مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، المجلد 21، الخاتمةج 3

اشارة

سرشناسه : نوري، حسين بن محمدتقي، ق 1320 - 1254

عنوان و نام پديدآور : مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل/ تاليف ميرزا حسين النوري الطبرسي؛ تحقيق موسسه آل البيت عليهم سلم لاحياآ التراث

مشخصات نشر : قم: موسسه آل البيت(ع)، الاحياآ التراث، 14ق. = - 136.

فروست : (آل البيت الاحياآ التراث؛ 26، 27، 28، 29)

شابك : بها:1200ريال(هرجلد)

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : اين كتاب اضافاتي است بر وسائل الشيعه حر العاملي

يادداشت : فهرستنويسي براساس جلد 15، 1366.

يادداشت : ج. 1، 18 (چاپ دوم: 1368؛ بهاي هر جلد: 1700 ريال)

موضوع : احاديث شيعه -- قرن ق 12

موضوع : اخلاق اسلامي -- متون قديمي تا قرن 14

شناسه افزوده : حر عاملي، محمدبن حسن، 1104 - 1033ق. وسائل الشيعه

رده بندي كنگره : BP136/و01/ن 9

رده بندي ديويي : 297/212

شماره كتابشناسي ملي : م 68-2206

ص: 1

الجزء الحادي و العشرون

[تتمة الفائدة الثالثة في ذكر مشايخ المصنف]

[تتمة مشايخ مشايخ المصنف]

[المرحلة الرابعة من المحقق الحلي إلى المفيد الثاني]
[في ذكر مشجرة مشايخ المحقق الحلي]
اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

اشارة

([من هنا تبدأ طرق المحقق الحلي]) يروي (1) عن جماعة من المشايخ العظام، و فقهاء أهل البيت عليهم السلام:

[الأول والده الشيخ حسن]

الأول: والده الشيخ حسن. في الأمل: كان فاضلا، عظيم الشأن (2).

عن والده: الشيخ أبي زكريا يحيى الأكبر بن الحسن بن سعيد الحلّي.

في الأمل: كان عالما محققا (3):

و في الرياض: كان من أكابر الفقهاء في عصره، و قد نقل الشهيد في شرح الإرشاد في بحث قضاء الصلوات الفائتة عنه القول بالتوسعة، قال: و من المتأخرين القائلين بالتوسعة قطب الدين الراوندي، و نصير الدين عبد اللّه بن حمزة الطوسي، و سديد الدين محمود الحمصي، و الشيخ يحيى بن سعيد- جد


1- اي الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذليّ الحلّي، الملقب: بالمحقق على الإطلاق كما تقدم.
2- أمل الآمل 2: 80/ 223.
3- أمل الآمل 2: 345/ 1066.

ص: 6

الشيخين (1) نجم الدين و نجيب الدين- نقله عنه يحيى- يعني صاحب الجامع في مسألته في هذا المقام (2).

عن الشيخ الفقيه أبي محمّد عربي بن مسافر العبادي.

في المنتجب: فقيه صالح بالحلّة (3).

و في مزار محمّد بن المشهدي: حدثنا الشيخ الأجل، الفقيه العالم، أبو محمّد عربي بن مسافر، قراءة عليه بداره بالحلّة السيفيّة، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة (4). إلى آخره.

و في الرياض: شيخ جليل كبير من أصحابنا رضي اللّه عنهم (5).

و في الأمل: فاضل جليل، فقيه عالم، يروي عن تلامذة الشيخ أبي علي الطوسي كالياس بن هاشم و غيره، يروي الصحيفة الكاملة عن بهاء الشرف بالسند المذكور في أوّلها (6).

و قال الشيخ البهائي في حاشية أربعينه: العبادي- بفتح العين المهملة- منسوب إلى عبادة، اسم قبيلة (7).

و هذا الشيخ يروي عن جماعة.

(أ)- الشيخ الجليل عماد الدين الطبري، صاحب بشارة المصطفى،


1- في المخطوط و الحجريّة: الشيخ، و ما أثبتناه من غاية المراد و الرياض.
2- غاية المراد و نكت الإرشاد: 16، رياض العلماء 5: 343.
3- فهرس منتجب الدين: 136/ 304.
4- مزار المشهدي: 820.
5- رياض العلماء 3: 310.
6- أمل الآمل 2: 169/ 501.
7- أربعين البهائي: لم نعثر عليه فيه.

ص: 7

و يأتي في مشايخ السيد محيي الدين بن زهرة (1).

(ب)- الشيخ الأمين حسين بن طحال، و يأتي في مشايخ ابن نما (2).

(ج)- الشيخ الفقيه الجليل أبو عبد اللّه الحسين ابن الشيخ جمال الدين هبة اللّه بن الحسين بن رطبة السوراوي، كان من أكابر مشايخ أصحابنا.

عن الشيخ الأجل أبي علي ابن شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي رحمه اللّه.

(د)- الشيخ أبي محمّد إلياس (3) بن محمّد بن هشام الحائري، العالم، الفاضل، الجليل.

عن الشيخ أبي علي الطوسي.

[الثاني السيد أبو حامد محمّد بن أبي القاسم عبد اللّه بن علي بن زهرة الحلبي]

الثاني: السيد الامام العالم النحرير المعظّم، محيي (4) الملّة والدين، أبو حامد نجم الإسلام محمّد بن أبي القاسم عبد اللّه بن علي بن زهرة الحلبي، صاحب كتاب الأربعين، الذي ألّفه في حقوق الإخوان، و منه نقل الشهيد الثاني في رسالة كشف الريبة رسالة الصادق عليه السلام إلى النجاشي والي


1- يأتي في صفحة: 13.
2- يأتي في صفحة: 19.
3- لم يذكر للشيخ عربي بن مسافر من المشايخ في المشجرة سوى الأخير، فراجع.
4- ذكره في المشجرة باسم: السيد محيي الدين الحسيني صاحب الأربعين. و ذكر له ثلاثة مشايخ و هم:

ص: 8

الأهواز (1) و عندنا نسخة منه بخط الشيخ الجباعي، نقله عن خط الشهيد رحمه اللّه و كانت امّه بنت الشيخ الفقيه محمّد بن إدريس (2)، كما صرّح هو في بعض إجازاته:

يروي عن جماعة:

أ- رشيد الدين بن (3) شهرآشوب المازندراني، الآتي ذكر اسمه الشريف إن شاء تعالى (4).

ب- عمّه الأكرم، السيد عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي، الفقيه الجليل المعروف، صاحب الغنية و غيرها، المتولّد في الشهر المبارك سنة إحدى عشرة و خمسمائة، المتوفى سنة خمس و ثمانين و خمسمائة، هو و أبوه و جدّه و أخوه و ابن أخيه من أكابر فقهائنا، و بيتهم بيت جليل بحلب.

قال في القاموس: و بنو زهرة شيعة بحلب (5).

و نقل القاضي في المجالس عن تاريخ ابن كثير الشامي، أنّ في سنة سبع و خمسمائة (6) لمّا فرغ الملك صلاح الدين أيوب من مهمّ ولاية مصر، و اطمأن من


1- كشف الريبة: 122- 131.
2- هنا حاشية لشيخنا الطهراني:
3- رواية كل منهما عن الأخر بنحو التدبيج كما يظهر من المشجرة.
4- يأتي في صفحة: 57.
5- القاموس المحيط 2: 43.
6- حاشية أخرى للشيخ الطهراني:

ص: 9

أمره، توجّه إلى أخذ بلاد الشام، و جاء منها إلى حلب، و نزل بظاهر حلب، و اضطرب والي حلب من ذلك، فطلب أهل حلب إلى ميدان العراق، و أظهر لهم المودّة و الملاءمة، و بكى بكاء شديدا، و رغّبهم في حرب صلاح الدين، فعاهده جميعهم في ذلك، و شرط عليه الروافض أمورا، منها: إعادة حيّ على خير العمل في الأذان، و منها: أن يفوّض عقودهم و أنكحتهم إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الذي كان مقتدى شيعة حلب. فقبل ذلك الوالي جميع تلك الشروط (1) انتهى.

و أنت خبير بأن ولادة السيد بعد هذا التاريخ بأربع سنين، و قد نقل في الرياض تاريخ الولادة و الوفاة عن كتاب نظام الأقوال للفاضل نظام الدين التفريشي، ثم نقل ترجمة السيد عن الأمل (2)، إلى أن نقل عن القاضي ما


1- البداية و النهاية 6: 289، مجالس المؤمنين 1: 507.
2- أمل الآمل 2: 105/ 293.

ص: 10

نقلناه (1)، و لم يتعرّض لهذا التناقض. و أعجب منه ما في الروضات، فإنه نقل ما في النظام، و أعقبه بلا فصل ما في تاريخ ابن كثير (2)، و لم يتفطن للمناقضة.

و بالجملة فلا يبعد أن يكون التوهّم من ابن كثير، و أنّ المقتدى للشيعة والد السيّد.

1- عن أبي منصور السيد الجليل محمّد بن الحسن بن منصور النقاش.

في الأمل: فاضل صالح، فقيه (3).

و وصفه صاحب المعالم في إجازته بقوله: السيد الكبير أبي منصور (4).

عن أبي عليّ ابن شيخ الطائفة.

و يروي السيد أبو المكارم (5) أيضا:

2- عن الشيخ العفيف الزاهد القارئ أبي علي الحسن بن الحسين، المعروف بابن الحاجب الحلبي.

عن الشيخ الجليل أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي سهل الزينوآبادي، بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام.

عن الشيخ الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمّي.

و السيد العالم أبي هاشم المجتبى بن حمزة بن زهرة بن زيد الحسيني.


1- رياض العلماء 2: 206.
2- روضات الجنات 2: 276/ 225.
3- أمل الآمل 2: 260/ 767.
4- بحار الأنوار 109: 39.
5- لم يذكر للسيد أبي المكارم بن زهرة في المشجرة سوى شيخين هما:

ص: 11

عن المفيد عبد الجبّار الرازي، الآتي (1).

و يروي أيضا (2):

3- عن الفقيه أبي عبد اللّه الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري.

عن الشيخ العالم أبي الفتوح الآتي ذكره (3).

و يروي السيد أيضا (4):

4- عن الجليل والده علي بن زهرة.

هذا، و قال شيخنا الحرّ في الأمل- بعد ترجمة السيد و عدّ مؤلفاته ما لفظه-.

رواها عنه ابن أخيه السيد محي الدين محمّد و غيره، و يروي عنه أيضا شاذان ابن جبرئيل، و محمّد بن إدريس، و غيرهما (5). انتهى.

و في الرياض- بعد نقل ما في الأمل-: و لعلّ في رواية شاذان بن جبرئيل و ابن إدريس عنه نظرا، فلاحظ (6).

و في الروضات: و تأمّل أيضا- يعني صاحب الرياض- في رواية ابن إدريس عنه، و كان النظر منه في تأمّله هذا ما لعلّه وجده في كتاب المزارعة من السرائر بهذه الصورة (7). ثم نقل العبارة، و فيها: انه أورد على السيد فتوى له في الغنية، و أنه كتبه إليه، و أن السيد اعتذر بأعذار غير واضحة، و أبان أنه ثقل عليه. إلى آخر ما لعلّه يأتي في ترجمته (8).


1- يأتي في صفحة: 116.
2- السيد أبي المكارم بن زهرة.
3- يأتي في صفحة: 72.
4- السيد أبي المكارم بن زهرة.
5- أمل الآمل 2: 106/ 293.
6- رياض العلماء 2: 208.
7- روضات الجنات 2: 375.
8- يأتي في صفحة: 42.

ص: 12

قال: و أنت خبير بأنّ هذه الكيفية إن لم تؤكد عقد الرواية بينهما- كما هي من دأب السلف الصالحين بمحض ملاقاتهم القرناء- لا تنافي ذلك بوجه من الوجوه- و تشنيعات ابن إدريس على جدّه الامجد، الذي هو شيخ الطائفة، أكثر منها على هذا الرجل بكثير، فليعتذر عنه فيها، و يحمل الأمر على الصحة من الشخص الكبير (1). انتهى.

و لا يخفى أنه لا ربط لما ذكره، لنظر صاحب الرياض و تأمّله، كيف و قد قرن معه شاذان، و لم يكن بينهما ما توهمه السبب لعدم رواية ابن إدريس عن أبي المكارم.

ج- والده أبو القاسم [بن] (2) علي صاحب المؤلفات الكثيرة.

عن أخيه أبي المكارم ابن زهرة.

د- الفقيه ابن إدريس صاحب السرائر.

قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة: حكى الشيخ نجيب الدين يحيى ابن سعيد- في الإجازة التي تكرر الحديث عنها- عن السيد محيي الدين ابن زهرة أنه قال: أخبرني بكتاب الرسالة المقنعة للشيخ المفيد- إجازة- الفقيه فخر الدين أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الحلّي العجلي، و هو جدّي لأمي (3). إلى آخره.

و يأتي ذكر طرق ابن إدريس إن شاء اللّه تعالى (4).

ه- الشريف الفقيه عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن بن علي الحسيني العلوي البغدادي. في الأمل: كان من فضلاء عصره (5).


1- روضات الجنات 2: 376.
2- سقطت كلمة (بن) من المخطوطة و الحجرية، إذ هو: أبو القاسم عبد اللّه بن علي كما سلف.
3- انظر بحار الأنوار 109: 41.
4- تأتي في الصفحة: 46.
5- أمل الآمل 2: 260/ 764.

ص: 13

عن الشيخ الفقيه قطب الدين الراوندي.

و- الشيخ الأجل شمس الدين أبو الحسين أو أبو زكريا- كما في إجازة العلامة (1)- يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي محمد بن بطريق الحلي الأسدي، مؤلف كتاب العمدة الذي جمع فيه ما في الصحاح الستّة، و تفسير الثعلبي، و مناقب ابن المغازلي من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام بحيث لم يغادر شيئا من ذلك، و لم يذكر فيه شيئا من غيرها، و لم يسبقه إلى هذا التأليف البديع أحد من أصحابنا. و مؤلف كتاب المستدرك بعد العمدة، أخرج فيه قريبا من ستمائة حديث من كتب أخرى لهم عثر عليها بعد تأليف العمدة، كالحلية لأبي نعيم، و المغازي لابن إسحاق، و الفردوس لابن شيرويه الديلمي، و مناقب الصحابة للسمعاني، و غيرها. و غير ذلك من المؤلفات.

عن الشيخ الإمام عماد الدين أبي جعفر محمّد بن أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الطبري الآملي الكجي، العالم الجليل، الفقيه النبيل، صاحب كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، صلوات اللّه عليهما، في أربعة أجزاء، على ما عثرنا على نسخ عديدة منه بعضها عتيقة.

و في الأمل: أنه سبعة عشر جزءا (2)، و هو غريب، و الظاهر أنّ نسخة العلامة المجلسي هي مثل التي عندنا. فما عثرنا على خبر أخرجه منها فقدناه ممّا عندنا. فالمظنون أنه من طغيان قلمه، أو من أخذه عنه. و قد ذكر الجليل ابن شهرآشوب البشارة من مؤلفاته، في المعالم (3)، و لم يتعرض لذلك.

و هذا الشيخ يروي عن جماعة:


1- أنظر بحار الأنوار 107: 79.
2- أمل الآمل 2: 234/ 298.
3- معالم العلماء: 119/ 789.

ص: 14

أوّلها: الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي (رحمه اللّه).

ثانيها: شمس الدين أبي محمّد الحسن بن بابويه، المعروف بحسكا، كما تقدّم ذكره في مشايخ سبطه منتجب الدين (1).

ثالثها: الشيخ الأمين أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام.

قال في المنتجب: فقيه صالح (2).

و في الرياض- في ترجمة ابنه أبي طالب حمزة، ما لفظه-: أبو طالب حمزة هذا ولد الشيخ أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، و الراوي للصحيفة الكاملة السجادية، و قد مرّ في ترجمة والده الشيخ محمّد بن أحمد المذكور، أنه كان صهر الشيخ الطوسي على ابنته، و أنه ولد له منها الشيخ أبو طالب هذا، فكان الشيخ الطوسي جدّه الأمّي، و الشيخ أبو علي خاله (3). انتهى.

و له مشايخ عديدة على ما يظهر من البشارة:

1- كالشيخ الجليل أبي جعفر الطوسي والد زوجته (4).

2- و الشريف النقيب أبي الحسن زيد بن ناصر العلوي.

عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن عبد الرحمن العلوي صاحب كتاب التعازي (5).

3- و كأبي يعلى حمزة بن محمّد بن يعقوب الدهان (6)- في الرياض: كان من


1- تقدّم في الجزء الثاني صفحة: 431.
2- فهرس منتجب الدين: 172/ 420.
3- رياض العلماء 2: 312.
4- بشارة المصطفى: 66.
5- بشارة المصطفى: 17.
6- بشارة المصطفى: 2.

ص: 15

أكابر علمائنا-.

عن أبي الحسن محمّد بن أحمد الجواليقي.

عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد (1).

4- و كالشيخ الفقيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي.

عن أبيه محمّد بن أحمد.

عن الصدوق رحمه اللّه.

5- و كالشيخ أبي الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن عامر بن علان المعدل. أو غير هؤلاء ممّا لا حاجة إلى نقله.

رابعها: الشيخ أبي البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقاء البصري، الذي قرأ عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة 516، بأسانيده الموجودة في البشارة (2).

خامسها: الشيخ الفقيه أبي النجم محمّد بن عبد الوهاب بن عيسى السمان، في المنتجب: ورع فقيه (3).

سادسها: والده أبي القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه.

سابعها: أبي اليقظان [الشيخ] عمّار بن ياسر.

ثامنها: ولده: أبي القاسم سعد بن عمّار.

يروي هؤلاء الثلاثة عن: الشيخ الزاهد إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني.

عن السيد الزاهد محمّد بن حمزة الحسيني المرعشي رحمه اللّه.

عن أبي عبد اللّه الحسين بن بابويه، أخ الصدوق (رحمه اللّه).

تاسعها: الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي،


1- رياض العلماء 2: 217.
2- بشارة المصطفى: 4 و 8 و 24.
3- فهرس منتجب الدين: 160/ 375.

ص: 16

الزيدي في النسب و المذهب.

عاشرها: أبي غالب سعيد بن محمّد الثقفي، الكوفيان. كذا في البشارة، و قال: اخبراني (1) بها سنة 560 (2).

1- عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، صاحب كتاب التعازي.

عن أبيه (3).

2- و عن عمر بن إبراهيم الكناني المقري.

3- و عن محمّد بن عبد اللّه الجعفي.

4- و عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيباني.

5- و عن زيد بن جعفر بن محمّد بن صاحب (4).

6- و عن محمد بن الحسين السملي.

7- و عن جعفر بن محمّد الجعفري، و غيرهم بأسانيدهم الموجودة في البشارة، و فرحة الغري (5).

حادي عشرها: أبي محمّد الجبّار بن علي بن جعفر- المعروف بحدقة- الرازي، قال في البشارة: أخبرني بها بقراءتي عليه سنة ثمان عشرة و خمسمائة.

عن أبي محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيشابوري، و هو عمّ الشيخ أبي الفتوح الرازي المفسّر، الآتي في مشايخ ابن شهرآشوب (6).


1- أي: التاسع و العاشر.
2- في المصدر: سنة 510، و هو اشتباه.
3- بشارة المصطفى: 50.
4- في البشارة: ابن حاجب.
5- بشارة المصطفى: 87، و فرحة الغري:
6- يأتي في صفحة: 72.

ص: 17

ثاني عشرها: الشيخ الأديب أبي علي محمّد بن علي بن قرواش التميمي.

قال في البشارة: و أخبرني بقراءتي عليه في المحرم، سنة ست عشرة و خمسمائة، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

عن أبي الحسين محمّد بن محمّد النقاد الحميري (1).

ثالث عشرها: الشيخ العالم محمّد بن علي بن عبد الصمد بن محمّد النيشابوري، الآتي في مشايخ رشيد الدين بن شهرآشوب (2).

رابع عشرها: أبي طالب (3) يحيى. قال في البشارة: حدثنا السيد الإمام الزاهد أبو طالب يحيى بن الحسن بن عبد اللّه الجواني الحسيني، في داره بآمل، لفظا منه، في محرّم سنة تسع و خمسمائة.

قال: أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهشاني، بنيشابور، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و خمسمائة.

قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس.

قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي.

قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السرّي الفروضي.

قال: حدثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد.

قال: حدثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي (4). إلى آخر ما في صحيفة الرضا عليه السلام.


1- بشارة المصطفى: 51.
2- يأتي في صفحة: 64.
3- أقول: لم يذكر في المشجرة للطبري من المشايخ سوى أربعة و هم الأول و الثاني ممّن ذكرهم هنا، أمّا الآخران فهم:
4- بشارة المصطفى: 131.

ص: 18

و هذا سنة آخر غير الأسانيد التي ذكرناها في الفائدة السابقة (1).

[الثالث أبو إبراهيم محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة اللّه بن نما بن علي بن حمدون الحلي الربعي المعروف بابن نما]

الثالث: من مشايخ نجم الدين المحقق، شيخ الفقهاء في عصره نجيب الدين أبو إبراهيم أو أبو جعفر- كما في إجازة الشهيد لابن الخازن- محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة اللّه بن نما بن علي بن حمدون الحلي الربعي، المعروف بابن نما، على الإطلاق.

و في إجازة الشهيد الثاني: و عن الجماعة (2) كلّهم رضوان اللّه تعالى عليهم، جميع مصنّفات و مرويّات الشيخ الإمام العلامة نجيب الدين (3). إلى آخره.

و في إجازة ولده: ذكر الشيخ محمّد بن صالح القسيني في إجازته للشيخ نجم الدين بن طمان، بعد أن ذكر أنه قرأ عليه كتاب النهاية للشيخ أبي جعفر رضي اللّه عنه: و قد أذنت له في روايته عنّي عن شيخي الفقيه السعيد المعظّم شيخ الطائفة و رئيسها غير مدافع، نجيب الدين أبي إبراهيم محمّد بن جعفر (4). إلى آخره.

و هذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:

(أ)- برهان الدين محمّد بن محمّد القزويني، المتقدم ذكره (5).

(ب)- والده جعفر بن نما.

1- عن الفقيه ابن إدريس، و يأتي (6).


1- تقدم في الجزء الأول. صفحة: 217 و ما بعدها.
2- و هم ستة من مشايخ العلّامة كابني طاوس و المحقّق و ابن عمّه. (منه قدّس سرّه)
3- انظر بحار الأنوار 108: 157.
4- انظر بحار الأنوار 109: 36.
5- تقدّم في الجزء الثاني في صفحة: 428.
6- يأتي في صفحة: 40.

ص: 19

2- و عن الحسين بن رطبة، و قد مرّ (1).

3- و عن أبيه الجليل: هبة اللّه بن نما، الموصوف في كثير من الأسانيد بالرئيس العفيف.

و في مزار الشيخ محمّد بن المشهدي: أخبرني الشيخ الفقيه العالم، أبو البقاء هبة اللّه بن نما (2).

و في الأمل: فاضل صالح (3).

و في الرياض: فاضل، عالم، فقيه جليل (4).

عن الشيخين الجليلين: أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي.

و إلياس بن هشام (5).

عن أبي علي بن شيخ الطائفة.

(ج)- الشيخ الجليل السعيد (6) المتبحر أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري المعروف بمحمّد بن المشهدي، و ابن المشهدي، مؤلف المزار المشهور الذي اعتمد عليه أصحابنا الأبرار الملقّب:

بالمزار الكبير- في بحار الأنوار- و قد مرّ في الفائدة السابقة (7) بعض ما يتعلق


1- تقدّم في صفحة: 7.
2- المزار الكبير: 625.
3- أمل الآمل 2: 343/ 1062.
4- رياض العلماء 5: 316.
5- الأول موجود في المشجرة دون هذا.
6- لم يذكر في المشجرة للشيخ ابن نما من المشايخ إلّا ثلاثة، الأوّلان و الفقيه ابن إدريس الحلّي و لم يذكره هنا، و ما ذكره من المشايخ من ابن المشهدي و غيره لم يتعرض لهم في المشجرة و لا لطرقهم، فراجع.
7- تقدم في الجزء الأول صفحة: 358.

ص: 20

به و بكتابه هذا، و له أيضا كتاب بغية الطالب، و إيضاح المناسك، و كتاب المصباح، أشار إليهما في مزاره (1).

يروي عن جماعة من الأعلام، صرّح ببعضها المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة، و ببعضها هو بنفسه في مزاره.

أوّلهم: شمس الدين يحيى ابن البطريق، و قد مرّ (2).

ثانيهم: عزّ الدين السيد بن زهرة، و قد سبق (3).

ثالثهم: مهذب الدين الحسين بن ردة، الذي مرّ ذكره في مشايخ والد العلّامة (4).

رابعهم: سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمّي، الآتي في مشايخ السيد فخار (5).

خامسهم: أبو البقاء هبة اللّه بن نما، و قد تقدم (6).

سادسهم: أبو عبد اللّه الحسين بن جمال الدين هبة اللّه بن الحسين ابن رطبة السوراوي، الفقيه الجليل، الموصوف في الإجازات بكلّ جميل.

قال صاحب المعالم: و ذكر الشيخ نجم الدين ابن نما في إجازته: إنه يروي جميع كتب الشيخ بالإجازة عن والده، عن الشيخ محمّد بن جعفر المشهدي، عن الشيخين الجليلين أبي عبد اللّه الحسين بن هبة اللّه بن رطبة، و أبي البقاء هبة اللّه بن نما. فابن رطبة يرويها عن الشيخ أبي علي عن والده


1- المزار الكبير: 119- 120.
2- تقدّم في صفحة: 13.
3- تقدّم في صفحة: 8.
4- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 419.
5- يأتي في صفحة: 33.
6- تقدم في صفحة: 19.

ص: 21

و أبو البقاء يرويها عن الحسين بن طحال عن أبي علي عن والده (1).

سابعهم: الشيخ الأمير الزاهد أبو الحسين- و يقال: أبو الحسن- ورّام بن أبي فراس ورّام بن حمدان بن عيسى بن أبي نجم بن ورّام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك بن الحارث الأشتر النخعي. العالم الفقيه الجليل، المحدث المعروف، صاحب كتاب تنبيه الخاطر، الملقّب بمجموعة ورّام المذكور في الإجازات الذي خلط فيه أخبار الإمامية بآثار المخالفين، و مواعظ الخلفاء الراشدين عليهم السلام بملفقات المنافقين، و أكثر فيه النقل عن حسن- و هو سامريّ هذه الأمّة- ابن أبي الحسن البصري، حتى ظنّ جمّ من ناسخيه أنه المجتبى الزكي، أو أبو محمد العسكري صلوات اللّه عليهما.

و في المنتجب: عالم فقيه صالح، شاهدته بحلّة، و وافق الخبر الخبر (2). توفي ثاني محرّم سنة 605 على ما ضبطه ابن الأثير في الكامل في وقائع السّنة المذكورة.

قال: توفي أبو الحسين ورّام بن أبي فراس الزاهد بالحلّة السيفيّة، و هو منها، و كان صالحا (3).

و قال الشهيد (رحمه اللّه) في شرح الإرشاد: و من الناصرين للقول بالمضايقة الشيخ الزاهد أبو الحسن ورّام بن أبي فراس رضي اللّه عنه فإنه صنّف فيها مسألة حسنة الفوائد، جيّدة المقاصد.

و قال السيد علي بن طاوس في فلاح السائل: كان جدي ورّام بن أبي فراس قدس اللّه- جل جلاله- روحه، ممّن يقتدى بفعله، و قد أوصى أن يجعل


1- انظر بحار الأنوار 109: 35.
2- فهرس منتجب الدين: 195/ 522.
3- الكامل في التاريخ 12: 282، و لاستكمال الفائدة انظر الثقات العيون (سادس القرون):

ص: 22

في فمه بعد وفاته فصّ عقيق عليه أسماء أئمته صلوات اللّه عليهم (1).

أ- عن سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمّصي الرازي، العلامة المتكلم المتبحر، صاحب كتاب المنقذ من التقليد و المرشد إلى التوحيد، المعروف بالتعليق العراقي، الذي هو في فنّ الكلام- و ما في الروضات (2) في شأنه و هم لا يخفى على من رآه- و قد رأيته منذ زمان عند بعض العلماء، و غير ذلك من المؤلفات.

و في المنتجب: علامة زمانه في الأصولين، ورع. و عدّ له جملة من المؤلفات، و قال: حضرت مجلس درسه سنين (3).

و اعلم أنّ الموجود في كتب التراجم و الإجازات، و كتب الشهيدين، و غيرهم، في مسألة ميراث ابن العمّ للأبوين، و العمّ للأب إذا كان معه خال أو خالة، و السرائر في مواضع، و نسخ معالم الأصول، و غير ذلك من المواضع التي فيها ذكر لهذا الشيخ، و جملة منها بخطوط العلماء: الحمصي- بالمهملتين- نسبة إلى حمص- بكسر الحاء- البلد المعروف بالشامات، الواقع بين حلب و دمشق.

قال المحقق الداماد- في تعليقاته على قواعد الشهيد-: كلّما قال شيخنا الشهيد السعيد- قدس اللّه لطيفته- في كتبه: الشاميين. إلى أن قال: و كلّما قال: الشاميون، فإنه يعني بهم إيّاهما، و الشيخ الفقيه المتكلم الفاضل سديد الدين محمود بن الحسن الحمصي.

و كذا قال في الرياض في الألقاب (4)، و قال في موضع آخر: فلعل أصله


1- فلاح السائل: 75.
2- روضات الجنات 7: 161.
3- فهرس منتجب الدين: 164/ 389.
4- رياض العلماء: 458 من القسم الثاني المخطوط.

ص: 23

كان من الريّ، ثم صار حمصيا، أو بالعكس فلاحظ.

و عن خط البهائي أنه قال: وجدت بخط بعضهم أن سديد الدين الحمصي- الذي هو من مجتهدي أصحابنا- منسوب إلى حمّص قرية بالري، و هي الآن خراب (1).

و أقول: هذا هو الأظهر، و لعل الحمّصي- بتشديد الميم-، و يحتمل تخفيفه و هو المشهور. انتهى، و فيه ما لا يخفى.

ثم إنّ للفاضل المعاصر في الروضات هنا كلاما طويلا غريبا، و خلاصته- بعد حذف فضوله- أنه ليس بالحمّصي- بتشديد الميم- المأخوذ من الحمّص:

الحب المعروف، و لا بالحمصي المنسوب إلى حمص الشام، لأنه غير مذكور في تواريخ العرب الإسلامية، بل هو حمضي- بتشديد الميم و الضاد- لأنه قال في القاموس في مادة حمّض: و محمود بن علي الحمضّي- بضمّتين مشددة- متكلم شيخ للفخر الرازي (2).

قال: و هذا من جملة فرائد فوائد كتابنا هذا، فليلاحظ و ليتحمظ و ليتحفظ، و ليتقبّل، و لا تغفل (3). انتهى.

قلت: لاحظنا فرأينا فيه مواقع للنظر:

الأول: أن المراد من التواريخ إن كان تاريخ حمص لأبي عيسى، و تاريخه لعبد الصمد بن سعيد، فلم يعثر عليهما. و إن كان غيره فلا ملازمة. و تخطئة هؤلاء الأعلام- كما صرّح به- من غير مستند، خروج عن الاستقامة.

الثاني: أن تقديم كلام الفيروزآبادي على كلام أساطين الدين إزراء


1- رياض العلماء 5: 203.
2- القاموس المحيط 2: 329- حمض.
3- روضات الجنات 7: 163.

ص: 24

بالعلماء الراشدين.

الثالث: أنّ مجرد الاشتراك في الاسم، و اسم الأب، لا يوجب تطبيق ما ذكره في القاموس لشيخنا سديد الدين.

الرابع: أن شيخنا الحمصي، المتكلم المتعصّب في مذهبه، كيف يصير شيخا لهذا المتعصب في التسنن، و قد قال هو- كما تقدم (1) في ترجمة القطب الرازي-: و لم نر أحدا من أهل السنة من نهاية تعصبهم في أمر المذهب يروي عن احد من علماء الشيعة، و يدخلهم في جريدة مشايخه. و بذلك استدل على تسنن القطب، لأنه يروي عنه الشريف الجرجاني، و البدر الحنفي.

الخامس: إنّا تفحصنا في ترجمة الرازي من كتب القوم، فلم نر أحدا ذكر هذا الحمصي من مشايخه- مع تعرّضهم لمشايخه- حتى في كتاب الروضات، مع شدّة اهتمامه في ضبط هذه الأمور، فينبغي عدّ هذا من أغلاط القاموس.

السادس: أن الرازي قال في تفسيره في آية المباهلة: المسألة الخامسة:

كان في الري رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصي، و كان معلّم الاثنى عشرية، و كان يزعم أن عليا عليه السلام أفضل من جميع الأنبياء سوى محمّد صلّى اللّه عليه و آله، ثم ذكر كيفيّة استدلاله بقوله تعالى: وَ أَنْفُسَنا (2) و أجاب عنه بالإجماع على أن النبي أفضل من غيره، و أن عليا عليه السلام لم يكن نبيّا (3).

و أنت خبير بأن المراد بمن ذكره سديد الدين المعروف، فلو كان هو شيخه كيف يعبر عنه بهذه العبارة الركيكة، و يذكره منكرا مجهولا، و الموجود في التفسير- أيضا- بالصاد المهملة.


1- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 396.
2- آل عمران 3: 61.
3- تفسير الفخر الرازي 8: 86.

ص: 25

السابع: أن صاحب القاموس بنفسه متردد في ذلك، و مع ذلك خطّأه شركاء فنّه.

أمّا الأول: فإنه و إن قال في باب الضاد ما نقله، إلّا أنه قال في باب الصاد في مادة حمص: و حمص كورة بالشام. إلى أن قال: و بالضمّ مشددا محمود ابن علي الحمّصي، متكلم أخذ عنه الإمام فخر الدين الرازي، أو هو بالضاد (1).

أمّا الثاني: فقال أبو الفيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي، في الجزء الرابع من كتابه تاج العروس في شرح القاموس، بعد نقل تلك العبارة: و زيادة الرازي بعد الحمصي، و هكذا ضبطه الحافظ في التبصير، و قال بعد قوله: أو هو بالضاد، و الأول أصوب (2).

و قال- أيضا في الجزء الخامس في باب الضاد بعد نقل كلام المصنّف-:

و قد تقدم للمصنّف في الصاد أيضا، و ذكرنا هناك أنه هو الصواب، و هكذا ضبطه الحافظ و غيره، فإيراده ثانيا تطويل مخلّ لا يخفى (3)، انتهى.

و مراده بالتبصير، كتاب تبصير المتنبّه في تحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر العسقلاني النقاد، الذي إليه يلجأ أصحابهم في أمثال المقام، فظهر بهذه السبع الشداد أن ما حقّقه من أفحش أغلاط كتابه.

و هذا الشيخ الجليل يروي:

عن الشيخ الإمام موفق الدين الحسين بن [أبي] (4) الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني:


1- القاموس المحيط 2: 299.
2- تاج العروس 4: 383.
3- تاج العروس 5: 23.
4- ما بين المعقوفين أثبتناه من فهرس منتجب الدين.

ص: 26

في المنتجب: فقيه صالح ثقة (1).

عن الشيخ أبي علي الطوسي.

و يروي الشيخ ورّام أيضا.

ب- عن السيد الأجلّ الشريف أبي الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني.

في الرياض: كان من أجلّة علماء عصره، و مشاهيرهم (2).

1- عن الحسين بن رطبة و قد مرّ (3).

2- و عن الشيخ علي بن علي بن نما.

عن أبي محمّد الحسن بن علي بن حمزة الأقساسي، من ولد الشهيد بن الشهيد يحيى بن زيد، العالم الشاعر الأديب الشريف المعروف بابن الأقساسي.

ثامنهم: الشيخ العالم المقرئ أبو عبد اللّه محمّد بن هارون، المعروف بالكال، كذا في إجازة صاحب المعالم (4).

و نقل عن ابن نما أنه عدّ من كتبه مختصر كتاب التبيان في تفسير القرآن، و كتاب متشابه القرآن، و كتاب اللّحن الجلي و اللحن الخفي، قال: و قال العلامة: و كان هذا المقرئ واسع الرواية عن العامة و الخاصّة.

و قال السيد علي بن طاوس في كتاب التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين، في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام: رأينا في كتاب نور الهدى و المنجي


1- فهرس منتجب الدين: 46/ 79.
2- رياض العلماء 3: 325.
3- تقدم في صفحة: 7.
4- انظر بحار الأنوار 109: 22.

ص: 27

من الردي، تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي، و عليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكال بن هارون، و أنّهما قد اتفقا على تحقيق ما فيه، و تصديق معانيه (1).

و قال- في موضع آخر بعد ذكر كتاب نور الهدى-: و عليه كما ذكرناه خط المقرئ الصالح محمّد بن هارون الكال، بأنّه قد اتفق مع مصنّفه على تحقيق ما تضمّنه كتابه من تحقيق الأخبار و الأحوال (2).

تاسعهم: الشيخ الجليل أبو محمّد نجم الدين عبد اللّه بن جعفر بن محمّد الدوريستي، العالم الفقيه، المحدث المعروف.

عن جدّه أبي جعفر محمّد بن موسى بن جعفر.

عن جدّه الجليل، جعفر بن محمّد، الآتي في مشايخ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمّي (3).

عاشرهم: الشيخ الفقيه أبو محمّد (4)، الآتي في مشايخ الشيخ شاذان بن شعرة الجامعاني، كذا في إجازة صاحب المعالم (5).

عن السيد الجليل بهاء الشرف، راوي الصحيفة الكاملة.

حادي عشرهم: والده: جعفر بن علي المشهدي، كذا في الإجازة السابقة (6).

و في الأمل: الشيخ الجليل جعفر بن محمّد المشهدي، عالم فقيه، يروي


1- التحصين: مخطوط.
2- التحصين: مخطوط.
3- يأتي في صفحة: 38.
4- لفظ: محمّد لم ترد في الحجرية و انظر صفحة: 51 و المصدر.
5- انظر بحار الأنوار 109: 23.
6- انظر بحار الأنوار 109: 48.

ص: 28

عنه ولده محمّد (1).

عن السيد بهاء الشرف المذكور.

ثاني عشرهم: الشريف أبو القاسم بن الزكي العلوي.

عن السيد المذكور.

ثالث عشرهم: الشريف أبو الفتح بن الجعفريّة. قال في المزار:

أخبرني الشريف الجليل العالم أبو الفتح محمّد بن محمّد الجعفرية أدام اللّه عزّه.

و وصفه السيد فخار في كتاب الحجّة بقوله: الشريف أبو الفتح محمّد بن محمّد بن الجعفرية العلوية الطوسي الحسيني الحائري.

أ- عن الشيخ الفقيه عماد الدين أبي القاسم الطبري.

ب- و عن الشريف أبي الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الحسن العلوي الحسيني.

عن أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن.

عن والده.

رابع عشرهم: سالم بن قبادويه.

في الأمل: فاضل جليل القدر (2).

قال صاحب المعالم: يروي كلاهما عن السيد السند المذكور (3).

خامس عشرهم: السيد عزّ الدين شرف شاه بن محمّد الحسيني الأفطسي النيسابوري، المعروف بزيارة، المدفون بالغري على ساكنه السلام، عالم


1- أمل الآمل 2: 53/ 133.
2- أمل الآمل 2: 124/ 351.
3- بحار الأنوار 109: 48.

ص: 29

فاضل، له نظم رائق، و نثر لطيف. كذا في المنتجب (1).

و وصفه في الإجازة السابقة بقوله: الشريف الأجلّ شرفشاه (2)، و في موضع: السيد الأجلّ الشريف شرفشاه بن محمّد بن الحسين بن زيارة الأفطسي (3).

عن شيخه الفقيه جمال الدين أبي الفتوح الرازي، الآتي (4).

سادس عشرهم: الشيخ المكين أبو منصور محمّد بن الحسن بن المنصور النقاش الموصلي.

أ- عن الشريف أبي الوفاء المحمدي الموصلي.

عن أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد، شيخنا المفيد.

و يروي أبو منصور النقاش:

ب- عن أبي علي الطوسي، كما تقدم (5).

سابع عشرهم: الشيخ الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شهرآشوب، الآتي ذكره (6).

ثامن عشرهم: السيّد الأجل، جلال الدين عبد الحميد بن التقي عبد اللّه بن أسامة العلوي الحسيني، و هو جدّ السيد الأجلّ بهاء الدين علي صاحب الأنوار المضيئة، كما تقدم (7).


1- فهرس منتجب الدين: 96/ 194.
2- بحار الأنوار 109: 23.
3- بحار الأنوار 109: 47.
4- يأتي في صفحة: 72.
5- تقدم في صفحة: 10.
6- يأتي في صفحة: 57.
7- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 296- 297.

ص: 30

قال المشهدي في المزار: أخبرني السيد الأجلّ عبد الحميد. إلى قوله:

الحسيني (رضي اللّه عنه) في ذي القعدة، من سنة ثمانين و خمسمائة قراءة عليه بالحلّة (1). إلى آخره.

و في الأمل: فاضل صالح (2).

و في الرياض: من أكابر علماء الإمامية (3).

أ- عن السيد الأجلّ السيد فضل اللّه الراوندي، الآتي (4).

ب- و عن الشيخ المقرئ أبي الفرج أحمد بن حشيش القرشي.

عن الشيخ العدل الحافظ أبي الغنائم محمّد بن علي بن ميمون القرشي (المعروف بأبيّ إجازة) (5).

عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني، صاحب كتاب التعازي، و غيره. و قد مرّ في الفائدة السابقة ما يتعلّق به و بكتابه (6).

تاسع عشرهم: الشيخ الجليل الفاضل أبو الخير سعد بن أبي الحسن الفرّاء رضي اللّه عنه كذا وصفه المشهدي في مزاره (7).

عن الشيخ الفقيه أبي عبد اللّه الحسين بن طحال المقدادي، المتقدم ذكره (8).


1- المزار: 147.
2- أمل الآمل 2: 145/ 423.
3- رياض العلماء 3: 79.
4- يأتي في صفحة: 104.
5- ما بين القوسين لم يرد في الحجرية.
6- مرّ في الجزء الأول صفحة: 371.
7- المزار: 158.
8- تقدم في صفحة: 19.

ص: 31

عن أبي علي الطوسي.

العشرون: الشريف الأجل العالم أبو جعفر محمّد المعروف بابن الحمد النحوي أجازه سنة 571.

الحادي و العشرون: عماد الدين الطبري.

قال في المزار: أخبرنا الشيخ الفقيه، العالم، عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري قراءة عليه و أنا اسمع، في شهور سنة ثلاث و خمسين و خمسمائة، بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه (1).

عن الشيخ المفيد أبي علي الطوسي.

الثاني و العشرون: الشيخ عربي بن مسافر.

قال في المزار: أخبرني الشيخان الأجلان، العالمان الفقيهان، أبو محمّد عربي بن مسافر (2)، و هبة اللّه بن نما (3) بن علي بن حمدون رضي اللّه عنهما قراءة عليهما، في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة (4). إلى آخره، و قد تقدم ذكرهما.

(د)- الشيخ الإمام عماد الدين أبو الفرج علي بن الشيخ الإمام قطب الدين الراوندي (5).

في المنتجب: فقيه ثقة (6). انتهى.

و يروي عنه جماعة كثيرة يظهر منها جلالة قدره، و مرّ ذكرهم متفرقا.


1- المزار: 685.
2- تقدم في صفحة: 6.
3- تقدم في صفحة: 19.
4- المزار: 753.
5- من مشايخ محمد بن نما الحليّ، و هذا لم يذكره في المشجرة.
6- فهرس منتجب الدين: 127/ 275.

ص: 32

عن جماعة كثيرة:

أولهم: والده الامام قطب الدين الراوندي (1).

ثانيهم: ضياء الدين السيد فضل اللّه الراوندي (2).

ثالثهم: جمال الدين الشيخ أبو الفتوح الرازي المفسر (3).

رابعهم: سديد الدين محمود بن علي الحمصي (4).

خامسهم: أمين الدين الفضل بن الحسن الطبرسي، صاحب مجمع البيان (5).

صرّح بذلك كلّه المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة (6)، و يأتي ذكر طرقهم.

(ه)- أبو الحسن (7) علي بن يحيى بن علي الخياط، الذي مرّ ذكره في مشايخ رضي الدين علي بن طاوس (8).

[الرابع السيّد شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي]

الرابع: من مشايخ نجم الدين المحقق الحلّي (رحمه اللّه): السيّد السند النسابة العلامة شيخ الشرف، شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي.


1- يأتي في صفحة: 79.
2- يأتي في صفحة: 104.
3- يأتي في صفحة: 72.
4- تقدم في صفحة: 22.
5- يأتي في صفحة: 69.
6- بحار الأنوار 109: 22- 27.
7- عدّ للشيخ محمد بن نما الحلّي هنا خمسة مشايخ و ذكر له في المشجرة ثلاثة، اثنان هما والده و برهان الدين محمد بن محمد القزويني، و لم يتعرض هنا لثالثهم و هو: محمد بن إدريس الحلّي، فصار مجموع مشايخه ستة.
8- مرّ في الجزء الثاني صفحة: 460.

ص: 33

و قد مرّ ذكر سلسلة آبائه في مشايخ ابن معية (1)، و هو من أكابر مشايخنا العظام، و أعاظم فقهائنا الكرام، الموصوف في التراجم و الإجازات بكل جميل، و هو مؤلف كتاب الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب (عليه السلام)، و عندنا منه نسخة عتيقة، و هو كتاب لطيف نافع جامع في فنّه، و يظهر منه مشايخه الذين يروي عنهم.

أ- الشيخ الفقيه عربي بن مسافر، و قد تقدم (2).

ب- السيد الأجل عبد الحميد بن عبد اللّه التقي، الذي مرّ في مشايخ ابن المشهدي (3).

ج- الشيخ الجليل أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمّي، نزيل مهبط وحي اللّه، و دار هجرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، العالم الفقيه الجليل، المعروف، صاحب المؤلفات البديعة التي منها: رسالة إزاحة العلّة في معرفة القبلة، و قد أدرجها العلامة المجلسي بتمامها في البحار، و كتاب الفضائل المعروف الدائر، و مختصره المسمّى بالروضة، و غيرها. و قال الشهيد في الذكرى: و هو من أجلاء فقهائنا (4).

يروي عن جماعة:

أولهم: عماد الدين أبو القاسم الطبري، صاحب البشارة، و قد تقدم (5).

ثانيهم: أبوه الفاضل، جبرئيل بن إسماعيل (6).


1- مرّ في الجزء الثاني صفحة: 316.
2- تقدم في صفحة: 6.
3- تقدم في صفحة: 29.
4- ذكري الشيعة: 163.
5- تقدم في صفحة: 13.
6- لم يرد أبوه في المشجرة، و لا طريق له.

ص: 34

عن الشيخ أبي الحسن محمّد بن محمّد البصروي.

في الأمل: فقيه فاضل نقلوا له أقوالا في كتب الاستدلال كما في المدارك في مسألة ماء البئر و غيرها- و ذكر أنه من قدمائنا-.

و في فقه المعالم، و غيرهما، له كتاب المفيد في التكليف (1).

و قال في ترجمة الشريف المعروف بابن الأشرف البحريني: فاضل فقيه يروي عن محمّد بن محمّد البصروي كتاب التكليف (2).

عن علم الهدى السيد المرتضى.

و قال المحقق الكاظمي في المقابيس: و منها: البصروي للشيخ الجليل النبيل المعظم المعتمد أبي الحسن محمّد بن محمد رضي اللّه عنه، و قد ذكره السروي في الكنى (3) و غيره، و حكى بعض أقواله في الفقه، و له كتاب المفيد في التكليف، و لم أجده، و روى عن المرتضى و له منه إجازة، و روى عنه الفقيه الفاضل الشريف المعروف بابن الشريف (4) أكمل البحراني، و كذا الشيخ الثقة العالم الفقيه العظيم الشأن أبو الفضل شاذان صاحب رسالة إزاحة العلّة في معرفة القبلة، و غيرها، عن أبيه الشيخ جبرئيل بن إسماعيل القمّي عنه (5).

ثالثهم: الشيخ الفقيه أبو محمّد ريحان بن عبد اللّه الحبشي.

في الأمل: كان عالما فقيها محدثا (6). و قال عبد الرحمن السيوطي في كتاب أزهار العروش في أخبار الحبوش و منهم: ريحان الحبشي أبو محمّد الزاهد


1- أمل الآمل 2: 298/ 903.
2- أمل الآمل 2: 132/ 372.
3- معالم العلماء: 136/ 926.
4- ظاهرا: ابن أشرف (منه قدّس سرّه)
5- مقابس الأنوار: 9.
6- أمل الآمل 2: 120/ 338.

ص: 35

الشيعي، كان بالديار المصرية من فقهاء الإمامية الكبار يكرر على النهاية و الذخيرة، و قال: ما حفظت شيئا فنسيته، يصوم جميع الأيام المسنونة، و كان ابن رزيّك يعظمه، و يقول: ما ساد من بني حام إلّا لقمان و بلال، و أنا أقول:

ريحان ثالثهم، مات في حدود الستين و خمسمائة (1).

أ- عن أبي الفتح محمّد بن عثمان الكراجكي الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى (2).

ب- و عن القاضي عزّ الدين عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي (3)، العالم الفاضل، المحقق الفقيه.

1- عن العلامة الكراجكي.

2- و عن الجليل أبي الصلاح تقي الدين (4) نجم بن عبيد اللّه الحلبي، الفقيه النبيه المعروف، خليفة شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي في البلاد الشامية صاحب كتاب الكافي في الفقه المنقول فتاويه في الكتب المبسوطة، و شرح الذخيرة، و كتاب تقريب المعارف الذي قد أكثر المجلسي في فتن البحار النقل عنه و غيرها. و هو المراد بالحلبي إذا أطلق في كلمات الفقهاء.

و هو رحمه اللّه يروي:

عن السيد المرتضى علم الهدى.

و الشيخ الطوسي.

و يروي القاضي عبد العزيز بن أبي كامل أيضا:


1- أزهار العروش: مخطوط. و انظر: الوافي بالوفيات 14: 160.
2- يأتي في صفحة: 126.
3- يروي الحبشي عن الشيخ عبد العزيز بن أبي كامل، عن الشيخ الكراجكي و ابن البراج، و عن الشيخ عبد الجبار المقري الرازي المفيد كما في المشجرة.
4- ذكره في المشجرة كونه شيخا للداعي الحسن فقط.

ص: 36

3- عن سميّه اسما و لقبا عزّ الدين أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز البراج (1)، الفقيه العالم الجليل، القاضي في طرابلس الشام في مدة عشرين سنة تلميذ علم الهدى، و شيخ الطائفة، و كان يجري السيد عليه في كل شهر دينارا، و هو المراد بالقاضي على الإطلاق في لسان الفقهاء، و هو صاحب المهذب و الكامل، و الجواهر، و شرح الجمل للسيّد، و الموجز و غيرها. و ربّما عدّ بعض هذه الكتب في ترجمة ابن أبي كامل و هو اشتباه نشأ من المشاركة في الاسم، و في جملة من التراجم التعبير عن لقب ابن البراج بعز المؤمنين، توفي رحمه اللّه ليلة الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة 481، و كان مولده و منشؤه بمصر.

عن علم الهدى.

و عن شيخ الطائفة.

و عن أبي الصلاح الحلبي.

و عن أبي الفتح الكراجكي.

رابعهم: الشيخ الفقيه أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر العمري الطرابلسي.

في الرياض: من أجلّة علمائنا (2).

و في الأمل: فاضل جليل القدر (3).

عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، المتقدم ذكره (4).

خامسهم: السيد الجليل أبو المكارم ابن زهرة، صاحب الغنية،


1- لم يذكر في المشجرة منهم إلا الأوّل و الثالث فقط.
2- رياض العلماء 3: 245.
3- أمل الآمل 2: 163/ 476.
4- تقدم في صفحة: 35.

ص: 37

و قد مرّ ذكر طرقه (1).

سادسهم: الشيخ أبو محمّد حسن بن حسولة بن صالحان القمّي، الخطيب بالجامع العتيق.

عن الشيخ الصدوق أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن احمد بن العباس الدوريستي، العالم الجليل، المعروف بيته- آباء و أبناء- بالفقاهة و الفضل حتى قال في المنتجب في ترجمة ابنه عبد اللّه: له الرواية عن أسلافه مشايخ دوريست فقهاء الشيعة (2).

و في الأمل: ثقة عين عظيم الشأن (3)، و في مجالس القاضي- نقلا عن الشيخ الجليل عبد الجليل بن محمّد القزويني في بعض رسائله في الإمامة عند ذكر هذا الشيخ-: أنه كان مشهورا في جميع الفنون، مصنّفا، كثير الرواية، من أكابر هذه الطائفة و علمائهم، معظما في الغاية عند نظام الملك الوزير، و كان يذهب في كلّ أسبوعين مرّة من الري إلى قرية دوريست، و هي على فرسخين من الري لسماع ما كان يريده من بركات أنفاسه، و يرجع، ثم قال: و هو من بيت جليل تحلّوا بحليتي العلم و الإمامة عن قديم الزمان (4).

و هذا الشيخ (5) الجليل يروي عن جماعة.

أ- الشيخ المفيد (6).


1- تقدم في صفحة: 10.
2- فهرس منتجب الدين: 128/ 276.
3- أمل الآمل 2: 53/ 137.
4- مجالس المؤمنين 1: 482.
5- عبر عنه في المشجرة ب: جعفر بن محمد بن أحمد الدرويش، و هو غلط، و ذكر له مشايخ ثلاث:
6- تبدأ طرقه من صفحة: 240.

ص: 38

ب- السيد المرتضى (1).

ج- السيد الرضي (2).

د- الشيخ الطوسي (3)، و يأتي ذكر طرقهم ان شاء اللّه تعالى.

ه- والده محمّد بن أحمد.

عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه الصدوق.

و- الشيخ الأقدم أحمد بن محمّد بن عياش، صاحب كتاب الأغسال الذي قد كثر عنه النقل في كتب العبادات، و كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، و هو مع صغر حجمه من نفائس الكتب.

ز- والده الشيخ الجليل محمّد بن أحمد بن العباس بن الفاخر الدوريستي، في الآمل: فقيه، عالم، فاضل (4).

عن الشيخ الأجلّ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه الصدوق.

سابعهم: أبو جعفر محمّد بن موسى بن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي المتقدم (5).

عن جدّه أبي عبد اللّه المذكور.

و أعلم أنّ العلامة رحمه اللّه قال في إجازته الكبيرة: إنه يروي عن والده و السيد جمال الدين أحمد بن طاوس، و الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر ابن سعيد جميعا عن السيد فخار العلوي الموسوي عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ أبي عبد اللّه الدوريستي، عن الشيخ المفيد (رضي اللّه) عنه


1- تبدأ طرقه من صفحة: 220.
2- تبدأ طرقه من صفحة: 209.
3- تبدأ طرقه من صفحة: 183.
4- أمل الآمل 2: 241/ 711 كذا، و الظاهر تكرار ذكر والده.
5- تقدم في صفحة: 27.

ص: 39

جميع كتبه و رواياته، و ذكر أيضا انه يروي جميع مصنّفات الشيخ السعيد علي ابن بابويه القمي قدس اللّه روحه بهذا الاسناد عن شاذان بن جبرئيل، عن جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد ابن علي بن بابويه عن أبيه المصنف (1).

و صريح هذا الكلام أن الشيخ شاذان يروي عن أبي عبد اللّه الدوريستي بلا واسطة سبطه، و أبي محمّد الحسن بن حسولة، و هو مع مخالفته لسائر الإجازات من ذكر الواسطة بعيد في الغاية، و قد تنظر فيه لذلك المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة، و بسط القول فيه، و ذكر أن كل من في طبقة شاذان كابن إدريس و الشيخ منتجب الدين و عربي بن مسافر يروون عن أبي عبد اللّه الدوريستي المذكور بواسطتين، فكيف يروي الشيخ شاذان عنه بغير واسطة (2)؟! و هو كلام متين.

و يؤيده أنّ الذين يروون عن أبي عبد اللّه الدوريستي كلّهم في طبقة مشايخ الشيخ شاذان، كالسيد العالم مهدي بن أبي حرب الحسيني شيخ شيخنا الطبرسي صاحب الاحتجاج و السيد علي بن أبي طالب السليقي شيخ رواية القطب الراوندي، و الفقيه عبد الجبار المقري الرازي من تلامذة الشيخ الطوسي، و السيد المرتضى بن الداعي من مشايخ منتجب الدين و أمثالهم.

و قد رام السيد الفاضل المعاصر في الروضات (3) أن يصحح كلام العلامة فأتعب نفسه و لم يأت بشي ء قابل للنقل و الإيراد.

ثامنهم: السيد السند أحمد بن محمّد الموسوي.


1- بحار الأنوار 107: 69.
2- بحار الأنوار 109: 41.
3- روضات الجنات 4: 177.

ص: 40

في الأمل: كان عالما فاضلا جليلا (1).

عن القاضي ابن قدامة في المنتجب: فاضل (2).

عن السيدين الجليلين: علم الهدى السيد المرتضى، و أخيه: السيد الرضي طاب ثراهما.

تاسعهم: الشيخ محمّد بن سراهنك.

قال ابن طاوس في فرحة الغري: أخبرني والدي رضي اللّه عنه عن أبي علي فخار الموسوي، عن شاذان بن (3) جبرئيل القمّي، عن الفقيه محمّد بن سراهنك، عن علي بن علي بن عبد الصمد (4)، الآتي (5) في مشايخ ابن شهرآشوب (6).

د- الشيخ الفقيه، و المحقق النبيه فخر الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي (7) العجلي العالم الجليل المعروف الذي أذعن بعلوّ مقامه في العلم و الفهم، و التحقيق و الفقاهة، أعاظم الفقهاء في إجازاتهم و تراجمهم.

فقال الشهيد في إجازته لابن الخازن الحائري: و بهذا الاسناد عن فخار، و ابن نما مصنّفات الشيخ العلامة المحقق فخر الدين أبي عبد اللّه محمد بن إدريس الحلّي الربعي (8).


1- أمل الآمل 2: 27/ 72.
2- فهرس منتجب الدين: 151/ 350.
3- ورد في الحجريّة فوق كلمة (بن) حرف الاستظهار: ظ.
4- فرحة الغري: 134.
5- يأتي في صفحة: 63.
6- ذكر في المشجرة للشيخ شاذان بن جبرئيل القمي مشايخ ثلاث و هم: الطرابلسي، و الطبري، و إلياس بن هاشم الحائري و لم يذكره هنا، فيصير مشايخه عشرة.
7- الشيخ الرابع للسيد أبو علي فخار بن معد الموسوي.
8- بحار الأنوار 107: 189.

ص: 41

و قال المحقق الثاني في إجازته للقاضي صفي الدين: و منها جميع مصنفات و مرويّات الشيخ الامام السعيد المحقق حبر العلماء و الفقهاء، فخر الملّة و الحق و الدين، أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس الحلّي الربعي برد اللّه مضجعه، و شكر له سعيه، بالأسانيد المتقدمة إلى الشيخ الفقيه محمد بن نما بحق روايته عنه بالقراءة و غيرها، فإنه أشهر تلامذته (1).

و قال الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة: و عن المشايخ الثلاثة- يعني نجيب الدين ابن نما، و السيد فخار، و السيد محيي الدين أبي حامد- جميع مصنفات و مرويات الشيخ الإمام العلامة المحقق فخر الدين أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس الحلّي (2). إلى غير ذلك مما لا حاجة إلى نقله بعد وضوح حاله.

و الشيخ تقي الدين بن داود لظنّه أن الإعراض عن أخبار الآحاد إعراض عن أخبار أهل البيت عليهم السلام و هو قادح في العدالة بل الايمان، أدرجه في الضعفاء، و مع ذلك قال: محمد بن إدريس العجلي الحلّي كان شيخ الفقهاء بالحلّة، متقنا في العلوم، كثير التصانيف لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهم السلام بالكليّة (3)، و فيه ما لا يخفى، و قد رأيت من مؤلفاته مختصر تفسير التبيان للشيخ أبي جعفر الطوسي، و الظاهر أنه غير كتابه التعليقات الذي هو حواش و إيرادات عليه.

و ينبغي التنبيه هنا على أمرين:

الأول: في مجموعة الشهيد، و نقله في البحار أيضا عن خطّه أنه قال:

قال الشيخ الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الإمامي العجلي: بلغت الحلم سنة ثمان و خمسين و خمسمائة. و توفي إلى رحمة اللّه و رضوانه سنة ثمان و سبعين


1- بحار الأنوار 108: 73.
2- بحار الأنوار 108: 158.
3- رجال بن دواد: 269/ 429.

ص: 42

و خمسمائة (1).

و الظاهر أنّ كلمة سبعين مصحفّة من تسعين، و كثيرا يصحّف أحدهما بالأخرى كتصحيف السبع بالتسع و بالعكس، و لهذا يصرّحون كثيرا ما في أمثال هذه المقامات بقولهم بتقديم السين أو التاء، و الشاهد على ما استظهرناه أمور:

منها: قوله في كتاب الصلح: من السرائر: فيما لو أخرج الإنسان من داره روشنا إلى طريق المسلمين- بعد نقل القولين فيه ما لفظه- و هو الصحيح الذي يقوى في نفسي، لأن المسلمين من عهد الرسول صلّى اللّه عليه و آله إلى يومنا هذا و هو سنة سبع و ثمانين و خمسمائة لم يتناكروا (2). إلى آخره.

و منها: قوله (رحمه اللّه) في كتاب المواريث في مسألة الحبوة: و الأول من الأقوال هو الظاهر المجمع عليه عند أصحابنا المعمول به، و فتاويهم- في عصرنا هذا، و هو سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة- عليه بلا اختلاف بينهم (3).

و منها: قوله في كتاب المزارعة- بعد نقل القول-: بأن كل من كان البذر منه وجب عليه الزكاة، قال: و القائل بهذا القول السيد العلوي أبو المكارم ابن زهرة الحلبي شاهدته، و رأيته، و كاتبته، و كاتبني. إلى أن قال: فما رجع و لا غيرها في كتابه، و مات (رحمه اللّه) و هو على ما قاله (4). إلى آخره.

و مر أنّ السيد توفي سنة خمس و ثمانين و خمسمائة (5).

و منها: ما قاله تلميذه الأجل السيد فخار في كتاب الحجّة ما لفظه: من ذلك ما أخبرني به شيخنا السعيد أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس (رضي اللّه) عنه


1- بحار الأنوار 107: 19، و مجموعة الشهيد: 228.
2- السرائر: 170.
3- السرائر: 401.
4- السرائر: 265.
5- تقدم في صفحة: 8.

ص: 43

في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و تسعين و خمسمائة.

قال: أخبرني الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العلوي العريضي، عن الحسين بن طحال المقدادي، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد الطوسي، عن والده. إلى آخره.

و هذا أول أحاديث هذا الكتاب الشريف.

و منها: ما في اللؤلؤة نقلا عن الرسالة المشهورة للكفعمي في وفيات العلماء بعد ذكر تاريخ بلوغه كما ذكر.

قال: و وجدت بخط ولده صالح، توفي والدي محمّد بن إدريس (رحمه اللّه) يوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شوال سنة ثمان و تسعين و خمسمائة فيكون عمره تقريبا خمسة و خمسين سنة (1). انتهى، و هذا واضح بحمد اللّه تعالى.

