%

ص: 2

%

ص: 4

لآل الرسول صلی الله علیه واله (1).

وفی تاریخ المدینه الْبُغَیْبِغَهُ تصغیر البَغْبَغِ ، وهی البئر القریبه الرشا ، والبَغْبَغَاتُ والبَغْبَغَهُ عیون عملها علی بن أبی طالب علیه السلام بینبع أول ما صارت إلیه وتصدق بها وبلغ جذاذها فی زمنه ألف وسق ، ومنها خیف الأراک وخیف لیلی وخیف الطاس ، وأعطاها حسین بن علی عبد الله بن جعفر بن أبی طالب یأکل ثمرها ویستعین بها علی دینه علی أن لا یزوج ابنته من یزید بن معاویه.

والبَغْبَغَهُ : ضرب من الهدیر.

والمُبَغْبِغُ : السیر العجل.

ونظیر ذلک فی لغه العرب کثیر ، قال تعالی : ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ ) والاستعاذه قبل.

والبُلُوغُ : الوصول أیضا ، قال تعالی : ( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ ) [ 2 / 232 ] وقوله : ( هَدْیاً بالِغَ الْکَعْبَهِ ) [ 5 / 95 ] أی واصلها.

قوله : ( وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْکُمُ الْحُلُمَ ) [ 24 / 59 ] الآیه ، هو من قوله بَلَغَ الصبی بُلُوغاً من باب قعد : احتلم ولزمه التکلیف ، فهو بالغ والجاریه بالغ بغیر هاء ، وربما أنث مع ذکر الموصوف.

قال بعض الأفاضل : ویعلم البلوغ بإنبات الشعر الخشن علی العانه أو خروج المنی الذی منه الولد ، وهذان الوصفان للذکور والإناث ، أو السن وهو بلوغ خمسه عشر سنه ، وفی روایه من ثلاثه عشر إلی أربعه عشر ، وفی أخری ببلوغ عشر ، وأما الأنثی فببلوغ تسع ، ویعلم بلوغ الخنثی بخمسه عشر سنه وبالمنی من الفرجین والحیض من فرج النساء مع المنی من فرج الرجال والإنبات.

وَفِی حَدِیثِ عِیسَی علیه السلام « رُحْ مِنَ الدُّنْیَا بِبُلْغَهٍ » أَیُّ بِکِفَایَهٍ « وَلْیَکْفِکَ الْخَشِنُ الْجَشِبُ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تَطْلُبُوا مِنْ الدُّنْیَا أَکْثَرَ مِنْ الْبَلَاغُ (1) ».

هو ما کفی وبلغ مده الحیاه.

وَفِی دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ « وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّهً وَبَلَاغاً إِلَی حِینَ ». أی نتوصل به إلی حین وزمان.

وبَالَغَ فی الأمر یُبَالِغُ مُبَالِغَهً وبَلَاغاً : إذا اجتهد فیه ولم یقصر.

وَفِی خَبَرِ عَائِشَهَ یَوْمَ الْجَمَلِ وَقَدْ قَالَتْ لِعَلِیٍّ علیه السلام « قَدْ بَلَغْتَ مِنَّا البِلَغَیْنِ ». البِلَغَیْنِ بکسر الباء وضمها مع فتح اللام الداهیه ، وهو مثل ، ومعناه بلغت منا کل مبلغ ، مثل « لقیت منه البرحین » أی کل الدواهی.

والبُلُوغُ والبَلَاغُ : الانتهاء إلی أقصی الحقیقه ، ومنه البَلَاغَهُ ، والأصل فیه أن یجمع الکلام ثلاثه أوصاف : صوابا فی

====

(1) نهج البلاغه ج 1 ص 92.

%

ص: 7

موضوع اللغه ، وطبقا للمعنی المراد منه ، وصدقا فی نفسه.

وبُلِغَ الرجل بالضم : أی صار بَلِیغاً.

والبَلِیغُ : من یبلغ بلسانه کنه ما فی ضمیره.

والبُلْغَهُ بالضم : الکفایه وهو ما یکتفی به فی العیش.

ومنه الْحَدِیثُ فِی الدُّنْیَا « فَإِنَّهَا دَارُ بُلْغَهٍ وَمَنْزِلُ قُلْعَهٍ » (1).

أی دار عمل یُتَبَلَّغُ فیها من صالح الأعمال ویتزود ، ومنزل قلعه أی یتحول عنها من دار إلی دار أخری.

وتَبَلَّغَ بکذا : اکتفی به.

وتَبَلَّغَت به العله : اشتدت.

عظم دماغه فی الشجه.

والدِّمَاغُ بالکسر واحد الأَدْمِغَه کسلاح وأسلحه ، وفیه علی ما حکاه جالینوس ثلاث مساکن : التخیل فی مقدمه ، والتفکر فی وسطه ، والذکر فی مؤخره.

وَفِی الْحَدِیثِ « الدُّبَّاءُ یَزِیدُ فِی الدِّمَاغِ (1) ». أی یقویه.

والدَّامِغَه : أحد أصناف الشجاج العشره.

وسائر المغابن ، وکل موضع اجتمع فیه الوسخ فهو رَفْغٌ.

وفی المصباح الرُّفْغُ ما حول الفرج ، وقد یطلق علی الفرج وهو بضم الراء فی لغه أهل العالیه والحجاز ، والجمع أَ : رَفاغ کقفل وأقفال ، وفتح الراء فی لغه تمیم والجمع رُفُوغ ، وأَرْفُغ مثل فلس وفلوس وأفلس.

وَفِی الْخَبَرِ « سُئِلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام هَلْ زَالَتِ الشَّمْسُ؟ فَأَجَابَ بِلَا وَنَعَمْ وَقَالَ : قَطَعَتِ الشَّمْسُ بَیْنَ قَوْلِی لَا وَنَعَمْ مَسِیرَهَ خَمْسِمِائَهِ عَامٍ ».

والزَّیْغُ : الشک والحول والعدول عن الحق ، ومنه « قتال أهل الزَّیْغِ » أی أهل الشرک.

و « الزَّاغُ » نوع من الغربان یقال له الزرعی وغراب الزرع ، وهو غراب أسود صغیر وقد یکون محمر المنقار والرجلین ویقال له غراب الزیتون لأنه یأکله ، وهو لطیف الشکل حسن المنظر - قاله فی حیاه الحیوان (1).

علیه بها.

صبغه الله.

وفی الغریب الصِّبْغَهُ : دین الله وفطرته ( الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْها ).

قال : وإنما سمیت المله صبغه لأن النصاری استعاذوا فی ختان أولادهم بماء أصفر یصبغ أولادهم ، فرد الله سبحانه علیهم.

قوله : ( صِبْغٍ لِلْآکِلِینَ ) [ 23 / 20 ] الصِّبْغُ بکسر الصاد ما یُصْبَغُ به من الإدام : أی یغمز فیه الخبز ویؤکل ، ویختص بکل إدام مائع کالخل ونحوه ، والجمع أَصْبَاغ.

وصبغت الثوب - من بابی نفع وقتل ومن باب ضرب لغه أصبغه صبغا وثیاب مُصَبَّغَهُ شدد للکثره.

والثوب الصَّبِیغُ : أی المَصْبُوغُ.

والأَصْبَغُ من الخیل : الذی ابیضت ناصیته ، أو ابیضت أطراف ذنبه.

والأَصْبَغُ من الطیر : ما ابیض ذنبه.

و « الأَصْبَغُ بن نباته » قد مر ذکره (1)

یقال له الصَّمْغُ العربی فصمغ الطلح.

یشهد بأنه مجاز القول ، لأنه تعالی لا یشغله شأن عن شأن.

والفَرَاغُ من الشیء : الخلاص منه.

والفَرَاغُ : خلاف الشغل.

وَمِنْهُ « أُفٍّ لِرَجُلٍ لَا یُفَرِّغُ نَفْسَهُ بِکُلِّ جُمُعَهٍ لِأَمْرِ دِینِهِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ اللهَ یُبْغِضُ کَثْرَهَ الْفَرَاغِ ».

وفرغ من الشغل من باب قعد فُرُوغاً وفَرِغَ یَفْرَغُ من باب تعب لغه.

وأَفْرَغْتُ الماء فی الإناء : صببته فیه.

وأفرغت علیهم النعمه : صببتها علیهم ویُفْرِغُ علی یده الماء : أی یصبه علیها.

وأَفْرَغْتُ الدماء : أرقتها.

والفُرَاغَهُ : ماء الرجل ، وهو النطفه.

واسْتَفْرَغْتُ مجهودی : بذلته.

وَفِی حَدِیثِ الْغُسْلِ « کَانَ یُفْرِغُ عَلَی رَأْسِهِ ثَلَاثَ إِفْرَاغَاتٍ » هِیَ جَمْعُ إِفْرَاغَهِ ، وَهِیَ الْمَرَّهُ الْوَاحِدَهُ مِنْ الإِفْرَاغِ.

یقال أَفْرَغْتُ الإناء إِفْرَاغاً وفَرَّغْتُهُ تَفْرِیغاً : إذا قلبت ما فیه.

%

ص: 20

%

ص: 22

وَأَنْشَأَهُمَا لَجَازَ لِقَائِلِ هَذَا أَنْ یَقُولَ : إِنَّ الْخَالِقَ یَبِیدُ [ یَوْماً مَا ] لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ الْغَضَبُ وَالضَّجْرُ جَازَ عَلَیْهِ التَّغْیِیرُ ، وَإِذَا دَخَلَ عَلَیْهِ التَّغْیِیرُ لَمْ یُؤْمَنْ عَلَیْهِ الْإِبَادَهُ ثُمَّ لَمْ یُعْرَفِ الْمُکَوِّنُ مِنَ الْمُکَوَّنِ وَلَا الْقَادِرُ مِنَ الْمَقْدُورِ [ عَلَیْهِ وَلَا الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ تَعَالَی اللهُ عَنْ ذَلِکَ عُلُوّاً کَبِیراً » (1).

و « إِسَافٌ » ککتاب وسحاب صنم وضعه عمرو بن یحیی علی الصفا ونائله علی المروه ، وکان یذبح علیهما تجاه الکعبه ، وهما إِسَافُ بن عمرو ونائله بنت سهل کانا شخصین من جرهم ففجرا فی الکعبه فمسخا حجرین فعبدتهما قریش ، وقالوا لو لا أن الله رضی أن یعبد هذان ما حولهما عن حالهما.

وَفِی الْخَبَرِ « لَا تَقْتُلُوا أَسِیفاً ». الأَسِیفُ : الشیخ الفانی ، وقیل العدو ، وقیل الأسیر.

و « یُوسُفُ » النبی علیه السلام ولد یعقوب ، ومعناه مأخوذ من أَسِفَ أی غضب ، لأنه أغضب إخوته بما ظهر من فضله علیهم وشده محبه والده له ، وفیه سته أوجه ضم السین وکسرها وفتحها مع الهمزه وترکها ، وَفِی کُتُبِ السِّیَرِ عَاشَ یُوسُفُ مِائَهً وَعِشْرِینَ سَنَهً.

وَفِی الْخَبَرِ « أَلْقَی ثَوْبَهُ عَلَی أَنْفِهِ ثُمَّ قَالَ أُفٍ أُفٍّ ».

قال فی النهایه : ومعناه الاستقذار لما شم.

زعمتم أن إخوتکم قریشا

لهم إِلْفٌ ولیس لکم إِلَافٌ

و ( رِحْلَهَ ) مفعول به لإِیلافِهِمْ ، وأراد رحلتی ، فأفرد لأمن الالتباس کما قیل شعر :

کلوا فی بعض بطنکم تعفوا

والتنکیر فی جوع وخوف لشدتهما یعنی أطعمهم بالرحلتین من جوع شدید کانوا فیه وآمنهم من خوف عظیم وهو خوف أصحاب الفیل أو خوف التخطف فی بلادهم ومسائرهم. قوله : ( وَهُمْ أُلُوفٌ ) [ 2 / 243 ] هی جمع أَلْف.

والأَلْفُ من الأعداد معروف ، وجمعه فی القلیل علی آلَاف وفی الکثیر أُلُوفٌ ، وبهما ورد الکتاب العزیز.

قوله : أَلْفَوْا [ 37 / 69 ] أی وجدوا.

قوله : ( وَالْمُؤَلَّفَهِ قُلُوبُهُمْ ) [ 9 / 60 ] أی المستماله قلوبهم بالموده والإحسان ،وَ کَانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه واله یُعْطِی الْمُؤَلَّفَهَ قُلُوبُهُمْ مِنْ الصَّدَقَاتِ وَکَانُوا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ کَانَ یُعْطِیهِ دَفْعاً لِأَذَاهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ کَانَ یُعْطِیهِ طَمَعاً فِی إِسْلَامِهِ وَإِسْلَامِ أَتْبَاعِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ کَانَ یُعْطِیهِ لِیَثْبُتَ عَلَی إِسْلَامِهِ لِقُرْبِ عَهْدِهِ بِالْجَاهِلِیَّهِ.

وَفِی حَدِیثِ « الْمُؤَلَّفَهِ قُلُوبُهُمْ هُمْ قَوْمٌ وَحَّدُوا اللهَ وَخَلَعُوا عِبَادَهَ مَنْ یُعْبَدُ دُونِ اللهِ وَلَمْ تَدْخُلِ الْمَعْرِفَهُ قُلُوبَهُمْ إَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ وَکَانَ رَسُولُ اللهِ یَتَأَلَّفُهُمْ بِالْمَالِ وَالْعَطَاءِ حَتَّی یَحْسُنَ إِسْلَامُهُمْ وَیُعَلِّمُهُمْ وَیَعْرِفْهُمْ کَمَا یَعْرِفُون ، فَجَعَلَ لَهُمْ نَصِیباً فِی الصَّدَقَاتِ لِکَیْ یَعْرِفُوا وَیَرْغَبُوا » (1).

والتَّأَلُّفُ : المداراه والاستیناس.

وأَلَّفَ بین الشیئین : جمع ، ومنه قوله ( وَلکِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ ) والألفه اسم من الایتِلَافِ ، وهو الالتیام والاجتماع واسم الفاعل مثل علم.

وأَلَفْتُ الموضع إِیلَافاً من باب أکرمت وأَلَفْتُهُ أُؤالِفُهُ مُؤالَفَهً وإِلَافاً من باب قاتل.

====

(1) سفینه البحار ج 1 ص 28 والبرهان ج 2 ص 136.

%

ص: 26

والمَأْلَفُ : الموضع الذی یَأْلَفُهُ الإنسان.

وَفِی حَدِیثِ ابْنِ عَبَّاسٍ « وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَیْشٌ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ لَهَا الإِیلَافَ هَاشِمٌ ».

الإِیلَافُ : العهد والزمام ، کان هاشم بن عبد مناف أخذه من الملوک لقریش.

وَمِنْهُ « وَمَا الْعِلْمُ وَالْعَمَلُ إِلَّا إِلْفَانِ مُؤْتَلِفَانِ ». هو من قولهم أَلِفْتُهُ إِلْفاً من باب علم : أنست به وأحببته ، والاسم الأُلْفَهُ بالضم.

والایتِلَافُ : نقیض الاختلاف.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْمُؤْمِنُ مأْلُوفٌ وَلَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا یَأْلَفُ وَلَا یُؤلَفُ ».

و « الأَلِفُ » حرف من حروف المعجم ولها مواضع تکون للضمیر نحو ( آمَنَّا بِرَبِّنا ) وتکون مبدله من الواو نحو بوب ومن الیاء نحو ( یا أَسَفی ) أصله أسفی ومن الهمزه نحو ( آمَنَ ) ومن النون الخفیفه نحو ( لَنَسْفَعاً ) ومن التنوین فی الوقف نحو « یا زیدا » وزائده نحو « ضاربه ضرابا » وتکون للتأنیث نحو « حبلی » وللجمع نحو « قوم غرقی » وللتثنیه وتکون للوصل فی رءوس الآی فی الوقف نحو ( فَأَضَلُّونَا السَّبِیلَا ) وتکون للنداء نحو « وا زیداه » وتکون للوصل فی الخط دون اللفظ کقوله ( فَاضْرِبْ بِهِ ) وتکون للإلحاق فی الخط دون اللفظ کقوله ( کَفَرُوا وَصَدُّوا ) قال الخلیل : زیدت فی الخط فرقا بین واو الإضمار والأصلیه نحو « لو » وقیل للفرق بین المضمر المتصل والمنفصل نحو « صدوکم » و « صدوا » وقیل للفرق بین هذه الواو وواو العطف - کذا فی شمس العلوم.

وَفِی حَدِیثِ الْأَئِمَّهِ « وَمَا عَسَیْتُمْ تَرْوُونَ مِنْ فَضْلِنَا إِلَّا أَلْفاً غَیْرِ مَقْطُوعَهً ». قال بعض الشارحین :قَوْلِهُ « إِلَّا أَلْفاً مَقْطُوعهً ». احتراز عن الهمزه وکنایه عن الوحده. قال : ویمکن أن یکون إشاره إلی ألف منقوشه لیس قبلها صفرا وغیره ، ومحصله لم ترووا من فضلنا سوی القلیل المتناهی فی القله.

ومِثْلَهُ « الْمُؤْمِنُونَ هَیِّنُونَ لَیِّنُونَ کَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ».

أی إن قید انقاد وإن استنیخ علی صخره استناخ.

والجمل الأَنِفُ : أی المَأْنُوفُ الذی عقر الخشاش أَنْفُهُ ، فهو لا یمتنع علی قائده للوجع الذی به ، وکان الأصل أن یقال مَأْنُوفٌ لأنه مفعول کما یقال مصدور ومبطون للذی یشتکی صدره وبطنه ، وإنما جاء هذا علی الشذوذ ، وقیل الأَنِفُ الذلول ، ویروی الآنِفُ بالمد وهو بمعناه.

وأَنِفَ من الشیء من باب تعب یَأْنَفُ أَنَفاً : إذا کرهه وعرفت نفسه عنه.

وَفِی الْحَدِیثِ « سَأَلْتُهُ عَنْ سُبْحَانَ اللهِ؟ فَقَالَ : أَنَفَهٌ ».

هو کقصبه أی تنزیه الله تعالی. کما أن سبحان تنزیه.

قال بعض الشارحین : الأَنَفَهُ فی الأصل الضرب علی الأنف لیرجع ، ثم استعمل لتعبید الأشیاء ، فیکون هنا بمعنی رفع الله عن مرتبه المخلوقین بالکلیه لأنه تنزیه عن صفات الرذائل والأجسام.

وأَنِفَ من الشیء : أی استنکف وهو الاستکبار.

وأَنْفُ کل شیء : طرفه.

وأَنْفُ کل شیء : أوله.

وأَنْفُ الرجل وغیره معروف ، والجمع آنُفٌ وأُنُوفٌ وآنَافٌ.

ومنه حَدِیثُ « مَنْ أَحْدَثَ فِی الصَّلَاهِ فَلْیَأْخُذْ بِأَنْفِهِ وَلْیَخْرُجْ ».

قال بعض الشارحین : إنما أمر بذلک لیوهم المصلین أن به رعافا ، وهو نوع من الأدب فی ستر العوره وإخفاء القبیح والکنایه بالأحسن عن الأقبح ، ولا یدخل فی باب الکذب والریاء وإنما هو من باب التجمل والحیاء وطلب السلامه من الناس.

وَفِی الْخَبَرِ « شَجَاعَهٌ الْمَرْءِ عَلَی قَدْرِ أَنَفَتِهِ (1) ».

الأَنْفَهُ حمیه الأنف وثوران الغضب لما یتخیل من مکروه یعرض استنکارا له واستنکافا من وقوعه ، وظاهر کونه مبدأ للشجاعه فی الإقدام علی الأمور.

وجاء آنِفاً : أی من قبل.

====

(1) نهج البلاغه ج 3 ص 163.

%

ص: 28

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام فِی حَدِیثِ عَصَا مُوسَی « وَإِنَّ عَهْدِی بِهَا آنِفاً وَهِیَ خَضْرَاءُ ».

« وَأُنْزِلَتْ عَلَیَّ سُورَهٌ آنِفاً ». أی الآن.

وفعلت الشیء آنِفاً : أی أول وقت یقرب منی.

وکنی به عن التکبر ، وثَقِیفٌ أبو قبیله من هوازن ، والنسبه إلیه ثقفی بفتحتین.

و « مسجد ثَقِیفٍ » أحد المساجد الملعونه فی الکوفه.

وثَقِفْتُ الشیء ثَقَفاً من باب تعب : أخذته.

وثَقِفْتُ الرجل فی الحراب : أدرکته.

وفی القاموس ثَقِفَهُ کسمعه : صادفه وأخذه.

و « غلام لقن ثَقِفٌ » أی ذو فطنه وذکاء.

والثِّقَافُ : ما تسوی به الرماح.

ولم یُجْحِفْ بماله : لم ینقصه.

وأَجْحَفَتْ بهم الفاقه : أی أفقرت بهم الحاجه وأذهبت أموالهم.

والمُجْحِفَهُ : المنقصه.

من الیمن ، وهو جُعْفِیُ بن سعد العشیره ، والنسبه إلیه کذلک.

قوله : ( غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ ) [ 5 / 3 ] أی غیر مائل إلی الحرام ومتعمد له.

نفسه ، أو لأنهم کانوا یتخیلون أن المریض تخرج روحه من أنفه والجریح من جراحته

الله تعالی فی الزنا ونقلوه من الرجم إلی أربعین جلده - کذا نقل عن جماعه من المفسرین. وقیل نقلوا حکم القتل من القود إلی الدیه حتی کثر القتل فیهم.

قوله : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللهَ عَلی حَرْفٍ ) [ 22 / 11 ] یعنی علی شک من محمد وما جاء به ( فَإِنْ أَصابَهُ خَیْرٌ ) یعنی عافیه فی نفسه وماله وولده ( اطْمَأَنَّ بِهِ ) ورضی به ( وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَهٌ ) یعنی بلاء فی جسده أو ماله تطیر وکره المقام علی الإقرار بالنبی صلی الله علیه واله ورجع إلی الوقف والشک ونصب العداوه لله والرسول ، ویقال ( وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَهٌ ) یعنی بلاء فی نفسه ( انْقَلَبَ عَلی وَجْهِهِ ) أی انقلب عن شکه إلی الشرک ( خَسِرَ الدُّنْیا وَالْآخِرَهَ ذلِکَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ ).

قوله : ( إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ ) [ 8 / 16 ] التَّحَرُّفُ المیل إلی حَرْفٍ ، أی طرف ، وقیل یرید الکر بعد الفر وتغریر العدو.

وقوله : ( یَسْمَعُونَ کَلامَ اللهِ ثُمَ یُحَرِّفُونَهُ ) [ 2 / 75 ] أی یقلبونه ویغیرونه.

وحَرْفُ کل شیء : طرفه وشفیره وحده.

والحَرْفُ واحد حَرَوف التهجی ، وربما جاء للکلام التام.

ومنه الْحَدِیثُ « الْأَذَانُ وَالْإِقَامَهُ خَمْسَهٌ وَثَلَاثُونَ حَرْفاً » (1). یعنی فصلا.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُئِلَ علیه السلام أَنَّهُمْ یَقُولُونَ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَی سَبْعَهِ أَحْرُفٍ؟ فَقَالَ : کَذَبَ أَعْدَاءُ اللهِ وَلَکِنَّهُ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَی حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِ وَاحِدٍ » (2).

وَفِی آخَرَ « وَلَکِنَّ الِاخْتِلَافَ یَجِیءُ مِنْ قِبَلِ الرُّوَاهِ » (3). وفیه رد لما رووه فی أخبارهم من أن القرآن نزل علی سبعه أحرف ، ثم إنهم اختلفوا فی معناه علی أقوال : فقیل المراد بِالْحَرْفِ الإعراب ، وقیل الکیفیات ، وقیل إنها وجوه القراءه التی اختارها القراء ، ومنه « فلان یقرأ بحرف ابن مسعود ».

====

(1) الکافی ج 3 ص 302.

(2) الکافی ج 2 ص 630.

(3) نفس المصدر والصفحه.

%

ص: 36

یشتر لی متاعا ویَحْتَرِفُ للمسلمین أی یکتسب لهم.

وعن أبی عبیده علی سبعه أَحْرُفٍ أی لغات من لغات العرب.

قال : ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعه أوجه ولکن نقول هذه اللغات السبع معروفه فی القرآن ، فبعضه بلغه قریش ، وبعضه بلغه هذیل ، وبعضه بلغه هوازن ، وبعضه بلغه أهل الیمن.

ثم قال : ومما یبین ذلک قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ « إِنِّی سَمِعْتُ الْقُرَّاءَ فَوَجَدْتُهُم مُتَقَارِبِینَ فَاقْرَءُوا کَمَا عُلِّمْتُمْ إِنَّمَا هُوَ کَقَوْلِ أَحَدِهِمْ هَلُمَّ وَتَعَالَ وَأَقْبِلَ ».

وحُرُوفُ القسم معروفه.

وتَحْرِیفُ القلم : قطه.

وتَحْرِیفُ الکلام : تغییره عن مواضعه.

وتَحْرِیفُ الغالین : من الغلو وهو التجاوز عن القدر ، والغالی هو الذی یتجاوز فی أمر الدین عما عدل وبین قال تعالی : ( لا تَغْلُوا فِی دِینِکُمْ ) فالمبتدعه غلاه فی الدین یتجاوزون فی کتاب الله وسنه رسول الله صلی الله علیه واله عن المعنی المراد فیحرفونه عن جهته.

والحُرْفَهُ بالضم : الحرمان کالحِرْفَهِ بالکسر والمُحَارَفُ بفتح الراء : المحروم الذی إذا طلب لا یرزق أو یکون لا یسعی فی الکسب ، وهو خلاف قولک المبارک (1).

ومنه الْحَدِیثُ « لَا تَشْتَرِ مِنْ مُحَارَفٍ فَإِنَّ صَفْقَتَهُ لَا بَرَکَهَ فِیهَا ».

والمُحَارَفُ أیضا : المنقوص من الحظ لا ینمو له مال ، والحُرْفُ بالضم اسم منه ، وقد حُورِفَ کسب فلان : إذا شدد علیه فی معاشه ، کأنه میل برزقه عنه.

وفلان یَحْتَرِفُ لعیاله : أی یکتسب من هنا ومن هنا.

وَفِی الْخَبَرِ « إِنَّ الْعَبْدَ لَیُحَارَفُ عَلَی فَعَلِ الْخَیْرِ وَالشَّرِّ ». أی لیجازی.

وحَرِیفُ الرجل الذی یعامله فی حِرْفَتِهِ وفلان حَرِیفِی : أی معاملی.

ومنه الْحَدِیثُ دُلَّنِی عَلَی حَرِیفٍ.

====

(1) ومنه الحدیث : « کان فی بنی إسرائیل رجل عابد وکان محارفا لا یتوجه فی شیء فیصیب فیه شیئا .. » الوافی ج 14 ص 96.

%

ص: 37

و « الحِرْفَهُ » بالکسر الاسم من الاحْتِرَافِ ، وهو الاکتساب بالصناعه والتجاره

والمِحَفَّهُ بکسر المیم : مرکب من مراکب النساء کالهودج.

لَا یَتَخَاذَلُوا ، فَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ جَفْنَهً مَمْلُوءَهً طِیْباً فَوَضَعَتْهَا لِأَحْلَافِهِمْ وَهُمْ أَسَدٌ وَزُهْرَهُ وَتَیْمٌ فِی الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْکَعْبَهِ ، ثُمَّ غَمَسَ الْقَوْمُ أَیْدِیَهُمْ فِیهَا وَتَعَاقَدُوا فَسُمُّوا الْمُطْمَئِنِّینَ ، وَتَعَاقَدَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وَحُلَفَاؤُهَا حَلْفاً آخَرَ مُؤَکَّداً فَسُمُّوا الأَحْلَافَ لِذَلِکَ.

والحِلْفُ بالکسر : العهد بین القوم والصدیق یحلف لصاحبه وأنه لا یغدر به.

وحَالَفَهُ : عاهده.

وتَحَالَفُوا : تعاهدوا.

والحَلِیفُ : المعاهد.

وتَحَالَفَا : إذا تعاهدا علی أن یکون أمرهما واحدا فی النصره والحمایه وحِلْفَهُ بالکسر : أی عهد.

والمُحَالِفُ : المعاهد.

وحَالَفَ بین قریش والأنصار : أی آخی بینهم.

والحَلْفُ : الیمین ، یقال حَلَفَ یَحْلِفُ حَلْفاً : أقسم ، ومَحْلُوفًا أیضا وهو أحد ما جاء من المصادر علی مفعول کالمجلود والمعقول.

