المؤلف: الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم
الطبعة: 1
الموضوع : سيرة النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام)
تاريخ النشر : 1417 ه-.ق
ISBN (ردمك): 964-319-011-0
ص: 1
ص: 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ص: 3
جمیع الحقوق محفوظة ومسجلة
لمؤسسة آل البيت - عليهم السلام - لإحياء التراث
مؤسسة آل البيت - عليهم السلام - لإحياء التراث
قم - دور شهر (خیابان شهید فاطمی) کوچه 9 - پلاک 5
ص.ب. 37185/996 - هاتف 4 - 730001
ص: 4
وهو ستة فصول :
ص: 5
ولد علیه السلام بالأبواء (1) - منزل بين مكّة والمدينة - لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة.
وقبض ببغداد في حبس السنديّ بن شاهك لخمس بقين من رجب - وقيل أيضا لخمس خلون من رجب - سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وله يومئذ خمس وخمسون سنة.
وامّه أمّ ولد يقال لها : حميدة البربرية ، ويقال لها : حميدة المصفّاة.
وكنيته : أبو الحسن ، وهو أبو الحسن الأوّل ، وأبو إبراهيم ، وأبو علي ، ويعرف بالعبد الصالح ، والكاظم.
وكانت مدّة إمامته علیه السلام خمسا وثلاثين سنة ، وقام بالأمر وله عشرون سنة ، وكانت في أيّام إمامته بقيّة ملك المنصور أبي جعفر ، ثمّ ملك ابنه المهديّ عشر سنين وشهرا ، ثمّ ملك ابنه الهادي موسى بن محمد سنة وشهرا ، ثمّ ملك هارون بن محمد الملقّب بالرشيد ، واستشهد صلوات اللّه عليه بعد مضيّ خمس عشرة سنة من ملكه مسموما في حبس السنديّ بن شاهك ، ودفن بمدينة السلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش (2).
ص: 6
دليل الاعتبار الذي قدّمناه كما دلّ على إمامة آبائه علیهم السلام يدلّ على إمامته وإمامة الأئمة من ذرّيّته علیهم السلام ، وإذا دلّلنا على بطلان جميع أقوال مخالفي الشيعة القائلين بعصمة الامام والنصّ ، فإنّ الشيعة اختلفت بعد وفاة أبي عبد اللّه علیه السلام على أقوال :
قائل يقول : إنّ الصادق علیه السلام لم يمت ولا يموت حتّى يظهر فيملأ الأرض عدلا ، وهم : الناووسيّة ، وإنّما سمّوا بذلك لأنّ رئيسهم في مقالتهم رجل يقال له : عبد اللّه بن الناووس (1).
وقولهم باطل بقيام الدليل على موته كقيامه على موت آبائه علیهم السلام ، وبانقراض هذه الفرقة بأسرها ، ولو كانت محقّة لما انقرضت.
وقائل يقول : بإمامة عبد اللّه بن جعفر ، وهم : الفطحيّة (2).
وقولهم يبطل بأنّهم لم يعوّلوا في ذلك على نصّ عليه من أبيه بالإمامة ، وإنما عوّلوا في ذلك على أنه أكبر ولده ، وأيضا فإنّهم رجعوا عن ذلك ، إلاّ شذاذ منهم ، واسترضت الجماعة الشاذّة أيضا فلا يوجد منهم أحد ، وإنّما نحكي مذهبهم على سبيل التعجّب ، وما هذه صفته فلا شكّ في فساده.
وقائل يقول : بإمامة إسماعيل بن جعفر على اختلاف بينهم ، فمنهم
ص: 7
من أنكر وفاة إسماعيل في حياة أبيه وزعم أنّه بقي ونصّ أبوه عليه ، وهم شذاذ (1).
ومنهم من قال : إنّ إسماعيل توفّي في زمن أبيه ، غير أنّه قبل وفاته نصّ على ابنه محمد فكان الامام بعده ، وهؤلاء هم : القرامطة ، نسبوا إلى رجل يقال له : قرمطويه ، ويقال لهم : المباركيّة ، نسبوا إلى المبارك مولى إسماعيل ابن جعفر علیه السلام (2).
وقول هؤلاء يبطل من وجهين : أحدهما : أنّ مذهبهم يقضي ببطلان حكاية دعوى التواتر عنهم بالنصّ ، وذلك أنّ من أصلهم المعروف أنّ الدين مستور عن جمهور الخلق ، وإنّما يدعو إليه قوم بأعيانهم لا يبلغون حدّ التواتر ، ولا يؤخذ الحقّ إلاّ عنهم وأنه لا يحلّ لأحد من هؤلاء أن يوعز إلى الخلق شيئا منه إلاّ بعد العهود والايمان المغلظة ، فقد ثبت فساد قول من ادّعى عليهم التواتر ، وإنّما يعوّلون على أخبار آحاد وتأويلات في معنى الأعداد وقياس ذلك بالسماوات السبع والأرضين والنجوم وغير ذلك من الشهور والأيّام ممّا يجري مجرى الخرافات ، وهذا لا يعارض ما ذهبنا إليه من إيراد النصوص الظاهرة والتواتر بها من الامم الكثيرة المتظاهرة.
والوجه الآخر : أن النص لا يكون من اللّه تعالى على من يعلم موته قبل وقت إمامته ، من حيث يكون ذلك نقضا للغرض ويكون عبثا وكذبا ، وإذا لم يبق إسماعيل بعد أبيه بطل قول من ادّعى له النصّ بخلافته.
ولا فصل بين من أنكر وفاته في عصر أبيه وادّعى أنّ ذلك كان تلبيسا ، وبين من أنكر موت أبي عبد اللّه علیه السلام من الناووسيّة.
ص: 8
وكذلك من ادّعى أنّه نصّ على ابنه محمد ، لأنّ الإمامة إذا لم تحصل لإسماعيل في حياة أبيه - لفساد وجود إمامين معا في زمان واحد - فكيف يصحّ نصّه على ابنه؟ إذ النصّ على الإمام لا يوجب الإمامة إلاّ إذا كان من إمام.
وقائل : يقول : بإمامة موسى بن جعفر علیه السلام ، وهم : الشيعة الإماميّة ، فإذا فسدت الأقوال المتقدّمة ثبتت إمامة أبي الحسن موسى علیه السلام ، وإلاّ أدّى إلى خروج الحقّ عن جميع أقوال الامّة ، وأيضا فإنّ الجماعة التي نقلت النصّ عليه من أبيه وجدّه وآبائه علیهم السلام قد بلغوا من الكثرة إلى حدّ يمتنع معه منهم التواطؤ على الكذب ، إذ لا يحصرهم بلد ومكان ، ولا يضمّهم صقع ، ولا يحصيهم إنسان.
وأما ألفاظ النصّ عليه من أبيه علیه السلام ، فمن ذلك :
ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد ابن محمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن ثبيت ، عن معاذ ابن كثير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : قلت له : أسأل اللّه الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها.
فقال : « قد فعل اللّه ذلك ».
قلت : من هو جعلت فداك؟
فأشار إلى العبد الصالح وهو راقد فقال : « هذا الراقد » وهو يومئذ غلام (1).
وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن موسى
ص: 9
الصيقل ، عن المفضّل بن عمر قال : كنّا عند أبي عبد اللّه علیه السلام فدخل أبو إبراهيم - وهو غلام - فقال : « استوص به ، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك » (1).
وبهذا الإسناد ، عن محمد بن عليّ ، عن عبد اللّه القلاّء ، عن الفيض ابن المختار قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : خذ بيدي من النار ، من لنا بعدك؟
فدخل علينا أبو إبراهيم - وهو يومئذ غلام - فقال : « هذا صاحبكم فتمسّك به » (2).
وبهذا الإسناد ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان الجمّال ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : قال له منصور بن حازم : بأبي أنت وامّي ، إنّ الأنفس يغدى عليها ويراح ، فإذا كان ذلك فمن؟
قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « إذا كان ذلك فهو صاحبكم » وضرب على منكب أبي الحسن الأيمن ، وكان يومئذ خماسيّا ، وعبد اللّه بن جعفر جالس معنا (3).
وبهذا الإسناد ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عيسى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن عليّ ابن أبي طالب علیه السلام ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : قلت له : إن
ص: 10
كان كون - ولا أراني اللّه ذلك - فبمن آتمّ؟
قال : فأومأ إلى ابنه موسى.
قلت : فإن حدث بموسى حدث فبمن آتمّ؟
قال : « بولده ».
قلت : فإن حدث بولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا؟
قال : « بولده ، ثمّ هكذا أبدا ».
قلت : فإن لم أعرفه ولم أعرف موضعه؟
قال : « تقول : اللّهم إنّي أتولّى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي ، فإنّ ذلك يجزئك إن شاء اللّه » (1).
وبهذا الإسناد ، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن محمد ابن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن الميثميّ ، عن فيض بن المختار ، في حديث طويل في أمر أبي الحسن علیه السلام حتّى قال له أبو عبد اللّه علیه السلام : « هو صاحبك الذي سألت عنه ، فقم إليه فأقرّ له بحقّه ».
فقمت حتّى قبّلت رأسه ويده ، ودعوت اللّه له.
قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « أما إنه لم يؤذن لنا في أول ذلك (2) ».
فقلت : جعلت فداك ، فاخبر به أحدا؟
قال : « نعم ، أهلك وولدك ورفقاءك ».
وكان معي أهلي وولدي ، وكان معي من رفقائي يونس بن ظبيان ، فلمّا
ص: 11
أخبرته حمد اللّه تعالى وقال : لا واللّه حتّى أسمع ذلك منه ، وكانت به عجلة ، فخرج فأتبعته ، فلمّا انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول له - وكان سبقني إليه - : « يا يونس ، الأمر كما قال لك فيض ».
فقال : سمعت وأطعت.
فقال لي أبو عبد اللّه علیه السلام : « خذه إليك يا فيض » (1).
وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد قال : دعا أبو عبد اللّه أبا الحسن موسى علیهماالسلام ونحن عنده فقال لنا : « عليكم بهذا بعدي ، فهو واللّه صاحبكم بعدي » (2).
وبهذا الإسناد ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن الوشّاء ، عن عليّ بن الحسن عن صفوان الجمّال قال : سألت أبا عبد اللّه عن صاحب هذا الأمر ، فقال : « إنّ صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب ».
فأقبل أبو الحسن موسى - وهو صغير - ومعه عناق (3) مكّية وهو يقول لها : « اسجدي لربّك » فأخذه أبو عبد اللّه فضمّه إليه وقال : « بأبي وأمّي من لا يلهو ولا يلعب » (4).
وبهذا الإسناد ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن
ص: 12
جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر قال : كان أبو عبد اللّه علیه السلام يلوم عبد اللّه يوما ويعاتبه ويعظه ويقول : « ما يمنعك أن تكون مثل أخيك ، فو اللّه إنّي لأعرف النور في وجهه ».
فقال عبد اللّه : ولم ، أليس أبي وأبوه واحدا ( وأصلي وأصله واحدا ) (1)؟
فقال له أبو عبد اللّه : « إنّه من نفسي وأنت ابني » (2).
وبهذا الإسناد ، عن عليّ بن محمد ، عن سهل بن زياد و(3) غيره ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس ، عن داود بن زربي ، عن أبي أيّوب الجوزي (4) قال : بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته ، فدخلت عليه وهو جالس على كرسيّ وبين يديه شمعة وفي يده كتاب ، قال : فلمّا سلّمت عليه رمى بالكتاب إليّ وهو يبكي وقال : هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أنّ جعفر بن محمد قد مات ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون - ثلاثا - وأين مثل جعفر ، ثمّ قال لي : اكتب إن كان أوصى إلى رجل بعينه فقدّمه واضرب عنقه.
قال : فكتبت وعاد الجواب : أنّه قد أوصى إلى خمسة : أحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ، وعبد اللّه ، وموسى ، وحميدة (5).
وبهذا الإسناد ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد نحو هذا الحديث ، إلاّ أنّه قال : أوصى إلى خمسة : أوّلهم أبو جعفر المنصور ، ثمّ عبد اللّه ، وموسى ، ومحمد بن جعفر ، ومولى لأبي عبد اللّه عليه
ص: 13
السلام ، فقال المنصور : مالي إلى قتل هؤلاء سبيل (1).
وروى محمد بن سنان ، عن يعقوب السراج قال : دخلت على أبي عبد اللّه وهو واقف على رأس أبي الحسن وهو في المهد ، فجعل يسارّه طويلا ، فجلست حتّى فرغ فقمت إليه فقال لي : « ادن إلى مولاك فسلّم عليه ».
فدنوت فسلّمت عليه ، فردّ عليّ بلسان فصيح ، ثمّ قال لي : « اذهب فغير اسم ابنتك التي سمّيتها أمس ، فإنّه اسم يبغضه اللّه عزّ وجلّ ».
وكانت ولدت لي ابنة فسمّيتها بالحميراء ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « انته إلى أمره ترشد » فغيّرت اسمها (2).
وروى يعقوب بن جعفر الجعفريّ قال : حدّثني إسحاق بن جعفر الصادق علیه السلام قال : كنت عند أبي يوما فسأله عليّ بن عمر بن عليّ فقال : جعلت فداك ، إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك؟
قال : « إلى صاحب هذين الثوبين الأصفرين والغديرتين - يعني الذؤابتين - وهو الطالع عليك من الباب ».
فما لبثنا أن طلعت علينا كفّان آخذتان بالبابين حتّى انفتحا ، ودخل علينا أبو إبراهيم علیه السلام وهو صبيّ وعليه ثوبان أصفران (3).
وروى محمد بن الوليد قال : سمعت عليّ بن جعفر يقول : سمعت أبي - جعفر بن محمد علیهماالسلام - يقول لجماعة من خاصّته وأصحابه : « استوصوا بابني موسى خيرا ، فإنّه أفضل ولدي ، ومن اخلّف من بعدي ، وهو
ص: 14
محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن هشام بن سالم قال : كنّا بالمدينة - بعد وفاة أبي عبد اللّه علیه السلام - أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق ، والناس مجتمعون على عبد اللّه بن جعفر ، فدخلنا عليه فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟
قال : في مائتي درهم خمسة دراهم.
قلنا : ففي مائة؟
فقال : درهمان ونصف.
قال : فخرجنا ضلاّلا ، ما ندري إلى أين نتوجّه وإلى من نقصد ، نقول : إلى المرجئة ، إلى القدريّة ، إلى المعتزلة ، إلى الخوارج ، إلى الزيديّة؟ فنحن كذلك إذ رأيت شيخا لا أعرفه يومئ إليّ بيده ، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور ، وذلك أنّه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر بن محمد علیهماالسلام الناس ، فيؤخذ فتضرب عنقه ، فخفت أن يكون منهم ، فقلت للأحول : تنحّ ، فإنّي خائف على نفسي وعليك ، وإنّما يريدني ليس يريدك. فتنحّى عنّي بعيدا.
وأتبعت الشيخ ، وذلك أنّي ظننت لا أقدر على التخلّص منه ، فما زلت أتبعه حتّى ورد على باب أبي الحسن موسى علیه السلام ثمّ خلاّني ومضى ، فإذا خادم بالباب فقال لي : ادخل رحمك اللّه ، فدخلت فإذا أبو الحسن
ص: 16
موسى علیه السلام ، فقال لي ابتداء منه : « إليّ لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدريّة ، ولا إلى المعتزلة ، ولا إلى الخوارج ، ولا إلى الزيديّة ».
فقلت : جعلت فداك ، مضى أبوك؟
قال : « نعم ».
قلت : مضى موتا؟
قال : « نعم ».
قلت : فمن لنا بعده؟
قال : « إن شاء اللّه أن يهديك هداك ».
قلت : جعلت فداك ، إنّ عبد اللّه أخاك يزعم أنّه إمام من بعد أبيه.
فقال : « عبد اللّه يريد أن لا يعبد اللّه ».
قلت : جعلت فداك ، فمن لنا بعده؟
قال : « إن شاء اللّه أن يهديك هداك ».
قلت : جعلت فداك ، فأنت هو؟
قال : « لا ، ما أقول ذلك ».
قال : فقلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة ، ثمّ قلت له : جعلت فداك عليك إمام؟
قال : « لا ».
قال : فدخلني شيء لا يعلمه إلاّ اللّه تعالى إعظاما له وهيبة ، ثمّ قلت : جعلت فداك ، أسألك كما كنت أسأل أباك؟
قال : « سل تخبر ولا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح ».
قال : فسألته فإذا بحر لا ينزف قلت : جعلت فداك ، شيعة أبيك ضلاّل فألقي إليهم هذا الأمر وأدعوهم إليك؟ فقد أخذت عليّ الكتمان.
قال : « من آنست منه رشدا فألق إليه وخذ عليه الكتمان ، فإن أذاع فهو
ص: 17
الذبح » وأشار بيده إلى حلقه.
قال : فخرجت من عنده ولقيت أبا جعفر الأحول فقال لي : ما وراءك؟
قلت : الهدى ، وحدّثته بالقصّة ، ثمّ لقينا زرارة بن أعين وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه ، ثمّ لقينا الناس أفواجا ، فكلّ من دخل عليه قطع عليه ، إلاّ طائفة عمّار الساباطي ، وبقي عبد اللّه ، لا يدخل عليه إلاّ القليل من الناس (1).
وعنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الرافعي قال : كان لي ابن عمّ يقال له : الحسن بن عبد اللّه ، وكان زاهدا ، وكان من أعبد أهل زمانه ، وكان السلطان يتّقيه لجدّه في الدين واجتهاده ، فدخل يوما المسجد وفيه أبو الحسن موسى علیه السلام ، قال : فأومأ إليه فأتاه فقال له : « يا أبا علي ، ما أحبّ إليّ ما أنت فيه وأسرّني به ، إلاّ أنّه ليس لك معرفة ، فاطلب المعرفة ».
فقال له : جعلت فداك ، وما المعرفة؟
قال : « اذهب تفقّه واطلب الحديث ».
قال : عمّن؟
قال : « عن فقهاء أهل المدينة ، ثمّ اعرض عليّ الحديث ».
قال : فذهب وكتب ثمّ جاء فقرأه عليه ، فأسقطه كلّه ثمّ قال له : « اذهب فاعرف » وكان الرجل معنيّا بدينه.
قال : فلم يزل يترصّد أبا الحسن حتّى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق ، فقال له : جعلت فداك ، إنّي أحتجّ عليك بين يدي اللّه عزّ وجلّ ،
ص: 18
فدلّني على ما تجب عليّ معرفته.
فأخبره بأمر أمير المؤمنين علیه السلام وحقّه ، وأمر الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد علیهم السلام ، ثمّ سكت فقال له : جعلت فداك ، فمن الامام اليوم؟
قال : « إن أخبرتك تقبل؟ » قال : نعم.
قال : « أنا هو ».
قال : فشيء أستدلّ به؟
قال : « اذهب إلى تلك الشجرة - وأشار إلى بعض شجر أمّ غيلان (1) - فقل لها : يقول لك موسى بن جعفر : أقبلي ».
قال : فأتيتها فرأيتها واللّه تخدّ الأرض (2) خدا حتّى وقفت بين يديه ثمّ أشار [ إليها ] بالرجوع فرجعت.
قال : فأقرّ به ولزم الصمت والعبادة ، فكان لا يراه أحد يتكلّم بعد ذلك (3).
وروى عبد اللّه بن إدريس ، عن ابن سنان قال : حمل الرشيد في بعض الأيّام إلى علي بن يقطين ثيابا أكرمه بها ، وكان في جملتها درّاعة خزّ سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب ، وتقدّم عليّ بن يقطين بحمل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى علیه السلام ، وأضاف إليها مالا كان أعدّه على رسم
ص: 19
له في ما يحمله إليه من خمس ماله ، فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن علیه السلام قبل المال والثياب وردّ الدرّاعة على يد غير الرسول إلى عليّ بن يقطين وكتب إليه : « احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه » فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه ولم يدر ما سبب ذلك ، فاحتفظ بالدرّاعة.
فلمّا كان بعد أيّام تغيّر ابن يقطين على غلام له كان يختصّ به فصرفه عن خدمته ، فسعى به إلى الرشيد وقال : إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة ، وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا.
فاستشاط الرشيد غضبا وقال : لأكشفنّ عن هذه الحال ، وأمر بإحضار عليّ بن يقطين فلمّا مثل بين يديه قال : ما فعلت تلك الدرّاعة التي كسوتك بها؟ قال : هي يا أمير المؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب ، وقد احتفظت بها ، وكلّما أصبحت فتحت السفط ونظرت إليها تبركا بها واقبّلها وأردّها إلى موضعها ، وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك ، فقال : ائت بها الساعة ، قال : نعم.
وأنفذ بعض خدمه فقال : امض إلى البيت الفلاني وافتح الصندوق الفلاني وجئني بالسفط الذي فيه بختمه ، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوما ووضع بين يدي الرشيد ، ففكّ ختمه ونظر إلى الدرّاعة مطويّة مدفونة بالطيب ، فسكن غضب الرشيد وقال : أرددها إلى مكانها وانصرف راشدا ، فلن أصدّق عليك بعدها ساعيا ، وأمر له بجائزة سنيّة ، وأمر بضرب الساعي ألف سوط ، فضرب نحو خمسمائة سوط فمات في ذلك (1).
ص: 20
وروى محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن الفضل قال : اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء ، أهو من الأصابع إلى الكعبين؟ أم من الكعبين إلى الأصابع؟ فكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى علیه السلام : جعلت فداك ، إنّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين ، فإن رأيت أن تكتب بخطّك إليّ ما يكون عملي عليه فعلت إن شاء اللّه.
فكتب إليه أبو الحسن علیه السلام : « فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء ، والذي آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثا ، وتستنشق ثلاثا ، وتغسل وجهك ثلاثا ، وتخلّل لحيتك وتغسل يدك من أصابعك إلى المرفقين ، وتمسح رأسك كلّه ، وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثا ، ولا تخالف ذلك إلى غيره ».
فلمّا وصل الكتاب إلى عليّ بن يقطين تعجّب ممّا رسم له فيه ممّا جميع العصابة على خلافه ، ثمّ قال : مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره ، فكان يعمل في وضوئه على هذه.
قال : وسعي بعليّ بن يقطين إلى الرشيد وقيل له : إنّه رافضيّ مخالف لك ، فقال الرشيد لبعض خاصّته : قد كثر القول عندي في عليّ بن يقطين وميله إلى الرفض ، وقد امتحنته مرارا فما ظهرت منه على ما يقرف (1) به ، فقيل له : إنّ الرافضة تخالف [ الجماعة ] (2) في الوضوء فتخفّفه ، ولا تغسل الرجلين ، فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه.
فتركه مدّة وناطه بشيء من شغله في الدار حتّى دخل وقت الصلاة ،
ص: 21
وكان عليّ يخلو في حجرة من الدار لوضوئه وصلاته ، فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى عليّ بن يقطين ولا يراه هو ، فدعا بالماء فتوضّأ على ما أمره الإمام ، فلم يملك الرشيد نفسه حتّى أشرف عليه بحيث يراه ثمّ ناداه : كذب يا عليّ بن يقطين من زعم أنّك من الرّافضة. وصلحت حاله عنده.
وورد كتاب أبي الحسن علیه السلام : « ابتدئ من الآن يا عليّ بن يقطين توضّأ كما أمرك اللّه : اغسل وجهك مرّة فريضة واخرى إسباغا ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح بمقدّم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما كنت أخافه عليك ، والسلام » (1).
وروى أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي الحسن موسى علیه السلام : جعلت فداك بم يعرف الإمام؟
قال : « بخصال : أمّا اولاهنّ : فإنّه بشيء قد تقدّم فيه من أبيه وإشارته إليه لتكون حجّة ، ويسأل فيجيب ، وإذا سكت عنه ابتدأ ، ويخبر بما في غد ، ويكلّم الناس بكلّ لسان » ثمّ قال : « يا أبا محمد ، اعطيك علامة قبل أن تقوم » فلم ألبث أن دخل عليه رجل من أهل خراسان ، فكلّمه الخراساني بالعربيّة فأجابه أبو الحسن بالفارسيّة ، فقال له الخراساني : واللّه ما منعني أن اكلّمك بالفارسيّة إلاّ أنّني ظننت أنّك لا تحسنها.
فقال : « سبحان اللّه ، إذا كنت لا أحسن أن اجيبك فما فضلي عليك فيما أستحقّ [ به ] الامامة ». ثمّ قال : « يا أبا محمد ، إنّ الإمام لا يخفى عليه
ص: 22
كلام أحد من الناس ، ولا منطق الطير ، ولا كلام شيء فيه روح » (1).
وروى الحسن بن عليّ بن أبي عثمان (2) ، عن إسحاق بن عمّار قال : كنت عند أبي الحسن علیه السلام ودخل عليه رجل فقال له أبو الحسن : « يا فلان أنت تموت إلى شهر ».
قال : فأضمرت في نفسي كأنّه يعلم آجال الشيعة ، قال : فقال لي : « يا إسحاق ، ما تنكرون من ذلك ، قد كان رشيد الهجري مستضعفا وكان يعلم علم المنايا والإمام أولى بذلك منه ». ثمّ قال : « يا إسحاق ، تموت إلى سنتين ويشتّت مالك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاسا شديدا ».
قال : فكان كما قال (3).
وروى محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا ، عن أبي خالد الزبالي قال : ورد علينا أبو الحسن موسى علیه السلام ، وقد حمله المهديّ ، فلمّا خرج ودّعته وبكيت ، فقال لي : « ما يبكيك ، يا أبا خالد؟ » فقلت : جعلت فداك ، قد حملك هؤلاء ولا أدري ما يحدث.
فقال : « أمّا في هذه المرة فلا خوف عليّ منهم ، وأنا عندك يوم كذا في شهر كذا في ساعة كذا ، فانتظرني عند أوّل ميل » ومضى.
ص: 23
قال : فلمّا أن كان في اليوم الذي وصفه لي خرجت إلى أوّل ميل فجلست أنتظره حتّى اصفرّت الشمس ، وخفت أن يكون قد تأخّر عن الوقت فقمت انصرف ، فإذا أنا بسواد قد أقبل ومناد ينادي من خلفي ، فأتيته فإذا هو أبو الحسن علیه السلام على بغلة له فقال لي : « أيها يا أبا خالد ».
فقلت : لبّيك يا ابن رسول اللّه ، الحمد لله الذي خلّصك من أيديهم.
فقال لي : « يا أبا خالد ، أمّا أن لي إليهم عودة لا أتخلّص من أيديهم » (1).
* * *
ص: 24
قد اشتهر في الناس : أنّ أبا الحسن موسى علیه السلام كان أجلّ ولد الصادق علیه السلام شأنا ، وأعلاهم في الدين مكانا ، واسخاهم بنانا ، وأفصحهم لسانا ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم وأكرمهم.
وروي : أنّه كان يصلّي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس ، ثمّ يخرّ ساجدا فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتّى يقرب زوال الشمس ، وكان يقول في سجوده علیه السلام : « قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز من عندك ».
وكان من دعائه علیه السلام : « اللّهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب ».
وكان علیه السلام يبكي من خشية اللّه حتّى تخضل لحيته بالدموع.
وكان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم في اللّيل العين (1) والورق (2) وغير
ص: 25
ذلك ، فيوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أيّ وجه هو (1).
وروى الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلويّ ، عن جدّه بإسناده قال : إنّ رجلا من ولد عمر بن الخطّاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى علیه السلام ويشتم عليّا علیه السلام ، فقال له بعض حاشيته : دعنا نقتل هذا الرجل ، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي ، وسأل عن العمريّ فقيل : إنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة.
فركب إليه ، فوجده في مزرعة [ له ] فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمريّ : لا توطئ زرعنا ، فتوطّأه أبو الحسن علیه السلام بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه ، وقال له : « كم غرمت في زرعك هذا؟ ».
فقال : مائة دينار.
قال : « وكم ترجو أن تصيب؟ » قال : لست أعلم الغيب.
قال : « إنّما قلت لك : كم ترجو ».
فقال : « أرجوا أن يجيئني فيه مائتا دينار ».
قال : فأخرج له أبو الحسن علیه السلام صرّة فيها ثلاثمائة دينار ، وقال : « هذا زرعك على حاله واللّه يرزقك فيه ما ترجو ».
فقام العمري فقبّل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسّم أبو الحسن
ص: 26
موسى علیه السلام وانصرف ، ثمّ راح إلى المسجد فوجد العمريّ جالسا فلمّا نظر إليه قال : اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته.
قال : فوثب إليه أصحابه فقالوا له : ما قصّتك؟ فقد كنت تقول غير هذا!! قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن ، وجعل يدعو لأبي الحسن علیه السلام ، فخاصموه وخاصمهم.
فلمّا رجع أبو الحسن علیه السلام إلى داره قال لمن سألوه قتل العمريّ : « أيّما كان خيرا ما أردت أو ما أردتم؟ » (1).
وذكرت الرواة : أنّه علیه السلام كان يصل بالمائتي دينار إلى ثلاثمائة دينار ، وكانت صرار موسى علیه السلام مثلا (2).
وذكروا : أنّ الرشيد لما خرج إلى الحجّ وقرب من المدينة استقبله وجوه أهلها يقدمهم موسى بن جعفر علیهماالسلام على بغلة ، فقال له الربيع : ما هذه الدابّة التي تلقّيت عليها أمير المؤمنين ، وأنت إن طلبت عليها لم تدرك وإن طلبت لم تفت؟
فقال علیه السلام : « إنّها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلّة العير ، وخير الامور أوسطها » (3).
قالوا : ولمّا دخل هارون المدينة وزار النبيّ صلی اللّه علیه و آله
ص: 27
قال : السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك يا ابن عمّ ، مفتخرا بذلك على غيره.
فتقدّم أبو الحسن علیه السلام وقال : « السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك يا أبه » فتغيّر وجه الرشيد وتبيّن فيه الغضب (1).
وروى الشريف الأجلّ المرتضى - قدس اللّه روحه - عن أبي عبيد اللّه المرزبانيّ ، مرفوعا إلى أيّوب بن الحسين الهاشميّ قال : كان نفيع رجلا من الأنصار حضر باب الرشيد - وكان عريضا - وحضر معه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وحضر موسى بن جعفر علیهماالسلام على حمار له ، فتلقّاه الحاجب بالبشر والإكرام ، وأعظمه من كان هناك ، وعجّل له الإذن ، فقال نفيع لعبد العزيز : ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم ، يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير ، أما لئن خرج لأسوءنّه ، قال له عبد العزيز : لا تفعل ، فإن هؤلاء أهل بيت قلّ من تعرّض لهم في خطاب إلاّ وسموه في الجواب سمه يبقى عارها عليه مدى الدهر.
قال : وخرج موسى علیه السلام فقام إليه نفيع الأنصاري فأخذ بلجام حماره ، ثمّ قال : من أنت؟
فقال : « يا هذا ، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب اللّه ابن اسماعيل ذبيح اللّه ابن إبراهيم خليل اللّه ، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض اللّه عزّ وجلّ على المسلمين وعليك - إن كنت منهم - الحجّ إليه ، وإن كنت تريد المفاخرة فو اللّه ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم
ص: 28
حتّى قالوا : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش ، وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمر اللّه تعالى بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة بقول : ( اللّهم صلّ على محمد وآل محمد ) فنحن آل محمد ، خلّ عن الحمار ».
فخلّى عنه ويده ترعد ، وانصرف بخزي ، فقال له عبد العزيز : ألم أقل لك؟! (1)
وروي عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد علیه السلام فسلّمت عليه ، وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى علیه السلام في دهليزه قاعدا في مكتبه وهو صغير السنّ ، فقلت : أين يضع الغريب إذا كان عندكم إذا أراد ذلك؟
فنظر إليّ ثمّ قال : « يجتنب شطوط الأنهار ، ومساقط الثمار ، وأفنية الدور ، والطرق النافذة ، والمساجد ، ويرفع ويضع بعد ذلك أين شاء ».
فلمّا سمعت هذا القول نبل في عيني وعظم في قلبي ، فقلت له : جعلت فداك ، ممّن المعصية؟
فنظر إليّ ثم قال : « اجلس حتّى اخبرك » ، فجلست فقال : « إنّ المعصية لا بد أن تكون من العبد ، أو من ربه ، أو منهما جميعا ، فإن كانت من الربّ فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله ، وإن كانت منهما فهو شريكه والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف ، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر وإليه توجّه النهي وله حقّ الثواب والعقاب ، ولذلك وجبت له الجنّة والنار ».
ص: 29
فلمّا سمعت ذلك قلت : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (1) (2).
ونظم بعضهم هذا المعنى شعرا وقال :
لم تخل أفعالنا اللاّتي نذمّ بها *** إحدى ثلاث خلال حين نأتيها
إمّا تفرّد بارينا بصنعتها *** فيسقط اللوم عنّا حين ننشيها
أو كان يشركنا فيه فيلحقه *** ما سوف يلحقنا من لائم فيها
أو لم يكن لإلهي في جنايتها *** ذنب فما الذنب إلاّ ذنب جانيها (3)
وروى أبو زيد قال : أخبرنا عبد الحميد قال : سأل محمد بن الحسن أبا الحسن موسى علیه السلام بمحضر من الرشيد - وهم بمكّة - فقال له : هل يجوز للمحرم أن يظلّل على نفسه ومحمله؟
فقال : « لا يجوز له ذلك مع الاختيار ».
فقال محمد بن الحسن : أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا؟
قال : « نعم ».
فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك ، فقال له أبو الحسن علیه السلام : « أتعجب من سنّة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وتستهزئ بها!! إنّ رسول اللّه كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم ، إنّ أحكام اللّه تعالى يا محمد لا تقاس ، فمن قاس بعضها على بعض فقد ضلّ
ص: 30
عن سواء السبيل ».
فسكت محمد بن الحسن ولم يحر جوابا (1).
وكان علیه السلام أحفظ الناس بكتاب اللّه تعالى وأحسنهم صوتا به ، وكان إذا قرأ يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته ، وكان الناس بالمدينة يسمّونه زين المتهجّدين (2).
ومن باهر خصائصه علیه السلام ما وردت به الآثار في شأن أمّه ، وذلك ما أخبرني به المفيد عبد الجبّار بن علي الرازي رحمه اللّه ، إجازة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه ، عن أبي عليّ أحمد بن جعفر البزوفريّ ، عن حميد بن زياد ، عن العبّاس بن عبيد اللّه ابن أحمد الدهقان ، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي ، عن محمد بن الفضل وزياد بن النعمان وسيف بن عميرة ، عن هشام بن أحمر قال : أرسل إليّ أبو عبد اللّه علیه السلام في يوم شديد الحرّ ، فقال لي : « اذهب إلى فلان الافريقي فاعترض جارية عنده من حالها كذا وكذا ، ومن صفتها كذا ».
فأتيت الرجل فاعترضت ما عنده ، فلم أر ما وصف لي ، فرجعت إليه فأخبرته فقال : « عد إليه فإنّها عنده ».
فرجعت إلى الافريقي ، فحلف لي ما عنده شيء إلاّ وقد عرضه عليّ ، ثمّ قال : عندي وصيفة مريضة محلوقة الرأس ليس ممّا يعترض ، فقلت له : اعرضها عليّ ، فجاء بها متوكّئة على جاريتين تخطّ برجليها الأرض ، فأرانيها
ص: 31
فعرفت الصفة ، فقلت : بكم هي؟ فقال لي : اذهب بها إليه فيحكم فيها ، ثم قال لي : قد واللّه أردتها منذ ملكتها فما قدرت عليها ، ولقد أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنّه لم يصل إليها ، وحلفت الجارية أنّها نظرت إلى القمر وقع في حجرها.
فأخبرت أبا عبد اللّه علیه السلام بمقالتها ، فأعطاني مائتي دينار فذهبت بها إليه فقال الرجل : هي حرّة لوجه اللّه تعالى إن لم يكن بعث إليّ بشرائها من المغرب.
فأخبرت أبا عبد اللّه علیه السلام بمقالته ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « يا ابن أحمر أما إنّها تلد مولودا ليس بينه وبين اللّه حجاب » (1).
وقد روى الشيخ المفيد قدس اللّه روحه في كتاب ( الإرشاد ) مثل هذا الخبر مسندا إلى هشام بن الأحمر أيضا ، إلاّ أنّ فيه : إن أبا الحسن موسى علیه السلام أمره ببيع هذه الجارية ، وإنّها كانت أمّ الرضا علیه السلام (2).
وسمّي علیه السلام بالكاظم لما كظمه من الغيظ ، وتصبّره على ما فعله الظالمون به ، حتّى مضى قتيلا في حبسهم (3).
* * *
ص: 32
ذكروا : أنّ الرشيد قبضه علیه السلام لمّا ورد إلى المدينة قاصدا للحجّ ، وقيّده واستدعى قبّتين جعله في إحداهما على بغل وجعل القبّة الاخرى على بغل آخر ، وخرج البغلان من داره مع كلّ واحد منهما خيل ، فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبّتين على طريق البصرة ، وبعضها مع الاخرى على طريق الكوفة ، وكان علیه السلام في القبة التي تسير على طريق البصرة - وإنّما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الخبر - وأمر أن يسلّم إلى عيسى بن جعفر بن المنصور فحبسه عنده سنة ، ثمّ كتب إليه الرشيد في دمه فاستعفى عيسى منه ، فوجّه الرشيد من تسلّمه منه ، وصيّر به إلى بغداد ، وسلّم إلى الفضل بن الربيع وبقي عنده مدّة طويلة ، ثمّ أراده الرشيد على شيء من أمره فأبى فأمر بتسليمه إلى الفضل بن يحيى ، فجعله في بعض دوره ووضع عليه الرصد ، فكان علیه السلام مشغولا بالعبادة ، يحيي الليل كلّه صلاة وقراءة للقرآن ، ويصوم النهار في أكثر الأيّام ، ولا يصرف وجهه عن المحراب ، فوسّع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه.
فبلغ ذلك الرشيد وهو بالرقّة فكتب إليه يأمره بقتله ، فتوقّف عن ذلك ، فاغتاظ الرشيد لذلك وتغيّر عليه وأمر به فادخل على العبّاس بن محمد وجرّد وضرب مائة سوط ، وامر بتسليم موسى بن جعفر علیهماالسلام إلى السندي ابن شاهك.
وبلغ يحيى بن خالد الخبر ، فركب إلى الرشيد وقال له : أنا أكفل بما تريد ، ثمّ خرج إلى بغداد ودعا بالسندي وأمره فيه بأمره ، فامتثله وسمّه في
ص: 33
طعام قدّمه إليه ويقال : إنّه جعله في رطب أكل منه فأحسّ بالسمّ ، ولبث بعده موعوكا ثلاثة أيّام ، ومات علیه السلام في اليوم الثالث.
