مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل المجلد 11

اشارة

سرشناسه : نوري، حسين بن محمدتقي، ق 1320 - 1254

عنوان و نام پديدآور : مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل/ تاليف ميرزا حسين النوري الطبرسي؛ تحقيق موسسه آل البيت عليهم سلم لاحياآ التراث

مشخصات نشر : قم: موسسه آل البيت(ع)، الاحياآ التراث، 14ق. = - 136.

فروست : (آل البيت الاحياآ التراث؛ 26، 27، 28، 29)

شابك : بها:1200ريال(هرجلد)

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : اين كتاب اضافاتي است بر وسائل الشيعه حر العاملي

يادداشت : فهرستنويسي براساس جلد 15، 1366.

يادداشت : ج. 1، 18 (چاپ دوم: 1368؛ بهاي هر جلد: 1700 ريال)

موضوع : احاديث شيعه -- قرن ق 12

موضوع : اخلاق اسلامي -- متون قديمي تا قرن 14

شناسه افزوده : حر عاملي، محمدبن حسن، 1104 - 1033ق. وسائل الشيعه

رده بندي كنگره : BP136/و01/ن 9

رده بندي ديويي : 297/212

شماره كتابشناسي ملي : م 68-2206

ص: 1

الجزء الحادي عشر

تَتِمَّةُ كِتَابِ الْجِهَادِ

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. يَقُولُ الْعَبْدُ الْمُذْنِبُ الْمُسِي ءُ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدَ تَقِيَّ النُّورِيُّ الطَّبْرَسِيُّ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ. كِتَابُ الْجِهَادِ مِنْ كِتَابِ مُسْتَدْرَكِ الْوَسَائِلِ وَ مُسْتَنْبَطِ الْمَسَائِلِ. فِهْرِسْتُ أَنْوَاعِ الْأَبْوَابِ إِجْمَالًا. أَبْوَابُ جِهَادِ الْعَدُوِّ. أَبْوَابُ جِهَادِ النَّفْسِ. تَفْصِيلُ الْأَبْوَابِ

ص: 6

ص: 7

أَبْوَابُ جِهَادِ الْعَدُوِّ وَ مَا يُنَاسِبُهُ

اشارة

1 بَابُ وُجُوبِهِ عَلَى الْكِفَايَةِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ أَوِ الِاحْتِيَاجِ إِلَيْهِ وَ سُقُوطِهِ عَنِ الْأَعْمَى وَ الْأَعْرَجِ وَ الْفَقِيرِ

(1)

12275-(2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قُوَّادُهَا وَ الرُّسُلُ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ

12276-(3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: دَعَا مُوسَى وَ أَمَّنَ هَارُونُ ع وَ أَمَّنَتِ الْمَلَائِكَةُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اسْتَقِيمَا فَقَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا وَ مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اسْتُجِيبَتْ لَهُ كَمَا اسْتُجِيبَتْ لَهُمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

12277-(4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: كُلُّ نَعِيمٍ مَسْئُولٌ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَا كَانَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى:

وَ رَوَى هَذَا وَ مَا قَبْلَهُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي نَوَادِرِهِ(5)، بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ


1- الباب 1
2- الجعفريات ص 76، و دعائم الإسلام ج 1 ص 343 و نوادر الراونديّ ص 20.
3- الجعفريات ص 76، و دعائم الإسلام ج 1 ص 343 و نوادر الراونديّ ص 20.
4- الجعفريات ص 76، دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
5- نوادر الراونديّ ص 20.

ص: 8

ع مِثْلَهُ

12278-(1)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ وَ أَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ جَادَ بِنَفْسِهِ وَ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى

12279-(2)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ ع عَنْ أَبِي ذَرٍّ فِي حَدِيثٍ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي مَرَضِ وَفَاتِهِ وَ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لَوْ قَدْرَ فُوَاقِ نَاقَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ

12280-(3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ اعْتَمَّ أَبُو دُجَانَةَ بِعِمَامَتِهِ وَ أَرْخَى عَذَبَةً لِلْعِمَامَةِ مِنْ خَلْفِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ جَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ يَدَيِ الصَّفَّيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ هَذِهِ لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا عِنْدَ الْقِتَالِ

12281-(4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: ثَلَاثَةٌ إِنْ أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُنَّ(5) لَمْ يَنْزِلْ بِكُمْ بَلَاءٌ جِهَادُ عَدُوِّكُمْ وَ إِذَا رَفَعْتُمْ إِلَى أَئِمَّتِكُمْ حُدُودَكُمْ فَحَكَمُوا فِيهَا [بِالْعَدْلِ](6) وَ مَا لَمْ يَتْرُكُوا الْجِهَادَ

12282-(7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرٌّ حَتَّى يُقْتَلَ الرَّجُلُ شَهِيداً فِي سَبِيلِهِ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عُقُوقٍ عُقُوقٌ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَيْهِ


1- الجعفريات ص 76، نوادر الراونديّ ص 20، دعائم الإسلام ج 1 ص 343.
2- الجعفريات ص 212.
3- الجعفريات ص 77.
4- الجعفريات ص 245.
5- أثبتناه من المصدر، و في الحجرية: علمتموهن.
6- اثبتناه من المصدر.
7- الجعفريات ص 186، دعائم الإسلام ج 1 ص 343.

ص: 9

12283-(1) السَّيِّدُ فَضْلُ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيُّ فِي نَوَادِرِهِ، بِإِسْنَادِهِ الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرٌّ حَتَّى يُقْتَلَ الرَّجُلُ شَهِيداً فِي سَبِيلِ [اللَّهِ](2) وَ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقٌ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَيْهِ:

وَ رَوَاهُ فِي دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ، وَ كَذَلِكَ جَمِيعُ مَا تَقَدَّمَهُ:(3)

12284-(4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: خُيُولُ الْغُزَاةِ فِي الدُّنْيَا هِيَ خُيُولُهُمْ فِي الْجَنَّةِ

12285-(5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أُوصِي أُمَّتِي بِخَمْسٍ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْهِجْرَةِ وَ الْجِهَادِ وَ الْجَمَاعَةِ وَ مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَلَهُ جَثْوَةٌ(6) مِنْ جُثَى جَهَنَّمَ:

وَ رَوَاهُ فِي الْجَعْفَرِيَّاتِ، بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ: مِثْلَهُ(7)

12286-(8)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ حَيْثُ أَسَرَتِ الرُّومُ لُوطاً فَنَفَرَ إِبْرَاهِيمُ ع وَ اسْتَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ

12287-(9) مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع


1- نوادر الراونديّ ص 5.
2- اثبتناه من المصدر.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 343.
4- نوادر الراونديّ ص 15.
5- نوادر الراونديّ ص 21.
6- في النهاية بعد حديث كهذا الحديث، الجثوة: و الجمع جثى، و هي التراب المجموع (النهاية ج 1 ص 239) و في الطبعة الحجرية: حثوة من حثى.
7- الجعفريات ص 78.
8- نوادر الراونديّ ص 23.
9- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 206 ح 152.

ص: 10

قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالَ إِنِّي رَاغِبٌ نَشِيطٌ فِي الْجِهَادِ قَالَ فَجَاهِدْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِنْ تُقْتَلْ كُنْتَ حَيّاً عِنْدَ اللَّهِ تُرْزَقُ وَ إِنْ مِتَّ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُكَ عَلَى اللَّهِ وَ إِنْ رَجَعْتَ خَرَجْتَ مِنَ الذُّنُوبِ إِلَى اللَّهِ هَذَا تَفْسِيرُ- وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً(1)

12288(2)، وَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ع" فِي قَوْلِ اللَّهِ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً(3)- [قَالَ](4) السَّيْفُ

12289-(5) صَحِيفَةُ الرِّضَا، عَنْ آبَائِهِ ع عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع(6) قَالَ: بَيْنَمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَخْطُبُ النَّاسَ وَ يَحُضُّهُمْ(7) عَلَى الْجِهَادِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ فَضْلِ الْغُزَاةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ وَ نَحْنُ قَافِلُونَ(8) مِنْ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ فَسَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَقَالَ إِنَّ الْغُزَاةَ إِذَا هَمُّوا بِالْغَزْوِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ- (فَإِذَا تَجَهَّزُوا لِغَزْوِهِمْ)(9) بَاهَى اللَّهُ تَعَالَى بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ فَإِذَا وَدَّعَهُمْ أَهْلُوهُمْ بَكَتْ عَلَيْهِمُ الْحِيطَانُ وَ الْبُيُوتُ وَ يَخْرُجُونَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ كَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ مِنْ


1- آل عمران 3: 169.
2- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 315 ح 152.
3- الإسراء 17: 80.
4- اثبتناه من المصدر.
5- صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 85.
6- في المصدر زيادة: حدّثني أبي الحسين بن علي (عليه السلام).
7- في المصدر: يحرضهم.
8- قافلون القفول: الرجوع من السفر، و قيل: القفول رجوع الجند بعد الغزو (لسان العرب ج 11 ص 560).
9- في المصدر: و إذا برزوا نحو عدوهم.

ص: 11

سِلْخِهَا(1) وَ يُوَكِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ لَا يَعْمَلُونَ حَسَنَةً إِلَّا ضُعِّفَتْ لَهُ وَ يُكْتَبُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِبَادَةُ أَلْفِ رَجُلٍ يَعْبُدُونَ اللَّهَ أَلْفَ سَنَةٍ كُلُّ سَنَةٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ يَوْماً الْيَوْمُ مِثْلُ عُمُرِ الدُّنْيَا وَ إِذَا صَارُوا بِحَضْرَةِ عَدُوِّهِمِ انْقَطَعَ عِلْمُ أَهْلِ الدُّنْيَا عَنْ ثَوَابِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ وَ إِذَا بَرَزُوا لِعَدُوِّهِمْ وَ أُشْرِعَتِ الْأَسِنَّةُ وَ فُوِّقَتِ السِّهَامُ وَ تَقَدَّمَ الرِّجْلُ إِلَى الرِّجْلِ حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهِمْ وَ يَدْعُونَ اللَّهَ تَعَالَى لَهُمْ بِالنَّصْرِ وَ التَّثْبِيتِ وَ نَادَى مُنَادٍ الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ فَتَكُونُ الطَّعْنَةُ وَ الضَّرْبَةُ أَهْوَنَ عَلَى الشَّهِيدِ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ وَ إِذَا زَالَ الشَّهِيدُ مِنْ فَرَسِهِ بِطَعْنَةٍ أَوْ بِضَرْبَةٍ لَمْ يَصِلْ إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتُبَشِّرَهُ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ فَإِذَا وَصَلَ إِلَى الْأَرْضِ تَقُولُ لَهُ مَرْحَباً بِالرُّوحِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الْبَدَنِ الطَّيِّبِ أَبْشِرْ فَإِنَّ لَكَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ وَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَا خَلِيفَتُهُ فِي أَهْلِهِ وَ مَنْ أَرْضَاهُمْ فَقَدْ أَرْضَانِي وَ مَنْ أَسْخَطَهُمْ فَقَدْ أَسْخَطَنِي وَ يَجْعَلُ اللَّهُ رُوحَهُ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ تَشَاءُ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ وَ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ سَبْعِينَ غُرْفَةً مِنْ غُرَفِ الْفِرْدَوْسِ سُلُوكُ(2) كُلِّ غُرْفَةٍ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَ الشَّامِ يَمْلَأُ نُورُهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ فِي كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَاباً عَلَى كُلِّ بَابٍ سُتُورٌ مُسْبَلَةٌ فِي كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ خَيْمَةً فِي كُلِّ خَيْمَةٍ سَبْعُونَ سَرِيراً مِنْ ذَهَبٍ قَوَائِمُهَا الدُّرُّ وَ الزَّبَرْجَدُ مَرْصُوصَةً بِقُضْبَانِ الزُّمُرُّدِ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ أَرْبَعُونَ


1- السلخ: الجلد، و مسلاخ الحية و سلختها: جلدتها التي تنسلخ عنها (لسان العرب ج 3 ص 25).
2- ورد في هامش الحجرية ما نصه: (كذا في نسختي و هي صحيحة جدا و في البحار «سلوك كل غرفة سبعون مصراعا من ذهب على كل مسبلة في كل غرفة ..» الخ منه قده). السلوك، مصدر سلك، استعارته هنا للمكان، للدلالة على سعة الغرفة.

ص: 12

فِرَاشاً غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ سَبْعُونَ زَوْجاً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ عُرُباً أَتْرَاباً فَقَالَ الشَّابُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ التِّرْبَةِ مَا هِيَ قَالَ هِيَ الزَّوْجَةُ الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ الشَّهِيَّةُ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ صُفْرُ الْحُلِيِّ بِيضُ الْوُجُوهِ عَلَيْهِمْ تِيجَانُ اللُّؤْلُؤِ عَلَى رِقَابِهِمُ الْمَنَادِيلُ بِأَيْدِيهِمُ الْأَكْوِبَةُ وَ الْأَبَارِيقُ وَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ شَاهِراً سَيْفَهُ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَماً اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَ الرَّائِحَةُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ يَحْضُرُ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ عَلَى طَرِيقِهِمْ لَتَرَجَّلُوا لَهُمْ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ بَهَائِهِمْ حَتَّى يَأْتُوا عَلَى مَوَائِدَ مِنَ الْجَوْهَرِ فَيَقْعُدُونَ عَلَيْهَا وَ يُشَفَّعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ جِيرَتِهِ حَتَّى إِنَّ الْجَارَيْنِ يَخْتَصِمَانِ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ فَيَقْعُدُونَ مَعِي وَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ ع عَلَى مَائِدَةِ الْخُلْدِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ بُكْرَةٍ وَ عَشِيَّةٍ:

وَ رَوَاهُ الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ فِي تَفْسِيرِهِ، قَالَ رَوَى أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: وَ سَاقَ مِثْلَهُ(1)

12290-(2) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص: أَنَّهُ قَالَ لِجَابِرٍ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُكَلِّمْ أَحَداً إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَ كَلَّمَ أَبَاكَ مُوَاجِهاً فَقَالَ لَهُ سَلْنِي أُعْطِكَ قَالَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا حَتَّى أُجَاهِدَ مَرَّةً أُخْرَى فَأُقْتَلَ فَقَالَ أَنَا لَا أَرُدُّ أَحَداً إِلَى الدُّنْيَا سَلْنِي غَيْرَهَا قَالَ أَخْبِرِ الْأَحْيَاءَ بِمَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الثَّوَابِ حَتَّى يَجْتَهِدُوا فِي الْجِهَادِ لَعَلَّهُمْ يُقْتَلُونَ فَيَجِيئُونَ إِلَيْنَا فَقَالَ تَعَالَى أَنَا رَسُولُكَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ


1- تفسير أبي الفتوح الرازيّ ج 1 ص 686.
2- لبّ اللباب: مخطوط.

ص: 13

فَأَنْزَلَ- وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً(1)

12291-(2)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: كُلُّ حَسَنَاتِ بَنِي آدَمَ تُحْصِيهَا الْمَلَائِكَةُ إِلَّا حَسَنَاتِ الْمُجَاهِدِينَ فَإِنَّهُمْ يَعْجِزُونَ عَنْ عِلْمِ ثَوَابِهَا

12292-(3)، وَ قَالَ ص: طُوبَى لِمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ فِي الْجِهَادِ فَإِنَّ لَهُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ سَبْعِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ كُلُّ حَسَنَةٍ عَشَرَةُ أَضْعَافٍ مَعَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمَزِيدِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ النَّفَقَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ لِلضُّعَفَاءِ قَالَ نَعَمْ

12293-(4)، وَ قَالَ ص: مَثَلُ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ لَا يَزَالُ فِي صَوْمِهِ وَ صَلَاتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ:

وَ قَالَ: إِذَا خَرَجَ الْغَازِي مِنْ عَتَبَةِ بَابِهِ بَعَثَ اللَّهُ مَلَكاً بِصَحِيفَةِ سَيِّئَاتِهِ فَطَمَسَ سَيِّئَاتِهِ:

وَ قَالَ ص: مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ:

وَ قَالَ ص: لَا يَجْمَعُ اللَّهُ كَافِراً وَ قَاتِلَهُ فِي النَّارِ:

وَ قَالَ ص: لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ دُخَانٌ فِي جَهَنَّمَ:

وَ قَالَ ص: السُّيُوفُ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ

12294-(5)، وَ قَالَ ص: مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيَتَمَنَّى أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا إِلَّا الشَّهِيدُ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ مِمَّا يَرَى مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ

12295-(6)، وَ رَأَى ص رَجُلًا يَدْعُو وَ يَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا تُسْأَلُ فَأَعْطِنِي أَفْضَلَ مَا تُعْطِي فَقَالَ ص


1- آل عمران 3: 169.
2- لبّ اللباب: مخطوط.
3- لبّ اللباب: مخطوط.
4- لبّ اللباب: مخطوط.
5- لبّ اللباب: مخطوط.
6- لبّ اللباب: مخطوط.

ص: 14

إِنِ اسْتُجِيبَ لَكَ أُهَرِيقَ دَمُكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ:

وَ قَالَ ص: إِنَّ لِي حِرْفَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ الْفَقْرَ وَ الْجِهَادَ:

وَ قَالَ ص: غُدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا:

وَ قَالَ ص فِي حَدِيثٍ: وَ سِيَاحَةُ أُمَّتِي الْجِهَادُ:

وَ قَالَ ص: إِنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ بِمَنْ يُجَاهِدُ عَمَّنْ لَا يُجَاهِدُ

12296-(1)، وَ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ع قَالَ: بِإِنْفَاقِ الْمُهَجِ يَصِلُ الْعَبْدُ إِلَى بِرِّ حَبِيبِهِ وَ قُرْبِهِ

12297-(2)، الْقَاضِي نُعْمَانُ فِي دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: الْجِهَادُ فَرْضٌ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ لِقَوْلِ اللَّهِ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ(3) فَإِنْ قَامَتْ بِالْجِهَادِ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَسِعَ سَائِرَهُمُ التَّخَلُّفُ عَنْهُ مَا لَمْ يَحْتَجِ الَّذِينَ يَلُونَ الْجِهَادَ إِلَى الْمَدَدِ فَإِنِ احْتَاجُوا لَزِمَ الْجَمِيعَ أَنْ يُمِدُّوا حَتَّى يَكْتَفُوا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً(4) وَ إِنْ دَهِمَ أَمْرٌ يُحْتَاجُ فِيهِ إِلَى جَمَاعَتِهِمْ نَفَرُوا كُلُّهُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا وَ جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ(5)


1- لب اللباب: مخطوط.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 341.
3- البقرة 2: 216، 246.
4- التوبة 9: 122.
5- التوبة 9: 41.

ص: 15

12298-(1)، وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع: أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا(2) قَالَ شُبَّاناً وَ شُيُوخاً

12299-(3)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(4) أَ هَذَا لِكُلِّ مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْ لِقَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع إِنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص سَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَنْ هَذَا فَلَمْ يُجِبْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِعَقِبِ ذَلِكَ- التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ(5) فَأَبَانَ [اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ](6) بِهَذَا صِفَةَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اشْتَرَى مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ(7) فَمَنْ أَرَادَ الْجَنَّةَ فَلْيُجَاهِدْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الشَّرَائِطِ وَ إِلَّا فَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَنْصُرُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ

12300-(8)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: أَصْلُ الْإِسْلَامِ الصَّلَاةُ وَ فَرْعُهُ الزَّكَاةُ وَ ذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 341.
2- التوبة: 9: 41.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 341.
4- التوبة 9: 111.
5- التوبة 9: 112.
6- أثبتناه من المصدر.
7- أثبتناه من المصدر.
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 342.

ص: 16

12301-(1)، وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: سَافِرُوا(2) تَصِحُّوا جَاهِدُوا(3) تَغْنَمُوا حُجُّوا تَسْتَغْنُوا

12302-(4)، وَ عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّهُ قَالَ: الْإِيمَانُ(5) أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ الصَّبْرُ وَ الْيَقِينُ وَ الْعَدْلُ وَ الْجِهَادُ

12303-(6)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَيْدِيكُمْ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا فَجَاهِدُوا بِأَلْسِنَتِكُمْ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا فَجَاهِدُوا بِقُلُوبِكُمْ

12304-(7)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ فَإِنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ

12305-(8)، وَ عَنْهُ ع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ قَطْرَةِ دَمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ قَطْرَةِ دَمْعٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

12306-(9)، وَ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْ أُمَّتِي صِدِّيقٌ وَ شَهِيدٌ وَ يُكَرِّمُ اللَّهُ بِهَذَا السَّيْفِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ تَلَا(10)- وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ(11)


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
2- في المصدر زيادة: تغنموا و صوموا.
3- في المصدر: و اغزوا.
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
5- في المصدر: للإيمان.
6- دعائم الإسلام ج 1 ص 343.
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 343.
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 343.
9- دعائم الإسلام ج 1 ص 343.
10- في المصدر زيادة: قول اللّه عزّ و جلّ.
11- الحديد 57: 19.

ص: 17

12307-(1)، وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ عَيْنٍ سَاهِرَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا ثَلَاثَ عُيُونٍ عَيْنٌ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَيْنٌ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ عَيْنٌ بَكَتْ(2) مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

12308-(3)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ(4) قَالَ مَعَ النِّسَاءِ

12309-(5)، وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِباسُ التَّقْوى(6) قَالَ لِبَاسُ التَّقْوَى السِّلَاحُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

12310-(7) وَ فِي شَرْحِ الْأَخْبَارِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ رَجُلٌ حَبَسَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُجَاهِدُ أَعْدَاءَهُ يَلْتَمِسُ الْمَوْتَ أَوِ الْقَتْلَ فِي مَصَافِّهِ

12311-(8)، وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: غُدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا:

وَ رَوَاهُ فِي الْعَوَالِي، عَنْهُ ص: مِثْلَهُ(9)


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 343.
2- في المصدر زيادة: في جوف الليل.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 344.
4- التوبة 9: 87، 93.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 344.
6- الأعراف 7: 26.
7- شرح الأخبار:
8- شرح الأخبار:
9- عوالي اللآلي ج 3 ص 182 ح 1.

ص: 18

12312-(1)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: مُقَامُ أَحَدِكُمْ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةٍ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَاماً وَ يَوْمٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ

12313-(2)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: يَرْفَعُ اللَّهُ الْمُجَاهِدَ فِي سَبِيلِهِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ:

وَ عَنْهُ ص قَالَ: الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةِ:

وَ عَنْهُ ص قَالَ: أَجْوَدُ النَّاسِ مَنْ جَادَ بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

12314-(3) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيِّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَطْرَتَيْنِ قَطْرَةِ دَمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ قَطْرَةِ دَمْعَةٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ لَا يُرِيدُ بِهِمَا الْعَبْدُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ

12315-(4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ فِي كِتَابِ الْغَارَاتِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي بَعْضِ خُطَبِهِ: يَقُولُ الرَّجُلُ جَاهَدْتُ وَ لَمْ يُجَاهِدْ إِنَّمَا الْجِهَادُ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ مُجَاهَدَةُ الْعَدُوِّ وَ يُقَاتِلُ أَقْوَامٌ فَيُحْسِنُونَ الْقِتَالَ وَ لَا يُرِيدُونَ إِلَّا الذِّكْرَ وَ الْأَجْرَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُقَاتِلُ بِطَبْعِهِ مِنَ الشَّجَاعَةِ فَيَحْمِي مَنْ يَعْرِفُ وَ مَنْ لَا يَعْرِفُ وَ يَجْبُنُ بِطَبِيعَتِهِ مِنَ الْجُبْنِ فَيُسَلِّمُ أَبَاهُ وَ أُمَّهُ إِلَى الْعَدُوِّ وَ إِنَّمَا الْقَتْلُ(5) [حَتْفٌ](6) مِنَ


1- شرح الأخبار:
2- شرح الأخبار:
3- كتاب الغايات ص 93 (عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام).
4- الغارات ج 2 ص 503.
5- في المصدر: المثال، و الظاهر أنّه مصحف «قتال».
6- أثبتناه من المصدر.

ص: 19

الْحُتُوفِ وَ كُلُّ امْرِئٍ عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ وَ إِنَّ الْكَلْبَ لَيُقَاتِلُ دُونَ أَهْلِهِ

12316-(1) الْبِحَارُ، عَنِ الْعِلَلِ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: الْعِلَّةُ فِي تَنَحِّي النَّبِيِّ ص مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص كَانَ نَبِيَّ السَّيْفِ وَ الْقِتَالُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِأَعْوَانٍ فَتَنَحَّى حَتَّى وَجَدَ أَعْوَاناً ثُمَّ غَزَاهُمْ

12317-(2) الصَّدُوقُ فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ، وَ الْخِصَالِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْوَارِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ السِّجْزِيِّ(3) عَنْ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْبَصْرِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ(4) بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ ص أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَ جِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ قَالَ قُلْتُ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَ أُهَرِيقَ دَمُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ:

وَ رَوَاهُ فِي الْخِصَالِ،: مِثْلَهُ(5) وَ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ،: مِثْلَهُ(6)

12318-(7) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ فِي الْمَحَاسِنِ، (عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ)(8) قَالَ


1- البحار ج 100 ص 43 ح 54.
2- معاني الأخبار ص 333.
3- في الطبعة الحجرية: السنجري، و ما أثبتناه من المصدر، راجع أنساب السمعاني ص 291.
4- كان في الحجرية «عتبة» و ما أثبتناه من المصدر و معاجم الرجال راجع تهذيب التهذيب ج 6 ص 71 رقم 148.
5- الخصال ج 2 ص 523.
6- الغايات ص 67.
7- المحاسن ص 6 ح 15.
8- في المصدر: عنه.

ص: 20

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ كَيْفَ شَاءَ: كَظْمُ الْغَيْظِ وَ الصَّبْرُ عَلَى السَّيْفِ(1) لِلَّهِ الْخَبَرَ

12319-(2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: ثَلَاثَةٌ يَشْفَعُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ(3) فَيُشَفِّعُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ

12320-(4) تَفْسِيرُ الْإِمَامِ، ع: سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنِ النَّفَقَةِ فِي الْجِهَادِ إِذَا لَزِمَ أَوِ اسْتُحِبَّ فَقَالَ أَمَّا إِذَا لَزِمَ الْجِهَادُ بِأَنْ لَا يَكُونَ بِإِزَاءِ الْكَافِرِينَ- [مَنْ يَنُوبُ](5) عَنْ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَالنَّفَقَةُ هُنَاكَ الدِّرْهَمُ عِنْدَ اللَّهِ بِسَبْعِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَمَّا الْمُسْتَحَبُّ الَّذِي قَصَدَهُ الرَّجُلُ وَ قَدْ نَابَ عَنْهُ مَنْ سَبَقَهُ(6) وَ اسْتُغْنِيَ عَنْهُ فَالدِّرْهَمُ بِسَبْعِمِائَةِ حَسَنَةٍ كُلُّ حَسَنَةٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ

12321-(7) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَفْضَلُ


1- في المصدر: السيوف.
2- قرب الإسناد ص 31.
3- في المصدر زيادة: يوم القيامة.
4- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 29، و عنه في البحار ج 100 ص 57 ح 1.
5- أثبتناه من المصدر.
6- في البحار: سبعة.
7- أمالي المفيد ص 99.

ص: 21

الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ وَ غَزْوٌ لَا غُلُولَ(1) فِيهِ وَ حَجٌّ مَبْرُورٌ الْخَبَرَ

12322-(2) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَلَغَ أَخْطَأَ أَوْ أَصَابَ كَانَ سَهْمُهُ ذَلِكَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ وَ مَنْ خَرَجَتْ بِهِ شَيْبَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُوراً فِي الْقِيَامَةِ

12323-(3)، وَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: جَاهِدُوا فِي اللَّهِ الْقَرِيبَ وَ الْبَعِيدَ فِي الْحَضَرِ وَ السَّفَرِ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَ إِنَّهُ يُنْجِي صَاحِبَهُ مِنَ الْهَمِّ وَ الْغَمِ

12324-(4)، وَ رُوِيَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى جَبَلًا لِيَعْبُدَ اللَّهَ فِيهِ فَجَاءَ بِهِ أَهْلُهُ إِلَى الرَّسُولِ ص فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَ قَالَ إِنَّ صَبْرَ الْمُسْلِمِ فِي بَعْضِ مَوَاطِنِ الْجِهَادِ يَوْماً وَاحِداً خَيْرٌ لَهُ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً

12325-(5)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: أَلَا وَ إِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ

12326-(6)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي بِأَمْرٍ قَرَّتْ بِهِ عَيْنِي وَ فَرِحَ بِهِ قَلْبِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ مَنْ غَزَا غَزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ أُمَّتِكَ فَمَا أَصَابَتْهُ قَطْرَةٌ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ صُدَاعٌ إِلَّا كَانَتْ لَهُ شَهَادَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ


1- غلّ غلولا: خان. و خص بعضهم به الخيانة في الفي ء و المغنم .. (لسان العرب ج 11 ص 499).
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 84 ح 10.
3- عوالي اللآلي ج 1 ص 88 ح 20.
4- عوالي اللآلي ج 1 ص 282 ح 121.
5- عوالي اللآلي ج 2 ص 98 ح 269.
6- عوالي اللآلي ج 3 ص 182 ح 2.

ص: 22

12327-(1)، وَ رَوَى زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي آيَةِ نَفْيِ الْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْمُجَاهِدِينَ وَ الْقَاعِدِينَ اسْتِثْنَاءُ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَ كَانَ أَعْمَى وَ هُوَ يَبْكِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لِمَنْ لَا يَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ فَغَشِيَهُ الْوَحْيُ ثَانِياً ثُمَّ أُسْرِيَ عَنْهُ فَقَالَ اقْرَأْ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ(2) فَأَلْحَقْنَاهُ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي الْكَتِفِ

2 بَابُ اشْتِرَاطِ إِذْنِ الْوَالِدَيْنِ فِي الْجِهَادِ مَا لَمْ يَجِبْ عَلَى الْوَلَدِ عَيْناً

(3)

12328-(4) الْبِحَارُ، عَنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ لِعَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع(5) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَاغِبٌ فِي الْجِهَادِ نَشِيطٌ قَالَ فَجَاهِدْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِنْ تُقْتَلْ كُنْتَ حَيّاً عِنْدَ اللَّهِ تُرْزَقُ وَ إِنْ مِتَّ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُكَ عَلَى اللَّهِ وَ إِنْ رَجَعْتَ خَرَجْتَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وُلِدْتَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي وَالِدَيْنِ كَبِيرَيْنِ يَزْعُمَانِ أَنَّهُمَا يَأْنَسَانِ بِي وَ يَكْرَهَانِ خُرُوجِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَقِمْ مَعَ وَالِدَيْكَ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُنْسُهُمَا بِكَ يَوْماً وَ لَيْلَةً خَيْرٌ مِنْ جِهَادِ سَنَةٍ

12329-(6) عَوَالِي اللآَّلِي، رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ص جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُجَاهِدُ فَقَالَ أَ لَكَ أَبَوَانِ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ

وَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ


1- عوالي اللآلي ج 2 ص 99 ح 272.
2- النساء 4: 95.
3- الباب 2
4- البحار ج 74 ص 81 ح 82 بل عن روضة الواعظين ص 367.
5- السند المذكور ورد في البحار في الحديث 81 من نفس الصفحة، و الحديث الذي يليه عن روضة الواعظين مرسلا عن الإمام الصادق (عليه السلام).
6- عوالي اللآلي ج 2 ص 238 ح 1.

ص: 23

12330-(1)، وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص هَلْ لَكَ أَحَدٌ بِالْيَمَنِ فَقَالَ أَبَوَانِ قَالَ ص أَذِنَا لَكَ قَالَ لَا قَالَ ارْجِعْ فَاسْتَأْذِنْهُمَا فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ وَ إِلَّا فَبِرَّهُمَا

3 بَابُ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُخْلَفَ الْغَازِي بِخَيْرٍ وَ تَبْلِيغُ رِسَالَتِهِ وَ يَحْرُمُ أَذَاهُ وَ غِيبَتُهُ وَ أَنْ يُخْلَفَ بِسُوءٍ

(2)

12331-(3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنِ اغْتَابَ غَازِياً أَوْ آذَاهُ وَ خَلَفَ فِي أَهْلِهِ بِخِلَافَةِ سَوْءٍ نُصِبَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَمٌ وَ يُسْتَفْرَغُ حِسَابُهُ وَ يُرْكَمُ(4) فِي النَّارِ:

وَ رَوَاهُ فِي دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ، وَ فِيهِ: فَيُسْتَفْرَغُ حَسَنَاتُهُ(5) ثُمَّ يُرْكَسُ(6) فِي النَّارِ

(7)

12332-(8) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص


1- عوالي اللآلي ج 2 ص 238 ح 2.
2- الباب 3
3- الجعفريات ص 87.
4- ركم الشي ء يركمه: إذا جمعه و القى بعضه على بعض. (لسان العرب ج 12 ص 251).
5- في الدعائم: خيالته.
6- الركس: قلب الشي ء على رأسه، أو ردّ أوله على آخره (لسان العرب ج 6 ص 100).
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 343، و عنه في البحار ج 100 ص 50 ح 28.
8- لب اللباب: مخطوط.

ص: 24

قَالَ: مَنْ قَالَ لِغَازٍ مَرْحَباً وَ أَهْلًا حَيَّاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اسْتَقْبَلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالتَّرْحِيبِ وَ التَّسْلِيمِ

12333-(1)، وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ جَهَّزَ غَازِياً بِسِلْكٍ أَوْ إِبْرَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ

12334-(2)، وَ قَالَ ص: مَنْ أَعَانَ غَازِياً بِدِرْهَمٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ سَبْعِينَ دُرّاً مِنْ دُرَرِ الْجَنَّةِ وَ يَاقُوتِهَا لَيْسَتْ مِنْهَا حَبَّةٌ إِلَّا وَ هِيَ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْيَا

12335-(3) الْقَاضِي نُعْمَانُ فِي شَرْحِ الْأَخْبَارِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ جَبُنَ مِنَ الْجِهَادِ فَلْيُجَهِّزْ بِالْمَالِ رَجُلًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ جُهِّزَ بِمَالِ غَيْرِهِ فَلَهُ فَضْلُ الْجِهَادِ وَ لِمَنْ جَهَّزَهُ فَضْلُ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ كِلَاهُمَا فَضْلٌ وَ الْجُودُ بِالنَّفْسِ أَفْضَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنَ الْجُودِ بِالْمَالِ

4 بَابُ وُجُوبِ الْجِهَادِ عَلَى الرَّجُلِ دُونَ الْمَرْأَةِ بَلْ تَجِبُ عَلَيْهَا طَاعَةُ زَوْجِهَا وَ حُكْمِ جِهَادِ الْمَمْلُوكِ

(4)

12336-(5) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ عَلَى الْعَبِيدِ جِهَادٌ مَا اسْتَغْنَوْا عَنْهُمْ وَ لَا عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ وَ لَا عَلَى مَنْ لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ

12337-(6) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ


1- لب اللباب: مخطوط.
2- لب اللباب: مخطوط.
3- شرح الأخبار:
4- الباب 4
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
6- الجعفريات ص 96.

ص: 25

عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: كَتَبَ اللَّهُ الْجِهَادَ عَلَى رِجَالِ أُمَّتِي وَ الْغَيْرَةَ عَلَى نِسَاءِ أُمَّتِي فَمَنْ صَبَرَ مِنْهُنَّ وَ احْتَسَبَ أَعْطَاهَا اللَّهُ أَجْرَ شَهِيدٍ

12338-(1) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي اللُّهُوفِ، مُرْسَلًا: وَ رَأَيْتُ حَدِيثاً أَنَّ وَهْباً هَذَا كَانَ نَصْرَانِيّاً إِلَى أَنْ ذَكَرَ مَقْتَلَهُ وَ خُرُوجَ أُمِّهِ فِي الْمَعْرَكَةِ قَالَ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ ع ارْجِعِي يَا أُمَّ وَهْبٍ أَنْتِ وَ ابْنُكِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَإِنَّ الْجِهَادَ مَرْفُوعٌ مِنَ النِّسَاءِ

5 بَابُ أَقْسَامِ الْجِهَادِ وَ كُفْرِ مُنْكِرِهِ وَ جُمْلَةٍ مِنْ أَحْكَامِهِ

(2)

12339-(3) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً ص بِخَمْسَةِ أَسْيَافٍ فَسَيْفٌ عَلَى مُشْرِكِي الْعَرَبِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَجْهُهُ- فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا(4) يَعْنِي فَإِنْ آمَنُوا فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ(5) لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَتْلُ أَوِ الدُّخُولُ فِي الْإِسْلَامِ وَ لَا تُسْبَى لَهُمْ ذُرِّيَّةٌ وَ مَالُهُمْ فَيْ ءٌ

12340-(6)، وَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً ص بِخَمْسَةِ أَسْيَافٍ فَسَيْفٌ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ قُولُوا لِلنَّاسِ


1- اللهوف:، و أخرجه في البحار ج 45 ص 17 عن ابن نما.
2- الباب 5
3- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 77 ح 21.
4- التوبة 9: 5.
5- الأحزاب 33: 5.
6- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 85 ح 42، و عنه في البحار ج 100 ص 67 ح 14، و البرهان ج 2 ص 116.

ص: 26

حُسْناً(1) نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الذِّمَّةِ ثُمَّ نَسَخَتْهَا أُخْرَى قَوْلُهُ- قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ إِلَى وَ هُمْ صاغِرُونَ(2) فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُمْ إِلَّا أَدَاءُ الْجِزْيَةِ أَوِ الْقَتْلُ- (وَ مَالُهُمْ فَيْ ءٌ)(3) وَ تُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ فَإِذَا قَبِلُوا الْجِزْيَةَ (حَلَّ لَنَا نِكَاحُهُمْ وَ ذَبَائِحُهُمْ)(4)

12341-(5)، وَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيِّ(6) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع: فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ(7) قَالَ الدَّيْلَمُ

12342-(8) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنْ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْجِهَادِ أَ سُنَّةٌ أَمْ فَرِيضَةٌ قَالَ الْجِهَادُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ فَجِهَادَانِ فَرْضٌ وَ جِهَادٌ سُنَّةٌ لَا يُقَامُ إِلَّا مَعَ فَرْضٍ وَ جِهَادٌ سُنَّةٌ وَ أَمَّا أَحَدُ الْفَرْضَيْنِ فَمُجَاهَدَةُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ(9) وَ هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ وَ مُجَاهَدَةُ الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ(10) وَ أَمَّا الْجِهَادُ الَّذِي هُوَ سُنَّةٌ لَا يُقَامُ إِلَّا مَعَ الْفَرْضِ فَإِنَّ مُجَاهَدَةَ الْعَدُوِّ فَرْضٌ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ وَ لَوْ تَرَكُوا الْجِهَادَ لَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ وَ هَذَا هُوَ مِنْ عَذَابِ الْأُمَّةِ(11) وَ أَمَّا


1- البقرة 2: 83.
2- التوبة 9: 29.
3- في المصدر: و يؤخذ مالهم.
4- كذا وردت العبارة في المستدرك و البرهان، و في العيّاشيّ و البحار وردت العبارة بهذه الصورة: (ما حل لنا نكاحهم و لا ذبائحهم).
5- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 118 ح 163.
6- في الحجرية: التميمي، و ما أثبتناه من المصدر و معاجم الرجال راجع (معجم رجال الحديث ج 13 ص 142، و جامع الرواة ج 1 ص 642).
7- التوبة 9: 123.
8- كتاب الغايات ص 74.
9- في المصدر زيادة: عن معاصي اللّه.
10- و فيه زيادة: فرض.
11- و فيه زيادة: و هو سنة على الإمام أن يأتي العدو مع الأمة فيجاهدهم.

ص: 27

الْجِهَادُ الَّذِي هُوَ سُنَّةٌ فَكُلُّ سُنَّةٍ أَقَامَهَا الرَّجُلُ

إِلَى آخِرِ مَا يَأْتِي فِي كِتَابِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ فِي بَابِ اسْتِحْبَابِ إِقَامَةِ السُّنَنِ

6 بَابُ حُكْمِ الْمُرَابَطَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَنْ أَخَذَ شَيْئاً لِيُرَابِطَ بِهِ وَ تَحْرِيمِ الْقِتَالِ مَعَ الْجَائِرِ إِلَّا أَنْ يُدْهِمَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يُخْشَى مِنْهُ عَلَى بَيْضَةِ الْإِسْلَامِ فَيُقَاتِلُ عَنْ نَفْسِهِ أَوْ عَنِ الْإِسْلَامِ

(1)

12343-(2) أَمِينُ الْإِسْلَامِ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اصْبِرُوا وَ صابِرُوا(3) الْآيَةَ مَعْنَاهُ اصْبِرُوا عَلَى الْمَصَائِبِ وَ صَابِرُوا عَلَى عَدُوِّكُمْ وَ رَابِطُوا عَدُوَّكُمْ

12344-(4) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ نَزَلَتْ فِينَا وَ لَمْ يَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِي أُمِرْنَا بِهِ بَعْدُ وَ سَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ نَسْلِنَا الْمُرَابِطُ وَ مِنْ نَسْلِ ابْنِ نَاثِلٍ الْمُرَابِطُ

12345-(5) الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَسْمَطَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّهُ كَانَ فِي جَيْشٍ فَصَارُوا فِي ضِيقٍ وَ شِدَّةٍ فَقَالَ سَلْمَانُ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ رَابَطَ يَوْماً وَ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى كَانَ كَمَنْ صَامَ شَهْراً وَ صَلَّى شَهْراً لَا يُفْطِرُ وَ لَا يَنْفَتِلُ عَنْ صَلَاتِهِ إِلَّا لِحَاجَةٍ وَ مَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ آجَرَهُ اللَّهُ حَتَّى يَحْكُمَ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ

12346-(6)، وَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:


1- الباب 6
2- مجمع البيان ج 2 ص 562.
3- آل عمران 3: 200.
4- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 213 ح 183.
5- تفسير أبي الفتوح ج 1 ص 713.
6- تفسير أبي الفتوح ج 1 ص 713.

ص: 28

مَنْ رَابَطَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَخْلُقُ اللَّهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ سَعَةُ كُلِّ خَنْدَقٍ سَعَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ

12347-(1) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُرَابِطاً فَإِنَّ لَهُ مِنْ جَمْعِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ص بِكُلِّ بَرٍّ وَ فَاجِرٍ وَ بَهِيمَةٍ وَ مُعَانِدٍ قِيرَاطاً مِنَ الْأَجْرِ وَ الْقِيرَاطُ جَبَلٌ مِثْلُ أُحُدٍ

12348-(2) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ شَهْرٍ وَ صِيَامِهِ وَ مَنْ مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ أَجْرُ مُجَاهِدٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

12349-(3)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: مَنْ رَابَطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَوْماً وَ لَيْلَةً كَانَ يَعْدِلُ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ قِيَامَهُ لَا يُفْطِرُ وَ لَا يَنْفَتِلُ(4) عَنْ صَلَاةٍ إِلَّا لِحَاجَةٍ

12350-(5) مَجْمُوعَةُ الشَّهِيدِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَزِمَ الرِّبَاطَ لَمْ يَتْرُكْ مِنَ الْخَيْرِ مَطْلَباً وَ لَمْ يَتْرُكْ مِنَ الشَّرِّ مَهْرَباً

7 بَابُ جَوَازِ الِاسْتِنَابَةِ فِي الْجِهَادِ وَ أَخْذِ الْجُعْلِ عَلَيْهِ

(6)

12351-(7) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ


1- لب اللباب: مخطوط.
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 87 ح 19.
3- عوالي اللآلي ج 2 ص 103 ح 283.
4- ينفتل: ينصرف (لسان العرب ج 11 ص 514).
5- مجموعة الشهيد ص 104.
6- الباب 7
7- الجعفريات ص 78.

ص: 29

عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: الْجَبَانُ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَغْزُوَ لِأَنَّ الْجَبَانَ يَنْهَزِمُ سَرِيعاً وَ لَكِنْ يَنْظُرُ مَا كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ بِهِ فَلْيُجَهِّزْ بِهِ غَيْرَهُ فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ فِي كُلِّ شَيْ ءٍ وَ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئاً

12352-(1) وَ رَوَاهُ الْقَاضِي فِي الدَّعَائِمِ، عَنْهُ ع: مِثْلَهُ:

وَ فِي شَرْحِ الْأَخْبَارِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ جَبُنَ عَنِ الْجِهَادِ فَلْيُجَهِّزْ بِالْمَالِ رَجُلًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْخَبَرَ(2)

8 بَابُ مَنْ يَجُوزُ لَهُ جَمْعُ الْعَسَاكِرِ وَ الْخُرُوجُ بِهَا إِلَى الْجِهَادِ

(3)

12353-(4) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُتْبَةَ الْهَاشِمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ: مَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِسَيْفِهِ وَ دَعَاهُمْ إِلَى نَفْسِهِ وَ فِي الْمُسْلِمِينَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌّ مُتَكَلِّفٌ قَالَهُ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ حَيْثُ سَأَلَهُ أَنْ يُبَايِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ

12354-(5) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُعْمَانِيُّ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: مَنْ خَرَجَ يَدْعُو النَّاسَ وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ(6) مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ وَ مَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ(7) وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ فَهُوَ كَافِرٌ

12355-(8) فِقْهُ الرِّضَا، ع: وَ أَرْوِي مَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى نَفْسِهِ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
2- شرح الأخبار:
3- الباب 8
4- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 85 ح 40.
5- الغيبة ص 115 ح 13.
6- في نسخة: أعلم.
7- في المصدر زيادة: من اللّه.
8- فقه الرضا (عليه السلام) ص 52.

ص: 30

وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ضَالٌ

12356-(1) الْبِحَارُ، عَنْ كِتَابِ الْبُرْهَانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلِ بْنِ رَبِيعَةَ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَا وَلَّتْ أُمَّةٌ أَمَرَهَا رَجُلًا قَطُّ وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالًا حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى مَا تَرَكُوا الْخَبَرَ

9 بَابُ وُجُوبِ الدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ الْقِتَالِ إِلَّا لِمَنْ قُوتِلَ عَلَى الدَّعْوَةِ وَ عَرَفَهَا وَ حُكْمِ الْقِتَالِ مَعَ الظَّالِمِ

(2)

12357-(3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الْيَمَنِ قَالَ يَا عَلِيُّ لَا تُقَاتِلَنَّ أَحَداً حَتَّى تَدْعُوَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَ اللَّهِ لِأَنْ يَهْدِيَنَّ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَ غَرَبَتْ وَ لَكَ وَلَاهُ يَا عَلِيُ

12358-(4) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ(5) قَالَ: لَا يُغْزَ قَوْمٌ حَتَّى يُدْعَوْا يَعْنِي إِذَا لَمْ يَكُنْ بَلَغَتْهُمُ الدَّعْوَةُ وَ إِنْ أُكِّدَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ بِالدُّعَاءِ فَحَسَنٌ وَ إِنْ قُوتِلُوا قَبْلَ أَنْ يُدْعَوْا إِذَا كَانَتِ الدَّعْوَةُ قَدْ بَلَغَتْهُمْ فَلَا حَرَجَ وَ قَدْ أَغَارَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى بَنِي الْمُصْطَلَقِ وَ هُمْ


1- البحار ج 72 ص 155.
2- الباب 9
3- الجعفريات ص 77.
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 369.
5- في المصدر: أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

ص: 31

غَارُّونَ(1) فَقَتَلَ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبَى ذَرَارِيَّهُمْ وَ لَمْ يَدْعُهُمْ فِي الْوَقْتِ وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَدْ عَلِمَ النَّاسُ مَا يُدْعَوْنَ إِلَيْهِ

12359-(2) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: لَا تُقَاتِلِ الْكُفَّارَ إِلَّا بَعْدَ الدُّعَاءِ(3)

10 بَابُ كَيْفِيَّةِ الدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ

(4)

12360-(5) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ إِذَا بَعَثَ جَيْشاً أَوْ سَرِيَّةً أَوْصَى صَاحِبَهَا بِتَقْوَى اللَّهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً وَ قَالَ اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَا تُقَاتِلُوا الْقَوْمَ حَتَّى تَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِأَنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ(6) بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَإِنْ أَجَابُوكُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ فَادْعُوهُمْ حِينَئِذٍ إِلَى النُّقْلَةِ مِنْ دِيَارِهِمْ(7) إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ فَعَلُوا وَ إِلَّا فَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّهُمْ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْفَيْ ءِ وَ لَا فِي الْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ فَإِنْ أَبَوْا عَنِ الْإِسْلَامِ فَادْعُوهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صَاغِرُونَ فَإِنْ أَجَابُوكُمْ إِلَى ذَلِكَ فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ(8) وَ إِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ عَلَيْهِمْ وَ قَاتِلُوهُمْ الْخَبَرَ


1- غارّون: غافلون «النهاية ج 3 ص 355».
2- عوالي اللآلي ج 2 ص 238 ح 3.
3- في المصدر زيادة: إلى الإسلام.
4- الباب 10
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 369.
6- في المصدر: جئت.
7- في نسخة: دارهم.
8- في المصدر زيادة: و كفّوا عنهم.

ص: 32

11 بَابُ اشْتِرَاطِ وُجُوبِ الْجِهَادِ بِأَمْرِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَ تَحْرِيمِ الْجِهَادِ مَعَ الْإِمَامِ الْغَيْرِ الْعَادِلِ

(1)

12361-(2) الطَّبْرِسِيُّ فِي الْإِحْتِجَاجِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ قَالَ أَخْبَرَنِي الْأَحْوَلُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْمُلَقَّبُ بِمُؤْمِنِ الطَّاقِ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع بَعَثَ إِلَيْهِ وَ هُوَ مُخْتَفٍ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ [لِي](3) يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا تَقُولُ إِنْ طَرَقَكَ طَارِقٌ مِنَّا أَ تَخْرُجُ مَعَهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنْ كَانَ أَبُوكَ أَوْ أَخُوكَ خَرَجْتُ [مَعَهُ](4) قَالَ فَقَالَ لِي فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ وَ أُجَاهِدَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَاخْرُجْ مَعِي قَالَ قُلْتُ لَا أَفْعَلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ لِي أَ تَرْغَبُ بِنَفْسِكَ عَنِّي قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْأَرْضِ مَعَكَ حُجَّةٌ فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ نَاجٍ وَ الْخَارِجُ مَعَكَ هَالِكٌ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ مَعَكَ حُجَّةٌ فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ وَ الْخَارِجُ مَعَكَ سَوَاءٌ قَالَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا جَعْفَرٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَ أَبِي عَلَى الْخِوَانِ فَيُلْقِمُنِي اللُّقْمَةَ السَّمِينَةَ وَ يُبَرِّدُ لِيَ اللُّقْمَةَ الْحَارَّةَ حَتَّى تَبْرُدَ شَفَقَةً عَلَيَّ وَ لَمْ يَشْفَقْ عَلَيَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ إِذْ أَخْبَرَكَ بِالدِّينِ وَ لَمْ يُخْبِرْنِي بِهِ قَالَ فَقُلْتُ مِنْ شَفَقَتِهِ عَلَيْكَ مِنْ حَرِّ النَّارِ لَمْ يُخْبِرْكَ خَافَ عَلَيْكَ أَلَّا تَقْبَلَهُ فَتَدْخُلَ النَّارَ وَ أَخْبَرَنِي فَإِنْ قَبِلْتُهُ نَجَوْتُ وَ إِنْ لَمْ أَقْبَلْ لَمْ يُبَالِ أَنْ أَدْخُلَ النَّارَ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتُمْ أَفْضَلُ أَمِ الْأَنْبِيَاءُ قَالَ بَلِ الْأَنْبِيَاءُ قُلْتُ يَقُولُ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ- يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً(5) لَمْ يُخْبِرْهُمْ حَتَّى لَا يَكِيدُونَهُ وَ لَكِنْ كَتَمَهُمْ وَ كَذَا أَبُوكَ كَتَمَكَ لِأَنَّهُ خَافَ عَلَيْكَ قَالَ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ حَدَّثَنِي


1- الباب 11
2- الاحتجاج ص 376.
3- أثبتناه من المصدر.
4- أثبتناه من المصدر.
5- يوسف 12: 5.

ص: 33

صَاحِبُكَ بِالْمَدِينَةِ أَنِّي أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ وَ إِنَّ عِنْدَهُ لَصَحِيفَةً فِيهَا قَتْلِي وَ صَلْبِي فَحَجَجْتُ فَحَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع بِمَقَالَةِ زَيْدٍ وَ مَا قُلْتُ لَهُ فَقَالَ أَخَذْتَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ يَسَارِهِ وَ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ وَ لَمْ تَتْرُكْ لَهُ مَسْلَكاً يَسْلُكُهُ

12362-(1) عِمَادُ الدِّينِ الطَّبَرِيُّ فِي بِشَارَةِ الْمُصْطَفَى، عَنْ أَبِي الْبَقَاءِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُفَضَّلِ الْأَصْفَهَانِيِّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ رَاشِدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدِ(2) بْنِ زَيْدِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ كُمَيْلٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: يَا كُمَيْلُ لَا غَزْوَ إِلَّا مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ وَ لَا نَفْلَ إِلَّا مَعَ إِمَامٍ فَاضِلٍ يَا كُمَيْلُ أَ رَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَظْهَرْ نَبِيٌّ وَ كَانَ فِي الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ مَا كَانَ(3) فِي دُعَائِهِ إِلَى اللَّهِ مُخْطِئاً أَوْ مُصِيباً بَلَى وَ اللَّهِ مُخْطِئاً حَتَّى يَنْصِبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِذَلِكَ وَ يُؤَهِّلَهُ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ،(4) وَ يُوجَدُ فِي بَعْضِ نُسَخِ النَّهْجِ،:

12363-(5) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ كَشْفِ الْيَقِينِ، نَقْلًا عَنْ تَفْسِيرِ الثِّقَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمَاهِيَارِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دَاوُدَ النَّجَّارُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع فِي خَبَرٍ شَرِيفٍ فِي


1- بشارة المصطفى ص 29.
2- كذا في الأصل، و في المصدر: سعيد، و لعلّ الصحيح: سعد بن إبراهيم، عن زيد بن أرطاة «راجع تهذيب التهذيب ج 3 ص 394».
3- في المصدر: أ كان.
4- تحف العقول ص 118.
5- كشف اليقين ص 90.

ص: 34

الْمِعْرَاجِ إِلَى أَنْ قَالَ: قَالَ تَعَالَى فَهَلْ تَعْلَمُ يَا مُحَمَّدُ فِيمَ اخْتَصَمَ الْمَلَأُ الْأَعْلَى قُلْتُ رَبِّي أَعْلَمُ وَ أَحْكَمُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ قَالَ اخْتَصَمُوا فِي الدَّرَجَاتِ وَ الْحَسَنَاتِ فَهَلْ تَدْرِي مَا الدَّرَجَاتُ وَ الْحَسَنَاتُ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ يَا سَيِّدِي وَ أَحْكَمُ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ وَ الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجِهَادِ(1) مَعَكَ وَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ وَ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ إِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ التَّهَجُّدُ بِاللَّيْلِ وَ النَّاسُ نِيَامٌ الْخَبَرَ

12 بَابُ حُكْمِ الْخُرُوجِ بِالسَّيْفِ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ ع

(2)

12364-(3) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُعْمَانِيُّ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عِيسَى الْحُسَيْنِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ رَايَةٍ تُرْفَعُ قَبْلَ رَايَةِ الْقَائِمِ ع فَصَاحِبُهَا(4) طَاغُوتٌ

12365-(5)، وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ بِقُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ)(6) عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ: وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ


1- في المصدر: الجمعات.
2- الباب 12
3- الغيبة ص 114 ح 9.
4- في المصدر: صاحبها.
5- الغيبة ص 115 ح 11.
6- ما بين القوسين ليس في المصدر، و الظاهر أنّه زائد: راجع «معجم رجال الحديث ج 10 ص 329 و ج 11 ص 328 و 339».

ص: 35

12366-(1)، وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبَنْدِينَجِيِّ(2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ: وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِيهِ كُلَّ رَايَةٍ تُرْفَعُ أَوْ قَالَ تُخْرَجُ

12367-(3)، وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ (أَبُو الْحَسَنِ)(4) قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي لَا بُدَّ لِنَارٍ مِنْ آذَرْبِيجَانَ لَا يَقُومُ لَهَا شَيْ ءٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَكُونُوا أَحْلَاسَ(5) بُيُوتِكُمْ وَ الْبُدُوا(6) مَا لَبَدْنَا فَإِذَا تَحَرَّكَ مُتَحَرِّكُنَا فَاسْعَوْا إِلَيْهِ وَ لَوْ حَبْواً الْخَبَرَ

12368-(7)، وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ الْكِنَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَوْصِنِي فَقَالَ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أَنْ تَلْزَمَ بَيْتَكَ وَ تَقْعُدَ فِي دَهْمَاءِ هَؤُلَاءِ(8) النَّاسِ وَ إِيَّاكَ وَ الْخَوَارِجَ مِنَّا فَإِنَّهُمْ


1- غيبة النعمانيّ ص 115.
2- في الحجرية «البدبيجي» و في المصدر «البندنيجي» و كلاهما تصحيف، و الصحيح ما اثبتناه، عنونه ابن الغضائري نسبة الى «البندنيجين» بلدة مشهورة في طرف النهروان من أعمال بغداد، راجع تفصيله في تنقيح المقال ج 2 ص 268.
3- غيبة النعمانيّ ص 194.
4- في الطبعة الحجرية «عن أبي الحسين» و ما أثبتناه من المصدر، و الظاهر أنّها كنية أحمد بن يوسف بن يعقوب، «انظر صفحة ص 198 ح 11 و ص 200 ح 16 و ص 204 ح 6 و ص 234 ح 21 من المصدر».
5- يقال: فلان حلس من أحلاس البيت للذي لا يبرح البيت (لسان العرب ج 6 ص 54).
6- لبد بالمكان: أقام به (لسان العرب ج 3 ص 385).
7- غيبة النعمانيّ ص 194.
8- في نسخة: هواء.

ص: 36

لَيْسُوا عَلَى شَيْ ءٍ وَ لَا إِلَى شَيْ ءٍ إِلَى أَنْ قَالَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا تَقُومُ عِصَابَةٌ تَدْفَعُ ضَيْماً أَوْ تُعِزُّ دِيناً إِلَّا صَرَعَتْهُمُ الْبَلِيَّةُ(1) حَتَّى تَقُومَ عِصَابَةٌ شَهِدُوا بَدْراً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص لَا يُوَارَى(2) قَتِيلُهُمْ وَ لَا يُرْفَعُ صَرِيعُهُمْ وَ لَا يُدَاوَى جَرِيحُهُمْ فَقُلْتُ مَنْ هُمْ قَالَ الْمَلَائِكَةُ

12369-(3)، وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ: لَيْسَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ يَدْفَعُ ضَيْماً وَ لَا يَدْعُو إِلَى حَقٍّ إِلَّا صَرَعَتْهُ الْبَلِيَّةُ حَتَّى تَقُومَ عِصَابَةٌ شَهِدَتْ بَدْراً لَا يُوَارَى قَتِيلُهَا وَ لَا يُدَاوَى جَرِيحُهَا قُلْتُ مَنْ عَنَى أَبُو جَعْفَرٍ ع قَالَ الْمَلَائِكَةَ

12370-(4)، وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ الْمَسْعُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبَانٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ ذَاكَ حِينَ ظَهَرَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ بِخُرَاسَانَ فَقُلْنَا مَا تَرَى فَقَالَ اجْلِسُوا فِي بُيُوتِكُمْ فَإِذَا رَأَيْتُمُونَا قَدِ اجْتَمَعْنَا عَلَى رَجُلٍ فَانْهَدُوا(5) إِلَيْنَا بِالسِّلَاحِ

12371-(6)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي


1- في المصدر: المنية و البلية.
2- في نسخة: يروى.
3- غيبة النعمانيّ ص 195.
4- غيبة النعمانيّ ص 197.
5- المناهدة في الحرب: المناهضة .. و نهد القوم لعدوهم: إذا صمدوا له و شرعوا في قتاله (لسان العرب ج 3 ص 431).
6- غيبة النعمانيّ ص 197.

ص: 37

عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ الْزَمُوا بُيُوتَكُمْ فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُكُمْ أَمْرٌ تُخَصُّونَ بِهِ وَ لَا يُصِيبُ الْعَامَّةَ وَ لَا يَزَالُ الزَّيْدِيَّةُ وِقَاءً لَكُمْ

12372-(1)، وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْفَزَارِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ع قَالَ: مَثَلُ خُرُوجِ الْقَائِمِ مِنَّا [أَهْلَ الْبَيْتِ](2) كَخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَثَلُ مَنْ خَرَجَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ ع مَثَلُ فَرْخٍ طَارَ وَ وَقَعَ مِنْ وَكْرِهِ فَتَلَاعَبَتْ بِهِ الصِّبْيَانُ

12373-(3)، وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُنَخَّلِ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ قَالَ: اسْكُنُوا مَا سَكَنَتِ السَّمَوَاتُ [وَ الْأَرْضُ](4) وَ لَا(5) تَخْرُجُوا عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ أَمْرَكُمْ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ إِلَّا أَنَّهَا آيَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (لَيْسَتْ مِنَ)(6) النَّاسِ الْخَبَرَ

12374-(7)، وَ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ وَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ غَيْرُهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَاشِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي


1- غيبة النعمانيّ ص 199.
2- أثبتناه من المصدر.
3- غيبة النعمانيّ ص 200.
4- أثبتناه من المصدر.
5- في المصدر: أي لا.
6- في نسخة: جعلها بين.
7- غيبة النعمانيّ ص 279.

ص: 38

الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ ع: يَا جَابِرُ الْزَمِ الْأَرْضَ وَ لَا تُحَرِّكْ يَداً وَ لَا رِجْلًا حَتَّى تَرَى عَلَامَاتٍ أَذْكُرُهَا لَكَ الْخَبَرَ

12375-(1) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ بُرَيْدٍ(2) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اصْبِرُوا(3) يَعْنِي بِذَلِكَ عَنِ الْمَعَاصِي- وَ صابِرُوا(4) يَعْنِي التَّقِيَّةَ- وَ رابِطُوا(5) يَعْنِي عَلَى الْأَئِمَّةِ ع ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِي مَا مَعْنَى الْبُدُوا مَا لَبَدْنَا فَإِذَا تَحَرَّكْنَا فَتَحَرَّكُوا الْخَبَرَ

12376-(6) كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ع يَا جَابِرُ إِنَّ لِبَنِي الْعَبَّاسِ رَايَةً وَ لِغَيْرِهِمْ رَايَاتٍ فَإِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ ثَلَاثاً حَتَّى تَرَى رَجُلًا مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ع يُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ مَعَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مِغْفَرُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ ص

12377-(7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ع: ضَعْ خَدَّكَ [عَلَى](8) الْأَرْضِ وَ لَا تُحَرِّكْ رِجْلَيْكَ حَتَّى


1- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 213 ح 184.
2- في الطبعة الحجرية «يزيد» و ما أثبتناه من المصدر، كما في البرهان ج 1 ص 335 و البحار ج 24 ص 218 ح 13 نقلا عن العيّاشيّ، و يؤيده ما في البحار ج 24 ص 219 ح 14 عن غيبة النعمانيّ، «راجع معجم رجال الحديث ج 3 ص 290».
3- آل عمران 3: 200.
4- آل عمران 3: 200.
5- آل عمران 3: 200.
6- كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص 79.
7- كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص 79.
8- أثبتناه من المصدر.

ص: 39

يَنْزِلُ الرُّومُ الرُّمَيْلَةَ(1) وَ التُّرْكُ الْجَزِيرَةَ(2) وَ يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنْ دِمَشْقَ

13 بَابُ اسْتِحْبَابِ مُتَارَكَةِ التُّرْكِ وَ الْحَبَشَةِ مَا دَامَ يُمْكِنُ التَّرْكُ

(3)

12378-(4) الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ مَوْلَى أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ التُّرْكُ خَيْرٌ أَمْ هَؤُلَاءِ فَقَالَ إِذَا صِرْتُمْ إِلَى التُّرْكِ يُخَلُّونَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ دِينِكُمْ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ هَؤُلَاءِ يُخَلُّونَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ دِينِكُمْ قَالَ قُلْتُ لَا بَلْ يَجْهَدُونَ عَلَى قَتْلِنَا قَالَ فَإِنْ غَزَوْهُمْ أُولَئِكَ فَاغْزُوهُمْ مَعَهُمْ أَوْ أَعِينُوهُمْ عَلَيْهِ(5) الشَّكُّ مِنْ(6) أَبِي الْحَسَنِ

14 بَابُ آدَابِ أُمَرَاءِ السَّرَايَا وَ أَصْحَابِهِمْ

(7)

12379-(8) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ إِذَا بَعَثَ جَيْشاً أَوْ سَرِيَّةً أَوْصَى صَاحِبَهَا بِتَقْوَى اللَّهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً وَ قَالَ اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ لَا تَقْتُلُوا وَلِيداً وَ لَا شَيْخاً كَبِيراً وَ لَا امْرَأَةً يَعْنِي إِنْ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَ لَا


1- الظاهر «الرملة» و هي مدينة عظيمة بفلسطين لعلها هي المقصودة (معجم البلدان ج 3 ص 69).
2- الجزيرة: عدّة أماكن، منها جزيرة «أقور» و هي بين دجلة و الفرات تحت الموصل، و جزيرة ابن عمر فوق الموصل، و لعلّ المراد إحداهما (انظر معجم البلدان ج 2 ص 134 و 139).
3- الباب 13
4- الاختصاص ص 261.
5- في المصدر: عليهم.
6- سقطت كلمة «مولى» لأنّ الشك لا يحصل من الإمام.
7- الباب 14
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 369.

ص: 40

تُمَثِّلُوا وَ لَا تَغُلُّوا وَ لَا تَغْدِرُوا

12380-(1) نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ(2) عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: إِنَّ عَلِيّاً ع قَالَ فِي صِفِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُبْرَمُ مَا نَقَضَ إِلَى أَنْ قَالَ أَلَا إِنَّكُمْ لَآتُو(3) الْعَدُوِّ غَداً فَأَطِيلُوا اللَّيْلَةَ الْقِيَامَ وَ أَكْثِرُوا تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ وَ اسْأَلُوا اللَّهَ الصَّبْرَ وَ النَّصْرَ وَ الْقَوْهُمْ بِالْجِدِّ وَ الْحَزْمِ وَ كُونُوا صَادِقِينَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَ وَثَبَ النَّاسُ إِلَى سُيُوفِهِمْ وَ رِمَاحِهِمْ وَ نِبَالِهِمْ يُصْلِحُونَهَا

12381-(4) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ،: كِتَابٌ كَتَبَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ حِينَ أَنْفَذَهُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ إِلَى صِفِّينَ اعْلَمْ أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ وَ عُيُونَ الْمُقَدِّمَةِ طَلَائِعُهُمْ فَإِذَا أَنْتَ خَرَجْتَ مِنْ بِلَادِكَ وَ دَنَوْتَ مِنْ عَدُوِّكَ فَلَا تَسْأَمْ مِنْ تَوْجِيهِ الطَّلَائِعِ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ وَ فِي بَعْضِ الشِّعَابِ وَ الشَّجَرِ وَ الْخَمَرِ(5) وَ فِي كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَا يُغِيرَكُمْ عَدُوُّكُمْ وَ يَكُونَ لَكُمْ كَمِينٌ وَ لَا تُسَيِّرِ الْكَتَائِبَ وَ القَبَائِلَ مِنْ لَدُنِ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ إِلَّا تَعْبِيَةً(6) فَإِنْ دَهَمَكُمْ أَمْرٌ أَوْ غَشِيَكُمْ مَكْرُوهٌ كُنْتُمْ قَدْ تَقَدَّمْتُمْ فِي التَّعْبِيَةِ وَ إِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ نَزَلَ بِكُمْ فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي أَقْبَالِ الْأَشْرَافِ(7) أَوْ فِي سِفَاحِ الْجِبَالِ أَوْ أَثْنَاءِ الْأَنْهَارِ كَيْ مَا تَكُونَ لَكُمْ رِدْءً


1- وقعة صفّين ص 225.
2- كان في الحجرية «مالك بن أعنق» و ما أثبتناه من المصدر (انظر لسان الميزان ج 5 ص 3).
3- في المصدر: لاقوا.
4- تحف العقول ص 130.
5- الخمر: ما واراك من جبل أو شجر (مجمع البحرين ج 3 ص 293).
6- تعبية: عبّيت الجيش: رتبتهم في مواضعهم و هيأتهم للحرب (مجمع البحرين ج 1 ص 281).
7- الأشراف: جمع شرف و هو المرتفع من الأرض من تل و نحوه (لسان العرب ج 9 ص 170).

ص: 41

وَ دُونَكُمْ مَرَدّاً وَ لْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ وَ اثْنَيْنِ وَ اجْعَلُوا رُقَبَاءَكُمْ فِي صَيَاصِي(1)الترسة: جمع ترس، و هو من أدوات الحرب التي كانوا يحتمون بها من ضربات السيوف (مجمع البحرين ج 4 ص 56).

(2) الْجِبَالِ وَ بِأَعْلَى الْأَشْرَافِ وَ بِمَنَاكِبِ الْأَنْهَارِ يُرِيئُونَ لَكُمْ لِئَلَّا يَأْتِيَكُمْ عَدُوُّكُمْ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ وَ إِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَمِيعاً وَ إِذَا رَحَلْتُمْ فَارْحَلُوا جَمِيعاً وَ إِذَا غَشِيَكُمُ اللَّيْلُ فَنَزَلْتُمْ فَحُفُّوا عَسْكَرَكُمْ بِالرِّمَاحِ وَ التِّرَسَةِ(3) وَ اجْعَلُوا رُمَاتَكُمْ يَلُونَ تِرَسَتَكُمْ كَيْلَا تُصَابَ لَكُمْ غِرَّةٌ وَ لَا تُلْقَى لَكُمْ غَفْلَةٌ وَ احْرُسْ عَسْكَرَكَ بِنَفْسِكَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَرْقُدَ أَوْ تُصْبِحَ إِلَّا غِرَاراً(4) أَوْ مَضْمَضَةً(5) ثُمَّ لْيَكُنْ ذَلِكَ شَأْنَكَ وَ دَأْبَكَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى عَدُوِّكَ وَ عَلَيْكَ بِالتَّأَنِّي فِي حِزْبِكَ(6) وَ إِيَّاكَ وَ الْعَجَلَةَ إِلَّا أَنْ تُمْكِنَكَ فُرْصَةٌ وَ إِيَّاكَ أَنْ تُقَاتِلَ إِلَّا أَنْ يَبْدَءُوكَ أَوْ يَأْتِيَكَ أَمْرِي وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ

15 بَابُ حُكْمِ الْمُحَارَبَةِ بِإِلْقَاءِ السَّمِّ وَ النَّارِ وَ إِرْسَالِ الْمَاءِ وَ رَمْيِ الْمَنْجَنِيقِ وَ حُكْمِ مَنْ يُقْتَلُ بِذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(7)

12382-@ (8) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَهَى أَنْ يُلْقَى السَّمُّ فِي بِلَادِ الْمُشْرِكِينَ


1- الصياصي: الحصون (لسان العرب ج 7 ص 5
2- صيص).
3- الترسة: جمع ترس، و هو من أدوات الحرب التي كانوا يحتمون بها من ضربات السيوف (مجمع البحرين ج 4 ص 56).
4- الغرار: النوم القليل، و قيل: هو القليل من النوم و غيره (لسان العرب ج 5 ص 17 (غرر)).
5- مضمضة: في حديث علي (عليه السلام) «و لا تذوقوا النوم إلّا غرارا أو مضمضة» كما جعل للنوم ذوقا أمرهم أن لا ينالوا منه إلّا بألسنتهم و لا يسيغوه فشبهه بالمضمضة بالماء و القائه من الفم من غير ابتلاع (لسان العرب ج 7 ص 234).
6- في المصدر: حربك.
7- الباب 15
8- الجعفريات ص 80.

ص: 42

12383-@ (1) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: يُقْتَلُ الْمُشْرِكُونَ بِكُلِّ مَا أَمْكَنَ قَتْلُهُمْ بِهِ مِنْ حَدِيدٍ أَوْ حِجَارَةٍ أَوْ مَاءٍ أَوْ نَارٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ فَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ وَ قَالَ ع إِنْ كَانَ مَعَهُمْ فِي الْحِصْنِ قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَوْقِفُوهُمْ مَعَهُمْ وَ لَا يَتَعَمَّدْهُمْ(2) بِالرَّمْيِ وَ ارْمُوا الْمُشْرِكِينَ وَ أَنْذِرُوا الْمُسْلِمِينَ(3) إِنْ كَانُوا أُقِيمُوا مُكْرَهِينَ وَ نَكِّبُوا عَنْهُمْ مَا قَدَرْتُمْ فَإِنْ أَصَبْتُمْ مِنْهُمْ أَحَداً فَفِيهِ الدِّيَةُ

16 بَابُ كَرَاهَةِ تَبْيِيتِ الْعَدُوِّ وَ اسْتِحْبَابِ الشُّرُوعِ فِي الْقِتَالِ عِنْدَ الزَّوَالِ

(4)

12384-@ (5) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَبْدَأَ بِالْقِتَالِ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَ بَعْدَ أَنْ يُصَلِّيَ الظُّهْرَ

17 بَابُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقْتَلَ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ الْمَرْأَةُ وَ لَا الْمُقْعَدُ وَ لَا الْأَعْمَى وَ لَا الشَّيْخُ الْفَانِي وَ لَا الْمَجْنُونُ وَ لَا الْوِلْدَانُ إِلَّا أَنْ يُقَاتِلُوا وَ لَا تُؤْخَذُ مِنْهُمُ الْجِزْيَةُ

(6)

12385-@ (7) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَا تَقْتُلُوا فِي الْحَرْبِ إِلَّا مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 376.
2- في المصدر: فلا تتعمّدوا إليهم.
3- و فيه زيادة: ليتّقوا.
4- الباب 16
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 371.
6- الباب 17
7- الجعفريات ص 79.

ص: 43

الْمَوَاسِي:

وَ تَقَدَّمَ عَنِ الدَّعَائِمِ، قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي وَصِيَّتِهِ: وَ لَا تَقْتُلُوا وَلِيداً وَ لَا شَيْخاً كَبِيراً وَ لَا امْرَأَةً(1)

12386-@ (2) عَوَالِي اللآَّلِي، وَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْضَةَ بِقَتْلِ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبْيِ ذَرَارِيِّهِمْ وَ أَمَرَ بِكَشْفِ مُؤْتَزَرِهِمْ فَمَنْ أَنْبَتَ فَهُوَ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ وَ مَنْ لَمْ يُنْبِتْ فَهُوَ مِنَ الذَّرَارِيِّ وَ صَوَّبَهُ النَّبِيُّ ص

18 بَابُ جَوَازِ إِعْطَاءِ الْأَمَانِ وَ وُجُوبِ الْوَفَاءِ وَ إِنْ كَانَ الْمُعْطِي لَهُ مِنْ أَدْنَى الْمُسْلِمِينَ وَ لَوْ عَبْداً وَ كَذَا مَنْ دَخَلَ بِشُبْهَةِ الْأَمَانِ

(3)

12387-@ (4) نَهْجُ الْبَلَاغَةِ،: فِي عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لِلْأَشْتَرِ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوٌّ(5) لِلَّهِ فِيهِ رِضًى فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ وَ لَكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ اتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ وَ إِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَدُوِّكَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً دُونَ مَا أَعْطَيْتَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ شَيْ ءٌ النَّاسُ عَلَيْهِ أَشَدُّ اجْتِمَاعاً مَعَ تَفْرِيقِ أَهْوَائِهِمْ وَ تَشْتِيتِ آرَائِهِمْ مِنْ تَعْظِيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ وَ قَدْ لَزِمَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا اسْتَوْبَلُوا(6) عَنْ(7) عَوَاقِبِ الْغَدْرِ-


1- تقدم في(1) الباب 14 الحديث 1 عن الدعائم ج 1 ص 369.
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 221 ح 97.
3- الباب 18
4- نهج البلاغة ج 3 ص 117 ح 53.
5- في المصدر: عدوّك.
6- استوبلوا المدينة، أي استوخموها و لم توافق ابدانهم .. و الوبيل: الذي لا يستمرأ (لسان العرب ج 11 ص 720).
7- في المصدر: من.

ص: 44

فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ وَ لَا تَخِيسَنَّ(1) بِعَهْدِكَ وَ لَا تَخْتِلَنَّ عَدُوَّكَ فَإِنَّهُ لَا يَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا جَاهِلٌ شَقِيٌّ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ وَ حَرِيماً يَسْكُنُونَ إِلَى مَنَعَتِهِ وَ يَسْتَفِيضُونَ إِلَى جِوَارِهِ فَلَا إِدْغَالَ(2) وَ لَا مُدَالَسَةَ وَ لَا خِدَاعَ فِيهِ وَ لَا تَعْقِدْ عَقْداً يَجُوزُ فِيهِ الْعِلَلُ وَ لَا تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ قَوْلٍ بَعْدَ التَّأْكِيدِ وَ التَّوْثِقَةِ وَ لَا يَدْعُوكَ ضِيقُ أَمْرٍ لَزِمَكَ فِيهِ عَهْدُ اللَّهِ إِلَى [طَلَبِ](3) انْفِسَاخِهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ فَإِنَّ صَبْرَكَ عَلَى ضِيقِ [أَمْرٍ](4) تَرْجُو انْفِرَاجَهُ وَ فَضْلَ عَاقِبَتِهِ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَهُ وَ أَنْ تُحِيطَ بِكَ (فِيهِ مِنَ اللَّهِ طِلْبَتُهُ لَا تَسْتَقْبِلُ)(5) فِيهَا دُنْيَاكَ وَ لَا آخِرَتَكَ: وَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ(6)، وَ فِيهِ: لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ فِيهِ رِضًى فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ وَ لَكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ مُقَارَبَةِ عَدُوِّكَ فِي طَلَبِ الصُّلْحِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ تَحْصِينِ(7) كُلِّ مَخُوفٍ تُؤْتَى مِنْهُ وَ بِاللَّهِ الثِّقَةُ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ وَ إِنْ لَجَّتْ(8) بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَدُوِّكَ قَضِيَّةٌ عَقَدْتَ لَهُ بِهَا صُلْحاً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً إِلَى آخِرِهِ

12388-@ (9) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص عَهِدَ إِلَيْهِ عَهْداً وَ كَانَ مِمَّا عَهِدَ فِيهِ وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً


1- خاس فلان بوعده، يخيس إذا أخلف و خاس بعهده إذا غدر و نكت (لسان العرب ج 6 ص 75).
2- إدغال: في الحديث: اتخذوا دين اللّه دغلا أي يخدعون الناس، و أصل الدغل، الشجر الملتف الذي يكمن أهل الفساد به (لسان العرب ج 11 ص 245).
3- أثبتناه من المصدر.
4- أثبتناه من المصدر.
5- ما بين القوسين في المصدر: من اللّه فيه طلبة فلا تستقيل.
6- تحف العقول ص 97.
7- و فيه: تحصن.
8- لجت: قد القضية بيني و بينك: أي وجبت (لسان العرب ج 2 ص 355).
9- دعائم الإسلام ج 1 ص 367.

ص: 45

دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِلْجُنُودِ وَ رَخَاءً لِلْهُمُومِ وَ أَمْناً لِلْبِلَادِ فَإِنْ أَمْكَنَتْكَ الْقُدْرَةُ وَ الْفُرْصَةُ مِنْ عَدُوِّكَ فَانْبِذْ عَهْدَهُ إِلَيْهِ وَ اسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَلَيْهِ وَ كُنْ أَشَدَّ مَا تَكُونُ لِعَدُوِّكَ حَذَراً عِنْدَ مَا يَدْعُوكَ إِلَى الصُّلْحِ فَإِنَّ ذَلِكَ رُبَّمَا يَكُونُ مَكْراً وَ خَدِيعَةً وَ إِذَا عَاهَدْتَ فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ وَ الصِّدْقِ إلخ(1)

12389-@ (2)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ص أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ

12390-@(3)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَ بَلَّغَهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَ لَيْسَ بِفَقِيهٍ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ- [وَ قَالَ](4) ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ وَ الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ فَإِذَا أَمَّنَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَداً مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَمْ يَجِبْ أَنْ تُخْفَرَ ذِمَّتُهُ(5)

12391-@ (6)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَوْمَأَ أَحَدٌ مِنَ


1- ورد في هامش الحجرية ما لفظه «نسب في الدعائم عهده (عليه السلام) إلى الأشتر، إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أنّه عهد إليه- علي (عليه السلام)- و فرقه على أبواب مخصوصة» (منه قده). علما أن عهد الإمام (عليه السلام) إلى مالك الأشتر الموجود في نهج البلاغة يختلف عن العهد المذكور في الدعائم مع تشابه في بعض الفقرات.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 378.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 378.
4- أثبتناه من المصدر.
5- ورد في هامش الحجرية ما نصه: قوله: «لم يجب أن تخفر ذمته» هكذا كان الأصل و لعلّ الصحيح يجب أن لا يخفر، كما يظهر بالتأمل.
6- دعائم الإسلام ج 1 ص 378.

ص: 46

الْمُسْلِمِينَ أَوْ أَشَارَ بِالْأَمَانِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَنَزَلَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ فِي أَمَانٍ

12392-@ (1)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْأَمَانُ جَائِزٌ بِأَيِّ لِسَانٍ كَانَ

12393-@ (2) ابْنُ الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْجِعَابِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَمِّ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: أَوْفُوا بِعَهْدِ مَنْ عَاهَدْتُمْ

12394-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: إِذَا أَوْمَأَ(4) أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ(5) فَهُوَ أَمَانٌ:

وَ رَوَاهُ السَّيِّدُ فَضْلُ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيُّ فِي نَوَادِرِهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع: مِثْلَهُ(6)

12395-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَيْسَ لِلْعَبْدِ مِنَ الْغَنِيمَةِ شَيْ ءٌ إِلَّا مِنْ خُرْثِيِّ(8) الْمَتَاعِ وَ أَمَانُهُ جَائِزٌ وَ أَمَانُ المَرْأَةِ إِذَا هِيَ أَعْطَتِ الْقَوْمَ الْأَمَانَ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 378.
2- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 211.
3- الجعفريات ص 81.
4- في المصدر: رمى.
5- في المصدر زيادة: بحبل.
6- نوادر الراونديّ ص 32.
7- الجعفريات ص 81.
8- في الطبعة الحجرية «تجفى»، و في المصدر «يخفى»، و الظاهر ما أثبتناه هو الصواب، و قد وردت الكلمة في الحديث 6 من(1) الباب 39، و الخرثيّ: متاع البيت أو ردي ء المتاع «النهاية ج 2 ص 19».

ص: 47

19 بَابُ تَحْرِيمِ الْغَدْرِ وَ الْقِتَالِ مَعَ الْغَادِرِ

(1)

12396-@ (2) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لَهُ فِيمَا عَهِدَ إِلَيْهِ وَ إِيَّاكَ وَ الْغَدْرَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ الْإِخْفَارَ لِذِمَّتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمَاناً أَمْضَاهُ بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ وَ الصَّبْرُ عَلَى ضِيقٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ (أَوْزَارَهُ وَ تَبِعَاتِهِ)(3) وَ سُوءَ عَاقِبَتِهِ

12397-@ (4) نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: الْوَفَاءُ تَوْأَمُ الصِّدْقِ وَ لَا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْفَى مِنْهُ وَ مَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ الْحِيلَةِ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَ دُونَهُ مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ: وَ قَالَ ع(5): الْوَفَاءُ لِأَهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ الْغَدْرُ بِأَهْلِ(6) الْغَدْرِ وَفَاءٌ عِنْدَ اللَّهِ

12398-@ (7) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَاتِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ


1- الباب 19
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 368.
3- في المصدر: تبعة نقمته.
4- نهج البلاغة ج 1 ص 88 رقم 40.
5- نهج البلاغة ج 3 ص 210 رقم 259.
6- في الحجرية: لأهل، و ما أثبتناه من المصدر.
7- الخصال ج 1 ص 254 ح 129.

ص: 48

عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ إِلَى أَنْ قَالَ وَ إِذَا عَاهَدَ غَدَرَ

12399-@ (1) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: أَسْرَعُ الْأَشْيَاءِ عُقُوبَةً رَجُلٌ عَاهَدْتَهُ عَلَى أَمْرٍ وَ كَانَ مِنْ نِيَّتِكَ الْوَفَاءُ (بِهِ وَ مِنْ)(2) نِيَّتِهِ الْغَدْرُ بِكَ

20 بَابُ أَنَّهُ يَحْرُمُ أَنْ يُقَاتَلَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ مَنْ يَرَى لَهَا حُرْمَةً وَ يَجُوزُ أَنْ يُقَاتَلَ مَنْ لَا يَرَى لَهَا حُرْمَةً

(3)

12400-@(4) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُشْرِكِينَ أَ يَبْتَدِئُ بِهِمُ الْمُسْلِمُونَ بِالْقِتَالِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ فَقَالَ إِذَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ ابْتَدَءُوهُمْ بِاسْتِحْلَالِهِمْ وَ رَأَى الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُمْ يَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ فِيهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ(5)

12401-@ (6) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ،" الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ رَجَبٌ مُفْرَدٌ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ وَ مُحَرَّمٌ مُتَّصِلَةٌ حَرَّمَ اللَّهُ فِيهَا الْقِتَالَ وَ يُضَاعَفُ فِيهَا الذُّنُوبُ وَ كَذَلِكَ الْحَسَنَاتُ

12402-@ (7)، وَ قَالَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ(8) الْآيَةَ فَإِنَّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الْمَدِينَةِ بَعَثَ السَّرَايَا إِلَى الطُّرُقَاتِ الَّتِي تَدْخُلُ مَكَّةَ تَتَعَرَّضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ-


1- الغرر ج 1 ص 195 ح 351.
2- في المصدر: له و في.
3- الباب 20
4- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 86 ح 215.
5- البقرة 2: 194.
6- تفسير القمّيّ ج 1 ص 67.
7- تفسير القمّيّ ج 1 ص 71.
8- البقرة 2: 217.

ص: 49

حَتَّى بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى نَخْلَةٍ وَ هِيَ بُسْتَانُ بَنِي عَامِرٍ لِيَأْخُذُوا عِيرَ قُرَيْشٍ [حِينَ](1) أَقْبَلَتْ مِنَ الطَّائِفِ عَلَيْهَا الزَّبِيبُ وَ الْأُدُمُ وَ الطَّعَامُ فَوَافَوْهَا وَ قَدْ نَزَلَتْ الْعِيرُ وَ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى أَنْ قَالَ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَ قَتَلَ ابْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَ أَفْلَتَ أَصْحَابَهُ وَ أَخَذُوا الْعِيرَ بِمَا فِيهَا وَ سَاقُوهَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فَعَزَلُوا الْعِيرَ وَ مَا كَانَ عَلَيْهَا لَمْ يَنَالُوا مِنْهَا شَيْئاً فَكَتَبَتْ قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّكَ اسْتَحْلَلْتَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَ سَفَكْتَ فِيهِ الدَّمَ وَ أَخَذْتَ الْمَالَ وَ كَثُرَ الْقَوْلُ فِي هَذَا وَ جَاءَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ يَحِلُّ الْقَتْلُ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ(2) الْآيَةَ قَالَ الْقِتَالُ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ عَظِيمٌ الْخَبَرَ

21 بَابُ حُكْمِ الْأُسَارَى فِي الْقَتْلِ وَ مَنْ عَجَزَ مِنْهُمْ عَنِ الْمَشْيِ

(3)

12403-@ (4) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ بَدْرٍ أُسَارَى وَ أَخَذَ الْفِدَاءَ مِنْهُمْ فَالْإِمَامُ مُخَيَّرٌ إِذَا أَظْفَرَهُ اللَّهُ بِالْمُشْرِكِينَ بَيْنَ(5) أَنْ يَقْتُلَ الْمُقَاتِلَةَ أَوْ يَأْسِرَهُمْ وَ يَجْعَلَهُمْ فِي الْغَنَائِمِ وَ يَضْرِبَ عَلَيْهِمُ السِّهَامَ وَ مَنْ رَأَى الْمَنَّ عَلَيْهِ مِنْهُمْ مَنَّ عَلَيْهِ وَ مَنْ رَأَى أَنْ يُفَادِيَ بِهِ فَادَى بِهِ إِذَا رَأَى فِيمَا يَفْعَلُهُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ الصَّلَاحَ لِلْمُسْلِمِينَ


1- أثبتناه من المصدر.
2- البقرة 2: 217.
3- الباب 21
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 377.
5- في الطبعة الحجرية «من»، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 50

12404-@ (1)، وَ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُ أُتِيَ بِأَسِيرٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ لَا تَقْتُلْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ أَ فِيكَ خَيْرٌ أَ تُبَايِعُ قَالَ نَعَمْ قَالَ لِلَّذِي جَاءَ بِهِ لَكَ سِلَاحُهُ وَ خَلِّ سَبِيلَهُ وَ أَتَاهُ عَمَّارٌ بِأَسِيرٍ فَقَتَلَهُ

12405-@ (2)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ بَدْرٍ مَنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوهُ(3) مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَا تَقْتُلُوهُ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا أُخْرِجُوا كَرْهاً

12406-@ (4) نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ (عَنْ نُمَيْرِ بْنِ وَعْلَةَ)(5) عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا أَسَرَ عَلِيٌّ ع الْأَسْرَى يَوْمَ صِفِّينَ فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ أَتَوْا مُعَاوِيَةَ وَ قَدْ كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ لِأَسْرَى أَسَرَهُمْ مُعَاوِيَةُ اقْتُلْهُمْ فَمَا شَعَرُوا إِلَّا بِأَسْرَاهُمْ قَدْ خَلَّى سَبِيلَهُمْ عَلِيٌّ ع فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا عَمْرُو لَوْ أَطَعْنَاكَ فِي هَؤُلَاءِ الْأَسْرَى لَوَقَعْنَا فِي قَبِيحٍ مِنَ الْأَمْرِ أَ لَا تَرَى قَدْ خَلَّى سَبِيلَ أَسْرَانَا فَأَمَرَ بِتَخْلِيَةِ مَنْ فِي يَدَيْهِ مِنْ أَسْرَى عَلِيٍّ ع وَ قَدْ كَانَ عَلِيٌّ ع إِذَا أَخَذَ أَسِيراً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ خَلَّى سَبِيلَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَداً فَيَقْتُلَهُ بِهِ فَإِذَا خَلَّى سَبِيلَهُ فَإِنْ عَادَ الثَّانِيَةَ قَتَلَهُ وَ لَمْ يُخَلِّ سَبِيلَهُ الْخَبَرَ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 393.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 393.
3- في الطبعة الحجرية «تأسروا»، و ما أثبتناه من المصدر.
4- وقعة صفّين ص 518.
5- في الطبعة الحجرية «غير بن علة»، و ما أثبتناه من المصدر، و قد جاء في هامشه:

ص: 51

22 بَابُ أَنَّ مَنْ كَانَ لَهُ فِئَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَجَبَ أَنْ يُتْبَعَ مُدْبِرُهُمْ وَ يُجْهَزَ عَلَى جَرِيحِهِمْ وَ يُقْتَلَ أَسِيرُهُمْ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِئَةٌ لَمْ يُفْعَلْ ذَلِكَ بِهِمْ

(1)

12407-@ (2) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ،: وَ إِذَا انْهَزَمَ أَهْلُ الْبَغْيِ وَ كَانَتْ لَهُمْ فِئَةٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهَا طُلِبُوا وَ أُجْهِزَ عَلَى جَرْحَاهُمْ وَ أُتْبِعُوا وَ قُتِلُوا مَا أَمْكَنَ إِتْبَاعُهُمْ وَ قَتْلُهُمْ وَ كَذَلِكَ سَارَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي أَصْحَابِ صِفِّينَ لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ وَرَاءَهُمْ وَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِئَةٌ لَمْ (يُطْلَبُوا)(3) وَ لَمْ يُجْهَزْ عَلَى جَرْحَاهُمْ لِأَنَّهُمْ إِذَا وَلَّوْا تَفَرَّقُوا وَ كَذَلِكَ رُوِّينَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ سَارَ فِي أَهْلِ الْجَمَلِ لَمَّا قُتِلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ قُبِضَ عَلَى عَائِشَةَ وَ انْهَزَمَ أَصْحَابُ الْجَمَلِ نَادَى مُنَادِيهِ لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ثُمَّ دَعَا بِبَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص الشَّهْبَاءِ فَرَكِبَهَا ثُمَّ قَالَ تَعَالَ يَا فُلَانُ وَ تَعَالَ يَا فُلَانُ حَتَّى جَمَعَ(4) إِلَيْهِ زُهَاءُ سِتِّينَ شَيْخاً كُلُّهُمْ مِنْ هَمْدَانَ قَدْ شَكُّوا(5) الْأَتْرِسَةَ وَ تَقَلَّدُوا السُّيُوفَ وَ لَبِسُوا الْمَغَافِرَ فَسَارَ وَ هُمْ حَوْلَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَارٍ عَظِيمَةٍ فَاسْتَفْتَحَ فَفُتِحَ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِنِسَاءٍ يَبْكِينَ بِفِنَاءِ الدَّارِ فَلَمَّا نَظَرْنَ إِلَيْهِ صِحْنَ صَيْحَةً وَاحِدَةً وَ قُلْنَ هَذَا قَاتِلُ الْأَحِبَّةِ فَلَمْ يَقُلْ لَهُنَّ شَيْئاً وَ سَأَلَ عَنْ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَفُتِحَ لَهُ بَابُهَا وَ دَخَلَ وَ سُمِعَ مِنْهُمَا كَلَامٌ شَبِيهٌ بِالْمَعَاذِيرِ لَا وَ اللَّهِ وَ بَلَى وَ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّهُ ع خَرَجَ فَنَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ(6) فَقَالَ لَهَا-


1- الباب 22
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 394.
3- في المصدر: يتبعوا بالقتل.
4- و فيه: اجتمع.
5- و فيه: تنكبوا.
6- في المصدر زيادة: طوالة أدماء تمشي في الدار.

ص: 52

إِلَيَّ يَا صَفِيَّةُ (فَأَتَتْهُ مُسْرِعَةً)(1) فَقَالَ أَ لَا تُبْعِدِينَ هَؤُلَاءِ (الْكُلَيْبَاتِ)(2) يَزْعُمْنَ أَنِّي قَاتِلُ الْأَحِبَّةِ لَوْ كُنْتُ قَاتِلَ الْأَحِبَّةِ لَقَتَلْتُ مَنْ فِي هَذِهِ الْحُجْرَةِ وَ مَنْ فِي هَذِهِ وَ مَنْ فِي هَذِهِ وَ أَوْمَأَ ع بِيَدِهِ إِلَى ثَلَاثِ حُجَرٍ (فَذَهَبَتْ إِلَيْهِنَّ)(3) فَمَا بَقِيَتْ فِي الدَّارِ صَائِحَةٌ إِلَّا سَكَتَتْ وَ لَا قَائِمَةٌ إِلَّا قَعَدَتْ قَالَ الْأَصْبَغُ وَ هُوَ صَاحِبُ الْحَدِيثِ وَ كَانَ فِي إِحْدَى الْحُجُرَاتِ عَائِشَةُ وَ مَنْ مَعَهَا مِنْ خَاصَّتِهَا وَ فِي الْأُخْرَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَ شَبَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَ فِي الْأُخْرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَ أَهْلُهُ فَقِيلَ لِلْأَصْبَغِ فَهَلَّا بَسَطْتُمْ أَيْدِيَكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ(4) أَ لَيْسَ هَؤُلَاءِ كَانُوا أَصْحَابَ الْقَرْحَةِ فَلِمَ اسْتَبْقَيْتُمُوهُمْ قَالَ(5) قَدْ ضَرَبْنَا بِأَيْدِينَا إِلَى قَوَائِمِ سُيُوفِنَا وَ حَدَّدْنَا أَبْصَارَنَا نَحْوَهُ لِكَيْ يَأْمُرَنَا فِيهِمْ بِأَمْرٍ فَمَا فَعَلَ وَ وَاسَعَهُمْ عَفْواً

12408-@ (6) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي كِتَابِ الْكَافِئَةِ فِي إِبْطَالِ تَوْبَةِ الْخَاطِئَةِ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: وَرَدَ كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع مَعَ عُمَرَ بْنِ سَلَمَةَ الْأَرْحَبِيِّ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ فَكَبَّرَ النَّاسُ تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا عَامَّةُ النَّاسِ وَ اجْتَمَعُوا لَهَا فِي الْمَسْجِدِ وَ نُودِيَ الصَّلَاةَ جَمْعاً فَلَمْ يَتَخَلَّفْ أَحَدٌ وَ قُرِئَ الْكِتَابُ فَكَانَ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ وَ مَنْ قِبَلَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا لَقِينَا الْقَوْمَ النَّاكِثِينَ إِلَى أَنْ قَالَ ع فَلَمَّا هَزَمَهُمُ اللَّهُ أَمَرْتُ أَنْ لَا يُتْبَعَ مُدْبِرٌ وَ لَا يُجَازَ(7) عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا يُكْشَفَ عَوْرَةٌ وَ لَا يُهْتَكَ سِتْرٌ وَ لَا يُدْخَلَ دَارٌ إِلَّا


1- في المصدر: قالت: لبيك يا أمير المؤمنين.
2- و فيه: الكلبات عني.
3- ليس في المصدر.
4- في المصدر زيادة: فقتلتموهم.
5- و فيه: قال الأصبغ.
6- الكافئة في أبطال توبة الخاطئة:
7- أجاز عليه: قتله و نفذ فيه أمره (لسان العرب ج 5 ص 327).

ص: 53

بِإِذْنٍ وَ آمَنْتُ النَّاسَ الْخَبَرَ

12409-@ (1) وَ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ فِي حَدِيثٍ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ وَ بَرَزَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِلَى أَنْ قَالَ فَوَلَّى النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ فَنَادَى مُنَادِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لَا تُجِيزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ

12410-@ (2)، وَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِيِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْتَوْرِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُيَسِّرٍ(3) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَزِينٍ(4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَطَاءٍ مَوْلَى مُزَيْنَةَ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: كَانَ اللِّوَاءُ مَعِي يَوْمَ الْجَمَلِ إِلَى أَنْ قَالَ ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَى لَا يُدَفَّفْ(5) عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا يُتْبَعُ مُدْبِرٌ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ

12411-@ (6) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُعْمَانِيُّ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَاذَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُلَيْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: لَمَّا الْتَقَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ نَشَرَ الرَّايَةَ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَتَزَلْزَلَتْ أَقْدَامُهُمْ فَمَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ حَتَّى قَالُوا آمِنَّا يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لَا تَقْتُلُوا الْأُسَرَاءَ وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَى(7) جَرِيحٍ-


1- أمالي المفيد ص 58.
2- أمالي المفيد ص 24.
3- في المصدر: منير.
4- و فيه: وزير.
5- ادفف على الجريح: أجهز عليه و أتمم قتله (لسان العرب ج 9 ص 105).
6- غيبة النعمانيّ ص 307.
7- ليس في المصدر.

ص: 54

وَ لَا تَتْبَعُوا مُوَلِّياً وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ

12412-@ (1)، وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ(2) الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ إِنَّ عَلِيّاً ع قَالَ: كَانَ لِي أَنْ أَقْتُلَ الْمُوَلِّيَ وَ أُجْهِزَ عَلَى الْجَرِيحِ وَ لَكِنْ تَرَكْتُ ذَلِكَ لِلْعَاقِبَةِ مِنْ أَصْحَابِي إِنْ خَرَجُوا(3) لَمْ يُقْتَلُوا وَ الْقَائِمُ ع [لَهُ](4) أَنْ يَقْتُلَ الْمَوَّلِيَ وَ يُجْهِزَ عَلَى الْجَرِيحِ

12413-@ (5) فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ كَثِيرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: لَمَّا هَزَمْنَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع حَتَّى أَسْنَدَ إِلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْبَصْرَةِ ثُمَّ ذَكَرَ دُخُولَهُ ع فِي دَارٍ كَانَتْ فِيهَا عَائِشَةُ وَ جَمَاعَةٌ مَجْرُوحُونَ إِلَى أَنْ قَالَ الرَّاوِي لِلْأَصْبَغِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الْقَرْحَةِ هَلَّا مِلْتُمْ عَلَيْهِمْ بِحَدِّ(6) السُّيُوفِ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَانَ أَعْلَمُ مِنْكَ وَسِعَهُمْ أَمَانُهُ إِنَّا لَمَّا هَزَمْنَا الْقَوْمَ نَادَى مُنَادِيَهُ لَا يُدَفَّفْ عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا يُتْبَعْ مُدْبِرٌ وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ سُنَّةٌ يُسْتَنُّ بِهَا بَعْدَ يَوْمِكُمْ هَذَا الْخَبَرَ


1- غيبة النعمانيّ ص 231.
2- في الطبعة الحجرية «الحسن» و ما أثبتناه من المصدر، كما تكرر كثيرا هذا السند في الغيبة ص 233 ح 18 و ص 236 ح 25 و ص 237 ح 26 و ص 241 ح 38 و ص 289 ح 6 و ص 115 ح 11 و ص 86 ح 17 و غيرها، انظر أيضا جامع الرواة ج 2 ص 157.
3- في المصدر: جرحوا.
4- أثبتناه من المصدر.
5- تفسير فرات الكوفيّ ص 29.
6- في المصدر: بهذه.

ص: 55

12414-@ (1) نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ نُمَيْرِ بْنِ وَعْلَةَ(2) عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ" لَمَّا أَسَرَ عَلِيٌّ ع أَسْرَى يَوْمَ صِفِّينَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ كَانَ لَا يُجِيزُ عَلَى الْجَرْحَى وَ لَا عَلَى مَنْ أَدْبَرَ بِصِفِّينَ لِمَكَانِ مُعَاوِيَةَ

12415-@ (3)، وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بِصِفِّينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْأَصْبَغُ بْنُ ضِرَارٍ وَ كَانَ يَكُونُ طَلِيعَةً وَ مَسْلَحَةً(4) فَنَدَبَ لَهُ عَلِيٌّ ع الْأَشْتَرَ فَأَخَذَهُ أَسِيراً مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقَاتِلَ وَ كَانَ عَلِيٌّ ع يَنْهَى عَنْ قَتْلِ الْأَسِيرِ الْكَافِّ فَجَاءَ بِهِ لَيْلًا وَ شَدَّ وَثَاقَهُ وَ أَلْقَاهُ مَعَ أَضْيَافِهِ يَنْتَظِرُ بِهِ الصَّبَاحَ وَ كَانَ الْأَصْبَغُ شَاعِراً مُفَوَّهاً (فَأَيْقَنَ بِالْقَتْلِ)(5) وَ نَامَ أَصْحَابُهُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ وَ أَسْمَعَ الْأَشْتَرَ أَبْيَاتاً يَذْكُرُ فِيهَا حَالَهُ وَ يَسْتَعْطِفُهُ فَغَدَا بِهِ الْأَشْتَرُ عَلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْمَسْلَحَةِ لَقِيتُهُ بِالْأَمْسِ وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ قَتْلَهُ الْحَقُّ قَتَلْتُهُ وَ قَدْ بَاتَ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ وَ حَرَّكَنَا فَإِنْ كَانَ فِيهِ الْقَتْلُ فَاقْتُلْهُ وَ إِنْ غَضِبْنَا فِيهِ وَ إِنْ كُنْتَ فِيهِ بِالْخِيَارِ فَهَبْهُ لَنَا قَالَ هُوَ لَكَ يَا مَالِكُ فَإِذَا أَصَبْتَ أَسِيرَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَلَا تَقْتُلْهُ فَإِنَّ أَسِيرَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ لَا يُفَادَى وَ لَا يُقْتَلُ فَرَجَعَ بِهِ الْأَشْتَرُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَ قَالَ لَكَ مَا أَخَذْنَا مِنْكَ(6) وَ لَيْسَ لَكَ عِنْدَنَا غَيْرُهُ

12416-@ (7) الْقَاضِي نُعْمَانُ الْمِصْرِيُّ صَاحِبُ الدَّعَائِمِ فِي شَرْحِ الْأَخْبَارِ، عَنْ سَلَّامٍ قَالَ" شَهِدْتُ يَوْمَ الْجَمَلِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ انْهَزَمَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ نَادَى


1- كتاب صفّين ص 518.
2- راجع ص 50 ح 4 هامش 1.
3- كتاب صفّين ص 466.
4- في المصدر زيادة: لمعاوية.
5- ما بين القوسين ليس في المصدر.
6- في الطبعة الحجرية «معك»، و ما أثبتناه من المصدر.
7- شرح الأخبار:

ص: 56

مُنَادِي عَلِيٍّ ع لَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً وَ لَا مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ فَإِنَّ الْقَوْمَ قَدْ وَلَّوْا وَ لَيْسَ لَهُمْ فِئَةٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهَا جَرَتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ فِي قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ

23 بَابُ حُكْمِ سَبْيِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ غَنَائِمِهِمْ

(1)

12417-@ (2) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ لَمَّا هَزَمَ أَهْلَ الْجَمَلِ جَمَعَ كُلَّ مَا أَصَابَهُ فِي عَسْكَرِهِمْ مِمَّا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْهِ فَخَمَّسَهُ وَ قَسَمَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ وَ مَضَى فَلَمَّا صَارَ إِلَى الْبَصْرَةِ قَالَ أَصْحَابُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْسِمْ بَيْنَنَا ذَرَارِيَّهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ قَالَ لَيْسَ لَكُمْ ذَلِكَ قَالُوا وَ كَيْفَ أَحْلَلْتَ لَنَا دِمَاءَهُمْ وَ لَمْ تُحْلِلْ لَنَا سَبْيَ ذَرَارِيِّهِمْ قَالَ حَارَبَنَا الرِّجَالُ فَقَتَلْنَاهُمْ فَأَمَّا النِّسَاءُ [وَ الذَّرَارِيُ](3) فَلَا سَبِيلَ لَنَا عَلَيْهِنَّ لِأَنَّهُنَّ مُسْلِمَاتٌ وَ فِي دَارِ هِجْرَةٍ فَلَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ سَبِيلٍ- (وَ مَا أَجْلَبُوا بِهِ)(4) وَ اسْتَعَانُوا بِهِ عَلَى حَرْبِكُمْ وَ ضَمَّهُ عَسْكَرُهُمْ وَ حَوَاهُ فَهُوَ لَكُمْ وَ مَا كَانَ فِي دُورِهِمْ فَهُوَ مِيرَاثٌ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ [لِذَرَارِيِّهِمْ](5) وَ عَلَى نِسَائِهِمُ الْعِدَّةُ وَ لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ وَ لَا عَلَى الذَّرَارِيِّ مِنْ سَبِيلٍ فَرَاجَعُوهُ فِي ذَلِكَ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ هَاتُوا سِهَامَكُمْ فَاضْرِبُوا عَلَى عَائِشَةَ أَيُّكُمْ يَأْخُذُهَا وَ هِيَ رَأْسُ الْأَمْرِ فَقَالُوا نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ قَالَ فَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فَسَكَتُوا وَ لَمْ يَتَعَرَّضْ(6) لِمَا كَانَ فِي دُورِهِمْ وَ [لَا](7) لِنِسَائِهِمْ وَ لَا لِذَرَارِيِّهِمْ

12418-@ (8)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: مَا أَجْلَبَ بِهِ أَهْلُ الْبَغْيِ مِنْ مَالٍ


1- باب 23
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 395.
3- أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: فأمّا ما اجلبوا عليكم به لذراريهم.
5- أثبتناه من المصدر.
6- و فيه: يعرض.
7- أثبتناه من المصدر.
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 396.

ص: 57

وَ سِلَاحٍ وَ كُرَاعٍ(1) وَ مَتَاعٍ وَ حَيَوَانٍ وَ عَبْدٍ وَ أَمَةٍ وَ قَلِيلٍ وَ كَثِيرٍ فَهُوَ فَيْ ءٌ يُخَمَّسُ وَ يُقْسَمُ كَمَا تُقْسَمُ غَنَائِمُ الْمُشْرِكِينَ

12419-@ (2)، وَ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُ سَأَلَهُ عَمَّارٌ حِينَ دَخَلَ الْبَصْرَةَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْ ءٍ تَسِيرُ فِي هَؤُلَاءِ قَالَ بِالْمَنِّ وَ الْعَفْوِ كَمَا سَارَ النَّبِيُّ ص فِي أَهْلِ مَكَّةَ

12420-@(3)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: سَارَ عَلِيٌّ ع بِالْمَنِّ وَ الْعَفْوِ فِي عَدُوِّهِ مِنْ أَجْلِ شِيعَتِهِ (لِأَنَّهُ)(4) كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ مِنْ بَعْدِهِ فَأَحَبَّ أَنْ يَقْتَدِيَ مَنْ جَاءَ مِنْ بَعْدِهِ بِهِ فَيَسِيرَ فِي شِيعَتِهِ بِسِيرَتِهِ وَ لَا يُجَاوِزَ فِعْلَهُ فَيَرَى النَّاسُ أَنَّهُ تَعَدَّى وَ ظَلَمَ

12421-@ (5) وَ فِي شَرْحِ الْأَخْبَارِ، لِصَاحِبِ الدَّعَائِمِ: عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ كَانَ فِيمَنْ أُسِرَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَ حُبِسَ مَعَ مَنْ حُبِسَ مِنَ الْأُسَارَى بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ كُنْتُ فِي سِجْنِ عَلِيٍّ ع بِالْبَصْرَةِ حَتَّى سَمِعْتُ الْمُنَادِيَ يُنَادِي أَيْنَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ فَاسْتَرْجَعْتُ وَ اسْتَرْجَعَ أَهْلُ السِّجْنِ وَ قَالُوا يَقْتُلُكَ فَأَخْرَجَنِي إِلَيْهِ فَلَمَّا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ لِي يَا مُوسَى قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ قُلْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ قُلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ لِمَنْ كَانَ مَعِي مِنْ رُسُلِهِ خَلُّوا عَنْهُ وَ قَالَ لِي اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ وَ مَا وَجَدْتَ لَكَ فِي عَسْكَرِنَا مِنْ سِلَاحٍ أَوْ كُرَاعٍ فَخُذْهُ وَ اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا تَسْتَقْبِلُهُ مِنْ أَمْرِكَ وَ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ فَشَكَرْتُ وَ انْصَرَفْتُ وَ كَانَ عَلِيٌّ ع قَدْ أَغْنَمَ


1- الكراع: السلاح، و قيل: هو اسم يجمع الخيل و السلاح (لسان العرب ج 8 ص 307).
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 394.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 394.
4- ليس في المصدر.
5- شرح الأخبار:

ص: 58

أَصْحَابَهُ مَا أَجْلَبَ بِهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ إِلَى قِتَالِهِ أَجْلَبُوا بِهِ يَعْنِي أَتَوْا بِهِ فِي عَسْكَرِهِمْ وَ لَمْ يَعْرِضْ لِشَيْ ءٍ غَيْرِ ذَلِكَ لِوَرَثَتِهِمْ وَ خَمَّسَ مَا أَغْنَمَهُ مِمَّا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْهِ فَجَرَتْ أَيْضاً بِذَلِكَ السُّنَّةُ

12422-@ (1)، وَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: لَمَّا انْتَهَى عَلِيٌّ ع إِلَى الْبَصْرَةِ خَرَجَ أَهْلُهَا إِلَى أَنْ قَالَ فَقَاتَلُوهُمْ وَ ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ وَ وَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ فَأَمَرَ عَلِيٌّ ع مُنَادِياً يُنَادِي لَا تَطْعَنُوا فِي غَيْرِ مُقْبِلٍ وَ لَا تَطْلُبُوا مُدْبِراً وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَا كَانَ بِالْعَسْكَرِ فَهُوَ لَكُمْ مَغْنَمٌ وَ مَا كَانَ فِي الدُّورِ فَهُوَ مِيرَاثٌ يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَامَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَيْنَ أَحْلَلْتَ لَنَا دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ وَ حَرَّمْتَ عَلَيْنَا نِسَاءَهُمْ فَقَالَ لِأَنَّ الْقَوْمَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَ كَانَ لَهُمْ وَلَاءٌ قَبْلَ الْفُرْقَةِ وَ كَانَ نِكَاحُهُمْ لِرِشْدَةٍ فَلَمْ يُرْضِهِمْ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِهِ ص فَقَالَ لَهُمْ هَذِهِ السِّيرَةُ فِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَأَنْكَرْتُمُوهَا فَانْظُرُوا أَيُّكُمْ يَأْخُذُ عَائِشَةَ فِي سَهْمِهِ فَرَضُوا بِمَا قَالَ فَاعْتَرَفُوا صَوَابَهُ وَ سَلَّمُوا الْأَمْرَ

12423-@ (2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي كِتَابِ الْكَافِئَةِ فِي إِبْطَالِ تَوْبَةِ الْخَاطِئَةِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ: أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ الرَّاسِبِيِّ لَمَّا قَالَ فِي شَأْنِ أَصْحَابِ الْجَمَلِ إِنَّهُمُ الْبَاغُونَ الظَّالِمُونَ الْكَافِرُونَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ أَبْطَلْتَ يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ لَيْسَ الْقَوْمُ كَمَا تَقُولُ لَوْ كَانُوا مُشْرِكِينَ سَبَيْنَا أَوْ غَنِمْنَا أَمْوَالَهُمْ وَ مَا نَاكَحْنَاهُمْ وَ لَا وَارَثْنَاهُمْ

12424-@ (3) كِتَابُ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ قَالَ: سَأَلَ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِّثْنِي


1- شرح الأخبار:
2- الكافئة:
3- كتاب درست بن أبي منصور ص 164.