الثاني: كثيرا ما يعبر ابن إدريس عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بالجدّ، كالسيد علي بن طاوس، و لم أتحقق كيفيّة اتصاله إليه، و ما ذكره جملة من المتأخرين في ترجمته مضافا إلى كونه مجرّد الخرص و التخمين غير مستند إلى مأخذ متين، معدود من المحالات العادية.

ففي الرياض- في الفصل الأول من الخاتمة-: بنت المسعود بن الورّام، جدّة ابن إدريس الحلّي من طرف أمّه، كانت فاضلة عالمة صالحة، و قد مرّ في ترجمة ابن إدريس أنّ أم ابن إدريس بنت الشيخ الطوسي، و أمّها بنت المسعود ابن ورّام، و كانت أمّ ابن إدريس فيها الفضل و الصلاح، و قد أجازها و أختها بعض العلماء (2).

و قال أيضا: بنتا الشيخ الطوسي، قد كانتا عالمتين فاضلتين، و كانت


1- لؤلؤة البحرين: لم نعثر عليه فيه.
2- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 457، ترجمة السيد رضي الدين علي بن طاوس.

ص: 44

إحداهما أمّ ابن إدريس كما (1) سبق، و قد أجازها بعض العلماء، و لعلّ المجيز أخوها أبو علي ابن الشيخ الطوسي، أو والدهما الشيخ الطوسي (2)، انتهى.

و في اللؤلؤة- في ترجمة السيدين أبي القاسم رضي الدين علي و أبي الفضائل جمال الدين أحمد ابني طاوس-: و هما أخوان من أب و أمّ، و أمهما على ما ذكره بعض علمائنا: بنت الشيخ مسعود الورّام بن أبي الفوارس بن فراس بن حمدان، و أمّ أمّهما بنت الطوسي، و أجاز لها و لأختها أم الشيخ محمّد بن إدريس جميع مصنّفاته، و مصنّفات الأصحاب.

أقول: و يؤيّده تصريح السيد رضي الدين رضي اللّه عنه عند ذكر الشيخ الطوسي بلفظ: جدّي، و كذا عند ذكر الشيخ ورّام و هو أكثر كثيرا في كلامه (3) انتهى.

و زاد بعضهم نغمة أخرى، ففي الروضات- نقلا عن صاحب صحيفة الصفا في ترجمته- يروي عن خاله الشيخ أبي علي الطوسي، و عن جدّه لأمه الشيخ الطوسي، و عن أمّ أمّه بنت الشيخ مسعود بن ورّام، و عربي بن مسافر العبادي، و أبي المكارم حمزة الحسيني (4). انتهى.

و في الروضة البهيّة للسيد العالم المعاصر طاب ثراه: و يروي عن خاله أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن جدّه لأمه أبي جعفر الطوسي شيخ الطائفة، و أمّ أمّه زوجة الشيخ بنت مسعود ورّام كانت فاضلة صالحة (5).


1- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 457.
2- رياض العلماء 5: 407.
3- لؤلؤة البحرين: 235- 237/ 84- 85.
4- روضات الجنات 6: 277، هذا و أضاف فيه روايته عن الحسن بن رطبة السوراوي، فلاحظ.
5- الروضة البهيّة: غير متوفر لدينا.

ص: 45

و هذه الكلمات كلّها منحرفة عن الطريقة، صادرة من غير رويّة، و قد أشرنا في ترجمة السيد علي بن طاوس إلى عدم إمكان ذلك، و انّ بين ولادة ابن إدريس و وفاة الشيخ ثلاثة و ثمانون سنة، فكيف يمكن أن تكون أمّه بنته؟ ثم كيف يروي عنه أو يروي عن ولده أبي علي و لم يدركه أحد من معاصريه؟ بل المعهود روايته عنه بواسطة و بواسطتين.

و ذكر أبو علي في أول أماليه: أنه سمع عن والده السعيد سنة خمس و خمسين و أربعمائة (1)، و بين هذا السماع و ولادة ابن إدريس قريب من تسعين سنة.

و بالجملة فاللّوازم الباطلة على هذه الكلمات أزيد من أن تحصى، مع أنه تضييع للوقت، و المسعود الورّام أو مسعود بن ورّام الموجود فيها غير مذكور في كلمات أحد من الأقدمين، و لا يبعد انه وقع تحريف في النقل، و أن الأصل المسعودي، و هو علي بن الحسين المسعودي صاحب المروج، و إثبات الوصيّة.

قال العالم النحرير آغا محمّد علي صاحب المقامع، في حواشيه على نقد الرجال، بعد نقل كلام عن رياض العلماء (2) من تعجبه من عدم ذكر الشيخ في الفهرست و الرجال- المسعودي مع انه جدّه من طرف أمّه كما يقال، و اعترض عليه بأن الشيخ ذكره في الفهرست (3). إلى أن قال: و إنه ليس بجدّ للشيخ، بل الذي رأيته في كلام غيره أنه جدّ الشيخ أبي علي ولد الشيخ، و أن ابن إدريس سبط المسعودي. إلى أن قال (رحمه اللّه): و أمّا كونه جدا لابن الشيخ ورّام ابن إدريس، فالظاهر أنه سهو واضح، بل غلط فاضح، ثم بسط القول بما لا عائدة في نقله، و المقصود استظهار ما ادّعيناه من الاشتباه، فلاحظ.


1- أمالي الشيخ 2: 3، و فيه سنة السماع: 456.
2- رياض العلماء 3: 428، وردت ترجمته هنا و لكن لم يرد فيها ما أورد من إشكال.
3- فهرست الشيخ: 193/ 880.

ص: 46

و هذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:

1- منهم: الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العلوي العريضي، و قد مرّ في مشايخ الشيخ ورّام (1).

2- و منهم: الشيخ عربي بن مسافر العبادي، و قد مرّ أيضا (2).

3- و منهم: السيد أبو المكارم، صاحب الغنية (3).

4- و منهم: الشيخ الحسين بن رطبة، و قد مرّ ذكر طرقهما (4) أيضا.

5- و منهم: الفقيه عبد اللّه بن جعفر الدوريستي.

عن جدّه أبي جعفر محمّد بن موسى.

عن جدّه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي، كذا في إجازة السيد محمّد بن الحسن العلوي للسيّد شمس الدين محمّد بن جمال الدين محمّد ابن أبي المعالي، أستاذ الشهيد (5).

6- و منهم: السيد شرف شاه (6).

عن أبي الفتوح المفسّر الرازي، الآتي ذكره (7).

ه- الشيخ أبو الفضل بن الحسين الحلي الأجدب (8) رحمه اللّه، قرأ عليه


1- تقدم في صفحة: 26.
2- تقدم في صفحة: 6.
3- تقدم في صفحة: 8.
4- تقدم في صفحة: 7.
5- حكاها في البحار 107: 155.
6- ذكر في المشجرة للشيخ ابن إدريس الحلّي ثلاث مشايخ و هم:
7- يأتي في صفحة: 72.
8- من مشايخ فخار بن معد بن فخار الموسوي.

ص: 47

سنة 595، كما صرّح به في كتاب الحجّة.

عن الشريف أبي الفتح محمّد بن محمّد بن الجعفرية العلوية، الطوسي الحسيني الحائري، كذا وصفه فيه، و قد تقدم في مشايخ محمّد بن المشهدي صاحب المزار (1).

و- السيد الصالح النقيب أبو منصور الحسن بن معيّة العلوي الحسني.

عن الشيخ الفقيه أبي محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد الدوريستي، المتقدم ذكره (2).

ز- السيد النقيب أبو جعفر يحيى بن محمّد بن أبي زيد العلوي الحسني، النقيب البصري.

عن والده أبي طالب محمّد بن محمّد بن أبي زيد، النقيب الحسن البصري.

عن تاج الشرف محمّد بن محمّد بن أبي الغنائم- المعروف بابن السخطة- العلوي الحسيني البصري النقيب.

عن الشريف الشيخ الامام العالم أبي الحسن نجم الدين علي بن محمّد الصوفي العلوي العمري، النسابة الشجري، المعروف، صاحب كتاب المجدي في أنساب الطالبيين.

ح- الشريف النقيب أبو طالب محمّد بن الحسن بن محمّد بن معيّة العلوي الحسيني.

ط- أبو العزّ محمّد بن علي الفويقي.

قال في كتاب الحجّة: أخبرني مشايخي أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس،


1- تقدم في صفحة: 28.
2- تقدم في صفحة: 27.

ص: 48

و أبو الفضل شاذان بن جبرئيل، و أبو العز محمّد بن علي الفويقي رضوان اللّه عليهم، بأسانيدهم إلى الشيخ المفيد (رحمه اللّه) (1).

ى- والده الجليل، قال في الكتاب المذكور: إنّ أبي معد بن فخار بن أحمد العلوي الموسوي حدثني، قال: أخبرني النقيب أبو يعلى محمّد بن علي بن حمزة الاقسيسى العلوي الحسيني- و هو يومئذ نقيب علينا بالحائر المقدس على ساكنها السلام- بإسناده إلى الواقدي (2).

يا- العالم الأجل رضي الدين أبو منصور عميد الرؤساء هبة اللّه بن حامد ابن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب الحلّي، اللغوي، الإمام الفقيه، الفاضل الجامع، الأديب الكامل، المعروف بعميد الرؤساء، صاحب كتاب الكعب، المنقول قوله في بحث الوضوء عند مسألة الكعب (3): و المعوّل عليه عندنا و المقبول عند العامة.

قال السيوطي في الطبقات بعد ترجمته بما ذكرنا في ترجمة القطب الرازي:

قال ياقوت: هو أديب فاضل، نحوي شاعر، شيخ وقته، و متصدر


1- كتاب الحجة: (ايمان أبي طالب): 297.
2- كتاب الحجة: (ايمان أبي طالب): 324.
3- كتب الشيخ الطهراني صاحب الذريعة (قدّس سرّه) في هامش نسخته الحجريّة ما يلي:

ص: 49

بلده، أخذ عنه أهل تلك البلاد الأدب، و أخذ هو عن أبي الحسن علي بن عبد الرحيم الرقي المعروف بابن العصار و غيره، و له نظم و نثر، و كان يلقب بوجه الدريبة، و سمع المقامات من ابن النقوّر، و روى [عنه] (1) مات سنة عشر و ستمائة (2). انتهى.

و في الأمل: كان فاضلا جليلا، له كتب، يروي عنه السيد فخار (3).

و في الرياض:- نقلا عن خط ابن العلقمي الوزير على بعض نسخ المصباح هكذا- كاتبه رضي الدين عميد الرؤساء أبو منصور هبة اللّه بن حامد ابن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب اللغوي الحلي، صاحب أبي محمّد عبد اللّه ابن أحمد بن الخشاب، و أبي الحسن عبد الرحيم الرقي السلمي رضى اللّه عنهم أجمعين، و كان رحمه اللّه تعالى من الأخيار الصلحاء المتعبدين، و من أبناء الكتاب المعروفين، و كان آخر قراءتي عليه في سنة تسع و ستمائة، و فيها مات بعد أن تجاوز الثمانين (4) انتهى. و نقله الشهيد أيضا في مجموعته (5).

و قال المحقق الداماد في شرح الصحيفة السجادية: و لفظ حدّثنا في هذا الطريق لعميد الدين، و عمود المذهب، عميد الرؤساء، فهو الذي روى الصحيفة الكريمة عن السيد الأجل بهاء الشرف، و هذه صورة خط شيخنا المحقق الشهيد قدس اللّه تعالى لطيفته على نسخته التي عورضت بنسخة ابن السكون، و عليها- أعني على النسخة التي بخط ابن السكون- خط عميد الدين عميد الرؤساء رحمهم اللّه تعالى قراءة، قرأها على السيد الأجل النقيب


1- في الحجريّة: ابن الثفور، و الذي أثبتناه و ما بين المعقوفين من المعجم.
2- معجم الأدباء 19: 264/ 101، بغية الوعاة 2: 322/ 2088.
3- أمل الآمل 2: 342/ 1053.
4- رياض العلماء 5: 308.
5- مجموعة الشهيد: 215.

ص: 50

الأوحد العالم جلال الدين عماد الإسلام أبو جعفر القاسم بن الحسن بن محمّد ابن الحسن بن معيّة أدام اللّه علوّه قراءة صحيحة مهذبّة، و رؤيتها له عن السيد بهاء الشرف أبي الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد، عن رجاله المسمّين في باطن هذه الورقة، و أجزت روايتها عنّي حسبما وقفته عليه، و حددته له، و كتب هبة اللّه بن حامد بن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث و ستمائة (1). انتهى.

و أنكر عليه شيخنا البهائي، و زعم أن اللفظ المذكور لابن السكون الآتي، و يأتي الكلام فيه (2).

ثم أن المذكور في الأمل و غيره أنه من جملة السادة، و استشكل في الرياض بعدم تبين ذلك من كلام ابن العلقمي و السيوطي، قال: و يحتمل الاشتباه في ذلك بالسيد عميد الرؤساء الآخر (3). انتهى.

و امّا الآخر: فهو عميد الرؤساء أبو الفتح يحيى بن محمد بن نصر بن علي، الذي يروي عن الشيخ المفيد بواسطة واحدة، و يؤيد عدم السيادة كلام المحقق صاحب المعالم حيث قال في الإجازة الكبيرة: و يروي- يعني العلامة- عن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ أبي الحسين يحيى بن بطريق و الشيخ الامام الضابط البارع عميد الرؤساء هبة اللّه بن حامد بن أحمد بن أيوب جميع كتبهما و روايتهما (4). انتهى.

و قد ظهر من تضاعيف كلماتنا أنه يروي عن العميد المذكور أبو جعفر القاسم بن الحسن بن معيّة والد السيد تاج الدين، و السيد العلامة عبد اللّه بن


1- شرح الصحيفة: لم نعثر عليه.
2- يأتي في صفحة: 52.
3- رياض العلماء 5: 308.
4- انظر بحار الأنوار 109: 27.

ص: 51

زهرة الحلبي، و الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي تلميذه، و السيد فخار و غيرهم.

و أمّا هو فيروي: عن السيد الأجل بهاء الشرف نجم الدين أبي الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمّد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة (1) بن أحمد بن المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد ابن الإمام السجاد عليه السلام، المذكور في أوّل النسخ المعروفة من الصحيفة الكاملة، و قد روى عنه خلق كثير غير عميد الرؤساء كابن السكون (2)، و الشريف الأجل نظام الشرف أبو الحسن (3) بن العريضي العلوي، و جعفر بن علي (4) والد محمّد المشهدي، و الشيخ هبة اللّه بن نما (5)، و الشيخ المقري جعفر بن أبي الفضل بن شعرة (6)، و الشريف أبو القاسم بن الزكي العلوي (7)، و الشريف أبو الفتح بن الجعفرية (8)، و الشيخ سالم بن قباروية (9)، و الشيخ عربي بن مسافر (10) و غيرهم، و مرّ ذكر الطرق إليهم.

يب- الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد ابن السكون الحلّي، الفاضل العالم، العابد الورع، النحوي اللغوي، الشاعر


1- النسابة ظاهرا. (منه قدس سره)
2- تأتي ترجمته في نفس الصفحة.
3- تقدم في صفحة: 26.
4- تقدم في صفحة: 27.
5- تقدم في صفحة: 18.
6- تقدم في صفحة: 27.
7- تقدم في صفحة: 28.
8- تقدم في صفحة: 28.
9- تقدم في صفحة: 28.
10- تقدم في صفحة: 6.

ص: 52

العالم، الفقيه المعروف بابن السكون، و هو الشيخ الثقة من علمائنا. كذا في الرياض (1). و ذكره السيوطي في الطبقات (2)، و بالغ في مدحه، و قد مرّ كلامه في ترجمة القطب الرازي (3).

و ذكر جماعة عن الشيخ البهائي أنه القائل في أوّل الصحيفة: حدثنا.

و أنكر عليه المحقق الداماد، فقال: و أمّا النسخة التي بخط علي بن السكون رحمه اللّه تعالى فطريق الاسناد فيها على هذه الصورة: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل بن أشناس البزاز قراءة عليه، فأقر به، قال:

أخبرنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الشيباني. إلى آخر ما في الكتاب (4). انتهى.

و لا ثمرة علمية في تشخيص القائل. و ما ذكراه من الترجيح غير معلوم، و العميد و ابن السكون كلاهما في طبقة واحدة، و كلاهما من تلامذة ابن العصّار اللغوي. و سند الصحيفة ينتهي إلى نسخة شيخنا الشهيد، و هو يرويها عن السيد تاج الدين محمّد بن قاسم بن معيّة، عن والده، و هو يرويها عن كليهما، و كذا سائر طرق الشهيد المنتهية إلى ابن نما، و السيد فخار، و السيد عبد اللّه بن زهرة الحلبي، فكلّهم يروونها عن كليهما، و كلاهما يروونها عن السيد بهاء الشرف.

هذا، و قال السيد الداماد: و يروي السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي- تلميذ ابن إدريس- الصحيفة عن ابن السكون، و عميد الرؤساء المذكورين، و كان في نسخة الصحيفة لابن السكون اختلافات مع النسخ


1- رياض العلماء 4: 241.
2- بغية الوعاة 2: 199/ 1784.
3- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 388.
4- رياض السالكين 1: 54.

ص: 53

المشهورة، و قد ضبط علماؤنا- قدس اللّه أسرارهم- جميع اختلافات نسخها نقلا عن خطّه الذي وجده الشيخ علي بن أحمد المعروف بالسديدي. و كذلك له اختلافات نسخ المصباح الكبير، و المصباح الصغير، كلاهما للشيخ الطوسي.

و قد ضبط جماعة من الأصحاب هذه الاختلافات أيضا، نقلا من النسخة التي كانت بخطّه فيهما، جزاهم اللّه خيرا. انتهى.

يج- السيد السعيد الفقيه أبو محمّد قريش بن السبيع بن مهنّا بن السبيع العلوي الحسيني المدني.

في الرياض: فاضل عالم، جليل محدث رضي اللّه عنه، و قد يعبّر عنه اختصارا: بقريش بن مهنّا، و له من المؤلفات كتاب فضل العقيق و التختّم به، ينقل عنه ابن طاوس في كتاب أمان الأخطار (1)، و فلاح السائل (2).

و في الرياض: و نسب إليه السيد حسين بن مساعد- في كتاب تحفة الأبرار- كتاب المختار من كتاب الطبقات لابن سعد، و من كتاب الاستيعاب لابن عبد البرّ (3).

عن الفقيه الحسين بن رطبة.

عن أبي علي الطوسي.

[الخامس السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم العريضي]

الخامس: من مشايخ أبي القاسم نجم الدين المحقق: السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم بن علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسن ابن عيسى بن محمّد بن عيسى بن علي العريضي- صاحب المسائل عن أخيه الكاظم عليه السلام- ابن جعفر الصادق عليه السلام، المعروف بالسيد مجد


1- الأمان من الأخطار: 51- 52.
2- فلاح السائل: لم نعثر عليه فيه.
3- رياض العلماء 4: 394.

ص: 54

الدين العريضي.

في الأمل: السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم الحلبي العريضي، فاضل جليل، من مشايخ المحقق (1).

عن ابن المولى.

عن الحسين بن رطبة.

عن الشيخ أبي علي.

عن والده أبي جعفر الطوسي، كذا في الإجازة الكبيرة لصاحب المعالم، نقلا عن خط الشهيد (2).

ثم نقل عن خطّه في موضع آخر هذا الطريق بدون واسطة ابن المولى.

قال (رحمه اللّه):

ثم (إنّ الشهيد رحمه اللّه نقل هذا الطريق من خط المحقق رحمه اللّه و أشار إلى مخالفته لما كتبه في ذلك الموضع الآخر من توسط ابن المولى بين السيد مجد الدين و ابن رطبة، و لم يتعرض لترجيح شي ء من الأمرين، و الظاهر ترجيح عدم الواسطة.

أمّا أولا: فلأن ترك الواسطة مأخوذ من خط المحقق (رحمه اللّه) كما ذكره، و لم يعلم مأخذ إثباتها.

و أمّا ثانيا: فلأن الواسطة هناك مذكورة بين الشيخ سديد الدين بن محفوظ و بين ابن رطبة، و سنذكر ما ينافي ذلك نقلا من خط المحقق رحمه اللّه.

و أمّا ثالثا: فلأن الشهيد رحمه اللّه ذكر بعد حكاية الطريق المذكور أن السيد مجد الدين العريضي يروي عن أبي طالب حمزة بن محمّد بن احمد بن


1- أمل الآمل 2: 178/ 537.
2- انظر بحار الأنوار 109: 36.

ص: 55

شهريار الخازن، عن أبي علي، عن والده. و في هذا قرينة على تقدم روايته، فان ابن شهريار هذا من طبقة ابن رطبة (1). انتهى.

و لم أجد لابن المولى المذكور ذكرا في غير هذا المقام، و لعلّ الفاحص عن حاله يجد له ترجمة.

[السادس سديد الدين سالم بن محفوظ]

السادس: الشيخ المتكلم، الفقيه البارع، سديد الدين سالم بن محفوظ، الذي مر ذكره الشريف في مشايخ رضي الدين علي بن طاوس (2).

1- عن نجيب الدين يحيى جدّ المحقق، كما تقدم (3).

2- و عن ابن رطبة.

قال صاحب المعالم: وجدت بخط الشيخ السعيد المحقق نجم الملّة و الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد في جملة إجازة ذكر فيها أنّ المجاز له قرأ عليه جزء من كتاب المبسوط للشيخ أبي جعفر ثم قال: و أجزت له رواية ذلك عنّي، عن الفقيه سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة.

عن أبي علي بن رطبة.

عن أبي علي الحسن بن محمّد.

عن والده محمّد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (4). انتهى.

و هذا ما وعده سابقا من نقله عن خط المحقق مما ينافي ما وجده بخط الشهيد، من رواية المحقق، عن سديد الدين، عن ابن المولى- كالسيد مجد الدين العريضي عنه- عن ابن رطبة، فتأمل، فإنه لا منافاة بين رواية سديد الدين عن ابن رطبة تارة بلا واسطة، و اخرى معها.


1- انظر بحار الأنوار 109: 36.
2- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 464.
3- تقدم في صفحة: 474 حجري.
4- بحار الأنوار 109: 38.

ص: 56

السابع: الشيخ الصالح تاج الدين الحسن بن علي الدربي
اشارة

في الأمل: عالم جليل القدر (1).

و في الرياض: من أجلة العلماء، و قدوة الفقهاء، و من مشايخ المحقق و السيد رضي الدين علي بن طاوس (2).

و وصفه الشهيد في الأربعين بقوله: الامام تاج الدين الحسن الدربي (3).

و ما في آخر الوسائل من قوله: و يروي العلامة كتاب كفاية الأثر للخزاز، عن السيد رضي الدين علي بن طاوس، عن الشيخ تاج الدين حسن بن «السندي» (4) من سهو قلمه، أو قلم الناسخ.

[في ذكر مشجرة مشايخ الشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي]
اشارة

و يروي هذا الشيخ عن جماعة.

[الأول الشيخ عربي بن مسافر]

أ- الشيخ عربي بن مسافر (5).

[الثاني ابن شهريار الخازن]

ب- ابن شهريار الخازن، و قد سبق ذكرهما (6).

[الثالث الشيخ محمّد بن عبد اللّه البحراني الشيباني]

ج- الشيخ محمّد بن عبد اللّه البحراني الشيباني، ذكره في الرياض (7)، و لم أجد له ترجمة.

[الرابع أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهرآشوب ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المازندراني]
اشارة

د- فخر الشيعة، و تاج الشريعة، أفضل الأوائل، و البحر المتلاطم الزخار الذي ليس له ساحل، محيي آثار المناقب و الفضائل، رشيد الملّة


1- أمل الآمل 2: 65/ 177.
2- رياض العلماء 1: 184.
3- الأربعين حديثا: 4.
4- وسائل الشيعة 20: 55.
5- تقدم في صفحة: 6.
6- تقدم في صفحة: 28.
7- رياض العلماء 1: 223.

ص: 57

و الدين، شمس الإسلام و المسلمين، أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شهرآشوب ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المازندراني، الفقيه المحدث، المفسر المحقق، الأديب البارع، الجامع لفنون الفضائل، صاحب كتاب المناقب الذي هو من نفائس كتب الإماميّة.

قال العالم الجليل علي بن يونس العاملي في كتابه الصراط المستقيم:

صنّف الحسين بن جبير (1) كتابا سمّاه نخب المناقب لآل أبي طالب، اختصره من كتاب الشيخ محمّد بن شهرآشوب.

قال: سمعت بعض الأصحاب يقول: و زنت من كتاب ابن شهرآشوب جزءا فكان تسعة أرطال.

قال ابن جبير في خطبة نخب المناقب: فكّرت في كثرة ما جمع، و أنه ربّما يؤدي عظم حجمه إلى العجز عن نقله، بل ربّما أدى إلى ترك النظر فيه و التصفح لجميعه، لا سيّما مع سقوط الاهتمام في طلب العلم، فأومى إلى ذكر الرجال و أدخل الروايات بعضها في بعض. فمن أراد الإسناد و الرجال فعليه بكتاب ابن شهرآشوب المذكور، فإنه وضعها في ذلك المسطور، و الموجب لتركها خوف السّآمة من جملتها، و لأن الطاعن في الخبر يمكنه الطعن في رجاله إلّا ما اتفق عليه الفريقان، أو اختص به المخالف من العرفان، أو تلقّته الأمّة بالقبول (2).

إلى آخر كلامه الظاهر، بل الناص على كون المناقب الشائع الدائر في هذه الأعصار و قبلها، بل في عصر المجلسي، ليس هو الأصل، بل هو مختصر منه، اختصره ابن جبير أو غيره، فان الموجود لا يزيد على أربعين ألف بيت.


1- في الصراط المستقيم: ابن جبر.
2- الصراط المستقيم 1: 11.

ص: 58

و أمّا عدّ المجلسي و الشيخ الحرّ في البحار و الوسائل و إثبات الهداة و غيرهم من مأخذ مجاميعهم المناقب لابن شهرآشوب ففيه مسامحة لا يخفى على المتدرب في هذا الفن.

و ابن جبير المذكور- صاحب نخب المناقب المذكور، و نهج الإيمان، الذي ذكر في ديباجته انه جمعه بعد الوقوف على ألف كتاب، كما ذكره الكفعمي في بعض مجاميعه و غيرهما- فاضل عالم، كامل جليل، يروي عن ابن شهرآشوب- كما في الرياض (1)- بواسطة واحدة.

و ليعلم أن الموجود من المناقب في أحوال الأئمة عليهم السلام إلى العسكري (عليه السّلام)، و لم نعثر على أحوال الحجة عليه السلام منه، و لا نقله من تقدمنا من سدنة الأخبار كالمجلسي، و الشيخ الحرّ، و أمثالهما. و ربّما يتوهم أنه لم يوفق لذكر أحواله عليه السلام إلّا أنه قال في معالم العلماء في ترجمة المفيد (رحمه اللّه): إنه لقبه به صاحب الزمان عليه السلام، قال: و قد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب (2)، و الظاهر أنه كتبه في جملة أحواله عليه السلام، فهذا الباب سقط من هذا الكتاب. و اللّه العالم.

و لابن شهرآشوب مؤلفات حسنة غير المناقب، اعتمد عليها الأصحاب، و عندنا منها كتاب متشابه القرآن، أهداه شيخنا الحرّ إلى العلامة المجلسي، و في ظهر الكتاب خطهما، و هو كتاب عجيب ينبئ عن طول باعه، و كثرة تبحره، و كفاه فخرا إذعان فحول أعلام أهل السنة بجلالة قدره، و علوّ مقامه.

قال صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات: محمّد بن علي بن


1- رياض العلماء 2: 39.
2- معالم العلماء 113/ 765.

ص: 59

شهرآشوب- الثانية سين مهملة- أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين الشيعي، أحد شيوخ الشيعة، حفظ أكثر القرآن و له ثمان سنين، و بلغ النهاية في أصول الشيعة، كان يرحل إليه من البلاد، ثم تقدم في علم القرآن و الغريب و النحو، و وعظ على المنبر أيام المقتفى ببغداد، فأعجبه و خلع عليه، و كان بهيّ المنظر، حسن الوجه و الشيبة، صدوق اللهجة، مليح المحاورة، واسع العلم، كثير الخشوع و العبادة و التهجد، لا يكون إلّا على وضوء، أثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناء كثيرا، توفي سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة (1).

و قال الفيروزآبادي في كتاب البلغة في تراجم أئمة النحو و اللّغة: محمّد ابن علي بن شهرآشوب أبو جعفر المازندراني رشيد الدين الشيعي، بلغ النهاية في أصول الشيعة، تقدم في علم القرآن و اللّغة و النحو و وعظ أيام المقتفى فأعجبه و خلع عليه، و كان واسع العلم، كثير العبادة، دائم الوضوء، له كتاب الفصول في النحو، و كتاب المكنون و المخزون، و كتاب أسباب نزول القرآن، و كتاب متشابه القرآن، و كتاب الأعلام و الطرائق في الحدود و الحقائق، و كتاب الجديدة، جمع فيها فوائد و فرائد جمّة، عاش مائة سنة إلّا عشرة أشهر، مات سنة 588 ثمان و ثمانين و خمسمائة (2).

و ذكره السيوطي في طبقات النحاة (3)، كما تقدم في ترجمة القطب الرازي (4).

و قال شمس الدين محمّد بن علي بن أحمد الداودي المالكي تلميذ عبد الرحمن السيوطي في طبقات المفسرين: محمّد بن علي بن شهرآشوب بن أبي


1- الوافي بالوفيات 4: 164.
2- البلغة للفيروزآبادي: لم نعثر عليه و لعلّه مخطوط.
3- بغية الوعاة 1: 181/ 304.
4- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 388.

ص: 60

نصر أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين، أحد شيوخ الشيعة، اشتغل بالحديث، و لقي الرجال، ثم تفقّه و بلغ النهاية في فقه أهل مذهبه، و نبغ في الأصول حتى صار رحله، ثم تقدم في علم القرآن و القراءات و التفسير و النحو، و كان إمام عصره، و واحد دهره، أحسن الجمع و التأليف، و غلب عليه علم القرآن و الحديث، و هو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لأهل السنة في تصانيفه، و تعليقات الحديث و رجاله و مراسيله، و متّفقه و متفرقه. إلى غير ذلك من أنواعه، واسع العلم، كثير الفنون، مات في شعبان سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة.

قال ابن أبي طي: ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطّة الحنبلي و ابن بطّة الشيعي حتى قدم الرشيد فقال: ابن بطّة الحنبلي بالفتح، و الشيعي- بالضم- (1). انتهى.

قلت: و هذه التراجم الثلاث من كتاب عبقات الأنوار لعلامة عصره، و فريد دهره المولى الأجلّ المعاصر مولوي مير حامد حسين الهندي طاب ثراه، و جعل الجنّة محلّه و مثواه.

و هذا الحبر القمقام يروي عن جماعة من المشايخ العظام، يعسر علينا إحصاؤهم، فلنقتصر بذكر بعض الأعلام.

[في ذكر مشجرة مشايخ ابن شهرآشوب السروي المازندراني]
الأول: الشيخ الجليل أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي

صاحب كتاب الاحتجاج المعروف، المعوّل عليه عند أصحابنا.

قال تلميذه في معالم العلماء: شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي، له الكافي في الفقه حسن، و الاحتجاج، و مفاخر الطالبيّة، و تاريخ الأئمة،


1- طبقات المفسرين 2: 201.

ص: 61

و فضائل الزهراء عليهم السلام (1).

و في الأمل: أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، عالم، فاضل، محدث، ثقة (2).

عن السيد العالم العابد مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي.

في الآمل: كان عالما، فاضلا، فقيها، ورعا (3).

عن الشيخ أبي علي (4).

عن والده أبي جعفر الطوسي.

و عن الصدوق أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي المتقدم في مشايخ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمّي (5).

[الثاني الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسين الشوهاني]

الثاني: الشيخ العفيف أبو جعفر محمّد بن الحسين الشوهاني، نزيل مشهد الرضا عليه السلام، فقيه صالح، كذا في المنتجب (6)، و يروي عنه أيضا أبو جعفر محمّد بن علي الطوسي.

قال في الثاقب في المناقب: حدثني شيخي أبو جعفر محمّد بن الحسين ابن جعفر الشوهاني في داره بمشهد الرضا عليه السلام بإسناده (7). إلى آخره.

عن الشيخين الجليلين: أبي علي الطوسي.


1- معالم العلماء: 25/ 125، و زاد على تأليفاته: كتاب الصلاة.
2- أمل الآمل 2: 17/ 36.
3- أمل الآمل 2: 327/ 1013.
4- و في المشجرة زاد بينهما- المرعشي و الطوسي- السيد فضل اللّه الراوندي، و أبدل حرب بحرث.
5- تقدم في صفحة: 37.
6- فهرس منتجب الدين: 165/ 391.
7- ثاقب المناقب: 158.

ص: 62

و أبي الوفاء عبد الجبار بن علي المقري الرازي، الآتي (1).

الثالث: الشيخ محمّد بن علي بن الحسن الحلبي

في الأمل: كان فاضلا ماهرا، من مشايخ ابن شهرآشوب، و لا يبعد كونه ابن المحسن الآتي (2)، انتهى (3).

قلت: في المنتجب: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسن الحلبي، فقيه صالح، أدرك الشيخ أبا جعفر الطوسي (رحمه اللّه) (و روى عنه، و عن ابن البراج) (4)، و قرأ عليه السيد الإمام أبو الرضا، و الشيخ الامام قطب الدين أبو الحسين الراونديان (رحمهما اللّه) (5).

و اتحاد الرجلين في غاية البعد، فان المذكور في الإجازات- و صرّح به ابن شهرآشوب في أول المناقب-: أن شيخه هذا كأغلب مشايخه يروي عن الشيخين الجليلين المتقدمين (6)، و لو كان ممن يروي عن الشيخ بلا واسطة لكان ذكره أولى، لشدة اعتنائهم بالأسانيد العالية، و كذا قراءة الراونديين على المذكور في المنتجب، فإنهما من مشايخ ابن شهرآشوب كما يأتي (7)، و لو روى عنه ابن شهرآشوب لأشار إليه كما هو دأبه.

و بالجملة فالثاني في طبقة أبي علي و المقري الرازي، و الأول متأخر عنه بطبقة.


1- يأتي في صفحة: 116.
2- أمل الآمل 2: 489/ 863.
3- أمل الآمل 2: 282/ 840.
4- ما بين القوسين لم يرد في المصدر.
5- فهرس منتجب الدين: 155/ 357.
6- أي: أبي علي الطوسي و أبي الوفاء المقري الرازي الّذين تقدّما، انظر: مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
7- يأتي في صفحة: 79 و 104.

ص: 63

الرابع: الشيخ ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد

الرابع: الشيخ ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد (1)

السبزواري النيسابوري التميمي، الفاضل، العالم، المحدث، و هو الذي ينتهي إليه رواية حرز الجواد المشهور صلوات اللّه على صاحبه.

في المنتجب: فقيه ثقة (2). و الموجود في أكثر الإجازات و الروايات: علي ابن عبد الصمد، و الظاهر أنه من باب الاختصار، و النسبة إلى الجدّ، فإنه من مشاهير الرواة.

و لصاحب الرياض هنا كلام في أن شيخ ابن شهرآشوب هذا أو ولده المسمّى باسمه، و نصّ على ما ذكرنا (3).

و ممّا يوضح ما ذكرنا أن عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري- المقدّم على ابن شهرآشوب لأنه- يروي عن أبي الحسن علي بلا واسطة، روى أخبارا كثيرة في بشارة المصطفى عن محمّد بن علي بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جدّه عبد الصمد (4)، و تاريخ إجازته له سنة أربع عشر و خمسمائة، فلو لم يكن هو أخو الشيخ ركن الدين، و أكبر منه، لكان ولده، فيلزم أن يكون ابن شهرآشوب يروي عن الوالد، و عماد الدين المقدّم عليه عن الولد، و لوازمه الباطلة مما لا تحصى.

و يأتي أنّ القطب الراوندي يروي عنه (5) أيضا، و صرّح في قصص الأنبياء بذلك، فقال: أخبرني الشيخ الصدوق علي بن علي بن عبد الصمد النيشابوري (6).


1- في المشجرة: علي بن عبد الصمد النيشابوري.
2- فهرس منتجب الدين: 109/ 223.
3- رياض العلماء 4: 160.
4- بشارة المصطفى: 145.
5- يأتي في صفحة: 83.
6- قصص الأنبياء: 3.

ص: 64

[الخامس الشيخ محمّد بن علي بن عبد الصمد]

الخامس: أخوه الشيخ الجليل محمّد بن علي بن عبد الصمد.

في الأمل: عالم، فاضل، جليل القدر (1).

و قال عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: حدثنا لفظا الشيخ العالم محمّد بن علي بن عبد الصمد التميمي بنيشابور في شوال سنة أربع عشرة و خمسمائة، عن أبيه علي بن عبد الصمد، عن أبيه عبد الصمد بن محمّد التميمي (2). ثم ساق أخبارا كثيرة بهذا النسق، و عنه، عن أبيه، عن جدّه عبد الصمد.

و يروي كلاهما:

أ- عن الشيخين الجليلين أبي علي الطوسي.

ب- و أبي الوفاء الرازي.

ج- و عن والدهما أبي الحسن علي.

1- عن والده الجليل عبد الصمد بن محمّد التميمي (3).

في الرياض: كان من أجلّة علماء الأصحاب (4). انتهى.

و هذا الشيخ واسع الرواية، كثير المشايخ، كما يظهر من الجزء الرابع من بشارة المصطفى، و يظهر منه و من غيره أنه يروي:

عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه، فهو في درجة


1- أمل الآمل 2: 287/ 855.
2- بشارة المصطفى: 145.
3- في المخطوط و المشجرة ذكر هذا الطريق بتفصيله إلّا أنّه أسقط طريق والدهما، و أشار إلى روايتهما عن جدّهما بلا واسطة، فلاحظ، و لم يذكر في المشجرة رواية أبو الحسن علي بن عبد الصمد أيضا بطريقه الآتي، و لم يذكر أيضا رواية الجد عن الشيخ الصدوق، نعم له طريق إلى والد الصدوق بواسطة علي بن الحسين الخوزي.
4- رياض العلماء 3: 124.

ص: 65

المفيد (1) (رحمه اللّه)، فعدّ سائر مشايخه الموجودة في البشارة خارج عن وضع الكتاب، و قد جمع جملة منها في الرياض (2)، من أرادها راجعها.

و يروي أبو الحسن علي بن عبد الصمد أيضا:

2- عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني الجوري، الفاضل العالم المعروف بالسيد أبي البركات الجوري.

في الرياض: رأيت في صدر اسناد بعض النسخ العتيقة من كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق هكذا: حدثني الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن عبد الصمد التميمي رضي اللّه عنه- في داره بنيشابور في شهور سنة إحدى و أربعين و خمسمائة- قال: حدثني السيد الإمام الزاهد أبو البركات الخوزي رضي اللّه عنه، قال: حدثني الامام الأوحد العالم أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي الفقيه مصنّف هذا الكتاب (3).

إلى آخره.

و في الأمل: نسبه إلى الحلّة، و لم ينسبه إلى السيادة- و كلاهما في غير محلّه- و صرّح بروايته عن الصدوق (4).

و في فرحة الغري للسيد عبد الكريم بن طاوس: أخبرني والدي رضي اللّه عنه عن السيد أبي علي فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرئيل القمّي، عن الفقيه محمّد بن سراهنك، عن علي بن علي بن عبد الصمد التميمي، عن والده، عن السيد أبي البركات الجوري،- بالراء غير المعجمة- عن علي بن


1- بشارة المصطفى: 147.
2- رياض العلماء 3: 125- 127.
3- رياض العلماء 3: 423.
4- أمل الآمل 2: 179/ 543.

ص: 66

محمّد بن علي القمّي الخزّاز (1)،- يعني مؤلف كتاب كفاية الأثر-.

و منه يعلم أنّ ما في الرياض؛ من ضبط الخوزي تارة: بالخاء المعجمة المضمومة و سكون الواو ثم الزاي المعجمة نسبة إلى خوزستان، إقليم معروف بقرب فارس، قال: و يروى بالجيم المضمومة و الواو الساكنة ثم الزاي المعجمة أيضا، نسبة إلى الجوزة قرية بالموصل؛ اشتباه كلّه بعد تصريح خريت علمي الحديث و الأسانيد.

السادس: والده الشيخ علي بن شهرآشوب

العالم، الفاضل، الفقيه، المعروف.

و في الأمل: فاضل، عالم، يروي عنه ولده محمّد، و كان فقيها محدّثا (2).

أ- عن الشيخين المتقدمين (3).

ب- و عن والده (4) شهرآشوب، في الأمل: فاضل، محدّث (5).

عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.

السابع: جدّه الجليل شهرآشوب

السابع: جدّه الجليل شهرآشوب (6)

كما نص عليه في أول المناقب (7).

الثامن: الشيخ الجليل أبو الفتاح احمد بن علي الرازي

في الأمل: كان عالما، فاضلا، فقيها، روى عنه ابن شهرآشوب (8).


1- فرحة الغري: 134.
2- أمل الآمل 2: 190/ 564.
3- أي: أبي علي الطوسي و أبي الوفاء الرازي، و قد تقدّما في صفحة: 61.
4- ذكر هذا الطريق في المشجرة من دون ذكر روايته عن أبيه شهرآشوب.
5- أمل الآمل 2: 133/ 378.
6- كتب الشيخ الطهراني صاحب الذريعة في حاشيته على المستدرك: هو ابن كياكي، كما يظهر من رسالة المضايقة لابن إدريس.
7- مناقب ابن شهرآشوب 1: 9- 10.
8- أمل الآمل 2: 18/ 41.

ص: 67

عن الشيخين السابقين.

[التاسع الشيخ أبو سعيد عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي]

التاسع: الشيخ العالم الرشيد أبو سعيد عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي، المتكلم الفقيه، أستاذ الأئمة في عصره، و له مقامات و مناظرات مع المخالفين مشهورة، و له تصانيف أصوليّة، كذا في المنتجب (1).

و في معالم العلماء: الشيخ الرشيد عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي، له: مراتب الأفعال، نقض كتاب التصفّح لأبي الحسين (2).

و في اتحاده مع الشيخ المحقق رشيد الدين أبي سعيد عبد الجليل بن أبي الفتح بن مسعود بن عيسى المتكلم الرازي الذي وصفه في المنتجب بقوله:

أستاذ علماء العراق في الأصولين، مناظر ماهر حاذق، له تصانيف منها نقض التصفّح لأبي الحسين البصري (3). إلى آخره. و تعددهما كلام مذكور في محلّه.

عن الشيخين المذكورين (4).

العاشر: السيد أبو الفضل الداعي بن علي بن الحسن الحسيني

و قد يعبّر عنه: بأبي الفضل الداعي، كان عالما فاضلا.

في الرياض: وجدت على ظهر كتاب التبيان للشيخ الطوسي إجازة من الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي الرازي، بخطّه لولده أبي القاسم علي، و لهذا السيد أبي الفضل الداعي بن علي بن الحسن الحسيني، و كانا شريكين في قراءة ذلك التفسير على الشيخ أبي الوفاء المذكور، و صورتها:


1- فهرس منتجب الدين: 111/ 227.
2- معالم العلماء: 145/ 1021.
3- فهرس منتجب الدين: 110/ 226.
4- كذا في المشجرة، و أضاف إلى الشيخين ثالثا و هو أبو الفتح محمد بن عثمان الكراجكي صاحب كنز الفوائد.

ص: 68

قرأ عليّ هذا الجزء و هو السابع من التفسير إلى آخر سورة لقمان ولدي أبو القاسم علي بن عبد الجبار، و أجزت له روايته عني، عن مصنّفه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه اللّه عليه، كيف شاء و أحبّ، و سمع قراءته السيد الموفق أبو الفضل داعي بن علي بن الحسن الحسيني، أدام اللّه توفيقهما (1).

عن الشيخين الجليلين السابقين.

[الحادي عشر الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمّد الصوافي]

الحادي عشر: الشيخ الفاضل الجليل أبو المحاسن مسعود بن علي ابن محمّد الصوافي.

عن (2) علي بن عبد الصمد التميمي، كما في الخرائج.

عنهما أيضا.

الثاني عشر: الشيخ أبو علي محمّد بن الفضل الطبرسي

في الأمل: كان عالما، صالحا، عابدا (3).

عنهما أيضا (4).


1- رياض العلماء 4: 85.
2- في الأصل: عن، هذا و جاء في حاشية الأصل: ان في عبارة المتن خلل و تقديم و تأخير من الناسخ فأصلحته بظني كما ترى.
3- أمل الآمل 2: 293/ 881.
4- ذكره في المشجرة و لم يذكر له طريقا سوى روايته عن أبي الوفاء الرازي، فلاحظ.

ص: 69

[الثالث عشر الشيخ الحسين بن أحمد بن طحال]

الثالث عشر: الشيخ الجليل الفقيه الحسين بن أحمد بن طحال (1)، المتقدم ذكره (2).

[الرابع عشر أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي]

الرابع عشر: فخر العلماء الأعلام، و أمين الملّة و الإسلام، أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، المفسّر الفقيه الجليل الكامل النبيل، صاحب تفسير مجمع البيان الذي عكف عليه المفسرون، و غيره من المؤلفات الرائقة الشائعة جملة منها، كالآداب الدينيّة، و إعلام الورى و جمع الجوامع، و عندنا منها كنوز النجاح، و عمدة الحضر.

و وصفه في الرياض بقوله: الشيخ الشهيد الامام أمين الدين أبو علي الفضل. إلى آخره، ثم قال- بعد ذكر عدّة من مؤلفاته- قد رأيت نسخة من مجمع البيان بخط الشيخ قطب الدين الكيدري قد قرأها نفسه على نصير الدين الطوسي، ثم إن على ظهرها أيضا بخطّه هكذا: تأليف الشيخ الامام، الفاضل، السعيد، الشهيد (3). انتهى.

و لم يذكر هو و لا غيره كيفيّة شهادته، و لعلّها كانت بالسمّ، و لذا لم نشتهر شهادته، نعم نسب إليه في الرياض قضيّته، و قال: ممّا اشتهر بين الخاص و العام أنه (رحمه اللّه) قد أصابته السّكتة، فظنّوا به الوفاة فغسلوه، و كفنوه، و دفنوه، ثم رجعوا، فأفاق رضي اللّه عنه في القبر، و قد صار عاجزا عن الخروج و الاستغاثة بأحد لخروجه، فنذر في تلك الحالة بأن اللّه إن خلصه من هذه البليّة ألف كتابا في تفسير القرآن، فاتفق أن بعض النباشين قد قصد نبش قبره لأجل أخذ كفنه فلمّا نبش قبره، و شرع في نزع كفنه أخذ قدس سرّه بيد النباش


1- ذكره في المشجرة بعنوان: الشيخ حسين بن طحال. و طريقه أيضا عن الشيخين أبي علي الطوسي و أبي الوفاء الرازي.
2- تقدم في الصفحة: 19.
3- رياض العلماء 4: 340.

ص: 70

فتحيّر النباش و خاف خوفا عظيما، ثم تكلّم معه فزاد اضطراب النباش و خوفه، فقال له: لا تخف أنا حيّ و قد أصابتني السكتة فظنّوا بي الموت، و لذلك دفنوني.

ثم قام من قبره و اطمأنّ قلب النباش. و لما لم يكن قدس سرّه قادرا على المشي لغاية ضعفه التمس من النباش أن يحمله على ظهره و يبلغه إلى بيته، فحمله و جاء به إلى بيته، ثم أعطاه الخلعة و أولاه مالا جزيلا، و تاب النباش على يده ببركته عن فعله ذلك القبيح، و حسن حال النباش. ثم إنه (رحمه اللّه) بعد ذلك أقدم بنذره، و شرع في تأليف كتاب مجمع البيان، إلى أن وفقه اللّه لإتمامه (1).

انتهى.

و مع هذا الاشتهار لم أجدها في مؤلف أحد قبله، و ربّما نسبت إلى العالم الجليل المولى فتح اللّه الكاشاني، صاحب تفسير منهج الصادقين، و خلاصته، و شرح النهج، المتوفى سنة 988. و اللّه العالم.

و قال السيد التفريشي في نقد الرجال: إنه (رحمه اللّه) انتقل من المشهد الرضوي إلى سبزوار سنة ثلاث و عشرين و خمسمائة، و انتقل بها إلى دار الخلود سنة ثمان و أربعين و خمسمائة (2). انتهى.

قلت: و قبره الشريف في المقبرة المعروفة بقتلكاه في المشهد الرضوي على مشرفه السلام، معروف يزار و يتبرّك به.

و هذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:

أ- الشيخ أبي علي الطوسي.

ب- الشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار الرازي.

ج- الشيخ الأجل الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه القمي


1- رياض العلماء 4: 357.
2- نقد الرجال: 266.

ص: 71

الرازي، جدّ الشيخ منتجب الدين، المتقدم ذكره (1).

د- الشيخ الإمام موفق الدين الحسين بن الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني.

في المنتجب: فقيه صالح، ثقة، قرأ على الشيخ أبي علي الطوسي، و قرأ الفقه عليه الشيخ الامام سديد الدين محمود الحمصي (رحمهم اللّه) (2).

عن أبي علي الطوسي.

ه- السيد محمّد بن الحسين الحسيني. قال (رحمه اللّه) في إعلام الورى:

في كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري للشيخ أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عياش الذي أخبرني بجميعه السيد أبو طالب محمّد بن الحسين الحسيني القصبي الجرجاني قال: أخبرني والدي السيد أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن القصبي، عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمّد الجعفري، عنه (3)- يعني ابن عيّاش- صاحب كتاب المقتضب و الأغسال.

و- الشيخ الامام السعيد الزاهد أبي الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، الذي روى عنه صحيفة الرضا عليه السلام، و تقدم باقي السند بروايته (رحمه اللّه) في الفائدة السابقة (4).

ز- الشيخ (5) أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن الحسين البيهقي.

في الرياض: فاضل عالم محدّث من كبار الإمامية، يروي عنه الشيخ أبو


1- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 429.
2- فهرس منتجب الدين: 46/ 79.
3- اعلام الورى: 333.
4- تقدم في الجزء الأول صفحة: 217- 79.
5- أقول: ذكر للشيخ الطبرسي هنا سبعة طرق و لم يتعرض لشيخه ابن البطريق فصار المجموع ثمانية مشايخ.

ص: 72

علي الطبرسي على ما يظهر من تفسير سورة طه في مجمع البيان (1). انتهى.

[الخامس عشر الشيخ جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمّد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري]

الخامس عشر: الشيخ الامام السعيد، قدوة المفسرين، ترجمان كلام اللّه، جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمّد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري، الفاضل العالم، الفقيه المفسر، الأديب العارف، الكامل البليغ، المعروف بأبي الفتوح الرازي المنتهى نسبه الشريف إلى عبد اللّه بن بديل ابن ورقاء الخزاعي- الذي كان أبوه من الصحابة- الذي كان جهوري الصوت، و أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بمنى في حجّة الوداع أن ينهى الناس عن الصيام أيام منى، فركب على جمل أورق (2) و تخلل الفساطيط، و كان ينادي بأعلى صوته: أيّها الناس لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل و شرب و بعال، أي: الجماع.

و عبد اللّه- أيضا- من الصحابة، و من السابقين الراجعين إلى أمير المؤمنين عليه السلام، و المستشهدين بين يديه في صفين، بعد أن بالغ في الخدمة، و أبلى ببلاء عظيم.

و الشيخ المذكور جمع بين شرافة النسب، و الأخذ بمجامع العلوم، المنبئ عنه تفسيره الكبير العجيب الذي يقرب من مائة و خمسين ألف بيت، و هو و إن كان بالفارسية إلّا أنه حاو لكلّ ما تشتهيه الأنفس، و تقرّ به الأعين، و من نظر إليه و تأمل في مجمع البيان للطبرسي يجده كالمختصر منه، بل قال القاضي في المجالس- بعد أن أطرى عليه من المدح و الثناء بما هو أهله-: و تفسيره الفارسي مما لا نظير له في وثاقة التحرير، و عذوبة التقرير، و دقة النظر، و الفخر الرازي في تفسيره الكبير قد أخذ منه، و بنى عليه أساسه، و لكن لأجل دفع الانتحال


1- رياض العلماء 3: 305.
2- الأورق من كل شي ء: ما كان لونه لون الرماد.

ص: 73

أضاف إليه بعض تشكيكاته (1). انتهى.

و بالجملة، فتفسيره هذا كتاب لا يملّ قاريه، و لا يضجر الناظر إليه، ينتفع منه الفقيه، و المفسر، و الأديب، و المؤرخ، و الواعظ، و طالب الفضائل و المناقب، و الفاحص عن المطاعن و المثالب، و له مؤلفات أخرى مذكورة في ترجمته منها: شرح الشهاب، الداخل كالتفسير في فهرست البحار.

قال في الرياض: قال الشيخ أبو الفتوح الرازي في شرح الشهاب- المذكور- عند شرح قوله (عليه السلام): إن اللّه ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، بعد نقل: المؤلفة قلوبهم، ما هذا لفظه: و قد وقع لي مثل ذلك، كنت في أيام شبابي أعقد المجلس في الخان المعروف بخان علّان، و كان لي قبول عظيم، فحسدني جماعة من أصحابي، فسعوا بي إلى الوالي، فمنعني من عقد المجلس، و كان لي جار من أصحاب السلطان، و كان ذلك في أيام العيد، و كان قد عزم على أن يشتغل بالشرب على عادتهم، فلمّا سمع ذلك ترك ما كان عزم عليه، و ركب و أعلم الوالي أنّ القوم حسدوني، و كذبوا علي، و جاء حتى أخرجني من داري و أعادني إلى المنبر، و جلس في المجلس. إلى آخره، فقلت للناس: هذا ما قال النبي صلّى اللّه عليه و آله: إنّ اللّه ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر (2). انتهى.

و لم أتحقق تاريخ وفاته، إلّا أن قبره الشريف في صحن السيد حمزة بن موسى بن جعفر عليهما السلام في مزار عبد العظيم الحسني (عليه السلام) و عليه اسمه و نسبه بخط قديم.

و هذا الشيخ يروي عن جماعة:


1- مجالس المؤمنين 1: 490.
2- رياض العلماء 2: 161.

ص: 74

(أ)- الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار الرازي (1).

(ب)- والده: الشيخ علي بن محمّد، في الرياض: كان من أجلّة الفضلاء (2).

عن والده الشيخ الجليل المفيد أبي سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النيسابوري.

في المنتجب: ثقة، عين، حافظ، له تصانيف منها الروضة الزهراء في تفسير فاطمة الزهراء، الفرق بين المقامين، و تشبيه علي عليه السلام بذي القرنين، كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب منى الطالب في أيمان أبي طالب عليه السلام، كتاب المولى، أخبرنا بها شيخنا الامام جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي، سبطه عن والده عنه (3).

قلت: كذا في نسخ المنتجب، و في الأمل نقلا عنه: الروضة الزهراء في تفسير الزهراء (4)، و لكن قال سبطه أبو الفتوح في تفسيره في سورة آل عمران- بعد نقل خبرين في فضل فاطمة عليها السلام ما معنى لفظه-: و هذان الخبران نقلتهما من كتاب جمعه جدّي الخواجه الإمام السعيد أبو سعيد، و اسمه الروضة الزهراء في مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام (5).

هذا و زاد ابن شهرآشوب في المعالم في مؤلفاته: كتاب التفهيم في بيان القسيم، الرسالة الواضحة في بطلان دعوى الناصبة، ما لا بد من معرفته (6).


1- ذكره في المشجرة و لم يذكر له شيخا غيره.
2- رياض العلماء 4: 188.
3- فهرس منتجب الدين: 157/ 361.
4- أمل الآمل 2: 240/ 706.
5- تفسير أبو الفتوح الرازي 1: 561.
6- معالم العلماء: 116/ 774.

ص: 75

انتهى.

و عندنا نسخة أربعينه بخط الشيخ الجليل محمّد بن علي الجباعي- جدّ شيخنا البهائي- كتبه من النسخة التي كانت بخط الشهيد. و بخطه في آخر النسخة عرض على أصله، و نقل من نسخة كتبت بمراغة في سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة.

و في أول الكتاب: حدثني الشيخ الفقيه العالم، شجاع الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن العباس البيهقي، وفّقه اللّه تعالى للخيرات، إملاء بمدينة مراغة، في ثالث عشر من صفر من شهور سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة. قال: حدثنا السيد الرئيس، العالم الزاهد، صفي الدين- و هو صاحب تبصرة العوام، شيخ الشيخ منتجب الدين- المرتضى بن الداعي بن القاسم الحسيني الرازي، بها، قال: حدثنا الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري رحمه اللّه قال: حدثني مصنّف الكتاب الخزاعي رحمه اللّه يقول:

اللهم إني أحمدك (1). إلى آخره.

و هذا الشيخ عبد الرحمن أخو المصنّف، و عمّ والد الشيخ أبي الفتوح، و شيخه كما يأتي (2)، و يظهر من الأربعين أنّ له مشايخ كثيرة من الخاصة و العامة نشير إلى نبذة من الطائفة الأولى:

1- منهم: والده: الشيخ الجليل أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي، صاحب الأمالي في الأخبار في أربع مجلّدات، و عيون الأحاديث، و الروضة في الفقه، و السنن، و المفتاح في الأصول، و المناسك. على ما في المنتجب (3).


1- الأربعين: لم نعثر عليه فيه.
2- يأتي في صفحة: 79.
3- فهرس منتجب الدين: 7/ 1.

ص: 76

عن السيدين الأعظمين المرتضى و الرضي.

و الشيخ أبي جعفر الطوسي.

و السيد أبي محمّد زيد بن علي بن الحسين الحسني.

في المنتجب: صالح عالم فقيه، قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي، و له كتاب المذهب، و كتاب الطالبية، و كتاب [علم الطب] (1) عن أهل البيت عليهم السلام، أخبرنا بها الوالد عنه (2).

و في الأربعين: [الحديث] الرابع و العشرون: حدثنا أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الشيخ أبو بكر الوالد رضي اللّه عنه، قال: حدثنا القاضي أبو الفضل زيد بن علي (3). إلى آخره.

2- و منهم: الشيخ الصائن أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن عبد العزيز الإمامي النيسابوري، شيخ الأصحاب و فقيههم في عصره، له تصانيف في الأصولين، أخبرنا بها الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي الخزاعي، عن والده، عن جدّه، عنه. كذا في المنتجب (4).

و في الأربعين المذكور: الحديث السادس و الثلاثون: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن عبد العزيز الصائن رحمه اللّه- لفظا- بقم في ذي الحجّة سنة أربع و أربعين- يعني بعد أربعمائة- قال: حدثنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان رضي اللّه عنه (5). إلى آخره.

3- و منهم: الشيخ العدل المحسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري


1- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
2- فهرس منتجب الدين: 80/ 173.
3- الأربعين لم يرد في نسختنا.
4- فهرس منتجب الدين: 113/ 233.
5- الأربعين: لم نعثر عليه فيه.

ص: 77

الخزاعي، عمّ الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري رحمه اللّه، ثقة، حافظ، واعظ، و كتبه: الأمالي في الأحاديث، كتاب السير، كتاب إعجاز القرآن، كتاب بيان من كنت مولاه، أخبرنا بها شيخنا الإمام السعيد جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي، عن والده، عن جده، عنه (رحمه اللّه). كذا في المنتجب (1).

و في الأربعين: الحديث الخامس و العشرون: أخبرنا المحسن بن الحسن ابن أحمد النيسابوري الشيخ العمّ (2) أبو الفتح رضي اللّه عنه بقراءتي عليه، قال:

حدثنا: قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد قراءة عليه (3). إلى آخره.

و في المنتجب: الشيخ أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن أبي مطيع فاضل، فقيه، له كتاب الورع، كتاب الاجتهاد، كتاب القبلة، كتاب الآثار الدينية (4).

4- و منهم: السيد أبو الخير داعي بن الرضا بن محمّد العلوي الحسيني رحمه اللّه، بقراءته عليه.

في المنتجب: فاضل، محدّث، واعظ، له كتاب آثار الأبرار و أنوار الأخيار، في الأحاديث، أخبرنا بها السيد الأصيل المرتضى بن المجتبى بن محمّد العلوي العمري عنه (5).

5- و منهم: أخوه الشريف أبو إبراهيم ناصر.


1- فهرس منتجب الدين: 156/ 360.
2- في هامش الحجري ما يلي:
3- الأربعين: لم نعثر عليه فيه.
4- فهرس منتجب الدين: 118/ 252.
5- فهرس منتجب الدين: 71/ 153.

ص: 78

في المنتجب السيد أبو إبراهيم ناصر بن الرضا بن محمّد بن عبد اللّه العلوي الحسيني، فقيه ثقة، صالح محدّث، قرأ على الشيخ الموفق أبي جعفر الطوسي، و له كتاب في مناقب آل الرسول عليهم السلام، و كتاب أدعية زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام (1)، و يظهر من الأربعين أنه يروي عن قاضي القضاة عبد الجبار (2) السابق.

6- و منهم: الوزير السعيد ذو المعالي زين الكفاة أبو سعد منصور بن الحسين الآبي، فاضل، عالم، فقيه، و له نظم حسن، قرأ على شيخنا الموفق أبي جعفر الطوسي، و روى عنه الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري، كذا في المنتجب (3).

و في الأربعين: [الحديث] الثاني و العشرون: أخبرنا الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الآبي- رحمه اللّه رحمة واسعة- بقراءتي عليه في مسجدي في سنة اثنين و ثلاثين و أربعمائة، قال: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه رحمه اللّه إملاء يوم الجمعة لتسع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و سبعين، قال: حدثنا أبي (4). إلى آخره.

و هذا السند مما يغتنم في ما بين الطرق من جهة العلوّ، و ربّما يستغرب في بادي النظر، فإن الذي كان يقرأ على أبي جعفر الطوسي كيف يروي عن الصدوق المتقدم عليه بطبقتين، و يرفع بأن ما بين التاريخين أربع و خمسون سنة، فلو كان عمر الوزير في تاريخ التحمل الذي هو قبل وفاة الصدوق بثلاث سنين: عشرون سنة مثلا، كان عمره في سنة السماع أربع و سبعين، و هو عمر


1- فهرس منتجب الدين: 192/ 512.
2- الأربعين: لم نعثر عليه فيه.
3- فهرس منتجب الدين: 161/ 376.
4- الأربعين: لم نعثر عليه.

ص: 79

متعارف شائع.

7- و منهم: الشيخ أبو عبد اللّه الحسن بن الحسين بن بابويه المتقدم (1) في مشايخ الشيخ منتجب الدين.

و لنكتف من مشايخه الذين هم في الأربعين: أربعون، بما ذكرنا.

(ج)- عمّ والده: الشيخ الجليل المفيد الحافظ أبو محمّد عبد الرحمن ابن الشيخ أبي بكر أحمد النيسابوري الخزاعي (2)، نزيل الري، الفاضل، الكامل، العالم المتبحّر.

قال في المنتجب: شيخ الأصحاب بالري، حافظ، واعظ، ثقة، سافر في البلاد شرقا و غربا، و سمع الأحاديث عن المؤالف و المخالف، و له تصانيف، منها: سفينة النجاة في مناقب أهل البيت عليهم السلام، العلويات، الرضويات، الأمالي، عيون الأخبار، مختصرات في المواعظ و الزواجر، أخبرنا بها جماعة منهم السيدان المرتضى و المجتبى- ابنا الداعي الحسني- و ابن أخيه الشيخ الإمام أبو الفتوح الخزاعي عنه رحمهم اللّه تعالى (3). انتهى.

