ص: 2

ص: 4

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا یَنْزِلُ أَحَدُکُمْ عَلَی أَخِیهِ حَتَّی یُؤْثِمَهُ ، قَالُوا : یَا رَسُولَ اللهِ وَکَیْفَ یُؤْثِمُهُ؟ قَالَ : لَا یَکُونُ عِنْدَهُ مَا یُنْفِقُ عَلَیْهِ » یعنی فیوقعه فی الإثم.

بفتحتین وَفِی الْخَبَرِ « کَانَتْ مِخَدَّتُهُ صلی الله علیه وآله مِنْ أَدَم » أی من الجلود وَفِی آخَرَ « کَانَتْ مِرْفَقَتُهُ مِنْ أَدَم ».

ضرب : اشتد وقل خیره ، والأَزْمَهُ : اسم منه وهی الشده والقحط.

وأَزِمَ من باب تعب لغه وأَزَمَ القومُ أمسکوا عن الطعام.

قال بعض أهل اللغه : والمشهور أَرَمَّ القوم بالراء المهمله والمیم المشدده.

والأَزَمُ : الصمت. ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « ثُمَ أَزَمَ سَاکِتاً طَوِیلاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ».

وَالْیَاءَ مِنْ حَکِیمٍ ، وَالْعَیْنَ مِنْ عَلِیمٍ وَالصَّادَ مِنْ صَادِقٍ.

وَنَقَلَ الزَّجَّاجُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَ ( الم ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ » و ( المر ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ أَرَی » و ( المص ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ أَعْلَمُ وَأَفْصِلُ ».

وأما ( ق ) فقیل مجازها مجاز سائر الحروف الهجائیه فی أوائل السور. وَیُقَالُ ( ق ) جَبَلٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ مُحِیطٌ بِالدُّنْیَا.

وَأَمَّا ( ن وَالْقَلَمِ ) فَقِیلَ : هُوَ نُونُ الْحُوتِ. وَقِیلَ هُوَ الْحُوتُ الَّتِی تَحْتَ الْأَرْضِ. وَقِیلَ النُّونُ الدَّوَاهُ. وقِیلَ هُوَ نَهَرٌ فِی الْجَنَّهِ ، قَالَ اللهُ تَعَالَی لَهُ کُنْ مِدَاداً فَجَمَدَ ، وَکَانَ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ ، فَقَالَ لِلْقَلَمِ : اکْتُبْ فَکَتَبَ الْقَلَمُ مَا کَانَ وَمَا یَکُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ. رُوِیَ ذَلِکَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام.

وأما ( یس ) فقیل : معناه « یا إنسان » وقیل « یا رجل » وقیل « یا محمد » وقیل کسائر الحروف الهجائیه فی أوائل السور. وأما ( المر ) فقیل : هو حرف من حروف الاسم الأعظم المتقطع فی القرآن فإذا ألفه الرسول أو الإمام فدعی به أجیب.

قوله : ( وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ ) [ 2 / 10 ] أی مؤلم موجع کالسمیع بمعنی المستمع إذ لا ألم فوق ألم عذاب لا رجاء معه للخلاص إذ الرجاء یهون العذاب. قوله : ( یَأْلَمُونَ کَما تَأْلَمُونَ ) [ 4 / 103 ] أی یجدون ألم الجراح ووجعها کما تجدون ذلک.

وآلَمَهُ : أوجعه.

والتَّأَلُّمُ : التوجع.

والإِیلَامُ : الإیجاع.

فصل فی القرآن المجید ، لاشتمالها علی المعانی فی القرآن من الثناء علی الله بما هو أهله ، ومن التعبد بالأمر والنهی والوعد والوعید فکأنه نشأ وتولد منها بالتفصیل بعد الإجمال ، کما سمیت مکه أُمَ القری لأن الأرض دحیت منها.

قوله : ( هُنَ أُمُ الْکِتابِ ) [ 3 / 7 ] ولم یقل أمهات الکتاب لأنه علی الحکایه وهی کما یقول الرجل : لیس لی معین ، فتقول نحن معینک فتحکیه ، وکذلک قوله ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً ) [ 25 / 74 ]

وَعَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی : ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً ) قَالَ « إِیَّانَا عَنَی » ، وَفِی حَدِیثٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ : « هَذِهِ فِینَا ». وَفِی حَدِیثِ أَبِی بَصِیرٍ أَنَّهُ قَالَ ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً ) فَقَالَعلیه السلام : « سَأَلْتَ رَبَّکَ عَظِیماً إِنَّمَا هِیَ وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِینَ إِمَاماً ».

قوله : ( إِنِّی جاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِماماً ) [ 2 / 124 ] أی یأتم بک الناس فیتبعونک ویأخذون عنک ، لأن الناس یَأُمُّونَ أفعاله أی یقصدونها فیتبعونها ویقال للطریق إِمَامٌ ، لأنه یُؤَمُ أی یقصد ویتبع.

قوله : ( وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِینٍ ) [ 15 / 79 ] أی لبطریق واضح.

والإِمَامُ : الکتاب أیضا ، قال تعالی ( یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) [ 17 / 71 ] أی بکتابهم ، ویقال بدینهم ، ویقال بمن ائْتَمُّوا به من نبی أو إمام أو کتاب وَفِی حَدِیثِ الشِّیعَهِ ، وَقَدْ قَالَ لَهُمُ الصَّادِقُ علیه السلام « أَلَا تَحْمَدُونَ اللهَ تَعَالَی إِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَهِ فَدَعَا کُلَّ قَوْمٍ إِلَی مَنْ یَتَوَلَّوْنَهُ وَفَزِعْنَا إِلَی رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله وَفَزِعْتُمْ إِلَیْنَا ، أَیْنَ تَرَوْنَ یُذْهَبُ بِکُمْ؟ إِلَی الْجَنَّهِ وَرَبِّ الْکَعْبَهِ » قَالَهَا ثَلَاثاً.

قوله : ( یُرِیدُ الْإِنْسانُ لِیَفْجُرَ أَمامَهُ ) [ 75 / 5 ] أی لیدوم علی فجوره فیما بین یدیه من الأوقات ، وفیما یستقبله من الأزمان لا ینزع منه ، وقیل معناه یقدم الذنب ویؤخر التوبه ، یقول سوف أتوب سوف أتوب إلی أن یأتیه الموت علی أسوإ حاله.

قوله : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) [ 21 / 73 ] أی حکمنا لهم بالإمامه ومثله ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ ) [ 28 / 41 ].

ص: 10

وأصل أَئِمَّه : أءممه فألقیت حرکه المیم الأولی علی الهمزه وأدغمت المیم فی المیم ، وخففت الهمزه الثانیه ، لئلا تجتمع همزتان فی حرف واحد مثل آدم وآخر ، فمن القراء من یبقی الهمزه مخففه علی الأصل ومنهم من یسهلها والقیاس « بین بین » وبعضهم یعده لحنا ویقول : لا وجه له فی القیاس.

قوله : ( وَقَطَّعْناهُمْ فِی الْأَرْضِ أُمَماً ) [ 7 / 168 ] أی فرقناهم فی الأرض بحیث لا یکاد یخلو قطر منهم.

قوله : أُمِّیُّونَ [ 2 / 78 ] هو جمع الأُمِّیِ والأُمِّیُ فی کلام العرب : الذی لا کتاب له من مشرکی العرب. قیل : هو نسبه إلی الأُمِ ، لأن الکتابه مکتسبه فهو علی ما ولدته أمه من الجهل بالکتابه. وقیل : نسبه إلی أُمَّهِ العرب لأن أکثرهم أمیون ، والکتابه فیهم عزیزه أو عدیمه ، فهم علی أصل ولاده أمهم.

قوله : ( آمِّینَ الْبَیْتَ ) [ 5 / 3 ] أی عامرین البیت.

والأُمُ : الوالده ، قیل أصلها أُمَّهَه ، ولهذا تجمع علی أُمَّهَات ، وإن الأصل أمات. ویقال : إن الأُمَّهَات للناس والأُمَّات للبهائم. قال فی البارع ، نقلا عنه : فیها أربع لغات « أُمّ » بضم الهمزه وکسرها « وأُمَّه » و « أُمَّهَه » فالأُمَّات والأُمَّهَات لغتان ، لیس إحدیهما أصلا للأخری.

قوله : ( وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) [ 33 / 6 ] أی فی تحریم النکاح کما قال : ( وَلا أَنْ تَنْکِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) [ 33 / 53 ] ولسن بأمهات علی الحقیقه

وجائت الأُمَّهُ فی الکتاب العزیز علی وجوه :

أُمَّه بمعنی جماعه ، ومنه قوله تعالی ( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّهً مِنَ النَّاسِ یَسْقُونَ ) [ 28 / 23 ] أی جماعه ، وسمیت بذلک لأن الفرق تأمها. قال تعالی : ( وَیَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ کُلِ أُمَّهٍ شَهِیداً ) [ 16 / 84 ] و ( تَری کُلَ أُمَّهٍ جاثِیَهً کُلُ أُمَّهٍ تُدْعی إِلی کِتابِهَا ) [ 45 / 27 ].

وأُمَّه : رجل جامع للخیر یقتدی به ، ومنه قوله ( إِنَّ إِبْراهِیمَ کانَ أُمَّهً قانِتاً

ص: 11

لِلَّهِ ) [ 16 / 120 ].

وأُمَّه : دین ، ومنه قوله تعالی : ( إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلی أُمَّهٍ ) [ 43 / 22 ]

وأُمَّه : حین وزمان ، ومنه قوله تعالی ( إِلی أُمَّهٍ مَعْدُودَهٍ ) [ 11 / 8 ] وقوله ( وَادَّکَرَ بَعْدَ أُمَّهٍ ) [ 12 / 45 ] وقوله ( کانَ النَّاسُ أُمَّهً واحِدَهً ) [ 2 / 213 ] أی کانوا مذهبا واحدا قبل نوح متفقین علی الفطره فاختلفوا ( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِیِّینَ ) ، بدلاله قوله : ( لِیَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ فِیمَا اخْتَلَفُوا فِیهِ ) وقیل : ( کانَ النَّاسُ أُمَّهً واحِدَهً ) کفارا ( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِیِّینَ ) فاختلفوا علیهم. قوله : ( وَلَوْ لا أَنْ یَکُونَ النَّاسُ أُمَّهً واحِدَهً ) [ 43 / 33 ] أی لو لا أن یجتمعوا علی الکفر لجعلنا - الآیه.

والواحد قد سماه الله أُمَّه کما فی إبراهیم علیه السلام. ویقال لجمیع أجناس الحیوان : أُمَّه ، وهو قوله تعالی : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّهٍ إِلَّا خَلا فِیها نَذِیرٌ ) [ 35 / 24 ] ومنه أُمَّه محمد صلی الله علیه وآله ، قوله ( کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّهٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ ) [ 3 / 110 ]

قال بعض الأفاضل : استدل بعض مخالفینا بالآیه علی کون الإجماع حجه ، من حیث إن اللام فی المعروف والمنکر للاستغراق أی تأمرون بکل معروف وتنهون عن کل منکر ، فلو أجمع علی الخطإ لم یتحقق واحده من الکلمتین وهو المطلوب.

والجواب : منع کون اللام فی اسم الجنس للاستغراق. وإن سلم فنحمله علی المعصومین لعدم تحقق ما ذکرتم فی غیرهم ، وبذلک ورد النقل أیضا عَنْ أَئِمَّتِنَا علیهم السلام قَالُوا : « وَکَیْفَ تَکُونُ ( خَیْرَ أُمَّهٍ ) وَقَدْ قُتِلَ فِیهَا ابْنُ بِنْتِ نَبِیِّهَا » (1).

وقد أطنب الشیخ الطوسی رحمه الله فی البحث عن هذه الآیه فی کتاب العده.

قوله : ( أَرْسَلْناکَ فِی أُمَّهٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ ) [ 13 / 30 ] هی أُمَّهُ محمد صلی الله علیه وآله.

والأُمَّهُ : الخلق کلهم.

ص: 12

وأُمَّهُ کل نبی : أتباعه. ومن لم یتبع دینه - وإن کان فی زمانه - فلیس من أمته.

وقد جائت الأُمَّهُ فی غیر الکتاب بمعنی القامه ، یقال فلان حسن الأُمَّهِ أی حسن القامه. وبمعنی الأُمِ أیضا یقال هذه أُمَّهُ زید.

والأُمَّهُ : کل جماعه یجمعهم أمر ، إما دین واحد ، أو دعوه واحده ، أو طریقه واحده ، أو زمان واحد ، أو مکان واحد ،

ومنه الْحَدِیثُ « یُبْعَثُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أُمَّهً وَحْدَهُ ، عَلَیْهِ بَهَاءُ الْمُلُوکِ وَسِیمَاءُ الْأَنْبِیَاءِ ».

ویقال لکل جنس من الحیوان أُمَّه.

ومنه الْخَبَرُ « لَوْ لَا أَنْ یَکُونَ الْکِلَابُ أُمَّهً مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا ».

قوله : ( وَلا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُکُمْ ) [ 6 / 38 ] أی فی الخلق والرزق والحیاه والموت والحشر والمحاسبه والاقتصاص لبعضها من بعض. وقیل غیر ذلک وقد مر فی « طیر ».

وأَمَ الشیءَ أَمّاً من باب قتل : قصده.

ومنه الْحَدِیثُ « مَنْ أَمَ هَذَا الْبَیْتَ فَکَذَا » یعنی البیت الحرام.

وأُمُ الخیر للتی تجمع کل الخیر.

وأُمُ الشر للتی تجمع کل الشر.

وأُمُ الصبیان : ریح تعرض لهم.

وأُمُ فروه : أم جعفر الصادق علیه السلام، وقد تقدم ذکرها (1).

وقولهم : « لا أُمَ لک » ذم وسب أی أنت لقیط لا تعرف لک أم. وقیل : قد یقع مدحا بمعنی التعجب منه ، قال فی النهایه : وفیه بعد.

وأَمْ منقطعه تقدر ببل والهمزه فی الخبر والاستفهام.

قال تعالی : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّهَ ) [ 2 / 214 ] ومعناها بل أحسبتم. والهمزه فیها للتقریر.

وأَمْ المتصله بمعنی أو فی مواضع منها : إذا کان أَمْ معادلا لهمزه الاستفهام.

قال تعالی : ( أَهُمْ خَیْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) [ 44 / 37 ] وهو علی التفریع والتوبیخ من

ص: 13

الله ، لأنه عالم بمن هو خیر ، والمعنی لیسوا بخیر ، کقوله ( أَفَمَنْ یُلْقی فِی النَّارِ خَیْرٌ أَمْ مَنْ یَأْتِی آمِناً یَوْمَ الْقِیامَهِ ) [ 41 / 40 ].

ویکون للتسویه من غیر استفهام کقوله ( سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ ) [ 2 / 6 ].

قال بعض المحققین من أهل العربیه : أَمْ فی الکلام حرف عطف فی الاستفهام ولها موضعان :

« أحدهما » - أن تقع معادله لألف الاستفهام بمعنی أی ، تقول : « أزید فی الدار أَمْ عمرو » والمعنی أیهما فیها ، وتسمی متصله ، لأن ما قبلها وما بعدها کلام واحد ، ولا تستعمل فی الأمر والنهی ، ویجب أن یعادل ما قبلها فی الاسمیه ، فإن کان الأول اسما أو فعلا کان الثانی مثله ، نحو « أزید قائم أَمْ قاعد » و « أقام زید أَمْ قعد » لأنها لطلب تعیین أحد الأمرین ، ولا یسأل بها إلا بعد ثبوت أحدهما ، ولا یجاب إلا بالیقین ، لأن المتکلم یدعی وجود أحدهما ، ویسأل عن تعیینه.

و « الثانی » - أن تکون منقطعه مما قبلها خبرا کان أو استفهاما ، تقول فی الخبر : « إنها لإبل أَمْ شاه » وذلک إذا نظرت إلی شخص فتوهمته إبلا فقلت ما سبق إلیک ، ثم أدرکک الظن بأنه شاه فانصرفت عن الأول فقلت أَمْ شاه ، بمعنی بل ، فهو إضراب عما کان قبله ، إلا أن ما یقع بعد بل یقین ، وما بعد أم مظنون وتقول فی الاستفهام : « هل زید منطلق أَمْ عمرو » فَأَمْ معها ظن واستفهام وإضراب.

والآمَّهُ من الشجاج وهی بالمد : اسم فاعل ، وبعض العرب یقول : مَأْمُومَه ، وهی الشجه التی بلغت أم الرأس ، وهی الشجه التی تجمع أم الدماغ ، وهی أشد الشجاج وتجمع الأولی علی أمام [ أَوَامّ ] مثل دابه علی دواب ، والثانیه علی لفظها مَأْمُومَات.

والإِمَامُ بالکسر علی فعال للذی یؤتم به وجمعه أَئِمَّه.

وَفِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ : سُمِّیَ الْإِمَامُ إِمَاماً لِأَنَّهُ قُدْوَهٌ لِلنَّاسِ مَنْصُوبٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ تَعَالَی مُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ عَلَی الْعِبَادِ.

ص: 14

وأَمَامُ الشیء : مستقبله ، وهو ضد خلف وهو ظرف ، ولهذا یذکر ویؤنث علی معنی الجهه.

والإِمَامَهُ : هی الرئاسه العامه علی جمیع الناس ، فإذا أخذت لا بشرط شیء تجامع النبوه والرساله ، وإذا أخذت بشرط لا شیء لا تجامعهما.

وَأُمَامَهُ بِنْتُ أَبِی الْعَاصِ بْنِ الرَّبِیعِ : أُمُّهَا زَیْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله ، تَزَوَّجَهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَعْدَ وَفَاهِ فَاطِمَهَ علیها السلام، فَلَمَّا قُتِلَ عَلِیٌّ علیه السلاموَکَانَ قَدْ أَمَرَ الْمُغِیرَهَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَرْثِ أَنْ یَتَزَوَّجَ أُمَامَهَ بَعْدَهُ ، لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ یَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِیَهُ ، فَتَزَوَّجَهَا الْمُغِیرَهُ فَوَلَدَتْ لَهُ یَحْیَی وَبِهِ کَانَ یُکَنَّی وَهَلَکَتْ عِنْدَهُ.

أُمَامَهَ الأنصاری الخزرجی غلبت کنیته واشتهر بها وکان عقبیا نقیبا شهد العقبه الأولی والثانیه وبایع فیهما وکانت البیعه الأولی فی سته نفر أو سبعه ، والثانیه فی اثنی عشر رجلا ، والثالثه فی سبعین رجلا.

وإنما قیل للمرأه أَیِّم ولم یقل أیمه لأن أکثر ذلک للنساء فهو کالمستعار.

وایْمُ الله بفتح الهمزه وکسرها : اسم موضوع للقسم ، لا جمع یمین خلافا للکوفیین ، مثل لعمرو الله. وفیها لغات کثیره. وهمزتها للوصل وقد تقطع.

وَمِنْهُ « وَایْمُ اللهِ لَوْ کُشِفَ الْغِطَاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ بِإِحْسَانِهِ » - الحدیث.

اتخم من کثره الأکل.

لَمْ تُنِلْهُ مِنْهَا شَیْئاً!.

وَفِی الْحَدِیثِ « یُکْرَهُ الْحَرِیرُ الْمُبْهَمُ لِلرِّجَالِ » أی الخالص الذی لا یمازجه شیء.

ومنه فرس بَهِیمٌ أی مصمت وهو الذی لا یخالط لونه شیء سوی لونه ، ومنه الأسود البَهِیم.

وَفِیهِ « یُحْشَرُ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَهِ عُرَاهً حُفَاهً بُهْماً » یعنی لیس فیهم من العاهات والأعراض التی تکون فی الدنیا ، کالعور والعرج.

والبُهْمُ بالضم : جمع البُهْمَه وهو المجهول الذی لا یعرف.

ومنه الْحَدِیثُ « شِیعَتُنَا الْبُهْمُ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلُوبُ الْمُؤْمِنِینَ مُبْهَمَهٌ عَلَی الْإِیمَانِ » أی مصمته مثل قولهم : « فرس بَهِیمٌ » أی مصمت کأنه أراد بقوله مُبْهَمَه أی لا یخالطها شیء سوی الإیمان.

وهذه الآیه مُبْهَمَه أی عامه أو مطلقه.

وأمر مُبْهَمٌ أی مفصل لا مأتی له.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « کَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ إِحْدَی الْمُبْهَمَاتِ کَشَفَهَا ». یرید مسأله معضله مشکله ، سمیت مُبْهَمَه لأنها أبهمت عن البیان فلم یجعل علیها دلیل.

والمُبْهَمُ من المحرمات کمکرم : ما لا یحل بوجه ، کتحریم الأم والأخت والجمع : بُهْم بالضم ، وبضمتین قاله فی القاموس.

والأسماء المُبْهَمَه عند النحویین هی أسماء الإشاره نحو هذا وهؤلاء وذلک وأولئک.

والإِبْهَامُ : أکبر أصابع الید والرجل فی الطرف ، وهو مؤنث ، وقد یذکر. والجمع أَبَاهِم.

واحد ، أی هما زوجان وأخوان. قال بعض الشارحین : وهذه من أحسن العبارات.

والولدان : تَوْأَمَانِ. والجمع : تَوَائِم مثل قشعم وقشاعم.

والتَّوْأَمُ علی فوعل والأنثی : تَوْأَمَه.

والتَّوْأَمُ : الثانی من سهام المیسر.

وعن الخلیل : أصل تَوْأَم : ووأم ، فأبدل من إحدی الواوین تاء کما قالوا : تولج ، من ولج

وَتَفْصِیلاً ) [ 6 / 154 ] أی تماما من الله علی المحسنین ، أو تماما علی الذی أحسنه موسی من طاعه الله.

قوله : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَهَ لِلَّهِ ) [ 2 / 196 ] أی قوموا بأمورهما والإِتْمَامُ القیام بالأمر. قیل : وإِتْمَامُهَما أن یحرم بهما من دویره أهله. وقیل : أن یفرد لکل منهما سفرا. وقیل : أن تکون النفقه حلالا. وقیل : إخلاصهما للعباده لا للمعاش. وقیل : المراد أن یأتی بجمیع أجزائهما وکیفیات تلک الأجزاء ، لکن کون کل واحد منهما مرکبا من أجزاء مختلفه ربما یوهم أن من أتی ببعض تلک الأجزاء وأخل بالباقی عمدا یصح منه ذلک المأتی به ، ویجب علیه قضاء الباقی کمن صام بعض شهر رمضان وترک الباقی ، وذلک وهم باطل ، فإن کل واحد من تلک الأجزاء شرط فی صحه الباقی ، کأجزاء الصلاه فإذا لم یأت الحاج أو المصلی بکل الأجزاء بطل حجه وصلاته ، بخلاف الصوم.

وأَتْمَمَتُ الشیءَ : أکملته.

ومنه قوله : ( مُتِمُ نُورِهِ ) [ 61 / 8 ] أی مکمله.

وَفِی الْخَبَرِ « مَنْ عَلَّقَ تَمِیمَهً فَلَا أَتَمَّ اللهُ لَهُ » التَّمِیمَهُ : خرزات کانت العرب تعلقها علی أولادهم یتقون بها العین فی زعمهم ، فأبطلها الإسلام. والتَّمِیمَه أیضا : عوذه تعلق علی الإنسان ومنه شعر أبی الأسود الدئلی فی علی بن الحسین علیهم السلام :

وإن غلاما بین کسری وهاشم

لأکرم من نیطت علیه التَّمَائِم

نُقِلَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام عَادَ مُعَاوِیَهَ فِی مَرَضِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِیَهُ قَامَ وَتَجَلَّدَ وَأَنْشَدَ یَقُولُ :

بِتَجَلُّدِی لِلشَّامَتَیْنِ أُرِیهِمُ

أَنِّی لِرَیْبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ

فَأَجَابَهُ الْحَسَنُ علیه السلام عَلَی الْفَوْرِ :

وَإِذَا الْمَنِیَّهُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا

أَلْفَیْتَ کُلَّ تَمِیمَهٍ لَا تَنْفَعُ

وکان تسمیتها تمیمه لما یعتقد من أنها تمام الدواء والشفاء.

وَفِی الدُّعَاءِ « أُعِیذُ نَفْسِی بِکَلِمَاتِ اللهِ

ص: 22

التَّامَّاتِ » قیل : إنما وصف کلامه بالتمام لأنه لا یجوز أن یکون فی شیء من کلامه نقص وعیب ، کما یکون فی کلام الناس وقیل : معنی التَّمَام هنا : أن تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتکفیه.

وَفِیهِ « اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَهِ التَّامَّهِ » أی دعوه إلی الصلاه تامه فی إلزام الحجه وإیجاب الإجابه. أو التامه التی لا یدخلها تغییر بل باقیه إلی یوم النشور. وقیل : وصفها بِالتَّمَامِ لأنها ذکر الله ، ویدعی بها إلی عبادته ، وذلک هو الذی یستحق صفات الکمال والتمام.

وَفِی حَدِیثِ الْکَفَنِ « الْمَفْرُوضُ ثَلَاثَهُ أَثْوَابٍ تَامٌ لَا أَقَلَّ مِنْهُ » قوله « تام » خبر مبتدإ محذوف أی وهو تام ، والضمیر للکفن

وَفِی حَدِیثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ « قَالَ : لَمَّا نَفَرْتُ مِنْ مِنًی نَوَیْتُ الْمُقَامَ بِمَکَّهَ فَأَتْمَمْتُ الصَّلَاهَ ، ثُمَّ جَائَنِی خَبَرٌ مِنَ الْمَنْزِلِ فَلَمْ أَدْرِ أُتِمُ أَمْ أُقَصِّرُ؟ فَقَصَصْتُ الْقِصَّهَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ : ارْجِعْ إِلَی التَّقْصِیرِ » هکذا صح - الحدیث. ولا یخفی منافاته لما اشتهر به الفتوی. وحمل الشیخ الإتمام فیه علی صلاه النافله ، وبعض المتأخرین (1) « فأتم » بقرینه قوله لما نفرت من منی نویت المقام ، والنیه فی ذلک الوقت لیس إلا للإتمام - انتهی ، وهو قریب.

وتِهَامَهُ بکسر الفوقانیه : اسم لکل ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز. قیل : هی مشتقه من تَهِمَ الحَرُّ ، اشتد مع رکود الریح لشده حرها. وفی المجمع هی مشتقه من التَّهَمِ وهی الحر وسکون الریح ، وهی أرض أولها ذات عرق من قبل نجد إلی مکه وما وراءها بمرحلتین أو أکثر ، وتأخذ إلی البحر.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْعَقِیقُ لِأَهْلِ نَجْدٍ » وقال : هو وقت لما أنجدت الأرض. وأنت مُتْهِمٌ : علی صیغه اسم الفاعل وقد تقدم القول فی « نجد ».

ومنه حَدِیثُ الْوُضُوءِ « ثُمَ مَسَحَ بِیَدِهِ الْحَاجِبَیْنِ جَمِیعاً ».

قال بعض الأفاضل : أجری الکوفیون ثُمَ مجری الواو فی جواز نصب المضارع بما بعد فعل الشرط ، واستدلالهم بقراءه الحسن ( وَمَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَ یُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللهِ ) [ 4 / 100 ] بنصب یُدْرِکَهُ ، وأجراها ابن مالک مجریها بعد الطلب ، فأجاز فی قَوْلِهِ صلی الله علیه وآله « لَا یَبُولَنَّ أَحَدُکُمْ فِی الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِی لَا یَجْرِی ثُمَ یَغْتَسِلُ مِنْهُ ». ثلاثه أوجه : الرفع ، بتقدیر « ثم هو یغتسل منه ». والجزم بالعطف علی موضع فعل النهی. والنصب بإعطاء ثم حکم الواو.

أحجم.

­- قاله فی النهایه - و « لا » رد لما قبلها من الکلام ثم یبتدأ بها کقوله تعالی : ( لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ ) [ 16 / 62 ] أی لیس لهم الأمر کما قالوا ، ثم ابتدأ فقال : وجب لهم النار.

قوله : ( فَعَلَیَ إِجْرامِی ) [ 11 / 35 ] أی وبالی ، مصدر أَجْرَمْتُ إِجْرَاماً.

قوله : ( لا یَجْرِمَنَّکُمْ شِقاقِی ) [ 11 / 89 ] أی لا یحملنکم أو یکسبنکم معاداتی ، من قولهم : جَرَمْتُ علی أهلی أی کسبت.

ومثله قوله : ( لا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ ) أی بغض قوم ( أَنْ صَدُّوکُمْ ) أی لأجل أنهم صدوکم ( عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) یعنی النبی صلی الله علیه وآله وأصحابه لما صدوهم عام الحدیبیه ( أَنْ تَعْتَدُوا ) [ 5 / 2 ] وقرئ إِنْ صَدُّوکُمْ (1) وجواب إن قد أغنی عنه ما تقدم.

والمُجْرِمُ : المنقطع عن الحق إلی الباطل.

والمُجْرِمُ : المذنب.

ومنه قوله تعالی : ( کَذلِکَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ ) [ 37 / 34 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « قَالَ مَنْ أَجْرَمَ إِلَی آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله ».

وجَرَمَ یَجْرِمُ جَرْماً من باب ضرب : أذنب واکتسب الإثم ، وبالمصدر سمی الرجل. ومنه بنو جَرْمٍ.

والجَرْمِیُ : منسوب إلی بنی جرم : قبیله.

ومنه کلیب الجَرْمِیُ الذی بایع علیا علیه السلام.

والجُرْمُ بضم الجیم : الذنب ، وجمعه : أَجْرَام.

والجَرِیمَهُ : مثله. وجَرَمَ واجْتَرَمَ وأَجْرَمَ بمعنی. والجِرْمُ بالکسر : الجسد والجمع أَجْرَام ، کحمل وأحمال.

والجِرْمُ أیضا : اللون

بالضم فالسکون أصله ، والمراد قعر جهنم وأسفلها.

وجَرَاثِیمُ الأرض : أعالیها

مَالِکِ بْنِ جُعْشُمٍ ». قال فی القاموس : جُعْشُم کقنفذ وجندب. وجُعْشُمُ بْنُ خُلَیْبَهَ بْنِ جُعْشُم وسراقه بن مالک بن جُعْشُم صحابیان.

وفی بعض النسخ (1) : المجانین ، وکأنه أراد المخالفین ، والله أعلم.

والجُمْجُمَه بالضم : عظم الرأس المشتمل علی الدماغ ، ومنه قَوْلُهُ صلی الله علیه وآله « أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْفَلِقُ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِهِ ».

وجُمْجُمَهُ العرب : ساداتها ، لأن الجمجمه الرأس ، وهو أشرف الأعضاء.

والجُمْجُمَهُ : القدح الخشب.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْیَا بِجَمَّاتِهَا عَلَی الْمُنَافِقِ أَنْ یُحِبَّنِی مَا أَحَبَّنِی » الجَمَّاتُ جمع جَمَّه وهو مجتمع الماء من الأرض أراد بجملتها.

بالخماسی بتشدید الحرف الثالث فیه. وهو فارسی معرب.

ولذلک نسبها إلی القلوب ، ویلزم من ذلک الاعتقاد شده التحرز من الوقوع فیها ، وجعلها کالشیء المحتمی

قوله : ( وَعَلَی الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا کُلَّ ذِی ظُفُرٍ ) [ 6 / 146 ] الآیه قد تقدم شرحها فی « ظفر ».

قوله : ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَیْهِمْ طَیِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ) [ 4 / 159 ] رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ یَعْفُورٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام یَقُولُ « مَنْ زَرَعَ حِنْطَهً فِی أَرْضٍ فَلَمْ تَزْکُ فِی أَرْضِهِ وَزَرْعِهِ ، وَخَرَجَ زَرْعُهُ کَثِیرَ الشَّعِیرِ فَبِظُلْمٍ عَمِلَهُ فِی رَقَبَهِ الْأَرْضِ ، وَبِظُلْمِ زُرَّاعِهِ وَأَکَرَتِهِ ، لِأَنَّ اللهَ یَقُولُ ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَیْهِمْ طَیِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ).

والحُرْمَهُ : ما وجب القیام به ، وحرم التفریط فیه. وأصل التَّحْرِیمِ : المنع.

ومنه قوله ( وَحَرَّمْنا عَلَیْهِ الْمَراضِعَ ) [ 28 / 12 ].

قوله : ( یا أَیُّهَا النَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَکَ ) [ 66 / 1 ] أی من ملک یمین.

رُوِیَ « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وآله خَلَا بِمَارِیَهَ فِی یَوْمِ عَائِشَهَ ، وَعَلِمَتْ بِذَلِکَ حَفْصَهُ ، فَقَالَ لَهَا : اکْتُمِی عَلَیَّ وَقَدْ حَرَّمْتُ مَارِیَهَ عَلَی نَفْسِی وَاسْتَکْتَمَهَا فَلَمْ تَکْتُمْ وَأَخْبَرَتْ عَائِشَهَ الْخَبَرَ ، وَحَدَّثَتْ کُلُّ وَاحِدَهٍ مِنْهُمَا إِیَّاهَا بِذَلِکَ ، فَأَطْلَعَ اللهُ نَبِیَّهُ عَلَی ذَلِکَ فَطَلَّقَهَا ، وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ تِسْعاً وَعِشْرِینَ لَیْلَهً فِی بَیْتِ مَارِیَهَ ».

قوله : ( إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِیلُ عَلی نَفْسِهِ ) [ 3 / 93 ] رُوِیَ « أَنَّهُ حَرَّمَ عَلَی نَفْسِهِ لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا لَمَّا اشْتَکَی عِرْقَ النَّسَا وَهُمَا لَا یُلَائِمَانِهَا ». قیل : فعل ذلک بإشاره الأطباء ، وقیل : إنه نذر إن شفی لم یأکل أحب الطعام إلیه وکان ذلک أحبه إلیه.

وَفِی تَفْسِیرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ : إِنَّ إِسْرَائِیلَ کَانَ إِذَا أَکَلَ مِنْ لَحْمِ الْإِبِلِ هَیَّجَ عَلَیْهِ وَجَعَ الْخَاصِرَهِ فَحَرَّمَ عَلَی نَفْسِهِ لَحْمَ الْإِبِلِ ، وَذَلِکَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاهُ فَلَمَّا نُزِّلَتِ التَّوْرَاهُ لَمْ یُحَرِّمْهُ وَلَمْ یَأْکُلْهُ. ویتم البحث فی « طعم ».

ص: 34

قوله : ( أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً ) [ 29 / 67 ] سمی حَرَمُ مکه حرما لتحریم الله فیه کثیرا مما لیس بمحرم فی غیره.

وقوله ( لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) [ 51 / 19 ] قوله ( الْمَحْرُومِ ) : المحارف الذی قد حرم کد یده فی الشراء والبیع.

وَفِی رِوَایَهٍ أُخْرَی « الْمَحْرُومُ : الرَّجُلُ الَّذِی لَیْسَ بِعَقْلِهِ بَأْسٌ وَلَا یُبْسَطُ لَهُ فِی الرِّزْقِ وَهُوَ مُحَارَفٌ ».

قوله : ( الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ ) [ 2 / 194 ] الآیه ، کَانَ أَهْلُ مَکَّهَ قَدْ مَنَعُوا النبی صلی الله علیه وآله مِنَ الدُّخُولِ عَامَ الْحُدَیْبِیَهِ سَنَهَ [ سِتٍ ] فِی ذِی الْقَعْدَهِ وَهَتَکُوا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ، فَأَجَازَ اللهُ تَعَالَی لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه وآله وَأَصْحَابِهِ أَنْ یَدْخُلُوا فِی سَنَهِ سَبْعٍ فِی ذِی الْقَعْدَهِ لِعُمْرَهِ الْقَضَاءِ ، وَیَکُونُ ذَلِکَ مُقَابِلاً لِمَنْعِهِمْ فِی الْعَامِ الْأَوَّلِ. ثم قال : ( وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ ) [ 2 / 194 ] أی یجوز القصاص فی کل شیء حتی فی هتک حرمه الشهور ثم عمم الحکم فقال ( فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ ) الآیه. قال بعض العارفین : وفی الآیه أحکام :

« منها » - إباحه القتال فی الشهر الحرام لمن لا یری له حرمه.

و « منها » - أنه یجوز مقاتله المحارب المعتدی بمثل فعله لقوله ( وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ ).

و « منها » - إذا دهم المسلمین داهم من عدو یخشی منه علی بیضه الإسلام فإنه یجوز قتاله وإن لم یکن الإمام حاضرا لقوله ( فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْکُمْ ).

و « منها » - أنه یجوز بمقتضی الآیه أن الغاصب والظالم إذا لم یرد المظلمه أن یؤخذ من ماله قدر ما غصب سواء کان بحکم الحاکم أم لا.

قوله : ( فَلا یَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ ) [ 9 / 28 ] قیل المراد جمله الحرم ، سمی به تسمیه للشیء بأشرف أجزائه ، أمر المؤمنون أن لا یمکنوا المشرکین من الدخول إلی الحرم وذلک قبل سنه حجه الوداع ، وقِیلَ سَنَهَ تِسْعٍ لَمَّا بُعِثَ أَبُو بَکْرٍ بِبَرَاءَهَ ، ثُمَّ أَمَرَ اللهُ

ص: 35

بِرَدِّهِ وَأَنْ لَا یَقْرَأَ إِلَّا الرَّسُولُ صلی الله علیه وآله أَوْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ، فَبَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام.

قوله ( لا تَقْتُلُوا الصَّیْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) [ 5 / 95 ] الصید یجیء مصدرا ، واسما للصید ، وهو المراد هنا.

والحُرُم جمع حَرَام وهو مصدر أیضا سمی به المُحْرِم مجازا ، لأن الحَرَامَ فی الحقیقه یوصف به الفعل ، کذا عن بعض المفسرین.

قوله : ( فَإِنَّها مُحَرَّمَهٌ عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَهً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ ) [ 5 / 26 ] رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ مُوسَی علیه السلام أَنْ یُفَارِقَهُمْ فَزِعُوا ، وَقَالُوا : إِنْ خَرَجَ مُوسَی مِنْ بَیْنِنَا نَزَلَ الْعَذَابُ إِلَیْنَا ، فَفَزِعُوا إِلَیْهِ وَسَأَلُوهُ أَنْ یُقِیمَ مَعَهُمْ ، وَإِنَّمَا حَرَّمَهَا عَلَیْهِمْ یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ أَرْبَعِینَ سَنَهً عُقُوبَهً لَهُمْ ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّکَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ ) [ 5 / 24 ] کَانُوا یَقُومُونَ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ ، وَیَأْخُذُونَ فِی قِرَاءَهِ التَّوْرَاهِ فَإِذَا أَصْبَحُوا عَلَی بَابِ مِصْرَ دَارَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ ، فَرَدَّتْهُمْ إِلَی مَکَانِهِمْ ، وَکَانَ بَیْنَهُمْ وَبَیْنَ مِصْرَ أَرْبَعَهُ فَرَاسِخَ فَبَقُوا عَلَی ذَلِکَ أَرْبَعِینَ سَنَهً ، فَمَاتَ هَارُونُ وَمُوسَی فِی التِّیهِ ، وَدَخَلَهَا أَبْنَاؤُهُمْ وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِهِمْ.

ورُوِیَ « أَنَّ الَّذِی حَفَرَ قَبْرَ مُوسَی مَلَکُ الْمَوْتِ فِی صُورَهِ آدَمِیٍّ وَلِذَلِکَ لَا یَعْرِفُ بَنُو إِسْرَائِیلَ قَبْرَهُ » وَسُئِلَ النبی صلی الله علیه وآله عَنْ قَبْرِهِ ، فَقَالَ : « عِنْدَ الطَّرِیقِ الْأَعْظَمِ ، عِنْدَ الْکَثِیبِ الْأَحْمَرِ ».

وکان بین موسی وداود خمسمائه سنه وبین داود وعیسی ألف سنه ومائه سنه.

وَفِی حَدِیثِ نَافِعٍ وَقَدْ سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام : أَخْبِرْنِی کَمْ کَانَ بَیْنَ عِیسَی وَمُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله مِنْ سَنَهٍ؟ « قَالَ : أُخْبِرُکَ بِقَوْلِی أَمْ بِقَوْلِکَ؟ قَالَ : أَخْبِرْنِی بِالْقَوْلَیْنِ مَعاً. قَالَ : أَمَّا بِقَوْلِی فَخَمْسُمِائَهِ سَنَهٍ وَأَمَّا بِقَوْلِکَ فَسِتُّمِائَهِ سَنَهٍ ».

قوله : ( وَقالُوا ما فِی بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَهٌ لِذُکُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلی أَزْواجِنا وَإِنْ یَکُنْ مَیْتَهً فَهُمْ فِیهِ شُرَکاءُ ) [ 6 / 139 ] قَالَ الشَّیْخُ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ : کَانُوا یُحَرِّمُونَ الْجَنِینَ الَّذِی یُخْرِجُونَهُ مِنْ

ص: 36

بُطُونِ الْأَنْعَامِ عَلَی النِّسَاءِ ، فَإِذَا کَانَ مَیِّتاً یَأْکُلُهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ ، فَحَکَی اللهُ لِرَسُولِهِ صلی الله علیه وآله ذَلِکَ.

قوله : ( قُلْ لا أَجِدُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَ مُحَرَّماً عَلی طاعِمٍ یَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ یَکُونَ مَیْتَهً ) [ 6 / 145 ] الآیه ، قال الشیخ علی بن إبراهیم « تأولوا هذه الآیه أنه لیس شیء محرم إلا هذه الآیه ، وأحلوا کل شیء من البهائم : القرده والکلاب والسباع والذباب وزعموا أن ذلک کله حلال بقول الله ( قُلْ لا أَجِدُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَ مُحَرَّماً ) الآیه. وغلطوا فی هذا غلطا بینا ، وإنما هذه الآیه رد علی ما أحلت العرب وحرمت لأن العرب کانت تحلل علی أنفسها أشیاء وتحرم أشیاء فحکی الله ذلک لنبیه صلی الله علیه وآله ما قالوا.