ولما استشهد صلوات اللّه عليه أدخل السنديّ عليه الفقهاء ووجوه الناس من أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عديّ ، فنظروا إليه لا أثر به من جراح ولا خنق ، ثمّ وضعه على الجسر ببغداد ، وأمر يحيى بن خالد فنودي : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنّه لا يموت قد مات فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميّت ، ثمّ حمل فدفن في مقابر قريش ، وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والأشراف من الناس قديما (1).
وروي : أنّه علیه السلام لمّا حضرته الوفاة سأل السندي بن شاهك أن يحضره مولى له مدنيّا ينزل عند دار العبّاس في مشرعة القصب ليتولّى غسله وتكفينه ، ففعل ذلك.
قال السندي بن شاهك : وكنت سألته أن يأذن لي في أن اكفّنه فأبى وقال : « إنّا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ صرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا ، وعندي كفني واريد أن يتولّى غسلي وجهازي مولاي فلان » فتولّى ذلك منه (2).
وقيل : انّ سليمان بن أبي جعفر المنصور أخذه من أيديهم وتولّى غسله وتكفينه ، وكفّنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمسمائة دينار ، مكتوب عليها القرآن كلّه ، ومشى في جنازته حافيا مشقوق الجيب إلى مقابر قريش
ص: 34
كان له علیه السلام سبعة وثلاثون ولدا ذكرا وانثى :
عليّ بن موسى الرضا علیه السلام ، وإبراهيم ، والعبّاس ، والقاسم لامّهات أولاد.
وأحمد ، ومحمد ، وحمزة ، لأمّ ولد.
وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسين ، لأمّ ولد.
وعبد اللّه ، وإسحاق ، وعبيد اللّه ، وزيد ، والحسن ، والفضل ، وسليمان ، لامّهات أولاد.
وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقيّة ، وحكيمة ، وأمّ أبيها ، ورقيّة الصغرى ، وكلثم ، وأمّ جعفر ، ولبابة ، وزينب ، وخديجة ، وعليّة ، وآمنة ، وحسنة ، وبريهة ، وعائشة ، وأمّ سلمة ، وميمونة ، وأمّ كلثوم [ لامّهات أولاد ] (1).
وكان أحمد بن موسى كريما ورعا ، وكان موسى علیه السلام يحبّه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ، ويقال : إنّه أعتق ألف مملوك.
وكان محمد بن موسى علیهماالسلام صالحا ورعا.
وكان إبراهيم بن موسى شجاعا كريما ، وتقلّد الإمرة على اليمن في أيّام المأمون من قبل ( محمد بن زيد ) (2) بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي
ص: 36
طالب علیهم السلام الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مدّة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان ، وأخذ له الأمان من المأمون.
ولكلّ واحد من ولد أبي الحسن موسى علیه السلام فضل ومنقبة ، وكان الرضا علیه السلام مشهورا بالتقدّم ونباهة القدر ، وعظم الشأن ، وجلالة المقام بين الخاصّ والعامّ (1).
* * *
ص: 37
ص: 38
وهو ستة فصول :
ص: 39
ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة (1). ويقال : إنّه ولد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة ، بعد وفاة أبي عبد اللّه علیه السلام بخمس سنين ، رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه (2). وقيل : يوم الخميس (3).
وامّه أمّ ولد يقال لها : أمّ البنين (4) ، واسمها نجمة (5). ويقال : سكن النوبية (6). ويقال : تكتم (7).
روى الصولي عن عون بن محمد قال : سمعت عليّ بن ميثم قال : اشترت حميدة المصفّاة - وهي أمّ أبي الحسن موسى علیه السلام وكانت من أشراف العجم - جارية مولّدة اسمها تكتم ، فكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة ، حتّى أنّها ما جلست بين يديها منذ
ص: 40
ملكتها إجلالا لها ، فقالت لابنها موسى علیه السلام : يا بني ، إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل منها ، ولست أشكّ أن اللّه سيظهر نسلها إن كان لها نسل ، وقد وهبتها لك ، فاستوص بها خيرا (1).
ومما يدلّ على أنّ اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا علیه السلام :
ألا إنّ خير الناس نفسا ووالدا *** ورهطا وأجدادا عليّ المعظّم
أتتنا به للعلم والحلم ثامنا *** إماما يؤدّي حجّة اللّه تكتم (2)
وفي رواية اخرى : عن عليّ بن ميثم ، عن أبيه قال : إنّ حميدة أمّ موسى بن جعفر علیهماالسلام لما اشترت نجمة رأت في المنام رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول لها : « يا حميدة ، هبي نجمة لابنك موسى ، فإنّه سيلد منها خير أهل الأرض » فوهبتها له ، فلمّا ولدت له الرضا سمّاها الطاهرة (3).
وقبض علیه السلام بطوس من خراسان في قرية يقال لها : سناباذ في آخر صفر.
وقيل : انّه توفّي في شهر رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة من سنة ثلاث ومائتين ، وله يومئذ خمس وخمسون سنة.
وكانت مدّة إمامته وخلافته لأبيه عشرين سنة ، وكانت في أيّام إمامته بقيّة ملك الرشيد ، وملك محمد الأمين بعده ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوما ، ثمّ خلع الأمين واجلس عمّه إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوما ، ثمّ اخرج محمد ثانية وبويع له وبقي بعد ذلك سنة وسبعة
ص: 41
أشهر وقتله طاهر بن الحسين ، ثمّ ملك المأمون عبد اللّه بن هارون الخلافة بعده عشرين سنة ، واستشهد علیه السلام في أيّام ملكه (1).
وإنّما سمّي علیه السلام الرضا لأنّه كان رضي اللّه عزّ وجلّ في سمائه ورضي لرسوله والأئمة علیهم السلام بعده في أرضه. وقيل : لأنّه رضي به المخالف والموافق (2).
* * *
ص: 42
أجمع أصحاب أبيه أبي الحسن موسى علیه السلام على أنّه نصّ عليه وأشار بالإمامة إليه ، إلاّ من شذّ عنهم من الواقفة المسمّين ( الممطورة ) والسبب الظاهر في ذلك طمعهم فيما كان في أيديهم من الأموال المجباة إليهم في مدّة حبس أبي الحسن موسى علیه السلام وما كان عندهم من ودائعه ، فحملهم ذلك على إنكار وفاته وادّعاء حياته ، ودفع خليفته بعده عن الإمامة ، وإنكار النصّ عليه ليذهبوا بما في أيديهم ممّا وجب عليهم أن يسلّموه إليه ، ومن كان هذا سبيله بطل الاعتراض بمقاله هذا ، وقد ثبت أنّ الإنكار لا يقابل الإقرار ، فثبت النصّ المنقول وفسد قولهم المخالف للمعقول ، على أنّهم قد انقرضوا ولله الحمد فلا يوجد منهم ديّار.
فأمّا النصوص الواردة ، عن أبيه عليه :
فمن ذلك : ما رواه محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف قال : كنت أنا وهشام بن الحكم وعليّ بن يقطين ببغداد ، فقال عليّ بن يقطين : كنت عند العبد الصالح جالسا فدخل عليه ابنه عليّ فقال لي : « يا عليّ بن يقطين ، هذا عليّ سيّد ولدي ، أما إنّي قد نحلته كنيتي ».
قال : فضرب هشام بن الحكم جبهته براحته وقال : ويحك كيف قلت؟ فقال عليّ بن يقطين : سمعته واللّه منه كما قلت.
ص: 43
قال هشام : إنّ الأمر فيه من بعده (1).
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن محمد بن سنان وإسماعيل بن عباد القصري جميعا ، عن داود الرقّي قال : قلت لأبي إبراهيم علیه السلام : جعلت فداك ، إنّه قد كبر سنّي فخذ بيدي وأنقذني من النار ، من صاحبنا بعدك؟
قال : فأشار إلى ابنه أبي الحسن عليّ الرضا علیه السلام فقال : « هذا صاحبكم من بعدي » (2).
وعنه ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن معاوية بن حكيم ، عن نعيم القابوسي ، عن أبي الحسن موسى علیه السلام قال : « ابني عليّ أكبر ولدي ، وآثرهم عندي ، وأحبّهم إليّ ، وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ » (3).
وعنه ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه ، عن الحسن ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن إسحاق ابن عمّار قال : قلت لأبي الحسن الأول علیه السلام : ألا تدلّني على من آخذ ديني عنه؟
ص: 44
فقال : « هذا ابني عليّ ، إنّ أبي أخذ بيدي فادخلني إلى قبر رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فقال : يا بنيّ إنّ اللّه عزّ وجلّ قال : ( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (1) وإنّ اللّه تعالى إذا قال قولا وفى به » (2).
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن زياد بن مروان القنديّ - وكان من الواقفة - قال : دخلت على أبي إبراهيم علیه السلام وعنده ابنه أبو الحسن فقال : « يا زياد ، هذا ابني كتابه كتابي ، وكلامه كلامي ، ورسوله رسولي ، وما قال فالقول قوله » (3).
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن محمد بن الفضيل قال : حدّثني المخزوميّ - وكانت امّه من ولد جعفر بن أبي طالب - قال : بعث إلينا أبو الحسن موسى علیه السلام فجمعنا ثمّ قال : « أتدرون لم دعوتكم؟ »
فقلنا : لا.
قال : « اشهدوا إنّ ابني هذا وصيّي والقيّم بأمري وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا ، ومن كان له عندي عدة فلينجزها منه ، ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلاّ بكتابه » (4).
ص: 45
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن محمد بن سنان ، وعليّ بن الحكم جميعا ، عن الحسين بن المختار قال : خرجت إلينا ألواح من أبي الحسن موسى علیه السلام - وهو في الحبس - : « عهدي إلى أكبر ولدي أن يفعل كذا وكذا ، وفلان لا تنله شيئا حتّى ألقاه أو يقضي اللّه عليّ الموت » (1).
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي عليّ الخزّاز ، عن داود بن سليمان قال : قلت لأبي إبراهيم علیه السلام : إنّي أخاف أن يحدث حدث الموت ولا ألقاك ، فأخبرني من الإمام بعدك؟
فقال : « ابني عليّ » يعني الرضا علیه السلام (2).
وعنه ، عن ابن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن سعيد بن أبي الجهم ، عن نصر بن قابوس قال : قلت لأبي إبراهيم علیه السلام : إنّي سألت أباك علیه السلام من الذي يكون من بعدك؟ فأخبرني أنّك أنت هو ، فلمّا توفّي أبو عبد اللّه علیه السلام ذهب الناس يمينا وشمالا وقلت أنا بك وأصحابي ، فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك؟
قال : « ابني فلان » (3) يعني عليّا.
ص: 46
وعنه ، عن ابن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن الضحّاك بن الأشعث ، عن داود بن زربي قال : جئت إلى أبي إبراهيم علیه السلام بمال فأخذ بعضه وترك بعضه فقلت : أصلحك اللّه ، لأيّ شيء تركته عندي؟
فقال : « إنّ صاحب هذا الأمر يطلبه منك ».
فلمّا جاء نعيه علیه السلام بعث إليّ أبو الحسن علیه السلام فسألني ذلك المال ، فدفعته إليه (1).
وعنه ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي الحكم - ورواه الشيخ أبو جعفر ابن بابويه ، عن أبيه وجماعة ، عن محمد بن يحيى العطّار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن عبد اللّه بن محمد ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن الحسين مولى أبي عبد اللّه ، عن أبي الحكم - عن عبد اللّه بن إبراهيم بن عليّ بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ، عن يزيد بن سليط قال : لقيت أبا إبراهيم علیه السلام - ونحن نريد العمرة - في بعض الطريق فقلت : جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه.
قال : « نعم ، فهل تثبته أنت؟ »
قلت : نعم ، إنّي أنا وأبي لقيناك هاهنا مع أبي عبد اللّه ومعه إخوتك ، فقال له أبي : بأبي أنت وامّي أنتم كلّكم أئمّة مطهّرون ، والموت لا يعرى منه أحد ، فأحدث إليّ شيئا احدّث به من يخلفني من بعدي فلا يضلّوا.
فقال : « نعم يا أبا عمارة (2) ، هؤلاء ولدي ، وهذا سيّدهم - وأشار
ص: 47
إليك - قد علّم الحكم والفهم ، وله السخاء والمعرفة بما يحتاج إليه الناس وما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنياهم ، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب اللّه عزّ وجلّ ، وفيه آخر خير من هذا كلّه ».
فقال له أبي : وما هي؟
فقال : « يخرج اللّه منه غوث هذه الأمّة وغياثها وعلمها ونورها ، خير مولود وخير ناشئ ، يحقن اللّه به الدماء ، ويصلح به ذات البين ، ويلمّ به الشعث ، ويشعب (1) به الصدع (2) ، ويكسو به العاري ، ويشبع به الجائع ، ويؤمن به الخائف ، وينزل اللّه به القطر ، ويرحم به العباد ، خير كهل ، وخير ناشئ ، قوله حكم ، وصمته علم ، يبيّن للناس ما يختلفون فيه ، ويسود عشيرته من قبل أوان حلمه ».
فقال له أبي : بأبي أنت وامّي ، هل يكون له ولد بعده؟
فقال : « نعم » ثمّ قطع الكلام.
قال يزيد : فقلت له : بأبي أنت وامّي ، فأخبرني بمثل ما أخبرنا به أبوك فقال لي : « نعم ، إنّ أبي علیه السلام كان في زمان ليس هذا الزمان مثله ».
فقلت له : من يرضى بهذا منك فعليه لعنة اللّه.
قال : فضحك أبو إبراهيم علیه السلام ثمّ قال : « اخبرك يا أبا عمارة ، إنّي خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان وأشركت معه بنيّ في الظاهر ، وأوصيته في الباطن وأفردته وحده ، ولو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم لحبّي إيّاه ورأفتي عليه ، ولكن ذاك إلى اللّه يجعله حيث يشاء ، ولقد جاءني بخبره رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ثمّ أرانيه وأراني من يكون بعده ، وكذلك
ص: 48
نحن لا نوصي إلى أحد منّا حتّى يخبره رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وجدّي عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، ورأيت مع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله خاتما وسيفا وعصا وكتابا وعمامة ، فقلت : ما هذا يا رسول اللّه؟ فقال لي : أمّا العمامة فسلطان اللّه ، وأمّا السيف فعزّ اللّه ، وأمّا الكتاب فنور اللّه ؛ وأمّا العصا فقوّة اللّه ، وأمّا الخاتم فجامع هذه الامور ، ثمّ قال : والأمر قد خرج منك إلى غيرك ، فقلت : يا رسول اللّه أرنيه أيّهم هو؟ فقال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : ما رأيت من الأئمة أحدا أجزع على فراق هذا الأمر منك ، ولو كانت الإمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحبّ إلى أبيك منك ، ولكن ذاك إلى اللّه عزّ وجلّ ».
ثمّ قال أبو إبراهيم علیه السلام : « ورأيت ولدي جميعا - الأحياء منهم والأموات - فقال لي أمير المؤمنين علیه السلام : هذا سيّدهم ، وأشار إلى ابني عليّ ، فهو منّي وأنا منه واللّه مع المحسنين ».
قال يزيد : ثمّ قال أبو إبراهيم علیه السلام : « يا يزيد ، إنّها وديعة عندك فلا تخبر بها إلاّ عاقلا أو عبدا تعرفه صادقا ، وإن سئلت عن الشهادة فاشهد بها ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ لنا : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) (1) وقال لنا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللّهِ ) (2).
قال : وقال أبو إبراهيم علیه السلام : « فأقبلت على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فقلت : قد اجتمعوا إليّ - بأبي أنت وامّي - فأيّهم هو؟ فقال : هو الذي ينظر بنور اللّه ، ويسمع بتفهيمه ، وينطق بحكمته ، ويصيب فلا يخطئ ، ويعلم فلا يجهل ، هو هذا - وأخذ بيد عليّ ابني - ثمّ قال : ما أقلّ
ص: 49
مقامك معه ، فإذا رجعت من سفرتك فأوص وأصلح أمرك ، وافرغ ممّا أردت فإنّك منتقل عنهم ومجاور غيرهم ، وإذا أردت فادع عليّا فمره فليغسّلك وليكفّنك وليتطهّر لك ولا يصلح إلاّ ذلك وذلك سنّة قد مضت ».
ثمّ قال أبو إبراهيم علیه السلام : « إنّي أوخذ هذه السنّة ، والأمر إلى ابني عليّ سمّي عليّ وعليّ ، فأمّا عليّ الأول فعليّ بن أبي طالب علیه السلام وأمّا عليّ الآخر فعليّ بن الحسين علیهماالسلام ، اعطي فهم الأول وحكمته وبصره وودّه ودينه ومحنته ، ومحنة الآخر وصبره على ما يكره ، وليس له أن يتكلّم إلاّ بعد موت هارون بأربع سنين ».
ثمّ قال : « يا يزيد ، فإذا مررت بهذا الموضع ولقيته - وستلقاه - فبشّره أنّه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك ، وسيعلمك أنّك لقيتني ، فأخبره عند ذلك أنّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطيّة جارية رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، وإن قدرت أن تبلّغها منّي السلام فافعل ذلك ».
قال يزيد : فلقيت بعد مضيّ أبي إبراهيم علیه السلام عليّا علیه السلام فبدأني فقال لي : « يا يزيد ، ما تقول في العمرة؟ »
فقلت : فداك أبي وأمّي ، ذاك إليك وما عندي نفقة.
فقال : « سبحان اللّه ، ما كنّا نكلّفك ولا نكفيك ».
فخرجنا حتى انتهينا إلى ذلك الموضع ابتدأني فقال : « يا يزيد ، إنّ هذا الموضع لكثيرا ما لقيت فيه ( خيرا لك من عمرتك ) » (1).
فقلت : نعم ، ثمّ قصصت عليه الخبر.
ص: 50
فقال لي : « أمّا الجارية فلم تجيء بعد فإذا ( دخلت ) (1) أبلغتها منك السّلام ».
فانطلقنا إلى مكّة ، واشتراها في تلك السنة ، فلم تلبث إلاّ قليلا حتّى حملت فولدت ذلك الغلام.
قال يزيد : وكان إخوة عليّ يرجون أن يرثوه ، فعادوني من غير ذنب ، فقال لهم إسحاق بن جعفر : واللّه لقد رأيته وأنّه ليقعد من أبي إبراهيم علیه السلام المجلس الذي لا اجلس فيه انا (2).
وعنه ، عن محمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عليّ وعبيد اللّه بن المرزبان ، عن ابن سنان قال : دخلت على أبي الحسن موسى علیه السلام قبل أن يقدم العراق بسنة وعليّ ابنه جالس بين يديه ، فنظر إليّ فقال : « يا محمد ، أما إنه ستكون في هذه السنة حركة ، فلا تجزع لذلك ».
قال : قلت : وما يكون جعلت فداك؟ فقد أقلقتني.
قال : « أصير إلى هذه الطاغية ، أما إنّه لا يبدأني منه سوء ولا من الذي يكون بعده ».
قال : قلت : وما يكون جعلت فداك؟
قال : ( يُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ ) (3).
قال : قلت : وما ذاك جعلت فداك.
قال : « من ظلم ابني هذا حقّه وجحد إمامته من بعدي كان كمن جحد
ص: 51
عليّا علیه السلام حقّه وجحد إمامته من بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ».
قال : قلت : واللّه لئن مدّ اللّه لي في العمر لاسلّمنّ له حقّه ، ولاقرّنّ له بإمامته.
قال : « صدقت يا محمد ، يمدّ اللّه في عمرك وتقرّ بإمامته وإمامة من يكون بعده ».
قال : قلت : ومن ذاك؟
قال : « محمد ابنه ».
قال : قلت له : الرضا والتسليم (1).
والأخبار في هذا الباب كثيرة ، وهذه جملة كافية في هذا الموضع.
ص: 52
قد نقلت الرواة من العامّة والخاصّة كثيرا من دلالاته وآياته في حياته وبعد وفاته ، ونحن نذكر منها ما يليق بكتابنا هذا ، فممّا روته العامّة :
ما أخبرني به الحاكم الموفّق بن عبد اللّه العارف النوقانيّ قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمد السمرقنديّ المحدّث ، قال : أخبرنا محمد بن أبي عليّ الصفّار ، قال : أخبرنا أبو سعد الزاهد ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن عبد ربّه الشيرازيّ بمصر ، قال : حدّثنا عمر بن محمد بن عراك ، قال : حدّثنا عليّ بن محمد الشيروانيّ ، قال : حدّثنا عليّ بن أحمد الوشّاء الكوفيّ قال : خرجت من الكوفة إلى خراسان فقالت لي ابنتي : يا أبه ، خذ هذه الحلّة فبعها واشتر لي بثمنها فيروزجا.
قال : فأخذتها وشددتها في بعض متاعي وقدمت مرو ، فنزلت في بعض الفنادق ، فإذا غلمان عليّ بن موسى - المعروف بالرضا - قد جاءوني وقالوا : نريد حلّة نكفّن بها بعض علمائنا ، فقلت : ما عندي ، فمضوا ثمّ عادوا وقالوا : مولانا يقرأ عليك السلام ويقول لك : « معك حلّة في السفط الفلانيّ دفعتها إليك ابنتك وقالت : اشتر لي بثمنها فيروزجا ، وهده ثمنها ».
فدفعتها إليهم وقلت : واللّه لأسألنّه عن مسائل فإن أجابني عنها فهو هو ، فكتبتها وعدوت إلى بابه فلم أصل إليه لكثرة ازدحام الناس ، فبينما أنا جالس إذ خرج إليّ خادم فقال لي : يا عليّ بن أحمد هذه جوابات مسائلك التي معك ، فأخذتها منه فإذا هي جوابات مسائلي بعينها (1).
ص: 53
ومن ذلك : ما رواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ بإسناده ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي حبيب النباجي قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله في المنام وقد وافى النباج (1) ونزل في المسجد الذي ينزله الحجّاج في كلّ سنة ، وكأنّي مضيت إليه وسلّمت عليه ووقفت بين يديه ، فوجدت عنده طبقا من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحانيّ ، وكأنّه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني ، فعددته فكان ثماني عشرة ، فتأوّلت أنّي أعيش بعدد كلّ تمرة سنة.
فلمّا كان بعد عشرين يوما كنت في أرض تعمر بين يدي للزراعة إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا علیه السلام من المدينة ونزوله ذلك المسجد ، ورأيت الناس يسعون إليه فمضيت نحوه ، فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي صلی اللّه علیه و آله وتحته حصير مثل ما كان تحته وبين يديه طبق من خوص فيه تمر صيحانيّ ، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام ، واستدعاني فناولني قبضة من ذلك التمر ، فعددته فإذا عدده مثل ذلك العدد الذي ناولني رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فقلت له : زدني منه يا ابن رسول اللّه.
فقال : « لو زادك رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لزدناك » (2).
ص: 54
ومن ذلك ما أورده الحاكم أيضا ورواه بإسناده ، عن سعد بن سعد ، عنه علیه السلام : أنّه نظر إلى رجل فقال له : « يا عبد اللّه ، أوص بما تريد واستعدّ لما لا بدّ منه ».
فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيّام (1).
ومما روته الخاصة : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه بإسناده ، عن يحيى بن محمد بن جعفر قال : مرض أبي مرضا شديدا فأتاه الرضا علیه السلام يعوده وعمّي إسحاق جالس يبكي ، فالتفت إليّ وقال : « ما يبكي عمّك؟ » قلت : يخاف عليه ما ترى.
قال : فقال لي : « لا تغتمنّ ، فإنّ إسحاق سيموت قبله ».
قال : فبرئ أبي محمد ومات إسحاق (2).
وباسناده ، عن معمر بن خلاّد قال : قال لي الريّان بن الصلت : أحبّ أن تستأذن لي على أبي الحسن الرضا علیه السلام فاسلّم عليه ، واحبّ أن يكسوني من ثيابه ، وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه.
فدخلت على الرضا علیه السلام فقال مبتدئا : « إنّ الريّان بن الصلت
ص: 55
يريد الدخول علينا ، والكسوة من ثيابنا ، والعطيّة من دراهمنا ، فأذنت له ».
فدخل وسلّم ، فأعطاه ثوبين ، وثلاثين درهما من الدراهم المضروبة باسمه (1).
وباسناده ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي ، عن الحسين بن موسى ابن جعفر قال : كنّا حول أبي الحسن الرضا علیه السلام ونحن شبّان من بني هاشم إذ مرّ علينا جعفر بن عمر العلويّ ، وهو رثّ الهيئة ، فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هيئته ، فقال الرضا علیه السلام : « سترونه عن قريب كثير المال كثير التبع ».
فما مضى إلاّ شهر أو نحوه حتّى ولي المدينة وحسنت حاله ، فكان يمرّ بنا ومعه الخصيان والحشم (2).
وباسناده ، عن الحسين بن بشار قال : قال لي الرضا علیه السلام : « إنّ عبد اللّه يقتل محمدا.
فقلت : عبد اللّه بن هارون يقتل محمد بن هارون؟
فقال لي : « نعم ، عبد اللّه الذي بخراسان يقتل محمد بن زبيدة الذي هو ببغداد » فقتله (3).
ص: 56
وباسناده ، عن موسى بن مهران قال : رأيت الرضا علیه السلام وقد نظر إلى هرثمة بالمدينة فقال : « كأنّي به وقد حمل إلى مرو فضربت عنقه ».
فكان كما قال (1).
وباسناده ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيى قالا : جاءنا الحسين بن قياما الواسطيّ - وكان من رؤساء الواقفة - فسألنا أن نستأذن له على الرضا علیه السلام ففعلنا ، فلمّا صار بين يديه قال له : أنت إمام؟
قال : « نعم ».
قال : فإني اشهد اللّه أنّك لست بإمام.
قال : فنكت طويلا في الأرض منكس الرأس ثمّ رفع رأسه إليه فقال له : « ما علمك أنّي لست بإمام؟ ».
قال له : إنّا روينا عن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّ الإمام لا يكون عقيما ، وأنت قد بلغت هذا السنّ وليس لك ولد.
قال : فنكس رأسه أطول من المرّة الاولى ثمّ رفع رأسه وقال : « إنّي أشهد اللّه انّه لا تمضي الأيّام والليالي حتّى يرزقني اللّه ولدا منّي ».
قال عبد الرحمن : فعددنا الشهور من الوقت الذي قال : فوهب اللّه له أبا جعفر في أقلّ من سنة (2).
قال الشيخ : حدّثنا أحمد بن عليّ بن الحسين الثعالبيّ ، قال : حدّثنا أبو أحمد عبد اللّه بن عبد الرحمن المعروف بالصفوانيّ قال : خرجت قافلة من
ص: 57
خراسان إلى كرمان ، فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلا اتّهموه بكثرة المال ، وأقاموه في الثلج وملأوا فاه منه فانفسد فمه ولسانه حتّى لم يقدر على الكلام ، ثمّ انصرف إلى خراسان وسمع بخبر الرضا علیه السلام وأنّه بنيسابور ، فرأى فيما يرى النائم كأنّ قائلا يقول له : إنّ ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قد ورد خراسان فسله عن علّتك ليعلّمك دواء تنتفع به.
قال : فرأيت كأنّي قد قصدته وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه ، وأخبرته بعلّتي فقال لي : « خذ من الكمّون والسعتر والملح ودقّه وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثا ، فإنّك تعافى ».
فانتبه الرجل من منامه ولم يفكّر فيما كان رأى في منامه حتّى ورد باب نيسابور فقيل له : إنّ عليّ بن موسى الرضا علیهماالسلام قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد ، فوقع في نفسه أن يقصده ويصف له أمره ، فدخل إليه فقال له : يا ابن رسول اللّه ، كان من أمري كيت وكيت ، وقد انفسد عليّ فمي ولساني حتّى لا أقدر على الكلام إلا بجهد ، فعلّمني دواء أنتفع به.
فقال علیه السلام : « ألم اعلّمك ، اذهب فاستعمل ما وصفته لك في منامك ».
فقال الرجل : يا ابن رسول اللّه ، إن رأيت أن تعيده عليّ.
فقال لي : « خذ من الكمّون والسعتر والملح فدقّه وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثا فإنّك تعافى ».
قال الرجل : فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت.
قال الثعالبي : سمعت الصفواني يقول : رأيت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكاية (1).
ص: 58
وباسناده ، عن جعفر بن محمد النوفليّ قال : أتيت الرضا علیه السلام وهو بقنطرة أربق (1) فسلّمت عليه ثمّ جلست وقلت : جعلت فداك ، إنّ اناسا يزعمون أنّ أباك حيّ.
فقال : « كذبوا لعنهم اللّه ، لو كان حيّا ما قسّم ميراثه ولا نكح نساؤه ، ولكنّه واللّه ذاق الموت كما ذاقه عليّ بن أبي طالب علیه السلام ».
قال : فقلت له : فما تأمرني؟
قال : « عليك بابني محمد من بعدي ، وأمّا أنا فإنّي ذاهب في وجه لا أرجع منه ، بورك قبر بطوس وقبران ببغداد ».
قلت : جعلت فداك قد عرفنا واحدا فما الثاني؟
قال : « ستعرفونه » ثمّ قال : « قبري وقبر هارون هكذا » وضمّ اصبعيه (2).
وعن حمزة بن جعفر الأرجانيّ قال : خرج هارون من المسجد الحرام من باب وخرج الرضا علیه السلام من باب ، فقال الرضا علیه السلام - وهو يعني هارون - : « ما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس يا طوس ، ستجمعني وإيّاه » (3).
وباسناده ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال : قال لي الرضا علیه السلام : « إنّي حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي فامرتهم أن
ص: 59
يبكوا عليّ حتّى أسمع ، ثمّ فرّقت فيهم اثني عشر ألف دينار ، ثمّ قلت : أما إنّي لا أرجع إلى عيالي أبدا » (1).
وعن الحسن الوشّاء أيضا ، عن مسافر قال : كنت مع الرضا علیه السلام بمنى فمرّ يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك فغطّى وجهه من الغبار فقال علیه السلام : « مساكين لا يدرون ما يحلّ بهم في هذه السنة » ثمّ قال : « وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين » وضمّ بين إصبعيه.
قال مسافر : فما عرفت معنى حديثه حتّى دفنّاه معه (2).
وباسناده ، عن صفوان بن يحيى قال : لمّا مضى أبو الحسن موسى علیه السلام وتكلّم الرضا علیه السلام خفنا عليه من ذلك وقلنا له : إنّك قد أظهرت أمرا عظيما ، وإنّا نخاف عليك هذا الطاغي.
فقال : « ليجهد جهده ، فلا سبيل له عليّ ».
قال صفوان : فأخبرنا الثقة : أنّ يحيى بن خالد قال للطاغي : هذا عليّ ابنه قد قعد وادّعى الأمر لنفسه ، فقال : ما يكفينا ما صنعنا بأبيه ، تريد أن نقتلهم جميعا! (3).
وباسناده ، عن عليّ بن جعفر ، عن أبي الحسن الطيب قال : لمّا توفّي أبو الحسن موسى علیه السلام دخل أبو الحسن الرضا علیه السلام السوق واشترى كلبا وكبشا وديكا ، فلمّا كتب صاحب الخبر بذلك إلى هارون قال : قد أمنّا جانبه.
ص: 60
وكتب الزبيري : أنّ عليّ بن موسى قد فتح بابه ودعا إلى نفسه ، فقال هارون : واعجبا إنّ عليّ بن موسى قد اشترى كلبا وكبشا وديكا ويكتب فيه بما يكتب! (1).
وباسناده ، عن الحسن بن موسى قال : خرجنا مع أبي الحسن الرضا علیه السلام إلى بعض أملاكه في يوم لا سحاب فيه ، فلمّا برزنا قال : « حملتم معكم المماطر؟ »
قلنا : لا ، وما حاجتنا إلى المماطر وليس سحاب ولا نتخوّف المطر؟! قال : « لكني حملته وستمطرون ».
قال : فما مضينا إلاّ يسيرا حتّى ارتفعت سحابة ومطرنا ، فما بقي منّا أحد إلاّ ابتلّ (2).
وأسانيد هذه الأحاديث مذكورة في كتاب عيون الأخبار للشيخ أبي جعفر قدس اللّه روحه.
وروى محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه بإسناده ، عن إبراهيم بن موسى قال : ألححت على أبي الحسن الرضا علیه السلام في شيء أطلبه منه وكان يعدني ، فخرج ذات يوم يستقبل والي المدينة وأنا معه ، فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل تحت شجرات ونزلت معه أنا وليس معنا ثالث ، فقلت : جعلت فداك ، هذا العيد قد أظلّنا ولا واللّه ما أملك درهما فما سواه.
فحكّ بسوطه الأرض حكّا شديدا ثمّ ضرب بيده فتناول منه سبيكة
ص: 61
ذهب ، ثمّ قال : « انتفع بها واكتم ما رأيت » (1).
وأما ما ظهر للناس بعد وفاته من بركة مشهده المقدّس وعلاماته ، والعجائب التي شاهدها الخلق فيه ، وأذعن العامّ والخاصّ له ، وأقرّ المخالف والمؤالف به إلى يومنا هذا ، فكثير خارج عن حدّ الإحصاء والعدّ ، ولقد ابرئ فيه الأكمه والأبرص ، واستجيبت الدعوات ، وقضيت ببركته الحاجات ، وكشفت الملمّات ، وشاهدنا كثيرا من ذلك وتيقنّاه وعلمناه علما لا يتخالج الشكّ والريب في معناه ، فلو ذهبنا نخوض في إيراد ذلك لخرجنا عن الغرض في هذا الكتاب.
ص: 62
محمد بن يحيى الصولي ، عن ابن ذكوان قال : سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول : ما رأيت الرضا علیه السلام سئل عن شيء قطّ إلاّ علمه ، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء فيجيب عنه ، وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثّله انتزاعات من القرآن ، وكان يختمه في كلّ ثلاث ويقول : « لو أنّي أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت ، ولكنّي ما مررت بآية قطّ إلاّ فكّرت فيها وفي أيّ شيء انزلت وفي أيّ وقت ، فلذلك صرت أختمه في كلّ ثلاث » (1).
وفي رواية اخرى : عن إبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن العبّاس أنّه قال : ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا ، وشاهدت منه ما لم اشاهده من أحد ، وما رأيته جفا أحدا بكلامه قط ، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه ، وما ردّ أحدا عن حاجة يقدر عليها ، ولا مدّ رجليه بين يدي جليس له قطّ ، ولا اتكئ بين يدي جليس له قط ، ولا رأيته يشتم أحدا من مواليه ومماليكه ، وما رأيته تفل قط ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسّم ، وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البوّاب والسائس ، وكان قليل النوم بالليل ، كثير السهر ، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح ، وكان كثير الصوم ، ولا يفوته صيام
ص: 63
ثلاثة أيام في الشهر ، ويقول : « ذلك صوم الدهر » وكان كثير المعروف والصدقة في السرّ ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة ، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقوه (1).
وعن محمد بن أبي عباد قال : كان جلوس الرضا علیه السلام على حصير في الصيف وعلى مسح في الشتاء ، ولبسه الغليظ من الثياب حتّى إذا برز للناس تزيّن لهم (2).
وروى الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ بإسناده ، عن الفضل بن العبّاس ، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال : ما رأيت أعلم من عليّ ابن موسى الرضا علیهماالسلام ، ولا رآه عالم إلاّ شهد له بمثل شهادتي ، ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلّمين فغلبهم عن آخرهم حتّى ما بقي أحد منهم إلاّ أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور ، ولقد سمعت عليّ بن موسى الرضا علیهماالسلام يقول : « كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون ، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إليّ بأجمعهم وبعثوا إليّ بالمسائل فأجيب عنها » (3).
قال أبو الصّلت : ولقد حدّثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر ، عن أبيه : أنّ موسى بن جعفر علیهماالسلام كان يقول لبنيه : « هذا أخوكم عليّ بن موسى عالم آل محمد ، فاسألوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم ،
ص: 64
فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمّد غير مرّة يقول لي : إنّ عالم آل محمد لفي صلبك ، وليتني أدركته فإنّه سميّ أمير المؤمنين عليّ علیه السلام » (1).
وروى عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى الفارسيّ قال : نظر أبو نؤاس إلى الرضا علیه السلام ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له ، فدنا منه وسلّم عليه وقال : يا ابن رسول اللّه ، قد قلت فيك أبياتا وأنا احبّ أن تسمعها منّي.
قال : « هات » فأنشأ يقول :
مطهّرون نقيّات ثيابهم *** تجري الصلاة عليهم أين ما ذكروا
من لم يكن علويّا حين تنسبه *** فما له في قديم الدهر مفتخر
فاللّه لمّا برأ خلقا فأتقنه *** صفّاكم واصطفاكم أيّها البشر
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم *** علم الكتاب وما جاءت به السور
فقال الرضا علیه السلام : « قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ، يا غلام هل معك من نفقتنا شيء؟ ».
فقال : ثلاثمائة دينار.
فقال : « أعطها إيّاه » ثم قال : « لعلّه استقلّها ، يا غلام سق إليه البغلة » (2).
ولأبي نؤاس فيه أيضا :
قيل لي أنت أوحد الناس طرّا *** في فنون من الكلام النبيه (3)
لك من جوهر الكلام بديع *** يثمر الدر في يدي مجتنيه
ص: 65
فعلام تركت مدح ابن موسى *** والخصال التي تجمّعن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمام *** كان جبريل خادما لأبيه (1)
عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت الهرويّ قال : دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ على الرضا علیه السلام بمرو فقال له : يا ابن رسول اللّه ، إنّي قد قلت فيكم قصيدة ، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك.
فقال علیه السلام : « هاتها ».
فأنشده :
مدارس آيات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما بلغ إلى قوله :
أرى فيئهم في غيرهم متقسّما *** وأيديهم من فيئهم صفرات
بكى أبو الحسن الرضا علیه السلام وقال له : « صدقت يا خزاعيّ ».
فلما بلغ إلى قوله :
إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم *** أكفّا عن الأوتار منقبضات
جعل الرضا علیه السلام يقلّب كفّيه ويقول : « أجل واللّه منقبضات ».
فلما بلغ إلى قوله :
لقد خفت في الدنيا وأيّام سعيها *** وإنّي لارجو الأمن بعد وفاتي
قال الرضا علیه السلام : « آمنك اللّه يوم الفزع الأكبر ».
فلما انتهى إلى قوله :
ص: 66
وقبر ببغداد لنفس زكيّة *** تضمّنها الرحمن في الغرفات
قال الرضا علیه السلام : « أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ » فقال : بلى يا ابن رسول اللّه.