ورجل حَلِیفُ اللسان : إذا کان حدید اللسان فصیحا.

وقد تکرر فی الحدیث « ذو الحُلَیْفَهِ » هو بضم الحاء المهمله وفتح اللام وإسکان الیاء مصغر الحَلَفَهُ إما واحد الحُلَفَاءِ أعنی النبات المعروف أو بمعنی الیمین لتحالف قوم من العرب فیه ، وهو موضع علی سته أمیال من المدینه ومیقات الحاج منه (1).

تحری الدین المستقیم.

والحَنَفُ محرکه : الاستقامه.

ومنهقَوْلُهُ « دَیْنُ مُحَمَّدٍ حَنِیفٌ ». أی مستقیم لا عوج فیه.

و « الحَنِیفُ » عند العرب من کان علی دین إبراهیم علیه السلام ، وأصل الحَنَفُ المیل ، ومنه « بُعِثْتُ بِالْحَنِیفِیَّهِ السَّمْحَهِ السَّهْلَهِ ».

أی المستقیمه المائله عن الباطل إلی الحق.

ومثله « أَحَبُّ دِینِکُمْ إِلَی اللهِ الْحَنِیفِیَّهُ ». أی الطریقه الحنیفیه التی لا ضیق فیها قوله : ( فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً ) [ 30 / 30 ] قال : أمره أن یقیم وجهه للقبله لیس فیه شیء من عباده الأوثان خالصا مخلصا (1).

قوله : ( حُنَفاءَ ) [ 22 / 31 ] یعنی مائلین عن جمیع الأدیان إلی دین الإسلام مسلمین مؤمنین بالرسل کلهم.

وَفِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِ « خَلَقْتُ عِبَادِی حُنَفَاءَ ». أی مستعدین لقبول الحق ، وهو فی معنی « کُلُّ مَوْلُودٍ یُولَدُ عَلَی الْفِطْرَهِ ». وقیل أی طاهری الأعضاء من المعاصی ، لا أنهم خلقهم مسلمین کلهم ، لقوله تعالی ( هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ فَمِنْکُمْ کافِرٌ وَمِنْکُمْ مُؤْمِنٌ ) وقیل خلقهم حنفاء مؤمنین لما أخذ علیهم المیثاق بقوله ( أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلی ) فلا یوجد أحد إلا وهو مقر بأن له ربا وإن أشرک به.

وَفِی الْحَدِیثِ « السِّوَاکُ مِنَ الْحَنِیفِیَّهِ ».

أی من السنن الحنیفیه ، وهی عشر سنن - الحدیث. وتَحَنَّفَ الرجل : عمل بالحنیفیه.

وحَنِیفَهُ أبو حی من العرب ، وهو حَنِیفَهُ بن لجیم بن صعب بن بکر بن وائل.

و « أبو حَنِیفَهِ » سائق الحاج (2)

====

(1) هذا التفسیر فی حدیث عن الإمام الصادق علیه السلام - انظر البرهان ج 3 ص 262.

(2) قال فی الکنی والألقاب ج 1 ص 54 : سایق الحاج بالمثناه التحتانیه قبل القاف أی أمیر الحاج فی کل سنه من الکوفه إلی مکه ، وقیل بالموحده مکان المثناه أی یسبقهم بوصول مکه أو الکوفه.

%

ص: 41

اسمه سعید بن بیان وثقه النجاشی وضعفه غیره.

و « أبو حَنِیفَهِ » النعمان بن ثابت المعروف (1).

وأولاد الأَحْنَافِ : هم الإخوه من أم واحده وآباء متعدده

وفی المصباح : « خَذَفْتُ الحصاه خَذْفاً » رمیتها بطرفی الإبهام والسبابه.

فکان یحدث بما رأی فکذبوه فقالوا حدیث خرافه یا أم عمرو.

وَفِی الْخَبَرِ « عَائِدٌ الْمَرِیضِ عَلَی مَخَارِفِ الْجَنَّهِ حَتَّی یَرْجِعُ ». المَخَارِفُ جمع مَخْرَفٍ بالفتح ، وهو الحائط من النخل ، أی إن العائد فیما یحوز من الثواب کأنه علی نخل الجنه یَخْتَرِفُ فی الثواب.

وَحَرَّمَهَا ( عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَهً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ ) ، فَکَانُوا یَقُومُونَ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ وَیَأْخُذُونَ فِی قِرَاءَهِ التَّوْرَاهِ وَالدُّعَاءِ وَالْبُکَاءِ ، وَکَانَ قَارُونُ مَعَهُمْ ، وَکَانَ یَقْرَأُ التَّوْرَاهَ وَلَمْ یَکُنْ فِیهِمْ أَحْسَنُ صَوْتاً مِنْهُ ، فَلَمَّا طَالَ الْأَمْرُ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی التِّیهِ وَالتَّوْبَهِ وَکَانَ قَارُونُ قَدْ امْتَنَعَ مِنْهُمْ مِنْ الدُّخُولِ فِی التَّوْبَهِ کَانَ مُوسَی یُحِبُّهُ ، فَدَخَلَ إِلَیْهِ وَقَالَ لَهُ : یَا قَارُونَ ادْخُلْ مَعَ قَوْمِکَ فِی التَّوْبَهِ وَإِلَّا نَزَلَ بِکَ الْعَذَابُ ، فَاسْتَهَانَ بِهِ وَاسْتَهَزَأَ بِقَوْلِهِ ، فَخَرَجَ مُوسَی مِنْ عِنْدَهِ مُغْتَمّاً فَجَلَسَ فِی فَنَاءِ قَصْرِهِ وَعَلَیْهِ جُبَّهُ شَعْرٍ وَنَعْلَانِ مِنْ جِلْدٍ وَشِرَاکُهُمَا مِنْ خُیُوطِ شَعْرٍ وَبِیَدِهِ عَصَا ، فَأَمَرَ قَارُونُ أَنْ یُصَبَّ عَلَیْهِ رَمَادٌ قَدْ خُلِطَ بِالْمَاءِ ، فَصُبَّ عَلَیْهِ فَغَضِبَ مُوسَی غَضَباً شَدِیداً وَکَانَ فِی کَتِفِهِ شَعَرَاتٌ کَانَ إِذَا غَضِبَ خَرَجَتْ مِنْ ثِیَابِهِ وَقَطَرَ مِنْهَا الدَّمُ ، فَقَالَ مُوسَی : یَا رَبِّ إِنْ لَمْ تَغْضَبْ لِی فَلَسْتُ لَکَ بِنَبِیٍّ ، فَأَوْحَی اللهُ إِلَیْهِ قَدْ أَمَرْتُ الْأَرْضَ أَنْ تُطِیَعَکَ فَمُرْهَا بِمَا شِئْتَ ، وَقَدْ کَانَ قَارُونُ أَمَرَ أَنْ یُغْلَقَ بَابُ الْقَصْرِ فَأَوْمَی مُوسَی إِلَی الْأَبْوَابِ فَانْفَرَجَتْ فَدَخَلَ عَلَیْهِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ قَارُونُ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ أُوتِیَ الْعَذَابُ ، فَقَالَ : یَا مُوسَی أَسْأَلُکَ بِالرَّحِمِ الَّتِی بَیْنِی وَبَیْنَکَ. فَقَالَ مُوسَی : یَا ابْنَ لَاوَی لَا تَزِدْنِی مِنْ کَلَامِکَ یَا أَرْضُ خُذِیهِ ، فَدَخَلَ الْقَصْرُ بِمَا فِیهِ فِی الْأَرْضِ وَدَخَلَ قَارُونُ فِی الْأَرْضِ إِلَی رُکْبَتَیْهِ ، فَبَکَی وَحَلَّفَهُ بِالرَّحِمِ ، فَقَالَ مُوسَی : یَا ابْنَ لَاوَی لَا تَزِدْنِی مِنْ کَلَامِکَ یَا أَرْضُ خُذِیهِ ، فَابْتَلَعَتْهُ الْأَرْضُ بِقَصْرِهِ فَهَلَکَ.

رُوِیَ أَنَّ اللهَ تَعَالَی عَیَّرَ مُوسَی بِمَا قَالَهُ لِقَارُونَ ، فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ إِنَّهُ دَعَانِی بِغَیْرِکَ وَلَوْ دَعَانِی بِکَ لَأَجَبْتُهُ ، فَقَالَ اللهُ مَا قُلْتَ لَا تَزِدْنِی مِنْ کَلَامِکَ ، فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ لَوْ عَلِمَتْ أَنَّ ذَلِکَ لَکَ رِضًی لَأَجَبْتُهُ ، فَقَالَ اللهُ یَا مُوسَی وَعِزَّتِی وَجَلَالِی وَجُودِی وَمَجْدِی وَعُلُوِّ مَکَانِی لَوْ أَنَّ قَارُونَ دَعَانِی کَمَا دَعَاکَ لَأَجَبْتُهُ.

والخَسْفُ : النقصان ، ومنه قولهم رضی فلان بالخسف.

ومنه الْحَدِیثُ « مِنْ تَرَکَ الْجِهَادَ أَلْبَسَهُ

%

ص: 45

اللهُ الذِّلَّهَ وَسِیمَ الْخَسْفَ » (1).

ویقال سامه الخَسْفُ : أی أولاه ذلا وهوانا.

والخَسِیفُ : البئر التی تحفر فی حجاره ولا ینقطع ماؤها کثره.

وَفِی الْحَدِیثِ « اسْتَخْفَفْتَهَا وَنِلْتَ بِهَا ». وربما قرئ « استحققتها » بقافین ، أی نظرت فیها حق النظر فوجدتها لائقه.

والخُفُ بالضم للإبل ، ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « لَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُکَ خُفّاً إِلَّا کُتِبَ لَکَ کَذَا » (1). وجمعه أَخْفَافٌ کقفل وأقفال.

وقوله « صدقه الخُفِ تدفع إلی المتجملین » یرید بِالْخُفِ الإبل ، کمافِی قَوْلِهِ « لَا سَبَقَ إِلَّا فِی خُفٍ أَوْ نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ » (2). ولا بد هنا من حذف مضاف ، أی فی ذی خف وفی ذی نصل وذی حافر ، وَمِنْهُ « الرِّهَانُ فِی الْخُفِ ».

وَفِی الْخَبَرِ « نَهَی عَنْ حَمْیِ الْأَرَاکِ إِلَّا مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ ». أی ما لم تبلغه أفواهها بمشیها إلیه.

والخُفُ أیضا : ما یلبس فی الرجل ، وجمعه خِفَافٌ ککتاب.

ومنه الْحَدِیثُ « سَبَقَ الْکِتَابُ الْخُفَّیْنِ ». یرید أن الکتاب أمر بالمسح علی الرجل لا الخف ، فالمسح علی الخفین حادث بعده.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَمْ یُعْرَفْ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه واله خُفٌ إِلَّا خُفّاً أَهْدَاهُ لَهُ النَّجَاشِیُّ ». قال بعض الشارحین : ظهر عندی من إطلاقات أهل الحرمین ومن تتبع الأحادیث إطلاق الخُفِ علی ما یستر ظهر القدمین سواء کان له ساق أو لم یکن.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَمَا لَوْ لَا الْخِفَافُ إِلَی التَّجْمِیرِ لَکَانَ کَذَا ».

هی بالخاء المعجمه والفاءین بعدها ، لعل المراد بها الإبل الخفاف المسرعات إلی رمی الجمار ، من خف إلی العدو وأسرع إلیه والله أعلم.

قال بعض الشارحین : ولم أقف لمعنی مناسب لذلک ، ولعل صوابه الحفاف بالحاء المهمله والفاءین بمعنی الزمان المستطیل ، هذا کلامه وهو کما تری.

وَفِی الْخَبَرِ « أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّی خُفُوفٌ مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِکُمْ ».

أی حرکه وقرب ارتحال ، یرید الإنذار بموته.

کل واحد منهما الآخر ، إذ لو دام أحدهما لاختل نظام الوجود ولم یکونا رحمه ( لِمَنْ أَرادَ أَنْ یَذَّکَّرَ أَوْ أَرادَ شُکُوراً )

وَفِی الْحَدِیثِ « یَعْنِی یَقْضِی الرَّجُلُ مَا فَاتَهُ بِاللَّیْلِ بِالنَّهَارِ وَمَا فَاتَهُ بِالنَّهَارِ بِاللَّیْلِ » (1).

قوله : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ ) [ 9 / 81 ] أی مخالفه رسول الله صلی الله علیه واله ، والخِلَافُ المخالفه أو بعد رسول الله من أقام خِلَافَ القوم أی بعدهم.

ومثله قوله : ( وَإِذاً لا یَلْبَثُونَ خِلافَکَ إِلَّا قَلِیلاً ) [ 17 / 76 ] أی بعدک.

قوله : ( لَأُقَطِّعَنَّ أَیْدِیَکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ مِنْ خِلافٍ ) [ 7 / 124 ] أی مخالفه ، بأن یقطع من کل شق حرفا أی یده الیمنی ورجله الیسری لیبقی فی العذاب ، قیل إن أول من قطع من خلاف وصلب فرعون.

قوله : ( ما کانَ لِأَهْلِ الْمَدِینَهِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ یَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ ) [ 9 / 120 ].

قال الشیخ أبو علی : ظاهره خبر ومعناه نهی ، مثل قوله ( وَما کانَ لَکُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْکِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) إلی أن قال ( ذلِکَ بِأَنَّهُ ) إلخ ، فذلک إشاره إلی ما دل علیه قوله ما کان لکم أن تتخلفوا من وجوب متابعته ، أی ذلک الوجوب بسبب أنهم لا یصیبهم شیء من ظمإ - إلخ.

قوله : ( جَعَلَکُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ ) [ 6 / 165 ] أی سکان الأرض یَخْلُفُ بعضهم بعضا ، واحدهم خَلِیفَه.

ومثله قوله : ( وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِینَ کَذَّبُوا ) [ 10 / 73 ].

قوله : ( مَلائِکَهً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ ) [ 43 / 60 ] أی یکونون بدلا منکم.

قوله : ( یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَهً فِی الْأَرْضِ ) [ 38 / 26 ] الخَلِیفَهُ یراد به فی العرف لمعنیین : إما کونه خِلْفَهً لمن

====

(1) البرهان ج 3 ص 172.

%

ص: 50

کان قبل من الرسل ، أو کونه مدبرا للأمور من قبل غیره.

قوله : ( إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَهً ) [ 2 / 30 ].

فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ اللهَ أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ خَلْقاً بِیَدِهِ ، وَذَلِکَ بَعْدَ مَا مَضَی مِنْ الْجِنِّ وَالنَّسْنَاسِ فِی الْأَرْضِ سَبْعَهُ آلَافِ سَنَهٍ ، وَکَانَ مِنْ شَأْنِهِ خَلْقُ آدَمَ ، کَشَطَ عَنْ أَطْبَاقِ السَّمَاوَاتِ وَقَالَ لِلْمَلَائِکَهِ : انْظُرُوا إِلَی أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ خَلْقِی مِنْ الْجِنِّ وَالنَّسْنَاسِ ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا یَعْمَلُونَ فِیهَا مِنْ الْمَعَاصِی وَسَفْکِ الدِّمَاءِ وَالْفَسَادِ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ عَظُمَ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ وَغَضِبُوا لِلَّهِ وَتَأَسَّفُوا عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَمْ یَمْلِکُوا غَضَبَهُمْ ، فَقَالُوا : رَبَّنَا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ الْقَادِرُ الْجَبَّارُ الْقَاهِرُ الْعَظِیمُ الشَّأْنِ وَهَذَا خَلْقُکَ الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ یَتَقَلَّبُونَ فِی قَبْضَتِکَ وَیَعِیشُونَ بِرِزْقِکَ وَیَتَمَتَّعُونَ بِعَافِیَتِکَ وَهُمْ یَصْنَعُونَ مِثْلَ هَذِهِ الذُّنُوبِ وَلَا تَأْسَفْ عَلَیْهِمْ وَلَا تَغْضَبْ وَلَا تَنْتَقِمُ لِنَفْسِکَ لِمَا تَسْمَعُ مِنْهُمْ وَتَرَی وَقَدْ عَظُمَ ذَلِکَ عَلَیْنَا وَأَکْبَرْنَاهُ فِیکَ ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِکَ مِنْ الْمَلَائِکَهِ قَالَ : ( إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَهً ) الْآیَهِ (1).

قَوْلِهِ : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ ) [ 24 / 55 ] قَالَ الصادق علیه السلام : هُمْ الْأَئِمَّهُ (2).

قوله ( وَلَوْ شاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّهً واحِدَهً ) وهی مله الإسلام ، ولکنه مکنهم من الاختیار لیستحقوا الثواب فاختار بعضهم الحق وبعضهم الباطل فاختلفوا ( وَلا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ ) [ 11 / 118 ]. قوله : ( وَلِذلِکَ خَلَقَهُمْ ) ذلک إشاره إلی ما دل علیه الکلام الأول أی لذلک التمکین والاختیار الذی کان عنه الاختلاف خلقهم لیثبت الذی یختار الحق ویحسن اختیاره.

وَعَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ : ( وَلا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ ) أَیْ فِی إِصَابَهِ

====

(1) تفسیر علی بن إبراهیم ص 32.

(2) البرهان ج 3 ص 146.

%

ص: 51

الْقَوْلِ ، وَکُلُّهُمْ هَالِکٌ ( إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ ) ، قَالَ : هُمْ شِیعَتُنَا وَلِرَحْمَتِهِ خَلَقَهُمْ ، وَهُوَ قَوْلُهُ ( وَلِذلِکَ خَلَقَهُمْ ) (1).

قوله : ( رَضُوا بِأَنْ یَکُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ ) [ 9 / 87 ] قال المفسر : وهم النساء والصبیان والمرضی (2).

قوله : ( مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ) [ 16 / 69 ] یعنی العسل اختلفت ألوانه أبیض وأصفر وأحمر.

وخَلَفَ فلان فلانا : إذا کان خَلِیفَهً یقال خلفه فی قومه ، ومنه قوله ( اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی ) [ 7 / 142 ].

وأَخْلَفَ : إذا لم یف بوعده ولم یصدق ، والاسم منه الخُلْفُ بالضم ، قال تعالی : ( ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَکَ ) [ 20 / 87 ] قال ( إِنَّ لَکَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ ) [ 20 / 97 ] قرئ بالنون وکسر اللام وقرئ بالتاء مضمومه وفتح اللام.

قوله : ( مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ ) [ 57 / 7 ] أی علی نفقته فی الصدقات ووجوه البر ، ویقال مُسْتَخْلَفِینَ مملکین ( فِیهِ ).

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی کُلِ خَلَفٍ عُدُولاً یَنْفُونَ عَنْ هَذَا الدِّینِ تَحْرِیفَ الْغَالِینَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِینَ وَتَأْوِیلَ الْجَاهِلِینَ ».

الخَلَفُ بالتحریک والسکون : من یجیء بعد من مضی إلا أنه بالتحریک فی الخیر وبالتسکین فی الشر ، یقال خَلَفُ صدق وخَلْفُ سوء بالتسکین ، ومعناهما جمیعا القرن من الناس ، والمراد فی الحدیث المفتوح ، ومن السکون ما جَاءَ فِی الْخَبَرِ سَیَکُونُ بَعْدَ سِتِّینَ سَنَهً ( خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاهَ ).

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَعْطِ کُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفاً ». أی عوضا عاجلا مالا أو دفع سوء وآجلا ثوابا ، فکم من منفق قل ما یقع له الخَلَفُ المالی.

ویقال خَلَفَ الله لک خَلَفاً بخیر ، وأَخْلَفَ علیک خیرا : أی أبدلک بما ذهب منک وعوضک عنه.

====

(1) هذا مختصر من حدیث مذکور فی البرهان ج 2 ص 240.

(2) مجمع البیان ج 3 ص 58.

%

ص: 52

ویقال إذا أذهب للرجال ما یُخَلِّفُهُ مثل المال والولد « أَخْلَفَ الله لک وعلیک » وإذا ذهب له ما یخلفه غالبا کالأب والأم قیل « خَالَفَ الله علیک ».

وعن بعض الأفاضل جوز بعض اللغویین أَخْلَفَ بالألف بمعنی عوض فی المقامین.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَ اخْلُفْهُ فِی عَقِبِهِ فِی الْغَابِرِینَ ». قال بعض الشارحین : اخْلُفْ بالضم والکسر : العقب والولد وولد الولد والغابرین الباقین ، ولعل لفظ فی للسببیه والمراد الدعاء بجعل الباقین من أقارب عقبه عوضا لهم عن المیت.

وقولهم « هو یُخَالِفُ امرأه فلان » أی یأتیها إذا غاب عنها زوجها.

وَفِی خَبَرِ الصَّلَاهِ « ثُمَ أُخَالِفُ إِلَی رِجَالٍ فَأُحْرِقَ عَلَیْهِمْ بُیُوتِهِمْ ».

أی آتیهم من خلفهم.

وَفِیهِ « سَوُّوا صُفُوفَکُمْ وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبِکُمْ ».

أی إذا تقدم بعضکم علی بعض فی الصفوف تأثرت قلوبکم ونشأ بینکم الخَلْفُ.

والخُلُوفُ بضم الخاء علی الأصح وقیل بفتحها : هو رائحه الفم المتغیر ، من قولهم خَلَفَ فم الصائم خُلُوفاً من باب قعد : أی تغیرت رائحه فمه ، وأَخْلَفَ فوه لغه فی خلف.

ومنه الْحَدِیثُ « لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْیَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِیحِ الْمِسْکِ » (1).

فإن قلت : هو علی سبیل الفرض ، أی لو تصور الطیب عند الله لکان الخلوف أطیب منه.

قال بعض الشراح : لما أراد رسول الله أن یبین فضل الصوم ودرجه الصائم ضرب ما یکره من الرائحه فی الطباع البشریه بأطیب ما یرام ویستنشق من الروائح ، والنزول من الأعلی إلی الأدنی فی هذا الباب عند التمثیل وتقریر المعنی من أحد طرق البلاغه وأنهج مناهج البیان و « الخَلِفَهُ » بفتح الخاء وکسر اللام : الحامل من النوق ، وجمعها مخاض من غیر

====

(1) الکافی ج 4 ص 65.

%

ص: 53

لفظها ، کما تجمع المرأه علی النساء من غیر لفظها ، وهی اسم فاعل ، یقال خَلِفْتُ خَلَفاً من باب تعب : إذا حملت فهی خَلِفَهٌ وقیل تجمع علی خَلِفَاتٍ وخَلَائِفَ ، ویقال خَلِفَتْ إذا حملت وأَخْلَفَتْ إذا حالت.

وقد تکررت فی الحدیث مفرده ومجموعه.

والأَخْلَافُ جمع خِلْفٍ بالکسر ، وهو الضرع لکل ذات خف وظلف ، وقیل مقبض ید الحالب من الضرع.

ومنه الْحَدِیثُ « شَجَرَهٌ فِی الْجَنَّهِ لَهَا أَخْلَافٌ کَأَخْلَافِ الْبَقَرِ ».

والخَلْفُ : القرن بعد القرن.

والخَلْفُ : الردیء من القول.

والخِلْفُ : أقصر أضلاع الجنب والجمع خُلُوف.

والخُلْفُ بالضم الاسم من الأَخْلَافِ ، وهو فی المستقبل کالکذب فی الماضی.

وجلست خَلْفَ فلان : أی بعده والمُخْلِفُ من الإبل : الذی جاز البازل ، الذکر والأنثی سواء ، یقال مُخْلِف عام ومخلف عامین.

والخَلِفُ بکسر اللام : المخاض ، وهی الحوامل من النوق.

ورجل مُخْلِفٌ : أی کثیر الإخلاف لوعده.

وَفِی حَدِیثِ الْهَدْیِ « تَخَلَّفَ ثَمَنُهُ عِنْدَ ثِقَهٍ ».

أی یجعله عنده ، خَلَّفَ الشیء بالتشدید : إذا ترکه خلفه.

وخَالَفَهُ : نقیض وافقه.

والاخْتِلَافُ : نقیض الاتفاق.

وَفِی حَدِیثِ إِثْبَاتِ الصَّانِعِ « الْعَالِمُ الْخَبِیرُ بِلَا اخْتِلَافِ الْمَعْنَی ». أی لیس مرکبا من أجزاء ، ولیس له صفات زائده علی ذاته.

واخْتَلَفَ من موضع إلی موضع : تردد

ومنه الْحَدِیثُ « مِنْ اخْتَلَفَ إِلَی الْمَسَاجِدِ أَصَابَ إِحْدَی الثَّمَانِ ». أی من تردد إلیها.

ومثله « کُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَی ابْنِ أَبِی لَیْلَی فِی مَوَارِیثَ لَنَا ».

وأهل الخِلَافِ الجمهور.

والخِلَافُ : المخالفه.

%

ص: 54

وشجر الخِلَافِ : الصفصاف بلغه أهل الشام.

والخَلِیفَهُ : السلطان الأعظم.

وَفِی الْخَبَرِ « جَاءَ أَعْرَابِیٌّ إِلَی أَبِی بَکْرٍ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ خَلِیفَهُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله؟ فَقَالَ : لَا ، فَقَالَ : فَمَا أَنْتَ. قَالَ : أَنَا الخَالِفَهُ بَعْدَهُ ».

قال بعض أکابرهم : الخالفه هو الذی لا غنی عنده ولا خیر فیه ، وکذلک الخَالِفُ ، وقیل هو الکثیر الخلاف. ثم قال : وإنما قال ذلک تواضعا وهضما من نفسه حین قال له « أنت خلیفه رسول الله صلی الله علیه واله؟ » - انتهی.

وهو لعمری عذر فاضح غیر واضح.

والخَلِیفَهُ : من یقوم مقام الذاهب ویسد مسده ، والهاء فیه للمبالغه. وجمعه خُلَفَاءُ علی معنی التذکیر لا علی اللفظ ، ویجمع اللفظ علی خَلَائِفَ.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَنْتَ الْخَلِیفَهُ فِی السَّفَرِ ». والمعنی أنت الذی أرجوه وأعتمد علیه فی غیبتی عن أهلی أن تلم شعثهم وتقوم إودهم وتداوی سقمهم وتحفظ علیهم دینهم وأمانتهم.

ومثله « أَنْتَ الصَّاحِبُ فِی السَّفَرِ وَالْخَلِیفَهُ فِی الْأَهْلِ وَلَا یَجْمَعَهُمَا غَیْرُکَ ».

وفیه تنزیه لله تعالی عن الجهه والجسمیه إذا کان اجتماع الأمرین فی الجسم الواحد محالا ، کما علله علیه السلام بِقَوْلِهِ « لِأَنَ المُسْتَخْلِفُ لَا یَکُونُ مستصحبا وَالمستصحب لَا یَکُونُ مستخلفا » (1).

والخِلافَهُ بالکسر : خلافه الخلفاء ومده خلافه الثلاثه علی ما فی المغرب خمس وعشرون سنه إلا ثلاثه أشهر : لأبی بکر ثنتان وثلاثه أشهر وتسع لیال ، ولعمر عشر سنین وسته أشهر وخمس لیال ، ولعثمان اثنا عشر سنه إلا اثنا عشر لیله. مُدَّهُ خِلَافَهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أبی طالب علیه السلام خَمْسُ سِنِینَ إِلَّا ثَلَاثَهَ أَشْهُرٍ وَفِی هَذِهِ الْمُدَّهِ مَا وَضَعَ فِیهَا آجُرَّهً عَلَی آجُرَّهٍ وَلَا لَبِنَهً عَلَی لَبِنَهٍ وَلَا أَقْطَعَ قَطِیعَهً وَلَا أَوْرَثَ بَیْضَاءَ وَلَا حَمْرَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَهِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَایَاهُ أَرَادَ أَنْ یَبْتَاعَ بِهَا لِأَهْلِهِ خَادِماً.

====

(1) نهج البلاغه ج 1 ص 92.

