التفسير العیاشی المجلد 1

هوية الکتاب

سرشناسه:عیاشی، محمّد بن مسعود، 320 ق.

عنوان قراردادی:تفسیر العیاشی.

عنوان و نام پديدآور: التفسیر / ابی النضر محمدبن مسعود العیاشی؛ تحقیق قسم الدارسات الاسلامیه - موسسه البعثه.

مشخصات نشر: قم: موسسه البعثه، قسم الدراسات الاسلامیه، 1420ق. = 1378.

مشخصات ظاهری:3 ج. نمونه.

شابک:69000 ریال: دوره: 964-309-276-3 ؛ ج. 1: 964-309-273-9 ؛ ج. 2: 964-309-274-7 ؛ ج. 3: 964-309-275-5

يادداشت:عربی.

يادداشت:ج. 1 - 3 (چاپ اول: 1421 ق.= 1379).

يادداشت:ناشر جلد دوم این کتاب مرکز الطباعه و النشر فی موسس البعثه است.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع: تفاسیر ماثوره.

تفاسیر شیعه - قرن 3ق.

شناسه افزوده: بنیاد بعثت. واحد تحقیقات اسلامی.

شناسه افزوده: بنیاد بعثت. مرکز چاپ و نشر.

رده بندی کنگره:BP93/ع 9ت 7 1378

رده بندی دیویی:297/1726

شماره کتابشناسی ملی:م 78-9666

محرر الرقمي: مرتضی حاتمی فرد

التفسير

للشيخ أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي

المتوفى نحو 320 ه

الجزء الأول

تحقیق

قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة - قم

ص: 1

اشارة

مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة

اسم الكتاب: التفسير العيّاشي ج 1

تأليف : محمّد بن مسعود العيّاشي

تحقیق : قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم

الطبعة: الأولي 1421 ه.ق

الكمية: 2000 نسخة

التوزيع : مؤسسه البعثة

طهران: شارع سمية - بين شارعي الشهيد مفتح و فرصت

هاتف: 8823244 -8822374 فاكس 8831410. ص.ب 1361 -15815

بيروت- ص.ب : 24/124، تلكس 40512 كمك

جميع الحقوق محفوظة و سجلة لمؤسسة البعثة

ISBN:964-309-273-9(vol.1)

ISBN:964-309-276-3(3vol-SET)

قیمت دوره 3 جلدی

50/000 تومان

ص: 2

بِسْمِ اللّهِ الرّحمن الرّحيم

ترجمة المؤلف

الاسم والنسب والألقاب

هو أبو النَّضْر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السَّمرقندي، المعروف بالعيّاشي (1).

والسُّلمي: نسبة إلى سُليم بن منصور، وهي قبيلة عظيمة من قيس عيلان، من العدنانية (2)، والظاهر كونه منسوباً إلى سُلمى وهم بطن من دارم، من تميم، من العدنانية (3)، بدليل نسبته إلى تميم أيضاً على ما سيأتي.

والعيّاشي: نسبة إلى جدّه عيّاش.

والسَّمرقندي: نسبة إلى سمرقند (4)، ومن بني دارم الذين سكنوا هذه المنطقة سورة بن أبجر - وقيل : ابن الحرّ - وكان أميراً على سمرقند، وأحد رؤساء تميم،

ص: 3


1- رجال النجاشي 350، وقد ألحقنا في آخر هذه المقدمة ثبتاً بمصادر ترجمة المؤلف.
2- الأنساب 3 : 278، معجم قبائل العرب 2 : 543.
3- معجم قبائل العرب 2: 538 جمهرة أنساب العرب: 229.
4- قال :ياقوت: يقال لها بالعربية سُمران، بلد معروف مشهور، قيل: إنه من أبنية ذي القرنين بماوراء النهر، معجم البلدان 3 : 279.

قُتِل سنة 112 ه (1)، وهو يدلّ على أن بني تميم قد توطنوا في سمرقند، بل وأصبحوا من أمرائها، وهو يساعد على صحة نسبة العيّاشي إلى قبيلة تميم.

وتردد محمّد بن إسحاق النديم في نسبته قال: من أهل سمرقند، وقيل: إنه من بني تميم (2)، وتابعه الشيخ الطوسي (3) وابن شهر آشوب(4) على ذلك.

قال الشيخ التستري: قول الشيخ في الفهرست (من أهل سمرقند، وقيل: من بني تميم) لا تصلح المقابلة، إلا إذا كان المراد عجمي سمرقندي، أو عربي تميمي، والنجاشي جعله عربياً سلميّاً، والظاهر أصحيّة قول النجاشي، حيث إن الشيخ في الفهرست استند إلى ابن النديم الذي قد عرفت في المقدمة كثرة أوهامه (5).

وفي الروضات: العراقي الكوفي (6)، ومثله في ريحانة الأدب (7)، ووردت النسبة الأولى في هدية العارفين (8). ولعل هذه النسبة لحقته خلال أسفاره إلى الكوفة وبغداد (9)، وقد نص النجاشي على سماعه من شيوخ الكوفيين والبغداديين والقمّيين (10).

ص: 4


1- تاريخ الطبري 7 : 76 - 80 حوادث سنة 112 -، جمهرة النسب للك- للكلبي: 209، جمهرة أنساب العرب: 229 الأعلام للزركلي 3 : 145.
2- الفهرست 274.
3- الفهرست 593/136.
4- معالم العلماء: 99.
5- قاموس الرجال 8 : 377.
6- روضات الجنات 6 : 129.
7- ريحانة الأدب 4 : 220.
8- هدية العارفين 2: 32.
9- راجع رجال الكشي: 1014/530.
10- رجال النجاشي: 350.

عصره وطبقته

لم تذكر مصادر ترجمة العيّاشي شيئاً عن تاريخ ولادته أو وفاته ولا مجمل تواريخه، لكن بعض المتأخرين حدد تاريخ وفاته بنحو سنة 320ه (1)، وهو تاريخ مقارب مع أنه مبني على الحدس والتخمين.

ويمكن القول من خلال قرينة طبقته والعلماء المعاصرين له أنه من أعلام الغيبة الصغرى (260 - 329) أي إنه عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، ولعله أدرك أوائل القرن الرابع(2).

وقال آقا بزرك: هو من طبقة ثقة الإسلام الكليني (3)، وتوفي الشيخ الكليني سنة 328ه، وقيل: 329ه.

ويبدو: من بعض التواريخ أن العيّاشي كان بعد سنة 260ه قد رحل إلى حواضر الإسلام في طلب العلم، فقد لقي علي بن الحسن بن علي بن فضال، المولود نحو سنة 206ه وروى عنه، ولم يلق أخاه أحمد بن الحسن المتوفى سنة 260ه (4) ولم يرو عنه.

وعاصر الشيخ العيّاشي المعمرين من أصحاب أبي الحسن على بن موسى الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد روى عن علي بن علي الخزاعي (172 - 283ه) أخي دعبل اللّه الخزاعي الشاعر.

ص: 5


1- هدية العارفين 2 32 معجم المفسرين 2: 636، تاريخ التراث العربي - سزگین 1: 99، أعلام الزركلي : 95.
2- راجع ريحانة الأدب 4 : 221.
3- الذريعة 4 : 295.
4- نوابغ الرواة: 306.

وروى عن أصحاب الإمام الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ) (195 - 220 ه) ومنهم إسحاق بن محمّد البصري، ومحمد بن أبي نصر.

وروى عن أصحاب أبي الحسن الهادي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (212 - 254ه) وأصحاب أبي محمّد العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (232 - (260ه) ومنهم إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري، والحسين بن إشكيب وعبداللّه بن حمدويه البيهقي، وعلي بن جعفر ابن العبّاس الخزاعي، والفضل بن شاذان، ومحمد بن أحمد بن حماد المروزي ومحمد بن أحمد بن نعيم، ومحمد بن يزداد الرازي وغيرهم. وروى عن محمّد بن شاذان بن نعيم وهو من وكلاء القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) الذين رأوه ووقفوا على معجزته (1).

توثیقه

ترجم للشيخ محمّد بن مسعود العيّاشي أعلام الطائفة وأهل العلم الذين جاءوا بعده، متسالمين على أنه ثقة عين صدوق، ومن مشايخ الرواية، وأحد أساطين العلم في الطائفة المحقة، وأطرى علماء الرجال على جلالة قدره وعلوّ منزلته وسعة فضله وغزارة علمه.

قال النجاشي: ثقة صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً، وكان في أول أمره عامّي المذهب، وسمع حديث العامة، فأكثر منه ثم تبصر وعاد إلينا، وكان حديث السنّ (2).

وقال الشيخ الطوسي: أكثر أهل المشرق علماً وفضلاً وأدباً وفهماً ونبلاً في

ص: 6


1- راجع قائمة مشايخ العيّاشي في هذه المقدمة للاطلاع على مصادر روايته عن الأصحاب المذكورين.
2- رجال النجاشي: 350.

زمانه (1).

وقال أيضاً: جليل القدر، واسع الأخبار، بصير بالروايات مطّلع عليها(2).

وقال العلامة: جليل القدر واسع الأخبار، بصير بالرواية، مضطلع بها (3).

وقال محمّد بن إسحاق النديم: من فقهاء الشيعة الإمامية، أوحد دهره و زمانه في غزارة العلم (4).

مدرسته العلمية

و جعل العيّاشي من داره مدرسة علمية تضمّ رجال العلم والثقافة وطلاب الفضيلة، وفي هذا السبيل أنفق كبير المدرسة محمّد بن مسعود العيّاشي سائر ما كان عنده من مال ورثه من أبيه، وكان (رَحمهُ اللّه) هذا جدّ بليغ في تجديد ما اندرس من رسوم العلم ورفع ما عفي من قواعده.

قال النجاشي: قال أبو عبداللّه الحسين بن عبيد اللّه: سمعت القاضي أبا الحسن علي بن محمّد قال لنا أبو جعفر الزاهد: أنفق أبو النضر على العلم والحديث تركة أبيه سائرها، وكانت ثلاثمائة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أو قاري أو معلّق مملوءة من الناس(5).

وقال أيضاً في ترجمة أبي عمرو الكشي: صحب العيّاشي. وأخذ عنه،

ص: 7


1- الرجال: 497.
2- الفهرست: 593/136.
3- الخلاصة : 37/145.
4- الفهرست: 275.
5- رجال النجاشي: 351.

و تخرج عليه في داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم(1).

وقال الشيخ الطوسي: وكان له مجلس للخاص ومجلس للعام (رَحمهُ اللّه) (2).

و قال ابن داود كانت داره كالمدرسة للمشتغلين (3).

علومه ومعارفه

كان العيّاشي (رَحمهُ اللّه) عالماً مشاركاً في عدّة علوم (4)، فله تصنيف في الفقه والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ والعقائد والطب والنجوم وغيرها من العلوم، كما هو بين من خلال قائمة تصانيفه، ولنأخذ من ذلك نماذج.

ففي مجال النجوم عدّه ابن طاوس في علماء النجوم من الأصحاب، وقال: ومن العارفين بالنجوم من الشيعة والمصنفين فيها الشيخ المعلّم عند كافّتهم، والمتفق على عدالته وجلالته عند خاصتهم وعامتهم محمّد بن مسعود بن محمّد بن عياش، وقد أثنى عليه محمّد بن إسحاق النديم، وشيخنا أبو جعفر الطوسي وأحمد بن العبّاس النجاشي، وبالغوا في الثناء عليه رضوان اللّه عليهم وعليه وذكر وا له كتاباً في النجوم (5).

وهو أيضاً من المصنفين في الرجال بتصريح النجاشي والشيخ في الفهرست بكتابه (معرفة الناقلين)، ويروي عنه كثيراً أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبدالعزیز

ص: 8


1- رجال النجاشي: 372.
2- رجال الطوسي: 497.
3- رجال ابن داود 184.
4- راجع معجم المؤلفين12: 20.
5- فرج المهموم: 124.

الكشي (1)، سيما في مجال التوثيقات والتجريحات الرجالية (2)، واعتمد النجاشي على روايته في بيان أحوال الرجال، كما في ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني (3) وترجمة أيوب بن نوح (4)، واعتمد روايته وأقواله العلّامة وابن داود أيضاً في موارد كثيرة تضيق بذكرها هذه المقدمة.

وفي مجال التفسير، فقد ترجم له الاستاذ عادل نويهض في معجم المفسّرين، وعدّ له كتابين في التفسير، وقال: فقيه إمامي من كبارهم، مشارك في عدة علوم، من أهل سمرقند، اشتهرت كتبه في نواحي خراسان اشتهاراً عظيماً، وهي تزيد على مائتي كتاب، منها (تفسير القرآن) ويعرف بتفسير العيّاشي، موجود نصفه الأول و (فضائل القرآن) (5).

و ترجم له بروكلمان عند ذكره المفسرين قائلاً: كان شيخاً للكشي، أي حوالي 300ه / 923م، وكان إماماً لطائفة الإمامية في خراسان.

ثمّ قال: لم يصل إلينا من كتاباته الكثيرة إلا كتابه في التفسير الذي نقّحه إبراهيم بن علي القمّي (6). وهذا غير صحيح من جهتين:

الأولى: أن كتاب التفسير للعياشي غير كتاب التفسير للقمي، كما أن القمّي لم ينقّح كتاب العيّاشي، بل إنه يعد في طبقة مشايخ العيّاشي، فليت بروكلمان ذكر

ص: 9


1- نوابغ الرواة: 306.
2- راجع رجال الكشي: 1014/530 ففيه يسأل أبو عمرو الكشي من ابن مسعود عن أحوال تسعة رجال، فيجيب بدقة تنبئ عن مقدرة فائقة في هذا العلم.
3- رجال النجاشي: 36.
4- رجال النجاشي: 102.
5- معجم المفسرين 2: 636.
6- تاريخ الأدب العربي - القسم الثاني ص 402.

المصدر الذي اعتمده ليؤيد مدّعاه.

والثانية: إن اسم القمّي صاحب التفسير علي بن إبراهيم القمّي، وليس إبراهيم بن علي القمّي، كما لم يذكر أحد أن تفسير العيّاشي نقّحه رجل اسمه إبراهيم بن علي القمّي أو علي بن إبراهيم غير بروكلمان، وهذا من جملة أوهامه الكثيرة حول رجال الإمامية وكتبهم.

رحلته

لم تكن همّة الشيخ العيّاشي مقصورة على الأخذ من مشايخ بلده سمرقند وضواحيها فحسب، بل تعالت همته حتّى تحمّل وعثاء السفر طلباً للعلم، فغادر بيئته وطاف البلاد ورحل إلى الأمصار، وتتابعت أسفاره في أمهات الحواضر العلمية آنذاك، واجتمع في تلك الرحلات مع مشيخة العلم والحديث ممن كانت تُشدّ إليهم الرحال لتحمّل الرواية والعلم، كما قام بنسخ الكتب، كما هو واضح من بعض مروياته.

قال النجاشي: سمع أصحاب علي بن الحسن بن فضال وعبداللّه بن محمّد ابن خالد الطيالسي وجماعة من شيوخ الكوفيين والبغداديين والقمّيين (1).

وقال العيّاشي في ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضال: ما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة.

وقال في ترجمة أبي يعقوب إسحاق بن محمّد البصري: كان غالياً وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه، وسألته كتاباً أنسخه، فأخرج إلي من أحاديث المفضل

ص: 10


1- رجال النجاشي: 351.

ابن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات (1). وواضح من خلال ذلك أنه (رَحمهُ اللّه) رحل في طلب العلم إلى خراسان ونواحيها، ثمّ إلى قم وبغداد والكوفة.

طرق المشايخ إليه

1 - طريق الشيخ الصدوق إلى محمّد بن مسعود العيّاشي:

عن المظفر بن جعفر بن مظفر العلوي العمري (رضیَ اللّهُ عنهُ)، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي (رَحمهُ اللّه) (2).

قال الشيخ في من لم يَرْوِ عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ): المظفر بن جعفر بن محمّد بن عبداللّه ابن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب الالا، روى عنه التلعكبري إجازة كتب العيّاشي محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السَّلمي، عن ابنه جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي النّضر، يكنّى أبا طالب (3).

قال الشيخ النوري الطبرسي وبينه وبين ما في المشيخة مخالفة في والد جعفر،... فالظاهر وقوع التحريف في كلام الصدوق، والصحيح المظفّر بن جعفر بن محمّد (4).

ولكن في الامالي للشيخ المفيد: أخبرني الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الجواني، قال: أخبرني أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفر العلوي

ص: 11


1- رجال الكشي: 530.
2- مشيخة الفقيه 4 : 92.
3- رجال الشيخ 58/500.
4- اعتمد الشيخ النوري في التصحيح على عمدة الطالب: 365.

العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود (1)... إلى آخره.

وكيف كان فهو من مشايخ الصدوق والشيخ العديم النظير التلعكبري، وبتوسطه يرويان كتب العيّاشي ويعتمدان عليه - وقد مرّ استفادة الوثاقة من ذلك - والشريف أبو عبداللّه محمّد شيخ المفيد.

أو تقول كتب العيّاشي الجليل المعروف ما كانت تحتاج في صحة انتسابها إليه إلى الواسطة، فهو شيخ إجازة للرواية، فلا يضرّ الجهل بحاله كما عليه جماعة.

مع أنّ الراوي عن العيّاشي غير منحصر في ابنه، والراوي عن ابنه غير منحصر في العلوي العمري، ففي النجاشي بعد ذكر كتبه: أخبرني أبو عبداللّه ابن شاذان القزويني، قال: أخبرنا حيدر بن محمّد السمرقندي، قال: حدثني محمّد بن مسعود (2).

وفي الفهرست - بعد ذكر كتبه : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي بجميع كتبه و روایاته (3).

وفي من لم يرو عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) : جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، فاضل روى عن أبيه جميع كتب أبيه، روى عنه أبو المفضل الشيباني(4).

ثم إنهم صرّحوا أنّ الكشي من غلمان العيّاشي، وأخذ عنه العلم (5).

وفي النجاشي في ترجمته أخبرنا أحمد بن [علي] بن نوح وغيره، عن

ص: 12


1- أمالي المفيد: 6/72.
2- رجال النجاشي: 944/353.
3- فهرست الشيخ: 14/139.
4- رجال الشيخ: 10/459.
5- رجال الشيخ: 38/497.

جعفر بن محمّد، عنه (1).

وفي الفهرست: أخبرنا جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسى، عن محمّد ابن عمر بن عبدالعزيز الكشي(2).

فانقدح من جميع ذلك استفاضة الطرق إلى كتبه وصحة بعضها، وأمّا العيّاشي فهو من عيون هذه الطائفة، ورئيسها وكبيرها، جليل القدر، عظيم الشأن، واسع الرواية، ونَقادُهَا، وَنَقادُ الرجال (3).

2 - طريق الشيخ النجاشي: أخبرنا أبو عبداللّه بن شاذان القزويني، قال: أخبرنا حيدر بن محمّد السمرقندي، قال: حدّثنا محمّد بن مسعود (4).

وفي ترجمة عبداللّه بن أبي عبداللّه محمّد بن خالد بن عمر الطيالسي، وهو من شيوخ العيّاشي:

أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه عن جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن عبداللّه (5).

3 - طريق الشيخ المفيد: أخبرني الشريف أبو عبداللّه محمّد بن الحسن الجواني، قال: أخبرني أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه (6).

وفي موضع آخر: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد (رَحمهُ اللّه)، قال: حدثني

ص: 13


1- رجال النجاشي: 1018/372.
2- فهرست الشيخ: 604/141.
3- خاتمة مستدرك الوسائل 23: 202 - 204.
4- رجال النجاشي: 353.
5- رجال النجاشي: 219.
6- الأمالي: 3/29، 6/72.

جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي (1).

4 - طريق الشيخ الطوسي: جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن محمد جعفر بن بن مسعود العيّاشي، عن أبيه (2).

وفي الأمالي: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي (3).

مشایخه

روى العيّاشي عن جملة من الأعلام المعروفين في زمانه، وتلمّذ لهم في سمرقند وكشّ وخراسان وقم وبغداد والكوفة.

قال النجاشي: سمع أصحاب علي بن الحسن بن فضال وعبداللّه بن محمّد ابن خالد الطيالسي وجماعة من شيوخ الكوفيين والبغداديين والقمّيين (4).

ولا بد من التنبيه على أن قول النجاشي سمع أصحاب علي بن الحسن بن فضال الظاهر وقع فيه تصحيف، ذلك لأن محمّد بن مسعود العيّاشي أدرك علي بن الحسن بن فضال وروى عنه، وقد بلغت مروياته عنه في رجال الكشي (71)، مورداً (5).

كما أنّ النجاشي في ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، قال:

ص: 14


1- الأمالي: 11/327.
2- الفهرست: 139.
3- أمالي الطوسي: 144/94.
4- رجال النجاشي: 350.
5- فهرست رجال الكشي: 1271.

قال محمّد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، فطعن عليه... الخ (1). مما يدل على أنه يروي عنه مباشرة.

وروى الكشي، عن محمّد بن مسعود قوله: ما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من على بن الحسن بالكوفة (2).

وكل ما تقدّم يدلّ على أن علي بن الحسن بن فضال من شيوخ العيّاشي، وقد سمع منه مباشرة، ولم يسمع أصحابه وحسب.

قال الشيخ آقا بزرك موجهاً قول النجاشي دالاً على موطن التصحيف: وفي عبارة نسخ النجاشي في ترجمة العيّاشي تصحيف، فإنّ العبارة هكذا سمع أصحاب علي بن الحسن بن فضال، وصريحه أنه يروي عن علي بن الحسن بواسطة أصحابه، مع أنه خلاف رواياته الموجودة عنه، وتصريحه بأنه أفقه من رآه، والتصحيف وقع في التأخير والتقديم، والصحيح: سمع أصحاب الحسن بن علي بن فضال، يعني وَلَدَهُ عليّ، وغيره ممن أدركه وصحبه، فسمع العيّاشي عنهم (3).

وقد تقدم أنّ الشيخ النجاشي قال في ترجمة محمّد بن مسعود العيّاشي: وكان يروي عن الضعفاء كثيراً (4). ومن بين شيوخه الذين وفّقنا لجمعهم والذين يتجاوزون الستين تجد من الضعفاء أحمد بن علي بن كلثوم، وإسحاق بن محمّد البصري، وجعفر بن معروف ونصر بن الصباح وبالمقابل تجد منهم الثقات الذين

ص: 15


1- رجال النجاشي: 36.
2- رجال الكشي: 1014/530.
3- نوابغ الرواة: 306.
4- رجال النجاشي: 350.

نصّ الشيخ النجاشي على توثيقهم كالحسين بن إشكيب وجعفر بن أحمد بن أيوب، أو نص غيره على توثيقهم كالشيخ الطوسي والعلامة وابن داود، وهم الفضل بن شاذان، وعبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي وعلي بن الحسن بن فضال، ومحمد بن نصير وغيرهم.

وتجد العيّاشي أحياناً يتحرّج في الأخذ عن البعض، وذلك لعلمه ودرايته بمنازل الرجال، فهو تلميذ علي بن الحسن بن علي بن فضال وعبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي في علم الرجال، بل وتخرّج عليه من أصحاب هذا الفن أبو عمرو الكشي الذي أكثر الرواية عنه في النقد والتجريح والتوثيق.

ومن شواهد تحرّجه في الأخذ عن بعض الضعفاء مع دقّة تمييزه الرجال، قال أبو عمر و الكشي: سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن أبي يعقوب إسحاق بن محمّد البصري، فقال: فأما أبو يعقوب فانه كان غالباً، وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه، وسألته كتاباً أنسخه، فأخرج إلي من أحاديث المفضّل بن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات.... إلى أن قال: وهو أحفظ من لقيته (1).

وفيما يلى قائمة بأسماء المشايخ الذين روى عنهم، وقد جمعناها من خلال تتّبع كتب الرجال وطرق الروايات في كتب الحديث، ورتبناها وفق تسلسل حروف الهجاء.

1 - آدم بن محمّد البلخي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (2).

ص: 16


1- رجال الكشي: 530 – 531.
2- كمال الدين: 2/407، 5/436، 4416 / 11 و 12، 1/482.

2 - إبراهيم بن علي روى عنه محمّد بن مسعود العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (1).

3 - إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري: عدّه الشيخ من أصحاب الهادي والعسكري (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وفي الكشي نقلاً عن العيّاشي أنه قال فيه: فهو في نفسه لا بأس به، ولكن بعض من يروي عنه.

روى عنه العيّاشي (2)، وورد في إسناد الكشي رواية محمّد بن مسعود العيّاشي عنه (3).

4 - أحمد بن عبد اللّه (4) العلوي: روى عنه محمّد بن مسعود العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الصدوق والكشي(5).

5 - أحمد بن علي بن كلثوم من أهل، سرخس، متهم بالغلو (6)، روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق وعلي بن محمّد الخزاز القمّي (7).

6 - أحمد بن منصور الخزاعي روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والكشى (8).

ص: 17


1- معاني الأخبار : 8/339.
2- الجامع في الرجال 1 : 65.
3- رجال الکشی: 29 / 55، 200 / 352.
4- في علل الشرايع عبيد اللّه.
5- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 2 : 5/76 علل الشرايع: 1/50، رجال الكشي: 73/36 و 74.
6- رجال الشيخ: 4/438.
7- كمال الدين: 45/350، 5/408 7 كفاية الأثر: 291.
8- معاني الأخبار: 5/28، رجال الكشي : 28/12، 81/39، 289/171، 351/199، 692/371.

7 - إسحاق بن محمّد البصري، أبو يعقوب: يُرمى بالغلو، من أصحاب الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1)

وفي رجال الكشي، قال أبو عمرو: إنه سأل أبا النضر محمّد بن مسعود عن جماعة، فقال : أما أبو يعقوب إسحاق بن محمّد البصري، فإنه كان غالياً، وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه، وسألته كتاباً أنسخه، فأخرج إليّ من أحاديث المفضل ابن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات (2)،... إلى آخر قوله، وقد تقدّم.

وروى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الحاكم الحسكاني والشيخ الصدوق والكشي (3).

8- جبريل بن أحمد الفاريابي: أبو محمّد كان مقيماً بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان (4).

وفي لسان الميزان: أبو محمّد الكشي، قال أبو عمرو الكشي: حدّثنا عنه محمّد بن مسعود وغيره، وكان مقيماً بكش، له حلقة كثير الرواية، وكان فاضلاً متحرّياً كثير الأفضال على الطلبة.

وقال ابن النجاشي: ما ذاكرته بشيء إلا مرّ فيه كأنما يقرأه من كتاب، وما رأيت أحفظ منه، وقال لي ما سمعت شيئاً فنسيته ذكراه في رجال الشيعة (5).

ص: 18


1- الخلاصة: 3/200.
2- رجال الكشي: 1014/530.
3- شواهد التنزيل 2: 1074/317، رجال الكشي: 329/186، 330/187، 331/188، معاني الأخبار: 3/111.
4- رجال الشيخ: 9/458.
5- لسان الميزان 2: 94.

ووقعت رواية العيّاشي عنه في أسانيد الشيخ الصدوق والكشي وعلي بن محمد الخزاز القمّي (1).

9 - جعفر بن أحمد: روى عنه العيّاشي كما ورد في أسانيد الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والكشي والسيد ابن طاؤس (2)، ويحتمل اتحاده مع الذي بعده.

10 - جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي: أبو سعيد، يقال له: ابن العاجز.

قال النجاشي: كان صحيح الحديث والمذهب، روى عنه محمّد بن مسعود العيّاشي ذكر أحمد بن الحسين (رَحمهُ اللّه)، أن له كتاب الرد على من زعم أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، كان على دين قومه قبل النبوة.

طريقنا إليه شيخنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد، عن جعفر بن محمّد بن قولویه، عن محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي عنه (3).

11 - جعفر بن أحمد بن معروف روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد السيد ابن طاؤس (4)، ويحتمل كونه تصحيف جعفر بن أحمد بن أيوب المتقدم.

12 - جعفر بن محمد: روى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الصدوق والحاكم الحسكاني والسيد ابن طاؤس (5).

13 - جعفر بن معروف: قال ابن الغضائري (رَحمهُ اللّه)، جعفر بن معروف، أبو

ص: 19


1- كمال الدين: 5/480، علل الشرايع: 4/147، رجال الكشي: 228/144، 257/156، 157/261. 236/148...، كفاية الأثر : 224.
2- التهذيب :2 1419/343 و 1441/348، فلاح السائل: 162، رجال الكشي 59/31، 182/114، كمال الدين: 55/358.
3- رجال النجاشي: 121.
4- فلاح السائل: 286.
5- فلاح السائل : 233. كمال الدين: 1/644، شواهد التنزيل 2: 1084/327.

الفضل السمرقندي، يروي عنه العيّاشي كثيراً، كان في مذهبه ارتفاع، وحديثه يعرف تارة وينكر أخرى (1).

14 - الحسين بن إشكيب: قال النجاشي: شيخ لنا خراساني ثقة مقدّم ذكره أبو عمرو في كتابه الرجال في أصحاب أبي الحسن صاحب العسكر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، روى عنه العيّاشي وأكثر، واعتمد حديثه، ثقة ثقة ثبت (2).

15 - الحسين بن عبيد اللّه: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (3).

16 - حمدان بن أحمد أبو جعفر: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (4) وهو محمّد بن أحمد بن خاقان، المعروف بحمدان النهدي القلانسي، قال النجاشي: كوفى مضطرب، له كتب (5).

وفي رجال الكشي، عن محمّد بن مسعود العيّاشي، قال: وأما محمّد بن أحمد النهدي، وهو حمدان القلانسي، كوفي ثقة خَيّر (6).

17 - حمدان بن أحمد القلانسي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الكشي والحاكم الحسكاني (7). وهو محمّد بن أحمد بن خاقان، المعروف بحمدان، وقد تقدم آنفاً.

ص: 20


1- الخلاصة: 4/210.
2- رجال النجاشي: 88/44.
3- رجال الكشي: 608/333، 609.
4- رجال الكشي: 121/67، 519/294.
5- رجال النجاشي: 914/341.
6- رجال الكشي: 1014/530.
7- رجال الكشي: 421/2322، 832/443، شواهد التنزيل 1 203/149.

18 - حمدان بن أحمد الكوفي روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (1). وهو محمّد بن أحمد بن خاقان، المعروف بحمدان، وقد تقدم آنفاً.

19 - حمدان بن أحمد النهدي روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (2)، وهو المتقدّم آنفاً.

20 - حمدان النقاش روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ النجاشي، في ترجمة أيوب بن نوح (3).

ويحتمل اتحاده مع سابقه، لأنّ عين عبارة النجاشي المنقولة بالاسناد عن محمد بن مسعود في حمدان النقاش، نقلها الكشي بالاسناد عن محمّد بن مسعود عن حمدان القلانسي (4).

21 - حمدويه بن نصير: وهو من تلامذة العيّاشي والرواة عنه، وروى عنه العيّاشي أيضاً كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والكشي و الحاكم الحسكاني (5).

22 - خلف بن حماد: أبو صالح الكشي، روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (6). وفي رجال الشيخ: يكني أبا صالح من أهل كش (7).

ص: 21


1- رجال الكشي: 747/401.
2- رجال الكشي: 1074/567.
3- رجال النجاشي: 254/102.
4- رجال الكشي.1083/572.
5- معاني الأخبار: 6/339، رجال الكشي: 753/403، التهذيب 2: 1420/343 و 2: 751/18، شواهد التنزيل 1: 144/104.
6- كمال الدين: 5/645.
7- رجال الشيخ: 1/472.

23 - ابن ازداد بن المغيرة: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (1).

24 - سليمان بن حفص: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (2).

25 - سلمة بن محمد: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسکانی (3).

26 - سهل بن بحر: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسكاني (4).

وفي رجال الشيخ في من لم يرو عنهم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كان مقيماً بكش (5).

27 - أبو العبّاس بن عبداللّه بن سهل البغدادي الواضحي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (6).

28 - العبّاس بن المغيرة : روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الطوسي (7).

وفي إسناد الحاكم الحسكاني والشيخ الطوسي في الاستبصار: أبو العبّاس

ص: 22


1- رجال الكشي: 387/216.
2- رجال الكشي: 1133/610.
3- شواهد التنزيل: 1: 173/ ذیل (ح) 231.
4- شواهد التنزيل: 249/192.
5- رجال الشيخ: 1/474.
6- رجال الكشي: 1104/590.
7- التهذيب 3: 488/206.

ابن المغيرة (1)، قال السيد الخوئي: وهو الصحيح الموافق لما رواه الشيخ في باب فضل المساجد والصلاة فيها من التهذيب 3: الحديث 766 (2).

29 - أبو العبّاس بن المغيرة : روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الطوسي، والحاكم الحسكاني (3)، وتقدمت الاشارة إليه في العبّاس بن المغيرة.

30 - عبداللّه بن حمدويه البيهقي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (4). وعدّه الشيخ في الرجال من أصحاب الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5).

31 - عبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الطوسي والنجاشي والكشي (6).

وفي الخلاصة: أبو العبّاس، ويكنى أبوه أبا عبداللّه التميمي، رجل من أصحابنا، ثقة، سليم الجنبة.

وروى الكشي عن أبي النضر محمّد بن مسعود، قال: ما علمت عبداللّه بن محمد بن خالد الطيالسي إلا ثقة خيراً (7).

وفي هداية المحدثين: عبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي الثقة في طبقة رجال العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه علي بن محمّد بن الزبير، وجعفر بن محمّد بن مسعود

ص: 23


1- شواهد التنزيل: 1 : 450/324، الاستبصار 1 : 1648/427.
2- معجم رجال الحديث 9 : 243.
3- الاستبصار 1: 1648/427، شواهد التنزيل 1 : 450/324.
4- رجال الكشى: 507 / 979، 451 / 85.
5- رجال الطوسي: 5/432.
6- رجال النجاشي: 572/219، رجال الطوسي: 11/433، رجال الكشي: 136/80.
7- الخلاصة : 35/110، رجال الكشي: 1014/530.

عن أبيه، عنه (1).

32 - علي بن جعفر بن العبّاس الخزاعي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسكاني (2).

وفي آخر رجال الكشي، عن محمّد بن مسعود، أنه قال: علي بن جعفر بن العبّاس الخزاعي كان واقفياً(3). وعده الشيخ في الرجال من أصحاب العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : واقفي مروزي (4).

33 - علي بن الحسن: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (5). ويحتمل اتحاده مع ابن فضال الآتي.

34 - علي بن الحسن بن علي بن فضال: روى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الصدوق والكشي (6).

و عن أبي عمر و الكشي: أنه سأل محمّد بن مسعود العيّاشي عن جماعة منهم علي بن الحسن، فقال: ما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة، وكان أحفظ الناس، ولم يكن كتاب عن الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من كلّ صنف إلا وقد كان عنده، غير أنه كان فطحياً، يقول بعبد اللّه بن

ص: 24


1- هداية المحدثين: 207.
2- شواهد التنزيل :1 595/432.
3- رجال الكشي: 1151/616.
4- رجال الطوسي: 23/434.
5- رجال الكشي : 300/1772، 426/235، 1035/546.
6- الخصال: 6/582، معاني الأخبار: 1/138، رجال الكشي: 14/7، 72/26، 137/8، وغيرها كثير.

جعفر، ثمّ بأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان من الثقات (1).

35 - علي بن عبداللّه: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (2).

36 - علي بن علي الخزاعي: ويقال له علي بن أبي علي الخزاعي، كما في بعض نسخ الرجال للكشي، وهو أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي، أخو دعبل الشاعر، له كتاب كبير عن الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولد سنة 172ه وتوفّى سنة 283 ه، فكان عمره 111 سنة، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

وروى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الكشي والحاكم الحسکانی (4).

37 - علي بن قيس القومسي: روى عنه العيّاشي، كما وقع في إسناد الشيخ الكشي(5).

38 - علي بن محمّد روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والكشي والحاكم الحسكاني (6). ويحتمل اتحاده مع الذي بعده.

39 - علي بن محمّد بن شجاع: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ

ص: 25


1- رجال الكشي: 1014/530.
2- علل الشرایع: 1/129.
3- معجم رجال الحديث 12 : 100.
4- رجال الكشي: 123/68، 203/127 و 204، شواهد التنزيل 1: 451/324.
5- رجال الكشي 130/74.
6- كمال الدين: 13/413، رجال الكشي: 8039، شواهد التنزيل 1: 785/106.

الصدوق (1).

40 - علي بن محمّد بن عيسى: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشى (2).

41 - علي بن محمّد بن فيروزان القمّي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (3)، ويحتمل اتحاده مع علي بن محمّد بن يزيد الآتي.

وفي رجال الشيخ في من لم يرو عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : كثير الرواية، يكنى أبا الحسن، كان مقيماً بكش (4).

42 - علي بن محمّد القمّي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والكشي(5). ويحتمل اتحاده مع علي بن محمّد بن يزيد، أو ابن فيروزان الآتيين بقرينة التقييد بالقمّي، ورواية محمّد بن مسعود عنه، وروايته عن أحمد بن محمّد ومحمد بن أحمد وبنان بن محمّد، كما في رجال الكشي.

43 - علي بن محمّد بن يزيد الفيروزاني القمّي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (6)، ويحتمل اتحاده مع علي بن محمّد بن فيروزان المتقدم وعلي بن محمّد بن يزيد القمّي الآتي.

44 - علي بن محمّد بن يزيد القمّي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد

ص: 26


1- كمال الدين: 1/316، 46/350.
2- رجال الكشي: 765/407.
3- رجال الكشي: 369/ 5، 209/4.
4- رجال الشيخ: 7/478.
5- كمال الدين: 12/329، رجال الکشی 113/63.
6- رجال الكشي: 490/271.

الشيخ الكشي (1). ويحتمل اتحاده مع سابقه.

45 - الفتح بن محمد: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسكاني(2).

46 - الفضل بن شاذان أبو محمّد النيسابوري، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي والعسكري (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وقال : كان متكلماً ثقةً جليل القدر (3).

روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (4)، وللفضل ابن شاذان مكاتبة مع العيّاشي كما في الحديث (1263) من هذا التفسير.

47 - القاسم بن محمد: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الطوسى (5) ولعله القاسم بن محمّد الأزدي الذي هو من أصحاب العيّاشي، كما صرح به الشيخ في الرجال (6)، وسيأتي في تلامذته.

48 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن فارس: روى عنه العيّاشي: كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (7).

49 - محمّد بن إبراهيم الوراق: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (8). وعده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وقال : من أهل

ص: 27


1- رجال الكشي: 87/41، 516/292، 845/449.
2- شواهد التنزيل: 1 : 904/197.
3- معجم رجال الحدیث 13: 289.
4- رجال الكشي: 262/158، 380/213، 691/370، 711/379.
5- أمالي الشيخ الطوسي: 411/232.
6- رجال الطوسى: 1/489.
7- رجال الكشي: 860/455.
8- كمال الدين: 8/481.

سمرقند (1).

50 - محمّد بن أحمد: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (2). ويحتمل اتحاده مع من بعده.

51 - محمّد بن أحمد بن حماد المروزي: أبو علي المحمودي، عده الشيخ من أصحاب الهادي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3)، وروى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الكشي (4).

52 - محمّد بن أحمد بن نعيم : أبو عبداللّه الشاذاني، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5)، وروى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (6).

53 - محمّد بن أحمد النهدي الكوفي: روى عنه العيّاشي كما ورد في أسانيد الشيخ الطوسى والكشى (7). وقد تقدم ذكره فى حمدان بن أحمد.

54 - محمّد بن جعفر: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الكشي وكتاب الاختصاص (8).

55 - محمّد بن حاتم: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق

ص: 28


1- رجال الطوسي: 33/497.
2- رجال الكشي: 819/433.
3- معجم رجال الحديث 327/14.
4- رجال الكشي: 511 / 986، 559 / 1057، 1060/1058، 561 / 1060، 1144/614.
5- رجال الطوسي: 13/436.
6- رجال الكشي: 419/231، 774/411.
7- أمالي الشيخ الطوسي: 54/45، رجال الكشي: 635/343.
8- الاختصاص: 191، رجال الكشي: 207/129.

والشيخ المفيد (1)، ولعلّه محمّد بن حاتم القطان الذي ذكره الشيخ الصدوق في المشيخة في طريقه إلى حماد بن عمرو (2).

56 - محمّد بن شاذان بن نعيم: روى عنه محمّد بن مسعود، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (3). وعدّه الشيخ الصدوق من وكلاء الإمام صاحب الزمان (عَلَيهِ السَّلَامُ) الذين رأوه ووقفوا على معجزته (4). ويحتمل أن يكون هذا هو محمّد ابن أحمد بن نعيم أبو عبداللّه الشاذاني الذي تقدم.

57 - محمّد بن علي بن خلف العطار: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسكاني (5)، ويحتمل كونه محمّد بن علي بن خالد العطار الواقع في إسناد الكشي في ترجمة صعصعة بن صوحان لاتحاد المروي عنه (6)، على أن العيّاشي روى عنه بالواسطة كما في الكشي.

58 - محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين العبيدي البغدادي: أبو جعفر روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (7).

59 - محمّد بن أبي نصر: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (8)، ولعله من أصحاب الإمام الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كما ذكره البرقى في رجاله (9)

ص: 29


1- الخصال: 228/171، أمالي المفيد: 11/327.
2- معجم رجال الحديث 15 : 182.
3- رجال الكشي: 656/350، 788/416.
4- كمال الدين: 16/442.
5- شواهد التنزيل :1 595/432.
6- رجال الكشي: 123/68.
7- رجال الكشي: 243/150، 808/431.
8- علل الشرایع: 1/53.
9- معجم رجال الحدیث 14: 298.

60 - محمّد بن نصير من أهل كش ثقة جليل القدر كثير العلم، روى عنه أبو عمرو الكشي (1) ومحمد بن مسعود العيّاشي في موارد كثيرة من أسانيد الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والكشي (2).

61 - محمّد بن يزداد الرازي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي والحاكم الحسكاني (3). وعده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

وفي من لم يرو عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : محمّد بن يزداد، يروي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (5).

62 - ابن المغيرة: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (6)، ولعله ابن أزداد بن المغيرة المتقدم لروايته عن الفضل بن شاذان في الموردين (7).

63 - نصر بن أحمد البغدادي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والشيخ المفيد والحاكم الحسكاني (8).

ص: 30


1- الخلاصة: 148 / 50، رجال الشيخ: 34/497.
2- معاني الأخبار: 7/339، من لا يحضره الفقيه :2: 512/119، التهذيب 3: 942/306، رجال الكشي : 9/5، 75/37، 161 / 270، 348/198، 214/ 384، 449/244. وغيرها كثير.
3- رجال الكشي: 10/17، 127/72، شواهد التنزيل 1: 368/272.
4- رجال الطوسي: 12/436.
5- رجال الطوسي 98/509.
6- رجال الكشي 407/228.
7- رجال الكشي: 387/216، 407/228.
8- علل الشرايع 2/201، أمالي المفيد: 3/29، شواهد التنزيل 1: 13/21، 1: 512/370.

64 - نصر بن الصباح: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (1).

وقال النجاشي: نصر بن صباح أبو القاسم البلخي غال المذهب. روى عنه الكشي، له كتب، منها: كتاب معرفة الناقلين كتاب فرق الشيعة. أخبرنا الحسين بن أحمد بن هدية، قال حدّثنا جعفر بن محمّد قال حدّثنا محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشى عنه (2).

65 - يوسف بن السُّخت: روى عنه محمّد بن مسعود العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والكشي وعلي بن محمّد الخزاز القمّي (3).

تلامذته وأصحابه

روى عن العيّاشي جمع غفير من العلماء والرواة، تخرجوا عليه في داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم ومدرسة للخاص والعام، أو خلال ترحاله في طلب العلم في نواحي خراسان وقم وبغداد والكوفة وغيرها، وتجد من بين أصحابه وغلمانه الفقهاء الأجلّة والمؤلفين الفضلاء والرواة الثقات والحفاظ الأخيار والزهاد الأتقياء الذين تلمذوا له وتخرجوا على يده.

فمن الفقهاء أحمد بن عيسى العلوي، الذي كان يفتي كل فرقة بفتياها، ومن المؤلفين أبو الحسين بن أبي طاهر الطبري وأبو عمرو الكشي، ومن الرواة الثقات

ص: 31


1- کمال الدين: 14/330.
2- رجال النجاشي: 1149/428.
3- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 1 : 15/27، كفاية الأثر : 113، رجال الكشي: 1129/606.

عبداللّه بن طاهر النقّار، وحمدويه بن نصير وحيدر بن محمّد بن نعيم السمر قندي الذي كان يروي جميع مصنفات الشيعة وأصولهم بقراءة وإجازة وله كتب، ومن الحفاظ الأخيار محمّد بن نعيم الخياط الذي كان حافظاً رغم كونه أمياً، ومن الزهّاد الأتقياء علي بن إسماعيل الدهقان، ومحمد بن يوسف الجعفري.

وفيما يلى قائمة بأسماء تلامذته وأصحابه الرواة عنه مرتبةً وفق التسلسل الهجائي للحروف، وهي تشتمل على ما تسنّى لنا جمعه من كتب الرجال وطرق الروايات:

1 - إبراهيم الحبوبي، قال الشيخ: من غلمان (1) العيّاشي(2).

2 - أحمد بن الصفار، قال الشيخ من غلمان العيّاشي (3).

3 - أحمد بن عيسى بن جعفر العلوي العمري:

قال النجاشي في ترجمة علي بن محمّد بن عبداللّه: أبو الحسن القزويني القاضي، وجه من أصحابنا، ثقة في الحديث قدم بغداد سنة ست وخمسين وثلاثمائة ومعه كتب العيّاشي قطعة، وهو أول من أوردها الى بغداد، ورواها عن أبي جعفر أحمد بن عيسى العلوي الزاهد، عن العيّاشي (4).

وفي رجال الشيخ : ثقة، من أصحاب العيّاشي (5).

ص: 32


1- قال الشيخ التستري: قول الشيخ في كثير من عناوين من لم يرو عنهم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (من أصحاب العيّاشي) أو (من غلمان العيّاشي) ومنها في ترجمة الكشي وأحمد بن يحيى أبي نصر، الذي وثقه في الكنى، دال على أنه من العلماء الذين تخرجوا على يده. (قاموس الرجال 1 : 52.
2- رجال الطوسي: 11/439.
3- رجال الطوسي: 11/439.
4- رجال النجاشي: 693/267.
5- رجال الطوسي 7/439.

4 - أحمد بن محمّد بن الحسين الأزدي، قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (1).

5 - أحمد بن يحيى، يكنى أبا نصر قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (2).

وقال في الكنى: أبو نصر، يحيى الفقيه من أهل سمرقند، ثقة خيّر فاضل، كان يفتي العامة بفتياهم، والحشوية بفتياهم، والشيعة بفتياهم (3).

6 - أحمد بن يعقوب بن السنائي، أبو نصر، قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (4).

7 - أبو بكر القناني، قال الشيخ: زاهد، من أصحاب العيّاشي (5).

بكر الكرماني، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (6).

9 - جعفر بن أبي جعفر السمرقندي، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (7).

10 - أبو جعفر بن أبي عوف، قال الشيخ نجاري، من أصحاب العيّاشي (8).

11 - جعفر بن محمّد أبو القاسم الشاشي، قال الشيخ من غلمان العيّاشي(9).

12 - جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، قال الشيخ: فاضل، روى عن أبيه

ص: 33


1- رجال الطوسي: 16/440.
2- رجال الطوسي: 13/439.
3- رجال الطوسي: 18/520.
4- رجال الطوسي: 9/439.
5- رجال الطوسي: 19/520.
6- رجال الطوسي: 1/456.
7- رجال الطوسى 13/459.
8- رجال الطوسي: 24/520، وفي طبعة جماعة المدرسين: 451، بخاري بدلاً من نجاري.
9- رجال الطوسي: 12/459.

جميع كتبه، روى عنه أبو المفضل الشيباني (1).

13 - حسن الكرماني، قال الشيخ: روى عن العيّاشي (2).

14 - أبو الحسين بن أبي طاهر الطبري:

قال الشيخ: وقيل: اسمه علي بن الحسين، روى عن أبي جعفر الأسدي، وعن جعفر بن محمّد بن مالك، من غلمان العيّاشي (3).

وزاد في الفهرست له كتاب مداواة الجسد لحياة الأبد (4).

و ترجم له في موضع آخر قائلاً: علي بن الحسين بن علي، يكنى أبا الحسن ابن أبي طاهر الطبري من أهل سمرقند، ثقة، وكيل، يروي عن جعفر بن محمّد بن مالك وعن أبي الحسين الأسدي (5).

15 - الحسين الغزال الكنتجي، قال الشيخ: يروي عن العيّاشي (6).

16 - الحسين بن نعيم قال الشيخ يروي عن العيّاشي (7).

17 - حمدويه بن نصير بن شاهي:

قال الشيخ: سمع يعقوب بن يزيد، روى عن العيّاشي يكنى أبا الحسن عديم النظير في زمانه كثير العلم والرواية، ثقة، حسن المذهب (8).

ص: 34


1- رجال الطوسي: 10/463.
2- رجال الطوسي: 14/463.
3- رجال الطوسي: 4/518.
4- الفهرست للطوسي: 807/184.
5- رجال الطوسي: 5/478.
6- رجال الطوسي: 12/463.
7- رجال الطوسي: 11/463.
8- رجال الطوسي: 9/463.

18 - حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي:

قال الشيخ عالم جليل يكنى أبا أحمد، يروي جميع مصنفات الشيعة وأصولهم عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّي، وعن أبي عبداللّه الحسين بن أحمد بن إدريس القمّي، وعن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي، وعن أبيه، روى عن الكشي عن العيّاشي جميع مصنفاته، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة أربعين وثلثمائة، وله منه إجازة، وله كتب ذكرناها في الفهرست (1).

وقال في الفهرست: فاضل جليل القدر من غلمان محمّد بن مسعود العيّاشي، وقد روى جميع مصنفاته وقرأها عليه، وروى ألف كتاب من كتب الشيعة بقراءة وإجازة، وهو يشارك محمّد بن مسعود في روايات كثيرة، ويتساويان فيها، وروى عن أبي القسم العلوي وأبي القسم جعفر بن محمّد بن قولويه، وعن محمّد ابن عمر بن عبدالعزيز الكشي، وعن زيد بن محمّد الحلقي، وله مصنفات، منها تنبيه عالم قتله علمه الذي هو معه، وكتاب النور لمن تدبره، أخبرنا بهما جماعة من أصحابنا، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، عن حيدر (2).

وقال العلامة: عالم جليل القدر، ثقة، فاضل، من غلمان محمّد بن مسعود العيّاشي، يكنى أبا أحمد، يروي جميع مصنفات الشيعة وأصولهم، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة أربعين وثلاثمائة، وله منه إجازة (3).

ص: 35


1- رجال الطوسي: 8/463.
2- الفهرست للطوسي: 249/64.
3- الخلاصة: 1/57.

19 - زيد بن أحمد الخلقي، قال الشيخ: يزدكي، من أصحاب العيّاشي (1).

20 - سعد الصفار، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (2).

21 - أبو عبداللّه البقال، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (3).

22 - عبد اللّه بن طاهر النقار، قال الشيخ: ثقة، حلواني، صالح، ورع، يكنى أبا القاسم، من أصحاب العيّاشي (4).

23 - عبداللّه الصيدلاني، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (5).

24 - علي بن إسماعيل الدهقان، قال الشيخ زاهد، خیر، فاضل، من أصحاب العيّاشي (6).

25 - علي بن حسنويه الكرماني، قال الشيخ: من تلامذة أبي النضر محمّد ابن مسعود العیاشی (7).

26 - علي بن موسى بن إسحاق، روى عن محمّد بن مسعود بن محمّد العيّاشي، كما في أسانيد الحاكم الحسكاني (8).

27 - أبو علي الوارثي، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (9).

ص: 36


1- رجال الطوسي: 2/473.
2- رجال الطوسي: 2/474.
3- رجال الطوسي: 23/520.
4- رجال الطوسى: 11/479.
5- رجال الطوسي: 13/479.
6- رجال الطوسي: 9/478.
7- رجال الطوسي: 10/479.
8- راجع شواهد التنزيل 1 : 13/21، 1: 93/10، 1: 249/192، 1: 512/370، 2: 349 / 116.
9- رجال الطوسي: 20/520.

28 - عمرو الخياط، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي(1).

29 - أبو عمرو الخياط، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (2).

30 - القاسم بن محمّد الأزدي، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (3).

31 - أبو القاسم الهاشمي (4)، روى عن أبي النضر العيّاشي، كما في إسناد الحاكم الحسكاني (5).

32 - الليث بن نصر، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (6).

33 - محمد بن بلال المعلم، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (7).

34 - محمّد بن شعيب البوجاكني، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (8).

35 - محمّد بن طاهر بن جمهور، قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (9).

36 - محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي.

قال النجاشي: أبو عمرو، كان ثقةً، عيناً، وروى عن الضعفاء كثيراً، وصحب العيّاشي وأخذ عنه، وتخرّج عليه وفى داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم (10).

ص: 37


1- رجال الطوسي: 12/479.
2- رجال الطوسي: 22/520.
3- رجال الطوسي: 1/489.
4- الظاهر من أسانيد الحاكم الحسكاني أنه عبد الرّحمن بن محمّد الحسني.
5- شواهد التنزيل 2 : 1084/327.
6- رجال الطوسي: 1/491.
7- رجال الطوسي: 42/498.
8- رجال الطوسى: 44/498.
9- رجال الطوسى: 39/498.
10- رجال النجاشي: 372.

وفي رجال الشيخ: محمّد بن عمر الكشي، من غلمان العيّاشي (1).

37 - محمّد بن فتح المعلم، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (2).

38 - محمّد بن نعيم الخياط، قال الشيخ: أُمّي إلا أنه كان حافظاً، يروي عن العيّاشي (3).

39 - محمّد بن يحيى الضرير المؤدب قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (4).

40 - محمّد بن يوسف بن يعقوب الجعفري، قال الشيخ: الدين الزاهد من أصحاب العيّاشي (5).

41 - أبو نصر الخلقاني، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (6).

مصنفاته

كان العيّاشي عالماً كثير التصانيف، فقد اشتغل منذ نعومة أظفاره في تحصيل العلم وترويجه، ولم يلبث كثيراً حتّى برع في علوم كثيرة كالفقه والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ والعقائد والطب والنجوم والقيافة وغيرها، كما هو واضح من القائمة التي سنوردها من مؤلفاته.

وقد وفق لتأليفات جمّة صرّح أغلب المترجمين له أنها تزيد على مائتي

ص: 38


1- رجال الطوسى: 38/497.
2- رجال الطوسي: 43/498.
3- رجال الطوسى 40/498.
4- رجال الطوسى: 41/498.
5- رجال الطوسى 45/498.
6- رجال الطوسي: 21/520.

مصنف (1)، وقال ابن النديم: ذكر حيدر بن محمّد بن نعيم (2) أن كتبه مائتان وثمانية كتب، وأنّه ضلّ عنه من جميعها سبعة وعشرون كتاباً (3)، وقال أيضاً: ولكتبه، بنواحي خراسان شأن من الشأن (4).

ولم تقتصر شهرة كتبه في سمرقند ونواحي خراسان، بل وصلت إلى بغداد أيضاً، ففي ترجمة على بن محمّد القزويني القاضي في رجال النجاشي، قال: وجه من أصحابنا، ثقة في الحديث قدم بغداد سنة 356 ومعه من كتب العيّاشي قطعة، وهو أول من أوردها إلى بغداد، ورواها عن أبي جعفر أحمد بن عيسى العلوي الزاهد، عن العيّاشي (5).

وقد عدّ ابن النديم من كتب العيّاشي 175 كتاباً، وقال: كتب حيدر بن محمّد ابن نعيم ويكني أبا أحمد، إلى أبي الحسن علي بن محمّد العلوي كتاباً في آخره: نسخة ما صنفه العيّاشي، وقد ذكرته على ما رتبه صاحبه هذا (6)، وذكر الكتب.

وعدّ النجاشي من كتبه 157 كتاباً، وقال بعد إيرادها: أخبرني أبو عبداللّه بن شاذان القزويني، قال: أخبرنا حيدر بن محمّد السمرقندي، قال: حدّثنا محمّد بن مسعود (7).