فقال علیه السلام :
« وقبر بطوس يا لها من مصيبة *** توقّد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتّى يبعث اللّه قائما *** يفرّج عنّا الهمّ والكربات »
فقال دعبل : يا ابن رسول اللّه هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟
فقال الرضا علیه السلام : « قبري ، ولا تنقضي الأيّام والليالي حتّى تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له ».
ثمّ نهض الرضا علیه السلام بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه ، فدخل الدار فلمّا كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار - وفي رواية غيره : ستّمائة دينار - وقال له : يقول لك مولاي : « اجعلها في نفقتك ».
فقال دعبل : واللّه ما لهذا جئت ، ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شيء ، وردّ الصرّة وسأل ثوبا من ثياب الرضا ليتبرّك به ويتشرّف ، فأنفذ إليه الرضا علیه السلام بجبّة خزّ مع الصرّة وقال للخادم : « قل له : خذ هذه الصرّة فإنّك ستحتاج إليها ، ولا تراجعني فيها ».
فانصرف دعبل وصار من مرو في قافلة فوقع عليهم اللصوص وأخذوا القافلة وكتّفوا أهلها وجعلوا يقسّمون أموالهم ، فتمثّل رجل منهم بقوله :
أرى فيئهم في غيرهم متقسّما *** وأيديهم من فيئهم صفرات
فقال دعبل : لمن هذا البيت؟ قال : لرجل من خزاعة. قال : فأنا دعبل
ص: 67
قائل هذه القصيدة.
فحلّوا كتافه وكتاف جميع القافلة ، وردّوا إليهم جميع ما أخذ منهم.
وسار دعبل حتّى وصل إلى قم وأنشدهم القصيدة فوصلوه بمال كثير وسألوه أن يبيع الجبّة منهم بألف دينار فأبى ، وسار عن قم فلحقه قوم من أحداثهم وأخذوا الجبّة منه ، فرجع دعبل وسألهم ردّها عليه فقالوا : لا سبيل لك إليها فخذ ثمنها ألف دينار ، فقال : على أن تدفعوا إليّ شيئا منها ، فأعطوه بعضها وألف دينار.
وانصرف دعبل إلى وطنه فوجد اللصوص أخذوا جميع ما في منزله ، فباع المائة دينار التي وصله بها الرضا علیه السلام من الشيعة كلّ دينار بمائة درهم ، وتذكّر قول الرضا علیه السلام : « إنّك ستحتاج إليها » (1).
وعن أبي الصلت الهرويّ قال : سمعت دعبل قال : لمّا أنشدت مولاي الرضا علیه السلام القصيدة وانتهيت إلى قولي :
خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم اللّه والبركات
يميّز فينا كلّ حقّ وباطل *** ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا علیه السلام بكاء شديدا ثمّ رفع رأسه إليّ وقال : « يا خزاعي ، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم؟ »
قلت : لا يا مولاي ، إلاّ أنّي سمعت بخروج إمام منكم يملأ الأرض
ص: 68
عدلاً.
فقال : « يا دعبل ، الإمام بعدي محمد ابني ، وبعد محمد ابنه عليّ ، وبعد عليّ ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه تعالى ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا » (1).
وروى الصولي ، عن أبي ذكوان ، عن إبراهيم بن العبّاس قال : كان الرضا علیه السلام ينشد كثيرا :
« إذا كنت في خير فلا تغتر به *** ولكن قل اللّهمّ سلّم وتمّم » (2)
وعن الريّان بن الصلت قال : أنشدني الرضا علیه السلام لعبد المطّلب :
« يعيب الناس كلّهم زمانا *** وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا *** ولو نطق الزمان بنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب *** ويأكل بعضنا بعضا عيانا » (3)
وشكا رجل أخاه في مجلسه علیه السلام فأنشأ يقول :
« اعذر أخاك على ذنوبه *** واستر وغطّ على عيوبه
واصبر على بهت السفي *** ه وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضّلا *** وكلّ الظلوم إلى حسيبه » (4)
ص: 69
وروي عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال : كتب أبو الحسن الرضا علیه السلام إلى بعض أصحابه : « إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق » (1).
وروي عن ياسر الخادم قال : كان غلمان لأبي الحسن علیه السلام في البيت صقالبة وروم ، وكان أبو الحسن علیه السلام قريبا منهم فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبيّة والروميّة ويقولون : إنّا كنّا نفتصد في كلّ سنة في بلادنا ثمّ ليس نفتصد هاهنا ، فلمّا كان من الغد وجّه أبو الحسن علیه السلام إلى بعض الأطبّاء فقال : « افصد فلانا عرق كذا ، وافصد فلانا عرق كذا » ثمّ قال : « يا ياسر ، لا تفتصد أنت ».
قال : فافتصدت فورمت يدي واحمرّت. فقال لي : « يا ياسر ما لك؟ » فأخبرته فقال : « ألم أنهك عن ذلك ، هلمّ يدك » فمسح يده عليها وتفل فيها ثمّ أوصاني أن لا أتعشّى ، فكنت بعد ذلك ما شاء اللّه لا أتعشّى ثمّ أتغافل فأتعشّى فتضرب عليّ (2).
عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت الهرويّ قال : كان الرضا علیه السلام يكلّم الناس بلغاتهم ، وكان واللّه أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة ، فقلت له يوما : يا ابن رسول اللّه إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها.
فقال : « يا أبا الصلت ، أنا حجّة اللّه على خلقه ، وما كان اللّه ليتّخذ
ص: 70
حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أوما بلغك قول أمير المؤمنين علیه السلام : اوتينا فصل الخطاب؟ فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات » (1).
وروى الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن الرضا علیه السلام : أنّه قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول اللّه ، رأيت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله في المنام كأنّه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيّب في ثراكم نجمي؟
فقال له الرضا علیه السلام : « أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيّكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب اللّه تعالى من حقّي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنّا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والإنس. ولقد حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه علیه السلام أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قال : من رآني في منامه فقد رآني فإنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوّة » (2).
وأما ما روي عنه علیه السلام من فنون العلم ، وأنواع الحكم ، والأخبار المجموعة والمنثورة ، والمجالس مع أهل الملل والمناظرات المشهورة فأكثر من أن تحصى.
ص: 71
كان المأمون قد أنفذ إلى جماعة من الطالبيّة فحملهم من المدينة وفيهم الرضا علیه السلام ، فأخذ بهم على طريق البصرة حتّى جاءوه بهم ، وكان المتولّي لإشخاصهم المعروف بالجلودي ، فقدم بهم على المأمون فأنزلهم دارا وأنزل الرضا علیه السلام دارا وأكرمه وعظّم أمره ، ثمّ أنفذ إليه أنّي اريد ان أخلع نفسي من الخلافة واقلّدك إيّاها ، فأنكر الرضا علیه السلام هذا الأمر وقال له : « اعيذك باللّه يا أمير المؤمنين من هذا الكلام وأن يسمع به أحد » فرد عليه الرسالة : فإذا أبيت ما عرضته عليك فلا بدّ من ولاية العهد من بعدي ، فأبى عليه الرضا علیه السلام إباء شديدا.
فاستدعاه إليه وخلا به ومعه ذو الرئاستين الفضل بن سهل وردد عليه هذا الكلام ، فقال علیه السلام : « اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين ».
فقال له المأمون كالمهدّد : إنّ عمر بن الخطّاب جعل الأمر شورى في ستّة أحدهم جدّك أمير المؤمنين وشرط فيمن خالف ذلك أن يضرب عنقه ، ولا بدّ من قبولك ما اريده منك.
فقال الرضا علیه السلام : « فإنّي اجيبك إلى ما تريده من ولاية العهد ، على أنّي لا آمر ولا أنهي ، ولا افتي ولا أقضي ، ولا اولّي ولا أعزل ، ولا اغيّر شيئا ممّا هو قائم » فأجابه المأمون إلى ذلك كلّه (1).
ص: 72
وذكر رواة السير : أنّ المأمون لمّا أراد العقد للرضا علیه السلام أحضر الفضل بن سهل والحسن بن سهل فأعلمهما بما قد عزم عليه من ذلك وقال : إنّي عاهدت اللّه تعالى أنّني إن ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب ، وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض.
فلمّا رأيا عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته ، فأرسلهما إلى الرضا ، فعرضا ذلك عليه فامتنع منه ، فلم يزالا به حتّى أجاب ورجعا إلى المأمون فعرّفاه إجابته ، فسرّ به وجلس للخاصّة في يوم خميس ، وخرج الفضل بن سهل فأعلم الناس برأي المأمون في عليّ بن موسى علیه السلام ، وانّه قد ولاه عهده ، وقد سمّاه الرضا ، وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الآخر ، على أن يأخذوا رزق سنة.
فلمّا كان ذلك اليوم ركب الناس على طبقاتهم من القوّاد والحجّاب والقضاة وغيرهم في الخضرة ، وجلس المأمون ووضع للرضا علیه السلام وسادتين عظيمتين حتّى لحق بمجلسه وفرشه ، وأجلس الرضا علیه السلام عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ، ثمّ أمر ابنه العبّاس بن المأمون فبايع له أوّل الناس ، فرفع الرضا علیه السلام يده فتلقّى بها وجه نفسه وببطنها وجوههم ، فقال المأمون : ابسط يدك للبيعة ، فقال الرضا علیه السلام : « إنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله هكذا كان يبايع ».
فبايعه الناس ويده فوق أيديهم ، ووضعت البدر ، وقامت الخطباء والشعراء ، فجعلوا يذكرون فضل الرضا علیه السلام وما كان من المأمون في أمره ، ثمّ دعا أبو عبّاد بالعبّاس بن المأمون فوثب فدنا من أبيه فقبّل يده وأمره بالجلوس ، ثمّ نودي محمد بن جعفر بن محمد وقال له الفضل بن سهل : قم ، فقام فمشى حتّى قرب من المأمون فوقف فلم يقبّل يده ، فقيل له : امض فخذ جائزتك ، وناداه المأمون : ارجع يا أبا جعفر إلى مجلسك ، فرجع ثمّ
ص: 73
جعل أبو عبّاد يدعو بعلويّ وعبّاسيّ فيقبضان جوائزهما حتّى نفدت الأموال.
ثم قال المأمون للرضا علیه السلام : اخطب الناس ، فحمد اللّه سبحانه وأثنى عليه وقال : « إنّ لنا عليكم حقّا برسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ولكم علينا حقّا به ، فإذا أنتم أدّيتم إلينا ذلك الحقّ وجب علينا الحقّ لكم ».
ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس ، وأمر المأمون فضربت الدراهم وطبع عليها اسم الرضا علیه السلام ، وخطب للرضا في كلّ بلد بولاية العهد (1).
وخطب عبد الجبّار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بالمدينة فقال في الدعاء له : ولي عهد المسلمين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ علیهم السلام .
ستّة آباء هم ما هم
أفضل من يشرب صوب الغمام (2)
وذكر المدائنيّ عن رجاله قال : لمّا جلس الرضا علیه السلام لولاية العهد قام بين يديه الخطباء والشعراء ، وخفقت الألوية على رأسه ، فذكر بعض من حضر ذلك المجلس ممّن كان يختصّ بالرضا علیه السلام قال : نظر إليّ وكنت مستبشرا بما جرى ، فأومأ إليّ أن ادن فدنوت منه فقال لي من حيث لا يسمعه غيري : « لا تشغل قلبك بهذا الأمر ولا تستبشر له ، فإنّه شيء لا يتمّ » (3).
ص: 74
وذكر الصوليّ بإسناده ، عن الفضل بن سهل النوبختي - أو عن أخ له - قال : لمّا عزم المأمون على العقد للرضا علیه السلام بالعهد قلت : واللّه لأعتبرنّ بما في نفس المأمون أيحبّ تمام هذا الأمر أو هو تصنّع منه؟ فكتبت إليه على يد خادم له كان يكاتبني بأسراره على يده : قد عزم ذو الرئاستين على عقد العهد والطالع السرطان وفيه المشتري ، والسرطان وإن كان شرف المشتري فهو برج منقلب لا يتمّ أمر يعقد فيه ، ومع هذا فإنّ المرّيخ في الميزان في بيت العاقبة ، وهذا يدلّ على نكبة المعقود له ، وقد عرّفت أمير المؤمنين ذلك لئلاّ يعتب عليّ إذا وقف على هذا من غيري.
فكتب إليّ : إذا قرأت جوابي إليك فاردده إليّ مع الخادم ، ونفسك أن يقف أحد على ما عرّفتنيه ، أو أن يرجع ذو الرئاستين عن عزمه ، فإنّه إن فعل ذلك ألحقت الذنب بك وعلمت أنّك سببه.
قال : فضاقت عليّ الدنيا ، وبلغني أنّ الفضل بن سهل قد تنبّه على الأمر ورجع عن عزمه ، وكان حسن العلم بالنجوم ، فخفت واللّه على نفسي وركبت إليه فقلت له : أتعلم في السماء نجما أسعد من المشتريّ؟ قال : لا ، قلت : أتعلم في الكواكب [ نجما ] يكون في حال أسعد منها في شرفها؟ قال : لا ، قلت : فأمض العزم على ذلك إن كنت تعقده وسعد الفلك في أسعد حالاته ، فأمضى الأمر (1) على ذلك ، فما علمت أنّي من أهل الدنيا حتّى وقّع العقد فزعا من المأمون (2).
وروى عليّ بن إبراهيم ، عن ياسر الخادم والريّان بن الصلت جميعا قالا : لمّا حضر العيد - وكان قد عقد للرضا علیه السلام الأمر بولاية العهد -
ص: 75
بعث المأمون إليه في الركوب إلى العيد والصلاة بالناس والخطبة بهم ، فبعث إليه الرضا علیه السلام : « قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر ، فاعفني عن الصلاة بالناس ».
فقال له المأمون : إنّي اريد أن تطمئنّ قلوب الناس ويعرفوا فضلك.
ولم يزل الرسول يتردّد بينهم في ذلك ، فلمّا ألحّ عليه المأمون أرسل علیه السلام إليه : « إن أعفيتني فهو أحبّ إليّ ، وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وأمير المؤمنين علیه السلام ».
فقال المأمون : اخرج كيف شئت.
وأمر القوّاد والناس أن يبكروا إلى باب الرضا علیه السلام ، فقعد الناس لأبي الحسن في الطرقات والسطوح ، واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه ، وصار جميع القوّاد والجند إلى بابه ، فوقفوا على دوابّهم حتّى طلعت الشمس ، فاغتسل أبو الحسن علیه السلام ، ولبس ثيابه ، وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن ، ألقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفيه ، ومسّ شيئا من الطيب ، وأخذ بيده عكّازة وقال لمواليه : « افعلوا مثل ذلك ».
فخرجوا بين يديه وهو حاف ، قد شمّر سراويله إلى نصف الساق ، وعليه ثياب مشمّرة ، فمشى قليلا ورفع رأسه إلى السماء وكبّر وكبّر مواليه معه ، ومشى حتّى وقف على الباب ، فلمّا رآه القوّاد والجند في تلك الصورة سقطوا كلّهم إلى الأرض ، وكان أحسنهم حالا من كان معه سكّين قطع بها شرابة چاچيلته (1) ونزعها وتحفّى ، وكبّر الرضا علیه السلام على الباب وكبّر الناس معه ، فخيل إلينا أنّ السماء والحيطان تجاوبه.
وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج لمّا رأوا أبا الحسن علیه السلام
ص: 76
وسمعوا تكبيره ، وبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين : يا أمير المؤمنين ، إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس وخفنا كلّنا على دمائنا ، فأنفذ إليه أن يرجع فبعث إليه المأمون : قد كلّفناك شططا وأتعبناك ، ولست احبّ أن تلحقك مشقّة ، فارجع وليصلّ بالناس من كان يصلّي بهم على رسمه ، فدعا أبو الحسن علیه السلام بخفّه فلبسه وركب ورجع ، واختلف أمر الناس في ذلك اليوم ولم تنتظم صلاتهم (1).
وروى عليّ بن إبراهيم ، عن ياسر قال : لمّا عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى بغداد خرج معه ذو الرئاستين وخرجنا مع أبي الحسن الرضا علیه السلام ، فورد على الفضل كتاب من أخيه الحسن بن سهل ونحن في بعض المنازل : إنّي نظرت في تحويل السنة فوجدت فيه أنّك تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حرّ الحديد وحرّ النار ، وأرى أن تدخل أنت وأمير المؤمنين والرضا الحمّام في هذا اليوم وتحتجم فيه وتصبّ على بدنك الدّم ليزول عنك نحسه.
فكتب ذو الرئاستين بذلك إلى المأمون وسأله أن يسأل أبا الحسن في ذلك ، فكتب إلى الرضا علیه السلام يسأله فيه ، فأجابه : « لست بداخل الحمّام غدا » فأعاد عليه الرقعة مرّتين ، فكتب إليه أبو الحسن علیه السلام : « إنّي رأيت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله في هذه الليلة فقال لي : يا عليّ لا تدخل الحمّام غدا ، ولا أرى لك يا أمير المؤمنين ولا للفضل أن تدخلا الحمّام ».
فكتب إليه المأمون : صدقت يا أبا الحسن وصدق رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ولست بداخل الحمّام غدا ، والفضل أعلم.
ص: 77
قال ياسر : فلمّا أمسينا قال لنا الرضا علیه السلام : « قولوا : نعوذ باللّه من شرّ ما ينزل في هذه الليلة » فلم نزل نقول ذلك ، فلمّا صلّى الرضا علیه السلام الصبح قال لي : « اصعد السطح فاستمع هل تجد شيئا » فلمّا صعدت سمعت الصيحة فكثرت وزادت فلم نشعر بشيء ، فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان من داره إلى دار أبي الحسن علیه السلام وهو يقول : يا سيّدي يا أبا الحسن ، آجرك اللّه في الفضل ، فإنّه دخل الحمّام ودخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه ، وأخذ ممّن دخل عليه ثلاثة نفر أحدهم ابن خالة الفضل ابن ذي القلمين.
قال : واجتمع الجند والقوّاد ومن كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا : هو اغتاله وشغبوا عليه وطلبوا بدمه ، وجاءوا بالنيران ليحرقوا الباب ، فقال المأمون لأبي الحسن علیه السلام : يا سيّدي إن رأيت أن تخرج إليهم وترفق بهم حتّى يتفرّقوا؟ قال : « نعم ».
فركب أبو الحسن وقال لي : « يا ياسر ، اركب » فركبت فلمّا خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس وقد ازدحموا فأومأ إليهم بيده تفرّقوا.
قال : ياسر فأقبل الناس وقد يقع بعضهم على بعض ، وما أشار إلى أحد إلاّ ركض ومضى (1).
وقال أبو عليّ السلامي : إنّما قتل الفضل بن سهل غالب خال المأمون في حمّام سرخس مغافصة (2) في شعبان سنة ثلاث ومائتين (3).
ص: 78
عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمد الحسينيّ قال : بعث المأمون إلى أبي الحسن علیه السلام جارية ، فلمّا ادخلت عليه اشمأزّت من الشيب ، فردّها إلى المأمون وكتب إليه :
« نعى نفسي إلى نفسي المشيب *** وعند الشيب يتّعظ اللبيب
فقد ولّى الشباب إلى مداه *** فلست أرى مواضعه تؤوب
سأبكيه وأندبه طويلا *** وأدعوه إليّ عسى يجيب
وهيهات الذي قد فات منه *** تمنّيني به النفس الكذوب
وراع الغانيات بياض رأسي *** ومن مدّ البقاء له يشيب
أرى البيض الحسان يحدن عنّي *** وفي هجرانهنّ لنا نصيب
فإن يكن الشباب مضى حبيبا *** فإنّ الشيب أيضا لى حبيب
سأصحبه بتقوى اللّه حتّى *** يفرّق بيننا الأجل القريب » (1)
ص: 79
وكان سبب قتل المأمون إيّاه أنه علیه السلام كان لا يحابي المأمون في حقّ ، ويجبهه في أكثر أحواله بما يغيظه ويحقده عليه ، ولا يظهر ذلك له ، وكان علیه السلام يكثر وعظه إذا خلا به ، ويخوّفه باللّه تعالى ، وكان المأمون يظهر قبول ذلك ويبطن خلافه.
ودخل علیه السلام يوما عليه فرآه يتوضّأ للصلاة والغلام يصبّ على يده الماء فقال : « لا تشرك - يا أمير المؤمنين - بعبادة ربّك أحدا » فصرف المأمون الغلام وتولّى إتمام وضوئه.
وكان علیه السلام يزري على الفضل والحسن - ابني سهل - عند المأمون إذا ذكرهما ، ويصف له مساوئهما ، وينهاه عن الإصغاء إلى مقالهما ، فعرفا ذلك منه ، فجعلا يحطبان (1) عليه عند المأمون ، ويخوّفانه من حمل الناس عليه ، حتّى قلبا رأيه فيه وعزم على قتله ، فاتّفق أنّه علیه السلام أكل هو والمأمون طعاما فاعتلّ الرضا علیه السلام واظهر المأمون تمارضا (2).
فذكر محمد بن عليّ بن أبي حمزة ، عن منصور بن بشير ، عن أخيه عبد اللّه بن بشير قال : أمرني المأمون أن اطوّل أظفاري عن العادة ولا أظهر لأحد ذلك ، ففعلت ، ثمّ استدعاني وأخرج إليّ شيئا شبيها بالتمر الهنديّ ،
ص: 80
وقال : اعجن هذا بيديك جميعا ، ففعلت.
ثمّ قام وتركني ، فدخل على الرضا علیه السلام فقال له : ما خبرك؟
قال : « أرجو أن أكون صالحا ».
فقال له : وأنا اليوم بحمد اللّه أيضا صالح ، فهل جاءك أحد من المترفّقين في هذا اليوم؟ قال : « لا ».
فغضب المأمون وصاح على غلمانه ، ثمّ قال : فخذ ماء الرمّان الساعة ، فإنّه مما لا يستغنى عنه ، ثمّ دعاني فقال : ائتنا برمّان ، فأتيته به فقال لي : أعصره بيديك ، ففعلت وسقاه المأمون بيده ، وكان ذلك سبب وفاته ، ولم يلبث إلاّ يومين حتّى مات (1).
وروي عن محمد بن الجهم أنّه قال : كان الرضا علیه السلام يعجبه العنب ، فاخذ له شيء منه فجعل في موضع أقماعه الإبر أيّاما ثمّ نزعت منه وجيء به إليه ، فأكل منه وهو في علّته التي ذكرناها فقتله ، وذكر أنّ ذلك من لطيف السموم (2).
وروى جماعة كثيرة من أصحابنا ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت الهرويّ قال : بينا أنا واقف بين يدي الرضا علیه السلام إذ قال لي : « يا أبا الصلت ، ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون فائتني بترابه من أربعة جوانب ».
قال : فأتيته به فقال : « ناولني هذا التراب » - وهو من عند الباب - فناولته فأخذه وشمّه ثمّ رمى به فقال : « سيحفر لي هاهنا ، فتظهر صخرة لو
ص: 81
جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها » ثمّ قال : « في الذي عند الرجل مثل ذلك ، وفي الذي عند الرأس مثل ذلك ».
ثم قال : « ناولني هذا التراب فهو من تربتي » ثمّ قال : « سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل ، وأن يشقّ لي ضريحا ، فإن أبوا إلاّ أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبرا ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ سيوسّعه لي بما شاء ، فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة ، فتكلّم بالكلام الذي اعلّمك ، فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتانا صغارا ففتّت لها الخبز الذي أعطيك فإنّها تلتقطه ، فإذا لم يبق منه شيء خرجت حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقى منها شيء ، ثمّ تغيب فإذا غابت فضع يدك على الماء وتكلّم بالكلام الذي اعلّمك فإنّه ينضب الماء ولا يبقى منه شيء ، ولا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون ».
ثمّ قال علیه السلام : يا أبا الصلت ، غدا أدخل إلى هذا الفاجر فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلّم اكلّمك ، وإن خرجت وأنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني ».
فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس في محرابه ينتظر ، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له : أجب أمير المؤمنين ، فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتّى دخل على المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه ، فلمّا بصر بالرضا علیه السلام وثب إليه وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه وناوله العنقود وقال : يا ابن رسول اللّه ما رأيت عنبا أحسن من هذا ، فقال له الرضا علیه السلام : « ربّما كان عنبا حسنا يكون من الجنّة » فقال : كل منه ، فقال له الرضا علیه السلام : « تعفيني منه » فقال : لا بدّ من ذلك ، وما يمنعك منه ،
ص: 82
لعلّك تتّهمنا بشيء ، فتناول العنقود وأكل منه ثمّ ناوله فأكل منه الرضا علیه السلام ثلاث حبّات ثمّ رمى به وقام ، فقال له المأمون : إلى أين؟ قال : « إلى حيث وجّهتني ».
وخرج علیه السلام مغطّى الرأس فلم اكلّمه حتّى دخل الدار وأمر أن يغلق الباب فاغلق ثمّ نام علیه السلام على فراشه ، ومكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا ، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ شابّ حسن الوجه قطط الشعر أشبه الناس بالرضا علیه السلام فبادرت إليه وقلت : من أين دخلت والباب مغلق؟ فقال لي : « الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق ».
فقلت له : ومن أنت؟
فقال لي : « أنا حجة اللّه عليك يا أبا الصلت ، أنا محمّد بن عليّ ».
ثمّ مضى نحو أبيه علیه السلام فدخل وأمرني بالدخول معه ، فلمّا نظر إليه الرضا علیه السلام وثب إليه فعانقه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه ، ثمّ سحبه سحبا في فراشه وأكبّ عليه محمد بن علي يقبله ، وسارّه بشيء لم أفهمه ، ورأيت على شفتي الرضا زبدا أشد بياضا من الثلج ، ورأيت أبو جعفر يلحسه بلسانه ، ثمّ أدخل يده بين ثوبيه وصدره فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور فابتلعه أبو جعفر ، ومضى الرضا علیه السلام .
فقال أبو جعفر : « قم يا أبا الصلت وائتني بالمغتسل والماء من الخزانة ».
فقلت : ما في الخزانة مغتسل ولا ماء.
فقال لي : « انته إلى ما أمرك به ».
فدخلت الخزانة ، فإذا فيها مغتسل وماء ، فأخرجته وشمّرت ثيابي لاغسّله معه ، فقال لي : « [ تنح ] يا أبا الصلت ، فإنّ معي من يعينني غيرك ».
ص: 83
فغسّله ثمّ قال لي : « ادخل الخزانة فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه ».
فدخلت ، فإذا أنا بالسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ ، فحملته إليه وكفّنه وصلّى عليه ، ثم قال : « ائتني بالتابوت ».
فقلت : أمضي إلى النجار حتّى يصلح تابوتا.
قال : « قم ، فإنّ في الخزانة تابوتا ».
فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قطّ ، فأتيته به فأخذه علیه السلام فوضعه في التابوت بعد ما صلّى عليه وصفّ قدميه وصلّى ركعتين ، لم يفرغ منها حتّى علا التابوت وانشقّ السقف فخرج منه التابوت ومضى ، فقلت : يا ابن رسول اللّه الساعة يجيئنا المأمون يطالبنا بالرضا فما نصنع؟
فقال لي : « أسكت فإنه سيعود يا أبا الصلت ، ما من نبيّ يموت في المشرق ويموت وصيّه في المغرب إلاّ جمع اللّه بين أرواحهما وأجسادهما ».
فما أتم الحديث حتّى انشقّ السقف ونزل التابوت ، فقام علیه السلام واستخرج الرضا علیه السلام من التابوت ووضعه على فراشه كأنّه لم يغسّل ولم يكفّن ، ثمّ قال : « يا أبا الصلت ، قم فافتح الباب للمأمون ».
ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان بالباب ، فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه ولطم رأسه وهو يقول : يا سيّداه ، فجعت بك يا سيّدي ، ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال : خذوا في تجهيزه.
فأمر بحفر القبر ، فحفرت الموضع فظهر كل شيء على ما وصفه الرضا علیه السلام ، فقام بعض جلسائه وقال : ألست تزعم أنّه إمام؟ قلت : بلى ، لا يكون الإمام إلاّ مقدّم الناس ، فأمر أن يحفر له في القبلة ، فقلت : أمرني أن أحفر له سبع مراقي وأن أشقّ له ضريحه ، فقال : انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت - سوى الضريح - ولكن يحفر له ويلحد.
ص: 84
فلمّا رأى ما ظهر له من النداوة والحيتان وغير ذلك قال المأمون : لم يزل الرضا علیه السلام يرينا العجائب في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضا.
فقال له وزير كان معه : أتدري ما أخبرك به الرضا.
قال : لا.
قال : أخبركم إنّ ملككم بني العبّاس - مع كثرتكم وطول مدّتكم - مثل هذه الحيتان ، حتّى إذا فنيت آجالكم وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم سلّط اللّه تعالى عليكم رجلا منّا فأفناكم عن آخركم.
قال له : صدقت ، ثمّ قال : يا أبا الصلت ، علّمني الكلام الذي تكلمت به.
قلت : واللّه لقد نسيت الكلام من ساعتي ، وقد كنت صدقت ، فأمر بحبسي ، فحبست سنة ، فضاق عليّ الحبس وسألت اللّه أن يفرّج عنّي بحقّ محمد وآله ، فلم أستتمّ الدعاء حتّى دخل محمد بن عليّ الرضا علیهماالسلام فقال لي : « ضاق صدرك يا أبا الصلت؟ »
فقلت : إي واللّه.
قال : « قم فاخرج » ثم ضرب بيده إلى القيود التي كانت عليّ ففكّها ، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار ، والحرسة والغلمة يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني ، وخرجت من باب الدار ثمّ قال لي : « امض في ودائع اللّه ، فإنّك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبدا ».
قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت (1).
وروي عن إبراهيم بن العبّاس قال : كانت البيعة للرضا علیه السلام
ص: 85
لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ، وزوّجه ابنته أمّ حبيب في أوّل سنة اثنين ومائتين ، وتوفّي سنة ثلاث ومائتين والمأمون متوجّه إلى العراق (1).
وفي رواية هرثمة بن أعين عن الرضا علیه السلام - في حديث طويل - : أنّه قال : « يا هرثمة ، هذا أوان رحيلي إلى اللّه عزّ وجل ولحوقي بجدّي وآبائي علیهم السلام ، وقد بلغ الكتاب أجله ، فقد عزم هذا الطاغي على سمّي في عنب ورمّان مفروك ، فأمّا العنب فإنّه يغمس السلك في السمّ ويجذبه بالخيط في العنب ، وأمّا الرمّان فإنّه يطرح السمّ في كفّ بعض غلمانه ويفرك الرمّان بيده ليلطّخ حبّه في ذلك السمّ ، وإنّه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرّب إليّ الرمّان والعنب ويسألني أكلهما فآكلهما ثمّ ينفذ الحكم ويحضر القضاء » (2).
ثمّ ساق الحديث بطوله قريبا من حديث أبي الصلت الهرويّ في معناه ، ويزيد عليه بأشياء.
وكان للرضا علیه السلام من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن عليّ الجواد علیه السلام لا غير (3).
ولمّا توفّي الرضا علیه السلام أنفذ المأمون إلى محمّد بن جعفر الصادق علیه السلام وجماعة آل أبي طالب الذين كانوا عنده ، فلمّا حضروه نعاه إليهم وأظهر حزنا شديدا وتوجّعا ، وأراهم إيّاه صحيح الجسد ، وقال : يعزّ عليّ يا أخي أن أراك بهذه الحال وقد كنت آمل أن أقدم قبلك ، ولكنّ أبى اللّه
ص: 86
إلاّ ما أراد (1).
ص: 87
ص: 88
ص: 89
ص: 90
ولد علیه السلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة لسبع عشرة ليلة مضت من الشهر (1). وقيل : للنصف منه ليلة الجمعة (2).
وفي رواية ابن عيّاش : ولد يوم الجمعة لعشر خلون من رجب (3).
وقبض علیه السلام ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين ، وله يومئذ خمس وعشرون سنة.
وكانت مدّة خلافته لأبيه سبع عشرة سنة ، وكانت في أيّام إمامته بقيّة ملك المأمون ، وقبض علیه السلام في أوّل ملك المعتصم.
وامّه أمّ ولد يقال لها : سبيكة. ويقال : درّة ، ثمّ سمّاها الرضا علیه السلام خيزران ، وكانت نوبيّة (4).
ولقبه : التقيّ ، والمنتجب ، والجواد ، والمرتضى. ويقال له : أبو جعفر الثاني.
ودفن علیه السلام في مقابر قريش في ظهر جدّه موسى علیه السلام (5).
ص: 91
يدل على إمامته علیه السلام - بعد طريقة الاعتبار وطريقة التواتر اللتين تقدّم ذكرهما في إمامة آبائه علیهم السلام - ما ثبت من إشارة أبيه إليه بالإمامة.
ورواه الثقات من أصحابه وأهل بيته عنه ، مثل عمّه عليّ بن جعفر الصادق علیه السلام ، وصفوان بن يحيى ، ومعمر بن خلاّد ، وابن أبي نصر البزنطي ، والحسين بن بشار ، وغيرهم.
فروى محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعليّ بن محمد القاسانيّ جميعا ، عن زكريّا بن يحيى قال : سمعت عليّ بن جعفر يحدّث الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين فقال في حديثه : لقد نصر اللّه أبا الحسن الرضا علیه السلام لمّا بغى عليه إخوته وعمومته. وذكر حديثا طويلا حتّى انتهى إلى قوله : فقمت ( وقبضت على يد ) (1) أبي جعفر محمد بن عليّ الرضا علیهماالسلام وقلت : أشهد أنّك إمامي عند اللّه ، فبكى الرضا علیه السلام ثمّ قال : « يا عمّ ، ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : بأبي ابن خيرة الإماء النوبيّة الطيّبة يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجدّه صاحب الغيبة يقال : مات أو هلك أيّ واد سلك؟ »
فقلت : صدقت جعلت فداك (2).
ص: 92
وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا علیه السلام : قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر فكنت تقول : « يهب اللّه لي غلاما » فقد وهبه اللّه لك ، فأقرّ عيوننا ، فلا أرانا اللّه يومك ، فإن كان كون فإلى من؟
فأشار بيده إلى أبي جعفر علیه السلام وهو قائم بين يديه ، فقلت له : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟! قال : « وما يضرّه من ذلك ، قد قام عيسى بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين » (1).
وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت الرضا علیه السلام - وذكر شيئا - فقال : « ما حاجتكم إلى ذلك ، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي ، وصيّرته مكاني ».
وقال : « إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذّة بالقذّة (2) » (3).
وعنه ، عن بعض أصحابنا ، عن محمد بن عليّ ، عن معاوية بن حكيم ، عن ابن أبي نصر البزنطي قال : قال لي ابن النجاشيّ : من الإمام من بعد صاحبك؟ - ولم يكن رزق أبا جعفر - فدخلت على الرضا عليه
ص: 93
السلام فأخبرته بما سألني عنه ابن النجاشيّ فقال : « الإمام بعدي ابني » ثم قال : « وهل يجترئ أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟! » (1).
وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن يحيى ، عن مالك بن أشيم ، عن الحسين بن يسار قال : كتب ابن قياما إلى أبي الحسن الرضا علیه السلام كتابا يقول فيه : كيف تكون إماما وليس لك ولد؟
فأجابه أبو الحسن علیه السلام : « وما علمك أنّه لا يكون لي ولد ، واللّه لا تمضي الأيّام والليالي حتّى يرزقني اللّه ذكرا يفرّق بين الحقّ والباطل » (2).
وعنه ، عن الحسين بن محمد ، عن الخيراني ، عن أبيه قال : كنت واقفا بين يدي أبي الحسن علیه السلام بخراسان فقال له قائل : يا سيّدي إن كان كون فإلى من؟
قال : « إلى أبي جعفر ابني ».
فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر ، فقال أبو الحسن علیه السلام : « إنّ اللّه بعث عيسى بن مريم رسولا نبيّا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السنّ الذي هو فيه » (3).
ص: 94
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد ، عن يحيى بن حبيب الزيّات قال : أخبرني من كان عند الرضا علیه السلام جالسا ، فلمّا نهضوا قال لهم : « ألقوا أبا جعفر فسلّموا عليه وأحدثوا به عهدا ».
فلمّا نهض القوم التفت إليّ فقال : « رحم اللّه المفضّل ، إنّه كان ليقنع بدون هذا » (1).
وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عليّ ، عن الحسن بن الجهم قال : كنت مع أبي الحسن الرضا علیه السلام جالسا فدعا بابنه وهو صغير ، فأجلسه في حجري وقال لي : « جرّده » أي انزع قميصه.
فنزعته ، فقال : « انظر بين كتفيه » فنظرت فإذا في إحدى كتفيه شبيه بالخاتم داخل في اللحم ، فقال لي : « أترى هذا؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي علیه السلام » (2).
وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي يحيى الصنعانيّ قال : كنت عند أبي الحسن الرضا علیه السلام فجيء بابنه أبي جعفر وهو صغير فقال : « هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه » (3).
ص: 95
محمد بن يعقوب ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن حسّان ، عن عليّ بن خالد قال : كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك رجلا محبوسا اتي به من ناحية الشام مكبولا وقالوا : إنّه تنبّأ ، قال : فأتيت الباب وداريت البوّابين حتّى وصلت إليه ، فإذا رجل له فهم وعقل ، فقلت له : ما قصّتك؟
فقال : إنّي كنت بالشام أعبد اللّه في الموضع الذي يقال إنّه نصب فيه رأس الحسين علیه السلام ، فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر اللّه تعالى إذ رأيت شخصا بين يديّ فنظرت إليه فقال لي : « قم » فقمت ، فمشى بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي : « أتعرف هذا المسجد؟ » فقلت : نعم هذا مسجد الكوفة.
قال : فصلّى وصلّيت معه ، ثم انصرف وانصرفت معه ، فمشى بي قليلا فإذا نحن بمسجد الرسول صلی اللّه علیه و آله ، فسلّم على الرسول وصلّى وصلّيت معه.
ثمّ خرج وخرجت معه ، فمشى قليلا فإذا أنا بمكّة ، فطاف بالبيت وطفت معه.
ثمّ خرج فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد اللّه بالشام ، وغاب الشخص عن عيني ، فبقيت متعجبا حولا ممّا رأيت ، فلمّا كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعاني فأجبته. ففعل كما فعل في العام الماضي ، فلمّا أراد مفارقتي بالشام قلت له : سألتك بحقّ الذي أقدرك على ما رأيت منك إلاّ أخبرتني من أنت؟
ص: 96
قال : « أنا محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام ».