(د)- الشيخ أبو علي الطوسي.

(ه)- القاضي الفاضل الحسن الأسترابادي، نص عليه صاحب المعالم، و يأتي في مشايخ ابن شهرآشوب (4).

السادس عشر من مشايخ ابن شهرآشوب: الشيخ الإمام أبو الحسين سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الراوندي، المعروف بالقطب الراوندي،


1- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 431.
2- ثالث مشايخ الشيخ أبي الفتوح الرازي.
3- فهرس منتجب الدين: 108/ 219.
4- يأتي في صفحة: 96.

ص: 80

العالم المتبحّر، النقاد المفسّر، الفقيه المحدّث، المحقق، صاحب المؤلفات الرائقة النافعة الشائعة جملة منها، و عثرنا عليها- كالخرائج، و قصص الأنبياء، و فقه القرآن، و لبّ اللباب، و الدعوات، و غير ذلك مما نقل عنها الأصحاب، و شرحه على نهج البلاغة المسمّى بالمعراج من الشروح المعروفة، و ليس هو أوّل الشروح كما زعمه صاحب الرياض (1)، بل أول من قرع هذا الباب، و رام كشف النقاب عن كلام هو فوق كلام المخلوق، و دون كلام رب الأرباب أبو الحسن البيهقي المعروف، و هو موجود إلى الإن و للفخر الرازي أيضا شرح عليه و لم يتمّه.

و بالجملة، ففضائل القطب و مناقبه، و ترويجه للمذهب بأنواع المؤلفات المتعلقة به أظهر و أشهر من أن يذكر، و كان له أيضا طبع لطيف، و لكن أغفل عن ذكر بعض إشعاره المترجمون له الذين بنوا على ذكرها في التراجم، و هذا الكتاب الشريف جرّدناه عنها، إلّا نوادر دعت إليها الضرورة، و لكن رأينا أن نذكر بعض ما له مما يتعلق بالفضائل لئلا يندرس في مرور الأيام فمنها:

قسيم النار ذو خير و خيريخلّصنا الغداة من السعير

فكان محمّد في الدين شمساعلي بعد كالبدر المنير

هما فرعان من عليا قريش مصاص (2) الخلق بالنصب الشهير

و قال له النبي (ص) لأنت منّي كهارون و أنت معي وزيري

و من بعدي الخليفة في البراياعلي جاه السرور على سريري

و أنت غياثهم و الغوث فيهم لدى الظلماء كالصبح البشير

ولائي في البتول و في بنيهاكمثل الروض في اليوم المطير


1- رياض العلماء 2: 421.
2- المصاص: خالص كلّ شي ء، و فلان مصاص قومه أي: أخلصهم. (لسان العرب 7: 91)

ص: 81

محمّد النبي (ص) غدا شفيعي لأنّ عليا الأعلى ظهيري

و لا أرضى بتيم أو عدي أميرا خاب ذلك من أمير

مصير آل أحمد يوم حشري و يوم الحشر حبّهم نصيري

و له (رحمه اللّه) أيضا:

بنو الزهراء آباء اليتامى إذا ما خوطبوا قالوا سلاما

هم حجج الإله على البرايافمن ناواهم يلق الأثاما

فكان نهارهم أبدا صياماو ليلهم كما تدري قياما

أ لم يجعل رسول اللّه يوم ال- غدير عليا الأعلى إماما

أ لم يك حيدر قرما هماماأ لم يك حيدر خيرا مقاما

و إن آذى البتول بنو عدي يكن أبدا عذابهم غراما

بنوهم عروة الوثقى محامي عطاؤهم اليتامى و الأيامى

قسيم النار في الدنيا كفاناسيكفينا البليات العظاما

هم الراعون في الدنيا الأناماهم الحفّاظ في الأخرى الذماما

فلا تسرف و لا تقتر عليهم عقوقهم و كن فيهم قواما

و له (رحمه اللّه) أيضا:

أمير المؤمنين غدا إمامي فأنا اليوم أجعله أمامي

أواليه و أفديه بروحي كتفدية المشوق المستهام

و من يهواه لا تفريط منه و لا إفراط جلّ عن الملام

فأعلى حبّه صيتي و صوتي و خلّصني من الكرب العظام

لأرجو الأمن في حشري و نشري و تسليما إلى دار السلام

فقد آثرت أهل البيت معابعروتهم و حبلهم اعتصامي

ص: 82

علي و البتول كرام أصل و سبطا المصطفى فرعا الكرام

و زين العابدين إمام حق و باقر مشكل صعب المرام

و صادقهم و كاظمهم أناروابسيط الأرض في غبش الظلام

و إعجاز الرضا في الأرض باق و فضل سليله فوق الكلام

واردي العسكريّان الأعادي بلا استعمال رمح أو حسام

و أن القائم المهدي شمس تلألأ ضوؤها تحت الغمام

هم أهل الولاية و التولي هم خير البرية و الأنام

و له (رحمه اللّه) أيضا:

لآل المصطفى شرف محيطتضايق عن تنظّمه البسيط

إذا كثر البلايا و الرزايافكلّ منهم جأش ربيط

إذا ما قام قائمهم بوعظكانّ كلامه درّ لقيط

إذا امتلأت بعد لهم ديارتقاعس دونه الدهر القسوط (1)

هم العلماء إن جهل البراياهم الموفون إن خان الخليط (2)

بنو أعمامهم جاروا عليهم و مال الدهر إذ مال الغبيط

لهم في كلّ يوم مستجدبرغم الأصدقاء دم عبيط

فمات محمّد و ارتد قوم بنكث العهد إذ خان الشموط

تناسوا ما مضى بغدير خمّ فأدركهم لشقوتهم هبوط

ألا لعنت أميّة قد أضاعواالحسين كأنه فرخ سميط


1- القاسط: يراد به هنا الجائر، كما قال اللّه تعالى: وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً [الجن 72: 15] أو لمحاربة الأمير عليه السلام: القاسطين و.
2- الخليط: هو المخالط، أي: الصديق. (لسان العرب 7: 293)

ص: 83

على آل الرسول صلاة زكى طوال الدهر ما طلع الشميط (1)

و لهذا الشيخ (2) الجليل مشايخ كثيرة نشير إلى جملة منها:

أ- الشيخ أبو علي الطبرسي، صاحب مجمع البيان.

ب- عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري، صاحب البشارة.

ج- السيد مرتضى بن الداعي الرازي (3)، صاحب تبصرة العوام.

د- أخوه السيد المجتبى، و قد تقدما (4) في مشايخ الشيخ منتجب الدين.

ه- أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد التميمي (5).

و- أخوه: محمّد بن علي، و قد مرا في مشايخ ابن شهرآشوب (6).

ز- السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي.

في المنتجب: فقيه، محدث (7).

و في الرياض: إن الحق أنه هو بعينه السيد ناصح الدين أبو البركات المشهدي (8).

و قد أورده الشيخ رضي الدين أبو نصر الحسن بن أبي علي الطبرسي في مكارم الأخلاق، بعنوان السيد الإمام ناصح الدين أبو البركات المشهدي،


1- الشميط: الصبح، لاختلاط بياضه بلون آخر. (لسان العرب 7: 293)
2- لم يذكر هذا الشيخ في المشجرة من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب، و ذكره من مشايخ أبي الفتوح الرازي، و احمد بن علي بن عبد الجبار، و ذكر له شيخا واحدا هو السيد مجتبى بن الداعي.
3- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 430.
4- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 430.
5- تقدم في صفحة: 63.
6- تقدم في صفحة: 64.
7- فهرس منتجب الدين: 163/ 387.
8- رياض العلماء 5: 423.

ص: 84

و نسب إليه كتاب المسموعات (1). و نقل عن ذلك الكتاب بعض الأخبار، و كذا ولده الشيخ علي في مشكاة الأنوار (2)، و نسب إليه كتاب المجموع.

و قال القطب في الخرائج: و أخبرنا السيد أبو البركات محمّد بن إسماعيل المشهدي (3).

1- عن الشيخ جعفر الدوريستي.

عن المفيد (رحمه اللّه).

و يروي السيد أبو البركات أيضا:

2- عن الشيخ الإمام محيي الدين أبي عبد اللّه الحسين بن المظفر بن علي الحمداني، نزيل قزوين، ثقة وجه كبير، قرأ على الشيخ الموفق أبي جعفر الطوسي جميع تصانيفه مدة ثلاثين سنة بالغري على ساكنه السلام، و له تصانيف: منها: هتك أستار الباطنيّة، و كتاب نصرة الحق، و لؤلؤة التفكر في المواعظ و الزواجر، أخبرنا بها السيد أبو البركات المشهدي عنه، كذا في المنتجب (4).

و في الرياض: هو من أكابر علماء الطائفة الإمامية و فقهائهم، المعروف بالحمداني القزويني قال: و لعلّه ألف الكتاب الأول في قزوين ردّا على القرامطة الباطنية لما شاع ذكرهم و مذهبهم الباطل هناك في تلك الأوقات (5). انتهى.

ح- الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسن الحلبي.

في المنتجب: فقيه صالح، أدرك الشيخ أبا جعفر الطوسي (و روى عنه،


1- مكارم الأخلاق: 43.
2- مشكاة الأنوار: 120، 124، 174، 200، 218، 228، 309، هذا و كما هو واضح فإنّه يذكره كثيرا و لكننا لم نعثر على مورد لنسبة كتاب المجموع إليه.
3- الخرائج و الجرائح 2: 797/ 7.
4- فهرس منتجب الدين: 43/ 73.
5- رياض العلماء 2: 177.

ص: 85

و عن ابن البراج) (1) و قرأ عليه السيد الإمام أبو الرضا، و الشيخ الامام قطب الدين أبو الحسين الراونديان (2).

ط- أبو نصر الغاري.

في الرياض: كان من أجلّة مشايخ السيد فضل اللّه الراوندي، قال:

و الغاري- كما وجدته بخطّه الشريف- بالغين المعجمة، و لعلّ نسبته إلى الغار، و هي قرية من قرى الأحساء، و هي معمورة إلى الآن، و قد دخلتها و كان فيها- في الأغلب- جماعة من العلماء (3)، انتهى.

و قال القطب الراوندي في قصص الأنبياء: أخبرني أبو نصر الغاري.

1- عن أبي منصور العكبري، و هو الشيخ الأجل الصدوق أبو منصور محمّد ابن أبي نصر محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبر المعدل، المذكور بهذا الوصف و النسب في أول الصحيفة الكاملة بعد أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد ابن شهريار الخازن الراوي عنه، و يروي هو:

عن أبي المفضل محمّد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني، كما فيها.

2- و عن السيدين المرتضى و الرضي (رحمهما اللّه): كما صرّح به القطب الراوندي في القصص (4).

ي- الشيخ أبو القاسم بن كميح.

في الرياض: فاضل، عالم، كامل، يروي (5) عن المفيد، و يروي عنه ابن شهرآشوب (6).


1- ما بين القوسين لم يرد في المصدر.
2- فهرس منتجب الدين: 155/ 357.
3- رياض العلماء 5: 523.
4- قصص الأنبياء: 96/ 89.
5- في الرياض أورد روايته عن المفيد بتوسط ابن البراج.
6- رياض العلماء 5: 502.

ص: 86

و في القصص: أخبرني الأستاذ أبو القاسم بن كميح.

عن الشيخ جعفر الدوريستي.

عن المفيد (رحمه اللّه) (1).

يا- الأستاذ أبو جعفر محمّد بن المرزبان.

عن الشيخ أبي عبد اللّه جعفر الدوريستي.

عن أبيه.

عن الصدوق (رحمه اللّه)، كذا في القصص (2).

يب- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين المؤدب القمي.

عن جعفر الدوريستي. إلى آخره كذا في القصص (3).

يج- الشيخ أبو سعد الحسن بن علي الأرابادي.

يد- الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمّد الحديقي، كلاهما:

عن أبي عبد اللّه جعفر الدوريستي.

يه- الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد المرشكي.

يو- الشيخ هبة اللّه بن دعويدار، فاضل، عالم، جليل الشأن.

يز- السيد علي بن أبي طالب السليقي، كلّهم:

عن الفقيه الجليل أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي.

يح- الشريف أبو السعادات هبة اللّه بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي الحسن بن عبد اللّه الأيمن بن عبد اللّه بن الحسن بن جعفر بن عبد الرحمن بن قاسم بن حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، المعروف: بابن الشجري البغدادي، المتولد في سنة


1- قصص الأنبياء: 105/ 99، و في الحجرية: عن الشيخ أبو جعفر الدوريستي.
2- قصص الأنبياء: 117/ 117.
3- قصص الأنبياء: 120/ 121.

ص: 87

خمس و أربعمائة، و المتوفى يوم الخميس لعشر بقين من شهر رمضان سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة.

كان من أكابر علماء الإمامية و مشايخهم، و من أئمة النحو، و اللّغة، و أشعار العرب و أيامها، صاحب الأمالي الذي ألفه في أربعة و ثمانين مجلسا، و أقواله منقولة في العلوم العربية و الأدبية كمغني اللبيب و غيره.

و في المنتجب: فاضل، صالح، مصنّف الأمالي، شاهدت غير واحد قرأها عليه (1)، و له نوادر و قصص مذكورة في التراجم.

و ذكره ابن خلكان في تاريخه (2)، و السيوطي في الطبقات (3)، كما تقدم (4) في ترجمة القطب الرازي.

و قال تلميذه أبو البركات عبد الرحمن بن محمّد الأنباري في كتاب نزهة الأدباء: شيخنا الشريف أبو السعادات هبة اللّه بن علي بن محمّد بن حمزة العلوي الحسني. إلى أن قال: و كان الشريف ابن الشجري أنحى من رأينا من علماء العربية، و آخر من شاهدناهم من حذاقهم و أكابرهم، توفي سنة 522 (5).

1- عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي بطرقه السابقة (6).

2- و عن ابن قدامة.

عن السيد الرضي (رحمه اللّه).


1- فهرس منتجب الدين: 197/ 529.
2- وفيات الأعيان 6: 45/ 774.
3- بغية الوعاة 2: 324/ 2092.
4- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 389.
5- نزهة الألبّاء: 299- 302.
6- تقدّمت في الصفحات: 27، 37، 61.

ص: 88

يط- الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمّد الصواني، المتقدم ذكره (1).

ك- الأستاذ أبو جعفر بن كميح، أخو الأستاذ أبي القاسم المتقدم ذكره (2).

في الرياض: فقيه، فاضل، من مشايخ ابن شهرآشوب (3) يروي:

عن أبيه كميح.

في الرياض: فاضل، عالم، جليل، من أعاظم علماء الأصحاب (4).

عن القاضي ابن البراج و قد تقدم (5).

كا- السيد الجليل ذو الفقار بن محمّد الحسني (6) الآتي إن شاء اللّه تعالى. في مشايخ السيد فضل اللّه الراوندي (7).

كب- الشيخ عبد الرحيم البغدادي، المعروف: بابن الأخوة.

1- عن السيدة النقيّة بنت السيد المرتضى.

في الرياض: كانت فاضلة جليلة، تروي عن عمّها السيد الرضي جامع كتاب نهج البلاغة، و يروي عنها الشيخ عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن الاخوة، على ما أورده القطب الراوندي في آخر شرحه على نهج البلاغة (8).


1- تقدم في صفحة: 68.
2- تقدم في صفحة: 85.
3- رياض العلماء 5: 431.
4- رياض العلماء 4: 414.
5- تقدم في صفحة: 36.
6- في الحجرية: بن أحمد الحسيني، و لعلّه اشتباه.
7- يأتي في صفحة: 114.
8- رياض العلماء 5: 409.

ص: 89

و يروي عن ابن الأخوة أيضا: عماد الدين علي بن الامام قطب الدين.

ففي إجازة صاحب المعالم في طرق نجم الدين جعفر بن نما: و يروي جميع كتب المرتضى أيضا:

عن والده.

عن الشيخ علي بن قطب الدين الراوندي.

عن شيخه و أستاذه الامام أبي الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة البغدادي.

2- عن الشيخ أبي غانم العصمي الهروي الشيعي الإمامي.

عنه رحمه اللّه (1).

كج- الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن علي النيشابوري، الآتي في مشايخ السيد الراوندي (2)، روى عنه في دعواته (3).

هذا، و له مشايخ أخر من العامة لا حاجة إلى ذكرهم.

و له (4) ولدان فاضلان:

أحدهما: الشيخ نصير الدين أبو عبد اللّه الحسين الشهيد، و قد مرّ في ترجمة الشهيد الثاني (5).

و الثاني: الشيخ الامام عماد الدين أبو الفرج علي، و قد مر في مشايخ علي بن طاوس (6).


1- انظر بحار الأنوار 109: 47.
2- يأتي في صفحة: 112.
3- دعوات الراوندي: 205/ 558.
4- أي القطب الراوندي.
5- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 264.
6- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 463.

ص: 90

و في الرياض: و كان والده و جدّه أيضا من العلماء (1) انتهى.

و لم أجد تاريخ وفاته، إلّا أنّ فراغه من تأليف فقه القرآن كان سنة 562، و قبره الشريف في قم في قريب من مزار السيدة فاطمة (عليها السلام) معروف يزار و يتبرك به (2).

[السابع عشر الأستاذ أبو جعفر بن كميح]

السابع عشر (3): الأستاذ أبو جعفر.

[الثامن عشر الأستاذ أبو القاسم بن كميح]

الثامن عشر: الأستاذ أبو القاسم.

قال في المناقب: و أمّا أسانيد كتب المفيد فعن أبي جعفر، و أبي القاسم ابني كميح.

عن أبيهما.

عن ابن البراج.

عن الشيخ.

و من طرق أبي جعفر الطوسي أيضا عنه (4).

التاسع عشر: السيد الجليل المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الكجي الجرجاني

في الأمل: عالم فقيه (5).

و قال علي بن طاوس في المهج: و حدث- أيضا- الشيخ السعيد السيد العالم التقي نجم الدين كمال الشرف ذو الحسبين أبو الفضل المنتهى بن أبي زيد ابن كيابكي الحسيني في داره بجرجان في ذي الحجّة من سنة ثلاث و خمسمائة (6).


1- رياض العلماء 2: 430.
2- و هو الآن واقع في الصحن الشريف.
3- من مشايخ ابن شهرآشوب.
4- المناقب 1: 12.
5- أمل الأمل 2: 326/ 1006.
6- مهج الدعوات: 217.

ص: 91

و في المناقب- في ذكر طرقه إلى كتب الشيخ الطوسي-: و حدثنا به أيضا المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني، و محمّد بن الحسن الفتال النيشابوري، و جدّي شهرآشوب عنه أيضا- سماعا و قراءة و مناولة و إجازة- بأكثر كتبه و رواياته (1).

عن أبيه أبي زيد.

في الرياض: هو السيد عبد اللّه بن علي كيابكي ابن عبد اللّه بن عيسى ابن زيد بن علي الحسيني الكجي الجرجاني الذي يروي عنه ولده السيد المنتهى ابن أبي زيد، و هو يروي:

عن السيد المرتضى، و السيد الرضي (2)، و صرّح بذلك في المناقب أيضا (3).

العشرون: السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد (حميدان)

الآتي في مشايخ السيد الراوندي (4).

[الواحد و العشرون السيد ناصح الدين أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن المحفوظ التميمي الآمدي]

الواحد و العشرون: القاضي السيد ناصح الدين أبو الفتح عبد الواحد ابن محمّد بن (5) المحفوظ بن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد التميمي الآمدي.

في الرياض: فاضل، عالم، محدّث، إمامي، شيعي، و لكن قال في شأن علي عليه السلام في ديباجة كتابه غرر الحكم هكذا: علي كرّم اللّه وجهه، فلعلّه من باب التقية، أو هو من النساخ، و قال: اعلم أنّ نسبه على ما وجدناه في بعض المواضع هكذا: القاضي السيد. إلى آخر ما ذكرناه، و المشهور أنه لم يكن من


1- مناقب ابن شهرآشوب 1: 12، و فيه: و حدثنا أيضا.
2- رياض العلماء 3: 229.
3- مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
4- يأتي في صفحة: 114.
5- ابن: زائدة ظاهرا (منه قدس سره)

ص: 92

السادات، فلاحظ (1).

قال: و بالجملة فقد عدّه جماعة من الفضلاء من جملة أجلّة العلماء الإمامية، منهم ابن شهرآشوب في أوائل كتاب المناقب حيث قال- في أثناء تعداد كتب الخاصة، و بيان أسانيد تلك الكتب-: و قد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم (2).

و قد عوّل عليه و على كتابه هذا المولى الأستاذ الاستناد في البحار، و جعله من الإمامية، و ينقل عن كتابه فيه، قال رحمه اللّه في أوّل البحار: و كتاب غرر الحكم، و درر الكلم للشيخ عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد، و يظهر مما سننقل عن ابن شهرآشوب أن الآمدي كان من علمائنا، و أجاز له رواية هذا الكتاب (3)، ثم نقل ما في معالم ابن شهرآشوب (4)، ففيه: عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد الآمدي التميمي له غرر الحكم، و درر الكلم يذكر فيه أمثال أمير المؤمنين عليه السلام (5).

و بالجملة فلا مجال للشكّ في كونه من علمائنا الإماميّة.

أمّا أوّلا: فلذكره ابن شهرآشوب في المعالم، كما عرفت.

و أمّا ثانيا: فلتصريحه بذلك في المناقب، فإنه قال فيه: فأمّا طرق العامة فقد صحّ لنا اسناد البخاري عن أبي عبد اللّه محمّد بن الفضل. و ساق أسانيده إلى كتبهم في فنون العلوم الشرعية في كلام طويل، ثم قال: فأمّا أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، ثم ساق أسانيده


1- رياض العلماء 3: 281.
2- مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
3- بحار الأنوار 1: 16.
4- رياض العلماء 3: 282.
5- معالم العلماء: 81/ 549.

ص: 93

إلى كتب المشايخ. إلى أن قال: و قد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم، و وجدت بخطّ أبي طالب الطبرسي كتابه الاحتجاج (1). و هذا كالنص منه على أنه منّا، و إلّا لأدرجه في الذين فارقوا عنّا.

و أمّا ثالثا: فلأن المتأمل في هذا الكتاب الشريف الخبير بأحاديث كتب أصحابنا يعلم أنه جمع ما فيه منها و استخرجه عنها، و هذا متوقف على الانس بمؤلفات أصحابنا، و طول التصفح في الأخبار المناسبة له.

و هذا من غير الإمامي المخلص بعيد غايته، بل لم نجد فيهم من دخل في هذا الباب، و تمسّك بطريقة الأصحاب.

و أمّا رابعا: فلأنه أخرج فيه بعض الأخبار الخاصة التي يستوحش منها المريضة قلوبهم، كقوله عليه السلام: أنا قسيم النار، و خازن الجنان، و صاحب الأعراف، و ليس منّا أهل البيت إمام إلّا و هو عارف بأهل ولايته، و ذلك لقول اللّه تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2).

و قوله (عليه السّلام): أنا كأب الدنيا لوجهها، و قادرها بقدرها، و رادّها على عقبها (3).

و قوله (عليه السلام): إنّا لننافس على الحوض، و إنا لنذود عنه أعداءنا، و نسقي منه أولياءنا، فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا (4).

و قوله (عليه السلام): أنا و أهل بيتي أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء (5).


1- مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
2- الرعد 13: 7، غرر الحكم و درر الكلم 1: 255/ 1.
3- غرر الحكم و درر الكلم 1: 255/ 3.
4- غرر الحكم و درر الكلم 1: 255/ 5.
5- غرر الحكم و درر الكلم 1: 256/ 12.

ص: 94

و قوله (عليه السلام): أنا خليفة رسول اللّه فيكم، و مقيمكم على حدود دينكم، و داعيكم إلى جنّة المأوى (1).

و قوله (عليه السلام): بنا اهتديتم الظلماء، و تسنّمتم العليا، و بنا انفجرتم عن السّرار (2).

و قوله (عليه السلام): بنا فتح اللّه، و بنا يختم، و بنا يمحو ما يشاء و يثبت، و بنا يدفع اللّه الزمان الكلب و بنا ينزل اللّه الغيث، فلا يغرّنكم باللّه الغرور (3).

و قوله (عليه السلام): لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه و مولجه، و جميع شانه لفعلت، لكني أخاف أن تكفروا في برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلّا أني مفضية إلى الخاصّة ممن يؤمن ذلك منه (4). إلى آخره.

و قوله (عليه السلام): وا عجبا، أن تكون الخلافة بالصحابة و لا تكون بالصحابة و القرابة (5)!!.

و قوله (عليه السلام): و الذي فلق الحبّة، برأ النسمة، ما أسلموا و لكن استسلموا، و أسرّوا الكفر، فلمّا وجدوا أعوانا عليه أعلنوا ما كانوا أسرّوا، و أظهروا ما كانوا أبطنوا (6).

و قوله (عليه السلام): و لقد قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّ رأسه لعلى صدري، و لقد سالت نفسه في كفّي، فأمررتها على وجهي، و لقد


1- غرر الحكم و درر الكلم 1: 256/ 13.
2- غرر الحكم و درر الكلم 1: 308/ 37.
3- غرر الحكم و درر الكلم 1: 308/ 38.
4- غرر الحكم و درر الكلم 2: 145/ 38.
5- غرر الحكم و درر الكلم 2: 306/ 64.
6- غرر الحكم و درر الكلم 2: 307/ 83.

ص: 95

ولّيت غسله صلّى اللّه عليه و آله و الملائكة أعواني، فضجّت الدار و الأفنية، ملأ يهبط و ملأ يعرج، و ما فارقت سمعي هينمة (1) منهم يصلّون عليه [حتى] (2) و اريناه صلوات اللّه عليه، فمن ذا أحقّ به حيّا و ميتا (3)؟! و قوله (عليه السلام): لا تخلو الأرض من قائم للّه بحججه، إمّا ظاهرا مشهورا، و إمّا باطنا مغمورا، لئلّا تبطل حجج اللّه و بيناته (4).

و قوله (عليه السلام): نحن دعاة الحق، و أئمّة الخلق، و ألسنة الصدق، من أطاعنا ملك و من عصانا هلك (5).

و قوله (عليه السلام): و نحن باب حطّة، و هو باب السلام، من دخله سلم و نجا، و من تخلف عنه هلك (6).

و قوله (عليه السلام): نحن النمرقة (7) الوسطى، بها يلحق التالي، و إليها يرجع الغالي (8).

و قوله (عليه السلام): نحن أمناء اللّه على عباده، و مقيمو الحق في بلاده، بنا ينجو الموالي، و بنا يهلك المعادي (9).


1- في الحجريّة: هنيمة، و في المصدر: هيمنة، و المثبت من المخطوط، و الهيمنة: الصوت الخفي. انظر (القاموس المحيط 4: 192)
2- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
3- غرر الحكم و درر الكلم 2: 308/ 86.
4- غرر الحكم و درر الكلم 2: 362/ 384.
5- غرر الحكم و درر الكلم 2: 299/ 53.
6- غرر الحكم و درر الكلم 2: 299/ 54.
7- النمرقة: الوسادة، جمعها نمارق، استعار عليه السلام لفظ النمرقة بصفة الوسطى له و لأهل بيته باعتبار انّهم أئمّة العدل، يستند الخلق إليهم في تدبير معاشهم و معادهم. انظر (مجمع البحرين 5: 242)
8- غرر الحكم و درر الكلم 2: 299/ 55.
9- غرر الحكم و درر الكلم 2: 299/ 56.

ص: 96

و قوله (عليه السلام): نحن شجرة النبوّة، و محط الرسالة، و مختلف الملائكة، و ينابيع الحكمة و معادن العلم، ناصرنا و محبّنا ينتظر الرحمة، [و عدونا] (1) و مبغضنا ينتظر السطوة (2).

و قوله (عليه السلام): إنّما الأئمة قوام اللّه على خلقه، و عرفاؤه على عباده، و لا يدخل الجنة إلّا من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النار إلّا من أنكرهم و أنكروه (3).

و قوله (عليه السلام): سلوني قبل أن تفقدوني، فإني بطرق السماء أخبر منكم بطرق الأرض (4).

و نظائر ذلك كثير في كتابه.

ثم إنّ صاحب الرياض مع سعة دائرة اطلاعه لم ينقل في ترجمته احتمال عاميّته عن أحد، بل صرّح بأن جملة من الفضلاء عدّوه من العلماء الإمامية (5)، فلا ينبغي التأمّل بعد ذلك فيه، و قد شرح كتابه الغرر و الدرر العالم المحقق جمال الدين الخوانساري بالفارسية بأمر سلطان عصره الشاه سلطان حسين الصفوي في مجلّدين كبيرين، رزقنا اللّه تعالى زيارته.

الثاني و العشرون: القاضي عماد الدين أبو محمّد حسن الأسترآبادي

في الرياض: فاضل، عالم، فقيه، جليل، و هو من مشايخ ابن شهرآشوب، قال: و قد كان من مشايخ السيد فضل اللّه الراوندي أيضا على ما رأيته


1- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
2- غرر الحكم و درر الكلم 2: 300/ 57.
3- غرر الحكم و درر الكلم 1: 270/ 52.
4- غرر الحكم و درر الكلم 1: 397/ 85.
5- رياض العلماء 3: 282.

ص: 97

بخطّ السيد فضل اللّه المذكور، و قال في وصفه: و رؤيتها عن قاضي القضاة الأجل الإمام السعيد عماد الدين أبي محمّد الحسن الأسترآبادي، قاضي الري (1). انتهى.

و يحتمل قريبا أنه هو الذي روى عنه منتجب الدين في الأربعين، قال:

الحديث الحادي و الثلاثون إملاء قاضي القضاة عماد الدين أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد الأسترآبادي قراءة عليه (2). إلى آخره.

و يظهر من المناقب أنه يروي:

عن القاضي أبي المعالي أحمد بن علي بن قدامة (3).

في الأمل: فاضل، فقيه جليل، يروي عن المفيد، و المرتضى، و الرضي (4) (رحمهم اللّه).

و قال صاحب المعالم: و يروي أيضا- أي نجم الدين جعفر بن نما- الجزء الأول منه- أي غرر السيد- عن والده، عن الشيخ أبي الحسن علي بن يحيى الخيّاط، عن السيد الأجل الشريف شرف شاه بن محمّد بن الحسين بن زيارة الأفطسي، عن شيخه الفقيه جمال الدين أبي الفتوح الحسين بن علي الخزاعي، عن القاضي الفاضل حسن الأسترآبادي، عن ابن قدامة، عن السيد المرتضى رحمه اللّه تعالى (5).

و في نزهة الألباء لعبد الرحمن بن محمّد الأنباري تلميذ أبي السعادات ابن الشجري: أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة كان قاضي الأنبار، له معرفة بالفقه


1- رياض العلماء 1: 159.
2- الأربعين: 61.
3- مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
4- أمل الآمل 2: 19/ 45.
5- انظر بحار الأنوار 109: 47.

ص: 98

و الشعر، و كان أديبا، توفي لست عشر من شوال سنة ست و ثمانين و أربعمائة في خلافة المقتدى (1).

[الثالث و العشرون الشيخ أبو علي محمّد بن الحسن بن علي بن أحمد الحافظ الواعظ الفارسي النيسابوري الفتال]

الثالث و العشرون: الشيخ الشهيد السعيد العالم النبيل أبو علي محمّد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي الحافظ الواعظ الفارسي النيسابوري، المدعو تارة: بالفتال، و أخرى بابن الفارسي، و المنسوب إلى أبيه الحسن مرة، و إلى جدّه عليّ ثانية، و إلى جدّه أحمد ثالثة، و الكل تعبير عن شخص واحد كما يظهر بالتأمل في عبارة ابن شهرآشوب في المناقب (2).

و صرّح به أيضا صاحب البحار (3) و غيره من العلماء النقاد الأبرار، و هو مؤلف كتاب روضة الواعظين المعروف، و كتاب التنوير في التفسير، و تقدم ذكر شهادته في ترجمة الشهيد الثاني (4).

و في المنتجب- في موضع-: ثقة جليل (5).

و في موضع: ثقة و أيّ ثقة (6).

و في رجال ابن داود: متكلم، جليل القدر، فقيه عالم زاهد ورع (7).

أ- عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.

ب- و عن أبيه الحسن بن علي.

عن السيد المرتضى، صرّح بذلك في المناقب (8).


1- نزهة الألبّاء: 270.
2- مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
3- بحار الأنوار 1: 8.
4- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 264.
5- فهرس منتجب الدين: غير موجود في نسختنا.
6- فهرس منتجب الدين: 166/ 395.
7- رجال ابن داود: 163.
8- مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.

ص: 99

الرابع و العشرون: السيد العالم مهدي بن أبي حرب الحسيني

شيخ الطبرسي صاحب الاحتجاج، صرّح بذلك في المناقب (1).

[الخامس و العشرون أبو الحسن بن أبي القاسم بن الحسين البيهقي]

الخامس و العشرون: العالم المتبحر أبو الحسن، أو الحسن بن الشيخ أبي القاسم بن الحسين البيهقي، الفاضل المتكلم، الجليل المعروف:

بفريد خراسان (2).

في الرياض: كان من اجلّة مشايخ ابن شهرآشوب، و من كبار أصحابنا، كما يظهر من بعض المواضع (3).

و في معالم العلماء، في ذيل ترجمة والده كما يأتي (4): و لابنه أبي الحسن- و في بعض نسخه: و لابنه الحسين- فريد خراسان كتب منها: تلخيص مسائل من الذريعة للمرتضى، و الإفادة للشهادة، و جواب يوسف اليهودي العراقي (5).

انتهى.

و هو أول من شرح نهج البلاغة. و ساق نسبه تلامذته و رواة كتابه بعد خطبة الكتاب، و هي من الخطب البليغة الأنيقة، أولها:

الحمد للّه الذي حمده يفيض شعاب العرفان و مسائله، و يجمع شعوب الأجر الجزيل و قبايله. إلى آخره هكذا:


1- مناقب ابن شهرآشوب 1: 10.
2- لشيخنا الطهراني صاحب الذريعة (قدّس سرّه) هنا حاشية: أقول: هو الإمام أبو الحسن علي بن الامام أبي القاسم زيد المعروف: بابن فندق، نسبة إلى جدّه أبي سليمان فندق، و له تاريخ بيهق المطبوع سنة 1317 شمسية المطابق سنة 1375 قمري، و ترجمة في معجم الأدباء 13: 219 [/ 32] و أورد ترجمته في كتابه مشارب التجارب و غرائب الغرائب في تاريخ مائة و خمسين سنة من 410- 560 و أورد جميع تصانيفه، و سمّى شرح نهجه: بمعارج نهج البلاغة، و مقدمة تاريخ بيهق للعلامة محمد خان القزويني.
3- رياض العلماء 5: 448.
4- يأتي في صفحة: 102.
5- معالم العلماء: 51/ 343.

ص: 100

قال الشيخ الإمام السيد حجّة الدين فريد خراسان أبو الحسن بن الإمام أبي القاسم بن الإمام محمّد بن الإمام أبي علي بن الإمام أبي سليمان بن الإمام أيوب بن الإمام الحسن.

و الإمام الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن، كان مقيما بسيواري في ناحية بالشتان من نواحي بست، و هو الإمام الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد اللّه ابن عمر بن الحسن بن عثمان بن أيوب بن خزيمة بن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و يعرف بأبي الحسن بن أبي القاسم البيهقي المقيم بنيسابور، حماها اللّه:

قرأت (1) كتاب نهج البلاغة-. إلى أن قال-: و لم يشرح قبلي من كان من الفضلاء السابقين هذا الكتاب بسبب موانع منها:

من كان متبحرا في علم الأصول كان قاصرا في علم اللغة و الأمثال.

و من كان كاملا فيهما كان غافلا عن أصول الطب و الحكمة و علوم الأخلاق.

و من كان كاملا في جميع هذه العلوم و الآداب كان قاصرا في التواريخ و أيام العرب.

و من كان كاملا في جميع ذلك كان غير معتقد لنسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).

و من حصلت لديه هذه الأسباب لم يعثر بذخائر كنز التوفيق، فإن التوفيق كنز من كنوز اللّه يختصّ به من يشاء من عباده، و أنا المتقدم في شرح هذا الكتاب.

إلى أن قال: و من قبل التمس منّي الامام السعيد جمال المحققين أبو


1- مقول القول المتقدّم.

ص: 101

القاسم علي بن الحسن الحونقي النيسابوري رحمه اللّه أن أشرح كتاب نهج البلاغة شرحا، و أصرح إقذاء الالتباس عن شربه صرحا، فصدّني الزمان عن إتمامه صدّا، و بنى بيني و بين مقصودي سدّا، و انتقل ذلك الإمام الزاهد الورع من لجّة بحر الحياة إلى الساحل، و طوى من العمر جميع المراحل، و ودع أفراس المقام في دار الدنيا مع الرواحل، و كل انسان و إن طال عمرة فإن. و كان ذلك الإمام قارعا باب العفاف، قانعا عن دنياه بالكفاف، رحمة اللّه عليه.

إلى أن قال: و خدمت بهذا الكتاب خزانة كتب الصدر الأجل السيد العالم عماد الدولة و الدين، جلال الإسلام و المسلمين، ملك النقباء في العالمين، أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى بن هبة اللّه الحسيني، فإنه جمع في الشرف بين النسب و الحسب، و في المجد بين الموروث و المكتسب، إذا اجتمعت السادة فهو نقيبهم و إمامهم، و إذا ذكرت الأئمة و العلماء فهو سيّدهم و همامهم، و إذا أشير إلى أصحاب المناصب فهو صدرهم، و إذا عدّ أرباب المراتب فهو فخرهم.

فأبقاه اللّه تعالى للسادات و العلماء صدرا ما صار الهلال بدرا (1). انتهى.

المقصود من نقله إحياء لدارس اسمه.

و ذكر في هذا الكتاب بعض طرقه إلى الرضي، و نحن نذكر عين عبارته، قال: قرأت كتاب نهج البلاغة على الإمام الزاهد الحسن بن يعقوب بن أحمد القارئ، و هو و أبوه في فلك الأدب قمران، و في حدائق الورع ثمران، في شهور سنه ست عشرة و خمسمائة، و خطّه شاهد لي بذلك، و الكتاب سماع له عن الشيخ جعفر الدوريستي الفقيه، و الكتاب سماع لي عن والدي الإمام أبي القاسم زيد بن محمّد البيهقي.

و له إجازة. عن الشيخ جعفر الدوريستي، و خطّ الشيخ جعفر شاهد


1- معارج نهج البلاغة: 6- 7.

ص: 102

عدل بذلك.

و بعض الكتاب أيضا سماع لي عن رجال لي (رحمة اللّه عليهم) و الرواية الصحيحة في هذا الكتاب رواية أبي الأغر محمّد بن همام البغدادي تلميذ الرضي، و كان عالما بإخبار أمير المؤمنين عليه السلام (1).

السادس و العشرون: أبو القاسم البيهقي

والد الشيخ المتقدم.

قال ابن شهرآشوب في المعالم: أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي، له حلية الأشراف، و هي في أنّ أولاد الحسين عليه السلام أولاد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله (2).

و قال في المناقب في أثناء أسانيده إلى كتب الخاصة: و ناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف (3).

و في ما ذكره إشكال من جهتين:

الأولى: أنّ كنية البيهقي هذا أبو القاسم لا أبو الحسين أو أبو الحسن.

و الثانية: أن اسم والده محمّد لا الحسين، و الإشكالان آتيان في كلام المنتجب و أربعينه أيضا.

ففي الأول: الشيخ أبو الحسين زيد بن محمّد بن الحسن البيهقي، فقيه صالح (4).

و في الثاني: الحديث الثلاثون: أخبرنا أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمّد البيهقي- قدم علينا الري- قراءة، أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن محمّد


1- معارج نهج البلاغة: 2- 3.
2- معالم العلماء: 51/ 343.
3- مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
4- فهرس منتجب الدين: 181/ 176.

ص: 103

ابن جعفر الحسيني الأسترآبادي (1). إلى آخره.

و يمكن أن يوجّه بتعدد الكنية له، و هو غير عزيز في الأصحاب و الرواة، و أن اسم أبي علي جدّه- كما تقدم في شرح نهج ولده- هو: الحسن، فما في المنتجب يوافقه، و ما في الأربعين و المناقب من باب سهو القلم. و تقديم الجدّ على الأب، و كم له نظير في كلمات أمثالهم من المكثرين في التأليف، و احتمال كون المراد بأبي الحسن في المناقب هو الولد صاحب الشرح ساقط، لكون حلية الأشراف من مؤلفات أبيه.

هذا، و قال- ولده في شرح الخطبة الأولى من النهج-: و قد لقيت في زماني من المتكلمين من له السّنان الأخضم، و المقام الأكرم، يتصرف في الأدلة و الحجج تصرف الرياح في اللجج، كالنجم المضي ء للساري، و الثوب القشيب للعاري، منهم والدي الإمام أبو القاسم قدس اللّه روحه، و من تأمل تصنيفه المعمول بلباب اللباب، و حدائق الحدائق (2)، و مفتاح باب الأصول، عرف أنه في هذا الباب سبّاق غايات، و صاحب آيات (3). إلى آخره.

و قد ظهر ممّا ذكرنا أنه يروي:

أ- عن الشيخ الفقيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي.

ب- و عن السيد أبي الحسن علي بن محمّد، المتقدم (4).

في الرياض: كان من مشاهير سادات العلماء (5).

عن والده السيد محمّد بن جعفر.

ج- و عن السيد علي بن أبي طالب الحسيني- أو الحسني- الآملي.


1- الأربعين: لم نعثر عليه، نقل بتوسط في الرياض 2: 357.
2- في المصدر: حدائق الحقائق.
3- معارج نهج البلاغة: 35/ 161 و 162.
4- تقدم في صفحة: 102.
5- رياض العلماء 4: 192.

ص: 104

في المنتجب: فقيه صالح (1).

عن السيد أبي طالب يحيى بن الحسين (2) بن هارون الحسيني الهروي، كان من أكابر علمائنا، يروي عن أبي الحسين النحوي سنة خمس و ثلاثمائة. له كتاب الأمالي الذي ينقل عنه السيد علي بن طاوس في مؤلفاته، و صاحب تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين.

و في الرياض: وجدت في بعض أسانيد كتاب الأربعين، و لعلّه لجدّ الشيخ منتجب الدين، هكذا: أخبرني أبو علي محمّد بن محمّد المقري (رحمه اللّه) بقراءتي عليه، قال: حدثنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون العلوي الحسني أصلا قال: حدثنا أبو أحمد محمّد بن علي (رحمه اللّه) قال:

حدثنا محمّد بن جعفر القمي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، قال:

حدثنا الحسن بن محبوب، عن صفوان بن يحيى، عن الصادق عليه السلام (3).

انتهى.

و في هذا السند مواقع للنظر ليس هنا مقام ذكرها.

[السابع و العشرون السيد ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه بن علي بن عبد اللّه]
اشارة

السابع و العشرون من مشايخ رشيد الدين ابن شهرآشوب-:

الطود الأشم، و البحر الخضم، السيد الإمام ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه ابن علي بن عبد اللّه. إلى آخر النسب المنتهى إلى الامام السبط الزكي عليه السلام، و قد ذكرناه في الفائدة السابقة في حال كتابه النوادر (4)، و ذكرنا بعض مقاماته العالية، فإنّه كان علّامة زمانه، و عميد أقرانه، و أستاذ أئمة عصره، و له تصانيف، منها: ضوء الشهاب في شرح الشهاب (5).


1- فهرس منتجب الدين: 131/ 282.
2- نسخة بدل: الحسن (منه قدس سرّه)
3- رياض العلماء 5: 333.
4- تقدم في الجزء الأول صفحة: 173.
5- لا شك أنّ مشايخ الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب تناهز المائة كما قال المصنّف (رحمه اللّه)، و قد ذكر هنا منهم سبعة و عشرون شيخا، و في المشجرة سبعة عشر شيخا، كلّهم ذكروا هنا إلّا اثنان هم:

ص: 105

قال في البحار: و كتاب ضوء الشهاب كتاب شريف مشتمل على فوائد جمّة خلت عنها كتب الخاصّة و العامة (1)، و هذا ظاهر لمن نظر فيما نقله عنه في البحار.

و مما استطرفنا عنه- و فيه غرابة و موعظة و اعتبار- ما ذكره في شرح قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، المروي في الشهاب: كاد الفقر أن يكون كفرا (2)، و كاد الحسد أن يغلب القدر (3). بعد شرح متن الخبر ما لفظه:

و هذا من أعجب القصص في الحسد، و هي من أعاجيب الدنيا. كان أيام موسى الهادي ببغداد رجل من أهل النعمة، و كان له جار في دون حاله، و كان يحسده، و يسعى بكل مكروه يمكنه، و لا يقدر عليه. قال: فلمّا طال عليه أمره، و جعلت الأيام لا تزيده إلّا غيظا، اشترى غلاما صغيرا فربّاه و أحسن إليه، فلمّا شبّ الغلام و اشتدّ و قوي عصبه، قال له مولاه: يا بني، إنّي أريدك لأمر من الأمور جسيم، فليت شعري، كيف لي أنت عند ذلك؟

قال: كيف يكون العبد لمولاه، و المنعم عليه المحسن إليه. و اللّه- يا مولاي- لو علمت أن رضاك في أن أتقحم في النار لرميت نفسي فيها، و لو علمت أن رضاك في أن أغرق نفسي في لجّة البحر لفعلت ذاك، و عدّد عليه أشياء، فسر بذلك من قوله، و ضمه إلى صدره، و أكبّ عليه يترشفه و يقبّله، و قال: أرجو أن تكون ممّن يصلح لما أريد.


1- بحار الأنوار 1: 31.
2- شهاب الأخبار: 269 و 271.
3- شهاب الأخبار: 277.

ص: 106

قال: يا مولاي، إن رأيت أن تمنّ على عبدك فتخبره بعزمك هذا ليعرفه، و يضمّ عليه جوانحه، قال: لم يأن ذلك بعد، و إذا كان فأنت موضع سري، و مستودع أمانتي.

فتركه سنة، فدعاه، فقال: أي بني، قد أردتك للأمر الذي كنت أرشحك له.

قال له: يا مولاي مرني بما شئت، فو اللّه لا تزيدني الأيام إلّا طاعة لك.

قال: إن جاري فلانا قد بلغ مني مبلغا أحبّ أن أقتله.

قال: فأنا أفتك به الساعة.

قال: لا أريد هذا، و أخاف أن لا يمكنك، و إن أمكنك ذلك أحالوا ذلك عليّ. و لكنّي دبّرت أن تقتلني أنت و تطرحني على سطحه، فيؤخذ و يقتل بي.

فقال له الغلام: أتطيب نفسك بنفسك، و ما في ذلك تشف من عدوك؟

و أيضا فهل تطيب نفسي بقتلك، و أنت أبرّ من الوالد الحدب و الام الرفيقة؟

قال: دع عنك هذا، فإنّما كنت أربّيك لهذا، فلا تنقض عليّ أمري، فإنه لا راحة لي إلّا في هذا.

قال: اللّه اللّه في نفسك يا مولاي، و أن تتلفها للأمر الذي لا تدري أ يكون أم لا، و إن كان لم تر منه ما أمّلت و أنت ميّت.

قال: أراك لي عاصيا، و ما أرضى حتى تفعل ما أهوى.

قال: أما إذا صحّ عزمك على ذلك فشأنك و ما هويت، لأصير إليه بالكره لا بالرضا، فشكره على ذلك، و عمد إلى سكين فشحذها و دفعها إليه، و أشهد على نفسه أنّه دبّره، و دفع إليه من ثلث ماله ثلاثة آلاف درهم، و قال:

إذا فعلت ذلك فخذ في أي بلاد اللّه شئت.

فعزم الغلام على طاعة المولى بعد التمنع و الالتواء.

ص: 107

فلما كان في آخر ليلة من عمره قال: تأهب لما أمرتك به فإني موقظك في آخر الليل، فلما كان في وجه السحر قام و أيقظ الغلام فقام مذعورا، و أعطاه المدية، فجاء حتى تسوّر حائط جاره برفق، فاضطجع على سطحه، و استقبل القبلة ببدنه، و قال للغلام: ها، و عجّل. فترك السكين على حلقه، و أفرى أوداجه و رجع إلى مضجعه، و خلّاه يتشحّط في دمه.

فلما أصبح أهله خفي عليهم خبره، فلما كان آخر النهار أصابوه على سطح جاره مقتولا، فأخذ جاره و احضروا وجوه المحلّة لينظروا إلى الصورة، و رفعوه و حبسوه، و كتبوا بخبره إلى الهادي، فأحضره فأنكر أن يكون له علم بذلك، و كان الرجل من أهل الصلاح، فأمر بحبسه.

و مضى الغلام إلى أصبهان، و كان هناك رجل من أولياء المحبوس و قرابته، و كان يتولّى العطاء للجند بأصبهان، فرأى الغلام و كان عارفا فسأله عن أمر مولاه، و قد كان وقع الخبر إليه، فأخبره الغلام حرفا حرفا، فأشهد على مقالته جماعة و حمله إلى مدينة السلام، و بلغ الخبر الهادي فأحضر الغلام فقص أمره كلّه عليه، فتعجب الهادي من ذلك، و أمر بإطلاق الرجل المحبوس، و إطلاق الغلام أيضا (1). انتهى.

و من مؤلفاته الدائرة رسالته في أدعية السرّ، و سنده إليها، و قد فرّقها الأصحاب في كتب الأدعية، و قد أدرجها بتمامها الكفعمي في البلد الأمين، و عندنا منها نسخة، و لم أعثر على باقي مؤلفاته، كالكافي في التفسير، و ترجمة الرسالة الذهبية، و الأربعين.

و له أولاد و أحفاد و أسباط علماء أتقياء مذكورون في تراجم الأصحاب، منهم:


1- ضوء الشهاب: غير متوفر لدينا.

ص: 108

السيد الإمام أبو الحسن عزّ الدين علي بن السيد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل اللّه.

قال السيد علي خان في كتاب الدرجات الرفيعة: هو شبل ذلك الأسد، و سالك نهجه الأسدّ، و العلم بن العلم، و من يشابه أبه فما ظلم، كان سيّدا عالما، فاضلا فقيها، ثقة أديبا، شاعرا، ألّف و صنّف، و قرّط بفوائده الأسماع و شنّف، و نظم و نثر، و حمد منه العين و الأثر، فوائده في فنون العلم صنوف، و فرائده في آذان الدهر شنوف.

و من تصانيفه تفسير كلام اللّه المجيد، لم يتمه. و الطراز المذهب في إبراز المذهب، و مجمع اللطائف و منبع الطرائف، و كتاب غمام الغموم، و كتاب مزن الحزن، و كتاب نثر اللآلي لفخر المعالي، و كتاب الحسيب النسيب للحسيب النسيب، و هو ألف بيت في الغزل و التشبيب. و كتاب غنية المتغني و منية المتمني، و من نظمه الباهر المرزي بعقود الجواهر (1).، ثم ساق جملة من إشعاره.

انتهى.

و عندنا نسخة من نهج البلاغة بخط بعض أسباطه، قال في آخره: فرغ من إتمام تحريره العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة اللّه و غفرانه، الحسن بن محمّد ابن عبد اللّه بن علي الجعفري الحسني، سبط الامام أبي الرضا الراوندي قدّس اللّه روحه، في ذي القعدة من سنة إحدى و ثلاثين و ستمائة. انتهى.

و الجعفري: نسبة إلى جعفر بن الحسن المثنى من أجداد السيد ضياء الدين.

و في الدرجات الرفيعة أيضا: و له مدرسة عظيمة بكاشان ليس لها نظير في وجه الأرض، يسكنها من العلماء و الفضلاء و الزهاد و الحجاج خلق كثير، و فيها


1- الدرجات الرفيعة: 511.

ص: 109

يقول ارتجالا:

و مدرسة أرضها كالسماءتجلّت علينا بآفاقها

كواكبها عزّ أصحابهاو أبراجها عزّ أطباقها

و صاحبها الشمس ما بينهم تضي ء الظلام بإشراقها

فلو أنّ بلقيس مرّت بهالأهوت لتكشف عن ساقها

و ظنّته صرح سليمان إذيمرد بالجن حذّاقها

قال رحمه اللّه: و كان السيد المذكور موجودا إلى سنة ثمان و أربعين و خمسمائة (1). انتهى.

[في ذكر مشجرة مشايخ السيد ضياء الدين أبو الرضا فضل الله]
اشارة

و يروي هذا السيد الجليل عن جمّ غفير من المشايخ الأجلّة، نذكر منهم ما عثرنا عليه:

[الأول أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني]

الأول: الإمام الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني، كما مرّ في الفائدة السابقة في شرح حال كتاب نوادره (2).

الثاني: السيّد أبو البركات محمّد بن إسماعيل الحسيني المشهدي

الذي مرّ في مشايخ القطب الراوندي (3).

الثالث: شرف السادات السيد أبو تراب المرتضى
الرابع: أخوه الجليل أبو حرب المنتهى

ابنا السيد الداعي الحسيني، و مرّ ذكرهما في مشايخ المنتجب (4).

الخامس: السيد علي بن أبي طالب السليقي الحسني

الذي مرّ


1- الدرجات الرفيعة: 506.
2- تقدم في الجزء الأول صفحة: 175.
3- تقدم في صفحة: 83.
4- تقدّما في الجزء الثاني صفحة: 430.

ص: 110

في مشايخ القطب الراوندي (1).

السادس: الشيخ البارع الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب البغدادي.

في الرياض: صرّح به السيد فضل اللّه نفسه في طيّ تعليقاته على كتاب الغرر و الدرر (2).

السابع: أبو جعفر محمّد بن علي بن محسن المقرئ

من مشايخ القطب الراوندي.

الثامن: القاضي عماد الدين أبو محمّد الحسن الأسترآبادي

المتقدم ذكره (3).

التاسع: السيد نجم الدين حمزة بن أبي الأعزّ الحسيني

يروي هو و القاضي الأسترآبادي:

عن القاضي أبي المعالي أحمد بن قدامة.

أ- عن السيدين الجليلين المرتضى و الرضي.

قال في الرياض: إنه كان من مشايخ السيد فضل اللّه، على ما وجدته بخطّه الشريف في بعض إجازاته (4).

ب- و يروي ابن قدامة عن المفيد أيضا.

العاشر: الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد

المتقدّم ذكره في مشايخ ابن شهرآشوب (5).

في الرياض: وجدت على ظهر نسخة الأمالي للصدوق صورة خطّ هذا


1- تقدم في صفحة: 86.
2- رياض العلماء 2: 85.
3- تقدم في صفحة: 96.
4- رياض العلماء 2: 198.
5- تقدم في صفحة: 63.

ص: 111

السيد- يعني السيد فضل اللّه- هكذا: أخبرني بهذا الكتاب الشيخ الفقيه علي ابن عبد الصمد التميمي إجازة، و كتب بها إليّ من نيسابور في شهر ربيع الأول (1) من سنة تسع و عشرين و خمسمائة، و كذلك أجاز لولديّ أحمد و عليّ أبقاهما اللّه، قال: أخبرني والدي الشيخ الفقيه الزاهد علي بن عبد الصمد، عن السيد العالم أبي البركات علي بن الحسين الجوري (رحمه اللّه)، عن ممليه (2).

الحادي عشر: أخوه الشيخ الجليل محمّد بن علي بن عبد الصمد

و قد مرّ مع أخيه (3)

الثاني عشر: الشيخ مكي بن أحمد المخلطي

في الأمل: فاضل يروي عنه فضل اللّه بن علي الراوندي (4).

و في الرياض: و منهم- أي من مشايخه- مكّي بن أحمد المخلطي، عن أبي غانم العصمي الهروي، عن المرتضى، على ما وجدته بخطّه الشريف، و الخط متوسط على ظهر كتاب الغرر و الدرر في إجازته لتلميذه السيد ناصر الدين أبي المعالي محمّد، و للسيد فضل اللّه تعليقات كثيرة على كتاب الغرر و الدرر (5).

و قال صاحب المعالم: و ذكر السيد غياث الدين في إجازته: أنّه يروي جميع كتب السيد المرتضى عن الوزير العلامة السعيد نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي، عن والده، عن السيد فضل اللّه الراوندي الحسني، عن مكّي بن أحمد المخلطي، عن أبي علي بن أبي غانم العصمي، عنه (6).


1- في المصدر بدل الأوّل: الأخر.
2- رياض العلماء 4: 271.
3- تقدم في صفحة: 64.
4- أمل الآمل 2: 325/ 1003.
5- رياض العلماء 4: 370.
6- بحار الأنوار 109: 45.

ص: 112

الثالث عشر: أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي

الثالث عشر: أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي (1)

على ما ذكره في البحار في رواية النيروز (2).

الرابع عشر: علي بن الحسين بن محمّد

في الرياض: الشيخ الأجل علي بن الحسين بن محمّد، من مشايخ السيد فضل اللّه الراوندي، و يروي عنه المناجاة الطويلة لأمير المؤمنين عليه السلام، و هو يرويها عن أبي الحسن علي بن محمّد الخليدي، عن الشيخ أبي الحسن علي ابن نصر القطاني رضى اللّه عنه، عن أحمد بن الحسن بن أحمد بن داود الوثابي القاشاني، عن أبيه، عن علي بن محمّد بن شيرة القاساني، عن مولانا الحسن العسكري عليه السلام (3).

و قال في موضع آخر: و يروي الشيخ تاج الدين محمّد بن محمّد الشعيري، عن السيد فضل اللّه المناجاة الطويلة لعلي عليه السلام، و هو يرويها عن علي بن الحسين. إلى آخره (4).

الخامس عشر: الشيخ أبو جعفر النيسابوري

الذي هو بعينه أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن النيسابوري، صاحب كتاب المجالس الذي ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب. و ذكر في المعالم أن له كتاب البداية (5) نصّ على رواية السيد عنه السيد علي خان في الدرجات الرفيعة (6)، و هو يروي:


1- ورد في المشجرة بعنوان: الدرويشي، و هو اشتباه.
2- بحار الأنوار 59: 91.
3- رياض العلماء 3: 433.
4- رياض العلماء 4: 370.
5- معالم العلماء: 138/ 955.
6- الدرجات الرفيعة: 506.

ص: 113

عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، كما يظهر من كتاب الدعوات للقطب الراوندي.

و قال العلامة في الإجازة الكبيرة: الندبة لمولانا زين العابدين علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما، رواها: الحسن بن الدّربي، عن نجم الدين عبد اللّه ابن جعفر الدوريستي، عن ضياء الدين أبي الرضا فضل اللّه بن علي الحسني بقاشان، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسن المقري (1)، عن الحاكم أبي القاسم عبد اللّه بن عبيد اللّه الحسكاني، عن أبي القاسم علي بن محمّد العمري، عن أبي جعفر محمّد بن بابويه (2). إلى آخره.

و قال الشيخ منتجب الدين: الشيخ الإمام قطب الدين أبو جعفر محمّد ابن علي بن الحسن المقري النيسابوري، ثقة عين، أستاذ السيد الإمام أبو الرضا و الشيخ الإمام أبو الحسين- يعني القطب الراوندي- له تصانيف منها التعليق، الحدود، الموجز في النحو، أخبرنا بها أبو الرضا فضل اللّه بن علي الحسني، عنه (3).

السادس عشر: الشيخ أبو الحسين النحوي

كما صرّح به نفسه في كتابه ضوء الشهاب في شرح قوله عليه السلام: كاد الفقر أن يكون كفرا (4).

السابع عشر: أبو علي الحداد

صرّح به في الدرجات (5)، و لم أعرف حاله.

الثامن عشر: الشيخ أبو نصر الغاري

الذي تقدّم (6) في مشايخ


1- في البحار اضافة: عن الحسن بن يعقوب بن أحمد النيسابوري.
2- بحار الأنوار 107: 121.
3- فهرس منتجب الدين: 157/ 363.
4- ضوء الشهاب: غير متوفر لدينا.
5- الدرجات الرفيعة: 506.
6- تقدم في صفحة: 85.

ص: 114

القطب الراوندي.

هذا و عدّ الفاضل المعاصر في الروضات من مشايخه الحسين بن مؤدّب القمّي، و الشيخ هبة اللّه بن دعويدار، و أبي السعادات الشجري (1)، و لم أعثر على مأخذ كلامه، و ظنّي أنه اشتبه عليه السيد الراوندي بالقطب الراوندي، فإن هؤلاء المشايخ من مشايخ القطب الراوندي، كما تقدم (2).

التاسع عشر: السيد عماد الدين أبو الصمصام (و أبو الوضاح) ذو الفقار بن محمّد بن معبد بن الحسن

بن أبي جعفر أحمد- الملقب بحميدان أمير اليمامة- ابن إسماعيل- قتيل القرامطة- ابن يوسف بن محمّد بن يوسف الأخيضر بن موسى الجون بن عبد اللّه المحض بن الحسن المثنى بن السبط الزكي الحسن بن علي عليهما السلام المروزي (3).

في الدرجات: حسام المجد القاطع، و قمر الفضل الساطع، و الإمام الذي عرف فضله الإسلام، و أوجبت حقّه العلماء الأعلام، و نطقت بمدحه أفواه المحابير، و ألسن الأقلام، و سعى جهده في بث أحاديث أجداده الكرام عليهم السلام. قلّما خلت إجازة من روايته لسعة علمه و درايته، و الثقة بورعه و ديانته، كان فقيها عالما متكلما، و كان ضريرا (4).

و في المنتجب: عالم دين، يروي عن السيد الأجل المرتضى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي، و الشيخ الموفق أبي جعفر محمّد بن الحسن قدّس اللّه


1- روضات الجنات 5: 366.
2- تقدم في صفحة: 86.
3- هنا حاشية لشيخنا الطهراني يقول فيها: هكذا نسبه في عمدة الطالب- طبع لكنهو صفحة:
4- الدرجات الرفيعة: 519.

ص: 115

روحهما، و قد صادفته و كان ابن مائة سنة و خمس عشر سنة (1) (2).

و وصفه صاحب عمدة الطالب بقوله: الفقيه العالم المتكلم الضرير (3). إلى آخره.

و هذا السيد الجليل يروي عن جماعة:

أ- الشيخ الطوسي.

ب- الشيخ محمّد بن علي الحلواني، تلميذ السيد المرتضى.

عنه رحمه اللّه.

ج- الشيخ الجليل خرّيت صناعة الرجال أبي العباس أحمد بن علي النجاشي (4)، صاحب الرجال.

د- الشيخ أبو الخير بركة بن محمّد بن بركة الأسدي.

في المنتجب: فقيه ديّن، قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي، و له كتاب حقائق الإيمان في الأصول، و كتاب الحجج في الإمامة، و كتاب عمل الأديان و الأبدان، أخبرنا بها السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني المروزي، عنه (5).

ه- الشيخ سلّار بن عبد العزيز الديلمي، كما صرّح به صاحب المعالم في الإجازة الكبيرة (6).


1- فهرس منتجب الدين: 73/ 157.
2- عن خط شيخنا الطهراني قال:
3- عمدة الطالب: 115.
4- لم يذكر في المشجرة سوى الشيخ الطوسي و الشيخ النجاشي.
5- فهرس منتجب الدين: 27/ 54.
6- بحار الأنوار 109: 28.

ص: 116

و- السيد المرتضى، كما تقدم في كلام المنتجب (1).

[العشرون الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي المقري النيسابوري الرازي]

العشرون: من مشايخه و مشايخ جلّ من في طبقته: الشيخ الجليل الملقب بالمفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي المقري النيسابوري ثم الرازي.