ص: 59

عَنِ الْقَائِمِ ع إِذَا قَامَ يَسِيرُ بِخِلَافِ سِيرَةِ عَلِيٍّ ع قَالَ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ قَالَ فَأَعْظَمَ ذَلِكَ مُعَلًّى وَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ مِمَّ ذَاكَ قَالَ فَقَالَ لِأَنَّ عَلِيّاً ع سَارَ بِالنَّاسِ سِيرَةً وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّ عَدُوَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَى وَلِيِّهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ إِنَّ الْقَائِمَ ع إِذَا قَامَ لَيْسَ إِلَّا السَّيْفُ فَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ افْعَلُوا(1) فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَاكَ لَمْ تَحِلَّ مُنَاكَحَتُهُمْ وَ لَا مُوَارَثَتُهُمْ

12425-@ (2) الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَيْنِيُّ فِي الْهِدَايَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع: فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي قِصَّةِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ(3) لَهُمْ عَلِيٌّ ع فَأَخْبِرُونِي مَا ذَا أَنْكَرْتُمْ عَلَيَّ(4) قَالُوا أَنْكَرْنَا أَشْيَاءَ يَحِلُّ لَنَا قَتْلُكَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا إِلَى أَنْ قَالُوا وَ أَمَّا ثَانِيهَا أَنَّكَ حَكَمْتَ يَوْمَ الْجَمَلِ فِيهِمْ بِحُكْمٍ خَالَفْتَهُ بِصِفِّينَ قُلْتَ لَنَا يَوْمَ الْجَمَلِ لَا تَقْتُلُوهُمْ مُوَلِّينَ وَ لَا مُدْبِرِينَ وَ لَا نِيَاماً وَ لَا أَيْقَاظاً وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَلَا سَبِيلَ عَلَيْهِ وَ أَحْلَلْتَ لَنَا سَبْيَ الْكُرَاعِ وَ السِّلَاحِ وَ حَرَّمْتَ عَلَيْنَا سَبْيَ الذَّرَارِيِّ وَ قُلْتَ لَنَا بِصِفِّينَ اقْتُلُوهُمْ [مُوَلِّينَ وَ](5) مُدْبِرِينَ وَ نِيَاماً وَ أَيْقَاظاً وَ أَجْهِزُوا عَلَى كُلِّ جَرِيحٍ وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَاقْتُلُوهُ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَاقْتُلُوهُ وَ أَحْلَلْتَ لَنَا سَبْيَ الْكُرَاعِ وَ السِّلَاحِ وَ الذَّرَارِيِّ فَمَا الْعِلَّةُ فِيمَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْحُكْمَانِ إِنْ يَكُنْ هَذَا حَلَالًا فَهَذَا حَلَالٌ وَ إِنْ يَكُنْ هَذَا حَرَاماً فَهَذَا حَرَامٌ إِلَى أَنْ قَالَ ثُمَّ قَالَ ع وَ أَمَّا(6) حُكْمِي يَوْمَ الْجَمَلِ بِمَا خَالَفْتُهُ يَوْمَ صِفِّينَ فَإِنَ


1- في المصدر هكذا: و افعلوا و لا فعلوا.
2- الهداية ص 23 أ.
3- نفس المصدر ص 24 أ.
4- في المصدر زيادة: و القتال بغير السؤال و الجواب لكم و أنتم المقتولون.
5- أثبتناه من المصدر.
6- نفس المصدر ص 25 أ.

ص: 60

أَهْلَ الْجَمَلِ أُخِذَتْ عَلَيْهِمْ بَيْعَتِي فَنَكَثُوهَا وَ خَرَجُوا مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَى الْبَصْرَةِ وَ لَا إِمَامَ لَهُمْ وَ لَا دَارَ حَرْبٍ تَجْمَعُهُمْ فَإِنَّمَا أَخْرَجُوا عَائِشَةَ زَوْجَةَ النَّبِيِّ ص مَعَهُمْ لِكَرَاهَتِهَا لِبَيْعَتِي وَ قَدْ خَبَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِأَنَّ خُرُوجَهَا عَلَيَّ(1) بَغْيٌ وَ عُدْوَانٌ مِنْ أَجْلِ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ(2) وَ مَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ص وَاحِدَةٌ أَتَتْ بِفَاحِشَةٍ غَيْرُهَا فَإِنَّ فَاحِشَتَهَا كَانَتْ عَظِيمَةً أَوَّلُهَا خِلَافُهَا فِيمَا أَمَرَهَا اللَّهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى(3) فَإِنَّ تَبَرُّجَهَا أَعْظَمُ مِنْ خُرُوجِهَا وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ إِلَى الْحَجِّ فَوَ اللَّهِ مَا أَرَادُوا حَجَّةً وَ لَا عُمْرَةً وَ مَسِيرُهَا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ إِشْعَالُهَا حَرْباً قُتِلَ فِيهِ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها(4) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَقُلْتُ لَكُمْ لَمَّا أَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا قُلْتُهُ لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ دَارُ حَرْبٍ تَجْمَعُهُمْ وَ لَا إِمَامٌ يُدَاوِي جَرِيحَهُمْ وَ يُعِيدُهُمْ إِلَى قِتَالِكُمْ مَرَّةً أُخْرَى وَ أَحْلَلْتُ لَكُمُ الْكُرَاعَ وَ السِّلَاحَ(5) وَ حَرَّمْتُ(6) الذَّرَارِيَّ فَأَيُّكُمْ يَأْخُذُ عَائِشَةَ زَوْجَةَ النَّبِيِّ ص فِي سَهْمِهِ قَالُوا صَدَقْتَ وَ اللَّهِ فِي جَوَابِكَ وَ أَصَبْتَ وَ أَخْطَأْنَا وَ الْحُجَّةُ لَكَ قَالَ لَهُمْ وَ أَمَّا قَوْلِي بِصِفِّينَ اقْتُلُوهُمْ مُوَلِّينَ وَ مُدْبِرِينَ وَ نِيَاماً وَ أَيْقَاظاً وَ أَجْهِزُوا عَلَى كُلِّ جَرِيحٍ وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَاقْتُلُوهُ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَاقْتُلُوهُ وَ أَحْلَلْتُ لَكُمْ سَبْيَ الْكُرَاعِ وَ السِّلَاحِ وَ سَبْيَ الذَّرَارِيِ


1- في المصدر زيادة: خروج.
2- الأحزاب 33: 30.
3- الأحزاب 33: 33.
4- النساء 4: 93.
5- في المصدر زيادة: لأنّه به قدروا على قتالكم و لو كنت أحللت الكراع و السلاح.
6- في المصدر: و سبي.

ص: 61

وَ ذَاكَ حُكْمُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّ لَهُمْ دَارَ حَرْبٍ قَائِمَةً وَ إِمَاماً مُنْتَصِباً يُدَاوِي جَرِيحَهُمْ وَ يُعَالِجُ مَرِيضَهُمْ وَ يَهَبُ(1) لَهُمُ الْكُرَاعَ وَ السِّلَاحَ وَ يُعِيدُهُمْ إِلَى قِتَالِكُمْ كَرَّةً بَعْدَ كَرَّةٍ وَ لَمْ يَكُونُوا بَايَعُوا فَيَدْخُلُونَ فِي ذِمَّةِ الْبَيْعَةِ وَ الْإِسْلَامِ وَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْعَتِنَا فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الدِّينِ وَ صَارَ مَالُهُ وَ ذَرَارِيُّهُ بَعْدَ دَمِهِ حَلَالًا قَالُوا لَهُ صَدَقْتَ وَ أَصَبْتَ وَ أَخْطَأْنَا وَ الْحَقُّ وَ الْحُجَّةُ لَكَ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ الْقَاضِي نُعْمَانُ فِي كِتَابِ شَرْحِ الْأَخْبَارِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ السَّارِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: مِثْلَهُ بِاخْتِلَافٍ يَسِيرٍ

12426-@ (2) الْعَلَّامَةُ فِي الْمُخْتَلَفِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَقِيلٍ أَنَّهُ رَوَى: أَنَّ رَجُلًا مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَامَ يَوْمَ الْجَمَلِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا عَدَلْتَ حَتَّى(3) تَقْسِمَ بَيْنَنَا أَمْوَالَهُمْ وَ لَا تَقْسِمُ بَيْنَنَا نِسَاءَهُمْ وَ لَا أَبْنَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَلَا أَمَاتَكَ اللَّهُ حَتَّى تُدْرِكَ غُلَامَ ثَقِيفٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ حَرَّمَتْ مَا فِيهَا وَ أَنَّ دَارَ الشِّرْكِ أَحَلَّتْ مَا فِيهَا فَأَيُّكُمْ يَأْخُذُ أُمَّهُ فِي سَهْمِهِ

قَالَ الْعَلَّامَةُ فِيهِ لَنَا مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَقِيلٍ وَ هُوَ شَيْخٌ مِنْ عُلَمَائِنَا تُقْبَلُ مَرَاسِيلُهُ لِعِلْمِهِ وَ عَدَالَتِهِ وَ ذَكَرَ الْخَبَرَ الْمَذْكُورَ

24 بَابُ حُكْمِ قِتَالِ الْبُغَاةِ

(4)

12427-@ (5) الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ بِلَالٍ وَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ


1- و فيه: و يعفر.
2- المختلف ص 337.
3- في المصدر: حين.
4- الباب 24
5- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 200.

ص: 62

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى الْأَسْلَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَزُورِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تُقَاتِلُهُمْ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةٌ وَ الرَّسُولُ وَاحِدٌ وَ الصَّلَاةُ وَاحِدَةٌ وَ الْحَجُّ وَاحِدٌ فَبِمَ نُسَمِّيهِمْ قَالَ سَمِّهِمْ بِمَا سَمَّاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فَقَالَ مَا كُلُّ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ أَعْلَمُهُ فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ(1) فَلَمَّا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ كُنَّا نَحْنُ أَوْلَى بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِدِينِهِ وَ بِالنَّبِيِّ ص وَ بِالْكِتَابِ وَ بِالْحَقِّ فَنَحْنُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ شَاءَ اللَّهُ مِنَّا قَتْلَهُمْ فَقَتَلْنَاهُمْ بِمَشِيئَتِهِ وَ إِرَادَتِهِ:

وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ(2)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ: مِثْلَهُ

12428-@ (3) ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي مَنَاقِبِهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: أَنَّهُ ذَكَرَ الَّذِينَ حَارَبَهُمْ عَلِيٌّ ع فَقَالَ أَمَا إِنَّهُمْ أَعْظَمُ جُرْماً مِمَّنْ حَارَبَ رَسُولَ اللَّهِ ص قِيلَ لَهُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أُولَئِكَ كَانُوا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ وَ هَؤُلَاءِ قَرَءُوا الْقُرْآنَ وَ عَرَفُوا أَهْلَ الْفَضْلِ فَأَتَوْا مَا أَتَوْا بَعْدَ الْبَصِيرَةِ

12429-@ (4) فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَزِيعٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع


1- البقرة 2: 253.
2- أمالي المفيد ص 101.
3- المناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 218.
4- تفسير فرات الكوفيّ ص 57.

ص: 63

: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ قَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ثُمَّ قَالَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ هُمْ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ يَعْنِي أَهْلَ صِفِّينَ وَ الْبَصْرَةِ وَ الْخَوَارِجَ

12430-@(1) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:(2) دَخَلَ عَلَيَّ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَسَأَلُونِي عَنْ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ فَقُلْتُ لَهُمْ كَانَا إِمَامَيْنِ مِنْ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ إِنَّ عَلِيّاً ص- يَوْمَ الْبَصْرَةِ لَمَّا صَفَّ الْخُيُولَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ لَا تَعْجَلُوا عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى أُعْذَرَ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَ بَيْنَهُمْ فَقَامَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ لِأَهْلِ(3) الْبَصْرَةِ هَلْ تَجِدُونَ عَلَيَّ جَوْراً فِي الْحُكْمِ قَالُوا لَا إِلَى أَنْ قَالَ ع ثُمَّ ثَنَى إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ- وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ(4) فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَ اصْطَفَى مُحَمَّداً ص بِالنُّبُوَّةِ إِنَّكُمْ لَأَصْحَابُ هَذِهِ الْآيَةِ وَ مَا قُوتِلُوا مُنْذُ نَزَلَتْ

12431-@ (5)، وَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً ع يَوْمَ الْجَمَلِ وَ هُوَ يَحُضُّ النَّاسَ عَلَى قِتَالِهِمْ وَ يَقُولُ وَ اللَّهِ مَا رُمِيَ أَهْلُ هَذِهِ الْآيَةِ بِكِنَانَةٍ قَبْلَ الْيَوْمِ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ(6) فَقُلْتُ لِأَبِي الطُّفَيْلِ مَا الْكِنَانَةُ قَالَ السَّهْمُ يَكُونُ مَوْضِعَ الْحَدِيدِ فِيهِ عَظْمٌ تُسَمِّيهِ بَعْضُ الْعَرَبِ الْكِنَانَةَ


1- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 77 ح 23.
2- في المصدر زيادة: سمعته يقول.
3- في المصدر: يا أهل.
4- التوبة 9: 12.
5- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 78 ح 24.
6- التوبة 9: 12.

ص: 64

12432-@ (1)، وَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْ أَمْرِ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ وَ عَائِشَةَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى رَسُولِهِ ص ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ وَ اللَّهِ مَا قَاتَلْتُ هَؤُلَاءِ بِالْأَمْسِ إِلَّا بِآيَةٍ (مِنْ كِتَابِ اللَّهِ)(2) تَرَكْتُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ وَ إِنْ نَكَثُوا(3) الْآيَةَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ لِي يَا عَلِيُّ لَتُقَاتِلَنَّ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ وَ الْفِئَةَ النَّاكِثَةَ وَ الْفِئَةَ الْمَارِقَةَ

12433-@ (4)، وَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ(5) وَ إِنْ نَكَثُوا(6) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ثُمَّ قَالَ مَا قُوتِلَ أَهْلُهَا بَعْدُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ قَرَأَهَا عَلِيٌّ ع ثُمَّ قَالَ مَا قُوتِلَ أَهْلُهَا مُنْذُ يَوْمَ نَزَلَتْ حَتَّى كَانَ الْيَوْمُ

12434-@ (7)، وَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مَوْلَى بَنِي قُصَيٍّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيّاً ع سَنَةً(8) كُلَّهَا فَمَا سَمِعْتُ مِنْهُ وَلَايَةً وَ لَا بَرَاءَةً وَ قَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ عَذَرَنِي اللَّهُ مِنْ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ بَايَعَانِي طَائِعَيْنِ غَيْرَ مُكْرَهَيْنِ ثُمَّ نَكَثَا بَيْعَتِي مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وَ اللَّهِ مَا قُوتِلَ أَهْلُ هَذِهِ الْآيَةِ مُنْذُ نَزَلَتْ حَتَّى قَاتَلْتُهُمْ وَ إِنْ نَكَثُوا(9) الْآيَةَ


1- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 78 ح 25.
2- ليس في المصدر.
3- التوبة 9: 12.
4- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 79 ح 27.
5- هو عبد اللّه بن مسعود الصحابيّ المعروف و من القرّاء المشهورين، له قراءة مستقلة.
6- التوبة 9: 12.
7- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 79 ح 28.
8- في المصدر: سنته.
9- التوبة 9: 12.

ص: 65

12435-@ (1) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ خَطَبَ بِالْكُوفَةِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ فَقَالَ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ فَسَكَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ثُمَّ قَامَ آخَرُ وَ آخَرُ فَلَمَّا أَكْثَرُوا قَالَ كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ لَكُمْ عِنْدَنَا ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا نَمْنَعُكُمْ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ تُصَلُّوا فِيهَا وَ لَا نَمْنَعُكُمُ الْفَيْ ءَ مَا كَانَتْ أَيْدِيكُمْ مَعَ أَيْدِينَا وَ لَا نَبْدَؤُكُمْ بِحَرْبٍ حَتَّى تَبْدَءُونَا [بِهِ](2) وَ أَشْهَدُ لَقَدْ أَخْبَرَنِي النَّبِيُّ الصَّادِقُ ص عَنِ الرُّوحِ الْأَمِينِ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَنَّهُ لَا يَخْرُجُ [عَلَيْنَا](3) مِنْكُمْ مِنْ فِئَةٍ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ حَتْفَهَا عَلَى أَيْدِينَا وَ إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ جِهَادُكُمْ وَ أَفْضَلَ الْمُجَاهِدِينَ مَنْ قَتَلَكُمْ وَ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ مَنْ قَتَلْتُمُوهُ فَاعْمَلُوا مَا أَنْتُمْ عَامِلُونَ- فَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ وَ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ

12436-@ (4)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنْ دُعِيَ أَهْلُ الْبَغْيِ قَبْلَ الْقِتَالِ فَحَسَنٌ وَ إِلَّا فَقَدْ عَلِمُوا مَا يُدْعَوْنَ إِلَيْهِ وَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَبْدَءُوا بِالْقِتَالِ حَتَّى يَبْدَءُوهُمْ بِهِ

12437-@ (5)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: يُقَاتَلُ أَهْلُ الْبَغْيِ وَ يُقْتَلُونَ بِكُلِّ مَا يُقْتَلُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ وَ يُسْتَعَانُ (بِكُلِّ مَا)(6) أَمْكَنَ أَنْ يُسْتَعَانَ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَ يُؤْسَرُونَ كَمَا يُؤْسَرُ الْمُشْرِكُونَ إِذَا قُدِرَ عَلَيْهِمْ

12438-@ (7)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ ذَكَرَ قِتَالَ مَنْ قَاتَلَهُ مِنْهُمْ فَقَالَ وَ اللَّهِ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 393.
2- أثبتناه من المصدر.
3- أثبتناه من المصدر.
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 393.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 393.
6- في المصدر: عليهم بهن.
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 388.

ص: 66

مَا وَجَدْتُ إِلَّا قِتَالَهُمْ أَوِ الْكُفْرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص

12439-@ (1)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: أَنَّهُ ذَكَرَ الَّذِينَ حَارَبَهُمْ(2) عَلِيٌّ ع فَقَالَ أَمَا إِنَّهُمْ أَعْظَمُ جُرْماً مِمَّنْ حَارَبَ رَسُولَ اللَّهِ ص قِيلَ لَهُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّ أُولَئِكَ كَانُوا جَاهِلِيَّةً وَ هَؤُلَاءِ قَرَءُوا الْقُرْآنَ وَ عَرَفُوا فَضْلَ أَهْلِ الْفَضْلِ فَأَتَوْا مَا أَتَوْا بَعْدَ الْبَصِيرَةِ

12440-@(3)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَ كَافِرُونَ هُمْ قَالَ كَفَرُوا بِالْأَحْكَامِ وَ كَفَرُوا بِالنِّعَمِ كُفْراً لَيْسَ كَكُفْرِ الَّذِينَ دَفَعُوا النُّبُوَّةَ وَ لَمْ يُقِرُّوا بِالْإِسْلَامِ وَ لَوْ كَانُوا كَذَلِكَ مَا حَلَّتْ لَنَا مُنَاكَحَتُهُمْ وَ لَا ذَبَائِحُهُمْ وَ لَا مَوَارِيثُهُمْ

12441-@ (4)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ صِفِّينَ اقْتُلُوا بَقِيَّةَ الْأَحْزَابِ وَ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ اقْتُلُوا مَنْ يَقُولُ كَذَبَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ

12442-@ (5)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ حَرَّضَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَتَصْبِرُنَّ عَلَى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَوْماً أَنْتُمْ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْهُمْ

12443-@ (6) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: قُلْتُ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى قَوْلِهِ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ(7) فَقَالَ ع


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 388.
2- في المصدر: حاربوا.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 388.
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 390.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 370.
6- الكافي ج 8 ص 180.
7- الحجرات 49: 9.

ص: 67

الْفِئَتَانِ إِنَّمَا جَاءَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ يَوْمَ الْبَصْرَةِ وَ هُمْ أَهْلُ هَذِهِ الْآيَةِ وَ هُمُ الَّذِينَ بَغَوْا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ قِتَالَهُمْ وَ قَتْلُهُمْ حَتَّى يَفِيئُوا إِلَى أَمْرِ اللَّهِ وَ لَوْ لَمْ يَفِيئُوا لَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَنْ لَا يُرْفَعَ السَّيْفُ عَنْهُمْ حَتَّى يَفِيئُوا أَوْ(1) يَرْجِعُوا عَنْ رَأْيِهِمْ لِأَنَّهُمْ بَايَعُوا طَائِعِينَ غَيْرَ كَارِهِينَ وَ هِيَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنْ يَعْدِلَ فِيهِمْ حَيْثُ كَانَ ظَفِرَ بِهِمْ كَمَا عَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي أَهْلِ مَكَّةَ إِنَّمَا مَنَّ عَلَيْهِمْ وَ عَفَا وَ كَذَلِكَ صَنَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ حَيْثُ ظَفِرَ بِهِمْ مِثْلَ مَا صَنَعَ النَّبِيُّ ص بِأَهْلِ مَكَّةَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ

12444-@ (2)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ مَعاً عَنِ النَّضْرِ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ ضُرَيْسٍ قَالَ: تَمَارَى النَّاسُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ع فَقَالَ بَعْضُهُمْ حَرْبُ عَلِيٍّ ع شَرٌّ مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالَ بَعْضُهُمْ حَرْبُ رَسُولِ اللَّهِ ص شَرٌّ مِنْ حَرْبِ عَلِيٍّ ع قَالَ فَسَمِعَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فَقَالُوا أَصْلَحَكَ اللَّهُ تَمَارَيْنَا فِي حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ فِي حَرْبِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ بَعْضُنَا حَرْبُ عَلِيٍّ ع شَرٌّ مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالَ بَعْضُنَا حَرْبُ رَسُولِ اللَّهِ ص شَرٌّ مِنْ حَرْبِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لَا بَلْ حَرْبُ عَلِيٍّ ع شَرٌّ مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ حَرْبُ عَلِيٍّ ع شَرٌّ مِنْ حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ص


1- في المصدر: و.
2- الكافي ج 8 ص 252.

ص: 68

قَالَ نَعَمْ وَ سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ إِنَّ حَرْبَ رَسُولِ اللَّهِ ص لَمْ يُقِرُّوا بِالْإِسْلَامِ وَ إِنَّ حَرْبَ عَلِيٍّ ع أَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ ثُمَّ جَحَدُوهُ

12445-@ (1) الْقَاضِي نُعْمَانُ فِي شَرْحِ الْأَخْبَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَتْلَى الْجَمَلِ أَ مُشْرِكُونَ هُمْ قَالَ لَا بَلْ مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا قِيلَ فَمُنَافِقُونَ قَالَ لَا إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا قِيلَ فَمَا هُمْ قَالَ إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا فَنُصِرْنَا عَلَيْهِمْ

12446-@ (2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ فِي كِتَابِ الْغَارَاتِ، عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع: قَاتِلُوا أَهْلَ الشَّامِ مَعَ كُلِّ إِمَامٍ بَعْدِي

12447-@ (3) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ(4) الْمُهَلَّبِيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَزْهَرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْمَكِّيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ ص إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ(5) قَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ فَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الْجِهَادَ فِي الْفِتْنَةِ مِنْ بَعْدِي كَمَا كَتَبَ عَلَيْهِمْ جِهَادَ الْمُشْرِكِينَ مَعِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْفِتْنَةُ الَّتِي كُتِبَ عَلَيْنَا فِيهَا الْجِهَادُ قَالَ فِتْنَةُ قَوْمٍ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا


1- شرح الأخبار:
2- الغارات ص 580.
3- أمالي المفيد ص 288.
4- في الحجرية «هلال» و ما أثبتناه من المصدر (انظر معجم رجال الحديث ج 11 ص 283).
5- النصر 110: 1

ص: 69

اللَّهُ وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ مُخَالِفُونَ لِسُنَّتِي وَ طَاعِنُونَ فِي دِينِي فَقُلْتُ فَعَلَى مَ نُقَاتِلُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ هُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ عَلَى إِحْدَاثِهِمْ فِي دِينِهِمْ وَ فِرَاقِهِمْ لِأَمْرِي وَ استِحْلَالِهِمْ دِمَاءَ عِتْرَتِي

25 بَابُ جَوَازِ فِرَارِ الْمُسْلِمِ مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي الْحَرْبِ وَ تَحْرِيمِهِ مِنْ وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ بِأَنْ يَكُونَ الْعَدُوُّ عَلَى الضَّعْفِ لَا أَزْيَدَ

(1)

12448-@ (2) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ فَرَّ مِنِ اثْنَيْنِ فَقَدْ فَرَّ وَ مَنْ فَرَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ لَمْ يَكُنْ فَارّاً لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ افْتَرَضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُقَاتِلُوا مِثْلَيْ أَعْدَادِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

12449-@ (3)، الْعَيَّاشِيُّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ كَانَ عَلِيٌّ ص يَقُولُ: مَنْ فَرَّ مِنْ رَجُلَيْنِ فِي الْقِتَالِ مِنَ الزَّحْفِ فَقَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ وَ مَنْ فَرَّ مِنْ ثَلَاثَةِ رِجَالٍ فِي الْقِتَالِ مِنَ الزَّحْفِ فَلَمْ يَفِرَّ

12450-@(4) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ،: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ(5) الْآيَةَ قَالَ كَانَ الْحُكْمُ فِي أَوَّلِ النُّبُوَّةِ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّ الرَّجُلَ الْوَاحِدَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُقَاتِلَ عَشَرَةً مِنَ الْكُفَّارِ فَإِنْ هَرَبَ مِنْهُ(6) فَهُوَ الْفَارُّ مِنَ الزَّحْفِ وَ الْمِائَةَ يُقَاتِلُونَ أَلْفاً ثُمَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ فِيهِمْ ضَعْفاً لَا يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ فَأَنْزَلَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ(7) الْآيَةَ فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ


1- الباب 25
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 370.
3- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 68 ح 78.
4- تفسير القمّيّ ج 1 ص 279.
5- الأنفال 8: 65.
6- في المصدر: منهم.
7- الأنفال 8: 66.

ص: 70

رَجُلَيْنِ مِنَ الْكُفَّارِ فَإِنْ فَرَّ مِنْهُمَا فَهُوَ الْفَارُّ مِنَ الزَّحْفِ وَ إِنْ كَانُوا ثَلَاثَةً مِنَ الْكُفَّارِ وَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَفَرَّ الْمُسْلِمُ مِنْهُمْ فَلَيْسَ هُوَ الْفَارَّ مِنَ الزَّحْفِ

26 بَابُ أَنَّ مَنْ أُسِرَ بَعْدَ جِرَاحَةٍ مُثْقِلَةٍ وَجَبَ افْتِدَاؤُهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَ إِلَّا فَمِنْ مَالِهِ وَ عَدَمِ جَوَازِ الِاسْتِسْلَامِ لِلْأَسْرِ بِغَيْرِ جِرَاحَةٍ

(1)

12451-@ (2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِالرَّايَةِ(3) مَعِي بَعَثَ مَعِي نَاساً فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنِ اسْتَأْسَرَ مِنْ غَيْرِ جِرَاحَةٍ مُثْقِلَةٍ فَلَيْسَ مِنَّا

12452-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ: مَنِ اسْتَأْسَرَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُغْلَبَ فَلَا يُفْدَى مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وَ لَكِنْ يُفْدَى مِنْ مَالِهِ إِنْ أَحَبَّ أَهْلُهُ

12453-@ (5) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: حَرَّضَ رَسُولُ اللَّهِ ص النَّاسَ يَوْمَ خَيْبَرَ(6) فَقَالَ مَنِ اسْتَأْسَرَ مِنْ غَيْرِ جِرَاحَةٍ مُثْخِنَةٍ(7) فَلَيْسَ مِنَّا


1- الباب 26
2- الجعفريات ص 78.
3- في المصدر: بالسرايا.
4- الجعفريات ص 79.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 370.
6- في المصدر: حنين.
7- في الحجرية: منجية، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 71

27 بَابُ تَحْرِيمِ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ إِلَّا مَا اسْتُثْنِيَ

(1)

12454-@ (2) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ مِنَ الْكَبَائِرِ

12455-@ (3) نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: أَنَّ عَلِيّاً ع لَمَّا رَأَى مَيْمَنَتَهُ يَوْمَ صِفِّينَ قَدْ عَادَتْ إِلَى مَوَاقِفِهَا وَ مَصَافِّهَا وَ كَشَفَ مَنْ بِإِزَائِهَا حَتَّى ضَارَبُوهُمْ فِي مَوَاقِفِهِمْ وَ مَرَاكِزِهِمْ أَقْبَلَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ جَوْلَتَكُمْ وَ انْحِيَازَكُمْ عَنْ صُفُوفِكُمْ تَحُوزُكُمُ الْجُفَاةُ الطُّغَاةُ وَ أَعْرَابُ أَهْلِ الشَّامِ وَ أَنْتُمْ لَهَامِيمُ(4) الْعَرَبِ وَ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ عُمَّارُ اللَّيْلِ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ أَهْلُ دَعْوَةِ الْحَقِّ إِذَا ضَلَّ الْخَاطِئُونَ فَلَوْ لَا إِقْبَالُكُمْ بَعْدَ إِدْبَارِكُمْ وَ كَرُّكُمْ بَعْدَ انْحِيَازِكُمْ وَجَبَ عَلَيْكُمْ مَا وَجَبَ عَلَى الْمُوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ دُبُرَهُ وَ كُنْتُمْ فِيمَا أَرَى مِنَ الْهَالِكِينَ وَ لَقَدْ هَوَّنَ عَلَيَّ بَعْضَ وَجْدِي وَ شَفَا بَعْضَ (هِيَاجِ صَدْرِي)(5) أَنِّي رَأَيْتُكُمْ بِأَخَرَةٍ حُزْتُمُوهُمْ كَمَا حَازُوكُمْ وَ أَزَلْتُمُوهُمْ عَنْ مَصَافِّهِمْ كَمَا أَزَالُوكُمْ تَحُوزُونَهُمْ بِالسُّيُوفِ لِيَرْكَبَ أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ كَالْإِبِلِ الْمُطْرَدَةِ الْهِيمِ(6) فَالْآنَ فَاصْبِرُوا أُنْزِلَتْ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ وَ ثَبَّتَكُمُ اللَّهُ بِالْيَقِينِ وَ لْيَعْلَمِ الْمُنْهَزِمُ أَنَّهُ مُسْخِطٌ لِرَبِّهِ وَ مُوبِقٌ(7) لِنَفْسِهِ وَ فِي الْفِرَارِ مَوْجِدَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ الذُّلُّ اللَّازِمُ وَ فَسَادُ الْعَيْشِ وَ أَنَّ الْفَارَّ لَا يَزِيدُ فِي عُمُرِهِ


1- الباب 27
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 370.
3- كتاب صفّين ص 256.
4- اللهموم: الجواد من الناس و الخيل و الجمع لهاميم (لسان العرب ج 12 ص 544).
5- في المصدر: أحاح نفسي.
6- الهيم: الإبل العطاش (لسان العرب ج 12 ص 627).
7- موبق لنفسه: مهلك لها (لسان العرب ج 1 ص 370).

ص: 72

وَ لَا يُرْضِي رَبَّهُ فَمَوْتُ الرَّجُلِ مَحْقاً قَبْلَ إِتْيَانِ هَذِهِ الْخِصَالِ خَيْرٌ مِنَ الرِّضَى بِالتَّلَبُّسِ بِهَا وَ الْإِقْرَارِ عَلَيْهَا

12456-@ (1) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ: قُلْتُ الزُّبَيْرُ شَهِدَ بَدْراً قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنَّهُ فَرَّ يَوْمَ الْجَمَلِ فَإِنْ كَانَ قَاتَلَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ هَلَكَ(2) وَ إِنْ كَانَ قَاتَلَ كُفَّاراً فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ حِينَ وَلَّاهُمْ دُبُرَهُ

12457-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ(4) قَالَ مُتَطَرِّداً يُرِيدُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ مُتَحَيِّزاً يَعْنِي مُتَأَخِّراً إِلَى أَصْحَابِهِ مِنْ غَيْرِ هَزِيمَةٍ فَمَنِ انْهَزَمَ حَتَّى يَجُوزَ صَفَّ أَصْحَابِهِ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ

12458-@ (5) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِرْشَادِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي يَوْمِ أُحُدٍ جَاءَ عَلِيٌّ ع مُتَقَلِّداً سَيْفَهُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص رَأْسَهُ فَقَالَ لَهُ مَا بَالُكَ لَمْ تَفِرَّ مَعَ النَّاسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْجِعُ كَافِراً بَعْدَ إِسْلَامِي الْخَبَرَ

28 بَابُ سُقُوطِ جِهَادِ الْبُغَاةِ وَ الْمُشْرِكِينَ مَعَ قِلَّةِ الْأَعْوَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

(6)

12459-@ (7) الشَّيْخُ الطَّبْرِسِيُّ فِي الْإِحْتِجَاجِ، رُوِيَ: أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ جَالِساً فِي بَعْضِ مَجَالِسِهِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ النَّهْرَوَانِ-


1- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 51 ح 29.
2- في المصدر زيادة: بقتاله إياهم.
3- المصدر السابق ج 2 ص 51 ح 31.
4- الأنفال 8: 16.
5- الإرشاد ص 46.
6- الباب 28
7- الاحتجاج ص 189.

ص: 73

فَجَرَى الْكَلَامُ حَتَّى قِيلَ [لَهُ](1) لِمَ لَا حَارَبْتَ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ كَمَا حَارَبْتَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ ع إِنِّي كُنْتُ لَمْ أَزَلْ مَظْلُوماً مُسْتَأْثَراً عَلَى حَقِّي فَقَامَ إِلَيْهِ أَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَ لَمْ تَضْرِبْ بِسَيْفِكَ وَ تَطْلُبَ بِحَقِّكَ فَقَالَ يَا أَشْعَثُ قَدْ قُلْتَ قَوْلًا فَاسْمَعِ الْجَوَابَ وَ عِهْ وَ اسْتَشْعِرِ الْحُجَّةَ إِنَّ لِي أُسْوَةً بِسِتَّةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَوَّلُهُمْ نُوحٌ ع حَيْثُ قَالَ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ(2) فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهُ لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ وَ إِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ ثَانِيهِمْ لُوطٌ ع حَيْثُ قَالَ- لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ(3) فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهُ قَالَ لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ وَ إِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ وَ ثَالِثُهُمْ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ ع حَيْثُ قَالَ وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ(4) فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهُ قَالَ هَذَا لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ وَ إِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ وَ رَابِعُهُمْ مُوسَى ع حَيْثُ قَالَ- فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ(5) فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهُ قَالَ هَذَا لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ وَ إِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ وَ خَامِسُهُمْ أَخُوهُ هَارُونُ حَيْثُ قَالَ- ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي(6) فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهُ قَالَ لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ وَ إِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ وَ سَادِسُهُمْ أَخِي مُحَمَّدٌ ص سَيِّدُ الْبَشَرِ حَيْثُ ذَهَبَ إِلَى الْغَارِ وَ نَوَّمَنِي عَلَى فِرَاشِهِ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهُ ذَهَبَ إِلَى الْغَارِ لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ وَ إِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاسُ بِأَجْمَعِهِمْ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الْقَوْلَ قَوْلُكَ وَ نَحْنُ الْمُذْنِبُونَ التَّائِبُونَ وَ قَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ


1- أثبتناه من المصدر.
2- القمر 54: 10.
3- هود 11: 80.
4- مريم 19: 48.
5- الشعراء 26: 21.
6- الأعراف 7: 150.

ص: 74

12460-@(1)، وَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع فِي حَدِيثٍ: أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ فِي خُطْبَةٍ لَهُ ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَ ابْنَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع ثُمَّ دُرْتُ(2) عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَ أَهْلِ السَّابِقَةِ فَنَاشَدْتُهُمْ حَقِّي وَ دَعَوْتُهُمْ إِلَى نُصْرَتِي فَمَا أَجَابَنِي مِنْهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةُ رَهْطٍ- سَلْمَانُ وَ عَمَّارٌ وَ الْمِقْدَادُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ ذَهَبَ مَنْ كُنْتُ أَعْتَضِدُ بِهِمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً ص بِالْحَقِّ لَوْ وَجَدْتُ يَوْمَ بُويِعَ أَخُو تَيْمٍ أَرْبَعِينَ رَهْطاً لَجَاهَدْتُهُمْ فِي اللَّهِ إِلَى أَنْ أُبْلِيَ عُذْرِي

12461-@ (3) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ، (عَنِ ابْنِ أَبِي الْجِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي سُمَيْنَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ)(4) عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي وَصِيَّتِهِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا عَلِيُّ(5) إِنَّ قُرَيْشاً سَتَظَاهَرُ عَلَيْكَ وَ تَجْتَمِعُ كَلِمَتُهُمْ(6) عَلَى ظُلْمِكَ وَ قَهْرِكَ فَإِنْ وَجَدْتَ أَعْوَاناً فَجَاهِدْهُمْ وَ إِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَكُفَّ يَدَكَ وَ احْقِنْ دَمَكَ فَإِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ وَرَاءِكَ (لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَكَ)(7)

12462-@ (8) سُلَيْمُ بْنُ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ فِي كِتَابِهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوساً حَوْلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ حَوْلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ-


1- الاحتجاج ص 190.
2- في الطبعة الحجرية «رددت» و ما أثبتناه من المصدر.
3- كتاب الغيبة ص 203.
4- ما بين القوسين ليس في المصدر.
5- في المصدر: يا أخي.
6- في الطبعة الحجرية «كلهم» و ما أثبتناه من المصدر.
7- ما بين القوسين ليس في المصدر.
8- كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 125.

ص: 75

فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اسْتَنْفَرْتَ النَّاسَ فَقَامَ وَ خَطَبَ إِلَى أَنْ قَالَ فَقَالَ ابْنُ قَيْسٍ وَ غَضِبَ مِنْ قَوْلِهِ فَمَا مَنَعَكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ حِينَ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ أَخُو تَيْمٍ وَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَ أَخُو بَنِي أُمَيَّةَ بَعْدَهُمْ أَنْ تُقَاتِلَ وَ تَضْرِبَ بِسَيْفِكَ إِلَى أَنْ قَالَ فَقَالَ ع يَا ابْنَ قَيْسٍ اسْمَعِ الْجَوَابَ لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ ذَلِكَ الْجُبْنُ وَ لَا كَرَاهَةٌ لِلِقَاءِ رَبِّي وَ أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِي مِنَ الدُّنْيَا وَ الْبَقَاءِ فِيهَا وَ لَكِنْ مَنَعَنِي مِنْ ذَلِكَ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَهْدُهُ إِلَيَّ أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص بِمَا الْأُمَّةُ صَانِعَةٌ بَعْدَهُ فَلَمْ أَكُ بِمَا صَنَعُوا حِينَ عَايَنْتُهُ بِأَعْلَمَ وَ لَا أَشَدَّ اسْتِيقَاناً مِنِّي بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ بَلْ أَنَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَشَدُّ يَقِيناً مِنِّي بِمَا عَايَنْتُ وَ شَهِدْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَعْهَدُ إِلَيَّ إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ إِنْ وَجَدْتَ أَعْوَاناً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ وَ جَاهِدْهُمْ وَ إِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَكُفَّ يَدَكَ وَ احْقِنْ دَمَكَ حَتَّى تَجِدَ عَلَى إِقَامَةِ الدِّينِ وَ كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّتِي أَعْوَاناً وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ الْأُمَّةَ سَتَخْذُلُنِي وَ تُبَايِعُ غَيْرِي وَ أَخْبَرَنِي أَنِّي مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ أَنَّ الْأُمَّةَ سَيَصِيرُونَ بَعْدَهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ وَ مَنْ تَبِعَهُ وَ الْعِجْلِ وَ مَنْ تَبِعَهُ إِذْ قَالَ لَهُ مُوسَى يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي(1) وَ إِنَّمَا يَعْنِي أَنَّ مُوسَى أَمَرَ هَارُونَ حِينَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَيْهِمْ إِنْ ضَلُّوا فَوَجَدَ أَعْوَاناً أَنْ يُجَاهِدَهُمْ وَ إِنْ لَمْ يَجِدْ أَعْوَاناً أَنْ يَكُفَّ يَدَهُ وَ يَحْقِنَ دَمَهُ وَ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ وَ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ أَخِي رَسُولُ اللَّهِ ص لِمَ فَرَّقْتَ بَيْنَ الْأُمَّةِ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي وَ قَدْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً أَنْ تَكُفَّ يَدَكَ وَ تَحْقِنَ دَمَكَ وَ دَمَ أَهْلِكَ وَ شِيعَتِكَ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَالَ النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعُوهُ وَ أَنَا مَشْغُولٌ بِرَسُولِ اللَّهِ ص بِغُسْلِهِ


1- طه 20: 9(2) 94.

ص: 76

[وَ دَفْنِهِ](1) ثُمَّ شُغِلْتُ بِالْقُرْآنِ فَآلَيْتُ يَمِيناً بِالْقُرْآنِ أَنْ لَا أَرْتَدِيَ إِلَّا لِلصَّلَاةِ حَتَّى أَجْمَعَهُ فِي كِتَابٍ(2) ثُمَّ حَمَلْتُ فَاطِمَةَ وَ أَخَذْتُ بِيَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع فَلَمْ نَدَعْ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَ أَهْلِ السَّابِقَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ إِلَّا نَاشَدْتُهُمْ اللَّهَ وَ حَقِّي وَ دَعَوْتُهُمْ إِلَى نُصْرَتِي فَلَمْ يَسْتَجِبْ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا أَرْبَعَةُ رَهْطٍ- الزُّبَيْرُ وَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أَصُولُ بِهِ وَ لَا أَقْوَى بِهِ إِلَى أَنْ قَالَ ع وَ لَوْ كُنْتُ وَجَدْتُ يَوْمَ بُويِعَ (أَخُو تَيْمٍ)(3) أَرْبَعِينَ رَجُلًا مُطِيعِينَ لَجَاهَدْتُهُمْ فَأَمَّا يَوْمَ بُويِعَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ فَلَا لِأَنِّي كُنْتُ بَايَعْتُ وَ مِثْلِي لَا يَنْكُثُ بَيْعَتَهُ وَيْلَكَ يَا ابْنَ قَيْسٍ كَيْفَ رَأَيْتَنِي صَنَعْتُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ وَ وَجَدْتُ أَعْوَاناً هَلْ رَأَيْتَ مِنِّي فَشَلًا أَوْ جُبْناً أَوْ تَقْصِيراً(4) يَوْمَ الْبَصْرَةِ إِلَى أَنْ قَالَ ع يَا ابْنَ قَيْسٍ أَمَا وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ وَجَدْتُ يَوْمَ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الَّذِي عَيَّرْتَنِي بِدُخُولِي فِي بَيْعَتِهِ أَرْبَعِينَ رَجُلًا كُلُّهُمْ عَلَى مِثْلِ بَصِيرَةِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ وَجَدْتُ لَمَا كَفَفْتُ يَدِي وَ لَنَاهَضْتُ الْقَوْمَ وَ لَكِنْ لَمْ أَجِدْ خَامِساً قَالَ الْأَشْعَثُ وَ مَنِ الْأَرْبَعَةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ الزُّبَيْرُ بْنُ صَفِيَّةَ قَبْلَ نَكْثِهِ بَيْعَتِي فَإِنَّهُ بَايَعَنِي مَرَّتَيْنِ أَمَّا بَيْعَتُهُ الْأُولَى الَّتِي وَفَى بِهَا فَإِنَّهُ لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ أَتَانِي أَرْبَعُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَبَايَعُونِي وَ فِيهِمُ الزُّبَيْرُ فَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصْبِحُوا عِنْدَ بَابِي مُحَلِّقِينَ


1- أثبتناه من المصدر.
2- في المصدر زيادة: ففعلت.
3- في المصدر: أبو بكر.
4- في المصدر زيادة: في وقعتي.

ص: 77

رُءُوسَهُمْ عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ فَمَا وَافَى مِنْهُمْ أَحَدٌ وَ لَا صَبَّحَنِي(1) مِنْهُمْ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ- سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الزُّبَيْرُ إِلَى أَنْ قَالَ ع يَا ابْنَ قَيْسٍ فَوَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أُولَئِكَ الْأَرْبَعِينَ الَّذِينَ بَايَعُونِي وَفَوْا لِي وَ أَصْبَحُوا عَلَى بَابِي مُحَلِّقِينَ قَبْلَ أَنْ تَجِبَ لِعَتِيقٍ فِي عُنُقِي بَيْعَتُهُ لَنَاهَضْتُهُ وَ حَاكَمْتُهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ وَجَدْتُ قَبْلَ بَيْعَةِ عُثْمَانَ(2) أَعْوَاناً لَنَاهَضْتُهُمْ وَ حَاكَمْتُهُمْ إِلَى اللَّهِ الْخَبَرَ وَ هُوَ طَوِيلٌ

12463-@ (3) الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَيْنِيُّ فِي الْهِدَايَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيَّيْنِ عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ ع: فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي سِيرَةِ الْقَائِمِ ع وَ مَا يَحْدُثُ فِي الرَّجْعَةِ وَ شِكَايَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ ع عِنْدَ جَدِّهِمْ ص وَ ذَكَرَ فِي جُمْلَةِ شِكَايَةِ الْحَسَنِ ع أَنَّهُ قَالَ وَ دَخَلْتُ جَامِعَ الصَّلَاةِ بِالْكُوفَةِ فَرَقَأْتُ الْمِنْبَرَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ ثُمَّ ذَكَرَ خُطْبَتَهُ وَ تَحْرِيضَهُ النَّاسَ عَلَى مُعَاوِيَةَ إِلَى أَنْ قَالَ فَتَكَلَّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَكَأَنَّمَا أُلْجِمُوا بِلِجَامِ الصَّمْتِ عَنْ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ إِلَّا عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ قَامُوا مِنْهُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ وَ ذَكَرَ ع أَسَامِيَهُمْ فَقَالُوا يَا ابْنَ رَسُولَ اللَّهِ مَا نَمْلِكُ غَيْرَ سُيُوفِنَا وَ أَنْفُسِنَا فَهَا نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ لِأَمْرِكَ طَائِعُونَ(4) مُرْنَا بِمَا شِئْتَ فَنَظَرْتُ يَمْنَةً وَ يَسْرَةً فَلَمْ أَرَ أَحَداً غَيْرَهُمْ فَقُلْتُ لَهُمْ لِي أُسْوَةٌ بِجَدِّي رَسُولِ اللَّهِ ص حِينَ عَبَدَ اللَّهَ سِرّاً وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ فِي تِسْعَةٍ وَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَلَمَّا أَكْمَلَ اللَّهُ لَهُ الْأَرْبَعِينَ صَارُوا فِي عِدَّةٍ وَ أَظْهَرُوا أَمْرَ اللَّهِ فَلَوْ كَانَ مَعِي عِدَّتُهُمْ جَاهَدْتُ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ الْخَبَرَ


1- أثبتناه من المصدر، و في الطبعة الحجرية: صحبني.
2- في المصدر: عمر.
3- الهداية ص 107.
4- في المصدر زيادة: و عن رأيك غير صادفين

ص: 78

12464-@ (1) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي كَشْفِ الْمَحَجَّةِ، نَقْلًا عَنْ كِتَابِ الرَّسَائِلِ لِلْكُلَيْنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كِتَاباً بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنَ النَّهْرَوَانِ وَ أَمَرَ أَنْ يُقْرَأَ عَلَى النَّاسِ وَ ذَكَرَ الْكِتَابَ وَ هُوَ طَوِيلٌ وَ فِيهِ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَهِدَ إِلَيَّ عَهْداً فَقَالَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَكَ (وِلَاءُ أُمَّتِي)(2) فَإِنْ وَلَّوْكَ فِي عَافِيَةٍ وَ أَجْمَعُوا عَلَيْكَ بِالرِّضَا فَقُمْ بِأَمْرِهِمْ وَ إِنِ اخْتَلَفُوا عَلَيْكَ فَدَعْهُمْ وَ مَا هُمْ فِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَجْعَلُ لَكَ مَخْرَجاً فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي رَافِدٌ وَ لَا مَعِي مُسَاعِدٌ إِلَّا أَهْلُ بَيْتِي فَضَنِنْتُ بِهِمْ عَنِ الْهَلَاكِ وَ لَوْ كَانَ لِي بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص عَمِّي حَمْزَةُ وَ أَخِي جَعْفَرٌ لَمْ أُبَايِعْ مُكْرَهاً الْخَبَرَ

12465-@ (3) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِيرُ

29 بَابُ حُكْمِ طَلَبِ الْمُبَارَزَةِ

(4)

12466-@ (5) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُ رَخَّصَ فِي الْمُبَارَزَةِ وَ ذَكَرَ مَنْ بَارَزَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص

30 بَابُ اسْتِحْبَابِ الرِّفْقِ بِالْأَسِيرِ وَ إِطْعَامِهِ وَ سَقْيِهِ وَ إِنْ كَانَ كَافِراً يُرَادُ قَتْلُهُ وَ أَنَّ إِطْعَامَهُ عَلَى مَنْ أَسَرَهُ وَ يُطْعَمُ مَنْ فِي السِّجْنِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ

(6)

12467-@ (7) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِ


1- كشف المحجة ص 180.
2- العبارة غير واضحة في الطبعة الحجرية، و أثبتناه من المصدر.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
4- الباب 29
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 372.
6- الباب 30
7- قرب الإسناد ص 67.

ص: 79

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع خَرَجَ يُوقِظُ النَّاسَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ فَضَرَبَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ بِالسَّيْفِ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ فَوَقَعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَ أَخَذَهُ فَالْتَزَمَهُ حَتَّى أَخَذَهُ النَّاسُ وَ حُمِلَ عَلِيٌّ ع حَتَّى أَفَاقَ ثُمَّ قَالَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع احْبِسُوا هَذَا الْأَسِيرَ وَ أَطْعِمُوهُ وَ اسْقُوهُ وَ أَحْسِنُوا إِسَارَهُ الْخَبَرَ:

ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي الْمَنَاقِبِ(1)، فِي سِيَاقِ وَفَاتِهِ ع وَ رُوِيَ أَنَّهُ ع قَالَ: أَطْعِمُوهُ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ

12468-@ (2) الْبِحَارُ، عَنِ الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَكْرِيِّ فِي حَدِيثِ وَفَاتِهِ ع عَنْ لُوطِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ ع إِلَى وَلَدِهِ الْحَسَنِ ع وَ قَالَ ارْفُقْ يَا وَلَدِي بِأَسِيرِكَ وَ ارْحَمْهُ وَ أَحْسِنْ إِلَيْهِ وَ اشْفَقْ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ قَالَ فَلَمَّا أَفَاقَ نَاوَلَهُ الْحَسَنُ ع قَعْباً مِنْ لَبَنٍ وَ شَرِبَ مِنْهُ قَلِيلًا ثُمَّ نَحَّاهُ عَنْ فَمِهِ وَ قَالَ احْمِلُوهُ إِلَى أَسِيرِكُمْ ثُمَّ قَالَ لِلْحَسَنِ ع بِحَقِّي عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ إِلَّا مَا طَيَّبْتُمْ مَطْعَمَهُ وَ مَشْرَبَهُ وَ ارْفُقُوا بِهِ إِلَى حِينِ مَوْتِي وَ تُطْعِمُهُ مِمَّا تَأْكُلُ وَ تَسْقِيهِ مِمَّا تَشْرَبُ حَتَّى تَكُونَ أَكْرَمَ مِنْهُ الْخَبَرَ

12469-@ (3) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يُطْعَمَ الْأَسِيرُ وَ يُسْقَى وَ يُرْفَقَ بِهِ وَ إِنْ أُرِيدَ بِهِ الْقَتْلُ

12470-@(4) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ وَ فِي يَدِهِ دِرَّةٌ(5) فَيُوقِظُ النَّاسَ بِهَا فَضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ


1- المناقب ج 3 ص 312.
2- البحار ج 42 ص 287.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 377.
4- الجعفريات ص 53.
5- الدرّة: العصا (لسان العرب ج 4 ص 282).

ص: 80

لَعَنَهُ اللَّهُ فَقَالَ أَطْعِمُوهُ وَ اسْقُوهُ وَ أَحْسِنُوا إِسَارَهُ(1) الْخَبَرَ

31 بَابُ اسْتِحْبَابِ إِمْسَاكِ أَهْلِ الْحَقِّ عَنِ الْحَرْبِ حَتَّى يَبْدَأَهُمْ بِهِ أَهْلُ الْبَغْيِ

(2)

12471-@ (3) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِرْشَادِ،: فِي سِيَاقِ مَقْتَلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ وُصُولِهِ إِلَى نَيْنَوَى وَ مُمَانَعَةِ الْحُرِّ قَالَ فَقَالَ لَهُ زُهَيْرُ بْنُ الْقَيْنِ إِنِّي وَ اللَّهِ (لَا أَرَى أَنْ)(4) يَكُونَ بَعْدَ الَّذِي(5) إِلَّا أَشَدَّ مِمَّا تَرَوْنَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ- إِنَّ قِتَالَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ السَّاعَةَ أَهْوَنُ مِنْ قِتَالِ مَنْ يَأْتِينَا مِنْ بَعْدِهِمْ وَ لَعَمْرِي لَيَأْتِينَا مِنْ بَعْدِهِمْ مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع مَا كُنْتُ لِأَبْدَأَهُمْ بِالْقِتَالِ ثُمَّ نَزَلَ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ ذَكَرَ قِصَّةَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ(6) قَالَ فَنَادَى شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ لَعَنَهُ اللَّهُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا حُسَيْنُ أَ تَعَجَّلْتَ بِالنَّارِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع مَنْ هَذَا كَأَنَّهُ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ فَقَالُوا نَعَمْ فَقَالَ يَا ابْنَ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى أَنْتَ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً وَ رَامَ مُسْلِمُ بْنُ عَوْسَجَةَ أَنْ يَرْمِيَهُ بِسَهْمٍ فَمَنَعَهُ الْحُسَيْنُ ع مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ دَعْنِي حَتَّى أَرْمِيَهُ فَإِنَّهُ(7) الْفَاسِقُ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ عُظَمَاءِ الْجَبَّارِينَ وَ قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ ع لَا تَرْمِهِ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَهُمْ بِالْقِتَالِ

12472-@ (8) نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَ عَنْ رَجُلٍ


1- في الطبعة الحجرية و المصدر «إزاره» و الظاهر ما أثبتناه هو الصواب.
2- الباب 31
3- الإرشاد ص 227.
4- في المصدر: ما أراه.
5- في الطبعة الحجرية «الذين»، و ما أثبتناه من المصدر.
6- الإرشاد ص 233.
7- في الطبعة الحجرية «فإنّ»، و ما أثبتناه من المصدر.
8- كتاب صفّين ص 203.

ص: 81

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَأْمُرُ(1) فِي كُلِّ مَوْطِنٍ لَقِينَا مَعَ عَدُوِّهِ يَقُولُ لَا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَى حُجَّةٍ وَ تَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ الْخَبَرَ

32 بَابُ جُمْلَةٍ مِنْ آدَابِ الْجِهَادِ وَ الْقِتَالِ

(2)

12473-@ (3) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ اخْفِضْ صَوْتَكَ عِنْدَ الْجَنَائِزِ وَ عِنْدَ الْقِتَالِ وَ عِنْدَ الْقُرْآنِ

12474-@ (4) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ عَبَّأَ الرَّجَّالَةَ وَ عَبَّأَ الْخَيْلَ وَ عَبَّأَ الْإِبِلَ

12475-@ (5)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ كَانَ إِذَا زَحَفَ إِلَى الْقِتَالِ عَبَّأَ(6) الْكَتَائِبَ وَ فَرَّقَ بَيْنَ القَبَائِلِ وَ قَدَّمَ عَلَى كُلِّ قَوْمٍ رَجُلًا وَ صَفَّ الصُّفُوفَ وَ كَرْدَسَ الْكَرَادِيسَ(7) وَ زَحَفَ إِلَى الْقِتَالِ

12476-@ (8)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ كَانَ إِذَا زَحَفَ جَعَلَ مَيْمَنَةً وَ مَيْسَرَةً وَ قَلْباً يَكُونُ هُوَ فِيهِ وَ يَجْعَلُ لَهَا رَوَابِطَ وَ يُقَدِّمُ عَلَيْهَا رِجَالًا وَ يَأْمُرُ النَّاسَ بِخَفْضِ الْأَصْوَاتِ وَ الدُّعَاءِ وَ اجْتِمَاعِ الْقُلُوبِ وَ شَهْرِ(9) السُّيُوفِ وَ إِظْهَارِ الْعُدَّةِ


1- في المصدر: يأمرنا.
2- الباب 32
3- أمالي الطوسيّ ج 2 ص 146.
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 372.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 372.
6- في المصدر ورد هذا الفعل بصيغة المضارع، و كذا الأفعال التي بعده.
7- كردس الخيل: جعلها كتيبة كتيبة، و الكراديس: الكتائب (لسان العرب ج 6 ص 195).
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 372.
9- في نسخة: اشهار.

ص: 82

وَ لُزُومِ كُلِّ قَوْمٍ مَكَانَهُمْ وَ رُجُوعِ كُلِّ مَنْ حَمَلَ إِلَى مَصَافِّهِ بَعْدَ الْحَمْلَةِ

12477-@ (1)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ وَصَفَ الْقِتَالَ فَقَالَ قَدِّمُوا الرَّجَّالَةَ الرُّمَاةَ فَلْيَرْشُقُوا بِالنَّبَلِ وَ لْتَتَنَاوَشِ الْجَنْبَتَانِ وَ اجْعَلُوا خَيْلَ الرَّوَابِطِ الْمُنْتَخَبَةِ رِدْءَ اللِّوَاءِ(2) وَ لَا تَنْشُزُوا عَنْ مَرَاكِزِكُمْ لِفَارِسٍ شَدَّ مِنَ الْعَدُوِّ وَ مَنْ رَأَى فُرْصَةً مِنَ الْعَدُوِّ فَلْيَنْشُزْ وَ لْيَنْتَهِزِ الْفُرْصَةَ بَعْدَ إِحْكَامِ مَرْكَزِهِ فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ عَادَ إِلَيْهِ فَإِذَا أَرَدْتُمُ الْحَمْلَةَ فَلْيَبْدَأْ صَاحِبُ الْمُقَدَّمَةِ فَإِنْ تَضَعْضَعَ أَدْعَمَتْهُ(3) شُرْطَةُ الْخَمِيسِ فَإِنْ تَضَعْضَعُوا حَمَلَتِ الْمُنْتَخَبَةُ وَ رَشَقَتِ الرُّمَاةُ وَ تَقِفُ الطَّلَائِعُ وَ الْمَسَالِحُ(4) فِي الْأَطْرَافِ وَ الغِيَاضِ(5) وَ الْآكَامِ(6) لِيَتَحَفَّظَ مِنَ الْمَكَامِنِ فَإِنِ ابْتَدَأَكُمُ الْعَدُوُّ بِالْحَمْلَةِ فَأَشْرِعُوا الرِّمَاحَ وَ اثْبُتُوا وَ اصْبِرُوا وَ لْتَنْضِحِ الرُّمَاةُ وَ حَرِّكُوا الرَّايَاتِ وَ قَعْقِعُوا(7) الْحَجَفَ(8) وَ لْيَبْرُزْ فِي وُجُوهِهِمْ أَصْحَابُ الْجَوَاشِنِ وَ الدُّرُوعِ فَإِنِ(9) انْكَسَرُوا أَدْنَى كَسْرَةٍ فَلْيَحْمِلْ عَلَيْهِمُ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ وَ لَا تَحْمِلُوا حَمْلَةً وَاحِدَةً مَا قَامَ مَنْ حَمَلَ بِأَمْرِ الْعَدُوِّ فَإِنْ لَمْ يَقُمْ فَادْعُوهُ(10) شَيْئاً شَيْئاً وَ الْزَمُوا مَصَافَّكُمْ وَ اثْبُتُوا فِي مَوَاقِفِكُمْ فَإِذَا اسْتُحِقَّتِ الْهَزِيمَةُ فَاحْمِلُوا بِجَمَاعَتِكُمْ عَلَى التَّعَابِيِّ(11) غَيْرَ مُتَفَرِّقِينَ وَ لَا


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 372.
2- في المصدر زيادة: و المقدّمة.
3- في المصدر: فادعموه.
4- في نسخة: المسايح.
5- الغيضة: مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر، و جمعها غياض. (لسان العرب ج 7 ص 202).
6- الأكمة: تل صغير، و الجمع أكم (مجمع البحرين ج 6 ص 8).
7- القعقعة: حكاية أصوات السلاح و الترسة و الجلود اليابسة و الحجارة (لسان العرب ج 8 ص 286).
8- الحجف: ضرب من الترسة، واحدتها حجفة، و قيل: هي من الجلود خاصّة (لسان العرب ج 9 ص 39).
9- في نسخة: فإذا.
10- في المصدر: فادعموه، و في نسخة: فارعوه.
11- التعابي: جمع تعبية، و عبى الجيش، أصلحه و هيأه (لسان العرب ج 15 ص 26).

ص: 83

مُنْقَبِضِينَ(1) وَ إِذَا انْصَرَفْتُمْ مِنَ الْقِتَالِ فَانْصَرِفُوا كَذَلِكَ عَلَى التَّعَابِيِ

12478-@ (2)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنْ زَحَفَ الْعَدُوُّ إِلَيْكُمْ فَصُفُّوا عَلَى أَبْوَابِ الْخَنَادِقِ فَلَيْسَ هُنَاكَ إِلَّا السُّيُوفُ وَ لُزُومُ الْأَرْضِ بَعْدَ إِحْكَامِ الصُّفُوفِ وَ لَا تَنْظُرُوا فِي وُجُوهِهِمْ وَ لَا يَهُولَنَّكُمْ عَدَدُهُمْ وَ انْظُرُوا إِلَى أَوْطَانِكُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَإِنْ حَمَلُوا عَلَيْكُمْ فَاجْثُوا عَلَى الرُّكَبِ وَ اسْتَتِرُوا (مَعاً بِالتِّرَسَةِ)(3) صَفّاً مُحْكَماً لَا خَلَلَ فِيهِ فَإِنْ أَدْبَرُوا فَاحْمِلُوا عَلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ فَإِنْ ثَبَتُوا فَاثْبُتُوا عَلَى التَّعَابِيِّ وَ إِنِ انْهَزَمُوا فَارْكَبُوا الْخَيْلَ وَ اطْلُبُوا الْقَوْمَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ إِنْ كَانَتْ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ فِيكُمْ هَزِيمَةٌ فَتَدَاعَوْا (وَ كَبِّرُوا وَ ثِقُوا بِاللَّهِ وَ بِمَا تَوَاعَدَ)(4) بِهِ مَنْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ وَ بَكِّتُوا مَنْ رَأَيْتُمُوهُ وَلَّى وَ اجْمَعُوا الْأَلْوِيَةَ وَ اعْتَقِدُوا وَ لْيُسْرِعِ الْمُخِفُّونَ فِي رَدِّ مَنِ انْهَزَمَ مِنَ(5) الْجَمَاعَةِ وَ إِلَى الْمُعَسْكَرِ فَلْيَنْفِرْ مَنْ فِيهِ إِلَيْكُمْ فَإِذَا اجْتَمَعَ أَطْرَافُكُمْ وَ آبَتْ إِمْدَادُكُمْ وَ انْصَرَفَ فَلُّكُمْ فَأَلْحِقُوا النَّاسَ بِقُوَّادِهِمْ وَ أَحْكِمُوا تَعَابِيَّهُمْ وَ قَاتِلُوا وَ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا

12479-@ (6) فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بُنَانٍ الْخَثْعَمِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ(7) بْنِ يَحْيَى بْنِ شَمْسٍ(8) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَاهِلِيِّ عَنْ ضَرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْخَوَارِجِ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ


1- في المصدر: منفضين.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 373.
3- في المصدر: بالأترسة.
4- في المصدر: و اذكروا اللّه و ما توعد.
5- و فيه: إلى.
6- تفسير فرات ص 163.
7- في المصدر: أحمد.
8- و فيه: متمس.

ص: 84

فَقَالَ لَقَدْ كَانَ وَ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يُشْبِهُ الْقَمَرَ الزَّاهِرَ وَ الْأَسَدَ الْخَادِرَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ قَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ صِفِّينَ وَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ وَ كَأَنَّ عَيْنَيْهِ سِرَاجَانِ وَ هُوَ يَتَوَقَّفُ عَلَى شِرْذِمَةٍ شِرْذِمَةٍ يَحُضُّهُمْ وَ يَحُثُّهُمْ إِلَى أَنِ انْتَهَى إِلَيَّ وَ أَنَا فِي كَنَفٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ اسْتَشْعِرُوا الْخَشْيَةَ وَ أَمِيتُوا الْأَصْوَاتَ وَ تَجَلْبَبُوا بِالسَّكِينَةِ وَ أَكْمِلُوا اللَّأْمَةَ وَ قَلْقِلُوا السُّيُوفَ فِي الْغِمْدِ قَبْلَ السَّلَّةِ وَ الْحَظُوا الْخَزْرَ(1) وَ اطْعُنُوا الشَّزْرَ(2) وَ نَافِحُوا بِالظُّبَى(3) وَ صِلُوا السُّيُوفَ بِالْخُطَا وَ الرِّمَاحَ بِالنِّبَالِ فَإِنَّكُمْ بِعَيْنِ اللَّهِ مَعَ ابْنِ عَمِّ نَبِيِّكُمْ عَاوِدُوا الْكَرَّ وَ اسْتَحْيُوا [مِنَ](4) الْفَرِّ فَإِنَّهُ عَارٌ بَاقٍ فِي الْأَعْقَابِ وَ نَارٌ يَوْمَ الْحِسَابِ فَطِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً وَ اطْوُوا عَنِ الْحَيَاةِ كَشْحاً وَ امْشُوا إِلَى الْمَوْتِ مَشْياً إِلَى أَنْ قَالَ أَلَا فَسَوُّوا بَيْنَ الرُّكَبِ وَ عَضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ وَ اضْرِبُوا الْقَوَانِصَ(5) بِالصَّوَارِمِ وَ أَشْرِعُوا الرِّمَاحَ بِالْجَوَانِحِ وَ شُدُّوا فَإِنِّي شَادٌّ مَا هُمْ لَا يُبْصِرُونَ(6) الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ فِي النَّهْجِ(7)، مِنْ قَوْلِهِ: وَ اسْتَشْعِرُوا الْخَشْيَةَ مَعَ اخْتِلَافٍ يَسِيرٍ

12480-@(8)، نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَرَّضَ النَّاسَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ دَلَّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنَ الْعَذَابِ وَ تَشْفِي


1- الخزر: النظر من جانب العين، و هو علامة الغضب (لسان العرب ج 4 ص 236).
2- الطعن الشرز: ما كان عن يمين و شمال (لسان العرب ج 4 ص 404).
3- نافحوا بالظبى: أي قاتلوا بالسيوف، و أصله أن يقرب أحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نفح كل واحد منهما إلى صاحبه و هي ريحه و نفسه (لسان العرب ج 2 ص 623).
4- أثبتناه من المصدر.
5- القوانص: جمع قانصة، قوانص الطير: حواصلها (لسان العرب ج 7 ص 83).
6- «حم لا ينصرون» و هو استظهار من الشيخ النوريّ، و هو ملائم للسباق.
7- نهج البلاغة ج 1 ص 110 ح 63.
8- وقعة صفّين ص 235، و ورد في شرح النهج لابن أبي الحديد ج 5 ص 187.

ص: 85

بِكُمْ عَلَى الْخَيْرِ إِيمَانٍ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ وَ جَعَلَ ثَوَابَهُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ وَ مَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ فَأُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَجِبُ (عَلَيْكُمْ مِنْ ذَلِكَ)(1) فَقَالَ- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ(2) فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ وَ قَدِّمُوا الدِّرَاعَ وَ أَخِّرُوا الْحَاسِرَ- وَ عَضُّوا عَلَى الْأَضْرَاسِ فَإِنَّهُ أَنْبَأُ لِلسُّيُوفِ عَنِ الْهَامِ وَ أَرْبَطُ لِلْجَأْشِ وَ أَسْكَنُ لِلْقُلُوبِ وَ أَمِيتُوا الْأَصْوَاتَ فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ وَ أَوْلَى بِالْوَقَارِ وَ الْتَوُوا فِي أَطْرَافِ الرِّمَاحِ فَإِنَّهُ أَمْوَرُ لِلْأَسِنَّةِ وَ رَايَاتُكُمْ فَلَا تَمِيلُوهَا وَ لَا تُزِيلُوهَا وَ لَا تَجْعَلُوهَا إِلَّا فِي أَيْدِي شُجْعَانِكُمُ الْمَانِعِي الذِّمَارِ وَ الصُبَّرِ عِنْدَ نُزُولِ الْحَقَائِقِ هُمْ أَهْلُ الْحَفَائِظِ الَّذِينَ يَحُفُّونَ بِرَايَاتِهِمْ وَ يَكْتَنِفُونَهَا(3) يَضْرِبُونَ خَلْفَهَا وَ أَمَامَهَا وَ لَا تُضَيِّعُوهَا أَجْزَأَ كُلَّ امْرِئٍ مِنْكُمْ(4) رَحِمَكُمُ اللَّهُ قَرَنُهُ وَ وَاسَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ(5) وَ لَمْ يَكِلْ قَرَنَهُ إِلَى أَخِيهِ فَيَجْتَمِعَ عَلَيْهِ قَرَنُهُ وَ قَرَنُ أَخِيهِ فَيَكْتَسِبَ بِذَلِكَ لَائِمَةً وَ تَأْتِيَ بِهِ دَنَاءَةً وَ أَنَّى لَا يَكُونُ هَذَا هَكَذَا وَ هَذَا يُقَاتِلُ اثْنَيْنَ وَ هَذَا مُمْسِكٌ يَدَهُ قَدْ خَلَّى قَرَنَهُ عَلَى أَخِيهِ هَارِباً مِنْهُ وَ قَائِماً يَنْظُرُ إِلَيْهِ مَنْ يَفْعَلْ هَذَا يَمْقُتْهُ اللَّهُ فَلَا تَعَرَّضُوا لِمَقْتِ اللَّهِ فَإِنَّمَا مَرَدُّكُمْ إِلَى اللَّهِ قَالَ اللَّهُ لِقَوْمٍ عَابَهُمْ(6)- لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا(7) وَ ايْمُ اللَّهِ لَئِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ سَيْفِ الْعَاجِلَةِ لَا تَسْلَمُونَ مِنْ سَيْفِ الْآخِرَةِ-


1- ما بين القوسين ليس في المصدر.
2- الصف 61: 4.
3- أثبتناه من المصدر، و في الطبعة الحجرية: يكشفونها.
4- جاء في هامش النسخة الحجرية ما نصه: «كذا في نسختي، و في شرح ابن أبي الحديد: و هلّا أجزأ كلّ امرئ ... الخ» (منه قدّه). علما بأن ما في نسختنا من النهج مطابق للمتن.
5- ورد في هامش الحجرية ما نصه: (رحم اللّه امرأ واسى أخاه، نسخة الإرشاد).
6- ليس في المصدر.
7- الأحزاب 33: 16.

ص: 86

فَاسْتَعِينُوا بِالصِّدْقِ وَ الصَّبْرِ فَإِنَّهُ بَعْدَ الصَّبْرِ يَنْزِلُ النَّصْرُ:

وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي الْإِرْشَادِ، وَ فِيهِ اخْتِصَارٌ:(1)

12481-@ (2)، وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَأْمُرُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ لَقِينَا مَعَهُ(3) عَدُوَّهُ يَقُولُ لَا تُقَاتِلُوا الْقَوْمَ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَى حُجَّةٍ وَ تَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ فَإِذَا قَاتَلْتُمُوهُمْ فَهَزَمْتُمُوهُمْ فَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِراً وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا تَكْشِفُوا عَوْرَةً(4) وَ لَا تُمَثِّلُوا بِقَتِيلٍ فَإِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى رِحَالِ الْقَوْمِ فَلَا تَهْتِكُوا السِّتْرَ وَ لَا تَدْخُلُوا دَاراً إِلَّا بِإِذْنِي وَ لَا تَأْخُذُوا شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مَا وَجَدْتُمْ فِي عَسْكَرِهِمْ وَ لَا تُهَيِّجُوا امْرَأَةً إِلَّا بِإِذْنِي وَ إِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ وَ تَنَاوَلْنَ أُمَرَاءَكُمْ وَ صُلَحَاءَكُمْ فَإِنَّهُنَّ ضِعَافُ الْقُوَى وَ الْأَنْفُسِ وَ الْعُقُولِ لَقَدْ كُنَّا وَ إِنَّا نُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ(5) وَ إِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ وَ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلَ المَرْأَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالْهِرَاوَةِ أَوِ الْحَدِيدِ فَيُعَيَّرُ بِهَا عَقِبُهُ بَعْدَهُ

12482-@ (6) نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، مِنْ كَلَامِهِ ع لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ لَمَّا أَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ تَزُولُ الْجِبَالُ وَ لَا تَزُلْ عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ أَعِرِ اللَّهَ جُمْجُمَتَكَ تِدْ فِي الْأَرْضِ قَدَمَكَ وَ ارْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ وَ غُضَّ بَصَرَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ

12483-@ (7) وَ فِيهِ،: وَ مِنْ كَلَامِهِ ع قَالَ لِأَصْحَابِهِ فِي وَقْتِ الْحَرْبِ وَ أَيُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رِبَاطَ جَأْشٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَ رَأَى مِنْ أَحَدِ


1- الإرشاد ص 141.
2- كتاب صفّين ص 203.
3- في الطبعة الحجرية: «مع» و ما أثبتناه من المصدر.
4- في الطبعة الحجرية: «عوراتكم» و ما أثبتناه من المصدر.
5- في الطبعة الحجرية: «منهن» و ما أثبتناه من المصدر.
6- نهج البلاغة ج 1 ص 39 ح 10.
7- نهج البلاغة ج 2 ص 3 ح 119.

ص: 87

إِخْوَانِهِ فَشَلًا فَلْيَذُبَّ عَنْ أَخِيهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ الَّتِي فُضِّلَ بِهَا عَلَيْهِ كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ فَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ:

وَ فِيهِ، وَ مِنْهُ: فَقَدِّمُوا الدِّرَاعَ إِلَى آخِرِ مَا مَرَّ بِرِوَايَةِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ مَعَ اخْتِلَافٍ لَا يَقْتَضِي التَّكْرَارَ

(1)

12484-@ (2) وَ فِيهِ،: وَ كَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ ع عِنْدَ الْحَرْبِ لَا تَشْتَدَّنَّ(3) عَلَيْكُمْ فَرَّةٌ بَعْدَهَا كَرَّةٌ وَ لَا جَوْلَةٌ بَعْدَهَا حَمْلَةٌ وَ أَعْطُوا السُّيُوفَ حُقُوقَهَا وَ وَطِّنُوا(4) لِلْجَنُوبِ مَصَارِعَهَا وَ ازْمُرُوا(5) أَنْفُسَكُمْ عَلَى الطَّعْنِ الدَّعْسِيِّ(6) وَ الضَّرْبِ الطِّلَحْفَى(7) وَ أَمِيتُوا الْأَصْوَاتَ فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ

12485-@ (8) الْمُفِيدُ فِي الْإِرْشَادِ،: مِنْ كَلَامِهِ ع فِي تَحْضِيضِهِ عَلَى الْقِتَالِ يَوْمَ صِفِّينَ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ عِبَادَ اللَّهِ اتَّقُوا اللَّهَ وَ غُضُّوا الْأَبْصَارَ وَ اخْفِضُوا الْأَصْوَاتَ وَ أَقِلُّوا الْكَلَامَ وَ وَطِّئُوا(9) أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْمُنَازَلَةِ وَ الْمُجَادَلَةِ وَ الْمُبَارَزَةِ وَ الْمُبَالَطَةِ(10) وَ الْمُبَالَدَةِ(11) وَ الْمُعَانَقَةِ وَ الْمُكَادَمَةِ وَ اثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ- وَ لَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ- اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُمُ الصَّبْرَ-


1- نفس المصدر ج 2 ص 4 ح 120.
2- نهج البلاغة ج 3 ص 17 ح 16.
3- في الطبعة الحجرية: «لا تشدّن» و ما أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: «و وطئوا».
5- و فيه: «و إذ مروا».
6- الدعس: الطعن الشديد (انظر لسان العرب ج 6 ص 82).
7- الطلحف: الضرب الشديد (لسان العرب ج 9 ص 223).
8- الإرشاد ص 141.
9- في المصدر: «و وطنوا».
10- المبالطة: المجالدة بالسيوف إذا تضاربوا بها على أرجلهم و ليسوا ركبانا (انظر لسان العرب ج 7 ص 265).
11- المبالدة: المقاتلة بالسيوف و العصي على الأرض، لا ركبانا (لسان العرب ج 3 ص 95).

ص: 88

وَ أَنْزِلْ عَلَيْهِمُ النَّصْرَ وَ أَعْظِمْ لَهُمُ الْأَجْرَ:

وَ رَوَاهُ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ(1)، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً ع حَرَّضَ النَّاسَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ فِي يَوْمِ الْجَمَلِ وَ يَوْمِ صِفِّينَ وَ يَوْمِ النَّهْرَوَانِ فَقَالَ عِبَادَ اللَّهِ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ

33 بَابُ حُكْمِ مَا يَأْخُذُهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَ مَمَالِيكِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ ثُمَّ يَغْنِمُهُ الْمُسْلِمُونَ

(2)

12486-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: إِذَا سُبِيَتْ دَابَّةُ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَوْ شَيْ ءٌ مِنْ مَالِهِ ثُمَّ ظَفِرَ بِهِ الْمُسْلِمُونَ بَعْدُ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ يُبَعْ وَ يُقْسَمْ فَإِنْ هُوَ أَدْرَكَهَا بَعْدَ مَا (انْبَاعَ وَ تَقَسَّمَ)(4) فَهُوَ أَحَقُّ بِالثَّمَنِ

12487-@ (5) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَا أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ ظُهِرَ عَلَيْهِمْ (وَ أُخِذَ مِنْ)(6) أَيْدِيهِمْ فَأَهْلُهُ أَحَقُّ بِهِ وَ لَا يَخْرُجُ مَالُ الْمُسْلِمِ مِنْ يَدَيْهِ إِلَّا مَا تَطِيبُ بِهِ نَفْسُهُ


1- كتاب صفّين ص 204.
2- الباب 33
3- الجعفريات ص 83.
4- في الطبعة الحجرية: «ابتاع و يقسم» و الظاهر ما أثبتناه هو الصواب.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 383.
6- في المصدر: و وجد في.

ص: 89

34 بَابُ تَحْرِيمِ التَّعَرُّبِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَ سُكْنَى الْمُسْلِمِ دَارَ الْحَرْبِ وَ دُخُولِهَا إِلَّا لِضَرُورَةٍ وَ حُكْمِ قَتْلِ الْمُسْلِمِ بِهَا وَ أَنَّ مَنْ ذَهَبَتْ زَوْجَتُهُ إِلَى الْكُفَّارِ فَتَزَوَّجَ غَيْرَهَا أُعْطِيَ مَهْرَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ

(1)

12488-@ (2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بَعَثَ جَيْشاً إِلَى خَثْعَمٍ فَلَمَّا غَشُوهُمُ اسْتَعْصَمُوا بِالسُّجُودِ فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالَ لِلْوَرَثَةِ نِصْفُ الْعَقْلِ(3) بِصَلَاتِهِمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنِّي بَرِي ءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ نَزَلَ مَعَ مُشْرِكٍ فِي دَارِ الْحَرْبِ:

وَ رَوَاهُ فِي الدَّعَائِمِ، عَنْهُ ص: مِثْلَهُ(4) وَ رَوَاهُ السَّيِّدُ فَضْلُ اللَّهِ فِي نَوَادِرِهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع عَنْهُ ص: مِثْلَهُ(5)

12489-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَا يَنْزِلُ دَارَ الْحَرْبِ إِلَّا فَاسِقٌ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ

12490-@(7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي


1- الباب 34
2- الجعفريات ص 79.
3- العقل: الدية (لسان العرب ج 11 ص 460).
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 376.
5- نوادر الراونديّ ص 23.
6- الجعفريات ص 82.
7- الجعفريات ص 113.

ص: 90

حَدِيثٍ: وَ لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ الْخَبَرَ

وَ رَوَاهُ السَّيِّدُ فَضْلُ اللَّهِ فِي نَوَادِرِهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ ص: مِثْلَهُ(1)

12491-@ (2) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: مِنَ الْكَبَائِرِ قَتْلُ الْمُؤْمِنِ عَمْداً إِلَى أَنْ قَالَ وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ

35 بَابُ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ النَّاسِ فِي قِسْمَةِ بَيْتِ الْمَالِ وَ الْغَنِيمَةِ

(3)

12492-@ (4) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُ أَمَرَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ وَ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيَّهَانِ أَنْ يَقْسِمُوا مَالًا مِنَ الْفَيْ ءِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَ قَالَ اعْدِلُوا بَيْنَهُمْ وَ لَا تُفَضِّلُوا أَحَداً عَلَى أَحَدٍ فَحَسَبُوا فَوَجَدُوا الَّذِي يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَأَتَوُا(5) النَّاسَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ ابْنُهُ فَدَفَعُوا إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَقَالَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ لَيْسَ هَكَذَا كَانَ يُعْطِينَا عُمَرُ فَهَذَا مِنْكُمْ أَوْ عَنْ أَمْرِ صَاحِبِكُمْ قَالُوا هَكَذَا أَمَرَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَمَضَيَا إِلَيْهِ ع فَوَجَدَاهُ فِي بَعْضِ أَحْوَالِهِ(6) قَائِماً فِي الشَّمْسِ عَلَى أَجِيرٍ لَهُ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالا لَهُ تَرَى أَنْ تَرْتَفِعَ مَعَنَا إِلَى الظِّلِّ قَالَ نَعَمْ فَقَالا لَهُ إِنَّا أَتَيْنَا إِلَى عُمَّالِكَ عَلَى قِسْمَةِ هَذَا الْفَيْ ءِ فَأَعْطَوْنَا كَمَا أُعْطِيَ سَائِرُ النَّاسِ قَالَ فَمَا تُرِيدَانِ قَالا لَيْسَ كَذَلِكَ كَانَ يُعْطِينَا عُمَرُ قَالَ ع فَمَا كَانَ يُعْطِيكُمَا رَسُولُ اللَّهِ ص فَسَكَتَا فَقَالَ ع أَ لَيْسَ كَانَ النَّبِيُ


1- نوادر الراونديّ ص 51.
2- دعائم الإسلام ج 2 ص 402 ح 1408.
3- الباب 35
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 384.
5- في المصدر: فأعطوا.
6- و فيه: أمواله.

ص: 91

ص يَقْسِمُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ بِالسَّوِيَّةِ(1) قَالا نَعَمْ قَالَ فَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوْلَى بِالاتِّبَاعِ عِنْدَكُمَا أَمْ سُنَّةُ عُمَرَ قَالا سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَكِنْ لَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَابِقَةٌ وَ عَنَاءٌ وَ قَرَابَةٌ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ لَا تُسَوِّيَنَا بِالنَّاسِ فَافْعَلْ قَالَ سَابِقَتُكُمَا أَسْبَقُ أَمْ سَابِقَتِي قَالا سَابِقَتُكَ قَالَ فَقَرَابَتُكُمَا أَقْرَبُ أَمْ قَرَابَتِي قَالا قَرَابَتُكَ قَالَ فَعَنَاؤُكُمَا أَعْظَمُ أَمْ عَنَائِي قَالا بَلْ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْظَمُ عَنَاءً قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا أَنَا وَ أَجِيرِي هَذَا فِي الْمَالِ إِلَّا بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْأَجِيرِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ الْخَبَرَ

ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي الْمَنَاقِبِ،: مِثْلَهُ(2)

12493-@ (3) وَ عَنْ كِتَابِ ابْنِ الْحَاشِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَعْتَقْتُ هَذَا الْغُلَامَ فَأَعْطَاهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ مِثْلَ مَا أَعْطَى سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ

12494-@ (4) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ الْمُهَلَّبِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ الْأَصْفَهَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي السَّيْفِ عَنْ أَبِي حُبَابٍ عَنْ رَبِيعَةَ وَ عُمَارَةَ وَ غَيْرِهِمَا: أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَشَوْا إِلَيْهِ عِنْدَ تَفَرُّقِ النَّاسِ عَنْهُ وَ فِرَارِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ إِلَى مُعَاوِيَةَ طَلَباً لَمَا فِي يَدَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا فَقَالُوا لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذِهِ الْأَمْوَالَ وَ فَضِّلْ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَافَ مِنَ الْعَرَبِ وَ قُرَيْشٍ عَلَى الْمَوَالِي وَ الْعَجَمِ وَ مَنْ يُخَافُ خِلَافُهُ عَلَيْكَ مِنَ النَّاسِ وَ فِرَارُهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَ تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ لَا وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ مَا


1- في المصدر زيادة: من غير زيادة.
2- المناقب لابن شهرآشوب ج 2 ص 111.
3- كتاب ابن الحاشر:
4- أمالي المفيد ص 175 ح 6.

ص: 92

طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ لَاحَ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ لَوْ كَانَ مَا لَهُمْ لِي لَوَاسَيْتُ بَيْنَهُمْ فَكَيْفَ وَ إِنَّمَا هِيَ أَمْوَالُهُمْ الْخَبَرَ

12495-@ (1) الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ: أَنَّهُ كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ إِلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَدَائِنِ وَ فِيهِ وَ آمُرُكَ أَنْ تَجْبِيَ خَرَاجَ الْأَرَضِينَ عَلَى الْحَقِّ وَ النَّصَفَةِ وَ لَا تَتَجَاوَزْ مَا تَقَدَّمْتُ بِهِ إِلَيْكَ وَ لَا تَدَعْ مِنْهُ شَيْئاً وَ لَا تَبْتَدِعْ فِيهِ أَمْراً ثُمَّ اقْسِمْهُ بَيْنَ أَهْلِهِ بِالسَّوِيَّةِ وَ الْعَدْلِ الْخَبَرَ

12496-@ (2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ فِي كِتَابِ الْغَارَاتِ، عَنْ مُحْرِزِ بْنِ هِشَامٍ الْمُرَادِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ الضَّبِّيِّ قَالَ: كَانَ أَشْرَافُ الْكُوفَةِ غَاشِّينَ لِعَلِيٍّ ع وَ كَانَ هَوَاهُمْ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ لَا يُعْطِي أَحَداً مِنَ الْفَيْ ءِ أَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِ وَ كَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ جَعَلَ الشَّرَفَ فِي الْعَطَاءِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ

12497-@ (3)، وَ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ زَاذَانَ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ قَنْبَرَ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ قُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئَةً قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ قُمْ مَعِي فَقَامَ فَانْطَلَقَ إِلَى بَيْتِهِ فَإِذَا بَاسِنَةٌ(4) مَمْلُوَّةٌ جَامَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِضَّةٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَا تَتْرُكُ شَيْئاً إِلَّا قَسَمْتَهُ فَادَّخَرْتُ هَذَا لَكَ قَالَ عَلِيٌّ ع لَقَدْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُدْخِلَ بَيْتِي نَاراً فَسَلَّ سَيْفَهُ فَضَرَبَهُ فَانْتَثَرَتْ مِنْ بَيْنِ إِنَاءٍ مَقْطُوعٍ نِصْفُهُ أَوْ ثُلُثُهُ ثُمَّ قَالَ اقْسِمُوهُ بِالْحِصَصِ فَفَعَلُوا فَجَعَلَ يَقُولُ-

هَذَا جَنَايَ وَ خِيَارُهُ فِيهِ وَ كُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ

إِلَى آخِرِ الْخَبَرِ

12498-@ (5)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَيْفٍ عَنْ


1- إرشاد القلوب ص 321.
2- الغارات ص 44.
3- الغارات ص 55.
4- الباسنة: كساء مخيط يجعل فيه طعام (لسان العرب ج 13 ص 52).
5- الغارات ص 74.

ص: 93

أَبِي حُبَابٍ عَنْ رَبِيعَةَ وَ عُمَارَةَ: أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ ع مَشَوْا إِلَيْهِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذِهِ الْأَمْوَالَ وَ فَضِّلْ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَافَ مِنَ الْعَرَبِ وَ قُرَيْشٍ عَلَى الْمَوَالِي وَ الْعَجَمِ وَ مَنْ تَخَافُ خِلَافَهُ مِنَ النَّاسِ وَ فِرَارَهُ قَالَ وَ إِنَّمَا قَالُوا لَهُ ذَلِكَ لِلَّذِي كَانَ مُعَاوِيَةُ يَصْنَعُ مَنْ أَتَاهُ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ ع أَ تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ مَا لَاحَ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ(1) لَوْ كَانَ مَا لَهُمْ لِي لَوَاسَيْتُ بَيْنَهُمْ كَيْفَ وَ إِنَّمَا هِيَ أَمْوَالُهُمْ الْخَبَرَ

12499-@ (2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ رَوَى لَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ الْكُوفِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ الْفَزَارِيُّ الْبَزَّازُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو(3) الطَّحَّانُ وَ هُوَ الوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ دَأْبٍ فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ لَهُ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ تَرَكَ التَّفْضِيلَ لِنَفْسِهِ وَ وُلْدِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْإِسْلَامِ دَخَلَتْ عَلَيْهِ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ فَدَفَعَ إِلَيْهَا عِشْرِينَ دِرْهَماً فَسَأَلَتْ أُمُّ هَانِئٍ مَوْلَاتَهَا الْعَجَمِيَّةَ فَقَالَتْ كَمْ دَفَعَ إِلَيْكِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَتْ عِشْرِينَ دِرْهَماً فَانْصَرَفَتْ مُتَسَخِّطَةً فَقَالَ لَهَا انْصَرِفِي رَحِمَكِ اللَّهُ مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ فَضْلًا لِإِسْمَاعِيلَ عَلَى إِسْحَاقَ

12500-@(4)، وَ بُعِثَ إِلَيْهِ ع(5) مِنْ غَوْصِ (الْبَحْرَيْنِ مِخْنَقَةٌ لَا نَدْرِي


1- في المصدر زيادة: و اللّه.
2- الاختصاص ص 151، و عنه في البحار ج 40 ص 97 ح 117.
3- في المصدر و البحار: عمرويه.
4- الاختصاص ص 151.
5- في المصدر زيادة: من البصرة.

ص: 94

مَا قِيمَتُهُ)(1) فَقَالَتْ لَهُ ابْنَتُهُ أُمُّ كُلْثُومٍ [يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ](2) أَتَجَمَّلُ بِهِ وَ يَكُونُ فِي عُنُقِي فَقَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ أَدْخِلْهُ فِي(3) بَيْتِ الْمَالِ لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ حَتَّى لَا تَبْقَى امْرَأَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَ لَهَا مِثْلُ مَا لَكِ

12501-@ (4)، وَ قَامَ ع خَطِيباً بِالْمَدِينَةِ حِينَ وُلِّيَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اعْلَمُوا وَ اللَّهِ إِنِّي لَا أَرْزَؤُكُمْ مِنْ فَيْئِكُمْ شَيْئاً مَا قَامَ لِي عِذْقٌ بِيَثْرِبَ أَ فَتَرَوْنِي مَانِعاً نَفْسِي(5) وَ مُعْطِيَكُمْ وَ لَأُسَوِّيَنَّ بَيْنَ الْأَسْوَدِ وَ الْأَحْمَرِ فَقَامَ إِلَيْهِ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَتَجْعَلُنِي وَ أَسْوَدَ مِنْ سُودَانِ الْمَدِينَةِ وَاحِداً فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّهُ أَمَا كَانَ هَاهُنَا مَنْ يَتَكَلَّمُ غَيْرُكَ وَ مَا فَضْلُكَ عَلَيْهِ إِلَّا بِسَابِقَةٍ أَوْ تَقْوَى

12502-@ (6)، وَ وَلَّى ع بَيْتَ مَالِ الْمَدِينَةِ- عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيَّهَانِ فَكَتَبَ الْعَرَبِيُّ وَ الْقُرَشِيُّ وَ الْأَنْصَارِيُّ وَ الْعَجَمِيُّ وَ كُلُّ مَنْ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَ أَجْنَاسِ الْعَجَمِ [سَوَاءٌ](7) فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِمَوْلًى لَهُ أَسْوَدَ فَقَالَ كَمْ يُؤْتَى(8) هَذَا فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَمْ أَخَذْتَ فَقَالَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ وَ كَذَلِكَ أَخَذَ النَّاسُ فَقَالَ فَأَعْطُوا مَوْلَاهُ مِثْلَ مَا أَخَذَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ نَحْوَ مَا مَرَّ

12503-@ (9) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ،: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ-


1- في المصدر: البحر بتحفة لا يدري ما قيمتها.
2- أثبتناه من المصدر.
3- في نسخة: إلى، (منه قده).
4- الاختصاص ص 151.
5- في المصدر زيادة: و ولدي.
6- الاختصاص ص 152.
7- ورد في هامش الحجرية ما لفظه: (هناك سقط بعد كلمة العجم، كلمة سواء، أو ما يشبهها) انتهى. و قد وردت في المصدر بين معقوفين، و نحن أثبتناه لمقتضى سياق الحديث.
8- في المصدر: يعطى.
9- تفسير القمّيّ ج 1 ص 51.

ص: 95

لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ(1) الْآيَةَ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي ذَرٍّ وَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ لَمَّا أَمَرَ عُثْمَانُ بِنَفْيِ أَبِي ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى الرَّبَذَةِ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ وَ كَانَ عَلِيلًا مُتَوَكِّئاً عَلَى عَصَاهُ وَ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَدْ حُمِلَتْ إِلَيْهِ مِنْ بَعْضِ النَّوَاحِي وَ أَصْحَابُهُ حَوْلَهُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَ يَطْمَعُونَ أَنْ يَقْسِمَهَا فِيهِمْ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لِعُثْمَانَ مَا هَذَا الْمَالُ فَقَالَ عُثْمَانُ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ حُمِلَتْ إِلَيَّ مِنْ بَعْضِ النَّوَاحِي أُرِيدُ أَنْ أَضُمَّ إِلَيْهَا مِثْلَهَا ثُمَّ أَرَى فِيهَا رَأْيِي فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ يَا عُثْمَانُ أَيُّمَا أَكْثَرُ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ أَوْ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ فَقَالَ عُثْمَانُ بَلْ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ أَ مَا تَذْكُرُ أَنِّي أَنَا وَ أَنْتَ دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص عِشَاءً فَرَأَيْنَاهُ كَئِيباً حَزِيناً فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَيْنَاهُ فَرَأَيْنَاهُ ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً فَقُلْنَا لَهُ بِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا دَخَلْنَا عَلَيْكَ الْبَارِحَةَ فَرَأَيْنَاكَ كَئِيباً حَزِيناً وَ عُدْنَا إِلَيْكَ الْيَوْمَ فَرَأَيْنَاكَ ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً فَقَالَ ص نَعَمْ كَانَ [قَدْ بَقِيَ](2) عِنْدِي مِنْ فَيْ ءِ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ لَمْ أَكُنْ قَسَمْتُهَا وَ خِفْتُ أَنْ يُدْرِكَنِي الْمَوْتُ وَ هِيَ عِنْدِي وَ قَدْ قَسَمْتُهَا الْيَوْمَ فَاسْتَرَحْتُ الْخَبَرَ

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ(3)، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادٍ الْهَمَدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِثْلَهُ

12504-@ (4) وَرَّامُ بْنُ أَبِي فِرَاسٍ فِي تَنْبِيهِ الْخَاطِرِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ سَالِمٍ الْجَحْدَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ جَدِّي عَنْ جَدِّهِ أَوْ قَالَ أَخُوهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَدْ أُتِيَ بِمَالٍ عِنْدَ الْمَسَاءِ فَقَالُوا قَدْ أَمْسَيْنَا(5)


1- البقرة 2: 84.
2- أثبتناه من المصدر.
3- قصص الأنبياء ص 318، و عنه في البحار ج 22 ص 432 ح 42.
4- مجموعة ورّام ج 2 ص 173.
5- في المصدر زيادة: يا أمير المؤمنين.

ص: 96

فَأَخِّرْهُ إِلَى غَدٍ فَقَالَ لَهُمْ تَضْمَنُونَ لِي أَنْ أَعِيشَ إِلَى غَدٍ قَالُوا وَ مَا ذَاكَ بِأَيْدِينَا قَالَ فَلَا تُؤَخِّرُوهُ حَتَّى تَقْسِمُوهُ فَأَتَى بِشَمْعٍ فَقَسَمُوا ذَاكَ الْمَالَ مِنْ (غَنَائِمِهِمْ)(1)

36 بَابُ كَيْفِيَّةِ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ

(2)

12505-@ (3) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي الْغَنِيمَةِ يُخْرَجُ مِنْهَا الْخُمُسُ وَ يُقْسَمُ مَا بَقِيَ بَيْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ وَ وَلِيَ ذَلِكَ وَ أَمَّا الْفَيْ ءُ وَ الْأَنْفَالُ فَهُوَ خَالِصٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ص

12506-@ (4)، وَ عَنِ ابْنِ الطَّيَّارِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: يُخْرَجُ خُمُسُ الْغَنِيمَةِ ثُمَّ يُقْسَمُ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ عَلَى مَنْ قَاتَلَ عَلَى ذَلِكَ أَوْ وَلِيَهُ

12507-@ (5) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْغَنِيمَةُ يُقْسَمُ عَلَى خَمْسَةِ أَخْمَاسٍ فَيُقْسَمُ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ عَلَى مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا وَ الْخُمُسُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فِي الْيَتِيمِ مِنَّا وَ الْمِسْكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ لَيْسَ فِينَا مِسْكِينٌ وَ لَا ابْنُ السَّبِيلِ الْيَوْمَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ فَالْخُمُسُ لَنَا مَوَفَّراً وَ نَحْنُ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا حَضَرْنَاهُ فِي الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ

12508-@ (6)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِ الْغَنِيمَةِ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا لِلْفَارِسِ سَهْمَانِ وَ لِلرَّاجِلِ سَهْمٌ

12509-@ (7)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ


1- و فيه: تحت ليلتهم.
2- الباب 36
3- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 61 ح 51.
4- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 62 ح 58.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 386.
6- دعائم الإسلام ج 1 ص 387.
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 342.

ص: 97

الْأَعْرَابِ هَلْ عَلَيْهِمْ جِهَادٌ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ بِالْإِسْلَامِ أَمْرٌ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ يُحْتَاجُ فِيهِ إِلَيْهِمْ وَ قَالَ وَ لَيْسَ لَهُمْ مِنَ الْفَيْ ءِ شَيْ ءٌ مَا لَمْ يُجَاهِدُوا

12510-@ (1)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: لَيْسَ لِلْعَبِيدِ مِنَ الْغَنِيمَةِ شَيْ ءٌ وَ إِنْ حَضَرَ وَ قَاتَلَ عَلَيْهَا فَرَأَى الْإِمَامُ أَوْ مَنْ أَقَامَهُ الْإِمَامُ أَنْ يُعْطِيَهُ عَلَى بَلَائِهِ إِنْ كَانَ مِنْهُ أَعْطَاهُ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ مَا يَرَاهُ

12511-@ (2)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَاتَ فِي دَارِ الْحَرْبِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنْ يُحْرِزَ الْغَنِيمَةَ فَلَا سَهْمَ لَهُ فِيهَا وَ مَنْ مَاتَ بَعْدَ أَنْ أُحْرِزَتْ فَسَهْمُهُ مِيرَاثٌ لِوَرَثَتِهِ

12512-@ (3) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنِ النَّبِيِّ ص: أَنَّهُ قَسَمَ فِي النَّفَلِ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ وَ لِلرَّاجِلِ سَهْماً

12513-@ (4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ فِي كِتَابِ الْغَارَاتِ، قَالَ: بَعَثَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِعَطَائِي فَوَ اللَّهِ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ إِنْ كُنْتَ فِي فَمِ الْأَسَدِ لَدَخَلْتُ مَعَكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّ هَذَا الْمَالَ لِمَنْ جَاهَدَ عَلَيْهِ وَ لَكِنَّ هَذَا مَالِي بِالْمَدِينَةِ فَأَصِبْ مِنْهُ مَا شِئْتَ

37 بَابُ حُكْمِ عَبِيدِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَ حُكْمِ الرُّسُلِ وَ الرُّهُنِ

(5)

12514-@ (6) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص حَكَمَ يَوْمَ الطَّائِفِ أَيُّمَا عَبْدٍ خَرَجَ إِلَيْنَا قَبْلَ مَوَالِيهِ فَهُوَ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 387.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 387.
3- عوالي اللآلي ج 1 ص 143 ح 61.
4- الغارات ص 577.
5- الباب 37
6- الجعفريات ص 80.

ص: 98

حُرٌّ وَ أَيُّمَا عَبْدٍ خَرَجَ إِلَيْنَا بَعْدَ مَوَالِيهِ فَهُوَ عَبْدٌ

12515-@ (1) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: إِذَا ظَفِرْتُمْ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ فَزَعَمَ أَنَّهُ رَسُولٌ إِلَيْكُمْ فَإِنْ عُرِفَ ذَلِكَ وَ جَاءَ بِمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ فَلَا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالَتَهُ وَ يَرْجِعَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا عَلَى قَوْلِهِ دَلِيلًا فَلَا تَقْبَلُوا مِنْهُ

38 بَابُ الْأَسِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ هَلْ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ فِي دَارِ الْحَرْبِ أَمْ لَا

(2)

12516-@ (3) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ حَرْبِيَّةً فِي دَارِ الْحَرْبِ

39 بَابُ جَوَازِ قِتَالِ الْمُحَارِبِ وَ اللِّصِّ وَ الظَّالِمِ وَ الدِّفَاعِ عَنِ النَّفْسِ وَ الْمَالِ وَ إِنْ قَلَّ وَ إِنْ خَافَ الْقَتْلَ

(4)

12517-@ (5) كِتَابُ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُقْتَلُ دُونَ مَالِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ قُتِلَ شَهِيداً وَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَتَرَكْتُ لَهُ الْمَالَ وَ لَمْ أُقَاتِلْهُ

12518-@ (6) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: مِثْلَهُ وَ فِيهِ وَ لَمْ أُقَاتِلْ عَلَيْهِ وَ إِنْ أَرَادَ الْقَتْلَ لَمْ يَسَعْ لِلْمَرْءِ(7) الْمُسْلِمِ إِلَّا الْمُدَافَعَةَ عَنْ نَفْسِهِ وَ مَا أُصِيبَ مِنَ اللِّصِّ وَ عُرِفَ(8) أَهْلُهُ رُدَّ عَلَيْهِمْ وَ الْجَاسُوسُ وَ الْعَيْنُ إِذَا ظُفِرَ بِهِمَا قُتِلَا:

كَذَلِكَ رُوِّينَا عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ع:


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 376.
2- الباب 38
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 252.
4- الباب 39
5- الأصول الستة عشر ص 156.
6- دعائم الإسلام ج 1 ص 398.
7- في المصدر: المرء.
8- في المصدر: فعرفه.

ص: 99

12519-@ (1) صَحِيفَةُ الرِّضَا، ع بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ مَنْ يُدْخَلُ عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ فَلَا يُقَاتِلُ

12520-@(2) فِقْهُ الرِّضَا، ع: وَ مَنْ تَخَطَّى حَرِيمَ قَوْمٍ حَلَّ قَتْلُهُ

12521-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ شَهَرَ سَيْفَهُ فَدَمُهُ هَدَرٌ

40 بَابُ قَتْلِ الدُّعَاةِ إِلَى الْبِدْعَةِ

(4)

12522-@ (5) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْأَمَالِي، عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ: لَمَّا حَضَرَ النَّبِيَّ ص الْوَفَاةُ إِلَى أَنْ قَالَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلْمُسْلِمِينَ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ حَوْلَهُ أَيُّهَا النَّاسُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ لَا سُنَّةَ بَعْدَ سُنَّتِي فَمَنِ ادَّعَى ذَلِكَ فَدَعْوَاهُ وَ بِدْعَتُهُ فِي النَّارِ وَ مَنِ ادَّعَى ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ وَ مَنِ اتَّبَعَهُ فَهُمْ فِي النَّارِ الْخَبَرَ

41 بَابُ شَرَائِطِ الذِّمَّةِ

(6)

12523-@ (7) ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي الْمَنَاقِبِ،: وَ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَهْداً لِحَيِّ سَلْمَانَ بِكَازِرُونَ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص-


1- صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 35.
2- فقه الرضا (عليه السلام) ص 42.
3- الجعفريات ص 83.
4- الباب 40
5- أمالي المفيد ص 53.
6- الباب 41
7- المناقب ج 1 ص 111.

ص: 100

سَأَلَهُ الْفَارِسِيُّ سَلْمَانُ وَصِيَّةً لِأَخِيهِ(1) مِهَادِ بْنِ فَرُّوخَ بْنِ مَهْيَارَ وَ أَقَارِبِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ عَقِبِهِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ قَدْ رَفَعْتُ عَنْهُمْ جَزَّ النَّاصِيَةِ وَ الْجِزْيَةَ وَ الْخُمُسَ وَ الْعُشْرَ وَ سَائِرَ الْمُؤَنِ وَ الْكُلَفِ إلخ قَالَ وَ الْكِتَابُ إِلَى الْيَوْمِ فِي أَيْدِيهِمْ

12524-@ (2) وَ وَجَدْتُ الْعَهْدَ بِتَمَامِهِ فِي طُومَارٍ عَتِيقٍ، مَنْقُولًا مِنْ نُسْخَةِ الْأَصْلِ: وَ قَدْ رَفَعْتُ عَنْهُمْ جَزَّ النَّاصِيَةِ وَ الزُّنَّارَةَ(3) وَ الْجِزْيَةَ وَ(4) الْخُمُسَ وَ الْعُشْرَ وَ سَائِرَ الْمُؤَنِ وَ الْكُلَفِ وَ أَيْدِيهِمْ طَلْقَةٌ عَلَى بُيُوتِ النِّيرَانِ وَ ضِيَاعِهَا وَ أَمْوَالِهَا وَ لَا يُمْنَعُونَ(5) مِنَ اللِّبَاسِ الْفَاخِرَةِ وَ الرُّكُوبِ وَ بِنَاءِ الدُّورِ وَ الْإِصْطَبْلِ وَ حَمْلِ الْجَنَائِزِ وَ اتِّخَاذِ مَا يَجِدُونَ فِي دِينِهِمْ وَ مَذَاهِبِهِمْ إِلَى آخِرِهِ وَ فِي آخِرِهِ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص بِحُضُورِهِ

12525-@ (6) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنِ النَّبِيِّ ص: أَنَّهُ نَهَى عَنْ إِحْدَاثِ(7) الْكَنَائِسِ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ

12526-@ (8) وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: أَنَّهُ لَمَّا قَبِلَ الْجِزْيَةَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَقْبَلْهَا إِلَّا عَلَى شُرُوطٍ افْتَرَضَهَا(9) عَلَيْهِمْ مِنْهَا أَنْ لَا يَأْكُلُوا الرِّبَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَ ذِمَّةُ رَسُولِهِ

12527-@ (10) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى حَدَّثَنَا


1- في المصدر: بأخيه.
2- ...
3- الزنارة: ما يشدّه الذمي على وسطه (لسان العرب ج 4 ص 330).
4- في الطبعة الحجرية «إلى» و الظاهر ما أثبتناه هو الصواب.
5- و فيها «و لا يمنعونها» و الظاهر ما أثبتناه هو الصواب.
6- دعائم الإسلام ج 1 ص 381.
7- في الطبعة الحجرية: «عهد»، و ما أثبتناه من المصدر.
8- دعائم الإسلام ج 2 ص 37 ح 86.
9- في المصدر: اشترطها.
10- الجعفريات ص 80.

ص: 101

أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ(1) كَنِيسَةٌ مُحْدَثَةٌ:

وَ رَوَاهُ السَّيِّدُ فَضْلُ اللَّهِ فِي نَوَادِرِهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ ص: مِثْلَهُ(2)

42 بَابُ أَنَّ الْجِزْيَةَ لَا تُؤْخَذُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَ هُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى وَ الْمَجُوسُ

(3)

12528-@ (4) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا يُقْبَلُ مِنْ عَرَبِيٍّ جِزْيَةٌ وَ إِنْ لَمْ يُسْلِمُوا قُوتِلُوا

12529-@ (5)، وَ عَنْهُ ع: الْمَجُوسُ أَهْلُ الْكِتَابِ إِلَّا أَنَّهُ انْدَرَسَ أَمْرُهُمْ وَ ذَكَرَ قِصَّتَهُمْ فَقَالَ يُؤْخَذُ الْجِزْيَةُ مِنْهُمْ

12530-@(6) مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: سُنُّوا فِي الْمَجُوسِ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي الْجِزْيَةِ الْخَبَرَ:

وَ عَنِ ابْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع: مِثْلَهُ

12531-@ (7) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، مُرْسَلًا(8) قَالَ: لَمَّا جَلَسَ أَمِيرُ


1- في المصدر زيادة: إخصاء و لا.
2- نوادر الراونديّ ص 32.
3- الباب 42
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 380.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 380.
6- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 348 ح 218.
7- الاختصاص ص 235.
8- في المصدر، مسندا: عن عليّ بن محمّد الشعراني، عن الحسن بن عليّ بن شعيب، عن عيسى بن محمّد العلوي، عن محمّد بن العباس بن بسام، عن محمّد بن أبي السدي، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن يونس، عن سعد الكنانيّ، عن الأصبغ بن نباتة، فلاحظ.

ص: 102

الْمُؤْمِنِينَ ع فِي الْخِلَافَةِ وَ بَايَعَهُ النَّاسُ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ مُتَعَمِّماً بِعِمَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص لَابِساً بُرْدَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص مُنْتَعِلًا نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص مُتَقَلِّداً سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَجَلَسَ عَلَيْهِ مُتَمَكِّناً ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَوَضَعَهَا أَسْفَلَ بَطْنِهِ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ النَّاسِ سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي وَ هَذَا سَفَطُ الْعِلْمِ إِلَى أَنْ قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ يُؤْخَذُ مِنَ الْمَجُوسِ الْجِزْيَةُ وَ لَمْ يُنْزَلْ عَلَيْهِمْ كِتَابٌ وَ لَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ فَقَالَ ع بَلَى يَا أَشْعَثُ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ نَبِيّاً الْخَبَرَ

43 بَابُ أَنَّهُ يَنْبَغِي إِخْرَاجُ الْيَهُودِ وَ النَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَ الْوُصَاةِ بِالْمُسْلِمِينَ مِنَ الْقِبْطِ وَ بِقُرَيْشٍ وَ الْعَرَبِ وَ الْمَوَالِي وَ كَرَاهَةِ مُسَاكَنَةِ الْخُوزِ وَ مُنَاكَحَتِهِمْ

(1)

12532-@ (2) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا يَدْخُلُ أَهْلُ الذِّمَّةِ الْحَرَمَ وَ لَا دَارَ الْهِجْرَةِ وَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا

12533-@ (3) تَفْسِيرُ الْإِمَامِ، ع قَالَ: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا(4) عَنْ جَهْلِهِمْ وَ قَابِلُوهُمْ بِحُجَجِ اللَّهِ وَ ادْفَعُوا بِهَا أَبَاطِيلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ فِيهِمْ بِالْقَتْلِ يَوْمَ [فَتْحِ](5) مَكَّةَ فَحِينَئِذٍ


1- الباب 43
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 381.
3- تفسير الإمام ص 212.
4- البقرة 2: 109.
5- أثبتناه من المصدر.