ص: 39


1- فهرست الشيخ الطوسي: 137، رجال الطوسي: 497، رجال ابن داود 184، معالم العلماء: 99.
2- وهو من تلامذة العيّاشي كما تقدم.
3- الفهرست: 277.
4- الفهرست: 275.
5- رجال النجاشي: 267.
6- الفهرست: 275 - 277.
7- رجال النجاشي: 351 – 353.

وقال الشيخ الطوسي: له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف، ذكر فهرست كتبه أبو إسحاق النديم.... وعدّ منها 182 كتاباً، وقال بعد إيرادها: أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، عن أبيه (1).

وعد ابن شهر آشوب في المعالم 81 كتاباً من كتب العيّاشي (2)، وقد رتّبنا مجموع ما ذكره المشايخ من كتبه وفق تسلسل حروف الهجاء، فكانت 195 كتاباً، وهي كما يلي:

1 - كتاب ابتداء فرض الصلاة.

2 - كتاب إثبات إمامة علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).

3 - كتاب إثبات المسح على القدمين.

4 - كتاب الاجارات.

5 - كتاب الاجازات.

6 - كتاب الاجوبة المسكتة.

7 - کتاب احتجاج المعجز (3).

8 - كتاب الأخماس.

9 - كتاب الأذان.

10 - كتاب الاسارئ والغلول.

11 - كتاب الاستبراء.

12 - كتاب الاستخارة.

13 - كتاب الاستنجاء.

14 - كتاب الاستيذان.

15 - كتاب الأشربة.

16 - كتاب الأضاحي.

17 - كتاب الاقامة في الصلاة.

18 - کتاب الأكفاء والأولياء والشهادات في النكاح.

19 - كتاب الأنبياء والأئمّة.

20 - كتاب الأوصياء.

ص: 40


1- الفهرست: 137 – 139.
2- معالم العلماء: 99.
3- في فهرست ابن النديم: كتاب المعجزة.

21 - كتاب باطن القراءات.

22 - كتاب البداء.

23 - كتاب البر والصلة.

24 - كتاب البشارات.

25 - كتاب البيوع.

26 - كتاب الثياب.

27 - کتاب التجارة والكسب.

28 - كتاب تطهير الثياب.

29 - كتاب التفسير، وهو هذا الكتاب الذي نحن بصدد تحقيقه.

30 - كتاب التقية.

31 - كتاب التنزيل.

32 - كتاب التيمم.

33 - کتاب التوحيد والصفة.

34 - كتاب جراحات (1) الخطأ.

35 - كتاب جزاء المحارب.

36 - كتاب الجزية والخراج.

37 - كتاب جلد الشارب.

38 - کتاب الجمع بين الصلاتين.

39 - كتاب الجنائز.

40 - كتاب الجنائز الكبير.

41 - كتاب جناية العبيد.

42 - كتاب جناية العجم (2).

43 - كتاب الجنّة والنار.

44 - كتاب جوابات مسائل وردت من عدة بلدان

45 - كتاب الجهاد.

46 - كتاب الحث على النكاح.

47 - كتاب حد الزنا.

48 - كتاب حد الشارب.

49 - كتاب حد القاذف.

50 - كتاب الحدود.

51 - كتاب الحدود في السرقة.

52 - كتاب حدود الصلاة.

53 - کتاب حقوق الاخوان

54 - كتاب الحيض.

55 - كتاب الخمس.

56 - كتاب الخيار والتخيير.

ص: 41


1- في رجال النجاشي وفهرست ابن الندیم: جزافات.
2- في الفهرست للشيخ: العجماء.

57 - كتاب الدعاء.

58 - كتاب الدعوات.

59 - كتاب دلائل الأئمّة.

60 - كتاب الديات.

61 - كتاب الدين والحوالة والحمالة.

62 - كتاب دية الجنين.

63 - كتاب الذبائح.

64 - كتاب الرؤيا.

65 - كتاب الرجعة.

66 - كتاب الرد على من صام أو أفطر قبل رؤيته.

67 - كتاب الرضاع.

68 - كتاب الرهن.

69 - كتاب الزكاة.

70 - كتاب زكاة الفطرة

71 - كتاب الزنا والاحصان.

72 - كتاب الزهد.

73 - كتاب السبق والرمي (1).

74 - كتاب سجود القرآن.

75 - كتاب السفر.

76 - كتاب سنة الصلاة.

77 - كتاب السهو.

78 - كتاب سيرة أبي بكر.

79 - كتاب سيرة عثمان.

80 - كتاب سيرة عمر.

81 - كتاب سيرة معاوية.

82 - كتاب الشركة.

83 - كتاب الشروط.

84 - كتاب الشفعة.

85 - كتاب الشهادات.

86 - كتاب الصداق.

87 - كتاب الصدقة غير الواجية.

88 - كتاب الصرف.

89- کتاب صفة الجنّة والنار.

90 - كتاب الصفة والتوحيد.

91 - كتاب الصلاة.

92 - كتاب الصلاة على الأئمّة.

93 - كتاب صلاة الاستسقاء.

94 - كتاب صلاة الحضر.

95 - كتاب صلاة الحوائج والتطوع.

ص: 42


1- في فهرست ابن النديم والرماية.

96 - كتاب صلاة الخسوف والكسوف.

97 - كتاب صلاة الخوف.

98 - كتاب صلاة السفر.

99 - كتاب صلاة السفينة.

100 - كتاب الصلاة على الجنائز.

101 - كتاب صلاة العليل.

102 - كتاب صلاة العيدين.

103 - كتاب صلاة الغدير.

104 - كتاب صلاة الكسوف.

105 - كتاب صلاة نوافل النهار.

106 - كتاب صلاة يوم الجمعة.

107 - كتاب صنائع المعروف.

108 - كتاب الصوم.

109 - کتاب صوم السنة والنافلة.

110 - كتاب صوم الكفارات.

111 - كتاب الصيد.

112 - كتاب الطاعة.

113 - كتاب الطب.

114 - كتاب الطلاق.

115 - كتاب الطهارات الكبير.

116 - كتاب الظهار.

117 - كتاب العالم والمتعلم.

118 - كتاب العتق والكتابة.

119 - كتاب العدة.

120 - كتاب العدد.

121 - كتاب عشرة النساء.

122 - كتاب العقيقة.

123 - كتاب العمرة.

124 - كتاب الغسل.

125 - كتاب غسل الميت.

126 - كتاب الغيبة.

127 - كتاب فداء الأسارى.

128 - کتاب فرض طاعة العلماء.

129 - کتاب الفرق (1) بين حل المأكول وحرامه.

130 - کتاب فروع فرض الصوم.

131 - كتاب فضائل القرآن.

132 - كتاب القبالات والمزارعات.

133 - كتاب القبلة.

134 - كتاب قتل (2) المشركين.

ص: 43


1- في فهرست ابن النديم: الفرقان.
2- في فهرست ابن النديم: قتال.

135 - كتاب القرعة.

136 - كتاب القسامة.

137 - كتاب قسمة الزكوات.

138 - کتاب قسمة الغنيمة والفيء.

139 - کتاب القضاء وآداب الحكم.

140 - كتاب القطع والسرقة.

141 - كتاب القول بين القولين.

142 - كتاب الكتابة والعتق والتدبير.

143 - كتاب الكعبة.

144 - كتاب اللباس (1).

145 - كتاب لبسة الصلاة.

146 - كتاب اللعان.

147 - كتاب المآتم.

148 - كتاب ما أُبيح قتله في الحرم.

149 - كتاب ما يكره من الجمع بينهم.

150 - كتاب المتعة.

151 - كتاب محاسن الأخلاق.

152 - كتاب محبة الأوصياء.

153 - كتاب مختصر الجنائز.

154 - كتاب مختصر الحيض.

155 - كتاب مختصر الصلاة.

156 - كتاب مختصر الصوم.

157 - کتاب مختصر الطهارات.

158 - كتاب مختصر المناسك.

159 - کتاب مختصر يوم وليلة.

160 - كتاب المداراة.

161 - كتاب المروة.

162 - كتاب المزار.

163 - كتاب المساجد.

164 - كتاب المسح على القدمين.

165 - كتاب المضاربة.

166 - كتاب معاريض الشعر.

167 - كتاب المعاقل.

168 - كتاب معرفة البيان.

169 - كتاب معرفة الناقلين.

170 - كتاب معيار الأخبار.

171 - كتاب مكّة والحرم.

172 - كتاب الملاحم.

ص: 44


1- في مستدركات علم الرجال 7: 323، و من كتب العيّاشي كتاب اللباس، ينقل عنه في مكارم الأخلاق كثيراً.

173 - كتاب الملاهي.

174 - كتاب المناسك.

175 - كتاب من يكره مناكحته.

176 - كتاب المواريث.

177 - کتاب مواقيت الظهر والعصر.

178 - کتاب الموضع تذكر فيه الشرائع.

179 - کتاب النجوم والقيافة (1).

180 - كتاب النذور.

181 - کتاب النسا والولاء.

182 - كتاب النسية.

183 - كتاب النشوز والخلع والمباراة.

184 - كتاب النكاح.

185 - كتاب نكاح المماليك.

186 - كتاب النوادر

187 - كتاب الهبة.

188 - کتاب الوتر وصلاة الليل.

189 - كتاب وجوب الحجّ.

190 - كتاب الوصايا.

191 - كتاب الوضوء.

192 - كتاب الوطئ بملك اليمين.

193 - كتاب اليمين مع الشاهد.

194 - كتاب يوم وليلة.

195 - كتب الصلاة.

تنبيه

ذكر ابن النديم بعد إيراد قائمة كتب العيّاشي بعض الكتب التي صنفها من رواية العامة، قال: وممّا صنفه من رواية العامة:

1 - كتاب سيرة أبي بكر.

2 - كتاب سيرة عمر.

3 - كتاب سيرة عثمان.

4 - كتاب سيرة معاوية.

5 - كتاب معيار الأخيار.

ص: 45


1- في فهرست ابن النديم: النجوم والفال والقيافة والزجر.

6 - كتاب الموضع (1).

وقد ذكرناها في محلها من قائمة مصنفاته المتقدّمة.

تفسير العيّاشي

إشارة:

بقي كتاب التفسير من بين كتب العيّاشي التي تجاوزت المائتين يتيماً ناقصاً، فلم يصل إلينا من كتبه غيره، وقد ذكره جميع المترجمين له، ولم يتردّدوا في نسبته إليه، وقد أصيب هذا التفسير من جانبين:

1 - إنه كان مسنداً فاختصره بعض النساخ وحذف أسانيده وأبقى المتون، فالموجود منه هو مختصر التفسير.

قال العلامة المجلسي: لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار، وذكر في أوله عذراً هو أشنع من جرمه (2).

وكان عذره أنه لم يجد في دياره من كان عنده سماع أو إجازة من المصنف، فحذف الاسناد ريثما يتهيأ له ذلك.

ومن بين الأسانيد الباقية فى هذا التفسير سند الأحاديث 415 و 416 و 572 من تفسير سورة البقرة، وسند الحديث 2561 في تفسير سورة الاسراء، وممّا نود التنويه عليه هنا هو أنّ أغلب الأحاديث التي خرجناها في هذا التفسير من مجمع البيان للطبرسي ومن مصنفات الشيخ الصدوق ومن شواهد التنزيل للحسكاني، وردت باسناد كامل من المؤلفين المذكورين إلى العيّاشي، ومن العيّاشي إلى الرواة والأصحاب، فالأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ).

ص: 46


1- الفهرست: 277.
2- بحار الأنوار: 1: 28.

2 - إن الجزء الثاني منه مفقود، والموجود منه هو جزءه الأول الذي ينتهى بأواخر تفسير سورة الكهف، ولم ينقل المحدثون وأرباب التفاسير الروائية - سيما المتأخرون منهم - إلّا من جزئه الأول، كالبحراني والحويزي والحر العاملي والعلامة المجلسي والفيض الكاشاني وغيرهم.

وقد كانت نسخة التفسير الكاملة مع إسنادها عند بعض المتقدّمين كالحافظ عبیداللّه بن عبداللّه المعروف بالحاكم الحسكاني من أعلام القرن الخامس، فقد نقل عن تفسير العيّاشي في كتابه (شواهد التنزيل)، والشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي واللّه المتوفى نحو سنة 548ه، نقل عن تفسير العيّاشي في تفسيره (مجمع البيان)، وكلاهما نقلا عنه مصرحين باسم الكتاب ومؤلفه (1) وباسناد تام في بعض الموارد من مجمع البيان، وفي كثير من الموارد من كتاب شواهد التنزيل.

ودليل كونه كاملاً عندهما هو نقلهما من الجزء المفقود في موارد كثيرة يمكن ملاحظتها في المستدرك الذي أعددناه في آخر هذا الكتاب.

ويبدو لنا أن النسخة الكاملة كانت عند السيد علي بن موسى بن طاؤس (رَحمهُ اللّه) المتوفّى سنة 664 ه أيضاً، حيث نقل في (سعد السعود) من تفسير العيّاشي، عند تفسيره الآية 32 من سورة فاطر (2)، أي من الجزء المفقود من الكتاب.

أهمية التفسير

تفسير العيّاشي هو أحد أركان كتب التفسير المأثور عن أئمة الهدى أهل

ص: 47


1- راجع شواهد التنزيل 1 : 432 و 106:2، 268، 305، و 317. ومجمع البيان 351:7، 664:8 ومواضع كثيرة يمكن ملاحظتها من خلال تخريجات الكتاب والمستدرك.
2- سعد السعود: 79.

بيت النبيّ المعصومين (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وذلك لقدمه وجلالته وثقة مؤلفه، وقد أعتمده أغلب المتأخرين في تفاسيرهم ومجامعهم الحديثية. وقد ذكرنا بعضهم آنفاً.

وليس من شك أن حديث أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) من أهم مفاتيح فهم كتاب اللّه تعالى، ولا يَتَيَسَّر للمفسّر أن يفهم كتاب اللّه إذا لم يضع أمامه الخطوط الأساسية التي رسمها أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لفهم كتاب اللّه، وإذا لم يستعن بأحاديثهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) في فهم دقائق القرآن ورقائق معانيه، وذلك من خلال هذا التفسير وغيره من مصادر التفسير الأثري المعروفة عند الإمامية.

ومما لا ريب فيه أنّ الدعائم الأساسية والخطوط الرئيسية في منهج أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) في تفسير القرآن الكريم هي:

1 - تنزيه الخالق تعالى عن التجسيم.

2 - تنزيه الأنبياء عن المعاصي.

3 - تنزيه القرآن وسلامته من التحريف.

4 - نفي الغلو ومحاربة الغلاة، هذا فضلاً عن منهج مدرسة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) المعروف في تفسير القرآن بالقرآن، وآرائهم وعقائدهم في استحالة الرؤية وفي مسألة الهداية والضلالة والجبر والتفويض وغيرها من المسائل المبثوثة في كتب العقائد والكلام، ولسنا هنا بصدد إيضاحها وبيانها، ولكننا نود الاشارة هنا إلى أنه كل ماورد في هذا التفسير أو في غيره من كتب التفسير أو الرواية عند الإمامية مخالفاً لعقائد الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) المشار إليها سيما ما يشم منه رائحة الغلوّ أو القول بالتحريف، فالأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) منه براء.

روى الشيخ الصدوق باسناده عن الإمام الرضاء (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا، وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو، وثانيها

ص: 48

التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فاذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا، ونسبوهم إلى القول بربو بيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا (1).

عملنا في الكتاب

يمكن تلخيص موارد عملنا في هذا الكتاب إلى ثلاث نقاط رئيسية:

1 - التحقيق.

2 - إعداد المستدرك.

3 - إثبات أسانيد العيّاشي.

التحقيق

عمد قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة إلى تحقيق كتاب التفسير لمحمد ابن مسعود العيّاشي، ذلك لما يحظى به الكتاب من أهمية بكونه من المصادر الأولية للتفسير الأثري عنه الإمامية، كما أنه لم يحظ بما يستحقه من التصيح والضبط على نسخه المخطوطة، فبقي الكتاب يعاني في كثير من مواضعه من مشكلات الأوهام والتصحيف والتحريف في أسماء الرواة ومتون الأحاديث وغيرها (2)، على الرغم من أن تحقيقه الأول 1380 ه قد بذل فيه محقّقه مزيداً من الجهد في المقابلة بنسختين مخطوطتين وببعض المصادر التي نقلت عنه، لذا فقد بذلنا أقصى

ص: 49


1- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 1 : 304.
2- ألحقنا في آخر هذه المقدمة بعض موارد التصحيفات والأوهام في التحقيق الأول 1380 ه. وقد صححناها وفقاً لنسخ الكتاب الأربع أو بعضها، فلاحظها.

ما يسعنا من الجهد في سبيل تنقيته وتصحيحه وإخراجه بطبعة جديدة محققة.

النسخ المعتمدة

اعتمدنا في تحقيقنا هذا على النسخ التالية.

1 - النسخة المخطوطة المودعة في مكتبة دستغيب في شيراز، مكتوبة سنة 1091 ه، ورمزنا لها بالحرف (أ).

2 - النسخة المخطوطة المودعة في مكتبة آستان قدس رضوي في مشهد، رقمها 180، كتبها عبدالرزاق الرهابادي الاردكاني اليزدي سنة 1301ه، ورمزنا لها بالحرف (ب).

3 - النسخة المخطوطة المودعة في مكتبة آستان قدس رضوي في مشهد رقمها 7513، كتبها محمّد حسين بن زین العابدين الارموي الرضائي في سنة 1353ه في النجف، ورمزنا لها بالحرف (ج) وهي منسوخة من نسخة قديمة و مصححة على نقول صاحب تفسير البرهان والصافي من العيّاشي كما صرح ناسخها في صفحتها الأخيره.

4 - النسخة المخطوطة المودعة في مكتبة آستان قدس رضوي في مشهد، رقمها 1490، كتبها حسن بن محمّد عربشاه العلوي الحسيني في سنة 1348ه.ش و رمزنا لها بالحرف (د).

5 - الطبعة الحروفية المطبوعة بتحقيق السيّد هاشم الرسولي المحلاتي و رمزنا لها بالحرف (ه).

ص: 50

مراحل التحقيق

كان عملنا في تحقيق هذا الكتاب وفق المنهج الذي يتبناه قسم الدراسات الإسلامية لمؤسسة البعثة في التحقيق الجماعي، وتبعاً للمراحل التالية:

1 - مقابلة النسخة المطبوعة بالنسخ الأربع، وتثبيت كافة الاختلافات الموجودة بينها.

2 - تخریج نصوص الكتاب من الآيات القرآنية والأحاديث وضبطها.

3 - مقابلة الكتاب بالمصادر التي نقلت عنه كالبحار للعلامة المجلسي والوسائل للحر العاملي، وتفسير البرهان للسيد البحراني، ومستدرك الوسائل للمحدث النوري، والصافي للفيض الكاشاني وغيرها.

4 - تقويم النص بتخليصه من التصحيف والتحريف والسقط، والنظر في اختلافات النسخ، وانتخاب الأمثل منها لمتن الكتاب، وإثبات الموارد الأخرى ذات الوجوه المحتملة في الهامش، وتكميل بعض الموارد الناقصة من المصادر بوضعها بين معقوفتين [ ].

5 - شرح المفردات الصعبة أو الغريبة الواردة في الحديث، وكذا أسماء البلدان وبعض الأعلام.

6 - تثبيت الهوامش وتنظيمها وفق أسلوب علمي متناسق.

7 - المراجعة النهائية التي تتضمن متابعة وتدقيق جميع الفقرات المتقدمة، للتحقق من سلامة العمل في كل مراحله وتدارك السهو والسقط والخطأ، ليكون المتن بعد ذلك معداً للطبع.

8 - تدقيق الكتاب بعد الطباعة ومقابلته بالأصل لتلافي القدر الأكبر من أخطاء الطباعة المحتملة.

ص: 51

9 - ترقيم أحاديث التفسير برقم مسلسل عام من أول التفسير إلى آخره ورقم آخر خاص لكل باب من أبواب المقدمة أو لكل سورة من سور التفسير، وتثبيت رقم الآيات المفسّرة في المتن بوضعها بين معقوفتين لتكون أسهل تناولاً.

10 - إعداد فهارس مختلفة تكشف عن مضامين التفسير.

المستدرك

سبق أن ذكرنا بأن هذا الكتاب وصل إلينا ناقصاً، فقد سقط نصفه الثاني الذي يبدأ من سورة مريم إلى آخر التفسير، ولهذا فقد عمدنا إلى اعداد مستدرك للكتاب، يعتمد الكتب التي نقلت عن النسخة الكاملة له، فكان جلّ اعتمادنا في ذلك على تفسير مجمع البيان للطبرسي، وكتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، و بعض نقول الشيخ ابن شهر آشوب والسيد ابن طاؤس.

كما واعتمدنا على مرويات رجال الكشي وكتب الشيخ الصدوق وغيرها عن العيّاشي في مجال التفسير، وذلك لأننا وجدنا قسماً من هذه المرويات تطابق ما رواه العيّاشي في النصف الموجود من تفسيره، وذلك واضح لمن تأمل تخريجات النصف الأول من كتب الشيخ الصدوق ورجال الكشي، حيث يلاحظ المطابقة التامة في سند الحديث ومتنه، مع تمام السند من المصنف وإلى العيّاشي فالرواة في بعضها، لذلك اعتمدنا ما نقله الشيخ الصدوق والكشي من مرويات العيّاشي في التفسير في قسمه المفقود.

وكان حصيلة هذا المستدرك (116) حديثاً موزّعة على (49) سورة من السور التي لم ترد في النصف الأول من التفسير، وقد أثبتناها في قسم الأول من ملحقات الكتاب، فكان هذا المستدرك ذا أهمية فائقة للمعنيين بالتحقيق في تراث

ص: 52

أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) ولإحياء هذا الأثر المهم وتقديمه بشكل أتم وأكمل للباحثين والمحققين الكرام.

أسانيد العيّاشي

ذكرنا أن الخلل الثاني الذي لحق بهذا الكتاب بعد فقدان نصفه الثاني، هو إسقاط الاسناد، ولذلك فقد تتبعنا أسانيد العيّاشي الواردة في مجمع البيان للعلامة الطبرسي وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، والظاهر أنها عين أسانيد التفسير، كما قمنا بجرد لكافة المصنفات المتوفرة لدينا من كتب الإمامية، فأثبتنا السند حيثما وجدنا اسم محمّد بن مسعود العيّاشي واقعاً فيه، فكان حصيلة ذلك (333) إسناداً، و (228) راوياً، على أن هذه الأسانيد لا تغطّي جميع مساحة التفسير أولاً، ولا تعني بالضرورة أن يكون كل حديث في هذا التفسير مسنداً وفق الطرق التي أثبتناها، والذي يمكن الاطمئنان إليه هو أنّ هذه الأسانيد هي أسانيد العيّاشي إلى الرواة، وقسمها الأعظم تشكّل أسانيده في هذا التفسير سيما المنقول عن شواهد التنزيل ومجمع البيان، قد رتّبناها وفق التسلسل الحروفي لأسماء الرواة وأثبتناها في القسم الثانى من ملحقات الكتاب بعد المستدرك، نرجو أن تكون معيناً لمن يهمه البحث في الاسناد وطرق الحديث، وباعثاً لازدياد الثقة بهذا الكتاب وبجلالة مؤلّفه (رَحمهُ اللّه).

شكر وتقدير

أخيراً نقدّم مزيداً من الثناء والتقدير للأخ الأعزّ علي الكعبي على الجهود المخلصة التي بذلها في تحقيق هذا الكتاب، ولكافة الأخوة الذين ساهموا في

ص: 53

تحقيق هذا الأثر المهم الذي يسدي خدمةً جليلةً لكتاب اللّه المجيد وسنة نبيه المصطفى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وحججه المطهرين (عَلَيهِم السَّلَامُ).

و نخصّ بالذكر منهم السيّد عبد الحميد الرضوي والسيّد إسماعيل الموسوي، والأخ عصام البدري، والأخ أمجد الأنصاري. راجين أن نكون قد وفّقنا فى إحياء هذا الأثر المهم، واللّه المنّة وهو ولي التوفيق.

قسم الدراسات الإسلامية

مؤسسة البعثة - قم

ص: 54

مصادر ترجمة المؤلف

فيما يلي مصادر ترجمة المؤلف مرتبة وفقاً لتسلسل الحروف:

1 - الاعلام للزركلي 7 : 95، دارالعلم للملايين، بيروت.

2 - أعيان الشيعة - للسيد محسن الأمين، 10 : 756، دار التعارف للمطبوعات بيروت.

3 - بحار الأنوار للمجلسي، 1: 26، المكتبة الإسلامية، طهران.

4 - تاريخ الأدب العربي لبرو كلمان القسم الثاني: 402، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

5 - تاريخ التراث العربي لسزكين، المجلد الأول 1: 98 مكتبة آية اللّه المرعشي قم.

6 - تنقيح المقال للمامقاني، 3: 183.

7 - جامع الرواة للأردبيلي: 192/2، مكتبة آية اللّه المرعشي، قم.

8 - خاتمة مستدرك الوسائل للشيخ النوري الطبرسي 23 : 201، 24: 303، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لاحياء التراث، قم.

ص: 55

9 - خاتمة وسائل الشيعة للحر العاملي 30: 485، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لأحياء التراث، قم.

10 - الخلاصة للعلامة الحلي : 37/145، منشورات الرّضي، قم.

11 - الذريعة لآقا بزرك الطهراني، 4 : 295، دار الأضواء، بيروت.

12 - رجال ابن داود 184، منشورات الرضي، قم.

13 - رجال الطوسي، 32/497، منشورات المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف.

14 - رجال النجاشي، 944/350، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم.

15 - روضات الجنات للعلامة محمّد باقر الموسوي الخوانساري، 6: 129، مكتبة إسماعيليان، قم.

16 - ريحانة الأدب، لميرزا محمّد علي مدرس، 6 : 220، مكتبة الخيام، طهران.

17 - سفينة البحار، للشيخ عباس القمّي 2 : 301 مؤسسة انتشارات فراهاني طهران.

18 - الفهرست لابن النديم 274، دار المعرفة بيروت.

19 - الفهرست للشيخ الطوسي 593/136، منشورات المكتبة المرتضوية، النجف.

20 - الفوائد الرضوية للشيخ عباس القمّي 642 ايران.

21 - قاموس الرجال للشيخ التستري : 375، المطبعة العلمية، قم.

22 - الكنى والألقاب، للشيخ عباس القمى 2: 490، مكتبة الصدر، طهران.

23 - مجالس المؤمنين، للعلامة الشوشتري 1 437، المطبعة الإسلامية، طهران.

24 - مجمع الرجال للقهبائي 6: 41، مؤسسة إسماعيليان، قم.

25 - معالم العلماء لابن شهر آشوب 99 منشورات المطبعة الحيدرية، النجف.

26 - معجم رجال الحديث للسيد الخوئي 17: 224، دارالزهراء، بيروت.

ص: 56

27 - معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة 12: 2، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

28 - معجم المفسرين لعادل نويهض 2: 636، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت.

29 - منتهى المقال للشيخ أبي علي الحائري 6: 195، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، قم.

30 - نوابغ الرواة في رابعة المئات للشيخ آقا بزرك الطهراني 305 دار الكتاب العربي.

31 - هدية الأحباب للشيخ عباس القمّي 204 مكتبة الصدوق، طهران.

32 - هدية العارفين، لإسماعيل باشا البغدادي 2: 32، مكتبة المثنى بغداد.

ص: 57

نماذج من أوهام التحقيق الأول سنة (1380ه)

إشارة:

نماذج من أوهام التحقيق الأول سنة (1380ه) (1)

1 - السقط

الجزء الصفحة السطر / الخطأ / الصواب

1 / 41 / 8 سقط قسم من الحديث (25)

1 / 52 / آخر الصفحة سقط قسم من الحديث (75)

1 / 151 / بعد السطر 2 سقط حديث بعد رقم 496

1 / 188 / 6 يؤخذ ولا يمس لا يؤخذ ولا يمس

1 / 212 / 5 سقط قسم من الحديث (178)

ص: 58


1- الأجزاء والصفحات مؤشرة حسب طبعة سنة 1380ه، ويمكن ملاحظة الفوارق المشار إليها في الطبعة الجديدة، بعد إصلاحها وفقاً لنسخ التفسير.

1 / 218 / 15 سقط قسم من الحديث (15)

1 / 276 / بعد السطر 9 سقط حديث بعد الرقم 275

1 / 296 / 7 الحديث (38) هو بالأصل حديثان وقد سقط آخر الحديث الأول وبداية الحديث الثاني.

1 / 371 / 13 سلبه اياه سلبه اللّه اياه

1 / 372 / 12 إذا دخل فيهم سرّوا إذا دخل فيهم داخل سرّوا

2 / 18 / 18 قيل للحجر افتح قيل للحجر افتح فاك

2 / 75 / 9 وقال الناس وقال إن الناس

2 / 204 الأخير (ما تحمل كل أنثى) أو ذكر (ما) تحمل كل أنثى) انثى أو ذكر

2 / 228 / 12 يبعثه من قبره يبعثه اللّه من قبره

2 / 227 / 3 عنه لما عنه قال: لما

2 / 278 / 2 محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقد شكي محمّد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقد شكا

2 / 324 / 10 عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أبيه علي بن أبي طالب عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أبيه عن علي بن أبي طالب

ص: 59

2 - الزيادة

الجزء الصفحة السطر / الخطأ / الصواب

1 / 73 / 1 لمن هو يعمل (هو) زائدة

1 / 125 / 11 الأخ والموصى إليه (و) زائدة

1 / 337 / 4 صوم ثلاثة أيّام وإن شئت (الواو) زائدة

1 / 340 / 1 لو أراد... أن يقودك بزمام [ما] فعل (ما) زائدة

2 / 97 / 16 فكيف يقروا لي لعلي (لي) زائدة

2 / 242 / 1 وكان من انظار اللّه (من) زائدة

2 / 244 / 9 شيعتنا لا أصحاب الاربعة (لا) زائدة

2 / 278 الأخير غداً هذا مع الشمس (هذا) زائدة

2 / 290 / 5 عن جابر بن عن أبي جعفر (بن) زائدة

2 / 341 / 9 فرجع إلى أصحابه (إلى) زائدة

3 - في الرجال

1 / 18 / 7 المعمر بن سليمان القاسم بن سليمان

1 / 62 / 13 عمر بن عبدالرحمن بن كثير عبدالرحمن بن كثير

1 / 139 / 19 أبان بن حجر أبان، عن حجر

1 / 146 / 10 عمر بن يونس عمر بن یزید

1 / 211 / 17 عمر بن عبدالرحمن بن كثير عبد الرّحمن بن كثير

1 / 232 2 عيسى بن أبي عبداللّه عيسى بن عبداللّه

1 / 292 / 6 عيوق بن قسوط عيوق بن قرط

ص: 60

1 / 376 / 15 عبداللّه بن جعفر عبداللّه بن أبي جعفر

2 / 32 / 6 أبي الصهبان أبي الصهباء

2 / 42 / 7 المغيرة بن شعبة المغيرة بن سعيد

2 / 43 / 11 الحسين بن على بن النعمان الحسن بن على بن النعمان

2 / 47 / 17 عن أبي أسامة بن زيد عن أبي أسامة زيد

2 / 53 / 7 السري عن البهي السدّي عن البهي

2 / 75 / 6 عن حبش عن حنش

2 / 76 / 1 حكيم بن الحسين حكيم بن جبير

2 / 163 / 1 المفضل بن سويد المفضل بن مزيد

2 / 270 / 15 محمّد بن عرامة محمد بن عذافر

2 / 398 / 18 یونس بن عبدالرحمن الأشلّ يونس عن عبدالرحمن الأشل

4 - في الآيات

1 / 95 / 3 لا جدال في الحجّ ولا رفت... فلا رفت ولا فسوق ولا جدال في الحج

1 / 117 / 8 فلا تأخذوا ولا يحل لكم أن تأخذوا

1 / 343 /2 ليبلونكم بشيء ليبلونكم اللّه بشيء

2 / 108 / 14 وهو الذي يقبل التوبة هو يقبل التوبة

2 128 الأخير من المهتدين من الممترين

2 / 324 / 17 لشيء انه فاعل لشيء اني فاعل

ص: 61

5 - في القواعد

الجزء الصفحة السطر / الخطأ / الصواب

1 / 345 / 12 يقوم ثمن الهدي طعام يقوم ثمن الهدى طعاماً

1 / 348 / 1 سئل أبا سئل أبو

1 / 378 / 3 إن في الزرع حقان أن في الزرع حقين

2 / 55 / 8 يعني المشركون يعني المشركين

2 / 56 / 12 حتى يأتون حتى يأتوا

2 / 66 14 وهؤلاء المهاجرين وهؤلاء المهاجرون

2 / 127 / 15 إن علي مني إن علياً مني

2 / 127 / 11 أربعين سنة اربعون سنة

2 / 153 / 3 أبي يزيد عن أبي يزيد

2 / 252 / 5 كان المستهزئين كان المستهزئون

2 / 334 / 2 بينما موسى قاعداً بينما موسی قاعد

6 - في التصحيف والتحريف

1 / 30 / 14 فأمروهم فأمرهم

1 / 53 / 22 ما أصل إلى أن تقرباني لا تصلان إلي، ولا تقربان

1 / 115 / 5 بين كل حيضة بين كل حيضتين

1 / 125 / 16 في ماله بقيمة في مال بقيمته

1 / 150 / 14 ما أراك عليك عدوك ما أدال عليك عدوك

1 / 339 / 14 فتذاكروا الشريف فتذاكروا السديف

ص: 62

1 / 348 / 3 / من حديوتك من جريرتك

1 / 374 / 10 قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال الوشاء الصواب حذف التحية لانه ليس الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)

2 / 27 / 4 ينبغي أن ينظرها بالمصعوق ينبغي أن ينظر بالمصعوق

2 / 38 / 8 في سفر لهم في سفر تهم تلك

2 / 48 / 5 كل مال لا مولى له كل من مات لا مولى له

2 / 79 / 13 أنا لكم على عدوكم أدا لكم على عدوكم

2 / 109 / 4 توجد فيه من كتاب اللّه توجدنيه من كتاب اللّه

2 / 114 / 6 انتهى بالحلال إلى الإمام انتهى الحد إلى الإمام

2 / 121 / 6 إن لهم ملكاً مبطئاً إن لهم ملكان مبطناً

2 / 166 / 10 حسد يوسف اخوته حسد بیوسف اخوته

2 / 196 / 3 لو قد شم بريحي لو قد شم ريحي

2 / 198 / 8 جمع اللّه يعقوب جمع اللّه ليعقوب

2 / 227 / 21 كالرعد العاصف كالرعد القاصف

2 / 235 الأخير أراد أن ينشر أراد أن ينظر

2 / 336 / 4 خشي ان أدركه الغلام خشي ان أدرك الغلام

7 - في تقطيع الأحاديث

1 - في ج 1، أيضاً جعل عبارة في الحديث اللاحق وهي تابعة إلى الحديث السابق، ففي ص 366، السطر 1 - 2، (منه وما أحدث 44 - ورواه وأصحابه عن أبي بصير) والصواب أن عبارة (ورواه وأصحابه) قد تصحفت أولاً ووضعت في غير موضعها ثانياً، وصوابها (منه وما أحدث زُرارة وأصحابه 44 - عن أبي بصير).

ص: 63

2 - وفي الجزء الثاني ص 303 (ح 117 - عن جعفر بن أحمد، عن الفضل ابن شاذان، انه وجد مكتوباً بخط أبيه مثله ح 118 - عن أبي بصير...) والصواب أنهما حديث واحد هكذا نصه في النسخ (عن جعفر بن أحمد، عن الفضل بن شاذان أنه وجد مكتوباً بخط أبيه عن أبي بصير)... وكلمة (مثله) لم ترد في النسخ.

8 - في الترقيم

في ج 1، ص 204 ح 147 أورده بعد الحديث 164 واستمر الخطأ إلى آخر السورة

في ج 1، ص 266 ح 233، أورده بعده الحديث 235.

في ج 1، ص 332 ح 154، أورده بعده الحديث 154

في ج 1، ص 336 - 163، أورده بعده الحديث 165.

وكلّ هذه الموارد هي عبارة عن أمثلة قليلة من أوهام التحقيق الأول للكتاب، وقد أصلحناها وفقاً لنسخ الكتاب والمتصفح للطبعة الجديدة يدرك بسهولة حجم الأوهام التي كانت في طبعته الأولى، نرجو أن نكون قد أفلحنا في إحياء هذا الأثر المهم من تراث أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).

ومنه نستمدّ العون والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

ص: 64

65jpg^

صورة الصفحة الأولى من نسخة - أ -

ص: 65

66jpg^

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة - أ -

ص: 66

67jpg^

صورة الصفحة الأولى من نسخة - ب -

ص: 67

68jpg^

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة - ب -

ص: 68

69jpg^

صورة الصفحة الأولى من نسخة - ج -

ص: 69

70jpg^

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة - ج -

ص: 70

71jpg^

صورة الصفحة الأولى من نسخة - د -

ص: 71

72jpg^

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة - د -

ص: 72

مقدمة التفسیر

إشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الحمدُ للّه على افْضَاله، والصلاة على محمّد وآله:

قال العبد الفقير إلى رحمة اللّه : إنّي أمْعَنْتُ النَّظَر (1) التفسير الذي صنّفه أبو النّضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عياش السلمي (رَحمهُ اللّه) باسناده، ورغبت بانتساخه (2)، وطلبت من عنده سَمَاعٌ من المصنّف أو غيره، فلم أجد في ديارنا مَن كان عنده سَمَاع أو إجازة منه، فحينئذٍ حَذَفَتُ منه الإسناد، وكتبت الباقي على وجهه، ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه، فان وَجَدتُ بعد ذلك من عنده سَمَاعٌ أو إجازة من المُصنِّف أتبعت الأسانيد، وكَتَبْتُها على ما ذكره (3) المصنّف، أسأل اللّه تعالى التوفيق لاتمامه، وما توفيقي الا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب.

ص: 73


1- في «أ، ب»: إني نظرت.
2- في «ج»: في نقله.
3- في «أ. ب»: ذكرها.

في فضل القرآن

1/1 - روى جعفر بن محمّد بن مسعود بأسانيد عن أبيه، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): أيّها الناس، إنّكم في زمان هُدْنَة، وأنتم على ظهر السَّفر، والسير بكم سريعٌ، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر، يُبليان كل جديد ويُقرّبان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود، فأعدوا الجَهَاز لبعد المَجَاز (1).

فقام المقداد فقال يا رسول اللّه، مادار الهدنة؟

قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): دار بلاءٍ وانقطاعٍ، فإذا التبست عليكم الفِتَن كقطع اللّيل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافِعٌ مُشَفّع، وما حِلٌ (2) مُصدَّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.

وهو الدليل يَدلُّ على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل،

وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكمة، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نُجُومٌ وعلى نُجُومه نُجُومٌ (3)، لا تُحصى عجائبه، ولا تبلى

ص: 74


1- في «أ، ب، ه»: المفاز.
2- المحلُ: المكرُ والكيد، يقال: مَحَلَ به، إذا سعى به إلى السلطان، فهو ما حلٌ. قال الرازي: جَعَله يَمْحَل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه، أي يسعى به إلى اللّه تعالى. وقيل: معناه وخصمٌ مُجادلٌ مُصدّق. «مختار الصحاح: 616».
3- في «أ، ه»: له تُخُوم وعلى تُخُومه تُخُوم. قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : لعلّ المراد بقوله: له نجوم، أي آيات تدلّ على أحكام اللّه يهتدى بها، وفيه آيات تدلّ على هذه الآيات وتوضحها، أو المراد بالنجوم الثالث: السُنّة، فان السُنّة توضّح القرآن، أو الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) العالمون بالقرآن، أو المعجزات فانّها تدُلّ على حقيقة الآيات لمن عرف الصّفة، أي الصفات التي توُجِب المغفرة من القرآن، أو صفة التعرّف والاستنباط «مرآة العقول 12 : 479».

غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنازل الحكمة ودليل على المعروف لمن عرفه (1).

2/2 - عن يوسف بن عبدالرّحمن رفعه إلى الحارث الأعور، قال: دخلتُ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّا إذا كنّا عندك سَمِعنا الذي نَسِدّ به ديننا، وإذا خرجنا من عندك سَمِعنا أشياء مختلفةً مغموسةً، لاندري ما هي؟

قال: أو قد فعلوها؟ قال: قلت نعم قال سَمِعتُ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمّد، سيكون في أُمتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب اللّه، فيه بيان ماقبلكم من خبر و خبر ما بعد كم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل مَن وليه (2) مِن جبّار فعَمِل بغيره قصمه اللّه، ومن التمس الهدى في غيره أضله اللّه.

وهو حبل اللّه المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لا تزيغه الأهواء (3)، ولا تُليسه الألسنة، ولا يَخْلَق على الردّ، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء.

هو الذي لم تكنّه الجنّ إذا سمعته أن قالوا: «إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَاناً عَجَباً * يَهْدِى إلى الرشد» (4).

ص: 75


1- الكافي 2: 2/438، بحار الأنوار 92 : 16/17.
2- في «ج»: من ولاه.
3- في النسخ الأهوية، تصحيف صوابه ما أثبتناء.
4- الجن 72 : 1 و 2.

من قال به صَدَق، ومن عَمِل به أُجر، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم، هو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد (1).

3/3 - عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن بعض أصحابه، قال: [لمّا] خَطب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم الجُحْفَة بعد صلاة الظهر، انصرف على النّاس، فقال: يا أيّها النّاس، إنّي قد نبَّأني اللطيف الخبير أنه لن يُعمَّر من نبيّ إلّا نصف عُمر الذي يليه من قبله، وإنّي لأظنّني أُوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مسؤول وانكم مسؤولون فهل بلّغْتُكُم؟ فما ذا أنتم قائلون؟ قالوا: نَشْهَد بأنّك قد بلغت ونَصَحْتَ وجَاهدت، فجزاك اللّه عنا خيراً. قال: اللّهم اشْهد.

ثمّ قال: يا ايّها النّاس، ألم تَشْهَدوا أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنّ الجنّة حقٌّ، وأن النار حقٌّ، وأن البعث حقٌّ من بعد الموت؟ قالوا: نعم. قال: اللّهم أَشْهَد.

ثمّ قال: يا أيّها النّاس إن اللّه مولاى، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ألا من كنت مولاه فعلی مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

ثم قال: أيّها الناس إنِّي فَرَطكم (2)، وأنتم واردون عليَّ الحوض، وحوضي أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضّة، ألا وإنّي سائلكم - حين تَرِدُون عليَّ - عن التقلين، فانظُروا كيف تخلفوني فيهما حتّى تلقوني.

ص: 76


1- سنن الترمذي :5 2906/172 مجمع البيان 1 : 85، أعلام الدين: 99، بحار الأنوار 92 : 25/24.
2- أي مُتَقَدِّمُكم.

قالوا: وما الثَّقَلان، يا رسول اللّه ؟

قال: الثّقل الأكبر : كتاب اللّه، سبب طَرَفه بيدي اللّه وطَرَف في أيديكم فاسْتَمْسِكوا به ولا تَضِلُّوا ولا تذلُّوا، ألا وعترتي أهل بيتي، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتّى يلقياني وسألت اللّه لهما ذلك فأعطانيه، فلا تَسْبِقوهم فتضِلُّوا، ولا تُقصروا عنهم فتَهْلِكوا، ولا تُعلّموهم فهم أعلم منكم (1).

4/4 - عن أبي عبداللّه مولى بني هاشم، عن أبي سُخَيلة. قال: حججت أنا وسلمان الفارسي من الكوفة، فمررتُ بأبي ذرّ، فقال: انظروا إذا كانت بعدي فتنةٌ - وهي كائنة - فعليكم بخصلتين: بكتاب اللّه، وبعلي بن أبي طالب، فإنّي سَمِعتُ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هذا أوّل من آمن بي، وأوّل من يُصافحني يوم القيامة، وهو الصِّدِّيق الأكبر، وهو الفاروق، يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وهو يَعَسُوب (2) المؤمنين، والمال يَعسُوب المنافقين (3).

5/5 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : خَطب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالمدينة، فكان فيما قال لهم «الحديث» (4).

6/6 - عن داود بن فَرْقَد قال: سَمِعتُ أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول : عليكم بالقرآن، فما وَجَدتُّم آية نجا بها من كان قبلكم فاعملوا بها، وما وجدتموه مما هلك به من كان قبلكم فاجتنبوه (5).

ص: 77


1- بحار الأنوار 23: 92/141.
2- يقال: هو يعسوبُ قومه، أي رئيسهم وكبيرهم ومقدّمهم.
3- بحار الأنوار 92 : 27/26، ونحوه في فرائد السمطين 1: 140، ومجمع الزوائد 9: 102، ولسان الميزان 2 : 414.
4- المراد به الحديث «3».
5- بحار الأنوار 92 : 43/94.

7/7 - عن الحسن بن موسى الخشاب، رفعه، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لا يُرفع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر أبداً، ولا إلى آل عُمر، ولا إلى آل بني أمية ولا في ولد طلحة والزبير أبداً، وذلك أنّهم تتروا القرآن، وأبطلوا السُّنن، وعطّلوا الأحكام.

وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : القرآن هُدىً من الضلالة، وتبيانٌ من العمى واستقالةٌ من العشرة، ونُورٌ من الظُّلمة، وضياء من الأحزان، وعِصمةٌ من الهَلَكة ورُشد من الغواية، وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم. فهذه صفة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) للقرآن، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار (1).

8/8 - عن مَسعدة بن صَدَقة، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ اللّه جعل ولا يتنا أهل البيت قُطب القرآن، وقُطب جميع الكُتُب عليها يستدير مُحكم القرآن، وبها نَوَّهت (2) الكتب ويستبين الايمان.

وقد أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يُقتدى بالقرآن وآل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وذلك حيث قال في آخر خُطبةٍ خَطَبها : إني تارك فيكم الثَّقَلين: الثّقَل الأكبر، والثَّقل الأصغر، فأما الأكبر فكتاب ربّي، وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي، فاحفظوني فيهما، فلن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكتم بهما (3).

9/9 - عن فضيل بن يسار، قال: سألتُ الرّضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القرآن ؟ فقال لي: هو كلامُ اللّه (4).

ص: 78


1- الكافي 2 : 8/439، بحار الأنوار 92 : 28/26.
2- فى «ب، ج» يوهب.
3- بحار الأنوار 92 : 29/27.
4- بحار الأنوار 92 : 7/120.

10/10 - عن الحسن بن عليّ، قال: قيل لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إنّ أُمّتك واللّه ستفتتن فسُئل ما المخرج من ذلك؟ فقال: كتاب اللّه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى العلم في غيره أضلَّه اللّه، ومَن ولي هذا الأمر من جبّارٍ فعَمِل بغيره قصمه اللّه، وهو الذكر الحكيم، والنور المبين والصراط المستقيم.

فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفَضل ليس بالهزل وهو الذي سمعته الجن فلم تناها أن قالوا: «إنّا سَمِعْنَا قُرْءَاناً عَجَباً * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ» (1) لا يَخْلَق على طول الرّد، ولا تنقضي عِبَرُه، ولا تفنى عجائبه (2).

11/11 - عن محمّد بن حُمران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ اللّه لما خَلَقَ الخلق فجعله فرقتين، فجعل خِيرَتَهُ في إحدى الفرقتين، ثم جعلهم أثلاثاً، فجعل خِيَرَتَهُ في إحدى الأثلاث، ثمّ لم يزل يختار حتّى اختار عبد مناف، ثمّ اختار من عبد مناف هاشماً، ثمّ اختار من هاشم عبد المطلب، ثم اختار من عبدالمطلب عبداللّه، واختار من عبداللّه محمداً رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فكان أطيب النّاس ولادةً وأطهرها، فبعثه اللّه بالحق بشيراً ونذيراً، وأنزل عليه الكتاب، فليس من شيءٍ إلّا في الكتاب تبيانه (3).

12/12 - عن عمر بن قيس، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سَمِعتُه يقول: إن اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه، وبيّنه لرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وجعل لكلّ شيءٍ حداً، وجعل دليلاً يدلّ عليه، وجعل على

ص: 79


1- الجن 72 : 1، 2.
2- بحار الأنوار 92 : 30/27.
3- بحار الأنوار 92 : 44/94.

من تعدى ذلك الحدّ حدّاً (1).

13/13 - عن زُرارة، قال سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القرآن، فقال لي: لا خالق ولا مخلوق، ولكنّه كلام الخالق (2).

14/14 - عن زُرارة، قال سألته عن القرآن أخالق هو ؟ قال: لا، قلت: أمخلوق؟ قال: لا، ولكنّه كلام الخالق يعني أّنه كلام الخالق بالفعل (3).

15/15 - عن مَسْعَدَة بن صَدَقة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه، عن جدّه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: خَطَبنا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) خُطْبَةً فقال فيها : نَشْهَدُ أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بكتابٍ فَصَّله وأحكمه وأعزَّه، وحَفِظَه بعلمه، وأحكمه بنُوره، وأيَّده بسلطانه، وكلأه من لم يتنزَّه هوىً (4) أو تميل به شهوةً، لا (5) يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولا يَخْلَقهُ طُول الردّ، ولا تفنى عجائبه.

من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن خاصم به فلج (6)، ومن قاتل به نصر، ومن قام به هدى إلى صراط مستقيم، فيه نبأ من كان قبلكم والحكم فيما بينكم، وخبر (7) معادكم.

ص: 80


1- الكافي 1: 2/48.
2- بحار الأنوار 92 : 8/120، وعن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) في التوحيد: 1/223، وأمالي الصدوق: 12/438.
3- بحار الأنوار 92: 9/120.
4- في «ج»: لم يهوى.
5- في النسخ: أو، وما أثبتناء من البحار.
6- الفلج : الظَّفَر والفَوزُ.
7- في «ب»: خير.

أنزله يعلمه، وأشهد الملائكة بتصديقه، قال اللّه جلّ وجهه: «لَكِنِ اللّه يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ المَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّه شَهيداً» (1) فجعله اللّه نُوراً يهدي للتى هى أقوم، وقال: «فَإِذَا قَرَأناهُ فَاتَّبِع قُرْءَانَهُ» (2)، وقال: «أَتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَليلاً مَّا تَذَكَّرُونَ» (3)، وقال: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (4)، ففي اتِّباع ما جاءكم من اللّه الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المبين، قال: «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدى فَمَن اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى» (5) فجعل في اتباعه كل خير يُرجى في الدنيا والأخرة.

فالقرآن آمر و زاجرٌ، حدّ فيه الحدود، وسنّ فيه السُّنن، وضرب فيه الأمثال، وشرّع فيه الدِّين، إعذاراً من (6) نفسه، وحُجّة على خلقه، أخذ على ذلك ميثاقهم، وارتهن عليه أنفسهم ليبُيّن لهم ما يأتُون وما يتّقُون، ليُهْلِكَ من هلك عن بيّنة. ويحيا من حبي عن بينة، وإنَّ اللّه سميعٌ عليمٌ (7).

16/16 - عن ياسر الخادم، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه سُئل عن القرآن فقال: لعن اللّه المُرْجِئة (8)، ولعن اللّه أبا حنيفة، إنه كلام اللّه غير مخلوق حيثما تكلّمتَ به

ص: 81


1- النساء 4 : 166.
2- القيامة 75 : 18.
3- الأعراف 7: 3.
4- هود 11 : 112.
5- طه 20 : 123.
6- في «ب. ج»: إعذاراً أمر.
7- بحار الأنوار 92 : 26/25.
8- وهم الذين قالوا: لا يضُرّ مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وقالوا: الإيمان قول بلاعمل كأنهم قدموا الإيمان وأرجؤُوا العمل، أي أخروه. «معجم الفرق الإسلامية: 219». وكان أبو حنيفة يقول بالرأي والقياس، وقالوا: إنه كان رأس الارجاء ومن الدعاة إليه. وكان يقول: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والصلاة ليست من دين اللّه، ومات جهميّاً، وقال تلميذه عبداللّه بن المبارك: من نظر في كتاب الحيل لأبي حنيفة أحلّ ما حرم اللّه وحرّم ما أحل اللّه. وكان يزعم أن القرآن مخلوق، ولذلك أشار إليه الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الحديث، قال حمّاد بن أبي سليمان لسفيان الثوري: أبلغ عنّي أبا حنيفة المشرك أني برئ منه حتّى يرجع عن قوله في القرآن، والأقوال في هذا المجال كثيرة. «راجع تاريخ بغداد 13: 376 - 426».

وحيثما قرأتَ ونَطَقْتَ، فهو كلامٌ وخبرٌ وقَصَص (1).

17/17 - عن سماعة، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن اللّه أنزل عليكم كتابه، وهو الصّادق البرّ، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم، وخبر السّماء والأرض، ولو أتاكم من يُخبركم (2) عن ذلك لتعجّبتم من ذلك (3).

باب ترك الرواية التي بخلاف القرآن

1/18 - عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فى خُطبة بمنیً أو بمكّة: يا أيّها الناس، ما جاء كم عنّى يُوافق القرآن فأنا قُلتُه، وما جاء كم عنّى لا يُوافق القرآن فلم أقُله (4).

ص: 82


1- بحار الأنوار 92 : 10/120.
2- في «أ، ب، ج»: من خيركم.
3- المحاسن: 353/267، بحار الأنوار 92: 35/90.
4- الكافي: 1: 5/56، المحاسن: 221 / 130، بحار الأنوار 2 : 49/244.

2/19 - عن إسماعيل بن أبي زياد السّكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ صلوات اللّه عليه، قال: الوقوف عند الشُّبهة خيرٌ من الاقتحام في الهَلَكة، وتركُكَ حديثاً لم تروه خيرٌ من روايتك حديثاً لم تُخصه، إنّ على كُلّ حقٌّ (1) حقيقةً، وعلى كلّ صواب نُوراً، فما وافق كتاب اللّه فخُذُوا به، وما خالف كتاب اللّه فدَعُوه (2).

3/20 - عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا محمّد، ما جاءك في روايةٍ من بَر أو فاجر يُوافق القرآن فخُذ به، وما جاءك في رواية من بر أو فاجرٍ يُخالف القرآن فلا تأخذ به (3).

21 / 4 - عن أيوب بن حُرّ، قال: سمعت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : كلُّ شيءٍ مردودٌ إلى الكتاب والسُّنّة، وكلُّ حديث لا يُوافق كتاب اللّه فهو زُخرُف (4).

22/ 5 - عن كُليب الأسدي، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما أتاكم عنّا من حديثٍ لا يُصدقه كتاب اللّه فهو باطل (5).

6/23 - عن سَدِير قال: كان أبو جعفر وأبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقولان: لا تصدق علينا إلّا بما يُوافق كتاب اللّه وسنة نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (6)

7/24 - عن الحسن بن الجهم، عن العبد الصالح (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب اللّه وعلى أحاديثنا، فإن أشبههما فهو

ص: 83


1- في «أ، ب»: حقيق.
2- بحار الأنوار 2 : 25/165، وقطعة منه في الكافي : 1/55، والمحاسن: 150/226.
3- بحار الأنوار 2: 50/244.
4- الكافي 1 : 63/5، المحاسن: 128/220، بحار الأنوار 2 : 37/242.
5- المحاسن: 129/221، بحار الأنوار 2: 38/242.
6- بحار الأنوار 2 : 51/244.

حقّ، وإن لم يُشبههما فهو باطل (1).

في ما انزل القرآن

1/25 - عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سُنن وأمثال، ولنا كرائم القرآن (2).

2/26 - عن عبداللّه بن سنان قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القرآن والفُرقان قال: القرآن: جملة الكتاب وأخبار ما يكون، والفرقان: المحكم الذي يُعمَل به، وكُلّ محكم فهو فُرقان (3).

3/27 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: سَمِعتُ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفى عدوّنا، وثلث سُنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام (4).

28 / 4 - عن عبداللّه بن بكير، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نزل القرآن (إيّاك أعنى و اسمعي يا جارة) (5).

