرة،بل صحاحهم المعتمدة عندهم،لا سيما الصحيحين،اللذين هما عندهم تاليا كتاب الله في الاعتماد،كما صرحوا به.

و قد عرفت،ما فيها من الدلالة صريحا،حتى على صريح طردها،و منعها عن ميراثها،و فدكها،و خمسها،و دوام سخطها لذلك الى موتها.

مع موافقة مضمونها لما هو معلوم بيّن من دفنها سرا،و إخفاء4.

ص: 98


1- ضياء العالمين(مخطوط):ج 2 ق 3 ص 60-64.

قبرها،بحيث انهم الى الآن مختلفون في موضعه..».

الى أن قال رحمه الله و هو يتحدث عن بعضهم الذي لم يمكنه إنكار أصل القضية:

«أسقط من بعض ما نقله ما كان صريحا في دوام غضبها.بل موّه في النقل بذكر ما يشعر بعدم الغضب،غفلة منه عن أن مثل هذا لا ينفع في مقابل تلك المعارضات القوية كثرة،و سندا،و دلالة..

الخ» (1).

و قال رحمه الله:

«..ان الذي يظهر من روايات القوم،التي نقلناها من كتبهم، موافقة لما روي عن ذريتها الائمة و غيرهم هو أن أسباب الأذية لم تكن شيئا واحدا.بل كانت متعددة،تواترت منهم عليها من حين وفاة أبيها(صلى الله عليه و آله)الى أن توفيت هي:من الهجوم على بابها، بل على داخل بيتها بغير إذنها،و سائر ما ذكرناه،حتى لو فرضنا انه لم يصدر منهم غير محض إظهار الاهانة يوم مطالبة علي للبيعة الخ..» (2).

22-الخواجوئي المازندراني(ت 1173 ه).

و قال الفاضل المحقق الخواجوئي المازندراني في رسالته«طريق الارشاد»،و هو من أكابر علماء الامامية في عصره:

«و أما إيذاؤهم فاطمة(عليها السلام)،فمشهور،و في كتب

ص: 99


1- ضياء العالمين(مخطوط):ج 2 ق 3 ص 96 و 97.
2- ضياء العالمين(مخطوط):ج 2 ق 3 ص 107 و 108.

الجمهور مسطور.بعث أبو بكر الى بيت أمير المؤمنين(عليه السلام)، لما امتنع عن البيعة،فأضرم فيه النار،و فيه فاطمة(ع)،و جماعة من بني هاشم،و أخرجوا عليا(ع)،و ضربوا فاطمة(ع)فألقت فيه جنينها.

و أما جواب القوشجي عن هذا بأن تأخر علي عن بيعة أبي بكر لم يكن عن شقاق و مخالفة،و إنما كان لعذر،و طروّ أمر.

ففيه:ان لو كان الامر كذلك،فأي وجه لإضرام النار في بيته، و إخراجه منه عنفا.

الى أن قال:هذا التأخر إن كان لعذر يسوغ معه التأخر عن البيعة فالامر على ما عرفته من وجوب الإهمال و الاعتذار،و حينئذ فلا وجه لإخراجه عنفا،و إحراق بيته بالنار.

و إن لم يكن كذلك فكيف يسوغ لمثل علي(ع)ان يتخلف بلا عذر عن بيعة امام يعتقد صلاحيته للامامة؟و من مات و ليس في عنقه بيعة إمام مات ميتة جاهلية.كما رواه ميمون بن مهران، الخ...» (1).

و يقول أيضا و هو يتابع مناقشة ما قاله القوشجي:

«..ثم أي تقصير في ذلك لفاطمة(ع)الطاهرة؟أو بم استحقت الضرب الى حد ألقت جنينها؟!

و بعد اللتيا و التي،ففيه تصريح في المطلوب لأنه لما سلم صحة الرواية،و لم يقدح فيها (2).ي.

ص: 100


1- الرسائل الاعتقادية:ص 444.
2- المقصود هو القوشجي.

و فيها دلالة صريحة على ضربهم فاطمة ضربا شديدا.و قد سبق أن إيذاءها إيذاء رسول الله الخ..» (1).

و قال أيضا بعد أن ذكر طائفة مما رواه الجمهور في حق أهل البيت(ع)و في حق السيدة الزهراء صلوات الله و سلامه عليها:

«كيف يروي الجمهور هذه الروايات،ثم يظلمونها،و يؤذونها، و يأخذون حقها،و ينسبونها الى الكذب و دعوى الباطل،و يكسرون ضلعها،و يجهضون ولدها من بطنها» (2).

و قال أيضا:

«...فانظر أيها العاقل الرشيد،و صاحب الرأي السديد،كيف يروي الجمهور هذه الروايات.ثم يظلمونها،و يأخذون حقها، و يكسرون ضلعها،و يجهضون ولدها من بطنها،فليحذر المقلد..

الى أن قال رحمه الله:هذا،و ورد في طريقنا:أنها(ع)كانت معصومة صديقة شهيدة رضية الخ..» (3).

23-الشيخ يوسف البحراني(ت 1186 ه).

قال الفقيه الكبير المحدث الشيخ يوسف البحراني في معرض الاحتجاج أيضا:

ص: 101


1- الرسائل الاعتقادية:ص 446.
2- (رسالة:طريق الارشاد)للخواجوئي المازندراني(ضمن الرسائل الاعتقادية): ص 465.
3- الرسائل الاعتقادية:ص 301.

«..و أخرجه قهرا،منقادا،يساق بين جملة العالمين،و أدار الحطب على بيته ليحرقه عليه،و على من فيه».

و قال:«..و ضرب الزهراء(ع)حتى أسقطها جنينها،و لطمها حتى خرت لوجهها،و جبينها،و خرجت لوعتها و حنينها» (1).

24-الشيخ جعفر كاشف الغطاء(ت 1228 ه.ق).

قال الامام العلم الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير،و هو يستدل على عدم صحة خلافة أبي بكر:

«..و منه إحراق بيت فاطمة الزهراء لما جلس فيه علي(ع)، و معه الحسنان،و امتنع(ع)عن المبايعة،نقله جماعة من أهل السنة، منهم:الطبري،و الواقدي،و ابن حزامة(كذا)عن زيد بن أسلم،و ابن عبد ربه،و هو من أعيانهم،و روي في كتاب المحاسن و غير ذلك» (2).

و قال و هو يورد اشكالاته على الخليفة الثاني:«..و منه قصد بيت النبوة و ذرية الرسول بالاحراق» (3).

25-السيد عبد الله شبر(ت 1243 ه.ق.).

و قال العلامة المتبحر السيد عبد الله شبر،في جملة مؤاخذاته

ص: 102


1- راجع:الحدائق الناضرة:ج 5 ص 180.
2- كشف الغطاء ص 18.
3- المصدر السابق.

على عمر بن الخطاب:

«انه همّ بإحراق بيت فاطمة(ع)،و قد كان فيه أمير المؤمنين (ع)و فاطمة(ع)،و الحسنان و آذاهم الخ..» (1).

26-السيد محمد قلي الموسوي(ت 1260 ه).

و للسيد محمد قلي الموسوي النيشابوري الهندي،والد صاحب عبقات الانوار كتاب اسمه تشييد المطاعن أورد فيه عشرات الصفحات المشتملة على النصوص الكثيرة.فكان منها ما ترجمته:

ان عمر قد هدد فاطمة بالاحراق،و جمع الحطب حول بيتها.

كما رواه ثقاة أهل السنة،و أعاظم معتمديهم،و أكابر محدثيهم،من المتقدمين و المتأخرين،كالطبري،و الواقدي،و عثمان بن أبي شيبة،و ابن عبد ربه،و ابن جراية،و مصنف المحاسن و أنفاس الجواهر،و عبد البر بن أبي شيبة،و البلاذري،و ابن عبد البر صاحب الاستيعاب،و أبي بكر الجوهري،صاحب كتاب السقيفة،و القاضي جمال الدين واصل، و أبو الفداء:اسماعيل بن علي بن محمود صاحب كتاب:المختصر، و ابن قتيبة،و ابراهيم بن عبد الله اليمني الشافعي صاحب كتاب الاكتفاء،و السيوطي صاحب كتاب جمع الجوامع،و ملا علي المتقي صاحب كنز العمال،و شاه ولي الله الدهلوي...» (2).

ص: 103


1- حق اليقين:ص 187 و 188.
2- تشييد المطاعن:ج 1 ص 433 و 434 و قبلها و بعدها عشرات الصفحات المليئة بالاستدلالات و النصوص،و كتاب تشييد المطاعن قد ألّف ردا على كتاب: التحفة الاثني عشرية للدهلوي.

ثم ذكر كلمات هؤلاء..

و قال أيضا:

وقوع إحراق بيت الزهراء،ورد في الروايات،و تؤيده القرائن الصادقة الموجودة في كتب أهل السنة.

27-السيد محمد المهدي الحسيني القزويني(ت 1300 ه).

و يقول العالم العلم و الآية الكبرى السيد محمد بن المهدي بن الحسن الحسيني القزويني،و هو من أعاظم العلماء و كبار مراجع التقليد في عصره:

«فلم يكفهم ذلك كله حتى انهم قهروا عليا و بني هاشم على البيعة،و أضرموا النار على بيوت آل محمد.و وقفت دونها فاطمة فلم تقدر على منعهم.و لما فتحت الباب صكوا عليها الباب،و كسروا ضلعها و أسقطوا جنينها المحسن،و كسروا سيف الزبير في صحن الدار، و قادوا عليا بحمائل سيفه،كما يقاد الجمل المخشوش،كما نص على ذلك الطبري،و الواقدي،و ابن جراية في النور،و ابن عبد ربه، و مصنف كتاب نفائس الجواهر لابن سهلويه و هو في المدرات النظامية ببغداد و عمر بن شيبة في كتابه و غيرهم.و ذلك بعد تأخر علي عن البيعة ستة أشهر.مضافا الى منعهم فاطمة ميراث أبيها،و غصبهم فدكا و العوالي فيها،ورد دعواها،ورد شهادة علي و الحسنين و أم أيمن، و تمزيق صكها المرسوم من النبي الامين الذي هو بركة العالمين و غير ذلك مما صدر من المؤذيات لفاطمة،و تحريجهم على بكائها حتى اتخاذها بيت الاحزان،و مرضها من جهتهم،و دفنها سرا،و موتها و هي

ص: 104

واجدة كما صرّح البخاري و غيره،فإذا ثبت هذا كله..» (1).

28-السيد الخونساري(ت 1313 ه.ق.).

و قال العلم العلامة المتتبع السيد الخونساري رحمه الله معلقا على أحاديث:فاطمة بضعة مني،يؤذيني ما آذاها:

«..فلم أدر من آذاها،و من أبغضها،و من أسقط جنينها،و من رفع أنينها،و من لطم وجهها،و من ضرب جنبها» (2).

29-آية الله المظفر(ت 1375 ه.ق.).

و قال العلامة آية الله الشيخ محمد حسن المظفر:

«...و بالجملة،يكفي في ثبوت قصد الاحراق رواية جملة من علمائهم له،بل رواية الواحد منهم له،لا سيما مع تواتره عند الشيعة، و لا يحتاج الى رواية البخاري و مسلم و أمثالهم ممن أجهده العداء لآل محمد(ص)،و الولاء لأعدائهم،و أدام التزلف الى ملوكهم و أمرائهم، و حسن السمعة عند عوامهم» (3).

و قال:«من عرف سيرة عمر و غلظته مع رسول الله(ص)قولا و فعلا لا يستبعد منه وقوع الاحراق،فضلا عن مقدماته».

و قال:«على أن الاحراق لو وقع ليس بأعظم من غصب

ص: 105


1- الصوارم الماضية،ص 56،(مخطوط)توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الاسلامي للدراسات في بيروت.
2- روضات الجنات:ج 1 ص 358.
3- دلائل الصدق:ج 3 ق 1 ص 91.

الخلافة» (1).

30-السيد شرف الدين(ت 1377 ه.ق).

قدمنا في فصل سابق بعض الحديث عن احتجاجات الامام العلم السيد عبد الحسين شرف الدين على الآخرين،بالتهديد بالاحراق،الثابت بالتواتر القطعي (2).و بأن أبا بكر قد كشف بيت فاطمة،و غير ذلك،فلا نعيد.

31-الشهيد الصدر(ت 1400 ه.ق)

و قال المفكر الاسلامي الكبير الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر تغمده الله برحمته:

«..ان عمر الذي هجم عليك في بيتك المكي،الذي أقامه النبي مركزا لدعوته قد هجم على آل محمد(ص)في دارهم،و أشعل النار فيها أو كاد» (3).

و قال:«سيرة الخليفة و أصحابه مع علي،التي بلغت من الشدة:

ان عمر هدد بحرق بيته،و إن كانت فاطمة فيه.

و معنى هذا:اعلان ان فاطمة و غير فاطمة من آلها،ليس لهم حرمة تمنعهم عن أن يتخذ معهم نفس الطريقة التي سار عليها مع سعد

ص: 106


1- المصدر السابق،ص 89 و 90.
2- المراجعات:ص 357،(ط سنة 1413 ه)انتشارات اسوة-قم-ايران.
3- فدك في التاريخ:ص 26(ط سنة 1987 م)الدار العالمية للطباعة و النشر و التوزيع.

بن عبادة،حين أمر الناس بقتله» (1).1.

ص: 107


1- المصدر السابق ص 91.

ص: 108

الفصل الرابع: المحسن في النصوص و الآثار

اشارة

ص: 109

ص: 110

هل مات المحسن صغيرا؟

انّ من الواضح:ان موضوع قتل المحسن سيحرج علماء و أعلام طائفة عظيمة من المسلمين تدين بالولاء لأولئك الذين كان لهم دور في ما جرى على الزهراء.

نعم سيحرجهم ذلك مع أتباعهم و مؤيديهم اولا و سيحرجهم- ثانيا-في مجالات الحجاج و الاستدلال مع غيرهم.

فكان لا بدّ من أن يجدوا حلا لهذه المعضلة التي تواجههم.

فحاول بعضهم إنكار وجود المحسن من الاساس،قال عمر أبو النصر:

«اختلف المؤرخون في وجوده كما قدمنا-و إن كان اليعقوبي و المسعودي و غيرهما يؤكدون وجوده» (1).

ثم يقول:«ينكر بعض المؤرخين وجود المحسن.و لكن غيرهم يثبته،كالمسعودي و أبو الفداء (2).و قد تجد لذلك تلميحات قليلة و نادرة أخرى،لسنا في مجال ملاحقتها.

و حيث ان هذا الانكار يعتبر مجازفة خطيرة،و لا يجد مبررات تكفي للاصرار عليه،كما انه لا مجال لإنكار الهجوم على بيت

ص: 111


1- فاطمة بنت رسول الله محمد(ص):ص 94(ط بيروت).
2- المصدر السابق:هامش ص 93.

الزهراء،ثم إخراج علي أمير المؤمنين من ذلك البيت بالعنف.لذا،فقد اتجهت الانظار الى محاولات من نوع آخر تهدف الى إبعاد شبح العنف أو وسائله عن أن تنالها ذهنية الناس العاديين.

و كان من مفردات هذا الاتجاه سكوت فريق من الناس عن ذكر المحسن،مع إمكان الاعتذار عن هذا السكوت بأنه إنما يتصدى للحديث عمن عاش من أبناء علي و فاطمة(ع).

و لكن ذلك كله لما لم يكن كافيا في تحقيق النتائج المرجوة.

فانّ وجود محسن في جملة أولاد الزهراء(ع)،كالنار على المنار،و كالشمس في رابعة النهار.و ليس من السهل تجاهله،أو إنكاره، فقد لجأ البعض الى إبعاد الشبهة عن أولئك الذين تسببوا في قتل هذا الجنين المظلوم.و تجرءوا على سيدة نساء العالمين.و لكن بطريقة ذكية، تحمل في طياتها إنكارا مبطنا،و إبطالا لمقولة حصول الإسقاط،من حيث نفي موضوعه.

فادعوا:ان محسنا قد ولد في عهد النبي(ص)،فسماه النبي (ص)«محسنا».

و يذكرون في كيفية ذلك ما من شأنه أن يلحق الاهانة بعلي (ع)حيث تظهر الرواية:إصرار علي(ع)ثلاث مرات على أن يسمي المولود حربا،و إصرار الرسول(ص)على خلافه..

حيث يراد الايحاء بأنّ عليا(ع)كان يعيش خلقية الرجل المحارب،فلا يفكر بما سوى ذلك.و تكون نتيجة ذلك بصورة ظاهرها العفوية هي أنه(ع)كان يقتل الناس في الحروب،لأنّ لديه شهوة قتل الناس.

ص: 112

فلم تكن القضية إذن،قضية تضحية،و فداء،و اندفاع ديني، من منطلق الاحساس بالتكليف الشرعي الالهي،فحقد الناس على علي(ع)يصبح وجيها و في محله..

و مهما يكن من أمر،فإن ابن شهرآشوب المازندراني اعتبر دعوى ولادة المحسن في زمان النبي(ص)-سقطا-صادرة من جماعة من السفساف حملهم على ابتكارها العناد،فهو يقول:

«و جماعة:من السفساف (1)،حملهم العناد على أن قالوا:

كان أبو بكر أشجع من علي.

و ان مرحبا قتله محمد بن مسلمة.

و ان ذا الثدية قتل بمصر.

و أن في أداء سورة براءة كان أبو بكر أميرا على علي،و ربما قالوا:قرأها أنس بن مالك.

و أن«محسنا»ولدته فاطمة في زمن النبي سقطا..

و ان النبي..الى أن قال:

و من ركب الباطل زلت قدمه: وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ، فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ،وَ كانُوا مُسْتَبْصِرِينَ.. (2)و جماعة جاهروهم بالعداوة... (3)».6.

ص: 113


1- السفاسف جمع سفساف،و هو الرديء.
2- سورة العنكبوت،آية 38.
3- مناقب آل أبي طالب:ج 1 ص 16.

و هكذا...يتضح:ان هؤلاء قد حاولوا أن يجمعوا بين مقولة كون المحسن سقطا،و بين كون الآخرين فوق الشبهات،و أتقى و أجلّ من أن يرتكبوا جريمة كهذه.فقرروا:ان هذا المولود سقط بلا شك، و لكنه سقط في زمن رسول الله(ص)..

ثم جاءت الرواية الصحيحة السند-عندهم-لتؤكد هذا المعنى،و تقول:

روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده،و رواه غيره بسند صحيح (1)،قال:

حدثنا يحيى بن آدم،حدثنا اسرائيل،عن ابي اسحاق،عن هاني بن هاني،عن علي،قال:

«لما ولد الحسن سميته حربا،فجاء رسول الله(ص)،فقال:

أروني ابني،ما سميتموه؟

قال:قلت:حربا.

قال:بل هو حسن.

فلما ولد الحسين سميته حربا،فجاء رسول الله(ص)،فقال:

أروني ابني،ما سميتموه؟

قال:قلت:حربا.

قال:بل هو حسين.9.

ص: 114


1- أي صحيح وفق معايير أهل السنة.راجع:شرح المواهب للزرقاني ج 4 ص 239.

فلما ولد الثالث سميته حربا.

فجاء النبي(ص)،فقال:أروني ابني،ما سميتموه؟

قلت:حربا.

قال:بل هو محسّن.

ثم قال:سميتهم بأسماء ولد هارون:شبّر،و شبير،و مشبر (1).2.

ص: 115


1- مسند الامام أحمد ج 1 ص 98،و 118 و تاريخ دمشق:(ترجمة الامام الحسين بتحقيق المحمودي)ص 18،و السنن الكبرى:ج 6 ص 166،و ج 7 ص 63، و تهذيب تاريخ دمشق:ج 4 ص 204،عن أحمد،و الطبراني،و ابن أبي شيبة، و ابن جرير،و ابن حبان،و الحاكم،و الدولابي،و الادب المفرد:ص 121،و أسد الغابة:ج 2 ص 18،و ج 4 ص 308،و الاصابة:ج 3 ص 471،و المعجم الكبير للطبراني:ج 3 ص 28 و 96 و 97 و الذرية الطاهرة:ص 97،و الاستيعاب: (مطبوع بهامش الاصابة)،ج 1 ص 369.و نهاية الارب:18 ص 213، و الرياض المستطابة:ص 293،و تاريخ الخميس:ج 1 ص 418،و منتخب كنز العمال(مطبوع بهامش مسند أحمد)،ج 5 ص 108،و مختصر تاريخ دمشق: ج 7 ص 7 و 117،و مستدرك الحاكم:ج 3 ص 165 و 166،و مجمع الزوائد: ج 8 ص 52،عن البزار و الطبراني،في الكبير و أحمد،و قال:رجال أحمد و البزار رجال الصحيح غير هاني بن هاني،و هو ثقة.و تلخيص المستدرك للذهبي(مطبوع بهامش المستدرك)و صححه و ذخائر العقبى:ص 119 عن أحمد،و ابي حاتم،و أنساب الاشراف(بتحقيق المحمودي)ج 3 ص 144، و راجع هوامشه،و التبيين في أنساب القرشيين:ص 133،و 192،و كفاية الطالب:ص 208،و تذكرة الخواص:ص 193،و شرح المواهب للزرقاني:ج 4 ص 339،و البداية و النهاية:ج 7 ص 332 و تاج العروس:ج 3 ص 389،و عن كنز العمال:ج 6 ص 221.و ترجمة الامام الحسن(ع)«من القسم غير المطبوع من الطبقات الكبرى لابن سعد»:ص 34،و الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان:ج 15 ص 410،و كشف الاستار عن مسند البزار:ج 2 ص 216، و موارد الظمآن:ص 551،عن السيرة الحلبية:ج 3 ص 292.

التابعون من اولى الإربة:

ثم قرر الآخرون مضمون هذه الرواية،و أرسلوه إرسال المسلمات في كتبهم و مؤلفاتهم،و نحن نعرض هنا ما توفّر لدينا من أقوالهم التي تعترف بوجود المحسن،و لكنها تزعم انه مات صغيرا، و نلفت النظر الى أن دعوى موته صغيرا لا تلازم بالضرورة التزامهم بأنه مات في زمن النبي(ص)،بل هي لا تنافي القول الآخر بأنه مات سقطا.

و النصوص هي التالية:

1-قال الطبري،و ابن الاثير:«..و قد ذكر انه كان له منها ابن آخر،يقال له:«محسّن»و أنه توفي صغيرا» (1).

2-قال يونس:سمعت ابن إسحاق يقول:«فولدت فاطمة لعلي حسنا،و حسينا،و محسنا،فذهب محسن صغيرا..» (2).

3-و قال ابن اسحاق:فولدت فاطمة لعلي حسنا،و حسينا و محسنا،مات صغيرا» (3).

4-و قال حسام الدين حميد بن أحمد المحلي:«الحسن و الحسين صلوات الله عليهما و المحسن درج صغيرا» (4).

5-قال القسطلاني:«و ولدت حسنا،و حسينا،و محسنا.

ص: 116


1- الكامل لابن الاثير:ج 3 ص 397،و تاريخ الامم و الملوك:ج 5 ص 153.
2- دلائل النبوة للبيهقي:ج 3 ص 161.
3- البداية و النهاية:ج 3 ص 346.
4- الحدائق الوردية:ج 1 ص 52.

مات محسن صغيرا..الخ» (1).

6-و قال ابن حزم الاندلسي:«تزوج فاطمة علي بن أبي طالب،فولدت له الحسن،و الحسين،و المحسّن.مات المحسن صغيرا» (2).

و قال:اعقب هؤلاء كلهم حاشا المحسن،فلا عقب له،مات صغيرا جدا إثر ولادته (3).

7-و قال البدخشاني الحارثي:«أما أولادها،فإنها ولدت ثلاثة بنين:الحسن،و الحسين،و محسّن.أما الحسن و الحسين،فسيجيء ذكرهما،و أما محسن فمات رضيعا» (4).

8-و قال المحب الطبري:«الحسن و الحسين،و قد استوعبنا ذكرهما في مناقب ذوي القربى،و لهما عقب،و محسن،مات صغيرا،أمهم فاطمة» (5).

9-و قال المحب الطبري أيضا:«و قال غيره(أي غير الليث بن سعد):ولدت حسنا،و حسينا،و محسنا،فهلك محسن صغيرا،و أم كلثوم الخ..» (6).

10-قال ابن المرتضى عن فاطمة(ع):«و ولدت له الحسن،1.

ص: 117


1- المواهب اللدنية:ج 1 ص 198.
2- جمهرة أنساب العرب:ص 16.و راجع:ص 37.
3- جمهرة انساب العرب ص 37.
4- نزل الابرار:ص 134.
5- الرياض النضرة،المجلد الثاني،ج 4 ص 239،و ذخائر العقبى ص 116 و 117.
6- ذخائر العقبى:ص 55 و إرشاد الساري:ج 6 ص 141.

و الحسين،و محسنا،مات صغيرا» (1).

و قال:«و أولاده الحسن،و الحسين،و محسن من فاطمة(ع)،ثم محمد بن الحنفية» (2).

11-و قال المناوي:«..قال الليث:فولدت له حسنا، و حسينا،و محسنا-مات صغيرا-و أم كلثوم..الخ» (3).

و يظهر ان عبارة:«مات صغيرا»،هي من إضافات المناوي، حيث انّ الآخرين قد نقلوا كلام الليث و لم يذكروا هذه العبارة.

12-و قال ابن فندق و هو يعدد أولاد أمير المؤمنين(ع)من فاطمة:«الحسن بن علي،و الحسين بن علي،و المحسن بن علي(ع)، هلك صغيرا» (4).

13-و قال البري التلمساني:«ولدت فاطمة لعلي(رض):

الحسن،و الحسين،و محسنا،درج صغيرا» (5).

14-و عنونه ابن الاثير في جملة الصحابة،فقال:«محسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي.أمه فاطمة بنت رسول الله(ص)..ثم ذكر تسمية رسول الله(ص)،له ثم قال:

«و توفي المحسن صغيرا،أخرجه أبو موسى» (6).8.

ص: 118


1- البحر الزخار:ج 1 ص 208.
2- البحر الزخار:ج 1 ص 221.
3- اتحاف السائل:ص 33.
4- لباب الانساب و الالقاب،و الاعقاب:ج 1 ص 337.
5- الجوهرة في نسب الامام علي و آله:ص 19.
6- اسد الغابة:ج 4 ص 308.

15-و قال العسقلاني عن المحسن:«استدركه ابن فتحون على ابن عبد البر،و قال:أراه مات صغيرا» (1).

و لا ندري لما ذا لا يقول:أراه مات سقطا.

16-و قال ابن قدامة المقدسي:«محسّن بن علي بن أبي طالب،لا نعرفه إلا في الحديث الذي يرويه هاني بن هاني عن علي (ثم ذكر قصة تسمية المحسن بحرب،ثم تسمية النبي(ص)له،ثم قال):«و الظاهر انه مات طفلا» (2).

و قال:«ولدت لعلي(رض):الحسن،و الحسين،و أم كلثوم، و زينب.

و روي انها ولدت ابنا ثالثا،سماه رسول الله(ص)محسنا، و قال:سميتهم بأسماء ولد هارون:شبر،و شبير،و مشبر» (3).

17-و قد ولدت من علي رضي الله عنهما:سيدنا الحسن، و سيدنا الحسين،و سيدتنا السيدة زينب،و سيدنا محسن،الذي مات صغيرا» (4).

18-قال ابن الجوزي:«..و زاد ابن اسحاق في أولاد فاطمة من علي:محسنا،قال:و مات صغيرا» (5).9.

ص: 119


1- الاصابة ج 4 ص 471.
2- التبيين في أنساب القرشيين:ص 133.
3- المصدر السابق ص 91 و 92.
4- تاريخ الهجرة النبوية ص 58.
5- صفة الصفوة ج 2 ص 9.

19-و قال السخاوي:«...و للرابعة (1)من علي،التي لم تتزوج غيره:الحسن،و الحسين،و محسن،و أم كلثوم،و زينب، فمحسن مات صغيرا..» (2).

20-و قال العامري:«فصل في ذكر أولادها،و تنزيل بطونهم، هم:حسن،و حسين،و محسن،و أم كلثوم و زينب...الى أن قال:انه (ص)سمى أولاد فاطمة حسنا و حسينا و محسنا بأولاد هارون بن عمران(ع)،و هلك محسن صغيرا» (3).

21-و قال الشبلنجي:«..و أما أولادها رضي الله عنها فالحسن،و الحسين،و محسن،و هذا مات صغيرا» (4).

22-«و قال غيره (5):«ولدت حسنا،و حسينا،و محسنا، فهلك محسن صغيرا» (6).

23-و قال ابن كثير:«فأول زوجة تزوجها علي(رض)فاطمة بنت رسول الله(ص)بنى بها بعد وقعة بدر،فولدت له الحسن و حسينا،و يقال:و محسنا و مات و هو صغير الخ...» (7).

24-و قال عماد الدين اسماعيل ابي الفدا:«..و ولد له منها2.

ص: 120


1- أي من بنات النبي(ص)،و هي الزهراء(ع).
2- التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة،ج 1 ص 19.
3- راجع:الرياض المستطابة للعامري اليمني:ص 292 و 293.
4- نور الابصار:ص 147.
5- أي غير الليث بن سعد.
6- تاريخ الخميس:ج 1 ص 279.
7- البداية و النهاية:ج 7 ص 332.

الحسن،و الحسين،و محسن،و مات صغيرا و زينب الخ..» (1).

25-روى الدولابي عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير قال:«سمعت ابن إسحاق يقول:ولدت فاطمة بنت رسول الله (ص)لعلي بن أبي طالب:حسنا،و حسينا،و محسنا.فذهب محسن صغيرا و ولدت أم كلثوم و زينب» (2).

26-و قال ابن قتيبة:«ولدت لعلي:الحسن،و الحسين، و محسنا،و أم كلثوم الخ (3).

و قال أيضا:«و أما محسن بن علي فهلك و هو صغير» (4).

27-قال النويري:«و قد قيل:انها ولدت ابنا اسمه محسن توفي صغيرا» (5).

و قال في مورد آخر:«فولدت(رض)له حسنا،و حسينا، و محسنا.فذهب محسن صغيرا» (6).

و قال:«فجميع أولاد علي(رض)خمسة عشر ذكرا،و هم الحسن و الحسين،و محسّن على خلاف فيه..» (7).

28-قال سبط ابن الجوزي:«و قد زاد ابن إسحاق في أولاد3.

ص: 121


1- المختصر في أخبار البشر:ج 1 ص 181.
2- الذرية الطاهرة:ص 90 و 155.
3- المعارف ص 143 و 210.
4- المعارف:ص 211.
5- نهاية الارب:ج 20 ص 221.
6- نهاية الارب:ج 18 ص 213.
7- نهاية الارب:ج 20 ص 223.

فاطمة من علي(ع)محسنا،مات صغيرا» (1).

29-قال القسطلاني:«ولدت لعلي،حسنا،و حسينا، و محسنا،فمات صغيرا» (2).

30-و قال سبط ابن الجوزي:«و هذا يدل على ما ذكره الزبير بن بكار:ان فاطمة جاءت من علي بولد آخر اسمه محسّن مات طفلا (3).

31-و قال القندوزي:«ولدت حسنا و حسينا،و محسنا، فهلك محسن صغيرا» (4).

32-و قال ابن سيد الناس:«فولدت له حسنا،و حسينا، و محسنا،مات صغيرا،و أم كلثوم و زينب(ع)الخ... (5)».

33-و قال خواند أمير:«روى ابن إسحاق و الليث بن سعد رضي الله عنهما:انه كان لفاطمة ولدان آخران،اسمهما محسن، و رقية،و قد ماتا صغيرين» (6).

34-و قال اليعقوبي:«كان له من الولد الذكور أربعة عشر ذكرا،الحسن،و الحسين،و محسّن،مات صغيرا» (7).3.

ص: 122


1- تذكرة الخواص:ص 322.
2- راجع:شرح المواهب للزرقاني:ج 339/4.
3- تذكرة الخواص ص 193.
4- ينابيع المودة:ص 201 و العوالم:ج 11 ص 539.
5- عيون الاثر:ج 2 ص 290.
6- حبيب السير:ج 1 ص 436.
7- تاريخ اليعقوبي:ج 2 ص 213.

35-و قال المقدسي:«..فأما محسن بن علي:فإنه هلك صغيرا» (1).

36-و قال ابن خير الله العمري الموصلي(الخطيب):«...

و ذكر في التبيين أنها ولدت ثالثا غير الحسن،و الحسين،فسماه النبي (ص)محسنا» (2).

ذكر المحسن،دون ذكر سبب موته:

إن من الواضح:ان الكثيرين قد ذكروا المحسن في ولد علي و فاطمة(ع)،و لم يشيروا الى مصيره..فلا ينافي ذلك انه كان سقطا.

أما الذين لم يذكروه في عداد أولاده(ع)،فلا يعني عدم ذكرهم له انهم ينكرون وجوده؛لأن مقصودهم إنما هو ذكر الذين عاشوا من أولادهما(ع).

و نذكر من هؤلاء:

1-قال الفيروزآبادي:«شبّر كبقّم.و شبير كقمير،و مشبّر كمحدّث:ابناء هارون(ع)،قيل:و بأسمائهم سمى النبي(ص):

الحسن،و الحسين،و المحسن» (3).

2-قال الزبيدي:«قيل:و بأسمائهم سمى النبي(ص)أولاده:

الحسن،و الحسين،و المحسّن.الاخير بالتشديد،كذا جاء في بعض

ص: 123


1- البدء و التاريخ:ج 5 ص 75.
2- الروضة الفيحاء في تواريخ النساء:ص 252.
3- القاموس المحيط:ج 2 ص 55 و عنه في البحار:ج 43 ص 238.

الروايات.

و قال ابن بري:و وجدت ابن خالويه قد ذكر شرح هذه الاسماء،فقال:شبر و شبير،و مشبر هم أولاد هارون(ع).و معناها بالعربية:حسن،و حسين،و محسن».

3-ثم قال:«و بها سمّى علي(رض)أولاده:شبرا،و شبيرا، و مشبرا.يعني:حسنا و حسينا و محسنا» (1).

4-«ذكر أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الاصبهاني رحمه الله في كتاب المعرفة:ان عليا تزوج فاطمة بالمدينة،بعد سنة من الهجرة.و ابتنى بها بعد ذلك بنحو من سنة.و ولدت لعلي:الحسن، و الحسين،و محسنا،و أم كلثوم الكبرى،و زينب الكبرى» (2).

5-و قال ابن الاثير عن ابن عباس في حديث له:«و فاطمة، و كانت تحت علي،و ولدت له حسنا،و حسينا،و محسنا،و زينب» (3).

6-عن الليث بن سعد،قال:«تزوج علي فاطمة فولدت له حسنا،و حسينا،و محسنا،و زينب،و أم كلثوم» (4).

7-و قال الذهبي:«قال ابن عبد البر:دخل بها بعد وقعة أحد،9.

ص: 124


1- تاج العروس:ج 3 ص 389،و لسان العرب:ج 4 ص 393.
2- دلائل النبوة للبيهقي:ج 3 ص 162،و راجع:البحار:ج 43،ص 213 و عوالم العلوم:ج 11 ص 480.
3- جامع الاصول:ج 12،ص 9 و 10.و قال:أخرجه رزين و ضياء العالمين (مخطوط):ج 4 ق 3 ص 2 عنه.
4- ذخائر العقبى:ص 55 و إرشاد الساري:ج 6 ص 141،و العوالم:ج 11 ص 539.

فولدت له الحسن،و الحسين،و محسنا،و أم كلثوم،و زينب» (1).

8-و عنونه العسقلاني في الصحابة فقال:«المحسّن بتشديد السين المهملة،ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي،سبط النبي(ص)» (2).

ثم ذكر كلام ابن فتحون الآتي:

9-و قال شمس الدين محمد بن طولون:«و لعلي(رض)من الولد:الحسن،و الحسين،و محسن،و أم كلثوم الخ..» (3).

10-و قال النووي:«و لعلي(رض)من الولد:الحسن، و الحسين،و محسن،و أم كلثوم الكبرى،و زينب الكبرى،كلهم من فاطمة» (4).

11-قال الدياربكري:«عن الليث بن سعد قال،تزوج علي فاطمة فولدت له حسنا،و حسينا و محسنا و زينب الخ..» (5).

12-قال ابن كثير:«..فولدت له حسنا،و به كان يكنى، و حسينا و هو المقتول شهيدا بأرض العراق.قلت:و يقال:و محسنا، الخ..» (6).

13-و قال ابن حبّان:«كان لعلي بن أبي طالب خمسة3.

ص: 125


1- سير أعلام النبلاء:ج 2 ص 119.
2- الاصابة:ج 3 ص 471.
3- الائمة الاثنا عشر:ص 58.
4- تهذيب الاسماء:ج 1 ص 349.
5- تاريخ الخميس:ج 1 ص 279/278.
6- البداية و النهاية:ج 5 ص 293.

و عشرون ولدا،من الولد:الحسن،و الحسين،و محسن،و أم كلثوم الخ...» (1).

14-«كان أولاد علي من فاطمة ثلاثة ذكور:حسن، و حسين،و محسن،و بنتين:زينب،و أم كلثوم.و كلهم أعقبوا ما عدا محسنا» (2).

15-كان له من الولد أربعة عشر ذكرا،منهم:الحسن، الحسين،و محسّن،من فاطمة بنت رسول الله(ص)» (3).

16-عن الليث بن سعد،قال:«تزوج علي فاطمة(ع)، فولدت له حسنا،و حسينا،و محسنا،و زينب،و أم كلثوم،و رقية» (4).

17-«و في بغية الطالب:أولاده رضي الله عنهم أربعة عشر ذكرا،و ثماني عشرة أنثى،بالاتفاق.و اختلف في الذكور الى عشرين، و في الاناث الى اثنين و عشرين.أما الذكور،فالحسن،و الحسين، و محسن» (5).

18-و قال محمد بن الشحنة:«..و ولد لعلي من الذكور أربعة عشر ولدا،و بنات كثيرة،فمن فاطمة(رض):الحسن،و الحسين، و محسن،و زينب» (6).

19-و قال الخوارزمي:«و ولدت لعلي(ع)،الحسن و الحسين،).

ص: 126


1- الثقات:ج 2 ص 304.
2- شرح بهجة المحافل للاشخر اليمني ج 2 ص 138.
3- مآثر الانافة:ج 1 ص 100.
4- ذخائر العقبى ص و عوالم العلوم:ج 11 ص 539.
5- نور الابصار:ص 103.
6- روضة المناظر:ج 7 ص 195(مطبوع بهامش الكامل في التاريخ).

و المحسن،و أم كلثوم الكبرى الخ..» (1).

20-و قال عمر أبو النصر:«رزقت فاطمة بنت الرسول من البنين من زوجها الامام علي بن أبي طالب خمسة أولاد:الحسن، و الحسين،و المحسن،و زينب الكبرى،و أم كلثوم الكبرى» (2).

21-و قال المازندراني:«كناها:أم الحسن،و أم الحسين،و أم المحسّن،و أم الائمة،و أم أبيها الخ..» (3).

22-و قال الشيخ عباس القمي:«..يذكر المسعودي في مروج الذهب،و ابن قتيبة في المعارف،و نور الدين العباس الموسوي الشامي في(ازهار بستان الناظرين):ان محسنا يعد في أولاد امير المؤمنين عليه السلام» (4).

23-و في حديث عن الامام الصادق(عليه السلام)،يذكر فيه النداء من بطنان العرش،يقول:«و نعم السبط سبطاك،و هما الحسن و الحسين.و نعم الجنين جنينك،و هو المحسن» (5).

24-و في نص عن التوراة:«إليا،أبو السبطين:الحسن، و الحسين،و محسّن،الثالث من ولده.كما جعلت لاخيك هارون:9.

ص: 127


1- عوالم العلوم:ج 1 ص 272،عن مقتل الحسين للخوارزمي ص 83.
2- فاطمة بنت رسول الله محمد(ص)،ص 93.
3- مناقب آل أبي طالب،ج 3 ص 132،و البحار:ج 43 ص 16 و 17،و عن الهداية الكبرى،ص 176 و ضياء العالمين(مخطوط)ج 2 ق 3 ص 11 عن المناقب و عوالم العلوم:ج 11 ص 69.
4- منتهى الآمال:ج 1 ص 263.
5- تفسير القمي:ج 1 ص 128 و البحار:ج 7 ص 328 و 329 و ج 23 ص 130 و 131 و ج 12 ص 6 7 و تفسير نور الثقلين:ج 1 ص 348 و البرهان(تفسير): ج 1 ص 328 و 329.

شبرا،شبيرا،و مشبرا» (1).

إسقاط المحسّن مجردا عن ذكر السبب:

1-الكافي،العدة،عن أحمد بن محمد،عن القاسم عن جده،عن أبي بصير،عن أبي عبد الله،عن آبائه(ع)،قال:قال أمير المؤمنين(ع):إن أسقاطكم اذا لقوكم يوم القيامة و لم تسموهم يقول السقط لأبيه:أ لا سميتني؟و قد سمى رسول الله(ص)محسنا قبل أن يولد» (2).

2-و يقول البعض:«..ولد لأمير المؤمنين(ع)من فاطمة:

الحسن(ع)،و الحسين(ع)،و المحسّن،سقط،و أم كلثوم الخ..» (3).

3-و قال كمال الدين بن طلحة الشافعي رحمه الله:

«الفصل الحادي عشر،في ذكر أولاده(ع):اعلم أيدك الله بروح منه:ان أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده(ع)ذكورا و إناثا، فمنهم من أكثر،فعد منهم السقط،و لم يسقط ذكر نسبه.و منهم من أسقطه و لم ير أن يحتسب في العدة به،فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك،و بحسبه» (4).

ص: 128


1- البحار:ج 38 ص 145 عن المناقب.
2- الكافي:ج 6 ص 18،و عوالم العلوم:ج 11 ص 411،و البحار:ح 43 ص 195،و ج 10 ص 112،و ج 101 ص 118،و راجع:الخصال:ج 2 ص 634 و علل الشرائع ج 2 ص 464،و جلاء العيون:ج 1 ص 222.
3- تاريخ أهل البيت،نقلا عن الائمة:الباقر و الصادق،و الرضا،و العسكري: ص 93.
4- كشف الغمة،للاربلي:ج 2 ص 67 عنه.

4-قال الصبان:«ولدت فاطمة من علي ستة:ثلاثة ذكور، و ثلاثة إناث.فالذكور الحسن،و الحسين و المحسن،-بضم الميم و فتح الحاء،و تشديد السين،مكسورة-و الاناث:زينب..الى أن قال:

فأما الحسن،و الحسين فأعقبا الكثير الطيب،و سيأتي الكلام عليهما.و أما المحسن فأدرج سقطا.. (1)».

و نقول:

و يقصد من عبارته الاخيرة:«فأدرج سقطا..»!!مات سقطا، لان كلمة درج معناها:مات.

5-قال ابن أبي الثلج:«ولد لأمير المؤمنين(ع)من فاطمة (ع):الحسن،و الحسين،و محسن،سقط (2)».

6-«و ذكر قوم آخرون زيادة على ذلك،و ذكروا فيهم محسنا شقيقا للحسن و الحسين(ع)،كان سقطا» (3).

7-و قال الطبرسي و هو يعدّد أولاد أمير المؤمنين(ع):

«الحسن،و الحسين عليهما السلام،و المحسن الذي أسقط» (4).

8-و قال المامقاني:«..ولدت له حسنا و حسينا و محسنا، و زينبا و أم كلثوم.و أسقطت محسنا» (5).2.

ص: 129


1- اسعاف الراغبين:(مطبوع بهامش نور الابصار)ص 86.
2- تاريخ الائمة:ص 16(مطبوع ضمن مجموعة رسائل نفيسة)انتشارات بصيرتي،قم-ايران.
3- كشف الغمة للاربلي:ج 2 ص 67،عن كمال الدين بن طلحة رحمه الله.
4- تاج المواليد:ص 18.
5- تنقيح المقال:ج 3 ص 82.

9-و قال الطبرسي:«كان لفاطمة(ع)خمسة أولاد ذكر و أنثى:الحسن و الحسين عليهما السلام،و زينب الكبرى،و زينب الصغرى،المكنّاة بأم كلثوم(رض)،و ولد ذكر قد أسقطته فاطمة(ع) بعد النبي(عليه التحية و السلام).و قد كان رسول الله(ص)سمّاه- و هو حمل-محسنا» (1).

10-قال ابن الصباغ المالكي:«..و ذكروا:ان فيهم محسنا شقيقا للحسن و الحسين عليهما السلام،ذكرته الشيعة،و أنه كان سقطا..» (2).

11-و قال الصفوري الشافعي:«كان الحسن أول أولاد فاطمة الخمسة:الحسن و الحسين،و المحسن كان سقطا،و زينب الكبرى و زينب الصغرى» (3).

12-و قال الشيخ المفيد:«...و في الشيعة من يذكر،ان فاطمة (صلوات الله عليها)أسقطت بعد النبي(ص)ولدا ذكرا،كان سمّاه رسول الله(ص)-و هو حمل-محسنا» (4).

13-و قريب منه ما ذكره الفضل بن الحسن الطبرسي (5).3.

ص: 130


1- تاج المواليد:ص 23 و 24(مطبوع ضمن رسائل نفيسة،انتشارات بصيرتي،قم -ايران).
2- الفصول المهمة،ص 126،و البحار ج 32 ص 90.
3- نزهة المجالس:ج 2 ص 184 و 194.
4- الارشاد للشيخ المفيد:ج 1 ص 355 و كشف الغمة للاربلي:ج 2 ص 67، و البحار:ج 42،ص 90.
5- إعلام الورى:ص 203.

14-و ذكر ذلك أيضا العلاّمة الحلّي في اختصاره للارشاد (1).

15-و قريب منه أيضا ما ذكره ابن البطريق (2)فراجع.

و في كشف الغمة و في العمدة بدل قوله«و في الشيعة»قال:

«و في رواية:أن فاطمة الخ..».

16-و قال جمال الدين المحدث الهروي بعد ان عد محسنا في جملة أولاد علي:«و أما محسن بن علي فهلك و هو صغير،و الحق أنه كان سقطا» (3).

17-و قال ابن طلحة:«من اكثر؛فعد السقط،يقصد بذلك المحسن» (4).

18-و قال ابراهيم الطرابلسي الحنفي في الشجرة التي صنعها للناصر،و استنسخت لخزانة صلاح الدين الايوبي:

«..محسّن بن فاطمة(ع)،اسقط.و قيل:درج صغيرا.

و الصحيح ان فاطمة أسقطت جنينا» (5).

19-و قال الحمزاوي المالكي:«و أما المحسن،فأدرج سقطا» (6).2.

ص: 131


1- المستجاد من كتاب الارشاد:ص 140(مطبوع ضمن مجموعة رسائل نفيسة).نشر مكتبة بصيرتي،قم-ايران.
2- العمدة:ص 30.
3- كتاب الاربعين:ص 68 و راجع:ص 67.
4- مطالب السؤل:ص 45.
5- أولاد الامام علي للسيد مهدي السويج:ص 46 عن الشجرة المشار إليها:ص 6.
6- المصدر السابق عن مشارق الانوار للحمزاوي:ص 132.

20-و نقل السيد مهدي السويج ذلك عن عدة مصادر، و منها:مناقب الحسن و الحسين للجوهري،و صاحب جوهرة الكلام، و الانوار لابي القاسم (1).

ذكر السقط مع سبب الاسقاط:

1-قد تقدم ان المقدسي ينسب اسقاط المحسن،بسبب ضرب عمر للزهراء(ع)الى الشيعة.

2-«قال:و منها ما رواه البلاذري،و اشتهر بين الشيعة:انه حصر فاطمة في الباب،حتى أسقطت محسنا،مع علم كل أحد بقول أبيها:بضعة مني،من آذاها فقد آذاني» (2).

3-و قال عماد الدين الطبري(من علماء القرن السابع)،ما ترجمته:

«و قالوا:ان فاطمة(ع)،أسقطت محسنا،بسبب ضرب عمر لها على بطنها» (3).

4-و قال السيد تاج الدين علي بن أحمد الحسيني(و هو من أعلام القرن الحادي عشر هجري):«سبب وفاتها هي من الضرب الذي أصابها،و أسقطت بعده الجنين» (4).

ص: 132


1- أولاد الامام علي(ع):ص 46.
2- اثبات الهداة:ج 2 ص 370 و الصراط المستقيم للبياضي رحمه الله،ج 3 ص 12.
3- كامل بهائي(فارسي):ص 309.
4- التتمة في تواريخ الائمة:ص 28(ط سنة 1412 ه)توزيع دار الكتاب الاسلامي بيروت.

و قال:و هو يعدد أولاد علي عليه السلام«و السقط الذي سماه النبي صلى اللّه عليه و آله في حياته-و هو حمل-محسنا» (1).

5-و قال علي بن محمد العمري النسابة:«و لم يحتسبوا بمحسن،لأنه ولد ميتا.و قد روت الشيعة خبر المحسن،و الرفسة.

و وجدت بعض كتب أهل النسب يحتوي على ذكر المحسن، و لم يذكر الرفسة من جهة أعول عليها» (2).

6-و عند البعض:«و أولادها:الحسن،و الحسين،و المحسن سقط.و في معارف القتيبي:ان محسنا فسد من زخم قنفذ العدوي» (3).

و قال في مورد آخر:«فولد من فاطمة(ع):الحسن،و الحسين، و المحسن سقط» (4).

7-و عنه(ع):«و يأتي محسن مخضبا،محمولا،تحمله خديجة بنت خويلد،و فاطمة بنت أسد..الى أن قال:و جبرئيل يصيح -يعني محسنا-و يقول:اني مظلوم فانتصر،فيأخذ رسول الله محسنا على يديه،رافعا له الى السماء،و هو يقول الخ..» (5).2.

ص: 133


1- المصدر السابق:ص 39.
2- المجدي في أنساب الطالبيين:ص 12.
3- المناقب لابن شهرآشوب:ج 3 ص 407(ط دار الاضواء)،و البحار ج 43 ص 237 و 233،و العوالم:ج 11 ص 539.
4- الاسلامي بيروت.
5- فاطمة الزهراء:بهجة قلب المصطفى،ج 2 ص 532،نوائب الدهور:ص 192.

8-و عنه(ع)،في حديث:«..و قاتل فاطمة(ع)،و قاتل المحسّن» (1).

9-و عنه(ع):«فرفسها برجله،و كانت حاملة بابن اسمه المحسن،فأسقطت المحسن من بطنها» (2).

10-و عنه(ع):«و كان سبب وفاتها:ان قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره،فأسقطت محسنا» (3).

11-و في دعاء الامام الرضا(ع)في سجدة الشكر:«..

و قتلا ابن نبيك» (4)أي المحسن.

12-و قال ابن سعد الجزائري:«و ضربوا فاطمة(ع)،فألقت جنينا» (5).

13-و قال الفتوني العاملي:«..و في روايات أهل البيت:ان عمر دفع الباب ليدخل.و كانت فاطمة وراء الباب،فأصابت بطنها، فأسقطت من ذلك جنينها المسمى بالمحسن» (6).4.

ص: 134


1- الاختصاص:ص 343 و 344 و كامل الزيارات:ص 326 و 327 و البحار: ج 25 ص 373،و عن بصائر الدرجات.
2- الاختصاص:ص 184 و 185،و البحار،ج 29 ص 192،و وفاة الصديقة الزهراء للمقرم:ص 78.
3- دلائل الامامة:ص 45،و راجع:البحار:ج 43 ص 170 و عوالم العلوم:ج 11 ص 411،و 504.
4- مهج الدعوات:ص 257 و 258،و المصباح للكفعمي:ص 553 و 554 و بحار الانوار:ج 3 ص 393 و ج 83،ص 223،و مسند الامام الرضا للعطاردي:ج 2 ص 65.
5- الامامة:ص 81(مخطوط).
6- ضياء العالمين(مخطوط)ج 2 ق 3 ص 62-64.

14-و قال الخواجوئي المازندراني:«...و ضربوا فاطمة(ع)، فألقت فيه جنينها» (1).

15-و قال:«اي تقصير في ذلك لفاطمة(ع)الطاهرة؟و بم استحقت الضرب الى حد ألقت فيه جنينها؟» (2).

16-و قال:«و يكسرون ضلعها،و يجهضون ولدها من بطنها» (3).

17-و قال الشيخ يوسف البحراني:«..ضرب الزهراء(ع) حتى أسقطها جنينها» (4).

18-و ذكر ذلك بالتفصيل السيد محمد قلي الموسوي فراجع (5).

19-و قال المرجع الكبير السيد محمد المهدي القزويني:«و لما فتحت الباب صكوا عليها الباب،و كسروا ضلعها،و أسقطوا جنينها المحسن» (6).