فحدّثت من كان يصير إليّ بخبره ، فرقي ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيّات فبعث إليّ من أخذني وكبّلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى ، وادّعى عليّ المحال.
فقلت له : أرفع عنك القصّة إلى محمد بن عبد الملك الزيّات؟
قال : افعل.
فكتبت عنه قصة ، شرحت أمره فيها ورفعتها إلى محمد بن عبد الملك ، فوقّع في ظهرها : قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى المدينة ، ومن المدينة إلى مكّة ، وردّك من مكّة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.
قال عليّ بن خالد : فغمّني ذلك من أمره وانصرفت محزونا عليه ، فلمّا كان من الغد باكرت إلى الحبس لاعلمه الحال وآمره بالصبر والعزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وخلقا عظيما من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لي : المتنبئ المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس ، فلا يدرى خسفت به الأرض أو اختطفه الطير.
وكان عليّ بن خالد هذا زيديّا فقال بالإمامة لمّا رأى ذلك وحسن اعتقاده (1).
وفي كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري رضی اللّه عنه للشيخ أبي
ص: 97
عبد اللّه أحمد بن محمد بن عيّاش الذي أخبرني بجميعه السيد أبو طالب محمد بن الحسين الحسينيّ القصبي الجرجاني رحمه اللّه قال : أخبرني والدي السيّد أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن القصبيّ ، عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمد الجعفريّ عنه قال. حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمد ابن يحيى العطّار القمّي ، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال : قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ : دخلت على أبي جعفر الثاني علیه السلام ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليّ فاغتممت لذلك ، فتناول إحداهنّ وقال : « هذه رقعة ريّان بن شبيب » ثمّ تناول الثانية فقال : « هذه رقعة محمد ابن حمزة » وتناول الثالثة وقال : « هذه رقعة فلان » فبهت فنظر إليّ وتبسّم علیه السلام .
قال الحميريّ : وقال لي أبو هاشم : وأعطاني أبو جعفر ثلاثمائة دينار في صرة وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمّه وقال : « أما إنّه سيقول لك دلّني على حريف يشتري لي بها متاعا فدلّه عليه ».
قال : فأتيته بالدنانير فقال لي : يا أبا هاشم دلّني على حريف يشتري لي بها متاعا. ففعلت.
قال أبو هاشم : وكلّمني جمّال أن اكلّمه ليدخله في بعض اموره ، فدخلت عليه لاكلّمه فوجدته يأكل مع جماعة فلم يمكنني كلامه ، فقال : « يا أبا هاشم كل » ووضع بين يديّ ثمّ قال - ابتداء منه من غير مسألة - : « يا غلام انظر الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم فضمّه إليك ».
قال أبو هاشم : ودخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له : جعلت فداك ، إنّي مولع بأكل الطين ، فادع اللّه لي ، فسكت ثم قال لي بعد أيّام - ابتداء منه - : « يا أبا هاشم ، قد أذهب اللّه عنك أكل الطين ».
ص: 98
قال أبو هاشم : فما شيء أبغض إليّ منه (1).
ومما رواه محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد [ عن علي بن أسباط ] (2) قال : خرج عليّ أبو جعفر حدثان موت أبيه فنظرت إلى قدّه لأصف قامته لأصحابنا فقعد ، ثمّ قال : « يا عليّ ، إنّ اللّه تعالى احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة فقال : ( وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (3) » (4).
وروى أيضا : عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجّال [ وعمرو بن عثمان ] (5) ، عن رجل من أهل المدينة ، عن المطرفيّ قال : مضى أبو الحسن الرضا علیه السلام ولي عليه أربعة آلاف درهم ، لم يكن يعرفها غيري وغيره ، فأرسل إليّ أبو جعفر : « إذا كان في غد فائتني ».
فأتيته من الغد ، فقال لي : « مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم؟ »
فقلت : نعم.
فرفع المصلّى الذي كان تحته ، فإذا تحته دنانير فدفعها إليّ ، وكان
ص: 99
قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم (1).
وروى محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب ( نوادر الحكمة ) : عن موسى بن جعفر ، عن أميّة بن علي قال : كنت بالمدينة ، وكنت أختلف إلى أبي جعفر علیه السلام وأبو الحسن علیه السلام بخراسان ، وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسلّمون عليه ، فدعا يوما الجارية فقال : « قولي لهم : يتهيّئون للمأتم ».
فلما تفرّقوا قالوا : ألا سألناه مأتم من؟
فلمّا كان من الغد فعل مثل ذلك ، فقالوا : مأتم من؟
قال : « مأتم خير من على ظهرها ».
فأتانا خبر أبي الحسن علیه السلام بعد ذلك بأيّام ، فإذا هو قد مات في ذلك اليوم (2).
وفيه : عن حمدان بن سليمان ، عن أبي سعيد الأرمنيّ ، عن محمد ابن عبد اللّه بن مهران قال : قال : محمد بن الفرج : كتب إليّ أبو جعفر : « احملوا إليّ الخمس ، فإنّي لست آخذه منكم سوى عامي هذا ».
فقبض علیه السلام في تلك السنة (3).
ص: 100
كان علیه السلام قد بلغ في كمال العقل والفضل والعلم والحكم والأدب - مع صغر سنه - منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوي السنّ من السادات وغيرهم ، ولذلك كان المأمون مشغوفا به لما رأى من علوّ رتبته وعظم منزلته في جميع الفضائل ، فزوّجه ابنته أمّ الفضل ، وحملها معه إلى المدينة ، وكان متوفّرا على تعظيمه وتوقيره وتبجيله.
وروي عن الريّان بن شبيب : أنّ المأمون لمّا أراد أن يزوّجه ابنته استكبر ذلك جماعة العبّاسيّة ، وخاضوا في ذلك ، وقالوا للمأمون : ننشدك اللّه أن تقيم على هذا الأمر الذي عزمت عليه من تزويج ابن الرضا ، فإنّا نخاف أن تخرج به عنّا أمرا قد ملّكناه اللّه! وتنزع عنّا عزّا قد ألبسناه اللّه وقد كنّا في وهلة من عملك مع الرضا حتّى كفانا اللّه المهم من ذلك! فقال المأمون : واللّه ما
ندمت على ما كان منّي من استخلاف الرضا ، ولقد سألته أن يقوم بالأمر وانزعه من عنقي فأبى ، وكان أمر اللّه قدرا مقدورا ، وأمّا أبو جعفر فقد اخترته لتبريزه على كافّة أهل الفضل مع صغر سنّه والاعجوبة فيه بذلك.
فقالوا له : إنّه صبيّ لا معرفة له ، فأمهله ليتأدّب ويتفقّه في الذين ثمّ اصنع ما تراه.
فقال لهم : ويحكم ، إنّي أعرف بهذا الفتى منكم ، وإنّ أهل هذا البيت علمهم من اللّه تعالى وموادّه وإلهامه ، ولم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال ، فإن شئتم فامتحنوا أبا
ص: 101
جعفر حتّى يتبيّن لكم ما وصفت لكم من حاله.
قالوا : قد رضينا بذلك.
فخرجوا ، واتّفق رأيهم على أنّ يحيى بن أكثم يسأله مسألة - وهو قاضي الزمان - فأجابهم المأمون إلى ذلك.
واجتمع القوم في يوم اتّفقوا عليه ، وأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر دست (1) ، ويجعل له فيه مسورتان ، ففعل ذلك ، وخرج أبو جعفر - وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهر - فجلس بين المسورتين ، وجلس يحيى بن أكثم بين يديه ، وقام الناس في مراتبهم ، والمأمون جالس في دست متّصل بدست أبي جعفر علیه السلام ، فقال يحيى بن أكثم للمأمون : أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أسأل أبا جعفر؟
فقال : استأذنه في ذلك.
فأقبل عليه يحيى وقال : أتأذن لي جعلت فداك في مسألة؟
فقال : « سل إن شئت ».
فقال : ما تقول - جعلت فداك - في محرم قتل صيدا؟
فقال أبو جعفر علیه السلام : « في حلّ أو حرم؟ عالما كان المحرم أو جاهلا؟ قتله عمدا أو خطأ؟ حرّا كان المحرم أو عبدا؟ صغيرا كان أم كبيرا؟ مبتدئا كان بالقتل أم معيدا؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد كان أم كبارها؟ مصرّا كان على ما فعل أم نادما؟ ليلا كان قتله للصيد أم نهارا؟ محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحجّ كان محرما؟ ».
فتحيّر يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ، وتلجلج حتّى عرف أهل المجلس أمره ، فقال المأمون : الحمد لله على هذه النعمة
ص: 102
والتوفيق لي في الرأي ، ثمّ قال لأبي جعفر علیه السلام : اخطب لنفسك ، فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوّجك أمّ الفضل ابنتي.
فقال أبو جعفر علیه السلام : « الحمد لله إقرارا بنعمته ، ولا إله إلاّ اللّه إخلاصا لوحدانيّته ، وصلّى اللّه على محمّد سيّد بريّته ، وعلى الأصفياء من عترته.
أمّا بعد : فقد كان من فضل اللّه على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه : ( وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) (1) ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل ابنة عبد اللّه المأمون ، وقد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد صلی اللّه علیه و آله وهو خمسمائة درهم جيادا ، فهل زوّجته يا أمير المؤمنين بها على الصداق المذكور؟ »
فقال المأمون : نعم ، قد زوّجتك يا أبا جعفر أم الفضل ابنتي على الصداق المذكور ، فهل قبلت النكاح؟
قال أبو جعفر : « نعم ، قبلت النكاح ورضيت به ».
فأمر المأمون أن يقعد الناس على مراتبهم.
قال الريّان : فلم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاّحين ، فإذا الخدم يجرّون سفينة مصنوعة من فضّة تشدّ بحبال الأبريسم على عجلة مملوّة من الغالية (2) ، ثمّ أمر المأمون أن تخضب لحى الخاصّة من تلك الغالية ، ثمّ مدّت إلى دار العامّة ، وطيّبوا بها ، ووضعت الموائد وأكل الناس ،
ص: 103
وخرجت الجوائز إلى كلّ قوم على قدرهم.
فلمّا تفرّق الناس وبقي من الخاصّة من بقي قال المأمون لأبي جعفر : إن رأيت جعلت فداك أن تذكر تفصيل ما ذكرته من الفقه في قتل المحرم فعلت.
فقال أبو جعفر : « نعم ». وأجاب عن جميع المسائل بما هو مشهور.
فقال له المأمون : أحسنت ، أحسن اللّه إليك يا أبا جعفر ، فإن رأيت أن تسأل يحيى عن مسألة كما سألك.
فقال له أبو جعفر علیه السلام : « اخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أوّل النهار فكان نظره إليها حراما عليه ، فلمّا ارتفع النهار حلّت له ، فلمّا زالت الشمس حرمت عليه ، فلمّا كان وقت العصر حلّت له ، فلمّا غربت الشمس حرمت عليه ، فلمّا دخل وقت العشاء الآخرة حلّت له ، فلمّا كان انتصاف الليل حرمت عليه ، فلمّا طلع الفجر حلّت له ، ما حال هذه المرأة ، وبما ذا حلّت له وحرمت عليه؟ »
فقال يحيى : لا أعرف ذلك ، فإن رأيت أن تفيدنا.
فقال أبو جعفر علیه السلام : « هذه المرأة أمة لرجل من الناس ، نظر إليها [ أجنبي ] (1) أوّل النهار [ فكان نظره إليها حراما ] (2) فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له ، فلمّا كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه ، ثم تزوجها وقت العصر فحلّت له ، ثمّ ظاهر منها وقت المغرب فحرمت عليه ، ثمّ كفّر عن الظهار وقت العشاء فحلّت له ، ثمّ طلّقها واحدة نصف الليل فحرمت عليه ، ثمّ راجعها وقت الفجر فحلّت له ».
فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته وقال : ويحكم ، إنّ أهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل ، وإنّ صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال ، أما علمتم أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله افتتح
ص: 104
دعوته بدعاء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وهو ابن عشر سنين ، وقبل منه الإسلام ، وحكم اللّه له به ، ولم يدع أحدا في سنّه غيره ، وبايع الحسن والحسين علیهماالسلام وهما ابنا دون الستّ سنين ولم يبايع صبيّا غيرهما ، فإنّهم ذرّيّة بعضها من بعض ، يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم.
قالوا : صدقت يا أمير المؤمنين. ثمّ نهض القوم.
فلمّا كان من الغد أحضر الناس ، وحضر أبو جعفر علیه السلام ، وصار القوّاد والحجّاب والخاصّة والعمّال لتهنئة المأمون وأبي جعفر ، فاخرجت ثلاثة أطباق من الفضّة فيها بنادق مسك وزعفران معجون ، في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة وعطايا سنيّة واقطاعات ، فأمر المأمون بنثرها على القوم من خاصّته ، فكلّ من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها والتمسه فأطلق له ، ووضعت البدر فنثر ما فيها على القوّاد وغيرهم ، وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا ، ولم يزل مكرما لأبي جعفر علیه السلام يؤثره على ولده وجماعة أهل بيته (1).
ولمّا انصرف أبو جعفر علیه السلام من عند المأمون ببغداد ومعه أمّ الفضل إلى المدينة ، صار إلى شارع باب الكوفة والناس يشيّعونه ، فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد ، وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد ، فدعا بكوز فيه ماء فتوضّأ في أصل النبقة وقام وصلّى بالناس صلاة المغرب ، فقرأ في الاولى « بالحمد » و « إذا جاء نصر اللّه » وفي الثانية « بالحمد » و « قل هو اللّه أحد » وقنت قبل الركوع ، وجلس بعد التسليم
ص: 105
هنيهة يذكر اللّه تعالى ، وقام من غير تعقيب فصلّى النوافل أربع ركعات ، وعقّب بعدها ، وسجد سجدتي الشكر ثمّ خرج ، فلمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملا كثيرا حسنا ، فتعجّبوا من ذلك ، فأكلوا منها فوجدوه نبقا حلوا لا عجم له ، ومضى علیه السلام إلى المدينة (1).
ولم يزل بها حتّى أشخصه المعتصم إلى بغداد في أوّل سنة ( خمس وعشرين ) (2) ومائتين ، فأقام بها حتّى توفي في آخر ذي القعدة من هذه السنة (3).
وقيل : إنّه مضى علیه السلام مسموما (4).
وخلّف من الولد : ابنه عليا علیه السلام الإمام ، وموسى (5).
( ويقال : و) (6) فاطمة ، وامامة ابنتيه ، ولم يخلّف غيرهم (7).
ص: 106
ص: 107
ص: 108
ولد علیه السلام بصريا (1) من المدينة في النصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين. وفي رواية ابن عيّاش : يوم الثلاثاء الخامس من رجب.
وقبض بسرّمن رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله يومئذ احدى وأربعون سنة وأشهر ، وكان المتوكّل قد أشخصه مع يحيى بن هرثمة ابن أعين من المدينة إلى سرّ من رأى فأقام بها حتّى مضى لسبيله.
وكانت مدّة إمامته ثلاثا وثلاثين سنة.
وامّه أمّ ولد يقال لها : سمانة (2).
ولقبه : النقيّ ، والعالم ، والفقيه ، والأمين ، والطيّب ، ويقال له : أبو الحسن الثالث.
وكانت في أيّام إمامته بقيّة ملك المعتصم ، ثمّ ملك الواثق خمس سنين وسبعة أشهر ، ثمّ ملك المتوكّل أربع عشرة سنة ، ثمّ ملك ابنه المنتصر ستّة أشهر ، ثمّ ملك المستعين - وهو أحمد بن محمد بن المعتصم - سنتين وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المعتزّ - وهو الزبير بن المتوكّل - ثماني سنين وستّة
ص: 109
أشهر ، وفي آخر ملكه استشهد وليّ اللّه عليّ بن محمد علیهماالسلام ودفن علیه السلام في داره بسرّمن رأى (1)
ص: 110
يدل على إمامته علیه السلام - بعد الطريقتين اللتين تكرّر ذكرهما في الدلالة على إمامة آبائه علیهم السلام - ما ثبت من إشارة أبيه إليه وتوقيفه عليه :
وهو ما رواه محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران قال : لمّا اخرج أبو جعفر علیه السلام في الدفعة الأولى من المدينة إلى بغداد قلت له : إنّي أخاف عليك من هذا الوجه ، فإلى من الأمر بعدك؟
قال : فكرّ بوجهه إليّ ضاحكا وقال : « ليس حيث ظننت في هذه السنة ».
فلمّا استدعي به إلى المعتصم صرت إليه فقلت : جعلت فداك أنت خارج فإلى من الأمر من بعدك؟
فبكى حتّى اخضلّت لحيته ، ثمّ التفت إليّ فقال : « عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني عليّ » (1).
محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن الخيراني ، عن أبيه - وكان يلزم باب أبي جعفر للخدمة التي وكّل بها - قال : كان أحمد بن محمد
ص: 111
ابن عيسى الأشعري يجيء ليتعرّف خبر علّة أبي جعفر علیه السلام ، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر وبين أبي إذا حضر قام أحمد بن محمد ابن عيسى وخلا به أبي ، فخرج ذات ليلة وقام أحمد عن المجلس وخلا أبي بالرسول ، واستدار أحمد حتى وقف حيث يسمع الكلام فقال الرسول لأبي : إنّ مولاك يقرأ عليك السلام ويقول : « إنّي ماض والأمر صائر إلى ابني عليّ ، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي » ثمّ مضى الرسول فرجع أحمد ابن محمد بن عيسى إلى موضعه وقال لأبي : ما الذي قال لك؟ قال : خيرا ، قال : فإنّني قد سمعت ما قال ، فأعاد إليه ما سمع ، فقال له أبي : قد حرّم اللّه عليك ذلك لأنّ اللّه تعالى يقول : ( وَلا تَجَسَّسُوا ) (1) فأمّا إذا سمعت فاحفظ هذه الشهادة لعلّنا نحتاج إليها يوما ما ، وإيّاك أن تظهرها لأحد إلى وقتها.
فلمّا أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع بلفظها ، وختمها ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة ، وقال لهم : إن حدث بي حدث الموت قبل أن اطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها.
قال : فلمّا مضى أبو جعفر علیه السلام لبث أبي في منزله ، فلم يخرج حتّى اجتمع رؤساء الإماميّة عند محمد بن الفرج الرخّجيّ يتفاوضون في القائم بعد أبي جعفر ويخوضون في ذلك ، فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماع القوم عنده ، وأنّه لو لا مخافة الشهرة لصار معهم إليه ، وسأله أن يأتيه.
فركب أبي وصار إليه ، فوجد القوم مجتمعين عنده ، فقالوا لأبي : ما تقول في هذا الأمر؟
فقال أبي لمن عنده الرقاع : احضروها ، فأحضروها وفضّها وقال : هذا
ص: 112
ما امرت به.
فقال بعض القوم : قد كنّا نحبّ أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر.
فقال لهم أبي : قد أتاكم اللّه ما تحبّون ، هذا أبو جعفر الأشعريّ يشهد لي بسماع هذه الرسالة. وسأله أن يشهد فتوقّف أبو جعفر ، فدعاه أبي إلى المباهلة وخوّفه باللّه ، فلمّا حقّق عليه القول قال : قد سمعت ذلك ، ولكني توقّفت لأنّي أحببت أن تكون هذه المكرمة لرجل من العرب!!
فلم يبرح القوم حتّى اعترفوا بإمامة أبي الحسن علیه السلام وزال عنهم الريب في ذلك (1).
والأخبار في هذا الباب كثيرة ، وفي إجماع العصابة على إمامته علیه السلام وعدم من يدعي فيها إمامة غيره غناء عن إيراد الأخبار في ذلك ، هذا وصوره ائمّتنا علیهم السلام في هذه الأزمنة في خوفهم من أعدائهم وتقيّتهم منهم أحوجت شيعتهم في معرفة نصوصهم على من بعدهم إلى ما ذكرناه من الاستخراج ، حتّى أنّ أوكد الوجوه في ذلك عندهم دلائل العقول الموجبة للإمامة وما اقترن إلى ذلك من حصولها في ولد الحسين علیه السلام . وفساد أقوال ذوي النحل الباطلة ، وباللّه التوفيق.
ص: 113
محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن الوشّاء ، عن خيران الأسباطيّ قال : قدمت على أبي الحسن عليّ بن محمد علیهماالسلام بالمدينة ، فقال لي : « ما خبر الواثق عندك؟ »
قلت : جعلت فداك ، خلّفته في عافية ، أنا من أقرب الناس عهدا به ، عهدي به منذ عشرة أيّام.
قال : فقال : « إنّ الناس يقولون : إنّه مات » (1) فعلمت أنّه يعني نفسه ، ثمّ قال : « ما فعل جعفر؟ » قلت : تركته أسوأ الناس حالا في السجن.
قال : فقال : « أما إنّه صاحب الأمر ، ما فعل ابن الزيّات؟ » قلت : الناس معه والأمر أمره.
فقال : « أمّا إنّه شؤم عليه » ثمّ سكت وقال لي : « لا بدّ أن تجري مقادير اللّه وأحكامه ، يا خيران ، مات الواثق ، وقعد المتوكّل جعفر ، وقتل ابن الزيّات ».
قلت : متى جعلت فداك؟
فقال : « بعد خروجك بستّة أيّام » (2).
ص: 114
وبهذا الإسناد ، عن معلّى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه ، عن عليّ بن محمد النوفليّ قال : قال لي محمد بن الفرج الرخّجي : إنّ أبا الحسن علیه السلام كتب إليه : « يا محمد ، أجمع أمرك ، وخذ حذرك ».
قال : فأنا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد بما كتب ، حتّى ورد عليّ رسول حملني من وطني (1) مصفّدا بالحديد ، وضرب على كلّ ما أملك ، فمكثت في السجن ثماني سنين ، ثمّ ورد عليّ كتاب منه وأنا في السجن : « يا محمد بن الفرج ، لا تنزل في ناحية الجانب الغربي » فقرأت الكتاب وقلت في نفسي : يكتب أبو الحسن إليّ بهذا وأنا في السجن إنّ هذا لعجب! فما مكثت إلاّ أيّاما يسيرة حتّى أفرج عنّي ، وحلّت قيودي ، وخلّي سبيلي.
قال : وكتبت إليه بعد خروجي أسأله أن يسأل اللّه تعالى أن يردّ عليّ ضيعتي ، فكتب إليّ : « سوف تردّ عليك وما يضرّك ألاّ تردّ عليك ».
قال عليّ بن محمد النوفليّ : فلمّا شخص محمد بن الفرج الرخّجي إلى العسكر كتب إليه بردّ ضياعه ، فلم يصل الكتاب حتّى مات.
قال النوفليّ : وكتب عليّ بن الخصيب إلى محمد بن الفرج بالخروج إلى العسكر ، فكتب إلى أبي الحسن علیه السلام يشاوره ، فكتب إليه : « اخرج ، فإنّ فيه فرجك إن شاء اللّه ».
فخرج ، فلم يلبث إلاّ يسيرا حتّى مات (2).
ص: 115
وذكر أحمد بن محمد بن عيسى قال : أخبرني أبو يعقوب قال : رأيت محمد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشيّة من العشايا وقد استقبل أبا الحسن علیه السلام فنظر إليه نظرا شافيا ، فاعتلّ محمد بن الفرج من الغد ، فدخلت عليه عائدا بعد أيّام من علّته ، فحدّثني أنّ أبا الحسن علیه السلام قد أنفذ إليه بثوب وأرانيه مدرجا تحت رأسه.
قال : فكفّن واللّه فيه.
وذكر أيضا عن أبي يعقوب قال : رأيت أبا الحسن علیه السلام مع أحمد بن الخصيب يتسايران وقد قصر أبو الحسن علیه السلام عنه ، فقال له ابن الخصيب : سر جعلت فداك.
فقال له أبو الحسن علیه السلام : « أنت المقدّم ».
فما لبثنا إلاّ أربعة أيّام حتّى وضع الدّهق (1) على ساق ابن الخصيب وقتل.
قال : وألحّ عليه ابن الخصيب في الدار التي كان قد نزلها وطالبه بالانتقال منها وتسليمها إليه ، فبعث إليه أبو الحسن علیه السلام : « لأقعدنّ بك من اللّه مقعدا لا تبقى لك معه باقية ».
فأخذه اللّه في تلك الأيّام (2).
ص: 116
ومما شاهده أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ من دلائله علیه السلام وسمعته من السيّد الصالح أبي طالب الحسيني القصيّ رحمه اللّه ، بالإسناد الذي تقدّم ذكره عن أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن عيّاش قال : حدّثني أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن يعقوب قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكيّ الأسديّ قال : أخبرني أبو هاشم الجعفريّ قال : كنت بالمدينة حين مرّ بها بغاء أيّام الواثق في طلب الأعراب ، فقال أبو الحسن علیه السلام : « اخرجوا بنا حتّى ننظر إلى تعبئة هذا التركيّ ».
فخرجنا فوقفنا ، فمرّت بنا تعبئته ، فمرّ بنا تركيّ فكلّمه أبو الحسن علیه السلام بالتركيّة فنزل عن فرسه فقبّل حافر دابّته.
قال : فحلّفت التركيّ وقلت له : ما قال لك الرجل؟
قال : هذا نبيّ؟
قلت : ليس هذا بنبيّ.
قال : دعاني باسم سمّيت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد إلى الساعة (1).
قال أبو عبد اللّه بن عيّاش : وحدّثني عليّ بن حبشيّ بن قوني قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثنا أبو هاشم الجعفريّ قال : دخلت على أبي الحسن علیه السلام فكلّمني بالهنديّة فلم أحسن أن أردّ عليه ، وكان بين يديه ركوة ملأى حصى فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه فمصّها ( ثلاثا ) (2) ، ثمّ رمى بها إليّ ، فوضعتها في فمي ، فو اللّه ما برحت من
ص: 117
عنده حتّى تكلّمت بثلاثة وسبعين لسانا أوّلها الهندية (1).
قال ابن عيّاش : وحدّثني عليّ بن محمد المقعد قال : حدّثني يحيى ابن زكريّا الخزاعي ، عن أبي هاشم قال : خرجت مع أبي الحسن علیه السلام إلى ظاهر سرّ من رأى نتلقّى بعض الطالبيّين ، فأبطأ ، فطرح لأبي الحسن علیه السلام غاشية السرج فجلس عليها ، ونزلت عن دابّتي وجلست بين يديه وهو يحدّثني ، وشكوت إليه قصور يدي ، فأهوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا فناولني منه أكفّا وقال : « اتّسع بهذا يا أبا هاشم واكتم ما رأيت ».
فخبأته معي ورجعنا ، فأبصرته فإذا هو يتّقد كالنيران ذهبا أحمر ، فدعوت صائغا إلى منزلي وقلت له : أسبك لي هذا ، فسبكه وقال : ما رأيت ذهبا أجود منه وهو كهيئة الرمل فمن أين لك هذا فما رأيت أعجب منه؟
قلت : هذا شيء عندنا قديما تدّخره لنا عجائزنا على طول الأيّام (2).
قال ابن عيّاش : وحدّثني أبو طاهر الحسن بن عبد القاهر الطاهري قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن الأشتر العلويّ قال : كنت مع أبي على باب المتوكّل - وأنا صبيّ - في جمع من الناس ما بين عباسي إلى طالبيّ إلى جندي ، وكان إذا جاء أبو الحسن ترجّل الناس كلّهم حتّى يدخل ، فقال بعضهم لبعض : لم نترجّل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا؟! واللّه لا ترجلنا له.
فقال أبو هاشم الجعفريّ : واللّه لترجلنّ له صغرة إذا رأيتموه.
ص: 118
فما هو إلاّ أن أقبل وبصروا به حتّى ترجّل له الناس كلّهم ، فقال لهم أبو هاشم : أليس زعمتم أنّكم لا تترجلون له؟
فقالوا له : واللّه ما ملكنا أنفسنا حتّى ترجّلنا (1).
قال : وحدّثني أبو القاسم عبد اللّه بن عبد الرحمن الصالحيّ - من آل إسماعيل بن صالح ، وكان أهل بيته بمنزلة من السادة علیهم السلام ، ومكاتبين لهم - : أنّ أبا هاشم الجعفريّ شكا إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن محمد علیه السلام ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد ، وقال له : يا سيّدي ادع اللّه لي ، فما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه.
فقال : « قوّاك اللّه يا أبا هاشم ، وقوّى برذونك ».
قال : فكان أبو هاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير على البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سرّ من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون بعينه ، فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت (2) وروى محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال : مرض المتوكّل من خراج خرج به فأشرف منه على الموت ، فلم يجسر أحد أن يمسّه بحديد ، فنذرت امّه ان عوفي ان تحمل إلى أبي الحسن علیه السلام مالا جليلا من مالها.
وقال الفتح بن خاقان للمتوكل : لو بعثت إلى هذا الرجل - يعني أبا
ص: 119
الحسن - فإنّه ربّما كان عنده صفة شيء يفرّج اللّه تعالى به عنك.
فقال : ابعثوا إليه.
فمضى الرسول ورجع فقال : خذوا كسب (1) الغنم فديفوه بماء ورد ، وضعوه على الخراج فإنّه نافع بإذن اللّه تعالى.
فجعل من يحضر المتوكّل يهزأ من قوله ، فقال لهم الفتح : وما يضرّ من تجربة ما قال ، فو اللّه إنّي لأرجو الصلاح به.
فاحضر الكسب وديف بماء الورد ووضع على الخراج ، فخرج منه ما كان فيه ، وبشّرت أمّ المتوكّل بعافيته ، فحملت إلى أبي الحسن علیه السلام عشرة آلاف دينار تحت ختمها ، واستقلّ المتوكّل من علّته.
فلما كان بعد أيّام سعى البطحائي بأبي الحسن علیه السلام إلى المتوكّل ، وقال : عنده أموال وسلاح ، فتقدّم المتوكل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلا ويأخذ ما يجد عنده من الأموال والسلاح ويحمله إليه.
قال إبراهيم : قال لي سعيد الحاجب : صرت إلى دار أبي الحسن علیه السلام بالليل ومعي سلّم فصعدت منه على السطح ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة ، فلم أدر كيف أصل إلى الدار ، فناداني أبو الحسن علیه السلام من الدار : « يا سعيد مكانك حتّى يأتوك بشمعة ».
فلم ألبث أن آتوني بشمعة ، فنزلت فوجدت عليه جبّة صوف وقلنسوة منها وسجّادة على حصير بين يديه وهو مقبل على القبلة ، فقال لي : « دونك البيوت » فدخلتها وفتّشتها فلم أجد فيها شيئا ، ووجدت البدرة مختومة بخاتم أمّ المتوكّل وكيسا مختوما معها ، فقال لي أبو الحسن علیه السلام : « دونك المصلّى » فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبوس ، فأخذت ذلك وصرت
ص: 120
إليه.
فلمّا نظر إلى خاتم امّه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه فسألها عن البدرة ، فأخبرني بعض خدم الخاصّة أنّها قالت : كنت نذرت في علّتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار ، فحملتها إليه وهذا خاتمي على الكيس ما حرّكها. وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار ، فأمر أن تضمّ إلى البدرة بدرة اخرى وقال لي : احمل ذلك إلى أبي الحسن واردد عليه السيف والكيس.
فحملت ذلك ، واستحييت منه وقلت له : يا سيّدي عزّ عليّ دخولي دارك بغير إذنك ، ولكني مأمور.
فقال لي : « يا سعيد ( سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (1) » (2).
وروى الحسين بن الحسن الحسني قال : حدّثني أبو الطيّب يعقوب ابن ياسر قال : كان المتوكّل يقول : ويحكم أعياني أمر ابن الرضا ، وجهدت أن يشرب معي وينادمني فامتنع.
فقال له بعض من حضر : إن لم تجد من ابن الرضا ما تريد من هذه الحال ، فهذا أخوه موسى (3) قصّاف عزّاف ، يأكل ويشرب ويعشق ويتخالع ، فأحضره واشهره ، فإنّ الخبر يسمع عن ابن الرضا ولا يفرّق الناس بينه وبين
ص: 121
أخيه ، من عرفه اتّهم أخاه بمثل فعاله. فقال : اكتبوا بإشخاصه مكرما.
فاشخص ، وتقدّم المتوكّل أن يتلقّاه جميع بني هاشم والقوّاد وسائر الناس ، وعمل على أنّه إذا وافى أقطعه قطيعة ، وبنى له فيها ، وحوّل إليها الخمّارين والقيان ، وتقدّم بصلته وبرّه ، وأفرد له منزلا سريّا يصلح لأن يزوره هو فيه.
فلمّا وافى موسى تلقّاه أبو الحسن علیه السلام في قنطرة وصيف فسلّم عليه ثمّ قال له : « إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك (1) ويضع منك ، فلا تقرّ له أنّك شربت نبيذا قطّ ، واتّق اللّه يا أخي أن ترتكب محظورا ».
فقال له موسى : إنّما دعاني لهذا فما حيلتي؟
قال : « فلا تضع من قدرك ، ولا تعص ربّك ، ولا تفعل ما يشينك ، فما غرضه إلاّ هتكك ».
فأبى عليه موسى ، وكرّر أبو الحسن عليه القول والوعظ وهو مقيم على خلافه ، فلمّا رأى أنّه لا يجيب قال : « أمّا إنّ الذي تريد الاجتماع معه عليه لا تجتمع عليه أنت وهو أبدا ».
قال : فأقام ثلاث سنين يبكر كلّ يوم إلى باب المتوكّل ويروح فيقال له : قد سكر أو قد شرب دواء ، حتّى قتل المتوكّل ولم يجتمع معه على شراب (2).
وذكر الحسن بن محمد بن جمهور العمّيّ في كتاب الواحدة قال : حدّثني أخي الحسين بن محمد قال : كان لي صديق مؤدّب لولد بغاء أو
ص: 122
وصيف - الشكّ منّي - فقال لي : قال لي الأمير منصرفه من دار الخليفة : حبس أمير المؤمنين هذا الذي يقولون : ابن الرضا اليوم ودفعه إلى عليّ بن كركر ، فسمعته يقول : « أنا أكرم على اللّه من ناقة صالح ( تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ) (1) » وليس يفصح بالآية ولا بالكلام ، أيّ شيء هذا؟
قال : قلت : أعزّك اللّه ، توعّد ، انظر ما يكون بعد ثلاثة أيّام.
فلمّا كان من الغد أطلقه واعتذر إليه ، فلمّا كان في اليوم الثالث وثب عليه : باغز ، ويغلون ، وتامش ، وجماعة معهم فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة (2).
قال : وحدّثني أبو الحسين سعيد بن سهلويه البصريّ وكان يلقّب بالملاّح قال : كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ البصريّ ، وكنت معه بسرّمن رأى ، إذ رآه ابو الحسن علیه السلام في بعض الطرق فقال له : « إلى كم هذه النومة؟ أما آن لك أن تنتبه منها؟ ».
فقال لي جعفر : سمعت ما قال لي عليّ بن محمد ، قد واللّه قدح (3) في قلبي شيء.
فلمّا كان بعد أيّام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة فدعانا فيها ودعا أبا الحسن معنا ، فدخلنا ، فلمّا رأوه أنصتوا إجلالا له ، وجعل شابّ في المجلس لا يوقّره ، وجعل يلفظ ويضحك ، فأقبل عليه وقال له : « يا هذا
ص: 123
أتضحك ملء فيك وتذهل عن ذكر اللّه وأنت بعد ثلاثة أيّام من أهل القبور ».
قال : فقلنا : هذا دليل حتّى ننظر ما يكون؟
قال : فأمسك الفتى وكفّ عمّا هو عليه ، وطعمنا وخرجنا ، فلمّا كان بعد يوم اعتلّ الفتى ومات في اليوم الثالث من أوّل النهار ، ودفن في آخره (1).
وحدثني سعيد أيضا قال : اجتمعنا أيضا في وليمة لبعض أهل سرّ من رأى ، وأبو الحسن معنا ، فجعل رجل يعبث ويمزح ولا يرى له جلالا ، فأقبل على جعفر فقال : « أما إنّه لا يأكل من هذا الطعام ، وسوف يرد عليه من خبر أهله ما ينغّص عليه عيشه ».
قال : فقدمت المائدة قال جعفر : ليس بعد هذا خبر ، قد بطل قوله ، فو اللّه لقد غسل الرجل يده وأهوى إلى الطعام فإذا غلامه قد دخل من باب البيت يبكي وقال له : الحق امّك ، فقد وقعت من فوق البيت وهي بالموت.
قال جعفر : فقلت : واللّه لا وقفت بعد هذا ، وقطعت عليه (2).
والروايات في هذا الباب كثيرة ، وفيما أوردناه كفاية.
ص: 124
ذكر ابن جمهور قال : حدّثني سعيد بن سهلويه قال : رفع زيد بن موسى إلى عمر بن الفرج مرارا يسأله أن يقدّمه على ابن ابن أخيه ويقول : إنّه حدث وأنا عمّ أبيه ، فقال عمر ذلك لأبي الحسن علیه السلام فقال : « افعل واحدة ، اقعدني غدا قبله ثمّ انظر ».
فلمّا كان من الغد أحضر عمر أبا الحسن علیه السلام فجلس في صدر المجلس ، ثمّ أذن لزيد بن موسى فدخل فجلس بين يدي أبي الحسن علیه السلام ، فلمّا كان يوم الخميس أذن لزيد بن موسى قبله فجلس في صدر المجلس ، ثمّ أذن لأبي الحسن علیه السلام فدخل ، فلمّا رآه زيد قام من مجلسه وأقعده في مجلسه وجلس بين يديه (1).
وأشخص أبا الحسن علیه السلام المتوكّل من المدينة إلى سرّ من رأى ، وكان السبب في ذلك أنّ عبد اللّه بن محمد - وكان والي المدينة - سعى به إليه ، فكتب المتوكّل إليه كتابا يدعو به فيه إلى حضور العسكر على جميل من القول.
فلمّا وصل الكتاب إليه تجهّز للرحيل وخرج مع يحيى بن هرثمة حتّى وصل إلى سرّ من رأى ، فلمّا وصل إليها تقدّم المتوكّل أن يحجب عنه في منزله ، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك فأقام فيه يومه ، ثمّ تقدّم المتوكّل بإفراد دار له فانتقل إليها (2).
ص: 125
فروى محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه ، عن محمد بن يحيى ، عن صالح ابن سعيد قال : دخلت على أبي الحسن علیه السلام في يوم وروده فقلت له : جعلت فداك ، في كلّ الامور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتّى أنزلوك هذا الخان الأشنع ، خان الصعاليك.