في المنتجب: فقيه الأصحاب بالري، قرأ عليه في زمانه قاطبة المتعلمين من السادة و العلماء، و هو قد قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي جميع تصانيفه، و قرأ على الشيخين سالار و ابن البرّاج، و له تصانيف بالعربية و الفارسية في الفقه (2).

و قال السيد علي بن طاوس في المهج: إنه قد حدّث الشيخ أبو علي ولد الشيخ الطوسي. إلى أن قال: و كذا الشيخ المفيد شيخ الإسلام عزّ العلماء أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي الرازي، في مدرسته بالري في شعبان سنة ثلاث و خمسمائة (3). إلى آخره.

و في الرياض: وجدت على ظهر نسخة من التبيان للشيخ الطوسي إجازة منه بخطه الشريف للشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار هذا، و كانت صورتها هكذا:

قرأ عليّ هذا الجزء- و هو السابع من التفسير- الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه الرازي، أيّد اللّه عزّه، و سمعه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه، و أبو عبد اللّه محمّد بن هبة اللّه الورّاق الطرابلسي، و ولدي أبو علي الحسن بن محمّد، و كتب محمّد بن الحسن بن علي الطوسي في ذي الحجة من سنة خمس و خمسين و أربعمائة (4). انتهى.

و هذا الشيخ يروي عن جماعة:


1- تقدم في صفحة: 114.
2- فهرس منتجب الدين: 109/ 220.
3- مهج الدعوات: 217.
4- رياض العلماء 3: 66.

ص: 117

أولهم: شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (رحمه اللّه).

ثانيهم: القاضي ابن البرّاج، و قد تقدم في مشايخ شاذان (1).

ثالثهم: الشيخ الجليل أبي يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلمي الطبرستاني، المدعو: بسلّار في ألسنة الفقهاء، و جملة من التراجم تارة، و بسالار فيها أخرى، و لعلّه الأظهر- كما في الرياض- فإنه لا معنى يعرف للأول. و أمّا الثاني فهو الرئيس بلغة الفرس كما يقولون اسمه سالار، و سپهسالار، قال:

و لعله كتب سلار بعنوان رسم الخط، كما يكتبون الحارث بصورة: الحرث، و مالك: ملك، و القاسم: القسم، و غيرها. فصحّف باللام المشددة (2).

و بالجملة، فهو الفقيه الجليل صاحب كتاب المراسم في الفقه المعروف:

بالرسالة، الذي اختصره المحقق صاحب الشرائع بالتماس بعض أصحابه و غيره.

في المنتجب: فقيه ثقة عين (3).

و في الخلاصة: شيخنا المتقدم في العلم و الأدب، و غيرهما. و كان ثقة وجها، و له المقنع في المذهب. إلى آخره (4).

و في مجموعة الشهيد في طيّ أسامي الذين قرأوا على السيد المرتضى: أبو يعلى سلّار بن عبد العزيز، كان من طبرستان، و كان ربّما يدرّس نيابة عن السيد، و كان فاضلا في علم الفقه و الكلام (5).

و ذكره السيوطي في الطبقات كما مرّ (6)، و فيها: إنه توفي في صفر سنة


1- تقدم في صفحة: 36.
2- رياض العلماء 2: 440.
3- فهرس منتجب الدين: 84/ 183.
4- رجال العلامة: 86/ 10.
5- مجموعة الشهيد:
6- تقدم في الجزء الثاني صفحة: 390.

ص: 118

448 (1). و لكن في نظام الأقوال- كما في الرياض-: إنه توفي بعد الظهر يوم السبت لست خلت من شهر رمضان سنة 463 (2)، و عليه فتكون وفاته بعد الشيخ الطوسي، و فيه بعد.

و في الرياض: إن المولى حشري التبريزي الصوفي الشاعر، قال في كتاب تذكرة الأولياء- الذي عقده لذكر أسامي الأولياء و العلماء و الصلحاء و الأكابر و المشاهير المدفونين في تبريز و نواحيه-: إن سلّار بن عبد العزيز الديلمي مدفون في قرية خسرو شاه من قرى تبريز.

و أقول: قد وردت عليها أيضا، و سمعت من بعض أكابرها، بل عن جميع أهلها أنّ قبره بها، و كان قبره هناك معروفا، و قد زرته بها، قال:

و خسرو شاه على مرحلة من تبريز بقدر ستّة فراسخ (3).

و يروي سلّار:

عن شيخيه الجليلين علمي العلم و الهدى: الشيخ المفيد، و السيد المرتضى.

رابعهم: المولى الأجلّ ذو الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمّد بن بارئ الكاتب.

في الرياض: كان من أجلاء مشايخ أصحابنا المعاصرين للشيخ الطوسي.

و يروي عنه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي الرازي، كما يظهر من صدر سند خمسة عشر حديثا للحسن بن ذكوان الفارسي، صاحب أمير المؤمنين عليه السلام. و من أواخر مجمع البيان للطبرسي أيضا.


1- بغية الوعاة 1: 594/ 1255.
2- رياض العلماء 2: 443.
3- رياض العلماء 2: 441.

ص: 119

و قد أدرك الحسن بن ذكوان (1) المذكور زمن الرسول صلّى اللّه عليه و آله أيضا، و لكن لم يره، فإنه كان له يوم قبض النبيّ صلّى اللّه عليه و آله اثنتان و عشرون سنة، و هو قد كان على دين المجوسية حينئذ، ثم أدركته السعادة الربانية بعد ذلك، فأسلم على يد أمير المؤمنين عليه السلام، إلّا أنّ في صدر سند الأحاديث المذكورة، وقع بعنوان: الرئيس أبو الجوائز الحسن بن علي بن بارئ، و هو يروي عن الشيخ أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد الجرجراني، كما يظهر من أواخر مجمع البيان.

و يروي أبو الجوائز هذا عن جماعة، و يروي أيضا عن علي بن عثمان بن الحسين، عن الحسن بن ذكوان الفارسي المذكور، كما يظهر من صدر سند الأحاديث المذكورة.

قال: و صدرها هكذا: حدّث الأجل السيد المخلص، سعد المعالتين (2)، ذو الكفالتين، أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمّد بن بارئ الكاتب رحمه اللّه تعالى بالنيل، في ذي القعدة من سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، في مشهد الكاظم عليه السلام.

قال: حدثنا علي بن عثمان بن الحسين صاحب الديباجي، بتل هوازي من أعمال بطيحة، سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة، و لي يومئذ سبع سنين، قال:

كنت ابن ثماني سنين بواسط، و قد حضرها الحسن بن ذكوان الفارسي (رحمة اللّه) في سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة، أيام المقتدر باللّه العباسي، و قد بلغه خبره فاستدعاه إلى بغداد ليشاهده و يسمع منه، و كان لابن ذكوان حينئذ ثلاثمائة و خمسة و عشرون سنة. إلى آخره.


1- كذا في نسختي من الرياض، و الموجود في الأصل زكردان. (منه قدّس سرّه)
2- كذا، و لعلّها: المعالي.

ص: 120

و هذه الأحاديث [1] موجودة عندنا، و قد استنسخناها من نسخة في

ص: 121

مجموعة عتيقة جدا كانت بخطّ الوزيري الفاضل المشهور، و كان تاريخ كتابتها

ص: 122

سنة أربع و سبعين و خمسمائة، و عليها إجازات الدوريستي، و الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست، و السانزواري الفاضل المعروف (1).

و الوزيري هو: القاضي بهاء الدين أبو الفتوح محمّد بن أحمد بن محمّد الوزيري.

ص: 123

في المنتجب: عدل ثقة صالح (1).

و في الرياض: و كان من تلامذة الدوريستي، و السانزواري، و الشيخ منتجب الدين، و له إجازة منهم، و تلك الإجازات موجودة بخطوطهم عند المولى ذو الفقار، و كذا خطّ الوزيري أيضا (2).

و السانزواري: هو الشيخ أبو محمّد الحسن بن أبي علي بن الحسن السانزواري المعاصر للشيخ منتجب الدين، و قال في حقّه: فقيه صالح (3)، و السانزوار هو بعينه السبزوار البلدة المعروفة.

خامسهم (4): الشيخ الفقيه أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي، المتقدم ذكره (5).

الحادي و العشرون: الشيخ أبو الفضل عبد الرحيم بن الاخوة البغدادي

المتقدم ذكره في مشايخ القطب الراوندي (6)، صرّح بذلك صاحب المعالم في الطريق إلى صحاح الجوهري (7).

[الثاني و العشرون أبو علي الحسن بن شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي]

الثاني و العشرون: من مشايخ السيد فضل اللّه، الفقيه الجليل الذي تنتهي أكثر إجازات الأصحاب إليه: أبو علي الحسن بن شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، العالم الكامل، المحدث النبيل، صاحب الأمالي، الدائر بين سدنة الأخبار، و يعبّر عنه تارة: بأبي عليّ، أو: أبي عليّ


1- فهرس منتجب الدين: 174/ 425.
2- رياض العلماء: 475 من القسم الثاني المخطوط.
3- فهرس منتجب الدين: 49/ 89.
4- لم يذكر في المشجرة للشيخ أبي الوفاء الرازي سوى شيخين هما:
5- تقدم في صفحة: 37.
6- تقدم في صفحة: 88.
7- بحار الأنوار 109: 66.

ص: 124

الطوسي، و أخرى بالمفيد، أو: المفيد الثاني (1).

في المنتجب: فقيه ثقة عين (2).

و في الأمل: كان عالما فاضلا، فقيها محدّثا، جليلا ثقة، له كتب منها كتاب الأمالي، و شرح النهاية- يعني لوالده- في الفقه، و غير ذلك (3).

و في المعالم: له المرشد إلى سبيل التعبد (4).

و هذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة.

و في الرياض: عن والده و طائفة من معاصريه (5)، و لكن أكثر رواياته التي عثرنا عليها عن والده الجليل.

و في الأمل في ترجمة سلّار: يروي عنه الشيخ أبو علي الطوسي (6).

و في الرياض: نقل روايته عن المفيد (7) أيضا، و تأمل فيه، و هو في محلّه، فإن وفاه المفيد سنة 413، و لم أعثر على تاريخ وفاة أبي علي، إلّا أنه يظهر من


1- لم يذكر في المشجرة للسيد فضل اللّه الراوندي سوى خمسة مشايخ هم:
2- فهرس منتجب الدين: 42/ 71.
3- أمل الآمل 2: 76/ 208.
4- معالم العلماء: 37/ 226.
5- رياض العلماء 1: 335.
6- أمل الآمل 2: 127/ 357.
7- رياض العلماء 1: 335.

ص: 125

مواضع من بشارة المصطفى أنه كان حيّا في سنة 515 (1)، فلو روى عنه لعدّ من المعمرين الذين دأبهم الإشارة إليه.

و قال السيد عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري: نقل من خطّ السيد علي بن عزام الحسيني رحمه اللّه: و سألته أنا عن مولده، فقال: سنة سبع و سبعين و خمسمائة، و توفي رضي اللّه عنه سنة سبعين، أو إحدى و سبعين و ستمائة، و قال لي: رأيت رياضا النوبية جارية أبي نصر محمّد بن أبي علي الطوسي.

أقول: و كانت أمّ ولده، و اسمه الحسن باسم جده أبي علي (2). إلى آخره.

و لم نعثر على حال الحسن و أبيه (3) محمّد أنّهما من أهل الدراية و الرواية أو لا؟.

[في ذكر أصحاب المجاميع]

اشارة

و قد و فينا بحمد اللّه تعالى بما تعهدناه من ذكر الطرق إلى أرباب المؤلفين و مشايخنا الخلف و السلف الصالحين، و اتصال السند إلى أصحاب المجاميع التي عليها تدور رحى مذهب الشيعة كالكتب الأربعة، و ما يتلوها في الاعتبار. و أمّا شرح الطرق منهم إلى مصنّفات الرواة من الأصول و الكتب، فالمتكفّل لذلك فهارستهم و كتبهم المسندة و مشيختها.

نعم بقي علينا الإشارة إلى نبذة من أحوال جملة من هؤلاء المشايخ الذين


1- أكثر الطبري الرواية عنه في كتابه بشارة المصطفى، و قد كانت جميع تواريخ مروياته في سنة 511 ه و 512 ه فقط.
2- فرحة الغري: 132.
3- في الأصل و الحجريّة: و جدّه. و لا يمكن المساعدة عليه لأن محمد هذا والده حيث هو: الحسن ابن أبي نصر محمد ابن أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن شيخ الطائفة.

ص: 126

إليهم تنتهي السلسلة في الإجازات، و تكرّرت الإشارة إلى أسامي بعضهم، و لنذكر منهم اثني عشر شيخا:

1- الكراجكي.

2- و النجاشي.

3- و الشيخ الطوسي.

4- و الرضي.

5- و علم الهدى.

6- و المفيد.

7- و ابن قولويه.

8- و الصدوق.

9- و النعماني.

10- و ثقة الإسلام.

11- و علي بن بابويه.

12- و أبو عمرو الكشي.

[الأول الشيخ أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي]
[في ترجمة الشيخ أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي]

أمّا الأول: فهو الشيخ الجليل أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي، الفقيه الجليل الذي يعبّر عنه الشهيد- كثيرا ما في كتبه- بالعلامة، مع تعبيره عن العلامة الحلّي: بالفاضل.

و في المنتجب: فقيه الأصحاب (1).

و في الأمل: عالم فاضل، متكلم فقيه، محدّث ثقة، جليل القدر (2)، ثم ذكر بعض مؤلفاته، و لم أر من المترجمين من أستوفى مؤلفاته، فاللازم علينا ذكرها- و إن بنينا على عدم ذكر الكتب في التراجم لوجودها- في الكتب


1- فهرس منتجب الدين: 154/ 355.
2- أمل الآمل 2: 278.

ص: 127

المعروفة.

[نبذة حول كتب أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي]

فنقول: قال بعض معاصريه في فهرسته المخصوص لذلك، ما لفظه:

فهرست الكتب التي صنّفها الشيخ الفقيه أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي رضي اللّه عنه و أرضاه، الحمد للّه و صلواته على سيدنا محمّد رسوله، و على آله الطاهرين و سلامه.

كتاب الصلاة، و هو: روضة العابدين و نزهة الزاهدين، ثلاثة أجزاء.

فالجزء الأول في الفرائض، و الثاني في ذكر السنن، و الثالث في ذكر التطوع الذي ليس بمسنون، و ما ورد في الجميع من علم و عمل، مشتمل على ثلاثمائة ورقة، عمله لولده (1).

الرسالة الناصرية في عمل ليلة الجمعة و يومها، عملها للأمير ناصر الدولة رضي اللّه عنه بدمشق، جزء واحد، خمسون ورقة، يشتمل على ذكر المفروض و المسنون و المستحب.

كتاب التلقين لأولاد المؤمنين، صنّفه بطرابلس، جزء لطيف، كراستان.

كتاب التهذيب- متصل بالتلقين- صنّفه بطرابلس، يشتمل على ذكر العبادات الشرعية بتقسيم يقرب فهمه، و يسهل حفظه، كثير الفوائد، جزء واحد، سبعون ورقة.

كتاب في المواريث، و هو: معونة الفارض على استخراج سهام الفرائض. فيه ذكر ما يستحقه طبقات الوارث، و السبيل إلى استخراج سهامهم من غير انكسار. كتاب مفيد، صنّفه بطرابلس لبعض الاخوان، جزء واحد،


1- قال الفاضل المعاصر في الروضات: و للكراجكي أيضا كتاب في الدعاء سمّاه: روضة العابدين ينقل عنه شيخنا الكفعمي في كتاب الجنّة الواقية و غيره، انتهى، و فيه ما لا يخفى، و في مجاميع الشيعة جملة وافرة منه يعلم منها أنّه كسائر كتب فقه القدماء، و منه أخرجت خبر جواز الجماعة في صلاة الغدير في أبواب الجماعة. (منه قدّس سرّه)

ص: 128

ستون ورقة.

كتاب المنهاج إلى معرفة مناسك الحاج، و هو منسك كامل يشتمل على فقه، و عمل و زيارات، جزء واحد، يزيد على مائة ورقة، صنّفه للأمير صارم الدولة يحج به.

كتاب المقنع للحاج و الزائر، سأله القائد أبو البقاء فرز بن برأك، جزء لطيف.

المنسك العضبي، أمره بعمله الأمير صارم الدولة، و عضبها ذو الفخرين بطبرية، قد ذاع في الأرض نسخه.

منسك لطيف في مناسك النسوان، أمره بعمله صارم الدولة حرس اللّه مدّته.

كتاب نهج البيان في مناسك النسوان، أمره بعمله الشيخ الجليل أبو الكتائب أحمد بن محمّد بن عماد، رفع اللّه درجته، و صنّفه بطرابلس، و هو خمسون ورقة.

كتاب الاستطراف فيما ورد في الفقه في الانصاف، و هو معنى غريب لم يسبق إلى مثله، يتضمّن بذكر النصف في الفقه، صنّفه للقاضي أبي الفتح عبد الحاكم.

مختصر كتاب الدعائم للقاضي نعمان، و هو من جملة فقهاء الحضرة.

كتاب الاختيار من الأخبار، و هو اختصار كتاب الأخبار للنعمان، يجري مجرى اختصار الدعائم.

كتاب ردع الجاهل و تنبيه الغافل، و هو نقض كلام أبي المحاسن المعري، الذي طعن به على الشريف المرتضى في المسح على الرجلين، عمل بطرابلس.

كتاب البستان في الفقه، و هو معنى لم يطرق، و سبيل لم يسلك، قسم فيه أبوابا من الفقه، و فرّع كلّ فن منها حتى حصل كلّ باب شجرة كاملة، يكون نيفا و ثلاثين شجرة كاملة، صنّفه للقاضي الجليل أبي طالب عبد اللّه بن

ص: 129

محمّد بن عمار، أدام اللّه سلطانه و كبت شانئيه و أعدائه.

كتاب الكافي في الاستدال بصحّة القول برؤية الهلال، عمله بمصر نحوا من مائة ورقة.

و من الكتب الكلامية:

نقض رسالة فردان بعد المروزي، في الجزء أربعون ورقة.

كتاب غاية الإنصاف في مسائل الخلاف، يتضمّن النقض على أبي الصلاح الحلبي رحمه اللّه في مسائل خلف (1) بينه و بين المرتضى، نصر فيها رأي المرتضى، و نصر والدي رحمه اللّه، و أبي المستفيد رضي اللّه عنهم (2).

كتاب حجّة العالم في هيئة العالم، هذا كتاب يتضمّن الدلالة على أن شكل السموات و الأرض كشكل الكرة، و إبطال مقال من خالف في ذلك، جزء لطيف.

كتاب ذكر الأسباب الصادة عن معرفة الصواب، جزء لطيف.

رسالة نعتها: بدامغة النصارى، و هو نقض كلام أبي الهيثم النصراني فيما رام تثبيته من الثالوث و الاتحاد، جزء واحد.

كتاب الغاية في الأصول، بجزء منه القول في حدوث العالم و إثبات محدثة.

كتاب رياضة العقول في مقدّمات الأصول، جزء لطيف، لم يتم.

كتاب المراشد المنتخب من غرر الفوائد، يتضمّن تفسير آيات من القرآن، مائتا ورقة.


1- كتب المصنّف هنا فوق كلمة خلف: ظاهرا. و لعلّها خلاف.
2- ذكر الشيخ الطهراني (قدّس سرّه) في هامش الحجري:

ص: 130

جواب رسالة الأخوين، يتضمّن الردّ على الأشعرية، و إفساد أقوالهم و طعنهم على الشيعة، ستون ورقة.

و من الكتب في الإمامة:

عدّة البصير في حجّ يوم الغدير، هذا كتاب مفيد، يختص بإثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير، جزء واحد، مائتا ورقة، بلغ الغاية فيه حتى حصل في الإمامة كافيا للشيعة، عمله في هذه المسألة بطرابلس للشيخ الجليل أبي الكتائب عمار أطال اللّه بقاه.

كتاب التعجب في الإمامة من أغلاط العامة، هذا كتاب جمع فيه بين أقوالهم المتناقضة الشاهدة بمذاهبهم الفاسدة، نحوا من المائة ورقة.

كتاب الاستنصار في النص على الأئمة الأطهار عليهم السلام، هذا كتاب يتضمن ما ورد من طريق الخاصة و العامة من النص على أعداد الأئمة عليهم السلام، جزء لطيف.

كتاب معارضة الأضداد باتفاق الأعداد في فنّ من الإمامة، جزء لطيف.

المسألة القيسرانية في تزويج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عائشة و حفصة، جزء لطيف.

المسألة النباتية في فضل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه على جميع البرية سوى سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

مختصر كتاب التنزيه، تصنيف المرتضى رحمه اللّه عبر ذكر الأنبياء، و بقي ذكر الأئمة صلوات اللّه عليهم.

كتاب الانتقام ممّن غدر أمير المؤمنين عليه السلام، و هو النقض على ابن شاذان الأشعري فيما أورده في آية الغار، لم يسبق إلى مثله.

كتاب الفاضح في ذكر معاصي المتقلّبين على مقام أمير المؤمنين عليه

ص: 131

السلام، لم يتم.

و من الكتب النجومية و ما يتعلق بها:

كتاب مزيل اللبس و مكمل الأنس.

كتاب نظم الدرر في مبنى الكواكب و الصور، و هو كتاب لم يسبق إلى مثله، يتضمّن ذكر أسماء الكواكب المسمّاة على ما نطقت به العرب و أهل الرصد.

كتاب إيضاح السبيل إلى علم أوقات الليل، هذا كتاب يتضمن ذكر المنازل الثمانية و العشرين و كواكبها، و مواقع بعضها من بعض، و صورها، و الإرشاد إلى معرفتها، و الاستدلال على أوقات الليل بها، و هو كثير المنفعة، جزء واحد، مائتا ورقة.

كتاب في الحساب الهندي و أبوابه، و عمل الجذور و المكعبات المفتوحة و الصم.

و من الكتب المختلفة:

العيون في الآداب.

كتاب معدن الجواهر و رياضة الخواطر، يتضمّن من الآداب و الحكم ممّا روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

كتاب رياض الحكم، و هو كتاب عارض به ابن المقفّع.

كتاب موعظة العقل للنفس، عملها لنفسه، نحو من الكراسين.

كتاب التعريف بوجوب حقّ الوالدين، عملها لولده، كرأسه واحدة.

كتاب أذكار الاخوان بوجوب حقّ الإيمان، أنفذها إلى الشيخ الأجل أبي الفرج البابلي، كرأسه.

نصيحة الاخوان، أنفذها إلى الشيخ أبي اليقظان أدام اللّه تعالى تأييده.

كتاب التحفة في الخواتيم، جزء لطيف.

الرسالة العلويّة في فضل أمير المؤمنين عليه السلام على سائر البرية سوى

ص: 132

سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، عملها للشريف أبي طالب، جزء لطيف.

كتاب الجليس، هذا كتاب لم يسبق إلى مثله، عمله كالروضة المنشورة، ضمنه من سير الملوك و آدابهم، و تحف الحكماء و طرفهم، من ملح الأشعار و الآداب ما يستغنى به عن المجموعات و غيرها، لم يصنّف مثله، الجملة تكون خمسة أجزاء، خمسمائة ورقة.

كتاب انتفاع المؤمنين بما في أيدي السلاطين، حداه على عمله الإخوان حرسهم اللّه بصيداء.

كتاب الأنيس، يكون نحوا من ألفي ورقة، جعله مبوّبا في كلّ فنّ، لم يسبق إلى مثله، مات رحمه اللّه، و لم يبلغ غرضه من تصنيفه.

و من الأنساب:

مختصر كتاب ابن جذاع، للشريف (رحمه اللّه) في ذكر المعقبين من ولد الحسن و الحسين عليهما السلام.

تشجير في ذكر المعقبين من ولد الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهما، و لم يسبق إلى مثله.

كتاب الزاهد في آداب الملوك، للأمير صارم الدولة ذي الفضيلتين أدام اللّه علوه، لم يسبق إلى مثله، جزء لطيف.

كتاب كنز الفوائد، خمسة أجزاء، عمله لابن عمّه يتضمّن أصولا من الأدلة، و فنونا و كلاما في فنون مختلفة، و تفاسير آيات كثيرة، و مختصرات عملها عدة، و أخبارا سمعها مرويّة من الآداب، و نكتا مستحسنة.

تسلية الرؤساء، عملها للأمير ناصر الدولة (رضي اللّه عنه) جزء لطيف.

كتاب التأديب، عمله لولده، جزء لطيف.

المجالس في مقدمات صناعة الكلام، أمر بعملها الأمير صارم الدولة ذو الفضيلتين حرس اللّه عمره لما آثر الاطلاع بهذا العلم، بجزء منها ثمانية مجالس

ص: 133

و لم يتم، لم يسبق إلى مثل ترتيبه.

كتاب الإقناع عند تعذّر الإجماع، في مقدمات الكلام، لم يتم.

كتاب الكفاية في الهداية، في مقدمات أصول الكلام، لم يتم.

كتاب الأصول في مذهب آل الرسول عليهم السلام، يتضمّن الأخبار بالمذهب من غير أدلة، عملها للإخوان بصور في سنة ثمانية عشر و أربعمائة، جزء لطيف.

مختصر البيان عن دلالة شهر رمضان، يتضمن نصرة القول بالعدد في معرفة أوائل الشهور، و هو الكتاب المنقوص عمله بالرملة لقاضي القضاة، جزء لطيف.

جواب رسالة الحازمية في إبطال العدد، و تثبيت الرؤية، و هي الردّ على أبي الحسن بن أبي حازم المصري تلميذ شيخي رحمة اللّه عليه. عقيب انتقاله (1) عن العدد، أربعون ورقة.

الرسالة العامرية في الجواب عن مسألة سألت عنها الغلاة، أمر بعملها الأمير قوام الدولة، و أنفذها إلى العامري القاضي، جزء لطيف، عملت بالقاهرة.

مختصر القول في معرفة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بالكتابة و سائر اللغات، عمل بالقاهرة لأبي اليقظان.

كرأسه مختصر طبقات الوارث، عمل للمبتدئين بطرابلس، لطيف.

الجدول المدهش، سأله في عمله سائل.


1- ظاهرا: انتقالي. (منه قدس سرّه).

ص: 134

الرسالة الصوفية، و هي في خبر مظلوم و مراد، سأل في عملها بعض الإخوان.

كتاب الإيضاح عن أحكام النكاح، أمر بعمله الأمير ذخر الدولة بصيداء في سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، يخرج في جزء واحد، فيه الخلاف بين الإمامية و الإسماعيلية.

رسالة التنبيه على أغلاط أبي الحسن البصري، في فصل ذكره في الإمامة، لطيف.

الكتاب الباهر في الأخبار، لم يتم.

نصيحة الشيعة، لم يتم.

مسألة العدل في المحاكمة إلى العقل، لم يتم.

كتاب هداية المسترشد، لم يتم.

و يشتمل كنز الفوائد على مختصرات عدّة:

منها: الذّخر للمعاد في صحيح الاعتقاد.

منها: الإعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين عليه السلام.

منها: رسالة في وجوب الإمامة.

التذكرة بأصول الفقه.

منها: البرهان على طول عمر القائم صلوات اللّه عليه.

رسالة في مسح الرجلين في الوضوء.

منها: التنبيه على حقيقة الملائمة.

منها: الإيضاح بين السنة و الإمامية.

و مجلس الكرّ و الفر.

منها: الكلام في الخلإ و الملأ.

و منها: الردّ على الغلاة.

ص: 135

و منها: الرد على المنجمين. انتهى.

و قد سقط من آخرها أسطر، كما أنه سقط منها أيضا من تصانيفه:

كتاب الإبانة عن المماثلة في الاستدلال بين طريق النبوّة و الإمامة، و هو كتاب لطيف لم يسبقه فيما أعلمه أحد، أثبت فيه أن طريق إثبات الإمامي للسني إمامة أمير المؤمنين و ولده عليهم السلام كطريق إثبات السني لليهودي نبوّة نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله، و أن الطريقين متماثلان، فذكر بعد المقدمات ما لفظه:

فصل: في حكاية مجلس، قد فرضنا أن ثلاثة اجتمعوا في مجلس:

أحدهم يهودي، و الآخر معتزلي، و الآخر شيعي إمامي، و أنهم تناظروا في النبوة و الإمامة، فتراجع بينهم النظر حتى حصل في التشبيه كالكر و الفرّ، إن اليهودي افتتح الكلام فسأل المعتزلي عن صحة نبوة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله؟.

فقال المعتزلي: الدليل على ذلك أن اللّه أبانه بالمعجزات. إلى آخره فيقول اليهودي: من أين أثبت ذلك؟ فيتمسّك بالتواتر.

فيقول الشيعي: حجّتك على اليهودي حجّة لنا. إلى آخره.

و هذا كتاب ينبئ عن دقّة نظره و تبحره، و جودة فكره.

و كتاب الفهرست: قال السيد علي بن طاوس في آخر الدروع الواقية:

و هذا جعفر بن أحمد- يعني القمّي صاحب كتاب المنبئ و المسلسلات و غيرها- عظيم الشأن من الأعيان، ذكر الكراجكي في كتاب الفهرست: أنّه صنّف مائتين و عشرين كتابا بقم و الري (1). إلى آخره.

و أمّا كتاب التعجب الذي أشار إليه، فهو أيضا كتاب لطيف جمع فيه ممّا تناقضت فيه أقوالهم، أو خالف فعالهم أقوالهم.


1- الدروع الواقية: 272.

ص: 136

و من عجيب ما ذكره في الفصل الذي عقده لذكر بغضهم أهل البيت عليهم السلام، و أنّهم يدّعون محبتهم، و جوارحهم لهم مكذبة.

قال: و من عجيب أمرهم ما سمعته أنّهم في المغرب بمدينة قرطبة يأخذون في ليلة عاشوراء رأس بقرة ميتة و يجعلونه على عصا و يحمل و يطاف به الشوارع و الأسواق، و قد اجتمع حوله الصبيان و يصفقون و يلعبون، و يقفون به على أبواب البيوت، و يقولون: يا ستي المروسنة أطعمينا المطنفسة، يعنون القطائف، و أنها تعدّ لهم، و يكرمون و يتبركون بما يفعلون.

و حدثني شيخ بالقاهرة من أهل المغرب كان يخدم القاضي أبا سعيد بن العارفي، أنه كان ممّن يحمل هذا الرأس في المغرب و هو صبي في ليلة عاشوراء.

أ فترى هذه من فرط المحبّة لأهل البيت عليهم السلام، و شدة التفضيل لهم على الأنام؟

و قد سمع هذه الحكاية بعض المتعصبين لهم، فتعجب منها و أنكرها، و قال: ما يستجيز مؤمن أن يفعلها.

فقلت: أعجب منها حمل رأس الحسين عليه السلام بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهما على رمح عال، و خلفه زين العابدين عليه السلام مغلول اليدين إلى عنقه، و نساؤه و حريمه معه سبايا مهتكات على أقتاب الجمال، يطاف بهم البلدان، و يدخل بهم الأمصار التي أهلها يظهرون الإقرار بالشهادتين، و يقولون: إنّهم من المسلمين، و ليس فيهم منكر، و لا أحد منفر، و لم يزالوا بهم كذلك إلى دمشق، و فاعلوا ذلك يظهرون الإسلام، و يقرءون القرآن، ليس منهم إلّا من تكرر سماعه قول اللّه سبحانه: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (1) فهذا أعظم من حمل رأس بقرة في بلدة واحدة.

و من عجيب قولهم أنّ أحدا لم يشر بهذا الحال، و يستبشر بما جرى فيها


1- الشورى 42: 23.

ص: 137

من الفعال، و قد رووا ما جرى، و قرّره شيوخهم، و رسمه سلفهم من تبجيل كلّ من نال من الحسين صلوات اللّه و سلامه عليه في ذلك اليوم، و أثر في القتل به أثرا، و تعظيمهم لهم، و جعلوا ما فعلوا سمة لأولادهم.

فمنهم في أرض الشام: بنو السراويل، و بنو السرج، و بنو سنان، و بنو المكبّري، و بنو الطشتي، و بنو القضيبي، و بنو الدرجي.

فأمّا بنو السراويل: فأولاد الذي سلب سراويل الحسين عليه السلام.

و أمّا بنو السرج: فأولاد الذي سرجت خيله تدوس جسد الحسين عليه السلام، و دخل بعض هذه الخيل إلى مصر، فقلعت نعالها من حوافرها، و سمّرت على أبواب الدور ليتبرك بها، و جرت بذلك السنة عندهم حتى صاروا يتعمّدون عمل نظيرها على أبواب دورهم، فهي إلى هذه الغاية ترى على أبواب أكثر دورهم.

و امّا بنو سنان: فأولاد الذي حمل الرمح الذي على سنانه رأس الحسين عليه السلام.

و أمّا بنو المكبّري: فأولاد الذي كان يكبّر على خلف رأس الحسين عليه السلام، و في ذلك يقول الشاعر:

و يكبرون لأن قتلت و إنّماقتلوا بك التكبير و التهليلا

و أمّا بنو الطشتي: فأولاد الذي حمل الطشت الذي ترك فيه رأس الحسين عليه السلام، و هم بدمشق مع بني المكبّري معروفون.

و أمّا بنو القضيبي: فأولاد الذي أحضر القضيب إلى يزيد لعنه اللّه لنكت ثنايا الحسين عليه السلام.

و أمّا بنو الدرجي: فأولاد الذي ترك الرأس في درج جيرون.

و هذا لعمرك هو الفخر الواضح لو لا أنه فاضح، و قد بلغنا أنّ رجلا قال لزين العابدين عليه السلام: إنّا لنحبكم أهل البيت، فقال (عليه السلام):

ص: 138

أنتم تحبّون حبّ السّنورة، من شدّة حبّها لولدها تأكله (1). انتهى.

[في ذكر مشجرة مشايخ الكراجكي]

و هذا الشيخ يروي عن جملة من المشايخ الأجلّة كما يظهر من مؤلفاته:

أ- كأستاذه الشيخ المفيد.

ب- و السيد المرتضى.

ج- و أبي يعلى سلّار بن عبد العزيز الديلمي.

د- و أبي عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن علي الواسطي، العالم الفقيه المعروف، صاحب كتاب من أظهر الخلاف لأهل البيت عليهم السلام، الذي ينقل عنه السيد علي بن طاوس في رسالة المواسعة في فوائت الصلوات (2).

يروي عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري.

ه- و الشيخ الجليل محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، الفقيه النبيه، القمي الإمامي، ابن أخت أبي القاسم جعفر بن قولويه، أو هو خال أبيه، صاحب كتاب المائة منقبة في مناقب أمير المؤمنين و أهل البيت عليهم السلام من طرق العامة، و كلّها مسندة إلّا أن بعض من لا خير فيه أسقط منه الأسانيد، فأكثر ما يوجد من نسخه النسخة الساقطة أسانيدها، و لم يعثر السيد المحدّث السيد هاشم التوبلي إلّا عليها، و أكثر النقل منها في غاية المرام، و كلّها مراسيل.

و هذا الكتاب الشريف هو بعينه كتاب: إيضاح دفائن (3) النواصب،


1- كتاب التعجب: 349، ضمن كتاب كنز الفوائد.
2- انظر مجلّة تراثنا 8: 343.
3- جاء في هامش المخطوط.

ص: 139

الذي ينسب إليه. و الشاهد على ذاك تصريح تلميذه العلامة الكراجكي في كتاب الإبانة، فإنّه بعد ما ذكر في المجلس الذي فرض فيه مناظرة الثلاثة:

المعتزلي و اليهودي و الإمامي، و أطال الكلام بينهم، و ظهر الحقّ، و أسلم اليهودي قال رحمه اللّه: قال الذي أسلم: أيّها الموفّق السديد و المرشد المفيد، قد دللت فأبلغت، و وعظت فبالغت، و ناديت فأسمعت، و نصحت فأفصحت، حتى ثبتت الحجّة و قهرت، و بنيت المحجّة و أظهرت، و وجب عليّ زائد الشكر، و لم يبق لمعاند عذر، و قد ذكرت رضي اللّه عنك أنّ من أصحاب الطريق العامة من قد روى معنى النص الجلي على أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة، فاذكر لنا بعضه لنقف عليه، و زدنا بصيرة ممّا هديتنا إليه.

قال الشيعي: حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن علي بن شاذان القمي رضي اللّه عنه من كتابه المعروف بإيضاح دفائن (1) النصّاب، و هذا كتاب جمع فيه ممّا سمع من طريق العامة مائة منقبة لأمير المؤمنين و الأئمة من ولده عليهم السلام، قال: حدثنا محمّد بن عبد اللّه. إلى آخره.

و قال في كنز الفوائد: و قرأت عليه كتابه المعروف بإيضاح دفائن


1- و في هامش المخطوط أيضا:

ص: 140

النواصب، بمكّة في المسجد الحرام سنة اثنتي عشرة و أربعمائة (1).

و قال في كتاب الاستنصار في النص على الأئمة الأطهار عليهم السلام:

و أمّا إنكار العامة لما نقلوه من ذلك عند المناظرة، و رفعهم له في حال الحاجة على سبيل المكابرة، فهو غير قادح في الاحتجاج به عليهم، و لا مؤثر فيما هو لازم لهم، إذا كان من اطلع في أحاديثهم وجده منقولا عن ثقاتهم، و من سمع من رجالهم رواه في خلال أسانيدهم. و قد كان الشيخ أبو الحسن محمّد ابن أحمد بن شاذان القمي رضي اللّه عنه، و له تقدّم واجب في الحديثين، و علم ثاقب بصحيح النقلين، وضع كتابا سمّاه إيضاح دفائن النواصب (2)، جمع فيها أخبارا أخرجها من أحاديثهم، و آثارا استخرجها من طريقهم في فضائل أهل


1- كنز الفوائد 2: 142.
2- جاء في هامش المخطوطة ما نصه:

ص: 141

البيت عليهم السلام، منها ما يتضمّن النصّ بالإمامة على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، و سمعناه منه في سنة اثنتي عشرة و أربعمائة بالمسجد الحرام (1).

انتهى.

و أغرب الفاضل المعاصر في الروضات (2). فذكر في أوّل ترجمة ابن شاذان أنّ المناقب المائة عنده، و ذكر خطبته و الحديث الأول منه، و في آخرها من جملة


1- الإستبصار في النص على الأئمة الأطهار عليهم السلام:
2- فمما ذكرنا في الحاشية السابقة عرفت أن الحق في هذه المسألة مع السيد المعاصر في الروضات و أن حدسه (رحمه اللّه) صائب، و إن ظهر منه أنه لم ير كتاب الإيضاح مثل المصنف، و لصاحب الروضات في آخر ترجمة ابن شاذان هذا كلاما مشتملا على قولين عجيبين نقله في المقام، فإن (رحمه اللّه) بعد أن نقل أخبارا متعددة من كتابه المناقب المائة مع اسنادها و نقل من جملتها:

ص: 142

ص: 143

ما استفاد من كتاب الكنز لتلميذه الكراجكي أنّ من جملة مصنّفات الرجل الإيضاح لدقائق النواصب، و الظاهر أنّه وضعه للكشف عن قبائح مقالاتهم، و الشرح للشنائع من اعتقاداتهم، كما أنه له مصنفات أخر غير ما ذكر في المناقب و المثالب (1). انتهى.

و في كلامه تصحيف لفظي، و تحريف معنوي، و حدس غير صائب (2).

و من مؤلفاته- أيضا- كتاب البستان، قال عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي الطوسي في كتاب ثاقب المناقب، بعد ذكر خبرين في ظهور آياته- يعني الحسين عليه السلام- في المائة، ما لفظه: و قد كتبت الحديثين من الجزء السادس و الثمانين من كتاب البستان، من تصنيف محمّد بن أحمد بن علي بن حسين بن شاذان (3).

و الظاهر أنه بعينه كتاب بستان الكرام الذي صرّح في الرياض أنه ينقل عنه بعض متأخري أصحابنا في كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام. قال: و أظن أنّ مؤلف هذا الكتاب مذكور باسمه في باب الميم خاصة في أسامي محمّد، و لكنه غير كتاب نزهة الكرام و بستان العوام، الذي ينقل عنه رضى الدين بن طاوس في فرج الهموم (4)، فإنه تأليف محمّد بن الحسين بن الحسن الرازي كما صرّح به فيه (5).

و- و الشيخ أبي الرجاء محمّد بن علي بن طالب البلدي- و هو تلميذ


1- روضات الجنات 6: 179- 189/ 577.
2- هنا حاشية منقولة عن خط الشيخ الطهراني تلميذ المصنّف (رحمهما اللّه) و هي:
3- ثاقب المناقب: 144.
4- فرج المهموم: 107.
5- رياض العلماء: لم نعثر عليه فيه.

ص: 144

النعماني- كما صرّح به في كنز الفوائد (1).

ز- و الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه بن الحسين بن طاهر الحسيني.

ح- و أبي الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني.

عن أبي القاسم ميمون بن حمزة الحسيني.

ط- و القاضي أبي الحسن أسد بن إبراهيم بن كلب السلمي الحراني.

ي- و الشريف أبي منصور أحمد بن حمزة العريضي.

يا- و أبي العباس إسماعيل بن عنان. و هما و الشيخ أبو الرجاء يروون عن أبي المفضل الشيباني (2)،. و غير ذلك من المشايخ.

و له الرواية عن بعض شيوخ العامة أعرضنا عن ذكرها، توفي كما في تاريخ اليافعي سنة 449 (3) (4).

و لنتبرك بذكر خبر مسند عنه، و كذا عن كلّ واحد من المشايخ الآتية في ترجمتهم.

فبالأسانيد السابقة إلى العلامة الكراجكي، قال: أخبرني أبو الرجاء محمّد بن علي بن طالب البلدي، قال: أخبرني أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن المطلب الشيباني الكوفي، قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر بن حجاب (5) الأزدي بالكوفة، قال: حدثني خالد بن يزيد بن محمّد الثقفي، قال: حدثني


1- كنز الفوائد 2: 67.
2- كنز الفوائد 2: 67.
3- مرآة الجنان 3: 70.
4- لم يذكر للكراجكي في المشجرة سوى مشايخ ثلاثة هم:
5- في المخطوطة و الحجرية: حجاف، و ما أثبتناه استظهار للمصنف، و كذلك المصدر.

ص: 145

أبي أبو خالد، قال: حدثني حنّان بن سدير، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: قال علي عليه السلام لمولاه نوف الشامي- و هو معه في السطح-: يا نوف، أ رامق أم نبهان؟

قال: نبهان، أرمقك يا أمير المؤمنين.

قال: هل تدري من شيعتي؟

قال: لا و اللّه.

قال: شيعتي الذبل الشفاه، الخمص البطون، الذين تعرف الرهبانية و الربانية في وجوههم، رهبان بالليل، أسد بالنهار، الذين إذا جنّهم الليل أتزروا على أوساطهم، و ارتدوا على أطرافهم، و صفّوا أقدامهم، و افترشوا جباههم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى اللّه في فكاك رقابهم، و أمّا النهار فحلماء، علماء، كرام، نجباء، أبرار أتقياء.

يا نوف، شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطا، و الماء طيبا، و القرآن شعارا. ان شهدوا لم يعرفوا، و ان غابوا لم يفتقدوا، شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون، و في أموالهم يتواسون، و في اللّه يتباذلون.

يا نوف، درهم و درهم، و ثوب و ثوب، و إلّا فلا.

شيعتي من لم يهرّ هرير الكلب، و لا يطمع طمع الغراب، و لم يسأل الناس و لو مات جوعا، إن راى مؤمنا أكرمه، و إن رأى فاسقا هجره.

هؤلاء و اللّه- يا نوف- شيعتي، شرورهم مأمونة، و قلوبهم محزونة، و حوائجهم خفيفة، و أنفسهم عفيفة، اختلفت بهم الأبدان، و لم تختلف قلوبهم.

قال: قلت: يا أمير المؤمنين، جعلت فداك، أين أطلب هؤلاء؟

قال: فقال لي علي عليه السلام: في أطراف الأرض، يا نوف يجي ء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله آخذا بحجزة ربّه جلّت أسماؤه- يعني بحبل الدين و حجزة الدين- و أنا آخذ بحجزته، و أهل بيتي آخذون بحجزتي، و شيعتنا آخذون

ص: 146

بحجزتنا، فالى أين؟! إلى الجنّة و ربّ الكعبة. قالها ثلاثا (1).

[الثاني من أصحاب المجاميع الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه النجاشي]
[في ترجمة النجاشي]

الثاني: الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه النجاشي، الذي كان زيديا، ثم رجع، و هو الذي ولى الأهواز، و كتب إلى أبي عبد اللّه عليه السلام يسأله، فكتب عليه السلام إليه رسالة معروفة بالرسالة الأهوازية، التي نقلها السيد محيي الدين في أربعينه (2)، و الشهيد الثاني في كشف الريبة (3)، مسندا إليه (عليه السلام).

و عبد اللّه النجاشي ابن عثيم بن أبي السمّال سمعان بن هبيرة الشاعر ابن مساحق بن بجيرة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن (اليسع بن) (4) إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان، العالم النقاد البصير، المصطلع الخبير، الذي هو أفضل من خطّ في فنّ الرجال بقلم، أو نطق بفم، فهو الرجل كلّ الرجل، لا يقاس بسواه، و لا يعدل به من عداه، كلّما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقا، و هو صاحب الكتاب المعروف الدائر الذي أتّكل عليه كافّة الأصحاب.

قال العلامة الطباطبائي: و أحمد بن علي النجاشي، أحد المشايخ الثقات، و العدول الإثبات، من أعظم أركان الجرح و التعديل، و أعلم علماء هذا السبيل، أجمع علماؤنا على الاعتماد عليه، و أطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال إليه (5).

و في الخلاصة: ثقة، معتمد عليه عندي (6).


1- كنز الفوائد 1: 87.
2- أربعين ابن زهرة: 4/ 6.
3- كشف الريبة: 122.
4- كذا في المخطوطة و الحجرية، و الظاهر كونها زيادة.
5- رجال بحر العلوم: 2/ 35.
6- رجال العلامة: 20/ 53.

ص: 147

و في الرواشح للمحقق الداماد: إن أبا العباس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل، الجليل القدر، السند المعتمد عليه المعروف (1). إلى آخره.

و في فهرست البحار بعد عدّ كتابه في الرجال، و كتاب الكشي: و كتابا الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار و الأمصار (2).

و في مزاره نقلا عن كتاب قبس المصباح للشيخ الفاضل أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي تلميذ علم الهدى، و شيخ الطائفة، قال: قال:

أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسين أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد، و كان شيخا بهيّا، صدوق اللسان عند المخالف و المؤالف. انتهى.

و منه يظهر أنه كان يكنى: بابي الحسين أيضا، كما صرّح به العلامة أيضا في إجازته الكبيرة (3)، و السيد جمال الدين أحمد بن طاوس في رجاله، على ما نقله المحقق صاحب المعالم في أوّل كتابه التحرير الطاووسي (4).

و بالجملة فجلالة قدره، و عظم شأنه في الطائفة، أشهر من أن يحتاج إلى نقل الكلمات، بل الظاهر منهم تقديم قوله و لو كان ظاهرا على قول غيره من أئمة الرجال في مقام المعارضة في الجرح و التعديل و لو كان نصّا.

و قال الشهيد في المسالك: و ظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة، و أعرفهم بحال الرجال (5).

و قال سبطه في شرح الاستبصار بعد ذكر كلام النجاشي، و الشيخ في


1- الرواشح السماوية: 76.
2- بحار الأنوار 1: 33.
3- بحار الأنوار 107: 137، و كنيته هنا: أبو الحسن.
4- التحرير الطاووسي: 25.
5- مسالك الأفهام 1: 405.

ص: 148

سماعه: و النجاشي يقدم على الشيخ في هذه المقامات، كما يعلم بالممارسة (1).

و قال شيخه المحقق الأسترابادي في ترجمة سليمان بن صالح من رجاله:

و لا يخفى تخالف ما بين طريقي الشيخ و النجاشي، و لعلّ النجاشي أثبت (2).

و قال العلامة الطباطبائي: و بتقديمه صرّح جماعة من الأصحاب، نظرا إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، و الظاهر أنه الصواب، و لذلك أسباب نذكرها و إن أدّى إلى الإطناب.

أحدها: تقدّم تصنيف الشيخ (رحمه اللّه) لكتابيه الفهرست و كتاب الرجال على تصنيف النجاشي لكتابة، فإنه ذكر فيه الشيخ (رحمه اللّه)، و وثقه و أثنى عليه، و ذكر كتابيه مع سائر كتبه (3)، و حكى في كثير من المواضع عن بعض الأصحاب و أراد به الشيخ، و قال في ترجمة: محمّد بن علي بن بابويه: له كتب منها كتاب دعائم الإسلام في معرفة الحلال و الحرام (4)، و هو في فهرست الشيخ الطوسي (5)، و هذان الكتابان هما أجلّ ما صنّف في هذا العلم، و أجمع ما عمل في هذا الفن، و لم يكن لمن تقدم من أصحابنا على الشيخ (رحمه اللّه) ما يدانيهما جمعا و استيفاء، و جرحا و تعديلا، و قد لحظهما النجاشي في تصنيفه، و كانا له من الأسباب الممدودة، و العلل المعدّة، و زاد عليهما شيئا كثيرا، و خالف الشيخ في كثير من المواضع، و الظاهر في مواضع الخلاف وقوفه على ما غفل عنه الشيخ من الأسباب المقتضية للجرح في موضع التعديل، و التعديل في موضع الجرح، و فيه صح كلا معنى المثل السائر: كم ترك الأول للآخر.


1- شرح الاستبصار: مخطوط.
2- منهج المقال: 174.
3- رجال النجاشي: 403/ 1068.
4- رجال النجاشي: 389/ 1049، لكنه لم يذكر في تعداد ما عدّه من كتبه كتاب: دعائم الإسلام.
5- فهرست الشيخ: 156/ 695.

ص: 149

و ثانيها: ما علم من تشعب علوم الشيخ، و كثرة فنونه و مشاغله و تصانيفه في الفقه و الكلام و التفسير و غيرها، ما يقتضي تقسّم الفكر، و توزّع البال، و لذا أكثر عليه النقض و الإيراد و النقد و الانتقاد في الرجال و غيره، بخلاف النجاشي فإنه عنى بهذا الفن فجاء كتابه فيه أضبط و أتقن.

و ثالثها: استمداد هذا العلم من علم الأنساب و الآثار، و أخبار القبائل و الأمصار، و هذا ما عرف للنجاشي و دلّ عليه تصنيفه فيه و اطلاعه عليه، كما يظهر من استطراده بذكر الرجل لذكر أولاده و إخوانه و أجداده، و بيان أحوالهم و منازلهم حتى كأنه واحد منهم.

و رابعها: أن أكثر الرواة عن الأئمة عليهم السلام كانوا من أهل الكوفة و نواحيها القريبة، و النجاشي كوفيّ من وجوه أهل الكوفة، من بيت معروف مرجوع إليهم، و ظاهر الحال أنه أخبر بأحوال أهله و بلده و منشأه، و في المثل:

(أهل مكّة أدرى بشعابها).

و خامسها: ما اتفق للنجاشي من صحبة الشيخ الجليل العارف بهذا الفن، الخبير بهذا الشأن، أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، فإنّه كان خصيصا به، صحبه و شاركه، و قرأ عليه، و أخذ منه، و نقل عنه ممّا سمعه أو وجده بخطّه كما علم، و لم يتفق ذلك للشيخ (رحمه اللّه)، فإنه ذكر في أول الفهرست أنه رأى شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا، و ما صنّفوه من التصانيف، و رووه من الأصول، و لم يجد من استوفى ذلك أو ذكر أكثره إلّا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين ابن عبيد اللّه (رحمه اللّه) فإنه عمل كتابين ذكر في أحدهما المصنفات، و في الأخر الأصول.

قال: غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا، و اخترم هو، و عمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين و غيرهما من الكتب على ما حكاه

ص: 150

بعضهم (1).

و من هذا يعلم أنّ الشيخ لم يقف على كتب هذا الشيخ، و ظنّ هلاكها كما أخبر به، و لم يكن الأمر كذلك، لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها، و إخباره عنها، و قد بقي بعضها إلى زمان العلامة، فإنه قال في ترجمة محمّد بن مصادف: اختلف قول ابن الغضائري فيه، ففي احد الكتابين أنه ضعيف، و في الآخر أنه ثقة (2).

و قال: عمر بن ثابت أبي المقدام ضعيف جدّا، قاله ابن الغضائري، و قال في كتابه الأخر: عمر بن أبي المقدام ثابت العجلي، مولاهم الكوفي، طعنوا عليه، و ليس عندي كما زعموا، و أنّه ثقة (3).

و سادسها: تقدم النجاشي و اتساع طرقه، و إدراكه كثيرا من المشايخ العارفين بالرجال ممّن لم يدركهم الشيخ، كالشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الجندي، و أبي الفرج محمّد بن علي الكاتب، و غيرهم (4). انتهى.

و كان مولد هذا الشيخ- كما في الخلاصة- في صفر سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة، و توفي بمطيرآباد (5) في جمادى الأولى سنة خمسين و أربعمائة (6)، فكانت وفاته قبل وفاة الشيخ بعشر سنين، و يأتي (7) في ترجمة السيد المرتضى أنه تولّى غسله مع الشريف أبي يعلى محمّد بن الحسن الجعفري و سلّار بن عبد العزيز.


1- فهرست الشيخ: 2.
2- رجال العلامة: 256/ 56.
3- رجال العلامة: 241/ 10.
4- رجال بحر العلوم 2: 46- 50.
5- بمطارباذ (منه قدس سرّه) هذا و في الخلاصة: بمطرآباد.
6- رجال العلامة: 20/ 53.
7- لم يرد في ترجمة السيد المرتضى هنا هذا الخبر، نعم ذكر النجاشي (270/ 708) في رجاله عند ذكره للسيد بأنه تولّى غسله مع الشريف أبي يعلى و سلّار.

ص: 151

و أمّا كتابه المشار إليه في الرجال، فهو على ترتيب الحروف إلّا في بعضها، و لم يلاحظ الحرف الثاني، و لا أسامي الآباء، و لذا صعب المراجعة إليه.

فرتبه- على النحو الذي أسّسه ابن داود في الرجال- الشيخ الجليل الفاضل المولى عناية اللّه القهبائي، في النجف الأشرف، تلميذ العالمين المحققين الورعين المولى الأردبيلي و المولى عبد اللّه الشوشتري صاحب جامع الأقوال، و فيه فوائد حسنة، فإن الشيخ النجاشي كثيرا ما يتعرض لمدح رجل أو قدحه في ترجمة آخر بمناسبة، و قد أشار هذا المولى المرتب في آخر كلّ ترجمة إلى المواضع التي فيها ذكر لهذا الراوي، و له عليه حواشي رمزها (ع) (1) (2).

و رتبه أيضا العالم الفاضل الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر لشيخنا صاحب الحدائق، و حيث أن كتابه بين الأصول الخمسة في الرجال- و هي كتاب الكشي، و رجال الشيخ، و فهرسته، و رجال ابن الغضائري، و رجال النجاشي- كالكافي بين الكتب الأربعة

[في ذكر أمور تتعلق بكتاب رجال النجاشي]
اشارة

فلا بأس بالإشارة و التنبيه إلى أمور تتعلّق به:

[الأمر الأول في بيان أسباب تأليف كتاب رجال النجاشي]

الأول: قال (رحمه اللّه) في خطبة الكتاب بعد الحمد و الصلاة: أمّا بعد، فإنّي وقفت على ما ذكره السيد الشريف أطال اللّه بقاه، و أدام توفيقه، من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم و لا مصنّف، و هذا قول من لا علم له بالناس، و لا وقف على أخبارهم، و لا عرف منازلهم و تاريخ أهل العلم، و لا لقي أحدا


1- جاء في حاشية المخطوطة:
2- أي: عناية اللّه، فقد أنهى الهوامش و الحواشي التي أوردها في كتابه مجمع الرجال بهذا الرّمز.

ص: 152

فيعرف، و لا حجّة علينا لمن لا يعلم، و لا عرف و قد جمعت من ذلك ما استطعته، و لم أبلغ غايته لعدم أكثر الكتب، و إنّما ذكرت ذلك عذرا لمن وقع إليه كتاب لم أذكره، و قد جعلت للأسماء أبوابا ليهون على الملتمس لاسم مخصوص، (و ها أنا) (1) أذكر المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالحين، و هي أسماء قليلة، و من اللّه أستمد المعونة، على أن لأصحابنا رحمهم اللّه في بعض (هذا الفن) (2) كتبا ليست مستغرقة بجميع ما رسم، و أرجو أن نأتي في ذلك على ما رسم و حدّ إن شاء اللّه تعالى (3). انتهى.

و هذا الكلام منه صريح في أن غرضه فيما جمعه ذكر المؤلفين من الشيعة، ردّا على من زعم أنه لا مصنّف فينا، و غير الإمامية من فرق الشيعة كالفطحية و الواقفية و غيرهما، و إن كانوا من الشيعة، بل لكثير منهم مؤلف في حال الاستقامة، إلّا أنه (رحمه اللّه) بنى على التنصيص على الفساد، و انحراف المنحرف، و سكت في تراجم المهتدين عن التعرض للمذهب، فعدمه دليل على الاستقامة، و من البعيد أن يرى كتاب الراوي و يقرأه و يرويه و لا يعرف مذهبه، مع أن أصحاب الأصول و المصنفات كانوا معروفين بين علماء الإمامية، نعم لو كان الرجل ممّن خفي أمره و اشتبه حاله ينبّه عليه، كما قال في ترجمة جميل بن درّاج: و أخوه نوح بن درّاج القاضي كان أيضا من أصحابنا، و كان يخفي أمره (4).

قال المحقق الداماد في الرواشح: قد علم من ديدن النجاشي أنّ كلّ من فيه مطعن و غميزة فإنه يلتزم إيراد ذلك البتّة، فمهما لم يورد ذلك، و ذكره من دون إرداف ذلك بمدح أو ذمّ أصلا، كان ذلك آية أنّ الرجل سالم عنده عن


1- ما بين القوسين من المصدر.
2- زيادة أوردناها من المصدر.
3- رجال النجاشي: 3.
4- رجال النجاشي: 126/ 328.

ص: 153

كل مطعن و مغمز (1).

و هو كلام متين، فإن عدّ الرجل من علماء الشيعة، و حملة الشريعة، و تلقّي العلماء منه، و بذل الجهد، و تحمّل المشاق، و شدّ الرحال في البلاد، و جمع الكتب في أساميهم و أحوالهم و تصانيفهم، دليل على حسن حاله و علوّ مقامه.

و يأتي (2) لهذا الكلام تتمّة في بعض الفوائد الآتية إن شاء اللّه تعالى.

[الأمر الثاني في ذكر مشجرة مشايخ النجاشي]

الثاني: في ذكر مشايخه في هذا الكتاب مع بنائه فيه على الاختصار، فإنه قال- بعد كلامه السابق-: و ذكرت لكلّ رجل طريقا واحدا حتى لا تكثر الطرق، فيخرج عن الغرض (3). و قد جمعهم السيد السند المتقدم (4) ذكره مع بسط في الكلام، و نحن نذكر خلاصته:

أ- الشيخ المفيد، و هو المراد بقوله: شيخنا أبو عبد اللّه، و قوله: محمّد ابن محمّد، و محمّد بن النعمان، و محمّد، على الإطلاق (5).

ب- أبو الفرج الكاتب، محمّد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرّة القناني، الذي وثّقه في الكتاب و أثنى عليه (6).

ج- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شاذان القزويني، الذي أكثر رواياته عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، و قد يعبّر عنه بأبي عبد اللّه بن شاذان القزويني، و أبي عبد اللّه القزويني، و ابن شاذان، و الكلّ واحد (7).

د- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان الفامي


1- الرواشح السماوية: 67.
2- يأتي في الفوائد اللاحقة.
3- رجال النجاشي: 3.
4- يراد به السيد بحر العلوم.
5- رجال السيد بحر العلوم 2: 50.
6- رجال السيد بحر العلوم 2: 51.
7- رجال السيد بحر العلوم 2: 52.

ص: 154

القمّي، المتقدم (1) ذكره في مشايخ الكراجكي (2).

ه- القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن النّصيبي، أدركه و قرأ عليه بحلب (3).

و- محمّد بن جعفر الأديب، و قد يعبّر عنه: بمحمّد بن جعفر المؤدّب، و أخرى: بمحمّد بن جعفر القمّي، و بأبي الحسن التميمي، و بأبي الحسن النحوي، و الكلّ واحد. يروي غالبا عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ (4).

و ذكر السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري: ذكر أبو جعفر الحسن بن محمد بن جعفر التميمي- المعروف بابن النجّار- في كتابه تاريخ الكوفة، و هو الكتاب الموصوف بالمنصف قال: أخبرنا أبو بكر الدارمي. إلى آخره (5).

و الظاهر أنه ابن أبي الحسن المذكور. و يروي عن أبي الحسن هذا:

الشريف الزاهد أبو عبد اللّه محمّد بن علي الحسني صاحب كتاب التعازي، كما يظهر من فرحة الغري (6).

ز- الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي، الثقة الخبير النقاد، الذي صرّح بأنه شيخه، و مستنده، و من استفاد منه (7).

ح- الشيخ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى المعروف بابن الجندي، و قد يعبّر عنه: بأحمد بن محمّد بن عمران، و أحمد بن محمّد بن


1- تقدم في صفحة: 138.
2- رجال السيد بحر العلوم 2: 54.
3- رجال السيد بحر العلوم 2: 55.
4- رجال السيد بحر العلوم 2: 57.
5- فرحة الغري: 71.
6- فرحة الغري: 61.
7- رجال السيد بحر العلوم 2: 58، رجال النجاشي: 86/ 209.

ص: 155

الجندي، و أبو الحسن بن الجندي، و ابن الجندي، و الكلّ واحد (1).

ط- الشيخ أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز، قال في ترجمته: شيخنا المعروف بابن عبدون، و هو أيضا من مشايخ الشيخ (2).

ي- الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، المعروف (3).

يا- القاضي أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الجعفي، الذي يروي غالبا عن أحمد بن محمّد بن عقدة الحافظ (4).

يب- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي، المعروف بابن الصّلت، الذي هو من مشايخ الشيخ أيضا، و طريقه إلى الحافظ ابن عقدة (5).

يج- والده علي بن أحمد بن علي بن العباس النجاشي (6).

يد- الشيخ أبو الحسين علي بن أحمد بن أبي جيد القمي، و قد يعبّر عنه:

بأبي الحسين علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر، و بأبي الحسين بن أبي جيد، و هو أيضا من مشايخ الشيخ (7).

يه- أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الملقب بالوكيل، و هو من مشايخ الشيخ، و كنّاه في رجاله: بأبي شبل (8).

يو- القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف (9).


1- رجال السيد بحر العلوم 2: 61.
2- رجال السيد بحر العلوم 2: 63، رجال النجاشي: 87/ 211.
3- رجال السيد بحر العلوم 2: 64.
4- رجال السيد بحر العلوم 2: 65.
5- رجال السيد بحر العلوم 2: 66.
6- رجال السيد بحر العلوم 2: 71.
7- رجال السيد بحر العلوم 2: 72.
8- رجال السيد بحر العلوم 2: 72، و انظر رجال النجاشي: 460/ 1257.
9- رجال السيد بحر العلوم 2: 73.

ص: 156

يز- الحسن بن أحمد بن إبراهيم (1).

يح- أبو محمّد الحسن بن أحمد بن الهيثم العجيلي، الذي قال فيه: إنّه من وجوه أصحابنا (2).