%

ص: 55

وَمِمَّا وَرَدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أبی طالب علیه السلام قَالَ : بَیْنَمَا أَنَا أَمْشِی مَعَ النَّبِیِّ صلی الله علیه واله فِی بَعْضِ طُرُقَاتِ الْمَدِینَهِ إِذْ لَقِینَا شَیْخٌ طَوِیلٌ کَثُّ اللِّحْیَهِ بَعِیدٌ مَا بَیْنَ الْمَنْکِبَیْنِ ، فَسَلَّمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه واله وَرَحَّبَ بِهِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا رَابِعَ الْخُلَفَاءِ وَرَحْمَهُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ أَلَیْسَ هُوَ کَذَلِکَ یَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ : بَلَی ، ثُمَّ مَضَی فَقُلْتُ : یَا رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه واله مَا هَذَا الَّذِی قَالَ لِی هَذَا الشَّیْخُ وَتَصْدِیقُکَ لَهُ؟ قَالَ : أَنْتَ کَذَلِکَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِنَّ اللهَ تَعَالَی قَالَ فِی کِتَابِهِ ( إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَهً ) وَالْخَلِیفَهُ الْمَجْعُولُ فِیهَا آدَمُ ، وَقَالَ تَعَالَی ( یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَهً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ ) فَهُوَ الثَّانِی ، وَقَالَ تَعَالَی حِکَایَهً عَنْ مُوسَی حِینَ قَالَ لِهَارُونَ ( اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ ) فَهُوَ هَارُونَ إِذْ اسْتَخْلَفَهُ مُوسَی علیه السلام فِی قَوْمِهِ وَهُوَ الثَّالِثُ ، وَقَالَ تَعَالَی ( وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَکْبَرِ ) فَکُنْتَ أَنْتَ الْمُبَلِّغُ عَنِ اللهِ وَعَنْ رَسُولِهِ ، وَأَنْتَ وَصِیِّی وَوَزِیرِی وَقَاضِی دَیْنِی وَالْمُؤَدِّی عَنِّی ، وَأَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَهِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ مِنْ بَعْدِی ، فَأَنْتَ رَابِعُ الْخُلَفَاءِ کَمَا سَلَّمَ عَلَیْکَ الشَّیْخُ ، أَوَلَا تَدْرِی مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : هُوَ أَخُوکَ الْخَضِرُ علیه السلام.

وَمِمَّا ذُکِرَ فِی بَعْضِ التَّوَارِیخِ : أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام لَمَّا خَلَعَ نَفْسَهُ مِنْ الْخِلَافَهِ تَمَّ الْأَمْرُ لِمُعَاوِیَهَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ. وهو أول الخلفاء من بنی أمیه وآخرهم السفاح (1) ، وکانت مده خلافتهم نیفا وثمانین سنه وهی ألف شهر ، ثم جاءت الدوله العباسیه بخراسان وقام بالأمر أبو جعفر المنصور بعد أخیه السفاح ثم

====

(1) آخر خلفاء بنی أمیه هو مروان بن محمد المعروف بمروان الحمار ، والسفاح المذکور هنا هو أول الخلفاء العباسیین.

%

ص: 56

قام من بعده ابنه محمد المهدی ثم ابنه موسی الهادی ثم أخوه هارون الرشید ثم تابعوا فی الخلافه إلی زمن المستعصم بالله ثم من بعدهم تفرقت الدوله علی سلاطین الزمان

وَفِی حَدِیثِ أَبِی الْخَالِدِ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام قَالَ : « قَالَ بَنُو إِسْرَائِیلَ لِسُلَیْمَانَ : اسْتَخْلِفْ عَلَیْنَا ابْنَکَ. فَقَالَ لَهُمْ : انَّهُ لَا یَصْلُحُ لِذَلِکَ فَأَلَحُّوا عَلَیْهِ فَقَالَ : إِنِّی سَائِلُهُ عَنْ مَسَائِلَ فَإِنْ أَحْسَنَ الْجَوَابَ فِیهَا اسْتَخْلَفْتُهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَقَالَ : یَا بُنَیَّ مَا طَعْمُ الْمَاءِ وَطَعْمُ الْخُبْزِ وَمِنْ أَیِّ شَیْءٍ ضَعْفُ الصَّوْتِ وَشِدَّتُهُ ، وَأَیْنَ مَوْضِعُ الْعَقْلِ مِنْ الْبَدَنِ ، وَمِنْ أَیِّ شَیْءٍ الْقَسَاوَهُ وَالرِّقَّهُ ، وَمِمَّ تَعَبُ الْبَدَنِ وَدَعَتُهُ ، وَمِمَّ مَکْسَبُ الْبَدَنِ وَحِرْمَانُهُ ، فَلَمْ یُجِبْهُ بِشَیْءٍ مِنْهَا. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام : طَعْمُ الْمَاءِ الْحَیَاهُ ، وَطَعْمُ الْخُبْزِ الْقُوَّهُ ، وَضَعْفُ الصَّوْتِ وَقُوَّتُهُ مِنْ شَحْمِ الْکُلْیَتَیْنِ ، وَمَوْضِعُ الْعَقْلِ الدِّمَاغُ ، أَلَا تَرَی أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا کَانَ قَلِیلَ الْعَقْلِ قِیلَ لَهُ مَا أَخَفَّ دِمَاغَهُ ، وَالْقَسْوَهُ وَالرِّقَّهُ مِنْ الْقَلْبِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی ( فَوَیْلٌ لِلْقاسِیَهِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِکْرِ اللهِ ) ، وَتَعَبُ الْبَدَنِ وَدَعَتُهُ مِنْ الْقَدَمَیْنِ إِذَا أُتْعِبَا فِی الْمَشْیِ یَتْعَبُ الْبَدَنُ ، وَکَسْبُ الْبَدَنِ وَحِرْمَانُهُ مِنْ الْیَدَیْنِ إِذَا عُمِلَ بِهِمَا وَإِذَا لَمْ یُعْمَلْ بِهِمَا لَمْ یَزِدْ عَلَی الْبَدَنِ شَیْءٌ » (1).

الرد لقصور أعمالکم طامعین فی الإجابه لسعه رحمته ووفور کرمه.

والخَوْفُ من الشیء : الحذر منه.

قوله : ( وَاذْکُرْ رَبَّکَ فِی نَفْسِکَ تَضَرُّعاً وَخِیفَهً ) [ 7 / 205 ] الخِیفَه بالکسر فالسکون : الخوف ، یقال خَافَ یَخَافُ خَوْفاً وخِیفَهً بالکسر ومَخَافَهً أیضا فهو خَائِفٌ إذا حذر من عدو ونحوه.

والتَّخَوُّفُ : التنقص ، ومنه قوله تعالی : ( أَوْ یَأْخُذَهُمْ عَلی تَخَوُّفٍ ) [ 16 / 47 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ کَمَثَلِ خَافَهِ الزَّرْعِ ».

قال بعض الشارحین : الخَافَهُ وعاء الحب ، سمیت بذلک لأنها وقایه له ، وروی بالمیم وسیأتی.

وَفِی الْخَبَرِ « الْکُسُوفُ آیَهٌ یُخَوِّفُ اللهَ بِهَا عِبَادَهُ ». إذ تبدیل النور بالظلمه یحصل الخَوْف لیترکوا معاصیه ، وکونها آیه من حیث الکسف لا من حیث الذات ، وإن کان کل مخلوق آیه ، وهو رد علی أهل الهیئه حیث قالوا إن الکسوف عادی لا یتقدم ولا یتأخر.

والفرق بین الخوف والحزن أن الخَوْفُ من المتوقع والحزن علی الواقع.

فهو مُدْنِفٌ. ومدنف یتعدی ولا یتعدی.

ورجل دَنَفٌ وامرأه دَنَفٌ یستوی فیه المذکر والمؤنث والتثنیه والجمع.

قال المطرزی فی مغربه : أَدْنَفَ المریض ودَنِفَ : ثقل بالمرض ودنا من الموت.

وأَدْنَفَهُ المرض : أثقله.

خفیف سریع.

ومنه الْحَدِیثُ « مَوْتٌ ذَفِیفٌ یَحْزَنُ الْقَلْبَ ».

وفی بعض النسخ دفیق بالقاف مکان الفاء الأخیره ، والدال المهمله مکان المعجمه.

أَنَّهُ قَالَ : إِنَّمَا ( أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَهُ ) مِنْ أَجَلِ دَعْوَاهُمْ عَلَی مُوسَی علیه السلام ، وَذَلِکَ أَنَّ مُوسَی علیه السلام وَهَارُونَ وَشَبِیراً وَشَبَّراً ابْنَیْ هَارُونَ انْطَلَقُوا إِلَی سَفْحِ جَبَلٍ ، فَنَامَ هَارُونَ عَلَی سَرِیرٍ فَتَوَفَّاهُ اللهُ ، فَلَمَّا مَاتَ دَفَنَهُ مُوسَی علیه السلام ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ قَالُوا لَهُ : أَیْنَ هَارُونُ؟ قَالَ : تَوَفَّاهُ اللهُ ، قَالُوا : لَا. بَلْ أَنْتَ قَتَلْتَهُ وَحَسَدْتَنَا عَلَی خُلْقِهِ وَلِینِهِ! قَالَ : فَاخْتَارَ مُوسَی مِنْهُمْ ( سَبْعِینَ رَجُلاً ) ، وَذَهَبَ بِهِمْ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَی الْقَبْرِ قَالَ مُوسَی : یَا هَارُونُ أَقُتِلْتَ أَمْ مِتَّ؟ فَقَالَ هَارُونُ : مَا قَتَلَنِی أَحَدٌ وَلَکِنْ تَوَفَّانِی اللهُ فَقَالُوا لَنْ نُعْصَی بَعْدَ الْیَوْمِ ( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَهُ ) فصعقوا وَمَاتُوا ثُمَّ أَحْیَاهُمْ اللهُ وَجَعَلَهُمْ أَنْبِیَاءَ ».

قوله ( یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَهُ ) [ 79 / 6 ] فسرت بالنفخه الأولی التی تموت فیها الخلائق ، وهی صیحه عظیمه مع اضطراب کالرعده ترجف عندها الجبال والأرض.

قوله ( وَالْمُرْجِفُونَ فِی الْمَدِینَهِ ) [ 33 / 60 ] أی فی الأخبار المضعضعه لقلوب المسلمین عن سراه النبی صلی الله علیه واله ، یقولون : هزموا وقتلوا.

وأصله من الرَّجْفَهِ وهی الزلزله لکونه خبرا متزلزلا غیر ثابت.

ومنه « الأَرَاجِیفُ الملفقه » واحدها الأَرْجَافُ.

ورَجَفَ الشیء من باب قتل : تحرک واضطرب.

ویقال أَرْجَفُوا فی الشیء أی خاضوا فیه.

وأصله مُرْتَدِفِینَ أی مستدبرین.

والارْتَدَافُ : الاستدبار. یقال : أتینا فلانا فَارْتَدَفْنَاهُ أی أخذناه من ورائه أخذا.

ورَدِفْتُهُ : لحقته وتبعته.

وصلاه مُتَرَادِفَهٌ أی متتابعه.

والتَّرَادُفُ : التتابع. وتعاونوا علیه وتَرَادَفُوا بمعنی

ورَدِفْتُهُ بالکسر : إذا رکبت خلفه.

والرِّدْفُ بالکسر : الراکب خلف الراکب.

ومثله الرَّدِیفُ. تقول : أَرْدَفْتُهُ إِرْدَافاً وارْتَدَفْتُهُ فهو رَدِیفٌ.

واسْتَرْدَفْتُهُ : سألته أن یُرْدِفَنِی. والرِّدْفُ : الکفل والعجز.

والرِّدْفَان : اللیل والنهار.

بضم الراء : الدم الذی یخرج من الأنف.

یقال رَعَفَ الرجلُ من بابی قتل ونفع والضم لغه : إذا خرج الدم من أنفه.

والاسم : الرُّعَافُ. ویقال الرُّعَافُ : الدم نفسه قاله فی المصباح.

عیالی إلی بعض الرِّیفِ » أی أرض الزرع والخصب.

کِتَابَ اللهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ ».

أی باطل مزین. وَفِیهِ « إِنَّ الْجِنَانَ لَتُزَخْرَفُ ». أی تزین.

قتل أَزُفُ بالضم زَفّاً وزِفَافاً : إذا أهدیتها. والاسم الزِّفَافُ ککتاب.

والزِّفَافُ : الإهداء.

وَفِی حَدِیثِ تَزْوِیجِ فَاطِمَهَ علیها السلام لَیْهَا السَّلَامُ « إِنَّهُ صَنَعَ طَعَاماً وَقَالَ لِبِلَالٍ : أَدْخِلِ النَّاسَ عَلَیَ زَفَّهً زَفَّهً ». أی طائفه بعد طائفه سمیت به لزفیفها فی مشیها وإقبالها بسرعه.

والمِزَفَّهُ : المِحَفَّه التی تُزَفّ بها العروس.

مِنْ عَیْشِکَ إِلَّا لَذَّهٍ تَزْدَلِفُ بِکَ إِلَی حِمَامِکَ ». أی تقربک إلی موتک.

وفی الحدیث « المُزْدَلِفَهُ » بضم المیم وسکون المعجمه وفتح المهمله وکسر اللام : اسم فاعل من الازْدِلَافِ ، وهو التقدم.

تقول ازْدَلَفَ القومُ : إذا تقدموا ، وهی موضع یتقدم الناس فیه إلی منی.

وقیل : لأنه یتقرب فیها إلی الله ، أو لمجیء الناس إلیها فی زلف من اللیل ، أو من الازْدِلَافِ : الاجتماع لاجتماع الناس فیها.

أو لازدلاف آدم إلی حواء واجتماعه معها ، ولذا تسمی جمعا.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُمِّیَ الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ مُزْدَلِفَهَ لِأَنَّ جَبْرَئِیلَ قَالَ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام بِعَرَفَاتٍ : یَا إِبْرَاهِیمُ ازْدَلِفْ إِلَی الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ فَسُمِّیَتِ الْمُزْدَلِفَهَ » ..

وَفِی حَدِیثِ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الصادق علیه السلام « إِنَّمَا سُمِّیَتْ مُزْدَلِفَهَ لِأَنَّهُمُ ازْدَلَفُوا إِلَیْهَا مِنْ عَرَفَاتٍ ».

[ 3 / 147 ] أی إفراطنا فیه وجهلنا ، والسَّرَفُ : الجهل.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ لِلَّهِ مَلَکاً یَکْتُبُ سَرَفَ الْوَضُوءِ کَمَا یَکْتُبُ عَدَاوَتَهُ ». السَّرَفُ محرکه ضد القصد وهو الإسراف.

وفی بعض نسخ الحدیث : بالشین المعجمه ، وفی بعضها : عدوانه.

قال بعض الشراح : یمکن أن یکون العدوان إشاره إلی ما ذهب إلیه العامه من جعل غسل الرجلین مسحا.

وَفِیهِ « لَوْ قُتِلَ فِی الْحُسَیْنِ أَهْلُ الْأَرْضِ مَا کَانَ سَرَفاً ».

وَفِیهِ « لَیْسَ لِأَهْلِ سَرِفٍ مُتْعَهٌ ».

سَرِفٌ - مثال کتف - : موضع قریب من التنعیم ، وهو من مکه علی عشره أمیال ، وقیل أقل وأکثر.

وَبِهِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله مَیْمُونَهَ الْهِلَالِیَّه ، وَبِهِ تُوُفِّیَتْ وَدُفِنَتْ. وهو مذکر مصروف.

ومن أصحاب الحدیث من یری أنه غیر منصرف ، قال بعض الشارحین : الأکثرون رووا سَرِف بالسین المهمله ، ورواه ابن وهب بالشین المعجمه قیل وهو الصواب.

وإِسْرَافِیلُ : اسم أعجمی کأنه مضاف إلی ( إیل ).

وقال الأخفش : ویقال إِسْرَافِین کما قالوا : جبرین وإسمعین وإسرائین.

( هجر ) (1) لبعد المسافه ولکثره النخیل بها.

والسَّعَفُ : التشعث حول الأظفار.

وقد سَعِفَتْ یدُهُ بالکسر.

ومنه الْحَدِیثُ « مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ یَوْمَ الْجُمُعَهِ لَمْ تَسْعَفْ أَنَامِلُهُ ». أی لم تتشعث.

رستاق (1) کبیر بین النهروان (2) والبصره (3) کانت عامره فانقرضوا لما صارت غامره.

ومنهم أبو جعفر الإِسْکَافُ وله کتب کثیره.

وأُسْکُفَّهُ الباب بالضم : عتبته العلیا ، وقد تستعمل فی السفلی.

قال فی المصباح : واقتصر فی التهذیب ومختصر العین علیها ، فقال الأُسْکُفَّهُ : عتبه الباب التی یوطأ علیها والجمع أُسْکُفَّاتٌ.

إلی أجل معلوم ، بزیاده فی السعر الموجود عند السلف ، وذلک منفعه للسلف ، ویقال له ( سلم ) دون الأول ، وهو یقابل ( النسیئه )

وقد أَسْلَفْتُ فی کذا من باب طلب. والجمع أَسْلَافٌ ، مثل سبب وأسباب.

وتَسَلَّفْتُ فَأَسْلَفَنِی.

والشَّرَفُ : المجد ، ولا یکون إلا فی الآباء أو علو الحسب.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِذَا أَتَاکُمْ شَرِیفُ قَوْمٍ فَأَکْرِمُوهُ ، سُئِلَ وَمَا الشَّرِیفُ؟ فَقَالَ : الشَّرِیفُ مَنْ کَانَ لَهُ مَالٌ ، قُلْتُ : فَالْحَسِیبُ؟ قَالَ : الَّذِی یَفْعَلُ الْأَفْعَالَ الْحَسَنَهَ بِمَالِهِ وَغَیْرِ مَالِهِ ».

وجمع الشَّرِیفِ شُرَفَاءُ وأَشْرَافٌ.

وشُرْفَهُ القصرِ تجمع علی شُرَفٍ کغرفه وغرف.

وَفِی حَدِیثِ الْمَسَاجِدِ « تُبْنَی جُمّاً وَلَا تُشَرَّفُ ». أی لا تجعل لها شُرَفاً.

وَفِی حَدِیثِ التَّضْحِیَهِ « أَمَرَ أَنْ تُسْتَشْرَفَ الْعَیْنُ وَالْأُذُنُ ». أی تتأمل سلامتهما من آفه کالعور والجدع.

والأصل فی الاسْتِشْرَافِ : أن تضع یدک علی حاجبک کالذی یستظل من الشمس حتی یتبین الشیء.

واسْتَشْرَفَهَا الشیطانُ : أی تطلعها وتأملها.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه واله مَعَ جَعْفَرٍ الطَّیَّارِ بَعْدَ قَوْلِهِ : « أَلَا أَمْنَحُکَ أَلَا أُعْطِیکَ؟ فَتَشَرَّفَ النَّاسُ لِذَلِکَ ».

أی فتطلعوا إلیه ونظروا ما یمنحه به.

وسیف مَشْرَفِیٌ : منسوب إلی مَشَارِفِ الشامِ وهی أرض من قری العرب تدنو من الریف.

وفی المصباح : وقیل هذا خطأ بل هی نسبه إلی موضع من الیمن.

الْخَدْشِ. « سُئِلَ علیه السلام وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَهَ علیها السلام؟ قَالَ إِنَّ فَاطِمَهَ علیها السلام مَکَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله خَمْسَهً وَسَبْعِینَ یَوْماً وَکَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِیدٌ عَلَی أَبِیهَا فَکَانَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَأْتِیهَا فَیُحْسِنُ عَزَاهَا عَلَی أَبِیهَا وَیُطَیِّبُ نَفْسَهَا وَیُخْبِرُهَا عَنْ أَبِیهَا وَمَکَانِهِ ، وَیُخْبِرُهَا بِمَا یَکُونُ بَعْدَهَا فِی ذُرِّیَّتِهَا ، وَکَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَکْتُبُ ذَلِکَ. فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَهَ علیها السلام ».

وَفِی رِوَایَهٍ أُخْرَی عَنِ الصادق علیه السلام « مُصْحَفُ فَاطِمَهَ علیها السلام فِیهِ مِثْلُ قُرْآنِکُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَاللهِ مَا فِیهِ مِنْ قُرْآنِکُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ وَلَیْسَ فِیهِ مِنْ حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ ، وَلَکِنْ فِیهِ عِلْمُ مَا یَکُونُ ».

والمُصْحَفُ بضم المیم أشهر من کسرها والتَّصْحِیفُ : تغییر اللفظ حتی یتغیر المعنی ، وأصله الخطایا یقال صَحَّفَهُ فَتَصَحَّفَ أی غیره فتغیر حتی التبس.

صَرْفٌ ولا عَدلٌ أی توبه وفدیه ، أو نافله فریضه.

قوله ( صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ ) [ 7 / 47 ] أی قلبت تلقاء أصحاب النار.

قوله ( وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِی هذَا الْقُرْآنِ مِنْ کُلِّ مَثَلٍ ) [ 17 / 89 ] أی بینا لهم وکررنا من کل شیء ، وهو کالمثل فی حسنه وغرابته قد احتاجوا إلیه فی دینهم ودنیاهم فلم یرضوا إلا کفورا أو جحودا.

قوله ( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَیْکَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ ) [ 46 / 29 ] أی أملناهم إلیک عن بلادهم بالتوفیق والألطاف حتی أتوک.

قوله ( وَتَصْرِیفِ الرِّیاحِ ) [ 2 / 146 ] أی تحویلها من حال إلی حال جنوبا وشمالا ودبورا وصباء وسائر أجناسها.

قوله ( فَأَنَّی تُصْرَفُونَ ) [ 10 / 32 ] أی أی جهه تقلبون عن الحق إلی الضلال.

قوله ( نُصَرِّفُ الْآیاتِ ) [ 6 / 105 ] أی نکررها تاره من جهه المقدمات العقلیه ، وتاره من جهه الترغیب والترهیب وتاره من جهه التنبیه والتذکیر بأحوال المتقدمین.

قوله مَصْرِفاً [ 18 / 53 ] أی معدلا.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَوْ تَفَرَّثَتْ کَبِدُهُ عَطَشاً لَمْ یَسْتَسْقِ مِنْ دَارِ صَیْرَفِیٍ ».

هو من صَرَفْتُ الدینارَ بالذهب : بعته.

واسم الفاعل من هذا ( صَیْرَفِیٌ ).

وصَرَّافٌ للمبالغه.

وقوم صَیَارِفَهٌ ، الهاء فیه للنسبه.

وَمِنْهُ « أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْکَهْفِ کَانُوا صَیَارِفَهً ».

قال الصدوق : یعنی صَیَارِفَهَ الکلام ولم یعن صَیَارِفَهَ الدراهم.

وعن بعض المعاصرین من شراح الحدیث : المعنی کأن الإمام علیه السلام قال لسدیر : ما لک ولقول الحسن البصری أما علمت أن أصحاب الکهف کانوا صیارفه الکلام ونقده الأقاویل ، فانتقدوا ما قرع أسماعهم فاتبعوا الحق ، ورفضوا الباطل ، ولم یسمعوا ما فی أهل الضلال ، وأکاذیب رهط السفاهه ، فأنت أیضا کن صیرفیا لما

%

ص: 79

یبلغک من الأقاویل ، ناقدا منتقدا آخذا بالحق رافضا للباطل ، ولیس المراد أنهم کانوا صیارفه الدراهم ، کما هو المتبادر إلی بعض الأوهام ، لأنهم کانوا فتیه من أشراف الروم مع عظم شأنهم وکبر خطرهم - انتهی کلامه.

ویتوجه علیه : أن من الممکن أن یقال إن قوله یعنی إلی آخره ، لیس هو من کلام الإمام فإنما هو من کلام الصدوق ، یدل علی ذلک أن هذه الروایه بعینها ذکرت فی التهذیب فی باب الحرف المکروهه إلی قوله : أن أصحاب الکهف کانوا صَیَارِفَهً ، بدون الزیاده المذکوره وحینئذ فلا مانع من حمل الروایه علی ظاهرها ، ویکون فیها دلاله علی جواز الصِّرَافَهِ المخصوصه ردا علی الحسن حیث اعتقد عدم جواز فعلها کما دل علیه قوله : کذب الحسن ، خذ سواء وأعط سواء ، فإذا حضر وقت الصلاه فدع ما فی یدک وانهض إلی الصلاه وحینئذ فلا ینافی کونها من الحرف المذمومه اتصاف أهل الکهف بها مع کونهم أشرافا لأن شرع من تقدمنا غیر شرعنا. فلعلها فیه لم تکن مکروهه ، وإذا کان الأمر کذلک حملنا الصرف علی معناه الحقیقی دون غیره ، ولا حاجه إلی التکلف.

والصَّیْرَفِیّ : المحتال المتصرف فی الأمور.

وصَرْفُ الدهرِ : حدثانه ونوائبه.

والجمع صُرُوفٌ کفلس وفلوس.

وصَرْفُ الحدیثِ : تزیینه بالزیاده فیه.

والصِّرْفُ بالکسر : الشراب الذی لم یمزج.

ویقال لکل خالص من شوائب الکدر : صِرْفٌ ، لأنه صُرِفَ عن الخلط.

وصَرَفَ اللهُ عنک الأذی أی قلبه عنک وأزاله.

ومنه الْحَدِیثُ « لَمْ یَزَلِ الْإِمَامُ مَصْرُوفاً عَنْهُ قَوَارِفُ السُّوءِ ».

وصَرَّفْتُ الرجلَ فی أمری فَتَصَرَّفَ فیه ، واصْطَرَفَ فی طلب الکسب.

وصَرَفْتُ المالَ : أنفقته.

والله یسمع صَرِیفَ الأقلامِ أی صوت جریانها ، وروی « صریر » براء مهمله ، وهو أشهر فی اللغه وأدل فی الروایه.

%

ص: 80

وَفِی الْحَدِیثِ « الرَّجُلُ یَنَامُ وَهُوَ سَاجِدٌ قَالَ یَنْصَرِفُ وَیَتَوَضَّأُ ».

أی ینقلب من مکانه وَفِی خَبَرِ مُوسَی علیه السلام « کَانَ یَسْمَعُ صَرِیرَ الْقَلَمِ حِینَ کَتَبَ اللهُ التَّوْرَاهَ ».

وانْصَرَفَ من صلاته : أی سلم.

وصَرَفْتُهُ عن وجهه من باب ضرب : حولته.

وصُرِفَ رسولُ الله إلی الکعبه یعنی وُجِّهَ إلیها وحُوِّلَ.

وَمِنْهُ « وَاصْرِفْ قَلْبِی إِلَی طَاعَتِکَ وَخَشْیَتِکَ ».

ومِنْهُ « یَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِی ».

وصَرَفْتُ الأجیرَ : خلیت سبیله.

وکلبه صَارِفٌ : إذا اشتهت الفحل.

والصَّرَفَانُ : ضرب من التمر.

ومنه الْخَبَرُ « الصَّرَفَانُ سَیِّدُ تُمُورِکُمْ ».

صلی الله علیه وآله کانت مسکن الغرباء والفقراء.

وَمِنْهُ « أَهْلُ الصُّفَّهِ » مِنَ الْمُهَاجِرِینَ لَمْ یَکُنْ لَهُمْ مَنَازِلُ وَلَا أَمْوَالٌ.

رُوِیَ « أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام کَانَ عِنْدَهُ سِتْرٌ مِنَ الْغَنِیمَهِ فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله فَقَسَّمَ ذَلِکَ السِّتْرَ بَیْنَهُمْ قِطَعاً ، جَعَلَ یَدْعُو الْعَارِیَ مِنْهُمُ الَّذِی لَا یَسْتَتِرُ بِشَیْءٍ فَیُؤَزِّرُهُ ، وَإِذَا الْتَقَی عَلَیْهِ الْإِزَارُ قَطَعَهُ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « إِلَّا مَا قُتِلَ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ ».

أی بین العسکرین.

والمَصَفّ بفتح المیم : الموقف فی الحرب.

وصِفِّینُ بکسر الصاد مثقل الفاء : موضع علی الفرات من الجانب الغربی بطرف الشام ، وکان هناک وقعه بین علی ومعاویه ، وهو فعلین من الصف أو فعیل من الصفوف فالنون أصلیه علی الثانی قاله فی المصباح.

والصَّفْصَافُ بالفتح شجر معروف ، وهو شجر الخلاف بلغه الشام.

محذوف وجوبا لکونه مثلا أی عرفتهم.

وقیل معناه : ترکت الشیء وهو ممکن ، وطلبته فی غیر وقت إمکانه.

أو منصوب علی الاختصاص بمعنی واختص فی سبیل الله خلاص المستضعفین ، لأنه من أعظم الخیرات.

قیل : والمراد بهم الذین أسلموا بمکه وصدهم المشرکون عن الهجره ، فبقوا بین أظهرهم یلقون منهم الأذی ویدعون الله بالخلاص ویستغفرونه.