قوله ( وَحُرِّمَ ذلِکَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ ) [ 24 / 3 ] قال الشیخ علی بن إبراهیم : هو رد علی من یستحل التمتع بالزوانی والتزویج بهن ، وهن المشهورات المعروفات بذلک فی الدنیا ، لا یقدر الرجل علی تحصینهن. وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَهُ فِی نِسَاءِ أَهْلِ مَکَّهَ ، کُنَّ مُسْتَعْلِنَاتٍ بِالزِّنَا : « سَارَهُ » و « حَنْتَمَهُ » و « الرَّبَابُ » کُنَّ یُغَنِّینَ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله فَحَرَّمَ اللهُ نِکَاحَهُنَّ ، وَجَرَتْ بَعْدَهُنَّ فِی النِّسَاءِ مِنْ أَمْثَالِهِنَّ.

قوله ( وَحَرامٌ عَلی قَرْیَهٍ ) [ 21 / 95 ] أی واجب من قولهم حَرُمَ : وجب.

والحَرَامُ : ضد الحلال ، کذلک الحِرْمُ بالکسر. قال الجوهری : وقرئ وحِرْمٌ عَلَی قَرْیَهٍ أَهْلَکْنَاهَا قال الکسائی : ومعناه واجب.

والتَّحْرِیمُ : ضد التحلیل.

وحَرُمَ عَلَیَّ الشیءُ بالضم حُرْمَهً : نقیض حل.

ومِنْهُ « حَرُمَتِ الصَّلَاهُ عَلَی الْحَائِضِ ».

وحَرِمَتْ بالکسر لغه. وحَرَّمْتُ الظلمَ علی نفسی أی تقدست عنه کالشیء المحرم علی الناس.

ومَحَارِمُ الله : حُرُمَاتُهُ.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا وَرَعَ کَالْکَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ ». وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله « أَهْلُ بَیْتِی مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَهَ »

ص: 37

بضم حاء وخفه راء.

وَفِی حَدِیثِ الصَّلَاهِ « وَتَحْرِیمُهَا التَّکْبِیرُ ». کأن المصلی بالتکبیر والدخول فی الصلاه صار ممنوعا من الکلام والأفعال الخارجه عن کلام الصلاه وأفعالها ، فقیل للتکبیر تَحْرِیمٌ ، لمنعه المصلی من ذلک ، ولهذا سمیت « تکبیره الإِحْرَام » أی الإحرام بالصلاه. کذا فی النهایه.

والحُرْمَهُ والمَحْرُمَهُ - بفتح الراء وضمها - : ما لا یجوز انتهاکه ، وجمیع ما کلف الله به بهذه الصفه ، فمن خالف فقد انتهک الحُرْمَهَ.

ومنه حَدِیثُ غُسْلِ الْجُنُبِ الْمَیِّتِ « یُغَسَّلُ غُسْلاً وَاحِداً لِأَنَّهُمَا حُرْمَتَانِ اجْتَمَعَتَا فِی حُرْمَهٍ وَاحِدَهٍ ». أی تکلیفان اجتمعا فی واحد.

والحُرْمَهُ : المرأه والجمع حُرَم ، مثل غرفه وغرف.

وحُرْمَهُ الرجل : أهله.

والإِحْرَامُ : مصدر أَحْرَمَ الرجلُ یُحْرِمُ إذا أهل بالحج أو العمره وباشر أسبابها وشروطها ، من خلع المخیط واجتناب الأشیاء التی منع الشرع منها.

والإِحْرَامُ : توطین النفس علی اجتناب المحرمات من الصید والطیب والنساء ولبس المخیط وأمثال ذلک.

والحُرْمُ - بضم الحاء وسکون الراء - : الإحرام بالحج. وبالکسر : الرجل المحرم ، یقال : أنت حِلٌّ وأنت حِرْمٌ.

والمَحْرَمُ - بفتح المیم - : ذو الحرمه من القرابه ، یقال : هو ذو مَحْرَمٍ منها إذا لم تحل له نکاحا.

والمَحْرَمُ : ما حرم بنسب أو رضاع أو مصاهره تحریما مؤبدا. والمُحَرَّمُ - بتشدید الراء - : أول شهور السنه العربیه.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله « أَلَا إِنَّ مَکَّهَ حَرَامٌ حَرَّمَهَا اللهُ لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِی ، وَإِنْ أُحِلَّتْ لِی سَاعَهً مِنْ نَهَارٍ ». یعنی دخوله إیاها بغیر إحرام.

وحَرَمْتُ زیداً أَحْرِمُهُ بالکسر ، یتعدی إلی مفعولین ، حَرِماً بفتح الحاء وکسر الراء ، وحِرْمَاناً ، وحِرْمَهً بالکسر : منعته إیاه.

ص: 38

وأَحْرَمْتُهُ بالألف لغه.

وسمیت الکعبه البیت الحَرَام لأنه حرم علی المشرکین أن یدخلوه.

وفی الحدیث تکرر « ذکر الحَرِیم » فَحَرِیمُ البئر وغیره : ما حولها من مرافقها وحقوقها التی یلقی فیها ترابها ، أی البئر التی یحفرها الرجل فی موات ، لیس لأحد أن ینزل فیه ولا ینازعه علیه.

وحَرِیمُ البئر العادیه : خمسون ذراعا.

وحَرِیمُ الدار : حقوقها.

وحَرِیمُ قبر الحسین علیه السلام : خمس فراسخ من أربع جوانبه ، وَفِی رِوَایَهٍ « فَرْسَخٌ فِی فَرْسَخٍ مِنْ أَرْبَعِ جَوَانِبِهِ » وَفِی أُخْرَی « خَمْسَهٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً مِنْ نَاحِیَهِ رِجْلَیْهِ وَخَمْسَهٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً مِنْ نَاحِیَهِ رَأْسِهِ » (1).

الممکنه قبل وقوعها بما هو أبعد من الغرور وأقرب إلی السلامه ، وهو السبب الأقرب للظفر بالمطالب ، والمتوسط هو إجاله الرأی وإعماله فی تحصیل الوجه الأَحْزَم ، وهو سبب أقرب لِلْحَزْمِ ، والأبعد وهو إسرار ما یطلب ، وهو سبب أقرب للرأی الصالح إذ قل ما یتم رأی ویظفر بمطلوب مع ظهور إرادته.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْحَزْمُ فِی الْقَلْبِ ، وَالرَّحْمَهُ وَالْغِلَظُ فِی الْکَبِدِ ، وَالْحَیَاءُ فِی الرِّئَهِ ».

وابن حَزْمٍ کان والی المدینه.

وحَزَمْتُ الدابهَ من باب ضرب : شددتها بِالْحِزَامِ. وجمعه حُزُم ، ککتاب وکتب.

والمِحْزَمُ : بکسر المیم.

والمِحْزَمَهُ بالهاء : ما یُحْزَمُ به أی یشد.

والحُزْمَهُ کغرفه والحَیْزُومُ : ما استدار بالصدر والظهر والبطن.

ومنه حَدِیثُ الْعَالِمِ الْمُمَارِی « فَدَقَّ اللهُ مِنْ هَذَا خَیْشُومَهُ وَقَطَعَ مِنْهُ حَیْزُومَهُ ».

والحَیَازِیمُ : جمع حَیْزُوم. ومنه

حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « اشْدُدْ حَیَازِیمَکَ لِلْمَوْتِ فَإِنَّ الْمَوْتَ لَاقِیکَ » « وَلَا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوْتِ إِذَا حَلَّ بِنَادِیکَ ».

وحَیْزُومُ : اسم فرس کان لرسول الله صلی الله علیه وآله.

ومنه « أَقْدِمْ حَیْزُومُ » (1) ، وفی التفسیر اسم فرس جبرئیل علیه السلام (2) أراد « أقدم یا حیزوم » علی الحذف وزیاده الیاء.

ص: 40

وفی الصحاح : حَیْزُومُ فرس من خیل الملائکه

حُطاماً ) [ 56 / 65 ] أی فتاتا والحُطَامُ : ما یحطم من عیدان الزرع إذا یبس.

قوله : ( لا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمانُ وَجُنُودُهُ ) [ 27 / 18 ] أی لا یحطمنکم جنود سلیمان ، فجاء بما هو أبلغ. والوجه فی قولها ذلک مع أن الریح کانت تحملهم احتمال إرادتهم النزول عند منقطع الوادی لأنهم ما دامت الریح تحملهم فی الهواء لا یخاف حطمهم. ویمکن أن یکون جنود سلیمان کانوا رکبانا ومشاه فی ذلک الوقت ولم تحملهم الریح.

قوله : ( وَما أَدْراکَ مَا الْحُطَمَهُ ) [ 104 / 5 ] الْحُطَمَهُ : اسم من أسماء النار ، وهی التی تحطم العظم وتأکل اللحم حتی تهجم علی القلوب.

وَفِی الْحَدِیثِ « زَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله فَاطِمَهَ علیها السلامعَلَی دِرْعٍ حُطَمِیَّهٍ تَسْوَی ثَلَاثِینَ دِرْهَماً » وَفِیهِ « أَیْنَ دِرْعُکَ الحُطَمِیَّهُ » قیل سمیت بذلک لأنها تَحْطِمُ السیوف أی تکسرها. وقیل : هی العریضه الثقیله وهی منسوبه إلی بطن من عبد القیس یقال لهم « حُطَمَهُ بن حارث » کانوا یعملون الدروع.

وفی الحدیث تکرر ذکر « الحَطِیم » وهو ما بین الرکن الذی فیه الحجر الأسود ، وبین الباب ، کما جائت به الروایه. سمی حَطِیماً لأن الناس یزدحمون فیه علی الدعاء ، ویحطم بعضهم بعضا. وقیل : لأن من حلف هناک عجلت عقوبته.

وتسمیه الحِجْر بِالْحَطِیمِ من أوضاع الجاهلیه ، کان عادتهم أنهم إذا کانوا یتحالفون بینهم کانوا یَحْطِمُونَ أی یدفعون فعلا أو سوطا أو قوسا إلی الحجر ، علامه لعقد حلفهم ، فسموه به لذلک. وقیل : سمی بذلک لما حطم من جداره فلم یسو ببناء البیت وترک خارجا.

وحَطِمَ الشیءُ حَطَماً من باب تعب إذا انکسر وحَطَمْتُهُ حَطْماً من باب ضرب فَانْحَطَمَ.

وحَطَمَ دینَه ، وهو لدینه حَاطِمٌ أی کاسر.

وَفِی الْخَبَرِ « کَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله إِذَا رَفَعَ یَدَیْهِ فِی الدُّعَاءِ لَمْ یَحْطِمْهُمَا حَتَّی یَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ » قیل فی

ص: 42

تعلیله : هو أن مسح الوجه بهما فی خاتمه الدعاء نظرا إلی أن کفیه ملئت من البرکات السماویه والأنوار الإلهیه ، فهو یفیض منها علی وجهه الذی هو أولی الأعضاء بالکرامه.

والحَطِمُ هو بفتح الحاء وکسر الطاء : الذی ینکسر من الهزال. ومنه الْحَدِیثُ « لَا سَهْمَ لِلْحَطِمِ ».

بینهما ، وقد نص اللغویون علی أن المُتَشَابِهَات هی المتماثلات. یقال هذا شبه هذا أی شبیهه ومثله یقال أیضا بینهما شبه. وشبه بالتحریک أی مماثله ، وفسروا الشَّبَهَ بکل لون یخالف معظم لون صاحبه ومن هذا یتبین أن الظواهر لیست من المتشابه ، إذ لیس فیها شیء من هذه المعانی ، وإن احتملت - ضعفا - خلاف المعنی الظاهری ، علی أن ذلک الاحتمال منها من حیث الإراده لا من حیث الدلاله (1)

وینقسم المُحْکَم إلی « النَّصِ » وهو الراجح المانع من النقیض کقوله تعالی ( وَهُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ ) [ 2 / 29 ] و « الظَّاهِر » هو الراجح الغیر المانع من النقیض کقوله تعالی ( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ ) [ 9 / 5 ] ونحوه (2).

وفی تفسیر الشیخ أبی علی ( آیاتٌ مُحْکَماتٌ ) أی أحکمت عبارتها ، بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه ( هُنَّ أُمُّ الْکِتابِ ) أی أصل الکتاب ، تحمل المتشابهات علیها وترد إلیها ، ولو کان القرآن کله مُحْکَماً لتعلق الناس به لسهوله أخذه وأعرضوا عما یحتاجون فیه إلی النظر والاستدلال ، ولو فعلوا ذلک لعطلوا الطریق الذی یتوصل به إلی معرفه الله تعالی وتوحیده وکان لا یتبین فضل العلماء والذین یتبعون القرائح فی استخراج معانی المتشابه - انتهی.

والمُحْکَمُ کما جائت به الروایه

ص: 44

لیس بشیئین إنما هو شیء واحد ، فمن حکم بما لیس فیه اختلاف فحکمه من الله تعالی ، ومن حکم بأمر فیه اختلاف فقد حکم بحکم الطاغوت.

قوله : ( وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَهَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً ) [ 2 / 269 ] أی : یعطی الله الحکمه أی العلم ویوفق للعمل وقیل : الحِکْمَهُ القرآن والفقه. وقرئ « مَنْ یُؤْتِ الْحِکْمَهَ » بکسر التاء أی « مَنْ یُؤْتِهِ اللهُ الحِکْمَهَ. » و ( خَیْراً کَثِیراً ) تنکیر تعظیم. والحِکْمَهُ : العلم الذی یرفع الإنسان عن فعل القبیح ، مستعار من حِکْمَهِ اللجام وهی ما أحاط بحنک الدابه یمنعها الخروج.

والحِکْمَهُ : فهم المعانی ، وسمیت حکمه لأنها مانعه من الجهل. قیل : ومنه الآیه ( وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَهَ ).

وَفِی الْحَدِیثِ « قَوْلُهُ : ( وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَهَ ) ، قَالَ : هِیَ طَاعَهُ اللهِ وَمَعْرِفَهُ الْإِمَامِ ».

قوله : ( بِالْحِکْمَهِ وَالْمَوْعِظَهِ الْحَسَنَهِ ) [ 16 / 125 ] قیل ( بِالْحِکْمَهِ ) أی بالنبوه وقوله : ( وَالْمَوْعِظَهِ الْحَسَنَهِ ) ، أی القرآن.

قوله ( وَیُعَلِّمُهُ الْکِتابَ وَالْحِکْمَهَ ) [ 3 / 48 ] قیل أی الفقه والمعرفه. قوله ( فَابْعَثُوا حَکَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَکَماً مِنْ أَهْلِها ) [ 4 / 35 ] الحَکَمُ بفتحتین : تحاکم القاضی بالشیء فیختار الرجل رجلا وتختار المرأه رجلا فیجتمعان علی فرقه أو علی صلح ، فإن أرادا الإصلاح أصلحا من غیر أن یستأمرا ، وإن أرادا أن یفرقا فلیس لهما أن یفرقا إلا بعد أن یستأمرا ، الزوج والمرأه.

قوله ( وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ ) [ 36 / 2 ] أی المحکم قاله أبو عبیده نقلا عنه. قوله ( أُحْکِمَتْ آیاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ) [ 11 / 1 ] أی أُحْکِمَتْ بالأمر والنهی ثم فصلت بالوعد والوعید. أو أُحْکِمَتْ عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه.

قوله ( رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً ) [ 26 / 83 ] قیل : أراد به الحُکْمُ بین الناس بالحق فإنه من أفضل الأعمال

ص: 45

وأکملها.

قوله ( وَمَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [ 5 / 45 ] وفی آیه أخری ( فَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) [ 5 / 47 ] وفی أخری ( فَأُولئِکَ هُمُ الْکافِرُونَ ) [ 5 / 44 ] قیل فی توجیهه : إن الحَاکِمَ بغیر ما أنزل الله إن کان لا مع الاعتقاد فهو إما ظالم أو فاسق ، وإن حکم بذلک مع اعتقاد أنه غیر ما أنزل الله فهو کافر.

قوله ( وَکُنَّا لِحُکْمِهِمْ شاهِدِینَ ) [ 21 / 78 ] جمع الضمیر لأنه أراد داود وسلیمان والمتحاکمین إلیهما (1).

ومن أسمائه تعالی « الحَکَمُ » والمراد به الحَاکِم ، وذلک لمنعه الناس عن المظالم.

قَوْلُهُ ( وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَهَ ) [ 31 / 12 ] قَالَ علیه السلام : « الْفَهْمَ وَالْعَقْلَ ».

وفلان صاحب الحِکْمَه : إذا کان متقنا للأمور.

والحِکْمَهُ : علم الشریعه.

وَفِی حَدِیثِ أَوْلِیَاءِ اللهِ « نَطَقُوا فَکَانَ نُطْقُهُمْ حِکْمَهً » أراد بها صلاح أمور الآخره والأولی ، من المعارف والعلوم لا الدنیا.

وَفِی حَدِیثِ الْحَقِّ تَعَالَی « لَیْسَ کُلَّ کَلَامِ الْحِکْمَهِ أَتَقَبَّلُ ، إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ هَوَاهُ وَهَمَّهُ ، فَإِنْ کَانَ هَوَاهُ وَهَمُّهُ فِی رِضَایَ جَعَلْتُ هَمَّهُ تَقْدِیساً وَتَسْبِیحاً » قال بعض الشارحین : کأنه ناظر إلی الواعظ الغیر العامل ، والمراد من الهوی والهمه النیه وأنه یکتب ثواب الأعمال بالنیات.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحُکْماً » أی کلاما نافعا یمنع من الجهل والسفه ، وینهی عنهما کالمواعظ والأمثال.

والحُکْمُ : العلم والفقه والقضاء بالعدل ، وهو مصدر حَکَمَ یَحْکُمُ.

وَیُرْوَی « إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِکْمَهً » وهی بمعنی الحُکْمِ.

ص: 46

ومن أسمائه تعالی ( الْحَکِیمُ ) وهو القاضی. فَالحَکِیم فعیل بمعنی فاعل ، أو هو الذی یحکم الأشیاء ویتقنها ، فهو فعیل بمعنی مفعل ، أو ذو الحِکْمَهِ وهی معرفه أفضل الأشیاء بأفضل العلوم.

ویقال لمن یحسن دقائق الصناعات ویتقنها حَکِیمٌ.

وَفِی الْحَدِیثِ « ادْعُ اللهَ أَنْ یَمْلَأَ قَلْبِی عِلْماً وَحُکْماً » أی حکمه ویحتمل أن یقرأ وحِکَماً بکسر الحاء وفتح الکاف جمع حِکْمَه.

والحِکْمَهُ العملیه : ما لها تعلق بالعمل کالعلم بأحوال أصول الموجودات الثمانیه : الواجب ، والعقل ، والهیولی والصوره ، والجسم ، والعرض ، والماده (1)

وَفِی الْحَدِیثِ « مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَفِی رَأْسِهِ حَکَمَهٌ ، وَمَلَکٌ یُمْسِکُهَا ، فَإِذَا تَکَبَّرَ قَالَ لَهُ اتَّضِعْ ، وَإِذَا تَوَاضَعَ قَالَ انْتَعِشْ ، فَلَا یَزَالُ أَصْغَرَ النَّاسِ فِی نَفْسِهِ وَأَرْفَعَ النَّاسِ فِی أَعْیُنِ النَّاسِ ».

الحَکَمَهُ : حدیده فی اللجام تکون علی أنف الفرس تمنعه عن مخالفه راکبه ولما کانت الحَکَمَهُ تأخذ بفم الدابه ، وکان الحنک متصلا بالرأس جعلها تمنع من هی فی رأسه ، کما تمنع الحکمه الدابه.

وَفِیهِ « الْکَلِمَهُ الْحَکِیمَهُ ضَالَّهُ الْحَکِیمِ » قیل أراد بالکلمه الجمله المفیده ، وبالحکیمه التی أحکمت مبانیها بالعلم والعقل ، مصونه معانیها عن الاختلاف والتهافت.

والحَکِیمُ : المتقن للأمور ، والمعنی : أن الکلمه الحکیمه ربما تکلم بها من لیس لها بأهل فیلتقطها الحکیم فإنه أهل لها وأولی بها من الذی قالها ، کصاحب الضاله الذی یجدها فإنه أحق بها من غیره

ص: 47

وَفِیهِ « الْعِلْمُ ثَلَاثَهٌ » أی أصل علم الدین ومسائل الشرع ثلاثه « آیَهٌ مُحْکَمَهٌ » أی غیر منسوخه « أَوْ فَرِیضَهٌ عَادِلَهٌ » أی غیر منسوخه من الحدیث « أَوْ سُنَّهٌ قَائِمَهٌ » أی غیر متروکه. وفی النهایه القائمه : الدائمه المستمره التی یعمل بها.

والحُکْمُ الشرعی : طلب الشارع الفعل أو ترکه مع استحقاق الذم بمخالفته وبدونه أو تسویته. وعند الأشاعره : هو خطاب الله المتعلق بأفعال المکلفین.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ بِکَ حَاکَمْتُ » أی رفعت الحکم إلیک فلا حکم إلا لک « وَبِکَ خَاصَمْتُ مَنْ نَازَعَنِی فِی الدِّینِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « فِی أَرْشِ الْجِرَاحَاتِ الْحُکُومَهُ » یرید بالجراحات التی لیس فیها دیه مقدره ، وذلک أن یجرح فی موضع من بدنه جراحه تشینه فیقیس الحاکم أرشها ، بأن یقول : لو کان هذا المجروح عبدا غیر مشین بهذه الجراحه کانت قیمته مثلا مائه ، وقیمته بعد الشین تسعون ، فقد نقص عشر قیمته ، فیجب عشر دیه الحر لأن المجروح حر. وحَکِیمُ بْنُ حِزَامٍ کان رجلا من قریش ، وکان إذا دخل الطعامُ المدینهَ اشتراه کله ، فَمَرَّ عَلَیْهِ النبی صلی الله علیه وآله فَقَالَ لَهُ « یَا حَکِیمَ بْنَ حِزَامٍ إِیَّاکَ أَنْ تَحْتَکِرَ » قال فی القاموس حَکِیم کأمیر ابن حزام ککتاب : صحابی.

وأُمُ الحَکَمِ بالتحریک : أخت معاویه علیه ما یستحقه.

ویکره التسمیه بِحَکِیم أو حَکَم أو خالد أو مالک أو ضرار - کذا فی الحدیث قیل لأنها کانت أسماء الجاهلیه. وقیل لأنها أسماء إبلیس لعنه الله علیه.

والحِلْمُ : العقل والتؤده ، وضبط النفس عن هیجان الغضب. والجمع أَحْلَام وحُلُوم.

ومنه قوله : ( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا ) [ 52 / 32 ] وتفسیره بالعقل لیس علی الحقیقه ، لکن فسروه بذلک لکونه مقتضی العلم. والحَلِیمُ : من أسمائه تعالی وهو الذی لا یستفزه الغضب.

وحَلُمَ یَحْلُمُ حِلْماً - بضمتین وإسکان الثانی للتخفیف - إذا صفح وستر ، فهو حَلِیم.

وذوو الأَحْلَام والنهی : ذوو الأناه والعقول.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « حُلُومُهُمْ کَحُلُومِ الْأَطْفَالِ » شبه عقولهم بعقول الأطفال الذین لا عقل لهم.

والحُلُمُ بالضم : واحد الأَحْلَام فی النوم ، وحقیقته علی ما قیل : أن الله تعالی یخلق بأسباب مختلفه فی الأذهان عند النوم صورا علمیه ، منها مطابق لما مضی ولما یستقبل ، ومنها غیر مطابق (1) وقد مر فی « رأی » أن منها ما یکون من الشیطان.

وَفِی الْحَدِیثِ » لَمْ تَکُنِ الْأَحْلَامُ قَبْلُ وَإِنَّمَا حَدَثَتْ ، وَالْعِلَّهُ فِی ذَلِکَ أَنَّ اللهَ عَزَّ ذِکْرُهُ بَعَثَ رَسُولاً إِلَی أَهْلِ زَمَانِهِ فَدَعَاهُمْ إِلَی عِبَادَهِ اللهِ وَطَاعَتِهِ فَقَالُوا : إِنْ فَعَلْنَا ذَلِکَ فَمَا لَنَا؟ فَقَالَ : إِنْ أَطَعْتُمُونِی أَدْخَلَکُمُ اللهُ الْجَنَّهَ ، وَإِنْ عَصَیْتُمْ أَدْخَلَکُمُ النَّارَ! فَقَالُوا : وَمَا الْجَنَّهُ وَمَا النَّارُ؟ فَوَصَفَ لَهُمْ ذَلِکَ ، فَقَالُوا : مَتَی نَصِیرُ إِلَی ذَلِکَ؟ فَقَالَ : إِذَا مِتُّمْ ، فَقَالُوا : لَقَدْ رَأَیْنَا أَمْوَاتَنَا صَارُوا عِظَاماً وَرُفَاتاً!

ص: 49

وَازْدَادُوا تَکْذِیباً وَبِهِ اسْتِخْفَافاً فَأُحْدِثَتِ الْأَحْلَامُ فِیهِمْ فَأَتَوْهُ وَأَخْبَرُوهُ بِمَا رَأَوْا وَمَا أَنْکَرُوا مِنْ ذَلِکَ. فَقَالَ : إِنَّ اللهَ تَعَالَی أَرَادَ أَنْ یَحْتَجَّ عَلَیْکُمْ بِهَذَا ، هَکَذَا تَکُونُ أَرْوَاحُکُمْ إِذَا مِتُّمْ وَأُزِیلَتْ أَبْدَانُکُمْ تَصِیرُ الْأَرْوَاحُ إِلَی عِقَابٍ حَتَّی تُبْعَثَ الْأَبْدَانُ.

ویستفاد من هذا الحدیث أمور : « منها » أن الأَحْلَامَ حادثه ، و « منها » أن عالم البرزخ یشبه عالم الأَحْلَام ، و « منها » أن الأرواح تعذب قبل أن تبعث الأبدان.

وحَلَمَ - بالفتح - واحْتَلَمَ.

والاحْتِلَامُ : رؤیه اللذه فی النوم ، أنزل أم لم ینزل.

ومنه « احْتَلَمَتْ » أی رأت فی النوم أنها تجامع.

والحَلَمُ - بالتحریک - : القراد الضخم. الواحده حَلَمَه ، کقصب وقصبه. ومنه قیل لرأس الثدی حَلَمَه علی التشبیه بقدرها ، وهما حَلَمَتَانِ.

وحَلِیمَهُ السَّعْدِیَّه : مرضعه النبی صلی الله علیه وآله.

التی یستشفی بها الأعلاء والمرضی.

وما ذکر فِی الْحَدِیثِ « أَنَّ مَاءَ الْحَمَّامَاتِ نَهَی النبی صلی الله علیه وآله أَنْ یُسْتَشْفَی بِهَا ». فلا یبعد أن یراد بها الحَمَّات کما دل علیه قَوْلُ الصَّدُوقِ : « وَأَمَّا مَاءُ الْحَمَّاتِ فَإِنَّ النبی صلی الله علیه وآله نَهَی أَنْ یُسْتَشْفَی بِهَا ». ویکون فی الکلام تصحیف.

والحُمَهُ بالتخفیف : السم. وقد تشدد. ونقل عن الأزهری : إنکاره.

وحُمَهُ کل دابه : سمها. وتطلق الحُمَهُ علی إبره العقرب للمجاوره ، لأن السم یخرج منها. وأصله : حمو أو حمی بوزن صرد والهاء فیه عوض عن الواو المحذوفه أو الیاء. وَمِنْهُ « أَنَّهُ کَرِهَ أَکْلَ کُلِّ ذِی حُمَهٍ ».

والحُمَمَهُ کرطبه : الفحمه. وجمعها حُمَم.

ومنه حَدِیثُ الْمُخْتَارِ « فَیَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حُمَمَهً » ومثله « عادوا حُمَماً » أی صاروا فحما.

والحَمَامُ کسحاب : جنس الحَمَامَه کسحابه أیضا. یقال للذکر والأنثی. والهاء فارقه بینه وبین الجنس. وقال الجوهری : الحَمَامُ عند العرب : ذوات الأطواق کالفواخت والقماری بضم القاف وتشدید الیاء وساق حر (1) والقطا بالفتح والوراشین وأشباه ذلک. وجمع الحَمَامَه : حَمَام وحَمَامَات وحَمَائِم. ونقل عن الأصمعی أن کل ذات طوق فهو حَمَامٌ. والمراد بالطوق الخضره أو الحمره أو السواد المحیط بعنق الحمامه. وعن الأزهری عن الشافعی : أن الحَمَام کل - ما عَبَّ وهدر وإن تفرقت أسماؤه.

والحِمَامُ بالکسر والتخفیف : الموت. وبالفتح والتشدید : الموضع المعد للاغتسال والحَمَّامَات جمعه. وهی ما اتخذته الشیاطین لبلقیس ، وکذلک النوره وأرحیه الماء.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « مَاءُ الْحَمَّامِ سَبِیلُهُ سَبِیلُ الْمَاءِ الْجَارِی إِذَا کَانَ لَهُ مَادَّهٌ »

ص: 51

یرید ما فی حیاضه الصغار دون الکر ، وهی التی تجری علیها أحکام الطهاره والنجاسه.

واسْتَحَمَ الرجل : اغتسل بالماء الحمیم ومثله « لَا بَأْسَ أَنْ یَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِالْمَاءِ الْحَمِیمِ الْحَارِّ » أی المتناهی فی الحراره. وکأنه أراد بالرجل الشخص وإلا فلا خصوصیه.

ویطلق الحَمِیمُ أیضا علی البارد کما نص علیه جمع من أهل اللغه ، فهو من الأضداد.

وَفِی حَدِیثِ الْحَسَنِ علیه السلام وَقَدْ قِیلَ لَهُ : طَابَ اسْتِحْمَامُکَ - فَقَالَ : « وَمَا تَصْنَعُ بِالاسْتِ (1) هَاهُنَا؟ فَقَالَ لَهُ : طَابَ حَمَّامُکَ فَقَالَ : إِذَا طَابَ الْحَمَّامُ فَمَا رَاحَهُ الْبَدَنِ؟ فَقَالَ لَهُ : طَابَ حَمِیمُکَ! قَالَ : وَیْحَکَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَ الْحَمِیمَ الْعَرَقُ ».

وسوره من آل حم أی سوره أولها حم.

وحَمَ لقائه أی قُدِّرَ.

وحُمَ الرجلُ بالضم من الحُمَّی وأَحَمَّهُ اللهُ فهو مَحْمُومٌ. وهو من الشواذ قاله الجوهری.

والحُمَّهُ بالضم : السواد.

وحُمَّهُ الحر : معظمه.

والحَامَّهُ بتشدید المیم : الخاصه ، یقال کیف الحَامَّه والعامه.

وحَامَّهُ الرجل : أقرباؤه. وَمِنْهُ « هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَحَامَّتِی أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ».

وحَمْحَمَهُ الفرس : صوته لطلب العلف دون الصهیل. ومنه « التَّحَمْحَم ».

الأول.

وحَنْتَمَهُ : أم عمر بن الخطاب وهی بنت هشام ابنه عم أبی جهل ، وهی من المشهورات المستعلنات بالزنا ، هی وساره والرباب وممن کن یغنین بهجاء رسول الله صلی الله علیه وآله وقد جاء فِی الْحَدِیثِ « ابْنُ حَنْتَمَهَ وَصَاحِبُهُ » یعنی بهما أبا بکر وعمر

عَلِیٍّ علیه السلام ذَکَرَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِینَ (1)

قوله : ( خَتَمَ اللهُ عَلی قُلُوبِهِمْ ) [ 2 / 7 ] أی طبع الله علی قلوبهم ومثله ( یَخْتِمْ عَلی قَلْبِکَ ) [ 42 / 24 ] من الخَتْمِ وهو الشد وهو الطبع حتی لا یوصل إلی الشیء المختوم علیه.

ومنه خَتَمَ البابَ والکتابَ ومعناه : أنه ختم علی قلوبهم أنها لا تؤمن لما علم من إصرارها علی الکفر.

وَعَنْ عَلِیٍّ علیه السلام « سَبَقَ فِی عِلْمِهِ أَنَّهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ فَخَتَمَ عَلَی قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ ، لِیُوَافِقَ قَضَاؤُهُ عَلَیْهِمْ عِلْمَهُ فِیهِمْ ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَی قَوْلِهِ ( وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِیهِمْ خَیْراً لَأَسْمَعَهُمْ ) [ 8 / 23 ] ».

والخَاتَمُ بفتح التاء ، وکسرها أشهر کما نص علیه البعض : واحد الخَوَاتِیم ، وهو حلقه ذات فص من غیرها ، فإن لم یکن لها فص فهی فَتَخَه - بالفاء والتاء والخاء المعجمه - کقصبه.

ومحمد خَاتَمُ النبیین یجوز فیه فتح التاء وکسرها ، فالفتح بمعنی الزینه مأخوذ من الخَاتَم الذی هو زینه للابسه. والکسر اسم فاعل بمعنی الآخر.

وتَخَتَّمَ إذا لبس الخاتم.

والخَاتَمُ : الطین الذی یختم به علی رءوس الآنیه والشمع الذی یختم به الکتاب. وخَتَمْتُ الکتابَ خَتْماً من باب ضرب.

وخَاتِمَهُ العمل : آخره.

وَمِنْهُ الدُّعَاءُ « اللهُمَّ إِنِّی أَسْتَوْدِعُکَ خَاتِمَهَ عَمَلِی ».

وَفِی الْحَدِیثِ « مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِیَامِ لَیْلَهٍ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّهُ ».

وخَتَمْتُ القرآن : حفظت خاتمه وهو آخره ، والمعنی حفظته جمیعه.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَسْلَمَ دَرَاهِمَ فِی خَمْسَهِ مَخَاتِیمَ حِنْطَهٍ أَوْ شَعِیرٍ » کأنه یرید بِالْمَخَاتِیم ما ختم علیه من صبر الطعام المعلومه الخاتم وهو ما یختم به الطعام من الخشب وغیره.

وَفِی الْخَبَرِ « أُوتِیتُ جَوَامِعَ الْکَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ. یعنی القرآن کله.

وَفِیهِ « فَنَظَرْتُ إِلَی خَاتَمِ النُّبُوَّهِ ». أی

ص: 54

شیء یدل علی أنه لا نبی بعده. وَرُوِیَ أَنَّهُ مِثْلُ التُّفَّاحَهِ. وَذَکَرَتْ أُمُّهُ أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ غَمَسَهُ الْمَلَکُ فِی مَاءٍ أَتْبَعَهُ ثَلَاثَ غَمَسَاتٍ ثُمَّ أَخْرَجَ صُرَّهً مِنْ حَرِیرٍ أَبْیَضَ فَإِذَا فِیهَا خَاتَمٌ فَضَرَبَ بِهِ عَلَی کَتِفِهِ کَالْبَیْضَهِ الْمَکْنُونَهِ تُضِیءُ کَالزُّهَرَهِ » وقیل کان المکتوب فِیهِ « تَوَجَّهْ حَیْثُ شِئْتَ فَإِنَّکَ مَنْصُورٌ ».

وَرُوِیَ أَنَّهُ قَالَ صلی الله علیه وآله لِمَنْ رَآهُ مُتَخَتِّماً بِخَاتَمِ شَبَهٍ : « مَا لِی أَجِدُ مِنْکَ رِیحَ الْأَصْنَامِ؟ » لأنها کانت تتخذ من الشبه وَقَالَ لِمَنْ رَآهُ مُتَخَتِّماً بِحَدِیدٍ : « مَا لِی أَرَی عَلَیْکَ حِلْیَهَ أَهْلِ النَّارِ؟ » لأنه من زی الکفار الذین هم أهل النار.

وَفِیهِ « التَّخَتُّمُ بِالْیَاقُوتِ یَنْفِی الْفَقْرَ » قیل : وذلک أنه إذا افتقر باعه ووجد غنی. وفی المجمع : الأصح - إن صح الحدیث - أن تکون لخاصیه فیه. وهو جید.

خوارزم.

وَعَنِ الْأَصْمَعِیِّ أَنَّهُ قَالَ : لَمْ یُولَدْ بِغَدِیرِ خُمٍ أَحَدٌ فَعَاشَ إِلَی أَنْ یَحْتَلِمَ إِلَّا أَنْ یَتَحَوَّلَ مِنْهَا.

ولحم مُخِمٌ أی منتن.

عَظُمَ کَعْثَبُهَا » الدَّرَمُ فی الکعب : أن یواریه اللحم حتی لا یکون له حجم ، وقد دَرِمَ بالکسر. وامرأه دَرْمَاءُ. والکعثب مر تفسیره (1).

والأَدْرَمُ هو الذی لا حجم لعظامه.

والکعب الأَدْرَم : الذی لیس له نتوء واستواؤه دلیل السمن ونتوءه دلیل الضعف.

ودَرَمَ دَرْماً من باب ضرب : مشی مشیا متقارب الخطا ، فهو دَارِمٌ.

قال فی المبسوط : وبه سمی دَارِم أبو قبیله من تمیم. قال الجوهری : هو دَارِمُ بن مالک بن حنظله بن مالک بن زید بن مناه من تمیم ، والنسبه : دَارِمِیٌ وهو نسبه لبعض أصحابنا.

وفی النهایه دِرْهَمُ أهل مکه : سته دوانیق ، ودَرَاهِمُ الإسلام المعدله : کل عشره سبعه مثاقیل. وَکَانَ أَهْلُ الْمَدِینَهِ یَتَعَامَلُونَ بِالدَّرَاهِمِ عِنْدَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله فَأَرْشَدَهُمْ إِلَی وَزْنِ مَکَّهَ. وأما الدَّنَانِیر فکانت تحمل إلی العرب من الروم إلی أن ضرب عبد الملک ابن مروان الدینار فی أیامه.

وشیخ مُدَرْهِمٌ أی مسن.

مخالفا للون سائر جسده. والأنثی : دَغْمَاء. والإِدْغَامُ : إدخال الشیء بالشیء ، ومنه إِدْغَامُ الحروف بعضها فی بعض.

والدَّمِیمُ : القبیح المنظر ، یقال : دَمَ الرجلُ من بابی ضرب وتعب ، ومن باب قرب لغه ، دَمَامَه بالفتح : قبح منظره وصغر جسمه فهو دَمِیمٌ ، ودِمَامٌ مثل کریم وکرام.

والدَّامَّاء بالمد : أحد جحر الیربوع.

بین المدینه والشام یقرب من تبوک وهی أقرب إلی الشام ، وهی الفصل بین الشام والعراق ، وهی أحد حدود فدک ، ویقال إنها تسمی بالجوف. قال الجوهری : وأصحاب اللغه یقولون بضم الدال ، وأصحاب الحدیث یفتحونها.

وأَسْتَدِیمُ اللهَ عزک ، مما یتعدی إلی مفعولین ، والمعنی : أسأله أن یدیم عزک

أمانه وضمانه « وَمَنْ تَرَکَ الصَّلَاهَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّهِ اللهِ تَعَالَی وَذِمَّهِ رَسُولِهِ » کأن المراد أن الله تعالی أخذ علیه العهد بها ، فلو خالف ذلک العهد والذمام فقد برئت منه ذمه الله ورسوله أی عهدهما وذمامهما.

وَفِی الدُّعَاءِ « أَصْبَحْتُ فِی ذِمَّتِکَ » أی فی ضمانک وجوارک.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « مَنْ نَامَ عَلَی سَطْحٍ غَیْرِ مُحَجَّرٍ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهُ الذِّمَّهَ » ذکر فی « برأ ».

والذَّمُ : نقیض المدح. وذَمَمْتُهُ ذَمّاً : خلاف مدحته ، فهو ذَمِیمٌ ومَذْمُومٌ أی غیر محمود.

وماء ذَمِیمٌ أی مکروه. و « البخل مَذَمَّهٌ » بفتح المیم والذال وقد تکسر أی ما یذم علیه.

وتَذَمَّمَ : أی استنکف.

والذِّمَامُ بالکسر : ما یذم الرجل علی إضاعته من العهد.

وَفِی الْحَدِیثِ « مِنَ الْمَکَارِمِ التَّذَمُّمُ لِلْجَارِ » وهو أن یحفظ ذمامه ، ویطرح عن نفسه ذم الناس إن لم یحفظه.

والرَّجْمُ هو أن یتکلم الرجل بالظن.

قوله ( وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّیاطِینِ ) [ 67 / 5 ] هو جمع رَجْم سمی به ، ویجوز کونه مصدرا لا جمعا ، ومعناه أن الشهب التی تنقض منفصله من نار الکواکب ، ونورها کقبس یوجد من نار ، لا أنهم یرجمون بأنفس الکواکب ، لأنها ثابته لا تزول. وقیل أراد بِالرُّجُوم : الظنون التی تحرز.

ومنه ( وَیَقُولُونَ خَمْسَهٌ سادِسُهُمْ کَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَیْبِ ) [ 18 / 22 ] وما یعانیه المنجمون من الحدس والظن والحکم علی اتصال النجوم وافتراقها. وإیاهم عنی بالشیاطین لأنهم شیاطین الإنس.

قوله لَرَجَمْناکَ [ 11 / 91 ] أی لقتلناک برمی الحجاره أو بأصعب وجه ، والرَّجْمُ : القتل. وأصله الرمی بالحجاره ومنه المَرْجُوم والمَرْجُومَه.

وَفِی الدُّعَاءِ « وَلَا تَجْعَلْ جُوعَهُ عَلَیْنَا رُجُوماً » أی عذابا.

والشیطان الرَّجِیم أی المَرْجُوم باللعنه المطرود من مواضع الخیر ، لا یذکره مؤمن إلا لعنه.

« وَفِی عِلْمِ اللهِ السَّابِقِ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ « عَجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ » لَا یَبْقَی مُؤْمِنٌ فِی زَمَانِهِ إِلَّا رَجَمَهُ بِالْحِجَارَهِ کَمَا کَانَ قَبْلَ ذَلِکَ مَرْجُوماً بِاللَّعْنِ ».

بسکون الحاء مع فتح الراء ، وکسرها أیضا فی لغه ، وفی لغه کسر الحاء أیضا إتباعا لکسره الراء ، وهو أنثی فی المعنیین وقیل مذکر. وهو الأکثر فی القراءه.

قوله ( الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ ) [ 2 / 163 ] هما اسمان مشتقان من الرَّحْمَه (1) وهی فی بنی آدم عند العرب : رقه القلب ثم عطفه ، وفی الله : عطفه وبره ورزقه وإحسانه. والرَّحْمَن هو ذو الرحمه ولا یوصف به غیر الله بخلاف الرَّحِیم الذی هو عظیم الرحمه. وأما قول بنی حنیفه فی مسیلمه (2) « رَحْمَنُ الیمامه » وقول شاعرهم فیه « وأنت غیث الوری لا زلت رَحْمَاناً » فمن تعنتهم وکفرهم فلا یعبأ به قوله : ( إِنَ رَحْمَتَ اللهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ ) [ 7 / 56 ] أی عفوه وغفرانه فلذلک لم یقل قریبه (3) ولأن تأنیث الرحمه غیر حقیقی لأنه مصدر.