ص: 103

تُجْلُونَهُمْ مِنْ بَلَدِ مَكَّةَ وَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَ لَا تُقِرُّونَ بِهَا كَافِراً

44 بَابُ جَوَازِ مُخَادَعَةِ أَهْلِ الْحَرْبِ

(1)

12534-@ (2) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْمُفِيدِ الْجُرْجَانِيِّ عَنْ أَبِي الدُّنْيَا الْمُعَمَّرِ الْمَغْرِبِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: الْحَرْبُ خُدْعَةٌ:

وَ رَوَاهُ الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، عَنِ الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرَّانِيِّ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيِّ الْبَغْدَادِيِّ عَنِ الْمُفِيدِ الْجُرْجَانِيِّ عَنْ أَبِي الدُّنْيَا الْأَشَجِّ الْمُعَمَّرِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: الْحَرْبُ خُدْعَةٌ(3)

12535-@ (4) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: يَوْمَ الْتَقَى هُوَ وَ مُعَاوِيَةُ بِصِفِّينَ فَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ لِيُسْمِعَ أَصْحَابَهُ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّ مُعَاوِيَةَ وَ أَصْحَابَهُ ثُمَّ يَقُولُ فِي آخِرِ قَوْلِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ يَخْفِضُ بِهَا صَوْتَهُ وَ كُنْتُ قَرِيباً مِنْهُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ حَلَفْتَ عَلَى مَا قُلْتَ ثُمَّ اسْتَثْنَيْتَ فَمَا أَرَدْتَ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ وَ أَنَا عِنْدَ الْمُؤْمِنِ غَيْرُ كَذُوبٍ فَأَرَدْتُ أَنْ أُحَرِّضَ أَصْحَابِي عَلَيْهِمْ لِكَيْلَا يَفْشَلُوا وَ لَكِنْ يَطْمَعُوا فِيهِمْ فَأَفْقَهُهُمْ يَنْتَفِعُوا بِهَا بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى


1- الباب 44
2- أمالي الطوسيّ: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث و عنه في البحار ج 100 ص 42 ح 53. و قد ورد في أمالي الطوسيّ ج 1 ص 267 حديثا مثله بسند آخر ينتهي إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله).
3- كنز الفوائد ص 266.
4- تفسير العيّاشيّ: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، و عنه في البحار ج 100 ص 27 ح 33 و ورد في تفسير القمّيّ ج 2 ص 60، و في التهذيب ج 6 ص 162 ح 299، و الكافي ج 7 ص 460 ح 1.

ص: 104

12536-@ (1) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ كَذِبُ الْإِمَامِ عَدُوَّهُ فَإِنَّمَا الْحَرْبُ خُدْعَةٌ

45 بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ عَدَدِ السَّرَايَا وَ الْعَسْكَرِ

(2)

12537-@ (3) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَ خَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ وَ خَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَ لَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً مِنْ قِلَّةٍ

12538-@ (4) الْقَاضِي الْقُضَاعِيُّ فِي الشِّهَابِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ وَ خَيْرُ الطَّلَائِعِ أَرْبَعُمِائَةٍ وَ خَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ

46 بَابُ اسْتِحْبَابِ الدُّعَاءِ بِالْمَأْثُورِ قَبْلَ الْقِتَالِ

(5)

12539-@ (6) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ ع إِذَا أَرَادَ الْقِتَالَ قَالَ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ- اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمْتَ سَبِيلًا مِنْ سُبُلِكَ جَعَلْتَ فِيهِ رِضَاكَ وَ نَدَبْتَ إِلَيْهِ أَوْلِيَاءَكَ وَ جَعَلْتَهُ أَشْرَفَ سُبُلِكَ عِنْدَكَ ثَوَاباً وَ أَكْرَمَهَا إِلَيْكَ مَآباً وَ أَحَبَّهَا إِلَيْكَ مَسْلَكاً ثُمَّ اشْتَرَيْتَ فِيهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً(7) فَاجْعَلْنِي مِمَّنِ اشْتَرَيْتَ فِيهِ مِنْكَ نَفْسَهُ ثُمَّ وَفَى لَكَ بِبَيْعَتِهِ الَّتِي


1- الجعفريات ص 171.
2- الباب 45
3- عوالي اللآلي ج 1 ص 171 ح 196.
4- شهاب الأخبار ص 144 ح 788.
5- الباب 46
6- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 113 ح 143.
7- التوبة 9: 111.

ص: 105

بَايَعَكَ عَلَيْهَا غَيْرَ نَاكِثٍ وَ لَا نَاقِضٍ عَهْداً وَ لَا مُبَدِّلٍ تَبْدِيلًا

12540-@(1) نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ وَ غَيْرِهِ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ ع يَرْكَبُ بَغْلًا لَهُ يَسْتَلِذُّهُ فَلَمَّا حَضَرَتِ الْحَرْبُ قَالَ ائْتُونِي بِفَرَسٍ قَالَ فَأُتِيَ بِفَرَسٍ لَهُ ذَنُوبٍ أَدْهَمَ يُقَادُ بِشَطَنَيْنِ(2) يَبْحَثُ بِيَدَيْهِ الْأَرْضَ جَمِيعاً وَ لَهُ حَمْحَمَةٌ وَ صَهِيلٌ فَرَكِبَهُ قَالَ- سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ

12541-@ (3)، وَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ تَمِيمٍ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ ع إِذَا سَارَ إِلَى الْقِتَالِ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ حِينَ يَرْكَبُ ثُمَّ يَقُولُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ عَلَيْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَمِيمِ(4) سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يَقُولُ- اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أُتْعِبَتِ الْأَبْدَانُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الْأَيْدِي وَ أُشْخِصَتِ الْأَبْصَارُ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ يَا اللَّهُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا رَبَّ مُحَمَّدٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اللَّهُمَّ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ الظَّالِمِينَ فَكَانَ هَذَا شِعَارَهُ بِصِفِّينَ

12542-@ (5)، وَ عَنْ أَبْيَضَ بْنِ الْأَغَرِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ: مَا كَانَ عَلِيٌّ ع فِي قِتَالٍ قَطُّ إِلَّا نَادَى يَا كهيعص

12543-@ (6)، وَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَسَّانَ الْعِجْلِيِّ عَمَّنْ


1- وقعة صفّين ص 230.
2- الشطن: الحبل، و قيل: الحبل الطويل الشديد الفتل يستقى به و تشد به الخيل ..
3- وقعة صفّين ص 230.
4- في المصدر: العظيم.
5- كتاب صفّين ص 231.
6- كتاب صفّين ص 231.

ص: 106

حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُ سَمِعْتُهُ(1) يَقُولُ يَوْمَ صِفِّينَ- اللَّهُمَّ إِلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَبْصَارُ وَ بُسِطَتِ الْأَيْدِي وَ دُعِيَتِ الْأَلْسُنُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ تُحُوكِمَ إِلَيْكَ فِي الْأَعْمَالِ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ- [اللَّهُمَّ إِنَّا](2) نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا(3) وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا وَ ظُهُورَ الْفِتَنِ عَلَيْنَا أَعِنَّا عَلَيْهِمْ(4) بِفَتْحٍ تُعَجِّلُهُ وَ نَصْرٍ تُعِزُّ بِهِ سُلْطَانَ الْحَقِّ وَ تُظْهِرُهُ

12544-@ (5)، وَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ سُوَيْدٍ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ ع إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الْحَرْبِ قَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ وَ قَالَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ(6) عَلَى نِعَمِهِ عَلَيْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ- سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ ثُمَّ يُوَجِّهُ دَابَّتَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يَقُولُ- اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الْأَيْدِي وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ثُمَّ يُورِدُ وَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَهُ حِيَاضَ الْمَوْتِ

12545-@ (7)، وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَلِيٍّ ع: فِي قَوْلِهِ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى(8) قَالَ هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ آيَةُ النَّصْرِ

12546-@ (9)، وَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: أَنَّ عَلِيّاً ع


1- في المصدر: سمع.
2- أثبتناه من المصدر.
3- في المصدر زيادة: و تشتّت أهوائنا.
4- في الطبعة الحجرية «عليه»، و ما أثبتناه من المصدر.
5- كتاب صفّين ص 231.
6- في المصدر زيادة: رب العالمين.
7- كتاب صفّين ص 119 طبعة ايران القديمة، و عنه في البحار ج 100 ص 37 ح 35.
8- الفتح 48: 26.
9- كتاب صفّين ص 232.

ص: 107

خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَاسْتَقْبَلُوهُ فَقَالَ- اللَّهُمَّ رَبَّ السَّقْفِ الْمَحْفُوظِ الْمَكْفُوفِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَغِيضاً لِلَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ جَعَلْتَ فِيهِ مَجْرَى الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ مَنَازِلَ الْكَوَاكِبِ وَ النُّجُومِ وَ جَعَلْتَ سُكَّانَهُ سِبْطاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا يَسْأَمُونَ الْعِبَادَةَ وَ رَبَّ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِي جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلْأَنَامِ وَ الْهَوَامِّ وَ الْأَنْعَامِ وَ مَا لَا يُحْصَى مِمَّا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى مِنْ خَلْقِكَ الْعَظِيمِ وَ رَبَّ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَ رَبَّ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ الْمُحِيطِ بِالْعَالَمِينَ وَ رَبَّ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي الَّتِي جَعَلْتَهَا لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً وَ لِلْخَلْقِ مَتَاعاً إِنْ أَظْهَرْتَنَا عَلَى عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْبَغْيَ وَ سَدِّدْنَا لِلْحَقِّ وَ إِنْ أَظْهَرْتَهُمْ عَلَيْنَا فَارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ وَ اعْصِمْ بَقِيَّةَ أَصْحَابِي مِنَ الْفِتْنَةِ

12547-@ (1)، وَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ تَمِيمٍ الْأَنْصَارِيِّ(2) قَالَ: وَ اللَّهِ لَكَأَنِّي أَسْمَعُ عَلِيّاً ع يَوْمَ الْهَرِيرِ يَقُولُ حَتَّى مَتَى نُخَلِّي بَيْنَ هَذِهِ الْحَيَّيْنِ وَ قَدْ فَنِيَتَا وَ أَنْتُمْ وُقُوفٌ تَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ أَ مَا تَخَافُونَ مَقْتَ اللَّهِ ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ نَادَى- يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا وَاحِدُ يَا صَمَدُ يَا اللَّهُ يَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ ص اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الْأَيْدِي وَ امْتَدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ طُلِبَتِ الْحَوَائِجُ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ثُمَّ نَادَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَلِمَةُ التَّقْوَى

12548-@ (3) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُ كَانَ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ- اللَّهُمَّ أَنْتَ عِصْمَتِي وَ نَاصِرِي وَ مَانِعِي(4) اللَّهُمَّ بِكَ أَصُولُ وَ بِكَ أُقَاتِلُ


1- كتاب صفّين ص 477.
2- في المصدر: جابر بن عمير الأنصاري.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 371.
4- في المصدر: و معيني.

ص: 108

12549-@ (1)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ- اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ دَعَوْتَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَكْبَرِ:

وَ رَوَاهُ فِي الْجَعْفَرِيَّاتِ، بِالسَّنَدِ الْآتِي:(2)

12550-@(3) صَاحِبُ الدَّعَائِمِ فِي شَرْحِ الْأَخْبَارِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا تَوَافَقَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ خَرَجَ عَلِيٌّ ع حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ- يَا خَيْرَ مَنْ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ وَ دُعِيَ بِالْأَلْسُنِ يَا حَسَنَ الْبَلَايَا(4) يَا جَزِيلَ الْعَطَاءِ احْكُمْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ

12551-@ (5) نَهْجُ الْبَلَاغَةِ،: وَ كَانَ ع إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ مُحَارِباً يَقُولُ- اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أُنْضِيَتِ الْأَبْدَانُ اللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ الشَّنَآنِ وَ جَاشَتْ مَرَاجِلُ الْأَضْغَانِ اللَّهُمَّ إِنَا نَشْكُو إِلَى قَوْلِهِ الْفَاتِحِينَ كَمَا تَقَدَّمَ

12552-@ (6) وَ فِيهِ، قَالَ ع لَمَّا عَزَمَ عَلَى لِقَاءِ الْقَوْمِ بِصِفِّينَ- اللَّهُمَّ رَبَّ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْجَوِّ الْمَكْفُوفِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَغِيضاً لِلَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مَجْرَى الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ مُخْتَلَفاً لِلنُّجُومِ السَّيَّارَةِ وَ جَعَلْتَ سُكَّانَهُ سِبْطاً مِنْ مَلَائِكَتِكَ لَا يَسْأَمُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ وَ رَبَّ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِي جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلْأَنَامِ وَ مَدْرَجاً لِلْهَوَامِّ وَ الْأَنْعَامِ وَ مَا لَا يُحْصَى مِمَّا يُرَى وَ مَا لَا


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 371.
2- الجعفريات ص 218.
3- شرح الأخبار:
4- في نسخة: البلاء.
5- نهج البلاغة ج 3 ص 17 ح 15.
6- نهج البلاغة ج 2 ص 101 ح 166.

ص: 109

يُرَى وَ رَبَّ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي الَّتِي جَعَلْتَهَا لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً وَ لِلْخَلْقِ اعْتِمَاداً إِنْ أَظْهَرْتَنَا عَلَى عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْبَغْيَ وَ سَدِّدْنَا لِلْحَقِّ وَ إِنْ أَظْهَرْتَهُمْ(1) عَلَيْنَا فَارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ وَ اعْصِمْنَا مِنَ الْفِتْنَةِ أَيْنَ الْمَانِعُ لِلذِّمَارِ وَ الْغَابِرُ(2) عِنْدَ نُزُولِ الْحَقَائِقِ مِنْ أَهْلِ الْحِفَاظِ الْعَارُ(3) وَرَاءَكُمْ وَ الْجَنَّةُ أَمَامَكُمْ

12553-@ (4) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص [كَانَ](5) إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ عَبَّأَ الرِّجَالَ وَ عَبَّأَ الْخَيْلَ وَ عَبَّأَ الْإِبِلَ ثُمَّ يَقُولُ- اللَّهُمَّ أَنْتَ عِصْمَتِي وَ نَاصِرِي وَ مَانِعِي اللَّهُمَّ بِكَ أَصُولُ وَ بِكَ أُقَاتِلُ

12554-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ بَارَزْتُ مَرْحَباً فَقُلْتُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَّمَنِي أَنْ أَقُولَهُ- اللَّهُمَّ انْصُرْنِي وَ لَا تَنْصُرْ عَلَيَّ اللَّهُمَّ اغْلِبْ لِي وَ لَا تَغْلِبْ عَلَيَّ اللَّهُمَّ تَوَلَّنِي وَ لَا تَوَلَّ عَلَيَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ ذَاكِراً لَكَ شَاكِراً لَكَ رَاهِباً لَكَ مُنِيباً مُطِيعاً أَقْتُلُ أَعْدَاءَكَ فَقَتَلْتُ مَرْحَباً يَوْمَئِذٍ وَ تَرَكْتُ سَلَبَهُ وَ كُنْتُ أَقْتُلُ وَ لَا آخُذُ السَّلَبَ

12555-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص دَعَا يَوْمَ الْأَحْزَابِ- اللَّهُمَّ مُنْزِلَ


1- في الطبعة الحجرية: «اظهرتم» و ما أثبتناه من المصدر.
2- في المصدر: الغائر.
3- في نسخة: النار، (منه قدّه).
4- الجعفريات ص 217.
5- أثبتناه من المصدر.
6- الجعفريات ص 217.
7- الجعفريات ص 218.

ص: 110

الْكِتَابِ مُنْشِرَ السَّحَابِ وَاضِعَ الْمِيزَانِ [سَرِيعَ الْحِسَابِ](1) اهْزِمِ الْأَحْزَابَ عَنَّا وَ ذَلِّلْهُمْ وَ فِي نُسْخَةٍ وَ زَلْزِلْهُمْ

12556-@ (2) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي مُهَجِ الدَّعَوَاتِ،: وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يُرْوَى أَنَّهُ دَعَا بِهِ يَوْمَ الْجَمَلِ قَبْلَ الْوَاقِعَةِ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ وَ أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ عَلَى حُسْنِ صُنْعِكَ إِلَيَّ وَ تَعَطُّفِكَ عَلَيَّ وَ عَلَى مَا وَصَلْتَنِي بِهِ مِنْ نُورِكَ وَ تَدَارَكْتَنِي بِهِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَسْبَغْتَ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَتِكَ فَقَدِ اصْطَنَعْتَ يَا مَوْلَايَ مَا يَحِقُّ لَكَ بِهِ حَمْدِي وَ شُكْرِي بِحُسْنِ عَفْوِكَ وَ بَلَائِكَ الْقَدِيمِ عِنْدِي وَ تَظَاهُرِ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ وَ تَتَابُعِ أَيَادِيكَ لَدَيَّ لَمْ أَبْلُغْ إِحْرَازَ حَظِّي وَ لَا إِصْلَاحَ نَفْسِي وَ لَكِنَّكَ يَا مَوْلَايَ قَدْ بَدَأْتَنِي أَوَّلًا بِإِحْسَانِكَ فَهَدَيْتَنِي لِدِينِكَ وَ عَرَّفْتَنِي نَفْسَكَ وَ ثَبَّتَّنِي فِي أُمُورِي كُلِّهَا بِالْكِفَايَةِ وَ الصُّنْعِ لِي فَصَرَفْتَ عَنِّي جَهْدَ الْبَلَاءِ وَ مَنَعْتَ عَنِّي مَحْذُورَ الْقَضَاءِ(3) فَلَسْتُ أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا جَمِيلًا وَ لَمْ أَرَ مِنْكَ إِلَّا تَفْضِيلًا يَا إِلَهِي كَمْ مِنْ بَلَاءٍ وَ جَهْدٍ صَرَفْتَهُ عَنِّي وَ أَرَيْتَنِيهِ فِي غَيْرِي وَ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَقْرَرْتَ بِهَا عَيْنِي وَ كَمْ مِنْ صَنِيعَةٍ شَرِيفَةٍ لَكَ عِنْدِي إِلَهِي أَنْتَ الَّذِي تُجِيبُ فِي الِاضْطِرَارِ دَعْوَتِي وَ أَنْتَ الَّذِي تُنَفِّسُ فِي الْغُمُومِ كُرْبَتِي وَ أَنْتَ الَّذِي تَأْخُذُ [لِي](4) مِنَ الْأَعْدَاءِ بِظُلَامَتِي فَمَا وَجَدْتُكَ وَ لَا أَجِدُكَ بَعِيداً مِنِّي حِينَ أُرِيدُكَ وَ لَا مُنْقَبِضاً عَنِّي حِينَ أَسْأَلُكَ وَ لَا مُعْرِضاً عَنِّي(5) حِينَ أَدْعُوكَ فَأَنْتَ إِلَهِي أَجِدُ(6) صَنِيعَكَ عِنْدِي مَحْمُوداً وَ حُسْنَ بَلَائِكَ عِنْدِي مَوْجُوداً وَ جَمِيعَ أَفْعَالِكَ عِنْدِي جَمِيلًا يَحْمَدُكَ لِسَانِي وَ عَقْلِي وَ جَوَارِحِي وَ جَمِيعُ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي يَا مَوْلَايَ أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ عَظَمَتِكَ وَ عَظَمَتِكَ


1- اثبتناه من المصدر.
2- مهج الدعوات ص 94.
3- في المصدر: الأشياء.
4- أثبتناه من المصدر.
5- في الطبعة الحجرية «علي»، و ما أثبتناه من المصدر.
6- في الطبعة الحجرية «أ تجد»، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 111

الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ مَشِيَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَا أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِوَاجِبِ شُكْرِي نِعْمَتَكَ رَبِّ مَا أَحْرَصَنِي عَلَى مَا زَهَّدْتَنِي [فِيهِ](1) وَ حَثَثْتَنِي عَلَيْهِ إِنْ لَمْ تُعِنِّي عَلَى دُنْيَايَ بِزُهْدٍ وَ عَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَى هَلَكْتُ رَبِّ دَعَتْنِي دَوَاعِي الدُّنْيَا مِنْ حَرْثِ النِّسَاءِ وَ الْبَنِينَ فَأَجَبْتُهُمَا سَرِيعاً وَ رَكَنْتُ إِلَيْهَا طَائِعاً وَ دَعَتْنِي دَوَاعِي الْآخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ وَ الِاجْتِهَادِ فَكَبَوْتُ لَهَا وَ لَمْ أُسَارِعْ إِلَيْهَا مُسَارَعَتِي إِلَى الْحُطَامِ الْهَامِدِ وَ الْهَشِيمِ الْبَائِدِ وَ السَّرَابِ الذَّاهِبِ عَنْ قَلِيلٍ رَبِّ خَوَّفْتَنِي(2) وَ شَوَّقْتَنِي وَ احْتَجَجْتَ عَلَيَّ فَمَا خِفْتُكَ حَقَّ خَوْفِكَ وَ أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَثَبَّطْتُ عَنِ السَّعْيِ لَكَ وَ تَهَاوَنْتُ بِشَيْ ءٍ مِنِ احْتِجَاجِكَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا سَعْيِي لَكَ وَ فِي طَاعَتِكَ وَ امْلَأْ قَلْبِي مِنْ خَوْفِكَ وَ حَوِّلْ تَثْبِيطِي وَ تَهَاوُنِي وَ تَفْرِيطِي وَ كُلَّ مَا أَخَافُهُ مِنْ نَفْسِي فَرَقاً مِنْكَ وَ صَبْراً عَلَى طَاعَتِكَ وَ عَمَلًا بِهِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ اجْعَلْ جُنَّتِي مِنَ الْخَطَإِ حَصِينَةً وَ حَسَنَاتِي مُضَاعَفَةً فَإِنَّكَ تُضَاعِفُ لِمَنْ تَشَاءُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ دَرَجَاتِي فِي الْجِنَانِ رَفِيعَةً وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ مِنْ رَفِيعِ المَطْعَمِ وَ الْمَشْرَبِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْلَمُ وَ مِنْ شَرِّ مَا لَا أَعْلَمُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ أَشْتَرِيَ الْجَهْلَ بِالْعِلْمِ كَمَا اشْتَرَى غَيْرِي أَوِ السَّفَهَ بِالْحِلْمِ أَوِ الْجَزَعَ بِالصَّبْرِ أَوِ الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى أَوِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ يَا رَبِّ مُنَّ عَلَيَّ بِذَلِكَ فَإِنَّكَ تَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَ لَا تُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

12557-@ (3) وَ فِيهِ، وَ مِنْ ذَلِكَ: دُعَاءٌ لِمَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنِ ابْتِدَاءِ الْقِتَالِ يَوْمَ صِفِّينَ مِنْ كِتَابِ صِفِّينَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَلُودِيِّ مِنْ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ فَلَمَّا زَحَفُوا بِاللِّوَاءِ قَالَ عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ-


1- أثبتناه من المصدر.
2- في الطبعة الحجرية «خوّلتني»، و ما أثبتناه من المصدر.
3- مهج الدعوات ص 96.

ص: 112

إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ طُلِبَتِ الْحَوَائِجُ وَ رُفِعَتِ الْأَيْدِي اللَّهُمَّ افْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثاً

12558-@ (1) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِرْشَادِ، رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا أَصْبَحَتِ الْخَيْلُ تُقْبِلُ عَلَى الْحُسَيْنِ ع رَفَعَ يَدَيْهِ وَ قَالَ- اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ وَ أَنْتَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ وَ أَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ كَمْ مِنْ هَمٍّ(2) يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ وَ يَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ وَ يَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَيْكَ رَغْبَةً مِنِّي إِلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ [عَنِّي](3) وَ كَشَفْتَهُ فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ مُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ

47 بَابُ اسْتِحْبَابِ اتِّخَاذِ الْمُسْلِمِينَ شِعَاراً

(4)

12559-@ (5) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِسَرِيَّةٍ بَعَثَهَا لِيَكُنْ شِعَارُكُمْ حم (لَا)(6) يُنْصَرُونَ فَإِنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى عَظِيمٌ

12560-@(7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ [عَنْ عَلِيٍ](8)


1- الإرشاد ص 233.
2- في نسخة: كرب.
3- أثبتناه من المصدر.
4- الباب 47
5- الجعفريات ص 84، نوادر الراونديّ ص 33.
6- ليس في المصدر.
7- الجعفريات ص 84.
8- أثبتناه من المصدر.

ص: 113

ع قَالَ: كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْمَ بَدْرٍ- يَا مَنْصُورُ أَمِتْ وَ كَانَ شِعَارُهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ لِلْمُهَاجِرِينَ يَا عَبْدَ اللَّهِ وَ لِلْخَزْرَجِ يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ لِلْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ:

وَ رَوَاهُ فِي الدَّعَائِمِ، عَنْ عَلِيٍّ ع: مِثْلَهُ(1)

12561-@ (2)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: قَدِمَ نَاسٌ مِنْ مُزَيْنَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا شِعَارُكُمْ قَالُوا حَرَامٌ فَقَالَ بَلْ شِعَارُكُمْ حَلَالٌ:

وَ رَوَاهُ فِي الدَّعَائِمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع:(3)

12562-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْمَ مُسَيْلَمَةَ يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ

12563-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: كَانَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي الرُّحْبَةِ(6) أَمِتْ أَمِتْ:

وَ رُوِيَ جَمِيعُ مَا تَقَدَّمَ عَنِ السَّيِّدِ فَضْلِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيِّ فِي النَّوَادِرِ(7)، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع: مِثْلَهُ

12564-@ (8) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّ رَسُولَ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 370.
2- الجعفريات ص 84، نوادر الراونديّ ص 33.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 370.
4- الجعفريات ص 84، نوادر الراونديّ ص 33.
5- الجعفريات ص 84.
6- الرحبة: قرية على مرحلة من الكوفة في طريق مكّة. (معجم البلدان ج 3 ص 33).
7- نوادر الراونديّ ص 33.
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 370.

ص: 114

اللَّهِ ص أَمَرَ بِالشِّعَارِ قَبْلَ الْحَرْبِ وَ قَالَ وَ لْيَكُنْ فِي شِعَارِكُمُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى

12565-@ (1)، السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْغَيْبَةِ لِلْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: فِي حَدِيثٍ فِي أَصْحَابِ الْقَائِمِ ع قَالَ وَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ مُشْفِقُونَ يَدْعُونَ بِالشَّهَادَةِ وَ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يُقْتَلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ شِعَارُهُمْ يَا لَثَارَاتِ الْحُسَيْنِ ع إِذَا سَارُوا يَسِيرُ الرُّعْبُ أَمَامَهُمْ مَسِيرَةَ شَهْرٍ

48 بَابُ اسْتِحْبَابِ ارْتِبَاطِ الْخَيْلِ وَ سَائِرِ الدَّوَابِّ وَ آدَابِهَا وَ آلَاتِ الرُّكُوبِ

(2)

12566-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ مَنِ ارْتَبَطَ [فَرَساً](4) فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ وَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى سَهْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَ أَوَّلُ شَهِيدٍ فِي الْإِسْلَامِ مِهْجَعٌ

12567-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى أَصْحَابِ الْخَيْلِ مَنِ اتَّخَذَهَا وَ أَعَدَّهَا لِمَارِدٍ(6) فِي دِينِهِ أَوْ مُشْرِكٍ

12568-@ (7) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ ص أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ


1- الأنوار المضيئة:
2- الباب 48
3- الجعفريات ص 240.
4- أثبتناه من المصدر.
5- الجعفريات ص 86.
6- في المصدر: لمارق.
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 344.

ص: 115

ص قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى أَصْحَابِ الْخَيْلِ مَنِ اتَّخَذَهَا فَأَعَدَّهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

12569-@ (1)، وَ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنِ ارْتَبَطَ فَرَساً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ عَلَفُهُ وَ كُلُّ مَا يَنَالُهُ وَ مَا يَكُونُ مِنْهُ وَ أَثَرُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

12570-@(2)، وَ عَنْهُ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: يَا عَلِيُّ النَّفَقَةُ عَلَى الْخَيْلِ الْمُرْتَبَطَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ هِيَ النَّفَقَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً(3)

12571-@ (4) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: ارْتَبِطُوا الْخَيْلَ فَإِنَّ ظُهُورَهَا لَكُمْ عِزٌّ وَ أَجْوَافَهَا كَنْزٌ

49 بَابُ اسْتِحْبَابِ تَعَلُّمِ الرَّمْيِ بِالسِّهَامِ

(5)

12572-@ (6) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ثَلَاثَةٍ رَمْيُكَ عَنْ قَوْسِكَ وَ تَأْدِيبُكَ فَرَسَكَ وَ مُلَاعَبَتُكَ أَهْلَكَ فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ

12573-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمُ الرَّمْيَ وَ السِّبَاحَةَ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 344.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 344.
3- البقرة 2: 274.
4- عوالي اللآلي ج 2 ص 103 ح 281.
5- الباب 49
6- الجعفريات ص 87.
7- الجعفريات ص 98.

ص: 116

12574-@ (1) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ(2) الرَّمْيُ

12575-@ (3) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي أَمَانِ الْأَخْطَارِ، عَنْ كِتَابِ دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ الْإِمَامِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ ع: فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ- فِي مَسِيرِهِ مَعَ وَالِدِهِ أَبِي جَعْفَرٍ ع إِلَى الشَّامِ عِنْدَ هِشَامٍ وَ مُرَامَاتِهِ ع عِنْدَهُ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ لَهُ هِشَامٌ يَا مُحَمَّدُ لَا يَزَالُ الْعَرَبُ وَ الْعَجَمُ يَسُودُهَا قُرَيْشٌ مَا دَامَ فِيهِمْ مِثْلُكَ لِلَّهِ دَرُّكَ مَنْ عَلَّمَكَ وَ فِي كَمْ تَعَلَّمْتَهُ فَقَالَ أَبِي قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَتَعَاطَوْنَهُ فَتَعَاطَيْتُهُ أَيَّامَ حَدَاثَتِي ثُمَّ تَرَكْتُهُ الْخَبَرَ

50 بَابُ وُجُوبِ مَعُونَةِ الضَّعِيفِ وَ الْخَائِفِ مِنْ لِصٍّ أَوْ سَبُعٍ أَوْ نَحْوِهَا

(4)

12576-@ (5) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ مَنْ شَهِدَ رَجُلًا يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

12577-@ (6) تَفْسِيرُ الْإِمَامِ، ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَالَ ع ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: فَأَيُّكُمْ دَفَعَ(7) عَنْ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ بِقُوَّتِهِ(8) قَالَ عَلِيٌّ ع أَنَا مَرَرْتُ


1- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 66 ح 74.
2- الأنفال 8: 60.
3- أمان الأخطار ص 54.
4- الباب 50
5- الجعفريات ص 88.
6- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 30.
7- في المصدر زيادة: اليوم.
8- و فيه زيادة: ضررا.

ص: 117

فِي طَرِيقِ كَذَا فَرَأَيْتُ فَقِيراً مِنْ فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ تَنَاوَلَهُ أَسَدٌ فَوَضَعَهُ تَحْتَهُ وَ قَعَدَ عَلَيْهِ وَ الرَّجُلُ يَسْتَغِيثُ بِي مِنْ تَحْتِهِ فَنَادَيْتُ الْأَسَدَ خَلِّ عَنِ الْمُؤْمِنِ فَلَمْ يُخَلِّ فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ فَرَكَلْتُهُ بِرِجْلِي فَدَخَلَتْ رِجْلِي فِي جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ وَ خَرَجَتْ مِنْ جَنْبِهِ الْأَيْسَرِ فَخَرَّ الْأَسَدُ صَرِيعاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَجَبَتْ(1) هَكَذَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِكُلِّ مَنْ آذَى لَكَ وَلِيّاً يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ سَكَاكِينَ النَّارِ وَ سُيُوفَهَا يُبْعَجُ(2) بِهَا بَطْنُهُ وَ يُحْشَى نَاراً

12578-@ (3) وَ فِيهِ، فِي خَبَرٍ آخَرَ قَالَ ع ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَيُّكُمْ وَقَى بِنَفْسِهِ عَنْ نَفْسِ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ الْبَارِحَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَيْتُ بِنَفْسِي نَفْسَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص حَدِّثْ بِالْقِصَّةِ إِخْوَانَكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَا تَكْشِفْ عَنِ اسْمِ الْمُنَافِقِ الْمُكَايِدِ لَنَا فَقَدْ كَفَاكُمَا اللَّهُ شَرَّهُ وَ أَخِّرْهُ لِلتَّوْبَةِ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى فَقَالَ عَلِيٌّ ع بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي بَنِي فُلَانٍ بِظَاهِرِ الْمَدِينَةِ وَ بَيْنَ يَدَيَّ بَعِيداً مِنِّي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ إِذْ بَلَغَ بِئْراً عَادِيَةً عَمِيقَةً بَعِيدَةَ الْقَعْرِ وَ هُنَاكَ رِجَالٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَدَفَعُوهُ لِيَرْمُوهُ فِي الْبِئْرِ فَتَمَالَكَ(4) ثَابِتٌ(5) ثُمَّ عَادَ فَدَفَعَهُ وَ الرَّجُلُ لَا يَشْعُرُ بِي حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيْهِ وَ قَدِ انْدَفَعَ ثَابِتٌ فِي الْبِئْرِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَشْتَغِلَ بِطَلَبِ الْمُنَافِقِينَ خَوْفاً عَلَى ثَابِتٍ فَوَقَعْتُ فِي الْبِئْرِ لَعَلِّي آخُذُهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا قَدْ سَبَقْتُهُ إِلَى قَرَارِ الْبِئْرِ الْخَبَرَ وَ هُوَ طَوِيلٌ وَ فِيهِ مَعَاجِزُ

12579-@ (6) وَ فِيهِ، عَنْهُ ص قَالَ: وَ مَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ مِنْ


1- «أي الجنة» (منه قده).
2- بعج بطنه بالسكين: شقه فزال ما فيه عن موضعه و بدا متعلقا (لسان العرب ج 2 ص 214).
3- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 40.
4- في المصدر: فتماسك.
5- في المصدر زيادة: بي.
6- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 93، و عنه في البحار ج 74 ص 309.

ص: 118

بَدَنِهِ فِي دَفْعِ ظُلْمٍ قَاهِرٍ عَنْ(1) أَخِيهِ أَوْ مَعُونَتِهِ عَلَى مَرْكُوبٍ لَهُ سَقَطَ عَلَيْهِ(2) مَتَاعٌ لَا يَأْمَنُ تَلَفَهُ أَوِ الضَّرَرَ الشَّدِيدَ عَلَيْهِ قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَلَائِكَةً فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ يَدْفَعُونَ عَنْهُ نَفَحَاتِ النِّيرَانِ وَ يَجِيئُونَهُ(3) بِتَحِيَّاتِ الْجِنَانِ وَ يَزُفُّونَهُ(4) إِلَى مَحَلِّ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ

12580-@(5) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ إِخْوَانِكُمْ فِي الْحَرْبِ الرَّجُلَ الْمَجْرُوحَ أَوْ مَنْ قَدْ نَكَلَ أَوْ مَنْ طَمَعَ عَدُوُّهُ(6) فِيهِ فَقَوُّوهُ بِأَنْفُسِكُمْ الْخَبَرَ

51 بَابُ اسْتِحْبَابِ اتِّخَاذِ الرَّايَاتِ

(7)

12581-@ (8) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ ع أَغَارَتِ الرُّومُ عَلَى(9) نَاحِيَةٍ فِيهَا لُوطٌ ع فَأَسَرُوهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ فَنَفَرَ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الرَّايَاتِ

12582-@ (10)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ رَأَى عُقَدَ الرَّايَاتِ وَ الْأَلْوِيَةِ قَبْلَ


1- في الطبعة الحجرية: من، و ما أثبتناه من المصدر.
2- في المصدر: عنه.
3- و فيه: و يحيّونه.
4- و فيه: و يرفعونه.
5- الخصال ص 617.
6- في المصدر: عدوّكم.
7- الباب 51
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 344.
9- في الطبعة الحجرية «عن»، و هو سهو، و ما أثبتناه من المصدر.
10- دعائم الإسلام ج 1 ص 369.

ص: 119

الزَّحْفِ وَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يُعْطِيهِ رَايَتَهُ

12583-@ (1) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ يُونُسَ (عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ)(2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ اسْمَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ الْمَاحِي إِلَى أَنْ قَالَ وَ كَانَتْ لَهُ رَايَةٌ تُسَمَّى الْعُقَابَ

12584-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ ع حَيْثُ أَسَرَتِ الرُّومُ لُوطاً ع فَنَفَرَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى اسْتَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الرَّايَاتِ إِبْرَاهِيمُ الْخَبَرَ

وَ الْأَخْبَارُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى

52 بَابُ عَدَمِ جَوَازِ مُضَاهَاةِ أَعْدَاءِ اللَّهِ فِي الْمَلَابِسِ وَ الْمَطَاعِمِ وَ نَحْوِهَا

(4)

12585-@ (5) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قُلْ لِقَوْمِكَ لَا يَلْبَسُوا لِبَاسَ أَعْدَائِي وَ لَا يَطْعَمُوا مَطَاعِمَ أَعْدَائِي وَ لَا يَتَشَكَّلُوا مَشَاكِلَ أَعْدَائِي فَيَكُونُوا أَعْدَائِي كَمَا هُمْ أَعْدَائِي


1- أمالي الصدوق ص 67، و عنه في البحار ج 16 ص 98 ح 37.
2- في الطبعة الحجرية «ابن جميلة»، و لم نجد هذه الكنية في معاجم الرجال، و ما أثبتناه من المصدر، و هو الصواب «راجع معجم رجال الحديث ج 9 ص 180».
3- الجعفريات ص 28.
4- الباب 52
5- الجعفريات ص 234.

ص: 120

53 بَابُ أَنَّهُ إِذَا اشْتَبَهَ الْمُسْلِمُ بِالْكَافِرِ فِي الْقَتْلَى وَجَبَ أَنْ يُوَارَى مَنْ كَانَ كَمِيشَ الذَّكَرِ وَ إِذَا اشْتَبَهَ الطِّفْلُ بِالْبَالِغِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَجَبَ اعْتِبَارُهُ بِالْإِنْبَاتِ

(1)

12586-@ (2) عَوَالِي اللآَّلِي، وَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ بِقَتْلِ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبْيِ ذَرَارِيِّهِمْ وَ أَمَرَ بِكَشْفِ مُؤْتَزِرِهِمْ فَمَنْ أَنْبَتَ فَهُوَ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ وَ مَنْ لَمْ يُنْبِتْ فَهُوَ مِنَ الذَّرَارِيِّ فَصَوَّبَهُ النَّبِيُّ ص

54 بَابُ جَوَازِ الْقَتْلِ صَبْراً عَلَى كَرَاهِيَةٍ

(3)

12587-@ (4) عَوَالِي اللآَّلِي، وَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أَبَا عَزَّةَ الْجُمَحِيَّ(5) وَقَعَ فِي الْأَسْرِ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي ذُو عَيْلَةٍ فَامْنُنْ عَلَيَّ فَمَنَّ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَعُودَ إِلَى الْقِتَالِ فَمَرَّ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ سَخِرْتُ بِمُحَمَّدٍ فَأَطْلَقَنِي وَ عَادَ إِلَى الْقِتَالِ يَوْمَ أُحُدٍ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ لَا يُفْلَتَ فَوَقَعَ فِي الْأَسْرِ فَقَالَ إِنِّي ذُو عَيْلَةٍ فَامْنُنْ عَلَيَّ فَقَالَ أَمُنُّ عَلَيْكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ فَتَقُولَ فِي نَادِي قُرَيْشٍ سَخِرْتُ بِمُحَمَّدٍ لَا يُلْسَعُ الْمُؤْمِنُ فِي جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ وَ قَتَلَهُ بِيَدِهِ

55 بَابُ تَحْرِيمِ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى غَيْرِ سُنَّةٍ

(6)

12588-@ (7) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ


1- الباب 53
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 221 ح 97.
3- الباب 54
4- عوالي اللآلي ج 1 ص 228 ح 122.
5- في الطبعة الحجرية: «الجحمي» و ما أثبتناه من المصدر هو الصواب «راجع تهذيب الأسماء ج 2 ص 260».
6- الباب 55
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 368.

ص: 121

ص قَالَ فِيمَا عَهِدَ إِلَيْهِ وَ إِيَّاكَ وَ التَّسَرُّعَ إِلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ لِغَيْرِ(1) حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْ ءٌ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ تَبِعَةً(2)

56 بَابُ تَقْدِيرِ الْجِزْيَةِ وَ مَا تُوضَعُ عَلَيْهِ وَ قَدْرِ الْخَرَاجِ

(3)

12589-@ (4) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: الْجِزْيَةُ عَلَى أَحْرَارِ أَهْلِ الذِّمَّةِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ وَ لَيْسَ عَلَى الْعَبِيدِ وَ لَا عَلَى النِّسَاءِ وَ لَا عَلَى الْأَطْفَالِ جِزْيَةٌ يُؤْخَذُ مِنَ الدَّهَاقِينِ وَ أَمْثَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَةِ فِي الْمَالِ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةٌ وَ أَرْبَعُونَ دِرْهَماً كُلَّ عَامٍ وَ مِنْ أَهْلِ الطَّبَقَةِ الْوُسْطَى أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ دِرْهَماً وَ مِنْ أَهْلِ الطَّبَقَةِ السُّفْلَى اثْنَا عَشَرَ دِرْهَماً وَ عَلَيْهِمْ مَعَ ذَلِكَ الْخَرَاجُ لِمَنْ كَانَتْ لَهُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ مِنْ كَبِيرٍ أَوْ صَغِيرٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ فَالْخَرَاجُ عَلَى الْأَرْضِ وَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ وُضِعَتْ عَنْهُ الْجِزْيَةُ وَ لَمْ يُوضَعْ عَنْهُ الْخَرَاجُ لِأَنَّ الْخَرَاجَ عَلَى الْأَرْضِ:

وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ رَخَّصَ فِي أَخْذِ الْعُرُوضِ(5) مَكَانَ الْجِزْيَةِ [مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ](6) بِقِيمَةِ ذَلِكَ

12590-@(7)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: وَ مَنِ اسْتُعِينَ بِهِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَلَى حَرْبِ الْمُشْرِكِينَ طُرِحَتْ عَنْهُ الْجِزْيَةُ

12591-@ (8)، (وَ عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ)(9) عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع


1- في المصدر: بغير.
2- في المصدر: تباعة.
3- الباب 56
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 380.
5- العروض: الأمتعة التي لا يدخلها كيل و لا وزن و لا يكون حيوانا و لا عقارا (مجمع البحرين ج 4 ص 215).
6- أثبتناه من المصدر.
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 380.
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 380.
9- ليس في المصدر.

ص: 122

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: مَنْ وَضَعَ عَنْ ذِمِّيٍّ جِزْيَةً أَوْجَبَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ أَوْ يَشْفَعُ لَهُ فِي وَضْعِهَا عَنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ:

وَ رَوَاهُ فِي الْجَعْفَرِيَّاتِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: مِثْلَهُ(1)

12592-@ (2)، وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُؤَكَّلَ الْمُعَاهَدُ كَمَا يُؤَكَّلُ الْخُضَرُ

12593-@ (3)، وَ عَنْهُ ص: أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّعَدِّي عَلَى الْمُعَاهِدِينَ

12594-@ (4) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا حَدُّ الْجِزْيَةِ عَلَى أَهْلِ الْجِزْيَةِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَهَلْ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ شَيْ ءٌ مُوَظَّفٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوَزَ إِلَى غَيْرِهِ قَالَ فَقَالَ لَا ذَاكَ إِلَى الْإِمَامِ يَأْخُذُ مِنْهُمْ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ مَا شَاءَ عَلَى قَدْرِ مَالِهِ وَ مَا يُطِيقُ إِنَّمَا هُمْ قَوْمٌ فَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَنْ يُسْتَعْبَدُوا أَوْ يُقْتَلُوا فَالْجِزْيَةُ تُؤْخَذُ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَا يُطِيقُونَ لَهُ أَنْ يَأْخُذَهُمْ بِهَا حَتَّى إِذَا أَسْلَمُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ- حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ(5) وَ كَيْفَ يَكُونُ صَاغِراً وَ هُوَ لَا يَكْتَرِثُ لِمَا يُؤْخَذُ مِنْهُ لَا حَتَّى يَجِدَ ذُلًّا لِمَا أُخِذَ مِنْهُ فَيَأْلَمَ لِذَلِكَ فَيُسْلِمَ

12595-@ (6) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ السُّكَّرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْجَوْهَرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع


1- الجعفريات ص 81.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 380.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 380.
4- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 85 ح 41.
5- التوبة 9: 29.
6- الخصال ص 585.

ص: 123

يَقُولُ: لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ إِلَى أَنْ قَالَ(1) وَ لَا جِزْيَةَ عَلَى النِّسَاءِ الْخَبَرَ

57 بَابُ مَنْ يَسْتَحِقُّ الْجِزْيَةَ

(2)

12596-@ (3) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع قَالَ: الْجِزْيَةُ عَطَاءُ الْمُجَاهِدِينَ وَ الصَّدَقَةُ لِأَهْلِهَا الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ لَيْسَ مِنَ الْجِزْيَةِ(4) قَالَ ع مَا أَوْسَعَ الْعَدْلَ إِنَّ النَّاسَ يَسْتَغْنُونَ إِذَا عُدِلَ عَلَيْهِمْ

58 بَابُ جَوَازِ أَخْذِ الْمُسْلِمِينَ الْجِزْيَةَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ وَ الْخِنْزِيرِ وَ الْمَيْتَةِ

(5)

12597-@ (6) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: أَنَّهُ رَخَّصَ فِي أَخْذِ الْجِزْيَةِ(7) مِنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ وَ الْخَنَازِيرِ لِأَنَّ أَمْوَالَهُمْ أَكْثَرُهَا مِنَ الْحَرَامِ وَ الرِّبَا

59 بَابُ حُكْمِ الشِّرَاءِ مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ وَ الْجِزْيَةِ

(8)

12598-@ (9) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: لَا تَشْتَرِ مِنْ عَقَارِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ لَا مِنْ أَرْضِهِمْ شَيْئاً لِأَنَّهُ فَيْ ءُ الْمُسْلِمِينَ وَ لَا تَشْتَرِ مِنْ


1- نفس المصدر ص 586.
2- الباب 57
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 380.
4- في المصدر زيادة: من شي ء.
5- الباب 58
6- دعائم الإسلام ج 1 ص 381.
7- في المصدر زيادة: من أهل الذمّة.
8- الباب 59
9- الجعفريات ص 81.

ص: 124

رَقِيقِهِمْ إِلَّا مَا كَانَ سَبَايَا أَوْ خُرَاسَانِيّاً أَوْ حَبَشِيّاً أَوْ زَنْجِيّاً أَوْ هَذَا النَّحْوَ

12599-@ (1) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيٍّ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: فَإِنْ بَاعُوهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَصَارَتْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ بَقِيَ الْخَرَاجُ بِحَالِهِ عَلَى الْأَرْضِ يُؤَدِّيهَا مَنْ يَمْلِكُهَا

60 بَابُ أَحْكَامِ الْأَرَضِينَ

(2)

12600-@(3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَعْطَى يَهُودَ خَيْبَرَ عَلَى الشَّطْرِ فَكَانَ يَبْعَثُ عَلَيْهِمْ مَنْ يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ وَ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يُبْقِيَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ

12601-@ (4) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ،: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ(5) الْآيَةَ رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ الْأَرْضُ جَمِيعاً وَ مَا فِيهَا لِلَّهِ وَ لِأَوْلِيَائِهِ وَ لِأَتْبَاعِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فِي أَيْدِي الْكُفَّارِ وَ الظَلَمَةِ فَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ أَهْلُهُ وَ [هُمْ](6) مَظْلُومُونَ فِيهِ وَ مَأْذُونٌ لَهُمْ بِالْقِتَالِ عَلَيْهِ قَالَ الْمُصَنِّفُ بَعْدَ كَلَامٍ لَهُ فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ مَكَّةَ لِقَوْلِ اللَّهِ بِعَقِبِ ذَلِكَ- الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ(7) قَالَ هِيَ فِي أُولَئِكَ وَ فِي جَمِيعِ مَنْ كَانَ فِي مِثْلِ حَالِهِمْ مِمَّنْ ذَكَرْنَاهُ وَ لَوْ كَانَتْ فِيهِمْ خَاصَّةً لَمْ يَكُنْ يُؤْذَنُ فِي الْجِهَادِ لِغَيْرِهِمْ


1- دعائم الإسلام ج 1 ص 381 باختلاف في اللفظ.
2- الباب 60
3- الجعفريات ص 83.
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 375.
5- الحجّ 22: 39.
6- أثبتناه من المصدر.
7- الحجّ 22: 40.

ص: 125

12602-@ (1) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ" أَنَّ النَّبِيَّ ص دَفَعَ خَيْبَراً أَرْضَهَا وَ نَخْلَهَا إِلَى أَهْلِهَا مُقَاسَمَةً عَلَى النِّصْفِ

61 بَابُ نَوَادِرِ مَا يَتَعَلَّقُ بِأَبْوَابِ جِهَادِ الْعَدُوِّ

(2)

12603-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَ الْإِسْلَامَ زِينَةً وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ حِصْناً لِلدِّمَاءِ فَمَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ أَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ مَا لَنَا وَ عَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا

12604-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ جُبْناً فَلَا يَغْزُ:

وَ رَوَاهُ فِي الدَّعَائِمِ، عَنْهُ ص: مِثْلَهُ(5)

12605-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: إِذَا أُسِرَتِ الْمَرْأَةُ وَ زَوْجُهَا انْقَطَعَتِ الْعِصْمَةُ بَيْنَهُمَا

12606-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَمِيرُ الْقَوْمِ أَضْعَفُهُمْ دَابَّةً

12607-@ (8)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ


1- عوالي اللآلي ج 1 ص 224 ح 108.
2- الباب 61
3- الجعفريات ص 77.
4- الجعفريات ص 78.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 342.
6- الجعفريات ص 79.
7- الجعفريات ص 79.
8- الجعفريات ص 80.

ص: 126

أَسْلَمَ عَلَى شَيْ ءٍ فَهُوَ لَهُ

12608-@ (1)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يُصَافِحُ النِّسَاءَ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَايِعَ النِّسَاءَ أُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَيَغْمِسُ يَدَهُ ثُمَّ يُخْرِجُهَا ثُمَّ يَقُولُ اغْمِسْنَ أَيْدِيَكُنَّ فِيهِ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَ

12609-@ (2)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَا تَنْزِلُوا عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ فِي كَنَائِسِهِمْ وَ فِي يَوْمِ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السَّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ

12610-@ (3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَهَى عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ يُرِيدُ هَدَايَا أَهْلِ الْحَرْبِ

12611-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَا يَبِيعَنَّ أَحَدُكُمْ سَهْمَهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَصِيرُ لَهُ مِنْهُ:

وَ رَوَى فِي الدَّعَائِمِ، مَا يَقْرُبُ مِنْهُ:

12612-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: لَيْسَ فِي الْمَالِ الصَّامِتِ نَفَلٌ

12613-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ فَهُوَ عَرَبِيٌّ وَ مَنْ مُلِكَ ثُمَّ أُعْتِقَ فَهُوَ مَوْلًى وَ مَنْ كَانَ فِي عَقْدٍ(7) ثُمَّ مَرَقَ فَهُوَ مَوْلًى لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ طَوْعاً فَهُوَ مُهَاجِرِيٌ


1- الجعفريات ص 80.
2- الجعفريات ص 82.
3- الجعفريات ص 82.
4- الجعفريات ص 83.
5- الجعفريات ص 83.
6- الجعفريات ص 185.
7- و في نسخة: عهد.

ص: 127

12614-@ (1)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: شَرُّ الْيَهُودِ يَهُودُ بَيْسَانَ(2) وَ شَرُّ النَّصَارَى نَصَارَى نَجْرَانَ الْخَبَرَ

وَ رَوَاهُ فِي الْبِحَارِ(3)، عَنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ لِعَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع:(4) مِثْلَهُ

12615-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَيْنِ ع: أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ بِنَفْسِهِ وَ كَانَ لَا يَأْخُذُ السَّلَبَ:

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي نَوَادِرِهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع: مِثْلَهُ(6)

12616-@ (7) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ رَأَى بَعْثَةَ الْعُيُونِ وَ الطَّلَائِعَ بَيْنَ يَدَيِ الْجُيُوشِ وَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بَعَثَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ عَيْناً لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ

12617-@ (8)، وَ عَنْهُ ص: أَنَّهُ رَخَّصَ فِي احْتِفَارِ الْخَنْدَقِ عِنْدَ نُزُولِ الْجَيْشِ وَ ذَكَرَ احْتِفَارَ رَسُولِ اللَّهِ ص الْخَنْدَقَ

12618-@ (9)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَهَى


1- الجعفريات ص 190.
2- في الطبعة الحجرية: بيان، و ما أثبتناه من المصدر، و بيسان: مدينة بالأردن ذكرت في حديث الدجال و الجساسة. و في الحديث: «شر اليهود يهود بيسان». (معجم البلدان ج 1 ص 527) (مجمع البحرين ج 4 ص 55).
3- البحار ج 100 ص 68 ح 17 بل عن جامع الأحاديث ص 14.
4- في البحار زيادة: عن النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله).
5- الجعفريات ص 77.
6- نوادر الراونديّ ص 20 عن الحسين بن علي (عليه السلام).
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 369.
8- دعائم الإسلام ج 1 ص 369.
9- دعائم الإسلام ج 1 ص 371.

ص: 128

عَنْ قَطْعِ الشَّجَرِ الْمُثْمِرِ أَوْ إِحْرَاقِهِ يَعْنِي فِي دَارِ الْحَرْبِ وَ غَيْرِهَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنَ الصَّلَاحِ لِلْمُسْلِمِينَ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ(1)

12619-@ (2)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُلْقِيَ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ ذِكْرِ صَلَاةِ الْخَوْفِ- وَ لْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ وَ قَالَ وَ لْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ(3) الْآيَةَ فَأَفْضَلُ الْأُمُورِ لِمَنْ كَانَ فِي الْجِهَادِ أَنْ لَا يُفَارِقَهُ السِّلَاحُ عَلَى كُلِّ الْأَحْوَالِ

12620-@(4)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ خَمْسِ مَوَاطِنَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّيْنِ

12621-@ (5) وَ فِيهِ، وَ رُوِّينَا:(6) أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ نَزَلُوا مِنْ حُصُونِهِمْ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِأَنْ يَحْكُمَ سَعْدٌ فِيهِمْ فَحَكَمَ بِأَنْ يَقْتُلَ مُقَاتِلِيهِمْ وَ يَسْبِيَ ذَرَارِيَّهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِسَعْدٍ لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ

12622-@ (7)، وَ عَنِ الْحُسَيْنِ(8) بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: فَكَاكُ الْأَسِيرِ الْمُسْلِمِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ الَّتِي قَاتَلَ عَلَيْهَا قَالَ فَإِذَا(9) آمَنَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَداً مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَمْ يَجِبْ أَنْ


1- الحشر 59: 5.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 371.
3- النساء 4: 102.
4- دعائم الإسلام ج 1 ص 371.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 377.
6- في المصدر زيادة: عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام).
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 377.
8- في نسخة الحسن.
9- نفس المصدر ج 1 ص 378.

ص: 129

تُخْفَرَ ذِمَّتُهُمْ وَ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ شَرَائِطُ الْإِسْلَامِ فَإِنْ قَبِلُوا أَنْ يُسْلِمُوا أَوْ يَكُونُوا ذِمَّةً وَ إِلَّا رُدُّوا إِلَى مَأْمَنِهِمْ وَ قُوتِلُوا وَ إِنْ قُتِلَ أَحَدٌ مِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ فَعَلَى مَنْ قَتَلَهُ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ(1) رُوِّينَا ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص

12623-@ (2)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: وَ إِنْ آمَنَهُمْ ذِمِّيٌّ أَوْ مُشْرِكٌ كَانَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي عَسْكَرِهِمْ فَلَا أَمَانَ لَهُ

12624-@ (3)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ دَخَلَ فِي أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مُسْتَأْمِناً فَأَرَادَ الرُّجُوعَ فَلَا يَخْرُجْ بِسِلَاحٍ يُفِيدُهُ مِنْ دَارِ الْمُسْلِمِينَ وَ لَا بِشَيْ ءٍ مِمَّا يَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الْحَرْبِ: قَالَ قَدْ ذَكَرْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص وَادَعَ أَهْلَ مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فَالْإِمَامُ وَ مَنْ أَقَامَهُ الْإِمَامُ يَنْظُرُ فِي أَمْرِ الصُّلْحِ وَ الْمُوَادَعَةِ فَإِنْ رَأَى أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلْمُسْلِمِينَ فَعَلَهُ عَلَى مَالٍ يَقْتَضِيهِ(4) مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ عَلَى غَيْرِ مَالٍ كَيْفَ أَمْكَنَهُمْ ذَلِكَ لِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ وَ أَقْصَى مَا يَجِبُ أَنْ يُوَادَعَ الْمُشْرِكُونَ عَشْرُ سِنِينَ لَا يُجَاوَزُ ذَلِكَ وَ يَنْبَغِي أَنْ يُوَفَّى لَهُمْ وَ أَنْ لَا تُخْفَرَ ذِمَّتُهُمْ وَ إِنْ رَأَى الْإِمَامُ أَوْ مَنْ أَقَامَهُ الْإِمَامُ أَنَّ فِي مُحَارَبَتِهِمْ صَلَاحاً لِلْمُسْلِمِينَ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْمُدَّةِ نَبَذَ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ وَ عَرَّفَهُمْ أَنَّهُ مُحَارِبُهُمْ ثُمَّ حَارَبَهُمْ

رُوِّينَا ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ع

12625-@ (5)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: رَأَيْتُ صَاحِبَ الْعَبَاءَةِ الَّتِي


1- النساء 4: 92.
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 378.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 379 (عن عليّ عليه السلام).
4- في المصدر: يقبضه.
5- دعائم الإسلام ج 1 ص 382.

ص: 130

غَلَّهَا(1) فِي النَّارِ وَ قَالَ ص أَدُّوا الْخِيَاطَ وَ الْمَخِيطَ يَعْنِي مِنَ الْغَنَائِمِ

12626-@ (2)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَهَى أَنْ تُرْكَبَ دَابَّةٌ مِنَ الْمَغْنَمِ حَتَّى تُهْزَلَ أَوْ يُلْبَسَ مِنْهَا ثَوْبٌ حَتَّى يَبْلَى مِنْ قَبْلِ أَنْ تُقْسَمَ وَ لَا بَأْسَ بِالانْتِفَاعِ بِالْغَنَائِمِ فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ تُقْسَمَ ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى مَكَانِهَا مِثْلِ السِّلَاحِ وَ الدَّوَابِّ وَ غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ وَ لَا بَأْسَ بِالْعَلَفِ وَ أَكْلِ الطَّعَامِ مِنَ الْغَنَائِمِ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ وَ قَدْ أَصَابَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص طَعَاماً يَوْمَ خَيْبَرَ فَأَكَلُوا مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ الْغَنَائِمُ

12627-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: أَنَّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ اشْتَرَى(4) مُشْرِكاً فِي أَرْضِ(5) الْحَرْبِ فَلَمْ يُطِقِ الْمَشْيَ وَ لَمْ يَجِدْ مَا يَحْمِلُهُ عَلَيْهِ وَ خَافَ إِنْ تَرَكَهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْمُشْرِكِينَ قَالَ يَقْتُلُهُ وَ لَا يَدَعُهُ وَ كَذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يُفْعَلَ فِي مَا لَمْ يُطِقِ الْمُسْلِمُونَ حَمْلَهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ أَنْ تُقْسَمَ وَ بَعْدَ أَنْ قُسِمَتْ

12628-@ (6)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ قَالَ فِي الْغَنِيمَةِ لَا يُسْتَطَاعُ حَمْلُهَا وَ لَا إِخْرَاجُهَا مِنْ دَارِ الْمُشْرِكِينَ يُتْلَفُ وَ يُحْرَقُ الْمَتَاعُ وَ السِّلَاحُ بِالنَّارِ وَ تُذْبَحُ الدَّوَابُّ وَ الْمَوَاشِي (وَ لَا يُحْرَقُ)(7) بِالنَّارِ وَ لَا يُعْقَرُ فَإِنَّ الْعَقْرَ مُثْلَةٌ(8)


1- غل: خان .. و خص بعضهم به الخون في الفي ء و المغنم (لسان العرب ج 11 ص 499).
2- دعائم الإسلام ج 1 ص 382.
3- دعائم الإسلام ج 1 ص 383.
4- في المصدر: أسر.
5- و فيه: دار.
6- دعائم الإسلام ج 1 ص 383.
7- في المصدر: و تحرق.
8- في المصدر زيادة: شنيعة.

ص: 131

قَالَ(1) وَ مَا أَصَابَ أَهْلُ الْبَغْيِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فِي حَالِ بَغْيِهِمْ فَهُوَ هَدَرٌ(2) إِنْ رَأَى الْإِمَامُ الْعَدْلُ أَنَّ فِي مُوَادَعَةِ أَهْلِ الْبَغْيِ قُوَّةً لِأَهْلِ الْعَدْلِ وَ خَيْراً وَادَعَهُمْ كَمَا يُوَادَعُ الْمُشْرِكُونَ وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ فِي أَيْدِي أَهْلِ الْعَدْلِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَحْبِسُوهَا عَنْهُمْ مَا دَامُوا عَلَى بَغْيِهِمْ فَإِنْ فَاءُوا أَعْطَوْهُمْ إِيَّاهُ وَ لَا يَكُونُ غَنِيمَةً وَ لَكِنَّهُ يُحْبَسُ لِئَلَّا يَقْوَوْا بِهِ عَلَى حَرْبِ أَهْلِ الْعَدْلِ وَ يُقَاتَلُ الْمُشْرِكُونَ مَعَ أَهْلِ الْبَغْيِ إِذَا كَانَ الْأَمْرُ لِأَهْلِ الْعَدْلِ فَإِنْ أَصَابُوا غَنَائِمَ أَخَذَ أَمِيرُ أَهْلِ الْعَدْلِ الْخُمُسَ (وَ فِيمَنْ)(3) قَاتَلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْعَدْلِ(4) الْأَرْبَعَةُ الْأَخْمَاسِ وَ لَمْ يُمَكَّنْ أَمِيرُ أَهْلِ الْبَغْيِ مِنَ الْخُمُسِ وَ يُقَاتَلُ دُونَهُ:

رُوِّينَا ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ص

12629-@ (5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ فِي كِتَابِ الْغَارَاتِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ سَالِمٍ الْجُعْفِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِذَا كُنْتُمْ وَ إِيَّاهُمْ فِي طَرِيقٍ فَأَلْجِئُوهُمْ إِلَى مُضَايَقَةٍ وَ صَغِّرُوا بِهِمْ كَمَا صَغَّرَ اللَّهُ بِهِمْ فِي غَيْرِ أَنْ تَظْلِمُوا

12630-@(6) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْأَعْمَالِ الْمَانِعَةِ مِنَ الْجَنَّةِ، رُوِيَ عَنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ الَّتِي تُوجَدُ رِيحُهَا مِنْ مَسِيرَةِ (اثْنَيْ عَشَرَ)(7) عَاماً


1- نفس المصدر ج 1 ص 397.
2- في الحجرية: حذر، و ما أثبتناه من المصدر.
3- في المصدر: و قسم على من.
4- في المصدر زيادة: و أهل البغي.
5- كتاب الغارات ج 1 ص 124.
6- الأعمال المانعة من الجنة ص 63.
7- في المصدر: بياض.

ص: 132

12631-@ (1) الْبِحَارُ، عَنِ الْعُدَدِ الْقَوِيَّةِ لِعَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ أَخِ الْعَلَّامَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ الشِّيعِيِّ قَالَ: لَمَّا وَرَدَ سَبْيُ الْفُرْسِ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْعَ النِّسَاءِ وَ أَنْ يَجْعَلَ الرِّجَالَ عَبِيداً فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ أَكْرِمُوا كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ فَقَالَ عُمَرُ قَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ وَ إِنْ خَالَفَكُمْ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع هَؤُلَاءِ قَوْمٌ قَدْ أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَ رَغِبُوا فِي الْإِسْلَامِ وَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ ذُرِّيَّةٌ وَ أَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَعْتَقْتُ نَصِيبِي مِنْهُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ(2) فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ وَ قَدْ وَهَبْنَا حَقَّنَا لَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ اللَّهُمَّ(3) أَشْهَدُ أَنَّهُمْ قَدْ وَهَبُوا إِلَيَّ حَقَّهُمْ وَ قَبِلْتُهُ وَ أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ أَعْتَقْتُهُمْ لِوَجْهِكَ فَقَالَ عُمَرُ لِمَ نَقَضْتَ عَلَيَّ عَزْمِي فِي الْأَعَاجِمِ وَ مَا الَّذِي رَغَّبَكَ عَنْ رَأْيِي فِيهِمْ فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي إِكْرَامِ الْكُرَمَاءِ فَقَالَ عُمَرُ قَدْ وَهَبْتُ لِلَّهِ وَ لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا يَخُصُّنِي وَ سَائِرَ مَا لَمْ يُوهَبْ لَكَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع اللَّهُمَّ(4) اشْهَدْ عَلَى مَا قَالَهُ وَ عَلَى عِتْقِي إِيَّاهُمْ فَرَغِبَ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَنْ يَسْتَنْكِحُوا النِّسَاءَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع هَؤُلَاءِ لَا يُكْرَهْنَ عَلَى ذَلِكَ وَ لَكِنْ يُخَيَّرْنَ مَا اخْتَرْنَهُ عُمِلَ بِهِ الْخَبَرَ

وَ رَوَاهُ فِي بَعْضِ الْمَنَاقِبِ الْقَدِيمَةِ،:(5)

12632-@ (6) فِقْهُ الرِّضَا، ع: وَ إِذَا رَأَيْتَ ذِمِّيّاً فَقُلِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنِي عَلَيْكَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً وَ بِمُحَمَّدٍ ص


1- البحار ج 46 ص 15 ح 33 عن العدد القوية ص 10، عن دلائل الإمامة ص 81.
2- في المصدر زيادة: فقال جميع بني هاشم: قد وهبنا حقنا أيضا لك، فقال: اللّهمّ اشهد أني قد أعتقت ما وهبوا لي لوجه اللّه.
3- في الطبعة الحجرية «اللّهمّ إنّي»، و ما أثبتناه من المصدر.
4- في الطبعة الحجرية «اللّهمّ إنّي»، و ما أثبتناه من المصدر.
5- المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 48، و عنه في البحار ج 45 ص 330 ح 3.
6- فقه الرضا (عليه السلام) ص 54.

ص: 133

رَسُولًا وَ نَبِيّاً وَ بِالْمُؤْمِنِينَ إِخْوَاناً وَ بِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً فَإِنَّهُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَا يُجْمَعُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ فِي النَّارِ

12633-@ (1) الطَّبْرِسِيُّ فِي الْإِحْتِجَاجِ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع: فِي حَدِيثِ الْيَهُودِيِّ الشَّامِيِّ وَ احْتِجَاجِهِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى أَنْ قَالَ ع قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ فَإِنَّ مُوسَى ع قَدْ أُعْطِيَ الْمَنَّ وَ السَّلْوَى فَهَلْ (فُعِلَ بِمُحَمَّدٍ(2) ص) نَظِيرُ هَذَا قَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمَّدٌ ص أُعْطِيَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَلَّ لَهُ الْغَنَائِمَ وَ لِأُمَّتِهِ وَ لَمْ تُحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ فَهَذَا أَفْضَلُ مِنَ الْمَنِّ وَ السَّلْوَى

وَ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ تَقَدَّمَ بَعْضُهَا فِي أَبْوَابِ التَّيَمُّمِ(3)

12634-@ (4) زَيْدٌ الزَّرَّادُ فِي أَصْلِهِ، قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: إِذَا لَبِسْتَ دِرْعاً فَقُلْ- يَا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِدَاوُدَ ع وَ يَا جَاعِلَهُ حِصْناً اجْعَلْنَا فِي حِصْنِكَ الْحَصِينِ وَ دِرْعِكَ الْحَصِينَةِ الْمَنِيعَةِ وَ أَخْرِجِ الرُّعْبَ عَنْ قُلُوبِنَا وَ اجْمَعْ أَحْلَامَنَا فَلَا نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَهُ وَ لَا مَانِعَ لِمَا(5) تَمْنَعُهُ أَنْتَ

12635-@ (6) الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ فِي تَفْسِيرِهِ،: فِي قِصَّةِ الْمُبَاهَلَةِ إِلَى أَنْ قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يُكْتَبَ لَهُمْ كِتَابُ الصُّلْحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ ص النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِنَجْرَانَ وَ حَاشِيَتِهَا فِي كُلِّ صَفْرَاءَ وَ بَيْضَاءَ وَ ثَمَرَةٍ وَ رَقِيقٍ لَا


1- الاحتجاج ص 219.
2- في المصدر: أعطي لمحمّد.
3- تقدم في(3) الباب 5 الحديث(3) 11 من أبواب التيمم.
4- أصل زيد الزرّاد ص 3.
5- في المصدر: لمن.
6- تفسير أبي الفتوح الرازيّ ج 1 ص 577.

ص: 134

يُؤْخَذُ مِنْهُمْ غَيْرُ الْفَيْ ءِ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْأَوَافِي قِيمَةُ كُلِّ حُلَّةٍ أَرْبَعُونَ دِرْهَماً فَمَا زَادَ أَوْ نَقَصَ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ يُورِدُونَ أَلْفاً مِنْهَا فِي صَفَرٍ وَ أَلْفاً فِي رَجَبٍ وَ عَلَيْهِمْ أَرْبَعُونَ دِينَاراً مَثْوَى رُسُلِي(1) فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ وَ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ حَدَثٍ يَكُونُ بِالْيَمَنِ مِنْ ذِي عَدَنٍ عَارِيَّةً مَضْمُونَةً ثَلَاثُونَ دِرْعاً وَ ثَلَاثُونَ فَرَساً وَ ثَلَاثُونَ جَمَلًا عَارِيَّةً مَضْمُونَةً لَهُمْ بِذَلِكَ جِوَارُ اللَّهِ وَ ذِمَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ فَمَنْ أَكَلَ الرِّبَا مِنْهُمْ بَعْدَ عَامِهِ هَذَا فَذِمَّتِي مِنْهُ بَرِيئَةٌ

12636-@ (2) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا: وَ قَالَ ص(3): (لَيْسَ قِبْلَتَانِ فِي الْأَرْضِ)(4) وَ لَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ جِزْيَةٌ

12637-@ (5)، وَ عَنْهُ ص: أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ وَ عَنِ الْحَبَالَى أَنْ يُوطَأْنَ(6) حَتَّى يَضَعْنَ مَا فِي بُطُونِهِنَ

12638-@ (7) الشَّيْخُ إِبْرَاهِيمُ الْكَفْعَمِيُّ فِي حَاشِيَةِ الْجَنَّةِ، مُرْسَلًا: مَنْ أَخَذَ مِنْ تُرَابِ الْمَعْرَكَةِ حِينَ الْتَحَمَ الْقِتَالُ وَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ تَعَالَى- وَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَ يُصْلِحُ بالَهُمْ وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ(8) ثُمَّ يَرُشُ


1- في هامش الطبعة الحجرية ما نصه: أي نفقة رسوله (صلّى اللّه عليه و آله) إليهم مدة توقفه عندهم.
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 147 ح 86.
3- نفس المصدر ج 1 ص 171 ح 198.
4- في المصدر: لا تصلح قبلتان في أرض واحدة.
5- عوالي اللآلي ج 1 ص 183.
6- في الطبعة الحجرية: توطين، و ما أثبتناه من المصدر.
7- جنة المأوى ص 459.
8- محمّد 47:(4) 7.

ص: 135

التُّرَابَ فِي وَجْهِ الْعَدُوِّ فَإِنَّهُ يُخْذَلُ وَ يَفِرُّ قَالَ وَ مَنْ نَقَشَ فِي تُرْسِهِ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ(1) الْآيَةَ وَ قَوْلَهُ تَعَالَى فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ(2) وَ قَوْلَهُ تَعَالَى وَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ بالَهُمْ(3) ثُمَّ لَقِيَ عَدُوَّهُ نَصَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ


1- محمّد 47: 7.
2- محمّد 47: 35.
3- محمّد 47:(4) 5.

ص: 136

ص: 137

أَبْوَابُ جِهَادِ النَّفْسِ وَ مَا يُنَاسِبُهُ

1 بَابُ وُجُوبِهِ

(1)

12639-@ (2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بَعَثَ سَرِيَّةً فَلَمَّا رَجَعُوا قَالَ مَرْحَباً بِقَوْمٍ قَضَوُا الْجِهَادَ الْأَصْغَرَ وَ بَقِيَ عَلَيْهِمُ الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ قَالَ جِهَادُ النَّفْسِ

12640-@(3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ

12641-@ (4) سِبْطُ الشَّيْخِ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا عَنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَا يَسْتَغْنِي الْمُؤْمِنُ عَنْ خَصْلَةٍ وَ بِهِ الْحَاجَةُ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ تَوْفِيقٍ مِنَ اللَّهِ وَ وَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ وَ قَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ

12642-@ (5) وَ عَنْ كِتَابِ نَاصِحِ الدِّينِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ:


1- أبواب جهاد النفس و ما يناسبه الباب 1
2- الجعفريات ص 78.
3- الجعفريات ص 78.
4- مشكاة الأنوار ص 332 عن المحاسن ص 604 ح 33.
5- مشكاة الأنوار ص 247.

ص: 138

النَّفْسُ مَجْبُولَةٌ عَلَى سُوءِ الْأَدَبِ وَ الْعَبْدُ مَأْمُورٌ بِمُلَازَمَةِ حُسْنِ الْأَدَبِ وَ النَّفْسُ تَجْرِي بِطَبْعِهَا(1) فِي مَيْدَانِ الْمُخَالَفَةِ وَ الْعَبْدُ يَجْهَدُ بِرَدِّهَا عَنْ سُوءِ الْمُطَالَبَةِ فَمَتَى أَطْلَقَ عِنَانَهَا فَهُوَ شَرِيكٌ فِي فَسَادِهَا وَ مَنْ أَعَانَ نَفْسَهُ فِي هَوَى نَفْسِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ نَفْسَهُ فِي قَتْلِ نَفْسِهِ

12643-@ (2) عَوَالِي اللآَّلِي، رُوِيَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص رَجُلٌ اسْمُهُ مُجَاشِعٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ فَقَالَ ص مَعْرِفَةُ النَّفْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى مُوَافَقَةِ الْحَقِّ قَالَ مُخَالَفَةُ النَّفْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى رِضَاءِ الْحَقِّ قَالَ ص سَخَطُ النَّفْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى وَصْلِ الْحَقِّ فَقَالَ ص هِجْرَةُ(3) النَّفْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى طَاعَةِ الْحَقِّ قَالَ عِصْيَانُ النَّفْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى ذِكْرِ الْحَقِّ قَالَ ص نِسْيَانُ النَّفْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى قُرْبِ الْحَقِّ قَالَ ص التَّبَاعُدُ مِنَ النَّفْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى أُنْسِ الْحَقِّ قَالَ ص الْوَحْشَةُ مِنَ النَّفْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى ذَلِكَ قَالَ ص الِاسْتِعَانَةُ بِالْحَقِّ عَلَى النَّفْسِ

12644-@ (4) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع: أَنَّهُمَا ذَكَرَا وَصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لِوُلْدِهِ وَ شِيعَتِهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ وَ هِيَ طَوِيلَةٌ وَ فِيهَا وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ لِلْأَنْفُسِ فَهِيَ


1- ليس في المصدر.
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 246.
3- في المصدر: هجر.
4- دعائم الإسلام ج 2 ص 352.

ص: 139

أَعْدَى الْعَدُوِّ لَكُمْ إِنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَالَ- إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي(1) وَ إِنَّ أَوَّلَ الْمَعَاصِي تَصْدِيقُ النَّفْسِ وَ الرُّكُونُ إِلَى الْهَوَى

12645-@ (2) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: طُوبَى لِمَنْ جَاهَدَ فِي اللَّهِ نَفْسَهُ وَ هَوَاهُ وَ مَنْ هَزَمَ جُنْدَ هَوَاهُ ظَفِرَ بِرِضَى اللَّهِ تَعَالَى وَ مَنْ جَاوَزَ عَقْلُهُ نَفْسَهُ الْأَمَّارَةَ بِالسُّوءِ بِالْجَهْدِ وَ الِاسْتِكَانَةِ وَ الْخُشُوعِ عَلَى بِسَاطِ خِدْمَةِ اللَّهِ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً وَ لَا حِجَابَ أَظْلَمُ وَ أَوْحَشُ بَيْنَ الْعَبْدِ وَ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ النَّفْسِ وَ الْهَوَى وَ لَيْسَ لِقَطْعِهِمَا وَ قَتْلِهِمَا سِلَاحٌ وَ آلَةٌ مِثْلُ الِافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ الْخُشُوعِ وَ الْجُوعِ وَ الظَّمَإِ بِالنَّهَارِ وَ السَّهَرِ بِاللَّيْلِ فَإِنْ مَاتَ صَاحِبُهُ مَاتَ شَهِيداً وَ إِنْ عَاشَ وَ اسْتَقَامَ أَدَّاهُ عَاقِبَتَهُ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ

12646-@ (3) الشَّيْخُ وَرَّامٌ فِي تَنْبِيهِ الْخَاطِرِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الشَّدِيدَ لَيْسَ مَنْ غَلَبَ النَّاسَ وَ لَكِنَّ الشَّدِيدَ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ

12647-@ (4) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ،: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ مَنْ جاهَدَ قَالَ ع يَعْنِي(5) نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ وَ الْمَعَاصِي- فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ(6)

12648-@ (7) عَبْدُ الْوَاحِدِ الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ وَ الدُّرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: جِهَادُ النَّفْسِ مَهْرُ الْجَنَّةِ

12649-@ (8)، وَ قَالَ ع: جِهَادُ النَّفْسِ ثَمَنُ الْجَنَّةِ فَمَنْ جَاهَدَهَا


1- يوسف 12: 53.
2- مصباح الشريعة ص 441 (باختلاف يسير).
3- مجموعة ورّام ج 2 ص 10.
4- تفسير القمّيّ ج 2 ص 148.
5- في المصدر زيادة: آمال.
6- العنكبوت 29: 6.
7- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 370 ح 39.
8- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 371 ح 47.

ص: 140

مَلَكَهَا وَ هِيَ أَكْرَمُ ثَوَابِ اللَّهِ لِمَنْ عَرَفَهَا:

وَ قَالَ(1) ع: لَا عَدُوَّ أَعْدَى عَلَى الْمَرْءِ مِنْ نَفْسِهِ:

وَ قَالَ(2) ع: لَا عَاجِزَ أَعْجَزُ مِمَّنْ أَهْمَلَ نَفْسَهُ فَأَهْلَكَهَا

12650-@(3)، وَ قَالَ ع: إِنَّ نَفْسَكَ لَخَدُوعٌ إِنْ تَثِقْ بِهَا يَقْتَدَّكَ الشَّيْطَانُ إِلَى ارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ إِنَّ(4) النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ وَ الْفَحْشَاءِ فَمَنِ ائْتَمَنَهَا خَانَتْهُ وَ مَنِ اسْتَنَامَ إِلَيْهَا أَهْلَكَتْهُ وَ مَنْ رَضِيَ عَنْهَا أَوْرَدَتْهُ شَرَّ الْمَوَارِدِ وَ إِنَّ(5) الْمُؤْمِنَ لَا يُمْسِي وَ لَا يُصْبِحُ إِلَّا وَ نَفْسُهُ ظَنُونٌ عِنْدَهُ فَلَا يَزَالُ زَارِياً عَلَيْهَا وَ مُسْتَزِيداً إِلَيْهَا(6)

12651-@ (7) فِقْهُ الرِّضَا، ع: نَرْوِي أَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ ص رَأَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ مُنْصَرِفاً مِنْ بَعْثٍ كَانَ بَعَثَهُ وَ قَدِ انْصَرَفَ بِشَعْثِهِ وَ غُبَارِ سَفَرِهِ وَ سِلَاحُهُ [عَلَيْهِ](8) يُرِيدُ مَنْزِلَهُ فَقَالَ ص انْصَرَفْتَ مِنَ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ فَقَالَ(9) لَهُ أَ وَ جِهَادٌ فَوْقَ الْجِهَادِ بِالسَّيْفِ قَالَ نَعَمْ جِهَادُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ

12652-@ (10) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِيِّ (عَنْ


1- ج 2 ص 845 ح 324.
2- ج 2 ص 858 ح 482.
3- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 226 ح 114.
4- ج 1 ص 226 ح 115.
5- ج 1 ص 226 ح 117.
6- في المصدر: لها.
7- فقه الرضا (عليه السلام) ص 52.
8- أثبتناه من المصدر.
9- في المصدر: «فقيل».
10- أمالي المفيد ص 28 ح 10، و عنه في البحار ج 70 ص 70 ح 17.

ص: 141

أَبِيهِ)(1) عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْبَجَلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَجْعَلْ (نَفْسَهُ لَهُ)(2) مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظاً فَإِنَّ مَوَاعِظَ النَّاسِ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُ شَيْئاً

12653-@ (3)، وَ عَنِ ابْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ(4) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَا تَزَالُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَكَ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِكَ وَ مَا كَانَتِ الْمُحَاسَبَةُ لَهَا مِنْ هَمِّكَ وَ مَا كَانَ الْخَوْفُ لَكَ شِعَاراً وَ الْحُزْنُ لَكَ دِثَاراً الْخَبَرَ

12654-@ (5) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنِ الْكَاظِمِ ع أَنَّهُ قَالَ لِهِشَامٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ: عَلَيْكَ بِالاعْتِصَامِ بِرَبِّكَ وَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَ جَاهِدْ نَفْسَكَ لِتَرُدَّهَا عَنْ هَوَاهَا فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْكَ كَجِهَادِ عَدُوِّكَ قَالَ هِشَامٌ [فَقُلْتُ لَهُ](6) فَأَيُّ الْأَعْدَاءِ أَوْجَبُهُمْ مُجَاهَدَةً قَالَ أَقْرَبُهُمْ إِلَيْكَ وَ أَعْدَاهُمْ لَكَ وَ أَضَرُّهُمْ بِكَ وَ أَعْظَمُهُمْ لَكَ عَدَاوَةً وَ أَخْفَاهُمْ لَكَ شَخْصاً مَعَ دُنُوِّهِ مِنْكَ وَ مَنْ يُحَرِّضُ أَعْدَاءَكَ عَلَيْكَ وَ هُوَ إِبْلِيسُ الْمُوَكَّلُ بِوَسْوَاسِ الْقُلُوبِ فَلْتَشْتَدَّ عَدَاوَتُكَ لَهُ وَ لَا يَكُونَنَّ أَصْبَرَ عَلَى مُجَاهَدَتِكَ لِهَلَكَتِكَ مِنْكَ عَلَى صَبْرِكَ لِمُجَاهَدَتِهِ فَإِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْكَ رُكْناً فِي قُوَّتِهِ وَ أَقَلُّ مِنْكَ ضَرَراً فِي كَثْرِ شَرِّهِ إِذَا أَنْتَ اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ- (وَ مَنِ اعْتَصَمَ


1- ما بين القوسين ليس في المصدر، و قد ذكر البغداديّ في تاريخ بغداد ج 3 ص 26 أنّ الجعابي يروي مباشرة عن ابن عقدة.
2- في المصدر: «للّه له».
3- أمالي المفيد ص 337 ح 1، و عنه في البحار ج 70 ص 64 ح 5.
4- في المصدر: سعد بن عبد اللّه، و كلاهما صحيح، في ترتيب سلسلة السند، فلاحظ.
5- تحف العقول ص 298.
6- أثبتناه من المصدر.

ص: 142

بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ)(1) إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

12655-@ (2)، وَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنِ الْبَاقِرِ ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مَعْنِيٌّ بِمُجَاهَدَةِ نَفْسِهِ لِيَغْلِبَهَا عَلَى هَوَاهَا فَمَرَّةً يُقِيمُ أَوَدَهَا(3) وَ يُخَالِفُ هَوَاهَا فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَ مَرَّةً تَصْرَعُهُ نَفْسُهُ فَيَتَّبِعُ هَوَاهَا فَيَنْعَشُهُ اللَّهُ فَيَنْتَعِشُ وَ يُقِيلُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ فَيَتَذَكَّرُ وَ يَفْزَعُ إِلَى التَّوْبَةِ وَ الْمَخَافَةِ فَيَزْدَادُ بَصِيرَةً وَ مَعْرِفَةً لِمَا زِيدَ فِيهِ مِنَ الْخَوْفِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ لَا فَضِيلَةَ كَالْجِهَادِ وَ لَا جِهَادَ كَمُجَاهَدَةِ الْهَوَى

12656-@ (4)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ فِي كَلَامٍ لَهُ وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ عَدُوّاً تُجَاهِدُهَا وَ عَارِيَّةً تَرُدُّهَا فَإِنَّكَ قَدْ جُعِلْتَ طَبِيبَ نَفْسِكَ وَ عُرِّفْتَ آيَةَ الصِّحَّةِ وَ بُيِّنَ لَكَ الدَّاءُ(5) وَ دُلِلْتَ عَلَى الدَّوَاءِ فَانْظُرْ قِيَامَكَ عَلَى نَفْسِكَ

2 بَابُ الْفُرُوضِ عَلَى الْجَوَارِحِ وَ وُجُوبِ الْقِيَامِ بِهَا

(6)

12657-@ (7) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّبَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَرَضَ الْإِيمَانَ عَلَى جَوَارِحِ بَنِي آدَمَ وَ قَسَمَهُ عَلَيْهَا وَ لَيْسَ مِنْ جَوَارِحِهِ جَارِحَةٌ إِلَّا وَ قَدْ وُكِلَتْ [بِهِ](8) مِنَ الْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِلَتْ بِهِ أُخْتُهَا وَ مِنْهَا عَيْنَاهُ اللَّتَانِ يَنْظُرُ بِهِمَا وَ رِجْلَاهُ اللَّتَانِ يَمْشِي بِهِمَا فَفَرَضَ [عَلَى](9) الْعَيْنِ أَلَّا تَنْظُرَ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْ


1- في المصدر: «فقد هديت».
2- تحف العقول ص 207 و 208.
3- الأود: الاعوجاج (لسان العرب ج 3 ص 75).
4- تحف العقول ص 224.
5- في الطبعة الحجرية: «الدواء» و ما أثبتناه من المصدر.
6- الباب 2
7- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 293 ح 77.
8- أثبتناه من المصدر.
9- أثبتناه من المصدر.

ص: 143

تُغْمِضَ(1) عَمَّا نَهَاهُ اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا لَا يَحِلُّ لَهُ وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(2) فَهَذَا مَا فَرَضَ اللَّهُ مِنْ غَضِّ الْبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ وَ هُوَ عَمَلُهَا وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ أَلَّا يَمْشِيَ بِهِمَا إِلَى شَيْ ءٍ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَ فَرَضَ عَلَيْهِمَا الْمَشْيَ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ فَقَالَ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا(3) وَ قَالَ وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ(4)

12658-@ (5)، وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: فِي قَوْلِ اللَّهِ- إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(6) قَالَ السَّمْعُ عَمَّا يَسْمَعُ وَ الْبَصَرُ عَمَّا يَطْرِفُ وَ الْفُؤَادُ عَمَّا عَقَدَ(7) عَلَيْهِ

12659-@ (8)، وَ عَنْهُ ع: فِي الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ قَالَ ع السَّمْعُ وَ مَا وَعَى وَ الْبَصَرُ وَ مَا رَأَى وَ الْفُؤَادُ وَ مَا عَقَدَ عَلَيْهِ

12660-@(9) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ


1- في المصدر: «تغض».
2- الإسراء 17: 36.
3- الإسراء 17: 37.
4- لقمان 31: 19.
5- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 292 ح 75.
6- الإسراء 17: 36.
7- في المصدر: يعقد.
8- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 292 ح 74.
9- تفسير النعمانيّ ص 6(1) 67، و عنه في البحار ج 93 ص 49.

ص: 144

ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: فَالْإِيمَانُ بِاللَّهِ تَعَالَى هُوَ أَعْلَى الْإِيمَانِ(1) دَرَجَةً وَ أَشْرَفُهَا مَنْزِلَةً وَ أَسْنَاهَا حَظّاً فَقِيلَ لَهُ ع الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ أَمْ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ فَقَالَ الْإِيمَانُ تَصْدِيقٌ بِالْجَنَانِ وَ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ وَ هُوَ عَمَلٌ كُلُّهُ وَ مِنْهُ التَّامُّ الْكَامِلُ تَمَامُهُ وَ النَّاقِصُ الْبَيِّنُ نُقْصَانُهُ وَ مِنْهُ الزَّائِدُ الْبَيِّنُ زِيَادَتُهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَا فَرَضَ الْإِيمَانَ عَلَى جَارِحَةٍ وَاحِدَةٍ وَ مَا مِنْ جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِ الْإِنْسَانِ إِلَّا وَ قَدْ وُكِلَتْ بِغَيْرِ مَا وُكِلَتْ بِهِ الْأُخْرَى فَمِنْهَا قَلْبُهُ الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ وَ يَفْقَهُ وَ يَفْهَمُ وَ يَحِلُّ وَ يَعْقِدُ وَ يُرِيدُ وَ هُوَ أَمِيرُ الْبَدَنِ وَ إِمَامُ الْجَسَدِ الَّذِي لَا تَرِدُ الْجَوَارِحُ وَ لَا تَصْدُرُ إِلَّا عَنْ أَمْرِهِ وَ رَأْيِهِ وَ نَهْيِهِ وَ مِنْهَا اللِّسَانُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ وَ مِنْهَا أُذُنَاهُ اللَّتَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا وَ مِنْهَا عَيْنَاهُ اللَّتَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَ مِنْهَا يَدَاهُ اللَّتَانِ يَبْطُشُ بِهِمَا وَ مِنْهَا رِجْلَاهُ اللَّتَانِ يَسْعَى بِهِمَا وَ مِنْهَا فَرْجُهُ الَّذِي الْبَاهُ(2) مِنْ قِبَلِهِ وَ مِنْهَا رَأْسُهُ الَّذِي فِيهِ وَجْهُهُ وَ لَيْسَ جَارِحَةٌ مِنْ جَوَارِحِهِ إِلَّا وَ هِيَ مَخْصُوصَةٌ بِفَرِيضَةٍ فَفَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ وَ فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ وَ فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْبَصَرِ وَ فَرَضَ عَلَى الْبَصَرِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ وَ فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ وَ فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ وَ فَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ وَ فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ- فَأَمَّا [مَا](3) فَرَضَهُ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِيمَانِ الْإِقْرَارُ وَ الْمَعْرِفَةُ (وَ الْعَقْدُ عَلَيْهِ)(4) وَ الرِّضَى بِمَا فَرَضَ عَلَيْهِ وَ التَّسْلِيمُ لِأَمْرِهِ وَ الذِّكْرُ وَ التَّفَكُّرُ وَ الِانْقِيَادُ إِلَى كُلِّ مَا جَاءَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ مَعَ حُصُولِ الْمُعْجِزِ فَيَجِبُ عَلَيْهِ اعْتِقَادُهُ وَ أَنْ يُظْهِرَ مِثْلَ مَا بَطَنَ إِلَّا لِضَرُورَةٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى


1- في المصدر: الأعمال.
2- الباه: النكاح (لسان العرب ج 13 ص 479).
3- أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: و العقل.

ص: 145

إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ(1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَى لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَ لكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ(2) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا(3) وَ قَوْلِهِ تَعَالَى أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها(4) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(5) وَ مِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ هُوَ رَأْسُ الْإِيمَانِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ عَلَى اللِّسَانِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي مَعْنَى التَّفْسِيرِ لِمَا عُقِدَ عَلَيْهِ الْقَلْبُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ(6) الْآيَةَ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ(7) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ(8) فَأَمَرَ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِ الْحَقِّ وَ نَهَى عَنْ قَوْلِ الْبَاطِلِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ عَلَى الْأُذُنَيْنِ فَالاسْتِمَاعُ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَ الْإِنْصَاتُ لِمَا يُتْلَى مِنْ كِتَابِهِ وَ تَرْكُ الْإِصْغَاءِ لِمَا يُسْخِطُهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(9) وَ قَالَ تَعَالَى وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ(10) الْآيَةَ ثُمَّ اسْتَثْنَى بِرَحْمَتِهِ مَوْضِعَ


1- النحل 16: 106.
2- البقرة 2: 225.
3- آل عمران 3: 191.
4- محمّد 47: 24.
5- الحجّ 22: 46.
6- البقرة 2: 136.
7- البقرة 2: 83.
8- النساء 4: 171.
9- الأعراف 7: 204.
10- النساء 4: 140.

ص: 146

النِّسْيَانِ فَقَالَ- وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(1) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ(2) وَ قَالَ تَعَالَى وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ(3) وَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا مَعْنَاهُ مَعْنَى [مَا](4) فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَى السَّمْعِ وَ هُوَ الْإِيمَانُ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ عَلَى الْعَيْنَيْنِ فَهُوَ النَّظَرُ إِلَى آيَاتِ اللَّهِ وَ غَضُّ النَّظَرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى- أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَ إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ(5)الأنعام 6: 99.

(6) وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْ ءٍ(7) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَ يَنْعِهِ(8) وَ قَالَ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها(9) وَ هَذِهِ الْآيَةُ جَامِعَةٌ لِأَبْصَارِ الْعُيُونِ وَ أَبْصَارِ الظُّنُونِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(10) وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ(11) مَعْنَاهُ لَا يَنْظُرْ أَحَدُكُمْ إِلَى فَرْجِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ أَوْ يُمَكِّنْهُ مِنَ النَّظَرِ إِلَى فَرْجِهِ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ- وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ


1- الأنعام 6: 68.
2- الزمر 39: 17، 18.
3- القصص 28: 55.
4- أثبتناه من المصدر.
5- الغاشية 88: 1
6- 20.
7- الأعراف 7: 185.
8- الأنعام 6: 99.
9- الأنعام 6: 104.
10- الحجّ 22: 46.
11- النور 24: 30.

ص: 147

يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ(1) أَيْ مِمَّنْ يُلْحِقُهُنَّ النَّظَرَ كَمَا جَاءَ فِي حِفْظِ الْفُرُوجِ فَالنَّظَرُ سَبَبُ إِيقَاعِ الْفِعْلِ مِنَ الزِّنَا وَ غَيْرِهِ ثُمَّ نَظَمَ تَعَالَى مَا فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ الْفَرْجِ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ(2) يَعْنِي بِالْجُلُودِ هُنَا الْفُرُوجَ وَ قَالَ تَعَالَى وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(3) هَذَا مَا فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْعَيْنَيْنِ مِنْ تَأَمُّلِ الْآيَاتِ وَ الْغَضِّ عَنْ تَأَمُّلِ الْمُنْكَرَاتِ وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ- وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى الْيَدَيْنِ فَالطَّهُورُ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ(4) وَ فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ الْإِنْفَاقَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ- أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ(5) وَ فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْيَدَيْنِ الْجِهَادَ لِأَنَّهُ مِنْ عَمَلِهِمَا وَ عِلَاجِهِمَا فَقَالَ- فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ(6) وَ ذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الرِّجْلَيْنِ فَالسَّعْيُ بِهِمَا فِيمَا يُرْضِيهِ وَ اجْتِنَابُ السَّعْيِ فِيمَا يُسْخِطُهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُوا الْبَيْعَ(7) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً(8)-


1- النور 24: 31.
2- فصّلت 41: 22.
3- الإسراء 17: 36.
4- المائدة 5: 6.
5- البقرة 2: 267.
6- محمّد 47: 4.
7- الجمعة 62: 9.
8- الإسراء 17: 37، لقمان 31: 18.

ص: 148

وَ قَوْلُهُ وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ(1) وَ فَرَضَ عَلَيْهِمَا الْقِيَامَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ(2) ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ الرِّجْلَيْنِ مِنَ الْجَوَارِحِ الَّتِي تَشْهَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَنْطِقَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ(3) وَ هَذَا مِمَّا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الرِّجْلَيْنِ وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ أَمَّا مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى الرَّأْسِ فَهُوَ أَنْ يُمْسَحَ مِنْ مُقَدَّمِهِ بِالْمَاءِ فِي وَقْتِ الطَّهُورِ لِلصَّلَاةِ بِقَوْلِهِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ(4) وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ الْغَسْلَ بِالْمَاءِ عِنْدَ الطَّهُورِ وَ قَالَ تَعَالَى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ(5) وَ فَرَضَ عَلَيْهِ السُّجُودَ وَ عَلَى الْيَدَيْنِ وَ الرُّكْبَتَيْنِ وَ الرِّجْلَيْنِ الرُّكُوعَ وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ قَالَ فِيمَا فَرَضَ عَلَى هَذِهِ الْجَوَارِحِ مِنَ الطَّهُورِ وَ الصَّلَاةِ وَ سَمَّاهُ فِي كِتَابِهِ إِيمَاناً حِينَ فَرَضَ عَلَيْهِ اسْتِقْبَالَ الْقِبْلَةِ فِي الصَّلَاةِ وَ سَمَّاهُ إِيمَاناً حِينَ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَتْ صَلَاتُنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ طَهُورُنَا ضَيَاعاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَ إِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ(6) فَسَمَّى الصَّلَاةَ وَ الطَّهُورَ إِيمَاناً وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ لَقِيَ اللَّهَ كَامِلَ الْإِيمَانِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ كَانَ مُضَيِّعاً لِشَيْ ءٍ مِمَّا افْتَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى هَذِهِ الْجَوَارِحِ وَ تَعَدَّى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ ارْتَكَبَ مَا نَهَى عَنْهُ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى نَاقِصَ الْإِيمَانِ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ


1- لقمان 31: 19.
2- البقرة 2: 238.
3- يس 36: 65.
4- المائدة 5: 6.
5- المائدة 5: 6.
6- البقرة 2: 143.

ص: 149

آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(1) وَ قَالَ تَعَالَى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(2) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدىً(3) وَ قَالَ وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ(4) وَ قَالَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ(5) الْآيَةَ وَ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ كُلُّهُ وَاحِداً لَا زِيَادَةَ فِيهِ وَ لَا نُقْصَانَ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فَضْلٌ عَلَى أَحَدٍ وَ لَتَسَاوَى النَّاسُ فِي تَمَامِ الْإِيمَانِ وَ بِكَمَالِهِ دَخَلَ الْمُؤْمِنُونَ الْجَنَّةَ وَ نَالُوا الدَّرَجَاتِ فِيهَا وَ بِذَهَابِهِ وَ نُقْصَانِهِ دَخَلَ آخَرُونَ النَّارَ الْخَبَرَ

12661-@ (6) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع: أَنَّ سَائِلًا سَأَلَهُ عَنْ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ مَا لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَمَلًا إِلَّا بِهِ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ أَعْلَى الْأَعْمَالِ دَرَجَةً وَ أَشْرَفُهَا مَنْزِلَةً وَ أَسْنَاهَا حَظّاً قَالَ السَّائِلُ لَهُ قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ أَ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ أَمْ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ قَالَ الْإِيمَانُ عَمَلٌ كُلُّهُ وَ الْقَوْلُ بَعْضُ ذَلِكَ الْعَمَلِ بِفَرْضٍ مِنَ اللَّهِ بَيَّنَ فِي كِتَابِهِ وَاضِحٌ [نُورُهُ](7) ثَابِتَةٌ حُجَّتُهُ يَشْهَدُ بِهِ الْكِتَابُ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ قُلْتُ بَيِّنْ ذَلِكَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ حَتَّى أَفْهَمَهُ قَالَ إِنَّ الْإِيمَانَ حَالاتٌ وَ دَرَجَاتٌ وَ طَبَقَاتٌ وَ مَنَازِلُ فَمِنْهُ التَّامُّ الْمُنْتَهَى تَمَامُهُ وَ مِنْهُ النَّاقِصُ الْبَيِّنُ نُقْصَانُهُ وَ مِنْهُ الرَّاجِحُ الْبَيِّنُ رُجْحَانُهُ قَالَ قُلْتُ إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَنْتَقِصُ وَ يَتِمُّ وَ يَزِيدُ قَالَ نَعَمْ


1- التوبة 9: 124.
2- الأنفال 8: 2.
3- الكهف 18: 13.
4- محمّد 47: 17.
5- الفتح 48: 4.
6- دعائم الإسلام ج 1 ص 4.
7- أثبتناه من المصدر.

ص: 150

قَالَ قُلْتُ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَرَضَ الْإِيمَانَ عَلَى جَوَارِحِ بَنِي آدَمَ وَ قَسَمَهُ عَلَيْهَا وَ فَرَّقَهُ فِيهَا فَلَيْسَ مِنْ جَوَارِحِهِ جَارِحَةٌ إِلَّا وَ قَدْ وُكِلَتْ مِنَ الْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِلَتْ بِهِ أُخْتُهَا فَمِنْهُ قَلْبُهُ الَّذِي بِهِ يَعْقِلُ وَ يَفْقَهُ وَ يَفْهَمُ وَ هُوَ أَمِيرُ بَدَنِهِ الَّذِي لَا تَرِدُ الْجَوَارِحُ وَ لَا تَصْدُرُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ وَ أَمْرِهِ وَ مِنْهَا عَيْنَاهُ اللَّتَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا وَ أُذُنَاهُ اللَّتَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا وَ يَدَاهُ اللَّتَانِ يَبْطِشُ بِهِمَا وَ رِجْلَاهُ اللَّتَانِ يَمْشِي بِهِمَا وَ فَرْجُهُ الَّذِي الْبَاهُ مِنْ قِبَلِهِ وَ لِسَانُهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ وَ رَأْسُهُ الَّذِي فِيهِ وَجْهُهُ فَلَيْسَ مِنْ هَذِهِ جَارِحَةٌ إِلَّا وَ قَدْ وُكِلَتْ مِنَ الْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِلَتْ بِهِ أُخْتُهَا بِفَرْضٍ مِنَ اللَّهِ يَشْهَدُ بِهِ الْكِتَابُ فَفَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ وَ فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ وَ فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ وَ فَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ وَ فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ وَ فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ وَ فَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ- فَأَمَّا مَا فَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِيمَانِ فَالْإِقْرَارُ وَ الْمَعْرِفَةُ وَ الْعَقْدُ وَ الرِّضَا وَ التَّسْلِيمُ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى هُوَ الْوَاحِدُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ(1) وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ص وَ الْإِقْرَارُ بِمَا كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنْ نَبِيٍّ أَوْ كِتَابٍ فَذَلِكَ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِقْرَارِ وَ الْمَعْرِفَةِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ(2) الْآيَةَ وَ قَالَ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ(3) الْآيَةَ وَ قَالَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ(4) الْآيَةَ- [وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ(5)(6)] وَ قَالَ إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ(7) الْآيَةَ فَذَلِكَ مَا


1- في المصدر زيادة: إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا.
2- النحل 16: 106.
3- الرعد 13: 28.
4- المائدة 5: 41.
5- النساء 4: 149.

ص: 151

فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِقْرَارِ وَ الْمَعْرِفَةِ وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ هُوَ رَأْسُ الْإِيمَانِ وَ فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ الْقَوْلَ وَ التَّعْبِيرَ عَنِ الْقَلْبِ مَا عَقَدَ عَلَيْهِ وَ أَقَرَّ بِهِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قُولُوا آمَنَّا(1) الْآيَةَ وَ قَالَ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(2) وَ قَالَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً(3) وَ قَالَ وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ(4) وَ أَشْبَاهُ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْقَوْلِ بِهِ فَهَذَا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اللِّسَانِ وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ(5) أَنْ يَتَنَزَّهَ عَنِ الِاسْتِمَاعِ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ مَا لَا يَحِلُّ لَهُ(6) وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ- (وَ فَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ غَضَّ الْبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ وَ هُوَ عَمَلُهُمَا)(7) وَ فَرَضَ عَلَى الْبَصَرِ أَنْ لَا يَنْظُرَ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ أَنْ يُغَضَّ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا لَا يَحِلُّ لَهُ وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ(8) مِنْ أَنْ يَنْظُرَ أَحَدُهُمْ إِلَى فَرْجِ أَخِيهِ وَ يَحْفَظَ فَرْجَهُ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كُلُّ شَيْ ءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنْ حِفْظِ الْفَرْجِ فَهُوَ مِنَ الزِّنَا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ فَهُوَ مِنَ النَّظَرِ ثُمَّ نَظَمَ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْقَلْبِ وَ اللِّسَانِ وَ السَّمْعِ وَ الْبَصَرِ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ وَ لا تَقْفُ(9) الْآيَةَ وَ قَالَ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ(10) الْآيَةَ يَعْنِي بِالْجُلُودِ [الْفُرُوجَ](11) وَ الْأَفْخَاذَ فَهَذَا مَا


1- البقرة 2: 136.
2- البقرة 2: 83.
3- الأحزاب 33: 70.
4- الكهف 18: 29.
5- في المصدر زيادة: الإصغاء إلى ما أمر اللّه به، و.
6- سقط من هنا كلام طويل، راجع المصدر.
7- ما بين القوسين ليس في المصدر.
8- النور 24: 30.
9- الإسراء 17: 36.
10- فصّلت 41: 22.
11- أثبتناه من المصدر.

ص: 152

فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْعَيْنَيْنِ مِنْ غَضِّ الْبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ وَ هُوَ عَمَلُهُمَا وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ أَنْ لَا يُبْطَشَ بِهِمَا إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ أَنْ تَبْطِشَا إِلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ فَرَضَهُ عَلَيْهِمَا مِنَ الصَّدَقَةِ وَ صِلَةِ الرَّحِمِ وَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الطُّهْرِ لِلصَّلَوَاتِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ(1) الْآيَةَ وَ قَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا(2) الْآيَةَ وَ قَالَ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ(3) الْآيَةَ فَهَذَا أَيْضاً مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْيَدَيْنِ لِأَنَّ الضَّرْبَ مِنْ عِلَاجِهِمَا وَ فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ [الْمَشْيَ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ](4) أَنْ لَا يُمْشَى بِهِمَا فِي شَيْ ءٍ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَ أَنْ تَنْطَلِقَا إِلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ فَرَضَ عَلَيْهِمَا مِنَ الْمَشْيِ فِيمَا يُرْضِي اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ فِي ذَلِكَ وَ لا تَمْشِ(5) الْآيَةَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اقْصِدْ(6) الْآيَةَ(7) وَ قَالَ فِيمَا شَهِدَتْ بِهِ الْأَيْدِي وَ الْأَرْجُلُ عَلَى أَنْفُسِهَا وَ عَلَى أَرْبَابِهَا مِنْ نُطْقِهَا بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ فَرَضَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ نَخْتِمُ(8) الْآيَةَ فَهَذَا أَيْضاً مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْيَدَيْنِ وَ الرِّجْلَيْنِ وَ هُوَ عَمَلُهُمَا وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ السُّجُودَ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا(9) الْآيَةَ فَهَذِهِ فَرِيضَةٌ جَامِعَةٌ عَلَى الْوَجْهِ وَ الْيَدَيْنِ وَ الرِّجْلَيْنِ وَ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَ أَنَّ الْمَساجِدَ(10) الْآيَةَ فَهَذَا مَا فَرَضَ عَلَى الْجَوَارِحِ مِنَ الطَّهُورِ


1- المائدة 5: 6.
2- الأنفال 8: 15.
3- محمّد 47: 4.
4- أثبتناه من المصدر.
5- الإسراء 17: 37.
6- لقمان 31: 19.
7- في المصدر زيادة آيتان هما: و قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ الآية. و قال: وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ.
8- يس 36: 65.
9- الحجّ 22: 77.
10- الجن 72: 18.

ص: 153

وَ الصَّلَاةِ وَ سَمَّى الصَّلَاةَ إِيمَاناً فِي كِتَابِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا صَرَفَ وَجْهَ نَبِيِّهِ ص عَنِ الصَّلَاةِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ أَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ الْمُسْلِمُونَ لِلنَّبِيِّ ص أَ رَأَيْتَ صَلَاتَنَا هَذِهِ الَّتِي كُنَّا نُصَلِّيهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَا حَالُهَا وَ حَالُنَا فِيهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي ذَلِكَ- وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ(1) الْآيَةَ فَسَمَّى الصَّلَاةَ إِيمَاناً فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ حَافِظاً لِجَوَارِحِهِ مُوقِياً كُلَّ جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِهِ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهَا لَقِيَ اللَّهَ كَامِلَ الْإِيمَانِ وَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ خَانَ [اللَّهَ](2) شَيْئاً مِنْهَا وَ تَعَدَّى مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ لَقِيَ اللَّهَ نَاقِصَ الْإِيمَانِ قَالَ السَّائِلُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ فَهِمْتُ نُقْصَانَ الْإِيمَانِ وَ تَمَامَهُ فَمِنْ أَيْنَ جَاءَتْ زِيَادَتُهُ وَ مَا الْحُجَّةُ فِي زِيَادَتِهِ قَالَ جَعْفَرٌ ع قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ(3) الْآيَةَ قَالَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ(4) الْآيَةَ وَ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ كُلُّهُ وَاحِداً لَا نُقْصَانَ فِيهِ وَ لَا زِيَادَةَ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيهِ فَضْلٌ عَلَى أَحَدٍ وَ لَاسْتَوَتِ النِّعَمُ فِيهِ وَ لَاسْتَوَى النَّاسُ وَ بَطَلَ التَّفْضِيلُ وَ لَكِنْ بِتَمَامِ الْإِيمَانِ دَخَلَ الْمُؤْمِنُونَ الْجَنَّةَ(5) وَ بِالزِّيَادَةِ فِي الْإِيمَانِ تَفَاضَلَ الْمُؤْمِنُونَ فِي الدَّرَجَاتِ عِنْدَ اللَّهِ وَ بِالنُّقْصَانِ مِنْهُ دَخَلَ الْمُقَصِّرُونَ النَّارَ الْخَبَرَ

1266(6)(7) وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ(8) قَالَ كُفْرُهُمْ بِهِ تَرْكُ الْعَمَلِ بِالَّذِي أَقَرُّوا(9) بِهِ


1- البقرة 2: 143.
2- أثبتناه من المصدر.
3- التوبة 9: 124.
4- الكهف 18: 13.
5- في المصدر زيادة: و برجحانه
6- أثبتناه من المصدر.
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 11.
8- المائدة 5: 5.
9- في المصدر: أمر.