فقال : « هاهنا أنت يا ابن سعيد » ثمّ أومأ بيده فإذا أنا بروضات آنقات ، وأنهار جاريات ، وجنّات فيها خيرات عطرات ، وولدان كأنّهنّ اللؤلؤ المكنون ، فحار بصري ، وكثر عجبي ، فقال لي : « حيث كنّا فهذا لنا يا ابن سعيد ، لسنا في خان الصعاليك » (1).
وكان المتوكل يجتهد في إيقاع حيلة به ، ويعمل على الوضع من قدره في عيون الناس فلا يتمكّن من ذلك ، وله معه أحاديث يطول بذكرها الكتاب ، فيها آيات له ، ودلالات ذكرنا بعضها ، وفي إيراد جميعها خروج عن الغرض في الإيجاز.
وروى عبد اللّه بن عيّاش بإسناده ، عن أبي هاشم الجعفريّ فيه وقد اعتلّ علیه السلام :
مادت الأرض بي وأدّت فؤادي *** واعترتني موارد العرواء
حين قيل : الإمام نضو عليل *** قلت : نفسي فدته كلّ الفداء
مرض الدين لاعتلالك واعت *** لّ وغارت له نجوم السماء
ص: 126
عجبا أن منيت بالداء والسق *** م وأنت الإمام حسم الداء
أنت آسي الأدواء في الدين و *** الدنيا ومحيي الأموات والأحياء (1)
« في أبيات ».
[ أولاده علیه السلام ]
وله علیه السلام من الأولاد : ابنه أبو محمد الحسن الإمام بعده ، والحسين ، ومحمد ، وجعفر الملقّب بالكذّاب ، وابنته عالية.
وكان مقامه بسرّمن رأى إلى أن توفّي علیه السلام عشرين سنة وأشهرا (2).
ص: 127
ص: 128
ص: 129
ص: 130
كان مولده علیه السلام يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنين وثلاثين ومائتين.
وقبض علیه السلام بسرّمن رأى لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة.
وامّه أمّ ولد يقال لها : حديث.
وكانت مدّة خلافته ستّ سنين.
ولقبه : الهاديّ ، والسراج ، والعسكري ، وكان هو وأبوه وجدّه يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا.
وكانت في سني إمامته بقيّة ملك المعتزّ أشهرا ، ثمّ ملك المهتدي أحد عشر شهرا وثمانية وعشرين يوما ، ثمّ ملك أحمد المعتمد على اللّه بن جعفر المتوكّل عشرين سنة وأحد عشر شهرا.
وبعد مضيّ خمس سنين من ملكه قبض اللّه وليّه أبا محمد علیه السلام ودفن في داره بسرّمن رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه علیهماالسلام (1).
وذهب كثير من أصحابنا إلى أنّه علیه السلام مضى مسموما ، وكذلك
ص: 131
أبوه وجدّه وجميع الأئمّة علیهم السلام خرجوا من الدنيا بالشهادة ، واستدلّوا في ذلك بما روي عن الصادق علیه السلام من قوله : « واللّه ما منّا إلاّ مقتول شهيد » (1). واللّه أعلم بحقيقة ذلك.
ص: 132
يدلّ على إمامته علیه السلام - بعد طريقتي الاعتبار والتواتر اللتين ذكرناهما في إمامة من تقدمه من آبائه علیهم السلام - :
ما رواه محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن جعفر بن محمد الكوفيّ ، عن بشّار بن أحمد البصري ، عن عليّ بن عمر النوفلي قال : كنت مع أبي الحسن علیه السلام في صحن داره فمرّ بنا محمد ابنه ، فقلت : جعلت فداك ، هذا صاحبنا بعدك؟
فقال : « لا ، صاحبكم بعدي ابني الحسن » (1).
وبهذا الإسناد ، عن بشّار بن أحمد ، عن عبد اللّه بن محمد الاصفهانيّ قال : قال أبو الحسن علیه السلام : « صاحبكم بعدي الذي يصلّي عليّ ».
قال : ولم نكن نعرف أبا محمد علیه السلام قبل ذلك ، فلمّا مات أبو الحسن علیه السلام خرج أبو محمد علیه السلام فصلّى عليه (2).
وبهذا الإسناد ، عن بشّار بن أحمد ، عن موسى بن جعفر بن وهب ، عن عليّ بن جعفر قال : كنت حاضرا أبا الحسن علیه السلام لما توفي ابنه [ محمّد ] (3) فقال للحسن : « يا بنيّ أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا » (4).
ص: 133
محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن مروان الأنباريّ قال : كنت حاضرا عند مضيّ أبي جعفر محمد بن عليّ ، فجاء أبو الحسن علیه السلام فوضع له كرسيّ فجلس عليه وحوله أهل بيته ، وأبو محمد قائم في ناحية ، فلمّا فرغ من أمر أبي جعفر التفت إلى أبي محمد علیه السلام فقال : « يا بنيّ أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا » (1).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن أحمد القلانسيّ ، عن عليّ ابن الحسين بن عمرو ، عن عليّ بن مهزيار قال : قلت لأبي الحسن علیه السلام : إن كان كون - وأعوذ باللّه - فإلى من؟
قال : « عهدي إلى الأكبر من ولدي » يعني الحسن علیه السلام (2).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن أبي محمد الأسترآبادي ، عن عليّ ابن عمرو العطّار قال : دخلت على أبي الحسن وأبو جعفر ابنه - أعني محمدا - في الأحياء ، وأنا أظنّه هو القائم من بعده ، فقلت له : جعلت فداك ، من أخصّ من ولدك؟
فقال : « لا تخصّوا أحدا حتّى يخرج إليكم أمري ».
قال : فكتبت إليه بعد فيمن يكون هذا الأمر؟ قال : فكتب إلي : « في الأكبر من ولدي ».
قال : وكان أبو محمد أكبر من جعفر (3).
ص: 134
وعنه ، عن محمد بن يحيى وغيره ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الأفطس : أنّهم حضروا يوم توفّي محمد بن عليّ بن محمد دار أبي الحسن علیه السلام ليعزّوه وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله ، قالوا : فقدّرنا أن يكون حوله يومئذ من آل أبي طالب وسائر بني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس ، إذ نظر إلى الحسن بن عليّ ابنه وقد جاء مشقوق الجيب حتّى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه ، فنظر إليه أبو الحسن علیه السلام ساعة ثمّ قال له : « يا بنيّ أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا » فبكى الفتى واسترجع وقال : « الحمد لله رب العالمين ».
وقدّرنا أنّ له في ذلك الوقت عشرين سنة ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنّه قد أشار إليه بالإمامة وأقامه مقامه (1).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن شاهويه بن عبد اللّه الجلاب قال : كتب إليّ أبو الحسن علیه السلام : « أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر وقلقت لذلك ، فلا تقلق ، فإنّ اللّه لا يضلّ قوما بعد إذ هداهم حتّى يتبيّن لهم ما يتّقون ، وصاحبك بعدي أبو محمد ابني ، وعنده ما تحتاجون إليه » (2). الحديث بطوله.
وبهذا الإسناد ، عن إسحاق بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن أبي بكر الفهفكي قال : كتب إليّ أبو الحسن علیه السلام : « أبو محمد ابني أصحّ آل محمد غريزة ، وأوثقهم حجّة ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخلف ،
ص: 135
وإليه تنتهي عرى الإمامة وأحكامها فما كنت سائلي عنه فسله عنه ، فعنده ما تحتاج إليه ومعه آلة الإمامة » (1).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهديّ ، عن يحيى ابن يسار القنبري قال : أوصى أبو الحسن علیه السلام إلى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر ، وأشار إليه بالأمر من بعده ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي (2).
وفي كتاب أبي عبد اللّه بن عيّاش : حدّثني أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال : حدّثني محمد بن أحمد بن محمد العلويّ العريضي قال : حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ قال : سمعت أبا الحسن علیه السلام صاحب العسكر يقول : « الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف. ».
قلت : ولم جعلت فداك؟
قال : « لأنّكم لا ترون شخصه ، ولا يحلّ لكم تسميته ، ولا ذكره باسمه ».
قلت : كيف نذكره؟
قال : « قولوا : الحجّة من آل محمد صلی اللّه علیه و آله » (3).
ص: 136
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن إسحاق بن محمد النخعيّ قال : حدّثني إسماعيل بن محمد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس ، قال : قعدت لأبي محمد على ظهر الطريق ، فلمّا مرّ بي شكوت إليه الحاجة ، وحلفت أن ليس عندي درهم فما فوقه ولا غداء ولا عشاء ، فقال : « تحلف باللّه كاذبا وقد دفنت مائتي دينار! وليس قولي هذا دفعا لك عن العطيّة ، أعطه يا غلام ما معك » فأعطاني غلامه مائة دينار.
ثمّ أقبل عليّ فقال لي : « إنّك تحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون إليها » وصدق علیه السلام ، وذلك أنّي أنفقت ما وصلني به ، واضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه ، وانغلقت عليّ أبواب الرزق ، فنبشت عن الدنانير التي كنت دفنتها فلم أجدها ، فنظرت فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرت منها على شيء (1).
وبهذا الإسناد ، عن إسحاق بن محمد النخعي ، عن عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين علیهماالسلام قال : كان لي فرس ، وكنت به معجبا ، أكثر ذكره في المحافل ، فدخلت على أبي محمد يوما فقال لي : « ما فعل فرسك؟ ».
ص: 137
فقلت : هو عندي ، وهو ذا هو على بابك ، الآن نزلت عنه.
فقال لي : « استبدل به قبل المساء إن قدرت ، ولا تؤخّر ذلك » ودخل علينا داخل فانقطع الكلام ، فقمت متفكّرا ، ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي فقال : ما أدري ما أقول في هذا. وشححت عليه ، ونفست على الناس ببيعه ، وأمسينا ، فلمّا صلّينا العتمة جاءني السائس فقال : يا مولاي نفق فرسك الساعة ، فاغتممت لذلك وعلمت أنّه عنى هذا بذلك القول.
ثمّ دخلت على أبي محمد علیه السلام بعد أيّام وأنا أقول في نفسي : ليته أخلف عليّ دابّة ، فلمّا جلست قال قبل أن احدّث : « نعم ، نخلف عليك ، يا غلام أعطه برذوني الكميت » ثمّ قال : « هذا خير من فرسك وأوطأ وأطول عمرا » (1).
ومما شاهده أبو هاشم - رحمه اللّه - من دلائله علیه السلام : ما ذكره أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عيّاش قال : حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمد ابن يحيى العطّار ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن مصقلة القمّيّان قالا : حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف قال : حدّثنا داود بن القاسم الجعفريّ ، أبو هاشم ، قال : كنت عند أبي محمد علیه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن ، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم ، فسلّم عليه بالولاية فردّ عليه بالقبول ، وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي ، فقلت في نفسي : ليت شعري من هذا ، فقال أبو محمد : « هذا من ولد الأعرابيّة صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها » ثمّ قال : « هاتها ».
ص: 138
فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس ، فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع ، وكأنّي أقرأ الخاتم الساعة « الحسن بن عليّ » فقلت لليمانيّ : رأيته قطّ قبل هذا؟
فقال : لا واللّه ، وإنّي منذ دهر لحريص على رؤيته ، حتّى كان الساعة أتاني شابّ لست أراه فقال : قم فادخل ، فدخلت ، ثمّ نهض وهو يقول : رحمة اللّه وبركاته عليكم أهل البيت ، ذرّيّة بعضها من بعض ، أشهد أنّ حقّك لواجب كوجوب حقّ أمير المؤمنين والأئمّة من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين ، وإليك انتهت الحكمة والإمامة ، وإنّك وليّ اللّه الذي لا عذر لأحد في الجهل به.
فسألت عن اسمه ، فقال : اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أمّ غانم ، وهي الأعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين علیه السلام (1).
وقال أبو هاشم الجعفريّ رحمه اللّه في ذلك :
بدرب الحصا مولى لنا يختم الحصى *** له اللّه أصفى بالدليل وأخلصا
وأعطاه آيات الإمامة كلّها *** كموسى وفلق البحر واليد والعصا
وما قمّص اللّه النبيّين حجّة *** ومعجزة إلاّ الوصيّين قمّصا
فمن كان مرتابا بذاك فقصره *** من الأمر أن تتلو الدليل وتفحصا (2)
- في أبيات -
ص: 139
قال أبو عبد اللّه بن عيّاش : هذه أمّ غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة ، وهي أمّ الندى حبابة بنت جعفر الوالبيّة الأسديّة. وهي غير صاحبة الحصاة الاولى التي طبع فيها رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وأمير المؤمنين علیه السلام فإنّها أمّ سليم ، وكانت وارثة الكتب (1). فهنّ ثلاثة ولكلّ واحدة منهنّ خبر قد رويته ، ولم أطل الكتاب بذكره.
قال : وحدّثني أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدّثنا سعد بن عبد اللّه وعبد اللّه بن جعفر قالا : حدّثنا أبو هاشم قال : شكوت إلى أبي محمد علیه السلام ضيق الحبس وثقل القيد ، فكتب إليّ : « تصلّي الظهر اليوم في منزلك ».
فاخرجت في وقت الظهر فصلّيت في منزلي كما قال علیه السلام .
قال : وكنت مضيّقا فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي فاستحييت ، فلمّا صرت إلى منزلي وجّه إليّ بمائة دينار وكتب إليّ : « إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم ، واطلبها فإنّك ترى ما تحبّ » (2).
قال : وكان أبو هاشم حبس مع أبي محمد علیه السلام ، كان المعتزّ حبسهما مع عدّة من الطالبيّين في سنة ثمان وخمسين ومائتين (3).
حدثنا أحمد بن زياد الهمدانيّ ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم قال : كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر ، أنا ، والحسن بن محمد العقيقي ، ومحمد بن
ص: 140
إبراهيم العمري ، وفلان ، وفلان ، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن علیه السلام وأخوه جعفر ، فحففنا به ، وكان المتولّي لحبسه صالح بن وصيف ، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول : أنّه علويّ.
قال : فالتفت أبو محمد علیه السلام فقال : « لو لا أنّ فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرّج عنكم » ، وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج ، فقال أبو محمد علیه السلام : « هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، فإنّ في ثيابه قصّة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه ».
فقام بعضهم ففتّش ثيابه فوجد فيها القصّة يذكرنا فيها بكلّ عظيمة.
وكان أبو الحسن علیه السلام يصوم فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة ، وكنت أصوم معه ، فلمّا كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر بي واللّه أحد ، ثمّ جئت فجلست معه ، فقال لغلامه : « أطعم أبا هاشم شيئا فإنّه مفطر ».
فتبسّمت ، فقال : « ما يضحكك يا أبا هاشم؟ إذا أردت القوّة فكل اللحم فإنّ الكعك لا قوّة فيه ».
فقلت : صدق اللّه ورسوله وأنتم ، فأكلت فقال لي : « أفطر ثلاثا ، فإنّ المنّة لا ترجع إذا انهكها الصوم في أقلّ من ثلاث ».
فلمّا كان في اليوم الذي أراد اللّه سبحانه أن يفرّج عنه جاءه الغلام فقال : يا سيّدي أحمل فطورك؟
فقال : « احمل ، وما أحسبنا نأكل منه ».
فحمل الطعام الظهر ، واطلق عنه عند العصر وهو صائم ، فقال : « كلوا هنّاكم اللّه » (1).
ص: 141
قال : وحدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدّثنا عبد اللّه بن جعفر قال : حدّثنا أبو هاشم قال : كنت عند أبي محمد علیه السلام فقال : « إذا خرج القائم أمر بهدم المنائر والمقاصير التي في المساجد ».
فقلت في نفسي : لأيّ معنى هذا؟ فأقبل عليّ وقال : « معنى هذا أنّها محدثة مبتدعة لم يبنها نبيّ ولا حجّة » (1).
وبهذا الإسناد ، عن أبي هاشم قال : سأل الفهفكي أبا محمد : ما بال المرأة المسكينة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرّجل سهمين؟
فقال : « إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة (2) ، إنّما ذلك على الرجال ».
فقلت في نفسي : قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد اللّه علیه السلام عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب ، فأقبل أبو محمد عليّ فقال : « نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء ، والجواب منّا واحد ، إذا كان معنى المسألة واحدا جرى لآخرنا ما جرى لأوّلنا ، وأوّلنا وآخرنا في العلم والأمر سواء ، ولرسول اللّه وأمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما فضلهما » (3).
وبهذا الإسناد ، عن أبي هاشم قال : كتب إليه - يعني أبا محمد عليه
ص: 142
السلام - بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء ، فكتب إليه : « ادع بهذا الدعاء : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا أنظر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صلّ على محمد وآل محمد ، وأوسع لي في رزقي ، ومدّ لي في عمري ، وامنن عليّ برحمتك ، واجعلني ممّن تنتصر به لدينك ، ولا تستبدل به غيري ».
قال أبو هاشم فقلت في نفسي : اللّهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك ، فأقبل عليّ أبو محمد علیه السلام فقال : « أنت في حزبه وفي زمرته إن كنت باللّه مؤمنا ولرسوله مصدّقا ، وبأوليائه عارفا ، ولهم تابعا ، فابشر ثمّ أبشر » (1).
وبهذا الإسناد ، عن أبي هاشم قال : سمعت أبا محمد علیه السلام يقول : « من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا اؤاخذ إلاّ بهذا ».
فقلت في نفسي : إنّ هذا لهو الدقيق ، وقد ينبغي للرجل أن يتفقّد من نفسه كلّ شيء.
فأقبل عليّ أبو محمد فقال : « صدقت يا أبا هاشم ، ألزم ما حدّثتك به نفسك ، فإنّ الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذرّ على الصفا في اللّيلة الظلماء ومن دبيب الذرّ على المسح الأسود » (2).
وبهذا الإسناد قال : سمعت أبا محمد علیه السلام يقول : « إنّ في الجنّة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلاّ أهل المعروف » فحمدت اللّه تعالى
ص: 143
في نفسي وفرحت ممّا أتكلّفه من حوائج الناس ، فنظر إليّ أبو محمد علیه السلام وقال : « نعم قد علمت ما أنت عليه ، وإنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، جعلك اللّه منهم يا أبا هاشم ورحمك » (1).
وبهذا الإسناد ، عن أبي هاشم قال : دخلت على أبي محمد وأنا اريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرّك به ، فجلست وانسيت ما جئت له ، فلمّا ودّعته ونهضت رمى إليّ بخاتم فقال : « أردت فضة فأعطيناك خاتما وربحت الفصّ والكرى ، هنّاك اللّه يا أبا هاشم ». فتعجّبت من ذلك فقلت : يا سيّدي ، إنّك وليّ اللّه وإمامي الذي أدين اللّه بفضله وطاعته. فقال : « غفر اللّه لك يا أبا هاشم » (2).
وهذا قليل من كثير ما شاهده أبو هاشم من آياته علیه السلام ودلالاته ، وقد ذكر ذلك أبو هاشم فيما روي لنا عنه بالإسناد الذي ذكرناه ، قال : ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد علیهماالسلام يوما قطّ إلاّ رأيت منهما دلالة وبرهانا (3).
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن محمد بن الحسن بن شمّون ، عن أحمد بن محمد قال : كتبت إلى أبي
ص: 144
محمد علیه السلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي وقلت : يا سيّدي ، الحمد لله الذي شغله عنك ، فقد بلغني أنّه يتهدّدك ويقول : واللّه لأجلينّهم عن جديد الأرض.
فوقّع أبو محمد علیه السلام بخطّه : « ذاك أقصر لعمره ، عدّ من يومك هذا خمسة أيّام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمرّ به ».
فكان كما قال علیه السلام (1).
وبإسناده ، عن أحمد بن محمد الأقرع قال : حدّثنا أبو حمزة نصير الخادم قال : سمعت أبا محمد علیه السلام غير مرّة يكلّم غلمانه بلغاتهم وفيهم ترك وروم وصقالبة ، فتعجّبت من ذلك وقلت : هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتّى مضى أبو الحسن ولا رآه أحد فكيف هذا؟ - احدّث نفسي بهذا - فاقبل عليّ وقال : « اللّه تبارك وتعالى بيّن حجّته من سائر خلقه ، وأعطاه معرفة كلّ شيء ، فهو يعرف اللغات والأنساب والحوادث ، ولو لا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق » (2).
وبإسناده ، عن الحسن بن ظريف قال : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب بهما إلى أبي محمد علیه السلام ، فكتبت أسأله عن القائم إذا قام بم يقضي؟ وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس؟ وأردت أن أكتب أسأله عن شيء لحمّى الربع فأغفلت ذكر الحمّى ، فجاء الجواب : « سألت عن القائم وإذا قام قضى في الناس بعلمه كقضاء داود لا يسأل عن بيّنة ، وكنت أردت أن تسأل عن حمّى الربع فأنسيت ، فاكتب في ورقة وعلّقها على
ص: 145
المحموم ( يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ) (1) ».
فكتبت ذلك وعلّقته على محموم لنا فأفاق وبرئ (2).
وأمثال هذه الأخبار كثرة لا نطوّل الكتاب بذكرها.
ص: 146
محمد بن يعقوب ، عن رجاله قالوا : كان أحمد بن عبيد اللّه بن خاقان على الضياع والخراج بقمّ ، وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت ، فجرى في مجلسه ذكر العلويّة يوما فقال : ما رأيت ولا عرفت من العلويّة مثل الحسن بن عليّ بن محمد بن الرضا في هديه وسكونه ، وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم كافّة ، وتقديمهم إيّاه على ذوي السنّ منهم والخطر ، وكذلك كانت حاله عند القوّاد والوزراء وعامّة الناس ، وأذكر أنّي كنت يوما قائما على رأس أبي إذ دخل حجّابه فقالوا : أبو محمد ابن الرضا بالباب ، فقال بصوت عال : ائذنوا له ، فتعجّبت من جسارتهم أن يكنّوا رجلا بحضرة أبي ولم يكن يكنّى عنده إلاّ خليفة أو وليّ عهد أو من أمر السلطان.
فدخل رجل أسمر ، حسن القامة ، جميل الوجه ، حديث السنّ ، له جلالة وهيئة حسنة ، فلمّا نظر إليه قام يمشي إليه خطا - ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقوّاد - فلمّا دنا منه عانقه وقبّل وجهه وصدّره ، وأخذ بيده وأجلسه على مصلاّه الذي كان عليه ، وجلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه ، وجعل يكلّمه ويفديه بنفسه ، وأنا متعجّب ممّا أرى منه ، إذ دخل الحاجب فقال : الموفّق (1) قد جاء.
ص: 147
وكان الموفّق إذا دخل على أبي يقدمه حجّابه وخاصّة قوّاده ، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج ، فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمد حتّى نظر إلى غلمان الخاصّة فقال حينئذ : إذا شئت جعلت فداك ، ثمّ قال لحجّابه : خذوا به خلف السماطين لا يراه هذا - يعني الموفّق -.
فقام وقام أبي وعانقه ومضى ، فلم أزل يومي ذلك متفكّرا في أمره وأمر أبي ، وما رأيته منه حتّى كان الليل ، فلمّا صلّى العتمة وجلس جلست بين يديه وليس عنده أحد ، فقال : يا أحمد ألك حاجة؟
قلت : نعم يا أبه ، من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال والتبجيل وفديته بنفسك وأبويك؟
فقال : يا بنيّ ذاك إمام الرافضة الحسن بن عليّ المعروف بابن الرضا ، ثمّ سكت ساعة وأنا ساكت ، ثمّ قال : يا بنيّ ، لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العبّاس ما استحقّها أحد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه ، وهديه وصيانته ، وزهده وعبادته ، وجميل أخلاقه وصلاحه ، ولو رأيت أباه رأيت رجلا جزيلا نبيلا فاضلا.
فازددت قلقا وتفكّرا وغيظا على أبي ، ولم تكن لي همّة بعد ذلك إلاّ السؤال عن خبره ، فما سألت أحدا من بني هاشم والقوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلاّ وجدته عنده في غاية الإجلال والإعظام والمحلّ الرفيع والتقديم له على جميع أهل بيته ، فعظم قدره عندي ، إذ لم أجد له وليّا ولا عدوّا إلاّ وهو يحسن القول فيه والثناء عليه.
فقال له بعض الحاضرين : فما خبر أخيه جعفر؟
فقال : ومن جعفر فيسأل عن خبره ، أو يقرن الحسن بجعفر! [ إنّ جعفرا ] معلن الفسق ، فاجر شرّيب للخمور ، أقلّ من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه.
ص: 148
ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن ابن عليّ ما تعجّبت منه وما ظننت أنّه يكون وذلك أنّه لمّا اعتلّ بعث إلى أبي : أنّ ابن الرضا قد اعتلّ ، فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثمّ رجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلّهم من ثقاته وخاصّته فيهم نحرير ، وأمرهم بلزوم دار الحسن ، وتعرّف خبره وحاله ، وبعث إلى نفر من المتطبّبين وأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحا ومساء.
فلمّا كان بعد يومين أو ثلاثة أخبر أنّه ضعف ، فأمر المتطبّبين بلزوم داره ، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه وأمره أن يختار عشرة ممّن يوثق بهم ، وبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا ، فلم يزالوا هناك حتّى توفّي علیه السلام ، فلمّا ذاع خبر وفاته صارت سرّ من رأى ضجّة واحدة ، وعطّلت الأسواق ، وركب بنو هاشم والقوّاد وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سرّ من رأى يومئذ شبيها بالقيامة.
فلمّا فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكّل فأمره بالصلاة عليه ، فلمّا وضعت الجنازة للصلاة دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلويّة والعبّاسيّة ، وعلى القوّاد والكتّاب والقضاة والمعدّلين فقال : هذا الحسن بن عليّ بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه ، على فراشه ، وحضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان ، ومن القضاة فلان وفلان ، ثمّ غطّى وجهه وصلّى عليه وأمر بحمله.
فلمّا دفن جاء جعفر بن عليّ إلى أبي فقال له : اجعل لي مرتبة أخي وأنا اوصل إليك في كلّ سنة عشرين ألف دينار ، فزبره أبي وأسمعه ما كره وقال له : يا أحمق ، إنّ السلطان جرّد سيفه في الذين زعموا أنّ أباك وأخاك أئمّة ليردّهم عن ذلك فلم يتهيّأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماما
ص: 149
فلا حاجة بك إلى سلطان يرتّبك مراتبهم ولا غير سلطان ، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا ، ثمّ أمر أبي أن يحجب عنه ، ولم يأذن له في الدخول عليه حتّى مات أبي ، وخرجنا وهو على تلك الحال ، والسلطان يطلب أثرا لولد الحسن بن عليّ إلى اليوم ولا يجد إلى ذلك سبيلا ، وشيعته مقيمون على أنّه مات وخلّف ولدا يقوم مقامه في الإمامة (1).
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ قال : حبس أبو محمد عند عليّ بن أوتامش (2) وكان شديد العداوة لآل محمد علیهم السلام ، غليظا على آل أبي طالب ، وقيل له : افعل به وافعل.
قال : فما أقام إلاّ يوما حتّى وضع خدّيه له ، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالا له وإعظاما ، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم فيه قولا (3).
وبهذا الإسناد أيضا قال : دخل العبّاسيّون على صالح بن وصيف عند ما حبس أبو محمد علیه السلام فقالوا له : ضيّق عليه ، فقال لهم صالح : ما أصنع به وقد وكّلت به رجلين شرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام على أمر عظيم.
ثمّ أمر بإحضار الموكّلين فقال لهما : ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا : ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كلّه ، لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة ، وإذا نظرنا إليه أرعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من
ص: 150
أنفسنا.
فلمّا سمع ذلك العبّاسيّون انصرفوا خائبين (1).
وبهذا الإسناد ، عن جماعة من أصحابنا قالوا : سلّم أبو محمد إلى نحرير (2) وكان يضيّق عليه ويؤذيه ، فقالت له امرأته : اتّق اللّه فإنّك لا تدري من في منزلك ، وذكرت له صلاحه وعبادته ، فقال : واللّه لأرمينّه بين السباع ، ثم استأذن في ذلك فأذن له ، فرمى به إليها ، ولم يشكّوا في أكلها له ، فنظروا إلى الموضع فوجدوه علیه السلام قائما يصلّي وهي حوله ، فأمر بإخراجه إلى داره (3).
وكان مرضه علیه السلام الذي توفّي فيه في أوّل شهر ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وتوفّي علیه السلام يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر ، وخلّف ولده الحجّة القائم المنتظر لدولة الحقّ ، وكان قد أخفى مولده لشدّة طلب سلطان الوقت له واجتهاده في البحث عن أمره ، فلم يره إلاّ الخواصّ من شيعته على ما نذكره بعد.
وتولّى أخوه جعفر أخذ تركته ، وسعى إلى السلطان في حبس جواري أبي محمّد علیه السلام ، وشنّع على الشيعة في انتظارهم ولده وقطعهم بوجوده واعتقادهم لإمامته ، وجرى بسبب ذلك على مخلفة أبي محمد علیه السلام وشيعته كلّ بلاء ومحنة ، من حبس واعتقال وشدّة ، واجتهد جعفر في
ص: 151
القيام مقامه فلم يقبله أحد من الطائفة ، بل تبرّءوا منه ولقّبوه الكذّاب (1).
وله أخبار كثيرة في هذا المعنى ، مشهورة عند أصحابنا ، رأيت الإضراب عن ذكرها تحرّيا للاختصار وباللّه التوفيق.
ص: 152
ص: 153
المطلب الأهمّ ، والغرض الأتمّ من هذا الركن : الكلام في تصحيح إمامة صاحب الزمان ، ابن الحسن ، القائم الحجّة ، مهديّ الامّة ، وكاشف الغمّة ، على الجملة والتفصيل ، بثابت البرهان ، وواضح الدليل ، ثمّ إنّ ذلك يدور على قسمين :
أحدهما : ذكر البراهين والبيّنات من جهة النصوص الدالّة على إمامة الاثني عشر الذين هو خاتمهم وقائمهم - عليهم أجمعين أفضل الصلاة والسلام - وقد رواها الخاصّة والعامّة ، وأطبق على نقلها الفرقتان المتباينتان ، والطائفتان المختلفتان عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله ، وما يؤيّد ذلك من الأدلّة التي تجملهم وتعمّهم وتشملهم.
والآخر : ذكر الدلالات الواضحة في إمامته علیه السلام خاصّة على التعيين والتفصيل ، والإفراد له بالدليل بعد اشتراكه علیه السلام في دلالة الاعتبار ، مع ذكر طرف من الأخبار في ذكر مولده وغيبته ، وعلامات وقت قيامه ، ومدّة دولته ، وبيان سيرته.
ص: 154
ويشتمل علی ثلاثة فصول:
ص: 155
ص: 156
اعلم : أنّ الخبر إذا رواه المعترف بصحّته ، الدائن بصدقه ، ووافقه في ذلك المنكر لمضمونه ، الدافع لما اشتمل عليه ، فقد أسفر فيه الحقّ عن وجه الدلالة ، لاتّفاق المتضادّين في المقالة ، إذ لو كان باطلا لما توفّرت دواعي المنكر له في نقله وهو حجّة عليه ، بل كانت منه الدواعي متوفّرة في دفعه على مجرى العرف والعادة ، لا سيّما وقد سلم من نقل معارضة تسقط الحجّة به ، أو دعوى تكافئه في الظاهر فتمنع من العمل عليه والاعتقاد به ، وإذا كانت الأخبار الواردة في أعداد الأئمّة علیهم السلام بهذه الصفة فقد وجب القطع بصحّتها.
فممّا جاء من الأخبار التي نقلها أصحاب الحديث غير الإماميّة في ذلك وصحّحوها : ما رواه الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقنديّ - محدّث خراسان - قال : أخبرنا أبو العبّاس المستغفريّ قال : حدّثنا أبو الحسين (1) نصر بن أحمد بن إسماعيل الكسائي (2) ، أخبرنا أبو حاتم جبريل ابن مجاع الكسائي ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : وأخبرنا أبو القاسم الكاتب ، أخبرنا أبو حامد الصائغ ، أخبرنا أبو العبّاس الثقفي ، حدثنا قتيبة.
ص: 157
وأخبرنا أبو سلمة القاضي ، أخبرنا أبو القاسم النسوي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا : حدّثنا حاتم بن إسماعيل ، عن المهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع : أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فكتب إليّ : إنّي سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يوم جمعة عشيّة رجم الأسلمي يقول : « لا يزال الدين قائما حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ، ثمّ يخرج كذّابون بين يدي الساعة ».
وسمعته يقول : « أنا الفرط على الحوض ».
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد (1).
قال : وأخبرنا أبو القاسم الكاتب ، أخبرنا أبو حامد الصائغ ، أخبرنا أبو العبّاس الثقفيّ ، حدّثنا محمد بن رافع ، حدّثنا ابن أبي فديك ، أخبرنا ابن أبي ذئب ، عن مهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد : أنّه أرسل إلى ابن سمرة العدوي فقال : حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فكتب : سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : « لا يزال الدين قائما حتّى يكون اثنا عشر خليفة من قريش ، ثمّ يخرج كذّابون بين يدي الساعة ، وأنا الفرط على الحوض ».
رواه مسلم عن محمد بن رافع (2).
وأخبرنا عبد العزيز بن أحمد الكاتب ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحارثي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا قتيبة ، حدّثنا أبو عوانة ، عن سمّاك ، عن جابر بن سمرة ، عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله
ص: 158
قال : « يكون بعدي اثنا عشر أميرا » ، وتكلّم بكلمة فلم أفهم ما قال ، فسألت القوم فزعموا أنّه قال : « كلّهم من قريش ».
رواه مسلم عن قتيبة (1).
قال : وأخبرنا أبو سلمة القاضي ، حدّثنا أبو القاسم النسوي ، أخبرنا أبو العبّاس النسوي ، حدّثنا أبو الحصين عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه اليربوعي ، حدّثنا عنبر ، حدّثنا حصين ، عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فقال لي : « إنّ هذا الأمر لن ينقضي - أو لن يمضي - حتّى يكون فيكم اثنا عشر خليفة » ثمّ قال : شيئا لم أسمعه ، فسألتهم ، فقالوا : « كلّهم من قريش » (2).
قال : وأخبرنا أبو سلمة القاضي ، أخبرنا أبو القاسم النسوي ، أخبرنا أبو العبّاس النسوي ، حدّثنا أبو عمارة ، حدّثنا الفضل بن موسى ، عن وهب ، عن أبي خالد الوالبيّ قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : « لا يضرّ هذا الدين من ناواه حتّى يقوم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش » (3).
قال : وأخبرنا أبو سلمة القاضي ، حدّثنا أبو القاسم النسوي ، حدّثنا أبو العبّاس النسوي ، حدّثنا جعفر بن حميد العبسي ، حدّثنا يونس بن أبي يعفور ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « لا يزال أمر أمّتي صالحا حتّى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من
ص: 159
قريش » (1).
وممّا ذكره الشيخ المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمّد بن النعمان (2) في كتابه :
قال : ومن ذلك ما رواه محمّد بن عثمان الدهني حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الرقّي ، قال : حدّثنا عيسى بن يونس ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : كنّا عند عبد اللّه بن مسعود فقال له رجل : أحدّثكم نبيّكم صلی اللّه علیه و آله كم يكون بعده من الخلفاء؟ فقال له عبد اللّه : نعم ، وما سألني عنها أحد قبلك ، وإنّك لأحدث القوم سنّا ، سمعته علیه السلام يقول : « يكون بعدي من الخلفاء عدّة نقباء موسى اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش » (3).
وروى عثمان بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج ، وأبو كريب ، ومحمود ابن غيلان ، وعليّ بن محمد ، وإبراهيم بن سعيد جميعا ، عن أبي أسامة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق مثل الأوّل بعينه (4).
ورواه أبو أسامة ، عن أشعث ، عن عامر الشعبي ، عن عمّه قيس بن عبد اللّه ، عن عبد اللّه بن مسعود. وذكر نحوه (5).
ص: 160
ورواه حمّاد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عبد اللّه. وزاد فيه : قال : كنّا جلوسا عند عبد اللّه يقرئنا القرآن فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كم يملك أمر هذه الامّة من خليفة بعده؟
فقال له عبد اللّه : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق ، نعم سألنا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فقال : « اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل » (1).
وروى عبد اللّه بن أبي أميّة مولى [ بني ] مجاشع ، عن يزيد الرقّاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش ، فإذا مضوا ساخت (2) الأرض بأهلها » (3) وساق الحديث.
ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن عليّ بن جعد ، عن زهير بن معاوية ، عن زياد بن خيثمة ، عن الأسود بن سعيد الهمدانيّ قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : « يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش » ، فقالوا له : ثمّ يكون ما ذا؟ قال : « ثمّ يكون الهرج » (4).
ص: 161
ورواه سمّاك بن حرب ، وزياد بن علاقة ، وحصين بن عبد الرحمن ، عن جابر بن سمرة عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله مثله (1).
ورواه سليمان بن أحمر قال : حدّثنا ابن عون ، عن الشعبي ، عن جابر ابن سمرة ؛ عن النبي صلی اللّه علیه و آله قال : « لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة » فجعل الناس يقومون ويقعدون ، وتكلّم بكلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي - أو لأخي - : أيّ شيء قال؟ قال : قال : « كلّهم من قريش » (2)
ورواه فطر بن خليفة ، عن أبي خالد الوالبيّ ، عن جابر بن سمرة ، عن النبي صلی اللّه علیه و آله مثله (3)
ورواه سهل بن حمّاد ، عن يونس بن أبي يعفور قال : حدّثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : كنت عند رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعمّي جالس بين يديه ، فقال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « لا يزال أمر أمّتي صالحا حتّى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش » (4).
اسم أبي جحيفة وهب بن عبد اللّه.
ص: 162
وروى الليث بن سعد ، عن خالد بن زيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف قال : كنّا عند شقيق (1) الأصبحي فقال : سمعت عبد اللّه ابن عمر يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : « يكون خلفي اثنا عشر خليفة » (2).
ورواه حمّاد بن سلمة عن أبي الطفيل قال : قال لي عبد اللّه بن عمر : يا أبا الطفيل أعدد اثني عشر خليفة بعد النبيّ صلی اللّه علیه و آله ثمّ يكون النقف والنقاف (3) (4).