قوله ( وَنُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّهً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ ) [ 28 / 5 ] قال الشیخ أبو علی : ( وَنُرِیدُ أَنْ نَمُنَ ) جمله معطوفه علی الکلام المتقدم أی ونحن نرید حکایه حال ماضیه ، ویجوز أن یکون حالا من ( یَسْتَضْعِفُ ) أی یستضعفهم فرعون ونحن نرید أن نمن علیهم ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّهً ) متقدمین فی الدین والدنیا وقاده فی الآخره یقتدی بهم ( وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ ) یرثون فرعون وقومه وملکهم.

وَعَنْ بَعْضِ الْمُفَسِّرِینَ : الْمُسْتَضْعَفُونَ فِی الْأَرْضِ « مُحَمَّدٌ صلی الله علیه واله وَأَهْلُ بَیْتِهِ » وَ ( فِرْعَوْنُ ) وَ ( هَامَانُ ) : الْأَوَّلُ وَالثَّانِی وَهُمَا ( تَیْمٌ ) وَ ( عَدِیٌّ ) وَجنودُهُما : مَنْ تَابَعَهُمَا ، وَذَلِکَ فِی دَوْلَهِ الْقَائِمِ علیه السلام فَهُنَاکَ یَحْصُلُ الْأَمْنُ التَّامُّ بَعْدَ الْخَوْفِ الشَّدِیدِ فِی الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ وَیَسْتَمِرُّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ.

ومثلها قوله تعالی ( وَعَدَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ ) [ 24 / 55 ] الآیه.

وقوله ( یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ کُلِّ أُمَّهٍ فَوْجاً ) [ 37 / 83 ] حیث جعل بعض المفسرین من للتبعیض.

وقوله ( ثُمَّ بَعَثْناکُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ) [ 2 / 56 ] فإن الشکر إنما یکون فی الدنیا لأنها دار تکلیف.

وقوله ( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّهً مِنَ الْأَرْضِ تُکَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ کانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ ) [ 27 / 82 ] فإن المراد بالآیات علی ما ذکره البعض : العلامات التی تکون عند القائم علیه السلام ورجوع من أمر الله برجوعهم إلی الدنیا.

وقوله ( وَلَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَکْبَرِ ) [ 32 / 21 ] فإن

%

ص: 85

العذاب الأدنی علی ما جاء فی الروایه عذاب الرجعه ، والعذاب الأکبر عذاب یوم القیامه ، هذا.

وأما أحادیث أهل البیت فی هذا الباب فأکثر من أن تحصی.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ اللهَ لَیُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ الضَّعِیفَ ».

قیل : المراد ( الضعیف الإیمان ) والمراد : أنه یعامله معامله المبغض کما مر نظیره مرارا.

وَفِیهِ « اتَّقُوا اللهَ فِی الضَّعِیفَیْنِ ».

یعنی الیتیم والنساء کما جاءت به الروایه عنهم علیهم السلام.

وَفِیهِ « رَأَیْتُ فِی أَضْعَافِ الثِّیَابِ طِیناً ».

أی فی أثنائها کما یقال وقع لفلان فی أَضْعَافِ کتابِهِ أی فی أثناء السطور والحواشی. والضَّعْفُ : خلافُ القوه.

وقد ضَعُفَ عن الشیء أی عجز عن احتماله فهو ضَعِیفٌ.

وأَضْعَفَهُ غیرُهُ.

وقومٌ ضِعَافٌ وضُعَفَاءُ.

واسْتَضْعَفَ الشیءَ : عده ضعیفا.

وفلانٌ ضَعِیفٌ مُضْعِفٌ ، یعنی ضعیفا فی بدنه مضعفا فی دابته.

والضِّعْفُ فی کلام العرب : المثل فما زاد ، ولیس بمقصور علی المثلین.

وأقل الضِّعْفِ محصور فی الواحد وأکثره غیر محصور.

أما لو قال فی الوصیه « أعطوه ضِعْفَ نصیبِ ولدی » أعطی مثلیه.

ولو قال « ضِعْفَیْهِ » أعطی ثلاثه أمثال حتی لو حصل للابن مائه أعطی مائتین فی الضعف والثلاثمائه فی الضعفین ، وعلی هذا جری عرف الناس واصطلاحهم ، والوصیه تحمل علی العرف لا علی دقائق اللغه.

وَفِی الْحَدِیثِ « تَضْعُفُ صَلَاهُ الْجَمَاعَهِ عَلَی صَلَاهِ الْفَرْدِ خَمْساً وَعِشْرِینَ دَرَجَهً ».

أی تزید علیها من ضَعُفَ الشیءُ : زاد.

وأَضْعَفْتُهُ وضَعَّفْتُهُ وضَاعَفْتُهُ بمعنی واحد.

والمُسْتَضْعَفُ هو الذی لا یستطیع حیله الکفر فیکفر ، ولا یهتدی سبیلا إلی الإیمان کالصبیان ومن کان من الرجال

%

ص: 86

مثل عقول الصبیان مرفوع القلم عنهم.

وعن بعض الشارحین : المُسْتَضْعَفُ من لا یعتقد الحق ولا یعاند أهله ولا یوالی أحدا من الأئمه ولا من غیرهم ، ولیس من قسم المُسْتَضْعَفِ من یعتقد الحق ولا یعرف دلیله التفصیلی ، فإن ذلک من جمله المؤمنین ولعدم کونه منافقا کما دل علیه الحدیث.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُئِلَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فَقَالَ : الْبَلْهَاءُ فِی خِدْرِهَا وَالْخَادِمُ ، تَقُولُ لَهَا صَلِّی فَتُصَلِّی لَا تَدْرِی إِلَّا مَا قُلْتَ لَهَا وَالْکَبِیرُ الْفَانِی وَالصَّبِیُّ الصَّغِیرُ ».

کذا قرره وهو محل کلام.

قالوا وتکون الإِضَافَهُ للملک نحو ( غلام زید ).

وللتخصیص نحو ( سرج الدابه ) و ( حصیر المسجد ).

ویکون مجازا نحو ( دار زید ) لدار یسکنها ولا یملکها.

وقد یحذف المضاف إلیه ویعوض عنه ألف ولام لفهم المعنی نحو ( نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی ) [ 79 / 40 ] أی عن هواها ( وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَهَ النِّکاحِ ) [ 2 / 235 ] أی نکاحها.

وقد یحذف المضاف ویقام المضاف إلیه مقامه إذا أمن اللبس وهو کثیر.

تکون طرفه عندکم.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « إِنَّ هَذِهِ النُّفُوسَ تَمَلُّ کَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِکْمَهِ » (1). أی لطائفها وغرائبها المعجبه للنفس اللذیذه لها ، وذلک لیکون زائدا فی اکتساب الحکمه بنشاط.

والطُّرْفَهُ بالضم : ما یستطرف ویستملح والجمع طُرَفٌ کغرفه وغرف.

وأَطْرَفَ الرجلُ إِطْرَافاً : جاء بطرفه.

وطَرُفَ الشیءُ بالضم فهو طَرِیفٌ.

والطَّرَفُ بالتحریک : الناحیه والجانب.

والجمع أَطْرَافٌ کسبب وأسباب.

وطَرَفَا الإنسانِ : لسانه واسته.

وطَرَفَاهُ الأسفلان : فرجاه لأن کلا منهما فی جانب.

وفلان کریم الطَّرَفَیْنِ ، ویراد نسب الأب والأم.

والطَّرْفُ : العین ولا یجمع ، لأنه فی الأصل مصدر ، فیکون واحدا ، ویکون جمعا. وطَرَفَ البصرُ یَطْرِفُ من باب ضرب : تحرک.

ومنه حَدِیثُ الصَّیْدِ « إِذَا أَدْرَکْتَهُ وَالْعَیْنُ تَطْرِفُ ». أی تتحرک.

وطَرَفَتْ عینُهُ من ضرب : إذا أصبتها بشیء فدمعت.

وطَرَفَ بصرُهُ : إذا أطبق أحد جفنه علی الآخر.

وَمِنْهُ « اللهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ کُلَّمَا طَرَفَتْ عَیْنٌ أَوْ ذَرَفَتْ ».

وقَوْلُهُ فِی الدُّعَاءِ « لَا تَکِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَهَ عَیْنٍ ».

والطَّرْفُ بالفاء : اللطم بالید.

ولعل منه الْحَدِیثُ « رَجُلٌ طَرَفَ لِغُلَامٍ طَرْفَهً فَقَطَعَ بَعْضَ لِسَانِهِ ».

والطَّارِفُ والطَّرِیفُ من المال : المستحدث وهو خلاف التالد والتلید.

والمطْرَفُ بکسر المیم وفتحها وضمها رداء من خز مربع فی طرفه علمان ، وقد جاء فی الحدیث والجمع مَطَارِفُ.

وقولهم فعلت ذلک فی مُسْتَطْرَفِ الأیامِ أی فی مستأنف الأیام.

====

(1) نهج البلاغه ج 2 ص 181 لکن فی الأصل : « إن هذه القلوب تمل. إلخ » وهو مکرر فی نهج البلاغه. وفی ج 2 ص 156 « الحکم » بدل « الحکمه ».

%

ص: 89

عند إصرارهم علی الکفر حیث قال : رب إن عبدک فرعون علا فی الأرض وبغی وعتا ، وإن قومه قد نقضوا عهدک فخذهم بعقوبه تجعلها لهم ولقومی عظه ولمن بعدهم آیه وعبره فبعث الله علیهم الطُّوفَانَ وهو الماء أرسل الله علیهم من السماء.

وکانت بیوت بنی إسرائیل وبیوت القبط مشتبکه مختلطه فامتلأت بیوت القبط حتی قاموا فی الماء إلی تراقیهم ، من جلس منهم غرق ، ولم یدخل بیوت بنی إسرائیل من الماء قطره.

ورکد الماء علی أرضهم لا یقدرون علی حرث ولا غیره من الأعمال أسبوعا.

وقیل الطُّوفَانُ : الجدری ، وهو أول ما عذب به فبقی فی الأرض.

وقیل الطُّوفَانُ : الموت الذریع أی الکثیر.

وطَافَ بالشیء یَطُوفُ طَوْفاً وطَوَفَاناً استدار به.

واسْتَطَافَ بمعناه.

وَفِی حَدِیثِ الْهِرَّهِ « هِیَ مِنَ الطَّوَّافِینَ عَلَیْکُمْ وَالطَّوَّافَاتِ ».

أی تطوف علیکم باللیل وتحفظکم من کثیر من الآفات.

وَفِی الْخَبَرِ « کَانَ یَطُوفُ عَلَی نِسَائِهِ فِی لَیْلَهٍ وَهُنَّ تِسْعٌ ». أی یدور ، وهو کنایه عن الجماع.

وأَطَافَ بالشیء : ألم به وقاربه.

ومنه الْحَدِیثُ « إِنَّ الزَّیْدِیَّهَ وَالْمُعْتَزِلَهَ أَطَافُوا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ».

وهو عبد الله بن الحسن الذی یقال له النفس الزکیه أی اجتمعوا علیه وألموا به.

والمَطَافُ : موضع الطواف.

وتَطَوَّفَ بالبیت ، واطَّوَّفَ علی البدل والإدغام.

والطَّوْفُ : الغائط.

ومنه الْخَبَرُ « لَا یُصَلِّ أَحَدُکُمْ وَهُوَ یُدَافِعُ الطَّوْفَ ».

ومنه الْحَدِیثُ « لَا تَبُلْ فِی مُسْتَنْقَعٍ وَلَا تَطُفْ بِقَبْرٍ ».

والطَّائِفُ : بلاد معروفه وهی أبرد مکان بالحجاز ، سمیت بذلک إما لأنها طافت علی الماء فی الطوفان ، أو لأن جبرئیل علیه السلام طاف بها فی البیت.

وَفِی الْحَدِیثِ « وَجْهُ تَسْمِیَهِ الطَّائِفِ :

%

ص: 91

أَنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام لَمَّا دَعَا رَبَّهُ أَنْ یَرْزُقَ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ، قَطَعَ لَهُمْ قِطْعَهً مِنَ الْأُرْدُنِّ ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّی طَافَتْ بِالْبَیْتِ سَبْعاً ثُمَّ أَقَرَّهَا اللهُ فِی مَوْضِعِهَا ، فَسُمِّیَتِ الطَّائِفَ لِلطَّوَافِ بِالْبَیْتِ ».

الجوع.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُضَحِّ فِی العَجْفَاءِ ».

أی الضعیفه المهزوله من العَجَفِ بالتحریک وهو الهزال.

یقال عَجِفَ الفرسُ من باب تعب : ضعف ، ومن باب قرب لغه.

قوله ( فَأَمْسِکُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ 65 / 2 ] أی بحسن عشره وإنفاق مناسب ( أَوْ فارِقُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ 65 / 2 ] بأن تترکوهن حتی یخرجن من العده فتبین منکم ، لا بغیر معروف بأن یراجعها ثم یطلقها تطویلا للعده وقصدا للمضاره.

قوله ( إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً ) [ 2 / 235 ] قیل هو التعرض بالخطبه.

قوله ( وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَیْناکَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِیماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ ) [ 47 / 30 ] قال الشیخ أبو علی : ( وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَیْناکَهُمْ ) یا محمد حتی تعرفهم بأعیانهم إلی أن قال :وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ « مَا خَفِیَ عَلَی رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله بَعْدَ هَذِهِ الْآیَهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ ، کَانَ یَعْرِفُهُمْ بِسِیمَاهُمْ ».

ثم قال : والفرق بین اللامین أن الأولی هی الداخله فی جواب لو کالتی فی ( لَأَرَیْناکَهُمْ ) ، ثم کررت فی المعطوف ، واللام فی ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ ) وقعت مع النون فی جواب القسم المحذوف (1).

قوله تعالی لِتَعارَفُوا [ 49 / 13 ] أی لذلک لا للتفاخر.

قوله ( فَلْیَأْکُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) [ 4 / 5 ] أی ما یسد حاجته والمَعْرُوفُ : القوت وإنما عنی الوصی والقیم فی أموالهم بما یصلحهم.

قوله ( قُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) [ 4 / 5 ] أی ما یوجبه الدین بتصریح وبیان.

قوله ( وَعاشِرُوهُنَ بِالْمَعْرُوفِ ) [ 4 / 18 ] فی البیت والنفقه.

قوله ( فَأَمْسِکُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ 2 / 231 ] أی بما یجب لهن من النفقه والمسکن.

قوله ( وَصاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً ) [ 31 / 15 ] أی بالمعروف ، والمَعْرُوفُ ما عرف من طاعه الله ، والمنکر ما أخرج منها.

قوله ( فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ )

====

(1) الشیخ الطبرسی : جوامع الجامع ص 450 ، لکنه روی الحدیث المذکور عن ( أنس ).

%

ص: 94

[ 2 / 198 ] الآیه عَرَفَاتٌ هی الموضع المعروف ، قِیلَ سُمِّیَتْ بِذَلِکَ لِمَا رُوِیَ أَنَّ جَبْرَئِیلَ عَمَدَ بِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِلَی عَرَفَاتٍ فَقَالَ : هَذِهِ عَرَفَاتٌ فَاعْرِفْ بِهَا مَنَاسِکَکَ ، وَاعْتَرِفْ بِذَنْبِکَ فَسُمِّیَتِ عَرَفَاتٍ.

وروی غیر ذلک فی وجه التسمیه ، ولا منافاه.

وحدها : من بطن عرنه وثویه ونمره إلی ذی المجاز ، کما جاءت به الروایه وسیتم الکلام بها إن شاء الله تعالی.

وَفِی الْحَدِیثِ « کُلُ مَعْرُوفٍ صَدَقَهٌ ».

الصدقه : ما یخرجه الإنسان من ماله علی وجه القربه ، ومعناه یحل کل معروف محل الصدقه بالمال ، فالمعروف والصدقه وإن اختلفا فی اللفظ ، فإنهما متقاربان فی المعنی.

وَفِیهِ « أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَهِ ». أی من بذل معروفه آتاه الله جزاء معروفه.

وَفِی حَدِیثِ ابْنِ عَبَّاسٍ « قَالَ : یَأْتِی أَصْحَابُ الْمَعْرُوفِ یَوْمَ الْقِیَامَهِ فَیُغْفَرُ لَهُمْ لِمَعْرُوفِهِمْ وَتَبْقَی حَسَنَاتُهُمْ تَامَّهً فَیُعْطُونَهَا لِمَنْ زَادَتْ سَیِّئَاتُهُ عَلَی حَسَنَاتِهِ فَیُغْفَرُ لَهُ فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّهَ فَیَجْتَمِعُ لَهُمُ الْإِحْسَانُ إِلَی النَّاسِ فِی الدُّنْیَا وَالْآخِرَهِ ».

وفِیهِ « لَیْسَ شَیْءٌ أَفْضَلَ مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا ثَوَابُهُ ».

وفِیهِ « لَیْسَ کُلُّ مَنْ یُحِبُّ أَنْ یَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ إِلَی النَّاسِ یَصْنَعُهُ ، وَلَیْسَ کُلُّ مَنْ یَرْغَبُ فِیهِ یَقْدِرُ عَلَیْهِ ، وَلَا کُلُّ مَنْ یَقْدِرُ عَلَیْهِ یُؤْذَنُ لَهُ فِیهِ ، فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الرَّغْبَهُ وَالْقُدْرَهُ وَالْإِذْنُ فَهُنَاکَ تَمَّتِ السَّعَادَهُ لِلطَّالِبِ وَالْمَطْلُوبِ إِلَیْهِ ».

وفیه دلاله علی عدم الاستطاعه للإنسان کما تقدم.

وفِیهِ « صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَدْفَعُ مِیتَهَ السَّوْءِ وَتَقِی مَصَارِعَ الْهَوَانِ ». یعنی أعمال الخیر والرفق والإحسان إلی الغیر تدفع میته السوء وتدفع مصارع الهوان أعنی الذل.

والمَعْرُوفُ : ما یقابل الحسن المشتمل علی رجحان فیخص الواجب والمندوب دون المباح والمکروه وإن دخلا فی الحسن.

%

ص: 95

والعَارِفَهُ : الخیر مثل المعروف.

وفِیهِ « اعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ ». ومعناه أن الله خلق الأشخاص والأنوار والأرواح ، وهو جل ثناؤه لا یشبهه شیء من ذلک فإذا نفی عنه الشبهین : شبه الأبدان وشبه الأرواح ، فقد عرف الله بالله.

وقیل یعنی اعرفوا الله بالعنوان الذی ألقاه فی قلوبکم بطریق الضروره من غیر اکتساب واختیار منکم.

وفِیهِ « مَنْ عَرَفَ اللهَ ». إلخ هو مِن عَرَفْتُ الشیءَ من باب ضرب : أدرکته.

والمَعْرِفَهُ باعتبار السبر قد یراد بها : العلم بالجزئیات المدرکه بالحواس الخمسه کما یقال عَرَفْتُ الشیءَ أَعْرِفُهُ بالکسر عِرْفَاناً إذا علمته بإحدی الحواس الخمسه.

وقد یراد بها إدراک الجزئی والبسیط المجرد عن الإدراک المذکور کما یقال عَرَفْتُ اللهَ ولا یقال علمته.

وقد یطلق علی الإدراک المسبوق بالعدم أو علی الإدراک الأخیر من الإدراکین إذا تخلل بینهما عدم کما لو عرف الشیء ثم ذهل عنه ثم أدرک ثانیا وعلی الحکم بالشیء إیجابا أو سلبا.

والمراد من مَعْرِفَهِ الله تعالی کما قیل : الاطلاع علی نعوته وصفاته الجلالیه والجمالیه بقدر الطاقه البشریه.

وأما الاطلاع علی الذات المقدسه فمما لا مطمع فیه لأحد.

قال سلطان المحققین : إن مراتب المَعْرِفَهِ مثل مراتب النار مثلا ، وإن أدناها من سمع أن فی الوجود شیئا یعدم کل شیء یلاقیه ویظهر أثره فی کل شیء یحاذیه ویسمی ذلک الموجود نارا ، ونظیر هذه المرتبه فی معرفه الله تعالی مَعْرِفَهُ المقلدین الذین صدقوا بالدین من غیر وقوف علی الحجه.

وأعلی منها : مرتبه من وصل إلیه دخان النار وعلم أنه لا بد له من مؤثر فحکم بذات لها أثر هو الدخان ، ونظیر هذه المرتبه فی معرفه الله مَعْرِفَهُ أهل النظر والاستدلال الذین حکموا بالبراهین القاطعه علی وجود الصانع.

وأعلی منها : مرتبه من أحس بحراره

%

ص: 96

النار بسبب مجاورتها ، وشاهد الموجودات بنورها وانتفع بذلک الأثر ، ونظیر هذه المرتبه فی معرفه الله مَعْرِفَهُ المؤمنین المخلصین الذین اطمأنت قلوبهم بالله وتیقنوا أن الله ( نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) کما وصف به نفسه.

وأعلی منها : مرتبه من احترق بالنار بکلیته وتلاشا فیها بجملته ، ونظیر هذه المرتبه فی معرفه الله مَعْرِفَهُ أهلِ الشهود والفناء فی الله وهی الدرجه العلیا والمرتبه القصوی ، رزقنا الله الوصول إلیها والوقوف علیها بمنه وکرمه - انتهی کلامه.

وقد جعل بعض الشارحین المَعْرِفَهَ التی تضمنها قَوْلُهُ علیه السلام « مَنْ عَرَفَ اللهَ ». إلخ ، هی المرتبه الثالثه والرابعه.

وقد ورد فی کلام علی علیه السلام إطلاق المَعْرِفَهِ علیه تعالی ، وبه بطلان قول زاعمی عدم صحه ذلک.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فَضْلُ مَعْرِفَهِ اللهِ تَعَالَی مَا مَدُّوا أَعْیُنَهُمْ إِلَی مَا مَتَّعَ بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَهِ الْحَیَاهِ الدُّنْیَا ».

کأن المراد بِالْمَعْرِفَهِ الثقه بالله ، والانقطاع إلیه ، والتوکل علیه ، والاستغناء به عن غیره.

وَفِیهِ « الْمَعْرِفَهُ مِنْ صُنْعِ اللهِ لَیْسَ لِلْعِبَادِ فِیهَا صُنْعٌ ».

واستدل به وبنظائره بعض المتأخرین من أصحابنا علی ضروریه المعرفه ، وهو خلاف المتفق علیه من کسبیتها وتأویله أن الله سبحانه لو لم یخلق للعبد القوی التی تحصل له بها هذه الحاله لم یکن له فیها صُنْعٌ من نفسه.

وَفِیهِ « مَعْرِفَهُ اللهِ تَعَالَی تَصْدِیقُ اللهِ تَعَالَی ، وَتَصْدِیقُ رَسُولِهِ ، وَمُوَالاهُ عَلِیٍّ علیه السلام ، وَالِایتِمَامُ بِهِ وَبِأَئِمَّهِ الْهُدَی وَالْبَرَاءَهُ إِلَی اللهِ تَعَالَی مِنْ عَدُوِّهِمْ ، هَکَذَا یُعْرَفُ اللهُ ».

وَفِیهِ « أَدْنَی مَا یَکُونُ بِهِ الْعَبْدُ مُؤْمِناً أَنْ یُعَرِّفَهُ اللهُ تَعَالَی نَفْسَهُ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَهِ ، وَیُعَرِّفَهُ نَبِیَّهُ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَهِ وَیُعَرِّفَهُ إِمَامَهُ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَهِ ».

وَفِیهِ « حَمَلَهُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّهِ ». قیل فیه : الْعُرَفَاءُ جمع عَرِیفٍ وهو القیم بأمور القبیله والجماعه من الناس یلی أمورهم ویتعرف الغیر منه أحوالهم

%

ص: 97

وهو دون الرئیس.

وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَعْنَی أَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّهِ؟ فَقَالَ : « رُؤَسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّهِ ».

وَفِیهِ « الْعُرَفَاءُ فِی النَّارِ ».

وَفِیهِ « مَنْ تَوَلَّی عِرَافَهً أُتِیَ یَوْمَ الْقِیَامَهِ وَیَدَاهُ مَغْلُولَتَانِ إِلَی عُنُقِهِ ».

وهذا تحذیر من التصدر للرئاسه لما فی ذلک من الفتنه ، وأنه إذا لم یقم بحقه أثم واستحق العقوبه.

والْعَرِیفُ کأمیر فعیل بمعنی فاعل ، والعِرَافَهُ : عملُهُ.

وعَرُفَ فلانٌ بالضم عَرَافَهً بالفتح أی صار عریفا مثل خطب خطابه بالفتح صار خطیبا.

وإذا أردت أنه عمل ذلک قلت عَرَفَ یَعْرُفُ عِرَافَهً مثل کتب یکتب کتابه.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام « لَا آخُذُ بِقَوْلِ عَرَّافٍ وَلَا قَائِفٍ ».

والْعَرَّافُ مثقلا : المنجم ، والکاهن یستدل علی معرفه المسروق والضاله بکلام أو فعل ، وقیل الْعَرَّافُ یخبر عن الماضی ، والکاهن یخبر عن الماضی والمستقبل.

وَفِی حَدِیثٍ مَنِ انْقَطَعَ ظُفْرُهُ وَجَعَلَ عَلَیْهِ مَرَارَهً کَیْفَ یَصْنَعُ بِالْوُضُوءِ؟ فَقَالَ علیه السلام « تُعْرَفُ هَذَا وَأَشْبَاهُهُ مِنْ کِتَابِ اللهِ » ، ( ما جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ ) [ 22 / 78 ].

قال الشهید محمد بن مکی : فیه تنبیه علی جواز استنباط الأحکام الشرعیه من أدلتها التفصیلیه.

وأقول : فیه أیضا دلاله علی جواز العمل بالظواهر القرآنیه.

وَفِی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ « مَنْ عَرَفَنِی عَرَفَنِی وَمَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا جُنْدَبٌ ». قیل فی اتحاد الشرط والجزاء إشعار بصدق لهجته أی من لم یعرفنی فلیعلم أنی جندب ، وَرُوِیَ « فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ ». أی المعروف بالصدق بِحَدِیثِ « مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ». إلخ.

والتَّعْرِیفُ : الوقوفُ بعرفات ، یقال عَرَّفَ الناسُ : إذا شهدوا عرفات.

وعَرَفَاتٌ یُعْرَبُ أعراب مسلماتٍ ومؤمنات ، والتنوین یشبه تنوین المقابله کما فی مسلمات ، ولیس تنوین صرف ،

%

ص: 98

لوجود مقتضی منع الصرف من العلمیه والتأنیث ، ولهذا لا یدخلها الألف واللام.

وبعضهم یقول : عَرَفَهُ هی الجبل ، وعَرَفَات جمع عَرَفَهَ تقدیرا لأنه یقال وقفت بعرفه کما یقال بعرفات.

ویوم عَرَفَهَ : یوم التاسع من ذی الحجه علم لا یدخله الألف واللام ، وهی ممنوعه من الصرف للتأنیث والعلمیه کعرفات.

ومَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذٍ - بفتح الخاء والراء المشدده وضم الباء الموحده - : مکی محدث لغوی قاله فی القاموس.

ومَعْرُوفٌ الکَرْخِیُ (1) ممن یروی عن جعفر بن محمد الصادق علیه السلام.

وَمِنْ حَدِیثِهِ عَنْهُ « أَنَّهُ قَالَ : أَوْصِنِی یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ! فَقَالَ : أَقْلِلْ مَعَارِفَکَ.

قَالَ : زِدْنِی.

قَالَ أَنْکِرْ مَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ ».

والاعْتِرَافُ بالذنب : الإقرار به.

وقد تَعَارَفَ القومُ : إذا عرف بعضهم بعضا وتَعْرِیفُ اللقطهِ : الإعلام بها.

وکیفیته علی ما ذکره فقهاء الفریقین أن تعرفها أسبوعا ، فی کل یوم مره ، ثم ثلاثه أسابیع کل أسبوع مره.

وفی المجمع فِی قَوْلِهِ « ثُمَ عَرِّفْهَا سَنَهً ».

أی عرفها للناس سنه بذکر صفاتها فی المحافل کل یوم مرتین ، ثم فی کل أسبوع ثم فی کل شهر فی بلد اللقیط.

والمَعْرَفَهُ بفتح المیم والراء وسکون العین : المکان الذی ینبت علیه العُرْفُ ، والعُرْفُ للفرس.

والعَزْفُ - کفلس - : واحد المَعَازِفِ علی غیر القیاس. والعَازِفُ : اللاعب.

وعَزَفَ عَزْفاً من باب ضرب وعَزِیفاً لعب بالمعازف.