ص: 154

1266(1) 7(2) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: الْأَمَانَةُ حِفْظُ اللِّسَانِ وَ الْعَيْنِ وَ الْفَرْجِ وَ الْقَلْبِ فَخَصْمُ الْفَرْجِ الْمُؤْمِنُونَ وَ خَصْمُ الْعَيْنِ الْمَلَائِكَةُ وَ خَصْمُ اللِّسَانِ الْأَنْبِيَاءُ وَ خَصْمُ الْقَلْبِ اللَّهُ تَعَالَى

3 بَابُ جُمْلَةٍ مِمَّا يَنْبَغِي الْقِيَامُ بِهِ مِنَ الْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ وَ الْمَنْدُوبَةِ

(3)

12664-@ (4) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، فِي مَوَاعِظِ السَّجَّادِ ع قَالَ فِي رِسَالَتِهِ ع الْمَعْرُوفَةِ بِرِسَالَةِ الْحُقُوقِ: اعْلَمْ رَحِمَكَ اللَّهُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيْكَ حُقُوقاً مُحِيطَةً بِكَ فَبِكُلِّ حَرَكَةٍ تَحَرَّكْتَهَا أَوْ سَكَنَةٍ سَكَنْتَهَا أَوْ مَنْزِلَةٍ نَزَلْتَهَا أَوْ جَارِحَةٍ قَلَبْتَهَا أَوْ آلَةٍ تَصَرَّفْتَ بِهَا بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ وَ أَكْبَرُ حُقُوقِ اللَّهِ عَلَيْكَ مَا أَوْجَبَهُ لِنَفْسِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْ حَقِّهِ الَّذِي هُوَ أَصْلُ الْحُقُوقِ وَ مِنْهُ تَفَرَّعَ ثُمَّ أَوْجَبَهُ عَلَيْكَ لِنَفْسِكَ مِنْ قَرْنِكَ إِلَى قَدَمِكَ عَلَى اخْتِلَافِ جَوَارِحِكَ فَجَعَلَ لِبَصَرِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِسَمْعِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِلِسَانِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِيَدِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِرِجْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِبَطْنِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِفَرْجِكَ عَلَيْكَ حَقّاً فَهَذِهِ الْجَوَارِحُ السَّبْعُ الَّتِي بِهَا تَكُونُ الْأَفْعَالُ ثُمَّ جَعَلَ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَفْعَالِكَ عَلَيْكَ حُقُوقاً فَجَعَلَ لِصَلَاتِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِصَوْمِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِصَدَقَتِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِهَدْيِكَ عَلَيْكَ حَقّاً وَ لِأَفْعَالِكَ عَلَيْكَ حَقّاً ثُمَّ تَخْرُجُ الْحُقُوقُ مِنْكَ إِلَى غَيْرِكَ مِنْ ذَوِي الْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْكَ وَ أَوْجَبُهَا عَلَيْكَ حَقُّ أَئِمَّتِكَ ثُمَّ حُقُوقُ رَعِيَّتِكَ ثُمَّ حُقُوقُ رَحِمِكَ فَهَذِهِ حُقُوقٌ يَتَشَعَّبُ مِنْهَا حُقُوقٌ فَحُقُوقُ أَئِمَّتِكَ ثَلَاثَةٌ أَوْجَبُهَا عَلَيْكَ حَقُّ سَائِسِكَ بِالسُّلْطَانِ ثُمَّ سَائِسِكَ بِالْعِلْمِ ثُمَّ حَقُّ سَائِسِكَ بِالْمُلْكِ وَ كُلُّ سَائِسٍ إِمَامٌ وَ حُقُوقُ رَعِيَّتِكَ ثَلَاثَةٌ أَوْجَبُهَا عَلَيْكَ حَقُ


1- تحف العقول ص 183.
2- لب اللباب: مخطوط.
3- الباب 3
4- تحف العقول ص 183.

ص: 155

رَعِيَّتِكَ بِالسُّلْطَانِ ثُمَّ حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِالْعِلْمِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ رَعِيَّةُ الْعَالِمِ وَ حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِالْمُلْكِ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَ مَا مَلَكْتَ مِنَ الْأَيْمَانِ(1) وَ حُقُوقُ رَحِمِكَ كَثِيرَةٌ مُتَّصِلَةٌ بِقَدْرِ اتِّصَالِ الرَّحِمِ فِي الْقَرَابَةِ فَأَوْجَبُهَا عَلَيْكَ حَقُّ أُمِّكَ ثُمَّ حَقُّ أَبِيكَ ثُمَّ حَقُّ وُلْدِكَ ثُمَّ حَقُّ أَخِيكَ ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ وَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ ثُمَّ حَقُّ مَوْلَاكَ الْمُنْعِمِ عَلَيْكَ ثُمَّ حَقُّ مَوْلَاكَ الْجَارِي نِعْمَتُهُ عَلَيْكَ ثُمَّ حَقُّ ذِي الْمَعْرُوفِ لَدَيْكَ ثُمَّ حَقُّ مُؤَذِّنِكَ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ حَقُّ إِمَامِكَ فِي صَلَاتِكَ ثُمَّ حَقُّ جَلِيسِكَ ثُمَّ حَقُّ جَارِكَ ثُمَّ حَقُّ صَاحِبِكَ ثُمَّ حَقُّ شَرِيكِكَ ثُمَّ حَقُّ مَالِكَ ثُمَّ حَقُّ غَرِيمِكَ الَّذِي تُطَالِبُهُ ثُمَّ حَقُّ غَرِيمِكَ الَّذِي يُطَالِبُكَ ثُمَّ حَقُّ خَلِيطِكَ(2) ثُمَّ حَقُّ خَصْمِكَ الْمُدَّعِي عَلَيْكَ ثُمَّ حَقُّ خَصْمِكَ الَّذِي تَدَّعِي عَلَيْهِ ثُمَّ حَقُّ مُسْتَشِيرِكَ ثُمَّ حَقُّ الْمُشِيرِ عَلَيْكَ ثُمَّ حَقُّ مُسْتَنْصِحِكَ ثُمَّ حَقُّ النَّاصِحِ لَكَ ثُمَّ حَقُّ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ [مِنْكَ](3) ثُمَّ حَقُّ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْكَ ثُمَّ حَقُّ سَائِلِكَ ثُمَّ حَقُّ مَنْ سَأَلْتَهُ ثُمَّ حَقُّ مَنْ جَرَى لَكَ عَلَى يَدَيْهِ مَسَاءَةٌ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَسَرَّةٌ بِذَلِكَ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ عَنْ تَعَمُّدٍ مِنْهُ أَوْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ مِنْهُ ثُمَّ حَقُّ أَهْلِ مِلَّتِكَ عَامَّةً ثُمَّ حَقُّ أَهْلِ الذِّمَّةِ ثُمَّ الْحُقُوقُ الْجَارِيَةُ بِقَدْرِ عِلَلِ الْأَحْوَالِ وَ تَصَرُّفِ الْأَسْبَابِ فَطُوبَى لِمَنْ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَى قَضَاءِ مَا أَوْجَبَ عَلَيْهِ مِنْ حُقُوقِهِ وَ وَفَّقَهُ وَ سَدَّدَهُ فَأَمَّا حَقُّ اللَّهِ الْأَكْبَرُ فَأَنَّكَ تَعْبُدُهُ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِإِخْلَاصٍ جَعَلَ لَكَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَكْفِيَكَ أَمْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ يَحْفَظَ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْهَا وَ أَمَّا حَقُّ نَفْسِكَ عَلَيْكَ فَأَنْ تَسْتَوْفِيَهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ فَتُؤَدِّيَ إِلَى لِسَانِكَ حَقَّهُ وَ إِلَى سَمْعِكَ حَقَّهُ وَ إِلَى بَصَرِكَ حَقَّهُ وَ إِلَى يَدِكَ حَقَّهَا وَ إِلَى


1- في المصدر: الإماء.
2- الخليط: المشارك في حقوق الملك كالشرب و الطريق و نحو ذلك و خليط القوم:
3- أثبتناه من المصدر.

ص: 156

رِجْلِكَ حَقَّهَا وَ إِلَى بَطْنِكَ حَقَّهُ وَ إِلَى فَرْجِكَ حَقَّهُ وَ تَسْتَعِينُ بِاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ وَ أَمَّا حَقُّ اللِّسَانِ فَإِكْرَامُهُ عَنِ الْخَنَا وَ تَعْوِيدُهُ عَلَى الْخَيْرِ وَ حَمْلُهُ عَلَى الْأَدَبِ وَ إِجْمَامُهُ(1) إِلَّا لِمَوْضِعِ الْحَاجَةِ وَ الْمَنْفَعَةِ لِلدِّينِ وَ الدُّنْيَا وَ إِعْفَاؤُهُ مِنَ الْفُضُولِ الشَّنِعَةِ الْقَلِيلَةِ الْفَائِدَةِ الَّتِي لَا يُؤْمَنُ ضَرَرُهَا مَعَ قِلَّةِ عَائِدَتِهَا وَ بُعْدِ شَاهِدِ الْعَقْلِ وَ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ وَ تَزَيُّنُ الْعَاقِلِ بِعَقْلِهِ حُسْنُ سِيرَتِهِ فِي لِسَانِهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ أَمَّا حَقُّ السَّمْعِ فَتَنْزِيهُهُ [عَنْ](2) أَنْ تَجْعَلَهُ طَرِيقاً إِلَى قَلْبِكَ إِلَّا لِفَوْهَةٍ كَرِيمَةٍ تُحْدِثُ فِي قَلْبِكَ خَيْراً أَوْ تُكْسِبُ خُلُقاً كَرِيماً فَإِنَّهُ بَابُ الْكَلَامِ إِلَى الْقَلْبِ يُؤَدَّى بِهِ ضُرُوبُ الْمَعَانِي عَلَى مَا فِيهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ بَصَرِكَ فَغَضُّهُ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ وَ تَرْكُ ابْتِذَالِهِ إِلَّا لِمَوْضِعِ عِبْرَةٍ تَسْتَقْبِلُ بِهَا بَصَراً أَوْ تَعْتَقِدُ بِهَا عِلْماً فَإِنَّ الْبَصَرَ بَابُ الِاعْتِبَارِ وَ أَمَّا حَقُّ رِجْلِكَ فَأَنْ لَا تَمْشِيَ بِهَا إِلَى مَا لَا يَحِلُّ لَكَ وَ لَا تَجْعَلَهَا مَطِيَّتَكَ فِي الطَّرِيقِ الْمُسْتَحَقَّةِ بِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِنَّهَا حَامِلَتُكَ وَ سَالِكَةٌ بِكَ مَسْلَكَ الدِّينِ وَ السَّبَقِ لَكَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ يَدِكَ فَأَنْ لَا تَبْسُطَهَا إِلَى مَا لَا يَحِلُّ لَكَ [فَتَنَالَ](3) بِمَا تَبْسُطُهَا إِلَيْهِ مِنْ (يَدِ)(4) الْعُقُوبَةِ فِي الْآجِلِ وَ مِنَ النَّاسِ بِلِسَانِ اللَّائِمَةِ فِي الْعَاجِلِ وَ لَا تَقْبِضَهَا مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهَا وَ لَكِنْ تُوَقِّرَهَا بِقَبْضِهَا عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا لَا يَحِلُّ لَهَا وَ تَبْسُطَهَا إِلَى كَثِيرٍ مِمَّا لَيْسَ عَلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ عُقِلَتْ وَ شُرِفَتْ فِي الْعَاجِلِ وَجَبَ لَهَا حُسْنُ الثَّوَابِ مِنَ اللَّهِ فِي الْآجِلِ-


1- الإجمام: الراحة، من إجمام الفرس إذا ترك فلم يركب، و المراد هنا حبس اللسان عن الكلام (لسان العرب ج 12 ص 107).
2- أثبتناه من المصدر.
3- أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: اللّه.

ص: 157

وَ أَمَّا حَقُّ بَطْنِكَ فَأَنْ لَا تَجْعَلَهُ وِعَاءً لِقَلِيلٍ مِنَ الْحَرَامِ وَ لَا لِكَثِيرٍ وَ أَنْ تَقْتَصِرَ لَهُ فِي الْحَلَالِ وَ لَا تُخْرِجَهُ مِنْ حَدِّ التَّقْوِيَةِ إِلَى حَدِّ التَّهْوِينِ وَ ذَهَابِ الْمُرُوَّةِ وَ ضَبْطُهُ إِذَا هَمَّ بِالْجُوعِ وَ الظَّمَإِ فَإِنَّ الشِّبَعَ الْمُنْتَهِيَ بِصَاحِبِهِ [إِلَى التَّخَمِ](1) مَكْسَلَةٌ وَ مَثْبَطَةٌ وَ مَقْطَعَةٌ عَنْ كُلِّ بِرٍّ وَ كَرَمٍ وَ أَنَّ الرِّيَّ الْمُنْتَهِيَ بِصَاحِبِهِ إِلَى السُّكْرِ مَسْخَفَةٌ وَ مَجْهَلَةٌ وَ مَذْهَبَةٌ لِلْمُرُوَّةِ وَ أَمَّا حَقُّ فَرْجِكَ فَحِفْظُهُ مِمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ وَ الِاسْتِعَانَةُ عَلَيْهِ بِغَضِّ الْبَصَرِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْوَنِ الْأَعْوَانِ وَ كَثْرَةِ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَ التَّهَدُّدِ لِنَفْسِكَ بِاللَّهِ وَ التَّخْوِيفِ لَهَا بِهِ وَ بِاللَّهِ الْعِصْمَةُ وَ التَّأْيِيدُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ ثُمَّ حُقُوقُ الْأَفْعَالِ فَأَمَّا حَقُّ الصَّلَاةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا وِفَادَةٌ إِلَى اللَّهِ وَ أَنَّكَ قَائِمٌ بِهَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَإِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ كُنْتَ خَلِيقاً أَنْ تَقُومَ فِيهَا مَقَامَ الْعَبْدِ الذَّلِيلِ الرَّاغِبِ الرَّاهِبِ الْخَائِفِ الرَّاجِي الْمِسْكِينِ الْمُتَضَرِّعِ الْمُعَظِّمِ مَنْ قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالسُّكُونِ وَ الْإِطْرَاقِ وَ خُشُوعِ الْأَطْرَافِ وَ لِينِ الْجَنَاحِ وَ حُسْنِ الْمُنَاجَاةِ لَهُ فِي نَفْسِهِ وَ الطَّلَبِ إِلَيْهِ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِكَ الَّتِي أَحَاطَتْ بِهَا خَطِيئَتُكَ وَ اسْتَهْلَكَتْهَا ذُنُوبُكَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّوْمِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ حِجَابٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِكَ وَ سَمْعِكَ وَ بَصَرِكَ وَ فَرْجِكَ وَ بَطْنِكَ لِيَسْتُرَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ وَ هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ فَإِنْ سَكَنَتْ أَطْرَافُكَ فِي حَجَبَتِهَا رَجَوْتَ أَنْ تَكُونَ مَحْجُوباً وَ إِنْ أَنْتَ تَرَكْتَهَا تَضْطَرِبُ فِي حِجَابِهَا وَ تَرْفَعُ جَنَبَاتِ الْحِجَابِ فَتَطَّلِعُ إِلَى مَا لَيْسَ لَهَا بِالنَّظْرَةِ الدَّاعِيَةِ لِلشَّهْوَةِ وَ الْقُوَّةِ الْخَارِجَةِ عَنْ حَدِّ التَّقِيَّةِ لِلَّهِ لَمْ تَأْمَنْ أَنْ تَخْرِقَ [الْحِجَابَ](2) وَ تَخْرُجَ مِنْهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّدَقَةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا ذُخْرُكَ(3) عِنْدَ رَبِّكَ وَ وَدِيعَتُكَ الَّتِي


1- أثبتناه من المصدر.
2- أثبتناه من المصدر.
3- في الطبعة الحجرية: دخول، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 158

لَا تَحْتَاجُ إِلَى الْإِشْهَادِ فَإِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ كُنْتَ بِمَا اسْتَوْدَعْتَهُ سِرّاً أَوْثَقَ بِمَا اسْتَوْدَعْتَهُ عَلَانِيَةً وَ كُنْتَ جَدِيراً أَنْ تَكُونَ أَسْرَرْتَ إِلَيْهِ أَمْراً أَعْلَنْتَهُ وَ كَانَ الْأَمْرُ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ فِيهَا سِرّاً عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ لَمْ تَسْتَظْهِرْ عَلَيْهِ فِيمَا اسْتَوْدَعْتَهُ مِنْهَا إِشْهَادَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَبْصَارِ عَلَيْهِ بِهَا كَأَنَّهَا أَوْثَقُ فِي نَفْسِكَ لَا كَأَنَّكَ لَا تَثِقُ بِهِ فِي تَأْدِيَةِ وَدِيعَتِكَ إِلَيْكَ ثُمَّ لَمْ تَمْتَنَّ بِهَا عَلَى أَحَدٍ لِأَنَّهَا لَكَ فَإِذَا امْتَنَنْتَ بِهَا لَمْ تَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ بِهَا مِثْلَ تَهْجِينِ حَالِكَ مِنْهَا إِلَى مَنْ مَنَنْتَ بِهَا عَلَيْهِ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى أَنَّكَ لَمْ تُرِدْ نَفْسَكَ بِهَا وَ لَوْ أَرَدْتَ نَفْسَكَ بِهَا لَمْ تَمْتَنَّ بِهَا عَلَى أَحَدٍ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْهَدْيِ فَأَنْ تُخْلِصَ بِهَا الْإِرَادَةَ إِلَى رَبِّكَ وَ التَّعَرُّضَ لِرَحْمَتِهِ وَ قَبُولِهِ وَ لَا تُرِيدَ عُيُونَ النَّاظِرِينَ دُونَهُ فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ لَمْ تَكُنْ مُتَكَلِّفاً وَ لَا مُتَصَنِّعاً وَ كُنْتَ إِنَّمَا تَقْصِدُ إِلَى اللَّهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يُرَادُ بِالْيَسِيرِ وَ لَا يُرَادُ بِالْعَسِيرِ كَمَا أَرَادَ بِخَلْقِهِ التَيْسِيرَ وَ لَمْ يُرِدْ بِهِمُ التَّعْسِيرَ وَ كَذَلِكَ التَّذَلُّلُ أَوْلَى بِكَ مِنَ التَّدَهْقُنِ لِأَنَّ الْكُلْفَةَ وَ الْمَئُونَةَ فِي الْمُتَدَهْقِنِينَ(1) فَأَمَّا التَّذَلُّلُ وَ التَّمَسْكُنُ فَلَا كُلْفَةَ فِيهِمَا وَ لَا مَئُونَةَ عَلَيْهِمَا لِأَنَّهُمَا الْخِلْقَةُ وَ هُمَا مَوْجُودَانِ فِي الطَّبِيعَةِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ حُقُوقُ الْأَئِمَّةِ فَأَمَّا حَقُّ سَائِسِكَ بِالسُّلْطَانِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ جُعِلْتَ لَهُ فِتْنَةً وَ أَنَّهُ مُبْتَلًى فِيكَ بِمَا جَعَلَهُ اللَّهُ [لَهُ](2) عَلَيْكَ مِنَ السُّلْطَانِ وَ أَنْ [تُخْلِصَ لَهُ](3) فِي النَّصِيحَةِ وَ أَنْ لَا تُمَاحِكَهُ وَ قَدْ بُسِطَتْ يَدُهُ عَلَيْكَ فَتَكُونَ سَبَبَ هَلَاكِ نَفْسِكَ وَ هَلَاكِهِ وَ تَذَلَّلْ وَ تَلَطَّفْ لِإِعْطَائِهِ مِنَ الرِّضَى مَا يَكُفُّهُ(4) عَنْكَ وَ لَا


1- التدهقن: التكيس ... و الدهقان: القوي على التصرف مع حده (لسان العرب ج 13 ص 164).
2- أثبتناه من المصدر.
3- في الحجرية تعلم أنك، و ما أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: يكفيه.

ص: 159

يُضِرُّ بِدِينِكَ وَ تَسْتَعِينُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ بِاللَّهِ وَ لَا تُعَادِهِ وَ لَا تُعَانِدْهُ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ عَقَقْتَهُ وَ عَقَقْتَ نَفْسَكَ فَعَرَّضْتَهَا لِمَكْرُوهِهِ وَ عَرَّضْتَهُ لِلْهَلَكَةِ فِيكَ وَ كُنْتَ خَلِيقاً أَنْ تَكُونَ مُعِيناً لَهُ عَلَى نَفْسِكَ وَ شَرِيكاً لَهُ فِيمَا أَتَى إِلَيْكَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ سَائِسِكَ بِالْعِلْمِ فَالتَّعْظِيمُ لَهُ وَ التَّوْقِيرُ لِمَجْلِسِهِ وَ حُسْنُ الِاسْتِمَاعِ إِلَيْهِ وَ الْإِقْبَالُ عَلَيْهِ وَ الْمَعُونَةُ لَهُ عَلَى نَفْسِكَ فِيمَا لَا غِنَى بِكَ عَنْهُ مِنَ الْعِلْمِ بِأَنْ تُفَرِّغَ لَهُ عَقْلَكَ وَ تُحَضِّرَهُ فَهْمَكَ وَ تُذَكِّيَ لَهُ [قَلْبَكَ](1) وَ تُجَلِّيَ لَهُ بَصَرَكَ بِتَرْكِ اللَّذَّاتِ وَ نَقْصِ الشَّهَوَاتِ وَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ فِيمَا أَلْقَى إِلَيْكَ رَسُولُهُ إِلَى مَنْ لَقِيَكَ مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ فَلَزِمَكَ حُسْنُ التَّأْدِيَةِ عَنْهُ إِلَيْهِمْ وَ لَا تَخُنْهُ فِي تَأْدِيَةِ رِسَالَتِهِ وَ الْقِيَامِ بِهَا عَنْهُ إِذَا تَقَلَّدْتَهَا وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ سَائِسِكَ بِالْمُلْكِ فَنَحْوُ مَنْ سَائِسُكَ بِالسُّلْطَانِ إِلَّا أَنَّ هَذَا يَمْلِكُ مَا لَا يَمْلِكُهُ ذَاكَ تَلْزَمُكَ طَاعَتُهُ فِيمَا دَقَّ وَ جَلَّ مِنْكَ- (إِلَّا أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ وُجُوبِ حَقِّ اللَّهِ وَ يَحُولَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ حَقِّهِ)(2) وَ حُقُوقِ الْخَلْقِ فَإِذَا قَضَيْتَهُ رَجَعْتَ إِلَى حَقِّهِ فَتَشَاغَلْتَ بِهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ حُقُوقُ الرَّعِيَّةِ فَأَمَّا حُقُوقُ رَعِيَّتِكَ بِالسُّلْطَانِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ إِنَّمَا اسْتَرْعَيْتَهُمْ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَحَلَّهُمْ مَحَلَّ الرَّعِيَّةِ لَكَ ضَعْفُهُمْ وَ ذُلُّهُمْ فَمَا أَوْلَى مَنْ كَفَاكَهُ ضَعْفُهُ وَ ذُلُّهُ حَتَّى صَيَّرَهُ لَكَ رَعِيَّةً وَ صَيَّرَ حُكْمَكَ عَلَيْهِ نَافِذاً لَا يَمْتَنِعُ مِنْكَ بِعِزَّةٍ وَ لَا قُوَّةٍ وَ لَا يَسْتَنْصِرُ فِيمَا تَعَاظَمَهُ مِنْكَ إِلَّا بِاللَّهِ بِالرَّحْمَةِ وَ الْحِيَاطَةِ وَ الْأَنَاةِ وَ مَا أَوْلَاكَ إِذَا عَرَفْتَ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِ هَذِهِ الْعِزَّةِ وَ الْقُوَّةِ الَّتِي


1- أثبتناه من المصدر.
2- ورد في هامش الطبعة الحجرية ما نصه: (هكذا كان الأصل و فيه سقم و لعل الصواب: «إلّا أن يخرجك من وجوب حقه وجوب حقّ اللّه الذي يحول بينك و بين حقه ... الخ».

ص: 160

قَهَرْتَ بِهَا أَنْ تَكُونَ لِلَّهِ شَاكِراً وَ مَنْ شَكَرَ اللَّهَ أَعْطَاهُ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِالْعِلْمِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَكَ لَهُمْ فِيمَا آتَاكَ مِنَ الْعِلْمِ وَ وَلَّاكَ مِنْ خِزَانَةِ الْحِكْمَةِ فَإِنْ أَحْسَنْتَ فِيمَا وَلَّاكَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُمْتَ بِهِ لَهُمْ مَقَامَ الْخَازِنِ الشَّفِيقِ النَّاصِحِ لِمَوْلَاهُ فِي عَبِيدِهِ الصَّابِرِ الْمُحْتَسِبِ الَّذِي إِذَا رَأَى ذَا حَاجَةٍ أَخْرَجَ لَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ الَّتِي فِي يَدَيْهِ [كُنْتَ](1) رَاشِداً وَ كُنْتَ لِذَلِكَ آمِلًا مُعْتَقِداً وَ إِلَّا كُنْتَ لَهُ خَائِناً وَ لِخَلْقِهِ ظَالِماً وَ لِسَلَبِهِ وَ عِزِّهِ مُتَعَرِّضاً وَ أَمَّا حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِمِلْكِ النِّكَاحِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا سَكَناً وَ مُسْتَرَاحاً وَ أُنْساً وَ وَاقِيَةً وَ كَذَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا يَجِبُ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ عَلَى صَاحِبِهِ وَ يَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ نِعْمَةٌ مِنْهُ عَلَيْهِ وَ وَجَبَ أَنْ يُحْسِنَ صُحْبَةَ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ يُكْرِمَهَا وَ يَرْفَقَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ حَقُّكَ عَلَيْهَا أَغْلَظَ وَ طَاعَتُكَ بِهَا أَلْزَمَ فِيمَا أَحَبَّتْ وَ كَرِهَتْ (مَا لَمْ تَكُنْ)(2) مَعْصِيَةً فَإِنَّ لَهَا حَقَّ الرَّحْمَةِ وَ الْمُؤَانَسَةِ وَ مَوْضِعَ السُّكُونِ إِلَيْهَا قَضَاءَ اللَّذَّةِ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَ ذَلِكَ عَظِيمٌ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِمِلْكِ الْيَمِينِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ خَلْقُ رَبِّكَ وَ لَحْمُكَ وَ دَمُكَ وَ أَنَّكَ تَمْلِكُهُ لَا أَنْتَ صَنَعْتَهُ دُونَ اللَّهِ وَ لَا خَلَقْتَ لَهُ سَمْعاً وَ لَا بَصَراً وَ لَا أَجْرَيْتَ لَهُ رِزْقاً وَ لَكِنَّ اللَّهَ كَفَاكَ ذَلِكَ بِمَنْ سَخَّرَهُ لَكَ وَ ائْتَمَنَكَ عَلَيْهِ وَ اسْتَوْدَعَكَ إِيَّاهُ لِتَحْفَظَهُ فِيهِ وَ تَسِيرَ فِيهِ بِسِيرَتِهِ فَتُطْعِمَهُ مِمَّا تَأْكُلُ وَ تُلْبِسَهُ مِمَّا تَلْبَسُ وَ لَا تُكَلِّفَهُ مَا لَا يُطِيقُ فَإِنْ كَرِهْتَ خَرَجْتَ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ وَ اسْتَبْدَلْتَ بِهِ وَ لَمْ تُعَذِّبْ خَلْقَ اللَّهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الرَّحِمِ فَحَقُّ أُمِّكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتْكَ حَيْثُ لَا يَحْمِلُ أَحَدٌ


1- أثبتناه من المصدر.
2- في الطبعة الحجرية: ما أمكن، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 161

أَحَداً وَ أَطْعَمَتْكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبِهَا مَا لَا يُطْعِمُ أَحَدٌ أَحَداً وَ أَنَّهَا وَقَتْكَ بِسَمْعِهَا وَ بَصَرِهَا وَ يَدِهَا وَ رِجْلِهَا وَ شَعْرِهَا وَ بَشَرِهَا وَ جَمِيعِ جَوَارِحِهَا مُسْتَبْشِرَةً بِذَلِكَ فَرِحَةً مُؤَمِّلَةً(1) مُحْتَمِلَةً لِمَا فِيهِ مَكْرُوهُهَا وَ أَلَمُهَا وَ ثِقْلُهَا وَ غَمُّهَا حَتَّى دَفَعَتْهَا(2) عَنْكَ يَدُ الْقُدْرَةِ وَ أُخْرِجْتَ إِلَى الْأَرْضِ فَرَضِيَتْ أَنْ تَشْبَعَ وَ تَجُوعَ هِيَ وَ تَكْسُوَكَ وَ تَعْرَى وَ تُرْوِيَكَ وَ تَظْمَأَ وَ تُظِلَّكَ وَ تَضْحَى وَ تُنَعِّمَكَ بِبُؤْسِهَا وَ تُلَذِّذَكَ بِالنَّوْمِ بِأَرَقِهَا وَ كَانَ بَطْنُهَا لَكَ وِعَاءً وَ(3) حُجْرُهَا لَكَ حِوَاءً وَ ثَدْيُهَا لَكَ سِقَاءً وَ نَفْسُهَا لَكَ وِقَاءً تُبَاشِرُ حَرَّ الدُّنْيَا وَ بَرْدَهَا لَكَ وَ دُونَكَ فَتَشْكُرُهَا عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَ لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ تَوْفِيقِهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَبِيكَ فَتَعْلَمُ أَنَّهُ أَصْلُكَ وَ أَنَّكَ فَرْعُهُ وَ أَنَّكَ لَوْلَاهُ لَمْ تَكُنْ فَمَهْمَا رَأَيْتَ فِي نَفْسِكَ مِمَّا يُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ فِيهِ وَ احْمَدِ اللَّهَ وَ اشْكُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ [وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ](4) وَ أَمَّا حَقُّ وَلَدِكَ فَتَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْكَ وَ مُضَافٌ إِلَيْكَ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا بِخَيْرِهِ وَ شَرِّهِ وَ أَنَّكَ مَسْئُولٌ عَمَّا وُلِّيتَهُ مِنْ حُسْنِ الْأَدَبِ وَ الدَّلَالَةِ إِلَى رَبِّهِ وَ الْمَعُونَةِ لَهُ عَلَى طَاعَتِهِ فِيكَ وَ فِي نَفْسِهِ فَمُثَابٌ عَلَى ذَلِكَ وَ مُعَاقَبٌ فَاعْمَلْ فِي أَمْرِهِ عَمَلَ الْمُتَزَيِّنِ يَحْسُنْ أَثَرُهُ عَلَيْهِ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا الْمُعَذِّرُ إِلَى رَبِّهِ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ بِحُسْنِ الْقِيَامِ عَلَيْهِ وَ الْأَخْذِ لَهُ مِنْهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَخِيكَ فَتَعْلَمُ أَنَّهُ يَدُكَ الَّتِي تَبْسُطُهَا وَ ظَهْرُكَ الَّذِي تَلْجَأُ إِلَيْهِ وَ عِزُّكَ الَّذِي تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ وَ قُوَّتُكَ الَّتِي تَصُولُ بِهَا وَ لَا تَتَّخِذْهُ سِلَاحاً عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ لَا عُدَّةً لِلظُّلْمِ بِحَقِّ(5) اللَّهِ وَ لَا تَدَعْ نُصْرَتَهُ عَلَى


1- في الطبعة الحجرية: «مريلة»، و في المصدر «موبلة»، و الظاهر ما أثبتناه هو الصواب.
2- في الطبعة الحجرية: «فنيتها»، و ما أثبتناه من المصدر.
3- في الطبعة الحجرية: و في، و ما أثبتناه من المصدر.
4- أثبتناه من المصدر.

ص: 162

نَفْسِهِ وَ مَعُونَتَهُ عَلَى عَدُوِّهِ وَ الْحَوْلَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ شَيَاطِينِهِ وَ تَأْدِيَةَ النَّصِيحَةِ إِلَيْهِ وَ الْإِقْبَالَ عَلَيْهِ فِي اللَّهِ فَإِنِ انْقَادَ لِرَبِّهِ وَ أَحْسَنَ الْإِجَابَةَ لَهُ وَ إِلَّا فَلْيَكُنِ اللَّهُ آثَرَ عِنْدَكَ وَ أَكْرَمَ عَلَيْكَ مِنْهُ وَ أَمَّا حَقُّ الْمُنْعِمِ عَلَيْكَ بِالْوَلَاءِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ أَنْفَقَ فِيكَ مَالَهُ وَ أَخْرَجَكَ مِنْ ذُلِّ الرِّقِّ وَ وَحْشَتِهِ إِلَى عِزِّ الْحُرِّيَّةِ وَ أُنْسِهَا وَ أَطْلَقَكَ مِنْ أَسْرِ الْمَمْلِكَةِ وَ فَكَّ عَنْكَ حَقَّ الْعُبُودِيَّةِ وَ أَوْجَدَكَ(1) رَائِحَةَ الْعِزِّ وَ أَخْرَجَكَ مِنْ سِجْنِ الْقَهْرِ وَ دَفَعَ عَنْكَ الْعُسْرَ وَ بَسَطَ لَكَ لِسَانَ الْإِنْصَافِ وَ أَبَاحَكَ الدُّنْيَا كُلَّهَا فَمَلَّكَكَ نَفْسَكَ وَ حَلَّ أَسْرَكَ وَ فَرَّغَكَ لِعِبَادَةِ رَبِّكَ وَ احْتَمَلَ بِذَلِكَ التَّقْصِيرَ فِي مَالِهِ فَتَعْلَمَ أَنَّهُ أَوْلَى الْخَلْقِ بِكَ بَعْدَ أُولِي رَحِمِكَ فِي حَيَاتِكَ وَ مَوْتِكَ وَ أَحَقُّ الْخَلْقِ بِنَصْرِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ مُكَانَفَتِكَ(2) فِي ذَاتِ اللَّهِ فَلَا تُؤْثِرْ عَلَيْهِ نَفْسَكَ مَا احْتَاجَ إِلَيْكَ أَحَداً وَ أَمَّا حَقُّ مَوْلَاكَ الْجَارِيَةِ عَلَيْهِ نِعْمَتُكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَكَ حَامِيَةً عَلَيْهِ وَ وَاقِيَةً وَ نَاصِراً وَ مَعْقِلًا وَ جَعَلَهُ لَكَ وَسِيلَةً وَ سَبَباً بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَحْجُبَكَ عَنِ النَّارِ فَيَكُونَ فِي ذَلِكَ ثَوَابُكَ مِنْهُ فِي الْآجِلِ وَ يَحْكُمَ لَكَ بِمِيرَاثِهِ فِي الْعَاجِلِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ رَحِمٌ مُكَافَأَةً لِمَا أَنْفَقْتَهُ مِنْ مَالِكَ عَلَيْهِ وَ قُمْتَ بِهِ مِنْ حَقِّهِ بَعْدَ إِنْفَاقِ مَالِكَ فَإِنْ لَمْ تَخَفْهُ خِيفَ عَلَيْكَ أَنْ لَا يُطَيِّبَ لَكَ مِيرَاثَهُ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ ذِي الْمَعْرُوفِ عَلَيْكَ فَأَنْ تَشْكُرَهُ وَ تَذْكُرَ مَعْرُوفَهُ وَ تَنْشُرَ لَهُ الْمَقَالَةَ الْحَسَنَةَ وَ تُخْلِصَ لَهُ الدُّعَاءَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ شَكَرْتَهُ سِرّاً وَ عَلَانِيَةً ثُمَّ إِنْ أَمْكَنَ مُكَافَأَتُهُ بِالْفِعْلِ كَافَأْتَهُ وَ إِلَّا كُنْتَ مَرْصَداً لَهُ مُوَطِّناً نَفْسَكَ عَلَيْهَا وَ أَمَّا حَقُّ الْمُؤَذِّنِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ مُذَكِّرُكَ بِرَبِّكَ وَ دَاعِيكَ إِلَى حَظِّكَ


1- في الطبعة الحجرية: و واجدك، و ما أثبتناه من المصدر.
2- يكنفه كنفا: أي حفظه و أعانه و المكانفة: المعاونة. (لسان العرب ج 9 ص 308).

ص: 163

وَ أَفْضَلُ أَعْوَانِكَ عَلَى قَضَاءِ الْفَرِيضَةِ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَيْكَ فَتَشْكُرَهُ عَلَى ذَلِكَ شُكْرَكَ لِلْمُحْسِنِ إِلَيْكَ وَ إِنْ كُنْتَ فِي بَيْتِكَ مُتَّهَماً لِذَلِكَ لَمْ تَكُنْ لِلَّهِ فِي أَمْرِهِ مُتَّهَماً وَ عَلِمْتَ أَنَّهُ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْكَ لَا شَكَّ فِيهَا فَأَحْسِنْ صُحْبَةَ نِعْمَةِ اللَّهِ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَيْهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ إِمَامِكَ فِي صَلَاتِكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ تَقَلَّدَ السِّفَارَةَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ وَ الْوِفَادَةَ إِلَى رَبِّكَ وَ تَكَلَّمَ عَنْكَ وَ لَمْ تَتَكَلَّمْ عَنْهُ وَ دَعَا لَكَ وَ لَمْ تَدْعُ لَهُ وَ طَلَبَ فِيكَ وَ لَمْ تَطْلُبْ فِيهِ وَ كَفَاكَ هَمَّ الْمُقَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ الْمُسَاءَلَةِ لَهُ فِيكَ وَ لَمْ تَكْفِهِ ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ فِي شَيْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ تَقْصِيرٌ كَانَ بِهِ دُونَكَ وَ إِنْ كَانَ آثِماً لَمْ تَكُنْ شَرِيكَهُ فِيهِ وَ لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيْهِ فَضْلٌ فَوَقَى نَفْسَكَ بِنَفْسِهِ وَ وَقَى صَلَاتَكَ بِصَلَاتِهِ فَتَشْكُرَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ [أَمَّا](1) حَقُّ الْجَلِيسِ فَأَنْ تُلِينَ لَهُ كَنَفَكَ وَ تُطِيبَ لَهُ جَانِبَكَ وَ تُنْصِفَهُ فِي مُجَارَاةِ اللَّفْظِ وَ لَا تُغْرِقَ [فِي](2) نَزْعِ اللَّحْظِ إِذَا لَحَظْتَ وَ تَقْصِدَ فِي اللَّفْظِ إِلَى إِفْهَامِهِ إِذَا لَفَظْتَ وَ إِنْ كُنْتَ الْجَلِيسَ إِلَيْهِ كُنْتَ فِي الْقِيَامِ عَنْهُ بِالْخِيَارِ وَ إِنْ كَانَ الْجَالِسَ إِلَيْكَ كَانَ بِالْخِيَارِ وَ لَا تَقُومَ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْجَارِ فَحِفْظُهُ غَائِباً وَ كَرَامَتُهُ شَاهِداً وَ نُصْرَتُهُ وَ مَعُونَتُهُ فِي الْحَالَيْنِ جَمِيعاً لَا تَتَبَّعْ لَهُ عَوْرَةً وَ لَا تَبْحَثْ لَهُ عَنْ سَوْأَةٍ(3) لِتَعْرِفَهَا فَإِنْ عَرَفْتَهَا مِنْهُ مِنْ غَيْرِ إِرَادَةٍ مِنْكَ وَ لَا تَكَلُّفٍ كُنْتَ لِمَا عَلِمْتَ حِصْناً حَصِيناً وَ سِتْراً سَتِيراً لَوْ بَحَثَتِ الْأَسِنَّةُ عَنْهُ ضَمِيراً لَمْ تَصِلْ(4) إِلَيْهِ لِانْطِوَائِهِ عَلَيْهِ لَا تَسَّمَّعْ عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ لَا تُسْلِمْهُ عِنْدَ شَدِيدَةٍ وَ لَا تَحْسُدْهُ عِنْدَ


1- أثبتناه من المصدر.
2- أثبتناه من المصدر.
3- في الطبعة الحجرية: سوء، و ما أثبتناه من المصدر، و هو الصواب.
4- في الطبعة الحجرية: تتصل، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 164

نِعْمَةٍ تُقِيلُ عَثْرَتَهُ وَ تَغْفِرُ زَلَّتَهُ وَ لَا تَدَّخِرْ حِلْمَكَ عَنْهُ إِذَا جَهِلَ عَلَيْكَ وَ لَا تَخْرُجْ أَنْ تَكُونَ سِلْماً لَهُ تَرُدُّ(1) عَنْهُ لِسَانَ الشَّتِيمَةِ وَ تُبْطِلُ فِيهِ كَيْدَ حَامِلِ النَّصِيحَةِ وَ تُعَاشِرُهُ مُعَاشَرَةً كَرِيمَةً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّاحِبِ فَأَنْ تَصْحَبَهُ بِالْفَضْلِ مَا وَجَدْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ إِلَّا فَلَا أَقَلَّ مِنَ الْإِنْصَافِ وَ أَنْ تُكْرِمَهُ كَمَا يُكْرِمُكَ وَ تَحْفَظَهُ كَمَا يَحْفَظُكَ وَ لَا يَسْبِقَكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ إِلَى مَكْرُمَةٍ فَإِنْ سَبَقَكَ كَافَأْتَهُ وَ لَا تَقْصِدَ(2) بِهِ عَمَّا يَسْتَحِقُّ مِنَ الْمَوَدَّةِ تُلْزِمُ نَفْسَكَ نَصِيحَتَهُ وَ حِيَاطَتَهُ وَ مُعَاضَدَتَهُ عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِ وَ مَعُونَتَهُ عَلَى نَفْسِهِ فِيمَا لَا يَهُمُّ بِهِ مِنْ مَعْصِيَةِ رَبِّهِ ثُمَّ تَكُونُ [عَلَيْهِ](3) رَحْمَةً وَ لَا تَكُونُ عَلَيْهِ عَذَاباً وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الشَّرِيكِ فَإِنْ غَابَ كَفَيْتَهُ وَ إِنْ حَضَرَ سَاوَيْتَهُ وَ لَا تَعْزِمْ عَلَى حُكْمِكَ دُونَ حُكْمِهِ وَ لَا تَعْمَلْ بِرَأْيِكَ دُونَ مُنَاظَرَتِهِ وَ تَحْفَظُ عَلَيْهِ مَالَهُ وَ تَنْفِي عَنْهُ خِيَانَتَهُ فِيمَا عَزَّ أَوْ هَانَ فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَتَخَاوَنَا وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمَالِ فَأَنْ لَا تَأْخُذَهُ إِلَّا مِنْ حِلِّهِ وَ لَا تُنْفِقَهُ إِلَّا فِي حِلِّهِ وَ لَا تُحَرِّفَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ لَا تَصْرِفَهُ عَنْ حَقَائِقِهِ وَ لَا تَجْعَلَهُ إِذَا كَانَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ وَ سَبَباً إِلَى اللَّهِ وَ لَا تُؤْثِرَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ مَنْ لَعَلَّهُ لَا يَحْمَدُكَ وَ بِالْحَرِيِّ أَنْ لَا يُحْسِنَ خِلَافَتَهُ فِي تَرِكَتِكَ وَ لَا يَعْمَلَ فِيهِ بِطَاعَةِ رَبِّكَ فَتَكُونَ مُعِيناً لَهُ عَلَى ذَلِكَ وَ بِمَا أَحْدَثَ فِي مَالِكَ أَحْسَنَ نَظَراً لِنَفْسِهِ فَيَعْمَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ فَيَذْهَبَ بِالْغَنِيمَةِ وَ تَبُوءَ بِالْإِثْمِ وَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ مَعَ التَّبِعَةِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْغَرِيمِ الطَّالِبِ لَكَ فَإِنْ كُنْتَ مُوسِراً أَوْفَيْتَهُ وَ كَفَيْتَهُ وَ أَغْنَيْتَهُ وَ لَمْ تَرْدُدْهُ وَ تَمْطُلْهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ مَطْلُ الْغَنِيِ


1- في الطبعة الحجرية: لم ترد، و ما أثبتناه من المصدر.
2- في المصدر: تقصر.
3- أثبتناه من المصدر.

ص: 165

ظُلْمٌ وَ إِنْ كُنْتَ مُعْسِراً أَرْضَيْتَهُ بِحُسْنِ الْقَوْلِ وَ طَلَبْتَ إِلَيْهِ طَلَباً جَمِيلًا وَ رَدَدْتَهُ عَنْ نَفْسِكَ رَدّاً لَطِيفاً وَ لَمْ تَجْمَعْ عَلَيْهِ ذَهَابَ مَالِهِ وَ سُوءَ مُعَامَلَتِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لُؤْمٌ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْخَلِيطِ فَأَنْ لَا تَغُرَّهُ وَ لَا تَغُشَّهُ وَ لَا تُكَذِّبَهُ وَ لَا تُغْفِلَهُ وَ لَا تَخْدَعَهُ وَ لَا تَعْمَلَ فِي انْتِقَاضِهِ عَمَلَ الْعَدُوِّ الَّذِي لَا يُبْقِي عَلَى صَاحِبِهِ وَ إِنِ اطْمَأَنَّ إِلَيْكَ اسْتَقْصَيْتَ لَهُ عَلَى نَفْسِكَ وَ عَلِمْتَ أَنَّ غَبْنَ الْمُسْتَرْسِلِ رِبًا [وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ](1) وَ أَمَّا حَقُّ الْخَصْمِ الْمُدَّعِي عَلَيْكَ فَإِنْ كَانَ مَا يَدَّعِي عَلَيْكَ حَقّاً لَمْ تَنْفَسِخْ فِي حُجَّتِهِ وَ لَمْ تَعْمَلْ فِي إِبْطَالِ دَعْوَتِهِ وَ كُنْتَ خَصْمَ نَفْسِكَ لَهُ وَ الْحَاكِمَ عَلَيْهَا وَ الشَّاهِدَ لَهُ بِحَقِّهِ دُونَ شَهَادَةِ الشُّهُودِ فَإِنَّ ذَلِكَ حَقُّ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ إِنْ كَانَ مَا يَدَّعِيهِ بَاطِلًا رَفَقْتَ بِهِ وَ رَدَعْتَهُ(2) وَ نَاشَدْتَهُ بِدِينِهِ وَ كَسَرْتَ حِدَّتَهُ عَنْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَ أَلْقَيْتَ حَشْوَ الْكَلَامِ وَ لَغْطَهُ(3) الَّذِي لَا يَرُدُّ عَنْكَ عَادِيَةَ عَدُوِّكَ بَلْ تَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَ بِهِ يَشْحَذُ عَلَيْكَ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ لِأَنَّ لَفْظَةَ السُّوءِ تَبْعَثُ الشَّرَّ وَ الْخَيْرُ مَقْمَعَةٌ لِلشَّرِّ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْخَصْمِ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَإِنْ كَانَ مَا تَدَّعِيهِ حَقّاً أَجْمَلْتَ فِي مُقَاوَلَتِهِ بِمَخْرَجِ الدَّعْوَى فَإِنَّ لِلدَّعْوَى غِلْظَةً فِي سَمْعِ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ وَ قَصَدْتَ قَصْدَ حُجَّتِكَ بِالرِّفْقِ وَ أَمْهَلِ الْمُهْلَةِ وَ أَبْيَنِ الْبَيَانِ وَ أَلْطَفِ اللُّطْفِ وَ لَمْ تَتَشَاغَلْ عَنْ حُجَّتِكَ بِمُنَازَعَتِهِ بِالْقِيلِ وَ الْقَالِ فَتُذْهِبَ عَنْكَ حُجَّتَكَ وَ لَا يَكُونَ لَكَ فِي ذَلِكَ دَرَكٌ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمُسْتَشِيرِ فَإِنْ حَضَرَكَ لَهُ وَجْهُ رَأْيٍ جَهَدْتَ لَهُ فِي النَّصِيحَةِ وَ أَشَرْتَ إِلَيْهِ بِمَا تَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ عَمِلْتَ بِهِ وَ ذَلِكَ لِيَكُنْ مِنْكَ فِي رَحْمَةٍ وَ لِينٍ فَإِنَّ اللِّينَ يُؤْنِسَ الْوَحْشَةَ وَ إِنَّ الْغِلَظَ يُوحِشُ مَوْضِعَ الْأُنْسِ وَ إِنْ لَمْ


1- أثبتناه من المصدر.
2- في المصدر: روعته.
3- في الطبعة الحجرية: و لفظه، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 166

يَحْضُرْكَ لَهُ رَأْيٌ وَ عَرَفْتَ لَهُ مَنْ تَثِقُ بِرَأْيِهِ وَ تَرْضَى بِهِ لِنَفْسِكَ دَلَلْتَهُ عَلَيْهِ وَ أَرْشَدْتَهُ إِلَيْهِ فَكُنْتَ لَمْ تَأْلُهُ خَيْراً وَ لَمْ تَدَّخِرْهُ نُصْحاً وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمُشِيرِ إِلَيْكَ فَلَا تَتَّهِمْهُ بِمَا يُوقِفُكَ(1) عَلَيْهِ مِنْ رَأْيِهِ إِذَا أَشَارَ عَلَيْكَ فَإِنَّمَا هِيَ الْآرَاءُ وَ تَصَرُّفُ النَّاسِ فِيهَا وَ اخْتِلَافُهُمْ فَكُنْ عَلَيْهِ فِي رَأْيِهِ بِالْخِيَارِ إِذَا اتَّهَمْتَ رَأْيَهُ فَأَمَّا تُهَمَتُهُ فَلَا تَجُوزُ لَكَ إِذَا كَانَ عِنْدَكَ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ الْمُشَاوَرَةَ وَ لَا تَدَعْ شُكْرَهُ عَلَى مَا بَدَا لَكَ مِنْ إِشْخَاصِ رَأْيِهِ وَ حُسْنِ(2) مَشُورَتِهِ فَإِذَا وَافَقَكَ حَمِدْتَ اللَّهَ وَ قَبِلْتَ ذَلِكَ مِنْ أَخِيكَ بِالشُّكْرِ وَ الْإِرْصَادِ بِالْمُكَافَأَةِ فِي مِثْلِهَا إِنْ فَزَعَ إِلَيْكَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمُسْتَنْصِحِ فَإِنَّ حَقَّهُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَيْهِ النَّصِيحَةَ عَلَى الْحَقِّ الَّذِي تَرَى لَهُ أَنَّهُ يَحْمِلُ وَ يَخْرُجُ الْمَخْرَجَ الَّذِي يَلِينُ عَلَى مَسَامِعِهِ وَ تُكَلِّمَهُ مِنَ الْكَلَامِ بِمَا يُطِيقُهُ عَقْلُهُ فَإِنَّ لِكُلِّ عَقْلٍ طَبَقَةً مِنَ الْكَلَامِ يَعْرِفُهُ وَ يَجْتَنِبُهُ وَ لْيَكُنْ مَذْهَبُكَ الرَّحْمَةَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ النَّاصِحِ فَأَنْ تُلِينَ لَهُ جَنَاحَكَ ثُمَّ تَشْرَئِبَّ لَهُ قَلْبَكَ وَ تَفْتَحَ لَهُ سَمْعَكَ حَتَّى تَفْهَمَ عَنْهُ نَصِيحَتَهُ ثُمَّ تَنْظُرَ فِيهَا فَإِنْ كَانَ وُفِّقَ فِيهَا لِلصَّوَابِ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ وَ قَبِلْتَ مِنْهُ وَ عَرَفْتَ لَهُ نَصِيحَتَهُ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ وُفِّقَ لَهَا فِيهَا رَحِمْتَهُ وَ لَمْ تَتَّهِمْهُ وَ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَمْ يَأْلُكَ(3) نُصْحاً إِلَّا أَنَّهُ أَخْطَأَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مُسْتَحِقّاً لِلتُّهَمَةِ فَلَا تَعْبَأْ بِشَيْ ءٍ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الْكَبِيرِ فَإِنَّ حَقَّهُ تَوْقِيرُ سِنِّهِ وَ إِجْلَالُ إِسْلَامِهِ إِذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ فِي الْإِسْلَامِ بِتَقْدِيمِهِ فِيهِ وَ تَرْكُ مُقَابَلَتِهِ عِنْدَ الْخِصَامِ وَ لَا تَسْبِقْهُ إِلَى


1- في المصدر: يوافقك.
2- في المصدر زيادة: وجه.
3- ألى الرجل: إذا قصر و ترك الجهد. و فيه قوله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا أي لا يقصرون لكم بالفساد. (مجمع البحرين ج 1 ص 29 و لسان العرب ج 4 ص 39).

ص: 167

طَرِيقٍ وَ لَا تَؤُمَّهُ فِي طَرِيقٍ وَ لَا تَسْتَجْهِلْهُ وَ إِنْ جَهِلَ عَلَيْكَ تَحَمَّلْتَ وَ أَكْرَمْتَهُ بِحَقِّ إِسْلَامِهِ مَعَ سِنِّهِ فَإِنَّمَا حَقُّ السِّنِّ بِقَدْرِ الْإِسْلَامِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ الصَّغِيرِ فَرَحْمَتُهُ وَ تَثْقِيفُهُ وَ تَعْلِيمُهُ وَ الْعَفْوُ عَنْهُ وَ السَّتْرُ عَلَيْهِ وَ الرِّفْقُ بِهِ وَ الْمَعُونَةُ لَهُ وَ السَّتْرُ عَلَى جَرَائِرِ حَدَاثَتِهِ فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِلتَّوْبَةِ وَ الْمُدَارَاةُ لَهُ وَ تَرْكُ مُمَاحَكَتِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى لِرُشْدِهِ وَ أَمَّا حَقُّ السَّائِلِ فَإِعْطَاؤُهُ إِذَا تَهَيَّأَتْ صَدَقَةٌ وَ قَدَرْتَ عَلَى سَدِّ حَاجَتِهِ وَ الدُّعَاءُ لَهُ فِيمَا نَزَلَ بِهِ وَ الْمُعَاوَنَةُ عَلَى طَلِبَتِهِ وَ إِنْ شَكَكْتَ فِي صِدْقِهِ وَ سَبَقَتْ إِلَيْهِ التُّهَمَةُ لَهُ وَ لَمْ تَعْزِمْ عَلَى ذَلِكَ وَ لَمْ تَأْمَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ أَرَادَ أَنْ يَصُدَّكَ عَنْ حَظِّكَ وَ يَحُولَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ التَّقَرُّبِ إِلَى رَبِّكَ تَرَكْتَهُ بِسَتْرِهِ وَ رَدَدْتَهُ رَدّاً جَمِيلًا وَ إِنْ غَلَبْتَ نَفْسَكَ فِي أَمْرِهِ وَ أَعْطَيْتَهُ عَلَى مَا عَرَضَ فِي نَفْسِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَ أَمَّا حَقُّ الْمَسْئُولِ فَحَقُّهُ إِنْ أَعْطَى قُبِلَ مِنْهُ مَا أَعْطَى بِالشُّكْرِ لَهُ وَ الْمَعْرِفَةِ لِفَضْلِهِ وَ طَلَبِ وَجْهِ الْعُذْرِ فِي مَنْعِهِ وَ أَحْسِنْ بِهِ الظَّنَّ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ إِنْ مَنَعَ مَالَهُ مَنَعَ وَ أَنْ لَيْسَ التَّثْرِيبُ(1) فِي مَالِهِ وَ إِنْ كَانَ ظَالِماً فَإِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ وَ أَمَّا حَقُّ مَنْ سَرَّكَ اللَّهُ بِهِ وَ عَلَى يَدَيْهِ فَإِنْ كَانَ تَعَمَّدَهَا لَكَ حَمِدْتَ اللَّهَ أَوَّلًا ثُمَّ شَكَرْتَهُ عَلَى ذَلِكَ بِقَدْرِهِ فِي مَوْضِعِ الْجَزَاءِ وَ كَافَأْتَهُ عَلَى فَضْلِ الِابْتِدَاءِ وَ أَرْصَدْتَ لَهُ الْمُكَافَأَةَ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ تَعَمَّدُهَا حَمِدْتَ اللَّهَ وَ شَكَرْتَهُ وَ عَلِمْتَ أَنَّهُ مِنْهُ تَوَحَّدَكَ بِهَا وَ أَحْبَبْتَ هَذَا إِذَا كَانَ سَبَباً مِنْ أَسْبَابِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ تَرْجُو لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ خَيْراً فَإِنَّ أَسْبَابَ النِّعَمِ بَرَكَةٌ حَيْثُ مَا كَانَتْ وَ إِنْ كَانَ لَمْ يَعْمِدْ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ


1- تثرّب عليه: لامه و عيره بذنبه ... و لا تثريب عليكم .. معناه لا إفساد عليكم. (لسان العرب ج 1 ص 235).

ص: 168

وَ أَمَّا حَقُّ مَنْ سَاءَ لَكَ الْقَضَاءَ عَلَى يَدَيْهِ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَإِنْ كَانَ تَعَمَّدَهَا كَانَ الْعَفْوُ أَوْلَى بِكَ لِمَا فِيهِ لَهُ مِنَ الْقَمْعِ وَ حُسْنِ الْأَدَبِ مَعَ كَثِيرِ أَمْثَالِهِ مِنَ الْخُلُقِ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى قَوْلِهِ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(1) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ(2) هَذَا فِي الْعَمْدِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَمْداً لَمْ تَظْلِمْهُ بِتَعَمُّدِ الِانْتِصَارِ مِنْهُ فَتَكُونَ قَدْ كَافَأْتَهُ فِي تَعَمُّدٍ عَلَى خَطَإٍ وَ رَفَقْتَ بِهِ وَ رَدَدْتَهُ بِأَلْطَفِ مَا تَقْرُ عَلَيْهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَمَّا حَقُّ(3) مِلَّتِكَ عَامَّةً فَإِضْمَارُ السَّلَامَةِ وَ نَشْرُ جَنَاحِ الرَّحْمَةِ وَ الرِّفْقُ بِمُسِيئِهِمْ وَ تَأَلُّفُهُمْ وَ اسْتِصْلَاحُهُمْ وَ شُكْرُ مُحْسِنِهِمْ إِلَى نَفْسِهِ وَ إِلَيْكَ فَإِنَّ إِحْسَانَهُ إِلَى نَفْسِهِ إِحْسَانُهُ إِلَيْكَ إِذَا كَفَّ مِنْكَ أَذَاهُ وَ كَفَاكَ مَئُونَتَهُ وَ حَبَسَ عَنْكَ نَفْسَهُ وَ فَعُمَّهُمْ جَمِيعاً بِدَعْوَتِكَ وَ انْصُرْهُمْ جَمِيعاً بِنُصْرَتِكَ وَ أَنْزِلْهُمْ جَمِيعاً مِنْكَ مَنَازِلَهُمْ كَبِيرَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ وَ صَغِيرَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ وَ أَوْسَطَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْأَخِ فَمَنْ أَتَاكَ تَعَاهَدْهُ بِلُطْفٍ وَ رَحْمَةٍ وَ صِلْ أَخَاكَ بِمَا يَجِبُ لِلْأَخِ عَلَى أَخِيهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَالْحُكْمُ فِيهِمْ أَنْ تَقْبَلَ فِيهِمْ مَا قَبِلَ اللَّهُ وَ تَفِيَ بِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ مِنْ ذِمَّتِهِ وَ عَهْدِهِ وَ تَكِلَهُمْ إِلَيْهِ فِيمَا طُلِبُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أُجْبِرُوا عَلَيْهِ وَ تَحْكُمَ فِيهِمْ بِمَا حَكَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ فِيمَا جَرَى بَيْنَكَ [وَ بَيْنَهُمْ](4) مِنْ مُعَامَلَةٍ وَ لْيَكُنْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ ظُلْمِهِمْ مِنْ رِعَايَةِ ذِمَّةِ اللَّهِ وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ وَ عَهْدِ رَسُولِهِ ص حَائِلٌ فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَداً كُنْتُ خَصْمَهُ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ


1- الشورى 42: 4(1) 43.
2- النحل 16: 126.
3- في المصدر زيادة: أهل.
4- أثبتناه من المصدر.

ص: 169

فَهَذِهِ خَمْسُونَ حَقّاً مُحِيطاً بِكَ لَا تَخْرُجْ مِنْهَا(1) فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ يَجِبُ عَلَيْكَ رِعَايَتُهَا وَ الْعَمَلُ فِي تَأْدِيَتِهَا وَ الِاسْتِعَانَةُ بِاللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَى ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ:

قُلْتُ قَالَ السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي فَلَاحِ السَّائِلِ(2)، وَ رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا فِي كِتَابِ الرَّسَائِلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مَوْلَانَا زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: فَأَمَّا حُقُوقُ الصَّلَاةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا وِفَادَةٌ وَ سَاقَ مِثْلَ مَا مَرَّ عَنْ تُحَفِ الْعُقُولِ وَ مِنْهُ يُعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ الشَّرِيفَ الْمَعْرُوفَ بِحَدِيثِ الْحُقُوقِ مَرْوِيٌّ فِي رَسَائِلِ الْكُلَيْنِيِّ عَلَى النَّحْوِ الْمَرْوِيِّ فِي التُّحَفِ لَا عَلَى النَّحْوِ الْمَوْجُودِ فِي الْفَقِيهِ وَ الْخِصَالِ(3) الْمَذْكُورِ فِي الْأَصْلِ وَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ مَنْ لَهُ أُنْسٌ بِالْأَحَادِيثِ أَنَّ الثَّانِيَ مُخْتَصَرٌ مِنَ الْأَوَّلِ. وَ احْتِمَالُ أَنَّهُ ع ذَكَرَ هَذِهِ الْحُقُوقَ بِهَذَا التَّرْتِيبِ مَرَّةً مُخْتَصَرَةً لِبَعْضِهِمْ وَ أُخْرَى بِهَذِهِ الزِّيَادَاتِ لآِخَرَ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ. وَ يُؤَيِّدُ الِاتِّحَادَ أَنَّ النَّجَاشِيَّ(4) قَالَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي حَمْزَةَ وَ لَهُ رِسَالَةُ الْحُقُوقِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَ هَذَا السَّنَدُ أَعْلَى وَ أَصَحُّ مِنْ طَرِيقِ الصَّدُوقِ فِي الْخِصَالِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ وَ لَوْ كَانَ فِي الرِّسَالَةِ هَذَا الِاخْتِلَافُ الشَّدِيدُ لَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ كَمَا هُوَ دَيْدَنُهُ فِي أَمْثَالِ هَذَا الْمَقَامِ. ثُمَّ إِنَّ الصَّدُوقَ رَوَاهُ فِي الْخِصَالِ مُسْنَداً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ وَ فِي الْفَقِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْهُ فَتَأَمَّلْ. هَذَا وَ يَظْهَرُ مِنْ بَعْضِ الْمَوَاضِعِ أَنَّ الصَّدُوقَ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ يَخْتَصِرُ الْخَبَرَ الطَّوِيلَ وَ يُسْقِطُ مِنْهُ


1- في الطبعة الحجرية: فيها، و ما أثبتناه من المصدر.
2- فلاح السائل: النسخة المطبوعة خالية منه.
3- الفقيه ج 2 ص 376 ح 1636 و الخصال ص 565.
4- رجال النجاشيّ ص 83.

ص: 170

مَا أَدَّى نَظَرُهُ إِلَى إِسْقَاطِهِ فَرَوَى فِي التَّوْحِيدِ(1) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَحْدَثُ الْجُنْدِيسَابُورِيُّ(2) قَالَ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ السَّعْدَانِيِّ أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ سَاقَ خَبَراً طَوِيلًا وَ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الزَّنَادِقَةِ وَ جَمَعَ آياً مِنَ الْقُرْآنِ زَعَمَهَا مُتَنَاقِضَةً وَ عَرَّضَهَا عَلَيْهِ ع فَأَزَالَ الشُّبْهَةَ عَنْهُ. وَ هَذَا الْخَبَرُ رَوَاهُ الشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الطَّبْرِسِيُّ فِي الْإِحْتِجَاجِ(3) عَنْهُ ع بِزِيَادَاتٍ كَثِيرَةٍ أَسْقَطَهَا الصَّدُوقُ فِي التَّوْحِيدِ(4) وَ الشَّاهِدُ عَلَى أَنَّهُ الَّذِي أَسْقَطَهَا عَنْهُ أَنَّ السَّاقِطَ هُوَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي صَرَّحَ ع بِوُقُوعِ النَّقْصِ وَ التَّغْيِيرِ فِي الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وَ هِيَ تِسْعَةُ مَوَاضِعَ وَ لَمَّا لَمْ يَكُنِ النَّقْصُ وَ التَّغَيُّرُ مِنْ مَذْهَبِهِ أَلْقَى مِنْهُ مَا يُخَالِفُ رَأْيَهُ. قَالَ الْمُحَقِّقُ الْكَاظِمِيُّ الشَّيْخُ أَسَدُ اللَّهِ فِي كَشْفِ الْقِنَاعِ(5) وَ بِالْجُمْلَةِ فَأَمْرُ الصَّدُوقِ مُضْطَرِبٌ جِدّاً إِلَى أَنْ قَالَ وَ قَدْ ذَكَرَ صَاحِبُ الْبِحَارِ(6) حَدِيثاً عَنْهُ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ عَنِ الدَّقَّاقِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصَّادِقِ ع ثُمَّ قَالَ هَذَا الْخَبَرُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْكَافِي وَ فِيهِ تَغْيِيرَاتٌ عَجِيبَةٌ تُورِثُ سُوءَ الظَّنِّ بِالصَّدُوقِ وَ أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيُوَافِقَ مَذْهَبَ أَهْلِ الْعَدْلِ انْتَهَى. وَ مِنْ هُنَا يَخْتَلِجُ بِالْبَالِ أَنَّ الزِّيَارَةَ الْجَامِعَةَ الْكَبِيرَةَ الشَّائِعَةَ الَّتِي أَوْرَدَهَا فِي الْفَقِيهِ


1- التوحيد ص 255.
2- في المصدر «الأحدب الجند بنيسابور».
3- الاحتجاج ص 240.
4- التوحيد ص 254 ح 5.
5- كشف القناع ص 213.
6- البحار ج 5 ص 156 ح 8.

ص: 171

وَ الْعُيُونِ(1) وَ مِنْهُمَا أَخْرَجَهَا الْأَصْحَابُ فِي كُتُبِ مَزَارِهِمْ وَ نَقَلُوهَا فِي مُؤَلَّفَاتِهِمُ اخْتَصَرَهَا مِنَ الْجَامِعَةِ الْمَرْوِيَّةِ عَنِ الْهَادِي ع عَلَى مَا رَوَاهُ الْكَفْعَمِيُّ فِي الْبَلَدِ الْأَمِينِ(2) وَ أَوْرَدْنَاهَا فِي بَابِ نَوَادِرِ أَبْوَابِ الْمَزَارِ(3) فَإِنَّهَا حَاوِيَةٌ لِمَا أَوْرَدَهُ فِيهِمَا مَعَ زِيَادَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا يُوَافِقُ جُمْلَةٌ مِنْهَا لِمُعْتَقَدِهِ فِيهِمْ ع فَلَاحِظْ وَ تَأَمَّلْ فِي الزِّيَارَتَيْنِ حَتَّى يَظْهَرَ لَكَ صِدْقُ مَا ادَّعَيْنَاهُ

4 بَابُ اسْتِحْبَابِ مُلَازَمَةِ الصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ وَ اسْتِعْمَالِهَا وَ ذِكْرِ نُبْذَةٍ مِنْهَا

(4)

12665-@ (5) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص حَسَبُ الرَّجُلِ دِينُهُ وَ مُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ وَ حِلْمُهُ(6) سُرُورُهُ وَ كَرَمُهُ تَقْوَاهُ

12666-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ ص قَالَ: إِنَّ أَدْنَاكُمْ مِنِّي وَ أَوْجَبَكُمْ عَلَيَّ شَفَاعَةً أَصْدَقُكُمْ حَدِيثاً وَ أَعْظَمُكُمْ أَمَانَةً وَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ أَقْرَبُكُمْ مِنَ النَّاسِ

12667-@ (8)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ:


1- الفقيه ج 2 ص 370 ح 1625، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 272 ح 1 و عنه في البحار ج 102 ص 127 ح 4.
2- البلد الأمين ص 297.
3- نوادر أبواب المزار من المستدرك الحديث 17.
4- الباب 4
5- الجعفريات ص 150.
6- في نسخة «خلقه».
7- الجعفريات ص 150.
8- الجعفريات ص 166.

ص: 172

مَنْ آوَى الْيَتِيمَ وَ رَحِمَ الضَّعِيفَ وَ أَنْفَقَ(1) عَلَى وَالِدِهِ وَ رَفَقَ عَلَى وَلَدِهِ وَ رَفَقَ بِمَمْلُوكِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي رِضْوَانِهِ وَ نَشَرَ(2) عَلَيْهِ رَحْمَتَهُ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ وَ بَسَطَ رِضَاهُ وَ بَذَلَ مَعْرُوفَهُ وَ وَصَلَ رَحِمَهُ وَ أَدَّى أَمَانَتَهُ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي نُورِهِ الْأَعْظَمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

12668-@ (3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ أَسْبَغَ وُضُوءَهُ وَ أَحْسَنَ صَلَاتَهُ وَ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ وَ كَفَّ غَضَبَهُ وَ سَجَنَ لِسَانَهُ وَ بَذَلَ مَعْرُوفَهُ وَ اسْتَغْفَرَ لِذَنْبِهِ وَ أَدَّى النَّصِيحَةَ لِأَهْلِ بَيْتِي فَقَدِ اسْتَكْمَلَ حَقَائِقَ الْإِيمَانِ وَ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ لَهُ مُفَتَّحَةٌ

12669-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي حَدِيثٍ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ(5) أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنَ اللَّهِ مَجْلِساً أَشَدُّكُمْ لَهُ خَوْفاً وَ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحْسَنُكُمْ عَمَلًا وَ إِنَّ أَعْظَمَكُمْ عِنْدَهُ نَصِيباً أَعْظَمُكُمْ فِيمَا عِنْدَهُ رَغْبَةً ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا أَجْمَعُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ خِزْيَ الدُّنْيَا وَ خِزْيَ الْآخِرَةِ فَيَأْمُرُ لَهُمْ بِكَرَاسِيَّ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمُ الْجَبَّارُ بِوَجْهِهِ وَ هُوَ رَاضٍ عَنْهُمْ وَ قَدْ أَحْسَنَ ثَوَابَهُمْ

12670-@(6) كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ أَوْلِيَائِي عِنْدِي رَجُلٌ خَفِيفُ الْحَالِ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ فِي الْغَيْبِ وَ كَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ جُعِلَ رِزْقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ-


1- في المصدر: و ارتفق.
2- و فيه: و يسرّ.
3- الجعفريات ص 230.
4- الجعفريات ص 238.
5- في المصدر زيادة: من السماء.
6- كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 27.

ص: 173

عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ مَاتَ فَقَلَّ تُرَاثُهُ وَ قَلَّ بَوَاكِيهِ

12671-@ (1) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَ حُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبَكُمْ وَ طُولِ السُّجُودِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَنِ الْأَوَّابِينَ

12672-@ (2) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: الشَّرِيعَةُ أَقْوَالِي وَ الطَّرِيقَةُ أَقْوَالِي وَ الْحَقِيقَةُ أَحْوَالِي وَ الْمَعْرِفَةُ رَأْسُ مَالِي وَ الْعَقْلُ أَصْلُ دِينِي وَ الْحُبُّ أَسَاسِي وَ الشَّوْقُ مَرْكَبِي وَ الْخَوْفُ رَفِيقِي وَ الْعِلْمُ سِلَاحِي وَ الْحِلْمُ صَاحِبِي وَ التَّوَكُّلُ زَادِي(3) وَ الْقَنَاعَةُ كَنْزِي وَ الصِّدْقُ مَنْزِلِي وَ الْيَقِينُ مَأْوَايَ وَ الْفَقْرُ فَخْرِي وَ بِهِ أَفْتَخِرُ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ:

وَ رَوَاهُ الْعَالِمُ الْعَارِفُ الْمُتَبَحِّرُ السَّيِّدُ حَيْدَرٌ الْآمُلِيُّ فِي كِتَابِ أَنْوَارِ الْحَقِيقَةِ وَ أَطْوَارِ الطَّرِيقَةِ وَ أَسْرَارِ الشَّرِيعَةِ(4)، قَالَ وَ يَعْضُدُ ذَلِكَ كُلَّهُ

قَوْلُ النَّبِيِّ ص: الشَّرِيعَةُ أَقْوَالِي إلخ

12673-@ (5) فِقْهُ الرِّضَا، ع أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع قَالَ: مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ أَجَلُّ وَ لَا أَعَزُّ مِنْ ثَلَاثَةٍ التَّسْلِيمُ وَ الْبِرُّ وَ الْيَقِينُ وَ أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلَا أَوْحَى إِلَى آدَمَ ع أَنْ أَجْمَعَ الْكَلَامَ كُلَّهُ فِي أَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ يَا رَبِّ بَيِّنْهُنَّ لِي فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ وَاحِدَةٌ لِي وَ أُخْرَى لَكَ وَ أُخْرَى بَيْنِي


1- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 286 ح 43.
2- عوالي اللآلي
3- في نسخة: ردائي.
4- جاء في هامش الطبعة الحجرية ما نصّه: «ذكرنا في أوائل الفائدة الثانية من الخاتمة صورة اجازة فخر المحققين للسيّد حيدر الآملي نقلناها من خطه» (منه قدّه).
5- فقه الرضا (عليه السلام) ص 48.

ص: 174

وَ بَيْنَكَ وَ أُخْرَى بَيْنَكَ وَ بَيْنَ النَّاسِ فَالَّتِي لِي تُؤْمِنُ بِي وَ لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئاً وَ الَّتِي لَكَ فَأُجَازِيكَ عَنْهَا أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَى الْمُجَازَاةِ وَ الَّتِي بَيْنَكَ وَ بَيْنِي فَعَلَيْكَ الدُّعَاءُ وَ عَلَيَّ الْإِجَابَةُ وَ الَّتِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَ النَّاسِ فَأَنْ تَرْضَى لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ

12674-@ (1)، وَ أَرْوِي أَنَّهُ سُئِلَ الْعَالِمُ ع عَنْ خِيَارِ الْعِبَادِ فَقَالَ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا وَ إِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا وَ إِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا وَ إِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا وَ إِذَا غَضِبُوا عَفَوْا(2)

12675-@ (3) جَامِعُ الْأَخْبَارِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الْمُؤْمِنُ يَكُونُ صَادِقاً فِي الدُّنْيَا وَاعِيَ(4) الْقَلْبِ حَافِظَ الْحُدُودِ وِعَاءَ الْعِلْمِ كَامِلَ الْعَقْلِ مَأْوَى الْكَرَمِ سَلِيمَ الْقَلْبِ ثَابِتَ الْحِلْمِ عَاطِفَ الْيَقِينِ(5) بِاذِلَ الْمَالِ مَفْتُوحَ الْبَابِ لِلْإِحْسَانِ لَطِيفَ اللِّسَانِ كَثِيرَ التَّبَسُّمِ دَائِمَ الْحُزْنِ كَثِيرَ التَّفَكُّرِ قَلِيلَ النَّوْمِ قَلِيلَ الضِّحْكِ طَيِّبَ الطَّبْعِ مُمِيتَ الطَّمَعِ قَاتِلَ الْهَوَى زَاهِداً فِي الدُّنْيَا رَاغِباً فِي الْآخِرَةِ يُحِبُّ الضَّيْفَ وَ يُكْرِمُ الْيَتِيمَ وَ يَلْطُفُ الصَّغِيرَ وَ يَرْفُقُ(6) الْكَبِيرَ وَ يُعْطِي السَّائِلَ وَ يَعُودُ الْمَرِيضَ وَ يُشَيِّعُ الْجَنَائِزَ وَ يَعْرِفُ حُرْمَةَ الْقُرْآنِ وَ يُنَاجِي الرَّبَّ وَ يَبْكِي عَلَى الذُّنُوبِ آمِراً بِالْمَعْرُوفِ نَاهِياً عَنِ الْمُنْكَرِ أَكْلُهُ بِالْجُوعِ وَ شُرْبُهُ بِالْعَطَشِ وَ حَرَكَتُهُ بِالْأَدَبِ وَ كَلَامُهُ بِالنَّصِيحَةِ وَ مَوْعِظَتُهُ بِالرِّفْقِ وَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَ لَا يَرْجُو إِلَّا إِيَّاهُ وَ لَا يَشْغَلُ إِلَّا بِالثَّنَاءِ وَ الْحَمْدِ وَ لَا يَتَهَاوَنُ وَ لَا يَتَكَبَّرُ وَ لَا يَفْتَخِرُ بِمَالِ الدُّنْيَا مَشْغُولٌ بِعُيُوبِ


1- فقه الرضا (عليه السلام) ص 48.
2- في الطبعة الحجرية: غضّوا، و ما أثبتناه من المصدر.
3- جامع الأخبار ص 99.
4- في نسخة: راعي.
5- في المصدر: اليدين.
6- في نسخة: يوقر.

ص: 175

نَفْسِهِ فَارِغٌ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ الصَّلَاةُ قُرَّةُ عَيْنِهِ وَ الصِّيَامُ حِرْفَتُهُ وَ هِمَّتُهُ وَ الصِّدْقُ عَادَتُهُ وَ الشُّكْرُ مَرْكَبُهُ وَ الْعَقْلُ قَائِدُهُ وَ التَّقْوَى زَادُهُ وَ الدُّنْيَا حَانُوتُهُ وَ الصَّبْرُ مَنْزِلُهُ وَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ رَأْسُ مَالِهِ وَ الْجَنَّةُ مَأْوَاهُ وَ الْقُرْآنُ حَدِيثُهُ وَ مُحَمَّدٌ ص شَفِيعُهُ وَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ مُؤْنِسُهُ

12676-@ (1) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: كُنْ تَقِيّاً تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ وَ كُنْ قَنِعاً تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ وَ أَحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِماً وَ أَقِلَّ الضِّحْكَ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ

12677-@ (2)، وَ عَنْ عَلِيٍّ ع: أَحَبُّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَكْثَرُكُمْ لَهُ ذِكْراً وَ أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ وَ أَنْجَاكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَشَدُّكُمْ لَهُ خَوْفاً وَ قَالَ ع التَّوَاضُعُ عَنِ الشَّرِيفِ عِزُّ الشَّرِيفِ وَ حِلْيَةُ الْمُؤْمِنِ الْوَرَعُ وَ الْجُودُ جَمَالُ الْفَقِيرِ وَ قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ

12678-@ (3) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْجِعَابِيِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَاقَانَ عَنْ سُلَيْمٍ الْخَادِمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ نَضْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ)(4) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ صَاحِبَ الدِّينِ فَكَّرَ فَغَلَبَتْهُ(5) السَّكِينَةُ وَ اسْتَكَانَ فَتَوَاضَعَ وَ قَنِعَ فَاسْتَغْنَى وَ رَضِيَ بِمَا أُعْطِيَ وَ انْفَرَدَ فَكُفِيَ الْأَحْزَانَ(6) وَ رَفَضَ الشَّهَوَاتِ فَصَارَ حُرّاً وَ خَلَعَ الدُّنْيَا فَتَحَامَى السُّرُورَ وَ طَرَحَ(7) الْحَسَدَ فَظَهَرَتِ الْمَحَبَّةُ وَ لَمْ يَخَفِ النَّاسَ فَلَمْ يُخِفْهُمْ وَ لَمْ يُذْنِبْ إِلَيْهِمْ فَسَلِمَ مِنْهُمْ-


1- لب اللباب: مخطوط.
2- لب اللباب: مخطوط.
3- أمالي المفيد ص 52 ح 14.
4- في الطبعة الحجرية: «محمّد بن نصر بن قرداش» و ما أثبتناه من المصدر هو الصواب (راجع معجم رجال الحديث ج 17 ص 301).
5- في المصدر: فعلته.
6- في المصدر: الإخوان.
7- في المصدر: و اطرح.

ص: 176

وَ سَخِطَ(1) نَفْسَهُ عَنْ كُلِّ شَيْ ءٍ فَفَازَ وَ اسْتَكْمَلَ الْفَضْلَ وَ أَبْصَرَ الْعَافِيَةَ فَأَمِنَ النَّدَامَةَ

12679-@ (2)، وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ ابْنِ أَبِي الْخَطَّابِ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ ع إِلَهِي مَنْ أَصْفِيَاؤُكَ مِنْ خَلْقِكَ قَالَ (الرِّيُّ الْكَفَّيْنِ الرِّيُّ الْقَدَمَيْنِ)(3) يَقُولُ صِدْقاً وَ يَمْشِي هَوْناً فَأُولَئِكَ تَزُولُ الْجِبَالُ وَ لَا يَزَالُونَ قَالَ إِلَهِي فَمَنْ يَنْزِلُ دَارَ الْقُدْسِ عِنْدَكَ قَالَ الَّذِينَ لَا تَنْظُرُ(4) أَعْيُنُهُمْ إِلَى الدُّنْيَا وَ لَا يُذِيعُونَ أَسْرَارَهُمْ فِي الدِّينِ وَ لَا يَأْخُذُونَ عَلَى الْحُكُومَةِ الرِّشَاءَ الْحَقُّ فِي قُلُوبِهِمْ وَ الصِّدْقُ فِي(5) أَلْسِنَتِهِمْ فَأُولَئِكَ فِي سِتْرِي فِي الدُّنْيَا وَ فِي دَارِ الْقُدْسِ [عِنْدِي](6) فِي الْآخِرَةِ

12680-@(7)، وَ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا تَسْتَكْثِرُوا كَثِيرَ الْخَيْرِ وَ لَا تَسْتَقِلُّوا قَلِيلَ الذُّنُوبِ فَإِنَّ قَلِيلَ الذُّنُوبِ تَجْتَمِعُ حَتَّى يَصِيرَ كَثِيراً وَ خَافُوا اللَّهَ عَزَّ


1- في المصدر: «و سخت».
2- أمالي المفيد ص 85 ح 1، و عنه في البحار ج 69 ص 278 ح 13.
3- الظاهر أن المقصود من ريّ الكفين و ريّ القدمين كناية عن كثرة الخير و السخاء، و في البحار: النديّ الكفين و تفيد نفس المعنى السابق، و قال العلّامة المجلسي (قدّه):
4- في المصدر: «ينظر».
5- في المصدر: «على».
6- أثبتناه من المصدر.
7- أمالي المفيد ص 157 ح 8.

ص: 177

وَ جَلَّ فِي السِّرِّ حَتَّى تُعْطُوا مِنْ أَنْفُسِكُمُ النَّصَفَ وَ سَارِعُوا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ اصْدُقُوا الْحَدِيثَ وَ أَدُّوا الْأَمَانَةَ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لَكُمْ وَ لَا تَدْخُلُوا فِيمَا لَا يَحِلُّ فَإِنَّمَا ذَلِكَ عَلَيْكُمْ

12681-@ (1)، وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ فَضَالَةَ(2) عَنْ عَجْلَانَ أَبِي صَالِحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ أَسْهِمْهُمْ فِي مَالِكَ وَ ارْضَ لَهُمْ بِمَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ وَ اذْكُرِ اللَّهَ كَثِيراً وَ إِيَّاكَ وَ الْكَسَلَ وَ الضَّجَرَ فَإِنَّ أَبِي بِذَلِكَ كَانَ يُوصِينِي وَ بِذَلِكَ كَانَ يُوصِيهِ أَبُوهُ وَ كَذَلِكَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ إِنَّكَ إِذَا كَسِلْتَ(3) لَمْ تُؤَدِّ (حَقَّ اللَّهِ)(4) وَ إِنْ ضَجِرْتَ لَمْ تُؤَدِّ إِلَى أَحَدٍ حَقّاً وَ عَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وَ الْوَرَعِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ إِذَا وَعَدْتَ فَلَا تُخْلِفْ

12682-@ (5)، وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ [عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ](6) قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ صَاحِبٌ كَانَ لَنَا قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ: لَا تَرْتَابُوا فَتَشُكُّوا وَ لَا تَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا وَ لَا تُرَخِّصُوا لِأَنْفُسِكُمْ [فَتُدْهِنُوا](7) وَ لَا تُدَاهِنُوا فِي الْحَقِّ فَتَخْسَرُوا إِنَّ الْحَزْمَ أَنْ تَتَفَقَّهُوا وَ مِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا وَ إِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ وَ إِنَّ أَغَشَّكُمْ [لِنَفْسِهِ](8) أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ


1- أمالي المفيد ص 181 ح 4.
2- في الطبعة الحجرية: «فضلان» و ما أثبتناه من المصدر (راجع معجم رجال الحديث ج 13 ص 274).
3- في نسخة: تكاسلت.
4- في المصدر: «إلى اللّه حقه».
5- أمالي المفيد ص 206 ح 38.
6- ما بين المعقوفين أثبتناه ليستقيم السند «راجع معجم رجال الحديث ج 11 ص 263 و ج 21 ص 16».
7- أثبتناه من المصدر.
8- أثبتناه من المصدر.

ص: 178

يَأْمَنْ وَ يَرْشُدْ وَ مَنْ يَعْصِهِ يَخِبْ وَ يَنْدَمْ وَ اسْأَلُوا اللَّهَ الْيَقِينَ وَ ارْغَبُوا إِلَيْهِ فِي الْعَافِيَةِ وَ خَيْرُ مَا دَارَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَ الْكَذِبَ فَإِنَّ كُلَّ رَاجٍ طَالِبٌ وَ كُلَّ خَائِفٍ هَارِبٌ

12683-@ (1) وَ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَطَبَ قَالَ فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ طُوبَى لِمَنْ طَابَ خُلُقُهُ وَ طَهُرَتْ سَجِيَّتُهُ وَ صَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ وَ حَسُنَتْ عَلَانِيَتُهُ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ كَلَامِهِ وَ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ

12684-@ (2) الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ،: عَنْ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ أَنَّهُ قَالَ فِي وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ أَحُثُّكَ عَلَى سِتِّ خِصَالٍ لَيْسَ مِنْهَا خَصْلَةٌ إِلَّا وَ تُقَرِّبُكَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تُبَاعِدُكَ عَنْ سَخَطِهِ الْأَوَّلَةُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ لَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ الثَّانِيَةُ الرِّضَى بِقَدَرِ اللَّهِ فِيمَا أَحْبَبْتَ أَوْ كَرِهْتَ وَ الثَّالِثَةُ أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ وَ تُبْغِضَ فِي اللَّهِ وَ الرَّابِعَةُ تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ الْخَامِسَةُ تَكْظِمُ الْغَيْظَ وَ تُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ وَ السَّادِسَةُ تَرْكُ الْهَوَى وَ مُخَالَفَةُ الرَّدَى

12685-@ (3) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ نَجِيحٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ع أُوتِينَا مَا أُوتِيَ النَّاسُ وَ مَا لَمْ يُؤْتَوْا وَ عُلِّمْنَا مَا عُلِّمَ النَّاسُ وَ مَا لَمْ يُعَلَّمُوا فَلَمْ نَجِدْ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فِي الْمَغِيبِ وَ الْمَشْهَدِ وَ الْقَصْدِ فِي الْغِنَى وَ الْفَقْرِ وَ كَلِمَةِ الْحَقِّ فِي الرِّضَى وَ الْغَضَبِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ

12686-@ (4) أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي التَّمْحِيصِ، رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص


1- الاختصاص ص 228.
2- كنز الفوائد ص 272، و عنه في البحار ج 78 ص 457.
3- الخصال ص 241 ح 91.
4- التمحيص ص 74 ح 171.

ص: 179

قَالَ: لَا يَكْمُلُ الْمُؤْمِنُ إِيمَانُهُ حَتَّى يَحْتَوِيَ عَلَى مِائَةٍ وَ ثَلَاثِ خِصَالٍ فِعْلٍ وَ عَمَلٍ وَ نِيَّةٍ وَ ظَاهِرٍ وَ بَاطِنٍ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَكُونُ الْمِائَةُ وَ ثَلَاثُ خِصَالٍ فَقَالَ يَا عَلِيُّ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ جَوَّالَ الْفِكْرِ جَوْهَرِيَّ(1) الذِّكْرِ كَثِيراً عِلْمُهُ(2) عَظِيماً حِلْمُهُ جَمِيلَ الْمُنَازَعَةِ كَرِيمَ الْمُرَاجَعَةِ أَوْسَعَ النَّاسِ صَدْراً وَ أَذَلَّهُمْ نَفْساً ضِحْكُهُ تَبَسُّماً وَ إِفْهَامُهُ تَعَلُّماً مُذَكِّرَ الْغَافِلِ مُعَلِّمَ الْجَاهِلِ لَا يُؤْذِي مَنْ يُؤْذِيهِ وَ لَا يَخُوضُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَ لَا يَشْمَتُ بِمُصِيبَةٍ وَ لَا يَذْكُرُ أَحَداً بِغِيبَةٍ بَرِيئاً مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ وَاقِفاً عِنْدَ الشُّبُهَاتِ كَثِيرَ الْعَطَاءِ قَلِيلَ الْأَذَى عَوْناً لِلْغَرِيبِ وَ أَباً لِلْيَتِيمِ بُشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وَ حُزْنُهُ(3) فِي قَلْبِهِ مُسْتَبْشِراً بِفَقْرِهِ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ وَ أَصْلَدَ مِنَ الصَّلْدِ لَا يَكْشِفُ سِرّاً وَ لَا يَهْتِكُ سِتْراً لَطِيفَ الْحَرَكَاتِ حُلْوَ الْمُشَاهَدَةِ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ حَسَنَ الْوَقَارِ لَيِّنَ الْجَانِبِ طَوِيلَ الصَّمْتِ حَلِيماً إِذَا جُهِلَ عَلَيْهِ صَبُوراً عَلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ يُجِلُّ الْكَبِيرَ وَ يَرْحَمُ الصَّغِيرَ أَمِيناً عَلَى الْأَمَانَاتِ بَعِيداً مِنَ الْخِيَانَاتِ إِلْفُهُ التُّقَى وَ حِلْفُهُ(4) الْحَيَاءُ كَثِيرَ الْحَذْرِ قَلِيلَ الزَّلَلِ حَرَكَاتُهُ أَدَبٌ وَ كَلَامُهُ عَجِيبٌ مُقِيلَ الْعَثْرَةِ وَ لَا يَتَّبِعُ الْعَوْرَةَ وَقُوراً صَبُوراً رَضِيّاً شَكُوراً قَلِيلَ الْكَلَامِ صَدُوقَ اللِّسَانِ بَرّاً مَصُوناً حَلِيماً رَفِيقاً عَفِيفاً شَرِيفاً لَا لَعَّانٌ وَ لَا نَمَّامٌ وَ لَا كَذَّابٌ وَ لَا مُغْتَابٌ وَ لَا سَبَّابٌ وَ لَا حَسُودٌ وَ لَا بَخِيلٌ هَشَّاشاً بَشَّاشاً لَا حَسَّاسٌ وَ لَا جَسَّاسٌ يَطْلُبُ مِنَ الْأُمُورِ أَعْلَاهَا وَ مِنَ الْأَخْلَاقِ أَسْنَاهَا مَشْمُولًا بِحِفْظِ اللَّهِ مُؤَيَّداً بِتَوْفِيقِ اللَّهِ ذَا قُوَّةٍ فِي لِينٍ وَ عَزْمَةٍ فِي يَقِينٍ لَا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ وَ لَا يَأْثَمُ فِي مَنْ يُحِبُّ صَبُورٌ فِي الشَّدَائِدِ لَا يَجُورُ وَ لَا يَعْتَدِي وَ لَا يَأْتِي بِمَا يَشْتَهِي الْفَقْرُ


1- في نسخة «جهوري».
2- في نسخة «عمله».
3- في نسخة «خوفه».
4- في المصدر: خلقه.

ص: 180

شِعَارُهُ وَ الصَّبْرُ دِثَارُهُ قَلِيلَ الْمَئُونَةِ كَثِيرَ الْمَعُونَةِ كَثِيرَ الصِّيَامِ طَوِيلَ الْقِيَامِ قَلِيلَ الْمَنَامِ قَلْبُهُ تَقِيٌّ وَ عِلْمُهُ زَكِيٌّ إِذَا قَدَرَ عَفَا وَ إِذَا وَعَدَ وَفَى يَصُومُ رَغْباً وَ يُصَلِّي رَهْباً وَ يُحْسِنُ فِي عَمَلِهِ كَأَنَّهُ نَاظِرٌ إِلَيْهِ غَضَّ الطَّرْفِ سَخِيَّ الْكَفِّ لَا يَرُدُّ سَائِلًا وَ لَا يَبْخَلُ بِنَائِلٍ مُتَوَاصِلًا إِلَى الْإِخْوَانِ مُتَرَادِفاً إِلَى الْإِحْسَانِ يَزِنُ كَلَامَهُ وَ يُخْرِسُ لِسَانَهُ لَا يَغْرَقُ فِي بُغْضِهِ وَ لَا يَهْلِكُ فِي حُبِّهِ لَا يَقْبَلُ الْبَاطِلَ مِنْ صَدِيقِهِ وَ لَا يَرُدُّ الْحَقَّ مِنْ عَدُوِّهِ وَ لَا يَتَعَلَّمُ إِلَّا لِيَعْلَمَ وَ لَا يَعْلَمُ إِلَّا لِيَعْمَلَ قَلِيلًا حِقْدُهُ كَثِيراً شُكْرُهُ يَطْلُبُ النَّهَارَ مَعِيشَتَهُ وَ يَبْكِي اللَّيْلَ عَلَى خَطِيئَتِهِ إِنْ سَلَكَ مَعَ أَهْلِ الدُّنْيَا كَانَ أَكْيَسَهُمْ وَ إِنْ سَلَكَ مَعَ أَهْلِ الْآخِرَةِ كَانَ أَوْرَعَهُمْ لَا يَرْضَى فِي كَسْبِهِ بِشُبْهَةٍ وَ لَا يَعْمَلُ فِي دِينِهِ بِرُخْصَةٍ يَعْطِفُ عَلَى أَخِيهِ بِزَلَّتِهِ وَ يَرْضَى(1) مَا مَضَى مِنْ قَدِيمِ صُحْبَتِهِ

1268(7) 23(2) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاهِرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى عَنْ (قُثَمَ أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيِّ)(3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ وَ كَانَ عَابِداً نَاسِكاً مُجْتَهِداً إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْ لَنَا صِفَةَ الْمُؤْمِنِ كَأَنَّنَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا هَمَّامُ الْمُؤْمِنُ هُوَ الْكَيِّسُ الْفَطِنُ بُشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وَ حُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ أَوْسَعُ شَيْ ءٍ صَدْراً وَ أَذَلُّ شَيْ ءٍ نَفْساً زَاجِرٌ عَنْ كُلِّ فَانٍ حَاضٌّ عَلَى كُلِّ حَسَنٍ لَا حَقُودٌ وَ لَا حَسُودٌ وَ لَا وَثَّابٌ وَ لَا سَبَّابٌ وَ لَا غَيَّابٌ(4) وَ لَا مُرْتَابٌ(5) يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ وَ يَشْنَأُ السُّمْعَةَ-


1- في المصدر: و يرعى.
2- الكافي ج 2 ص 179 ح 1.
3- في الطبعة الحجرية: قتم بن أبي قتادة الحمراني، و ما أثبتناه من المصدر و من معاجم الرجال راجع (معجم رجال الحديث ج 14 ص 76).
4- في المصدر: عياب.
5- و فيه: مغتاب.

ص: 181

طَوِيلُ الْغَمِّ بَعِيدُ الْهَمِّ كَثِيرُ الصَّمْتِ وَقُورٌ ذَكُورٌ صَبُورٌ شَكُورٌ مَغْمُومٌ بِفِكْرِهِ مَسْرُورٌ بِفَقْرِهِ سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ رَصِينُ الْوَفَاءِ قَلِيلُ الْأَذَى لَا مَتَأَفِّكٌ(1) وَ لَا مُتَهَتِّكٌ إِنْ ضَحِكَ لَمْ يَخْرِقْ وَ إِنْ غَضِبَ لَمْ يَنْزَقْ(2) ضِحْكُهُ تَبَسُّمٌ وَ اسْتِفْهَامُهُ تَعَلُّمٌ وَ مُرَاجَعَتُهُ تَفَهُّمٌ كَثِيرٌ عِلْمُهُ عَظِيمٌ حِلْمُهُ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ لَا يَبْخَلُ وَ لَا يَعْجَلُ وَ لَا يَضْجَرُ وَ لَا يَبْطَرُ وَ لَا يَحِيفُ فِي حُكْمِهِ وَ لَا يَجُورُ فِي عِلْمِهِ نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ وَ مُكَادَحَتُهُ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ لَا جَشِعٌ وَ لَا هَلِعٌ وَ لَا عَنِفٌ وَ لَا صَلِفٌ وَ لَا مُتَكَلِّفٌ وَ لَا مُتَعَمِّقٌ جَمِيلُ الْمُنَازَعَةِ كَرِيمُ الْمُرَاجَعَةِ عَدَلَ إِنْ غَضِبَ رَفِيقٌ إِنْ طُلِبَ لَا يَتَهَوَّرُ وَ لَا يَتَهَتَّكُ وَ لَا يَتَجَبَّرُ خَالِصُ الْوُدِّ وَثِيقُ الْعَهْدِ وَفِيُّ الْعَقْدِ(3) شَفِيقٌ وَصُولٌ حَلِيمٌ خَمُولٌ قَلِيلُ الْفُضُولِ رَاضٍ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُخَالِفٌ لِهَوَاهُ لَا يَغْلُظُ عَلَى مَنْ دُونَهُ وَ لَا يَخُوضُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ نَاصِرٌ لِلدِّينِ مُحَامٍ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ كَهْفٌ لِلْمُسْلِمِينَ لَا يَخْرِقُ الثَّنَاءُ سَمْعَهُ وَ لَا يَنْكِي(4) الطَّمَعُ قَلْبَهُ وَ لَا يَصْرِفُ اللَّعِبُ حُكْمَهُ وَ لَا يُطْلِعُ الْجَاهِلَ عِلْمَهُ قَوَّالٌ عَمَّالٌ عَالِمٌ حَازِمٌ لَا بِفَحَّاشٍ وَ لَا بِطَيَّاشٍ وَصُولٌ فِي غَيْرِ عُنْفٍ بَذُولٌ فِي غَيْرِ سَرَفٍ لَا بِخَتَّالٍ وَ لَا بِغَدَّارٍ وَ لَا يَقْتَفِي أَثَراً وَ لَا يَحِيفُ بَشَراً رَفِيقٌ بِالْخَلْقِ سَاعٍ فِي الْأَرْضِ عَوْنٌ لِلضَّعِيفِ غَوْثٌ لِلْمَلْهُوفِ لَا يَهْتِكُ سِتْراً وَ لَا يَكْشِفُ سِرّاً كَثِيرُ الْبَلْوَى قَلِيلُ الشَّكْوَى إِنْ رَأَى خَيْراً ذَكَرَهُ وَ إِنْ عَايَنَ شَرّاً سَتَرَهُ يَسْتُرُ الْعَيْبَ وَ يَحْفَظُ الْغَيْبَ وَ يُقِيلُ الْعَثْرَةَ


1- الإفك: أسوأ الكذب و ابلغه، و قيل: هو البهتان (مجمع البحرين ج 5 ص 255).
2- النزق: خفة في كل أمر، و عجلة في جهل و حمق و الخفة و الطيش. (لسان العرب ج 10 ص 352).
3- في الطبعة الحجرية: العهد. و ما أثبتناه من المصدر.
4- «المؤمن لا ينكي الطمع قلبه» أي لا يجرحه فيؤثر فيه كتأثير الجرح بالمجروح.

ص: 182

وَ يَغْفِرُ الزَّلَّةَ لَا يَطَّلِعُ عَلَى نُصْحٍ فَيَذَرَهُ وَ لَا يَدَعُ جُنْحَ حَيْفٍ فَيُصْلِحَهُ أَمِينٌ رَصِينٌ تَقِيٌّ نَقِيٌّ زَكِيٌّ رَضِيٌّ يَقْبَلُ الْعُذْرَ وَ يُجْمِلُ الذِّكْرَ وَ يُحْسِنُ بِالنَّاسِ الظَّنَّ وَ يَتَّهِمُ عَلَى الْعَيْبِ نَفْسَهُ يُحِبُّ فِي اللَّهِ بِفِقْهٍ وَ عِلْمٍ وَ يَقْطَعُ فِي اللَّهِ بِحَزْمٍ وَ عَزْمٍ لَا يَخْرِقُ بِهِ فَرَحٌ وَ لَا يَطِيشُ بِهِ مَرَحٌ مُذَكِّرٌ لِلْعَالِمِ مُعَلِّمٌ لِلْجَاهِلِ لَا يَتَوَقَّعُ لَهُ بَائِقَةٌ(1) وَ لَا يُخَافُ لَهُ غَائِلَةٌ(2) كُلُّ سَعْيٍ أَخْلَصُ عِنْدَهُ مِنْ سَعْيِهِ وَ كُلُّ نَفْسٍ أَصْلَحُ عِنْدَهُ مِنْ نَفْسِهِ عَالِمٌ بِعَيْبِهِ شَاغِلٌ بِغَمِّهِ لَا يَثِقُ بِغَيْرِ رَبِّهِ غَرِيبٌ وَحِيدٌ حَزِينٌ يُحِبُّ فِي اللَّهِ وَ يُجَاهِدُ فِي اللَّهِ لِيَتَّبِعَ رِضَاهُ وَ لَا يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ بِنَفْسِهِ وَ لَا يُوَالِي فِي سَخَطِ رَبِّهِ مُجَالِسٌ لِأَهْلِ الْفَقْرِ مُصَادِقٌ لِأَهْلِ الصِّدْقِ مُؤَازِرٌ لِأَهْلِ الْحَقِّ عَوْنٌ لِلْغَرِيبِ أَبٌ لِلْيَتِيمِ بَعْلٌ لِلْأَرْمَلَةِ حَفِيٌّ(3) بِأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ مَرْجُوٌّ لِكُلِّ كَرِيمَةٍ(4) مَأْمُولٌ لِكُلِّ شِدَّةٍ هَشَّاشٌ بَشَّاشٌ لَا بِعَبَّاسٍ وَ لَا بِجَسَّاسٍ صَلِيبٌ كَظَّامٌ بَسَّامٌ دَقِيقُ النَّظَرِ عَظِيمُ الْحَذَرِ لَا يَبْخَلُ وَ إِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ عَقَلَ فَاسْتَحْيَا وَ قَنِعَ فَاسْتَغْنَى حَيَاؤُهُ يَعْلُو شَهْوَتَهُ وَ وُدُّهُ يَعْلُو حَسَدَهُ وَ عَفْوُهُ يَعْلُو حِقْدَهُ وَ لَا يَنْطِقْ بِغَيْرِ صَوَابٍ وَ لَا يَلْبَسُ إِلَّا الِاقْتِصَادَ مَشْيُهُ التَّوَاضُعُ خَاضِعٌ لِرَبِّهِ بِطَاعَتِهِ رَاضٍ عَنْهُ فِي كُلِّ حَالاتِهِ نِيَّتُهُ خَالِصَةٌ أَعْمَالُهُ لَيْسَ فِيهَا غِشٌّ وَ لَا خَدِيعَةٌ نَظَرُهُ عِبْرَةٌ وَ سُكُوتُهُ فِكْرَةٌ وَ كَلَامُهُ حِكْمَةٌ مُنَاصِحاً مُتَبَاذِلًا مُتَوَاخِياً نَاصِحٌ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ لَا يَهْجُرُ أَخَاهُ وَ لَا يَغْتَابُهُ وَ لَا يَمْكُرُ بِهِ وَ لَا يَأْسَفُ عَلَى مَا فَاتَهُ وَ لَا يَحْزَنُ عَلَى مَا أَصَابَهُ وَ لَا يَرْجُو مَا لَا يَجُوزُ لَهُ الرَّجَاءُ وَ لَا يَفْشَلُ فِي الشِدَّةِ وَ لَا يَبْطَرُ فِي الرَّخَاءِ يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ وَ الْعَقْلَ بِالصَّبْرِ تَرَاهُ بَعِيداً كَسَلُهُ دَائِماً نَشَاطُهُ قَرِيباً أَمَلُهُ قَلِيلًا زَلَلُهُ مُتَوَقِّعاً لِأَجَلِهِ خَاشِعاً قَلْبُهُ ذَاكِراً رَبَّهُ قَانِعَةً نَفْسَهُ مَنْفِيّاً جَهْلُهُ سَهْلًا


1- البائقة: الداهية. (لسان العرب ج 10 ص 30).
2- الغائلة: و هي الحقد. (مجمع البحرين ج 5 ص 437).
3- حفي بالرجل: بالغ في إكرامه (لسان العرب ج 1 ص 187).
4- في نسخة: كريهة.

ص: 183

أَمْرُهُ حَزِيناً لِذَنْبِهِ مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ كَظُوماً غَيْظَهُ صَافِياً خُلُقُهُ آمِناً مِنْهُ جَارُهُ ضَعِيفاً كِبْرُهُ قَانِعاً بِالَّذِي قُدِّرَ لَهُ مَتِيناً صَبْرُهُ مُحْكَماً أَمْرُهُ كَثِيراً ذِكْرُهُ يُخَالِطُ النَّاسَ لِيَعْلَمَ وَ يَصْمُتُ لِيَسْلَمَ وَ يَسْأَلُ لِيَفْهَمَ وَ يَتَّجِرُ لِيَغْنَمَ لَا يُنْصِتُ(1) (لِلْخَيْرِ لِيَفْخَرَ)(2) بِهِ وَ لَا يَتَكَلَّمُ لِيَتَجَبَّرَ بِهِ عَلَى مَنْ سِوَاهُ نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ أَتْعَبَ نَفْسَهُ لآِخِرَتِهِ فَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ إِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ الَّذِي يَنْتَصِرُ لَهُ بُعْدُهُ مِمَّنْ تَبَاعَدَ مِنْهُ بِغَضٍّ وَ نَزَاهَةٍ وَ دُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنْهُ لِينٌ وَ رَحْمَةٌ لَيْسَ تَبَاعُدُهُ تَكَبُّراً وَ لَا عَظَمَةً وَ لَا دُنُوُّهُ خَدِيعَةً وَ لَا خِلَابَةً بَلْ يَقْتَدِي بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ فَهُوَ إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ الْخَبَرَ

وَ هَذَا الْخَبَرُ الشَّرِيفُ كَافٍ لِمَقَاصِدِ هَذَا الْبَابِ وَ لَوْ أَرَدْنَا اسْتِدْرَاكَ مَا فَاتَ مِنَ الْأَصْلِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْبَابِ لَخَرَجْنَا عَنْ وَضْعِ الْكِتَابِ

5 بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّفَكُّرِ فِيمَا يُوجِبُ الِاعْتِبَارَ وَ الْعَمَلَ

(3)

12688-@ (4) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ: نَبِّهْ بِالتَّفَكُّرِ قَلْبَكَ وَ جَافِ عَنِ النَّوْمِ جَنْبَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ رَبَّكَ

12689-@ (5) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ- [قَالَ اللَّهُ](6)- إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ(7)


1- في نسخة: ينصب.
2- في المصدر: للخبر ليفجر.
3- الباب 5
4- أمالي المفيد ص 208 ح 42.
5- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 208 ح 26.
6- أثبتناه من المصدر.
7- الزمر 39: 9.

ص: 184

12690-@(1) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ ع قَالَ: لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصِّيَامِ وَ الصَّلَاةِ وَ إِنَّمَا الْعِبَادَةُ كَثْرَةُ التَّفَكُّرِ فِي أَمْرِ اللَّهِ

12691-@ (2) أَبُو عَلِيِّ بْنُ الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْجِعَابِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَاسِينَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الْآدَابُ حُلَلٌ حِسَانٌ وَ الْفِكْرَةُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ

12692-@ (2) فِقْهُ الرِّضَا، ع أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: طُوبَى لِمَنْ كَانَ صَمْتُهُ تَفَكُّراً وَ نَظَرُهُ عِبْرَةً (وَ كَلَامُهُ ذِكْراً)(3) وَ وَسِعَهُ بَيْتُهُ وَ بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ وَ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ

12693-@ (4)، وَ أَرْوِي فِكْرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ فَسَأَلْتُ الْعَالِمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ تَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ وَ بِالدِّيَارِ الْقِفَارِ فَتَقُولُ أَيْنَ بَانُوكِ أَيْنَ سُكَّانُكِ مَا لَكِ لَا تُكَلِّمِينَ وَ لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا وَ أَرْوِي التَّفَكُّرُ مِرْآتُكَ تُرِيكَ سَيِّئَاتِكَ وَ حَسَنَاتِكَ

12694-@ (5) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: اعْتَبِرُوا بِمَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا هَلْ بَقِيَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ هَلْ [أَحَدٌ](6) فِيهَا بَاقٍ مِنَ الشَّرِيفِ وَ الْوَضِيعِ وَ الْغَنِيِّ وَ الْفَقِيرِ وَ الْوَلِيِّ وَ الْعَدُوِّ فَكَذَلِكَ مَا لَمْ يَأْتِ مِنْهَا بِمَا


1- تحف العقول ص 367.
2- فقه الرضا (عليه السلام) ص 51.
3- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 114.
4- فقه الرضا (عليه السلام) ص 51.
5- مصباح الشريعة ص 167، و عنه في البحار ج 71 ص 325 ح 20.
6- أثبتناه من المصدر.

ص: 185

مَضَى أَشْبَهُ مِنَ الْمَاءِ بِالْمَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظاً وَ بِالْعَقْلِ دَلِيلًا وَ بِالتَّقْوَى زَاداً وَ بِالْعِبَادَةِ شُغُلًا وَ بِاللَّهِ مُؤْنِساً وَ بِالْقُرْآنِ بَيَاناً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءٌ وَ فِتْنَةٌ وَ مَا نَجَا مَنْ نَجَا إِلَّا بِصِدْقِ الِالْتِجَاءِ وَ قَالَ نُوحٌ ع وَجَدْتُ الدُّنْيَا كَبَيْتٍ لَهُ بَابَانِ دَخَلْتُ مِنْ أَحَدِهِمَا وَ خَرَجْتُ مِنَ الْآخَرِ هَذَا حَالُ نَجِيِّ(1) اللَّهِ فَكَيْفَ حَالُ مَنِ اطْمَأَنَّ فِيهَا وَ رَكَنَ إِلَيْهَا وَ ضَيَّعَ عُمُرَهُ فِي عِمَارَتِهَا وَ مَزَّقَ دِينَهُ فِي طَلَبِهَا وَ الْفِكْرَةُ مِرْآةُ الْحَسَنَاتِ وَ كَفَّارَةُ السَّيِّئَاتِ وَ ضِيَاءُ الْقَلْبِ وَ فُسْحَةٌ لِلْخَلْقِ وَ إِصَابَةٌ فِي إِصْلَاحِ الْمَعَادِ وَ اطِّلَاعٌ عَلَى الْعَوَاقِبِ وَ اسْتَزَادَةٌ فِي الْعِلْمِ وَ هِيَ خَصْلَةٌ لَا يُعْبَدُ اللَّهُ بِمِثْلِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِكْرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ وَ لَا يَنَالُ مَنْزِلَةَ التَّفَكُّرِ إِلَّا مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ وَ التَّوْحِيدِ

12695-@ (2) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: التَّفَكُّرُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عِبَادَةُ الْمُخْلِصِينَ: وَ قَالَ ع: التَّفَكُّرُ فِي آلَاءِ اللَّهِ نِعْمَ الْعِبَادَةُ(3)

12696-@ (4) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ لُقْمَانَ وَ حِكْمَتِهِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا أُوتِيَ لُقْمَانُ الْحِكْمَةَ بِحَسَبٍ وَ لَا مَالٍ وَ لَا أَهْلٍ وَ لَا بَسْطٍ فِي جِسْمٍ وَ لَا جَمَالٍ وَ لَكِنَّهُ كَانَ رَجُلًا قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ مُتَوَرِّعاً فِي اللَّهِ سَاكِتاً سِكِّيتاً(5) عَمِيقَ النَّظَرِ طَوِيلَ الْفِكْرِ حَدِيدَ النَّظَرِ مُسْتَغْنٍ بِالْعِبَرِ الْحَدِيثَ


1- في المصدر: نبي.
2- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 72 ح 1817.
3- نفس المصدر ج 1 ص 39 ح 1191.
4- تفسير القمّيّ ج 2 ص 162.
5- في المصدر: سكينا.

ص: 186

12697-@ (1) سِبْطُ الشَّيْخِ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع طُوبَى لِمَنْ كَانَ صَمْتُهُ فِكْراً وَ نَظَرُهُ عِبَراً وَ كَلَامُهُ ذِكْراً وَ بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ وَ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ يَدِهِ وَ لِسَانِهِ

12698-@ (2)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي كَلَامٍ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّ التَّفَكُّرَ يَدْعُو إِلَى الْبِرِّ وَ الْعَمَلِ بِهِ الْخَبَرَ: وَ عَنْهُ ع قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ: وَ كُلُّ سُكُوتٍ لَيْسَ فِيهِ فِكْرٌ فَهُوَ غَفْلَةٌ

12699-@ (3) الشَّيْخُ وَرَّامٌ فِي تَنْبِيهِ الْخَاطِرِ،: وَ كَانَ لُقْمَانُ يُطِيلُ الْجُلُوسَ وَحْدَهُ فَكَانَ يَمُرُّ بِهِ مَوْلَاهُ فَيَقُولُ يَا لُقْمَانُ إِنَّكَ تُدِيمُ(4) الْجُلُوسَ وَحْدَكَ فَلَوْ جَلَسْتَ مَعَ النَّاسِ كَانَ آنَسَ لَكَ فَيَقُولُ لُقْمَانُ إِنَّ طُولَ الْوَحْدَةِ أَفْهَمُ لِلْفِكْرَةِ وَ طُولَ الْفِكْرَةِ دَلِيلٌ عَلَى [طَرِيقِ](5) الْجَنَّةِ

12700-@(6) أَبُو الْفَتْحِ الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الْفِكْرَةُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ وَ الِاعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ مَنْ تَفَكَّرَ اعْتَبَرَ وَ مَنِ اعْتَبَرَ اعْتَزَلَ وَ مَنِ اعْتَزَلَ سَلِمَ [مِنَ](7) الْعُجْبِ


1- مشكاة الأنوار ص 37.
2- مشكاة الأنوار ص 37.
3- تنبيه الخواطر ص 250.
4- في الطبعة الحجرية: «قديم»، و ما أثبتناه من المصدر.
5- أثبتناه من المصدر.
6- كنز الفوائد ص 225.
7- أثبتناه من المصدر.