والرُّحْمُ - بالضم الرحمه.

ومنه قوله تعالی ( وَأَقْرَبَ رُحْماً ) [ 18 / 81 ] وقد حرکه زهیر مثل عسر وعسر.

قوله : ( أُولئِکَ سَیَرْحَمُهُمُ اللهُ ) [ 9 / 71 ] قال الزمخشری : السین فی ( سَیَرْحَمُهُمُ اللهُ ) مفیده وجوب الرحمه لا محاله ، فهی مؤکده للوعد.

قال ابن هشام : واعترض بعض الفضلاء بأن وجوب الرحمه مستفاد من الفعل لا من السین ، وبأن الوجوب المشار إلیه بقوله « لا محاله » لا إشعار للسین به.

ص: 69

وأجیب بأن السین موضوعه للدلاله علی الوقوع مع التأخر ، فإذا کان المقام لیس مقام التأخر لکونه بشاره ، تمحضت لإفاده الوقوع ، وبتحقق الوقوع یصل إلی درجه الوجوب.

وَفِی الْحَدِیثِ « صِلُوا أَرْحَامَکُمْ » جمع رَحِم وهم القرابه ، ویقال علی من یجمع بینک وبینه نسب ، وقیل من عرف بنسبه وإن بعد کما رُوِیَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی : و ( تُقَطِّعُوا أَرْحامَکُمْ ) [ 47 / 22 ] أَنَّهَا نَزَلَتْ فِی بَنِی أُمَیَّهَ بِالنِّسْبَهِ إِلَی أَئِمَّهِ الْحَقِّ.

وأراد بالصله : ما یسمی برا ، کما تقدم فی « وصل ».

وَفِیهِ « لَا یُؤْکَلُ مِنَ الذَّبِیحَهِ الرَّحِمُ وَالْحَیَاءُ » ویراد منه منبت الولد.

وَمِنْهُ « أَفْضَلُ الْبُدْنِ ذَوَاتُ الْأَرْحَامِ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ » یرید به من کثرت أولادهما.

والرَّحِمُ المُحَرَّمَه : من لا یحل نکاحه کالأم والبنت والأخت والعمه والخاله ونحو ذلک مما هو مذکور فی محله. ومنه الْحَدِیثُ « لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَهُ إِلَّا مَعَ مَحْرَمٍ مِنْهَا ».

والاسْتِرْحَام : مناشده الرحم.

ورَحِمْتُ الرجلَ إذا رققت له وحسنت علیه. والفاعل : رَاحِمٌ. وفی المبالغه « رَحِیمٌ » والجمع رُحَمَاء.

وَفِی الْخَبَرِ « إِنَّمَا یَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ » یروی بالنصب علی أنه مفعول یرحم ، وبالرفع علی أنه خبر إن ، وما بمعنی الذین.

وَفِیهِ « مَنْ لَا یَرْحَمْ لَا یُرْحَمْ » بالجزم فیهما ، ویجوز الرفع فیهما ، علی أن من شرطیه أو موصوله.

وَفِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِ « رَحْمَتِی تَغْلِبُ عَلَی غَضَبِی » أی تعلق إرادتی بإیصال الرحمه أکثر من تعلقها بإیصال العقوبه ، فإن الأول من مقتضیات صفته ، والغضب باعتبار المعصیه.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَی مِائَهَ رَحْمَهٍ » قصد به ضرب التفاوت بین الدنیا والآخره لا التحدید.

وقَوْلُهُ « اخْتِلَافُ أُمَّتِی رَحْمَهٌ » أَرَادَ بِذَلِکَ قَوْلَهُ تَعَالَی ( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِ

ص: 70

فِرْقَهٍ مِنْهُمْ ) [ 9 / 122 ] الْآیَهَ. فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَنْفِرُوا إِلَی رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله وَیَخْتَلِفُوا إِلَیْهِ فیعلموا [ فَیَتَعَلَّمُوا ] (1) ثُمَّ یَرْجِعُوا إِلَی قَوْمِهِمْ فَیُعَلِّمُوهُمْ ، إِنَّمَا أَرَادَ اخْتِلَافَهُمْ إِلَی الْبُلْدَانِ لَا اختلاف [ الِاخْتِلَافَ ] (2) فِی الدِّینِ ، إِنَّمَا الدِّینُ وَاحِدٌ - کَذَا فِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ

یخرجون منها ، وذلک بعد الدجال.

وَفِی الْحَدِیثِ « کَانَتِ الْعَرَبُ تَحُجُّ الْبَیْتَ وَکَانَ رَدْماً » أی کان لا حیطان له کأنه من تَرَدَّمَ الثوبُ أی أخلق واسترقع فکأنه مُتَرَدِّمٌ. ورَدَمْتُ الثلمهَ أَرْدِمُهَا بالکسر رَدْماً إذا سددتها کذا فی الصحاح. وفی المصباح : هو من باب قتل وفی القاموس یقال رَدَمَ البابَ والثلمهَ : سده کله أو ثلثه.

إذا ختمته.

بِالرَّغْمِ مِنَّا مَا نَرَی بِکِ یَا خَدِیجَهُ ».

والمُرَاغَمَهُ : الهجران والتباعد والمغاضبه. ومنه الْحَدِیثُ « مَنْ کَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَی علیه السلام مَعَ أَبِیهِ الَّذِی هُوَ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ فَمَضَی أَبُوهُ وَهُوَ یُرَاغِمُهُ » أَیْ یُغَاضِبُهُ « حَتَّی بَلَغَا طَرَفَیِ الْبَحْرِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « إِذَا صَلَّی أَحَدُکُمْ فَلْیُلْزِمْ جَبْهَتُهُ وَأَنْفُهُ الْأَرْضَ حَتَّی یَخْرُجَ مِنْهُ الرَّغْمُ » هو بتثلیث الراء ما یسیل من الأنف.

وَفِیهِ « وَإِنْ رَغِمَ [ أَنْفُ ] أَبِی الدَّرْدَاءِ » (1) أی وإن ذل وکره.

وَفِیهِ « رَغِمَ أَنْفِی لِلَّهِ » أی ذل وانقاد.

وَفِیهِ « السِّقْطُ یُرَاغِمُ رَبَّهُ إِنْ أَدْخَلَ أَبَوَیْهِ النَّارَ » أی یحاجه ویغاضبه. قال بعض الشارحین : هو تخییل نحو « قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ».

والمُرْغِمَتَانِ فی الحدیث - بکسر المعجمه - : سجدتا السهو ، سمیتا بذلک لکون فعلهما یرغم أنف الشیطان ویذله ، فإنه یکلف فی التلبیس فأضل الله سعیه وأبطل قصده وجعل هاتین السجدتین سببا لطرده وإذلاله.

ورَقَمْتُ الشیءَ : علمته بعلامه تمیزه عن غیره کالکتابه ونحوها.

وَفِی الْخَبَرِ « مَا أَنْتُمْ فِی الْأُمَمِ إِلَّا کَرَقْمَهٍ فِی ذِرَاعِ الدَّابَّهِ » هی بفتح القاف وسکونها : الأثران فی باطن عضدیها ، وهما رقمتان فی ذراعیها.

وقولهم « هو یَرْقُمُ علی الماء » أی بلغ من حذاقته فی الأمور أن یرقم حیث لا یثبت الرقم.

والأَرْقَمُ الحیه التی فیها سواد وبیاض

لَذَّهٍ مِنْ غَیْرِ مُحَرَّمٍ ».

ورَمَّهُ بمعنی أکله.

والرُّمَّهُ - بالضم والتشدید - قطعه من الحبل بالیه والجمع رِمَام ورِمَم ، وبه سمی ذو الرُّمَّه.

ومنه قولهم : « دَفَعَ الشَّیْءَ بِرُمَّتِهِ » أی بجملته. قال الجوهری : وأصله أن رجلا دفع إلی رجل بعیرا بحبل فی عنقه فقیل ذلک لکل من دفع شیئا بجملته.

وَمِنْهُ « الْقَاتِلُ نَفْساً خَطَأً یُتَلُ بِرُمَّتِهِ إِلَی أَوْلِیَاءِ الْمَقْتُولِ ».

آدم فی قبره. وقد مر حدیثه فی « طیر ».

وبئر رُومَه - بضم راء وسکون واو - : بئر بالمدینه للیهود.

وعن ابن القوطیه - فی زَعَمَ زَعْماً - قال : هو خبر لا یدری أحق هو أو باطل ، ولهذا قال الخطابی : زَعَمَ مطیه الکذب.

ومثله قولهم « بئس مطیه الرجل زَعَمُوا » شبه ما یتوصل به إلی حاجته بمطیه یتوصل بها إلی مقصده.

وَفِی الْحَدِیثِ « کُلُ زَعْمٍ فِی الْقُرْآنِ کَذِبٌ ».

وزَعَمْتُ بالمال من بابی قتل ونفع : کفلت.

وزَعَمَ علی القوم یَزْعُمُ من باب قتل زَعَامَهً بالفتح : تأمر علیهم ، فهو زَعِیمٌ.

وزَعِیمُ القوم : سیدهم.

والزَّعِیمُ : الضمین والکفیل ، ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « وَأَنَا بِنَجَاتِکُمْ زَعِیمٌ » أی ضامن لنجاتکم.

و « الزَّعِیمُ غَارِمٌ » أی الکفیل یلزم نفسه بما ضمنه ، والغُرْمُ أداء لشیء یلزمه. والزَّعَمُ بالتحریک : الطمع ، وقد زَعِمَ بالکسر أی طمع یَزْعَمُ زَعْماً.

أسفارهم وأعمالهم ، قیل مکتوب علی بعضها أمرنی ربی ، وعلی بعضها نهانی ربی ، وبعضها غفل لم یکتب علیها شیء ، فإذا خرج ما لیس علیه شیء أعادها

والمراد بها فی المشهور ، ودلاله الروایه عن النبی صلی الله علیه وآله هو أن الأَزْلَام : القداح العشره المعروفه فیما بینهم فی الجاهلیه.

والقصه فی ذلک : أنه کان یجتمع العشره من الرجال فیشترون بعیرا فیما بینهم وینحرونه ، ویقسمونه عشره أجزاء وکان لهم عشره قداح ، لها أسماء وهی الفذ وله سهم ، والتوأم وله سهمان ، والرقیب وله ثلاثه ، والحلس وله أربعه ، والنافس وله خمسه ، والمسبل وله سته والمعلی وله سبعه ، وثلاثه لا أنصباء لها ، وهی المنیح والسفیح والوغد.

قال : « هی فذ وتوأم ورقیب ، ثم حلس ونافس ثم مسبل « و » المعلی والوغد ثم منیح ، وسفیح وذی الثلاثه تهمل ». وکانوا یجعلون القداح فی خریطه ، ویضعونها علی ید من یثقون به فیحرکها ویدخل یده فی تلک الخریطه ویخرج باسم کل قدحا ، فمن خرج له قدح من الأقداح التی لا أنصباء لها لم یأخذ شیئا وألزم بأداء ثلث قیمه البعیر ، فلا یزال یخرج واحدا بعد واحد حتی یأخذ أصحاب الأنصباء السبعه أنصباءهم ، ویغرم الثلاثه الذین لا أنصباء لهم ، قیمه البعیر ، وهو القمار الذی حرم الله تعالی فقال ( وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِکُمْ فِسْقٌ ) [ 5 / 3 ] یعنی حراما.

ومعنی الاستقسام بِالْأَزْلَام : طلب معرفه ما یقسم لهم بها ، وقیل هو الشطرنج والنرد.

قال بعضهم (1) فی الزِّمَام : هو الخیط الذی یشد فی البره أو فی الخشاش ثم یشد علیه المقود بنفسه ، وهو هنا کنایه عما یحصل للقلب من الاعتقاد الذی یصل إلی الحق ، وبه یدوم ثباته علیه.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « أَمْکَنَ الْکِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ » أی أمکن الکتاب من عقله ، فاستعار لفظ الزمام له فهو قائده وإمامه.

وزَمَ الرجلُ بأنفه : تکبر فهو زَامٌ.

وزَمْزَم کجعفر : اسم بئر بمکه ، سمیت به لکثره مائها ، وقیل : لِزَمِ هاجر ماءها حین انفجرت. وقیل : لِزَمْزَمَهِ جبرئیل وکلامه ، وهو أول من أظهرها سقیا لإسماعیل علیه السلام ثم حفرها الخلیل ، ثم غاضت بعده حین استخفت جرهم بحرمه الحرم ، ثم حفرها عبد المطلب بعد أن علمت له فی المنام ، ولم تزل ظاهره إلی الآن. ولها أسماء غیر ذلک ، منها : رکضه جبرئیل ، وسقیا إسمعیل ، وحفیره عبد المطلب ، والمصونه وطعام طعم ، وشفاء سقم.

ومنه قاضی سَدُوم ، وهو قاض کان فی زمن إبراهیم علیه السلام.

قوله ( قِیلَ یا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا ) [ 11 / 48 ] أی مسلما محفوظا من جهتنا ، أو مسلما علیک مکرما ، کذا ذکره الشیخ أبو علی (1).

قوله : ( لَهُمْ دارُ السَّلامِ ) [ 6 / 127 ] أی الجنه. ویقال : دار السَّلَامَه.

وَمِنْهُ « لَبَّیْکَ دَاعِیاً إِلَی دَارِ السَّلَامِ لَبَّیْکَ » وسمیت الجنه دار السَّلَام ، لأن سکانها سالمون من کل آفه ، ولأنها داره عزوجل ، والسَّلَامُ هو الله. ومنه قوله ( السَّلامُ الْمُؤْمِنُ ).

قال بعض العارفین : معنی « هو السَّلَامُ » أی ذو السلام لأنه هو الذی سلم من کل عیب وآفه ونقص وفناء وقد وجدنا العرب یضعون المصادر موضع الأسماء ، ویصفون بها [ لا ] سیما (2) إذا أرادوا المبالغه ، والله هو السَّلَامُ : وصف مبالغه فی کونه سلیما من النقایص.

والسَّلَامُ : التسلیم ، یقال سَلَّمْتُ سَلَاماً وتَسْلِیماً.

والتَّسْلِیمِ فی قوله تعالی ( وَسَلِّمُوا تَسْلِیماً ) [ 33 / 56 ] قیل المراد به الانقیاد له صلی الله علیه وآله کما فی قوله تعالی ( فَلا وَرَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَیُسَلِّمُوا تَسْلِیماً ) [ 4 / 65 ].

وقیل هو « السَّلَامُ علیک أیها النبی » قاله الزمخشری والقاضی فی تفسیریهما وذکره الشیخ (3) فی تبیانه. واستصوبه بعض الأفاضل لقضیه العطف (4) ولأنه المتبادر إلی الفهم عرفا.

ص: 84

قوله ( سُبُلَ السَّلامِ ) [ 5 / 18 ] یعنی طریق السلامه من العذاب ، وسبل السَّلَام : دین الله.

قوله ( سَلامٌ هِیَ حَتَّی مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) [ 97 / 5 ] أی تسلم علیک یا محمد ملائکتی وروحی بسلامی من أول ما یهبطون إلی طلوع الفجر

قوله سَلامٌ عَلی آلِ یاسِینَ [ 37 / 130 ] قال : السَّلَامُ من رب العالمین علی محمد وآله ، والسَّلَامَهُ لمن تولاهم فی القیامه.

وَعَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام « یس : مُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله وَنَحْنُ آلُ یس ».

قوله ( وَالسَّلامُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی ) [ 20 / 47 ] أی من عذاب الله.

ومثله قوله ( وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ ) [ 43 / 89 ] قوله ( ادْخُلُوها بِسَلامٍ ) [ 50 / 34 ] أی سالمین مسلمین من الآفات.

قوله ( أَلْقی إِلَیْکُمُ السَّلامَ ) [ 4 / 94 ] أی الاستسلام والانقیاد وقرئ السَّلَمَ وهو بمعناه.

قوله ( فَإِذا دَخَلْتُمْ بُیُوتاً فَسَلِّمُوا عَلی أَنْفُسِکُمْ ) [ 24 / 61 ] أی فابدءوا بالسلام علی أهلها الذین منکم دینا وقرابه. وَرُوِیَ « هُوَ سَلَامُکُمْ عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ وَرَدُّهُمْ عَلَیْکُمْ وَهُوَ سَلَامُکَ عَلَی نَفْسِکَ « وَعَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ « إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ مِنْکُمْ بَیْتَهُ فَإِنْ کَانَ فِیهِ أَحَدٌ یُسَلِّمُ عَلَیْهِمْ ، وَإِنْ لَمْ یَکُنْ فِیهِ أَحَدٌ فَلْیَقُلْ السَّلَامُ عَلَیْکُمْ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا » وقِیلَ إِذَا لَمْ یَرَ الرَّجُلُ أَحَداً یَقُولُ « السَّلَامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَهُ اللهِ » یَقْصِدُ بِهِ الْمَلَکَیْنِ اللَّذَیْنِ عَلَیْهِ.

واسْتَسْلَمَ : انقاد وخضع.

ومنه قوله تعالی ( فَلَمَّا أَسْلَما ) [ 37 / 103 ] ویقال « اسْتَسْلَمَا » أی سلما لأمر الله تعالی.

قوله ( سَلَماً لِرَجُلٍ ) [ 39 / 29 ] أی لا یشرکه فیه أحد. وسَلَماً وسِلْماً : مصدران وصف بهما ، وهو مثل ضربه الله لأهل التوحید ، فمثل الذی عبد الآلهه : مثل صاحب الشرکاء المتشاکسین المختلفین العسرین ، ثم قال ( هَلْ یَسْتَوِیانِ مَثَلاً

ص: 85

الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ )(1)

قوله ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَکَرْهاً وَإِلَیْهِ یُرْجَعُونَ ) [ 3 / 83 ] قال المفسر (2) : انتصب ( طَوْعاً وَکَرْهاً ) علی الحال ، أی طائعین ومکرهین وقیل. طوعا لأهل السماوات ، وأما أهل الأرض فمنهم من أسلم طوعا بالنظر فی الأدله ومنهم من أسلم کرها بالسیف أو بمعاینه ما یلجئ إلی الإسلام کنتق الجبل فوق بنی إسرائیل ، أو عند رؤیه البأس بالإشفاء علی الموت (3).

قوله ( قُولُوا أَسْلَمْنا ) [ 49 / 14 ] أی دخلنا فی السلم والطاعه.

(أَسْلَمْتُ وَجْهِیَ لِلَّهِ) [ 3 / 20 ] أی أخلصت عبادتی لله عظمت نعمته. قوله مُسْتَسْلِمُونَ [ 37 / 26 ] معطون کتبهم بأیدیهم.

قوله ( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) [ 3 / 84 ] أی مذعنون لحکمه ، منقادون لأمره ، مخلصون فی عبادته ، کما قال المفسرون.

ومثله قوله ( وَاجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَکَ ) [ 2 / 128 ] أی منقادین لأوامرک ونواهیک.

قوله ( مُسَلَّمَهٌ لا شِیَهَ فِیها ) [ 2 / 71 ] أی سلمها الله من العیوب.

قوله ( أَوْ سُلَّماً ) [ 6 / 35 ] أی مصعدا تصعد به إلی السماء فتنزل منها آیه.

والسَّلِیمُ : السالم.

ومنه قوله ( إِلَّا مَنْ أَتَی اللهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ ) [ 26 / 89 ] یقال سالم من حب الدنیا.

قوله ( إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ ) [ 37 / 84 ] أی حین صدق الله وآمن به

ص: 86

قلبه خالصا من الشرک ، بریئا من المعاصی والغل والغش ، علی ذلک عاش وعلیه مات وقِیلَ : ( بِقَلْبٍ سَلِیمٍ ) مِنْ کُلِّ مَا سِوَی اللهِ تَعَالَی لَمْ یَتَعَلَّقْ بِشَیْءٍ غَیْرِهِ ، کَمَا هُوَ مَرْوِیٌّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام.

قوله : ( إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) [ 3 / 19 ] أی لا دین عند الله مرضی سواه.

والإِسْلَامُ ضربان : « أحدهما » - دون الإیمان ، وهو الاعتراف باللسان.

و « الثانی » - أن یکون مع الاعتراف معتقدا وافیا بالفعل نحو ( أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ ) [ 2 / 131 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلْتُ لَهُ مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ : دِینُ اللهِ ، اسْمُهُ الْإِسْلَامُ ، وَهُوَ دِینُ اللهِ قَبْلَ أَنْ تَکُونُوا وَحَیْثُ کُنْتُمْ ، وَبَعْدَ أَنْ تَکُونُوا ، فَمَنْ أَقَرَّ بِدِینِ اللهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ وَمَنْ عَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ».

والفرق بین الإِسْلَام والإیمان الذی جاء به الْحَدِیثُ : هُوَ أَنَ الْإِسْلَامَ شَهَادَهُ « أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ » و « التَّصْدِیقُ بِرَسُولِهِ » بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَیْهِ جَرَتِ الْمَنَاکِحُ وَالْمَوَارِیثُ ، وَعَلَی ظَاهِرِهِ جَمَاعَهُ النَّاسِ.

وَالْإِیمَانُ : الْهُدَی ، وَمَا ثَبَتَ فِی الْقُلُوبِ مِنْ صِفَهِ الْإِسْلَامِ ، وَمَا ظَهَرَ مِنَ الْعَمَلِ. وَالْإِیمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَهِ أَنَّ الْإِیمَانَ یُشَارِکُ الْإِسْلَامَ فِی الظَّاهِرِ ، وَالْإِسْلَامَ لَا یُشَارِکُ الْإِیمَانَ فِی الْبَاطِنِ.

وَفِی حَدِیثِ مَدْحِ الْإِسْلَامِ « جَعَلَهُ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ » قال بعض الشارحین : استعار لفظ السِّلْم باعتبار عدم أذاه لمن دخله ، فهو کالمسالم له

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْکَ السَّلَامُ » أی : أنت المُسَلِّم أولیاءک والمُسَلِّم علیهم ، أی منک بدء السَّلَام وإلیک عوده فی حالتی الإیجاد والإعدام.

واختلفت الأقاویل فی معنی « السَّلَامُ علیک » فمن قائل : معناه « الدعاء » أی سَلِمْتَ من المکاره.

ومن قائل معناه « اسْمُ السَّلَامِ علیک » ومن قائل معناه : « اسم الله علیک » أی أنت فی حفظه کما یقال « الله معک ».

وإذا قلت « السَّلَامُ علینا » و « السَّلَامُ

ص: 87

علی الأموات « فلا وجه لکون المراد به الإعلام بالسلامه ، بل الوجه أن یقال : هو دعاء بالسلامه لصاحبه من آفات الدنیا ، ومن عذاب الآخره وضعه الشارع موضع التحیه والبشری بالسلامه.

ثم إنه اختار لفظ « السَّلَام » وجعله تحیه لما فیه من المعانی ، أو لأنه مطابق لِلسَّلَامِ الذی هو اسم من أسماء الله تعالی تیمنا وتبرکا ، وکان یحیی به قبل الإسلام ، ویحیی بغیره ، بل کان السَّلَامُ أقل ، وغیره أکثر وأغلب ، فلما جاء الإسلام اقتصروا علیه ومنعوا ما سواه من تحایا الجاهلیه ،

وإیراده علی صیغه التعریف أزین لفظا ، وأبلغ معنی.

وأشد ساعات ابن آدم ثلاثه : یوم یولد ویوم یموت ویوم یبعث حیا. وقد سَلَّمَ عیسی علیه السلام علی نفسه ، فقال ( وَالسَّلامُ عَلَیَّ یَوْمَ وُلِدْتُ وَیَوْمَ أَمُوتُ وَیَوْمَ أُبْعَثُ حَیًّا ) [ 19 / 33 ].

ووادی السَّلَام : اسم موضع فی ظهر الکوفه یقرب من النجف.

وَفِی الْخَبَرِ « قُلْتُ أَیْنَ وَادِی السَّلَامِ؟ قَالَ : ظَهْرُ الْکُوفَهِ ».

وفِی الْحَدِیثِ « إِنَّهَا لَبُقْعَهٌ مِنْ جَنَّهِ عَدْنٍ ».

وَفِی خَبَرِ الْجِهَادِ « لَا یُسَالِمُ مُؤْمِنٌ فِی قِتَالٍ فِی سَبِیلِ اللهِ إِلَّا عَلَی عَدْلٍ وَسَوَاءٍ » أی لا یسالم مؤمن دون مؤمن ، أی لا یصالح واحد دون أصحابه ، وإنما یقع الصلح بینهم وبین عدوهم باجتماع ملئهم علی ذلک. کذا فی النهایه.

وفی الحدیث ذکر « السَّلَمِ فی البیع » وهو مثل السلف وزنا ومعنی. وأَسْلَمْتُ إلیه ، بمعنی : أَسْلَفْتُ وکیفیته : أن یسلم فی شیء موصوف إلی أجل معلوم ومحروس من الزیاده والنقصان ، إما بالسنین والأعوام أو الشهور والأیام ، بذکر الصفات المقصوده.

والسَّلَمُ بفتح السین أیضا : شجر الغضا الواحده سَلَمَه ، کقصبه. وبه کنی فقیل أُمُ سَلَمَهَ ، أعنی هند المخزومیه زوجه رسول الله صلی الله علیه وآله کانت من حسنها وجمالها کأنها جمان ، وکانت إذا

ص: 88

قامت فأرخت شعرها ، جلل جسدها.

وسَلِمَه - وزان کلمه - : الحجر ، وبها سمی بنو سَلِمَه : حی من الأنصار.

والسِّلْمُ - بکسر السین وفتحها - : الصلح. ویذکر ویؤنث.

وسَلِمَ المسافرُ من الآفات یَسْلَمُ من باب تعب : خلص منها ، فهو سَالِمٌ.

وَفِی الدُّعَاءِ « وَأَدْخِلْنِی الْجَنَّهَ سَالِماً » أی من العقاب ، قبل دخولها بأن تعفو عن ذنبی وتدخلنیها. وسَلَامَهُ : شاه زنان أم علی بن الحسین علیه السلام بنت یزدجرد بن شهریار بن شیرویه بن کسری أبرویز. رُوِیَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِین علیه السلام سَأَلَهَا مَا اسْمُکِ؟ فَقَالَتْ : جَهَانْشَاهُ. فَقَالَ علیه السلام لَهَا : شَهْرَبَانُوَیْهِ.

والسُّلَامَیَاتُ : عروق ظاهر الکف والقدم. وفی الصحاح السُّلَامَیَات : عظام الأصابع ، کذا عن الخلیل ، وزاد الزجاج علی ذلک فقال : وتسمی القصب أیضا. وأَسْلَمَ فلانٌ فلاناً أی ألقاه إلی الهلکه ولم یحمه عن عدوه.

وأَسْلَمْتُهُ بمعنی خذلته.

وأَسْلَمَ أمرَه لله ، وسَلَّمَ بالتثقیل لغه. و « أَسْلَمْتُ وجهی إلیک » أی انقدت فی أوامرک ونواهیک وسلمتها لک ، إذ لا قدره لی فی جلب نفع ولا دفع ضر. والوجه بمعنی الذات.

و « أَسْلِمْ تَسْلَمْ » بکسر اللام الأولی ، وفتحها فی الثانیه.

وأَسْلَمُ : کوکب صغیر تسمیه العرب « السُّهَا » قریب من أوسط الکواکب الثلاثه من بنات نعش.

و « اسْتَسْلَمَ کُلُّ شَیْءٍ لِقُدْرَتِهِ » أی انقاد.

وسَلَّمَ الودیعهَ صاحبَهَا - بالتثقیل - أوصلها إلیه. ومنه قَوْلُهُ « وَیُسَلِّمُکَ إِلَی قَبْرِکَ خَالِصاً » یقال أَسْلَمَهُ إلیه أی أعطاه فتناوله. وقوله « خالصا » یعنی من الدنیا وحطامها لیس معک شیء منها.

وسَلَّمَ الدعوی إذا اعترف بصحتها.

وَفِی حَدِیثِ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ وَالرُّکْنِ الْیَمَانِیِ « لِأَنَّ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالرُّکْنَ الْیَمَانِیَّ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ

ص: 89

تَعَالَی أَنْ یُسْتَلَمَ مَا عَنْ یَمِینِ عَرْشِهِ « ثُمَّ ذَکَرَ فِیهِ « أَنَّ مَقَامَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلامعَنْ شِمَالِ الْعَرْشِ » وَذَکَرَ الْعِلَّهَ فِی ذَلِکَ ، ثُمَّ قَالَ « وَعَرْشُ رَبِّنَا مُقْبِلٌ غَیْرُ مُدْبِرٍ ».

ویمکن أن یقال فی توضیحه : إن الحجر الأسود والرکن الیمانی واقعان فی شمال البیت شرفه الله تعالی ، کما هو مشاهد ، ومقام إبراهیم علیه السلام واقع عن یمینه ، وقد عرف أن الکعبه بحذاء العرش ، وأن کلا منهما مربع ، وأن العرش مقبل غیر مدبر ، یعنی أنه تجاه الکعبه ملاق لها ، فتکون الکعبه تجاهه وملاقیه له ، فیقع ما عن یمین العرش ملاقیا لشمال البیت. وفیه الرکنان المُسْتَلَمَانِ ویقع ما عن شمال العرش ملاقیا لیمین البیت ، وفیه مقام إبراهیم علیه السلام.

واسْتَلَمَ الحجرَ أی لمسه إما بالقبله أو بالید ، وهو افتعل من السَّلَامِ : التحیه.

وأهل الیمن یسمون الرکن الأسود : المحیی ، لأن الناس یحیونه بِالسَّلَامِ.

وقال ابن السکیت فی اسْتَلَمْتُ الحجرَ همزته العرب (1) علی غیر قیاس والأصل اسْتَلَمْتُ لأنه من السِّلَامِ وهی الحجاره.

وعن ابن الأعرابی : الاسْتِلَامُ أصله مهموز من الملامسه (2) وهی الاجتماع.

وَفِی حَدِیثِ شَهْرِ رَمَضَانَ « وَسَلِّمْهُ لَنَا » أی لا تغمه علینا فی أوله وآخره ، فیلتبس الصوم علینا والفطر.

قَوْلُهُ « وَسَلِّمْهُ مِنَّا » أی تعصمنا من المعاصی.

وفیه قَوْلُهُ « وَسَلِّمْنَا فِیهِ » أی لا یصیبنا فیه ما یحول بیننا وبین صومه من مرض أو غیره.

والسَّلْمُ : الدلو لها عروه واحده. وسَلْمَی : حی من دارم. وسُلَیْم : قبیله من قیس ، ومن غیرهم أیضا. والسُّلَّمُ - بالضم والتشدید - واحد السَّلَالِیم : التی یرتقی علیها ویصعد علیها.

ص: 90

والسِّلْمُ کحمل : المُسَالِم ، یقال : أنا سِلْمٌ لمن سالمنی وحرب لمن حاربنی.

وَفِی حَدِیثِ وَصْفِ الْأَئِمَّهِ علیهم السلام « لَا یُطَهِّرُ اللهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتَّی یُسَلِّمَ لَنَا وَیَکُونَ سِلْماً لَنَا » أی یرضی بحکمنا ولا یکون حربا علینا.

وَفِی حَدِیثِ الْمُتَعَارِضَیْنِ مِنَ الْأَحَادِیثِ « خُذْ بِأَیِّ الْحَدِیثَیْنِ شِئْتَ مِنْ بَابِ التَّسْلِیمِ » أی من باب تسلیم أمرنا ووجوب طاعتنا علی الرعیه.

والتَّسَالُمُ : التصافح.

والمُسَالَمَه : المصافحه.

والسَّلِیمُ : الملسوع (1).

وسَلْمَان : اسم جبل.

وسَلْمَانُ الفارسی : صاحب رسول الله صلی الله علیه وآله.

وسُلَیْمَانُ بن داود : من أنبیاء الله تعالی قیل عمر سبعمائه واثنتی عشره سنه وقیل عمر ثلاثا وخمسین سنه ، وملک وعمره ثلاثه عشر سنه.

والسُّلَیْمَانِیَّه : هم المنسوبون إلی سُلَیْمَان بن جریر ، وهم القائلون بإمامه الشیخین وکفر عثمان (2).

التی تهب بالنار ، وقد تکون باللیل.

والسَّمُ : ما یقتل ، یضم ویفتح ، والفتح أکثر ، وفی المصباح الضم لغه أهل العالیه (1) وجمعه سُمُوم کفلس وفلوس وسِمَام کسهم وسهام.

وَفِی حَدِیثِ الدُّنْیَا « غِذَاؤُهَا سِمَامٌ وَأَسْبَابُهَا رِمَامٌ » قوله غذاؤها ، باعتبار ما یلزمها فی الآخره من مراره العقاب وسوء المذاق ، وأسبابها ما یتعلق به المرء منها ، والرمام البالیه ، لأنها فی عدم بقائها کالبالیه.

وسَمَمْتُ الطعامَ من باب قتل : جعلت فیه السم.

ومَسَامُ البدن : ثقبه التی یبرز عرقه وبخار باطنه منها.

وَفِی الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِکَ مِنَ السَّامَّهِ ».

بتشدید المیم اسم فاعل ، وهو کل ما سم ولا یبلغ أن یقتل بسم کالعقرب والزنبور والجمع سَوَامُ کدابه ودواب.

وَقَوْلُهُ « نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ السَّامَّهِ وَالْعَامَّهِ ».

قیل : السَّامَّهُ هنا خاصه الرجل من سَمَ إذا خص. قال بعض المحققین : إذا قرنت السَّامَّهُ بالعامَّه فَالسَّامَّهُ الخاصه ، وإذا قرنت بالهامَّه فهی ذات السموم. والسِّمْسِمُ : حب معروف. والسَّمْسَمَهُ : النمله الحمراء ، والجمع السَّمَاسِم قاله الجوهری.

نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّهِ أَعْیُنٍ ).

[ 32 / 17 ]

وَقِیلَ : هُوَ نَهَرٌ یَجْرِی فِی الْهَوَاءِ وَیَنْصِبُ فِی أَوَانِی أَهْلِ الْجَنَّهِ بِحَسَبِ الْحَاجَهِ کَذَا فِی تَفْسِیرِ الشَّیْخِ أَبِی عَلِیِ (1)

و ( عَیْناً ) : مفعول له أو حال. والسَّنَامُ بفتح السین : واحد أَسْنِمَه الإبل ، وهو کالألیه للغنم.

وَفِی الْحَدِیثِ « ذِرْوَهُ الْإِسْلَامِ وَسَنَامُهُ الْجِهَادُ » وذلک علی الاستعاره وقد مر الکلام فیه (2).

وَمِنْهُ « إِنْ أَعِشْ أَکُنْ مَعَکُمْ فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی » أی فی الدرجه الرفیعه العالیه.

وسَنَّمْتُ القبرَ تَسْنِیماً إذا رفعته عن الأرض ، وهو خلاف التسطیح.

ومنه « قبر مُسَنَّمٌ » أی مرتفع غیر مسطح ، وأصله من السَّنَام.

قوله : ( وَالْخَیْلِ الْمُسَوَّمَهِ ) [ 3 / 14 ] أی المعلمه بعلامه من السیماء ، أو من المرعیه من أَسَامَ الدابهَ وسَوَّمَهَا. وقیل : المُسَوَّمَه : المُطَهَّمَه أی المحسنه ، والتَّطَهُّمُ : التحسن.

قوله ( حِجارَهً مِنْ طِینٍ مُسَوَّمَهً ) [ 51 / 34 ] یعنی حجاره معلمه علیها أمثال الخواتیم.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ یَوْمَ بَدْرٍ « سَوِّمُوا فَإِنَّ الْمَلَائِکَهَ قَدْ سَوَّمَتْ » أی أعلموا لکم علامه یعرف بها بعضکم بعضا.

والسُّومَهُ بالضم : العلامه تجعل فی الشاه وفی الحرب أیضا.

وَفِی الْحَدِیثِ « سَوِّمْنِی بِسِیمَاءِ الْإِیمَانِ » أی أظهر علامه الإیمان فی أقوالی وأفعالی وسائر أحوالی. ومثله « عَلَیْهِ سِیمَاءُ الْأَنْبِیَاءِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « فِی سَائِمَهِ الْغَنَمِ زَکَاهٌ » السَّائِمَهُ من الماشیه : الراعیه.

وَمِنْهُ « السَّائِمَهُ جُبَارٌ » (1) أی الدابه المرسله فی مرعاها إذا أصابت إنسانا کانت جنایتها هدرا.

وسَامَتِ الماشیه سَوْماً من باب قال : رعت بنفسها. وتتعدی بالهمزه فیقال أَسَامَهَا راعیها.

وَمِنْهُ « هَلَکَ السَّوَامُ » یعنی السائمه. وسَامَ البائعُ السلعهَ من باب قال أیضا : عرضها للبیع.

وأَسَامَهَا المشتری واسْتَامَهَا : طلب بیعها.

وَمِنْهُ « لَا یَسُومُ أَحَدُکُمْ عَلَی سَوْمِ أَخِیهِ » أی لا یشتری. ویجوز حمله علی البائع أیضا قال فی المصباح : وصورته أن یعرض الرجل علی المشتری سلعه بثمن فیقول آخر : عندی مثلها بأقل من هذا الثمن ، فیکون النهی عاما فی البائع والمشتری. أو یقال : هو أن یَتَسَاوَمَ المتبایعان ویتقارب الانعقاد فیجیء آخر فیزید فی الثمن.

والمُسَاوَمَهُ : المجاذبه بین البائع والمشتری علی السلعه وفصل ثمنها. یقال

ص: 94

سَامَ یَسُومُ وسَاوَمَ یُسَاوِمُ.

ومنه الْحَدِیثُ « وَقَفَ عَلَی قَطِیعِ غَنَمٍ یُسَاوِمُهُمْ وَیُمَاکِسُهُمْ ».

وبیع المُسَاوَمَه هو البیع بما یتفقان علیه من غیر تعرض للإخبار بالثمن

وَفِیهِ « نَهَی عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ » وذلک لأنه وقت ذکر الله تعالی. قیل : وقد یجوز أن یکون من رعی الإبل لأنه إذا رعت قبل طلوعها والمرعی ند ، أصابها منه الوباء ، وربما قتلها ، وهذا معروف عند العرب.

وَفِیهِ « لِکُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ إِلَّا السَّامَ » بتخفیف المیم أی إلا الموت ، وألفه عن واو.

ومنه حَدِیثُ تَسْلِیمِ الْیَهُودِیِّ عَلَی الْمُسْلِمِینَ « السَّامُ عَلَیْکُمْ » ولذا قَالَ صلی الله علیه وآله « إِذَا سَلَّمَ عَلَیْکُمْ أَهْلُ الْکِتَابِ فَقُولُوا : وَعَلَیْکُمْ » ردا لما قالوه علیهم.

وسَامٌ : أحد بنی نوح علیه السلام وهو أبو العرب.

وفی السیر : سَامٌ وحام ویافث أولاد نوح علیه السلام ، والذی خص به نوح علیه السلام بالاسم الأکبر ومیراث العلم وآثار النبوه : سَامٌ دون أخویه.

وأُسَامَه بن زید بن حارثه بن شراحیل الکلبی مولی رسول الله صلی الله علیه وآله ، أمه أم أیمن ، اسمها برکه مولاه رسول الله صلی الله علیه وآله.

وأَسَامَهُ الخسفَ أی أولاه الذل. ومنه

الْحَدِیثُ « مَنْ تَرَکَ الْجِهَادَ أَلْبَسَهُ اللهُ الذِّلَّهَ وَسِیمَ الْخَسْفَ » أی کلف وألزم وأصله الواو.

أَنْ یَذْبَحَهُ - وَرَسُولُ اللهِ فِی صُلْبِهِ فَسَاهَمَ عَلَیْهِ فِی الْإِبِلِ ».

والسَّهْمُ : واحد السِّهَام التی یضرب بها فی المیسر وهی القداح ، ثم سمی ما یفوز به الفالح أی الغالب فی القمار ، ثم کثر حتی سمی کل نصیب سَهْماً.

وَمِنْهُ « کَانَ لَهُ سَهْمٌ مِنَ الْغَنِیمَهِ شَهِدَ أَوْ غَابَ ».

والسَّهْمُ : واحد سِهَام النبل. وقیل : السَّهْمُ : نفس النصل. وَفِی الْحَدِیثِ « ثُمَّ یَنْصَرِفُونَ إِلَی مَنَازِلِهِمْ وَهُمْ یَرَوْنَ مَوْضِعَ سِهَامِهِمْ ».

والوصیه بِالسَّهْمِ ، تحمل علی الواحد من الثمانیه (1) وروی من سته.

وسَاهِمُ الوجهِ (2) : متغیره ، من قولهم سَهَمَ لونه : تغیر حاله لعارض.

وَمِنْهُ « إِبِلٌ سَوَاهِمُ » (3) إذا غیرها السفر.

والسَّاهِمَه : الناقه الضامره.

وسَهْمٌ : قبیله من قریش.

وسَهْمٌ أیضا فی باهله (4) قاله الجوهری.

وَفِی حَدِیثِ عَبَّادِ بْنِ کَثِیرٍ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام - وَقَدْ قَالَ لَهُ : مَرَرْتُ بِقَصَّاصٍ یَقُصُّ وَهُوَ یَقُولُ : هَذَا الْمَجْلِسُ لَا یَشْقَی بِهِ جَلِیسٌ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام « هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ أَخْطَأَتْ أَسْتَاهُهُمُ الْحُفْرَهَ » قیل فی تفسیره : أی مقعدهم حفره من حفر النیران ، وربما کان المراد غیر ذلک ووقع فی العباره تصحیف.

ص: 96

الأیسر ، أعنی الشمال الذی یقال له الوحشی فی قول الأصمعی. ویرید بخیرها لبنها ، لأنها إنما تحلب وترکب من الجانب الأیسر.

وتَشَأَّمَ القومُ به : تطیروا.

وتَشَأَّمَ الرجلُ : انتسب إلی الشأم.

والشَّامُ : بلاد ، یذکر ویؤنث. یقال رجل شَأْمِیٌ وشَآمِیٌ.

والشَّحْمَهُ أخص منه.

وشَحُمَ جسدُهُ بالضم شَحَامَهً : کثر شحم جسده ، فهو شَحِیمٌ.

وشَحْمَهُ الأذن : ما لان من أسفلها ، وهی موضع القرط.