وَفِی خَبَرِ حَارِثَهَ « عَزَفَتْ نَفْسِی عَنِ الدُّنْیَا ». أی عافتها وکرهتها ، وَرُوِیَ « عَزَفْتُ نَفْسِی ». بضم التاء أی منعتها وصرفتها

قوله ( فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً ) [ 77 / 2 ] هی الریاح الشداد ، من قولهم عَصَفَتِ الریحُ عَصْفاً من باب ضرب : اشتدت فهی عَاصِفٌ وعَصُوفٌ وعَاصِفَهٌ ، وجمع الأولی عَوَاصِفُ ، والثانیه عَاصِفَاتٌ.

ویقال أیضا عَصَفَتِ الریحُ وأَعْصَفَتْ فهی مُعْصِفَهٌ ولا یقال ریحٌ عَاصِفٌ حتی تشتد ، وقد یسند الفعل إلی الیوم واللیله لوقوعه فیه.

ومنه قولهم « یوم عَاصِفٌ » وهو فاعل بمعنی مفعول فیه ، مثل قولهم « لیل نائم » و « هم ناصب » کما یقال « یوم بارد » لوقوع البرد فیه.

وأَعْصَفَ الرجلُ : هلک. وأَعْصَفَتْهُ الریاحُ : أهلکته

لا یَجِدُونَ نِکاحاً ) [ 24 / 33 ] أی إن کان الفقیر یخاف زیاده الفقر بالنکاح فلیجتهد فی قمع الشهوه وطلب العفه بالریاضه لتسکین شهوته کما قَالَ : « یَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْکُمُ الْبَاهَ فَلْیَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَعَلَیْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ وِجَاءٌ ».

وقیل الاسْتِعْفَافُ هو النکاح ، فمعنی قوله ( وَلْیَسْتَعْفِفِ ) أی یتزوج وقوله ( لا یَجِدُونَ نِکاحاً ) أی لا یجدون ما یکون مسببا عن النکاح وهو المهر والنفقه ، فإذا نکح فتح الله علیه باب الرزق فیغنیه من فضله ما یؤدی به حقوق النکاح ، ولا یجوز أن یترک النکاح لخوف لزوم الحق لأنه إساءه الظن بالله.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ : « قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام الْحَدِیثُ الَّذِی یَرْوِیهِ النَّاسُ أَنَّ رَجُلاً أَتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه واله فَشَکَی إِلَیْهِ الْحَاجَهَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزْوِیجِ ، ثُمَّ أَتَاهُ فَشَکَی إِلَیْهِ الْحَاجَهَ فَأَمَرَهُ التَّزْوِیجَ حَتَّی أَمَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام نَعَمْ هُوَ حَقٌّ ، ثُمَّ قَالَ : الرِّزْقُ مَعَ النِّسَاءِ وَالْعِیَالِ ».

وفِی حَدِیثِ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام ، فِی قَوْلِ اللهِ تَعَالَی ( وَلْیَسْتَعْفِفِ ) الْآیَهَ « قَالَ : یَتَزَوَّجُونَ ( حَتَّی یُغْنِیَهُمُ اللهُ ) فِی فَضْلِهِ ».

ونحو ذلک من الأخبار.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَفْضَلُ الْعِبَادَهِ الْعَفَافُ ». العَفَافُ بفتح العین ، والتَّعَفُّفُ : کف النفس عن المحرمات وعن سؤال الناس.

وَمِنْهُ « رَحِمَ اللهُ عَبْداً عَفَ وَتَعَفَّفَ وَکَفَّ عَنِ الْمَسْأَلَهِ ».

وعَفَ عن الشیء یَعِفُ من باب ضرب عِفَّهً بالکسر وعَفَافاً بالفتح : امتنع عنه فهو عَفِیفٌ.

واسْتَعَفَ عن المسأله : مثل عَفَّ.

ورجل عَفٌ وامرأه عَفَّهٌ بفتح العین فیهما.

وتَعَفَّفَ کذلک.

وأَعَفَّهُ اللهُ إِعْفَافاً.

وجمع العَفِیفِ أَعِفَّهٌ وأَعِفَّاءُ.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ الْعَفَافُ

%

ص: 102

وَالْغِنَی ». قیل : العَفَافُ هنا قدر الکفاف والغنی غنی النفس.

وَفِی الْخَبَرِ « مَنْ یَسْتَعْفِفْ یُعِفَّهُ اللهُ ». قال بعض الشارحین : الاسْتِعْفَافُ : طلب العفاف ، والتَّعَفُّفُ هو الکف عن الحرام والسؤال من الناس.

وقیل الاسْتِعْفَافُ : الصبر والنزاهه عن القبائح ، یقال عَفَ عن الشیء یَعِفُ عِفَّهً فهو عَفِیفٌ.

ومنه « اللهم إنی أسألک العِفَّهَ والغنی ».

وعِفَّهُ الفرج : صونه عن المحرمات.

وَمِنْهُ « اللهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِی وَأَعِفَّهُ ».

الْحَرَمِ. العَلَفُ للدابه بالتحریک : معروف ، یقال عَلَفْتُ الدابهَ عَلَفاً من باب ضرب والجمع عِلَافٌ مثل جبل وجبال.

والمِعْلَفُ بکسر المیم : موضع العلف.

وَقِیلَ : سَبْعِینَ أَلْفاً ( قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِیکُمْ بِنَهَرٍ ) [ 2 / 249 ] أَیْ مُخْتَبِرُکُمْ بِنَهَرٍ ( فَمَنْ شَرِبَ ) مِنَ النَّهَرِ بِأَنْ کَرِعَ فِی مَائِهِ ( فَلَیْسَ مِنِّی ) أَیْ لَیْسَ مِنْ جُمْلَتِی وَأَشْیَاعِی ( وَمَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ ) أَیْ لَمْ یَذُقْهُ ( فَإِنَّهُ مِنِّی ).

فقوله ( إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ ) استثناء من قوله ( فَمَنْ شَرِبَ ).

ومعناه : الرخصه فی اغتراف الغرفه بالید دون الکروع ( فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِیلاً مِنْهُمْ ) قِیلَ : وَلَمْ یَبْقَ مَعَ طَالُوتَ إِلَّا ثَلَاثُمِائَهٍ وَثَلَاثَهَ عَشَرَ رَجُلاً.

قوله ( أُوْلئِکَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَهَ بِما صَبَرُوا ) [ 25 / 75 ] أی الغُرُفَاتِ وهی العلالی فی الجنه.

قوله الْغُرُفاتِ [ 34 / 37 ] أی منازل فی الجنه رفیعه ، من فوقها منازل رفیعه.

وَفِی تَفْسِیرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ : حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ : سَأَلَ عَلِیٌّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه واله عَنْ تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَهِ یَعْنِی قَوْلَهُ تَعَالَی ( لکِنِ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِیَّهٌ ) [ 39 / 20 ] فَقَالَ : لِمَا ذَا بُنِیَتْ هَذِهِ الْغُرَفُ یَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ : یَا عَلِیُّ تِلْکَ غُرَفٌ بَنَاهَا اللهُ لِأَوْلِیَائِهِ بِالدُّرِّ وَالْیَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ ، سُقُوفُهَا الذَّهَبُ مَحْبُوکَهً بِالْفِضَّهِ ، لِکُلِّ غُرْفَهٍ مِنْهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ ، عَلَی کُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهِ ، وَفِیهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَهٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ الْحَرِیرِ وَالدِّیبَاجِ ، بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَهٍ ، وَحَشْوُهَا الْمِسْکُ وَالْعَنْبَرُ وَالْکَافُورُ ، وَذَلِکَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَی ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَهٍ ) [ 56 / 34 ] کُلَّمَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ مَنَازِلَهُ فِی الْجَنَّهِ وُضِعَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْکِ وَالْکَرَامَهِ ، وَأُلْبِسَ سَبْعِینَ حُلَّهً بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَهٍ مَنْسُوجَهً بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّهِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ ، وَذَلِکَ قَوْلُهُ ( یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ ) [ 22 / 23 ]. والحدیث طویل.

وجمع الغُرْفَهِ غُرَفٌ ثم غُرَفَاتٌ بفتح الراء ، وهی جمع الجمع عند قوم ، وتخفف

%

ص: 105

عند قوم وتضم الراء للاتباع ، وتسکن حملا علی الواحد.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُنْزِلُوا النِّسَاءَ الْغُرَفَ ».

وغُرْفَهُ أُمِّ إبراهیم علیه السلام فی المدینه والمِغْرَفَهُ بکسر المیم : ما یُغْرَفُ به الطعام ، والجمع مَغَارِفُ.

غُلْفٌ من باب أحمر.

والغُلْفَهُ بالضم : هی العزله والقلفه.

أی صوت شدید کأنها تَقْصِفُ أی تکسر لأنها لا تمر بشیء إلا قَصَفَتْهُ.

ومنه قَوْلُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی وَصْفِ النَّارِ « لَهَا قَصِیفٌ هَائِلٌ ».

والرعد القَاصِفُ : الشدیدُ الصوت.

وقَصِفْتُ العودَ قَصَفاً فَانْقَصَفَ أی کسرته فانکسر وزنا ومعنی.

وَمِنْهُ « یَأْتِیهِ الْمَوْتُ فَیَقْصِفَهُ ».

وانْقَصَفَ عن الشیء : ترکه.

ورجل قَصِفٌ : سریع الانکسار عن النجده.

والقَصْفُ : اللهو واللعب.

والقُصُوفُ : الإقامه علی الأکل والشرب.

والقَیْصَفَاءُ أو القَصْفَاءُ علی ما فی بعض النسخ من المسوخ ، وقد تکثرت النسخ فی ذلک ، ومحصل الجمیع : أنه حیوان غیر مأکول.

وقَلَفَاتٌ مثل قصبه وقصب وقصبات.

وقَلِفَ قَلَفاً من باب تعب إذا لم یختن ویقال إذا عظمت قُلْفَتُهُ فهو أَقْلَفُ.

قوله ( أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ کَما زَعَمْتَ عَلَیْنا کِسَفاً ) وقُرِئَ کِسْفاً.

فمن قرأه مثقلا جعله جمع کِسْفٍ وهی القطعه والجانب ، ومن قرأه کِسْفاً علی التوحید فجمعه أَکْسَافٌ وکُسُوفٌ ، کأنه قال أو یسقطها طبقا علینا ، واشتقاقه من کَسَفْتُ الشیءَ : إذا غَطَّیْتَهُ.

وقد تکرر فی الحدیث « ذکر الکُسُوفِ » ویقال للشمس والقمر وکذا الخُسُوف.

لکن اشتهر الأول للأول ، والثانی للثانی ، یقال کَسَفَتِ الشمسُ تَکْسِفُ کُسُوفاً من باب ضرب : اسودت ، وخسف القمر.

وَکُلُّهُمْ رَوَوْا « أَنَّهُمَا آیَتَانِ مِنْ آیَاتِ اللهِ یُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ، وَلَا یَنْکَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَیَاتِهِ ».

قال فی المصباح : ویقال انْکَسَفَتِ الشمسُ فبعضهم یجعله مطاوعا ، وعلیه

حَدِیثٌ رَوَاهُ أَبُو عُبَیْدَهَ وَغَیْرُهُ « انْکَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله ».

وبعضهم یجعله غَلَطاً.

وتقول کَسَفَهَا اللهُ فَکُسِفَتْ ، وإذا عدیت الفعل نصبت عنه المفعول باسم الفاعل کما تنصبه بالفعل.

قال جریر (1) :

الشَّمْسُ طَالِعَهٌ لَیْسَتْ بِکَاسِفَهٍ

تَبْکِی عَلَیْکَ نُجُومُ اللَّیْلِ وَالْقَمَرَا (2)

ومعنی کَسْفِ الشمسِ النجومَ :

====

(1) هو : جریر بن عطیه بن الخطفی من کلیب بن یربوع ، نشأ فی البادیه أیام معاویه ، وکان یفد إلی الشام مع من یفد علی الخلفاء للاستجداء بالمدیح ، فعرفه أحدهم إلی یزید بن معاویه وهو أمیر ، فجعل یختلف إلیه وهو شاب ، فاستلطف یزید نظمه ، ثم تقرب إلی عبد الملک بواسطه الحجاج ، وتوفی سنه 110 بعد الفرزدق ببضعه أشهر ، ودفن فی الیمامه حیث قبر الأعشی.

(2) بنصب القمر عطفا علی النجوم مفعول « کاسفه » أی إن الشمس طالعه ومع ذلک لم تکسف ولم یغط ضوءها نور الکواکب والقمر ، وجمله « یبکی علیک » معترضه بین الفعل ومفعوله.

%

ص: 111

غلبهُ ضوئِهَا علیها.

والکُسُوفُ فی الوجه : التغییر.

نصبت لأنها فی مذهب المصدر ، ولذلک لم تدخل العرب فیها الألف واللام ، لأنها آخر الکلام مع معنی المصدر ، وهی فی مذهب قولک « جاءوا معا » و « قاموا جمیعا » فلا یدخلون اللام علی معا وجمیعا إذا کانتا بمعناها أیضا.

وعن الأزهری : کافه منصوبه علی الحال ، وهو مصدر علی ( فاعله ) کالعافیه والعاقبه ، ولا یثنی ولا یجمع کما لو قلت اقتلوا المشرکین عامه أو خاصه فلا یثنی ذلک ولا یجمع.

ومعنی کَافَّه فی اللغه : الإحاطه مأخوذه من کُفَّهِ الشیء وهو طرفه إذا انتهی الشیء إلی ذلک کُفَّ عن الزیاده - کذا فی الغریبین -.

وَفِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِ « لَا یُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَایَ عَلَی هَوَی نَفْسِهِ إِلَّا کَفَفْتُ عَلَیْهِ ضَیْعَتَهُ ». کان المعنی أغنیته فیها عن الحاجه إلی غیرها.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ الْکَفَافَ مِنَ الرِّزْقِ ».

هو بالفتح : الذی لا یفضل عن الشیء ، ویکون بقدر الحاجه.

ومنه حَدِیثُ الْحَسَنِ علیه السلام « ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَلَا تُلَامُ عَلَی کَفَافٍ ».

أی إذا لم یکن عندک کفاف لم تلم أن لا تعطی أحدا.

ومنه قَوْلُهُ صلی الله علیه واله « طُوبَی لِمَنْ کَانَ عَیْشُهُ کَفَافاً ».

وَفِی حَدِیثِ الدُّنْیَا « لَا تَسْأَلُوا فَوْقَ الْکَفَافِ » وَهُوَ مَا یَکُفُّ عَنِ الْمَسْأَلَهِ وَیُسْتَغْنَی بِهِ « وَلَا تَطْلُبُوا مِنْهَا أَکْثَرَ مِنَ الْبَلَاغِ ». وهو ما بلغ مده الحیاه.

ورجلٌ یَکُفُ علیه ماءَ وجهِهِ أی یصونه ویجمعه عن بذل السؤال.

وصِبْیَهٌ یَتَکَفَّفُونَ الناسَ : أی یمدون إلی الناس أکفهم للسؤال.

وکُفُّوا صبیانَکُم أی امنعوهم من الخروج ذلک الوقت لأنه یخاف علیهم من إیذاء الشیاطین لکثرتهم وانتشارهم.

وکَفَ عن الشیء کَفّاً من باب قتل : ترکه وکَفَفْتُهُ کَفّاً : منعته فکف یتعدی ولا یتعدی.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « مَنْ هَمَّ بِخَیْرٍ

%

ص: 113

أَوْ صِلَهٍ فَلْیُبَادِرْ فَإِنَّ عَنْ یَمِینِهِ وَشِمَالِهِ شَیْطَانَیْنِ فَلْیُبَادِرْ لَا یَکُفَّانِهِ ». أی یمنعانه عن فعل الخیر والصله.

ومنه أیضا قیل لطرف الکَفّ کَفّاً لأنه کان یَکُفُّ بها عن سائر البدن.

وحد الکَفِ : الکوع بالضم أعنی رأس الزند مما یلی الإبهام ، وأما الکُرْسُوعُ بالضم والمهملات فهو رأس الزند مما یلی الخنصر وقد تقدم (1).

وجمع الکَفّ : کُفُوفٌ وأَکُفّ مثل فلس وفلوس وأفلس.

وهی مؤنثه عند البعض ، وعند بعض آخر مذکر.

قال بعض الشارحین : ولعل الحجه قولهم کَفٌ مُخَضَّب ، وهو ضعیف لإمکان حمله علی الساعد.

وکُفَّهُ کلِّ شیء : حاشیتُهُ.

والکُفَفُ : الحواشی.

ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی وَصْفِ السَّحَابِ « وَالْتَمَعَ بَرْقُهُ فِی کُفَفِهِ ». أی حواشیه.

وکُفَّهُ الثوبِ : ما استدار حول الذیل.

وکَفَفْتُ الثوبَ : خِطْتُ حواشیه.

وکَفَ الخیَّاطُ الثوبَ کَفّاً : خاطه الخیاطه الثانیه.

وثوبُهُ کَفَافٌ بالفتح : أی مقدار حاجته من غیر زیاده ولا نقص ، سمی بذلک لأنه یکف عن سؤال الناس ویغنی عنهم.

وکِفَّهُ المیزانِ بالکسر والفتح لغه والجمع کِفَفٌ.

أما الکِفَّهُ لغیر المیزان فقال الأصمعی : کل مستدیر فهو بالکسر نحو کِفَّهُ اللثهِ وهو ما انحدر منها.

وکل مستطیل فهو بالفتح نحو کَفَّهُ الثوبِ وهی حاشیتُهُ.

والکُفَّهُ بالضم ما استطال من السحاب وما استدار فبالکسر.

وَفِی الدُّعَاءِ « الْعَنَانُ المَکْفُوفُ ». أی الممنوع من الاسترسال أن یقع علی الأرض وهی معلقه بلا عمد.

والمَکْفُوفُ : الضریر ، والجمع مَکَافِیفُ

====

(1)فی ( کرسع ).

%

ص: 114

وقد کُفَ بصرُهُ بالبناء للمفعول وفی النهایه تکرر فی الحدیث ذکر « الکَفِ والحَفْنَهِ والید » وکلها تمثیل من غیر تشبیه

وَفِی الْخَبَرِ « ثُمَّ یَقْعُدُ یَسْتَکِفَ النَّاسَ ». یقال اسْتَکَفَ وتَکَفَّفَ إذا أخذ ببطن کَفِّهِ أو سأل کَفّاً من الطعام أو ما یَکُفُّ الجوع.

تَکَنَّفُوهُ واکْتَنَفُوهُ أی أحاطوا به یمنه ویسره.

والکَنَفُ بالتحریک : الجانب والناحیه.

والأَکْنَافُ : الجوانب والنواحی.

ومنه الْخَبَرُ « أَفَاضِلُکُمْ أَحَاسِنُکُمْ أَخْلَاقاً الْمُوَطَّئُونَ أَکْنَافاً ».

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اجْعَلْنِی فِی کَنَفِکَ ». أی فی حرزک.

والکَنِیفُ : الموضع المعد للخلاء.

والکَنِیفُ : الساتر.

ومنه قیل للمذهب : کَنِیفاً ، لکونه ساترا.

وکل ما ستر من بناء أو حظیره فهو کَنِیفٌ ، والجمع کُنُفٌ مثل برید وبرد.

ومنه الْحَدِیثُ « الْبِئْرُ یَکُونُ بَیْنَهَا وَبَیْنَ الْکَنِیفِ خَمْسَهٌ أَوْ أَقَلُّ ».

وکِنْفُ الراعی وزان حِمْل : وعاؤه الذی یجعل فیه آلته.

قال الجوهری : وبتصغیره

جَاءَ الْحَدِیثُ « کُنَیْفٌ مُلِئَ عِلْماً ».

وقیل : کان اسمها قدیما « کُوفَانَ ».

ومن کلامهم « ترکتهم فی کُوفَانٍ » أی فی رمل مستدیر.

والکَافُ : حرف من حروف الهجاء : شدید ، یخرج من أسفل الحنک ، ومن أقصی اللسان ، یذکر ویؤنث ، وکذلک جمیع حروف الهجاء.

فقد تکون بمعنی ( مثل ) نحو « زید کالأسد ».

وتکون زائده ، ومنه فی أحد الوجهین ( لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ ) [ 42 / 11 ].

وتکون للتعلیل کقوله تعالی : ( وَاذْکُرُوهُ کَما هَداکُمْ ) [ 2 / 198 ] أی لأجل هدایتکم و ( کَما أَرْسَلْنا فِیکُمْ ) [ 2 / 151 ].

وتقول : فعلت کما أمرت أی لأجل أمرک.

وقد یقع موقع الاسم ، فیدخل علیها حرف الجر.

وقد تکون ضمیر المخاطب المجرور والمنصوب کقولک : غلامک ، وضربک.

یفتح للمذکر ، ویکسر للمؤنث للفرق.

وقد تکون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب کقولک : ذلک وتلک ورویدک ، لأنها لیست باسم هناک وإنما هی للخطاب تفتح للمذکر وتکسر للمؤنث.

وَفِی الْحَدِیثِ « الدُّعَاءُ کَهْفُ الْإِجَابَهِ کَمَا أَنَّ السَّحَابَ کَهْفُ الْمَطَرِ ». أی الإجابه تأوی إلیه فیکون مظنه لها کالمطر مع السحاب.

لا یعلمون ، ومن حیث لا یحتسبون.

ولَطَفَ الله بنا - من باب طلب - رفق بنا.

وجاء فِی الْحَدِیثِ « اللهُ لَطِیفٌ لِعِلْمِهِ بِالشَّیْءِ اللَّطِیفِ ، مِثْلِ الْبَعُوضَهِ وَأَخْفَی مِنْهَا ، وَمَوْضِعِ النُّشُوءِ مِنْهَا ، وَالْعَقْلِ وَالشَّهْوَهِ لِلْفَسَادِ ، وَالْحَدَبِ عَلَی نَسْلِهَا وَنَقْلِهَا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ إِلَی أَوْلَادِهَا فِی الْمَفَاوِزِ وَالْأَوْدِیَهِ وَالْقِفَارِ. فَعَلِمْنَا أَنَّ خَالِقَهَا لَطِیفٌ بِلَا کَیْفِیَّهٍ ، وَإِنَّمَا الْکَیْفِیَّهُ لِلْمَخْلُوقِ الْمُکَیَّفِ ».

ولَطُفَ الشیء یَلْطُفُ لَطَافَهً من باب قرب : صغر حجمه ، وهو ضد الضخامه والاسم اللَّطافَهُ بالفتح.

واللُّطْفُ فی العمل : الرفق به.

واللُّطْفُ فی عرف المتکلمین : ما یقرب من الطاعه ویبعد عن المعاصی ، ولا حظ له فی التمکین ، ولا یبلغ الإلجاء لمنافاته للتکلیف ، کالجذب من الزنا إلی مجلس العلم.

وقد یکون من الله تعالی کخلق القدره للعبد وإکمال العقل ونصب الأدله وتهیئه آلات فعل الطاعه وترک المعصیه فیکون واجبا علیه تعالی.

وإما یکون فعل المکلف نفسه کفکره ونظره فی ما یجب علیه ویوصل إلی تحصیله فیجب علی الله أن یعرفه ذلک ویوجب علیه.

وإما أن یکون فعل غیرهما من المکلفین مثل الإعانه فی تحصیل مصالحه ورفع مفاسده والتأسی به فی أفعاله الصالحه وإیمانه وطاعته والانزجار عن أفعاله الفاسده اعتبارا به.

فیشترط فی التکلیف بالملطوف فیه العلم بأن ذلک الغیر یفعل اللطف.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا جَبْرَ وَلَا تَفْوِیضَ ، قُلْتُ : فَمَا ذَا؟ قَالَ : لُطْفٌ مِنْ رَبِّکَ بَیْنَ ذَلِکَ ».

قیل : هو نظیر قوله تعالی ( وَیَسْئَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی ) [ 17 / 85 ] فإن المقامات الصعبه تقتضی الاکتفاء بالإجمال فیها وترک التفصیل خصوصا مع ملاحظه

« کَلَّمِ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ ».

%

ص: 120

وفِیهِ « الْطُفُوا بِحَاجَتِی کَمَا تَلْطُفُونَ بِحَوائَجَکُمْ ».

یقال تَلَطَّفُوا وتَلَاطَفُوا أی ارفقوا.

والمُلَاطَفَهُ : المباره.

والتَّلَطُّفُ هو إدخال الشیء فی الفرج مطلقا.

وَمِنْهُ « لَا بَأْسَ بِالتَّلَطُّفِ لِلصَّائِمِ ».

وأَلْطَفَ البعیر : أدخل قضیبه فی الحیاء وهو رحم الناقه.

الواحده : لِیفَهٌ.

ومنه الْحَدِیثُ « کَانَ خِطَامُ نَاقَتِهِ مِنْ لِیفٍ ».

نَحِیفٌ.

والنَّحَافَهُ : الهزال.

ویعدی بالهمزه فیقال أَنْحَفَهُ الهم : إذا هزله.

ومنه الْحَدِیثُ « یَتَنَشَّفُ بِثَوْبٍ ».

ونَشَفْتُ الماء من باب ضرب : إذا أخذته من غدیر أو أرض بخرقه ونحوها ونَشَّفْتُهُ مشددا مبالغه.

ونَشِفَ الثوب العرق کسمع ونصر یَنْشَفُهُ نَشْفاً : شربه ، وتَنُشَفُهُ کذلک.

الشقین.

والنَّصِیفُ : نصف الشیء.

والنَّصِیفُ : خمار المرأه.

ومنه قول النابغه (1) الذبیانی :

سقط النَّصِیفُ ولم ترد إسقاطه

فتناولته واتقتنا بالید

و المِنْصَفُ بکسر المیم : الخادم ، وقد تفتح

ومنه حَدِیثُ الْکَعْبَهِ « إِنِّی مُبْدِلُکِ بِهِمْ قَوْماً یَتَنَظَّفُونَ بِقُضْبَانِ الشَّجَرِ ».

واسْتَنْظَفْتُ الشیء : أخذته کله.

صاحب علی علیه السلام.

أموالهم بالغلبه والقتال ، ولکن الله سلط رسله علیهم وخوله أموالهم.

والوَجِیفُ : ضرب من سیر الإبل والخیل.

والوَجِیفُ : سرعه السیر.

ومنه الْحَدِیثَ « اتْرُکِ الْوَجِیفَ الَّذِی یَصْنَعُهُ النَّاسِ ».

یرید شده الإسراع ، وکان أهل الجاهلیه یفیضون بِإِیجَافِ الخیل أی بإسراعها ، فهو رد علیهم.

کذلک فهی من صفات الذات.

ووَصَفْتُ الشیء وَصْفاً وصِفَهً من باب وعد : نعته بما فیه ، والهاء عوض من الواو.

ومنه الْحَدِیثُ « وَأَشْهَدُ أَنْ الْإِسْلَامَ کَمَا وُصِفَ » أی بین ونعت.

وتَوَاصَفُوا الشیء ، من الوصف.

ومنه بیع « المُوَاصَفَهِ » وهو أن یبیع الشیء بصفه من غیر رؤیه.

والصِّفَهُ من الوَصْفِ کالعده من الوعد والجمع صِفَات.

والصِّفَهُ کالعلم والسواد وعند النحویین هی النعت.

والنعت هو اسم الفاعل أو اسم المفعول نحو ضارب ومضروب وما یرجع إلیهما من طریق المعنی نحو مثل وشبه.

ویقال : الصفه إنما هی الحال المنتقله ، والنعت ما کان فی خلق أو خلق.

والوَصِیفُ : الخادم دون المراهق والوَصِیفَهُ : الجاریه کذلک ، والجمع وَصْفَاءُ ووَصَائِفُ مثل کریم وکریمه وکرماء وکرائم.

وقد یطلق الوصیف علی الخادم غلاما کان أو جاریه.

واسْتَوْصَفْتُ الطبیب لدائی : إذا سألته أن یصف لک ما تتعالج به.

الذی کنت فیه » أی أقلعت.

ووَقَّفْتُهُ علی دینه : أطلعته علیه.

والوِقَافُ والمُوَاقَفَهُ هو أن تقف معه ویقف معک فی حرب أو خصومه.

والمُوَاقَفَهُ : المحاربه.

والمُوَاقِفُ بضم المیم : الشخص المشغول بالمحاربه.

وَفِی الْخَبَرِ « الْمُؤْمِنُ وَقَّافٌ مُتَأَنٍّ ».

هو علی فعال من الوقوف ، وهو الذی لا یستعجل فی الأمور.

والوُقُوفُ والتَّوَقُّفُ فی الشیء کالتلوم فیه.