ص: 187

6 بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّخَلُّقِ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَ ذِكْرِ جُمْلَةٍ مِنْهَا

(1)

12701-@ (2) الشَّيْخُ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ

12702-@ (3) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ](4) بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا لَنُحِبُّ مِنْ شِيعَتِنَا مَنْ كَانَ عَاقِلًا فَهِماً فَقِيهاً حَلِيماً مُدَارِياً(5) صَبُوراً صَدُوقاً وَفِيّاً ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَصَّ الْأَنْبِيَاءَ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ [فِيهِ](6) فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَى اللَّهِ وَ لْيَسْأَلْهُ [إِيَّاهُ](7) قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا هِيَ قَالَ الْوَرَعُ وَ الْقُنُوعُ وَ الصَّبْرُ وَ الشُّكْرُ وَ الْحِلْمُ وَ الْحَيَاءُ وَ السَّخَاءُ وَ الشَّجَاعَةُ وَ الْغَيْرَةُ وَ الْبِرُّ وَ صِدْقُ الْحَدِيثِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ

1270(8) 3(9) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع


1- الباب 6
2- مجمع البيان ج 5 ص 333.
3- أمالي المفيد ص 192 ح 22.
4- أثبتناه من المصدر «راجع معجم رجال الحديث ج 10 ص 126».
5- في الطبعة الحجرية: «مداويا»، و ما أثبتناه من المصدر.
6- أثبتناه من المصدر.
7- أثبتناه من المصدر.
8- أمالي المفيد ص 192 ح 22.
9- الجعفريات ص 151.

ص: 188

قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: إِنَّ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ صِدْقَ الْحَدِيثِ وَ إِعْطَاءَ السَّائِلِ وَ صِدْقَ الْبَأْسِ(1) وَ صِلَةَ الرَّحِمِ وَ أَدَاءَ الْأَمَانَةِ وَ التَّذَمُّمَ لِلْجَارِ وَ التَّذَمُّمَ لِلصَّاحِبِ وَ إِقْرَاءَ الضَّيْفِ

12704-@ (2)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَرْبَعٌ مَنْ أُعْطِيَهُنَّ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ بَدَناً صَابِراً وَ لِسَاناً ذَاكِراً وَ قَلْباً شَاكِراً وَ زَوْجَةً صَالِحَةً

12705-@ (3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: الْإِيمَانُ لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ التَّفْوِيضُ إِلَيْهِ وَ التَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَ الرِّضَى بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى

12706-@ (4) سِبْطُ الشَّيْخِ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: ذَلِّلُوا أَخْلَاقَكُمْ بِالْمَحَاسِنِ وَ قُودُوهَا إِلَى الْمَكَارِمِ وَ عَوِّدُوهَا الْحِلْمَ وَ اصْبِرُوا عَلَى الْإِيثَارِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِيمَا تَحْمَدُونَ عَنْهُ قَلِيلًا مِنْ كَثِيرٍ وَ لَا تُدَاقُّوا النَّاسَ وَزْناً بِوَزْنٍ وَ عَظِّمُوا أَقْدَارَكُمْ بِالتَّغَافُلِ عَنِ الدَّنِيِّ مِنَ الْأُمُورِ وَ أَمْسِكُوا رَمَقَ الضَّعِيفِ بِالْمَعُونَةِ لَهُ بِجَاهِكُمْ وَ إِنْ عَجَزْتُمْ عَمَّا رَجَا(5) عِنْدَكُمْ فَلَا تَكُونُوا بَحَّاثِينَ(6) عَمَّا غَابَ عَنْكُمْ فَيَكْثُرُ عَائِبُكُمْ وَ تَحَفَّظُوا مِنَ الْكَذِبِ فَإِنَّهُ مِنْ أَدَقِّ(7) الْأَخْلَاقِ قَدْراً وَ هُوَ نَوْعٌ مِنَ الْفُحْشِ وَ ضَرْبٌ مِنَ الدَّنَاءَةِ وَ تَكَرَّمُوا بِالتَّعَامِي(8) عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ-


1- كذا، و في نسخة: اليأس. «هامش الطبعة الحجرية»، و في المصدر: الناس.
2- الجعفريات ص 230.
3- الجعفريات ص 232.
4- مشكاة الأنوار ص 180.
5- في المصدر: «رجاه».
6- في الطبعة الحجرية: «بخاشن» و ما أثبتناه من المصدر.
7- في المصدر: «أدنى».
8- في الطبعة الحجرية: «بالغنى» و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 189

وَ رَوَى بَعْضُهُمْ بِالتَّعَامُسِ(1) عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ

1270(2) 7(3) أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي كِتَابِ التَّمْحِيصِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: مَا ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُ بِشَيْ ءٍ هُوَ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ خِصَالٍ ثَلَاثٍ يُحْرَمُهُنَّ قِيلَ وَ مَا هُنَّ قَالَ الْمُوَاسَاةُ فِي ذَاتِ يَدِهِ وَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِيراً أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ لَكُمْ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ لَهُ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ

1270(8) 8،(4) وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَا يَصْلُحُ الْمُؤْمِنُ إِلَّا عَلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ الْفِقْهِ(5) فِي الدِّينِ وَ حُسْنِ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ وَ الصَّبْرِ عَلَى النَّائِبَةِ

1270(9) 9،(6) وَ عَنِ الْحَلَبِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَيُّ الْخِصَالِ بِالْبِرِّ أَكْمَلُ قَالَ وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ وَ سَمَاحَةٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَأَةٍ وَ تَشَاغُلٌ بِغَيْرِ مَتَاعِ الدُّنْيَا

127(10) 10(7) أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْأَخْلَاقِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدْ حَازَ خِصَالَ الْخَيْرِ مَنْ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَنَاوَلْ مَا لَيْسَ هُوَ لَهُ وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ عَنِ الْحَقِّ وَ إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ

1271(8) 11،(9) وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع: أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ وَاسِهِمْ مِنْ مَالِكَ وَ ارْضَ لَهُمْ مَا يَرْضَوْنَهُ وَ اذْكُرْ


1- تعامس عن الأمر: تغافل و هو به عالم. و قال الأزهري: من قال: يتغامس بالغين المعجمة فهو مخطئ (لسان العرب ج 6 ص 147).
2- كتاب الأخلاق: مخطوط.
3- التمحيص ص 67 ح 157.
4- التمحيص ص 68 ح 164.
5- في المصدر: التفقه.
6- التمحيص ص 68 ح 166.
7- كتاب الأخلاق: مخطوط.
8- تعامس عن الأمر: تغافل و هو به عالم. و قال الأزهري: من قال: يتغامس بالغين المعجمة فهو مخطئ (لسان العرب ج 6 ص 147).
9- كتاب الأخلاق: مخطوط.

ص: 190

ثَوَابَ اللَّهِ وَ إِيَّاكَ وَ الْكَسَلَ وَ الضَّجَرَ فِيمَا يُقَرِّبُكَ مِنْهُ وَ عَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وَ الْوَرَعِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ إِذَا وَعَدْتُمْ لَا تُخْلِفُوهُ وَ ذَلِكَ لَكُمْ دُونَ غَيْرِكُمْ وَ قَالَ ع إِنَّا لَنُحِبُّ مِنْ شِيعَتِنَا مَنْ كَانَ عَاقِلًا فَهِيماً فَقِيهاً حَلِيماً أَدِيباً أَرِيباً مُدَارِياً صَبُوراً صَدُوقاً

12712-@ (1)، وَ قَالَ ع: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْراً فَقَّهَهُمْ فِي دِينِهِمْ فَوَقَّرَ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ وَ زَيَّنَ فِيهِمْ حُسْنَ النَّظَرِ فِي تَدْبِيرِ مَعَاشِهِمْ وَ الرِّفْقَ بِالاقْتِصَادِ فِي نَفَقَاتِهِمْ وَ بَصَّرَهُمْ عُيُوبَ أَنْفُسِهِمْ فَتَابُوا إِلَيْهِ وَ ارْتَدُّوا خَوْفاً مِنْهُ عَلَيْهَا

12713-@ (2) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْمَكَارِمُ عَشَرَةٌ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ فِيكَ فَلْتَكُنْ فَإِنَّهَا تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَ لَا تَكُونُ فِي وَلَدِهِ وَ تَكُونُ فِي وَلَدِهِ وَ لَا تَكُونُ فِي أَبِيهِ وَ تَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَ لَا تَكُونُ فِي الْحُرِّ- (قِيلَ وَ مَا هُنَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ)(3) صِدْقُ الْبَأْسِ وَ صِدْقُ اللِّسَانِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَ إِقْرَاءُ الضَّيْفِ وَ إِطْعَامُ السَّائِلِ وَ الْمُكَافَأَةُ عَلَى الصَّنَائِعِ وَ التَّذَمُّمُ لِلْجَارِ وَ التَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ وَ رَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ:

وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي مَجَالِسِهِ، عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ: مِثْلَهُ(4)

12714-@ (5)، وَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى


1- كتاب الأخلاق: مخطوط.
2- الخصال ص 431 ح 11.
3- ما بين القوسين ليس في المصدر.
4- أمالي المفيد ص 226 ح 4.
5- الخصال ص 251 ح 121.

ص: 191

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الصَّبْرَ وَ الْبِرَّ وَ الْحِلْمَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ

12715-@ (1) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الرِّضَا ع عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: عَلَيْكُمْ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَعَثَنِي بِهَا وَ إِنَّ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ أَنْ يَعْفُوَ الرَّجُلُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ يُعْطِيَ مَنْ حَرَمَهُ وَ يَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ وَ أَنْ يَعُودَ مَنْ لَا يَعُودُهُ

12716-@ (2) أَبُو عَلِيٍّ وَلَدُهُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِيِّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْقُمِّيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِدَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ يَا دَاوُدُ إِنَّ خِصَالَ الْمَكَارِمِ بَعْضُهَا مُقَيَّدٌ بِبَعْضٍ يَقْسِمُهَا اللَّهُ حَيْثُ شَاءَ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَ لَا تَكُونُ فِي ابْنِهِ وَ تَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَ لَا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ صِدْقُ الْحَدِيثِ وَ صِدْقُ الْبَأْسِ وَ إِعْطَاءُ السَّائِلِ وَ الْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَ التَّوَدُّدُ إِلَى الْجَارِ وَ الصَّاحِبِ وَ قِرَى الضَّيْفِ وَ رَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ

12717-@ (3) فِقْهُ الرِّضَا، ع نَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: بُعِثْتُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلَا خَصَّ رُسُلَهُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَامْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنْ كَانَتْ فِيكُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَ إِلَّا فَاسْأَلُوهُ وَ ارْغَبُوا إِلَيْهِ


1- أمالي الطوسيّ ج 2 ص 92.
2- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 308.
3- فقه الرضا (عليه السلام) ص 47.

ص: 192

فِيهَا قَالَ وَ ذَكَرَهَا عَشَرَةً الْيَقِينَ وَ الْقَنَاعَةَ وَ الْبَصِيرَةَ وَ الشُّكْرَ وَ الْحِلْمَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ السَّخَاءَ وَ الْغَيْرَةَ وَ الشَّجَاعَةَ وَ الْمُرُوَّةَ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ زَادَ فِيهَا الْحَيَاءَ وَ الصِّدْقَ وَ أَدَاءَ الْأَمَانَةِ

12718-@ (1) جَامِعُ الْأَخْبَارِ، قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: طَلَبْتُ الْقَدْرَ وَ الْمَنْزِلَةَ فَمَا وَجَدْتُ(2) إِلَّا بِالْعِلْمِ تَعَلَّمُوا يَعْظُمْ قَدْرُكُمْ فِي الدَّارَيْنِ وَ طَلَبْتُ الْكَرَامَةَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِالتَّقْوَى اتَّقُوا لِتَكْرُمُوا وَ طَلَبْتُ الْغِنَى فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِالْقَنَاعَةِ عَلَيْكُمْ بِالْقَنَاعَةِ تَسْتَغْنُوا وَ طَلَبْتُ الرَّاحَةَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِتَرْكِ مُخَالَطَةِ النَّاسِ لِقِوَامِ عَيْشِ الدُّنْيَا اتْرُكُوا الدُّنْيَا وَ مُخَالَطَةَ النَّاسِ تَسْتَرِيحُوا فِي الدَّارَيْنِ وَ تَأْمَنُوا مِنَ الْعَذَابِ وَ طَلَبْتُ السَّلَامَةَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِطَاعَةِ اللَّهِ أَطِيعُوا اللَّهَ تَسْلَمُوا وَ طَلَبْتُ الْخُضُوعَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِقَبُولِ الْحَقِّ- [اقْبَلُوا الْحَقَ](3) فَإِنَّ قَبُولَ الْحَقِّ يُبْعِدُ مِنَ الْكِبْرِ وَ طَلَبْتُ الْعَيْشَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِتَرْكِ الْهَوَى فَاتْرُكُوا الْهَوَى لِيَطِيبَ عَيْشُكُمْ وَ طَلَبْتُ الْمَدْحَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِالسَّخَاءِ(4) كُونُوا أَسْخِيَاءَ(5) تُمْدَحُوا وَ طَلَبْتُ نَعِيمَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِهَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا(6)

12719-@ (7) أَبُو يَعْلَى الْجَعْفَرِيُّ فِي نُزْهَةِ النَّاظِرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ مَحَاسِنَ الْأَخْلَاقِ وُصْلَةً بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِهِ فَنُحِبُّ(8) أَحَدَكُمْ أَنْ يَمْسِكَ(9) بِخُلُقٍ مُتَّصِلٍ


1- جامع الأخبار ص 144.
2- الظاهر أنّ المراد «وجدتها» أو أنّ الفعل الأول يكون بصيغة المجهول «طلب» و كذا الحال بالنسبة إلى بقية الحديث.
3- أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: بالسخاوة.
5- في الطبعة الحجرية: الأسخياء، و ما أثبتناه من المصدر.
6- في الطبعة الحجرية: ذكرناها، و ما أثبتناه من المصدر.
7- نزهة الناظر ص 22.
8- في المصدر: فيجب.
9- في المصدر: يتمسك.

ص: 193

بِاللَّهِ(1)

12720-@(2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: الْأَخْلَاقُ مَنَائِحُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا أَحَبَّ عَبْداً مَنَحَهُ خُلُقاً حَسَناً وَ إِذَا أَبْغَضَ عَبْداً مَنَحَهُ خُلُقاً سَيِّئاً

12721-@ (3) السَّيِّدُ عَلِيخَانُ الْمَدَنِيُّ صَاحِبُ شَرْحِ الصَّحِيفَةِ وَ غَيْرِهِ فِي كِتَابِ الطَّبَقَاتِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كُنَّا لَا نَرْجُو جَنَّةً وَ لَا نَخْشَى نَاراً وَ لَا ثَوَاباً وَ لَا عِقَاباً لَكَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَطْلُبَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ فَإِنَّهَا مِمَّا تَدُلُّ عَلَى سَبِيلِ النَّجَاحِ فَقَالَ رَجُلٌ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ نَعَمْ وَ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ لَمَّا أَتَانَا سَبَايَا طَيٍّ فَإِذَا فِيهَا جَارِيَةٌ حَمَّاءُ(4) حَوَّاءُ(5) لَعْسَاءُ(6) لَمْيَاءُ(7) عَيْطَاءُ(8) صَلْتُ الْجَبِينِ(9) لَطِيفَةُ الْعِرْنِينِ(10) مَسْنُونَةُ(11) الْخَدَّيْنِ مَلْسَاءُ الْكَعْبَيْنِ خَدَلَّجَةُ(12) السَّاقَيْنِ لَفَّاءُ(13) الْفَخِذَيْنِ خَمِيصَةُ


1- في المصدر زيادة: تعالى.
2- الاختصاص ص 225.
3- الدرجات الرفيعة ص 355.
4- حماء: الحمة دون الحوة، و شفة حماء أي سمراء، و هي صفة مدح عندهم (انظر لسان العرب ج 2 ص 156).
5- حواء: الحوة: سمرة الشفة (لسان العرب ج 14 ص 207).
6- لعساء: إذا كان في لونها ادنى سواد فيه شربة حمرة ليست بالناصعة. (لسان العرب ج 6 ص 207).
7- لمياء: اللمياء من الشفاه اللطيفة القليلة الدم (لسان العرب ج 15 ص 258).
8- عيطاء: الطويلة العنق باعتدال (لسان العرب ج 7 ص 357).
9- صلت الجبين: الجبين الواسع الأبيض الواضح (لسان العرب ج 2 ص 53).
10- العرنين: الأنف (لسان العرب ج 3 ص 283).
11- مسنونة: وجه مسنون: مخروط أسيل مملس (لسان العرب ج 13 ص 224).
12- الخدلجة: الرّياء الممتلئة الذراعين و الساقين (لسان العرب ج 2 ص 249).
13- لفاء: و اللفف كثرة لحم الفخذين، و هو في النساء صفة مدح و في الرجال عيب، و امرأة لفّاء: ضخمة الفخذين (لسان العرب ج 9 ص 317).

ص: 194

الْخَصْرَيْنِ(1) مَمْكُورَةُ(2) الْكَشْحَيْنِ(3) مَصْقُولَةُ الْمَتْنَيْنِ فَأَعْجَبَتْنِي وَ قُلْتُ لَأَطْلُبَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص يَجْعَلُهَا فِي فَيْئِي فَلَمَّا تَكَلَّمَتْ نَسِيتُ مَا رَاعَنِي مِنْ جَمَالِهَا لِمَا رَأَيْتُ مِنْ فَصَاحَتِهَا وَ عُذُوبَةِ كَلَامِهَا فَقَالَتْ يَا مُحَمَّدُ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُخَلِّيَ عَنِّي وَ لَا تُشْمِتَ بِي أَحْيَاءَ الْعَرَبِ فَإِنِّي ابْنَةُ سَيِّدِ قَوْمِي كَانَ أَبِي يَفُكُّ الْعَانِيَ(4) وَ يَحْمِي الذِّمَارَ وَ يُقْرِي الضَّيْفَ وَ يُشْبِعُ الْجَائِعَ وَ يُكْسِي الْمَعْدُومَ وَ يُفَرِّجُ عَنِ الْمَكْرُوبِ أَنَا ابْنَةُ حَاتِمِ طَيٍّ فَقَالَ ص خَلُّوا عَنْهَا فَإِنَّ أَبَاهَا كَانَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اللَّهُ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ فَقَالَ يَا أَبَا بُرْدَةَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ (إِلَّا بِحُسْنِ الْخُلُقِ)(5)

7 بَابُ وُجُوبِ الْيَقِينِ بِاللَّهِ فِي الرِّزْقِ وَ الْعُمُرِ وَ النَّفْعِ وَ الضَّرَرِ

(6)

12722-@ (7) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ فِي الْمَحَاسِنِ، عَنْ أَبِيهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: كَفَى بِالْيَقِينِ غِنًى وَ بِالْعِبَادَةِ شُغُلًا

12723-@ (8)، وَ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي خُطْبَةٍ لَهُ: أَيُّهَا النَّاسُ سَلُوا اللَّهَ الْيَقِينَ وَ ارْغَبُوا إِلَيْهِ فِي الْعَافِيَةِ فَإِنَّ أَجَلَّ النِّعْمَةِ الْعَافِيَةُ وَ خَيْرَ مَا دَارَ(9) فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ وَ الْمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ دِينُهُ-


1- الخصر وسط الإنسان و الخميص: الضامر (لسان العرب ج 4 ص 241).
2- امرأة ممكورة: مستديرة الساقين و هي الساق الغليظة الحسناء (لسان العرب ج 5 ص 184).
3- الكشحين: جانبا البطن من ظاهر و باطن (لسان العرب ج 2 ص 572).
4- العاني: الأسير و الخاضع و العبد (لسان العرب ج 15 ص 101).
5- في المصدر: لا يحسن الخلق.
6- الباب 7
7- المحاسن ص 247 ح 251.
8- المحاسن ص 248 ح 254.
9- في المصدر: دام.

ص: 195

وَ الْمَغْبُوطُ مَنْ غُبِطَ يَقِينُهُ: قَالَ: وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يُطِيلُ الْقُعُودَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ يَسْأَلُ اللَّهَ الْيَقِينَ

12724-@ (1)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ صَفْوَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ لِإِبْرَاهِيمَ ع أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي(2) أَ كَانَ فِي قَلْبِهِ شَكٌّ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهُ أَرَادَ مِنَ اللَّهِ الزِّيَادَةَ فِي يَقِينِهِ

12725-@ (3)، وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ أُنَاساً أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ص بَعْدَ مَا أَسْلَمُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ مِنَّا بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَقَالَ مَنْ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ صَحَّ يَقِينُ إِيمَانِهِ لَمْ يَأْخُذْهُ اللَّهُ بِمَا عَمِلَ وَ مَنْ سَخُفَ إِسْلَامُهُ وَ لَمْ يَصِحَّ يَقِينُ إِيمَانِهِ أَخَذَهُ اللَّهُ بِالْأَوَّلِ وَ الْآخِرِ

12726-@ (4)، وَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُكَيْمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع: اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَصْغَرُ مَا ضَرَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَا يَصْغَرُ مَا يَنْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَكُونُوا فِيمَا أَخْبَرَكُمُ اللَّهُ كَمَنْ عَايَنَ

12727-@ (5) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي فَلَاحِ السَّائِلِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ جَهَانَ(6) عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ


1- المحاسن ص 247 ح 249.
2- البقرة 2: 260.
3- المحاسن ص 250 ح 264.
4- المحاسن ص 249 ح 257.
5- فلاح السائل ص 123.
6- في المصدر: جبهان.

ص: 196

رَجُلٍ عَنْ مُعَاذٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْمَلُ قَالَ اقْتَدِ بِنَبِيِّكَ يَا مُعَاذُ فِي الْيَقِينِ قَالَ قُلْتُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَا مُعَاذٌ قَالَ وَ إِنْ كَانَ فِي عِلْمِكَ تَقْصِيرٌ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ ابْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي(1)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقُمِّيِّ فِي كِتَابِ الْمُنْبِئِ عَنْ زُهْدِ النَّبِيِّ ص عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُعَاذٍ:

12728-@ (2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما(3) مَا ذَلِكَ الْكَنْزُ الَّذِي أَقَامَ الْخَضِرُ الْجِدَارَ [عَلَيْهِ](4) فَقَالَ يَا عَلِيُّ لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا مَدْفُونٌ فِي هُوَ أَنَا اللَّهُ الْوَاحِدُ(5) لَا شَرِيكَ لِي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَبْدِي أَخْتِمُ بِهِ رُسُلِي(6) عَجَباً لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ثُمَّ هُوَ يَفْرَحُ وَ عَجَباً لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَ تَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا ثُمَّ هُوَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا وَ عَجَباً لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ هُوَ يَأْسَفُ وَ عَجَباً لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ غَداً ثُمَّ هُوَ لَا يَعْمَلُ

12729-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ فِي حَدِيثٍ: لَا عِبَادَةَ إِلَّا بِيَقِينٍ

12730-@(8) أَبُو يَعْلَى الْجَعْفَرِيُّ تِلْمِيذُ الْمُفِيدِ فِي النُّزْهَةِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص


1- عدّة الداعي ص 227.
2- الجعفريات ص 237.
3- الكهف 18: 82.
4- زيادة من المصدر.
5- في المصدر زيادة: القهار.
6- و فيه زيادة: عجبا لمن أيقن بالنار ثمّ هو يضحك.
7- الجعفريات ص 150.
8- نزهة الناظر ص 8.

ص: 197

أَنَّهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ مِنَ الْيَقِينِ أَنْ لَا تُرْضِيَ بِسَخَطِ اللَّهِ أَحَداً وَ لَا تَحْمَدَ أَحَداً عَلَى مَا آتَاكَ اللَّهُ(1) وَ لَا تَذُمَّ أَحَداً عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ وَ لَا يَصْرِفُهُ كَرَاهَةُ كَارِهٍ

12731-@ (2) أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي كِتَابِ التَّمْحِيصِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ قُلْتُ فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ قَالَ أَلَّا يَخَافَ شَيْئاً

12732-@ (3)، وَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: يَا أَخَا جُعْفِيٍّ إِنَّ الْيَقِينَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ وَ مَا شَيْ ءٌ أَعَزَّ مِنَ الْيَقِينِ

12733-@ (4)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا يَجِدُ أَحَدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ

12734-@ (5) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ شَمْعُونَ بْنِ لَاوِيَّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ عَلَامَةِ الصَّادِقِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ عَلَامَةِ الْمُوقِنِ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ ص وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُوقِنِ فَسِتَّةٌ أَيْقَنَ (أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ)(6) فَآمَنَ بِهِ وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ فَحَذَرَهُ وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ فَخَافَ الْفَضِيحَةَ وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ فَاشْتَاقَ إِلَيْهَا وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ النَّارَ حَقٌّ فَظَهَرَ سَعْيُهُ لِلنَّجَاةِ مِنْهَا وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْحِسَابَ حَقٌّ فَحَاسَبَ نَفْسَهُ


1- في المصدر زيادة: و لا تذم أحدا على ما ابتلاه.
2- التمحيص ص 61 ح 133.
3- التمحيص ص 62 ح 138.
4- التمحيص ص 92 ح 139.
5- تحف العقول ص 16.
6- في المصدر: باللّه حقا.

ص: 198

12735-@ (1) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ الْيَقِينُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ وَ تَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ وَ مَعْرِفَةِ الْعِبْرَةِ وَ سُنَّةِ الْأَوَّلِينَ فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ عَرَفَ الْحِكْمَةَ وَ مَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ وَ مَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ عَرَفَ السُّنَّةَ وَ مَنْ عَرَفَ السُّنَّةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ مَعَ الْأَوَّلِينَ وَ اهْتَدَى إِلَى الَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَ نَظَرَ إِلَى مَنْ نَجَا بِمَا نَجَا وَ مَنْ هَلَكَ بِمَا هَلَكَ وَ إِنَّمَا أَهْلَكَ اللَّهُ مَنْ أَهْلَكَ بِمَعْصِيَتِهِ وَ أَنْجَى مَنْ أَنْجَى بِطَاعَتِهِ

12736-@ (2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ يَا حُمْرَانُ إِلَى أَنْ قَالَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْعَمَلَ الدَّائِمَ الْقَلِيلَ عَلَى الْيَقِينِ أَفْضَلُ(3) مِنَ الْعَمَلِ الْكَثِيرِ عَلَى غَيْرِ يَقِينٍ

12737-@ (4) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: الْيَقِينُ يُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى كُلِّ حَالٍ سَنِيٍّ وَ مَقَامٍ عَجِيبٍ كَذَلِكَ أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ عِظَمِ شَأْنِ الْيَقِينِ حِينَ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ع كَانَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَقَالَ لَوْ زَادَ يَقِينُهُ لَمَشَى عَلَى الْهَوَاءِ فَدَلَّ بِهَذَا عَلَى أَنَّ رُتْبَةَ الْأَنْبِيَاءِ ع مَعَ جَلَالَةِ مَحَلِّهِمْ مِنَ اللَّهِ كَانَتْ تَتَفَاضَلُ عَلَى حَقِيقَةِ الْيَقِينِ لَا غَيْرُ وَ لَا نِهَايَةَ بِزِيَادَةِ الْيَقِينِ عَلَى الْأَبَدِ وَ الْمُؤْمِنُونَ أَيْضاً مُتَفَاوِتُونَ فِي قُوَّةِ الْيَقِينِ وَ ضَعْفِهِ فَمَنْ قَوِيَ مِنْهُمْ يَقِينُهُ-


1- الكافي ج 2 ص 42 ح 1.
2- الاختصاص ص 227.
3- في المصدر زيادة: عند اللّه عزّ و جلّ.
4- مصباح الشريعة ص 471.

ص: 199

فَعَلَامَتُهُ التَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الِاسْتِقَامَةُ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ وَ عِبَادَتُهُ ظَاهِراً وَ بَاطِناً قَدِ اسْتَوَتْ عِنْدَهُ حَالَةُ الْعَدَمِ وَ الْوُجُودِ وَ الزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَانِ وَ الْمَدْحِ وَ الذَّمِّ وَ الْعِزِّ وَ الذُّلِّ لِأَنَّهُ يَرَى كُلَّهَا مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ وَ مَنْ ضَعُفَ يَقِينُهُ تَعَلَّقَ بِالْأَسْبَابِ وَ رَخَّصَ لِنَفْسِهِ بِذَلِكَ وَ اتَّبَعَ الْعَادَاتِ وَ أَقَاوِيلَ النَّاسِ بِغَيْرِ حَقِيقَةٍ وَ السَّعْيِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا وَ جَمْعِهَا وَ إِمْسَاكِهَا مُقِرّاً بِاللِّسَانِ أَنَّهُ لَا مَانِعَ وَ لَا مُعْطِيَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ الْعَبْدَ لَا يُصِيبُ إِلَّا مَا رُزِقَ وَ قُسِمَ لَهُ وَ الْجَهْدَ لَا يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ يُنْكِرُ ذَلِكَ بِفِعْلِهِ وَ قَلْبِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ(1) وَ إِنَّمَا عَطَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِبَادِهِ حَيْثُ أَذِنَ لَهُمْ فِي الْكَسْبِ وَ الْحَرَكَاتِ فِي بَابِ الْعَيْشِ مَا لَمْ يَتَعَدَّوْا حُدُودَهُ وَ لَا يَتْرُكُوا فَرَائِضَهُ وَ سُنَنَهُ(2) فِي جَمِيعِ حَرَكَاتِهِمْ وَ لَا يَعْدِلُوا عَنْ مَحَجَّةِ التَّوَكُّلِ وَ لَا يَقِفُوا فِي مَيْدَانِ الْحِرْصِ فَأَمَّا إِذَا نَسُوا ذَلِكَ وَ ارْتَبَطُوا بِخِلَافِ مَا حُدَّ لَهُمْ كَانُوا مِنَ الْهَالِكِينَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ(3) فِي الْحَاصِلِ إِلَّا الدَّعَاوِي الْكَاذِبَةُ

12738-@ (4) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَفْضَلُ الدِّينِ الْيَقِينُ:

وَ قَالَ ع: أَفْضَلُ الْإِيمَانِ حُسْنُ الْإِيقَانِ(5):

وَ قَالَ ع:(6) إِنَّ الدِّينَ لَشَجَرَةٌ أَصْلُهَا الْيَقِينُ:(7)

وَ قَالَ ع: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ وَ أَلْهَمَهُ الْيَقِينَ(8):


1- آل عمران 3: 167.
2- في المصدر: و سنن نبيه.
3- و في نسخة: معهم.
4- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 175 ح 40.
5- ج 1 ص 182 ح 165.
6- ج 1 ص 233 ح 165.
7- في المصدر: الايمان.
8- ج 1 ص 322 ح 159.

ص: 200

وَ قَالَ ع: بِالْيَقِينِ تَتِمُّ الْعِبَادَةُ:(1)

وَ قَالَ ع: ثَبَاتُ الدِّينِ بِقُوَّةِ الْيَقِينِ(2):

وَ قَالَ ع: شَيْئَانِ هُمَا مِلَاكُ الدِّينِ الصِّدْقُ وَ الْيَقِينُ:(3)

وَ قَالَ ع: عَلَيْكُمْ بِلُزُومِ الْيَقِينِ وَ التَّقْوَى فَإِنَّهُمَا يُبَلَّغَانِكُمْ جَنَّةَ الْمَأْوَى:(4)

وَ قَالَ ع: أَيْقِنْ تُفْلِحْ:(5)

وَ قَالَ ع: الْمُؤْمِنُ يَرَى يَقِينَهُ فِي عَمَلِهِ(6):

وَ قَالَ ع: لَوْ صَحَّ يَقِينُكَ لَمَا اسْتَبْدَلْتَ الْفَانِيَ بِالْبَاقِي وَ لَا بِعْتَ السَّنِيَّ بِالدَّنِيِّ:(7)

وَ قَالَ ع: مَنْ أَيْقَنَ بِالْآخِرَةِ لَمْ يَحْرِصْ عَلَى الدُّنْيَا:(8)

وَ قَالَ ع: مَنْ أَيْقَنَ بِالْمَعَادِ اسْتَكْثَرَ الزَّادَ:(9)

وَ قَالَ ع: مَنْ حَسُنَ يَقِينُهُ حَسُنَتْ عِبَادَتُهُ(10):

وَ قَالَ ع: مَنْ أَيْقَنَ بِالْآخِرَةِ سَلَا عَنِ الدُّنْيَا(11):

وَ قَالَ ع: مَنْ أَيْقَنَ(12) بِالْقَدَرِ لَمْ يُكْرِثْهُ الْحَذَرُ:(13)


1- غرر الحكم ج 1 ص 330 ح 21.
2- ج 1 ص 367 ح 17.
3- ج 1 ص 449 ح 16.
4- ج 2 ص 485 ح 14.
5- ج 1 ص 108 ح 18.
6- ج 1 ص 234 ح 175، و فيه: إن المؤمن.
7- ج 2 ص 604 ح 21.
8- ج 2 ص 645 ح 601.
9- ج 2 ص 651 ح 710.
10- ج 2 ص 655 ح 777.
11- ج 2 ص 672 ح 1002.
12- في المصدر: رضي.
13- ج 2 ص 697 ح 1274.

ص: 201

وَ قَالَ ع: مَنْ لَمْ يُوقِنْ قَلْبُهُ لَمْ يُطِعْهُ عَمَلُهُ:(1)

وَ قَالَ ع: مَا أَيْقَنَ بِاللَّهِ مَنْ لَمْ يَرْعَ عُهُودَهُ وَ ذِمَمَهُ(2):

وَ قَالَ ع: مَا أَعْظَمَ سَعَادَةً مَنْ بُوشِرَ قَلْبُهُ بِبَرْدِ الْيَقِينِ(3):

وَ قَالَ ع: مَا عُذِرَ مَنْ أَيْقَنَ الْمَرْجِعَ(4):

وَ قَالَ ع: لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا يَقِينَ لَهُ:(5)

وَ قَالَ ع: لَا يَعْمَلُ بِالْعِلْمِ إِلَّا مَنْ أَيْقَنَ بِفَضْلِ الْأَجْرِ فِيهِ(6):

وَ قَالَ ع: يُسْتَدَلُّ عَلَى الْيَقِينِ بِقِصَرِ الْأَمَلِ وَ إِخْلَاصِ الْعَمَلِ وَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا(7)

12739-@ (8) نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ دَنَوْا مِنْ عَلِيٍّ ع يَوْمَ صِفِّينَ فَوَ اللَّهِ مَا يَزِيدُ قُرْبُهُمْ مِنْهُ إِلَّا سُرْعَةً فِي مَشْيِهِ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ ع مَا ضَرَّكَ لَوْ سَعَيْتَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَبَرُوا لِعَدُوِّكَ(9) مِنْ أَصْحَابِكَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنَّ لِأَبِيكَ يَوْماً لَنْ يَعْدُوَهُ وَ لَا يُبْطِئُ بِهِ عَنْهُ السَّعْيُ وَ لَا يَعْجَلُ بِهِ إِلَيْهِ الْمَشْيُ إِنَّ أَبَاكَ وَ اللَّهِ مَا يُبَالِي وَقَعَ عَلَى الْمَوْتِ أَوْ وَقَعَ الْمَوْتُ عَلَيْهِ


1- غرر الحكم ج 2 ص 702 ح 1331.
2- ج 2 ص 743 ح 125.
3- ج 2 ص 742 ح 104.
4- ج 2 ص 744 ح 139.
5- ج 2 ص 847 ح 345.
6- ج 2 ص 854 ح 433.
7- ج 2 ص 864 ح 15.
8- وقعة صفّين ص 249.
9- في الطبعة الحجرية: بعدك، و ما أثبتناه من المصدر.

ص: 202

12740- 19،(1) وَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ ع يَوْمَ صِفِّينَ فِي يَدِهِ عَنَزَةٌ فَمَرَّ عَلَى سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْهَمْدَانِيِّ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ أَ مَا تَخْشَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَغْتَالَكَ أَحَدٌ وَ أَنْتَ قُرْبَ عَدُوِّكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَنْ يَتَرَدَّى فِي قَلِيبٍ(2) أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ حَائِطٌ أَوْ تُصِيبَهُ آفَةٌ فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ

8 بَابٌ فِي وُجُوبِ طَاعَةِ الْعَقْلِ وَ مُخَالَفَةِ الْجَهْلِ

(3)

1274(4) 1(5) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُتَوَكَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ [لَهُ](6) أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ عِزَّتِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ وَ لَا أُكْمِلُكَ(7) إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهَى وَ إِيَّاكَ أُعَاقِبُ وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ

1274(8) 2(9) وَ فِي الْعِلَلِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانِ عَنْ أَبِي الطَّيِّبِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيِّ الْعَمْرِيِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع: أَنَ


1- وقعة صفّين ص 205.
2- القليب: هي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها صاحب و لا من حفرها، و تكون في البراري (لسان العرب ج 1 ص 689).
3- الباب 8
4- وقعة صفّين ص 205.
5- أمالي الصدوق ص 340.
6- أثبتناه من المصدر.
7- في الطبعة الحجرية: احملك، و ما أثبتناه من المصدر.
8- القليب: هي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها صاحب و لا من حفرها، و تكون في البراري (لسان العرب ج 1 ص 689).
9- علل الشرائع ص 98.

ص: 203

النَّبِيَّ ص سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَقْلَ قَالَ خَلَقَهُ مِنْ مَلَكٍ لَهُ رُءُوسٌ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ مَنْ خُلِقَ وَ مَنْ لَمْ يُخْلَقْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ وَ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُءُوسِ الْعَقْلِ وَ اسْمُ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ عَلَى وَجْهِ ذَلِكَ الرَّأْسِ مَكْتُوبٌ وَ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقًى لَا يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ حَتَّى يُولَدَ هَذَا الْمَوْلُودُ وَ يَبْلُغَ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ فَإِذَا بَلَغَ كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ فَيَقَعُ فِي قَلْبِ هَذَا الْإِنْسَانِ نُورٌ فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَ السُّنَّةَ وَ الْجَيِّدَ وَ الرَّدِي ءَ أَلَا وَ مَثَلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي الْبَيْتِ

1274(1) 3(2) وَ فِيهِ، وَ فِي الْعُيُونِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ السَّيَّارِيِّ عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيِّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ عَنِ الرِّضَا ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: فَمَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ الْيَوْمَ فَقَالَ الرِّضَا ع الْعَقْلُ تَعْرِفُ بِهِ الصَّادِقَ عَلَى اللَّهِ فَتُصَدِّقُهُ وَ الْكَاذِبَ عَلَى اللَّهِ فَتُكَذِّبُهُ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هَذَا هُوَ وَ اللَّهِ الْجَوَابُ

1274(4) 4(3) وَ فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ زَيْدٍ الزَّرَّادِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ ع فَوَجَدْتُ فِي الْكِتَابِ أَنَّ قِيمَةَ كُلِّ امْرِئٍ وَ قَدْرَهُ مَعْرِفَتُهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُحَاسِبُ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي دَارِ الدُّنْيَا

1274(5) 5(4) وَ فِي الْعِلَلِ، وَ الْخِصَالِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيِ


1- بل معاني الأخبار ص 312، و الخصال ص 427، و أخرجه المجلسي في البحار ج 1 ص 107 ح 3 عن الخصال و العلل.
2- علل الشرائع ص 122، عيون أخبار الرضا ج 2 ص 79 ح 12.
3- معاني الأخبار ص 1 ح 2.
4- بل معاني الأخبار ص 312، و الخصال ص 427، و أخرجه المجلسي في البحار ج 1 ص 107 ح 3 عن الخصال و العلل.

ص: 204

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئِ الْجُرْجَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الطَّرِيفِيِّ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَحَّالِ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ مِنْ نُورٍ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ الَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فَجَعَلَ الْعِلْمَ نَفْسَهُ وَ الْفَهْمَ رُوحَهُ وَ الزُّهْدَ رَأْسَهُ وَ الْحَيَاءَ عَيْنَهُ وَ الحِكْمَةَ لِسَانَهُ وَ الرَّأْفَةَ هَمَّهُ وَ الرَّحْمَةَ قَلْبَهُ ثُمَّ حَشَاهُ وَ قَوَّاهُ بِعَشَرَةِ أَشْيَاءَ بِالْيَقِينِ وَ الْإِيمَانِ وَ الصِّدْقِ وَ السَّكِينَةِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ الرِّفْقِ وَ الْعَطِيَّةِ وَ الْقُنُوعِ وَ التَّسْلِيمِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ضِدٌّ وَ لَا نِدٌّ وَ لَا شَبِيهٌ وَ لَا كُفْؤٌ وَ لَا عَدِيلٌ وَ لَا مِثْلٌ الَّذِي كُلُّ شَيْ ءٍ لِعَظَمَتِهِ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ وَ لَا أَطْوَعَ لِي مِنْكَ وَ لَا أَرْفَعَ مِنْكَ وَ لَا أَشْرَفَ مِنْكَ وَ لَا أَعَزَّ مِنْكَ(1) بِكَ أُوَحَّدُ وَ بِكَ أُعْبَدُ وَ بِكَ أُدْعَى وَ بِكَ أُرْتَجَى وَ بِكَ أُبْتَغَى وَ بِكَ أُخَافُ وَ بِكَ أُحْذَرُ وَ بِكَ الثَّوَابُ وَ بِكَ الْعِقَابُ فَخَرَّ الْعَقْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً فَكَانَ فِي سُجُودِهِ أَلْفَ عَامٍ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَرَفَعَ الْعَقْلُ رَأْسَهُ فَقَالَ إِلَهِي أَسْأَلُكَ أَنْ تُشَفِّعَنِي فِيمَنْ خَلَقْتَنِي فِيهِ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ شَفَّعْتُهُ فِيمَنْ خَلَقْتُهُ فِيهِ

12746-@ (2) وَ فِي الْعِلَلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِ


1- في المصدر زيادة: بك أؤاخذ و بك اعطي.
2- علل الشرائع ص 115.

ص: 205

وَ فِي الْخِصَالِ(1)، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ فِي ذِكْرِ جُنُودِ الْعَقْلِ وَ الْجَهْلِ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ ع وَ إِنَّمَا يُدْرَكُ الْحَقُّ(2) بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَ جُنُودِهِ وَ مُجَانَبَةِ الْجَهْلِ وَ جُنُودِهِ:

وَ رَوَاهُ الْبَرْقِيُّ فِي الْمَحَاسِنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ: مِثْلَهُ(3)

12747-@ (4) تَفْسِيرُ الْإِمَامِ، ع: فِي سِيَاقِ قِصَّةِ آدَمَ وَ حَوَّاءَ وَ الشَّجَرَةِ قَالَ فَلَمَّا أَيِسَ إِبْلِيسُ مِنْ قَبُولِ آدَمَ مِنْهُ عَادَ ثَانِيَةً بَيْنَ لَحْيَيِ(5) الْحَيَّةِ فَخَاطَبَ حَوَّاءَ مِنْ حَيْثُ تَوَهَّمَهَا أَنَّ الْحَيَّةَ هِيَ الَّتِي تُخَاطِبُهَا وَ قَالَ يَا حَوَّاءُ أَ رَأَيْتِ هَذِهِ الشَّجَرَةَ الَّتِي كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَهَا عَلَيْكُمَا وَ قَدْ أَحَلَّهَا لَكُمَا بَعْدَ تَحْرِيمِهَا لِمَا عَرَفَ مِنْ حُسْنِ طَاعَتِكُمَا لَهُ وَ تَوْقِيرِكُمَا إِيَّاهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ الْمُوَكَّلِينَ بِتِلْكَ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ الْحِرَابُ يَدْفَعُونَ عَنْهَا سَائِرَ حَيَوَانِ الْجَنَّةِ لَا تَدْفَعُكِ عَنْهَا إِنْ رُمْتِهَا فَاعْلَمِي بِذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ أُحِلَّ لَكِ وَ أَبْشِرِي بِأَنَّكِ إِنْ تَنَاوَلْتِهَا قَبْلَ آدَمَ كُنْتِ أَنْتِ الْمُسَلِّطَةَ عَلَيْهِ الْآمِرَةَ النَّاهِيَةَ فَوْقَهُ فَقَالَتْ حَوَّاءُ سَوْفَ أُجَرِّبُ هَذَا فَرَامَتِ الشَّجَرَةَ فَأَرَادَتِ الْمَلَائِكَةُ أَنْ تَمْنَعَهَا(6) عَنْهَا بِحِرَابِهَا فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ أَنَّمَا تَدْفَعُونَ بِحِرَابِكُمْ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ يَزْجُرُهُ فَأَمَّا مَنْ جَعَلْتُهُ مُمَكَّناً مُمَيِّزاً مُخْتَاراً فَكِلُوهُ إِلَى عَقْلِهِ الَّذِي جَعَلْتُهُ حُجَّةً عَلَيْهِ فَإِنْ أَطَاعَ اسْتَحَقَّ ثَوَابِي وَ إِنْ عَصَى وَ خَالَفَ أَمْرِي اسْتَحَقَّ عِقَابِي وَ جَزَائِي فَتَرَكُوهَا الْخَبَرَ


1- الخصال ص 591.
2- في الخصال و المحاسن: الفوز.
3- المحاسن ص 198.
4- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 89.
5- اللحيان: العظمان اللذان فيهما الأسنان من داخل الفم، يكون للإنسان و غيره من الحيوان (لسان العرب ج 15 ص 243).
6- في نسخة: تدفعها.

ص: 206

12748-@ (1)، وَ فِي قَوْلِهِ وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ(2) الْآيَةَ فِي مَقَامِ بَيَانِ الْفَرْقِ بَيْنَ عَوَامِّنَا وَ عَوَامِّ الْيَهُودِ قَالَ ع إِنَّ عَوَامَّ الْيَهُودِ كَانُوا قَدْ عَرَفُوا عُلَمَاءَهُمْ بِالْكَذِبِ الصَّرِيحِ(3) وَ بِأَكْلِ الْحَرَامِ وَ الرِّشَاءِ وَ بِتَغْيِيرِ الْأَحْكَامِ عَنْ وَاجِبِهَا بِالشَّفَاعَاتِ وَ الْعِنَايَاتِ وَ الْمُصَانَعَاتِ إِلَى أَنْ قَالَ ع وَ اضْطُرُّوا بِمَعَارِفِ قُلُوبِهِمْ إِلَى أَنَّ مَنْ يَفْعَلُ مَا يَفْعَلُونَهُ فَهُوَ فَاسِقٌ لَا يَجُوزُ أَنْ يُصَدَّقَ عَلَى اللَّهِ وَ لَا عَلَى الْوَسَائِطِ بَيْنَ الْخَلْقِ وَ بَيْنَ اللَّهِ فَلِذَلِكَ ذَمَّهُمْ لِمَا قَلَّدُوا مَنْ قَدْ عَرَفُوا إلخ

12749-@ (4) وَ فِيهِ، قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع: مَنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلُهُ(5) أَكْمَلَ مَا فِيهِ كَانَ هَلَاكُهُ مِنْ أَيْسَرِ مَا فِيهِ

12750-@(6) الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ شَيْ ءٍ آلَةٌ وَ عُدَّةٌ وَ آلَةُ الْمُؤْمِنِ وَ عُدَّتُهُ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ ءٍ مَطِيَّةٌ وَ مَطِيَّةُ الْمَرْءِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ ءٌ غَايَةٌ وَ غَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ وَ رَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ وَ بِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وَ عِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ سَفْرٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ وَ فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ الْعَقْلُ

12751-@ (7)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا عُدَّةَ أَنْفَعُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَدُوَّ أَضَرُّ مِنَ الْجَهْلِ:

وَ قَالَ ع: زِينَةُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ:

وَ قَالَ ع: مَنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرُ مَا فِيهِ عَقْلَهُ كَانَ بِأَكْثَرِ مَا فِيهِ قَتْلُهُ:


1- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 121.
2- البقرة ج 2 ص 78.
3- في المصدر: الصراح.
4- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 9.
5- في المصدر زيادة: من.
6- كنز الفوائد ص 13.
7- كنز الفوائد ص 88.

ص: 207

وَ قَالَ ع: الْعُقُولُ ذَخَائِرُ وَ الْأَعْمَالُ كُنُوزٌ:(1)

وَ قَالَ ع: مَنْ تَرَكَ الِاسْتِمَاعَ مِنْ ذَوِي الْعُقُولِ مَاتَ عَقْلُهُ(2):

وَ قَالَ ع: الْجَمَالُ فِي اللِّسَانِ وَ الْكَمَالُ فِي الْعَقْلِ:(3)

وَ قَالَ ع: الْعُقُولُ أَئِمَّةُ الْأَفْكَارِ وَ الْأَفْكَارُ أَئِمَّةُ الْقُلُوبِ وَ الْقُلُوبُ أَئِمَّةُ الْحَوَاسِّ وَ الْحَوَاسُّ أَئِمَّةُ الْأَعْضَاءِ(4)

12752-@ (5)، وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: اسْتَرْشِدُوا الْعَقْلَ تُرْشَدُوا وَ لَا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا:

وَ قَالَ ص: سَيِّدُ الْأَعْمَالِ فِي الدَّارَيْنِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ ءٍ دِعَامَةٌ وَ دِعَامَةٌ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عِبَادَتُهُ:

وَ قَالَ ص:(6) الْعَاقِلُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ ذَمِيمَ الْمَنْظَرِ حَقِيرَ الْخَطَرِ

12753-@ (7) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِذَا عَلِمْتُمْ مِنْ رَجُلٍ حُسْنَ الْحَالِ فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجْزَى الرَّجُلُ بِعَقْلِهِ

12754-@ (8) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ فِي رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ وَ لَا غِنَى كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ


1- نفس المصدر ص 194.
2- نفس المصدر ص 88.
3- نفس المصدر ص 88.
4- نفس المصدر ص 88.
5- كنز الفوائد ص 194.
6- نفس المصدر ص 13.
7- الجعفريات ص 148.
8- روضة الواعظين ص 4.

ص: 208

12755-@ (1)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ:

وَ رُوِيَ: أَنَّ النَّبِيَّ ص قِيلَ لَهُ مَا الْعَقْلُ قَالَ الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ الْعُمَّالَ بِطَاعَةِ اللَّهِ هُمُ الْعُقَلَاءُ

12756-@ (2)، وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ" أَسَاسُ الدِّينِ بُنِيَ عَلَى الْعَقْلِ وَ فُرِضَتِ الْفَرَائِضُ عَلَى الْعَقْلِ وَ رَبُّنَا يُعْرَفُ بِالْعَقْلِ وَ يُتَوَسَّلُ إِلَيْهِ بِالْعَقْلِ وَ الْعَاقِلُ أَقْرَبُ مِنْ رَبِّهِ مِنْ جَمِيعِ الْمُجْتَهِدِينَ بِالْعَقْلِ(3) وَ لَمِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ بِرِّ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ جِهَادِ الْجَاهِلِ أَلْفَ عَامٍ

12757-@ (4) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُزِيلَ مِنْ عَبْدٍ نِعْمَةً كَانَ أَوَّلُ مَا يُغَيِّرُ مِنْهُ عَقْلَهُ:

وَ قَالَ ع:(5) يَغُوصُ الْعَقْلُ عَلَى الْكَلَامِ فَيَسْتَخْرِجُهُ مِنْ مَكْنُونِ الصَّدْرِ كَمَا يَغُوصُ الْغَائِصُ عَلَى اللُّؤْلُؤِ الْمُسْتَكِنَّةِ [فِي الْبَحْرِ](6)

12758-@ (7)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: أَفْضَلُ طَبَائِعِ الْعَقْلِ الْعِبَادَةُ وَ أَوْثَقُ الْحَدِيثِ لَهُ الْعِلْمُ وَ أَجْزَلُ حُظُوظِهِ الْحِكْمَةُ وَ أَفْضَلُ ذَخَائِرِهِ الْحَسَنَاتُ

12759-@ (8) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ فِي الْمَحَاسِنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ نُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ

12760-@(9)، وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي


1- روضة الواعظين ص 4.
2- روضة الواعظين ص 4.
3- في المصدر: بغير عقل.
4- الاختصاص ص 245.
5- نفس المصدر ص 244.
6- أثبتناه من المصدر.
7- نفس المصدر ص 244.
8- المحاسن ص 195 ح 17.
9- نفس المصدر ص 195 ح 16.

ص: 209

الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّمَا يُدَاقُّ اللَّهُ الْعِبَادَ فِي الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي الدُّنْيَا:

وَ رَوَاهُ فِي الْكَافِي، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ: مِثْلَهُ(1)

12761-@ (2)، وَ عَنِ النَّوْفَلِيِّ وَ جَهْمِ بْنِ حُكَيْمٍ الْمَدَائِنِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالِهِ فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجَازَى بِعَقْلِهِ

12762-@ (3) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنِ النَّبِيِّ ص: أَنَّهُ قَالَ فِي جَوَابِ شَمْعُونَ بْنِ لَاوِيَّ بْنِ يَهُودَا مِنْ حَوَارِيِّ عِيسَى ع حَيْثُ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْعَقْلِ مَا هُوَ وَ كَيْفَ هُوَ مَا يَتَشَعَّبُ مِنْهُ وَ مَا لَا يَتَشَعَّبُ وَ صِفْ لِي طَوَائِفَهُ كُلَّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ الْعَقْلَ عِقَالٌ مِنَ الْجَهْلِ وَ النَّفْسُ مِثْلُ أَخْبَثِ الدَّوَابِّ فَإِنْ لَمْ تُعْقَلْ جَارَتْ فَالْعَقْلُ عِقَالٌ مِنَ الْجَهْلِ وَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ وَ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَعْظَمَ مِنْكَ وَ لَا أَطْوَعَ مِنْكَ بِكَ أُبْدِأُ وَ بِكَ أُعِيدُ لَكَ الثَّوَابُ وَ عَلَيْكَ الْعِقَابُ الْخَبَرَ و هُوَ طَوِيلٌ شَرِيفٌ

12763-@ (4)، وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا يُدْرَكُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِالْعَقْلِ وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَ أَثْنَى قَوْمٌ بِحَضْرَتِهِ عَلَى رَجُلٍ حَتَّى ذَكَرُوا جَمِيعَ خِصَالِ الْخَيْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُخْبِرُكَ عَنْهُ بِاجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ وَ أَصْنَافِ الْخَيْرِ تَسْأَلُنَا عَنْ عَقْلِهِ فَقَالَ ص إِنَّ الْأَحْمَقَ يُصِيبُ


1- الكافي ج 1 ص 9 ح 7.
2- المحاسن ص 194 ح 14.
3- تحف العقول ص 12.
4- المصدر السابق 38.

ص: 210

بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ وَ إِنَّمَا يَرْتَفِعُ الْعِبَادُ غَداً فِي الدَّرَجَاتِ وَ يَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ

12764-@ (1)، وَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ وَ كَانَ فِيهِ بَيَانٌ وَ لَهُ وَقَارٌ وَ هَيْبَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْقَلَ هَذَا النَّصْرَانِيَّ فَزَجَرَ الْقَائِلَ وَ قَالَ مَهْ إِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ وَ عَمِلَ بِطَاعَتِهِ

12765-@ (2) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: الْعَاقِلُ مَنْ كَانَ ذَلُولًا عِنْدَ إِجَابَةِ الْحَقِّ مُنْصِفاً بِقَوْلِهِ جَمُوحاً عِنْدَ الْبَاطِلِ خَصْماً بِقَوْلِهِ يَتْرُكُ دُنْيَاهُ وَ لَا يَتْرُكُ دِينَهُ وَ دَلِيلُ الْعَقْلِ(3) شَيْئَانِ صِدْقُ الْقَوْلِ وَ صَوَابُ الْفِعْلِ الْخَبَرَ

12766-@ (4) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: دِعَامَةُ الْإِسْلَامِ الْعَقْلُ وَ مِنْهُ الْفِطْنَةُ وَ الْفَهْمُ وَ الْحِفْظُ وَ الْعِلْمُ وَ بِالْعَقْلِ يَكْمُلُ وَ هُوَ دَلِيلُهُ وَ مُبْصِرُهُ وَ مِفْتَاحُ أَمْرِهِ فَإِذَا كَانَ تَأْيِيدُ عَقْلِهِ مِنَ النُّورِ كَانَ عَالِماً حَافِظاً زَاكِياً فَطِناً فَهِماً فَعَلِمَ بِذَلِكَ كَيْفَ وَ لِمَ وَ حَيْثُ وَ عَرَفَ مَنْ نَصَحَهُ وَ مَنْ غَشَّهُ فَإِذَا عَرَفَ ذَلِكَ عَرَفَ مَجْرَاهُ وَ مَوْصُولَهُ وَ مَفْصُولَهُ وَ أَخْلَصَ الْوَحْدَانِيَّةَ لِلَّهِ وَ الْإِقْرَارَ بِالطَّاعَةِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مُسْتَدْرِكاً لِمَا فَاتَ وَارِداً عَلَى مَا هُوَ آتٍ فَعَرَفَ مَا هُوَ فِيهِ وَ لِأَيِّ شَيْ ءٍ هُوَ هَاهُنَا وَ مِنْ أَيْنَ يَأْتِي وَ إِلَى مَا هُوَ صَائِرٌ وَ ذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ تَأْيِيدِ الْعَقْلِ

12767-@ (5) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ فِي حَدِيثٍ: الْعَقْلُ هِدَايَةٌ وَ الْجَهْلُ ضَلَالَةٌ


1- تحف العقول ص 38.
2- مصباح الشريعة ص 222.
3- في نسخة: العاقل.
4- مشكاة الأنوار ص 252.
5- لب اللباب: مخطوط.

ص: 211

قُلْتُ ذَكَرَ الشَّيْخُ فِي الْأَصْلِ(1) فِي آخِرِ الْبَابِ لِلْعَقْلِ مَعَانِيَ يُطْلَقُ عَلَيْهَا فِي الْأَحَادِيثِ وَ ذَكَرَ أَنَّ أَكْثَرَ أَحَادِيثِ الْبَابِ مَحْمُولٌ عَلَى مَعْنِيَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعِلْمُ وَ مِنْهُ يَظْهَرُ أَنَّ مَا نُسِبَ إِلَى الْأَخْبَارِيِّينَ مِنْ إِنْكَارِهِمْ حُجِّيَّةَ الْقَطْعِ الْحَاصِلِ مِنَ الْعَقْلِ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ وَ لَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ مِنْ كَلِمَاتِهِمْ لَيْسَ هُنَا مَحَلُّ نَقْلِهَا وَ لَعَلَّنَا نُشِيرُ فِي بَعْضِ فَوَائِدِ الْخَاتِمَةِ إِلَى ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

9 بَابُ وُجُوبِ غَلَبَةِ الْعَقْلِ عَلَى الشَّهْوَةِ وَ تَحْرِيمِ الْعَكْسِ

(2)

12768-@ (3) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: يَا هِشَامُ كَيْفَ يَزْكُو عِنْدَ اللَّهِ عَمَلُكَ وَ أَنْتَ قَدْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ [عَنْ أَمْرِ رَبِّكَ](4) وَ أَطَعْتَ هَوَاكَ عَلَى غَلَبَةِ عَقْلِكَ

12769-@ (5) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: الْعَقْلُ وَ الشَّهْوَةُ ضِدَّانِ وَ مُؤَيِّدُ الْعَقْلِ الْعِلْمُ وَ مُزَيِّنُ الشَّهْوَةِ الْهَوَى وَ النَّفْسُ مُتَنَازَعَةٌ بَيْنَهُمَا فَأَيُّهُمَا قَهَرَ كَانَتْ فِي جَانِبِهِ:

وَ قَالَ ع: إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْ أَحْيَا عَقْلَهُ وَ أَمَاتَ شَهْوَتَهُ(6):

وَ قَالَ ع: ذَهَابُ الْعَقْلِ بَيْنَ الْهَوَى وَ الشَّهْوَةِ:(7)

وَ قَالَ ع: زَوَالُ الْعَقْلِ بَيْنَ دَوَاعِي الشَّهْوَةِ


1- وسائل الشيعة ج 11 ص 163.
2- الباب 9
3- الكافي ج 1 ص 13.
4- أثبتناه من المصدر.
5- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 96 ح 2122.
6- نفس المصدر ج 1 ص 240 ح 203.
7- نفس المصدر ص 207، «الطبعة الحجرية».

ص: 212

وَ الْغَضَبِ:(1)

وَ قَالَ ع: مَنْ كَمَلَ عَقْلُهُ اسْتَهَانَ بِالشَّهَوَاتِ:(2)

وَ قَالَ ع: مَنْ لَمْ يَمْلِكْ شَهْوَتَهُ لَمْ يَمْلِكْ عَقْلَهُ:(3)

وَ قَالَ ع: لَا عَقَلَ مَعَ شَهْوَةٍ(4):

وَ قَالَ ع: مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عَلَا أَمْرُهُ- (مَنْ مَلَكَتْهُ نَفْسُهُ ذَلَّ قَدْرُهُ)(5)(6):

وَ قَالَ ع: مَنْ غَلَبَ شَهْوَتَهُ ظَهَرَ عَقْلُهُ:(7)

وَ قَالَ ع: مَنْ غَلَبَ عَقْلُهُ هَوَاهُ أَفْلَحَ مَنْ غَلَبَ هَوَاهُ عَقْلَهُ افْتَضَحَ(8):

وَ قَالَ ع: مَنْ غَلَبَ شَهْوَتَهُ صَانَ قَدْرَهُ(9)

12770-@(10) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: وَ الْهَوَى عَدُوُّ الْعَقْلِ وَ مُخَالِفُ الْحَقِّ وَ قَرِينُ الْبَاطِلِ وَ قُوَّةُ الْهَوَى مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ أَصْلُ عَلَامَاتِ الْهَوَى مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ وَ الْغَفْلَةِ عَنِ الْفَرَائِضِ وَ الِاسْتِهَانَةِ بِالسُّنَنِ وَ الْخَوْضِ فِي الْمَلَاهِي

12771-@ (11) أَبُو يَعْلَى الْجَعْفَرِيُّ فِي كِتَابِ نُزْهَةِ النَّاظِرِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ


1- نفس المصدر ج 234 و فيه: «ضلال النفس» بدل «زوال العقل» الطبعة الحجرية.
2- نفس المصدر ج 2 ص 642 ح 571.
3- نفس المصدر ج 2 ص 702 ح 1333.
4- نفس المصدر ج 2 ص 833 ح 93.
5- ليس في المصدر.
6- نفس المصدر ج 2 ص 621 ح 228.
7- نفس المصدر ج 2 ص 625 ح 308.
8- نفس المصدر ج 2 ص 650 ح 698، 699.
9- نفس المصدر ج 2 ص 651 ح 707.
10- مصباح الشريعة ص 223.

ص: 213

ع قَالَ: إِنَّ طَبَائِعَ النَّاسِ كُلَّهَا مُرَكَّبَةٌ عَلَى الشَّهْوَةِ وَ الرَّغْبَةِ وَ الْحِرْصِ وَ الرَّهْبَةِ وَ الْغَضَبِ وَ اللَّذَّةِ إِلَّا أَنَّ فِي النَّاسِ مَنْ زَمَّ(1) هَذِهِ الْخِلَالَ بِالتَّقْوَى وَ الْحَيَاءِ وَ الْأَنَفِ فَإِذَا دَعَتْكَ نَفْسُكَ إِلَى كَبِيرَةٍ مِنَ(2) الْأَمْرِ فَارْمِ بِبَصَرِكَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِنْ لَمْ تَخَفْ مَنْ فِيهَا فَانْظُرْ إِلَى مَنْ فِي الْأَرْضِ لَعَلَّكَ أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِمَّنْ فِيهَا فَإِنْ كُنْتَ لَا مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ تَخَافُ وَ لَا مِمَّنْ فِي الْأَرْضِ تَسْتَحِي فَعُدَّ نَفْسَكَ فِي الْبَهَائِمِ

10 بَابُ وُجُوبِ الِاعْتِصَامِ بِاللَّهِ

(3)

12772-@ (4) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْقَاضِي(5) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ بُطَّةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ لَيْسَ لِي فِيهِنَّ حِيلَةٌ وَ سَائِرُ النَّاسِ فِي قَبْضَتِي مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ عَنْ نِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَ اتَّكَلَ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ الْخَبَرَ

12773-@ (6) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا عَنِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَيُّمَا عَبْدٍ أَقْبَلَ قِبَلَ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَقْبَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قِبَلَ كُلِّ مَا يُحِبُّ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ وَ بِتَقْوَاهُ عَصَمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَقْبَلَ قَبِلَهُ وَ عَصَمَهُ لَمْ يُبَالِ لَوْ سَقَطَتِ السَّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ- [أَوْ كَانَتْ نَازِلَةً عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ](7) فَشَمِلَتْهُمْ بَلِيَّةٌ وَ كَانَ فِي حِرْزِ اللَّهِ بِالتَّقْوَى مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ أَ لَيْسَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ- إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ(8)


1- في المصدر: قد ضم.
2- و فيه: ممن.
3- الباب 10
4- الخصال ج 1 ص 285 ح 37.
5- في المصدر: الفامي، و كلاهما صحيح «راجع معجم رجال الحديث ج 2 ص 354».
6- مشكاة الأنوار ص 18.
7- أثبتناه من المصدر.
8- الدخان 44: 51.

ص: 214

12774-@ (1)، وَ عَنْهُ ع: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ ع أَنَّهُ مَا اعْتَصَمَ بِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِي عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ ثُمَّ تَكِيدُهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَيْنِهِنَّ وَ مَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ أَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ وَ لَا أُبَالِي فِي أَيِّ وَادٍ يَهْلِكُ:

فِقْهُ الرِّضَا، ع: مِثْلَهُ(2)

12775-@ (3) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَتَّالُ فِي رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ لَا يُهْزَمُ

12776-@ (4)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ يَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِي إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ(5) دُونَهُ فَإِنْ سَأَلَنِي لَمْ أُعْطِهِ وَ إِنْ دَعَانِي لَمْ أُجِبْهُ وَ مَا مِنْ مَخْلُوقٍ يَعْتَصِمُ بِي دُونَ خَلْقِي إِلَّا ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ فَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ وَ إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ وَ إِنِ اسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ:

صَحِيفَةُ الرِّضَا، ع مُسْنَداً عَنْهُ ص: مِثْلَهُ(6)

12777-@ (7) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي كِتَابِ لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ نَزَلَتْ بِهِ بَلِيَّةٌ فَاعْتَصَمَ بِي دُونَ خَلْقِي إِلَّا أَعْطَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَنِي


1- مشكاة الأنوار ص 16.
2- فقه الرضا (عليه السلام) ص 48.
3- روضة الواعظين ص 425.
4- روضة الواعظين ص 426.
5- في المصدر زيادة: من.
6- صحيفة الإمام الرضا (عليه السلام) ص 33 ح 5.
7- لب اللباب: مخطوط.

ص: 215

12778-@ (1) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ نَجَاهُ:

وَ قَالَ ع: مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ:(2)

وَ قَالَ ع: اعْتَصِمْ فِي أَحْوَالِكَ كُلِّهَا بِاللَّهِ فَإِنَّكَ تَعْتَصِمُ مِنْهُ سُبْحَانَهُ بِمَانِعٍ عَزِيزٍ(3) أَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ(4)

11 بَابُ وُجُوبِ التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ وَ التَّفْوِيضِ إِلَيْهِ

(5)

12779-@ (6) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: الْإِيمَانُ لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَ التَّفْوِيضُ إِلَيْهِ وَ التَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَ الرِّضَى بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى:

وَ رَوَاهُ فِي الْمَحَاسِنِ، عَنْهُ ع: مِثْلَهُ(7) وَ رَوَاهُ الْحِمْيَرِيُّ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنِ الرِّضَا ع: مِثْلَهُ(8)

12780-@(9) كِتَابُ مُثَنَّى بْنِ الْوَلِيدِ الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ لِي مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ قَالَ فَقُلْتُ وَ مَا حَدُّ التَّوَكُّلِ قَالَ الْيَقِينُ قُلْتُ فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ قَالَ أَنْ لَا يَخَافَ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً


1- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 619 ح 184.
2- نفس المصدر ج 2 ص 630 ح 380.
3- نفس المصدر ج 1 ص 119 ح 166.
4- نفس المصدر ج 1 ص 118 ح 165.
5- الباب 11
6- الجعفريات ص 232.
7- عنه في مشكاة الأنوار ص 18.
8- قرب الإسناد ص 155.
9- كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص 104.

ص: 216

12781-@ (1) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ رَجَاءِ بْنِ يَحْيَى الْعَبَرْتَائِيِّ الْكَاتِبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهُنَائِيِّ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَاتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَكُنْ بِمَا فِي يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدَيْكَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَذِهِ الْآيَةِ لَكَفَتْهُمْ وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ ءٍ قَدْراً(2)

12782-@ (3) سِبْطُ الشَّيْخِ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْغِنَى وَ الْعِزَّ يَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَاهُ

12783-@ (4)، وَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ع: سَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدٍ السَّائِيُّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ(5) قَالَ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ دَرَجَاتٌ مِنْهَا أَنْ تَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ عَنْهُ رَاضِياً تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَأْلُوكَ إِلَّا خَيْراً وَ فَضْلًا وَ تَعْلَمُ أَنَّ الْحُكْمَ فِي ذَلِكَ إِلَيْهِ وَ وَثِقْتَ بِهِ فِيهَا وَ فِي غَيْرِهَا


1- أمالي الطوسيّ: النسخة المطبوعة خالية من هذه القطعة، و اخرجها العلّامة المجلسي في البحار ج 77 ص 87 عن معاني الأخبار و الخصال و ذكر في ذيله: و رواه الشيخ في أماليه مثله.
2- الطلاق 65: 2، 3.
3- مشكاة الأنوار ص 16.
4- المصدر السابق 16.
5- الطلاق 65: 3.

ص: 217

12784-@ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَتَّالُ فِي رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَتْقَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ

12785-@ (2)، وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ لَا يُغْلَبُ

12786-@ (3)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ(4) أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِمَّا فِي يَدِهِ وَ قَالَ ص لَوْ أَنَّ رَجُلًا تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ بِصِدْقِ النِّيَّةِ لَاحْتَاجَتْ إِلَيْهِ (الْأُمُورُ مِمَّنْ دُونَهُ)(5) فَكَيْفَ يَحْتَاجُ هُوَ وَ مَوْلَاهُ الْغِنِيُّ الْحَمِيدُ

12787-@ (6) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَوَكَّلَ وَ قَنِعَ وَ رَضِيَ كُفِيَ الْمَطْلَبَ

12788-@ (7)، وَ قَالَ ص: مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ يَسُدُّوا فَاقَتَهُ وَ مَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ الْغِنَى إِمَّا مَوْتاً عَاجِلًا أَوْ غِنًى آجِلًا

12789-@ (8)، وَ قَالَ ص: لَوْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وَ تَرُوحُ بِطَاناً وَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ص قَوْماً لَا يَزْرَعُونَ قَالَ مَا أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ قَالَ لَا بَلْ أَنْتُمُ الْمُتَّكِلوُنَ

12790-@(9)، وَ قَالَ ص: لَا تَتَّكِلْ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ فَيَكِلَكَ اللَّهُ


1- روضة الواعظين ص 425.
2- روضة الواعظين ص 425.
3- المصدر السابق ص 426.
4- في المصدر: سرّه.
5- في المصدر: الأمراء فمن دونهم.
6- لب اللباب: مخطوط.
7- لب اللباب: مخطوط.
8- لب اللباب: مخطوط.
9- لب اللباب: مخطوط.

ص: 218

إِلَيْهِ وَ لَا تَعْمَلْ لِغَيْرِ اللَّهِ فَيَجْعَلَ ثَوَابَكَ عَلَيْهِ

12791-@ (1)، وَ سَأَلَ النَّبِيُّ ص جَبْرَئِيلَ عَنْ تَفْسِيرِ التَّوَكُّلِ فَقَالَ الْيَأْسُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا يَضُرُّ وَ لَا يَنْفَعُ وَ لَا يُعْطِي وَ لَا يَمْنَعُ

12792-@ (2)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: قَضَى اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ آمَنَ بِهِ هَدَاهُ وَ مَنِ اتَّقَاهُ وَقَاهُ وَ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ وَ مَنْ أَقْرَضَهُ أَنْمَاهُ وَ مَنْ وَثِقَ بِهِ أَنْجَاهُ وَ مَنِ الْتَجَأَ إِلَيْهِ آوَاهُ وَ مَنْ دَعَاهُ أَجَابَهُ وَ لَبَّاهُ وَ تَصْدِيقُهَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ- وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ(3) وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً(4)- وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ(5)- مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ(6)- وَ مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ(7)- وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ(8)- وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي(9) الْآيَةَ

12793-@ (10)، وَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع قَالَ: إِنَّ الْعِزَّ وَ الْغِنَى خَرَجَا يَجُولَانِ فَلَقِيَا التَّوَكُّلَ فَاسْتَوْطَنَا

12794-@ (11) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: التَّوَكُّلُ كَأْسٌ مَخْتُومٌ بِخِتَامِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا يَشْرَبُ بِهَا وَ لَا يَفُضُّ خِتَامَهَا إِلَّا الْمُتَوَكِّلُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ(11) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ


1- لب اللباب: مخطوط.
2- لب اللباب: مخطوط.
3- التغابن 64: 11.
4- الطلاق: 65: 2.
5- الطلاق 65: 3.
6- البقرة 2: 245.
7- آل عمران 3: 101.
8- الزمر 39: 54.
9- البقرة 2: 186.
10- لب اللباب: مخطوط.
11- إبراهيم 14: 12.

ص: 219

وَ عَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(1) جَعَلَ اللَّهُ التَّوَكُّلَ مِفْتَاحَ الْإِيمَانِ وَ الْإِيمَانَ قُفْلَ التَّوَكُّلِ وَ حَقِيقَةَ التَّوَكُّلِ الْإِيثَارَ وَ أَصْلَ الْإِيثَارِ تَقْدِيمَ الشَّيْ ءِ بِحَقِّهِ، وَ لَا يَنْفَكُّ الْمُتَوَكِّلُ فِي تَوَكُّلِهِ مِنْ إِثْبَاتِ أَحَدِ الْإِيثَارَيْنِ فَإِنْ آثَرَ مَعْلُولَ التَّوَكُّلِ وَ هُوَ الْكَوْنُ حُجِبَ بِهِ وَ إِنْ آثَرَ الْعِلَلَ عِلَّةَ التَّوَكُّلِ وَ هُوَ الْبَارِئُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى بَقِيَ مَعَهُ فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ مُتَوَكِّلًا لَا مُتَعَلِّلًا فَكَبِّرْ عَلَى رُوحِكَ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ وَ وَدِّعْ أَمَانِيَّكَ كُلَّهَا تَوْدِيعَ الْمَوْتِ لِلْحَيَاةِ وَ أَدْنَى حَدِّ التَّوَكُّلِ أَنْ لَا تُسَابِقَ مَقْدُورَكَ بِالْهِمَّةِ وَ لَا تُطَالِعَ مَقْسُومَكَ وَ لَا تَسْتَشْرِفَ مَعْدُومَكَ فَيَنْتَقِضَ بِأَحَدِهَا عَقْدُ إِيمَانِكَ وَ أَنْتَ لَا تَشْعُرُ وَ إِنْ عَزَمْتَ أَنْ تَقِفَ عَلَى بَعْضِ شِعَارِ الْمُتَوَكِّلِينَ مِنْ إِثْبَاتِ أَحَدِ الْإِيثَارَيْنِ حَقّاً فَاعْتَصِمْ بِمَعْرِفَةِ هَذِهِ الْحِكَايَةِ وَ هِيَ أَنَّهُ رُوِيَ أَنَّ بَعْضَ الْمُتَوَكِّلِينَ قَدِمَ عَلَى بَعْضِ الْأَئِمَّةِ ع فَقَالَ لَهُ اعْطِفْ عَلَيَّ بِجَوَابِ مَسْأَلَةٍ فِي التَّوَكُّلِ وَ الْإِمَامُ ع كَانَ يَعْرِفُ الرَّجُلَ بِحُسْنِ التَّوَكُّلِ وَ نَفِيسِ الْوَرَعِ وَ أَشْرَفَ عَلَى صِدْقِهِ فِيمَا سَأَلَ عَنْهُ مِنْ قَبْلِ إِبْدَائِهِ إِيَّاهُ فَقَالَ لَهُ قِفْ مَكَانَكَ وَ أَنْظِرْنِي سَاعَةً فَبَيْنَا هُوَ مُطْرِقٌ لِجَوَابِهِ إِذِ اجْتَازَ بِهِمَا فَقِيرٌ فَأَدْخَلَ الْإِمَامُ ع يَدَهُ فِي جَيْبِهِ وَ أَخْرَجَ شَيْئاً فَنَاوَلَهُ الْفَقِيرَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى السَّائِلِ فَقَالَ لَهُ هَاتِ وَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ السَّائِلُ أَيُّهَا الْإِمَامُ كُنْتُ أَعْرِفُكَ قَادِراً مُتَمَكِّناً مِنْ جَوَابِ مَسْأَلَتِي قَبْلَ أَنِ اسْتَنْظَرْتَنِي فَمَا شَأْنُكَ فِي إِبْطَائِكَ عَنِّي فَقَالَ الْإِمَامُ ع لِتَعْتَبِرَ الْمَعْنَى قَبْلَ كَلَامِي إِذَا لَمْ أَكُنْ أَرَانِي سَاهِياً بِسِرِّي وَ رَبِّي مُطَّلِعٌ عَلَيَّ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِعِلْمِ التَّوَكُّلِ وَ فِي جَيْبِي دَانِقٌ ثُمَّ لَمْ يَحِلَّ ذَلِكَ إِلَّا بَعْدَ إِيثَارِهِ فَافْهَمْ فَشَهِقَ السَّائِلُ شَهْقَةً وَ حَلَفَ أَنْ لَا يَأْوِيَ عُمْرَاناً وَ لَا يَأْنَسَ بِبَشَرٍ مَا عَاشَ

12795-@ (2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، مُرْسَلًا عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ: أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ مَنْ ذَا الَّذِي عَبَدَ اللَّهَ فَخَذَلَهُ وَ مَنْ ذَا الَّذِي ابْتَغَاهُ فَلَمْ


1- المائدة 5: 23.
2- الاختصاص ص 337.

ص: 220

يَجِدْهُ وَ مَنْ ذَا الَّذِي ذَكَرَهُ فَلَمْ يَذْكُرْهُ(1) وَ مَنْ ذَا الَّذِي تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فَوَكَلَهُ إِلَى غَيْرِهِ وَ مَنْ ذَا الَّذِي تَضَرَّعَ إِلَيْهِ جَلَّ ذِكْرُهُ فَلَمْ يَرْحَمْهُ

12796-@ (2) الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي خَبَرِ الْمِعْرَاجِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَبِّ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ (يَا أَحْمَدُ)(3) لَيْسَ شَيْ ءٌ أَفْضَلَ عِنْدِي مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَيَّ وَ الرِّضَى بِمَا قَسَمْتُ

12797-@ (4) الْعَلَّامَةُ الْكَرَاجُكِيُّ فِي مَعْدِنِ الْجَوَاهِرِ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: خَصْلَةٌ مَنْ عَمِلَ بِهَا كَانَ مِنْ أَقْوَى النَّاسِ قِيلَ وَ مَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

12798-@ (5) الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ مَرَّ يَوْماً عَلَى قَوْمٍ فَرَآهُمْ أَصِحَّاءَ جَالِسِينَ فِي زَاوِيَةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ ع مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ قَالَ ع لَا بَلْ أَنْتُمُ الْمُتَأَكِّلَةُ فَإِنْ كُنْتُمْ مُتَوَكِّلِينَ فَمَا بَلَغَ بِكُمْ تَوَكُّلُكُمْ قَالُوا إِذَا وَجَدْنَا أَكَلْنَا وَ إِذَا فَقَدْنَا صَبَرْنَا قَالَ ع هَكَذَا تَفْعَلُ الْكِلَابُ عِنْدَنَا قَالُوا فَمَا نَفْعَلُ قَالَ كَمَا نَفْعَلُ قَالُوا كَيْفَ تَفْعَلُ قَالَ ع إِذَا وَجَدْنَا بَذَلْنَا وَ إِذَا فَقَدْنَا شَكَرْنَا


1- في الطبعة الحجرية: يجده، و ما أثبتناه من المصدر.
2- إرشاد القلوب ص 199.
3- ليس في المصدر.
4- معدن الجواهر ص 22.
5- تفسير أبي الفتوح الرازيّ:

ص: 221

12 بَابُ عَدَمِ جَوَازِ تَعَلُّقِ الرَّجَاءِ وَ الْأَمَلِ بِغَيْرِ اللَّهِ

(1)

12799-@ (2) صَحِيفَةُ الرِّضَا، ع بِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ لِيَ الْحُسَيْنُ ع رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤْمِنٍ أَمَّلَ دُونِي بِالْإِيَاسِ وَ لَأُلْبِسَنَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ بَيْنَ النَّاسِ وَ لَأُنَحِّيَنَّهُ مِنْ وَصْلِي وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ قُرْبِي مَنْ ذَا الَّذِي أَمَّلَنِي لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ فَقَطَعْتُ بِهِ دُونَهَا أَمْ مَنْ ذَا الَّذِي رَجَانِي بِعَظِيمِ جُرْمِهِ فَقَطَعْتُ رَجَاءَهُ مِنِّي أَ يَأْمُلُ أَحَدٌ غَيْرِي فِي الشَّدَائِدِ وَ أَنَا الْحَيُّ الْكَرِيمُ وَ بَابِي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي يَا بُؤْساً لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي وَ يَا شِقْوَةً لِمَنْ عَصَانِي وَ لَمْ يُرَاقِبْنِي

12800-@(3) الْبِحَارُ، عَنْ مَجْمُوعِ الدَّعَوَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ قَالَ قَالَ نَوْفٌ الْبِكَالِيُّ: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ص مُوَلِّياً مُبَادِراً فَقُلْتُ أَيْنَ تُرِيدُ يَا مَوْلَايَ فَقَالَ دَعْنِي يَا نَوْفُ إِنَّ آمَالِي تُقَدِّمُنِي فِي الْمَحْبُوبِ فَقُلْتُ يَا مَوْلَايَ وَ مَا آمَالُكَ فَقَالَ قَدْ عَلِمَهَا الْمَأْمُولُ وَ اسْتَغْنَيْتُ عَنْ تَبْيِينِهَا لِغَيْرِهِ وَ كَفَى بِالْعَبْدِ أَدَباً أَنْ لَا يُشْرِكَ فِي نِعَمِهِ وَ إِرَبِهِ غَيْرَ رَبِّهِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي خَائِفٌ عَلَى نَفْسِي مِنَ الشَّرَهِ وَ التَّطَلُّعِ إِلَى طَمَعٍ مِنْ أَطْمَاعِ الدُّنْيَا فَقَالَ لِي وَ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ عِصْمَةِ الْخَائِفِينَ وَ كَهْفِ الْعَارِفِينَ فَقُلْتُ دُلَّنِي عَلَيْهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ يَصِلُ أَمَلَكَ بِحُسْنِ تَفَضُّلِهِ وَ تُقْبِلُ عَلَيْهِ بِهَمِّكَ وَ أَعْرِضْ عَنِ النَّازِلَةِ فِي قَلْبِكَ فَإِنْ أَحَلَّكَ(4) بِهَا فَأَنَا الضَّامِنُ مِنْ مُورِدِهَا وَ انْقَطِعْ


1- الباب 12
2- عنه في البحار 71: 143 ح 41، و استدركه محقق الصحيفة في باب الزيادات من المستدرك، راجع صفحة 87 من الصحيفة.
3- البحار ج 94 ص 94 ح 12 (عن الكتاب العتيق الغروي).
4- في المصدر: أجلك.

ص: 222

إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّهُ يَقُولُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مَنْ يُؤَمِّلُ غَيْرِي بِالْيَأْسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ فِي النَّاسِ وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ قُرْبِي وَ لَأُقَطِّعَنَّهُ عَنْ وَصْلِي وَ لَأُخَلِّيَنَّ(1) ذِكْرَهُ حِينَ يَرْعَى غَيْرِي أَ يُؤَمِّلُ وَيْلَهُ لِشَدَائِدِهِ غَيْرِي وَ كَشْفُ الشَّدَائِدِ بِيَدِي وَ يَرْجُو سِوَايَ وَ أَنَا الْحَيُّ الْبَاقِي وَ يَطْرُقُ أَبْوَابَ عِبَادِي وَ هِيَ مُغْلَقَةٌ وَ يَتْرُكُ بَابِي وَ هُوَ مَفْتُوحٌ فَمَنْ ذَا الَّذِي رَجَانِي لِكَثِيرِ جُرْمِهِ فَخَيَّبْتُ رَجَاءَهُ جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِي مُتَّصِلَةً بِي وَ جَعَلْتُ رَجَاءَهُمْ مَذْخُوراً لَهُمْ عِنْدِي وَ مَلَأْتُ سَمَاوَاتِي مِمَّنْ لَا يَمَلُّ تَسْبِيحِي وَ أَمَرْتُ مَلَائِكَتِي أَنْ لَا يُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَيْنِي وَ بَيْنَ عِبَادِي أَ لَمْ يَعْلَمْ مَنْ فَدَحَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِي أَنْ لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ كَشْفَهَا إِلَّا بِإِذْنِي فَلِمَ يُعْرِضُ الْعَبْدُ بِعَمَلِهِ(2) عَنِّي وَ قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا لَمْ يَسْأَلْنِي فَلَمْ يَسْأَلْنِي وَ سَأَلَ غَيْرِي أَ فَتَرَانِي أَبْتَدِئُ خَلْقِي مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ثُمَّ أُسْأَلُ فَلَا أُجِيبُ سَائِلِي أَ بَخِيلٌ أَنَا فَيُبَخِّلُنِي عَبْدِي أَ وَ لَيْسَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ لِي أَ وَ لَيْسَ الْكَرَمُ وَ الْجُودُ صِفَتِي أَ وَ لَيْسَ الْفَضْلُ وَ الرَّحْمَةُ بِيَدِي أَ وَ لَيْسَ الْآمَالُ لَا تَنْتَهِي إِلَّا إِلَيَّ فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُونِي وَ مَا عَسَى أَنْ يُؤَمِّلَ الْمُؤَمِّلُونَ مَنْ سِوَايَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَوْ جَمَعْتُ آمَالَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ ثُمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا نَقَصَ مِنْ مُلْكِي بَعْضُ عُضْوِ الذَّرَّةِ وَ كَيْفَ يَنْقُصُ نَائِلٌ أَنَا أَفَضْتُهُ يَا بُؤْساً لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي يَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِي وَ تَوَثَّبَ عَلَى مَحَارِمِي وَ لَمْ يُرَاقِبْنِي وَ اجْتَرَأَ عَلَيَ

12801-@ (3) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ طِرْبَالٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الَّلهِ ع قَالَ: لَمَّا أَمَرَ الْمَلِكُ بِحَبْسِ يُوسُفَ فِي السِّجْنِ أَلْهَمَهُ اللَّهُ عِلْمَ تَأْوِيلِ الرُّؤْيَا إِلَى أَنْ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ قَالَ فَلَمْ يَفْزَعْ فِي حَالِهِ إِلَى اللَّهِ فَيَدْعُوَهُ فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ(4) الْآيَةَ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى يُوسُفَ فِي سَاعَتِهِ


1- و فيه: و لا حملنّ.
2- و فيه: بأمله.
3- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 176 ح 23.
4- يوسف 12: 42.

ص: 223

تِلْكَ يَا يُوسُفُ مَنْ أَرَاكَ الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتَهَا قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّي قَالَ فَمَنْ حَبَّبَكَ إِلَى أَبِيكَ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّي قَالَ فَمَنْ وَجَّهَ السَّيَّارَةَ إِلَيْكَ فَقَالَ أَنْتَ يَا رَبِّي قَالَ فَمَنْ عَلَّمَكَ الدُّعَاءَ الَّذِي دَعَوْتَ بِهِ حَتَّى جَعَلَ لَكَ مِنَ الْجُبِّ(1) فَرَجاً قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّي قَالَ فَمَنْ جَعَلَ لَكَ مِنْ كَيْدِ المَرْأَةِ مَخْرَجاً قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّي قَالَ فَمَنْ أَنْطَقَ لِسَانَ الصَّبِيِّ بِعُذْرِكَ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّي قَالَ فَمَنْ صَرَفَ عَنْكَ كَيْدَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَ النِّسْوَةِ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّي قَالَ فَمَنْ أَلْهَمَكَ تَأْوِيلَ الرُّؤْيَا قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّي قَالَ فَكَيْفَ اسْتَغَثْتَ بِغَيْرِي وَ لَمْ تَسْتَغِثْ بِي وَ تَسْأَلْنِي أَنْ أُخْرِجَكَ مِنَ السِّجْنِ وَ اسْتَغَثْتَ وَ أَمَّلْتَ عَبْداً مِنْ عِبَادِي لِيَذْكُرَكَ إِلَى مَخْلُوقٍ مِنْ خَلْقِي فِي قَبْضَتِي وَ لَمْ تَفْزَعْ إِلَيَّ الْبَثْ فِي السِّجْنِ بِذَنْبِكَ بِضْعَ سِنِينَ بِإِرْسَالِكَ عَبْداً إِلَى عَبْدٍ

12802-@ (2)، وَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ اللَّهُ لِيُوسُفَ أَ لَسْتُ الَّذِي حَبَّبْتُكَ إِلَى أَبِيكَ وَ فَضَّلْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِالْحُسْنِ أَ وَ لَسْتُ الَّذِي سُقْتُ إِلَيْكَ السَّيَّارَةَ وَ أَنْقَذْتُكَ وَ أَخْرَجْتُكَ مِنَ الْجُبِّ أَ وَ لَسْتُ الَّذِي صَرَفْتُ عَنْكَ كَيْدَ النِّسْوَةِ فَمَا حَمَلَكَ [عَلَى](3) أَنْ تَرْفَعَ رَغْبَتَكَ أَوْ تَدْعُوَ مَخْلُوقاً دُونِي فَالْبَثْ لِمَا قُلْتَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ

12803-@ (4)، وَ عَنْ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ يُوسُفَ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا يُوسُفُ إِنَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ يُقْرِؤُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ مَنْ جَعَلَكَ أَحْسَنَ خَلْقِهِ قَالَ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ يَقُولُ لَكَ مَنْ حَبَّبَكَ إِلَى أَبِيكَ دُونَ إِخْوَتِكَ قَالَ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الْأَرْضِ ثُمَ


1- الجب: البئر غير البعيدة .. الواسعة. (لسان العرب ج 1 ص 250).
2- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 177 ح 26.
3- أثبتناه من المصدر.
4- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 178 ح 29.

ص: 224

قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ وَ يَقُولُ لَكَ مَنْ أَخْرَجَكَ مِنَ الْجُبِّ بَعْدَ أَنْ طُرِحْتَ فِيهَا وَ أَيْقَنْتَ بِالْهَلَكَةِ قَالَ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ يَا رَبِّ قَالَ فَإِنَّ رَبَّكَ قَدْ جَعَلَ لَكَ عُقُوبَةً فِي اسْتِغَاثَتِكَ بِغَيْرِهِ الْخَبَرَ

12804-@ (1) كِتَابُ مُثَنَّى بْنِ الْوَلِيدِ الْحَنَّاطِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ: خُذُوا عَنِّي خَمْساً لَا يَخَافُ أَحَدُكُمْ إِلَّا ذَنْبَهُ وَ لَا يَرْجُو إِلَّا رَبَّهُ الْخَبَرَ

12805-@ (2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: خَمْسٌ لَوْ شُدَّتْ إِلَيْهَا الْمَطَايَا حَتَّى يُنْضَيْنَ(3) لَكَانَ يَسِيراً لَا يَرْجُو الْعَبْدُ إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا يَخَافُ إِلَّا ذَنْبَهُ وَ لَا يَسْتَحْيِي الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ لَا يَسْتَحْيِي الْعَالِمُ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ مَنْزِلَةُ الصَّبْرِ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ

13 بَابُ وُجُوبِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْخَوْفِ وَ الرَّجَاءِ

(4)

12806-@ (5) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا عَنِ الْمَحَاسِنِ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً

12807-@ (6)، وَ عَنْهُ ع قَالَ كَانَ أَبِي ع يَقُولُ: لَيْسَ


1- كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص 103.
2- الجعفريات ص 236.
3- النضو: الدابّة التي هزّلتها الأسفار و أذهبت لحمها. (لسان العرب ج 15 ص 330). و في المصدر: يتعبن.
4- الباب 13
5- مشكاة الأنوار ص 118.
6- مشكاة الأنوار ص 119.

ص: 225

مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ فِي قَلْبِهِ نُورَانِ نُورُ رَجَاءٍ وَ نُورُ خَوْفٍ لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا

12808-@ (1) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ نَاتَانَ(2) يَا بُنَيَّ خَفِ اللَّهَ خَوْفاً لَوْ أَتَيْتَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ خِفْتَ أَنْ يُعَذِّبَكَ وَ ارْجُ اللَّهَ رَجَاءً لَوْ وَافَيْتَ يَوْمَ(3) الْقِيَامَةِ بِإِثْمِ الثَّقَلَيْنِ رَجَوْتَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكَ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ يَا أَبَهْ(4) وَ كَيْفَ أُطِيقُ هَذَا وَ إِنَّمَا لِي قَلْبٌ وَاحِدٌ فَقَالَ لَهُ لُقْمَانُ يَا بُنَيَّ لَوِ اسْتُخْرِجَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ فَشُقَّ لَوُجِدَ فِيهِ نُورَانِ نُورٌ لِلْخَوْفِ وَ نُورٌ لِلرَّجَاءِ لَوْ وُزِنَا مَا(5) رُجِّحَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ بِمِثْقَالِ ذَرَّةٍ الْخَبَرَ:

وَ رَوَى الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّعْدَآبَادِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْهُ ع: مِثْلَهُ(6)

12809-@ (7) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا تَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّى تَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا تَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى تَكُونَ عَاقِلًا(8) لِمَا تَخَافُ وَ تَرْجُو

12810-@ (9)، وَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: وَ مَا شِيعَةُ


1- تفسير القمّيّ ج 2 ص 164، عنه في البحار ج 13 ص 412.
2- في نسخة: بآثار.
3- ليس في المصدر.
4- في نسخة: يا أبت.
5- في نسخة: لما.
6- أمالي الصدوق ص 532، و عنه في البحار ج 13 ص 413 ح 3.
7- تحف العقول ص 275، و عنه في البحار ج 78 ص 253 ح 112.
8- في المصدر: عاملا.
9- تحف العقول ص 392.

ص: 226

جَعْفَرٍ إِلَّا مَنْ كَفَّ لِسَانَهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ وَ رَجَا سَيِّدَهُ وَ خَافَ اللَّهَ حَقَّ خِيفَتِهِ

12811-@ (1)، وَ عَنِ الصَّادِقِ ع: أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ يَا ابْنَ جُنْدَبٍ يَهْلِكُ الْمُتَّكِلُ عَلَى عَمَلِهِ وَ لَا يَنْجُو الْمُجْتَرِئُ عَلَى الذُّنُوبِ الْوَاثِقُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ قُلْتُ فَمَنْ يَنْجُو قَالَ الَّذِينَ هُمْ بَيْنَ الْخَوْفِ وَ الرَّجَاءِ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ فِي مِخْلَبِ طَائِرٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ الْعَذَابِ

12812-@ (2)، وَ عَنِ الْكَاظِمِ ع: أَنَّهُ قَالَ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ يَا هِشَامُ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَالِماً(3) لِمَا يَخَافُ وَ يَرْجُو

12813-@ (4) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: الْخَوْفُ رَفِيقُ(5) الْقَلْبِ وَ الرَّجَاءُ شَفِيعُ النَّفْسِ وَ مَنْ كَانَ بِاللَّهِ عَارِفاً كَانَ مِنَ اللَّهِ خَائِفاً (وَ إِلَيْهِ رَاجِياً)(6) وَ هُمَا جَنَاحَا الْإِيمَانِ يَطِيرُ بِهِمَا الْعَبْدُ الْمُحَقِّقُ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ وَ عَيْنَا عَقْلِهِ يُبْصِرُ بِهِمَا إِلَى وَعْدِ اللَّهِ تَعَالَى وَ وَعِيدِهِ وَ الْخَوْفُ طَالِعُ عَدْلِ اللَّهِ بِاتِّقَاءِ وَعِيدِهِ وَ الرَّجَاءُ دَاعِي فَضْلِ اللَّهِ وَ هُوَ يُحْيِي الْقَلْبَ وَ الْخَوْفُ يُمِيتُ النَّفْسَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُؤْمِنُ بَيْنَ خَوْفَيْنِ خَوْفِ مَا مَضَى وَ خَوْفِ مَا بَقِيَ وَ بِمَوْتِ النَّفْسِ تَكُونُ حَيَاةُ الْقَلْبِ وَ بِحَيَاةِ الْقَلْبِ الْبُلُوغُ إِلَى الِاسْتِقَامَةِ وَ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَلَى مِيزَانِ الْخَوْفِ وَ الرَّجَاءِ لَا يَضِلُّ وَ يَصِلُ إِلَى مَأْمُولِهِ وَ كَيْفَ لَا يَخَافُ الْعَبْدُ وَ هُوَ غَيْرُ عَالِمٍ


1- تحف العقول ص 222، و عنه في البحار ج 78 ص 280.
2- تحف العقول ص 294.
3- في المصدر: عاملا.
4- مصباح الشريعة ص 476.
5- في المصدر: رقيب.
6- ليس في المصدر.

ص: 227

بِمَا يَخْتِمُ صَحِيفَتَهُ وَ لَا لَهُ عَمَلٌ يَتَوَسَّلُ(1) بِهِ اسْتِحْقَاقاً وَ لَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَى شَيْ ءٍ وَ لَا مَفَرَّ وَ كَيْفَ لَا يَرْجُو وَ هُوَ يَعْرِفُ نَفْسَهُ بِالْعَجْزِ وَ هُوَ غَرِيقٌ فِي بَحْرِ آلَاءِ اللَّهِ وَ نَعْمَائِهِ مِنْ حَيْثُ لَا تُحْصَى وَ لَا تُعَدُّ وَ الْمُحِبُّ(2) يَعْبُدُ رَبَّهُ عَلَى الرَّجَاءِ بِمُشَاهَدَةِ أَحْوَالِهِ بِعَيْنٍ سَهَرٍ(3) وَ الزَّاهِدُ يَعْبُدُ عَلَى الْخَوْفِ

12814-@ (4) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي سَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ص يَقُولُ: لَا يَكُونُ [الْمُؤْمِنُ](5) مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَامِلًا لِمَا يَخَافُ وَ يَرْجُو

12815-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ص: عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ(7) قَالَ مِنْ شَفَقَتِهِمْ وَ رَجَائِهِمْ يَخَافُونَ أَنْ تُرَدَّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ إِذَا لَمْ يُطِيعُوا وَ هُمْ يَرْجُونَ أَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْهُمْ

12816-@ (8) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا السَّعِيدُ مَنْ خَافَ الْعِقَابَ فَأَمِنَ وَ رَجَا الثَّوَابَ فَأَحْسَنَ وَ اشْتَاقَ إِلَى


1- في المصدر: يتوصل.
2- و فيه: فالمحب.
3- كذا في الحجرية، و الظاهر «متّهم» كما في المصدر.
4- أمالي المفيد ص 195.
5- أثبتناه من المصدر.
6- أمالي المفيد ص 196.
7- المؤمنون 23: 60.
8- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 302 ح 47.

ص: 228

الْجَنَّةِ فَأَدْلَجَ:(1)

وَ قَالَ ع:(2) خَفْ رَبَّكَ خَوْفاً يَشْغَلُكَ عَنْ رَجَائِهِ وَ ارْجُهْ رَجَاءَ مَنْ لَا يَأْمَنُ خَوْفَهُ

14 بَابُ وُجُوبِ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ

(3)

12817-@ (4) زَيْدٌ النَّرْسِيُّ فِي أَصْلِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَهُ(5) وَ مَنْ خَافَ اللَّهَ حَثَّهُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَ الْأَخْذِ بِتَأْدِيبِهِ فَبَشِّرِ الْمُطِيعِينَ الْمُتَأَدِّبِينَ بِأَدَبِ اللَّهِ وَ الْآخِذِينَ عَنِ اللَّهِ أَنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُنْجِيَهُمْ مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ

12818-@ (6) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ فِي بَابِ وُجُوبِ التَّوَكُّلِ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَ لَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ فَإِذَا أَمِنَنِي أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ إِذَا خَافَنِي آمَنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ مِثْلُ عَمَلِ سَبْعِينَ نَبِيّاً لَاحْتَقَرَهُ وَ خَشِيَ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْ شَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً قِيَاماً فِي خِيفَتِهِ مَا يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةُ الْأَخِيرَةُ فَيَقُولُونَ جَمِيعاً سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ مَا عَبَدْنَاكَ كَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُعْبَدَ فَلَوْ كَانَ لِرَجُلٍ عَمَلُ سَبْعِينَ صِدِّيقاً(7) لَاسْتَقَلَّ عَمَلَهُ مِنْ شِدَّةِ مَا يَرَى يَوْمَئِذٍ

12819-@ (8) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي


1- أدلج القوم: إذا ساروا الليل كله. (لسان العرب ج 2 ص 272).
2- نفس المصدر ج 1 ص 395 ح 19.
3- الباب 14
4- أصل زيد النرسي ص 50.
5- في الطبعة الحجرية: خاف، و ما أثبتناه من المصدر.
6- أمالي الطوسيّ ج 2 ص 143.
7- في المصدر: نبيا.
8- مشكاة الأنوار ص 117.

ص: 229

عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْمُؤْمِنُ لَا يَخَافُ غَيْرَ اللَّهِ وَ لَا يَقُولُ عَلَيْهِ إِلَّا الْحَقَ

12820-@(1)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَ [اللَّهَ](2) وَ مَنْ خَافَ [اللَّهَ](3) سَخَتْ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا

12821-@ (4)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: مَنْ خَافَ اللَّهَ أَخَافَ [اللَّهُ](5) مِنْهُ كُلَّ شَيْ ءٍ وَ مَنْ لَمْ يَخَفِ [اللَّهَ](6) أَخَافَهُ [اللَّهُ](7) مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ

12822-@ (8)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: خَفِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ

12823-@ (9)، وَ مِنْ كِتَابِ السَّيِّدِ نَاصِحِ الدِّينِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللَّهِ

12824-@ (10)، وَ عَنْ أَبِي كَاهِلٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَبَا كَاهِلٍ لَنْ يَغْضِبَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلَى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَخَافَةٌ وَ لَا تَأْكُلُ النَّارُ مِنْهُ هُدْبَةً(11)

12825-@ (12) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا جَمَعَ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَادَى فِيهِمْ مُنَادٍ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَقْرَبَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ اللَّهِ أَشَدُّكُمْ مِنْهُ خَوْفاً وَ إِنَّ أَحَبَّكُمْ


1- مشكاة الأنوار ص 117.
2- أثبتناه من المصدر.
3- أثبتناه من المصدر.
4- مشكاة الأنوار ص 117.
5- أثبتناه من المصدر.
6- أثبتناه من المصدر.
7- أثبتناه من المصدر.
8- مشكاة الأنوار ص 117.
9- مشكاة الأنوار ص 120.
10- مشكاة الأنوار ص 120.
11- الهدبة: الشعرة النابتة على شفر العين. (لسان العرب ج 1 ص 780).

ص: 230

إِلَى اللَّهِ أَحْسَنُكُمْ عَمَلًا وَ إِنَّ أَفْضَلَكُمْ عِنْدَهُ مَنْصَباً أَعْمَلُكُمْ فِيمَا عِنْدَهُ رَغْبَةً وَ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاكُمْ

12826-@ (1)، وَ عَنِ السَّجَّادِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ: وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّهُ مَنْ خَافَ الْبَيَاتَ تَجَافَى عَنِ الْوَسَادِ وَ امْتَنَعَ عَنِ الرُّقَادِ وَ أَمْسَكَ عَنْ بَعْضِ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ مِنْ خَوْفِ سُلْطَانِ أَهْلِ الدُّنْيَا فَكَيْفَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ خَوْفِ بَيَاتِ سُلْطَانِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ أَخْذِهِ الْأَلِيمِ وَ بَيَاتِهِ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي وَ الذُّنُوبِ مَعَ طَوَارِقِ الْمَنَايَا بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَذَلِكَ الْبَيَاتُ الَّذِي لَيْسَ مِنْهُ مَنْجًى وَ لَا دُونَهُ مَلْجَأٌ(2) وَ لَا مِنْهُ مَهْرَبٌ فَخَافُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الْبَيَاتِ خَوْفَ (أَهْلِ الْيَقِينِ وَ)(3) أَهْلِ التَّقْوَى فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَ خافَ وَعِيدِ(4) الْخَبَرَ

12827-@ (5)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَنْجَاكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَشَدُّكُمْ خَشْيَةً لِلَّهِ

12828-@ (6) الْحَسَنُ بْنُ فَضْلٍ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: عَلَيْكَ بِخَشْيَةِ اللَّهِ وَ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ فَإِنَّهُ يَقُولُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(7) وَ يَقُولُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ(8) إِلَى أَنْ قَالَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ اخْشَ اللَّهَ تَعَالَى بِالْغَيْبِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ


1- تحف العقول ص 196.
2- في المصدر: ملتجأ.
3- ليس في المصدر.
4- إبراهيم 14: 14.
5- تحف العقول ص 202.
6- مكارم الأخلاق ص 451 و 457.
7- المدّثّر 74: 56.
8- البينة 98: 8.

ص: 231

فَإِنَّهُ يَرَاكَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ(1) الْخَبَرَ

12829-@ (2) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ خَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مُعَاذٍ عَنِ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَ لَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ فَإِذَا آمَنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا آمَنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

12830-@(3) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اقْشَعَرَّ جِلْدُ الْمُؤْمِنِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ:

وَ عَنْهُ ص قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَشْيَةً لَهُ:

وَ قَالَ ص: الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ:

وَ قَالَ ص: لَا يَأْمَنُ الْعَبْدُ حَتَّى يُخَلِّفَ جِسْرَ جَهَنَّمَ وَرَاءَهُ:

وَ قَالَ ص: الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ أَجَلٍ مَضَى لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ وَ بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ:

وَ قَالَ ص: إِذَا اقْشَعَرَّ جِلْدُ الْمُؤْمِنِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّتْ وَرَقُ الشَّجَرِ:

وَ عَنْهُ ص قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُعَاتِبُ عَبْداً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يَقُولُ عَبْدِي خِفْتَ مِنَ النَّارِ وَ مَا خِفْتَ مِنِّي أَ مَا تَسْتَحْيِي فَيُطْرِقُ الْعَبْدُ رَأْسَهُ حَيَاءً مِنَ اللَّهِ

12831-@ (4) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ. أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي


1- ق 50: 33.
2- الخصال ج 1 ص 79 ح 127.
3- لب اللباب: مخطوط.
4- أمالي المفيد ص 210.

ص: 232

جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ع قَالَ: إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوباً فِيمَا نَاجَى اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مُوسَى ع أَنْ قَالَ لَهُ يَا مُوسَى خَفْنِي فِي سِرِّ أَمْرِكَ أَحْفَظْكَ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَتِكَ وَ اذْكُرْنِي فِي خَلْوَتِكَ وَ عِنْدَ سُرُورِ لَذَّتِكَ أَذْكُرْكَ عِنْدَ غَفَلَاتِكَ

12832-@ (1)، وَ عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلَامَةَ الْغَنَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ الْفُجَيْعِ الْعُقَيْلِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لَهُ أَبُوهُ ص فِيمَا أَوْصَى إِلَيْهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ أُوصِيكَ بِخَشْيَةِ اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَ عَلَانِيَتِكَ

12833-@ (2) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْماً وَ كَفَى بِالاغْتِرَارِ بِاللَّهِ جَهْلًا إِلَى أَنْ قَالَ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللَّهِ أَخْوَفُهُمْ لِلَّهِ وَ أَخْوَفَهُمْ لَهُ أَعْلَمُهُمْ بِهِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِهِ أَزْهَدُهُمْ فِيهَا الْخَبَرَ

12834-@ (3) الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، رُوِيَ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ع كَانَ يُسْمَعُ مِنْهُ فِي صَلَاتِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ تَعَالَى(4) وَ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ ص كَذَلِكَ وَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ يَا مُوسَى خَفْنِي فِي سِرِّ أَمْرِكَ أَحْفَظْكَ فِي غَفَوَاتِكَ(5) الْخَبَرَ


1- أمالي المفيد ص 221.
2- تفسير القمّيّ ج 2 ص 146، و عنه في البحار ج 78 ص 193.
3- إرشاد القلوب ص 105.
4- في المصدر زيادة: في صدره.
5- و فيه: عوراتك.

ص: 233

12835-@ (1)، وَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: فَازَ وَ اللَّهِ الْأَبْرَارُ وَ خَسِرَ الْأَشْرَارُ أَ تَدْرِي مَنِ الْأَبْرَارُ هُمُ الَّذِينَ خَافُوهُ وَ اتَّقَوْهُ وَ قَرُبُوا إِلَيْهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَ خَشَوْهُ فِي (سِرِّ أَمْرِهِمْ)(2) وَ عَلَانِيَتِهِمْ كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْماً وَ كَفَى بِالاغْتِرَارِ بِهِ جَهْلًا إِلَى أَنْ قَالَ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللَّهِ أَخْوَفُهُمْ مِنْهُ وَ أَخْشَاهُمْ لَهُ أَزْهَدُهُمْ فِي الدُّنْيَا الْخَبَرَ

12836-@ (3) وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي خَبَرِ الْمِعْرَاجِ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لَهُ يَا أَحْمَدُ مَا عَرَفَنِي عَبْدٌ (إِلَّا خَشَعَ لِي وَ مَا خَشَعَ لِي عَبْدٌ)(4) إِلَّا خَشَعَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ إِلَى أَنْ قَالَ(5) يَا أَحْمَدُ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَجِدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ فَجَوِّعْ نَفْسَكَ وَ أَلْزِمْ لِسَانَكَ الصَّمْتَ وَ أَلْزِمْ نَفْسَكَ خَشْيَةً وَ خَوْفاً فَإِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَلَعَلَّكَ تَسْلَمُ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَنْتَ مِنَ الْهَالِكِينَ

12837-@ (6) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع(7) أَنَّهُ قَالَ فِيمَا كَتَبَهُ لِأَصْحَابِهِ: وَ مَا الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ الْعَمَلُ إِلَّا إِلْفَانِ مُؤْتَلِفَانِ فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَهُ وَ حَثَّهُ الْخَوْفُ عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ أَرْبَابَ الْعِلْمِ وَ أَتْبَاعَهُمُ الَّذِينَ عَرَفُوا اللَّهَ فَعَمِلُوا لَهُ وَ رَغِبُوا إِلَيْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ


1- إرشاد القلوب ص 106.
2- في المصدر: سرائرهم.
3- إرشاد القلوب ص 203، و عنه في البحار ج 77 ص 27.
4- في المصدر: و خشع لي.
5- لم نجده في مظانه.
6- الكافي ج 8 ص 16 ح 2.
7- بل عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، في حديث طويل عن صحيفة الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام) في الزهد، و نقله العلّامة المجلسي في البحار ج 70 ص 344 بهذا السند أيضا، علما بأنّ السند المذكور أعلاه قد ورد في الحديث 1 من نفس المصدر في رسالة أبي عبد اللّه (عليه السلام) إلى أصحابه.