5/29 - عن ابن أبي عمير، عمّن حدّثه، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : ما اللّه، عاتب اللّه نبيه فهو يعني به من قد مضى في القرآن، مثل قوله: «وَلَوْ لَا أَن ثَبِّتْنَاكَ

ص: 84


1- بحار الأنوار 2 : 52/244.
2- الكافي 2: 4/459، بحار الأنوار 92 : 1/114.
3- معاني الأخبار : 1/189، بحار الأنوار 92: 11/15، و: 32/28.
4- الكافي 2 : 2/459، بحار الأنوار 92 : 2/114.
5- الكافي 2: 14/461، بحار الأنوار 92 : 17/382.

لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً» (1) عنى بذلك غيره (2).

6/30 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن القرآن زاجر وآمر، يأمُرُ بالجنّة، ويَزْجُر عن النار (3).

7/31 - عن محمّد بن خالد بن الحجّاج الكَرْخي، عن بعض أصحابه رفعه إلى خَيْتَمَة، قال: قال أبو جعفر : يا خَيْثَمَة، القرآن نزل أثلاثاً: ثلث فينا وفي أحبّائنا، وثُلُث فى أعدائنا وعدو من كان قبلنا، وثلث سُنّة ومثل، ولو أنّ الآية إذا نزلت في قومٍ ثمّ مات أُولئك القوم ماتت الآية، لما بقي من القرآن شيء، ولكنّ القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض، ولكل قوم آيةٌ يتلونها، هم منها من خير أو شر (4).

تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه

1/32 - عن أبي محمّد الهمداني، عن رجل، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، قال: الناسخ: الثابت، والمنسوخ: ما مضى والمحكم : ما يُعمل به، والمتشابه: الذي يُشبه بعضه بعضاً (5).

ص: 85


1- الإسراء 17 : 74.
2- الكافي 2: 14/461، بحار الأنوار 92 : 18/382.
3- بحار الأنوار 92 : 3/115.
4- بحار الأنوار 92 : 4/115.
5- بحار الأنوار 92: 19/383.

2/33 - عن جابر، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) یا جابر، إنّ للقرآن بطناً، وللبطن ظهراً، ثمّ قال: يا جابر، وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه، إن الآية لينزل أوّلها في شيءٍ، وأوسطها في شيءٍ، وآخرها في شيءٍ، وهو كلامٌ متصل (1) متصرّف (2) على وجوه (3).

3/34 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نَزَل القرآن ناسخاً الا ومنسوخاً (4).

4/35 - عن حُمران بن أعين، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ظهر القرآن الذين نزل فيهم، وبطنه الذين عَمِلوا بمثل أعمالهم (5).

5/36 - عن الفُضيل بن يسار، قال: سألتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذه الرواية: ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن، وما فيه حرفٌ إلا وله حد، ولكلّ حدّ مُطَّلع (6)، يعني بقوله : لها ظهرُ وبَطن ؟

قال: ظَهْره وبَطْنه تأويله، منه ما مضى، ومنه مالم يكن بعد، يجري كما تجري الشمس والقمر، كلّما جاء منه شيءٌ وقع، قال اللّه تعالى: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ

ص: 86


1- في «ج»: منصرف، وفي «ه»: يتصرّف.
2- بحار الأنوار 92 : 45/94.
3- بحار الأنوار 92 : 383 / 20.
4- بحار الأنوار 92 : 46/94.
5- قيل في معناه: أي لِكُلِّ حَدٍ مَصْعَدٌ يُصْعَدُ إليه من معرفة علمه. والمُطَّلع: مكان الاطّلاع من موضع عالٍ. يقال : مُطَّلع هذا الجبل من مكان كذا: أي مأتاه ومَصْعَدهُ. وقيل : معناه أنّ لِكُلِّ حَدَّ مُنْتَهكاً ينتهكه مُرْتَكِيه: أي إن اللّه عزّ وجلّ لم يُحرّم حُرمة إلّا عَلِم أن سَيَطَّلِعُها مُستَطِلع. ويجوز أن يكون «لكل حدّ مطّلع» بوزن مَصْعَدٍ ومعناه.
6- «النهاية» 3 : 132».

إِلَّا اللّه وَالراسِخُونَ فِى العِلْمِ» (1) نحن نَعْلَمُه (2).

6/37 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ القرآن فيه محكمٌ ومتشابه، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، وأما المتشابه فنؤ من به ولا نعمل به (3).

7/38 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، قال: سألتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الناسخ والمنسوخ و المحكم والمتشابه؟ قال: الناسخ الثابت المعمول به والمنسوخ ما قد كان يُعْمَل به ثمّ جاء ما نسخه، والمتشابه ما اشتبه على جاهله (4).

8/39 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن شيءٍ في تفسير القرآن فأجابني، ثمّ سألته ثانيةً فأجابني بجواب آخر، فقلت: جعلت: فداك، كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) لي: يا جابر، إنّ للقرآن بطناً، وللبطن بطن وظهر، وللظهر ظهر. يا جابر، وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية ليكون أوّلها في شيء، وآخرها في شيء، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه (5).

9/40 - عن أبي عبد الرّحمن السلمي، أنَّ عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) مرَّ على قاضٍ فقال: هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ فقال: لا. فقال: هلكت وأهلكت (6).

ص: 87


1- آل عمران 3 : 7.
2- بصائر الدرجات: 2/223، بحار الأنوار 92 : 47/94.
3- بحار الأنوار 92: 21/383.
4- بحار الأنوار 92 : 22/383.
5- المحاسن: 5/300، بحار الأنوار 92 : 48/95.
6- الإعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار: 6، وفيه مرّ على قاص الدر المنثور 1: 259 وفيه مرّ برجل يقص.

تأويل كلّ حرف من القرآن على وجوه

1/41 - عن إبراهيم بن عمر قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنَّ في القرآن ما مضى وما يَحْدُث وما هو كائن كانت فيه أسماء الرّجال فألقيت، وإنّما الاسم الواحد منه في وجوه لا تُحصى، يعرف ذلك الوصاة (1).

2/42 - عن حمّاد بن عُثمان قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن الأحاديث تختلف عنكم؟ قال: فقال : إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يُفتي على سبعة وجوه، ثمّ قال: «هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (2).

ما عنى به الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من القرآن

1/43 - عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : من لم يَعْرِف أمرنا من : من القرآن لم يَتَنَكَّب (3) الفِتَن (4).

2/44 - عن حنان بن سَدير، عن أبيه قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا أبا الفضل، لناحقُ فى كتاب اللّه المحكم من اللّه لو محوه فقالوا: ليس من عند اللّه أولم يعلموا، لكان سواء (5).

ص: 88


1- بصائر الدرجات 6/215 بحار الأنوار 92: 23/55 و 50/95.
2- الخصال: 43/358، بحار الأنوار 92 : 13/83، والآية من سورة ص 38 : 39.
3- أي يتجنّبها ويُعرِض عنها.
4- بحار الأنوار 92: 5/115.
5- بحار الأنوار 92: 6/115، وفى «د، ه»: سواه.

3/45 - عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا محمّد، إذا سَمِعتُ اللّه ذكر أحداً من هذه الأمة بخير، فنحنُ هُم، وإذا سَمِعت اللّه ذكر قوماً بسوءٍ ممّن مضى، فهم عَدُوّنا (1).

4/46 - عن داود بن فَرْقَد عمّن أخبره، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لو قد قرئ القرآن كما أنزل، لألْفَيْتَنا فيه مُسَمِّين (2).

5/47 - وقال سعيد بن الحسين الكندي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - بعد مُسمّين - كما سُمِّي مَن قَبْلنا (3).

6/48 - عن مُيَسَّر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لولا أنه زيد في كتاب اللّه ونُقص منه، ما خَفِى حقنا على ذي حِجا (4)، ولو قد قام قائمنا فنَطَقَ صَدّقه القرآن (5).

ص: 89


1- بحار الأنوار 92 : 7/115.
2- بحار الأنوار 92 : 24/55 و 8/115، قال السيد الخوئي (رَحمهُ اللّه) في الروايات التي تدلّ على أنّ بعض الآيات المنزلة من القرآن قد ذُكرت فيها أسماء الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ): إن بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن، وليس من القرآن نفسه، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) في التنزيل من هذا القبيل، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب والسنة والأدلة القائمة على نفي التحريف، وقد دلّت الأخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسنّة وأنّ ما خالف الكتاب منها يجب طرحه وضربه على الجدار البيان في تفسير القرآن: 230.
3- بحار الأنوار 92: 24/55 و 8/115.
4- الحِجَا: العقل .
5- بحار الأنوار 92 : 25/55 و 9/115، قوله: «لو لا أنّه زيد في كتاب اللّه ونقص - منه...» لقد أجمع المسلمون على عدم الزيادة في القرآن وأقاموا الأدلة على ذلك من القرآن والسنّة، وقالوا: إن مجموع ما بين الدفتين كلّه من القرآن، وممن أدّعى الإجماع الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والشيخ البهائي وغيرهم من الأعاظم. أما النقيصة فلا بد من حملها على وجه معين، وإلا فلا بدّ من طرحها لمخالفتها للكتاب والسنة. راجع البيان في تفسير القرآن: 233.

7/49 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سموهم بأحسن أمثال القرآن - يعني عترة النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ فاشْرَبُوا، وهذا مِلحٌ أُجَاجٌ فَاجْتَنِبُوا (1).

8/50 - عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألت عن قول اللّه : «قُلْ كَفَى بِاللّه شَهيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكِتَابِ» (2)، فلمّا رآني أتتبَّع هذا وأشباهه من الكتاب، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): حسبك كلّ شيءٍ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا، فهو في الأئمّة عنى به (3).

علم الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) بالتأويل

1/51 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: لمّا قَدِم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الكوفة، صلّى بهم أربعين صباحاً يقرأ بهم: «سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلى» (4)، قال: فقال المنافقون: لا واللّه ما يُحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن أن يقرأ

ص: 90


1- بحار الأنوار 92: 10/115.
2- الرعد 13: 43.
3- بحار الأنوار 92: 11/116.
4- الأعلى 87: 1.

القرآن لقرأ بنا غير هذه السورة.

قال: فَبَلّغه ذلك، فقال: ويلٌ لهم إنّي لأعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه، وفصله من فِصاله وحروفه من معانيه واللّه ما من حرف نزل على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا وأنا أعرف فيمن أُنزِل، وفي أي يوم، وفي أيّ موضع.

ويلٌ لهم، أما يقرءون: «إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى» (1)؟ واللّه عندي ورثتها من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وورثها (2) رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من إبراهيم وموسى (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).

ويل لهم، واللّه أنا الذي أنزل اللّه فيّ «وَتَعِيَها أُذُنٌ وَاعِيَةٌ» (3)، فإِنَّمَا كُنَّا عند رسول اللّه و فيُخبرنا بالوحي فأعيه أنا ومن يعيه، فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفاً ؟ (4).

2/52 - عن سُليم بن قَيس الهلالي، قال: سَمِعتُ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما نزلت آية على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا أقرأنيها، وأملاها عليَّ، فأكتبها بخطّي، وعلَّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، ودعا اللّه لي أن يُعلّمني فهمها وحفظها، فما نسيت آيةً من كتاب اللّه، ولا علماً أملاه عليَّ فكتبته منذ دعا لي بما دعا، وما ترك شيئاً علّمه اللّه من حلال ولاحرام، ولا أمرٍ ولانهي كان أولا يكون من طاعةٍ أو معصية، إلّا علَّمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفاً واحداً.

ص: 91


1- الأعلى 87 : 18، 19.
2- في النُسخ: وقد نهى تصحيف صوابه ما أثبتناه من البصائر.
3- الحاقة 69 : 12.
4- بصائر الدرجات: 3/155، بحار الأنوار 92 : 24/87.

ثمّ وضع يده على صدري، ودعا اللّه أن يملأ قلبي علماً وفَهْماً وحكمةً ونُوراً، ولم أنسَ شيئاً، ولم يقتنى شيءٌ لم أكتبه فقلت: يا رسول اللّه، أو تخوَّفتَ عليَّ النسيان فيما بعد ؟ فقال: لستُ أتخوّفُ عليك نسياناً ولا جَهلاً، وقد أخبرني ربّي أنه قد استجاب لي فيك، وفي شُركائك الذين يكونون من بعدك.

فقلت: يا رسول اللّه، ومن شُركائي من بعدي؟ قال: الذين قَرَنَهم اللّه بنفسه وبي، فقال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليَّ الحوض، كلُّهم هادٍ مُهتد، لا يَضُرّهم من خَذَلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يُفارقهم ولا يُفارقونه بهم تُنْصَر أمّتي وبهم يُمْطَرون، وبهم يُدْفَع عنهم، وبهم اسْتَجَابَ دُعاءهم.

فقلت: يا رسول اللّه، سمّهم لي؟ فقال: ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) -. ثم ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) -. ثم ابن له يقال : عليّ، وسَيُولد في حياتك، فأقرئه مني السلام [ثُم] (1) تَكْمِلَة اثني عشر من ولد محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

فقلت له: بأبى أنت، فسمِّهم لي ؟ فسمّاهم رجلاً رجلاً، فيهم - واللّه يا أخا بني هلال - مهدي أُمَّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما مُلئت جوراً وظُلماً، واللّه إني لأعرف من يُبايعه بين الرُّكن والمقام، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم (2).

3/53 - عن سلمة بن كهيل، عمَّن حدثه، عن على (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لو استقامت لي الإمرة وكُسرت - أو ثُنيت - لي الوِسادة، لحَكَمْتُ لأهل التوراة بما أنزل اللّه في

ص: 92


1- أثبتناه من كمال الدين.
2- كمال الدين وتمام النعمة: 37/284 شواهد التنزيل 1 : 41/35، بحار الأنوار 92 : 69/98.

التوراة، حتّى تذهب إلى اللّه أنّي قد حَكَمْتُ بما أنزل اللّه فيها، ولَحَكَمْتُ لأهل الإنجيل بما أنزل اللّه في الإنجيل، حتّى يذهب إلى اللّه أنّى قد حكمت بما أنزل اللّه ولَحَكَمْتُ في أهل القرآن بما أنزل اللّه في القرآن، حتّى يذهب إلى اللّه أنّي قد حَكَمْتُ بما أنزل اللّه فيه (1).

4/54 - عن أيوب بن حُرّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قلت له: الأئمّة بعضهم أعلم من بعض؟ قال: نعم، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد (2).

55/ 5 - عن حَفْص بن قُرط الجُهَنِيِّ، عن جعفر بن محمّد الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمعته يقول: كان علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) صاحب حلال و حرام وعلم بالقرآن، ونحن على مِنهاجه (3).

6/56 - عن السَّكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّ فيكم من يُقاتِل على تأويل القرآن كما قاتلتُ على تنزيله، وهو على بن أبي طالب (4).

7/57 - عن بشير الدّهان، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن اللّه فَرَض طاعتنا في كتابه، فلا يسع الناس جهلاً، لنا صفو المال، ولنا الأنفال، ولنا كرائم القرآن، ولا أقول لكم إنا أصحاب الغيب ونعلم كتاب اللّه وكتاب اللّه يحتمل كلّ شيء، إنَّ اللّه أعلمنا عِلماً لا يَعْلَمُه أحدٌ غيره، وعِلماً قد أعلمه ملائكته ورسله، فما

ص: 93


1- بحار الأنوار 92 : 51/95.
2- بحار الأنور 92: 52/95.
3- بحار الأنوار 92 : 53/95.
4- بحار الأنوار 92 : 54/96.

عَلِمته ملائكته ورُسُله فنحن نعلمه (1).

8/58 – عن مُرازم، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنا أهل بيت لم يَزَل اللّه يبعث فينا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره، وإنَّ عندنا من حلال اللّه وحرامه ما يسعنا (2) كتمانه، ما نستطيع أن نُحدِّث به أحداً (3).

9/59 - عن الحكم بن عتيبة، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لرجل من أهل الكوفة - وسأله عن شيء - : لو لَقِيتُك بالمدينة لأريتُك أثر جبرئيل في دورنا، ونُزُوله على جدّي بالوحي والقرآن والعلم، أفيستقي الناس العلم من عندنا فيُهدون هم، وضَلَلْنا نحن؟! هذا محال (4).

60 / 10 - عن يوسف بن السُّخت البصريّ، قال: رأيتُ التوقيع بخطّ محمّد بن محمّد بن عليّ (5) فكان فيه: الذي يجب عليكم ولكم أن تقولوا: إنّا قدوة اللّه وأئمّته، وخُلفاء اللّه في أرضه، وأمناؤه على خَلقه، وحججه في بلاده، نعرف الحلال والحرام ونعرف تأويل الكتاب وفصل الخطاب (6).

11/61 - عن توير بن أبي فاختة عن أبيه قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما بين اللَّوحين شيءٌ إلّا وأنا أعلمه (7).

ص: 94


1- بحار الأنوار 92 : 55/96.
2- زاد في «أ، ب»: من.
3- بحار الأنوار 92 : 56/96.
4- بحار الأنوار 92 : 57/96.
5- كذا والظاهر محمّد بن الحسن بن علي، وهو الحجّة المنتظر (عَلَيهِ السَّلَامُ).
6- بحار الأنوار 92 : 58/96.
7- بحار الأنوار 92 : 59/97.

12/12 - عن سليمان الأعمش، عن أبيه قال: قال علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما نزلت آيةٌ إلّا وأنا عَلِمتُ فيمن أُنزلت، وأين أُنزلت، وعلى من نزلت، إن ربّي وهب لي قلباً عقولاً، ولساناً طلقاً (1).

13/63 - عن أبي الصَّباح قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن اللّه علم نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) التنزيل والتأويل، فعلّمه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2).

في من فسَّر القرآن برأيه

1/64 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : ليس شيءٌ أبعد من عُقُول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية ينزل أوّلها في شيء، وأسطها في شيء، وآخرها في شيءٍ، ثمّ قال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (3)، من ميلاد الجاهليّة (4).

2/65 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)(5)، قال: من فسَّر القرآن برأيه فأصاب لم يُؤجَر، وإن أخطأ كان إثمه عليه (6).

3/66 - عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما علمتم فقولوا، وما لم

ص: 95


1- بحار الأنوار 92 : 10/97.
2- بحار الأنوار 92 : 61/97.
3- الأحزاب 33 : 33. أوّل هذه الآية في نساء النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأوسطها في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وآخرها في تطهير أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) وعصمتهم.
4- بحار الأنوار 92 : 10/110.
5- (عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)) ليس في «أ»، وفي «ب، ج»: عن هشام بن سالم، قال.
6- بحار الأنوار 92 : 10/110.

تعلموا فقولوا: اللّه أعلم، فإنّ الرجل ينزع بالآية فيخرُّبها أبعد ما بين السماء والأرض (1).

4/67 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من فسّر القرآن برأيه، إن أصاب لم يُؤجر، وإن أخطأ فهو أبعد من السّماء (2).

5/68 - عن عبد الرّحمن بن الحجاج، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ليس أبعد من عُقُول الرجال من القرآن (3).

6/69 - عن عمّار بن موسى، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : سُئل عن الحكومة؟ قال: من حَكّم برأيه بين اثنين فقد كَفّر، ومن فسّر آية (4) من كتاب اللّه فقد كفر (5).

كراهية الجدال في القرآن

1/70 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إيّاكم والخصومة، فإنّها تُحيط العمل، وتَمْحَق الدِّين، وإنّ أحدكم لينزع بالآية يقع منها (6) أبعد من السماء (7).

ص: 96


1- الكافي 1: 4/33، بحار الأنوار 92 : 12/110.
2- بحار الأنوار 92 : 13/110.
3- بحار الأنوار 92 : 14/111.
4- رواه في الوسائل في موضعين الأول بلفظ : ومن فسّر برأيه آية...، والثاني كما في المتن.
5- بحار الأنوار 92 : 15/111 وسائل الشيعة 45/39:18، و: 76/149.
6- في «ه» والبحار فيها.
7- بحار الأنوار 92 : 16/111.

2/71 - عن القاسم (1) بن سليمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلّا كفر (2).

3/72 - عن يعقوب بن يزيد عن ياسر عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: المراء (3) فى كتاب اللّه كُفر (4).

4/73 - عن داود بن فَرْقَد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا تقولوا لكلّ آية هذه رجل وهذه رجل، إن من القرآن حلالاً ومنه حراماً، وفيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم، فهكذا هو، كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مفوّضٌ فيه، إن شاء فعل الشّيء، وإن شاء تذكّر، حتّى إذا فرضت فرائضه، وخُمّست أخماسه، حقٌّ على النّاس أن يأخُذُوا به، لأنَّ اللّه قال: «مَا أَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» (5).

ص: 97


1- في «أ، ب، ج» عن القمر، وفي «ه»: عن المعمر، وهو تصحيف صوابه ما في المتن : راجع جامع الرواة 2: 17، معجم رجال الحديث 14: 20.
2- المحاسن: 86/212، الكافي 2: 17/462، عقاب الأعمال: 280، معاني الأخبار: 1/19، بحار الأنوار 92 : 1/39.
3- المِرَاءُ: الجدال، والتَّمارِي والمُمارَاةُ: المُجَادَلَةُ على مذهب الشّكُ والرِّيبة.
4- بحار الأنوار 92 : 18/111.
5- بحار الانوار، 92: 18/111، والآية من سورة الحشر 59 : 7.

ص: 98

من سورة أُمّ الكتاب

إشارة:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

1/74 - بأسانيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبيه، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : اسم اللّه الأعظم مُقَطَّع في أُمّ الكتاب (1).

2/75 - عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : قال لأبي حنيفة: ما سورة أوّلها تحميد، وأوسطها إخلاص، وآخرها دعاء؟ فبقى مُتحيّراً، ثمّ قال: لا أدرى.

فقال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): السُّورة التى أولها تحميد، وأوسطها إخلاص، و آخرها دُعاء، سورة الحمد (2).

3/76 - عن يُونُس بن عبد الرحمن، عمّن رفعه، قال سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالقُرْءَان العظيم» ؟(3) قال: هي

ص: 99


1- ثواب الأعمال: 104، بحار الأنوار 92 : 234/ 16.
2- بحار الأنوار 92 : 22/235.
3- الحجر 15 : 87.

سورة الحمد، وهي سبع آيات منها «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» [1] وإنّما سُمِّيت المثاني لأنها تُثنى في الرّكعتين (1).

4/77 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سَرّقوا أكرم آيةٍ في كتاب اللّه «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» (2).

78/5 - عن صفوان الجمّال قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما أنزل اللّه من السّماء كتاباً إلا وفاتحته «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، وإنما كان يُعرف انقضاء السورة بنزول «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» ابتداءً للأخرى (3).

6/79 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يَجْهَر ب«بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» ويَرْفَع صوته بها، فإذا سمعها المشركون ولّوا مُدبرين، فأنزل اللّه «وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى القُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً» (4).

7/80 - قال الحسن بن خُرَّزَاد : ورُوي عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إِذا أَمَّ اللّه الرجل القوم، جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قَرين (5) الإمام، فيقول: هل ذكر اللّه ؟ يعني هل قرأ «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» ؟ فإن قال: نعم، هرب منه، وإن قال: لا، رَكِب عُنق الإمام، ودلّى رجليه في صدره، فلم يزل الشيطان إمام القوم حتّى يَفْرَغُوا من صلاتهم (6).

ص: 100


1- بحار الأنوار 85: 20 / 10 و 92: 23/235.
2- بحار الأنوار 85: 20 / 10، و 92: 28/236.
3- بحار الأنوار 85: 20 / 10، و 92: 29/236.
4- بحار الأنوار 85 : : 24/82، و 92: 30/236، والآية من سورة الإسراء 17 : 46.
5- في «أ، ب، ه»: قريب.
6- بحار الأنوار 85 : 20 / 10، و 92 : 236 / 31.

8/81 - عن عبدالملك بن عُمر، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن إبليس رَنَّ (1) أربع رنّات أولهنّ يوم لُعِن، وحين هَبَط إلى الأرض، وحين بُعث محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على فَتْرةٍ من الرُّسُل، وحين أُنزلت أُمّ الكتاب «الحَمْدُ للّه رَبِّ العَالَمِينَ»، ونخر (2) نَخْرَتين: حين أكل آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الشجرة، وحين أُهبط آدم إلى الأرض. قال: ولُعِن من فعل ذلك (3).

9/82 - عن إسماعيل بن أبان، يرفعه إلى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الجابر بن عبد اللّه: يا جابر ألا أعلّمُك أفضل سورة أنزلها اللّه في كتابه؟ قال: فقال جابر: بلى - بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه - علِّمنيها، قال: فعلَّمَه «الحَمْدُ للّه» أُمّ الكتاب.

قال: ثم قال له: يا جابر ألا أُخبِرُك عنها؟ قال: بلى - بأبي أنت وأُمّي - فأخبرني. قال: هي شِفَاء من كلّ داء إلّا السام، يعني الموت (4).

10/83 - عن سَلَمة بن مُحْرِز. قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من لم تُبرِئه الحمد لم يُبرئه شيء (5).

11/84 - عن أبي بكر الحَضْرمي، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا كانت لك حاجة، فاقرأ المثاني وسورة أُخرى، وصَلِّ رَكْعتين، وأدْعُ اللّه.

[1] بِسْمِ اللّه الرّحمن الرّحيم

قلت: أصلحك اللّه، وما المثاني ؟ قال : فاتحة الكتاب «بِسْمِ اللّه الرّحمن

ص: 101


1- الرَّنَّةُ: الصَّيحَةُ الحَزِينَة.
2- النَّخِيرُ: مد الصوت والنفس في خَياشيمه.
3- الخصال: 141/263، بحار الأنوار 92 : 32/237.
4- مجمع البيان 1: 88 بحار الأنوار 92: 33/237.
5- الكافي 2: 22/458 مجمع البيان 1: 88 بحار الأنوار 92: 34/237.

الرَّحِيمِ * الحَمْدُ للّه رَبِّ العَالَمِينَ» [2] (1).

12/85 - عن عيسى بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: بلغه أنّ أُناساً يَنْزِعون «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، فقال: هي آيةٌ من كتاب اللّه، أنساهم إيّاها الشيطان»(2).

13/86 - عن إسماعيل بن مهران قال: قال أبو الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» أقرب إلى اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلى بیاضها (3).

14/87 - عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : إذا أتى أحدكم أهله، فليكن قبل ذلك مُلاطَفَةٌ، فإنه أبر(4) لقلبها، وأسلّ لسَخِيْمَتها (5)، فإذا أفضى إلى حاجته قال: «بِسْم اللّه» ثلاثاً، فإن قدر أن يقرأ أي آيةٍ حَضَرتْهُ من القرآن فعل، وإلّا قد كَفَتْه التسمية، فقال له رجل في المجلس فإن قرأ «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» أُجِرَ به؟ فقال: وأيُّ آيةٍ في كتاب اللّه أكرم من «بسم اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» (6).

ص: 102


1- بحار الأنوار 85 : : 20 / 10، و 92: 35/237.
2- بحار الأنوار 5: 21 / 10، و 92: 36/237.
3- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 2: 11/5، تحف العقول: 487، التهذيب 2: 1159/289، مجمع البيان 1: 89، كشف الغمة 2: 420، بحار الأنوار 78 : 6/371، و 92: 15/233، و: 51/27، و 93: 4/232.
4- في «أ، ب، ج» : فإنه البر، ولعله تصحيف ألين، كما في تفسير البرهان 1: 246/99، طبع مؤسسة البعثة.
5- السَخِيمَة: الضغينةُ والمَوْجِدةُ فى النفس.
6- بحار الأنوار 92 : 37/238. وفي «أ، ب»: وأيّ آية في كتاب اللّه؟ فقال: «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، وفي «ه»: وأي آية أعظم في كتاب اللّه ؟ فقال: «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرحيم».

15/88 - عن الحسن بن خُرَّزَاد قال كتبتُ إلى الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) أسألُ عن معنى اللّه، فقال: استولى على مادَقَ وجَلَّ (1).

16/89 - عن خالد بن المُخْتَار قال: سَمِعتُ جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يقول: ما لهم - قاتلهم اللّه - عمدوا إلى أعظم آية في كتاب اللّه، فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها، وهي «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» (2).

17/90 - عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلَّ «وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالقُرْءَانَ العَظِيمَ» (3)، فقال: فاتحة الكتاب [يُثنّى فيها القول.

[7] غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ

قال: وقال رسول اللّه : إنَّ اللّه من على بفاتحة الكتاب] (4) من كنز الجنّة، فيها : «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، الآية التي يقول فيها : «وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى القُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً» (5)، «الحَمْدُ للّه رَبِّ العَالَمِينَ». دعوى أهل الجنّة، حين شَكَرُوا اللّه حُسن الثواب و «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» [4] قال جَبْرَئيل ما قالها مسلم قط إلا صدقه اللّه وأهل سماواتهِ «إيّاك نَعْبُدُ» إخلاص العبادة «وَإيّاك نَسْتَعِينُ» [5] أفضل ما طلب به العباد حوائجهم «اهْدِنَا الصِّرَاط المُسْتَقِيم» [6] صراط الأنبياء، وهم الذين أنعم اللّه عليهم «غَيْرِ المَغْضُوبِ

ص: 103


1- الكافي 1: 3/89، بحار الأنوار 92: 38/238.
2- بحار الأنوار 85: 10/2/28، و 92: 39/238.
3- الحجر 15 : 87.
4- أثبتناه من المجمع.
5- الإسراء 17 : 46.

عَلَيْهِمْ» اليهود «وَغَيْرِ الضَّالِّين» [7] النصارى(1).

18/91 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في تفسير «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، فقال : الباء بهاء اللّه، والسين سناء اللّه، والميم مجد اللّه (2).

19/92 - وروى غيره عنه : مُلكُ اللّه، اللّه إله الخلق، الرّحمن بجميع العالم، الرّحيم بالمؤمنين خاصَّة (3).

20/93 - وروى غيره عنه : واللّه إله كلّ شيء (4).

21/94 - عن محمّد بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه كان يقرأ: «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» (5).

22/95 - عن داود بن فَرْقَد، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقرأ ما لا أُحصي: «مَلِكِ (6) يَوْمِ الدِّينِ» (7).

ص: 104


1- مجمع البيان 1: 109، وفي 1 : 105 قال: قرأ (غير الضالين) عمر بن الخطاب، وروي ذلك عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بحار الأنوار 92: 40/238.
2- المحاسن: 213/238، الكافي 1: 1/89 معاني الأخبار: 1/3، التوحيد: 2/213، بحار الأنوار 92 : 11/231.
3- المحاسن: 213/238، الكافي 1: 1/89 معاني الأخبار: 1/3، التوحيد: 2/213، بحار الأنوار 92: 11/231.
4- تفسير القمى 1: 28.
5- مجمع البيان 1: 109، بحار الأنوار 85: 11/22 و 92: 41/239.
6- قرأ عاصم والكسائي وخلف ويعقوب: (مالك) بالألف، والباقون (ملك) بغير ألف، ومعنى (ملك يوم الدين) باسقاط الألف أنه الملك يؤمنذ لا ملك غيره، ومن قرأ «مالك» بألف معناه أنّه مالك يوم الدين والحساب لا يملكه غيره ولا يليه سواه. «التبيان للطوسی 1: 33».
7- بحار الأنوار 85: 11/22 و 92: 42/239.

23/96 - عن الزُّهريّ، قال: قال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): لو مات ما بين المشرق والمغرب لما استوحشتُ بعد أن يكون القرآن معي؛ وكان إذا قرأ «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» يُكرّرها، ويكاد أن يموت (1).

24/97 - عن الحسن بن محمّد الجمّال عن بعض أصحابنا، قال: بعث عبدالملك بن مروان إلى عامل المدينة أن وجّه إليَّ محمّد بن علي بن الحسين ولا تُهيّجه، ولا تروّعه واقض له حوائجه، وقد كان وَرَد على عبدالملك رجل من القدرية (2)، فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعاً، فقال: ما لهذا إلا محمّد بن عليّ، فكتب إلى صاحب المدينة أن يَحْمِل محمّد بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه، فقال له أبو جعفر اللّه : إني شيخ كبير، لا أقوى على الخروج، وهذا جعفر ابني يقوم مقامي، فوجهه إليه، فلما قدم على الأموي از دراه (3) لصغره، وكَرِه أن يجمع بينه وبين القدري، مخافة أن يغلبه، وتسامع النّاس بالسّام بقدوم جعفر المخاصمة القَدَريّ.

فلمّا كان من الغد اجتمع النّاس لخُصومتهما. فقال الأموي لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّه قد أعيانا أمر هذا القدري، وإنما كتبتُ إليك لأجمع بينك وبينه لم يَدَع عندنا أحداً إلا خَصمه، فقال: إن اللّه يكفيناه.

قال: فلما اجتمعوا، قال القَدَريُّ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سَل عمّا شِئْتَ. فقال له: اقرأ سورة الحمد قال: فقرأها، وقال الأُمويُّ - وأنا معه - : ما في سورة الحمد علينا، إنا للّه وإنا إليه راجعون

ص: 105


1- الكافي :2 13/440، مشكاة الأنوار: 120، بحار الأنوار 92: 43/239.
2- القَدَرِيَّة: قوم يُنكرون القدر، ويقولون إن كل إنسان خالق لفعله.
3- ازْدَرَيْتُهُ، أي حقرته.

فجعل القدريُّ يقرأ سورة الحمد حتّى بلغ قول اللّه تبارك وتعالى: «إيّاك نَعْبُدُ وَإيّاك نَسْتَعِينُ»، فقال له جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قف، مَنْ تستعين، وما حاجتك إلى المعونة، إن الأمر إليك؟! فبُهت الذى كفر، واللّه لا يهدى القوم الظالمين (1).

25/98 - عن داود بن فَرْقَد، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم» يعني أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه (2).

26/99 - قال محمّد بن علي الحلبي: سمعته ما لا أحصي وأنا أُصلّي خلفه يقرأ «اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم» (3).

27/100 - عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى: «غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ» ؟ قال : هم اليهود والنصارى (4).

28/101 - عن رجل، عن ابن أبي عُمير رفعه في قوله: «غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَغَيْرِ الضَّالّين» هكذا نزلت قال المغضوب عليهم: فلان وفلان وفلان والنصّاب والضّالّين: الشكاك الذين لا يعرفون الإمام (5).

ص: 106


1- بحار الأنوار : 98/55 و 92: 44/239.
2- تفسير القمّي 1: 28 معاني الأخبار: 3/32، بحار الأنوار 85 : : 12/23 و 92 : 45/240.
3- بحار الأنوار 92 : 45/240.
4- الاستبصار 1: 1188/319، بحار الأنوار 5: 23 / 11، و 12: 46/240.
5- بحار الأنوار 85 : 23 / 12، و 92: 47/240.

من سورة البقرة

إشارة:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم

1/102 - عن سعد الإسكاف، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول اللّه : أعطيت الطوال (1) مكان التوراة، وأُعطيت المِئين (2) مكان الإنجيل، الاول وأُعطيت المثاني (3) مكان الزَّبُور، وفُضّلت بالمفصّل (4) سبع وستّين سورة (5).

2/103 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من قرأ البقرة وآل عِمْران، جاء يوم القيامة تُظلّانه على رأسه مثل الغَمَامَتين، أو غَيَابتَين (6).

ص: 107


1- الطوال: فُسِرّت بالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة.
2- المئين: من سورة بني إسرائيل إلى سبع سور، سُمّيت بها لأنّ كلّاً منها على نحو مائة آية.
3- المثاني: قيل : فاتحة الكتاب، وقيل: المثاني سور أولها البقرة وآخرها براءة، وقيل: ما كان دون المئين، وقيل: هي القرآن كلّه.
4- المُفَصّل: إنّما سُمّي به لكثرة ما يقع فيه من فُصُول التسمية بين السُور، وقيل: لقصر سوره، واختلف في أوّله، فقيل : من سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقيل : من سورة «ق»، وقيل: من سورة الفتح.
5- بحار الأنوار 92 : 31/27.
6- ثواب الأعمال: 104، مجمع البيان، 1 : 111، بحار الأنوار 92 : 8/265، والغيابة من كلّ شيءٍ: ما سترك منه، وفي النهاية 3: 403 في حديث «تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غَمامتان أو غَيَايَتان» قال الغَيَايَة : كلّ شيءٍ أَظَلَّ الإنسان فوق رأسه كالسَّحابة وغيرها.

3/104 - عن عمر بن جُميع، رفعه إلى عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): من قرأ أربع آيات من أوّل البقرة، وآية الكرسي، وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها لم يرفي نفسه وأهله وماله شيئاً يَكْرَهه، ولم يَقْرَبه الشيطان ولم ينس القرآن (1).

[ 1 و 2] الم * ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ

قوله تعالى : «المَ * ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ» [21] الآية.

4/105 - عن سَعدان بن مسلم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في، :قوله «المَ ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيه»، قال: كتاب عليّ لا ريب فيه «هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ» قال : المُتَّقون شيعتنا «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنفِقُونَ» [3] ومما علمناهم يبثّون (2).

[3] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلوةَ

106 / 5 - عن محمّد بن قيس، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يُحدّث، قال: أن حُيِّباً وأبا ياسر ابنى أخطب، ونفراً من اليهود أهل خير، أتوا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما أنزل عليك «الم» (3)؟ قال: بلى، قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند اللّه ؟ قال: نعم، قالوا: لقد بعثت أنبياء قبلك، ما نعلم نبيّاً منهم أخبر ما مدّة مُلكه، وما أجل أُمَّته غيرك فأقبل حُبي على أصحابه، فقال لهم: الألف واحدٌ، واللام ثَلاثون والميم أربعون، فهي إحدى وسبعون سنةً، فَعَجَبٌ ممّن يَدْخُلُ في دين مدة ملكه وأجل أُمَّته إحدى وسبعون سنة!

ص: 108


1- ثواب الأعمال: 104، بحار الأنوار 92 : 9/265.
2- تفسير القمّي 1: 30، بحار الأنوار 2 : 59/21، وفي «ب، ه»: ينبئون، بدل: يبثون.
3- البقرة 2: 1.

ثم أقبل على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال له : يا محمّد، هل مع هذا غيره؟ فقال: نعم قال: «المص» (1) قال : هذه أثقل وأطول، الألف واحدٌ، واللّام ثلاثون [والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه مائة وإحدى وستّون سنة!

ثم قال لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: هَاتِه، قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «الر» (2)، قال: هذه أثقل وأطول الألف واحدٌ، واللام ثلاثون، والرّاء مائتان.

ثم قال لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : فهل مع هذا غيره ؟ قال: نعم. قال: هَاتِهِ، قال: «المر» (3) قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، والرّاء مائتان! ثمّ قال له : هل مع هذا غيره؟ قال: نعم. قالوا: قد التبس علينا أمرك، فما ندري ما أعطيت! ثم قاموا عنه، ثمّ قال أبو ياسر لحتى أخيه: ما يُدريك لعلّ محمّداً قد جُمع له هذا كُلّه وأكثر منه. قال: فذكر أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): أن هذه الآيات أُنزلت فيهم «مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتُ» (4)، قال: وهي تجري في وجهٍ آخر على غير تأويل حُيي وأبي ياسر وأصحابهما ] (5).

6/107 - [ عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن اللّه تبارك وتعالى لما أحبّ أن

ص: 109


1- الأعراف 7 : 1.
2- يونس 10 : 1.
3- الرعد 13 : 1.
4- آل عمران 3: 7.
5- معاني الأخبار: 3/23، تفسير القمّي 1: 223، بحار الأنوار 9 : 79/209، و 92 : 2/374، وما بين المعقوفتين أضفناه من المعاني.

يخلُق خَلقاً بيده، وذلك بعد ما مضى من الجِنِّ والنَّسْنَاس (1) في الأرض سبعة آلاف سنة، قال: ولمّا كان من شأن اللّه أن يخلق آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) للذي أراد من التدبير والتقدير لما هو مكوّنه في السماوات والأرض وعلمه لما أراد من ذلك كله، كَشَط (2) عن أطباق السّماوات، ثمّ قال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجِنِّ والنَّسْنَاس، فلمّا رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق، عظم ذلك عليهم، وغَضِبوا اللّه، وأسفوا على الأرض، ولم يملكوا غضبهم أن قالوا: يارب أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن، وهذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك، ويستمتعون بعافيتك، وهم يعْصُونك بمثل هذه الذنوب العظام، لا تأسف ولا تَغْضَب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عَظُم ذلك علينا وأكبرناه فيك!

فلمّا سَمِع اللّه عزّ وجلّ ذلك من الملائكة قال: «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً» لي عليهم، فيكون حُجّةً لي في أرضي على خلقي. فقالت الملائكة: سبحانك «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ»، وقالوا: فاجعله منا، فإنّا لا تُفسد في الأرض ولا نَسْفك الدماء.

[20] إنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون

قال جلّ جلاله: يا ملائكتي «إنِّى أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» [30] إِنِّي أريد أن أخلُق خَلقاً بيدي، أجعل ذُرِّيته أنبياء مرسلين وعباداً صالحين وأئمّةً مهتدين، أجعلهم خُلفائي على خَلقي في أرضي يَنْهَونَهم عن المعاصي، ويُنذرونهم عذابي،

ص: 110


1- النَّسْنَاس: هم يأجوج ومأجوج، وقيل : خَلق على صورة الناس، أشبهوهم في شيء، وخالَفُوهم في شيء، وليسوا من بني آدم وقيل هم من بني آدم.
2- كَشَطتُ الغطاء عن الشيء: إذا كَشَفْته عنه.

ويهدونهم إلى طاعتي، ويَسْلُكون بهم طريق سبيلي، وأجعلهم حُجّةً لي عُذراً أونُذراً، وأُبين (1) النشنَاس من أرضى، فأُطّهرها منهم، وأنقل مَرَدَةَ الجِنِّ العصاة عن بريّتي وخَلقي وخبرتي، وأسكنهم في الهواء وفى أقطار الأرض، لا يجاورون نسل خَلقي، وأجعل بين الجن وبين خَلقي حِجاباً، ولا يرى نسل خلقي الجن ولا يُؤانسونهم ولا يُخالطونهم ولا يُجالسونهم، فمن عصاني من نسل خَلقي الذين اصطفيتهم لنفسي أسكنتهم مساكن العصاة، وأوردتهم مواردهم ولا أبالي.

فقالت الملائكة: يا ربّنا إفعل ماشئت «لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ العليم الحكيمُ» (2)، فقال اللّه جل جلاله للملائكة: «إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ» (3)، وكان ذلك من أمر اللّه عزّ وجلّ تقدّم إلى الملائكة فى آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) من قبل أن يخلقه احتجاجاً منه عليهم.

قال: فاغترف تبارك وتعالى غُرفةٌ من الماء العذب الفرات فَصَلْصَلها (4) فجَمَدَت، ثمّ قال لها: منك أخلُقُ النبيّين والمرسلين، وعبادي الصالحين، والأئمّة المهتدين الدعاة إلى الجنّة وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا أبالى ولا أسأل عمّا أفعل وهم يُسألون - يعنى بذلك خَلقه -.

ثم اغترف غُرفة ] (5) من الماء الملح الأجاج، فَضْلصَلها في كفّه فَجْمَدَت، ثمّ

ص: 111


1- أبان الشيء: فصله وأبعده.
2- البقرة 2 : 32.
3- الحجر 15: 28 و 29.
4- الصَّلصال من الطين: ما لم يُجعَل خَزَفاً، سُمي به لتَصَلصله، وكلّ ما جَفٌ من طين أو فَخّار فقد صَلَّ صَلِيلاً.
5- ما بين المعقوفتين أضفناه من العلل.

قال لها: منك أخلُقُ الجبّارين والفراعنة والعُتاة إخوان الشياطين، وأئمّة الكفر، والدعاة إلى النار وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا أبالي، ولا أُسأل عما أفعل وهم يُسألون، وأشترط في ذلك البَدَاء (1) فيهم، ولم يشترط في أصحاب اليمين البداء اللّه فيهم، ثمّ خلط الماءين في كفّه (2) جميعاً فَصَلْصَلَهما ثمّ اكفأهما قُدّام عرشه، وهم بلّة (3) من طين.

ثم أمر الملائكة الأربعة: الشّمال، والدَّبُور، والصَّبا، والجنوب أن جولوها (4) على هذه البَلّة الطين، فأبْرِئوها وأنشئوها ثمّ جَزَّئوها وفصّلوها، وأجروا فيها الطبائع الأربع: الريح، والبلغم، والمِرَّة، والدّم، قال: فجالت عليها الملائكة الشِّمال والجنوب، والدَّبور، والصَّبَا، وأجروا فيها الطبائع، فالريح في الطبائع الأربع من قبل الشمال والبَلْغَم في الطبائع الأربع في البدن من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبائع الأربع من ناحية الدبور، قال: والدم في الطبائع الأربع من ناحية الجنوب.

قال: فاستعلت (5) النَّسمة (6) وكَمَلَ البدن، قال: فلزمها من ناحية الريح: حبُّ الحياة، وطول الأمل والحِرص، ولزمها من ناحية البلغم: حبُّ الطعام والشراب

ص: 112


1- بدا له في الأمر: إذا ظهر له استصواب شيءٍ غير الأول، والاسم منه البداء، وهو بهذا المعنى مستحيل على اللّه تعالى، كما جاءت به الرواية عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ): «بأن اللّه لم يبد له من جهل وقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «ما بدا للّه في شيءٍ إلا كان في علمه قبل أن يبدو له».
2- كلّ ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى اللّه تعالى فإنّما هو على سبيل المجاز والاستعارة، واللّه سبحانه منَزِّه عن التَّشبيه والتجسيم.
3- في «ه»: ثلة في الموضعين، وفي تفسير القمّي والعلل: سُلالة في الموضعين.
4- جال يجول : إذا ذهب وجاء.
5- في «ب»: فاستقلّت، وهي بمعنى ارتفعت.
6- النّسْمَة: النفس والنَّسَمِة: الإنسان.

واللباس واللين والحلم والرفق، ولزمها من ناحية المرّة: الغضب والسَفَه والشَّيطنة والتجبّر والتمرّد والعَجَلة، ولَزِمها من ناحية الدم: الشَّهوة للنساء واللَّذات ورُكُوب المحارم في الشهوات.

قال أبو علي الحسن بن محبوب وأخبرني عمرو، عن جابر أنَّ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) أخبره أنّه قال: وجدنا هذا الكلام مكتوباً في كتاب من كتب عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

7/108 - قال: قال هشام بن سالم، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وما علم الملائكة بقولهم: «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ» (2) لولا أنّهم قد كانوا رأوا من يُفسد فيها ويَسْفك الدماء (3).

8/109 - عن محمّد بن مروان عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : إنّي لأطوف بالبيت مع أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إذ أقبل رجل طُوّال (4) جُعشُم (5) مُتعمِّم بعمامةٍ، فقال: السلام عليك يابن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : فردَّ عليه أبي، فقال: أشياء أردت أن أسألك عنها، ما بقى أحدٌ يعلمها إلّا رجل أو رجلان.

قال: فلمّا قضى أبي الطواف دخل الحجر (6) فصلي ركعتين، ثمّ قال: هاهنا يا جعفر، ثم أقبل على الرجل، فقال له أبي: كأنَّك غريب؟ فقال: أجل، فأخبرني

ص: 113


1- تفسير القمّي 1: 36، علل الشرائع 1/104، بحار الأنوار 11: 10/103، و 61: 7/298.
2- البقرة 2: 30.
3- بحار الأنوار 11: 47/117.
4- الطُّوال: الطويل.
5- الجُعشُمُ: القصير الغليظ مع شدّة.
6- الحِجْرُ : حِجْرُ الكعبة، وهو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانب الشمال.

عن هذا الطُّواف، كيف كان؟ ولم كان؟

قال: إن اللّه لما قال للملائكة: «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا» (1) إلى آخر الآية، كان ذلك من يعصي منهم، فاحتجب عنهم سبع سنين فلا ذوا بالعرش يلوذون، يقولون: لبَّيك ذا المعارج لبيك؛ حتّى تاب عليهم، فلمّا أصاب آدم الذَّنْب طاف بالبيت حتّى قبل اللّه منه، قال: فقال: صَدَّقت، فعَجِب أبي من قوله: صدقت.

قال: فأخبرني عن: «نَ وَالقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ» (2)، قال: نون نهرٌ في الجنّة أشدُّ بياضاً من اللّبن، قال: فَأمَرَ اللّه القلم، فجرى بما هو كائن وما يكون، فهو بين يديه موضوعٌ ماشاء منه زاد فيه، وماشاء نقص منه، وماشاء كان، ومالا يشاء لا يكون. قال: صَدَقت، فعجب أبي من قوله صدقت.

قال: فأخبرني عن قوله : «فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ» (3)، ما هذا الحق المعلوم؟ قال: هو الشّيء يُخْرِجه الرجل من ماله ليس من الزكاة، فيكون للنائبة والصلة، قال: صدقت. قال: فعجب أبي من قوله صَدَقت. قال: ثمّ قام الرجل، فقال أبي على بالرجل، قال: فطَلَبته فلم أجده (4).

110/ 9 - عن محمّد بن مَرْوان، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : كنتُ مع أبي في الحِجْر، فبينا هو قائم يصلّي إذ أتاه رجل فجلس إليه، فلمّا انصرف سلّم عليه، قال: إنّي أسألك عن ثلاثة أشياء، لا يعلمها إلا أنت ورجل آخر، قال: ماهي؟

ص: 114


1- البقرة 2: 302.
2- القلم 68: 1.
3- المعارج 70: 24.
4- بحار الأنوار 99 : 17/204.

قال: أخبرني أيّ شيء كان سبب الطُّواف بهذا البيت؟

فقال: إن اللّه تبارك وتعالى لما أمر الملائكة أن يَسْجُدُوا لآدم، ردت الملائكة فقالت: «أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فيها وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعْلَمُ مالا تُعْلَمُونَ» (1)، فغَضِب عليهم، ثمّ سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضُّرَاح (2)، - وهو البيت المعمور - فمكثوا به يطوفون به سبع سنين، يستغفرون اللّه ممّا قالوا، ثمّ تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم، فكان هذا أصل الطَّواف. ثمَّ جعل اللّه البيت الحرام حذاء الفُرَاح، توبةً لمن أذنب من بني آدم وطَهُوراً لهم، فقال: صدقت.

ثم ذكر المسألتين نحو الحديث الأول، ثمّ قام الرجل، فقلت: من هذا الرجل يا أبه؟ فقال: يا بنى هذا الخِضر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

111 / 10 - علي بن الحسين في قوله: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء» (4) ردّوا على اللّه فقالوا: «أَتْجعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ»، وإنّما قالوا ذلك بخلق مضى. يعني الجانّ بن الجِنِّ «وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ» (5) فمَنوا على اللّه بعبادتهم إيّاه، فأعرض عنهم.

[31] أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ

ثمّ علَّم آدم الأسماء كلّها، ثم قال للملائكة: «أنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ» [31] قالوا: لا علم لنا، قال: «يَا ءَادَمُ أَنْبِنهُم بأَسمَائِهِم» (6)، فأنبأهم، ثمّ قال لهم:

ص: 115


1- البقرة 2: 30.
2- الضُّراح: بيتٌ في السّماء حِيال الكعبة.
3- بحار الأنوار 99 : 18/205.
4- البقرة 2 : 30.
5- البقرة 2: 30.
6- البقرة 2: 33.

«أسْجُدُوا لآدَمَ» (1) فسجدوا، وقالوا في سُجُودهم في أنفسهم - : ما كُنَّا نَظُنّ أن يَخْلُق اللّه خَلقاً أكرم عليه منّا، نحن خُزّان اللّه وجيرانه، وأقرب الخلق إليه! فلمّا رفعوا رؤوسهم، قال: اللّه يعلم ما تبدون من ردّكم عليَّ وما كنتم تَكْتُمُون، ظننا أن لا يخلُق خَلقاً أكرم عليه منّا.

فلمّا عرفت الملائكة أنَّها وقعت فى خطيئةٍ لاذوا بالعرش، وإنّها كانت عصابة من الملائكة، وهم الذين كانوا حول العرش، لم يكُن جميع الملائكة الذين قالوا: ما ظننا أن يخلُقَ خَلقاً أكرم عليه منا، وهم الذين أمروا بالسجود، فلاذوا بالعرش وقالوا بأيديهم - وأشار باصبعه يديرها - فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيامة، فلما أصاب آدم الخطيئة، جعل اللّه هذا البيت لمن أصاب من ولده خطيئةً أتاه فلاذ به من وُلد آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) كما لاذ أولئك بالعرش.

فلمّا هَبَط آدم إلى الأرض طاف بالبيت، فلمّا كان عند المُسْتَجار دنا من البيت، فرفع يديه إلى السماء، فقال: يا ربّ اغفر لي، فنُودي: إنّي قد غفرت لك، قال: يا ربّ ولولدي قال فنُودي يا آدم من جاء نى من ولدك فباء بذنبه (2) بهذا المكان، غفرت له (3).

11/112 - عن عيسى بن حمزة (4)، قال: قال رجل لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جُعِلت فداك، إنَّ النَّاسِ يَزْعُمُون أنَّ الدنيا عُمرها سبعة آلاف سنةٍ! فقال: ليس كما يقولون، إنَّ اللّه خلق لها خمسين ألف عام فَترَكَها قاعاً قفراء خاويةً عشرة آلاف

ص: 116


1- البقرة 2 : 34.
2- أي أعترف به.
3- بحار الأنوار 99 : 19/205.
4- فى «ب، ج»: عیسی بن بن أبي حمزة، راجع رجال النجاشي: 294، ومعجم رجال الحديث 13: 184.

عام، ثمَّ بدا اللّه بَداء، فخلق فيها خَلقاً ليس من الجِنّ ولا من الملائكة ولا من الإنس، وقدَّر لهم عشرة آلاف عام، فلمّا قَرُبت آجالهم أفسدوا فيها، فدمّر اللّه عليهم تدميراً، ثم تركها قاعاً قفراء خاويةٌ (1) عشرة آلاف عام.

ثمّ خلق فيها الجِنَّ، وقدَّر لهم عشرة آلاف عام، فلمّا قَرُبت آجالهم أفسدوا فيها، وسفكوا الدماء، وهو قول الملائكة: «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ» (2) كما سَفَكت بنو الجانّ، فأهلكهم اللّه، ثم بدا للّه فخلق آدم، وقرّر له عشرة آلاف عامٍ، وقد مضى من ذلك سبعة آلاف عامٍ ومائتان، وأنتم في آخر الزمان (3).

12/113 - قال: قال زُرارة: دخلت على أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : أيُّ شيءٍ عندك من أحاديث الشيعة؟ فقلت: إنَّ عندي منها شيئاً كثيراً، قد هَمَمتُ أن أُوقد لها ناراً، ثمّ أحرقها، فقال: أرها وبيّنّا (4) ما أنكرت منها. فخَطَر على بالي الآدميّون (5)، فقال لي: ما كان علم الملائكة حيث قالوا «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ» (6). قال: وكان يقول أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا حدث بهذا الحديث هو كسرٌ على

ص: 117


1- أي خالية، يقال: خوى المنزل، أي خلا من أهله.
2- البقرة 2: 30.
3- بحار الأنوار 57 : 72/86.
4- في البصائر : ولم هات، وفي «أ، ب» وارها بيتنا، وفي «ه»: وأرها ننسا.
5- كذا، وفى البحار: على بالي الامور.
6- بصائر الدرجات: 6/256، بحار الأنوار 25: 28/282، والآية في سورة البقرة 2: 30، قال المجلسي (رَحمهُ اللّه): لعل زُرارة كان ينكر أحاديث من فضائلهم لا يحتملها عقله فنبهه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بذكر قصة الملائكة وإنكارهم فضل آدم عليهم وعدم بلوغهم إلى معرفة فضله، على أنّ نفي هذه الأمور من قلّة المعرفة، ولا ينبغي أن يكذب المرء بما لم يحط به علمه، بل لا بد أن يكون في مقام التسليم فمع قصور الملائكة مع علو شأنهم عن معرفة آدم لا يبعد عجزك عن معرفة الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ).

القَدَريَّة.

13/114 - ثمّ قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ آدم كان له في السماء خليلٌ من الملائكة، فلمّا هَبَطَ آدم من السّماء إلى الأرض استوحش المَلَك، وشكا إلى اللّه، وسأله أن يأذن له فيهبط عليه، فأذن له فَهَبِطَ عليه، فوجده قاعداً في قفرة من الأرض، فلمّا رآه آدم وضع يده على رأسه وصاح صيحةً، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يروون أنّه أسمع عامّة الخَلق.