وَفِی الْحَدِیثِ « مِنْ الْأُمُورِ أُمُورٌ مَوْقُوفَهٌ یُقَدِّمُ مِنْهَا مَا یَشَاءُ وَیُؤَخِّرُ مَا یَشَاءُ ».

قوله « مَوْقُوفَهٌ » أی مقدره فی اللوح المحفوظ أولا علی وجه ثم یغیر ذلک علی وجه آخر ، وهذا هو البداء.

ومنه أجل مَوْقُوفٌ أی علی مشیه جدیده ، وهی البداء أیضا.

ووَقَفَتِ الدابه تَقِفُ وُقُوفاً ووَقَفْتُهَا أنا یتعدی ولا یتعدی.

والمَوْقِفُ : الموضع الذی تقف فیه حیث کان.

والمَوْقِفَانِ : عرفات والمشعر.

ویوم المَوْقِفِ : یوم القیامه.

وَفِی الْحَدِیثِ « لِلْقِیَامَهِ خَمْسُونَ مَوْقِفاً کُلُ مَوْقِفٍ مِقْدَارُهُ أَلْفُ سَنَهٍ ».

وفِیهِ « مِثْلُ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَهِ إِذَا قَامُوا لِرَبِّ الْعَالَمِینَ مَثَلُ السَّهْمِ فِی الْغَرْبِ لَیْسَ لَهُمْ مِنْ الْأَرْضِ إِلَّا مَوْضِعُ قَدَمِهِ ، لَا یَقْدِرُ أَنْ یَزُولَ هَاهُنَا وَلَا هَاهُنَا ».

وما أَوْقَفَکَ هاهنا أی أی شیء صیرک إلی الوُقُوفِ هنا.

وتَوْقِیفُ الناس للحج : وُقُوفُهُم بِالْمَوَاقِفِ.

والوَاقِفِیَّهُ : من وقف علی موسی الکاظم علیه السلام.

والسبب الذی من أجله قیل بالوقوف (1) هو

أَنَّهُ مَاتَ علیه السلام وَلَیْسَ لَهُ مِنْ قُوَّامِهِ أَحَدٌ إِلَّا وَعِنْدَهُ الْمَالُ الْکَثِیرُ ، وَکَانَ ذَلِکَ سَبَبَ وَقْفِهِمْ وَجُحُودِهِمْ لِمَوْتِهِ ، وَکَانَ عِنْدَ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ سَبْعُونَ أَلْفَ دِینَارٍ ، وَکَانَ

====

(1) فی نسخه : بالوقف.

%

ص: 130

أَحَدُ الْقُوَّامِ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی الرَّوَّاسِیِّ ، وَکَانَ بِمِصْرَ وَکَانَ عِنْدَهُ مَالٌ کَثِیرٌ وَسِتَّ جَوَارِیَ.

فَبَعَثَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فِیهِنَّ وَفِی الْمَالِ.

فَکَتَبَ إِلَیْهِ : إِنْ أَبَاکَ لَمْ یَمُتْ.

فَکَتَبَ إِلَیْهِ : إِنَّ أَبِی قَدْ مَاتَ وَقَدْ اقْتَسَمْنَا مِیرَاثَهُ ، وَقَدْ صَحَّتِ الْأَخْبَارُ بِمَوْتِهِ.

فَکَتَبَ إِلَیْهِ : إِنْ لَمْ یَکُنْ أَبُوکَ مَاتَ فَلَیْسَ لَکَ مِنْ ذَلِکَ شَیْءٌ وَإِنْ کَانَ قَدْ مَاتَ عَلَی مَا تَحْکِی فَلَمْ یَأْمُرْنِی بِدَفْعِ شَیْءٌ إِلَیْکَ ، وَقَدْ أَعْتَقْتُ الْجَوَارِیَ وَتَزَوَّجْتُهُنَّ.

قال الصدوق رحمه الله : لم یکن موسی بن جعفر علیه السلام ممن یجمع المال ، ولکنه حصل فی وقت الرشید وکثر أعداؤه ولم یقدر علی تفریق ما کان یجتمع إلا علی القلیل ممن یثق بهم فی کتمان السر فاجتمعت هذه الأموال لذلک.

علی أنها لم تکن أموال الفقراء ، وإنما کانت أمواله یصله بها موالیه علیه السلام.

وَفِی حَدِیثِ الرِّضَا علیه السلام « إِنَّ الزَّیْدِیَّهَ وَالْوَاقِفِیَّهَ وَالنُّصَّابَ بِمَنْزِلَهٍ وَاحِدَهٍ » وکَانَ علیه السلام یَقُولُ « وَالْوَاقِفَهِ حُمُرَ الشِّیعَهِ » ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَهَ ( إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً ) [ 25 / 44 ]

وَفِی حَدِیثِ الْمَیِّتِ « ثَلَاثَهَ لَا أَدْرِی أَیُّهُمْ أَعْظَمُ وِزْراً ، وَعَدَّ مِنْهُمْ : الَّذِی یَقُولُ قِفُوا وَالَّذِی یَقُولُ اسْتَغْفِرُوا لَهُ ». وکان ذلک لأن فی قوله قفوا تفویت الاستحباب بتعجیل الدفن ، وفی قوله استغفروا له إشعار بمعصیه المیت.

نقص ولیس علیه فی هذا وَکَفٌ أی منقصه وعیب.

والوَکَفُ بالتحریک : الوقوع فی الإثم والعیب.

یقال وَکِفَ یَوْکَفُ أی أثم.

%

ص: 134

والأُفُقُ من الناس علی ما فی الحدیث مائه ألف أو یزیدون.

والبِثْقُ بالکسر : اسم للمصدر.

ألفاظ حروف عربیه وقع فیها وفاق بین العربیه والعجمیه.

وَفِی الدُّعَاءِ « إِذَا بَرَقَتِ الْأَبْصَارُ ». قال بعض الشراح : یجوز کسر الراء وفتحها ، فالکسر بمعنی الحیره ، والفتح بمعنی البرق اللموع.

وفِی حَدِیثِ الْمِعْرَاجِ « ذُکِرَ الْبُرَاقِ » بِضَمِّ الْبَاءِ وَهِیَ دَابَّهٌ رَکِبَهَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله لَیْلَهَ الْإِسْرَاء ، سُمِّیَ بِذَلِکَ لِنُصُوعِ لَوْنِهِ وَشِدَّهِ بَرِیقِهِ. وَقِیلَ لِسُرْعَهِ حَرَکَتِهِ تَشْبِیهاً بِالبَرْقِ.

وَجَاءَ وَصْفُهُ : أَصْغَرُ مِنَ الْبَغْلِ ، وَأَکْبَرُ مِنَ الْحِمَارِ ، مُضْطَرِبُ الْأُذُنَیْنِ ، عَیْنَاهُ فِی حَافِرِهِ ، وَخُطَاهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَإِذَا انْتَهَی إِلَی جَبَلٍ قَصُرَتْ یَدَاهُ وَطَالَتْ رِجْلَاهُ ، وَإِذَا هَبَطَ طَالَتْ یَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلَاهُ ، أَهْدَبَ الْعُرْفِ الْأَیْمَنِ ، لَهُ مِنْ خَلْفِهُ جَنَاحَانِ.

وَالْأَبْرَقَهُ : دَابَّهٌ غَیرَ الْبُرَاقِ أَتَاهُ بِهَا جَبْرَئِیلُ لَمَّا بَدَأَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله بِتَعْلِیمِ الْأَذَانِ ، وَأَتَاهُ بِالْبُرَاقِ فَاسْتَصْعَبَ عَلَیْهِ ، أَتَاهُ بِهَا.

وَالْأَبْرَقَهُ أَیْضاً : شُقَّهٌ یُسْتَذْفَرُ بِهَا مَکَانَ الْمِنْطَقَهِ کَادَتْ تَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ، مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّهِ کَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله ، فَأَوْصَی بِهَا لِعَلِیٍّ علیه السلام ، وَقَالَ لَهُ : یَا عَلِیُّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی بِهَا وَقَالَ : یَا مُحَمَّدُ اجْعَلْهَا فِی حَلْقَهِ الدِّرْعِ ، وَاسْتَذْفِرْ بِهَا مَکَانَ الْمِنْطَقَهِ.

وَالْبُرْقَهِ بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُکُونِ الرَّاءُ : أَحَدٌ الْحِیطَانِ السَّبْعَهِ الْمَوْقُوفَهِ عَلَی فَاطِمَهَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله فِی الْمَدِینَهِ.

والأَبْرُقُ من الحبل : الذی فیه لونان وکل شیء اجتمع فیه لونان سواد وبیاض فهو أبرق.

وأرعد الرجل وأَبْرَقَ أی تهدد.

ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « وَلَعَمْرِی فَلْیُبْرِقُوا وَلْیُرْعِدُوا ».

وأَبْرَقُوا : إذا أصابهم رعد وبرق.

والبَرْقَاءُ من الشیاه : التی فی خلال صوفها الأبیض طاقات سود.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه واله وَقَدْ سُئِلَ مَا بَالُ الشَّهِیدِ لَا یُفْتَنُ فِی قَبْرِهِ؟

%

ص: 138

فَقَالَ « کَفَی بِالْبَارِقَهِ فَوْقَ رَأْسِهِ فِتْنَهً ». أی لمعان السیوف.

یقال بَرَقَ بسیفه وأَبْرَقَ : إذا لمع

وَعِنْدَهُ بَطَارِقهٌ مِنْ الرُّومِ ».

البَطَارِقَهُ بالموحده المفتوحه جمع بِطْرِیقٍ بکسرها : خواص الدوله.

والبِطْرِیقُ (1) : الحاذق بالحرب وأمورها بلغه الروم ، وهو ذو منصب.

ویقدم عندهم ، وهو معرب.

والبَلْقَاء بالمد : مدینه بالشام (1).

یُؤْمِنُ جِوَارَهُ بَوَائِقَهُ » أی غوائله وشروره.

البَوَائِقُ : جمع بَائِقَه ، وهی الداهیه.

ومنه بَاقَتْهُمُ الداهیه : إذا أصابتهم.

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلْتُ وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ : ظُلْمُهُ وَغَشَّهُ ».

البُوقُ هو القرن الذی ینفخ فیه.

وقیل : مأخوذ من الریق ، والتاء زائده ، ووزنه تفعال بکسر التاء ، لما فیه من ریق الحیات.

قال بعض اللغویین : وهذا یقتضی أن یکون عربیا.

جَلَاهِقَه فارسی معرب (1).

ویضاف القوس إلیه للتخصیص ، فیقال قوس الجلاهیق کما یقال قوس النشاب.

تِلاوَتِهِ ) [ 2 / 121 ] أی لا یحرفونه ولا یغیرون ما فیه من نعت رسول الله صلی الله علیه وآله.

وقِیلَ ( حَقَ تِلاوَتِهِ ) ، وَهُوَ الْوُقُوفُ عِنْدَ ذِکْرِ الْجَنَّهِ وَالنَّارِ یَسْأَلُ فِی الْأُولَی وَیَسْتَعِیذُ فِی الْأُخْرَی وَهُوَ مَرْوِیٌّ عَنِ الصادق علیه السلام وقد تقدم فی ( تلا ) غیر هذا.

قوله ( فَحَقَ عَلَیْهَا الْقَوْلُ ) [ 17 / 16 ] أی وجب علیهم الوعید.

ومثله قوله ( وَیَحِقَ الْقَوْلُ عَلَی الْکافِرِینَ ) [ 36 / 70 ] أی یجب علیهم الوعید بکفرهم.

ومثله ( لَقَدْ حَقَ الْقَوْلُ عَلی أَکْثَرِهِمْ ) [ 36 / 7 ].

أی ثبت علیهم هذا القول ووجب لهم لأنهم ممن علم من حالهم أنهم یموتون علی الکفر ، وهو قوله سبحانه ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِینَ ) [ 11 / 119 ].

قوله ( وَکانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ ) [ 30 / 47 ] أی إیجابا حققت علیه القضاء.

قوله ( وَیُحِقُ اللهُ الْحَقَ ) [ 10 / 82 ] أی یثبته ویظهره.

قوله ( حَقِیقٌ عَلی أَنْ لا أَقُولَ عَلَی اللهِ إِلَّا الْحَقَ ) [ 7 / 105 ] هو مثل قولهم فلان حَقِیقٌ بکذا أی خلیق به ، وحقیق أن تفعل کذا مثل ذلک.

قال الشیخ أبو علی : جائز أن یکون ضمن « حقیق » معنی « حریص » ویجوز أن یکون موسی علیه السلام أعرف (1) فی وصف نفسه بالصدق فی ذلک المقام ، فقال أنا حَقِیقٌ علی قول الحق أی واجب علی قول الحق أن أکون قائله وقرأ نافع حَقِیقٌ عَلَیَّ ومعناه واجب علی (2).

قوله ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ) [ 84 / 2 ] أی حق لها أن تسمع إذ هی مخلوقه لله تعالی.

قوله ( حَقَّتْ کَلِمَهُ رَبِّکَ ) [ 10 / 33 ] أی وجبت.

قوله ( ما نُنَزِّلُ الْمَلائِکَهَ إِلَّا بِالْحَقِ ) [ 15 / 8 ] أی الأمر المقتضی المفصول.

قوله ( فَالْحَقُ وَالْحَقَ أَقُولُ ) [ 38 / 84 ].

====

(1) فی الأصل : « أغرق ».

(2) عن تفسیر جوامع الجامع باختصار وتصرف یسیر ص 152.

%

ص: 146

قال الشیخ أبو علی : قرئ بالرفع والنصب ، فالرفع علی أن یکون خبر مبتدإ محذوف ، أی فأنا الحق ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أی فالحق قسمی

والنصب علی أنه مقسم به ، والتقدیر بالحق (1) لأملأن کما تقول بحق الله لأفعلن ، والحق أقول اعتراض بین المقسم به والمقسم علیه.

والمراد بِالْحِقِ إما اسمه تعالی الذی فی قوله ( أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ الْمُبِینُ ) [ 24 / 25 ] أو الحق الذی نقیض الباطل عظمه الله بأقسامه به (2).

والحَقُ المعلوم : غیر الزکوه وهو شیء یفرضه الرجل علی نفسه علی قدر طاقته ووسعه ، کما جاءت به الروایه.

قوله ( وَآتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصادِهِ ) [ 6 / 141 ] وهو أن یأخذ الضغث فیعطیه المسکین ثم المسکین حتی یفرغ ، وعند الحصاد الحفنه بعد الحفنه حتی یفرغ.

قوله ( الْحَاقَّهُ مَا الْحَاقَّهُ ) [ 69 / 2 ] الحَاقَّهُ هی الساعه والقیامه ، سمیت بذلک لأن فیها حواق الأمور الثابته الوقوع کالحساب والثواب والعقاب.

وقیل لأنها تحقق (3) کل إنسان بعمله وقیل لأنها تحاق الکفار الذین حَاقُّوا الأنبیاء یعنی خاصموهم.

ویقال حَقَّتِ القیامه من باب قتل : أحاطت بالخلائق فهی حَاقَّهٌ.

وهی مرتفعه علی الابتداء ، وخبرها ما الحاقه.

قوله ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ عَلَی الْباطِلِ ) [ 21 / 18 ] أی بالقرآن علی الکفر.

قوله ( إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُ الْیَقِینِ ) [ 56 / 95 ] قال الشیخ أبو علی : أی هو الحق الثابت من الیقین (4).

قوله ( فَآخَرانِ یَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِینَ اسْتَحَقَ عَلَیْهِمُ الْأَوْلَیانِ ) [ 5 / 107 ] فإن قرئ بالمجهول فمعناه

====

(1) فی الأصل : « الحق » بدون الباء.

(2) عن تفسیر جوامع الجامع باختصار یسیر ص 408.

(3) فی نسخه « تحق ».

(4) الشیخ الطبرسی : جوامع الجامع ص 480.

%

ص: 147

علی ما ذکر : جنی علیهم وهم الورثه ، ویکون معنی الأولیان : الأَحَقَّانِ بالشهاده لقرابتهما ومعرفتهما ، وهو خبر محذوف المبتدإ أی هما الأولیان.

وإن قرئ بالمعلوم کان الفاعل الأولیان ، ویکون معنی الأولویه : التقدم فی الشهاده.

والْحَقُ من أسمائه تعالی ، وهو الموجود المتحقق وجوده وإلهیته.

والحَقُ : ضد الباطل.

وحَقَائِقُ الشیء : ما حق وثبت.

وَفِی حَدِیثِ وَصْفِهِ تَعَالَی « لَا تُدْرِکُهُ الْعُیُونُ بِمُشَاهَدَهِ الْعَیَانِ ، وَلَکِنْ تُدْرِکُهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِیمَانِ ».

قال بعض الشارحین : حَقَائِقُ الإیمان أرکانه وهو التصدیق بوجوده تعالی ووحدانیته ، واعتبار أسمائه الحسنی ، ومحصله الحقائق التی ثبت بها الإیمان.

وَفِی حَدِیثِ التَّلْبِیَهِ « لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ حَقّاً حَقّاً ».

أی غیر باطل ، وهو مصدر مؤکد لغیره ، أی إنه أکد به معنی « الزم طاعتک الذی دل علیه لبیک » کما تقول هذا عبد الله حقا فیؤکد به ، وتکریره لزیاده التأکید.

وأعط کل ذی حَقٍ حقه أی حظه ونصیبه الذی فرض له.

وفلان حامی الحَقِیقَهِ إذا حمی ما یجب علیه حمایته.

وحَقِیقَهُ الشیء : کنهه.

وکلام مُحَقَّقٌ : أی رصین.

والحَقُ أصله المطابقه والموافقه ویأتی فیما ذکر علی وجوه متعدده ، یستعمل استعمال « الواجب » و « اللازم » و « الجدیر ».

وأما حَقُ الله فهو بمعنی الواجب واللازم.

وأما حَقُ العباد فهو علی معنی الجدیر من حیث إن الإحسان إلی من لم یتخذ ربا سواه مطابق للحکمه.

ویجوز أن یکون سماه حقا لأنه فی مقابله حق الله من جهه الثواب.

والحَقِیقَهُ فی مصطلح العلماء : ما قابل المجاز ، وهی فعیله من الحق الثابت المقابل للباطل أو المثبت ، لأن فعیلا تاره یکون بمعنی فاعل کعلیم وقدیر.

%

ص: 148

وتاره بمعنی مفعول کجریح وقتیل.

قیل والتاء فیه للنقل من الوصفیه إلی الاسمیه الصرفه ، فلذا لا یقال شاه أکیله ولا نطیحه.

والحقیقه لغویه وعرفیه ، وفی ثبوت الشرعیه خلاف.

وَفِی حَدِیثِ الْأَخْذِ بِالْکِتَابِ وَالسُّنَّهِ « إِنَّ عَلَی کُلِ حَقٍ حَقِیقَهً وَعَلَی کُلِّ صَوَابٍ نُوراً ».

قیل فی معناه أن کل واقعه ورد فیها حکم من الله نصب علیها دلیلا یدل علیها.

وحَقَّقْتُ الأمر أَحُقُّهُ : إذا تیقنته وجعلته ثابتا لازما.

وفی لغه أَحْقَقْتُهُ وحَقَّقْتُهُ مشددا مبالغه.

وحَاقَّهُ : خاصمه وادعی کل واحد منهما الحق ، فإذا غلبه قیل حقه.

ومنه حَدِیثُ الْحَضَانَهِ « فَجَاءَ رَجُلَانِ یَتَحَاقَّانِ فِی وَلَدٍ ».

أی یختصمان ویطلب کل واحد منهما حقه.

وما له فیه حَقٌ أی خصومه.

والْتَّحَاقٌ : التخاصم.

وحَقَ الشیء یَحِقُ بالکسر أی وجب.

وفلان أَحَقُ بکذا یستعمل علی ما ذکره بعض الشارحین لمعنیین أحدهما : اختصاصه بذلک من غیر مشارکه نحو « زید أحق بماله » أی لا حق لغیره فیه.

والثانی : أن یکون أفعل تفضیل فیقتضی اشتراک غیره معه.

ومن هذا الباب « الْأَیِّمِ أَحَقُ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِیِّهَا ». فهما مشترکان ولکن حقها آکد.

والحُقَّهُ بالضم معروفه ، والجمع حُقٌ وحُقَقٌ وحِقَاقٌ.

والحِقُ بالکسر : ما کان من الإبل ابن ثلاث سنین ودخل فی الرابعه وجمعها حِقَقٌ مثل سدره وسدر ، والأنثی حِقَّهٌ وهی دون الجذعه بسنه.

وسمی الحِقُ حِقّاً لاستحقاقه أن یحمل علیه وأن ینتفع به.

وتَحَقَّقَ عنده الخبر : إذا صح.

وَفِی الدُّعَاءِ « حَقٌ مَا قَالَ الْعَبْدُ ».

قیل : هو مرفوع علی أنه خبر مقدم.

واسْتَحَقَ فلان الأمر أی استوجبه.

%

ص: 149

ومِنْهُ « إِذَا اسْتَحَقَّتْ وَلَایَهُ اللهِ وَالسَّعَادَهُ إِنْ کُنْتَ مُسْتَحِقَّهُمَا وَمُسْتَوْجِبَهُمَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ جَاءَ الْأَجَلُ بَیْنَ الْعَیْنَیْنِ وَذَهَبَ الْأَمَلُ ، وَإِذَا اسْتَحَقَّتْ وَلَایَهُ الشَّیْطَانِ وَالشَّقَاوَهُ إِنْ کُنْتَ مُسْتَحِقّاً لَهُمَا بِعَمَلٍ فَاسِدٍ غَیْرِ صَالِحٍ جَاءَ الْأَمَلُ بَیْنَ الْعَیْنَیْنِ وَذَهَبَ الْأَجَلُ وَرَاءَ الظَّهْرِ ».

واسْتَحَقَ المبیع علی المشتری أی ملکه.

وفِیهِ « لَا تَتَعَرَّضُوا لِلْحُقُوقِ ». أی لا تشغلوا ذممکم بحقوق الناس ولا بحقوق الله ولکن إذا شغلتم ذممکم فاصبروا لها وتحملوا مشاقها.

والمراد بِحُقُوقِ الناس الضمان والکفالات وغیر ذلک.

وحُقُوقِ الله کنذر ونحوه.

بیع الطیر فی الهواء.

وحَلَقَ ببصره إلی السماء : رفعه.

وَفِی حَدِیثِ الْأَمْوَاتِ « کَأَنِّی بِهِمْ حِلَقٌ حِلَقٌ یَتَحَدَّثُونَ » الحِلَقُ بکسر الحاء وفتح اللام : جمع الحَلْقَهِ مثل قصعه وقصع ، وهی الجماعه من الناس مستدیره کحلقه الباب وغیره.

وحَلْقَهُ الباب بالسکون من حدید وغیره والجمع حَلَقٌ بفتحتین علی غیر قیاس.

وعن الأصمعی الجمع حِلَقٌ کقصعه وقصع وبدره وبدر.

قال فی المصباح وحکی یونس عن عمرو بن أبی العلا : إن حَلَقَهُ بفتح اللام لغه فی السکون ، والجمع بحذف الهاء قیاس مثل قصبه وقصب.

وَفِی الدُّعَاءِ و « حَلْقَهِ بَلَاءٍ قَدْ فَکَکْتَهَا ».

علی الاستعاره استعیرت للبلاء إذا طافت بالإنسان واستدارت علیه.

وعن بعضهم لیس فی کلام العرب حَلَقَه بفتح اللام إلا حلقه الشعر فقط ، جمع حَالِقٍ کفجره جمع فاجر.

والحَالِقُ : الجبل المرتفع.

ومنه قوله « سقط من حَالِقٍ ».

وجاء من حَالِقٍ أی من مکان مشرف.

والحَلْقُ بالفتح فالسکون جز الشعر واستئصاله.

یقال حَلَقَ الرجل رأسه من باب ضرب وحَلَقَتِ المرأه رأسها.

وَقَوْلُهُ « إِنَّهُ ابْنُ مَنْ حَلَقَ رُءُوسَ مَنْ تَرَوْنَ ».

کأنه یرید القتل.

والحَلْقُ من الحیوان معروف ، والجمع حُلُوقٌ کفلس وفلوس.

و « حَلَقَ بإصبعه الإبهام والتی تلیها وعقد عشرا » أی جعل إصبعه کَالْحَلْقَهِ.

والحَوْلَقُ : کلمه جمعت کلمتین من « لا حول ولا قوه إلا بالله » مثل البسمله من « بسم الله » وعلی هذا القیاس والحولقه بقاف بعد لام عند الجوهری ، وبعکسه عند غیره.

والحاء والواو من الحوقله للحول ، وقافه للقوه.

ومعناها : إظهار الفقر إلی الله تعالی بطلب المعونه علی ما یحاول من الأمور وهو حقیقه العبودیه.

%

ص: 151

قال تعالی ( وَلا یَحِیقُ الْمَکْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) [ 35 / 43 ] أی لا یحیط وینزل إلا بأهله.

بالحاء المهمله والزاء المعجمه ، وعلیها من القاموس أی فقر ، ولم نجده.

والخَرْقُ بالفتح : الثقب فی الحائط وغیره والجمع خُرُوقٌ کفلس وفلوس.

ومنه خَرْقُ الإبره.

ومنه الْحَدِیثُ « فَخَرَجَ مِثْلَ خَرْقِ الْإِبْرَهِ فَأَغْرَقَ قَوْمَ نُوحٍ ».

والخِرْقَهُ بالکسر : القطعه من الثوب والجمع خِرَقٌ کسِدْرَهٍ وسِدَرٍ.

ومنه خِرْقَهُ المیت.

وخَرَقْتُ الثوبَ وخَرَّقْتُهُ مبالغه.

ومُخَرِّقٌ : اسم رجل.

ومُخَارِقٌ أیضا : اسم رجل صاحب صوت أی مغن.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْبَرْقُ مَخَارِیقُ الْمَلَائِکَهِ ».

هی جمع مِخْرَاق وهی فی الأصل : ثوب یلف ویضرب به الصبیان بعضهم بعضا یعنی البرق آله تزجر الملائکه بها السحاب وتسوقه.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : الْبَرْقُ سَوْطٌ مِنْ نُورِ اللهِ تَزْجُرُ الْمَلَائِکَهُ بِهِ السَّحَابَ.

وَفِی حَدِیثِ إِمَامِ الْجَمَاعَهِ « أَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِ ». بفتح المعجمه وسکون الفاء أی أصواتها.

والخَفْقُ : صوت النعل.

ومنه حَدِیثُ الْمَیِّتِ « إِنَّهُ لَیَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِینَ یُوَلُّونَ عَنْهُ ».

أی یسمع صوت نعالهم علی الأرض أی صوت مباشری دفنه وغیرهم عند دوسها علی الأرض.

وخَفَقَ قلبُ الرجل : إذا اضطرب.

ومنه خَفَقَتِ الرایهُ.

وخَفَقَ النجمُ خُفُوقاً : إذا غاب.

وقولهم : وردت خُفُوق النجم أی وقت خفوق الثریا تجعله ظرفا وهو مصدر.

وخَفَقَتِ الریحُ : إذا سمع دوی جریه.

وخَفَقَ الطائرُ : إذا طار ، وخَفَقَانُهُ : اضطراب جناحیه.

وخَفَقَهُ خَفْقاً : إذا ضربه بشیء عریض کالدره.

والخَافِقَانِ : جانبا الجو من المشرق إلی المغرب.

وقوله : ما اطرد الخَافِقَانِ أی ما بقیا واطرادهما : بقاؤهما.

والخَافَقَانِ : السماء والأرض.

وَمِنْهُ « مَنْکِبَا إِسْرَافِیلَ یَحُکَّانِ الْخَافِقَیْنِ ».

وخَوَافِقُ السماءِ : الجهات التی تخرج منها الریاح الأربع.

وَفِی حَدِیثِ الِاسْتِسْقَاءِ « سَقْیاً مُتَتَابِعاً خُفُوقُهُ ».

أی اضطرابه من قولهم خَفَقَ البرقُ : إذا اضطرب.

وَفِی حَدِیثِ عُمَرَ بْنِ شِمْرٍ « رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَعَلَیْهِ بُرْدٌ مُخْفِقٌ وَهُوَ مُحْرِمٌ » وهذه أظهر نسخه فی هذا الباب وکأن المراد به : اللامع من خَفَقَ الرجلُ بثوبه أی لمع به.

الإنسان مَخْلُوقٌ من المنی ودم طمث وهما یتوالدان من الدم ، والدم إنما یتولد من الأغذیه ، والأغذیه إما حیوانیه أو نباتیه فإن کانت حیوانیه فالحال فی تولد ذلک الحیوان کالحال فی تولد الإنسان فبقی أن تکون نباتیه ، فالإنسان مخلوق من الأغذیه النباتیه ، ولا شک أنها متولده من الطین فیکون هو أیضا متولدا من الطین.