20-و قال السيد الخوانساري،في حديث له عن الزهراء:

«و من أسقط جنينها،و من رفع أنينها الخ» (7).8.

ص: 135


1- الرسائل الاعتقادية:(للخواجوئي)ص 444.
2- الرسائل الاعتقادية:ص 446.
3- طريق الارشاد:(مطبوعة ضمن الرسائل الاعتقادية)للخواجوئي:ص 465 و الرسائل الاعتقادية نفسها:ص 301.
4- الحدائق الناضرة:ج 5 ص 180.
5- تشييد المطاعن:ج 1 ذكر ذلك بالتفصيل في عشرات الصفحات.
6- الصوارم الماضية:(مخطوط)ص 56.
7- روضات الجنات:ج 1 ص 358.

21-و قال الشيخ الطوسي:«و المشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة:ان عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت،فسمي السقط «محسنا»و الرواية بذلك مشهورة عندهم» (1).

22-و قال عبد الجليل القزويني:«..ان عمر ضرب بطن فاطمة،و قتل جنينا في بطنها،كان الرسول سماه محسنا» (2).

23-و قال الفاضل المقداد:«بعث إليها عمر حتى ضربها على بطنها،و أسقطت سقطا،اسمه محسن» (3).

24-و قال البياضي:«اشتهر في الشيعة:انه حصر فاطمة في الباب،حتى أسقطت محسنا» (4).

25-و قال ابن أبي جمهور:«..و ضغطها بالباب حتى أسقطت جنينا».

و قال:«أما حديث الاحراق،و الضرب،و إجهاض الجنين فبعضه مروي عنكم الخ...» (5).

26-و قال المحقق الكركي معترضا عليهم:«...و جمع الحطب عند الباب،و إسقاط فاطمة محسنا» (6).

27-و ذكر القاضي التستري بعض ما يدل على إسقاط0.

ص: 136


1- تلخيص الشافي:ج 3 ص 156 و 157.
2- النقض:ص 298.
3- اللوامع الالهية في المباحث الكلامية،ص 302.
4- الصراط المستقيم:ج 3 ص 12.
5- مناظرة الغروي و الهروي:ص 47 و 48،(ط سنة 1397 ه ق.).
6- نفحات اللاهوت:ص 130.

الجنين،فراجع كلامه (1).

28-و قال الحسيني:«..فاندفعوا نحو الباب،و دفعوه نحوها، و كانت حاملا فأسقطت ولدا كان رسول الله قد سماه محسنا» (2).

و سيأتي لنا كلام مع الحسيني هنا.

29-و قال المسعودي:«و ضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا» (3).

30-و عن النظام انه قال:«ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين(المحسن)من بطنها» (4).

31-و نقل ابن أبي الحديد المعتزلي عن الشيعة قولهم:«ان عمر ضغطها بين الباب و الجدار فصاحت:يا أبتاه يا رسول الله، و ألقت جنينا ميتا» (5).

32-و قال القاضي النعمان:

«فضربوها بينهم فأسقطت» (6).2.

ص: 137


1- احقاق الحق:ج 2 ص 374.
2- سيرة الائمة الاثني عشر:ج 1 ص 132.
3- اثبات الوصية:ص 143،و البحار:ج 28 ص 308 و 309.
4- الملل و النحل،:ج 1 ص 57،و عوالم العلوم:ج 11 ص 416،و البحار:ج 28 هامش ص 271 و 281 و بهج الصباغة:ج 5 ص 15،و الوافي بالوفيات:ج 6 ص 17،و بيت الاحزان:ص 124.
5- شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 60.
6- الارجوزة المختارة:ص 88-92.

33-و قال مغامس الحلي:

من بعد ما رمت الجنين بضربة

فقضت بذاك و حقها مغصوب (1)

34-و قال الشيخ الحر العاملي:

أولادها خمس:حسين و حسن و زينب و أم كلثوم أسن

و محسن أسقط في يوم عمر من فتحه الباب كما قد اشتهر

الى أن قال عن سبب موتها(ع):

إذ أسقطت لوقتها جنينها و لم تزل تبدي له أنينها (2)

35-و قال المحقق الاصفهاني:

و في جنين المجد ما يدمي الحشا و هل لهم إخفاء أمر قد فشا

و الباب و الجدار و الدماء شهود صدق ما بها خفاء

لقد جنى الجاني على جنينها فاندكت الجبال من حنينها (3)

36-و في رواية عن النبي(ص):«و كسر جنبها،و أسقطت جنينها»،الى أن قال:«و خلد في نارك من ضرب جنبها،حتى ألقت ولدها» (4).

ص: 138


1- المنتخب للطريحي:ص 293.
2- أرجوزة في تواريخ النبي و الائمة(ص):ص 13 و 14(مخطوط)يوجد صورة عنه في مكتبة المركز الاسلامي للدراسات في بيروت.و تراجع أعلام النساء: ج 2 ص 316 و 317.
3- الانوار القدسية:ص 42-44.
4- فرائد السمطين:ج 2 ص 34 و 35،و الامالي للشيخ الصدوق:ص 99-101، و إثبات الهداة:ج 1 ص 280-281،و إرشاد القلوب للديلمي:ص 295، و بحار الانوار:ج 28 ص 37-39،و ج 43 ص 172 و 173،و العوالم: ج 11،ص 391 و 392،و جلاء العيون:ج 1 ص 186-188،و بشارة المصطفى:ص 197-200،و عن الفضائل لابن شاذان،ص 8-11،تحقيق الارموي،و غاية المرام:ص 48 و المحتضر ص 109.

37-و جاء في الزيارة:«المقتول ولدها» (1).

38-و قال الكفعمي:ان سبب موتها(ع):انها ضربت و أسقطت (2).

39-و قال سليم بن قيس:«و دفعها،فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينا من بطنها» (3).

40-و قال الكنجي عن الشيخ المفيد:«زاد على الجمهور:أن فاطمة(ع)أسقطت بعد النبي ذكرا.و كان سماه رسول الله(ص) محسّنا» (4).

41-و قال المقدس الاردبيلي:«..و قد ضربها عمر نفسه على بطنها،و ضربها غلامه بالسوط على كتفها.و كان ذلك سبب سقط جنينها» (5).6.

ص: 139


1- اقبال الاعمال:ص 625،و البحار:ج 97 ص 200/199.
2- المصباح ص 522.
3- سليم بن قيس:ص 597-590،و الاحتجاج:ج 1 ص 210-216،و جلاء العيون:ج 1. و راجع:مرآة العقول:ج 5 ص 319 و 320،و البحار:ج 28 ص 268،و 270 و ج 43 ص 197-200،و العوالم:ج 11 ص 400 و 404،و ضياء العالمين: ج 2 ق 3 ص 63 و 64.
4- و إثبات الهداة:ج 1 ص 280-281،و إرشاد القلوب للديلمي:ص 295، و بحار الانوار:ج 28 ص 37-39،و ج 43 ص 172 و 173،و العوالم: ج 11،ص 391 و 392،و جلاء العيون:ج 1 ص 186-188،و بشارة المصطفى:ص 197-200،و عن الفضائل لابن شاذان،ص 8-11،تحقيق الارموي،و غاية المرام:ص 48 و المحتضر ص 109.
5- حديقة الشيعة:ص 265 و 266.

42-و في رسالة عمر لمعاوية:«...و اشتد بها المخاض، و دخلت البيت،فأسقطت سقطا سماه علي محسنا» (1).

43-نقل الصدوق عن بعض المشايخ في تفسير قوله:«ان لك كنزا في الجنة»،«إن هذا الكنز هو ولده المحسن،و هو السقط الذي ألقته فاطمة لما ضغطت بين البابين» (2).

44-و في رواية عن الامام الصادق(ع):«و تضرب و هي حامل..الى أن قال:و تطرح ما في بطنها من الضرب».الى أن تقول الرواية:«و أول من يحكم فيه محسّن بن علي في قاتله،ثم في قنفذ» (3).

45-و في رواية أخرى عن الامام الصادق(ع):«و رفس بطنها،و إسقاطها محسنا».

و تقول الرواية أيضا:«و ركل الباب برجله،حتى أصاب بطنها، و هي حامل بالمحسن لستة أشهر،و إسقاطها إياه».

و تقول:«و تضرب،و يقتل جنين في بطنها».

و جاء فيها أيضا:«فقد جاءها المخاض من الرفسة،و ردّ الباب، فأسقطت محسنا...6.

ص: 140


1- البحار:ج 30 ص 294 و 295.
2- معاني الاخبار:ص 205-207،و البحار:ج 39،ص 41 و 42.
3- كامل الزيارات:ص 332-335،و البحار:ج 28 ص 62-64،و راجع: ج 53 ص 23،و راجع:عوالم العلوم:ج 11 ص 398،و جلاء العيون للمجلسي:ج 1 ص 184-186.

الى أن تقول الرواية:«و يأتي محسن،تحمله خديجة بنت خويلد،و فاطمة بنت أسد الخ..» الى أن تقول الرواية:«..و الموؤدة-و الله-محسن الخ..» (1).

46-و في حديث آخر عن الامام الصادق(ع):«و قتل محسن بالرفسة أعظم و أمرّ» (2).

47-و قال ابو السعادات،أسعد بن عبد القاهر:«ضغطا فاطمة(ع)في بابها،حتى أسقطت المحسن» (3).

48-و عن علي(ع):انه كان يقنت في صلاته بدعاء جاء فيه:«و جنين أسقطوه،و ضلع دقّوه،و صكّ مزّقوه» (4).

49-و في رواية ذكرها الديلمي عن الزهراء،أنها قالت:

«و ركل الباب برجله،فرده علي،و أنا حامل،فسقطت لوجهي..الى أن قالت:و جاءني المخاض،فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم» (5).

50-و عن الامام الحسن،و هو يخاطب المغيرة:«و أنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله(ص)حتى أدميتها،و ألقت ما فيي.

ص: 141


1- البحار:ج 53 ص 14-23.و العوالم:ج 11 ص 441-443،و الهداية الكبرى:ص 392،و حلية الابرار:ج 2 ص 652.
2- فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى:ج 2 ص 532،عن نوائب الدهور: ص 194،و الهداية الكبرى:ص 417.
3- هامش كتاب المصباح للشيخ الكفعمي:ص 553 و البحار:82 ص 261.
4- المصباح للكفعمي:ص 553،و البلد الامين:ص 551 و 552،و علم اليقين: ص 701.و البحار:ج 2 ص 261.
5- بحار الانوار:ج 30 ص 348-350،عن ارشاد القلوب للديلمي.

بطنها،استذلالا منك لرسول الله الخ» (1).

51-و عن الامام الباقر(ع):«و حملت بمحسن،فلما قبض رسول الله،و جرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها،و أخرج ابن عمها أمير المؤمنين،و ما لحقها من الرجل،أسقطت به ولدا تماما الخ...» (2).

52-و قال المجلسي الاول:«و سقط بالضرب غلام اسمه محسن» (3).

53-و قال المجلسي الثاني:«عصروها وراء الباب،فألقت ما في بطنها،من سماه رسول الله(ص)محسنا» (4).

و قال:«فأسقطت لذلك جنينا،كان سماه رسول الله(ص) محسنا» (5).

و قال:«قد استفاض في رواياتنا،بل في رواياتهم أيضا:انه روع فاطمة(ع)حتى ألقت ما في بطنها» (6).

و قال:«و ضغطا فاطمة(ع)في بابها حتى سقطت بمحسّن» (7).4.

ص: 142


1- الاحتجاج:ج 1 ص 414،و البحار:ج 43 ص 197،و مرآة العقول:ج 5 ص 321،و ضياء العالمين:(مخطوط)ج 2 ق 3 ص 321.
2- دلائل الامامة:ص 26 و 27،و راجع:العوالم:ج 11 ص 504.
3- روضة المتقين:ج 5 ص 342.
4- جلاء العيون:ج 1 ص 193.
5- مرآة العقول:ج 5 ص 318،و تراجم أعلام النساء:ج 2 ص 321.
6- البحار:ج 28 ص 209 و 210.
7- البحار:ج 82 ص 264.

54-و قال الكاشاني:«و كان ذلك الضرب أقوى سبب في إسقاط جنينها.و قد كان رسول الله(ص)سماه محسنا» (1).

55-و قال الطريحي:«حين عصرها خالد بن الوليد، فأسقطت محسنا» (2).

56-و قال صاحب كتاب مؤتمر علماء بغداد:«..و عصر عمر فاطمة بين الحائط و الباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها» (3).

المقدسي..و إسقاط المحسن:

قال المقدسي:«حفدة رسول الله(ص):عبد الله بن عثمان، علي بن أبي العاص و أمامة بنت أبي العاص،و الحسن،و الحسين، و محسن،و أم كلثوم،و زينب،ثمانية نفر» (4).

و قال أيضا:«كان له من الولد ثمانية و عشرون ولدا،أحد عشر ذكرا،و سبعة عشر أنثى،منهم من فاطمة(ع)خمسة:الحسن، و الحسين،و محسّن،و أم كلثوم الكبرى،و زينب الكبرى الخ...» (5).

و قد تقدم قوله أيضا:«..فأما محسّن بن على فإنه هلك

ص: 143


1- نوادر الاخبار:ص 183 و علم اليقين:ص 686 و 688،و راجع:عوالم العلوم: ج 11 ص 414.
2- المنتخب للطريحي:ص 136.
3- مؤتمر علماء بغداد:ص 135-137.
4- البدء و التاريخ:ج 5 ص 20 و 21.
5- البدء و التاريخ:ج 5 ص 73.

صغيرا» (1).

57-و قال:«و ولدت محسنا.و هو الذي تزعم الشيعة أنها أسقطته من ضربة عمر.و كثير من أهل الآثار لا يعرفون محسنا» (2).

و ظاهر كلامه:

1-ان الشيعة عموما يقولون:ان عمر قد ضرب فاطمة فأسقطت محسنا..

2-انه هو نفسه يعد محسنا من أحفاد النبي(ص)،و من أولاد فاطمة،و يقول:انه مات صغيرا كما ظهر من عباراته الآنفة.

3-ان قوله:كثير من أهل الآثار لا يعرفون محسنا،قد قلنا:

انه غير دقيق لان أهل الآثار انما تتجه عنايتهم الى ذكر من عاشوا لا إلى ذكر من سقط و هو حمل.

سقوط المحسن بسبب الجزع على الرسول(ص):

58-قال عمر أبو النصر:«يقول مؤلف كتاب:الاسناد في معرفة حجج الله على العباد،ان فاطمة(رض)أسقطت المحسن بعد وفاة رسول الله،و لعلها أسقطته من فرط جزعها و اضطرابها» (3).

ص: 144


1- البدء و التاريخ:ج 5 ص 75.
2- البدء و التاريخ:ج 5 ص 20.
3- فاطمة بنت رسول الله محمد(ص):94،صادر عن مكتب عمر ابي نصر للتأليف و الترجمة و الصحافة-بيروت-لبنان.

و نظن ان الفقرة الاخيرة هي من كلام عمر أبي النصر،لا من كلام مؤلف كتاب«الاسناد في معرفة حجج الله».(و الظاهر ان الصحيح هو:الارشاد في معرفة حجج الله على العباد،و هو كتاب الارشاد للمفيد رحمه الله).

و مهما يكن من أمر فإن من الواضح:ان هذه إهانة صريحة للزهراء،بأنها(ع)قد جزعت من قضاء الله سبحانه الى هذه الدرجة.

مع انها(ع)أتقى و أبرّ من أن يتوهم في حقها الجزع الذي يصل بها الى حد التفريط بجنينها و قتله،و هي المرأة الصابرة المحتسبة،التي تقول لنسوة بني هاشم حين اجتمعن،و جعلن يذكرون النبي(ص):

«اتركن التعداد،و عليكن بالدعاء» (1).

و قد أوصى رسول الله(ص)فاطمة(ع)،فقال:«إذا أنا متّ فلا تخمشي عليّ وجها،و لا ترخي عليّ شعرا،و لا تنادي بالويل،و لا تقيمي علي نائحة» (2).

و قد أوصاها أيضا في هذه المناسبة بقوله:«توكلي على الله، و اصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء» (3).

و لم تكن الزهراء(ع)لتخالف أمر أبيها،صلوات الله و سلامه عليه و على آله الطاهرين.و لا يمكن أن نتصورها تعصي الله انسياقا وراء عواطفها...3.

ص: 145


1- البحار:ج 22،ص 522،عن الكافي.و مناقب ابن شهرآشوب،ج 1 ص 294.
2- البحار:ج 22 ص 496،و في هامشه عن الكافي:ج 2 ص 66.
3- البحار:ج 22 ص 502،و في هامشه عن أمالي الشيخ الطوسي:ص 32 و 33.

و لكن الحاقدين و الموتورين قد حاولوا تصوير فاطمة(ع) بصورة المرأة الجازعة التي تدعو بالويل،و تقيم النوائح،و يصل بها الجزع حدا تقتل ولدها و تسقط جنينها،حتى لقد«روي انها ما زالت بعد أبيها رسول الله(ص)معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن،باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة و تقول لولديها الخ...» (1).

زاد في نص آخر على الفقرات الآنفة قوله:«و كانت إذا شمت قميصه(ص)يغشى عليها» (2).

و هي التي تخالف نهي أبيها عن التعداد،حيث كانت تقول:يا أبتاه جنة الخلد مثواه،يا أبتاه عند ذي العرش مأواه،يا أبتاه كان جبرائيل يغشاه،يا أبتاه لست بعد اليوم أراه» (3).

هذا بالاضافة الى تلك الرواية التي ينقلونها عن جاريتها فضة (ع)و غير ذلك مما يصب في هذا الاتجاه.

و لنا ان نفسر ذلك بأن المقصود هو توجيه اخراجها من بيتها و جوار ابيها و ايجاد المبرر لمنعها من إظهار الحزن المظهر لمظلوميتها،ى.

ص: 146


1- البتول الطاهرة،لأحمد فهمي:ص 128،عن ابن شهرآشوب في المناقب.
2- راجع:فاطمة الزهراء في الاحاديث النبوية:ص 183 و 184،و النفحات القدسية،ص 87،عن روضة الواعظين.
3- راجع المصادر التالية:البتول الطاهرة،للشيخ أحمد فهمي محمد:ص 126، عن السدي،و راجع:شرح نهج البلاغة،للمعتزلي:ج 13،ص 43،و بحار الانوار:ج 22،ص 527،و 528،و مناقب آل أبي طالب:ج 1 ص 294، و النفحات القدسية،للسيد عبد الرزاق كمونة:ص 85(ط سنة 1390 ه.ق.)دار الصادق-بيروت عن سنن النسائي1/ ص 312،و مصادر أخرى.

و اضطرار امير المؤمنين(ع)ليبني لها«بيت الأحزان»في البقيع،و ليبقى هذا الاسم«بيت الأحزان»وثيقة إدانة لهذا الظلم الجديد و الاضطهاد القاسي لها(ع).

هل هذا اشتباه تاريخي؟

59-و قال الملطي الشافعي المتوفي سنة 377 ه.و هو يعدد مقالات هشام بن الحكم رحمه الله:

«...و إن أبا بكر مرّ بفاطمة(ع)،فرفس في بطنها،فأسقطت.

و كان سبب علتها و موتها..» (1).

و المعروف:ان الذي فعل ذلك بالزهراء،هو عمر،و ليس أبا بكر،و لعل الاشتباه جاء من جهة الناقلين عن هشام،أو من الملطي نفسه.

ص: 147


1- التنبيه و الرد على أهل الاهواء و البدع:ص 26/25 تحقيق محمد زاهد الكوثري.

ص: 148

الفصل الخامس: الحدث في كلمات المحدثين و المؤرخين

اشارة

ص: 149

ص: 150

زيارة الصديقة الطاهرة:

1-ذكر الشيخ المفيد زيارة لفاطمة(ع)،تقول:

«السلام عليك يا رسول الله(ص)،السلام على ابنتك الصديقة الطاهرة،السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله(ص)،يا سيدة نساء العالمين،أيتها البتول الشهيدة الطاهرة،الخ..» (1).

2-و في نص آخر:«السلام عليك أيتها البتولة الشهيدة،ابنة نبي الرحمة» (2).

و هناك نص آخر لزيارتها يقول:«السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة» (3).

3-و نص آخر يقول:«السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة، الممنوعة إرثها،المكسور ضلعها،المظلوم بعلها،المقتول ولدها» (4).

ص: 151


1- كتاب المزار للشيخ المفيد:ص 156،و كتاب المقنعة للشيخ المفيد أيضا: ص 459.و راجع:البلد الامين:ص 198 و 278،و البحار:ج 97 ص 197 و 198.
2- راجع البحار:ج 97 ص 198،و في هامشه عن مصباح الزائر:ص 25 و 26.
3- مصباح المتهجد،ص 654،و إقبال الاعمال:ص 624،و البحار:ج 97 ص 195.
4- إقبال الاعمال:ص 625،و البحار:ج 97،ص 200/199.

و قال الشيخ الصدوق رحمه الله:

«لم أجد في الاخبار شيئا موظفا محدودا لزيارة الصديقة(ع)، فرضيت لمن نظر في كتابي هذا من زيارتها ما رضيت لنفسي» (1).

قال هذا تعقيبا على الزيارة المتقدمة التي تقول:«السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة» (2).

4-و قال الشيخ الطوسي(رحمه الله)بعد نقله الزيارة المروية:

«يا ممتحنة،امتحنك الله...».

«هذه الرواية وجدتها مروية لفاطمة(ع)،و أما ما وجدت أصحابنا يذكرونه من القول عند زيارتها(ع)،فهو أن تقف على أحد الموضعين اللذين ذكرناهما (3)،و تقول:

«السلام عليك يا بنت رسول الله...السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة الخ..» (4).

5-و في نص آخر:«اللهم صلّ على السيدة المفقودة،الكريمة المحمودة،الشهيدة العالية» (5).

6-و قد ذكر الكفعمي:ان عدد أولاد فاطمة خمسة.و أن0.

ص: 152


1- من لا يحضره الفقيه:ج 2 ص 573.
2- من لا يحضره الفقيه:ج 2 ص 574.
3- أي موضع دفنها.
4- تهذيب الاحكام للطوسي:ج 6 ص 10 و ملاذ الاخيار:ج 9 ص 25،و الوافي: ج 14 ص 371 و 370 و روضة المتقين:ج 5 ص 345،و راجع:جامع أحاديث الشيعة:ج 12 ص 264.
5- بحار الانوار:ج 99،ص 220.

سبب وفاتها(ع)هو أنها أنها ضربت و أسقطت (1).

و أما تفاصيل حديث ظلمها،فقد تقدم شطر منها في ضمن ذلك القدر العظيم من النصوص و الآثار في الفصول المتقدمة،و نقدم هنا مقدارا مما ذكره المؤرخون و المؤلفون في كتبهم،نبدؤها بما رواه سليم بن قيس،في كتابه القيّم،الذي هو من الاصول المعتمدة، لجامعية حديثه لتفاصيل ما جرى.

7-قال شيخ الاسلام العلامة المجلسي:روي بأسانيد معتبرة عن سليم بن قيس الهلالي،و غيره،عن سلمان و العباس قالا:-و النص لكتاب سليم:

قال سليم بن قيس:«فلما رأى علي(ع)خذلان الناس إياه و تركهم نصرته و اجتماع كلمتهم مع أبي بكر و طاعتهم له و تعظيمهم إيّاه لزم بيته.

فقال عمر لأبي بكر:ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع،فإنه لم يبق أحد إلا و قد بايع غيره و غير هؤلاء الاربعة.و كان أبو بكر أرقّ الرجلين و أرفقهما و أدهاهما،و أبعدهما غورا،و الآخر أفظّهما(و أغلظهما) و أجفاهما.

فقال أبو بكر:من نرسل إليه؟ فقال(عمر):نرسل إليه قنفذا،و هو رجل فظّ غليظ جاف من الطلقاء،أحد بني عديّ بن كعب.

فأرسله إليه و أرسل معه أعوانا.و انطلق،فاستأذن على علي2.

ص: 153


1- مصباح الكفعمي:ص 522.

(ع)،فأبى أن يأذن لهم.

فرجع أصحاب قنفذ الى أبي بكر و عمر-و هما(جالسان)،في المسجد و الناس حولهما-فقالوا:لم يؤذن لنا.

فقال عمر:اذهبوا،فإن أذن لكم و إلاّ فادخلوا(عليه)بغير إذن!!

فانطلقوا فاستأذنوا،فقالت فاطمة(ع):«أحرّج عليكم أن تدخلوا علي بيتي(بغير إذن)».فرجعوا و ثبت قنفذ الملعون.

فقالوا:إن فاطمة قالت كذا و كذا،فتحرّجنا أن ندخل بيتها بغير إذن.

فغضب عمر و قال:ما لنا و للنساء!!؟ ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب،و حمل معهم عمر فجعلوه حول منزل عليّ و فاطمة و ابنيهما(ع)،ثم نادى عمر حتى أسمع عليا و فاطمة(ع):

«و الله لتخرجنّ يا علي،و لتبايعنّ خليفة رسول الله و إلاّ أضرمت عليك(بيتك بالنار)؟!

فقالت فاطمة(ع)،يا عمر،ما لنا و لك؟

فقال:افتحي الباب و إلاّ أحرقنا عليكم بيتكم.

فقالت:«يا عمر،أ ما تتّقي الله تدخل علي بيتي؟»، فأبى أن ينصرف.

و دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب،ثم دفعه،فدخل،

ص: 154

فاستقبلته فاطمة(ع)و صاحت:«يا أبتاه يا رسول الله»!فرفع عمر السيف و هو في غمده،فوجأ به جنبها،فصرخت:«يا أبتاه»!فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت:«يا رسول الله،لبئس ما خلّفك أبو بكر و عمر».

فوثب علي(ع)فأخذ بتلابيبه،ثم نتره،فصرعه،و وجأ أنفه.

و رقبته،و همّ بقتله،فذكر قول رسول الله(ص)و ما أوصاه به،فقال:

«و الذي كرّم محمدا بالنبوة-يا ابن صهّاك-لو لا كتاب من الله سبق، و عهد عهده إليّ رسول الله(ص)،لعلمت أنك لا تدخل بيتي».

فأرسل عمر يستغيث،فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، و ثار علي (ع)الى سيفه.فرجع قنفذ الى أبي بكر و هو يتخوّف أن يخرج علي (ع)(إليه)بسيفه،لما قد عرف من بأسه و شدّته.

فقال أبو بكر لقنفذ:«ارجع،فإن خرج و إلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم بالنار.

فانطلق قنفذ الملعون،فاقتحم هو و اصحابه بغير إذن.

الى ان قال:

و حالت بينهم و بينه فاطمة(ع)عند باب البيت،فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت و إن في عضدها كمثل الدملج من ضربته،لعنه...الله،الى ان قال:

ثم انطلق بعلي(ع)يعتل عتلا حتى انتهي به الى أبي بكر، و عمر قائم بالسيف على رأسه،و خالد بن الوليد،و أبو عبيدة بن الجرّاح،و سالم مولى أبي حذيفة،و معاذ بن جبل،و المغيرة بن شعبة، و أسيد بن حصين،و بشير بن سعد،و سائر الناس(جلوس)حول أبي

ص: 155

بكر عليهم السلاح.

قال:قلت لسلمان:أدخلوا على فاطمة(ع)بغير إذن؟! قال:إي و الله،و ما عليها من خمار.فنادت:«وا أبتاه،وا رسول الله!يا أبتاه فلبئس ما خلّفك أبو بكر و عمر و عيناك لم تتفقّأ في قبرك»-تنادي بأعلى صوتها-.فلقد رأيت أبا بكر و من حوله يبكون (و ينتحبون)ما فيهم إلاّ باك غير عمر و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة،و عمر يقول:إنّا لسنا من النساء و رأيهنّ في شيء.

قال:فانتهوا بعلي(ع)الى أبي بكر و هو يقول:أما و الله لو قد وقع سيفي في يدي لعلمتم أنكم لن تصلوا الى هذا أبدا.أما و الله ما ألوم نفسي في جهادكم،و لو كنت استمكنت من الاربعين رجلا لفرّقت جماعتكم،و لكن لعن الله أقواما بايعوني ثم خذلوني.

و لما أن بصر به أبو بكر صاح:«خلّوا سبيله»!

فقال عليّ(ع):يا أبا بكر،ما أسرع ما توثّبتم على رسول الله! بأي حق و بأي منزلة دعوت الناس الى بيعتك؟أ لم تبايعني بالامس بأمر الله،و أمر رسول الله؟

و قد كان قنفذ لعنه الله ضرب فاطمة(ع)بالسوط حين حالت بينه و بين زوجها و أرسل إليه عمر:إن حالت بينك و بينه فاطمة فاضربها،فالجأها قنفذ لعنه الله الى عضادة باب بيتها و دفعها فكسر ضلعها من جنبها،فألقت جنينا من بطنها.فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت(ع)من ذلك شهيدة.

قال:و لمّا انتهي بعلي(ع)الى أبي بكر انتهره عمر،و قال له:

ص: 156

بايع(ودع عنك هذه الاباطيل).

فقال له(ع):فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟

قالوا:نقتلك ذلا و صغار!!

فقال:إذا تقتلون عبد الله و أخا رسوله.

فقال أبو بكر:أمّا عبد الله فنعم،و أمّا أخو رسول الله فما نقرّ بهذا!

قال:أ تجحدون أن رسول الله(ص)آخى بيني و بينه؟

قال:نعم.فأعاد ذلك عليهم ثلاث مرات.

ثم أقبل عليهم عليّ(ع)فقال:يا معشر المسلمين و المهاجرين و الانصار،أنشدكم الله أسمعتم رسول الله(ص)يقول يوم غدير خمّ كذا و كذا؟!و في غزوة تبوك كذا و كذا؟فلم يدع(ع)شيئا قال فيه رسول الله(ص)علانية للعامة إلا ذكّرهم إياه.

قالوا:اللهم نعم.

فلمّا تخوّف أبو بكر أن ينصره الناس،و أن يمنعوه بادرهم فقال (له):كلّما قلت حقّ قد سمعناه بآذاننا(و عرفناه)و وعته قلوبنا،و لكن قد سمعت رسول الله(ص)يقول بعد هذا:«إنّا أهل بيت اصطفانا الله(و أكرمنا)،و اختار لنا الآخرة على الدنيا،و إن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة و الخلافة».

فقال عليّ(ع):هل أحد من أصحاب رسول الله(ص)شهد هذا معك؟

ص: 157

فقال عمر:صدق خليفة رسول الله،قد سمعته منه كما قال.

و قال أبو عبيدة و سالم مولى أبي حذيفة و معاذ بن جبل:

(صدق)،قد سمعنا ذلك من رسول الله(ص).

فقال لهم عليّ(ع):لقد وفيتم بصحيفتكم(الملعونة)التي تعاقدتم عليها في الكعبة:«إن قتل الله محمّدا أو مات لتزونّ هذا الامر عنّا أهل البيت».

فقال أبو بكر:فما علمك بذلك؟ما أطلعناك عليها؟!

فقال(ع):أنت يا زبير،و أنت يا سلمان،و أنت يا أبا ذر.و أنت يا مقداد،أسألكم بالله و بالاسلام،(أ ما)سمعتم رسول الله(ص) يقول ذلك و أنتم تسمعون:«إن فلانا و فلانا-حتى عدّ هؤلاء الخمسة- قد كتبوا بينهم كتابا،و تعاهدوا فيه و تعاقدوا(أيمانا)على ما صنعوا إن قتلت أو متّ؟

فقالوا:اللهم نعم،قد سمعنا رسول الله(ص)يقول ذلك لك:

إنهم قد تعاهدوا و تعاقدوا على ما صنعوا،و كتبوا بينهم كتابا إن قتلت أو متّ(أن يتظاهروا عليك)و أن يزووا عنك هذا يا علي».

قلت:بأبي أنت و أمّي يا رسول الله،فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟

فقال لك:إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و نابذهم،و إن (أنت)لم تجد أعوانا فبايع و احقن دمك.

فقال عليّ(ع):أما و الله،لو أن أولئك الاربعين رجلا الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله،و لكن أما و الله لا ينالها أحد من

ص: 158

عقبكما الى يوم القيامة. و في ما يكذّب قولكم على رسول الله(ص) قوله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ،فالكتاب النبوّة و الحكمة،و السنّة و الملك الخلافة و نحن آل ابراهيم.

فقام المقداد فقال:يا عليّ بما تأمرني؟و الله إن أمرتني لأضربنّ بسيفي و إن أمرتني كففت؟.

فقال عليّ(ع):كفّ يا مقداد،و اذكر عهد رسول الله و ما أوصاك به.

فقمت و قلت:و الذي نفسي بيده،لو أني أعلم أني أدفع ضيما و أعزّ لله دينا،لوضعت سيفي على عنقي ثم ضربت به قدما قدما، أ تثبون على أخي رسول الله و وصيّه و خليفته في أمّته و أبي ولده؟! فابشروا بالبلاء و اقنطوا من الرخاء!

و قام أبو ذر فقال:أيتها الامة المتحيّرة بعد نبيّها المخذولة بعصيانها،إن الله يقول: إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ،و آل محمد الاخلاف من نوح،و آل ابراهيم من ابراهيم،و الصفوة و السلالة من اسماعيل و عترة النبي محمد،أهل بيت النبوّة و موضع الرسالة، و مختلف الملائكة،و هم كالسماء المرفوعة،و الجبال المنصوبة،و الكعبة المستورة،و العين الصافية،و النجوم الهادية،و الشجرة المباركة،أضاء نورها و بورك زيتها، محمد خاتم الأنبياء،و سيد ولد آدم،و عليّ وصي الاوصياء،و إمام المتّقين،و قائد الغر المحجّلين،و هو الصدّيق الأكبر، و الفاروق الاعظم،و وصيّ محمد،و وارث علمه،و أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم،كما قال: اَلنَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ

ص: 159

وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ، فقدّموا من قدّم الله،و أخّروا من أخّر الله،و اجعلوا الولاية و الوراثة لمن جعل الله.

فقام عمر فقال لأبي بكر-و هو جالس فوق المنبر-:ما يجلسك فوق هذا المنبر،و هذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك؟أو تأمر به فنضرب عنقه!-و الحسن و الحسين قائمان-!

فلمّا سمعا مقالة عمر بكيا،فضمّهما(ع)الى صدره فقال:لا تبكيا،فو الله ما يقدران على قتل أبيكما.

و أقبلت أمّ أيمن حاضنة رسول الله(ص)فقالت:«يا أبا بكر،ما أسرع ما أبديتم حسدكم و نفاقكم»!فأمر بها فأخرجت من المسجد و قال:ما لنا و للنساء.

و قام بريدة الاسلمي و قال:أ تثب-يا عمر-على أخي رسول الله و أبي ولده،و أنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفك؟!أ لستما قال لكما رسول الله(ص):«انطلقا الى عليّ و سلّما عليه بإمرة المؤمنين»؟

فقلتما:أ عن أمر الله و أمر رسوله؟

قال:نعم.

فقال أبو بكر:قد كان ذلك،و لكنّ رسول الله قال بعد ذلك:

«لا يجتمع لأهل بيتي النبوّة و الخلافة».

فقال:«و الله ما قال هذا رسول الله،و الله لا سكنت في بلدة أنت فيها أمير،فأمر به عمر فضرب و طرد!

ثم قال:قم يا ابن أبي طالب فبايع.

ص: 160

فقال(ع):فإن لم أفعل:

قال:إذا و الله نضرب عنقك،فاحتجّ عليهم ثلاث مرات،ثم مدّ يده من غير أن يفتح كفّه،فضرب عليها أبو بكر،و رضي بذلك منه.

فنادى علي(ع)قبل أن يبايع-و الحبل في عنقه-:يا اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي .

و قيل للزبير:بايع.فأبى،فوثب إليه عمر،و خالد بن الوليد، و المغيرة بن شعبة في أناس معهم،فانتزعوا سيفه(من يده)فضربوا به الارض(حتى كسروه ثم لبّبوه).

فقال الزبير-(و عمر على صدره)-:«يا ابن صهّاك،أما و الله لو أن سيفي في يدي لحدت عني».ثم بايع.

قال سلمان:ثم أخذوني فوجئوا عنقي حتى تركوها كالسلعة، ثم أخذوا يدي(و فتلوها)،فبايعت مكرها.

ثم بايع أبو ذر و المقداد مكرهين،و ما بايع أحد من الأمة مكرها غير عليّ(ع)و أربعتنا. و لم يكن منّا أحد أشد قولا من الزبير، فإنه لما بايع قال:يا ابن صهّاك،أما و الله لو لا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم عليّ و معي سيفي،لما أعرف من جبنك و لؤمك، و لكن وجدت طغاة تقوى بهم و تصول.

فغضب عمر و قال:أتذكر صهّاك؟

فقال:(و من صهّاك)و ما يمنعني من ذكرها؟!و قد كانت صهّاك زانية،أو تنكر ذلك؟!أو ليس كانت أمة حبشية لجدّي عبد

ص: 161

المطلب فزنى بها جدّك نفيل،فولدت أباك الخطّاب،فوهبها عبد المطّلب لجدّك-بعد ما نزى بها-فولدته،و إنه لعبد لجدّي ولد زنا؟!.

فأصلح بينهما أبو بكر و كفّ كل واحد منهما عن صاحبه.

قال سليم بن قيس:فقلت لسلمان:أ فبايعت أبا بكر-يا سلمان-و لم تقل شيئا؟

قال:قد قلت بعد ما بايعت:تبّا لكم سائر الدهر،أو تدرون ما صنعتم بأنفسكم؟أصبتم و أخطأتم!أصبتم سنّة من كان قبلكم من الفرقة و الاختلاف،و أخطأتم سنة نبيّكم حتى أخرجتموها من معدنها و أهلها.

فقال عمر:يا سلمان،أمّا إذ(بايع صاحبك)و بايعت فقل ما شئت و افعل ما بدا لك،و ليقل صاحبك ما بدا له.

قال سلمان:فقلت:سمعت رسول الله(ص)يقول:«إن عليك و على صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب(جميع)أمّته الى يوم القيامة و مثل عذابهم جميعا».

فقال:قل ما شئت،أ ليس قد بايعت و لم يقرّ الله عينيك بأن يليها صاحبك؟

فقلت:أشهد أنّي قد قرأت في بعض كتب الله المنزلة أنّك- باسمك و نسبك و صفتك-باب من أبواب جهنّم.

فقال لي:قل ما شئت،أ ليس قد أزالها الله عن أهل(هذا) البيت الذي اتخذتموه أربابا من دون الله؟

فقلت له:أشهد أنّي سمعت رسول الله(ص)يقول،و سألته

ص: 162

عن هذه الآية: فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ، فأخبرني بأنك أنت هو.

فقال عمر:اسكت:أسكت الله نامتك،أيها العبد،يا ابن اللخناء!

فقال عليّ(ع):أقسمت عليك يا سلمان لمّا سكتّ..الخ» (1).

8-و في نص آخر لسليم بن قيس يقول فيه:

فلم يبق إلاّ عليّ،و بنو هاشم،و أبو ذر،و المقداد،و سلمان،في أناس معهم يسير،قال عمر لأبي بكر:يا هذا،إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل و أهل بيته و هؤلاء النفر،فابعث إليه.

فبعث(إليه)ابن عمّ لعمر يقال له«قنفذ».فقال(له:يا قنفذ)، انطلق الى عليّ،فقل له:أجب خليفة رسول الله. فانطلق فأبلغه.

فقال علي(ع):«ما أسرع ما كذبتم على رسول الله(نكثتم) و ارتددتم،و الله ما استخلف رسول الله غيري.فارجع يا قنفذ فإنما أنت رسول،فقل له:قال لك علي و الله ما استخلفك رسول الله،و إنك لتعلم من خليفة رسول الله».

فأقبل قنفذ إلى أبي بكر فبلّغه الرسالة،فقال أبو بكر:صدق4.

ص: 163


1- كتاب سليم بن قيس(بتحقيق الانصاري):ج 2 ص 594/584،راجع: الاحتجاج:ج 1 ص 216/210،و جلاء العيون،و راجع:مرآة العقول:ج 5 ص 319 و 320 و البحار:ج 28 ص 270/268،و 299 و 261 و ج 43 ص 200/197. و راجع:العوالم:ج 11 ص 400-403 و 404.و راجع:ضياء العالمين (مخطوط)ج 2 ق 3 ص 63 و 64.

عليّ،ما استخلفني رسول الله!

فغضب عمر،و وثب(و قام).فقال أبو بكر:اجلس.

ثم قال لقنفذ:«اذهب إليه فقل له:أجب أمير المؤمنين أبا بكر»!

فأقبل قنفذ حتى دخل على عليّ(ع)فأبلغه الرسالة.

فقال(ع):كذب و الله،انطلق إليه فقل له:(و الله)لقد تسمّيت باسم ليس لك،فقد علمت أن أمير المؤمنين غيرك.

فرجع قنفذ فأخبرهما.

فوثب عمر غضبان فقال:و الله إني لعارف بسخفه و ضعف رأيه،و إنه لا يستقيم لنا أمر حتى نقتله،فخلّني آتك برأسه!

فقال أبو بكر:اجلس فأبى،فأقسم عليه،فجلس، ثم قال:يا قنفذ،انطلق فقل له:أجب أبا بكر.

فأقبل قنفذ فقال:«يا علي،أجب أبا بكر».

فقال عليّ(ع):«إني لفي شغل عنهم،و ما كنت بالذي أترك وصيّة خليلي و أخي،و أنطلق الى أبي بكر و ما اجتمعتم عليه من الجور».

فانطلق قنفذ فأخبر أبا بكر، فوثب عمر غضبانا،فنادى خالد بن الوليد و قنفذا،فأمرهما أن يحملا حطبا و نارا،ثم أقبل حتى انتهى الى باب عليّ(ع)،و فاطمة(ع)قاعدة خلف الباب،قد عصبت رأسها، و نحل جسمها في وفاة رسول الله(ص)،فأقبل عمر حتى ضرب الباب،ثم نادى:«يا ابن أبي طالب:افتح الباب».

ص: 164

فقالت فاطمة(ع):يا عمر،ما لنا و لك؟لا تدعنا و ما نحن فيه.

قال:افتحي الباب و إلاّ أحرقناه عليكم!

فقالت:يا عمر،أ ما تتقي الله عز و جل،تدخل بيتي و تهجم على داري؟

فأبى أن ينصرف،ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، فأحرق الباب،ثم دفعه عمر،فاستقبلته فاطمة(ع)و صاحت:«يا أبتاه!يا رسول الله»!فرفع السيف و هو في غمده فوجا به جنبها فصرخت،فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت:«يا أبتاه»!

فوثب عليّ بن أبي طالب(ع)فأخذ بتلابيب عمر ثم هزّه فصرعه،و وجأ أنفه،و رقبته،و همّ بقتله،فذكر قول رسول الله(ص) و ما أوصى به من الصبر و الطاعة،فقال:و الذي كرّم محمدا بالنبوة يا ابن صهّاك،لو لا كتاب من الله سبق لعلمت انك لا تدخل بيتي.

فأرسل عمر يستغيث،فأقبل الناس حتى دخلوا الدار،و سلّ خالد بن الوليد السيف ليضرب فاطمة(ع)!فحمل عليه بسيفه، فأقسم على عليّ(ع)،فكفّ.

و أقبل المقداد،و سلمان،و أبو ذر،و عمّار،و بريدة الاسلمي حتّى دخلوا الدار أعوانا لعليّ(ع)،حتى كادت تقع فتنة،فأخرج علي(ع) و اتّبعه الناس و اتّبعه سلمان و أبو ذر و المقداد و عمّار و بريدة(الاسلمي رحمهم الله)و هم يقولون:«ما أسرع ما خنتم رسول الله(ص)، و أخرجتم الضغائن التي في صدوركم».

ص: 165

و قال بريدة بن الخصيب الاسلمي:يا عمر،أ تثب على أخي رسول الله و وصيّه،و على ابنته،فتضربها،و أنت الذي تعرفك قريش بما تعرفك به.

فرفع خالد بن الوليد السيف ليضرب به بريدة و هو في غمده، فتعلّق به عمر،و منعه من ذلك.

فانتهوا بعلي(ع)الى أبي بكر ملبّبا،فلما بصر به أبو بكر صاح:خلّوا سبيله!

فقال علي(ع):«ما أسرع ما توثّبتم على أهل بيت نبيّكم!يا أبا بكر،بأي حقّ و بأيّ ميراث،و بأي سابقة تحثّ الناس الى بيعتك؟!

أ لم تبايعني بالامس بأمر رسول الله(ص)»؟!

فقال عمر:دع(عنك)هذا يا عليّ،فو الله إن لم تبايع لنقتلنّك».

الى أن تقول الرواية:

ثم قال:يا علي،قم بايع.

فقال علي(ع):إن لم أفعل؟قال:إذا و الله نضرب عنقك.قال (ع):كذبت و الله يا ابن صهّاك،لا تقدر على ذلك،أنت ألأم و أضعف من ذلك.

فوثب خالد بن الوليد،و اخترط سيفه،و قال:«و الله،إن لم تفعل لأقتلنّك».

فقام إليه علي(ع)و أخذ بمجامع ثوبه،ثم دفعه حتى ألقاه على قفاه،و وقع السيف من يده!

ص: 166

فقال عمر:قم يا علي بن أبي طالب فبايع.

قال(ع):فإن لم أفعل؟

قال:«إذا و الله نقتلك».

و احتج عليهم علي(ع)ثلاث مرات،ثم مدّ يده من غير أن يفتح كفّه،فضرب عليها أبو بكر.و رضي(منه)بذلك،ثم توجه الى منزله و تبعه الناس» (1).

9-و يقول سليم بن قيس أيضا:

قال ابن عباس:ثم انهم تآمروا و تذاكروا فقالوا:«لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حيّا»!

فقال أبو بكر:من لنا بقتله؟

فقال عمر:«خالد بن الوليد»!فأرسلا إليه فقالا:«يا خالد،ما رأيك في أمر نحملك عليه؟

قال:احملاني على ما شئتما،فو الله إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت.

فقالا:و الله ما نريد غيره.قال:فإني له!

فقال أبو بكر:إذا قمنا في الصلاة صلاة الفجر فقم الى جانبه و معك السيف.فإذا سلّمت فاضرب عنقه.4.

ص: 167


1- سليم بن قيس(بتحقيق الانصاري):ج 2 ص 868/862 و البحار:ج 28 ص 299/297.و ج 43،ص 197،و راجع:العوالم:ج 11 ص /400 404.

قال نعم،فافترقوا على ذلك.

ثم إن أبا بكر تفكّر فيما أمر به من قتل عليّ(ع)و عرف أنه إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة و بلاء طويل، فندم على ما أمره به،فلم ينم ليلته تلك حتى(أصبح،ثم)أتى المسجد و قد أقيمت الصلاة، فتقدم فصلّى بالناس مفكّرا لا يدري ما يقول.

و أقبل خالد بن الوليد متقلدا بالسيف حتى قام الى جانب علي (ع)،و قد فطن عليّ(ع)ببعض ذلك. فلمّا فرغ أبو بكر من تشهده، صاح قبل أن يسلّم:«يا خالد لا تفعل ما أمرتك،فإن فعلت قتلتك»، ثم سلّم عن يمينه و شماله.

فوثب عليّ(ع)،فأخذ بتلابيب خالد،و انتزع السيف من يده، ثمّ صرعه و جلس على صدره و أخذ سيفه ليقتله.و اجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالدا فما قدروا عليه.

فقال العبّاس:حلّفوه بحق القبر«لمّا كففت».فحلّفوه بالقبر فتركه،و قام فانطلق الى منزله.

و جاء الزبير،و العبّاس،و أبو ذر،و المقداد،و بنو هاشم،و اخترطوا السيوف و قالوا:«و الله لا تنتهون حتى يتكلّم و يفعل»!و اختلف الناس، و ماجوا،و اضطربوا.

و خرجت نسوة بني هاشم فصرخن و قلن:«يا أعداء الله،ما أسرع ما أبديتم العداوة لرسول الله و أهل بيته،لطالما أردتم هذا من رسول الله(ص)،فلم تقدروا عليه،فقتلتم ابنته بالامس ثم(أنتم) تريدون اليوم أن تقتلوا أخاه و ابن عمه و وصيّه و أبا ولده؟كذبتم و ربّ الكعبة،ما كنتم تصلون الى قتله».

ص: 168

حتى تخوّف الناس أن تقع فتنة عظيمة (1).

المفيد في الامالي:

10-أبو عبد الله المفيد،أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي،قال:حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة،قال:حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي،قال:حدثنا سعيد بن عفير،قال:حدثني ابن لهيعة،عن خالد بن يزيد،عن أبي هلال،عن مروان بن عثمان.

قال:لما بايع الناس أبا بكر دخل علي(ع)،و الزبير،و المقداد بيت فاطمة(ع)،و أبوا أن يخرجوا.

فقال عمر بن الخطاب:أضرموا عليهم البيت نارا،فخرج الزبير و معه سيفه.

فقال أبو بكر:عليكم بالكلب،فقصدوا نحوه،فزلت قدمه، و سقط الى الارض،و وقع السيف من يده.

فقال أبو بكر:اضربوا به الحجر،فضرب بسيفه الحجر حتى انكسر،و خرج علي بن أبي طالب(ع)نحو العالية،فلقيه ثابت بن قيس بن شماس،فقال:ما شأنك يا أبا الحسن.

فقال أرادوا أن يحرقوا عليّ بيتي و أبو بكر على المنبر يبايع له، و لا يدفع عن ذلك و لا ينكره.

ص: 169


1- كتاب سليم بن قيس(بتحقيق الانصاري):ج 2 ص 871-873.و البحار: ج 28 ص 306:و راجع:كامل بهائي:ج 1 ص 314،و راجع:العوالم:ج 11 ص 400-404.

فقال له ثابت:و لا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك،فانطلقا جميعا حتى عادا الى المدينة،و إذا فاطمة(ع)واقفة على بابها و قد خلت دارها من أحد من القوم و هي تقول:لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم،تركتم رسول الله(ص)جنازة بين أيدينا،و قطعتم أمركم بينكم،لم تستأمرونا،و صنعتم بنا ما صنعتم و لم تروا لنا حقا؟! (1).

11-قال الشيخ المفيد رحمه الله تعالى:

«لما اجتمع من اجتمع الى دار فاطمة(ع)من بني هاشم و غيرهم للتحيّز عن أبي بكر،و إظهار الخلاف عليه،أنفذ عمر بن الخطاب قنفذا،و قال له:أخرجهم من البيت،فإن خرجوا،و إلا فاجمع الاحطاب على بابه،و أعلمهم:انهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم نارا.

ثم قام بنفسه في جماعة،منهم المغيرة بن شعبة الثقفي،و سالم مولى أبي حذيفة،حتى صاروا الى باب علي(ع)،فنادى:

يا فاطمة بنت رسول الله،أخرجي من اعتصم ببيتك ليبايع، و يدخل فيما دخل فيه المسلمون،و إلا و الله أضرمت عليهم نارا..في حديث مشهور (2).

12-لقد نسب الكنجي الى المفيد و ابن قتيبة قولهما بسقوط الجنين محسّن،قال الكنجي عن الشيخ المفيد:8.

ص: 170


1- أمالي المفيد:ص 50/49.و البحار:ج 28 ص 232/231.
2- كتاب الجمل:ص 117 و 118.

«..و زاد على الجمهور:ان فاطمة(ع)أسقطت بعد النبي ذكرا.و كان سمّاه رسول الله(ص)محسّنا.

و هذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة» (1).

و لكن ما نذكره في هذه الفصول يدل على عدم صحة و عدم دقة عبارته الاخيرة،فهو موجود في عشرات المصادر و المراجع.

13-و قال الشيخ المفيد:

«و لم يحضر دفن رسول الله كثير من الناس لما جرى بين المهاجرين و الانصار من التشاجر في أمر الخلافة.وفات أكثرهم الصلاة عليه.

و أصبحت فاطمة تنادي:و وا سوء صباحاه.

فسمعها الخليفة الثاني فقال لها:

«إن صباحك لصباح سوء» (2).

14-و قال المفيد:قال:حدثنا ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين،قال:حدثنا ابي،قال:حدثنا احمد بن ادريس قال:محمد بن عبد الجبار عن القاسم بن محمد الرازي عن علي بن الهرمزان عن علي بن الحسين بن علي،عن ابيه الحسين(ع)قال:

لما مرضت فاطمة بنت النبي(ص)وصت الى علي(ع)ان يكتم9.

ص: 171


1- كفاية الطالب:ص 413.
2- الارشاد للمفيد:ج 1 ص 189.