فقال له المَلَك: يا آدم ما أراك إلّا قد عَصَيتَ ربَّك، وحملت على نفسك ما لا تُطيق، أتدري ما قال اللّه لنا فيك فرددنا عليه؟ قال: لا. قال: قال: «إِنِّي جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً»، قلنا: «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ» (1)، فهو خَلقك أن تكون في الأرض، يستقيم أن تكون في السماء؟ فقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : واللّه عزّى بها آدم ثلاثاً (2).

[31] وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأسْمَاء كُلُّها

115 / 14 - عن أبي العبّاس، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، سألته عن قول اللّه: «وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» [31] ماذا عَلّمه؟ قال : الأرضين، والجبال، والشعاب (3)، والأودية. ثمّ نظر إلى بساط تحته، فقال : وهذا البساط ممّا علّمه (4).

15/116 - عن الفضل بن عباس (5)، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» (6)، ماهى؟ قال: أسماء الأودية، والنبات

ص: 118


1- البقرة 2: 30.
2- بحار الأنوار 11. 18/211.
3- الشِّعاب: جمع شعب، وهو الطريق في الجبل.
4- مجمع البيان :1 180، بحار الأنوار 11: 18/147.
5- كذا في النسخ، ولعلّه أبو العبّاس الفضل بن عبدالملك البقباق من أصحاب الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) راجع رجال النجاشي: 308، ومعجم رجال الحديث 13 : 304.
6- البقرة 2: 31.

والشجر، والجبال من الأرض (1).

16/117 - عن داود بن سرحان العطّار، قال: كنتُ عند أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فدعا بالخِوَان (2) فتغدّينا، ثم جاءوا بالطَّشت والدَّست سنانه (3)، فقلت: جعلت فداك قوله: «وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» (4)، الطَشت والدست سنانه منه؟ فقال: والفُجاج (5) والأودية. وأهوى بيده، كذا وكذا (6).

[33] ألَمْ أقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ.. ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ

17/118 - عن حَرِيز (7)، عمّن أخبره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لمّا أن خلق اللّه آدم، أمر الملائكة أن يَسْجُدواله. فقالت الملائكة في أنفسها: ما كنا نظن أنّ اللّه خَلق خَلْقاً أكرم عليه منّا، فنحن جيرانه ونحن أقرب خلقه إليه. فقال اللّه: «أَلَمْ أقُلْ لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ... مَا تُبْدُونَ وَما... تَكْتُمُونَ» [33] فيما أبدوا من أمر بني الجانّ، وكَتَمُوا ما في أنفسهم، فَلاذَت الملائكة الذين قالوا ماقالوا بالعرش (8).

18/119 - عن جميل بن دَرّاج، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن إبليس، أكان من الملائكة، أو كان يلي شيئاً من أمر السّماء؟ فقال: لم يَكُن من الملائكة، وكانت الملائكة ترى أنّه منها، وكان اللّه يعلم أنه ليس منها، ولم يكن يلى شيئاً من أمر

ص: 119


1- بحار الأنوار: 11: 19/147.
2- وهو ما يؤكل عليه.
3- استظهر العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في هامش نسخة من البحار أنّ الصحيح «ثمّ جاءوا بالطشت والدست شويه»، وعليه تكون الكلمة فارسية أي جاءوا بالطشت والإناء الذى تُغسل فيه الأيدى أو تُغْسَل به كالإبريق.
4- البقرة 2 : 31.
5- الفُجاج: الطريق الواسع بين جبلين، وفي «ب، ج»: العجاج.
6- بحار الأنوار 11 : 147 / 20.
7- في «أ»: جرير.
8- بحار الأنوار 11 : 21/118.

السماء، ولا كرامة.

[34] أُسْجُدُوا الأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ

فأتيت الطيّار (1)، فأخبرته بما سَمِعت فأنكر، وقال: كيف لا يكون من الملائكة واللّه يقول للملائكة: «أُسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ» ؟ [34] فدخل عليه الطيّار فسأله - وأنا عنده - فقال له: جعلت فداك، قول اللّه جلّ وعزّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِين امَنُوا» (2) فى غير مكان فى مخاطبة المؤمنين أيدخُل في هذه المنافقون؟ فقال: نعم يَدْخُلُ فى هذه المنافقون والضَّلال وكلّ من أقرّ بالدعوة الظاهرة (3).

19/120 - عن جميل بن دراج، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن إبليس، أكان من الملائكة، أو هل كان يلي شيئاً من أمر السماء؟ قال: لم يكن من الملائكة، ولم يكن يلي شيئاً من أمر السماء، وكان من الجِنِّ، وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة ترى أنّه منها، وكان اللّه يعلم أنه ليس منها، فلما أمر بالسُّجود كان منه الذي كان (4).

20/121 - عن أبي بصير، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): إِنَّ أوّل كُفْرٍ كُفِر باللّه - حيث خلق اللّه آدم - كُفر إبليس، حيث ردّ على اللّه أمره، وأوّل الحسد حيث حَسَد ابن آدم أخاه، وأوّل الحرص حرص آدم، نُهي عن الشجرة فأكل منها، فأخرجه حرصه من الجنّة (5).

21/122 - عن بدر بن خليل الأسديّ، عن رجل من أهل الشّام، قال: قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: أوّل بُقعةٍ عُبد اللّه عليها ظَهر الكُوفة، لما أمر اللّه

ص: 120


1- يُطلق هذا اللقب على محمّد بن عبداللّه، وهو من أصحاب الباقر والصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، ويُطلق على ابنه حمزة وهو من أصحاب الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ).
2- البقرة 2: 104.
3- الكافي 8: 413/274، بحار الأنوار 11: 22/148، 63: 54/217.
4- مجمع البيان 1 : 190، بحار الأنوار 63 : 55/218.
5- بحار الأنوار 11 : 23/149.

الملائكة أن يَسْجُدُوا لآدم، سجدوا على ظهر الكوفة (1).

[34] إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ

22/123 - عن موسى بن بكر (2) الواسطي، قال: سألت أبا الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الكفر والشرك، أيُّهما أقدم ؟ فقال : ما عهدي بك تُخاصم النّاس.

قلت: أمرني هشام بن الحكم أن أسالك عن ذلك، فقال لي: الكُفر أقدم - وهو الجحود - قال اللّه عزّ وجل: «إلَّا إبليس أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ» [34] (3).

[35] وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ

23/124 - عن سلّام بن المُسْتَنير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَة» [35] يعني لا تأكُلا منها (4).

125 / 24 - عن عطاء، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: إنَّما كان لبث آدم وحواء في الجنّة حتّى خرجا منها سبع ساعات من أيّام الدنيا حتّى أكلا من الشجرة، فأهبطهما اللّه إلى الأرض من يومهما ذلك.

قال: فحاجَّ آدم ربّه، فقال: يا ربّ، أرأيتك قبل أن تخلقني كُنتَ قدّرت عليَّ هذا الذنب وكُلّ ما صرتُ وأنا صائرٌ إليه، أو هذا شيءٌ فعلته أنا من قبل أن (5) تُقدّره عليَّ، غَلَبت عليَّ شِقْوَتي، فكان ذلك منّي وفعلي، لامنك ولا من فعلك؟

قال له: يا آدم أنا خَلَقْتُك، وعلمتك أنّى أسكنتك (6) وزَوْجَتَكَ الجنّة،

ص: 121


1- بحار الأنوار 11 : 149 / 24، و 100: 25/232.
2- في «أ، ب، ه»: بكر بن موسى انظر رجال النجاشي: 1081/407.
3- الكافي 2: 6/284، بحار الأنوار 72 : 14/97.
4- مجمع البيان 1 : 194، بحار الأنوار 11: 41/187.
5- في «أ، ب، ج»: لم.
6- في «ب، ه»: أسكنك.

وبنعمتي وما جعلت فيك من قوّتي، قويت بجوارحك على معصيتي، ولم تَغِب عن عيني، ولم يَخْلُ علمي من فعلك، ولا ممّا أنت فاعله.

قال :آدم يا ربّ الحجّة لك عليَّ. يا ربّ، فحين خلقتني وصوَّرتني ونَفَخت فيَّ من روحك! قال اللّه تعالى يا آدم، إني أسجدتُ (1) لك ملائكتي، ونوَّهت باسمك في سماواتي، وابتدأتك بكرامتي، وأسكنتك جنَّتي، ولم أفعل ذلك إلّا برضاً منّي عليك، أبْلُوك (2) بذلك من غير أن يكون عملت لي عملاً تستوجب به عندي ما فعلتُ بك؟ قال :آدم يا ربّ، الخير منك، والشرُّ منّي.

قال اللّه تعالى: يا آدم، أنا اللّه الكريم، خلقتُ الخير قبل الشرّ، وخلقتُ رحمتي قبل غضبي، وقدّمت بكرامتي قبل هواني، وقدّمت باحتجاجي قبل عذابي.

يا آدم، ألم أنّهَكَ عن الشجرة ؟ وأخبركَ أنّ الشيطان عَدُوٌّ لكَ ولزوجتك؟ وأحذّركما قبل أن تصيرا إلى الجنّة ؟ وأعَلِّمُكُما أنَّكما إن أكلتما من الشجرة، كنتما ظالمين لأنفسكما عاصيين لي؟ يا آدم، لا يجاورني في جنَّتي ظالم عاص لي.

قال: فقال: بلى ياربِّ ؟ الحجّة لك علينا ظلمنا أنفسنا وعَصَينا، وإن لم (3) تَغْفِر لنا وتَرْحَمنا نكن من الخاسرين. قال: فلمّا أقرا لربّهما بذنبهما، وأنّ الحجّة من اللّه لهما، تَدَارَكَتْهُما رحمة الرّحمن الرحيم، فتاب عليهما ربُّهما، إنّه هو التّواب الرّحيم.

قال اللّه: يا آدم، اهبط أنت وزوجك إلى الأرض، فإذا أصلحتما أصلحتكما، وإن عَمِلتما لي قويتكما، وإن تعرّضتما لرضاي تسارعتُ إلى رضا كما، وإن خفتما

ص: 122


1- في «أ، ب، د، ه»: في من روحي وأسجدت.
2- في «ه»: ابتليتك.
3- في «أ، ب، در ه»: وإلّا.

منّي آمنتكما من سخطي. قال: فبكيا عند ذلك، وقالا : ربَّنا، فأعنا على صلاح (1) أنفسنا وعلى العمل بما يُرضيك عنا. قال اللّه تعالى لهما: إذا عَمِلْتُما سُوءاً فتوبا إليَّ منه أتب عليكما وأنا (2) التّوّاب الرّحيم.

قالا: فأهبطنا برحمتك إلى أحبّ البقاع إليك. قال: فأوحى اللّه إلى جَبْرَئِيل أن أهبطهُما إلى البلدة المباركة مكّة قال: فهَبَط بهما جبرئيل، فألقى آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) على الصّفا، وألقى حوّاء على المروة (3)، فلمّا أُلقيا قاما على أرجلهما، ورفعا رؤوسهما إلى السماء، وضجّا (4) بأصواتهما بالبكاء إلى اللّه تعالى، وخضعا بأعناقهما. قال: فهتف اللّه بهما : ما يُبكيكما بعد رضاي عنكما؟ قال: فقالا: ربَّنا أبكتنا خَطيئَتنا، وهي أخرجتنا من جوار ربّنا، وقد خفي علينا تقديس ملائكتك لك، ربّنا وبدت لنا عَوْرَاتُنا، واضطرنا ذنبنا إلى حزت الدنيا ومطعمها ومشربها، ودخلتنا وَحْشَةٌ شديدةٌ لتفريقك بيننا.

قال: فرَحِمَهُما الرّحمن الرّحيم عند ذلك، وأوحى إلى جبرئيل: أنا اللّه الرّحمن الرّحيم، وإنِّي قد رَحِمت آدم وحواء لما شكيا إليَّ، فاهبِط عليهما بخَيمةٍ مِن خِيام الجنّة، وعَزّهما عني بفراق الجنّة، واجمع بينهما في الخيمة، فإنّي قد رحمتهما لبكائهما ووَحْشتهما ووَحْدَتهما، وانصب لهما الخيمة على التُّرْعَة التي بين جبال مكّة، قال والتُرعَة مكان البيت وقواعده التي رفعتها الملائكة قبل ذلك، فهَبَط جَبْرَئِيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) - على آدم بالخيمة على مكان (5) أركان البيت وقواعده فنصبها.

ص: 123


1- في «ج»: إصلاح.
2- زاد في «أ، ب، ه»: اللّه.
3- زاد في «أ، ب. ه»: قال.
4- في «ج»: وعلا.
5- في «ه»: على مقدار.

قال: وأنزل جَبْرَئيل آدم من الصّفا، وأنزل حوّاء من المَرْوة، وجمع بينهما في الخيمة، قال: وكان عَمُود الخَيمة قضيب ياقوت أحمر، فأضاء نُوره وضوؤه جبال مكّة وما حولها، قال: وامتدَّ ضوء العمود، فجعله اللّه حَرَماً، فهو مواضع الحَرَم اليوم، كلّ ناحية من حيث بلغ ضوء العمود، فجعله اللّه حَرَماً لحُرْمَة الخَيمة والعمُود، لأنَّهنَّ من الجنّة. قال: ولذلك جعل اللّه الحسنات في الحَرَم مضاعفةً، والسيِّئات فيه مضاعفة.

قال: ومدّت أطناب الخيمة حولها (1)، فمنتهى أوتادها ماحول المسجد الحرام، قال: وكانت أوتادها من غُصون الجنّة، وأطنابها من ضفائر الأُرجوان (2). قال: فأوحى اللّه إلى جبرئيل: أهْبِط على الخيمة سبعين ألف مَلَك يَحْرُسونها (3) من مَرَدَة الجنّ، ويُؤنسون آدم وحوّاء، ويطوفون حول الخيمة تعظيماً للبيت والخيمة. قال: فَهَبَطت الملائكة، فكانوا بحضرة الخيمة يَحْرُسونها من مَرَدَة الشياطين والعُتاة، ويطوفون حول أركان البيت والخيمة كلّ يوم وليلة، كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المَعْمُور، وأركان البيت الحرام في الأرض حيال (4) البيت المَعْمُور الذي في السّماء.

قال: ثمّ إنّ اللّه أوحى إلى جبرئيل بعد ذلك أن اهبط إلى آدم وحوّاء، فنحِّهما عن مواضع قواعد بيتي، فإنّي أريد أن اهبِط (5) في ظلالٍ من ملائكتي إلى

ص: 124


1- في «أ، ب، ه»: حولهما.
2- الأرجوان: شجرٌ من الفصيلة القرنية، له زَهرٌ شديدُ الحُمرة حَسَن المنظر وليست له رائحة.
3- في «أ، ب، ه»: يحرسونهما.
4- حيال الشيء: قُبالته.
5- قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : وهبوطه تعالى كناية عن توجّه أمره واهتمامه بصدور ذلك الأمر، كما قال تعالى: «هَل يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللّه فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَالمَلائِكَةُ» [البقرة 2: 210] والظلال: ما أظلك من شيء، وهاهنا كناية عن كثرة الملائكة واجتماعهم، أي اهبط أمري مع جم غفير من الملائكة.

أرضي، فأرفع أركان بيتي لملائكتي ولِخَلقي من ولد آدم. قال: فهبط جبرئيل على آدم وحواء فأخرجهما من الخيمة، ونحّاهما (1) عن تُرْعَة البيت الحرام، ونحى الخيمة عن موضع التزعة، قال: ووضع آدم على الصفا، ووضع حوّاء على المَرْوة، ورفع الخَيمة إلى السماء.

فقال آدم وحَوّاء: يا جَبْرَئِيل، أبسَخَط من اللّه حوّلتنا وفرقت بيننا، أم برضاً تقديراً من اللّه علينا ؟ فقال لهما لم يكن ذلك سَخَطاً من اللّه عليكما، ولكن اللّه لا يُسأل عمّا يفعل. يا آدم، إنّ السبعين ألف ملك الذين أنزلهم اللّه إلى الأرض ليؤنسوك وبَطُوفوا حول أركان البيت والخيمة، سألوا اللّه أن يبنى لهم مكان الخيمة بيتاً على موضع التُرْعَة المباركة حيال البيت المَعْمُور، فيَطُوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، فأوحى اللّه إليَّ أن أُنحيك وحوّاء وأرفع الخيمة إلى السماء. فقال آدم: رضينا بتقدير اللّه ونافذ أمره فينا، فكان آدم على الصّفا وحوّاء على المَرْوة.

قال: فدخل آدم لفراق حوّاء وحشةٌ شديدةٌ وحزن، قال: فهَبَط من الصّفا يُريد المروة شوقاً إلى حوّاء وليسلّم عليها، وكان فيما بين الصّفا والمروة وادٍ، وكان آدم يرى المَرْوة من فوق الصّفا، فلمّا انتهى إلى موضع الوادي غابت عنه المَرْوة، فسعى فى الوادي حذراً لما لم يرَ المَرْوة، مخافة أن يكون قدضل عن طريقه، فلمّا أن جاز الوادي وارتفع عنه نظر إلى المَرْوة، فمشى حتّى انتهى إلى المَرْوة، فصَعِد عليها، فسلّم على حوّاء، ثمّ أقبلا بوجههما نحو موضع التُرْعَة يَنْظُران هل رفع

ص: 125


1- في «أ، ب، ه»: ونهاهما.

قواعد البيت، ويسألان اللّه أن يَرُدّهما إلى مكانهما، حتّى هَبَط من المَرْوة، فرجع إلى الصّفا فقام عليه، وأقبل بوجهه نحو موضع التُرْعَة فدعا اللّه، ثمّ إنّه اشتاق إلى حوّاء، فَهَبَط من الصّفا يُريد المَرْوة، ففعل مثل ما فعله في المرّة الأولى، ثم رجع إلى الصّفا ففعل عليه مثل ما فعل فى المرّة الأولى، ثمّ إنّه هَبَطَ من الصّفا إلى المَرْوة ففعل مثل ما فعل في المرتين الأوليين.

ثم رجع إلى الصّفا فقام عليه، ودعا اللّه أن يجمع بينه وبين زوجته حوّاء، قال: فكان ذهاب آدم من الصّفا إلى المروة ثلاث مرّات، ورجوعه ثلاث مرات فذلك ستة أشواط، فلمّا أن دعيا اللّه وبكيا إليه وسألاء أن يجمع بينهما، استجاب اللّه لهما من ساعتهما من يومهما ذلك مع زوال الشمس.

فأتاه جبرئيل وهو على الصّفا واقف يدعو اللّه مقبلاً بوجهه نحو الترعة، فقال له :جَبْرَئیل انزل يا آدم من الصّفا فالْحَق بحوّاء، فنزل آدم من الصّفا إلى المَرْوة، ففعل مثل ما فعل في الثلاث المرّات حتّى انتهى إلى المَرْوة، فصَعِد عليها وأخبر حوّاء بما أخبره جبرئيل، ففرحا بذلك فرحاً شديداً، وحَمِدا اللّه وشكراه فلذلك جَرَت السُّنة بالسعي بين الصّفا والمروة، ولذلك قال اللّه: «إنَّ الصّفا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه فَمَنْ حَجَ الْبَيْتَ أَو أَعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا» (1).

قال: ثمَّ إن جبرئيل أتاهما فأنزلهما من المروة، وأخبرهما أن الجبار تبارك وتعالى قد هَبَط إلى الأرض، فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا، وحجر من المَرْوة، وحَجَر من طور سيناء (2)، وحَجَر من جبل السَّلام، وهو ظهر الكوفة،

ص: 126


1- البقرة 2 : 158.
2- طور سيناء: وهو اسم جبل بقرب أيلة وعنده بليد فتح في زمن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وما أظُنّه إلّا كُورة بمِصر، وقال الجوهري طور سيناء جبل بالشّام. «معجم البلدان 4: 54».

فأوحى اللّه إلى جَبْرَئيل أن ابْنِهِ وأتمه، قال: فاقتلع جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) الأحجار الأربعة بأمر اللّه من مواضعهنَّ بجناحيه، فوضعها حيث أمره اللّه في أركان البيت على قواعده (1) التي قدّرها الجبّار، ونصب أعلامها (2).

ثم أوحى اللّه إلى جَبْرَئيل أن ابنه وأتممه بحجارة من أبي قُبيس(3)، واجعل له بابين: باب شرقي، وباب غربي، قال: فأتَمَّه جبرئيل، فلمّا أن فَرَغ منه طافت الملائكة حوله، فلمّا نظر آدم وحواء إلى الملائكة يَطُوفون حول البيت، انطلقا فطافا بالبيت سبعة أشواط، ثم خرجا يَطلُبان ما يأكُلان، وذلك من يومهما الذي هُبط بهما فيه (4).

126 / 25 - عن جابر الجُعفي، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: إنّ للام اللّه اختار من الأرض جميعاً مكّة، وأختار من مكّة بكّة (5)، فأنزل في بَكة سُرادِقاً (6) من نُور محفوفاً بالدُّرِّ والياقوت، ثمّ أنزل فى وسط السُّرادق عمّداً أربعة وجعل بين العمّد الأربعة لؤلؤةً بيضاء، وكان طُولها سبعة أذرع في ترابيع البيت، وجعل فيها نُوراً من نُور السُّرادق بمنزلة القناديل (7)، وكانت العمد أصلها في الثّرى

ص: 127


1- في «ج»: من أركان البيت وقواعدها.
2- في «أ، ج»: أعلاها.
3- أبو قبيس: وهو اسم الجبل المشرف على مكة. «معجم البلدان 1: 103».
4- بحار الأنوار 11: 36/182.
5- بَكَّة: هي مكّة بيت اللّه الحرام أبدلت الميم باءً، وقيل: بَكَّة، بطن مكّة، وقيل: موضع البيت المسجد الحرام ومكّة وما وراءه، وقيل: البيت مكّة، وما ولاه بكّة. «معجم البلدان 1: 562».
6- السُّرادق: كلّ ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضرب أو خِباء، وقيل: هو ما يُمَدِّ فوق البيت.
7- القِندِيل: مصباح كالكُوب في وسطه فَتِيلُ، يُملأ بالماء والزَّيت ويُشْعَل.

والرؤوس تحت العرش. وكان الربع الأوّل من زُمُرُّد أخضر، والربع الثاني من ياقوتٍ أحمر، والربع الثالث من لؤلؤ أبيض، والربع الرابع من نور ساطع، وكان البيت يَنْزِل فيما بينهم مرتفعاً من الأرض، وكان نُور القناديل يَبْلُغ إلى موضع الحَرَم، وكان أكبر القناديل مقام إبراهيم فكانت القناديل ثلاثمائة وستّين قِنديلاً. فالرُكن الأسود باب الرّحمة، إلى رُكن الشّاميّ، فهو باب الإنابة، وباب الركن الشّاميّ باب التوسل، وباب الرُكن اليماني باب التّوبة، وهو باب آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) وشيعتهم إلى الحجر، فهذا البيت حُجَّة اللّه في أرضه على خَلْقه.

فلمّا هَبَط آدم إلى الأرض هَبَط على الصفا، ولذلك اشتقّ اللّه له اسماً من اسم آدم، لقول اللّه: «إِنَّ اللّه أصْطَفَى ءَادَمَ» (1)، ونزلت حوّاء على المَرْوة، فاشتقَّ اللّه لها اسماً من اسم المرأة، وكان آدم نزل بمرآة من الجنّة، فلما لم يخلق آدم المرآة إلى جنب المقام (2)، وكان يَرْكَن إليه، سأل ربّه أن يُهبط البيت إلى الأرض، فأهبط فصار على وجه الأرض، فكان آدم يَرْكَن إليه، وكان ارتفاعها (3) من الأرض سبعة أذرع، وكانت له أربعة أبواب، وكان عرضها خمسة وعشرين ذراعاً في خمسة وعشرين ذراعاً ترابيعة، وكان السُّرادق مائتي ذراع في مائتي ذراع (4).

127/26 - عن جابر بن عبد اللّه، عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : كان إبليس أوّل من لا اللّه تغنّى، وأوّل من ناح، وأوّل من حدا (5)، لمّا أكل آدم من الشجرة تغنّى، فلمّا هَبَط

ص: 128


1- آل عمران 3 : 33.
2- كذا في النسخ، وفي العبارة اضطراب ظاهر، وفي تفسير البرهان طبع مؤسسة البعثة 1: 191، يعلّق بدل يخلق.
3- كذا، والظاهر ارتفاعه.
4- بحار الأنوار 99 : 39/13.
5- (وأوّل من حدا) ليس في «أ، ب، ج، د».

حدا، فلمّا استقر على الأرض ناح يُذكّره (1) ما في الجنّة (2).

27/128 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إن اللّه له حين أهبط آدم إلى الأرض، أمره أن يَحْرُث بيده فيأكل من كدِّه بعد الجنّة ونعيمها، فلبِث يجأر (3) ويبكي على الجنّة مائتي سنة، ثمّ إنّه سَجَد اللّه سجدةً فلم يَرْفَع رأسه ثلاثة أيّام ولياليها، ثم قال: أي ربِّ أَلَمْ تَخْلُقني ؟ فقال اللّه : قد فعلت. فقال: ألم تَنْفُخ في من رُوحك؟ قال: قد فعلت، قال: ألم تُسكنّي جنّتك؟ قال: قد فعلت، قال: ألم تسبق لي رحمتك غضبك ؟ قال اللّه : قد فعلت، فهل صبرت أو شكرت؟

قال: آدم: لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي ظلمت نفسي، فاغفر لي إنَّك أنت الغفور الرّحيم، فرَحِمه اللّه بذلك (4) و تاب عليه، إنّه هو التّواب الرّحيم (5).

28/129 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال: الكلمات التي تلقّاهنّ آدم من ربّه فتاب عليه وهدى، قال: سُبحانك اللّهم وبحمدك إنِّي عملت سُوءاً وظَلَمت نفسى، فاغفِر لى إنّك أنت الغفور الرحيم، اللّهم إنّه لا إله إلّا أنت سُبحانك وبحمدك، إنّي عَمِلت سُوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي إنّك خير الغافرين. اللّهم إنّه لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، إنّى عملت سُوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنَّك أنت الغفور الرّحيم (6).

ص: 129


1- في «ج»: أكل آدم وحواء من الشجرة تغنّى، فلما هبطا واستقرا في الأرض ناح عند حواء يذكرها.
2- بحار الأنوار 79 : : 25/247.
3- جَارَ الرجل إلى اللّه عزّ وجلّ، أي تضرّع بالدعاء.
4- في «ب، ج»: فرحم اللّه نداءه.
5- بحار الأنوار 11 : 19/212.
6- بحار الأنوار 11 : 37/186، 95: 21/192.

29/1 - وقال الحسن بن راشد: إذا استيقظت من منامك، فقل الكلمات التي تلقّى بها (1) آدم من ربّه: سُبّوح قدوس ربّ الملائكة والرُوح، سبقت رحمتك غضبك، لا إله إلّا أنت سبحانك (2) إِنِّي ظلمت نفسي، فاغفر لي وارحمني، إنَّك أنت التوّاب الرّحيم الغفور (3).

[37] فَتَلَقَّى عَادَمُ مِن ربّه كَلِمَاتٍ

30/131 - عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن اللّه تبارك اللّه وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذُرِّيَّته، فمرَّ به النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو متكىء على عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وفاطمة صلوات اللّه عليها تتلوهما، والحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يتلوان فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، فقال اللّه : يا آدم، إيّاك أن تنظر إليهم بحسد، أهبطك من جواري.

فلمّا أسكنه اللّه الجنّة مثل له النبيّ وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم، فنظر إليهم بحَسَدٍ، ثمّ عُرضت عليه الولاية فأنكرها، فَرمَتْهُ الجنّة بأوراقها، فلمّا تاب إلى اللّه من حسده، وأقرّ بالولاية، ودعا بحق الخمسة محمّد وعليّ، وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم، غَفَر اللّه له، وذلك قوله: «فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن ربّه كَلِمَاتٍ» [37] الآية (4).

132 / 31 - عن محمّد بن عيسى بن عبداللّه العلوي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه، قال يا ربِّ أسألك بحقّ محمّد لمّا تُبت عليَّ، قال: وما علمك بمحمد ؟ قال: رأيتُهُ في سُرادِقك الأعظم مكتوباً وأنا في الجنّة (5).

ص: 130


1- كذا، والظاهر تلقاها.
2- (سبحانك) ليس في «ا، ب، ه».
3- بحار الأنوار 11: 38/186، 76: 11/195.
4- بحار الأنوار 11: 39/187، 26 : 326 / 9.
5- بحار الأنوار 11 : 40/187.

[38] فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ

133/ 32 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن: «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» [38].

قال: تفسيرها عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الهدى، قال اللّه فيه: «فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (1).

[40] أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ

134 / 33 - عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «أَوْفُوا بِعَهْدِى أوفِ بِعَهْدِكُمْ» [40] قال: أوفوا بولاية عليّ فرضاً من اللّه اوفِ لكم الجنّة (2).

[41] وَمَا مِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ

135 / 34 - عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن: «وَءَامِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ» [41] يعنى فلاناً وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم قال اللّه يعنيهم: «وَلَا تَكُونُوا أَوّلَ كَافِرٍ بِه» يعني علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

[43] وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَمَاتُوا الزَّكَوَةَ

35/136 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَأَقِيمُوا الصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا الزَّكَوَة» [43] قال: هي الفطرة التي افترض اللّه على المؤمنين (4).

137 / 36 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُه عن صدقة الفِطر، أواجبة هي بمنزلة الزكاة؟ فقال: هي ممّا قال اللّه: «وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ

ص: 131


1- تفسیر فرات الكوفي: 17/58 «نحوه».
2- الكافي 1: 89/357 «نحوه»، بحار الأنوار 36: 35/97، 69: 341.
3- بحار الأنوار 36: 36/97.
4- بحار الأنوار 96: 6، و: 6/104.

وءَأتُوا الزَّكوة» (1) هي واجبة (2).

138 / 37 - عن زُرارة، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - وليس عنده غير ابنه جعفر - عن زكاة الفطرة (3)؟ فقال: يؤدّي الرجل عن نفسه وعياله، وعن رقيقه الذَّكر منهم والأنثى، والصغير منهم والكبير، صاعاً من تمرٍ عن كل إنسان، أو نصف صاعٍ من حِنطة، وهي الزكاة التي فرضها اللّه على المؤمنين مع الصلاة على الغني والفقير منهم، وهم جُلّ الناس، وأصحاب الأموال أجل النّاس (4).

قال: قلت: وعلى الفقير الذي يُتَصَدِّق عليه ؟ قال نعم يُعطي ما يُتَصَدِّق به عليه (5).

139/ 38 - عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نزلت الزكاة وليس للنّاس الأموال، وإنما كانت الفِطرة (6).

140/ 39 - عن سالم بن مُكَرَّم الجمّال، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: أعطِ القِطرة قبل الصّلاة، وهو قول اللّه: «وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَآتُوا الزَّكوة» (7) والذي يأخُذ الفطرة عليه أن يُؤدِّي عن نفسه وعن عياله، وإن لم يُعطيها حتّى يَنْصَرِف من صلاته فلا تُعدّ فطرة (8).

ص: 132


1- البقرة 2 : 43.
2- بحار الأنوار 96: 7/104.
3- في «أ، ج»: الفطر.
4- في «ج»: جل الناس، والظاهر أنّها تصحيف: أقلّ الناس.
5- بحار الأنوار 96: 12/108.
6- من لا يحضره الفقيه 2 : 505/117، علل الشرائع: 1/390، الكافي 4: 3/171 بحار الأنوار 96: 6، و: 8/104.
7- البقرة 2 : 43.
8- بحار الأنوار 96: 13/108.

[44] أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبَرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ

141 / 40 - عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت قوله تعالى: «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبَرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ» ؟ [44] قال: فوضع يده على حلقه، قال: كالذابح نفسه (1).

142 / 41 - وقال الحجّال، عن أبي(2) إسحاق، عمّن ذكره: «وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ» (3)، أي تَتْرُكون (4).

[45] وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ

143 / 42 - عن مسْمع، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا مسْمع، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غمٌّ من عُموم الدنيا أن يتوضّأ، ثمّ يدخُل مسجده فيركع ركعتين فيدعو اللّه فيهما ؟ أما سَمِعت اللّه يقول: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ» ؟ [45](5).

43/144 - عن عبداللّه بن طلحة، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، [في قوله تعالى]: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ» (6) قال: الصبر هو الصوم (7).

44/145 - عن سليمان الفرّاء، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَة» (8)، قال : الصبر: الصوم، إذا نزلت بالرجل الشدّة أو النازلة فَليَصُم، فإنّ اللّه يقول: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ» الصبر: الصوم (9).

ص: 133


1- بحار الأنوار 100: 54/84.
2- في «أ، د»: ابن، ولعله صحيح أيضاً، فقد روى الحجّال، عن أبي إسحاق الشعيري وعبيد بن إسحاق انظر معجم رجال الحدیث 11: 45، 21 : 18، 22: 38، 23: 77.
3- البقرة 2 : 42.
4- بحار الأنوار 100 : 55/85.
5- مجمع البيان 1 : 217، بحار الأنوار 91 : 10/348.
6- البقرة 2 : 45.
7- بحار الأنوار 96 : 29/254.
8- البقرة 2 : 45.
9- الكافي 4 : 7/63، بحار الأنوار 96: 30/254.

[46] الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُوا رَبِّهِمْ

45/146 - وعن أبي معمر، عن علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فى قوله: «الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُوا رَبِّهِمْ» [46]، يقول (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يُوقنون أنهم مبعوثون، والظن منهم يقين (1).

[47] يَا بَنِي إِسْرَائِيل

46/147 - عن هارون بن محمّد الحلبي، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «يَا بَنِي إِسْرَاءِيل» [47]، قال: هم نحن خاصّة (2).

47/148 - عن محمّد بن عليّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قوله تعالى «يَا بَنِي إِسْرَاءِيل» (3)، قال: هي خاصّة بآل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) (4).

149 / 48 - عن أبي داود، عمّن سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: أنا عبداللّه (5) اسمي أحمد، وأنا عبداللّه اسمي إسرائيل، فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني (6).

[51] وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةٌ

150 / 49 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» [51]، قال: كان في العِلم (7) والتقدير ثلاثين ليلةً، ثمّ بدا للّه فزاد عشراً، فتَمَّ مِيقات ربّه للأوّل والآخر أربعين ليلةً (8).

ص: 134


1- بحار الأنوار 7: 16/42.
2- بحار الأنوار 24 : 117/397.
3- البقرة 2 : 47.
4- بحار الأنوار 24: 118/397.
5- في «ج»: أنا عبدك.
6- بحار الأنوار 24 : 119/397، قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) لعلّ المعنى أن المراد بقوله تعالى: «يَا بَنِي إِسْرَاءِيل اذكُرُوا نِعمَتِي الَّتِي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَنَّى فَضَّلْتُكُم عَلَى العَالَمِينَ» [البقرة 2 47] في الباطن آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ)، لأن إسرائيل معناه عبداللّه، وأنا ابن عبداللّه، وأنا عبداللّه لقوله تعالى: «سُبحَانَ الَّذِى أسرَى بِعَبْدِهِ» [الإسراء 17: 1] فكل خطاب حسن يتوجّه إلى بني إسرائيل في الظاهر يتوجه إلي وإلى أهل بيتي في الباطن.
7- قال العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه): لعل المراد بالعلم علم الملائكة، أو سمّى ما كُتِب في لوح المحو والاثبات علماً بحار الأنوار 13: 227.
8- بحار الأنوار 13 : 27/226.

[58] وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَا كُمْ

151 / 50 - عن سليمان الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَإيّاكمْ» [8]، قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): نحن باب حطّتكم (1).

51/152 - عن أبي إسحاق، عمّن ذكره: «وَقُولُوا حِطَّةٌ» (2) مغفرة، حُطّ عنا: أي اغفر لنا (3).

[59] فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ

52/153 - عن زيد الشحام، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : نزل جبرئيل بهذه الآية: «فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا آلَ محمّد حَقَهُمْ غَيْر الذى قيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الذِينَ ظَلَمُوا آلَ محمّد حَقَّهُمْ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ» [59](4).

154 / 53 - عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال اللّه تعالى لقوم :موسى: «ادْخُلُوا البَابَ سُجداً وَقُولُوا حِطَّةٌ... فَبَدَّل الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ» (5) الآية (6).

[61] ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِثَايَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ

54/155 - عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه تلا هذه الآية: «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِئَايَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ» [61]، فقال: واللّه ما ضربوهم بأيديهم، ولا قتلوهم بأسيافهم، ولكن سَمِعوا أحاديثهم فأذاعوها، فأخذوا عليها، فقتلوا، فصار قتلاً واعتداءً ومعصيةً (7).

ص: 135


1- بحار الأنوار 23 : 46/122.
2- البقرة 2: 58.
3- بحار الأنوار 13: 23/226.
4- الكافي 1: 58/50، تأويل الآيات 1: 41/63، بحار الأنوار 24: 8/222.
5- البقرة 2: 58، 59.
6- تفسير البرهان 1: 6/104.
7- مستدرك الوسائل 12 : 14128/296.

[63] خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ

156 / 55 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ» [63]، أقوّة في الأبدان، أم قوة في القلوب؟ قال: فيهما جميعاً (1).

56/157 - عن عبد اللّه الحلبي، قال: قال: «أَذْكُرُوا مَا فِيهِ» [63] واذكروا ما في تَرْكه من العُقُوبة (2).

57/158 - عن محمّد بن أبي حمزة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه عزّ وجلّ: «خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ» (3)، قال: السُّجود (4)، ووضع اليدين على الرُّكبتين في الصلاة وأنت راكع (5).

58/159 - عن عبد الصمد بن برار (6)، قال: سَمِعتُ أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: كانت القِرَدَة وهم اليهود الذين اعتدوا (7) في السبت، فمسخهم اللّه قُرُوداً (8).

[66] فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ

59/160 - عن زُرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله: «فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ» [66]، قال: لما معها ينظر إليها

ص: 136


1- المحاسن: 319/261، مجمع البيان 1: 262، بحار الأنوار 13: 24/226.
2- مجمع البيان 1 : 262 عن الإمام الصادق، بحار الأنوار 13: 25/226.
3- البقرة 2: 63.
4- في «أ، ب، ج، د»: اسجدوا.
5- بحار الأنوار 13: 26/226.
6- كذا، وفى «أ»: عبد الصمد بن مرار والظاهر كونه عبد الصمد بن بندار، انظر الحديث 1391، أو عبد الصمد بن مدار الصيرفي، كما عنونه الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ): 3320/241.
7- في «أ، ج»: عدوا.
8- بحار الأنوار 14: 8/55.

من أهل القُرى ولما خلفها قال: ونحن، ولنا فيها موعظة (1).

161 / 60 - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنْطِي، قال: سَمِعتُ أبا الحسن الرضاء (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنَّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابةً له، ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثمّ جاء يطلُب بدمه.

[69] قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبُّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا

فقالوا لموسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن سبط آل فلان قتل فلاناً، فأخبرنا من قتله؟ فقال: أنتوني ببقرة. «قَالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قَلَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ» [67] قال: ولو عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم «قالوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ» [68] لا صغيرة ولا كبيرة، ولو أنَّهم عمدوا إلى بقرة (2) الأجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم.

[ 70 و 71] قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ

«قالوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَونُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لونُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ» [69] ولو أنَّهم عمدوا إلى بقرة لأجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم. «قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لنا ما هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللّه لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّاشِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ» [70 و 71].

فطلبوها، فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل، فقال: لا أبيعها إلّا بملء مَسكِها (3) ذهباً، فجاءوا إلى موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقالوا له: قال: فاشتروها.

قال : وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) البعض أصحابه (4): إنّ هذه البقرة لها نباً. فقال:

ص: 137


1- بحار الأنوار 14: 9/55.
2- زاد في «ج»: بهذه الصفات.
3- المَسْكُ: الجلد.
4- في «ه»: فقال لرسول اللّه موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعض أصحابه.

وما هو ؟ قال: إنّ فتىً من بني إسرائيل كان بارّاً بأبيه، وإنه اشترى تبيعاً (1)، فجاء إلى أبيه والإقليد (2) تحت رأسه، فكره أن يُوقظه، فترك ذلك، فاستيقظ أبوه، فأخبره، فقال له: أحسنت، فخُذ هذه البقرة فهى لك عوضٌ لما فاتك. قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : انظروا إلى البر ما بلغ بأهله (3)!.

61/162 - عن الحسن بن علی بن فضال، قال: سمعت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ اللّه أمر بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة، وإنما كانوا يحتاجون إلى ذنبها، فشدّد اللّه عليهم (4).

62/163 - عن الفضل بن شاذان، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبداللّه، أنه قال: من ليس نعلاً صفراء لم يَزَل مسروراً حتّى يبليها، كما قال اللّه : «صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ» (5).

63/164 - وقال: من لبس نعلاً صفراء لم يبلها حتّى يستفيد عِلماً أو مالاً (6).

165 / 64 - عن يونس بن يعقوب، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن أهل مكّة يذبحون البقرة في اللَّبَب (7)، فما ترى في أكل لُحُومها؟ قال: فسكت هُنيئة، ثمّ قال: قال اللّه: «فَذَبَحُوها وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ» [71] لا تأكل إلا ماذبح من مَذبَحه (8).

ص: 138


1- التَّبِيعُ: ولد البقرة في أوّل سنة.
2- الإقليد: المفتاح.
3- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 2 : 31/13، مجمع البیان 1: 273، بحار الأنوار 13: 2/262.
4- بحار الأنوار 13: 6/266.
5- مجمع البيان 1: 274 وسائل الشيعة 3 : 4/387، 5، والآية في سورة البقرة 2: 69.
6- وسائل الشيعة 3: 5/388.
7- اللَّبَبِ: المَنْحَر من كلّ شيء.
8- بحار الأنوار 65 : 27/323.

166 / 65 - عن محمّد بن سالم، عن أبي بصير، قال : قال جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : خرج عبداللّه بن عمرو بن العاص من عند عُثمان، فلقي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، فقال له: يا عليّ، بيّتنا الليلة في أمرٍ، نرجو أن يُثبّت اللّه هذه الأمة.

[ 79] فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ

فقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لن يخفى عليّ ما بيَّتم فيه، حَرَّفتم وغيَّرتم وبَدَّلتم تسعمائة حرف: ثلاثمائة حَّرفتم، وثلاثمائة غيَّرتم، وثلاثمائة بدَّلتم «فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتاب بأيديهمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّه» إلى آخر الآية «مِمَّا يَكْسِبُونَ» [79] (1).

66/167 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله : «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» [83]، قال: قولوا للنّاس أحسن ما تُحبّون أن يُقال لكم، فإنّ اللّه يُبْغِض اللعّان السبّاب الطعّان على المؤمنين، المُتَفَحِّش، السائل (2) المُلْحِف، ويُحبُّ الحَييَّ الحليم، العفيف المتعفّف (3).

67/16 - عن حريز، عن بُريد (4)، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أُطعِم رجلاً - سائلاً لا أعرفه مسلماً؟ قال: نعم أطعمه ما لم تَعْرفه بولاية ولا بعداوة، إن اللّه تعالى يقول: «وَقولوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (5) ولا تُطعم مَن يَنْصِب لشيءٍ من الحق، أو دعا إلى شيءٍ من الباطل (6).

ص: 139


1- بحار الأنوار 92 : 26/55.
2- فى «أ، ج»: المُسائِل.
3- بحار الأنوار 74 : 19/161.
4- في «أ، د»: عن سدير، وفي «ج»: عن بربر، وفي «ه»: عن برير، تصحيف صوابه ما أثبتناه، وهما حريز بن عبداللّه السجستاني الأزدي وبريد بن معاوية العجلي، انظر معجم رجال الحديث 3: 285 و 4: 249.
5- البقرة 2: 83.
6- الكافى 4 : 1/13، بحار الأنوار 74: 53/367.

[83] وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً

68/169 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته يقول: اتقوا اللّه ولا تَحْمِلُوا الناس على أكتافكم، إنَّ اللّه تعالى يقول في كتابه: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (1)، قال لا : وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم، وصلوا معهم في مساجدهم حتّى النَّفَس (2)، وحتى تكون (3) المباينة (4).

170 / 69 - عن حَفص بن غِياث، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : إن اللّه بعث محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بخمسة أسياف، فسَيف على أهل الذمة، قال اللّه «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (5) نزلت فى أهل الذمة، ثمّ نَسَخَتها أُخرى، قوله: «قَاتِلُوا الدِّينَ لَا يُؤْمِنُونَ باللّه» الآية (6).

[84] وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ

70/171 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الكُفر في كتاب اللّه على خمسة أوجه: فمنها كُفر البراءة، وكفر النّعم، والكفر بترك أمر اللّه، فالكفر بما نقول (7) من أمر اللّه فهو كُفر المعاصى (8)، وترك ما أمر اللّه عزّ وجلّ، وذلك قوله تعالى: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ» [84] إلى قوله: «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ» فَكفّرهم بتركهم ما أمر اللّه، ونسبهم إلى الإيمان ولم يقبله منهم، ولم ينفعهم عنده، فقال: «فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ»

ص: 140


1- البقرة 2: 83.
2- في «أ، ب، ج، د»: التمس وفي البحار: حتّى ينقطع النفس.
3- في «ج»: وحتى لا يكون.
4- بحار الأنوار 74: 20/161.
5- البقرة 2: 83.
6- بحار الأنوار 100: 14/67 بزيادة، والآية في سورة التوبة 9: 29.
7- في «أ، ب، ج»: يقول.
8- العبارة فيها ارتباك ظاهر، وفي الكافي 2: 1/287، فمنها كفر الجحود - والجحود على وجهين - والكفر بترك ما أمر اللّه وكفر البراءة، وكفر النعم...

[85] عَمَّا تَعْمَلُونَ

الآية إلى قوله: «عَمَّا تَعْمَلُونَ» (1) [85].

[87] أَفَكُلْمَا جَاءَكُمْ رَسُولُ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ

71/172 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أما قوله: «أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولُ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسِكُمْ» [87] الآية، قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ذلك مثل موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) والرُّسل من بعده وعيسى صلوات اللّه عليه ضُرب مثلاً لأُمّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال اللّه لهم: فإن جاء كم محمّد بمالا تهوى أنفسكم بموالاة عليّ استكبرتم (2)، ففريقاً من آل محمّد كذّبتم، وفريقاً تقتلون، فذلك تفسيرها في الباطن (3).

72/173 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا»، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما بين عَير (4) وأحد، فخرجوا يطلبُون الموضع، فمرّوا بجبلٍ يسمى حداداً، فقالوا حداد (5) وأحد سواء، فتفرّقوا عنده، فنزل بعضهم بفَدك، وبعضهم بخيبر، وبعضهم بتَيماء (6)، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم، فمرّ بهم أعرابيٌّ قيس فَتَكارَوا (7) منه، وقال لهم: أمرٌ بكم ما بين غير وأُحد؟ فقالوا له: إذا مررت بهما فأرناهما، فلمّا توسط بهم أرض المدينة، قال لهم: ذاك غير وهذا أُحد، فنزلوا عن ظهر إبله، فقالوا له: قد أصبنا بغيتنا، فلا حاجة لنا في إيلك، فاذهب حيث شئت.

ص: 141


1- البرهان 1 : 2/269.
2- في «ج، ه»: أنفسكم استكبر تم بموالاة علي.
3- بحار الأنوار 24 : 307 / 8.
4- غير جبلٌ في المدينة، وقيل: في الحجاز «معجم البلدان 4: 194».
5- كذا في النسخ، ولعلّه تصحيف حدد، وهو جبل مُطلّ على تَيماء، انظر معجم البلدان 2: 264.
6- التّيماء: الفَلَاة، وتَيماء: بليدٌ في أطراف الشام ووادي القُرى «معجم البلدان 2: 78».
7- تكاروا: استأجروا.

وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفَدَك وخَيبر: إنا قد أصبنا الموضع، فهلمّوا إلينا. فكتبوا إليهم: إنّا قد استقرّت بنا الدار، واتَّخذنا الأموال، وما أقربنا منكم، وإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم!

فاتَّخذوا بأرض المدينة الأموال، فلمّا كثرت أموالهم بلغ تُبَّع (1) فغزاهم. فتحصّنوا منه فحاصرهم، فكانوا يرِقّون لضعفى أصحاب تُبع فَيَلْقُونَ إليهم بالليل التمر والشعير، فبلغ ذلك تبع فَرَقَّ لهم وآمنهم، فنزلوا إليه، فقال لهم: إنّي قد استطبت بلادكم ولا أراني إلا مقيماً فيكم.

فقالوا له: إنّه ليس ذلك لك، إنّها مهاجر نبي، وليس ذلك لأحدٍ حتّى يكون ذلك.

[89] وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا

فقال لهم: فإنّي مخلّف فيكم من أُسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره. فخلّف فيهم حَيّين: الأوس والخزرج، فلمّا كثرُوا بها كانوا يتناولون أموال اليهود، فكانت اليهود تقول لهم: أما لو بعث محمّد (2) لنخر جنّكم من ديارنا وأموالنا، فلمّا بعث اللّه محمداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) آمنت به الأنصار، وكفرت به اليهود، وهو قول اللّه عزّ وجلّ: «وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا» إلى «فَلَعْنَةُ اللّه عَلى الكَافِرِينَ» (3) [89].

73/174 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذه الآية من قول اللّه : «لَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا به».

قال: تفسيرها في الباطن لمّا جاءهم ما عَرَفوا في عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) كفروا به، فقال

ص: 142


1- تُبع: من ملوك حِمْيَر، وفي الكافي والمجمع: بلغ ذلك تُبّع.
2- في «ج»: لو قد بعث اللّه محمداً.
3- الكافي 8: 481/308، مجمع البيان 1 : 310، بحار الأنوار 15 : 49/225.

اللّه [فيهم «فَلَعْنَةُ اللّه عَلَى الكَافِرِينَ» ] (1) يعني بني أُميّة، هم الكافرون في باطن القرآن (2).

[90] بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بما أنزل اللّه

74/175 - قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) لها : نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هكذا: «بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللّه» في عَليّ «بَغْياً»، وقال اللّه في عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «أن يُنَزِّلَ اللّه مِن فَضْلِهِ عَلَى مِن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ» يعني عليّاً، قال اللّه: «فَبَاءُ وبِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ» يعني بني أُميّة «وَلِلكَافِرِينَ» يعني بني أُميّة «عَذَابٌ مُّهِينٌ» (3) [90].

[91] وَهُو الحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ

176 / 75 - وقال جابر: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : نزلت هذه الآية على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هكذا واللّه (وَإِذَا قِيلَ لَهُم ماذا أنزل ربُّكم في عَليٍّ) يعني بني أُمّية «قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا» يعني في قلوبهم بما أنزل اللّه عليه «وَيَكْفُرُونَ بمَاوَرَاءَهُ» بما أنزل اللّه فى عليّ «وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ» [11] يعنى عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

76/177 - عن أبي عمر و الزُّبيري، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال اللّه تعالى في كتابه يحكي قول اليهود: «إِنَّ اللّه عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حتّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانِ» (5) الآية، فقال: «فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللّه مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» [91] وإنّما نزل هذا في قومٍ [من ] (6) اليهود، وكانوا على عهد محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يقتُلوا

ص: 143


1- البقرة :2 89، وما بين المعقوفتين أثبتناه من البحار.
2- بحار الأنوار 36: 38/98.
3- بحار الأنوار 36: 38/98.
4- بحار الأنوار 36 : 38/98.
5- آل عمران 3 : 183.
6- أثبتناه من نور الثقلين، وفي البحار: في قوم يهود.

الأنبياء بأيديهم ولا كانوا في زمانهم، وإنّما قتل أوائلهم الذين كانوا من قبلهم، فنزّلوا بهم أُولئك القتلة، فجعلهم اللّه منهم وأضاف إليهم فعل أوائلهم بما تبعوهم وتولّو هم (1).

[93] وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ

77/178 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه عزّ وجلّ: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ» [93].

قال: لمّا ناجى موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) ربّه أوحى اللّه إليه أن يا موسى، قد فتنتُ قومك. قال: بماذا، يارب ؟ قال : بالسامريّ قال: وما فعل السامريّ؟ قال: صاغ لهم من حُليّهم عجلاً.

قال: ياربِّ، إنّ حُليّهم لتحتمل أن يُصاغ منه غزال أو تمثال أو عجل، فكيف فتنتهم؟ قال: إنّه صاغ لهم عجلاً فخار (2) قال : ياربّ، ومن أخاره؟ قال: أنا. فقال عندها موسى: «إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِى مَن تَشَاءُ» (3).

قال: فلمّا انتهى موسى إلى قومه ورآهم يعبدون العجل، ألقى الألواح من يده فتكسّرت. فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : كان ينبغي أن يكون ذلك عند إخبار اللّه إيّاه.

قال: فعَمَدَ موسى قبرد العجل (4) من أنفه إلى طَرَف ذَنّبه، ثمّ أحرقه بالنّار. (5) فذَرّه في اليمّ، قال: فكان أحدهم ليقع في الماء وما به إليه من حاجة، فيتعرّض لذلك الرماد فيشربه، وهو قول اللّه تعالى: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفرِهِم» (2.)

ص: 144


1- بحار الأنوار 100: 5/95، نور الثقلين 1: 284/102.
2- خار الثور: صاح.
3- الأعراف 7: 155.
4- أى براه وسَحَله بالمبرد.
5- بحار الأنوار 13: 28/227.

[102] وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّياطين عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ

78/179 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما هلك سُليمان (عَلَيهِ السَّلَامُ) وضع إبليس السِّحر، ثمّ كتبه في كتابٍ فطواه، وكتب على ظهره: هذا ما وضع آصف بن برخيا من مُلك سليمان بن داود (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) من ذخائر كُنُوز العلم، من أراد كذا وكذا فليقل كذا وكذا، ثم دفنه تحت السرير، ثم استبانه فقرأه لهم، فقال الكافرون: ما كان يغلبنا سُليمان إّلا بهذا. وقال المؤمنون: هو عبد اللّه ونبيه. فقال اللّه في كتابه «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّياطين عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ» [102] أى (1) السحر (2).

79/180 - عن محمّد بن قيس، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وسأله عطاء - ونحن بمكّة - عن هاروت وماروت، فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن الملائكة كانوا ينزلون من السماء إلى الأرض في كل يوم وليلةٍ، يَحْفَظون أعمال أهل أوساط الأرض من ولد آدم والجنّ، فيكتبون أعمالهم ويَعْرُجون بها إلى السماء، قال: فضح أهل السماء من معاصى أهل أوساط الأرض، فتآمروا (3) بينهم بما يسمعون ويرون من افترائهم (4) الكَذِب على اللّه وجُرأتهم عليه، ونزَّهوا اللّه ممّا يقول فيه خلقه ويصفون.

قال: فقالت طائفةٌ من الملائكة: يا ربّنا ما تَغْضَب ممّا يعمل خلقك في أرضك، ممّا يفترون (5) عليك الكذب، ويقولون الزُور، ويرتكبون (6) المعاصي وقد نهيتهم عنها، ثمّ أنت تَحْلُم عنهم، وهم في قبضتك وقدرتك وخلال عافيتك!

ص: 145


1- في «أ»: إلى.
2- تفسير القمّي 1 : 55 مجمع البيان 1: 337، بحار الأنوار 14: 3/138.
3- أي تشاوروا.
4- في «ب، ج»: اقترافهم.
5- في «ب، ج»: يقترفون.
6- في «أ، ب، ج، د»: ويركبون.

قال: أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وأحبَّ اللّه أن يُري الملائكة قدرته ونافذ أمره في جميع خلقه، ويعرف الملائكة ما منّ به عليهم ممّا عَدَله عنهم من جميع خلقه، وماطبعهم عليه من الطاعة، وعصمهم به من الذنوب.

قال: فأوحى اللّه إلى الملائكة: أن الدبوا منكم ملكين حتّى أُهْبِطهما إلى الأرض، ثمّ أجعل فيهما من طبائع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والأمل مثل ما جعلت (1) في ولد آدم، ثمّ أختبرهما في الطاعة لى.

قال: فندبوا لذلك هاروت وماروت، وكانا من أشدّ الملائكة قولاً في العيب لولد آدم، واستئثار غضب اللّه عليهم.