والشَّحَّامُ : بیاع الشحم ، ومنه « زید الشَّحَّام » من أصحاب الرجال (1)

وکسر لام ومعناه بالعبرانیه : بیت السلام.

وعن ابن الأعرابی : یقال لما فیه الولد : المَشِیمَهُ والکیس والغلاف والجمع مَشِیمٌ بحذف الهاء ومَشَایِم کمعیشه ومعایش. ویقال لها من غیره : السلی.

والصُّرُومَه : جمع صِرْمَه وهی القطعه من الإبل نحوا من ثلاثین.

وصَرُمَ السیف : احتدّ.

وسیف صَارِمٌ : أی قاطع.

قال الأصمعی : اشتمال الصَّمَّاء عند العرب أن یشتمل الرجل بثوبه ، فیجلل به جسده کله ، ولا یرفع منه جانبا ، فیخرج منه یده. وأما الفقهاء فإنهم یقولون : هو أن یشتمل الرجل بثوب واحد لیس علیه غیره ، ولم یرفعه من أحد جانبیه ، فیضعه علی منکب ، یبدو منه فرجه. کذا ذکر فی معانی الأخبار.

وفی الصحاح قال أبو عبیده واشتمال الصَّمَّاء : أن تجلل جسدک بثوبک نحو شمله الأعراب بأکسیتهم ، وهو أن یرد الکساء من قبل یمینه علی یده الیسری وعاتقه الأیسر ، ثم یرده ثانیه من خلفه علی یده الیمنی وعاتقه الأیمن فیعطفهما جمیعا.

وَعَنِ الصَّادِقِ علیه السلام « هُوَ أَنْ یَدْخُلَ الرَّجُلُ رِدَاءَهُ تَحْتَ إِبْطَیْهِ ، ثُمَّ یَجْعَلَ طَرَفَیْهِ عَلَی مَنْکِبٍ وَاحِدٍ ». وهذا هو الأرجح ، فالأخذ به أولی.

والخلخال الأصم : الذی لا صوت له.

وَفِی حَدِیثِ الْجِمَارِ « لَا تَأْخُذِ الْجِمَارَ الصُّمَ وَخُذِ الْبُرْشَ » یعنی خذ الجمره الرخوه البرشاء.

وصِمَام القاروره ونحوها - بالکسر - هو ما یجعل فی فمها سدادها.

وصَمِیم القلب : وسطه.

والصَّمِیم ککریم : الخالص.

وصَمَّمَ فی الأمر بالتشدید : مضی فیه.

والصِّمَّه بالکسر : الأسد ، ثم سمی به الرجل. ومنه « درید بن الصِّمَّه ».

وصَمِیم الحر والبرد : أشده. والصَّمْصَام : السیف القاطع الصارم الذی لا ینثنی.

وفی الشرع : هو الکف عن المفطرات مع النیه.

وفی الحدیث ذکر « الصُّوّام » بالضم والتشدید هو طائر أغبر اللون ، طویل الرقبه أکثر ما یبیت فی النخل. وفی التحریر فی الجبل.

الْقَبْرِ » أی من ضغطته.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَنَا أَضَامِیم مِنْ هُنَا وَهَاهُنَا » أی جماعات لیس أصلهم واحدا کان بعضهم ضُمَ إلی بعض.

کل کتابی ممن أنزل علیه التوراه والإنجیل ومن دخل فی ملتهم ودان بدینهم وإن لم یکن منهم ، ثم نقل غیر ذلک ، إلی أن قال : وقِیلَ الْمُرَادُ بِالطَّعَامِ ذَبَائِحُهُمْ وَغَیْرُهَا مِنْ الْأَطْعِمَهِ. وقِیلَ : إِنَّهُ یَخْتَصُّ بالحبوب وَمَا لَا یَحْتَاجُ فِیهِ إِلَی التَّذْکِیَهِ ، وَهُوَ الْمَرْوِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام (1).

وطَعِمَ یَطْعَمُ : إذا أکل.

قال تعالی : ( فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ) [ 33 / 53 ].

وطَعِمْتُهُ أَطْعَمُهُ من باب تعب طَعْماً بفتح الطاء ، ویقع علی کل ما یساغ حتی الماء ، وذوق الشیء. وفی التنزیل ( وَمَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّی ) [ 2 / 249 ] أی من لم یذقه (2).

والطَّعْمُ - بفتح فسکون - : ما یؤدیه الذوق ، یقال طَعْمُهُ مر أو حلو أو نحو ذلک.

واسْتَطْعَمَهُ : سأله أن یُطْعِمَهُ قال تعالی ( حَتَّی إِذا أَتَیا أَهْلَ قَرْیَهٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها ) [ 18 / 77 ].

واسْتَطْعَمْتُ الطَّعَامَ : ذقته لأعرف طَعْمَهُ ، وتَطَعَّمْتُهُ کذلک.

وَفِی الْحَدِیثِ « نَهَی عَنْ بَیْعِ الثَّمَرَهِ حَتَّی تُطْعِمَ » بضم تاء وکسر عین أی حتی یبدو صلاحها ، یقال أَطْعَمَتِ الشجره : إذا أثمرت ، وأَطْعَمَتِ الثمره : إذا أدرکت.

وَفِیهِ « إِنِّی لَا أَمْتَنِعُ مِنْ طَعَامٍ طَعِمَ مِنْهُ السِّنَّوْرِ » أی ذاقه وأکل منه.

وَفِیهِ « لَا تَدْخُلُوا الْحَمَّامَ حَتَّی تَطْعَمُوا شَیْئاً » أی حتی تأکلوا.

وَفِی حَدِیثِ زَمْزَمَ « أَنَّهُ طَعَامُ طُعْمٍ » بالضم أی یشبع منه الإنسان. قاله فی المصباح.

والطُّعْمُ بالضم : الطَّعَامُ.

والطُّعْمُ أیضا : الحب الذی یلقی للطیر.

والطُّعْمَهُ : الرزق ، وجمعها طُعَم مثل

ص: 106

غرفه وغرف.

وَمِنْهُ « لَا مِیرَاثَ للجدات إِنَّمَا هِیَ طُعْمَهٌ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُکْرِهُوا مَرْضَاکُمْ عَلَی الطَّعَامِ فَإِنَّ اللهَ یُطْعِمُهُمْ وَیَسْقِیهِمْ » أی یحفظ قواهم ویمدهم بما یفید فائده الطَّعَامِ والشراب فی الروح وتقویم البدن.

قوله ( فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ) [ 21 / 87 ] جمعت الظُّلُمَاتُ لشده تکاثفها ، فإنها ظُلْمَهُ بطن الحوت ، وظُلْمَهُ اللیل ، وظُلْمَهُ البحر. قِیلَ : وَظُلْمَهُ الْحُوتِ الَّذِی الْتَقَمَ الْحُوتَ الْأَوَّلَ.

وَاخْتُلِفَ فِی مُدَّهِ مَکْثِهِ فِی بَطْنِهِ ، فَقِیلَ : سَبْعَ سَاعَاتٍ ، وَقِیلَ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ ، وَقِیلَ ثَلَاثَهَ أَیَّامٍ ، وَقِیلَ : أَرْبَعَهَ عَشَرَ یَوْماً ، وَقِیلَ أَرْبَعِینَ ، یَتَرَدَّدُ بِهِ فِی مَاءِ دِجْلَهَ.

وَفِی الدُّعَاءِ « سُبْحَانَ اللهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ » أی اللیل والنهار والجنه والنار ، وإنما قدم الظُّلُمَاتُ لأن الله تعالی خلقها قبل النور.

والظلمه : خلاف النور. والظُّلُمَهُ - بضم اللام - لغه فیه ، والجمع ظُلَم کغرفه وغرف. وظُلُمَات کغرفات.

وقد أَظْلَمَ اللیل ، والظَّلَام : أول اللیل

والظَّلْمَاء : الظُّلْمَهُ.

ولیله ظَلْمَاء أی مُظْلِمَه.

وظَلِمَ اللیل بالکسر وأَظْلَمَ بمعنی

وأَظْلَمَ القوم : دخلوا فی الظَّلَام.

ومنه قوله تعالی ( فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ ) [ 36 / 37 ] أی داخلون فی الظَّلَام.

وَفِی صِفَاتِهِ تَعَالَی « الَّذِی صَدَقَ فِی مِیعَادِهِ وَارْتَفَعَ عَنْ ظُلْمِ عِبَادِهِ ».

قال ابن أبی الحدید فی شرح هذه العباره : هذا هو مذهب أصحابنا المعتزله عن أمیر المؤمنین علیه السلام أخذوه ، وهو أستادهم وشیخهم فی العدل والتوحید ، فأما الأشعریه فإنها وإن کانت تمنع عن إطلاق القول بأن الله یَظْلِمُ العباد إلا أنها تعطی المعنی فی الحقیقه لأن الله عندهم یکلف العباد ما لا یطیقون ، وذلک لأن القدره عندهم مع الفعل ، فالقاعد عندهم غیر قادر علی القیام ، وإنما یکون قادرا علی القیام عند حصول القیام ویستحیل عندهم أن یوصف الباری تعالی بإقدار العبد القادر علی القیام وهو مع ذلک مکلف له أن یقوم. وهذا غایه ما یکون من الظُّلْم سواء أطلقوا هذه اللفظه علیه أم لم یطلقوها.

والاسم : ظُلْم من ظَلَمَهُ ظُلْماً من باب ضرب.

والظَّالِم : من یتعد حدود الله تعالی بدلیل قوله تعالی ( وَمَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ

ص: 109

فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [ 2 / 229 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « أَلَا وَإِنَ الظُّلْمَ ثَلَاثَهٌ : ظُلْمٌ لَا یُغْفَرُ ، وَظُلْمٌ لَا یُتْرَکُ ، وَظُلْمٌ مَغْفُورٌ لَا یُطْلَبُ ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یُغْفَرُ فَالشِّرْکُ بِاللهِ تَعَالَی ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی یُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ ، یَعْنِی الصَّغِیرَهَ مِنْ الزَّلَّاتِ ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یُتْرَکُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً ».

والظُّلَامَه والظَّلِیمَه والْمَظْلِمَه بفتح اللام ، والکسر أشهر : ما تطلبه عند الظَّالِم وهو اسم ما أخذ منک بغیر حق.

ومنه حَدِیثُ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام « النَّاسُ یَعِیشُونَ فِی فَضْلِ مَظْلِمَتِنَا ».

وَفِی الْحَدِیثِ « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلِمَتِهِ فَهُوَ شَهِیدٌ » وذلک کأن یقتل دون أهله أو دون ماله أو نحو ذلک.

والظَّلِیم : الذکر من النعام.

ومنه الْحَدِیثُ « فأدلفت - یَعْنِی الرَّاحِلَهَ کَالظَّلِیم » یعنی فی سرعته.

علی غیر استواء وبقی فیها شیء. وعُثْمَان بضم : اسم رجل (1). وعثمیشا - بالعین المهمله والثاء المثلثه والشین المعجمه بینهما میم ویاء علی ما صح فی النسخ - : من الأوصیاء السابقین علی إدریس علیه السلام وهو الذی أوصی إلی إدریس علیه السلام.

وَفِی الْحَدِیثِ « نَهَی عَنْ رَطَانَهِ الْأَعَاجِمِ » کأنه یرید بذلک ما عدا العرب کما یفهم من حدیث التعویذ « اللهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّ فَسَقَهِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ».

وینسب إلی الْعَجَمِ بالیاء فیقال هو عَجَمِیٌ أی منسوب إلیهم.

وَفِیهِ « حُرُوفُ الْمُعْجَمِ وَهِیَ ثَمَانِیَهٌ وَعِشْرُونَ حَرْفاً ا ب ت ث إِلَخْ » قیل سمیت بذلک من التَّعْجِیم وهی إزاله الْعُجْمَهِ بالنقط. یقال أَعْجَمْتُ الحرف بالألف : أزلت عُجْمَتَهُ بما یمیزه عن غیره بنقط وشکل ، فالهمزه للسلب.

وأَعْجَمْتُهُ : خلاف أعربته.

وعن الخلیل : الحروف الْمُعْجَمَه هی الحروف المقطعه ، لأنها أَعْجَمِیَّه ، یعنی أن الحرف الواحد لا یدل علی ما یدل علیه الحروف الموصله ، فکأن أمرها مُسْتَعْجِمٌ فإذا وصلت أعربت وبینت.

وفی الصحاح : حروف الْمُعْجَم هی الحروف المقطعه التی یختص بالنقط من بین سائر الحروف ، ومعناه حروف الخط الْمُعْجَم کما تقول مسجد الجامع.

واسْتَعْجَمَ علیه الکلام أی استبهم. وَفِی حَدِیثِ الرِّضَا علیه السلام « وَلَکِنَّ اللهَ تَبَارَکَ وَتَعَالَی لَمْ یَزَلْ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وَهَلُمَّ جَرّاً یَمُنُّ بِهَذَا الدِّینِ عَلَی أَوْلَادِ الْأَعَاجِمِ وَیَصْرِفُهُ عَنْ قَرَابَهِ نَبِیِّهِ فَیُعْطِی هَؤُلَاءِ وَیَمْنَعُ هَؤُلَاءِ » کأنه یرید بأولاد الْأَعَاجِم ما عدا القرابه من العلماء ، ویرید بالقرابه من عدا الأئمه علیهم السلام کإبراهیم وأخیه العباس وکبنی العباس ونحوهم.

وَفِی حَدِیثِ التِّینِ « لَوْ قُلْتُ إِنَّ فَاکِهَهً نَزَلَتْ مِنَ الْجَنَّهِ لَقُلْتُ هَذِهِ ، لِأَنَّ فَاکِهَهَ الْجَنَّهِ بِلَا عَجَمٍ - یَعْنِی لَا نَوَی فِیهَا - فَکُلُوهَا فَإِنَّهَا تَقْطَعُ الْبَوَاسِیرَ ».

وعَدِمْتُهُ عَدَماً من باب تعب : فقدته ، والاسم : الْعُدْم ویتعدی بالهمزه فیقال لا أَعْدَمَنِی فضله.

وعن أبی حاتم - نقلا عنه - : عَدِمَنِی الشیء وأَعْدَمَنِی : فقدنی وأَعْدَمْتُهُ فَعُدِمَ مثل أفقدته ففقد ، ببناء الرباعی للفاعل والثلاثی للمفعول

والْعَنْدَم هو البقم ، وقیل دم الأخوین وقد جاء فی الحدیث.

الولد وذهاب البصر ، ویوسف صبر فی البئر والسجن ، وأیوب صبر علی الضر.

وفی القاموس : هم نوح وإبراهیم وإسحق ویعقوب وموسی ومحمد صلی الله علیه وآله.

وقیل سموا أولی الْعَزْم لأنه عهد إلیهم فی محمد صلی الله علیه وآله والأوصیاء من بعده والقائم وسیرته فأجمع عَزْمَهُمْ علی أن ذلک کذلک والإقرار به. وَرُوِیَ لِأَنَّهُمْ بُعِثُوا إِلَی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا ، وَجِنِّهَا وَإِنْسِهَا.

وفی تفسیر الشیخ أبی علی : أولوا الْعَزْم أولو الجد والثبات والصبر ، وقیل إن من للتبیین والمراد جمیع الرسل والأظهر أن من للتبعیض (1).

قوله ( فَإِنَّ ذلِکَ ) أی الصبر والمغفره ( لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) [ 42 / 43 ] أی من مَعْزُومَات الأمور التی یجب الْعَزْم علیها.

وعَزَمَ عَزْماً وعَزِیمَه : اجتهد وجد فی أمره.

وعَزَائِم السجود : فرائضه التی فرض الله تعالی السجود فیها وهی : الم تنزیل ، وحم السجده ، والنجم ، واقرأ. کذا فی المغرب - نقلا عنه - وهو المروی أیضا وَفِی الْفَقِیهِ : سَجْدَهً لُقْمَانُ بَدَلَ الم تَنْزِیلٌ ، ولعله أراد بسجده لقمان السجده المجاوره للقمان.

وَفِی الْحَدِیثِ « مِنْ عَزَائِمِ اللهِ کَذَا » عَزَائِم الله : موجباته ، والأمر المقطوع علیه لا ریب فیه ولا شبهه ولا تأویل فیها ولا نسخ.

وَفِیهِ « عَرَفْتُ اللهَ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ وَحَلِّ الْعُقُودِ » أی نظرت فی أحوال نفسی وأنی ربما أَعْزِمُ وأعقد قلبی علی أمر ثم ینحل العقد من غیر تجدد موجب لذلک ، فأعلم بهذا النظر من هذین الأمرین أن هذا ممن یقلب القلوب والأبصار ، وبیده أزمتها وکل مسخر له ، فنحو هذا هو الطریق لمعرفه الله تعالی.

وَفِیهِ « أَنَّ عِنْدَنَا قَوْماً لَهُمْ مَحَبَّهٌ وَلَیْسَ لَهُمْ تِلْکَ الْعَزِیمَهُ ، یَقُولُونَ بِهَذَا الْقَوْلِ » أراد نفی ذلک عنهم لعدم قوه تمیزهم.

ص: 114

وَفِی حَدِیثِ شَهَادَهُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ « فَإِنَّهَا عَزِیمَهُ الْإِیمَانِ » أی عقیدته المطلوبه لله من خلقه ، وما زاد علیها کمال لها.

والْعَزِیمَه : هی إراده الفعل والقطع علیه ، والجد فی الأمر.

ومنه الدُّعَاءُ « أَسْأَلُکَ الثَّبَاتَ فِی الْأَمْرِ وَالْعَزِیمَهَ عَلَی الرُّشْدِ ».

أی عقد القلب علی إمضاء الأمر. وقدم الثبات علی الْعَزِیمَه وإن تقدمت هی علیه ، إشاره إلی أنه المقصود بالذات لأن الغایات مقدمه فی الرتبه.

وعَزَمَ الله لی أی : خلق الله فی قوه وصبرا.

وعَزَمَ الله لی : أی خلق الله لی عَزْماً.

وَفِی الْحَدِیثِ « الزَّکَاهُ عَزْمَهٌ مِنْ عَزَمَات اللهِ تَعَالَی » أی حق من حقوقه وواجب من واجباته.

والْعَزَائِم : الرقی (1).

وعَزَمْتُ علیکم : أی أقسمت علیکم.

ومنه الدُّعَاءُ عَلَی الْأَسَدِ « عَزَمْتُ عَلَیْکَ بِعَزِیمَهِ اللهِ وَعَزِیمَهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله وَعَزِیمَهِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَعَزِیمَهِ أمیر المؤمنین علیه السلام » (2).

وعَزَائِم المغفره : محتماتها ، والمراد ما یجعلها حتما.

والْعَوَازِم : جمع عَازِمَه وهی التی جرت بها السنه من الفرائض والسنن من قوله تعالی ( فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ ) [ 47 / 21 ] أی لزم فرض الجهاد. وتلخیصها : أن الْعَوَازِم هی الأمور الثابته بالکتاب والسنه وعَوَازِم الأمر : ما أمر الله فیها.

والِاعْتِزَام : القصد فی المشی.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « أَرْسَلَهُ ( عَلی فَتْرَهٍ مِنَ الرُّسُلِ ) وَاعْتِزَامٍ مِنْ الْفِتَنِ ».

فَمَا مَعْنَی الْمَعْصُومِ؟ قَالَ : الْمُعْتَصِمُ بِحَبْلِ اللهِ ، وَحَبْلُ اللهِ هُوَ الْقُرْآنِ ، لَا یَفْتَرِقَانِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ ، وَالْإِمَامُ یَهْدِی إِلَی الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ یَهْدِی إِلَی الْإِمَامِ ، وَذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی ( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ ) [ 17 / 9 ] ».

وَفِی الدُّعَاءِ « إِنَ عِصْمَهَ أَمْرِی کَذَا » أی وقایتی وحافظی من الشقاء المخلد.

واعْتَصَمْتُ بالله : امتنعت به.

وَفِی حَدِیثِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله « أَرْبَعٌ مَنْ کُنَّ فِیهِ کَانَ فِی نُورِ اللهِ الْأَعْظَمِ وَعَدَّ ، مِنْهَا : مَنْ کَانَ عِصْمَهُ أَمْرِهِ شَهَادَهَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنِّی رَسُولُ اللهِ » أی ما یَعْصِمُ من المهلک یوم القیامه. والمعنی : من کانت الشهادتان ، ویعنی بهما الإیمان ، عِصْمَه ووقایه له من المعاصی تحجزه وتمنعه من اقتراف ساخط الله وساخط رسوله.

ومنه قول أبی طالب « ثمال الیتامی عِصْمَهٌ للأرامل » أی حفظ لهم ووقایه یمنعهم من الضیاع والحاجه.

والغراب الْأَعْصَم : الذی فی جناحه ریشه بیضاء.

والْأَعْصَم من الظباء والوعول : الذی فی ذراعیه أو إحدی یدیه بیاض.

والْمِعْصَمُ کمقود : موضع السوار من الساعد ، والجمع مَعَاصِمُ.

والْعِصَامُ : رباط القربه وسیرها الذی یحمل به ، والجمع عُصُمٌ ککتاب وکتب.

یَلْقَی اللهَ تَعَالَی غَضْبَانَ » التَّعَظُّمُ فی النفس : الکبر والنخوه والزهو.

والاسم الْأَعْظَمُ : معناه الْعَظِیمُ ، إذ لیس بعض الأسماء أَعْظَمُ من بعض ، لأن جمیعها عَظِیمٌ. وقیل : بل کل اسم أکثر تَعْظِیماً فهو أَعْظَمُ مما قل.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَ أَعْظَمَ الْأَیَّامِ یَوْمُ النَّحْرِ » أی من أَعْظَمِ الأیام ، فلا ینافی « إِنَّ أَفْضَلَهَا یَوْمُ عَرَفَهَ ».

وعَظُمَ الشیء عِظَماً - وزان عنب - وعَظَامَه بالفتح أیضا : کبر ، فهو عَظِیم.

وعُظْمُ الشیء بالضم فالسکون : أکثره ومُعْظَمُهُ.

وتَعَظَّمَ واسْتَعْظَمَ : تکبر.

واسْتَعْظَمَهُ : عده عَظِیماً.

وأَعْظَمْتُهُ بالألف وعَظَّمْتُهُ تَعْظِیماً : وقرته توقیرا وفخمته.

والتَّعْظِیم : التبجیل.

والْعَظَمَهُ : الکبریاء.

وعَظْمٌ کسهم : قصب الحیوان الذی علیه اللحم ، الجمع أَعْظُم وعِظَام وعِظَامَه.

وَفِی الْحَدِیثِ « سَجَدَ عَلَی سَبْعَهِ أَعْظُمٍ » أی أعضاء ، سمی العضو عَظْماً وإن کان من عِظَام ، وجعلها سبعه بناء علی أن الجبین والأنف واحد.

وَفِیهِ « السُّنَّهُ فِی الْحَلْقِ أَنْ یَبْلُغَ الْعَظْمَیْنِ » المراد بهما الْعَظْمَانِ اللذان فی أسفل الصدغ تحاذیان وتد الأذنین. قال بعض الشارحین : وهما الهنتان اللتان فی مقدمهما.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْ الْبَاقِرِ علیه السلام - فِی الرِّیحِ الْعَقِیمِ - قَالَ « مَا یَخْرُجُ مِنْهَا شَیْءٌ قَطُّ إِلَّا عَلَی قَوْمِ عَادٍ ، حِینَ غَضِبَ اللهُ عَلَیْهِمْ فَأَمَرَ الْجِنَّ أَنْ یُخْرِجُوا مِنْهَا مِثْلَ سَعَهِ الْخَاتَمِ ، فَعَصَفَتْ عَلَی الْخَزَنَهِ فَخَرَجَ مِنْهَا بِمِقْدَارِ مَنْخِرِ الثَّوْرِ تَغَیُّظاً مِنْهَا عَلَی قَوْمِ عَادٍ ، فَأَهْلَکَتْهُمْ ».

والْعَقِیم : الذی لا یولد له ، یطلق علی الذکر والأنثی.

ومنه « المرأه الْعَقِیم » یقال : عَقِمَتِ الرحم عُقْماً من باب تعب ، والْعُقْمُ وزان قفل.

قال فی المصباح : ویجمع الرجل علی عُقَمَاء وعِقَام ککریم وکرام وکرماء. وتجمع علی عِقَام وعُقُم بضمتین.

وقولهم : « الملک عَقِیم » أی لا ینفع فی طلبه نسب ولا صداقه ، فإن الرجل یقتل أباه وابنه علی الملک ، فکأنه سد باب الرعایه والمحافظه.

و ( یَوْمٍ عَقِیمٍ ) : لا هواء فیه ، فهو شدید الحر.

قوله ( وَأُولُوا الْعِلْمِ ) [ 3 / 18 ] أی المتصفون به.

قوله ( وَفَوْقَ کُلِّ ذِی عِلْمٍ عَلِیمٌ ) [ 12 / 76 ] أی أرفع منه درجه حتی ینتهی إلی الله تعالی.

قوله ( هُدیً لِلْعالَمِینَ ) [ 3 / 96 ] الْعَالَمُونَ بفتح اللام : أصناف الخلق ، کل صنف منهم عَالَمٌ ، جمع لا واحد له من لفظه.

وقیل الْعَالَمُ : یختص بمن یعقل ، وجمعه بالواو والنون.

وذهب أکثر المتکلمین إلی أن الْعَالَمَ إنما هو الجسمانی المنحصر فی الفلک العلوی ، والعنصری السفلی.

وعن بعض العارفین : المصنوع اثنان عَالَمُ المادیات ، وعَالَمُ المجردات ، والکائن فی الأول هو الجسم والفلک والفلکیات والعنصر والعنصریات والعوارض اللازمه له ، وفی الثانی هم الملائکه المسماه بالملإ الأعلی ، والعقول والنفوس الفلکیه ، والأرواح البشریه المسماه بالنفوس الناطقه.

قوله ( لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا ) [ 2 / 32 ] ونحوها من الآیات فیها دلاله علی أن الصور الإدراکیه کلها فائضه من الله ، کما هو قول الحکماء وعُلَمَاء الإسلام.

قوله ( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَهَ الَّتِی کُنْتَ عَلَیْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ ) [ 2 / 143 ] الآیه ضمن الْعِلْم معنی التمییز أی لیتمیز بِالْعِلْم ، فإن الْعِلْمَ صفه تقتضی تمییز الْعُلُوم ، فیتمیز لک الناس التابعون لک والناکصون عنک.

قوله ( أَیَّامٍ مَعْلُوماتٍ ) [ 2 / 197 ] هی عشر ذی الحجه.

قوله ( فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ ) [ 42 / 32 ] أی کالجبال الطوال ، واحدها : عَلَمٌ.

قَوْلُهُ ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ ) [ 16 / 16 ] قَالَ النَّجْمُ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وَالْعَلَامَاتُ هُمُ الْأَئِمَّهُ علیهم السلام.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْمَاءُ کُلُّهُ طَهُورٌ إِلَّا مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَذِرٌ » وقد ذکر فی ( قذر ).

والْعِلْم الیقین : الذی لا یدخله الاحتمال

ص: 120

هذا هو الأصل فیه لغه وشرعا وعرفا. وکثیرا ما یطلق علی الاعتقاد الراجح المستفاد من سند ، سواء کان یقینا أو ظنا.

ومنه قوله تعالی ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَ مُؤْمِناتٍ ) [ 60 / 10 ] الآیه. قال المفسر : أراد الظن المتآخم لِلْعِلْم لا الْعِلْم حقیقه ، فإنه غیر ممکن ، وعبر عن الظن بِالْعِلْم إیذانا بأنه کهو فی وجوب العمل به - انتهی.

ومثله قوله تعالی ( إِنْ عَلِمْتُمْ فِیهِمْ خَیْراً ) [ 24 / 33 ].

وجاء الْعِلْم بمعنی المعرفه کما جاءت بمعناه ، لاشتراکهما فی کون کل منهما مسبوقا بالجهل ، لأن الْعِلْم وإن حصل عن کسب فذلک الکسب مسبوق بالجهل.

وفی التنزیل ( مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ ) [ 5 / 83 ] أی عَلِمُوا.

وقال ( لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ یَعْلَمُهُمْ ) [ 8 / 60 ] أی لا تعرفونهم الله یعرفهم.

قال فی المصباح : وأطلقت المعرفه علی الله ، لأنها أحد الْعِلْمَیْنِ. والفرق بینهما اصطلاح وهو تعالی منزه عن سابقه الجهل ، وعن الاکتساب ، لأنه تعالی یَعْلَمُ ما کان وما یکون ، کیف یکون ، وعِلْمُهُ صفه قدیمه ذاتیه له. قال : وإذا کان الْعِلْمُ بمعنی الیقین تعدی إلی مفعولین ، وإذا کان بمعنی المعرفه تعدی إلی واحد - انتهی ،

وقد یضمن الْعِلْم معنی شعر ، فتدخل الباء ، یقال عَلِمْتُهُ وعَلِمْتُ به.

والْعَالِم بکسر اللام : من اتصف بِالْعِلْم ، وقد یطلق ویراد به أحد الأئمه علیهم السلام من غیر تعیین.

والله تعالی عَالِمٌ بکل مَعْلُومٍ علی ما هو علیه ، من کونه واجبا وممکنا وممتنعا ، وکلیا وجزئیا ، لنسبه ذاته إلی جمیع الممکنات بالسویه. وما زعمه الفلاسفه من عدم عِلْمِهِ بالجزئیات الزمانیه باطل ، وشبههم ضعیفه لا تستحق أن تذکر.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّمَا سُمِّیَ اللهُ عَالِماً لِأَنَّهُ لَا یَجْهَلُ شَیْئاً ، وَسُمِّیَ اللهُ تَعَالَی بِالْعِلْمِ بِغَیْرِ عِلْمٍ حَادِثٍ ، عَلِمَ بِهِ الْأَشْیَاءَ وَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَی حِفْظِ مَا یَسْتَقْبِلُ مِنْ أَمْرِهِ ، کَمَا لَوْ رَأَیْنَا عُلَمَاءَ الْخَلْقِ إِنَّمَا سُمُّوا بِالْعِلْمِ

ص: 121

الْحَادِثِ إِذْ کَانُوا قَبْلَهُ جَهَلَهً وَرُبَّمَا فَارَقَهُمُ الْعِلْمُ فَعَادُوا إِلَی الْجَهْلِ ».

وَفِیهِ أَیْضاً « لَمْ یَزَلِ اللهُ تَعَالَی عَالِماً وَالْعِلْمُ ذَاتُهُ وَلَا مَعْلُومَ ، وَالسَّمْعُ ذَاتُهُ وَلَا مَسْمُوعَ ، وَالْبَصَرُ ذَاتُهُ وَلَا مُبْصَرَ ، وَالْقُدْرَهُ ذَاتُهُ وَلَا مَقْدُورَ ، فَلَمَّا أَحْدَثَ الْأَشْیَاءَ وَکَانَ الْمَعْلُومُ ، وَقَعَ الْعِلْمُ مِنْهُ عَلَی الْمَعْلُومِ وَالسَّمْعُ عَلَی الْمَسْمُوعِ ، وَالْبَصَرُ عَلَی الْمُبْصَرِ وَالْقُدْرَهُ عَلَی الْمَقْدُورِ ».

قال بعض الشارحین : قوله وقع الْعِلْمُ علی الْمَعْلُومِ ، لا بمعنی أن التعلق لم یکن بالفعل فی الأزل ، بل الانطباق علی الْمَعْلُومِ الخارجی لیس فی الأزل.

ونقل عن ابن سینا شبهه فی بحث عِلْمِهِ تعالی بِالْمَعْلُومَاتِ عجز عن جوابها وهو « أن عِلْمَهُ تعالی فی الأزل متعلق بکل مفهوم فلا بد للمفهومات من وجود خارجی أو ذهنی ، وعلی التقدیرین هی قائمه بأنفسها أو بغیرها ، وعلی تقدیر قیامها بغیرها فهی قائمه بذاته ، أو بغیره تعالی ، والکل محال ».

ویمکن أن یقال : إن منشأ هذه الشبهه من الحصر المذکور فی قوله لا بد للمفهومات من وجود خارجی أو ذهنی ، وهذا الحصر وإن ثبت فی حق المخلوق لکن لا یلزم ثبوت مثله فی حق الخالق تعالی هذا.

وقد نقل عن صاحب المحاکمات احتمال القیام بالوجود الذهنی من غیر قیام الوجود الذهنی بشیء.

وَفِیهِ « أَنْ لِلَّهِ تَعَالَی عِلْمَیْنِ عِلْمٌ مَبْذُولٌ نَحْنُ نَعْلَمُهُ ، وَعِلْمٌ مَکْفُوفٌ هُوَ الَّذِی عِنْدَهُ تَعَالَی فِی أُمِّ الْکِتَابِ إِذَا خَرَجَ نَفَذَ » کأنه یرید اللوح المحفوظ.

وَفِیهِ « الْعِلْمُ الَّذِی نَزَلَ مَعَ آدَمَ علیه السلام لَمْ یُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ ، وَالْعِلْمُ یُتَوَارَثُ ».

والْعِلْمُ عِلْمَانِ مسموع ومطبوع کما وردت الروایه بذلک عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام حَیْثُ قَالَ :

رَأَیْتُ الْعِلْمَ عِلْمَیْنِ فمسموع وَمَطْبُوعٌ

فَلَا یَنْفَعُ مَسْمُوعٌ إِذَا لَمْ یَکُ

مَطْبُوعٌ

کَمَا لَا تَنْفَعُ الشَّمْسُ وَضَوْءُ الْعَیْنِ مَمْنُوعٌ

قال بعض الشارحین : الْعِلْمُ المسموع

ص: 122

هو الْعِلْمُ بالشرعیات ، والْعِلْمُ المطبوع : الْعِلْمُ بأصول الدین.

ورُوِیَ هَکَذَا « رَأَیْتُ الْعَقْلَ عَقْلَیْنِ فَمَوْهُوبٌ وَمَکْسُوبٌ » « فَلَا یَنْفَعُ مَکْسُوبٌ إِذَا لَمْ یَکُ مَوْهُوبٌ » « کَمَا لَا تَنْفَعُ الشَّمْسُ وَضَوْءُ الْعَیْنِ مَحْجُوبٌ ».

ولا منافاه بین الروایتین ، فإن الأولی فی الْعِلْمِ ، والثانیه فی العقل.

والْعَلَمُ بالتحریک : عَلَمُ الثوب من طراز وغیره ، وهو الْعَلَامَهُ ، وجمعه أَعْلَام مثل سبب وأسباب ، وجمع الْعَلَامَه : عَلَامَات.

وعَلَّمْتُ له عَلَامَهً بالتشدید : وضعت له أماره یعرفها.

والْعَلَم : الرایه.

والْأَعْلَم : مشقوق الشفه العلیا ، یقال عَلَمَ الرجل یَعْلِمُ عَلْماً : إذا صار أَعْلَم ، والمرأه عَلْمَاء ، مثل أحمر وحمراء.

وأَعْلَمَ الفارس : جعل لنفسه عَلَامَهَ الشجعان ، فهو مُعْلِمٌ.

والْمَعْلَمُ : الأثر ، یستدل به علی الطریق

وَالْمَعْلُومُ : اسْمُ لِوَاءٍ کَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله.

وفی الحدیث ذکر « الْأَعْلَام والمنار » فَالْأَعْلَام : جمع عَلَم وهو الجبل الذی یُعْلَمُ به الطریق ، والْمَنَار بفتح المیم : المرتفع الذی یوقد فی أعلاه النار لهدایه الضلال ونحوه.

وأَعْلَام الأزمنه : هم الأئمه علیهم السلام لأنهم یهتدی بهم.

ومنه حدیث یوم الغدیر « وهو الذی نصب فیه أمیر المؤمنین علیه السلام عَلَماً للناس ».

والْعَلَّامَه : الْعَالِمُ جدا ، والهاء للمبالغه کأنهم یریدون به داهیه. والْعَلَّامَه الحلی : الحسن بن یوسف بن مطهر ، له کثیر من التصانیف ، وعن بعض الأفاضل : وجد بخطه خمسمائه مجلد من مصنفاته غیر خط غیره من تصانیفه ، قال الشیخ البهائی : من جمله کتبه قدس سره کتاب شرح الإشارات. ولم یذکره فی عداد الکتب المذکوره هنا ، یعنی فی الخلاصه. قال : وهو موجود عندی بخطه.

ص: 123

ومده عمره : سبع وسبعون سنه وثلاثه أشهر وسبعه عشر یوما ، توفی فی لیله الحادی عشر من المحرم سنه سته وعشرین وسبعمائه ، ومولده تاسع عشر شهر رمضان سنه ثمان وأربعین وستمائه.

وَمِنْهُ « عَمَّهُمْ بِالْعَطِیَّهِ » و « عَمَّهُمُ الْمَطَرُ ».

الاسم ، ویرید به مَغْرَم الذنوب والمعاصی وقیل : الْمَغْرَم کَالْغُرْم وهو الدین ویرید به ما استدین فیما یکرهه الله تعالی ، ثم عجز عن أدائه.

والْغَرِیم : الذی علیه الدین یقال خذ من غَرِیم السوء ما سنح.

وقد یکون الْغَرِیم أیضا : الذی له الدین ، قال کُثَیِّرُ عَزَّهَ (1).

قضی کل ذی دین فوفی غَرِیمَهُ.

وعزه ممطول معنی غَرِیمُهَا

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَنْتَ تَکْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ » والمراد من الْمَغْرَمِ : ما یلزم به الإنسان من غَرَامَهٍ ، أو یصاب به فی ماله من خساره ، وما یلزمه کالدین ، وما یلحق به من المظالم. والْمَأْثَمُ : مصدر کالإثم ، وهو الوقوع فی الذنب.

والْغَرَامَه : ما یلزم أداؤه کَالْغُرْم بالضم وَمِنْهُ « یُسْتَحَبُ غَرَامَهُ الصَّبِیِّ لِیَکُونَ حَلِیماً فِی کِبَرِهِ ».

وغَرِمْتُ الدیه والدین وغیر ذلک أَغْرَمُ من باب تعب إذا أدیته غُرْماً.

ویتعدی بالتضعیف فیقال غَرَّمْتُهُ ،

ص: 126

وأَغْرَمْتُهُ بالألف أی جعلته غَارِماً.

وغَرِمَ فی تجارته مثل خسر ، خلاف ربح.

والْغَارِم : من یلتزم ما ضمنه وتکفل به وفلان مُغْرَمٌ بکذا أی لازم له ومولع به

الموضع الناتی فی الحلق ، قاله الجوهری وغیره ، والجمع : غَلَاصِم.

وغَلْصَمَهُ (1) قطع غَلْصَمَتَهُ.

الآیه. الْغَنِیمَهُ فی الأصل هی الفائده المکتسبه ، ولکن اصطلح جماعه علی أن ما أخذ من الکفار ، إن کان من غیر قتال فهو فیء ، وإن کان مع القتال فهو غَنِیمَهٌ ، وإلیه ذهب الإمامیه ، وهو مروی عن أئمه الهدی علیهم السلام کذا قیل. وقیل هما بمعنی واحد.

ثم اعلم أن الفیء للإمام خاصه ، والْغَنِیمَهُ یخرج منها الخمس ، والباقی بعد المؤن للمقاتلین ومن حضر ، هذا. وقد عمم فقهاء الإمامیه مسأله الخمس ، وذکروا أن جمیع ما یستفاد من أرباح التجارات والزراعات والصناعات زائدا عن مئونه السنه ، والمعادن ، والکنوز ، والغوص والحلال المختلط بالحرام ولا یتمیز عند المالک ولا یعرف قدر الحرام ، وأرض الذمی إذا اشتراها من مسلم ، وما یغنم من دار الحرب ، جمیعه یخرج منه الخمس هذا.

وقد تقدم فی ( خمس ) کیفیه التقسیم للخمس.

قوله ( مَغانِمُ کَثِیرَهٌ ) [ 4 / 94 ] هی جمع مَغْنَمٍ ، والْمَغْنَمُ والْغَنِیمَهُ : ما أصیب من المحاربین من أهل الشرک عنوه.

والفیء : ما نیل منهم بعد أن تضع الحرب أوزارها.

واغْتَنَمَهُ وتَغَنَّمَهُ : عده غَنِیمَهً ، وجمع الْغَنِیمَهِ غَنَائِمُ.

والْغَنَمُ بالتحریک : اسم مؤنث موضوع للجنس ، یقع علی الضأن ، والمعز الذکور والإناث ، وعلیهما جمیعا ، ویجمع علی أَغْنَامٍ. وعن الأزهری : الْغَنَمُ الشاء ، الواحده شاه.

« أَنَّهُ کُرِهَ الْمُفْدَمُ لِلْمُحْرِمِ ».

الْجَنَّهِ ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا لِیُهَوَّنَ عَلَیْهَا ».

وَفِی الْحَدِیثِ « قَدْ وَلَّدَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّهِ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ » أراد فَاطِمَهَ بنت عمران بن عائذ ، وفَاطِمَهَ بنت أسد ، وفَاطِمَهَ بنت زائد بن الأصم.

سلیمان نسخت حکومه داود ، لأن الأنبیاء لا یجوز أن یحکموا بالظن والاجتهاد ، ولهم طریق إلی العلم.

وفی قوله تعالی ( وَکُلًّا آتَیْنا حُکْماً وَعِلْماً ) [ 21 / 79 ] دلاله علی هذا.

والْفَهْمُ : ضد الغباوه ، یقال فَهِمْتُهُ فَهْماً وفَهَامَهً من باب تعب - وتسکین المصدر لغه - إذا علمته ، وقیل الساکن اسم المصدر.

وفلان فَهِمَ ، وقد اسْتَفْهَمَنِی الشیء ، وأَفْهَمْتُهُ وفَهَّمْتُهُ تَفْهِیماً.

وَفِی حَدِیثِ مَدْحِ الْإِسْلَامِ « جَعَلَهُ فَهْماً لِمَنْ عَقَلَ » أی مَفْهُوماً ، أطلق علیه لفظ الْفَهْمِ مجازا ، إطلاقا لاسم المسبب علی السبب ، وهو مسبب (1) من فَهِمَ عنه وعقل مقاصده.

وحروف الِاسْتِفْهَام : هل ، وهی سؤال عن الوجود. ومن وهی سؤال عن الشخص ومتی وهی سؤال عن الحال. وما وهی سؤال عن المهیه. وکم وهی سؤال عن العدد. وأین وهی سؤال عن المکان. وأی وهی سؤال عن التفسیر والعدد. ولم وهی سؤال عن العله.