أمرها،و يخفي خبرها،و لا يؤذن أحد بمرضها،ففعل ذلك و كان يمرضها بنفسه،و تعينه على ذلك اسماء بنت عميس رحمها الله على استسرار بذلك كما وصت به.

فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين(ع)ان يتولى أمرها و يدفنها ليلا و يعفي قبرها.فتولى ذلك أمير المؤمنين(ع)و دفنها و عفى موضع قبرها.. (1).

15-و روى المفيد،و العياشي عن عمرو بن أبي المقدام،عن أبيه،عن جده،قال:

«ما أتى على علي(ع)يوم قط أعظم من يومين أتياه،فأما أول يوم،فاليوم الذي قبض فيه رسول الله(ص).

و أما اليوم الثاني،فو الله،إني لجالس في سقيفة بني ساعدة،عن يمين أبي بكر،و الناس يبايعونه،إذ قال له عمر:يا هذا،لم تصنع شيئا إذا لم يبايعك علي،فابعث إليه حتى يأتيك فيبايعك.

قال:فبعث قنفذا،فقال له:أجب خليفة رسول الله(ص)...».

الى أن تقول الرواية:

«..فقال عمر:قم الى الرجل.

فقام أبو بكر،و عمر،و عثمان،و خالد بن الوليد،و المغيرة بن شعبة،و أبو عبيدة الجراح،و سالم مولى أبي حذيفة،و قمت معهم.

و ظنت فاطمة(ع):أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها،فأجافتة»

ص: 172


1- الامالي للشيخ المفيد:ص 172 و 173 المطبوع في النجف الاشرف،العراق «المطبعة الحيدرية»

الباب و أغلقته.

فلما انتهوا الى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره-و كان من سعف-فدخلوا على علي(ع)،و أخرجوه ملببا» (1).

16-و قال محمد بن جرير بن رستم الطبري:

«حدث الواقدي قال:حدثنا ابن أبي حنيفة،عن داود بن الحصين قال:غضب رجال من المهاجرين و الانصار في بيعة أبي بكر.

و قالوا:عن غير مشورة و لا رضى منّا،و غضب علي و الزبير، و دخلا بيت فاطمة،و تخلّفا عن البيعة،فجاءهم عمر في عصابة فيهم أسد بن حصين،و سلمة بن أسلم بن جريش الاشهلي،فصاح عمر:

أخرجوا،أو لنحرقنّها عليكم.فأبوا أن يخرجوا،فصاحت بهم فاطمة و ناشدتهم الله،فأمر عمر سلمة بن أسلم،فدخل عليهما،و أخذ سيف أحدهما فضرب به الجدار حتى كسره.ثم أخرجهما يسوقهما حتى بايعا.

17-قال:و أخبرني إسحاق بن ابراهيم قال:أخبرنا سلمة بن الفضل،عن محمد بن إسحاق،عن عبد الله ابن أعين،عن حرب بن أبي الاسود الدؤلي،قال:بعثني أبي الى جندب بن عبد الله البجلي، أسأله عما حضر من أبي بكر و عمر مع علي،حيث دعواه الى البيعة.

قال:أخذاها من علي.

قال:فكتب إليه:لست أسألك عن رأيك.أكتب لي بما0.

ص: 173


1- الاختصاص:ص 185 و 186،و تفسير العياشي:ج 2 ص 66 و 67،و بحار الانوار:ج 28،ص 227 و 228،و البرهان في تفسير القرآن:ج 2 ص 93، و راجع:مرآة العقول:ج 5 ص 320.

حضرت و شاهدت.

فكتب:بعثا الى عليّ فجيء به ملببا،فلما حضر،قالا له:بايع.

قال:فإن لم أفعل؟

قالا:إذا تقتل.

قال:إذا تقتلون عبد الله و أخا رسول الله.

قالا:أما عبد الله فنعم،و أما أخو رسول الله فلا.

ثم قالا له:بايع.

قال:فإن لم أفعل.

قالا:إذا تقتل،و صغرا لك.

قال:إذا تقتلون عبد الله و أخا رسول الله:

قالا:أما عبد الله فنعم،و أما أخو رسول الله فلا.

قال:فرجع يومئذ و لم يبايع،الخ...» (1).

18-و قال عماد الدين الطبري.و هو من علماء القرن السابع ما ترجمته:

«..و في هذه الاثناء وصل عمر مع أهل العناد و النفاق،و قال:

يا ابن أبي طالب،افتح الباب،و إلا أحرقت باب بيتك عليك.

قالت فاطمة:يا عمر،اتق الله في حرم رسول الله،لا تدخل، فإنه عليك حرام.3.

ص: 174


1- المسترشد في إمامة علي(ع)،ص 66 و إثبات الهداة:ج 2 ص 383.

فأصرّ عمر،و دخل البيت مع أصحابه المنافقين،فصاحت فاطمة:

يا أبتاه ما لقينا من أبي بكر و عمر بعدك.

فأخذ عمر سيفه،و هو في قرابه و ضربها به على جنبها.

و ضربها قنفذ بالسوط على متنها،فصاحت فاطمة:

يا أبتاه ما لقي أهل بيتك من أبي بكر و عمر بعدك» (1).

19-و قال:و هو يتحدث عن دفن فاطمة(ع)من دون علم الخليفة و ان عمر غضب،و بادر الى ضرب المقداد حين أخبره بالامر، فقال له المقداد:«لقد ذهبت بنت رسول الله(ص)من الدنيا،و كان الدم يخرج من ظهرها و جنبها بسبب ضربك لها بالسيف و السوط».

الى أن قال:

ثم جاءوا الى علي فوجدوه جالسا على باب منزله،و حوله أصحابه،فقال له عمر:

يا ابن أبي طالب،لا تتركون حسدكم القديم،بالامس غسلت رسول الله في غيابنا،و اليوم تصلّي على فاطمة دوننا.

فقال له عقيل رحمه الله:«و أنتم-و الله-لاشد الناس حسدا، و أقدم عداوة لرسول الله،و أهل بيته،ضربتموها بالامس،و خرجت من الدنيا و ظهرها بدم،و هي غير راضية عنكما» (2).3.

ص: 175


1- كامل بهائي لعماد الدين الطبري:ص 306،(ط مكتبة المصطفوي)قم-ايران.
2- كامل بهائي:ج 1 ص 312 و 313.

20-و قال المقدس الاردبيلي(المتوفي سنة 993 ه.)و هو يتحدث عن عمر،ما ترجمته:

«..بأمر منه حملوا الحطب الى بيت الزهراء ليحرقوه،و قد رأوا و علموا أن فاطمة(ع)كانت جالسة خلف الباب و قد أمر عمر بضربها،و قد ضربها عمر نفسه على بطنها،و ضربها غلامه بالسوط على كتفها،و كان ذلك سبب سقط جنينها،و بقي أثر ذلك بعد ذلك،ثم مرضت بسبب ذلك و ماتت.

و قد كان ذلك كله بأمر منه.و لا ينكر أهل السنة ذلك.لكن بعضهم حاول أن يجيب عنه-كالقوشجي-فكانت أجوبة باردة و واهية» (1).

21-قال الخواجوئي المازندراني:

«و في رواية الكلبي عن ابن عباس.

و في حديث الزهري،عن أبي إسحاق ابراهيم الثقفي،عن زائدة بن قدامة:انه خرج عمر في نحو من ستين رجلا،فاستأذن الدخول عليهم،فلم يؤذن له،فشغب،و أجلب.

فخرج إليه الزبير مصلتا سيفا،ففر الثاني من بين يديه حسب عادته،و تبعه الزبير،فعثر بصخرة في طريقه،فسقط لوجهه،فنادى عمر:«دونكم الكلب.فأحاطوا به،و أخذ سلمة بن أسلم سيفه، فضربه على صخرة فكسره.فسيق إليه الزبير سوقا عنيفا،الى أبي بكر، حتى بايع كرها.6.

ص: 176


1- حديقة الشيعة:ص 265 و 266.

و عاد الى الباب و استأذن.فقالت فاطمة:عليك بالله إن كنت (تؤمن ظ)بالله أن تدخل على بيتي،فإني حاسرة.

فلم يلتفت الى مقالها،و هجم.

فصاحت:يا أبه.ما لقينا بعدك من أبي بكر و عمر.

و تبعه أعوانه،فطالب أمير المؤمنين(ع)بالخروج،فلم يمتنع عليه،لما تقدم من وصية رسول الله،و ضمن بالمسلمين عن الفتنة.

الى أن قال:

و خرج معهم،و خرجت الطاهرة في إثره،و هي تقول لزفر:يا ابن السوداء،لا سرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله.

قال:و لم تبق من بني هاشم امرأة إلا خرجت معها.

فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك،فقام قائما،و قال:ما أخرجك يا بنت رسول الله؟! فقالت:أخرجتني أنت،و هذا ابن السوداء معك.

فقال الأول:يا بنت رسول الله،لا تقولي هذا،فإنه كان لأبيك حبيبا.

قالت:لو كان حبيبا ما أدخل الذل بيته،الخ... (1)».

22-و قال الخواجوئي المازندراني أيضا:

«...و رووا:أن لفاطمة بيتا،و لها الى المسجد بابا،فقال أبود.

ص: 177


1- الرسائل الاعتقادية للخواجوئي المازندراني:ص 447 رسالة طريق الارشاد.

بكر:سمعت رسول الله(ص)يقول:لا يجوز الباب الى المسجد.

فأمر بقلع باب بيتها،حتى يتركوا البيت،أو يسد الباب،ثم انه ندم على كشف بيتها و قال:ليتني تركت بيت فاطمة و لم أكشفه، الخ...» (1).

و نقول:ان ندمه المذكور ليس لأجل هذا الكشف،بل على اقتحام بيتها يوم البيعة،و يشير الى ذلك قوله في ذيل هذا الكلام:و لو كان أغلق على حرب.

23-و ذكر الطبرسي حديث الهجوم فقال في جملة رواية مفصلة:

فقام عثمان و عبد الرحمن بن عوف و من معهما فبايعوا، و انصرف عليّ و بنو هاشم الى منزل علي(ع)و معهم الزبير.

قال:فذهب إليهم عمر في جماعة ممن بايع،فيهم أسيد بن الحضير و سلمة بن سلامة،فألفوهم مجتمعين،فقال لهم:بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس،فوثب الزبير الى سيفه فقال(لهم)عمر:عليكم بالكلب(العقور)فاكفونا شرّه،فبادر سلمة بن سلامة فانتزع السيف من يده،فأخذه عمر فضرب به الارض فكسره.

و أحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم و مضوا بجماعتهم الى أبي بكر،فلمّا حضروا قالوا:بايعوا أبا بكر،فقد بايعه (2)،الخ...

24-و في نص آخر ذكره الطبرسي أيضا يقول عن عمر:

فعرف ان جماعة في بيوت مستترون،(قال)فكان يقصدهم في جمع1.

ص: 178


1- الرسائل الاعتقادية:(رسالة:طريق الارشاد)ص 470 و راجع:ص 471.
2- الاحتجاج:ج 1 ص 181.

كثير،و يكبسهم،و يحضرهم(في)المسجد،فيبايعون.حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير الى منزل عليّ بن أبي طالب(ع)فطالبه بالخروج فأبى،فدعا عمر بحطب و نار و قال:و الذي نفس عمر بيده ليخرجنّ أو لأحرقنّه على ما فيه.فقيل له:إنّ فيه فاطمة(ع)بنت رسول الله،و فيه الحسن و الحسين ولدي رسول الله و آثار رسول الله (ص)فيه،و أنكر الناس ذلك من قوله.

فلمّا عرف إنكارهم قال:ما بالكم،أ تروني فعلت ذلك؟إنما أردت التهويل،فراسلهم عليّ(ع):أن ليس الى خروجي حيلة،لأني في جمع كتاب الله عزّ و جلّ الذي قد نبذتموه و ألهتكم الدنيا عنه، و قد حلفت أن لا أخرج من بيتي و لا أضع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن.

قال:و خرجت فاطمة بنت رسول الله(ص)إليهم فوقفت خلف الباب ثم قالت:لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم،تركتم رسول الله(ص)جنازة بين أيدينا،و قطعتم أمركم فيما بينكم(و)لم تؤمّرونا و لم تروا لنا حقا،كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم، و الله،الخ.. (1).

25-ذكر المجلسي رحمه الله تعالى عهدا كان كتبه الخليفة الثاني الى معاوية يحكي فيه له ما جرى لهم مع الزهراء،و قد جاء فيه قوله:

فأتيت داره مستيشرا (2)لإخراجه منها،فقالت الامة فضّة-و قديز

ص: 179


1- الاحتجاج:ج 1 ص 202،و مرآة العقول:ج 5 ص 319،و البحار:ج 28 ص 204 و 205.
2- ما في مطبوع البحار يقرأ:مستأشرا،و المستأشر:هو الذي يدعو الى تحزيز الاسنان،كما في القاموس 1(364.قال في مجمع البحرين 511/3:و شرت المرأة أنيابها و شرا-من باب وعد-إذا حدّدتها و رقّقتها هي و اشرة، و استوشرت:سألت أن يفعل بها ذلك.

قلت لها قولي لعلي:يخرج الى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون فقالت-إن أمير المؤمنين(ع)مشغول.

فقلت:خلّي عنك هذا و قولي له يخرج و إلاّ دخلنا عليه و أخرجناه كرها.

فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب،فقالت:أيها الضالّون المكذّبون،ما ذا تقولون؟و أيّ شيء تريدون؟.

فقلت:يا فاطمة! فقالت فاطمة:ما تشاء يا عمر؟! فقلت:ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب و جلس من وراء الحجاب؟.

فقالت لي:طغيانك-يا شقي-أخرجني و ألزمك الحجة،و كلّ ضالّ غويّ.

فقلت:دعي عنك الاباطيل و أساطير النساء و قولي لعليّ يخرج.

فقالت:لا حب و لا كرامة (1)،أ بحزب الشيطان تخوّفنى ياا.

ص: 180


1- كذا وردت في(ك)،إلا أنه وضع على:فقالت،رمز مؤخر(م)،و على:لا حب و لا كرامة،رمز مقدّم فتصير هكذا:لا حب و لا كرامة فقالت:أ بحزب..الى آخره،و الظاهر:لا حبا.

عمر؟!و كان حزب الشيطان ضعيفا.

فقلت:إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل و أضرمتها نارا على أهل هذا البيت،و أحرق من فيه،أو يقاد عليّ الى البيعة،و أخذت سوط قنفذ فضربت (1)و قلت لخالد بن الوليد:أنت و رجالنا هلمّوا في جمع الحطب،فقلت:إني مضرمها.

فقالت:يا عدوّ الله و عدوّ رسوله و عدوّ أمير المؤمنين.

فضربت فاطمة يديها (2)من الباب تمنعني من فتحه،فرمته فتصعب عليّ،فضربت كفّيها بالسوط فآلمها،فسمعت لها زفيرا و بكاء،فكدت أن ألين،و أنقلب عن الباب،فذكرت أحقاد عليّ و ولوعه في دماء صناديد العرب.

الى أن قال:فركلت (3)الباب،و قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه،و سمعتها و قد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها،و قالت:يا أبتاه!يا رسول الله!هكذا كان يفعل بحبيبتك و ابنتك،آه يا فضّة!إليك فخذيني فقد و الله قتل ما في أحشائي من حمل.و سمعتها تمخّض (4)و هي مستندة الى الجدار،فدفعت الباب و دخلت،فأقبلت إليّ بوجه أغشى بصري،فصفقت صفقة (5)على خدّيها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها و تناثرت الى الارض،و خرج عليّ،فلمّا أحسست به أسرعت الى خارج الدار و قلت لخالد و قنفذه.

ص: 181


1- في(س):و ضربت و أخذت سوط قنفذ.
2- جاء في(س):يدها.
3- قال في القاموس:ج 3 ص 386.الركل:الضرب برجل واحدة.
4- قال في القاموس:ج 2 ص 344:مخّضت تمخيضا:أخذها الطلق.
5- في(س):صفقته.

و من معهما:نجوت من أمر عظيم.

و في رواية أخرى:قد جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي.

و هذا عليّ قد برز من البيت،و ما لي و لكم جميعا به طاقة.فخرج عليّ و قد ضربت يديها الى ناصيتها لتكشف عنها و تستغيث بالله العظيم ما نزل بها،فأسبل عليّ عليها ملاءتها (1)و قال لها:يا بنت رسول الله!ان الله بعث أباك رحمة للعالمين،الى أن قال:فكوني يا سيدة النساء رحمة على هذا الخلق المنكوس و لا تكوني عذابا،و اشتدّ بها المخاض.و دخلت البيت فأسقطت سقطا سمّاه عليّ محسنا.

و جمعت جمعا كثيرا،لا مكاثرة لعليّ،و لكن ليشتدّ بهم قلبي و جئت-و هو محاصر-فاستخرجته من داره..الى أن قال:و أبو بكر يقول: ويلك يا عمر،ما الذي صنعت بفاطمة (2).

26-الاشناني،عن جده،عن محمد بن عمار،عن موسى بن اسماعيل،عن حماد بن سلمة،عن محمد بن إسحاق،عن محمد بن ابراهيم التيمي (3)،عن سلمة،عن أبي الطفيل،عن علي بن أبي طالب:ان رسول الله(ص)قال له:يا علي ان لك كنزا في الجنة و أنت ذو قرنيها،فلا تتبع النظرة في الصلاة...

قال الصدوق:«قد سمعت بعض المشايخ يذكر ان هذا الكنز هو ولده المحسن،و هو السقط الذي ألقته فاطمة لما ضغطت بين البابين.و احتج في ذلك بما روي في السقط من أنه يكون محبنطئا على باب الجنة،فيقال له:ادخل،فيقول:لا،حتى يدخل أبوايي.

ص: 182


1- قال في مجمع البحرين:ج 1 ص 398:ملاءة:كل ثوب ليّن رقيق.
2- البحار:ج 30 ص 295/293 و الهداية الكبرى للخصيبي:ص 417.
3- في البحار:التميمي.

قبلي» (1).

27-و قال ابن طاوس في وصيته لولده:

«و قد ذكرت لك في الطرائف،كيف أرادوا أن يحرقوا بالنار بيت فاطمة و من فيه.و فيه العباس،و جدك علي،و الحسن،و الحسين، و غيرهم من الاخيار» (2).

و قد ذكرنا بعضا من كلام ابن طاوس في فصل سابق.

28-قال المجلسي الاول في شرحه لكتاب:من لا يحضره الفقيه،حين وصل الى موضوع استشهاد فاطمة(ع):

«و شهادتها صلوات الله عليها كانت من ضرب عمر...الباب على بطنها عند إرادة أمير المؤمنين لبيعة أبي بكر..و ضرب قنفذ غلام عمر السوط عليها بإذنه.

و الحكاية مشهورة عند العامة و الخاصة.و مفصله في كتاب لسليم بن قيس الهلالي.

و سقط بالضرب غلام كان اسمه«محسن».

و هو مذكور في إرشاد المفيد(رض)» (3).

29-و قال المجلسي الثاني:

«..و في رواية أخرى:ضربها عمر بالسوط،فماتت حين2.

ص: 183


1- البحار:ج 39 ص 42/41 و معاني الاخبار:ص 207/205.
2- كشف المحجة:ص 115(ط سنة 1412 ه).نشر مكتب الاعلام الاسلامي، قم-ايران.
3- روضة المتّقين:ج 5 ص 342.

ماتت،و ان في عضدها مثل الدملج من ضربته..الى أن قال:لم تدعهم يذهبوا بعلي(ع)حتى عصروها وراء الباب،فألقت ما في بطنها من سمّاه رسول الله(ص)«محسنا»حتى ماتت(ع)مما أصابها».

و في رواية أخرى:ان المغيرة بن شعبة...بأمر عمر دفع الباب على بطنها حتى ألقت محسنا،فأخرج علي(ع)الى المسجد» (1).

30-و قال المجلسي الثاني معلقا على الحديث الصحيح المروي:عن أبي الحسن:ان فاطمة صديقة شهيدة،ما لفظه:

«ثم إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة صلوات الله عليها كانت شهيدة،و هو من المتواترات.

و كان سبب ذلك:انهم لما غصبوا الخلافة،و بايعهم أكثر الناس بعثوا الى أمير المؤمنين(ع)ليحضر للبيعة،فأبي.فبعث عمر بنار ليحرق على أهل البيت بيتهم.و أرادوا الدخول عليه قهرا.فمنعتهم فاطمة عند الباب،فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة، فكسر جنبيها،و أسقطت لذلك جنينا كان سماه رسول الله(ص) «محسنا».

فمرضت لذلك،و توفيت صلوات الله عليها في ذلك المرض، فقد روى الطبري و الواقدي في تاريخيهما:ان عمر بن الخطاب جاء الى علي في عصابة فيهم أسيد بن حضير،و سلمة بن أسلم،فقال:

أخرجوا أو لأحرقنها عليكم.4.

ص: 184


1- جلاء العيون:ج 1 ص 193 و 194.

و روى ابن حزانة..الخ» (1).

31-و قال المجلسي عن عمر بن الخطاب:«قد استفاض في رواياتنا،بل في رواياتهم أيضا:أنه روّع فاطمة(ع)حتى ألقت ما في بطنها.

و قد سبق في الروايات المتواترة،و سيأتي:أن إيذاءها صلوات الله عليها إيذاء للرسول و آذيا (2)عليا(ع).و قد تواتر في روايات الفريقين قول النبي(ص):من آذى عليا فقد آذاني.و قد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ، وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً .. (3)».

32-و قال المجلسي رحمه الله،و هو يشرح بعض الادعية:

«إشارة الى ما فعله الاول و الثاني مع علي(ع)،و فاطمة(ع) من الايذاء.و أرادا إحراق بيت علي(ع)بالنار.و قاداه قهرا كالجمل المخشوش،و ضغطا فاطمة(ع)في بابها حتى سقطت بمحسن،و أمرت أن تدفن ليلا لئلا يحضر الاول و الثاني جنازتها و غير ذلك» (4).

33-كما ان بعض المحدثين و المؤرخين من قدماء أصحابنا،قد عدّ من ألقابها(ع)لقب:«الشهيدة» (5).ن.

ص: 185


1- مرآة العقول:ج 5 ص 318،و ذكر قريبا من ذلك الاعلمي في كتاب:تراجم أعلام النساء:ج 2 ص 321.
2- أي أبو بكر و عمر.
3- البحار:ج 28 ص 209 و 210،و الآية في سورة الاحزاب57/.
4- البحار:ج 82 ص 264.
5- كتاب القاب الرسول و عترته:ص 39.و هو مطبوع مع مجموعة رسائل نفيسة، انتشارات بصيرتي،قم-طهران.

ثم فسر ذلك فقال:«شهيدة إذ ضربوا باب دارها على بطنها، حتى هلك ابنها الجنين،الذي سماه رسول الله(ص)«المحسن» (1).

34-و يقول البعض:إنه لما أوقف علي(ع)تكلّم فقال:«أيتها الغدرة الفجرة،فاستعدوا للمسألة جوابا،و لظلمكم لنا أهل البيت احتسابا (2)أو تضرب الزهراء نهرا (3)،و يؤخذ منا حقنا قهرا و جبرا».

الى أن قال(ع):«...فقد عز على علي بن أبي طالب أن يسودّ متن فاطمة ضربا،و قد عرف مقامه،و شوهدت أيامه» (4).

35-و يقول الكاشاني:«..ثم ان عمر جمع جماعة من الطلقاء و المنافقين،و أتى بهم الى منزل أمير المؤمنين(ع)فوافوا بابه مغلقا،فصاحوا:أخرج يا علي،فإن خليفة رسول الله يدعوك.

فلم يفتح لهم الباب.فأتوا بحطب فوضعوه على الباب،و جاءوا بالنار ليضرموه.فصاح عمر،و قال:و الله،لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار.

فلما عرفت فاطمة(ع)أنهم يحرقون منزلها قامت و فتحت الباب.فدفعوها(فدفعها)القوم قبل أن تتوارى عنهم،فاختبت فاطمة (ع)وراء الباب.ي.

ص: 186


1- المصدر السابق ص 43.
2- لعل الصحيح:حسابا.
3- لعل الصحيح:نهارا.
4- الزهراء بهجة قلب المصطفى(ص)عن الصوارم الحاسمة في تاريخ أحوالات الزهراء فاطمة(مخطوط)تأليف محمد رضا الحسيني الكمالي الأسترآبادي. كما نقل عنه في كتاب نوائب الدهور،ج 3 ص 157 للميرجهاني.

ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين(ع)و هو جالس على فراشه، و اجتمعوا عليه،حتى أخرجوه سحبا من داره،ملببا بثوبه،يجرونه الى المسجد.

فحالت فاطمة بينهم و بين بعلها،و قالت:و الله،لا أدعكم تجرّون ابن عمي ظلما.ويلكم،ما أسرع ما خنتم الله و رسوله فينا أهل البيت.و قد أوصاكم رسول الله(ص)باتباعنا،و مودتنا،و التمسك بنا، فقال الله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (1).

قال:فتركه أكثر القوم لأجلها،فأمر عمر قنفذ لعنه الله أن يضربها بسوطه،فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها و جنبها الى أن أنهكها،و أثر في جسمها الشريف.و كان ذلك الضرب أقوى سبب في إسقاط جنينها.و قد كان رسول الله(ص)سماه محسنا الخ..» (2).

36-و قال محمد بن أحمد بن الحسن الديلمي:

«حتى كسر سيف الزبير،و استخف بسلمان،و ضرب عمار، و أوذي علي،و هجم دار فاطمة» (3).

37-و قال:«قال بعضهم:أتى به و الحبل في عنقه فقالوا:

بايع،و إلا ضرب عنقك» (4).9.

ص: 187


1- سورة الشورى،الآية 23.
2- نوادر الاخبار ص 183.و علم اليقين 686 و 688،الفصل العشرون:و راجع: عوالم العلوم:ج 11 ص 414.
3- كتاب قواعد عقائد آل محمد(ص)268(مخطوط)و عندي منه نسخة مصورة.
4- المصدر السابق:ص 270/669.

38-و قال:«روي أنه(ع)ما خرج من بيته حتى أحرق بابه، و جرّ الى البيعة كرها (1)».

39-و روي أن عمر قال لعلي:بايع.

قال:فإن لم(كذا).

قال:ضربنا عنقك.

و دون هذا إكراه شرعا،و عقلا» (2).

40-ذكر صاحب كتاب الدولتين:أن عمر أخذ نارا و راح الى بيت فاطمة،فخرجت فاطمة،فقال:قولي لعلي و العباس أن يخرجا،و إلا أحرق البيت».

و لا شك أنه إذا أكره كان الاكراه مجيزا للفعل..الخ» (3).

41-و قال السيد تاج الدين بن علي بن احمد الحسيني العاملي:

«فلما نظر(عليه السلام)إلى قلة العدد و خذلة الناصر جلس في منزله،فجمع عمر بن الخطاب جماعة و أتى بهم إلى منزل علي عليه السلام،فوجدوا الباب مغلقا،فلم يجبهم أحد،فاستدعى عمر بحطب و قال:و الله لئن لم تفتحوا لنحرقنّه بالنار.

فلما سمعت فاطمة عليها السلام ذلك خرجت و فتحت الباب،فدفعه عمر فاختفت هي من وراء الباب،فعصرها بالباب فكانق.

ص: 188


1- المصدر السابق:ص 270.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق.

ذلك سبب إسقاطها،و نقل انه سبب موتها.

و دخلوا فوثبوا على امير المؤمنين عليه السلام فأخرجوه عنفا، فحالت فاطمة عليها السلام بينهم و بينه و قالت:و الله لا ادعكم تخرجون بابن عمي ظلما، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله و رسوله فينا، فأمر عمر بن الخطاب قنفذا فضربها بسوط حتى أثر في جسمها» (1).

42-و قال الطريحي المعاصر للمجلسي رحمه الله،لأنه توفي سنة 1085 ه.

«..فيا إخواني،إذا رجعنا الى أنفسنا،و تركنا عبادة الهوى، و متابعة من ضل و غوى:أ ترى تكون فاطمة(ع)راضية حين عصرها خالد بن الوليد،فأسقطت محسنا.و ضربها قنفذ مولى أبي بكر،فأثر فيها الضرب.

أ فتراها تكون راضية حين سحب زوجها،و ابن عمها و أبو السبطين الخ..» (2).

43-و في كتاب:مؤتمر علماء بغداد:

«إن أبا بكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالارهاب و السيف،و التهديد،و القوة أرسل عمر و قنفذا،و خالد بن الوليد،و أبا عبيدة الجراح،و جماعة أخرى من المنافقين الى دار علي و فاطمة(ع).

و جمع عمر الحطب على باب بيت فاطمة(ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله و قال:السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، و ما كان يدخله إلا بعد الاستئذان)و أحرق الباب بالنار.6.

ص: 189


1- التتمة في تواريخ الأئمة:ص 35.
2- المنتخب للطريحي:ص 136.

و لما جاءت فاطمة خلف الباب لترد عمر و حزبه،عصر عمر فاطمة بين الحائط و الباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها، و نبت مسمار الباب في صدرها.و صاحت فاطمة:

يا أبتاه يا رسول الله،أنظر ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، و ابن أبي قحافة.فالتفت عمر الى من حوله،و قال:اضربوا فاطمة.

فانهالت السياط على حبيبة رسول الله و بضعته حتى أدموا جسمها.و بقيت آثار العصرة القاسية،و الصدمة المريرة تنخر في جسم فاطمة،فأصبحت مريضة عليلة،حزينة حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيام.

ففاطمة بيت النبوة.

فاطمة قتلت بسبب عمر بن الخطاب الخ» (1).

44-و قال الحسني:

«و في رواية أخرى:أنهم لما أرادوا الدخول الى بيتها،و إخراج علي منه، أرادت أن تحول بينهم و بين ذلك،ضربها قنفذ على وجهها،و أصاب عينها» (2).

45-قال الحسني:«..و في رواية ثالثة:أنها وقفت خلف الباب لتمنعهم من دخوله،فاندفعوا نحو الباب،و دفعوه نحوها، و كانت حاملا،فأسقطت ولدا كان رسول الله قد سمّاه محسنا» (3).3.

ص: 190


1- مؤتمر علماء بغداد:ص 137/135(ط سنة 1415 ه.ق)دار الارشاد الاسلامي-بيروت-لبنان.
2- سيرة الائمة الاثني عشر:ج 1 ص 132.
3- المصدر السابق:ج 1 ص 133.

كأنه يريد أن يبرئ المهاجمين من تبعة قتل المحسن،حيث يوحي للقارئ،أنه قتل نتيجة التدافع على الباب.

و هذا ما تدفعه الروايات المتواترة الدالة على تعمد قتله بعصرها بين الباب و الحائط من قبل أحدهم.و قد تقدمت.

46-و يروي ابن حمزة الزيدي بسنده عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث،عن محمد بن ركانة قوله:

«فجاء عمر بن الخطاب،و خالد بن الوليد،و عياش بن ربيعة الى باب فاطمة،فقالوا:و الله،لتخرجنّ الى البيعة.

و قال عمر:و الله،لأحرقن عليكم البيت.

فصاحت فاطمة:يا رسول الله،ما لقينا بعدك.

فخرج عليهم الزبير مصلتا بالسيف،فحمل عليهم،فلما بصر به عياش،قال لعمر:اتق الكلب.

و ألقى عليه عياش كساء له حتى احتضنه،و انتزع السيف من يده،فقصد به حجرا فكسره» (1).

47-«و روى أيضا بسنده عن عبد الله بن عمر العمري،عن زيد بن أسلم،عن أبيه قال:كنت في من جمع الحطب الى باب علي.

قال عمر:و الله،لئن لم يخرج علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه (2).3.

ص: 191


1- الشافي:لابن حمزة ج 4 ص 171.
2- المصدر السابق:ج 4 ص 173.

48-و روى أيضا بسنده الى محمد بن عبد الرحمن بن السائب بن زيد،عن أبيه،قال:

شهدت عمر بن الخطاب يوم أراد أن يحرق على فاطمة بيتها، فقال:إن أبوا أن يخرجوا فيبايعوا أحرقت عليهم البيت.

فقلت لعمر:إن في البيت فاطمة أ فتحرقها؟

قال:سنلتقي،أنا و فاطمة (1).

49-و قد صرح ابن حمزة الزيدي بأن بيت الزهراء قد تعرض لهجومات متعددة.و بذلك جمع بين الروايات المختلفة،التي تقول واحدة منها:

إن عليا قعد عن البيعة،و فر إليه طلحة و الزبير،و لم يخرجوا من البيت حتى جاء عمر،و أراد احراق البيت عليهم.

و أخرى تقول:إن أبا بكر خرج إلى المسجد يصلي،فأمر أبو بكر خالد بن الوليد بالصلاة الي جنبه ثم قتله حين نطق ابي بكر بالتسليم من صلاته.

و ثالثة تقول:إنه أتي بعلي ملببا،فبايع مكرها.

فأجاب ابن حمزة بقوله:«إن ذلك كان في اوقات مختلفة و ليس بين ذلك تناقض،و لا تدافع» (2).2.

ص: 192


1- المصدر السابق.و قد أشار ابن حمزة الى ما جرى لفاطمة في أكثر من مورد من كتابه.فراجع كتابه،الشافي:ج 4 ص 202 و 203.
2- الشافي لابن حمزة:ج 4 ص 202.

50-«رووا عن ابن عبد الرحمن قال:سمعت شريكا يقول:

ما لهم و لفاطمة(ع)؟!و الله ما جهزت جيشا،و لا جمعت جمعا.

و الله،لقد آذيا رسول الله(ص)في قبره (1)».

51-و في كتاب معاوية الى محمد بن أبي بكر:«فلما اختار الله لنبيه عليه الصلاة و السلام ما عنده،و أتم له ما وعده،و أظهر دعوته،و أبلج حجته،و قبضه إليه صلوات الله عليه،فكان أبوك و فاروقه أول من ابتزه حقه،و خالفه على أمره.على ذلك اتفقا و اتّسقا.

ثم إنهما دعواه الى بيعتهما،فأبطأ عنهما،و تلكأ عليهما،فهمّا به الهموم،و أرادا به العظيم» (2).

52-و قال المسعودي:«..فانصرف عنهم،فأقام أمير المؤمنين و من معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله.

فوجهوا الى منزله،فهجموا عليه،و أحرقوا بابه،و استخرجوه منه كرها،و ضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا، و أخذوه بالبيعة فامتنع،و قال:لا أفعل.

فقالوا:نقتلك.

فقال:ان تقتلوني،فإني عبد الله،و أخو رسوله.

و بسطوا يده،فقبضها،و عسر عليهم فتحها،فمسحوا عليها و هي مضمومة» (3).8.

ص: 193


1- تقريب المعارف:ص 256.
2- مروج الذهب:ج 3 ص 12 و 13.
3- اثبات الوصية:ص 143،و البحار:ج 28 ص 309/308.

53-و نقل نصر بن مزاحم،عن محمد بن عبيد الله،عن الجرجاني:ان عمروا.قال لمعاوية في صفين:«خل بينهم و بين الماء، فإن عليا لم يكن ليظمأ و أنت ريّان،و في يده أعنة الخيل،و هو ينظر الى الفرات حتى يشرب أو يموت،و أنت تعلم:انه الشجاع المطرق و معه أهل العراق،و أهل الحجاز.و قد سمعته أنا و أنت،و هو يقول:لو استمكنت من أربعين رجلا يوم فتش البيت،يعني بيت فاطمة» (1).

54-و قد قال أبو بكر في مرض موته أنه ندم على ثلاث خصال فعلهنّ،ليته لم يفعلهن فذكرها،و كان منها قوله:

«ليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله،و أدخله الرجال، و لو كان أغلق على حرب».أو«ليتني لم أكشف بيت فاطمة و تركته، و ان الخ...» (2).

ص: 194


1- صفين،للمنقري:ص 163.
2- تاريخ اليعقوبي:ج 2 ص 137 و تاريخ الاسلام للذهبي:ج 1 ص 118/117، و إثبات الهداة:ج 2 ص 359 و 367،و العقد الفريد:ج 4 ص 268، و الايضاح لابن شاذان:ص 161،و الامامة و السياسة:ج 1 ص 18،و سير أعلام النبلاء،(سير الخلفاء الراشدين)ص 17،و مجموع الغرائب للكفعمي: ص 288،و مروج الذهب:ج 1 ص 414،و ج 2 ص 301،و شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي:ج 1 ص 130،و ج 17 ص 168 و 164،و ج 6 ص 51 و ج 2 ص 47 و 46،و ج 20 ص 24 و 17،و ميزان الاعتدال:ج 3 ص 109، ج 2 ص 215،و الامامة:ص 82(مخطوط)توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الاسلامي للدراسات في بيروت.و لسان الميزان:ج 4 ص 189، و تاريخ الامم و الملوك:ج 3 ص 430(ط المعارف)و كنز العمال:ج 3 ص 125، و ج 5 ص 631 و 632،و الرسائل الاعتقادية(رسالة طريق الارشاد)ج 2 ص 470، و 471.و منتخب كنز العمال:(مطبوع بهامش مسند أحمد)ج 2 ص 171. و المعجم الكبير للطبراني:ج 1 ص 62 و ضياء العالمين:(مخطوط)ج 2 ق 3 ص 90،و 108،عن العديد من المصادر.و النص و الاجتهاد:ص 91،و السبعة من السلف:ص 16 و 17،و الغدير:ج 7 ص 170،و معالم المدرستين:ج 2 ص 79،و عن تاريخ ابن عساكر:(ترجمة أبي بكر)،و مرآة الزمان.و راجع: زهر الربيع:ج 2 ص 124،و أنوار الملكوت:ص 227،و بحار الانوار:ج 30، ص 123 و 136 و 138 و 141 و 352،و نفحات اللاهوت:ص 79، و حديقة الشيعة:ج 2 ص 252،و تشييد المطاعن:ج 1 ص 340،و دلائل الصدق:ج 3 ق 1 ص 32.و الخصال:ج 1 ص 173/171،و حياة الصحابة: ج 2 ص 24،و الشافي للمرتضى:ج 4 ص 137 و 138.و المغني لعبد الجبار: ج 20 ق 1 ص 340 و 341.و نهج الحق:ص 265،و الاموال لأبي عبيد: ص 194.(و إن لم يصرح بها).و مجمع الزوائد:ج 5 ص 203،و تلخيص الشافي:ج 3 ص 170،و تجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي:ص 402، و كشف المراد:ص 403،و مفتاح الباب:(أي الباب الحادي عشر)للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق)،ص 199،و تقريب المعارف:ص 366 و 367، و اللوامع الالهية في المباحث الكلامية للمقداد:ص 302،و مختصر تاريخ دمشق:ج 13 ص 122،و منال الطالب:ص 280.

قد علّق المجلسي على هذا فقال:«..يدل على ما روي من إقدامه على بيت فاطمة(ع)عند اجتماع علي(ع)،و الزبير،و غيرهما فيه،و على أنه كان يرى الفضل لغيره لا لنفسه» (1).

و الملفت للنظر هنا:ان أبا عبيد القاسم بن سلام قد ذكر هذه القضية،و لكنه لم يصرح بهذه الخصلة،بل اكتفى بالقول:«فأما التي فعلتها و وددت أني لم أفعلها،فوددت أني لم أكن فعلت كذا و كذا- لخلة ذكرها.قال أبو عبيد:لا أريد ذكرها-و وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الامر الخ... (2).

فلما ذا كره أبو عبيد القاسم بن سلام ذكر هذه الفقرة بالذات،

ص: 195


1- البحار:ج 30 ص 139/138.
2- الاموال:ص 194.

دون سائر الفقرات؟!سؤال يعرف جوابه كل من عرف سياسات هؤلاء الناس،و حقيقة نواياهم،و توجهاتهم،و مكرهم و حبائلهم.

55-التحريف في كتاب المسعودي:

قال المسعودي،و كان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب،و جمعه الحطب ليحرقهم،و يقول:إنما أراد بذلك ألا تنتشر الكلمة،و لا يختلف المسلمون،و أن يدخلوا في الطاعة فتكون الكلمة واحدة،كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم، لما تأخروا عن بيعة أبي بكر،فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار.

هذا ما ذكره المسعودي في مروج الذهب طبع الميمنية:ج 3 ص 86،و لكن سائر الطبعات لهذا الكتاب (1)قد حذفت منها فقرة:

«كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخر الخ...».

و نقل المعتزلي (2)نص المسعودي هذا على الوجه الصحيح، كما ورد في طبعة الميمنية،الامر الذي يؤكد ان يد الخيانة و التزوير قد لعبت في سائر الطبعات لهذا الكتاب،كما عودونا في كثير من الموارد الاخرى (3)،و سيعلم الذين ظلموا آل بيت محمد أي منقلب ينقلبون.

56-تحريف كتاب المعارف:

و لا جل قضية اسقاط المحسن أيضا نجدهم لا يتورعون عنة.

ص: 196


1- راجع:على سبيل المثال:مروج الذهب:ج 3 ص 77(ط سنة 1965 م ط دار المعرفة).
2- شرج نهج البلاعة:ج 20 ص 147،و راجع ص:146 و نقله عن المسعودي أيضا في هامش كتاب إحقاق الحق:ج 2 ص 373.
3- راجع كتابنا:دراسات و بحوث في التاريخ و الاسلام:ج 1 مقال:اعرف الكتب المحرفة.

تحريف كتاب«المعارف»لابن قتيبة حسبما ذكره لنا ابن شهر اشوب المتوفي سنة 588 ه.؛حيث قال:

«..و في معارف القتيبي:أن محسّنا فسد من زخم قنفذ العدوي» (1).

و قال الكنجي الشافعي المقتول سنة 685 ه.عن الشيخ المفيد:

«و زاد على الجمهور،و قال:ان فاطمة عليها السلام أسقطت بعد النبي ذكرا،كان سماه رسول الله(ص)محسنا.و هذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة» (2).

و يظهر أنه يقصد بذلك:نقل ابن قتيبة له في كتاب المعارف، و ذلك بقرينة كلام ابن شهرآشوب المتقدم.

لكن الموجود في كتاب«المعارف»لابن قتيبة المطبوع سنة 1353 ه.صفحة 92 هو العبارة التالية:

«و أما محسّن بن علي فهلك،و هو صغير».

و هكذا في سائر الطبعات المتداولة الآن.فلما ذا هذا التحريف، و هذه الخيانة للحقيقة و للتاريخ يا ترى؟!

57-و قال الشهرستاني،المتوفي سنة 548 ه،و هو يتحدث عن النظام المتوفي سنة 231 ه:«و زاد في الفرية،فقال:إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة،حتى ألقت الجنين من بطنها،و كان يصيح:

أحرقوا دارها بمن فيها.3.

ص: 197


1- مناقب آل ابي طالب:ج 3 ص 407 ط دار الاضواء،و البحار:ج 43 ص 233.
2- كفاية الطالب:ص 413.

و ما كان في الدار غير علي،و فاطمة،و الحسن،و الحسين» (1).

و ذكر البغدادي من أقوال النظام:أنه كان يقول عن عمر:«إنه ضرب فاطمة،و منع ميراث العترة» (2).

و قال المقريزي:«...و زعم انه ضرب فاطمة ابنة رسول الله (ص)،و منع ميراث العترة» (3).

و قال الصفدي عنه انه يقول:«ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها» (4).

ملاحظة هامة:

لقد قال الجاحظ عن النظام:كان النظام أشد الناس إنكارا على الرافضة،لطعنهم على الصحابة (5).

58-و قالوا في ترجمة محمد بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الحسن الفارس،أبو الحياة الواعظ البلخي:

«أخبرني علي بن محمود،قال:كان البلخي الواعظ كثيرا ما يدمن في مجالسه سب الصحابة،فحضرت مرة مجلسه،فقال:

بكت فاطمة يوما من الايام،فقال لها علي:يا فاطمة لم تبكين2.

ص: 198


1- الملل و النحل:ج 1 ص 57،و عوالم العلوم:ج 11 ص 416،و البحار:ج 28 هامش ص 271 و 281،و بهج الصباغة:ج 5 ص 15،و بيت الاحزان: ص 124،و راجع:إحقاق الحق:ج 2 ص 374،و راجع:هامش ص 372.
2- الفرق بين الفرق ص 148.
3- الخطط(المواعظ و الاعتبار):ج 2 ص 346.
4- الوافي بالوفيات:ج 6 ص 17.
5- شرح نهج البلاغة،لابن أبي الحديد،المعتزلي الشافعي:ج 20 ص 32.

عليّ!أ أخذت فيئك(فدك)؟!أ غصبتك حقك؟!أفعلت كذا؟!أفعلت كذا؟!و عدّ الاشياء مما يزعم الروافض:ان الشيخين فعلاها في حق فاطمة قال:فضجّ المجلس بالبكاء من الرافضة الحاضرين.

توفي في صفر سنة ست و تسعين و خمس مائة» (1).

59-و روى ابن سعد،بسنده عن سلمى،قالت:مرضت فاطمة بنت رسول الله عندنا،فلما كان اليوم الذي توفيت فيه،خرج علي،قالت لي:يا أمة،اسكبي لي غسلا.

فسكبت لها،فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل،ثم قالت:

ائتيني بثيابي الجدد.

فأتيتها بها،فلبستها ثم قالت:اجعلي فراشي وسط البيت.

فجعلته،فاضطجعت عليه،و استقبلت القبلة،ثم قالت لي:يا أمة،اني مقبوضة الساعة،و قد اغتسلت،فلا يكشفنّ أحد لي كتفا.

قالت:فماتت.فجاء علي،فأخبرته،فقال:لا و الله،لا يكشف لها أحد كتفا.

فاحتملها،فدفنها بغسلها ذلك» (2).

60-و في نص آخر:انه حين بويع لأبي بكر كان علي و الزبير يدخلون على فاطمة(ع)و يشاورونها،و يرتجعون في أمرهم،فبلغ ذلكن.

ص: 199


1- راجع:لسان الميزان:ج 5 ص 218،و الوافي بالوفيات:ج 3 ص 344.
2- طبقات ابن سعد:ج 8 ص 27،ط صادر و ط ليدن ص 18 و الاصابة ج 4 ص 379،عن أحمد،و سير أعلام النبلاء،ج 2 ص 129،غير أنه قال:«كنفا» و هو تصحيف،فراجع:الطبقات ط دار صادر و ط ليدن.

عمر،فجاء الى فاطمة فقال:«يا بنت رسول الله،و الله،ما من الخلق أحب إلي من أبيك،و ما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك،و أيم الله، ما ذلك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب.

فلما خرج عمر جاؤها فقالت:تعلمون،ان عمر قد جاءني، و قد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنّ عليكم الباب،و أيم الله،ليمضين ما حلف عليه،فانصرفوا راشدين،فروا رأيكم.فانصرفوا عنها،فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا الخ.. (1).

61-و روى البلاذري عن ابن عباس قال:«بعث أبو بكر عمر بن الخطاب الى علي(رض)حين قعد عن بيعته،و قال:ائتني به بأعنف العنف.

فلما أتاه جرى بينهما كلام،فقال:احلب حلبا لك شطره، و الله،ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤثرك غدا الخ» (2).

62-قال اليعقوبي:«و بلغ أبا بكر،و عمر:ان جماعة منه.

ص: 200


1- منتخب كنز العمال(مطبوع بهامش مسند أحمد)ج 2 ص 1174 عن ابن ابي شيبة و الحديث موجود في شرح نهج البلاغة للمعتزلي،ج 2 ص 45 عن الجوهري و في الشافي للمرتضى:ج 4 ص 110 و المغني للقاضي عبد الجبار: ج 20 ق 1 ص 335.و قرة العين،لولي الله الدهلوي ط بيشاور ص 78 و الشافي لابن حمزة:ج 4 ص 174،و نهاية الارب:ج 19 ص 40، و الاستيعاب(مطبوع بهامش الاصابة):ج 2 ص 254 و 255 و الوافي بالوفيات:ج 17 ص 311،و إفحام الاعداء و الخصوم:ص 72 و كنز العمال: ج 5 ص 651،و عن المصنف لابن أبي شيبة:ج 14 ص 567.و بحار الانوار ج 28 ص 313.
2- أنساب الاشراف:ج 1 ص 587،و تلخيص الشافي:ج 3 ص 75 عنه.

المهاجرين و الانصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله،فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار،و خرج علي و معه السيف،فلقيه عمر،فصارعه عمر فصرعه،و كسر سيفه،و دخلوا الدار،فخرجت فاطمة،فقالت:و الله،لتخرجنّ،أو لأكشفن شعري، و لأعجّنّ الى الله.فخرجوا،و خرج من كان في الدار.

و أقام القوم أياما.ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع،و لم يبايع علي إلا بعد ستة أشهر،و قيل:أربعين يوما» (1).

قوله:«خرج علي و معه السيف»لعل الصحيح:خرج الزبير الخ..كما هو معلوم من سائر النصوص.

63-قال زيد بن أسلم:كنت ممن حمل الحطب مع عمر الى باب فاطمة،حين امتنع علي و أصحابه عن البيعة.فقال عمر لفاطمة:

اخرجي من في البيت،أو لأحرقنّه و من فيه.

قال:و في البيت علي،و الحسن،و الحسين،و جماعة من أصحاب النبي(ص)،فقالت فاطمة:فتحرق على ولدي؟!

فقال:أي و الله،أو ليخرجنّ،فليبايعن (2)و روى ذلك ابن خرذاذبه أيضا أو ابن خرذابة،أو ابن خيرانة،أو ابن خذابة (3):

ص: 201


1- تاريخ اليعقوبي:ج 2 ص 126.
2- إثبات الهداة:ج 2 ص 383،و 334،و نهج الحق:ص 271 و 272،عن ابن خير و الطرائف:ص 239،و إحقاق الحق ج 2 ص 373،و مرآة العقول:ج 5 ص 318 و 319،و راجع:دلائل الصدق:ج 3 ص 78 و راجع:بحار الانوار: ج 28 ص 339،و راجع أيضا ضياء العالمين:(مخطوط)ج 2 ق 3 ص 64.
3- هو الوزير جعفر بن الفضل بن جعفر بن الفرات البغدادي المتوفي سنة 391، أما ابن خرذاذبه فهو صاحب كتاب المسالك و الممالك(ت سنة 300 ه).أما ابن خيرانة فهو محمد بن خيرانة المغربي المحدث الشهير،من علماء المائة الرابعة.و أما ابن خذابة فهو عبد الله بن محمد بن خذابة.

و ذكر الواقدي:ان عمر جاء الى علي في عصابة فيهم أسيد بن الحضير،و سلمة بن أسلم الاشهلي،فقال:أخرجوا،أو لنحرقنها عليكم (1).

قال الحر العاملي رحمه الله:

64-«قال:و قد روى نقلة الاخبار،و مدونوا التواريخ:ان عمر لما بايع لصاحبه،و تخلف علي جاء الى بيت فاطمة لطلب علي الى البيعة،و تكلم بكلمات غليظة،و أمر بالحطب ليحرق البيت على من فيه،و كان فيه أمير المؤمنين،و زوجته،و ابناه.و ممن انحاز إليهم الزبير، و جماعة من بني هاشم.و ممن نقل ذلك الواقدي،و ابن جبير،و ابن عبد ربه» (2).

65-و ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب:ان رجالا من المهاجرين غضبوا في بيعة أبي بكر،منهم علي بن أبي طالب،و الزبير بن العوام،فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله،فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المهاجرين و الانصار،فيهم أسيد بن حضير، و سلمة بن سلامة بن وقش الاشهليان،و ثابت بن قيس بن شماس الخزرجي،فكلموهما حتى أخذ أحد القوم سيف الزبير،فضرب به الحجر حتى كسره (3).3.

ص: 202


1- المصادر المتقدمة و احقاق الحق:ج 2 ص 370 و 371.
2- اثبات الهداة:ج 2 ص 376.
3- ابن خيرانة فهو محمد بن خيرانة المغربي المحدث الشهير،من علماء المائة الرابعة.و أما ابن خذابة فهو عبد الله بن محمد بن خذابة.

و قال«موسى بن عقبة في مغازيه:عن سعد بن ابراهيم،حدثني أبي:ان أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر،و ان محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير.ثم خطب أبو بكر و اعتذر الى الناس (1).

66-و قال ابن الشحنة بعد أن ذكر أسماء الذين امتنعوا عن بيعة أبي بكر...و مالوا مع علي بن أبي طالب.

«ثم ان عمر جاء الى بيت فاطمة ليحرقه على من فيه،فلقيته فاطمة،فقال:أدخلوا فيما دخلت فيه الامة.قال ابن واصل:فخرج علي آل أبي بكر و بايعه.و قالت عائشة لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة الخ» (2).