يط- الشيخ الجليل أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن إبراهيم الغضائري، الذي هو من أجلّاء شيوخ الشيخ أيضا (3).

ك- أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمّد المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري، الذي قال النجاشي في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة: له كتاب عمل السلطان، أجازنا روايته أبو عبد اللّه الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة (4).

كا- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية، و قد يعبّر عنه بالحسين بن أحمد بن محمّد، و بالحسين بن محمّد بن هدية، و بأبي عبد اللّه بن هدية، و الكلّ واحد (5).

كب- القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر (6).

كج- أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحراني (7).

كد- أبو الخير الموصلي سلافة بن زكا، و هو من رجال التلعكبري، و في المعالم: الحراني (8).


1- رجال السيد بحر العلوم 2: 73.
2- رجال السيد بحر العلوم 2: 73، رجال النجاشي: 65/ 151.
3- رجال السيد بحر العلوم 2: 74.
4- رجال النجاشي: 68/ 165، رجال السيد بحر العلوم 2: 74.
5- رجال السيد بحر العلوم 2: 74.
6- رجال السيد بحر العلوم 2: 75.
7- رجال السيد بحر العلوم 2: 75.
8- رجال السيد بحر العلوم 2: 76، هذا و لم نعثر عليه في المعالم الذي في أيدينا.

ص: 157

كو- أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذاني، المعروف: بابن المروان، الذي أكثر رواياته عن علي بن بابويه، و قد يعبّر عنه: بالعباس بن عمر الكلوذاني، و العباس بن عمر بن العباس، و الكلّ واحد (1).

كز- أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه البصري، و قد يعبّر عنه: بأبي أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، و عبد السلام بن الأديب (2).

كح- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد (بن محمّد) (3) بن عبد اللّه الدعجلي (4).

كط- عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي (5).

ل- الشيخ الثقة الجليل أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري (6).

لا- أبو جعفر- أو أبو الحسين- محمّد بن هارون التلعكبري (7).

لب- أبو الحسين أحمد بن محمّد بن علي الكوفي الكاتب، الذي يروي عنه السيد الأجل المرتضى كتاب الكافي عن مؤلفه الكليني (8) (9).


1- رجال السيد بحر العلوم 2: 76.
2- رجال السيد بحر العلوم 2: 77.
3- لم ترد في المصدر.
4- رجال السيد بحر العلوم 2: 78.
5- رجال السيد بحر العلوم 2: 79.
6- رجال السيد بحر العلوم 2: 80.
7- رجال السيد بحر العلوم 2: 80.
8- رجال السيد بحر العلوم 2: 82.
9- لم يذكر للنجاشي في المشجرة. سوى مشايخ أربعة هم: (أ) و (ز) و (يط) و أضاف لهم: محمد ابن علي الشجاع.

ص: 158

قال السيد السند بعد عدّ هؤلاء المشايخ: و لا ريب أن كثرة المشايخ العارفين بالحديث و الرجال تفيد زيادة الخبرة في هذا المجال- يعني: علم الرجال- فإنه علم منوط بالسماع، و لمراجعة الشيوخ الكثيرين مدخل عظيم في كثرة الاطلاع، و الذي يظهر من طريقة النجاشي في كتابه رعاية علوّ السنة، و تقليل الوسائط، كما هو دأب المحدّثين خصوصا المتقدمين، و هذا هو السبب في عدم روايته عمّن هو في طبقته من العلماء الأعاظم، كالسيد المرتضى و أبي يعلى محمّد ابن الحسن بن حمزة الجعفري (1)، و أبي يعلى سلّار بن عبد العزيز الديلمي، و غيرهم (2).

[الأمر الثالث في ذكر كلام للنجاشي في ترجمة بعض من تعرض مشايخه لترجمته]

الثالث: في حسن حال هؤلاء المشايخ، و جلالة قدرهم، و علوّ مرتبتهم، فضلا عن دخولهم في زمرة الثقات بالقرينة العامة التي تعمّهم مع قطع النظر عن ملاحظة حال آحادهم، و ما ذكر في ترجمة من تعرّضوا لترجمته من التوثيق الصريح، أو القرائن الكاشفة عن الوثاقة أو المدح العظيم.

و هذا ظاهر لمن عرف ديدنه و طريقته في الأخذ عن المشايخ، و تركه عن بعضهم لمجرّد الاتهام، فكيف لو اعتقد انحرافه؟! و لنذكر بعض كلماته في هذا المقام.

قال رحمه اللّه- في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك بن عيسى بن سابور مولى أسماء بن خارجة بن حصين (3) الفزاري-: كوفي، أبو عبد اللّه، كان ضعيفا في الحديث، قال أحمد بن الحسين: كان يضع الحديث وضعا، و يروي عن المجاهيل. و سمعت من قال: كان أيضا فاسد المذهب و الرواية، و لا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام، و شيخنا الجليل الثقة أبو


1- أبو يعلى الجعفري: لم يرد في المصدر.
2- رجال السيد بحر العلوم 2: 89.
3- في المخطوطة و الحجرية: حصن، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 159

غالب الزراري رحمهما اللّه، و ليس هذا موضع ذكره (1). انتهى.

قلت: و قد روى عنه أيضا الثقة الجليل أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان البزوفري (2)، و الثقة النبيل محمّد بن يحيى العطار (3)، و مع ذلك يتعجب من روايتهما عنه، لما اعتقده فيه من الضعف في الحديث الذي لا ينافي العدالة كما قرّر في محله، فهل تجده مع هذه المقالة مرخصا نفسه في الرواية عن غير الثقة في الحديث، و الاعتماد في النقل على المنحرف الضعيف؟! و قال: الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمّد بن علي بن أبي طالب الشريف النقيب أبو محمّد، سيّد في هذه الطائفة، غير أنّي رأيت بعض أصحابنا يغمز عليه في بعض رواياته (4). إلى آخره، فلم يرو عنه في هذا الكتاب إلّا في ترجمة أبي القاسم الكوفي صاحب كتاب الاستغاثة (5).

و قال: أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن عيّاش الجوهري، كان سمع الحديث فأكثر، و اضطرب في آخر عمره، و كان جدّه و أبوه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد و القاضي أبي عمر، ثم عدّ مصنّفاته، و قال: رأيت هذا الشيخ و كان صديقا لي و لوالدي، و سمعت منه شيئا كثيرا، و رأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا، و تجنبته، و كان من أهل العلم و الأدب القوي،


1- رجال النجاشي: 122/ 313.
2- تهذيب الأحكام 8: 273/ 996.
3- الفقيه 4: 93 من المشيخة.
4- رجال النجاشي: 65/ 152.
5- رجال النجاشي: 265/ 691، هكذا: و ذكر الشريف أبو محمد المحمدي (رحمه اللّه) أنّه رآه.

ص: 160

و طيب الشعر، و حسن الخطّ رحمه اللّه و سامحه (1).

و قال: إسحاق بن الحسن بن بكران أبو الحسين العقرائي، التمار، كثير السماع، ضعيف في مذهبه، رأيته بالكوفة و هو مجاور، و كان يروي كتاب الكليني عنه، و كان في هذا الوقت علوا فلم أسمع منه شيئا، له كتاب الرد على الغلاة، و كتاب نفي السهو عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و كتاب عدد الأئمة عليهم السلام (2).

و قال: علي بن عبد اللّه بن عمران القرشي: أبو الحسن المخزومي، الذي يعرف بالميموني، كان فاسد المذهب و الرواية، و كان عارفا بالفقه، و صنّف كتاب الحج، و كتاب الردّ على أهل القياس، فامّا كتاب الحج فسلّم إليّ نسخته فنسختها، و كان قديما قاضيا بمكة سنين كثيرة (3). انتهى.

و لم يرو عنه في هذا الكتاب شيئا.

و قال: محمّد بن عبد اللّه بن محمّد. إلى أخر النسب: أبو المفضل، كان سافر في طلب الحديث عمره، و أصله كوفي، و كان في أوّل أمره ثبتا ثم خلط، و رأيت جلّ أصحابنا يغمزونه و يضعفونه، له كتب كثيرة. إلى أن قال: رأيت هذا الشيخ و سمعت منه كثيرا، ثم توقفت عن الرواية عنه إلّا بواسطة بيني و بينه (4).

قال السيد الأجلّ: و لعلّ المراد استثناء ما ترويه الواسطة عنه حال الاستقامة و الثبت، و الاعتماد على الواسطة بناء على أن عدالته تمنع عن روايته عنه ما ليس كذلك، و على التقديرين يفهم منه عدالة الواسطة بينه و بين أبي


1- رجال النجاشي: 85/ 207.
2- رجال النجاشي: 74/ 178.
3- رجال النجاشي: 268/ 698.
4- رجال النجاشي: 396/ 1059.

ص: 161

المفضل، و عدالة الوسائط بينه و بين غيره من الضعفاء مطلقا (1) انتهى.

مع أنه يروي عنه الشيخ الجليل الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، كما في مشيخة التهذيب (2) و الاستبصار (3) في طريقه إلى يونس بن عبد الرحمن.

و روى عنه الثقة الجليل علي بن محمّد الخزاز في كفاية الأثر كثيرا مع الترحم عليه (4)، بل في نسخ الكتاب في ترجمة علي بن الحسين المسعودي، هذا رجل زعم أبو المفضل الشيباني (رحمه اللّه) (5). إلى آخره.

و أكثر أخبار أمالي الشيخ رحمه اللّه عنه بتوسط جماعة، و كذا روى عنه ولده أبو علي في أماليه عن والده عن جماعة عنه، و فسّر الجماعة في موضع من أماليه بقوله: منهم الحسين بن عبيد اللّه، و أحمد بن عبدون، و أبو طالب بن غرور، و أبو الحسن الصفار، و أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس، قالوا:

حدثنا (6). إلى آخره، فترك الرواية عنه مع عدم اعتقاده بما قيل فيه، و إلّا فأيّ مدخلية للواسطة؟ و ما احتمله (رحمه اللّه) بعيد، بل الظاهر أنه كما قال الأستاذ الأكبر: مجرّد تورّع و احتياط عن اتهامه بالرواية عن المتهمين، و وقوعه فيه كما وقعوا فيه (7).

و قال أيضا: هبة اللّه بن أحمد بن محمّد الكاتب أبو نصر، المعروف: بابن برينة، كان يذكر أنّ أمّه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري، سمع حديثا كثيرا، و كان يتعاطى الكلام، و كان يحضر مجلس أبي الحسين بن


1- رجال السيد بحر العلوم 2: 95.
2- تهذيب الأحكام 10: 83 من شرح المشيخة.
3- الاستبصار 4: 337.
4- كفاية الأثر: 30 و 56 و 62 و 74 و 79.
5- رجال النجاشي: 254/ 665، و انظر صفحة: 589 هامش: 6.
6- أمالي الشيخ 2: 60- 87.
7- انظر رجال أبي علي: 283.

ص: 162

الشيبة العلوي الزيدي المذهب، فعمل له كتابا، و ذكر أنّ الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام، و احتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن الأئمة اثني عشر من ولد أمير المؤمنين عليه السلام (1).

له كتاب في الإمامة، و كتاب في أخبار أبي عمرو و أبي جعفر العمريين، و رأيت أبا العباس بن نوح قد عوّل عليه في الحكاية في كتابه أخبار الوكلاء، و كان هذا الرجل كثير الزيارات، و آخر زيارة حضرها معنا يوم الغدير سنة أربعمائة بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام (2)، و لم يعتمد عليه في كتابه، و لا أدخله في طرقه إلى الأصول و الكتب لمجرّد تأليفه الكتاب المذكور.

قال السيد الأجل- بعد نقل ما نقلناه-: و يستفاد من ذلك كلّه غاية احتراز النجاشي و تجنبه عن الضعفاء و المتهمين، و منه يظهر اعتماده على جميع من روى عنه من المشايخ، و وثوقه بهم، و سلامة مذاهبهم و رواياتهم عن الضعف و الغمز، و أنّ ما قيل في أبي العيّاش بن نوح من المذاهب الفاسدة في الأصول لا أصل له، و هذا أصل نافع في الباب يجب أن يحفظ و يلحظ.

و يؤيد ذلك ما ذكره في جعفر بن مالك (3)، و ساق ما قدمناه عنه في صدر الكلام، قال: و كذا ما حكاه في عبيد اللّه بن أحمد بن أبي زيد، المعروف بأبي طالب الأنباري، عن شيخه الحسين بن عبيد اللّه، قال: قدم أبو طالب بغداد و اجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فأسمع منه، فلم يفعلوا ذلك (4). دلّ ذلك على امتناع علماء ذلك الوقت عن الرواية عن الضعفاء، و عدم تمكين الناس من الأخذ عنهم، و إلّا لم يكن في رواية الثقتين الجليلين عن ابن سابور


1- كتاب سليم بن قيس:
2- رجال النجاشي: 440/ 1185.
3- رجال السيد بحر العلوم 2: 96.
4- رجال النجاشي: 232/ 617.

ص: 163

غرابة، و لا للمنع من الأنباري وجه.

و يشهد لذلك قولهم في مقام التضعيف: يعتمد المراسيل، و يروي عن الضعفاء و المجاهيل، فإن هذا الكلام من قائله في قوّة التوثيق لكلّ من يروي عنه.

و ينبه عليه- أيضا- قولهم: ضعّفه أصحابنا، أو غمز عليه أصحابنا، أو بعض أصحابنا من دون تعيين، إذ لو لا الوثوق بالكلّ لما حسن هذا الإطلاق، بل وجب تعيين المضعّف و الغامز، أو التنبيه على أنه من الثقات.

و يدل على ذلك اعتذارهم عن الرواية عن الطاطريين، و بني فضّال، و أمثالهم من الفطحية و الواقفية و غيرهم، بعمل الأصحاب برواياتهم لكونهم ثقات في النقل. و عن ذكر ابن عقدة باختلاطه بأصحابنا و مداخلته لهم، و عظم محلّه و ثقته و أمانته. و كذا اعتذاره عن ذكره لمن لا يعتمد عليه بالتزامه لذكر من صنّف من أصحابنا أو المنتمين إليهم. ذكر ذلك في ترجمة محمّد بن عبد الملك (1)، و المفضل بن عمر (2).

و من هذا كلامه، و هذه طريقته في نقد الرجال و انتقاد الطرق، و التجنّب عن الضعفاء و المجاهيل، و التعجب من ثقة يروي عن ضعيف، لا يليق به أن يروي عن ضعيف أو مجهول، و يدخلهما في الطريق، خصوصا مع الإكثار و عدم التنبيه على ما هو عليه من الضعف أو الجهالة، فإنه إغراء بالباطل، و تناقض أو اضطراب في الطريقة، و مقام هذا الشيخ في الضبط و العدالة يجلّ عن ذلك، فتعيّن أن يكون مشايخه الذين يروي عنهم ثقاتا جميعا (3).

[الأمر الرابع في تفسير قوله في تراجم عديدة: عدّة من أصحابنا أو جماعة من أصحابنا من دون تفسير صريح لهما]

الرابع: في تفسير قوله في تراجم عديدة: عدّة من أصحابنا، أو جماعة


1- رجال النجاشي: 403/ 1069.
2- رجال النجاشي: 416/ 1112.
3- رجال السيد بحر العلوم 2: 97.

ص: 164

من أصحابنا، من دون تفسير صريح لهما.

قال السيد المعظم: و الأمر هيّن على ما قررنا من وثاقة الكلّ، و لعلّه السرّ في ترك البيان، و مع ذلك فيمكن التميز بالمروي عنه، أو بدلالة ظاهر كلامه في جملة من التراجم (1). ثم شرح ذلك، و نحن نذكره ملخصا.

العدّة، عن جعفر بن قولويه، و هم: الشيخ المفيد، و الحسين الغضائري، و أبو العباس السيرافي، و الحسين بن أحمد بن هدبة. يظهر ذلك في ترجمة علي بن مهزيار و الكليني (2) (3).

العدّة، عن أبي غالب الزراري، و هم: محمّد بن أحمد، و السيرافي، و الغضائري. قال في ترجمة محمّد بن سنان: أخبرنا جماعة شيوخنا، عن أبي غالب (4)، و قد تكرر في التراجم رواية كلّ واحد عنه.

العدّة، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة المرعشي، و هم: محمّد بن أحمد، و أحمد بن علي، و الغضائري و غيرهم. و قال في ترجمته بعد ذكر كتبه: أخبرنا بها شيخنا أبو عبد اللّه، و جميع شيوخنا (5).

العدّة، عن محمّد بن أحمد بن داود، و هم: المفيد، و السيرافي، و الغضائري و أحمد بن علي، يظهر من ترجمته (6)، و ترجمة خاله سلامة (7).

العدّة، عن القاضي أبي بكر الجعابي، و هم: المفيد، و محمّد بن عثمان (8).


1- رجال السيد بحر العلوم 2: 100.
2- رجال النجاشي: 253/ 664 و 377/ 1026.
3- رجال السيد بحر العلوم 2: 100.
4- رجال النجاشي: 328/ 888.
5- رجال النجاشي: 64/ 150.
6- رجال النجاشي: 384/ 1045.
7- رجال النجاشي: 192/ 514.
8- رجال النجاشي: 394/ 1055.

ص: 165

العدّة، عن أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري، و هم:

الغضائري، (و أحمد بن علي (1).

العدّة، عن أحمد بن جعفر (2) بن سفيان، و هم: السيرافي، و الغضائري) (3).

العدّة، عن أبي الحسين محمّد بن علي، و هم: الغضائري، و أحمد بن علي (4).

العدّة، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، و هم: السيرافي، و الغضائري، و ابن شاذان (5).

العدّة، عن ابن عقدة، و هم: محمّد بن جعفر الأديب، و أحمد بن محمّد ابن هارون، و أحمد بن محمّد بن الصلت، و أبو عبد اللّه الجعفي (6).

[الأمر الخامس في ذكر ما رواه النجاشي بالأسانيد السابقة]

الخامس: و بالأسانيد السابقة عن أبي العباس النجاشي قال: أخبرنا محمّد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا إسماعيل بن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن الحسين قال: حدثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه ابن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو نائم، أو يوحى إليه، و إذا حيّة في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه و بين الحيّة حتى إن كان منها سوء يكون إليّ دونه،


1- رجال النجاشي: 84/ 203، و انظر كذلك 424/ 1139 و 98/ 243.
2- في الحجريّة: جعفر بن أحمد بن سفيان، و الذي أثبتناه من رجال النجاشي و بحر العلوم.
3- رجال النجاشي: 26/ 49 و 306/ 840، و ما بين القوسين ساقط من النسخة الخطيّة.
4- رجال النجاشي: 51/ 111 و 186/ 495.
5- رجال النجاشي: 81/ 198 و 348/ 939.
6- رجال النجاشي: 111/ 281 و 283 و 284، 113/ 292.

ص: 166

فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) ثم قال: «الحمد للّه الذي أكمل لعلي عليه السلام منيته، و هنيئا لعلي عليه السلام بتفضيل اللّه إيّاه» ثم التفت إليّ فرآني إلى جانبه، فقال: «ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع؟» فأخبرته خبر الحيّة، فقال: «قم إليها فاقتلها» فقتلتها.

ثم أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بيدي فقال: «يا أبا رافع، كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و هو على الحقّ و هم على الباطل؟ يكون في حقّ اللّه جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شي ء».

فقلت: ادع لي إن أدركتهم أن يعينني اللّه و يقويني على قتالهم.

فقال: «اللهم إن أدركهم فقوّه و أعنه» ثم خرج إلى الناس، فقال: «يا أيّها الناس من أحبّ أن ينظر إلى أميني على نفسي و أهلي، فهذا أبو رافع أميني على نفسي» (2).

[الثالث من أصحاب المجاميع الشيخ الطوسي]
[في ترجمة الشيخ الطوسي]

الثالث: شيخ الطائفة المحقّة، و رافع أعلام الشريعة الحقّة، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين عليهم السلام، و عماد الشيعة و الإمامية بكل ما يتعلّق بالمذهب و الدين، محقق الأصول و الفروع، و مهذب فنون المعقول و المسموع، شيخ الطائفة على الإطلاق، و رئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي البغدادي الغروي، الذي هو المراد بالشّيخ إذا أطلق في كلمات الأصحاب.

و في الخلاصة: شيخ الإمامية و وجههم قدّس اللّه روحهم، و رئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة صدوق، عين، عارف بالأخبار


1- المائدة 5: 55.
2- رجال النجاشي: 5/ 1.

ص: 167

و الرجال، و الفقه و الأصول و الكلام و الأدب، جميع الفضائل، تنسب إليه، صنّف في كلّ فنون الإسلام، و هو المهذّب للعقائد في الأصول و الفروع، الجامع لكمالات النفس في العلم و العمل، و كان تلميذ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.

ولد قدس اللّه روحه في شهر رمضان سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، و قدم العراق في شهور سنة ثمان و أربعمائة، و توفي رضي اللّه عنه ليلة الاثنين الثاني و العشرين من المحرم سنة ستين و أربعمائة، بالمشهد المقدس الغروي على ساكنه السلام، و دفن بداره.

قال الحسن بن مهدي السليقي: توليت أنا و الشيخ أبو محمّد الحسن بن علي الواحد (1) العين زربي، و الشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، غسله في تلك الليلة، و دفنه. و كان يقول أولا بالوعيد، ثم رجع، و هاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام خوفا من الفتن التي تجددت ببغداد، و أحرقت كتبه و كرسي كان يجلس عليه للكلام (2). انتهى.

و يعلم من هذا التاريخ أنه (رحمه اللّه) ولد بعد وفاة الصدوق (رحمه اللّه) بأربع سنين، و أنه عمّر خمسا و سبعين سنة، و أنه يوم ورود العراق كان في سنّ ثلاث و عشرين، و أن مقامه فيها مع الشيخ المفيد كان نحوا من خمس سنين، فإنه (رحمه اللّه) توفي سنة 413 (3)، و مع السيد المرتضى نحو من ثمان و عشرين سنة، فإنه (رحمه اللّه) توفي سنة 436 (4)، و بقي بعد السيد أربعا و عشرين سنة: اثنتي عشرة سنة منها في بغداد، لأن الفتنة التي كانت بين الشيعة و أهل


1- نسخة بدل: عبد الواحد زربي. (منه قدس سرّه)
2- رجال العلامة: 148/ 46.
3- أي: المفيد. (منه قدس سرّه)
4- أي: السيد المرتضى.

ص: 168

السنة، و صارت سببا لمهاجرته من بغداد كانت سنة 448 كما ستعرف، فكان بقاؤه في المشهد الغروي اثنتي عشرة سنة، و دفن في داره، و قبره مزار يتبرك به، و صارت داره مسجدا باقيا إلى الآن.

قال السيد الأجلّ في رجاله: و قد جدّد مسجده في حدود سنة ثمان و تسعين من المائة الثانية بعد الألف، فصار من أعظم المساجد في الغري المشرّف، و كان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء من أهل السعادة (1) انتهى.

و قال القاضي في المجالس: ذكر ابن كثير الشامي في تاريخه في ترجمة الشيخ: أنه كان فقيه الشيعة، مشتغلا بالإفادة في بغداد إلى أن وقعت الفتنة بين الشيعة و السنة سنة ثمان و أربعين و أربعمائة، و احترقت كتبه و داره في باب الكرخ، فانتقل إلى النجف، و بقي هناك إلى أن توفي في شهر المحرم سنة 460 (2). انتهى.

[نبذة حول كتب الشيخ الطوسي]

ثم أنه يظهر من كتاب الطهارة من التهذيب، الذي هو شرح المقنعة، أنه ألّفه في أيام حياة (3) شيخه المفيد، فيكون سنّه حين الشروع في حدود خمس أو ستّ و عشرين تقريبا.

و قال السيد الأجلّ في رجاله بعد الثناء عليه بما هو أهله: أمّا التفسير فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن، و هو كتاب جليل كبير عديم النظير في التفاسير، و شيخنا الطبرسي- إمام التفسير- في كتبه إليه يزدلف، و من بحره يغترف. إلى أن قال: و أمّا الحديث فإليه تشدّ الرحال، و منه تبلغ رجاله منتهى


1- رجال بحر العلوم 3: 239.
2- مجالس المؤمنين 1: 480، و انظر كذلك البداية و النهاية 12: 97 من المجلّد السادس.
3- و ذلك ظاهر من قوله: أخبرني الشيخ أيده اللّه تعالى، و قد ورد كثيرا في الجزء الأول و بداية الجزء الثاني، إذ إنّه في الصفحة 12 من الجزء الثاني، قال: قال الشيخ رحمه اللّه تعالى، و هذا يدل على كون الشيخ (رحمه اللّه) شرع في تأليفه للتهذيب في حياة الشيخ المفيد (قدس سرّه) و أتمّه بعد وفاته.

ص: 169

الآمال، و له فيه من الكتب الأربعة- التي هي أعظم كتب الحديث منزلة، و أكثرها منفعة- كتاب التهذيب، و كتاب الاستبصار، و لهما المزيّة الظاهرة باستقصاء ما يتعلّق بالفروع من الأخبار، خصوصا التهذيب، فإنه كاف للفقيه فيما يبتغيه (1).

قلت: يأتي إن شاء اللّه تعالى في الفائدة الآتية (2) بعض ما يتعلق بهذا الكتاب الشريف، و له أيضا فيه كتاب الغيبة، حسن مشهور.

قال (رحمه اللّه): و أمّا الفقه فهو خرّيت هذه الصناعة، و الملقى إليه زمام الانقياد و الطاعة، و كلّ من تأخر عنه من الفقهاء الأعيان فقد تفقّه على كتبه، و استفاد منها نهاية إربه، و منتهى مطلبه (3).

قلت: و الأمر كذلك، فإن كتبه فيها هي المرجع لمن بعده غالبا، قال في المقابيس: حتى أن كثيرا ما يذكر مثل المحقق و العلامة أو غيرهما فتاويه من دون نسبتها إليه، ثم يذكرون ما يقتضي التردد أو المخالفة فيها، فيتوهم التنافي بين الكلامين، مع أن الوجه فيهما ما قلناه (4).

قال السيد (رحمه اللّه): و له في هذا العلم كتاب النهاية الذي ضمّنه متون الأخبار (5).

قلت: هذا الكتاب بعد الشيخ إلى عصر المحقق، كان كالشرائع بين الفقهاء و أهل العلم بعد المحقق، فكان بحثهم و تدريسهم و شروحهم غالبا فيه و عليه، و كانوا يمتازونه بالإجازة.


1- رجال السيد بحر العلوم 3: 228.
2- أي: الفائدة السادسة المتعلّقة بكتاب التهذيب.
3- رجال السيد بحر العلوم 3: 229.
4- مقابس الأنوار: 5.
5- رجال السيد بحر العلوم 3: 230.

ص: 170

قال صاحب المعالم: ذكر نجيب الدين يحيى بن سعيد في إجازته: ذكر السيد فخر الدين (1) محمّد بن عبد اللّه الحلبي أنه قرأ من كتب الشيخ أبي جعفر الطوسي الجزء الأول من كتاب النهاية في الفقه، و بعض الثاني، على والده جمال الدين أبي القاسم عبد اللّه في سنة سبع و تسعين و خمسمائة، و أخبره بجميعه عن أخيه الشريف الطاهر عزّ الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني، و قرأه أبو المكارم على الشيخ العفيف الزاهد القاري أبي علي الحسن بن الحسين المعروف بابن الحاجب الحلبي، و أخبره أنه قرأه على الشيخ الجليل أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي سهل الزينوبادي بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام، و أخبره أنه سمعه على الشيخ الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمي، و السيد العالم أبي هاشم المجتبى بن حمزة بن زيد الحسيني، و أخبراه أنّهما سمعاه على المفيد عبد الجبار بن عبد اللّه القاري الرازي، و أخبرهما أنه سمعه على مصنّفه (2). ثم ذكر (رحمه اللّه) طرقا أخرى قراءة و إجازة، تقدم بعضها في مطاوي كلماتنا.

و من شروحه شرح ولده الشيخ أبي علي، و لعلّه بعينه كتابه المسمى:

بالمرشد إلى سبيل التعبد. و شرح تلميذه الأجل الفقيه الصهرشتي، الآتي (3) ذكره عن قريب. و شرح سعيد بن هبة اللّه القطب الراوندي، المسمى:

بالمغني، في عشر مجلّدات، و هو غير كتابه الآخر المقصور على شرح مشكلات النهاية، و كتابه الآخر في شرح ما يجوز و ما لا يجوز من النهاية. و نكت النهاية للمحقق، و غير ذلك.


1- في البحار: محيي الدين، كذلك انظر طبقات اعلام الشيعة في المائة السابعة: 160.
2- بحار الأنوار 109: 38.
3- يأتي في صفحة: 179.

ص: 171

و عثرت على نسخة قديمة من كتاب النهاية و في ظهره بخطّ الكتاب، و في موضع آخر بخطّ بعض العلماء ما لفظه:

قال الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الأسترآبادي (1) (رحمه اللّه):

وجدت على كتاب النهاية بخزانة مدرسة الري، قال: حدثنا جماعة من أصحابنا الثقات أنّ المشايخ الفقهاء: الحسين بن المظفّر الحمداني القزويني، و عبد الجبار بن علي المقري الرازي، و الحسن بن الحسين بن بابويه المدعو بحسكا المتوطن بالري (رحمهم اللّه)، كانوا يتحادثون ببغداد، و يتذاكرون كتاب النهاية، و ترتيب أبوابه و فصوله. فكان كلّ واحد منهم يعارض الشيخ الفقيه أبا جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (رحمه اللّه عليه) في مسائل و يذكر أنّه لا يخلو من خلل ثم اتفق انهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري على صاحبه السلام كان ذلك على عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رحمه اللّه و قدس روحه و كان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك، فأجمع رأيهم على أن يصوموا ثلاثا، و يغتسلوا ليلة الجمعة، و يصلّوا و يدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على جوابه، فلعلّه يتضح لهم ما اختلفوا فيه.

فسنح لهم أمير المؤمنين عليه السلام في النوم، و قال: لم يصنّف مصنّف في فقه آل محمّد عليهم السلام كتابا أولى بأن يعتمد عليه، و يتخذ قدوة، و يرجع إليه، أولى من كتاب النهاية الذي (2) تنازعتم فيه، و إنّما كان ذلك لأنّ مصنّفه اعتمد في تصنيفه على خلوص النيّة للّه، و التقرب و الزلفى لديه، فلا


1- هنا حاشية غير معلّمة من المصنف (رحمه اللّه) و هي:
2- في المخطوطة و الحجريّة: التي، و قد أثبتنا ما يناسب المقال.

ص: 172

ترتابوا في صحّة ما ضمّنه مصنّفه، و اعملوا به، و أقيموا مسائله، فقد تعنى في ترتيبه و تهذيبه، و التحري بالمسائل الصحيحة بجميع أطرافها.

فلمّا قاموا من مضاجعهم أقبل كلّ واحد منهم على صاحبه، فقال: رأيت الليلة رؤيا تدل على صحة النهاية، و الاعتماد على مصنّفها، فأجمعوا على أن يكتب كلّ واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ، فتعارضت الرؤيا لفظا و معنى، و قاموا متفرقين مغتبطين بذلك، فدخلوا على شيخهم أبي جعفر الطوسي (قدس اللّه روحه)، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم: لم تسكنوا إلى ما كنت أوقفتكم عليه في كتاب النهاية، حتى سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، فتعجبوا من قوله! فسألوه عمّا استقبلهم من ذلك، فقال: سنح لي أمير المؤمنين عليه السلام كما سنح لكم فأورد عليّ ما قاله لكم، و حكى رؤياه على وجهها، و بهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمّد عليهم السلام، و الحمد للّه وحده و صلّى اللّه على محمّد و آله الطاهرين. انتهى.

و عندنا بحمد اللّه تعالى نسخة منها عتيقة بخطّ بعض بني بابويه، قال في آخره: و وافق الفراغ من نسخة العبد المذنب الفقير المحتاج إلى رحمة اللّه أبو المحاسن بن إبراهيم بن الحسين بن بابويه، يوم الثلاثاء الخامس عشر من ربيع الآخر من شهور سنة سبع عشرة و خمسمائة. انتهى.

قال السيد السند طاب ثراه: و كتاب المبسوط الذي وسع فيه التفاريع، و أودع فيه دقائق الأنظار، و كتاب الخلاف الذي ناظر فيه المخالفين، و ذكر فيه ما اجتمعت عليه الفرقة من مسائل الدين (1).

قلت: عدّ في الأمل من كتب الشيخ مفلح الصيمري- العالم الجليل-


1- رجال السيد بحر العلوم 3: 230.

ص: 173

منتخب الخلاف (1). و في آخر الأمل عدّ من الكتب التي لم يعرف مؤلّفيها:

المنتخب من الخلاف للشيخ الطوسي، انتخبه مؤلّفه سنة عشرين و خمسمائة (2).

و في الرياض: و أمّا منتخب الخلاف، فقد رأيت نسخا منها بمشهد الرضا عليه السلام، و نسخة عتيقة تاريخ كتابتها سنة ست و سبعمائة، فهو من مؤلفات الشيخ الطبرسي، و هو بعينه كتاب المؤتلف من المختلف بين أئمة السلف، كما سبق في ترجمة الطبرسي. و لكن ليس هو بالذي للشيخ مفلح بن الحسين الصيمري، لأن الشيخ مفلح من المعاصرين لعلي بن هلال الجزائري و الشيخ علي الكركي، فهو من المتأخرين جدّا، و تاريخ تأليف منتخب الخلاف المشار إليه سنة عشرين و خمسمائة. ثم ذكر بعض ما ذكره في أوّله من إسقاطه الاستدلال بالإجماع المتكرر فيه، و في آخره إسقاطه الأخبار الخاصة لوجودها في مثل التهذيب و الاستبصار و بعض المسائل المعتادة، و زيادات تعدّ من التطويل (3).

قال السيد الأيّد قدّس سرّه: و له كتاب الجمل و العقود في العبادات، و الاقتصاد فيها و في العقائد و الأصول، و الإيجاز في الميراث، و كتاب يوم و ليلة في العبادات اليومية.

و أما علم الأصول و الرجال، فله في الأول كتاب العدّة، و هو أحسن كتاب صنّف في الأصول (4).

قلت: عدّ في الأمل من كتب المولى خليل القزويني: شرح العدة (5).

قال في الرياض: و أمّا شرح العدّة، فالمشهور على الألسنة هو حاشية


1- أمل الآمل 2: 324.
2- أمل الآمل 2: 365.
3- رياض العلماء 6: 44.
4- رجال السيد بحر العلوم 3: 230.
5- أمل الآمل 2: 112.

ص: 174

العدّة في الأصول للشيخ الطوسي، لم تتم، بل لم تصل إلى أواسطها، و هي مجلدان، و الأول يعرف بالحاشية الأولى، و الثاني يعرف بالحاشية الثانية، و قد أدرج في الحاشية حاشية واحدة طويلة تسوى أكثر المجلّد الأول، و أورد فيها مسائل عديدة جدّا من الأصول و الفروع و غير ذلك بالتقريبات، و كانت عادته طول عمره تغيير هذين الشرحين و هذه الحاشية إلى أن أدركه الموت، و لذلك قد اختلفت نسخها اختلافا شديدا بحيث لا يضبط، و لا مناسبة بين أول ما كتبه و بين آخره (1). انتهى.

و لجماعة من الفضلاء حواش على حاشيته، كالمولى أحمد القزويني و غيره.

قال السيد الأجل: و في الثاني كتاب الفهرست الذي ذكر فيه أصول الأصحاب و مصنّفاتهم (2).

قلت: و هو من الكتب الجليلة في هذا الباب، و في ترتيبه كسائر كتب القدماء تشويش، و لذا رتبه على النحو المرسوم الشيخ الفاضل المدقق علي بن عبد اللّه بن عبد الصمد بن الشيخ الفقيه محمّد بن حسن بن رجب المقابي، و رتبه و شرحه العلامة المحقق الشيخ سليمان الماحوزي، و سمّاه بمعراج الكمال إلى معرفة الرجال، و قال في أوّله: و من أحسن تلك المصنفات أسلوبا، و أعمّها فائدة، و أكثرها نفعا، و أعظمها عائدة، كتاب الفهرست لشيخ الطائفة، و رئيس الفرقة، أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي (قدس اللّه سره)، و نوّر بلطفه قبره، فقد جمع من نفائس هذا الفن خلاصتها، و حاز من دقائقه و معرفة إسراره نقاوتها، إلّا أنه خال عن الترتيب، محتاج إلى التهذيب (3). إلى


1- رياض العلماء 2: 265.
2- رجال السيد بحر العلوم 3: 231.
3- معراج الكمال: 2.

ص: 175

آخره. و هو شرح طويل إلّا أنه بلغ إلى أوائل باب الباء، و لم يوفّق لإتمامه.

قال السيد المعظم: و كتاب الأبواب المرتب على الطبقات من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى العلماء الذين لم يدركوا أحد الأئمة عليهم السلام (1).

قلت: هذا كتابه الذي يعرف برجال الشيخ، و غرضه الأصلي من وضع هذا الكتاب- كما أشار إليه المحقق الكاظمي في عدّته- هو جمع أصحابهم عليهم السلام، و ظاهر الصحبة الاستقامة، و كون التابع على ما عليه المتبوع، كما أن ظاهر صحبة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله الإسلام، و يؤيد ذلك جريان طريقته على التنبيه على الانحراف مع وجوده (2)، و يظهر منه أيضا أنّ غرضه مجرّد تعداد أسمائهم، و جمع شتاتهم، لا تمييز الممدوح منهم من المذموم، و توثيقه بعضهم في خلال ترجمته استطرادي أو لدفع شبهة، و لذا ترى أنه لم يوثّق فيه من لا خلاف فيه كزرارة، و محمّد بن مسلم، و أبي بصير ليث المرادي، و هشام ابن سالم، و ابن الحكم. و لمّا خفيت القرائن و ضاعت الكتب، و طالت المدة، صار أغلب ما ذكره مجهولا لنا، بل جلّ المجاهيل الموجودة في الكتب إنّما هو من هذا الكتاب، و لكن سننبه إن شاء اللّه تعالى على فائدة لعلّ بها تخرج أكثر ما ذكره من حريم المجاهيل.

و المهم في هذا المقام دفع ما يتراءى في هذا الكتاب من التناقض، من ذكر الرجل في بابين مختلفين، كذكره تارة فيمن يروي، و أخرى في باب من لم يرو، حتى أوقع ذلك بعض الناظرين في التوهم فظن التعدد (3).


1- رجال السيد بحر العلوم 3: 231.
2- العدة للكاظمي: 18.
3- لزيادة الاطلاع و معرفة الحقيقة راجع مجلّة تراثنا العدد: 2 و 3 السنة: 407 ه بحث في من لم يرو عنهم عليهم السلام.

ص: 176

فمن ذلك قتيبة بن محمّد الأعشى، ذكر مرّة في أصحاب الصادق عليه السلام، و أخرى في من لم يرو عنهم عليهم السلام (1).

و كليب بن معاوية الأسدي، مرّة في أصحاب الباقر عليه السلام، و أخرى في أصحاب الصادق عليه السلام، و تارة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (2).

و فضالة بن أيوب، تارة في أصحاب الكاظم عليه السلام، و أخرى في أصحاب الرضا عليه السلام، و مرة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (3).

و محمّد بن عيسى اليقطيني، مرّة في رجال الرضا عليه السلام، و مرّة في رجال الهادي عليه السلام، و مرّة في رجال العسكري عليه السلام، و رابعة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (4).

و القاسم بن محمّد الجوهري، مرّة في رجال الصادق عليه السلام، و أخرى في من لم يرو عنهم عليهم السلام (5).

و بكر بن محمّد الأزدي، تارة في رجال الصادق عليه السلام، و أخرى في رجال الكاظم عليه السلام، و مرة في رجال الرضا عليه السلام، و رابعة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (6).


1- رجال الشيخ: 275/ 32 و 491/ 9.
2- رجال الشيخ: 133/ 2 و 278/ 15 و 491/ 1.
3- رجال الشيخ: 357/ 1 و 385/ 1، هذا و لم يرد في من لم يرو عنهم عليهم السلام في النسخة التي بين أيدينا، و إن كان الشيخ القهبائي (قدّس سرّه) أورده في مجمعه (5: 17) عن رجال الشيخ في من لم يرو عنهم عليهم السلام.
4- رجال الشيخ: 393/ 76 و 422/ 10 و 435/ 3 و 511/ 111.
5- رجال الشيخ: 276/ 49 و 490/ 5، هذا و قد أورده أيضا في أصحاب الكاظم عليه السلام:
6- رجال الشيخ: 157/ 38 و 344/ 1 و 370/ 1 و 457/ 4.

ص: 177

و الحسين بن الحسن بن أبان، مرّة في رجال العسكري عليه السلام، و أخرى في من لم يرو عنهم عليهم السلام (1). إلى غير ذلك ممّا يقف عليه الناظر.

و قيل أو يقال في دفع هذا التناقض وجوه:

أ- الأخذ بظاهره حذرا من التناقض، و الحكم بالتعدد، كما فعله ابن داود في أكثر المقامات، و فيه ما هو مذكور في تراجمهم.

ب- إن الشيخ قد يقطع على رواية الراوي عنهم عليهم السلام بلا واسطة، فيذكره في باب من روى، و قد يقطع بعدمها فيذكره في من لم يرو عنهم عليهم السلام و قد يشكّ في ذلك و لا يمكنه التفحص عن حقيقة الحال فيذكره في البابين تنبيها على الاحتمالين (2)، كذا حكي عن المحقق الشيخ أسد اللّه الكاظمي.

ج- إن الرجل قد يروي عنهم بلا واسطة، و قد يروي بواسطة، فيذكره في البابين.

د- ما ذكره الفاضل الشيخ عبد النبيّ الكاظمي في تكملة الرجال، من أنه قد يقع الخلاف في ملاقاة الراوي للمعصوم عليه السلام فيذكره في البابين (3)، إشارة إلى الخلاف، و جمعا للأقوال.

ه- إن الرجل ربّما صحب إماما أو إمامين، و لم يرو، إذ الصحبة لا تستلزم الرواية سيّما مع قوله في الخطبة: ثم أذكر بعد ذلك من تأخر زمانه عن الأئمة عليهم السلام من رواة الحديث، أو من عاصرهم و لم يرو عنهم (4)،


1- رجال الشيخ: 430/ 8 و 469/ 44.
2- انظر تكملة الرجال 1: 14، فقد نقل القول عن بعض مشايخه و لعلّه أسد اللّه الكاظمي، و اللّه أعلم.
3- تكملة الرجال 1: 13.
4- رجال الشيخ: 2.

ص: 178

فيذكره في الأصحاب، و فيمن لم يرو.

و- الحمل على السهو و النسيان اللذين لا يكاد ينجو منهما الإنسان، و قد وقع فيما لا رافع له إلّا الحمل على الغفلة، كذكر سعيد بن هلال الثقفي الكوفي، و الحسن بن زياد الصيقل، و علي بن أحمد بن أشيم في باب واحد (1) منه، و محمّد بن إسماعيل بن بزيع في فهرسته مرّتين (2)، بل ذكر يحيى بن زيد ابن علي بن الحسين عليهما السلام في رجال الكاظم (3)، مع أنه استشهد في حياة الصادق، كما هو مذكور في أوّل الصحيفة (4)، و في كتب السير و الأنساب.

قال السيد المحقق الكاظمي في عدّته: و ليس هذا بعزيز في جنب الشيخ في تغلغله، و كثرة علومه، و تراكم إشغاله، ما بين تدريس و كتابة، و تأليف و إفتاء و قضاء، و زيارة و عبادة، و لقد كان مرجعا لأهل زمانه، حتى أن تلامذته- على ما حكى التقي المجلسي- ما يزيد على ثلاثمائة من مجتهدي الخاصّة، و من العامة ما لا يحصى، و قد كان الخليفة جعل له كرسي الكلام يكلّم عليه الخاص و العام حتى في الإمامة، و لخفّة التقية يومئذ، و ذلك إنّما يكون لوحيد العصر (5) (6). انتهى.

و السيد الداماد- في الرواشح- فرق في رجال الشيخ من باب أصحاب الباقر عليه السلام. إلى آخره بين أصحاب الرواية بالإسناد عن الإمام، و أصحاب الرواية بالسماع منه، و أصحاب اللقاء من دون الرواية مطلقا (7).


1- رجال الشيخ: 205/ 41- 49 و 166/ 13، 183/ 299 و 382/ 26، 384/ 66.
2- فهرست الشيخ: 139/ 594 و 155/ 691.
3- رجال الشيخ: 364/ 13.
4- الصحيفة السجادية الكاملة: 4- 5.
5- روضة المتقين 14: 405.
6- العدة للكاظمي: 53.
7- الرواشح السماوية: 63 الراشحة الرابعة عشر.

ص: 179

و فيه ما لا يخفى من التكلف و عدم الشاهد على ما ادّعاه (رحمه اللّه).

قال السيد المؤيّد: و كتاب الاختيار، و هو تهذيب كتاب معرفة الرجال للكشي (1).

قلت: الموجود بأيدينا اليوم من رجال الكشي هو اختيار الشيخ و ليس من الأصل أثر، و سنذكر إن شاء اللّه تعالى في ترجمة الكشي أنه وقع الانتخاب من اختيار الشيخ أيضا.

قال السيد الجليل: و له كتاب تلخيص الشافي في الإمامة، و كتاب المفصح في الإمامة، و كتاب ما لا يسع المكلّف الإخلال به، و كتاب ما يعلّل و ما لا يعلل، و شرح جمل العلم و العمل ما يتعلّق منه بالأصول، و كتاب في أصول العقائد- كبير- خرج منه الكلام في التوحيد، و شي ء من العدل، و مقدمة في الدخول إلى علم الكلام. و هداية المسترشد و بصيرة المتعبد، و كتاب مصباح المتهجد، و كتاب مختصر المصباح (2).

قلت: و كتاب المصباح كاسمه صار علما بين العلماء، و قدوة لجملة من المؤلفات.

فمنها: قبس المصباح، للشيخ الثقة الفقيه نظام الدين أبي الحسن أو أبي عبد اللّه سلمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي، العالم الجليل، المعروف المنقول فتاويه في كتب الأصحاب، صاحب كتاب إصباح الشيعة بمصباح الشريعة، و كتاب التبيان في عمل شهر رمضان، و نهج المسالك إلى معرفة المناسك، و شرح النهاية، و كتاب النفيس، و كتاب المتعة، و كتاب النوادر و غيرها: قرأ على علم الهدى و الشيخ (رحمه اللّه) و القبس المذكور ملخص من المصباح الكبير مع ضمّ فوائد كثيرة جليلة إليه.


1- رجال السيد بحر العلوم 3: 231.
2- رجال السيد بحر العلوم 3: 231- 232.

ص: 180

و منها: اختيار المصباح، للسيد الفاضل علي بن الحسين بن حسان بن باقي القرشي، المعروف بالسيد ابن باقي، و بابن الباقي، فرغ من تأليفه سنة 653، و فيه زيادات ليست في الأصل، و هذا الكتاب كثير الاشتهار عند علماء البحرين، و هم يعملون بما فيه.

و منها: منهاج الصلاح في اختيار المصباح، للعلامة الحلّي، قال (رحمه اللّه) في أوّله: و قد كان شيخنا الأعظم، و رئيسنا المقدم، أبو جعفر الطوسي قدّس اللّه روحه الزكية، و أفاض على تربته المراحم الربانية، صنف فيما يرجع إلى القوة العملية كتاب مصباح المتهجد في عبادات السنة، و استوفى فيه أكثر ما ورد عن أئمتنا المعصومين عليهم السلام، ثم اختصره، و فيه بعض الطول، و أمر من امتثال أمره واجب، و من طاعته شي ء لازب، و هو المولى الكبير، و الصاحب الوزير. إلى أن قال: خواجة عزّ الملة و الحق و الدين محمّد بن محمّد القوهدي أعزّ اللّه بدوام أيامه الإسلام و المسلمين، أن أحرّر بعض تلك الدعوات، و اختصر ما صنّفه شيخنا (رحمه اللّه) بحذف المطولات، فأجبت أمره رفع اللّه قدره، و أحسن ذكره، و أدام أيامه الزاهرة، و ختم أعماله بالصالحات في الدنيا و الآخرة.

قال (رحمه اللّه): و أضفت إليه ما لا بدّ منه، و لا يستغنى عنه (1)، فاختصر الكتاب في عشرة أبواب، و زاد بابا فيما يجب على عامّة المكلّفين من معرفة أصول الدين، المعروف بالباب الحادي عشر، الذي له شروح كثيرة من جماعة من العلماء، كشرحه الكبير للشيخ خضر، و آخر منه صغير، و شرح ابن أبي جمهور الأحسائي، و شرح المقداد، و غيرها.


1- منهاج الصلاح:

ص: 181

و منها: التتمات، لرضي الدين علي بن طاوس في مجلّدات، قال في المجلّد الأول منه المسمى بفلاح السائل، في جملة كلام له في المراقبة و الخلوة:

و لقد كان بعض العارفين يكثر الخلوات، فقيل له: أما تستوحش لمفارقة الأهل و الجماعات؟ فقال: أنا جليس ربّي، إن أحببت أن يحدّثني تلوت كتابه، و إذا أحببت أن أحدثه دعوته و كرّرت خطابه، قلت أنا: و كم من مطلب عزيز، و حصن حريز في الخلوة بما لك القلوب، و كم هناك من قرب محبوب، و سرّ غير محجوب، فلما رأيت فوائد الخلوة و المناجاة، و ما فيها من مراد لعبده من العزّ و الجاه و الظفر بالنجاة، و السعادة في الحياة و بعد الوفاة، وجدت في المصباح الكبير الذي صنّفه جدّي لبعض أمّهاتي أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه شيئا عظيما من الخير الكثير، ثم وقفت بعد ذلك على تتمات و مهمّات فيها مراد لمن يجب لنفسه بلوغ غايات، و لا يقنع بالدون، و لا يرضى بصفقة المغبون، و عرفت أن لسان حال المالك المعبود يقول لكل مملوك مسعود: أي عبدي، قد قيّدت السابقين من الموقنين و المراقبين و المتقين و أصحاب اليمين يأملون فلا يقدرون على زيادة الدرجات الآن، و أنت مطلق في الميدان، فما يمنعك من سبقهم بغاية الإمكان، أو لحاقهم في مقامات الرضوان؟! فعزمت أن أجعل ما اختاره باللّه جلّ جلاله ممّا رويته أو وقفت عليه، و ما يأذن جلّ جلاله لي في إظهاره من إسراره كما يهديني إليه، و ما أجده من كيفيّة الإخلاص و ما يريد اللّه جلّ جلاله لعقلي و قلبي من مقامات الاختصاص، و ما ينكشف لي بلطف مالك الكشف من عيوب الأعمال، و إخطار الغفلة و الإهمال، و ما لم يخطر الآن على بالي معناه، و لا يحضرني سرّه و فحواه، و أجعل ذلك كتابا مؤلفا اسميه كتاب مهمّات في صلاح المتعبد و تتمات لمصباح المتهجد (1).


1- فلاح السائل: 6.

ص: 182

ثم جعله في عشر مجلّدات، و سمّى كلّ مجلّد باسم مخصوص، و هي:

فلاح السائل جلدان، زهرة الربيع، جمال الأسبوع، الدروع الواقية، المضمار في عمل شهر رمضان، مسالك المحتاج في مناسك الحاج، الإقبال في أعمال السنة غير شهر رمضان، السعادات بالعبادات التي ليس لها وقت محتوم معلوم في الروايات.

و منها: كتاب إيضاح المصباح لأهل الصلاح، للسيد الأجل النحرير بهاء الدين المرتضى أبي الحسن علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النجفي صاحب كتاب الأنوار المضيئة، و هو بعينه- كما في الرياض- شرحه على المصباح الصغير.

قال السيد السند: و مناسك الحج مجرّد العمل و الأدعية، و كتاب المجالس و الأخبار، و كتاب مقتل الحسين عليه السلام، و كتاب أخبار المختار، و كتاب النقض على ابن شاذان في مسألة الغار، و مسألة في العمل بخبر (1) الواحد، و مسألة في تحريم الفقاع، و المسائل الرجبية في آي القران، و المسألة الرازية (2) في الوعيد، و المسائل الجنبلائية (3) أربع و عشرون مسألة، و المسائل الدمشقية اثنتا عشرة مسألة، و المسائل الإلياسية مائة مسألة في فنون مختلفة، و المسائل الحائرية نحو ثلاثمائة مسألة، و المسائل الحلبية، و مسائل في الفرق بين النبي و الإمام، و مسائل ابن البرّاج، و كتاب أنس الوحيد (4).


1- في المخطوطة و الحجرية: بالخبر، و ما أثبتناه من المصدر، و فهرست الشيخ (161/ 699)
2- في المخطوطة: الرواية، و في الحجرية: الراوية، و الذي أثبتناه من المصدر و كذلك الذريعة 20: 347/ 3343، و فهرست الشيخ: 161/ 699.
3- في الحجريّة: الجيلانيّة، و في المخطوط و المصدر: الجنبلانيّة، و في الذريعة 20: 343/ 3313 و فهرست الشيخ: 161/ 699: الجنبلائيّة، و هو ما أثبتناه.
4- في الأصل و الحجريّة: الوعيد، و في المصدر و الذريعة 2: 368/ 1496، و فهرست الشيخ:

ص: 183

هذه جملة الكتب التي ذكرها في الفهرست، ثم نقل عن الحسن بن مهدي السليقي، أحد تلامذة الشيخ: أن من مصنّفاته التي لم يذكرها في الفهرست، كتاب شرح الشرح- في الأصول- قال: و هو كتاب مبسوط أملى علينا منه شيئا صالحا، و مات و لم يتمّه، و لم يصنف مثله (1).

ثم ذكر (رحمه اللّه) ترتيب مؤلفاته في الفقه على ما يظهر من مطاوي كلماته فيها، و قال: إنه أمر مهم يحتاج إليه الفقيه في الإجماع و الخلاف (2)، فمن أراده راجعه.

[في ذكر مشجرة مشايخ الشيخ الطوسي]

و أمّا مشايخه الذين يروي عنهم على ما يظهر من كتبه فهم جماعة:

أ- الشيخ المفيد.

ب- الحسين بن عبيد اللّه الغضائري.

ج- أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد البزاز، المعروف بابن عبدون، و بابن الحاشر.

د- أبو الحسين علي بن أحمد، المعروف: بابن أبي جيد القمي.

ه- أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت الأهوازي، و هو طريقه إلى ابن عقدة.

و- أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل، أشار إليه في ترجمة إبراهيم ابن إسحاق الأحمري (3)، و في الأمالي: قرأ عليّ و أنا أسمع في منزله ببغداد في الربض بباب محول، في [صفر] (4) سنة عشر و أربعمائة (5).

ز- السيد الأجل المرتضى.


1- رجال السيد بحر العلوم 3: 232- 233.
2- رجال السيد بحر العلوم 3: 234.
3- فهرست الشيخ: 7/ 9.
4- ما بين المعقوفين أثبتناه من الأمالي.
5- أمالي الشيخ 2: 19.

ص: 184

ح- الشريف أبو محمّد الحسن بن القاسم المحمدي، أشار إليه في ترجمة إسماعيل بن علي الخزاعي (1)، و محمّد بن أحمد الصفواني (2)، و محمّد بن علي بن الفضل (3).

ط- أحمد بن إبراهيم القزويني.

ي- أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم القزويني.

يا- جعفر بن الحسين بن حسكة القمي.

و في الإجازة الكبيرة للعلامة: أبو الحسين بن جعفر بن الحسين (4). إلى آخره، و أظنّ زيادة كلمة (ابن) بين الكنية و الاسم.

يب- أبو زكريا محمّد بن سليمان الحراني- أو الحمداني- من أهل طوس، روى عن أبي جعفر بن بابويه، كذا في إجازة العلامة عند ذكر مشايخه من الخاصّة (5).

يج- الشيخ أبو طالب بن عزور.

يد- السيد أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار.

في الرياض: فاضل عالم، عظيم القدر و الشأن، و هو من أجلاء هذه الطائفة الحقّة الإمامية على ما بالبال، و كان من مشايخ الشيخ الطوسي. ثم ذكر مشايخه، و قال: عدّ العلامة- في إجازته لأولاد السيد ابن زهرة- هذا الشيخ من علماء العامة في جملة مشايخ الشيخ الطوسي (6)، و هو غريب (7).


1- فهرست الشيخ: 13/ 37.
2- فهرست الشيخ: 133/ 588.
3- في الأصل و الحجريّة: المفضّل، و الذي أثبتناه: الفضل، انظر فهرست الشيخ: 159/ 698، و رجال النجاشي: 385/ 1046، و الذريعة 16: 147/ 372- 154.
4- بحار الأنوار 107: 137، و لم يرد فيه كلمة (ابن) بين الكنية و الاسم.
5- بحار الأنوار 107: 137.
6- بحار الأنوار 107: 136، و فيه: الجبار بدل الحفّار.
7- رياض العلماء 5: 325- 326.

ص: 185

انتهى.

و من نظر إلى أمالي أبي علي ابن الشيخ، و الأخبار التي رواها فيه بتوسط الحفّار، و تأمّل في متونها علم أن هذه النسبة كما قال في غاية الغرابة! و له كتاب الأمالي، ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب.

و قال السيد الأجل بحر العلوم في رجاله- بعد نقل عبارة الإجازة، و عدّه العلامة، و جماعة أخرى من مشايخه العامة- ما لفظه: الذي ذكر أنهم من رجال العامة لا يحضرني رواية الشيخ عنهم في كتابي الرجال، إلّا أبا علي بن شاذان، فقد روى عنه في ترجمة يحيى بن الحسن صاحب كتاب النسب (1)، و هلال الحفّار، فإنه قال في ترجمة إسماعيل بن علي بن علي أخي دعبل الخزاعي:

أخبرني برواياته كلّها الشريف أبو محمّد المحمّدي، و سمعنا هلال الحفار روى عنه مسند الرضا عليه السلام و غيره، فسمعناه منه، و أجاز لنا باقي رواياته (2)، و يبعد أن يكون هذا الرجل من العامة، و لم أجد له ذكرا في رجالهم (3). انتهى.

يه- الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن داود الفحام، المعروف بابن الفحّام السرّ من رآئي، صرّح في البحار و غيره أنه أستاذ الشيخ (4).

و في أمالي أبي علي أحاديث كثيرة رواها الشيخ عنه أكثرها دالّة على تشيّعه (5)، فلاحظ.

يو- أبو عمرو عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، و هو الواسطة


1- فهرست الشيخ: 178/ 780.
2- فهرست الشيخ: 13/ 37.
3- رجال السيد بحر العلوم 4: 101.
4- بحار الأنوار 107: 136، و انظر كذلك أمالي الطوسي 1: 291.
5- أمالي الشيخ 1: 282 و 283 و 284 و 285.

ص: 186

بين الشيخ و ابن عقدة، كما يظهر من أمالي ابن الشيخ في طرق أخبار كثيرة (1).

يز- الحسين بن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، و هو طريق الشيخ إلى أخبار أبي قتادة القمّي.

يح- محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، في أمالي أبي علي عن والده، قال: حدثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، إملاء في مسجد الرصافة بالجانب الشرقي ببغداد، في ذي القعدة سنة إحدى عشرة و أربعمائة (2). إلى آخره.

و في صدر مجالس عديدة- من أمالي الشيخ المفيد- ذكر لأبي الفوارس (3)، يبعد أن يكون هو جدّ أبي الفتح، فلاحظ.

يط- أبو منصور السكري، هو من مشايخ الشيخ- أيضا- كما يظهر من الأمالي، يروي عن جدّه علي بن عمر.

و في الرياض: و لا يبعد عندي كونه من علماء العامة أو الزيدية (4).

قلت: أمّا كونه من العامة فيبعدها ما رواه الشيخ عنه فيه، و أمّا كونه زيديا فاللّه أعلم.

ك- محمّد بن علي بن خشيش- بالخاء المعجمة المضمومة، و الشين المفتوحة المعجمة، و الياء الساكنة المنقطة تحتها نقطتين، و الشين المعجمة أخيرا، كما في إيضاح العلامة (5)- ابن نضر بن جعفر بن إبراهيم التميمي،


1- أمالي الشيخ 1: 252.
2- أمالي الشيخ 1: 312.
3- أمالي المفيد: 28 مجلس 4 و 34 مجلس 5 و 54 مجلس 7 و 138 مجلس 17 و.
4- رياض العلماء 5: 515.
5- إيضاح الاشتباه: 267/ 569.

ص: 187

يروي عن جماعة منهم، أبو المفضل الشيباني، روى عنه في الأمالي المذكور أخبارا كثيرة (1).

كا- أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري، المعروف بابن الحمامي المقري.

كب- أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد، قرأ عليه في ذي الحجة سنة سبع عشرة و أربعمائة.

كج- أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، المعروف بابن بشران المعدل، قال (رحمه اللّه): أخبرنا في منزله ببغداد في رجب سنة إحدى عشرة و أربعمائة (2).

كد- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن حموي (3) البصري، قال (رحمه اللّه):

أخبرنا قراءة ببغداد في دار الغضائري، في يوم السبت للنصف من ذي القعدة الحرام سنة ثلاث عشرة و أربعمائة (4).

كه- أبو الحسين بن سوار المغربي، عدّه العلامة في الإجازة الكبيرة من مشايخه العامة (5).

كو- محمّد بن سنان، عدّه العلامة في الإجازة من مشايخه منهم (6).

كز- أبو علي بن شاذان المتكلّم، و هو أيضا كسابقيه (7).


1- أمالي الشيخ 1: 317- 339.
2- أمالي الشيخ 2: 8.
3- في المصدر: حمويه بن علي بن حمويه.
4- أمالي الشيخ 2: 13.
5- لم نعثر عليه في الطبعة الجديدة من البحار، و يحتمل أن يكون قد سقط منها.
6- أي: من العامّة، كما و إنّه لم نعثر عليه في الطبعة الحديثة من البحار.
7- بحار الأنوار 107: 136.

ص: 188

كح- أبو الحسين جنبش المقري، عدّه العلامة فيها من مشايخه من رجال الكوفة (1).

كط- القاضي أبو القاسم التنوخي، و هو أبو القاسم علي بن القاضي أبي علي المحسن بن القاضي أبي القاسم علي بن محمّد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم ابن تميم القحطاني، صاحب السيد المرتضى و تلميذه.

و في الرياض: و الأكثر على أنه من الإمامية (2)، لكن العلامة قد عدّه في أواخر إجازته لأولاد ابن زهرة من جملة علماء العامة (3)، و من مشايخ الشيخ الطوسي. فتأمّل.

ل- القاضي أبو الطيب الطبري الحويري، عدّه العلامة فيها من مشايخه من رجال الكوفة (4).

و في الرياض: أبو الطيب قد يروي عنه الشيخ الطوسي في أماليه، و لعلّه بالواسطة، فإني لم أجده من مشايخه، و إن قال فيه: حدثنا أبو الطيب عن علي ابن هامان (5)، انتهى، و هذا منه غريب (6).

لا- أبو علي الحسن بن إسماعيل، المعروف بابن الحمامي، عدّه العلامة في الإجازة من مشايخه من الخاصة (7)، و احتمال اتحاده مع ابن الحمامي المتقدم (8) فاسد، لاختلاف الاسم، و الكنية، و اسم الأب.