ص: 234

مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ(1) الْخَبَرَ

12838-@ (2) وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع: مِثْلَهُ

12839-@ (3) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ ع: فِي حَدِيثِ مَسَائِلِ الشَّيْخِ الشَّامِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ الشَّيْخُ فَأَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَخْوَفُهُمْ لِلَّهِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِالتَّقْوَى وَ أَزْهَدُهُمْ فِي الدُّنْيَا:

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُعَلَّى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ الْمُرَادِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع: مِثْلَهُ(4)

12840-@(5) وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا أَوْصَى بِهِ خَضِرٌ مُوسَى ع أَنَّهُ قَالَ لَا تُعَيِّرَنَّ أَحَداً بِذَنْبٍ إِلَى أَنْ قَالَ وَ رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللَّهِ

12841-@ (6) أَبُو يَعْلَى الْجَعْفَرِيُّ تِلْمِيذُ الْمُفِيدِ فِي نُزْهَةِ النَّاظِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع أَنَّهُ قَالَ: اشْحَنُوا قُلُوبَكُمْ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ


1- فاطر 35: 28.
2- أمالي المفيد ص 202.
3- الغايات ص 67.
4- معاني الأخبار ص 199.
5- الغايات ص 92.
6- نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ص 46.

ص: 235

تَعَالَى فَإِنْ لَمْ تَسْخَطُوا شَيْئاً مِنْ صُنْعِ اللَّهِ يَلُمُّ بِكُمْ فَاسْأَلُوا مَا شِئْتُمْ

12842-@ (1) أَبُو الْفَتْحِ الْكَرَاجُكِيُّ فِي مَعْدِنِ الْجَوَاهِرِ، رُوِيَ عَنِ الْأَئِمَّةِ ع: أَنَّ أَصْلَ كُلِّ خَيْرٍ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ شَيْ ءٌ وَاحِدٌ وَ هُوَ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

12843-@ (2) عَوَالِي اللآَّلِي، وَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: سَبْعَةٌ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ مُقْتَصِدٌ وَ شَابٌّ نَشَأَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَ عِبَادَتِهِ وَ رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ جَمَالٍ وَ مَنْصَبٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ

12844-@ (3) الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَيْنِيُّ فِي الْهِدَايَةِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ شِيعَتُكُمْ مَعَكُمْ قَالَ نَعَمْ إِذَا هُمْ خَافُوا اللَّهَ وَ رَاقَبُوهُ وَ اتَّقَوْهُ وَ أَطَاعُوهُ وَ اتَّقَوُا(4) الذُّنُوبَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ كَانُوا مَعَنَا فِي دَرَجَتِنَا الْخَبَرَ

12845-@ (5) الْبِحَارُ، عَنْ أَعْلَامِ الدِّينِ لِلدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ عَلِّمْنِي عَمَلًا يُحِبُّنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ ص إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ اللَّهُ فَخَفْهُ وَ اتَّقِهِ الْخَبَرَ

12846-@ (6) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَشِيَ اللَّهَ كَمَلَ عِلْمُهُ:


1- معدن الجواهر ص 22.
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 89 ح 25.
3- الهداية ص 53.
4- في المصدر: و توقو.
5- البحار ج 85 ص 164 ح 12 عن اعلام الدين ص 84.
6- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 62 ح 226.

ص: 236

وَ قَالَ ع:(1) غَايَةُ الْعِلْمِ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ:

وَ قَالَ ع:(2) أَعْقَلُ النَّاسِ مُحْسِنٌ خَائِفٌ:

وَ قَالَ ع:(3) أَكْثَرُ النَّاسِ مَعْرِفَةً(4) أَخْوَفُهُمْ لِرَبِّهِ:

وَ قَالَ ع:(5) خَفِ اللَّهَ خَوْفَ مَنْ شَغَلَ بِالْفِكْرِ قَلْبَهُ فَإِنَّ الْخَوْفَ مَطِيَّةُ الْأَمْنِ وَ سِجْنُ النَّفْسِ عَنِ الْمَعَاصِي:

وَ قَالَ ع:(6) خَفْ تَأْمَنْ وَ لَا تَأْمَنْ فَتَخَافَ:

وَ قَالَ ع:(7) خَوْفُ اللَّهِ يَجْلِبُ لِمُسْتَشْعِرِهِ الْأَمَانَ:

وَ قَالَ ع:(8) خَشْيَةُ اللَّهِ جِمَاعُ(9) الْإِيمَانِ:

وَ قَالَ ع:(10) خَفِ اللَّهَ يُؤْمِنْكَ وَ لَا تَأْمَنْهُ فَيُعَذِّبَكَ:

وَ قَالَ ع:(11) الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا يُؤْمِنُ الْخَوْفَ فِي الْآخِرَةِ(12)

15 بَابُ اسْتِحْبَابِ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى

1(13)

12847-@ (14) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي فَلَاحِ السَّائِلِ، عَنْ صَاحِبِ كِتَابِ زُهْدِ


1- غرر الحكم ج 2 ص 505 ح 32.
2- نفس المصدر ج 1 ص 179 ح 109.
3- نفس المصدر ج 1 ص 192 ح 304.
4- في المصدر زيادة: لنفسه.
5- نفس المصدر ج 1 ص 395 ح 21.
6- نفس المصدر ج 1 ص 395 ح 17.
7- نفس المصدر ج 1 ص 400 ح 55.
8- نفس المصدر ج 1 ص 400 ح 54.
9- في المصدر: جناح.
10- نفس المصدر ج 1 ص 400 ح 56.
11- نفس المصدر ج 1 ص 103 ح 2178.
12- في المصدر زيادة: منه.
13- نفس المصدر ج 1 ص 192 ح 304.

ص: 237

مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَ نَوْفٌ نَائِمَانِ فِي رَحْبَةِ الْقَصْرِ إِذْ نَحْنُ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي بَقِيَّةٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ شِبْهَ الْوَالِهِ وَ هُوَ يَقُولُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ(1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَاتِ وَ يَمُرُّ شِبْهَ الطَّائِرِ [عَقْلُهُ](2) فَقَالَ أَ رَاقِدٌ يَا حَبَّةُ أَمْ رَامِقٌ قَالَ قُلْتُ رَامِقٌ هَذَا أَنْتَ تَعْمَلُ هَذَا الْعَمَلَ فَكَيْفَ نَحْنُ قَالَ فَأَرْخَى عَيْنَيْهِ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ لِي يَا حَبَّةُ إِنَّ لِلَّهِ مَوْقِفاً وَ لَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ مَوْقِفٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْ ءٌ مِنْ أَعْمَالِنَا يَا حَبَّةُ إِنَّ اللَّهَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ وَ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يَا حَبَّةُ إِنَّهُ لَنْ يَحْجُبَنِي وَ لَا إِيَّاكَ عَنِ اللَّهِ شَيْ ءٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَ رَاقِدٌ يَا نَوْفُ قَالَ قَالَ لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنَا بِرَاقِدٍ وَ لَقَدْ أَطَلْتَ بُكَائِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَقَالَ يَا نَوْفُ إِنْ طَالَ بُكَاؤُكَ فِي هَذَا اللَّيْلِ مَخَافَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَرَّتْ غَداً عَيْنَاكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا نَوْفُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَطْرَةٍ قَطَرَتْ مِنْ عَيْنِ رَجُلٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا أَطْفَأَتْ بِحَاراً مِنَ النِّيرَانِ يَا نَوْفُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ أَعْظَمَ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رَجُلٍ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ أَحَبَّ فِي اللَّهِ وَ أَبْغَضَ فِي اللَّهِ يَا نَوْفُ مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ لَمْ يَسْتَأْثِرْ عَلَى مُحِبِّيهِ وَ مَنْ أَبْغَضَ [فِي اللَّهِ](3) لَمْ يُنِلْ مُبْغِضِيهِ خَيْراً عِنْدَ ذَلِكَ اسْتَكْمَلْتُمْ حَقَائِقَ الْإِيمَانِ ثُمَّ وَعَظَهُمَا وَ ذَكَّرَهُمَا وَ قَالَ فِي أَوَاخِرِهِ فَكُونُوا مِنَ اللَّهِ عَلَى حَذَرٍ فَقَدْ أَنْذَرْتُكُمَا ثُمَّ جَعَلَ يَمُرُّ وَ هُوَ يَقُولُ لَيْتَ شَعْرِي فِي غَفَلَاتِي أَ مُعْرِضٌ أَنْتَ عَنِّي أَمْ نَاظِرٌ إِلَيَّ وَ لَيْتَ شَعْرِي فِي طُولِ مَنَامِي وَ قِلَّةِ شُكْرِي فِي نِعَمِكَ عَلَيَّ مَا حَالِي قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا زَالَ فِي هَذَا الْحَالِ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ


1- البقرة 2: 164، آل عمران 3: 190.
2- أثبتناه من المصدر.
3- أثبتناه من المصدر.

ص: 238

12848-@ (1)، وَ عَنْ نَوْفٍ قَالَ: أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ ع فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَ قَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ وَ غَارَتْ نُجُومُهُ وَ هُوَ قَابِضٌ بِيَدِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ(2) وَ يَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ

12849-@ (3) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ قَالَ مُوسَى إِلَهِي مَا جَزَاءُ مَنْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَتِكَ قَالَ يَا مُوسَى أَقِي وَجْهَهُ مِنَ(4) النَّارِ

12850-@(5) وَ فِي الْخِصَالِ، عَنِ الْمُظَفَّرِ الْعَلَوِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكِيبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: سَبْعَةٌ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِلَى أَنْ قَالَ وَ رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

12851-@ (6) وَ فِي فَضَائِلِ الْأَشْهُرِ الثَّلَاثَةِ، وَ الْأَمَالِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ عِيسَى الْعِجْلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ:


1- فلاح السائل ص 267.
2- السليم: اللديغ .. و قيل: الجريح المشفي على الهلكة (لسان العرب ج 12 ص 292).
3- أمالي الصدوق ص 173.
4- في المصدر زيادة: حر.
5- الخصال ص 343 ح 8.
6- فضائل الأشهر الثلاثة ص 113، أمالي الصدوق ص 191.

ص: 239

رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَائِبَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدْ هَوَى فِي النَّارِ فَجَاءَتْهُ دُمُوعُهُ الَّتِي بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فَاسْتَخْرَجَتْهُ مِنْ ذَلِكَ الْخَبَرَ

12852-@ (1) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: طُوبَى لِشَخْصٍ نَظَرَ إِلَيْهِ اللَّهُ يَبْكِي عَلَى ذَنْبٍ(2) مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ الذَّنْبِ غَيْرُهُ

12853-@ (3) وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهَا عَلَى النَّارِ وَ لَا فَاضَتْ دَمْعَةٌ عَلَى خَدِّ صَاحِبِهَا فَرَهِقَ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَا مِنْ شَيْ ءٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ إِلَّا وَ لَهُ وَزْنٌ وَ أَجْرٌ إِلَّا الدَّمْعَةُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُطْفِئُ بِالْقَطْرَةِ مِنْهَا بِحَاراً مِنْ نَارِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ إِنَّ الْبَاكِيَ لَيَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فِي أُمَّةٍ فَيَرْحَمُ اللَّهُ تِلْكَ الْأُمَّةَ بِبُكَاءِ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ فِيهَا

12854-@ (4) وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ [عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ](5) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ مَا مِنْ


1- أمالي الشيخ المفيد ص 67 ح 2.
2- في نسخة: ذنبه.
3- أمالي الشيخ المفيد ص 143 ح 1.
4- أمالي الشيخ المفيد ص 11.
5- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر «راجع معجم رجال الحديث ج 2 ص 304 و ج 15 ص 250».

ص: 240

قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ قَطْرَةِ دَمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ قَطْرَةِ دَمْعٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

12855-@ (1) الطَّبْرِسِيُّ فِي الْإِحْتِجَاجِ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ ذَكَرَ مِنْ حَالاتِ النَّبِيِّ ص: وَ كَانَ يَبْكِي حَتَّى يَبْتَلَّ مُصَلَّاهُ خَشْيَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ الْخَبَرَ

12856-@ (2) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، مُرْسَلًا قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِدَاوُدَ ع ادْعُنِي بِهَذَا الِاسْمِ يَا حَبِيبَ الْبَكَّاءِينَ

12857-@ (3)، وَ فِيهِ: أَنَّ يَحْيَى حِينَ ذَكَّرَهُ أَبُوهُ زَكَرِيَّا ع أَنَّ فِي النَّارِ دَرَكَةً يُقَالُ لَهَا الْغَضْبَانُ تَغْضَبُ بِغَضَبِ الرَّحْمَنِ فَبَكَى حَتَّى نَقَبَ الدَّمْعُ خَدَّهُ فَوَضَعَتْ أُمُّهُ عَلَيْهِ قِطْعَةَ لَبَدٍ ثُمَّ نَامَ اللَّيْلَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ لَوِ اطَّلَعْتَ اطِّلَاعَةً فِي جَهَنَّمَ لَبَكَيْتَ الدَّمَ مَكَانَ الدَّمْعِ:

وَ رَوَى: مَا يَقْرُبُ مِنْهُ الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ

12858-@ (4)، وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ إِلَّا وَ لَهُ وَزْنٌ وَ ثَوَابٌ إِلَّا الدَّمْعَةُ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فِي أُمَّةٍ لَرَحِمَ اللَّهُ تِلْكَ الْأُمَّةَ بِبُكَائِهِ

12859-@ (5)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَمِعْتُ بُكَاءً فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ مَا هَذَا قَالَ هَذَا بُكَاءَ الْكَرُوبِيِّينَ عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ

12860-@(6)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَيْنَيْنِ هَطَّالَتَيْنِ يَبْكِيَانِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ الدُّمُوعُ دَماً وَ الْأَضْرَاسُ جَمْراً


1- الاحتجاج ص 223.
2- لب اللباب: مخطوط.
3- لب اللباب: مخطوط.
4- لب اللباب: مخطوط.
5- لب اللباب: مخطوط.
6- لب اللباب: مخطوط.

ص: 241

12861-@ (1)، وَ عَنْهُ ص قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ الضِّحْكُ هَلَاكُ الْبَدَنِ وَ الْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ نَجَاةٌ مِنَ النَّارِ

12862-@ (2)، وَ فِي الْخَبَرِ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَيِ السَّمَاوِيَّةِ: وَ عِزَّتِي لَا يَبْكِيَنَّ عَبْدٌ مِنْ خَشْيَتِي إِلَّا أَجَرْتُهُ مِنْ نَقِمَتِي وَ أَبْدَلْتُهُ ضِحْكاً وَ قَالَ 13 اللَّهُ لِعِيسَى اكْحَلْ عَيْنَيْكَ بِمَلْمُولِ(3) الْحُزْنِ إِذَا نَظَرَ الْبَطَّالُونَ وَ كُنْ لِي خَاشِعاً إِذَا ضَحِكَ الْمُفْتَرُّونَ وَ اذْكُرْ نَقِمَتِي إِذَا أَمِنَ الْخَاطِئُونَ

12863-@ (4) وَ فِي التَّوْرَاةِ،: إِذَا دَمَعَتْ عَيْنَاكَ فَلَا تَمْسَحْهُمَا إِلَّا بِكَفِّكَ عَلَى وَجْهِكَ فَإِنَّهَا رَحْمَةٌ وَ لَا يَبْكِي عَبْدِي مِنْ خَشْيَتِي إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ

12864-@ (5)، وَ رُوِيَ: أَنَّ النَّبِيَّ ص إِذَا رَأَى بُرُوزَ جَهَنَّمَ يَقُولُ يَا رَبِّ اصْرِفِ النَّارَ عَنْ أُمَّتِي فَلَا يُصْرَفُ حَتَّى لَحِقَ بُكَاءُ الْعَاصِينَ فَيَرْجِعُ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ

12865-@ (6)، وَ رُوِيَ: أَنَّ النَّارَ تَزْفِرُ زَفْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجْثُو الْخَلَائِقُ عَلَى رُكْبَتِهِمْ فَيَجِي ءُ جَبْرَئِيلُ بِقَدَحٍ مِنَ الْمَاءِ يَضْرِبُهُ عَلَى وَجْهِهَا فَتَنْصَرِفُ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ ص يَا جَبْرَئِيلُ مِنْ أَيْنَ هَذَا الْمَاءُ قَالَ إِنَّهَا مِنْ دُمُوعِ الْعُصَاةِ

12866-@ (7) الْبِحَارُ، عَنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ لِعَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: طُوبَى


1- لب اللباب: مخطوط
2- لب اللباب: مخطوط
3- الملمول: المكحال، الذي يكتحل به. انظر (القاموس المحيط ج 4 ص 53 و لسان العرب ج 11 ص 632).
4- لب اللباب: مخطوط.
5- لب اللباب: مخطوط
6- لب اللباب: مخطوط
7- البحار ج 93 ص 335 ح 26، بل عن جامع الأحاديث ص 17.

ص: 242

لِعَبْدٍ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ هُوَ يَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِهِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ الذَّنْبِ غَيْرُهُ

12867-@ (1) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَا مِنْ عَبْدٍ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِمَائِهَا إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ ذَلِكَ الْجَسَدَ عَلَى النَّارِ وَ مَا فَاضَتْ عَيْنٌ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا لَمْ يَرْهَقْ ذَلِكَ الْوَجْهَ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ

12868-@ (1)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: مَا مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا وَ لَهُ وَزْنٌ أَوْ ثَوَابٌ إِلَّا الدُّمُوعُ فَإِنَّ الْقَطْرَةَ تُطْفِئُ الْبِحَارَ مِنَ النَّارِ فَإِنِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِمَائِهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ وَ إِنْ سَالَتِ الدُّمُوعُ عَلَى خَدَّيْهِ لَمْ يَرْهَقْ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرَحِمَهَا اللَّهُ

12869-@ (2)، وَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ أَمَّا دَاوُدُ فَإِنَّهُ بَكَى حَتَّى هَاجَ الْعُشْبُ مِنْ دُمُوعِهِ وَ إِنْ كَانَ لَيَزْفِرُ الزُّفْرَةَ فَيُحْرِقُ مَا نَبَتَ مِنْ دُمُوعِهِ

12870-@(3) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ فِي خُطْبَةِ الْوَدَاعِ: وَ مَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ يَكُونُ فِي مِيزَانِهِ مِنَ الْأَجْرِ وَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ عَيْنٌ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى حَافَتَيْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ

12871-@ (4) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ


1- تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 121 ح 15، و عنه في البحار ج 93 ص 335 ح 27.
2- المصدر السابق ج 2 ص 177 ح 28.
3- عدّة الداعي ص 159، و عنه في البحار ج 93 ص 334 ح 25.
4- الجعفريات ص 240.

ص: 243

عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ع: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ ع قَالَ إِلَهِي مَا لِعَبْدٍ بَلَّ وَجْهَهُ بِالدُّمُوعِ مِنْ مَخَافَتِكَ قَالَ جَزَاؤُهُ مَغْفِرَتِي وَ رِضْوَانِي (يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(1)

12872-@ (2) الْبِحَارُ، نَقْلًا مِنْ خَطِّ الشَّهِيدِ عَنْ كِتَابِ زُهْدِ مَوْلَانَا الصَّادِقِ ع عَنْهُ قَالَ: بَكَى يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا حَتَّى ذَهَبَ لَحْمُ خَدَّيْهِ مِنَ الدُّمُوعِ فَوَضَعَ عَلَى الْعَظْمِ لُبُوداً يَجْرِي عَلَيْهَا الدُّمُوعُ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَا بُنَيَّ إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَهَبَكَ لِي لِتَقَرَّ عَيْنِي بِكَ فَقَالَ يَا أَبَهْ إِنَّ عَلَى مِيزَانِ(3) رَبِّنَا مَعَاثِرَ لَا يَجُوزُهَا إِلَّا الْبَكَّاءُونَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَتَخَوَّفُ أَنْ آتِيَهَا فَأَزِلَّ مِنْهَا فَبَكَى زَكَرِيَّا حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ مِنَ الْبُكَاءِ:

الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، عَنِ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْهُ ع: مِثْلَهُ(4)

12873-@ (5)، وَ رُوِيَ: أَنَّ الْكَاظِمَ ع كَانَ يَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَخْضَلَّ لِحْيَتُهُ بِدُمُوعِهِ

12874-@ (6) أَبُو عَلِيٍّ بْنُ الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ يَا عِيسَى هَبْ لِي مِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ وَ مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ وَ اكْحَلْ عَيْنَيْكَ بِمِيلِ الْحُزْنِ إِذَا ضَحِكَ الْبَطَّالُونَ وَ قُمْ عَلَى قُبُورِ


1- ليس في المصدر.
2- البحار ج 14 ص 167 ح 5.
3- في المصدر: نيران.
4- مكارم الأخلاق ص 316.
5- مكارم الأخلاق ص 318.
6- أمالي الشيخ الطوسيّ ج 1 ص 11.

ص: 244

الْأَمْوَاتِ فَنَادِهِمْ بِالصَّوْتِ الرَّفِيعِ لَعَلَّكَ تَأْخُذُ مَوْعِظَتَكَ مِنْهُمْ وَ قُلْ إِنِّي لَاحِقٌ فِي اللَّاحِقَينَ

12875-@ (1) جَامِعُ الْأَخْبَارِ، عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: الْعُبُودِيَّةُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ خَلَاءُ الْبَطْنِ وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَ قِيَامُ اللَّيْلِ وَ التَّضَرُّعُ عِنْدَ الصُّبْحِ وَ الْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

12876-@ (2)، وَ رُوِيَ: أَنَّ نُوحاً ع مَرَّ عَلَى كَلْبٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرِ فَقَالَ نُوحٌ مَا أَقْبَحَ هَذَا الْكَلْبَ فَجَثَا الْكَلْبُ وَ قَالَ بِلِسَانٍ طَلِقٍ ذَلِقٍ(3) إِنْ كُنْتَ لَا تَرْضَى بِخَلْقِ اللَّهِ فَحَوِّلْنِي يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَتَحَيَّرَ نُوحٌ ع وَ أَقْبَلَ يَلُومُ نَفْسَهُ بِذَلِكَ وَ نَاحَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى نَادَاهُ اللَّهُ إِلَى مَتَى تَنُوحُ يَا نُوحُ فَقَدْ تُبْتُ عَلَيْكَ

12877-@ (4)، وَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ص: يُبَاهِي اللَّهُ تَعَالَى الْمَلَائِكَةَ بِخَمْسَةٍ إِلَى أَنْ قَالَ وَ رَجُلٍ يَبْكِي فِي خَلْوَةٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

12878-@ (5)، وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ إِنْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ عَدَدِ قَطْرِ الْبِحَارِ ثُمَّ قَرَأَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً(6) الْآيَةَ

12879-@ (7)، وَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَا يَقْطُرُ فِي الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمْعٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَتِهِ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ


1- جامع الأخبار ص 208.
2- جامع الأخبار ص 109.
3- لسان طلق ذلق: أي فصيح بليغ (لسان العرب ج 10 ص 110).
4- جامع الأخبار ص 113.
5- جامع الأخبار ص 113.
6- التوبة 9: 82.
7- جامع الأخبار ص 114.

ص: 245

12880-@(1)، وَ عَنْهُ ع: حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

12881-@ (2)، وَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: الْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ نَجَاةٌ مِنَ النَّارِ:

وَ قَالَ ع: بُكَاءُ الْعُيُونِ وَ خَشْيَةُ الْقُلُوبِ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ

12882-@ (3) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ يُنِيرُ الْقَلْبَ وَ يَعْصِمُ مِنْ مُعَاوَدَةِ الذَّنْبِ:

وَ قَالَ ع:(4) الْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ مِفْتَاحُ الرَّحْمَةِ

12883-@ (5) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ، بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ رَبِّي تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَخْبَرَنِي فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا أَدْرَكَ الْعَابِدُونَ دَرْكَ الْبُكَاءِ عِنْدِي شَيْئاً وَ إِنِّي لَأَبْنِيَنَّ لَهُمْ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى قَصْراً لَا يُشْرِكُهُمْ فِيهِ أَحَدٌ وَ فِيهِ(6) يَا أَبَا ذَرٍّ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَبْكِيَ قَلْبُهُ فَلْيَبْكِ وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيُشْعِرْ قَلْبَهُ الْحُزْنَ وَ لْيَتَبَاكَ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنِ الصَّدُوقِ عَنْهُ: مِثْلَهُ(7)

12884-@ (8) الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: مَا دَخَلْتُ عَلَى أَبِي قَطُّ إِلَّا وَجَدْتُهُ بَاكِياً

12885-@ (9)، وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً نَصَبَ فِي قَلْبِهِ نَائِحَةً مِنَ الْحُزْنِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ


1- جامع الأخبار ص 114.
2- جامع الأخبار ص 113.
3- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 89 ح 2037.
4- نفس المصدر ج 1 ص 91 ح 2073.
5- أمالي الشيخ الطوسيّ ج 2 ص 145.
6- نفس المصدر ج 2 ص 142.
7- أمالي المفيد: النسخة المطبوعة خالية منه.
8- إرشاد القلوب ص 96.
9- إرشاد القلوب ص 96.

ص: 246

وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً نَصَبَ لَهُ فِي قَلْبِهِ مِزْمَاراً مِنَ الضِّحْكِ وَ مَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ

12886-@ (1)، وَ رُوِيَ: أَنَّ بَعْضَ الْأَنْبِيَاءِ اجْتَازَ بِحَجَرٍ يَنْبُعُ مِنْهُ مَاءٌ كَثِيرٌ فَعَجِبَ مِنْ ذَلِكَ فَسَأَلَ اللَّهَ إِنْطَاقَهُ فَقَالَ لَهُ لِمَ يَخْرُجُ مِنْكَ الْمَاءُ الْكَثِيرُ مَعَ صِغَرِكَ فَقَالَ [مِنْ](2) بُكَاءِ [حُزْنٍ](3) حَيْثُ سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ(4) وَ أَخَافُ أَنْ أَكُونَ مِنْ تِلْكَ الْحِجَارَةِ فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ تِلْكَ الْحِجَارَةِ فَأَجَابَهُ اللَّهُ وَ بَشَّرَهُ النَّبِيُّ بِذَلِكَ ثُمَّ تَرَكَهُ وَ مَضَى ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ بَعْدَ وَقْتٍ فَرَآهُ يَنْبُعُ كَمَا كَانَ فَقَالَ أَ لَمْ يُؤْمِنْكَ اللَّهُ فَقَالَ بَلَى فَذَاكَ بُكَاءُ الْحُزْنِ وَ هَذَا بُكَاءُ السُّرُورِ

12887-@ (5)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابَةِ مِنَ الدُّمُوعِ فَيُصِيبُ حَرَّ وَجْهِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ

12888-@ (6)، وَ قَالَ: لَا تَرَى النَّارَ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ لَا عَيْنٌ سَهِرَتْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَ لَا عَيْنٌ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ

12889-@ (7)، وَ قَالَ ص: مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمْعٍ خَرَجَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ مِنْ قَطْرَةِ دَمٍ سُفِكَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ رَحِيقِ رَحْمَتِهِ وَ أَبْدَلَهُ اللَّهُ ضِحْكاً وَ سُرُوراً فِي جَنَّتِهِ وَ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ حَوْلَهُ وَ لَوْ كَانُوا عِشْرِينَ أَلْفاً وَ مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ وَ إِنْ أَصَابَتْ وَجْهَهُ لَمْ يَرْهَقْهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ وَ لَوْ بَكَى عَبْدٌ فِي أُمَّةٍ لَنَجَّى اللَّهُ تِلْكَ الْأُمَّةَ بِبُكَائِهِ


1- إرشاد القلوب ص 96.
2- اثبتناه من المصدر.
3- اثبتناه من المصدر.
4- التحريم 66: 6.
5- إرشاد القلوب ص 97.
6- إرشاد القلوب ص 97.
7- إرشاد القلوب ص 97.

ص: 247

12890-@(1)، وَ قَالَ ص: مَنْ بَكَى مِنْ ذَنْبٍ غُفِرَ لَهُ وَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِ النَّارِ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَ مَنْ بَكَى شَوْقاً إِلَى الْجَنَّةِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ فِيهَا وَ كُتِبَ لَهُ أَمَانٌ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً

12891-@ (2)، وَ قَالَ ص: الْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ مِفْتَاحُ الرَّحْمَةِ وَ عَلَامَةُ الْقَبُولِ وَ بَابُ الْإِجَابَةِ

12892-@ (3)، وَ قَالَ ص: إِذَا بَكَى الْعَبْدُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُ الذُّنُوبُ كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ فَيَبْقَى كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ

12893-@ (4) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ مَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَطْرَتَيْنِ قَطْرَةِ دَمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ قَطْرَةِ دَمْعَةٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ لَا يُرِيدُ بِهَا عَبْدٌ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ

12894-@ (5) نَهْجُ الْبَلَاغَةِ،: فِي كَلَامٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي صِفَاتِ الذَّاكِرِينَ: جَرَحَ طُولُ الْأَسَى قُلُوبَهُمْ وَ طُولُ الْبُكَاءِ عُيُونَهُمْ

12895-@ (6) ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي الْمَنَاقِبِ،: وَ كَانَ يَعْنِي النَّبِيَّ ص يَبْكِي حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ أَ لَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ فَقَالَ أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً

وَ كَذَلِكَ كَانَ غَشَيَاتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَصِيِّهِ فِي مَقَامَاتِهِ


1- إرشاد القلوب ص 97.
2- إرشاد القلوب ص 98.
3- إرشاد القلوب ص 98.
4- كتاب الغايات ص 93.
5- نهج البلاغة ج 2 ص 239.
6- المناقب لابن شهرآشوب: لم نجده في مظانه.

ص: 248

16 بَابُ وُجُوبِ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ وَ تَحْرِيمِ سُوءِ الظَّنِّ بِهِ

(1)

12896-@ (2) فِقْهُ الرِّضَا، ع رُوِيَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ ع فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانَةَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ فِي دَرَجَتِكَ فَسَارَ(3) إِلَيْهَا فَسَأَلَهَا عَنْ عَمَلِهَا فَخَبَّرَتْهُ فَوَجَدَهُ مِثْلَ سَائِرِ أَعْمَالِ النَّاسِ فَسَأَلَهَا عَنْ نِيَّتِهَا فَقَالَتْ مَا كُنْتُ فِي حَالَةٍ فَنَقَلَنِي مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا إِلَّا كُنْتُ بِالْحَالَةِ الَّتِي نَقَلَنِي إِلَيْهَا أَسَرَّ مِنِّي بِالْحَالَةِ الَّتِي كُنْتُ فِيهَا فَقَالَ حَسُنَ ظَنُّكِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

12897-@ (4)، وَ أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجَائِهِ مِنْهُ وَ حُسْنِ خُلُقِهِ وَ الْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ايْمُ اللَّهِ لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ إِلَّا أَنْ يُسِي ءَ الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ تَقْصِيرِهِ مِنْ رَجَائِهِ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ وَ اللَّهِ لَا يُحْسِنُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ ظَنّاً بِاللَّهِ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي أَنْ يُخْلِفَ ظَنَّ عَبْدِهِ وَ رَجَاءَهُ فَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ ارْغَبُوا إِلَيْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ(5)

12898-@ (6)، وَ رُوِيَ أَنَّ دَاوُدَ ع قَالَ: يَا رَبِّ مَا آمَنَ بِكَ مَنْ عَرَفَكَ وَ لَمْ يُحْسِنِ الظَّنَّ بِكَ:

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ


1- الباب 16
2- فقه الرضا ص 49، و عنه في البحار ج 70 ص 388 ح 56.
3- في المصدر: فصار.
4- فقه الرضا (عليه السلام) ص 49.
5- الفتح 48: 6.
6- فقه الرضا (عليه السلام) ص 49.

ص: 249

ع: مِثْلَهُ(1)

12899-@ (2)، وَ رُوِيَ: أَنَّ آخِرَ عَبْدٍ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ يَلْتَفِتُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَمْ يَكُنْ هَذَا ظَنِّي بِكَ فَيَقُولُ مَا كَانَ ظَنُّكَ بِي قَالَ كَانَ ظَنِّي بِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي وَ تُسْكِنَنِي جَنَّتَكَ فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ يَا مَلَائِكَتِي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ جُودِي وَ كَرَمِي وَ ارْتِفَاعِي فِي عُلُوِّي مَا ظَنَّ بِي عَبْدِي خَيْراً سَاعَةً قَطُّ وَ لَوْ ظَنَّ بِي سَاعَةً خَيْراً مَا رَوَّعْتُهُ بِالنَّارِ أَجِيزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَ أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ الْعَالِمُ ع قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَلَا لَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَاتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا يَظُنُّونَهُ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا وَ مِنْ فَضْلِي فَلْيَرْجُوا وَ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ فَلْيَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذَلِكَ تُدْرِكُهُمْ وَ مِنَّتِي تَبْلُغُهُمْ وَ رِضْوَانِي وَ مَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ فَإِنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وَ بِذَلِكَ سُمِّيتُ

12900-@(3)، وَ أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَنْ يَحْبِسَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَحَبَسَهُمَا ثُمَّ أَمَرَ بِإِطْلَاقِهِمَا قَالَ فَنَظَرَ إِلَى أَحَدِهِمَا فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الْهُدْبَةِ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى مِنْكَ قَالَ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ وَ نَظَرَ إِلَى الْآخَرِ لَمْ يَتَشَعَّبْ مِنْهُ شَيْ ءٌ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ كُنْتُمَا فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ وَ قَدْ رَأَيْتُ مَا بَلَغَ الْأَمْرُ بِصَاحِبِكَ وَ أَنْتَ لَمْ تَتَغَيَّرْ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنَّهُ كَانَ ظَنِّي بِاللَّهِ جَمِيلًا حَسَناً فَقَالَ يَا رَبِّ قَدْ سَمِعْتَ مَقَالَةَ عَبْدَيْكَ فَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ صَاحِبُ الظَّنِّ الْحَسَنِ أَفْضَلُ

12901-@ (4) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، وَ فِي فَضَائِلِ الْأَشْهُرِ الثَّلَاثَةِ، بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ فِي


1- مشكاة الأنوار ص 36.
2- فقه الرضا (عليه السلام) ص 49.
3- فقه الرضا (عليه السلام) ص 49.
4- أمالي الصدوق ص 192، فضائل الأشهر الثلاثة ص 113.

ص: 250

الْبَابِ السَّابِقِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: وَ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ يَرْتَعِدُ كَمَا تَرْتَعِدُ السَّعَفَةُ فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ فَجَاءَهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِاللَّهِ فَمَسَكَتْ(1) رَعْدَتُهُ الْخَبَرَ

12902-@ (2) الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الثِّقَةُ بِاللَّهِ وَ حُسْنُ الظَّنِّ بِهِ حِصْنٌ لَا يَتَحَصَّنُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُؤْمِنٍ وَ التَّوَكُّلُ عَلَيْهِ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ حِرْزٌ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ

12903-@ (3)، وَ عَنْهُ ع: أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِهِ فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا فَإِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّ الْعَبْدِ بِرَبِّهِ عَلَى قَدْرِ خَوْفِهِ فَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ بِاللَّهِ ظَنّاً أَشَدُّهُمْ خَوْفاً فَدَعُوا الْأَمَانِيَّ مِنْكُمْ وَ جِدُّوا وَ اجْتَهِدُوا وَ أَدُّوا إِلَى اللَّهِ حَقَّهُ وَ إِلَى خَلْقِهِ فَمَا (مَعَ أَحَدٍ)(4) بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ وَ لَا بَيْنَ أَحَدٍ وَ بَيْنَ اللَّهِ قَرَابَةٌ

12904-@ (5) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ وَ هُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَ رَجَائِهِ لَهُ وَ حُسْنِ خُلُقِهِ وَ الْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ الِاسْتِغْفَارِ وَ التَّوْبَةِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَ تَقْصِيرٍ مِنْ رَجَائِهِ اللَّهَ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ اغْتِيَابِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ


1- في المصدر: فسكّن.
2- إرشاد القلوب ص 109.
3- إرشاد القلوب ص 108.
4- في المصدر: صنع أحد حقه الا كان.
5- مشكاة الأنوار ص 35.

ص: 251

الْمُؤْمِنِ لِأَنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ وَ الرَّجَاءَ ثُمَّ يُخْلِفُ ظَنَّهُ وَ رَجَاءَهُ فَأَحْسِنُوا بِاللَّهِ الظَّنَّ وَ ارْغَبُوا إِلَيْهِ

12905-@ (1)، وَ قَالَ أَيْضاً ص: لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ ظَنَّ بِهِ خَيْراً إِلَّا كَانَ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ الْخَبَرَ

12906-@ (2)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: بَعَثَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي حَاجَةٍ فَرَجَعَ أَحَدُهُمَا مِثْلَ الشَّنِّ(3) الْبَالِي وَ الْآخَرُ شَحِماً وَ سَمِيناً فَقَالَ لِلَّذِي مِثْلُ الشَّنِّ مَا بَلَغَ مِنْكَ مَا أَرَى قَالَ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ وَ قَالَ لِلْآخَرِ السَّمِينِ مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى فَقَالَ حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ

12907-@ (4) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: حُسْنُ الظَّنِّ أَصْلُهُ مِنْ حُسْنِ إِيمَانِ الْمَرْءِ وَ سَلَامَةِ صَدْرِهِ وَ عَلَامَتُهُ أَنْ يُرَى كُلَّمَا نُظِرَ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الطَّهَارَةِ وَ الْفَضْلِ مِنْ حَيْثُ رُكِّبَ فِيهِ وَ قُذِفَ (فِي قَلْبِهِ)(5) مِنَ الْحَيَاءِ وَ الْأَمَانَةِ وَ الصِّيَانَةِ وَ الصِّدْقِ أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ ذَكِّرْ عِبَادِي مِنْ آلَائِي وَ نَعْمَائِي فَإِنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا مِنِّي إِلَّا الْحَسَنَ الْجَمِيلَ لِئَلَّا يَظُنُّوا فِي الْبَاقِي إِلَّا مِثْلَ الَّذِي سَلَفَ مِنِّي إِلَيْهِمْ وَ حُسْنُ الظَّنِّ يَدْعُو إِلَى حُسْنِ الْعِبَادَةِ وَ الْمَغْرُورُ يَتَمَادَى فِي الْمَعْصِيَةِ وَ يَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ وَ لَا يَكُونُ أَحْسَنَ الظَّنَّ فِي خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا الْمُطِيعُ لَهُ يَرْجُو ثَوَابَهُ وَ يَخَافُ عِقَابَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ أَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي يَا مُحَمَّدُ فَمَنْ زَاغَ عَنْ وَفَاءِ حَقِيقَةِ مُوجِبَاتِ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ فَقَدْ أَعْظَمَ الْحُجَّةَ عَلَى نَفْسِهِ-


1- مشكاة الأنوار ص 36.
2- مشكاة الأنوار ص 36.
3- الشنّ: القربة الخلق (الصحاح ج 5 ص 2146).
4- مصباح الشريعة ص 463.
5- ليس في المصدر.

ص: 252

وَ كَانَ مِنَ الْمَخْدُوعِينَ فِي أَسْرِ هَوَاهُ

12908-@ (1) وَرَّامُ بْنُ أَبِي فِرَاسٍ فِي تَنْبِيهِ الْخَاطِرِ، عَنِ النَّبِيِّ ص: أَنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ

12909-@ (2) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ مَا شَاءَ

12910-@ (3) كِتَابُ الْمُؤْمِنِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ قَدْ حَدَّثْتُ نَفْسِي بِأَشْيَاءَ فَقَالَ لِي يَا مَالِكُ أَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ لَا تَظُنَّ أَنَّكَ مُفْرِطٌ فِي أَمْرِكَ الْخَبَرَ

12911-@ (4) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: حُسْنُ ظَنِّ الْعَبْدِ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ رَجَائِهِ لَهُ حُسْنُ تَوَكُّلِ الْعَبْدِ عَلَى اللَّهِ عَلَى قَدْرِ ثِقَتِهِ:(5)

وَ قَالَ ع: حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ أَفْضَلِ السَّجَايَا وَ أَجْزَلِ الْعَطَايَا:(6)

وَ قَالَ ع: حُسْنُ الظَّنِّ أَنْ تُخْلِصَ الْعَمَلَ وَ تَرْجُو مِنَ اللَّهِ أَنْ يَعْفُوَ عَنِ الزَّلَلِ(7)


1- مجموعة ورّام ج 1 ص 52.
2- لب اللباب: مخطوط.
3- كتاب المؤمن ص 30 ح 56.
4- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 377 ح 28، 29.
5- في المصدر: يقينه به.
6- نفس المصدر ج 1 ص 378 ح 31.
7- نفس المصدر ج 1 ص 378 ح 33.

ص: 253

17 بَابُ اسْتِحْبَابِ ذَمِّ النَّفْسِ وَ تَأْدِيبِهَا وَ مَقْتِهَا

(1)

12912-@ (2) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: وَ إِذَا رَأَيْتَ مُجْتَهِداً أَبْلَغَ مِنْكَ فِي اجْتِهَادِهِ فَوَبِّخْ نَفْسَكَ وَ لُمْهَا وَ عَيِّرْهَا وَ حُثَّهَا(3) عَلَى الِازْدِيَادِ عَلَيْهِ وَ اجْعَلْ لَهَا زِمَاماً مِنَ الْأَمْرِ وَ عِنَاناً مِنَ النَّهْيِ وَ سُقْهَا كَالرَّائِضِ لِلْفَارِهِ(4) الَّذِي لَا يَذْهَبُ عَلَيْهِ (خَطَرُهُ مِنْهَا)(5) إِلَّا وَ قَدْ صَحَّحَ أَوَّلَهَا وَ آخِرَهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَرَّمُ [قَدَمَاهُ](6) وَ يَقُولُ أَ فَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً أَرَادَ أَنْ يَعْتَبِرَ [بِهَا](7) أُمَّتُهُ فَلَا يَغْفُلُونَ عَنِ الِاجْتِهَادِ وَ التَّعَبُّدِ وَ الرِّيَاضَةِ أَلَا وَ إِنَّكَ لَوْ وَجَدْتَ حَلَاوَةَ عِبَادَةِ اللَّهِ وَ رَأَيْتَ بَرَكَاتِهَا وَ اسْتَضَأْتَ بِنُورِهَا لَمْ تَصْبِرْ عَنْهَا سَاعَةً وَاحِدَةً وَ لَوْ قُطِعْتَ إِرْباً إِرْباً

12913-@ (8) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ: إِنَّ رَجُلًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبَدَ اللَّهَ أَرْبَعِينَ سَنَةً- [ثُمَّ قَرَّبَ قُرْبَاناً](9) فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ فَقَالَ لِنَفْسِهِ مَا أُتِيتُ إِلَّا مِنْكِ وَ مَا الذَّنْبُ إِلَّا لَكِ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ ذَمُّكَ نَفْسَكَ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً

12914-@ (10) الشَّيْخُ إِبْرَاهِيمُ الْكَفْعَمِيُّ فِي الْبَلَدِ الْأَمِينِ، وَ الْجُنَّةِ، عَنْ مَوْلَانَا


1- الباب 17
2- مصباح الشريعة ص 443.
3- في المصدر: تحثيثا.
4- دابة فارهة: أي نشيطة. حادة، قوية. (لسان العرب ج 13 ص 521).
5- في المصدر: خطوة من خطواتها.
6- أثبتناه من المصدر.
7- أثبتناه من المصدر.
8- مشكاة الأنوار ص 245.
9- أثبتناه من المصدر.
10- البلد الأمين ص 318، المصباح ص 378.

ص: 254

الْعَسْكَرِيِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ ذَكَرَ مُنَاجَاةً طَوِيلَةً عَنْهُ ع قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَى نَفْسِهِ يُعَاتِبُهَا وَ يَقُولُ أَيُّهَا الْمُنَاجِي رَبَّهُ بِأَنْوَاعِ الْكَلَامِ وَ الطَّالِبُ مِنْهُ مَسْكَناً فِي دَارِ السَّلَامِ وَ الْمُسَوِّفُ بِالتَّوْبَةِ عَاماً بَعْدَ عَامٍ مَا أَرَاكَ مُنْصِفاً لِنَفْسِكَ مِنْ بَيْنِ الْأَنَامِ فَلَوْ دَافَعْتَ نَوْمَكَ يَا غَافِلًا بِالْقِيَامِ وَ قَطَعْتَ يَوْمَكَ بِالصِّيَامِ وَ اقْتَصَرْتَ عَلَى الْقَلِيلِ مِنْ لَعْقِ الطَّعَامِ وَ أَحْيَيْتَ لَيْلَكَ مُجْتَهِداً بِالْقِيَامِ كُنْتَ أَحْرَى أَنْ تَنَالَ أَشْرَفَ الْمَقَامِ أَيَّتُهَا النَّفْسُ اخْلِطِي لَيْلَكِ وَ نَهَارَكِ بِالذَّاكِرِينَ لَعَلَّكِ أَنْ تَسْكُنِي رِيَاضَ الْخُلْدِ مَعَ الْمُتَّقِينَ وَ تَشَبَّهِي بِنُفُوسٍ قَدْ أَقْرَحَ السَّهَرُ رِقَّةَ جُفُونِهَا وَ دَامَتْ فِي الْخَلَوَاتِ شِدَّةُ حَنِينِهَا وَ أَبْكَى الْمُسْتَمِعِينَ عَوْلَةُ أَنِينِهَا وَ أَلَانَ قَسْوَةَ الضَّمَائِرِ ضَجَّةُ رَنِينِهَا فَإِنَّهَا نُفُوسٌ قَدْ بَاعَتْ زِينَةَ الدُّنْيَا وَ آثَرَتِ الْآخِرَةَ عَلَى الْأُولَى أُولَئِكَ وَفْدُ الْكَرَامَةِ يَوْمَ يَخْسَرُ فِيهِ الْمُبْطِلُونَ وَ يُحْشَرُ إِلَى رَبِّهِمْ بِالْحُسْنَى وَ السُّرُورِ الْمُتَّقُونَ

12915-@ (1)، وَ فِي الْأَوَّلِ نُدْبَةَ مَوْلَانَا زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع رِوَايَةَ الزُّهْرِيِّ: يَا نَفْسُ حَتَّى مَ إِلَى الْحَيَاةِ سُكُونُكِ وَ إِلَى الدُّنْيَا وَ عِمَارَتِهَا رُكُونُكِ أَ مَا اعْتَبَرْتِ بِمَنْ مَضَى مِنْ أَسْلَافِكِ وَ مَنْ وَارَتْهُ الْأَرْضُ مِنْ أُلَّافِكِ وَ مَنْ فُجِّعْتِ بِهِ مِنْ إِخْوَانِكِ وَ نَقَلْتِ إِلَى دَارِ الْبِلَى مِنْ أَقْرَانِكِ

النُّدْبَةُ وَ هِيَ طَوِيلَةٌ ذَكَرْنَاهَا مَعَ سَنَدِهَا الْمَذْكُورِ فِي إِجَازَةِ الْعَلَّامَةِ لِأَوْلَادِ زُهْرَةَ فِي مَعَالِمِ الْعِبَرِ وَ فِي الْإِجَازَةِ أَنَّهُ كَانَ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ وَ يُنَاجِي رَبَّهُ وَ يَقُولُ إلخ

12916-@ (2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْأَمَالِي، أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَبْدِيِ


1- البلد الأمين ص 320.
2- أمالي الشيخ المفيد ص 350 ح 5.

ص: 255

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: مَا كَانَ عَبْدٌ لِيَحْبِسَ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ

12917-@ (1) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَلْجَمَ نَفْسَهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ بِلِجَامِهَا وَ قَادَهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ بِزِمَامِهَا:

وَ قَالَ ع: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَقْمَعَ نَوَازِعَ نَفْسِهِ إِلَى الْهَوَى فَصَانَهَا وَ قَادَهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ بِعِنَانِهَا

18 بَابُ وُجُوبِ طَاعَةِ اللَّهِ

(2)

12918-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَطِيعُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُطِعْكُمْ

12919-@ (4) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ الصَّحَّافِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَى أَصْحَابِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [أَمَّا بَعْدُ](5) فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ إِلَى أَنْ قَالَ فَأَعْطُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمُ الِاجْتِهَادَ فِي طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُدْرَكُ شَيْ ءٌ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ فِي ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَ بَاطِنِهِ إِلَى أَنْ قَالَ ع وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا أَمَرَ


1- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 409 ح 15 و 16.
2- الباب 18
3- الجعفريات ص 215.
4- الكافي ج 8 ص 2 و 8 و 11.
5- أثبتناه من المصدر.

ص: 256

وَ نَهَى لِيُطَاعَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَ لِيُنْتَهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ وَ قَدْ أَدْرَكَ كُلَّ شَيْ ءٍ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ وَ مَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ فَإِنْ مَاتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونَ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِهِ كُلِّهِمْ إِلَّا طَاعَتُهُمْ لَهُ فَاجْتَهِدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ حَقّاً حَقّاً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ ع عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ رَبِّكُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ رَبُّكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِيمُ وَ التَّسْلِيمَ هُوَ الْإِسْلَامُ فَمَنْ (أَسْلَمَ فَقَدْ سَلَمَ)(1) وَ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ فَلَا إِسْلَامَ لَهُ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْلِغَ إِلَى نَفْسِهِ فِي الْإِحْسَانِ فَلْيُطِعِ اللَّهَ فَإِنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ أَبْلَغَ إِلَى نَفْسِهِ فِي الْإِحْسَانِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ يُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَنْ دُونِ ذَلِكَ فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَطْلُبْ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَرْضَى عَنْهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ يُصِبْهُ رِضَى اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ع إِلَى أَنْ قَالَ وَ لَنْ يُنَالَ شَيْ ءٌ مِنَ الْخَيْرِ(2) إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ الصَّبْرِ وَ الرِّضَى (مِنْ طَاعَتِهِ)(3) إِلَى أَنْ قَالَ ع وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لْيَتَّبِعْنَا الْخَبَرَ

12920-@(4) أَبُو عَلِيِّ بْنُ الشَّيْخِ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عُمَرَ(5) عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانٍ


1- في المصدر: «سلم فقد أسلم».
2- في المصدر زيادة: عند اللّه.
3- ليس في المصدر.
4- أمالي الشيخ الطوسيّ ج 1 ص 279.
5- في الطبعة الحجرية: عمرو، و ما أثبتناه من المصدر هو الصواب «راجع رياض العلماء ج 3 ص 380».

ص: 257

عَنْ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّمَا شِيعَتُنَا مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ

12921-@ (1) الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ ع فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَمَّا الْمُطِيعُونَ لَنَا فَيَغْفِرُ اللَّهُ ذُنُوبَهُمُ امْتِنَاناً(2) إِلَى إِحْسَانِهِمْ قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا الْمُطِيعُونَ لَكُمْ قَالَ الَّذِينَ يُوَحِّدُونَ رَبَّهُمْ وَ يَصِفُونَهُ بِمَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ الصِّفَاتِ وَ يُؤْمِنُونَ بِمُحَمَّدٍ ص وَ يُطِيعُونَ اللَّهَ فِي إِتْيَانِ فَرَائِضِهِ وَ تَرْكِ مَحَارِمِهِ وَ يُحْيُونَ أَوْقَاتَهُمْ بِذِكْرِهِ وَ بِالصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ يَتَّقُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمُ الشُّحَّ وَ الْبُخْلَ وَ يُؤَدُّونَ كُلَّ مَا فَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الزَّكَوَاتِ وَ لَا يَمْنَعُونَهَا

12922-@ (3) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ فَقَالَ: كُونُوا النُّمْرُقَةَ الْوُسْطَى يَرْجِعْ إِلَيْكُمُ الْغَالِي وَ يَلْحَقْ بِكُمُ التَّالِي وَ اعْلَمُوا يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَ اللَّهِ مِنْ قَرَابَةٍ وَ لَا لَنَا عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ وَ لَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ مَنْ كَانَ مُطِيعاً نَفَعَتْهُ وَلَايَتُنَا وَ مَنْ كَانَ عَاصِياً لَمْ تَنْفَعْهُ وَلَايَتُنَا قَالَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا وَ قَالَ وَ لَا تَفْتُرُوا وَ لَا تَغْتَرُّوا الْخَبَرَ

12923-@ (4) الْبِحَارُ، عَنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ لِعَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: الطَّاعَةُ قُرَّةُ الْعَيْنِ


1- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 230.
2- في المصدر: فيزيدهم إحسانا.
3- مشكاة الأنوار ص 60.
4- البحار ج 70 ص 105 بل عن جامع الأحاديث ص 17.

ص: 258

12924-@ (1) عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ فِي كِفَايَةِ الْأَثَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ الْبَصْرِيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ بُهْلُولِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ إِذَا أَرَدْتَ عِزّاً بِلَا عَشِيرَةٍ وَ هَيْبَةً بِلَا سُلْطَانٍ فَاخْرُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَى عِزِّ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَبَرَ

12925-@ (2) كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَراً ع يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْطُو خُطُوَاتٍ فِي طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً وَ حَطَّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً(3)

12926-@ (4) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْكَاظِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: يَا هِشَامُ نُصِبَ الْخَلْقُ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لَا نَجَاةَ إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ الطَّاعَةُ بِالْعِلْمِ وَ الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَ التَّعَلُّمُ بِالْعَقْلِ يُعْتَقَدُ وَ لَا عِلْمَ إِلَّا مِنْ عَالِمٍ رَبَّانِيٍّ وَ مَعْرِفَةُ الْعَالِمِ بِالْعَقْلِ الْخَبَرَ

12927-@ (5) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ،: سُئِلَ الْعَالِمُ ع أَيُّ شَيْ ءٍ أَفْضَلُ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ طَاعَةُ اللَّهِ وَ طَاعَةُ رَسُولِهِ وَ حُبُّ اللَّهِ وَ حُبُّ رَسُولِهِ

12928-@ (6) الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، رُوِيَ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا حَيٌّ لَا أَمُوتُ أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ حَتَّى أَجْعَلَكَ حَيّاً


1- كفاية الأثر ص 228.
2- كتاب جعفر بن محمّد ص 68.
3- في المصدر: خطيئة.
4- تحف العقول ص 289.
5- الغايات ص 76.
6- إرشاد القلوب ص 75.

ص: 259

لَا تَمُوتُ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْ ءِ كُنْ فَيَكُونُ أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّيْ ءِ كُنْ فَيَكُونُ:

الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ،: مِثْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ لَا تَمُوتُ

12929-@ (1)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ حَوْرَاءَ يُقَالُ لَهَا لُعْبَةُ خُلِقَتْ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ مِنَ الْمِسْكِ وَ الْكَافُورِ وَ الْعَنْبَرِ وَ الزَّعْفَرَانِ وَ عُجِنَ طِينُهَا بِمَاءِ الْحَيَوَانِ لَوْ بَزَقَتْ فِي الْبَحْرِ بَزْقَةً لَعَذُبَ مَاءُ الْبَحْرِ مِنْ طَعْمِ رِيقِهَا مَكْتُوبٌ عَلَى نَحْرِهَا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مِثْلِي(2) فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ رَبِّي

12930-@(3)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ أَنَا الْعَزِيزُ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعِزَّ فَلْيُطِعِ الْعَزِيزَ

12931-@ (4) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ النَّفْسِ الْمُطِيعَةِ لِأَمْرِهِ:

وَ قَالَ ع:(5) رَاكِبُ الطَّاعَةِ مَقِيلُهُ(6) الْجَنَّةُ:

وَ قَالَ:(7) رِضَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ مَقْرُونٌ بِطَاعَتِهِ

19 بَابُ وُجُوبِ الصَّبْرِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ الصَّبْرِ عَنْ مَعْصِيَتِهِ

(8)

12932-@ (9) أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي كِتَابِ التَّمْحِيصِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ


1- لبّ اللباب: مخطوط.
2- الظاهر أنّ المراد: يكون له مثلي، و سقطت «له» من النسّاخ.
3- لبّ اللباب: مخطوط.
4- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 598 ح 79.
5- نفس المصدر ج 1 ص 420 ح 5.
6- في المصدر: «منقلبه».
7- نفس المصدر ج 1 ص 422 ح 27.
8- الباب 19
9- التمحيص ص 64 ح 149.

ص: 260

ع أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ الصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَى الطَّاعَةِ وَ الصَّبْرُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ:

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع:(1) الصَّبْرُ صَبْرَانِ الصَّبْرُ عَلَى الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَفْضَلُ مِنْهُ الصَّبْرُ عَلَى الْمَحَارِمِ

12933-@ (2) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُنَالُ فِيهِ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ التَّجَبُّرِ وَ [لَا](3) الْغِنَى إِلَّا بِالْغَصْبِ وَ الْبُخْلِ وَ لَا الْمَحَبَّةُ إِلَّا بِاسْتِخْرَاجِ الدِّينِ وَ اتِّبَاعِ الْهَوَى فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَى الْبِغْضَةِ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَ صَبَرَ عَلَى الْفَقْرِ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْغِنَى وَ صَبَرَ عَلَى الذُّلِّ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْعِزِّ آتَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِينَ صِدِّيقاً مِمَّنْ صَدَّقَ بِهِ

12934-@ (4) فِقْهُ الرِّضَا، ع أَرْوِي: أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَفْضَلُ مِنْهُ عَنِ(5) الْمَحَارِمِ

12935-@ (6) وَ رُوِيَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الصَّابِرُونَ فَيَقُومُ عُنُقٌ(7) مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ اذْهَبُوا إِلَى الْجَنَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ لَهُمْ أَيَّ شَيْ ءٍ كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ نَصْبِرُ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَيَقُولُونَ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ وَ نَرْوِي أَنَّ وَصَايَا الْأَنْبِيَاءِ ص اصْبِرُوا عَلَى الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً


1- التمحيص ص 64 ح 150.
2- مشكاة الأنوار ص 19.
3- اثبتناه من المصدر.
4- فقه الرضا (عليه السلام) ص 50.
5- في الطبعة الحجرية: من، و ما أثبتناه من المصدر.
6- فقه الرضا (عليه السلام) ص 50.
7- العنق: الجماعة الكثيرة من الناس .. جاء القوم عنقا .. أي طوائف (لسان العرب ج 10 ص 273).

ص: 261

12936-@ (1)، وَ أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع: الصَّبْرُ عَلَى الْعَافِيَةِ أَعْظَمُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ

يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى مَحَارِمِ اللَّهِ مَعَ بَسْطِ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ وَ تَخْوِيلِهِ النِّعَمَ وَ أَنْ يَعْمَلَ بِمَا أَمَرَهُ [اللَّهُ](2) بِهِ فِيهَا

12937-@ (3) أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْأَخْلَاقِ، قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ إِنَّكُمْ لَا تُدْرِكُونَ مَا تَأْمَلُونَ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ وَ لَا تَبْلُغُونَ مَا تُرِيدُونَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُونَ

12938-@ (4) الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا وَجَدْنَا الصَّبْرَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ أَيْسَرَ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِهِ

12939-@ (5) وَ قَالَ ع: اصْبِرُوا عَلَى عَمَلٍ لَا غِنَى لَكُمْ عَنْ ثَوَابِهِ وَ اصْبِرُوا عَنْ عَمَلٍ لَا طَاقَةَ لَكُمْ عَلَى عِقَابِهِ

12940-@(6) الْحَسَنُ بْنُ فَضْلٍ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى- إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ(7)- أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا(8)- إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ(9) يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً(10) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا(11) يَقُولُ اللَّهُ


1- فقه الرضا (عليه السلام) ص 50.
2- اثبتناه من المصدر.
3- الأخلاق: مخطوط.
4- إرشاد القلوب ص 126.
5- إرشاد القلوب ص 126.
6- مكارم الأخلاق ص 446.
7- الزمر 39: 10.
8- الفرقان 25: 75.
9- المؤمنون 23: 111.
10- الإنسان 76: 12.
11- القصص 28: 54.

ص: 262

تَعَالَى- أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ إِلَى قَوْلِهِ وَ الضَّرَّاءُ(1)- وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ إِلَى قَوْلِهِ الصَّابِرِينَ(2) قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الصَّابِرُونَ قَالَ الَّذِينَ يَصْبِرُونَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ [اجْتَنَبُوا](3) عَنْ مَعْصِيَتِهِ الَّذِينَ كَسَبُوا طَيِّباً وَ أَنْفَقُوا قَصْداً وَ قَدَّمُوا فَضْلًا فَأَفْلَحُوا وَ أَنْجَحُوا(4) يَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَيْهِمُ الْخُشُوعُ وَ الْوَقَارُ وَ السَّكِينَةُ وَ التَّفَكُّرُ وَ اللِّينُ وَ الْعَدْلُ وَ التَّعْلِيمُ وَ الِاعْتِبَارُ وَ التَّدْبِيرُ وَ التَّقْوَى وَ الْإِحْسَانُ وَ التَّحَرُّجُ وَ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِي اللَّهِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ الْعَدْلُ(5) وَ إِقَامَةُ الشَّهَادَةِ وَ مُعَاوَنَةُ أَهْلِ الْحَقِّ وَ الْبَقِيَّةُ(6) عَلَى الْمُسِي ءِ وَ الْعَفْوُ لِمَنْ(7) ظَلَمَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا وَ إِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا وَ إِذَا حَكَمُوا عَدَلُوا وَ إِذَا قَالُوا صَدَقُوا وَ إِذَا عَاهَدُوا وَفَوْا وَ إِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا وَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ(8) الْآيَةَ

12941-@ (9) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْكَاظِمِ ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: يَا هِشَامُ اصْبِرْ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ اصْبِرْ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ فَإِنَّمَا الدُّنْيَا سَاعَةٌ فَمَا مَضَى فَلَيْسَ تَجِدُ لَهُ سُرُوراً وَ لَا حُزْناً وَ مَا لَمْ يَأْتِ مِنْهَا فَلَيْسَ تَعْرِفُهُ فَاصْبِرْ عَلَى تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا فَكَأَنَّكَ قَدِ اغْتَبَطْتَ


1- البقرة 2: 214.
2- البقرة 2: 155.
3- أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: «و اصلحوا».
5- في المصدر زيادة: في الحكمة.
6- ليس في المصدر.
7- في المصدر: عمن.
8- الفرقان 25: 63.
9- تحف العقول ص 295.

ص: 263

12942-@ (1) الْمُفِيدُ فِي الْأَمَالِي، عَنِ الشَّرِيفِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْجُعْفِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آدَمَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْهِلَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ: كَمْ مِنْ صَبْرِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ فَرَحاً طَوِيلًا وَ كَمْ مِنْ لَذَّةِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِيلًا

12943-@ (2) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص: مَنْ يَصْبِرْ نَصَرَهُ اللَّهُ وَ مَا أُعْطِيَ عَطَاءٌ خَيْرٌ وَ أَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ وَ قَالَ النَّصْرُ مَعَ الصَّبْرِ وَ الْفَرَجُ بَعْدَ الْكَرْبِ وَ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً

12944-@ (3) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ فِي الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ الصَّبْرُ مِنَ(4) الْمَحَارِمِ

12945-@ (5)، وَ قَالَ ع: الصَّبْرُ عَنِ الشَّهْوَةِ عِفَّةٌ وَ عَنِ الْغَضَبِ نَجْدَةٌ وَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ وَرَعٌ

20 بَابُ وُجُوبِ تَقْوَى اللَّهِ

(6)

12946(7) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: التَّقْوَى كَرَمٌ وَ الْحِلْمُ زَيْنٌ(8) وَ الصَّبْرُ خَيْرُ مَرْكَبٍ


1- أمالي الشيخ المفيد ص 42 ح 9.
2- لب اللباب: مخطوط.
3- غرر الكلم و درر الحكم ج 1 ص 88 ح 2022.
4- في المصدر: في.
5- المصدر السابق ج 1 ص 82 ح 1949.
6- الباب 20
7- الجعفريات ص 149.
8- في المصدر: لين.

ص: 264

12947-@ (1)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ تَقْوَى اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ

12948-@ (2)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ فَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ فَتَقْوَى اللَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ

12949-@ (3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: لَا حَسَبَ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ وَ لَا كَرَمَ إِلَّا بِالتَّقْوَى الْخَبَرَ

12950-@(4) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ اتَّقِ [اللَّهَ](5) وَ لَا تُرِي النَّاسَ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ فَيُكْرِمُوكَ وَ قَلْبُكَ فَاجِرٌ

12951-@ (6)، وَ قَالَ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَحَبُّكُمْ إِلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَكْثَرُكُمْ ذِكْراً لَهُ وَ أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ لَهُ وَ أَنْجَاكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَشَدُّكُمْ خَوْفاً لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَتَّقُونَ اللَّهَ مِنَ الشَّيْ ءِ لَا يُتَّقَى مِنْهُ خَوْفاً مِنَ الدُّخُولِ فِي الشُّبْهَةِ إِلَى أَنْ قَالَ(7) يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَ لَا إِلَى أَمْوَالِكُمْ وَ لَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ التَّقْوَى هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ الْخَبَرَ


1- الجعفريات ص 150.
2- الجعفريات ص 245.
3- الجعفريات ص 150.
4- أمالي الشيخ الطوسيّ ج 2 ص 145.
5- أثبتناه من المصدر.
6- أمالي الطوسيّ: النسخة المطبوعة خالية من هذه القطعة، و أخرجها المجلسي في البحار ج 76 ص 88 عن مكارم الأخلاق، و ذكر في ذيله: و رواه الشيخ في أماليه مثله.
7- نفس المصدر ج 2 ص 149.

ص: 265

12952-@ (1) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ(2) قَالَ يُطَاعُ فَلَا يُعْصَى يُذْكَرُ فَلَا يُنْسَى يُشْكَرُ فَلَا يُكْفَرُ:

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: التَّقْوَى سِنْخُ(3) الْإِيمَانِ

12953-@ (4)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اتَّقَى اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أُنْساً بِلَا أَنِيسٍ وَ غَنَاءً بِلَا مَالٍ وَ عِزّاً بِلَا سُلْطَانٍ

12954-@ (5)، وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: الْقِيَامَةُ عُرْسُ الْمُتَّقِينَ:

وَ قَالَ ع: لَا يَغُرَّنَّكَ بُكَاؤُهُمْ إِنَّمَا التَّقْوَى فِي الْقَلْبِ:

وَ قَالَ ع: فِي قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(6) قَالَ أَنَا أَهْلٌ أَنْ يَتَّقِيَنِي عَبْدِي فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَأَنَا أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ

12955-@ (7)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَلَا وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ الثَّوَابِ وَ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ وَ الْمَآبِ

12956-@ (8) الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ اتَّقِ اللَّهَ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّهُ يَقُولُ ما يَكُونُ مِنْ


1- مشكاة الأنوار ص 44.
2- آل عمران 3: 102.
3- السنخ بكسر السين: الأصل و منه الحديث المذكور (مجمع البحرين ج 2 ص 435 و لسان العرب ج 3 ص 26).
4- مشكاة الأنوار ص 44.
5- مشكاة الأنوار ص 44.
6- المدّثّر 74: 56.
7- مشكاة الأنوار ص 47.
8- مكارم الأخلاق ص 454.

ص: 266

نَجْوى ثَلاثَةٍ(1) الْآيَةَ

12957-@ (2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَيْشٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ جَعْدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: فِيمَا كَتَبَهُ إِلَى أَهْلِ مِصْرَ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا تَجْمَعُ الْخَيْرَ وَ لَا خَيْرَ غَيْرُهَا(3) وَ يُدْرَكُ بِهَا مِنَ الْخَيْرِ مَا لَا يُدْرَكُ بِغَيْرِهَا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً(4) إِلَى أَنْ قَالَ يَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ الْمُتَّقِينَ حَازُوا عَاجِلَ الْخَيْرِ وَ آجِلَهُ شَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ وَ لَمْ يُشَارِكْهُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ الْخَبَرَ

12958-@ (5) وَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِجَازِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي الْوَرْدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: لَا يَقِلُّ مَعَ التَّقْوَى عَمَلٌ وَ كَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ

12959-@ (6) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَتَّالُ فِي رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: جِمَاعُ التَّقْوَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى- إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ(7):

وَ قَالَ ص: اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّهُ جِمَاعُ الْخَيْرِ


1- المجادلة 58: 7.
2- أمالي المفيد ص 261.
3- في المصدر: تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها.
4- النحل 16: 30.
5- أمالي المفيد ص 284.
6- روضة الواعظين ص 437.
7- النحل 16: 90.

ص: 267

12960-@(1) الْعَلَّامَةُ الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: خَصْلَةٌ مَنْ لَزِمَهَا أَطَاعَتْهُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ وَ رَبِحَ الْفَوْزَ فِي الْجَنَّةِ قِيلَ وَ مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ التَّقْوَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ تَلَا وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ(2)

12961-@ (3) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ،: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ حَسَباً قَالَ أَتْقَاهُمْ مِنَ اللَّهِ:

وَ قَالَ ص: كُنْ تَقِيّاً تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ

12962-@ (4)، وَ رُوِيَ: أَنَّهُ يُنَادَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا عِبَادَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ فَتَرْفَعُ الْخَلَائِقُ رُءُوسَهُمْ وَ يَقُولُونَ نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ ثُمَّ يُنَادَى الثَّانِيَةَ(5) فَيَرْفَعُ أَهْلُ الْكِتَابِ رُءُوسَهُمْ فَيَقُولُونَ نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا فَيُنَادَى الثَّالِثَةَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ فَيَنْكُسُ أَهْلُ الْكِتَابِ رُءُوسَهُمْ وَ يَبْقَى أَهْلُ التَّقْوَى

12963-@ (6)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: التَّقْوَى إِجْلَالُ اللَّهِ وَ تَوْقِيرُ الْمُؤْمِنِينَ:

وَ عَنْهُ ص قَالَ: كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصَّاعِ إِلَّا مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالتَّقْوَى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ:

- وَ قَالَ: إِنِّي لَأَعْرِفُ آيَةً لَوْ أَخَذَ بِهَا النَّاسُ لَكَفَاهُمْ ثُمَّ قَرَأَ وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ(7) وَ قَالَ إِنَّمَا سُمِّيَ الْمُتَّقُونَ الْمُتَّقِينَ لِتَرْكِهِمْ عَمَّا لَا بَأْسَ بِهِ حَذْواً مِمَّا


1- كنز الفوائد ص 184.
2- الطلاق 65: 2، 3.
3- لب اللباب: مخطوط.
4- لب اللباب: مخطوط.
5- هكذا الأصل، و الظاهر سقوط كلمة هاهنا و هي: يا عباد اللّه المؤمنين، أو ما يشبه كما لا يخفى «هامش الطبعة الحجرية».
6- لب اللباب: مخطوط.
7- الطلاق 65: 2.

ص: 268

بِهِ الْبَأْسُ

21 بَابُ وُجُوبِ الْوَرَعِ

(1)

12964-@ (2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي حَدِيثٍ: وَ كَمَالُ الدِّينِ الْوَرَعُ

12965-@ (3) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ صُونُوا دِينَكُمْ بِالْوَرَعِ:

وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا يَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَا وَرَعَ فِيهِ:

وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ فِي خَبَرٍ: وَ لَنْ تَنَالُوا مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالْوَرَعِ

12966-@ (4)، وَ عَنْ فُضَيْلٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: بَلِّغْ مَنْ لَقِيتَ عَنَّا السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُمْ إِنَّ أَحَدَنَا لَا يُغْنِي عَنْهُمْ وَ اللَّهِ شَيْئاً إِلَّا بِوَرَعٍ فَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ عَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ

12867-@ (5)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ اجْتَنِبْ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ تَكُنْ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ

سُئِلَ الصَّادِقُ ع عَنِ الْوَرَعِ مِنَ النَّاسِ قَالَ الَّذِي يَتَوَرَّعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ

12968-@ (6)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: فِيمَا نَاجَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِهِ مُوسَى بْنَ


1- الباب 21
2- الجعفريات ص 173.
3- مشكاة الأنوار ص 44.
4- مشكاة الأنوار ص 44.
5- مشكاة الأنوار ص 45.
6- مشكاة الأنوار ص 45.

ص: 269

عِمْرَانَ يَا مُوسَى مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ الْمُتَقَرِّبُونَ بِمِثْلِ الْوَرَعِ عَنْ مَحَارِمِي فَإِنِّي أَمْنَحُهُمْ جِنَانَ عَدْنِي لَا أُشْرِكَ مَعَهُمْ أَحَداً

12969-@ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَتَّالُ فِي رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: ثَبَاتُ الْإِيمَانِ الْوَرَعُ وَ زَوَالُهُ الطَّمَعُ

12970-@(2) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ فِي كِتَابِهِ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ عَنْ خَيْثَمَةَ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: يَا خَيْثَمَةُ أَبْلِغْ مَوَالِيَنَا أَنَّا لَسْنَا نُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِلَّا بِعَمَلٍ وَ أَنَّهُمْ لَنْ يَنَالُوا وَلَايَتَنَا إِلَّا بِوَرَعٍ:

وَ رَوَاهُ فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيِّ مُعَنْعَناً عَنْ خَيْثَمَةَ: مِثْلَهُ(3)

12971-@ (4) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيُّ فِي الْمَحَاسِنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْخَطَّابِ الْكُوفِيِّ وَ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيِّ قَالا: دَخَلَ سَدِيرٌ الصَّيْرَفِيُّ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا سَدِيرُ لَا تَزَالُ شِيعَتُنَا مَرْعِيِّينَ مَحْفُوظِينَ إِلَى أَنْ قَالَ إِنَّا لَا نَأْمُرُ بِظُلْمٍ وَ لَكِنَّا نَأْمُرُكُمْ بِالْوَرَعِ الْوَرَعِ الْوَرَعِ الْخَبَرَ

12972-@ (5)، وَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ: إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ فِيمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَ يَرْضَى الْأَوْصِيَاءُ وَ أَتْبَاعُهُمْ الْخَبَرَ


1- روضة الواعظين ج 2 ص 433.
2- كتاب جعفر بن محمّد بن شريح ص 79.
3- تفسير فرات الكوفيّ ص 84.
4- المحاسن ص 158 ح 95.
5- المحاسن ص 182 ح 181.

ص: 270

12973-@ (1) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، مُسْنَداً عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ أَصْلُ الدِّينِ الْوَرَعُ وَ رَأْسُهُ الطَّاعَةُ يَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ وَرِعاً تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَ خَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ

12974-@ (2) أَبُو عَمْرٍو الْكَشِّيُّ فِي رِجَالِهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الطَّيَالِسِيِّ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّا نُعَيَّرُ بِالْكُوفَةِ فَيُقَالُ لَنَا جَعْفَرِيَّةٌ قَالَ فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ أَصْحَابَ جَعْفَرٍ مِنْكُمْ لَقَلِيلٌ إِنَّمَا أَصْحَابُ جَعْفَرٍ مِنْكُمْ لَقَلِيلٌ إِنَّمَا أَصْحَابُ جَعْفَرٍ مَنِ اشْتَدَّ وَرَعُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ

12975-@ (3) عِمَادُ الدِّينِ الطَّبَرِيُّ فِي بِشَارَةِ الْمُصْطَفَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ عَنْ يُونُسَ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ غَوَّاصٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَسَّامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْوَرَعِ آلُ مُحَمَّدٍ ع وَ شِيعَتُهُمْ كَيْ يَقْتَدِيَ الرَّعِيَّةُ بِهِمْ

12976-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ نَحْنُ عِنْدَهُ ثُمَّ نَظَرْتُمْ حَيْثُ(5) نَظَرَ اللَّهُ وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ أَخَذَ النَّاسُ


1- أمالي الطوسيّ: النسخة المطبوعة خالية من هذه القطعة، و أخرجها المجلسي في البحار ج 77 ص 86 عن مكارم الأخلاق، و ذكر في ذيله: و رواه الشيخ في أماليه مثله.
2- رجال الكشّيّ ج 2 ص 525 ح 474.
3- بشارة المصطفى ص 141.
4- بشارة المصطفى ص 144.
5- ليس في المصدر.

ص: 271

يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ قَصَدْتُمْ مُحَمَّداً ص أَمَا إِنَّكُمْ لَعَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ فَأَعِينُونَا(1) عَلَى ذَلِكَ بِوَرَعٍ الْخَبَرَ

12977-@ (2) الصَّدُوقُ فِي صِفَاتِ الشِّيعَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ عَنِ النَّخَعِيِّ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع: شِيعَتُنَا أَهْلُ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ الْخَبَرَ

12978-@ (3) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: أَغْلِقْ أَبْوَابَ جَوَارِحِكَ عَمَّا (يَقَعُ)(4) ضَرَرُهُ إِلَى قَلْبِكَ وَ يَذْهَبُ بِوَجَاهَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ يُعَقِّبُ الْحَسْرَةَ وَ النَّدَامَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ الْحَيَاءَ عَمَّا اجْتَرَحْتَ مِنَ السَّيِّئَاتِ وَ الْمُتَوَرِّعُ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثَةِ أُصُولٍ الصَّفْحِ عَنْ عَثَرَاتِ الْخَلْقِ أَجْمَعَ وَ تَرْكِ خَطِيئَتِهِ(5) فِيهِمْ وَ اسْتِوَاءِ الْمَدْحِ وَ الذَّمِّ وَ أَصْلُ الْوَرَعِ دَوَامُ (مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ)(6) (وَ الصِّدْقُ فِي)(7) الْمُقَاوَلَةِ وَ صَفَاءُ الْمُعَامَلَةِ وَ الْخُرُوجُ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ وَ رَفْضُ كُلِّ (عَيْبَةٍ وَ)(8) رِيبَةٍ وَ مُفَارَقَةُ جَمِيعِ مَا لَا يَعْنِيهِ وَ تَرْكُ فَتْحِ أَبْوَابٍ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُغْلِقُهَا وَ لَا يُجَالِسَ مَنْ يُشْكِلُ عَلَيْهِ الْوَاضِحُ وَ لَا يُصَاحِبَ مُسْتَخِفَّ الدِّينِ وَ لَا يُعَارِضَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يَحْتَمِلُ قَلْبُهُ وَ لَا يَتَفَهَّمُهُ مِنْ قَائِلِهِ(9) وَ يَقْطَعَ (عَمَّنْ يَقْطَعُهُ)(10) عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ


1- في الطبعة الحجرية: «فاعينوا» و ما أثبتناه من المصدر.
2- صفات الشيعة ص 2 ح 1، و عنه في البحار ج 68 ص 167 ح 33.
3- مصباح الشريعة ص 201 و 202.
4- في المصدر: «يرجع».
5- في المصدر: «الحرمة».
6- في المصدر: «المحاسبة».
7- في المصدر: «و صدق».
8- ليس في المصدر.
9- في المصدر: «قابله».
10- في المصدر: «من يقطع».

ص: 272

12979-@ (1) الصَّدُوقُ فِي فَضَائِلِ الشِّيعَةِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ أَبِي ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ بَيْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ قَالَ فَدَنَا مِنْهُمْ وَ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَ قَالَ وَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ رِيحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ فَأَعِينُونَا(2) عَلَى ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّ وَلَايَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ مَنِ ائْتَمَّ مِنْكُمْ (بِقَوْمٍ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِهِمْ)(3) الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ(4)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ ع وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ فِي بِشَارَةِ الْمُصْطَفَى(5)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْوَفَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَبَشِيِّ بْنِ قُونِيٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ ع مِثْلَهُ وَ رَوَاهُ الشَّيْخُ فِي أَمَالِيهِ:(6)

12980-@(7) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي حَدِيثٍ: يَا ابْنَ جُنْدَبٍ بَلِّغْ مَعَاشِرَ شِيعَتِنَا وَ قُلْ لَهُمْ لَا تَذْهَبَنَّ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ فَوَ اللَّهِ لَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ فِي الدُّنْيَا وَ مَوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ فِي اللَّهِ الْخَبَرَ


1- فضائل الشيعة ص 9 ح 8.
2- في المصدر: «فاعينوا».
3- في نسخة «بإمام فيعمل بعمله».
4- مشكاة الأنوار ص 92.
5- بشارة المصطفى ص 14.
6- أمالي الطوسيّ ج 2 ص 332.
7- تحف العقول ص 223.

ص: 273

12981-@ (1) كِتَابُ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الِاجْتِهَادَ وَ الصِّدْقَ وَ الْوَرَعَ

12982-@ (2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَسَدِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ: أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى دِينِ اللَّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِينُونَا عَلَى ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ عَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ وَ الْعِبَادَةِ عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ

12983-@ (3) الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ تَعَالَى لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ قَالَ ثُمَّ قَالَ يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ بِالْوَرَعِ فَإِنَّ الْوَرَعَ رَأْسُ الدِّينِ وَ وَسَطُ الدِّينِ وَ آخِرُ الدِّينِ إِنَّ الْوَرَعَ (يُقَرِّبُ الْعَبْدَ)(4) إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا أَحْمَدُ (إِنَّ الْوَرَعَ كَالشُّنُوفِ(5) بَيْنَ الْحُلِيِّ وَ الْخُبْزِ بَيْنَ الطَّعَامِ)(6) إِنَّ الْوَرَعَ (رَأْسُ الْإِيمَانِ)(7) وَ عِمَادُ الدِّينِ وَ إِنَّ الْوَرَعَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ السَّفِينَةِ كَمَا أَنَّ مَنْ فِي الْبَحْرِ لَا يَنْجُو إِلَّا بِالسَّفِينَةِ وَ كَذَلِكَ لَا (يَقْدِرُ الزَّاهِدُ أَنْ يَنْجُوَ مِنَ الدُّنْيَا)(8) إِلَّا بِالْوَرَعِ يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْوَرَعَ يَفْتَحُ عَلَى


1- كتاب العلاء بن رزين ص 151.
2- أمالي المفيد ص 270 ح 1.
3- إرشاد القلوب ص 203.
4- في المصدر: به يتقرب.
5- الشّنف: الحلية التي تلبس بالاذن، القرط، و الجمع: شنوف و أشناف. (لسان العرب ج 9 ص 183).
6- ما بين القوسين ليس في المصدر.
7- في المصدر: زين المؤمن.
8- في المصدر: ينجو الزاهدون.

ص: 274

الْعَبْدِ أَبْوَابَ الْعِبَادَةِ فَيَكْرُمُ بِهِ الْعَبْدُ عِنْدَ الْخَلْقِ وَ يَصِلُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَبَرَ

12984-@ (1) جَامِعُ الْأَخْبَارِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَمْ يَتَوَرَّعْ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِثَلَاثِ خِصَالٍ إِمَّا أَنْ يُمِيتَهُ شَابّاً أَوْ يُوقِعَهُ فِي خِدْمَةِ السُّلْطَانِ أَوْ يُسْكِنَهُ فِي الرَّسَاتِيقِ(2)

22 بَابُ وُجُوبِ الْعِفَّةِ

(3)

12985-@ (4) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِي النَّارَ الْأَجْوَفَانِ الْبَطْنُ وَ الْفَرْجُ

12986-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: بِئْسَ الْعَوْنُ عَلَى الدِّينِ قَلْبٌ نَخِيبٌ(6) وَ بَطْنٌ رَغِيبٌ(7)

12987-@ (8) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: عَلَيْكَ بِالْعَفَافِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ شِيَمِ الْأَشْرَافِ:


1- جامع الأخبار ص 163.
2- الرساتيق جمع رستاق: و هو السواد. الريف .. القرى (لسان العرب ج 10 ص 116).
3- الباب 22
4- الجعفريات ص 150.
5- الجعفريات ص 165.
6- النخب: الجبن و ضعف القلب .. و النخيب: الجبان (لسان العرب ج 1 ص 752). و في المصدر وردت: نحيب.
7- الرّغب: كثرة الأكل .. و البطن الرغيب .. الواسع. و رجل رغيب إذا كان أكولا. (لسان العرب ج 1 ص 423).
8- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 480 ح 42.

ص: 275

وَ قَالَ ع(1): عَلَيْكُمْ بِلُزُومِ الْعِفَّةِ وَ الْأَمَانَةِ فَإِنَّهُمَا أَشْرَفُ مَا أَسْرَرْتُمْ وَ أَحْسَنُ مَا أَعْلَنْتُمْ وَ أَفْضَلُ مَا ادَّخَرْتُمْ:

وَ قَالَ ع:(2) الْعِفَّةُ تُضْعِفُ الشَّهْوَةَ

12988-@ (3) أَبُو الْفَتْحِ الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ وُقِيَ شَرَّ ثَلَاثٍ فَقَدْ وُقِيَ الشَّرَّ كُلَّهُ لَقْلَقَةً وَ قَبْقَبَةً وَ ذَبْذَبَةً فَلَقْلَقَتُهُ لِسَانُهُ وَ قَبْقَبَتُهُ بَطْنُهُ وَ ذَبْذَبَتُهُ فَرْجُهُ

12989-@ (4) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ:

وَ رَوَاهُ السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي فَلَاحِ السَّائِلِ،(5) بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع: مِثْلَهُ

12990-@(6)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ عِفَّةُ بَطْنٍ وَ فَرْجٍ

12991-@ (7)، وَ عَنْ بِسْطَامَ بْنِ سَابُورَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: يَا أَخَا أَهْلِ الْجَبَلِ مَا مِنْ شَيْ ءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ وَ مَا عِنْدَ اللَّهِ شَيْ ءٌ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ أَوْ فَرْجٍ

12992-@ (8)، وَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْ ءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْوَرَعِ وَ عِفَّةِ بَطْنٍ


1- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 484 ح 7.
2- المصدر نفسه ج 1 ص 102 ح 2170.
3- كنز الفوائد ص 184.
4- الغايات ص 72.
5- فلاح السائل: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث.
6- الغايات ص 72، عن أبي جعفر (عليه السلام).
7- الغايات ص 70.
8- الغايات ص 70.

ص: 276

وَ فَرْجٍ

12993-@ (1) أَبُو الْفَتْحِ الْكَرَاجُكِيُّ فِي مَعْدِنِ الْجَوَاهِرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ شَيْ ءٌ وَاحِدٌ وَ هُوَ الْعَفَافُ

12994-@ (2) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ مَلَكَ مَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ وَ بَيْنَ لَحْيَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ الْخَبَرَ

12995-@ (3) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْرَوَيْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: ثَلَاثَةٌ أَخَافُهُنَّ عَلَى أُمَّتِي الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ وَ مَضَلَّاتُ الْفِتَنِ وَ شَهْوَةُ الْفَرْجِ وَ الْبَطْنِ

12996-@ (4) وَ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالا: إِنَّ أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ عِفَّةُ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ

12997-@ (5) وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: أَكْثَرُ مَا يَرِدُ بِهِ أُمَّتِي النَّارَ الْبَطْنُ وَ الْفَرْجُ وَ أَكْثَرُ مَا يَلِجُ بِهِ أُمَّتِي الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ

12998-@ (6) أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْأَخْلَاقِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص


1- معدن الجواهر ص 22.
2- أمالي الطوسيّ ج 2 ص 150.
3- أمالي المفيد ص 111 ح 1.
4- الاختصاص ص 228.
5- الاختصاص ص 228.
6- كتاب الأخلاق: مخطوط.

ص: 277

أَنَّهُ قَالَ: أَحَبُّ الْعَفَافِ إِلَى اللَّهِ عَفَافِ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ

23 بَابُ وُجُوبِ اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ

(1)

12999-@ (2) كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اجْتَنَبَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ

13000-@(3) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، [عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ](4) قَالَ أَزْهَدُ النَّاسِ مَنِ اجْتَنَبَ(5) الْمَحَارِمَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ

13001-@ (6)، وَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ ص فِي حَدِيثٍ قَالَ: قُلْتُ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ ص مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ الْخَبَرَ

13002-@ (7)، وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشٍ(8) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص: سُئِلَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ إِلَى أَنْ قَالَ قِيلَ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ هَجَرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ

13003-@ (9)، وَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى(10)-


1- الباب 23
2- كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 38.
3- كتاب الغايات ص 69.
4- أثبتناه من المصدر.
5- في المصدر: ترك.
6- كتاب الغايات ص 67.
7- الغايات ص 68.
8- ورد في الطبعة الحجرية «حبيس» و في المصدر «حبيش» و الظاهر ما أثبتناه هو الصحيح راجع تقريب التهذيب ج 1 ص 408 و تفصيله في أسد الغابة ج 3 ص 140.
9- الغايات ص 69.
10- في المصدر زيادة: عبدي.

ص: 278

إِذَا صَلَّيْتَ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكَ فَأَنْتَ أَعْبَدُ النَّاسِ(1) وَ إِنْ قَنِعْتَ بِمَا رَزَقْتُكَ فَأَنْتَ أَغْنَى النَّاسِ عِنْدِي وَ إِنِ اجْتَنَبْتَ الْمَحَارِمَ فَأَنْتَ أَوْرَعُ النَّاسِ عِنْدِي

13004-@ (2)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ وَ أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ وَ أَزْهَدُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْمَحَارِمَ وَ أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذَّنْبَ

13005-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قُلْتُ مَا أَشَدُّ مَا عَمِلَ الْعِبَادُ قَالَ إِنْصَافُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ وَ مُوَاسَاةُ الْمَرْءِ أَخَاهُ وِ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا وَجْهُ ذِكْرِ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَالَ يَذْكُرُ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ يَهُمُّ بِهَا فَيَحُولُ ذِكْرُ اللَّهِ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ تِلْكَ الْمَعْصِيَةِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى- إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ(4)

13006-@ (5) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنْ مَجْمُوعِ السَّيِّدِ نَاصِحِ الدِّينِ أَبِي الْبَرَكَاتِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَرَدُّ الْمُؤْمِنِ حَرَاماً يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ حَجَّةً مَبْرُورَةً

13007-@ (6)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: مَا مِنْ شَيْ ءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْإِيمَانِ وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَ تَرْكِ مَا أَمَرَ بِهِ أَنْ يُتْرَكَ

13008-@ (7)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الشُّكْرُ لِلنِّعَمِ اجْتِنَابُ


1- و فيه زيادة: عندي.
2- الغايات ص 69.
3- الغايات ص 74.
4- الأعراف 7: 201.
5- مشكاة الأنوار ص 315.
6- مشكاة الأنوار ص 318.
7- مشكاة الأنوار ص 31.

ص: 279

الْمَحَارِمِ

13009-@ (1)، وَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: مِنْ أَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِيراً ثُمَّ قَالَ أَمَا لَا أَعْنِي- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ مِنْهُ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ وَ حَرَّمَ فَإِنْ كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ مَعْصِيَةً تَرَكَهَا

13010-@ (2)، وَ عَنْ أَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَيَكُونُ حَاجِزاً

13011-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَا ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُ بِشَيْ ءٍ أَشَدَّ مِنَ الْمُوَاسَاةِ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْإِنْصَافِ مِنَ النَّاسِ(4) وَ ذِكْرِ اللَّهِ كَثِيراً ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ

13012-@ (5)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ(6) قَالَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ وَ يَسْمَعُ مَا يَقُولُهُ وَ يَفْعَلُهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ فَيَحْجِزُهُ عَنْ ذَلِكَ الْقَبِيحِ مِنَ الْأَعْمَالِ فَذَلِكَ الَّذِي خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى

13013-@ (7) جَامِعُ الْأَخْبَارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: أَلَا إِنَّ مَثَلَ هَذَا الدِّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ نَابِتَةٍ ثَابِتَةٍ الْإِيمَانُ أَصْلُهَا وَ الزَّكَاةُ فَرْعُهَا وَ الصَّلَاةُ مَاؤُهَا وَ الصِّيَامُ عُرُوقُهَا وَ حُسْنُ


1- مشكاة الأنوار ص 54.
2- مشكاة الأنوار ص 54.
3- مشكاة الأنوار ص 57.
4- في المصدر: نفسه.
5- مشكاة الأنوار ص 154 عن أبي عبد اللّه (عليه السلام).
6- الرحمن 55: 46.
7- جامع الأخبار ص 43.

ص: 280

الْخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الْإِخَاءُ فِي الدِّينِ لِقَاحُهَا وَ الْحَيَاءُ لِحَاؤُهَا وَ الْكَفُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ثَمَرَتُهَا فَكَمَا لَا تَكْمُلُ الشَّجَرَةُ إِلَّا بِثَمَرَةٍ طَيِّبَةٍ كَذَلِكَ لَا يَكْمُلُ الْإِيمَانُ إِلَّا بِالْكَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ

13014-@ (1) الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: إِنَّ قَوْماً يَجِيئُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَقَالَ سَلْمَانُ صِفْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا يَصُومُونَ وَ يُصَلُّونَ وَ يَأْخُذُونَ أُهْبَةً مِنَ اللَّيْلِ وَ لَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا عُرِضَ لَهُمْ شَيْ ءٌ مِنَ الْحَرَامِ وَثَبُوا عَلَيْهِ

13015-@ (2) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: ظَرْفُ الْمُؤْمِنِ نَزَاهَتُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ مُبَادَرَتُهُ(3) إِلَى الْمَكَارِمِ:

وَ قَالَ ع: غَضُّ الطَّرْفِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ أَفْضَلُ عِبَادَةٍ:(4)

وَ قَالَ ع: الِانْقِبَاضُ عَنِ الْمَحَارِمِ مِنْ شِيَمِ الْعُقَلَاءِ وَ سَجِيَّةِ الْأَكَارِمِ(5):

وَ قَالَ ع: الْمُؤْمِنُ عَلَى الطَّاعَةِ حَرِيصٌ وَ عَنِ الْمَحَارِمِ عَفُوٌّ:(6)

وَ قَالَ ع: الْكَرِيمُ مَنْ تَجَنَّبَ الْمَحَارِمَ وَ تَنَزَّهَ عَنِ الْعُيُوبِ(7)


1- إرشاد القلوب ص 191.
2- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 476 ح 76.
3- في المصدر: و مباكرته.
4- المصدر نفسه ج 2 ص 509 ح 47.
5- المصدر نفسه ج 1 ص 88 ح 2023.
6- المصدر نفسه ج 1 ص 87 ح 2017.
7- المصدر نفسه ج 1 ص 60 ح 1601.

ص: 281

24 بَابُ وُجُوبِ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ

(1)

13016-@ (2) كِتَابُ الْمُؤْمِنِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ إِلَى أَنْ قَالَ وَ مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ بِمِثْلِ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ الْخَبَرَ

13017-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِمُحَارَبَتِي وَ مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ

13018-@ (4) كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ خُذُوهَا مِنِّي مَنْ عَمِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ الْخَبَرَ

13019-@ (5) عِمَادُ الدِّينِ الطَّبَرِيُّ فِي بِشَارَةِ الْمُصْطَفَى، بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: يَا كُمَيْلُ لَا رُخْصَةَ فِي فَرْضٍ وَ لَا شِدَّةَ فِي نَافِلَةٍ يَا كُمَيْلُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْأَلُكَ إِلَّا عَمَّا فَرَضَ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ،(6) وَ فِي بَعْضِ نُسَخِ النَّهْجِ،:

13020-@(7) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ


1- الباب 24
2- كتاب المؤمن ص 32 ح 61.
3- كتاب المؤمن ص 32 ح 62.
4- كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 38.
5- بشارة المصطفى ص 28.
6- تحف العقول ص 117.
7- الغايات ص 69.

ص: 282

سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- [عَبْدِي](1) إِذَا صَلَّيْتَ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكَ فَأَنْتَ أَعْبَدُ النَّاسِ عِنْدِي الْخَبَرَ

13021-@ (2)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ

13022-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: الِاشْتِهَارُ بِالْعِبَادَةِ رِيبَةٌ إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ

13023-@ (4) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا(5) قَالَ اصْبِرُوا عَلَى الْفَرَائِضِ وَ صَابِرُوا عَلَى الْمَصَائِبِ وَ رَابِطُوا عَلَى الْأَئِمَّةِ

13024-@ (6) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيُّ فِي كِتَابِ الْقِرَاءَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا(7) الْآيَةَ قَالَ اصْبِرُوا عَلَى الذُّنُوبِ وَ صَابِرُوا عَلَى الْفَرَائِضِ وَ رَابِطُوا عَلَى الْأَئِمَّةِ الْخَبَرَ

13025-@ (8) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، مُرْسَلًا قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدِي أَدِّ مَا افْتَرَضْتُ تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ وَ انْتَهِ عَمَّا نَهَيْتُكَ تَكُنْ مِنْ أَوْرَعِ


1- أثبتناه من المصدر.
2- الغايات ص 69.
3- الغايات ص 69.
4- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 212 ح 180.
5- آل عمران 3: 200.
6- كتاب القراءات ص 16.
7- آل عمران 3: 200.
8- لب اللباب: مخطوط.

ص: 283

النَّاسِ وَ اقْنَعْ بِمَا رَزَقْتُكَ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ

25 بَابُ اسْتِحْبَابِ الصَّبْرِ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ

(1)

13026-@ (2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ

13027-@ (3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: الصَّبْرُ خَيْرُ مَرْكَبٍ

13028-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَرْبَعٌ مَنْ أُعْطِيَهُنَّ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ بَدَناً صَابِراً وَ لِسَاناً ذَاكِراً وَ قَلْباً شَاكِراً وَ زَوْجَةً صَالِحَةً

13029-@ (5) أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي التَّمْحِيصِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِلنَّكَبَاتِ غَايَاتٍ لَا بُدَّ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَيْهَا فَإِذَا أُحْكِمَ عَلَى أَحَدِكُمْ بِهَا فَلْيُطَأْطِئْ لَهَا وَ لْيَصْبِرْ حَتَّى تَجُوزَ فَإِنَّ إِعْمَالَ الْحِيلَةِ فِيهَا عِنْدَ إِقْبَالِهَا زَائِدٌ فِي مَكْرُوهِهَا وَ كَانَ يَقُولُ الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ لَا إِيمَانَ لَهُ

13030-@(6) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ قَوْماً يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَتَخَلَّلُونَ رِقَابَ النَّاسِ-


1- الباب 25
2- الجعفريات ص 236.
3- الجعفريات ص 149.
4- الجعفريات ص 230.
5- التمحيص ص 64 ح 147، 148، و عنه في البحار ج 71 ص 95 ح 57.
6- مشكاة الأنوار ص 278.

ص: 284

حَتَّى يَضْرِبُوا بَابَ الْجَنَّةِ قَبْلَ الْحِسَابِ فَيَقُولُونَ [لَهُمْ](1) بِمَ [تَسْتَحِقُّونَ الدُّخُولَ إِلَى الْجَنَّةِ قَبْلَ الْحِسَابِ](2) فَيَقُولُونَ كُنَّا مِنَ الصَّابِرِينَ فِي الدُّنْيَا

13031-@ (3)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: وَ إِنَّا لَنَصْبِرُ وَ إِنَّ شِيعَتَنَا لَأَصْبَرُ مِنَّا قَالَ فَاسْتَعْظَمْتُ ذَلِكَ فَقُلْتُ كَيْفَ يَكُونُ شِيعَتُكُمْ أَصْبَرَ مِنْكُمْ فَقَالَ إِنَّا لَنَصْبِرُ عَلَى مَا نَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ تَصْبِرُونَ عَلَى مَا لَا تَعْلَمُونَ

13032-@ (4)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ قَوْماً يَلْقَوْنَ فِيَّ مِنَ الْأَذَى وَ التَّشْدِيدِ وَ الْقَتْلِ وَ التَّنْكِيلِ مَا لَمْ يَلْقَهُ أَحَدٌ فِي الْأُمَمِ السَّابِقَةِ(5) أَلَا وَ إِنَّ الصَّابِرَ مِنْهُمُ الْمُوقِنَ بِي الْعَارِفَ(6) فَضْلَ مَا يُؤْتَى إِلَيْهِ فِيَّ لَمَعِي فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ فَقَالَ آهِ آهِ عَلَى تِلْكَ الْأَنْفُسِ الزَّاكِيَةِ وَ الْقُلُوبِ الرَّاضِيَةِ الْمَرْضِيَّةِ أُولَئِكَ أَخِلَّائِي وَ هُمْ مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُمْ

13033-@ (7)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِيمَانُ

13034-@ (8)، وَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَيُّهَا النَّاسُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ لَا يَسْتَقِيمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ التَّجَبُّرِ وَ لَا يَسْتَقِيمُ لَهُمُ الْغِنَى إِلَّا بِالْبُخْلِ وَ التَّكَبُّرِ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ


1- أثبتناه من المصدر.
2- أثبتناه من المصدر.
3- مشكاة الأنوار ص 274.
4- مشكاة الأنوار ص 275.
5- في المصدر: السالفة.
6- في نسخة: المعارف.
7- مشكاة الأنوار ص 21.
8- مشكاة الأنوار ص 275.

ص: 285

مِنْكُمْ فَصَبَرَ عَلَى الْفَقْرِ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْغِنَى مِنْهُمْ وَ صَبَرَ عَلَى الْبَغْضَاءِ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْمَحَبَّةِ مِنْهُمْ وَ صَبَرَ عَلَى الذُّلِّ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْعِزِّ مِنْهُمْ وَ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَيْنِ وَ خَمْسِينَ شَهِيداً

13035-@ (1) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ فِي كِتَابِ التَّحْصِينِ، نَقْلًا عَنْ كِتَابِ الْمُنْبِئِ عَنْ زُهْدِ النَّبِيِّ ص لِجَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُمِّيِّ مَرْفُوعاً إِلَى النَّبِيِّ ص فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ: يَذْكُرُ فِيهِ حَالَ إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدَهُ إِلَى أَنْ قَالَ وَ إِنْ شِئْتَ حَتَّى أَزِيدَكَ يَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ تُؤْذِيهِ قَمْلَةٌ فِي ثِيَابِهِ فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَجْرُ أَرْبَعِينَ(2) حَجَّةً وَ أَرْبَعِينَ عُمْرَةً وَ أَرْبَعِينَ غَزْوَةً وَ عِتْقِ أَرْبَعِينَ نَسَمَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ وَ يُدْخِلُ وَاحِدٌ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً فِي شَفَاعَتِهِ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالُوا(3) مِثْلَ قَوْلِي سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَرْحَمَهُ بِخَلْقِهِ وَ أَلْطَفَهُ وَ أَكْرَمَهُ عَلَى خَلْقِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ ص أَ تَعْجَبُونَ مِنْ قَوْلِي وَ إِنْ شِئْتُمْ حَتَّى أَزِيدَكُمْ قَالَ أَبُو ذَرٍّ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنَا فَقَالَ النَّبِيُّ ص يَا بَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ أَحَداً مِنْهُمُ اشْتَهَى شَهْوَةً مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا فَيَصْبِرُ وَ لَا يَطْلُبُهَا كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ بِذِكْرِ أَهْلِهِ ثُمَّ يَغْتَمُّ وَ يَتَنَفَّسُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ نَفَسٍ أَلْفَيْ أَلْفَيْ(4) حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ(5) أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ أَلْفَ(6) أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ إِنْ شِئْتَ حَتَّى أَزِيدَكَ يَا بَا ذَرٍّ قُلْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ لَوْ أَنَّ أَحَداً مِنْهُمْ يَصْبِرُ عَلَى(7) أَصْحَابِهِ لَا يَقْطَعُهُمْ وَ يَصْبِرُ فِي مِثْلِ جُوعِهِمْ وَ فِي مِثْلِ غَمِّهِمْ إِلَّا كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ سَبْعِينَ مِمَّنْ غَزَا مَعِي غَزْوَةَ تَبُوكَ وَ إِنْ شِئْتَ حَتَّى أَزِيدَكَ-


1- التحصين ص 11.
2- في الطبعة الحجرية: «سبعين» و ما أثبتناه من المصدر.
3- أي: جماعة المسلمين الحاضرون في الخطاب.
4- في المصدر: ألف.
5- و فيه: ألفي.
6- و فيه: ألفي.
7- و فيه: مع.

ص: 286

قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنَا قَالَ لَوْ أَنَّ أَحَداً مِنْهُمْ وَضَعَ جَبِينَهُ عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ آهِ فَتَبْكِي مَلَائِكَةُ(1) السَّبْعِ لِرَحْمَتِهِمْ عَلَيْهِ فَقَالَ اللَّهُ يَا مَلَائِكَتِي مَا لَكُمْ تَبْكُونَ فَيَقُولُونَ يَا إِلَهَنَا وَ سَيِّدَنَا كَيْفَ لَا نَبْكِي وَ وَلِيُّكَ عَلَى الْأَرْضِ يَقُولُ فِي وَجَعِهِ آهِ فَيَقُولُ اللَّهُ يَا مَلَائِكَتِي اشْهَدُوا أَنْتُمْ أَنِّي رَاضٍ عَنْ عَبْدِي بِالَّذِي يَصْبِرُ فِي الشِدَّةِ وَ لَا يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ يَا إِلَهَنَا وَ سَيِّدَنَا لَا تُضِرُّ الشِدَّةُ بِعَبْدِكَ وَ وَلِيِّكَ بَعْدَ أَنْ تَقُولَ هَذَا الْقَوْلَ الْخَبَرَ

13036-@ (2) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ(3) عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ لَهُ: إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الصَّمْتَ وَ أَنْتُمْ تَتَعَلَّمُونَ الْكَلَامَ كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا أَرَادَ التَّعَبُّدَ يَتَعَلَّمُ الصَّمْتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِعَشْرِ سِنِينَ فَإِنْ كَانَ يُحْسِنُهُ وَ يَصْبِرُ عَلَيْهِ تَعَبَّدَ وَ إِلَّا قَالَ مَا أَنَا لِمَا أَرُومُ بِأَهْلٍ إِنَّمَا يَنْجُو مَنْ أَطَالَ الصَّمْتَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ صَبَرَ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ عَلَى الْأَذَى أُولَئِكَ النُّجَبَاءُ الْأَصْفِيَاءُ الْأَوْلِيَاءُ حَقّاً وَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ

13037-@ (4) كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ: ثَلَاثٌ أُقْسِمُ إِنَّهُنَّ حَقٌّ إِلَى أَنْ قَالَ وَ لَا صَبَرَ عَنْ مَظْلِمَةٍ إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزّاً الْخَبَرَ

13038-@ (5) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْأَمَالِي، عَنِ الشَّرِيفِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ

ص: 287

الْجُعْفِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آدَمَ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْهِلَالِيِّ الْكُوفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ: كَمْ مِنْ صَبْرِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ فَرَحاً طَوِيلًا وَ كَمْ مِنْ لَذَّةِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِيلًا

13039-@ (1) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: الْإِيمَانُ شَطْرَانِ شَطْرٌ صَبْرٌ وَ شَطْرٌ شُكْرٌ

13040-@(2) مَجْمُوعَةُ الشَّهِيدِ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ مَنْ صَبَرَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَهُوَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

26 بَابُ اسْتِحْبَابِ الْحِلْمِ

(3)

13041-@ (4) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ الشَّعِيرِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِلصَّادِقِ ع حَدِّثْنِي عَنْ نَفْسِكَ بِحَدِيثٍ أَتَّعِظُ بِهِ وَ يَكُونُ لِي زَاجِرٌ صِدْقٌ عَنِ الْمُوبِقَاتِ فَقَالَ الصَّادِقُ ع عَلَيْكَ بِالْحِلْمِ فَإِنَّهُ رُكْنُ الْعِلْمِ وَ امْلِكْ نَفْسَكَ عِنْدَ أَسْبَابِ الْقُدْرَةِ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ كُنْتَ كَمَنْ شَفَى غَيْظاً أَوْ دَاوَى عِقْداً(5) أَوْ يُحِبُّ أَنْ يُذْكَرَ بِالصَّوْلَةِ وَ اعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ عَاقَبْتَ مُسْتَحِقّاً لَمْ يَكُنْ غَايَةُ مَا تُوصَفُ بِهِ إِلَّا الْعَدْلَ(6) وَ الْحَالُ الَّتِي تُوجِبُ الشُّكْرَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَالِ الَّتِي تُوجِبُ الصَّبْرَ قَالَ الْمَنْصُورُ وَعَظْتَ فَأَحْسَنْتَ وَ قُلْتَ فَأَوْجَزْتَ


1- عوالي اللآلي ج 2 ص 66 ح 171.
2- مجموعة الشهيد:
3- الباب 26
4- أمالي الصدوق ص 491.
5- في المصدر: حقدا.
6- في المصدر زيادة: و لا أعرف حالا أفضل من حال العدل.

ص: 288

13042-@ (1) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ(2) الْحَلِيمَ

13043-@ (3)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ قَالَ لِلْحُسَيْنِ ع يَا بُنَيَّ مَا الْحِلْمُ قَالَ كَظْمُ الْغَيْظِ وَ مُلْكُ النَّفْسِ

13044-@ (4)، وَ عَنِ الرِّضَا ع: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنَ الْقُمِّيِّينَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ وَ الصَّبْرِ وَ الْحِلْمِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ عَابِداً حَتَّى يَكُونَ حَلِيماً وَ قَالَ لَا يَكُونُ عَاقِلًا حَتَّى يَكُونَ حَلِيماً

13045-@ (5)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ: إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي الرَّجُلُ أَنَّهُ يُدْرِكُهُ حِلْمُهُ عِنْدَ غَضَبِهِ

13046-@ (6) أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْأَخْلَاقِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: لَا يَكْمُلُ الْمُؤْمِنُ فِي إِيمَانِهِ حَتَّى تَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ حِلْمٌ يَرْدَعُهُ عَنِ الْجَهْلِ وَ وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنِ الْمَعَاصِي وَ كَرَمٌ يَحْسُنُ بِهِ صُحْبَتُهُ

13047-@ (7)، وَ قَالَ ص: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِالْحِلْمِ وَ اللِّينِ دَرَجَةَ الْعَابِدِ الْمُتَهَجِّدِ

13048-@ (8)، وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ أَنْصَارَهُ

13049-@ (9)، وَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: اعْلَمُوا أَنَّ الْحِلْمَ زِينَةٌ وَ الْوَقَارَ مُرُوَّةٌ وَ الصِّلَةَ نِعْمَةٌ الْخَبَرَ


1- مشكاة الأنوار ص 216.
2- في المصدر زيادة: الحيي.
3- مشكاة الأنوار ص 216.
4- مشكاة الأنوار ص 216.
5- مشكاة الأنوار ص 216.
6- كتاب الأخلاق: مخطوط.
7- كتاب الأخلاق: مخطوط.
8- كتاب الأخلاق: مخطوط.
9- كتاب الأخلاق: مخطوط.

ص: 289

13050-@(1) الشَّيْخُ وَرَّامٌ فِي تَنْبِيهِ الْخَاطِرِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ فِيهِمْ رَجُلٌ يَرْفَعُ حَجَراً يُقَالُ لَهُ حَجَرُ الْأَشِدَّاءِ وَ هُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ فَقَالَ ص مَا هَذَا قَالُوا رَجُلٌ يَرْفَعُ حَجَراً يُقَالُ لَهُ حَجَرُ الْأَشِدَّاءِ فَقَالَ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ رَجُلٌ سَبَّهُ رَجُلٌ فَحَلُمَ عَنْهُ فَغَلَبَ نَفْسَهُ وَ غَلَبَ شَيْطَانَهُ (وَ غَلَبَ)(2) صَاحِبَهُ

13051-@ (3) مَجْمُوعَةُ الشَّهِيدِ، نَقْلًا مِنْ خَطِّ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا وَقَعَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مُنَازَعَةٌ نَزَلَ مَلَكَانِ فَيَقُولَانِ لِلسَّفِيهِ مِنْهُمَا قُلْتَ وَ قُلْتَ وَ أَنْتَ أَهْلٌ لِمَا قُلْتَ سَتُجْزَى بِمَا قُلْتَ وَ يَقُولَانِ لِلْحَلِيمِ مِنْهُمَا صَبَرْتَ وَ حَلُمْتَ سَيُغْفَرُ لَكَ إِنْ أَتْمَمْتَ ذَلِكَ قَالَ فَإِنْ رَدَّ الْحَلِيمُ عَلَيْهِ ارْتَفَعَ الْمَلَكَانِ

13052-@ (4) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: الْحِلْمُ سِرَاجُ اللَّهِ يَسْتَضِي ءُ بِهِ صَاحِبُهُ إِلَى جِوَارِهِ وَ لَا يَكُونُ حَلِيماً إِلَّا الْمُؤَيَّدُ بِأَنْوَارِ الْمَعْرِفَةِ وَ التَّوْحِيدِ وَ الْحِلْمُ يَدُورُ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ أَنْ يَكُونَ عَزِيزاً فَيَذِلَّ أَوْ يَكُونَ صَادِقاً فَيُتَّهَمَ أَوْ يَدْعُوَ إِلَى الْحَقِّ فَيُسْتَخَفَّ بِهِ أَوْ أَنْ يُؤْذَى بِلَا جُرْمٍ أَوْ أَنْ يَطْلُبَ بِالْحَقِّ وَ يُخَالِفُوهُ فِيهِ فَإِذَا آتَيْتَ كُلًّا مِنْهُمَا حَقَّهُ فَقَدْ أَصَبْتَ وَ قَابِلِ السَّفِيهَ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُ وَ تَرْكِ الْجَوَابِ تَكُنِ النَّاسُ أَنْصَارَكَ لِأَنَّ مَنْ حَارَبَ السَّفِيهَ فَكَأَنَّهُ قَدْ وَضَعَ الْحَطَبَ عَلَى النَّارِ وَ قَالَ النَّبِيُّ ص مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْأَرْضِ مَنَافِعُهُمْ مِنْهَا إِذَا هُمْ عَلَيْهَا وَ مَنْ لَا يَصْبِرُ عَلَى جَفَاءِ الْخَلْقِ لَا يَصِلْ إِلَى رِضَى اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّ رِضَى اللَّهِ تَعَالَى مَشُوبٌ بِجَفَاءِ الْخَلْقِ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص بُعِثْتُ لِلْحِلْمِ مَرْكَزاً وَ لِلْعَمَلِ مَعْدِناً وَ لِلصَّبْرِ مَسْكَناً صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ ص


1- مجموعة ورّام ج 2 ص 10.
2- في المصدر: و شيطان.
3- مجموعة الشهيد:
4- مصباح الشريعة ص 316.