وفهم : قبیله.

الْإِقْدَام فی الحرب وهی الشجاعه وعدم الخوف ، ویجوز أن یقرأ علی وزن ینصر ، وماضیه قَدَمَ کنصر أی یَتَقَدَّمُهُ ، کما قال تعالی ( یَقْدُمُ قَوْمَهُ ) [ 11 / 98 ] وأمامه تأکید کذا ذکره بعض الأفاضل. والْمُقَدَّمُ - بفتح الدال والتشدید - : نقیض المؤخر ، وَمِنْهُ « مَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِی ».

والْمُقَدِّمُ بکسر الدال : نقیض المؤخر بالکسر أیضا.

ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَّ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ » أی أنت الذی تُقَدِّمُ من تشاء من خلقک إلی رحمتک بتوفیقک ، وأنت الذی تؤخر من تشاء عن ذلک بخذلانک ، وهما من أسمائه تعالی ، ومعناه فیهما : تنزیل الأشیاء منازلها ، وترتیبها فی التکوین والتفضیل وغیر ذلک مما تقتضیه الحکمه.

والجمع بین هذین الاسمین أحسن من التفرقه.

والْقَدَمُ من الرجل : ما یطأ علیه الإنسان من لدن الرسغ إلی ما دون ذلک ، والجمع أَقْدَام کسبب وأسباب.

وقولهم : هذا تحت قَدَمِی ، عباره عن الإبطال والإهدار. قاله فی المغرب.

والْقَدَمُ أیضا : السابقه فی الأمر ، یقال لفلان « قَدَمُ صدق » أی أثره حسنه

وَفِی الدُّعَاءِ « أَثْبِتْ لِی قَدَمَ صِدْقٍ « فِی الْهِجْرَهِ ».

وقَدُمَ الشیء قِدَماً وزان عنب فهو قَدِیم ، وتَقَادَمَ : مثله.

وعیب قَدِیمٌ أی سابق ، وزمانه مُتَقَدِّم الوقوع علی وقته.

والْقَدِیم : من أسمائه تعالی وهو الموجود الذی لم یزل ، وإن شئت فسرته بالموجود الذی لیس لوجوده ابتداء.

وأصل الْقَدِیم فی اللسان : السابق فیقال « الله قَدِیم » بمعنی أنه سابق الموجودات کلها.

وعن جماعه من المتکلمین : یجوز أن یشتق اسم الله تعالی مما لا یؤدی إلی نقص أو عیب. وزاد بعض المحققین علی ذلک أنه إذا دل علی الاشتقاق الکتاب أو السنه أو الإجماع ، فیجوز أن یقال « الله القاضی »

ص: 135

أخذا من قوله ( یَقْضِی بِالْحَقِ ) [ 40 / 20 ] إلی أن قال : فیحمل قولهم « أسماؤه تعالی توقیفیه » علی واحد من الأصول الثلاثه ، فإنه تعالی یسمی جوادا وکریما ، ولا یسمی سخیا لعدم سماع قوله. وقد تَقَدَّمَ البحث فی تحقیق ذلک فی ( سما ).

و « مضی قُدُماً » بضم الدال. لم یعرج ولم ینثن ، ومثله « ومضوا قُدُماً » أی مضوا ولم یعرجوا علی شیء ، وکانوا علی الطریقه المستقیمه وغیر ناکل عن قُدُمٍ أی غیر جبان ضعیف عن التَّقَدُّم یقال نکل فلان عن العدو ، إذا جبن.

وَفِی حَقِّ الْأَئِمَّهِ « مَاضٍ عَلَی نُصْرَتِهِمْ قُدُماً غَیْرَ مُوَلٍّ دُبُراً ».

والْقِدَمُ بالکسر : خلاف الحدوث ، ومنه یقال : قِدَماً کان کذا وکذا ، وله فی العلم قِدَمٌ أی سبق.

وأَقْدِم : زجر للفرس ، کأنه یؤمر بِالْإِقْدَام. وَمِنْهُ « أَقْدِمْ حَیْزُومُ » بفتح الهمزه.

والْمِقْدَامُ بکسر المیم : الرجل الکثیر الْإِقْدَام علی العدو ، ومثله الْمِقْدَامَه بالکسر أیضا.

ومُقْدِمُ العین بکسر الدال : مما یلی الأنف کمؤخرها (1) مما یلی الصدغ

وقَوَادِم الطیر : مَقَادِیم ریشه ، قاله الجوهری وغیره. وهی عشره فی کل جناح.

وَمِنْهُ « کَانَ النِّسَاءُ الْأَوَّلُ یَمْشُطْنَ الْمَقَادِیمَ » یعنی من شعر الرأس.

ومَقَادِیم الأسنان : ضد مآخیرها.

وقَادِمُ الإنسان : رأسه والجمع قَوَادِم.

وقَدَّمَ وتَقَدَّمَ بمعنی.

ومنه « مُقَدِّمَه الجیش » بکسر الدال والتشدید : أوله وهم الذین یَتَقَدَّمُونَهُ. ومُقَدِّمَهُ الکتاب : مثله.

وقَدِمَ الرجل البلد من باب تعب قُدُوماً ومَقْدَماً بفتح المیم والدال.

وقَدَّمْتُ الشیء : خلاف أخرته. وقَدَمْتُ القوم قَدْماً من باب قتل :

ص: 136

مثل تَقَدَّمْتُهُمْ.

وتَقَدَّمْتُ إلیه بکذا : أمرته به.

وقَدَّمْتُهُ إلی کذا : قربته إلیه.

وقُدَّام بضم القاف : نقیض وراء ، وهما یؤنثان ویصغران بالهاء.

والْقَدُوم کرسول : الآله التی ینحت بها النجار ، مؤنثه وعن ابن السکیت : ولا تقل قَدُّوم ، بالتشدید. وعن الزمخشری والمطرزی : التشدید لغه.

وَفِی صَحِیحِ الْبُخَارِیِّ عَنْ أَبِی الزِّنَادِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی هُرَیْرَهَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وآله قَالَ : « اخْتَتَنَ إِبْرَاهِیمُ بَعْدَ ثَمَانِینَ سَنَهً وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ » مخففه.

قال أبو الزناد : والْقَدُوم موضع.

علیه وآله ، وقیل علی تکذیبه. وقِیلَ الْمُقْتَسِمِینَ هُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الشِّرْکِ ، قَالُوا لِأَصْحَابِهِمْ : تَفَرَّقُوا عَلَی أَعْقَابِ مَکَّهَ حَیْثُ یَمُرُّ بِهِمْ أَهْلُ الْمَوَاسِمِ فَإِذَا سَأَلُوکُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله ، فَلْیَقُلْ بَعْضُکُمْ : هُوَ کَاهِنٌ ، وَبَعْضُکُمْ : هُوَ مَجْنُونٌ. فَمَضَوْا فَأَهْلَکَهُمُ اللهُ. وَسُمُّوا مُقْتَسِمِینَ ، لِأَنَّهُمُ اقْتَسَمُوا طَرِیقَ مَکَّهَ.

والْقِسْمُ کحمل : الحظ والنصیب.

وقَسَمْنَا له قِسْمَهً أی فرضنا له فیما بیننا شیئا ، وقسطنا علی أنفسنا.

وفی الحدیث تکرر ذکر « الْقَسَامَه » بالفتح وهی الأیمان ، تُقْسَمُ علی أولیاء القتیل إذا ادعوا الدم. یقال قتل فلان بِالْقَسَامَهِ إذا اجتمعت جماعه من أولیاء القتیل وادعوا علی رجل أنه قتل صاحبهم ، ومعهم دلیل دون البینه ، فحلفوا خمسین یمینا أن المدعی علیه قتل صاحبهم ، فهؤلاء الذین یُقْسِمُونَ علی دعویهم یسمون قَسَامَه أیضا - کذا فی المصباح.

قال بعض المحققین : والْقَسَامَه تثبت مع اللوث ، وقدرها خمسون یمینا بالله تعالی فی العمد إجماعا ، وفی الخطإ علی الأشهر ، وقیل خمسه وعشرون. فإن کان للمدعی قوم حلف کل واحد منهم یمینا إن کانوا خمسین ، ولو زادوا عنها اقتصر علی حلف الخمسین ، والمدعی من جملتهم ، ولو نقصوا عن الخمسین کررت علیهم أو علی بعضهم حسبما یقتضیه العدد ، ولو لم یکن له قَسَامَهٌ أی قوم یُقْسِمُونَ أو امتنع المدعی عن الیمین ، وإن بذلها قومه أو بعضهم ، حلف المنکر وقومه خمسون (1) یمینا ببراءته فإن امتنع المنکر ألزم الدعوی. ولا یکون فیهم صبی ولا امرأه ولا مجنون ولا عبد - انتهی.

وقَاسَمُوا الشیء. أخذ کل قِسْمَتَهُ.

ومنه حَدِیثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام « أَنَّهُ قَاسَمَ رَبَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی نَعْلاً وَنَعْلاً ».

والتَّقْسِیمُ : التفریق.

والْقَسَمُ بالتحریک : الیمین ، وهو اسم من أَقْسَمَ بالله إِقْسَاماً : إذا حلف.

ص: 138

ومنه حَدِیثُ التَّقْبِیلِ « فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ رِجْلَاکَ! فَقَالَ : أَقْسَمْتُ أَقْسَمْتُ أَقْسَمْتُ ، وَبَقِیَ شَیْءٌ وَبَقِیَ شَیْءٌ وَبَقِیَ شَیْءٌ » لعل المراد بقوله أَقْسَمْتُ أی حلفت لا أعطی رجلی للتقبیل ، والتکرار للتأکید ، وقوله بقی شیء لعل المراد منه التقبیل بین العینین ، کما وردت به الروایه ، والتکرار للتأکید کسابقه ، والله أعلم.

والْقَسْمُ بفتح القاف : مصدر ، یقال قَسَمْتُهُ قَسْماً من باب ضرب : فرزته أجزاء فَانْقَسَمَ ، والموضع مَقْسِم کمسجد ، والفاعل قَاسِم ، وقَسَّام للمبالغه ، والاسم الْقِسْم بالکسر ، ثم أطلق علی الحصه والنصیب ، یقال هذا قِسْمِی ، والجمع أَقْسَام کحمل وأحمال.

ومنه الدُّعَاءُ « وَأَعُوذُ بِکَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَحْبِسُ الْقِسْمَ » وَهِیَ کَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَایَهُ عَنْهُمْ علیهم السلام : إِظْهَارُ الِافْتِقَارِ وَالنَّوْمُ عَنْ صَلَاهِ الْعَتَمَهِ ، وَعَنْ صَلَاهِ الْغَدَاهِ وَاسْتِحْقَارُ النِّعَمِ وَشَکْوَی الْمَعْبُودِ تَعَالَی.

بِالْعُرْوَهِ الْوُثْقی لَا انْفِصامَ لَها ) [ 2 / 256 ]

وَفِی الْحَدِیثِ « مَا بَیْنَ الرُّکْنِ وَالْمَقَامِ مَشْحُونٌ مِنْ قُبُورِ الْأَنْبِیَاءِ ، وَإِنَّ آدَمَ علیه السلام لَفِی حَرَمِ اللهِ تَعَالَی ».

والْمُقَام بالضم : موضع الْإِقَامَه.

قوله ( وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) [ 37 / 164 ] قال المفسر : هذا قول جبرئیل علیه السلام. وقیل : إنه قول الملائکه.

قوله ( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَی النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ ) [ 4 / 33 ] الآیه أی لهم علیهن قِیَامُ الولاء والسیاسه ، وعلل ذلک بأمرین :

« أحدهما » - موهبی من الله تعالی وهو أن الله فضل الرجال علیهن بأمور کثیره من کمال العقل ، وحسن التدبیر وتزائد القوه فی الأعمال والطاعات. ولذلک خصوا بالنبوه ، والإمامه ، والولایه وإِقَامَه الشعائر والجهاد ، وقبول شهادتهم فی کل الأمور ، ومزید النصیب فی الإرث وغیر ذلک.

و « ثانیهما » - کسبی وهو أنهم ینفقون علیهن ، ویعطونهن المهور مع أن فائده النکاح مشترکه بینهما. والباء فی قوله ( بِما ) وفی قوله ( وَبِما أَنْفَقُوا ) للسببیه ، وما مصدریه أی بسبب تفضیل الله ، وبسبب إنفاقهم. وإنما لم یقل : بما فضلهم علیهن ، لأنه لم یفضل کل واحد من الرجال علی کل واحده واحده من النساء ، لأنه کم امرأه أفضل من کثیر من الرجال. کذا قرره بعض المفسرین.

و ( الْقَیُّومُ ) من أسمائه تعالی ، أی الْقَائِمُ الدائم الذی لا یزول ، أو الذی به قِیَامُ کل موجود ، والْقَیِّم علی کل شیء بمراعاه حاله ودرجه کماله.

قوله : ( قائِمٌ عَلی کُلِّ نَفْسٍ ) [ 13 / 33 ] أی رقیب علیها.

قوله ( دِیناً قَیِّماً ) [ 18 / 2 ] هو فَعِیل من قَامَ ، کسید من ساد (1) ، وهو أبلغ من الْمُسْتَقِیم ، باعتبار الزنه.

ص: 142

وقَیِّم : قَائِم.

قوله ( وَلا تَقُمْ عَلی قَبْرِهِ ) [ 9 / 84 ] أی لا تقف علی قبره للدفن أو الزیاره.

قوله ( وَأَقامُوا الصَّلاهَ ) [ 2 / 277 ] أداموها فی مواقیتها من قولهم أَقَامَ الشیء أی أدامه ( وَیُقِیمُونَ الصَّلاهَ ) [ 2 / 2 ] مثله. ویقال إِقَامَتُهَا : أن یؤتی بها بحقوقها کما فرض الله عزوجل. من قَامَ بالأمر وأَقَامَ : إذا جاء معطی حقوقه.

قوله ( وَإِقامَ الصَّلاهِ ) [ 24 / 37 ] أی إدامتها ، فالتاء فی الْإِقَامَهِ عوض عن العین الساقطه ، إذ الأصل : إِقْوَامٌ. فلما أضیفت ، أُقِیمَتِ الإضافه مَقَامَ حرف التعویض وأسقطت. وفی المحذوف من الألفین : الزائده أو الأصلیه؟ قولان مشهوران « الأول » قول سیبویه و « الثانی » قول الأخفش.

(وَإِقامَ الصَّلاهِ) : نادی لها.

قوله ( وَالْمُؤْمِنُونَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ وَالْمُقِیمِینَ الصَّلاهَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّکاهَ ) [ 4 / 162 ] قال الشیخ أبو علی : ( الْمُقِیمِینَ الصَّلاهَ ) نصب علی المدح ، لبیان فضیله الصلاه. وقیل : هو عطف علی ما أنزل إلیک أی یؤمنون بالکتب ، وبِالْمُقِیمِینَ الصلاه وهم الأنبیاء ، ( وَالْمُقِیمِی الصَّلاهِ ) بالنصب علی تقدیر النون ، وإنما حذفت تخفیفا ، وقرأ ابن مسعود : والْمُقِیمِینَ علی الأصل.

قوله ( یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلی أَنْفُسِکُمْ ) [ 4 / 33 ] أی ولو کان ذلک بإقرار علی أنفسکم.

قوله ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ ) [ 26 / 218 ] قَالَ الْمُفَسِّرُ : الْمُرَادُ حِینَ تَقُومُ مِنْ مَجْلِسِکَ ، فَإِنَّهُ کَانَ یَقُولُ « سُبْحَانَکَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِکَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اغْفِرْ لِی وَتُبْ عَلَیَّ » وَکَذَلِکَ وَرَدَ مَرْفُوعاً « أَنَّهُ کَفَّارَهُ الْمَجْلِسِ ». وَعَنْ عَلِیٍّ علیه السلام « مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَکْتَالَ بِالْمِکْیَالِ الْأَوْفَی فَلْیَقُلْ فِی آخِرِ کَلَامِهِ فِی مَجْلِسِهِ : سُبْحَانَ رَبِّکَ ».

قوله ( یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاهِ ) [ 5 / 6 ] الآیه. قال بعض المفسرین : قِیَامُ الصلاه قسمان ، قِیَامُ

ص: 143

الدخول فیها ، وقِیَامُ التهیؤ لها ، والمراد هنا الثانی وإلا لزم تأخیر الوضوء عن الصلاه ، وهو باطل إجماعا ، فلذلک قیل : إذا أردتم الْقِیَامَ کقوله تعالی ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ) [ 17 / 45 ] عبر عن إراده الفعل بالفعل المسبب عنها ، فهو من إطلاق المسبب علی السبب ، کقولهم کما تدین تدان.

وقیل : المراد إذا قصدتم الصلاه ، لأن الْقِیَامَ إلی الشیء والتوجه إلیه یستلزم القصد إلیه ، فیکون من إطلاق الملزوم علی اللازم.

وقیل : کل ذلک یخرج ( إلی ) عن موضعها الحقیقی ، وهو کونها للغایه الزمانیه أو المکانیه ، والحقیقه أولی وذلک مستلزم لتقدیر زمان هی موضوعه لغایته ، فیکون التقدیر : إذا أَقَمْتُمْ زمانا ینتهی إلی الصلاه ، فیکون الْقِیَامُ علی حقیقته ، والمقدر هو الزمان الذی یقتضیه لفظ إلی والفعل معا - انتهی.

قوله ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِینَ کانُوا یُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ ) [ 7 / 137 ] الآیه. قال الشیخ أبو علی : الْقَوْمُ هم بنو إسرائیل کان یستضعفهم فرعون وقَوْمُهُ ، والأرض : أرض مصر والشام ، ملکها بنو إسرائیل بعد العمالقه والفراعنه فتصرفوا فی نواحیها الشرقیه والغربیه کیف شاءوا.

قوله ( وَمِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ) [ 30 / 25 ] أی قِیَام السماوات والأرض واستمساکها بغیر عمد بأمره أی بقوله کونوا قَائِمِینَ.

قوله ( دارَ الْمُقامَهِ ) [ 35 / 35 ] بالضم أی دار الْإِقَامَهِ ، والْمَقَامَه بالفتح : المجلس.

قوله ( لا مُقامَ لَکُمْ ) [ 33 / 13 ] أی لا موضع لکم ، وقریء بالضم أی لا إِقَامَهَ لکم.

قوله ( مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً ) [ 25 / 76 ] أی موضعا.

وقِوَام الأمر : نظامه وعماده ، یقال فلان قِوَام أهل بیته وقِیَامُهُمْ ، وهو الذی

ص: 144

یُقِیمُ شأنهم.

ومنه قوله تعالی ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَکُمُ الَّتِی جَعَلَ اللهُ لَکُمْ قِیاماً ) [ 4 / 4 ].

قوله ( إِلَّا ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً ) [ 3 / 75 ] أی تطالبه بإلحاح.

قوله ( أُمَّهٌ قائِمَهٌ ) [ 3 / 113 ] مُسْتَقِیمَهٌ عادله ، والِاسْتِقَامَه : الاعتدال فی الأمر.

وقوله ( فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ ) [ 41 / 6 ] یعنی فی توجه دون الآلهه.

قوله ( لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَهِ )(1) أی علی الطاعه. وقیل : لم یشرکوا به شیئا.

قوله ( جَعَلَ اللهُ الْکَعْبَهَ الْبَیْتَ الْحَرامَ قِیاماً لِلنَّاسِ ) [ 5 / 97 ] قال المفسر : قرأ ابن عباس قیما ، والباقون ( قِیاماً ) ، مصدر کالصیام والعیاذ. والمعنی : أن الله جعلها لِیَقُومَ الناس بالتوجه إلیها فی متعبداتهم ومعاشهم ، أما فی متعبداتهم فواضح ، وأما فی معاشهم فأمنهم عندها من المخاوف وأذی الظالمین ، وتحصیل الرزق عندها بالمعاش والاجتماع العام عندها بجمله الخلق الذی هو أحد أسباب انتظام معاشهم إلی غیر ذلک.

قوله ( عَذابٌ مُقِیمٌ ) [ 5 / 37 ] أی دائم کعذاب النار ، أو عذاب مُقِیم معهم فی العاجل لا ینفکون منه.

قوله ( وَکانَ بَیْنَ ذلِکَ قَواماً ) [ 25 / 67 ] الْقَوَامُ بالفتح : العدل والاعتدال.

قوله ( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) [ 55 / 46 ] المراد بِالْمَقَام علی ما قیل : موقفه الذی یقف فیه العباد للحساب ، أو هو مصدر بمعنی قِیَامِهِ علی أحوالهم ومراقبته لهم ، والمراد مَقَام الخائف عند ربه.

ص: 145

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْهُ علیه السلام « قَالَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ یَرَاهُ وَیَسْمَعُ مَا یَقُولُ ، وَیَعْلَمُ مَا یَعْمَلُهُ مِنْ خَیْرٍ أَوْ شَرٍّ ، فَیَحْجُزُهُ ذَلِکَ عَنِ الْقُبْحِ مِنَ الْأَعْمَالِ ، فَذَلِکَ الَّذِی ( خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی ) ».

قیل : والمراد بالجنتین جنه یستحقها العبد بعقائده الحقه ، وأخری بأعماله الصالحه. أو إحداهما بفعل الحسنات ، والأخری باجتناب السیئات. أو جنه یثاب بها ، وأخری یتفضل بها علیه ، أو جنه روحانیه وأخری جسمانیه.

قوله ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ ) [ 95 / 4 ] أی منتصب الْقَامَه ، وسائر الحیوان مکب علی وجهه. أو أراد أنه خلقهم علی کمال فی أنفسهم واعتدال فی جوارحهم ، وأمازهم (1) عن غیرهم بالنطق والتمییز والتدبیر إلی غیر ذلک ، مما یختص به الإنسان.

قوله تعالی ( یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ ) [ 83 / 6 ] یعنی یوم یَقُومُ الناس به من قبورهم لأمر رب العالمین فی الجزاء والحساب.

وَفِی الْحَدِیثِ « یَقُومُونَ رَشْحُهُمْ إِلَی أَنْصَافِ آذَانِهِمْ » وَفِی آخَرَ « یَقُومُونَ حَتَّی یَبْلُغَ الرَّشْحُ إِلَی أَطْرَافِ آذَانِهِمْ ».

قوله ( وَذلِکَ دِینُ الْقَیِّمَهِ ) [ 98 / 5 ] یعنی الذی تقدم ذکره. قال الشیخ أبو علی : وقیل دین المله الْقَیِّمَه. والشریعه الْقَیِّمَه. قال النضر بن شمیل سألت الخلیل عن هذا؟ فقال « الْقَیِّمَه جمع الْقَیِّم ، والْقَیِّم والْقَائِم واحد فالمراد وذلک دین الْقَائِمِینَ لله بالتوحید ، ثم قال : وفی الآیه دلاله علی بطلان مذهب أهل الجبر لأن فیها تصریحا بأنه تعالی إنما خلق الخلق لیعبدوه ».

واستدل بهذه الآیه أیضا علی وجوب النیه فی الطهاره وأنه أمر تعالی بالعباده علی وجه الإخلاص ولا یمکن الإخلاص إلا بالنیه والقربه والطهاره عباده ، فلا یجزی بغیر نیه.

قوله ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْزَلَ عَلی عَبْدِهِ الْکِتابَ وَلَمْ یَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَیِّماً ) [ 18 / 1 ] قال الطبرسی : انتصب قَیِّماً

ص: 146

بمضمر ، ولیس بحال من الکتاب لأن قوله ( وَلَمْ یَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ) معطوف علی ( أَنْزَلَ ) فهو داخل فی حیز الصله فمن جعله حالا من الکتاب یکون فاصلا بین الحال وذی الحال ببعض الصله ، وذلک غیر جائز ، والتقدیر : ولم یجعل له عوجا جعله قَیِّماً ، لأنه إذا نفی عنه العوج فقد ثبت له الِاسْتِقَامَه ، وجمع بینهما للتأکید.

والْقَوْمُ فی کلام المحققین من اللغویین : الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه ، قال زهیر :

وما أدری وسوف إخال أدری

أقَوْمٌ آل حصن أم نساء

قال تعالی ( لا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسی أَنْ یَکُونُوا خَیْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ ) [ 49 / 11 ].

وجمع الْقَوْم : أَقْوَام ، وجمع الجمع : أَقَاوِم. نص علی ذلک الجوهری وغیره. سموا بذلک لِقِیَامِهِمْ بالعظائم والمهمات.

وعن الصنعانی وربما دخل النساء تبعا لأن قَوْمَ کل نبی رجال ونساء.

وقَوْمُ الرجل : أقرباؤه والذین یجتمعون معه فی حد واحد. وقد یعم الرجل من الأجانب فیسمیه قَوْمَهُ توسعا للمجاوره.

وقوله ( یا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ ) [ 36 / 20 ] قیل کان مُقِیماً بینهم ، ولم یکن منهم. وقیل کانوا قَوْمَهُ.

ویذکر الْقَوْم ویؤنث ، یقال قَامَ الْقَوْمُ وقَامَتِ الْقَوْمُ. قال فی المصباح : وکذلک اسم کل جمع لا واحد له من لفظه کرهط ونحوه.

وَفِی الْحَدِیثِ « مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِیَامِ اللَّیْلِ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّهُ » یرید بذلک التهجد وعباده الله تعالی.

ومنه الدُّعَاءُ « طَالَ هُجُوعِی » أی نومی « وَقَلَ قِیَامِی » أی طاعتی لک وعبادتی إیاک. وهذا قِوَام الأمر بالفتح والکسر أی عماده الذی یَقُومُ به وینتظم. وتقلب الواو یاء جوازا مع الکسره ، بل منهم من یقتصر علی الکسر.

ومنه قوله تعالی ( جَعَلَ اللهُ لَکُمْ قِیاماً ) [ 4 / 4 ].

وَفِی الدُّعَاءِ « أَنْتَ قَیَّامُ السَّمَاوَاتِ

ص: 147

وَالْأَرْضِ » قال فی المجمع الْقَیَّام والْقَیُّوم : الْقَائِمُ بأمور الخلائق ، والمدبر للعالم بجمیع أحواله.

والْقِوَام بالکسر : ما یُقِیمُ الإنسان من القوت.

وقَوَام الرجل بالفتح : قَامَتُهُ وحسن طوله. وقَامَ : خلاف قعد.

وقَامَ علی باب داره أی وقف.

وقَوْلُهُ « أَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الَّذِی قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَالْکُرْسِیُّ » أی ثبت واستقر. ومثله « مَا قَامَتْ لِلْمُؤْمِنِینَ سُوقٌ ».

وقَامَ بالأمر یَقُومُ به قِیَاماً فهو قَوَّام وقَائِم.

واسْتَقَامَ الأمر : تم.

وأَقَامُوا حروف الکتاب : أثبتوها وصدقوا بها.

وقَامَ یَقُومُ قِیَاماً : انتصب ، واسم الموضع : الْمَقَام بالفتح.

وأَقَامَ بالبلد إِقَامَهً : اتخذه وطنا ، فهو مُقِیم. والهاء عوض عن عین الفعل (1).

وقَامَ المتاع بکذا أی تعدلت قِیمَتُهُ به وقَوَّمْتُهُ فَتَقَوَّمَ : عدلته فتعدل.

وقَوَّمْتُ المتاع : جعلت له قِیمَهً.

والْقِیمَهُ : الثمن الذی یُقَاوِمُ المتاع أی یَقُومُ مَقَامَهُ ، والجمع الْقِیَم ، مثل سدره وسدر.

ومنه الْحَدِیثُ « قِیمَهُ الْمَرْءِ مَا یُحْسِنُهُ » والمراد محله عند الناس ، والغرض : الترغیب فی إعلاء ما یکتسب من الکمالات.

وشیء قِیمِیٌ : نسب إلی الْقِیمَه علی لفظها ، لأنه لا وصف له ینضبط ، بخلاف ما له وصف ینضبط به ، کالحبوب والحیوان

ص: 148

فإن له مثلا وشکلا وصوره فیقال مثلی (1).

وقَامَتِ الدابه : وقفت من الکلال.

ومنه حَدِیثُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله حِینَ سَأَلَ « مَا فِی قُدُورِکُمْ؟ فَقَالُوا حُمُرٌ لَنَا کُنَّا نَرْکَبُهَا ، فَقَامَتْ فَذَبَحْنَاهَا ».

وقَامَتِ السوق : کسدت.

وسنه قَائِمَهٌ أی ثابته مستمره معمول بها لم تنسخ ، من قولهم : قَامَ فلان علی الشیء إذا ثبت.

وقَائِمَهُ العرش هی کالعمود للعرش.

والْقَائِمَهُ واحده قَوَائِم الدابه.

وقَائِم السیف وقَائِمَتُهُ : مقبضه.

وقَائِم الظهیره : نصف النهار وهو استواء حال الشمس ، سمی قَائِماً لأن الظل لا یظهر حینئذ فکأنه قَائِمٌ واقف.

والشیء قَائِم بعینه أی غیر تالف.

والْقَیِّمُ علی الشیء : المستولی علیه. ومنه قَیِّمُ الخان والحمام.

ومِنْهُ « أَنْتَ قَیِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِیهِنَّ » أی الذی تَقُومُ بحفظها ومراعاتها ، وحفظ من أحاطت به واشتملت علیه ، تؤتی کل شیء ما به قِوَامُهُ وتَقُومُ علی کل شیء بما تراه من تدبیره من خلقک.

والْقَائِم : یکنی به عن صاحب الأمر محمد بن الحسن العسکری الذی یملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا ، فهو یَقُومُ بأمر الله.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام « أَنَ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ بِمَکَّهَ وَأَرَادَ أَنْ یَتَوَجَّهَ إِلَی الْکُوفَهِ ، نَادَی مُنَادِیهِ أَلَا لَا یَحْمِلْ أَحَدُکُمْ طَعَاماً وَلَا شَرَاباً ، وَیَحْمِلُ حَجَرَ

ص: 149

مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ ، وَهُوَ وِقْرُ بَعِیرٍ ، فَلَا یَتْرُکُ مَنْزِلاً إِلَّا انْبَعَثَ عَیْنٌ مِنْهُ ، فَمَنْ کَانَ جَائِعاً شَبِعَ وَمَنْ کَانَ ظَامِئاً رَوِیَ فَهُوَ زَادَهُمْ حَتَّی یَنْزِلُوا النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْکُوفَهِ ».

وَعَنِ الصَّادِقِ علیه السلام « أَنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَکَتَ فِی قَلْبِهِ ، فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَی ».

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَ اسْتَقِمْ » أی اشهد بوحدانیته وصدقه بجمیع ما أخبر عنه وأمر به ونهی عنه ، ثم الزم الْقِیَامَ بحقیقه قولک. واسْتِقَامَهُ الإنسان : ملازمته للمنهج. ویوم الْقِیَامَهِ : معروف.

والمشهور التخفیف.

وَتُکْتَمُ : اسْمُ بِئْرِ زَمْزَمَ سُمِّیَتْ بِهَا لِأَنَّهَا کَانَتْ قَدْ انْدَفَنَتْ بَعْدَ جُرْهُمَ ، وَصَارَتْ مَکْتُومَهً حَتَّی أَظْهَرَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ.

وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ رَأَی فِی الْمَنَامِ « احْفِرْ تُکْتَمَ ».

وَتُکْتَمُ : أُمُّ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام ، اشترتها حَمِیدَهُ أُمُّ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام ، وَوَهَبَتْهَا لِمُوسَی علیه السلام ، فَلَمَّا وَلَدَتْ لَهُ الرِّضَا علیه السلام سَمَّاهَا الطَّاهِرَهَ. وَرُوِیَ أَنَّ أُمَّ الرِّضَا علیه السلام ( سَکَنَ ) النُّوبِیَّهَ ، وَسُمِّیَتْ أَرْوَی وَسُمِّیَتْ نَجْمَهَ ، وَسُمِّیَتْ سَمَانَهَ ، وَتُکَنَّی أُمَّ الْبَنِینَ.

واسْتَکْتَمْتُ زیدا سری : سألته أن یَکْتُمَهُ.

ورجل کُتَمَهٌ مثل همزه : إذا کان یَکْتُمُ سره.

وَالْکَتُومُ : اسْمُ قَوْسٍ کَانَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه وآله ، سُمِّیَتْ بِهِ لانخفاض صَوْتِهَا إِذَا رُمِیَ بِهَا.

وابن أم مَکْتُومٍ : مؤذن ، اسمه عمرو وقیل عبد الله ، واختلف فی اسم أبیه ، والأکثرون علی أنه قیس بن زائده بن أطم القرشی العامر بن العامر بن لؤی ، وأمه عاتکه بنت عبد الله بن عنبسه المخزومیه.

والْکَرَمُ : نقیض اللؤم.

وقد کَرُمَ الرجل فهو کَرِیمٌ.

وکَرُمَ الشیء کَرَماً : نفس وعز ، فهو کَرِیمٌ ، والجمع کِرَامٌ وکُرَمَاءُ ، والأنثی کَرِیمَهٌ ، وجمعها کَرِیمَاتٌ.

وکَرَائِمُ الأموال : نفائسها وخیارها.

والْکُرَّام بالضم والتشدید : أَکْرَمُ من الْکَرِیمِ.

والتَّکْرِیمُ والْإِکْرَامُ بمعنی ، والاسم منه الْکَرَامَهُ.

ودار الْکَرَامَهِ : الجنه.

والْمَکْرُمَهُ بضم الراء : واحده الْمَکَارِمِ اسم من الْکَرَمِ ، ومِنْهُ « الْوَلِیمَهُ یَوْماً وَیَوْمَیْنِ مَکْرُمَهٌ ».

وفعل الخیر : مَکْرُمَهٌ أی سبب لِلْکَرَمِ والتَّکُرِیمِ.

قال الجوهری : ولم یجیء مَفْعُل للمذکر إلا حرفان نادران لا یقاس علیهما مَکْرُم ، ومعون.

وکَرَّمْتُهُ تَکْرِیماً ، والاسم التَّکْرِمَهُ.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَکْرِمُوا الضَّیْفَ ».

وذکر من جمله إِکْرَامِهِ : تعجیل الطعام ، وطلاقه الوجه ، والبشاشه ، وحسن الحدیث حال المؤاکله ، ومشایعته إلی باب الدار.

وَمَکَارِمُ الْأَخْلَاقِ الَّتِی حَضَّ النبی صلی الله علیه وآله بِهَا عَشَرَهٌ : الْیَقِینُ ، وَالْقَنَاعَهُ ، وَالصَّبْرُ ، وَالشُّکْرُ ، وَالْحِلْمُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالسَّخَاءُ ، وَالْغَیْرَهُ ، وَالشَّجَاعَهُ ، وَالْمُرُوَّهُ.

وَفِی الْحَدِیثِ « امْتَحِنُوا أَنْفُسَکُمْ بِمَکَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، فَإِنْ کَانَتْ فِیکُمْ فَاحْمَدُوا اللهَ تَعَالَی ، وَإِلَّا تَکُنْ فِیکُمْ فَاسْأَلُوا اللهَ وَارْغَبُوا إِلَیْهِ فِیهَا » ثُمَّ إِنَّهُ علیه السلام ذَکَرَ الْعَشَرَهَ السَّالِفَهَ.

وَفِیهِ - وَقَدْ سُئِلَ عَنْ مَکَارِمِ الْأَخْلَاقِ - فَقَالَ « الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَکَ ، وَصِلَهُ مَنْ قَطَعَکَ وَإِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَکَ ، وَقَوْلُ الْحَقِّ وَلَوْ عَلَی نَفْسِکَ ».

وکَرَّام بفتح الکاف والتشدید : والد أبی عبد الله محمد بن عبد الله بن المشبه الذی أطلق اسم الجوهر علی الله تعالی ، وأنه استقر علی العرش ، والْکَرَّامِیَّهُ منسوبون إلیه.

والْکَرْمُ کفلس : العنب ، قیل : وإنما

ص: 153

سمت العرب العنب کَرْماً ، ذهابا إلی أن الخمر یکتسب شاربها کَرَماً ، وإلی هذا یلتفت قول الشعراء فی تسمیه الخمر بابنه الْکَرَمِ بالتحریک.

ومنه قول قائلهم « فیا ابنه الْکَرْم لا بل یا ابنه الْکَرَم » فلما جاء الله بالإسلام وحرم الخمر نهاهم النبی صلی الله علیه وآله عن قولهم ذلک وَقَالَ : « لَا تَقُولُوا الْکَرْمُ فَإِنَّ الْکَرْمَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ لِأَنَّهُ مَعْدِنُ التَّقْوَی ».

وکَرْمَانُ کسکران ، وقیل کَرْمَانُ بفتح الکاف وکسرها ، وهو المستعمل عند أهلها : بلد معروف بین خراسان وبحر الهند ، وبین عراق العجم وسجستان.

وَفِی الْخَبَرِ « لَهُ التَّوْبَهُ مَا لَمْ یُؤْخَذُ بِکَظَمِهِ » أی عند خروج نفسه ، وانقطاع نفسه.

وَفِی وَصْفِ الْمُؤْمِنِ « کَظَّامٌ بَسَّامٌ » أی کَظَّامٌ غیظه بسام فی وجوه الناس من إخوانه المؤمنین.

وَالْکَاظِمُ : مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام سُمِّیَ بِذَلِکَ لِأَنَّهُ کَانَ یَعْلَمُ مَنْ یَجْحَدُ بَعْدَهُ إِمَامَتَهُ ، وَیَکْظِمِ غَیْظَهُ عَلَیْهِمْ ، وَقَدْ سُقِیَ السَّمَّ فِی سَبْعِ تَمَرَاتٍ ، وَمَاتَ فِی حَبْسِ سِنْدِیِّ بْنِ شَاهَکَ مِنْ عُمَّالِ هَارُونَ الرَّشِیدِ.

قوله ( وَتَمَّتْ کَلِمَهُ رَبِّکَ صِدْقاً وَعَدْلاً ) [ 6 / 115 ] أی بلغت الغایه أخباره ، وأحکامه ، ومواعیده صدقا وعدلا.

قوله ( فَمَنْ حَقَّ عَلَیْهِ کَلِمَهُ الْعَذابِ ) [ 39 / 19 ] هی قوله ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِینَ ) [ 38 / 85 ].

قوله ( وَلَوْ لا کَلِمَهٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ ) [ 10 / 19 ] فی تأخیر العذاب عن قومک وهی قوله ( بَلِ السَّاعَهُ مَوْعِدُهُمْ ) [ 54 / 46 ].

قوله ( کَلِمَهَ التَّقْوی ) [ 48 / 26 ] قیل هی « الإیمان ». وقیل « لا إله إلا الله محمد رسول الله » وقیل ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ) وأضافها إلی التقوی ، لأنها سبب لها ، وأساسها.

وَفِی الْحَدِیثِ فِی مَعْنَی کَلِمَهَ التَّقْوَی عَنْ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله قَالَ « إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ علیه السلام هْداً ، قُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی ، قَالَ : اسْتَمِعْ! قُلْتُ سَمِعْتُ ، قَالَ : إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام آیَهُ الْهُدَی ، وَإِمَامُ أَوْلِیَائِی ، وَنُورُ مَنْ أَطَاعَنِی ، وَهُوَ الْکَلِمَهُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ ، مَنْ أَحَبَّنِی أَحَبَّهُ ، وَمَنْ أَطَاعَنِی أَطَاعَهُ ».

قوله کَلِمَه ربک العلیا (1) هی دعوته إلی الإسلام.

قوله ( کَلِمَهَ الَّذِینَ کَفَرُوا السُّفْلی ) [ 9 / 40 ] هی دعوتهم إلی الکفر.

قوله ( وَلا یُکَلِّمُهُمُ اللهُ ) [ 2 / 174 ] قال الزمخشری تعریض بحرمانهم حال أهل الجنه فی تکرمه الله إیاهم بِکَلَامِهِ ، وتزکیتهم بالثناء علیهم.

وقیل نفی الْکَلَام عباره عن غضبه علیهم کمن غضب علی صاحبه فصرمه ، وقطع کَلَامَهُ. وقیل : لا یُکَلِّمُهُم بما یحبون ، ولکن بنحو قوله ( اخْسَؤُا فِیها وَلا تُکَلِّمُونِ ) [ 23 / 108 ]

قوله ( لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ اللهِ ) [ 10 / 64 ] أی لا خلف لوعده.

قوله ( وَصَدَّقَتْ بِکَلِماتِ رَبِّها ) [ 66 / 12 ] یعنی أم عیسی علیه السلام.

قوله ( إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ )

ص: 156

[ 35 / 10 ] الْکَلِمُ بکسر اللام : جنس لا جمع ، کتمر وتمره. وقیل جمع حیث لا یقع إلا علی الثلاثه فصاعدا.

والْکَلِمُ الطیب یؤول ببعض الْکَلِم الطیب وهو « تمجید الله ، وتقدیسه ، وتحمیده » وقیل : هو « کَلِمَهُ الشهاده » وَعَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ : ( الْکَلِمُ الطَّیِّبُ ) هُوَ قَوْلُ الْمُؤْمِنِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِیٌّ وَلِیُّ اللهِ ، وَخَلِیفَهُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله ، قَالَ ( وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ ) : الِاعْتِقَادُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ لَا شَکَّ فِیهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ ».

وکَلَمْتُهُ کَلْماً من باب قتل : جرحته ، ومن باب ضرب لغه.

وفی قراءه بعضهم أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّهً مِنَ الْأَرْضِ تَکْلِمُهُمْ [ 27 / 82 ] أی تجرحهم وتسمهم.

والتَّکْلِیمُ : التجریح.

وَفِی الدُّعَاءِ « نَعُوذُ بِکَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ » قیل : هی أسماؤه الحسنی وکتبه المنزله ، وقیل : علمه أو کَلَامُهُ أو القرآن. وقد مر وجه وصفها بالتمام (1).

قَوْلُهُ « أَسْأَلُکَ بِکَلِمَتِکَ الَّتِی غَلَبْتَ بِهَا کُلَّ شَیْءٍ » یحتمل أن یکون القوه والقدره ، ویحتمل أن یکون الحجج والبراهین.

والْکَلِمَهُ التامه یحتمل أن یراد بها الاسم الأعظم ، أو الإمامه ، ویحتمل القرآن ، ویحتمل آل محمد صلی الله علیه وآله.

والْکَلِمَهُ : تقع علی الاسم والفعل والحرف وتقع علی الألفاظ المنظومه ، والمعانی المجموعه تحتها ، ولهذا تقول العرب لکل قضیه : کَلِمَهٌ. ویقال للحجه : کَلِمَهٌ.