67-قال ابن عبد ربه و كان معتزليا،و رواه البلاذري و غيره:

«أما علي و العباس و الزبير،فقعدوا في بيت فاطمة،حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة،و قال له:إن أبوا فقاتلهم.

فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار،فلقيته فاطمة، فقالت:يا ابن الخطاب،أ جئت لتحرق دارنا؟!أو قالت:أتراك محرقا عليّ بابي؟!أو بيتي؟!

قال:نعم،أو تدخلوا فيما دخلت فيه الامة الخ..

أو قال:نعم،و ذلك أقوى فيما جاء به أبوك.و جاء علي5.

ص: 203


1- البداية و النهاية:ج 5 ص 250،و سير أعلام النبلاء(سيرة الخلفاء الراشدين) ص 26،و الرياض النضرة:ج 1 ص 241.
2- روضة المناظر(مطبوع بهامش الكامل في التاريخ)ج 7 ص 164 و 165.

فبايع (1).

68-و قال ابن جرير:حدثنا ابن حميد،قال:حدثنا جرير، عن مغيرة،عن زياد بن كليب،قال:أتى عمر بن الخطاب منزل علي، و فيه طلحة و الزبير،و رجال من المهاجرين،فقال:و الله،لأحرقنّ عليكم،أو لتخرجنّ الى البيعة.

فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف،فعثر،فسقط السيف من يده،فوثبوا عليه،فأخذوه (2).

69-و في نص آخر له،قال:«و تخلف علي و الزبير،و اخترط الزبير سيفه،و قال:لا أغمده،حتى يبايع علي،فبلغ ذلك أبا بكر و عمر،فقال عمر:خذوا سيف الزبير،فاضربوا به الحجر.4.

ص: 204


1- راجع:أنساب الاشراف:ج 1 ص 586 و البحار:ج 28 ص 389،و 411 و 339،و هامش 268،و الشافي للسيد المرتضى:ج 3 ص 241،و الرياض النضرة:ج 1 ص 167،و تاريخ الخميس:ج 1 ص 178،و عوالم العلوم:ج 11 ص 602 و 408 و الشافي لابن حمزة ج 4 ص 174،و تلخيص الشافي ج 3 ص 76،و شرح النهج للمعتزلي:ج 20 ص 147،العقد الفريد ج 4 ص 259 و 260 و 247،ط دار احياء التراث.و راجع:نفحات اللاهوت:ص 79، و راجع:الكنى و الالقاب:ج 1 ص 352 و المختصر في أخبار البشر:ج 1 ص 156،و أعلام النساء ج 3 ص 127،و الطرائف:ص 239،و راجع:نهج الحق:ص 271 و 272،و الغدير:ج 7 ص 77،و ج 5 ص 369.
2- تاريخ الامم و الملوك(ط دار المعارف)ج 3 ص 202 و الطرائف:ص 238 و 239 .و راجع:أعلام النساء:ج 4 ص 114،و نهج الحق ص 271 و 272،و البحار: ج 28 ص 338.و العوالم:ج 11 ص 407،و إثبات الهداة:ج 2 ص 333 و 334.

قال:فانطلق إليهم عمر،فجاء بهما تعبا،و قال:لتبايعان و أنتما طائعان،أو لتبايعان و أنتما كارهان،فبايعا» (1).

70-و قال المعتزلي:

قال أبو بكر:و حدّثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد،قال:

حدثنا أحمد بن الحكم،قال:حدثنا عبد الله بن وهب،عن ليث بن سعد،قال:تخلّف عليّ عن بيعة أبي بكر،فأخرج ملبّبا يمضى به ركضا،و هو يقول:معاشر المسلمين،علام تضرب عنق رجل من المسلمين،لم يتخلّف لخلاف،و إنما تخلّف لحاجة!فما مرّ بمجلس من المجالس إلا يقال له:انطلق فبايع (2).

71-و قال المعتزلي:«و لم يتخلف إلا علي وحده،فإنه اعتصم ببيت فاطمة،فتحاموا إخراجه قسرا،فقامت فاطمة(ع)الى باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه» (3).

72-و قال ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي أيضا:

قلت:قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيّين من أهل الحجاز،أنشدنيه النقيب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد العلوي قال:أنشدني هذا الشاعر لنفسه-و ذهب عني أنا اسمه-قال:

يا أبا حفص الهوينى و ما كنت مليّا بذاك لو لا الحمام1.

ص: 205


1- تاريخ الامم و الملوك:ج 3 ص 203.
2- شرح نهج البلاغة:ج 6 ص 45.
3- راجع:شرح نهج البلاغة:ج 2 ص 21،و راجع:البحار:ج 28 ص 110 و 311.

أ تموت البتول غضبى و نرضى ما كذا يصنع البنون الكرام!

يخاطب عمر و يقول له:مهلا و رويدا يا عمر،أي ارفق و اتّئد و لا تعنف بنا.و ما كنت مليّا،أي و ما كنت أهلا لأن تخاطب بهذا و تستعطف،و لا كنت قادرا على ولوج دار فاطمة على ذلك الوجه الذي و لجتها عليه،لو لا ان أباها الذي كان بيتها يحترم و يصان لأجله مات فطمع فيها من لم يكن يطمع.

ثم قال:أ تموت أمّنا و هي غضبى و نرضى نحن!إذا لسنا بكرام، فإن الولد الكريم يرضى لرضا أبيه و أمه،و يغضب لغضبهما.

و الصحيح عندي:أنها ماتت و هي واجدة على أبي بكر و عمر،و أنها أوصت ألا يصلّيا عليها (1).

73-و قال المعتزلي الشافعي أيضا:

قال أبو بكر:و أخبر أبو بكر الباهليّ،عن اسماعيل بن مجالد، عن الشعبي،قال:قال أبو بكر:يا عمر،أين خالد بن الوليد؟قال:هو هذا،فقال:انطلقا إليهما-يعني عليا و الزبير-فأتياني بهما.

فانطلقا فدخل عمر و وقف خالد على الباب من خارج،فقال عمر للزبير:ما هذا السيف؟قال:أعددته لأبايع عليا.

قال:و كان في البيت ناس كثير،منهم المقداد بن الاسود و جمهور الهاشميين،فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة في البيت فكسره،ثم أخذ بيد الزبير،فأقامه ثم دفعه فأخرجه،و قال:يا خالد، دونك هذا،فأمسكه خالد-و كان خارج البيت مع خالد جمع كثير

ص: 206


1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 6 ص 50/49.

من الناس،أرسلهم أبو بكر ردءا لهما.

ثم دخل عمر فقال لعليّ قم فبايع،فتلكّأ و احتبس،فأخذ بيده، و قال:قم،فأبى أن يقوم،فحمله و دفعه كما دفع الزبير.

ثم أمسكهما خالد،و ساقهما عمر و من معه سوقا عنيفا، و اجتمع الناس ينظرون،و امتلأت شوارع المدينة بالرجال،و رأت فاطمة ما صنع عمر،فصرخت و ولولت،و اجتمع معها نساء كثير من الهاشميات و غيرهنّ،فخرجت الى باب حجرتها،و نادت:يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله!و الله لا أكلّم عمر حتى ألقى الله (1).

74-و روى المعتزلي الشافعي حديث السقيفة عن الجوهري فقال:

قال أبو بكر:و حدثني أبو زيد عمر بن شبّة،قال:حدثنا أحمد بن معاوية،قال:حدثني النضر بن شميل،قال:حدثنا محمد بن عمرو،عن سلمة بن عبد الرحمن،قال:لما جلس أبو بكر على المنبر، كان علي(ع)و الزبير و ناس من بني هاشم في بيت فاطمة،فجاء عمر إليهم،فقال:و الذي نفسي بيده لتخرجنّ الى البيعة أو لأحرقنّ البيت عليكم!

فخرج الزبير مصلتا سيفه،فاعتنقه رجل من الانصار و زياد بن لبيد.فبدر السيف،فصاح به أبو بكر و هو على المنبر:اضرب به الحجر،فدق به.

ص: 207


1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 6 ص 48 و 49،و ج 2 ص 57.و راجع:البحار: ج 28 ص 204.

قال أبو عمرو ابن حماس:فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة، و قال:هذه ضربة سيف الزبير.

ثم قال أبو بكر:دعوهم فسيأتي الله بهم،قال:فخرجوا إليه بعد ذلك فبايعوه (1).

75-قال أبو بكر:و قد روي في رواية أخرى ان سعد بن أبي وقّاص،كان معهم في بيت فاطمة(ع)و المقداد بن الاسود أيضا، و انهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا(ع)،فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت،فخرج إليه الزبير بالسيف،و خرجت فاطمة(ع)تبكي و تصيح،فنهنهت من الناس،و قالوا:ليس عندنا معصية،و لا خلاف في خير اجتمع عليه الناس،و إنما اجتمعنا لنؤلّف القرآن في مصحف واحد.ثم بايعوا أبا بكر،فاستمرّ الامر و اطمأنّ الناس (2).

76-قال أبو بكر:و حدثني أبو زيد عمر بن شبّة،عن رجاله، قال:جاء عمر بيت فاطمة في رجال من الانصار و نفر قليل من المهاجرين،فقال:و الذي نفسي بيده لتخرجنّ الى البيعة أو لأحرقنّ البيت عليكم،فخرج إليه الزبير مصلتا بالسيف،فاعتنقه زياد بن لبيد الانصاري و رجل آخر،فندر السيف من يده،فضرب به عمر الحجر فكسره،ثم أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقا عنيفا،حتى بايعوا أبا بكر (3).

77-قال أبو زيد:و روى النضر بن شميل،قال:حمل سيف الزبير لما ندر من يده الى أبي بكر و هو على المنبر يخطب،فقال:

اضربوا به الحجر،قال أبو عمرو ابن حماس:و لقد رأيت الحجر و فيه8.

ص: 208


1- شرح نهج البلاغة:ج 2 ص 56 و 48.
2- شرح نهج البلاغة:ج 2 ص 56 و 48.
3- شرح نهج البلاغة:ج 2 ص 56 و 48.

تلك الضربة،و الناس يقولون:هذا أثر ضربة سيف الزبير (1).

78-قال المعتزلي:

ابن عبد الحميد،قال:لمّا أكثر الناس في تخلف علي(ع)عن بيعة أبي بكر،و اشتدّ أبو بكر و عمر عليه في ذلك،خرجت أم مسطح بن أثاثة،فوقفت عند القبر،و قالت:

كانت أمور و أنباء و هنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب (2)

إنّا فقدناك فقد الارض وابلها

و اختلّ قومك فاشهدهم و لا تغب (3)

قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز:و أخبرنا أبو زيد عمر بن شبّة،قال:حدّثنا ابراهيم بن المنذر،عن ابن وهب،عن ابن لهيعة،عن أبي الاسود،قال:غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة،و غضب عليّ و الزبير،فدخلا بيت فاطمة(ع)،معهما السلاح،فجاء عمر في عصابة،منهم أسيد بن حضير و سلمة بن سلامة بن وقش-و هما من بني عبد الاشهل-فاقتحما الدار،فصاحت فاطمة(ع)،و ناشدتهم الله.فأخذوا سيفي عليّ و الزبير،فضربوا بهما0.

ص: 209


1- المصدر السابق:ج 6 ص 48.
2- الهنبثة،واحدة الهنابث،و هي الامور الشداد المختلفة،و البيتان في اللسان(3: 20)،و ذكر انه جاء في حديث:ان فاطمة قالتهما بعد موت الرسول(ص)، و ذكر أيضا أنه ورد هذا الشعر في حديث آخر،قال:لما قبض رسول الله(ص) خرجت صفية تلفع بثوبها و تقول البيتين.
3- شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 50.

الجدار حتى كسروهما،ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا (1).

79-الى ان قال:

قال أبو بكر-و قد روى بإسناد آخر ذكره،أن ثابت بن قيس بن شمّاس كان مع الجماعة الذين حضروا مع عمر في بيت فاطمة (ع)،و ثابت هذا أخو بني الحارث ابن الخزرج.

80-و روى أيضا ان محمد بن مسلمة كان معهم،و أن محمدا هو الذي كسر سيف الزبير (2).

81-و ذهب عمر و معه عصابة الى بيت فاطمة،منهم أسيد بن حضير و سلمة بن أسلم،فقال لهم:انطلقوا فبايعوا،فأبوا عليه، و خرج إليهم الزبير بسيفه،فقال عمر:عليكم الكلب،فوثب عليه سلمة بن أسلم،فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار،ثم انطلقوا به و بعليّ و معها بنو هاشم،و عليّ يقول:أنا عبد الله و أخو رسول الله (ص)،حتى انتهوا به الى أبي بكر،فقيل له:بايع،فقال:أنا أحقّ:

بهذا الامر منكم،لا أبايعكم و أنتم أولى بالبيعة لي،أخذتم هذا الامر من الانصار،و احتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله،فأعطوكم المقادة،و سلّموا إليكم الامارة،و أنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار.فأنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم،و اعرفوا لنا من الامر مثل ما عرفت الانصار لكم،و إلاّ فبوءوا بالظلم و أنتم تعلمون.8.

ص: 210


1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 50،و ج 6 ص 47 و ج 3 ص 49 و طبقات ابن سعد:ج 8 ص 228.
2- شرح نهج البلاغة:ج 2 ص 50 و 51 و ج 6 ص 48.

فقال عمر:إنك لست متروكا حتى تبايع.فقال له عليّ:

احلب يا عمر حلبا لك شطره!اشدد له اليوم أمره ليردّ عليك غدا!ألا و الله لا أقبل قولك و لا أبايعه.فقال له أبو بكر الخ.. (1).

82-و قال المعتزلي:«فأما الامور الشنيعة المستهجنة التي تذكرها الشيعة عن ارسال قنفذ الى بيت فاطمة(ع)،و أنه ضربها بالسوط،فصار في عضدها كالدملج،و بقي اثره الى أن ماتت،و أن عمرا ضغطها بين الباب و الجدار،فصاحت يا أبتاه يا رسول الله، و ألقت جنينها ميتا،فكله لا اصل له عند اصحابنا...الى أن قال:و انما تنفرد الشيعة بنقله» (2).

مع انه هو نفسه قد نقل عن شيخه حديث اسقاط المحسن، و تساءل عن موقف رسول الله(ص)منه حين روى اهدار النبي دم هبار بن الاسود،لانه روّع زينب.و اخبره شيخه حين طالبه بالأمر بأن الاخبار عنده متعارضة،و انه متوقف في هذا الامر (3).

كما اننا قد ذكرنا عشرات النصوص عن غير الشيعة تثبت هذا الامر،فلا وجه لما قاله إذن.

83-و قال ابن أبي الحديد:

و أما حديث الهجوم على بيت فاطمة(ع)فقد تقدم الكلام فيه.و الظاهر عندي صحة ما يرويه المرتضى و الشيعة،و لكن لا كل ما يزعمونه،بل كان بعض ذلك،و حقّ لأبي بكر أن يندم و يتأسف علىي.

ص: 211


1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي:ج 6 ص 11.
2- شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 60.
3- شرح نهج البلاغة للمعتزلي.

ذلك،و هذا يدل على قوة دينه،و خوفه من الله تعالى،فهو بأن يكون منقبة له أولى من كونه طعنا عليه (1).

84-و يقول:«أما حديث التحريق و ما جرى مجراه من الامور الفظيعة،و قول من قال:إنهم أخذوا عليا يقاد بعمامته،و الناس حوله.

فأمر بعيد.و الشيعة تنفرد به،على أن جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه» (2).

و لا ندري كيف نجمع بين قوله:«الشيعة تنفرد به»و بين قوله:

«ان جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه».

و المعتزلة منهم على الخصوص و قد عرفت أن كل ما استبعده قد رواه الجمهور من أهل نحلته.

و قد قال السيد المرتضى:ان رد النصوص بالاستبعادات من دون ذكر مبرر و لا دليل،لا يلتفت إليه..

85-قال ابن قتيبة الدينوري:

و أما علي و العباس بن عبد المطلب و من معهما من بني هاشم فانصرفوا الى رحالهم،و معهم الزبير بن العوام،فذهب إليهم عمر في عصابة فيهم أسيد بن حضير،و سلمة بن أسلم،فقالوا:انطلقوا فبايعوا أبا بكر،فأبوا،فخرج الزبير بن العوام(رض)بالسيف،فقال عمر (رض)عليكم بالرجل فخذوه فوثب عليه سلمة بن أسلم،فأخذ السيف من يده،فضرب به الجدار،و انطلقوا به فبايع و ذهب بنو هاشم أيضا فبايعوا.1.

ص: 212


1- نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديد:ج 168/17.
2- شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 21 و البحار:ج 28 ص 310 و 311.

ثم ان عليا كرّم الله وجه أتي به الى أبي بكر و هو يقول:أنا عبد الله و أخو رسوله،فقيل له:بايع أبا بكر.

فقال:أنا أحقّ بهذا الامر منكم،لا أبايعكم و أنتم أولى بالبيعة لي،أخذتم هذا الامر من الانصار،و احتججتم عليهم بالقرابة من النبي (ص)،و تأخذونه منا أهل البيت غصبا؟أ لستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لما كان محمد منكم،فأعطوكم المقادة،و سلموا إليكم الامارة،و أنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار نحن أولى برسول الله حيا و ميتا،فأنصفونا إن كنتم تؤمنون،و إلا فبوءوا بالظلم و أنتم تعلمون.

فقال له عمر:إنك لست متروكا حتى تبايع.

فقال له عليّ:احلب حلبا لك شطره،و اشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا.ثم قال:و الله يا عمر لا أقبل قولك و لا أبايعه (1).

86-و قال ابن قتيبة أيضا.

قال:و إن أبا بكر(رض)تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرّم الله وجهه،فبعث إليهم عمر،فجاء فناداهم و هم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب و قال:

و الذي نفس عمر بيده،لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها.

فقيل له:يا أبا حفص،إن فيها فاطمة؟

فقال:و إن..1.

ص: 213


1- الامامة و السياسة:ج 1 ص 28 و 29 و إحقاق الحق:ج 2 ص 351.

فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم انه قال:حلفت أن لا أخرج و لا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن.

فوقفت فاطمة(رض)على بابها،فقالت:لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضرا منكم،تركتم رسول الله(ص)،جنازة بين أيدينا،و قطعتم أمركم بينكم،لم تستأمرونا،و لم تردوا لنا حقا.

فأتى عمر أبا بكر،فقال له:أ لا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟

فقال أبو بكر لقنفذ و هو مولى له:اذهب فادع لي عليا.

قال:فذهب الى علي؛فقال له:ما حاجتك؟

فقال:يدعوك خليفة رسول الله.

فقال علي:لسريع ما كذبتم على رسول الله.

فرجع فأبلغ الرسالة.

قال:فبكى أبو بكر طويلا.

فقال عمر الثانية:لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة.

فقال أبو بكر(رض)لقنفذ:عد إليه،فقل له:خليفة رسول الله يدعوك لتبايع.

فجاءه قنفذ،فأدى ما أمر به.

فرفع علي صوته فقال:سبحان الله!لقد ادعى ما ليس له.

فرجع قنفذ،فأبلغ الرسالة.

ص: 214

فبكى أبو بكر طويلا.

ثم قام عمر،فمشى معه جماعة،حتى أتوا باب فاطمة،فدقوا الباب،فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها:يا أبت يا رسول الله،ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة؟

فلما سمع القوم صوتها و بكاءها،انصرفوا باكين،و كادت قلوبهم تنصدع،و أكبادهم تنفطر.

و بقي عمر و معه قوم،فأخرجوا عليا،فمضوا به الى أبي بكر، فقالوا له:بايع.

فقال:إن أنا لم أفعل فمه؟

قالوا:إذا و الله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك.

فقال:إذا تقتلون عبد الله و أخا رسوله.

قال عمر:أما عبد الله فنعم،و أما أخو رسوله فلا.

و أبو بكر ساكت لا يتكلم،فقال له عمر:أ لا تأمر فيه بأمرك؟

فقال:لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة الى جنبه،فلحق علي بقبر رسول الله(ص)يصيح و يبكي،و ينادي:يا ابن أم ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني (1).

87-قال عمر لأبي بكر،(رض):انطلق بنا الى فاطمة،فإناه.

ص: 215


1- الامامة و السياسة:ج 1 ص و راجع:تلخيص الشافي:ج 2 ص 144 و 145. و أعلام النساء:ج 4 ص 114،و مصادر كثيرة أخرى نقلت ذلك عن ابن قتيبة، مثل تشييد المطاعن،و غيره.

قد أغضبناها،فانطلقا جميعا،فاستأذنا على فاطمة،فلم تأذن لهما.

فأتيا عليا فكلماه،فأدخلهما عليها،فلما قعدا عندها،حوّلت وجهها الى الحائط،فسلما عليها،فلم ترد عليهما السلام.

فتكلم أبو بكر فقال:يا حبيبة رسول الله!و الله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي،و إنك لأحب إلي من عائشة ابنتي،و لوددت يوم مات أبوك أني متّ،و لا أبقى بعده،أ فتراني أعرفك و أعرف فضلك و شرفك و أمنعك حقك و ميراثك من رسول الله؟!إلا أني سمعت أباك رسول الله(ص)يقول:«لا نورث،ما تركنا فهو صدقة».

فقالت:أ رأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله(ص) تعرفانه و تفعلان به؟

قالا:نعم.

فقالت:نشدتكما الله أ لم تسمعا رسول الله يقول:«رضى فاطمة من رضاي،و سخط فاطمة من سخطي،فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني،و من أرضى فاطمة فقد أرضاني،و من أسخط فاطمة فقد أسخطني؟».

قالا:نعم سمعناه من رسول الله(ص).

قالت:فإني أشهد الله و ملائكته أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني،و لئن لقيت النبي لأشكونّكما إليه.

فقال أبو بكر:أنا عائذ بالله تعالى من سخطه و سخطك يا فاطمة،ثم انتحب أبو بكر يبكي،حتى كادت نفسه أن تزهق.

ص: 216

و هي تقول:و الله لأدعونّ الله عليك في كل صلاة أصلّيها.

ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس،فقال لهم:يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته،مسرورا بأهله،و تركتموني و ما أنا فيه،لا حاجة لي في بيعتكم،أقيلوني بيعتي.

قالوا:يا خليفة رسول الله،إن هذا الامر لا يستقيم،و أنت أعلمنا بذلك،إنه إن كان هذا لم يقم لله دين.

فقال:و الله لو لا ذلك و ما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بتّ ليلة ولي في عنق مسلم بيعة،بعد ما سمعت و رأيت من فاطمة.

قال:فلم يبايع علي كرّم الله وجهه حتى ماتت فاطمة(رض)، و لم تمكث بعد أبيها إلا خمسا و سبعين ليلة.قال:فلما توفيت ارسل.

الخ (1).

88-و قال عمر رضا كحالة:ان الاخباريين من الشيعة رووا:

ان أبا بكر كتب لفاطمة«بفدك كتابا،فلما خرجت به،وجدها عمر، فمد يده إليه ليأخذه مغالبة،فمنعته،فدفع بيده في صدرها،و أخذ الصحيفة فحرقها» (2).

89-و يقول عبد الفتّاح عبد المقصود:«و كذلك سبقت الشائعات خطوات ابن الخطاب ذلك النهار و هو يسير في جمع من صحبه و معاونيه الى دار فاطمة،و في باله أن يحمل ابن عم رسول الله -إن طوعا أو كرها-على إقرار ما أباه حتى الآن...4.

ص: 217


1- قد تقدمت مصادر هذا الحديث في فصل سابق.
2- أعلام النساء:ج 4 ص 124.

الى أن قال:و هل على ألسنة الناس عقال يمنعها أن تروي قصة حطب أمر به ابن الخطاب فأحاط بدار فاطمة،و فيها علي و صحبه، ليكون عدة الاقناع أو عدة الايقاع.أقبل الرجل محنقا مندلع الثورة على دار علي.و قد ظاهره معاونوه و من جاء بهم،فاقتحموا أو أوشكوا على اقتحام؛فإذا وجه كوجه رسول الله يبدو بالباب حائلا عن حزن، على قسماته آلام و في عينيه لمعات دمع،و فوق جبينه عبسة غضب فائر،و حنق ثائر،و راحت الزهراء و هي تستقبل المثوى الطاهر تستنجد بهذا الغائب الحاضر يا أبت يا رسول الله...ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة،فما تركت كلماتها إلا قلوبا صدعها الحزن (1).

90-ذكر ابن ابي الحديد المعتزلي الشافعي:أنه قرأ على شيخه ابي جعفر النقيب قصة زينب حين روعها هبار بن الاسود،فقال له أبو جعفر:

«إن كان رسول الله(ص)أباح دم هبار،لأنه روع زينب، فالقت ذا بطنها،فظاهر الحال:أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى القت ذا بطنها.

فقلت:أروي عنك ما يقوله قوم:إن فاطمة روعت،فالقت المحسن؟!

فقال:لا تروه عني،و لا ترو عني بطلانه،فاني متوقف في هذا4.

ص: 218


1- الامام علي بن أبي طالب:ج 1 ص 190 و 191 و عنه في الغدير:ج 3 ص 103 و 104.

الموضوع لتعارض الاخبار عندي فيه» (1).

91-و قالوا عن احمد بن محمد،بن محمد،بن السرى،بن يحيى بن ابي دارم المحدث:كان مستقيم الامر عامة دهره،ثم في آخر أيامه كان اكثر ما يقرأ عليه المثالب،حضرته،و رجل يقرأ عليه:«ان عمر رفس فاطمة حتى اسقطت بمحسّن» (2).8.

ص: 219


1- شرح نهج البلاغة:ج 14 ص 193 و البحار:ج 28 ص 323 و اثبات الهداة: ج 2 ص 360 و 337 و 338.
2- ميزان الاعتدال:ج 1 ص 139 و سير اعلام النبلاء:ج 15 ص 578 و لسان الميزان ج 1 ص 268.

ص: 220

الباب الثالث: أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول(ص)نصوص و آثار

اشارة

ص: 221

ص: 222

لا بد الاشارة إليه:

بسمه تعالى،و الحمد لله، و الصلاة و السلام على محمد و آله الطاهرين.

هذا الباب كتب في الاساس لينشر مستقلا جوابا على شبهة طرحت، فيما يرتبط بقضية السيدة الزهراء عليها السلام.

ثم لما كتبنا عن الزهراء ما نجيب به على شكوك أخرى أثيرت-لسبب أو لآخر،و لا حظنا مدى الترابط بين هذا و ذاك،رأينا ان نلحقه به-كما هو- تيسيرا على القارى الكريم،الذي لو اردنا أن نحيله عليه-فيما إذا طبع مستقلا-فقد لا يتمكن من الاستفادة منه بسبب عدم توفره له..

ص: 223

تقديم:

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين،و الصلاة و السلام على محمد المصطفى، و على آله الطيبين الطاهرين.

و بعد.

فانني قبل كل شيء أحب أن يكون القارئ الكريم على بينة من الأمر بالنسبة للنقاط التالية:

1-إن ما سوف يطلع عليه القارئ الكريم فيما يلي من صفحات ليس بحثا علميا و تحليليا لقضية حياتية و حساسة.و إنما هو مجرد عرض لطائفة من النصوص يهدف إلى إقناع بعض الناس بأن عليهم أن لا يتسرعوا في احكامهم،و ان لا يطلقوا لتصوراتهم العنان إلى درجة الإيحاء بأنهم يسخرون من عقول الناس،و يحتقرون وعيهم، و يهزأون بالمستوى الثقافي و العلمي لهم.

2-إني لآسف كل الاسف على هذه الايام من العمر التي صرفت في جمع هذه النصوص،و كم كنت أتمنى لو إنني عوضا عن ذلك عالجت بعض الأمور الحياتية التي تفيد الناس.و لكن عزائي الوحيد هو أنني قد اكون بعملي هذا قد أسهمت بتحصين اولئك

ص: 224

ص: 225

الطيبين،الذين هم في أعلى درجات الطهر و الصفاء،حتى لا تبهرهم العناوين الكبيرة الخادعة،و لا الأسماء اللامعة،فلا تؤثر عليهم الدعاوى العريضة التي يطلقها مثقف هنا،أو صاحب مقام هناك.

3-إن سبب المبادرة الى جمع هذه النصوص،و التآليف بينها، هو أن البعض ينسب الى أستاذ جامعي لمادة التاريخ الإسلامي في جامعة دمشق (1)أنه يقول:إنه لم يكن في عهد النبي لمداخل البيوت مصاريع خشبية تفتح و تغلق،أو تقرع و تطرق،بل كانوا يسترون مداخل بيوتهم بالمسوح و الستائر.

و لا ندري مدى صحة نسبة ذلك إلى ذلك الرجل،و لا نعلم أيضا حدود و قيود هذه الدعوى،لو صحت النسبة إليه..

و استدل ذلك البعض على صحة كلام ذلك الاستاذ الجامعي بما يذكرونه من ان النبي(ص)قدم من سفر و وجد على باب بيت الزهراء (2)ستارا فيه تصاوير،فأزعجه ذلك،و كذلك قصة اكتشاف زنا المغيرة بن شعبة من رفع الريح لستار الباب،فرآه الشهود على تلك الحال المريبة..

و الهدف من ذلك كله هو التأكيد على عدم صحة ما ورد في النصوص الصحيحة في الحديث و التاريخ.من محاولة إحراق بابء.

ص: 226


1- المقصود هو الدكتور سهيل زكار.
2- و يلاحظ:ان عامة الروايات،و جل إن لم يكن كل النصوص التاريخية، و الكلمات التي وردت على لسان الصحابة و غيرهم،قد عبرت ببيت الزهراء: أو باب بيت الزهراء(ع)،و شذ و ندر أن تجد تعبيرا ببيت علي(ع).و هذا أمر يلفت النظر حقا و لا بد من دراسة أسبابه و دوافعه لدى المحبين و المبغضين على حد سواء.

بيت فاطمة،و كسر ذلك الباب،أو ضغطها(عليها السلام)بين الباب و الحائط،و غير ذلك من أحداث مؤلمة و مسيئة للمبادئ و القيم الاسلامية و الانسانية..

4-لقد ذكرت في هذا العرض الذي سوف يسرّح القارئ طائفة من النصوص التي تدل على وجود أبواب ذات مصاريع في المدينة المنورة،و في مكة،و الكعبة في عهد الرسول الاعظم(صلى الله عليه و آله و سلم)بالاضافة إلى باقة صغيرة جدا مما يدل على وجود الابواب للبيوت في عهد الخلفاء الأوائل.و لم ننس كذلك ان نورد بعض ما يدل على محاولتهم احراق باب بيت الزهراء عليها السلام،او التهديد بذلك حسبما سنرى.

5-انني لم أقصد فيما عرضته هنا الى الإستيعاب، و الاستقصاء التام،لأنني أعلم:أن ذلك سينتج كتابا ضخما،يتألف من عدة مئات من الصفحات المشحونة بالنصوص،و لم اجد مبررا لصرف العمر في أمر كهذا،ليس هو في عداد المسلمات و البديهيات و حسب،بل كاد أن يكون الحديث فيه فظا و ممجوجا أيضا.

فكان أن اقتصرت في الاكثر على مصادر محدودة، كالصحاح الستة،و مسند أحمد،و كنز العمال،من مصادر اهل السنة،و على البحار و بعض مصادره من مصادر شيعة اهل البيت، بالاضافة الى بعض ما يعرض امام الناظر في المصادر الاخرى،و لم يكن ثمة عمد في تقصي ما ورد في هذا و ذاك على حد سواء.

و كأنني أشعر:أنني قد استدرجت الى صرف الى صرف العمر في أمر كنت أحسبه قليل الجدوى أو عديمها،لو لا انني أردت كما قلت تحصين اولئك الذي قد تخدعهم الالقاب و الاسماء.

ص: 227

وفقنا الله لصواب القول،و سداد الرأي،و حسن و جدوى الفعل،و لكل ما فيه هدى و صلاح و رشاد.

و الحمد لله،و صلاته و سلامه على محمد و آله الطاهرين.

/1ربيع الثاني1417/ ه.ق جعفر مرتضى العاملي

ص: 228

تمهيد:

الدعوى و مبرراتها:

يدعي البعض:أنه لم يكن لبيوت المدينة المنورة حين ظهور الاسلام أبواب ذات مصاريع،تفتح و تغلق عند الحاجة،حسبما نعرفه و نألفه،و إنما كانوا يسترون بيوتهم بالستائر من مسوح الشعر،أو غيرها (1).

و لعل الدكتور جواد علي،يقترب من هذا المعنى حين نجده يقول:

«..كانت بيوت أزواج النبي من اللبن،و لها حجر من جريد، مطرورة بالطين،و على أبوابها مسوح الشعر (2).

و هذه كانت صفة معظم بيوت أهل يثرب و المدينة،ما عدا بيوت الأثرياء.. (3)».

و لعلهم قد فهموا ذلك مما نقل عن محمد بن هلال،حين قال:

ص: 229


1- نقل ذلك عن الدكتور سهيل زكار،و المسوح هي الكساء من الشعر.
2- طبقات ابن سعد:ج 1 ص 499 فما بعدها.
3- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام:ج 8 ص 31.

«أدركت بيوت أزواج النبي(ص)كانت من جريد،مستورة بمسوح الشعر،مستطيرة في القبلة،و المشرق،و الشام،و ليس في غربي المسجد منها شيء (1)».

و عن عطاء الخراساني:«..أدركت حجرات أزواج رسول الله (ص)من جريد،على أبوابها المسوح من شعر أسود (2).

و كذا قال عمران بن أبي أنس (3).

فلعلهم قد استنتجوا من ذلك أن هذه الصفة لم تكن مختصة بحجرات أزواج النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)بل هي صفة أبواب المدينة كلها،أو باستثناء الاغنياء منهم.

المناقشة و الرد:

و الظاهر بطلان ذلك للامور التالية:

الأول:إن كلام محمد بن هلال،و عطاء الخراساني،و غيرهما لا يدل على مطلوبهم؛لأن وجود المسوح على حجرات أزواج النبي (ص)،لا يعني أنها لم تكن لها ابواب من خشب عرعر،أو ساج،أو من جذوع،أو من سعف النخل،و ذلك لأمرين:

أولهما:أن المقصود بالعبارات المنقولة عن محمد بن هلال، و عن عطاء،و غيرهما:أن سطوح تلك البيوت و الحجر كانت عبارة

ص: 230


1- وفاء الوفاء:ج 2 ص 459 و 460،و راجع ص 540.
2- وفاء الوفاء،ج 2 ص 461.
3- المصدر السابق.

عن مسوح من شعر،تستر من بداخلها من حر الشمس،و غيره.

و يدل على ذلك:قول الحسن البصري:«..كنت أدخل بيوت رسول الله(ص)و أنا غلام مراهق،و أنال السقف بيدي،و كان لكل بيت حجرة،و كانت حجرة من اكسية من شعر،مربوط في خشب عرعر (1)».

فقد وصف أمير المؤمنين(عليه السلام)بيوت آل النبي في عهده صلى الله عليه و آله و سلم،فكان مما قاله:

«..و نحن أهل بيت محمد(ص)لا سقوف لبيوتنا،و لا أبواب،و لا ستور الا الجرائد (2)،و ما أشبهها.و لا وطاء لنا،و لا دثار علينا يتداول الثوب الواحد في الصلاة اكثرنا،و نطوى الليالي و الأيام عامتنا،و ربما أتانا الشيء مما أفاء الله علينا،و صيره خاصة لنا دون غيرنا،و نحن على ما وصفت من حالنا؛فيؤثر به رسول الله ارباب النعم و الأموال،تألفا منه لهم.. (3)».

فأمير المؤمنين إذن يصف حالة الفقر المدقع الذي كان يعاني منه أهل البيت(عليهم السلام)،و يذكر إيثار رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)حتى أهل النعم و الأموال بما يتوفر لديه منها،مع ملاحظة:

أن ابواب أهل البيت(عليهم السلام)بيوتهم كانت من جريد النخل الذي هو اصل السعفة بعد جرد الخوص عنها،اما غيرهم(عليهم السلام)فكان لبيوتهم ستائر،و كانت أبوابها من غير جريد النخل4.

ص: 231


1- وفاء الوفاء:ج 2 ص 541،و راجع ص 463.
2- الجريد:الذي يجرد عنه الخوص و لا يسمى جريدا ما دام عليه الخوص.و إنما يسمى سعفا.و راجع لسان العرب ج 2 ص 237.و صحاح اللغة للجوهري.
3- البحار:ج 38 ص 175،و الخصال ج 2 ص 373 و 374.

أيضا،و منها الأخشاب لا مجرد ستائر و مسوح كما يدّعون.

ثانيهما:النصوص الدالة على أن الأبواب الخشبية و المصاريع كانت تجعل عليها ستور أيضا و ستأتي هذه النصوص.

و قد كانت أبواب حجر أزواج رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)تفتح إلى المسجد،الذي يتواجد الناس فيه في مختلف الأوقات،و يتواجد فيه اهل الصّفّة أيضا.و لا يمكن حبس النساء فيه في حجراتهن شتاء وصيفا-و البلاد حارة-من دون أن يصل إليهن بعض النسيم الضروري،فإذا فتح الباب،و بقي الساتر مرخى عليه،فإن ذلك سيسمح بتسرب بعض النسيم إلى داخل الحجرات المذكورة،مع بقاء من في داخل الحجرة مستورا عن أعين الناظرين.

الثاني:مما يدل على بطلان قولهم:إننا نسأل:من الذي قال:

إن ما ادركه محمد بن هلال و عطاء،من صفة الحجر هو نفسه الذي كان موجودا في زمن رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)؟!فقد مرّ دهر على تلك الحجرات،و تعرضت للبيع و الشراء،و لغير ذلك.فلعل الأبواب قد استبدلت،أو اقتلعت،أو ما إلى ذلك!!

الثالث:إن نفس محمد بن هلال قد ذكر في معرض حديثه عن الحجر الشريفة.ما يدل على وجود ابواب ذات مصاريع،واحد أو اكثر،فقد قال في تتمة كلامه الذي نقلناه عنه فيما سبق:«..و كان باب عائشة مواجه الشام،و كان بمصراع واحد،من عرعر أو ساج (1)».

و يحدثنا أبو فديك عن محمد بن هلال،فيقول:0.

ص: 232


1- وفاء الوفاء:ج 2 ص 542 و 460.

«...فسألته عن بيت عائشة،فقال:كان بابه من جهة الشام.

قلت:مصراعا كان أو مصراعين؟!

قال:كان باب واحد.

قلت:من أي شيء كان؟.

قال:من عرعر أو ساج.. (1)».

قال السمهودي:«و هذا مستند ابن عساكر في قوله:و باب البيت شامي.و لم يكن على الباب غلق مدة حياة عائشة (2)».

و قال ابن النجار:«..كان لبيت عائشة مصراع واحد من عرعر أو ساج (3)».

و العرعر هو شجر السرو.و الساج شجر يعظم جدا،و خشبه اسود،و زين،لا تكاد الأرض تبليه،و منبته بلاد الهند فقط (4).

و نضيف هنا:أن رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)هو الذي بنى الحجر لنسائه،في منازل كانت لحارثة بن النعمان (5).فهل يعقل أن يكون(صلى الله عليه و آله و سلم)قد خصص عائشة بباب من ساج او عرعر و ترك سائر نسائه؟!

مع الإلفات إلى أن السؤال و الجواب قد كانا عن خصوص3.

ص: 233


1- راجع:وفاء الوفاء:ج 2 ص 459 و 460 و 542.
2- وفاء الوفاء:ج 2 ص 542.
3- وفاء الوفاء:ج 2 ص 458 و 540.
4- راجع:أقرب الموارد:ج 1 ص 554 و ج 2 ص 262.
5- راجع:وفاء الوفاء:ج 2 ص 462 و 463.

بيتها،و عدم التعرض لسائر الأبواب،انما كان لعدم تعلق غرض السائل بمعرفة مواصفات أبوابها؛و أنها كانت بمصراع واحد أو بمصراعين،أو كانت من عرعر أو ساج أو غير ذلك..

خلاصة ما ذكرناه:

إذن،فلا يدل قول ابن هلال،و عطاء،و غيرهما على عدم وجود مصاريع لأبواب حجر ازواج النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)، فضلا عن أن يدل على عدم وجود ابواب لبيوت المدينة في زمنه (صلى الله عليه و آله و سلم).فإن كان ثمة دليل آخر يدل على ذلك، فليذكره الذاكرون و ليتمسك به المتمسكون،لننظر فيه،و نحكم له أو عليه،فالدليل هو الحكم و الفيصل.و لن نقنع بما دونه من دعاوى عريضة،أو استعراضات خاوية،من أي جهة صدرت.

التمهيد لما يأتي:

و نحن بدورنا نستعرض في الفصول التالية طائفة من النصوص التي هي غيض من فيض،تدل بالصراحة أو بالظهور على وجود مصاريع لأبواب تفتح و تغلق،و تقرع و تطرق،و لها رتاج و مفاتيح،و ما إلى ذلك.

و جميع ما ذكرناه إنما يتحدث عن خصوص أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول(صلى الله عليه و آله و سلم)،بالإضافة الى طائفة مما يدل على ذلك في عهد الخلفاء كما اننا لم نهمل ذكر طائفة تتحدث عن مثل ذلك بالنسبة للكعبة اعزها الله و لبيوت مكة في تلك

ص: 234

الفترة بالذات أي في عهد الرسول الأعظم(صلى الله عليه و آله و سلم).

فإلى ما يلي من فصول،حوت العشرات من النصوص التي ترتقي بالناظر فيها الى درجة القطع و اليقين لتجاوزها حد التواتر مما لا يبقى عذرا لمعتذر،و لا حيلة لمتطلّب حيلة..

ص: 235

ص: 236

الفصل الأول: أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول(ص)

اشارة

ص: 237

ص: 238

اهل المدينة لا يبيتون إلا بالسلاح:

كانت يثرب مسرحا للحروب الداخلية،تعيش حالة التشنج عصورا متمادية قبل الإسلام،بل لقد بعث النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)،في وقت كان اهل المدينة فيه لا يضعون السلاح لا بالليل و لا بالنهار (1).

و للعربي حالاته،و مفاهيمه،و حساسياته البالغة تجاه قضايا الثأر، و الغزو،و الحروب،و العداء و الولاء.و هو يواجه في ذات الوقت قسوة الطبيعة،و أشكالا من الأخطار الأخرى أيضا.

فكيف يمكن أن نتصوره يعيش حالة من الرخاء و الاسترخاء، في مواجهة كل الاحتمالات المخيفة التي تحيط به،فيترك بيته من دون باب،مكتفيا بالمبيت بالسلاح الذي لن يكون قادرا على حمايته حين يكون مستغرقا في نومه،لا يشعر بما يحيط به،و لا يلتفت الى ما يجري حوله خصوصا إذا كان العداء بين قبيلتين،أو فريقين يعيشان في بلد واحد،كالاوس و الخزرج،أوهما،أو احداهما أو احداهما مع اليهود من بني النضير،و قينقاع،و قريظة.

و سنذكر في هذا الفصل طائفة من النصوص الدالة على وجود ابواب تفتح و تغلق،ذات مصاريع،منفردة،او متعددة،مصنوعة من خشب السرو(عرعر)،أو من الساج.و يمكن أن تكسر،و يكون لها

ص: 239


1- البحار:ج 19 ص 8 و 9 و 10 و اعلام الورى:ص 55.

رتاج،و مفتاح،و ما الى ذلك...

و هي بمجموعها رغم انها غيض من فيض لا تدع مجالا للشك في أن دعوى عدم وجود ابواب لبيوت المدينة ما هي إلاّ مجازفة، لا مبرر لها،و لا منطق يساعدها.

و ما نتوخى عرضه هنا يطالعه القارئ في الصفحات التالية:

باب من عرعر أو ساج،او خشب:

قد تقدم عن ابن النجار،و عن محمد بن هلال:ان باب بيت عائشة كان بمصراع واحد،من عرعر،أو ساج.

باب من حصير:

عن معيقب قال:«اعتكف رسول الله(ص)في قبة من خوص بابها من حصير الخ... (1)».

و عن ابي حازم مولى الأنصار مثله،لكن فيه:«في قبة على بابها حصير (2)».

باب من جريد النخل:

1-عن ابي موسى الأشعري،أنه خرج في اثر رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)حتى دخل بئر أريس،فكان أبو موسى

ص: 240


1- وفاء الوفاء:ج 2 ص 460 و 458.
2- وفاء الوفاء:ج 2 ص 452 عن الطبراني في الكبير و الاوسط.

بوابا له،قال:«فجلست عند الباب،و بابها من جريد النخل (1)».

2-و في حديث الهجوم على بيت الزهراء:«فضرب عمر الباب برجله،فكسره-و كان من سعف-ثم دخلوا (2)».

و سيأتي في الفصل التالي حين الحديث عن إحراق الباب او التهديد به العديد من الموارد.

3-و في حديث الرجل الذي اطلع على النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)من شق الباب نجد النص في بعض المصادر على النحو التالي:«اطلع رجل على النبي من الجريد» (3).

الباب مصراع واحد،أو مصراعان:

قد تقدم:ان ابا فديك سأل محمد بن هلال عن باب بيت عائشة:«قلت:مصراعا،أو مصراعين؟!

قال:كان باب واحد» (4).

و في نص آخر:«كان بمصراع واحد (5)».

ص: 241


1- صحيح مسلم:ج 7 ص 118(ط سنة 1334 ه)و صحيح البخاري ج 2 ص 187،و وفاء الوفاء:ج 3 ص 942.
2- تفسير العياشي:ج 2 ص 68،و البحار ج 28 ص 227 عنه.
3- الكافي:ج 7 ص 292،و تهذيب الاحكام:ج 10 ص 208.
4- راجع:وفاء الوفاء:ج 2 ص 542 و 459 و 460.
5- وفاء الوفاء:ج 2 ص 460.

باب لا حلقة له:

و قد ورد:أن بابه(ص)كان يقرع بالاظافير.أي لا حلق له (1).

المصاريع و الستائر للأبواب:

اشارة

و قد دلت بعض النصوص على أنه قد كان للأبواب ستائر و مصاريع خشبية أيضا.و كانت تجعل معا على الابواب.

و هذا ما تقتضيه طبيعة البلاد الحارة التي تحتاج الى فتح الابواب،ثم الى الستائر ليمكن الحصول على بعض النسيم للعائلات التي كانت تعيش داخل تلك البيوت.

و نذكر من هذه النصوص ما يلي:

1-عن ابي ذر،عن رسول الله(ص)أنه قال:«إن مر رجل على باب لا ستر له غير مغلق،فنظر،فلا خطيئه عليه،إنما الخطيئة على أهل البيت» (2).

2-الحسين بن محمد،عن المعلى،عن احمد بن محمد،عن الحارث بن جعفر،عن علي بن اسماعيل بن يقطين،عن عيسى بن المستفاد ابي موسى الضرير،قال:

«حدثني موسى بن جعفر(ع)قال:قلت لأبي عبد الله(ع)...

ثم ذكر حديث كتابة وصية النبي(ع)قبيل وفاته...الى ان قال:

«فأمر النبي(ص)بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا،و فاطمة فيما

ص: 242


1- وفاء الوفاء:ج 2 ص 464.
2- مسند أحمد:ج 5 ص 153.

بين الستر و الباب،الخ.. (1)».

3-عن ابي البختري،عن جعفر،عن ابيه،عن علي(ع):أنه كره أن يبيت الرجل في بيت ليس له باب و لا ستر (2).

و يمكن الاستشهاد على ذلك أيضا بما يلي:

أولا:عن النبي(ص):«منكم الرجل اذا اتى اهله،فأغلق عليه بابه،و القى عليه ستره،و استتر بستر الله» (3).

ثانيا:سئل النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)عن رجل طلق امرأته ثلاثا،ثم تزوجها رجل،فأغلق الباب،و أرخى الستر،و نزع الخمار،ثم طلقها قبل أن يدخل بها،تحل لزوجها الأول؟قال:حتى تذوق عسيلتها.و بمعناه غيره (4).

فتح بابا،أو كشف سترا:

1-عن عائشة في قصة صلاة ابيها بالناس.قالت:«..فتح رسول الله(ص)بابا بينه و بين الناس،أو كشف سترا.. (5)».

2-و في حديث أم ايمن حول زفاف فاطمة(عليها السلام)، تقول:«ثم قال لها:اني لم آلك ان انكحتك أحب أهلي الي.ثم رأى

ص: 243


1- بحار الانوار:ج 22 ص 479 و 480 و الكافي:ج 1 ص 281 و 282.
2- قرب الاسناد:ص 146(ط مؤسسة آل البيت)وسائل الشيعة:ج 5 ص 325، و البحار:ج 73 ص 157،و الكافي:ج 6 ص 533.
3- سنن أبي داود(ط دار احياء التراث العربي)ج 1 ص 234 و 235.
4- مسند أحمد:ج 2 ص 62 و راجع:سنن النسائي:ج 6 ص 149.
5- سنن ابن ماجة:ج 1 ص 510،حديث 1599.و البداية و النهاية:ج 5 ص 276.

سوادا من وراء الستر،او من وراء الباب؛فقال:من هذا؟قالت:

اسماء.الخ.. (1)».

الاستدلال بحديث«ستار باب فاطمة»لا يصح:

و قد روي عن ابي جعفر انه قال:رجع رسول الله(ص)من سفر،فدخل على فاطمة(ع)،فرأى على بابها سترا،و في يديها سوارين..فخرج،فدعت فاطمة ابنتها،فنزعت الستر،و خلعت السوارين،الخ..

و في نص آخر:«فإذا هو بمسح على بابها (2)».

ص: 244


1- مجمع الزوائد:ج 9 ص 210،و مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)ج 2 ص 217 للقاضي محمد بن سليمان الكوفي.و المصنف للصنعاني ج 5 ص 485.
2- راجع:البحار:ج 43 ص 83 و 89 و 86 و 20 و ج 85 ص 94،و المناقب لابن شهرآشوب:ج 3 ص 343(ط المطبعة العلمية-قم)و ضياء العالمين:ج 2 قسم 2 -ص 43 و 44.و مكارم الاخلاق:ص 95(ط سنة 1392 ه)و الامالي للصدوق:ص 194(ط الاعلمي سنة 1400)،و كشف الغمة:ج 2 ص 77، و نهاية الارب ج 5 ص 264،و ذخائر العقبى:ص 51،و قال:خرجه أحمد، و ينابيع المودة ص 52 ج 2(ط الاعلمي)و إحقاق الحق(الملحقات):ج 10 ص 291-293،عن بعض من تقدم،عن مصادر أخرى.و ص 234 و ج 19 ص 106 و 107 عن مصادر كثيرة نظم درر السمطين:ص 177 و مسند أحمد:ج 5 ص 275،و مختصر سنن أبي داود:ج 6 ص 108،و فضائل فاطمة الزهراء لابن شاهين:ص 53 و 54.و المستدرك للحاكم:ج 1 ص 489 و ج 3 ص 156 و 155 و حلية الاولياء:ج 2 ص 300 و مجمع الزوائد:ج 8 ص 268 و الصواعق المحرقة:ص 109.و عوالم العلوم:ج 11 ص 130 و /177 178.و 263 و 266/265 و في هامش هذه الصفحة ذكر مصادر كثيرة فلتراجع.

و في نص ثالث:«و سترت باب البيت؛لقدوم أبيها و زوجها (1)».

و قد تخيل البعض:ان هذا الحديث يدل على عدم وجود مصاريع خشبية،او غيرها،بل كانت الابواب تستر بالمسوح و الستائر.

و نقول:

أولا:قد تقدم:أن وجود الستائر و المسوح على الأبواب كان الى جانب المصاريع الخشبية او غيرها.

و قد يقول البعض:لو صحت رواية اعتراضه(ص)على الستائر و لم تكن القضية بينه و بين احدى زوجاته كما سيأتي فانه لا يعقل ان يكون(ص)يريد لابنته فاطمة ان تكتفي بالمصاريع،و لا تضع دونها الستائر و المسوح..

و لو كانت الأبواب لا مصاريع لها،ثم يريد(صلى الله عليه و آله و سلم)أن لا تضع ستائر على الأبواب لكان(صلى الله عليه و آله و سلم) يريد لابنته أن تعيش و كأنها في العراء،حيث يراها القاصي و الداني و بابها مشرع الى المسجد الذي لا يخلو من الناس في اكثر ساعات الليل و النهار.و قد اعتبر(صلى الله عليه و آله و سلم)عدم الاهتمام بستر الابواب خطيئة يتحملها اصحاب البيت.

و يجاب عنه:بأن النبي(ص)إنما اعترض على نوع الساتر، الذي يكون قد يكون ملفتا للنظر،و لم يعترض على أهل الستر،لو كان الساتر من المسوح مثلا.ه.