وممّا ذكره الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي رحمه اللّه في كتابه في الردّ على الزيديّة قال : أخبرني أبي قال : أخبرني الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد الأسدي ، عن
ص: 163
الأعمش ، عن عباية بن ربعيّ ، عن ابن عبّاس قال : سألت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله حين حضرته وفاته فقلت : يا رسول اللّه إذا كان ما نعوذ باللّه منه فإلى من؟
فأشار إلى عليّ علیه السلام فقال : « إلى هذا ، فإنّه مع الحقّ والحقّ معه ، ثمّ يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته » (1).
قال : وأخبرني المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرني محمد بن عليّ قال : حدّثني حمزة بن محمد العلوي ، حدّثنا أحمد ابن يحيى الشحّام ، حدّثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين ، حدّثنا سويد بن سعيد الأنباريّ ، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن بن شردين الصنعاني ، عن ابن مثنّى ، عن أبيه ، عن عائشة قال : سألتها كم خليفة يكون لرسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ فقالت : أخبرني رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : أنّه يكون بعده اثنا عشر خليفة.
قال : فقلت لها : من هم؟ فقالت : أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله .
فقلت لها : فاعرضيه ، فأبت (2).
قال : وأخبرني أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو بشر أحمد ابن إبراهيم بن أحمد العمّي قال : أخبرنا محمد بن زكريّا بن دينار الغلابي حدّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس قال :
ص: 164
حدّثني أبي قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهديّ وما ذكر من عدله ، فأطنب في ذلك ، فقال الرشيد : إنّي أحسبكم تحسبونه أبي ، ( إنّ أبي ) (1) المهدي. حدثني عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عبّاس ، عن أبيه العبّاس بن عبد المطّلب : أنّ النبي صلی اللّه علیه و آله قال له : « يا عمّ ، يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثمّ تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثمّ يخرج المهديّ من ولدي ، يصلح اللّه أمره في ليلة ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء اللّه ، ثمّ يخرج الدجال » (2).
هذا بعض ما جاء من الأخبار من طرق المخالفين ورواياتهم في النصّ على عدد الأئمّة الاثني عشر علیهم السلام ، وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك - كما نقلته الشيعة الإمامية - ولم تنكر ما تضمّنه الخبر فهو أدلّ دليل على أنّ اللّه تعالى هو الذي سخّرهم لروايته ، إقامة لحجّته ، وإعلاء لكلمته ، وما هذا الأمر إلاّ كالخارق للعادة ، والخارج عن الامور المعتادة ، ولا يقدر عليه إلاّ اللّه تعالى الذي يذلّل الصعب ، ويقلّب القلب ، ويسهّل العسير ، وهو على كلّ شيء قدير.
ص: 165
وهذه الأخبار على ضربين : أحدهما يتضمّن النصّ على عدد الاثني عشر على الجملة ، والثاني : يتضمّن النصّ على أعيان الأئمّة الاثني عشر على التفصيل.
فأمّا الضرب الأول منهما فنحو ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر علیه السلام ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : دخلت على فاطمة علیهاالسلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها ، فعددت اثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم عليّ (1).
وعنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إنّ اللّه تعالى أرسل محمّدا صلی اللّه علیه و آله إلى الجنّ والإنس ، وجعل من بعده اثني عشر وصيّا ، منهم من سبق ومنهم من بقي ، وكلّ وصيّ جرت به
ص: 166
سنّة ، والأوصياء الذين من بعد محمد على سنّة أوصياء عيسى ، وكانوا اثني عشر ، وكان أمير المؤمنين علیه السلام على سنّة المسيح علیه السلام » (1).
وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن مسعدة بن زياد ، عن أبي عبد اللّه ومحمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المديني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنت حاضرا لمّا هلك أبو بكر واستخلف عمر ، إذ أقبل رجل من عظماء يهود يثرب يزعم يهود المدينة أنّه أعلم [ أهل ] زمانه ، حتّى رفع إلى عمر فقال له : يا عمر ، إنّي جئتك أريد الإسلام ، فإن أخبرتني عمّا أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنّة وجميع ما أريد أن أسأل عنه.
قال : فقال له عمر : إنّي لست هناك ولكنّي أرشدك إلى من هو أعلم أمّتنا بالكتاب والسنّة وجميع ما قد تسأل عنه ، وهو ذاك. وأومأ إلى عليّ علیه السلام .
وساق الحديث إلى أن قال : قال له أمير المؤمنين علیه السلام : « سل عمّا بدا لك (2) ».
فقال : أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة.
فقال له عليّ علیه السلام : « لم لم تقل : عن سبع »؟
فقال له اليهوديّ : إنّك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن البقيّة وإلاّ كففت.
ص: 167
[ فقال له : « سل عما بدا لك يا يهوديّ » ] (1).
قال : أخبرني عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض ، وأوّل شجرة غرست على وجه الأرض ، وأوّل عين نبعت على وجه الأرض.
فأخبره أمير المؤمنين علیه السلام ، ثمّ قال له اليهوديّ : أخبرني عن هذه الامّة كم لها من إمام هدى؟ وأخبرني عن نبيّكم محمد أين منزله في الجنّة؟ وأخبرني من معه في الجنّة؟
فقال له أمير المؤمنين علیه السلام : « إنّ لهذه الامّة اثني عشر إماما من ذرّيّة نبيّها وهم منّي ، وأمّا منزل نبيّنا في الجنّة ففي أفضلها وأشرفها جنّة عدن ، وأمّا من معه في منزله فهؤلاء الاثنا عشر من ذرّيّته وأمّهم وجدّتهم وأمّ أمّهم وذراريهم لا يشركهم فيها أحد ». الخبر بتمامه (2).
وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد اللّه بن القاسم ، عن حيّان السراج ، عن داود بن سليمان الكناني ، عن أبي الطفيل قال : شهدت جنازة أبي بكر يوم مات ، وشهدت عمر حين بويع وعليّ جالس ناحية ، فأقبل يهوديّ جميل عليه ثياب حسان - وهو من ولد هارون - حتّى قام على رأس عمر بن الخطّاب فقال : يا أمير المؤمنين ، أنت أعلم هذه الامّة بكتابهم وأمر نبيّهم؟ فطأطأ عمر رأسه ، فأعاد عليه القول ، فقال له عمر : ولم ذلك؟ فقال له : إنّي جئت مرتادا لنفسي ، شاكّا في ديني ، أريد الحجّة ، وأطلب البرهان.
فقال له عمر : دونك هذا الشابّ ، وأشار إلى أمير المؤمنين علیه السلام
ص: 168
فقال الغلام : ومن هذا؟
قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، ابن عمّ رسول اللّه ، وأبو الحسن والحسين ابني رسول اللّه ، وزوج فاطمة بنت رسول اللّه ، وأعلم الناس بالكتاب والسنّة.
قال : فأقبل الغلام إلى عليّ علیه السلام فقال له : أنت كذلك؟ فقال له عليّ : « نعم ».
قال الغلام : أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة.
فتبسّم أمير المؤمنين علیه السلام وقال : « يا هاروني ، ما منعك أن تقول : سبعا »؟
قال : أريد أسألك عن ثلاث ، فإن علمتهنّ سألتك عمّا بعدهنّ ، وإن لم تعلمهنّ علمت أنّه ليس فيكم عالم.
قال أمير المؤمنين علیه السلام : « فإنّي أسألك بالإله الذي تعبده ، لئن أنا أجبتك عن كل ما تسأل لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني؟ » قال : ما جئت إلاّ لذاك.
قال : « فسل ».
قال : فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أيّ قطرة هي؟
وأوّل عين فاضت على وجه الأرض أيّ عين هي؟ وأوّل شجر اهتزّ على وجه الأرض أيّ شجر هو؟
( فقال علیه السلام : « يا هاروني ، أمّا أنتم فتقولون : أوّل قطرة قطرت على وجه الأرض حيث قتل أحد ابني آدم ، وليس كذلك ، ولكنّه حيث طمثت حواء وذلك قبل أن تلد ابنيها.
وأمّا أنتم فتقولون : إنّ أول عين فاضت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس ، وليس هو كذلك ، ولكنّها عين الحياة التي وقف عليها موسى
ص: 169
وفتاه ومعهما النون المالح فسقط فيها فحيي وهذا الماء لا يصيب ميّتا إلاّ حيي.
وأمّا أنتم فتقولون : إنّ أوّل شجر اهتزّ على وجه الأرض الشجرة التي كانت منها سفينة نوح علیه السلام ، وليس هو كذلك ، ولكنّها النخلة التي اهبطت من الجنّة وهي العجوة ومنها تفرع كلّ ما ترى من أنواع النخل ».
فقال : صدقت واللّه الذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لأجد هذا في كتب أبي هارون علیه السلام كتابته بيده وإملاء عمّي موسى علیه السلام » ) (1).
ثمّ قال : أخبرني عن الثلاث الأخر عن أوصياء محمد كم بعده من أئمّة عدل؟ و( أين ) (2) منزله في الجنّة؟ ومن يكون ساكنا معه في منزله؟
فقال : « يا هاروني ، إنّ لمحمّد اثني عشر وصيّا أئمّة عدل ، لا يضرّهم خذلان من خذلهم ، ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم ، وإنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسيّ في الأرض ، ومسكن محمد صلی اللّه علیه و آله في جنّة عدن التي ذكرها اللّه عزّ وجل وغرسها بيده ، ومعه في مسكنه أولئك الاثني عشر العدول ».
فقال : صدقت واللّه الذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لأجد ذلك في كتب أبي هارون كتابته بيده وإملاء عمّي موسى علیه السلام .
قال : فأخبرني عن الواحدة : كم يعيش وصيّ محمد بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟
فقال : « يا هاروني ، يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص
ص: 170
يوما ، ثمّ يضرب ضربة هاهنا » ووضع يده على قرنه ، وأومأ إلى لحيته « فتخضب هذه من هذا ».
قال : فصاح الهاروني وقطع كستيجه (1) وقال : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وأنّك وصيّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ينبغي أن تفوق ولا تفاق وأن تعظّم ولا تستضعف قال : ثمّ مضى به عليّ علیه السلام إلى منزله فعلّمه معالم الدين (2).
وقد روي هذا الخبر من طرق أخر تركناها خوف الإطالة.
وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي سعيد العصفوريّ ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي حمزة قال : سمعت عليّ بن الحسين علیهماالسلام يقول : « إنّ اللّه تعالى خلق محمدا واثني عشر من أهل بيته من نور عظمته ، وأقامهم أشباحا في ضياء نوره ، يعبدونه ويسبّحونه ويقدّسونه ، وهم الأئمّة من بعد محمد صلی اللّه علیه و آله » (3).
وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن عبد اللّه بن محمد ، عن الخشّاب ، عن الحسن بن سماعة ، عن عليّ بن الحسين بن رباط ، عن ابن اذينة ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « من آل محمد اثنا عشر إماما كلّهم محدّث من ولد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وولد عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فرسول اللّه وعليّ هما الوالدان » (4).
ص: 171
وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد ابن أبي عبد اللّه ؛ ومحمد بن حمزة ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن الحسن ابن العبّاس بن الحريش ، عن أبي جعفر الثاني علیه السلام قال : إنّ أمير المؤمنين علیه السلام قال لابن عبّاس : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة ، وإنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ».
فقال ابن عبّاس : من هم؟
قال : « أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدّثون » (1).
وبهذا الإسناد قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لأصحابه : « آمنوا بليلة القدر أنّها تكون من بعدي لعلّي بن أبي طالب وولده وهم أحد عشر من بعده » (2).
الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن زياد الهمدانيّ ، عن محمد بن معقل القرميسينيّ ، عن محمد بن عبد اللّه البصريّ ، عن إبراهيم ابن مهزم ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللّه ، عن آبائه ، عن عليّ علیه السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم اللّه فهمي وعلمي وحكمتي ، وخلقهم من طينتي ، فويل للمتكبّرين عليهم بعدي ، القاطعين فيهم صلتي ، مالهم لا أنالهم اللّه شفاعتي » (3).
ص: 172
وعنه ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن محمد بن زياد الأزديّ ، عن أبان بن عثمان ، عن ثابت بن دينار ، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : الأئمّة بعدي اثنا عشر ، أوّلهم أنت يا عليّ ، وآخرهم القائم الذي يفتح اللّه تعالى على يده مشارق الأرض ومغاربها » (1).
وعنه ، حدّثنا عليّ بن أحمد ، حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « الأئمّة بعدي اثنا عشر ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج اللّه على أمّتي بعدي ، المقرّ بهم مؤمن والمنكر لهم كافر » (2).
وعنه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين ابن محمد بن عامر ، عن المعلّى بن محمد البصريّ ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد اللّه بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد اللّه بن عبّاس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج اللّه على الخلق بعدي لاثنا عشر ، أوّلهم أخي وآخرهم ولدي » قيل : يا رسول اللّه ومن أخوك؟ قال : « عليّ بن أبي طالب » قيل : فمن ولدك؟ قال : « المهديّ الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحقّ بشيرا
ص: 173
لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهديّ ، فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب » (1).
والأخبار من هذا الفنّ أكثر ممّا ذكرناه ، فلنقتصر على ما أوردناه ، ففيه كفاية ومقنع فيما نحوناه.
وأما الضرب الثاني - وهو ما روي من النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشر علیهم السلام - فمن ذلك : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه اللّه قال : حدّثنا أبي ، ومحمد بن موسى بن المتوكّل ، ومحمد بن عليّ ماجيلويه ، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه ، وأحمد بن موسى بن زياد الهمدانيّ قالوا : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن بكر بن صالح.
وحدّثنا أبي ، ومحمد بن الحسن قالا : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، وعبد اللّه بن جعفر الحميريّ جميعا ، عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد ، والحسن بن طريف ، جميعا ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « قال أبي علیه السلام لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ : إنّ لي إليك حاجة ، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر : في أيّ الأوقات شئت.
فخلا به أبي فقال له يا جابر : أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمّي فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، وما أخبرتك به أمّي أنّ في ذلك اللوح مكتوبا.
قال جابر : أشهد باللّه أنّي دخلت على أمّك فاطمة علیهاالسلام في
ص: 174
حياة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أهنّئها بولادة الحسين ، فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنّه زمرّد ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمّي يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟ فقالت : هذا اللوح أهداه اللّه عزّ وجل إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيّ وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرّني (1) بذلك.
قال جابر : فأعطتنيه أمّك فاطمة فقرأته واستنسخته.
فقال أبي علیه السلام : فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ.
قال : نعم.
فمشى معه أبي علیه السلام حتّى انتهى إلى منزل جابر وأخرج إلى أبي صحيفة من رقّ.
قال جابر : فأشهد باللّه أنّي رأيته هكذا في اللوح مكتوبا :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
هذا كتاب من اللّه العزيز العليم لمحمد نوره وسفيره ، وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين.
عظّم يا محمّد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا ، قاصم الجبّارين ، ومذلّ الظالمين (2) ، وديّان يوم الدين ، إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذّبته عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين ، فإيّاي فاعبد ، وعليّ فتوكّل ، إنّي لم أبعث نبيّا فأكملت أيّامه وانقضت مدّته (3) إلاّ جعلت له وصيّا ، وإنّي فضّلتك على
ص: 175
الأنبياء وفضّلت وصيّك على الأوصياء ، وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين.
فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه.
وجعلت حسينا خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التّامة معه ، والحجّة البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب.
أوّلهم سيّد العابدين وزين أوليائي الماضين.
وابنه شبيه جدّه المحمود محمّد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي.
سيهلك المرتابون في جعفر ، الرادّ عليه كالرادّ عليّ ، حقّ القول منّي لأكرمنّ مثوى جعفر ولاسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه.
وانتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس (1) ، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع ، وحجّتي لا تخفى ، وأنّ أوليائي لا يشقون ، ألا من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي.
إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي ، وعليّ وليّي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوّة وامتحنه بالاضطلاع ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح (2) إلى جنب شرّ خلقي.
حقّ القول منّي لأقرنّ عينه بمحمّد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ، ومعدن حكمي ، وموضع سرّي ، وحجّتي على خلقي ، جعلت الجنّة مثواه ، وشفّعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار.
ص: 176
وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي.
أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن.
ثمّ أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيّوب ، سيذلّ أوليائي في زمانه ، ويتهادون رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقّا ، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأرفع الآصار والأغلال ، ( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (1).
قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلاّ عن أهله (2).
قال : وحدّثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلويّ قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن درست السرويّ ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن عمران الكوفيّ ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، وصفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّه قال : « يا إسحاق ، ألا ابشّرك؟ »
قلت : بلى جعلني اللّه فداك يا ابن رسول اللّه.
فقال : « وجدنا صحيفة بإملاء رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وخطّ
ص: 177
أمير المؤمنين علیه السلام فيها : « بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم » وذكر الحديث مثله سواء إلاّ إنّه قال في آخره : ثمّ قال الصادق علیه السلام : « يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل ، فصنه عن غير أهله يصنك اللّه ويصلح شأنك » ثمّ قال : « من دان بهذا أمن عقاب اللّه عزّ وجلّ » (1).
قال : وحدّثنا عليّ بن الحسين المؤدّب وأحمد بن هارون الفاميّ قالا : حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ابن مالك الفزاريّ الكوفي ، عن مالك السلوليّ ، عن درست بن عبد الحميد ، عن عبد اللّه بن القاسم ، عن عبد اللّه بن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال : دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وقدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار ، فيه اثنا عشر اسما : ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه وثلاثة اسماء في آخره وثلاثة أسماء في طرفه ، فعددتها فإذا هي اثنا عشر ، فقلت : أسماء من هؤلاء؟ قالت : « هذه أسماء الأوصياء ، أوّلهم ابن عمّي وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم ».
قال جابر : فرأيت فيها محمّدا ، محمّدا ، محمّدا في ثلاثة مواضع ، وعليّا ، وعليّا ، وعليّا ، وعليّا ، في أربعة مواضع (2).
قال : وحدّثنا أبو العبّاس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل قال : حدّثنا سعيد بن محمد القطّان قال : حدّثنا عبد اللّه بن موسى الروياني ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني ، عن عليّ
ص: 178
ابن الحسن بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام قال : حدّثني عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علیهم السلام : أنّ محمد بن عليّ علیهماالسلام باقر العلم جمع ولده - وفيهم عمّهم زيد بن عليّ - ثمّ أخرج إليهم كتابا بخطّ عليّ علیه السلام وإملاء رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله مكتوب فيه : « هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم العليم » حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه : « وأولئك هم المهتدون » ثمّ قال في آخره : قال عبد العظيم : العجب كلّ العجب لمحمد ابن جعفر وخروجه وقد سمع أباه يقول هذا ويحكيه ، ثم قال : هذا سرّ اللّه ودينه ودين ملائكته فصنه إلاّ عن أهله وأوليائه (1).
قال : وحدّثنا أبي قال حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عبد اللّه بن جعفر الطيّار يقول : كنّا عند معاوية أنا والحسن والحسين وعبد اللّه بن عبّاس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد. فذكر حديثا جرى بينه وبينه ، وأنّه قال لمعاوية بن أبي سفيان : سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : « إنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثمّ أخي عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم ابني الحسين بن عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا عليّ ، ثمّ ابنه محمد بن عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا حسين ، ثمّ تكملة اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين ».
ص: 179
قال عبد اللّه : ثمّ استشهدت الحسن والحسين وعبد اللّه بن عبّاس ، وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية.
قال سليم بن قيس الهلالي : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذرّ والمقداد وأسامة بن زيد أنّهم سمعوا ذلك من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله (1).
وحدثنا أبي قال : حدثنا سعد بن عبد اللّه قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد اللّه بن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، عن سليم قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي قال : دخلت على النبي صلی اللّه علیه و آله فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبّل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : « أنت سيّد ابن سيّد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم » (2).
قال : وحدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق علیه السلام ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ ، عن أبيه الحسين علیهم السلام قال : « سئل أمير المؤمنين علیه السلام عن معنى قول رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي ، من العترة؟ فقال : أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديّهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب اللّه ولا يفارقهم
ص: 180
حتّى يردوا على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله حوضه » (1).
قال : وحدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق ، حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهديّ ، عن الحسين بن علوان ، عن عمر بن خالد ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد اللّه بن عبّاس قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : « أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون » (2).
قال : وحدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب ، حدّثنا الفضل بن الصقر العبديّ ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبد اللّه ابن عبّاس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « أنا سيّد النبيّين ، وعلي بن أبي طالب سيّد الوصيّين ، وأنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر أوّلهم عليّ ابن أبي طالب وآخرهم القائم » (3).
قال : وحدّثنا غير واحد من أصحابنا ، حدّثنا محمد بن همّام ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاريّ ، عن الحسين بن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحارث ، عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان ، عن جابر ابن يزيد الجعفيّ قال : سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول : لمّا أنزل اللّه تعالى على نبيّه صلی اللّه علیه و آله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (4) قلت : يا رسول اللّه ، عرفنا اللّه
ص: 181
ورسوله ، فمن أولي الأمر الذي قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟
فقال علیه السلام : « هم خلفائي - يا جابر - وأئمّة المسلمين بعدي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام ، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثم عليّ بن موسى ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ سميّي وكنيّي ، حجّة اللّه في أرضه ، وبقيّته في عباده ، ابن الحسن ابن عليّ ، ذاك الذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان ».
قال جابر : فقلت له : يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال صلی اللّه علیه و آله : « إي والذي بعثني بالنبوّة انّهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاّها سحاب ، يا جابر : هذا من مكنون سرّ اللّه ومخزون علم اللّه فاكتمه إلاّ عن أهله » (1) إلى آخر الخبر.
قال : وحدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن سعيد ابن جبير ، عن عبد اللّه بن عبّاس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « إنّ اللّه تعالى اطّلع على الأرض اطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار منها عليّا فجعله إماما ، ثمّ أمرني أن أتّخذه أخا ووصيّا
ص: 182
وخليفة ووزيرا فعليّ منّي وأنا من عليّ وهو زوج ابنتي وأبو سبطيّ الحسن والحسين ، ألا وإنّ اللّه تبارك وتعالى جعلني وإيّاهم حججا على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمّة يقومون بأمري ويحفظون وصيّتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهديّ أمّتي ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلّة فيعلن أمر اللّه ويظهر دين اللّه ويؤيّد بنصر اللّه وينصر بملائكة اللّه ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا » (1).
وبهذا الإسناد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : حدّثني جبرئيل عن رب العزة جلّ جلاله أنّه قال : من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي ، وأنّ محمّدا عبدي ورسولي ، وأنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي ، وأنّ الأئمّة من ولده حججي ، أدخلته الجنّة برحمتي ، ونجيته من النار بعفوي ، وأبحت له جواري ، وأوجبت له كرامتي ، وأتممت عليه نعمتي ، وجعلته من خاصّتي وخالصتي ، إن ناداني لبيته ، وإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن سكت ابتدأته ، وإن أساء رحمته ، وإن فرّ منّي دعوته ، وإن ( رجع إليّ قبلته ، وإن قرع بابي فتحت له.
ومن لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي ، أو ) (2) شهد بذلك ولم يشهد أنّ محمدا عبدي ورسولي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ الأئمّة من ولده حججي ، فقد جحد نعمتي ، وصغّر عظمتي ، وكفر بآياتي وكتبي ، إن قصدني حجبته ، وإن سألني
ص: 183
حرمته ، وإن ناداني لم أسمع نداءه وإن دعاني لم أستجب دعاءه ، وإن رجاني خيّبته ، وذلك جزاؤه منّي وما أنا بظلاّم للعبيد ».
فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال : يا رسول اللّه ، ومن الأئمّة من ولد عليّ بن أبي طالب؟
قال : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، ثمّ سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين ، ثمّ الباقر محمد بن عليّ. وستدركه يا جابر فإذا أدركته فأقرئه منّي السلام ، ثمّ الصادق جعفر بن محمد ، ثمّ الكاظم موسى جعفر ، ثمّ الرضا عليّ بن موسى ، ثمّ التقيّ محمد بن عليّ ، ثمّ النقيّ عليّ بن محمد ، ثمّ الزكيّ الحسن بن عليّ ، ثم ابنه القائم بالحقّ مهدي أمّتي ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي ، من أطاعهم فقد أطاعني ، ومن عصاهم فقد عصاني ، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني ، بهم يمسك اللّه السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها » (1).
قال : وحدثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ ، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن محمد بن داود ، عن محمد بن الجارود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة قال : خرج علينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام ذات يوم ويده في يد ابنه الحسن علیه السلام وهو يقول : « خرج علينا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ذات يوم ويده في يدي هكذا وهو يقول : خير الخلق بعدي وسيّدهم أخي هذا وهو إمام كلّ مسلم وأمير كلّ مؤمن بعد وفاتي ، ألا وإنّي
ص: 184
أقول : إنّ خير الخلق بعدي وسيّدهم ابني هذا وهو إمام كلّ مسلم ومولى كلّ مؤمن بعد وفاتي ، ألا وإنّه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، وخير الخلق وسيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول في أرض كرب وبلاء ، أما إنّه وأصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة ، ومن بعد الحسين تسعة من صلبه ، خلفاء اللّه في أرضه ، وحججه على عباده ، وأمناؤه على وحيه ، أئمّة المسلمين ، وقادة المؤمنين ، وسادة المتّقين ، وتاسعهم القائم الذي يملأ اللّه به الأرض نورا بعد ظلمتها ، وعدلا بعد جورها ، وعلما بعد جهلها.
والذي بعث أخي محمدا بالنبوّة ، واختصّني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الأمين جبرئيل ، ولقد سئل رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وأنا عنده ، عن الأئمّة بعده فقال صلی اللّه علیه و آله للسائل : والسماء ذات البروج إنّ عددهم بعدد البروج ، وربّ الليالي والأيّام والشهور إنّ عدّتهم كعدد الشهور. قال السائل : فمن هم يا رسول اللّه؟ فوضع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يده على رأسي فقال : أوّلهم هذا وآخرهم المهديّ ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن أحبّهم فقد أحبّني ، ومن أبغضهم فقد أبغضني ، ومن أنكرهم فقد أنكرني ، ومن عرفهم فقد عرفني ، بهم يحفظ اللّه دينه ، وبهم يعمّر بلاده ، وبهم يرزق عباده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم يخرج بركات الأرض ، هؤلاء أوصيائي وخلفائي وأئمّة المسلمين وموالي المؤمنين » (1).
قال : وحدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبيّ بمدينة السلام قال : حدّثنا محمد بن الفضل النحوي قال : حدّثنا محمد بن عليّ بن عبد الصمد
ص: 185
الكوفيّ ، قال : حدّثنا عليّ بن عاصم ، عن محمد بن عليّ بن موسى ، عن أبيه عليّ بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ علیهم السلام قال : « دخلت على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السماوات والأرض ، قال له أبيّ : وكيف يكون يا رسول اللّه زين السماوات والأرض أحد غيرك؟
فقال : والذي بعثني بالحقّ نبيّا ، إنّ الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الأرض ، وإنّه لمكتوب على يمين عرش اللّه : مصباح هاد ، وسفينة نجاة ، وإمام غير وهن ، وعزّ وفخر ، وعلم وذخر ، وإنّ اللّه عزّ وجلّ ركّب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام ، أو يجري ماء في الأصلاب ، أو يكون ليل أو نهار ، ولقد لقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلاّ حشره اللّه عزّ وجلّ معه ، وكان شفيعه في آخرته ، وفرّج اللّه عنه كربه ، وقضى بها دينه ، ويسّر أمره ، وأوضح سبيله ، وقوّاه على عدوّه ، ولم يهتك ستره.
فقال له أبي : وما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟
قال : تقول إذا فرغت من صلواتك وأنت قاعد : اللّهم إنّي أسألك بكلماتك ومعاقد عزّك ، وسكّان سماواتك وأنبيائك ورسلك ( أن تستجيب لي ، فقد ) (1) رهقني من أمري عسر ، فأسألك أن تصلّي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا. فإنّ اللّه عزّ وجلّ يسهّل أمرك ، ويشرح صدرك ، ويلقّنك شهادة أن لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك.
ص: 186
قال له أبي : يا رسول اللّه ، فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟
قال : مثل هذه النطفة كمثل القمر ، وهي نطفة تبيين وبيان ، يكون من اتّبعه رشيدا ، ومن ضلّ عنه غويّا.
قال : فما اسمه وما دعاؤه؟
قال : اسمه عليّ ، ودعاؤه : يا دائم يا ديموم ، يا حيّ يا قيّوم ، يا كاشف الغمّ ، ويا فارج الهمّ ، ويا باعث الرسل ، ويا صادق الوعد. من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه مع عليّ بن الحسين ، وكان قائده إلى الجنّة.
قال له أبي : يا رسول اللّه ، فهل له من خلف ووصيّ؟
قال : نعم ، له مواريث السماوات والأرض.
قال : وما معنى مواريث السماوات والأرض؟
قال : القضاء بالحقّ ، والحكم بالديانة ، وتأويل الأحكام ، وبيان ما يكون.
قال : فما اسمه؟
قال : اسمه محمّد ، وإنّ الملائكة لتستأنس به في السماوات ، ويقول في دعائه : اللّهم إن كان لي عندك رضوان وودّ فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي ، وطيّب ما في صلبي.
فركّب اللّه عزّ وجلّ في صلبه نطفة مباركة زكيّة ، وأخبرني [ جبرئيل ] (1) علیه السلام أنّ اللّه تعالى طيّب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفرا ، وجعله هاديا مهديّا ، وراضيا مرضيّا ، يدعو ربّه فيقول في دعائه : يا دان غير متوان ، يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ، ولهم عندك رضى ، واغفر ذنوبهم ، ويسّر أمورهم ، واقض ديونهم ، واستر عوراتهم ، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم ، يا من لا يخاف الضيم ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، اجعل لي من كلّ
ص: 187
غمّ فرجا. من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنّة.
يا أبيّ ، إنّ اللّه تبارك وتعالى ركّب على هذه النطفة نطفة زكيّة ، مباركة طيّبة ، أنزل عليها الرحمة ، وسمّاها عنده موسى.
فقال له أبيّ : يا رسول اللّه ، كأنّهم يتواصفون ويتناسلون ، ويتوارثون ويصف بعضهم بعضا.
قال : وصفهم لي جبرئيل عن ربّ العالمين جلّ جلاله.
قال : فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟
قال : نعم يقول في دعائه : يا خالق الخلق ، ويا باسط الرزق ، يا فالق الحبّ ، ويا بارئ النسم ، ومحيي الموتى ومميت الأحياء ، ودائم الثبات ، ومخرج النبات ، افعل بي ما أنت أهله. من دعا بهذا الدعاء قضى اللّه حوائجه ، وحشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر.
وإنّ اللّه عزّ وجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة ، زكيّة مرضيّة ، وسمّاها عنده عليّا وكان لله في خلقه رضيّا ، في علمه وحكمه ، وجعله حجّة لشيعته يحتجون به يوم القيامة. وله دعاء يدعو به : اللّهم أعطني الهدى وثبّتني عليه واحشرني عليه ، آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع ، إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة.
وإنّ اللّه عزّ وجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة ، زكيّة مرضيّة ، وسمّاها محمد بن عليّ ، فهو شفيع شيعته ، ووارث علم جدّه ، له علامة بيّنة ، وحجّة ظاهرة ، إذا ولد يقول : لا إله إلاّ اللّه ، محمد رسول اللّه ، ويقول في دعائه : يا من لا شبيه له ولا مثال ، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت ، ولا خالق إلاّ أنت ، تفني المخلوقين وتبقى أنت ، حلمت عمّن عصاك وفي المغفرة رضاك. من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن عليّ شفيعه يوم القيامة.
ص: 188
وإنّ اللّه تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية ، بارّة مباركة ، طيّبة طاهرة ، سمّاها عنده عليّ بن محمد ، فألبسها السكينة والوقار ، وأودعها العلوم وكلّ سرّ مكتوم ، من لقيه وفي صدره شي أنبأه به وحذّره من عدوّه. ويقول في دعائه : يا نور يا برهان ، يا مبين يا منير ، يا ربّ اكفني شرّ الشرور ، وآفات الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور. من دعا بهذا الدعاء كان عليّ بن محمّد شفيعه وقائده إلى الجنّة.
وإنّ اللّه تعالى ركّب في صلبه نطفة وسمّاها عنده الحسن ، فجعله نورا في بلاده ، وخليفة في أرضه ، وعزّا لامّته ، وهاديا لشيعته ، وشفيعا لهم عند ربّهم ، ونقمة على من خالفه ، وحجّة لمن والاه ، وبرهانا لمن اتّخذه إماما. يقول في دعائه : يا عزيز العزّ في عزّه ، يا عزيزا أعزّني بعزّك ، وأيّدني بنصرك ، وأبعد عنّي همزات الشيطان ، وادفع عنّي بدفعك ، وامنع عنّي بصنعك ، واجعلني من خيار خلقك ، يا واحد يا أحد ، يا فرد يا صمد. من دعا بهذا الدّعاء حشره اللّه عزّ وجل معه ، ونجاه من النار ولو وجبت عليه.
وإن اللّه تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة زكيّة طيّبة ، طاهرة مطهّرة ، يرضى بها كلّ مؤمن (1) ممّن قد أخذ اللّه ميثاقه في الولاية ، ويكفر بها كلّ جاحد ، فهو إمام تقيّ نقيّ ، سارّ مرضيّ هاد مهديّ ، يحكم بالعدل ويأمر به ، يصدّق اللّه ويصدّقه اللّه في قوله ، يخرج من تهامة حتّى يظهر الدلائل والعلامات ، وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضّة إلاّ خيول مطهّمة ورجال مسوّمة ، يجمع اللّه له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنائعهم وحلاهم وكناهم ، كرّارون مجدّون في طاعته.
ص: 189
فقال له أبيّ : وما دلائله وعلاماته يا رسول اللّه؟
قال : له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه ، وأنطقه اللّه فناداه العلم : أخرج يا وليّ اللّه فاقتل أعداء اللّه. وهما رايتان وعلامتان ، وله سيف مغمد ، فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه اللّه عزّ وجل فناداه السيف : أخرج يا وليّ اللّه (1) فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء اللّه. فيخرج ويقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم ، ويقيم حدود اللّه ، ويحكم بحكم اللّه ، يخرج وجبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وشعيب بن صالح على مقدّمته ، وسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى اللّه ولو بعد حين.
يا أبيّ طوبى لمن لقيه ، وطوبى لمن أحبّه ، وطوبى لمن قال به ، ينجيهم اللّه من الهلكة ، وبالإقرار به وبرسول اللّه وبجميع الأئمّة تفتح لهم الجنّة ، مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي تسطع ريحه فلا يتغيّر أبدا ، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا.
قال أبي : يا رسول اللّه كيف [ جاءك ] (2) بيان هؤلاء الأئمّة عن اللّه عزّ وجل؟
قال : إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل عليّ اثنتي عشرة صحيفة ، باثني عشر خاتما ، اسم كلّ إمام على خاتمه وصفته في صحيفته » (3).
قال : وحدّثنا محمد بن عليّ ماجيلويه قال : حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ ، عن محمد بن عليّ القرشيّ ،
ص: 190
عن محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن محمد بن عليّ الباقر ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ علیهم السلام قال : « دخلت أنا وأخي على جدّي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الاخرى ، ثمّ قبّلنا وقال : بأبي أنتما من إمامين صالحين ، اختاركما اللّه منّي ومن أبيكما وأمّكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم ، وكلّكم في الفضل والمنزلة عند اللّه سواء » (1).
قال : وحدّثنا أبي ، ومحمد بن الحسن قالا : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، وعبد اللّه بن جعفر الحميريّ ، ومحمد بن يحيى العطّار ، وأحمد بن إدريس جميعا قالوا : حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال : حدّثنا أبو هاشم داود ابن القاسم الجعفري ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الثاني علیه السلام ، قال : « أقبل أمير المؤمنين علیه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن عليّ وسلمان الفارسيّ ، وأمير المؤمنين علیه السلام متكئ على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلّم على أمير المؤمنين علیه السلام فردّ علیه السلام ، فجلس ثمّ قال : يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الاخرى علمت أنّك وهم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين علیه السلام : سلني عمّا بدا لك.
فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟
ص: 191
فالتفت أمير المؤمنين علیه السلام إلى الحسن فقال : يا أبا محمد أجبه.
فقال علیه السلام : أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه ، فإنّ روحه متعلّقة بالريح ، والريح متعلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة ، فإن أذن اللّه عزّ وجلّ بردّ تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم يأذن اللّه عزّ وجلّ بردّ تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم تردّ على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
وأما ما ذكرت من [ أمر ] الذكر والنسيان ، فإنّ قلب الرجل في حقّ وعلى الحقّ طبق ، فإن صلّى عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامّة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقّ ، فأضاء القلب ، وذكر الرجل ما كان نسي ، وإن هو لم يصلّ على محمد وآل محمد أو نقص (1) من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحقّ ، فاظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره.
وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله ، فإنّ الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب ، فأسكنت بذلك تلك النطفة في جوف الرحم ، خرج الولد يشبه أباه وأمّه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب ، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق ، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه ، وإن وقعت على عرق من عروق لأخوال أشبه الولد أخواله.
فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أن
ص: 192
محمدا رسول اللّه ، ولم أزل أشهد بذلك ، وأشهد أنّك وصيّ رسول اللّه والقائم بحجّته - وأشار إلى أمير المؤمنين علیه السلام - ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّك وصيّه والقائم بحجّته - وأشار إلى الحسن علیه السلام - وأشهد أنّ الحسين بن علي وصيّ أبيك والقائم بحجّته بعدك ، وأشهد على عليّ بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين من بعده ، وأشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ ، وأشهد على موسى بن جعفر أنّه القائم بأمر جعفر بن محمّد ، وأشهد على عليّ بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر ، وأشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن موسى ، وأشهد على عليّ بن محمد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ ، وأشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن محمّد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن عليّ ، لا يكنّى ولا يسمّى حتّى يظهر من يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، أنّه القائم بأمر الحسن بن عليّ ، والسلام عليكم أيّها المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته.
ثمّ قام ومضى فقال أمير المؤمنين : يا أبا محمّد ، اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن بن عليّ علیهماالسلام على إثره.
قال : فما كان إلاّ أن وضع رجله خارج المسجد فما رأيت أين أخذ من أرض اللّه ، فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته فقال : يا أبا محمّد أتعرفه؟
فقلت : اللّه ورسوله وأمير المؤمنين أعلم.
فقال : هو الخضر علیه السلام » (1).