ومنه ( وَیُحِقُّ الْحَقَ بِکَلِماتِهِ ) [ 42 / 24 ] أی بحججه.

والْکَلَامُ فی أصل اللغه عباره عن أصوات متتابعه ، لمعنی مفهوم ، وفی عرف النحاه « اسم لما ترکب من مسند ومسند إلیه » ولیس هو عباره عن فعل الْمُتَکَلِّمِ ، وربما جعل کذلک نحو « عجبت من کَلَامِکَ زیدا » وهو علی ما صرح به الجوهری : اسم جنس یقع علی القلیل

ص: 157

والکثیر ، وقد یقع علی الْکَلِمَهِ الواحده ، وعلی الجماعه ، بخلاف الْکَلِمِ فإنه لا یکون أقل من ثلاث کَلِمَاتٍ.

هذا إذا لم یستعمل استعمال المصدر کقولک « سمعت کَلَامَ زید ».

فإن استعمل استعماله کقولک کَلَّمْتُهُ کَلَاماً ، ففیه خلاف قیل : إنه مصدر لأنهم أعملوه ، فقالوا کَلَامِی زیدا حسن. وقیل : إنه اسم مصدر ، ونقله ابن الخشاب عن المحققین.

ومما یدل علی أنه اسم مصدر : أن الفعل الماضی المستعمل من هذه الماده أربعه : کَلَّمَ ، ومصدره التَّکْلِیمُ.

وتَکَلَّمَ ، ومصدره التَّکَلُّمُ بضم اللام.

وتَکَالَمَ ومصدره تَکَالُماً بضم اللام.

فظهر أن الْکَلَامَ لیس مصدرا.

والفرق بین المصدر واسم المصدر : أن المصدر مدلوله الحدث ، واسم المصدر مدلوله : لفظ. وذلک اللفظ یدل علی الحدث (1).

وهل یطلق الْکَلَامُ علی المعانی النفسانیه إطلاقا حقیقیا أم هو مجاز؟ قولان أصحهما الثانی.

والله تعالی مُتَکَلِّمٌ ، والمراد بِالْکَلَامِ : الحروف المسموعه المنتظمه. ومعنی کونه مُتَکَلِّماً : أنه أوجد الْکَلَامَ فی بعض الأجسام کما فی الشجره التی کَلَّمَتْ موسی.

وما زعمه الأشعریون من أنه مُتَکَلِّمٌ بلسان وشفتین! فبطلانه بدیهی ، فإنه لو کان کذلک لکان ذا حاسه ، ولو کان ذا حاسه لکان جسما ولو کان جسما لکان محدثا ، وهو محال.

وکذا ما زعمه بعضهم من أن الْکَلَامَ معنی قائم بالنفس ، لیس بأمر ولا نهی ولا خبر ، ولا استخبار ، فإن ذلک لا دلیل علیه ، ولیس هو معقولا.

ورتب بعضهم غیر ذلک بأن للباری

ص: 158

تعالی صفه قدیمه تسمی الْکَلَامَ ، غیر القدره والعلم والإراده ، وهو باطل أیضا ببطلان المعانی والأحوال ، وثبوت أمر زائد علی الذات.

وکَلَامُ الله حادث بدلیل قوله تعالی ( ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ ) [ 26 / 5 ] والذکر هو القرآن بدلیل قوله تعالی ( وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَکَ وَلِقَوْمِکَ ) [ 43 / 44 ].

الصبره ، وتلک بمنزله الستره تحول بینه وبین الماره.

والْکَوْمَاء من الإبل : الضخمه السنام ومنه حَدِیثُ الْمُحْرِمِ « عَلَیْهِ جَزُورٌ کَوْمَاءُ » أی سمینه.

والبعیر أَکْوَمُ ، والجمع کُومٌ ، من باب أحمر ، قاله فی المصباح.

والْکِیمِیَاءُ شیء معروف.

والْکِیمِیَاءُ الأکبر : الزراعه.

قبلته ، ومن باب تعب لغه ، قال قائلهم : « فَلَثِمْتُ فاها آخذا بقرونها » قال ابن کیسان : سمعت المبرد ینشده بفتح الثاء وکسرها.

حَتَّی یَصِلَ إِلَیْهَا طَالِبُهَا وَیَخْتِلَهَا » اللَّدْمُ بسکون الدال : ضرب الحجر أو غیره علی الأرض لیس بالقوی.

ویحکی أن الضبع تستغفل بمثل ذلک لتسکن حتی تصاد.

واللَّدْمُ : ضرب الوجه والصدر ونحوه. واللَّدِیمُ : الثوب الخلق.

ولَدَمْتُ الثوب لَدْماً : رقعته.

ولَدِیم : مرقع مصلح.

وأم مِلْدَم بکسر المیم : کنیه الحمی.

وأدرک داود علیه السلام ، وأخذ منه العلم (1).

وَفِی الْحَدِیثِ « رَأَیْتُ دَایَهَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام تُلْقِمُهُ الْأَرُزَّ » أی تطعمه.

وَفِی حَدِیثِ الرُّکُوعِ « تُلْقِمُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِکَ عَیْنَ الرَّکِیَّهِ » أی تجعلها کَاللُّقْمَهِ لها.

واللُّقْمَهُ من الخبز : اسم لما یُلْقَمُ فی مره کالجرعه اسم لما یجرع فی مره.

ولَقِمْتُهُ الشیء لَقْماً من باب تعب ، والْتَقَمَهُ : أکله بسرعه.

والْتَقَمْتُ اللُّقْمَهَ إذا ابتلعتها.

ویعدی بالهمزه والتضعیف ، فیقال لَقَّمَهُ الطعام تَلْقِیماً ، وأَلْقَمَهُ إِلْقَاماً.

وأَلْقَمْتُهُ الحجه : أسکتته عن الخصام

حافِظٌ ) [ 68 / 4 ] أی ما کل نفس إلا علیها حافظ ، إن قرئت مشدده ، ولعلیها حافظ ، إن قرئت مخففه ، وتکون ما زائده.

قال الشیخ أبو علی : قرأ جعفر وابن عامر وعاصم وحمزه : ( لَمَّا عَلَیْها ) بتشدید المیم ، والباقون بالتخفیف. وحجه من خفف : أن إن عنده هی المخففه من المثقله واللام معها هی التی تدخل مع هذه المخففه لتخلیصها من إن النافیه ، وما صله کالتی فی قوله ( فَبِما رَحْمَهٍ مِنَ اللهِ ) [ 3 / 159 ] و ( عَمَّا قَلِیلٍ ) [ 23 / 40 ] وتکون إن متلقیه. وحجه من ثقل لما کانت إن عنده إن النافیه کالتی فی قوله ( فِیما إِنْ مَکَّنَّاکُمْ فِیهِ ) [ 46 / 26 ] ولَمَّا فی المعنی بمعنی إلا وهی متلقیه للقسم - انتهی (1).

والمعنی : ما کل نفس إلا علیها حافظ من الملائکه یحفظ عملها وفعلها وقولها ویحصی ما تکسبه من خیر وشر.

ومن قرأ بالتخفیف فالمعنی : إن کل نفس لعلیها حافظ من الملائکه یحفظ عملها ورزقها وأجلها.

وأما قوله ( إِنَّ کُلًّا لَمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ ) [ 11 / 111 ] بالتشدید فقال الجوهری : قال الفراء : أصله « لمن ما » فلما کثرت فیه المیمات حذفت منها واحده ، قال وقرأ الزهری لَمّاً بالتنوین أی جمیعا.

ویحتمل أن یکون أصله لمن من (2) فحذفت منها إحدی المیمین.

وقول من قال لَمَّا بمعنی إلا فلیس یعرف فی اللغه.

وَفِی الدُّعَاءِ « أَسْأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ حَبِیبِکَ لَمَّا أَدْخَلْتَنِی الْجَنَّهَ » قیل لَمَّا هنا بمعنی إلا أی إلا أدخلتنی ، کما فی قولک « عزمت علیک لَمَّا فعلت » أی إلا فعلت. والمعنی

ص: 164

ما أسألک إلا فعلک.

وَفِی الْخَبَرِ « لِابْنِ آدَمَ لَمَّتَانِ لَمَّهٌ مِنَ الْمَلَکِ ، وَلَمَّهٌ مِنَ الشَّیْطَانِ » اللَّمَّهُ من الْإِلْمَامِ وهی کالحضره والزوره والأتیه ، ومعناه النزول به والقرب منه. وقیل : اللَّمَّهُ : الهمه تقع فی القلب فما کان من خطرات الخیر فهو من الملک ، وما کان من خطرات الشر فهو من الشیطان.

وَفِی حَدِیثِ فَاطِمَهَ علیها السلام« فَخَرَجَتْ فِی لُمَّهٍ مِنْ نِسَائِهَا » أی فی جماعه منهن ، من غیر حصر فی عدد ، وقیل هی ما بین الثلاثه إلی العشره ، والهاء عوض عن همزه فی وسطه (1) وهی فعله من الْمُلَاءَمَه : الموافقه.

واللِّمَّهُ بکسر اللام وتشدید المیم : الشعر المتدلی الذی یجاوز شحمه الأذنین فإذا بلغ المنکبین فهو جُمَّه ، والجمع لِمَم ولِمَام.

ولَمَمْتُ شعثه لَمّاً من باب قتل : أصلحت من حاله ما تشتت وتشعث ، ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَ الْمُمْ بِهِ شَعْثَنَا ».

ولَمَمْتُ الشیء لَمّاً : ضممته.

واللَّمَمُ : طرف من الجنون ، یَلُمُ بالإنسان ، من باب قتل. یقال « أصابه من الشیطان لَمَمٌ » و « أصابته من الجن لَمَّهٌ » أی مس.

والعین اللَّامَّهُ أی الْمُلِمَّه. وَفِی الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِکَ مِنْ کُلِّ سَامَّهٍ ، وَمِنْ عَیْنٍ لَامَّهٍ ». أی ذات لَمَمٍ ، وهی التی تصیب بسوء وأما قَوْلُهُ « أُعِیذُهُ مِنْ حَادِثَاتِ اللَّمَّهِ ». فیقال هو الدهر ، ویقال الشده.

والْمُلِمَّه : النازله من نوازل الدهر والْمُلِمَّات - بضم المیم الأولی وتشدید الثانیه وکسر اللام بینهما - : الشدائد. ومنه الْحَدِیثُ الْقُدْسِیُ « یَا مُوسَی اتَّخِذْنِی حِصْناً لِلْمُلِمَّاتِ ».

والْإِلْمَام : النزول ، وقد أَلَمَ به أی نزل به ، وَفِی الْحَدِیثِ « فَإِنِّی مُصَدِّقُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله بِنَاقَهٍ مُلَمْلِمَه ».

الْمُلَمْلِمَه المستدیره سمنا.

ویَلَمْلَم وأَلَمْلَم : موضع وهو میقات أهل الیمن.

ص: 165

ولَمْ : حرف نفی لما مضی من الزمان وهی جازمه ، وحروف الجزم : « لَمْ ولَمَّا »

وعن بعض المحققین : اختلف النحویون فی لَمَّا الرابطه دون الجازمه والتی بمعنی إلا نحو « لَمَّا جائنی أکرمته » فقیل : إنها حرف وجود (1) ، وقیل ظرف بمعنی حین ، ورد بقوله تعالی ( فَلَمَّا قَضَیْنا عَلَیْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ ) [ 34 / 14 ] الآیه لانتفاء عامل النصب هنا فیها علی تقدیر ظرفیتها ، لأنه إما قضینا وهو باطل لأن المضاف إلیه لا یکون عاملا فی المضاف (2) ، ولا دلهم لأن ما بعد النفی لا یعمل فی متقدمه (3) ، فثبتت الحرفیه.

ولِمَ بالکسر (4) حرف یستفهم به والأصل ( لِمَا ) قال الله تعالی ( عَفَا اللهُ عَنْکَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) [ 9 / 44 ] ولک أن تدخل الهاء علیها فی الوقف فتقول لِمَهْ.

[ 15 / 7 ] أی هلا تأتینا بهم یشهدون بصدقک ، أو هلا تأتینا بالعقاب علی تکذیبنا إیاک.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « قَدْ خُلِّیتُمْ وَالطَّرِیقَ فَالنَّجَاهُ لِلْمُقْتَحِمِ » أَیْ الدَّاخِلِ « وَالْهَلَکَهُ لِلْمُتَلَوِّمِ » أی المنتظر المتمکث.

والتَّلَوُّمُ : التمکث.

واللَّامَات من حروف الزیاده ، وهی علی أقسام :

« منها » - لَامُ الابتداء نحو قوله تعالی ( لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَهً ) [ 59 / 13 ].

والواقعه فی خبر إن المثقله نحو ( إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ الدُّعاءِ ) [ 14 / 39 ].

والمخففه نحو ( وَإِنْ کانَتْ لَکَبِیرَهً ) [ 2 / 143 ].

ولَامُ جواب لو نحو قوله تعالی ( لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ کَفَرُوا ) [ 48 / 25 ].

ولَامُ جواب لولا نحو ( لَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) [ 2 / 251 ]. و

لام جواب القسم نحو قوله تعالی : ( تَاللهِ لَقَدْ آثَرَکَ اللهُ عَلَیْنا ) [ 12 / 91 ].

وقد تدخل هذه علی أداه الشرط للإیذان بأن الجواب بعدها مبنی علی قسم قبلها لا علی الشرط ، ومن ثم تسمی اللَّامَ المؤذنه والموطئه لأنها وطأت الجواب للقسم ومهدته ، نحو قوله تعالی ( لَئِنْ أُخْرِجُوا لا یَخْرُجُونَ مَعَهُمْ ، وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا یَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَیُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ) [ 59 / 12 ].

قال الأزهری : وجمیع لَامَات التوکید تصلح أن تکون جوابا للقسم. کقوله تعالی : ( وَإِنَّ مِنْکُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَ ) [ 4 / 72 ] فَاللَّامُ الأولی للتوکید ، والثانیه جواب لأن القسم جمله ، توصل بأخری ، وهی المقسم علیه لتوکید الثانیه بالأولی.

قال ویربطون بین الجملتین بحروف یسمیها النحویون جواب القسم ، وهی :

إن المکسوره المشدده ، واللَّامُ المعترض بها وهما بمعنی واحد کقولک : والله إن زیدا خیر منک والله لزید خیر

ص: 167

منک ، وقولک والله لیقومن زید.

إذا أدخلوا لَام القسم علی فعل مستقبل أدخلوا فی آخره النون شدیده أو خفیفه لتأکید الاستقبال وإخراجه عن الحال لا بد من ذلک. ومنها أن الخفیفه المکسوره ، وما ، وهما بمعنی کقولک والله ما فعلت وو الله إن فعلت بمعنی.

ومنها لا کقولک والله لا أفعل ، ولا یتصل الحلف بالمحلوف إلا بأحد الحروف الخمسه (1) وقد تحذف وهی مراده - انتهی.

ومنها لَام التعریف (2) وهی لَام وضعت ساکنه مبالغه فی الخفه ، ولذلک أدخل علیها ألف الوصل لیصح النطق بها ، فإذا اتصلت بما قبلها سقطت الألف ، نحو ( وَالْوالِداتُ یُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَ ) [ 2 / 233 ]

ومنها اللَّامُ اللاحقه لأسماء الإشاره ، وأصلها السکون أیضا کما فی تلک ، وإنما کسرت فی ذلک لالتقاء الساکنین.

واللَّامُ فی جمیع ما تقدم مهمله غیر عامله.

ومنها لَامُ الأمر ، وهی الموضوعه للطلب ومقتضاها : الجزم سواء کان مدخولها أمرا نحو قوله تعالی ( لِیُنْفِقْ ذُو سَعَهٍ مِنْ سَعَتِهِ ) [ 65 / 7 ] أو دعاء نحو قوله ( لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّکَ ) [ 43 / 77 ] أو التماسا نحو قولک « لیفعل کذا » إذا کان مساویا ، ولم یقصد الاستعلاء ، أو بمعنی الخبر نحو قوله تعالی ( مَنْ کانَ فِی الضَّلالَهِ فَلْیَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا ) [ 19 / 75 ] أو بمعنی التهدید نحو قوله ( وَمَنْ شاءَ فَلْیَکْفُرْ ) [ 18 / 29 ].

ومنها لام الإضافه وهی التی تجر الأسماء ، ولها أقسام کثیره.

تکون للاستحقاق ، وهی الواقعه بین معنی وذات نحو قوله تعالی ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) [ 1 / 2 ] ( وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ ) [ 83 / 1 ]

ص: 168

(لَهُمْ فِی الدُّنْیا خِزْیٌ) [ 2 / 114 ].

وللاختصاص نحو ( الْجَنَّهُ لِلْمُتَّقِینَ ) [ 26 / 90 ].

وللملک نحو قوله تعالی ( لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَما فِی الْأَرْضِ ) [ 2 / 284 ].

وللتملیک نحو وهبت لزید دینارا ولشبهه نحو ( جَعَلَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً ) [ 16 / 72 ].

وللتعلیل نحو قول إمریء القیس :

ویوم عقرت للعذاری مطیتی

ولتوکید النفی وهی التی یسمیها الأکثر : لام الجحود ، نحو قوله تعالی : ( وَما کانَ اللهُ لِیُطْلِعَکُمْ عَلَی الْغَیْبِ ) [ 3 / 179 ] ( لَمْ یَکُنِ اللهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ ) [ 4 / 137 ].

وللتبیین نحو « ما أحبنی لزید » (1) و « ما أبغضنی لعمرو » فأنت (2) فاعل الحب والبغض وهما (3) مفعولاه ، واللَّامُ تبینت الفاعل من المفعول. قال ابن مالک نقلا عنه : ولو قلت إلی بدل اللَّام فالأمر بالعکس.

وبمعنی إلی نحو قوله تعالی ( أَوْحی لَها ) [ 99 / 5 ] ( کُلٌّ یَجْرِی لِأَجَلٍ مُسَمًّی ) [ 113 / 2 ] ( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) [ 6 / 28 ].

وبمعنی الاستعلاء ، إما حقیقیا نحو قوله تعالی ( یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً ) [ 17 / 107 ] ( وَتَلَّهُ لِلْجَبِینِ ) [ 37 / 103 ] أو مجازیا نحو قوله تعالی ( وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها ) [ 17 / 7 ] ومنه خَبَرُ عَائِشَهَ نَحْوُ « اشْتَرِطِی لَهُمْ الْوَلَاءَ ».

وبمعنی فی نحو قوله تعالی ( وَنَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَهِ ) [ 21 / 47 ] ( لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ) [ 7 / 187 ] ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « حَتَّی مَضَی الْأَوَّلُ لِسَبِیلِهِ ، فَأَدْلَی بِهَا إِلَی فُلَانٍ بَعْدَهُ ».

وبمعنی بعد نحو ( أَقِمِ الصَّلاهَ لِدُلُوکِ الشَّمْسِ ) [ 17 / 78 ].

ومنه الْحَدِیثُ « صُومُوا لِلرُّؤْیَهِ ، وَأَفْطِرُوا لِلرُّؤْیَهِ ».

ص: 169

وبمعنی عند نحو « کتبته لثلاث خلون من کذا » وسماها الجوهری « لَامَ التأریخ » وجعلها بمعنی بعد. وبمعنی مع ، قاله البعض ، وأنشد علیه قول الشاعر :

فلما تفرقنا کأنی ومالکا

لطول اجتماع لم نبت لیله معا

والأظهر : کونها فیه بمعنی بعد.

وبمعنی من نحو « سمعت له صراخا ». وللتبلیغ وهی الجاره لاسم السامع لقول أو ما فی معناه نحو « قلت له » ، و « أذنت له » و « فسرت له ».

وبمعنی عن نحو قوله تعالی ( وَقالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا لَوْ کانَ خَیْراً ما سَبَقُونا إِلَیْهِ ) [ 46 / 11 ] وقیل هی للتعلیل ، وقیل للتبلیغ.

وللصیروره وتسمی لام العاقبه ولَامَ المآل ، نحو قوله تعالی ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِیَکُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) [ 28 / 8 ] ومنه قول الشاعر :

لدوا للموت وابنوا للخراب (1)

وللتعجب مع القسم ، وهو مختص باسم الله نحو قول الشاعر :

لله لا یبقی علی الأیام ذو حید (2).

وللتعجب المجرد عن القسم نحو « یا للماء » و « یا للغیث » إذا تعجبوا من کثرتهما. وللتعدیه نحو قوله ( فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا ) [ 19 / 5 ]. وللمستغاث به ، والمستغاث له ، نحو قول الشاعر :

یا للرجال لعظم هول مصیبه

فتحوا اللَّامَ الأولی ، وکسروا الثانیه فرقا بین المستغاث به والمستغاث له.

قال الجوهری : فإن عطفت علی المستغاث به بِلَامٍ أخری کسرتها لأنک قد أمنت اللبس بالعطف قال الشاعر :

یا للکهول وللشبان للعجب (3)

ص: 170

وللزیاده وهی إما معترضه بین الفعل المتعدی ومفعوله ، نحو قول الشاعر :

وملکت ما بین العراق ویثرب

ملکا أجار لمسلم ومعاهد

وجعل المبرد - علی ما نقل عنه - من ذلک قوله تعالی ( رَدِفَ لَکُمْ ) [ 27 / 72 ].

وقال غیره : ضمن ردف معنی اقترب فهو مثل قوله تعالی ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ ) [ 21 / 1 ].

واختلف فی اللام من قوله تعالی ( یُرِیدُ اللهُ لِیُبَیِّنَ لَکُمْ ) [ 4 / 26 ] وقوله ( وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِینَ ) [ 6 / 71 ] فقیل : زائده ، وقیل : للتعلیل.

وإما مقحمه بین المتضایفین تقویه للاختصاص ، نحو قول الشاعر :

یا بؤس للحرب التی

وضعت أراهط فاستراحوا

وهل الاسم بعدها مجرور بها أم بالمضاف؟ قولان.

وإما مزیده لتقویه عامل ضعف بتأخره نحو قوله تعالی ( هُدیً وَرَحْمَهٌ لِلَّذِینَ هُمْ لِرَبِّهِمْ یَرْهَبُونَ ) [ 7 / 154 ] وقوله ( إِنْ کُنْتُمْ لِلرُّءْیا تَعْبُرُونَ ) [ 12 / 43 ] أو بکونه فرعا فی العمل نحو قوله ( مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ ) [ 2 / 91 ] ( فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ ) [ 11 / 107 ] ( نَزَّاعَهً لِلشَّوی ) [ 70 / 16 ].

وقد اجتمع التأخر والفرعیه فی قوله تعالی ( وَکُنَّا لِحُکْمِهِمْ شاهِدِینَ ) [ 21 / 78 ]

والنَّجْمُ : الکوکب وجمعه أَنْجُم ونُجُوم مثل فلس وأفلس وفلوس.

وَفِی حَدِیثِ مَنِ ادَّعَی مَعْرِفَهَ عَلْمِ النُّجُومِ ، وَقَدْ قَالَ لَهُ علیه السلام : « کَیْفَ دَوَرَانُ الْفَلَکِ عِنْدَکُمْ؟ قَالَ : فَأَخَذْتُ الْقَلَنْسُوَهَ مِنْ رَأْسِی فَأَدَرْتُهَا! فَقَالَ : إِنْ کَانَ الْأَمْرُ کَمَا تَقُولُونَ ، فَمَا بَالُ بَنَاتِ نَعْشٍ وَالْجَدْیِ وَالْفَرْقَدَیْنِ لَا یَدُورُونَ یَوْماً مِنَ الدَّهْرِ » الحدیث ، وفیه إنکار علی من یدعی معرفه علم النُّجُومِ کما لا یخفی.

قال بعض العارفین : ومما یستفاد من فحوی الحدیث ، أن هذه الکواکب لها حرکات خفیه غیر واضحه عند الحس ، والْمُنَجِّمُونَ بنوا قواعدهم فی ضبط الحرکات وفی رصد الکواکب ، وفی قدر الأبعاد ، وقدر الأجرام علی مقتضی رؤیه العین منه ونصب الآلات الرصدیه ، وبالعین إنما تدرک الأمور الجلیله الواضحه ، لا الدقائق الخفیه ، فعلم من ذلک أن القواعد النُّجُومِیَّهَ المبنیه علی الحس غیر تحقیقیه.

وَفِی حَدِیثِ الِاسْتِشْفَاءِ « خُذْ سُکَّرَهً وَنِصْفاً فَصَیِّرْهَا فِی إِنَاءٍ وَصُبَّ عَلَیْهَا الْمَاءَ ، حَتَّی یَغْمُرَهَا وَضَعْ عَلَیْهَا حَدِیدَهً وَنَجِّمْهَا » الحدیث ، أی ضع علی رأس الإناء حدیده کالسکین وغیره من الأشیاء مما لا یغطی رأس الإناء جمیعا لأجل التَّنْجِیمِ ، بدل الغطاء لئلا تشمها الشیاطین ، والأجنه (1) لأنهم ینفرون من الحدید.

وَنَجْمَهُ : أُمُّ الرِّضَا علیه السلام ، وَکَانَتْ تَسْمَعُ فِی مَنَامِهَا تَسْبِیحَهُ وَتَهْلِیلَهُ وَتَحْمِیدَهُ فِی بَطْنِهَا.

یَقْدِرُ ، وَتَرْکُ الْوَصِیَّهِ ، وَرَدِّ الْمَظَالِمِ (1) وَمَنْعُ الزَّکَاهِ حَتَّی یَحْضُرَ الْمَوْتُ.

والنَّدَمُ : ضرب من الغم ، وهو أن یغم علی ما وقع منه ، یتمنی أنه لم یقع یقال نَدِمَ علی فعل نَدَامَهً فهو نَادِمٌ : إذا حزن. وتَنَدَّمَ : مثله.

ورجل نَادِمٌ ونَدْمَان بمعنی ، وامرأه نَدْمَانَه ، ونسوه نَدَامَی کسکاری بالفتح.

والنَّدِیمُ : الْمُنَادِمُ علی الشرب ، وجمعه نِدَام بالکسر ونُدَمَاء ککریم وکرماء ، ویقال فیه أیضا نَدْمَان ، والمرأه نَدْمَانَه ، وجمعها نِدَام.

ومنه قول زهیر :

تفانوا ودقوا بینهم عطر مَنْشِم (1).

ونحو ذلک.

قوله ( ما أَنْتَ بِنِعْمَهِ رَبِّکَ بِمَجْنُونٍ ) [ 68 / 2 ] قال المفسر : تقدیره « ما أنت بمجنون ، مُنْعَماً علیک بذلک » وهو جواب لقولهم ( یا أَیُّهَا الَّذِی نُزِّلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ إِنَّکَ لَمَجْنُونٌ ) [ 15 / 6 ] فیکون ( بِنِعْمَهِ رَبِّکَ ) فی محل النصب علی الحال (1).

قوله ( وَمَنْ یُبَدِّلْ نِعْمَهَ اللهِ ) [ 2 / 211 ] أی الدین والإسلام.

قوله ( یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ یُنْکِرُونَها ) [ 16 / 83 ].

وقوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ کُفْراً ) [ 14 / 28 ]

قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : « نَحْنُ وَاللهِ نِعْمَهُ اللهِ الَّتِی أَنْعَمَ بِهَا عَلَی عِبَادِهِ ، وَبِنَا فَازَ مَنْ فَازَ ».

قوله ( لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ ) [ 102 / 8 ] قیل یعنی کفار مکه ، کانوا فی الدنیا فی الخیر والنِّعْمَهِ ، فیسألون یوم القیامه عن شکر ما کانوا فیه ، إذ لم یشکروا رب النَّعِیم ، حیث عبدوا غیره.

وقال الأکثرون : المعنی « لتسألن یا معاشر المکلفین عن النَّعِیم ».

قَالَ قَتَادَهُ « إِنَّ اللهَ سَائِلٌ کُلَّ ذِی نِعْمَهٍ عَمَّا أَنْعَمَ عَلَیْهِ » وقِیلَ « الصِّحَّهُ وَالْفَرَاغُ » وقِیلَ هُوَ « الْأَمْنُ وَالصِّحَّهُ » وَرُوِیَ ذَلِکَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَأَبِی عَبْدِ اللهِ ع

وقِیلَ « یُسْأَلُ عَنْ کُلِ نِعْمَهٍ إِلَّا مَا خَصَّهُ الْحَدِیثُ وَهُوَ ثَلَاثَهٌ ، لَا یُسْأَلُ عَنْهَا الْعَبْدُ : خِرْقَهٌ تُوَارِی عَوْرَتَهُ ، وَکِسْرَهٌ تَسُدُّ جَوْعَتَهُ ، وَبَیْتٌ یَکُنُّهُ عَنِ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ ».

وَرَوَی الْعَیَّاشِیُّ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ : « سَأَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام أَبَا حَنِیفَهَ عَنْ هَذِهِ الْآیَهِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا النَّعِیمُ عِنْدَکَ یَا نُعْمَانُ؟ قَالَ : القُوتُ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالْمَاءُ الْبَارِدُ! فَقَالَ : لَئِنْ أَوْقَفَکَ یَوْمَ الْقِیَامَهِ بَیْنَ یَدَیْهِ حَتَّی سَأَلَکَ عَنْ کُلِّ أَکْلَهٍ أَکَلْتَهَا ، وَشَرْبَهٍ شَرِبْتَهَا لَیَطُولَنَّ وُقُوفُکَ بَیْنَ یَدَیْهِ! قَالَ : فَمَا النَّعِیمُ جُعِلْتُ فِدَاکَ؟ قَالَ : نَحْنُ - أَهْلَ

ص: 177

الْبَیْتِ (1) النَّعِیمُ الَّذِی أَنْعَمَ اللهُ بِنَا عَلَی الْعِبَادِ ، وَبِنَا ائْتَلَفُوا بَعْدَ أَنْ کَانُوا مُخْتَلِفِینَ ، وَبِنَا أَلَّفَ اللهُ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَجَعَلَهُمْ إِخْوَاناً بَعْدَ أَنْ کَانُوا أَعْدَاءً ، وَبِنَا هَدَاهُمُ اللهُ لِلْإِسْلَامِ ، وَهُوَ النِّعْمَهُ الَّتِی لَا تَنْقَطِعُ ، وَاللهُ سَائِلُهُمْ (2) عَنْ حَقِ النَّعِیمِ الَّذِی أَنْعَمَ اللهُ عَلَیْهِمْ ، وَهُوَ النَّبِیُّ وَعِتْرَتُهُ صلی الله علیه وآله » (3).

قوله ( خَوَّلَهُ نِعْمَهً ) [ 39 / 8 ] یعنی العافیه.

والنَّعْمَهُ بالفتح : اسم من التَّنَعُّمِ. ومنه قوله ( أُولِی النَّعْمَهِ ) [ 73 / 11 ] أی التَّنَعُّمِ فی الدنیا ، وهم صنادید قریش کانوا أهل ثروه وترفه.

والنَّعْمَاء بالفتح والمد هی : النِّعَمُ الباطنه. والآلاء هی : النِّعَمُ الظاهره.

قوله ( وَنَعْمَهٍ کانُوا فِیها فاکِهِینَ ) [ 44 / 27 ] أی تَنَعُّمٍ وسعه فی العیش.

قوله ( وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناعِمَهٌ ) [ 88 / 8 ] أی مُنَعَّمَهٌ فی أنواع اللذات ، ظاهر علیها آثار النِّعَمِ والسرور مضیئه مشرقه ( لِسَعْیِها راضِیَهٌ ) [ 88 / 9 ] حین أعطیت الجنه بعملها. والمعنی « لثواب سعیها وعملها من الطاعات راضیه » قال الشیخ أبو علی : کما یقال « عند الصباح یحمد القوم السری ».

وَفِی حَدِیثِ الْمَیِّتِ مَعَ مَلَائِکَهِ الْقَبْرِ « نَمْ نَوْمَهَ الشَّابِ النَّاعِمِ » قال بعض الشارحین فی النَّاعِمِ ، هو من النِّعْمَهِ بالکسر ، وهو ما یَتَنَعَّمُ به الإنسان من المال ونحوه. أو بالفتح ، وهی النفس الْمُتَنَعِّمَه ، قال : ولعل الثانی أولی ، فقد قیل « کم ذی نِعْمَهٍ لا نَعْمَهَ له ».

والنَّعَمُ (4) : بقر وغنم وإبل ، وهو جمع

ص: 178

لا واحد له من لفظه ، وجمع النَّعَمِ أَنْعَام یذکر ویؤنث ، قال تعالی فی موضع ( مِمَّا فِی بُطُونِهِ ) [ 16 / 66 ] وفی موضع ( مِمَّا فِی بُطُونِها ) [ 23 / 21 ].

والَنِّعْمَهُ : الید والصنیعه والمنه. وما أَنْعَمَ الله به علیک. وکذلک النُّعْمَی فإن فتحت النون مددت ، وقلت : النَّعْمَاء.

وجمع النِّعْمَهِ نِعَم کسدره وسدر.

وأَنْعُم أیضا کأفلس ، وجمع النَّعْمَاء ، أَنْعُم أیضا.

وفلان واسع النِّعْمَه أی واسع المال.

قال الجوهری : وقولهم « إن فعلت ذاک فبها ونِعْمَتْ » یریدون نِعْمَت الخصله ، والتاء ثابته للوقف.

ونَعُمَ الشیء بالضم نُعُومَهً أی صار نَاعِماً لینا.

والنَّعَام : اسم جنس ، واحده : نَعَامَه کحمام وحمامه.

والنَّعَامَه من الطیر یذکر ویؤنث.

والنَّعَائِم : منزل من منازل القمر ، قال الجوهری : وهی ثمانیه أنجم ، کأنها سریر معوج ،

ونُعْمَان بن المنذر : ملک العرب نسبت إلیه شقائق لأنه حماه.

والنُّعْمَان بالضم : اسم من أسماء الدم

ونَعْمَان بالفتح : واد فی طریق الطائف یخرج إلی عرفات.

والتَّنْعِیم : موضع قریب من مکه ، وهو أقرب إلی أطراف الحل إلی مکه. ویقال بینه وبین مکه أربعه أمیال ، ویعرف بمسجد عائشه.

ونَعَم فیه لغات : نَعِم بالفتح وکسر العین وهی الأصل ، ونَعْم بالفتح فالسکون ونِعْم بالکسر فالسکون ، ونِعِم بکسرتین.

قال الشریف فی حواشیه : هذه اللغات جائزه فیما إذا قصد به الإخبار. أما الإنشاء فَنِعْم ، بکسر الفاء وسکون العین متعین.

قالوا : وهذه اللغات جاریه فی کل اسم وفعل مکسور العین وعینه حرف حلق.

ونَعَمْ : جواب فی التصدیق إذا وقعت بعد الماضی مثل هل قام زید ، والوعد إن وقعت بعد المستقبل نحو هل یقوم زید ،

ص: 179

وهی تبقی الکلام علی ما کان علیه ، من إیجاب ونفی ، ولم تبطل النفی کما تبطله بلی ، وفی التنزیل ( أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلی ) [ 7 / 172 ] ولو قالوا نَعَمْ لکفروا إذ معناه : لست بربنا ، لأنها لا تزیل النفی بخلاف بلی.

ریح تقدم من أغشیه الدماغ ، فإذا وصل إلی العین فترت ، وإذا وصل إلی القلب نَامَ.

وحده الفقهاء بذهاب حاسه السمع والبصر ، وغیبه إدراکهما عنهما تحقیقا ، أو تقدیرا.

وبابه تعب یقال نَامَ نَوْماً ومَنَاماً فهو نَائِمٌ والجمع نِیَامٌ ، وجمع النَّائِمَهِ نُوَّمٌ علی الأصل ونُیَّمٌ علی اللفظ.

ونَامَ عن حاجته : إذا لم یهتم لها.

وَفِی الْحَدِیثِ « طُوبَی لِعَبْدٍ نُومَهٍ لَا یُؤْبَهُ لَهُ » النُّومَهُ بالضم وسکون الواو : الرجل الضعیف ، وعن أبی عبیده هو الخامل الذکر الغامض فی الناس الذی لا یعرف الشر وأهله قال الدریدی فی کتاب الجمهره :

رجل نُومَهٌ إذا کان خاملا.

ونُوَمَه یعنی بفتح الواو إذا کان کثیر النَّوْمِ.

وفی القاموس نُوَمَه کهمزه : مغفل أو خامل ، وَمِنْهُ « خَیْرُ أَهْلِ الزَّمَانِ کُلِّهِ نُوَمَهٌ ، أُولَئِکَ أَئِمَّهُ الْهُدَی مَصَابِیحُ الْعِلْمِ ، لَیْسُوا بِالْعِجْلِ وَالْمَذَایِیعِ الْبَذْرِ » العجل جمع عجول وهو قلیل التحمل والصبر فی تحصیل المطالب ، والمذاییع : جمع المذیاع وهو کثیر الإذاعه ، لم یکتم شیئا والبذر : جمع المبذار وهو سریع المبادره فی الجوابات الدنیویه ، والمجادلات المقصود بها الغلبه ، وإظهار الفضیله.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا یَزَالُ الْمَنَامُ طَائِراً حَتَّی یُقَصَّ ، فَإِذَا قُصَّ وَقَعَ » ولا یخفی ما فیه من لطافه التناسب بین القَصِّ والطائر والْمَنَامِ ، لأنه بالنسبه إلی الْمَنَامِ القصه وإلی الطائر قطع جناحه ، والمراد هنا القصه.

وَالنَّوْمُ عَلَی مَا فِی الرِّوَایَهِ أَرْبَعَهٌ : « نَوْمُ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی أَقْفِیَتِهِمْ ، وَنَوْمُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی أَیْمَانِهِمْ ، وَنَوْمُ الْکُفَّارِ عَلَی یَسَارِهِمْ ، وَنَوْمُ الشَّیَاطِینِ عَلَی وُجُوهِهِمْ ».

والْمَنَامَهُ : ثوب یُنَامُ فیه وهو القطیفه وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « دَخَلَ عَلَیَّ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وَأَنَا عَلَی الْمَنَامَهِ ».

قال القتیبی - نقلا عنه - : هی الدکان هاهنا ، وفی غیره القطیفه.

ص: 181

ردیء.

کما یقال عیدوا (1).

والْوَسِمَهُ بکسر السین ، وهی أفصح من التسکین : نبت یخضب بورقه ، ویقال هو العظلم ، وأنکر الأزهری السکون وفی القاموس : الْوَسِمَهُ ورق النیل أو نبات یختضب بورقه.

وهَدَمْتُ البناء ، من باب ضرب : أسقطته.

والْهَدَمُ بالتحریک : ما تُهْدَمُ من جوانب البئر فسقط فیها.

والْهَدْمَهُ : الدفعه من المطر.

وهَضِمَهُ حقه من باب تعب : ظلمه.

واهْتَضَمَهُ وتَهَضَّمَهُ کذلک.

وهَضَمَهُ : دفعه عن موضعه.

ورجل هَضِیمٌ ومُهْتَضِمٌ أی مظلوم.

والْهَاضُومُ : الذی یقال له الجوارش ، لأنه یَهْضِمُ الطعام ، قاله الجوهری.

وطعام سریع الِانْهِضَامِ ، وبطیء الِانْهِضَامِ.

وأَهَمَّهُ الأمر : إذا عنی به یحدث نفسه.

والفرق بین الْهَمِ بالشیء والقصد إلیه : أنه قد یَهُمُ بالشیء قبل أن یریده ویقصده بأنه یحدث نفسه به وهو مع ذلک مقبل علی فعله.

قوله ( وَهَمُّوا بِما لَمْ یَنالُوا ) [ 9 / 74 ] هو من قولهم هَمَمْتُ بالشیء أَهُمُ هَمّاً : أردته وقصدته ،

کَانَ طَائِفَهٌ عَزَمُوا عَلَی قَتْلِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله. وَهُوَ فِی سَفَرٍ ، فَوَقَفُوا فِی طَرِیقِهِ فَلَمَّا بَلَغَهُ أَمْرُهُمْ تَنَحَّی عَنِ الطَّرِیقِ وَسَمَّاهُمْ رَجُلاً رَجُلاً.

قوله ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَ بِها ) [ 12 / 24 ] ذکر فی ( عصا ).

وَفِی صِفَاتِهِ تَعَالَی « مُرِیدٌ بِلَا هِمَّهٍ ».

أی لا عزم له علی ما یفعله ، لأن الْهِمَّهَ والعزیمه یجوزان علی من له قلب فیطمئن بها علی فعل شیء فی المستقبل.

وَفِی الْحَدِیثِ « مَنْ کَانَتِ الدُّنْیَا هِمَّتَهُ فَرَّقَ اللهُ أَمْرَهُ ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَلَمْ یَأْتِهِ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا مَا کُتِبَ لَهُ ، وَمَنْ کَانَتْ هِمَّتَهُ الْآخِرَهُ جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِی قَلْبِهِ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْیَا وَهِیَ رَاغِمَهٌ ذَلِیلَهٌ » والْهِمَّهُ أراد بها : العزم الجازم.

وَفِی صِفَاتِهِ تَعَالَی « لَا یُدْرِکُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ » أی الْهِمَمُ البعیده ، وبعدها : تعلقها بعلیات الأمور ، دون محقراتها ، أی لا تدرک النفوس ذوات الْهِمَمِ البعیده وإن اتسعت فی الطلب ، کنه حقیقته

وَفِی الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِکَ مِنَ الْهَمِ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْکَسَلِ » اه قیل هذا الدعاء من جوامع الکلم ، لما قالوا أنواع الرذائل ثلاثه : نفسانیه ، وبدنیه ، وخارجیه. والأول بحسب القوی التی للإنسان العقلیه والغضبیه والشهویه ثلاثه أیضا ، والْهَمُ والحزن یتعلق بالعقلیه ، والجبن بالغضبیه ، والبخل بالشهویه ، والعجز والکسل بالبدنیه ، والضلع والغلبه بالخارجیه ، والدعاء یشتمل علی الکل.

وَفِی دُعَاءٍ آخَرَ « أَعُوذُ بِکَ مِنَ الْهَمِ وَالْغَمِّ وَالْحَزَنِ » قیل : الفرق بین الثلاثه هو أن الْهَمَ قبل نزول الأمر ویطرد النوم ، والغم بعد نزول الأمر ویجلب النوم ،

ص: 188

والحزن : الأسف علی ما فات ، وخشونه فی النفس لما یحصل فیها من الغم.

وأَهَمَّنِی الأمر : أقلقنی وأحزننی.