قال: فأوحى اللّه إليهما أن اهبطا إلى الأرض، وقد جعلتُ فيكما من طبائع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والأمل مثل ما جعلتُ في ولد آدم.

قال: ثم أوحى اللّه إليهما: انظرا أن لا تُشرِكا بي شيئاً، ولا تقتلا النفس التي حرّمت، ولا تَزْنِيا ولا تَشْرَبا الخمر.

قال: ثمّ كَشَط (2) عن السماوات السبع ليريهما قدرته، ثمّ أهبطهما إلى الأرض في صورة البشر ولباسهم، فهبطا برخبة بابل مهرود (3)، فرفع لهما بناء مشرف فأقبلا نحوه، فإذا بحضرته (4) امرأة جميلة حسناء مزيّنة مُعَطَّرة مسفرة مقبلة (5) نحوهما، فلمّا نظرا إليها وناطقاها وتأملاها، وقعت في قلوبهما موقعاً شديداً لموضع الشهوة التي جُعِلت فيهما، ثمّ أنهما أنتمرا بينهما، وذكرا مانُهِيا عنه

ص: 146


1- فى «ج»: ما جعلته.
2- كَشَطَتُ الغِطَاءَ عن الشي: إذا كشفته عنه.
3- في «ب» مهروه وفي «ه» مهروز.
4- فى «ج» : فإذا ببابه.
5- زاد في «ج»: مستبشرة.

من الزنا فمضيا.

ثمّ حرّكتهما الشّهوة التي جُعِلت فيهما، فرجعا إليها رُجُوع فتنةٍ وخذلان فراوداها عن نفسها. فقالت لهما: إنّ لي ديناً أدين به، ولستُ أقدر في دِيني الذي أدين به على أن أجيبكما إلى ما تُريدان إلا أن تَدْخُلا في ديني الذي أدين به.

فقالا لها: وما دينك ؟ فقالت لي إله مَن عَيّدَه وسَجَد له كان لي السبيل إلى أن أجيبه إلى كلّ ما سألني. فقالا لها وما إلهك؟ قالت: إلهي هذا الصنم.

قال: فنظر أحدهما إلى صاحبه، فقالا: هاتان الخصلتان ممّا نُهينا عنه: الشّرك، والزنا، لأنا إن سجدنا لهذا الصنم وعبدناه أشركنا باللّه، وإنّما نُشرك باللّه لنصل إلى الزنا، وهو ذا نحن نَطْلُبُ الزّنا فليس نعطاه إلّا بالشرك. قال: فأتمرا بينهما فغلبتهما الشّهوة الّتي جُعِلت فيهما، فقالا لها: نُجيبك إلى ما سألت قالت: فدونكما، فاشر با هذا (1) الخمر فإنّه قُربان لكما عنده وبه تصلان إلى ما تُريدان.

قال: فأتمرا بينهما فقالا: هذه ثَلاث خصال ممّا قد نهانا ربُّنا عنه الشرك، والزنا، وشُرب الخمر، وإنّما ندخل فى شُرب الخمر حتّى نصل إلى الزنا. فأتمرا بينهما، ثمّ قالا لها ما أعظم البليّة بك! قد أجبناك إلى ما سألت قالت: فدونكما فاشر با من هذا الخمر واعْبُدا الصَّنم، واسْجُدا له.

قال: فشربا الخمر، وسجدا له، ثمّ راوداها عن نفسها، فلما تهيّأت لهما وتهيّئا لها دخل عليهما سائلٌ يسأل، فلمّا أن رأياه ذعرا منه، فقال لهما (2): إنّكما لمريبان ذَعِران، قد خَلَوتُما بهذه المرأة المعطّرة (3) الحسناء، إنكما لرجلا سُوء، وخرج عنهما.

ص: 147


1- زاد في «ج»: من.
2- زاد في «ج»: ويلكما.
3- في «ب، ه»: العطرة.

فقالت لهما : لا وإلهي لا تصلان إليّ، ولا تقربان، وقد اطلع هذا الرجل على حالكما وعرف مكانكما، خرج الآن فيُخبر بخبركما، ولكن بادرا إلى هذا الرجل فاقتلاه قبل أن يَفْضَحَكما ويَفْضَحني، ثمّ دُونكما فاقضيا حاجتكما وأنتما مطمئنّان آمنان.

قال: فقاما إلى الرجل فأدركاه فقتلاه، ثم رجعا إليها، فلم يرياها، وبدت لهما سوآتهما، ونُزع عنهما رياشهما، وأُسْقِطا في أيديهما (1).

قال: فأوحى اللّه إليهما: إنّما أهبطتكما إلى الأرض مع خلقى ساعةً من نهار. فعصيتماني بأربع معاص كُلّها قد نهيتكما عنها، وتقدمت إليكما فيها، فلم تُراقباني، ولم تستحيا منّي، وقد كُنتما أشدّ من نَقَم على أهل الأرض من المعاصي، وأسجر سعير غَضَبي (2) عليهم، لما جعلت فيكما من طبع (3) خلقي وعصمتي (4) إيّاكما من المعاصي، فكيف رأيتما موضع خذلاني فيكما؟ اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة.

فقال أحدهما: نتمتّع من شهواتنا في الدنيا إذ صرنا إليها إلى أن نصير إلى عذاب الآخرة. وقال الآخر: إنّ عذاب الدّنيا له مدَّة وانقطاع، وعذاب الآخرة دائم لا انقطاع له، فلسنا نختارُ عذاب الآخرة الدائم الشّديد على عذاب الدنيا الفاني المنقطع.

قال: فاختارا عذاب الدنيا، فكانا يُعلّمان السحر بأرض بابل، ثمّ لمّا علّما الناس رُفِعا من الأرض إلى الهواء، فهما معذبان منكّسان (5) معلّقان فى الهواء إلى

ص: 148


1- سُقِطَ في يده وأسقط : زَلّ وأخطأ وندم وتحيّر.
2- في «أ، ج، د» واستجرار سعير غضبي. وفي «ه»: وسجّر أسفي وغضبي، وفي تفسیر القمّي: واستنجز أسفي وغضبي، وفي البحار: واستجرّ أسفي وغضبي.
3- في «أ، ب، د»: صنع.
4- في الجملة ارتباك ظاهر: وفي «ج»: ورفعت عصمتي.
5- في «أ، ب، ج، د»: منكبّان.

يوم القيامة (1).

80/181 - عن زُرارة، عن أبي الطفيل، قال: كنتُ في مسجد الكوفة، فسَمِعتُ عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو على المِنبَر وناداه ابن الكوّاء وهو في آخر (2) المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين، ما الهدى ؟ فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لعنك اللّه - ولم يسمعه - ما الهدى تُريد ولكن العمى تُريد. ثمّ قال له: ادنُ. فدنا منه، فسأله عن أشياء فأخبره، فقال: أخبرني عن هذه الكوكبة الحمراء - يعنى الزُّهَرَة -.

قال: إنّ اللّه اطّلع ملائكته على خلقه، وهم على معصيةٍ من معاصيه، فقال المَلَكان هاروت وماروت: هؤلاء الذين خَلَقتَ أباهم بيدك، وأسجدت له ملائكتك يَعْصُونك ! قال: فلعلّكم لو ابتُلِيتُم بمثل الذي ابتليتهم به عصيتموني كما عصونى قالا: لا وعزّتك.

قال: فابتلاهما بمثل الذي ابتلى به بني آدم من الشهوة، ثمّ أمرهما أن لا يُشركا به شيئاً، ولا يَقْتُلا النفس التي حرم اللّه، ولا يزنيا ولا يشربا الخمر؛ ثم أهبطهما إلى الأرض، فكانا يقضيان بين الناس، هذا في ناحية، وهذا في ناحية، فكانا بذلك حتّى أتت أحدهما هذه الكوكبة تُخاصم إليه، وكانت من أجمل الناس. فأعْجَبَتْهُ، فقال لها: الحقُّ لك ولا أقضي لك حتّى تمكّنيني من نفسك. فواعدت يوماً، ثمّ أتت الآخر، فلمّا خاصمت إليه وقعت في نفسه، وأعجبته، كما أعجبت الآخر، فقال لها مثل مقالة صاحبه، فواعدته الساعة التي واعدت صاحبه، فاتّفقا جميعاً عندها في تلك الساعة، فاستحيا كلّ واحدٍ من صاحبه حيث رآه وطأطأ رؤوسهما ونكّسا، ثمّ نُزع الحَياء عنهما، فقال أحدهما لصاحبه: يا هذا جاء بي

ص: 149


1- تفسير القمّي 1: 55، مجمع البیان 1: 338، بحار الأنوار 59: 2/316.
2- في «أ، ب، ه» : مؤخّر.

الّذي جاء بك.

قال: ثمّ أعلماها (1) وراوداها عن نفسها، فأبت عليهما حتّى يَسْجُدا لوثنها. ويَشْرَبا من شرابها، فأبيا عليها وسألاها، فأبت إلّا أن يَشْرَبا من شرابها، فلمّا شَرِبا صلّيا لوَتَنِها، ودخل مسكينٌ فرآهما، فقالت لهما: يَخْرُج هذا فيُخبر عنكما. فقاما إليه فقتلاه، ثم راوداها عن نفسها فأبت حتّى يُخيراها بما يضعدان به إلى السماء، وكانا يقضيان بالنهار، فإذا كان الليل صَعِدا إلى السماء، فأبيا عليها وأبت أن تفعل فأخبراها، فقالت ذلك لتجرّب مقالتهما وصعدت، فرفعا أبصارهما إليها، فرأيا أهل السماء مشرفين عليهما ينظرون إليهما، وتناهت إلى السماء فمُسِخت، فهي الكوكبة التي ترى (2).

[106] مَا نَنْسَخُ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ تُنسبها نأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا

182 / 81 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «ما نَنْسَخ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا» [106].

قال: الناسخ: ما حوّل، وما ينساها: مثل الغيب الذي لم يكن بعد، كقوله: «يَمْحُوا اللّه مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» (3)، قال: يفعل اللّه ما يشاء، ويُحوّل ما يشاء، مثل قوم يُونُس إذ بدا له فرجمهم، ومثل قوله: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُوم» (4). قال: ادركتهم رَحْمَتُه (5).

82/183 - عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه: «ما نَنْسَحْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ تُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا» (6)، فقال: كَذَّبوا ما هكذا هي إذا

ص: 150


1- في «أ، ب، د، ه»: علماها.
2- بحار الأنوار 59 : 9/324.
3- الرعد 13 : 39.
4- الذاريات 51 : 54.
5- بحار الأنوار 4: 42/116.
6- البقرة: 2: 106.

كان ينسخها ويأتى بمثلها لم ينسخها.

قلت: هكذا قال اللّه قال: ليس هكذا قال تبارك وتعالى (1).

قلت: فكيف؟ قال: قال: ليس فيها ألف ولا واو، قال: «ما نَنْسَخ من آيةٍ أو نُنسها نأْتِ بخيرٍ مِنها مثلها» يقول: ما نُميت من إمامٍ أُونُنْسِ ذِكرَه نأتِ بخير منه من صُلبه مثله (2).

[114] مَا كَانَ لَهُم أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ

184 / 83 - عن محمّد بن يحيى، في قوله تعالى: «مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ» [114] يعنى الإيمان لا يقبلونه إلّا والسيف على رُؤوسهم (3).

[115] فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ

185 / 84 - عن حريز، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنزل اللّه هذه الآية في التطوّع خاصّة «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ» [115] وصلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إيماءً على راحلته أينما توجّهت به حيث خرج إلى خيبر، وحين رَجَع من مكّة، وجعل الكعبة خلف ظهره (4).

186 / 85 - قال زُرارة: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الصّلاة في السفر في السفينة والمَحْمِل (5) سواء؟

قال: النافلة كلُّها سواء، تُو من إيماءً أينما توجهت دابّتك وسفينتك، والفريضة تنزل لها من المَحْمِل إلى الأرض إلّا من خوف، فإن خفت أومأت وأمّا السفينة فصل فيها قائماً وتوخّ (6) القبلة بجهدك، فإنّ نُوحاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) قد صلّى الفريضة

ص: 151


1- لعلّه محمول على القراءة أو التأويل.
2- بحار الأنوار 4: 43/116، 23 : 208 / 10.
3- بحار الأنوار 100: 26/29.
4- بحار الأنوار 84 : 29/70.
5- المَحْمِل: الهودج.
6- التوخّي: التحرّي، وتوخَيّت أمر كذا، أي تيمَّمته، وتوخيت الشيء: إذا قصدت إليه.

فيها قائماً متوجها إلى القبلة وهي مُطبقة عليهم.

قال: قلتُ وما كان علمه بالقبلة فيتوجّهها وهي مطبقة عليهم؟ قال: كان جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقومه نحوها.

قال: قلت فأتوجه (1) نحوها في كلّ تكبيرة؟ قال: أما في النافلة فلا، إنَّما يُكَبّر في النافلة على غير القبلة أكثر، ثمّ قال: كلّ ذلك قبلة للمتنفّل، إنّه قال: «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (2).

86/187 - عن حمّاد بن عُثمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن رجلٍ يقرأ السجدة وهو على ظهر دابته قال: يَسْجُد حيث توجهت به فإن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يُصلّي على ناقته النافلة وهو مستقبل المدينة، يقول: «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (3).

[121] الَّذِينَ اتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ

87/188 - عن أبي ولاد، قال: سألت أبا عبداللّه، عن قوله تعالى: «الَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلِئِكَ يُؤْمِنُونَ بِه» [121]، قال: فقال: هم الأئمّة (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

88/189- عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ» (5)، فقال: الوقوف عند ذكر الجنّة والنّار (6).

ص: 152


1- في «أ، ب»: فما توجّه.
2- بحار الأنوار 84 : 29/70، 87: 36/45، والآية من سورة البقرة 2: 115.
3- علل الشرائع : 1/358، بحار الأنوار 84: 18/100، 85 : 169 / 5، و 87: 30/40، والآية من سورة البقرة 2: 115.
4- الكافي 1: 4/168، تأويل الآيات 1: 56/77 بزيادة، بحار الأنوار 23: 6/189.
5- البقرة 2: 121.
6- بحار الأنوار 92 : 12/214.

190/ 89 - عن يعقوب الأحمر، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : العدل: الفريضة (1).

90/191 - عن إبراهيم بن الفُضيل (2)، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: العَدْل في قول أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الفِداء (3).

91/192 - قال: ورواه أسباط الرُّطَّى، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قول اللّه : «لَا يَقْبَلُ اللّه مِنْهُ صَرْفاً وَلا عَدْلاً» قال الصَرْفُ : النافلة، والعدل: الفريضة (4).

[124] وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربّه بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ

193/ 92 - رواه بأسانيد عن صفوان الجمال، قال: كنا بمكّة فجرى الحديث في قول اللّه تبارك وتعالى: «وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربّه بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ» [124]. قال: أتمهنّ بمحمّدٍ وعلي والأئمّة من ولد علي صلى اللّه عليهم، في قول اللّه : «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (5)، ثمّ قال: «إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ» [124] قال: ياربّ، ويكون من ذُريَّتي ظالم؟ قال: نعم فُلان وفُلان وفُلان ومن اتَّبعهُم.

قال: ياربّ، فعجّل لمحمّد وعلي ما وعدتني فيهما، وعجّل نَصْرَك لهما، وإليه أشار بقوله (6) تعالى : «مَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ أصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لِمِنَ الصَّالِحِينَ» (7) فالملّة : الإمامة.

فلمّا أسكن ذرّيته بمكّة قال: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً ءَامِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ

ص: 153


1- بحار الأنوار 8: 83/61.
2- في «أ»: إبراهيم بن الفضل.
3- بحار الانوار 8: 84/61.
4- بحار الأنوار 8 : 85/61.
5- آل عمران 3: 34.
6- في «أ، ج، د»: لهما بقوله، وفي «ب»: لهما بقولك.
7- البقرة 2: 130.

الثَّمَراتِ مَنْ ءَامَنَ» (1) فاستثنى «مَنْ ءَامَنَ» خوفاً أن يقول له: لا، كما قال له في الدعوة الأولى: «وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ»، فلمّا قال اللّه: «وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ المَصِيرُ» (2) قال: ياربِّ، وَمَن الَّذين متَّعتهم؟ قال: الذين كفروا بآیاتی فُلان وفُلان وفُلان (3).

93/194 - عن حريز، عمّن ذكره، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «لَا يَنَالُ عَهْدي الظَّالِمِينَ» (4) أي لا يكون إماماً ظالماً (5).

195 / 94 - عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «إِنِّى جَاعِلُكَ لِلناسِ إماماً» (6)، قال: فقال: لو علم اللّه أنّ اسماً أفضل منه لسمّانا به (7).

196 / 95 - عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصبَّاح، قال: سُئل أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رَجُلٍ نَسِي أن يُصَلِّي الركعتين عند مقام إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الطَّواف في الحجّ أو العمرة.

[125] وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى

فقال: إن كان بالبلد صَلّى ركعتين عند مقام إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فإن اللّه يقول: «وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْراهِيمَ مُصَلَّى» [125]، وإن كان ارتَحَل وسار، فلا آمُرُه أن يَرجع (8).

96/197 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن رجُلٍ طاف

ص: 154


1- البقرة 2: 126.
2- البقرة 2: 126.
3- بحار الأنوار 25: 14/201.
4- البقرة 2 : 124.
5- بحار الأنوار 25 : 15/202.
6- البقرة 2: 124.
7- بحار الأنوار 25: 3/104.
8- الكافي 4: 1/425، بحار الأنوار 99: 9/215.

بالبيت طواف الفَريضَة في حَجّ كان أو عُمرَةٍ، وجَهِلَ أن يصلّي رَكْعَتَينِ عند مقام إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : يُصلّيهما (1) ولو بعد أيّام، لأن اللّه يقول: «وَأَتَّخِذُوا مِن مَّقَام إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى» (2).

97/198 - عن المُنذر الثَّوريّ، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن الحَجَر، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): نزلت ثلاثة أحجارٍ من الجنّة: الحجر الأسود استَودعه إبراهيم، ومقام إبراهيم، وحَجَر بني إسرائيل.

قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن اللّه تعالى استودع إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) الحجر الأبيض، وكان أشدّ بياضاً من القراطيس، فاسوَدَّ من خطايا بني آدم (3).

98/199 - عن جابر الجعفي، قال: قال محمّد بن عليّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : يا جابر، ما أعظم فِرْيَة أهل الشام على اللّه يزعمون أنّ اللّه تبارك وتعالى حيث صَعِد على السماء وضع قدمه على صَخْرَةٍ بيت المَقْدِس، ولقد وضع عبد من عباد اللّه قدمَه على حَجَرٍ، فأمرنا اللّه تبارك وتعالى أن نتخِذَها مُصلّى.

يا جابر، إنّ اللّه تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه تعالى عن صِفَةِ الواصفين، وجلّ عن أوهام المُتَوهّمين، واحتجب عن أعين الناظرين، لا يزول مع الزائلين، ولا يأفُلُ مع الآفلين، ليس كمثله شيء، وهو السميع العليم (4).

99/200 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ: أَتَغْتَسِلُ النِّساء اذ أتين البيت؟ قال: نعم، إن اللّه يقول: «طهَّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» [125] ينبغي للعبد أن لا يدخُل إلّا وهو طاهر، قد غسل عنه العرق

ص: 155


1- في «أ، ب، د، ه»: يصلّيها.
2- بحار الأنوار 99 : 10/215، والآية من سورة البقرة 2: 125.
3- بحار الأنوار 99: 27/227.
4- بحار الأنوار 102: 3/270.

والأذى وتطهّر (1).

[126] قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ

100/201 - عن عبداللّه بن غالب عن أبيه، عن رجل، عن عليّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قول إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً امِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم باللّه» إيانا عنى بذلك وأولياءه وشيعة وصيّه، «قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ» [126] قال: عنى بذلك مَن جَحَد وَصِيَّه ولم يتَّبعه من أُمته، وكذلك واللّه حال (2) هذه الأُمَّة (3).

101/202 - عن أحمد بن محمّد، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) لما أن دعا ربّه أن يَرْزُقَ أهله من الثَّمرات قطع قطعةً من الأردُنّ، فأقبلت حتّى طافت بالبيت سبعاً، ثمّ أقرَّها (4) اللّه في مَوضِعِها، وإنّما سُمّيت الطائف للطواف بالبيت (5). 102/203 - عن أبي سلمة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنّ اللّه أنزل الحجر الأسود من الجنّة لآدم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان البيتُ دُرّةً بيضاء فرفعه اللّه إلى السماء وبقى أساسه، فهو حِيال هذا البيت.

وقال: يَدْخُله كلّ يوم سبعون ألف مَلَكٍ لا يرجعون إليه أبداً، فأمر اللّه إبراهيم وإسماعيل (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) أن يبنيا البيت على القواعد (6).

103/204 - قال الحلبي : سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن البيت، أكان يُحجّ (7) قبل أن

ص: 156


1- علل الشرائع: 1/411، التهذيب 5: 852/251، بحار الأنوار 99: 7/193.
2- في «ج»: قال.
3- بحار الأنوار 99: 43/84.
4- في «ج»: حتّى أقرها.
5- بحار الأنوار 99: 21/80.
6- مجمع البيان 1: 389، بحار الأنوار 99: 40/64.
7- في «ب»: للحجّ، وفي «ج»: الحجّ.

يُبعث النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؟ قال: نعم، وتصديقه في القرآن قول شعيب (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين قال لموسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) حيث تزوّج: «عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ» (1) ولم يَقُل ثماني سنين، وإنّ آدم ونوحاً (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) حجّا، وسليمان بن داود (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قد حَجَّ البيت بالجنّ والإنس والطير والريح، وحجّ موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) على جَمَل أَحْمَر، يقول: لبّيك، لبّيك، وإنّه كما قال اللّه تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِّلْعَالَمِينَ» (2)، وقال: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ» [127]. وقال: «أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلَّطَائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» (3) وَإِنَّ اللّه أنزل الحجر لآدم وكان البيت (4).

[ 127 - 128 ] وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ

104/205 - عن أبي الورقاء، قال: قلتُ لعلي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أوّل شيء نزل من السماء ماهو؟ قال: أوّل شيء نزل من السماء إلى الأرض فهو البيت الذي بمكة، أنزله اللّه ياقوتةً حمراء، ففَسَق قوم نوح في الأرض، فرفعه حيث يقول: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ» (5).

105/206 - عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : أخبرني عن أمة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من هم؟ قال: أمة محمّد بنوهاشم خاصّة.

قلت: فما الحجّة فى أمَّة محمّد أنّهم أهل بيته الذين ذَكَرتَ دونَ غيرهم؟ قال: قول اللّه: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتنا أُمَّةٌ مُسْلِمَةٌ لَّكَ وَأَرِنَا

ص: 157


1- القصص 28: 27.
2- آل عمران 3: 96.
3- البقرة 2: 125.
4- بحار الأنوار 99: 41/64.
5- بحار الأنوار 99: 42/64.

مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» [128] فلمّا أجاب اللّه إبراهيم وإسماعيل، وجعل من ذُرِّيَّتهما أُمَّةً مسلمةً، وبعث فيها رسولاً منها - يعنى من تلك الأُمّة - يتلو عليهم آياته ويُزَكِّيهم ويُعلّمهم الكتاب والحكمة، ردف إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) دعوته الأولى بدعوةٍ أخرى، فسأل لهم تطهيراً من الشرك ومن عبادة الأصنام ليصحّ أمره فيهم ولا يتبعوا غيرهم، فقال: «وَأَجْنُبْنِي وَبَنِي أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّن النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (1) فهذه دلالة (2) على أنّه لا يكون الأئمّة والأُمّة المُسلمة التي بعث فيها محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا من ذُريَّة إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، لقوله: «وَأَجْنُنى وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ» (3).

[133] إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ

106/207 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن تفسير هذه الآية من قول اللّه تعالى: «إِذْ قالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهِ ءَابَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَها وَاحِداً» [133] قال: جرت في القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

107/208 - عن الوليد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : إنّ الحنيفيّة هي الإسلام (5).

108/209 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما أبقت الحنيفية شيئاً حتّى إنّ منها قصّ الشارب وقلم الأظفار والختان (6).

[17] فَإِنْ ءَامَنُوا بِمِثْلِ ماءَ امَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا

109/210 - عن المُفضّل بن صالح، عن بعض أصحابه، في قوله تعالى: «قُولُوا

ص: 158


1- إبراهيم 14: 35 و 36.
2- في «ج»: دالّة.
3- بحار الأنوار 24: 7/154.
4- تفسیر الصافي 1: 174.
5- بحار الأنوار 3: 21/281.
6- بحار الأنوار 76: 4/68.

امَنَّا بِاللّه وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاط» [136]، أما قوله: «قُولُوا» فهم آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقوله: «فَإِن ءَامَنُوا بِمِثْلِ مَاءَ امَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوَا» [137] سائر الناس(1).

110/211 - عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ له : كان وُلد يعقوب أنبياء؟ قال: لا، ولكنّهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء، ولم يكونوا يُفارقوا الدنيا إلّا سُعداء، تابوا وتذكروا ما صَنَعوا (2).

[136] قُولُوا ءَامَنَّا بِاللّه وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ

111/212 - عن سَلّام، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «ءَامَنَّا بِاللّه وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا» (3). قال: عنى بذلك عليّاً والحسن والحسين وفاطمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وجرت بعد هم في الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال : ثم رجع القول من اللّه عزّ وجلّ في النّاس، فقال: «فَإِنْ ءَامَنُوا» يعني الناس «بِمِثْلِ مَا ءَامَنتُم بِهِ» يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من بعدهم «فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقاق» [137] (4).

[138] صِبْغَةَ اللّه وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّه صِبْغَةً

112/213 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحُمران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الصِّبغة: الإسلام (5).

113/214 - عن عبد الرّحمن (6) بن كثير الهاشمي - مولى أبي جعفر -، عن أبي

ص: 159


1- بحار الأنوار 23: 5/355، 24: 39/152، (سائر الناس) ليس في «أ، ب، د»، وفي «ج: يعني الناس.
2- الكافي 8: 343/246 بزيادة مجمع البيان 1: 405، قصص الأنبياء للراوندي: 133/129، بحار الأنوار 11: 9، 12: 75/291.
3- البقرة 2 : 136.
4- الكافي 1: 19/344، بحار الأنوار 23: 6/355، و 24 : 152 /40.
5- الكافي 2 : 2/12، معاني الأخبار: 1/188، مجمع البيان 1: 407، بحار الأنوار 3 : 281 / 19.
6- في النُسخ: عن عمر بن عبدالرحمن، وهو تصحيف (عن عمّه) لتشابه الرسم؛ ولأنّ علي بن حسان روى مثل هذا الحديث عن عمه عبد الرحمن، راجع الكافي 1: 53/350، والبحار، ومعجم رجال الحديث 9: 343.

عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «صِبْغَةَ اللّه وَمَنْ أَحسَنُ مِنَ اللّه صِبْغَةً» [138]، قال: الصِّبغة معرفة (1) أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالولاية في الميثاق (2).

[143] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ

215 / 114 - عن بُريد بن مُعاوية العجلي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : قوله: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» [143]، قال: نحن الأُمّة الوُسطى، ونحن شُهداء اللّه على خَلْقه، وحجته (3) في أرضه (4).

216 / 115 - عن أبي بصير، قال سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: نحنُ نَمَط الحِجاز (5)، فقلتُ : وما نَمَط الحجاز ؟ قال : أوسَط الأنماط، إن اللّه تعالى يقول: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً» [143]، قال: ثم قال: إلينا يَرْجِعُ الغالي، وبنا يلحَقُ المُقَصِّر (6).

217 / 116 - وروى عمر بن حَنْظَلَة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : هم الأئمّة (7).

ص: 160


1- (معرفة) ليس في «ب، ج، د».
2- بحار الأنوار 3: 20/281.
3- في «ج» : وحُجة اللّه.
4- تفسیر فرات: 26/62، بصائر الدرجات: 11/83، و: 3/102، و: 5/103، مجمع البيان 1 415، تأويل الآيات 1: 63/81، بحار الأنوار 23: 23/342 و 24.
5- قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) كأنه كان النّمط المعمول في الحجاز أفخر الأنماط، فكان يُبْسَط في صدر المجلس وسط سائر الأنماط، وفي النّهاية في حديث علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): «خير هذه الأمّة النَّمَط الأوسط» النَّمَط : الطريقة من الطرائق، والضرب من الضُروب والنّمط الجماعة من الناس أمرهم واحد كَرِه عليَّ الغُلُوَّ والتقصير في الدين.
6- بحار الأنوار 23: 57/349.
7- بصائر الدرجات: 2/102، بحار الأنوار 23: 28/343.

117/218 - وقال أبو بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «لتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى اللّه النَّاسِ» [143]، قال: بما عندنا من الحلال والحرام، وبما ضَيَّعوا منه (1).

118/219 - عن أبي عَمْرو الزُّبَيْرِيّ، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال اللّه: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» (2) فإن ظَنَنْتَ أنّ اللّه عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من المُوَحّدين، أفترى أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تَمْرٍ، يَطلُبُ اللّه شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرَةِ جميع الأُمم الماضية ؟ كلّا، لم يَعْنِ اللّه مثل هذا من خَلْقِه، يعني الأمة التي وجَبَتْ لها دعوة إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ): «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» (3) وهم الأُمَّة الوُسطى، وهم خير أُمَّةٍ أُخرجت للناس (4).

119/220 - قال أبو عَمْر و الزبيري: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) ألا تُخبرني عن الإيمان، أقول هو وعمل، أم قول بلا عمل؟

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الإيمان عَمَل كلُّه، والقولُ بعض ذلك العمل، مفترضٌ من اللّه مبيّنٌ في كتابه واضح نُورُه، ثابتةٌ حُجَّتُه، يشهد له بها الكتاب ويدعو إليه.

ولمّا أن صَرَف نبيَّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى الكعبة عن بَيْتِ المَقْدِس، قال المسلمون للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أرأيت صلاتنا التي كنّا نُصلّى إلى بيت المَقْدِس ما حالنا فيها، وما حالُ من مضى من أمواتِنَا وهم يُصَلُّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللّه: «وَمَا كَانَ اللّه لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّه بِالنَّاسِ لَرَءوفٌ رَّحِيمٌ» [143] فسمّى الصَّلاةَ إيماناً، فمَن

ص: 161


1- بصائر الدرجات: 1/102، ومختصر بصائر الدرجات 65، بزيادة: قال: نحن الشهداء على الناس بما عندنا...
2- البقرة 2 : 143.
3- آل عمران 3 : 110.
4- بحار الأنوار 23 : 58/350.

لقى (1) اللّه حافظاً لجوارحه موفياً كلَّ جارحةٍ من جَوارحِه ما فَرض اللّه عليه، لقي اللّه مستَكْمِلاً لإيمانه (2) من أهل الجنّة، ومن خان في شيءٍ منها، أو تعدّى ما أمر اللّه فيها، لَقِيَ اللّه ناقص الإيمان (3).

[144] فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَام وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا

120/221 - عن حريز، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : استَقْبِلِ القِبْلَة بِوَجْهك، ولا تقلب وجهك من القِبْلَة فتُفسد صلاتك، فإن اللّه يقول لنبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الفريضة: «فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» [144] (4).

121/222 - عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يقول الزمِ الأرض لا تُحرِّكَنَّ (5) يدَكَ ولا رجلك أبداً حتّى ترى علاماتٍ أذكُرُها لك في سنة، وترى رِجْلَكَ مُنادياً يُنادى بدمشق، وخَسفاً بقريةٍ من قراها، وتسقط طائِفَةٌ من مَسْجِدِها، فإذا رأيتَ التُرك جازوها، فأقبلت الترك حتّى نزلت الجزيرة (6)، وأقبَلَتِ الرّومُ حتّى نزلت الرَّملَة (7)، وهى سنة اختلاف فى كلّ أرض من أرض العَرَب.

وإنّ أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث راياتٍ: الأصهَب (8)، والأبقع (9)، والسُّفيانيّ، مع بَني ذَنبِ الحِمار مُضَر، ومع السُّفيانيّ أخوالُه من كَلب،

ص: 162


1- في «ه»: اتقى.
2- زاد في «ج» : فهو.
3- قطعة منه في بحار الأنوار 19: 1/199، و 84: 20/66.
4- بحار الأنوار 84 : 55 / 7.
5- في «ب»: لا تحرك.
6- الجزيرة: وهى التى بين دجلة والفرات. «معجم البلدان 2 : 156».
7- الرَّمْلَةُ: تُطلق على عدّة أماكن، منها: مدينة عظيمة بفلسطين، ومحلّة خربت نحو شاطئ دجلة مقابل الكرخ ببغداد، وقرية بالبحرين. «معجم البلدان 3: 83».
8- الصُهبَة : السُّفْرة في شعر الرأس.
9- الأبقع: الذي يُخالط لونُه لونٌ آخر.

فَيَظْهَر السُّفيانيّ ومَن مَعَهُ على بَني ذَنبِ الحِمار، حتّى يُقتلوا قتلاً لم يُقْتَلُهُ شَيءٌ قطّ.

ويَحْضُر رَجُلٌ بدمشق، فيُقْتَل هو ومن معه قتلاً لم يُقْتَلُهُ شَيءٌ قطّ، وهو من بني ذنب الحمار، وهي الآية التي يقول اللّه تبارك وتعالى: «فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَّ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ» (1).

ويظهر السُّفيانيّ ومن معه حتّى لا يَكونُ لَهُ هِمَّة إِلَّا آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وشيعتهم، فيبعثُ - واللّه - بعثاً إلى الكوفة، فيُصاب بأناس من شيعة آل محمّد بالكوفة قتلاً وصَلْباً، وتُقبِل رايةٌ من خُراسان حتّى تَنْزِل ساحِلَ الدَّجْلَةَ، يَخْرُج رجُل من الموالي ضعيف ومن تبعه، فيُصاب بظهر الكوفة، ويبعث بعثا إلى المدينة فيَقْتُل بها رجلاً، وَيَهْرُب المَهْدِيّ والمَنْصور منها، ويُؤخذ آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صغيرهم وكبيرهم، لا يُترك منهم أحد إلا حبس، ويَخْرُج الجيش في طَلَبِ الرَّجُلَين.

ويخرج المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) منها على سنَّة موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) خائفاً يترقب حتّى يَقْدِم مكّة ويُقبلُ الجيش حتّى إذا نَزَل (2) البيداء (3) - وهو جَيْشُ الهملاتِ (4) - خُسف بهم، فلا يَفْلِتُ منهم إلا مُخْبِر، فيقوم القائم بين الرُّكن والمقام فيُصلّي وَينْصَرف، ومعه وزيره، فيقول: يا أيّها الناس، إنّا نستَنصر اللّه على من ظَلَمنا وَسَلَبَ حقنا، من يُحاجنا في اللّه فإنَّا أُولى باللّه، ومَن يُحاجنا في آدم فإنا أُولى الناس بآدم، ومن حاجَّنا في نوح فإنّا أولى الناس بنوح، ومن حاجنا في إبراهيم فإنّا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجّنا بمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فإنّا أولى الناس بمحمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ومن حاجّنا في النبيّين فنحن أولى الناس بالنبيّين، ومن حاجّنا في كتاب اللّه فنحن أولى الناس

ص: 163


1- مریم 19 : 37.
2- في :«ه»: نزلوا، وفي «ب»: تركوا.
3- البَيداء: اسم لأرض ملساء بين مكّة والمدينة. «معجم البلدان 1: 620».
4- في «ه» نسخة بدل: الهلاك.

بكتاب اللّه، إنَّا نَشْهَد (1) وكلَّ مسلم اليوم أنا قد ظلمنا وطُردنا وبغي علينا، وأخرجنا من ديارِنا وأموالِنا وأهلينا وقهرنا، إلّا إنّا نستَنْصِر اللّه اليوم وكلّ مسلم.

[ 148] أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

ويجيءُ (2) - واللّه - ثَلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، فيهم خمسون امرأة، يجتمعون بمكّة على غير ميعادٍ قَزَعاً كَفَزَع الخريف (3) يَتْبَعُ بعضُهم بعضاً، وهي الآية التي قال اللّه تبارك وتعالى: «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جميعاً إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» [148] فيقول رجل من آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : وهى القرية الظّالمة أهلُها.

ثمّ يَخْرُج من مكّة هو ومن معه الثّلاثمائة وبضعة عشر، يُبايعونه بين الرُكن والمقام، ومعه عهد نبيّ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رايته، وسلاحه، ووزيرهُ معه، فيُنادي المُنادي بمكّة باسمه وأمره من السَّماء، حتّى يسمعه أهلُ الأرض كلُّهم: اسمه اسم النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ما أشكل عليكم فَلَم يُشكل عليكم عهد نبيّ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ورايتُه وسلاحُهُ، والنَّفسُ الزكية من وُلدِ الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فإن أشكل عليكم هذا فلا يُشكل عليكم الصّوتُ من السَّماء باسمه وأمره.

وإيّاك وشُذاذاً من آلِ محمّد، فإن لآلِ محمّد وعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) رايةً، ولغيرهم راياتٍ، فالْزَم الأرض ولا تتّبع منهم رجُلًا أبداً حتّى ترى رجُلا من وُلدِ الحسين، معه عهد نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و رايتُه، وسلاحُه، فإنّ عَهِدَ نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صار عند عليّ بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثم صار عند محمّد بن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ويفعَلُ اللّه ما يشاء، فالْزَم هؤلاء أبداً وإيّاك ومن ذكرتُ لك.

ص: 164


1- في «ج»: إنا نشهد اللّه.
2- في «أ، ب، ج، د»: ونحن.
3- أي قِطَع السَّحاب المُتفرّقة، وإنما خصَّ الخريف لأنه أوّل الشتّاء، والسَّحابُ يكون فيه مُتفرّقاً غير متراكم ولا مُطبق، ثمّ يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.

فإذا خرج رجُلٌ منهم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، ومعه راية رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و عامداً إلى المدينة حتّى يَمُرّ بالبيداء، حتّى يقول: هنا (1) مكان القوم الذين يُخْسَفُ بهم، وهي الآية التي قال اللّه: «أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّه بهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُم بِمُعجزِينَ» (2).

فإذا قَدِم المدينة أخرج محمّد بن الشَّجَري (3) على سُنّة يوسف (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثمّ يأتى الكوفة فيُطيل بها المكث ماشاء اللّه أن يَمَكُتَ حتّى يَظْهَرَ عليها، ثمّ يسير حتّى يأتى العذراء (4) هو ومن معه وقد لحق به ناسٌ كثير، والسُّفيانيّ يومئذٍ بوادي الرّملة، حتّى إذا التقوا - وهو (5) يوم الأبدال - يَخْرُج أناس كانوا مع السُّفيانيّ من شيعة آل محمّد إلى آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ويخرج ناس كانوا مع آلِ محمّد إلى السُّفيانيّ، فهم من شيعته حتّى يلحقوا بهم، ويخرج كلُّ ناس إلى رايتهم، وهو يوم الأبدال.

قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ويُقتل يَومَئِذٍ السُّفيانيّ ومن معه حتّى لا يُترك منهم مخبر، والخائبُ يومَئِذٍ مِن خاب من غنيمة كلب، ثمّ يُقبل إلى الكوفة فيكون منزِله بها، فلا يترك عبداً مسلماً إلا اشتراه وأعتقه، ولا غارِماً إِلَّا قَضى دَيْنَه، ولا مظلمة لأحدٍ من الناس الأردّها، ولا يُقتَلُ منهم (6) عَبْدُ إلّا أدّى ثَمَنَهُ، دِية مُسَلّمة إلى أهلها (7)، ولا يُقتل قتيل إلا قضى عنه دَينَه، وألحق عياله في العطاء، حتّى يملأ

ص: 165


1- في «أ، ب، د»: هكذا، وفي البحار: هذا.
2- النحل 16 : 45، 46.
3- في «أ، ب، د»: السجري، وفي «ج»: السنجري.
4- العذراء: وهي قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان. «معجم البلدان 4: 103».
5- في «أ، ب، د. ه»: وهم.
6- في «أ، ب، د»: منه.
7- في «ج، د»: أهله.

الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئِتْ ظُلماً وجَوراً وعُدواناً.

ويَشكُن هو وأهل بيته الرُّحْبة (1)، والرُّحْبة إنما كانت مسكن نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهي أرض طيّبة، ولا يَسْكُن رجل من آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) ولا يُقتل (2) إلّا بأرضٍ طيّبةٍ زاكيةٍ، فهم الأوصياء الطيّبون (3).

122/223 - عن أبي سمينة، عن مولى لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله عزّ وجلّ: «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً» (4)، قال: وذلك - واللّه - أن لو قد قام قائمنا يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البُلدان (5). 123/224 - عن المُفضّل بن عُمَر، قال : قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا أُذن (6) الإمام دعا اللّه باسمه العبرانيّ الأكبر فانتجب (7) له أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر، قَزَعاً كَقَزع الخَريف، وهم أصحاب الولاية، ومنهم من يُفْتَقَد من (8) فراشه ليلاً فيُصبح بمكة، ومنهم من يُرى يسير في السَّحاب نَهاراً، يُعْرَف باسمه واسم أبيه وحَسَبهِ ونَسَبِه.

قلتُ : جُعِلتُ فداك أنهم أعظم إيماناً؟ قال: الذي يسير في السَّحاب نهاراً،

ص: 166


1- الرُحبة : تطلق على عدة أماكن، منها قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحُجاج إذا أرادوا مكّة، وقرية قريبة من صنعاء اليمن على ستّة أيّام منها، وناحية بين المدينة والشام قريبة من وادي القُرى. «معجم البلدان 3: 37».
2- في «ج»: يُقيل.
3- بحار الأنوار 52: 87/222.
4- البقرة 2: 148.
5- بحار الأنوار 52: 37/291.
6- في «ج»: أُذي.
7- في «أ»: فانتخب وفي «ه»: فانتحيت، وفى الغيبة: فأتيحت أي تهيّأت.
8- في «ب»: يفقد عن، وفي «ج»: يفقد من.

وهم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية: «أيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً» (1).

225 / 124 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إن المَلَك يُنزل الصحيفة أوّل النهار وأوّل الليل، يكتُبُ فيها عمل ابن آدم، فأملوا في أوّلها خيراً، وفي آخرها خيراً، فإنَّ اللّه يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء اللّه، فإنَّ اللّه يقول: «أذْكُرُونى أَذْكُرْكُمْ» (2).

125/226 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ له: للشُّكرِ حَدٌ إِذا فَعَلهُ الرجل كان شاكراً؟ قال: نعم، قلت: ما هو ؟ قال: الحمد للّه على كلِّ نِعْمَةٍ أنعمها على وإن كان لكم فيما أنعم عليه حق أدّاه، قال: ومنه قول اللّه تعالى: (الحمدُ للّه الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا) (3) : حتّى عدّ آياتٍ (4).

[152] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَأَشْكُرُوا لِي

227/ 126 - عن أبي عَمْر والزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الكُفر في كتاب اللّه على خمسة أوجُه، فمنها: كُفر النعم، وذلك قول اللّه تعالى يحكي قول سليمان (عَلَيهِ السَّلَامُ): «هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ» (5) الآية، وقال اللّه: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (6)، وقال: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَأَشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونَ» (7) [152].

ص: 167


1- الغيبة للنعماني: 3/312، بحار الأنوار 52: 153/368، والآية من سورة البقرة 2: 148.
2- أمالي الصدوق: 913/675، ثواب الأعمال: 167، مجمع البيان 1: 431، بحار الأنوار 86: 7/247، وزاد في أمالي الصدوق وثواب الأعمال: ويقول جل جلاله: ولذكر اللّه أكبر.
3- كذا، والآية في سورة الزخرف 43: 13، وهي : «سبحان الذي سخّر لنا هذا».
4- بحار الأنوار 93: 14/212.
5- النمل 27: 40.
6- إبراهيم 14: 7.
7- بحار الأنوار 71: 78/52.

127/228 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : تسبيح فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) من ذِكْرِ اللّه الكثير الذي قال تعالى: «اَذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» (1).

128/229 - عن الفضيل، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال: يا فُضيل، بلِّغ مَن لَقِيتَ من موالينا عنّا السلام، وقُل لهم: إنّي أقولُ إِنِّي لا أُغني عنكم من اللّه شيئاً إِلَّا بِوَرَعٍ، فاحْفَظُوا ألسِنَتَكم، وكُفُّوا أيديكم، وعليكم بالصَّبر والصَّلاة، إنّ اللّه مع الصابرين (2).

129/230 - عن عبد اللّه بن طَلْحَة، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الصَّبْرُ هو الصوم (3).

[155] وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ

130/231 - عن الثمالي، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ» [155].

قال: ذلك جُوع خاصٍّ، وجوع عامّ، فأما بالشام فإنّه عامٌّ، وأمّا الخاصّ فهو بالكوفة يَخُصّ ولا يَعُمّ، ولكنّه يَخُصّ بالكوفة أعداء آل محمّد عليه الصلاة والسلام، فيُهلِكُهم اللّه بالجوع، وأمّا الخوف فإنّه عامٌّ بالشّام، وذاك الخوف إذا قام القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأما الجوع فقبل قيام القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذلك قوله تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ»(4).

[ 156 و 157] الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

232 / 131 - عن إسحاق بن عمّار، قال : لما قبض أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) جعلنا نُعزيّ أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال بعض من كان مَعَنا في المجلس: رحمه اللّه عبداً وصلّى عليه، كان اذا حدّثنا قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : فَسَكت أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) طويلاً ونَكَت (5) فى الأرض، قال: ثم التفت إلينا، فقال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): قال اللّه

ص: 168


1- بحار الأنوار 85 : 8/331، والآية من سورة البقرة 2: 152.
2- دعائم الإسلام 1 : 133.
3- بحار الأنوار 96: 29/254.
4- الغيبة للنعماني: 7/251 «نحوه»، بحار الأنوار 52: 94/229.
5- النكْتُ: أن تضرب في الأرض بقضيب، فتُؤثّر فيها.

تبارك وتعالى: إنّي أعْطَيتُ الدُّنيا بين عبادي قيضاً (1)، فمن أقرضنى منها قرضاً أعطيته لكلّ واحدةٍ منهنّ عشراً إلى سبعمائة ضعف، وما شئت، ومن لم يُفرضني منها قرضاً فأخذتُها (2) منه قَسْراً (3)، أعطيته ثلاث خصال، لو أعطيتُ واحدةً منهنَّ ملائكتي لرضُوا بها عنِّي (4)، ثمّ قال: «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» إلى قوله : «وَأَوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» [156، 157] (5).

132/233 - عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أربع من كُنَّ فيه كتبه (6) اللّه من أهل : الجنّة: من كانت عضمته شهادة أن لا إله إلّا اللّه، ومن إذا أنعم اللّه عليه النعمة، قال: الحمد للّه، ومن إذا أصاب ذنباً، قال: اسْتَغْفِرُ اللّه، ومن إذا أصابته مُصيبةٌ، قال: إِنَّا اللّه وإنّا إليه راجعون (7).

234 / 133 - عن أبي عليّ اللّهبي، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أربعٌ من كُنَّ فيه كان في نُور اللّه الأعظم: من كان عضمة أمره شهادة أن

ص: 169


1- أي مقايضةً، وفى «أ، ب، ه»: فيضاً.
2- في الكافي والخصال: فأخذته.
3- في «ه»: قهراً، وزاد في «ج» : بالمصائب في ماله فإن يصبر.
4- (عني) ليس في «أ، ب، ه».
5- الكافي : 21/76، الخصال: 135/130، بحار الأنوار 71: 32/85 و 74: 21/395، وفي الخصال: الرضوا الصلاة، والهداية، والرحمة، إن اللّه عزّ وجلّ يقول: «الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم» واحدة من الثلاث «ورحمة» اثنتين «وأولئك هم المهتدون» ثلاثة. ثم قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هذا لمن أخذ اللّه منه شيئاً قسراً، انتهى، ونحوه في الكافي أيضاً.
6- في «أ»: كُتب.
7- بحار الأنوار 93: 15/213.

لا إله إلّا اللّه، وأن محمداً رسول اللّه، ومن إذا أصابته مُصيبةٌ، قال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيراً، قال: الحَمْدُ للّه، ومن إذا أصاب خطيئةً، قال: اسْتَغْفِرُ اللّه وأتوب إليه (1).

235 / 134 - عن عبد اللّه بن صالح الخثعمي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): قال اللّه تعالى: عبدي المؤمن، إن حوّلته وأعطَيْتُه ورزَقُتُه استَفْرَضْتُهُ، فإن أَقْرَضَني عفواً أعطيتُه مكان الواحد مائة ألف فما زاد، وإن لا يفعل أخذتُه قسراً بالمصائب في ماله، فإن يَصْبر أعطيتُه ثلاث خصال، إن أخيّر (2) الواحدة منهنَّ ملائكتي اختاروها، ثم تلا هذه الآية: «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ» إلى قوله : «هُمُ المُهْتَدُونَ» (3).

135/236 - قال إسحاق بن عمار، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هذا إن أخذ اللّه منه شيئاً فَصبر واستَرْجَع (4).

[158] إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه

136/237 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بهِمَا» [158] أي لا حرج عليه أن بَطَّوّف بهما (5).

137/238-عن عاصم بن حميد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه» يقول: لا حرج عليه أن يَطَّوّف بهما، فنزلت هذه الآية.

ص: 170


1- الخصال: 49/222، ثواب الأعمال: 165، بحار الأنوار 93: 16/213.
2- في «ب، ج، د»: إن لم أخبر، وفي «أ»: إن لم أختر، وما أثبتناء من البرهان.
3- تفسير البرهان 1 : 13/361.
4- تفسير البرهان 1 : 14/362.
5- بحار الأنوار 99 : 13/236.

فقلت: هي خاصّة أو عامّة ؟ قال : هي بمنزلة قوله: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ أصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا» (1)، فمن دخل فيهم من الناس كان يمنزِلَتِهم، يقول اللّه (2) تعالى: «وَمَن يُطع اللّه والرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصَّدِّيقِينَ َوالشُّهَداءِ والصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً» (3).

138/239 - عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن السّعى بين الصّفا والمَرْوَة فَريضة هو أو سُنّة؟ قال: فَريضة.

قال: قلتُ: أليس اللّه يقول: «فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا» ؟ قال: كان ذلك في عُمْرَة القضاء، وذلك أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان شَرْطُهُ عليهم أن يَرْفَعُوا الأصنام، فتَشَاغَلَ رجلٌ من أصحابه حتّى أُعيدت الأصنام. فجاءوا إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فسألوه، وقيل له: إنَّ فلاناً لم يطف (4)، وقد أُعيدت الأصنام، قال: فأنزل و اللّه : «إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَو أَعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا» أي والأصنام عليهما (5).

240/ 139 و عن ابن مسكان، عن الحَلَبيّ، قال: سألتُهُ فقلت: وَلمَ جُعِل السَّعي بین الصّفا والمَرْوَة؟ قال: إنّ إبليس تراءى لإبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الوادي، فسعى إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) منه كراهيّة أن يُكَلِّمه، وكان مَنازِل الشياطين.

241 / 140 - وقال: قال أبو عبد اللّه في خَبر حمّاد بن عثمان: إنّه كان على الصّفا

ص: 171


1- فاطر 35 : 32.
2- الأصول الستة عشر : 30، بحار الأنوار 99 : 14/237، والآية من سورة النساء 4: 69.
3- في هامش «ج»: نسخة بدل: إن فلاناً لم يسع بين الصّفا والمروة، وكذا في الكافي.
4- الكافي 4: 8/435، بحار الأنوار 99: 15/237.
5- بحار الأنوار 99 : 16/237.

والمَرْوَة أصنام، فلمّا أن حَجّ الناس لم يَدْرُوا كيف يَصْنَعون، فأنزل اللّه هذه الآية، فكان الناس يَسْعَون والأصنام على حالها، فلمّا حجّ النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رمی بها (1).

[159] إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى

242 / 141 - عن ابن أبي عُمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُون مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى» [159] فى عليّ (2) (عَلَيهِ السَّلَامُ).

142/243 - عن حُمران (3)، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الكِتَابِ» (4). يعني بذلك نحن واللّه المُسْتَعان (5).

143/244 - عن زيد الشحام، قال: سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن عذاب القبر؟ قال: إن أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) حدّثنا أنّ رجلاً أتى سلمان الفارسي، فقال: حدثني، فسكت عنه ثم عاد فسكت، فأدْبَر الرجل وهو يقول، ويتلو هذه الآية: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فى الكِتَابِ» (6).

فقال له: أقبل، إنّا لو وجدنا أميناً لحدّثناه، ولكن أعِدَّ (7) لمُنكَرٍ ونكيرٍ إذا أتياك في القبر فسألاك عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فإن شكَكَتَ أو التوَيت (8) ضَرَبَاكَ،

ص: 172


1- بحار الأنوار 99 : 17/237 في هامش «ج» نسخة بدل: فصار الناس يسعون بعد نزول الآية، فلمّا أن حج النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في عام القابل أمر المشركين برفع الأصنام بمقتضی شرطه فرمی بها.
2- بحار الأنوار 2 : 53/76.
3- في «أ. ب»: حمدان.
4- البقرة 2 : 159.
5- بحار الانوار 2: 54/76.
6- البقرة 2: 159.
7- أي استعد وتهيّاً.
8- التوى: ماطل وأعرض.

على رأسك بمطرقة معهما تصير منها رَماداً، فقلتُ: ثم مه؟ قال: تعود، ثمّ تُعذَّب.

قلتُ : وما مُنكَر ونَكير ؟ قال : هما قعيدا القبر. قلتُ: أَمَلَكان يُعَذِّبان الناس في قُبورهم؟ فقال: نعم (1).

144/245 - عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قلتُ له: أخبرني اللّه، عن قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الكِتَابِ». قال: نحنُ يعني بها واللّه المُسْتَعان: إنّ الرجل منّا إذا صارت إليه، لم يكن له - أولم يسعه - إلا أن يبين للناس من يكون بعده (2).

145/246 - ورواه محمّد بن مسلم قال: هم أهل الكتاب (3).

146/247 - عن عبد اللّه بن بكير، عمّن حدّثه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «أَوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّه ويَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ» [159]، قال: نحنُ هم، وقد قالوا: هوامّ الأرض (4).

[165 - 167] وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للّه جَمِيعاً

147/248 - عن جابر، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّه أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّه».

قال: فقال: هم أولياء فُلانٍ وفُلانٍ وفُلانِ، اتّخذوهم أئمّةً من (5) دون الإمام

ص: 173


1- بحار الأنوار 2: 55/76 و 6: 53/235.
2- بحار الأنوار 2 : 56/76.
3- بحار الأنوار 2 : 57/76.
4- بحار الأنوار 2 : 58/76، قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : ضمیر «هم» راجع إلى اللّاعنين قوله: «وقد قالو»ا إمّا كلامه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فضمير الجمع راجع إلى العامة، أو كلام المؤلّف، أو الرواة، فيحتمل ارجاعه إلى أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).
5- (في) ليس في «أ، ب، ج، د».

الذي جَعَلَهُ اللّه للناس إماماً، فلذلك قال اللّه تبارك وتعالى: «وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للّه جَمِيعاً وَأَنَّ اللّه شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّهَ الَّذِينَ أتَّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا» إلى قوله : «مِنَ النَّارِ» [165 - 167].

قال: ثم قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : واللّه - يا جابر - هم أئمّة الظُّلم وأشياعهم (1).

148/249 - عن زُرارة، وحُمران (2)، ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قوله: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّه أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّه وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبّاً للّه» (3) قالا: هم آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (4).

149/250 - عن عُثمان بن عيسى، عمّن حدثه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّه أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ» (5)، قال: هو الرجُل يَدَعُ المال لا يُنفِقُه في طاعة اللّه بُخلاً، ثمّ يموت فيدَعُه لِمَن (6) يعمل به في طاعة اللّه، أو في مَعْصِيَتِه، فإن عَمِل به في طاعة اللّه رآه في ميزان غيره، فزادَهُ حَسْرَةً وقد كان المالُ له، وإن عَمِلَ به في معصية اللّه قوّاه بذلك المال حتّى عَمِل به في معاصي اللّه (7).