قوله ( خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ ) [ 7 / 11 ]رُوِیَ أَنَّ إِبْلِیسَ قَاسَ نَفْسَهُ بِآدَمَ فَقَالَ ( خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ ) وَلَوْ قَاسَ الْجَوْهَرَ الَّذِی خَلَقَ اللهُ مِنْهُ آدَمَ بِالنَّارِ کَانَ ذَلِکَ أَکْثَرَ نُوراً وَضِیَاءً مِنَ النَّارِ.

قوله ( لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللهِ ) [ 30 / 30 ] قیل أی دینه.

ومثله ( فَلَیُغَیِّرُنَ خَلْقَ اللهِ ) [ 4 / 119 ] أی دینه یعنی الأحکام.

قوله ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی کَما خَلَقْناکُمْ أَوَّلَ مَرَّهٍ ) [ 6 / 94 ] أی قدرتنا علی حشرکم کقدرتنا علی خلقکم ، وقد مر فی ( فرد ) مزید بحث فی الآیه.

قوله ( اللهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِی سِتَّهِ أَیَّامٍ ) [ 29 / 44 ]

عَنْ الْبَاقِرِ علیه السلام إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ النَّارَ ، وَخَلَقَ الطَّاعَهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْمَعْصِیَهَ ، وَخَلَقَ الرَّحْمَهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْغَضَبَ ، وَخَلَقَ الْخَیْرَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الشَّرَّ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ الحَیَاهَ قَبْلَ الْمَوْتِ ، وَخَلَقَ الشَّمْسَ قَبْلَ الْقَمَرِ ، وَخَلَقَ النُّورَ قَبْلَ الظُّلْمَهِ.

قوله ( إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِینَ ) [ 26 / 137 ] بسکون اللام یرید مذهبهم وما جری علیه أمرهم وعادتهم.

والخُلُقُ بضمتین : السجیه والجمع أَخْلَاقٌ.

ویقال ( خُلُقُ الْأَوَّلِینَ ) أی اخْتِلَاقُهُمْ وکذبهم.

قوله ( هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ ) [ 59 / 24 ] فالخَالِقُ هو المقدر لما یوجده ، والبارئ الممیز بعضه عن بعض بالأشکال المختلفه والمصور الممثل.

%

ص: 156

قال بعض الأعلام : قد یظن أن الخَالِقُ والبارئ والمصور ألفاظ مترادفه ، وأن الکل یرجع إلی الخَلْقِ والاختراع ، ولیس کذلک بل کلما یخرج من العدم إلی الوجود مفتقر إلی تقدیره أولا ، وإیجاده علی وفق التقدیر ثانیا ، وإلی التصویر بعد الإیجاد ثالثا ، فالله تعالی خَالِقٌ من حیث هو مقدر ، وبارئ من حیث هو مخترع ، وموجد ومصور من حیث إنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتیب.

قوله ( فَتَبارَکَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ ) [ 23 / 14 ] أی المقدرین إذ لا تعدد فی الخالق وهو کلی ذو إفراد فرضا.

والخَلَاقُ کسَلَام : النصیب.

والِاخْتِلَاقُ : الکذب المخترع.

ومنه قوله تعالی ( إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ) [ 38 / 7 ] أی ما هذا إلا کذب تخترعونه اختراعا.

وخَلَقَ الإفکَ واخْتَلَقَهُ وتَخَلَّقَهُ : افتراه.

ومنه قوله ( وَتَخْلُقُونَ إِفْکاً ) [ 29 / 17 ].

قوله مُخَلَّقَهٍ [ 22 / 5 ] أی مصوره ومخلوقه تامه غیر ناقصه ولا معیوبه.

( وَغَیْرِ مُخَلَّقَهٍ ) بخلافه کالسقط ، فیتفاوت الناس لذلک فی خلقهم وصورهم ونقصانهم.

وفی الحدیث ذکر « الخَلُوقِ » هو کرَسُول علی ما قیل : طیب مرکب یتخذ من الزعفران وغیره من أنواع الطیب والغالب علیه الصفره أو الحمره.

ومنه الْحَدِیثُ « وَتَحْشُوهَا الْقَابِلَهُ بِالْخَلُوقِ ».

وفِیهِ « قِیَامُ اللَّیْلِ تُمْسِکُ بِأَخْلَاقِ النَّبِیِّینَ ».

أی بسجایاهم وعاداتهم.

والخُلُقُ : السجیه.

وَمِنْهُ « وَأَکْرَهُ أَنْ أَتَّخِذَ ذَلِکَ خُلُقاً ».

أی عاده وطبعا.

والخُلُقُ : کیفیه نفسانیه تصدر عنها الأفعال بسهوله.

وَفِیهِ « مِنْ صِفَاتِ أَهْلِ الدِّینِ حُسْنُ الْخُلُقِ ».

%

ص: 157

وَفِیهِ « لَیْسَ شَیْءٌ فِی الْمِیزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ ».

هو بضم لام وسکونها : الدین والطبع والسجیه.

وفسر فی الحدیث بأن تلین جناحک وتطیب کلامک وتلقی أخاک ببشر.

وعن بعض الشارحین : حقیقه حسن الخُلُقِ أنه لصوره الإنسان الباطنه وهی نفسه وأوصافها ومعانیها المختصه بها بمنزله الخلق لصورته الظاهره وأوصافها ومعانیها ولها أوصاف حسنه وقبیحه ، والثواب والعقاب یتعلقان بأوصاف الصوره الباطنه أکثر مما یتعلقان بأوصاف الصوره الظاهره ولهذا تکرر مدح حسن الخُلُقِ وذم سوئه فی الأحادیث.

وَفِی الْأَحَادِیثِ « مِنْ سَعَادَهِ الرَّجُلِ أَنْ یَکُونَ لَهُ وَلَدٌ یُعْرَفُ فِیهِ شِبْهُ خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ ».

وفلان یَتَخَلَّقُ بغیر خلقه أی یتکلفه.

والخِلْقَهُ : الفطره.

والخَلِیقَهُ : الطبیعه والجمع الخَلَائِقُ.

ومنه قول بعضهم (1) :

ومهما یکن عند امرئ من خَلِیقَهٍ

وإن خالها تخفی علی الناس تعلم

وَفِی حَدِیثِ الْخَوَارِجِ « هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِیقَهِ ».

قال بعض الشارحین : الخَلْقُ الناس ، والخَلِیقَهُ البهائم.

وقیل هما بمعنی ، ویرید بهما جمیع الخَلَائِقِ.

یقال هم خَلْقُ اللهِ وخَلِیقَهُ اللهِ.

وفلان خَلِیقٌ بکذا أی جدیر.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « مَا أَخْلَقَکَ أَنْ تَمْرَضَ سَنَهً ».

کأن المعنی ما ألیق بک وأجدر بک ذلک.

وخَلُقَ الثوبُ بالضم : إذا بَلِیَ فهو خَلَقٌ بفتحتین.

وأَخْلَقَ الثوبُ مثله.

وثوب أَخْلَاقٌ : إذا کان الخُلُوقَهُ فیه کله.

واخْلَوْلَقَ الأجلُ : إذا تقادم عهده.

====

(1) هو زهیر بن أبی سلمی المری وهذا البیت من قصیدته التی کانت إحدی المعلقات السبع.

%

ص: 158

وَفِی الْحَدِیثِ « خَلَقْتُ الْخَیْرَ وَأَجْرَیْتُهُ عَلَی یَدَیْ مَنْ أُحِبُّ ، وَخَلَقْتُ الشَّرَّ وَأَجْرَیْتُهُ عَلَی یَدَیْ مَنْ أُرِیدُهُ ».

المراد بخَلْقِ الخیر والشر خَلْقُ تقدیر لا خَلْقُ تکوین.

ومعنی خَلْقِ التقدیر : نقوش فی اللوح المحفوظ.

ومعنی خَلْقِ التکوین وجود الخیر والشر فی الخارج ، وهو من فعلنا.

ومثله « إِنَّ اللهَ خَلَقَ السَّعَادَهَ وَالشَّقَاوَهَ » وبهذا یندفع ما یقال : إنه ورد فی النقل الصحیح أنه خَالِقُ الخیر والشر.

وکذا قوله تعالی بعد ذکر الحسنه والسیئه ( قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ ) [ 4 / 78 ] علی أنه ممکن أن یراد بالخیر ما کان ملائما للطباع کالمستلذ من المدرکات ، وبالشر ما لا یلائم کخلق الحیات والعقارب والمؤذیات ، فإنها تشتمل علی حکمه لا نعلم تفصیلها.

وقد تقدم فی ( سوا ) مزید بحث فی هذا.

وَفِی حَدِیثِ أَوَّلِ مَا خَلَقَ اللهُ تَعَالَی « وَلَوْ کَانَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ مِنْ خَلْقِهِ الشَّیْءَ مِنَ الشَّیْءِ إِذاً لَمْ یَکُنْ لَهُ انْقِطَاعٌ أَبَداً ، وَلَمْ یَزَلِ اللهُ وَمَعَهُ شَیْءٌ لَیْسَ هُوَ یَتَقَدَّمُهُ ».

قال بعض الشارحین : فیه رد علی ما زعمته الفلاسفه ومن تابعهم أن کل حادث مسبوق بماده ، ولو صح ذلک للزم محالان : أحدهما التسلسل فی جانب المبدإ.

والثانی خلاف ما أجمعت علیه البراهین القطعیه

وإذا المنیه أنشبت أظفارها

ألفیت کل تمیمه لا تنفع (1)

و خَنَقَهُ یَخْنُقُهُ من باب قَتَلَ وخَنِقَ من باب تَعِبَ : اغتاض.

والخَنِقُ بکسر النون : مصدر قولک خَنَقَ یَخْنُقُ ومنه الخُنَاقُ والخُنَاقُ کغُرَاب : داء یمنع منه نفوذ النفس إلی الریه والقلب.

والمِخْنَقَهُ بکسر المیم : القلاده ، وسمیت بذلک لأنها تطیف بالعنق وهو موضع الخَنْقِ.

لِلْفُقَرَاءِ المُدْعَقِینَ » الدَّعْقُ : سوء احتمال الفقر.

وتَدْعَقُ الخیلُ بالدماء : تطأ فیه من دَعَقَتِ الدوابُّ الطریقَ : إذا أثرت فیه.

ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « حِینَ تَدْعَقُ الْخُیُولُ فِی نَوَاحِرِ أَرْضِهِمْ » أی تدق الخیول بحوافرها أرضهم ، ونواحر أرضهم متقابلاتها من قولهم : منازل بنی فلان تتناحر أی تتقابل.

والانْدِفَاقُ : الانصباب.

وسیل دُفَاق بالضم : یملأ الوادی.

والدَّفْقَهُ بالفتح : المره.

وبالضم : اسم المدفوق.

والتَّدَفُّقُ وَمِنْهُ « أَصْبَحَ النِّیلُ یَتَدَفَّقُ مِنْ کَثْرَهِ الْمَاءِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا یَجِبُ الْغُسْلُ إِلَّا مِنْ الدَّفْقِ ».

هو کنایه عن الإنزال ، والحصر إضافی.

وجاء القوم دُفْقَهً أی مجتمعین.

ودَفَقَ اللهُ روحَهُ : إذا دعی علیه بالموت.

غلظ فهو دَقِیقٌ ، وکذلک الدُّقَاقُ بالضم.

ومثله الدِّقُ بالکسر.

ومنه حُمَّی الدِّقِ.

وأخذت جِلَّهُ ودِقَّهُ کما یقال أخذت قلیله وکثیره.

وتَدُقُّهُمُ الفتنهُ کما تَدُقُ النارُ الحطبَ أی تهلکهم وتحطمهم.

وَفِی حَدِیثِ الْأَئِمَّهِ وَقَدْ سُئِلَ علیه السلام مَتَی یَعْرِفُ الْأَخِیرُ مَا عِنْدَ الْأَوَّلِ؟ قَالَ : « فِی آخِرِ دَقِیقَهٍ تَبْقَی مِنْ رُوحِهِ » أی آخر جزء.

ومثله « کَمْ بَیْنَ الْقَمَرِ وَالزُّهَرَهِ مِنْ دَقِیقَهٍ ».

والمُدُقُ بضم المیم والدال علی غیر القیاس ، وجاء کسر المیم وفتح الدال قیاسا ، وهو ما یُدَقُ به القماش وغیره.

واسْتَدَقَ الشیءُ : صار دقیقا.

ودَقَقْتُ الشیءَ فانْدَقَ.

والدَّقْدَقَهُ : حکایه أصوات حوافر الدواب.

والدَّوَانِیقِی : لقب لأبی جعفر المنصور ، وهو الثانی من خلفاء بنی العباس ، ویقال له أبو الدَّوَانِیق لأنه لما أراد حفر الخندق بالکوفه قسط علی کل منهم دانق فضه وأخذه وصرفه إلی الحفر کذا فی المغرب ، واسمه عبد الله بن محمد.

مِنْ زَبَدٍ ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ ، ثُمَّ مَکَثَ الرَّبُّ تَعَالَی مَا شَاءَ اللهُ.

فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاءَ أَمَرَ الرِّیَاحَ فَضَرَبَ الْبُحُورَ حَتَّی أَزْبَدَتْ فَخَرَجَ مِنْ ذَلِکَ الْمَوْجِ وَالزَّبَدِ مِنْ وَسَطِهِ دُخَانٌ سَاطِعٌ مِنْ غَیْرِ نَارٍ ، فَخَلَقَ مِنْهُ السَّمَاءَ ، وَجَعَلَ فِیهَا الْبُرُوجَ وَالنُّجُومَ ، وَمَنَازِلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَأَجْرَاهَا فِی الْفَلَکِ ، وَکَانَتْ السَّمَاءُ خَضْرَاءَ عَلَی لَوْنِ الْمَاءِ الْأَخْضَرِ ، وَکَانَتِ الْأَرْضُ غَبْرَاءَ عَلَی لَوْنِ الْمَاءِ الْعَذْبِ.

وَکَانَتَا مَرْتُوقَتَیْنِ لَیْسَ لَهُمَا أَبْوَابٌ ، فَفَتَقَ السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ ، وَالْأَرْضَ بِالنَّبَاتِ.

وَذَلِکَ قَوْلُهُ ( أَوَلَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ).

[ 21 / 30 ].

وَفِی الدُّعَاءِ « وَارْتُقْ فَتْقَنَا ».

وهو علی الاستعاره.

والرَّتَقُ بالتحریک : هو أن یکون الفرج ملتحما لیس فیه للذکر مدخل.

ورَتِقَتِ المرأهُ رَتَقاً من باب تَعِبَ فهی رَتْقَاءُ : إذا انسد مدخل الذکر من فرجها فلا یستطاع جماعها.

وعن ابن القوطیه : رَتَقَتِ الجاریهُ والناقهُ من باب قَتَلَ : سددت فرجها فَارْتَتَقَ أی التأم.

رِزْقُکُمْ وَما تُوعَدُونَ ) [ 51 / 22 ] والمراد بالوعد الجنه.

قوله ( لا نَسْئَلُکَ رِزْقاً ) [ 20 / 132 ] أی لا نسألک أن ترزق نفسک.

قوله ( وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً ) [ 3 / 37 ]قِیلَ کَانَ رِزْقُهَا یَنْزِلُ مِنْ الْجَنَّهِ ، فَکَانَ یَجِدُ عِنْدَهَا فَاکِهَهَ الشِّتَاءِ فِی الصَّیْفِ ، وَفَاکِهَهَ الصَّیْفِ فِی الشِّتَاءِ.

وَفِی الْحَدِیثِ « شَهْرُ رَمَضَانَ کَانَ یُسَمَّی عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله الْمَرْزُوقَ ، لِکَثْرَهِ مَا یَکُونُ فِیهِ مِنْ الْأَرْزَاقِ لِلْعِبَادِ ».

والرِّزْقُ : اسم للمَرْزُوقِ والجمع أَرْزَاقٌ کحَمْل وأَحْمَال.

وهو عند الأشاعره : کل ما انتفع به مباحا کان أو حراما.

وعند المعتزله هو کل ما صح انتفاع الحیوان به بالتغذی ولیس الحرام رزقا.

وأنت خبیر بأن الأحادیث المنقوله فی هذا الباب متخالفه.

فالمعتزله تمسکوا بِقَوْلِهِ صلی الله علیه واله « إِنَّ اللهَ تَعَالَی قَسَمَ الْأَرْزَاقَ بَیْنَ خَلْقِهِ حَلَالاً ، وَلَمْ یَقْسِمْهَا حَرَاماً ».

والأشاعره تمسکوا بِقَوْلِ عُمَرَ بْنِ قُرَّهَ حَیْثُ قَالَ « یَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللهَ کَتَبَ عَلَیَّ الشِّقْوَهَ فَلَا أَرَادَنِی أُرْزَقُ إِلَّا مِنْ دفِّی بِکَفِّی أَتَأْذَنُ لِی فِی الْغِنَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله بَعْدَ کَلَامٍ : أَیْ عَدُوَّ اللهِ إِنَّ اللهَ قَدْ رَزَقَکَ طَیِّباً فَاخْتَرْتَ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَیْکَ مِنْ رِزْقِهِ مَکَانَ مَا أَحَلَّ اللهُ لَکَ مِنْ حَلَالِهِ ».

والمعتزله یطعنون فی سند هذا الحدیث ویؤولونه أخری بأن سیاق الکلام یقتضی أن یقال فاخترت ما حرم الله علیک من حرامه ، فأطلق علی الحرام اسم الرِّزْقِ للمشاکله لقوله : « فلا أرانی أُرْزَقُ ».

وَفِی الدُّعَاءِ « وَاجْعَلْنِی فِی الْأَحْیَاءِ الْمَرْزُوقِینَ ».

لعل المراد بذلک الشهاده بین یدی الإمام علیه السلام لأن الشهداء ( أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ ).

ومن أسمائه تعالی ( الرَّزَّاقُ ) وهو الذی خلق الأرزاق وأعطی الخلائق أرزاقها وأوصلها إلیهم ، وفَعَّال من أبنیه

%

ص: 168

المبالغه.

قال فی المجمع : والأَرْزَاقُ نوعان ظاهره للأبدان کالأقوات ، وباطنه للقلوب کالمعارف والعلوم.

والرَّازِقِیُ : الضعیف من کل شیء.

والرَّازِقِیَّهُ : ثیاب کتان بیض - قاله الجوهری وغیره.

وبالعکس لغتان : ما ارتفقت به وانتفعت.

ومنه مَرْفِقُ الإنسان ، وهو موصل الذراع فی العضد.

وأما مِرْفَقُ الدار کالمطبخ والکنیف ونحوه فبکسر المیم وفتح الفاء لا غیر ، علی التشبیه بالآله ، والجمع الْمَرَافِقُ.

وإنما جمع المرفق فی قوله تعالی ( وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ ) [ 5 / 7 ] لأن العرب إذا قابلت جمعا بجمع حملت کل مفرد من هذا علی کل مفرد من هذا.

وعلیه قوله تعالی ( فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ ) [ 5 / 7 ] و ( امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ ) [ 5 / 7 ] و ( لْیَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ) [ 4 / 102 ] ( وَلا تَنْکِحُوا ما نَکَحَ آباؤُکُمْ مِنَ النِّساءِ ) [ 4 / 21 ].

أی لیأخذ کل واحد منکم سلاحه.

ولا ینکح کل واحد ما نکح أبوه من النساء ، وهکذا.

وکذلک إذا کان للجمع متعلق واحد ، فتاره یفردون المتعلق باعتبار وحدته بالنسبه إلی إضافته إلی متعلقه نحو ( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَهً ) [ 9 / 104 ] أی خذ من أموال کل واحد منهم صدقته.

وتاره یجمعونه لیناسب اللفظ بصیغ الجموع.

قالوا رکب الناس دوابهم برحالها وأرسانها أی رکب کل منهم دابته برحلها ورسنها.

ومنه قوله تعالی ( وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ ) [ 5 / 7 ] أی لیغسل کل واحد کل ید إلی مرفقها لأن لکل ید مرفقا واحدا.

وإن کان له متعلقان ثنوا المتعلق فی الأکثر قالوا طفنا بلادهم بطرفیها.

ومنه قوله تعالی ( وَأَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ ) [ 5 / 7 ]

وجاز الجمع فیقال بأطرافها وإلی الکعاب - کذا فی المصباح.

وَفِی حَدِیثِ تَغْسِیلِ الْمَیِّتِ « تَبْدَأُ بِمَرَافِقِهِ فَتَغْسِلُهَا ».

قال بعض الشارحین : المراد بِالْمَرَافِقِ هنا العورتان وما بینهما.

ولم نظفر بما یدل علیه من الکتب

%

ص: 170

ولعل الکلمه بالغین المعجمه (1) بدل القاف فصحفت.

وَفِی حَدِیثِ عَائِشَهَ سَمِعْتُهُ صلی الله علیه واله یَقُولُ عِنْدَ مَوْتِهِ « بِالرَّفِیقِ الْأَعْلَی » وذلک أنه صلی الله علیه واله خیر بین البقاء فی الدنیا وبین ما عند الله فاختار ما عند الله تعالی.

والرِّفْقُ بالکسر : ضد الخرق وهو أن یحسن الرجل العمل.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِذَا کَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً کَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً ».

ومعناه علی ما قیل : إذا کان الرفق فی الأمر غیر نافع فعلیک بالخرق وهو العجله وإذا کان الخرق أی العجله غیر نافع فعلیک بالرفق.

والمراد بذلک أن یستعمل کل واحد من الرفق والخرق فی موضعه.

فإن الرفق إذا استعمل فی غیر موضعه کان خرقا.

والخرق إذا استعمل فی غیر موضعه کان رفقا.

وقریب من هذا قَوْلُهُ علیه السلام « رُبَّمَا کَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَالدَّاءُ دَوَاءً ».

والرِّفْقُ : لین الجانب وهو خلاف العنف.

وَفِی الْحَدِیثِ « الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَیْشِ ».

وَفِی حَدِیثِ تَغْسِیلِ الْمَیِّتِ « تُلَیِّنُ أَصَابِعَهُ بِرِفْقٍ ».

أی بلین من غیر عنف.

والرُّفْقَهُ بضم الراء فی لغه بنی تمیم : الجماعه من الناس ترافقهم فی سفرک فإذا

تفرقوا زال الاسم عنهم.

والجمع رِفَاقٌ مثل برمه وبرام.

وبکسر الراء فی لغه قیس ، والجمع رِفَقٌ مثل سدره وسدر.

ورَفَقْتُ فی العمل من باب قتل : أحکمته.

ورَفَقْتُ فی السیر : اقتصدت.

ومرتع رَفَقٌ أی سهل.

====

(1) لأن المرافغ - بغین معجمه - : أصول الیدین والفخذین ، وهی مجمع القذارات ، فلعل الحدیث یرید الاعتناء بهذه المواضع والابتداء بها لإزاله الأوساخ عن المیت رأسا.

%

ص: 171

والْمِرْفَقُ بالکسر فالسکون : المخده.

ومنه تَمَرْفَقَ : إذا أخذ المرفقه.

ومنه « کانت مرفقته صلی الله علیه واله من أدم ».

ومنه قَوْلُهُ صلی الله علیه واله « لَا بَأْسَ أَنْ یَکُونَ بَیْنَ یَدَیِ الْمُصَلِّی مِرْفَقَهٌ أَوْ شَیْءٌ ».

والرَّافِقَهُ : اسم بلد.

فِیهِ الرِّقَّهَ وَالنِّیَّهَ الصَّادِقَهَ » یرید رقه القلب وعدم صلابته ، والنیه الصادقه : التی لا یعتریها شک.

والرَّقَّهُ : اسم بلد فی بغداد (1) وتَرْقِیقُ الکلام : تحسینه.

واسْتَرَقَ مملوکه ، وهو نقیض أعتقه.

ومنه « لا تقبل شهادتهما لِرَهَقَهِمَا » أی لکذبهما.

وَفِی الْخَبَرِ « إِنَّهُ صَلَّی عَلَی امْرَأَهٍ مُرْهَقٍ ».

أی تتهم بالسوء.

ورَهِقْتُ الشیء من باب تعب : قربت منه.

ورجل أَرْهَقَ الصلاه أی أخرها حتی یدنو وقت الأخری.

والرَّیْهُقَانُ : الزعفران - قاله الجوهری وغیره.

وبه سمی الرجل ، وهو القائل :

ولا رهیبه إلا سید صمد

وزَبْرَقْتُ الشیء : صفرته.

وقد أَزْعَقَهُ الخوف حتی زَعِقَ.

والزُّعَاقُ کغراب : الماء المر الغلیظ الذی لا یطاق شربه - قاله فی القاموس.

والعرب تعبر عنه بقولهم : ملحد.

والجمع زَنَادِقَهٌ.

وَفِی الْحَدِیثِ « الزَّنَادِقَهُ هُمُ الدَّهْرِیَّهُ الَّذِینَ یَقُولُونَ لَا رَبَّ وَلَا جَنَّهَ وَلَا نَارَ ( وَما یُهْلِکُنا إِلَّا الدَّهْرُ ) ».

وفی المجمع : الزَّنَادِقَهُ قوم من المجوس یقال لهم الثنویه یقولون : النور مبدأ الخیرات ، والظلمه مبدأ الشرور.

وقیل : مأخوذ من الزند ، وهو کتاب الفهلویه کان لزرادشت (1) المجوس.

ثم استعمل فی کل ملحد فی الدین.

وقیل هم قوم من السبائیه أصحاب عبد الله بن سبإ (2) أظهر الإسلام ابتغاء الفتنه وتضلیلا للإسلام فسعی أولا بإثاره الفتنه علی عثمان.

ثم انضوی إلی الشیعه وأخذ فی تضلیل جهالهم حتی اعتقدوا فی علی علیه السلام العبودیه فاستتابهم علی علیه السلام فلم یتوبوا فأحرقهم مبالغه فی النکایه.

وفی مفاتیح العلوم : الزَّنَادِقَهُ هم المانویه (3) وکانت الْمَزْدَکِیَّهُ یسمون بذلک.

ومَزْدَکُ (4) هو الذی ظهر فی أیام قباذ ، وزعم أن الأموال والحرم مشترکه

====

(1) نبی أرسله الله إلی الفرس فی أزمنه سحیقه فی القدم وفی أحادیثنا : إنه جاءهم بکتاب ضخم فی اثنی عشر ألف إهاب ثور ، فقتلوه وأحرقوا کتابه ولذلک کانت المجوس من أهل الکتاب عندنا

(2) شخصیه موهومه ، حاکتها السیاسه الأمویه تمویها علی قداسه البیت العلوی الرفیع وحطا من کرامتهم التلیده راجع ( المدخل ) للعلامه : السید مرتضی العسکری.

(3) المانویه : نسبه إلی ( مانی ) مؤسس المذهب المانوی القائل بمبدأین للوجود : مبدإ الخیر : یزدان ومبدإ الشر : أهریمن وکانت أهم معجزاته : براعته فی فن التصویر کان ظهوره فی بلاد الفرس قبل الإسلام حوالی ثلاثه قرون

(4) مزدک : متنبیء فارسی : جاء أیام قباذ ( والد أنوشیروان ) وکان نهما شرسا وهو القائل بالإباحیه الجنسیه والاشتراکیه الاقتصادیه وکان یکافح الاختصاص فی النساء والأموال فاجتمعت حوله الأراذل والأوباش وجنح إلیه ذووا الشهوات ومنهم الملک ( قباذ ) ولم تطل مدته حتی أفناهم الملک العادل أنوشیروان عن آخرهم.

%

ص: 178

وأظهر کتابا سماه زندا ، وهو کتاب المجوس الذی جاء به زردشت الذی یزعمون أنه نبی.

ونسب أصحاب مزدک إلی زندا ، فأعربت الکلمه ، فقیل زندیق.

والجمع زنادقه والهاء عوض من الیاء المحذوفه وأصله الزنادیق.

والاسم الزَّنْدَقَهُ عرب من الزند وهو اسم کتاب لهم.

وفی القاموس : زِنْدِیقٌ معرب زن دین أی دین المرأه.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنِّی أَصَبْتُ قَوْماً مِنَ الْمُسْلِمِینَ زَنَادِقَهً ».

قیل تسمیتهم مسلمین باعتبار ما کانوا علیه وإلا فلیسوا بمسلمین عند الکل.