والْمُهِمُ : الأمر الشدید.

وَقَوْلُهُ « إِلَّا هَمّاً وَاحِداً قَدِ انْفَرَدَ بِهِ هُوَ الْوُصُولُ إِلَی سَاحِلِ الْعِزَّهِ ».

وَفِی حَدِیثِ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ « بَعِیدٌ هَمُّهُ ، طَوِیلٌ غَمُّهُ » وذلک نظرا إلی ما بین یدیه من الموت ، وما بعده ، وبحسب ذلک کان بعد هِمَّتِهِ فی المطالب العالیه ، والسعاده الباقیه ، وشغل نفسه بعباده ربه

وهَمَّنِی المرض : أذابنی.

وسنام مَهْمُومٌ : مذاب

والْهِمُ بالکسر والتشدید : الشیخ الکبیر ، والمرأه هِمَّهٌ.

والْهُمَامُ : الملک العظیم الْهِمَّهُ.

والْهَامَّهُ بتشدید میم : واحده الْهَوَامِ ، کدابه ودواب. قال الجوهری : ولا یقع هذا الاسم إلا علی المخوف من الأحناش کالحیه ونحوها ، وقد تطلق الْهَوَامُ علی ما لا یقتل من الحیوان کالحشرات ، ومنه الْحَدِیثُ « أُعِیذُ نَفْسِی مِنْ کُلِّ شَیْطَانٍ وَهَامَّهٍ »

وما له هَمَامَهٌ فی هذا الأمر ولا هِمَّهٌ أی لا یَهُمُ به.

والْهَمَامَهُ : التردد.

والْهَمْهَمَهُ : تردید الصوت فی الصدر.

والِاهْتِمَامُ : الاغتمام ، ومنه الْحَدِیثُ « إِذَا کَانَ اللهُ قَدْ تَکَفَّلَ فِی الرِّزْقِ فَاهْتِمَامُکَ لِمَا ذَا؟ ».

وَفِی الْخَبَرِ « لَا صَفَرَ وَلَا هَامَهَ ». وفیه تأویلات :

« منها » - أن العرب کانت تتشاءم بِالْهَامَهِ وهی الطائر المعروف من طیر اللیل ، وقیل هی البومه ، کانت إذا سقطت علی دار أحد ، قال نعت إلیه نفسه أو بعض أهله.

« ومنها » - أن العرب کانت تعتقد أن روح القتیل الذی لم یؤخذ بثأره تصیر هَامَهً ، وتقول « اسقونی من دم قاتلی » فإن أخذ بثأره طارت ، وقیل کانوا یزعمون أن عظام المیت وقیل روحه تصیر هَامَهً ویسمونها الصدی ، قیل : وهذا تفسیر أکثر العلماء ، وهو المشهور.

وَقَوْلُهُ : « لَا صَفَرَ » مر ذکره (1).

وهَامَ علی وجهه یَهِیمُ هَیْماً وهَیَمَاناً : ذهب من العشق وغیره.

وقلب مُسْتَهَامٌ أی هَائِمٌ.

والْهُیَامُ : العطش ، ومنه دعاء الاستسقاء « هَامَتْ دوابنا » أی عطشت.

والْهُیَامَ بالضم : حاله شبیهه بالجنون تکون للعاشق.

والْهَیَامُ بالفتح : الرمل الذی لا یتماسک أن یسیل من الید للینه ، قاله الجوهری.

والْهَامَهُ : الرأس والجمع هَامٌ ، ومنه الْحَدِیثُ « بِئْرُ بَرَهُوتَ یَرِدُ عَلَیْهِ هَامُ الْکُفَّارِ وَصَدَاهُمْ » والصدی مقصور : حشو الرأس والدماغ ، ومنه حَدِیثُ الْحمَّامِ « خُذْ مِنَ الْمَاءِ الْحَارِّ وَضَعْهُ عَلَی هَامَتِکَ » أی علی رأسک.

عنه -.

قال الجوهری الْیَتِیمُ فی الناس من قبل الأب ، وفی البهائم من قبل الأم. وقال غیره : والْیَتِیمُ من الجواهر : الذی لا أخ له ، ومنه « دره یَتِیمَهٌ » أی لا أخت لها. ویَتِمَ الصبی بالکسر یَیْتَمُ یُتْماً ویَتْمَاناً بالتسکین فیهما.

فِیهَا أَقْوَاتَ الْعَالَمِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَالطَّیْرِ وَحَشَرَاتِ الْأَرْضِ وَمَا فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مِنَ الْخَلْقِ وَالثِّمَارِ وَالشَّجَرِ وَمَا یَکُونُ فِیهِ مَعَاشُ الْحَیَوَانِ کُلِّهِ ، وَهِیَ الرَّبِیعُ وَالصَّیْفُ وَالْخَرِیفُ وَالشِّتَاءُ ، فَفِی الشِّتَاءِ یُرْسِلُ الرِّیَاحَ وَالْأَمْطَارَ وَالْأَنْدَاءَ وَالطُّلُولَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَیَسْقِی الْأَرْضَ وَالشَّجَرَ وَهُوَ وَقْتٌ بَارِدٌ ، ثُمَّ یَجِیءُ بَعْدَهُ الرَّبِیعُ وَهُوَ وَقْتٌ مُعْتَدِلٌ حَارٌّ وَبَارِدٌ فَتُخْرِجُ الشَّجَرُ ثِمَارَهَا وَالْأَرْضُ نَبَاتَهَا ، فَیَکُونُ أَخْضَرَ ضَعِیفاً ، ثُمَّ یَجِیءُ وَقْتُ الصَّیْفِ وَهُوَ حَارٌّ فَیَنْضَجُ الثِّمَارُ وَیَصْلُبُ الْحُبُوبُ الَّتِی هِیَ أَقْوَاتُ الْعَالَمِ وَجَمِیعِ الْحَیَوَانِ ، ثُمَّ یَجِیءُ مِنْ بَعْدِهِ الْخَرِیفُ فَیُطَیِّبُهُ وَیُبَرِّدُهُ ، وَلَوْ کَانَ الْوَقْتُ کُلُّهُ شِتَاءً وَاحِداً لَمْ یَخْرُجِ النَّبَاتُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَلَوْ کَانَ کُلُّهُ رَبِیعاً لَمْ تَنْضَجِ الثِّمَارُ وَلَمْ تَبْلُغِ الْحُبُوبُ ، وَلَوْ کَانَ صَیْفاً لَاحْتَرَقَ کُلُّ شَیْءٍ فِی الْأَرْضِ ، وَهَکَذَا. فَجَعَلَ اللهُ هَذِهِ الْأَوْقَاتَ لِمَصَالِحِ الْعِبَادِ ، وَجَعَلَ اللهُ هَذِهِ الْأَقْوَاتَ ( سَواءً لِلسَّائِلِینَ ) [ 41 / 10 ] یَعْنِی الْمُحْتَاجِینَ لِأَنَّ کُلَّ مُحْتَاجٍ سَائِلٌ - کَذَا فِی الرِّوَایَهِ عَنْهُمْ ع

قوله ( هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ ) [ 5 / 119 ] قریء ( هذا یَوْمُ ) بالرفع والإضافه ، وبالنصب إما علی أنه ظرف ل ( قالَ ) ، وإما علی أن ( هذا ) مبتدأ والظرف خبره.

قال الشیخ أبو علی قوله ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَی التَّقْوی مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ ) [ 9 / 108 ] قال : من أول الْأَیَّامِ کما یقال لقیت کل رجل یرید کل الرجال.

والْیَوْمُ : معروف من طلوع الفجر الثانی إلی غروب الشمس ، لقوله تعالی ( کُلُوا وَاشْرَبُوا ) [ 2 / 187 ] الآیه.

وجمع الْیَوْمِ : أَیَّامٌ ، وأصله أَیْوَامٌ فأدغمت

قوله ( وَذَکِّرْهُمْ بِأَیَّامِ اللهِ ) [ 14 / 5 ] أی بنعمه إنجائهم من آل فرعون ، وظلل علیهم الغمام. وقیل بنقمه الله التی انْتقم الله بها من الأمم السالفه ، فتکون « أَیَّامُ الله » کنایه عن عقوباته التی نزلت بمن

ص: 192

مضی فی الْأَیَّامِ الخالیه. قوله ( یَوْمَ لا تَمْلِکُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً ) [ 82 / 19 ] قال الشیخ أبو علی : قرأ ابن کثیر وأهل البصره « یَوْمُ لا تَمْلِکُ » بالرفع ، والباقون بالنصب ، والمعنی یَوْم لا یملک أحد الدفاع عن غیره ممن یستحق العقاب کما یملک کثیر من الناس فی دار الدنیا ذلک.

قوله ( سَخَّرَها عَلَیْهِمْ سَبْعَ لَیالٍ وَثَمانِیَهَ أَیَّامٍ ) [ 69 / 7 ] قیل هی أَیَّامُ العجوز ، وذلک أَنَّ عَجُوزاً مِنْ عَادٍ دَخَلَتْ سَرَباً فَأَنْزَعَتْهَا الرِّیحُ فِی الْیَوْمِ الثَّامِنِ فَأَهْلَکَتْهَا وقیل سمیت أَیَّام العجوز لأنها فی عجز الشتاء أی فی آخره.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُعَادُوا الْأَیَّامَ فَتُعَادِیَکُمْ » قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ علیه السلام : « یَوْمُ السَّبْتِ اسْمُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله » وَالْأَحَدِ أمیر المؤمنین علیه السلام ، وَالْإِثْنَیْنِ الْحَسَنُ وَالْحُسَیْنُ علیه السلام، وَالثَّلَاثَاءِ عَلِیُّ بْنُ الحسین علیه السلام وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام ، وَالْأَرْبِعَاءِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَعَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَأَنَا ، وَالْخَمِیسِ ابْنِی الْحَسَنِ ، وَالْجُمُعَهِ ابْنُ ابْنِی ، وَإِلَیْهِ تَجْتَمِعُ عِصَابَهُ الْحَقِّ ، وَهُوَ الَّذِی یَمْلَأُهَا قِسْطاً کَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً. فَهَذَا مَعْنَی الْأَیَّامِ ، فَلَا تُعَادُوهُمْ فِی الدُّنْیَا ، فَیُعَادُوکُمْ فِی الْآخِرَهِ ».

وأَیَّامُ العرب : وقائعها.

وفیه عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ : « الْحَمَّامُ یَوْمٌ وَیَوْمٌ لَا یُکْثِرُ اللَّحْمَ » قال بعض الأفاضل : الْیَوْمُ الأول فِی قَوْلِهِ « یَوْمٌ وَیَوْمٌ لَا ». خبر مبتدأ محذوف ، أی دخوله فی یَوْمٍ. وقَوْلُهُ علیه السلام وَیَوْمٌ لَا. « أی لا دخول فیه ، » ویکثر « علی وزن یکرم خبر ثان للمبتدإ المحذوف وهو من قبیل » الرمان حلو حامض » فی عدم تمامیه الکلام بدون الخبر الثانی ، فتأمل ، ثم قال وجه التأمل : أن نقول : الْیَوْمُ الأول لا یصح حمله علی المبتدإ فکیف یجعل خبرا عنه ، فلیس هذا الترکیب من قبیل « الرمان حلو حامض » لإمکان الاقتصار علی خبر واحد ، ویمکن دفعه بنوع من التکلف.

ویَامُ بن نوح علیه السلام غرق فی الطوفان قاله فی الصحاح.

ص: 193

ص: 194

ص: 196

قائِمَهً عَلی أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ ) [ 59 / 5 ] أی قطعها بِإِذْنِ الله وأمره ( لِیُخْزِیَ الْفاسِقِینَ ).

قوله ( وَما هُمْ بِضارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) [ 2 / 102 ] أی بأمره تعالی لأنه وغیره من الأسباب غیر مؤثر بالذات بل بأمره تعالی.

قوله ( تُؤْتِی أُکُلَها کُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) [ 14 / 25 ] أی بتیسیر خالقها وتکوینه.

قوله ( لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) [ 78 / 38 ].

رَوَی مُعَاوِیَهُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام « قَالَ : سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآیَهِ؟ فَقَالَ : نَحْنُ وَاللهِ الْمَأْذُونُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَهِ ، وَالْقَائِلُونَ صَوَاباً ، قَالَ : جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا تَقُولُونَ؟ قَالَ : نُمَجِّدُ رَبَّنَا ، وَنُصَلِّی عَلَی نَبِیِّنَا ، وَنَشْفَعُ لِشِیعَتِنَا فَلَا یَرُدُّنَا ».

قوله ( وَأَذِّنْ فِی النَّاسِ بِالْحَجِ ) [ 22 / 27 ] أی ناد فیهم ، والخطاب لإبراهیم علیه السلام ، والنداء فی الحج « أن یقول حجوا وعلیکم بالحج ».

رُوِیَ أَنَّهُ صَعِدَ أَبَا قُبَیْسٍ فَقَالَ « أَیُّهَا النَّاسُ حُجُّوا بَیْتَ رَبِّکُمْ » فَأَسْمَعَ اللهُ صَوْتَهُ کُلَّ مَنْ سَبَقَ عِلْمُهُ بِالْحَجِّ ، بِأَنَّهُ یَحُجُّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ ، فَأَجَابُوهُ بِالتَّلْبِیَهِ ، فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ.

وَفِی حَدِیثٍ آخَرَ « أَنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلاملَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْبَیْتِ جَاءَهُ جبرئیل علیه السلام فَأَمَرَهُ أَنْ ، فَقَالَ إبراهیم علیه السلام : یَا رَبِّ وَمَا مَبْلَغُ صَوْتِی ، قَالَ اللهُ تَعَالَی أَذِّنْ وَعَلَیَّ الْبَلَاغُ ، فَعَلَا إبراهیم علیه السلام الْمَقَامَ وَأَشْرَفَ حَتَّی صَارَ کَأَطْوَلِ الْجِبَالِ ، وَأَقْبَلَ عَلَیْهِ یَمِیناً وَشِمَالاً ، وَشَرْقاً وَغَرْباً ، وَنَادَی : یَا أَیُّهَا النَّاسُ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْحَجُّ إِلَی الْبَیْتِ فَأَجِیبُوا رَبَّکُمْ ، فَأَجَابَهُ مَنْ کَانَ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ : لَبَّیْکَ اللهُمَّ لَبَّیْکَ ».

قال بعض الأعلام : وفیه إشارات لطیفه منها : أن إجابه من کان فی الأصلاب والأرحام إشاره إلی ما کتب بقلم القضاء فی اللوح المحفوظ من طاعه المطیع بهذه الدعوه علی لسان إبراهیم

ص: 199

علیه السلام ، وما بعده من الأنبیاء وهم المراد بالسماع الذین أجابوا دعوته لحجهم ، وصدقوا ما بلغه عن ربه تعالی.

قوله ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ) [ 84 / 2 ] قال الشیخ أبو علی : الْأَذَانُ الاستماع یقول العرب : أَذِنَ لک هذا الأمر إِذْناً بمعنی استمع لک ، ومعنی ( أَذِنَتْ لِرَبِّها ) أی استمعت وأطاعت فی الانشقاق ، وانقادت لتدبیر الله ، وحق لها أن تَأْذَنَ بالانقیاد لأمر ربها الذی خلقها وتطیع له. ثم قال فی قوله ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ) [ 84 / 5 ] الثانیه : لیس هذا تکرارا ولکن الأول فی صفه السماء والثانی فی صفه الأرض ، وهذا کله من أشراط الساعه.

والِاسْتِئْذَانُ : طلب الْإِذْنِ.

قال تعالی ( لِیَسْتَأْذِنْکُمُ الَّذِینَ مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ ) [ 24 / 58 ] الآیه. أمر الله تعالی بأن یَسْتَأْذِنَ العبد والأطفال ( الَّذِینَ لَمْ یَبْلُغُوا الْحُلُمَ ) من الأحرار ( ثَلاثَ مَرَّاتٍ ) فی الیوم واللیله : قبل صلاه الفجر لأنه وقت القیام من المضاجع ولبس الثیاب ، وبالظهیره لأنه وقت وضع الثیاب للقائله وبعد صلاه العشاء لأنه وقت التجرد من ثیاب الیقظه والالتحاف بثیاب النوم. وسمی کل وقت من هذه الأوقات عوره.

وفی الحدیث تکرر ذکر « الْأَذَانِ » - وهو بفتح الفاء - لغه : الإعلام والإجازه ، إما من الْإِذْنِ بمعنی العلم أو من الْإِذْنِ بمعنی الإجازه ، وعلی التقدیرین إما أصله الْإِیذَانُ کالأمان بمعنی الإیمان والعطاء بمعنی الإعطاء. أو هو فعال بمعنی التفعیل کالسلام والکلام بمعنی التسلیم والتکلیم

وشرعا : ألفاظ متلقاه من الشارع.

والْمِئْذَنَهُ بکسر المیم وسکون الهمزه : المناره.

وأَذِنْتُ له فی کذا : أطلقت له فی فعله. ومثله أَذِنَ لی فی فعله. وأَذِنْتُ للعبد فی التجاره فهو مَأْذُونٌ له. والفقهاء یحذفون الصله ویقولون العبد الْمَأْذُونُ.

ص: 200

وَفِی الْحَدِیثِ « أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَعَلِمَ مَا هُمْ صَائِرُونَ إِلَیْهِ وَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ فَلَا یَکُونُونَ آخِذِینَ وَلَا تَارِکِینَ إِلَّا بِإِذْنٍ ».

قال بعض الشارحین : الْإِذْنُ مقارن لحدوث الفعل والترک ، وإن مصداقه الحیلوله أو التخلیه ، ومعناه لیس ما شاءوا صنعوا ، بل فعلهم معلق علی إراده حادثه متعلقه بالتخلیه أو بالصرف ، وَفِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَحَادِیثِ « أَنَّ تَأْثِیرَ السِّحْرِ مَوْقُوفٌ عَلَی إِذْنِهِ تَعَالَی ». وکأن السر فی ذلک أنه تعالی قال : لا یکن شیء من طاعه أو معصیه أو غیرهما کالأفعال الطبیعیه إلا بِإِذْنٍ جدید منی فیتوقف فی کل حادث علی الْإِذْنِ توقف المعلول علی شرطه لا توقفه علی سببه.

والْآذِنُ بالمد : الحاجب.

وإِذَنْ : حرف مکافأه وجواب ، قال الجوهری : إن قدمتها علی الفعل المستقبل نصبت بها لا غیر ، وإن أخرتها ألغیت وقلت أکرمک إِذَنْ ، وإن کان الفعل بعدها فعل الحال لم تعمل فیها العوامل الناصبه.

قال : وإذا وقفت علی إِذَنْ قلت : إِذَا ، کما تقول زیدا.

وَإِذِ ینُونَهُ : - بکسر الذال وسکون الیاء المثناه التحتانیه ، علی ما صح فی النسخ - : اسْمٌ لِعَابِدِ الْعِجْلِ بِأَمْرِ السَّامِرِیِّ ، وَهُوَ أَحَدُ الْخَمْسَهِ الَّذِینَ ذَبَحُوا الْبَقَرَهَ الَّتِی أَمَرَ اللهُ بِذَبْحِهَا ، وَأَخُوهُ مَیْذُونَهُ ، وَابْنُ أَخِیهِ ، وَابْنَتُهُ ، وَامْرَأَتُهُ.

بالتحریک ضعف الرأی ، قاله الجوهری.

وقال غیره الْأَفَنُ : النقص.

ورأی أَفِنٌ ومَأْفُونٌ : ناقص.

والْأَفْیُونُ : لبن الخشخاش ، وهو مأخوذ من الْأَفْنِ ، وهو أن لا یبقی الحالب من اللبن فی الضرع شیئا.

أن فی تضییع الْأَمَانَهِ الإثم العظیم وکذلک فی ترک أوامر الله تعالی وأحکامه فبین تعالی جرأه الإنسان علی المعاصی ، وإشفاق الملائکه من ذلک فیکون المعنی ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَهَ عَلَی ) أَهْلِ ( السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ ) من الملائکه والإنس والجن ( فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها ) أی فأبی أهلهن أن یحملوا ترکها وعقابها والمأثم فیها ، ( وَأَشْفَقْنَ مِنْها ) أی أشفقن (1) أهلهن من حملها ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً ) لنفسه بارتکاب المعاصی ( جَهُولاً ) بموضع الْأَمَانَهِ فی استحقاق العقاب علی الخیانه فیها.

وأَمِنْتُهُ علی کذا وائْتَمَنْتُهُ بمعنی.

وقرأ ما لَکَ لا تَأْمَنُنَا عَلی یُوسُفَ [ 12 / 11 ] بین الإدغام والإظهار ، وعن الأخفش : الإدغام أحسن.

قوله ( ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) [ 9 / 7 ] أی موضع أَمْنِهِ إن لم یسلم.

قوله ( قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمانَهُ ) [ 40 / 28 ] قِیلَ اسْمُهُ حِزْبِیلُ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ ، وَکَانَ نَجَّاراً لَهُ ، وَهُوَ الَّذِی نَجَرَ التَّابُوتَ لِأُمِّ مُوسَی حِینَ قَذَفَتْهُ فِی الْبَحْرِ ، وَقِیلَ کَانَ خَازِناً لِفِرْعَوْنَ قَدْ خَزَنَ لَهُ مِائَهَ سَنَهٍ وَکَانَ مُؤْمِناً خَالِصاً یَکْتُمُ إِیمَانَهُ فَأَخَذَهُ یَوْمَئِذٍ مَعَ السَّحَرَهِ ، وَقُتِلَ صَلْباً.

قوله ( وَما کانَ اللهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ ) [ 2 / 143 ] أی صلواتکم والْإِیمَانُ هنا الصلوه.

قوله ( فَتَحْرِیرُ رَقَبَهٍ مُؤْمِنَهٍ ) [ 4 / 92 ] یعنی بذلک مقره قد بلغت الحنث.

قَوْلُهُ ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) [ 29 / 26 ] قِیلَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَ بِهِ ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِ.

قوله ( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ ) [ 35 / 9 ] أی الْآمِنِ یعنی مکه ، وکان آمِناً قبل مبعث النبی صلی الله علیه وآله لا یغار علیها.

قوله ( وَمَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً ) [ 3 / 97 ] أی من العقاب إذا قام بحقوق الله تعالی ، وقیل آمِناً من القتل ، وَقِیلَ

ص: 203

إِنَّ مَکَّهَ کَانَتْ أَمْناً قَبْلَ دَعْوَهِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلاممِنْ لَدُنْ آدَمَ علیه السلام مِنَ الْخَسْفِ وَالزَّلَازِلِ وَالطُّوفَانِ وَغَیْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْمُهْلِکَاتِ ، وَإِنَّمَا تَأَکَّدَ ذَلِکَ بِدُعَائِهِ علیه السلام وقیل الْأَمَانُ للصید.

قوله ( فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسابٍ ) [ 38 / 39 ] جعل الله لسلیمان أن یحبس من یشاء من الجن والإنس ویطلق من یشاء. یقال مَنَنْتُ علی الأسیر : أطلقته.

قوله تعالی ( لا یَعْلَمُونَ الْکِتابَ إِلَّا أَمانِیَ ) [ 2 / 78 ] الکتاب التوراه.

وقوله ( إِلَّا أَمانِیَ ) أی إلا ما هم علیه من أَمَانِیِّهِمْ إن الله یعفو عنهم ، ولا یؤاخذهم بخطایاهم.

وقیل إلا أکاذیب مختلقه من علمائهم فقبلوها علی التقلید ، کما قال أحدهم هذا شیء رویته أم تمنیته أی اختلقته.

وقیل إلا ما یقرءون من کتاب الله کقول الشاعر :

تمنی کتاب الله أول لیله

قوله ( أَمَنَهً نُعاساً ) [ 3 / 154 ] الْأَمَنَهُ : الْأَمْنُ مصدر أَمِنْتُ.

والْأَمَنَهُ أیضا : الذی یثق بکل شیء وکذلک الْأُمَنَهُ کهمزه.

والْأَمْنُ : الْأَمَانُ.

قال تعالی ( لَهُمُ الْأَمْنُ ) [ 6 / 82 ] أی الْأَمَانُ.

قوله ( وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ ) [ 11 / 40 ] قیل یعنی نوحا علیه السلام قیل کانوا ثمانیه وقیل کانوا اثنین وسبعین رجلا وامرأه.

قوله ( وَما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) [ 10 / 100 ] ظاهره تحریم الْإِیمَانِ علیها ، ولکن علی معنی أَنَّهَا مَا کَانَتْ لِتُؤمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ، وَإِذْنِهِ أَمَرَهُ لَهَا بِالْإِیمَانِ کَمَا هُوَ مَرْوِیٌّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام.

والْإِیمَانُ لغه هو التصدیق المطلق اتفاقا من الکل ومنه قوله تعالی ( وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا ) [ 12 / 17 ].

وشرعا علی الأظهر هو التصدیق بالله بأن یصدق بوجوده ، وبصفاته ، وبرسله بأن یصدق بأنهم صادقون فیما أخبروا به عن الله ، وبکتبه بأن یصدق بأنها

ص: 204

کلام الله وأن مضمونها حق ، وبالبعث من القبور والصراط والمیزان ، وبالجنه والنار ، وبالملائکه بأنهم موجودون وأنهم ( عِبادٌ مُکْرَمُونَ لا یَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَیَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ ) ، یسبحون الله باللیل والنهار ( لا یَفْتُرُونَ ) ، مطهرون من أنواع الشهوات من الأکل والشرب والجماع إلی غیر ذلک ، مبرءون عن التناسل والتوالد لیسوا بذکور ولا إناث ، بل خلقهم الله تعالی من نور وجعلهم رسلا إلی من شاء من عباده.

وَفِی الْحَدِیثِ - وَقَدْ سُئِلَ علیه السلام عَنْ أَدْنَی مَا یَکُونُ الْعَبْدُ بِهِ مُؤْمِناً - فَقَالَ « یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَیُقِرُّ بِالطَّاعَهِ ، وَیَعْرِفُ إِمَامَ زَمَانِهِ ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ».

والْإِیمَانُ یرد علی صیغتین الْإِیمَانُ بالله ، والْإِیمَانُ لله.

فَالْإِیمَانُ بالله هو التصدیق بإثباته علی النعت الذی یلیق بکبریائه.

والْإِیمَانُ لله هو الخضوع والقبول عنه والاتباع لما یأمر والانتهاء لما ینهی.

وَفِی کَشْفِ الْغُمَّهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ : « الْإِیمَانُ ثَابِتٌ فِی الْقَلْبِ ، وَالْیَقِینُ خَطَرَاتُ فَمَرَّهً یَقْوَی فَیَصِیرُ کَأَنَّهُ زُبَرُ الْحَدِیدِ وَمَرَّهً یَصِیرُ کَأَنَّهُ خِرْقَهٌ بَالِیَهٌ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « الْوَسَائِلُ إِلَی اللهِ : الْإِیمَانُ الْکَامِلُ » أی الْإِیمَانُ بالله ورسوله هو أصله ، وباقی الفرائض والسنن کمالات.

وَفِیهِ « لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَهَ لَهُ » هذا الکلام ونحوه وعید لا یراد به حقیقه الإیقاع ، وإنما یقصد به الزجر والردع ونفی الفضیله دون الحقیقه فی رفع الإیمان وإبطاله.

وَفِیهِ « مَنْ صَامَ إِیمَاناً وَاحْتِسَاباً فَکَذَا » أی تصدیقا بالله وبوعده ، وإیمانا مفعول له ، ویجوز أن ینتصب علی الحال ، أی صام مؤمنا ومصدقا ، ویجوز نصبه علی المصدر أی صام صوم مُؤْمِنٍ مصدق له. قیل : وأحسن الوجوه کونه مفعولا. والْمُؤْمِنُ : من کان متصفا بالإیمان ، وهل یکلف الدلیل؟ قال المحقق الشیخ علی رحمه الله : الْمُؤْمِنُ من کان یعتقد

ص: 205

اعتقاد الإمامیه ، وإن لم یکن عنده دلیل.

وقریب منه ما نقل عن المحقق الطوسی.

وقیل لا بد منه ولو إجمالا.

وَفِی حَدِیثِ رِفَاعَهَ « أَتَدْرِی یَا رِفَاعَهُ لِمَ سُمِّیَ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً؟ قَالَ : لَا أَدْرِی! قَالَ : لِأَنَّهُ یُؤْمِنُ عَلَی اللهِ فَیُجِیزُ أَمَانَهُ ».

وَالْمُؤْمِنُ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَی سُمِّیَ اللهُ تَعَالَی بِهِ لِأَنَّهُ یُؤْمِنُ مِنْ عَذَابِهِ مَنْ أَطَاعَهُ کَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ

وَفِیهِ « نَهْرَانِ مُؤْمِنَانِ النِّیلُ وَالْفُرَاتُ وَنَهْرَانِ کَافِرَانِ » وهذا علی التشبیه لا الحقیقه لأنهما یفیضان فیسقیان الحرث بلا مؤنه وکلفه ، وجعل الأخیرین کافرین لأنهما لا یسقیان ولا ینتفع بهما إلا بمؤنه وکلفه فهذان فی الخیر والنفع کَالْمُؤْمِنِینَ ، وهذان فی قله النفع کالکافرین.

وَفِی الدُّعَاءِ « وَأَخْرِجْنِی مِنَ الدُّنْیَا آمِناً » أی من الذنوب التی بینی وبینک ، بأن توفقنی للتوبه منها قبل الموت ، ومن التی بینی وبین خلقک ، بأن توفقنی للخلاص منها ».

وَفِیهِ « لَا تُؤْمِنِّی مَکْرَکَ » قیل فیه کالاستدراج ونحوه.

وَفِیهِ « الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَهِ وَلَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یُحَدِّثَ بِحَدِیثٍ یَکْتُمُهُ صَاحِبُهُ إِلَّا أَنْ یَکُونَ لِلَّهِ أَوْ ذَاکِراً لَهُ بِخَیْرٍ » فقوله بِالْأَمَانَهِ أی کالودیعه التی یجب حفظها.

وفی المجمع فی قَوْلِهِ « الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَهِ » : إلا ثلاثه کما إذا سمع فی المجلس قائلا یقول أرید أقتل فلانا ، وأرید الزنا بفلانه ، أو آخذ ماله فإنه لا یستره.

وَفِی حَدِیثِ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام « الْمَجْلِسُ بِالْأَمَانَهِ وَلَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یُحَدِّثَ بِحَدِیثٍ یَکْتُمُهُ صَاحِبُهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِلَّا أَنْ یَکُونَ ثِقَهً أَوْ ذَاکِراً لَهُ بِخَیْرٍ ».

وَفِی حَدِیثِ الرِّضَا علیه السلام مَعَ الرَّشِیدِ « الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَهِ ، وَخَاصَّهً مَجْلِسُکَ ، فَقَالَ : لَا بَأْسَ عَلَیْکَ ».

والْأَمِینُ : الْمُؤْتَمَنُ علی الشیء ، ومنه مُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله أَمِینُ اللهِ

ص: 206

عَلَی رِسَالَتِهِ.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ الْمُسْلِمِینَ عَلَی صَلَاتِهِمْ وَصِیَامِهِمْ وَلُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ » أی ممن یصدقونهم ویَأْتَمِنُونَهُمْ علی ذلک کله.

قیل فی شرح الحدیث : أما فی الصلاه والصیام فظاهر ، وأما فی اللحوم والدماء فقیل فیه إن من صدر منه ذلک جاز استحلال لحمه الذی یؤخذ منه ، ولحم یؤخذ من بلد هو فیه ، وأما فی الدماء فمعناه أن من صدر منه إهراق دم جاز استحلاله ، ومثله « الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ مَا لَمْ یَدْخُلُوا فِی الدُّنْیَا ».

والْأَمَانُ : عدم الخوف.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله « کَسَاهُ اللهُ مِنْ حُلَلِ الْأَمَانِ ».

قال بعض الشارحین : المراد أَمَانُ أمته من النار ، فإن الله تعالی قال له ( وَلَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضی ) [ 93 / 5 ] وَهُوَ صلی الله علیه وآله لَا یَرْضَی بِدُخُولِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَی النَّارِ کَمَا وَرَدَ فِی الْحَدِیثِ وحُلَلُ الْأَمَانِ : استعاره ، وذکر الکسوه ترشیح.

وآمِینَ بالمد ، والقصر لغه ، بمعنی « اللهم استجب ». وعند بعضهم : « فلیکن کذلک ».

وأَمَّنْتُ علی الدعاء تَأْمِیناً : قلت عنده آمِینَ.

ومنه « فلان یدعو وفلان یُؤَمِّنُ علی دعائه ».

والرجل الْمَأْمُونُ : المتصف بِالْأَمَانَهِ.

وکذا الحائض الْمَأْمُونَهُ.

والْمَأْمُونُ من ألقاب الخلفاء ، واسمه عبد الله بن هارون الرشید.

وَآمِنَهُ بِنْتُ وَهْبٍ : أُمُّ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله تُوُفِّیَتْ وَلِلنَّبِیِّ أَرْبَعُ سِنِینَ ، وَتُوُفِّیَ أَبُوهُ وَهُوَ ابْنُ شَهْرَیْنِ ، وَمَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَلِلنَّبِیِّ صلی الله علیه وآله نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِ سِنِینَ کَذَا فِی الْکَافِی

وآمِنَهُ بنت أبی سفیان : زوجه النبی صلی الله علیه وآله.

أَنْ قالُوا ) [ 7 / 5 ].

ومخففه من الثقیله نحو ( أَفَلا یَرَوْنَ أَلَّا یَرْجِعُ إِلَیْهِمْ قَوْلاً ) [ 20 / 89 ] وقوله ( وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ) [ 10 / 10 ] والمعنی أَنَّهُ الحمد لله ، وقرأ بعضهم أَنَ الْحَمْدَ لِلَّهِ بالتشدید للنون ونصب الدال ، قیل وهو خارج من رأی الأئمه.

وقرئ وَأَنْ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً [ 6 / 153 ] بسکون النون.

واختلف فی قوله ( أَنْ لَعْنَهُ اللهِ عَلَی الظَّالِمِینَ ) [ 7 / 43 ] فقرئ بتشدید النون ، ونصب التاء ، والباقون بالرفع والتخفیف.

وأما قوله تعالی ( وَالْخامِسَهُ أَنَ لَعْنَتَ اللهِ عَلَیْهِ ) [ 24 / 7 ] ( وَالْخامِسَهَ أَنَ غَضَبَ اللهِ عَلَیْها ) [ 24 / 9 ] فقرئ بالتخفیف والرفع ، وقرئ بالتشدید والنصب.

وتکون مفسره بمعنی أی نحو ( وَنُودُوا أَنْ تِلْکُمُ الْجَنَّهُ ) [ 7 / 43 ] وقوله ( وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا ) [ 38 / 6 ].

وزائده نحو ( فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ ) [ 12 / 69 ] ولا معنی للزیاده سوی التأکید.

وأَنَا : اسم مکنی به ، وهو للمتکلم وحده ، وإنما بنی علی الفتح فرقا بینه وبین أن التی هی حرف ناصب للفعل ، والألف الأخیره إنما هی لبیان الحرکه فی الوقف.

وقد یوصل بها تاء الخطاب فیصیران کالشیء الواحد ، تقول أنت ، وتکسر للمؤنث ، وأنتم ، وأنتن.

وقد یدخل علیه کاف التشبیه تقول أنا کأنت ، وأنت کأنا.

وأما إن المکسوره ، فتأتی فی أول الکلام ، نحو ( إِنَّا أَعْطَیْناکَ الْکَوْثَرَ ) [ 108 / 1 ] وتأتی بعد القول نحو قوله تعالی ( قالَ إِنَّهُ یَقُولُ ) [ 2 / 71 ] وبعد القسم نحو قوله تعالی ( وَالْعَصْرِ إِنَ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ ) [ 103 / 1 ].

وهی إما حرف توکید تنصب الاسم وترفع الخبر.

أو جواب بمعنی نعم کَقَوْلِ ابْنِ الزُّبَیْرِ

ص: 209

لِمَنْ قَالَ لَهُ لَعَنَ اللهُ نَاقَهً حَمَلَتْنِی إِلَیْکَ : « إِنْ وَرَاکِبَهَا » أی نعم ولعن الله راکبها.

وأما أَنَ المفتوحه المشدده فتکون بمعنی المصدر کقوله تعالی ( أَیَعِدُکُمْ أَنَّکُمْ إِذا مِتُّمْ وَکُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّکُمْ مُخْرَجُونَ ) [ 23 / 35 ].

قال سیبویه : أنَ الثانیه مبدله من أَنَ الأولی ، والمعنی أَنَّکُمْ مخرجون إذا متم.

قال الفراء والمبرد : أَنَ الثانیه مکرره للتوکید لما طال الکلام کان تکریرها حسنا.

وهی فی العربیه علی وجهین أیضا.

« أحدهما » - التوکید کالمکسوره ،

و « الثانیه » - أن تکون لغه فی لعل ، وعلیه حمل قراءه من قرأ ( وَما یُشْعِرُکُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا یُؤْمِنُونَ ) [ 6 / 109 ] قال الجوهری : وفی قراءه أبی : لعلها ، وَفِی حَدِیثِ التَّلْبِیَهَ « لَبَّیْکَ إِنَ الْحَمْدَ لَکَ » بکسر الهمزه علی معنی الاستیناف ، وربما فتحت علی تأویل : بأَنَ الْحَمْدَ لَکَ.

وأما أَنَّی بتشدید النون والألف ، فیکون شرطا فی الأمکنه بمعنی أین.

ویکون استفهاما بمعنی ثلاث کلمات ، وهی « متی وأین وکیف ».

قال فی الارتشاف - نقلا عنه - : إلا أنها بمعنی « من أین » بزیاده حرف الجر علی الابتداء ، لا بمعنی أین وحدها ، ألا تری أَنَ مریم علیها السلام لما قیل لها ( أَنَّی لَکِ هذا ) [ 3 / 37 ] أجابت ( هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ) ولم تقل هو عند الله ، بل لو أجابت به لم یحصل المقصود.

وقد فسرت فی قوله تعالی ( فَأْتُوا حَرْثَکُمْ أَنَّی شِئْتُمْ ) [ 2 / 223 ] بثلاثه معان : کیف شئتم ، وحیث شئتم ، ومتی شئتم.

واقتصر الجوهری من ذلک علی معنیین. قال علی بن إبراهیم : وتأولت العامه ( أَنَّی شِئْتُمْ ) فی القبل والدبر ، وقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام ( أَنَّی شِئْتُمْ ) فِی الْفَرْجِ. وَالدَّلِیلُ عَلَیْهِ قَوْلُهُ ( نِساؤُکُمْ حَرْثٌ لَکُمْ ) [ 2 / 223 ] فَالْحَرْثُ الزَّرْعُ

ص: 210

وَالزَّرْعُ فِی الْفَرْجِ مَوْضِعُ الْوَلَدِ.

وقوله تعالی ( أَنَّی یَکُونُ لِی غُلامٌ ) [ 3 / 40 ] قال المفسر : هو استبعاد من حیث العاده ( وَقَدْ بَلَغَنِیَ الْکِبَرُ ) [ 3 / 40 ] أی أثر فی الکبر ، وأضعفنی ، وَکَانَتْ لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَهً ، وَلِامْرَأَتِهِ ثَمَانٌ وَتِسْعُونَ سَنَهً.

وآنَ له أن یفعل کذا أی حان له أن یفعل کذا.

والْأَیْنِیَّهُ : الوجود ، والمائیه : الماهیه ومنه الْحَدِیثُ « لَا یُثْبَتُ الشَّیْءُ إِلَّا بِأَیْنِیَّهٍ وَمَائِیَّهٍ » ومنه الْحَدِیثُ « إِنَّ اللهَ أَیَّنَ الْأَیْنَ وَکَیَّفَ الْکَیْفَ بِلَا کَیْفٍ » وکأن المعنی أوجد الْأَیْنَ لمن یقول أَیْنَ ، وأوجد الکیف لمن یقول کیف.

وأَیْنَ : سؤال عن مکان إذا قلت أین زید ، فإنما تسأل عن مکانه.

فی السادسه.

فِی مَعْنَاهُ قَالَ : « قَامَتِ امْرَأَهُ الْعَزِیزِ إِلَی الصَّنَمِ فَأَلْقَتْ عَلَیْهِ ثَوْباً. فَقَالَ لَهَا یُوسُفُ : مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ : أَسْتَحِی مِنَ الصَّنَمِ أَنْ یَرَانَا. فَقَالَ لَهَا یُوسُفُ : أَتَسْتَحِینَ مِمَّنْ لَا یُبْصِرُ وَلَا یَفْقَهُ ، وَلَا أَسْتَحِی مِمَّنْ ( خَلَقَ الْإِنْسانَ ) و ( عَلَّمَهُ الْبَیانَ ) ».

قوله : ( فَذانِکَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّکَ ) [ 28 / 32 ] هما الید البیضاء وضم الجناح من الرهب.

حاله.

وبُطْنَانُ العرش بالضم : وسطه وداخله ، ومنه الْحَدِیثُ « فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ ».

وَفِی حَدِیثِ الشَّمْسِ « إِذَا غَابَتْ انْتَهَتْ إِلَی حَدِّ بُطْنَانِ الْعَرْشِ » قال بعض الشارحین کأن المراد وصولها إلی دائره نصف النهار فإنها حینئذ تحاذی النقطه التی هی وسط العرش.

والْبُطْنَانُ جمع الْبَطْنِ وهو المنخفض من الأرض.

والْباطِنُ من أسمائه تعالی ، وهو المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا یدرکه بصر ولا یحیط به وهم ، وهو العالم بما بَطَنَ قاله فی النهایه.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْبَاطِنُ لَیْسَ عَلَی مَعْنَی الِاسْتِبْصَارِ لِلْأَشْیَاءِ أَنْ یَغُورَ فِیهَا ، وَلَکِنْ ذَلِکَ مِنْهُ عَلَی اسْتِبْطَانِهِ لِلْأَشْیَاءِ عِلْماً وَحِفْظاً وَتَدْبِیراً ، کَقَوْلِ الْقَائِلِ أَبْطَنْتُهُ أَیْ أَخْبَرْتُهُ وَعَلِمْتُ مَکْنُونَ سَرِّهِ ».

وفِیهِ « أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَیْسَ دُونَکَ شَیْءٌ » أی فلیس شیء أَبْطَنَ منک.