1- بحار الأنوار 107: 136، و فيه: خشيش بدل: جنبش.
2- رياض العلماء 4: 184.
3- بحار الأنوار 107: 136.
4- بحار الأنوار 107: 136، و فيه: الجوزي بدل: الحويري.
5- أمالي الشيخ 1: 2.
6- رياض العلماء 5: 471.
7- بحار الأنوار 107: 137.
8- يبدو للوهلة الأولى أنّه ابن الحمامي المقري (كا)، و الظاهر ليس كذلك إذ أنّ ابن الحمامي الذي يحتمل اتّحاده معه هو الآتي في (لح) ابن أشناس.

ص: 189

لب- أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم بن علي القمّي، المعروف بابن الحنّاط، كذا في الإجازة (1).

و في الرياض: الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم بن علي القمّي، المعروف بابن الخياط، فاضل، عالم، فقيه جليل، معاصر للشيخ المفيد و نظرائه، و يروي عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، و يروي الشيخ الطوسي عنه، و كثيرا ما يعتمد على كتبه و رواياته السيد ابن طاوس، و ينقلها في كتاب مهج الدعوات و غيره (2).

و في الأمل: فاضل جليل، من مشايخ الشيخ الطوسي من الخاصة (3).

لج- أبو عبد اللّه بن الفارسي، عدّه العلامة من مشايخه الخاصة (4).

لد- أبو الحسن بن الصفار، و هو أيضا كسابقه (5).

و في الرياض: قد عدّه العلامة من مشايخ الشيخ الطوسي من علماء الخاصة، و صرّح بذلك نفسه في أواخر أماليه (6) أيضا، و لكن ليس فيه كلمة ابن في البين، و أظنّ أنه باسمه مذكور في تعداد المشايخ، فلاحظ.

و هو روى عن أبي المفضل الشيباني المعروف (7).

له- أبو الحسين بن أحمد بن علي النجاشي، كذا في الإجازة (8)، و الظاهر زيادة كلمة (ابن) و أن المراد منه الشيخ النجاشي المعروف.


1- بحار الأنوار 107: 137.
2- رياض العلماء 2: 5.
3- أمل الآمل 2: 86/ 227.
4- بحار الأنوار 107: 137.
5- بحار الأنوار 107: 137.
6- أمالي الطوسي 2: 87.
7- رياض العلماء 5: 443.
8- بحار الأنوار 107: 137.

ص: 190

لو- أبو محمّد عبد الحميد بن محمّد المقري النيسابوري، عدّه العلامة من مشايخه الخاصة (1).

لز- أبو عبد اللّه أخو سروة، و كان يروي عن ابن قولويه كثيرا من كتب الشيعة الصحيحة، كذا في الإجازة الكبيرة (2).

لح- أبو علي الحسن (3) بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن أشناس البزاز، الفقيه المحدّث الجليل المعروف بابن أشناس، و تارة بابن الأشناس البزاز، و تارة بالحسن بن إسماعيل بن أشناس، و تارة بالحسن بن أشناس، و الكل واحد.

و هو صاحب كتاب (4) عمل ذي الحجة، الذي نقل عنه بخطّ مصنّفه السيد ابن طاوس في الإقبال، و كان تاريخه سنة 437 (5).

و في صدر إسناد بعض نسخ الصحيفة هكذا: أخبرنا أبو الحسن محمّد


1- بحار الأنوار 107: 137.
2- بحار الأنوار 107: 137.
3- ردّ المحدّث النوري (رحمه اللّه) في (لا) اتحاد أبو علي الحسن بن إسماعيل المعروف بابن الحمامي مع ابن الحمامي المتقدم، و الذي قلنا فيه ان الاتحاد مع من يأتي أي: مع أبي علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس، إذ أنّه يعرف كذلك بابن الحمامي كما ورد في ترجمته في تاريخ بغداد 7: 425/ 3998، هذا و قد اعتبرهما الشيخ آقا بزرگ الطهراني عند عدّه لمشايخ الشيخ منقولا عنه في مقدّمة رجال الشيخ و كذلك في الأمالي واحدا إذ قال: هؤلاء هم الذين عرفناهم من مشايخ شيخ الطائفة الطوسي (رحمه اللّه) و هم ثلاثة و ثلاثون، إلّا أنّ العلامة المحدث النوري (رحمه اللّه) لما أوردهم في خاتمة المستدرك زاد على عددهم شيخا واحدا و ذلك لأنّه كرّر اسم الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس بعنوان: الحسن بن إسماعيل، نسبة إلى جدّه.
4- كلمة (كتاب) وردت في الحجريّة مشوشة.
5- إقبال الاعمال: 317.

ص: 191

ابن إسماعيل بن أشناس البزاز، قراءة عليه فأقرئه، قال: أخبرنا أبو المفضل. إلى آخره، و هو والد هذا الشيخ، و لكن في صدر الصحيفة المنسوبة إليه هكذا: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن أشناس البزاز، قراءة عليه فأقرّ به، قال: حدثنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه. إلى آخره.

و في بحث ميراث المجوس من السرائر، إن أصل كتاب إسماعيل بن أبي زياد السكوني العامي عندي بخطّي كتبته من خطّ ابن أشناس البزاز، و قد قرئ على شيخنا أبي جعفر و عليه خطّه إجازة و سماعا لولده أبي علي و لجماعة رجال غيره (1). انتهى.

و الصحيفة التي يرويها تخالف النسخة المشهورة في الترتيب و العدد، و في بعض العبارات.

هذا ما عثرنا عليه من مشايخه من كتبه، و الإجازة الكبيرة، و أمالي ولده أبي علي.

و أغرب الفاضل المعاصر في الروضات، فقال في أوّل ترجمة السيد الرضي ما لفظه: يروي عنه شيخنا الطوسي، و جعفر بن محمّد الدوريستي (2). إلى آخره. مع أنه ذكر كغيره أن السيد الرضي توفي سنة 404، و ذكر في ترجمة الشيخ: أنه قدم العراق سنة 408 (3)، فكان قدومه بعد وفاة السيد بأربع سنين، فما أدركه حتى يروي عنه، و احتمال مسافرة السيد إلى طوس فيكون


1- السرائر: 409.
2- روضات الجنات 6: 190- 197/ 578.
3- روضات الجنات 6: 216/ 580.

ص: 192

التلاقي فيه فاسد، فإن السيد تولى النقابة، و ديوان المظالم، و إمارة الحاج في سنة 380 (1) في حياة أبيه نيابة، و بعده مستقلا، و عمر الشيخ حينئذ خمس سنين، و مع هذه المناصب لا يحتمل في حقّه المسافرة، مع أنه لم يذكر في ترجمته و لا ترجمة أخيه و الشيخ المفيد المسافرة إلى العجم و زيارة الرضا عليه السلام.

و بالأسانيد السابقة إلى شيخ الطائفة، قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسيني، قال: حدثنا أحمد بن عبد المنعم بن النضر أبو نصر الصيداوي، قال: حدثنا حمّاد ابن عثمان، عن حمران بن أعين قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: «لا تحقّروا اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكباءة (2) الخسيسة، فإن أبي حدثني قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن الكلمة من الحكمة لتتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلى مظانها حتى يلفظ بها فيسمعها المؤمن، فيكون أحقّ بها و أهلها فيلقفها» (3).

[الرابع من أصحاب المجاميع السيد الشريف الرضي]
[في ترجمة الشريف الرضي]

الرابع: السيد الجليل، العالم العلم النبيل، أبو الحسن (4) محمّد بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن الامام الهمام أبي إبراهيم موسى الكاظم عليه السلام، الشريف الرضي، ذي الحسبين، لقّبه بذلك الملك بهاء الدولة، و كان يخاطبه: بالشريف الأجل، تولّد في سنة تسع


1- كذا، و لعلّ التاريخ سنة 390 و هو غير وارد حتى يكون عمر الشيخ خمس سنين، إذ إنّ ولادة الشيخ كانت سنة 385، أو يحمل على انّ السيد تولّى النقابة نيابة و غيرها قبل ولادة الشيخ بخمس سنين فيكون التاريخ المذكور صحيحا، و اللّه أعلم.
2- الكبا: و هي الكناسة أو المزبلة. انظر (لسان العرب- كبا- 15: 214)
3- أمالي الطوسي 2: 238.
4- في الأصل و الحجرية: أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي أحمد.، و هو سهو من النساخ، انظر عمدة الطالب: 204، و لؤلؤة البحرين: 323، و نقد الرجال: 303/ 264، و تاريخ بغداد 2: 246/ 715.

ص: 193

و خمسين و ثلاثمائة ببغداد، و كان أبوه يتولى نقابة الطالبيين و الحكم فيهم أجمعين، و النظر في المظالم، و الحج بالناس ثم ردّت (1). هذه الأعمال كلّها إليه في سنة ثمانين و ثلاثمائة.

قال السيد علي خان في الدرجات الرفيعة: و ذكره الباخرزي في دمية القصر، فقال: له صدر الوسادة بين الأئمة و السادة، و أنا إذا مدحته كنت كمن قال لذكاء ما أنورك! و لخضارة ما أغزرك! و له شعر إذا افتخر به أدرك به من المجد أقاصيه، و عقد بالنجم نواصيه. إلى آخر كلامه.

و نقل ما قاله الثعالبي فيه، قال: و كان الرضي قد حفظ القرآن بعد أن جاوز الثلاثين سنة في مدة يسيرة، و كان عارفا بالفقه و الفرائض معرفة قويّة، و أمّا اللغة و العربية فكان فيهما إماما (2)، ثمّ عدّ مؤلفاته.

[نبذة حول تفسير الشريف الرضي المسمى بحقائق التنزيل و دقائق التأويل]

قال: و قال أبو الحسن العمري: رأيت تفسيره للقرآن فرأيته من أحسن التفاسير، يكون في كبر تفسير أبي جعفر الطوسي أو أكبر، و كانت له هيبة و جلالة، و فيه ورع و عفّة و تقشف، و مراعاة للأهل و للعشيرة، و هو أول طالبي جعل عليه السواد. و كان عالي الهمة، شريف النفس، لم يقبل من أحد صلة و لا جائزة، حتى أنه ردّ صلات أبيه، و ناهيك بذلك شرف نفس و شدّة ظلف (3)، و أمّا الملوك من بني بويه فإنّهم اجتهدوا على قبول صلاتهم فلم يقبل، و كان يرضى بالإكرام، و صيانة الجانب، و إعزاز الأتباع و الأصحاب. ذكر


1- المعروف انّ الشريف أبو أحمد والد الرضي كان قد تقلد نقابة الطالبيين خمس مرّات- هذا بالإضافة إلى أمارة الحج و ولاية المظالم- و كانت آخر مرّة ردّت إليه سنة 380، إذ أناب في إدارتها ولده الشريف الرضي، حتى وفاته سنة 400، انظر الكامل في التاريخ 9: 77، حوادث سنة 380 ه، نشرة تراثنا العدد: 5 صفحة: 200.
2- يتيمة الدهر 3: 131.
3- الظّلف: عزّة النفس و الترفع عمّا لا يجمل بالنفس، أنظر (لسان العرب- ظلف- 9: 231) و (المعجم الوسيط- ظلف- 2: 576)

ص: 194

الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في التاريخ في وفاة الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري الفقيه المالكي قال: كان شيخ الشهود المعدّلين ببغداد، و متقدمهم، و كان كريما مفضّلا على أهل العلم.

قال: و قرأ عليه الشريف الرضي القرآن و هو شاب حدث، فقال يوما من الأيام للشريف: أين مقامك؟ فقال: في دار أبي، بباب محوّل فقال: مثلك لا يقيم بدار أبيه، قد نحلتك داري بالكرخ المعروف: بدار البركة، فامتنع الرضي من قبولها، و قال: لم أقبل من أبي قطّ شيئا، فقال: إنّ حقي عليك أعظم من حقّ أبيك عليك، لأني حفّظتك كلام اللّه، فقبلها، و كان قدس اللّه روحه يلتهب ذكاء و حدّة ذهن من صغره. ثم ذكر حكايته المعروفة مع السيرافي (1).

قلت: إن علوّ مقام السيد في الدرجات العلمية مع قلّة عمره- فإنه توفي في سن سبع و أربعين- قد خفي على العلماء، لعدم انتشار كتبه، و قلّة نسخها، و إنّما الشائع منها نهجه و خصائصه، و هما مقصوران على النقليات، و المجازات النبوية حاكية عن علوّ مقامه في الفنون الأدبية.

و أمّا التفسير الذي أشار إليه العمري المسمى: بحقائق التنزيل و دقائق التأويل، فهو كما قال أكبر من التبيان، و أحسن منه، و أنفع و أفيد منه، و قد عثرنا على الجزء الخامس منه، و هو من أوّل سورة آل عمران إلى أواسط سورة النساء على الترتيب، على نسق غرر أخيه المرتضى بقول: مسألة، و من سأل عن معنى قوله تعالى. و يذكر آية مشكلة متشابهة، و يشير إلى موضع الإشكال و الجواب، ثم يبسط الكلام و يفسّر في خلالها جملة من الآيات، و لذا لم يفسر كل آية، بل ما فيها إشكال، و أوّل هذا الجزء قوله تعالى:


1- الدرجات الرفيعة: 466- 468، و القصة مشهورة، و مضمونها أن السيرافي سأله عن علامة نصب عمر في: رأيت عمر، فأجابه الشريف قائلا: بغض علي بن أبي طالب!!.

ص: 195

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ (1) الآية فقال: كيف جمع سبحانه بين قوله (هُنَّ) و هو ضمير لجمع، و بين قوله: (أُمُّ الْكِتابِ) و هو اسم لواحد، فجعل الواحد صفة للجميع، و هذا فتّ (2) في عضد البلاغة، و ثلم في جانب الفصاحة (3). إلى آخره.

و ذهب في هذا التفسير الشريف إلى عدم وجود الحروف الزائدة في القرآن، كما عليه جمهور أئمة العربية، و لا بأس بنقل كلامه أداء لبعض حقوقه:

قال (رحمه اللّه): مسألة: و من سأل عن معنى قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَ لَوِ افْتَدى بِهِ (4) فقال: وجه الكلام أن يقول: لو افتدى به بغير واو، فما معنى دخول الواو ها هنا، و الكلام غير مضطر إليها.

فالجواب: انّ في ذلك أقوالا للعلماء:

فمنها: و هو أضعفها، أن تكون الواو ها هنا مقحمة، كإقحامها في قوله تعالى: حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها (5) و المراد به فتحت [أبوابها] (6).

و أقول: إن لأبي العباس المبرّد مذهبا في جملة الحروف المزيدة في القرآن أنا أذهب إليه، و اتّبع نهجه فيه، و هو: اعتقاد انه ليس شي ء من الحروف جاء في القرآن إلّا لمعنى مفيد، و لا يجوز أن يكون ملقى مطرحا، و لا خاليا من


1- آل عمران 3: 7.
2- فتت: فتّ الشي ء يفتّه فتّا، و فتّته: دقة، و قيل: فتّه: كسره، و يقال فتّ فلان في عضدي، و هدّ ركني. انظر (لسان العرب- فتت- 2: 64)
3- حقائق التأويل في متشابه التنزيل: 121 و 122.
4- آل عمران 3: 91.
5- الزمر 39: 73.
6- ما بين المعقوفين من المصدر.

ص: 196

الفائدة صفرا، و ذلك أن الزيادات و النقائص في الكلام إنّما يضطر إليها و يحمل عليها الشعر، الذي هو مقيد بالأوزان و القوافي، و ينتهي إلى غايات و مرام، فإذا نقصت أجزاء كلامه قبل إلحاق القافية التي هي الغاية المطلوبة اضطرّ الإنسان إلى أن يزيد في الحروف، فيمدّ المقصور، و يقطع الموصول، و ما أشبه ذلك. و إذا زاد كلامه و قد هجم على القافية فاستوقفته عن أن يتقدمها، و أخذت بمخففّه دون تجاوزها، اضطر صاحبه إلى النقصان من الحروف، فقصر الممدود، و وصل المقطوع و ما أشبه ذلك، حتى يعتدل الميزان، و تصحّ الأوزان.

فأما إذا كان الكلام محلول العقال، مخلوع الإزار، ممكنا من الجري في مضماره، غير محجوز بينه و بين غاياته، فإن شاء صاحبه أرسل عنانه فخرج جامحا، و إن شاء قدع لجامه فوقف جانحا، لا يحصره أمد دون أمد، و لا يقف به حدّ دون حدّ، فلا تكون الزيادات فيه إلّا عيّا و استراحة، و تغوّثا و إلاحة، و هذه منزلة نرفع عنها كلام اللّه سبحانه الذي هو المتعذر المعوز، و الممتنع المعجز، و كل كلام إنّما هو مصلّ خلف سبقه، و قاصر عن بلوغ أدنى غاياته، بل قد يرتفع عن بلوغ هذه المنزلة كلام الفصحاء المقدمين، و البلغاء المحدثين، فضلا عمّا هو أعلى طبقات الكلام، و أبعد عن مقدورات الأنام، و إني لأقول- أبدا- لو كان كلام يلحق بغباره، أو يجري في مضماره بعد كلام الرسول صلّى اللّه عليه و آله، لكان ذلك كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، إذ كان منفردا بطريقة الفصاحة، لا تزاحمه عليها المناكب، و لا يلحق بعقوه فيها الكادح الجاهد.

و من أراد أن يعلم برهان ما أشرنا إليه من ذلك، فليمعن النظر في كتابنا الذي ألّفناه و وسمناه بنهج البلاغة، و جعلناه يشتمل على مختار جميع الواقع إلينا من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في جميع الأنحاء و الأغراض و الأجناس

ص: 197

و الأنواع، من خطب و كتب، و مواعظ و حكم، و بوبناه أبوابا ثلاثة، يشتمل على هذه الأقسام مميّزة مفصلة، و قد عظم الانتفاع به، و كثر الطالبون له، لعظيم قدر ما ضمّنه من عجائب الفصاحة و بدائعها، و شرائف الكلم و نفائسها، و جواهر الفقر و فرائدها.

و كلامه صلّى اللّه عليه مع ما ذكرنا من علوّ طبقته، و خلوّ طريقه، و انفراد طريقته، فإنه إذا حوّل ليلحق غاية من أدنى غايات القرآن، وجد ناكسا متقاعسا، و مقهقرا راجعا، و واقفا بليدا، و واقعا بعيدا، على أنّه الكلام الذي وصفناه بسبق المجارين، و العلوّ عن المسامين. فما ظنّك بما دون ذلك من كلام الفصحاء، و بلاغات البلغاء، الذي يكون بالقياس إليه هباء منثورا، و سرابا غرورا؟! و هذا الذي ذكرناه أيضا من معجزات القرآن إذا تأمله المتأمل، و فكر فيه المفكر، إذ كان الكلام المتناهي الفصاحة، العالي الذروة، البعيد المرمى و الغاية إذا قيس إليه و قرن به شال في ميزانه، و قصر عن رهانة، و صار بالإضافة إليه قالصا بعد السبوغ، و قاصرا بعد البلوغ، ليصدق فيه قول أصدق القائلين سبحانه إذ يقول: وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ. لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (1).

و قد ذهبنا من غرض المسألة بعيدا، للداعي الذي دعانا، و المعنى الذي حدانا، و نحن نعود إلى عود القول فيها بإذن اللّه.

و قد كان بعض من رام كسر المذهب الذي- تقدم ذكرنا له- عن المبرد، و اختيارنا طريقته فيه، سأله عن قول اللّه سبحانه: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ (2) فقال: قد علمنا أن هذه (اللام) لام كي، فما معنى إدخال


1- فصلت 41: 41- 42.
2- إبراهيم 14: 52.

ص: 198

(الواو) عليها لو لم نقدّرها مزيدة؟

فقال أبو العباس لسائله: ألست تعلم أن قوله تعالى: هذا بَلاغٌ مصدر وَ لِيُنْذَرُوا بِهِ فعل موضوع في موضع المصدر، لأن الأفعال تدلّ على مصادرها، فالتقدير أن يكون هذا بلاغ للناس و إنذار، فبطل أن تكون (الواو) جاءت لغير معنى، و قد أحسن أبو العباس في هذا الجواب غاية الإحسان.

و من احتج في تجويز ورود الحروف لغير معنى في غير (1) القرآن، بل على طريق الزيادة و الإقحام بقوله تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (2) و قوله: إنّ (ما) ها هنا زائدة، و المراد: فبرحمة من اللّه لنت لهم، فليس الأمر على ما ظنّه، لأن (ما) هاهنا لها فائدة معلومة، و ذلك أن معناها تفخيم قدر الرحمة التي لأن بها لهم، فكأنّه تعالى قال: فبرحمة عظيمة من اللّه لنت لهم، و موقع (ما) هاهنا كموقعها في قوله تعالى فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (3) فمن قولنا أنّه تعالى أراد:

تعظيم ما غشيهم من موج البحر، و لو لم تكن فيه هذه الفائدة لكان عيّا، لا يجوز على الحكيم تعالى أن يأتي بمثله، و كان يجري مجرى قول القائل: أعطيت فلانا ما أعطيته، إذا لم يرد تفخيم العطيّة.

و إما استشهاد من استشهد على أنّ (الواو) زائدة في قوله تعالى: وَ لَوِ افْتَدى بِهِ (4) بقوله سبحانه: حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها (5) و لم يرد بعد ذلك خبر ل (إذا) فليس الأمر على ظنّه لأن تقدير ذلك عند المحققين من العلماء حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها دخلوها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ لأن في


1- لم ترد في المصدر.
2- آل عمران 3: 159.
3- طه 20: 78.
4- آل عمران 3: 91.
5- الزمر 39: 73.

ص: 199

تفتيح الأبواب لهم دليلا على دخولهم، فترك ذكر الدخول لها في الكلام من الدلالة عليه، و قد يسقط من القرآن كلم و حروف، و يدلّ فحوى الخطاب عليها اختصارا و حذفا و إبعادا في مذاهب البلاغة، و إغراقا في منازع الفصاحة، و لأن فيما يبقى أدلّة على ما يلقى، إذ كانت البلاغة عند أهل اللسان لمحة دالّة و إشارة مقنعة. و لا يجوز أن تزاد فيه الكلم و الحروف التي ليس فيها زيادة معان و أدلّة على معان- على ما قدمناه من كلامنا في هذا المعنى- لأن ذلك من قبيل العي و الفهاهة كما أن الأول من دلائل الاقتدار و الفصاحة.

و في القرآن موضعان آخران جاءت فيهما هذه (الواو) التي قدّر أنّها مزيدة، ما رأيت أحدا تنبّه عليهما، و إنّما عثرت أنا بهما عند الدرس، لأن العادة جرت بي في التلاوة أن أتدبّر غرائب القرآن و عجائبه، و خفاياه و غوامضه، فلا أزال أعثر فيه بغريبه، و اطلع على عجيبة و أثير منه سرّا لطيفا، و أطّلع خبيئا طريفا.

و أحد [الموضعين] (1) المذكورين في السورة التي يذكر فيها يوسف عليه السلام، و ذلك قوله تعالى: فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ (2) فلم يرد بعد (فلما) خبر لها، و هذا مثل الآية التي في الزمر سواء، إلّا أن تلك تداول الناس الاستشهاد في هذا الموضع بها، و هذه خفيت عنهم، فترك ذكرها.

و تأويل هذا كتأويل تلك لا خلاف بينهما، لأن في قوله تعالى: وَ أَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ دليلا على جعله فيه، بقوّة العزم منهم، و الإجماع المنعقد بينهم، و كأنّه تعالى قال: حتى إذا ذهبوا به و أجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجبّ، جعلوه هناك، و أوحينا إليه، فالموضعان متفقان.

و الموضع الآخر قوله تعالى في الصافات


1- ما بين المعقوفين من المصدر.
2- يوسف 12: 15.

ص: 200

فَلَمَّا أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَ نادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا (1) فلم يكن بعد قوله تعالى: (فلما) ما يجوز أن يكون خبرا لها، فالمواضع الثلاثة إذا متساوية.

فأما استشهادهم ببيت الهذلي (2) و هو آخر قصيدة، و لم يرد بعده ما يجوز أن يكون خبرا له، و ذلك قوله:

حتى إذا أسلكوهم في قتائدةشلا كما تطرد الجمّالة الشردا

و قتائدة: اسم موضع، و الجمّالة: أصحاب الجمال، كما يقال: الحمّارة و البغّالة لأصحاب الحمير و البغال، و الشلّ: الطرد، و الشرد: الإبل الشاردة.

فليس الأمر على ما قدّروه في هذا البيت، و ذلك أن معناه عند المحققين كمعنى الآيتين المذكورتين سواء، لأن الشاعر لمّا جاء بالمصدر الذي هو قوله:

شلا كان فيه دلالة على الفعل، فكأنّه قال: إذا أسلكوهم في هذا الموضع شلّوهم شلا، فاكتفى بذكر المصدر عن ذكر الفعل، لأن فيه دلالة عليه.

فإذا ثبت ما قلنا رجعنا إلى ذكر قول العلماء المحققين في معنى هذه الواو، إذ كانت عندهم واردة لفائدة لولاها لم تعلم.

فنقول: إن معنى ذلك عندهم إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً (3): على وجه الصدقة و القربة، ما كانوا مقيمين على كفرهم ثم قال: و لو أفتدى بهذا المقدار أيضا- على عظم قدره- من العذاب المعدّ له ما قبل منه، فكأنّه تعالى لما قال: فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً عمّ وجوه القبول بالنفي، ثم فصّل سبحانه لزيادة البيان، و لو لم ترد هذه (الواو) لم يكن النفي عاما لوجوه القبول، و كان القبول كأنّه


1- الصافات 37: 103- 105.
2- و هو: عبد مناف بن ربع الهذلي، و أورد في (لسان العرب- قتد- 3: 342) بيت الشعر هذا.
3- آل عمران 3: 91.

ص: 201

مخصوص بوجه الفدية، دون غيرها من وجوه القربة، فدخلت هذه (الواو) للفائدة التي ذكرناها من نفي التفصيل بعد الجملة فأمّا من استشهد على زيادة (الواو) هاهنا بقوله تعالى في الأنعام: وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (1) و قدّر أن (الواو) هناك زائدة، فليس الأمر على ما قدّره، لأن (الواو) هناك عاطفة على محذوف في التقدير، فكأنّه تعالى قال: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لضروب من العبر وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ.

فإن قال قائل: قد وردت في القرآن آيات تدل على أن نفي القبول منهم لما لو قدروا عليه لبذلوه، إنّما هو في الافتداء من العذاب لا غيره، فوجب أن يكون ذلك أيضا في هذه الآية التي نحن في تأويلها مختصا بهذا الوجه دون وجه الصدقة، و القربة، فيصح أن (الواو) هنا زائدة.

فمن الآيات المشار إليها قوله تعالى في المائدة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (2).

و منها أيضا قوله تعالى في الرعد: لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَ الَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ (3).

قيل له: قد ورد أيضا في القرآن ما يدل على نفي القبول منهم لما يبذلونه على وجوه القرب و الصدقات فمن ذلك قوله تعالى في براءة: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ. وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَ هُمْ كُسالى وَ لا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ كارِهُونَ


1- الأنعام 6: 75.
2- المائدة 5: 36.
3- الرعد 13: 18.

ص: 202

(1) فإذا وجدنا القرآن قد دلّ في مواضع على نفي القبول منهم لما يبذلونه على وجه القربة، و ما يبذلونه على وجه الفدية، لم يكن مخالفنا أولى بحمل ذلك على وجه القربة منا بحمله على وجه الفدية و القربة، جميعا، إذ كان فيهما زيادة معنى.

و كنا مع هذه الحال نافين عن كلام اللّه تعالى ما لا يليق به من إيراد الزوائد المستغنى عنها، و التي لا يستعين بمثلها إلّا من يضطرّه ضيق العبارة إليها، أو يحمله فضل العيّ (2) عليها، و ذلك مزاح عن كلام اللّه سبحانه، فكلّما حملت حروفه على زيادات للمعاني و الأغراض كان ذلك أليق به من حمله على نقصان المعاني مع زيادات الألفاظ، و في ما ذكرناه من ذلك مقنع بحمد اللّه (3)، انتهى كلامه الشريف.

[في رد شبهة صاحب الروضات حول مدح الشريف الرضي الخلفاء و الأعيان في إشعاره]

و قد خرجنا بطوله عن وضعنا، إلّا أنّ ذكر أمثاله في ترجمته أولى من نقل إشعاره، خصوصا ما مدح به أجلاف بني العباس اضطرارا، و ذكر كلمات المترجمين في مدحها و حسنها، لا نقول ما قاله الفاضل المعاصر في ترجمته في الروضات، فإنه بعد ما بالغ في الثناء عليه في أوّل الترجمة حتى قال: لم يبصر بمثله إلى الآن عين الزمان في جميع ما يطلبه إنسان العين من عين الإنسان، و سبحان الذي ورثه غير العصمة و الإمامة ما أراد من قبل أجداده الأمجاد و جعله حجّة على قاطبة البشر في يوم الميعاد (4)، جعله في آخر الترجمة من أجلاف الشعراء الذين ديدنهم مدح الفاسقين لجلب الحطام.

و لو لا شبهة دخول نقل كلامه في تشييع الفاحشة، لنقلته بطوله لينظر


1- التوبة 10: 53- 54.
2- العيّ: العجز عن النطق و بيان مراده. أنظر (المعجم الوسيط 2: 642)
3- حقائق التأويل في متشابه التنزيل: 168- 174.
4- روضات الجنات 6: 190- 206/ 578.

ص: 203

الناظر كيف ناقض ذيل كلامه صدره، إلّا أني أذكر من باب المثال قوله: و مما يحقق لك أيضا جميع ما ذكرناه كثرة ما يوجد في ديوان هذا الرجل العظيم الشأن من قصائد (1) مديح الخلفاء و الأعيان، و شواهد الركون إلى أهل الديوان، مع عدم محضور له في ترك هذا التملّق، و ظهور المباينة بين قوله هذا و فعله الذي أفاد في الظاهر أن لا تقيد له بأهل الدنيا، و لا تعلّق، و كذا من أشعار الغزل و التشبيب، و صفة الخدّ و العارض و العذار من الحبيب، و أشعار المفاخرة بالأصل و النسب. إلى آخر ما قال مما كاد [أن] تزول منه الجبال.

بل نقول: مضافا إلى أن قوّة النظم، و ملكة الشعر في عالم و ان فاتت أئمته لا يعدّ من الكمالات التي تطلب من حفّاظ الشرع، و سدنة الدين، و إنه (رحمه اللّه) في نظمه ذلك كان معذورا، بل ربّما كان عليه واجبا، و لكن نشره من بعده، و بعد قطع دابر الظالمين ترويج للباطل، فإن الفقهاء قد نصّوا في أبواب المكاسب أن مدح من لا يستحق المدح أو يستحق الذم، حرام.

و قال الشيخ الأعظم الأنصاري (طاب ثراه): و الوجه فيه واضح من جهة قبحه عقلا، و يدل عليه من الشرع قوله تعالى: وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ (2).

و عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: من عظّم صاحب دنيا و أحبّه طمعا في دنياه سخط اللّه عليه، و كان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار (3).

و في النبوي الآخر- الوارد في حديث المناهي-: من مدح سلطانا جائرا، أو تخفّف أو تضعضع له طمعا فيه، كان قرينه في النار (4).


1- في الحجريّة: فضائل، و ما أثبتناه من المصدر.
2- هود 11: 113.
3- ثواب الأعمال: 331/ 1.
4- الفقيه 4: 6.

ص: 204

و مقتضى هذه الأدلة حرمة المدح طمعا في الممدوح، و أمّا لدفع شرّه فهو واجب (1)، انتهى.

و لكنه (رحمه اللّه) كان معذورا فيما قاله فيهم حفظا لنفسه أو لكافة الشيعة عن شرورهم، و أمّا بعده و بعدهم فحفظ هذه الأشعار و كتبها و نسخها و نشرها و قراءتها لا يخلو من شبهة التحريم، فإنه داخل في عموم النص و الفتوى، و السيد أجلّ و أعلى من أن يحتاج في ثبوت مقام فضله و كماله إلى إشعاره، و إن كان و لا بدّ ففي ما أنشده في رثاء أهل البيت عليهم السلام مندوحة عن نشر مدائح أعدائهم أعداء اللّه.

قال طاوس آل طاوس رضي الدين في كشف المحجة في وصاياه لولده:

و إيّاك و تقليد قوم من المنسوبين إلى علم الأديان، و كونهم قالوا الشعر، و مدحوا به ملوك الأزمان، فإنّهم مخاطرون بل هالكون أو نادمون إن كانوا ما تابوا منه، و يؤدّون يوم القيامة أنّهم كانوا أخراسا عنه، و لقد تعجّبت منهم كيف دوّنوه و حفظوه و كان يليق بعلومهم أن يذهبوه و يبطلوه، أو يرفضوه، أما ترى فيه يا ولدي- مدح من اللّه جلّ جلاله و رسوله و خاصته ذامّون لهم، و ساخطون عليهم، أما في ذلك مفارقة للّه جلّ جلاله و كسر حرمة اللّه جلّ جلاله و أئمّتهم الذين هم محتاجون إليهم (2)؟!. إلى آخره.

و هو كلام حسن متين، و ان اشمأزت منه نفوس البطالين.

[نبذة حول كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي و شروحه]

هذا، و ليعلم انّ كتابه نهج البلاغة- الذي تفتخر به الشيعة، و تبتهج به الشريعة، المنعوت في كثير من الإجازات بأخ القرآن في قبال أخته التي هي الصحيفة الكاملة السجادية- له شروح كثيرة دائرة و مستورة، و ما يحضرني الآن منها:


1- المكاسب: 54.
2- كشف المحجة: 135.

ص: 205

1/ شرح أبي الحسن البيهقي (1)، و هو أوّل من شرحه، كما مرّ في مشايخ ابن شهرآشوب (2).

2/ و شرح الفخر الرازي- إمام أهل السنة- إلّا أنه لم يتمه، صرّح بذلك الوزير جمال الدين القفطي وزير السلطان بحلب في تاريخ الحكماء (3).

3/ و شرح القطب الراوندي، المسمى: بمنهاج البراعة، في مجلّدين.

4/ و شرح القاضي عبد الجبار، المردد بين ثلاثة لا يعلم من أي واحد منهم، إلّا أنّهم قريبي العصر من الشيخ الطوسي.

5/ و شرح الإمام أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد الماهابادي، شيخ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست.

6/ و شرح أبي الحسين محمّد بن الحسين بن الحسن البيهقي الكيدري، المسمى بالإصباح، فرغ من تأليفه سنة 576.

7/ و شرح آخر قبل شرح الكيدري المسمى (4): بالمعراج، فإنه قال في أول شرحه بعد كلام طويل: فعنّ لي أن أشرع في شرح هذا الكتاب مستمدا- بعد


1- هنا حاشية لشيخنا الطهراني نقلت عن خطّه غير معلّمة، و محلّها هنا و هي:
2- تقدم في صفحة: 99.
3- تاريخ الحكماء: 293.
4- هنا حاشية لشيخنا الطهراني نقلت عن خطه الشريف و هي:

ص: 206

توفيق اللّه- من كتابي المعراج و المنهاج، غائصا على دررهما في أعراف كافلا بإيراد فوائد على ما فيهما، و زوائد لا كزيادة الأديم، بل كما زيد في العقل من الدرّ اليتيم، و متمما ما تضمّناه. إلى آخره.

أمّا المنهاج فهو شرح الراوندي، و أمّا المعراج، فلا أعرف مؤلفه.

و هذه الشروح كلّها قبل شرح ابن أبي الحديد بزمان طويل، و مع ذلك يقول في أول شرحه: و لم يشرح هذا الكتاب قبلي فيما أعلم إلا واحدا، و هو سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الفقيه المعروف بالقطب الراوندي. إلى آخره.

8/ و شرح ابن أبي الحديد المعتزلي.

9/ و مختصره للفقيه الجامع المولى سلطان محمود بن غلام علي الطبسي، ثم المشهدي القاضي فيه، صاحب رسالة في الرجعة بالفارسية.

12، 11، 10/ و شرح الشيخ كمال الدين ميثم البحراني: الكبير، و المتوسط، و الصغير.

13/ و شرح الشيخ العالم الجليل كمال الدين عبد الرحمن بن محمّد بن إبراهيم العتائقي الحلّي، من علماء المائة الثامنة، و هو شرح كبير في أربع مجلدات، اختاره من شروح أربعة، و هي الشرح الكبير لابن ميثم، و شرح القطب الكيدري، و شرح القاضي عبد الجبار، و شرح ابن أبي الحديد.

14/ و شرح المولى الجليل جلال الدين الحسين بن الخواجه شرف الدين عبد الحق الأردبيلي، المعروف بالإلهي، الفاضل المتبحر المعاصر للسلطان الغازي الشاه إسماعيل الصفوي، المتوفى سنة 905، و قد جاوز عمره عن السبعين، صاحب المؤلفات الكثيرة، سمّى شرحه: بمنهج الفصاحة في شرح نهج البلاغة، و هو بالفارسية، ألّفه باسم السلطان المذكور.

ص: 207

15/ و شرح العالم النبيل المولى فتح اللّه بن شكر اللّه القاشاني الشريف، بالفارسية، سمّاه: تنبيه الغافلين و تذكرة العارفين.

16/ و شرح العالم الفاضل علي بن الحسن الزوارئي المفسر المعروف، أستاذ المولى فتح اللّه المذكور، و تلميذ السيد غياث الدين جمشيد المفسر الزوارئي، و هو أيضا بالفارسية، إلّا أنه أحسن ما شرح بالفارسية.

17/ و شرح العالم الكامل الحكيم الشيخ حسين بن شهاب الدين بن الحسين ابن محمّد بن الحسين بن الجنيدر العاملي الكركي، الفاضل الماهر الأديب، المتوفى سنة 1077.

في الأمل: له كتب منها: شرح نهج البلاغة، كبير (1).

18/ و شرح الفاضل علي بن الناصر، سمّاه: أعلام نهج البلاغة.

19/ و شرح الفاضل نظام الدين الجيلاني، سمّاه: أنوار الفصاحة.

20/ و شرح العالم الجليل السيد ماجد البحراني، و لكن في الأمل: إنه لم يتمّ (2).

21/ و شرح السيد الجليل رضي الدين علي بن طاوس (رحمه اللّه) نسبه إليه العالم النحرير النقاد الخبير المولوي إعجاز حسين الهندي المعاصر (طاب ثراه) في كتابه كشف الحجب و الأستار عن وجوه الكتب و الأسفار (3).

22/ و شرح المولى الجليل جمال السالكين عبد الباقي الخطاط الصوفي التبريزي، المعروف بحسن الخطّ في خطّ النسخ و الثلث، و كان فاضلا عالما محقّقا، و لكن له ميل عظيم إلى مسلك الصوفية، و كان في عصر السلطان شاه عباس الماضي الصفوي، له من المؤلفات شرح نهج البلاغة مبسوط


1- أمل الآمل 1: 70/ 66، و فيه بدل الجنيدر: حيدر، كما و بهامشه نقلا عن السلافة: خاندار.
2- أمل الآمل 2: 225/ 675.
3- كشف الحجب و الأستار: 359/ 2017.

ص: 208

بالفارسية. إلى آخر ما في الرياض (1).

23/ و شرح عزّ الدين الآملي، في الرياض: فاضل، عالم، فقيه، محقّق، مدقّق، جامع للعلوم العقلية و النقلية، و كان من شركاء الدرس مع الشيخ علي الكركي، و الشيخ إبراهيم القطيفي، عند الشيخ علي بن هلال الجزائري.

قال: و قبره الآن معروف بتوابع بلدة ساري من بلاد مازندران، و له من الكتب كتاب شرح نهج البلاغة، و الرسالة الحسنية في الأصول الدينية، و فروع العبادات، ألّفها لآقا حسن من وزراء مازندران (2).

24/ و حاشية المولى عماد الدين علي القاري الأسترآبادي، صاحب الرسائل الكثيرة في القراءات.

25/ و شرح العالم المحدّث السيد نعمة اللّه الجزائري، كتفسيره المسمى:

بالعقود و المرجان الذي يكتب على حواشي القرآن، يكتب على حواشي النهج، صرّح بذلك في الرياض في ترجمته (3).

26/ و شرح رأيته في مشهد الرضا عليه السلام، و قد سقط من أوّله أوراق، و هو مختصر لم أعرف مؤلّفه، إلّا أنّ النسخة كانت عتيقة جدّا.

27/ و شرح السيد الجليل الآميرزا علاء الدين گلستانه، المسمى: ببهجة الحدائق، مختصر.

28/ و شرح آخر له كبير يقرب من ثلاثين ألف بيت، إلّا أنه ما جاوز من الخطبة الشقشقية إلّا نزرا يسيرا.

29/ و شرح العالم المحدث الجليل السيد عبد اللّه بن السيد محمّد رضا شبّر الحسيني، يقرب من أربعين ألف بيت.


1- رياض العلماء 3: 59.
2- رياض العلماء 3: 312.
3- رياض العلماء 5: 254.

ص: 209

30/ و شرح آخر له عليه يقرب من ثلاثين ألف بيت.

31/ و شرح الفاضل المعاصر الآميرزا إبراهيم الخويي.

و لعل السارح طرفه في أكناف التراجم يقف على أضعاف ما عثرنا عليه.

[في ذكر مشجرة مشايخ الشريف الرضي]

و أمّا مشايخه: فقال (رحمه اللّه) في تفسير قوله تعالى: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ (1)، في وجه قراءة من قرأ وضعت- بضمّ التاء، و من قرأها بتسكينها- قال: قال لي شيخنا أبو الحسن علي بن عيسى النحوي صاحب أبي علي الفارسي، و هذا الشيخ كنت بدأت بقراءة النحو عليه قبل شيخنا أبي الفتح عثمان بن جني، فقرأت عليه مختصر الجرمي، و قطعة من كتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي، و مقدمة أملاها علي كالمدخل إلى النحو، و قرأت عليه العروض لأبي إسحاق الزجاج، و القوافي لأبي الحسن الأخفش، و هو ممّن لزم أبا علي السنين الطويلة، و استكثر منه، و علت في النحو طبقته، و قال لي:

بدأت بقراءة مختصر الجرمي على أبي سعيد الحسن بن عبد اللّه السيرافي (رحمه اللّه) في سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة، ثم انتقلت إلى أبي علي (2). انتهى.

و ظاهره أنه لم يقرأ على السيرافي، و إلا لأشار إليه، مع أنه عند وفاة السيرافي كان ابن تسع سنين، كما يظهر من تاريخ ولادة الأول، و وفاة الثاني (3).

و نقل ابن خلّكان عن بعض مجاميع ابن جنّي: أن الشريف الرضي احضر إلى ابن السيرافي النحوي و هو طفل جدّا لم يبلغ عشر سنين فلقنه النحو، و قعد يوما في الحلقة فذاكره بشي ء من الإعراب على عادة التعليم، فقال: إذا قلنا: رأيت عمر، فما علامة النصب في عمر؟ فقال: بغض عليّ عليه السلام!


1- آل عمران 3: 36.
2- حقائق التأويل في متشابه التنزيل: 87.
3- إذ ان ولادة الشريف الرضي (رحمه اللّه) كانت في سنة 359، و وفاة السيرافي في سنة 368، انظر مقدمة حقائق التأويل: 28.

ص: 210

فتعجب الحاضرون و السيرافي من حدّة خاطره (1). انتهى.

و في قوله: فلقّنه النحو، مسامحة.

أ- و يروي عن الشيخ المفيد، كما صرّح به في جملة من الإجازات (2).

ب- و عن الشيخ الجليل أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، كما يظهر من كتاب خصائصه، بل لم نجد فيه رواية له عن غيره (3).

و في كتاب الدرجات الرفيعة و غيره: انه (رحمه اللّه) توفي بكرة يوم الأحد لست خلون من المحرم سنة ست و أربعمائة، و حضر الوزير فخر الملك و جميع الأعيان و الأشراف و القضاة جنازته و الصلاة عليه، قال: و مضى أخوه المرتضى من جزعه عليه إلى مشهد مولانا الكاظم موسى بن جعفر (عليهما السلام) لأنه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته، و دفنه، و صلّى عليه فخر الملك أبو غالب، و مضى بنفسه آخر النهار إلى أخيه المرتضى إلى المشهد الشريف الكاظمي فألزمه بالعود إلى داره (4). انتهى.

قلت: لا أدري كيف صلّى عليه فخر الملك مع وجود الشيخ المفيد حينئذ، إلّا أن يكون في هذه الأيام في مشهد الحسين عليه السلام، لكونها أيام زيارته (عليه السلام)، و اللّه العالم.

و نقل في الدرجات عن أبي الحسن العمري، و هو السيد الجليل صاحب المجدي في أنساب الطالبيين، المعاصر للسيدين، قال: دخلت على الشريف


1- وفيات الأعيان 4: 416.
2- لم يتعرض في المشجرة لسواه.
3- هذا و قد ورد في ترجمته في مقدمة البحار (0: 167) عند عدّ مشايخه أنّ له أربعة عشر شيخا من الفريقين، و هم أكثر من هذا قطعا، انظر مقدّمة كتابه حقائق التأويل: 87.
4- الدرجات الرفيعة: 478.

ص: 211

المرتضى (رضي اللّه عنه) فأراني بيتين قد عملهما، و هما:

سرى طيف سعدى طارقا فاستفزّني هبوبا (1) و صحبي بالفلاة هجود

فقلت لعيني عاودي النوم و اهجعي لعلّ خيالا طارقا سيعود

فخرجت من عنده، و دخلت على أخيه الرضي، فعرضت عليه البيتين، فقال بديهيا:

فردت جوابا و الدموع بوادرو قد آن للشمل المشتّت ورود

فهيهات من لقيا حبيب تعرّضت لنا دون لقياه مهامه بيد

فعدت إلى المرتضى بالخبر، فقال: يعزّ عليّ أخي قتله الذكاء، فما كان إلّا يسيرا حتى مضى الرضي بسبيله (2). انتهى.

فإن أخذ هذه الحكاية من كتابه المجدي (3) فلا مجال لردّها، و إلّا ففي النفس منها شي ء، لكثرة غرابتها، و ذكر في هذا الكتاب جملة من رسائل السيد، و نوادر حكاياته، من أرادها راجعة.

و بالأسانيد إلى السيد الجليل الشريف الرضي (رحمه اللّه) قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثنا أبو علي محمّد بن همام قال: حدثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن الحسن قال: حدثنا محمّد بن علي بن خلف قال: حدثنا عيسى بن الحسين بن عيسى بن زيد العلوي، عن إسحاق بن إبراهيم


1- كذا، و في شرح الخويي 1: 234: هوينا.
2- الدرجات الرفيعة: 469، و قد أورد فيه للسيد المرتضى ثلاث أبيات، ذكر منها هنا الأول و الثالث، أما الآخر فهو:
3- الظاهر أنّه لم يأخذ الحكاية من المجدي، إذ لم نعثر عليها فيه.

ص: 212

الكوفي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأخرجني إلى الجبان، فلمّا أصحر تنفس السعداء، ثم قال: يا كميل بن زياد، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فاحفظ عنّي ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم ربّاني، و متعلّم على سبيل نجاة، و همج رعاع أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، و لم يلجؤوا إلى ركن وثيق.

يا كميل بن زياد، العلم خير من المال، العلم يحرسك و أنت تحرس المال، و المال تنقصه النفقة، و العلم يزكو على الإنفاق.

يا كميل بن زياد، معرفة العلم دين يدان به، يكسب الإنسان الطاعة في حياته، و جميل الأحدوثة بعد وفاته، و العلم حاكم، و المال محكوم عليه.

يا كميل بن زياد، هلك خزّان الأموال و هم أحياء، و العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، و أمثالهم في القلوب موجودة. ها إن هاهنا لعلما جمّا- و أشار إلى صدره- لو أصبت له حملة، بلى أصبت لقنا غير مأمون عليه، مستعملا آلة الدين للدنيا، و مستظهرا بنعم اللّه على عباده، و بحججه على أوليائه. أو منقادا لحملة الحقّ لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة. ألّا لا ذا و لا ذاك. أو منهوما باللذة، سلس القياد للشهوة.

أو مغرما بالجمع و الادخار، ليسا من رعاة الدين في شي ء، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه.

اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة، إمّا ظاهرا مشهورا، أو خافيا مغمورا، لئلا تبطل حجج اللّه و بيناته، و كم ذا؟ و أين؟ أولئك و اللّه الأقلون عددا، و الأعظمون بهم يحفظ اللّه حججه بيّناته يودعها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم. هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، و باشروا اليقين، استلانوا ما استوعر المترفون، بما

ص: 213

استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالملإ الأعلى، أولئك خلفاء اللّه في أرضه، و الدعاة إلى دينه، آه آه شوقا إلى رؤيتهم، انصرف إذا شئت (1).

[الخامس من أصحاب المجاميع السيد المرتضى علم الهدى]
[في ترجمة السيد المرتضى و علة تسميته بعلم الهدى]

الخامس: السيد السند المقدم المعظم، و منبع العلوم و الآداب و الأسرار و الحكم، محيي آثار أجداده الأئمة الراشدين، و حجّتهم البالغة الدامغة على أعداء الدين، المؤيد المسدّد بروح القدس عند مناظرة العدي، الملقب من جدّه المرتضى في الرؤيا الصادقة السيماء بعلم الهدى، سيدنا أبو القاسم الثمانيني، ذو المجدين، علي بن الحسين الموسوي أخو الشريف الرضي، أمره في الجلالة و العظمة في الفرقة الإمامية أشهر من أن يذكر، و أجلّ من أن يسطر.

قال الشهيد في أربعينه: نقلت من خطّ السيد العالم صفيّ الدين محمّد ابن معد الموسوي، بالمشهد المقدس الكاظمي، في سبب تسمية السيد المرتضى بعلم الهدى، أنّه مرض الوزير أبو سعيد محمّد بن الحسين بن عبد الصمد، في سنة عشرين و أربعمائة، فرأى في منامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول له: قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ، فقال: يا أمير المؤمنين و من علم الهدى؟ قال: علي بن الحسين الموسوي.

فكتب الوزير إليه بذلك، فقال المرتضى رضي اللّه عنه: اللّه اللّه في أمري، فإنّ قبولي لهذا اللقب شناعة عليّ، فقال الوزير: ما كتبت إليك إلّا بما لقبك به جدّك أمير المؤمنين عليه السلام: فعلم القادر الخليفة بذلك، فكتب إلى المرتضى: تقبّل يا عليّ بن الحسين ما لقّبك به جدّك، فقبل و اسمع


1- خصائص أمير المؤمنين عليه السلام: 81- 82.

ص: 214

الناس (1).

و نظير هذه الرؤيا في الدلالة على علوّ مقامه، ما نقله الفاضل السيد علي خان في الدرجات الرفيعة قال: و كان المفيد (رحمه اللّه) رأى في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله دخلت إليه و هو في مسجده بالكرخ، و معها ولداها الحسن و الحسين عليهما السلام صغيرين، فسلّمتهما إليه و قالت له: علمهما الفقه، فانتبه متعجبا من ذلك. فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر، و حولها جواريها، و بين يديها ابناها عليّ المرتضى و محمّد الرضي صغيرين، فقام إليها و سلّم عليها، فقالت له: أيّها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه، فبكى الشيخ، و قصّ عليها المنام. و تولّى تعليمهما، و أنعم اللّه تعالى عليهما، و فتح لهما من أبواب العلوم و الفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، و هو باق ما بقي الدهر (2).

و نظيرها أيضا في الدلالة على قربه منهم عليهم السلام، و أن جدّه عليه السلام ذكره باللقب المذكور في المنام، ما نقله السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد في الدّر النضيد، على ما في الرياض: عن الشيخ الصالح عزّ الدين حسن بن عبد اللّه بن حسن التغلبي: أن السلطان مسعود بن بويه لمّا بنى سور المشهد الشريف دخل الحضرة الشريفة، و قبّل العتبة المنيفة، و جلس على حسن الأدب، فوقف أبو عبد اللّه- أعني الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي- بين يديه، و أنشد القصيدة على باب أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، فلمّا وصل إلى الهجاء الذي فيها، أغلظ له السيد المرتضى في الكلام، و نهاه أن ينشد ذلك في


1- أربعين الشهيد: 13.
2- الدرجات الرفيعة: 459.

ص: 215

باب حضرة الإمام، فقطع عليه الإنشاد، فانقطع عن الإيراد، فلمّا جنّ عليه الليل رأى الإمام عليا عليه السلام في المنام و هو يقول له: لا ينكسر خاطرك، فقد بعثنا المرتضى علم الهدى يعتذر إليك، فلا تخرج إليه، و قد أمرناه أن يأتي دارك فيدخل عليك.

ثم رأى السيد المرتضى في تلك الليلة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السلام حوله جلوس، فوقف بين أيديهم عليهم السلام فسلّم عليهم (عليهم السلام)، فلم يقبلوا عليه، فعظم ذلك عنده، و كبر لديه، فقال: يا موالي، أنا عبدكم و ولدكم و مولاكم، فبم استحققت هذا منكم؟

فقالوا: بما كسرت خاطر شاعرنا أبي عبد اللّه بن الحجاج، فتمضي إلى منزله، و تدخل عليه، و تعتذر إليه، و تأخذه و تمضي إلى مسعود بن بويه، و تعرفه عنايتنا فيه، و شفقتنا عليه.

فقام السيد المرتضى من ساعته، و مضى إلى أبي عبد اللّه، فقرع عليه باب حجرته، فقال: يا سيدي، الذي بعثك إليّ أمرني أن لا أخرج إليك، و قال: إنه سيأتيك و يدخل عليك، فقال: نعم، سمعا و طاعة لهم، و دخل عليه، و اعتذر إليه، و مضى به إلى السلطان و قصّا القصّة عليه كما رأياه، فكرّمه و أنعم عليه، و حيّاه و خصّه بالرتبة الجليلة، و اعترف له بالفضيلة، و أمر بإنشاد القصيدة في تلك الحال، فقال:

يا صاحب القبة البيضاء على النجف من زار قبرك و استشفى لديك شفي (1)

القصيدة، و هي طويلة ذكرناها في كتابنا دار السلام (2)، و أشرنا فيه ان


1- رياض العلماء 2: 13، و فيه: في النجف.
2- دار السلام 1: 321.

ص: 216

النسخة كذا، و الموجود في التواريخ أن الباني عضد الدولة من آل بويه، فلعلّه من تصحيف النساخ.

و في قصّة الجزيرة الخضراء (1) التي نقلها علي بن فاضل المازندراني، و ذكرنا في كتابنا النجم الثاقب (2)، قرائن تدلّ على اعتبارها.

قال علي بن فاضل في آخر القصة: و ما رأيتهم يذكرون أحدا من علماء الشيعة إلّا خمسة: السيد المرتضى، و الشيخ أبو جعفر الطوسي، و محمّد بن يعقوب الكليني، و ابن بابويه، و الشيخ أبو القاسم الحلي (3).

و أمّا أمّ السيدين التي قام لها الشيخ المفيد و سلم عليها، فهي بنت الحسين بن احمد بن الحسن، الملقب تارة: بالناصر الكبير، و أخرى: بالناصر، و تارة: بناصر الحق أبي محمّد الأطروش، العالم الكبير، صاحب المؤلفات الكثيرة على مذهب الإمامية، التي منها مائة مسألة صححها سبطه علم الهدى و سمّاها بالناصريات. و هو الذي خرج بطبرستان و الديلم في خلافة المقتدر، و توفي- أو استشهد- بآمل، و قبره فيه، و توهمت الزيدية أنه من أئمتهم و أخطأوا، بل هو من عظماء علماء الإمامية، و هو ابن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

و أظنّ أن الشيخ المفيد رحمه اللّه ألّف كتاب أحكام النساء للسيدة فاطمة أم السيدين، فإنّه قال في أوّله: فإنّي عرفت من آثار السيدة الجليلة الفاضلة أدام اللّه إعزازها جميع الأحكام التي تعم المكلّفين من الناس، و تختص النساء منهن على التميز لهن، و الإيراد، ليكون ملخصا في كتاب يعتمد للدين، و يرجع


1- بحار الأنوار 52: 159- 174.
2- النجم الثاقب: 321- 356.
3- بحار الأنوار 52: 174.

ص: 217

إليه فيما يثمر العلم به و اليقين، و أخبرتني برغبتها- آدم اللّه تعالى توفيقها- في ذلك (1). إلى آخره.

[أقوال علماء أهل السنة حول السيد المرتضى و ذكرهم بعض مناقبه]

ثم إنّا نقتصر في ذكر بعض مناقب السيد تبرّكا بما قاله فيه علماء أهل السنة:

قال ابن الأثير الجزري في جامع الأصول على ما في الرياض و غيره في ترجمته بعد ذكر النسب: هو السيد الموسوي المعروف بالمرتضى، و هو أخو الرضي الشاعر، كانت إليه نقابة الطالبيين ببغداد، و كان عالما فاضلا كاملا متكلّما، فقيها على مذاهب الشيعة، و له تصانيف كثيرة حدّث عن أحمد بن سهل الديباجي، و أبي عبد اللّه المرزباني و. غيرهما، روى عنه الخطيب الحافظ أبو بكر البغدادي، ولد سنة 355، و مات ببغداد سنة 436.

و قال- في موضع آخر-: إن مروّج المائة الرابعة برواية العلماء الإمامية هو الشريف المرتضى الموسوي (2).

و قال القاضي التنوخي صاحب السيد المرتضى- على ما وجدته بخطّ بعض الأفاضل-: إن مولد السيد المذكور سنة 355، و خلف بعد وفاته ثمانين ألف مجلّد من مقروّاته و مصنفاته و محفوظاته، و من الأموال و الأملاك ما يتجاوز عن الوصف، و صنّف كتابا يقال له: الثمانين، و خلف من كلّ شي ء ثمانين، و عمّر إحدى و ثمانين سنة، فمن أجل ذلك سمّي بالثمانيني، و بلغ في العلم و غيره مرتبة عظيمة، قلّد نقابة الشرفاء شرقا و غربا، و إمارة الحاج و الحرمين، و النظر في المظالم و قضاء القضاة، و بقي على ذلك ثلاثين سنة (3) انتهى.

و هي مدّة حياته بعد وفاة أخيه الرضي، و منه انتقلت هذه المناصب إليه.


1- أحكام النساء (ضمن مجموعة رسائل): 3.
2- جامع الأصول 11: 323.
3- رياض العلماء 4: 20- 53.

ص: 218

و قال الجرزي في مختصر تاريخ ابن خلّكان: إن السيد المرتضى كان نقيب الطالبيين، إماما في علم الكلام و الأدب و الشعر. إلى أن قال: و له كتاب الغرر و الدرر، و هي مجالس أملاها تشتمل على فنون من معاني الأدب، تكلّم فيها على النحو و اللغة، و تدلّ على فضل و توسع و اطلاع. إلى أن قال: و لقد كانت له أخبار و أشعار و مآثر و آثار ممّا تشهد أنّه من فرع تلك الأصول، و من أهل ذلك البيت الجليل (1).

و تقدم (2) في ترجمة القطب الرازي، عن طبقات السيوطي في ترجمته، نقلا عن ياقوت قال: قال أبو القاسم الطوسي: توحد في علوم كثيرة- مجمع على فضله- مثل الكلام و الفقه، و أصول الفقه، و الأدب من النحو و الشعر و معانيه و اللغة، و غير ذلك (3).

و قال ابن خلكان في جملة كلام له: و كان إمام أئمة العراق بين الاختلاف و الاتفاق، إليه فزع علماؤها، و عنه أخذ عظماؤها، صاحب مدارسها، و جامع مشاردها، سارت أخباره، و عرفت إشعاره (4).

و أثنى عليه اليافعي في تاريخه مرآة الجنان (5) بما يقرب من ذلك، و نقل ثناؤه عن ابن بسام في أواخر كتاب الذخيرة.

إلى غير ذلك ممّا لا حاجة إلى نقلها، و نقل ما ذكره علماؤنا في ترجمته، و يكفي في هذا المقام ما ذكر العلامة في آخر ترجمته، و هو قوله: و بكتبه


1- مختصر وفيات الأعيان: غير متوفر لدينا.
2- تقدم في الجزء الثاني في صفحة: 387.
3- بغية الوعاة 2: 162/ 1699، و معجم الأدباء 13: 147/ 19.
4- وفيات الأعيان 3: 313.
5- مرآة الجنان 3: 55.

ص: 219

استفادت الإمامية منذ زمنه (رحمه اللّه) إلى زماننا هذا، و هو سنة ثلاث و تسعين و ستمائة، و هو ركنهم و معلمهم قدّس اللّه روحه، و جزاه عن أجداده خيرا (1).

قلت: و ممّا يستغرب من حاله أنه (رحمه اللّه) كان إليه النقابة و النظر إلى قضاء القضاة، و ديوان المظالم، و إمارة الحاج، و هذه الأموال الكثيرة التي لا بدّ من صرف برهة من الأوقات في تدبيرها و إصلاحها و إنفاقها، و مع هذه المشاغل العظمية التي تستغرق الأوقات في مدّة ثلاثين سنة يبرز منه هذه المؤلّفات الكثيرة الرائقة، و أغلبها عقليات و فكريات و نظريات، لا يرجى بروزها إلّا ممّن حبس نفسه على الفكر و البحث و التدريس، فلو عدّ هذا من كراماته فلا يعدّ شططا من القول، و هذرا من الكلام.

[نبذة حول كتب السيد المرتضى]

و قال العلامة الطباطبائي في رجاله- بعد ذكر شطر من فضائل-: و قد كان مع ذلك أعرف الناس بالكتاب و السنة، و وجوه التأويل في الآيات و الروايات، فإنه لما سدّ العمل بأخبار الآحاد اضطر إلى استنباط الشريعة من الكتاب و الأخبار المتواترة و المحفوفة بقرائن العلم، و هذا يحتاج إلى فضل اطلاع على الأحاديث، و إحاطة بأصول الأصحاب، و مهارة في علم التفسير، و طريق استخراج المسائل من الكتاب، و العامل بأخبار الآحاد في سعة من ذلك.

و أمّا مصنّفات السيد فكلّها أصول و تأسيسات غير مسبوقة بمثال من تقدمه من علمائنا الأمثال (2).

و مما ينبغي التنبيه عليه أن كتاب عيون المعجزات الدائر بين المحدّثين، و نسبه إلى السيد جزما السيد هاشم البحريني، و ينقل عنه في كتبه، و احتمالا شيخنا المجلسي في البحار، هو من مؤلفات الشيخ الجليل حسين بن عبد


1- رجال العلّامة: 95/ 22.
2- رجال السيد بحر العلوم 3: 140.

ص: 220

الوهاب المعاصر للسيدين، و قد صرّح في مواضع من هذا الكتاب بأنه مؤلّفه، و قد بسط القول في ذلك في الرياض (1) في ترجمة مؤلّفه، مع أن كثيرا من الأخبار المودعة فيه لا يلائم مذاق السيد (رحمه اللّه)، فلاحظ.

[في ذكر مشجرة مشايخ السيد المرتضى]

هذا و يروي علم الهدى عن:

أ- الشيخ المفيد (2).

ب- و أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري.

ج- و الحسين بن علي بن بابويه، أخي الصدوق.

د- و أبي الحسن احمد بن علي بن سعيد الكوفي، عن محمّد بن يعقوب الكليني.

ه- و أبي عبد اللّه المرزباني، و هو الشيخ الأقدم محمّد بن عمران، أو عبد اللّه بن موسى بن سعد بن عبيد اللّه الكاتب المرزباني، الخراساني الأصل، البغدادي المولد، و هو أيضا من مشايخ الشيخ المفيد. و غير هؤلاء من مشايخ عصره.