ص: 193
قال : وحدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال : أخبرنا وكيع ، عن الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمن بن سليط ، قال : قال الحسين ابن عليّ بن أبي طالب علیهماالسلام : « منّا اثنا عشر مهديّا ، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحقّ ، يحيي اللّه به الأرض بعد موتها ، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون ، له غيبة يرتدّ فيها قوم ، ويثبت على الدين فيها آخرون فيؤذون ، ويقال لهم : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ، أما إنّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » (1).
قال : وحدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال : حدّثنا محمد بن هارون الصوفيّ ، عن عبيد اللّه بن موسى ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال : حدّثني صفوان بن يحيى ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن أبي خالد الكابليّ قال : دخلت على سيّدي عليّ بن الحسين زين العابدين علیه السلام فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، أخبرني بالذين فرض اللّه طاعتهم ومودّتهم ، وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله .
فقال لي : « يا كنكر (2) ، إنّ أولي الأمر الذين جعلهم اللّه أئمّة للناس ، وأوجب عليهم طاعتهم : أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ثمّ
ص: 194
الحسين ابنا عليّ بن أبي طالب ، ثمّ انتهى الأمر إلينا ».
ثمّ سكت ، فقلت له : يا سيّدي ، روي لنا عن أمير المؤمنين علیه السلام : أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على عباده ، فمن الحجّة والإمام بعدك؟
فقال : « ابني محمّد ، واسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السماء الصادق ».
فقلت : يا سيّدي ، فكيف صار اسمه الصادق وكلّكم الصادقون؟
فقال : « حدّثني أبي ، عن أبيه علیهماالسلام : أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فسمّوه الصادق ، فإنّ الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء على اللّه وكذبا عليه ، فهو عند اللّه جعفر الكذّاب المفتري على اللّه ، والمدّعي بما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد على أخيه ، ذلك الذي يروم كشف سرّ اللّه عند غيبة وليّ اللّه ».
ثمّ بكى عليّ بن الحسين علیهماالسلام بكاء شديدا ، ثمّ قال : « كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ اللّه ، والمغيّب في حفظ اللّه ، والتوكيل بحرم (1) أبيه جهلا منه بولادته ، وحرصا على قتله إن ظفر به ، طمعا في ميراث أبيه حتّى يأخذه بغير حقّه ».
قال أبو خالد : فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، وإنّ ذلك لكائن؟
فقال : « إي وربّي ، إنّ ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر
ص: 195
المحن التي تجري علينا بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ».
قال : فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، ثمّ يكون ما ذا؟
قال : « ثمّ تمتدّ الغيبة بوليّ اللّه الثاني عشر من أوصياء رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله والأئمّة علیهم السلام بعده.
يا أبا خالد ، إنّ أهل زمان غيبته ، القائلين بإمامته ، والمنتظرين لظهوره ، أفضل من أهل كلّ زمان ، لأنّ اللّه تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بالسيف ، أولئك المخلصون حقّا ، وشيعتنا صدقا ، والدعاة إلى دين اللّه سرّا وجهرا » (1).
قال : وحدّثنا محمد بن عليّ ماجيلويه ، ومحمد بن موسى بن المتوكّل قالا : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن عبد اللّه بن الصلت القمّي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال : كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر علیه السلام في منزل بمكّة ، فقال محمد بن عمران : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « نحن اثنا عشر محدّثا » ، فقال له أبو بصير : تاللّه لقد سمعت ذلك من أبي عبد اللّه علیه السلام ؟ فحلف مرّة أو مرّتين أنّه سمعه منه.
فقال أبو بصير : لكنّي سمعته من أبي جعفر علیه السلام (2).
قال : وحدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أبي ، عن
ص: 196
محمد بن الحسين بن زيد الزيّات ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن سماعة ، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن رباط ، عن أبيه ، عن المفضّل بن عمر قال : قال الصادق علیه السلام : « إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا ».
فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، ومن الأربعة عشر؟
فقال : « محمد ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمّة من ولد الحسين ، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ، ويطهّر الأرض من كلّ جور وظلم » (1).
قال : وحدّثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطّار قال : حدّثنا عليّ بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال : حدّثنا حمدان بن سليمان ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حيّان السرّاج ، عن السيّد ابن محمد الحميريّ في حديث طويل يقول فيه : قلت للصادق علیه السلام : يا ابن رسول اللّه قد روي لنا أخبار عن آبائك في الغيبة وصحّة كونها فأخبرني بمن تقع؟
فقال علیه السلام : « إنّ الغيبة ستقع بالسادس من ولدي ، وهو الثاني عشر من الأئمّة الهداة بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام وآخرهم القائم بالحقّ بقيّة اللّه في الأرض وصاحب الزمان ، ولو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتّى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما » (2).
وقد تقدّم ذكر هذا الحديث في أخبار الصادق علیه السلام ، وكرّرته
ص: 197
هاهنا للحاجة إليه ، وأمثال هذه الأخبار كثيرة لا يحتمل هذا الكتاب أكثر ممّا ذكرناه ، وقد ذكر كثيرا منها الشيخ أبو جعفر بن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة ، في إثبات الغيبة وكشف الحيرة » فمن أراد الزيادة فليطلب من هناك.
وقد صنّف الشيخ المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمّد بن النعمان في ذلك كتابا مفردا ، ذكر فيه الأخبار الواردة في هذا المعنى ، بأسانيدها على التفصيل.
ص: 198
في ذكر جمل من الدلائل على إمامة أئمّتنا علیهم السلام ، سوى ما ذكرناه فيما تقدّم من الكتاب.
أحد الدلائل على إمامتهم علیهم السلام : ما ظهر منهم من العلوم التي تفرّقت في فرق العالم ، فحصل في كلّ فرقة منهم فنّ منها ، فاجتمعت فنونها وسائر أنواعها في آل محمد علیهم السلام ، ألا ترى إلى ما روي عن أمير المؤمنين علیه السلام في أبواب التوحيد ، والكلام الباهر المفيد من الخطب ، وعلوم الدين ، وأحكام الشريعة ، وتفسير القرآن ، وغير ذلك ما زاد على كلام جميع الخطباء والعلماء والفصحاء ، حتّى أخذ عنه المتكلّمون والفقهاء والمفسّرون ، ونقل أهل العربيّة عنه أصول الإعراب ومعاني اللغات ، وقال في الطب ما استفادت منه الأطبّاء ، وفي الحكمة والوصايا والآداب ما أربى على كلام جميع الحكماء ، وفي النجوم وعلم الآثار ما استفاده من جهته جميع أهل الملك والآراء.
ثمّ قد نقلت الطوائف عمّن ذكرناه من عترته وأبنائه علیهم السلام مثل ذلك من العلوم في جميع الأنحاء ، ولم يختلف في فضلهم وعلوّ درجتهم في ذلك من أهل العلم اثنان.
فقد ظهر عن الباقر والصادق علیهماالسلام - لمّا تمكّنا من الإظهار وزالت عنهما التقيّة التي كانت على سيّد العابدين علیه السلام - من الفتاوى في الحلال والحرام ، والمسائل والأحكام ، وروى الناس عنهما من علوم الكلام ، وتفسير القرآن ، وقصص الأنبياء ، والمغازي ، والسير ، وأخبار العرب
ص: 199
وملوك الأمم ما سمّي أبو جعفر علیه السلام لأجله باقر العلم.
وروى عن الصادق علیه السلام في أبوابه من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان ، وصنّف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب هي معروفة بكتب الأصول ، رواها أصحابه وأصحاب أبيه من قبله ، وأصحاب ابنه أبي الحسن موسى علیهم السلام ، ولم يبق فنّ من فنون العلم إلاّ روي عنه علیه السلام فيه أبواب.
وكذلك كانت حال ابنه موسى علیه السلام من بعده في إظهار العلوم ، إلى أن حبسه الرشيد ومنعه من ذلك.
وقد انتشر أيضا عن الرضا وابنه أبي جعفر علیهماالسلام من ذلك ما شهرة جملته تغني عن تفصيله.
وكذلك كانت سبيل أبي الحسن وأبي محمد العسكريّين علیهماالسلام ، وإنّما كانت الرواية عنهما أقلّ لأنّهما كانا محبوسين في عسكر السلطان ، ممنوعين من الانبساط في الفتيا ، وأن يلقاهما كلّ أحد من الناس.
وإذا ثبت بما ذكرناه بينونة أئمّتنا علیهم السلام - بما وصفناه - عن جميع الأنام ، ولم يمكن لأحد أن يدّعي أنّهم أخذوا العلم عن رجال العامّة ، أو تلقّوه من رواتهم وفقهائهم ، لأنّهم لم يروا قطّ مختلفين إلى أحد من العلماء في تعلّم شيء من العلوم ، ولأنّ ما اثر عنهم من العلوم أكثره لم يعرف إلاّ منهم ، ولم يظهر إلاّ عنهم ، وعلمنا أنّ هذه العلوم بأسرها قد انتشرت عنهم ، مع غناهم عن سائر الناس ، وتيقّنّا زيادتهم في ذلك على كافّتهم ، ونقصان جميع العلماء عن رتبتهم ، ثبت أنّهم أخذوها عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله خاصّة ، وأنّه قد أفردهم بها ليدلّ على إمامتهم بافتقار الناس إليهم فيما يحتاجون إليه ، وغناهم عنهم ، وليكونوا مفزعا لامّته في الدين ، وملجأ لهم في الأحكام ، وجروا في هذا التخصيص مجرى النبيّ صلّى
ص: 200
عليه وآله وسلّم في تخصيص اللّه تعالى بإعلامه أحوال الامم السالفة ، وإفهامه ما في الكتب المتقدمة من غير أن يقرأ كتابا أو يلقى أحدا من أهله.
هذا وقد ثبت في العقول أنّ الأعلم الأفضل أولى بالإمامة من المفضول ، وقد بيّن اللّه سبحانه ذلك بقوله : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى ) (1).
وقوله : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) (2).
ودلّ بقوله سبحانه في قصّة طالوت : ( وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ) (3) أنّ التقدم في العلم والشجاعة موجب للتقدّم في الرئاسة. فإذا كان أئمّتنا علیهم السلام أعلم الامّة بما ذكرناه ، فقد ثبت أنّهم أئمّة الإسلام الذين استحقّوا الرئاسة على الأنام على ما قلناه.
دلالة أخرى : وممّا يدلّ على إمامتهم علیهم السلام أيضا : إجماع الامّة على طهارتهم ، وظاهر عدالتهم ، وعدم التعلّق عليهم أو على أحد منهم بشيء يشينه في ديانته ، مع اجتهاد أعدائهم وملوك أزمنتهم في الغضّ منهم ، والوضع من أقدارهم ، والتطلّب لعثراتهم ، حتّى أنّهم كانوا يقرّبون من يظهر عداوتهم ، ويقصون بل يجفون وينفون ويقتلون من يتحقّق بولايتهم ، وهذا أمر ظاهر عند من سمع أخبار الناس ، فلولا أنّهم علیهم السلام كانوا على صفات الكمال من العصمة والتأييد من اللّه تعالى بمكان ، وأنّه سبحانه منع بلطفه كلّ أحد من أن يتخرّص عليهم باطلا ، أو يتقوّل فيهم زورا ، لما سلموا علیهم السلام من ذلك على الحدّ الذي شرحناه ، لا سيّما وقد ثبت أنّهم لم
ص: 201
يكونوا ممّن لا يؤبه بهم ، وممّن لا يدعو الداعي إلى البحث عن أخبارهم لخمولهم وانقطاع آثارهم ، بل كانوا على أعلى مرتبة من تعظيم الخلق إيّاهم ، وفي الدرجة (1) الرفيعة التي يحسدهم عليها الملوك ، ويتمنّونها لأنفسهم ، لأنّ شيعتهم مع كثرتها في الخلق ، وغلبتها على أكثر البلاد ، اعتقدت فيهم الإمامة التي تشارك النبوّة ، وادّعت عليهم الآيات المعجزات ، والعصمة عن الزلات ، حتّى أنّ الغلاة قد اعتقدت فيهم النبوّة والالهيّة ، وكان أحد أسباب اعتقادهم ذلك فيهم حسن آثارهم ، وعلوّ أحوالهم ، وكمالهم في صفاتهم ، وقد جرت العادة فيمن حصل له جزء من هذه النباهة أن لا يسلم من ألسنة أعدائه ، ونسبتهم إيّاه إلى بعض العيوب القادحة في الديانة أو الأخلاق.
فإذا ثبت أنّ أئمّتنا علیهم السلام نزّههم اللّه عن ذلك ، ثبت أنّه سبحانه هو المتولّي لجميع الخلائق على ذلك بلطفه وجميل صنعه ، ليدلّ على أنّهم حججه على عباده ، والسفراء بينه وبين خلقه ، والأركان لدينه ، والحفظة لشرعه. وهذا واضح لمن تأمّله.
دلالة أخرى : وممّا يدلّ أيضا على إمامتهم علیهم السلام ما حصل من الاتّفاق على برّهم وعدالتهم ، وعلوّ قدرهم وطهارتهم ، وقد ثبت بلا شكّ معرفتهم علیهم السلام بكثير ممّن يعتقد إمامتهم في أيّامهم ، ويدين اللّه تعالى بعصمتهم والنصّ عليهم ، ويشهد بالمعجز لهم.
ووضح أيضا اختصاص هؤلاء بهم ، وملازمتهم إيّاهم ، ونقلهم الأحكام والعلوم عنهم ، وحملهم الزكوات والأخماس إليهم ، ومن أنكر هذا أو دفع كان مكابرا دافعا للعيان ، بعيدا عن معرفة أخبارهم.
ص: 202
فقد علم كلّ محصّل نظر في الأخبار أنّ هشام بن الحكم ، وأبا بصير ، وزرارة بن أعين ، وحمران وبكير ابني أعين ، ومحمّد بن النعمان الذي يلقّبه العامّة شيطان الطاق ، وبريد بن معاوية العجليّ ، وأبان بن تغلب ، ومحمد ابن مسلم الثقفيّ ، ومعاوية بن عمّار الدهنيّ ، وغير هؤلاء ممّن بلغوا الجمع الكثير ، والجمّ الغفير ، من أهل العراق والحجاز وخراسان وفارس ، كانوا في وقت الإمام جعفر بن محمد علیهماالسلام رؤساء الشيعة في الفقه ورواية الحديث والكلام ، وقد صنّفوا الكتب ، وجمعوا المسائل والروايات ، وأضافوا أكثر ما اعتمدوه من الرواية إليه ، والباقي إليه وإلى أبيه محمد علیهماالسلام ، وكان لكلّ إنسان منهم أتباع وتلامذة في المعنى الذي يتفرّد به ، وإنّهم كانوا يرحلون من العراق إلى الحجاز في كلّ عام أو أكثر أو أقلّ ، ثمّ يرجعون ويحكون عنه الأقوال ، ويسندون إليه الدلالات ، وكانت حالهم في وقت الكاظم والرضا علیهماالسلام على هذه الصفة ، وكذلك إلى وفاة أبي محمد العسكري علیه السلام ، وحصل العلم باختصاص هؤلاء بأئمّتنا علیهم السلام ، كما نعلم اختصاص أبي يوسف ومحمّد بن الحسن بأبي حنيفة ، وكما نعلم اختصاص المزني والربيع بالشافعي ، واختصاص النظّام بأبي الهذيل ، والجاحظ والأسواريّ بالنظّام.
ولا فرق بين من دفع الإماميّة عمّن ذكرناه ، ومن دفع من سمّيناه عمّن وصفناه في الجهل بالأخبار ، والعناد والإنكار.
وإذا كان الأمر على ما ذكرناه لم تخل الإماميّة في شهادتها بإمامة هؤلاء علیهم السلام من أحد أمرين : إمّا أن تكون محقّة في ذلك صادقة ، أو مبطلة في شهادتها كاذبة. فإن كانت محقّة صادقة في نقل النصّ عنهم على خلفائهم علیهم السلام ، مصيبة فيما اعتقدته فيهم من العصمة والكمال ، فقد ثبتت إمامتهم على ما قلناه ، وإن كانت كاذبة في شهادتها ، مبطلة في
ص: 203
عقيدتها ، فلن يكون كذلك إلاّ ومن سمّيناهم من أئمّة الهدى علیهم السلام ضالّون برضاهم بذلك ، فاسقون بترك النكير عليهم ، مستحقّون البراءة من حيث تولّوا الكذابين ، مضلّون للامّة لتقريبهم إيّاهم ، واختصاصهم بهم من بين الفرق كلها ، ظالمون في أخذ الزكوات والأخماس عنهم ، وهذا ما لا يطلقه مسلم فيمن نقول بإمامته ، وإذا كان الإجماع المقدّم ذكره حاصلا على طهارتهم وعدالتهم ، ووجوب ولايتهم ، ثبتت إمامتهم بتصديقهم لمن أثبت ذلك ، وبما ذكرناه من اختصاصهم بهم ، وهذا واضح ، والمنّة لله.
دلالة أخرى : وممّا يدلّ أيضا على إمامتهم علیهم السلام وأنّهم أفضل الخلق بعد النبيّ صلی اللّه علیه و آله ، ما نجده من تسخير اللّه تعالى الوليّ لهم في التعظيم لمنزلتهم ، والعدوّ لهم في الإجلال لمرتبتهم ، وإلهامه سبحانه جميع القلوب إعلاء شأنهم ، ورفع مكانهم ، على تباين مذاهبهم وآرائهم ، واختلاف نحلهم وأهوائهم.
فقد علم كلّ من سمع الأخبار ، وتتبّع الآثار ، أنّ جميع المتغلّبين عليهم ، المظهرين لاستحق اق الأمر دونهم ، لم يعدلوا قطّ عن تبجيلهم ، وإجلال قدرهم ، ولا أنكروا فضلهم ، وإن كان بعض أعدائهم قد بارز بعضهم بالعداوة لدواع دعتهم إلى ذلك.
ألا ترى أنّ المتقدّمين على أمير المؤمنين علیه السلام قد أظهروا من تقديمه وتعظيم ولديه الحسن والحسين علیهماالسلام في زمان إمامتهم على الامّة ، وكذلك الناكثون لبيعته لم يتمكّنوا مع ذلك من إنكار فضله ، ولا امتنعوا من الشهادة له بفضله ، ولا فسّقوه في فعله.
وكذلك معاوية - وإن كان قد أظهر عداوته ، وبنى أكثر أموره على العناد - لم ينكر جميع حقوقه ، ولا دفع عظيم منزلته في الدين ، بل قفا أثر طلحة والزبير في التعلّل بطلب دم عثمان ، وكان يظهر القناعة منه بأن يقرّه
ص: 204
على ولايته التي ولاّه إيّاها من كان قبله ، فيكفّ عن خلافه ، ويصير إلى طاعته ، ولم يمكنه الدفع لكونه علیه السلام الأفضل في الإسلام والشرف والوصلة بالنبيّ علیه السلام والعلم والزهد ، ولا الإنكار لشيء من ذلك ، ولا الادّعاء لنفسه مساواته فيه ، أو مقارنته ومداناته ، وقد كان يحضره الجماعة كالحسن بن عليّ وابن عبّاس وسعد بن مالك فيحتجّون عليه بفضل أمير المؤمنين علیه السلام على جميع الصحابة ، فلا يقدم على الإنكار عليهم ، مع إظهاره في الظاهر البراءة منه ، والخلاف عليه. وكان تقدم عليه وفود أهل العراق من شيعة أمير المؤمنين علیه السلام فيجرعونه السمّ الذعاف من مدح إمام الهدى صلوات اللّه عليه ، وذمّه هو في أثناء ذلك ، فلا يكذّبهم ولا يناقض احتجاجاتهم ، وكان من أمر الوافدات عليه في هذا المعنى ما هو مشهور ، مدوّن في كتب الآثار مسطور.
ثمّ قد كان من أمر ابنه يزيد لعنه اللّه مع الحسين علیه السلام ما كان من القتل والسبي والتنكيل ، ومع ذلك فلم يحفظ عنه ذمّه بما يوجب إخراجه عن موجب التعظيم ، بل قد اظهر الندم (1) على ذلك ، ولم يزل يعظّم سيّد العابدين علیه السلام بعده ، ويوصي به ، حتّى أنّه آمنه من بين أهل المدينة كلّهم في وقعة الحرّة ، وأمر مسلم بن عقبة بإكرامه ، ورفع محلّه ، وأمانه مع أهل بيته ومواليه. ومثل ذلك كانت حال من بعده من بني مروان أيضا مع عليّ ابن الحسين علیهماالسلام ، حتّى أنّه كان أجلّ أهل الزمان عندهم.
وكذلك كانت حال الباقر علیه السلام مع بقيّة بني مروان ، ومع أبي العبّاس السفّاح ، وحال الصادق علیه السلام مع أبي جعفر المنصور ، وحال أبي الحسن موسى علیه السلام مع الهادي والرشيد ، حتّى أنّ هارون الرشيد
ص: 205
لما قتله تبرّأ من قتله ، وأحضر الشهود ليشهدوا بوفاته على السلامة وإن كان الأمر على خلافه.
وكان من المأمون مع الرضا علیه السلام ما هو مشهور ، وكذلك حال ابنه أبي جعفر علیه السلام على صغر سنّه ، وحلوكة لونه من التعظيم والمبالغة في رفع القدر ، حتّى أنّه زوّجه ابنته أمّ الفضل ، ورفعه في المجلس على سائر بني العبّاس والقضاة.
وكذلك كان المتوكّل يعظّم عليّ بن محمد علیه السلام مع ظهور عداوته لأمير المؤمنين علیه السلام ، ومقته له ، وطعنه على آل أبي طالب. وكذلك حال المعتمد مع أبي محمد علیه السلام في إكرامه والمبالغة فيه.
هذا ، وهؤلاء الأئمّة علیهم السلام في قبضة من عدّدناه من الملوك على الظاهر ، وتحت طاعتهم ، وقد اجتهدوا كلّ الاجتهاد في أن يعثروا على عيب يتعلّقون به في الحطّ من منازلهم ، وامعنوا في البحث عن أسرارهم وأحوالهم في خلواتهم لذلك فعجزوا عنه ، فعلمنا أنّ تعظيمهم إيّاهم مع ظاهر عداوتهم لهم وشدّة محبّتهم للغضّ منهم وإجماعهم على ضدّ مرادهم فيهم من التبجيل والإكرام تسخير من اللّه سبحانه لهم ، ليدلّ بذلك على اختصاصهم منه - جلّت قدرته - بالمعنى الذي يوجب طاعتهم على جميع الأنام ، وما هذا إلاّ كالأمور غير المألوفة والأشياء الخارقة للعادة.
ويؤيد ما ذكرناه من تسخير اللّه سبحانه الخلق لتعظيمهم ما شاهدنا الطوائف المختلفة والفرق المتباينة في المذاهب والآراء أجمعوا على تعظيم قبورهم وفضل مشاهدهم ، حتّى أنّهم يقصدونها من البلاد الشاسعة ، ويلمّون بها ، ويتقرّبون إلى اللّه سبحانه بزيارتها ، ويستنزلون عندها من اللّه الأرزاق ، ويستفتحون الأغلاق ، ويطلبون ببركتها الحاجات ، ويستدفعون الملمات ، وهذا هو المعجز الخارق للعادة ، وإلاّ فما الحامل للفرقة المنحازة عن هذه
ص: 206
الجهة المخالفة لهذه الجنبة على ذلك ، ولم لم يفعلوا بعض ما ذكرناه بمن يعتقدون إمامته وفرض طاعته وهو في الدين موافق لهم ، مساعد غير مخالف معاند.
ألا ترى أنّ ملوك بني أميّة وخلفاء بني العبّاس - مع كثرة شيعتهم وكونهم أضعاف اضعاف شيعة أئمّتنا ، وكون الدنيا أو أكثرها لهم وفي أيديهم ، وما حصل لهم من تعظيم الجمهور في حياتهم ، والسلطنة على العالمين ، والخطبة فوق المنابر في شرق الأرض وغربها لهم بإمرة المؤمنين - لم يلمّ أحد من شيعتهم وأوليائهم - فضلا عن أعدائهم - بقبورهم بعد وفاتهم ، ولا قصد أحد تربة لهم متقرّبا بذلك إلى ربّه ، ولا نشط لزيارتهم ، وهذا لطف من اللّه سبحانه لخلقه في الإيضاح عن حقوق أئمّتنا علیهم السلام ، ودلالة منه على علو منزلتهم منه جلّ اسمه ، لا سيّما ودواعي الدنيا ورغباتها معدومة عند هذه الطائفة مفقودة ، وعند أولئك موجودة ، فمن المحال أن يكونوا فعلوا ذلك لداع من دواع الدنيا ، ولا يمكن أيضا أن يكونوا فعلوه لتقيّة ، فإنّ التقيّة هي فيهم لا منهم ، ولا خوف من جهتهم بل هو عليهم ، فلم يبق إلاّ داعي الذين.
وهذا هو الأمر العجيب الذي لا تنفذ فيه إلاّ قدرة القادر ، وقهر (1) القاهر الذي يذلّل الصعاب ، ويسبّب الأسباب ، ليوقظ به الغافلين ، ويقطع عذر المتجاهلين.
وأيضا فقد شارك أئمّتنا علیهم السلام غيرهم من أولاد النبيّ صلی اللّه علیه و آله في حسبهم ونسبهم وقرابتهم ، وكان لكثير منهم عبادات ظاهرة ، وزهد وعلم ، ولم يحصل من الاجماع على تعظيمهم وزيارة قبورهم ما وجدناه قد حصل فيهم علیهم السلام ، فإنّ من عداهم من صلحاء العترة
ص: 207
بين من يعظّمه فريق من الامّة ويعرض عنه فريق ، ومن عظّمه منهم لا يبلغ بهم في الإجلال والإعظام الغاية التي يبلغها فيمن ذكرناه ، وهذا يدلّ على أنّ اللّه تعالى خرق في أئمّتنا علیهم السلام العادات ، وقلب الجبلاّت للإبانة عن علوّ درجتهم ، والتنبيه على شرف مرتبتهم ، والدلالة على إمامتهم صلوات اللّه عليهم أجمعين.
* * *
ص: 208
الثاني عشر من الأئمّة ، ابن الحسن بن عليّ بن محمد بن الرضا : ، وتاريخ مولده ، ودلائل إمامته ، وذكر طرف من أخباره ، وغيبته ، وعلامات وقت قيامه ومدّة دولته ، ووصفه ، وسيرته.
ويشتمل على خمسة أبواب :
ص: 209
ص: 210
فيه ثلاثة فصول :
ص: 211
ص: 212
وهو المسمّى باسم رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، المكنّى بكنيته. وقد جاء في الأخبار : أنّه لا يحلّ لأحد أن يسمّيه باسمه ، ولا أن يكنّيه بكنيته إلى أن يزيّن اللّه تعالى الأرض ( بظهوره وظهور ) (1) دولته (2) ويلقّب علیه السلام : بالحجّة ، والقائم ، والمهديّ ، والخلف الصالح ، وصاحب الزمان ، والصاحب.
وكانت الشيعة في غيبته الاولى تعبر عنه وعن غيبته بالناحية المقدّسة ، وكان ذلك رمزا بين الشيعة يعرفونه به ، وكانوا يقولون أيضا على سبيل الرّمز والتقيّة : الغريم - يعنونه علیه السلام - وصاحب الأمر.
ص: 213
ولد علیه السلام بسرّمن رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة ، روى ذلك محمد بن يعقوب الكلينيّ ، عن عليّ بن محمد (1).
وكان سنّه عند وفاة أبيه علیه السلام خمس سنين ، آتاه اللّه سبحانه الحكم صبيّا كما آتاه يحيى ، وجعله في حال الطفوليّة إماما كما جعل عيسى علیه السلام نبيّا في المهد صبيّا.
فمن الأخبار التي جاءت في ميلاده علیه السلام : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن رزق اللّه ، عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام قال : حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي الرضا علیهماالسلام قالت : بعث إليّ أبو محمد الحسن بن عليّ علیهماالسلام فقال : « يا عمّة ، اجعلي إفطارك الليلة عندنا ، فإنّها ليلة النصف من شعبان ، فإنّ اللّه تعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة وهو حجّته في أرضه ».
قال : فقلت له : ومن أمّه؟
ص: 214
قال : « نرجس ».
قلت له : جعلني اللّه فداك ، ما بها أثر! فقال : « هو ما أقول لك ».
قالت : فجئت فلمّا سلّمت وجلست جاءت تنزع خفيّ وقالت لي : يا سيّدتي كيف أمسيت؟
فقلت : بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي.
قالت : فأنكرت قولي ، وقالت : ما هذا؟! فقلت لها : يا بنيّة ، إنّ اللّه تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيّدا في الدنيا والآخرة.
قالت : فخجلت واستحيت ، فلمّا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي ، فرقدت ، فلمّا أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ، ثمّ جلست معقّبة ، ثمّ اضطجعت ، ثمّ انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثمّ قامت فصلّت ونامت.
قالت حكيمة : وخرجت أتفقّد الفجر ، فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة ، قالت حكيمة : فدخلتني الشكوك فصاح بي أبو محمد من المجلس فقال : « لا تعجلي يا عمّة ، فهاك الأمر قد قرب ».
قالت : فجلست فقرأت « الم السجدة » و « يس » فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت : اسم اللّه عليك ، ثمّ قلت لها : هل تحسّين شيئا؟ قالت : نعم.
فقلت لها : اجمعي نفسك ، واجمعي قلبك ، فهو ما قلت لك.
قالت حكيمة : ثمّ أخذتني فترة وأخذتها فترة ، فانتبهت بحسّ سيّدي ، فكشفت الثوب عنه فإذا به علیه السلام ساجدا يتلقّى الأرض بمساجده ، فضممته إليّ فإذا أنا به نظيف منظّف ، فصاح بي أبو محمد علیه السلام :
ص: 215
« هلمّي إليّ ابني يا عمّة ».
فجئت به إليه ، فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ، ووضع قدميه على صدره ، ثمّ أدلى لسانه في فيه ، وأمرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثمّ قال : « تكلّم يا بنيّ ».
فقال : « أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه » ثمّ صلّى على أمير المؤمنين وعلى الأئمّة علیهم السلام إلى أن وقف على أبيه ثمّ أحجم.
ثمّ قال أبو محمد علیه السلام : « يا عمّة اذهبي به إلى أمّه ليسلّم عليها ، وائتني به » فذهبت به فسلّم ورددته ووضعته في المجلس ، ثمّ قال علیه السلام : « يا عمّة إذا كان يوم السابع فائتينا ».
قالت حكيمة : فلمّا أصبحت جئت لاسلّم على أبي محمد علیه السلام وكشفت الستر لأتفقّد سيّدي فلم أره ، فقلت له : جعلت فداك ما فعل سيّدي؟
قال : « يا عمّة استودعناه الذي استودعت أمّ موسى موسى ».
قالت حكيمة : فلمّا كان يوم السابع جئت وسلّمت وجلست فقال : « هلمّي إليّ ابني » فجئت بسيّدي علیه السلام وهو في الخرقة ، ففعل به كفعلته الاولى ، ثمّ أدلى لسانه في فيه كأنّما يغذّيه لبنا أو عسلا ثمّ قال : « تكلّم يا بنيّ ».
فقال علیه السلام : « أشهد أن لا إله إلاّ اللّه » وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين علیهماالسلام وعلى الأئمة حتى وقف على أبيه علیهم السلام ، ثمّ تلا هذه الآية ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ
ص: 216
وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ) (1).
قال موسى : فسألت عقبة الخادم عن هذا فقال : صدقت حكيمة (2).
وروى الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رحمه) قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمّي قال : حدّثني أبو عبد اللّه الحسن بن يعقوب قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا الحسين بن عليّ النيسابوريّ. قال : حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن موسى بن جعفر [ عن السيّاري ] (3) قال : حدّثني نسيم خادم الحسن بن عليّ ومارية قالا : لمّا سقط صاحب الزمان علیه السلام من بطن أمّه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا سبّابتيه إلى السماء ، ثمّ عطس فقال : « الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى اللّه على محمد وآله ، زعمت الظلمة أنّ حجّة اللّه داحضة ، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشكّ » (4).
قال إبراهيم بن محمد : وحدّثني نسيم الخادم قال : قال لي صاحب الزمان - وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست - فقال : « يرحمك اللّه » ، قال نسيم : ففرحت بذلك.
فقال : « ألا أبشّرك بالعطاس؟ » فقلت : بلى.
فقال : « هو أمان من الموت ثلاثة أيّام » (5).
ص: 217
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر - وكان أسنّ شيخ من ولد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بالعراق - قال : رأيت ابن الحسن بن عليّ بن محمد بين المسجدين وهو غلام (1).
وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ النيسابوريّ ، عن إبراهيم بن محمد ، عن أبي نصر ظريف الخادم أنّه رآه علیه السلام (2).
وعنه ، عن محمد بن عبد اللّه ، ومحمد بن يحيى جميعا ، عن عبد اللّه ابن جعفر الحميريّ قال : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رضی اللّه عنه عند أحمد ابن إسحاق ، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ، فقلت له : يا أبا عمرو ، إنّي أريد أن أسألك عن شيء ، وما أنا بشاكّ فيما أريد أن أسألك عنه ، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إلاّ إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما فإذا كان ذلك رفعت الحجّة ، وأغلق باب التوبة ، فلم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، فأولئك شرار خلق اللّه ، ولكنّي أحببت أن أزداد يقينا ، فإنّ إبراهيم علیه السلام سأل ربّه أن يريه كيف يحيي الموتى فقال : ( أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) (3) وقد أخبرني أبو عليّ أحمد بن إسحاق ، عن أبي الحسن عليه
ص: 218
السلام قال : سألته وقلت : من أعامل ، وعمّن آخذ ، وقول من أقبل؟ فقال له : « العمريّ ثقتي ، فما أدّى إليك فعنّي يؤدّي ، وما قال لك فعنّي يقول ، فاسمع له وأطع ، فإنّه الثقة المأمون ».
وأخبرني أبو عليّ : أنّه سأل أبا محمّد علیه السلام عن مثل ذلك فقال له : « العمريّ وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما ، فإنّهما الثقتان المأمونان » فهذا قول إمامين علیهماالسلام فيك.
قال : فخرّ أبو عمرو ساجدا وبكى ثمّ قال : سل.
فقلت : رأيت ابن أبي محمد علیه السلام ؟
فقال : إي واللّه ، ورقبته مثل ذا. وأومأ بيده إلى عنقه.
فقلت له : قد بقيت واحدة.
فقال لي : هات.
قلت : الاسم؟
قال : محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلّل ولا أحرّم ، ولكن عنه علیه السلام ، وإنّ الأمر عند السلطان في أمر أبي محمد علیه السلام إنّه مضى ولم يخلّف ولدا ، وقسّم ميراثه ، وأخذه من لا حقّ له فيه ، وصبر على ذلك وهو ذا عيال يجولون ، وليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا ، وإذا وقع الاسم وقع الطلب ، فاتّقوا اللّه وامسكوا عن ذلك (1).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن شاذان بن نعيم ، عن خادمة لإبراهيم بن عبدة النيسابوريّ - وكانت من الصالحات - أنّها قالت : كنت
ص: 219
واقفة مع إبراهيم على الصفا ، فجاء صاحب الأمر حتّى وقف معه ، وقبض على كتاب مناسكه وحدّثه بأشياء (1).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن أبي عليّ أحمد بن إبراهيم بن إدريس ، عن أبيه قال : رأيته علیه السلام بعد مضيّ أبي محمد علیه السلام حين أيفع ، وقبّلت يده ورأسه (2).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن أبي عبد اللّه بن صالح ، وأحمد بن النضر ، عن القنبريّ - رجل من ولد قنبر الكبير مولى أبي الحسن الرضا علیه السلام - قال : جرى حديث جعفر بن عليّ فذمّه ، فقلت : فليس غيره؟
فذكر الحجّة علیه السلام ، فقلت : فهل رأيته؟
قال : قد رآه جعفر مرّتين (3).
وعنه (4) ، عن عليّ بن الحسين بن الفرج المؤدّب ، عن محمد بن الحسن الكرخيّ قال : سمعت أبا هارون - رجلا من أصحابنا - يقول : رأيت صاحب الزمان ووجهه كأنّه القمر ليلة البدر ، ورأيت على سرّته شعرا يجري كالخطّة ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختونا ، فسألت مولانا الحسن بن عليّ ، عن ذلك ، فقال : « هكذا ولد وهكذا ولدنا ، ولكنّا سنمرّ الموسى لإصابة السنّة » (5).
ص: 220
ولو ذكرنا جميع أسماء من رآه علیه السلام لطال الكتاب واتسع الخطاب ، وسيأتي ذكر بعضهم فيما يأتي من الكتاب ، وفيما أوردناه هنا كفاية في الغرض الذي نحوناه.
* * *
ص: 221
ص: 222
في ذكر النصوص الدالة على إمامته علیه السلام من آبائه علیهم السلام ، سوى ما تقدّم من ذكره في جملة الاثني عشر
فيه ثلاثة فصول :
ص: 223
ص: 224
إذا ثبت بالدليل العقليّ وجوب الإمامة ، واستحالة أن يخلّي الحكيم سبحانه عباده المكلّفين وقتا من الأوقات من وجود إمام معصوم من القبائح ، كامل غني عن رعاياه في العلوم ، ليكونوا بوجوده أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد ، وثبت وجوب النصّ على من هذه صفته من الأنام ، أو ظهور المعجز الدال عليه المميّز له عمّن سواه ، وعدم هذه الصفات من كلّ أحد بعد وفاة أبي محمد الحسن بن عليّ العسكريّ ممّن ادّعيت الإمامة له في تلك الحال ، سوى من أثبت إمامته أصحابه علیه السلام من ولده ، القائم مقامه ، ثبتت إمامته علیه السلام ، وإلاّ أدّى إلى خروج الحقّ عن أقوال الامّة.
وهذا أصل لا يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص ، وتعداد ما جاء فيها من الروايات والأخبار ، لقيامه بنفسه في قضيّة العقل ، وثبوته بصحيح الاعتبار ، على أنّه قد سبق النص عليه من النبيّ صلی اللّه علیه و آله ثمّ من أمير المؤمنين علیه السلام ثمّ من الأئمة علیهم السلام واحدا بعد واحد إلى أبيه علیه السلام ، وإخبارهم علیهم السلام بغيبته قبل وجوده ، وبدولته بعد غيبته.
ونحن نذكر ذلك في الفصل الذي يلي هذا الفصل ثمّ نذكر بعد ذلك الأخبار الواردة في أنه نصّ عليه أبوه علیه السلام عند خواصّه وثقاته وشيعته ، وأشار إليه بالامامة من بعده استظهارا في الحجّة ، وتثبيتا على المحجّة.