ص: 290

وَ حَقِيقَةُ الْحِلْمِ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ وَ خَالَفَكَ وَ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى الِانْتِقَامِ مِنْهُ

13053-@ (1) الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ مَرَارَةُ الْحِلْمِ أَعْذَبُ مِنْ مَرَارَةِ(2) الِانْتِقَامِ

13054-@ (3) الشَّيْخُ الْبَهَائِيُّ فِي الْكَشْكُولِ، (عَنِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ قَالَ نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ الشَّيْخِ أَحْمَدَ الْفَرَاهَانِيِّ)(4) عَنْ عُنْوَانَ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ أُوصِيكَ بِتِسْعَةِ أَشْيَاءَ فَإِنَّهَا وَصِيَّتِي لِمُرِيدِي الطَّرِيقِ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يُوفِّقَكَ لِاسْتِعْمَالِهِ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي رِيَاضَةِ النَّفْسِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي الْحِلْمِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي الْعِلْمِ فَاحْفَظْهَا وَ إِيَّاكَ وَ التَّهَاوُنَ بِهَا قَالَ عُنْوَانُ فَفَرَّغْتُ قَلْبِي لَهُ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ ع وَ أَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْحِلْمِ فَمَنْ قَالَ لَكَ إِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً سَمِعْتَ عَشْراً (فَقُلْ لَهُ)(5) إِنْ قُلْتَ عَشْراً لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً وَ مَنْ شَتَمَكَ فَقُلْ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِيمَا تَقُولُ فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي وَ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فِيمَا تَقُولُ فَاللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يَغْفِرَ لَكَ وَ مَنْ وَعَدَكَ بِالْخَنَا فَعِدْهُ بِالنَّصِيحَةِ وَ الرِّعَاءِ(6) الْخَبَرَ

13055-@ (7) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي الْغَايَاتِ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع: فِي أَسْئِلَةِ الشَّيْخِ الشَّامِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ


1- إرشاد القلوب ص 74.
2- في المصدر: حلاوة.
3- الكشكول ج 2 ص 166.
4- ورد في المصدر بدل ما بين القوسين: من خطّ س.
5- في الطبعة الحجرية: فقلت، و ما أثبتناه من المصدر.
6- الارعاء و المراعاة: المحافظة و الإبقاء على الشي ء، و الرفق به و الرحمة له، و تخفيف الأثقال عنه. (لسان العرب ج 14 ص 329). و في المصدر: و الدعاء.
7- الغايات ص 66.

ص: 291

ع قَالَ فَأَيُّ الْخَلْقِ أَقْوَى قَالَ الْحَلِيمُ:

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ، بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ فِي بَابُ الْخَوْفِ:(1)

13056-@ (2) أَبُو يَعْلَى الْجَعْفَرِيُّ فِي النُّزْهَةِ، عَنِ الْغَلَابِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ع عَنِ الْحِلْمِ فَقَالَ هُوَ أَنْ تَمْلِكَ نَفْسَكَ وَ تَكْظِمَ غَيْظَكَ وَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا مَعَ الْقُدْرَةِ

13057-@ (3) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيٍّ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ (أَسَدِ بْنِ سَعِيدٍ)(4) عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع رَجُلًا يَشْتِمُ قَنْبَراً وَ قَدْ رَامَ قَنْبَرُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَنَادَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَهْلًا يَا قَنْبَرُ دَعْ شَاتِمَكَ مُهَاناً تُرْضِ الرَّحْمَنَ وَ تُسْخِطُ الشَّيْطَانَ وَ تُعَاقِبْ عَدُوَّكَ فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَرْضَى الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ بِمِثْلِ الْحِلْمِ وَ لَا أَسْخَطَ الشَّيْطَانَ بِمِثْلِ الصَّمْتِ وَ لَا عُوقِبَ الْأَحْمَقُ بِمِثْلِ السُّكُوتِ عَنْهُ

13058-@ (5) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِالْحِلْمِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُكْتَبُ جَبَّاراً وَ مَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ

13059-@ (6)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ثَلَاثٌ لَمْ يَجِدْ طَعْمَ الْإِيمَانِ حِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ وَ وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ خُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ


1- معاني الأخبار ص 198.
2- نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ص 69.
3- أمالي الشيخ المفيد ص 118 ح 2.
4- ورد في المصدر: أسعد بن سعيد. و كلاهما واحد، راجع (معجم رجال الحديث ج 3 ص 81).
5- لب اللباب: مخطوط.
6- لب اللباب: مخطوط.

ص: 292

13060-@(1)، وَ قَالَ ص: احْتَمِلْ مِمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ وَ مِمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْكَ وَ مِمَّنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَ مِمَّنْ هُوَ شَرٌّ وَ مِمَّنْ هُوَ فَوْقَكَ وَ مِمَّنْ هُوَ دُونَكَ فَإِنْ كُنْتَ كَذَلِكَ بَاهَى اللَّهُ بِكَ الْمَلَائِكَةَ

27 بَابُ اسْتِحْبَابِ الرِّفْقِ فِي الْأُمُورِ

(2)

13061-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ(4)، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي حَدِيثٍ: وَ الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ

13062-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْراً فَقَّهَهُمْ فِي الدِّينِ وَ رَزَقَهُمُ الرِّفْقَ فِي مَعَايِشِهِمْ وَ الْقَصْدَ فِي شَأْنِهِمْ الْخَبَرَ

13063-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ الضَّعِيفَ الَّذِي لَا رِفْقَ بِهِ(7)

13064-@ (8)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَا وُضِعَ الرِّفْقُ عَلَى شَيْ ءٍ إِلَّا زَانَهُ وَ لَا وُضِعَ الْخُرْقُ عَلَى شَيْ ءٍ إِلَّا شَانَهُ فَمَنْ أُعْطِيَ الرِّفْقَ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ حُرِمَهُ حُرِمَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ


1- لب اللباب: مخطوط.
2- الباب 27
3- الجعفريات ص 149.
4- في المصدر زيادة: أخبرنا عبد اللّه.
5- الجعفريات ص 149.
6- الجعفريات ص 150.
7- في المصدر: له.
8- الجعفريات ص 149.

ص: 293

13065-@ (1)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَ يُعِينُ عَلَيْهِ

13066(2) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُعْطِي الثَّوَابَ وَ يُحِبُّ كُلَّ رَفِيقٍ وَ يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ

13067-@ (3) الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ جَابِرِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: الرِّفْقُ يُمْنٌ وَ الْخُرْقُ شُؤْمٌ:

الْبِحَارُ، عَنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ لِعَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ [بْنِ](4) الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: مِثْلَهُ(5)

13068-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: الرِّفْقُ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْ ءٍ إِلَّا زَانَهُ وَ لَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا شَانَهُ

13069-@ (7) أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْأَخْلَاقِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص


1- الجعفريات ص 150.
2- بل الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد ص 28 ح 68 و عنه في البحار ج 75 ص 54 ح 17.
3- كتاب الزهد ج 29 ص 71.
4- أثبتناه من المصدر.
5- البحار ج 75 ص 51 ح 2، بل عن جامع الأحاديث ص 11.
6- البحار ج 75 ص 51 ح 2، بل عن جامع الأحاديث ص 12.
7- كتاب الأخلاق: مخطوط.

ص: 294

: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْراً أَرْشَدَهُمْ لِلرِّفْقِ وَ التَّأَنِّي وَ مَنْ حُرِمَ الرِّفْقَ فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ:

وَ قَالَ ص: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَعَلَيْكَ بِالرِّفْقِ وَ التُّؤَدَةِ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكَ مِنْهُ فَرَجاً:

وَ قَالَ ص: إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا

13070-@(1) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْكَاظِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: يَا هِشَامُ عَلَيْكَ بِالرِّفْقِ فَإِنَّ الرِّفْقَ خَيْرٌ(2) وَ الْخُرْقَ شُؤْمٌ إِنَّ الرِّفْقَ وَ الْبِرَّ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ يَعْمُرُ الدِّيَارَ وَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ

13071-@ (3)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع: يَا بُنَيَّ رَأْسُ الْعِلْمِ الرِّفْقُ وَ آفَتُهُ الْخُرْقُ

13072-@ (4) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا أَوْصَى بِهِ الْخَضِرُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ أَنَّهُ قَالَ لَا تُعَيِّرَنَّ أَحَداً بِذَنْبٍ فَإِنَّ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ الْقَصْدُ فِي الْجِدَةِ(5) وَ الْعَفْوُ فِي الْمَقْدُرَةِ وَ الرِّفْقُ بِعِبَادِ(6) اللَّهِ وَ مَا أَرْفَقَ أَحَدٌ بِأَحَدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا رَفَقَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ [عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ](7) عَنِ


1- تحف العقول ص 295.
2- في المصدر: يمن.
3- تحف العقول ص 59.
4- الغايات ص 92.
5- الجدة: الغنى. (لسان العرب- وجد- ج 3 ص 445).
6- في الطبعة الحجرية «لعباد»، و ما أثبتناه من المصدر.
7- أثبتناه من الخصال (راجع معجم رجال الحديث ج 8 ص 158).

ص: 295

الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع: مِثْلَهُ(1)

13073-@ (2) أَبُو يَعْلَى الْجَعْفَرِيُّ فِي النُّزْهَةِ، عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَا ارْتَجَّ امْرُؤٌ وَ أَحْجَمَ عَلَيْهِ الرَّأْيُ وَ أَعْيَتْ بِهِ الْحِيَلُ إِلَّا كَانَ الرِّفْقُ مِفْتَاحَهُ

13074-@ (3) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: الرِّفْقُ رَأْسُ الْحِكْمَةِ اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ شَيْئاً مِنْ أُمُورِ أُمَّتِي فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ وَ مَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ

13075-@ (4) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الرِّفْقُ يُيَسِّرُ الصِّعَابَ وَ يُسَهِّلُ(5) الْأَسْبَابَ:

وَ قَالَ ع: الرِّفْقُ بِالْأَتْبَاعِ مِنْ كَرَمِ الطِّبَاعِ(6)

28 بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّوَاضُعِ

(7)

13076-@ (8) تَفْسِيرُ الْعَسْكَرِيِّ، ع قَالَ: أَعْرَفُ النَّاسِ بِحُقُوقِ إِخْوَانِهِ وَ أَشَدُّهُمْ قَضَاءً لَهَا أَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ شَأْناً وَ مَنْ تَوَاضَعَ فِي الدُّنْيَا لِإِخْوَانِهِ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصِّدِّيقِينَ مِنْ شِيعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع الْخَبَرَ

13077-@ (9) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ


1- الخصال ص 111.
2- نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ص 52.
3- عوالي اللآلي ج 1 ص 371 ح 79.
4- الغرر ص 71 ح 1804.
5- في المصدر زيادة: شديد.
6- نفس المصدر ج 1 ص 56 ح 1534.
7- الباب 28
8- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 131.
9- تفسير القمّيّ ج 2 ص 70.

ص: 296

قَالَ: طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ وَ تَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ وَ جَالَسَ أَهْلَ الْفَقْرِ(1) وَ الرَّحْمَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ

13078-@ (2) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: كَمَالُ الْعَقْلِ فِي ثَلَاثَةٍ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ وَ حُسْنِ الْيَقِينِ وَ الصَّمْتِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ

13079-@ (3) نَهْجُ الْبَلَاغَةِ،: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي وَصِيَّتِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ عَلَيْكَ بِالتَّوَاضُعِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَةِ:

وَ قَالَ:(4) بِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ:

وَ قَالَ ع:(5) مَا أَحْسَنَ تَوَاضَعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّهِ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ اتِّكَالًا عَلَى اللَّهِ

13080-@(6) الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيُّ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ، عَنِ ابْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ مُوَكِّلَيْنِ بِالْعِبَادِ فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَاهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ

13081-@ (7) وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ شَجَرَةَ عَنْ عَمِّهِ بَشِيرٍ النَّبَّالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَدِمَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ص


1- في المصدر: الفقه.
2- الاختصاص ص 244.
3- نهج البلاغة: ليس في النهج، و رواه الشيخ الطوسيّ في أماليه ج 1 ص 6 و عنه في البحار ج 75 ص 119 ح 5.
4- نهج البلاغة ج 3 ص 202 رقم 224.
5- نفس المصدر ج 2 ص 250 رقم 406.
6- الزهد ص 62 ح 163.
7- الزهد ص 61 ح 161.

ص: 297

فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُسَابِقُنِي بِنَاقَتِكَ هَذِهِ قَالَ فَسَابَقَهُ فَسَبَقَهُ الْأَعْرَابِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّكُمْ رَفَعْتُمُوهَا فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يَضَعَهَا إِنَّ الْجِبَالَ تَطَاوَلَتْ لِسَفِينَةِ نُوحٍ وَ كَانَ الْجُودِيُّ(1) أَشَدَّ تَوَاضُعاً فَحَطَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى الْجُودِيِ

13082-@ (2) أَبُو عَمْرٍو الْكَشِّيُّ فِي رِجَالِهِ، قَالَ أَبُو النَّصْرِ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ رَجُلًا شَرِيفاً مُوسِراً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع تَوَاضَعْ يَا مُحَمَّدُ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْكُوفَةِ أَخَذَ قَوْصَرَةً(3) مِنْ تَمْرٍ مَعَ الْمِيزَانِ وَ جَلَسَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ وَ صَارَ يُنَادِي عَلَيْهِ فَأَتَاهُ قَوْمُهُ فَقَالُوا لَهُ فَضَحْتَنَا فَقَالَ إِنَّ مَوْلَايَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَلَنْ أُخَالِفَهُ وَ لَنْ أَبْرَحَ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ بَيْعِ مَا فِي هَذِهِ الْقَوْصَرَةِ فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ إِذَا أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَشْتَغِلَ بِبَيْعٍ وَ شِرَاءٍ فَاقْعُدْ فِي الطَّحَّانِينَ فَهَيَّأَ رَحًى وَ جَمَلًا وَ جَعَلَ يَطْحَنُ

13083-@ (4) ابْنُ الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَزَوْفَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ عَنْ آدَمَ الْعَسْقَلَانِيِّ عَنْ أَبِي عُمَرَ الصَّنْعَانِيِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ

13084-@ (5) وَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَلَّالِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ زَافِرِ(6) بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَشْرَسَ


1- الجودي: اسم الجبل الذي وقفت عليه سفينة نوح (عليه السلام). (مجمع البحرين ج 3 ص 29).
2- رجال الكشّيّ ص 389.
3- القوصرة: وعاء من قصب يوضع فيه التمر (لسان العرب ج 5 ص 104).
4- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 56.
5- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 185.
6- في الحجرية: زفر، و في المصدر: زافن و ما أثبتناه هو الصحيح، انظر تقريب التهذيب ج 1 ص 256 و تهذيب التهذيب ج 3 ص 304.

ص: 298

الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ أَيُّوبَ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ

13085-@ (1) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى [بْنِ](2) الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: لَا حَسَبَ لِقُرَشِيٍّ وَ لَا عَرَبِيٍّ(3) إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ

13086-@ (4) أَبُو الْفَتْحِ الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: التَّوَاضُعُ يَكْسِبُكَ السَّلَامَةَ وَ قَالَ زِينَةُ الشَّرِيفِ التَّوَاضُعُ

13087-@ (5) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: التَّوَاضُعُ أَصْلُ كُلِّ شَرَفٍ وَ خَيْرٍ وَ نَفِيسٍ وَ مَرْتَبَةٍ رَفِيعَةٍ وَ لَوْ كَانَ لِلتَّوَاضُعِ لُغَةٌ يَفْهَمُهَا الْخَلْقُ لَنَطَقَ عَنْ حَقَائِقِ مَا فِي مَخْفِيَّاتِ الْعَوَاقِبِ وَ التَّوَاضُعُ مَا يَكُونُ لِلَّهِ وَ فِي اللَّهِ وَ مَا سِوَاهُ مَكْرٌ وَ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ شَرَّفَهُ اللَّهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ وَ لِأَهْلِ التَّوَاضُعِ سِيمَاءُ يَعْرِفُهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنَ الْعَارِفِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ(6) وَ قَالَ أَيْضاً مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ(7) الْآيَةَ وَ أَصْلُ التَّوَاضُعِ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ وَ هَيْبَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ لَيْسَ


1- الخصال ص 18.
2- أثبتناه من المصدر.
3- في المصدر: و لا لعربي.
4- كنز الفوائد ص 147.
5- مصباح الشريعة ص 322 باختلاف، و عنه في البحار ج 75 ص 121 ح 12.
6- الأعراف 7: 46.
7- المائدة 5: 54.

ص: 299

لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَةٌ يَقْبَلُهَا وَ يَرْضَاهَا إِلَّا وَ بَابُهَا التَّوَاضُعُ وَ لَا يَعْرِفُ مَا فِي مَعْنَى حَقِيقَةِ التَّوَاضُعِ إِلَّا الْمُقَرَّبُونَ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّصِلُونَ بِوَحْدَانِيَّتِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً(1) وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَعَزَّ خَلْقِهِ وَ سَيِّدَ بَرِيَّتِهِ مُحَمَّداً ص بِالتَّوَاضُعِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(2) وَ التَّوَاضُعُ مَزْرَعَةُ الْخُشُوعِ وَ الْخُضُوعِ وَ الْخَشْيَةِ وَ الْحَيَاءِ وَ إِنَّهُنَّ لَا يَنْبُتْنَ إِلَّا مِنْهَا وَ فِيهَا وَ لَا يَسْلَمُ الشَّوْقُ التَّامُّ الْحَقِيقِيُّ إِلَّا لِلْمُتَوَاضِعِ فِي ذَاتِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى

13088-@ (3) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْكَاظِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: فِي الْإِنْجِيلِ طُوبَى لِلْمُتَرَاحِمِينَ أُولَئِكَ هُمُ الْمَرْحُومُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى أَنْ قَالَ طُوبَى لِلْمُتَوَاضِعِينَ فِي الدُّنْيَا أُولَئِكَ يَرْتَقُونَ مَنَابِرَ الْمُلْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:

وَ قَالَ ع:(4) يَا هِشَامُ إِنَّ الزَّرْعَ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَ لَا يَنْبُتُ فِي الصَّفَا فَكَذَلِكَ الْحِكْمَةُ تَعْمُرُ فِي قَلْبِ الْمُتَوَاضِعِ وَ لَا تَعْمُرُ فِي قَلْبِ الْمُتَكَبِّرِ الْجَبَّارِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ التَّوَاضُعَ آلَةَ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ التَّكَبُّرَ مِنْ آلَةِ الْجَهْلِ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ مَنْ شَمَخَ إِلَى السَّقْفِ بِرَأْسِهِ شَجَّهُ وَ مَنْ خَفَضَ رَأْسَهُ اسْتَظَلَّ تَحْتَهُ وَ أَكَنَّهُ فَكَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَتَوَاضَعْ لِلَّهِ خَفَضَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ إِلَى أَنْ قَالَ ع(5) وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْفَعِ الْمُتَوَاضِعِينَ بِقَدْرِ تَوَاضُعِهِمْ وَ لَكِنْ رَفَعَهُمْ بِقَدْرِ عَظَمَتِهِ وَ مَجْدِهِ الْخَبَرَ

13089-@ (6)، وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ


1- الفرقان 25: 63.
2- الشعراء 26: 215.
3- تحف العقول ص 293.
4- تحف العقول ص 296.
5- نفس المصدر ص 297.
6- تحف العقول ص 224.

ص: 300

فِي حَدِيثٍ: فَإِنَّ أَفْضَلَ الْعَمَلِ الْعِبَادَةُ وَ التَّوَاضُعُ

13090-@(1)، وَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ التَّوَاضُعُ لَهُ

13091-@ (2) ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي مَنَاقِبِهِ، عَنِ الْفَنْجَكِرُودِيِّ فِي سَلْوَةِ الشِّيعَةِ وَ هُوَ دِيوَانُ أَشْعَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ ع:

وَ اجْعَلْ فُؤَادَكَ لِلتَّوَاضُعِ مَنْزِلًا إِنَّ التَّوَاضُعَ بِالشَّرِيفِ جَمِيلٌ

13092-@ (3) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: لَا حَسَبَ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ(4)

13093-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَرْضَى الرَّجُلُ بِالْمَجْلِسِ دُونَ شَرَفِ الْمَجْلِسِ وَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى مَنْ لَقِيَ وَ أَنْ يَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ أَنْ لَا يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوَى

13094-@ (6) أَبُو يَعْلَى الْجَعْفَرِيُّ فِي النُّزْهَةِ، عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ رَأْسُ الْحَزْمِ التَّوَاضُعُ

13095-@ (7) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص


1- تحف العقول ص 272.
2- المناقب ج 2 ص 106.
3- الجعفريات ص 150.
4- في المصدر: التواضع.
5- الجعفريات ص 149.
6- نزهة الناظر ص 53.
7- لب اللباب: مخطوط.

ص: 301

قَالَ: طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ فِي غَيْرِ مَنْقَصَةٍ وَ أَذَلَّ نَفْسَهُ فِي غَيْرِ مَسْكَنَةٍ وَ أَنْفَقَ مِنْ مَالٍ جَمَعَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ

29 بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّوَاضُعِ عِنْدَ تُجَدِّدِ النِّعْمَةِ

(1)

13096-@ (2) الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيُّ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بِسْطَامَ الزَّيَّاتِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْحَبَشَةِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص أُحَدِّثُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ يَوْماً مِنَ الْأَيَّامِ وَ هُوَ فِي غَيْرِ مَجْلِسِ الْمُلْكِ وَ فِي غَيْرِ رِيَاشِهِ(3) وَ فِي غَيْرِ زِيِّهِ قَالَ فَحَيَّيْتُهُ بِتَحِيَّةِ الْمَلِكِ وَ قُلْتُ لَهُ يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ مَا لِي أَرَاكَ فِي غَيْرِ مَجْلِسِ الْمُلْكِ وَ فِي غَيْرِ رِيَاشِهِ وَ فِي غَيْرِ زِيِّهِ فَقَالَ إِنَّا نَجِدُ فِي الْإِنْجِيلِ أَنَّ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ فَلْيَشْكُرِ اللَّهَ وَ نَجِدُ فِي الْإِنْجِيلِ أَنْ لَيْسَ مِنَ الشُّكْرِ لِلَّهِ شَيْ ءٌ يَعْدِلُهُ مِثْلُ التَّوَاضُعِ وَ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَيَّ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ أَنَّ ابْنَ عَمِّكَ مُحَمَّداً ص قَدْ أَظْفَرَهُ اللَّهُ بِمُشْرِكِي أَهْلِ بَدْرٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى بِمَا تَرَى

13097-@ (4) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أُسَامَةَ الْبَصْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ سَعْدَانَ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ مَلِكُ الْحَبَشَةِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصْحَابِهِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَ هُوَ فِي بَيْتٍ لَهُ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ وَ عَلَيْهِ خُلْقَانُ الثِّيَابِ قَالَ فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَلَمَّا أَنْ رَأَى مَا بِنَا وَ تَغَيُّرَ وُجُوهِنَا قَالَ


1- الباب 29
2- الزهد ص 57.
3- الرياش: الأثاث من لباس أو حشو أو فراش أو دثار .. و اللباس الحسن الفاخر، (لسان العرب ج 6 ص 309).
4- أمالي المفيد ص 238.

ص: 302

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَ مُحَمَّداً ص وَ أَقَرَّ عَيْنِي فِيهِ أَ لَا أُبَشِّرُكُمْ فَقُلْتُ بَلَى أَيُّهَا الْمَلِكُ فَقَالَ إِنَّهُ جَاءَ فِي السَّاعَةِ مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَيْنٌ(1) مِنْ عُيُونِي هُنَاكَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَرَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً ص وَ أَهْلَكَ عَدُوَّهُ وَ أُسِرَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ قُتِلَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ بَدْرٌ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيْثُ كُنْتُ أَرْعَى لِسَيِّدِي هُنَاكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ أَيُّهَا الْمَلِكُ الصَّالِحُ فَمَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ وَ عَلَيْكَ هَذَا الْخُلْقَانُ(2) فَقَالَ يَا جَعْفَرُ إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أُنْزِلَ عَلَى عِيسَى ع أَنَّ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يُحْدِثُوا لَهُ تَوَاضُعاً عِنْدَ مَا يُحْدِثُ لَهُمْ مِنَ النِّعْمَةِ فَلَمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ لِي نِعْمَةَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص أَحْدَثْتُ لِلَّهِ هَذَا التَّوَاضُعَ [قَالَ](3) فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ ص ذَلِكَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً فَتَصَدَّقُوا يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ وَ إِنَّ التَّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً فَتَوَاضَعُوا يَرْحَمْكُمُ(4) اللَّهُ وَ إِنَّ الْعَفْوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعْفُوا يُعِزَّكُمُ اللَّهُ

بَابُ تَأَكُّدِ اسْتِحْبَابِ التَّوَاضُعِ لِلْعَالِمِ وَ الْمُتَعَلِّمِ

(5)

13098-@ (6) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ [مُحَمَّدِ بْنِ](7) الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ


1- العين: هو الذي يأتي بالأخبار ... الجاسوس (لسان العرب ج 13 ص 303).
2- خلق الثوب: بلي، و ثوب خلق: بال، غير جديد و الجمع خلقان (لسان العرب ج 10 ص 88).
3- أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر: «يرفعكم».
5- الباب 30
6- أمالي الصدوق ص 294.
7- أثبتناه من المصدر «راجع معجم رجال الحديث ج 10 ص 143 و ج 15 ص 296».

ص: 303

الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ ع يَقُولُ: اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ تَزَيَّنُوا [مَعَهُ](1) بِالْحِلْمِ وَ الْوَقَارِ وَ تَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَهُ الْعِلْمَ وَ تَوَاضَعُوا لِمَنْ طَلَبْتُمْ مِنْهُ الْعِلْمَ وَ لَا تَكُونُوا عُلَمَاءَ جَبَّارِينَ فَيَذْهَبَ(2) بَاطِلُكُمْ بِحَقِّكُمْ

13099-@ (3) فِقْهُ الرِّضَا، ع: وَ تَوَاضَعِ الْعُلَمَاءَ وَ أَهْلَ الدِّينِ

3100-@(4) الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنِ النَّبِيِّ ص فِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ إِلَى أَنْ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَا أَحْمَدُ إِنَّ عَيْبَ(5) أَهْلِ الدُّنْيَا كَثِيرٌ فِيهِمُ الْجَهْلُ وَ الْحُمْقُ لَا يَتَوَاضَعُونَ لِمَنْ يَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ الْخَبَرَ

31 بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّوَاضُعِ فِي الْمَأْكَلِ وَ الْمَشْرَبِ وَ نَحْوِهِمَا

(6)

13101-@ (7) الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيُّ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ فِي مَسْجِدِ قُبَا فَقَالَ هَلْ مِنْ شَرَابٍ فَأَتَاهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ(8) الْأَنْصَارِيُّ بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ مَخِيضٍ بِعَسَلٍ فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلَى فِيهِ نَحَاهُ ثُمَّ قَالَ شَرَابَانِ وَ يُكْتَفَى بِأَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ لَا أَشْرَبُهُ وَ لَا أُحَرِّمُهُ وَ لَكِنِّي أَتَوَاضَعُ لِلَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ(9) اللَّهُ وَ مَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ وَ مَنْ


1- أثبتناه من المصدر.
2- في المصدر: «فذهب».
3- فقه الرضا (عليه السلام) ص 54.
4- إرشاد القلوب ص 201.
5- لم ترد في المصدر.
6- الباب 31
7- الزهد ص 55.
8- في الطبعة الحجرية و المصدر: «خولة» و ما أثبتناه هو الصواب «راجع الإصابة ج 1 ص 84 و الاستيعاب ج 1 ص 77».
9- في نسخة: «خذله».

ص: 304

بَذَّرَ حَرَمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ

13102-@ (1) جَامِعُ الْأَخْبَارِ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: مَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعاً كَسَاهُ اللَّهُ تَعَالَى حُلَّةَ الْكَرَامَةِ

32 بَابُ وُجُوبِ إِيثَارِ رِضَى اللَّهِ عَلَى هَوَى النَّفْسِ وَ تَحْرِيمِ الْعَكْسِ

(2)

13103-@ (3) كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ جَمَالِي وَ بَهَائِي وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ إِلَّا كَفَفْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَ جَعَلْتُ غِنَاهُ فِي نَفْسِهِ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ

13104-@ (4) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ جَمَالِي وَ بَهَائِي وَ عُلُوِّي وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَ هَمَّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ كَفَفْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ:

وَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ(5)، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْكَاظِمِ ع قَالَ: يَا هِشَامُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ

13105-@ (6)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ عَظَمَتِي وَ كِبْرِيَائِي وَ نُورِي وَ عُلُوِّي وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَاهُ عَلَى هَوَايَ إِلَّا شَتَّتُ


1- جامع الأخبار: لم نجده في مظانه.
2- الباب 32
3- كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 37.
4- مشكاة الأنوار ص 16.
5- تحف العقول ص 294.
6- مشكاة الأنوار ص 17.

ص: 305

عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَ لَبَّسْتُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَ شَغَلْتُ قَلْبَهُ بِهَا وَ لَمْ أُوتِهِ مِنْهَا إِلَّا مَا قَدَّرْتُ لَهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ عَظَمَتِي وَ كِبْرِيَائِي وَ نُورِي وَ عُلُوِّي وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ إِلَّا اسْتَحْفَظْتُهُ مَلَائِكَتِي وَ كَفَّلْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ وَ أَتَتْهُ الدُّنْيَا وَ هِيَ رَاغِمَةٌ

13106-@ (1) فِقْهُ الرِّضَا، ع أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ ارْتِفَاعِي فِي عُلُوِّي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَ هَمَّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ كَفَفْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ وَ أَتَتْهُ الدُّنْيَا وَ هِيَ رَاغِمَةٌ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ ارْتِفَاعِي فِي عُلُوِّي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَاهُ عَلَى هَوَايَ إِلَّا قَطَعْتُ رَجَاهُ وَ لَمْ أَرْزُقْهُ مِنْهَا(2) إِلَّا مَا قَدَّرْتُ لَهُ

13107-@ (3) نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ فِي كِتَابِ صِفِّينَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْأَسَدِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ](4) عُبَيْدِ [بْنِ](5) أَبِي الْكَنُودِ وَ غَيْرِهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْكُوفَةِ إِلَى أَنْ قَالَ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ قَالَ أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ فَإِنَّ لَكُمْ فِي الْإِسْلَامِ فَضْلًا مَا لَمْ تَبَدَّلُوا وَ تَغَيَّرُوا إِلَى أَنْ قَالَ أَلَا إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اتِّبَاعُ الْهَوَى وَ طُولُ الْأَمَلِ فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ أَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ الْخَبَرَ


1- فقه الرضا (عليه السلام) ص 48.
2- في المصدر: منه.
3- وقعة صفّين ص 3.
4- أثبتناه من المصدر، انظر معجم رجال الحديث ج 9 ص 337 و 339، و فيه: عبد الرحمن بن عبد (عبيد)، و رجال الشيخ ص 53، و جامع الرواة ج 1 ص 452، و اختلفت الكتب في كنيته فقد جاء تارة «ابن أبي الكنود» و تارة «ابن الكنود» فلاحظ.
5- أثبتناه من المصدر، انظر معجم رجال الحديث ج 9 ص 337 و 339، و فيه: عبد الرحمن بن عبد (عبيد)، و رجال الشيخ ص 53، و جامع الرواة ج 1 ص 452، و اختلفت الكتب في كنيته فقد جاء تارة «ابن أبي الكنود» و تارة «ابن الكنود» فلاحظ.

ص: 306

33 بَابُ وُجُوبِ تَدَبُّرِ الْعَاقِبَةِ قَبْلَ الْعَمَلِ

(1)

13108-@ (2) الصَّدُوقُ فِي الْعُيُونِ، وَ الْأَمَالِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الصُّوفِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الرُّويَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا ع حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ عَنْ آبَائِكَ فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع التَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ مِنَ النَّدَمِ الْخَبَرَ

13109-@ (3) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ عَلِّمْنِي فَقَالَ عَلَيْكَ بِالْيَأْسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَإِنَّهُ الْغِنَى الْحَاضِرُ قَالَ زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ يَكُ خَيْراً وَ رُشْداً فَاتَّبِعْهُ وَ إِنْ يَكُ غَيّاً فَدَعْهُ

13110-@ (4) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ بِغَيْرِ نَظَرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلنَّوَائِبِ التَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ النَّدَمَ

13111-@ (5)، وَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي وَصِيَّةٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ وَ قِفْ عِنْدَ كُلِّ أَمْرٍ حَتَّى تَعْرِفَ مَدْخَلَهُ مِنْ مَخْرَجِهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِيهِ فَتَنْدَمَ الْخَبَرَ


1- الباب 33
2- أمالي الصدوق ص 363، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 54.
3- مشكاة الأنوار ص 145.
4- تحف العقول ص 60.
5- تحف العقول ص 224.

ص: 307

13112-@ (1) أَبُو الْفَتْحِ الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ كَانَ خَيْراً فَأَسْرِعْ إِلَيْهِ وَ إِنْ كَانَ شَرّاً فَانْتَهِ عَنْهُ

13113-@ (2) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنِ النَّبِيِّ ص: مَنْ نَظَرَ فِي الْعَوَاقِبِ سَلِمَ فِي النَّوَائِبِ

13114-@ (3) الْبِحَارُ، نَقْلًا عَنِ الدُّرَّةِ الْبَاهِرَةِ قَالَ: أَوْصَى آدَمُ ابْنَهُ شَيْثَ بِخَمْسَةِ أَشْيَاءَ وَ قَالَ لَهُ اعْمَلْ بِهَا وَ أَوْصِ بِهَا بَنِيكَ مِنْ بَعْدِكَ إِلَى أَنْ قَالَ الثَّالِثَةُ إِذَا عَزَمْتُمْ عَلَى أَمْرٍ فَانْظُرُوا إِلَى عَوَاقِبِهِ فَإِنِّي لَوْ نَظَرْتُ فِي عَاقِبَةَ أَمْرِي لَمْ يُصِبْنِي مَا أَصَابَنِي الْخَبَرَ

13115-@ (4) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ نَظَرَ فِي الْعَوَاقِبِ سَلِمَ (مِنَ النَّوَائِبِ)(5):

وَ قَالَ ع: مَنْ رَكِبَ الْعَجَلَ أَدْرَكَ الزَّلَلَ مَنْ عَجِلَ نَدِمَ عَلَى الْعَجَلِ(6):

وَ قَالَ ع: الْفِكْرُ فِي الْعَوَاقِبِ يُنْجِي مِنَ الْمَعَاطِبِ:(7)

وَ قَالَ ع: أَلَا وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمُفْدَحَاتِ(8) النَّوَائِبِ:(9)


1- كنز الفوائد ص 194.
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 296 ح 197.
3- البحار ج 78 ص 452 ح 19.
4- غرر الحكم ج 2 ص 623 ح 267.
5- ليس في المصدر.
6- نفس المصدر ج 2 ص 631 ح 394 و 395.
7- نفس المصدر ج 1 ص 54 ح 1498.
8- فدحه الأمر: بهضه و ثقل عليه (مجمع البحرين ج 2 ص 397).
9- نفس المصدر ج 1 ص 165 ح 26.

ص: 308

وَ قَالَ ع: أَصْلُ السَّلَامَةِ مِنَ الزَّلَلِ الْفِكْرُ قَبْلَ الْفِعْلِ وَ الرَّوِيَّةُ قَبْلَ الْكَلَامِ:(1)

وَ قَالَ ع:(2) إِذَا لَوَّحْتَ الْفِكْرَ فِي أَفْعَالِكَ حَسُنَتْ عَوَاقِبُكَ فِي كُلِّ أَمْرٍ:

وَ قَالَ ع:(3) رَوِّ قَبْلَ الْفِعْلِ كَيْ لَا تُعَابَ بِمَا تَفْعَلُ

34 بَابُ وُجُوبِ إِنْصَافِ النَّاسِ وَ لَوْ مِنْ نَفْسِكَ

(4)

13116-@ (5) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: سَيِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللَّهِ وَ ذِكْرُكَ اللَّهَ تَعَالَى فِي كُلِّ حَالٍ

13117-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: ثَلَاثَةٌ مِنْ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ وَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ وَ بَذْلُ السَّلَامِ لِجَمِيعِ الْعَالَمِ

13118-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: السَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ الْعَرْشِ طُوبَى لَهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمْ قَالَ الَّذِينَ يَقْبَلُونَ الْحَقَّ إِذَا سَمِعُوهُ وَ يَبْذُلُونَهُ إِذَا سُئِلُوهُ وَ يَحْكُمُونَ لِلنَّاسِ كَحُكْمِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ الْعَرْشِ


1- نفس المصدر ج 1 ص 189 ح 272
2- نفس المصدر ج 1 ص 319 ح 131 باختلاف يسير.
3- غرر الحكم ج 1 ص 424 ح 59.
4- الباب 34
5- الجعفريات ص 230.
6- الجعفريات ص 231.
7- الجعفريات ص 183.

ص: 309

13119-@ (1) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ رُضِيَ بِهِ حَكَماً لِغَيْرِهِ

13120-@(2) الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ(3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عُبَيْدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ خَافُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي السِّرِّ حَتَّى تُعْطُوا مِنْ أَنْفُسِكُمُ النَّصَفَ(4) الْخَبَرَ

13121-@ (5) وَ فِي الْإِخْتِصَاصِ،: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا خَطَبَ قَالَ آخِرَ خُطْبَتِهِ طُوبَى لِمَنْ طَابَ خُلُقُهُ وَ طَهُرَتْ سَجِيَّتُهُ وَ صَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ وَ حَسُنَتْ عَلَانِيَتُهُ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ كَلَامِهِ وَ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ

13122-@ (6) الْبِحَارُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع عَنْهُ ص: مِثْلَهُ وَ فِيهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ


1- الخصال ص 8.
2- أمالي المفيد ص 157.
3- في الطبعة الحجرية زيادة «عن أبيه» و الصحيح ما أثبتناه كما في المصدر و معاجم الرجال «راجع معجم رجال الحديث ج 1 ص 318 و ج 11 ص 195. و ج 17 ص 111».
4- أمالي المفيد ص 157.
5- الاختصاص ص 228.
6- البحار ج 69 ص 400 ح 95 بل عن جامع الأحاديث 17.

ص: 310

13123-@ (1) الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ انْصَحِ الْأُمَّةَ وَ ارْحَمْهُمْ فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ بَلْدَةٍ وَ أَنْتَ فِيهَا وَ أَرَادَ أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ نَظَرَ إِلَيْكَ فَرَحِمَهُمْ بِكَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى- وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ(2)

13124-@ (3) نَهْجُ الْبَلَاغَةِ،: فِي عَهْدِهِ إِلَى الْأَشْتَرِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْصِفِ اللَّهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مِنْ (خَاصَّتِكَ وَ مِنْ أَهْلِكَ)(4) وَ مَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَفْعَلْ تَظْلِمْ وَ مَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَ كَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّى يَنْزِعَ وَ يَتُوبَ الْخَبَرَ

13125-@ (5) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَعْظَمَ الْمَثُوبَةِ مَثُوبَةُ الْإِنْصَافِ:

وَ قَالَ ع:(6) إِنَّ أَفْضَلَ الْإِيمَانِ إِنْصَافُ الرَّجُلِ(7) مِنْ نَفْسِهِ:

وَ قَالَ ع:(8) إِنَّكَ إِنْ أَنْصَفْتَ مِنْ نَفْسِكَ أَزْلَفَكَ(9) اللَّهُ:

وَ قَالَ ع:(10) مَعَ الْإِنْصَافِ تَدُومُ الْأُخُوَّةُ


1- مكارم الأخلاق ص 257.
2- هود 11: 117.
3- نهج البلاغة 3: 95.
4- في المصدر: «خاصّة أهلك».
5- الغرر ج 1 ص 215 ح 12.
6- المصدر نفسه ج 1 ص 219 ح 63.
7- في المصدر: «المرء».
8- المصدر نفسه ج 1 ص 287 ح 17.
9- أزلفه: قربه و أدناه (مجمع البحرين (زلف) 5: 67).
10- المصدر نفسه ج 2 ص 758 ح 24.

ص: 311

35 بَابُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يُحِبَّ لِلْمُؤْمِنِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَ يَكْرَهُ لَهُ مَا يَكْرَهُ لَهَا

(1)

13126-@ (2) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي كَشْفِ الْمَحَجَّةِ، عَنْ كِتَابِ الرَّسَائِلِ لِلْكُلَيْنِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: فِي وَصِيَّتِهِ لِلْحَسَنِ ع قَالَ يَا بُنَيَّ فَتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ غَيْرِكَ وَ أَحِبَّ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا لَا تَظْلِمْ كَمَا لَا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَ أَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَ اسْتَقْبِحْ لِنَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ وَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ مَا تَرْضَى لَهُمْ مِنْكَ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ، عَنْهُ ع: مِثْلَهُ(3)

13127-@ (4) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، بِإِسْنَادِهِ فِي خَبَرِ الشَّيْخِ الشَّامِيِّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: يَا شَيْخُ ارْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ وَ ائْتِ إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ:

وَ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ،: مِثْلَهُ(5)

13128-@ (6) أَبُو الْفَتْحِ الْكَرَاجُكِيُّ فِي مَعْدِنِ الْجَوَاهِرِ، عَنْ لُقْمَانَ: أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ فِي وَصِيَّتِهِ يَا بُنَيَّ أَحُثُّكَ عَلَى سِتِّ خِصَالٍ لَيْسَ مِنْهَا خَصْلَةٌ إِلَّا تُقَرِّبُكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى إِلَى أَنْ قَالَ وَ الرَّابِعَةُ تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ (وَ تَكْرَهُ لَهُمْ


1- الباب 35
2- كشف المحجة: 164.
3- نهج البلاغة ج 3 ص 51.
4- أمالي الصدوق ص 322.
5- الغايات ص 66.
6- معدن الجواهر ص 55.

ص: 312

مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ)(1) الْخَبَرَ

13129-@ (2) مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ فِي آخِرِ السَّرَائِرِ، نَقْلًا عَنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ص وَ هُوَ يُرِيدُ بَعْضَ غَزَوَاتِهِ فَأَخَذَ بِغَرْزِ رَاحِلَتِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئاً أَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِهِ فَقَالَ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَأْتِيَهُ النَّاسُ إِلَيْكَ فَائْتِهِ إِلَيْهِمْ خَلِّ سَبِيلَ الرَّاحِلَةِ

36 بَابُ اسْتِحْبَابِ اشْتِغَالِ الْإِنْسَانِ بِعَيْبِ نَفْسِهِ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ

(3)

13130-@(4) كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ أَسْرَعَ الْخَيْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَ كَفَى بِالْمَرْءِ عَمًى أَنْ يُبْصِرَ مِنَ النَّاسِ مَا يَعْمَى عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَنْ يُعَيِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ تَرْكَهُ وَ أَنْ يُؤْذِيَ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ:

وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّعْدَآبَادِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ: مِثْلَهُ(5)

13131-@ (6) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الْآخِرَةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ-


1- ليس في المصدر.
2- السرائر ص 492.
3- الباب 36
4- كتاب عاصم بن حميد ص 26.
5- أمالي المفيد ص 67.
6- تحف العقول ص 105 و 106.

ص: 313

وَ يُرْجِي(1) التَّوْبَةَ بِطُولِ الْأَمَلِ إِلَى أَنْ قَالَ يَسْتَكْثِرُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْتَقِرُ مِنْ غَيْرِهِ يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِهِ وَ يَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَدْنَى مِنْ عَمَلِهِ فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ وَ لِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ فِي النَّهْجِ(2)، عَنْهُ ع: مِثْلَهُ

13132-@ (3)، وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع طُوبَى لِمَنْ جَعَلَ بَصَرَهُ فِي قَلْبِهِ وَ لَمْ يَجْعَلْ بَصَرَهُ فِي عَيْنِهِ لَا تَنْظُرُوا فِي عُيُوبِ النَّاسِ كَالْأَرْبَابِ وَ انْظُرُوا فِي عُيُوبِكُمْ كَهَيْئَةِ الْعَبْدِ إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ مُبْتَلًى وَ مُعَافًى فَارْحَمُوا الْمُبْتَلَى وَ احْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ

13133-@ (4)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ قَالَ فِي وَصِيَّتِهِ لِلْحُسَيْنِ ع وَ اعْلَمْ أَيْ بُنَيَّ أَنَّهُ مَنْ أَبْصَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ شُغِلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ إِلَى أَنْ قَالَ أَيْ بُنَيَّ مَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ وَ رَضِيَ (نَفْسُهُ بِهَذَا)(5) فَذَاكَ الْأَحْمَقُ بِعَيْنِهِ

13134-@ (6) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [عَنْ أَبِيهِ](7) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْهُمْ ع قَالَ: كَانَ فِيمَا وَعَظَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ع أَنْ قَالَ لَهُ إِلَى أَنْ قَالَ يَا عِيسَى انْظُرْ فِي عَمَلِكَ نَظَرَ الْعَبْدِ الْمُذْنِبِ الْخَاطِئِ وَ لَا تَنْظُرْ فِي عَمَلِ غَيْرِكَ بِمَنْزِلَةِ الرَّبِّ الْخَبَرَ:


1- ارجى الأمر يرجيه: أخّره، يجي ء مهموزا و غير مهموز (لسان العرب «رجا» ج 14 ص 311).
2- نهج البلاغة ج 3 ص 189.
3- تحف العقول ص 225.
4- تحف العقول ص 58 و 59.
5- في المصدر: «لنفسه بها».
6- الكافي ج 8 ص 140.
7- أثبتناه من المصدر.

ص: 314

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي(1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: مِثْلَهُ

13135-@ (2) الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنِ الْبَاقِرِ وَ السَّجَّادِ ع أَنَّهُمَا قَالا فِي حَدِيثٍ: وَ كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْباً أَنْ يُبْصِرَ مِنَ النَّاسِ(3) مَا يَعْمَى عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ(4) أَوْ يَنْهَى النَّاسَ عَمَّا لَا يَسْتَطِيعُ (التَّحَوُّلَ عَنْهُ)(5) وَ أَنْ يُؤْذِيَ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ

13136-@ (6) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ وَ تَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ الْخَبَرَ

13137-@ (7) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَنْفَعُ الْأَشْيَاءِ لِلْمَرْءِ سَبْقُهُ النَّاسَ إِلَى عَيْبِ نَفْسِهِ

13138-@ (8) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: اشْتِغَالُكَ بِمَعَايِبِ نَفْسِكَ يَكْفِيكَ الْعَارَ:


1- أمالي الصدوق ص 420 و فيه: بمنزلة نظر الرب.
2- الاختصاص ص 228.
3- في المصدر: من عيوب غيره.
4- في المصدر: من عيب نفسه.
5- و فيه: تركه.
6- تفسير القمّيّ ج 2 ص 70.
7- مشكاة الأنوار ص 244.
8- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 55 ح 1520.

ص: 315

وَ قَالَ ع:(1) الْكَيِّسُ مَنْ كَانَ غَافِلًا عَنْ غَيْرِهِ وَ لِنَفْسِهِ كَثِيرَ التَّقَاضِي:(2)

وَ قَالَ ع:(3) أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ شَغَلَتْهُ مَعَايِبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ:

وَ قَالَ ع:(4) أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ غَيْرَكَ بِمَا هُوَ فِيكَ:

وَ قَالَ ع:(5) شَرُّ النَّاسِ مَنْ كَانَ مُتَتَبِّعاً لِعُيُوبِ النَّاسِ عَمْياً [عَنْ](6) مَعَايِبِهِ:

وَ قَالَ ع:(7) عَجِبْتُ لِمَنْ يُنْكِرُ عُيُوبَ النَّاسِ وَ نَفْسُهُ أَكْثَرُ شَيْ ءٍ مَعَاباً وَ لَا يُبْصِرُهَا عَجِبْتُ لِمَنْ يَتَصَدَّى لِصَلَاحِ النَّاسِ وَ نَفْسُهُ أَشَدُّ شَيْ ءٍ فَسَاداً فَلَا يُصْلِحُهَا وَ يَتَعَاطَى إِصْلَاحَ غَيْرِهِ:

وَ قَالَ ع:(8) كَفَى بِالْمَرْءِ شُغُلًا بِمَعَايِبِهِ عَنْ مَعَايِبِ النَّاسِ:

وَ قَالَ ع:(9) كَفَى بِالْمَرْءِ غَبَاوَةً أَنْ يَنْظُرَ مِنْ عُيُوبِ النَّاسِ إِلَى مَا خَفِيَ عَلَيْهِ مِنْ عُيُوبِهِ:

وَ قَالَ ع:(10) كَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ يَجْهَلَ عُيُوبَ نَفْسِهِ وَ يَطْعَنَ عَلَى النَّاسِ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ التَّحَوُّلَ عَنْهُ:


1- نفس المصدر ج 1 ص 86 ح 2009.
2- تقاضى الرجل صاحبه: طلب حقه منه (لسان العرب ج 15 ص 188).
3- نفس المصدر ج 1 ص 188 ح 264.
4- نفس المصدر ج 1 ص 194 ح 345.
5- نفس المصدر ج 1 ص 447 ح 67.
6- اثبتناه من المصدر.
7- نفس المصدر ج 2 ص 495 ح 19 و 20.
8- نفس المصدر ج 2 ص 558 ح 48.
9- نفس المصدر ج 2 ص 559 ح 55.
10- نفس المصدر ج 2 ص 560 ح 63.

ص: 316

وَ قَالَ ع:(1) لِيَنْهَكَ عَنْ ذِكْرِ(2) مَعَايِبِ النَّاسِ مَا تَعْرِفُ مِنْ مَعَايِبِكَ:

وَ قَالَ ع:(3) لِيَكُفَّ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ مَا يَعْرِفُ عَنْ عَيْبِ نَفْسِهِ:

وَ قَالَ ع:(4) مَنْ أَبْصَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ لَمْ يَعِبْ أَحَداً:

وَ قَالَ ع:(5) مَنْ بَحَثَ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ:

وَ قَالَ ع:(6) مَنْ أَنْكَرَ عُيُوبَ النَّاسِ وَ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِكَ الْأَحْمَقُ:

وَ قَالَ ع:(7) لَا تَتَّبِعَنَّ عُيُوبَ النَّاسِ فَإِنَّ لَكَ مِنْ عُيُوبِكَ إِنْ عَقَلْتَ مَا يَشْغَلُكَ أَنْ تَعِيبَ أَحَداً

37 بَابُ وُجُوبِ الْعَدْلِ

(8)

13139-@ (9) الصَّدُوقُ فِي الْخِصَالِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع أَخْبِرْنِي بِجَمِيعِ شَرَائِعِ الدِّينِ قَالَ قَوْلُ الْحَقِّ وَ الْحُكْمُ بِالْعَدْلِ وَ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ


1- نفس المصدر ج 2 ص 583 ح 42.
2- ليس في المصدر.
3- نفس المصدر ج 2 ص 583 ح 45.
4- نفس المصدر ج 2 ص 652 ح 720.
5- نفس المصدر ج 2 ص 659 ح 828.
6- نفس المصدر ج 2 ص 689 ح 1204.
7- نفس المصدر ج 2 ص 809 ح 145.
8- الباب 37
9- الخصال ص 113.

ص: 317

13140-@(1)، وَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عُبْدُوسٍ النَّيْسَابُورِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ قُتَيْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ: اسْتِعْمَالُ الْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ مُؤْذِنٌ بِدَوَامِ النِّعْمَةِ

13141-@ (2) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنِ الصَّادِقِ ع: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صِفَةِ الْعَدْلِ مِنَ الرَّجُلِ فَقَالَ إِذَا غَضَّ طَرْفَهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ لِسَانَهُ عَنِ الْمَآثِمِ وَ كَفَّهُ عَنِ الْمَظَالِمِ

13142-@ (3) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي الْمِشْكَاةِ، عَنْ مَجْمُوعِ السَّيِّدِ نَاصِحِ الدِّينِ أَبِي الْبَرَكَاتِ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: عَدْلُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَةً قِيَامٍ لَيْلُهَا وَ صِيَامٍ نَهَارُهَا

13143-@ (4) الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْعَدْلُ أَحْلَى مِنَ الْمَاءِ يُصِيبُهُ الظَّمْآنُ مَا أَوْسَعَ الْعَدْلَ إِذَا عُدِلَ فِيهِ وَ إِنْ قَلَ

13144-@ (5)، وَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْعَدْلُ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ وَ أَلْيَنُ مِنَ الزَّبَدِ وَ أَطْيَبُ رِيحاً مِنَ الْمِسْكِ

13145-@ (6) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: الْعَدْلُ مِيزَانُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ أَخَذَهُ قَادَهُ إِلَى


1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 23 ح 52، و عنه في البحار ج 75 ص 26 ح 9.
2- تحف العقول ص 272.
3- مشكاة الأنوار ص 316.
4- الاختصاص ص 261.
5- الاختصاص ص 262.
6- لب اللباب: مخطوط.

ص: 318

الْجَنَّةِ وَ مَنْ تَرَكَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ

1314(1) (2) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: فِي الْعَدْلِ إِصْلَاحُ الْبَرِيَّةِ فِي الْعَدْلِ الِاقْتِدَاءُ بِسُنَّةِ اللَّهِ فِي الْعَدْلِ الْإِحْسَانُ:

وَ قَالَ ع: غَايَةُ الْعَدْلِ أَنْ يَعْدِلَ الْمَرْءُ فِي نَفْسِهِ:(3)

وَ قَالَ ع: الْعَدْلُ حَيَاةٌ الْجَوْرُ مَمْحَاةٌ:(4)

وَ قَالَ ع: الْعَدْلُ خَيْرُ الْحِكَمِ(5):

وَ قَالَ ع: الْعَدْلُ حَيَاةُ الْأَحْكَامِ الصِّدْقُ رُوحُ الْكَلَامِ:(6)

وَ قَالَ ع: الْعَدْلُ يُصْلِحُ الْبَرِيَّةَ:(7)

وَ قَالَ: الْعَدْلُ فَضِيلَةُ السُّلْطَانِ:(8)

وَ قَالَ: الْعَدْلُ قِوَامُ الرَّعِيَّةِ الشَّرِيعَةُ صَلَاحُ الْبَرِيَّةِ:(9)

وَ قَالَ: الْعَدْلُ أَقْوَى أَسَاسٍ:(10)

وَ قَالَ: الْعَدْلُ أَفْضَلُ سَجِيَّةٍ:(11)


1- الغرر ج 1 ص 22 ح 663.
2- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 513 ح 49، 54، 40.
3- المصدر نفسه ج 2 ص 504 ح 23.
4- المصدر نفسه ج 1 ص 13 ح 307، 308.
5- المصدر نفسه ج 1 ص 14 ح 355.
6- المصدر نفسه ج 1 ص 17 ح 440، 441.
7- الغرر ج 1 ص 20 ح 551.
8- الغرر ج 1 ص 22 ح 663.
9- المصدر نفسه ج 1 ص 26 ح 749 و 750.
10- الغرر ج 1 ص 30 ح 913.
11- الغرر ج 1 ص 33 ح 1020.

ص: 319

وَ قَالَ: الرَّعِيَّةُ لَا يُصْلِحُهَا إِلَّا الْعَدْلُ (1):

وَ قَالَ: الْعَدْلُ يُرِيحُ الْعَامِلَ بِهِ مِنْ تَقَلُّدِ الْمَظَالِمِ:(2)

وَ قَالَ: الْعَدْلُ رَأْسُ الْإِيمَانِ وَ جِمَاعُ الْإِحْسَانِ:(3)

وَ قَالَ: اعْدِلْ تَحْكُمْ(4):

وَ قَالَ: اعْدِلْ تَمْلِكْ(5):

وَ قَالَ: اعْدِلْ تَدُمْ لَكَ الْقُدْرَةُ(6):

وَ قَالَ: اعْدِلْ فِيمَا وُلِّيتَ:(7)

وَ قَالَ: اسْتَعِنْ عَلَى الْعَدْلِ بِحُسْنِ النِّيَّةِ فِي الرَّعِيَّةِ وَ قِلَّةِ الطَّمَعِ وَ كَثْرَةِ الْوَرَعِ(8):

وَ قَالَ: اجْعَلِ الدِّينَ كَهْفَكَ وَ الْعَدْلَ سَيْفَكَ تَنْجُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ تَظْفَرْ عَلَى كُلِّ عَدُوٍّ:(9)

وَ قَالَ: أَسْنَى الْمَوَاهِبِ الْعَدْلُ:(10)

وَ قَالَ: أَفْضَلُ النَّاسِ سَجِيَّةً مَنْ عَمَّ النَّاسَ بِعَدْلِهِ:(11)


1- الغرر ج 1 ص 33 «الطبعة الحجرية».
2- الغرر ج 1 ص 53 ح 1475.
3- الغرر ج 1 ص 66 ح 1733.
4- الغرر ج 1 ص 108 ح 4.
5- الغرر ج 1 ص 109 ح 29.
6- الغرر ج 1 ص 110 ح 62.
7- الغرر ج 1 ص 109 ح 41.
8- الغرر ج 1 ص 121 ح 183.
9- الغرر ج 1 ص 124 ح 207.
10- الغرر ج 1 ص 176 ح 55.
11- الغرر ج 1 ص 186 ح 233 و فيه: افضل الملوك سجية ...

ص: 320

وَ قَالَ ع: بِالْعَدْلِ تَتَضَاعَفُ الْبَرَكَاتُ(1):

وَ قَالَ: جَعَلَ اللَّهُ الْعَدْلَ قِوَاماً لِلْأَنَامِ وَ تَنْزِيهاً مِنَ الْمَظَالِمِ وَ الْآثَامِ وَ تَسْنِيَةً(2) لِلْإِسْلَامِ(3):

وَ قَالَ: شَيْئَانِ لَا يُوزَنُ ثَوَابُهُمَا الْعَفْوُ وَ الْعَدْلُ:(4)

وَ قَالَ: عَلَيْكَ بِالْعَدْلِ فِي الصَّدِيقِ وَ الْعَدُوِّ:(5)

وَ قَالَ: فِي الْعَدْلِ الِاقْتِدَاءُ بِسُنَّةِ اللَّهِ وَ ثَبَاتُ الدُّوَلِ(6):

وَ قَالَ: لِيَكُنْ مَرْكَبُكَ الْعَدْلَ فَمَنْ رَكِبَهُ مَلَكَ:(7)

وَ قَالَ: مَنْ عَدَلَ عَظُمَ قَدْرُهُ:(8)

وَ قَالَ: مَنْ عَدَلَ فِي الْبِلَادِ نَشَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الرَّحْمَةَ:(9)

وَ قَالَ: مَا عُمِرَتِ الْبِلَادُ بِمِثْلِ الْعَدْلِ(10)

38 بَابُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِمَنْ وَصَفَ عَدْلًا أَنْ يُخَالِفَهُ إِلَى غَيْرِهِ

1(11)

13147-@ (12) كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ عَنْ خَيْثَمَةَ


1- الغرر ج 1 ص 330 ح 33.
2- السناء: الرفعة و العلو، و السنّي: الرفيع (لسان العرب- سنا- ج 14 ص 403).
3- المصدر نفسه ج 1 ص 374 ح 73.
4- الغرر ج 1 ص 449 ح 15.
5- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 481 ح 50.
6- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 513 ح 54.
7- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 587 ح 82.
8- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 625 ح 294.
9- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 670 ح 975.
10- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 741 ح 91.
11- الغرر ج 1 ص 330 ح 33.

ص: 321

الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَى غَيْرِهِ

13148-@ (1) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْهُ: مِثْلَهُ وَ فِيهِ عَبْدٌ وَصَفَ إِلَى آخِرِهِ

13149-@ (2)، وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَ إِلَى غَيْرِهِ

13150-@(3) الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ، عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَ الْغاوُونَ(4) هُمْ قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلًا بِأَلْسِنَتِهِمْ ثُمَّ خَالَفُوا إِلَى غَيْرِهِ

13151-@ (5)، وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحْرٍ(6) عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَكُبْكِبُوا(7) الْآيَةَ فَقَالَ يَا أَبَا بَصِيرٍ هُمْ قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلًا وَ عَمِلُوا بِمُخَالِفِهِ(8)

13152-@ (9) فِقْهُ الرِّضَا، ع وَ نَرْوِي: مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَسْرَةً قَالَ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا فَخَالَفَهُ إِلَى غَيْرِهِ-


1- الغايات ص 99.
2- الغايات ص 100.
3- الزهد ص 68 ح 181.
4- الشعراء 26: 94.
5- الزهد ص 68.
6- كان في الطبعة الحجرية «يحيى» و هو تصحيف، و صحته ما أثبتناه من المصدر و معاجم الرجال، انظر معجم رجال الحديث ج 5 ص 247 و ج 10 ص 117.
7- الشعراء 26: 94.
8- في المصدر: بخلافه.
9- فقه الرضا (عليه السلام) ص 51.

ص: 322

وَ نَرْوِي فِي قَوْلِ اللَّهِ فَكُبْكِبُوا(1) الْآيَةَ قَالَ هُمْ قَوْمٌ وَصَفُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ ثُمَّ خَالَفُوا إِلَى غَيْرِهِ فَسُئِلَ عَنْ مَعْنَى ذَلِكَ فَقَالَ إِذَا وَصَفَ الْإِنْسَانُ عَدْلًا خَالَفَهُ إِلَى غَيْرِهِ فَرَأَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّوَابَ الَّذِي هُوَ وَاصِفُهُ لِغَيْرِهِ عَظُمَتْ حَسْرَتُهُ

13153-@ (2) كِتَابُ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ، قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ(3) نَدَامَةً وَ حَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَى اللَّهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ فَأَطَاعَ اللَّهَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ- (وَ أُدْخِلَ الدَّاعِي النَّارَ)(4) بِتَرْكِهِ عَمَلَهُ وَ اتِّبَاعِهِ هَوَاهُ وَ عِصْيَانِهِ اللَّهَ الْخَبَرَ

13154-@ (5) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْعُيُونِ، وَ الْمَحَاسِنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ: وَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَى غَيْرِهِ

39 بَابُ وُجُوبِ إِصْلَاحِ النَّفْسِ عِنْدَ مَيْلِهَا إِلَى الشَّرِّ

(6)

13155-@ (7) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع: أَحْمَقُ النَّاسِ مَنْ حَشَا كِتَابَهُ بِالتُّرَّهَاتِ(8) إِنَّمَا كَانَتِ الْحُكَمَاءُ وَ الْعُلَمَاءُ


1- الشعراء 26: 94.
2- كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 161.
3- في المصدر: «أهل النار».
4- في المصدر: «و عصى اللّه الداعي فأدخل النار».
5- العيون و المحاسن ص 287.
6- الباب 39
7- الجعفريات ص 236.
8- الترّهات: الأباطيل، واحدتها، ترهة (لسان العرب (تره) ج 13 ص 480).

ص: 323

وَ الْأَتْقِيَاءُ وَ الْأَبْرَارُ يَكْتُبُونَ بِثَلَاثَةٍ لَيْسَ مَعَهُنَّ رَابِعٌ مَنْ أَحْسَنَ لِلَّهِ سَرِيرَتَهُ أَحْسَنَ اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ اللَّهُ تَعَالَى فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّاسِ وَ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْيَا

13156-@ (1)، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيباً وَ سَيَعُودُ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ فَقِيلَ وَ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ

13157-@ (2) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَقْصِرْ نَفْسَكَ عَمَّا يَضُرُّهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُفَارِقَكَ وَ اسْعَ فِي فَكَاكِهَا كَمَا تَسْعَى فِي طَلَبِ مَعِيشَتِكَ فَإِنَّ نَفْسَكَ رَهِينَةٌ بِعَمَلِكَ

13158-@ (3)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا اشْتَهَى وَ إِذَا غَضِبَ وَ إِذَا رَضِيَ(4) حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ

13159-@ (5) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: كُلَّمَا زَادَ عِلْمُ الرَّجُلِ زَادَتْ عِنَايَتُهُ بِنَفْسِهِ وَ بَذَلَ فِي رِيَاضَتِهَا وَ صَلَاحِهَا جُهْدَهُ:

وَ قَالَ ع: اشْتِغَالُ النَّفْسِ بِمَا لَا يَصْحَبُهَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ أَكْبَرِ الْوَهْنِ:(6)


1- الجعفريات ص 192.
2- مشكاة الأنوار ص 244.
3- مشكاة الأنوار ص 247.
4- في المصدر زيادة: و إذا سخط.
5- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 571 ح 10.
6- المصدر نفسه ج 1 ص 86 ح 2003.

ص: 324

وَ قَالَ: أَكْرِهْ نَفْسَكَ عَلَى الْفَضَائِلِ فَإِنَّ الرَّذَائِلَ أَنْتَ مَطْبُوعٌ عَلَيْهَا:(1)

وَ قَالَ ع: أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ قَدَرَ عَلَى أَنْ يُزِيلَ النَّقْصَ عَنْ نَفْسِهِ فَلَمْ يَفْعَلْ(2):

وَ قَالَ ع: أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ إِصْلَاحِ نَفْسِهِ:(3)

وَ قَالَ ع: إِنَّ الْحَازِمَ مَنْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِحَالِ(4) نَفْسِهِ فَأَصْلَحَهَا وَ حَبَسَهَا عَنْ أَهْوِيَتِهَا وَ لَذَّاتِهَا فَمَلَكَهَا وَ إِنَّ لِلْعَاقِلِ بِنَفْسِهِ عَنِ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا وَ أَهْلِهَا شُغُلًا:(5)

وَ قَالَ ع: مَنْ أَصْلَحَ نَفْسَهُ مَلَكَهَا مَنْ أَهْمَلَ نَفْسَهُ فَقَدْ أَهْلَكَهَا:(6)

وَ قَالَ ع: مَنْ لَمْ يَتَدَارَكْ نَفْسَهُ بِإِصْلَاحِهَا أَعْضَلَ دَاؤُهُ وَ أَعْيَا شِفَاؤُهُ وَ عَدِمَ الطَّبِيبَ(7)

40 بَابُ وُجُوبِ اجْتِنَابِ الْخَطَايَا وَ الذُّنُوبِ

(8)

13160(9) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ


1- المصدر نفسه ج 1 ص 130 ح 251.
2- المصدر نفسه ج 1 ص 195 ح 353.
3- المصدر نفسه ج 1 ص 196 ح 365.
4- في المصدر: بجهاد.
5- المصدر نفسه ج 1 ص 237 ح 192.
6- المصدر نفسه ج 2 ص 616 ح 139، 140.
7- المصدر نفسه ج 2 ص 705 ح 1363.
8- الباب 40
9- الجعفريات ص 235.

ص: 325

قَالَ: لَا تُبْدِيَنَّ(1) عَنْ وَاضِحَةٍ(2) وَ قَدْ عَمِلْتَ الْأَعْمَالَ الْفَاضِحَةَ وَ لَا يَأْمَنَنَّ الْبَيَاتَ(3) مَنْ عَمِلَ السَّيِّئَاتِ

13161-@ (4)، وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لِلْمُؤْمِنِ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ سِتْراً فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً انْهَتَكَ عَنْهُ سِتْرٌ فَإِنْ تَابَ رَدَّهُ اللَّهُ (عَلَيْهِ وَ سَبْعِينَ مَعَهُ)(5) فَإِنْ أَبَى إِلَّا قُدْماً فِي الْمَعَاصِي تَهَتَّكَ عَنْهُ أَسْتَارُهُ فَإِنْ تَابَ رَدَّهَا اللَّهُ وَ مَعَ كُلِّ سِتْرٍ مِنْهَا سَبْعَةُ أَسْتَارٍ فَإِنْ أَبَى إِلَّا قُدْماً قُدْماً فِي الْمَعَاصِي تَهَتَّكَتْ أَسْتَارُهُ وَ بَقِيَ بِلَا سِتْرٍ وَ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِ اسْتُرُوا عَبْدِي بِأَجْنِحَتِكُمْ فَإِنَّ بَنِي آدَمَ يُعَيِّرُونَ وَ لَا يُغَيِّرُونَ وَ أَنَا أُغَيِّرُ وَ لَا أُعَيِّرُ فَإِنْ أَبَى إِلَّا قُدْماً فِي الْمَعَاصِي شَكَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى رَبِّهَا وَ رَفَعَتْ أَجْنِحَتَهَا وَ قَالَتْ أَيْ رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ هَذَا قَدْ آذَانَا مِمَّا يَأْتِي مِنَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ قَالَ فَيُقَالُ لَهُمْ كُفُّوا عَنْهُ أَجْنِحَتَكُمْ فَلَوْ عَمِلَ بِخَطِيئَةٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ أَوْ فِي وَضَحِ النَّهَارِ أَوْ فِي مَفَازَةٍ أَوْ فِي قَعْرِ بَحْرٍ(6) لَأَجْرَاهُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ لَا يَهْتِكَ أَسْتَارَكُمْ

13162-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع: فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ(8) قَالَ ع لَيْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِ عِرْقٌ وَ لَا نَكْبَةُ حَجَرٍ-


1- في المصدر: تتدبر.
2- الواضحة: الأسنان التي تبدو عند الضحك. (لسان العرب ج 2 ص 634).
3- البيات: ما يدهم المرء من المصائب بالليل. (لسان العرب ج 2 ص 16).
4- الجعفريات ص 195.
5- ليس في المصدر.
6- في المصدر: بئر.
7- الجعفريات ص 179.
8- الشورى 42: 30.

ص: 326

وَ لَا عَثْرَةُ قَدَمٍ وَ لَا خَدْشُ عُودٍ إِلَّا بِذَنْبٍ وَ لَمَا يَعْفُو اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَنْهُ أَكْثَرُ فَمَنْ عَجَّلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى غَفَرَ ذَنْبَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي عَفْوٍ فِي الْآخِرَةِ

13163-@ (1)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ لَا أَحْسَبُ أَحَدَكُمْ يَنْسَى شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِ إِلَّا بِخَطِيئَةٍ أَخْطَأَهَا

13164-@ (2)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْبَسُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مِقْدَارَ كَذَا عَامٍ بِذَنْبٍ وَاحِدٍ وَ إِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى أَكْوَابِهِ(3) وَ أَزْوَاجِهِ:

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ص: مِثْلَهُ وَ فِيهِ مِائَةَ عَامٍ

(4)

13165-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَسْرَعُكُمْ إِلَى الْخَطِيئَةِ أَسْرَعُكُمْ دَمْعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ

13166-@ (6) حُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيُّ فِي كِتَابِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يُكْرِمَ عَبْداً وَ لَهُ عِنْدَهُ ذَنْبٌ ابْتَلَاهُ بِالسُّقْمِ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلِ ابْتَلَاهُ بِالْحَاجَةِ فَإِنْ هُوَ لَمْ يَفْعَلْ شَدَّدَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ الْخَبَرَ

13167-@ (7) أَبُو عَلِيٍّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ


1- الجعفريات ص 172.
2- الجعفريات: لم نجده في مظانه، و أخرجه المجلسي في البحار ج 73 ص 362 ح 93 عن نوادر الراونديّ ص 4.
3- في نسخة: إخوانه.
4- مشكاة الأنوار ص 155.
5- الجعفريات ص 243.
6- المؤمن ص 18 ح 11.
7- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 311.

ص: 327

اللَّهِ الْغَضَائِرِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلْ لِلْمُؤْمِنِ أَجَلًا فِي الْمَوْتِ يُبْقِيهِ مَا أَحَبَّ الْبَقَاءَ فَإِذَا عَلِمَ [مِنْهُ](1) أَنَّهُ سَيَأْتِي بِمَا فِيهِ بَوَارُ(2) دِينِهِ قَبْضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ مُكْرَهاً:

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ وَ كَانَ رَاوِيَةً لِلْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَسَدٍ الطَّغَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ يَمُوتُ بِالذُّنُوبِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَمُوتُ بِالْآجَالِ وَ مَنْ يَعِيشُ بِالْإِحْسَانِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَعِيشُ بِالْأَعْمَارِ

13168-@ (3)، وَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّامِيِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا ع يَقُولُ: كُلَّمَا أَحْدَثَ الْعِبَادُ(4) مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَحْدَثَ لَهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ:

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي الْعِلَلِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيِّ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْعِجْلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: مِثْلَهُ(5)

13169-@ (6)، وَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ


1- أثبتناه من المصدر.
2- البوار: الهلاك (مجمع البحرين ج 3 ص 231).
3- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 233.
4- في الطبعة الحجرية: «العبد»، و ما أثبتناه من المصدر.
5- علل الشرائع ص 522.
6- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 135.

ص: 328

عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُذْنِبُ(1) فَيُحْرَمُ بِهِ الرِّزْقَ

13170-@(2)، وَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِيِّ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِيلَوَيْهِ [عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ](3) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ: مَا شَيْ ءٌ أَفْسَدَ لِلْقَلْبِ مِنَ الْخَطِيئَةِ إِنَّ الْقَلْبَ لَيُوَاقِعُ الْخَطِيئَةَ فَمَا تَزَالُ بِهِ حَتَّى تَغْلِبَ عَلَيْهِ فَيَصِيرَ أَسْفَلُهُ أَعْلَاهُ وَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ:

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مَاجِيلَوَيْهِ: مِثْلَهُ(4)

13171-@ (5) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنِ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَسْأَلُ الْحَاجَةَ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِ اللَّهِ قَضَاؤُهَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ أَوْ وَقْتٍ بَطِي ءٍ فَيُذْنِبُ الْعَبْدُ عِنْدَ ذَلِكَ ذَنْباً فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِحَاجَتِهِ لَا تُنْجِزْ لَهُ حَاجَتَهُ وَ احْرِمْهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ تَعَرَّضَ لِسَخَطِي وَ اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي:

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ فِي الْمِشْكَاةِ، عَنْهُ ع: مِثْلَهُ(6)

13172-@ (7) وَ عَنِ الصَّدُوقِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي عَمِيرَةَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع:


1- في المصدر: بذنبه.
2- أمالي الطوسيّ ج 2 ص 53.
3- ما بين المعقوفتين أثبتناه من أمالي الطوسيّ و الصدوق.
4- أمالي الصدوق ص 324.
5- الاختصاص ص 31، و عنه في البحار ج 73 ص 360 ح 86.
6- مشكاة الأنوار ص 155.
7- الاختصاص ص 220، و عنه في البحار ج 73 ص 361 ح 87.

ص: 329

إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى عَبْدِهِ [الْمُؤْمِنِ](1) أَرْبَعِينَ جُنَّةً فَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْباً(2) رُفِعَ عَنْهُ جُنَّةً فَإِذَا عَابَ(3) أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ بِشَيْ ءٍ يَعْلَمُهُ مِنْهُ انْكَشَفَتْ تِلْكَ الْجُنَنُ عَنْهُ فَيَبْقَى مَهْتُوكَ السِّتْرِ فَيَفْتَضِحُ فِي السَّمَاءِ عَلَى أَلْسِنَةِ الْمَلَائِكَةِ وَ فِي الْأَرْضِ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ وَ لَا يَرْتَكِبُ ذَنْباً إِلَّا ذَكَرُوهُ وَ يَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهِ يَا رَبَّنَا قَدْ بَقِيَ عَبْدُكَ مَهْتُوكَ السِّتْرِ وَ قَدْ أَمَرْتَنَا بِحِفْظِهِ فَيَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَائِكَتِي لَوْ أَرَدْتُ بِهَذَا الْعَبْدِ خَيْراً مَا فَضَحْتُهُ فَارْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ فَوَ عِزَّتِي لَا يَئُولُ(4) بَعْدَهَا إِلَى خَيْرٍ أَبَداً

13173-@ (5)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ فَإِذَا أَذْنَبَ وَ ثَنَّى خَرَجَ مِنْ تِلْكَ النُّكْتَةِ سَوَادٌ فَإِنْ تَمَادَى فِي الذُّنُوبِ اتَّسَعَ ذَلِكَ السَّوَادُ حَتَّى يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ (فَإِذَا غَطَّى الْبَيَاضَ)(6) لَمْ يَرْجِعْ صَاحِبُهُ إِلَى الْخَيْرِ أَبَداً

13174-@ (7)، وَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ عَمَلًا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِذَا ثَنَّى سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِذَا ثَلَّثَ أَهْبَطَ اللَّهُ مَلَكاً فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ يَقُولُ لِلنَّاسِ فَعَلَ كَذَا وَ كَذَا

13175-@ (8) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ


1- أثبتناه من المصدر.
2- في المصدر زيادة: كبيرا.
3- في المصدر: اغتاب.
4- في الطبعة الحجرية: يألو، و ما أثبتناه من المصدر. يؤول: من الأول و هو الرجوع. (لسان العرب ج 11 ص 32). و ما في الطبعة الحجرية الظاهر تصحيف لأن معنى يألو: يبطئ و هي غير مناسبة لسياق الخبر.
5- الاختصاص ص 243، و عنه في البحار ج 73 ص 361 ح 88.
6- ليس في المصدر.
7- بل في كتاب الزهد ص 74 ح 198، و عنه في البحار ج 6 ص 6 ح 10 و ج 73 ص 361 ح 89 «راجع التعليقات السابقة».
8- أمالي الشيخ الطوسيّ ج 2 ص 140.

ص: 330

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَرَى ذَنْبَهُ كَأَنَّهُ تَحْتَ صَخْرَةٍ يَخَافُ أَنْ تَقَعَ عَلَيْهِ وَ الْكَافِرَ يَرَى ذَنْبَهُ كَأَنَّهُ ذُبَابٌ مَرَّ عَلَى ذَنَبِهِ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً جَعَلَ الذُّنُوبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُمَثَّلَةً يَا أَبَا ذَرٍّ لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَ لَكِنِ انْظُرْ إِلَى مَنْ عَصَيْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ(1)

13176-@ (2) الْحَسَنُ بْنُ فَضْلٍ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ (انْظُرْ أَنْ تَدَعَ الذَّنْبَ)(3) سِرّاً وَ عَلَانِيَةً صَغِيراً وَ كَبِيراً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَيْثُ مَا كُنْتَ يَرَاكَ وَ هُوَ (مَعَكَ فَاجْتَنِبْهَا)(4)

13177-@ (5) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ: فَاحْذَرُوا أَيُّهَا النَّاسُ مِنَ الْمَعَاصِي وَ الذُّنُوبِ فَقَدْ نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهَا وَ حَذَّرَكُمُوهَا فِي الْكِتَابِ الصَّادِقِ وَ الْبَيَانِ النَّاطِقِ وَ لَا تَأْمَنُوا مَكْرَ اللَّهِ وَ شِدَّةَ أَخْذِهِ عِنْدَ مَا يَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ اللَّعِينُ مِنْ عَاجِلِ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ قَالَ ع ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَوْلِ مِنَ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي وَ الذُّنُوبِ فَقَالَ- وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ(6) فَإِنْ قُلْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا عَنَى بِهَذَا أَهْلَ الشِّرْكِ فَكَيْفَ ذَاكَ وَ هُوَ يَقُولُ


1- نفس المصدر ج 2 ص 141.
2- مكارم الأخلاق ص 454.
3- بدل ما بين القوسين في المصدر: إياك و الذنب.
4- في المصدر: معكم أينما كنتم.
5- أمالي الصدوق ص 408.
6- الأنبياء 21: 46.

ص: 331

- وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى بِنا حاسِبِينَ(1) اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ لَا تُنْصَبُ لَهُمُ الْمَوَازِينُ وَ لَا تُنْشَرُ لَهُمُ الدَّوَاوِينُ وَ إِنَّمَا تُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ الْخَبَرَ

13178-@ (2) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: مَا يُصِيبُ الْعَبْدَ إِلَّا بِذَنْبٍ وَ مَا يَغْفِرُ اللَّهُ مِنْهُ أَكْثَرُ

13179-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الذَّنْبَ يَحْرِمُ الْعَبْدَ الرِّزْقَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ(4):

وَ عَنْهُ ع قَالَ: إِنَّ الْخَطَايَا(5) تَحْظُرُ الرِّزْقَ(6)

13180-@(7)، وَ عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا أُخْرِجُ عَبْداً مِنَ الدُّنْيَا وَ أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرْحَمَهُ حَتَّى أَسْتَوْفِيَ مِنْهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ عَمِلَهَا إِمَّا بِسُقْمٍ فِي جَسَدِهِ أَوْ بِضِيقٍ فِي رِزْقِهِ وَ إِمَّا بِخَوْفٍ فِي دُنْيَاهُ فَإِنْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ شَدَّدْتُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ الْخَبَرَ

13181-@ (8)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يُكْرِمَ عَبْداً وَ لَهُ ذَنْبٌ ابْتَلَاهُ بِالسُّقْمِ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ بِهِ


1- الأنبياء 21: 47.
2- مشكاة الأنوار ص 155.
3- مشكاة الأنوار ص 155.
4- القلم 68: 17.
5- في الطبعة الحجرية: الخطاء و ما أثبتناه من المصدر.
6- في المصدر زيادة: على المسلم.
7- مشكاة الأنوار ص 156.
8- مشكاة الأنوار ص 157.

ص: 332

ابْتَلَاهُ بِالْحَاجَةِ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ بِهِ شَدَّدَ عَلَيْهِ الْمَوْتَ لِيُكَافِئَهُ بِذَلِكَ الذَّنْبِ الْخَبَرَ

13182-@ (1)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ أَذْنَبَ ذَنْباً وَ هُوَ ضَاحِكٌ دَخَلَ النَّارَ

13183-@ (2)، وَ عَنْهُ ع: قَالَ لِمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ [يَا مُفَضَّلُ](3) إِيَّاكَ وَ الذُّنُوبَ وَ حَذِّرْ شِيعَتَنَا مِنَ الذُّنُوبِ فَوَ اللَّهِ مَا هِيَ إِلَى شَيْ ءٍ أَسْرَعَ مِنْهُ إِلَيْكُمْ وَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُرْمَى(4) بِالسُّقْمِ فِي بَدَنِهِ وَ مَا هُوَ إِلَّا بِذُنُوبِهِ وَ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُحْجَبُ مِنَ الرِّزْقِ فَيَقُولُ مَا لِي وَ مَا شَأْنِي وَ مَا هُوَ إِلَّا بِذُنُوبِهِ وَ إِنَّهُ لَتُصِيبُهُ الْمَعَرَّةُ(5) مِنَ السُّلْطَانِ فَيَقُولُ مَا لِي وَ مَا هُوَ إِلَّا بِالذُّنُوبِ وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَا تُؤَاخَذُونَ بِهَا فِي الْآخِرَةِ

13184-@ (6)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: مَا مِنْ حُمَّى وَ لَا صُدَاعٍ وَ لَا عِرْقٍ يَضْرِبُ إِلَّا بِذَنْبٍ وَ مَا يَعْفُو اللَّهُ أَكْثَرُ

13185-@ (7)، وَ عَنْهُ ع قَالَ: مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَ لَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّرُهَا بِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْحُزْنِ فِي الدُّنْيَا لِيُكَفِّرَهَا بِهِ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ وَ إِلَّا عَذَّبَهُ فِي قَبْرِهِ فَيَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَ لَيْسَ شَيْ ءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْ ءٍ مِنْ ذُنُوبِهِ

13186-@ (8) أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي كِتَابِ التَّمْحِيصِ، عَنِ الْأَحْمَسِيِّ عَنْ


1- مشكاة الأنوار: ص 157.
2- مشكاة الأنوار ص 275.
3- أثبتناه من المصدر.
4- و في نسخة: ليرى.
5- المعرة: الأمر القبيح المكروه و الأذى (مجمع البحرين ج 3 ص 400).
6- مشكاة الأنوار ص 278.
7- مشكاة الأنوار ص 281.
8- التمحيص ص 44 ح 53.

ص: 333

أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَا تَزَالُ الْهُمُومُ وَ الْغُمُومُ بِالْمُؤْمِنِ حَتَّى لَا تَدَعَ لَهُ ذَنْباً

13187-@ (1) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: الْبِرُّ لَا يَبْلَى(2) وَ الذَّنْبُ لَا يُنْسَى وَ الدَّيَّانُ لَا يَفْنَى فَكُنْ كَمَا شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ

13188-@ (3)، وَ قَالَ ص: أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِدَائِكُمْ مِنْ دَوَائِكُمْ دَاؤُكُمُ الذُّنُوبُ وَ دَوَاؤُكُمُ الِاسْتِغْفَارُ

13189-@ (4) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَحْتَمِي [مِنَ](5) الطَّعَامِ لِأَذِيَّتِهِ- (وَ لَا يَحْتَمِي الذَّنْبَ لِأَلِيمِ عُقُوبَتِهِ)(6)

13190-@(7) الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ كَانَ نُقْطَةً سَوْدَاءَ عَلَى قَلْبِهِ فَإِنْ هُوَ تَابَ وَ أَقْلَعَ وَ اسْتَغْفَرَ صَفَا قَلْبُهُ مِنْهَا وَ إِنْ هُوَ لَمْ يَتُبْ وَ لَمْ يَسْتَغْفِرْ كَانَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ وَ السَّوَادُ عَلَى السَّوَادِ حَتَّى يَغْمُرَ الْقَلْبَ فَيَمُوتُ بِكَثْرَةِ غِطَاءِ الذُّنُوبِ عَلَيْهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ(8)


1- لب اللباب: مخطوط.
2- في الطبعة الحجرية: يبتلى، و في الحاشية: كذا في الأصل و هو سقيم، و هو تصحيف لعلّ صحته: يبلى من البلى: عود الشي ء خلقا قديما ممزقا بعد ما كان جديدا.
3- لب اللباب: مخطوط.
4- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 494 ح 7.
5- أثبتناه من المصدر.
6- في المصدر: كيف لا يحتمي من الذنب لعقوبته.
7- إرشاد القلوب ص 46.
8- المطففين 83: 14.

ص: 334

13191-@ (1)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ سُوءاً أَمْسَكَ عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ حَتَّى يُوَافَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً عَجَّلَ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا

13192-@ (2) كِتَابُ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ لَا يَضْرِبُ عَلَى أَحَدِكُمْ عِرْقٌ وَ لَا يَنْكُتُ إِصْبَعَهُ الْأَرْضَ نَكْتَةً(3) إِلَّا بِذَنْبٍ وَ مَا يَعْفُو اللَّهُ أَكْثَرُ

13193-@ (4) مَجْمُوعَةُ الشَّهِيدِ، رَحِمَهُ اللَّهُ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ فَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ مِسْمَعٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: وَ إِنَّ الْخَطَايَا تَحْظُرُ(5) الرِّزْقَ عَنِ الْمُسْلِمِ

13194-@ (6)، وَ بِخَطِّهِ وَ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْغَوْثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنْ كَانَ الْعَبْدُ لَيَسْأَلُ الْحَاجَةَ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِ اللَّهِ قَضَاؤُهَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ أَوْ وَقْتٍ هُوَ بَطِي ءٌ فَيُذْنِبُ ذَلِكَ الْعَبْدُ عِنْدَ ذَلِكَ الْوَقْتِ ذَنْباً فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِحَاجَتِهِ لَا تُنْجِزْ حَاجَتَهُ وَ احْرِمْهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِسَخَطِي وَ اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي

41 بَابُ وُجُوبِ اجْتِنَابِ الْمَعَاصِي

(7)

13195-@ (8) كِتَابُ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ وَ حَدِيدٍ رَفَعَاهُ إِلَى


1- إرشاد القلوب ص 182.
2- كتاب درست بن أبي منصور ص 162.
3- نكبت الحجارة رجله أو ظفره: أصابته بأذى. (لسان العرب ج 1 ص 773).
4- مجموعة الشهيد:
5- الحظر: المنع. (مجمع البحرين ج 3 ص 273).
6- مجموعة الشهيد:
7- الباب 41
8- كتاب درست بن أبي منصور ص 167.

ص: 335

أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ص قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ فِي نُبُوَّتِهِ أَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُمُ اسْتَخَفُّوا بِطَاعَتِي وَ انْتَهَكُوا مَعْصِيَتِي فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُحْسِناً فَلَا يَتَّكِلْ عَلَى إِحْسَانِهِ فَإِنِّي لَوْ نَاصَبْتُهُ الْحِسَابَ كَانَ لِي عَلَيْهِ مَا أُعَذِّبُهُ وَ إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مُسِيئاً فَلَا يَسْتَسْلِمْ وَ لَا يُلْقِ بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ فَإِنَّهُ لَنْ يَتَعَاظَمَنِي ذَنْبٌ أَغْفِرُهُ إِذَا تَابَ مِنْهُ صَاحِبُهُ وَ خَبِّرْ قَوْمَكَ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ وَ لَا أَهْلِ قَرْيَةٍ وَ لَا أَهْلِ بَيْتٍ يَكُونُونَ عَلَى مَا أَكْرَهُ إِلَّا كُنْتُ لَهُمْ عَلَى مَا يَكْرَهُونَ فَإِنْ تَحَوَّلُوا عَمَّا أَكْرَهُ إِلَى مَا أُحِبُّ تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا يَكْرَهُونَ إِلَى مَا يُحِبُّونَ وَ خَبِّرْ [قَوْمَكَ](1) أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ وَ لَا أَهْلِ بَيْتٍ وَ لَا أَهْلِ قَرْيَةٍ يَكُونُونَ عَلَى مَا أُحِبُّ إِلَّا كُنْتُ لَهُمْ عَلَى مَا يُحِبُّونَ فَإِنْ تَحَوَّلُوا عَمَّا أُحِبُّ تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا يُحِبُّونَ

13196-@ (2) صَحِيفَةُ الرِّضَا، ع بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ أَ مَا تُنْصِفُنِي أَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعْمَةِ وَ تَتَمَقَّتُ(3) إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي خَيْرِي إِلَيْكَ مُنْزَلٌ(4) وَ شَرُّكَ إِلَيَّ صَاعِدٌ وَ لَا يَزَالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ (يَأْتِينِي عَنْكَ)(5) فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ بِعَمَلٍ قَبِيحٍ(6) يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ سَمِعْتَ وَصْفَكَ مِنْ غَيْرِكَ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ مَنِ الْمَوْصُوفُ لَسَارَعْتَ إِلَى مَقْتِهِ:

وَ رَوَاهُ الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِهِ، عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الزَّيَّاتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْهُ ص: مِثْلَهُ(7)


1- أثبتناه من المصدر.
2- صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 32 ح 4.
3- في كنز الفوائد: تتبغض.
4- في الكنز: نازل.
5- في الطبعة الحجرية: يأتيك عني، و ما أثبتناه من المصدر.
6- في الكنز: غير صالح.
7- كنز الفوائد ص 163.

ص: 336

13197-@ (1) الْمُفِيدُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ النَّضْرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: احْذَرُوا سَطَوَاتِ اللَّهِ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَقُلْتُ وَ مَا سَطَوَاتُ اللَّهِ قَالَ أَخْذُهُ عَلَى الْمَعَاصِي

13198-@ (2)، وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع قَالَ: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ قُلْتُ بَلَى قَالَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاةُ أَخِيكَ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَمَا إِنِّي لَا أُرِيدُ بِالذِّكْرِ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ ذَلِكَ وَ لَكِنْ ذِكْرَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ تَهْجُمُ [فِيهِ](3) عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ أَوْ مَعْصِيَةٍ لَهُ

13199-@ (4) وَ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: مَنْ تَرَكَ مَعْصِيَةً مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْضَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

13200-@(5) تَفْسِيرُ الْإِمَامِ، ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا عِبَادَ اللَّهِ احْذَرُوا الِانْهِمَاكَ فِي الْمَعَاصِي وَ التَّهَاوُنَ فَإِنَّ الْمَعَاصِيَ يَسْتَوْلِي بِهَا الْخِذْلَانُ عَلَى صَاحِبِهَا حَتَّى تُوقِعَهُ فِي رَدِّ وَلَايَةِ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ رَفْعِ نُبُوَّةِ نَبِيِّ اللَّهِ وَ لَا يَزَالُ أَيْضاً


1- أمالي الشيخ المفيد ص 184 ح 8.
2- أمالي الشيخ المفيد ص 88 ح 4.
3- أثبتناه من المصدر.
4- الاختصاص ص 249، و عنه في البحار ج 70 ص 398 ح 67.
5- تفسير الإمام العسكريّ (عليه السلام) ص 105، و عنه في البحار ج 73 ص 360 ح 83.

ص: 337

بِذَلِكَ حَتَّى تُوقِعَهُ فِي دَفْعِ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَ الْإِلْحَادِ فِي دِينِ اللَّهِ

13201-@ (1) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: أَنَّهُ قَالَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ إِيَّاكُمْ وَ مَعَاصِيَ اللَّهِ أَنْ تَرْكَبُوهَا فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَكَ مَعَاصِيَ اللَّهِ فَرَكِبَهَا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الْإِسَاءَةِ إِلَى نَفْسِهِ وَ لَيْسَ بَيْنَ الْإِحْسَانِ وَ الْإِسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ فَلِأَهْلِ الْإِحْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ وَ لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ

13202-@ (2) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي، رُوِيَ: فِي زَبُورِ دَاوُدَ: يَقُولُ اللَّهُ يَا ابْنَ آدَمَ تَسْأَلُنِي وَ أَمْسِكُ(3) لِعِلْمِي بِمَا يَنْفَعُكَ ثُمَّ تُلِحُّ عَلَيَّ بِالْمَسْأَلَةِ فَأُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ فَتَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى مَعْصِيَتِي فَأَهُمُّ بِهَتْكِ سِتْرِكَ فَتَدْعُونِي فَأَسْتُرُ عَلَيْكَ فَكَمْ مِنْ جَمِيلٍ أَصْنَعُ مَعَكَ وَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ تَصْنَعُ مَعِي يُوشِكُ أَنْ أَغْضَبَ عَلَيْكَ غَضْبَةً لَا أَرْضَى بَعْدَهَا أَبَداً

13203-@ (4) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ(5) بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُ اللَّهَ وَ هُوَ مُجْتَرِئٌ عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ كُلَّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ

13204-@ (6) عِمَادُ الدِّينِ الطَّبَرِيُّ فِي بِشَارَةِ الْمُصْطَفَى، بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ


1- الكافي ج 8 ص 11.
2- عدّة الداعي ص 198.
3- في المصدر: و أمنعك.
4- أمالي الصدوق ص 174.
5- في الطبعة الحجرية: بكير، و ما اثبتناه من المصدر و معاجم الرجال. راجع (تنقيح المقال ج 1 ص 178).
6- بشارة المصطفى ص 27.

ص: 338

عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ فِي تَسْوِيلِ الشَّيَاطِينِ إِنَّهُمْ يَخْدَعُوكَ بِأَنْفُسِهِمْ فَإِذَا لَمْ تُجِبْهُمْ مَكَرُوا بِكَ وَ بِنَفْسِكَ بِتَحْبِيبِهِمْ إِلَيْكَ شَهَوَاتِكَ وَ إِعْطَائِكَ أَمَانِيَّكَ وَ إِرَادَتَكَ وَ يُسَوِّلُونَ لَكَ وَ يُنْسُونَكَ وَ يَنْهَوْنَكَ وَ يَأْمُرُونَكَ وَ يُحَسِّنُونَ ظَنَّكَ بِاللَّهِ حَتَّى تَرْجُوَهُ فَتَغْتَرَّ بِذَلِكَ فَتَعْصِيَهُ وَ جَزَاءُ الْعَاصِي لَظَى

13205-@ (1) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، رُوِيَ: أَنَّ شَوْكَةً تَعَلَّقَتْ بِالنَّبِيِّ ص فَلَعَنَهَا فَنَادَتْ لَا تَلْعَنِّي إِنِّي ظَهَرْتُ مِنْ شُؤْمِ مَعْصِيَةِ الْآدَمِيِّينَ

13206-@ (2)، وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: عَجَباً لِمَنْ يَحْتَمِي عَنِ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ كَيْفَ لَا يَحْتَمِي عَنِ الْمَعَاصِي خَشْيَةَ النَّارِ

13207-@ (3)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: الْمَوْتُ غَنِيمَةٌ وَ الْمَعْصِيَةُ مُصِيبَةٌ وَ الْفَقْرُ رَاحَةٌ وَ الْغِنَى عُقُوبَةٌ الْخَبَرَ:

وَ قَالَ 13 تَعَالَى: إِذَا عَصَانِي مَنْ عَرَفَنِي سَلَّطْتُ عَلَيْهِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي

13208-@ (4) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: غَالِبُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى تَرْكِ الْمَعَاصِي يَسْهُلْ عَلَيْكُمْ مَقَادَتُهَا إِلَى الطَّاعَاتِ:

وَ قَالَ ع: لِلْمُجْتَرِئِ عَلَى الْمَعَاصِي نَقَمٌ مِنَ(5) اللَّهِ سُبْحَانَهُ:(6)

وَ قَالَ ع: التَّنَزُّهُ عَنِ الْمَعَاصِي عِبَادَةُ التَّوَّابِينَ:(7)

وَ قَالَ ع: الْمَعْصِيَةُ تَجْلِبُ الْعُقُوبَةَ:(8)


1- لب اللباب: مخطوط.
2- لب اللباب: مخطوط.
3- لب اللباب: مخطوط.
4- غرر الحكم و درر الكلم ج 2 ص 508 ح 32.
5- في المصدر زيادة: عذاب.
6- المصدر نفسه ج 2 ص 581 ح 26.
7- المصدر نفسه ج 1 ص 70 ح 1784.
8- المصدر نفسه ج 1 ص 36 ح 1114.

ص: 339

وَ قَالَ ع: التَّهَجُّمُ عَلَى الْمَعَاصِي يُوجِبُ عِقَابَ(1) النَّارِ(2):

وَ قَالَ ع: إِيَّاكَ وَ الْمَعْصِيَةَ فَإِنَّ الشَّقِيَّ(3) مَنْ بَاعَ جَنَّةَ الْمَأْوَى بِمَعْصِيَةٍ دَنِيَّةٍ مِنْ مَعَاصِي الدُّنْيَا:(4)

وَ قَالَ ع: إِيَّاكَ أَنْ تَسْتَسْهِلَ رُكُوبَ الْمَعَاصِي فَإِنَّهَا تَكْسُوكَ فِي الدُّنْيَا ذِلَّةً وَ تَكْسِبُكَ فِي الْآخِرَةِ سَخَطَ اللَّهِ:(5)

وَ قَالَ ع: إِنَّمَا الْوَرَعُ التَّطْهِيرُ عَنِ الْمَعَاصِي(6):

وَ قَالَ ع: تَوَقَّوُا الْمَعَاصِيَ وَ احْبِسُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْهَا فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ أَطْلَقَ فِيهَا عِنَانَهُ:(7)

وَ قَالَ ع: رَاكِبُ الْمَعْصِيَةِ مَثْوَاهُ النَّارُ:(8)

وَ قَالَ ع: لَوْ لَمْ يَتَوَاعَدِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ لَوَجَبَ أَنْ لَا يُعْصَى شُكْراً لِنِعْمَتِهِ:(9)

وَ قَالَ ع: مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ لَمْ يُهِنْهَا بِالْمَعْصِيَةِ(10):

وَ قَالَ ع: مُدَاوَمَةُ الْمَعَاصِي تَقْطَعُ الرِّزْقَ(11)


1- في المصدر: عذاب.
2- المصدر نفسه ج 1 ص 99 ح 2146.
3- في المصدر: اللئيم.
4- المصدر نفسه ج 1 ص 154 ح 75.
5- المصدر نفسه ج 1 ص 156 ح 93.
6- المصدر نفسه ج 1 ص 297 ح 13.
7- المصدر نفسه ج 1 ص 348 ح 39.
8- المصدر نفسه ج 1 ص 420 ح 3.
9- المصدر نفسه ج 2 ص 605 ح 26.
10- المصدر نفسه ج 2 ص 677 ح 1068.
11- ج 2 ص 760 ح 59.

ص: 340

13209-@ (1) كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا غَدا الْعَبْدُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ كَانَ رَاكِباً فَهُوَ مِنْ خَيْلِ إِبْلِيسَ وَ إِذَا كَانَ رَاجِلًا فَهُوَ مِنْ رَجَّالَتِهِ

42 بَابُ وُجُوبِ اجْتِنَابِ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ الْمُحَرَّمَةِ

(2)

13210-@ (3) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي(4)، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع: يَا هِشَامُ مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَى ثَلَاثٍ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ مَنْ أَظْلَمَ نُورَ تَفَكُّرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ وَ مَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ وَ أَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ وَ مَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَ دُنْيَاهُ:

وَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، وَ زَادَ فِيهِ: يَا هِشَامُ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ [يَا دَاوُدُ](5) حَذِّرْ وَ أَنْذِرْ أَصْحَابَكَ عَنْ حُبِّ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّ الْمُعَلَّقَةَ قُلُوبُهُمْ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا قُلُوبُهُمْ مَحْجُوبَةٌ عَنِّي

(6)

13211-@ (7) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع


1- كتاب جعفر بن محمّد بن شريح ص 72.
2- الباب 42
3- الكافي ج 1 ص 13.
4- في المصدر زيادة: أبو عبد اللّه الأشعري.
5- أثبتناه من المصدر.
6- تحف العقول ص 288.
7- أمالي الصدوق ص 416، و الحديث فيه يخلو من هذه القطعة، و أخرجه العلامة المجلسي في البحار ج 14 ص 289 ح 14 عن أمالي الصدوق و الكافي، ناقلا القطعة المذكورة عن الكافي ج 8 ص 136 فقط، فلاحظ.

ص: 341

أَنَّهُ قَالَ: كَانَ فِيمَا وَعَظَ اللَّهُ بِهِ عِيسَى ع أَنْ قَالَ لَهُ وَ افْطِمْ نَفْسَكَ عَنِ الشَّهَوَاتِ الْمُوبِقَاتِ وَ كُلَّ شَهْوَةٍ تُبَاعِدُكَ مِنِّي فَاهْجُرْهَا

13212-@ (1) الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ (عَنْ رَجُلٍ)(2) عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: كَانَ الْمَسِيحُ ع يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ إِنْ كُنْتُمْ أَحِبَّائِي وَ إِخْوَانِي فَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ مِنَ النَّاسِ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَلَسْتُمْ بِإِخْوَانِي إِنَّمَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوا وَ لَا أُعَلِّمُكُمْ لِتُعْجَبُوا إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا مَا تُرِيدُونَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُونَ وَ بِصَبْرِكُمْ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ

13213-@ (3)، وَ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الصُّهْبَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: طُوبَى لِمَنْ تَرَكَ شَهْوَةً حَاضِرَةً لِمَوْعُودٍ(4) لَمْ يَرَهُ قَطُّ

13214-@ (5) وَ فِي الْأَمَالِي، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الصَّادِقِ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: وَ مَنْ شُغِفَ بِمَحَبَّةِ الْحَرَامَ وَ شَهْوَةِ الزِّنَى فَهُوَ شِرْكُ الشَّيْطَانِ

13215-@ (6) ابْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي، قَالَ عِيسَى ع: بِحَقٍ


1- أمالي المفيد ص 208.
2- ليس في المصدر.
3- أمالي المفيد ص 51.
4- في الطبعة الحجرية: لموعد، و ما أثبتناه من المصدر.
5- رواه الصدوق في الخصال ص 216 ح 40 و معاني الأخبار ص 400 ح 60، و الشيخ المفيد في الاختصاص ص 219.
6- عدّة الداعي ص 96.

ص: 342

أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الزِّقَّ إِذَا لَمْ يَنْخَرِقْ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ وِعَاءَ الْعَسَلِ كَذَلِكَ الْقُلُوبُ إِذَا لَمْ تَخْرِقْهَا الشَّهَوَاتُ أَوْ يُدَنِّسْهَا الطَّمَعُ أَوْ يُقْسِهَا النَّعِيمُ(1) فَسَوْفَ تَكُونُ أَوْعِيَةَ الْحِكْمَةِ:

وَ رَوَاهُ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ،: عَنْهُ: مِثْلَهُ(2)

13216-@ (3) وَ فِي كِتَابِ التَّحْصِينِ، نَقْلًا عَنْ كِتَابِ الْمُنْبِئِ عَنْ زُهْدِ النَّبِيِّ ص لِجَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُمِّيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمْدَانَ عَنِ الْحَسَنِ(4) بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بِشْرِ(5) بْنِ أَبِي الْبِشْرِ الْبَصْرِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ (سِنَانٍ الْبَصْرِيِّ)(6) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو(7) بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ص يَقُولُ: وَ أَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ يَا أُسَامَةُ عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْحَقِّ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهُ بِزَهْرَةِ(8) رَغَبَاتِ الدُّنْيَا وَ غَضَارَةِ(9) نَعِيمِهَا وَ بَائِدِ(10) سُرُورِهَا وَ زَائِلِ عَيْشِهَا فَقَالَ أُسَامَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَيْسَرُ مَا يَنْقَطِعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ قَالَ السَّهَرُ الدَّائِمُ وَ الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ وَ كَفُّ النَّفْسِ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ تَرْكُ اتِّبَاعِ الْهَوَى وَ اجْتِنَابُ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا الْخَبَرَ


1- في المصدر: النعم.
2- تحف العقول ص 381.
3- كتاب التحصين ص 8.
4- في المصدر: الحسين.
5- و فيه: بشير.
6- في الطبعة الحجرية: حنان البصري، و في المصدر: سنان المصري، و الظاهر أن ما اثبتناه هو الصحيح راجع (تقريب التهذيب ج 1 ص 334 ح 534).
7- في الطبعة الحجرية: عمرة، و ما اثبتناه من المصدر و كتب الرجال راجع (تهذيب التهذيب ج 4 ص 34).
8- في المصدر: بزهوه.
9- و فيه: و غضاضة.
10- و فيه: و مائد.

ص: 343

1321(1) (2) عَبْدُ الْوَاحِدِ الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الشَّهَوَاتُ قَاتِلَاتٌ اللَّذَّاتُ آفَاتٌ:(3)

وَ قَالَ ع: الشَّهَوَاتُ مَصَايِدُ الشَّيْطَانِ:(4)

وَ قَالَ ع: الشَّهَوَاتُ أَضَرُّ الْأَعْدَاءِ:(5)

وَ قَالَ ع: الشَّهَوَاتُ أَعْلَالٌ قَاتِلَاتٌ وَ أَفْضَلُ دَوَائِهَا اقْتِنَاءُ الصَّبْرِ:(6)

وَ قَالَ ع: اهْجُرُوا الشَّهَوَاتِ فَإِنَّهَا تَقُودُكُمْ إِلَى رُكُوبِ(7) الذُّنُوبِ وَ التَّهَجُّمِ عَلَى السَّيِّئَاتِ:(8)

وَ قَالَ ع: وَ إِيَّاكُمْ وَ غَلَبَةَ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّ بِدَايَتَهَا مَلَكَةٌ وَ نِهَايَتَهَا هَلَكَةٌ:(9)

وَ قَالَ ع: أَوَّلُ الشَّهَوَاتِ طَرَبٌ وَ آخِرُهَا عَطَبٌ:(10)

وَ قَالَ ع: أَفْضَلُ(11) الْوَرَعِ تَجَنُّبُ الشَّهَوَاتِ:(12)

وَ قَالَ ع: إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَرَاحَةً لِمَنْ كَانَ عَبْدَ شَهْوَتِهِ-


1- المصدر نفسه ج 1 ص 160 ح 114 و فيه زيادة «على قلوبكم» بعد الشهوات.
2- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 11 ح 231.
3- المصدر نفسه ج 1 ص 12 ح 256.
4- المصدر نفسه ج 1 ص 22 ح 635.
5- المصدر نفسه ج 1 ص 29 ح 871.
6- المصدر نفسه ج 1 ص 72 ح 1814.
7- في المصدر: ارتكاب.
8- المصدر نفسه ج 1 ص 132 ح 280.
9- المصدر نفسه ج 1 ص 160 ح 114 و فيه زيادة «على قلوبكم» بعد الشهوات.
10- المصدر نفسه ج 1 ص 192 ح 311.
11- في المصدر: أصل.
12- ج 1 ص 192 ح 312.

ص: 344

وَ أَسِيرَ أَهْوِيَتِهِ(1) لِأَنَّهُ كُلَّمَا طَالَتْ حَيَاتُهُ كَثُرَتْ سَيِّئَاتُهُ وَ عَظُمَتْ عَلَى نَفْسِهِ جِنَايَاتُهُ:(2)

وَ قَالَ ع: بِمُلْكِ الشَّهْوَةِ التَّنَزُّهُ عَنْ كُلِّ عَابٍ(3)(4):

وَ قَالَ ع: تَرْكُ الشَّهَوَاتِ أَفْضَلُ عِبَادَةٍ وَ أَجْمَلُ عَادَةٍ:(5)

وَ قَالَ ع: خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَهَّرَ مِنَ الشَّهَوَاتِ نَفْسَهُ:(6)(7)

وَ قَالَ ع: خِدْمَةُ الْجَسَدِ إِعْطَاؤُهُ مَا يَسْتَدْعِيهِ مِنَ الْمَلَاذِّ وَ الشَّهَوَاتِ وَ الْمَقْنِيَّاتِ(8) وَ فِي ذَلِكَ هَلَاكُ النَّفْسِ(9) خِدْمَةُ النَّفْسِ صِيَانَتُهَا عَنِ اللَّذَّاتِ وَ الْمَقْنِيَّاتِ:(10)

وَ قَالَ ع: رَأْسُ التَّقْوَى تَرْكُ الشَّهْوَةِ:(11)

وَ قَالَ ع: طَاعَةُ الشَّهْوَةِ تُفْسِدُ الدِّينَ:(12)

وَ قَالَ ع: طَهِّرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ دَنَسِ الشَّهَوَاتِ تُدْرِكُوا


1- الأهوية: جمع هوى و الهوى: هوى النفس و إرادتها و شهوتها. (لسان العرب ج 15 ص 372).
2- ج 1 ص 243 ح 217.
3- العاب: العيب، و هو الوصمة و المذمة. (لسان العرب ج 1 ص 633).
4- المصدر نفسه ج 1 ص 338 ح 177.
5- المصدر نفسه ج 1 ص 351 ح 65.
6- في المصدر: قلبه.
7- المصدر نفسه ج 1 ص 392 ح 78.
8- في المصدر: المقتنيات.
9- المصدر نفسه ج 1 ص 400 ح 60.
10- المصدر نفسه ج 1 ص 400 ح 61.
11- الغرر ج 1 ص 411 ح 15.
12- الغرر ج 2 ص 469 ح 3.