و بالأسانيد إلى السيد الأجلّ المرتضى قال: أخبرنا أبو عبد اللّه المرزباني قال: حدثني عبد الواحد بن محمّد الخصيبي قال: حدثني أبو علي أحمد بن إسماعيل قال: حدثني أيوب بن الحسين الهاشمي، قال: قدم على الرشيد رجل من الأنصار- و كان عرّيضا- فحضر باب الرشيد يوما و معه عبد العزيز بن عمر ابن عبد العزيز، و حضر موسى بن جعفر عليهما السلام على حمار له، فتلقاه الحاجب بالبشر و الإكرام، و أعظمه من كان هناك، و عجّل له الإذن.

فقال نفيع لعبد العزيز: من هذا الشيخ؟ قال: أو ما تعرفه! هذا شيخ


1- رياض العلماء 2: 123.
2- لم يذكر في المشجرة سواه.

ص: 221

آل أبي طالب، هذا موسى بن جعفر. فقال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم، يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما لئن خرج لأسوأنه، فقال له عبد العزيز: لا تفعل، فإن هؤلاء أهل بيت قلّ ما تعرض لهم أحد في خطاب إلّا و سموه في الجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر.

قال: و خرج موسى بن جعفر عليهما السلام، فقام إليه نفيع الأنصاري، فأخذ بلجام حماره ثم قال له: من أنت؟ فقال: يا هذا، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمّد حبيب اللّه ابن إسماعيل ذبيح اللّه ابن إبراهيم خليل اللّه، و إن كنت تريد البلد فهو الذي فرض اللّه على المسلمين و عليك- إن كنت منهم- الحج إليه، و إن كنت تريد المفاخرة فو اللّه ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتى قالوا: يا محمّد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، و إن كنت تريد الصيت و الاسم فنحن الذين أمر اللّه تعالى بالصلاة علينا في الصلوات الفرائض في قوله: «اللهم صل على محمّد و آل محمّد» و نحن آل محمّد، خلّ عن الحمار، فخلّى عنه و يده ترعد، و انصرف بخزي، فقال له عبد العزيز: أ لم أقل لك (1)؟!

[السادس من أصحاب المجاميع الشيخ المفيد]
[في ترجمة الشيخ المفيد]

السادس: شيخ المشايخ العظام، و حجّة الحجج الهداة الكرام، محيي الشريعة، و ماحي البدعة و الشنيعة، ملهم الحقّ و دليله، و منار الدين و سبيله، صاحب التوقيعات المعروفة المهدوية، المنقول عليها إجماع الإمامية، و المخصوص بما فيها من المزايا و الفضائل السنيّة، و غيرها من الكرامات الجليّة، و المقامات العليّة، و المناظرات الكثيرة الباهرة البهية، الشيخ أبو عبد اللّه محمّد ابن محمّد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد الدار بن الريان بن فطر


1- اعلام الدين: 297.

ص: 222

ابن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن علة ابن خلد بن مالك بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

في رجال النجاشي: شيخنا و أستاذنا (رضي اللّه عنه) فضله أشهر من أن يوصف في الفقه و الكلام و الرواية، و الثقة و العلم. ثم عدّ مؤلفاته و قال: مات (رحمه اللّه) ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و أربعمائة، و كان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة، و صلّى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان، و ضاق على الناس مع كبره، و دفن في داره سنين، و نقل إلى مقابر قريش (1) بالقرب من السيد أبي جعفر عليه السلام، و قيل: مولده سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة (2).

و في الفهرست: يكنّى أبا عبد اللّه، المعروف بابن المعلم، من جملة متكلمي الإمامية، انتهت رئاسة الإمامية في وقته إليه في العلم، و كان مقدما في صناعة الكلام، و كان فقيها متقدما فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، و له قريب من مائتي مصنّف كبار و صغار، قال (رحمه اللّه): و كان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، و كثرة البكاء من المخالف له و من المؤالف (3).

و قال اليافعي في تاريخه المسمى بمرآة الجنان عند ذكر سنة 413: و فيها


1- في الأصل: و ضاق على الناس مع كثرة، و دفن في داره سنتين، و نقل في مقابر قريش. و هو الذي أثبتناه من المصدر.
2- رجال النجاشي: 399/ 1067.
3- فهرست الشيخ: 157/ 696.

ص: 223

توفي عالم الشيعة، و إمام الرافضة، صاحب التصانيف الكثيرة، شيخهم المعروف بالمفيد، و بابن العلم، البارع في الكلام و الفقه و الجدل، و كان يناظر أهل كلّ عقيدة، مع الجلالة و العظمة في الدولة البويهية.

قال ابن طي: و كان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة و الصوم، خشن اللباس.

و قال غيره: كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد، و كان شيخا ربعة، نحيفا أسمر، عاش ستّا و سبعين سنة، و له أكثر من مائة مصنّف (1)، و كانت جنازته مشهودة، شيّعه ثمانون ألف من الرافضة و الشيعة، و أراح اللّه منه (2).

و نقل القاضي في المجالس عن تاريخ ابن كثير الشامي انه قال فيه: محمّد ابن محمّد بن النعمان أبو عبد اللّه، المعروف بابن المعلم، شيخ الروافض، و المصنف لهم، و الحامي عنهم، كانت ملوك الأطراف تعتقد به لكثرة الميل إلى الشيعة في ذلك الزمان، و كان يحضر مجلسه خلق عظيم من جميع طوائف العلماء (3).

و قال بحر العلوم في رجاله: شيخ مشايخ الأجلّة، و رئيس رؤساء الملّة، فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلّة، و الكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلّة، اجتمعت فيه خلال الفضل، و انتهت إليه رئاسة الكلّ، و اتفق الجميع على علمه و فضله و فقهه و عدالته و ثقته و جلالته، و كان (رضي اللّه عنه) كثير المحاسن، جمّ المناقب، حديد الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، واسع الرواية، خبيرا بالرجال و الأخبار و الأشعار، و كان أوثق أهل زمانه في


1- في المصدر: و له أكثر من مائتي مصنّف.
2- مرآة الجنان 3: 28.
3- مجالس المؤمنين 1: 465، و البداية و النهاية 12: 15 المجلد السادس.

ص: 224

الحديث، و أعرفهم بالفقه و الكلام، و كلّ من تأخر عنه استفاد منه (1).

قلت: قلّما يوجد في كتب الأصحاب- الذين تأخروا عنه في فنون المسائل المتعلّقة بالإمامة من الأدلة و الحجج على إثبات إمامة الأئمة عليهم السلام كتابا و سنّة، دراية و رواية، و ما يبطل به شبهات المخالفين، و ينقض به أدلّتهم على صحة خلافة المتغلبين، و يطعن به على أئمتهم المتسلطين- مطلب لا يوجد في شي ء من كتبه و رسائله و لو بالإشارة إليه، و هذا غير خفي على من أمعن النظر فيهما، و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، و كيف لا يكون كذلك و هو الذي امتاز بين علماء الفرقة بما ورد عليه من التوقيعات من ولي العصر و صاحب الأمر صلوات اللّه عليه، و قد ذكر المحقق النقاد ابن بطريق الحلي في رسالة نهج العلوم كما في اللؤلؤة و غيرها: انه ترويه كافّة الشيعة، و تتلقاه بالقبول (2)، و نقلها المحدث الطبرسي في الاحتجاج (3).

[في ذكر التوقيع الصادر من الناحية المقدسة ع للشيخ المفيد]

قال: ورد من الناحية المقدسة في أيام بقيت من صفر سنة عشر و أربعمائة كتاب إلى الشيخ المفيد طاب ثراه، و ذكر موصلة أنه تحمله من ناحية متصلة بالحجاز.

و هذه صورته، نسخة ما ينوب مناب العنوان: للشيخ السديد و المولى الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان أدام اللّه إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد.

نسخة ما في الكتاب: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد، سلام عليك


1- رجال السيد بحر العلوم 3: 311.
2- لؤلؤة البحرين: 364.
3- الاحتجاج: 495.

ص: 225

أيّها الولي (1) المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو، و نسأله الصلاة على سيّدنا و مولانا و نبيّنا محمّد و آله الطاهرين، و لنعلمك- أدام اللّه توفيقك لنصرة الحق، و أجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق- أنه قد أذن لنا في تشريفك بالكتابة، و تكليفك ما تؤديه عنّا إلى موالينا قبلك- أعزّهم اللّه تعالى بطاعته، و كفاهم المهمّ برعايته لهم و حراسته، فقف أيّدك اللّه بعونه على أعدائه المارقين من دينه- على ما نذكره، و اعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء اللّه، نحن و إن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي (2) أرانا اللّه من الصلاح لنا و لشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط (3) علما بأنبائكم، و لا يعزب عنّا شي ء من أخباركم، و معرفتنا بالأذى (4) الذي أصابكم، منذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، و نبذوا العهد المأخوذ منهم كأنّهم لا يعلمون.

و إنّا غير مهملين لمراعاتكم، و لا ناسين لذكركم، و لو لا ذلك لنزل بكم البلاء (5) و اصطلمكم الأعداء، فاتقوا اللّه جلّ جلاله، و ظاهرونا على نبئكم (6) من فتنة قد أناقت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، و يحمى عنها من أدرك أمله، و هي أمارة لإدرار حركتها، و مناقشتكم (7) لأمرنا و نهينا، و اللّه متم نوره و لو كره المشركون، فاعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية، يحششها عصب


1- نسخة بدل: مولى (منه قدّس سرّه)
2- نسخة بدل: ما (منه قدّس سرّه)
3- نسخة بدل: يحيط علمنا (منه قدّس سرّه)
4- نسخة بدل: الزلل (منه قدّس سرّه)
5- نسخة بدل: اللّأواء (منه قدّس سرّه) و هي بمعنى الشدّة و المحنة.
6- نسخة بدل: انتياشكم (منه قدّس سرّه)
7- نسخة بدل: و مباينتكم (منه قدّس سرّه)

ص: 226

أمويّة، و يهول بها فرقة مهدويّة، أنا زعيم بنجاة من لم يرو منكم فيها (1) بمواطن الخفية و سلك في الظعن عنها السبل المرضية. إذا أهل جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، و استيقظوا من رقدتكم لما يكون في (2) الذي يليه.

ستظهر لكم من السماء آية جليّة، و من الأرض مثلها بالسوية، و يحدث في أرض المشرق ما يحرق و يقلق، و يغلب على أرض العراق طوائف من الإسلام مرّاق تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق، ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، يسر بهلاكه المتقون و الأخيار، و يتفق لمريدي الحج من الآفاق ما يأملونه على توفير غلبة منهم و اتفاق، و لنا في تيسير حجّهم على الاختيار منهم و الوفاق، شأن يظهر على نظام و اتساق.

ليعمل (3) كل امرئ منكم بما يقربه من محبّتنا، و ليجتنب ما يدنيه من كراهتنا و سخطنا، فإن أمرنا يبعثه فجأة حين لا تنفعه توبة، و لا ينجيه من عقابها ندم على حوبة، و اللّه يلهمكم الرشد و يلطف لكم في التوفيق برحمة.

و نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام: هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، المخلص في ودّنا الصفي، الناصر لنا الولي، حرسك اللّه بعينه التي لا تنام، فاحفظ به و لا تظهر على خطّنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا، و أدّ ما فيه إلى من تسكن إليه، و أوص جماعتهم بالعمل عليه، إن شاء اللّه تعالى، و صلّى اللّه على محمّد و آله الطاهرين.

قلت: هذا التوقيع ورد قبل وفاة الشيخ بسنتين و نصف سنة تقريبا.

و قال الطبرسي: ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات اللّه عليه يوم


1- نسخة بدل: عنها (منه قدّس سرّه)
2- نسخة بدل: من (منه قدّس سرّه)
3- نسخة بدل: فيعمل (منه قدّس سرّه)

ص: 227

الخميس الثالث و العشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.

نسخته: من عبد اللّه المرابط في سبيله إلى ملهم الحق و دليله.

بسم اللّه الرحمن الرحيم، سلام عليك أيّها العبد الصالح الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو إلهنا و إله آبائنا الأولين، و نسأله الصلاة على سيّدنا و مولانا محمّد صلّى اللّه عليه و آله خاتم النبيين، و على أهل بيته الطيبين الطاهرين.

و بعد: فقد كنّا نظرنا مناجاتك- عصمك اللّه تعالى بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه، و حرسك به من كيد أعدائه- و شفعنا ذلك (1) من مستقر لنا ناصب (2) فيك في شمراخ من بهماء، صرنا إليه آنفا من غماليل (3)، ألجأنا إليه السباريت من الإيمان، و يوشك ان يكون هبوطنا منه إلى صحيح من غير بعد من الدهر، و لا تطاول من الزمان، و يأتيك نبأ منا بما يتجدد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده (4) من الزلفة إلينا بالأعمال، و اللّه موفّقك لذلك برحمته.

فلتكن- حرسك اللّه بعينه التي لا تنام- أن تقابل لذلك فتنة (5) نفوس من قوم حرست باطلا لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها (6) المؤمنون، و يحزن لذلك المجرمون، و آية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظم، من رجس منافق مذمّم، مستحل للدم المحرّم، يعمد بكيده أهل الإيمان، و لا يبلغ بذلك


1- نسخة بدل: فيك (منه قدّس سرّه)
2- نسخة بدل: ينصب- تصلب (منه قدّس سرّه)
3- نسخة بدل: عمى ليل (منه قدّس سرّه)
4- نسخة بدل: تعمّده (منه قدّس سرّه)
5- نسخة بدل: ففيه تبسل نفوس (منه قدّس سرّه)
6- نسخة بدل: لدمارئها (منه قدّس سرّه)

ص: 228

غرضه من الظلم لهم و العدوان، لأنّنا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض و السماء، فلتطمئن بذلك من أوليائنا القلوب، و ليثقوا بالكفاية و إن راعتهم به الخطوب، و العاقبة لجميل (1) صنع اللّه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب، و نحن نعهد إليك أيّها الولي المجاهد فينا الظالمين، أيّدك اللّه بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من أتقى ربّه من إخوانك في الدين، و أخرج (2) ما عليه إلى مستحقه كان آمنا من فتنها المبطلة (3)، و محنها المظلمة المضلّة، و من بخل منهم بما أعاره اللّه من نعمته على من أمر بصلته، فإنه يكون بذلك خاسرا لأولاه و آخرته (4).

و لو أنّ أشياعنا- وفّقهم اللّه لطاعته- على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، و لتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة و صدقها منهم بنا، فما يحبسهم عنّا إلّا ما يتصل بنا ممّا نكرهه و لا نؤثره منهم، و اللّه المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل، و صلواته على سيدنا البشير النذير محمّد و آله الطاهرين و سلّم، و كتب في غرّة شوال من سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.

نسخة التوقيع باليد العليا صلوات اللّه على صاحبها: هذا كتابنا إليك- أيّها الولي الملهم للحق العلي- باملائنا، و خطّ ثقتنا، فاخفه عن كلّ أحد و اطوه، و اجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا، شملهم اللّه ببركتنا و دعائنا إن شاء اللّه تعالى، و الحمد للّه، و الصلاة على سيدنا محمّد


1- نسخة بدل: بجميل (منه قدّس سرّه)
2- نسخة بدل: و خرج عليه بما هو مستحقه (منه قدّس سرّه)
3- نسخة بدل: المطلّة (منه قدّس سرّه)
4- نسخة بدل: و أخراه (منه قدّس سرّه)

ص: 229

و آله الطاهرين (1).

قلت: الذي نقله في اللؤلؤة و غيرها عن رسالة ابن بطريق الحلّي، أن مولانا صاحب الزمان صلوات اللّه عليه و على آبائه و أهل بيته، كتب إليه ثلاثة كتب في كلّ سنة كتابا (2)، و الذي نقله في الاحتجاج اثنان، فالثالث مفقود، و الذي يظهر من تاريخ وفاة الشيخ أن وصول الكتاب الأخير إليه كان قبل وفاته بثمانية أشهر تقريبا.

و قال السيد الأجل بحر العلوم: و قد يشكل أمر هذا التوقيع بوقوعه في الغيبة الكبرى، مع جهالة المبلّغ و دعواه المشاهدة المنافية بعد الغيبة الصغرى، و يمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن، و اشتمال التوقيع على الملاحم و الأخبار عن الغيب الذي لا يطّلع عليه إلّا اللّه و أولياؤه بإظهاره لهم، و أن المشاهدة المنفية أن يشاهد الإمام، و يعلم أنه الحجّة عليه السلام حال مشاهدته له، و لم يعلم من المبلّغ ادّعاؤه لذلك، و قد يمنع أيضا امتناعها في شأن الخواص، و أنّ اقتضاء ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار و دلالة بعض الآثار (3).

انتهى.

و نحن أوضحنا جواز الرؤية في الغيبة الكبرى بما لا مزيد عليه، في رسالتنا جنّة المأوى (4)، و في كتاب النجم الثاقب (5)، و ذكرنا له شواهد و قرائن لا تبقى معه ريبة، و نقلنا عن السيد المرتضى و شيخ الطائفة و ابن طاوس (رحمهم اللّه) التصريح بذلك، و ذكرنا لما ورد من تكذيب مدّعي الرؤية ضروبا من


1- الاحتجاج: 495- 499.
2- لؤلؤة البحرين: 363- 367.
3- رجال السيد بحر العلوم 3: 320.
4- بحار الأنوار 53: 318.
5- النجم الثاقب: 484- 491.

ص: 230

التأويل يستظهر من كلماتهم (عليهم السلام) فلاحظ.

هذا و من أراد أن يجد وجدانا مفاد قول الحجّة عليه السلام في حقه: أيّها الولي الملهم للحق، فليمعن النظر في مجالس مناظرته مع أرباب المذاهب المختلفة، و أجوبته الحاضرة المفحمة الملزمة، و كفاك في ذلك كتاب الفصول (1) للسيد المرتضى الذي لخصه من كتاب العيون و المحاسن للشيخ، ففيه ما قيل في مدح بعض الأشعار يسكر بلا شراب، و يطرب بلا سماع، و قد عثرنا فيه على بعض الأجوبة المسكتة التي يبعد عادة إعداده قبل هذا المجلس.

[نماذج مستطرفة من مجالس الشيخ المفيد]

فممّا استطرفناه من ذلك ممّا فيه، قال السيد: قال الشيخ أدام اللّه عزّه:

حضرت يوما مجلسا فجرى فيه كلام في رذالة بني تيم بن مرّة، و سقوط أقدارهم، فقال شيخ من الشيعة: قد ذكر أبو عيسى الورّاق فيما يدلّ على ذلك قول الشاعر:

و يقضى الأمر حين تغيب تيم و لا يستأذنون و هم شهود

و إنك لو رأيت عبيد تيم و تيما قلت أيّهم العبيد

فذكر الشاعر أن الرائي لهم لا يفرّق بين عبيدهم و ساداتهم من الضعة و سقوط القدر، فانتدب له أبو العباس هبة اللّه بن المنجم.


1- جاء في هامش المخطوطة:

ص: 231

فقال له: يا شيخ، ما أعرفك بإشعار العرب! هذا في تيم بن مرّة أو تيم الرباب، و جعل يتضاحك بالرجل، و يتماجن عليه، و يقول له: سبيلك أن تؤلّف دواوين العرب، فإن نظرك بها حسن.

قال الشيخ أدام اللّه عزّه: فقلت: جعلت هذا الباب رأس مالك، و لو أنصفت في الخطاب لأنصفت في الاحتجاج، و إن أخذنا معك في إثبات هذا الشعر تعلّق البرهان فيه بالرجال، و الكتب المصنفات، و اندفع المجلس و مضى الوقت و لكن بيننا و بينك كتب السير، و كلّ من اطلع على حديث الجمل و حرب البصرة، فهل يريب في شعر عمير بن الأهلب الضبّي و هو يجود بنفسه بالبصرة و قد قتل بين يدي الجمل و هو يقول:

لقد أوردتنا حومة الموت أمنافلم ننصرف إلّا و نحن رواء

نصرنا قريش ضلّه من حلومناو نصرتنا أهل الحجاز عناء

لقد كان في نصر ابن ضبّة أمّه و شيعتها مندوحة و غناء

نصرنا بني تيم بن مرّة شقوةو هل تيم إلّا أعبد و إماء

فهذا رجل من أنصار عائشة، و من سفك دمه في ولايتها، يقول هذا القول في قبيلتها بلا ارتياب بين السير، و لم يك بالذي يقوله في تلك الحال إلّا و هو معروف عند الرجال، غير مشكوك فيه عند أحد من العارفين بقبائل العرب في سائر الناس. فأخذ في الضجيج، و لم يأت بشي ء (1). انتهى.

و ممّا يؤيد كلام الشيخ، و يناسب مجلسه المذكور، ما رواه العالم الجليل السيد حيدر العاملي في الكشكول: عن عكرمة عن ابن عباس، عن علي عليه السلام قال: لمّا مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على القبائل خرج مرّة و أنا معه


1- الفصول المختارة: 55.

ص: 232

و أبو بكر حتى أتينا على مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر فسلّم، و كان نسّابة و قال: ممّن القوم؟

قالوا: من ربيعة.

قال: أنتم من هامتها أو لهازمها (1)؟

قالوا: بل هامتها العظمى.

قال: فأيّ هامّتها العظمى؟

قالوا: ذهل الأكبر.

قال أبو بكر: فمنكم عوف بن محلم الذي يقال فيه الأمر بوادي عوف؟

قالوا: لا.

قال: فمنكم بسطام بن قيس ذو اللواء و منتهى الأحياء؟

قالوا: لا.

قال: فمنكم جساس بن مرّة، حامي الذمار و المانع للجار؟

قالوا: لا.

قال: فمنكم الحزوارة بن شريك قاتل الملوك و سالبها؟

قالوا: لا.

قال: فمنكم أخوال الملوك من كندة؟

قالوا: لا.

قال: فمنكم أصهار الملوك من لخم؟

قالوا: لا.

قال أبو بكر: فما أنتم من ذهل الأكبر، أنتم من ذهل الأصغر.


1- في الأصل: لهازقها، و الصحيح ما ورد في لسان العرب 12: 556، و هو ما أثبتناه.

ص: 233

فقام إليه غلام من شيبان حين بقل عذاره يقال له دغفل (1)، فأنشأ يقول:

إنّ على سائلنا أن نسأله و اللقب لا نعرفه أو نحمله

يا هذا إنّك سألت فأخبرناك، و نحن سائلوك، فمن الرجل؟

قال: من قريش.

قال: بخ بخ أهل الشرف و الرئاسة، ثم قال: من أي قريش؟

قال: من تيم بن مرّة.

قال: إن كنت و اللّه إلّا من ضعفاء الثغرة، أمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل فسمي مجمعا؟

قال: لا.

قال: أمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه و أطعم الحجيج و رجال مكة، و هم مسنون عجاف؟

قال: لا.

قال: فمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء؟

قال: لا.

قال: أ فمن أهل البيت و الإفاضة بالناس أنت؟

قال: لا.

قال: أ فمن أهل الندوة؟

قال: لا.

قال: أ فمن أهل الحجابة؟


1- في الأصل: دعبل، و الصحيح ما أثبتناه، أنظر الصراط المستقيم 1: 228.

ص: 234

قال: لا.

قال: أ فمن أهل السقاية؟

قال لا. فاجتذب أبو بكر زمام ناقته، و رجع إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقال الغلام:

صادف درّ السيل سيلا يدفعه ينبذه حينا و حينا يصدعه

أما و اللّه لو ثبت لأخبرتكم أنه من زمعات قريش، أي من أراذلها.

قال: فلمّا سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذلك تبسم (1).

[في وجه تسميته بالمفيد و تسمية غيره من العلماء به]

و أمّا وجه تسميته بالمفيد، ففي معالم العلماء في ترجمته، و لقّبه المفيد صاحب الزمان صلوات اللّه عليه، و قد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (2). انتهى.

و لا يوجد هذا الموضع من مناقبه، و لكن اشتهر أنه لقبه به بعض علماء العامة.

ففي تنبيه الخواطر للشيخ الزاهد ورّام: أن الشيخ المفيد لمّا انحدر مع أبيه و هو صبي من عكبري إلى بغداد للتحصيل اشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبد اللّه المعروف: بالجعل، ثم على أبي ياسر، و كان أبو ياسر ربّما عجز عن البحث معه، و الخروج عن عهدته، فأشار إليه بالمضي إلى عليّ بن عيسى الرماني الذي هو من أعاظم علماء الكلام، و أرسل معه من يدله على منزله، فلمّا مضى و كان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء، جلس الشيخ في صف النعال، و بقي يتدرج للقرب كلما خلى المجلس شيئا فشيئا لاستفادة بعض المسائل من صاحب المجلس، فاتفق أن رجلا من أهل البصرة دخل و سأل الرماني، و قال


1- الكشكول: 178، انظر كذلك أنساب السمعاني 1: 64.
2- معالم العلماء: 113.

ص: 235

له: ما تقول في خبر الغدير و قصة الغار؟

فقال الرماني: خبر الغار دراية، و خبر الغدير رواية، و الرواية لا تعارض الدراية.

و لمّا كان ذلك الرجل البصري ليس له قوة المعارضة سكت و خرج.

و قال الشيخ: إنّي لم أجد صبرا عن السكوت عن ذلك، فقلت: أيها الشيخ! عندي سؤال، فقال: قل.

فقلت: ما تقول فيمن خرج على الإمام العادل فحاربه؟

فقال: كافر، ثم استدرك، فقال: فاسق.

فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟

فقال: إمام.

فقلت له: ما تقول في حرب طلحة و زبير له في حرب الجمل؟

فقال: إنّهما تابا.

فقلت له: خبر الحرب دراية، و التوبة رواية.

فقال: و كنت حاضرا عند سؤال الرجل البصري؟

فقلت: نعم.

فقال: رواية برواية، و سؤالك متجه وارد، ثم إنه سأله من أنت و عند من تقرأ من علماء هذه البلاد؟

فقلت له: عند الشيخ أبي علي جعل.

ثم قال له: مكانك، و دخل منزله و بعد لحظة خرج و بيده رقعة ممهورة، فدفعها إليّ و قال: ادفعها إلى شيخك أبي عبد اللّه.

فأخذت الرقعة من يده، و مضيت إلى مجلس الشيخ المذكور، و دفعت إليه الرقعة ففتحها و بقي مشغولا بقراءتها و هو يضحك، فلمّا فرغ من قراءتها.

قال: إن جميع ما جرى بينك و بينه قد كتب إليّ به، و أوصاني بك،

ص: 236

و لقبك: بالمفيد (1).

و نقل ابن إدريس هذه الحكاية مختصرا في آخر السرائر (2).

و قال القاضي في المجالس نقلا عن مصابيح القلوب، قال: بينما القاضي عبد الجبار ذات يوم في مجلسه في بغداد- و مجلسه مملوء من علماء الفريقين- إذ حضر الشيخ و جلس في صفّ النعال، ثم قال للقاضي: إنّ لي سؤالا، فإن أجزت بحضور هؤلاء الأئمة.

فقال له القاضي: سل.

فقال: ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة «من كنت مولاه فعلي مولاه» أ هو مسلّم صحيح عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يوم الغدير؟

فقال: نعم خبر صحيح.

فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟

فقال: هو بمعنى أولى.

فقال الشيخ: فما هذا الخلاف و الخصومة بين الشيعة و السنة؟

فقال الشيخ: أيّها الأخ هذه رواية، و خلافة أبي بكر دراية، و العادل لا يعادل الرواية بالدراية.

فقال الشيخ: ما تقول في قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لعليّ عليه السلام: «حربك حربي، و سلمك سلمي»؟

قال القاضي: الحديث صحيح.

فقال: ما تقول في أصحاب الجمل؟

فقال القاضي: أيّها الأخ إنّهم تابوا.


1- تنبيه الخواطر 2: 302.
2- السرائر: 493.

ص: 237

فقال الشيخ: أيّها القاضي الحرب دراية، و التوبة رواية، و أنت قررت في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية.

فبهت الشيخ القاضي، و لم يحر جوابا، و وضع رأسه ساعة ثم رفع رأسه، و قال: من أنت؟

فقال: خادمك محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي.

فقام القاضي من مقامه، و أخذ بيد الشيخ، و أجلسه على مسنده، و قال:

أنت المفيد حقّا، فتغيّرت وجوه علماء المجلس، فلمّا أبصر القاضي ذلك منهم قال: أيّها الفضلاء و العلماء، إن هذا الرجل ألزمني، و أنا عجزت عن جوابه، فإن كان أحد منكم عنده جواب عمّا ذكره فليذكر ليقوم الرجل و يرجع مكانه الأول.

فلما انفصل المجلس شاعت القصة و اتصلت بعضد الدولة، فأرسل إلى الشيخ فأحضره، و سأله عمّا جرى فحكى له ذلك، فخلع عليه خلعة سنيّة، و أخذ له بفرس محلّى بالزينة، و أمر له بوظيفة تجري عليه (1).

قلت: قد أورد المولى الفاضل الأوحدي أمير معزّ الدين محمّد بن أمير فخر الدين محمّد المشهدي، المعروف في البلاد الهندية بموسى خان، على مناظرة الشيخ اعتراضا، زعم انّه لا مخلص له و لا جواب، و اشتهر ذلك في تلك البلاد بشبهة موسى خان، و قد تصدى كثيرون لدفعها، و قد سبقهم في إحراز قصبات هذا الميدان المولى الأجل المشار إليه بالبنان العلامة الأوحد مولانا شاه محمّد (2)، في كلام طويل نقله خروج عن وضع الكتاب، من أراده و طلبه


1- مجالس المؤمنين 1: 464.
2- و هو العالم الجليل مولانا شاه محمّد بن محمّد الشيرازي، مؤلف كتاب روضة العارفين في شرح الصحيفة الكاملة، و رسائل متعددة في الحديث و الحكمة، و بلغ من العمر قريبا من مائة و ثلاثين سنة، و قد بالغ في مدحه تلميذه الفاضل مولانا محمّد مؤمن الجزائري- صاحب كتاب خزانة الخيال المعروف- في كتابه طيف الخيال فقال: أخذت كثيرا من الأحاديث و التفاسير و أصناف علوم الحكمة من الطبيعي و الإلهي و الهيئة و الرياضي و المجسطي و الموسيقى و الأكرات و المتوسطات، و ما والاها من الفنون المشكلات، مدة مديدة و سنين عديدة، عن البحر المواج و السراج الوهاج، أنموذج الحكماء المهندسين، و خاتمة الفضلاء المتبحرين، يم العلم المتلاطم أمواجه، و بيت الفضل المتلألأ سراجه، غيث الكرم الذي يفيد و يفيض، و لجة الفيض الذي لا ينضب و لا يغيض.

ص: 238

وجده.

و من عجيب غفلات الفاضل المعاصر في الروضات، أنه قال في آخر ترجمة الشيخ: ثم ليعلم أن لقب المفيد لم يعهد لأحد من علماء أصحابنا بعد هذا العلم الفرد، المشتهر بابن المعلم أيضا، كما قد عرفت، إلّا للفاضل الكامل المتقدم في الفقه و الأدب و الأصولين محمّد بن جهيم الأسدي الحلّي الملقب بمفيد الدين، و هو الذي قد يعبّر عنه في كتب الإجازات و غيرها بالمفيد

ص: 239

ابن الجهم (1). انتهى.

و هو من مشايخ العلامة كما تقدم (2)، و هذا منه في غاية الغرابة، فإن المفيد لقب لجماعة من الأعلام قبل ابن الجهم (3).

مثل: أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي، هو معروف في الإجازات، و قد يعبّر عنه بالمفيد الثاني (4).

و المفيد الرازي أبي الوفاء عبد الجبار المقري، مذكور في أغلب التراجم و الإجازات بهذا اللقب (5).

و المفيد النيسابوري: و هو الشيخ الحافظ عبد الرحمن (6) بن الشيخ أبي بكر أحمد بن الحسين، عمّ الشيخ أبي الفتوح المفسّر، و هو أيضا معروف مذكور بهذا اللقب، و قد صرّح هو بنفسه في ترجمة الشيخ (7) في مقام تعداد تلامذة الشيخ- و قد أخذه من المقابيس (8) و إن لم ينسبه إليه- ما لفظه: و الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري.

و المفيد الآخر عبد الجبار بن علي المقري الرازي (9). انتهى.

و أميركا بن أبي اللجيم (10) بن أميرة المصدري العجلي، أستاذ الشيخ


1- روضات الجنات 6: 177/ 576.
2- تقدم في الجزء الثاني الصفحة: 409.
3- انظر بحار الأنوار 107: 64.
4- انظر بحار الأنوار 107: 144.
5- انظر بحار الأنوار 107: 158 و 168.
6- انظر بحار الأنوار 107: 123.
7- أي: صاحب الروضات في ترجمة الشيخ الطوسي، مع ان العبارة غير واضحة الدلالة.
8- مقابس الأنوار: 4 و 5.
9- روضات الجنات 6: 229/ 580.
10- في الأصل: ابن أبي اللحيم (بالحاء) و قد أثبتنا ما في المصادر، انظر فهرست منتجب الدين:

ص: 240

الجليل عبد الجليل الرازي صاحب المؤلفات الكثيرة.

[في ذكر مشجرة مشايخ الشيخ المفيد]

و امّا مشايخ هذا الشيخ المعظم فهم جماعة:

أ- العالم الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه.

ب- الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي.

ج- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي.

د- أبو غالب أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري، الثقة الجليل المعروف، صاحب الرسالة في أحوال آل أعين.

ه- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسى بن سعد بن عبيد اللّه المرزباني، الكاتب البغدادي.

و- الفقيه المعروف أبو علي محمّد بن أحمد بن الجنيد، الكاتب الإسكافي، المعبّر عنه تارة بابن الجنيد، و اخرى: بالإسكافي، و ثالثة بأبي علي، و رابعة بالكاتب، صاحب التصانيف الكثيرة، المتوفى سنة 381.

ز- شيخ الطائفة و عالمها أبو الحسن محمّد بن احمد بن داود بن علي القمي، الذي حكى الشيخ (1) المفيد أنّه لم ير أحفظ منه، صاحب الكتب الكثيرة التي منها المزار الذي ينقل عنه كثيرا، المتوفى سنة 368.

ح- الشيخ الثقة أبو علي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي البصري، المصاحب للجلودي، قال في أماليه: حدثنا أبو علي أحمد بن محمّد الصولي بمسجد براثا سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة (2).

ط- شيخ الطائفة أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة بن


1- كذا في الأصل، و لكننا لم نعثر على مصدر ينقل أن الحاكي هو الشيخ المفيد، بل وجدنا أنّ الحاكي هو: أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه، انظر رجال النجاشي: 384/ 1045، و رجال ابن داود: 162/ 1292، و رجال العلامة: 162/ 161، و رياض العلماء 5: 24.
2- أمالي الشيخ المفيد: 165.

ص: 241

صفوان بن مهران الجمّال، الذي ناظر مع قاضي الموصل في دار الأمير بن حمدان و بحضوره، ثم بأهله فجعل كفّه في كفّه، فلما وصل القاضي إلى بيته حمّ و انتفخ (1) الكفّ الذي مدّه للمباهلة، و اسودت و هلك من الغد، و انتشر بهذا ذكره عند الملوك (2). صاحب الكتب التي أملاها من ظهر قلبه، و يعبّر عنه بالصفواني في كتب الأصحاب.

ي- الشيخ المتقدم أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري.

يا- السيد الجليل العظيم الشأن أبو محمّد الحسن بن حمزة بن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الطبري المرعشي، المعدود من أجلاء هذه الطائفة و فقهائها، المتوفى سنة 358 (3).

يب- القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم بن محمّد البراء، المعروف بالجعابي، الحافظ النقاد، المعبّر عنه بأبي بكر الجعابي (4)، صاحب الكتاب الكبير في طبقات أصحاب الحديث من الشيعة.

يج- أبو الحسن علي بن محمّد بن خالد.

يد- أبو الحسن محمّد بن المظفر الورّاق.

يه- أبو حفص محمّد بن عمر بن علي الصيرفي، المعروف بابن الزيات.

يو- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن المغيرة البوشنجي العراقي.


1- كذا في نسخ النجاشي (منه قدّس سرّه)
2- انظر رجال النجاشي: 393/ 1050.
3- نقل عن خط الشيخ آقا بزرك هنا ما نصّه:
4- إرشاد المفيد: 22 و 25.

ص: 242

يز- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الجواني.

يح- أبو الحسن علي بن محمّد القرشي.

يط- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن طاهر الموسوي.

ك- أبو الحسن علي بن خالد المراغي القلانسي، و يظهر من أسانيد أماليه (1) أنه غير علي بن محمّد بن خالد الذي تقدم (2).

كا- أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب.

كب- أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفي النحوي التميمي، و الظاهر أنه الذي ترجمه النجاشي و مدحه، إلّا أنه كنّاه: بأبي بكر (3)، فلاحظ.

كج- أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقري.

كد- شيخ أصحابنا بالبصرة أبو الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية المهلبي الأزدي، صاحب الكتاب في الغدير.

كه- أبو الحسن علي بن مالك النحوي.

كو- أبو الحسين محمّد بن مظفر البزاز، و الظاهر أنه غير ما سبق (4)، لتعدد الكنية و اللقب. بل في جملة أسانيد كتاب الإرشاد: أبو بكر محمّد بن المظفر (5).

كز- أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم الكاتب.

كح- عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن أعين البزاز.

كط- أبو عبد اللّه محمّد بن داود الحتمي.


1- أمالي الشيخ المفيد: 10/ 7.
2- تقدم برمز: يج.
3- رجال النجاشي: 394/ 1054.
4- أي: الذي تقدم برمز: يد.
5- إرشاد المفيد: 23.

ص: 243

ل- أبو الطيب الحسين بن محمّد النحوي التمار، صاحب أبي بكر محمّد ابن القاسم.

لا- أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصري.

لب- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهري.

لج- أبو الجيش المظفر بن محمّد البلخي الورّاق، قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: أنه قرأ على أبي القاسم علي بن محمّد الرقاء، و على أبي الجيش البلخي (1).

لد- أبو علي الحسين بن عبد اللّه القطان.

له- أبو الحسن أحمد بن محمّد الجرجاني.

لو- أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق.

لز- أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري.

لح- الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، الذي أكثر الرواية عنه في الإرشاد.

لط- أبو بكر عمر بن محمّد بن (2) سليم بن البراء، المعروف بابن الجعابي،


1- عن خط شيخنا الطهراني جاء هنا ما نصه:
2- كذا في الأصل، و هو اختلاف ظاهر في التسمية بين الابن و الأب، فقد عنونه النجاشي:

ص: 244

الحافظ الثقة العارف بالرجال من العامة و الخاصة، كما صرح به الشيخ في الفهرست، و هو والد أبي بكر محمد الجعابي، الذي تقدم (1).

م- الشيخ الثقة الجليل أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان بن خالد ابن سفيان البزوفري.

ما- أبو علي الحسن بن علي بن الفضل الرازي.

مب- أبو جعفر محمّد بن الحسين البزوفري، كما في آمالي أبي علي (2) مكررا، عن والده، عن المفيد، عنه، مع الترحم عليه، و هو ابن أبي عبد اللّه البزوفري.

مج- أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن رياح القرشي.

مد- أبو الحسن زيد بن محمّد بن جعفر التيملي.

مه- محمّد بن أحمد بن عبد اللّه المنصوري.

مو- أبو القاسم علي بن محمّد الرفاء، صرّح به السروي في المعالم (3).

مر- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية، صرّح به في الرياض (4)، و احتمل كونه بعينه الحسين بن محمّد بن موسى الذي هو من مشايخ النجاشي.

مح- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن شيبان القزويني.

في الرياض: عالم فاضل جليل فقيه إمامي نبيل، و هو من مشايخ الشيخ المفيد، و يروي عن علي بن حاتم الثقة، و قد ذكره ابن طاوس أيضا في الدروع الواقية، و نسب إليه كتاب علل الشريعة، و قد يعبّر عنه فيه بالقزويني، و عن


1- تقدم فوق برمز: يب.
2- أمالي الشيخ 1: 56- 169.
3- معالم العلماء: 113/ 765.
4- رياض العلماء 2: 30 و 173.

ص: 245

كتابه بالعلل (1). انتهى.

و يروي عنه أحمد بن عبدون، كما في الفهرست في ترجمة الحسين بن عبيد اللّه بن سهل الساعدي، و ترجمة علي بن حاتم القزويني (2).

مط- أبو محمّد (3) سهل بن أحمد الديباجي، كما نصّ عليه في زيادات كتاب المقالات.

ن- جعفر بن الحسين (4) المؤمن رحمة اللّه، روى عنه مترحما في الاختصاص (5).

هذا ما حضرني من مشايخه الذين أكثر الرواية عنهم في أماليه و إرشاده.

و يوجد في أمالي أبي علي الطوسي، و الذين صرّح بهم النجاشي في ذكر


1- الدروع الواقية: 57، رياض العلماء 2: 153.
2- فهرست الشيخ: 57/ 209 و 98/ 415.
3- في الأصل و الحجرية: محمد بن سهل، و الزيادات التي أشار إليها طبعت محققة في مجلة تراثنا العدد 16: 133 بعنوان: حكايات الشيخ المفيد برواية الشريف المرتضى التي كانت منظمّة إلى كتاب أوائل المقالات، هكذا: أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي.
4- أقول: ذكر للشيخ المفيد (رحمه اللّه) في المشجرة خمسة مشايخ هم: (أ) و (ب) و (يا) و (م) و الخامس: أبو المفضل محمد بن عبد المطلب الشيباني، الذي لم يتعرض له هنا.
5- الاختصاص: 5 و 9 و 70 و 79 و 82 و 190 و 205.

ص: 246

طرقه إليهم، و يعرف حال المجهولين و المهملين منهم بما شرحناه في حال مشايخ النجاشي، بل أمر الشيخ في هذه المقامات أضيق و أتقن، كما لا يخفى على من وقف على طريقته.

و بالأسانيد إلى أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ و جلّ حتى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته؟ و جسدك فيما أبليته؟ و مالك من أين كسبته و أين وضعته؟ و عن حبّنا أهل البيت عليهم السلام؟ فقال رجل من القوم: و ما علامة حبّكم يا رسول اللّه؟ فقال: محبّة هذا، و وضع يده على رأس علي بن أبي طالب عليه السلام» (1).

[السابع من أصحاب المجاميع أبو القاسم جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي]
[في ترجمة ابن قولويه القمي]

السابع: الفقيه الجليل المحدث أستاذ أبي عبد اللّه المفيد (رحمه اللّه) أبو القاسم جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي.

قال النجاشي: كان أبو القاسم من ثقات أصحابنا و أجلائهم في الحديث و الفقه، روى عن أبيه، و عن أخيه، عن سعد، و قال: ما سمعت من سعد إلّا أربعة أحاديث، و عليه قرأ شيخنا أبو عبد اللّه الفقه، و منه حمل، و كلّما يوصف به الناس من جميل وفقه فهو فوقه، له كتب حسان، قرأت أكثر هذه الكتب على شيخنا أبي عبد اللّه، و على الحسين بن عبيد اللّه (2). انتهى.

و في الخرائج للقطب الراوندي: روي عن أبي القاسم جعفر بن محمّد


1- أمالي الشيخ المفيد: 353، أمالي الشيخ الطوسي 1: 124.
2- رجال النجاشي: 123/ 318.

ص: 247

ابن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة سبع و ثلاثين للحج- و هي السنة التي ردّ القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت- كان أكثر همّي رؤية من ينصب الحجر، لأنه مضى عليّ في أثناء الكتب قصّة أخذه، و انه ينصبه مكانه الحجة في الزمان، كما في زمان الحجّاج وضعه زين العابدين عليه السلام في مكانه و استقر، فاعتللت علّة صعبة خفت منها على نفسي، و لم يتهيأ لي ما قصدته، فاستنبت المعروف بابن هشام، و أعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدّة عمري، و هل يكون الموتة في هذه العلة أم لا؟ و قلت: همّي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه، و أخذ جوابه، و إنّما أندبك لهذا.

قال: فقال المعروف بابن هشام: لمّا حصلت بمكة، و عزم الناس على إعادة الحجر، بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى وضع الحجر في مكانه، فأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلّما عمد إنسان لوضعه اضطرب و لم يستقم.

فأقبل غلام أسمر اللون، حسن الوجه، فتناوله و وضعه في مكانه، فاستقام كأنّه لم يزل عنه، و علت لذلك الأصوات، فانصرف خارجا من الباب، فنهضت من مكاني أتبعه، و أدفع الناس يمينا و شمالا حتى ظن بي الاختلاط في العقل، و الناس يفرجون لي، و عيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس، فكنت أسرع الشّد خلفه، و هو يمشي على تؤدة السير و لا أدركه فلمّا حصل بحيث لا يراه أحد غيري، وقف و التفت إليّ، و قال عليه السّلام: هات ما معك، فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر إليها.

قل له: لا خوف عليك في هذه العلّة، و يكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة، قال: فوقع عليّ الدمع حتى لم أطق حراكا، و تركني و انصرف.

قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة، فلما كان سنة سبع و ستين اعتل أبو القاسم و أخذ ينظر في أمره، و تحصيل جهازه إلى قبره، فكتب وصيّته،

ص: 248

و استعمل الجدّ في ذلك، فقيل له: ما هذا الخوف، و نرجو ان يتفضل اللّه بالسلامة، فما علّتك بمخوفة؟ فقال: هذه السنة التي خوّفت فيها، فمات في علّته، و هذه القصّة تنبئ عن مقام سنيّ، و قرب معنوي (1).

و في الخلاصة: أن الوفاة كانت في سنة تسع (2).

و في رجال الشيخ: ثمان (3).

و الأول لعلّه من مواضع تصحيف السبع بالتسع، و ما في رجال الشيخ لا يقاوم القصّة، كما لا يخفى.

[نبذة حول كتب ابن قولويه القمي]

و عدّ النجاشي من كتبه: كتاب الزيارات (4). و الشيخ في الفهرست: له كتاب جامع الزيارات (5)، و المراد منهما كتاب كامل الزيارات، و هو اسمه الذي سمّاه به، و هو كتاب مشهور معروف بين الأصحاب، نقل عنه أرباب التأليف منهم، مشتمل على مائة و ستّة أبواب.

و ممّا ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن الخبر الطويل الشريف المعروف بخبر زائدة، الذي يلوح من مضامين متنه علائم الصدق، و آثار الصواب، و نقله العلامة المجلسي في البحار (6) من كامل الزيارة، ليس من أصل الكتاب و إنما أدرجه فيه بعض تلامذته، و لم يتفطن المجلسي لذلك، فوقع في غفلة لا بدّ من التنبيه عليها.

ففي الكامل باب 88 فضل كربلاء و زيارة [الحسين عليه السلام] (7):


1- الخرائج و الجرائح: 126.
2- رجال العلامة: 31/ 6.
3- رجال الشيخ: 458/ 5.
4- رجال النجاشي: 23/ 318.
5- فهرست الشيخ: 42/ 130.
6- بحار الأنوار (حجري) 8: 13.
7- ما بين المعقوفين لم يرد في الأصل.

ص: 249

الحسين بن أحمد بن المغيرة- في حديث رواه شيخه أبو القاسم (رحمه اللّه) مصنّف هذا الكتاب، و نقل عنه- و هو عن زائدة، عن مولانا علي بن الحسين عليهما السلام. ذهب على شيخنا (رحمه اللّه) أن يضمّنه كتابه هذا، و هو مما يليق بهذا الباب، و يشتمل أيضا على معان شتى، حسن تام الألفاظ أحببت إدخاله فيه، و جعلته أوّل الباب، و جميع أحاديث هذا الباب و غيرها ممّا يجري مجراها يستدل بها على صحّة قبر مولانا الحسين بن علي (عليهما السلام) بكربلاء، لأن كثيرا من المخالفين للحق ينكرون أن قبره (عليه السلام) بكربلاء، كما ينكرون أيضا أن قبر مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه بالغريين بظهر نجف الكوفة، و قد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن شيخي أبي القاسم علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي (رحمه اللّه) ممّا نقله عن مزاحم بن عبد الوارث البصري بإسناده عن قدامة بن زائدة، عن أبيه زائدة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام).

و قد ذاكرت شيخنا ابن قولويه (رحمه اللّه) بهذا الحديث بعد فراغه من تصنيف هذا الكتاب ليدخله فيه، فما قضى ذلك، و عاجلته منيته (رضي اللّه عنه) و ألحقه بمواليه عليهم السلام، و هذا الحديث داخل فيما أجاز لي (1) شيخي (رحمه اللّه)، و قد جمعت بين الروايتين بالألفاظ الزائدة و النقصان، و التقديم و التأخير فيهما حتى صح بجميعه عمّن حدثني به أولا، ثم الآن، و ذلك أنّي ما قرأته على شيخنا (2) رحمه اللّه، و لا قرأه عليّ، غير أنّي أرويه عمّن حدثني به عنه.

و هو: أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عيّاش قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: حدثني أبو عيسى عبيد (3) اللّه بن الفضل بن


1- نسخة بدل: أملاه شيخنا (رحمه اللّه) (منه قدّس سرّه)
2- نسخة بدل: شيخي (منه قدّس سرّه)
3- في الأصل: عبد اللّه، و الذي أثبتناه: عبيد اللّه، انظر رجال النجاشي: 232/ 616 و كذلك المصدر.

ص: 250

محمّد بن هلال الطائي البصري (رحمه اللّه) قال: حدثني أبو عثمان سعيد بن محمّد، قال: حدثنا محمّد بن سلام بن سيّار الكوفي، قال: حدثني أحمد بن محمّد الواسطي، قال: حدثني عيسى بن أبي شيبة القاضي، قال: حدثني نوح بن درّاج، قال: حدثني قدامة بن زائدة، عن أبيه، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): بلغني- يا زائدة- أنّك تزور قبر أبي عبد اللّه (عليه السلام) أحيانا. و ساق الخبر إلى قوله: يا أخي سررت بكم، و قال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه، فقال (عليه السلام): يا أخي إنّي سررت بكم سرورا ما سررت مثله قطّ (1). إلى آخر الحديث.

و أمّا العلامة المجلسي فلم ينظر إلى ما صدر به الباب (2) المذكور، و لم ينقل المقدمة المذكورة، فقال: مل- و هو رمز الكامل- عبيد اللّه بن الفضل بن محمّد بن هلال، عن سعيد بن محمّد (3). و ساق السند و المتن، و أنت خبير بأنه ليس من الكامل و إن كان فيه، و أن الناظر في البحار يتحيّر في قوله: و قال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه، فإنه لم يكن داخلا في السند الذي أثبته،


1- كامل الزيارات: 259.
2- جاء في هامش الأصل:
3- بحار الأنوار (حجري) 8: 13.

ص: 251

فكيف ينقل عنه؟ و المعهود من أئمة الفنّ أنّهم إذا وجدوا في متن الخبر اختلافا بالزيادة و النقيصة أو غيرهما من رجال السند، بأن رواه واحد منهم في كتابه أو حدث به كذا، و الآخر كذا، يشيرون إليه غالبا، و أمّا من لم يكن من رجاله فنقله في غير محلّه.

و أمّا الحسين بن أحمد بن المغيرة، و هو البوشنجي العراقي الذي تقدم (1) أنه من مشايخ المفيد، فذكر للخبر طريقين: أحدهما: من غير طريق شيخه أبي القاسم، و هو ما رواه من طريق مزاحم و لم يذكر تمام السند. و الآخر: من طريق شيخه الذي ذكره، فناسب أن يشير إلى الاختلاف.

ثم إن في نسخ البحار: و قال مزاحم، و ابن عبد الوارث، و الصحيح مزاحم بن عبد الوارث.

[في ذكر مشجرة مشايخ ابن قولويه القمي]

و اعلم أنّ المهم في ترجمة هذا الشيخ المعظم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف، فإنّ فيه فائدة عظيمة لم تكن فيمن قدّمناه من المشايخ الأجلّة فإنه (رحمه اللّه) قال في أوّل الكتاب: و أنا مبيّن لك- أطال اللّه بقاك- ما أثاب اللّه به الزائر لنبيه و أهل بيته صلوات اللّه عليهم أجمعين، بالآثار الواردة عنهم.

إلى أن قال: و سألت اللّه تبارك و تعالى العون عليه حتى أخرجته و جمعته عن الأئمة صلوات اللّه عليهم، و لم أخرج فيه حديثا روي عن غيرهم، إذ كان فيما رويناه عنهم من حديثهم صلوات اللّه عليهم كفاية عن حديث غيرهم، و قد علمنا أنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى، و لا غيره، و لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّه برحمته، و لا أخرجت فيه حديثا ممّا روي عن الشذاذ من الرجال يؤثر ذلك عنهم، عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث و العلم (2)، انتهى.


1- تقدم في صفحة: 241.
2- كامل الزيارات: 3.

ص: 252

فتراه (رحمه اللّه) نصّ على توثيق كلّ من رواه عنه فيه، بل كونه من المشهورين بالحديث و العلم، و لا فرق في التوثيق بين النص على أحد بخصوصه أو توثيق جمع محصورين بعنوان خاص، و كفى بمثل هذا الشيخ مزكّيا و معدّلا.

فنقول و اللّه المستعان: الذين روى عنهم فيه (1) جماعة:

أ- والده: محمّد بن قولويه (2)، الذي هو من خيار أصحاب سعد بن عبد اللّه، و أكثر الكشي النقل عنه في رجاله (3).

ب- أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين الزعفراني (4) العسكري المصري، نزيل بغداد، و أجاز عنه التلعكبري في سنة 325 (5).

ج- أبو الفضل محمّد (6) بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الجعفي الكوفي، المعروف: بالصابوني، و بأبي الفضل الصابوني، صاحب كتاب الفاخر في الفقه، المنقول فتاويه في كتب الأصحاب.

د- ثقة الإسلام الكليني رحمه اللّه (7).

ه- محمّد بن الحسن بن الوليد (8)، شيخ القميين و فقيههم.

و- محمّد بن الحسن بن علي بن مهزيار (9).

ز- أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن القرشي البزاز (10)،


1- أي: في كامل الزيارات.
2- كامل الزيارات: 10.
3- رجال الكشي، هناك واحد و خمسين مورد نقل فيها عنه، فراجع.
4- كامل الزيارات: 16.
5- رجال الشيخ: 502/ 65، و فيه: روى عنه التلعكبري و سمع سنة 325، و له منه إجازة.
6- كامل الزيارات: 14.
7- لم يذكر سواه في المشجرة.
8- كامل الزيارات: 12.
9- كامل الزيارات: 11.
10- كامل الزيارات: 14، و فيه: الرزاز، هذا و قد ورد في طبقات اعلام الشيعة (المائة الرابعة):

ص: 253

المتولد سنة 233، المتوفى سنة 316 كما في رسالة أبي غالب الزراري، و فيها:

إنّه خال والد أبي غالب، و إنه أحد رواة الحديث و مشايخ الشيعة، قال: و كان من محلّه في الشيعة أنه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين و مائتين، و أقام بها سنة و عاد، و قد ظهر له من أمر الصاحب عليه السلام ما أضاح (1) إليه (2).

ح- الشيخ الجليل محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري القمّي (3)، صاحب المسائل التي أرسلها إلى الحجة عليه السلام فأجابها، و التوقيعات بين السطور، رواها مسندا شيخ الطائفة في كتاب الغيبة (4).

ط- الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى (5)، يروي عنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، و في بعض النسخ: الحسين.

ي- أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي (6)، العالم الجليل المعروف.

يا- أخوه علي بن محمّد بن قولويه (7).

يب- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه (8) بن موسى


1- كذا في الأصل و المصدر، و المراد أنه اتضح له.
2- رسالة أبي غالب الزراري: 31.
3- كامل الزيارات: 24.
4- الغيبة: 299.
5- كامل الزيارات: 52.
6- كامل الزيارات: 49.
7- كامل الزيارات: 29.
8- كامل الزيارات: 158، و فيه: بن عبيد اللّه، و الظاهر صحّة ما في المصدر إذ ان عقب عبيد اللّه منتشر في خراسان و مصر- كما أشار إلى ذلك في عمدة الطالب: 224- دون إشارة إلى انتشار عقب عبد اللّه في مصر، و كذلك انظر رجال الشيخ: 460/ 18.

ص: 254

ابن جعفر الموسوي العلوي، و الظاهر أنه المصري الذي أجاز عنه التلعكبري، و سمع منه بمصر سنة 340.

يج- أبو علي أحمد بن علي (1) بن مهدي بن صدقة الرقي بن هاشم بن غالب بن محمّد بن علي الرقي الأنصاري، الذي يروي عن أبيه، عن الرضا عليه السلام، و سمع منه التلعكبري سنة 340 (2).

يد- محمّد بن عبد المؤمن المؤدّب القمّي (3)، الثقة، صاحب كتاب النوادر الذي فيه سبعمائة حديث.

يه- أبو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني (4)، صاحب الكتب الكثيرة الجيّدة المعتمدة، الذي روى عنه التلعكبري، و سمع منه سنة 326 (5).

يو- علي بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الصيرفي (6) الكسائي الكوفي العجلي، المتوفى سنة 332، الذي روى عنه التلعكبري، و له منه إجازة، و سمع منه سنة 325 (7).

يز- مؤدّبه: أبو الحسن علي بن الحسين السعدآبادي القميّ (8)، الذي يروي عنه الكليني، و الزراري (9)، و علي بن بابويه، و محمّد بن موسى المتوكل.


1- كامل الزيارات: 39.
2- رجال الشيخ: 443/ 33.
3- كامل الزيارات: 172.
4- كامل الزيارات: 250.
5- رجال الشيخ: 482/ 33.
6- كامل الزيارات: 247.
7- رجال الشيخ: 481/ 25.
8- كامل الزيارات: 109.
9- رجال الشيخ: 484/ 42.

ص: 255

يح- أبو علي محمّد بن همام (1) بن سهيل الكاتب البغدادي، شيخ الطائفة و وجهها، المولود بدعاء العسكري عليه السلام، المتوفى سنة 332، و قد أكثر الرواية منه التلعكبري، و سمع منه سنة 323، و هو مؤلف كتاب التمحيص، كما مرّ في الفائدة الثانية (2).

يط- أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعد التلعكبري الشيباني (3)، العظيم القدر و الشأن و المنزلة، الواسع الرواية، العديم النظير، الذي روى جميع الأصول و المصنفات، و لم يطعن عليه في شي ء، المتوفى سنة 385.

ك- القاسم بن محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني (4)، وكيل الناحية المقدسة بهمدان بعد أبيه محمّد الذي كان وكيلا بعد أبيه علي، وكلاء مشهورون مشكورون، و كفاهم بها فخرا و مدحا.

كا- الحسن بن زبرقان الطبري (5).

كب- أبو عبد اللّه الحسين (6) بن محمّد بن عامر بن عمران بن أبي بكر الأشعري القمّي، الثقة، الذي أكثر الكليني من الرواية عنه في الكافي، و يروي عنه محمّد بن الحسن بن الوليد، و علي بن بابويه، و ابن بطة، و هو الراوي غالبا عن عمّه عبد اللّه بن عامر.

كج- أبو علي أحمد بن إدريس بن أحمد الأشعري القميّ (7)، الفقيه


1- كامل الزيارات: 137.
2- تقدم في الجزء الأول صفحة: 186.
3- كامل الزيارات: 185.
4- كامل الزيارات: 113.
5- كامل الزيارات: 188.
6- كامل الزيارات: 119.
7- كامل الزيارات: 250.

ص: 256

الجليل، و هو من أجلاء مشايخ الكليني، و يروي عنه ابنه الحسين، و ابن الوليد، و ابن أبي جيد، و محمّد بن الحسين بن سفيان البزوفري، و أبو الحسين، و أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري، و علي بن محمّد بن قولويه، و الصفار، و أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي، توفي سنة 306.

كد- أبو عيسى عبيد اللّه بن الفضل بن محمّد بن هلال الطائي (1) المصري، و في بعض النسخ عبد اللّه، و في من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ: عبيد اللّه. إلى آخره. يكنّى أبا عيسى المصري، خاصي، روى عنه التلعكبري، قال: سمعت منه بمصر سنة 341 (2).

كه- حكيم بن داود بن حكيم (3)، يروي عن سلمة بن خطاب.

كو- محمّد بن الحسين (4)- و في بعض المواضع: الحسن- بن متّ الجوهري.

كز- محمّد بن أحمد بن علي بن يعقوب (5).

كح- أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار (6).

كط- أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب (7)، و يحتمل اتّحاده مع سابقه، بل اتحاد الثلاثة، و يحتمل كونه ابن يعقوب بن شيبة المذكور في ترجمة جدّه الراوي عنه، فلاحظ.


1- كامل الزيارات: 145.
2- رجال الشيخ: 481/ 28.
3- كامل الزيارات: 90.
4- كامل الزيارات: 118.
5- كامل الزيارات: 35.
6- كامل الزيارات: 181.
7- كامل الزيارات: 188.

ص: 257

ل- أبو عبد اللّه الحسين بن علي الزعفراني، حدّثه بالدير (1).

لا- أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن علي الناقد (2).

لب- أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن علي (3).

و بالأسانيد السابقة عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال:

حدثني جماعة مشايخي، منهم: أبي، و محمّد بن الحسن، و علي بن الحسين، جميعا عن سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن عبد اللّه بن زكريا المؤمن، عن ابن مسكان، عن زيد مولى ابن أبي (4) هبيرة، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: خذوا بحجزة هذا الأنزع، فإنه الصدّيق الأكبر، و الهادي لمن اتبعه، من سبقه مرق عن الدين، و من خذله محقة اللّه، و من اعتصم به اعتصم بحبل اللّه، و من أخذ بولايته هداه اللّه، و من ترك ولايته أضلّه اللّه، و منه سبطا أمتي:

الحسن و الحسين، و هما ابناي، و من ولد الحسين عليه السلام الأئمة الهداة، و القائم المهدي عليهم السلام، فأحبّوهم، و تولّوهم، و لا تتخذوا عدوّهم وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم، و ذلّة في الحياة الدنيا، و قد خاب من افترى» (5).

[الثامن من أصحاب المجاميع أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه]
[في ترجمة أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه و ذكر بعض مناقبه و وثاقته]

الثامن: العالم الجليل، و المحدّث النبيل، نقّاد الأخبار، و ناشر آثار الأئمة الأطهار عليهم السلام، عماد الملّة و المذهب و الدين، شيخ القميين و رئيس المحدثين، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه


1- كامل الزيارات: 52، و فيه: بالري.
2- كامل الزيارات: 61.
3- لم نعثر عليه في كامل الزيارات.
4- أورد المصنّف هنا في الحجرية فوق كلمة (أبي): أخ، و في المخطوط: مولى بني هبيرة.
5- كامل الزيارات: 54.

ص: 258

القمّي أبا، و الديلمي أمّا، المولود بدعوة صاحب الزمان عليه السلام.

أخرج شيخ الطائفة في كتاب الغيبة عن ابن نوح قال: حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سورة القمي- قال: قدم علينا حاجا- قال: حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصائغ القمّي، و محمّد بن أحمد بن محمّد الصيرفي المعروف: بابن الدلال، و غيرهما من مشايخ أهل قم، أنّ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمّه محمّد بن موسى ابن بابويه فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي اللّه عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو اللّه أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب: إنّك لا ترزق من هذه، و ستملك جارية ديلميّة، و ترزق منها ولدين فقيهين.

قال: و قال لي أبو عبد اللّه بن سورة حفظه اللّه: و لأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد: محمّد و الحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم، و لهما أخ اسمه الحسن- و هو الأوسط- مشتغل بالعبادة و الزهد، لا يختلط بالناس، و لا فقه له.