251 / 150 - عن مَنْصُور بن حَازِم، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ» (8) ؟ قال: أعداء علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) هم المُخلّدون في النار أبد الآبدين

ص: 174


1- الكافي 1: 11/305، الإختصاص: 334، بحار الأنوار 8 : 41/363، و 30 : 220 /85.
2- في «أ، ب، د»: حمدان.
3- البقرة 2 : 165.
4- بحار الأنوار 30 : 221 / 86.
5- البقرة 2 : 167.
6- زاد في «ه» : هو.
7- الكافي 4 : 2/42، بحار الأنوار 73: 20/142.
8- البقرة 2: 167.

ودَهْر الدَّاهِرين (1).

151/252 - عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : أنّه سُئِل عن امرأةٍ جَعَلت مالَها هَدياً، وكُلّ مملوك لها حُرّاً، إن كلّمت اُخْتَها أبداً (2)؟ قال: تُكَلِّمُها وليس هذا بشيء، إنّما هذا وأشباهه من خُطوات الشيطان (3).

152/253 - عن محمّد بن مُسلم: أن امرأة من آل المُختار حلفت على أُختِها. أو ذات قرابةٍ لها، قالت ادني يا فلانة، فكلي معي فقالت: لا آكُل [قالت ] فحَلَفتُ عليها بالمشي إلى بيت اللّه، وعنق ما تملك إن لم تدني فتأكُلى معى أن لا أُظِلُّ (4) وإيّاك سقف بيت أو أكلتُ مَعَكِ على خوان أبدأ؟ قال: فقالت الأخرى مثل ذلك.

فحمل عُمر بن حنظلة إلى أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) مقالتهما، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنا أقضي في ذا، قل لها: فلتأكُل وليُظِلّها وإيَّاها سقف بيت ولا تمشى ولا تعتق ولتتَّق اللّه ربها ولا تعود إلى ذلك، فإن هذا من خُطُوات الشيطان (5).

153/254 - عن مَنْصُور بن حازم، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أما سَمِعتَ بطارق ؟ إن طارقاً كان نخاساً بالمدينة فأتى أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: يا أبا جعفر، إنّي هالك، إنِّي حَلَفتُ بالطّلاق والعتاق والنُذور، فقال له: يا طارق، إنّ هذه من خُطوات الشيطان (6).

ص: 175


1- بحار الأنوار 8 : 362 / 37، 30 : 221 / 87.
2- (أبداً) ليس في «ج».
3- من لا يحضره الفقيه 3: 1071/228، نوادر الأشعري: 16/26، بحار الأنوار 104 : 223 / 29، و : 231 / 77.
4- في «ج»: لا أجمع.
5- بحار الأنوار 104: 30/223.
6- التهذيب 8: 1058/287 نوادر الأشعري: 27/31، بحار الأنوار 104: 31/223، و 88/334.

255 / 154 - عن عبدالرحمن بن أبي عبداللّه، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجلٍ حَلفَ أن يَنْحَرَ (1) وَلَده. فقال: ذلك من خُطوات الشَّيطان (2).

[168] لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ

256/ 155 - عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ» [168]، قال: كلّ يمين بغير (3) اللّه فهي من خُطُوات الشَّيطان (4).

156/257 - عن محمّد بن إسماعيل، رفعه إلى أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلا عَادٍ» [173]، قال: الباغي: الظالم، والعادي: الغاصب (5).

157/258 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : المُضطَرَ لا يَشْربُ الخَمْرَ، لأنّها لا تَزيدُه إِلا شَرّاً، فإن شَرِبهَا قَتلتُه (6)، فلا يَشْرَين منها قَطرَة (7).

158/259 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في المرأة أو الرّجُل يذهَبُ بصَره، فيأتيه الأطباء، فيقولون: نُداويك شهراً أو أربعين ليلةٌ مُستلقياً، كذلك يُصلّي ؟ فرجعت إليه له (8)، فقال: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاعٍ وَلَا عَادٍ» (9).

ص: 176


1- في «ج»: يذبح.
2- التهذيب 8 : 1063/288، الاستبصار 4 : 164/48، نوادر الأشعري: 36/33، بحار الأنوار 104: 32/223، و: 97/235.
3- في «ج»: لغير.
4- بحار الأنوار 104: 33/223.
5- بحار الأنوار 65 : 5/136.
6- في «أ»: لأن شربها يقتله.
7- علل الشرائع: 1/478، بحار الأنوار 62: 5/83، و 65: 33/157.
8- في الكافي فرخص فى ذلك.
9- الكافي 3 : 4/410، بحار الأنوار 62: 11/66.

[173] فَمَنِ أَضْطُرُ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ

159/260 - عن حماد بن عُثمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ» (1)، قال: الباغي الخارج على الإمام، والعادي: اللّصّ (2).

261 / 160 - عن بعض أصحابنا، قال: أنت امرأة إلى عمر فقالت: يا أمير المؤمنين، إنّى فَجَرتُ، فأقم فى حدّ اللّه، فأمر برجمها، وكان على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، حاضراً، قال: فقال له: سَلها كيف فَجَرَت؟

قالت: كنتُ في فَلاةٍ من الأرض، أصابني عَطَش شديد، فرفعت لي خيمة فأتَيْتُها، فأصَبْتُ فيها رجُلاً أعرابياً، فسألته الماء فأبى على أن يَسْقِيني إلا أن أُمكنه من نفسي، فولّيتُ عنه هاربةً، فاشتدّ بي العَطَش حتّى غارت عيناي (3) وذهب لساني، فلما بلغ ذلك منّي أتيتُه فَسقاني ووقع عليّ.

فقال له عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): هذه التي قال اللّه: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ» (4) وهذه غير باغية ولا عاديةٍ (5)، فخل سبيلها.

فقال عمر : لولا عليّ لهلك عُمر (6).

161/262 - عن حماد بن عُثمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَنِ أضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ» (7)، قال: الباغي: طالب الصيد، والعادي: السّارق، ليس لهما أن يُقصِّرا من الصَّلاة، وليس لهما إذا اضطرًا إلى المَيتَة أن يأكُلاها، ولا يَحِلّ

ص: 177


1- البقرة 2: 173.
2- بحار الأنوار 65 : 9/137.
3- غَارَتْ عينه: دخلت في الرأس.
4- البقرة 2: 173.
5- في «ا، ج»: باغية له ولا عادية إليه.
6- من لا يحضره الفقيه 4 : 60/25، بحار الأنوار 79 : 40/51.
7- البقرة 2: 173.

لهما ما يحل للناس إذا اضطُرّوا (1).

[175] فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ

162/263 - عن ابن مسكان رفعه إلى أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَا أَصْبَرهُمْ عَلَى النَّارِ» [175]، قال: ما أصبرهم على فعل ما يعلمون (2) أنّه يُصيّرهم إلى النار (3).

163/264 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «الحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بالأنثى» [178]، قال: لا يُقْتَل حُرٌّ بِعَبْد، ولكن يُضَرَبُ ضَرباً شديداً، ويُغرّم ديّة العبد، وإن قتل رجل امرأةً، فأراد أولياء المقتول أن يَقْتُلوا أدوا نصف ديته إلى أهل الرّجل (4).

[178] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ

265/ 164 - محمّد بن خالد البرقي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ» [178] هي الجماعة المسلمين، ما هي للمؤمنين خاصّة (5).

165/266 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «فَمَنْ الحَلَبِيِّ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتَّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ» [178]، قال : ينبغي للذي له الحَقِّ أن لا يَعْسُر (6) أخاه إذا كان قادراً على ديةٍ، وينبغي للذي عليه الحقّ أن لا يَعْطل (7) أخاه إذا قدر على ما يُعطيه، ويُؤدّي إليه بإحسانٍ.

ص: 178


1- بحار الأنوار 65: 35/157، و 89: 36/68.
2- في «أ، ب، د، ه»: يعملون.
3- الكافى 2: 2/206، بحار الأنوار 8 : 289 / 51.
4- مجمع البيان 1: 479، بحار الأنوار 104 : 396 / 39.
5- بحار الأنوار 104: 39/396.
6- عَسَرَ الغريم: طلب منه الدين على عُسرة، وفي «ه»: لا يضر.
7- المَطْلُ: التسويف والمدافعة بالعِدَة والدّين.

قال: يعني إذا وَهَب القود (1) أتبعوه بالدِّية إلى أولياء المقتول، لكي لا يبطل دمُ امریءٍ و مسلم (2).

166/267 - عن أبي بصير، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَنْ عُفِى لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ» ما ذلك؟

قال: هو الرجل يقبل الدِّية، فأمر اللّه الذي له الحق أن يتبعه بمعروفٍ ولا يَعْسُره، وأمر اللّه الذي عليه الدية أن لا يمْطُله، وأن يؤدّي إليه باحسانٍ إذا أيسر (3).

167/268 - عن الحَلَبَي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «فَمَنِ أعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (4) قال: هو الرجل يقبل الديّة، أو يعفو، أو يُصالح، ثمّ يَعتدي فيقتُل «فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ».

وفي نُسخةٍ أُخرى: فيلقى (5) صاحبه بعد الصلح فيُمثل به «فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ»(6).

[180] إن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ.

269 / 168 - عن عمار بن مروان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «إن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ» [180]، قال: حقّ جعله اللّه في أموال الناس الصاحب هذا الأمر.

قال: قلت: لذلك حدٌّ محدود؟ قال: نعم. قال: قالت: كم؟ قال: أدناه السُّدُس،

ص: 179


1- القَودُ: القصاصُ.
2- بحار الأنوار 104 : 409 / 12.
3- بحار الأنوار 104 : 409 / 13.
4- البقرة 2: 178.
5- في «ج» يتلقى.
6- بحار الأنوار 104 : 409 / 14.

وأكثره الثَّلث (1).

270/ 169 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن الوصيّة، تجوز للوارث؟ قال: نعم، ثمّ تلاهذه الآية: «إن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ» (2).

170/271 - عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من أوصى بوصيّة لغير (3) الوارثِ من صغير أو كبير بالمعروف غير المُنْكَر، فقد جازت وصيّته (4).

171/272 - عن السَّكُونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من لم يُوص عند موته لذوي قرابته ممّن لا يرثِ، فقد ختم عمله بمعصية (5).

172/273 - عن ابن مُسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في قوله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المُوتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْن والأقربينَ» (6).

[181] فَمَن بَدلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ

قال: هي منسوخة، نَسَختها آية الفرائض التي هي المواريث «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» [181] يعني بذلك الوصيّ (7).

173/274 - عن سماعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِن تَرَكَ خَيْراً الوصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقربِينَ بِالمَعْرُوفِ حَقَّاً عَلَى المُتَّقِينَ» (8) قال: شيءٌ جعله اللّه

ص: 180


1- بحار الأنوار 103: 30/199.
2- الكافي 7 : 5/10، بحار الأنوار 103: 31/199، والآية من سورة البقرة 2: 180.
3- فى «ج» بغير.
4- وسائل الشيعة 13: 1/483.
5- التهذيب 9: 708/174، مجمع البيان 1: 483، بحار الأنوار 103: 32/200.
6- البقرة 2: 180.
7- بحار الأنوار 103: 33/200.
8- البقرة 2: 180.

لصاحب هذا الأمر.

قال: قلت: فهل لذلك حدّ ؟ قال : نعم قلت: وما هو ؟ قال: أدنى ما يكون ثُلثُ الثُلُث (1).

275/ 174 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُه عن رجل أوصى بماله في سبيل اللّه.

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أعطيه لمن أوصى له، وإن كان يهوديّاً أو نَصرانياً، لأنّ اللّه يقول: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» (2).

175/276 - عن أبي سعيد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه سُئِل عن رجُلٌ أوصى في، حجّةٍ، فجعلها وصيُّه في نَسمةٍ (3).

قال: يَغْرَمُها وصيّه، ويجعلها في حجة كما أوصى، إن اللّه تعالى يقول: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَاسَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» (4).

176/277 - عن مُثنّى بن عبد السلام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن رجلٍ أُوصي له بوصيةٍ، فمات قبل أن يقبضها، ولم يترك عَقِياً.

قال اطلب له وارِثاً أو مَوْلى، فادفعها إليه، فإنّ اللّه تعالى يقول: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ».

قلت: إنّ الرَّجُل كان من أهل فارس، دخل في الإسلام، لم يُسم، ولا يُعرف له ولىّ؟ قال: اجْهَد أن تَقْدِر له على وَليّ، فإن لم تجده وعلم اللّه منك الجهد تتصدَّق

ص: 181


1- من لا يحضره الفقيه 4 : 615/175، بحار الأنوار 103 : 34/200.
2- الكافي 7: 1/14، و 2، المقنع: 165، بحار الأنوار 103 : 203 / 6.
3- النَّسَمة: الإنسان.
4- الكافي 7 : 2/22، بحار الأنوار 103 : 203 / 7.

بها (1).

177/278 - عن محمّد بن سُوقة، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَاسَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» (2) قال: نَسَختها التي بعدها: «فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفَاً أَوْ إِثْماً» [182] يعني الموصى إليه إن خاف جَنَفاً (3) من المُوصي إليه في ثُلثه جميعاً (4)، فيما أوصى به إليه، ممّا لا يرضى اللّه به من (5) خلاف الحقّ، فلا إثم على المُوصي إليه أن يُبدّله إلى الحقّ، وإلى ما يرضى اللّه به من سبيل الخير (6).

[182] فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَتْفاً أَوْ إِثْماً

178/279 - عن يُونُس رفعه إلى أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفَاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»(7)، قال: يعني إذا ما اعتدى في الوصيّة وزاد فى الثُلُث (8).

[183] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

179/280 - عن البرقيّ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام» [183]، قال: هي للمؤمنين خاصّة (9).

180/281 - عن جميل بن دَرَّاج، قال: سألتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه

ص: 182


1- بحار الأنوار 103 : 203 / 8.
2- البقرة 2: 181.
3- الجَنَفُ : المَيْلُ والجَوْرُ.
4- (إليه في ثلثه جميعاً) ليس في «ج».
5- في «أ، ب، د، ه»: في.
6- الكافي 7: 2/21، بحار الأنوار 103 : 203 / 9.
7- البقرة 2: 182.
8- علل الشرائع 4/567، بحار الأنوار 103 : 203 / 10.
9- بحار الأنوار 5: 1/318.

تبارك وتعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتال» (1) و «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ» (2)، قال: فقال: هذه كلَّها تَجْمَعِ الضَّلال والمُنافقين وكُلَّ من أقرّ بالدَّعْوَةِ الظاهرة (3).

[184] وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

181/282 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدِيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ» [184]، قال: الشيخ الكبير، والذي يأخُذُهُ العُطاش (4).

182/283 - عن سماعة، عن أبي بصير، قال: سألته عن قول اللّه: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»، قال: هو الشيخ الكبير الذي لا يستطيع، والمريض (5).

183/284 - عن أبي بصير قال: سألتُهُ بصير، قال: سألته عن رجل مَرِض من رمضان إلى رمضان قابل، ولم يَصِحٌ بينهما، ولم يُطقِ الصوم.

قال: يتصدّق مكان كلَّ يومٍ أفطر على مسكينٍ مدّاً من طعام، وإن لم يكن حنطة فبعد من تمر، وهو قول اللّه: «فِدِيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»، فإن استطاع أن يصوم رمضان الذي يستقبل، وإلّا فليتربَّص إلى رمضان قابل فيقضيه، فإن لم يصحّ حتّى جاء رمضان قابل، فليتصدّق كما تصدّق مكان كُلّ يوم أفطر مُدّاً، وإن

ص: 183


1- البقرة 2 : 216.
2- البقرة 2: 183.
3- بحار الأنوار 5: 2/318.
4- الكافي 4: 1/116، التهذيب 4: 695/237، بحار الأنوار 96: 3/320.
5- بحار الأنوار 96: 4/320.

صحّ فيما بين الرمضانين فتوانى أن يقضيه حتّى جاء الرمضان الآخر، فإنَّ عليه الصوم والصدقة جميعاً، يقضي الصوم ويتصدّق، من أجل أنه ضيّع ذلك الصّيام (1).

285 / 184 - عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِديَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ». قال: الشيخ الكبير، والذي يأخُذُه العطاش (2).

185/286 - عن رفاعة، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ اللّه فِدِيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»، قال: المرأةُ َتخَافُ على وَلَدِها، والشيخ الكبير (3).

186/287 - عن محمّد بن مسلم، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : الشيخ الكبير، والذي به العُطاش، لا حرج عليهما أن يُفطرا في رمضان، وتصدَّق كلُّ واحدٍ منهما في كلّ يومٍ بمُدَّ من (4) طعام، ولا قضاء عليهما، وإن لم يقدرا فلا شيء عليهما (5).

187/288 - عن الحارث البصري (6)، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال في آخر شَعبان: إنّ هذا الشهر المُبارَك الذي أنْزَلتَ فيه القُرآن، وجعلته هدى للناسِ وبَيِّنَاتٍ من الهدى والفرقان قد حضر، فسلّمنا فيه، وسلّمه لنا، وسلّمه منا في يُسرٍ منك

ص: 184


1- بحار الأنوار 96 : 7/333.
2- بحار الأنوار 96 : 5/320.
3- بحار الأنوار 96 : 6/320، تقدّم مثله في الحديث (176).
4- في «أ» والبحار: بمدّين.
5- الكافي 4: 116 / 4، والتهذيب 4: 697/238، بحار الأنوار 96 : 7/320.
6- في «ه»: النصري، وكلاهما صحيح، وهو الحارث بن المغيرة النصري البصريّ، من نصر بن معاوية، انظر رجال النجاشي: 361/139، معجم رجال الحديث 4: 204.

وعافيةٍ (1).

188/289 - عن عبدوس العطّار، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا حضَر شَهرُ رَمَضان، فقُل: اللّهم قد حضر شهر رمضان، وقد افترضت علينا صيامه وأنزَلْتَ فيه القُرآن هدى للنّاسِ، وبيِّنات من الهُدى والفُرقان، اللّهم أعِنّا على صيامه وتَقَبَّله منا، وسلَّمنا فيه، وسلّمه منا، وسلّمنا له في يسر منك وعافية، إنّك على كلّ شيءٍ قدير، يا أرحم الراحمين (2).

[185] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْءَانُ

189/290 - عن إبراهيم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قوله تبارك وتعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْءَانُ» [185] كيف أنزل فيه القرآن، وإنّما أُنزل القُرآنُ في عشرين سنةً من أوله إلى آخره؟ فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): نزل القُرآنُ، جملةً واحدةً في شَهْرِ رَمَضان إلى البيت المعمور، ثمّ أُنزِلَ من البيت المعمور في طول عشرين سنةً.

ثمّ قال: قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): نزلت صُحف إبراهيم في أول ليلةٍ من شهرٍ رَمَضان، وأنزِلَتِ التوراة لستّ مَضَينَ من شَهرِ رَمَضان، وأُنزِلَ الإنجيل لثلاث عشر ليلةٍ خَلَت مِن شَهرٍ رَمَضان، وأُنزِلَ الزَّبور لثماني عشرة مَن رَمَضان، وأُنزِلَ القُرآن لأربع وعشرين من رمضان (3).

291 / 190 - عن ابن سنان عمّن ذكره، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القُرآن والفرقان، أهما شيئان، أو شيء واحد؟

قال: فقال القُرآن: جُملة الكتاب والفُرقان المُحكم الواجب العمل به (4).

ص: 185


1- بحار الأنوار 96 : 1/383.
2- بحار الأنوار 96 : 2/383.
3- الكافي 2 : 6/460، بحار الأنوار 97 : 61/25.
4- معاني الأخبار: 1/189.

19/22 - عن الصَّباح بن سيابة، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن ابن أبي يعفور أمرني أن اسألك عن مسائل، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وما هي؟

قال : يقول لك: إذا دخل شهر رمضان وأنا في منزلي، إلى أن أسافر؟

قال: إن اللّه يقول: «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» [185] فمن دخل عليه شَهرُ رَمَضان وهو في أهله، فليس له أن يُسافر إلَّا لحجّ (1) أو عُمرة، أو في طلب مال يخاف تلفه (2).

192/29 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»، قال: فقال: ما أبينها لمن عقلها قال: من شَهِد رَمَضان فليَصُمهُ، ومن سافر فيه فليفطر (3).

193/294 - وقال أبو عبد اللّه: «فَلْيَصُمه»، قال : الصوم فوه لا يتكلم إلّا بالخير (4).

295 / 194 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن حدّ المرض الذي يجب على صاحبه فيه الإفطار كما يجب عليه في السفر، في قوله: «وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرِ» [185].

قال: هو مؤتَمَنٌ عليه، مفوّض إليه، فإن وجد ضعفاً فليُفطِر، وإن وجد قُوَّةً فليصُم، كان المريض على ما كان (5).

296 / 195 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لم يَكُن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصوم فى السفر تطوّعاً ولا فريضةً، يُكذبون على رسول اللّهز(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )،

ص: 186


1- فى «ج»: إلّا إلى الحجّ.
2- بحار الأنوار 96 : 14/324.
3- مجمع البيان 2: 498، بحار الأنوار 96 : 15/325.
4- بحار الأنوار 96 : 15/325.
5- الكافي 4 : 3/118، التهذيب 4 : 759/256، بحار الأنوار 96 : 16/325.

نزلت هذه الآية ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بكُراع الغَمِيم (1) عند صلاة الفجر، فدعا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بإناءٍ فشَرِب، وأمر الناس أن يُفطروا، فقال قوم: قد توجّه النهار (2) ولو صُمنا يومنا هذا فسمّاهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، العُصاة، فلم يزالوا يُسمّون بذلك الاسم حتّى قُبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (3).

297 / 196 - عن الثَّمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يُرِيدُ اللّه بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ» [185] قال اليُسر: عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وفُلان وفُلان العُسر، فمن كان من وُلدِ آدم لم (4) يدخل فى ولاية فُلان وفُلان (5).

197/298 - عن الزُّهريّ، عن عليّ بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: صوم السفر والمَرَض، إنّ العامة اختَلَفَت في ذلك، فقال قوم: يصوم، وقال قوم: لا يصوم، وقال قوم إن شاء صام، وإن شاء أفطر.

وأما نحن فنقول: يُفطر في الحالين جميعاً، فإن صامَ في السَّفر أو في حالِ المرض فعليه القضاء، ذلك بإن اللّه يقول: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أيّام أُخَرَ» (6) إلى آخر قوله تعالى: «يُرِيدُ اللّه بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ» (7).

198/299 - عن سعيد النقاش، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : إنّ في الفِطرِ

ص: 187


1- كُرَاعُ الغَمِيم: موضع بناحية الحجاز بين مكّة والمدينة «معجم البلدان 4: 503».
2- أي أقبل.
3- مجمع البيان 2 : 493، بحار الأنوار 96 : 17/325
4- في «ج»: آدم لا.
5- بحار الأنوار 36 : 41/99.
6- البقرة 2: 184.
7- الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، 202، بحار الأنوار 96 : 18/325.

لتكبيراً، ولكنّه مَسْتُور (1)، يكبِّر في المغرب ليلة الفطر، وفي العَتَمة والفَجر، وفي صلاة العيد، وهو قول اللّه تبارك وتعالى: «وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللّه عَلَى مَا هَدَاكُمْ» [185] والتكبير أن تقول: اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، اللّه أكبر وللّه الحمد.

قال: في رواية أبي عمرو: التكبير الأخير أربع مرّات (2).

199/300 - عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : جُعِلت فداك، ما يُتَحَدّث به عندنا أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صام تسعة وعشرين أكثر ممّا صام ثلاثين، أحقٌ هذا؟

قال: ما خَلَق اللّه من هذا حَرْفاً، ما صامَه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا ثلاثين، لأنَّ اللّه تعالى يقول: «وَلِتُكْمِلُوا العِدَّة» فكان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يُنقصِه (3).

200/301 - عن سعيد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ في الفطر تكبيراً. قال: قلتُ: ما تكبيرٌ (4) إلّا في يوم النحر. قال فيه تكبيرٌ ولكنّه مستور (5)، في المغرب : والعشاء والفجر والظهر والعصر ورَكعَتَى العيد (6).

[186] فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي

201/302 - عن ابن أبي يعفُور، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تبارك وتعالى: «فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي» [186] يعلمون أنّي أقدر على أن أُعطيهم ما

ص: 188


1- في «ه»: مسنون.
2- بحار الأنوار 91 : 34/133.
3- بحار الأنوار 96 : 11/299.
4- في «أ»: يكبر.
5- في «ه»: مسنون.
6- بحار الأنوار 91 : 34/133.

يسألون (1).

[187] أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةُ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ

202/303 - عن سماعة، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2)، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجل: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ» إِلَى «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا».

قال: نَزَلت في خَوَات بن جُبَير، وكان مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الخَنْدَقِ وهو صائم، فأمسى على ذلك، وكانوا من قبل أن تَنزِلَ هذه الآية، إذا نام أحدهُم حُرّم عليه الطَّعام، فَرَجَعَ خَوَّات إلى أهله حين أمسى، فقال: عندكم طعام؟ فقالوا: لا تنم حتّى نَصْنَعَ لك طعاماً، فاتكأ فنام فقالوا: قد فعلت؟ قال: نعم. فبات على ذلك وأصبح فغدا إلى الخندق، فجعل يُغشَى عليه، فمرّ به رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلمّا رأى الذي به سأله، فأخبره كيف كان أمره، فنرلت هذه الآية: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ» إلى «كُلُوا وَاشْرَبُوا حتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ» [187] (3).

203/304 - عن سعد، عن بعض أصحابه، عنهما اللّه، في رَجُل تسخَّر وهو شاكّ في الفجر؟ قال: لا بأس «كُلُوا وَاشْرَبُوا حتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ» وأرى أن يَسْتَظهر (4) في رَمَضان، ويتَسَخَّر قبل ذلك (5).

204/305 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجُلين قاما في شهر رمضان، فقال أحدُهما: هذا الفجر، وقال الآخر: ما أرى شيئاً.

ص: 189


1- بحار الأنوار 93: 37/323.
2- في الكافي والفقيه والتهذيب عن أبي بصير عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).
3- الكافي 4 : 4/98 من لا يحضره الفقيه 2: 362/81، التهذيب 4 : 512/184، بحار الأنوار 96: 2/269.
4- الإستظهار : طلب الاحتياط بالشيء.
5- بحار الأنوار 96 : 3/270.

قال: ليأكُل الذي لم يستيقن (1) الفجر، وقد حُرّم الأكل على الذي زعم قد رأى، إن اللّه يقول: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ» (2).

205/306 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أُناسٍ صاموا في شهر رمضان، فَغَشِيَهُم سَحاب أسود عند مغرب الشَّمس، فظنوا أنّه اللّيل، فأفطروا أو أفطر بعضهم، ثمّ إنّ السّحاب فَصَل عن السّماء، فإذا الشمس لم تَغِب.

قال: على الذي أفطر قضاء ذلك اليوم، إن اللّه يقول: «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ»، فمن أكل قبل أن يَدْخُل الليل فعليه قضاؤه، لأنه أكل مُتعمداً (3).

206/307 - عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح، عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قول اللّه تعالى: «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ» يعني صيام رمضان، فمن رأى الهلال (4) بالنهار فليُتِمَّ صِيَامَه (5).

207/308 - عن سماعة، قال: على الذي أفطر القضاء، لأنّ اللّه تعالى يقول:«ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْل» فمن أكل قبل أن يَدْخُل الليل، فعليه قضاؤه، لأنّه أكل متعمّداً (6).

208/309 - عن عبد اللّه (7) الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن الخَيْطِ

ص: 190


1- في «ج»: يتبيّن.
2- بحار الأنوار 96 : 4/271.
3- الكافي 4: 2/100 «نحوه»، بحار الأنوار 96: 1/278.
4- في «ج» : هلاله، وفي «ه»: هلال شوال.
5- بحار الأنوار 96 : 12/299.
6- بحار الأنوار 96 : 2/278.
7- في «ج، ه»: عبيد اللّه.

الأَبْيَض وعن (1) الخَيْطِ الأَسْوَدِ. فقال: بياض النّهار من سواد اللّيل (2).

[188] وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ

209/310 - عن زياد بن عيسى قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ» [188]، قال: كانت قريش تُقامِرُ الرجل في أهله وماله، فنهاهم اللّه (3).

210/311 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : قول اللّه تبارك وتعالى: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ» ؟

فقال: يا أبا بصير، إنّ اللّه قد علم أن فى الأمة حُكّاماً يَجُورون، أمّا إنّه لم يَعْنِ حُكّام أهل العدل، ولكنّه عنى حُكّام أهل الجور.

يا أبا محمّد، أمّا إنّه لو كان لك على رجُلٍ حق، فدعوته إلى حُكّام أهل العدل فأبى عليك إلّا أن يُرافعك إلى أهل الجور ليقضُوا له، كان ممَّن يُحاكم إلى الطاغوت (4).

211/312 - عن الحسن بن عليّ، قال: قرأتُ في كتاب أبي الأسد (5) إلى أبي الحسن الثاني (عَلَيهِ السَّلَامُ) وجوابه بخَطِّه، سأل ما تفسير قوله تعالى: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ» ؟

قال: فكتب (عَلَيهِ السَّلَامُ) إليه : الحُكّام القضاة، قال: ثم كتب تحته: هو أن يعلم الرجُل أنه ظالم عاص، هو غير مَعْذُورٍ في أخذه ذلك الذي حكم له به، إذا كان قد علم أنّه

ص: 191


1- في «أ، ب، د»: الأبيض عن.
2- بحار الأنوار 96: 5/271.
3- الكافي : 1/12، مجمع البيان 2: 506، بحار الأنوار 79: 12/234.
4- الكافي 7: 3/411 «نحوه»، التهذيب 6: 517/219 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 11/265.
5- في رواية الكشي أنّه ممن روى عن الرضا، وأنه خصي علي بن يقطين «جامع، الرواة 2: 366».

ظالم (1).

212/313 - عن سماعة، قال: قلتُ لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الرجل يكون عنده الشيء يَتَبَلّغ به (2) وعليه الدين، أيُطعمه عياله حتّى يأتيه اللّه بميسرة فيقضي دينه، أو يستقرض على ظهره؟

فقال : يقضي بما عنده دينه ولا يأكُلُوا أموال الناس إلا وعنده ما يؤدّي إليهم حُقوقهم، إن اللّه تعالى يقول: «لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ» (3).

213/31 - عن زيد أبي أسامة، قال: سُئل أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الأهلّة؟ قال: هي الشهور، فإذا رأيت الهلال فَصُم، وإذا رأيته فأفطر.

قلت: أرأيت إن كان الشهر تسعة وعشرين أيقضى ذلك اليوم؟ قال: لا، إلّا أن يَشْهَد ثلاثة عُدول، فإنّهم إن شهدوا أنّهم رأوا الهلال قبل ذلك، فإنّه يُقضى ذلك اليوم (4).

214/315 - عن زياد بن المنذر، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: صم حين يَصومُ الناس، وأفطر حين يُفطِرُ الناس، فإنّ اللّه جعل الأهلة مواقيت (5).

[ 189] لَيْسَ البِرُّ بأن تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى

316 / 215 - عن سعد عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن هذه الآية: «لَيْسَ البريان تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وأُتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا» [189].

فقال : آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أبواب اللّه وسبيله، والدُّعاة إلى الجنّة، والقادَة إليها، والأدلّاء عليها إلى يوم القيامة (6).

ص: 192


1- التهذيب : 518/2 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 12/265.
2- أي يكتفي به.
3- من لا يحضره الفقيه 3: 476/112.
4- التهذيب 4: 155 / 430، بحار الأنوار 96 : 13/300.
5- التهذيب 4: 462/164، بحار الأنوار 96 : 14/300.
6- مجمع البيان 2: 509، بحار الأنوار 2: 60/104.

317/216 - عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «لَيْسَ البربان تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا» الآية، قال: يعني أن تأتى الأمور من وجهها، أيّ الأُمور كان (1).

217/318 - قال: وروى سعيد بن مُنَخَّل في حديث رفعه، قال: البيوت الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، والأبواب أبوابها (2).

218/31 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وأتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا»، قال : ائتوا الأمور من وجهها (3).

[193] لا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ

219/320 - عن الحسن بياع الهروي، يرفعه، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله: «لَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ» [193]، قال: إلّا على ذُريَّة قتلة الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

[194] الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَاتُ قِصَاصُ

220/321 - عن العلاء بن الفُضيل، قال: سألته عن المُشركين، أيبتدئهم المُسلمون بالقتال في الشهر الحرام؟

فقال: إذا كان المُشركون ابتدءُ وهم باستحلالهم، ورأى المُسلمون أنّهم يظهرون عليهم فيه، وذلك قوله سبحانه: «الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَاتُ قصاص» [194] (5).

221/322 - عن إبراهيم، قال: أخبرني من رواه عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : قلت: «فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ» قال : لا يعتدي اللّه على أحدٍ إلّا على نسلِ ولد

ص: 193


1- المحاسن: 143/224، بحار الأنوار 2: 61/104.
2- بحار الأنوار 2: 62/105.
3- بحار الأنوار 2: 63/105.
4- كامل الزيارات: 6/63 «نحوه»، بحار الأنوار 45 : 8/298.
5- التهذيب 6: 243/142، بحار الأنوار 100 : 53 / 4.

قتلة الحسين الإعلان (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

[195] وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللّه يُحِبُّ المُحْسِنِينَ.

222/323 - عن حمّاد اللّحّام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لو أن رجلاً أنفق ما في يَدَيه في سبيل من سُبُل اللّه ما كان أحسَنَ ولا وُفِّق، أليس اللّه يقول: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللّه يُحِبُّ المُحْسِنِين» [195] يعني المُقْتَصِدين (2).

223/324 - عن حذيفة، قال: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ»، قال: هذا في النفقة (3).

[196] وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه

325 / 224 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ العُمرة واجبة بمنزلة الحج، لأنَّ اللّه تعالى يقول: «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالْعُمْرَةَ للّه» [196] ما ذلك؟ هي واجبة مثل الحَج، ومن تمتَّع أجزأته، والعُمرة في أشهر الحجّ مُتعةٌ (4).

225/326 - عن زُرارة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فى قوله تعالى: «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه»، قال : إتمامهما إذا أدّاهُما، يتّقى ما يتقي المحرم فيهما (5).

226/327 - عن أبي عبيدة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه : «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه»، قال : الحجّ جَميع المناسك، والعُمرة لا يجاوز بها مكّة (6).

227/328 - عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه»، قُلتُ: يَكتفي الرجل إذا تمتع بالعُمرة إلى الحجّ مكان ذلك العُمرة

ص: 194


1- بحار الأنوار 45 : 9/298.
2- الكافي 4: 7/53، بحار الأنوار 96 : 12/168.
3- بحار الأنوار 96 : 13/168، في «ه»: التقية.
4- بحار الأنوار 99 : 11/97.
5- بحار الأنوار 99 : 6/332.
6- بحار الأنوار 99 : 7/332.

المفردة (1)؟

قال: نعم، كذلك أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (2).

228/329 - عن معاوية بن عمّار الدُّهني، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ العُمرَة واجبة على الخَلق بمنزلة الحَجّ، لأنّ اللّه تعالى يقول: «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالْعُمْرَةَ للّه» وإنّما نزَلَتِ العُمرَةُ بالمدينة، وأفضَل العُمرَة عُمرَة رَجَب (3).

229/330 - عن أبان عن الفضل أبي العبّاس (4) فى قول اللّه تعالى: «وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ للّه» قال: هما مفروضان (5).

230/331 - عن زُرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قالوا: سألناهما عن قوله تعالى: «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه».

قالا : فإنّ تمام الحجّ والعُمرة أن لا يُرفت، ولا يفسق، ولا يجادل (6).

332 / 231 - عن عبد اللّه بن فَرْقَد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الهدي من الابل والبَقَر والغَنَم، ولا يَجِبُ حتّى يُعَلَّقَ عليه - يعني إذا قَلّده فقد وجب - وقال: «فَمَا أَسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْى» [196] شاة (7).

ص: 195


1- في «أ، ب، ج، د»: المتفرقة.
2- التهذيب 5: 1504/433، بحار الأنوار 99 : 12/97.
3- علل الشرائع 1/408، بحار الأنوار 99 : 8/332.
4- فى «أ، ب، ه»: الفضل بن أبي العبّاس، وفي «د»: أبي الفضل بن أبي العبّاس، والصواب ما في المستن، لأن أبا العبّاس كنية الفضل البقباق الذي يروي عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، انظر معجم رجال الحدیث 13: 278، والكافي والتهذيب.
5- الكافي 4: 2/265، التهذيب 5: 1593/459، بحار الأنوار 99 : 9/332، وفي «أ، ج»:هما مفروضتان.
6- بحار الأنوار 99 : 16/173.
7- بحار الأنوار 99 : 1/278.

232/332 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا أَسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْى»، قال: يُجزيه شاة، والبدنة (1) والبقرة أفضل(2).

334 / 233 - عن زيد أبي أسامة، قال: سُئل أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجل بعث بهَدْي مع قومٍ يُساق، فواعَدَهم يوم يُقلّدون فيه هديهم ويُحرمون فيه؟

قال: يُحرّم عليه ما يُحرَّم على المُحرم في اليوم الذي واعَدَهم حتّى يَبْلُغ الهدى مَحِلّه.

قلت: أرأيت إن اختلفوا في ميعادهم، أو أبطئُوا (3) في السَّير، عليه جُناح أن يُحِلّ في اليوم الذي واعدهم؟ قال: لا (4).

234/335 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: خرج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين حجّ حجّة الوداع، خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتّى أتى الشجرة (5) فصلّى، ثمّ قادَ راحلته، حتّى أتى البيداء (6) فأحرم منها، وأهلّ بالحجّ، وساق مائة بَدَنة، وأحرم الناس كلهم بالحجّ، لايُريدون عُمرةً، ولا يدرون ما المتعة، حتّى إذا قدم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مكّة، طاف بالبيت، وطاف الناسُ معه، ثمّ صلّى عند مقام إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فاستلم الحجر، ثمّ قال أبدأ بما بدأ اللّه به ثمّ أتى الصّفا فبدأ بها، ثمّ

ص: 196


1- البَدَنَة : ناقة أو بقرة تُنحر بمكة، سُمِّيت بذلك لأنهم كانوا يُسَمِّنُونَها.
2- بحار الأنوار 99 : 2/278.
3- فى «ج، ب» وابطئوا.
4- بحار الأنوار 99 : 1/329.
5- الشَجَرة: وهي السَمُرَة التي كان النبيّ لا ينزلها من المدينة ويُحْرِم منها، وهي على ستّة أميال من المدينة. «معجم البلدان 3: 369».
6- البَيْداء: اسم لأرض مَلساء بين مكّة والمدينة وهي إلى مكّة أقرب «معجم البلدان 1: 620».

طاف بين الصّفا والمَرْوَة، فلمّا قضى طوافه ختم بالمروة، قام يَخْطُبُ أصحابه، وأمرهم أن يُحِلُّوا ويجعلوها عُمرةً، وهو شيء أمر اللّه به، فأحَلّ الناس.

وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لو كنتُ استقبلت من أمري ما استدبرتُ لفعلتُ ما أمرتكُم، ولم يكُن يستطيع أن يُحِلّ من أجل الهدي الذي معه، لأنّ اللّه يقول: «وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حتّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ».

فقال سُرَاقة بن جُعْشُم الكنانّي (1): يا رسول اللّه، علّمنا (2) ديننا كأنّما خُلقنا اليوم، أرأيت لهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أولِكُلِّ عام؟

فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): لا بل (3) لأبد الأبد (4).

336/ 235 - عن حريز، عمّن رواه عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تبارك وتعالى: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِّن رَّأْسِهِ».

قال: مر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على كعب بن عُجْرَة (5)، والقَملُ يَتَناثر من رأسه وهو مُحرم، فقال له: أتؤذيك هَوامُّك؟ قال: نعم، فأنزلت هذه الآية: «فَمَن كَانَ

ص: 197


1- سُراقة بن مالك بن جُعشُم المُدلجي الكناني، أبو سفيان، له شعر كان ينزل قديداً، كان في الجاهلية قائفاً يقتص الأثر، أخرجه أبو سفيان ليقتاف أثر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين خرج إلى الغار، وأسلم بعد غزوة الطائف سنة 8ه، وتوفّي في سنة 24ه. «أسد الغابة :2 264 تقريب التهذيب 1: 284/ 60، الاصابة 2: 3115/19».
2- في «ه»: علّمتنا.
3- (لابل) ليس في «ب، ج».
4- مستدرك الوسائل 8: 910/75، وفي «ه»: لا، بل للأبد.
5- كعب بن عُجْرَة بن أُمية بن عدي البلوي، حليف الأنصار: صحابي، يكنّى أبا محمّد، شهد المشاهد كلّها، وسكن الكوفة، وتوفّي بالمدينة في سنة 51 ه «أسد الغابة 4: 243، الكامل في التاريخ 3: 191، 492 تقريب التهذيب 2: 48/135، الاصابة 3: 7419/297».

مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَدَى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْنُسُكٍ» [196] فأمره رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يحلق رأسه، وجعل الصيام ثلاثة أيّام، والصدقة على ستة مساكين، مُدَّين لكلّ مسكين، والنُّسك شاة.

قال: وقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): كلّ شيءٍ في القرآن (أو) فصاحبه بالخيار يختار ما يشاء، وكلّ شيءٍ في القرآن (فإن لم يجد) فعليه ذلك (1).

236/337 - عن أبي بصير، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن استمتعت بالعُمرة إلى الحجّ، فإنّ اللّه عليك الهدى «فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدى» إمّا جَزُور (2)، وإما بقرة، وإمّا شاة، فإن لم تقدر فعليكَ الصِّيام كما قال اللّه (3).

237/338 - وذكر أبو بصير، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : نزلت على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) المتعة وهو على المَروة بعد فراغه من السّعى (4).

238/339 - عن مغاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله: «فَمَن تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحجّ فَمَا أَسْتَيْسَرَ مِن الهَدَى» [196] قال: ليَكُن كَبشاً سميناً، فإن لم يجد فعجلاً من البقر، والكبش أفضل، فإن لم يجد فمُوجَا (5) من الضأن، وإلّا ما استَيْسَرَ من الهَدي شاة (6).

ص: 198


1- الكافي 4 2/358، التهذيب 5: 1147/333، بحار الأنوار 99: 4/180 و 5، وفي «ج»: في القرآن فمن لم يجد كذا فعليه كذا فالأول الخيار، وكذا في الكافي، إلا أن فيه: فالاولى بدل: فالاول، وفي التهذيب: فمن لم يجد فعليه كذا، فالأول بالخيار.
2- الجَزُور: وهي من الإبل خاصّة، ماكمل خمس سنين ودخل في السادسة، يقع على الذكر والأُنثى.
3- بحار الأنوار 99 : 3/278.
4- بحار الأنوار 99 : 4/278.
5- أى مخصيّاً.
6- بحار الأنوار 99 : 5/278.

239 /340- عن عبد الرّحمن بن الحجاج، قال: كنت قائماً أُصلّي، وأبو الحسن موسى بن جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قاعداً قدّامي، وأنا لا أعلم، قال: فجاء عبّاد البصري، فسلّم عليه، وجَلَس وقال: يا أبا الحسن، ما تقول في رجُل تمتَّع ولم يكن له هَدْي؟ قال: يصوم الأيّام التي قال اللّه.

قال: فجعلتُ سمعي إليهما، قال عبّاد: وأي أيّام هي؟ قال: قبل التَّرويَة و يوم التَّرويَة (1)، ويوم عرفة.

قال: فان فاته؟ قال: يصوم صبيحة الحصبة (2) ويومين بعده.

قال: أفلا تقول كما قال عبد اللّه بن الحسن؟ قال: قال: يصوم أيّام التشريق (3).

قال: إن جعفراً (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان يقول: إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أمر بلالاً ينادي: أن هذه أيّام أكلٍ وشرب، فلا يَصومَنَّ أحد.

فقال: يا أبا الحسن، إن اللّه قال: «فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيّام فِي الحجّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ» [196] قال: كان جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ذو القعدة وذو الحجّة كلتين أشهر الحجّ (4).

240/341 - عن منصور بن حازم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا تمتَّع بالعمرة إلى الحجّ ولم يكن معه هَدي، صام قبل التَّرويَة، ويوم التَّرويَة ويوم عَرَفَة، فإن لم يَصُم هذه الأيّام صام بمكّة، فإن أعجلوا صام في الطريق، وإن أقام بمكّة قدر مسيره إلى منزله فشاء أن يصوم السبعة الأيّام فعل (5).

ص: 199


1- هو اليوم الثامن من ذى الحجّة، سُمّي به لأنهم كانوا يرتوون فيه الماء لما بعده.
2- الحصبة: بعد أيّام التشريق، وهو اليوم الرابع عشر.
3- وهي أيّام منى، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر.
4- بحار الأنوار 99 : 6/291.
5- بحار الأنوار 99 : 7/292.

241/342 - عن ربعي بن عبد اللّه بن الجارود، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أيّام فِي الحَجِّ».

قال: قبل التَّرويَة يصوم ويوم التَّرويَة، ويوم عرفة، فَمَن فاته ذلك فليقض ذلك في بقيّة ذي الحجّة، فإنَّ اللّه تعالى يقول في كتابه: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ» (1).

242/343 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فى قول اللّه: «فَصِيَامُ اللّه، ثَلَاثَةِ أيّام فِي الحجّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ، قَالَ: إِذَا رَجَعتَ إِلَى أَهْلِكَ» (2).

243/344 - عن حفص بن البختري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فيمَن لَم يَصُم الثلاثة الأيّام في ذي الحجّة حتّى يهلّ الهلال ؟ قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : عليه دَم، لأن اللّه سبحانه وتعالى يقول: «فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيّام فِى الحجّ» في ذي الحجّة.

قال ابن أبي عُمير: وسقط (3) عنه السبعة الأيّام (4).

345 / 244 - عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : سألته عن صوم ثلاثة أيّام في الحجّ والسبعة، أيصومها متوالية، أم يفرّق بينهما؟

قال: يصوم الثلاثة لا يُفرّق بينها، ولا يجمع الثلاثة والسبعة جميعاً (5).

245/346 - عن علىّ بن جعفر، عن أخيه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُه عن صوم الثلاثة الأيّام فى الحجّ والسبعة أيصومُها متوالية أو يُفرّق بينهما ؟

ص: 200


1- بحار الأنوار 99 : 8/292، والآية من سورة البقرة 2: 197.
2- بحار الأنوار 99 : 10/292.
3- في «ج»: ويسقط.
4- بحار الأنوار 99 : 11/292.
5- بحار الأنوار 99 : 12/293.

قال: يصوم الثلاثة والسبعة لا يُفرّق بينها ولا يجمع السبعة والثلاثة جميعاً (1).

246/347 - عن عبد الرّحمن بن محمّد العززميّ، عن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن علىّ (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فى صيام ثلاثة أيّام فى الحجّ، قال: قبل التَّرويَة بيوم، ويوم التَّرويَة ويوم عَرَفة، فإن فاته ذلك تسحر ليلة الحصبة (2).

247/348 - عن غياث بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : صيام ثلاثة أيّام في الحجّ قبل التَّرويَة بيوم (3)، ويوم التَّرويَة، ويوم عَرَفَة، فإن فاته ذلك (4) تَسحَّر ليلة الحصبة، فصيام ثلاثة أيّام، وسبعة إذا رجع (5).

349/ 248 - وقال : قال على (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا فات الرجل الصيام، فليبدأ صيامه من ليلة النفر (6).

249/350 - عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : يصوم المتمتّع قبل التَّرويَة بيوم ويوم التَّرويَة، ويوم عَرَفَة، فإن فاته أن يصوم ثلاثة أيّام فى الحجّ ولم يكن عنده دَمٌ، صام إذا انقضت أيّام التّشرِيق، يتسّحر ليلة الحصبة ثمّ يُصبحُ صائماً (7).

250/351 - عن حريز عن زُرارة، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه، تعالى: «ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى المَسْجِدِ الحَرَامِ» [196]؟ قال: هؤلاء

ص: 201


1- بحار الأنوار 99 : 13/293.
2- بحار الأنوار 99 : 14/293.
3- (بيوم) ليس في «ب، ج».
4- (ذلك) ليس في «أ، ج».
5- بحار الأنوار 99 : 15/293.
6- بحار الأنوار 99 : 16/293.
7- بحار الأنوار 99 : 17/293.

أهل (1) مكّة، ليست لهم مُتعَةٌ، ولا عليهم عُمرة.

قلت : فما حَدُّ ذلك؟ قال: ثمانية وأربعين ميلاً من نواحي مكّة، كل شيء دون عُسفان (2) دون ذات عرق (3) فهو من حاضري المسجد الحرام (4).

251/352 - عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في حَاضِرِى المَسْجِدِ : (الحَرَامِ)، قال: دون المواقيت إلى مكّة، فهم من حاضري المسجد الحرام، وليس لهم مُتعة (5).

252/353 - عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُه عن أهل مكّة، هل يَصلُحُ لهم أن يتمتعوا في العُمرة إلى الحجّ؟

قال: لا يَصلُحُ لأهل مكّة المُتعة، وذلك قول اللّه تعالى: «ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَام» (6).

253/354 - عن سعيد الأعرج، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : ليس لأهل سَرِف (7)، ولا لأهل مر (8)، ولا لأهل مكّة مُتعة، يقول اللّه تعالى: «ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى المَسْجِدِ الحَرَام» (9).

ص: 202


1- في «أ، ه»: هو لأهل.
2- عُسفَان مَنْهَلة من مناهل الطريق بين الجُحْفَة ومكة. «معجم البلدان 4: 137».
3- ذات عرق: مهلّ أهل العراق، وهو الحد بين نجد وتهامة، وقيل: عِرْقُ: جبل بطريق مكّة، ومنه ذات عرق «معجم البلدان 4: 121».
4- بحار الأنوار 99 : 1/86.
5- بحار الأنوار 2/8799.
6- بحار الأنوار 99 : 3/87.
7- سَرِف: وهو موضع على ستة أميال من مكّة. «معجم البلدان 3: 239».
8- مرّ: موضع بينه وبين مكّة خمسة أميال. «معجم البلدان 5: 123».
9- الكافي 4: 1/299، بحار الأنوار 99 : 4/87.

254/355- عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى : «الحَ جُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ» [197] هو شوّال، وذو القَعدة، وذو الحجّة (1).

255/356 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «الحجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ»، قال: شوال، وذو القعدة، وذو الحجّة، وليس لأحدٍ أن يُحرم بالحج فيما سواهنّ (2).

256/357 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «الحَج أَشْهُرُ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ»، قال : الأهلّة (3).

257/358 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال في قول اللّه تعالى: «الحجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ»، والفرض فَرضُ الحجّ: التلبية، والإشعار، والتقليد، فأي ذلك فعل (4) فقد فَرَض الحجّ، ولا يُفرض الحجّ إلّا في هذه الشهور التي قال اللّه تعالى: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ»، وهي: شوّال، وذو القعدة، وذو الحجّة (5).

258/359 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من جادل في الحجّ فعليه إطعام ستّة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، إن كان صادقاً أو كاذباً، فإن عاد مرّتين، فعلى الصادق شاة، وعلى الكاذب بَقَرة، لأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: «فَلا رَفَتْ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحجّ» [197] (6) والرَّفث: الجماع، والفسوق الكذب، والجدال: قول الرجل: لا واللّه، وبلى واللّه، والمُفاخَرَة (7).

ص: 203


1- التهذيب 5: 1550/445، الدر المنثور 1: 524، بحار الأنوار 99 : 5/133.
2- من لا يحضره الفقيه 2: 1357/277، بحار الأنوار 99 : 6/133.
3- بحار الأنوار 99 : 7/133.
4- زاد في «ج»: للّه.
5- الكافي 4: 2/289، بحار الأنوار 99 : 8/133.
6- في النسخ: (الاجدال في الحجّ ولا رفت ولا فسوق)، وأصلحنا المتن وفق الوسائل.
7- بحار الأنوار 99 : 17/173، وسائل الشيعة 9: 10/282.

259/360 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قول اللّه: «الحجَّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ» والرّفث هو الجماع، والفسوق: الكذب والسباب (1)، والجدال : قول الرجل : لا واللّه، وبلى واللّه والمفاخرة (2).

[197] الحَيُّ أَشْهُرُ مَّعْلُومَاتٌ

260/361 - عن محمّد بن مُسلم قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ». قال: يا محمّد إنّ اللّه اشترط على النّاس شرطاً، وشَرط لهم شرطاً، فمن وَفَى اللّه وفَى اللّه له.

قلت: فما الذي اشترط عليهم، وما الذي شرط لهم؟

قال: أمّا الذي اشترط عليهم فإنَّه قال: «الحَجَّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ» وأمّا ما شَرَط لهم، فإنّه قال: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» (3)، قال: يَرْجِع لا ذنب له (4).

261/362 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا حَلَفَ ثَلاث أيمانٍ مُتَتابعاتٍ صادقاً فقد جادَل، فعليه دَمٌ، وإذا حلف بواحدةٍ كاذباً فقد جا دل، فعليه دمٌ (5).

262/363 - عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن رجلٍ مُحرِم قال

ص: 204


1- (والسباب) ليس في «ج».
2- بحار الأنوار 99 : 18/173، (والمفاخرة) ليس في «أ، ب، د».
3- البقرة 2: 203.
4- بحار الأنوار 99 : 19/173.
5- الكافي 4: 4/338، بحار الأنوار 99 : 20/174.

لرجل : لا، لَعَمْرِي، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ليس ذلك بجدال، إنما الجدال: لا واللّه، وبلى واللّه (1).

263/364 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه عزّ وجلّ: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى الحَجِّ»، فقال : يا محمّد إنّ اللّه اشترط على الناس، وَشَرَط لهم، فمن وفى اللّه وفي اللّه له.

قال: قلت: ما الذي اشترط عليهم، وشرط لهم؟

قال: أمّا الذي اشترط في الحج، فإنّه قال: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثْ وَلَا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الحَجّ» وأمّا الذى شَرَطَ لهم، فإنّه قال: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» (2) يرجع لا ذنب له.

قلت: أرأيت من أبتلى بالرّفث، والرَّفث هو الجماع ما عليه؟ قال: يسوق الهَدْيَ، ويُفرّق ما بينه وبين أهله حتّى يقضيا المناسك، وحتّى يعودا إلى المكان الذي أصابا فيه ما أصابا.

قلت: أرأيت إن أرادا أن يرجعا في غير ذلك الطريق الذي أبتليا فيه؟ قال: فليجتمعا، إذا قضيا المناسك.

قلت: فمن ابتُلي بالفسوق - والفسوق: الكذب - فلم يُجْعَل له حَدٌ؟ قال: يستغفر اللّه ويُلبّي.

قلت: فمن ابتُلي بالجدال - والجدال قول الرجل: لا واللّه، وبلى واللّه - ما عليه؟ قال: إذا جَادل قوماً مرتين، فعلى المُصيب دَمُ شاةٍ، وعلى المُخطي دمُ

ص: 205


1- بحار الأنوار 99 : 21/174.
2- البقرة 2: 203.

بقرةٍ (1).

[198] لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ

365 / 264 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن الرجل المحرم قال لأخيه : لا لَعَمْرِي قال: ليس هذا بجدال. إنّما الجدال: لا واللّه، وبلى واللّه (2).

366/ 265 - عن عمر بن يزيد بياع السَّابِري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ» [198] يعني الرّزق، إذا أحل الرجُلُ من إحرامه وقَضَى نُسُكه، فليشتر ولتبغ في الموسم (3).

[199] أفيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ

266/367 - عن زيد الشحام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «أَفيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ» [199].

قال: أولئك قريش كانوا يقولون: نحن أولى الناس بالبيت، ولا يفيضون إلّا من المُزدَلِفَة، فأمرهم اللّه أن يفيضوا من عرفة (4).

368/ 267 - عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه تعالى: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ».

قال: إنّ أهل الحرم كانوا يقفون على المَشْعَر الحرام، ويقف الناس بعرفة، ولا يُفيضون حتّى يَطلُعَ عليهم أهلُ عَرَفة، وكان رجُل يُكنى أبا سَيّار، وكان له حمارٌ فارةٌ (5)، وكان يسبق أهل عَرَفة، فإذا طلع عليهم، قالوا: هذا أبو سَيّار، ثمّ أفاضوا، فأمرهم اللّه أن يقفوا بعرفة وأن يفيضوا منه (6).