ص: 245


1- راجع:وفاء الوفاء:ج 2 ص 467 و راجع ص 468،و ضياء العالمين:ج 2 قسم 3 ص 43 عن مسند أحمد،و عن ابن شاهين في مناقبه.

ثانيا:اننا نجد ان عليا(عليه السلام)يقول:ان قضية الستر المذكورة انما كانت بين النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)و بين بعض أزواجه فقد:

1-قال الإمام علي(عليه السلام)في صفة النبي(صلى الله عليه و آله و سلم):«و يكون الستر على باب بيته،فتكون فيه التصاوير، فيقول:يا فلانة-لإحدى أزواجه-غيبيه عني،اذا نظرت إليه ذكرت الدنيا و زخارفها (1)».

2-و في نص آخر يقول:اتاني جبرائيل..فقال:اني كنت اتيتك البارحة،فلم يمنعني أن اكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه على الباب تماثيل،و كان في البيت قرام ستر فيه تماثيل..الى ان قال:و مر بالستر فليقطع فيجعل منه وسادتين،الخ.. (2).

الاستدلال«بقصة زنا المغيرة»لا يصح:

و قد حاول البعض ان يستدل لعدم وجود ابواب ذات مصاريع للبيوت في ذلك الزمان بقصة زنا المغيرة،حيث زعم:ان الهواء رفع الستار فشوهد في حالة سيئة،كما هو معروف فشهد عليه الشهود بذلك.و كان ما كان.

و لكن هذا الاستدلال غير صحيح.

أولا:ان الطبري و غيره يذكرون:أن بيت ابي بكرة كان مقابل

ص: 246


1- نهج البلاغة،الخطبة رقم 155 ج 2 ص 155(ط الاستقامة).
2- كنز العمال:ج 15،ص 404،عن أحمد و أبي داود،و البيهقي،و النسائي.

بيت المغيرة بن شعبة بينهما طريق،و هما في مشربتين متقابلتين فاجتمع عند ابي بكرة نفر يتحدثون في مشربته،فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام ابو بكرة ليصفقه فبصر بالمغيرة،و قد فتحت الريح باب الكوة التي في مشربته و هو بين رجلي امرأة.

فقال ابو بكرة للنفر:قوموا فانظروا،فقاموا فنظروا،ثم قال:

اشهدوا،الخ.. (1).

ثانيا:ان قصة زنا المغيرة قد كانت بعد وفاة الرسول(ص)بعدة سنين،و قد حصلت في بلد استحدث بعد وفاته(ص)أيضا،ليكون مركز انطلاق للجيوش التي تحارب في بلاد فارس و غيرها.و لم يكن ثمة حروب داخلية تستدعي حذرا،و تحصنا،كما كان الحال بالنسبة للمدينة حين استقبالها الدعوة الاسلامية.

فلا يصح قياس احدهما على الآخر..

اغلاق الباب:

و قد تكرر التعبير ب:اغلق عنكم دونه باب.أو:اغلق عليه.او أغلق عليهما الباب بيده.اغلقت الباب.اغلقوا الأبواب.نغلق

ص: 247


1- البحار:ج 30 ص 640 و تاريخ الامم و الملوك:ج 4 ص 70(ط دار سويدان) حوادث سنة 17 ه.و دلائل الصدق:ج 3 قسم 1 ص 87،و شرح الاخبار: ج 3 ص 57.و راجع:فتوح البلدان ص 352 ج 3 و كنز العمال:ج 3 ص 18 و سنن البيهقي ج 8 ص 235،و الكامل في التاريخ:ج 2 ص 540 و 541، و وفيات الاعيان ج 2 ص 455،و البداية و النهاية:ج 7 ص 81،و عمدة القاري: ج 6 ص 340،و الاغاني:ج 16 ص 331،332(ط دار احياء التراث)، و شرح النهج للمعتزلي:ج 12 ص 234-237.

الأبواب.و ما شاكل،في الكثير من الموارد،و نحن نذكر منها ما يلي:

1-روي عن علي(عليه السلام)،انه قال في خطبة له«فما قطعكم عنه(أي الله)حجاب،و لا اغلق عنكم دونه باب» (1).

و هذا الحديث،و إن كان قد صدر عنه عليه السلام بعد وفاة النبي(ص)-ربما-بعدة سنين،و لكننا ذكرناه،لاننا نرى:أن الامور لم تكن قد اختلفت في تلك المدة الوجيزة.

و لا سيما و ان المستدل بقصة زنا المغيرة حسبما ذكرناه آنفا يدرك أن ما استدل به إنما وقع بعد وفاة النبي(ص)بعدة سنين أيضا.

2-جاء في حديث تزويج فاطمة عليا(عليهما السلام):انه (صلى الله عليه و آله و سلم)امرهما ان يقوما الى بيتهما،ثم دعا لهما.

«ثم قام فأغلق عليه بابه..».و في نص آخر:«ثم قام فأغلق عليهما الباب بيده (2)».

3-و عن الكاظم(عليه السلام)،عن ابيه(عليه السلام)قال:

جمع رسول الله(ص)امير المؤمنين علي بن ابي طالب و فاطمة، و الحسن و الحسين(عليهم السلام)،و أغلق عليه و عليهم الباب،و قال:9.

ص: 248


1- نهج البلاغة:الخطبة رقم 193،و راجع ج 2 ص 193(ط الاستقامة)، و البحار:ج 74 ص 314 و 315.
2- البحار:ج 43 ص 122 و 142 و ج 101 ص 89 عن مصباح الانوار و غيره. و راجع:كشف الغمة:ج 1 ص 352 و 372 و ج 2 ص 98 و آية التطهير:ج 1 ص 122 و احقاق الحق(الملحقات):ج 10 ص 409،عن رشفة الصادي و نظم درر السمطين ص 188،و عوالم العلوم:ج 11 ص 308،و مناقب الخوارزمي ص 243،و مجمع الزوائد ج 9 ص 208،و حلية الاولياء ج 2 ص 75،و غير ذلك و المص K ف للصنعاني ج 5 ص 489.

يا أهلي،و يا اهل..الى ان قال:و نزلت آية: وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصِيراً (1).

4-و عن رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)أنه قال:من ولي امرا من امر الناس،ثم أغلق بابه دون المسكين،و المظلوم،أو ذي الحاجة أغلق الله تبارك و تعالى دونه ابواب رحمته عند حاجته و فقره أفقر ما يكون إليها (2).و في نص آخر:«و لم يغلق بابه دونهم،فيأكل قويهم ضعيفهم» (3).

5-و في حديث للنبي(صلى الله عليه و آله و سلم)مع ابي ذر يقول(صلى الله عليه و آله و سلم)له:اقعد في بيتك،و اغلق عليك بابك الخ.. (4).

6-عن جابر،قال:امرنا رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)ان نغلق الأبواب و ان نوكئ الاسقية،و ان نطفئ المصابيح.

7-و في نص آخر،عن جابر،عنه(ص)قال:اغلقوا الأبواب بالليل،و أطفئوا السرج (5).

8-قال ابو حميد:انما أمر بالاسقية ان توكأ ليلا،و بالأبواب).

ص: 249


1- الآية:20 في سورة الفرقان.و الحديث في البحار:ج 24 ص 219 و 220 و ج 38 ص 81 و كنز الفوائد:ص 190.
2- مسند أحمد:ج 3 ص 441،و بمعناه في البحار ج 27 ص 246.
3- البحار:ج 97 ص 32 و ج 22 ص 495 و أصول الكافي:ج 1 ص 406 و قرب الاسناد ص 100(ط مؤسسة آل البيت(ع)لاحياء التراث).
4- مسند أحمد:ج 5 ص 149.
5- راجع:مسند أحمد:ج 3 ص 363،و ج 5 ص 82 و 425 و راجع البحار: ج 73 ص 177 و في هامشه.و راجع:مكارم الاخلاق:ص 128(ط الاعلمي سنة 1392 ه.).

ان تغلق ليلا (1).

فان اغلاق الأبواب بالليل انما هو من اجل حفظ اهل البيت من ان يلج عليهم انسان او حيوان فيلحق الضرر بهم أو يؤذيهم.

9-عن عائشة:كان النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)يصلي في البيت،و الباب عليه مغلق،فجئت،فمشى حتى فتح لي،ثم رجع. (2).

10-و عن الزهراء(عليها السلام)أنها قالت لسلمان:«كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس و باب الدار مغلق،و انا اتفكر في انقطاع الوحي عنا،و انصراف الملائكة عن منزلنا،فإذا انفتح الباب من غير ان يفتحه أحدا،الخ.. (3)».

11-و في تفسير قوله تعالى: مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (4)روى في الكافي عن ابي عبد الله الصادق(عليه السلام):أن قوما من اصحاب رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)لما نزلت هذه الآية أغلقوا الأبواب،و أقبلوا على العبادة،الخ.. (5).

12-و لما كانت الليلة التي قبض في صبيحتها النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)دعا عليا،و فاطمة،و الحسن،و الحسين(ع)،و اغلق1.

ص: 250


1- صحيح مسلم:ج 3 ص 1593.
2- مسند أحمد:ج 6 ص 31.
3- البحار:ج 43 ص 66 عن مهج الدعوات.
4- سورة الطلاق:الآية 2 و 3.
5- البحار:ج 22 ص 131 و 132 و ج 67 ص 281،و الكافي:ج 5 ص 84،و عن الفقيه:ج 3 ص 101.

عليهم الباب،و قال:يا فاطمة،و ادناها منه فناجاها من الليل طويلا، فلما طال ذلك خرج علي،و الحسن و الحسين،و أقاموا بالباب،و الناس خلف الباب (1).

13-و في حديث الهجوم على بيت الزهراء نجد عمر يقول:

«فلما انتهينا الى الباب،فرأتهم فاطمة(ع)اغلقت الباب في وجوههم (2).

14-عن جابر،و عن أبي هريرة،عن النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)قال:اغلق بابك،و اذكر اسم الله،فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا.أو اغلقوا الأبواب،و اذكروا اسم الله..الخ.. (3).

15-و حين ذهب المغيرة و ابو موسى الاشعري الى عمر«قال:

فقام الى الباب ليفتحه فإذا آذنه الذي اذن لنا عليه في الحجرة،فقال:

امض عنا لا أم لك.فخرج،و اغلق الباب خلفه ثم جلس..الخ.. (4)».

16-و حين توفي رسول الله جاء المغيرة و أخبر الناس بما يجري في السقيفة«فتركوا رسول الله(ص)كما هو و أغلقوا الباب7.

ص: 251


1- البحار:ج 22 ص 490،عن الطرف ص 38-44.
2- البحار:ج 38 ص 227 و تفسير العياشي ج 2 ص 66-67.
3- سنن أبي داود:ج 2 ص 339،و صحيح مسلم(ط سنة 1412 ه.)ج 3 ص 193،و مسند أحمد:ج 3 ص 386-395.و راجع ص 301 و 319، و البحار ج 60 ص 204،و سنن ابن ماجة ج 2 ص 1129.و الموطأ:ص 665- 1683،و كنز العمال:ج 16 ص 438،و راجع:ج 15 ص 352،و 336 و 335 و 439،عن البخاري،و مسلم،و النسائي،و ابي داود،و ابن خزيمة، و ابن حبان،و البيهقي،و ابن النجار.
4- البحار:ج 30،ص 452،و الشافي ج 4 ص 126 و 135،و شرح النهج للمعتزلي:ج 2 ص 29-35،و الايضاح لابن شاذان ص 147.

دونه،و اسرع ابو بكر و عمر،و ابو عبيدة الى سقيفة بني ساعدة الخ..» (1).

17-و في حديث عيادة النبي(ص)و من معه لها(ع)قال:

«فقام فمشى حتى انتهى الى الباب،و الباب عليها مصفق،قال:فنادى الخ..» (2).

و النصوص التي تضمنت تعابير من هذا النوع كثيرة لا مجال لاستقصائها،و ما ذكرناه يكفي للإقناع،و الله هو المسدد،و الهادي.

رددت باب الحجرة بيدي:

و قد جاء في بعض النصوص عبارة:«رددت باب الحجرة بيدي»و لو كانت الابواب تستر بمسوح الشعر،لكان عليه ان يقول:

رددت الستر.

فان الستر لا يقال له:باب.و النص الذي نشير إليه هو التالي:

عن سلمان الفارسي،أن فاطمة(عليها السلام)قالت له:

«كنت بالأمس جالسة في صحن الحجرة،شديدة الغم على النبي، و أندبه.و كنت رددت باب الحجرة بيدي،إذ انفتح الباب و دخل عليّ ثلاث جواري،لم ار كحسنهن...الخ (3).

ص: 252


1- البدء و التاريخ:ج 5 ص 65.
2- حلية الاولياء:ج 2 ص 42.
3- البحار:ج 91 ص 227،و ج 43 ص 68/66 و ج 92 ص 37،و مهج الدعوات ص 9/5 و الخرائج و الجرائح:ج 2 ص 533،و في هامشه عن مصادر كثيرة.و دلائل الامامة:ص 28،و عوالم العلوم:ج 11 ص 81.

ليس لبابه غلق:

و في حديث:ان عمر جاء مع يرفأ إلى ابي الدرداء الذي ليس عنده سمار،و لا مصباح،و ليس لبابه غلق..فذهبا إليه فاستأذنا فقال:

أدخل.

فدفع الباب،فإذا ليس له غلق.فدخلنا الى بيت مظلم..

الخ... (1).

و الغلق،بفتحتين،المغلاق،و هو ما يغلق به الباب.

و هذا الحديث و إن كان يتحدث عن عمر،إلا أنه يدل على شيوع ذلك في عهد رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)إذ لم يكن ثمة فارق كبير من حيث الزمن سوى سنوات يسيرة.

أجاف الباب:

أجاف الباب:ردّه (2).و قد ورد التعبير بهذه الكلمة في العديد من النصوص،فلاحظ ما يلي:

1-عن النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)في حديث:«...

و أجيفوا الأبواب،و اذكروا اسم الله عليها،فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف،و ذكر اسم الله عليه.. (3)».

ص: 253


1- كنز العمال:ج 13 ص 552.
2- راجع:أقرب الموارد:ج 1.
3- مسند أحمد:ج 3 ص 306،و راجع علل الشرائع:ج 2 ص 582،و البحار: ج 73 ص 174 و 177،و الامالي للشيخ المفيد:ص 190،منشورات جماعة المدرسين و فيه كسابقيه:أجيفوا أبوابكم.و راجع:وسائل الشيعة،كتاب الصلاة،أبواب أحكام المساكن،باب 16 ح 4.

2-و في حديث اسلام أم أبي هريرة،حين دعا النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)لها،يقول أبو هريرة:«..فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)،فلما اتيت الباب إذا هو مجاف.و سمعت خضخضة الماء.و سمعت خشف رجل،يعني وقعها.فقالت:يا أبا هريرة،كما أنت،ثم فتحت الباب،و قد لبست درعها،و عجلت عن خمارها،فقالت:اني أشهد أن لا إله إلا الله،و أن محمدا عبده و رسوله...الخ (1)».

3-و في حديث لعائشة عن رسول الله(ص):أنه في احدى الليالي ظن أنها رقدت،فانتعل رويدا،و اخذ رداءه رويدا،ثم فتح الباب رويدا،ثم خرج و أجافه رويدا..الخ (2)».

4-و طلب البعض من النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)ان يعينه بشيء.فقال(صلى الله عليه و آله و سلم):ما عندنا شيء،و لكن اذا كان غدا فتعال،و جئني بقارورة واسعة الرأس،و عود شجرة،و آية بيني و بينك اني اجيف الباب (3).

5-و في حديث زفاف فاطمة(عليها السلام):ان النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)اقبل بركوة فيها ماء،فتفل فيها بما شاء الله، و قال:اشرب يا علي،و توضأ.و اشربي و توضئي،ثم أجاف عليها2.

ص: 254


1- مسند أحمد:ج 2 ص 320.
2- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 1 ص 88 و 89،و في هامشه عن:عمدة الاخبار: ص 123 و 124،و راجع:وفاء الوفاء:ج 3 ص 883 عن مسلم،و النسائي.
3- المدرسين و فيه كسابقيه:أجيفوا أبوابكم.و راجع:وسائل الشيعة،كتاب الصلاة،أبواب أحكام المساكن،باب 16 ح 4.

الباب (1).

6-سيأتي في الفصل التالي تحت عنوان:احراق الباب او التهديد به تحت رقم 6:

عن أبي المقدام،عن أبيه عن جده،قال:«...فقام ابو بكر، و عمر،و عثمان،و خالد بن الوليد،و المغيرة بن شعبة،و ابو عبيدة بن الجراح،و سالم مولى أبي حذيفة،و قمت معهم.و ظنت فاطمة(عليها السلام)انها لا ندخل بيتها الا بإذنها،فأجافت الباب،و أغلقته.

فلما انتهوا الى الباب،ضرب عمر الباب برجله فكسره-و كان من سعف- (2).

لا مجال للخروج و الباب مغلق:

و ثمة ما يدل على أن إغلاق الباب يمنع من الخروج و الدخول، و ذلك:

1-مثل ما رواه ابن عباس.من أن أبا بكر و عمر كانا في سمر في بعض الليالي؛فدخل عليهما رجل،و احتج عليهما في موضوع غصبهما حق الزهراء(ع):«ثم غاب الشخص من اعيننا؛فقال لخدمه:ردوه.

قالوا:ما رأينا أحدا دخل و لا خرج،و ان الباب لمغلق من اول

ص: 255


1- فرائد السمطين:ج 1 ص 92،و عوالم العلوم:ج 11 ص 290.و في هامشه عن مصادر كثيرة أخرى.
2- الاختصاص)ص 185 و 186.و ذكره في البحار ج 28 ص 227،و تفسير العياشي:ج 2 ص 67،لكن فيه بدل:أجافت الباب:أغلقت الباب.

الليل (1)».

2-و سيأتي أنه لما لم يفتح جريج القبطي الباب لعلي(عليه السلام)اضطر ان يثب عن الحائط ليصل إليه (2).

ضرب أو طرق،أو دقّ،أو قرع الباب:

و قد ورد التعبير ب(دق)او(طرق)أو(ضرب)أو(قرع الباب) في موارد كثيرة،و ظاهره ان الدقّ و القرع للباب نفسه،و هو يقتضي ان يكون مما يدق،و المسوح لا تقرع و لا تدق.و نذكر من هذه النصوص على سبيل المثال:

1-حديث مجيء الخياط بثياب للحسن و الحسين(ع)في يوم العيد،ففتحت له الزهراء(عليها السلام)،حيث يقول النص:«فلما اخذ الظلام قرع الباب قارع» (3).

2-قال سلمان:«فمضيت إليها(أي الى فاطمة)فطرقت الباب،و استأذنت،فأذنت لي..الخ (4).

3-و بعد ما تصدق علي(عليه السلام)بالدينار،و رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)رابط على بطنه الحجر من الجوع،جاء

ص: 256


1- الرسائل الاعتقادية للعلامة الخواجوئي ص 457.
2- سيأتي ذلك في العنوان التالي:الحديث رقم8/.
3- البحار:ج 43،ص 289،عن الأمالي للمفيد و مناقب آل أبي طالب:ج 3 ص 390،(ط دار الاضواء).
4- البحار:ج 91،ص 227،و ج 92،ص 37،و ج 43 ص 66-68،و عن مهج الدعوات:ص 7-9.و دلائل الامامة:ص 28.

هو و علي«حتى قرع على فاطمة الباب،فلما نظرت...الخ (1).

4-و لما بنى امير المؤمنين بفاطمة(عليها السلام)«اختلف رسول الله(ص)الى بابها اربعين صباحا كل غداة،يدق الباب،ثم يقول:

السلام عليكم يا اهل بيت النبوة،و معدن الرسالة،و مختلف الملائكة.

الصلاة رحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً .

ثم قال:يدق دقا أشد من ذلك،و يقول:انا سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم (2).

5-و في حديث تكليم الضب لرسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)،ان سلمان جاء الى بيت فاطمة(عليها السلام)بحثا عن الزادله:«فقرع الباب فأجابته من وراء الباب...الى ان قال عن النبي(ص):«فقام حتى أتى حجرة فاطمة،فقرع الباب-و كان اذا قرع الباب لا يفتح له الا فاطمة-فلما فتحت له نظر الخ..» (3).

6-و في حديث اليهود الذين جاءوا الى المدينة،فوجدوا النبي (صلى الله عليه و آله و سلم)قد مات،فالتقوا بأبي بكر،فلم يجدوا عنده ما يريدون،فأتوا منزل الزهراء(ع)«و طرقوا الباب..الخ (4)».

7-و في حديث نافع مولى عائشة،قال:بينا رسول الله(ص) عند عائشة اذ جاء جاء،فدق الباب فخرجت إليه،فإذا جارية مع إناء1.

ص: 257


1- البحار:ج 35،ص 251.
2- تفسير فرات:ج 1 ص 339(ط مؤسسة النعمان سنة 1412 ه)و البحار: ج 35 ص 215 و 216.
3- البحار ج 43 ص 72،و مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 74.
4- البحار:ج 41 ص 270،و الفضائل لابن شاذان:ص 130،و 131.

مغطى،فرجعت الى عائشة فأخبرتها،فقالت:ادخلها..الى ان تقول الرواية:ثم جاء جاء فدق الباب،فخرجت إليه،فإذا علي بن ابي طالب،فرجعت فأخبرته(ص)فقال:ادخليه،ففتحت له الباب،فدخل الخ.. (1).

8-و في حديث:ان معاذ بن جبل دخل المدينة ليلا،و أتى باب عائشة،فدق عليها الباب.

فقالت:من هذا الذي يطرق بنا ليلا؟

قال:انا معاذ بن جبل.

ففتحت الباب (2).و ذلك حين وفاة رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم).

9-و يروي انس«حديث الطير»،و يذكر فيه عبارة:«فضرب الباب»عدة مرات..فراجع (3).

10-و في حديث الطير يقول علي(عليه السلام):«ثم اني صرت الى باب عائشة،فطرقت الباب،فقالت لي عائشة:من هذا؟ فقلت لها:انا علي.فقالت:ان النبي(صلى الله عليه و آله و سلم) راقد.

فانصرفت،ثم قلت:النبي(ص)راقد و عائشة في الدار.8.

ص: 258


1- كشف اليقين:ص 292،و كشف الغمة للاربلي:ج 1 ص 343،عن مناقب ابن مردويه و البحار:ج 32 ص 282 و ج 38 ص 351،و اليقين لابن طاوس: ص 61 و 41 و 14.
2- الثقات ج 2 ص 163.
3- الاتحاف بحب الاشراف:ص 8.

فرجعت،و طرقت الباب،فقالت لي عائشة:من هذا؟فقلت:انا علي.

فقالت:إن النبي على حاجة.

فانثنيت مستحييا من دقي الباب.و وجدت في صدري ما لا استطيع عليه صبرا.فرجعت مسرعا،فدافقت الباب دقا عنيفا.فقالت لي عائشة:من هذا؟فقلت انا علي.

فسمعت رسول الله(ص)يقول لها:يا عائشة افتحي(له) الباب،ففتحت،فدخلت الخ..»

و في بعض نصوص الحديث:«فقرع الباب قرعا خفيفا».

و في بعضها:«فضرب الباب ضربا شديدا».

و في بعض نصوصه عن النبي(صلى الله عليه و آله و سلم):

«فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب».و في بعضها عن علي:

«فجئت فطرقت الباب...فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله (1)».

11-و في«حديث الإفك»على مارية:«فضرب على باب البستان،فأقبل إليه جريج ليفتح له الباب الخ.. (2)».

12-و عن سويد بن غفلة،قال:اصابت عليا شدّة،فأتت2.

ص: 259


1- راجع:الاحتجاج:ج 1 ص 470 و 471 و كشف اليقين:ص 305،و راجع: البحار:ج 38،ص 349 و 350 و 305 و 356 و 357 و الطرائف ص 72 و عن ابن المغازلي.
2- تفسير القمي:ج 2 ص 99 و 100 و البحار:ج 22 ص 155،عنه و تفسير البرهان:ج 3 ص 126 و 127،و ج 4 ص 205،و تفسير نور الثقلين:ج 3 ص 581 و 582.

فاطمة(عليها السلام)ليلا رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)، فدقت الباب.فقال(صلى الله عليه و آله و سلم):اسمع حسّ حبيبي بالباب.زاد الرزندي الحنفي:«فقال النبي(ص):ان هذا لدق فاطمة...

الى ان قال:فقومي فافتحي لها الباب الخ..» (1).

13-و في حديث:ان رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم) قال لأنس:«اول من يدخل عليّ اليوم امير المؤمنين،و سيد المسلمين....فجاء علي(ع)حتى ضرب الباب.فقال:من هذا يا أنس؟قلت:علي.قال:افتح له،فدخل.. (2)».

14-و في حديث تزويج فاطمة بعلي،يقول(صلى الله عليه و آله و سلم):«..يا ابا الحسن.فو الله،ما عرج الملك من عندي حتى دققت الباب (3)».

15-و في حديث تزويج فاطمة أيضا:«..اقبل النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)حتى دق الباب،فقالت أم ايمن:من هذا؟فقال:

انا رسول الله.ففتحت له الباب،و هي تقول الخ.. (4)».6.

ص: 260


1- بحار الانوار:ج 90 ص 272،و ج 43 ص 152،عن الدعوات للراوندي ص 47،و نظم درر السمطين ص 190.
2- كشف اليقين ص 305،و كشف الغمة:ج 1 ص 342 و البحار:ج 37 ص 296 و 297،و اليقين لابن طاوس:ص 161،و مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)للقاضي محمد بن سليمان الكوفي،ج 1 ص 361 و 360 و 313 و 394،و نقله في هامش الكتاب عن حلية الاولياء:ج 1 ص 63 و مصادر أخرى فراجع.
3- قد ذكر الحديث مع مصادره تحت عنوان:ضرب أو طرق،أو دق،أو قرع الباب.
4- كشف الغمة:ج 1 ص 371 و راجع مجمع الزوائد:ج 9 ص 210،و شرح الاخبار:ج 3 ص 57/56.

16-و في حديث يذكر عجز الخليفة الأول عن اجابة الجاثليق يقول سلمان:«..نهضت لا اعقل اين اضع قدمي الى باب امير المؤمنين،فدققت عليه الباب،فخرج الخ.. (1)».

17-و في حديث البيعة لأبي بكر:«ثم قام عمر،فمشى معه جماعة حتى اتوا باب فاطمة فدقوا الباب»الى ان يقول:«و بقي عمر و معه قوم،فأخرجوا عليا،و مضوا به الى ابي بكر».و كان ذلك بعد قصة الإحراق (2).

18-و في حديث آخر يقول:«فوثب النبي(ص)حتى ورد الى حجرة فاطمة،فقرع الباب.و كان اذا قرع النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة،فلما أن فتحت له الباب نظر النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)الى صفار وجهها الخ.. (3)».

19-و في حديث:ان النبي أخر في بعض الليالي العشاء الآخرة،فجاء عمر،فدق الباب،فقال:يا رسول الله،نام النساء و الصبيان الخ.. (4).

20-و في حديث مجيء النبي(صلى الله عليه و آله و سلم) الى بيت ابي الهيثم بن التيهان قال:«فقر عنا الباب فقالت المرأة:من8.

ص: 261


1- ارشاد القلوب للديلمي:ص 302.
2- راجع الامامة و السياسة:ج 1 ص 20.لكن هذه الصفحة في بعض الطبعات وضعت في الجزء الثاني عمدا أو سهوا.
3- البحار:ج 43 ص 73،و عوالم العلوم:ج 11 ص 169.
4- البحار:ج 30 ص 265،و تهذيب الاحكام:ج 2 ص 28.

هذا؟فقال عمر:هذا رسول الله(ص)الخ.. (1).

21-و في قصة اخرى اتى زيد بن حارثة الى بيت النبي (صلى الله عليه و آله و سلم)«فقرع الباب»الخ.. (2).

اجابته من وراء الباب:

1-و قد روي في معجزات رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)،حديث الأعرابي الذي،اصطاد ضبا،فكلم الضب النبي (صلى الله عليه و آله و سلم)؛فكان ذلك سبب اسلام الأعرابي؛فأراد سلمان ان يهيء له زادا،فلم يجد في بيوت ازواج النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)شيئا.

«قال سلمان:إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد (ص)،فقرع الباب،فأجابته من وراء الباب:من بالباب؟!فقال لها:

انا سلمان الفارسي (3)».

فهذا الحديث يظهر:أن ثمة بابا تجيب فاطمة سلمان من ورائه.

2-و في حديث المفضل قال:«و خطابها لهم من وراء الباب (4)».

3-سيأتي في الفصل الذي يتحدث عن بيوت مكة حديث خديجة مع النبي(صلى الله عليه و آله و سلم).

ص: 262


1- كنز العمال:ج 7 ص 194.
2- كنز العمال:ج 10 ص 570،عن ابن عساكر.
3- البحار:ج 43 ص 72.
4- سيأتي الحديث في الفصل التالي إن شاء الله تعالى.

خلف الباب:

1-و جاء في رواية سليم بن قيس قوله«حتى انتهى الى باب علي،و فاطمة قاعدة خلف الباب (1)».و سيأتي ذلك في الفصل التالي.

2-و قد تقدم حديث مناجاة النبي(صلى الله عليه و آله و سلم) لفاطمة في الليلة التي قبض(صلى الله عليه و آله و سلم)في صبيحتها:

و قد جاء فيه:«فلما طال ذلك خرج علي،و الحسن،و الحسين، و اقاموا بالباب،و الناس خلف الباب» (2).

إلا أن يقال:المراد:ان الناس كانوا في الجهة الأخرى من فتحة الباب،لا انهم كانوا خلف مصراع الباب المغلق..

حرك الباب:

1-و في حديث ابي موسى حين جعل نفسه بوابا لرسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)،حين تبعه الى بئر اريس،يقول ابو موسى:

«...فإذا انسان يحرك الباب.فقلت:من هذا؟ فقال:عمر بن الخطاب.

ص: 263


1- راجع:البحار:ج 43 ص 197 و 198،و ج 28 ص 299 و كتاب سليم بن قيس ص 250(ط الاعلمي).
2- البحار:ج 22 ص 490 عن الطرف:ص 38-41.

فقال:ائذن له و بشره بالجنة..الى ان قال:

«فجاء انسان يحرك الباب،فقلت من هذا؟.

فقال عثمان بن عفان الخ..» (1).

2-و يقول ابو ايوب الأنصاري لبعض زواره:«اقسم بالله لكما:لقد كان رسول الله في هذا البيت الذي انتما فيه،و ما في البيت غير رسول الله(ص)،و علي(ع)جالس عن يمينه،و انا قائم بين يديه،و أنس،إذ حرك الباب.فقال رسول الله:يا انس انظر من بالباب؟

فخرج انس و رجع فقال:هذا عمار بن ياسر.فقال ابو ايوب:

سمعت رسول الله يقول:يا انس افتح لعمار الطيب المطيب.ففتح انس الباب..الخ.. (2).

وضع يده على الباب فدفعه:

1-عن جابر الأنصاري قال:خرج رسول الله(ص)يريد فاطمة و انا معه،فلما انتهينا الى الباب وضع يده عليه فدفعه،ثم قال:

السلام عليكم،فقالت فاطمة:عليك السلام يا رسول الله.

قال:أدخل.

ص: 264


1- صحيح البخاري:ج 2 ص 187،و وفاء الوفاء:ج 3 ص 942 و 943 عن صحيح مسلم ج 7 ص 119 و 118(ط سنة 1334).
2- الطرائف لابن طاوس:ص 102 و في هامشه عن البحار:ج 38 ص 37 و عن المناقب للخوارزمي ص 124.

قالت:أدخل يا رسول الله الخ.. (1).

2-و يذكرون في قصة زينب بنت جحش:ان النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)ذهب الى بيت زيد بن حارثة«فاذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا بفهر لها.فدفع رسول الله الباب،فنظر إليها (2)».

3-عن ابي موسى الاشعري في حديث له يذكر فيه انه جعل نفسه بوابا لرسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)في بئر اريس، يقول:«...فجاء أبو بكر،فدفع الباب.فقلت:من هذا؟!فقال:أبو بكر،فقلت:على رسلك.. (3)».

لو كانت الروايات مكذوبة:

و نشير هنا الى أنه حتى لو كان ثمة روايات مكذوبة أو محرفة، فإن ذلك لا يمنع من الاعتماد عليها في استكشاف وجود الأبواب لبيوت المدينة،لأن الراوي الذي عاش في زمن الرسول(صلى الله عليه و آله و سلم)انما يقرر الأمور وفق مشاهداته،و ما اعتاده و ألفه،حيث لا داعي الى افتعال صور وهمية لأبواب لا وجود لها،لأن ذلك سوف ينعكس سلبا على قناعات من يريد الراوي أن يؤثر على قناعاتهم.

على ان الذي يكذب انما يكذب في مضمون خاص له غرض

ص: 265


1- الكافي:ج 5 ص 528،و البحار:ج 43 ص 62،و الوسائل:ج 20 ص 216.
2- البحار:ج 22 ص 15.
3- صحيح البخاري:ج 2 ص 187،و وفاء الوفاء:ج 3 ص 942،عن صحيح مسلم:ج 7 ص 118(ط سنة 1334)و في دلائل النبوة ج 6 ص 388 فلم أنشب أن دق الباب،الخ..

فيه؛فلا يعقل أن يدس فيه ما يعلم معه عدم صحة الخبر،خصوصا في الأمور العادية التي لا يستريب فيها أحد.

فتح الباب:

و اذا جاء التعبير ب«فتح الباب»و نحوه و احتاج الباب الى من يفتحه في وجه الطارق فإن ذلك إنما يكون من المواد الصلبة التي لا يقدر الطارق على ازاحتها من طريقه،إذ لو كان الباب مستورا بالمسوح،فيكفي ان يقال للطارق:أدخل،فيزيح الستار و يدخل.

و نحن نجد في النصوص ما يؤكد على الحاجة الى فتح الباب للطارقين.

كما ان استعمال كلمة«فتح»يشير الى ان الباب ليس من قبيل الستائر و المسوح،و إلا لكان التعبير ب«أزاح الستار عن الباب»هو الأصوب و الأنسب،فلنلاحظ اذن النصوص التالية:

1-تقدم عن سويد بن غفلة أنه،قال:اصابت عليا شدة، فأتت فاطمة(ع)ليلا رسول الله(ص)؛فدقت الباب.فقال:اسمع حس حبيبتي بالباب،يا أم ايمن قومي و انظري،ففتحت لها الباب الخ.. (1)».

2-و في حديث آخر أن رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم) قال لأنس:افتح له.فدخل (2).

ص: 266


1- تقدم الحديث و مصادره تحت عنوان:ضرب او دق او طرق او قرع الباب رقم 9.
2- قد تقدم الحديث تحت عنوان:ضرب أو دق،أو طرق أو قرع الباب رقم 10.

3-و سيأتي حديث أمّ سلمة حول فتح و بقاء الباب مغلقا.

4-و ثمة حديث يقول:إنه(صلى الله عليه و آله و سلم)،كان عند عائشة«إذ طرق الباب،فقال:قومي،فافتحي الباب لأبيك، فقمت و فتحت له....ثم طرق الباب،فقال:قومي و افتحي الباب لعمر،فقمت و فتحت له.

و طرق الباب فقال:قومي و افتحي الباب لعثمان،فقمت و فتحت.

ثم طرق الباب فوثب النبي(ص)،و فتح الباب،فاذا علي بن ابي طالب...

الى ان قالت الرواية:فقال النبي:يا عائشة،لما جاء أبوك كان جبرائيل بالباب.و هممت أن أقوم فمنعني.و لما جاء علي(ع)و ثبت الملائكة تختصم في فتح الباب له،فقمت فأصلحت بينهم،و فتحت الباب له... (1)».

5-و في حديث زواج فاطمة عليها السلام ان النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)«اتاهما في صبيحتها،و قال:السلام عليكم، أدخل،رحمكم الله؟ ففتحت اسماء الباب،و كانا نائمين تحت كساء الخ.. (2)».

6-تقدم حديث مجيء الخياط بثياب للحسن و الحسين (عليهما السلام)في يوم العيد،فقرع الباب،ففتحت الزهراء الباب6.

ص: 267


1- البحار:ج 37،ص 313 عن مشارق أنوار اليقين.
2- البحار:ج 43 ص 117 و مناقب آل أبي طالب:ج 3 ص 356.

له (1).

7-عن ابي موسى،و قريب منه عن انس،و عن زيد بن ثابت:

انه كان مع النبي(ص)عود يضرب به بين الماء و الطين،فجاء رجل يستفتح.فقال:افتح له،و بشره بالجنة،فإذا هو ابو بكر(رض)قال:

ففتحت له،و بشرته بالجنة.ثم جاء رجل يستفتح،فقال:افتح له و بشره بالجنة فاذا هو عمر ففتحت له و بشرته بالجنة ثم جاء رجل يستفتح فقال:افتح له و بشره بالجنة،على بلوى تصيبه،او بلوى تكون.قال:فإذا هو عثمان،ففتحت له و بشرته بالجنة،و اخبرته فقال:

الله المستعان (2).

و نحن و ان كان لنا رأي في هذا الحديث و نظائره،و نعتقد أنه موضوع و مصنوع و لكن نفس التعابير الواردة فيه تشير الى ان واضعه انما يتحدث على اساس اجواء كان يعيشها و يشير الى واقع كان قائما في مدينة الرسول(صلى الله عليه و آله و سلم).كما اشرنا إليه آنفا.

8-و في حديث ابي الطفيل:أنه(ص)انطلق الى مكان كذا و كذا،و معه ابن مسعود و اناس من اصحابه،حتى اتى دارا قوراء؛ فقال:افتحوا هذا الباب،ففتح،و دخل النبي،و دخلت معه،فإذا قطيفة في وسط البيت الخ...ثم ذكرت الرواية الغلام الأعور الذي كان تحت القطيفة،و لم يشهد لرسول الله(ص)بالرسالة (3).

9-عن عائشة،قالت:فتح رسول الله(ص)بابا بينه و بين4.

ص: 268


1- راجع:عنوان:ضرب،أو طرق أو دق أو قرع الباب،حديث رقم 1.
2- مسند أحمد:ج 4 ص 406 و كنز العمال:ج 13 ص 94 و 95 و 93 و 66 و 65 و ج 2 ص 537 عن ابن عساكر.
3- مسند أحمد:ج 5 ص 454.

الناس،أو كشف سترا (1).

10-عن ابي عبد الله الجسري،في حديث مرض النبي(صلى الله عليه و آله و سلم):فأغمي عليه..ثم افاق،فقال:افتحوا له الباب.

ففتحنا الباب،فإذا عثمان.. (2).

11-في حديث عائشة:ان رسول الله(ص)فتح الباب رويدا،ثم خرج و اجافه رويدا.(راجع عنوان:اجاف الباب حديث رقم 3).

12-و في حديث سلمان عن فاطمة،تقول فاطمة(عليها السلام):«و كنت رددت باب الحجرة بيدي،إذ انفتح الباب،و دخل علي ثلاث،جواري.»(راجع عنوان:رددت باب الحجرة بيدي) (3).

13-و حين جاء اليهود الى النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)، فوجدوه قد توفي،و جلس مكانه ابو بكر،فوجدوا ان أبا بكر ليس هو المطلوب«خرجوا من بين يدي أبي بكر،و تبعوا الرجل،حتى أتوا منزل الزهراء(عليها السلام)،و طرقوا الباب،و إذا بالباب قد فتح،فإذا بعلي قد خرج،و هو شديد الحزن على رسول الله الخ.. (4)».

14-و يذكرون في صفة النبي(ص):أنه(ص)«كان يخصف/.

ص: 269


1- تقدم تحت عنوان:فتح بابا أو كشف سترا.
2- مسند أحمد:ج 6 ص 263.
3- و راجع أيضا:عوالم العلوم:ج 1 ص 162 و مهج الدعوات:ص 5 و مصادر أخرى ذكرها في هامش العوالم.و ثمة مصادر اخرى ذكرناها في عنوان: رددت باب الحجرة بيدي.
4- تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت عنوان:ضرب أو دق أو طرق،أو قرع الباب،حديث رقم5/.

النعل،و يرقع الثوب،و يفتح الباب..» (1).

15-و في حديث نافع مولى عائشة يروي فيه:«أنه(ص)اتي بطعام،فقال(ص):ليت امير المؤمنين و سيد المسلمين(كان حاضرا كي)يأكل معي.قالت عائشة؛و من امير المؤمنين؟فسكت.

ثم اعادت فسألت:فسكت.

ثم جاء جاء فدق الباب،فخرجت إليه،فإذا علي بن ابي طالب،فرجعت فأخبرته.فقال ادخله.ففتحت له الباب،فدخل.

فقال:مرحبا و أهلا،لقد تمنيتك الخ..» (2).

16-و في حديث الطير:«فدقت الباب دقا عنيفا و قالت لي عائشة:من هذا؟فقلت انا علي.فسمعت رسول الله يقول لها:يا عائشة،افتحي(له)الباب ففتحت،فدخلت» (3).

فلو كان الباب مجرد ستر،فقد كان بامكان النبي ان يقول لعلي:أدخل.

17-و في حديث آخر يقول:ان ابا ايوب نادى:يا اماه «افتحي الباب،فقد قدم سيد البشر.فخرجت و فتحت الباب،و كانت عمياء» (4).3.

ص: 270


1- البحار:ج 16 ص 227 عن مناقب آل أبي طالب،ج 1 ص 146.
2- تقدمت المصادر لذلك تحت عنوان:ضرب أو دق أو قرع الباب،حديث رقم7/.
3- تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت عنوان:ضرب أو دق أو طرق أو قرع الباب.
4- مناقب آل أبي طالب:ج 1 ص 133.

18-عن سفينة مولى رسول الله:أن امرأة من الانصار أهدت له(ص)طيرين..الى ان تقول الرواية:...فقال(ص):افتح له.

ففتحت (1).

19-و في قصة الإفك على مارية،أمر النبي(ص)عليا(عليه السلام)بقتل جريج،يقول النص:«فضرب علي باب البستان،فأقبل إليه جريج ليفتح له الباب،فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر، فرجع،و لم يفتح الباب،فوثب علي على الحائط و نزل إلى البستان الخ..» (2).

و من الواضح:أنه لو كان ثمة ستر على الباب لم يحتج عليه السلام إلى أن يثب على الحائط.

20-و عن عائشة،كان النبي(صلى الله عليه و آله و سلم) يصلي و الباب عليه مغلق،فجئت،فمشى حتى فتح لي،ثم رجع (راجع عنوان:غلق الباب).

21-تقدم عن جابر،عنه(ص):اغلق بابك،و اذكر اسم الله، فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا(راجع عنوان:غلق الباب).

22-و تقدم في حديث زواج فاطمة:«فقالت:أم ايمن:من هذا؟فقال:أنا رسول الله.ففتحت له الباب».

23-و تقدم حديث مجيء النبي(ص)،و ابي بكر،و عمر الى بيت ابي الهيثم بن التيهان،و فيه:«ففتحت الباب فدخلنا الخ...» فراجع./.

ص: 271


1- البحار:ج 38،ص 355 عن الطرائف.
2- راجع عنوان:ضرب،أو طرق،أو دقّ،أو قرع الباب،الحديث رقم8/.

24-و قد رووا عن علي(ع):أنه لما مات أبو بكر،قال علي:

«قلت:يا رسول الله،هذا ابو بكر يستأذن،فرأيت الباب قد فتح، و سمعت قائلا يقول:أدخلوا الحبيب إلى حبيبه الخ..».

رواه ابن عساكر،و قال:«منكر،و ابو طاهر كذاب،و عبد الجليل مجهول الخ.. (1)».

و قد قلنا:إن الخبر و ان كان غير صحيح،و لكنه يشير إلى أن ما يتحدث عنه قد كان مما يستعمله الناس آنئذ.

25-و تقدم حديث خديجة مع النبي(ص)تحت عنوان:

(أجاف الباب)و فيه عدة موارد يمكن الاستشهاد بها هنا،فلتراجع هناك.

و فيها أيضا قول علي(ع):«كان النبي إذا أراد أن يفطر أمرني أن أفتح لمن يرد إلى الافطار» (2).

26-في رواية عن أنس جاء فيها:«..فاشتملت فاطمة.عليها السلام بعباءة قطوانية،و أقبلت حتى وقفت عليها السلام على باب رسول الله(ص)،ثم سلمت و قالت:

يا رسول الله،أنا فاطمة.و رسول الله(ص)ساجد يبكي،فرفع رأسه و قال:ما بال قرة عيني فاطمة حجبت عني،افتحوا لها الباب، ففتح لها الباب،فدخلت.الخ.. (3).ه.

ص: 272


1- كنز العمال:ج 12 ص 538 و 539.
2- عوالم العلوم:ج 11 ص 41.
3- عوالم العلوم:ج 11 ص 265 عن تنبيه الغافلين ص 22 و إحقاق الحق(قسم الملحقات):ج 10 ص 182 عنه.

27-و كان علي(عليه السلام)في بيت أمّ سلمة،فأتى علي، فدق الباب دقا خفيفا،فعرف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم دقه،و انكرته أمّ سلمة،فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:

قومي فافتحي له الباب الخ.. (1).

الباب المقفل:

اشارة

قال البياضي رحمه الله:«ثم احتجوا بسكوت علي و غيره على عمر.و بدفن أبي بكر في الحجرة،و قد كانت مقفولة،ففتحت من غير فتح.و سمع فيها صوت أدخلوا الحبيب على الحبيب» (2).

فتح القفل و بقاء الباب مغلقا:

و قد صرحت بعض النصوص بفتح الباب بمعنى فتح قفله،مع بقائه مغلقا،حتى يفتحه فاتح آخر.

فقد روي عن علي(عليه السلام)،أنه قال و هو يتحدث عن رسول الله(ص):

«كأني معه الآن،و هو يقول في بيت أمّ سلمة ذلك؛فقال لها رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم):قومي فافتحي«الباب»فقالت:

يا رسول الله،من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب،و قد نزل فينا قرآن بالأمس يقول الله عز و جل: وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً

ص: 273


1- مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)للقاضي محمد بن سليمان الكوفي ج 1 ص 338.
2- الصراط المستقيم:ج 3 ص 113.

فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ (1) .فمن هذا الذي بلغ من خطره أن أستقبله بمحاسني و معاصمي؟!.

فقال كهيئة المغضب:يا أم سلمة،من يطع الرسول فقد أطاع الله،قومي فافتحي الباب،فان بالباب رجلا ليس بالخرق و لا بالنزق، يحب الله و رسوله،و يحبه الله و رسوله.يا أمّ سلمة،إنه آخذ بعضادتي الباب،ليس بفتاح الباب،و لا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء إن شاء الله.

فقامت أمّ سلمة تمشي نحو الباب،و هي لا تثبت من في الباب،غير انها قد حفظت النعت و الوصف،و هي تقول:بخ بخ لرجل يحب الله و رسوله،و يحبه الله و رسوله،ففتحت الباب، فأخذت بعضادتي الباب،فلم ازل قائما حتى غاب الوطء،فدخلت أمّ سلمة خدرها الخ.. (2)».4.

ص: 274


1- سورة الاحزاب:53.
2- راجع:البحار:ج 38 ص 121 و 122 و ج 32 ص 347 و ج 39 ص 267 و ج 43 ص 126 و تفسير البرهان:ج 3 ص 332 عن ابن بابويه و مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للقاضي محمد بن سليمان الكوفي:ج 1 ص 368. و راجع:كشف الغمة:ج 1 ص 91،كشف اليقين:ص 260.عن كتاب ابن خالويه و مختصر تاريخ دمشق ج 18 ص 54،و مناقب الخوارزمي ص 86- 87،الفصل السابع،و في هامشه عن:ترجمة الامام علي(ع)من تاريخ دمشق(بتحقيق المحمودي)ج 3 ص 164 و 165،و عن فرائد السمطين:ج 1 ص 331 و عن كفاية الطالب ص 312،و إحقاق الحق(قسم الملحقات)ج 4 ص 244 و 245،عن مصادر كثيرة و عن علل الشرائع ج 1 ص 54.
توضيح ضروري:

و هذه الرواية قد اوضحت بما لا مجال معه للشك:أن فتح أم سلمة للباب انما هو بازالة المانع القوي،لا بمجرد ازاحة الستار،و لذا فإن فتحها للباب لم يغن عليا عن فتحه أيضا حيث قال(ص)لها:ان فتحها الباب له لا يعني أنه سيفتحه و سيراها،بل هو سوف يحتفظ به مغلقا،حتى يغيب عنه الوطء.و معنى ذلك:أن أمّ سلمة انما ازالت القفل عن الباب الذي بقي مغلقا الى ان غاب عنه الوطء ففتحه علي عندها،و دخل الدار.

كسر الباب:

و قد تحدثت بعض النصوص عن كسر الباب او غلقه،فهي تقول:

1-سأل عمر عن قول رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم) في الفتنة التي تموج كموج البحر فقال له حذيفة:مالك و لها يا امير المؤمنين.إن بينك و بينها بابا مغلقا.

قال:فيكسر الباب او يفتح؟.

قال:لا،بل يكسر.

قال:ذاك أجدر ان لا يغلق.

قلنا لحذيفة:أ كان عمر يعلم من الباب.

قال نعم،كما يعلم ان دون غد الليلة،إني حدثته حديثا ليس

ص: 275

بالأغاليط الخ.. (1).

2-و في حديث آخر عن رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)؛يصف فيه ملك الموت:«..فيقوم بالباب،فلا يستأذن بوابا، و لا يهتك حجابا،و لا يكسر بابا الخ.. (2)».

3-و سيأتي في الفصل التالي،حين الحديث عن احراق الباب أو التهديد،قوله:«فضرب عمر الباب برجله فكسره.و كان من سعف ثم دخلوا (3)».

4-و حسب نص كتاب الاختصاص:فأجافت الباب فأغلقته ،فلما انتهوا الى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره (4).و سيأتي ذلك في الفصل التالي أيضا.

الباب ذو المفتاح:

و قد كان لأبواب بيوت المدينة مفاتيح أيضا،و لا يمكن للستائر ان يكون لها مفاتيح.فلاحظ ما يلي:

1-روي عن دكين بن سعيد المزني قال:اتينا النبي (صلى الله عليه و آله و سلم)فسألناه الطعام،فقال:يا عمر،اذهب فأعطهم.

ص: 276


1- سنن ابن ماجة:ج 2 ص 1306 و صحيح البخاري:ج 1 ص 67 و 164 و 212 (ط سنة 1309 ه.ق.)و دلائل النبوة للبيهقي:ج 6 ص 386.
2- الاختصاص:ص 345،و البحار:ج 8 ص 207.
3- تفسير العياشي:ج 2 ص 67،و تفسير البرهان:ج 2 ص 93،و بحار الانوار: ج 28 ص 227.
4- الاختصاص:ص 185 و 186.

فارتقى بنا الى عليّة،فأخذ المفتاح من حجزته،ففتح الخ.. (1)

2-و يؤيد ذلك:ما روي عن علي(عليه السلام)أنه قال في خطبة له:«قد اعدوا لكل حق باطلا،و لكل قائم مائلا،و لكل حي قاتلا،و لكل باب مفتاحا،و لكل ليل مصباحا (2).».

و هو عليه السلام إنما يتحدث مع الناس بما يعرفونه و يألفونه.مما كان في عهده و قبله الى زمن رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم).

3-و يؤيد ذلك أيضا:أنه حين كلّم علي(ع)طلحة في امر عثمان:انصرف علي(ع)الى بيت المال،فأمر بفتحه،فلم يجدوا المفتاح،فكسر الباب،و فرق ما فيه على الناس،فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده،فسر عثمان بذلك (3).

رتاج الباب:

عن عبد الله بن الحارث:ان عليا لما قبض النبي(صلى الله عليه و آله و سلم)قام فارتج الباب.

قال:فجاء العباس معه بنو عبد المطلب،فقاموا على الباب الخ.. (4).

ص: 277


1- سنن أبي داود:ج 4 ص 361 ح 5238.و مسند أحمد:ج 4 ص 174.
2- نهج البلاغة:الخطبة رقم 194،و البحار:ج 69 ص 176 و 177.
3- تاريخ الطبري:ج 4 ص 431،و البحار:ج 32 ص 57 عنه.
4- كنز العمال:ج 7 ص 255.