قال ابن سورة: كلّما روى أبو جعفر و أبو عبد اللّه ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما، و يقولون: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الإمام عليه السلام لكما، و هذا أمر مستفيض في أهل قم (1).

قال الشيخ: و أخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه، و أبي عبد اللّه الحسين بن علي أخيه، قالا: حدثنا أبو جعفر محمّد بن علي الأسود رحمه اللّه، قال: سألني علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه رضي اللّه عنه بعد موت محمّد بن عثمان العمري قدّس اللّه روحه أن أسأل أبا القاسم الروحي قدّس اللّه روحه أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه


1- الغيبة للطوسي: 187.

ص: 259

السلام أن يدعو اللّه أن يرزقه ولدا.

قال: فسألته، فأنهى ذلك، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه عليه السلام قد دعا لعلي بن الحسين رحمه اللّه، و أنه سيولد له ولد مبارك ينفع اللّه به، و بعده أولاد، قال أبو جعفر محمّد بن علي الأسود (1): و سألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن أرزق ولدا، فلم يجبني إليه، و قال لي: ليس إلى هذا سبيل.

قال: فولد لعلي بن الحسين رضي اللّه عنه تلك السنة محمّد بن علي، و بعده أولاد، و لم يولد لي.

قال أبو جعفر بن بابويه: و كان أبو جعفر محمّد بن علي الأسود كثيرا ما يقول إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه، و أرغب في كتب العلم و حفظه: ليس بعجب أن يكون لك هذه الرغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام عليه السلام.

و قال أبو عبد اللّه بن بابويه: عقدت المجلس و لي دون العشرين سنة، فربّما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمّد بن علي الأسود، فإذا نظر إلى إسراعي في الأجوبة في الحلال و الحرام، يكثر التعجب لصغر سني، ثم يقول: لا عجب، لأنّك ولدت بدعاء الإمام عليه السلام (2).


1- اضطربت كتب الرجال في ضبط هذا الاسم فورد تارة: أبو جعفر محمد بن علي بن الأسود (أو الأسود بدون ابن) و اخرى: علي بن جعفر بن الأسود، حتى أنّ البعض أورده بعنوانين دون الخوض فيه، انظر رجال النجاشي: 261/ 684، رجال العلّامة: 94/ 20، رجال ابن داود:
2- الغيبة للطوسي: 194.

ص: 260

و رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين. إلى قوله: و قال أبو عبد اللّه (1).

قال العلامة الطباطبائي في ترجمته: شيخ من مشايخ الشيعة، و ركن من أركان الشريعة، رئيس المحدّثين، و الصدوق فيما يرويه عن الأئمة عليهم السلام، ولد بدعاء صاحب الأمر (عليه السلام)، و نال بذلك عظيم الفضل و الفخر، وصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة بأنه فقيه خيّر مبارك ينفع اللّه به، فعمّت بركته الأنام، و انتفع به الخاصّ و العام، و بقيت آثاره و مصنّفاته مدى الأيام، و عمّ الانتفاع بفقهه و حديثه فقهاء الأصحاب، و من لا يحضره الفقيه من العوام (2).

و قال الشيخ في الفهرست: كان جليلا، حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه و كثرة علمه (3).

و قال النجاشي: شيخنا و فقيهنا و وجه الطائفة بخراسان، و كان ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن (4) إلى آخره.

قلت: منهم الشيخ العديم النظير أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري، و أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان المفيد، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، و علي بن أحمد بن عباس النجاشي، و أبو الحسين جعفر ابن الحسن بن حسكة القمّي، و أبو زكريا محمّد بن سليم الحمراني و غيرهم.

و قال النجاشي في ترجمة علي بن الحسين بن بابويه: إنه قدم العراق، و اجتمع بأبي القاسم الحسين بن روح (رحمه اللّه)، و سأله مسائل، ثم كاتبه بعد


1- كمال الدين: 502/ 31.
2- رجال السيد بحر العلوم 3: 292.
3- فهرست الشيخ: 156/ 695.
4- رجال النجاشي: 389/ 1049.

ص: 261

ذلك على يد أبي جعفر محمّد (1) بن علي الأسود يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام، و يسأله الولد، فكتب عليه السلام إليه: دعونا اللّه لك بذلك، و سترزق ولدين ذكرين خيّرين. فولد له أبو جعفر، و أبو عبد اللّه من أمّ ولد، و كان أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر يقول:

أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر عليه السلام، و يفتخر بذلك (2).

قال السيد الأجلّ الطباطبائي- بعد نقل ما نقلنا من أحاديث ولادته-:

إنّ هذه الأحاديث تدلّ على عظم منزلة الصدوق، و كونه أحد دلائل الإمام، فإن تولّده مقارنا لدعوة الإمام، و تنبيهه بالنعت و الصفة من معجزاته صلوات اللّه عليه، و وصفه بالفقاهة و النفع و البركة دليل على عدالته و وثاقته، لأن الانتفاع الحاصل منه رواية و فتوى لا يتمّ إلّا بالعدالة التي هي شرط فيها، و هذا توثيق له من الإمام الحجة صلوات اللّه عليه، و كفى به حجّة على ذلك.

و قد نصّ على توثيقه جماعة من علمائنا الأعلام:

منهم الفقيه الفاضل محمّد بن إدريس في السرائر و المسائل، و السيد الثقة الجليل علي بن طاوس في فلاح السائل و نجاح الآمل، و في كتاب النجوم، و الإقبال (3)، و غياث سلطان الورى لسكان (4) الثرى. و العلامة في المختلف (5) و المنتهى (6)، و الشهيد في نكت الإرشاد (7) و الذكرى (8). ثمّ عدّ جملة من العلماء


1- انظر هامش 1 صفحة 636.
2- رجال النجاشي: 261/ 684.
3- الإقبال: 669.
4- غياث سلطان الورى: لم نعثر عليه فيه.
5- المختلف 1: 90.
6- المنتهى: لم نعثر عليه فيه.
7- نكت الإرشاد: مخطوط.
8- ذكري الشيعة: 6.

ص: 262

الذين صرّحوا بتوثيقه. إلى أن قال: و كيف كان فوثاقة الصدوق أمر جلي، بل معلوم ضروري كوثاقة أبي ذر و سلمان، و لو لم يكن إلّا اشتهاره بين علماء الأصحاب بلقبيه المعروفين لكفى في هذا الباب (1).

قلت: في كتاب النكاح من السرائر: و إلى هذا ذهب شيخنا أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه. إلى أن قال: فإنه كان ثقة جليل القدر، بصيرا بالأخبار، ناقدا للآثار، عالما بالرجال، و هو أستاذ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (2).

و قال السيد رضي الدين بن طاوس في فرج المهموم: و ممن كان قائلا بصحة النجوم، و أنها دلالات، الشيخ المتفق على علمه و عدالته أبو جعفر محمّد ابن علي بن بابويه (3).

و قال في موضع آخر: و مما رويناه بعدّة أسانيد إلى أبي جعفر محمّد بن بابويه رضوان اللّه عليه فيما رواه في كتاب الخصال، و هو الثقة في المقال (4).

و في أوائل فلاح السائل: رويت من جماعة من ذوي الاعتبار و أهل الصدق في نقل الآثار، بإسنادهم إلى الشيخ المجمع على عدالته أبي جعفر تغمّده اللّه برحمته (5).

و قد تبعنا المترجمين في ذكر النصوص و الشواهد على وثاقته إزاحة لشبهة صدرت من بعضهم، و لعمري إنه إزراء في حقّ هذا الشيخ المعظم، فإنّ من قيل في حقه: شيخنا و فقيهنا، جليل القدر. كيف يتصور الشكّ في وثاقته؟! و ما في رجال أبي علي من المعذرة بانّ الوثاقة أمر زائد على العدالة، مأخوذ


1- رجال السيد بحر العلوم 3: 299.
2- السرائر: 288.
3- فرج المهموم: 129.
4- فرج المهموم: 101.
5- فلاح السائل: 11.

ص: 263

فيها الضبط (1)، و المتوقف في وثاقته لعلّه لم يحصل له الجزم بها، و لا غرابة فيها أصلا، و إلّا فعدالة الرجل من ضروريات المذهب.

فيه- بعد الغضّ عمّا فيه- أن ما في الفهرست؛ كان جليلا حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للأخبار (2). إلى آخره؛ دالّ على أنه كان في أعلى درجة الضبط و التثبّت، إذ حفظ الأخبار مع تنقيدها و البصارة في رجالها، بهذه الكثرة التي لم ير في القميين مثلها، لا يكون إلّا مع الضبط الكامل و التثّبت التام، مع أن الضبط بمعنى عدم كثرة السهو و النسيان، داخل في العدالة المشترطة في الراوي، و بمعناه الوجودي- أي كثرة التحفّظ- من الفضائل التي لا يضرّ فقدانها بالوثاقة، كما قرّر في محلّه.

هذا و قد يستشكل في قول النجاشي من أنه ورد بغداد سنة 355، و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن (3)، بأن كونه في هذا التأريخ حدث المن لا يلائم روايته رضي اللّه عنه، عن أبيه، و قد ملئت كتبه منها، لأن أباه رحمه اللّه مات سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، فلا أقل من أن يكون عمر الصدوق رحمه اللّه حينئذ خمسة عشر سنة فصاعدا، و هذا يقتضي أن يكون عمره وقت قدومه بغداد نيفا و أربعين سنة، و لمثله لا يقال: حدث السن.

و في الباب الحادي عشر من العيون: أنه سمع من محمّد بن بكران النقاش بالكوفة، سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة (4).


1- منتهى المقال: 285.
2- فهرست الشيخ: 157.
3- رجال النجاشي: 389/ 1049، هذا لعل مراده بذلك كونه حدث السن بالقياس إلى سن المشايخ و تصديه للتحديث، فليس المراد حداثة السن بمعناها الواقعي بل بالإضافة إلى السن المتعارف للتحديث و اللّه العالم.
4- عيون اخبار الرضا عليه السلام 1: 129/ 26.

ص: 264

و في الباب السادس و العشرين منه: حدثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي بالكوفة، سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة (1). و هذا مؤيد لما ذكر من التاريخ.

و لكن في الباب السادس منه: حدثنا أبو الحسن علي بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام- يعني بغداد- سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة (2).

و في عدّة أبواب: حدثنا عبد الواحد بن عبدوس بنيشابور في شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة (3)، فكأنه رحل عن نيشابور بعد هذا الحديث إلى بغداد في تلك السنة، ثم خرج عنها و عاد إليها سنة 55، لكن لعلّ تأريخ اثنتين و خمسين أوفق بعبارة حدث السن.

[في ذكر مشجرة مشايخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه]

و أمّا مشايخه، فلنذكرهم إن شاء اللّه تعالى في الفائدة الآتية عند شرح مشيخة الفقيه (4)، رعاية لعدم التفريق بينهم.

و بالأسانيد إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه، عن جماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا محمّد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، قال: حدثنا جعفر بن إسماعيل الهاشمي، قال: سمعت خالي محمّد ابن علي يروي عن عبد الرحمن بن حمّاد، و عن عمر بن سالم صاحب السابري (5)، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن هذه الآية: أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ (6) قال: «أصلها: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،


1- عيون اخبار الرضا عليه السلام 1: 262/ 22.
2- عيون اخبار الرضا عليه السلام: 1: 59/ 29.
3- عيون اخبار الرضا عليه السلام 1: 118/ 9 و 2: 99/ 1.
4- أي: الفائدة الخامسة.
5- في الأصل و الحجرية: عمر بن صالح بزيع السابري، و في المصدر (المختار من عدّة نسخ) و كذلك كتب الرجال، و هو المثبت.
6- إبراهيم 14: 24.

ص: 265

و فرعها: أمير المؤمنين عليه السلام، و الحسن و الحسين عليهما السلام ثمرها، و تسعة من ولد الحسين عليهم السلام أغصانها، و الشيعة: ورقها، إنّ الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة».

قلت: قوله تعالى: تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها (1).

قال: «ما يخرج من علم الإمام إليكم في كلّ حجّ و عمرة» (2).

[التاسع من أصحاب المجاميع أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني]
[في ترجمة أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني]

التاسع: الشيخ الجليل المتبحر النقاد، أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم ابن جعفر الكتاب النعماني، المعروف بابن أبي زينب.

قال النجاشي: شيخ من أصحابنا عظيم القدر، شريف المنزلة، صحيح العقيدة، كثير الحديث، قدم بغداد و خرج إلى الشام و مات بها، له كتب منها:

كتاب الغيبة، كتاب الفرائض، كتاب الردّ على الإسماعيلية، رأيت أبا الحسين محمّد بن علي الشجاعي الكاتب يقرأ عليه كتاب الغيبة تصنيف محمّد بن إبراهيم النعماني بمشهد العتيقة لأنه كان قرأه عليه، و وصى لي ابنه أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الشجاعي بهذا الكتاب و بسائر كتبه، و النسخة المقروءة عندي، و كان الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن محمد بن يوسف المغربي ابن بنته فاطمة بنت أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني رحمهم اللّه (3). انتهى.

[نبذة حول كتب أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني]

و له تفسير متضمن لخبر شريف واحد مسند عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، في أنواع آيات القرآن، و أمثلة كلّ نوع. يوجد مختصره من غير إسناد في أوّل تفسير علي بن إبراهيم القمي (4)، و قد اختصره


1- إبراهيم 14: 25.
2- كمال الدين: 345/ 30.
3- رجال النجاشي: 383/ 1043.
4- تفسير علي بن إبراهيم القمي 1: 5.

ص: 266

السيد الأجل المرتضى المعروف برسالة المحكم و المتشابه (1).

و أمّا كتابه في الغيبة فكفاه فضلا و اعتبارا كلام الشيخ المفيد في الإرشاد في باب أحوال الحجة عليه السلام- بعد ذكر جملة من النصوص-: و الروايات في ذلك كثيرة، قد دوّنها أصحاب الحديث من هذه العصابة، فممن أثبتها على الشرح و التفصيل محمّد بن إبراهيم المكنى أبا عبد اللّه النعماني، في كتابه الذي صنّفه في الغيبة (2)، انتهى.

قال (رحمه اللّه) في أوائل كتابه: و وجدنا الرواية قد أتت عن الصادقين عليهم السلام بما أمروا به، أنّ من وهب اللّه له حظّا من العلم، و أوصله منه إلى ما لم يوصل إليه غيره، من تبيين ما اشتبه على إخوانهم في الدين، و إرشادهم في (3) الحيرة إلى سواء السبيل، و إخراجهم من منزلة الشك. إلى نور اليقين، فقصدت القربة إلى اللّه عزّ و جلّ بذكر ما جاء عن الأئمة الصادقين الطاهرين، من لدن أمير المؤمنين إلى آخر من روى عنه منهم عليهم السلام في هذه الغيبة التي عمي عن حقيقتها (4) و نورها من أبعده اللّه عن العلم بها، و الهداية إلى (5) ما أتى عنهم فيها ما يصح لأهل الحق حقيقته، و رووه و دانوا به منها، و تؤكد حجّتهم بوقوعها، و تصديق ما أدوه منها، و إذا تأمّل من وهب اللّه له حسن


1- جاء في هامش الأصل ما نصّه:
2- الإرشاد: 350.
3- نسخة بدل: عند (منه قدّس سرّه)
4- نسخة بدل: حقيتها (منه قدّس سرّه)
5- نسخة بدل: في (منه قدّس سرّه)

ص: 267

البصيرة، و فتح مسامع قلبه، و منحه جودة القريحة، و أتحفه (1) بالفهم و صحّة الرواية بما جاء عن الهداة الطاهرين صلوات اللّه عليهم على قديم الأيام و حديثها، من الروايات المتصلة (2) إلى آخر ما ذكره في كلام طويل، صرّح في مواضع منه بصحّة ما أودعه في كتابه هذا من الآثار المروية عنهم عليهم السلام.

[في ذكر مشجرة مشايخ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني]

و أما شيوخه في هذا الكتاب فهم جماعة كثيرة:

أ- أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الكوفي الزيدي، قال في أوّل خبر أسنده عنه: و هذا الرجل ممّن لا يطعن عليه في الثقة، و لا في العلم بالحديث و الرجال الناقلين له (3).

ب- عليّ بن أحمد بن عبيد اللّه البندبيجي.

عن جماعة منهم: عبيد اللّه بن موسى العلوي العباسي.

عن علي بن إبراهيم بن هاشم (4).

ج- الشيخ الجليل محمّد بن همام بن سهيل، قال في موضع: حدثنا محمّد بن همام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، قال: حدثني أحمد بن مابندار سنة سبع و ثمانين و مائتين (5).

د- محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور، كلاهما عن الحسن بن محمّد ابن جمهور العمي (6).


1- نسخة بدل: اختصه (منه قدّس سرّه)
2- الغيبة للنعماني: 23.
3- الغيبة للنعماني: 25.
4- الغيبة للنعماني: 54/ 5.
5- الغيبة للنعماني: 249/ 4.
6- الغيبة للنعماني: 141/ 2.

ص: 268

ه- ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني، و هو أستاذه (1).

و- عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي (2).

ز- أبو القاسم الحسين بن محمّد البلادري، عن يوسف بن يعقوب القسطي المقري بواسط (3).

ح- محمّد عبد اللّه بن المعمّر الطبراني، بطبريّة سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة، و كان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية و من الثقات (4).

ط- علي بن عبيد اللّه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم (5).

ي- أبو سليمان أحمد بن محمّد بن هوذة بن هراسة الباهلي، عن إبراهيم ابن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث و تسعين و مائتين (6)، و قد يروي عنه بتوسط عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس (7).

يا- أبو القاسم موسى بن محمّد الأشعري الثقة القمي المؤدّب (8)، ساكن شيراز، ابن بنت سعد بن عبد اللّه الأشعري سنة 313 بشيراز، عن سعد بن عبد اللّه.

يب- الشيخ الجليل هارون بن موسى التلعكبري (9).


1- الغيبة للنعماني: 60/ 3، هذا و لم يذكر في المشجرة سواه.
2- الغيبة للنعماني: 58/ 2.
3- الغيبة للنعماني: 34/ 2، و فيه: الباوري بدل: البلادري.
4- الغيبة للنعماني: 39/ 1، نسخة بدل: النصاب (منه قدّس سرّه)
5- الغيبة للنعماني: لم نعثر عليه فيه
6- الغيبة للنعماني: 57/ 1، و فيه: ثلاث و سبعين و مائتين، هذا و قد أشير في هامش الغيبة على ورود هذا المعنى في بعض النسخ.
7- الغيبة للنعماني: 286/ 7.
8- الغيبة للنعماني: 62/ 5.
9- الغيبة للنعماني: لم نعثر عليه فيه.

ص: 269

يج- عبد العزيز بن عبد اللّه بن يونس، أخو عبد الواحد المذكور (1).

يد- علي بن الحسين المسعودي (2)، صاحب إثبات الوصية، و مروج الذهب، عن محمّد بن يحيى العطار بقم.

يه- سلامة بن محمّد [عن] (3) الحسن بن علي بن مهزيار.

عن أبي الحسين علي بن عمر المعروف بالحاجي (4) و عن أحمد بن محمّد السياري (5). و عن أحمد بن داود أيضا، و هو عن علي بن الحسين بن بابويه (6).

يو- أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن عمّار الكوفي، عن أبيه (7).


1- الغيبة للنعماني: 68/ 8.
2- الغيبة للنعماني: 188/ 43.
3- في الأصل: سلامة بن محمد بن الحسن بن علي. و هو خطأ إذ هو: سلامة بن محمد بن إسماعيل الأزرني الثقة الذي وردت روايته في الغيبة: 88/ 19: عن الحسين بن علي بن مهزيار. و في التهذيب 6: 53/ 128: عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، و انظر النجاشي: 253/ 664 حيث أورد سنده إلى علي بن مهزيار. هكذا: أخبرنا بكتبه. عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده ..
4- الغيبة للنعماني: 87/ 18، هكذا: سلامة بن محمد، عن أبي الحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي.
5- في الأصل: (و عن) و الظاهر أنّه سهوا و اشتباه، لأنّ سلامة بن محمد لا يروي عن أحمد بن محمد السياري دون واسطة بينهما، و يؤيد ذلك ما جاء في الغيبة: (88/ 19) حيث كان الواسطة بينهما إمّا: محمد بن الحسن، أو: الحسن بن علي بن مهزيار على الخلاف المتقدم في هامش 3، و مثله في فهرست الشيخ الطوسي (23/ 60) حيث توسط بينهما علي بن محمد الجبائي.
6- الغيبة للنعماني: 134/ 18، علما انّ سلامة بن محمد يروي عن علي بن الحسين بن بابويه بدون واسطة، كذلك انظر رجال النجاشي: 192/ 514.
7- الغيبة للنعماني: 90/ 21.

ص: 270

يز- محمّد بن أحمد بن يعقوب (1)، عن أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد، و الظاهر أنه والد الشيخ المتقدم، و أنّهم من أحفاد إسحاق بن عمار الصيرفي الكوفي، و قد تقدم أنه من مشايخ جعفر بن قولويه (2).

يح- أبو الحارث عبد اللّه بن عبد الملك (3) بن سهل الطبراني، عن محمّد ابن المثنى البغدادي (4).

يط- محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه (5)، كذا ذكر في الرياض، و لم أجده في كتابه، و كذا روايته عن هارون بن موسى، و عبد العزيز (6)، و لعلّ نسخ كتابه مختلفة، و اللّه العالم.

و بالأسانيد إلى العلامة الكراجكي، عن أبي الرجاء محمّد بن علي بن طالب البلدي، عن أستاذه أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني، قال: حدثنا محمّد بن همام، قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن عيسى و الحسن بن طريف جميعا، عن حمّاد بن عيسى، عن عبد اللّه بن سنان، قال:

دخلت أنا و أبي على أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال: «كيف أنتم إذا صرتم إلى حال لا يكون (7) فيها إمام هدى، و لا علم يرى، فلا ينجو من تلك الحيرة إلّا من دعا بدعاء الغريق» فقال أبي: هذا و اللّه البلاء، فكيف نصنع جعلت فداك


1- الغيبة للنعماني: 91/ 22.
2- تقدم في صفحة: 256.
3- نسخة بدل عبد المطلب (منه قدّس سرّه)
4- الغيبة للنعماني: 93/ 24.
5- الغيبة للنعماني: 96/ 28، هذا و قد ورد في الغيبة إنّه يروي كذلك عن محمد بن عثمان بن علّان الدهني البغدادي 102/ 31.
6- رياض العلماء: لم نعثر عليه فيه.
7- نسخة بدل: لا ترون (منه قدّس سرّه)

ص: 271

حينئذ؟

قال: إذا كان كذلك- و لن تدركه- فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر.

هذا، و من عجيب تحريفات الفاضل المعاصر في ترجمة هذا الشيخ قوله:

و قال سمينا العلامة المجلسي في ديباجة بحار الأنوار: و كتاب جامع الأخبار، كتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي محمّد بن إبراهيم النعماني (رحمه اللّه) تلميذ الكليني. و قال في موضع آخر منها: كتاب نثر اللآلي، و كتاب جامع الأخبار من أجلّ الكتب (1)، انتهى.

و فيه تحريف لجملة من الكلم عن مواضعها:

أما أولا: فقال في البحار في عداد الكتب: و كتاب جامع الأخبار و أخطأ من نسبه إلى الصدوق، بل يروي عن الصدوق بخمس وسائط، ثم ذكر جماعة يحتمل كونه من مؤلفاتهم، ثم قال: و كتاب الغيبة للشيخ الفاضل (2). إلى آخره. فذكر جامع الأخبار مع الغيبة خطأ و نسبته إلى المجلسي افتراء.

و أمّا ثانيا: فقال في البحار في الموضع الآخر: و كتاب عوالي اللآلي و إن كان مشهورا، و مؤلّفه في الفضل معروفا، لكنه لم يميّز القشر من اللباب، و أدخل روايات متعصّبي المخالفين بين روايات الأصحاب، فلذا اقتصرنا منه على نقل بعضها، و مثله كتاب نثر اللآلي، و كتاب جامع الأخبار، و كتاب النعماني من أجلّ الكتب (3)، ثم ذكر عبارة الإرشاد في مدحه، و أنت خبير بأن كتاب جامع الأخبار معطوف على كتاب نثر اللآلي الذي هو كالعوالي عنده في


1- روضات الجنات 6: 127.
2- بحار الأنوار 1: 13.
3- بحار الأنوار 1: 31.

ص: 272

قلّة الرجوع إليه، لا ربط لذكرهما مع كتاب النعماني، و هذا واضح.

[العاشر من أصحاب المجاميع أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني]
[في ترجمة أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني]

العاشر: فخر الشيعة، و تاج الشريعة، ثقة الإسلام، و كهف العلماء الأعلام، أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني- مصغّرا و بتخفيف اللام المنسوب إلى كلين كزبير، قرية من قرى فشابويه التي هي إحدى كور الري، و فيها قبر أبيه يعقوب لا مكبّرا كامير التي هي قرية من ورامين، كما زعمه الفيروزآبادي (1). و ماله و الدخول في هذه المطالب؟! الرازي الشيخ الجليل العظيم، الكافل لأيتام آل محمّد عليهم السلام بكتابه الكافي، الذي يأتي في الفائدة الرابعة شرح علوّ قدره، و عظم شأنه، و تقدمه على كلّ كتاب صنّف في الإسلام.

قال النجاشي: محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني- و كان خاله علّان الكليني الرازي- شيخ أصحابنا في وقته بالري، و وجههم، و كان أوثق الناس في الحديث و أثبتهم، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني، يسمّى الكافي، في عشرين سنة (2).

و قال بحر العلوم في رجاله: ثقة الإسلام، و شيخ المشايخ الأعلام، و مروّج المذهب في غيبة الإمام (عليه السلام) ذكره أصحابنا و المخالفون، و اتّفقوا على فضله و عظم منزلته.

قال الشيخ: ثقة جليل القدر، عارف بالأخبار (3).

و قال النجاشي و العلامة: شيخ أصحابنا في وقته بالري و وجههم، و كان أوثق الناس في الحديث و أثبتهم (4).


1- القاموس المحيط 4: 262.
2- رجال النجاشي: 377/ 1026.
3- فهرست الشيخ: 135/ 591.
4- رجال العلّامة: 145/ 36.

ص: 273

و ذكر المحقق في المعتبر في فضلاء أصحاب الحديث الذين اختار النقل عنهم ممّن اشتهر فضله، و عرف تقدمه في نقل الأخبار، و صحّة الاختيار، و جودة الاعتبار (1).

و في إجازة المحقق الكركي للشيخ أحمد بن أبي جامع: و أعظم الأشياخ في تلك الطبقة- يعني المتقدمة على الصدوق- الشيخ الأجل، جامع أحاديث أهل البيت عليهم السلام، صاحب كتاب الكافي في الحديث، الذي لم يعمل الأصحاب مثله (2)، انتهى.

و يأتي إن شاء اللّه تعالى جملة من كلماتهم في مدح هذا الكتاب في الفائدة الآتية.

قال: و قال ابن الأثير في جامع الأصول: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي، الفقيه الإمام على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عالم في مذهبهم، كبير، فاضل عندهم مشهور (3). و عدّه في حرف النون من كتاب النبوة من المجددين لمذهب الإمامية على رأس المائة الثالثة (4)، و كذا الفاضل الطيّبي في شرح المشكاة.

و هذا إشارة إلى الحديث المشهور المروي عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنه قال: إن اللّه يبعث لهذه الأمة في رأس كلّ مائة سنة من يجدد لها دينها (5).

و ما ذكره ابن الأثير و غيره من أهل الخلاف من أنّ الكليني هو المجدد لمذهب الإمامية في المائة الثالثة من الحق الذي أظهره اللّه على لسانهم، و أنطقهم


1- المعتبر 1: 33.
2- بحار الأنوار 108: 63.
3- جامع الأصول: لم نعثر عليه فيه.
4- جامع الأصول 11: 323.
5- كنز العمال 12: 193/ 34623.

ص: 274

به، و من نظر إلى كتاب الكافي الذي صنّفه هذا الإمام طاب ثراه، و تدبّر فيه تبين له صدق ذلك (1)، انتهى.

و قال النجاشي: و مات أبو جعفر الكليني رحمه اللّه ببغداد، سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، سنة تناثر النجوم، و صلّى عليه محمّد بن جعفر الحسيني أبو قيراط، و دفن بباب الكوفة، و قال لنا أحمد بن عبدون: كنت أعرف قبره، و قد درس رحمه اللّه. (2) قال السيد الأجل: ثم جدّد و هو إلى الآن مزار معروف بباب الجسر، و هو باب الكوفة، و عليه قبّة عظيمة، قيل: إن بعض ولاة بغداد رأى بناء القبر فسأل عنه، فقيل: إنّه لبعض الشيعة، فأمر بهدمه، و حفر القبر فرأى فيه جسدا بكفنه لم يتغيّر، و معه آخر صغير كأنه ولده بكفنه أيضا، فأمر بإبقائه، و بنى عليه قبة.

و قيل: إنّه لما رأى إقبال الناس على زيارة الكاظم عليه السلام حمله النصب على حفر القبر، و قال: إن كان كما يزعمون من فضله فهو موجود في قبره، و إلّا منعنا الناس عنه، فقيل له: إن ها هنا رجلا من علماء الشيعة المشهورين، و من أقطابهم اسمه محمّد بن يعقوب الكليني، و هو أعور، فيكفيك الاعتبار بقبره، فأمر به فوجده بهيئته كأنه قد دفن تلك الساعة، فأمر بتعظيمه، و بنى قبّة عظيمة عليه، فصار مزاره مشهورا (3)، انتهى.

و القبر الشريف في شرقي بغداد في تكية المولوية، و عليه شباك من الخارج إلى يسار العابر من الجسر مشهور تزوره العامة و الخاصة.

[نبذة حول كتب الكليني]

و اعلم أن له (رحمه اللّه) غير كتاب جامع الكافي كتبا أخرى، منها: كتاب


1- رجال السيد بحر العلوم 3: 325.
2- رجال النجاشي: 377/ 1026.
3- رجال السيد بحر العلوم 3: 335.

ص: 275

رسائل الأئمة عليهم السلام، ينقل عنه السيد رضي الدين ابن طاوس في كشف المحجة (1)، و فلاح السائل (2)، و فتح الأبواب (3). و لم نعثر على من نقل عنه بعده، فكأنه ضاع من قلّة الهمم، و انقلاب الأمم.

و ضبط السيد تاريخ الوفاة في سنة ثمان و عشرين (4)، و تبع في ذلك الشيخ في الفهرست (5)، و اللّه العالم.

[في ذكر مشجرة مشايخ الكليني]

و بالأسانيد السابقة إلى جماعة كثيرة من حفّاظ الشريعة، منهم أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، و أبو غالب أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني، و أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري، و أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الصفواني و أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني، و أبو عبد اللّه أحمد بن أبي رافع الصيمري، و أبو الحسن عبد الكريم بن عبد اللّه ابن نصير التنيسي، و أبو الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكتاب، و محمّد بن محمّد ابن عصام الكليني، و محمّد بن علي ماجيلويه، و علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، و علي بن أحمد بن موسى، و محمد بن أحمد بن محمّد بن سنان الزاهري أبو عيسى نزيل الري.

عن أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم رفعه إلى أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «طلبة العلم ثلاثة، فاعرفهم بأعيانهم و صفاتهم: صنف يطلبه للجهل و المراء، و صنف يطلبه للاستطالة و الختل، و صنف يطلبه للفقه و العقل.


1- كشف المحجّة: 159.
2- فلاح السائل: لم نعثر عليه فيه.
3- فتح الأبواب: 143.
4- رجال السيد بحر العلوم 3: 333.
5- فهرست الشيخ: 135/ 591.

ص: 276

فصاحب الجهل و المراد مؤذ ممار متعرّض للمقال في أنديه الرجال، بتذاكر العلم، و صفة الحلم، قد تسربل بالخشوع، و تخلّى من الورع، فدق اللّه من هذا خيشومه، و قطع منه حيزومه.

و صاحب الاستطالة و الختل، ذو خبّ و ملق، يستطيل على مثله من أشباهه، و يتواضع للأغنياء من دونه، فهو لحلوائهم (1) هاضم، و لدينهم حاطم، فأعمى اللّه على هذا خبره، و قطع من آثار العلماء أثره.

و صاحب العقل و الفقه، ذو كآبة و حزن و سهر، قد تحنّك في برنسه، و قام الليل في حندسه، يعمل و يخشى وجلا، داعيا مشفقا، مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشدّ اللّه من هذا أركانه، و أعطاه يوم القيامة أمانه» (2).

و تتمة ما يتعلّق بأحواله طاب ثراه تطلب من الفائدة الآتية (3) إن شاء اللّه تعالى.

[الحادي عشر من أصحاب المجاميع الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي]
[في ترجمة أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي و مكاتبة الإمام الحسن العسكري له و ذكر بعض مناقبه و الخلاف في وفاته]

الحادي عشر: الشيخ الأقدم، و الطود الأشمّ، أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، العالم الفقيه، المحدّث الجليل، صاحب المقامات الباهرة، و الدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الإمام العسكري، و توقيعه الشريف إليه.

و صورته على ما رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج (4):


1- نسخة بدل: لحلوانهم (منه قدّس سرّه)
2- أصول الكافي 1: 39/ 5.
3- راجع الفائدة الرابعة.
4- هنا حاشية نقلت عن خط شيخنا الطهراني و هي ما نصها:

ص: 277

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه ربّ العالمين، و العاقبة للموحدين، و النار للملحدين، و لا عدوان إلّا على الظالمين، و لا إله إلّا اللّه أحسن الخالقين، و الصلاة على خير خلقه محمّد و عترته الطاهرين.

أمّا بعد: أوصيك يا شيخي و معتمدي و فقيهي أبا الحسن علي بن الحسين ابن بابويه القمي- وفّقك اللّه لمرضاته، و جعل من ولدك أولادا صالحين برحمته- بتقوى اللّه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة، و أوصيك بمغفرة الذنب، و كظم الغيظ، وصلة الرحم، و مواساة الإخوان، و السعي في حوائجهم في العسر و اليسر، و الحلم عند الجهل، و التفقه في الدين، و التثبت في الأمور، و التعهد للقرآن، و حسن الخلق، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، قال اللّه عزّ و جلّ: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ (1) و اجتناب الفواحش كلها.

و عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل فإن النبي صلّى اللّه عليه و آله أوصى عليا عليه السلام فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل. و من استخف بصلاة الليل فليس منّا، فاعمل بوصيّتي، و أمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتى يعملوا عليه، و عليك بالصبر و انتظار الفرج، فإنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، و لا تزال شيعتنا


1- النساء 4: 114.

ص: 278

في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشّر به النبيّ صلّى اللّه عليه و آله حيث قال:

إنه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

فاصبر- يا شيخي و معتمدي أبا الحسن- و أمر جميع شيعتي بالصبر، فإنّ الأرض للّه يورثها من يشاء و العاقبة للمتقين.

و السلام عليك، و على جميع شيعتنا، و رحمة اللّه و بركاته، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل، نعم المولى و نعم النصير (1). انتهى.

و نقله القاضي في المجالس (2) و في الرياض: و نقل الشهيد و القطب الكيدري أيضا- في كتاب الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة- هذا المكتوب من جملة كلام الحسن العسكري عليه السلام (3). انتهى.

و لم أجده فيه، و لعلّ نسخه مختلفة، و لا يخفى أنه لو فرض كون صدور التوقيع في سنة وفاة الإمام الزكي عليه السلام و هي سنة ستين بعد المائتين، كانت مدّة بقاء أبي الحسن عليّ بعد ذلك قريبة من سبعين سنة، فلو كان عند صدور التوقيع من الشيوخ سنّا فهو من المعمرين، و إلّا فخطاب الشيخ، و الفقيه و المعتمد منه عليه السلام إلى من هو في السن من الأحداث يدل على مقام عظيم، كما يدل عليه أيضا ما تقدم في ترجمة ولده الأرشد أبي جعفر الصدوق من دعاء الحجة عليه السلام له، و إجابته عليه السلام مسئوله (4).

و يدلّ عليه- أيضا- ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة، عن جماعة، عن الحسين بن علي بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل بلدنا القميين كانوا


1- الاحتجاج: لم يرد هذا النص في نسختنا.
2- مجالس المؤمنين 2: 453.
3- رياض العلماء 4: 7.
4- تقدم في صفحة: 258- 259.

ص: 279

ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاج- و هي سنة تناثر الكواكب- إنّ والدي (رضي اللّه عنه) كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس اللّه روحه يستأذن في الخروج إلى الحجّ، فخرج في الجواب: لا تخرج في هذه السنة. فأعاد و قال: هو نذر واجب فيجوز لي القعود عنه؟ فخرج في الجواب:

إن كان لا بد فكن في القافلة الأخيرة، و كان في القافلة الأخيرة، فسلم بنفسه، و قتل من تقدمه في القوافل الأخر (1).

و فيه بعد ذكر حسين الحلّاج و دعاويه الكاذبة في بغداد، و افتضاحه فيها، و فراره منها، قال: و أخبرني جماعة عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه، أن ابن الحلّاج صار إلى قم، و كاتب قرابة أبي الحسن يستدعيه و يستدعي أبا الحسن أيضا و يقول: أنا رسول الإمام و وكيله. قال:

فلما وقعت المكاتبة في يد أبي رضي اللّه عنه خرقها و قال لموصلها إليه: ما أفرغك للجهالات؟! فقال له الرجل- و أظن أنه قال: إنه ابن عمته أو ابن عمه- فإن الرجل قد استدعانا فلم خرقت مكاتبته، و ضحكوا منه و هزؤا به، ثم نهض إلى دكانه و معه جماعة من أصحابه و غلمانه.

قال: فلما دخل إلى الدار التي كان فيها دكانه، نهض له من كان هناك جالسا، غير رجل رآه جالسا في الموضع، فلم ينهض له و لم يعرفه أبي، فلمّا جلس و اخرج حسابه و دواته كما يكون التجار، أقبل على بعض من كان حاضرا فسأله عنه، فأخبره، فسمعه الرجل يسأل عنه فأقبل عليه و قال له: تسأل عنّي و أنا حاضر؟ فقال له أبي: أكبرتك أيّها الرجل، و أعظمت قدرك أن أسألك. فقال له: تخرق رقعتي و أنا أشاهدك تخرقها؟ فقال له أبي: فأنت الرجل إذا، ثم قال:

يا غلام برجله و بقفاه، فخرج من الدار العدو للّه و لرسوله ثم قال: أ تدّعي


1- الغيبة للطوسي: 196.

ص: 280

المعجزات عليك لعنة اللّه؟! فأخرج بقفاه فما رأيناه بعدها بقم (1).

و قال النجاشي: علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي أبو الحسن، شيخ القميين في عصره و متقدمهم و فقيههم و ثقتهم، كان قدم العراق و اجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح (رحمه اللّه) و سأله مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود (2). إلى آخر ما تقدم في ترجمة الصدوق (3)، ثم عدّ تصانيفه، و قال: أخبرنا أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن محمّد بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذانيّ (رحمه اللّه) قال: أخذت أجازه علي ابن الحسين بن بابويه لما قدم بغداد سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة بجميع كتبه، و مات علي بن الحسين سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، و هي السنة التي تناثرت فيها النجوم.

و قال جماعة من أصحابنا يقولون: كنّا عند أبي الحسن علي بن محمّد السمري (رحمه اللّه) فقال: رحم اللّه علي بن الحسين بن بابويه، فقيل له: هو حي فقال: إنه مات في يومنا هذا فجاء الخبر بأنه مات فيه (4).

و قال الشيخ في كتاب الغيبة: و أخبرني جماعة عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل قمّ، منهم علي بن أحمد بن عمران الصفار، و قريبه علوية الصفار، و الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمهم اللّه) قالوا: حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها أبي رضي اللّه عنه علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه، و كان أبو الحسن علي بن محمّد السمري يسألنا كلّ قريب


1- الغيبة للطوسي: 247.
2- تقدم في صفحة: 259 كونه: أبو جعفر محمّد بن علي الأسود، انظر هامش رقم 1 صفحة:
3- تقدم في صفحة: 260.
4- رجال النجاشي: 261/ 684.

ص: 281

عن خبر علي بن الحسين (رحمه اللّه) فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله (1). حتى كان اليوم الذي قبض فيه، فسألنا عنه فذكرنا له مثل ذلك، فقال لنا: آجركم اللّه في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة! قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة و اليوم و الشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن قدس اللّه روحه (2). انتهى.

و قبره الشريف بقم مزار معروف، و عليه قبّة عالية يزار و يتبرّك به.

و من الغريب ما نقله فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين عن شيخنا البهائي: أنه في سنة عشر و ثلاثمائة دخل القرامطة لعنهم اللّه (3) إلى مكّة أيام الموسم، و أخذوا الحجر الأسود، و بقي عندهم عشرين سنة، و قتلوا خلقا كثيرا، و ممن قتلوا: علي بن بابويه، و كان يطوف، فما قطع طوافه، فضربوه بالسيف، فوقع إلى الأرض و أنشد:

ترى المحبين صرعى في ديارهم كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا (4)

فإنه- مع عدم ذكره في شي ء من المؤلفات- مخالف لما تقدم من تاريخ وفاته و محل دفنه، و ببالي أني رأيت المقتول القائل للبيت في بعض التواريخ، و أنه من غير أصحابنا.


1- كذا في الأصل و المصدر، و ما في الرياض عن الغيبة: باشتغاله، انظر الرياض 4: 12.
2- الغيبة للطوسي: 243.
3- هنا حاشية غير معلّمة، و الظاهر محلّها هنا و هي:
4- مجمع البحرين 4: 267.

ص: 282

[نبذة حول كتب الكليني و ابتكاره طرح الأسانيد و الجمع بين النظائر]

و في مجموعة الشهيد: ذكر الشيخ أبو علي ابن شيخنا الطوسي قدس سرّهما أن أول من ابتكر طرح الأسانيد، و جمع بين النظائر، و أتى بالخبر مع قرينه، علي بن بابويه في رسالته إلى ابنه، قال: و رأيت جميع من تأخر عنه يحمد طريقته فيها و يعوّل عليه في مسائل لا يجد النص عليها لثقته و أمانته، و موضعه من العلم و الدين (1).

و قال في الذكرى: إن الأصحاب كانوا يأخذون الفتاوى من رسالة علي ابن بابويه إذا أعوزهم النص، ثقة و اعتمادا عليه (2). انتهى.

قلت: يظهر من النجاشي أن هذه الرسالة بعينها كتاب الشرائع، قال في عداد مصنفاته: كتاب الشرائع، و هي الرسالة إلى ابنه (3).

و لكن الشيخ في الفهرست (4) و ابن شهرآشوب في معالم العلماء (5) عدّاهما اثنين، و الثاني تبع الأول. و النجاشي أتقن و أضبط، و ليس لهذه الرسالة في هذه الأعصار و ما قبلها إلى عصر الشهيد أثر.

و قد أوضحنا- في الفائدة السابقة (6)- بطلان توهم كونها بعينها الفقه الرضوي بما لا مزيد عليه، و قد ضاع كما ضاع- لقلّة الهمم- سائر مؤلفاته.

نعم قال في أوّل البحار في جملة ما كان عنده من المؤلفات و كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة، للشيخ الأجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، والد الصدوق، طيب اللّه تربتهما (7).


1- مجموعة الشهيد: 355.
2- ذكري الشيعة: 4.
3- رجال النجاشي: 261/ 684.
4- فهرست الشيخ: 93/ 382.
5- معالم العلماء: 65/ 439.
6- انظر ما تقدّم في الجزء الأول الصفحة: 236.
7- بحار الأنوار 1: 7.

ص: 283

و قال في الفصل الآخر: و كتاب الإمامة مؤلفه من أعاظم المحدّثين و الفقهاء، و علماؤنا يعدّون فتاواه من جملة الأخبار، و وصل إلينا منه نسخة قديمة مصححة (1). انتهى.

و نحن لم نعثر على هذا الكتاب، و نقلنا منه جملة من الأخبار بتوسط البحار، و نسبناه إلى أبي الحسن علي تبعا للعلامة المجلسي، و لكن في النفس منه شي ء، فإنه و إن عدّ النجاشي (2) و الشيخ (3) و ابن شهرآشوب (4) من مؤلفاته كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة، إلّا أن في كون ما كان عنده هو الذي عدّ من مؤلفاته نظر. فإنه يروي في هذا الكتاب عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري- الذي هو من مشايخ المفيد- و السيدين، و عن الحسن بن حمزة العلوي الذي هو أيضا من مشايخ المفيد، و الغضائري، و ابن عبدون، و عن أحمد بن علي عن محمّد بن الحسن- و الظاهر أنه ابن الوليد- عن محمّد بن الحسن الصفار، و عن سهل بن احمد الديباجي عن محمّد بن محمّد الأشعث، إلى غير ذلك مما ينافي طبقته، و إن أمكن التكلف في بعضها، إلّا أن ملاحظة الجميع تورث الظن القوي بعدم كونه منه (5)، و اللّه العالم.

و عدّ الشيخ و النجاشي أيضا من كتبه: كتاب قرب الإسناد، و هو


1- بحار الأنوار 1: 26.
2- رجال النجاشي: 261/ 684.
3- فهرست الشيخ: 93/ 382.
4- معالم العلماء: 65/ 439.
5- إشكالات المحدث النوري قدس سره واردة و لكن أصل الاشكال ان العلامة المجلسي كان ينقل عن كتاب الإمامة و التبصرة كله علماء ان النسخة التي كانت لديه ضمت إليها كتاب جامع الأحاديث لجعفر بن أحمد القمي و ذلك من غير عنوان لهذا الكتاب فكان التصور ان ما بين الدفتين هو كتاب الإمامة و التبصرة، انظر الجزء الأول من مستدرك الوسائل تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) الصفحة: 39 من مقدمة التحقيق.

ص: 284

كالأمالي من المؤلفات التي شاع تأليفها بين المحدّثين، كان يجمع كلّ محدّث ما كان عنده من الأخبار التي علا سندها و قلّت وسائطها و قرب إسنادها إلى المعصوم (عليه السلام) في مؤلف مخصوص، و كانوا يفتخرون و يبتهجون به.

و منه قرب الإسناد للشيخ الجليل عبد اللّه بن جعفر الحميري، و بقي من أجزائه قرب الإسناد إلى الصادق و إلى الكاظم و إلى الرضا عليهم السلام إلى الآن، و الباقي ضاع من حوادث الزمان.

و قرب الإسناد للمحدّث الجليل علي بن إبراهيم القمّي.

و قرب الإسناد لمحمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني.

و قرب الإسناد لمحمّد بن جعفر بن بطة.

إلى غير ذلك.

و قد صرّح المدقق المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة بأن قرب الإسناد لعلي بن بابويه وقع بيده بعد تأليفه آيات الأحكام، و كان بخطّ مؤلّفه، و قد أخرج منه بعض الأخبار في الحديقة (1).

[في ذكر مشجرة مشايخ أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي]

و اعلم أن ضبط أسامي مشايخ هذا الشيخ الجليل متوقف على تصفح أسانيد أخبار كتب ولده أبي جعفر الصدوق الموجودة في هذه الأعصار، و هو متوقف على الفراغ من شغل أهم غير ميسور لنا، و الذي حضرنا من أساميهم:

أ- سعد بن عبد اللّه الأشعري.

ب- و علي بن إبراهيم (2) القمي.

ج- و محمّد بن يحيى العطار.

د- و عبد اللّه بن جعفر الحميري.

ه- و أحمد بن إدريس الأشعري.


1- حديقة الشيعة: 564.
2- لم يذكر في المشجرة له شيخا سوى هذا.

ص: 285

و- و محمّد بن الحسن الصفار.

ز- و علي بن الحسين السعدآبادي.

ح- و علي بن موسى الكميذاني.

ط- و علي بن الحسن بن علي الكوفي.

ي- و الحسين بن محمّد بن عامر.

يا- و محمّد بن أحمد بن علي بن الصلت.

و بالأسانيد السابقة عن أبي جعفر الصدوق محمّد، عن والده أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد ابن عبد الجبار، عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: «سئل أبو عبد اللّه- يعني جعفر الصادق عليه السلام- عن حال أبي هاشم الكوفي فقال (عليه السلام): إنه كان فاسد العقيدة جدّا، و هو الذي ابتدع مذهبا يقال له:

التصوف، و جعله مفرّا لعقيدته الخبيثة.

و رواه بسند آخر عنه (عليه السلام)، و فيه: و جعله مفرّا لنفسه الخبيثة، و أكثر الملاحدة، و جنّة لعقائدهم الباطلة (1).

[الثاني عشر من أصحاب المجاميع الشيخ أبي عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي]
[في ترجمة الكشي]

الثاني عشر: الشيخ المقدم الجليل أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي.

قال الشيخ في الفهرست: ثقة، بصير بالأخبار و بالرجال، حسن الاعتقاد، و له كتاب الرجال، أخبرنا جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى عنه (2).

و في الرجال: من غلمان العياشي، ثقة بصير بالرجال و الأخبار، مستقيم المذهب (3).


1- حديقة الشيعة: 564.
2- فهرست الشيخ: 141/ 604.
3- رجال الشيخ: 497/ 38.

ص: 286

و قال النجاشي: كان ثقة عينا، روى عن الضعفاء كثيرا، و صحب العياشي و أخذ عنه، و تخرج عليه في داره التي كانت مرتعا للشيعة و أهل العلم، له كتاب الرجال، كثير العلم إلّا أن فيه أغلاطا كثيرة، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح و غيره عن جعفر بن محمّد عنه بكتابه (1).

[نبذة حول كتب الكشي]

و يظهر من معالم العلماء أن اسم كتابه: معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين عليهم السلام (2)، و اختصره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي، و يظهر سبب الاختصار على ما صرّح به جماعة أن كتابه (رحمه اللّه) كان جامعا للأخبار الواردة في مدح الرواة و ذمّهم من العامة و الخاصة، فجرده الشيخ للخاصة و أزال عنه رواتهم.

و يظهر من آخرين أنّ السبب ما أشار إليه النجاشي و العلامة في الخلاصة، من أنه كان فيه أغلاط كثيرة (3)، فعمد الشيخ إلى تهذيبه و سمّاه باختيار الرجال، و صرّح جماعة من أئمة الفن أن الموجود المتداول من رجال الكشي من عصر العلامة إلى وقتنا هذا هو اختيار الشيخ، و أمّا الأصل فذكر جماعة من المتتبعين أنّهم لم يقفوا عليه.

ثم إن السيد الفاضل يوسف بن محمّد بن زين الدين الحسيني الشامي، رتّب هذا الكتاب على ترتيب رجال الشيخ في سنة إحدى و ثمانين و تسعمائة، و كان عندي منه نسخة ذهبت عني.

ثم رتبه على ترتيب منهج المقال و أمثاله الشيخ العالم زكي الدين المولى عناية اللّه بن شرف الدين بن علي القهپائي مولدا النجفي مسكنا، تلميذ المحققين الورعين المولى عبد اللّه التستري، و المقدس الأردبيلي، صاحب مجمع


1- رجال النجاشي: 372/ 1018.
2- معالم العلماء: 101/ 679.
3- رجال العلّامة: 146/ 35.

ص: 287

المقال في سنة إحدى عشر بعد الألف، عندنا نسخة الأصل منه، و له عليها حواش نافعة، و رمزها ع، و قد أشار في ترجمة كلّ أحد كالسيد المتقدم إلى المواضع التي فيها ذكر لهذا الرجل مدحا و قدحا.

و رتبه أيضا الشيخ الفاضل الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر لصاحب الحدائق، كما صرّح به في اللؤلؤة (1)، و لم نعثر على نسخته.

و اعلم انه قد ظهر لنا من بعض القرائن أنه قد وقع في اختيار الشيخ- أيضا- تصرف من بعض العلماء أو النساخ بإسقاط بعض ما فيه، و أن الدائر في هذه الأعصار غير حاو لتمام ما في الاختيار، و لم أر من تنبّه لذلك، و لا وحشة من هذه الدعوى بعد وجود القرائن التي منها:

ما في فرج الهموم للسيد رضي الدين علي بن طاوس، قال في جملة كلام له، و نحن نذكر ما روى عنه- يعني عن جدّه الشيخ الطوسي- في أول اختياره عن خطّه. فهذا لفظ ما وجدناه-: أملاه علينا الشيخ الجليل الموفق أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي أدام اللّه علوّه و كان ابتداء إملائه يوم الثلاثاء السادس و العشرين من صفر سنة ست و خمسين و أربعمائة بالمشهد المقدس الشريف الغروي على ساكنه السلام، فإن هذه الأخبار اختصرتها من كتاب الرجال لأبي عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي و اخترنا ما فيها (2)، انتهى.

و أول النسخ (3) التي رأيناها الأخبار السبعة التي صدر بها الكتاب قبل


1- لؤلؤة البحرين: 403.
2- فرج المهموم: 130.
3- جاء في حاشية المخطوطة ما نصّه:

ص: 288

الشروع في التراجم، و ليس فيه هذه العبارة.

و منها: ما في مناقب ابن شهرآشوب نقلا عن اختيار الرجال لأبي جعفر الطوسي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام عن سلمان الفارسي، أنه لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام خرجت فاطمة عليها السلام حتى انتهت إلى القبر فقالت: خلّوا عن ابن عمّي، فو الذي بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و آله بالحق لئن لم تخلّوا عنه لأنشرن شعري، و لأضعن قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على رأسي، و لأصرخن إلى اللّه، فما ناقة صالح بأكرم على اللّه من ولدي؟! قال سلمان: فرأيت و اللّه أساس حيطان المسجد تقطعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها فقلت: يا سيدتي

ص: 289

و مولاتي، إن اللّه تبارك و تعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة. فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا (1). انتهى.

و لم أجد هذا الخبر في النسخ التي رأيناها.

و منها: ما في حاشية تلخيص المقال للعالم المحقق الآميرزا محمّد طاب ثراه ما لفظه: ذكر أبو جعفر الطوسي في اختيار الرجال، عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و عن أبي البختري قال: حدثنا عبد اللّه بن الحسن ابن الحسن، أن بلالا أبى أن يبايع أبا بكر، و أنّ عمر أخذ بتلابيبه فقال له: يا بلال، هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك فلا تجي ء تبايعه؟.

فقال: إن كان أبو بكر أعتقني للّه فليدعني له، و إن كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا، و أمّا بيعته فما كنت مبايعا أحدا لم يستخلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و الذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة.

فقال عمر: لا أبا لك، لا تقم معنا، فارتحل إلى الشام، و توفي بدمشق و دفن بالباب الصغير، و له شعر في هذا المعنى (2)، كذا وجد منسوبا إلى الشهيد الثاني، و لم أره في كتاب الاختيار للشيخ. و اللّه أعلم.

و منها: ما في رجال ابن داود في ترجمة حمدان بن أحمد، نقلا عن الكشي، أنه من خاصة الخاصّة، أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه و الإقرار له بالفقه في آخرين (3). انتهى.

و هو غير مذكور في الكتاب (4)، و عدّه من أوهام ابن داود بعيد كبعد كون النقل من أصل كتاب الكشي.


1- مناقب ابن شهرآشوب 3: 339.
2- انظر منهج المقال: 72.
3- رجال ابن داود: 84/ 524.
4- انظر رجال الكشي 2: 835/ 1064.

ص: 290

و قال المحقق الداماد في الرواشح- بعد شرح حال حمدان و نقل إجماع ابن داود ما لفظه-: لكن كتاب الكشي ساذج (1) و لسانه ساكت من ادعاء الإجماع، إلّا أن يقال أن المعهود من سيرته و المأثور من سنّته أنه لا يطلق القول بالفقه و الثقة و الحبرية و العدّ من خاص الخاص إلّا فيمن يحكم بتصحيح ما يصحّ عنه و ينقل على ذلك الإجماع، فلذلك نسب الحسن بن داود هذا الادعاء إليه، ثم ذكر الاحتمال الثاني، و الوجه الذي أبدعه أبعد الوجوه (2).

و قال رحمه اللّه في الراشحة العشرين: السواد الأعظم من الناس يغلطون فلا يفرقون بين المشيخة و المشيخة، و لا بين شيخان و شيخان، و يضمون كاف الكشي و يشدّدون النجاشي. إلى أن قال: و اعلمن أن أبا بكر محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي شيخنا المتقدم الثقة الثبت العالم البصير بالرجال و الأخبار، صاحب أبي نصر محمّد بن مسعود العياشي السلمي السمرقندي، و كثيرا من وجوه شيوخنا و علمائنا كانوا من كش البلد المعروف على مراحل من سمرقند.

قال الفاضل البارع المهندس البيرجندي في كتابه المعمول في مساحة الأرض و بلدان الأقاليم: كشّ- بفتح الكاف و تشديد الشين المعجمة- من بلاد ما وراء النهر، بلد عظيم ثلاثة فراسخ، و النسبة إليه كشي (3)، و أما ما في القاموس: الكشّ- بالضم- الذي يلقح به النخل، و كش- بالفتح- قرية بجرجان (4)، فعلى تقدير الصحة فليست النسبة إليها (5)، انتهى.

قلت: و يشهد لصحة ما ذكره أن أغلب مشايخه و الرواة عنه من أهل


1- ظاهرا (منه قدّس سرّه)
2- الرواشح السماوية: 70.
3- لم نعثر عليه.
4- القاموس المحيط 2: 286.
5- الرواشح السماوية: 75، و فيه زيادة: في ثلاث فراسخ.

ص: 291

تلك البلاد، فإنه من غلمان العياشي السمرقندي الراوي عنه، القاري عليه، المستفيد منه، و المعتمد عليه في التعديل و الجرح.

[في ذكر مشجرة مشايخ الكشي]

و يروي عن:

أ- أبي الحسن حمدويه بن نصير الكشي (1).

ب- و عن محمّد بن سعيد الكشي (2).

ج- و عن أبي جعفر محمّد بن أبي عوف البخاري (3).

د- و عن إبراهيم بن محمّد بن العباس الختلي (4)، و الختل كسكّر بلد بما وراء النهر (5)، خرج منه جمع كثير من العلماء.

ه- و عن أبي إسحاق إبراهيم بن نصير الكشي (6).

و- و عن أبي محمّد جبرئيل بن أحمد الفاريابي (7). قال الشيخ: و كان مقيما بكش (8).

ز- و عن نصر بن صباح البلخي (9).

ح- و عن علي بن محمّد القتيبي النيشابوري (10).


1- رجال الكشي 2: 682/ 720 و 822/ 1031 و 835/ 1065.
2- رجال الكشي 1: 6/ 2 و 2: 551/ 492، و في بعض الموارد: ابن سعد.
3- رجال الكشي 1: 6/ 2 و 98/ 48 و 2: 551/ 492.
4- رجال الكشي 1: 6/ 3 و 341/ 202 و 2: 473/ 378.
5- القاموس المحيط 3: 366.
6- رجال الكشي 1: 113/ 51 و 217/ 88 و 2: 522/ 470.
7- رجال الكشي 1: 32/ 13 و 54/ 26- 27.
8- رجال الشيخ: 458/ 9.
9- رجال الكشي 1: 19/ 8 و 72/ 44 و 286/ 125.
10- رجال الكشي 1: 37/ 16 و 66/ 38 و 120/ 54.

ص: 292

ط- و عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان (1)، و المراد النيشابوري، كما هو الحق عندنا.

ي- و عن طاهر بن عيسى الوراق، قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام: هو أبو محمّد من أهل كش، صاحب كتب روى عنه الكشي (2). إلى آخره، و يروي عن أبي سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي (3).

يا- و عن أبي صالح خلف بن حماد العامي الكشي (4).

يب- و عن آدم بن محمّد القلانسي البلخي (5).

يج- و عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، شيخ من جرجان عامّي (6).

يد- و عن جعفر بن معروف يكنى أبا محمّد، من أهل كش (7).

يه- و عن محمّد بن أحمد بن أبي عوف البخاري (8).

يو- و عن عبيد بن محمّد النخعي الشافعي (9).

يز- و عن محمّد بن الحسن البراثي الكشي (10).

يح- و عن عثمان بن حامد الكشي (11).


1- رجال الكشي 1: 38/ 17- 18 و 2: 458/ 356 و 818/ 1024.
2- رجال الكشي: 477/ 1.
3- رجال الكشي 1: 60/ 34 و 62/ 35 و 320/ 164.
4- رجال الكشي 1: 68/ 39 و 2: 481/ 390.
5- رجال الكشي 1: 72/ 43 و 2: 437/ 338 و 787/ 950.
6- رجال الكشي 1: 73/ 46.
7- رجال الكشي 1: 118/ 53 و 140/ 60 و 223/ 89.
8- رجال الكشي 1: 6/ 2 و 98/ 48 و 127/ 57، و قد تقدم (ج)
9- رجال الكشي 1: 283/ 117.
10- رجال الكشي 1: 122/ 55 و 321/ 167 و 2: 497/ 417.
11- رجال الكشي 1: 288/ 128 و 340/ 198- 199.

ص: 293

يط- و عن محمّد بن نصير (1)، قال الشيخ: من أهل كشّ، ثقة جليل القدر كثير العلم، روى عنه أبو عمرو الكشي (2).

ك- و عن سعد بن جناح الكشي (3).

كا- و عن أبي سعيد محمّد بن رشيد الهروي (4).

كب- و عن أبي سعيد جعفر (5) بن أحمد بن أيوب السمرقندي (6).

كج- و عن أحمد بن محمّد بن يعقوب البيهقي (7).

كد- و عن أبي علي أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي (8)، قال: و كان من الفقهاء، و كان مأمونا على الحديث (9).

هذا، و يروي عنه: الثقة الجليل أبو أحمد حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي، و أنت خبير بأن المراد من كش في هذه الموارد هو البلد المعروف، و فيه تولد تيمور لنك، و حمله في خصوص المقام على ملقح النخل و قراءته بالضم من اعوجاج السليقة، و كان بعض من عاصرناه يقرؤه بالضم مستندا إلى بعض نسخ المنتقى لصاحب المعالم و إعرابه فيه بالضم، و هو عن جادة الاستقامة بمراحل.

هذا و يروي أبو عمرو الكشي عن جماعة آخرين غيرهم، مثل:


1- رجال الكشي 1: 20/ 9 و 338/ 194 و 358/ 231.
2- رجال الشيخ: 497/ 34.
3- رجال الكشي 2: 499/ 422، و فيه: بن صباح، و 504/ 429، و 817/ 1023.
4- رجال الكشي 2: 570/ 506.
5- روى عن جعفر بن بشير (منه قدّس سرّه)
6- رجال الكشي 2: 717/ 792 و 718/ 794- 796.
7- رجال الكشي 2: 665/ 687 و 773/ 903.
8- رجال الكشي 2: 814/ 1018 و 842/ 1084 و 843/ 1087.
9- رجال الكشي 2: 813/ 1015، و فيه: و كان من القوم بدل: الفقهاء.

ص: 294

كه- محمّد بن قولويه (1).

كو- و أبي سعيد الآدمي سهل بن زياد (2).

كز- و علي بن الحسن (3).

كح- و أبي علي أحمد بن علي السلولي (4).

كط- و الحارث بن نصير الأزدي (5).

ل- و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الوراق (6).

لا- و الحسين بن الحسن بن بندار (7).

لب- و أبي أحمد (8).

لج- و محمّد بن الحسن البراثي (9).

لد- و إسحاق بن محمّد (10).

له- و يوسف بن السخت (11).

لو- و محمّد بن بشر (12).