ص: 206


1- مستدرك الوسائل 9: 3/215.
2- مستدرك الوسائل 9: 4/216.
3- بحار الأنوار 99 : 6/372.
4- بحار الأنوار 99 : 28/255.
5- دابَّة فارهة: أي نشيطة حادَّة قويَّة.
6- بحار الأنوار 99 : 29/255.

268/369 - عن مُعاوية بن عَمّار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «ثُمَّ، أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ» قال: يعني إبراهيم وإسماعيل (1).

269/370 - عن عليّ، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ».

قال: كانت قريش تُفيض من المُزدَلِفَة فى الجاهلية، يقولون: نحن أولى بالبيت من الناس، فأمرهم اللّه أن يُفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفة (2).

270/371 - وفي رواية أخرى، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن قريشاً كانت تُفيض (3) من جمع (4)، ومُضر وربيعة من عرفات (5).

271/372 - عن أبي الصَّبَّاح، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) أخرج إسماعيل إلى المَوقِف فأفاضا منه، ثمّ إنّ الناس كانوا يُفيضون منه، حتّى إذا كثرت قريش قالوا: لا تفيض من حيث أفاض الناس، وكانت قريش تفيض من المُزدَلِفَة. ومنعوا الناس أن يُفيضوا معهم إلّا من عرفات، فلمّا بعث اللّه محمداً عليه الصلاة والسلام أمَرَهُ أن يُفيض من حيث أفاض الناس، وعنى بذلك إبراهيم وإسماعيل (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (6).

373/ 272 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ

ص: 207


1- بحار الأنوار 99 : 30/256.
2- بحار الأنوار 99 : 31/256.
3- في «ج»: كانوا يفيضون.
4- جمع: هو المُزدلفة، وهو قُزح، وهو المَشْعَر، سُمّي جمعاً لاجتماع الناس به. «معجم البلدان :2 189».
5- بحار الأنوار 99 : 32/256.
6- بحار الأنوار 99 : 33/256.

حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ»، قال: هم أهل اليمن (1).

[200] اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً

374 / 273 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول اللّه تعالى: «اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» [20]، قال: كان الرجل في الجاهليّة يقول: كان أبي، وكان أبي، فأُنزلت هذه الآية في ذلك (2).

375 / 274 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ). والحسين، عن فضالة ابن أيوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى مثله سواء.

أي كانوا يفتخرون بآبائهم يقولون أبي الذي حمل الديات، والذي قاتل كذا وكذا، إذا قاموا بمنى بعد النحر، وكانوا يقولون أيضاً - يحلفون بآبائهم - : لا وأبي لا وأبي (3).

376/ 275 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قوله تعالى: «اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً». قال : إن أهل الجاهلية كان من قولهم: كلّا وأبيك، بلى وأبيك، فأمروا أن يقولوا: لا واللّه، وبلى واللّه (4).

276/377 - وروى محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً». قال: كان الرجل يقول: كان أبي، وكان أبي، فنزلت عليهم في ذلك (5).

[201] رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

277/378 - عن عبد الأعلى، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه عزّ

ص: 208


1- بحار الأنوار 99 : 34/256.
2- بحار الأنوار :93 35/159.
3- بحار الأنوار 99 : 34/311.
4- بحار الأنوار 99: 35/3، و 104 : 211 / 29.
5- بحار الأنوار 93: 35/159.

وجلّ: «رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» [201] قال : رضوان اللّه والجنّة في الآخرة، والسَّعة في المَعِيشة وحُسن الخُلُق في الدنيا (1).

379/ 278 - عن عبد الأعلى، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : رضوان اللّه، والتوسعة في المعيشة، وحُسن الصحبة، وفي الآخرة الجنّة (2).

279/380 - عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن الأيّام المعدودات، قال: هي أيّام التشريق (3).

280/381 - عن زيد الشحّام عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: المعدودات والمعلومات هي واحدة، أيّام التشريق (4).

281/382 - عن حمّاد بن عيسى قال: سمعت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول: قال: عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول اللّه تعالى: «اذْكُرُوا اللّه فِي أيّام مَّعْدُودَاتٍ» [203] قال: أيّام التشريق (5).

[203] أَذْكُرُوا اللّه فِي أيّام مَّعْدُودَاتٍ

282/383 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه سبحانه: «اذْكُرُوا اللّه فِي أيّام مَّعْدُودات». قال: التكبير في أيّام التشريق في دبر الصلاة (6).

ص: 209


1- الكافي 5: 2/71، معاني الأخبار: 1/174، من لا يحضره الفقيه 3: 353/94، التهذيب 6: 900/327 بحار الأنوار 95: 2/348.
2- مستدرك الوسائل 13 : 14565/7.
3- تفسير الطبري 2 : 176 عن ابن عباس، معاني الأخبار: 2/297، بحار الأنوار 99 : 26/309.
4- معاني الأخبار: 3/297، بحار الأنوار 99 : 24/309 و 25.
5- قرب الإسناد: 55/17، بحار الأنوار 99 : 2019/309.
6- الدر المنثور 1: 562 عن يحيى بن كثير، بحار الأنوار 99 : 27/310، وفي «د»: في دبر الصلوات.

283/384 - عن سلام بن المُستنير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» [203] منهم الصيد، واتقى الرَّفَثَ والفسوق والجدال وما حرم اللّه عليه في إحرامه (1).

385 / 284 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»، قال: يَرجع معْفُوراً له، لا ذنب له (2).

285/386 - عن أبي أيوب الخزاز، قال : قلت لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنَّا نُريد أن نتعجّل ؟

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لا تنفروا في اليوم الثاني حتّى تزول الشمس، فأمّا اليوم الثالث، فإذا انتصف فانفروا، فإنَّ اللّه تعالى يقول: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» فلو سكت لم يبق أحد إلا تعجل، ولكنه قال جل وعزّ: «وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» (3).

286/387 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجاً لا يخطو خُطوةً ولا تخطو به راحِلتُه إلّا كتب اللّه له بها حسنةً، ومحا عنه سيئةً، ورفع له بها درجةً، فإذا وقف بعرفات، فلو كانت له ذُنُوبٌ عدد الثرى، رجع كما ولدته أمه، يقال له: استأنف العمل، يقول اللّه: «فَمَن تَعَجّل فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» (4).

287/388 - عن أبي بصير، في رواية أخرى عنه الا نحوه، وزاد فيه: فإذا حلق رأسه لم تَسْقُط شَعرَةٌ إِلّا جَعَل اللّه له بها نوراً يوم القيامة، وما انفق من نَفَقَهٍ

ص: 210


1- من لا يحضره الفقيه 2 : 1416/288 «نحوه»، بحار الأنوار 99 : 3/315.
2- بحار الأنوار 99 : 4/315.
3- بحار الأنوار 99 : 5/315.
4- بحار الأنوار 99 : 6/315.

كتبت له، فإذا طاف بالبيت رجع كما وَلَدتُه أُمّه (1).

288/389 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» الآية، قال: أنتم - واللّه - هم، إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : لا يثبتُ على ولاية على اللّه إلّا المتقون (2).

289/390 - عن حمّاد، عنه، في قوله : «لِمَنْ أتَّقَى» الصيد، فإن ابتلي بشيءٍ من الصيد فقداه، فليس له أن يَنْفِرَ في يومين (3).

[204] وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجبك قوله في الحيوة الدُّنْيا

290/391 - عن الحسين بن بشار، قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الحَيَوةِ الدُّنْيَا» [204]. قال: فلان وفلان وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [205] النَّسل : هم الذُريّة، والحَرث: الزرع (4).

291/392 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهما عن قوله سبحانه: «وَإِذَا تَوَلَّى فِى الأَرْضِ» إلى آخر الآية.

فقالا :النَّسل الولد والحرث الأرض (5).

393 /292 - وقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): الحرث : الذرّيّة (6).

[205] وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ

293/394 - عن أبي إسحاق السبيعي، عن أمير المؤمنين علي اللّه، في قوله تبارك وتعالى: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ»

ص: 211


1- بحار الأنوار 99 : 7/315.
2- بحار الأنوار 99 : 8/316.
3- بحار الأنوار 99 : 9/316.
4- بحار الأنوار 9: 22/189، و 30 : 221 / 88.
5- بحار الأنوار 9: 23/189، و 75: 36/315.
6- بحار الأنوار 9: 23/189 و 75: 36/315.

بِظُلمه وسُوء سيرته «وَاللّه لَا يُحِبُّ الفَسَادَ» (1).

395 / 294 - عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنَّ اللّه يقول في كتابه: «وَهُوَ الدُّ الخِصَامِ» بل هم يختصمون. قال: قلت: ما الد؟ قال: شديد الخصومة (2).

[207] وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه وَاللّه رَءُوفٌ بِالعِبَادِ

295/396 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أما قوله: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه وَاللّه رَءُوفٌ بِالعِبَادِ» [207] فَإِنَّها أُنزلت في عليّ ابن أبي طالب اللّه حين بذل نفسه اللّه ولرسوله ليلة اضطَجَع على فراش رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لما طلبته كُفّار قريش (3).

296/397 - عن ابن عباس، قال : شرى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) نفسه، لبس ثوب النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثمّ نام مكانه، فكان المُشركون يرمون رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

قال: فجاء أبو بكر، وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) نائم، وأبو بكر يَحْسَبُ أنّه نبي اللّه، فقال: أين نبي اللّه؟ فقال علي: إن نبي اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون (4) فأدرك.

قال : فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، وجعل (عَلَيهِ السَّلَامُ) يُرمَى بالحجارة كما كان ير مى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهو يتصوّر (5)، قد لفَّ رأسه، فقالوا إِنَّك (6)! لكنّه كان

ص: 212


1- الكافي 8 : 435/28، بحار الأنوار 9: 24/189، 75: 37/315.
2- بحار الأنوار 9: 25/190، وفيه : «وهو ألدَّ الخِصام» قال: اللّدّ: الخصومة، وفي «أ، ب، ج، د» هم يخصمون قال: قلت ما الفرق؟ قال: الخصومة.
3- بحار الأنوار 19: 30/78.
4- بئر ميمون: بمكّة، منسوب إلى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمي. «معجم البلدان 1: 359 و 5: 284».
5- يتضوّر: يتلوى ويصيح.
6- في مسند أحمد 1: 331 ومناقب الخوارزمي 73: إنّك للنيم، واللئيم هنا: الشبيه، يقال: هو لئيمه: أي مثله وشبهه.

صاحبك لا يتضوّر، قد استنكرنا ذلك (1).

[208] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْم كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ

297/398 - عن أبي بصير، قال : سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ» [208] قال: أتدري ما السِّلم؟ قال: قلت: أنت أعلم (2).

قال: ولاية عليّ والأئمّة الأوصياء من بعده، قال: وخُطُوات الشيطان واللّه ولاية فلان وفلان (3).

399/ 298 - عن زُرارة، وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قالوا: سألناهما عن قول اللّه جل وعزّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِى السّلْم كَافَّةً»، قال: أمروا بمعرفتنا (4).

299/400 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ»، قال: السّلم: هم آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أمر اللّه بالدخول فيه (5).

300/401 - عن أبي بكر الكلبي، عن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «أدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً» هو ولايتنا (6).

301/402 - وروى جابر، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : السلم: هو آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أمر اللّه بالدخول فيه، وهم حبل اللّه الذي أمر بالاعتصام به قال اللّه

ص: 213


1- بحار الأنوار 19: 31/78، وفي «ج»: استكبرنا ذلك.
2- في «ج»: قلت: لا أعلم، قال: أنا أعلم.
3- بحار الأنوار 24 : 1/159.
4- بحار الأنوار 24 : 2/159، و 68: 230.
5- بحار الأنوار 24 : 3/159.
6- بحار الأنوار 24: 4/159.

تعالى: «وَأَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا» (1).

302/403 - وفي رواية أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله : «وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ»، قال : هي ولاية الثاني والأوّل (2).

303/404 - عن مسعدة بن صَدَقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فُضّلت به النبيون إلى خاتم النبيّين والمرسلين في عِترة خاتم النبيين والمرسلين، فأين يناه بكم؟ وأين تذهبون؟ يا معاشر من نُسخ (3) من أصاب السفينة (4)، فهذا مثل ما فيكم فكما نجا في هاتيك منهم من نجا، وكذلك ينجو في هذه منكم من نجا، ورهن ذمّتي، وويل لمن تخلّف عنهم، إنهم فيكم كأصحاب الكهف، ومثلهم باب حطّة، وهم باب السِّلم، فادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان (5).

[210] في ظللٍ مِّنَ الغَمَام وَالمَلائِكَةُ وَقُضي الأمر

304/405 - عن جابر، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَام وَالمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ» [210]، قال: ينزل في سبع قباب من نُور، لا يعلم في أيها هو حين ينزل فى ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل (6).

305/406 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال : يا أبا حمزة، كأنّي بقائم أهل بيتى قد علا نجفكم، فإذا عَلا فوق نَجَفكُم نشر راية رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). فإذا نشَرَها أنحَطَّت عليه ملائكة بدر (7).

ص: 214


1- بحار الأنوار 24 : 3/159 «قطعة والآية من سورة آل عمران 3: 103.
2- بحار الأنوار 68: 230.
3- في «أ، ب، د، ه»: فُسخ.
4- في «ج»: أصحاب النبيين.
5- ينابيع المودة : 111.
6- تفسير الصافي 1: 223.
7- تفسير الصافي 1. 223، إثبات الهداة 7: 548/95.

407 / 306 - وقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنه نازل في قبابِ من نورٍ، حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق (1)، فهذا حين ينزل، وأمّا قوله : «قُضِيَ الأَمْرُ» فهو الوسم (2) على الخرطوم، يوم يوسم (3) الكافر (4).

[211] سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُمْ وَآتَيْنَاهُم مِّن ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ

307/408- عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله:«سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ ءَاتَيْنَاهُم مِّن ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ» [211] فمنهم من آمن ومنهم من جَحَد، ومنهم من أقرّ، ومنهم من أنكر، ومنهم من يُبدل نعمة اللّه (5).

308/409 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن قوله تعالى: «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ» [213].

قال: كانوا ضُلالاً، فبعث اللّه فيهم أنبياء، ولو سألت الناس لقالوا: قد فرغ من الأمر (6).

[213] كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ

309/410 - عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى: «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةٌ»، قال: كان هذا قبل نُوح لا أُمة واحدة، فبدا للّه فأرسل الرسل قبل نوح.

قلت: أعلى هُدى كانوا أم ضَلالة ؟ قال بل كانوا ضلالاً، كانوا لامؤمنين،

ص: 215


1- قال الفيض الكاشاني (رَحمهُ اللّه): لعل المراد أنه ينزل على أمر يفرق به بين المؤمن والكافر، وإن المعنى بقضاء الأمر امتياز أحدهما عن الآخر بوسمه على خرطوم الكافر، وذلك في الرجعة.
2- في «أ. ب. د»: الوشم.
3- في «أ، ب، د»: يوشم.
4- تفسير الصافي1: 223.
5- بحار الأنوار 9: 26/190.
6- تفسير البرهان 1: 2/450.

ولا كافرين، ولا مشرکین (1).

310/411 - عن يعقوب بن شعیب، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن هذه الآية: «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً»، قال: بعد آدم و بعد نُوح (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (2) ضُلّالاً، فبدا اللّه فبعث النبيين مبشِّرين ومنذرين، أمّا إنّك إن لقيت هؤلاء، قالوا: إنّ ذلك لم يزل، وكذبوا إنما هو شيءٌ بدا للّه فيه (3).

311/412 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «كَانَ الناسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ»، فقال (4): كان هذا قبل نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ) كانوا ضُلّالاً، فبعث اللّه النبيين مُبشِّرين ومنذرين (5).

413 / 312 - عن مَسْعَدة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «كَانَ الناسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ»، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : كان ذلك قبل نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ).

قيل: فعلى هدى كانوا؟

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): بل كانوا ضلالاً، وذلك أنه لما انقرض آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) وصالح ذريته بقي شيث وصيّه لا يقدر على إظهار دين اللّه الذي كان عليه آدم وصالِحُ ذُرِّيَّته، وذلك أنّ قابيل تواعده بالقتل، كما قتل أخاه هابيل، فسار فيهم بالتقية والكتمان، فازدادوا كلّ يوم ضَلَالاً حتّى لم يَبْقَ على الأرض معهم إلا من هو سلف، ولحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد اللّه، فبدا للّه تبارك وتعالى أن يبعث الرُّسُل، ولو سُئل

ص: 216


1- تفسير الصافي 1: 224.
2- في «أ، ب، د، ه»: قبل آدم و بعد نوح، والظاهر بعد آدم وقبل نوح.
3- تفسير البرهان 1 : 4/451.
4- زاد في النسخ: أبيات.
5- تفسير البرهان: 1: 5/451.

هؤلاء الجُهّال لقالوا: قد فرغ من الأمر، وكذبوا، إنّما شيء يحكم به اللّه في كُلّ عام، ثم قرأ: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (1) فيحكم اللّه تبارك وتعالى ما يكون في تلك السنة من شدّة أورخاءٍ أو مطر أو غير ذلك.

قلت: أفضُلّالاً كانوا قبل النبيين، أم على هدى؟

قال: لم يكونوا على هدى كانوا على فِطرة اللّه التي فطرهم عليها، لا تبديل لخلق اللّه، ولم يكونوا ليهتدوا حتّى يهدِيَهُمُ اللّه، أما تسمع بقول إبراهيم: «لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ القَوْمِ الضَّالِّينَ» (2) أي ناسياً للميثاق (3).

313/414 - عن محمّد بن سنان قال: حدّثني المُعافى بن إسماعيل، قال : لمّا قتل الوليد، خرج من هذه العصابة نفرٌ بحيث أحدث (4) القوم، قال: فدخلنا على أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : ما الذي أخرجكم من غير الحجّ والعمرة؟

قال: فقال القائل منهم: الذي شتّت اللّه من كلمة أهل الشام، وقتلهم خليفتهم، واختلافهم فيما بينهم.

قال: قال ما تجدون أعينكم إليهم ؟ - فأقبل (5) يذكر حالاتهم - أليس الرجل منكم يخرج من بيته إلى سوقه فيقضي حوائجه، ثمَّ يرجع لم يختلف، إن كان لمن كان (6) قبلكم أتى هو على مثل ما أنتم عليه، ليأخُذ الرجل منهم فيقطع يديه

ص: 217


1- الدخان: 44 : 4.
2- الأنعام 6: 77.
3- تفسير الصافي 1 : 224.
4- في «أ»: أخذت.
5- في «أ، د»: أعنكم ألستم فأقبل في «ب»: أعينكم ألستم فأقبل، وفي «ج»: أعينكم ألستم ما قبل.
6- (كان) ليس في «ج».

ورجلبه ويُنشر بالمناشير (1) ويُطلب على جذع النخلة، ولا يَدَع ما كان عليه.

[214] أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ

ثم ترك هذا الكلام، ثم انصرف إلى آية من كتاب اللّه: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ مَّسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حتّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللّه قريب» [214] (2).

[219] يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ

314/415 - عن حَمْد ويه، عن محمّد بن عیسی، قال: سمعته يقول (3) : كتب إليه إبراهيم بن عنبسة (4) - يعنى إلى على بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): إن رأى سيّدي ومولاي أن يُخبرني عن قول اللّه تعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ» [219] الآية، فما الميْسِر (5)، جُعلت فداك؟ فكتب: كل ما قومر به فهو المَيْسِر، وكلّ مُسْكر حرام (6).

315/416 - عن الحسين، عن موسى بن القاسم البَجَليّ (7)، عن محمّد بن عليّ ابن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن أخيه موسى، عن أبيه جعفر الالام، قال : النَّرد والشطرنج من الميسر (8).

316/417 - عن عامر بن السمط، عن عليّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، فال : الخَمْر من ستّة أشياء: التَّمر، والزبيب، والحِنْطَة، والشَّعير، والعسل، والذُّرة (9).

ص: 218


1- في «ب، ج، د» ونشر بالمنشار.
2- تفسير البرهان 1: 1/452.
3- (سمعته يقول) ليس في «ج».
4- في «ج» إبراهيم بن عيسى.
5- في «أ، ب، ج، د»: المنفعة.
6- وسائل الشيعة 17: 11/325.
7- في «أ، ب، د»: موسى بن المعمر العجلي، وفي «ج»: موسى بن القاسم العجلي.
8- وسائل الشيعة 12: 12/23.
9- وسائل الشيعة 17: 6/223.

317/418- عن جميل بن دَرّاج، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قوله: «يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ» [219]، قال: العَفْو : الوَسَط (1).

318/419 - عن عبد الرّحمن قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قوله تعالى: «يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْو»، قال: «الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً» (2)، قال: نزلت هذه بعد هذه هي الوسط (3).

319/420- عن يوسف، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أو أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - في قول اللّه تعالى: «يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ» قال : الكَفاف (4).

320/421 - وفي رواية أبي بصير القصد : (5).

[ 220] وَإِن تَخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ

422 / 321 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه تبارك وتعالى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ» [220]. قال : تُخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم، وتُخْرِج من مالك قدر ما يكفيك.

قال: قلتُ: أرأيت أيتاماً صغاراً وكباراً، وبعضُهم أعلى في الكُسوة من بعض؟ فقال: أمّا الكسوة فعلى كلّ إنسان من كُسوته، وأما الطعام فاجعله جميعاً، فأما الصغير فإنّه أوشك أن يأكل كما يأكل الكبير (6).

322/423- عن سماعة، عن أبي عبد اللّه أو (7) أبي الحسن (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال : سألته

ص: 219


1- الكافي 4: 3/52، وسائل الشيعة 15: 14/259.
2- الفرقان 25: 67.
3- وسائل الشيعة 15: 15/260.
4- وسائل الشيعة 15: 16/260.
5- وسائل الشيعة 15: 17/260.
6- بحار الأنوار 75 : 35/10.
7- في «ب، ج» و.

عن قول اللّه تعالى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ».

قال: يعني اليتامى، يقول: إذا كان الرجُل يلي يتامى وهم في حجره، فليُخرج من ماله على قدر ما يُخرج لكلّ إنسان منهم، فيُخالطهم، فيأكلون جميعاً، ولا يرزأنّ (1) من أموالهم شيئاً، فإنَّما هو نار (2).

323/424- عن الكاهلي، قال: كُنت عند أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فسأله رجُلٌ ضَرِيرُ البصر، فقال: إنّا ندخُل على أخ لنا في بيت أيتام معهم خادم لهم، فنقعد على بساطهم ونَشْرَب من مائهم، ويخدِمُنا خادِمُهم، وربما أطعمنا (3) فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم، فما ترى أصلحك اللّه ؟

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): قد قال اللّه: «بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة» (4) فأنتم لا يخفى عليكم وقد قال اللّه تعالى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُم» إلى قوله «لَأَعْنَتَكُمْ» [220] ثمّ قال: إن يكُن دخولكم عليهم فيه منفعةٌ لهم فلا بأس، وإن كان فيه ضَرَرٌ فلا (5). 324/425 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: جاء رجلٌ إلى اللّه، النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : يا رسول اللّه إن أخي هَلَك، وترك أيتاماً ولهم ماشية، فما يحل لي منها ؟

فقال: رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن كنت تليط حوضها (6)، وتَرُدّ نادّتها (7)، وتقوم

ص: 220


1- ما رَزَأنا من مالك شيئاً، أى ما نقصنا منه شيئاً ولا أخذنا.
2- الكافي 5: 129 / 2، التهذيب 6: 949/340، بحار الأنوار 75 : 36/10.
3- فى «ب»: طُعمنا.
4- القيامة 75 : 14.
5- بحار الأنوار 75 : 37/10.
6- لاط حوضها طيّنه وأصلحه.
7- ندّ البعير: شرد وذهب على وجهه.

على رعيتها، فاشرب من ألبانها غير مجتهد للحلب، ولا ضار بالولد «وَاللّه يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصلح» (1).

325/426- عن محمّد بن مسلم، قال: سألته عن الرجل بيده الماشية لابن أخٍ له يتيم في حجره، أتخلط أمرها بأمر ماشيته؟

قال: فإن كان يَليط حَوْضها، ويقوم على هَنائها (2)، ويَرُدّ نادتها، فليشرب من ألبانها، غير مجتهد للحلاب ولا مضر بالولد، ثمّ قال: «مَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالمَعْرُوفِ» (3) «واللّه يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ» (4).

326/427 - عن محمّد الحلبي، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قول اللّه تعالى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّه يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلح»، قال: تُخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم، وتُخرج من مالك قدر ما يكفيك، ثمّ تُنفقه.

عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مثله (5).

327/428- عن علي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه تعالى في اللّه اليتامى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ» ؟

قال: يكون لهم التّمر و اللّبن، ويكون لك مثله، على قدر ما يكفيك ويكفيهم، ولا يخفى على اللّه المُفسد من المُصلح (6).

429 / 328 - عن عبد الرّحمن بن الحجاج، عن أبي الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال :

ص: 221


1- بحار الأنوار 75: 38/11.
2- هنأت البعير أهنؤه، إذا طليته بالهناء، وهو القطران.
3- النساء 4: 6.
4- بحار الأنوار 75 : 39/11.
5- بحار الأنوار 75 : 40/11.
6- بحار الأنوار 75: 41/11.

قلتُ له: يكون لليتيم عندي الشيء وهو في حجري أنفق عليه منه، وربما أُصيب ممّا يكون له من الطعام، وما يكون منّي إليه أكثر؟

فقال : لا بأس بذلك، إنّ اللّه يعلم المُفسد من المُصلح (1).

329/430 - عن جميل، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول : كان الناس يستَنْجُون بالحجار والكرسُف (2)، ثمّ أُحدث الوضوء، وهو خُلق حسن، فأمر به رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأنزله اللّه في كتاب: «إنَّ اللّه يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ» [ 222] (3).

330/431 - عن سلّام، قال: كنتُ عند أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فَدَخَل عليه حمران بن أعين، فسأله عن أشياء، فلمّا هَمَّ حُمران بالقيام، قال لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): أُخْبِرُك - أطال اللّه بقاك، وأمتعنا بك - أنا نأتيك فما نخرُج من عندك حتّى ترق قلوبنا. وتسلو (4) أنفسنا عن الدنيا، ويَهُون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال، ثمّ نَخْرُج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتُجّار أحببنا الدنيا.

قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّما هى القلوب مرّةً يَصْعُب عليها الأمر ومرّةً يَسْهُل.

ثم قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أما إن أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قالوا: يا رسول اللّه، نخاف علينا النّفاق، قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟

قالوا: إنّا إذا كنا عندك فذكرتنا، رُوِّعنا (5) ووجلنا، ونَسِينا الدنيا، وزَهِدنا

ص: 222


1- بحار الأنوار 75 : 42/11.
2- الحجار : جمع حَجَر، والكرسُف: القطن.
3- الكافي 3: 13/18، بحار الأنوار 80 : 204 / 13.
4- سَلاعنه : نَسِيَه.
5- الرَّوع: الفَزع.

فيها، حتّى كأنّا نُعاين الآخرة والجنّة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت وشَمَمنا الأولاد، ورأينا العيال والأهل والمال يكاد أن تحوّل عن الحال التي كنا عليها عندك، وحتى كأنا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون هذا النّفاق؟

فقال لهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): كلّا، هذا من خُطُوات الشيطان ليُرغبكم في الدنيا، واللّه لو أنّكم تَدُومون على الحال التي تكونون عليها وأنتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها، لَصَافَحَتْكم الملائكة، ومشيتم على الماء، ولولا أنّكم تُذيبون فتستغفرون اللّه لَخَلَقَ اللّه خَلْقاً لكي يُذنبوا ثم يستغفروا فيغفر لهم، إنّ المؤمن مُفَتَّن (1) تَوَّاب، أما تسمع لقوله تعالى: «إِنَّ اللّه يُحِبُّ التَّوَّابِينَ». «وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ» ؟(2).

331/432 - عن أبي خديجة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كانوا يستنجون بثلاثة أحجار، لأنّهم كانوا يأكلون البُسر (3)، وكانوا يبعرون بَعْراً، فأكل رجل من الأنصار الدُّبّاء (4)، فَلان بطنه واستنجى بالماء، فبعث إليه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : فجاء الرجلُ وهو خائفٌ أن يكون قد نزل فيه أمرُ يَسُوءُه في استنجائه بالماء.

قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): هل عملت في يومك هذا شيئاً؟ فقال: نعم يا رسول اللّه، إنّي واللّه ما حملني على الاستنجاء بالماء إلّا أنّي أكلتُ طعاماً فلان بطني، فلم تُغْنِ عنّي الحجارة، فاستنجيت بالماء.

ص: 223


1- المفتّن: المُمْتَحَن، يُمْتَحَن بالذنب ثمّ يتوب، ثم يعود ثمّ يتوب.
2- الكافي 2: 1/309، بحار الأنوار 70: 28/56، والآية من سورة هود 11: 90.
3- البُسر : التمر قبل أن يُرطب.
4- الدُّباء: القرع.

فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هنيئاً لك، فإن اللّه عزّ وجلّ قد أنزل فيك آية: «إنَّ اللّه يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ» فكنت أوّل من صنع ذا أوّل التوابين، وأوّل المتطهرين (1).

[222] وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتّى يَطْهُرْنَ

433 / 332 - عن عيسى بن عبداللّه، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : المرأة تحيض يَحْرُم على زوجها أن يأتيها في فرجها، لقول اللّه تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتّى يَطْهُرْنَ» [222] فيستقيم للرجل أن يأتي امرأته وهي حائض فيما دون الفرج (2).

333/434 - عن عبد اللّه بن أبي يعفور، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : عن إتيان النساء في أعجازهنّ، قال: لا بأس، ثم تلا هذه الآية: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» (3) [223].

334/435 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، قال : حيث شاء (4).

335/436 - عن صفوان بن يحيى، عن بعض أصحابنا، قال: سألتُ أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، فقال: من قدّامها ومن خلفها في القُبل (5).

437 / 336- عن مَعْمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قال: أيّ شيءٍ يقولون في إتيان النساء في أعجازهنَّ؟ قلت: بلغني أن أهل المدينة لا يرون به بأساً.

قال: إنّ اليهود كانت تقول: إذا أتى الرجل من خلفها خرج ولده أحول

ص: 224


1- علل الشرائع 1/286، بحار الأنوار 80: 3/198.
2- بحار الأنوار 103: 43/293.
3- بحار الأنوار 104: 1/28.
4- بحار الأنوار 104: 2/28.
5- بحار الأنوار 104: 3/28.

فأنزل اللّه: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» يعني من خلف أو قدّام خلافاً لقول اليهود، ولم يَعْنِ في أدبارهنّ.

عن الحسن بن عليّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مثله (1).

[223] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ

337/438 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، قال : من قبل (2).

338/439 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن الرجل يأتي أهله في دبرها، فكره ذلك، وقال: وإيّاكم ومَحَاشَ النساء (3). وقال: إنّما معنى «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» أي ساعةٍ شئتم (4).

339/440- عن الفتح بن يزيد الجرجاني، قال: كتبتُ إلى الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) في مثله، فورد منه الجواب سألت عمّن أتى جاريته في دُبُرها، والمرأة لُعبةٌ لا تُؤذى، وهي حرثٌ كما قال اللّه تعالى(5).

[224] وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا

340/441- عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تبارك وتعالى ولا إله غيره: «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا» [224]، قال: هو قول الرجل: لا واللّه، وبلى واللّه (6).

341/442 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي

ص: 225


1- التهذيب 7: 1660/415، بحار الأنوار 104 : 28 / 4، 5.
2- بحار الأنوار 104: 6/29.
3- المَحَاش: جمع مَحَبَّة وهي مجتمع العذرة، وفي النهاية محاشي النساء: جمع مِحْشَاة، وهي أسفل مواضع الطعام من الأمعاء، فكنّى به عن الأدبار «النهاية 1: 392».
4- بحار الأنوار 104 : 7/29.
5- بحار الأنوار 104 : 8/29.
6- بحار الأنوار 104: 15/281.

عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ»، قالا: هو الرجل يُصلح بين الرجلين، فيَحْمِل ما بينهما من الإثم (1).

443 / 342 - عن منصور بن حازم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ»، قال: يعني الرجل يحلف أن لا يُكلّم أخاه، وما أشبه ذلك، أولا يُكلّم أُمّه (2) .

343/444 - عن أيوب، قال: سمعته يقول: لا تحلفوا باللّه صادقين ولا كاذبين، فإنّ اللّه يقول: «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةٌ لأَيْمَانِكُمْ»، قال: إذا استعان رجل برجلٍ على صُلح بينه وبين رجل فلا يقولن إنّ عليَّ يميناً أن لا أفعل، وهو قول اللّه: «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ» (3).

[225] لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللّه بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ

344/445 - عن أبي الصَّباح، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «لَا يُؤَاخِذُكُم اللّه بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُم» [225]، قال: هو (لا واللّه)، (وبلى واللّه) (وكلّا واللّه)، لا يعقد عليها، أو لا يعقد على شيء (4).

446 / 345- عن بريد بن معاوية، قال : سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في الإيلاء: إذا آلى الرجُل من امرأته، لا يقرَبُها، ولا يَمَسُّها، ولا يجمع رأسه ورأسها، فهو في سَعَةٍ ما لم يمض الأربعة الأشهر، فإذا مضى الأربعة الأشهر فهو في حلّ ما سكنت عنه، فإذا طلبت حقّها بعد الأربعة الأشهر وقف فإمّا أن يفى فَيَمسّها، وإمّا أن يَعْزِمَ على الطَّلاق فيُخلّى عنها، حتّى إذا حاضت وتطهَّرت من محيضها طلّقها تطليقةً

ص: 226


1- بحار الأنوار 104: 34/223.
2- بحار الأنوار 104: 36/223.
3- بحار الأنوار 104: 36/224.
4- الكافى : 1/443 التهذيب 8: 1023/280. بحار الأنوار 104: 37/224.

من قبل أن يُجامعها بشهادة عدلين، ثم هو أحقُّ برجعتها مالم يمضِ الثّلاثة الأقراء (1).

[226] فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ

346/447 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أيما رجُلٍ آلى من امرأته والإيلاء أن يقول الرجل : واللّه لا أجامِعُكِ كذا وكذا أو يقول: واللّه، لأغيظنّك، ثم يُغا يظها، ولأسؤنّك، ثمّ يهجرها فلا يجامعها - فإنّه يتربص بها أربعة أشهر، فإن فاء - والايفاء: أن يُصالح - «فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ» [226]، وإن لم يفى جُبر على الطَّلاق فهى تطليقة (2).

347/448 - عن أبي بصير، في رجل آلى من امرأته حتّى مضت أربعة أشهر. قال: يُوقف، فإن عزم الطَّلاق اعتدّت امرأته كما تعتد المُطَلَّقة، وإن أمسك فلا بأس (3).

348/449 - عن منصور بن حازم، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجلٍ آلى من امرأته، فمضت أربعة أشهر، قال: يُوقف، فإن عزم الطَّلاق بانت منه، وعليها عِدّة المُطَلَّقة، وإلّا كفّر يمينه وأمسكها (4).

349/450 - عن العبّاس بن هلال، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه ذكر لنا أنّ أجل الإيلاء أربعة أشهر بعد ما يأتيان السلطان. فإذا مَضَت الأربعة الأشهر، فإن شاء أمسك وإن شاء طلّق، والإمساك المسيس (5).

350/451 - سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا بانتِ المرأة من الرجُل، هل يخطُبها مع

ص: 227


1- الكافی 6: 1/130 «نحوه»، بحار الأنوار 104 : 7/170.
2- بحار الأنوار 104: 8/171.
3- التهذيب 8: 20/7، بحار الأنوار 104: 9/171.
4- التهذيب 8: 21/8، بحار الأنوار 104: 10/171.
5- بحار الأنوار 104: 11/171.

الخُطاب؟ قال: يخطبها على تطليقتين، ولا يقربها حتّى يُكفِّر يمينه (1).

351/452 - عن صفوان عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في المولي إذا أبى أن يُطَلّق، قال: كان علىٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يجعل له حظيرة قصب، ويُحْبِسُه فيها، ويمنعه من الطَّعام والشراب حتّى يُطلّق (2).

352/453 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في الرجل إذا آلى من امرأته، فمضت أربعة أشهر ولم يفى، فهي مطلقةٌ، ثمّ يُوقف، فإن فاء فهي عنده على تطليقتين، وإن عَزَم فهي بائنةٌ منه (3).

353/454 - عن محمّد بن مسلم، وعن زُرارة، قالا: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): القُرء: ما بين الحَيْضَتَيْن (4).

354/455 - عن زُرارة، قال: سَمِعتُ ربيعة الرأي (5) وهو يقول: إنَّ الأقراء التي سمّى اللّه في القرآن إنّما هي الطّهر فيما بين الحَيْضتين وليس بالحيض.

قال: فدخَلتُ على أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فحدّثته بما قال ربيعة، فقال: كَذَب ولم يَقُل برأيه، وإنما بلغه عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).

ص: 228


1- بحار الأنوار 104: 12/171.
2- الكافي 6: 133 / 10، التهذيب 8: 13/6، بحار الأنوار 104: 13/171.
3- التهذيب 8: 7/4، بحار الأنوار 104: 13/172.
4- الكافي 6: 2/89 و 3، التهذيب 8: 423/122، و 424، بحار الأنوار 104: 21/187.
5- هو ربيعة بن أبي عبدالرحمن فروخ التيمي بالولاء المدني، أبو عثمان، حافظ فقيه مجتهد، كان بصيراً بالرأي فلقب ربيعة الرأي، وأصحاب الرأي عند أهل الحديث هم أصحاب القياس، لأنهم يقولون برأيهم فيما لم يجدوا فيه حديثاً أو أثراً، وعده الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) ممّن روى عن الإمامين السجاد والباقر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: ربيعة الرأي المدني الفقيه عامي، انتهى. وتوفي سنة 136ه. تهذيب الكمال 9: 123، الأعلام للزركلي 3: 17 معجم رجال الحدیث 7: 177.

فقلت : أصلحك اللّه، أكان عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول ذلك؟ قال: نعم، كان يقول: «إنّما القُرء الطّهر، تقرأ فيه الدّم فتجمعه، فإذا جاءت (1) قذفته».

قلت: أصلحك اللّه، رجل طلق امرأته طاهراً من غير جماع بشهادة عدلين؟ قال: إذا دخلت في الحيضة الثالثة، فقد انقضت عدتها، وحلّت للأزواج.

قال: قلت: إن أهل العراق يروون عن العلالي لا لا لا أنه كان يقول: هو أحقُّ برجعتها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة ؟ فقال : كذبوا، قال : وكان عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة، فقد انقضت عدّتها».

وفي رواية ربيعة الرأي ولا سبيل له عليها، وإنّما القُرء ما بين الحَيْضَتَين، وليس لها أن تتزوّج حتّى تغتسل من الحيضة الثالثة، فإنّك إذا نظرت في ذلك لم تجد الأقراء إلا ثلاثة أشهر، فإذا كانت لا تستقيم، ممّا تحيض في الشهر مراراً وفي الشهر مرّة، كان عِدّتها عِدّة المُستَحاضة ثلاثة أشهر، وإن كانت تحيض حيضاً مستقيماً، فهو في كلّ شهر حيضة بين كل حيضتين شهر، وذلك القُرء (2).

355/456 - قال ابن مُسكان عن أبي بصير، قال: عِدة الّتي تحيض ويستقيم حيضها ثلاثة أقراء، وهي ثلاث حيض (3).

356/457 - وقال أحمد بن محمّد : القُرء: هو الطُّهر، إنّما تقرأ فيه الدم حتّى إذا جاء الحيض دفعتها (4).

357/458 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في رجلٍ طلّق

ص: 229


1- أي الحيضة، وفي «أ، ب، د»: جاء.
2- بحار الأنوار 22/187:104.
3- بحار الأنوار 104: 23/188.
4- بحار الأنوار 104: 23/188.

امرأته متى تبين منه؟ قال حين يطلع الدم من الحيضة الثالثة (1).

[228] وَالمُطلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أن

358/459 - عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَالمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّه فِي أَرْحَامِهِنَّ» [228] يعني لا يُحِلُّ لها أن تكتم الحَمْل إذا طلِّقت وهي حُبلى، والزوج لا يعلم بالحُمل، فلا يَحِلّ لها أن تكتُم حَمْلها، وهو أحق بها في ذلك الحَمْل ما لم تَضَع (2).

359/460 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : المُطَلَّقة تبين عند أوّل قطرةٍ من الحيضة الثالثة (3).

360/461 - عن عبد الرّحمن بن أبي عبداللّه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في المرأة إذا طلَّقها زوجها، متى تكون أملك بنفسها ؟ قال : إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد بانت (4).

361/462 قال زُرارة : قال : أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الأقراء: هي الأطهار، وقال: القُرء ما بين الحَيْضَتين (5).

[229] إِمْسَاكُ بِمَعْرُوفِ أَوْ تَسْرِيحُ بِإِحْسَانٍ

463 / 362 - عن عبد الرحمن، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في الرجل إذا تزوَّج المرأة، قال: أقررتُ بالميثاق الذي أخذ اللّه: «إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفِ أَوْ تَسْرِيحٌ بإِحْسَانٍ» (6) [229].

363/464 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : المرأة التي لا تَحِلّ

ص: 230


1- بحار الأنوار 104: 24/188.
2- بحار الأنوار 104: 25/188.
3- بحار الأنوار 104: 26/188.
4- بحار الانوار 104: 27/188.
5- بحار الأنوار 104: 28/188.
6- بحار الأنوار 104: 63/154.

لزوجها حتّى تنكح زوجاً غيره التي تُطلّق، ثمّ تُراجع، ثمّ تُطلق، ثمّ تُراجع، ثمّ تُطَّلق الثالثة، فلا تَحِلّ له حتّى تَنكِح زوجاً غيره إن اللّه جل وعزّ يقول: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحَ بِإِحْسَانٍ» والتسريح: هو التطليقة الثالثة (1).

364/465- قال: قال أبو عبد اللّه، في قوله تعالى: «فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حتّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ» (2) هاهنا التطليقة الثالثة، فإن طلَّقها الأخير فلا جناح عليهما أن يتراجعا بتزويجٍ جديدٍ (3).

365/466 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر(عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ اللّه تعالى يقول: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» والتسريح بالإحسان: هي التطليقة الثالثة (4).

366/467 - عن سماعة بن مهران قال: سألته عن المرأة التى لا تحلّ لزوجها حتى تنكح زوجاً غيره.

قال: هي التي تُطلّق ثم تراجع، ثمّ تُطلّق، ثمّ تُراجع، ثمّ تُطلق الثالثة، فهى التى لا تَحِلّ لزوجها حتّى تنكح زوجاً غيره، وتذوق عسيلته، ويذوق عسيلتها (5). وهو قول اللّه: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحُ بِإِحْسَانٍ» أن تُسَرّح (6) بالتطليقة الثالثة (7).

ص: 231


1- بحار الأنوار 104: 64/155.
2- البقرة 2: 230.
3- بحار الأنوار 104: 64/155.
4- بحار الأنوار 104: 65/155.
5- يعني جماعها لأنّ الجماع هو المُستحلى من المرأة، شبّه لَذَّة الجماع بذوق العسل فاستعار لها ذَوْقاً.
6- في «أ»: فإن التسريح.
7- بحار الأنوار 104 : 66/155.

367/468 - عن أبي القاسم الفارسي، قال: قلت للرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جُعلتُ فداك، إن اللّه تعالى يقول في كتابه: «فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» وما يعني بذلك؟

قال: أمّا الإمساك بالمعروف فكفُّ الأذى وإحباء (1) النفقة، وأمّا التسريح بإحسان فالطلاق على ما نزل به الكتاب (2).

469 / 368 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا ينبغي لمن أعطى اللّه شيئاً أن يرجع فيه، ومالم يُعطِ اللّه وفي اللّه، فله أن يَرْجِع فيه، نحلة (3) كانت أو هبةً، جَرَتْ أولم تَجْرِ (4)، أليس اللّه يقول: «وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أن تأخُذُوا مِمَّا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً» [229]، وقال: «إن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً» (5).

369/470 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن المُختَلَعَة، كيف، يكون خُلعها؟

فقال: لا يحلّ خُلعها حتّى تقول: واللّه لا أبر لك قَسَماً، ولا أُطيع لك أمراً، ولأُوطِئن فراشك، ولأُدْخِلَنَّ عليك بغير إذنك، فإذا هي قالت ذلك حلّ خُلعها، وحَلّ له ما أخذ منها من مهرها ومازاد، وهو قول اللّه تعالى: «فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا أفْتَدَتْ بِهِ) [229] وإذا فعل ذلك فقد بانت منه بتطليقة، وهي أملكُ بنفسها، إن شاءت نَكَحْتُه، وإن شاءت فلا، فإن نَكَحتُه فهى عنده على ثِنتَين (6).

370/471 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تبارك وتعالى:

ص: 232


1- الحِباء: العطاء بلا منّ ولا جزاء.
2- بحار الأنوار 104: 67/155.
3- النحلة : العطيَّة.
4- في «ه»: والبحار : حيزت أولم تحز، وكذا التي بعدها.
5- بحار الأنوار 103: 3/188، والآية من سورة النساء 4 :4.
6- بحار الأنوار 5/163:104، وفي «ج»: بثتين.

«تِلْكَ حُدُودُ اللّه فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّه فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» [229].

فقال: إنّ اللّه غَضِبَ على الزاني فجعل له جلد مائة، فمن غَضِبَ عليه فزاد فأنا إلى اللّه منه بريء، فذلك قوله : «تِلْكَ حُدُودُ اللّه فَلَا تَعْتَدُوهَا» (1).

371/472- عن عبد اللّه بن فضالة، عن العبد الصالح (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن رجلٍ طلق امرأته عند قُرئها تطليقةً، ثمّ لم يُراجعها، ثمّ طلّقها عند قُرئها الثالثة، فبانت منه ألهُ أن يُراجعها؟ قال: نعم.

قلت: قبل ان تتزوّج زوجا غيره؟ قال: نعم.

قلت له: فرجلٌ طلّق امرأته تطليقةً، ثمّ راجعها، ثمّ طلّقها، ثمّ راجعها، ثمّ طلّقها؟ قال: لا تَحِلُّ له حتّى تنكح زوجاً غيره (2).

473 / 372- عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الطلاق التي لا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره؟

قال لي: أخبرك بما صنعتُ أنا بامرأةٍ كانت عندي، فأردتُ أن أطلّقها، فتركتها حتّى إذا طَمَثَت ثُمَّ طَهُرَت، طَلّقتها من غير جماع بشاهدين، ثم تركتها حتّى طمثت وطهُرت، ثمّ طلّقتها بغير جماع بشاهدين، ثمّ تركتها حتّى إذا كادت أن تنقضي عدتها، راجعتها ودخلتُ بها ومَسَسْتُها، ثم تركتها حتّى طَمَثت وطهرت، ثمّ طلّقتها بشهودٍ من غير جماع، وإنما فعلتُ ذلك بها، لأنّه (3) لم يكن لى بها حاجة (4).

[ 230] فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعدُ حتّى تَنكِحَ زَوجًا غَيْرَهُ

373/474 - عن الحسن بن زياد، قال: سألته عن رجُلٍ طلّق امرأته فتزوجت بالمُتعة، أتحل لزوجها الأول؟

ص: 233


1- بحار الأنوار 79: 42/52.
2- بحار الأنوار 104: 68/155.
3- في «أ، ب، ج، د»: أنه.
4- الكافى 6: 1/75 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 69/156.

قال: لا، لا تحل له حتّى تدخُل في مثل الذي خرجت من عنده، وذلك قوله تعالى: «فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعدُ حتّى تَنكِحَ زَوجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّه» [230] والمُتْعَة ليس فيها طلاق (1).

374/475 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن الطلاق الذي لا تحِلُّ له حتّى تنكح زوجاً غيره.

قال: هو الذي يُطلّق، ثمّ يُراجع - والرَّجعة: هي الجِماع - ثمّ يُطلق، ثمّ يراجع، ثمّ يطلّق الثالثة، فلا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره، وقال: الرَّجعة: الجماع، وإلّا فهى واحدة (2).

375/476 - عن عمر بن حَنْظَلَة، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا قال الرجل لامرأته: أنتِ طالقة، ثمّ راجعها، ثمّ قال: أنتِ طالقة. ثمّ راجعها، ثمّ قال : أنتِ طالقة. لم تحِلُّ له حتّى تنكح زوجاً غيره فإن طلّقها ولم يُشهد فهو يتزوجّها إذا شاء (3).

376/477 - محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في رجل طلّق امرأته، ثم تركها حتّى أنقضت عدتها، ثم تزوجّها، ثم طلّقها من غير أن يدخل بها حتّى فعل ذلك بها ثلاثاً، قال: لا تَحِلُّ له حتّى تَنْكِح زوجاً غيره (4).

377/478- عن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجلٍ طلّق امرأته طلاقاً لا تَحِلُّ له حتّى تنكح زوجاً غيره، فتزوّجها عبد، ثمّ طلّقها، هل يهدم الطلاق؟ قال: نعم، لقول اللّه تعالى: «حتّى تَنكِحَ زَوجاً غَيْرَهُ» وهو أحد الأزواج (5).

ص: 234


1- الأصول السنة عشر : 165 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 70/156.
2- بحار الأنوار 104: 71/156.
3- بحار الأنوار 104: 72/156.
4- التهذيب 8: 214/65 و 215، بحار الأنوار 104 : 73/157.
5- بحار الأنوار 104: 74/157.

378/479 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أمير المؤمنين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: إذا أراد الرجل الطّلاق طلقها من (1) قبل عِدَّتها في غير جماع، فإنّه إذا طلقها واحدةً، ثمّ تركها حتّى يخلو أجلها، وشاء أن يخطب مع الخُطاب فعل، فإن راجعها قبل أن يخلو الأجل أو العدّة فهى عنده على تطليقة، فإن طلّقها الثانية، فشاء أيضاً أن يخطب مع الخُطّاب، إن كان تركها حتّى يخلو أجلها، وإن شاء راجعها قبل أن ينقضي أجلها، فإن فعل فهي عنده على تطليقتين، فإن طلّقها ثلاثاً فلا تحل له حتّى تنكح زوجاً غيره، وهي ترث وتُورث ما كانت في الدم في التطليقتين الأوّلتين (2).

379/480 - عن زُرارة وحُمران ابني أعين، و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قالوا: سألناهما عن قوله تعالى: «وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لتَعْتَدُوا» [231] فقالا: هو الرجل يُطلّق المرأة تطليقه واحده، ثم يدعها حتّى إذا كان آخر عدتها راجعها، ثمّ يُطلقها أُخرى، فيتركُها مثل ذلك، فنهي عن ذلك (3).

[231] وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لتَعْتَدُوا

380/481 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُهُ عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِّتَعْتَدُوا». قال الرجل يُطلّق، حتّى إذا كادت أن يخلو أجلها راجعها، ثمّ طلّقها ثم راجعها، يفعل ذلك ثلاث مرات، فنهى اللّه عنه (4).

381/482 - عن عَمْرو بن جُمَيْع رفعه إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه قال: اللّه مكتوبٌ في التّوراة: من أصبح على الدنيا حَزيناً، فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطاً، من أصبح يشكو مُصيبةً نزلت به فقد أصبح يشكو اللّه، ومن أتى غنيّاً فتواضع لغنائه، ذهب اللّه بثُلثُي دينه، ومن قرأ القرآن من هذه الأُمّة ثم دخل النار، فهو ممَّن

ص: 235


1- في «أ، ب، ج، د»: في
2- بحار الأنوار 104: 75/157.
3- بحار الأنوار 104: 76/157.
4- من لا يحضره الفقيه 3: 1567/323. بحار الأنوار 104: 77/157.

كان يتّخذ آيات اللّه هُزُواً، ومن لم يَسْتَشِر يَنْدَم، والفَقْرُ الموتُ الأكبر (1).

[233] وَالوَلِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ

483 / 382 - عن داود بن الحصين، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «وَالوَالدِاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ» [233].

قال: مادام الولد في الرّضاع فهو بين الأبوين بالسّويّة، فإذا فُطِم فالأب أحقُّ من الأُمّ، فإذا مات الأب فالأم أحقُّ به من العصبة، وإن وجد الأب من يرضعه بأربعة دراهم، وقالت الأم : لا أرضعه إلّا بخمسة دراهم، فإنّ له أن ينزعه منها، إلّا أنّ ذلك خير (2) له وأقدم (3) وأرفق (4) به أن يُترك مع أُمّه (5).

383/484 - عن جميل بن دَرّاج، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى: «لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِدِ» [233]، قال: الجماع (6).

384/485 - عن الحَلَبَى. قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): «لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِدِ»، قال: كانت المرأة ممّن ترفع يدها إلى الرجل إذا أراد مُجامعتها، فتقول: لا أَدْعُك إنِّى أخاف أن أحْمِل على ولدي. ويقول الرجل للمرأة: لا أجامِعُكِ، إنّي أخاف أن تَعْلَقي، فأقتل ولدي فنهى اللّه عن أن يُضار الرجُل المرأة، والمرأةُ الرجل (7).

385/486 - عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : سألته

ص: 236


1- بحار الأنوار 72: 21/196.
2- في «ب، د»: أجبر.
3- كذا، ولعله تصحيف: واقوم.
4- في «ج» وأوفق.
5- الكافي 6: 4/45، التهذيب 8: 352/104، بحار الأنوار 104: 1/133.
6- بحار الأنوار 103: 44/294.
7- بحار الأنوار 103: 45/294.

عن قوله تعالى: «وَعَلَى الوَارِثِ مَثْلُ ذَلِكَ» [233]، قال: هو في النَّفقة، على الوارث مثل ما على الوالد.

وعن جميل، عن سَوْرَة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مثله (1).

487 / 386 - عن أبي الصَّبَّاح قال : سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَعلَى الوَارِثِ مَثْلُ ذَلِكَ». قال : لا ينبغي للوارث أن يُضارّ المرأة، فيقول: لا أدَعُ ولدها يأتيها، ويُضارٌ ولدها إن كان لهم عنده شيء، ولا ينبغي له أن يُقَتّر عليه (2).

387/488 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : المُطلقة يُنفق عليها حتّى تَضَع حَمْلها، وهي أحقُّ بولدها أن تُرضعه مما تقبله امرأة أخرى، إنّ اللّه يقول: «لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الوَارِثِ مَثْلُ ذَلِكَ» إِنّه نهى أن يُضارٌ بالصبيّ، أو يُضارّ بأُمّه في رضاعه، وليس لها أن تأخُذ في رضاعه فوق حولين كاملين، فإن أرادا الفِصال (3) قبل ذلك عن تراض منهما كان حَسَناً، والفصال (4): هو الفطام (5).

[234] وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ

388/489 - عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما نزلت هذه الآية: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْن مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً» [234] جئن النساء يُخاصمن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقلن: لا نصير. فقال لهنّ رسول اللّه : كانت إحداكنّ إذا مات زوجها، أخذت بعرةً فألقتها خلفها فى دويرها في خدرها، ثمّ قعدت فإذا كان مثل ذلك اليوم من الحول، أخذتها

ص: 237


1- بحار الأنوار 104: 6/75، و7.
2- بحار الأنوار 104: 8/57. و: 2/133.
3- في «أ، ب، ج، د»: أرادوا الفصل.
4- في «أ، ب، ج، د»: والفصل.
5- بحار الأنوار 104: 3/133.

فَفَتَتها (1)، ثم اكتحلت بها، ثم تزوجت، فوضع اللّه عنكنّ ثمانية أشهر (2).

389/490 - عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته يقول: في امرأةٍ تُوفّي عنها زوجها لم يمسها. قال: لا تنكح حتّى تعتد أربعة أشهر وعشراً، عدّة المُتَوفّى عنها زوجها (3).

390/491 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قوله تعالى: «مَتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاج» (4)، قال: منسوخة، نسختها: «يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً» ونسختها آية الميراث (5).