وَفِی حَدِیثٍ الْوُضُوءِ « أَیُبَطِّنُ الرَّجُلُ لِحْیَتَهُ » بتشدید الطاء من بطن یَبْطُنُ إذا أدخل الماء تحتها مما هو مستور بشعرها لا من بَطَنْتُ الوادی دخلته.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « أَنَّهُ مَسَحَ عَلَی النَّعْلَیْنِ وَلَمْ یَسْتَبْطِنِ الشِّرَاکَیْنِ » أی لم یمسح ما تحتهما.

والْبَطْنُ : دون القبیله ، وفوقها : الْفَخِذَهُ مؤنثه ، وإن أرید الحی فمذکر ، ویجمع الْبَطْنُ علی أَبْطُنٍ وبُطُونٍ.

والْبَطَنُ محرکه : داء الْبَطْنِ.

والْمَبْطُونُ : الذی یموت بمرض الْبَطَنِ والْمَبْطُونُ : من به إسهال أو انتفاخ فی بَطْنٍ أو من یشتکی بَطْنَهُ.

وَفِی الْخَبَرِ « الْمَبْطُونُ لَمْ یُعَذِّبْ فِی الْقَبْرِ ».

وبَطِنَ بالکسر یَبْطَنُ فهو بَطِینٌ : إذا عظم بَطْنُهُ. والْمِبْطَانُ مثله.

والْمِبْطَانُ : الذی لا یزال عظیم الْبَطْنِ من کثره الأکل.

ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « أَوْ أَبِیْتُ

ص: 215

مِبْطَاناً وَحَوْلِی بُطُونٌ غَرْثَی ».

والْبِطْنَهُ بالکسر : الامتلاء الشدید.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « إِنْ أَفْرَطَ فِی الشِّبَعِ کَظَّتْهُ الْبِطْنَهُ ».

ومنه :

بِحَسْبِکَ دَاءً أَنْ تَبِیتَ بِبِطْنَهٍ

وَحَوْلَکَ أَکْبَادٌ تَحِنُّ إِلَی الْقِدِّ

وبینهما بَوْنٌ أی بین درجتیهما أو بین اعتبارهما فی الشرف.

وأما فی التباعد الجسمانی فیقال بینهما بَیْنٌ بالیاء.

وقال الجوهری : بینهما بَوْنٌ بعید ، وبین بعید والواو أفصح.

(لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ ما لَبِثُوا فِی الْعَذابِ الْمُهِینِ) [ 34 / 14 ] من تَبَیَّنَ الشیء إذا ظهر وتجلی.

والْبَیْنُ : الواضح ، قال تعالی ( بِسُلْطانٍ بَیِّنٍ ) [ 18 / 15 ] أی واضح.

قوله تعالی ( فِی کِتابٍ مُبِینٍ ) [ 6 / 59 ] أی فی اللوح المحفوظ ، وقیل علم الله تعالی.

قوله ( إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ ) [ 12 / 5 ] أی مظهر للعداوه.

قوله ( فَإِذا هِیَ ثُعْبانٌ مُبِینٌ ) [ 7 / 107 ] أی بَیِّنٌ.

وبَیَّنَ الشیء : إذا أوضحه.

قال تعالی ( لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَکْتُمُونَهُ ) [ 3 / 187 ] وقال ( إِلَّا أَنْ یَأْتِینَ بِفاحِشَهٍ مُبَیِّنَهٍ ) [ 4 / 19 ].

واسْتَبَانَ الشیء : تَبَیَّنَ.

واسْتَبَانَهُ : بَیَّنَهُ ، وعلی الوجهین قرئ قوله ( وَلِتَسْتَبِینَ سَبِیلَ الْمُجْرِمِینَ ) [ 6 / 55 ] بنصب السبیل ورفعه.

قوله ( الْکِتابَ الْمُسْتَبِینَ ) [ 37 / 117 ] أی البلیغ فی بَیَانِهِ وهو التوراه.

قوله ( وَلا یَکادُ یُبِینُ ) [ 43 / 52 ] من بَانَ الأمر یَبِینُ فهو بَیِّنٌ إذا وضح. وأَبَانَ إِبَانَهً وبَیَّنَ وتَبَّیَنَ واسْتَبَانَ ، کله بمعنی الوضوح والانکشاف.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَنَّ اللهَ نَصَرَ النَّبِیِّینَ بِالْبَیَانِ » أی بالمعجزه ، وبأن ألهمهم وأوحی إلیهم بمقدمات واضحه الدلائل علی المدعی عند الخصم ، مؤثره فی قلبه.

وَفِیهِ « أَنْزَلَ اللهُ فِی الْقُرْآنِ تِبْیَانَ کُلِّ شَیْءٍ » أی کشفه وإیضاحه.

والْبَیَانُ والسلطان والبرهان والفرقان : نظائر ، وحدودها مختلفه.

فَالْبَیَانُ : إظهار المعنی للنفس ، کإظهار نقیضه.

والبرهان : إظهار صحه المعنی وإفساد نقیضه.

والفرقان : إظهار تمیز النفس مما التبس.

والسلطان : إظهار ما یتسلط به علی نقض المعنی بالإبطال.

وتَبَیَّنَ الشیء لی إذا ظهر عندی وزال

ص: 218

خفاه عنی ، وفی المثل « قَدَّ بَیَّنَ الصُّبْحُ لِذِی عَیْنَیْنِ » أی تَبَیَّنَ.

وبَانَ الحی بَیْناً وبَیْنُونَهً : ظعنوا وأبعدوا.

وضرب رأسه فَأَبَانَهُ من جسده : فصله. والْمُبَایَنَهُ : المفارقه.

وتَبَایَنَ القوم : تهاجروا.

والْبَائِنُ من الطلاق : ما لا رجعه فیه.

وتطلیقه بَائِنَهٌ هی فاعله بمعنی مفعوله.

وَفِی الْحَدِیثِ « کَسْبُ الْحَرَامِ یَبِینُ فِی الذُّرِّیَّهِ ».

ویرد علیه قوله تعالی ( وَلا تَزِرُ وازِرَهٌ وِزْرَ أُخْری ) [ 6 / 184 ].

ویمکن الجواب بأن أثر الحرام یسری إلی الذریه بحیث تفعل أفعالا موجبه للنکال.

وغراب الْبَیْنِ : مر بیانه (1).

وَفِی وَصْفِهِ صلی الله علیه وآله « لَیْسَ بِالطَّوِیلِ الْبَائِنِ » أی المفرط طولا الذی بعد عن قد الرجال.

وتَبَیَّنَ الشیء : تحقق.

ومِنْهُ « تَبَیَّنَ زِنَا الزَّانِیَهِ » أی تحقق زِنَاهَا بِبَیِّنَهٍ أو رؤیه.

وَفِی الْخَبَرِ « مَا قُطِعَ مِنْ حَیٍّ وَأُبِینَ مِنْهُ » أَیْ انفصل منه وهو حی « فَهُوَ مَیْتَهٌ » یعنی أنه لا یجوز أکله.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُقَدِّمَنَّ شَیْئاً بَیْنَ یَدَیْ شَیْءٍ » أی قدامه متوسطا یدیه.

وقولهم « لإصلاح ذات الْبَیْنِ » یعنی الأحوال التی بَیْنَ القوم وإسکان النائره التی بَیْنَهُمْ ، وإصلاحها بالتعهد والتفقد ولما کانت ملابسه الْبَیْنِ وصفت به ، فقیل لها ذات الْبَیْنِ کما قیل للأسرار ذات الصدور.

وبَیْنَ : ظرف مبهم لا یَتَبَیَّنُ معناه إلا بالإضافه إلی اثنین فصاعدا أو ما یقوم مقام ذلک کقوله تعالی ( عَوانٌ بَیْنَ ذلِکَ ) [ 2 / 68 ].

وتکون ظرف مکان ، نحو جلست بین القوم.

وظرف زمان وهو کثیر قال فی المصباح والمشهور فی العطف بعدها أن تکون

ص: 219

بالواو لأنها للجمع المطلق نحو « المال بین زید وعمرو ».

وأجاز بعضهم بالفاء مستدلا بقوله بین الدخول فحومل (1).

وأجیب بأن ( الدخول ) اسم لمواضع شتی ، فهو بمنزله « المال بین القوم ».

وَفِی الْحَدِیثِ « بَیْنَا أمیر المؤمنین علیه السلام جَالِسٌ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّهِ إِذْ قَالَ کَذَا وَکَذَا ».

قال بعض الشارحین - ووافقه غیره من اللغویین بَیْنَا : فعلی من الْبَیْنِ ، أشبعت الفتحه فصارت ألفا.

بَیْنَا ویقال بَیْنَمَا بزیاده المیم والمعنی واحد ، تقول « بَیْنَا نحن نرقبه أتانا » أی أتانا بین أوقات رقبتنا إیاه.

وتضاف إلی جمله « من فعل وفاعل » أو « مبتدإ وخبر » وتستدعی فی الصورتین جوابا یتم به المعنی ، کما یستدعی ( إذا ) و ( لما ).

وتقع بعدها إذ الفجائیه غالبا تقول « بَیْنَا أنا فی عسر إذ جاء الفرج ».

وعامله محذوف یفسر الفعل الواقع بعد إذ ، أی بَیْنَ أوقات إعساری مجیء الفرج.

وبَیْنَ بَیْنَ : هما اسمان جعلا اسما واحدا وبنیا علی الفتح کخمسه عشر.

وأَبْیَنَ وزان أحمر : اسم رجل من حمیر بن عدن فنسب إلیه. وقیل عدن أَبْیَنُ ، وکسر الهمزه لغه قاله فی المصباح

ص: 220

وَالْهَوَامِّ ، فِیهَا یَتَعَاطَفُونَ ، وَبِهَا یَتَرَاحَمُونَ ، وَأَخَّرَ تِسْعَهً وَتِسْعِینَ رَحْمَهً.

فتبین لنا أن الله تعالی بین لعباده معالم معرفته بهذه الأسماء ، وعرفنا أن ما خص الله به المؤمنین من رحمته فی الآخره بالنسبه إلی ما عم به الخلائق من رحمته فی دار الدنیا نسبه تسعه وتسعین جزءا إلی الجزء الأقل من جزء واحد.

والکافر حیث کفر بالله ولم یؤد حق العبودیه فی هذه الأسماء ، ولا فی بعضها حرم الله علیه أقسام رحمته فی الآخره المعبر عنها بتسع وتسعین ، فجعل الله مکان کل عدد من هذه الأعداد تِنِّیناً یسلط علیه فی قبره - انتهی. وهو جید.

تَرْغُو » جِرَانُ البعیر بالکسر من مقدم عنقه من مذبحه إلی منحره ، فإذا برک البعیر ومد عنقه علی الأرض ، قیل : ألقی جِرَانَهُ بالأرض. والجمع جَرَنَ وأَجْرِنَهٌ کحمار وحمر وأحمره.

والْجَرِینُ کالبرید : البیدر الذی یداس فیه الطعام ، وموضع التمر الذی یجفف فیه والجمع جُرْنٌ ، کبرید وبرد وَمِنْهُ « لَا قَطْعَ فِی ثَمَرٍ حَتَّی کُومَهِ الْجَرِینِ ».

وتضیء فی وجه الظلام منیره

کَجُمَانَهِ البحری سل نظامها

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : صَارَتْ حَیَّهً صَفْرَاءَ لَهَا عُرْفٌ کَعُرْفِ الْفَرَسِ ، صَارَتْ تَتَوَرَّمُ حَتَّی صَارَتْ ثُعْبَاناً ، وَهُوَ أَعْظَمُ مَا یَکُونُ مِنَ الْحَیَّاتِ ، وَلَمَّا أَلْقَی مُوسَی الْعَصَا صَارَتْ جَانّاً فِی الِابْتِدَاءِ ، ثُمَّ صَارَتْ ثُعْبَاناً فِی الِانْتِهَاءِ.

ویقال وصف الله العصا بثلاثه أوصاف الحیهِ ، والْجَانِ ، والثعبانِ. لأنها کالحیه لعدوها ، وکَالْجَانِ لتحرکها ، وکالثعبان لابتلاعها.

وَنُقِلَ أَیْضاً أَنَّهُ علیه السلام « لَمَّا أَلْقَی الْعَصَا صَارَتْ حَیَّهً عَظِیمَهً ، صَفْرَاءَ ، شَعْرَاءَ فَاغِرَهً فَاهَا ، بَیْنَ لَحْیَیْهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعاً ، وَارْتَفَعَتْ مِنَ الْأَرْضِ بِقَدْرِ مِیلٍ ، وَقَامَتْ عَلَی ذَنَبِهَا وَاضِعَهً فَاهَا الْأَسْفَلَ فِی الْأَرْضِ وَالْأَعْلَی عَلَی سُورِ الْقَصْرِ ، وَتَوَجَّهَتْ نَحْوَ فِرْعَوْنَ لِتَأْخُذَهُ ».

ویقال کانت العصا حیه لموسی وثعبانا لفرعون وجَانّاً للسحره.

والْجَنَّهُ بالفتح : البستان من النخل والشجر ، وأصلها من الستر کأنها لتکاثفها والتفاف أغصانها سمیت بِالْجَنَّهِ التی هی المره من جَنَّهُ إذا ستره.

قال تعالی ( وَقُلْنا یا آدَمُ اسْکُنْ أَنْتَ وَزَوْجُکَ الْجَنَّهَ ) [ 2 / 35 ].

وَسُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ جَنَّهِ آدَمَ « أَمِنْ جِنَانِ الدُّنْیَا کَانَتْ أَمْ مِنْ جِنَانِ الْآخِرَهِ؟ فَقَالَ علیه السلام : کَانَتْ مِنْ جِنَانِ الدُّنْیَا ، تَطْلُعُ فِیهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، وَلَوْ کَانَتْ مِنْ جِنَانِ الْآخِرَهِ لَمْ یَدْخُلْهَا إِبْلِیسُ ، وَمَا خَرَجَ مِنْهَا آدَمُ أَبَداً ».

قوله ( مَثَلُ الْجَنَّهِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ) [ 13 / 35 ] قال بعض الأعلام اختلف فی أنها مخلوقه الآن أم لا؟ والذی ذهب إلیه الأکثرون ، وعلیه المحقق الطوسی فی التجرید القول بوجودها الآن ، وکل من قال بخلق الْجَنَّهِ قال بخلق النار.

ولهذا القول شواهد من الکتاب والسنه کقوله تعالی ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ ) [ 3 / 133 ] وفی حق النار ( أُعِدَّتْ لِلْکافِرِینَ ) [ 3 / 131 ] فقد أخبر تعالی عن إعدادها بلفظ الماضی ، وهو یدل علی وجودها ، وإلا لزم الکذب.

ص: 227

والحمل علی التعبیر عن المستقبل بلفظ الماضی عدول عن الظاهر.

وَفِی حَدِیثِ أَبِی الصَّلْتِ مَعَ الرِّضَا علیه السلام « قَالَ : قُلْتُ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ أَخْبِرْنِی عَنِ الْجَنَّهِ وَالنَّارِ أَهُمَا الْیَوْمَ مَخْلُوقَتَانِ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وآله قَدْ دَخَلَ الْجَنَّهَ وَرَأَی النَّارَ لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ ، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ إِنَّهُمَا الْیَوْمَ مُقَدَّرَتَانِ غَیْرُ مَخْلُوقَتَیْنِ! فَقَالَ علیه السلام : مَا أُولَئِکَ مِنَّا وَلَا نَحْنُ مِنْهُمْ ، مَنْ أَنْکَرَ خَلْقَ الْجَنَّهَ وَالنَّارِ فَقَدْ کَذَّبَ النبی صلی الله علیه وآله ، وَکَذَّبَنَا ، وَلَیْسَ مِنْ وَلَایَتِنَا عَلَی شَیْءٍ وَیُخَلَّدُ فِی نَارِ جَهَنَّمَ ».

وَعَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام « قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّهَ فَرَأَیْتُ قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ یُرَی دَاخِلُهُ مِنْ خَارِجِهِ ، وَخَارِجُهُ مِنْ دَاخِلِهِ ، وَفِیهِ بَیْتَانِ مِنْ دُرٍّ وَزَبَرْجَدٍ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْکَلَامَ وَأَدَامَ الصِّیَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَالنَّاسُ نِیَامٌ.

فَقَالَ أمیر المؤمنین علیه السلام یَا رَسُولَ اللهِ وَفِی أُمَّتِکَ مَنْ یُطِیقُ هَذَا؟

فَقَالَ ادْنُ مِنِّی یَا عَلِیُّ ، فَدَنَا فَقَالَ أَتَدْرِی مَا إِطَابَهُ الْکَلَامِ؟ فَقَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ مَنْ قَالَ « سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَکْبَرُ ».

فَقَالَ : أَتَدْرِی مَا إِدَامَهُ الصِّیَامِ؟

قَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ یُفْطِرْ مِنْهُ شَیْئاً.

قَالَ : أَتَدْرِی مَا إِطْعَامُ الطَّعَامِ؟ قَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ : مَنْ طَلَبَ لِعِیَالِهِ مَا یَکُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ وَتَدْرِی مَا التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَالنَّاسُ نِیَامٌ؟

قَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ : مَنْ لَمْ یَنَمْ حَتَّی یُصَلِّیَ عِشَاءَ الْآخِرَهِ ، وَیَعْنِی بِالنَّاسِ نِیَامَ ( الْیَهُودِ

ص: 228

وَالنَّصَارَی ) فَإِنَّهُمْ یَنَامُونَ فِیمَا بَیْنَهُمَا ».

وَفِی الْحَدِیثِ « أَنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الْجَنَّهِ عَلَی صُوَرِ أَبْدَانِهِمْ ، لَوْ رَأَیْتَهُ لَقُلْتَ فُلَانٌ » والمراد بها جَنَّهٌ من جَنَّاتِ الدنیا ، تطلع علیها الشمس ، وتغیب.

وعلی ذلک دلت الأخبار عن الأئمه الأطهار.

وَفِیهِ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ النَّارَ ، وَخَلَقَ الطَّاعَهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْمَعْصِیَهَ ، وَخَلَقَ الرَّحْمَهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْغَضَبَ ، وَخَلَقَ الْخَیْرَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الشَّرَّ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ الْحَیَاهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْمَوْتَ ، وَخَلَقَ الشَّمْسَ قَبْلَ الْقَمَرِ ، وَخَلَقَ النُّورَ قَبْلَ الظُّلْمَهِ ».

وقد تقدم فی ( جمل ) ما یدل علی أن الْجَنَّهَ فی السماء ، والنار فی الأرض ، والصراط من الأرض إلی الْجِنَانِ.

والْجِنُ : الذین هم خلاف الإنس ، الواحد منهم : جِنِّیٌ ، سمیت بذلک لأنها لا تری.

قیل : إن الْجِنَ أجسام هوائیه قادره علی التشکل بأشکال مختلفه ، لها عقول وأفهام وقدره علی الأعمال الشاقه.

وحکی ابن الأعرابی إجماع المسلمین علی أنهم یأکلون ویشربون وینکحون ، خلافا للفلاسفه النافین لوجودهم.

ولیله الْجِنِ : اللیله التی جاءت الْجِنِ رسول الله صلی الله علیه وآله ، وذهبوا به إلی قومهم لیتعلموا منه الدین.

واختلف فی ثوابهم ، فقال أبو حنیفه ثوابهم السلامه من العذاب ، لقوله تعالی ( یَغْفِرْ لَکُمْ مِنْ ذُنُوبِکُمْ وَیُجِرْکُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ ) [ 46 / 31 ] وقال مالک لهم الکرامه بالجنه ، لقوله تعالی ( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) [ 55 / 46 ].

واستدل البخاری علی الثواب ، بقوله تعالی ( وَلِکُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ) [ 6 / 132 ] وبقوله ( فَلا یَخافُ بَخْساً ) [ 72 / 13 ] أی نقصانا.

وَفِی الْخَبَرِ « خَلَقَ اللهُ الْجِنَ خَمْسَهَ أَصْنَافٍ ، صِنْفٌ حَیَّاتٌ وَعَقَارِبُ ، وَصِنْفٌ حَشَرَاتُ الْأَرْضِ ، وَصِنْفٌ کَالرِّیحِ فِی الْهَوَاءِ وَصِنْفٌ کَبَنِی آدَمَ عَلَیْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ ».

والْجُنَّهُ بالضم والتشدید : الستره ،

ص: 229

وما تسترت به من سلاح ونحوه.

وَفِی الْحَدِیثِ « الصَّوْمُ جُنَّهٌ مِنَ النَّارِ » أی یتستر به من دخول النار والمعاصی ، لأنه یکسر الشهوه ویضعف القوه ، ولذلک قَالَ صلی الله علیه وآله « إِنَّ الشَّیْطَانَ لَیَجْرِی فِی ابْنِ آدَمَ مَجْرَی الدَّمِ ، فَضَیِّقُوا مَجَارِیَهُ بِالْجُوعِ » فکأن الصوم علی الخصوص أشد قمعا للشیطان من سائر العبادات.

وَفِی حَدِیثِ الْحَقِّ تَعَالَی « یَا مُوسَی اتَّخِذْنِی جُنَّهً لِلشَّدَائِدِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « الْإِمَامُ جُنَّهٌ » أی یتقی به ، ویستدفع به الشر.

والْمِجَنُ بالکسر والتشدید : الترس لأن صاحبه یستتر به.

ومنه الْحَدِیثُ « لَا یُطَوِّلَنَّ أَحَدُکُمْ شَعْرَ إِبْطَیْهِ ، فَإِنَّ الشَّیْطَانَ یَتَّخِذُهُ مِجَنّاً یَسْتَتِرُ بِهِ ».

والجمع الْمَجَانُ بالفتح.

والْجَنِینُ الولد فی بطن أمه.

والْجَنَاجِنُ : عظام الصدر ، الواحده جِنْجِنٌ وجِنْجِنَهٌ بکسر الجیمین فیهما.

والْمَنْجَنُونُ : الدولاب التی یستقی علیها.

قال الصدوق رحمه الله : واسمه عبد الله ابن أنیس الأنصاری.

وقد حَزِنَ حَزَناً من باب تعب فهو حَزِنٌ وحَزِینٌ.

قال فی المصباح : ویتعدی فی لغه قریش بالحرکه ، یقال حَزَنَنِی الأمر یَحْزُنُنِی من باب قتل ، وفی لغه تمیم بالألف.

قال الجوهری : وقرئ بهما ، قال : ومنع أبو زید استعمال الماضی من الثلاثی ، فلا یقال حَزَنَهُ ، وإنما یستعمل المضارع من الثلاثی فیقال یَحْزُنُهُ.

والْحَزَنُ بفتحتین کَالْحُزْنِ : ضد السرور.

والْحُزَانَهُ بالضم والتخفیف : عیال الرجل الذی یَتَحَزَّنُ لهم. ومنه الدُّعَاءُ « وَأَهْلَ حُزَانَتِی ».

والْحَزْنُ کفلس : ما غلظ من الأرض وهو خلاف السهل ، والجمع حُزُونٌ کفلوس

کَمَا سَمِعُوهُ لَا یَزِیدُونَ وَلَا یَنْقُصُونَ » (1).

قوله ( وَأْمُرْ قَوْمَکَ یَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها ) [ 7 / 145 ] أی فیها ما هو حَسَنٌ وأَحْسَنُ کالاقتصاص والعفو والانتصار والصبر ، فمرهم أن یأخذوا مما هو أدخل فی الْحُسْنِ وأکثر للثواب ، کقوله ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ ) [ 39 / 55 ] وقیل : یأخذوا بما هو واجب أو ندب لأنه أَحْسَنُ من المباح.

قوله ( وَجادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ ) [ 16 / 125 ] قال : القرآن.

قوله ( رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَهً ) [ 2 / 201 ] أی الصدق ، وَرُوِیَ أَنَّهَا سَعَهٌ فِی الْخَلْقِ وَسَعَهٌ فِی الرِّزْقِ ( وَفِی الْآخِرَهِ حَسَنَهً ) [ 2 / 201 ] أی رضوانک والجنه.

قوله ( إِنْ تَمْسَسْکُمْ حَسَنَهٌ ) [ 3 / 120 ] أی غنیمه ( تَسُؤْهُمْ ).

قوله ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها ، وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَهِ فَکُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ ) [ 27 / 89 ].

عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام « قَالَ : الْحَسَنَهُ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ ، وَالسَّیِّئَهُ بُغْضُنَا »

یؤیده ما رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله « أَنَّهُ قَالَ : یَا عَلِیُّ لَوْ أَنَّ أُمَّتِی صَامُوا حَتَّی صَارُوا کَالْأَوْتَادِ وَصَلَّوْا حَتَّی صَارُوا کَالْحَنَایَا ، ثُمَّ أَبْغَضُوکَ لَأَکَبَّهُمُ اللهُ عَلَی مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ ».

قوله ( وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّیِّئاتِ ) [ 7 / 167 ] أی بالنعم والنقم ، والمسخ والمحن ( لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ ).

قوله ( إِنَ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ) [ 11 / 115 ] قیل : أراد بِالْحَسَنَاتِ الصلاه.

وفی معنی إذهابها للسیئات قولان : مر أحدهما فی ( ذهب ).

والثانی : أنها لطف فی ترک السیئات کما قال تعالی ( إِنَّ الصَّلاهَ تَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْکَرِ ) [ 29 / 45 ].

ص: 233

قَوْلُهُ ( إِنَّا نَراکَ مِنَ الْمُحْسِنِینَ ) [ 12 / 36 ] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام قَالَ « کَانَ یُوَسِّعُ الْمَجْلِسَ ، وَیَسْتَقْرِضُ لِلْمُحْتَاجِ ، وَیُعِینُ الضَّعِیفَ ».

والْحُسْنَی : خلاف السُّوأَی ، وقوله ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنی ) [ 92 / 6 ] أی بالخصله الْحَسَنَهِ ، وهی الإیمان أو بالمله الْحُسْنَی ، وهو الإسلام.

وفی الروایه غیر ذلک وقد مر فی ( یسر ).

قوله ( إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ ) [ 9 / 52 ] أی إحدی العاقبتین اللتین کل واحده منهما حُسْنَی العواقب ، وهما النصر والشهاده.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِیءُ مِنَ الْخِیَانَهِ ، یَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ ، إِمَّا دَاعِیَ اللهِ ، فَمَا عِنْدَ اللهِ ، خَیْرٌ لَهُ ، وَإِمَّا رِزْقَ اللهِ ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَمَالٍ ، وَمَعَهُ دِینُهُ وَحَسَبُهُ ».

والْحُسْنَی : أحد الحیطان الموقوفه علی فاطمه علیها السلام.

قَوْلُهُ ( وَبِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً ) [ 2 / 83 ] سُئِلَ علیه السلام مَا هَذَا الْإِحْسَانُ؟ فَقَالَ : « الْإِحْسَانُ أَنْ یُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا ، وَأَنْ لَا یُکَلِّفَهُمَا أَنْ یَسْأَلَانِهِ شَیْئاً مِمَّا یَحْتَاجَانِ إِلَیْهِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « حَسِّنْ بِالْقُرْآنِ صَوْتَکَ » ومثله « حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِکُمْ ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ یَزِیدُ الْقُرْآنَ حُسْناً ».

وفِیهِ « لِکُلِّ شَیْءٍ حِلْیَهٌ ، وَحِلْیَهُ الْقُرْآنِ الصَّوْتُ الْحَسَنُ ».

وَفِی حَدِیثِ الْبَاقِرِ علیه السلام « وَرَجِّعْ بِالْقُرْآنِ صَوْتَکَ ، فَإِنَّ اللهَ یُحِبُّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ » إلی غیر ذلک مما دل صریحا علی رجحان تَحْسِینِ الصوت فی القرآن بالمعنی المتعارف ، وما قیل من أن تَحْسِینَ الصوت إنما هو بتأدیه الحروف والإعراب ، والاعتماد علی المخارج ، فإنه یُحَسِّنُ الصوت به حُسْناً جیدا ، وأن تَحْسِینَ الصوت لا دخل له فی القرآن ، ففی غایه البعد عن مفاد تلک الأحادیث ، وخروج عن مناطیقها ، إلی ما لا دلیل علیه (1).

ص: 234

والْحَسَنَهُ : خلاف السیئه.

والْحَسَنُ : نقیض القبح ، والجمع مَحَاسِنُ علی غیر قیاس.

وقد حَسُنَ الشیء ، وإن شئت خففت الضمه ، فقلت : حَسُنَ الشیء قاله الجوهری.

وحَسَّانُ : اسم رجل ، إن جعلته فعالا من الْحُسْنِ یکون النون أصلیه ، وإن جعلته فعلانا من الحس ، وهو القتل تکون النون زائده.

وقالوا « امرأه حَسَنَهٌ وحَسْنَاءُ » ولم یقولوا : رجل أَحْسَنُ.

وحَسَّنْتُ الشیء تَحْسِیناً : زینته.

والْحَسَنُ والْحُسَینُ : ابنان لعلی وفاطمه علیها السلام ، فإن ثنیت قلت : الْحَسَنَانِ وکان بینهما فی المیلاد سته أشهر وعشر وفیه نزلت ( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) [ 46 / 15 ].

وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَسْکَرِیُّ علیه السلام وُلِدَ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَهَ اثْنَتَیْنِ وَثَلَاثِینَ وَمِائَتَیْنِ ، وَقُبِضَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَهَ سِتِّینَ وَمِائَتَیْنِ ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِینَ سَنَهً ، وَدُفِنَ فِی دَارِهِ الَّتِی دُفِنَ فِیهَا أَبُوهُ.

ومَحَاسِنُ المرأه : المواضع الْحَسَنَهُ من بدنها ، التی أمر الله بسترها (1).

ومَحَاسِنُ الأعمال : نقیض مساویها.

واسْتَحْسَنَ الشیء : عده حَسَناً ، ومنه « الِاسْتِحْسَانُ عند أهل الرأی »

ثم قال : وقال أصحابنا : لا یجوز عقد النکاح الدوام علی الکتابیه ، لقوله تعالی ( وَلا تَنْکِحُوا الْمُشْرِکاتِ حَتَّی یُؤْمِنَ ) [ 2 / 221 ] ولقوله ( لا تُمْسِکُوا بِعِصَمِ الْکَوافِرِ ) [ 60 / 10 ].

وأولوا هذه الآیه بأن المراد ب ( الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ ) : اللاتی أسلمن منهن. والمراد من ( الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ ) : اللاتی کن فی الأصل مؤمنات ، بأن ولدن علی الإسلام ، وذلک لأن قوما کانوا یتحرجون من العقد علی من أسلمت عن کفر ، فبین تعالی أن لا حرج فی ذلک.

قالوا : ویجوز أیضا أن یکون مخصوصا بنکاح المتعه ، وملک الیمین (1).

قوله ( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ ) [ 4 / 23 ] أی ویحرم علیکم المتزوجات من النساء ( إِلَّا ما مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ ) أی إلا الأمه المزوجه بعبده فإن لسیده أن ینتزعها من تحت نکاح زوجها ، واللاتی سبین ، ولهن أزواج فی دار الکفر ، هن حلال للغزاه.

قوله ( وَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ مِنْکُمْ طَوْلاً أَنْ یَنْکِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ ) [ 4 / 25 ] أی الحرائر العفیفات ، وقد ذکر البحث عن الآیه مستوفی فی ( طول ).

قوله ( فَإِذا أُحْصِنَ ) [ 4 / 25 ] علی ما لم یسم فاعله أی تزوجن ، وأصل الْإِحْصَانِ : المنع.

وأَحْصَنَ الرجل : إذا تزوج فهو مُحْصِنٌ بالکسر علی القیاس ، ومُحْصَنٌ بالفتح علی غیر القیاس.

وحَصُنَتِ المرأه بالضم حَصْناً أی عفت فهی حَاصِنٌ.

وحَصَانٌ بالفتح ، والْمُحْصِنُ : من له فرج یغدو علیه ویروح.

قوله ( إِلَّا فِی قُریً مُحَصَّنَهٍ ) [ 59 / 14 ] أی ممنوعه من أن یوصل إلیها ، من حَصَّنْتُ القریه إذا بنیت حولها

(تُحْصِنُونَ) [ 12 / 48] أی تحرزون لبذر الزراعه.

قوله ( مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسافِحِینَ )

ص: 236

[ 4 / 24 ] أی أعفاء غیر زناه.

والمسلمه مُحْصَنَهٌ ، لأن الإسلام یمنعها إلا مما یحل.

والمرأه تکون مُحْصَنَهً بالعفاف والإسلام والحریه والتزویج.

والْحِصْنُ : واحد الْحُصُونِ وهو المکان المرتفع لا یقدر علیه لارتفاعه. وَمِنْهُ « الْفُقَهَاءُ حُصُونُ الْإِسْلَامِ کَحِصْنِ سُورِ الْمَدِینَهِ ».

وحَصُنَ بالضم حَصَانَهً فهو حَصِینٌ ، أی منیع.

ویتعدی بالهمزه والتضعیف فیقال أَحْصَنْتُهُ ، وحَصَّنْتُهُ.

وَفِی الدُّعَاءِ « أَسْأَلُکَ بِدِرْعِکَ الْحَصِینَهِ » أی التی یُتَحَصَّنُ ویستدفع بها المکاره.

وَفِی دُعَاءِ الِاسْتِنْجَاءِ « اللهُمَ حَصِّنْ فَرْجِی » أراد ستره وعفته وصونه عن المحرمات.

وَمِنْهُ « حَصِّنُوا أَمْوَالَکُمْ بِالزَّکَاهِ ».

والمرأه الْحِصَانُ بالکسر : المتعففه

والْحِصَانُ بالکسر أیضا : الکریم من فحوله الخیل ، یقال فرس حِصَانٌ ، سمی به لأنه حَصِینٌ بمائه ، فلم ینز إلا علی کریمه ، ثم کثر ذلک حتی سموا کل ذکر من الخیل حِصَاناً ، وإن لم یکن عتیقا.

وقیل سمی بذلک لأن ظهره کَالْحِصْنِ لراکبه.

والجمع حُصُنٌ ککتاب وکتب.

وأبو الْحُصَیْنِ : کنیه تغلب.

وحَاضِنَهُ الصبی : التی تقوم علیه فی تربیته.

وحَضَنْتُهُ عن حاجته أی حبسته عنها.

وعلی بن محمد الْحُضَیْنِیُ من رواه الحدیث.

وإسحاق بن إبراهیم الْحُضَیْنِیُ کان خادما للرضا علیه السلام.

یقال حَنَنْتُ علی الشیء أَحِنُ من باب ضرب حَنَّهً بالفتح وحَنَاناً : عطفت علیه وترحمت.

وقیل الْحَنَانُ : الرزق والبرکه.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُئِلَ علیه السلام مَا عَنَی فِی یَحْیَی ( وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا )؟ قَالَ : تَحَنَّنَ اللهُ عَلَیْهِ ، قُلْتُ : فَمَا بَلَغَ مِنْ تَحَنُّنِ اللهِ عَلَیْهِ؟ قَالَ : کَانَ إِذَا قَالَ : یَا رَبِّ! قَالَ : لَبَّیْکَ یَا یَحْیَی ».

قوله ( وَیَوْمَ حُنَیْنٍ ) [ 9 / 26 ] الآیه حُنَیْنٌ کلُجَین : واد بین مکه والطائف حارب فیه رسول الله صلی الله علیه وآله والمسلمون ، وکانوا اثنی عشر ألفا. وهو مذکر منصرف ، وقد یؤنث علی معنی البقعه.

قال فی المصباح : وقصه حُنَیْنٍ أن النبی صلی الله علیه وآله فتح مکه فی رمضان ، سنه ثمان ثم خرج وقد بقی من شهر رمضان أیام ، لقتال هوازن وثقیف وسار إلی حنین ، فلما التقی الجمعان انکشف المسلمون ، ثم أمدهم الله بنصره فانعطفوا ، وانهزم المشرکون إلی أوطاس ، وغنم المسلمون أموالهم وأهلهم ، ثم منهم من سار إلی نخله الیمامه ، ومنهم من سلک الثنایا.

ویقال إنه علیه السلام أقام بها یوما ولیله ، ثم سار إلی أوطاس فاقتتلوا وانهزم المشرکون إلی الطائف ، وغنم المسلمون منها أیضا أموالهم وعیالهم ، ثم سار إلی الطائف فقاتلهم بقیه شوال ، فلما حل ذو القعده رحل عنها راجعا ، فنزل الجعرانه وقسم بها غنائم أوطاس.

قیل کانت سته آلاف سبی.

وحُنَیْنٌ : اسم رجل قَالَ ابْنُ السِّکِّیتِ عَنْ أَبِی الْیَقْظَانِ : کَانَ حُنَیْنٌ رَجُلاً شَدِیداً ادَّعَی أَنَّهُ ابْنُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، فَأَتَی عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَعَلَیْهِ خُفَّانِ أَحْمَرَانِ ، فَقَالَ : یَا عَمِّ أَنَا ابْنُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : لَا وَثِیَابِ هَاشِمٍ مَا أَعْرِفُ شَمَائِلَ هَاشِمٍ فِیکَ فَارْجِعْ ، فَقَالُوا رَجَعَ حُنَیْنٌ بِخُفَّیْهِ ، فَصَارَ مَثَلَا.

والْحَنَانُ بالتخفیف : الرحمه ، وبالتشدید ذو الرحمه.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام ، وَقَدْ

ص: 239

سُئِلَ عَنِ الْحَنَّانِ وَالْمَنَّانِ فَقَالَ « الْحَنَّانُ هُوَ الَّذِی یُقْبِلُ عَلَی مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ، وَالْمَنَّانُ هُوَ الَّذِی یَبْدَأُ بِالنَّوَال قَبْلَ السُّؤَالِ » فَالْحَنَّانُ مشددا من صفاته تعالی.

وَفِی الدُّعَاءِ « سُبْحَانَکَ وَحَنَانَیْکَ ».

أی أنزهک عما لا یلیق بک تنزیها ، والحال أنی أسألک رحمه بعد رحمه.

وتَحَنَّنَ علیهم : ترحم.

والعرب تقول : حَنَانَیْکَ یا رب أی ارحمنی رحمه بعد رحمه ، وهو کلبیک.

وَفِی الْحَدِیثِ « تَحَنَّنُوا عَلَی أَیْتَامِ الْمُسْلِمِینَ » أی تعطفوا علیهم وارحموهم.

وَفِیهِ « لَا یَحْنِنْ أَحَدُکُمْ حَنِینَ الْأَمَهِ » علی ما روی عنه ، وخص الأمه لأن العاده أن الأمه تضرب وتؤذی ، فیکثر حَنِینُهَا ، أو لأن الغالب علیها الغربه فَتَحِنُ إلی أهلها.

وَفِی الْخَبَرِ « فَحَنَ الْجَذَعُ إِلَیْهِ » أی حین صعد المنبر أی نزع واشتاق ، وأصله ترجیع الناقه صوتها إثر ولدها.

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلُوبُ شِیعَتِنَا تَحِنُ إِلَیْنَا » أی تشتاق.

وحَنَّهُ : امرأه عمران ، أم مریم علیها السلام.

والْحَنَّانَهُ : موضع قرب النجف علی مشرفه السلام.

قوله ( تُؤْتِی أُکُلَها کُلَ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) [ 14 / 25 ] أی کل سته أشهر.

قوله ( تَمَتَّعُوا حَتَّی حِینٍ ) [ 51 / 43 ] أی إلی وقت الموت.

قال أبو حاتم - نقلا عنه - : وغلط کثیر من العلماء فجعلوا ( حِینَ ) بمعنی ( حیث ) والصواب أن یقال ( حیث ) بالثاء المثلثه : ظرف مکان.

و ( حِینٌ ) بالنون : ظرف زمان.

یقال « قمت حیث قمت » أی فی الموضع الذی قمت فیه ، « واذهب حیث شئت » أی إلی أی موضع شئت.

وأما حِینٌ فیقال « قم حِینَ قمت » أی فی ذلک الوقت ، ولا یقال « حیث خرج الخارج » بالثاء المثلثه (1)

وضابطه : أن کل موضع حسن فیه ( أین ) و ( إذا ) اختصت به ( حیث ) بالثاء.

وکل موضع حسن فیه ( إذا ) و ( لما ) و ( یوم ) و ( وقت ) وشبهه اختص به ( حِینٌ ) بالنون.

وقولهم : « حِینَئذ » بتبعید الآن کانوا إذا باعدوا بین الوقتین باعدوا بإذ فقالوا « حِینَئذٍ » وتبدل الهمزه یاء للتخفیف فقالوا « حِینَیذ ».

وحَانَ له أن یفعل کذا یَحِینُ أی آن له.

وحَانَ حِینُهُ أی قرب وقته ، ومثله « حَانَتِ الصلاهُ ».

والْحِینُ بالفتح : الهلاک. ومنه الْحَدِیثُ « الْبَغْیُ سَائِقٌ إِلَی الْحِینِ » (2).

موضع القطع من الذکر. وقد یطلق علی موضع القطع من الفرج.

فالمراد من التقاء الْخِتَانَیْنِ : تقابل موضع قطعهما.

قَالَ بَعْضُ الْأَعْلَامِ : وَجَدْتُ فِی کُتُبِ الْعِلْمِ بِالرِّوَایَهِ « أَنَّ أَرْبَعَهَ عَشَرَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وُلِدُوا مَخْتُونِینَ ، وَهُمْ : آدم علیه السلام ، وَشِیثٌ ، وَنُوحٌ ، وَهُودٌ ، وَصَالِحٌ ، وَلُوطٌ ، وَشُعَیْبٌ ، وَیُوسُفُ ، وَمُوسَی ، وَسُلَیْمَانُ ، وَزَکَرِیَّا ، وَعِیسَی ، وَحَنْظَلَهُ بْنُ صَفْوَانَ نَبِیُّ أَصْحَابِ الرَّسِّ ، وَنَبِیُّنَا مُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله ».

وفِی الْحَدِیثِ « یَقَعُ الْإِمَامُ مَخْتُوناً » یعنی من بطن أمه. وقد مر فی ( قدم ) حدیث « خَتْنِ إِسْحَاقَ ».

وخَتَنَ الْخَاتِنُ الغلام من باب ضرب : فعل به ذلک ، فهو مَخْتُونٌ ، والجاریه مَخْتُونَهٌ.

والْخَتَنُ بفتحتین : کل من کان من قبل المرأه ، مثل الأب والأخ وهم الْأَخْتَانُ ، هکذا عند العرب.

وأما العامه فَخَتَنُ الرجل عندهم : زوج ابنته ، کذا قاله الجوهری.