شق الباب:

و الباب الذي يكون له شق هو-عادة-ذلك الباب المصنوع من خشب او من سعف النخل،أو نحو ذلك.و قد ورد التعبير ب«شق الباب»في بعض النصوص التي تتحدث عن زمن النبي الاعظم(صلى الله عليه و آله و سلم)،و ذلك مثل:

1-ما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام)،عن علي امير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه،أنه قال:«..بينا رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)في بعض حجر نسائه،و بيده مدراة،فاطلع رجل من شق الباب،فقال له رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم):لو كنت قريبا منك،لفقأت بها عينك (1)».

و عند الكليني:«اطلع رجل على النبي من الجريد (2)».

2-عن عائشة:لما جاء نعي جعفر و ابن رواحة جلس رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)يعرف في وجهه الحزن،و انا أطلع من شق الباب،فأتاه رجل:فقال يا رسول الله الخ.. (3).

3-عن أم ايمن،قالت:حضرت ذات يوم الى منزل سيدتي و مولاتي فاطمة(ع)...فأتيت الى باب دارها و اذا أنا بالباب مغلق، فنظرت من شقوق الباب و اذ بفاطمة نائمة عند الرحى،و رأيت الرحى تطحن البر،و تدور الخ.. (4).

ص: 278


1- قرب الاسناد:ص 18،و البحار:ج 76 ص 278،و من لا يحضره الفقيه:ج 4 ص 74.
2- الكافي:ج 7 ص 292،و تهذيب الاحكام:ج 10 ص 208.
3- كنز العمال:ج 15 ص 732،عن ابن أبي شيبة.
4- طوالع الانوار:ص 112 للسيد مهدي بن محمد الموسوي التنكابني(ط سنة 1295 ه

التقام الأبواب:

و ذكر في جملة معجزات النبي(صلى الله عليه و آله و سلم):

انه(ص)قد اخبر البعض بتحول بعض الجذوع الى افاعي،و قد حصل ذلك بالفعل:«..فلما وصلت إليهم كفت عنهم،و عدلت الى ما في الدار من حباب،و جرار،و كيزان،و صلايات،و كراسي،و خشب، و سلاليم،و ابواب،فالتقمتها،و اكلتها (1)».

و نتوقف في هذا الفصل عند هذا الحد،لنكمل في الفصل التالي استعراض النصوص التي دلت على وجود باب لخصوص بيت الزهراء(عليها السلام)حاول البعض احراقه و كسره فإلى الفصل التالي،و ما فيه من مطالب هامة و مثيرة.

خلاصات مما تقدم:

و نحن نورد هنا ثبتا بقسم من التعابير التي استخدمت في النصوص التي عرضناها فيما سبق.و ذلك على النحو التالي:

-كان باب بيت عائشة من عرعر أو ساج.

-و بابها من جريد النخل.

-قلت:مصراعا أو مصراعين.قال:كان باب واحد.

-كان بمصراع واحد.

ص: 279


1- البحار:ج 17 ص 266،و تفسير الامام العسكري:ص 412.

-بابه(ص)يقرع بالأضافير،أي لا حلق له.

-مر رجل على باب لا ستر له،غير مغلق.

-فيما بين الستر و الباب.

-بيت ليس له باب و لا ستر.

-فأغلق عليه بابه و استتر بستر الله.

-فأغلق الباب و ارخى الستر.

-فتح رسول الله بابا بينه و بين الناس او كشف سترا.

-رأى على بابها سترا.

-و لا أغلق عنكم دونه باب.

-فأغلق عليه و عليهم الباب.

-امرنا رسول الله(ص)ان نغلق الأبواب.

-و بالأبواب ان تغلق ليلا.

-كان يصلي و الباب عليه مغلق فمشى حتى فتح لي.

-اخرجوا حتى اغلق الابواب.

-اغلقوا الأبواب.

-اغلق بابه دون المسكين..اغلق الله تبارك و تعالى دونه ابواب رحمته.

-لم يغلق ابوابه دونهم.

ص: 280

-اغلق عليك بابك.

-فرأتهم فاطمة اغلقت الباب في وجوههم.

-و كنت رددت باب الحجرة بيدي.

-اذ انفتح الباب.

-اجيفوا الأبواب..فإن الشيطان لا يفتح بابا اجيف.

-ثم فتحت الباب.

-فلما اتيت الباب اذا هو مجاف.

-ثم فتح الباب رويدا،ثم خرج و اجافه رويدا.

-و آية بيني و بينك اني اجيف الباب.

-فأجافت الباب و اغلقته.

-ضرب الباب برجله فكسره.

-ما رأينا احدا دخل و خرج،و ان الباب لمغلق من اول الليل.

-قرع الباب قارع...ففتحت الباب.

-فطرقت الباب.

-حتى قرعا على فاطمة الباب.

-يدق الباب.

-يدق دقا اشد من ذلك.

ص: 281

-و طرقوا الباب.

-جاء فدق الباب.

-ففتحت له الباب.

-فانثنيت مستحييا من دقي الباب.

-فدققت الباب دقا عنيفا.

-افتحي له الباب ففتحت فدخلت.

-فضرب الباب ضربا شديدا.

-يطرق الباب.

-فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله.

-فضرب علي باب البستان.

-فجاء علي حتى ضرب الباب.

-فقرع الباب فأجابته من وراء الباب.

-و الناس خلف الباب.

-فإذا انسان يحرك الباب.

-فلما انتهينا الى الباب وضع يده عليه فدفعه.

-فدفع رسول الله الباب.

-فجاء ابو بكر فدفع الباب.

ص: 282

-افتح له او افتحي له،فقمت و فتحت.

-الملائكة تختصم في فتح الباب.

-جاء رجل يستفتح فقال:افتح له و بشره بالجنة.

-اتى دارا قوراء فقال:افتحوا هذا الباب،ففتح.

-يرقع الثوب و يفتح الباب.

-رجع و لم يفتح الباب،فوثب علي على الحائط.

-قومي فافتحي الباب فان بالباب رجلا...انه آخذ بعضادتي الباب ليس بفتاح الباب و لا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء.

-ففتحت الباب

-فأخذت بعضادتي الباب،فلم ازل قائما حتى غاب الوطء.

-فيكسر الباب أو يفتح،قال:لا بل يكسر.

-و لا يكسر بابا.

-فضرب عمر الباب برجله فكسره-و كان من سعف- فدخلوا.

-فأجافت الباب فأغلقته فلما انتهوا الى الباب،فضرب عمر الباب برجله فكسره.

-لا يكنّكم منه باب ذو رتاج.

-اعد..و لكل باب مفتاحا.

ص: 283

-فأخذ المفتاح من حجزته،ففتح.

-فاطلع رجل من شق الباب.

-عدلت الى ما في الدار من حباب و جرار...و ابواب فالتقمتها.

كانت تلك طائفة من التعبيرات التي دلت على وجود ابواب ذات مصاريع لبيوت المدينة.و ثمة فقرات عديدة أخرى اضربنا عن ذكرها روما للاختصار.

ص: 284

الفصل الثاني: التصدي لإحراق باب بيت فاطمة(ع)

اشارة

ص: 285

ص: 286

بداية:

إن ما تقدم قد اعطانا صورة عن الابواب لبيوت مدينة الرسول (ص)في عهده صلوات الله و سلامه عليه و على أهل بيته الطاهرين.

و لكن،بما أن البعض قد حاول-بدعوى عدم وجود أبواب في المدينة-تأييد انكاره لما جرى على الزهراء صلوات الله و سلامه عليها، من الهجوم على بابها،و محاولة احراقه،و ما تبع ذلك من الاعتداء عليها بالضرب،من أكثر من شخص،حتى اسقطت جنينها،بل و كسر ضلعها أيضا،فماتت صديقة،شهيدة،صابرة محتسبة.و هو إنما يريد بذلك ازالة اداة الجرم لينتفي الجرم نفسه.

و من أجل ذلك أحببنا أن نورد هنا طائفة من النصوص التي تحدثت عن وجود باب لبيت فاطمة(ع)بالذات؛فنقول،و على الله نتوكل،و منه نستمد القوة و الحول.و عليه التكلان.

ما ذا نريد في هذا الفصل:

لا نريد في هذا الفصل ان نذكر ما تعرضت له الزهراء صلوات الله و سلامه عليها من إهانات و مصائب على أيدي الذين اغتصبوا الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم،فقد تقدم ذلك.

ص: 287

و لكننا نريد-فقط-أن نذكر بعض النصوص التي رويت من طرق السنة و الشيعة على حد سواء،و ذكرت جمعهم للحطب على باب بيت فاطمة الزهراء(ع)، لإحراقه،و اضرام النار فيه بالفعل،أو هددوا بذلك..

و سوف نذكر أولا النصوص التي وردت فيها كلمة باب،ثم نعقبها ببعض النصوص التي لم تذكر هذه الكلمة و اكتفت بذكر الاحراق،أو التهديد به.

ثم نذكر أيضا نموذجا من النصوص التي تحدثت عن اسقاط المحسّن بسبب عصر الزهراء(ع)،بين الباب و الحائط،رغم اننا قد ذكرنا ذلك كله و سواه في فصول سابقة.

فنقول:

احراق الباب أو التهديد به:

1-روى البلاذري و غيره؛و روته الشيعة من طرق كثيرة:أن أبا بكر أرسل الى عليّ يريده للبيعة،فلم يبايع،فجاء عمر،و معه قبس، فتلقته فاطمة على الباب،فقالت:يا ابن الخطاب،أتراك محرقا عليّ بابي؟!.

قال:نعم،و ذلك أقوى فيما جاء به أبوك.و جاء علىّ فبايع (1).

ص: 288


1- البحار:ج 28 ص 389 و 411،و هامش ص 268،عن البلاذري،و انساب الاشراف:ج 1 ص 586،و راجع المصادر التالية:و بعضها أبدل كلمة بابي بكلمة بيتي:الشافي للسيد المرتضى:ج 3 ص 241،و العقد الفريد:ج 4 ص 259 و 260 و ج 2 ص 250 و ج 3 ص 63،و كنز العمال:ج 3 ص 149،

2-و في نص آخر،قال المفضل للصادق عليه السلام:يا مولاي،ما في الدموع من ثواب؟قال:ما لا يحصى..الى ان تقول الرواية:فقال له الصادق(ع):و لا كيوم محنتنا في كربلاء،و إن كان يوم السقيفة،و إحراق النار على باب أمير المؤمنين،و الحسن و الحسين، و فاطمة،و زينب،و أم كلثوم عليهم السلام،و فضة،و قتل محسّن بالرفسة أعظم و أدهى و أمرّ،لأنه أصل يوم العذاب (1).

و قال عليه السلام:و يأتي محسّن مخضبا محمولا تحمله خديجة بنت خويلد،و فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين الخ.. (2).

3-روى المفضل حديثا:عن الامام الصادق،يتحدث فيه عن الامام الحجة،و رجعة بعض الاموات فكان ما قاله:

«ضرب سلمان الفارسي،و اشعال النار على باب أمير المؤمنين، و فاطمة،و الحسن و الحسين عليهم السلام لإحراقهم بها،و ضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط،و رفس بطنها و اسقاطها محسّنا..

الى ان تقول الرواية:«و جمعهم الجزل و الحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين،و فاطمة،و الحسن،و الحسين،و زينب،و أم4.

ص: 289


1- و الرياض النضرة:ج 1 ص 167،و المختصر في أخبار البشر،لأبي الفداء:ج 1 ص 156،و الطرائف:ص 239،و تاريخ الخميس:ج 1 ص 178،و نهج الحق: ص 271،و نفحات اللاهوت:ص 79،و راجع:مسند فاطمة في العوالم: ج 11 ص 602 و 408،و الشافي لابن حمزة:ج 4 ص 174،و تلخيص الشافي:ج 3 ص 76،و راجع:شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:ج 2 ص 147. (1 و 2) فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى:ص 532،عن نوائب الدهور للعلامة السيد المير جهاني:ص 194.

كلثوم عليهم السلام،و فضة،و اضرامهم النار على الباب،و خروج فاطمة،و خطابها لهم من وراء الباب و قولها:و يحك يا عمر،ما هذه الجرأة على الله و على رسوله؟تريد أن تقطع نسله من الدنيا و تفنيه، و تطفئ نور الله و الله متم نوره».

ثم تذكر الرواية جواب عمر لها و فيه:«فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا».

و تقول هذه الرواية أيضا:و ادخال قنفذ يده(لعنه الله)يروم فتح الباب،و ضرب عمر لها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج الاسود،و ركل الباب برجله،حتى اصاب بطنها،و هي حامل بالمحسّن لستة أشهر و إسقاطها إياه.

و هجوم عمر،و قنفذ و خالد بن الوليد،و صفقة خدها حتى بان قرطها تحت خمارها،و هي تجهر بالبكاء،و تقول:«وا أبتاه وا رسول الله،ابنتك فاطمة تكذّب،و تضرب،و يقتل جنينها في بطنها و خروج أمير المؤمنين(ع)من داخل الدار محمرّ العين حاسرا..الى ان قال:

«فقد جاءها المخاض من الرفسة،و ردّ الباب،فأسقطت محسّنا (1)».

4-و يروي سليم بن قيس هذه القضية،عن سلمان و عبد الله بن عباس،فذكرا:إنه بعد أن بويع أبو بكر،بعثا-أبو بكر و عمر- مرارا،و أبى عليّ(ع)أن يأتيهم،فوثب عمر غضبان،و نادى خالد بن الوليد،و قنفذا،فأمرهما أن يحملا حطبا و نارا،ثم أقبل حتى انتهى الى باب عليّ،و فاطمة عليهما السلام قاعدة خلف الباب،و قد عصبت رأسها،و نحل جسمها بعد وفاة رسول الله(ص)،فأقبل عمر حتى ضرب الباب،ثم نادى:يا ابن أبي طالب؛افتح الباب،فقالت فاطمة9.

ص: 290


1- البحار:ج 53،ص 14 و 17 و 18 و 19.

(ع):يا عمر،مالنا و لك لا تدعنا و ما نحن فيه؟!.

قال:افتحي الباب،و إلا أحرقنا عليكم.

فقالت:يا عمر،أ ما تتقي الله عز و جل،تدخل عليّ بيتي، و تهجم عليّ داري،فأبى أن ينصرف،ثم دعا بالنار،فأضرمها في الباب،فأحرق الباب،ثم دفعه عمر،فاستقبلته فاطمة،و صاحت:يا أبتاه يا رسول الله الخ.. (1)و ثمة تفصيلات أخرى لما جرى فراجع (2).

5-و في رواية المفيد:«انفذ عمر بن الخطاب قنفذا،و قال له:

أخرجهم من البيت،فإن خرجوا،و إلا فاجمع الاحطاب على بابه، و اعلمهم أنهم إن لم يخرجوا أضرمت عليهم البيت نارا».

ثم قام بنفسه في جماعة،منهم المغيرة بن شعبة الثقفي،و سالم مولى أبي حذيفة،حتى صاروا الى باب عليّ عليه السلام،فنادى:يا فاطمة بنت رسول الله،أخرجي،من اعتصم ببيتك ليبايع،و يدخل فيما دخل فيه المسلمون،و إلا-و الله-أضرمت عليهم نارا..و في حديث مشهور (3).

و في نص آخر:أنه حين بويع لأبي بكر كان عليّ(ع)و الزبير يدخلون على فاطمة(ع)و يشاورونها،و يرتجعون في أمرهم،فبلغ ذلك عمر،فجاء الى فاطمة فقال:«يا بنت رسول الله،و الله،ما من الخلق أحب إليّ من أبيك،و ما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك،و أيم الله، ما ذلك بمانعي إن اجتمع النفر عندك أن آمر بهم ان يحرق عليهم).

ص: 291


1- البحار:ج 43 ص 197 و 198 و ج 28 ص 299 و كتاب سليم بن قيس:ج 2 ص 250(ط الاعلمي).
2- البحار:ج 28 ص 268-270 و 261.
3- الجمل:ص 117 و 118(ط جديد).

الباب،فلما خرج عمر جاؤها،قالت:تعلمون:أن عمر قد جاءني، و قد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم الباب،و ايم الله،ليمضين ما حلف عليه،فانصرفوا راشدين،فروا رأيكم الخ..فانصرفوا عنها،فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا (1).

و ليلاحظ:أنه يذكر تحريق الباب لا البيت،و هو ما قد حصل بالفعل.

6-يقول عمر:«فلما انتهينا الى الباب،فرأتهم فاطمة(ع) أغلقت الباب في وجوههم،و هي لا تشك أن لا يدخل عليها إلا بإذنها،فضرب عمر الباب برجله فكسره،و كان من سعف،ثم دخلوا فأخرجوا عليا(ع)ملببا» (2).

7-و روي أن النبي(ص)قال في وصيته لعلي(ع)عن فاطمة:«...و ويل لمن هتك حرمتها،و ويل لمن أحرق بابها،و ويل لمن آذى خليلها،و ويل لمن شاقها و بارزها» (3).2.

ص: 292


1- منتخب كنز العمال:(مطبوع بهامش مسند أحمد)ج 2 ص 174 و ج 5 ص 651،و الاستيعاب(بهامش الاصابة):ج 2 ص 254 و 255،و الوافي بالوفيات:ج 17 ص 311،و كنز العمال:ج 5 ص 651،و إفحام الاعداء و الخصوم:ص 72،و عن المصنف لابن أبي شيبة:ج 14 ص 567،و الحديث موجود في شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 45 عن الجوهري و في الشافي:ج 4 ص 110،و المغني للقاضي عبد الجبار:ج 20 قسم 1 ص 335، و قرة العين،لولي الله الدهلوي:(ط بيشاور)ص 78،و الشافي لابن حمزة: ج 4 ص 174،و نهاية الارب:ج 19 ص 40.
2- البحار:ج 28 ص 227،و تفسير العياشي:ج 2 ص 67،و راجع:الاختصاص: ص 185 و 186،و تفسير البرهان:جت 2 ص 93.
3- البحار:ج 22 ص 485،و خصائص الائمة:ص 72.

8-و في حديث مروي عن الزهراء نفسها تقول:«فجمعوا الحطب الجزل على بابنا،و أتوا بالنار ليحرقوه و يحرقونا،فوقفت بعضادة الباب،و ناشدتهم بالله و بأبي أن يكفوا عنا و ينصرونا،فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر،فضرب به عضدي،فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج،و ركل الباب برجله،فردّه علي،و أنا حامل،فسقطت لوجهي و النار تسعر،و تسفع وجهي، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني،و جاءني المخاض،فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم (1).

9-و مما قاله بعض الزيدية مما استحسنه النقيب في الرد على الجويني:«..فكيف صار هتك ستر عائشة من الكبائر التي يجب فيها التخليد في النار،و البراءة من فاعله،و من أوكد عرى الايمان؟!و صار كشف بيت فاطمة،و الدخول عليها منزلها،و جمع حطب ببابها و تهديدها بالتحريق من أوكد عرى الايمان».

و قد نقل هذا القول عن كراس لبعض الزيدية و رأى فيه أبو جعفر جوابا كافيا للجويني (2).

10-و يقول المسعودي:«فوجهوا الى منزله،فهجموا عليه، و أحرقوا بابه،و استخرجوه منه كرها» (3).

11-و قد اعتبر المعتزلي الشافعي الروايات التي تقول:«ان عمر ضغطها بين الباب و الجدار حتى أسقطت جنينها»هي مما تنفرد به8.

ص: 293


1- البحار:(ط قديم)ج 2 ص 231،و(ط جديد)ج 30 ص 348،عن إرشاد القلوب للديلمي.
2- راجع شرح النهج للمعتزلي:ج 20 ص 16 و 17.
3- اثبات الوصية:ص 143،و البحار:ج 28 ص 308.

الشيعة (1).

و لكن كلامه هذا غير دقيق،فقد روى ذلك كثيرون من غير الشيعة،كما ذكرناه في قسم النصوص فراجع.

12-و ذكر المجلسي رحمه الله تعالى عهدا كان كتبه الخليفة الثاني الى معاوية يحكي فيه له ما جرى لهم مع الزهراء(ع)،و قد جاء فيه قوله:

فأتيت داره مستيشرا (2)لإخراجه منها،فقالت الامة فضّة-و قد قلت لها قولي لعلي:يخرج الى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون فقالت:إن أمير المؤمنين(ع)مشغول،فقلت:خلّي عنك هذا و قولي له:يخرج و إلاّ دخلنا عليه و أخرجناه كرها.

فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب،فقالت:أيها الضالّون المكذّبون!ما ذا تقولون؟و أيّ شيء تريدون؟.فقلت:يا فاطمة!.

فقالت فاطمة:ما تشاء يا عمر؟!.فقلت:ما بال ابن عمّك قد أوردك للجواب و جلس من وراء الحجاب؟.فقالت لي:طغيانك-يا شقيّ- أخرجني و ألزمك الحجة،و كلّ ضالّ غويّ.

فقلت:دعي عنك الأباطيل و أساطير النساء و قولي لعليّة.

ص: 294


1- شرح النهج للمعتزلي:ج 2 ص 60.
2- ما في مطبوع البحار يقرأ:مستأشرا،و المستأشر:هو الذي يدعو الى تحزيز الاسنان،كما في القاموس 364/1.قال في مجمع البحرين 511/3:و شرت المرأة أنيابها و شرا-من باب وعد-إذا حددتها و رقّقتها فهي و اشرة، و استوشرت:سألت أن يفعل بها ذلك. أقول:و لعلّ الواو قلبت ياء و لعلّه كناية.

يخرج.فقالت:لا حبّا و لا كرامة (1)أ بحزب الشيطان تخوّفني يا عمر؟!و كان حزب الشيطان ضعيفا. فقلت:إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل و أضرمتها نارا على أهل هذا البيت و أحرق من فيه أو يقاد عليّ الى البيعة.

و أخذت سوط قنفذ فضربت (2)و قلت لخالد بن الوليد:أنت و رجالنا هلمّوا في جمع الحطب،فقلت:إني مضرمها.

فقالت:يا عدوّ الله و عدوّ رسوله و عدوّ أمير المؤمنين،فضربت فاطمة يديها (3)من الباب تمنعني من فتحه فرمته فتصعّب عليّ فضربت كفّيها بالسوط فآلمها،فسمعت لها زفيرا و بكاء،فكدت أن ألين و أنقلب عن الباب فذكرت أحقاد عليّ و ولوعه في دماء صناديد العرب،الى أن قال: فركلت (4)الباب و قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه،و سمعتها و قد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها،و قالت:يا أبتاه!يا رسول الله!هكذا كان يفعل بحبيبتك و ابنتك،آه يا فضّة!إليك فخذيني،فقد و الله قتل ما في أحشائي من حمل.

و سمعتها تمخّض (5)و هي مستندة الى الجدار،فدفعت البابق.

ص: 295


1- كذا وردت في(ك)،إلاّ أنه وضع على:فقالت،رمز مؤخر(م)،و على:لا حب و لا كرامة،رمز مقدّم،فتصير هكذا:لا حب و لا كرامة فقالت: أ بحزب..الى آخره،و الظاهر:لا حبا.
2- في(س):و ضربت و أخذت سوط قنفذ.
3- جاء في(س):يدها.
4- قال في القاموس 386/3:الركل:الضرب برجل واحدة.
5- قال في القاموس 344/2:مخّضت تمخيضا:أخذها الطلق.

و دخلت فأقبلت إليّ بوجه أغشى بصري،فصفقت صفقة (1)على خدّيها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها و تناثرت الى الارض،و خرج عليّ،فلمّا أحسست به أسرعت الى خارج الدار،و قلت لخالد و قنفذ و من معهما:نجوت من أمر عظيم.

و في رواية أخرى:قد جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي.

و هذا عليّ قد برز من البيت و ما لي و لكم جميعا به طاقة.فخرج عليّ و قد ضربت يديها الى ناصيتها لتكشف عنها و تستغيث بالله العظيم ما نزل بها،فأسبل عليّ عليها ملاءتها (2)و قال لها:يا بنت رسول الله! إن الله بعث أباك رحمة للعالمين،الى أن قال:فكوني-يا سيدة النساء- رحمة على هذا الخلق المنكوس و لا تكوني عذابا.

و اشتدّ بها المخاض و دخلت البيت فأسقطت سقطا سمّاه علي:

محسنا.

و جمعت جمعا كثيرا،لا مكاثره لعلي و لكن ليشدّ بهم قلبي، و جئت-و هو محاصر-فاستخرجته من داره..الى أن قال:و أبو بكر يقول: ويلك يا عمر،ما الذي صنعت بفاطمة (3).

13-و قال عبد الجليل القزويني الرازي عن عمر:إنه«ضرب الباب على بطن فاطمة،و منعها من البكاء على أبيها» (4).

14-و قال الفيض الكاشاني:«..ثم ان عمر جمع جماعة من2.

ص: 296


1- في(س):صفقته.
2- قال في مجمع البحرين 398/1:ملاءة:كل ثوب ليّن رقيق.
3- البحار:ج 30 ص 293-295،و الهداية الكبرى للخصيبي،ص 417.
4- النقض:ص 302.

الطلقاء المنافقين و أتى بهم الى منزل أمير المؤمنين عليه السلام،فوافوا بابه مغلقا.فصاحوا به:اخرج يا علي،فإن خليفة رسول الله يدعوك، فلم يفتح لهم الباب.

فأتوا بحطب،فوضعوه على الباب،و جاءوا بالنار ليضرموه، فصاح عمر،و قال:و الله لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار.

فلما عرفت فاطمة عليها السلام أنهم يحرقون منزلها،قامت، و فتحت الباب.فدفعوها القوم قبل أن تتوارى عنهم.فاختبأت فاطمة عليها السلام وراء الباب و الحائط.

ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين عليه السلام،و هو جالس على فراشه،و اجتمعوا عليه حتى أخرجوه سحبا من داره،ملببا بثوبه، يجرونه الى المسجد.

فحالت فاطمة بينهم و بين بعلها،و قالت:و الله،لا أدعكم تجرون ابن عمي ظلما..الى أن تقول الرواية:فتركه أكثر القوم لأجلها.فأمر عمر قنفذ بن عمران،أن يضربها بسوطه.فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها و جنبيها الى أن أنهكها،و أثر في جسمها الشريف.

و كان ذلك الضرب أقوى ضرر في إسقاط جنينها.و كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سمّاه محسّنا.

و جعلوا يقودون أمير المؤمنين عليه السلام الى المسجد،حتى أوقفوه بين يدي أبي بكر،فلحقته فاطمة لتخلصه فلم تتمكن من ذلك،فعدلت الى قبر أبيها،فأشارت إليه الخ..» (1).ن.

ص: 297


1- علم اليقين،للفيض الكاشاني:ص 686-688،الفصل العشرون.

و يؤيد ما تقدم:

1-قولهم:«فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها و بينهم عند باب البيت،فضربها قنفذ بالسوط..الى أن قال:فأرسل أبو بكر الى قنفذ لضربها،فالجأها الى عضادة باب بيتها،فدفعها،فكسر ضلعا من جنبها،و ألقت جنينا من بطنها» (1).

2-و روي عن النبي(ص)انه قال:«ألا إن فاطمة بابها بابي، و بيتها بيتي،فمن هتكه،فقد هتك حجاب الله» (2).

3-و قال المحقق الكركي:«و الطلب الى البيعة بالاهانة و التهديد بتحريق البيت،و جمع الحطب عند الباب،و اسقاط فاطمة محسنا،و لقد ذكروا-كما رواه أصحابنا-اغراء للباقين بالظلم لهم، و الانتقام منهم (3).

و قال:«فضلا عن الزامهم له(ع)بها،و التشديد عليه، و التهديد بتحريق البيت،و جمع الحطب عند الباب،كما رواه المحدثون و المؤرخون،مثل الواقدي و غيرهم» (4).

4-و نقل ابن خيزرانة في غرره:«قال زيد بن أسلم كنت ممن حمل الحطب مع عمر الى باب فاطمة،حين امتنع علي و أصحابه عن البيعة ان يبايعوا فقال عمر لفاطمة:أخرجي من في البيت و إلا أحرقته و من فيه.قال:و في البيت علي و فاطمة،و الحسن و الحسين،و جماعة5.

ص: 298


1- الاحتجاج:ج 1 ص 212.
2- البحار:ج 22 ص 477،و في الهامش عن الطرائف
3- نفحات اللاهوت:ص 130.
4- المصدر السابق:ص 65.

من أصحاب النبي(ص).فقالت فاطمة:تحرق على ولدي؟!فقال:

أي و الله،أو ليخرجن و ليبايعن» (1).

إذا عرف السبب زال العجب:

و بعد ما تقدم يتضح:ان سبب انكار وجود الابواب لبيوت أزواج النبي(ص)بالمدينة،ثم انكار الابواب لبيوت المدينة بأسرها هو التشكيك في الروايات الكثيرة التي رواها أهل السنة و الشيعة،التي تثبت محاولة بعض صحابة الرسول إحراق باب الزهراء و بيتها بمن فيه، و فيه الزهراء،و علي،و الحسنان و آخرون.

و إذا لم يكن ثمة مصاريع و أبواب،فلا أثر بعد هذا لكل ما رواه المحدثون و المؤرخون أن إسقاط المحسّن بن علي قد كان بسبب ضربها(ع)،ثم حصرها بين الباب و الحائط؟!

إن من يطلع على الكيد العلمي،و الثقافي و التاريخي و المذهبي الذي أظهره خصوم أهل البيت(ع)في مواجهتهم لهم صلوات الله و سلامه عليهم لا يستطيع أن يتردد كثيرا في البخوع لهذا الامر،و لا أقل من جعله في الحسبان،متلمسا الشواهد و المؤيدات له.

و يتضح ما جرى للزهراء في هذا المجال،إذا اطلعنا على ما تقدم من نصوص لا نجد مبررا للتشكيك فيها،بعد أن رواها الكثيرون من

ص: 299


1- نهج الحق:ص 271،و قال في هامشه:هذا قريب مما رواه ابن قتيبة في الامامة و السياسة:ص 12 و ابن الشحنة في تاريخه:(بهامش الكامل)ج 7 ص 164 و أبو الفداء في تاريخه:ج 1 ص 156،و ابن عبد ربه في العقد الفريد:ج 2 ص 254،و اليعقوبي في تاريخه:ج 2 ص 105.

أولئك الذين يهمهم تبرئة ساحة هذا الفريق الذي ما زالوا يحبونه، و يعظمونه على مر الدهور و العصور.

خلاصات:

و قد رأينا:ان هذا الفصل قد تضمن مجموعة من التعابير،المفيدة في تأكيد وجود باب لبيت فاطمة يفتح و يغلق،و يكسر،و يحرق.

فلاحظ الخلاصة التالية:

-أتراك محرقا علي بابي؟

-و خطابها لهم من وراء الباب.

-و أخذت النار في خشب الباب.

-و إدخال قنفذ يده يروم فتح الباب.

-و ركل الباب برجله،زاد في نص آخر: فردّه عليّ و أنا حامل.

-و ردّ الباب.

-انتهى الى باب علي،و فاطمة قاعدة خلف الباب.

-ضرب الباب.

-افتحي الباب و إلا أحرقنا عليكم.

-ثم دعا بالنار فأضرمها بالباب،فأحرق الباب.

-أغلقت الباب في وجوههم.

-فضرب..الباب برجله فكسره،و كان من سعف.

ص: 300

-ويل لمن أحرق بابها.

-فجمعوا الحطب الجزل على بابنا،و أتوا بالنار ليحرقوه، و يحرقونا.

-كشف بيت فاطمة و الدخول عليها منزلها،و جمع الحطب ببابها.

-فركلت الباب.و قد ألصقت أحشاءها بالباب تترّسه.

-فدفعت الباب فدخلت.

-فإن خرجوا،و إلا فاجمع الاحطاب على بابه.

-و أحرقوا بابه،و استخرجوه منه كرها.

-ضغطها بين الباب و الجدار.

-بابها بابي،و بيتها بيتي.

أما بالنسبة لاحاديث تحريق بيت علي(ع)،فقد أوردناها لارتباطها بتحريق الباب نفسه،و لذا فلا نرى حاجة لإيراد خلاصته، لها.

و كذلك الحال بالنسبة لما أوردناه من شعر بهذا الخصوص.

ص: 301

ص: 302

تذييل للفصل الثاني:بعد وفاة رسول الله(ص)

الابواب في المدينة بعد وفاة النبي(ص):

قد ذكرت النصوص الكثيرة ما يدل على وجود الابواب للبيوت بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه و آله و سلم)،و نحن نذكر بعضا من ذلك للاستئناس به لا للاستدلال،و إن كنا نرى:أن الامور لم تكن قد تبدلت كثيرا،و ذلك مثل:

1-ما روي عن حياء عثمان،و فيه قوله:«إن كان ليكون في البيت،و الباب مغلق عليه،فما يضع عنه الثوب الخ» (1).

2-عن حسّان بن ابراهيم قال:سألت هشام بن عروة عن قطع السدر،و هو مستند الى قصر عروة،فقال:أ ترى هذه الابواب و المصاريع؟!إنما هي من سدر عروة.كان عروة يقطعه من أرضه.

و قال:لا بأس به الخ (2).

3-في حديث الشورى التي ابتكرها عمر بن الخطاب لتعيين الخليفة بعده،نجده قد أمرهم بأن يدخلوا بيتا،و يغلقوا عليهم بابه، و يتشاوروا في أمرهم (3).

ص: 303


1- مسند أحمد:ج 1 ص 73 و 74.
2- سنن أبي داود:ج 4 ص 363،كتاب الادب:ح 5241.
3- راجع:آية التطهير:ج 1 ص 223 و 224،و البحار:ج 31 ص 372،و إرشاد القلوب:ص 259،عن غاية المرام:ص 296،و الامالي للصدوق:ص 260.

4-و في حديث دفن عثمان يقولون:انهم«حملوه على باب، أسمع قرع رأسه على الباب،كأنه دبّاءة،و يقول:دب،دب أو(طق طق)حتى جاءوا به حش كوكب (1).

5-عن محمد بن سعد،قال:جاء سعد فقرع الباب،و أرسل الى عثمان(رض):ان الجهاد معك حق الخ.. (2).

6-عن معتمر بن سليمان،عن أبيه،قال له:إن عثمان(رض) فتح الباب،و أخذ المصحف فوضعه بين يديه (3).

7-و في حديث ما جرى لعثمان أيضا:انه لمّا استغاث أهل الشام،فعرف الناس ذلك«فعاجلوه،فأحرقوا الباب،باب عثمان،فلما وقع الباب ألقوا عليه التراب و الحجارة...فلما رأى الباب قد أحرق خرج إليهم،فقال:الخ.. (4)».

8-و في حديث قتل عثمان أيضا:«فإذا هم مضطرون الى جرّ الباب،هل سكن بعد أم لا،قال:فجاءوا فدفعوا الباب الخ» (5).

9-و حين أحرق الباب أي باب عثمان خرج المغيرة بسيفه،4.

ص: 304


1- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 1 ص 113،و راجع:وفاء الوفاء:ج 3 ص 913، و مجمع الزوائد:ج 9 ص 95،و تاريخ الخميس:ج 2 ص 265،و المعجم الكبير للطبراني:ج 1 ص 79.
2- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 4 ص 1274 و 1275.
3- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 4 ص 1285،و تاريخ الامم و الملوك:ج 4 ص 383.
4- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 4 ص 1386 و 1387،و راجع:العقد الفريد:ج 4 ص 301،و راجع:تاريخ الامم و الملوك:ج 4 ص 388،و راجع:الكامل في التاريخ:ج 3 ص 175،و راجع:البداية و النهاية:ج 7 ص 188.
5- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 4 ص 1284.

و قال:

لما تهدمت الابواب و احترقت يممت منهن بابا غير محترق (1).

10-و في قصة قتل عثمان أيضا يقول النص التاريخي:«..

دعا عثمان بمصحف،فهو يتلوه إذ دخل عليه داخل،و قد أحرق الباب (2).

11-استأذن المصريون عثمان،فلم يأذن لهم،فهمّوا بإحراق بابه،و دعوا بالنار،فخرج إليهم و حذيفة بين يديه،فولّوا عنه..الى أن يقول حسان بن ثابت:

إن تمس دار بني عفان خاوية باب صديع،و باب محرق خرب

فقد يصادف باغي الخير حاجته

منها و يأوي إليها الجود و النسب (3)

12-و قد أوصى رافع بن خديج:أن لا تكشف امرأته الفزارية عما أغلق عليه بابها (4).).

ص: 305


1- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 4 ص 1293،و كلمة اليوم زيادة لا محل لها،و نهاية الارب:ج 19 ص 494،و الاستيعاب(بهامش الاصابة):ج 3 ص 387،و عن التمهيد و البيان(كما في هامش تاريخ المدينة):لوحة 185 و 186.
2- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 4 ص 1302،و راجع:تاريخ الامم و الملوك:ج 4 ص 384،و الكامل في التاريخ:ج 3 ص 175.
3- تاريخ المدينة لابن شبة:ج 4 ص 1315،و الشعر موجود في العقد الفريد:ج 4 ص 115،(ط مكتبة الهلال سنة 1990 م)و تاريخ الامم و الملوك:ج 4 ص 424.
4- صحيح البخاري:ج 2 ص 82،كتاب الوصايا:باب 8(ط سنة 1309 ه.ق).

13-و يذكر حديث آخر:أن عليا خاطب بعض أصحابه بكلام استعظموه حيث لم يفهموا المراد منه.فقاموا«ليخرجوا من عنده،فقال علي(ع)للباب:«يا باب استمسك عليهم»،فاستمسك عليهم الباب،ثم أوضح لهم ما يريد» (1).

و كان ذلك بعد وفاة رسول الله(ص).

14-عن الحسن:أن رجلا وجد مع امرأته رجلا قد أغلق عليهما،و أرخى عليهما الاستار،فجلدهما عمر بن الخطاب مائة مائة (2).

15-و عن علي بن ابراهيم عن أبيه،عن النوفلي،عن النوفلي،عن السكوني،عن أبي عبد الله(ع):«إن أمير المؤمنين(ع)رفع إليه رجل استأجر رجلا يصلح بابه،فضرب المسمار،فانصدع الباب..فضمّنه أمير المؤمنين(ع) (3).

16-و قد أرسل عمر رجلين الى عامل له بمصر،فاستأذنا عليه، فقال:إنه ليس عليه إذن،فقالا:ليخرجن علينا أو لنحرقن بابه،و جاء أحدهما بشعلة من نار،فلما رأى ذلك الخ.. (4).

17-و في النصوص ما يدل على أنه قد كان للابواب رتاج أيضا،و لا يكون ذلك إلا لباب خشبي،أو حديدي.فقد روي عن0.

ص: 306


1- البحار:ج 42 ص 189،و الاختصاص:ص 163.
2- كنز العمال:ج 5 ص 415،عن عبد الرزاق.
3- الكافي:ج 5 ص 243،و راجع:تهذيب الاحكام:ج 7 ص 220/219، و الاستبصار:ج 3 ص 132،و وسائل الشيعة:ج 19 ص 144.
4- تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي:ص 140.

علي(ع)قوله:

«اعلموا عباد الله،ان عليكم رصدا من أنفسكم،لا تستركم منه ظلمة ليل داج،و لا يكنكم منه باب ذو رتاج» (1).

و إنما يتحدث علي(ع)مع الناس بما عرفوه و ألفوه.

ملاحظة:يقال للخشبة التي تدور فيها رجل الباب:«النجران» و يقال لأنف الباب:«الرتاج» (2).

18-و يحدثنا التاريخ:ان أبا سيارة أولع بامرأة أبي جندب، فاتفقت مع زوجها،فاستدرجته الى بيتها،فلما دخل البيت أغلق أبو جندب الباب،ثم أخذه فضربه ضربا أليما،فشكاه الى عمر،فلما استخبر الامر من أبي جندب جلد أبا سيارة مائة جلدة (3).

19-و في حديث عمر مع المغيرة و أبي موسى الاشعري:

«فقام الى الباب ليغلقه،فإذا آذنه الذي أذن عليه في الحجرة،فقال:

امض عنا لا أمّ لك.فخرج،و أغلق الباب خلفه،ثم جلس» (4).

20-و قد تقدم حديث زيارة عمر و يرفأ لأبي الدرداء،فدفع الباب،فإذا ليس له غلق.

21-و قد أرسل عمر محمد بن مسلمة ليحرق بابا من خشب2.

ص: 307


1- نهج البلاغة:الخطبة رقم 157،و البحار:ج 74 ص 431.
2- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام:ج 7 ص 551.
3- كنز العمال:ج 5 ص 453،عن الخرائطي في اعتلال القلوب.
4- بحار الانوار:ج 30 ص 452،و الشافي:ج 4 ص 132،و شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 32.

كان صنعه سعد بن أبي وقّاص لقصره في الكوفة،فأحرقه (1).

22-حديث المرأة التي كانت في بيتها،تنشد شعرا في مدح النبي(ص)و عمر يسمع في الخارج.فما زال يبكي حتى قرع الباب... (2).

قال افتحي رحمك الله،فلا بأس عليك ففتحت له».

و في نص آخر:فدق عليها الباب،فخرجت إليه فقال:الخ..

خلاصات:

و خلاصة ما تقدم:ان تعبيراتهم تشير الى وجود أبواب ذات مصاريع في تلك الفترة،و ذلك مثل:

-و الباب عليه مغلق -أ ترى هذه الابواب و المصاريع،إنما هي من سدر عروة،كان عروة يقطعه من أرضه.

-أن يدخلوا بيتا،و يغلقوا عليهم بابه.

-اسمع قرع رأسه على الباب،كأنه دبّاءة،و يقول:دب،دب.

-قرع الباب.

-فتح الباب.

-فأحرقوا الباب،باب عثمان،فلما وقع الباب ألقوا عليه

ص: 308


1- كنز العمال:ج 12 ص 661،عن ابن سعد و ج 5 ص 768.
2- كنز العمال:ج 2 ص 778،و ج 12 ص 562.

التراب و الحجارة.

-فلما رأى الباب قد أحرق.

-مضطرون الى جرّ الباب.

-فدفعوا الباب.

-هموا بإحراق بابه.

-باب صديع،و باب محرق.

-مما أغلق عليه بابها.

-يا باب استمسك عليهم.

-يصلح بابه،فضرب المسمار،فانصدع الباب فضمنه أمير المؤمنين(ع).

و غير ذلك..

ص: 309

ص: 310

الفصل الثالث: الأبواب لبيوت مكة و الكعبة أعزها الله

اشارة

ص: 311

ص: 312

الابواب في مكة في عصر النبوة:

لقد كانت مكة حرما آمنا:و يبدو أنه لما دخلها النبي(ص)في عام الفتح سنة ثمان للهجرة نهى الناس عن اتخاذ الابواب لبيوتها، و عمل الناس بمقتضى هذا النهي،حتى نقضه معاوية.

يقول النص:

1-عن أبي عبد الله(ع):ان معاوية أول من علّق على بابه مصراعين بمكة،و أول من جعل لدور مكة أبوابا (1).و النصوص الدالّة على ذلك عديدة (2).

2-و عنه(ع)،عن أبيه،عن علي(ع):إن رسول الله(ص) نهى أهل مكة أن يؤاجروا دورهم،و أن يغلقوا عليها بابا.و قال:سواء العاكف فيه و الباد.

قال:و فعل ذلك أبو بكر،و عمر،و عثمان،و علي(ع)حتى كان في زمن معاوية (3).

ص: 313


1- الكافي:ج 4 ص 243 و 244،و الوسائل ج 13 ص 268/267،و تهذيب الاحكام:ج 5 ص 420.
2- راجع هذه النصوص في المصادر التالية:وسائل الشيعة:ج 13 ص 268، و 269،و الكافي ج 4 ص 244،و من لا يحضره الفقيه:ج 2 ص 126،و علل الشرائع:ج 396.
3- البحار:ج 96 ص 81،و قرب الاسناد:ص 108.

الابواب في مكة قبل الفتح:

و تدل النصوص أيضا على أنه قد كان للبيوت أبواب في مكة قبل فتحها في السنة الثامنة للهجرة.و نختار للتدليل على ذلك النصوص التالية:

1-عن أم هاني بنت أبي طالب،قالت:لما كان يوم فتح مكة أجرت رجلين من أحمائي،فأدخلتهما بيتا،و أغلقت عليهما بابا (1).

2-و عن النبي(ص)،انه قال في فتح مكة:«من دخل دار أبي سفيان،فهو آمن،و من أغلق(عليه)بابه فهو آمن (2).

زاد في حديث آخر قوله:«فغلق الناس أبوابهم» (3).

3-و حين أرادت قريش قتل النبي:قال أبو طالب لعلي:«يا بني،اذهب الى عمك أبي لهب فاستفتح عليه،فإن فتح لك،فادخل، و إن لم يفتح لك فتحامل على الباب فاكسره،و ادخل عليه،و قل له، يقول لك أبي:ان امرأ عمه في القوم ليس بذليل.

ص: 314


1- مسند أحمد:ج 6 ص 343 و كنز العمال:ج 8 ص 403 عن ابن ابي شيبة، و ابن جرير.
2- و حيث ان مصادر ذلك تكاد لا تحصى،فنحن نقتصر على نموذج منها،و هي التالية:سنن أبي داود:ج 2 ص 162،و تفسير القمي:ج 2 ص 321،و مسند أحمد:ج 2 ص 292،و الوسائل:ج 15 ص 27،و تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي:ج 4 ص 116 و ج 6 ص 137،و الكافي:ج 5 ص 12،الخصال:ج 1 ص 276،و صحيح مسلم(نشر دار احياء التراث العربي):ج 3 ص 1408، و البحار:ج 75 ص 169،و ج 21 ص 104 و 139 و 117 و 129 و 136، و مناقب آل أبي طالب:ج 1 ص 207.
3- مسند أحمد:ج 2 ص 538،(ط 1401 ه دار التعارف-بيروت)،و صحيح مسلم:ج 3 ص 1406،(نشر دار إحياء التراث العربي).

قال:فذهب أمير المؤمنين(ع)فوجد الباب مغلقا،فاستفتح، فلم يفتح له،فتحامل على الباب فكسره،و دخل الخ (1)».

4-و سأل ابن الكواء عليا(ع):أين كنت حيث ذكر الله نبيه و أبا بكر، ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ:لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنا ؟

فقال أمير المؤمنين(ع): ويلك يا ابن الكواء،كنت على فراش رسول الله(ص)و قد طرح عليّ برده...الى أن يقول:و جعلوني في بيت،و استوثقوا مني و من الباب بقفل..الى أن قال:ثم سمعت صوتا آخر يقول:يا علي،فإذا بالباب قد تساقط ما عليه،و فتح،فقمت و خرجت (2).

5-و في احتجاج أمير المؤمنين(ع)على اليهود،ذكر(ع)لهم ان مشركي مكة قالوا للنبي(ص):«يا محمد،ننتظر بك الى الظهر، فإن رجعت عن قولك،و إلا قتلناك،فدخل النبي(ص)في منزله، فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم الخ (3).

6-و في حديث الهجرة:«فتح رسول الله الباب و خرج» (4).4.

ص: 315


1- الكافي:ج 8 ص 276 و 277،و البحار:ج 22 ص 265 و 266.
2- خصائص الائمة للسيد الرضي:ص 58(ط سنة 1406 ه.نشر مجمع البحوث الاسلامية-مشهد-ايران)،و الخرائج و الجرائح:ج 1 ص 215(ط سنة 1409 ه،قم)و في هامشه عن حلية الابرار:ج 1 ص 278،و عن مدينة المعاجز:ص 76،و راجع:البحار:ج 36 ص 43 و 44 و ج 19 ص 76.
3- مسلم:ج 3 ص 1406،(نشر دار إحياء التراث العربي).
4- البحار:ج 19 ص 73،و الخرائج و الجرائح:ج 1 ص 144.

7-قصة سواد بن قارب حينما توجه الى مكة،و قصد بيت خديجة،قال:«ثم انتهيت الى بابها،فعقلت ناقتي،ثم ضربت الباب، فأجابتني...الى أن قال:فسمعته يقول:يا خديجة،افتحي الباب.

ففتحت فدخلت.فرأيت النور في وجهه ساطعا الخ (1)».

8-و حين عاد النبي(ص)من الشام،حينما ذهب في تجارة لخديجة«قرع الباب،قالت الجارية:من بالباب؟!قال:أنا محمد (2)».

9-و في حديث الحمل بفاطمة(ع)حين أمر الله تعالى نبيه باعتزال خديجة أربعين صباحا،و يكون في بيت فاطمة بنت اسد، و انتهت المدة،بعث إليها عمّار بن ياسر يقول لها:

«لا تظني يا خديجة،ان انقطاعي عنك..الى أن قال:فإذا جنّك الليل فاجيفي الباب..الى أن يقول:

قالت خديجة:و كنت قد ألفت الوحدة،فكان إذا جنّني الليل غطيت رأسي،و أسجفت ستري،و غلقت بابي..

الى أن تقول خديجة:إذ جاء النبي(ص)فقرع الباب، فناديت:من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلا محمد(ص).

فنادى النبي(ص)بعذوبة كلامه،و حلاوة منطقه:افتحي يا خديجة فإني محمد.

قالت خديجة:فقمت فرحة مستبشرة بالنبي(ص)،و فتحت الباب (3)الخ...1.

ص: 316


1- البحار:ج 18 ص 98-100 و ج 60 ص 106،و الاختصاص:ص 182.
2- البحار:ج 16 ص 49.
3- البحار:ج 16 ص 78 و 79 و عوالم العلوم:ج 11 ص 41.

10-و في حديث اسلام عمر،و ذهابه الى بيت أخته يقول:

ذهبت«مغضبا حتى قرعت الباب..فلما قرعت الباب قيل:من هذا؟ الى ان قال:فلما فتحت لي أختي الباب قلت:يا عدوة نفسها...».

ثم يستمر في كلامه،الذي يحوي تعابير كثيرة من هذا القبيل (1).

باب الكعبة:

و لا ريب في أنه قد كان للكعبة أعزها الله باب يفتح و يغلق، و يدل على ذلك:

1-ما ذكر عن ولادة علي(ع)في الكعبة،إذ بعد أن دخلت أمه إليها من شق الحائط الذي ظهر لها،قالوا:«فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا،فلم ينفتح الباب الخ» (2).

2-و في فتح مكة أرسل الى عثمان بن طلحة،فجاء بالمفتاح، ففتح الباب.قال:ثم دخل النبي(ص)،و بلال(و أسامة بن زيد، و عثمان بن طلحة،و أمر بالباب فأغلق،فلبثوا فيه مليا،ثم فتح الباب) (3).

و في نص آخر يذكر دخول النبي(ص)و جماعة الى الكعبة،

ص: 317


1- راجع كنز العمال:ج 12 ص 553/547 و 558.
2- البحار:ج 35 ص 36،و الامالي للشيخ الطوسي:ج 2 ص 318.
3- صحيح مسلم(ط دار إحياء التراث العربي سنة 1414 ه)،ج 2 ص 966 و 997،و صحيح البخاري:(ط دار إحياء التراث العربي)ج 1 ص 126، و مسند أحمد:ج 2 ص 33.

ثم يقول:«فأغلقوا عليهم،فلما فتحها» (1).

3-و يفصل نص آخر ذلك فيقول:«لما دخل النبي(ص)مكة يوم الفتح غلق عثمان بن أبي طلحة باب البيت،و صعد الى السطح، فطلب النبي(ص)المفتاح منه فقال:لو علمت انه رسول الله لم أمنعه».

فصعد علي بن أبي طالب السطح،و لوى يده،و أخذ المفتاح منه،و فتح الباب،فدخل النبي(ص)البيت،فصلى فيه ركعتين،فلما خرج طلب العباس أن يعطيه المفتاح فنزل: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها (2).

فأمر النبي(ص)أن يرد المفتاح الى عثمان (3).

و في حديث آخر:انه(ص)قال:«عند من المفتاح؟قالوا عند أم شيبة،فقال اذهب الى امك فقل لها:ترسل بالمفتاح...

الى أن قال:فوضعته في يد الغلام،فأخذه و دعا عمر،فقال:

هذا تأويل رؤياي،ثم قال:ففتحه و ستره،فمن يومئذ يستر.

ثم عا الغلام فبسط رداءه،و جعل فيه المفتاح،و قال:رده الىي.

ص: 318


1- سنن النسائي:ج 2 ص 33 و 34،و مسند أحمد:ج 6 ص 15 و ج 2 ص 33 و 120،و صحيح مسلم:ج 2 ص 967(ط دار إحياء التراث العربي سنة 1412 ه).
2- البحار:ج 21 ص 116 و 117،و مناقب آل أبي طالب:ج 2 ص 143.
3- أسباب النزول:ص 130(ط دار الكتاب العربي سنة 1410 ه)،و البحار: ج 21 ص 116 و 117،عنه و عن المناقب:تفسير الثعلبي،و القشيري، و القزويني،و معاني الزجاج،و مسند الموصلي.

أمك الخ.. (1).