391/492 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (6)، قال : قلتُ له : جعلتُ فداك، كيف صارت عِدّة المُطلّقة ثلاث حيض أو ثلاثة أشهر، وصارت عدّة المُتوفّى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً؟

فقال: أمّا عدّة المُطلّقة ثلاثة قُرُوء، فلاستبراء الرَّحِم من الولد، وأمّا عِدّة المُتوفّى عنها زوجها، فإنّ اللّه تعالى شَرَط للنساء شرطاً، وشرط عليهنّ شرطاً، فلم يجُر (7) فيما شرط لهنّ، ولم يَجُر (8) فيما شرط عليهنّ.

أمّا ما شرط لهنّ، ففي الإيلاء أربعة أشهر، إذ يقول تعالى: «لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ» (9) فلن يجوز لأحدٍ أكثر من أربعة أشهر في

ص: 238


1- فَتَّ الشيء: كسره بأصابعه.
2- بحار الأنوار 104: 29/188.
3- بحار الأنوار 104 : 30/189.
4- البقرة 2 : 240.
5- بحار الأنوار 104: 31/189.
6- في «ب، ج» أبي جعفر الثاني.
7- فى «ب، ج» يجز. والجور: الظلم.
8- فى «ب، ج» يجز. والجور: الظلم.
9- البقرة 2: 240.

الإيلاء، لعلمه تبارك وتعالى أنها غاية صبر المرأة من الرجل.

وأمّا ما شرط عليهنّ، فإنّه أمرها أن تعتد إذا مات زوجها أربعة أشهر وعشراً، فأخذ له منها عند موته ما أخذ لها منه في حياته (1).

493 / 392- عن عبد اللّه بن سنان، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً».

قال: هو طلبُ الحَلَال : «وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحَ حتّى يَبْلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ» أليس يقول الرجل للمرأة قبل أن تنقضى عدتها: موعِدُك بيت آل فلان، ثم يطلُب إليها أن لا تشبقه بنفسها إذا انقضت عدّتُها؟!

قلت: فقوله: «إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً» ؟ [235] قال: هو طلب الحلال في غير أن يَعْزِم عُقدة النكاح حتّى يبلُغَ الكتابُ أجله (2).

393/494 - وفي خبر رفاعة، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «قَوْلاً مَّعْرُوفاً»، قال : يقول خيراً (3).

394/495 - وفي رواية أبي بصير، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِراً»، قال : هو الرجل يقولُ للمرأة قبل أن تنقضي عدّتها : أُوعِدُك (4) بيت آل فلان لتَرفُثَ ويَرْفُث معها (5).

395/496- وفي رواية عبداللّه بن سنان، قال : أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هو قول الرجل للمرأة قبل أن تنقضى عدّتها: موعدك بيت آل فلان، ثم يطلُب إليها أن لا تسْبقه بنفسها إذا انقضت عِدَّتُها (6).

ص: 239


1- بحار الأنوار 104 : 38/190.
2- بحار الأنوار 104 : 32/189.
3- بحار الأنوار 104: 33/189.
4- في «ج»: موعدك.
5- بحار الأنوار 104: 34/189.
6- بحار الأنوار 104: 35/189.

497 / 396 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً»، قال: المرأة في عدتها تقول لها قولاً جميلاً، تُرغّبها في نفسك، ولا تقول: إنّي أصنع كذا، وأصنع كذا القبيح من الأمر في البُضع (1)، وكلّ أمرٍ قبيح(2).

[235] إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً

397/498 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تبارك وتعالى: «إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفا»، قال: يقول الرجل للمرأة وهي في عدّتها: يا هذه، ما أحبّ إليّ ما أسرّك ! ولو قد مضى عدتك لا تفوتيني إن شاء اللّه، فلا تسْبِقيني (3) بنفسك، وهذا كله من غير أن يعزموا عُقدة النكاح (4).

499 / 398 - عن حفص بن البَخْتَرِي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في الرجل يُطلق امرأته أيمتعها؟ فقال: نعم، أما تُحِبّ أن تكون من المحسنين، أما تُحب أن تكون من المتّقين؟ (5).

399/500 - عن أبي الصَّباح، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا طلّق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها، فلها نصف مَهْرها، وإن لم يَكُن سَمَّى لها مَهْراً، فمتاع بالمعروف على المُوسِع قدره، وعلى المُفتر قَدرُه، وليس لها عدّة، وتزوَّج مَن شاءت في ساعتها (6).

400/501- عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : المُوسِع يُمنع بالعبد والأمَة،

ص: 240


1- البُضع: الجماع.
2- بحار الأنوار 104 : 36/190.
3- في «ج»: فلا تستبقيني.
4- بحار الأنوار 104 : 37/190.
5- الكافي 6: 1/104، بحار الأنوار 103: 49/357.
6- من لا يحضره الفقيه 3: 1579/326، بحار الأنوار 103: 50/357.

ويُمنع المُعير بالحِنْطة والزبيب والثّوب والدراهم (1).

[236] وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسع قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ

401/502 - وقال : إنّ الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (2) متّع امرأةً طلّقها أمَةً، ولم يَكُن يُطلّق امرأة إلّا متّعها بشي (3).

402/503 - عن ابن بُكَير، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ» [236] ما قَدَر المُوسِع والمُقْتِر؟

قال: كان علىّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يمتّع براحلته (4)، يعنى جملها الذي عليها (5).

403/504 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألته عن الرجل يُريد أن يُطلّق امرأته.

قال : يُمتعها قبل أن يُطلقها، قال اللّه تعالى في كتابه: «وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ» (6).

[237] إِن طلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَة

404/505 - عن أسامة بن حفص، قيم موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال : قلتُ له (7): سَلْهُ عن رجُل يتزوّج المرأة ولم يُسمّ لها مَهْراً؟

قال: لها الميراث، وعليها العِدّة ولا مهر لها، وقال: أما تقرأ ما قال اللّه في كتابه: «إن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ» (8) [237].

ص: 241


1- بحار الأنوار 103 : 357 / 51.
2- كذا وفي الحديث: 429/130، الحسن بن على (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).
3- بحار الأنوار 103 : 357 / 51.
4- في «ج»: تمتع براحلة.
5- قرب الإسناد: 637/174، بحار الأنوار 103: 52/357.
6- التهذيب 8: 492/12 «نحوه»، بحار الأنوار 103 : 357 / 53.
7- القائل له غير واضح من السياق، وذلك لسقوط السند، فالقائل لأسامة (سله) هو الراوي الذي قبل أسامة.
8- بحار الأنوار 103: 54/357.

405/506 - عن مَنْصُور بن حازم، قال: قُلتُ: رجل تزوج امرأة، وسمّى لها صداقاً، ثمّ مات عنها ولم يدخل بها ؟ قال لها المهر كَمَلاً، ولها الميراث.

قلت: فإنّهم رَوَوا عنك أنّ لها نِصْفَ المَهر؟ قال: لا يحفظون عنِّي، إنّما ذاك المُطَلّقة (1).

406/507 - عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الذي بيده عُقدة النكاح هو وليّ أمره (2).

407/508 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَو يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح» [237]. اللام، قال: هو الوليّ والذين يعفُون عن الصَّداق، أو يَحُطُون عنه، بعضه أو كُلّه (3).

408/509 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بَيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ»، قال : هو الأب والأخ الموصى (4) إليه، والذي يجوز أمره في مال المرأة، فيبتاع لها ويشتري فأي هؤلاء عنا فقد جاز (5).

409/510- عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ» وهو الوليّ الذي أنكَحَ، يأخُذ بعضاً وَيَدَع بعضاً، وليس له أن يدع كلّه (6).

511/410 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه : «أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح»، قال : هو الأخ والأب والرجل يُوصى إليه، والذي يجوز أمره

ص: 242


1- بحار الأنوار 103: 55/358.
2- التهذيب 7: 1570/392، بحار الأنوار 103: 56/358.
3- بحار الأنوار 103 : 57/358.
4- في «أ، ب»: والأخ يوصى، وفي «ه». والأخ والموصى.
5- التهذيب 7: 1573/393، بحار الأنوار 103: 58/358.
6- بحار الأنوار 103: 59/358.

في مالٍ بقيمته (1).

قلتُ: أرأيت إن قالت: لا أجيز ما يصنع؟ قال: ليس ذلك لها، أتجيز بيعه في مالها، ولا تُجيز هذا؟! (2).

411/512 - عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن الذي بيده عُقدة النكاح، فقال: هو الذي يُزوّج، يأخذ بعضاً ويترك بعضاً، وليس له أن يترك كُلَّه (3).

412/513 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سألتُ جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «إِلّا أن يَعْفُونَ»، قال: المرأة تعفو عن نصف الصَّداق.

قلت: «أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح» ؟ قال: أبوها إذا عفا جازله، وأخوها إذا كان يُقيم بها، وهو القائم عليها، فهو بمنزلة الأب يجوز له، وإذا كان الأخ لا يُقيم (4) بها، ولا يقوم (5) عليها، لم يَجُز عليها أمره (6).

413/514 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح»، قال: الذي يعفو عن الصداق، أو يَحُطّ بعضه أو كُله (7).

414/515 - عن سماعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): «أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةً له النِّكَاح». قال : هو الأب والأخ والرجل الذي يُوصى إليه، والذي يجوز أمره في

ص: 243


1- في «ه»: في ماله بقيمة، وفي نور الثقلين في مال بقيمه.
2- بحار الأنوار 103: 60/358، نور الثقلين 1: 919/233.
3- التهذيب 7: 1572/392، بحار الأنوار 103: 61/358.
4- في «أ، ج، د»: لا يهتم.
5- في «ج»: لا يقيم.
6- بحار الأنوار 103: 62/358.
7- بحار الأنوار 103: 63/359.

مال المرأة، فيبتاع لها ويشتري، فأي هؤلاء عفا فقد جاز.

قلت: أرأيت إن قالت: لا أجيز ما يصنع؟ قال: ليس لها ذلك، أتُجيز بيعه في مالها، ولا تجيز هذا (1).

415/516 - عن بعض بني عطية، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في مال اليتيم يعمل به الرجل. قال: يُنيله (2) من الربح شيئاً، إن اللّه يقول: «وَلَا تَنسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ» (3) [237].

416/517 - عن ابن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): يأتى على الناس زمان عَضُوض (4) يَعضُّ كلُّ امرىءٍ على ما في يديه، ويَنْسَون الفضل بينهم قال اللّه: «وَلَا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ» (5).

417/518 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قلت له: الصلاة الوسطى؟، فقال : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الوُسْطَى وصَلاةُ العَصر وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ) والوسطى هي الظهر، وكذلك كان يقرؤها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (6).

519 / 418 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الوُسْطَى» [238] الوسطى (7): وهى أول صلاة صلّاها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهي وَسَط صلاتين بالنهار: صلاة الغداة، وصلاة العصر «قُومُو اللّه قَانِتِينَ» في

ص: 244


1- بحار الأنوار 103: 64/359.
2- في «أ، ب، ج، د»: يقبله.
3- بحار الأنوار 75 : 43/12.
4- زَمَانٌ عَضُوضُ: أي كَلِبٌ شَديدٌ.
5- بحار الأنوار 74: 28/413.
6- بحار الأنوار 82: 12/288.
7- (الوسطى) ليس في «ب، ج».

الصلاة الوسطى.

وقال: نزلت هذه الآية يوم الجمعة، ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فِي سَفَرٍ، فَقَنت فيها وتركها على حالها في السَّفَر والحَضَر، وأضاف لمقامه رَكْعَتين، وإنّما وُضِعت الرَّكعتان اللتان أضافهما يوم الجمعة للمقيم لمكان الخُطبتين مع الإمام، فمن صَلّى الجمعة في غير الجماعة، فليصلها أربعاً كصلاة الظهر في سائر الأيّام.

قال: قوله تعالى: «وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ» قال: مُطيعين راغبين (1).

[238] حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الوُسْطَى

419/520 - عن زُرارة، ومحمد بن مسلم، أنهما سألا أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الْوُسْطَى»، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : صلاة الظُهر، وفيها فَرَضَ اللّه الجمعة، وفيها الساعة التي لا يوافقها عبدٌ مسلم فيسأل خيراً إلّا أعطاء اللّه إيّاه (2).

420/521 - عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الصلاة الوسطى الظهر، «وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ» إقبال الرجل على صلاته، ومُحافظته على وقتها، حتّى لا يلهيه عنها ولا يشغله شي (3).

421/522 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : صلاة الوسطى: هي الوسطى من صلاة النهار، وهى الظُهر، وإنّما يُحافظ أصحابنا على الزَّوال من أجلها (4).

422/523 - وفي رواية سماعة: «وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ»، قال: هو الدُّعاء (5).

ص: 245


1- بحار الأنوار 89: 37/194.
2- بحار الأنوار 89: 38/195.
3- بحار الأنوار 84: 4/321.
4- بحار الأنوار 82: 15/289.
5- بحار الأنوار 85: 14/202.

524 / 423 - عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ». قال: الصلوات رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ): والوسطى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ» طائعين للأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) (1)؟

424/525 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : صلاة المُواقفة (2).

[ 239] فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً

فقال: إذا لم يكن النّصفُ (3) من عدوّك صليت إيماء، را جلا كنت أو راكباً، فإنّ اللّه تعالى يقول: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً» [239] تقول في الرُّكوع: لك ركعتُ وأنت ربي. وفي السُجود: لك سجدتُ وأنت ربيّ. أينما توجّهت بك دابّتك، غير أنّكَ تَوَجّه حين تُكبّر أوّل تكبيرة (4).

425/526 - عن أبان بن مَنْصُور، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: فات أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) والناس يوماً - يعني في صفّين (5) - صلاة الظُّهر والعصر والمغرب والعشاء، فأمرهم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يُسبّحوا ويُكبّروا ويُهلّلوا، قال: وقال اللّه تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً» فأمرهم على اللّه، فصنعوا ذلك رُكباناً ورجالاً (6).

ورواه الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: فات الناس الصلاة مع علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم صفّين إلى آخره (7).

ص: 246


1- بحار الأنوار 24 : 12/302.
2- المواقفة : المحاربة.
3- أي الإنصاف والعدل.
4- بحار الأنوار 89: 116.
5- في البحار: يوماً بصفّين.
6- الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 148«نحوه».
7- بحار الأنوار 89: 10/116.

426/527 - عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُهُ، عن قول اللّه تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً»، كيف يفعل، وما يقول؟ ومن يخاف سبعاً أو لِصاً كيف يُصلّي ؟ قال لها : يكبر ويومئ إيماءً برأسه (1).

27/528 - عن عبد الرحمن، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في صلاة الزَّحف، قال: يكبر و يهلّل، يقول: اللّه أكبر، يقول (2) اللّه تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً» (3).

428/529 ۔ عن ابن أبي عمير، عن معاوية، قال: سألتُه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأزوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الحَوْلِ» [240] قال: منسوخة، نسختها آية: «يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً» (4) ونسختها آية الميراث (5).

[ 240] وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةَ لأَزْوَاجِهِم

530/429 - عن أبي بصير، قال: سألتُه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ».

قال: هي منسوخة.

قلت: وكيف كانت؟ قال: كان الرجُلُ إذا مات أُنفِق على امرأته من صُلب المال حولاً، ثمّ أخرجت بلا ميراث، ثم نسختها آية الرُّبع والثُّمن، فالمرأة يُنفق عليها من نصيبها (6).

430/531 - عن أبي بصير، قال: قلتُ لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وَللمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ

ص: 247


1- الكافي 3: 6/457، التهذیب 3: 382/173 «نحوه»، بحار الأنوار 89 : 117 /10.
2- في «أ، ب،»: لقول.
3- من لا يحضره الفقيه 1: 1344/295، بحار الأنوار 89 : 117 /10.
4- البقرة 2: 234.
5- بحار الأنوار 104 : 39/190.
6- بحار الأنوار 104: 40/191.

بِالمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى المُتَّقِينَ» [241] ما أدنى ذلك المتاع، إذا كان الرجل مُغسِراً لا يجد ؟ قال : الخِمار وشبهه (1).

[241] وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ

431/532 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَالْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقَّاً عَلَى المُتَّقِينَ».

قال: متاعُها بعدما تنقضي عدّتها على المُوسع قدرُه، وعلى المُقتر قدره، فأما في عِدّتها، فكيف يُمتعها وهي ترجوه وهو يَرجُوها، ويُجري اللّه بينهما ما شاء ؟ أما إنّ الرجل المُوسِر يُمتّع المرأة العبد والأمة، ويمتع الفقير بالحنطة والزَّبيب والثوب والدَّراهم، وإنّ الحسن بن عليّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) متَّع امرأةً كانت له بأمةٍ، ولم يُطلق امرأة إلّا متّعها (2).

432/533 - قال: وقال : الحلبيّ : مَتَاعُها بعدما تنقضي عدّتها، على المُوسع قدرُه، وعلى المُقْتِر قَدرُه (3).

433/534 - عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن موسى (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: سألتُ أحدهما عن المُطلقة ما لها من المُتعة؟ قال : على قَدرِ مال زَوْجِها (4).

434/535 - عن الحسن بن زياد، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن رجلٍ طلّق امرأته قبل أن يدخل بها، قال: فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن كان سمّى لها مهراً، فلها نصفُ المهر، ولا عِدّة عليها، وإن لم يَكُن سمّى لها مهراً فلا مهر لها، ولكن يُمتِّعُها، فإنّ اللّه تعالى يقول في كتابه: «وَللْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بالمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى المُتَّقِينَ» (5).

ص: 248


1- الكافي 6: 105 / 5، التهذيب 8: 486/1408، بحار الأنوار 103: 68/360.
2- الكافي 6: 4/105، التهذيب 8: 485/1392، بحار الأنوار 103 : 65/359.
3- بحار الأنوار 103: 65/359.
4- بحار الأنوار 103: 66/359.
5- بحار الأنوار 103: 67/359.

435/536 - قال أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابنا : إن مُتْعَة المُطلّقة فَرِيضةٌ (1).

[ 243] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرْجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ

436/537 - عن حُمْران بن أعين، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : حدّثني عن قول اللّه تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللّه مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ» [243] قلتُ: أحياهُم حتّى نظر الناس إليهم، ثم أماتهم من يومهم أوردهم إلى الدنيا حتّى سكنوا الدور، وأكلوا الطعام، ونكحوا النساء؟

قال: بل ردّ هم اللّه حتّى سكنوا الدُّور، وأكلوا الطعام، ونَكَحُوا النساء، ولَبِثُوا بذلك ماشاء اللّه، ثم ماتوا بآجالهم (2).

[245] مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَة

437/538 - عن عليّ بن عمّار، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لما نزلت هذه الآية : «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا» (3)، قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): ربّ زدني، فأنزل اللّه : «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» (4)، قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): رب زدني، فأنزل اللّه تعالى: «مَنَ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً» [245] والكثير عند اللّه لا يُحصى (5).

438/539 - عن إسحاق بن عمّار، قال: قلتُ لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) قوله تعالى: «مَنَ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَنا»ً ؟ قال : هي صلة الإمام (6).

439/540 - عن محمّد بن عیسی بن زیاد، قال: كنتُ في ديوان ابن عَبَّاد (7)،

ص: 249


1- التهذيب 8: 141 / 490، بحار الأنوار 103: 67/360.
2- مختصر بصائر الدرجات 23 «نحوه»، مجمع البیان 2: 605 «نحوه»، بحار الأنوار 13 : 381 / 2، و 53: 74/74.
3- النمل 27: 89، القصص 28: 84.
4- الأنعام 6: 160.
5- معاني الأخبار: 54/397 «نحوه»، بحار الأنوار 71: 1/246.
6- تفسير القمّي 2: 351 «نحوه»، ثواب الأعمال: 99، بحار الأنوار 96 : 2/215.
7- في «ج»: أبي عبّاد.

فرأيت كتاباً يُنْسَخ فسألت عنه ؟ فقالوا: كتاب الرضا إلى ابنه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) من خُراسان، فسألتهم أن يدفعوه إلىّ، فدفعوه إلىّ (1)، فإذا فيه: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، أبقاك اللّه طويلاً، وأعاذك من عدوّك يا ولدي، فداك أبوك، قد فسَّرتُ لك مالي وأناحيّ سويّ، رجاء أن يُنميك (2) اللّه بالصّلة لقرابتك، ولموالي موسى وجعفر رضى اللّه عنهما، فأمّا سَعِيدة (3) فإنّها امرأة قويّة الجزم في النحل، والصواب في دقّة النّظر (4)، وليس ذلك كذلك، قال اللّه تعالى: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً» وقال: «لِيُنفِقْ ذُوسَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتَاهُ اللّه» (5) وقد أوسع اللّه عليك كثيراً. يا بني، فداك أبوك لا تستردني (6) الأموربحسبها (7) فتحظى (8) حظّك، والسلام (9).

[246 - 248] أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلَا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى

440/541 - عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ

ص: 250


1- (فدفعوه إليّ) ليس في «أ، ب، ج، د».
2- في «ب، ج»: يمنك، وفي «ج. أ»: يتمسك.
3- في رواية الكشي عن العبّاس بن هلال، قال: أن سعيدة مولاة جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) كانت من أهل الفضل، كانت تعلّم كلمات سمعتها من أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، رجال الكشي: 681/366، ولعل المراد سعيدة التي في الحديث هي التي من أصحاب الكاظم (عَلَيهِ السَّلَامُ) كما عدّها البرقي والطوسي في رجالهما، ويستفاد من حديث الكافي أنها كانت من أصحابه (عَلَيهِ السَّلَامُ). الكافى 5: 4/555. قاموس الرجال 10: 455.
4- فى «ب، ه»: رقة الفطر، وفي «ج»: دور الفطر.
5- الطلاق 65 : 7.
6- في «ب»: لاتسري، وفي «ه»: لا يستر في. وفي البحار: لاتستر دوني.
7- في «أ، ج»: بختمها، وفي البحار: لحبّها.
8- في «ب» والبحار: فتخطي، والظاهر من العبارة أنّ فيها اضطراب بيّن، وكذا في بعض ألفاظ هذا الحديث المتقدمة.
9- بحار الأنوار 50 : 103 / 18.

إِلَى المَلَا مِن بَنِي إِسْرَاءِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٌّ لَّهُمْ أَبْعَثْ لَنَا مَلِكاً تُقَاتِلْ فِي سَبيل اللّه».

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وكان المَلِك في ذلك الزمان هو الذي يسير بالجنود، والنبيّ يُقيم له أمره، ويُنَبِّئه بالخبر من عند ربّه، فلمّا قالوا ذلك لنبيّهم، قال لهم: إنه ليس عندكم وفاء ولا صدق ولا رغبة في الجهاد فقالوا: إنا كنا نَهابُ الجهاد، فإذا أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلا بد لنا من الجهاد، وتطيع ربّنا في جهاد عدوّنا.

قال:«فإن اللّه قَدْ بَعَثَ لَكُم طَالُوت مُلِكاً» فقالت عُظماء بني إسرائيل: وما شأن طالُوت (1) يُملك علينا، وليس في بيت النُبوة والمملكة، وقد عرفت أنّ النبوّة والمملكة، في آل لاوي (2) ويهودا، وطالُوت من سبط بنيامين بن يعقوب. فقال لهم: «إِنَّ اللّه قَد أَصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ» والمُلك بيداللّه يجعله حيث يشاء، ليس لكم أن تختاروا و «إِنَّ ايَةَ مُلْكِهِ أن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ» من قبل اللّه تحْمِلهُ الملائكة «فيه سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ وَال مُوسَى وَ ءَالُ هَارُونَ» (3) [246 - 248] وهو الذي كنتم تَهْزِمون به من لقيتم، فقالوا: إن جاء التابوت رضينا وسلّمنا (4).

542 / 441 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوا إِلَّا قَلِيلاً مِّنْهُمْ»، قال : كان القليل ستين ألفاً (5).

ص: 251


1- في «أ»: وماشاء طالوت، وفي «ج، ب، د»: وماشاء في طالوت.
2- في «أ، ب، ج، د»: في اللاوي وقال.
3- (مما ترك ال موسى وال هارون) ليس في «أ، ب، ج، د».
4- بحار الأنوار 13: 11/449.
5- معاني الأخبار: 1/151، بحار الأنوار 13: 6/443.

442/543 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «إِنَّ اللّه قَدْ، بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَليْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ».

قال : لم يَكُن من سبط النبوة، ولا من سبط المَمْلَكَة «قَالَ إِنَّ اللّه اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ» قال: «إِنَّ ايَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ وَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلَائِكَةُ» فجاءت به الملائكة تَحْمِلُه (1).

443/544 - عن حَرِيز، عن رَجُل، عن أبي جعفر، في قول اللّه تعالى: «يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلَائِكَةُ». قال: رُضَاض (2) الألواح فيها العلم والحكمة، العلم جاء من السَّماء فكُتِب في الألواح وجُعِل في التابوت (3).

444/545 - عن أبي المُحسن (4)، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه سُئِل عن قول اللّه تعالى: «وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ وَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلَائِكَةُ»، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ذُرِّيَّة الأنبياء (5).

445/546 - عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضاء (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته وهو يقول للحسن: أيّ شيءٍ السَّكينة عند كم؟ وقرأ: «فَأَنزَلَ اللّه سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ» (6) فقال له الحسن: جعلت فداك، لا أدري فأيّ شيءٍ هي (7)؟

ص: 252


1- بحار الأنوار 13: 1/438.
2- رضاض الشيء: فتاته، وفي «ج»: رَضراض.
3- بحار الأنوار 13: 12/450.
4- في «أ، ج»: أبي الحسن.
5- بحار الأنوار 13: 13/450.
6- الفتح 48: 26.
7- في «أ، ب، ج، د»: هو.

قال: ريحٌ تخرُج من الجنّة طيّبة لها صُورة كصُورة وجه الإنسان، قال: فتكون مع الأنبياء.

فقال له عليّ بن أسباط : تَنزِل (1) على الأنبياء والأوصياء؟ فقال: تنزل على الأنبياء (2). قال: وهي التي نزلت على إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) حيث بنى الكعبة، فجعلت تأخُذ كذا وكذا، وبنى الأساس عليها.

فقال له محمّد بن عليّ: قول اللّه تعالى: «فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُم» ؟ قال: هي من هذا.

ثم أقبل على الحسن، فقال: أيّ شيءٍ التابوت فيكم؟ فقال: السِّلاح. فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : نعم، هو تابوتكم.

فقال: فأيّ شيء في التابوت الذي كان في بني إسرائيل؟ قال: كان فيه ألواح موسى التي تكسّرت، والطَّست التي تُغسل فيها قلوب الأنبياء (3).

[ 249] إِنَّ اللّه مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي

446/547 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «إِنَّ اللّه مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّى» فَشَربوا منه إلّا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، منهم من اغترف ومنهم من لم يَشْرَب، فلمّا برزوا، قال الذين أغتَرَفوا: «لَا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ» وقال الذين لم يَغْتَرِفوا: «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّه وَاللّه مَعَ الصَّابِرِينَ» (4) [249].

447/548 - عن حماد بن عُثمان قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): لا يَخْرُج

ص: 253


1- فى «أ، ب، ج، د» فنزل.
2- زاد في البحار: والأوصياء.
3- بحار الأنوار 13 : 14/450.
4- نور الثقلين 1: 983/249.

القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فى أقلّ من الفئة، ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف (1).

448/549 - عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : كان داود وإخوة له أربعة ومعهم أبو هم شيخ كبير، وتخلّف داود في غنمٍ لأبيه، فَفَصَل طالُوت بالجنود. فدعا أبو داود [داود ] (2) وهو أصغرهم، فقال: يا بنيّ، إذهب إلى إخوتك بهذا الذي قد صنعناه لهم يتقوّون به على عدوّهم، وكان رجلاً قصيراً أزرق قليل الشّعر طاهر القلب، فخرج وقد تقارب القوم بعضهم من بعض.

فذكر عن أبي بصير، قال: سمعته يقول: فمرّ داود على حَجَر، فقال الحَجَر: يا داود خُذني فاقتل بي جالوت فإنّي إنّما خُلِقتُ لقتله، فأخذه فوضعه في مِخْلاته (3) التي تكون فيها حجارته التي كان يرمي بها عن غنمه بمِقْذافه (4).

فلمّا دخل العسكر سمعهم يتعظّمون أمر جالوت فقال لهم :داود ما تُعظَّمون من أمره؟ فواللّه لئن عاينتُه لأقتلنَّه، فتحدّثوا بخبره حتّى أُدخل على طالوت فقال: يافتى، وما عندك من القوة وما جرَّبت من نفسك؟ قال: كان الأسد يعدو على الشاة من غَنّمي فأُدركُه فآخذ برأسه، فأفُكَ لَحْييه عنها، فآخُذها من فيه، قال: فقال: ادعُ لي بدرع سَابِغَة (5)، قال: فأُتي بدرع فقذفها في عُنقه، فتملّا (6) منها حتّى راع طالُوت من حضره من بني إسرائيل. فقال طالُوت: واللّه لعسى اللّه أن يَقتُله به.

ص: 254


1- نور الثقلين 1: 984/249.
2- من البحار.
3- المخلاة: ما يُوضع فيه العَلَف ويُعلّق في عنق الدابة لتعتلفه.
4- المقذاف: أداة للقذف، يُرمى بها الشيء فيبعد مداه.
5- السابعة: الواسعة.
6- تملّأ: امتلأ.

قال: فلما أن أصبحوا ورجعوا الى طالوت والتقى الناس قال داود: أرونى جالُوت، فلمّا رآه أخذ الحجر فجعله في مِقْذَافِه (1) فرماه فصكَّ به بین عَيْنَيْه فَدَمَعَه ونُكِّس عن دابّته. وقال الناس: قتل داود جالوت، وملكه الناس حتّى لم يكن يُسْمَع لطالُوت ذكر، واجتمعت بنو إسرائيل على داود، وأنزل اللّه عليه الزَّبُور، وعلّمه صنعة الحديد فلَيّنه له، وأمر الجبال والطير يُسَبِّحن معه، قال: ولم يُعطَ أحدٌ مثل صوته، فأقام داود في بني إسرائيل مستخفياً، وأعطي قوّةً في عبادته (2).

[251] وَلَوْلا دَفْعُ اللّه النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ

449/550 - عن يُونُس بن ظبيان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن اللّه يدفع بمن يُصلّي من شيعتنا عمّن لا يُصلّي من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الصلاة لَهَلَكُوا، وإنّ اللّه يدفع بمن يصوم منهم عمّن لا يصوم من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الصِّيام لهَلَكوا، وإنّ اللّه يدفع بمن يُزكّي من شيعتنا عمّن لا يُزكّي من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الزكاة لَهَلَكُوا، وإن اللّه ليدفع بمن يَحُجّ من شيعتنا عمّن لا يَحُجّ من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الحجّ لَهَلَكُوا، وهو قول اللّه تعالى: «وَلَوْ لا دَفْعُ اللّه النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّه ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ» [251] فواللّه ما أنزلت إلّا فيكم ولا عنى بها غيركم (3).

450/551 - عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: بالزيادة اللّه بالإيمان تفاضل (4) المؤمنون بالدرجات عند اللّه. قلت: وإن للإيمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند اللّه؟ قال: نعم.

قلت: صف لي ذلك - رحمك اللّه – حتّى أفهمه، قال: ما فضل اللّه به أولياءه

ص: 255


1- المِقْذاف: آلةٌ يُقْذَفُ بها.
2- بحار الأنوار 13: 16/451 و 17.
3- الكافي 2: 1/326، بحار الأنوار 73: 6/382.
4- في «ج»: يُفضّل.

بعضهم على بعض، فقال: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ» [253] الآية، وقال: «وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّنَ عَلَى بعضٍ» (1)، وقال: «أنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ» (2) وقال: «هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّه» (3) فهذا ذكرُ (4) درجات الإيمان ومنازله عند اللّه (5).

[ 253] تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه

451/552 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنتُ واقفاً مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم الجمل، فجاء رجل حتّى وقف بين يديه، فقال: يا أمير المؤمنين، كبَّر القومُ وكبَّرنا، وهلَّل القوم وهَلَّلنا، وصلّى القوم وصلّينا، فعلام تقاتلهم؟

فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): على هذه الآية: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللّه مَا أَقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم» فنحن الذين من بعدهم «مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَّنْ ءَامَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللّه مَا أقتَلُوا وَلَكِنَّ اللّه يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ» [253] فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا.

فقال الرجل : كَفَر القوم وربِّ الكعبة، ثمّ حَمَل فقاتل حتّى قُتِل (رَحمهُ اللّه) (6).

452/553 - عن عبد الحميد بن فَرْقَد، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قالت

ص: 256


1- الإسراء 17: 55.
2- الإسراء 17 : 21.
3- آل عمران 3: 163.
4- زيادة في النسخ: اللّه، وما أثبتناه من البحار.
5- بحار الأنوار 69: 14/171.
6- بحار الأنوار 29: 40/451.

الجنّ (1): إنّ لكلّ شيءٍ ذُروة (2)، وَذُرْوَةُ القرآن آية الكرسى (3).

453/554 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت: «مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِاذْنِهِ» ؟ [255] قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): نحن أُولئك الشافعون (4).

454/555 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قال: إن الشياطين يقولون (5): لكلّ شيءٍ ذُروة، وذُروة القرآن آية الكرسي: من قرأ آية الكرسي مرّةً صَرَفَ اللّه عنه ألف مَكْرُوهٍ من مكاره الدنيا، وألف مكروه من مكاره الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر، وإني لأستعين بها على صُعود الدَّرَجَة (6).

[255] اللّه لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم إِلَهَ إِلَّا هُوَ تَأْخُذه سِنَةٌ نَوْمٌ

556/ 455- عن حمّاد، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : رأيتُه جالساً متورّكاً برجله على فَخِذِه، فقال له رجل عنده: جُعلت فِداك، هذه جلسةٌ مكروهة؟ فقال: لا، إن اليهود قالت: إنّ الربّ لمّا فَرّغ من خلق السماوات والأرض جلس على الكرسي هذه الجلسة ليستريح، فأنزل اللّه: «اللّه لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحى القيوم لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ» [255] لم يَكُن مُتورّكاً كما كان (7).

456/557- عن زُرارة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ» [255]، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : السماوات والأرض وجميع

ص: 257


1- فى «ج» قال: قلت للحسن.
2- ذُروة كل شيء: أعلاه.
3- مجمع البيان 2: 626، بحار الأنوار 92 : 14/267.
4- المحاسن: 183 / 184، بحار الأنوار 8 : 41 / 30.
5- (إن الشياطين يقولون) ليس في «أ، ج».
6- بحار الأنوار 92 : 15/267.
7- بحار الأنوار 75 : 3/469.

ما خلق اللّه في الكرسيّ (1).

457/558 - عن زُرارة، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» وَسَع الكرسيّ السماوات والأرض، أم السماوات والأرضُ وَسِعْنَ الكُرسيّ ؟ فقال : إن كلّ شيءٍ في الكرسي (2).

458/559 - عن محسن المثنّى (3)، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال أبوذرّ: يا رسول اللّه ما أفضل ما أنزل عليك؟ قال: آية الكرسيّ، ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكُرسيّ إلّا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرض فَلَاةٍ(4)، وإنّ فضله على العرش كفضل الفَلاة على الحَلقة (5).

459/560 - عن زُرارة، قال: سألتُ أحدُهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» أيّهُما وَسِع الآخر؟ قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): الأرضون كلّها، والسّماوات كلّها، وجميع ما خلق اللّه في الكُرسيّ (6).

460/561 - عن زُرارة، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ» السَّماوات والأرضُ وَسِعْنَ الكُرسيّ، أو الكرسي وسع السماوات والأرض؟ قال: لا، بل الكُرسيّ وسع السّماوات والأرض، والعرش وكلّ شيءٍ خَلَقَ اللّه في الكُرسىّ (7).

ص: 258


1- بحار الأنوار 58: 40/24.
2- الکافی 1: 5/102 «نحوه».
3- لعله محسن الميثمي، انظر : معجم رجال الحديث 14: 196.
4- في «ج، ه»: بلاقع، والبَلْقَع: الأرض القفر التي لا شيء بها.
5- معاني الأحبار: 1/333 «قطعة منه» والخصال: 13/524 والدر المثور 2: 17، بحار الأنوار 58: 1/5.
6- تفسير البرهان 1 : 18/521.
7- تفسير القمّي 1 : 85، التوحيد : 4/327 «نحوه»، بحار الأنوار 58: 39/22.

461/562 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: سُئل أمير المؤمنين الا عن قول اللّه تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ»، فقال : إن السماء والأرض وما فيهما من خَلقٍ مخلوقٍ في جوف الكُرسيّ، وله أربعة أملاك يَحْمِلونه بإذن اللّه (1).

[256] العُرْوَةِ الوُثْقَى

462/563 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه، في قول اللّه تعالى: «العُرْوَةِ الوُثْقَى» [256]، قال: هي الإيمان باللّه، يؤمن باللّه وحده (2).

463/564 - عن عبد اللّه بن أبي يعفور، قال : قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّي أُخالط الناس، فيكثُّر عَجَبي من أقوامٍ لا يتولّونكم، ويتولون فُلاناً وفُلاناً، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولّونكم، ليس لهم تلك الأمانة، ولا الوفاء، ولا الصدق!

فال: فاستوى أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) جالساً، وأقبل على كالغضبان، ثمّ قال: لادين لمن دان بولاية إمام جائرٍ ليس من اللّه، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدلٍ من اللّه.

قال: قلت: لادين لأوُلئك، ولا عتب على هؤلاء؟ فقال: نعم، لادين لأُولئك، ولا عتب على هؤلاء.

ثم قال: أما تسمع لقول اللّه تعالى: «اللّه وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ» ؟ يُخرجهم من ظُلمات الذنوب إلى نُور التوبة والمغفرة، لو لا يتهم كلّ إمام عادل من اللّه، وقال اللّه : «وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ».

قال: قلت: أليس اللّه عنى بها الكفّار حين قال: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا» ؟

[257] أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

قال: فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): وأي نورٍ للكافر وهو كافر، فأخرج منه إلى الظُّلمات؟ إنّما

ص: 259


1- تفسير القمّي 1: 85 «نحوه»، بحار الأنوار 58: 52/33.
2- بحار الأنوار 67 : 4/60.

عنى اللّه بهذا أنهم كانوا على نُور الإسلام، فلما أن تولّوا كل إمام جائرٍ ليس من اللّه. خرجوا بولا يتهم إيَّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب لهم النار مع الكفّار، فقال: «أوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (1) [257].

464/565 - عن مَسْعَدَة بن صَدَقَة، قال: قَص أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قصة الفريقين جميعاً في الميثاق، حتّى بلغ الاستثناء من اللّه في الفريقين، فقال: إنّ الخير والشرّ خَلقان من خَلق اللّه، له فيهما المشيئة في تحويل ما يشاء (2) فيما قدر فيها حال عن حالٍ، والمشيئة فيما خَلَق لها من خَلْق في منتهى ما قسّم لهم من الخير والشرّ، وذلك أنّ اللّه تعالى قال في كتابه: «اللّه وَليُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّن الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ» فالنور هم آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) والظُّلمات عدّوهم (3).

566/ 465 - عن مهزم الأسديّ، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال اللّه تبارك وتعالى: لاُعذبن كلّ رَعِيَّةٍ دانت بإمامٍ ليس من اللّه، وإن كانت الرّعيّة في أعمالها بَرَّةً نقية، ولأعْفونّ (4) عن كُلّ رَعِيَّةٍ دانت بكُلّ إمامٍ من اللّه وإن كانت الرّعيّة في أعمالها سيئة.

قلت: فيعفو عن هؤلاء، ويعذب هؤلاء؟ قال: نعم، إنّ اللّه يقول: «اللّه وَليُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّن الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ».

ص: 260


1- الكافي 1: 3/307، غيبة النعماني: 14/132، تأويل الآيات 1: 87/96، بحار الأنوار 68 : 104 / 18، و 72: 19/135.
2- في «أ، ج»: ماشاء.
3- بحار الأنوار 23: 12/310.
4- في «أ، ب، ج، د» ولأغفرن.

ثم ذكر الحديث الأول حديث ابن أبي يعفور (1)، رواية محمّد بن الحسين، وزاد فيه: فأعداء عليّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) هم الخالدون في النّار، وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة، والمؤمنون بعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) هم الخالدون في الجنّة وإن كانوا فى أعمالهم على ضدّ ذلك (2).

466/567- عن أبي بصير، قال : لما دخل يوسف (عَلَيهِ السَّلَامُ) على الملك، قال له : كيف أنت يا إبراهيم؟ قال: إنّي لستُ بإبراهيم أنا يُوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

قال: وهو صاحب إبراهيم، الذي حاجّ إبراهيم في ربّه. قال: وكان أربعمائة سنة شابّاً (3).

[208] رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ

467/568 - عن أبان عن حُجر (4)، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : خالف لا إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) قومه، وعاب آلهتهم حتّى أدخل على نَمْرُود فَخَاصَمَه، فقال إبراهيم : «رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّه يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ المَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّه لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ» (5) [258].

468/569 - وعن حنان بن سَدِير، عن رجل من أصحاب أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمِعتُه يقول: إنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة لسبعة نفر : أوّلهم ابن آدم الذي

ص: 261


1- أي الحديث 56.
2- بحار الأنوار 68: 19/105.
3- قصص الأنبياء للراوندي: 144/137، بحار الأنوار 12: 81/296.
4- في النسخ: أبان بن حجر، تصحيف صحيحه ما أثبتناه، انظر الكافي، ومعجم رجال الحديث 1: 163.
5- الكافي 8: 559/368 «صدره».

قتل أخاه، ونَمْرُود بن كَنْعان الذي حاج إبراهيم في ربّه (1).

469/570 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللّه بَعْدَ مَوْتِهَا».

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن اللّه بعث إلى بني إسرائيل نبيّاً يقال له إرميا، فقال اللّه تعالى: قل لهم: ما بلد تَنقَّيتُهُ من كرائم البلدان، وغرستُ (2) فيه من كرائم الغَرْس، ونَقَّيتُه من كل غريبةٍ، فأخلف فأنبت خُرنُوباً (3).

قال: فَضَحِكُوا واسْتَهْزَءُوا به، فشكاهم إلى اللّه، قال: فأوحى اللّه إليه: أن قل لهم: إنّ البلد بيت المَقدِس، والغَرْس بنو إسرائيل، تنقيته من كلّ غريبة، ونحيّت عنهم كلّ جبّارٍ، فأخلفوا فعمِلُوا بمعاصي اللّه، فلأسلطنَّ عليهم في بلدهم من يَسْفِك دماءَهُم، ويأخُذ أموالهم، فإن بكوا إلى فلم أرْحَم بُكاءَهُم، وإن دَعَوا لم أَسْتَجِب دعاءهم (4)، تُم لأُخربنَّها مائة عام، ثُمّ لأُعمّرنَّها.

فلمّا حدّثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول اللّه، ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم ؟ فَعَاوِد لنا ربّك، فصام سبعاً، فلم يُوح إليه شيء، فأكَلَ أكلةً ثمّ صام سبعاً فلم يُوح إليه شيء، فأكل أكلةً ثمّ صام سبعاً، فلمّا أن كان يوم الواحد والعشرين أوحى اللّه إليه لترجعنّ عمّا تصنع أتُراجعني في أمرٍ قضيتُه؟ أو لأرُدّنّ وجهك على دُبُرك. ثم أوحى إليه : قل لهم : لأنّكم رأيتم المُنكر فلم تُنكروه، فسلّط اللّه عليهم بخت نَصَّر، فصنع بهم ما قد بلغك، ثم بعث بخت نَصَّر إلى النبيّ فقال: إنك قد نُبنت عن ربّك وحدثتهم بما أصنع بهم، فإن شئت فأقم عندي فيمن شئت، وإن

ص: 262


1- بحار الأنوار 12: 34/43.
2- في جميع النسخ: وغرس، وما أثبتناه من البحار.
3- الخُرنوب شجر يَنبُتُ في جبال الشام.
4- زاد في «د، ه»: فشَّلتهم وفشلت.

شِئْتَ فَاخْرج.

فقال: لا، بل أخرُج، فتزوّد عصيراً وتيناً وخَرَج، فلمّا أن غاب (1) مدّ البصر التفت إليها، فقال: «أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللّه بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّه مِائَةَ عَامٍ» أماته غُدوةً، وبعثه عَشيّةً قبل أن تغيب الشمس، وكان أول شيءٍ خُلق منه عيناه في مثل غرقى البيض (2)، ثم قيل له: «كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً» فلما نظر إلى الشمس لم تغب، قال: «أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهُ وَأَنْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ وَأَنْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً».

قال: فجعل يَنْظُر إلى عظامه، كيف يَصِل بعضُها إلى بعض، ويرى العروق كيف تجري، فلمّا استوى قائماً، قال: «أَعْلَمُ أَنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» [259].

وفي رواية هارون: فتزوّد عصيراً ولبناً (3).

[ 259] أَعْلَمُ أَنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

470/571 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هكذا: «ألم تر إلى العظام كيف تُنشرها ثم نكسوها لحماً فلما تبيّن له» قال: ما تبين لرسول اللّه أنها في السماوات. قال رسول اللّه: أعلم أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قدير سلّم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لربّ، وآمن بقول اللّه: «فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (4).

471/572 - أبو طاهر العَلَوي، عن عليّ بن محمّد العلوي، عن عليّ بن مرزوق، عن إبراهيم بن محمّد، قال: ذكر جماعة من أهل العلم أنّ ابن الكوباء قال

ص: 263


1- في «أ، ب، د»: كان.
2- الغرقى : القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض.
3- بحار الأنوار 14: 14/373.
4- تفسير البرهان 1: 3/533.

لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا أمير المؤمنين ما وَلَدٌ أكبر من أبيه من أهل الدنيا؟ قال: نعم، أولئك وُلد عُزير، حيث مرّ على قريةٍ خَرِبةٍ، وقد جاء من ضَيعةٍ له تحته حمار، ومعه شَنَّة (1) فيها تين، وكُوز فيه عصيرٌ، فمرّ على قرية خربة فقال: «أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللّه بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّه مِائَةَ عَامٍ» فتوالد ولده وتَناسَلُوا، ثمّ بعث اللّه إليه فأحياه في المَوْلِد الذي أماته فيه، فأولئك ولده أكبر من أبيهم (2).

[ 260] رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَال بَلَى وَلَكِن

472/573 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول إبراهيم 22 : «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى».

قال: أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): لما أُري (3) إبراهيم ملكُوت السماوات والأرض، رأى : رجُلاً يزني، فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر، فدعا عليه فمات، حتّى رأى ثَلاثةً، فدعا عليهم فماتوا، فأوحى اللّه إليه أن يا إبراهيم، إنَّ دَعْوَتَكَ مُجابَةٌ، فلا تَدْعُ على عبادي، فإنّي لو شئتُ لم أخْلُقهم، إنِّي خَلَقْتُ خَلقي على ثلاثة أصناف: عبد يَعْبُدني لا يُشْرِك بي شيئاً فأُتيبه، وعبد يَعْبُدُ غيري فلن يفوتني، وعبد يَعبُدُ غيري فأُخرج من صلبه من يَعْبُدني.

ثم التفت إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فرأى جيفةً على ساحل، بعضها في الماء وبعضها في البر، تجيء (4) سباع البرّ فتأكل بعضها بعضاً، فيشد بعضها على بعض، فيأكل بعضها بعضاً.

فعند ذلك تعجب إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) مما رأى وقال: «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى» كيف تُخرج ما تَنَاسَخ هذه أُممٌ أكل بعضها بعضاً «قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ

ص: 264


1- الشّنّ والشَّنَّة: الخَلَق من كل آنيةٍ صُنِعَت من جلد، وفي «ج»: سلة.
2- بحار الأنوار 14 : 16/374.
3- في «ب، ج»: رأى.
4- في «أ»: فتجئ.

بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي» يعني حتّى أرى هذا كما أراني (1) اللّه الأشياء كلّها، قال: «خُذْ أربَعَةً مِّنَ الطَّيرِ فَصُرهُنَّ إِلَيكَ» ثم أجعل على كلّ جبل منهنَّ جُزءاً و تقطّعهنّ و تخلطهنّ كما أختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكلت بعضها بعضاً ثُمَّ «أَجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً» [260] فلما دعاهنَّ أجبنه، وكانت الجبال عَشَرة (2).

473/574 - وروى أبو بصير، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وكانت الجبال عشرة وكانت الطيور: الديِّك، والحمامة والطاوُس، والغُراب. وقال: فخُذ أربعةً من الطير فقطعهنّ بلحمهنّ وعظامهنّ وريشهنّ ثمّ أمْسِكْ رؤوسهنّ، ثمّ فرّقهُنَّ على عَشَرة جبال على كلّ جَبلٍ مِنْهُنّ جزء، فجعل ما كان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه ولحمه ودمه، ثم يأتيه حتّى يضع رأسه فى عُنقه حتّى فرغ من أربعتهن (3).

474/575 - عن مَعْرُوف بن خَرَّبُود، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : إنَّ اللّه لما أوحى إلى إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن خُذ أربعة من الطير، عمد إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأخذ النَّعامة والطاوُس والوَزَّة والدِّيك، فتتف ريشهُنَّ بعد الذّبح، ثم جعلهنّ (4) في مهراسةٍ (5) فَهَرَسَهُنَّ، ثمّ فرّقهنَّ على جبال الأردنّ، وكانت يومئذٍ عشرة أجبال، فوضع على كلّ جبل منهنّ جُزءاً، ثم دعاهنَّ بأسمائهن، فأقبلن إليه سعياً - يعني مسرعات - فقال إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند ذلك: أعلم أنّ اللّه على كُلّ شيءٍ قدير (6).

ص: 265


1- في «ب، ه، ج» كما رأى.
2- علل الشرایع: 31/585 «نحوه».
3- بحار الأنوار 12: 19/73.
4- فى «ج» ثم جمعهن.
5- المِهْراس : حَجَر مستطيل منقور يُدَقّ فيه.
6- بحار الأنوار 12: 20/73.

475/576 - عن على بن أسباط : أنَّ أبا الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) سُئل عن قول اللّه تعالى: «قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي» أكان في قلبه شكّ؟ قال: لا، ولكنّه أراد من اللّه الزيادة في يقينه قال : والجُزء واحد من عَشَرة (1).

476/577 - عن عبد الصَّمَد بن بشير، قال : جُمِعَ لأبي جعفر المنصور القُضاة، فقال لهم: رجُلٌ أوصى بجُزءٍ من ماله، فكم الجزء؟ فلم يعلمواكم الجزء، أشكلوه فيه(2).

فأبرد بريداً إلى صاحب المدينة أن يسأل جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : رجُلٌ أوصى بجزءٍ من ماله، فكم الجزء؟ فقد أشكل ذلك على القُضاة، فلم يعلموا كم الجزء، فإن هو أخبرك به وإلا فاحمله على البريد ووجّهه إليّ.

فأتى صاحب المدينة أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له: إن أبا جعفر بَعَثَ إلي أن اسألك عن رجلٍ أوصى بجُزءٍ من ماله، وسأل مَن قِبْلَه مِن القُضاة فلم يُخبروه ما هو، وقد كتب إلى أنْ إنْ فسّرت ذلك له وإلا حملتك على البريد إليه.

فقال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هذا في كتاب اللّه بين، إن اللّه تعالى يقول: لمّا قال إبراهيم : «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى» إلى قوله: «كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً»فكانت الطير أربعة، والجبال عَشَرَة يُخرج الرجل من كلّ عَشَرَة أجزاءٍ جُزءاً واحداً.

وإنّ إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) دعا بمهراس فدق فيه الطيور جميعاً، وحَبَسَ الرؤوس عنده، ثمّ إنّه دعا بالذي أمر به فجعل ينظر إلى الرِّيش كيف يَخْرُج، وإلى العُرُوق عِرقاً عِرْقاً حتّى تَمَّ جَنَاحُه مُستوياً، فأهوى نحو إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال (3) إبراهيم ببعض الرؤوس فاستقبله به فلم يكن الرأس الذي استقبله به لذلك البدن حتّى

ص: 266


1- بحار الأنوار 12 : 21/73.
2- في «أ، ب، د» واشتكوا اللّه فيه، وفى «ه»: واشتكوا إليه فيه، ولعله تصحيف وشكّوا فيه.
3- قال بالشيء: أشار، وفي «ه»: فمال.

انتقل إليه غيره، فكان موافقاً للرأس، فتمت العدة وتمت الأبدان (1).

477/578 - عن عبد الرّحمن بن سيابة، قال: إنّ امرأة أوصت إلي، وقالت لي: ثُلُثي تقضي به دين ابن أخي، وجزء منه لفلانة، فسألت عن ذلك ابن أبي ليلى، فقال: ما أرى لها شيئاً، وما أدري ما الجزء.

فسألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأخبرته كيف قالت المرأة، وما قال ابن أبي ليلى، فقال: كَذَّب ابن أبي ليلى، لها عُشر الثلث، إن اللّه أمر إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: «أجْعَلْ عَلَى كُلّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً» وكانت الجبال يومئذٍ عَشَرَة، وهو العُشر من الشيء (2).

478/579 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عالم، في رجل أوصى بجُزءٍ من ماله، فقال: جُزءٌ من عَشَرَةٍ، كانت الجبال عَشَرةً، وكان الطير: الطاوُس، والحمامة، والدِّيك، والهُدهُد، فأمره اللّه أن يُقَطَّعهنَّ ويَخْلُطَهُنَّ، وأن يَضَعَ على كلّ جَبَلٍ منهنَّ جزءاً، وأن يأخُذَ رأس كُلّ طير منها بيده، قال : فكان إذا أخذ رأس الطير منها بيده، تطاير إليه ما كان منه حتّى يعود كما كان (3).

479/580 - عن محمّد بن إسماعيل، عن عبد اللّه بن عبداللّه، قال: جاءني أبو جعفر بن سليمان الخُراسانيّ، وقال: نَزَل بى رجلٌ من خُراسان من الحُجّاج، فتذاكرنا الحديث، فقال: مات لنا أخٌ بِمَرو، وأوصى إليّ بمائة ألف درهم، وأمرني أن أعطى أبا حنيفة منها جزءاً، ولم أعرف الجُزء كم هو مما ترك؟ فلما قَدِمتُ الكوفة أتيت أبا حنيفة، فسألته عن الجزء، فقال لي: الربع، فأبى قلبي ذلك، فقلت: لا أفعل حتّى أحُجّ وأستقصي المسألة، فلما رأيت أهل الكوفة قد أجمعوا على

ص: 267


1- بحار الأنوار 12: 22/73، 103 : 212 / 18.
2- بحار الأنوار 103: 19/213.
3- بحار الأنوار 103 : 213 / 20.

الرُّبع، قلت لأبي حنيفة: لا سوءة (1) بذلك، لك أوصى بها يا أبا حنيفة، ولكن أحُجّ وأستقصي المسألة، فقال أبو حنيفة: وأنا أُريدُ الحجّ.

فلمّا أتينا مكّة، وكنا في الطَّواف، فإذا نحن برجل شيخ قاعد، قد فرغ من طوافه، وهو يَدْعُو ويُسبِّح، إذ التفت أبو حنيفة، فلمّا رآه قال: إن أردت أن تسأل غاية الناس، فسَل هذا، فلا أحد بعده قلت ومن هذا؟ قال: جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).

فلمّا قعدتُ واستمكنتُ، إذ استدار أبو حنيفة خلف ظهر جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، فقعد قريباً منّي، فسلّم عليه وعظّمه، وجاء غير واحد مُزْدَلِفين (2) مُسلّمين عليه وقعدوا، فلمّا رأيتُ ذلك من تعظيمهم له اشتدّ ظهري، فغمزني (3) أبو حنيفة أن تَكلَّم. فقلت: جعلت فداك، إنِّي رجل من أهل خُراسان، وإنّ رجلاً مات وأوصى إلي بمائة ألف درهم، وأمرني أن أعطي منها جزءاً، وسميّ لي الرجل، فكم الجُزء، جُعلتُ فداك ؟

فقال جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : يا أبا حنيفة، لك أوصى، قُل فيها؟ فقال: الرُّبع. فقال لابن أبي ليلى: قُل فيها ؟ فقال : الرُّبع.