ص: 345

رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ:(1)

وَ قَالَ ع: غَيْرُ مُنْتَفِعٍ بِالْعِظَاتِ قَلْبٌ مُتَعَلِّقٌ بِالشَّهَوَاتِ:(2)

وَ قَالَ ع: غَلَبَةُ الشَّهْوَةِ أَعْظَمُ هُلْكٍ وَ مُلْكُهَا أَعْظَمُ مُلْكٍ:(3)

وَ قَالَ ع: غَالِبِ الشَّهْوَةَ قَبْلَ [قُوَّةِ](4) ضَرَاوَتِهَا(5) فَإِنَّهَا إِنْ قَوِيَتْ مَلَكَتْكَ وَ اسْتَفَادَتْكَ وَ لَمْ تَقْدِرْ عَلَى مُقَاوَمَتِهَا:(6)

وَ قَالَ ع: قَرِينُ الشَّهَوَاتِ أَسِيرُ التَّبِعَاتِ:(7)

وَ قَالَ ع: لَوْ زَهَدْتُمْ فِي الشَّهَوَاتِ لَسَلِمْتُمْ مِنَ الْآفَاتِ:(8)

وَ قَالَ ع: مَنْ تَوَرَّعَ عَنِ الشَّهَوَاتِ صَانَ نَفْسَهُ:(9)

وَ قَالَ ع: مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ:(10)

وَ قَالَ ع: لَا تُفْسِدُ التَّقْوَى إِلَّا غَلَبَةُ الشَّهْوَةِ:(11)

وَ قَالَ ع: يُسْتَدَلُّ عَلَى الْإِيمَانِ بِكَثْرَةِ التُّقَى وَ مُلْكِ


1- الغرر ج 2 ص 472 ح 37.
2- الغرر ج 2 ص 507 ح 26.
3- الغرر ج 2 ص 507 ح 30.
4- أثبتناه من المصدر.
5- الضراوة: العادة بحيث لا يصبر صاحبها عما تعود عليه (لسان العرب ج 14 ص 482).
6- الغرر ج 2 ص 510 ح 64.
7- الغرر ج 2 ص 536 ح 43.
8- الغرر ج 2 ص 604 ح 20.
9- الغرر ج 2 ص 647 ح 634.
10- الغرر ج 2 ص 666 ح 928.
11- الغرر ج 2 ص 837 ح 170.

ص: 346

الشَّهْوَةِ وَ غَلَبَةِ الْهَوَى(1):

وَ قَالَ ع: ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ طَاعَةُ النِّسَاءِ وَ طَاعَةُ الْغَضَبِ وَ طَاعَةُ الشَّهْوَةِ(2):

وَ قَالَ ع: عِنْدَ حُضُورِ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ يَتَبَيَّنُ وَرَعُ الْأَتْقِيَاءِ(3):

وَ قَالَ ع: عَجِبْتُ لِمَنْ عَرَفَ سُوءَ عَوَاقِبِ اللَّذَّاتِ كَيْفَ لَا يَعِفُّ:(4)

وَ قَالَ ع: عَارُ الْفَضِيحَةِ يُكَدِّرُ حَلَاوَةَ اللَّذَّةِ:(5)

وَ قَالَ ع: عَبْدُ الشَّهْوَةِ أَسِيرٌ لَا يَنْفَكُّ أَسْرُهُ:(6)

وَ قَالَ ع: قَرِينُ الشَّهْوَةِ مَرِيضُ النَّفْسِ مَعْلُولُ الْعَقْلِ:(7)

وَ قَالَ ع: قَاوِمِ الشَّهْوَةَ بِالْقَمْعِ لَهَا تَظْفَرْ:(8)

وَ قَالَ ع: قَلَّ مَنْ غَرِيَ(9) بِاللَّذَّاتِ إِلَّا كَانَ بِهَا هَلَاكُهُ:(10)

وَ قَالَ ع: لِلْمُسْتَحْلِي لَذَّةَ الدُّنْيَا غُصَّةٌ:(11)

وَ قَالَ ع: لَنْ يَهْلِكَ الْعَبْدُ حَتَّى يُؤْثِرَ شَهْوَتَهُ عَلَى


1- الغرر ج 2 ص 864 ح 14.
2- الغرر ج 1 ص 363 ح 8.
3- الغرر ج 2 ص 491 ح 26.
4- الغرر ج 2 ص 494 ح 10.
5- الغرر ج 2 ص 499 ح 16.
6- الغرر ج 2 ص 499 ح 15.
7- الغرر ج 2 ص 539 ح 78.
8- الغرر ج 2 ص 540 ح 90.
9- غري بالشي ء: لج في طلبه. (لسان العرب ج 15 ص 121).
10- الغرر ج 2 ص 541 ح 100.
11- الغرر ج 2 ص 581 ح 16.

ص: 347

دِينِهِ(1):

وَ قَالَ ع: لَيْسَ فِي الْمَعَاصِي أَشَدُّ مِنِ اتِّبَاعِ الشَّهْوَةِ فَلَا تُطِيعُوهَا فَتَشْغَلَكُمْ عَنِ اللَّهِ:(2)

وَ قَالَ ع: مَنْ أَطَاعَ نَفْسَهُ فِي شَهْوَتِهَا فَقَدْ أَعَانَهَا عَلَى هَلَكَتِهَا(3):

وَ قَالَ ع: مَا الْتَذَّ أَحَدٌ مِنَ الدُّنْيَا لَذَّةً إِلَّا كَانَتْ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُصَّةً:(4)

وَ قَالَ ع: مَمْلُوكُ(5) الشَّهْوَةِ أَذَلُّ مِنْ مَمْلُوكِ الرِّقِّ(6)

43 بَابُ وُجُوبِ اجْتِنَابِ الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ

(7)

13218-@ (8) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: إِذَا عَظَّمْتَ الذَّنْبَ فَقَدْ عَظَّمْتَ اللَّهَ فَإِذَا صَغَّرْتَهُ فَقَدْ صَغَّرْتَ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّ حَقَّهُ فِي الصَّغِيرِ وَ الْكَبِيرِ وَ مَا مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ عَظَّمْتَهُ إِلَّا صَغُرَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَ لَا مِنْ صَغِيرٍ صَغَّرْتَهُ إِلَّا عَظُمَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

13219-@ (9)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَ


1- الغرر ج 2 ص 592 ح 48.
2- الغرر ج 2 ص 597 ح 69.
3- الغرر ج 2 ص 683 ح 1131.
4- الغرر ج 2 ص 747 ح 166.
5- في المصدر: مغلوب.
6- الغرر ج 2 ص 764 ح 125.
7- الباب 43
8- الجعفريات ص 237.
9- الجعفريات: لم نجده في مظانه، و أخرجه المجلسي في البحار ج 73 ص 363 عن نوادر الراونديّ ص 17.

ص: 348

إِبْلِيسَ رَضِيَ مِنْكُمْ بِالْمُحَقَّرَاتِ(1) وَ الذَّنْبُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ قَوْلُ الرَّجُلِ لَا أُؤَاخَذُ بِهَذَا الذَّنْبِ اسْتِصْغَاراً لَهُ

13220-@(2) كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ السَّبِيعِيِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: اتَّقُوا الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا طَالِباً وَ لَا يَقُولُ أَحَدُكُمْ أُذْنِبُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ اللَّهُ يَقُولُ وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ(3) وَ قَالَ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ(4) الْآيَةَ

13221-@ (5) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ دُرُسْتَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْهُمْ ع قَالَ: بَيْنَمَا مُوسَى ع جَالِسٌ إِذْ أَقْبَلَ إِبْلِيسُ وَ عَلَيْهِ بُرْنُسٌ ذُو أَلْوَانٍ فَوَضَعَهُ وَ دَنَا مِنْ مُوسَى وَ سَلَّمَ فَقَالَ مُوسَى ع مَنْ أَنْتَ قَالَ إِبْلِيسُ قَالَ لَا قَرَّبَ اللَّهُ دَارَكَ لِمَا ذَا الْبُرْنُسُ قَالَ أَخْتَطِفُ بِهِ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ فَقَالَ لَهُ مُوسَى ع أَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ الَّذِي إِذَا أَذْنَبَهُ ابْنُ آدَمَ اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ قَالَ ذَلِكَ إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ وَ اسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ وَ صَغَّرَ فِي نَفْسِهِ ذَنْبَهُ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ ع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: مِثْلَهُ وَ فِيهِ وَ صَغَّرَ فِي عَيْنِهِ

(6)

13222-@ (7) وَ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ:


1- المحقرات: الصغائر (لسان العرب ج 4 ص 207).
2- كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص 67.
3- يس 36: 12.
4- لقمان 31: 16.
5- قصص الأنبياء ص 148.
6- مشكاة الأنوار ص 313.
7- لب اللباب: مخطوط.

ص: 349

أَرْبَعَةٌ فِي الذَّنْبِ شَرٌّ مِنَ الذَّنْبِ الِاسْتِحْقَارُ وَ الِافْتِخَارُ وَ الِاسْتِبْشَارُ وَ الْإِصْرَارُ

13223-@ (1)، وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ غَيْرَ أَنَّهُ رَضِيَ مِنْكُمْ بِالْمُحَقَّرَاتِ

13224-@ (2) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ قَالَ: أَشَدُّ الذُّنُوبِ [عِنْدَ اللَّهِ] ذَنْبٌ اسْتَهَانَ بِهِ رَاكِبُهُ:

وَ قَالَ ع: أَعْظَمُ الذُّنُوبِ [عِنْدَ اللَّهِ](3) ذَنْبٌ صَغُرَ عِنْدَ صَاحِبِهِ:(4)

وَ قَالَ ع: تَهْوِينُ الذَّنْبِ (أَهْوَنُ مِنْ رُكُوبِ الذَّنْبِ)(5)(6)

13225-@ (7) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي أَمَالِيهِ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا أَبَا ذَرٍّ لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَ لَكِنِ انْظُرْ إِلَى مَنْ عَصَيْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ تَقَلُّباً(8) وَ خِيفَةً مِنَ الْعُصْفُورِ حِينَ يُقْذَفُ بِهِ فِي شَرَكِهِ(9) إِلَى أَنْ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ(10) إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَيَتَّكِلُ عَلَيْهَا وَ يَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ وَ هُوَ


1- لب اللباب: مخطوط.
2- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 192 ح 318.
3- أثبتناه من المصدر.
4- الغرر ج 1 ص 193 ح 319.
5- في المصدر: أعظم من ركوبه.
6- الغرر ج 1 ص 348 ح 30.
7- أمالي الشيخ الطوسيّ ج 2 ص 140.
8- في المصدر: تغلبا.
9- الشّرك: حبائل الصياد التي ينصبها لصيد الطيور. (لسان العرب ج 10 ص 450).
10- نفس المصدر ج 2 ص 143.

ص: 350

(عَلَيْهِ غَضْبَانُ)(1) وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ [السَّيِّئَةَ](2) فَيَفْرَقُ(3) مِنْهَا فَيَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ

13226-@ (4) الْحَسَنُ بْنُ فَضْلٍ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تُحَقِّرَنَّ ذَنْباً وَ لَا تُصَغِّرَنَّهُ وَ اجْتَنِبِ الْكَبَائِرَ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا نَظَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى ذُنُوبِهِ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ قَيْحاً وَ دَماً يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً(5)

13227-@ (6) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: اتَّقُوا الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ فَإِنَّهَا الَّتِي لَا تُغْفَرُ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الْمُحَقَّرَاتُ مِنَ الذُّنُوبِ قَالَ الرَّجُلُ يُذْنِبُ فَيَقُولُ(7) لَوْ لَمْ(8) يَكُنْ لِي غَيْرُ ذَلِكَ

13228-@ (9) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ مَوَاعِظِ الْمَسِيحِ ع قَالَ: بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ صِغَارَ الْخَطَايَا وَ مُحَقَّرَاتِهَا لَمِنْ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ يُحَقِّرُهَا لَكُمْ وَ يُصَغِّرُهَا فِي أَعْيُنِكُمْ فَتَجْتَمِعُ فَتَكْثُرُ فَتُحِيطُ بِكُمْ

13229-@ (10) النَّهْجُ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَشَدُّ الذُّنُوبِ (عِنْدَ اللَّهِ)(11) مَا اسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ


1- في المصدر: من الأشقياء.
2- أثبتناه من المصدر.
3- الفرق: الخوف و فرق من الشي ء: خاف منه و جزع. (لسان العرب ج 10 ص 304).
4- مكارم الأخلاق ص 452.
5- آل عمران 3: 30.
6- مشكاة الأنوار ص 155.
7- في المصدر زيادة: طوبى لي.
8- ليس في المصدر.
9- تحف العقول ص 385.
10- نهج البلاغة ج 3 ص 235 ح 348.
11- ليس في المصدر.

ص: 351

13230-@(1) الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ: مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي لَا تُغْفَرُ قَوْلُ الرَّجُلِ لَيْتَنِي لَا أُؤَاخَذُ إِلَّا بِهَذَا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا لَهُوَ الدَّقِيقُ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَفَقَّدَ مِنْ أَمْرِهِ وَ مِنْ نَفْسِهِ كُلَّ شَيْ ءٍ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ صَدَقْتَ فَالْزَمْ مَا حَدَّثَتْ بِهِ نَفْسُكَ فَإِنَّ الْإِشْرَاكَ فِي النَّاسِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ الذَّرِّ عَلَى الصَّفَا فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ وَ مِنْ دَبِيبِ الذَّرِّ عَلَى الْمِسْحِ الْأَسْوَدِ

13231-@ (2) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي دَعَوَاتِهِ،: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى عُزَيْرٍ ع يَا عُزَيْرُ إِذَا وَقَعْتَ فِي مَعْصِيَةٍ فَلَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِهَا وَ لَكِنِ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ الْخَبَرَ

13232-@ (3) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا تَسْتَكْثِرُوا كَثِيرَ الْخَيْرِ وَ لَا تَسْتَقِلُّوا قَلِيلَ الذُّنُوبِ فَإِنَّ قَلِيلَ الذُّنُوبِ يَجْتَمِعُ حَتَّى يَكُونَ كَثِيراً وَ خَافُوا اللَّهَ فِي السِّرِّ حَتَّى تُعْطُوا مِنْ أَنْفُسِكُمُ النَّصَفَ الْخَبَرَ

44 بَابُ تَحْرِيمِ كُفْرَانِ نِعْمَةِ اللَّهِ

(4)

13233-@ (5) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَمِيرِ


1- الغيبة ص 123.
2- دعوات الراونديّ: عنه في البحار ج 14 ص 379 ح 25.
3- أمالي المفيد ص 157 ح 8.
4- الباب 44
5- تفسير النعمانيّ ص 73، عنه في البحار ج 93 ص 60.

ص: 352

الْمُؤْمِنِينَ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَالَ قَالَ: وَ أَمَّا الْكُفْرُ الْمَذْكُورُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَخَمْسَةُ وُجُوهٍ مِنْهَا كُفْرُ الْجُحُودِ وَ مِنْهَا كُفْرٌ فَقَطْ وَ الْجُحُودُ يَنْقَسِمُ عَلَى وَجْهَيْنِ وَ مِنْهَا كُفْرُ التَّرْكِ(1) لِمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ وَ مِنْهَا كُفْرُ الْبَرَاءَةِ وَ مِنْهَا كُفْرُ النِّعَمِ إِلَى أَنْ قَالَ(2) وَ أَمَّا الْوَجْهُ الْخَامِسُ مِنَ الْكُفْرِ فَهُوَ كُفْرُ النِّعَمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ سُلَيْمَانَ- هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ(3) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ(4) وَ قَالَ أَيْضاً فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ(5)

13234-@ (6) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُكَايَةَ التَّمِيمِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّضْرِ الْفِهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ كُفْرُ النِّعْمَةِ لُؤْمٌ وَ صُحْبَةُ الْجَاهِلِ شُؤْمٌ

13235-@ (7) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: طُوبَى لِمَنْ لَمْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً طُوبَى لِلْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ

13236-@ (8) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص


1- في المصدر: الشرك.
2- نفس المصدر ص 75، و عنه في البحار ج 93 ص 61.
3- النمل 27: 40.
4- إبراهيم 14: 7.
5- البقرة 2: 152.
6- الكافي ج 8 ص 24.
7- أمالي المفيد ص 252.
8- لب اللباب: مخطوط.

ص: 353

قَالَ: اتَّقُوا ثَلَاثاً فَإِنَّهَا مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ تَشْكُو الْخَلْقَ الرَّحِمُ تَقُولُ قُطِعْتُ وَ النِّعْمَةُ تَقُولُ كُفِرْتُ وَ الْعَهْدُ يَقُولُ خُفِرْتُ(1)

13237-@ (2) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي كَشْفِ الْمَحَجَّةِ، نَقْلًا مِنْ رَسَائِلِ الْكُلَيْنِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: فِي وَصِيَّتِهِ إِلَى وَلَدِهِ وَ لَا تَكْفُرْ نِعْمَةً فَإِنَّ كُفْرَ النِّعْمَةِ مِنْ أَلْأَمِ الْعُذْرِ:(2)

وَ قَالَ: كُفْرُ النِّعْمَةِ لُؤْمٌ(3)

13238-@ (4) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ الْعَامِلُ فِيمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ بِالشُّكْرِ وَ أَبْغَضُهُمْ إِلَيْهِ الْعَامِلُ فِي نِعَمِهِ بِالْكُفْرِ(5):

وَ قَالَ ع: آفَةُ النِّعَمِ الْكُفْرَانُ:(6)

وَ قَالَ ع: كُفْرُ النِّعْمَةِ مُزِيلُهَا وَ شُكْرُهَا مُسْتَدِيمُهَا:(7)

وَ قَالَ ع: كَافِرُ النِّعْمَةِ مَذْمُومٌ عِنْدَ الْخَالِقِ وَ الْخَلَائِقِ:(8)

وَ قَالَ ع: لَيْسَ مِنَ التَّوْفِيقِ كُفْرَانُ نِعَمِ اللَّهِ:(9)

وَ قَالَ ع: مَنِ اسْتَعَانَ بِالنِّعْمَةِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ فَهُوَ الْكَفُورُ(10)


1- خفر العهد: نقضه و غدر به (لسان العرب ج 4 ص 253).
2- في المصدر: من ألأم الكفر و أقبل العذر.
3- كشف المحجة ص 167.
4- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 211 ح 526.
5- في الطبعة الحجرية: بكفرها، و ما أثبتناه من المصدر.
6- المصدر نفسه ج 1 ص 304 ح 3.
7- المصدر نفسه ج 2 ص 573 ح 10.
8- المصدر نفسه ج 2 ص 575 ح 43.
9- المصدر نفسه ج 2 ص 594 ح 35.
10- ج 2 ص 656 ح 796.

ص: 354

45 بَابُ وُجُوبِ اجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ

(1)

13239-@ (2) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ: وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً(3) قَالَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ اجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا النَّارَ

13240-@(4)، وَ عَنْ مُيَسِّرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ عَلْقَمَةُ الْحَضْرَمِيُّ وَ أَبُو حَسَّانَ الْعِجْلِيُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَجْلَانَ نَنْتَظِرُ أَبَا جَعْفَرٍ ع فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَرْحَباً وَ أَهْلًا وَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ رِيحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ وَ إِنَّكُمْ لَعَلَى دِينِ اللَّهِ فَقَالَ عَلْقَمَةُ فَمَنْ كَانَ عَلَى دِينِ اللَّهِ تَشْهَدُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ فَمَكَثَ هُنَيْئَةً قَالَ بُورُوا(5) أَنْفُسَكُمْ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أَقْرَفْتُمُ الْكَبَائِرَ فَأَنَا أَشْهَدُ قُلْنَا وَ مَا الْكَبَائِرُ فَعَدَّهَا ع كَمَا يَأْتِي قُلْنَا مَا مِنَّا أَحَدٌ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ شَيْئاً قَالَ فَأَنْتُمْ إِذًا

13241-@ (6)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع: فِي قَوْلِ اللَّهِ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ(7) قَالَ مَنِ


1- الباب 45
2- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 151 ح 497.
3- البقرة 2: 269.
4- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 237 ح 104.
5- بوروا: باره يبوره: اختبره و امتحنه و منه الحديث: كنا نبور أولادنا بحب علي (عليه السلام). (لسان العرب ج 4 ص 87) و (نهاية ابن الأثير ج 1 ص 161).
6- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 238 ح 112.
7- النساء 4: 31.

ص: 355

اجْتَنَبَ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً كَفَّرَ [اللَّهُ](1) عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ

13242-@ (2) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا لَنَا نَشْهَدُ عَلَى مَنْ خَالَفَنَا بِالْكُفْرِ وَ بِالنَّارِ وَ لَا نَشْهَدُ عَلَى أَنْفُسِنَا وَ لَا عَلَى أَصْحَابِنَا أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ مِنْ ضَعْفِكُمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُمْ شَيْ ءٌ مِنَ الْكَبَائِرِ فَاشْهَدُوا أَنَّكُمْ فِي الْجَنَّةِ الْخَبَرَ

46 بَابُ تَعْيِينِ الْكَبَائِرِ الَّتِي يَجِبُ اجْتِنَابُهَا

(3)

13243-@ (4) مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ مُيَسِّرٍ وَ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ وَ أَبِي حَسَّانَ الْعِجْلِيِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ قَالُوا: قُلْنَا وَ مَا الْكَبَائِرُ قَالَ هِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَلَى سَبْعٍ قُلْنَا فَعُدَّهَا عَلَيْنَا جُعِلْنَا فِدَاكَ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَ أَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ قَتْلُ الْمُؤْمِنِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ الْخَبَرَ

13244-@ (5)، وَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: يَا مُعَاذُ الْكَبَائِرُ سَبْعٌ فِينَا أُنْزِلَتْ وَ مِنَّا اسْتُخِفَّتْ وَ أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ إِنْكَارُ حَقِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَى أَنْ قَالَ الْعَيَّاشِيُّ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ

13245-@ (6)، وَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع


1- أثبتناه من المصدر.
2- كتاب الغايات ص 85.
3- الباب 46
4- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 237 ح 104.
5- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 237 ح 105.
6- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 238 ح 107.

ص: 356

: أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ اللَّهِ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ(1) عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَ شُرْبَ الْخَمْرِ وَ قَتْلَ النَّفْسِ وَ عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ وَ قَذْفَ الْمُحْصَنَاتِ وَ الْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ وَ أَكْلَ مَالِ الْيَتِيمِ:

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ ع: أَكْلَ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً وَ كُلَّ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ:(2)

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ ع: وَ إِنْكَارَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ(3)

13246-@ (4)، وَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع مَا تَقُولُ فِي أَعْمَالِ السُّلْطَانِ فَقَالَ يَا سُلَيْمَانُ الدُّخُولُ فِي أَعْمَالِهِمْ وَ الْعَوْنُ لَهُمْ وَ السَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ عَدِيلُ الْكُفْرِ وَ النَّظَرُ إِلَيْهِمْ عَلَى الْعَمْدِ مِنَ الْكَبَائِرِ الَّذِي يُسْتَحَقُّ بِهِ النَّارُ

13247-@ (5)، وَ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْكَذِبُ عَلَى اللَّهِ وَ عَلَى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ ع مِنَ الْكَبَائِرِ

13248-@ (6)، وَ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: السُّكْرُ مِنَ الْكَبَائِرِ وَ الْحَيْفُ(7) فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ

13249-@ (8)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع: فِي قَوْلِ


1- النساء 4: 31.
2- نفس المصدر ج 1 ص 238 ح 108.
3- نفس المصدر ج 1 ص 238 ح 109.
4- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 238 ح 110.
5- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 238 ح 106.
6- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 238 ح 111.
7- الحيف: الميل في الحكم و الجور و الظلم. (لسان العرب (حيف) ج 9 ص 60).
8- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 238 ح 112.

ص: 357

اللَّهِ- إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ(1) قَالَ مَنِ اجْتَنَبَ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً كَفَّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ:

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: فِي آخِرِ مَا فَسَّرَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَجْتَرُوا

13250-@(2)، وَ عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنِ الْكَبَائِرِ قَالَ كُلُّ شَيْ ءٍ وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ

13251-@ (3) فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيِّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ سَبْعٌ الشِّرْكُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَ أَكْلُ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ إِنْكَارُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ الْخَبَرَ:

قَالَ وَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ مُعَنْعَناً عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَراً الصَّادِقَ ع يَقُولُ: الْكَبَائِرُ سَبْعٌ فِينَا نَزَلَتْ وَ مِنَّا اسْتُحِلَّتْ فَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ إِنْكَارُ حَقِّنَا الْخَبَرَ

13252-@ (4) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنِ [ابْنِ] مَسْعُودٍ(5) قَالَ" أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ

13253-@ (6)، وَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ سَبْعَةٌ(7)


1- النساء 4: 31.
2- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 239 ح 114.
3- تفسير فرات الكوفيّ ص 33.
4- الغايات ص 85.
5- أثبتناه من المصدر.
6- الغايات ص 85.
7- ليس في المصدر.

ص: 358

الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً وَ أَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ

13254-@ (1) وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَاتِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ع فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ بَعَثْتُمْ إِلَيْهِ بَعْضَ أَهْلِهِ فَسَأَلَهُ فَأَتَاهُ شَابٌّ مِنْهُمْ فَقَالَ يَا عَمِّ مَا أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ قَالَ شُرْبُ الْخَمْرِ فَأَتَاهُمْ فَقَالُوا عُدْ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى عَادَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ يَا ابْنَ أَخِ إِنَّ شُرْبَ الْخَمْرِ يُدْخِلُ صَاحِبَهُ فِي الزِّنَى وَ السَّرِقَةِ وَ قَتْلِ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَ فِي الشِّرْكِ وَ أَفَاعِيلُ الْخَمْرِ تَعْلُو كُلَّ ذَنْبٍ كَمَا تَعْلُو شَجَرَتُهَا كُلَّ شَجَرَةٍ:

وَ قَالَ ع: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ إِنْكَارُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا

13255-@ (2)، وَ عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ الْكَبَائِرُ فَقَالَ أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً وَ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَ قَتْلُ الْمُؤْمِنِ فَقُلْتُ الزِّنَى وَ السَّرِقَةُ قَالَ لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ

13256-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ صَاحِبُ الْقَوْلِ الَّذِي يَقُولُ أَنَا أَبْرَأُ مِمَّنْ يَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ

13257-@ (4) سِبْطُ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع: سَأَلَهُ عَنِ الْكَبَائِرِ كَمْ هِيَ وَ مَا هِيَ فَكَتَبَ مَنِ اجْتَنَبَ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ كَفَّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً وَ السَّبْعُ الْمُوجِبَاتُ قَتْلُ النَّفْسِ الْحَرَامِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ أَكْلُ الرِّبَا وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ


1- الغايات ص 85.
2- الغايات ص 85.
3- الغايات ص 85.
4- مشكاة الأنوار ص 155.

ص: 359

13258-@ (1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: إِذَا زَنَى الرَّجُلُ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ رُوحَ الْإِيمَانِ فَقُلْنَا الرُّوحُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ(2) قَالَ نَعَمْ

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَا يَزْنِي الزَّانِي وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا يَسْرِقُ السَّارِقُ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ إِنَّمَا أَعْنِي مَا دَامَ عَلَى بَطْنِهَا فَإِذَا تَوَضَّأَ وَ تَابَ كَانَ فِي حَالٍ غَيْرِ ذَلِكَ

13259-@ (3) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي الْبَصَائِرِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ(4) عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ أُنَاسٌ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْعَبْدَ لَا يَزْنِي وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا يَسْرِقُ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا يَأْكُلُ الرِّبَا وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا يَسْفِكُ الدَّمَ الْحَرَامَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَقَدْ كَبُرَ هَذَا عَلَيَّ وَ حَرَجَ(5) مِنْهُ صَدْرِي حَتَّى أَزْعُمَ أَنَّ هَذَا الْعَبْدَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَى قِبْلَتِي وَ يَدْعُو دَعْوَتِي وَ يُنَاكِحُنِي وَ أُنَاكِحُهُ وَ يُوَارِثُنِي وَ أُوَارِثُهُ أُخْرِجُهُ مِنَ الْإِيمَانِ مِنْ أَجْلِ ذَنْبٍ يَسِيرٍ أَصَابَهُ فَقَالَ ع صَدَقَ أَخُوكَ وَ ذَكَرَ ع لَهُ مَا فِي الْمُؤْمِنِ مِنَ الْأَرْوَاحِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ قَدْ تَأْتِي عَلَيْهِ حَالاتٌ فِي قُوَّتِهِ وَ شَبَابِهِ يَهُمُّ بِالْخَطِيئَةِ فَتُشَجِّعُهُ رُوحُ الْقُوَّةِ وَ تُزَيِّنُ لَهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ وَ تَقُودُهُ رُوحُ الْبَدَنِ حَتَّى تُوقِعَهُ فِي الْخَطِيئَةِ فَإِذَا مَسَّهَا انْتَقَصَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ نُقْصَانُهُ مِنَ الْإِيمَانِ لَيْسَ بِعَائِدٍ فِيهِ أَبَداً أَوْ يَتُوبَ فَإِنْ


1- قرب الإسناد ص 17.
2- المجادلة 58: 22.
3- بصائر الدرجات ص 469.
4- (و هو ابن داود الغنوي، كما في الكافي) (منه قده).
5- حرج صدره: ضاق (لسان العرب ج 2 ص 233).

ص: 360

تَابَ وَ عَرَفَ الْوَلَايَةَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ إِنْ عَادَ وَ هُوَ تَارِكُ الْوَلَايَةِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ نَارَ جَهَنَّمَ الْخَبَرَ

13260-@(1) كِتَابُ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَانِ يَخْرُجُ كُلُّهُ أَوْ يَبْقَى فِيهِ بَعْضُهُ قَالَ لَا يَبْقَى فِيهِ بَعْضُهُ

13261-@ (2)، وَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى- وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ(3) وَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَانِ قَالَ فَقَالَ أَ لَمْ تَرَ إِلَى شَيْئَيْنِ يَعْتَلِجَانِ(4) فِي قَلْبِكَ شَيْ ءٌ يَأْمُرُ بِالْخَيرِ هُوَ مَلَكٌ يُوحِي(5) الْقَلْبَ وَ الَّذِي يَأْمُرُ بِالشَّرِّ هُوَ الشَّيْطَانُ يَنْفُثُ فِي أُذُنِ الْقَلْبِ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَكِ لَمَّةٌ(6) وَ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةٌ فِي لَمَّةِ الْمَلَكِ إِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَ تَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ وَ رَجَاءُ الثَّوَابِ وَ مِنْ لَمَّةِ الشَّيْطَانِ تَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَ قُنُوطٌ مِنَ الْخَيْرِ وَ إِيعَادٌ بِالشَّرِّ

13262-@ (7) الْجَعْفَرِيَّاتُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: السُّكْرُ مِنَ


1- كتاب درست بن أبي منصور ص 160.
2- كتاب درست بن أبي منصور ص 160.
3- المجادلة 58: 22.
4- يعتلجان: يتصارعان. (لسان العرب ج 2 ص 327).
5- ورد في هامش الطبعة الحجرية ما نصه: (و في نسختي من كتاب درست عندي يولج بدل ما في المتن و لعلها مصحف يلج أو يوحي إلى كما يظهر بالتأمل). (منه قده).
6- اللّمّة: الخطرة تقع في القلب، أو المراد إلمام الملك أو الشيطان به و القرب منه (لسان العرب ج 12 ص 552).
7- الجعفريات ص 134.

ص: 361

الْكَبَائِرِ

13263-@ (1) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: مِنَ الْكَبَائِرِ [الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ](2) قَتْلُ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّداً وَ الْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ(3) وَ أَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَ رَمْيِ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ

13264-@ (4) الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدّاً وَ هُوَ خَلَقَكُمْ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ ثُمَّ أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ

13265-@ (5) عَوَالِي اللآَّلِي، رُوِيَ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ سَأَلَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ قَالَ هُنَّ تِسْعٌ أَعْظَمُهُنَّ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ قُتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ فِرَارٌ مِنَ الزَّحْفِ وَ السِّحْرُ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَ أَكْلُ الرِّبَا وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ وَ اسْتِحْلَالُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَ أَمْوَاتاً ثُمَّ قَالَ مَنْ لَمْ يَعْمَلْ هَذِهِ الْكَبَائِرَ وَ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَ يُؤْتِي الزَّكَاةَ وَ يُقِيمُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا رَافَقَ مُحَمَّداً ص

13266-@ (6)، وَ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّ الْكَبَائِرَ أَحَدَ عَشَرَ أَرْبَعٌ فِي الرَّأْسِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ وَ شَهَادَةُ الزُّورِ وَ ثَلَاثٌ فِي الْبَطْنِ أَكْلُ مَالِ الرِّبَا وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الرِّجْلِ وَ هِيَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الْفَرْجِ وَ هِيَ الزِّنَى وَ وَاحِدَةٌ فِي الْيَدَيْنِ وَ هِيَ قَتْلُ النَّفْسِ وَ وَاحِدَةٌ فِي جَمِيعِ الْبَدَنِ وَ هِيَ


1- دعائم الإسلام ج 2 ص 457 ح 1611.
2- أثبتناه من المصدر.
3- في المصدر زيادة: إلّا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة.
4- تفسير أبي الفتوح الرازيّ ج 3 ص 276.
5- عوالي اللآلي ج 1 ص 88 ح 21.
6- عوالي اللآلي ج 1 ص 88 ح 22.

ص: 362

عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ

13267-@ (1) السَّيِّدُ فَضْلُ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيُّ فِي نَوَادِرِهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: الْكَبَائِرُ أَرْبَعٌ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (وَ الْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ)(2) وَ الْأَمْنُ [مِنْ](3) مَكْرِ اللَّهِ

47 بَابٌ فِي صِحَّةِ التَّوْبَةِ مِنَ الْكَبَائِرِ

(4)

13268-@ (5) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشَى قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى- إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ(6) قَالَ دَخَلَ فِي الِاسْتِثْنَاءِ كُلُّ شَيْ ءٍ: وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ ع: دَخَلَ الْكَبَائِرُ فِي الِاسْتِثْنَاءِ(7)

13269-@ (8)، وَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّبَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ أَنْ يَكُونَ إِبْلِيسُ نَظِيراً لَهُ فِي دِينِهِ وَ فِي كِتَابِ اللَّهِ نَجَاةٌ مِنَ الرَّدَى وَ بَصِيرَةٌ مِنَ الْعَمَى وَ دَلِيلٌ إِلَى الْهُدَى وَ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ فِيمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ مَعَ التَّوْبَةِ قَالَ اللَّهُ وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ(9) وَ قَالَ وَ مَنْ


1- نوادر الراونديّ ص 16.
2- ليس في المصدر.
3- أثبتناه من المصدر.
4- الباب 47
5- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 246 ح 151.
6- النساء 4: 48.
7- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 246 ح 152.
8- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 198 ح 143.
9- آل عمران 3: 135.

ص: 363

يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً(1) فَهَذَا مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ وَ اشْتَرَطَ مَعَهُ التَّوْبَةَ(2) وَ الْإِقْلَاعَ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ فَإِنَّهُ يَقُولُ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ(3) وَ هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ لَا يَرْفَعُهُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَ التَّوْبَةُ(4)

13270-@(5)، وَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُؤْمِنِ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّداً لَهُ تَوْبَةٌ قَالَ إِنْ كَانَ قَتَلَهُ لِإِيمَانِهِ فَلَا تَوْبَةَ لَهُ وَ إِنْ كَانَ قَتَلَهُ لِغَضَبٍ أَوْ بِسَبَبِ شَيْ ءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَإِنَّ تَوْبَتَهُ أَنْ يُقَادَ مِنْهُ الْخَبَرَ

وَ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ يَأْتِي فِي مَحَلِّهِ

13271-@ (6) الصَّدُوقُ فِي الْأَمَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ سَعْدٍ التَّمِيمِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الدَّوْسِيِّ(7) قَالَ: دَخَلَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بَاكِياً فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ مَا يُبْكِيكَ يَا مُعَاذُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِالْبَابِ شَابّاً طَرِيَّ الْجَسَدِ نَقِيَّ اللَّوْنِ حَسَنَ الصُّورَةِ يَبْكِي عَلَى شَبَابِهِ بُكَاءَ الثَّكْلَى عَلَى وَلَدِهَا يُرِيدُ الدُّخُولَ عَلَيْكَ فَقَالَ النَّبِيُّ ص


1- النساء 4: 110.
2- في المصدر: بالتوبة.
3- فاطر 35: 10.
4- في نسخة «فإن العمل الصالح التوبة».
5- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 267 ح 239.
6- أمالي الصدوق ص 45.
7- كذا في الحجرية، و في المصدر «الدوسي» و في أسد الغابة ج 3 ص 318 عبد الرحمن بن غنم الأشعري و هكذا في تهذيب التهذيب ج 6 ص 250، و راجع ترجمة معاذ بن جبل أيضا في أسد الغابة ج 4 ص 378 و ترجمة الحسن بن أبي الحسن البصري في تهذيب التهذيب ج 2 ص 263 ح 488.

ص: 364

أَدْخِلْ عَلَيَّ الشَّابَّ يَا مُعَاذُ فَأَدْخَلَهُ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ مَا يُبْكِيكَ يَا شَابُّ قَالَ كَيْفَ لَا أَبْكِي وَ قَدْ رَكِبْتُ ذُنُوباً لَوْ أَخَذَنِيَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبَعْضِهَا أَدْخَلَنِي نَارَ جَهَنَّمَ وَ لَا أَرَانِي إِلَّا سَيَأْخُذُنِي بِهَا وَ لَا يَغْفِرُ لِي أَبَداً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص هَلْ أَشْرَكْتَ بِاللَّهِ شَيْئاً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُشْرِكَ بِرَبِّي شَيْئاً قَالَ أَ قَتَلْتَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ قَالَ لَا فَقَالَ النَّبِيُّ ص يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ذُنُوبَكَ وَ إِنْ كَانَتْ مِثْلَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي قَالَ الشَّابُّ فَإِنَّهَا أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي فَقَالَ النَّبِيُّ ص يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ذُنُوبَكَ وَ إِنْ كَانَتْ مِثْلَ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ بِحَارِهَا وَ رِمَالِهَا وَ أَشْجَارِهَا وَ مَا فِيهَا مِنَ الْخَلْقِ- (قَالَ الشَّابُّ فَإِنَّهَا أَعْظَمُ مِنَ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ بِحَارِهَا وَ رِمَالِهَا وَ أَشْجَارِهَا وَ مَا فِيهَا مِنَ الْخَلْقِ)(1) فَقَالَ النَّبِيُّ ص يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ذُنُوبَكَ وَ إِنْ كَانَتْ مِثْلَ السَّمَاوَاتِ وَ نُجُومِها وَ مِثْلَ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ قَالَ فَإِنَّهَا أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ فَنَظَرَ النَّبِيُّ ص إِلَيْهِ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ يَا شَابُّ ذُنُوبُكَ أَعْظَمُ أَمْ رَبُّكَ فَخَرَّ الشَّابُّ عَلَى وَجْهِهِ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّي مَا شَيْ ءٌ أَعْظَمَ مِنْ رَبِّي رَبِّي أَعْظَمُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مِنْ كُلِّ عَظِيمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ ص فَهَلْ يَغْفِرُ لَكَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا الرَّبُّ الْعَظِيمُ الْخَبَرَ

13272-@ (2) وَ فِي الْخِصَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّقِّيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص: قَالَ فِي جَوَابِ نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ سَأَلُوهُ عَنْ مَسَائِلَ وَ أَمَّا شَفَاعَتِي فَفِي


1- ما بين القوسين ليس في المصدر.
2- الخصال ص 355.

ص: 365

أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ مَا خَلَا أَهْلَ الشِّرْكِ وَ الظُّلْمِ

13273-@ (1) أَبُو عَلِيٍّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ عَنْ هِلَالِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الدِّعْبِلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ(2) بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي نُوَاسٍ الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ يَا أَبَا عَلِيٍّ أَنْتَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ وَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ هَنَاتٌ(3) فَتُبْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ أَبُو نُوَاسٍ سَنِّدُونِي فَلَمَّا اسْتَوَى جَالِساً قَالَ إِيَّايَ تُخَوِّفُ(4) بِاللَّهِ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِكُلِّ نَبِيٍّ شَفَاعَةٌ وَ أَنَا خَبَأْتُ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ(5) أَ فَتَرَى لَا أَكُونُ مِنْهُمْ

13274-@ (6) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ،" فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً(7) الْآيَةَ قَالَ وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً عَلَى دِينِهِ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ وَ مَنْ قَتَلَ نَبِيّاً أَوْ وَصِيَّ نَبِيٍّ فَلَا تَوْبَةَ لَهُ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ مِثْلَهُ فَيُقَادَ بِهِ وَ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْيَهُودِ وَ النَّصَارَى يَقْتُلُ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّهُ مُسْلِمٌ فَإِذَا دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ(8) يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ أَيْ يَمْحُو لِأَنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ فَإِذَا قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ فِي الشِّرْكِ قُبِلَتْ فِي مَا سِوَاهُ فَأَمَّا قَوْلُ الصَّادِقِ ع لَيْسَتْ لَهُ تَوْبَةٌ فَإِنَّهُ عَنَى مَنْ قَتَلَ


1- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 389.
2- كان في الحجرية إسماعيل و ما أثبتناه من المصدر و معاجم الرجال راجع لسان الميزان ج 5 ص 23 ح 88 و ج 7 ص 115 ح 1258.
3- هنات. جمع هنة و هي السيئة و الفساد و الشر. (لسان العرب ج 15 ص 366).
4- في الطبعة الحجرية «تخوفني»، و الظاهر ما أثبتناه هو الصواب.
5- في المصدر زيادة: من أمتي يوم القيامة.
6- تفسير القمّيّ ج 1 ص 148.
7- النساء 4: 93.
8- في المصدر زيادة: محاه اللّه عنه لقول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): الإسلام.

ص: 366

نَبِيّاً أَوْ وَصِيّاً فَلَيْسَتْ لَهُ تَوْبَةٌ لِأَنَّهُ لَا يُقَادُ أَحَدٌ بِالْأَنْبِيَاءِ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ وَ بِالْأَوْصِيَاءِ إِلَّا الْأَوْصِيَاءُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَوْصِيَاءُ لَا يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ غَيْرُ النَّبِيِّ وَ الْوَصِيِّ(1) فَيُقَادُ بِهِ وَ قَاتِلُ النَّبِيِّ وَ الْوَصِيِّ(2) فَيُقَادُ بِهِ وَ قَاتِلُ النَّبِيِّ وَ الْوَصِيِّ لَا يُوَفَّقُ لِلتَّوْبَةِ

13275-@ (3) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُكَايَةَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّضْرِ الْفِهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي خُطْبَةٍ طَوِيلَةٍ: وَ لَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ

13276-@ (4) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، مُرْسَلًا قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ لَوْ أَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي عَمِلَ حَشْوَ الدُّنْيَا ذُنُوباً ثُمَّ نَدِمَ حَلْبَةَ شَاةٍ وَ اسْتَغْفَرَنِي مَرَّةً وَاحِدَةً فَعَلِمْتُ مِنْ قَلْبِهِ أَنْ لَا يَعُودَ إِلَيْهَا أُلْقِيهَا عَنْهُ أَسْرَعَ مِنْ هُبُوطِ الْقَطْرِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ

48 بَابُ تَحْرِيمِ الْإِصْرَارِ بِالذَّنْبِ وَ وُجُوبِ الْمُبَادَرَةِ بِالتَّوْبَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ

(5)

13277-@ (6) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: أَرْبَعَةٌ مِنْ عَلَامَةِ الشِّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنَيْنِ(7) وَ شِدَّةُ الْحِرْصِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا وَ الْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ


1- في المصدر زيادة: لا يكون مثل النبيّ و الوصي.
2- في المصدر زيادة: لا يكون مثل النبيّ و الوصي.
3- الكافي ج 8 ص 19.
4- لب اللباب: مخطوط.
5- الباب 48
6- الجعفريات ص 168.
7- في المصدر زيادة: و قسوة القلب.

ص: 367

13278-@ (1) الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ(2) قَالَ الْإِصْرَارُ أَنْ يُذْنِبَ الْعَبْدُ وَ لَا يَسْتَغْفِرَ وَ لَا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ بِالتَّوْبَةِ فَذَلِكَ الْإِصْرَارُ

13279-@ (3) الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ رُوِيَ: أَنَّ لِلْمُنَافِقِ أَرْبَعاً مِنْ عَلَامَاتِ النِّفَاقِ قَسَاوَةَ الْقَلْبِ وَ جُمُودَ الْعَيْنِ وَ الْإِصْرَارَ عَلَى الذَّنْبِ وَ الْحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا

13280-@(4) الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامَةَ الْقُضَاعِيُّ فِي كِتَابِ الشِّهَابِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: لَا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ وَ لَا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ

13281-@ (5) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: أَرْبَعَةٌ فِي الذَّنْبِ شَرٌّ مِنَ الذَّنْبِ الِاسْتِحْقَارُ وَ الِافْتِخَارُ وَ الِاسْتِبْشَارُ وَ الْإِصْرَارُ

13282-@ (6) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ فِي الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: أَنَّهُ قَالَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ إِيَّاكُمْ وَ الْإِصْرَارَ عَلَى شَيْ ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ فِي ظَهْرِ الْقُرْآنِ وَ بَطْنِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ(7) يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ إِذَا نَسُوا شَيْئاً مِمَّا اشْتَرَطَ فِي كِتَابِهِ عَرَفُوا أَنَّهُمْ قَدْ


1- تفسير العيّاشيّ ج 1 ص 198 ح 144.
2- آل عمران 3: 135.
3- الاختصاص ص 228.
4- شهاب الأخبار ص 106 ح 575.
5- لب اللباب: مخطوط.
6- الكافي ج 8 ص 10 ح 1.
7- آل عمران 3: 135.

ص: 368

عَصَوُا اللَّهَ فِي تَرْكِهِمْ ذَلِكَ الشَّيْ ءَ فَاسْتَغْفَرُوا وَ لَمْ يَعُودُوا إِلَى تَرْكِهِ وَ ذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ(1) الْخَبَرَ

13283-@ (2) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: أَعْظَمُ الذُّنُوبِ ذَنْبٌ أَصَرَّ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ:

وَ قَالَ ع: عَجِبْتُ لِمَنْ عَلِمَ شِدَّةَ انْتِقَامِ اللَّهِ وَ هُوَ مُقِيمٌ عَلَى الْإِصْرَارِ(3):

وَ قَالَ ع:(4) الْإِصْرَارُ أَعْظَمُ حَوْبَةٍ:(5)

وَ قَالَ ع: الْإِصْرَارُ يَجْلِبُ النَّقِمَةَ:(6)

وَ قَالَ ع: الْمُعَاوَدَةُ لِلذَّنْبِ(7) إِصْرَارٌ(8):

وَ قَالَ ع: إِيَّاكَ وَ الْإِصْرَارَ فَإِنَّهُ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ وَ أَعْظَمِ الْجَرَائِمِ إِيَّاكَ وَ الْمُجَاهَرَةَ بِالْفُجُورِ فَإِنَّهَا مِنْ أَشَدِّ الْمَآثِمِ:(9)

وَ قَالَ ع: أَعْظَمُ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ ذَنْبٌ أَصَرَّ عَلَيْهِ عَامِلُهُ:(10)

وَ قَالَ ع: مَنْ أَصَرَّ عَلَى ذَنْبِهِ اجْتَرَأَ عَلَى(11) رَبِّهِ(12)


1- آل عمران 3: 135.
2- الغرر ج 1 ص 203 ح 440.
3- الغرر ج 2 ص 494 ح 12.
4- الغرر ج 1 ص 56 ح 1532.
5- الحوبة: الإثم و الذنب (لسان العرب ج 1 ص 340).
6- الغرر ج 1 ص 36 ح 1112.
7- في المصدر: إلى الذنب.
8- الغرر ج 1 ص 42 ح 1257.
9- الغرر ج 1 ص 151 ح 48 و 49.
10- الغرر ج 1 ص 192 ح 209.
11- في المصدر زيادة: سخط.
12- الغرر ج 2 ص 681 ح 1102.

ص: 369

49 بَابُ جُمْلَةٍ مِمَّا يَنْبَغِي تَرْكُهُ مِنَ الْخِصَالِ الْمُحَرَّمَةِ وَ الْمَكْرُوهَةِ

(1)

13284-@ (2) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ: وَ أَرْكَانُ الْكُفْرِ أَرْبَعَةٌ الرَّغْبَةُ وَ الرَّهْبَةُ وَ الْغَضَبُ وَ الشَّهْوَةُ

13285-@ (3)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: ثَلَاثَةٌ يُطْفِينَ نُورَ الْعَبْدِ مَنْ قَطَعَ وُدَّ أَبِيهِ أَوْ خَضَبَ شَيْبَتَهُ بِسَوَادٍ أَوْ وَضَعَ بَصَرَهُ فِي الْحُجُرَاتِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ

13286-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمُ الْمَنَّانُ بِالْفِعْلِ وَ عَاقُّ وَالِدَيْهِ وَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ

13287-@ (5)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: ثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ نَكْثُ الْبَيْعَةِ وَ تَرْكُ السُّنَّةِ وَ فِرَاقُ الْجَمَاعَةِ

13288-@ (6)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ ع قَالَ: ثَلَاثٌ مِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ شَيْخٌ جَهُولٌ وَ غَنِيٌّ ظَالِمٌ وَ فَقِيرٌ فَخُورٌ

13289-@ (7)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ ع قَالَ: تِسْعَةُ أَشْيَاءَ مِنْ تِسْعَةِ (أَنْفُسٍ هُنَّ مِنْهُمْ أَقْبَحُ مِنْ غَيْرِهِمْ)(8) ضِيقُ الذَّرْعِ مِنَ الْمُلُوكِ-


1- الباب 49
2- الجعفريات ص 232.
3- الجعفريات ص 191.
4- الجعفريات ص 187.
5- الجعفريات ص 231.
6- الجعفريات ص 239.
7- الجعفريات ص 234.
8- ما بين القوسين في المصدر: أنفسهن منهن اقبح من غيرهن.

ص: 370

وَ الْبُخْلُ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَ سُرْعَةُ الْغَضَبِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ الصِّبَا مِنَ الْكُهُولِ وَ الْقَطِيعَةُ (مِنَ الرُّءُوسِ)(1) وَ الْكَذِبُ مِنَ الْقُضَاةِ وَ الزَّمَانَةُ مِنَ الْأَطِبَّاءِ وَ الْبَذَاءُ مِنَ النِّسَاءِ وَ الْبَطْشُ مِنْ ذَوِي السُّلْطَانِ

13290-@(2) السَّيِّدُ فَضْلُ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيُّ فِي نَوَادِرِهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي حَدِيثٍ: بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ لَا يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَا يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(3)- (بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَقْذِفُونَ الْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهِينَ عَنِ الْمُنْكَرِ) بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ لَا يَقُومُونَ لِلَّهِ تَعَالَى بِالْقِسْطِ بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ فِي النَّاسِ بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَكُونُ الطَّلَاقُ عِنْدَهُمْ أَوْثَقُ مِنْ عَهْدِ اللَّهِ تَعَالَى بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ جَعَلُوا طَاعَةَ إِمَامِهِمْ دُونَ طَاعَةِ اللَّهِ بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَخْتَارُونَ الدُّنْيَا عَلَى الدِّينِ بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْمَحَارِمَ وَ الشَّهَوَاتِ وَ الشُّبُهَاتِ الْخَبَرَ

13291-@ (4)، وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ ص بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ وَجْهَانِ يُقْبِلُ بِوَجْهٍ وَ يُدْبِرُ بِوَجْهٍ إِنْ أُوتِيَ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ خَيْراً حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِيَ خَذَلَهُ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ ثُمَّ يَعُودُ جِيفَةً ثُمَّ لَا يَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِهِ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ خُلِقَ لِلْعِبَادَةِ فَأَلْهَتْهُ الْعَاجِلَةُ عَنِ الْآجِلَةِ فَازَ بِالرَّغْبَةِ الْعَاجِلَةِ وَ شُقِيَ بِالْعَاقِبَةِ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَ اخْتَالَ وَ نَسِيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالَ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا وَ بَغَى وَ نَسِيَ الْجَبَّارَ الْأَعْلَى بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ هَوًى يُضِلُّهُ وَ نَفْسٌ تُذِلُّهُ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ طَمَعٌ يَقُودُهُ إِلَى طَبَعٍ


1- ليس في المصدر.
2- نوادر الراونديّ ص 26.
3- ما بين القوسين في المصدر.
4- نوادر الراونديّ ص 22.

ص: 371

13292-@ (1) السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي فَلَاحِ السَّائِلِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الشَّيْخِ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جَبْهَانَ(2) عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مُعَاذٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: يَا مُعَاذُ فَاقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ وَ عَنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ وَ لْتَكُنْ ذُنُوبُكَ عَلَيْكَ وَ لَا تُحَمِّلْهَا عَلَى إِخْوَانِكَ وَ لَا تُزَكِّ نَفْسَكَ بِتَذْمِيمِ إِخْوَانِكَ(3) وَ لَا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ وَ لَا تُدْخِلْ مِنَ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ وَ لَا تَفَحَّشْ فِي مَجْلِسِكَ لِكَيْلَا يَحْذَرُوكَ بِسُوءِ خُلُقِكَ وَ لَا تُنَاجِ مَعَ رَجُلٍ وَ عِنْدَكَ آخَرُ وَ لَا تَتَعَظَّمْ عَلَى النَّاسِ فَتَنْقَطِعَ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَ لَا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَتُمَزِّقَكَ كِلَابُ النَّارِ(4) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ النَّاشِطاتِ نَشْطاً(5) أَ تَدْرِي مَا النَّاشِطَاتُ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ تَنْشِطُ(6) الْعَظْمَ وَ اللَّحْمَ قُلْتُ مَنْ يُطِيقُ هَذِهِ الْخِصَالَ قَالَ يَا مُعَاذُ أَمَا إِنَّهُ يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ ابْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي، نَقْلًا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقُمِّيِّ فِي كِتَابِهِ الْمُنْبِئِ عَنْ زُهْدِ النَّبِيِّ ص بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُعَاذٍ: مِثْلَهُ(7)

13293-@ (8) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَحْتَرِسَ مِنْ سُكْرِ الْمَالِ وَ سُكْرِ الْقُدْرَةِ وَ سُكْرِ الْعِلْمِ وَ سُكْرِ الْمَدْحِ وَ سُكْرِ الشَّبَابِ فَإِنَّ لِكُلِّ ذَلِكَ رِيَاحاً خَبِيثَةً تَسْلُبُ الْعَقْلَ وَ تَسْتَخِفُّ الْوَقَارَ


1- فلاح السائل ص 124.
2- في المصدر: جبهان.
3- و فيه زيادة: و لا ترفع نفسك بوضع إخوانك.
4- في المصدر: أهل النار.
5- النازعات 79: 2.
6- النشط: العض أو الانتزاع، بسرعة (لسان العرب ج 7 ص 414).
7- عدّة الداعي ص 229.
8- الغرر ج 2 ص 862 ح 27.

ص: 372

13294-@ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَجْرَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص حَجَّةَ الْوَدَاعِ فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ وَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ إِضَاعَةُ الصَّلَوَاتِ وَ اتِّبَاعُ الشَّهَوَاتِ وَ الْمَيْلُ مَعَ الْأَهْوَاءِ وَ تَعْظِيمُ الْمَالِ وَ بَيْعُ الدِّينِ بِالدُّنْيَا فَعِنْدَهَا يَذُوبُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ فِي جَوْفِهِ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ مِمَّا يَرَى مِنَ الْمُنْكَرِ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَهُ فَعِنْدَهَا يَلِيهِمْ أُمَرَاءُ جَوَرَةٌ وَ وُزَرَاءُ فَسَقَةٌ وَ عُرَفَاءُ ظَلَمَةٌ وَ أُمَنَاءُ خَوَنَةٌ فَيَكُونُ عِنْدَهُمُ الْمُنْكَرُ مَعْرُوفاً وَ الْمَعْرُوفُ مُنْكَراً وَ يُؤْتَمَنُ الْخَائِنُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَ يُصَدَّقُ الْكَاذِبُ وَ يُكَذَّبُ الصَّادِقُ وَ تَتَأَمَّرُ النِّسَاءُ وَ تُشَاوَرُ الْإِمَاءُ وَ يَعْلُو الصِّبْيَانُ عَلَى الْمَنَابِرِ وَ يَكُونُ الْكَذِبُ عِنْدَهُمْ ظَرَافَةً فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِ وَ إِنْ كَانَ مَازِحاً وَ أَدَاءُ الزَّكَاةِ أَشَدُّ التَّعَبِ عَلَيْهِمْ خُسْرَاناً وَ مَغْرَماً عَظِيماً وَ يُحَقِّرُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ وَ يَسُبُّهُمَا وَ يَبْرَأُ [مِنْ](2) صَدِيقِهِ وَ يُجَالِسُ عَدُوَّهُ وَ تُشَارِكُ الرَّجُلُ(3) زَوْجَهَا فِي التِّجَارَةِ وَ يَكْتَفِي الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ يُغَارُ عَلَى الْغِلْمَانِ كَمَا يُغَارُ عَلَى الْجَارِيَةِ فِي بَيْتِ أَهْلِهَا وَ تَشَبَّهُ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَ النِّسَاءُ بِالرِّجَالِ وَ تَرْكَبَنَّ ذَوَاتُ الْفُرُوجِ عَلَى السُّرُوجِ وَ تُزَخْرَفُ الْمَسَاجِدُ كَمَا تُزَخْرَفُ الْبِيَعُ وَ الْكَنَائِسُ وَ تُحَلَّى الْمَصَاحِفُ وَ تُطَوَّلُ الْمَنَارَاتُ وَ تَكْثُرُ الصُّفُوفُ وَ يَقِلُّ الْإِخْلَاصُ وَ يَؤُمُّهُمْ قَوْمٌ يَمِيلُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَ يُحِبُّونَ الرِّئَاسَةَ الْبَاطِلَةَ فَعِنْدَهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ مُتَبَاغِضَةٌ وَ أَلْسِنَتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ وَ تَحَلَّى ذُكُورُ أُمَّتِي بِالذَّهَبِ وَ يَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ وَ الدِّيبَاجَ وَ جُلُودَ السَّمُّورِ(4) وَ يَتَعَامَلُونَ بِالرِّشْوَةِ


1- كتاب الغيبة:
2- أثبتناه لاستقامة المتن.
3- كذا، و الظاهر أن المقصود: المرأة.
4- السّمّور: دابة تعمل من جلودها فراء غالية الأثمان و هو أسود الوبر. (لسان العرب (سمر) ج 4 ص 380).

ص: 373

وَ الرِّبَا وَ يَضَعُونَ الدِّينَ وَ يَرْفَعُونَ الدُّنْيَا وَ يَكْثُرُ الطَّلَاقُ وَ الْفِرَاقُ وَ الشَّكُّ وَ النِّفَاقُ وَ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَ تَظْهَرُ الْكُوبَةُ(1) وَ الْقَيْنَاتُ وَ الْمَعَازِفُ وَ الْمَيْلُ إِلَى أَصْحَابِ الطَّنَابِيرِ وَ الدُّفُوفِ وَ الْمَزَامِيرِ وَ سَائِرِ آلَاتِ اللَّهْوِ أَلَا وَ مَنْ أَعَانَ أَحَداً مِنْهُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الدِّينَارِ وَ الدِّرْهَمِ وَ الْأَلْبِسَةِ وَ الْأَطْعِمَةِ وَ غَيْرِهَا فَكَأَنَّمَا زَنَى مَعَ أُمِّهِ سَبْعِينَ مَرَّةً فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ فَعِنْدَهَا يَلِيهِمْ أَشْرَارُ أُمَّتِي وَ تُنْتَهَكُ الْمَحَارِمُ وَ تُكْتَسَبُ(2) الْمَآثِمُ وَ تُسَلَّطُ الْأَشْرَارُ عَلَى الْأَخْيَارِ وَ يَتَبَاهَوْنَ فِي اللِّبَاسِ وَ يَسْتَحْسِنُونَ أَصْحَابَ الْمَلَاهِي وَ الزَّانِيَاتِ فَيَكُونُ الْمَطَرُ قَيْظاً وَ يَغِيظُ الْكِرَامُ غَيْظاً وَ يَفْشُو الْكَذِبُ وَ تَظْهَرُ الْحَاجَةُ وَ تَفْشُو الْفَاقَةُ فَعِنْدَهَا يَكُونُ أَقْوَامٌ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَيَتَّخِذُونَهُ مَزَامِيرَ وَ يَكُونُ أَقْوَامٌ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَ يَكْثُرُ أَوْلَادُ الزِّنَى وَ يَتَغَنَّوْنَ بِالْقُرْآنِ فَعَلَيْهِمْ مِنْ أُمَّتِي لَعْنَةُ اللَّهِ وَ يُنْكِرُونَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى يَكُونَ الْمُؤْمِنُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَذَلَّ مِنَ الْأَمَةِ وَ يُظْهِرُ قُرَّاؤُهُمْ وَ أَئِمَّتُهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمُ التَّلَاوُمُ وَ الْعَدَاوَةُ فَأُولَئِكَ يُدْعَوْنَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ الْأَرْجَاسَ وَ الْأَنْجَاسَ وَ عِنْدَهَا يَخْشَى الْغَنِيُّ مِنَ الْفَقِيرِ أَنْ يَسْأَلَهُ وَ يَسْأَلَ النَّاسَ فِي مَحَافِلِهِمْ فَلَا يَضَعُ أَحَدٌ فِي يَدِهِ شَيْئاً وَ عِنْدَهَا يَتَكَلَّمُ مَنْ لَمْ يَكُنْ مُتَعَلِّماً فَعِنْدَهَا تُرْفَعُ الْبَرَكَةُ وَ يُمْطَرُونَ فِي غَيْرِ أَوَانِ الْمَطَرِ وَ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ السُّوقَ فَلَا يَرَى أَهْلَهُ إِلَّا ذَامّاً لِرَبِّهِمْ هَذَا يَقُولُ لَمْ أَبِعْ وَ هَذَا يَقُولُ لَمْ أَرْبَحْ شَيْئاً فَعِنْدَهَا يَمْلِكُهُمْ قَوْمٌ إِنْ تَكَلَّمُوا قَتَلُوهُمْ وَ إِنْ سَكَتُوا اسْتَبَاحُوهُمْ يَسْفِكُونَ دِمَاءَهُمْ وَ يَمْلَئُونَ قُلُوبَهُمْ رُعْباً فَلَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ إِلَّا خَائِفِينَ مَرْعُوبِينَ فَعِنْدَهَا يَأْتِي قَوْمٌ مِنَ الْمَشْرِقِ وَ قَوْمٌ مِنَ الْمَغْرِبِ فَالْوَيْلُ لِضُعَفَاءِ أُمَّتِي مِنْهُمْ وَ الْوَيْلُ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ لَا يَرْحَمُونَ صَغِيراً وَ لَا يُوَقِّرُونَ كَبِيراً وَ لَا يَتَجَافَوْنَ عَنْ شَيْ ءٍ جُثَّتُهُمْ جُثَّةُ الْآدَمِيِّينَ وَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ


1- الكوبة: الطبل و الشطرنج و النرد و أمثالها من آلات اللهو (مجمع البحرين (كوب) ج 2 ص 164).
2- في نسخة: «و تكتب».

ص: 374

فَلَمْ يَلْبَثُوا هُنَاكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى تُخُورُ(1) الْأَرْضُ خَوْرَةً حَتَّى يَظُنَّ كُلُّ قَوْمٍ أَنَّهَا خَارَتْ فِي نَاحِيَتِهِمْ فَيَمْكُثُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يَمْكُثُونَ فِي مَكْثِهِمْ فَتُلْقِي لَهُمُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا قَالَ ذَهَباً وَ فِضَّةً ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْأَسَاطِينِ قَالَ فَمِثْلُ هَذَا فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ ذَهَبٌ وَ لَا فِضَّةٌ ثُمَّ تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّي رَاحِلٌ عَنْ قَرِيبٍ وَ مُنْطَلِقٌ إِلَى الْمَغِيبِ فَأُوَدِّعُكُمْ وَ أُوصِيكُمْ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظُوهَا إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّي مُنْذِرٌ وَ عَلِيٌّ هَادٍ وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

13295-@ (2) كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمِنْبَرَ فَقَالَ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ(3) شَيْخٌ زَانٍ وَ مَلِكٌ جَبَّارٌ وَ مُقِلٌّ مُخْتَالٌ

13296-@ (4) كِتَابُ حُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ الْغَنِيَّ الظَّلُومَ وَ الشَّيْخَ الْفَاجِرَ وَ الصُّعْلُوكَ الْمُخْتَالَ(5) قَالَ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِي مَا الصُّعْلُوكُ الْمُخْتَالُ(6) قَالَ قُلْتُ الْقَلِيلُ الْمَالِ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهُ الْغَنِيُّ الَّذِي لَا يَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِشَيْ ءٍ مِنْ مَالِهِ

13297-@ (7) الشَّهِيدُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الدُّرَّةِ الْبَاهِرَةِ، عَنِ الصَّادِقِ ع


1- أرض خوارة: لينة سهلة، و الخور: الضعف، يقال: ريح خوار، إذا كان مهتزا (لسان العرب ج 4 ص 262)، فالمراد اهتزاز الأرض و ما أشبه من الحوادث العظيمة.
2- أصل عاصم بن حميد الحناط ص 27.
3- في المصدر زيادة: و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم.
4- كتاب حسين بن عثمان ص 109.
5- في المصدر: المحتال.
6- في المصدر: المحتال.
7- الدرّة الباهرة ص 34.

ص: 375

قَالَ: يُهْلِكُ اللَّهُ سِتّاً لِسِتٍّ الْأُمَرَاءَ بِالْجَوْرِ وَ الْعَرَبَ بِالْعَصَبِيَّةِ وَ الدَّهَاقِينَ بِالْكِبْرِ وَ التُّجَّارَ بِالْخِيَانَةِ وَ أَهْلَ الرَّسَاتِيقِ بِالْجَهَالَةِ وَ الْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ:

وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ، عَنْهُ ع: مِثْلَهُ(1)

13298-@ (2) جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ فِي كِتَابِ الْغَايَاتِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: شَرُّ النَّاسِ مَنْ سَافَرَ وَحْدَهُ وَ مَنَعَ رِفْدَهُ وَ أَكَلَ زَادَهُ وَ ضَرَبَ عَبْدَهُ وَ نَزَلَ وَحْدَهُ ثُمَّ قَالَ يَا عَلِيُّ أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ يُبْغِضُ النَّاسَ وَ يُبْغِضُونَهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِشَرٍّ مِنْهُ قُلْتُ بَلَى قَالَ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَ لَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ

13299-@ (3) جَامِعُ الْأَخْبَارِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الْآدَمِيِّينَ وَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ كَأَمْثَالِ الذِّئَابِ الضَّوَارِي سَفَّاكُونَ لِلدِّمَاءِ لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ إِنْ تَابَعْتَهُمُ ارْتَابُوكَ وَ إِنْ حَدَّثْتَهُمْ كَذَّبُوكَ وَ إِنْ تَوَارَيْتَ عَنْهُمُ اغْتَابُوكَ السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَ الْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ وَ الْحَلِيمُ بَيْنَهُمْ غَادِرٌ وَ الْغَادِرُ بَيْنَهُمْ حَلِيمٌ وَ الْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمْ مُسْتَضْعَفٌ وَ الْفَاسِقُ فِيمَا بَيْنَهُمْ مُشْرِفٌ صِبْيَانُهُمْ عَارِمٌ(4) وَ نِسَاؤُهُمْ شَاطِرٌ(5) وَ شَيْخُهُمْ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ الِالْتِجَاءُ إِلَيْهِمْ خِزْيٌ وَ الِاعْتِذَارُ(6) بِهِمْ ذُلٌّ وَ طَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَحْرِمُهُمُ اللَّهُ قَطْرَ السَّمَاءِ فِي أَوَانِهِ-


1- الاختصاص ص 234.
2- الغايات ص 91.
3- جامع الأخبار ص 150.
4- العارم: الخبيث الشرير (لسان العرب ج 12 ص 395).
5- الشاطر: الذي أعيا أهله خبثا. (مجمع البحرين ج 3 ص 346).
6- في المصدر: الاعتزاز.

ص: 376

وَ يُنْزِلُهُ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ وَ يُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ فَيَسُومُونَهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ [نِسَاءَهُمْ](1) فَيَدْعُوا خِيَارُهُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ

13300-@(2)، وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ بُطُونُهُمْ آلِهَتُهُمْ وَ نِسَاؤُهُمْ قِبْلَتُهُمْ وَ دَنَانِيرُهُمْ دِينُهُمْ وَ شَرَفُهُمْ مَتَاعُهُمْ وَ لَا يَبْقَى مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا اسْمُهُ وَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا دَرْسُهُ مَسَاجِدُهُمْ مَعْمُورَةٌ مِنَ الْبَنَاءِ وَ قُلُوبُهُمْ خَرَابٌ عَنِ الْهُدَى عُلَمَاؤُهُمْ أَشَرُّ خَلْقِ اللَّهِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ حِينَئِذٍ زَمَانٌ ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِأَرْبَعِ خِصَالٍ جَوْرٍ مِنَ السُّلْطَانِ وَ قَحْطٍ مِنَ الزَّمَانِ وَ ظُلْمٍ مِنَ الْوُلَاةِ وَ الْحُكَّامِ فَتَعَجَّبَ الصَّحَابَةُ وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ قَالَ نَعَمْ كُلُّ دِرْهَمٍ عِنْدَهُمْ صَنَمٌ

13301-@ (3)، وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: سَيَأْتِي زَمَانٌ عَلَى أُمَّتِي يَفِرُّونَ مِنَ الْعُلَمَاءِ كَمَا يَفِرُّ الْغَنَمُ عَنِ الذِّئْبِ ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ الْأَوَّلُ يَرْفَعُ الْبَرَكَةَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَ الثَّانِي سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً جَائِراً وَ الثَّالِثُ يَخْرُجُونَ مِنَ الدُّنْيَا بِلَا إِيمَانٍ

13302-@ (4)، وَ قَالَ ص: يَأْتِي زَمَانٌ عَلَى أُمَّتِي أُمَرَاؤُهُمْ يَكُونُونَ عَلَى الْجَوْرِ وَ عُلَمَاؤُهُمْ عَلَى الطَّمَعِ وَ عُبَّادُهُمْ عَلَى الرِّيَاءِ وَ تُجَّارُهُمْ عَلَى أَكْلِ الرِّبَا وَ نِسَاؤُهُمْ عَلَى زِينَةِ الدُّنْيَا وَ غِلْمَانُهُمْ فِي التَّزْوِيجِ فَعِنْدَ ذَلِكَ كَسَادُ أُمَّتِي كَكَسَادِ الْأَسْوَاقِ وَ لَيْسَ فِيهَا مُسْتَامٌ أَمْوَاتُهُمْ(5) آئِسُونَ فِي قُبُورِهِمْ مِنْ خَيْرِهِمْ وَ لَا يَعِيشُونَ(6) الْأَخْيَارُ فِيهِمْ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ


1- أثبتناه من المصدر.
2- جامع الأخبار ص 151.
3- جامع الأخبار ص 151.
4- جامع الأخبار ص 152.
5- في المصدر: الأموات.
6- و فيه: يعينون.

ص: 377

الْهَرَبَ خَيْرٌ مِنَ الْقِيَامِ

13303-@ (1)، وَ قَالَ ص: يَأْتِي زَمَانٌ عَلَى أُمَّتِي لَا يَعْرِفُونَ الْعُلَمَاءَ إِلَّا بِثَوْبٍ حَسَنٍ وَ لَا يَعْرِفُونَ الْقُرْآنَ إِلَّا بِصَوْتٍ حَسَنٍ وَ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ إِلَّا بِشَهْرِ رَمَضَانَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً لَا عِلْمَ لَهُ وَ لَا حِلْمَ لَهُ وَ لَا رَحْمَ لَهُ

13304-@ (2) السَّيِّدُ هِبَةُ اللَّهِ فِي الْمَجْمُوعِ الرَّائِقِ، عَنْ مَجْمُوعَةٍ لِبَعْضِ الْقُدَمَاءِ فِيهَا سِتُّ خُطَبٍ مِنْ خُطَبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَتْ فِي خِزَانَةِ كُتُبِ السَّيِّدِ عَلِيِّ بْنِ طَاوُسٍ وَ عَلَيْهَا خَطُّهُ مِنْهَا الْخُطْبَةُ الْمَعْرُوفَةُ بِاللُّؤْلُؤِيَّةِ حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ الْحَرِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَبَشٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: رَقِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِنْبَرَ الْبَصْرَةِ خَطِيباً فَخَطَبَ خُطْبَةً بَلِيغَةً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَهْلَ الْعِرَاقَيْنِ الْكُوفَةِ وَ الْبَصْرَةِ أَغْنِيَاؤُكُمْ بِالشَّامِ وَ فُقَرَاؤُكُمْ بِالْبَصْرَةِ قَالَ جَابِرٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ إِذَا ظَهَرَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ص فِي الْمُشَاجَرَةِ سِتُّونَ خَصْلَةً إِلَى أَنْ قَالَ إِذَا وَقَعَ الْمَوْتُ فِي الْفُقَهَاءِ وَ الْعُلَمَاءِ وَ عُمِّرَتِ الْأَشْرَارُ وَ السُّفَهَاءُ وَ ضَيَّعَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ ص الصَّلَوَاتِ وَ اتَّبَعَتِ الشَّهَوَاتِ وَ قَلَّتِ الْأَمَانَاتُ وَ كَثُرَتِ الْخِيَانَاتُ وَ شَرِبُوا الْقَهَوَاتِ وَ لَعِبُوا بِالشَّامَاتِ وَ نَامُوا عَنِ الْعَتَمَاتِ وَ تَفَاكَهُوا بِشَتْمِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ رَفَعُوا الْأَصْوَاتَ فِي الْمَسَاجِدِ بِالْخُصُومَاتِ وَ جَعَلُوهَا مَجَالِسَ لِلتِّجَارَاتِ وَ غَشُّوا فِي الْبِضَاعَاتِ وَ لَمْ يَخْشَوُا النَّقِمَاتِ وَ أَكْثَرُوا مِنَ السَّيِّئَاتِ وَ أَقَلُّوا مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ عَصَوْا رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ صَارَ مَطَرُهُمْ قَيْظاً وَ وَلَدُهُمْ غَيْظاً وَ قَبِلَتِ الْقُضَاةُ


1- جامع الأخبار ص 152.
2- المجموع الرائق:

ص: 378

الرُّشَاءَ وَ أَدَّتِ الْحُقُوقَ النِّسَاءُ وَ قَلَّ الْحَيَاءُ وَ بَرِحَ الْخَفَاءُ وَ انْكَشَفَ الْغِطَاءُ وَ أَظْلَمَ الْهَوَاءُ وَ اسْوَدَّ الْأُفُقُ وَ خِيفَتِ الطُّرُقُ وَ اشْتَدَّ الْبَأْسُ وَ انْفَسَدَ النَّاسُ وَ قَرُبَتِ السَّاعَةُ وَ شُنِئَتِ(1) الْقَنَاعَةُ وَ كَثُرَتِ الْأَشْرَارُ وَ قَلَّتِ الْأَخْيَارُ وَ انْقَطَعَتِ الْأَسْفَارُ وَ ظَهَرَتِ الْأَسْرَارُ وَ كَثُرَ اللِّوَاطُ وَ جَارَتِ السَّلَاطِينُ وَ اسْتَحْوَذَتِ الشَّيَاطِينُ وَ ضَعُفَ الدِّينُ وَ أَكَلُوا مَالَ الْيَتِيمِ وَ نَهَرُوا الْمَسَاكِينَ وَ صَارَتِ الْمُدَاهَنَةُ فِي الْقُضَاةِ وَ الْحُرُوبُ فِي السَّلَاطِينِ وَ السَّفَاهَةُ فِي سَائِرِ النَّاسِ وَ تَكَافَأَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ زَخْرَفُوا الْجِدَارَاتِ وَ عَلَوْا عَلَى الْقُصُورِ وَ شَهِدُوا بِالزُّورِ وَ ضَاقَتِ الْمَكَاسِبُ وَ عَزَّتِ الْمَطَالِبُ وَ اسْتَصْغَرُوا الْعَظَائِمَ وَ عَلَتِ الْفُرُوجُ عَلَى السُّرُوجِ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَ الشَّهْرُ كَالْأُسْبُوعِ وَ الْأُسْبُوعُ كَالْيَوْمِ وَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَ السَّاعَةُ لَا قِيمَةَ لَهَا قَالَ جَابِرٌ قُلْتُ وَ مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ إِذَا عُمِّرَتِ الزَّوْرَاءُ إِلَى أَنْ قَالَ فَحِينَئِذٍ يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الْآدَمِيِّينَ وَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ سَفَّاكُونَ الدِّمَاءَ أَمْثَالُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي إِنْ تَابَعْتَهُمْ عَابُوكَ وَ إِنْ غِبْتَ عَنْهُمْ اغْتَابُوكَ فَالْحَلِيمُ فِيهِمْ غَاوٍ وَ الْغَاوِي فِيهِمْ حَلِيمٌ وَ الْمُؤْمِنُ فِيهِمْ مُسْتَضْعَفٌ وَ الْفَاسِقُ فِيهِمْ شَرِيفٌ صَبِيُّهُمْ عَارِمٌ وَ شَابُّهُمْ شَاطِرٌ وَ شَيْخُهُمْ مُنَافِقٌ لَا يُوَقِّرُ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ وَ لَا يَعُودُ غَنِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ وَ الِالْتِجَاءُ إِلَيْهِمْ خِزْيٌ وَ طَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ وَ الْعِزُّ بِهِمْ ذُلٌّ إِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ فَحِينَئِذٍ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَشْرَارَهُمْ وَ يَدْعُو خِيَارُهُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ دُعَاؤُهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَأْخُذُ السَّلَاطِينُ بِالْأَقَاوِيلِ وَ الْقُضَاةُ بِالْبَرَاطِيلِ(2) وَ الْفُقَهَاءُ بِمَا يَحْكُمُونَ بِالتَّأْوِيلِ وَ الصَّالِحُونَ يَأْكُلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ الْخَبَرَ

وَ هَذِهِ الْخُطْبَةُ طَوِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ قَدْ نَقَلَ بَعْضَ أَجْزَائِهَا ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي


1- شنأ الشي ء: كرهه و أبغضه. (مجمع البحرين (شنا) ج 1 ص 252).
2- البراطيل: جمع برطيل، و هو الرشوة. (القاموس المحيط ج 3 ص 344).

ص: 379

الْمَنَاقِبِ(1) وَ بَعْضَهَا الشَّيْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحِلِّيُّ فِي مُنْتَخَبِ الْبَصَائِرِ

13305-@ (2) الْبِحَارُ، عَنْ أَعْلَامِ الدِّينِ لِلدَّيْلَمِيِّ قَالَ رَوَتْ أُمُّ هَانِئِ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ ع [عَنِ النَّبِيِّ ص](3) أَنَّهُ قَالَ ع: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ إِذَا سَمِعْتَ بِاسْمِ رَجُلٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَلْقَاهُ فَإِذَا رَأَيْتَهُ لَقِيتَهُ خَيْراً مِنْ أَنْ تُجَرِّبَهُ وَ لَوْ جَرَّبْتَهُ أَظْهَرَ لَكَ أَحْوَالًا دِينُهُمْ دَرَاهِمُهُمْ وَ هَمُّهُمْ بُطُونُهُمْ وَ قِبْلَتُهُمْ نِسَاؤُهُمْ يَرْكَعُونَ لِلرَّغِيفِ وَ يَسْجُدُونَ لِلدِّرْهَمِ حَيَارَى سُكَارَى لَا مُسْلِمِينَ وَ لَا نَصَارَى

13306-@ (4) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي لُبِّ اللُّبَابِ، وَ رُوِيَ: أَنَّ مَلَكاً يُنَادِي مِنَ الْكَعْبَةِ مَنْ تَرَكَ فَرَائِضَ اللَّهِ خَرَجَ مِنْ أَمَانِ اللَّهِ وَ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَلَا مَنْ كَانَ قُوتُهُ حَرَاماً رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ وَ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنْ تَرَكَ سُنَّةَ هَذَا النَّبِيِّ بَرِئَ مِنْ شَفَاعَتِهِ

13307-@ (5) وَ فِي قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى الصَّدُوقِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ ع فِي حَدِيثٍ فِي قِصَّةِ نُوحٍ قَالَ: وَ جَاءَ إِبْلِيسُ إِلَى نُوحٍ ع فَقَالَ إِنَّ لَكَ عِنْدِي يَداً عَظِيمَةً فَانْتَصِحْنِي فَإِنِّي لَا أَخُونُكَ- (فَتَأَثَّمَ نُوحٌ [مِنْ](6) كَلَامِهِ)(7) وَ مُسَاءَلَتِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ كَلِّمْهُ وَ سَلْهُ(8) فَإِنِّي سَأُنْطِقُهُ بِحُجَّةٍ عَلَيْهِ


1- مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 273.
2- البحار ج 74 ص 166 عن أعلام الدين ص 93.
3- أثبتناه من البحار.
4- لب اللباب: مخطوط.
5- قصص الأنبياء ص 64، و عنه في البحار ج 11 ص 293.
6- اثبتناه من البحار.
7- في المصدر: فتألم نوح بكلامه.
8- ليس في المصدر.

ص: 380

فَقَالَ نُوحٌ ص تَكَلَّمْ فَقَالَ إِبْلِيسُ إِذَا وَجَدْنَا ابْنَ آدَمَ شَحِيحاً أَوْ حَرِيصاً أَوْ حَسُوداً أَوْ جَبَّاراً أَوْ عَجُولًا تَلَقَّفْنَاهُ تَلَقُّفَ الْكُرَةِ فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَنَا هَذِهِ الْأَخْلَاقُ سَمَّيْنَاهُ شَيْطَاناً مَرِيداً الْخَبَرَ

13308-@ (1) الْعَلَّامَةُ الْأَرْدَبِيلِيُّ فِي حَدِيقَةِ الشِّيعَةِ، نَقْلًا عَنِ السَّيِّدِ الْمُرْتَضَى بْنِ الدَّاعِي الْحُسَيْنِيِّ الرَّازِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الشَّيْخِ الْمُفِيدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع: أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ يَا أَبَا هَاشِمٍ سَيَأْتِي زَمَانٌ عَلَى النَّاسِ وُجُوهُهُمْ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ مُظْلِمَةٌ مُتَكَدِّرَةٌ(2) السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَ الْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ الْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمْ مُحَقَّرٌ وَ الْفَاسِقُ بَيْنَهُمْ مُوَقَّرٌ أُمَرَاؤُهُمْ جَاهِلُونَ جَائِرُونَ وَ عُلَمَاؤُهُمْ فِي أَبْوَابِ الظَّلَمَةِ [سَائِرُونَ](3) أَغْنِيَاؤُهُمْ يَسْرِقُونَ زَادَ الْفُقَرَاءِ وَ أَصَاغِرُهُمْ يَتَقَدَّمُونَ عَلَى الْكُبَرَاءِ وَ كُلُّ جَاهِلٍ عِنْدَهُمْ خَبِيرٌ وَ كُلُّ مُحِيلٍ عِنْدَهُمْ فَقِيرٌ لَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْمُخْلِصِ وَ الْمُرْتَابِ لَا يَعْرِفُونَ الضَّأْنِ مِنَ الذِّئَابِ عُلَمَاؤُهُمْ شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لِأَنَّهُمْ يَمِيلُونَ إِلَى الْفَلْسَفَةِ وَ التَّصَوُّفِ وَ ايْمُ اللَّهِ إِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعُدُولِ وَ التَّحَرُّفِ يُبَالِغُونَ فِي حُبِّ مُخَالِفِينَا وَ يُضِلُّونَ شِيعَتَنَا وَ مُوَالِيَنَا إِنْ نَالُوا مَنْصَباً لَمْ يَشْبَعُوا عَنِ الرِّشَاءِ وَ إِنْ خُذِلُوا عَبَدُوا اللَّهَ عَلَى الرِّيَاءِ أَلَا إِنَّهُمْ قُطَّاعُ طَرِيقِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الدُّعَاةُ إِلَى نِحْلَةِ الْمُلْحِدِينَ فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ فَلْيَحْذَرْهُمْ وَ لْيَصُنْ دِينَهُ وَ إِيمَانَهُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ هَذَا مَا حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع وَ هُوَ مِنْ أَسْرَارِنَا فَاكْتُمْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ


1- حديقة الشيعة ص 592.
2- في المصدر: منكدرة.
3- اثبتناه من المصدر.

ص: 381

50 بَابُ تَحْرِيمِ طَلَبِ الرِّئَاسَةِ مَعَ عَدَمِ الْوُثُوقِ بِالْعَدْلِ

(1)

13309-@ (2) أَبُو عَمْرٍو الْكَشِّيُّ فِي رِجَالِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ(3) عَنْ مَعْمَرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع: مَا ذِئْبَانِ ضَارِبَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رُعَاؤُهَا بِأَضَرَّ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ مِنْ حُبِّ الرِّئَاسَةِ ثُمَّ قَالَ [لَكِنْ](4) صَفْوَانُ لَا يُحِبُّ الرِّئَاسَةَ

13310-@ (5)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: مَا لَكُمْ وَ لِلرِّئَاسَاتِ إِنَّمَا لِلْمُسْلِمِينَ(6) رَأْسٌ وَاحِدٌ

13311-@ (7) فِقْهُ الرِّضَا، ع نَرْوِي: (مَنْ)(8) طَلَبَ الرِّئَاسَةَ لِنَفْسِهِ هَلَكَ فَإِنَّ الرِّئَاسَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا

13312-@ (9) الصَّدُوقُ فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَخِيهِ سُفْيَانَ(10) بْنِ خَالِدٍ قَالَ


1- الباب 50
2- رجال الكشّيّ ج 2 ص 793 ح 965، و عنه في البحار ج 73 ص 154 ح 13.
3- في الحجرية: عليّ بن مهزيار، و الصواب ما أثبتناه من المصدر و البحار.
4- أثبتناه من المصدر.
5- رجال الكشّيّ ج 2 ص 581 ح 516.
6- في المصدر: «المسلمون».
7- فقه الرضا (عليه السلام) ص 52.
8- في المصدر: «في».
9- معاني الأخبار ص 179، و عنه في البحار ج 73 ص 153 ح 11.
10- في الحجرية: صفوان، و ما أثبتناه من المصدر و البحار.

ص: 382

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: إِيَّاكَ وَ الرِّئَاسَةَ فَمَا طَلَبَهَا أَحَدٌ إِلَّا هَلَكَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ هَلَكْنَا إِذْ لَيْسَ أَحَدُنَا(1) إِلَّا وَ هُوَ يُحِبُّ أَنْ يُذْكَرَ وَ يُقْصَدَ وَ يُؤْخَذَ عَنْهُ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِلَيْهِ إِنَّمَا ذَلِكَ أَنْ تَنْصِبَ رَجُلًا دُونَ الْحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فِي كُلِّ مَا قَالَ وَ تَدْعُوَ النَّاسَ إِلَيْهِ(2)

13313-@ (3) ثِقَةُ الْإِسْلَامِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: يَا حَفْصُ كُنْ ذَنَباً وَ لَا تَكُنْ رَأْساً

13314-@ (4) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ(5) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ الْعِجْلِيِّ(6) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي حَدِيثٍ: يَا أَبَا النُّعْمَانِ لَا تَرَأَّسْ فَتَكُونَ ذَنَباً الْخَبَرَ

13315-@ (7) دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَى نَفْسِهِ وَ يَقُولَ أَنَا رَئِيسُكُمْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ


1- في المصدر: منا.
2- في المصدر: إلى قوله.
3- الكافي ج 8 ص 129 ح 98.
4- أمالي المفيد ص 182.
5- كان في الطبعة الحجرية: «علي بن حديد» و هو سهو، و الصحيح ما أثبتناه من المصدر و معاجم الرجال، انظر ترجمة إسحاق بن عمّار في معجم رجال الحديث ج 3 ص 55.
6- كان في الحجرية «العلي» و هو تصحيف، و صحته ما أثبتناه من المصدر و معاجم الرجال، انظر معجم رجال الحديث ج 3 ص 54 و ج 22 ص 63.
7- دعائم الإسلام ج 1 ص 98.

ص: 383

النَّارِ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا

13316-@ (1) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَسْعُودِيُّ فِي إِثْبَاتِ الْوَصِيَّةِ، عَنْ عَلَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ ع: أَنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ إِلَيْهِ وَ إِيَّاكَ وَ الْإِذَاعَةَ وَ طَلَبَ الرِّئَاسَةِ فَإِنَّهُمَا يَدْعُوَانِ إِلَى الْهَلَكَةِ الْخَبَرَ

13317-@ (2) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: حُبُّ الرِّئَاسَةِ رَأْسُ الْمِحَنِ

51 بَابُ اسْتِحْبَابِ لُزُومُ الْمَنْزِلِ غَالِباً مَعَ الْإِتْيَانِ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ لِمَنْ يَشُقُّ عَلَيْهِ اجْتِنَابُ مَفَاسِدِ الْعِشْرَةِ

(3)

13318-@ (4) الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَ تَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِكَ وَ يَسَعُكَ بَيْتُكَ

13319-@ (5) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلَامَةَ الْغَنَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(6) الْعَامِرِيِّ عَنْ مَعْمَرٍ(7) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ(8) عَنِ الْفُجَيْعِ الْعُقَيْلِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَنْ


1- إثبات الوصية ص 210.
2- غرر الحكم و درر الكلم ج 1 ص 380 ح 5.
3- الباب 51
4- الجعفريات ص 231.
5- أمالي المفيد ص 220.
6- في المصدر «الحسين» و الظاهر هو الصحيح كما في تاريخ بغداد ج 2 ص 223 ح 668.
7- في المصدر: أبو معمّر.
8- في الحجرية «ابن أبي عيّاش» و الصحيح ما اثبتناه من المصدر «راجع تهذيب التهذيب ج 12 ص 34 ح 151 و تاريخ بغداد ج 14 ص 372».

ص: 384

أَبِيهِ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِيمَا أَوْصَاهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ثُمَّ إِنِّي أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَ كَفَى بِكَ وَصِيّاً بِمَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ يَا بُنَيَّ الْزَمْ بَيْتَكَ وَ ابْكِ [عَلَى](1) خَطِيئَتِكَ وَ لَا تَكُنِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّكَ الْخَبَرَ:

وَ رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الْمُفِيدِ: مِثْلَهُ(2)

13320-@(3) الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِحْصَنِ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَلْقَانِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ فَكُنْ فِي الدُّنْيَا وَحِيداً غَرِيباً مَهْمُوماً مَحْزُوناً مُسْتَوْحِشاً مِنَ النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الطَّيْرِ الْوَاحِدِ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَوَى وَحْدَهُ وَ اسْتَوْحَشَ مِنَ الطُّيُورِ وَ اسْتَأْنَسَ بِرَبِّهِ

13321-@ (4) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ الْحِلِّيُّ فِي كِتَابِ التَّحْصِينِ، رَوَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: لَوْ لَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعَنِي اللَّهُ فِيهِ لَسَرَّنِي أَنْ أَكُونَ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا أَعْرِفُ النَّاسَ وَ لَا يَعْرِفُونِي حَتَّى يَأْتِيَنِي الْمَوْتُ

13322-@ (5)، وَ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا عَبْدَ الْوَاحِدِ مَا يَضُرُّكَ أَوْ مَا يَضُرُّ رَجُلًا إِذَا كَانَ عَلَى الْحَقِّ مَا قَالَ لَهُ النَّاسُ وَ لَوْ قَالُوا مَجْنُونٌ وَ مَا يَضُرُّهُ لَوْ كَانَ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ يَعْبُدُ اللَّهَ حَتَّى يَجِيئَهُ الْمَوْتُ

13323-@ (6)، وَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا


1- أثبتناه من المصدر.
2- أمالي الطوسيّ ج 1 ص 6.
3- قصص الأنبياء ص 290 و عنه في البحار ج 14 ص 457.
4- التحصين ص 2.
5- التحصين ص 3.
6- التحصين ص 3.

ص: 385

يَضُرُّ الْمُؤْمِنَ (إِذَا كَانَ مُنْفَرِداً عَلَى)(1) النَّاسِ وَ لَوْ عَلَى قُلَّةِ جَبَلٍ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

13324-@ (2)، وَ عَنْهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: مَا يَضُرُّ مَنْ عَرَّفَهُ اللَّهُ الْحَقَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى قُلَّةِ جَبَلٍ- (يَأْكُلُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ)(3) حَتَّى يَجِيئَهُ الْمَوْتُ

13325-@ (4)، وَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: مَا يَضُرُّ مَنْ كَانَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ مَا يَسْتَظِلُّ بِهِ إِلَّا الشَّجَرَةُ(5) وَ لَا يَأْكُلَ إِلَّا مِنْ وَرَقِهِ

13326-@ (6)، وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً أَنَّهُ رَجُلٌ يُمْسِكُ(7) بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ لِلَّهِ قَالَ رَجُلٌ فِي جَبَلٍ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَ يُؤْتِي الزَّكَاةَ وَ يَعْتَزِلُ شُرُورَ(8) النَّاسِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً(9) الَّذِي يُسْأَلُ بِاللَّهِ (فَلَا يُعْطِي)(10)

13327-@ (11)، وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع


1- في المصدر: «إن يكون منفردا عن».
2- التحصين ص 3.
3- ما بين القوسين ليس في المصدر.
4- التحصين ص 3.
5- في المصدر: «الشجر».
6- التحصين ص 3.
7- في المصدر: «ممسك».
8- في المصدر «شرار».
9- لم ترد في المصدر.
10- في المصدر: «و يعطى به».

ص: 386

قَالَ: طُوبَى لِعَبْدٍ نُوَمَةٍ(1) عَرَفَ النَّاسَ فَصَاحَبَهُمْ بِبَدَنِهِ وَ لَمْ يُصَاحِبْهُمْ بِقَلْبِهِ فَعَرَفُوهُ فِي الظَّاهِرِ وَ عَرَفَهُمْ فِي الْبَاطِنِ

13328-@ (2)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ وَ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَا عَلَيْكَ أَنْ لَا يَعْرِفَكَ النَّاسُ ثَلَاثاً يَا عَبْدَ الْحَمِيدِ إِنَّ لِلَّهِ رُسُلًا مُسْتَعْلِنِينَ وَ رُسُلًا مُسْتَخْفِينَ فَإِذَا سَأَلْتَهُ بِحَقِّ الْمُسْتَعْلِنِينَ فَاسْأَلْهُ بِحَقِّ الْمُسْتَخْفِينَ

13329-@ (3)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِنَّ مِنْ أَعْبَدِ أَوْلِيَائِي عَبْدٌ مُؤْمِنٌ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ أَحْسَنَ(4) عِبَادَةَ رَبِّهِ بِالْغَيْبِ(5) وَ عَبَدَ اللَّهَ فِي السَّرِيرَةِ وَ كَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ وَ لَمْ يُشَرْ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ وَ كَانَ رِزْقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ عَلَيْهِ فَعَجَّلَتْ بِهِ(6) الْمَنِيَّةُ فَقَلَّ تُرَاثُهُ وَ قَلَّتْ بَوَاكِيهِ

13330-@(7)، وَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذْ (ذَكَرَ الْفِتْنَةَ أَوْ)(8) ذُكِرَتْ عِنْدَهُ الْفِتْنَةُ قَالَ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ مَرِجَتْ(9) عُهُودُهُمْ وَ خُفِرَتْ أَمَانَتُهُمْ وَ كَانُوا هَكَذَا وَ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ [لَهُ](10) كَيْفَ


1- لم ترد في المصدر.
2- التحصين ص 3.
3- التحصين ص 3.
4- في المصدر: «فأحسن».
5- لم ترد في المصدر.
6- لم ترد في المصدر.
7- التحصين ص 4.
8- ما بين القوسين ليس في المصدر.
9- مرج العهد: اختلط و اضطرب و قلّ الوفاء به (لسان العرب ج 2 ص 365).
10- اثبتناه من المصدر.

ص: 387

أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ الْزَمْ بَيْتَكَ (وَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ)(1) لِسَانَكَ وَ خُذْ مَا تَعْرِفُ وَ ذَرْ مَا تُنْكِرُ وَ عَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ وَ ذَرْ عَنْكَ [أَمْرَ](2) الْعَامَّةِ

13331-@ (3)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْزِلَةً رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَ يُؤْتِي الزَّكَاةَ وَ يَعْمُرُ مَالَهُ وَ يَحْفَظُ دِينَهُ وَ يَعْتَزِلُ النَّاسَ

13332-@ (4)، وَ عَنْ أَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ مِمَّا يَحْتَجُّ اللَّهُ بِهِ عَلَى عَبْدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَقُولَ أَ لَمْ أُخْمِلْ ذِكْرَكَ

13333-@ (5)، وَ عَنِ الصَّادِقِ ع: أَنَّهُ قَالَ لَهُ مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ أَوْصِنِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أَقْلِلْ مَعَارِفَكَ قَالَ زِدْنِي قَالَ أَنْكِرْ مَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ قَالَ زِدْنِي قَالَ حَسْبُكَ

13334-@ (6)، وَ عَنِ النَّبِيِّ ص: كَفَى بِالرَّجُلِ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا

13335-@ (7)، وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: مَا يَضُرُّ أَحَدَكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى قُلَّةِ جَبَلٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَيْهِ أَجَلُهُ الْخَبَرَ

13336-@ (8)، وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:


1- في المصدر: «و احفظ».
2- اثبتناه من المصدر.
3- التحصين ص 4.
4- التحصين ص 4.
5- التحصين ص 4.
6- التحصين ص 4.
7- التحصين ص 4.
8- التحصين ص 4.

ص: 388

لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلَّا مَنْ يَفِرُّ مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ وَ مِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ كَالثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ قَالُوا وَ مَتَى ذَلِكَ الزَّمَانُ قَالَ إِذَا لَمْ تُنَلِ الْمَعِيشَةُ إِلَّا بِمَعَاصِي اللَّهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ حَلَّتِ الْعُزُوبَةُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَنَا بِالتَّزْوِيجِ قَالَ بَلَى وَ لَكِنْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ الزَّمَانُ فَهَلَاكُ الرَّجُلِ عَلَى يَدَيْ أَبَوَيْهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَبَوَانِ فَعَلَى يَدَيْ زَوْجَتِهِ وَ وَلَدِهِ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ وَ لَا وَلَدٌ فَعَلَى يَدَيْ قَرَابَتِهِ وَ جِيرَانِهِ قَالُوا وَ كَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يُعَيِّرُونَهُ بِضِيقِ الْمَعِيشَةِ وَ يُكَلِّفُونَهُ مَا لَا يُطِيقُ حَتَّى يُورِدُوهُ مَوَارِدَ الْهَلَكَةِ

13337-@ (1)، وَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ: الْعُزْلَةُ عِبَادَةٌ إِذْ أَقَلُّ الْعَتْبِ عَلَى الرَّجُلِ قُعُودُهُ فِي بَيْتِهِ

13338-@ (2)، وَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الْعَافِيَةُ [فِيهِ](3) عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي اعْتِزَالِ النَّاسِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الصَّمْتِ

13339-@ (4)، وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:(5) يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ فِيهِ أَحْسَنُهُمْ حَالًا مَنْ كَانَ جَالِساً فِي بَيْتِهِ

13340-@(6) الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَحْرٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ


1- التحصين ص 7.
2- التحصين ص 7.
3- أثبتناه من المصدر.
4- التحصين ص 7.
5- في الطبعة الحجرية زيادة: كان أمير المؤمنين (عليه السلام).
6- أمالي المفيد ص 209.

ص: 389

أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: تَبَذَّلْ(1) وَ لَا تُشْهَرْ وَ أَخْفِ شَخْصَكَ لِئَلَّا تُذْكَرَ وَ تَعَلَّمْ وَ اكْتُمْ وَ اصْمُتْ تَسْلَمْ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ تَسُرُّ الْأَبْرَارَ وَ تَغِيظُ الْفُجَّارَ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْعَامَّةِ

13341-@ (2) جَامِعُ الْأَخْبَارِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَ طَلَبْتُ الرَّاحَةَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِتَرْكِ مُخَالَطَةِ النَّاسِ لِقِوَامِ عَيْشِ الدُّنْيَا اتْرُكُوا الدُّنْيَا وَ مُخَالَطَةَ النَّاسِ تَسْتَرِيحُوا فِي الدَّارَيْنِ وَ تَأْمَنُوا مِنَ الْعَذَابِ الْخَبَرَ

13342-@ (3) مِصْبَاحُ الشَّرِيعَةِ، قَالَ الصَّادِقُ ع: صَاحِبُ الْعُزْلَةِ مُتَحَصِّنٌ بِحِصْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَ مُتَحَرِّسٌ بِحَرَاسَتِهِ فَيَا طُوبَى لِمَنْ تَفَرَّدَ بِهِ سِرّاً وَ عَلَانِيَةً وَ هُوَ يَحْتَاجُ إِلَى عَشَرَةِ خِصَالٍ عِلْمِ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ تَحَبُّبِ الْفَقْرِ وَ اخْتِيَارِ الشِدَّةِ وَ الزُّهْدِ وَ اغْتِنَامِ الْخَلْوَةِ وَ النَّظَرِ فِي الْعَوَاقِبِ وَ رُؤْيَةِ التَّقْصِيرِ فِي الْعِبَادَةِ مَعَ بَذْلِ الْمَجْهُودِ وَ تَرْكِ الْعُجْبِ وَ كَثْرَةِ الذِّكْرِ بِلَا غَفْلَةٍ فَإِنَّ الْغَفْلَةَ مُصْطَادُ الشَّيْطَانِ وَ رَأْسُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَ رَأْسُ كُلِّ حِجَابٍ وَ خَلْوَةِ الْبَيْتِ عَمَّا لَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الْوَقْتِ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع اخْزُنْ لِسَانَكَ لِعِمَارَةِ قَلْبِكَ وَ لْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَ احْذَرْ مِنَ الرِّيَاءِ وَ فُضُولِ مَعَاشِكَ وَ اسْتَحِي مِنْ رَبِّكَ وَ ابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَ فِرَّ مِنَ النَّاسِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ وَ الْأَفْعَى فَإِنَّهُمْ كَانُوا دَوَاءً فَصَارُوا الْيَوْمَ دَاءً ثُمَّ الْقَ اللَّهَ مَتَى شِئْتَ:

قَالَ ع: فَفِي الْعُزْلَةِ صِيَانَةُ الْجَوَارِحِ وَ فَرَاغُ الْقَلْبِ وَ سَلَامَةٌ وَ كَسْرُ سِلَاحِ الشَّيْطَانِ وَ الْمُجَانَبَةُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ رَاحَةُ الْقَلْبِ وَ مَا


1- التبذل: ترك الهيئة الحسنة على جهة التواضع (لسان العرب ج 11 ص 50).
2- جامع الأخبار ص 144.
3- مصباح الشريعة ص 157 باختلاف يسير و مطابق لاحدى النسخ.

ص: 390

مِنْ نَبِيٍّ وَ لَا وَصِيٍّ إِلَّا وَ اخْتَارَ الْعُزْلَةَ فِي زَمَانِهِ إِمَّا فِي ابْتِدَائِهِ وَ إِمَّا انْتِهَائِهِ:

وَ قَالَ ع: اطْلُبِ السَّلَامَةَ فِيمَا كُنْتَ وَ فِي أَيِّ حَالٍ كُنْتَ لِدِينِكَ وَ قَلْبِكَ وَ عَوَاقِبِ أُمُورِكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَيْسَ مَنْ طَلَبَهَا وَجَدَهَا فَكَيْفَ مَنْ تَعَرَّضَ لِلْبَلَاءِ وَ سَلَكَ مَسَالِكَ ضِدِّ السَّلَامَةِ وَ خَالَفَ أُصُولَهَا بَلْ رَأَى السَّلَامَةَ تَلَفاً وَ التَّلَفَ سَلَامَةً وَ السَّلَامَةُ قَدْ عُزِلَتْ مِنَ الْخَلْقِ فِي كُلِّ عَصْرٍ خَاصَّةً فِي هَذَا الزَّمَانِ وَ سَبِيلُ وُجُودِهَا فِي احْتِمَالِ جَفَاءِ الْخَلَائِقِ وَ أَذِيَّتِهِمْ وَ الصَّبْرِ عِنْدَ الرَّزَايَا وَ خِفَّةِ الْمُؤَنِ وَ الْفِرَارِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي تَلْزَمُكَ رِعَايَتُهَا وَ الْقَنَاعَةِ بِالْأَقَلِّ مِنَ الْمَيْسُورِ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فَالْعُزْلَةُ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَالصَّمْتُ فَلَيْسَ كَالْعُزْلَةِ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَالْكَلَامُ بِمَا يَنْفَعُكَ وَ لَا يَضُرُّكَ وَ لَيْسَ كَالصَّمْتِ فَإِنْ لَمْ تَجِدِ السَّبِيلَ إِلَيْهِ فَالانْقِلَابُ فِي الْأَسْفَارِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَ طَرْحُ النَّفْسِ فِي بَرَارِي التَّلَفِ بِسِرٍّ صَافٍ وَ قَلْبٍ خَاشِعٍ وَ بَدَنٍ صَابِرٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا(1) الْخَبَرَ

13343-@ (2) كِتَابُ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مِنْ أَغْبَطِ أَوْلِيَائِي عِنْدِي رَجُلٌ خَفِيفُ الْحَالِ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ فِي الْغَيْبِ وَ كَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ جُعِلَ رِزْقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ [عَلَيْهِ عَجَّلَتْ مَنِيَّتُهُ](3) مَاتَ فَقَلَّ تُرَاثُهُ وَ قَلَّتْ بَوَاكِيهِ

13344-@ (4) الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: قَصَدْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع فَأَذِنَ لِي بِالدُّخُولِ فَوَجَدْتُهُ فِي سِرْدَابٍ


1- النساء 4: 97.
2- كتاب عاصم بن حميد الحناط ص 27.
3- في المصدر: عجلت عليه منيته.
4- إرشاد القلوب ص 99.

ص: 391

يَنْزِلُ اثْنَتَيْ(1) عَشْرَةَ مِرْقَاةً فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنْتَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكَ فَقَالَ يَا سُفْيَانُ فَسَدَ الزَّمَانُ وَ تَنَكَّرَ الْإِخْوَانُ وَ تَقَلَّبَ الْأَعْيَانُ فَاتَّخَذْنَا الْوَحْدَةَ سَكَناً أَ مَعَكَ شَيْ ءٌ تَكْتُبُ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ اكْتُبْ-

لَا تَجْزَعَنَّ لِوَحْدَةٍ وَ تَفَرَّدْ وَ مِنَ التَّفَرُّدِ فِي زَمَانِكَ فَازْدَدْ

فَسَدَ الْإِخَاءُ فَلَيْسَ ثَمَّ إِخْوَةٌ إِلَّا التَّمَلُّقُ بِاللِّسَانِ وَ بِالْيَدِ

وَ إِذَا نَظَرْتَ جَمِيعَ مَا بِقُلُوبِهِمْ أَبْصَرْتَ سَمَّ نَقِيعٍ سَمَّ الْأَسْوَدِ

وَ إِذَا فَتَشْتَ ضَمِيرَهُ مِنْ قَلْبِهِ وَافَيْتَ عَنْهُ مَرَارَةً لَا تَنْفَدُ

13345-@ (2)، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع: أَنَّهُ قَالَ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ تَبَذَّلْ وَ لَا تَشْهَرْ وَ وَارِ شَخْصَكَ وَ لَا تَذَكَّرْ وَ تَعَلَّمْ وَ أَعْلِمْ وَ اسْكُتْ تَسْلَمْ تَسُرُّ الْأَبْرَارَ وَ تَغِيظُ الْفُجَّارَ وَ لَا عَلَيْكَ إِذَا عَلِمْتَ مَعَالِمَ دِينِكَ أَنْ لَا تَعْرِفَ النَّاسَ وَ لَا يَعْرِفُوكَ

13346-@ (3) عَوَالِي اللآَّلِي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: أَنَّهُ قَالَ (لِعُقْبَةَ)(4) بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ لَمَّا سَأَلَهُ عَنْ طَرِيقِ النَّجَاةِ فَقَالَ لَهُ (يَسَعُكَ)(5) بَيْتُكَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ دِينَكَ وَ ابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ

13347-@ (6)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: كُنْ جَلِيسَ(7) بَيْتِكَ فَإِنْ دُخِلَ عَلَيْكَ فَادْخُلْ مِخْدَعَكَ فَإِنْ دُخِلَ عَلَيْكَ فَقُلْ بُؤْ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ-


1- ليس في المصدر.
2- إرشاد القلوب ص 100.
3- عوالي اللآلي ج 1 ص 280 ح 117.
4- في الحجرية «عبد اللّه» و ما أثبتناه من المصدر و هو الصواب.
5- في المصدر: أمسك عليك لسانك و ليسعك.
6- عوالي اللآلي ج 1 ص 38 ح 31.
7- في المصدر: حلس. و الحلس، بالكسر: كساء يوضع على ظهر البعير تحت البردعة، و المعنى الزم بيتك لزوم الأحلاس. (مجمع البحرين ج 3 ص 63).

ص: 392

وَ كُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ وَ لَا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ

13348-@ (1)، وَ عَنْهُ ص قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْأَخْفِيَاءَ الْأَتْقِيَاءَ الْأَبْرِيَاءَ الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْقَدُوا وَ إِذَا حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا

13349-@ (2)، وَ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: خَيْرُ أَهْلِ الزَّمَانِ كَلُّ نُوَمَةٍ أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى وَ مَصَابِيحُ الْعِلْمِ لَيْسُوا بِالْعُجُلِ الْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ(3)

13350-@(4) وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: أَنَّهُ قِيلَ لَهُ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ اللَّهَ وَ يَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ:

وَ قَالَ ص:(5) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّقِيَّ النَّقِيَّ الْخَفِيَّ(6)

13351-@ (7) الْآمِدِيُّ فِي الْغُرَرِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اعْتَزَلَ سَلِمَ مَنِ اخْتَبَرَ اعْتَزَلَ:

وَ قَالَ ع: مَنِ اعْتَزَلَ حَسُنَتْ زَهَادَتُهُ:(8)

وَ قَالَ ع: مَنِ اعْتَزَلَ سَلِمَ دِرْعُهُ(9):

وَ قَالَ ع: مَنْ خَالَطَ النَّاسَ نَالَ مَكْرَهُمْ مَنِ اعْتَزَلَ


1- عوالي اللآلي ج 1 ص 71 ح 133.
2- عوالي اللآلي ج 1 ص 71 ح 132.
3- البذر: جمع بذور، و هو الذي يذيع الأسرار. و يظهر ما سمعه (مجمع البحرين ج 3 ص 217).
4- عوالي اللآلي ج 1 ص 280 ح 118.
5- نفس المصدر ج 1 ص 281 ح 119.
6- في المصدر: الحفي.
7- غرر الحكم ج 2 ص 611 ح 5 و 9.
8- غرر الحكم ج 2 ص 657 ح 804 و ص 617 ح 154.
9- غرر الحكم ج 2 ص 627 ح 328.

ص: 393

النَّاسَ سَلِمَ مِنْ شَرِّهِمْ:(1)

وَ قَالَ ع: مَنِ انْفَرَدَ عَنِ النَّاسِ صَانَ دِينَهُ:(2)

وَ قَالَ ع: السَّلَامَةُ فِي التَّفَرُّدِ الرَّاحَةُ فِي التَّزَهُّدِ:(3)

وَ قَالَ ع: الِانْفِرَادُ رَاحَةُ الْمُتَعَبِّدِينَ:(4)

وَ قَالَ ع: الْعُزْلَةُ حِصْنُ التَّقْوَى(5):

وَ قَالَ ع: الْعُزْلَةُ أَفْضَلُ شِيَمِ الْأَكْيَاسِ:(6)

وَ قَالَ ع: سَلَامَةُ الدِّينِ فِي الِاعْتِزَالِ:(7)

وَ قَالَ ع: فِي الِانْفِرَادِ لِعِبَادَةِ اللَّهِ كُنُوزُ الْأَرْبَاحِ فِي اعْتِزَالِ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا جِمَاعُ الصَّلَاحِ:(8)

وَ قَالَ ع: مَنِ انْفَرَدَ كُفِيَ الْإِخْوَانَ:(9)

وَ قَالَ: مَنِ انْفَرَدَ عَنِ النَّاسِ أَنِسَ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ:(10)

وَ قَالَ ع: مُلَازَمَةُ الْخَلْوَةِ دَأْبُ الصُّلَحَاءِ(11)


1- غرر الحكم ج 2 ص 637 ح 495 و 496.
2- غرر الحكم ج 2 ص 645 ح 608.
3- غرر الحكم ج 1 ص 15 ح 380 و 381.
4- غرر الحكم ج 1 ص 24 ح 712.
5- غرر الحكم ج 1 ص 37 ح 1152.
6- غرر الحكم ج 1 ص 52 ح 1454.
7- نفس المصدر ص 221، و فيه: اعتزال الناس. «الطبعة الحجرية».
8- غرر الحكم ج 2 ص 514 ح 62 و 63.
9- غرر الحكم ج 2 ص 628 ح 347 و فيه: الاحزان.
10- غرر الحكم ج 2 ص 670 ح 981.
11- غرر الحكم ج 2 ص 759 ح 46.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.