4-و قد كان لباب الكعبة حلقة أيضا،فروي ان النبي(ص)لما خرج من الكعبة أخذ بحلقة الباب،ثم قال الخ (2).

5-و عن أسامة بن زيد انه دخل هو و رسول الله(ص) بالبيت،فأمر بلالا فأجاف الباب،و البيت إذ ذاك على ستة أعمدة الخ (3).

خلاصات مما تقدم:

إذن،فقد نهى النبي(ص)أهل مكة عن اتخاذ الابواب لبيوتهم،و علم الناس بما طلبه منهم النبي،حتى جاء زمن معاوية، فكان أول من خالف النهي.

و الظاهر:انه(ص)قد نهى عن ذلك بعد فتح مكة،في أواخر حياته أما قبل ذلك،فقد كان لبيوت مكة أبواب.

و يدل على ذلك تعبيراتهم التالية:

-فأدخلتهما بيتا،و أغلقت عليهما بابا.

-استوثقوا مني و من الباب بقفل.

-فإذا الباب قد تساقط ما عليه(أي سقط القفل).

ص: 319


1- مناقب آل أبي طالب:ج 1 ص 209.
2- البحار:ج 67،ص 287 و مشكاة الانوار:ص 59.
3- كنز العمال:ج 5 ص 299،عن أحمد،و النسائي و الروياني.

-و فتح.

-فأغلق عليه الباب.

-و فتح رسول الله الباب و خرج.

-ثم ضربت الباب.

-افتحي الباب ففتحت.

-قرع الباب.

-استفتح عليه،فإن فتح لك فادخل.

-إذا لم يفتح فتحامل على الباب فاكسره و ادخل.

-وجد الباب مغلقا فاستفتح فلم يفتح له،فتحامل على الباب فكسره.

-أجيفي الباب.

-من أغلق عليه بابه فهو آمن.

-و غلقت بابي.

-قرع الباب.

-يقرع حلقة لا يقرعها الا محمد.

-افتحي يا خديجة.

-فتحت الباب.

هذا و قد كان للكعبة باب له مفتاح،و يدل على ذلك التعابير

ص: 320

التالية:

-فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا،فلم ينفتح الباب.

-فأغلقوا عليهم،فلما فتحها.

-فجاء بالمفتح ففتح الباب.

-و أمر بالباب،فأغلق.

-ثم فتح الباب.

-غلق عثمان بن أبي طلحة باب البيت.

-فطلب النبي(ص)المفتاح منه،و فتح الباب.

-لوى يده و أخذ المفتاح منه و فتح الباب.

-طلب العباس أن يعطيه المفتاح.

-أمر النبي(ص)أن يرد المفتاح الى عثمان.

-فأخذ بحلقة الباب.

ص: 321

ص: 322

ملحق مسرد عام لمصادر بعض العنادين المهمة

اشارة

ص: 323

ص: 324

هذا الفصل:

1-إننا نريد في هذا الفصل أن نقدم مسردا عاما لمصادر بعض العناوين،التي قد يزعم البعض عدم عثوره عليها في المصادر المعتبرة، و قد يجعل من عدم تتبعه للمصادر،ذريعة للتشكيك في الحدث نفسه من الاساس.

2-و هذا المسرد العام الذي نقدمه في نهاية هذه الجولة،لا يعني الاستقصاء و الاستيعاب،و إنما هو قدر ضئيل جدا،لا مجال لأن يقاس بجميع ما يمكن الرجوع إليه،و الاستفادة منه في هذا المجال.

و الدليل على ذلك:أننا لو أردنا الاستفادة من كل ما توفر في مكتبتنا الخاصة فقط،فلربما يتضاعف العدد الى أكثر من ذلك بكثير، فكيف لو أريد الرجوع الى المكتبات الكبيرة الاخرى العامة، و المتنوعة؟!و كذلك الخاصة أيضا.

3-قد راعينا في المصادر المذكورة أن تكون متنوعة الى درجة كبيرة، فلم نعتمد فقط على الكتب الاربعة،المعتمدة لدى علمائنا و فقهائنا، و على المجاميع الحديثية الكبرى كالوسائل و البحار،بل تجد هذه الاحداث و الامور مذكورة في كتب و مؤلفات علمائنا و غيرهم على

ص: 325

اختلاف نحلهم،و اختصاصاتهم و اهتماماتهم.

و ستقرأ في هذا المسرد أسماء مؤلفات:

للعالم:الشيعي الامامي.

و الاسماعيلي.

و الزيدي.

و المعتزلي.

و الاشعري.

و الحنفي.

و الحنبلي.

و الشافعي.

و المالكي.

و الظاهري.

و الخارجي.

و اللغوي.

و الاديب.

و الشاعر.

و النسابة.

و المحدث.

ص: 326

و الفقيه.

و الفيلسوف.

و المتكلم.

و الرجالي.

و المؤرخ.

و الاصولي.

و الاخباري.

و غير ذلك..

4-إن أدنى مراجعة للمصادر الآتية تعني:ان الذين ذكروا هذه الوقائع المؤلمة هم ممن يشار إليهم بالبنان من العلماء من مختلف الفئات و الطوائف بل ان بعضهم من المراجع العظام،و من الروّاد الكبار و الطليعيين فيما تصدّوا له.

5-لقد ظهر مما يأتي،ان نقل هذه الوقائع لم يقتصر على جيل دون جيل،بل تجدهم في جميع العصور من قدماء الاصحاب..ثم يتوالى التصدي لنقلها ليستوعب العصور كلها و الى يومنا هذا..هذا فضلا عن المصادر التي حملت لنا كلمات المعصومين عليهم السلام في هذا المجال.

6-إننا لم نذكر مصادر التهديد بالاحراق.و غير ذلك من أمور،لان هذا التهديد مما اتفق عليه الناقلون من جميع الفئات و مختلف الطوائف.فهو من البديهيات التي لا تحتاج الى بذل جهد،

ص: 327

أو مساعدة لا حد في التعريف بها أو عليها..

فإلى ما يلي من مصادر قد يهم الباحثين أن يطلعوا عليها،و الله هو الموفق و المسدد،و الهادي.

ص: 328

إحراق الباب:

1-سليم بن قيس:ص 585 و 868/863.

2-البحار:ج /22ص 484 و 485.و ج 28 ص /297 299 و 306 و 309/308 و 269 و 390 و 411،و ج 95 ص 351 و 353 و 354 و ج 30 ص 350/348،و ج 31 ص 126.

ج 43 ص 197،و ج 53 ص 23/14.

3-العوالم:ج 11 ص 404/400 و 343/441.

4-و مؤتمر علماء بغداد:ص 137/135.

5-اثبات الوصية:ص 143.

6-الصراط المستقيم:ج 3 ص 13،شعر البرقي(ت:245 ه).

7-المنتخب للطريحي:ص 161(شعر الخليعي ت:750 ه).

8-الغدير:ج 6 ص 391،شعر علاء الدين الحلي(القرن الثامن).

9-الانوار القدسية للاصفهاني 44/42.

ص: 329

10-ارشاد القلوب للديلمي:(بنقل البحار).

11-الغارات للثقفي.

12-الشافي للسيد المرتضى:ج 3 ص 241.

13-تلخيص الشافي:ج 3 ص 76.

14-الهداية الكبرى:ص 163 و 179 و 407 و 408 و 417.

15-حلية الابرار:ج 2 ص 652.

16-نوائب الدهور:ص 192.

17-فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى:ج 2 ص 532.

18-خصائص الائمة:ص 47،72.

19-مصباح الانوار.

20-الطرف:ص 34/29.

21-المحتضر:ص 55/44.

22-الانوار النعمانية للجزائري.

23-تجريد الاعتقاد(مطبوع ضمن كشف المراد)ص 402.

24-نهج الحق:ص 271 و 272.

25-كشف المراد:ص 402 و 403.

26-اللوامع الالهية في المباحث الكلامية:ص 302.

ص: 330

27-مفتاح الباب لابن مخدوم:ص 199.

28-الامامة لابن سعد الجزائري:ص 81 مخطوط.

29-الرسائل الاعتقادية للخواجوئي:ص 444.

30-كشف الغطاء:ص 18.

31-تشييد المطاعن.

32-الصوارم الماضية(مخطوط)ص 56.

33-مقتل الحسين للمقرم:ص 389 عن كاشف الغطاء.

ص: 331

ضرب الزهراء:

1-الامالي للصدوق:ص 101/99 و 118.

2-إثبات الهداة:ج 1 ص 281/280.

3-إرشاد القلوب للديلمي:ص 295.

4-بشارة المصطفى:197-200.

5-الفضائل لابن شاذان:11/8.

6-غاية المرام:48.

7-المحتضر:109 و 55/44.

8-المناقب لابن شهرآشوب:ج 2 ص 209.

9-وفاة الصديقة الزهراء للمقرم:60 و 78.

10-تفسير العياشي:ج 2 ص 307 و 308.

11-البرهان في تفسير القرآن:ج 2 ص 434.

12-كامل الزيارات:ص 335/332.

13-الهداية الكبرى:ص 179 و 407 و 408 و 417.

14-حلية الابرار:ج 2 ص 652.

ص: 332

15-نوائب الدهور:ص 194.

16-فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى:ج 2 ص 532.

17-الاختصاص:ص 185 و 184.

18-المغني للقاضي عبد الجبار:ج 20 ق 1 ص 335.

19-الشافي للسيد المرتضى:ج 4 ص 119/110 و 117 و 120.

20-الانوار النعمانية.

21-مصباح الانوار(من علماء القرن السادس).

22-نوادر الاخبار:ص 183.

23-علم اليقين:ص 686-688.

24-المنتخب للطريحي:ص 137/136 و 293.

25-مؤتمر علماء بغداد:ص 137/135.

26-سيرة الائمة الاثني عشر:ج 1 ص 132.

27-الملل و النحل:ج 1 ص 57.

28-بهج الصباغة:ج 5 ص 15.

29-بيت الاحزان:ص 124.

30-الفرق بين الفرق:ص 148.

31-الخطط للمقريزي:ج 2 ص 346.

ص: 333

32-الوافي بالوفيات:ج 6 ص 17.

33-شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 60 و ج 16 ص 235 و 236 و 271.

34-أعلام النساء:ج 4 ص 124.

35-الصراط المستقيم:ج 3 ص 13.

36-الارجوزة المختارة:ص 92/88.

37-ديوان مهيار:ج 2 ص 367 و 368.

38-أرجوزة في تواريخ النبي و الائمة:ص 13 و 14.

39-تراجم أعلام النساء:ج 2 ص 316 و 317.

40-الانوار القدسية للاصفهاني:44/42.

41-فرائد السمطين:ج 34/2 و 35.

42-سليم بن قيس:ج 2 ص 585 و 586 و 587 و 674 و 675 و 907.

43-البحار:ج 28 ص 299/297 و 270/268 و 261 و هامش ص 271 أو 281 و 39/37 و 51 و 321 و 62 و 64.ج 43 ص 200/197 و 172 و 173.ج 351/95 و 352 و 354.ج 30، 295/293 و 302 و 303 و 350/348.ج 149/44.ج 53،/14 23.192/29.

44-العوالم:ج 11 ص 400-404 و 414 و 416 و 391 و 392 و 413 و 397 و 398 و 443/441.

ص: 334

45-الاحتجاج:ج 1 ص 216/210 و 414.

46-مرآة العقول:ج 5 ص 319 و 320 و 318 و 321.

47-ضياء العالمين:ج 2 ق 3 ص 64/60.

48-جلاء العيون للمجلسي:ج 1 ص 193 و 194 و /186 188 و 189 و 184.

49-كامل بهائي:ج 1 ص 306 و 312 و 313.

50-حديقة الشيعة:ص 265 و 266.

51-روضة المتّقين:ج 5 ص 342.

52-تراجم أعلام النساء:ج 2 ص 321.

53-الصوارم الحاسمة للكمالي الأسترآبادي.

54-نوائب الدهور:ج 1 ص 157

55-ألقاب الرسول(ص)و عترته:ص 39 و 43.

56-تلخيص الشافي:ج 3 ص 156.

57-النقض:ص 298 و 302.

58-اللوامع الالهية في المباحث الكلامية:ص 302.

59-مناظرة الغروي و الهروي:ص 47 و 48.

60-الامامة لابن سعد الجزائري:(مخطوط)ص 81.

61-الرسائل الاعتقادية للخواجوئي المازندراني:ص 444 و 446.

ص: 335

62-الحدائق الناضرة:ج 5 ص 180.

63-روضات الجنات:ج 1 ص 358.

64-التتمة في تواريخ الائمة:ص 28.و راجع:ص 39 و لا سيما ص 35.

ص: 336

المحسن مات صغيرا:

1-مسند أحمد:ج 1 ص 98 و 118.

2-البدء و التاريخ:ج 5 ص 75.

3-تاريخ دمشق(ترجمة الامام الحسين،بتحقيق المحمودي):

ص 18.

4-السنن الكبرى:ج 6 ص 66،ج 7 ص 63.

5-الروضة الفيحاء في تواريخ النساء:ص 252.

6-تهذيب تاريخ دمشق:ج 4 ص 204.

7-الادب المفرد:121.

8-أسد الغابة:ج 2 ص 18 و ج 4 ص 308.

9-الاصابة:ج 3 ص 471.

10-الذرّية الطاهرة:ص 97 و 90 و 155.

11-الاستيعاب(مطبوع بهامش الاصابة):ج 1 ص 369.

12-نهاية الإرب:ج 18 ص 213 و ج 20 ص 221 و 223.

ص: 337

13-الرياض المستطابة:ص 293.

14-تاريخ الخميس:ج 1 ص 418 و 279.

15-منتخب كنز العمال:(مطبوع بهامش مسند أحمد)ج 5 ص 108.

16-مختصر تاريخ دمشق:ج 7 ص 7 و 117.

17-المستدرك على الصحيحين:ج 3 ص 165 و 166.

18-مجمع الزوائد:ج 8 ص 52/25 و ج 4 ص 59.

19-تلخيص مستدرك الحاكم،للذهبي:(مطبوع بهامش المستدرك).

20-ذخائر العقبى:119 و 116 و 117 و 55.

21-أنساب الاشراف(بتحقيق المحمودي):ج 3 ص 144.

22-التبيين في أنساب القرشيين:ص 133 و 192 و 91 و 92.

23-كفاية الطالب:ص 208.

24-تذكرة الخواص:ص 193 و 322.

25-شرح المواهب،للزرقاني:ج 4 ص 339.

26-البداية و النهاية:ج 7 ص 332.

27-تاج العروس:ج 3 ص 389.

28-كنز العمال:ج 6 ص 221.

ص: 338

29-مناقب آل أبي طالب:ج 1 ص 16.

30-الكامل لابن الاثير:ج 3 ص 397.

31-تاريخ الامم و الملوك:ج 5 ص 153.

32-دلائل النبوة للبيهقي:ج 3 ص 161.

33-البداية و النهاية:ج 3 ص 346 و ج 7 ص 332.

34-الحدائق الوردية:ج 1 ص 52.

35-المواهب اللدنية:ج 1 ص 198.

36-جمهرة أنساب العرب:ص 16.

37-نزل الابرار:ص 34.

38-الرياض النضرة المجلد الثاني:ص 239.

39-ارشاد الساري:ج 6 ص 441.

40-البحر الزخّار:ج 1 ص 208 و 221.

41-اتحاف السائل:ص 33.

42-لباب الانساب:ج 1 ص 337.

43-الجوهرة في نسب الامام علي و آله:ص 19.

44-تاريخ الهجرة النبوية:ص 58.

45-صفة الصفوة:ج 2 ص 9 أو 5.

46-التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة:ج 1 ص 19.

ص: 339

47-الرياض المستطابة:ص 292 و 293.

48-نور الابصار للشبلنجيّ:ص 147.

49-المختصر في أخبار البشر:ج 1 ص 181.

50-المعارف لابن قتيبة:ص 143 و 210 و 211.

51-ينابيع المودة:ص 201.

52-العوالم:ج 11 ص 539.

53-عيون الاثر:ج 2 ص 290.

54-حبيب السير:ج 1 ص 436.

55-تاريخ اليعقوبي:ج 2 ص 213.

56-كشف الاستار عن مسند البزار:ج 2 ص 416.

57-موارد الظمآن:ص 551.

58-ترجمة الامام الحسن القسم غير المطبوع من طبقات ابن سعد:ص 34.

59-السيرة الحلبية:ج 3 ص 292.

60-المعجم الكبير للطبراني:ج 3 ص 29 و 96 و 97(ط دار احياء التراث العربي).

61-الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان:ج 15 ص 410.

ص: 340

ذكر المحسن مجردا:

قد ذكرت المصادر التالية اسم المحسن مجردا عن ذكر إسقاطه أو عدمه،و بعضها قد ذكر ذلك نقلا عن آخرين.

1-القاموس المحيط:ج 2 ص 55.

2-البحار:ج 43 ص 16 و 17 و 213 و 238.

3-تاج العروس:ج 3 ص 389.

4-لسان العرب:ج 4 ص 393.

5-دلائل النبوة للبيهقي:ج 3 ص 162.

6-عوالم العلوم:ج 11 ص 69 و 272 و 480 و 539.

7-جامع الاصول:ج 12 ص 9 و 10.

8-ضياء العالمين:ج 2 ق 3 ص 2 و 11.

9-ذخائر العقبى:ص 55.

10-ارشاد الساري:ج 6 ص 141.

11-سير أعلام النبلاء:ج 2 ص 119.

12-الاصابة:ج 3 ص 471.

ص: 341

13-الائمة الاثنا عشر:ص 58.

14-تهذيب الاسماء:ج 1 ص 349.

15-مقتل الحسين:ج 1 ص 83.

16-تاريخ الخميس:ج 1 ص 279/278.

17-البداية و النهاية:ج 5 ص 293.

18-الثقات:ج 2 ص 204.

19-شرح بهجة المحافل:ج 2 ص 138.

20-مآثر الانافة:ج 1 ص 100.

21-نور الابصار:ص 103.

22-روضة المناظر(مطبوع بهامش الكامل):ج 7 ص 195.

23-فاطمة بنت رسول الله(لعمر أبي النصر):ص 93.

24-مناقب آل أبي طالب:ج 3 ص 132.

25-الهداية الكبرى:ص 176.

26-أزهار بستان الناظرين للعباس الموسوي الشامي:(كما في منتهى الآمال)ج 1 ص 263.

ص: 342

اسقاط المحسن،دون ذكر السبب:

1-الكافي:ج 6 ص 18.

2-عوالم العلوم:ج 11 ص 411.

3-البحار:ج 7 ص 328 و 329،و ج 10 ص 112 و ج /12 6 و 7،و ج 23 ص 130 و 131،و ج 90/42 و ج 43 ص 145 و 195 و ج 101 ص 118/112.

4-الخصال:ج 2 ص 434 أو 634.

5-علل الشرائع:ج 2 ص 464.

6-جلاء العيون:ج 1 ص 222.

7-تاريخ أهل البيت:ص 93.

8-كشف الغمة للاربلي:ج 2 ص 67.

9-اسعاف الراغبين(بهامش نور الابصار):ص 86.

10-تاريخ الائمة:ص 16.

11-تاج المواليد:ص 18 و 23 و 24.

12-تنقيح المقال:ج 3 ص 82.

ص: 343

13-الفصول المهمة:ص 126 أو 135.

14-نزهة المجالس:ج 2 ص 184 أو 194.

15-الارشاد للمفيد:ج 1 ص 355.

16-اعلام الورى:ص 203.

17-المستجاد من كتاب الارشاد:ص 140.

18-العمدة:ص 30.

19-تفسير القمي:ج 1 ص 128.

20-نور الثقلين:(تفسير)ج 1 ص 348.

21-البرهان في تفسير القرآن:ج 1 ص 328 و 329.

22-كتاب الاربعين لجلال الدين الهروي:ص 68.

23-مطالب السؤل:ص 45.

24-الشجرة للطرابلسي الحنفي:ص 6.

25-أولاد الامام علي:ص 46.

26-مشارق الانوار للحمزاوي:ص 132.

ص: 344

اسقاط المحسن،مع ذكر السبب:

1-اثبات الوصية:ص 143.

2-الملل و النحل:ج 1 ص 57.

3-بهج الصباغة:ج 5 ص 15.

4-بيت الاحزان:ص 124.

5-الوافي بالوفيات:ج 6 ص 17.

6-شرح نهج البلاغة للمعتزلي:ج 2 ص 60 و ج 14 ص 193 عن شيخه أبي جعفر النقيب.

7-الارجوزة المختارة:ص 92/88.

8-المنتخب للطريحي:ص 136 و 293.

9-أرجوزة الحر العاملي في تواريخ الائمة:ص 13 و 14 (مخطوط).

10-تراجم أعلام النساء:ج 2 ص 316 و 317.

11-الانوار القدسية:ص 44/42.

12-فرائد السمطين:ج 2 ص 34 و 35.

ص: 345

13-الامالي للصدوق:ص 101/99.

14-ارشاد القلوب للديلمي:ص 295.

15-جلاء العيون:ج 1 ص 184 و 185 و 188/186 و 193.

16-بشارة المصطفى:ص 197-200.

17-الفضائل لابن شاذان:ص 11/8 تحقيق الارموي.

18-غاية المرام:ص 48.

19-المحتضر:ص 109.

20-إقبال الاعمال:ص 625.

21-دلائل الامامة:ص 45 و 26 و 27.

22-مهج الدعوات:ص 257 و 258.

23-المصباح للكفعمي:ص 522 و 553 و 554.

24-مسند الامام الرضا للعطاردي:ج 2 ص 65.

25-الامامة لابن سعد الجزائري:(مخطوط)ص 81.

26-ضياء العالمين:ج 2 ق 2 ص 62 و 63 و 64.

27-طريق الارشاد للخواجوئي(مطبوع مع الرسائل الاعتقادية):ص 444 و 446 و 465.

28-الرسائل الاعتقادية:ص 301.

29-الحدائق الناضرة:ج 5 ص 180.

ص: 346

30-تشييد المطاعن:ج 1 فيه عشرات الصفحات،فلتراجع.

31-الصوارم الماضية:(مخطوط)ص 56.

32-روضات الجنات:ج 1 ص 358.

33-تلخيص الشافي:ج 3 ص 156 و 157.

34-النقض:ص 298.

35-اللوامع الالهية في المباحث الكلامية:ص 302.

36-مناظرة الغروي و الهروي:ص 47 و 48.

37-نفحات اللاهوت:ص 130.

38-إحقاق الحق:ج 2 ص 374.

39-سيرة الائمة الاثني عشر:ج 1 ص 132.

40-الصراط المستقيم:ج 3 ص 12.

41-كامل بهائي:ص 309.

42-التتمة في تواريخ الائمة:ص 28.

43-اثبات الهداة:ج 2 ص 370 و 380 و 381 و 360 و 337 و 338.

44-مناقب آل أبي طالب(لابن شهرآشوب):ج 3 ص 407.

45-البحار:ج 393/3،ج 373/25،ج 308/28 و 309 و 271 أو 281 و 39/37 و 270/268 و 209 و 210 و 264 و 323،ج 192/29،ج 294/30 و 295 و 350/348،

ص: 347

ج 41/39 و 42،ج 91/42،ج 237/43 و 233 و 170 و 172 و 173 و 200/197 و 64/22،و ج 261/82،و ج 223/83 و ج 200/199/97.

46-عوالم العلوم:ج 11 ص 539 و 411 و 504 و 391 و 392 و 400 و 404 و 398 و 443/441 و 414 و 416.

47-المجدي في أنساب الطالبيين:ص 12.

48-فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى:ج 2 ص 532.

49-نوائب الدهور:ص 192 و 194.

50-الاختصاص:ص 343 و 344 و 184 و 185.

51-كامل الزيارات:ص 326 و 327 و 335/332.

52-وفاة الصديقة الزهراء:ص 78.

53-كتاب سليم بن قيس:ص 590/587.

54-الاحتجاج:ج 1 ص 216/210 و 414.

55-مرآة العقول:ج 5 ص 319 و 320 و 321 و 318.

56-كفاية الطالب:ص 413.

57-حديقة الشيعة:ص 265 و 266.

58-معاني الاخبار:ص 207/205.

59-الهداية الكبرى:ص 179 و 180 و 417 و 408.

60-حلية الابرار:ج 2 ص 652.

ص: 348

61-البلد الامين:ص 551 و 552.

62-علم اليقين:ص 701 و 688/686.

63-روضة المتقين:ج 5 ص 342.

64-تراجم أعلام النساء:ص 321.

65-نوادر الاخبار للفيض:ص 183.

66-مؤتمر علماء بغداد:ص 137/135.

67-البدء و التاريخ:ج 5 ص 20.

68-فاطمة بنت رسول الله لعمر أبي النصر:ص 94.

69-التنبيه و الرد على أهل الاهواء و البدع:ص 25 و 26.

70-منتهى الآمال:ج 1 ص 263 و 201.

71-التتمة في تواريخ الائمة:ص 35.

72-مقتل الحسين للمقرم:ص 389(عن كاشف الغطاء).

73-ميزان الاعتدال:ج 1 ص 139.

74-لسان الميزان:ج 1 ص 268.

75-سير أعلام النبلاء:ج 15 ص 578.

ص: 349

كسر الضلع:

1-فرائد السمطين:ج 2 ص 34 و 35.

2-الامالي للصّدوق:101/99.

3-إرشاد القلوب للديلمي:295.

4-إثبات الهداة:ج 1 ص 281/280.

5-بشارة المصطفى:ص 200/197.

6-الفضائل لابن شاذان:11/8.

7-المصباح للكفعمي:553.

8-البلد الامين:ص 551 و 552.

9-علم اليقين:ص 701.

10-رشح البلاء(هامش المصباح):555 و 553.

11-الرسائل الاعتقادية:ص 301.

12-طريق الارشاد:465.

13-الصوارم الماضية:ص 56(مخطوط).

14-إقبال الاعمال:ص 625.

ص: 350

15-البحار:ج 97 ص 199 و 200 و ج 28 ص 270/268 و 261 و 39/37 و ج 43 ص 172 و 173 و ج 261/82 و ج 98 ص 44.

16-سليم بن قيس:594/586 و 907.

17-العوالم:ج 11 ص 404/400 و 391 و 392.

18-ضياء العالمين(مخطوط):ج 2 ق 3 ص 63 و 64.

19-الاحتجاج:ج 1 ص 216/210.

20-جلاء العيون:ج 1 ص 188/186.

21-مرآة العقول:ج 5 ص 319 و 320 و 318.

22-أدب الطف:ج 4 ص 32(شعر علي بن المقرب ت:

629 ه).

23-أدب الطف:ج 5 ص 329 شعر الصالح الفتوني:ت:

1190 ه.

24-الانوار القدسية 42-44.

25-الشيخ محمد علي الجبعي،عن خط الشهيد،عن مصباح الشيخ أبي منصور.

ص: 351

استشهاد فاطمة:

1-المزار للشيخ المفيد:156.

2-المقنعة للشيخ المفيد:459.

3-البلد الامين:198 أو 278.

4-البحار:ج 373/25،و ج 270/268/28 و 261 و 73 و 64/62،و ج 192/29،و ج 43 ج 200/197 و 170،و ج /53 23،و ج 97 ص 197 و 198 و 195 و 199 و 200.و ج 99 ص 220.

5-مصباح الزائر:ص 25 و 26.

6-مصباح المتهجد:654.

7-إقبال الاعمال:624 و 625.

8-من لا يحضره الفقيه:ج 2 ص 574.

9-تهذيب الاحكام للطوسي:ج 6 ص 10.

10-ملاذ الاخيار:ج 9 ص 25.

11-الوافي:ج 14 ص 1370 و 1371.

ص: 352

12-روضة المتقين:ج 5 ص 345 و 342.

13-جامع أحاديث الشيعة:ج 12 ص 264 و 261.

14-المصباح للكفعمي:ص 522.

15-سليم بن قيس:ج 2 ص 590/586 و 873 و 907 و 915.

16-كامل بهائي:ج 1 ص 314.

17-العوالم:ج 11 ص 404/400 و 504 و 398 و 411 و 260.

18-مرآة العقول:ج 5 ص 319 و 320 و 318 و 315.

19-ضياء العالمين(مخطوط):ج 2 ق 63/3 و 64.

20-جلاء العيون:ج 1 ص 186/184 و 193 و 194.

21-حديقة الشيعة:ص 265 و 266.

22-ألقاب الرسول و عترته:ص 39 و 43.

23-مؤتمر علماء بغداد:ص 137/135.

24-الارجوزة المختارة:ص 92/88.

25-الفضائل لابن شاذان:ص 141.

26-دلائل الامامة:ص 26 و 27 و 45.

27-كامل الزيارات:ص 335/332 و 327/326.

28-كنز الفوائد:ج 1 ص 150/149.

ص: 353

29-روضات الجنات:ج 6 ص 182.

30-الاختصاص:ص 343 و 185/184.

31-وفاة الصديقة الزهراء:ص 78.

32-الكافي:ج 1 ص 458.

33-الرسائل الاعتقادية للخواجوئي:ص 302 و 301.

34-التتمة في تواريخ الائمة:ص 28 و 35.

ص: 354

أصاب عينها:

1-سيرة الائمة الاثني عشر:ج 1 ص 132.

2-الانوار القدسية:44/42.

و مصادر أخرى.

ص: 355

ص: 356

كلمة أخيرة:

و آخر كلمة نقولها هي:اننا نتمنى على أولئك الذين يتصدون للشأن العلمي،أن لا يسترسلوا كثيرا في إطلاق الدعاوى،قبل التمحيص لما هو الصواب و الحق فيها،فإن ذلك من شأنه أن يربك الساحة،و يشغل الناس بأمور لا يحسن اشغالهم بها..لا سيما و أن الناس لا يطلب منهم التصدي لحصحصة الحق في كل الامور،لأن ذلك لن يكون في مقدورهم أو ليس ميسورا لهم على أقل تقدير.

الى جانب ذلك،فإنني أرجو أن يكون هذا الكتاب قد استطاع بما قدمه من ايضاحات و أدلة ظاهرة،و نصوص متواترة و متضافرة قد أوضح جوانب هذه القضايا المطروحة.مع تأكيدنا على أننا حرصنا على الابتعاد عن الدخول في الجوانب الشخصية،من دون أي تأثر بما يشاع من أجواء،و إثارات موجهة من قبل هذا الفريق أو ذاك.

أعود و أذكر بأننا لا زلنا نأمل في أن يكون الحوار الهادئ و الرصين بكل مفرداته و أساليبه هو الخيار للجميع،مع كل محبتنا و اخلاصنا ثم ان ما حفل به هذا الكتاب من نصوص لم يكن الهدف منه الاستقصاء و الاستيعاب،بل مجرد تقديم،إضمامة من النصوص القريبة المأخذ،لتكون أنموذجا يشير الى أن دعوى عدم تعرض فاطمة(ع)للضرب أو لكسر الضلع،و تحريق بيتها،و ما إلى ذلك، و كذلك دعوى عدم وجود أبواب و مصاريع لبيوت المدينة،و غير ذلك

ص: 357

ما هي إلا سخرية بعقول الناس،أو استهتار،و عبث بالقيم العلمية.

و هي ملهاة أو تضييع لأوقات الناس،و تبديد لجهودهم و جهود المخلصين من علماء الامة على مدى التاريخ.

و نعتبر أن ما ذكرناه في هذا الكتاب يكفي لقطع العذر،و بوار الدعوى التي استندوا إليها،و اعتمدوا عليها.

و أعود فأؤكد على أنه ليس من المصلحة الاستمرار في أن تطرح برسم التداول،أمور قديمة في الأكثر و موهونة،في محاولة للاستفادة منها في الترويج لشكوك أريد لها أن تحل محل الحقائق التاريخية، و الدينية و الإيمانية الثابتة بالنصوص القاطعة،و البراهين الساطعة.

حيث إن هذا يجعلنا بين خيارين،فإما أن نسكت،و نتحاشى كل هذا الواقع القائم،و نتجاهله،مهما تفاقم و تعاظم.

و اما أن نحاول رأب الصدع،و لملمة الجراح،و مواجهة الموقف بمسئولية،فنعمل على التوضيح و التصحيح،لا سيما و نحن نخشى ان ينجرف الكثيرون في تيار الشبه،و رياح التشكيك التي لا تستند الى دليل،و لا تعتمد على برهان،و إنما هي كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء،حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.

نسأل الله تعالى أن يعصمنا،و يسددنا،و يبعد عنا مضلات الفتن،و يحصننا من أوبئة الأوهام و التخييلات،و يرزقنا التسليم له سبحانه عند الشبهات،إنه ولي قدير.

و الحمد لله،و الصلاة و السلام على عباده الذين اصطفى،محمد و آله الطيبين الطاهرين.

/20شوال1417/ ه.ق جعفر مرتضى الحسيني العاملي

ص: 358

الفهارس

اشارة

Jالمراجع و المصادر الفهرس التفصيلي الفهرس الاجمالي

ص: 359

ص: 360

مصادر الكتاب

1-القرآن الكريم

الف

2-آية التطهير:للسيد علي موحد الابطحي(ط مطبعة سيد الشهداء،قم،ايران.سنة 1404 ه.ق).

3-الائمة الاثنا عشر:شمس الدين محمد ابن طولون (ت 953 ه)تحقيق:الدكتور صلاح الدين المنجد،(منشورات الرضي،قم-ايران).

4-إبطال نهج الباطل:فضل الله بن روزبهان الاصفهاني (ت:927 ه)مطبوع ضمن(دلائل الصدق).

5-الاتحاف بحب الاشراف:الشبراوي الشافعي(ت 1031 ه).(مكتبة القرآن للطبع و النشر و التوزيع،مصر).

6-إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب:للعلامة محمد عبد الرءوف المناوي(ت 1031 ه)،تحقيق عبد اللطيف عاشور.(مطبعة القرآن الكريم للطبع و النشر-القاهرة).

7-إتمام الوفاء:الشيخ محمد الخضري(ت 1354 ه)،(ط

ص: 361

المكتبة التجارية الكبرى،مصر).

8-إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات:محمد بن الحسن- الحر العاملي-(ت 1104 ه).(المطبعة العلمية،قم،ايران).

9-إثبات الوصية:علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت 346 ه)(ط النجف الاشرف،العراق،منشورات مكتبة بصيرتي، قم،ايران).

10-الاحتجاج:أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت 588 ه).(دار النعمان،النجف الاشرف-العراق،سنة 1386 ه.و انتشارات أسوه،قم-ايران،سنة 1413 ه،تحقيق:ابراهيم البهادري و محمد هادي به).

11-إحقاق الحق:(قسم الملحقات).آية الله السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي.(نشر مكتبة آية الله المرعشي،قم، ايران،سنة 1408 ه).

12-إحياء علوم الدين:أبو حامد،محمد بن محمد الغزالي (ت 505 ه).(ط دار المعرفة،بيروت،لبنان-و طبعات أخرى).

13-أخبار الدول:(تاريخ القرماني).(ت 1019 ه).مطبوع بهامش الكامل في التاريخ.

14-اختصار علوم الحديث:لابن كثير،عماد الدين أبي الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي(ت 774 ه.ق.)(ط دار الكتب العلمية،بيروت.

15-الاختصاص:أبو عبد الله،محمد بن محمد العكبري، المفيد(ت 413 ه).(ط انتشارات جماعة المدرسين،قم-ايران).

ص: 362

16-اختلاف الحديث:المزني الشافعي(ت:264 ه)، مطبوع بهامش الام.

17-أدب الطف أو شعراء الحسين(ع)السيد جواد شبر-دار المرتضى بيروت لبنان.

18-الاربعين:محمد بن الحسين العاملي،المعروف ب(الشيخ البهائي)ت:1030 ه.ق.(ط سنة 1310 ه.ق.ايران).

19-أرجوزة في تواريخ النبي و الائمة(ع):الحر العاملي، (ت 1104 ه)(مخطوط)توجد نسخة عنه في المركز الإسلامي للدراسات.

20-الارجوزة المختارة،(شعر):للقاضي النعمان(ت 363 ه).(ط سنة 1970 معهد الدراسات الاسلامية،جامعة مجيل، مونتريال-كندا.

21-الارشاد:محمد بن محمد بن النعمان العكبري،المفيد (ت 413 ه)(طبع مؤسسة آل البيت لإحياء التراث،بيروت-لبنان، سنة 1416 ه و طبع النجف سنة 1392 ه).

22-إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري:شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني(ت 923 ه)(ط نشر دار صادر،بيروت -لبنان سنة 1304 ه).

23-إرشاد الفحول،للشوكاني:محمد بن علي بن محمد الشوكاني(ت 1250 ه)،(ط دار المعرفة،بيروت-لبنان،سنة 1399 ه).

ص: 363

24-إرشاد القلوب:أبو محمد الحسن بن محمد الديلمي، (771 ه).(مؤسسة الاعلمي،بيروت-لبنان،سنة 1398 ه).

25-أسباب النزول:أبو الحسن،علي بن أحمد الواحدي النيسابوري(ت 468 ه).(ط دار الكتاب العربي سنة 1410 ه، و طبع مصر سنة 1387 ه.مطبعة البابي الحلبي).

26-الاستبصار:أبو جعفر،محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)،(طبع النجف الاشرف-العراق،سنة 1376 ه و طبع دار الكتب الاسلامية،طهران،سنة 1390 ه.تحقيق:السيد حسن الموسوي الخراساني).

27-الاستغاثة:لأبي القاسم علي بن أحمد الكوفي (352 ه).

28-استقصاء الافحام للسيد حامد النيسابوري الكنتوري (ت 1306 ه).

29-الاستيعاب في معرفة الاصحاب:أبو عمر،يوسف بن عبد البر النمري القرطبي المالكي(463 ه)،مطبوع بهامش الاصابة لابن حجر.(طبع سنة 1328 ه دار المعارف،مصر).

30-أسد الغابة في معرفة الصحابة:أبو الحسن،علي بن أبي الكرم المعروف ب«ابن الاثير»(ت 630 ه).(ط أوفست/انتشارات اسماعيليان،طهران-ايران.و طبع سنة 1380 ه).

31-إسعاف الراغبين:(بهامش نور الابصار)،محمد الصبان (ت 1206 ه)(ط مكتبة الجمهورية-مصر).

ص: 364

32-الاصابة في تمييز الصحابة:أبو الفضل،أحمد بن علي بن حجر العسقلاني،(852 ه).(ط سنة 1328 ه.ق.مصر-ثم أوفست،دار احياء التراث العربي،بيروت-لبنان).

33-أصول السرخسي:لاحمد بن أبي سهل السرخسي (ت 490 ه)(نشر لجنة إحياء المعارف النعمانية- حيدرآباد الدكن -الهند).

34-أعلام النساء:عمر رضا كحالة(ط سنة 1404 ه، مؤسسة الرسالة،بيروت-لبنان).

35-إعلام الورى بأعلام الهدى:أبو علي،الفضل بن الحسن الطبرسي(ت 548 ه).(ط سنة 1390 ه.المكتبة الحيدرية،النجف الاشرف-العراق).

36-أعيان الشيعة:السيد محسن الامين العاملي (ت 1371 ه)،(ط سنة 1403 ه.دار التعارف،بيروت-لبنان).

37-الأغاني:علي بن الحسين،أبو الفرج الاصبهاني(356 ه)، (ط دار احياء التراث العربي،بيروت-لبنان)و ط ساسي و ط أخرى.

38-إفحام الاعداء و الخصوم:للسيد ناصر حسين الموسوي الهندي(ت 1361 ه).(ط و إصدار مكتبة نينوى الحديثة،طهران-ايران).

39-إقبال الاعمال:أبو القاسم،علي بن موسى بن جعفر بن طاوس(ت 664 أو 668 ه).(ط دار الكتب الاسلامية،طهران- ايران).

40-أقرب الموارد:سعيد الخوري الشرتوني،(منشورات

ص: 365

مكتبة آية الله المرعشي،سنة 1403 ه.قم-ايران).

41-ألقاب الرسول و عترته:مطبوع ضمن مجموعة نفيسة، (طبع مكتبة بصيرتي،قم-ايران).

42-الامالي:أبو جعفر،محمد بن الحسن الطوسي(460 ه) (مؤسسة الوفاء،سنة 1410 ه بيروت-لبنان).

43-الامالي:محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الصدوق(381 ه).(طبع مؤسسة الاعلمي سنة 1400 ه،بيروت- لبنان).

44-الأمالي:محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي،المفيد(413 ه)،(ط جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم-ايران سنة 1403 ه).

45-الإمامة:للشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري(ت 1021 ه)(مخطوط)توجد منه نسخة مصورة في المركز الإسلامي للدراسات-بيروت.

46-الإمامة و السياسة:أبو محمد،عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري،(276 ه)،(ط الحلبي،مصر،سنة 1388 ه).

47-الأموال:أبو عبيد القاسم بن سلام(224 ه)،تحقيق:

محمد خليل هراس.(نشر:مكتبة الكليات الازهرية،مصر.سنة 1388 ه).

48-أنساب الاشراف:أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري(279 ه)تحقيق:محمد باقر المحمودي،(ط ليدن،و ط دار المعارف بمصر،سنة 1359 ه و طبع مؤسسة الاعلمي،بيروت-لبنان سنة 1394 ه).

ص: 366

49-الانسان و الحياة:السيد محمد حسين فضل الله،(ط دار الملاك،بيروت-لبنان،سنة 1417 ه).

50-الأنوار القدسية:(شعر)،الشيخ محمد حسين الاصفهاني(ت 1361 ه).

51-أنوار الملكوت في شرح الياقوت:المتن للنوبختي و الشرح للعلامة الحلي(ت 726)،(مكتبة بيدار-قم).

52-الانوار النعمانية:السيد نعمة الله الزائري(1112 ه.ق.).(ط مطبعة شركة چاپ تبريز-ايران).

53-أهل البيت:توفيق أبو علم.(ط مطبعة السعادة-مصر، سنة 1390 ه).

54-الإيضاح:الفضل ابن شاذان النيسابوري(260 ه)،(ط جامعة طهران-ايران،سنة 1392 ه).

ب

55-البتول الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء:الشيخ أحمد فهمي.

56-بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار:المولى محمد باقر المجلسي:(1110 ه).(ط مؤسسة الوفاء،بيروت-لبنان، سنة 1403 ه،و طبع حجري).

57-البحر الزخار:أحمد بن يحيى ابن المرتضى(840 ه).

(ط مؤسسة الرسالة،بيروت-لبنان،سنة 1394 ه).

58-بدء الاسلام و شرائع الدين:ابن سلام الاباضي (ت 273)ط سنة 1406 ه بيروت لبنان و دار صادر.

ص: 367

59-البدء و التاريخ:ابن زيد أحمد بن سهل المطهر بن ظاهر المقدسي(355 ه).(ط دار صادر،بيروت-لبنان)سنة 1988 م.

60-البداية و النهاية:أبو الفداء،ابن كثير الدمشقي(774 ه)(ط الاولى 1966 مكتبة المعارف-بيروت،مكتبة النصر- الرياض).

61-البرهان في تفسير القرآن:السيد هاشم الحسيني- البحراني-(1107 ه).(ط آفتاب،طهران-ايران،و المطبعة العلمية 1393 ه.ق.-ايران).

62-بشارة المصطفى لشيعة المرتضى:أبو جعفر،محمد بن القاسم،محمد بن علي الطبري(553 ه).(ط.المكتبة الحيدرية في النجف الاشرف،سنة 1383 ه).

63-بصائر الدرجات:أبو جعفر،محمد بن الحسن بن فروخ الصفار(290 ه).(ط.مكتبة آية الله المرعشي-قم-تصوير عن طبع تبريز.و ط.تبريز سنة 1383 ه).

64-بلاغات النساء:طيفور(ت 280 ه).(ط.دار النهضة الحديثة،بيروت-لبنان،و مكتبة بصيرتي،قم-ايران،سنة 1972 م).

65-البلد الأمين:الشيخ ابراهيم الكفعمي(900 ه)(مكتبة الصّدوق،طهران-ايران).

66-بنات النبي أم ربائبه:السيد جعفر مرتضى العاملي،(ط.

مركز جواد،بيروت 1413 ه).

67-بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة:الشيخ محمد تقي

ص: 368

التستري(ط.مطبعة الحيدري،طهران-ايران،سنة 1390 ه).

68-بيت الاحزان:الشيخ عباس القمي(1359 ه)،(نشر دار الحكمة).

69-تاج العروس من جواهر القاموس:محمد مرتضى الزبيدي(ت 1205 ه)،(ط.المطبعة الخيرية-مصر،سنة 1306 ه.

أوفست،دار مكتبة الحياة،بيروت-لبنان).

70-تاج المواليد:الطبرسي(548 ه).(مطبوع ضمن مجموعة نفيسة حاوية لرسائل شريفة)،انتشارات بصيرتي قم-ايران.

71-تاريخ الائمة:ابن أبي ثلج البغدادي(325 ه).(مطبوعة ضمن مجموعة نفيسة حاوية لرسائل شريفة،انتشارات بصيرتي قم- ايران).

72-تاريخ أبي الفداء(المختصر في أخبار البشر):لعماد الدين اسماعيل أبي الفداء(ت 732 ه).(ط.دار المعرفة،بيروت-لبنان).

73-تاريخ الاسلام:شمس الدين الذهبي(748 ه).تحقيق:

حسام الدين القدسي،(ط.مطبعة المدني،القاهرة.و ط.دار الكتاب العربي،بيروت-لبنان.و ط.أبو ظبي،سنة 1411 ه.و سنة 1405 ه).

74-تاريخ الامم و الملوك(تاريخ الطبري)أبو جعفر،محمد بن جرير الطبري(310 ه).(ط.ليدن،و ط.دار المعارف بمصر،و ط.الاستقامة).

75-تاريخ أهل البيت:(نقلا عن الائمة الباقر و الصادق و العسكري عن آبائهم)(ط.مؤسسة آل البيت،قم.سنة 1410 ه).

ص: 369

76-تاريخ بغداد:أبو بكر،أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463 ه).(نشر دار الكتاب العربي،بيروت-لبنان).

77-تاريخ الخلفاء:جلال الدين السيوطي(911 ه).

(مطبعة السعادة-مصر،سنة 1371 ه،و طبع دار القلم،بيروت- لبنان).

78-تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس:حسين بن محمد بن الحسن الدياربكري(982 ه).(ط.مصر،سنة 1383 ه.و طبع مؤسسة شعبان للنشر و التوزيع،بيروت).

79-تاريخ دمشق:ابن عساكر(573 ه).(ط.بيروت-لبنان).

80-تاريخ عمر بن الخطاب:ابن الجوزي(597 ه)، (منشورات دار إحياء علوم الدين).

81-تاريخ المدينة المنورة:أبو زيد،عمر بن شبة النميري البصري(262 ه).تحقيق:فهيم محمد شلتوت.(ط.دار الفكر،قم -ايران،سنة 1410 ه أوفست).

82-تاريخ الهجرة النبوية:محمود علي الببلاوي،(ط.دار القلم،بيروت-لبنان،سنة 1406 ه).

83-تاريخ اليعقوبي:أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح(254 ه)،(ط.دار صادر،بيروت-لبنان،و ط.

النجف الاشرف-العراق).

84-تأويل مختلف الحديث:أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة(276 ه)(ط.دار الجيل،بيروت،1393 ه).

ص: 370

85-التبيين في أنساب القرشيين:لابن قدامة المقدسي (620 ه)(ط.مكتبة النهضة العربية،بيروت-لبنان،سنة 1408 ه).

86-التتمة في تواريخ الائمة:للسيد تاج الدين بن أحمد الحسيني العاملي«من علماء القرن الحادي عشر الهجري».(ط.

مؤسسة البعثة-ايران،سنة 1412 ه.ق.).

87-تتمة المنتهى:للشيخ عباس القمي(ت 1359 ه).

88-التحرير الطاوسي:حسن بن زين الدين العاملي، الشهيد الثاني(1011 ه)(ط.منشورات دار الذخائر،قم-ايران، سنة 1408 ه).

89-التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة:السخاوي (902 ه).(ط.دار الكتب العلمية،بيروت-لبنان).

90-تذكرة الخواص:يوسف بن فرغلي بن عبد الله البغدادي الحنفي(سبط ابن الجوزي)(654 ه).(ط.المطبعة الحيدرية،النجف الاشرف-العراق،سنة 1383 ه).

91-التراتيب الادارية:عبد الحي الكتاني،(دار إحياء التراث العربي،بيروت-لبنان).

92-ترجمة الامام الحسن(ع):(من القسم غير المطبوع من الطبقات الكبرى لابن سعد).تحقيق:السيد عبد العزيز الطباطبائي.(ط.

سنة 1416 ه.ق.مؤسسة أهل البيت(ع)لاحياء التراث،قم-ايران).

93-ترجمة الامام الحسين(ع)من تاريخ دمشق:أبو القاسم، علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي،الدمشقي،(ابن عساكر)(573

ص: 371

ه).تحقيق:محمد باقر المحمودي.(ط.مؤسسة المحمودي للطباعة و النشر،بيروت،سنة 1400 ه و طبع دار التعارف،بيروت-لبنان، سنة 1395 ه).

94-ترجمة الامام علي(ع)من تاريخ دمشق:أبو القاسم، علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي،الدمشقي،(ابن عساكر) (ت 573 ه).تحقيق:محمد باقر المحمودي.(ط.دار التعارف، بيروت-لبنان سنة 1395 ه).

95-تشييد المطاعن:للسيد محمد قلي النيسابوري (1268 ه)(ط.قديم).

96-تفسير الصراط المستقيم:للسيد حسين البروجردي (ت 1276)(ط.انتشارات الصدر)،أو ط مؤسسة الوفاء-بيروت.

97-تفسير العياشي:الشيخ أبو نصر محمد بن مسعود العياشي(320 ه).(ط.المكتبة العلمية الاسلامية،طهران-ايران).

98-تفسير فرات الكوفي:أبو القاسم فرات بن ابراهيم الكوفي-معاصر للكليني-.(ط.مؤسسة النعمان،بيروت-لبنان سنة 1412 ه.و طبعة محققة في ايران سنة 1410 ه).

99-تفسير القمي:أبو الحسن،علي بن ابراهيم القمي (307 ه).(ط.بيروت-لبنان.سنة 1387 ه).

100-التفسير الكبير:الامام فخر الدين الرازي(606 ه).

منشورات دار الكتب العلمية،طهران-ايران«أوفست».

101-التفسير المنسوب الى الامام العسكري:تحقيق و نشر مدرسة الامام المهدي(عج)،قم-ايران.(ط.سنة 1409 ه).

ص: 372

102-تفسير نور الثقلين:عبد علي بن جمعة،العروسي الحويزي(ت 1112 ه).(ط.المطبعة العلمية،قم-ايران).

103-تقريب المعارف:أبو الصلاح الحلبي(ت 447 ه)، تحقيق و نشر الشيخ فارس تبريزيان.

104-تلخيص الشافي:شيخ الطائفة،أبو جعفر الطوسي، (460 ه).تحقيق:السيد حسين بحر العلوم.(ط.دار الكتب الاسلامية،قم-ايران،سنة 1394 ه).

105-تلخيص مستدرك الحاكم:محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي(748 ه)،مطبوع بهامش المستدرك نفسه.(ط.الهند سنة 1342 ه).

106-التنبيه و الرد على أهل الاهواء و البدع:أبو الحسين، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الشافعي،(377 ه).(ط.مكتبة المثنى ببغداد،و المعارف،بيروت-لبنان).

107-تنقيح المقال في علم الرجال:الشيخ عبد الله المامقاني.

(المطبعة المرتضوية،النجف الاشرف-العراق،سنة 1352 ه).

108-تهذيب الاحكام:أبو جعفر،محمد بن الحسن الطوسي(460 ه).(ط.النجف الاشرف-العراق.و طبع دار صعب،دار التعارف،بيروت-لبنان.سنة 1390 ه).

109-تهذيب الاسماء و اللغات:النووي(676 ه).(إدارة الطبع المنيرية بمصر).

110-تهذيب تاريخ دمشق الكبير،لابن عساكر:عبد القادر

ص: 373

بدران(1346 ه).(ط.دار المسيرة،بيروت-لبنان.سنة 1399 ه).

111-تهذيب الكمال:جمال الدين المزي(742 ه).(ط.

مؤسسة الرسالة،بيروت-لبنان.سنة 1408 ه).

112-التوراة:-المتداولة حاليا-(ط.سنة 1976 م.بيروت -لبنان.و طبعات أخرى).

113-تيسير الوصول:ابن البديع(944 ه).(ط.سنة 1896 م.و طبعة جديدة طبعت مؤخرا).