السَّابِقُونَ فَإِنَّهُمْ أَنْبِیَاءُ مُرْسَلُونَ وَغَیْرُ مُرْسَلِینَ جَعَلَ اللهُ فِیهِمْ خَمْسَهَ أَرْوَاحٍ :

رُوحَ الْقُدُسِ ، وَبِهَا بُعِثُوا أَنْبِیَاءَ مُرْسَلِینَ وَغَیْرَ مُرْسَلِینَ وَبِهَا عَلِمُوا الْأَشْیَاءَ.

وَرُوحَ الْإِیمَانِ ، وَبِهَا عَبَدُوا اللهَ تَعَالَی وَلَمْ یُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً وَرُوحَ الْقُوَّهِ ، وَبِهَا جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ وَعَالَجُوا مَعَاشَهُمْ.

وَرُوحَ الشَّهْوَهِ ، وَبِهَا أَصَابُوا لَذِیذَ الطَّعَامِ وَنَکَحُوا الْحَلَالَ مِنْ شَبَابِ النِّسَاءِ.

وَرُوحَ الْبَدَنِ ، وَبِهَا دَبُّوا وَدَرَجُوا.

وَأَمَّا أَصْحَابُ الْمَیْمَنَهِ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً جَعَلَ اللهُ فِیهِمْ أَرْبَعَهَ أَرْوَاحٍ :

رُوحَ الْإِیمَانِ ، وَرُوحَ الْقُوَّهِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَهِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ.

فَلَا زَالَ الْعَبْدُ یَسْتَکْمِلُ هَذِهِ الْأَرْوَاحَ الْأَرْبَعَهَ حَتَّی تَأْتِیَ عَلَیْهِ حَالاتٌ.

أَمَّا الْأُولَی فَکَمَا قَالَ تَعَالَی ( وَمِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْ لا یَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَیْئاً ) [ 16 / 70 ] فَهَذَا تَنْتَقِصُ مِنْهُ جَمِیعُ الْأَرْوَاحِ ، وَلَیْسَ بِالَّذِی یَخْرُجُ مِنْ دِینِ اللهِ لِأَنَّ الْفَاعِلَ بِهِ هُوَ الَّذِی رَدَّهُ إِلَی أَرْذَلِ الْعُمُرِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الْقُوَّهِ فَلَا یَسْتَطِیعُ جِهَادَ عَدُوِّهِ وَلَا یَسْتَطِیعُ طَلَبَ الْمَعِیشَهِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الشَّهْوَهِ فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ أَصْبَحُ بَنَاتِ آدَمَ لَمْ یَحِنَّ إِلَیْهَا.

وَتَبْقَی رُوحُ الْبَدَنِ فِیهِ فَهُوَ یَدِبُّ وَیَدْرُجُ حَتَّی یَأْتِیَهُ الْمَوْتُ.

فَهَذَا الْحَالُ خَیْرٌ لَهُ لِأَنَّ اللهَ هُوَ الْفَاعِلُ بِهِ ذَلِکَ وَقَدْ تَأْتِی عَلَیْهِ حَالاتٌ فِی قُوَّتِهِ وَشَبَابِهِ فَیَهُمُّ بِالْخَطِیئَهِ فَتُشَجِّعُهُ رُوحُ الْقُوَّهِ وَتُزَیِّنُ لَهُ رُوحُ الشَّهْوَهِ وَتَقُودُهُ رُوحُ الْبَدَنِ حَتَّی تُوقِعَهُ فِی الْخَطِیئَهِ فَإِذَا لَامَسَهَا نَقَصَ مِنْهُ الْإِیمَانُ فَلَیْسَ یَعُودُ فِیهِ حَتَّی یَتُوبَ.

وَأَمَّا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَهِ فَهُمُ الْیَهُودُ وَالنَّصَارَی ، جَحَدُوا مَا عَرَفُوا فَسَلَبَهُمُ اللهُ رُوحَ الْإِیمَانِ وَأَسْکَنَ أَبْدَانَهُمْ ثَلَاثَهَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُوَّهِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَهِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ ، ثُمَّ أَضَافَهُمْ إِلَی الْأَنْعَامِ فَقَالَ ( إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ ) [ 25 / 44 ].

قوله ( فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ ) [ 36 / 66 ] أی جاوزوه حتی ضلوا.

%

ص: 181

قوله ( وَاسْتَبَقَا الْبابَ ) [ 12 / 25 ] أی تسابقا إلیه.

قوله ( فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ ) [ 2 / 148 ] أی بادروا إلی ما أمرتکم به فإنی لا آمر إلا بالإصلاح.

قال المفسر : وفی هذه دلاله علی وجوب المبادره إلی أفعال الخیرات ویکون محمولا علی الواجبات.

ومن قال إن الأمر للندب حمله علی جمیع الطاعات.

قوله ( لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ ) [ 21 / 27 ] أی لا یقولون به بغیر علم حتی یعلمهم.

قوله نَسْتَبِقُ [ 12 / 17 ] من السباق أی یُسَابِقُ بعضنا بعضا فی الرمی.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا سَبَقَ إِلَّا فِی نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ ».

اختلف المحدثون فی أن الَسَّبَقَ فی هذا الحدیث هل هو بسکون الباء لیکون مصدرا بمعنی المسابقه.

أو بفتحها بمعنی المال المبذول للسابق.

فعلی الأول لا تصح المسابقه فی غیر هذه الثلاثه.

وعلی الثانی - وهو الأصح روایه علی ما نقله بعض العلماء - تصح.

ولکن أخذ العوض حرام.

وَفِیهِ « إِنَّ اللهَ یُسْبِقُ بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ کَمَا یُسْبَقُ بَیْنَ الْخَیْلِ یَوْمَ الرِّهَانِ » وهو ظاهر.

وتَسَابَقُوا إلی کذا واسْتَبَقُوا بمعنی.

وله سَابِقَهٌ فی هذا الأمر : إذا سبق الناس إلیه.

وسَبَقَ سَبْقاً من باب ضرب.

وفی خطبه الکافی فی من تدین بغیر علم إذا کانوا داخلین فی الدین مقرین بجمیع أموره علی جهه الاستحسان.

و « السَّبَقُ علیه » بالتحریک : وفی بعض النسخ والنشو علیه.

وفی بعضها والنشق علیه بالقاف.

یقال رجل نشق : إذا دخل فی أمور لا یکاد یتخلص منها.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَلَا وَإِنَ السُّبْقَهَ الْجَنَّهُ وَالْغَایَهَ النَّارُ ».

%

ص: 182

قال بعض الشارحین : غایر بین اللفظین لاختلاف المعنیین لأن الاستباق إنما یکون إلی أمر محبوب وغرض مطلوب.

وهذه صفه الجنه ولیس هذا المعنی موجودا فی النار.

لأن الغایه قد ینتهی إلیها من لا یسره ذلک.

وفی بعض النسخ السُّبْقَهُ بضم السین وهی عندهم : اسم لما یجعل للسباق إذا سبق من مال أو عرض ، والمعنیان متقاربان.

والسَّبْقَهُ بالفتح فالسکون : ما یتسابق إلیه.

ومنه حَدِیثُ وَصْفِ الْإِسْلَامِ « وَالْجَنَّهُ سَبْقَتُهُ ».

وسَابِقٌ : اسم رجل.

وقد جاء فی الحدیث.

وفِیهِ « سَابِقُ الْحَاجِّ » یَعْنِی الَّذِی یَتَقَدَّمُهُمْ وَلَا یَمْشِی کَمَشْیِهِمْ « لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ لِأَنَّهُ قَتَلَ رَاحِلَتَهُ وَأَفْنَی زَادَهُ وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ وَاسْتَخَفَّ بِصَلَاتِهِ ».

.

وسَحَقْتُ الدواء سَحْقاً من باب نفع

وفیه « وَسَأَلَتْهُ امْرَأَهٌ عَنِ السَّحْقِ » یعنی دلک فرج امرأه بفرج أخری.

وَفِیهِ « أَهْلُ السَّحْقِ أَصْحَابُ الرَّسِّ ».

وإِسْحَاقُ : ولد إبراهیم علیه السلام.

وإسماعیل أکبر منه بخمس سنین.

وَفِی الْمَجْمَعِ.

إِسْحَاقُ أَصْغَرُ مِنْ إِسْمَاعِیلَ بِأَرْبَعَهَ عَشَرَ سَنَهً.

قِیلَ عَاشَ مِائَهً وَثَمَانِینَ سِنِینَ.

وَوُلِدَ وَلِأَبِیهِ مِائَهُ سَنَهٍ.

وَعَاشَ إِسْمَاعِیلُ مِائَهً وَعِشْرِینَ سَنَهً.

وفی معانی الأخبار : ومن زعم أن إِسْحَاقَ أکبر وأن الذبیح إِسْحَاقُ فقد کذب بما أنزل الله فی القرآن من نبئهما.

قال الجوهری وإِسْحَاقُ : اسم رجل ، فإن أردت به الاسم الأعجمی لم تصرفه فی المعرفه.

لأنه غیر عن جهته ، فوقع فی کلام العرب غیر معروف المذهب وإن أردت المصدر من قولک أَسْحَقَهُ السفر إِسْحَاقاً أی أبعده ، صرفته لأنه لم یغیر.

والسَّحُوقُ من النخل : الطویل ، والجمع سُحُقٌ.

کَانَتْ تُعْبَدُ عَلَی جِهَهِ الْإِنْکَارِ.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام قَالَ : کَانَتِ الْحُکُومَهُ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ إِذَا سَرَقَ أَحَدٌ شَیْئاً اسْتُرِقَّ بِهِ ، وَکَانَ یُوسُفَ علیه السلام عِنْدَ عَمَّتِهِ وَهُوَ صَغِیرٌ ، وَکَانَتْ تُحِبُّهُ ، وَکَانَ لِإِسْحَاقَ مِنْطَقَهٌ ، وَکَانَتْ عِنْدَ ابْنَتِهِ.

وَإِنَّ یَعْقُوبَ علیه السلام طَلَبَ یُوسُفَ علیه السلام مِنْ عَمَّتِهِ فَاغْتَمَّتْ لَهُ فَبَعَثَتْ دَعْهُ عِنْدِی اللَّیْلَهَ أَشَمُّهُ ، ثُمَّ أُرْسِلُهُ إِلَیْکَ غُدْوَهً.

قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخَذَتِ الْمِنْطَقَهَ وَرَبَطَتْهُ فِی وَسَطِهِ مِنْ تَحْتِ الثِّیَابِ.

فَلَمَّا أَتَی یُوسُفَ علیه السلام أَبَاهُ ، جَاءَتْ فَقَالَتْ سُرِقَتِ الْمِنْطَقَهُ فَفَتَّشَتْهُ فَوَجَدَتْهَا فِی وَسَطِهِ.

فَلِذَلِکَ إِخْوَهُ یُوسُفَ حِینَ جَعَلَ الصَّاعَ فِی وِعَاءِ أَخِیهِ قَالُوا ( إِنْ یَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) [ 12 / 77 ].

قَوْلُهُ ( أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّکُمْ لَسارِقُونَ ) [ 12 / 70 ] قِیلَ فِیهِ : وَاللهِ مَا سَرَقُوا وَلَکِنْ قَوْلُهُ لِلتَّقِیَّهِ کَقَوْلِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام ( إِنِّی سَقِیمٌ ) [ 37 / 89 ].

وَفِی الْحَدِیثِ عَنِ الصادق علیه السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنْ ذَلِکَ قَالَ « مَا سَرَقُوا وَمَا کَذَبَ یُوسُفَ علیه السلام ، وَإِنَّمَا عَنَی سَرِقَتِهِمْ یُوسُفَ مِنْ أَبِیهِ ».

ومعنی ( أَیَّتُهَا ) : یا أهل العیر.

قوله ( إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ ) [ 15 / 18 ] أی استرق متخفیا.

قِیلَ کَانَ الشَّیَاطِینُ قَبْلَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله یَصْعَدُونَ السَّمَاءَ وَیَسْمَعُونَ کَلَامَ الْمَلَائِکَهِ عَلَی السَّرِقَهِ وَیُوحُونَ إِلَی أَوْلِیَائِهِمْ مِنَ الْکُفَّارِ.

وَفِی حَدِیثِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ « إِنَّ الشَّیْطَانَ یَأْتِی فَیَسْتَمِعُ الْکَلِمَهَ فَیَأْتِی إِلَی الْکَاهِنِ فَیُقِرُّهَا فِی أُذُنِهِ کَمَا تُقَرُّ الْقَارُورَهُ إِذَا أُفْرِغَ فِیهَا » وقد مر فی ( حفظ ) کلام عن ابن عباس یناسب المقام.

والسَّارِقُ : من جاء مستترا.

فإن أخذ من ظاهر فهو مختلس ومستلب ومنتهب.

وإن منع ما فی یده فغاصب.

وسَرَقَ منه یَسْرِقُ من باب ضرب

%

ص: 185

سَرَقاً بالتحریک.

والاسم السَّرِقُ والسَّرِقَهُ بکسر الراء فیهما.

وقال الجوهری : وقرئ إِنَّ ابْنَکَ سُرِقَ بالمجهول.

وَفِی الْخَبَرِ « إِنَّهُ قَطَعَ فِی السَّرَقِ ».

جمع سَارِقٍ أو مصدر وبالکسر بمعنی السرقه - قاله فی المجمع.

والسَّرَقُ بالتحریک : الحریر.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « یَلْبَسُونَ السَّرَقَ وَالدِّیبَاجَ وَالْإِسْتَبْرَقَ ».

والدیباج : الغلیظ کما مر فی ( دبج ).

وسُرَاقَهُ بن مالک بن جعشم بالشین المعجمه بعد الجیم والعین المهمله کقنفذ : صحابی وقد جاء فی الحدیث.

ویقال سَلَقَهُ بلسانه : إذا خاطبه بما یکره.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَیْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ ».

أی رفع صوته عند المصیبه.

وقیل أن تصک وجهها وتخرشه.

والسِّلْقُ بالکسر : نبات معروف یؤکل.

وقد جاء فی الحدیث.

[ والسِّلْقُ : الذئبُ والأنثی سِلْقَهٌ وربما قیل للمرأه السلیطه الفاحشه : سِلْقَهٌ.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام لَیْهِ السَّلَامُ « وَإِنَّهَا لَهِیَ هَذِهِ السَّلَقْلَقُ الْجَلِعَهُ الْمَجِعَهُ ».

وفسر السَّلَقْلَقُ : بالمرأه السلیطه ، والتی تحیض من دُبرها ] وَالسُّلَاقُ کغراب : بثر یخرج علی أصل اللسان.

والسَّلِیقَهُ : الطبیعه.

یقال فلان یتکلم بِالسَّلِیقَهِ أی بسجیته وطبیعته من غیر تعمد إعراب ولا تجنب لحن.

قال الشاعر :

ولست بنحوی یلوک لسانه

ولکن سَلِیقِی أقول فأعرب

وَفِی حَدِیثِ أَبُو الْأَسْوَدِ أَنَّهُ وَضَعَ النَّحْوَ حِینَ اضْطَرَبَ کَلَامُ الْعَرَبِ وَغُلِبَتِ السَّلِیقَهُ.

وسَلَقْتُ البیض سَلْقاً : إذا غلیته بالنار.

وسَلَقْتُ الشاه من باب قتل : نحیت شعرها بالماء الحمیم.

وسَلَقْتُ البقل : طبخته.

والسَّلُوقُ کصبور : قریه بالیمن ینسب إلیها الدروع والکلاب.

وتَسَلَّقَ الحائطَ : صعده.

قال : المصیر إلی رب العالمین.

قوله إلی محشرها ، وشاهد یشهد علیها بعملها.

وَفِی حَدِیثِ الِاسْتِبْرَاءِ « فَإِنْ سَالَ حَتَّی بَلَغَ السُّوقَ فَلَا یُبَالِی » هی جمع سَاقٍ القدم کأسد وأسد وهو ما بین القدم والرکبه.

ویجمع علی سِیقَان وأَسْوُقٌ.

والسُّوقُ بالضم : الذی یباع فیها تذکر وتؤنث.

وقیل هی مؤنثه لا غیر.

وتصغیره سُوَیْقَهٌ.

والتذکیر خطأ ، لأنه یقال سُوقٌ نافقه.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « الْحَجُّ وَالْعُمْرَهُ سُوقَانِ مِنْ أَسْوَاقِ الْآخِرَهِ » علی الاستعاره.

وَفِی الْحَدِیثِ « شَرُّ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْأَسْوَاقُ وَهِیَ مَیْدَانُ إِبْلِیسَ ».

الحدیث ، وقد مر فی ( مید ).

والسَّوْقُ بالفتح : النزع کان روح الإنسان تُسَاقُ لتخرج من بدنه.

ویقال له السِّیَاقُ أیضا ، وأصله سواق قلبت الواو یاء لکسره السین.

وهما مصدران من سَاقَ یَسُوقُ.

وَقَوْلُهُ « وَعَجِّلْ سِیَاقَهَا » أی سوقها إلینا.

وسَاقَ المریض سَوْقاً وسِیَاقاً : شرع فی نزع الروح.

وسَاقُ الشجره : جذعها.

وسَاقُ حر : ذکر الورشان ، وهو ذکر القماری.

وسَاقَ الماشیه یَسُوقُهَا سَوْقاً وسِیَاقاً فهو سَائِقٌ.

وسَوَّاقٌ شدد للمبالغه.

وَمِنْهُ « لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ أَسُوقَ إِلَی نَفْسِی خَیْرَ مَا أَرْجُو ».

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام لِعُثْمَانَ « فَلَا تَکُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَیِّقَهً یَسُوقُکَ حَیْثُ شَاءَ ».

السَّیِّقَهُ : الناقه التی ساقها العدوّ.

وسَاقَ الصداقَ إلی امرأته : حمله إلیها.

والسُّوقَهُ بالضم : الرعیه ومن دون الملک.

%

ص: 188

ومنه الْحَدِیثُ « مَا مِنْ مَلِکٍ وَلَا سُوقَهٍ یَصِلُ إِلَی الْحَجِّ إِلَّا بِمَشَقَّهٍ ».

والسَّوِیقُ : دقیق مقلو یعمل من الحنطه أو الشعیر ، وقد جاء فی الحدیث.

قوله ( مُشْرِقِینَ ) [ 26 / 60 ] أی مصادفین مشرق الشمس أی طلوعها.

قوله ( بِالْعَشِیِّ وَالْإِشْراقِ ) [ 38 / 18 ] یراد به ما قابل العشی وقد مر تعریفه.

قوله ( لا شَرْقِیَّهٍ وَلا غَرْبِیَّهٍ ) [ 24 / 35 ] قیل هی شجره الزیتون لأن منبتها الشام وهی بین المشرق والمغرب.

وأجود الزیتون زیتون الشام.

وقیل لا تظل ظل شرق ولا غرب ، بل هی صاحبه للشمس وقد مر فی ( نور ) غیر هذا.

وَفِی الْحَدِیثِ « نَهَی عَنِ التَّضْحِیَهِ بِالشَّرْقَاءِ » یعنی المشقوقه الأذن من قولهم شَرِقَتِ الشاهُ شَرَقاً من باب تعب : إذا کانت مشقوقه الأذن باثنتین وهی شَرْقَاءُ

والشَّرْقُ : المشرق.

والشَّرْقُ : مصدر قولک شَرَقَتِ الشمس تَشْرُقُ من باب قعد : إذا طلعت.

وأَشْرَقَتِ الشمس : إذا أضاءت علی وجه الأرض وصفت.

وَفِی حَدِیثِ الْخَلْوَهِ « شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا ».

أی توجهوا ناحیه المشرق أو ناحیه المغرب.

وَفِی الْخَبَرِ « یُؤَخِّرُونَ الصَّلَاهَ إِلَی مَشْرِقِ الْمَوْتَی » أی یؤخرونها إلی أن یبقی من الشمس مقدار ما یبقی من حیاه من شَرِقَ بریقه عند الموت.

وَفِی الْحَدِیثِ « مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَهٌ » وکأنها لمن ظن أن صلاته إلی القبله ، فتبین الخطأ بعد ذلک.

أو اشتبه علیه أمر القبله وصلی بالاجتهاد ثم تبین الخطأ.

قال بعض الشارحین : الحد الأول من المشرق مشرق الشمس فی أطول یوم من السنه قریبا من مطلع السمک الرامح ، وعلی هذا السمت أول المغارب مغرب الصیف ، وهو مغیب الشمس عند مغرب السمک الرامح ، وآخر المَشَارِق مشارق الشتاء وهو مطلع الشمس فی أقصر یوم من السنه قریبا من مطلع العقرب وعلی هذا السمت آخر المغارب مغرب الشتاء وهو مغیب الشمس عند مغرب العقرب.

ثم قال : والظاهر أن المعنی بالقبله

%

ص: 190

فی هذا الحدیث : قبله المدینه فإنها واقعه بین المشرق والمغرب وهی إلی الطرف الغربی أمیل.

قال : وقد قیل إنه أراد به قبله من اشتبه علیه القبله فإلی أی جهه یصلی بالاجتهاد کفته - انتهی.

ولعل ما ذکره من القیل هو الأرجح کما یفهم من ظواهر الأخبار.

وَفِی الْحَدِیثِ « وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ الْعَقِیقَ ».

یرید بهم من کان منزلهم خارج المیقات من شرقی مکه من أهل نجد وما وراه إلی أقصی بلاد المشرق.

وَفِی حَدِیثِ مَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی الله علیه واله « وُلِدَ لِاثْنَتَیْ عَشْرَهَ لَیْلَهً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ فِی عَامِ الْفِیلِ یَوْمَ الْجُمُعَهِ مَعَ الزَّوَالِ ».

وَرُوِیَ أَیْضاً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.

وَحَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِی أَیَّامِ التَّشْرِیقِ عِنْدَ الْجَمْرَهِ الْوُسْطَی.

وهذا علی الظاهر خلاف ما جاء فی الشرع.

وأجیب عنه بأن ذلک من خصائصه صلی الله علیه واله ولم ینقل لعدم شهرته وکماله.

أو أن أیام التَّشْرِیقِ غیر أیام التشریق المشروعه لأنها حدثت بعد الإسلام کما نقل عن علی بن طاوس فی کتاب الإقبال (1).

وأیام التَّشْرِیقِ : أیام منی وهی الحادی عشر والثانی عشر والثالث عشر بعد یوم النحر.

واختلف فی وجه التسمیه فقیل سمیت بذلک من تَشْرِیقِ اللحم وهو تقدیده وبسطه فی الشمس لیجف.

لأن لحوم الأضاحی کانت تشرق فیها أی تشرق فی الشمس.

وقیل سمیت بذلک لقولهم « أَشْرَقَ

====

(1) والصحیح فی توجیه هذا الحدیث : أن أیام التشریق یومذاک کانت فی شهر جمادی الثانیه بناء علی عاده العرب الجاهلیه من النسیء فی أشهر الحرام ومن معانی النسیء مداوره أیام الحج بما ینفق واعدال الهواء فکانوا یؤخرون من الأشهر الهلالیه بما یتوافق والأشهر الشمسیه والتفصیل فی مجال آخر.

%

ص: 191

ثبیر کیما نغیر ».

قال الجوهری : حکاه یعقوب.

وعن ابن الأعرابی : سمیت بذلک لأن الهدی والضحایا لا تنحر حتی تَشْرُقَ الشمس أی تطلع.

والتَّشْرِیقُ : الجمال.

والتَّشْرِیقُ : الأخذ فی ناحیه المشرق والمَشْرِقُ بکسر الراء وفتحها : شروق الشمس.

وَفِی حَدِیثِ وَصْفِ الْإِسْلَامِ « مُشْرِقُ الْمَنَارِ ».

وذلک لأن الصالحات مناره.

المَشْرُقَهُ بضم الراء : موضع القعود فی الشمس.

قال الجوهری : وفیه أربع لغات.

وشَرِقَ بریقه من باب تعب : إذا غص به.

والشَّرَقُ : الغصه.

ومنه « الشَّرَقُ شهاده » وهو الذی یَشْرَقُ بالماء.

ومنه الْحَدِیثُ « أَنَا ضَامِنٌ لِمَنْ یُرِیدُ السَّفَرَ مُعْتَمّاً تَحْتَ حَنَکِهِ ثَلَاثاً لَا یُصِیبُهُ الشَّرَقُ وَالْغَرَقُ وَالْحَرَقُ ».

وفی بعض النسخ بالسین المهمله وهی السرقه.

وأَشْرَقَ الوجه : أضاء وتلألأ حسنا.

وبه أخذ أبو حنیفه فی حدیث بلال.

وَفِی الْحَدِیثِ « الشَّفَقُ : الْحُمْرَهُ ».

قوله تعالی ( مُشْفِقُونَ ) [ 21 / 28 ] أی خائفون.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَشْفَقْتُ مِنْ کَذَا ».

و « أَشْفَقْتُ مِمَّا کَانَ مِنِّی » أی خفت وحذرت.

وأَشْفَقْتُ علی الصغیر : حنوت علیه وعطفت والاسم : الشَّفَقَهُ.

وشَفَقْتُ من باب ضرب لغه.

فأنا مُشْفِقٌ وشَفِیقٌ.

وعن ابن درید : شَفَقْتُ وأَشْفَقْتُ بمعنی.

قال الجوهری : وأنکره أهل اللغه.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : انْشَقَ الْقَمَرُ فِلْقَتَیْنِ وَرَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله یُنَادِی یَا فُلَانُ یَا فُلَانُ اشْهَدُوا.

وَفِی حَدِیثِ یُونُسَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام : اجْتَمَعَ أَرْبَعَهَ عَشَرَ رَجُلاً أَصْحَابُ الْعَقَبَهِ ، لَیْلَهَ أَرْبَعَهَ عَشَرَ مِنْ ذِی الْحِجَّهِ ، فَقَالُوا لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه واله مَا مِنْ نَبِیٍّ إِلَّا وَلَهُ آیَهٌ فَمَا آیَتُکَ فِی لَیْلَتِکَ هَذِهِ؟ فَقَالَ : مَا الَّذِی تُرِیدُونَ؟ فَقَالُوا : إِنْ یَکُنْ لَکَ عِنْدَ رَبِّکَ قَدْرٌ فَأْمُرِ الْقَمَرَ أَنْ یَنْقَطِعَ قِطْعَتَیْنِ.

فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ : یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ یُقْرِئُکَ السَّلَامَ وَیَقُولُ لَکَ إِنِّی قَدْ أَمَرْتُ کُلَّ شَیْءٍ بِطَاعَتِکَ.

فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَمَرَ الْقَمَرَ أَنْ یَنْقَطِعَ قِطْعَتَیْنِ فَصَارَ قِطْعَتَیْنِ فَسَجَدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه واله شُکْراً لِلَّهِ فَسَجَدَ شِیعَتُنَا.

ثُمَّ رَفَعَ النَّبِیُّ صلی الله علیه واله رَأْسَهُ وَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ.

فَقَالُوا أَیَعُودُ کَمَا کَانَ؟ فَعَادَ کَمَا کَانَ.

فَقَالُوا یَنْشَقُ رَأْسُهُ؟ فَأَمَرَهُ فَانْشَقَ.

فَسَجَدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه واله شُکْراً وَسَجَدَ شِیعَتُنَا.

فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللهِ حِینَ یَقْدَمُ أَسْفَارُنَا مِنَ الشَّامِ وَالْیَمَنِ نَسْأَلُهُمْ مَا رَأَوْا فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ فَإِنْ یَکُونُوا رَأَوْا مِثْلَ مَا رَأَیْنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ یَرَوْا مِثْلَ مَا رَأَیْنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ سِحْرٌ سَحَرْتَنَا بِهِ.

فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَی ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَهُ وَانْشَقَ الْقَمَرُ ) [ 54 / 1 ] إِلَی آخِرِ السُّورَهِ.

والشُّقَّه بالضم والکسر : البعد ، والناحیه یقصدها المسافر ، والسفر البعید ، والمشقه.

ومنه قوله ( بَعُدَتْ عَلَیْهِمُ الشُّقَّهُ ) [ 9 / 42 ].

والشِّقَاقُ : العداوه ، والخلاف قال تعالی ( لا یَجْرِمَنَّکُمْ شِقاقِی ) [ 11 / 89 ] أی عداوتی وخلافی.

والشِّقُ بالکسر : المشقه قال تعالی ( إِلی بَلَدٍ لَمْ تَکُونُوا بالِغِیهِ إِلَّا بِشِقِ الْأَنْفُسِ ) [ 16 / 7 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « أَعُوذُ بِکَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ ».

%

ص: 194