ث

114-الثقات:محمد بن حبان بن أحمد بن أبي حاتم، التميمي،البستي(354 ه)(ط. حيدرآباد-الهند.مطبعة مجلس دائر المعارف العثمانية،سنة 1393 ه).

115-ثلاث رسائل:أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، (255 ه).(ط.المطبعة السلفية و مكتبتها،سنة 1382 ه).

ج

116-جامع أحاديث الشيعة:ألّف بإشراف آية الله البروجردي.(المطبعة العلمية،قم-ايران،سنة 1399 ه).

117-جامع الاصول،من أحاديث الرسول:ابن الاثير، (606 ه).(دار إحياء التراث العربي،بيروت-لبنان).

118-الجامع الصحيح:(سنن الترمذي)أبو عيسى،محمد بن عيسى بن سورة(279 ه).(نشر المكتبة الاسلامية لرياض الشيخ، و طبعة أخرى).

ص: 374

119-الجامع الصغير:جلال الدين السيوطي(911 ه).

(ملتزم الطبع و النشر عبد الحميد أحمد حنفي،مصر).

120-جلاء العيون:السيد عبد الله شبّر(1242 ه).المطبعة الحيدرية،النجف الاشرف-العراق،سنة 1373 ه،و مكتبة بصيرتي، قم-ايران).

121-الجمل-أو النصرة في حرب البصرة:محمد بن محمد بن النعمان العكبري(الشيخ المفيد)(413 ه).(ط.المطبعة الحيدرية،النجف الاشرف-العراق.سنة 1381 ه).

122-جمهرة أنساب العرب:ابن حزم الاندلسي(456 ه).

(ط.دار المعارف،مصر سنة 1391 ه).

123-جنة المأوى:الشيخ عبد الحسين كاشف الغطاء:

(1373 ه).(ط.دار الاضواء،بيروت-لبنان 1408 ه،و طبع تبريز -ايران.سنة 1397 ه).

124-جواهر الاخبار و الآثار:محمد بن يحيى بن بهران الصّعدي،(ت 957 ه)(ط.مؤسسة الرسالة بيروت-لبنان.سنة 1394 ه).

125-الجوهرة في نسب الامام علي(ع)و آله:محمد بن أبي بكر الانصاري التلمساني البري(أواسط القرن السابع الهجري)، تحقيق:د.محمد التونجي.(ط.سنة 1402 ه.ق.مكتبة النوري دمشق-طبع و إخراج مؤسسة الاعلمي،بيروت-لبنان).

126-الجوهر النقي:ابن التركماني(ت 745 ه)(مطبوع بهامش سنن البيهقي،طبع الهند،سنة 1344 ه.و نشر دار المعرفة).

ص: 375

ح

127-حبيب السير:غياث الدين بن همام الدين المعروف ب «خواند أمير»(873 ه.ق.).(ط.مطبعة گلشن 1353 ه.ش.).

128-الحدائق الوردية:أبو الحسن حسام الدين حميد بن أحمد المحلي،(ت 652 ه)(صنعاء،جامع النهرين)ط سنة 1402 ه.

129-حديقة الشيعة:للمقدس الاردبيلي(ت 993 ه).

130-حق اليقين في معرفة أصول الدين:السيد عبد الله شبّر (1243 ه)(ط.دار الكتاب الاسلامي).

131-حلية الاولياء:للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني،(ت 470 ه.ق.).(ط.دار الكتاب العربي،بيروت- لبنان.سنة 1387 ه.ق.).

132-حياة الصحابة:محمد يوسف الكاندهلوي.(ط.سنة 1389 ه دار النصر للطباعة-القاهرة).

خ

133-الخرائج و الجرائح:قطب الدين أبو الحسن،سعيد بن هبة الله الراوندي،(ت 573 ه).(ط.المصطفوي،قم-ايران.ط سنة 1399 ه).

134-خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):للحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي(303 ه)بتحقيق المحمودي ط سنة 1403 ه.و ط النجف الأشرف أيضا.

135-الخصال:أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن

ص: 376

بابويه القمي(الصدوق)(381 ه).ط.2 سنة 1403 ه.مؤسسة النشر الاسلامي،قم-ايران).

136-الخطط(المواعظ و الاعتبار):تقي الدين المقريزي(ت 845 ه).(ط.دار صادر-بيروت).

د

137-دراسات و بحوث في التاريخ و الاسلام:السيد جعفر مرتضى العاملي،(ط.مركز جواد سنة 1414 ه).

138-الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة:عبد الله الحسيني الحنفي المكي،(ت 1193 ه)تحقيق:محمد سعيد الطريحي.(مؤسسة الوفاء،بيروت-لبنان.ط.سنة 1405 ه).

139-الدر المنثور في التفسير بالمأثور:جلال الدين السيوطي.

(ت 911 ه.)(ط.المكتبة الاسلامية،مكتبة جعفري،طهران-ايران 1377 ه).

140-دعائم الاسلام:القاضي أبو حنيفة النعمان التميمي المغربي(363 ه).(ط.دار المعارف سنة 1383 ه).

141-الدعوات:أبو الحسين،المشهور بقطب الدين الراوندي (573 ه).(نشر مدرسة الامام المهدي(عج)،قم-ايران.

1407 ه).

142-دلائل الامامة:لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري،من أعلام المائة الرابعة.(ط.منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف 1383 ه.).

ص: 377

143-دلائل الصدق:للشيخ محمد حسن المظفر (1375 ه).(ط.سنة 1395 ه.ق.-ايران).

144-دلائل النبوة:أحمد بن الحسين البيهقي(458 ه).

(ط.دار الكتب العلمية،بيروت-لبنان.1405 ه).

145-ديوان حافظ ابراهيم:(1351 ه.)(ط.دار الكتب المصرية،مصر).

146-ديوان السيد حيدر الحلي:السيد حيدر الحلّي(ت 1304 ه).تحقيق:علي الخاقاني.(منشورات الاعلمي،بيروت.ط.

سنة 1404 ه.ق.).

ذ

147-ذخائر العقبى:أحمد بن عبد الله الطبري(ت 694 ه).(ط.سنة 1974 دار المعرفة،بيروت-لبنان).

148-الذريعة:العلامة الشيخ آقا بزرك الطهراني(ط.مطبعة اسماعيليان-قم).

ر

149-ربيع الابرار و نصوص الاخبار:محمود بن عمر الزمخشري(538 ه).(ط.مطبعة العاني،بغداد-العراق، و منشورات الشريف الرضي،قم-ايران.1410 ه).

150-رجال الكشي:أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي،(460 ه).(ط.في مطبعة جامعة مشهد سنة 1348 ه.ش.).

ص: 378

151-رجال النجاشي:أبو العباس،أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الاسدي،الكوفي(450 ه).(ط.و نشر مؤسسة النشر الاسلامي،مطبعة مصطفوي،و طبع و نشر جماعة المدرسين،قم -ايران،سنة 1407 ه).

152-الرسائل الاعتقادية:العلامة الخاجوئي(1173 ه).

(نشر دار الكتاب الاسلامي،قم-ايران).

153-رسائل الجاحظ:أبو عثمان،عمرو بن بحر الجاحظ (255 ه).(ط.مكتبة الخانجي،القاهرة.سنة 1384 ه).

154-رسائل الشريف الرضي:محمد بن الحسين(ت 406 ه).

155-روضات الجنات:الميرزا محمد باقر الموسوي الخوانساري الاصبهاني.(1313 ه.)(نشر مكتبة اسماعيليان،قم- ايران.و المطبعة الحيدرية،طهران،1390 ه).

156-الروضة الفيحاء في تواريخ النساء:العمري،الموصلي (حدود 1232 ه).(ط.الدار العالمية).

157-روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه:للشيخ المولى محمد تقي المجلسي(1070 ه).(ط.و نشر،الحاج محمد حسين كوشانپور،ايران.و طبع المطبعة العلمية،ايران).

158-روضة المناظر:أبو الوليد،محمد بن الشحنة(ت 815 ه).(مطبوع بهامش الكامل في التاريخ لابن الاثير،ج 7).

159-روضة الواعظين:محمد بن الفتال النيسابوري(508 ه).(ط.المطبعة الحيدرية،النجف الاشرف).

ص: 379

160-رياض المدح و الرثاء:الشيخ حسين علي آل الشيخ سليمان البلادي البحراني،(منشورات الكاظميين،قم-ايران).

161-الرياض المستطابة:يحيى العامري اليمني(893 ه).

(ط.دولة قطر.الشؤون الدينية).

162-الرياض النضرة في مناقب العشرة:أبو جعفر أحمد بن عبد الله الطبري،الشهير ب(المحب الطبري)(694 ه).(ط.دار الكتب العلمية،بيروت-لبنان،و طبع القاهرة-مصر).

-ز-

163-زهر الربيع:السيد نعمة الله الجزائري.

(ت 1112 ه)(ط.انتشارات ناصر خسرو و دار إحياء التراث العربي).

-س-

164-السبعة من السلف:السيد مرتضى الفيروزآبادي.

(المكتبة الثقافية،قم-ايران).

165-سر العالمين:منسوب للغزالي،(ت 505 ه)(ط.مطبعة النعمان،النجف الاشرف-العراق.سنة 1385 ه).

166-السفير:(جريدة يومية لبنانية)لصاحبها:طلال سلمان.

167-سفينة البحار و مدينة الحكم و الآثار:الشيخ عباس القمي(1359 ه).(أوفست/مؤسسة انتشارات فراهاني،ايران).

168-سلم الوصول في شرح نهاية السول:محمد بخيت

ص: 380

المطيعي.(مطبوع مع نهاية السول،ط.عالم الكتب).

169-السقيفة:الشيخ محمد رضا المظفر.(انتشارات مكتبة الزهراء،قم-ايران).

170-سليم بن قيس الهلالي:سليم بن قيس الهلالي الكوفي (90 ه).تحقيق:الشيخ محمد باقر الانصاري.(ط.مؤسسة الهادي للنشر،قم-ايران.سنة 1415 ه).

171-السنة قبل التدوين:محمد عجاج الخطيب(ط.مكتبة وهبة،مصر.سنة 1383 ه).

172-سنن ابن ماجة:أبو عبد الله،محمد بن يزيد القزويني، ابن ماجة(275 ه).(ط.دار الفكر،بيروت-لبنان،سنة 1373 ه و طبع أوفست،دار احياء التراث العربي،بيروت-لبنان).

173-سنن أبي داود:أبو داود،سليمان بن الاشعث السجستاني،الازدي(275 ه).(ط.دار إحياء التراث العربي،بيروت -لبنان.و طبع دار الفكر،بيروت).

174-سنن البيهقي(السنن الكبرى):أبو بكر،أحمد بن الحسين بن علي البيهقي،(458 ه)(ط.الهند،سنة 1344 ه.

أوفست/دار المعرفة،بيروت-لبنان).

175-سنن النسائي:أبو عبد الرحمن،أحمد بن شعيب بن علي بن بحر النسائي(279 ه).(ط.دار إحياء التراث العربي،بيروت -لبنان).

176-سير أعلام النبلاء:شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي(748 ه)(ط.مؤسسة الرسالة،بيروت-لبنان.سنة

ص: 381

1406 ه).

177-السيرة الحلبية:علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي، (1044 ه).(ط.دار الفكر،نشر المكتبة الاسلامية،بيروت-لبنان.

و طبع سنة 1382 ه).

178-السيرة النبوية:أبو الفداء،اسماعيل بن كثير(747 ه).(ط.دار المعرفة،بيروت-لبنان.سنة 1396 ه).

179-السيرة النبوية:أبو محمد،عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري(ت 218 ه).(ط.مطبعة الحلبي،مصر،سنة 1355 ه).

ش

180-الشافي:ابن حمزة الزيدي.(ت 614 ه.)(ط.

مؤسسة الاعلمي،بيروت-لبنان.سنة 1406 ه).

181-شرح الاخبار:القاضي النعمان(363 ه).(ط.دار الثقلين،بيروت-لبنان.سنة 1414 ه).

182-شرح بهجة المحافل:الاشخر اليمني.من علماء القرن العاشر الهجري)(نشر المكتبة العلمية بالمدينة المنورة،الحجاز).

183-شرح عقائد النسفي:مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني(793 ه).

184-الشرح الكبير:أبو الفرج،عبد الرحمن بن أبي عمر بن أحمد بن قدامة المقدسي(ت 682 ه)(ط أوفست:1403 ه 1983 م.دار الكتاب العربي،بيروت-لبنان).

ص: 382

185-شرح المواقف:السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني (ت 812 ه).(منشورات الشريف الرضي،قم-ايران.1370 ه).

186-شرح المواهب اللدنية:الزرقاني،(1122 ه).(ط.

الاولى 1417 ه-1996 م.دار الكتب العلمية).

187-شرح ميمية أبي فراس:محمد بن أمير الحاج الحسيني ط سنة 1296 ه و 1319 و قد انتهى من تأليف الكتاب سنة 1173 ه.

188-شرح نهج البلاغة:عبد الحميد،ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي(656 ه).(ط.دار إحياء التراث العربي،مصر.و طبعات أخرى سنة 1385 ه).

189-شرح نهج البلاغة:الشيخ محمد عبده بن حسن خير الله آل التركماني(1323 ه.ق.)(ط.مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت سنة 1413 ه.ق.).

ص

190-الصحاح،(تاج اللغة و صحاح العرب):اسماعيل بن حماد الجوهري(393 ه).(دار العلم للملايين،بيروت-لبنان.طبعة ثالثة.1404 ه).

191-صحيح البخاري:أبو عبد الله،محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري،الجعفي.(256 ه).(ط.دار إحياء التراث العربي،بيروت-لبنان.و طبع سنة 1309 ه.و طبعات أخرى).

192-صحيح مسلم:أبو الحسين،مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري(261 ه).(ط.دار إحياء التراث العربي،

ص: 383

و طبع مشكول سنة 1334 ه).

193-الصحيح من سيرة النبي الاعظم(ص):السيد جعفر مرتضى العاملي.(ط.دار الهادي و دار السيرة،بيروت-لبنان).

194-صفة الصفوة:جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي (597 ه).(ط.دار الوعي،حلب-سوريا.سنة 1390 ه).

195-صفين:نصر بن مزاحم المقري(212 ه).(ط.

منشورات مكتبة آية الله المرعشي النجفي،قم-ايران.سنة 1382 ه.).

196-الصوارم الماضية:السيد محمد المهدي بن الحسن الحسيني القزويني(1300 ه)(مخطوط)توجد نسخة مصورة عنه في المركز الاسلامي للدراسات.بيروت-لبنان.

197-الصواعق المحرقة:ابن حجر الهيثمي،المكي(973 ه) (ط.دار الطباعة المحمدية،القاهرة.و طبع دار البلاغة،مصر.و طبعة أخرى سنة 1312 ه)و ط سنة 1403 ه.

ض

198-ضياء العالمين:(مخطوط)الفتوني(1138 ه).توجد نسخة مصورة عنه في المركز الاسلامي للدراسات.بيروت-لبنان.

ط

199-الطبقات الكبرى:أبو عبد الله،محمد بن سعد بن منيع،البصري،الزهري،(230 ه).(ط.دار صادر،بيروت-لبنان، سنة 1388 ه).

ص: 384

200-الطائف:ابن طاوس(664 ه).(ط.سنة 1400 ه.ق.-مطبعة الخيّام.قم-ايران).

201-الطرائف في التعليق على شرح المواقف:السيد علي الميلاني.(ط.انتشارات الشريف الرضي،قم-ايران.سنة 1412 ه).

202-طوالع الانوار:(ط.تبريز-ايران،سنة 1395 ه و سنة 1295 ه).

ع

203-العبر و ديوان المبتدأ و الخبر:عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي(ت 808 ه).تاريخ ابن خلدون،(ط.

الاعلمي سنة 1391،بيروت-لبنان).

204-عبس و تولى،فيمن نزلت:الشيخ رضوان شرارة.

(صادر عن المركز الاسلامي للدراسات،سنة 1997 م).

205-العقد الفريد:أبو عمر،أحمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي(327 ه).(ط.مكتبة الهلال،مصر،سنة 1990 م.

و منشورات دار الكتاب العربي،بيروت-لبنان).

206-علل الشرائع:أبو جعفر،محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي(الشيخ الصدوق)(381 ه).(المطبعة الحيدرية، النجف الاشرف-العراق،سنة 1385 ه.و طبع مؤسسة الاعلمي، بيروت-لبنان).

207-علم اليقين في أصول الدين:الفيض الكاشاني (1091 ه).(انتشارات بيدار،قم-ايران).

ص: 385

208-العمدة:يحيى بن الحسن الاسدي الحلي المعروف بابن البطريق(600 ه).(ط.مؤسسة النشر الاسلامي،قم-ايران.سنة 1407 ه).

209-عمدة القاري،شرح صحيح البخاري:أبو محمد، محمود بن أحمد العيني(855 ه).(ط.دار الفكر،بيروت-لبنان).

210-عوالم العلوم:الشيخ عبد الله البحراني الاصفهاني، من أفاضل أعلام تلامذة الشيخ المجلسي.(ط.منشورات مؤسسة الامام المهدي(عج).قم-ايران.سنة 1363 ه).

211-عيون الاثر في فنون المغازي و الشمائل و السير:أبو فتح الدين محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري الاندلسي،(ت 734 ه).(ط.2،1974 م.دار الجيل،بيروت-لبنان).

212-عيون أخبار الرضا:أبو جعفر،محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي،الصدوق،الشيخ الصدوق(381 ه).(ط.

سنة 1377 ه.ق.قم-ايران).

غ

213-الغارات:أبو إسحاق،ابراهيم بن محمد الثقفي، الكوفي(283 ه).(انتشارات آثار انجمن ملي-ايران).

214-غاية المرام و حجة الخصام:السيد هاشم بن سليمان بن اسماعيل الحسين،البحراني المحدث(ت 1107)(انتشارات انجمن ملي-ايران).

215-الغدير:الشيخ عبد الحسين،أحمد الاميني،النجفي.

ص: 386

(دار الكتاب العربي،بيروت،ط 1397 ه-1977 م.).

216-الغيبة:محمد بن ابراهيم النعماني،ابن أبي زينب،من أعلام القرن الرابع الهجري.(ط.مكتبة الصدوق-طهران).

217-الغيبة:شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (460 ه).(ط.مكتبة الصادق في النجف الاشرف).

ف

218-الفائق:الزمخشري(538 ه)(ط.سنة 1971 م، عيسى البابي الحلبي،مصر).

219-فاطمة بنت رسول الله محمد(ص):عمر أبو النصر (صادر عن مكتب عمر أبو النصر للتأليف و الترجمة،بيروت-لبنان).

220-فاطمة بهجة قلب المصطفى:أحمد الرحماني الهمداني.(ط.مؤسسة البدر للتحقيق و النشر،ايران،سنة 1410 ه).

221-فاطمة الزهراء في الاحاديث النبوية:عبد المحسن علاوي العبد الله السراوي.(ط.دار المودة،بيروت-لبنان 1994 م).

222-فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد:السيد محمد كاظم القزويني منشورات-مؤسسة النور للمطبوعات.بيروت لبنان.

223-فتح الباري شرح صحيح البخاري:ابن حجر العسقلاني(852 ه).(ط.دار الفكر،بيروت-لبنان،عن طبعة بولاق الاولى سنة 1300 ه).

224-الفتوح:أبو محمد،أحمد بن أعثم،الكوفي(314 ه).

(ط.مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد-الهند سنة 1338 ه).

ص: 387

225-فتوح البلدان:أحمد بن يحيى بن جابر،المعروف ب (البلاذري)(279 ه).(ط.مطبعة لجنة البيان العربي).

226-فدك في التاريخ:السيد محمد باقر الصدر(ط.

مؤسسة الامام الحسن،قم-ايران).

227-فرائد السمطين:ابراهيم بن محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد الجويني،الخرساني(ت 730 ه).تحقيق:

الشيخ محمد باقر المحمودي.(ط.مؤسسة المحمودي للطباعة و النشر، بيروت-لبنان).

228-الفرق بين الفرق:عبد القاهر الأسفراييني البغدادي (429 ه).(ط.مطبعة المدني،القاهرة-مصر).

229-الفصل في الملل و الاهواء و النحل:أبو محمد علي بن حزم الطاهري(456 ه).(دار المعرفة للطباعة و النشر،بيروت-لبنان.

1395 ه).

230-الفصول المهمة في معرفة أحوال الائمة:علي بن محمد بن أحمد المغربي،المالكي،(ابن الصباغ)(855 ه).(منشورات المكتبة الحيدرية،النجف الاشرف-العراق،سنة 1381 ه).

231-الفضائل:أبو الفضل،سديد بن شاذان بن جبرائيل، القمي(660 ه).تحقيق:المحقق الارموي.(ط.جامعة طهران سنة 1393 ه)و ط سنة 1381 ه.الحيدرية النجف الأشرف العراق.

232-فضائل الخمسة من الصحاح الستة:السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي(1369 ه).(ط.مؤسسة الاعلمي،بيروت- لبنان.سنة 1393 ه.ق.).

ص: 388

233-فضائل فاطمة الزهراء:ابن شاهين.

334-الفهرست:شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي:(460 ه)(ط.منشورات المطبعة الحيدرية-النجف الاشرف 1380 ه).

235-فواتح الرحموت في شرح مسلم الثبوت:لابن نظام الدين الانصاري المطبوع بهامش المستصفى للغزالي،سنة 1322 ه.

ق

236-قاموس الرجال:الشيخ محمد تقي التستري.(ط.سنة 1379 ه.ق.،مطبعة المصطفوي،منشورات مركز نشر الكتاب، طهران-ايران).

237-القاموس المحيط:محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، الشيرازي(817 ه).(ط.1344/2 ه.المطبعة الحسينية المصرية).

238-قرب الاسناد:أبو العباس،عبد الله بن جعفر الحميري، القمي(290 ه).(إصدار مكتبة نينوى الحديثة،طهران-ايران،ط.

مؤسسة آل البيت لاحياء التراث).

239-قرة العين:للدهلولي.(ط.بيشاور).

240-قواعد عقائد آل محمد:محمد بن أحمد بن الحسن الديلمي(مخطوط)توجد عندي نسخة مصورة عنه.

ك

241-الكافي:أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني(329 ه)(ط.دار صعب و دار التعارف،بيروت-لبنان.ط.

ص: 389

ايران،دار الكتب الاسلامية سنة 1378 ه).

242-الكافي في الفقه:أبو الصلاح الحلبي(474 ه)،(نشر مكتبة الامام أمير المؤمنين(ع)،أصفهان-ايران).

243-كامل بهائي(فارسي):لعماد الدين الطبري من علماء القرن السابع،مكتبة المصطفوي قم-ايران 244-كامل الزيارات:الشيخ أبو القاسم جعفر بن قولويه(ت 367 ه)،طبع في المطبعة المباركة المرتضوية،النجف الاشرف،سنة 1356 ه).

245-الكبائر:للامام شمس الدين الذهبي،(748 ه).

(منشورات دار و مكتبة الهلال،بيروت-لبنان).

246-كشف الاستار عن مسند البزار:نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي(807 ه).(ط.مؤسسة الرسالة سنة 1399 ه).

247-كشف الغطاء:الشيخ جعفر كاشف الغطاء(ت 1128 ه).(ط.أصفهان-ايران).

248-كشف الغمة في معرفة الائمة:علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي(692 ه)(ط.دار الكتاب الاسلامي،بيروت-لبنان).

249-كشف المحجة لثمرة المهجة:رضي الدين أبو القاسم، علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس الحسني(664 ه).

(ط.مكتب الاعلام الاسلامي سنة 1412،قم-ايران.ط.1370، النجف-الحيدرية).

250-كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد:العلامة الحلي

ص: 390

(726 ه)(منشورات مؤسسة الاعلمي،بيروت-لبنان).

251-كفاية الاثر:لابي القاسم الخزاز من علماء القرن الرابع الهجري.(ط.1401،مطبعة الخيام،قم-ايران).

252-كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب(ع):

محمد بن يوسف بن محمد القرشي،الكنجي،الشافعي(658 ه).

(ط.1390 ه)المطبعة الحيدرية،النجف الاشرف.

253-كنز العمال في سنن الاقوال و الافعال:علاء الدين، علي المتقي بن حسام الدين الهندي(975 ه)،ط مؤسسة الرسالة سنة 1405 ه.ق.(ط.1381 ه.ق.ط.1364 ه.مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد الدكن-الهند).

254-كنز الفوائد:أبو الفتح،محمد بن علي الكراجكي (449 ه).(ط.دار الاضواء،بيروت-لبنان).

255-الكنى و الالقاب:الشيخ عباس القمي(1359 ه).

(المطبعة الحيدرية،النجف الاشرف 1389 ه).

256-كنوز الحقائق:عبد الرءوف المناوي(ت 1031 ه).

(مطبوع بهامش الجامع الصغير،ط.مصر).

ل

257-اللآلئ المصنوعة:جلال الدين السيوطي(911 ه).

(ط.سنة 1395 ه.ق.دار المعرفة،بيروت-لبنان).

258-لباب الانساب و الالقاب و الاعقاب:لعلي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي،الشهير بابن فندق(565 ه).تحقيق:السيد

ص: 391

مهدي الرجائي.(مطبعة بهمن،قم-ايران.ط.سنة 1410 ه).

259-لسان العرب:أبو الفضل،جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الافريقي،المصري(711 ه).(ط.دار صادر،بيروت-لبنان).

260-لسان الميزان:شهاب الدين بن حجر العسقلاني (852 ه).(مؤسسة الاعلمي،بيروت.1406 ه).

261-اللوامع الالهية في المباحث الكلامية:الفاضل المقداد السيوري(826 ه).(ط.سنة 1396 ه.تبريز-ايران).

262-لؤلؤة البحرين:الشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186).(مؤسسة آل البيت(ع).

م

263-مآثر الانافة في معالم الخلافة:أحمد بن عبد الله القلقشندي(821 ه).

(ط.وزارة الارشاد في الكويت سنة 1964 م.).

264-مؤتمر علماء بغداد:ينسب لمقاتل بن عطية(505 ه).

(ط.سنة 1415،دار الارشاد الاسلامي،بيروت-لبنان).

265-المجالس السنية:للسيد محسن الامين(1371 ه).

(ط.سنة 1398 ه.دار التعارف،بيروت-لبنان).

266-المجدي في أنساب الطالبين:لعلي بن محمد العلوي العمري(490 ه).(ط.مطبعة سيد الشهداء(ع)،سنة 1409 ه).

267-المجروحون:محمد ابن حبان(ت 354 ه).(ط.دار الوعي،حلب-سوريا،سنة 1396 ه).

ص: 392

268-مجمع البحرين:فخر الدين الطريحي(ت 1085 ه).(ط.سنة 1395،منشورات المكتبة المرتضوية،طهران-ايران).

269-مجمع الرجال:عناية الله علي القهبائي.(ط.أوفست عن طبعة أصفهان،سنة 1384 ه.ق.تصوير مؤسسة اسماعيليان،قم -ايران).

270-مجمع الزوائد و منبع الفوائد:علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه).(ط.سنة 1967 م.نشر دار الكتاب،بيروت- لبنان).

271-مجموع الغرائب:للشيخ إبراهيم الكفعمي(905 ه).

نشر مؤسسة أنصار الحسين سنة 1412 ه قم-ايران.

272-المحاسن:أبو جعفر،أحمد بن محمد بن خالد البرقي (274 أو 280 ه).(ط.المجمع العالمي لاهل البيت(ع)،قم- ايران).و ط سنة 1370 ه.مطبعة رنگين طهران-ايران.

273-محاضرات تاريخ الامم الاسلامية:محمد الخضري بك ط سنة 1376 ه.مطبعة الاستقامة القاهرة.مصر.

2774-المحبر:محمد بن حبيب الهاشمي البغدادي(245 ه).(منشورات المكتب التجاري للطباعة و النشر و التوزيع،بيروت- لبنان).

275-المحلى:علي بن أحمد بن سعيد بن حزم(ت 456 ه).(منشورات دار الآفاق الجديدة،بيروت-لبنان).

276-المختصر في أخبار البشر:عماد الدين أبي الفداء(ط.

ص: 393

دار المعرفة-بيروت).

277-مختصر المزني:اسماعيل بن يحيى المزني الشافعي (264 ه)(ط.دار الشعب سنة 1488 ه.ق.).

278-مدينة المعاجز:السيد هاشم الحسيني البحراني (1107 ه).(ط.أوفست1290/ ه.ق.مكتبة المحمودي،طهران- ايران).

279-مرآة الانوار:(مقدمة تفسير البرهان،مطبوع مع تفسير البرهان للبحراني).المولى أبي الحسن بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الاصبهاني الغروي(أواخر عشر الاربعين بعد المائة و الالف).(ط.

طهران،مطبعة آفتاب).

280-مرآة الجنان:أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني(768 ه).(ط.سنة 1390 ه.مؤسسة الاعلمي،بيروت- لبنان).

281-مرآة العقول في شرح أخبار الرسول:محمد باقر المجلسي(ت 1110 ه).(ط.سنة 1394،ط.المطبعة الحيدرية).

282-المراجعات:للسيد عبد الحسين شرف الدين(1377 ه).(ط.ثانية،بيروت 1402 ه).

283-مروج الذهب و معادن الجوهر:علي بن الحسين بن علي المسعودي(346 ه).(ط.1385 ه.دار الاندلس،القاهرة- مصر).

284-المزار:أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان

ص: 394

الحارثي،الشيخ المفيد(413 ه).(توزيع دار الكتاب الاسلامي، بيروت-لبنان).

285-المستجاد من كتاب الارشاد:حسن بن المطهر الحلي (ت 726 ه)،(مطبوع ضمن مجموعة نفيسية،انتشارات بصيرتي،قم- ايران).

286-المستدرك على الصحيحين:أبو عبد الله الحاكم النيسابوري(ت 405 ه).(ط.الهند سنة 1334 ه.ق.).

287-مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل:ميرزا حسين النوري الطبرسي(ت 1320 ه).(ط.مؤسسة آل البيت(ع)لاحياء التراث،قم-ايران).

288-المسترشد في إمامة علي(ع):محمد بن جرير الطبري الامامي المتوفى في أوائل القرن الرابع.(ط.الحيدرية،النجف الاشرف).

289-مسند أبي عوانة:يعقوب بن إسحاق الاسفراييني(ت 316 ه).(ط.سنة 1362 ه. حيدرآباد-الهند).

290-مسند أبي يعلى الموصلي:الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي(ت 307 ه).(ط.دار المأمون للتراث،ط.سنة 1410 ه دمشق).

291-مسند أحمد بن حنبل:الامام أحمد بن حنبل(ت 241 ه).(ط.دار صادر،بيروت-لبنان).

292-مسند الامام الرضا(ع):جمعه و رتبه الشيخ عزيز الله العطاردي.(ط.سنة 1406 ه.نشر المؤتمر العالمي للامام الرضا(ع).

ص: 395

293-مسند الطيالسي:سليمان بن داود بن الجارود الفارسي،البصري(ت 204 ه).(ط.سنة 1321 ه.بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية،الدكن-الهند).

294-مسند فاطمة(ع):عزيز الله العطاردي(ط.سنة 1412 ه.ق.انتشارات عطارد،طهران).

295-مشارق أنوار اليقين:الحافظ رجب البرسي(ت 813 ه).(ط.مؤسسة الاعلمي،بيروت-لبنان).

296-مشكاة الانوار في غرر الاخبار:أبو الفضل:علي الطبرسي(ت أوائل القرن السابع الهجري).(ط.1385/2 ه- 1965 م.المكتبة الحيدرية في النجف الاشرف).

297-مشكل الآثار:أبو جعفر الطحاوي(ت 321 ه)(ط /1 1333 ه مطبعة مجلس دائرة المعارف،حيدرآباد الدكن-الهند،تصوير (أوفست)دار صادر نشر المكتب الاسلامي في بيروت-لبنان).

298-مصادر نهج البلاغة و أسانيده:عبد الزهراء الحسيني الخطيب(ط 1405/3 ه.1985 م.دار الاضواء،بيروت-لبنان).

299-مصابيح الانوار:للسيد عبد الله شبّر(1242 ه)(ط.

1342 ه.ش بصيرتي،قم-ايران).

300-المصباح:الشيخ تقي الدين ابراهيم بن علي بن الحسن الحارثي العاملي الكفعمي(ت 900 ه)(منشورات الرضي،منشورات زاهدي،قم-ايران).

301-مصباح المتهجد:للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن

ص: 396

الطوسي(ت 460 ه)عني بنشره و تصحيحه اسماعيل الانصاري الزنجاني.

302-المصنف:عبد الرزاق بن همام الصنعاني(ت 211 ه) (ط 1390/1 ه-1980 م.بيروت-لبنان).

303-مطالب السؤل في مناقب الرسول:محمد بن طلحة الشافعي(ت 652 ه).(ط.النجف الاشرف).

304-معادن الحكمة في مكاتيب الائمة:محمد بن المحسن بن المرتضى الكاشاني،(ت 1115 ه).(ط.1307 ه.مؤسسة النشر الاسلامي،التابعة لجماعة المدرّسين،قم-ايران).

305-المعارف:أبو محمد،عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه 889 م.)(ط.1379 ه-1960 م.مطبعة دار الكتب).

306-معالم العلماء:لابن شهرآشوب(ت 588 ه)(ط.

1380 ه-المكتبة الحيدرية في النجف الاشرف).

307-معالم المدرستين:السيد مرتضى العسكري(ط.

مؤسسة البعثة،طهران-ايران).

308-معاني الاخبار:أبو جعفر،محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق(ت 381 ه).(ط.جماعة المدرسين في الحوزة العلمية،قم-ايران).

309-المعجم الكبير:أبو القاسم،سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني(ت 360 ه).(ط.دار إحياء التراث العربي).

310-معجم رجال الحديث:السيد أبو القاسم الموسوي

ص: 397

الخوئي(ت 1413 ه).(ط 1403/3 ه-1983 م.دار الزهراء، بيروت-لبنان).

311-معرفة ما يجب لآل البيت النبوي:أحمد بن علي بن عبد القادر أبو العباس الحسيني العبيدي تقي الدين المقريزي (ت 845 ه)(ط.دار الاعتصام،بيروت،سنة 1392 ه.ق.).

312-المغني:القاضي أبو الحسن عبد الجبار(415 ه).(ط.

المؤسسة المصرية العامة).

313-المغني:أبو محمد،عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة(ت 620 ه).

314-مفتاح الباب:(شرح الباب الحادي عشر)لابن مخدوم (ت 976 ه.)ط.1986 م طهران-إيران.

315-المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام:الدكتور جواد علي.

(ط.1976 م.دار العلم للملايين في بيروت و مكتبة النهضة في بغداد).

316-مقاتل الطالبيين:علي بن الحسين(أبو الفرج الاصبهاني)(ت 356 ه).(ط /2أوفست،عن الطبعة المصرية الاولى في القاهرة سنة 1368 ه.1949 م.مؤسسة اسماعيليان،طهران- ايران 1970 م.).

317-مقتل الحسين:الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم المعروف ب(الخوارزمي)(ت 568 ه).(منشورات مكتبة المفيد،قم- ايران).

318-مقتل الحسين:عبد الرزاق الموسوي المقرم(ت 1391 ه-1971 م).(ط 4 مطبعة الآداب،النجف-العراق.نشر

ص: 398

قسم الدراسات الاسلامية،طهران-ايران).

319-المقنعة:للشيخ المفيد(ت 413 ه).(مطبوع ضمن سلسلة الينابيع الفقهية.ط.سنة 1410 ه.الدار الاسلامية و مؤسسة فقه الشيعة،بيروت-لبنان).

320-مكارم الاخلاق:الشيخ رضي الدين الطبرسي(548 ه).(مؤسسة الاعلمي للمطبوعات،بيروت-لبنان).

321-ملاذ الاخيار:العلامة السيد محمد باقر المجلسي (1110 ه).(ط.مؤسسة الاعلمي للمطبوعات،بيروت-لبنان سنة 1392 ه)و مكتبة المرعشي سنة 1406 ه.قم.ايران.

322-الملل و النحل:أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر الشهرستاني(548 ه).(ط.دار المعرفة،بيروت-لبنان،و مطبعة الحلبي،مصر سنة 1410 ه).

323-منار الهدى:للشيخ علي البحراني(1319 ه).(ط.

دار المنتظر،بيروت-لبنان سنة 1405 ه).

324-مناظرة بين الغروي و الهروي:لابن أبي جمهور الاحسائي(ط.سنة 1397 ه).

325-مناقب آل أبي طالب:أبو جعفر،رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب السروري المازندراني(588 م.)(ط.دار الاضواء،بيروت-لبنان.و طبع المطبعة العلمية،قم-ايران).

326-مناقب الامام علي بن أبي طالب(ع):ابن المغازلي (483 ه).(ط.سنة 1394 ه.طهران-ايران).

ص: 399

327-مناقب الامام علي بن أبي طالب(ع):القاضي محمد بن سليمان الكوفي(من أعلام القرن الثالث الهجري).(مجمع احياء الثقافة الاسلامية،قم-ايران).

328-منال الطالب لم يعرف مؤلفه و لعله من أعلام القرن السادس أو السابع.

329-المنتخب:الشيخ فخر الدين الطريحي(1085 ه) (ط.مؤسسة الاعلمي.بيروت-لبنان).

330-منتخب الاثر:الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني.

(ط.منشورات مكتبة الصدر،طهران-ايران).

331-منتخب كنز العمال:علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي(975 ه).(مطبوع بهامش مسند أحمد ط.دار صادر-بيروت).

332-المنتقى من أخبار المصطفى:لابن تيمية(ت 728 ه).

(ط.سنة 1398 ه دار المعرفة.بيروت-لبنان).

333-منحة المعبود في تهذيب مسند الطيالسي:أحمد بن عبد الرحمن الشهير بالساعاتي.(ط.سنة 1372 ه المطبعة المنيرية، الازهر).

334-من لا يحضره الفقيه:محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي(381 ه)(ط.النجف.ط.جماعة المدرسين في الحوزة العلمية،قم-ايران).

335-منهاج السنة:أبو العباس أحمد بن تيمية(728 ه).

ص: 400

(ط.سنة 1322 ه بمصر).

336-مهج الدعوات و منهج العبادات:علي بن موسى بن محمد بن طاوس(664 ه).(ط.سنة 1323 ه.ق.ايران).

337-المواهب اللدنية بالمنح المحمدية:أحمد بن محمد بن أبي بكر الخطيب القسطلاني(ت 923).(ط.دار الكتب العلمية).

338-مودة القربى.

339-موطأ الامام مالك:الامام مالك بن أنس(ت 179 ه.)(ط.دار احياء التراث العربي،بيروت-لبنان.سنة 1406 ه).

ن

340-الندوة:سلسلة الندوات الاسبوعية،دمشق:للسيد محمد حسين فضل الله.(ط.دار الملاك،1417 ه).

341-نزل الابرار:للحافظ محمد بن معتمد البدخشاني الحارثي (متوفى بعد 1126 ه)(ط.سنة 1403 ه.طهران-ايران).

342-نزهة المجالس:للصفوري الشافعي(ت 894 ه).(ط.

مصر،مكتبة مصطفى محمد).

343-النص و الاجتهاد:السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي(1377 ه)(ط.مؤسسة الاعلمي،بيروت-لبنان).

344-نظم درر السمطين:محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي الحنفي المدني(ت 750 ه).(إصدار مكتبة نينوى الحديثة،طهران-ايران).

345-النفحات القدسية:السيد عبد الرزاق كمونة.(ط.دار

ص: 401

الصادق،بيروت-لبنان.سنة 1390 ه).

346-نفحات اللاهوت:للشيخ علي بن عبد العال المحقق الكركي(940 ه).(إصدار مكتبة نينوى الحديثة،طهران-ايران).

347-النقض:لعبد الجليل القزويني(متوفّى حدود 560 ه).

(ط.سنة 1358 ه.ش.طهران-ايران).

348-نهاية الارب في معرف انساب العرب:ابو العباس أحمد بن عبد الله القلقشندي(ت 821 ه).(دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان).

349-النهاية في غريب الحديث و الأثر:أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الاثير(ت 606 ه).(ط.نشر المكتبة الاسلامية/لرياض الشيخ.ط.دار احياء التراث العربي،بيروت).

350-نهج البلاغة:(جمع الشريف الرضي).أبو الحسن، محمد الرضي بن الحسن الموسوي(404 ه).(طبع الاستقامة).

351-نهج الحق و كشف الصدق:للامام الحسن بن يوسف المطهر الحلي(العلامة الحلي)(726 ه).(ط.دار الكتاب اللبناني، بيروت-لبنان،سنة 1982 م.).

352-نوائب الدهور:السيد المير جهاني.

353-كمال الدين و تمام النعمة:للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه(الصدوق)المتوفي سنة(381 ه).(ط.دار الكتب الاسلامية).

354-نوادر الاخبار:للمحدث الفيض الكاشاني(1091 ه)

ص: 402

(ط.مؤسسة التحقيقات و مطالعات فرهنكي،طهران-ايران).

355-نوادر الراوندي:السيد فضل الله الراوندي(من أعلام القرن الخامس).(ط 1 1370 ه.1951 م.المطبعة الحيدرية،النجف الاشرف).

356-نور الابصار في مناقب آل النبي المختار:مؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي(ت بعد سنة 1308 ه.).(ط المطبعة اليوسفية، مصر-القاهرة).

ه

357-الهداية الكبرى:الحسين بن حمدان الخصيبي(334 ه).(ط.مؤسسة البلاغ،بيروت-لبنان 1411 ه).

و

358-الوافي:محمد محسن بن الشاه مرتضى(الفيض الكاشاني)(1091 ه).(منشورات مكتبة أمير المؤمنين(ع)، أصفهان.سنة 1412 ه).

359-الوافي بالوفيات:صلاح الدين بن أبيك الصفدي (764 ه)(ط.سنة 1401 ه.ق.).

360-وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة:محمد بن الحسن الحر العاملي(1104 ه).(تحقيق و طبع مؤسسة آل البيت لاحياء التراث،قم-ايران،و ط.دار احياء التراث،بيروت-لبنان).

361-وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى:علي بن أحمد المصري، السمهودي(911 ه).تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد،(ط.

ص: 403

1393 ه-1971 م.دار إحياء التراث العربي،بيروت-لبنان).

362-وفاة الصديقة الزهراء(ع):عبد الرزاق المقرم(ط.

مؤسسة الوفاء،بيروت-لبنان،سنة 1403 ه.ق.).

363-وفيات الاعيان:أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان(681 ه)(ط.دار صادر،سنة 1398 ه).

364-اليقين في إمرة أمير المؤمنين(ع):أبو القاسم،علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس الحسيني(664 ه).(ط.

1369 ه.1950 م.المطبعة الحيدرية،النجف الاشرف).

365-ينابيع المودة:سليمان بن الشيخ ابراهيم،الحسيني، البلخي،القندوزي،الحنفي،(1294 ه).(طبع في مطبعة اختر اسلامبول 1301 ه).

ص: 404

الفهرس الإجمالي

الباب الثاني:

النصوص و الآثار 7-220

الفصل الاول:

ظلم الزهراء في الشعر العربي عبر القرون 13-32

الفصل الثاني:

النصوص و الآثار عن المعصومين الاربعة عشر 33-72

الفصل الثالث:

ظلم الزهراء(ع)في الاحتجاجات عبر الاجيال 73-107

الفصل الرابع:

المحسن في النصوص و الآثار 109-147

الفصل الخامس:

الحدث في كلمات المحدثين و المؤرخين 149-219

ص: 405

الباب الثالث:

أبواب البيوت في عهد الرسول(ص)نصوص و آثار 221-235

الفصل الاول:

أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول(ص)237-284 الفصل الثاني:

التصدي لاحراق باب بيت فاطمة 285-302 تذييل الفصل الثاني:

بعد وفاة رسول الله(ص)303-309 الفصل الثالث:

الابواب لبيوت مكة و الكعبة أعزها الله 311-321 ملحق:

مسرد عام لمصادر بعض العناوين المهمة 323-355

كلمة أخيرة 357

فهارس 359-419

ص: 406

الفهرست التفصيلي

الباب الثاني:

النصوص و الآثار 5-219 فصول هذا الكتاب 9 الفصل الاول:

ظلم الزهراء في الشعر العربي عبر القرون 13-32

الشعر سند تاريخي 15

1-السيد الحميري 15

2-البرقي 16

3-القاضي النعمان 16

4-مهيار الديلمي 19

5-علي بن المقرب 19

6-الخليعي 20

7-علاء الدين الحلي 21

8-مغامس الحلي 22

ص: 407

9-مفلح الصيمري 22

10-الحر العاملي 23

11-الصالح الفتوني 24

12-السيد حيدر الحلي 25

13-السيد باقر الهندي 25

14-العلامة القزويني 27

15-حافظ ابراهيم 28

16-المحقق الاصفهاني 29

17-كاشف الغطاء 32

الفصل الثاني:

النصوص و الآثار عن المعصومين الاربعة عشر 33-72

أحاديث مظلومية الزهراء 35

روايتان أمام القارئ 35

ما روي في الكتب المقدسة 36

ما روي عن رسول الله 37

ما روي عن الامام علي(ع)42

ما روي عن الامام الحسن المجتبى(ع)51

ص: 408

ما روي عن الامام السجاد(ع)52

ما روي عن أحدهما:الباقر أو الصادق(ع)54

ما روي عن الامام الباقر(ع)55

ما روي عن الامام الصادق(ع)57

ما روي عن الامام الكاظم(ع)67

ما روي عن الامام الرضا(ع)69

ما روي عن الامام الجواد(ع)70

ما روي عن الامام العسكري(ع)71

الفصل الثالث:

ظلم الزهراء(ع)في الاحتجاجات عبر الاجيال 73-107 توطئة و بيان 75 1-القاضي عبد الجبار 75

2-السيد المرتضى علم الهدى 76

3-الشيخ الطوسي 78

4-أبو الصلاح الحلبي 80

5-عبد الجليل القزويني 80

6-يحيى بن محمد العلوي البصري 82

ص: 409

7-السيد ابن طاوس 83

8-نصير الدين الطوسي 87

9-العلامة الحلي 87

10-شمس الدين الاسفراييني 87

11-القوشجي 87

12-الفاضل المقداد 88

13-البياض العاملي 89

14-الغروي و الهروي 90

15-المحقق الكركي 91

16-ابن مخدوم 92

17-الشهيد القاضي التستري 92

18-ابن سعد الجزائري 93

19-الحر العاملي 93

20-العلامة المجلسي 94

21-أبو الحسن الفتوني 95

22-الخواجوئي المازندراني 99

23-الشيخ يوسف البحراني 101

24-الشيخ جعفر كاشف الغطاء 102

ص: 410

25-السيد عبد الله شبر 102

26-السيد محمد قلي الموسوي 103

27-السيد محمد المهدي الحسيني القزويني 104

28-السيد الخونساري 105

29-آية الله المظفر 105

30-السيد شرف الدين 106

31-الشهيد الصدر 106

الفصل الرابع:

المحسن في النصوص و الآثار 109-147

هل مات المحسن صغيرا؟111

التابعون من أولي الاربة 116

ذكر المحسن،دون ذكر سبب موته 123

إسقاط المحسن مجردا عن ذكر السبب 128

ذكر السقط مع سبب الاسقاط 132

المقدسي..و إسقاط المحسن 143

سقوط المحسن بسبب الحزن على الرسول(ص)144

هل هذا اشتباه تاريخي؟147

ص: 411

الفصل الخامس:

الحدث في كلمات المحدثين و المؤرخين 149-219

زيارة الصديقة الطاهرة 151

التحريف في كتاب المسعودي 196

تحريف كتاب المعارف 196

الباب الثالث:

أبواب البيوت في عهد الرسول(ص)نصوص و آثار 221-355

لا بد من الإشارة إليه 223

تقديم 225

تمهيد 229

الدعوى و مبرراتها 229

المناقشة و الرد 230

خلاصة ما ذكرناه 234

التمهيد لما يأتي 234

الفصل الاول:

أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول(ص)237-274

ص: 412

أهل المدينة لا يبيتون إلا بالسلاح 239

باب من عرعر أو ساج أو خشب 240 باب من حصير 240

باب من جريد النخل 240

الباب مصراع واحد أو مصراعان 241

باب لا حلقة له 242

المصاريع و الستائر و الابواب 242

فتح بابا،أو كشف سترا 243

الاستدلال بحديث ستار باب فاطمة لا يصح 244

الاستدلال«بقصة زنا المغيرة»لا يصح 246

إغلاق الباب 247

رددت باب الحجرة بيدي 252

ليس لبابه غلق 253

أجاف الباب 253

لا مجال للخروج و الباب مغلق 255

ضرب،أو طرق،أو دق،أو قرع الباب 256

أجابته من وراء الباب 262

خلف الباب 263

ص: 413

حرك الباب 263

وضع يده على الباب فدفعه 264

لو كانت الروايات مكذوبة 265

فتح الباب 266

الباب المقفل 273

فتح القفل و بقاء الباب مغلقا 273

توضيح ضروري 275

كسر الباب 275

الباب ذو المفتاح 276

رتاج الباب 277

شق الباب 278

التقام الابواب 279

خلاصات مما تقدم 279

الفصل الثاني:

التصدي لاحراق باب بيت فاطمة 285-302

بداية 287

ما ذا نريد في هذا الفصل 287

ص: 414

إحراق الباب أو التهديد به 288

إذا عرف السبب زال العجب 299

خلاصات 300

تذييل الفصل الثاني بعد وفاة رسول الله(ص)303-309

الابواب في المدينة بعد وفاة النبي(ص)303

خلاصات 308

الفصل الثالث:

الابواب لبيوت مكة و الكعبة أعزها الله 311-321

الابواب في مكة عصر النبوة 313

الابواب في مكة قبل الفتح 314

باب الكعبة 317

خلاصات مما تقدم 319

ملحق مسرد عام لمصادر بعض العناوين المهمة 323-355

هذا الفصل 325

ص: 415

ضرب الزهراء 332

المحسّن مات صغيرا 337

ذكر المحسّن مجردا 341

اسقاط المحسن:دون ذكر السبب 343

اسقاط المحسن:مع ذكر السبب 345

كسر الضلع 350

استشهاد فاطمة 352

أصاب عينها 355

كلمة أخيرة 357

الفهارس:

الفهارس:359-419

المصادر و المراجع 361

فهرست اجمالي لكتاب 405

فهرست تفصيلي للكتاب 407

مؤلفات المؤلف 417

ص: 416

صدر للمؤلف:

1-الآداب الطبية في الاسلام.

2-ابن عباس و أموال البصرة.

3-أبو ذر مسلمان يا سوسياليست(الترجمة الفارسية).

4-إدارة الحرمين الشريفين في القرآن الكريم.

5-الاسلام و مبدأ المقابلة بالمثل.

6-أكذوبتان حول الشريف الرضي.

7-أهل البيت في آية التطهير.

8-بنات النبي أم ربائبه؟.

9-تحقيق درباره تاريخ هجري(الترجمة الفارسية).

10-تفسير سورة الفاتحة.

11-حديث الإفك.

12-حقائق هامة حول القرآن الكريم.

13-الحياة السياسية للامام الجواد(ع).

14-الحياة السياسية للامام الحسن(ع).

ص: 417

15-الحياة السياسية للامام الرضا(ع).

16-دراسات و بحوث في التاريخ و الاسلام 4/1«أربعة أجزاء».

17-دراسة في علامات الظهور و الجزيرة الخضراء.

18-الزواج المؤقت في الاسلام«المتعة».

19-سلمان الفارسي في مواجهة التحدي.

20-سنابل المجد.

21-السوق في ظل الدولة الاسلامية.

22-صراع الحرية في عصر المفيد(ره).

23-الصحيح من سيرة النبي الاعظم(ص)10/1«عشرة أجزاء».

24-ظاهرة القارونية،من أين؟و إلى أين؟.

25-الغدير و المعارضون.

26-لست بفوق أن أخطئ من كلام الامام علي(ع).

27-مأساة الزهراء شبهات و ردود«جزءان»(و هو هذا الكتاب).

28-منطلقات البحث العلمي في السيرة النبوية.

29-المواسم و المراسم.

30-موقع ولاية الفقيه من نظرية الحكم في الاسلام.

31-موقف علي(ع)في الحديبية.

ص: 418

32-نقش الخواتيم لدى الائمة(ع).

33-ولاية الفقيه في صحيحة عمر بن حنظلة.

قيد الاعداد:

الخوارج:تاريخيا و سياسيا.

الجزء الحادي عشر من الصحيح:من سيرة النبي الاعظم(ص).

ص: 419

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.