ص: 225
في ذكر الأخبار الواردة عن آبائه علیهم السلام في ذلك ، سوى ما ذكرناه فيما تقدّم من الكتاب ، حذفنا أسانيدها تحرّيا للاختصار ، فمن أرادها فليطلبها في كتاب كمال الدين للشيخ أبي جعفر بن بابويه قدس اللّه روحه.
فممّا جاء عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله في ذلك :
ما رواه جابر بن يزيد الجعفيّ ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « المهديّ من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الامم ، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا » (1).
وروى أبو بصير ، عن أبي عبد اللّه ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « المهديّ من ولديّ اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، تكون له غيبة وحيرة حتّى يضلّ الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما » (2).
وروى محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الباقر ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : المهديّ من ولدي ، تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الامم ، يأتي بذخيرة الأنبياء ، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما
ص: 226
وجورا » (1).
وروى ثابت بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « إنّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام إمام أمّتي ، وخليفتي عليها بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ اللّه به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحقّ بشيرا ، إنّ الثابتين على القول في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر ».
فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ فقال : يا رسول اللّه ، وللقائم من ولدك غيبة؟
قال : « إي وربّي ، ليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، يا جابر إنّ هذا الأمر من أمر اللّه عزّ وجل ، وسرّ من سرّ اللّه ، علّته مطويّة عن عباد اللّه ، فإيّاك والشك ، فإنّ الشك في أمر اللّه عزّ وجل كفر » (2).
وروى هشام بن سالم ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : القائم من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، وشمائله شمائلى ، وسنّته سنّتي ، يقيم الناس على ملّتي وشريعتي ، ويدعوهم إلى كتاب ربّي ، من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، ومن أنكر غيبته فقد أنكرني ، ومن كذّبه فقد كذّبني ، ومن صدّقه فقد صدّقني ، إلى اللّه أشكو المكذّبين لي في أمره ، والجاحدين لقولي في شأنه ، والمضلّين لامّتي عن طريقته ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (3) » (4).
ص: 227
وممّا جاء عن أمير المؤمنين علیه السلام في ذلك :
ما رواه الحارث بن المغيرة النصري ، عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما لي أراك متفكّرا تنكت في الأرض ، أرغبة فيها؟
فقال : « لا واللّه ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قطّ ، ولكنّي فكّرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهديّ يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما ، تكون له حيرة وغيبة ، يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون ».
فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإنّ هذا لكائن؟
قال : « نعم كما أنّه مخلوق ، وأنّى لك العلم بهذا الأمر يا أصبغ؟
أولئك خيار هذه الامّة مع أبرار هذه العترة ».
قلت : وما يكون بعد ذلك؟
قال : « ثمّ يفعل اللّه ما يشاء ، وإنّ له إرادات وغايات ونهايات » (1).
ومن كلامه المشهور لكميل بن زياد : « اللّهمّ إنّك لا تخلي الأرض من قائم بحجّة ، إمّا ظاهر مشهور ، أو خائف مغمور ، لئلاّ تبطل حججك وبيّناتك » (2).
وروى سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علیه السلام : أنّه ذكر القائم فقال : « أما ليغيبنّ حتّى يقول الجاهل : ما لله في آل محمد حاجة » (3).
ص: 228
وروى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ ، عن أبي جعفر الثاني ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علیهم السلام قال : « للقائم منّا غيبة أمدها طويل ، كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول مدّة غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة » (1).
وقال علیه السلام : « إنّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة ، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه » (2).
وروى عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد ، عن الحسين ابن خالد ، عن الرضا علیه السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علیهم السلام أنّه قال : « التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحقّ ، والمظهر للدين ، والباسط للعدل.
قال الحسين علیه السلام : فقلت له : وإنّ ذلك لكائن؟
فقال : إي والذي بعث محمدا بالنبوّة ، واصطفاه على جميع البريّة ، ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيهما على دينه إلاّ المخلصون ، المباشرون لروح اليقين ، الذين أخذ اللّه ميثاقهم بولايتنا ، وكتب في قلوبهم الإيمان ، وأيّدهم بروح منه » (3).
وممّا جاء فيه عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهماالسلام :
ما رواه حنان بن سدير ، عن أبيه سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفيّ ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصا قال : لمّا صالح الحسن بن عليّ عليهما
ص: 229
السلام معاوية دخل عليه الناس ، فلامه بعضهم على بيعته ، فقال علیه السلام : « ويحكم ، ما تدرون ما عملت ، واللّه للّذي عملت خير لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت ، ألا تعلمون أنّي إمامكم ، ومفترض الطاعة عليكم ، وأحد سيّدي شباب أهل الجنّة بنصّ من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عليّ؟ ».
قالوا : بلى.
قال : « أما علمتم أنّ الخضر لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطا لموسى علیه السلام ، إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند اللّه تعالى ذكره حكمة وصوابا؟ أما علمتم أنّه ما منّا أحد إلاّ وتقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلاّ القائم الذي يصلّي روح اللّه عيسى بن مريم خلفه ، فإنّ اللّه عزّ وجل يخفي ولادته ، ويغيّب شخصه ، لئلاّ يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن سيّدة الإماء ، يطيل اللّه عمره في غيبته ، ثمّ يظهره بقدرته في صورة شابّ دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أنّ اللّه على كلّ شيء قدير » (1).
وممّا جاء عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهماالسلام :
ما رواه محمد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام قال : « قال الحسين علیه السلام : في التاسع من ولدي سنّة من يوسف ، وسنّة من موسى ابن عمران ، وهو قائمنا أهل البيت ، يصلح اللّه تعالى أمره في ليلة واحدة » (2).
وروى جعيد الهمداني (3) عنه علیه السلام قال : « قائم هذه الامّة هو
ص: 230
التاسع من ولدي ، وهو صاحب الغيبة ، وهو الذي يقسّم ميراثه وهو حيّ » (1).
وروى يحيى بن وثاب ، عن عبد اللّه بن عمر قال : سمعت الحسين ابن عليّ بن أبي طالب علیهماالسلام يقول : « لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي ، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، كذلك سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول » (2).
وممّا جاء فيه عن عليّ بن الحسين علیهماالسلام :
ما رواه حمزة بن حمران ، عن أبيه حمران بن أعين ، عن سعيد بن جبير قال : سمعته يقول : « في القائم منّا سنن من ستّة من الأنبياء علیهم السلام : سنّة من نوح ، وسنّة من إبراهيم ، وسنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من أيّوب ، وسنّة من محمد.
فأمّا من نوح علیه السلام فطول العمر ، وأمّا من إبراهيم علیه السلام فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأمّا من موسى علیه السلام فالخوف والغيبة ، وأمّا من عيسى علیه السلام فاختلاف الناس فيه ، وأمّا من أيّوب علیه السلام فالفرج بعد البلوى ، وأمّا من محمد صلی اللّه علیه و آله فالخروج بالسيف » (3).
قال : وسمعته علیه السلام يقول : « القائم منا تخفى على الناس ولادته حتّى يقولوا : لم يولد بعد ، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة » (4).
وروى عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بسطام بن مرّة ، عن عمرو بن ثابت قال : قال عليّ بن الحسين سيّد العابدين علیه السلام :
ص: 231
« من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه اللّه أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر » (1).
وممّا جاء عن محمد بن عليّ الباقر علیه السلام .
ما رواه عبد اللّه بن عطاء قال : قلت لأبي جعفر علیه السلام : إنّ شيعتك بالعراق كثيرون ، وو اللّه ما في أهل بيتك مثلك.
فقال : « يا عبد اللّه ، قد أمكنت الحشو من أذنيك ، واللّه ما أنا بصاحبكم ».
قلت : فمن صاحبنا؟ قال : « انظر من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم » (2).
وروى أبو الجارود زياد بن المنذر عنه قال : قال لي : « يا أبا الجارود ، إذا دار الفلك ، وقال الناس : مات القائم أو هلك ، بأيّ واد سلك ، وقال الطالب : أنّى يكون ذلك ، وقد بليت عظامه. فعند ذلك فارجوه ، فإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج » (3).
أبو بصير ، عنه قال : « في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء : سنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من يوسف ، وسنّة من محمد صلی اللّه علیه و آله وعليهم.
فأمّا من موسى فخائف يترقّب ، وأمّا من يوسف فالسجن ، وأمّا من عيسى فيقال : إنّه مات ولم يمت ، وأمّا من محمد صلی اللّه علیه و آله وعليهم فالسيف » (4).
ص: 232
محمد بن مسلم الثقفيّ قال : دخلت على أبي جعفر علیه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلی اللّه علیه و آله فقال لي مبتدئا : « يا محمد بن مسلم ، إنّ في القائم من آل محمد شبها بخمسة من الرسل : يونس بن متّى ، ويوسف بن يعقوب ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلوات اللّه عليه وآله وعليهم.
فأمّا شبهه الذي من يونس علیه السلام فرجوعه من غيبته وهو شابّ مع كبر السنّ.
وأمّا شبهه من يوسف علیه السلام فالغيبة من خاصّته وعامّته ، واختفاؤه من إخوته ، وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي مع قرب من المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته.
وأمّا شبهه من موسى علیه السلام فدوام خوفه ، وطول غيبته ، وخفاء ولادته ، وتعب شيعته من بعده ممّا لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن اللّه في ظهوره ، وأيّده على عدوّه.
وأمّا شبهه من عيسى علیه السلام فاختلاف من اختلف فيه حتّى قالت طائفة : ما ولد ، وطائفة قالت : مات ، وطائفة قالت : قتل وصلب.
وأمّا شبهه من جدّه المصطفى صلی اللّه علیه و آله فتجريده السيف ، وقتله أعداء اللّه وأعداء رسوله والجبّارين والطواغيت ، وأنّه ينصر بالسيف وبالرّعب ، وأنّه لا تردّ له راية ، وإنّ من علامات خروجه : خروج السفياني من الشام ، وخروج اليماني ، وصيحة من السماء في شهر رمضان ، ومناد ينادي باسمه واسم أبيه » (1).
ص: 233
وممّا جاء عن الصادق علیه السلام في ذلك :
ما رواه محمد بن سنان ، عن صفوان بن مهران ، عنه علیه السلام قال : « من أقرّ بجميع الأئمّة وجحد المهديّ كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّدا صلی اللّه علیه و آله نبوّته ».
فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، فمن المهديّ من ولدك؟
قال : « الخامس من ولد السابع ، يغيب عنكم شخصه ولا يحلّ لكم تسميته » (1).
وروى الحسن بن محبوب ، عن عبد العزيز العبديّ ، عن عبد اللّه بن أبي يعفور عنه علیه السلام مثل ذلك (2).
وروى أحمد بن هلال ، عن أميّة بن عليّ ، عن أبي الهيثم بن أبي حيّة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا اجتمعت ثلاثة أسامي متوالية : محمّد ، وعليّ ، والحسن ، فالرابع القائم » (3).
وروى المفضّل بن عمر قال : دخلت على سيّدي جعفر بن محمد الصادق علیهماالسلام فقلت : يا سيّدي ، لو عهدت إلينا من الخلف من بعدك؟
فقال : « يا مفضّل ، الإمام من بعدي موسى ، والخلف المنتظر ( م ح م د ) بن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى علیهم السلام » (4).
وروى محمد بن خالد البرقيّ ، عن محمد بن سنان ؛ وأبي عليّ الزرّاد
ص: 234
جميعا ، عن إبراهيم الكرخيّ قال : دخلت على أبي عبد اللّه علیه السلام فإنّي لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى - وهو غلام - فقمت إليه فقبّلته وجلست ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « يا إبراهيم ، أما إنّه صاحبك من بعدي ، أما لتهلكنّ فيه أقوام ويسعد آخرون ، فلعن اللّه قاتله وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجنّ اللّه من صلبه خير أهل الأرض في زمانه ، سميّ جدّه ، ووارث علمه وأحكامه وقضاياه ، معدن الإمامة وأحكامها ، ورأس الحكمة ، يقتله جبّار بني فلان بعد عجائب طريفة ، حسدا له ، ولكنّ اللّه تعالى بالغ أمره ولو كره المشركون.
ويخرج اللّه من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديّا ، اختصّهم اللّه بكرامته ، وأحلّهم دار قدسه ، المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يذبّ عنه ».
قال : فدخل رجل من موالي بني أميّة ، فانقطع الكلام ، فعدت إلى أبي عبد اللّه علیه السلام احدى عشرة مرّة أريد منه أن يتمّ الكلام فما قدرت على ذلك ، فلمّا كان من قابل - السنة الثانية - دخلت عليه وهو جالس (1) فقال : « يا إبراهيم ، هو المفرّج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل وجزع وخوف ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان ، حسبك يا إبراهيم ».
قال إبراهيم : فما رجعت بشيء هو أسرّ من هذا لقلبي ، ولا أقرّ لعيني (2).
وروى محمّد بن خالد البرقيّ ، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل ابن عمر ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « أقرب ما يكون العباد من اللّه
ص: 235
عزّ وجل ، وأرضى ما يكون عنهم ، إذا فقدوا حجّة اللّه ، فلم يظهر لهم ، ولم يعلموا مكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجّة اللّه ولا ميثاقه ، فعندها فتوقّعوا الفرج صباحا ومساء ، وإنّ أشدّ ما يكون غضب اللّه على أعداء اللّه تعالى إذا افتقدوا حجّته فلم يظهر لهم ، وقد علم أنّ أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنّهم يرتابون ما غيّب عنهم حجّته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلاّ على رأس شرار الناس » (1).
وروى الحسن بن محبوب ، عن محمد بن النعمان ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام مثله (2).
وروى عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن فضالة بن أيّوب ، عن سدير الصيرفيّ قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ في القائم سنّة من يوسف ».
قلت : كأنّك تذكر خبره أو غيبته؟
فقال لي : « وما تنكر من ذلك هذه الامّة أشباه الخنازير ، إنّ إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم ، فلم يعرفوه حتّى قال لهم : أنا يوسف. فما تنكر هذه الامّة أن يكون اللّه تعالى في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجّته! لقد كان يوسف إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد اللّه عزّ وجل أن يعرّفه مكانه لقدر على ذلك ، واللّه لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيّام من بلدهم إلى مصر ، فما تنكر هذه الامّة أن ( يكون اللّه تعالى يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن ) (3) يكون يسير في أسواقهم ، ويطأ بسطهم وهم لا
ص: 236
يعرفونه ، حتّى يأذن اللّه تبارك وتعالى له أن يعرّفهم نفسه كما أذن ليوسف حتّى قال لهم : ( هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ * قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي ) (1) » (2).
وروى أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، عن خالد بن نجيح ، عن زرارة بن أعين قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم ».
قلت : ولم؟
قال : « يخاف » وأومأ بيده إلى بطنه ، ثمّ قال : « يا زرارة ، وهو المنتظر ، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته ، منهم من يقول : هو حمل ، ومنهم من يقول : هو غائب ، ومنهم من يقول : ما ولد ، ومنهم من يقول : قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين ، وهو المنتظر ، غير أنّ اللّه تعالى يحبّ أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ».
قال زرارة : فقلت : جعلت فداك ، فإن أدركت ذلك الزمان فأيّ شيء أعمل؟
قال : « يا زرارة ، إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعاء : اللّهمّ عرّفني نفسك ، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك ، اللّهمّ عرّفني رسولك ، فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك ، اللّهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني » ثم قال : « يا زرارة ، لا بدّ من قتل غلام بالمدينة ».
ص: 237
قلت : جعلت فداك ، أليس يقتله جيش السفيانيّ؟
قال : « لا ، ولكن يقتله جيش بني فلان ، يدخل المدينة فلا يدري الناس في أيّ شيء دخل ، فيأخذ الغلام فيقتله ، فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لم يمهلهم اللّه عزّ وجلّ ، فعند ذلك فتوقّعوا الفرج » (1).
وروى هذا الحديث من طرق عن زرارة (2).
وروى يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد اللّه بن سنان قال : قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ، لا ينجو منها إلاّ من دعا بدعاء الغريق ».
قلت : كيف دعاء الغريق؟
قال : « يقول : يا اللّه يا رحمن يا رحيم ، يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ».
فقلت : يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك.
فقال : « إنّ اللّه عزّ وجلّ مقلّب القلوب والأبصار ، ولكن قل كما أقول : يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك » (3).
وروى سدير الصيرفيّ ، عن أبي عبد اللّه - في حديث طويل - قال : قال : « أما العبد الصّالح - أعني الخضر - فإنّ اللّه عز وجلّ ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، ولا لكتاب ينزله عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له ، بل إنّ اللّه تعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم علیه السلام في
ص: 238
أيّام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طوّل عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلاّ لعلة الاستدلال به على عمر القائم ، وليقطع بذلك حجّة المعاندين ، لئلاّ يكون للناس على اللّه حجّة » (1).
فهذا طريق ممّا روي عن الصادق علیه السلام في هذا المعنى.
وممّا جاء عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام في مثله :
ما رواه سعد بن عبد اللّه ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن عليّ بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر علیهماالسلام قال : « إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه في أديانكم ، لا يزيلكم أحد عنها. يا أخي ، إنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنّما هي محنة من اللّه عزّ وجلّ امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصحّ من هذا لاتّبعوه ».
فقلت : يا سيّدي ، من الخامس من ولد السابع؟
فقال : « يا أخي ، عقولكم تصغر عن هذا ، وأحلامكم تضيق عن ذلك ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه ) (2).
وروي عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن صالح بن السنديّ ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : دخلت على موسى بن جعفر علیهماالسلام فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، أنت القائم بالحقّ؟
قال : « أنا القائم بالحقّ ، ولكنّ القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء
ص: 239
اللّه ، ويملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، هو الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه ، يرتدّ فيها قوم ويثبت فيها آخرون ».
وقال علیه السلام : « طوبى لشيعتنا المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، أولئك منّا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ثم طوبى لهم ، هم واللّه معنا في درجتنا يوم القيامة » (1).
وممّا روي عن الرضا علیه السلام في ذلك :
ما رواه محمد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أيّوب بن نوح قال : قلت للرضا علیه السلام : إنّا نرجو أن تكون صاحب هذا الأمر ، وأن يسديه اللّه إليك من غير سيف ، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك.
فقال : « ما منّا أحد اختلفت إليه الكتب ، وسئل عن المسائل ، وأشارت إليه الأصابع ، وحملت إليه الأموال إلاّ اغتيل أو مات على فراشه ، حتّى يبعث اللّه عزّ وجل بهذا الأمر رجلا خفيّ المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبه » (2).
وروى عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال : قلت للرضا علیه السلام : أنت صاحب هذا الأمر؟
فقال : « أنا صاحب هذا الأمر ، ولكنّي لست بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا ، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني! وأنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ ومنظر الشبّان (3) ، قويّا في بدنه حتّى لو مدّ
ص: 240
يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ، يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان. ذلك الرابع من ولدي ، يغيّبه اللّه في ستره ما شاء ثمّ يظهره فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، كأنّي بهم أين ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين » (1).
عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد ، عن الحسين بن خالد : قال : قال الرضا علیه السلام : « لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، وإنّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقيّة ».
فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، إلى متى؟
قال : « إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم خروج قائمنا ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا ».
فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، ومن القائم منكم أهل البيت؟
قال : « الرابع من ولديّ ، ابن سيّدة الإماء ، يطهّر اللّه به الأرض من كلّ جور ، ويقدّسها من كلّ ظلم ، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين الناس ، فلا يظلم أحد أحدا. وهو الذي تطوى له الأرض ، ولا يكون له ظلّ ، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع اهل الأرض بالدعاء إليه يقول : ألا إنّ حجّة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتّبعوه فإنّ الحقّ معه وفيه ، وهو قول اللّه عزّ وجل : ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) (2) » (3).
ص: 241
وقد ذكرنا حديث دعبل بن عليّ الخزاعي عنه في هذا المعنى في ما تقدّم من الكتاب (1).
وممّا روي عن أبي جعفر الثاني علیه السلام في مثله :
ما رواه عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ رحمه اللّه قال : دخلت على سيّدي محمد بن عليّ وأنا أريد أن أسأله عن القائم علیه السلام أهو المهديّ أو غيره ، فابتدأني فقال : « يا أبا القاسم ، إنّ القائم منّا هو المهديّ الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي. والذي بعث محمدا بالنبوّة ، وخصّنا بالإمامة ، إنّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وإنّ اللّه تعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى علیه السلام إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ».
ثمّ قال علیه السلام : « أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج » (2).
وعنه أيضا قال : قلت لمحمد بن عليّ علیهماالسلام : إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
فقال : « يا أبا القاسم ، ما منّا إلاّ قائم بأمر اللّه وهاد إلى دين اللّه ، ولكنّ القائم منّا هو الذي يطهّر اللّه عزّ وجل الأرض به من أهل الكفر والجحود ، ويملأها عدلا وقسطا ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته. وهو سميّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وكنيّه ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ويذلّ له كلّ صعب. يجتمع إليه
ص: 242
من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض ، وهو قول اللّه عزّ وجل : ( أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (1) فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر أمره ، وإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عزّ وجل ، فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتّى يرضى اللّه تبارك وتعالى ».
قال عبد العظيم فقلت له : يا سيّدي ، وكيف يعلم أنّ اللّه قد رضي؟
قال : « يلقي في قلبه الرحمة ، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزّى فأحرقهما » (2).
وروى حمدان بن سليمان قال : حدّثنا الصقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ الرضا علیهماالسلام يقول : « إنّ الإمام بعدي عليّ ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، ( وقوله قول أبيه ) (3) ، وطاعته طاعة أبيه.
ثمّ سكت ، فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى بكاء شديدا ثمّ قال : « إنّ الإمام من بعد الحسن ابنه القائم بالحقّ المنتظر ».
فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، ولم سمّي القائم؟
قال : « لأنّه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته ».
فقلت له : ولم سمّي المنتظر؟
قال : « لأنّ له غيبة تكثر أيّامها ، ويطول أمدها ، فينتظر خروجه
ص: 243
المخلصون ، وينكره المرتابون ، ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيه الوقّاتون ، ويهلك فيه المستعجلون ، وينجو فيه المسلمون » (1).
وممّا روي عن أبي الحسن علي بن محمد العسكريّ علیهماالسلام في ذلك :
ما رواه عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال : دخلت على سيّدي عليّ ابن محمد علیهماالسلام ، فلمّا أبصرني قال لي : « مرحبا بك يا أبا القاسم ، أنت وليّنا حقّا ».
فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، إنّي أريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضيّا ثبتّ عليه حتّى ألقى اللّه عزّ وجل.
فقال : « هات يا أبا القاسم ».
فقلت : إنّي أقول : إنّ اللّه تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء ، خارج من الحدّين حدّ الإبطال وحدّ التشبيه ، وإنّه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر ، بل هو مجسّم الأجسام ، ومصوّر الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، وربّ كلّ شيء ومالكه وجاعله ومحدثه. وإنّ محمدا عبده ورسوله ، وخاتم النبيّين فلا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، وإنّ شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة.
وأقول : إنّ الإمام والخليفة ووليّ الأمر بعده أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمد بن عليّ ، ثمّ جعفر بن محمد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى ، ثمّ محمد ابن عليّ علیهم السلام ثمّ أنت يا مولاي.
فقال علیه السلام : « ومن بعدي الحسن فكيف للناس بالخلف من
ص: 244
بعده ».
قال : فقلت : وكيف ذاك يا مولاي؟
قال : « لأنّه لا يرى شخصه ، ولا يحلّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ».
قال : فقلت : أقررت ، وأقول : إنّ وليّهم وليّ اللّه ، وعدوّهم عدوّ اللّه ، وطاعتهم طاعة اللّه ، ومعصيتهم معصية اللّه.
وأقول : إنّ المعراج حقّ ، والمسألة في القبر حقّ ، وأنّ الجنّة حقّ ، والنّار حقّ ، والصّراط حقّ ، والميزان حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ اللّه يبعث من في القبور.
وأقول : إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فقال : عليّ بن محمد علیهماالسلام : « يا أبا القاسم ، هذا واللّه دين اللّه الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبّتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة » (1).
وروى عليّ بن إبراهيم ، عن عبد اللّه بن أحمد الموصليّ ، عن الصقر ابن أبي دلف قال : لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن علیه السلام جئت أسأل عن خبره ، قال : فنظر إليّ حاجب المتوكّل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه ، فقال : يا صقر ما شأنك؟ فقلت : خيرا أيّها الاستاذ. قال : اقعد.
قال الصقر : وأخذني ما تقدّم وما تأخّر وقلت : أخطأت في المجيء.
قال : فوحى الناس عنه ثمّ قال : ما شأنك وفيم جئت؟ لعلّك جئت تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له : ومن مولاي؟! مولاي أمير المؤمنين.
ص: 245
فقال : اسكت ، مولاك هو الحقّ ، لا تحتشمني فإنّي على مذهبك.
فقلت : الحمد لله. فقال : تحبّ أن تراه؟ فقلت : نعم.
فقال : اجلس حتّى يخرج صاحب البريد.
قال : فلمّا خرج قال لغلام له : خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس ، وخلّ بينه وبينه.
قال : فأدخلني الحجرة ، وأومأ إلى بيت فدخلت ، فإذا هو علیه السلام جالس على صدر حصير ، وبحذاه قبر محفور. قال : فسلّمت فردّ ، ثمّ أمرني بالجلوس فجلست ، ثمّ قال لي : « يا صقر ، ما أتى بك؟ ».
قلت : يا سيّدي جئت أتعرّف خبرك؟
قال : ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت ، فنظر إليّ ثمّ قال : « يا صقر لا عليك ، لن يصلوا إلينا بسوء ».
فقلت : الحمد لله ، ثمّ قلت : يا سيّدي حديث يروى عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله لا أعرف معناه.
فقال : « وما هو؟ ».
قلت : قوله : « لا تعادوا الأيّام فتعاديكم » ما معناه؟
فقال : « نعم ، الأيّام نحن ما قامت السماوات والأرض ، فالسبت اسم رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، والأحد أمير المؤمنين ، والاثنين الحسن والحسين ، والثلاثاء عليّ بن الحسين ، ومحمد بن عليّ ، وجعفر بن محمد.
والأربعاء موسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ، ومحمّد بن عليّ ، وأنا ، والخميس ابني الحسن ، والجمعة ابن ابني ، إليه تجتمع عصابة الحقّ ، وهو الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فهذا معنى الأيّام ، فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة » ثمّ قال : « ودّع واخرج فلا آمن
ص: 246
عليك » (1).
وبهذا الإسناد : عن الصقر بن أبي دلف قال : سمعت عليّ بن محمد ابن عليّ الرضا علیهم السلام يقول : « الإمام بعدي الحسن ابني ، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما » (2).
وروى عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن صدقة ، عن عليّ بن عبد الغفّار قال : لمّا مات أبو جعفر الثاني علیه السلام كتبت الشيعة إلى أبي الحسن صاحب العسكر علیه السلام يسألونه عن الأمر فكتب علیه السلام : « الأمر لي ما دمت حيّا ، فإذا نزلت بي مقادير اللّه تبارك وتعالى أتاكم الخلف منّي ، فأنّى لكم بالخلف من بعد الخلف » (3).
وروى إسحاق بن محمد بن أيّوب قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن محمد علیهماالسلام يقول : « صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد » (4).
والأخبار في هذا الباب كثيرة ظاهرة ، في الشيعة متواترة ، ثابتة في أصولها المتقدّمة لزمان الحسن العسكريّ علیه السلام ، وفي ذلك أصحّ دليل وبرهان على إمامة القائم ابن الحسن علیهماالسلام .
ص: 247
الشيخ أبو جعفر بن بابويه رضی اللّه عنه ، عن عليّ بن عبد اللّه الورّاق ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن عليّ العسكريّ علیه السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده ، فقال لي مبتدئا : « يا أحمد بن إسحاق ، إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض ».
قال : فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، فمن الخليفة والإمام بعدك؟
فنهض علیه السلام مسرعا فدخل البيت ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام ، كأنّ وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين ، وقال : « يا أحمد بن إسحاق ، لو لا كرامتك على اللّه وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنّه سميّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وكنيّه ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
يا أحمد بن إسحاق ، مثله في هذه الامّة مثل الخضر ، ومثله مثل دّي القرنين ، واللّه ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلاّ من ثبّته اللّه تعالى على القول بإمامته ، ووفّقه للدعاء بتعجيل فرجه ».
قال : أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي ، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟
ص: 248
فنطق الغلام علیه السلام بلسان عربيّ فصيح فقال : « أنا بقيّة اللّه في أرضه ، والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق ».
قال أحمد : فخرجت مسرورا فرحا ، فلمّا كان من الغد عدت إليه فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، لقد عظم سروري بما مننت عليّ ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟
فقال : « طول الغيبة يا أحمد ».
فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، وإنّ غيبته لتطول؟
قال : « إي وربّي ، حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، فلا يبقى إلاّ من أخذ اللّه عهده بولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه.
يا أحمد بن إسحاق ، هذا أمر من اللّه ، وسرّ من سرّ اللّه ، وغيب من غيب اللّه ، فخذ ما آتيتك واكتمه ، وكن من الشاكرين ، تكن معنا غدا في علّيين » (1).
ويؤيد هذا الخبر ما رواه محمد بن مسعود العياشي ، عن محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : « إنّ ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله اللّه حجّة على عباده ، فدعا قومه إلى اللّه عزّ وجل ، وأمرهم بتقواه ، فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زمانا حتّى قيل : مات أو هلك ، بأيّ واد سلك. ثمّ ظهر ورجع إلى قومه ، فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم من هو على سنّته ، وإنّ اللّه عزّ وجل مكّن لذي القرنين في الأرض ، وجعل له من كلّ شيء سببا ، وبلغ المشرق والمغرب ، وإنّ اللّه تعالى سيجري سنّته في القائم من ولدي ،
ص: 249
ويبلغه شرق الأرض وغربها ، حتّى لا يبقي منهلّ ولا موضع من سهل أو جبل وطئه ذو القرنين إلاّ وطئه ، ويظهر اللّه له كنوز الأرض ومعادنها ، وينصره بالرعب ، ويملأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما » (1).
محمد بن مسعود العيّاشي ، عن آدم بن محمد البلخيّ ، عن عليّ بن الحسين بن هارون الدقاق ، عن جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن القاسم بن إبراهيم بن الأشتر ، عن يعقوب بن منقوش قال : دخلت على أبي محمد علیه السلام وهو جالس على دكان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل ، فقلت له : سيّدي ، من صاحب هذا الأمر؟
فقال : « ارفع الستر ».
فرفعته ، فخرج إلينا غلام خماسيّ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ، دريّ المقلتين ، شثن الكفّين (2) ، معطوف الركبتين ، في خدّه الأيمن خال ، وفي رأسه ذؤابة ، فجلس على فخذ أبي محمد ثم قال لي : « هذا هو صاحبكم » ثمّ وثب فقال له : « يا بنيّ ، ادخل إلى الوقت المعلوم ».
فدخل البيت وأنا انظر إليه ، ثمّ قال لي : « يا يعقوب ، انظر من في البيت »؟ فدخلت فما رأيت أحدا (3).
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن عليّ بن بلال قال : خرج إليّ من أبي محمد الحسن بن عليّ علیهماالسلام قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثمّ خرج إليّ من قبل مضيّه بثلاثة أيّام
ص: 250
يخبرني بالخلف من بعده (1).
وعنه عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفريّ قال : قلت لأبي محمد علیهماالسلام : جلالتك تمنعني عن مسألتك ، فتأذن لي أن أسألك؟
فقال : « سل ».
فقلت : يا سيّدي ، هل لك ولد؟
قال : « نعم ».
قلت : فإن حدث أمر ، فأين أسأل عنه؟
قال : « بالمدينة » (2).
وعنه ، عن الحسين بن محمد الأشعريّ ، عن معلّى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه قال : خرج عن أبي محمد علیه السلام حين قتل الزبيري (3) : « هذا جزاء من اجترأ على اللّه في أوليائه ، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة اللّه فيه ».
قال : وولد له ولد وسمّاه باسم رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، وذلك في سنة ستّ وخمسين ومائتين (4).
ص: 251
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن جعفر بن محمد الكوفيّ ، عن جعفر ابن محمد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أراني أبو محمد علیه السلام ابنه وقال : « هذا صاحبكم بعدي » (1).
الشيخ أبو جعفر ، عن محمد بن عليّ ماجيلويه ، عن محمد بن يحيى العطّار ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيّوب بن نوح ، ومحمّد بن عثمان العمريّ قالوا : عرض علينا أبو محمد ابنه ونحن في منزله - وكنّا أربعين رجلا - فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم ، فأطيعوه ولا تتفرّقوا بعدي فتهلكوا في أديانكم ، أما إنّكم لا ترونه (2) بعد يومكم هذا ».
قالوا : فخرجنا من عنده فما مضت إلاّ أيّام قلائل حتّى مضى أبو محمد علیه السلام (3).
وعنه ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغداديّ قال : سمعت أبا محمد الحسن بن عليّ علیهماالسلام يقول : « كأنّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي ، أما إنّ المقرّ بالأئمّة بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله المنكر لولدي كمن أقرّ بجميع أنبياء اللّه ورسله ثمّ أنكر نبوّة محمد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا ، أما
ص: 252
إنّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلاّ من عصمه اللّه » (1).
وعنه ، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي عليّ بن همّام قال : سمعت محمد بن عثمان العمريّ يقول : سمعت أبي يقول : سئل أبو محمد الحسن بن عليّ علیهماالسلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه علیهم السلام : أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه إلى يوم القيامة ، وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة.
فقال : « إنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حق ».
فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، فمن الحجّة والإمام بعدك؟
فقال : « ابني محمد هو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهليّة ، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ثمّ يخرج فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة » (2).
ص: 253
ص: 254
في بيان وجه الاستدلال بهذه الأخبار الواردة في النصوص على إمامته ، وذكر أحوال غيبته ، وما شوهد من دلالاته وبيناته ، وبعض ما خرج من توقيعاته
وفيه أربعة فصول :
ص: 255
ص: 256
في ذكر الدلالة على إثبات غيبته علیه السلام وصحة إمامته من جهة الأخبار التي تقدّم ذكرها ، وذكر أحوال غيبته
تدلّ على إمامته علیه السلام ما أثبتناها من أخبار النصوص ، وهي على ثلاثة أوجه :
أحدها : النصّ على عدد الأئمّة الاثني عشر ، وقد جاءت تسميته علیه السلام في بعض تلك الأخبار ، ودلّ البعض على إمامته بما فيه من ذكر العدد من قبل أنّه لا قائل بهذا العدد في الامّة إلاّ من دان بإمامته ، وكلّ ما طابق الحقّ فهو حقّ.
والوجه الثاني : النصّ عليه من جهة أبيه خاصّة.
والوجه الثالث : النصّ عليه بذكر غيبته وصفتها التي يختصّها ، ووقوعها على الحدّ المذكور من غير اختلاف ، حتّى لم يحرم منه شيئا ، وليس يجوز في العادات أن تولد جماعة كذبا يكون خبرا عن كائن فيتّفق لهم ذلك على حسب ما وصفوه.
وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجّة علیه السلام ، بل زمان أبيه وجدّه ، حتّى تعلّقت الكيسانيّة (1) بها في إمامة ابن الحنفيّة
ص: 257
والناووسيّة (1) والممطورة (2) في أبي عبد اللّه وأبي الحسن موسى علیهماالسلام ، وخلّدها المحدّثون من الشيعة في أصولهم المؤلّفة في أيّام السيّدين الباقر والصادق علیهماالسلام ، وآثروها عن النبي صلی اللّه علیه و آله والأئمّة علیهم السلام واحدا بعد واحد ، صحّ بذلك القول في إمامة صاحب الزمان علیه السلام بوجود هذه الصفة له ، والغيبة المذكورة في دلائله وإعلام إمامته ، وليس يمكن لأحد دفع ذلك.
ومن جملة ثقات المحدّثين والمصنّفين من الشيعة : الحسن بن محبوب الزرّاد ، وقد صنّف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة ، فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة ، فوافق الخبر الخبر ، وحصل كلّ ما تضمّنه الخبر بلا اختلاف.
ص: 258
ومن جملة ذلك : ما رواه عن إبراهيم الخارقي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : قلت له : كان أبو جعفر علیه السلام يقول : « لقائم آل محمد علیه السلام غيبتان واحدة طويلة والاخرى قصيرة ».
قال : فقال لي : « نعم يا أبا بصير ، إحداهما أطول من الاخرى ، ثمّ لا يكون ذلك - يعني ظهوره - حتّى يختلف ولد فلان ، وتضيق الحلقة ، ويظهر السفياني ، ويشتدّ البلاء ، ويشمل الناس موت وقتل ، ويلجئون منه إلى حرم اللّه تعالى وحرم رسوله صلی اللّه علیه و آله » (1).
فانظر كيف قد حصلت الغيبتان لصاحب الأمر علیه السلام على حسب ما تضمّنته الأخبار السابقة لوجوده عن آبائه وجدوده علیهم السلام ، أمّا غيبته الصغرى (2) منهما فهي التي كانت فيها سفراؤه علیه السلام موجودين ، وأبوابه معروفين ، لا تختلف الاماميّة القائلون بإمامة الحسن بن عليّ علیه السلام فيهم ، فمنهم : أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ ، ومحمد بن عليّ ابن بلال ، وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمّان ، وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان ، وعمر الأهوازي ، وأحمد بن إسحاق ، وأبو محمد الوجناني ، وإبراهيم بن مهزيار ، ومحمد بن إبراهيم في جماعة أخر ربّما يأتي ذكرهم عند الحاجة إليهم في الرواية عنهم.
وكانت مدّة هذه الغيبة أربعا وسبعين سنة ، وكان أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري قدّس اللّه روحه بابا لأبيه وجدّه علیهماالسلام من قبل وثقة لهما ، ثمّ تولّى الباقية من قبله ، وظهرت المعجزات على يده ، ولمّا مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر محمد مقامه رحمهما اللّه بنصّه عليه ، ومضى على منهاج أبيه
ص: 259
رضی اللّه عنه في آخر جمادى الآخرة من سنة أربع أو خمس وثلاثمائة ، وقام مقامه أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت بنصّ أبي جعفر محمد بن عثمان عليه ، وأقامه مقام نفسه ، ومات رضی اللّه عنه في شعبان سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة ، وقام مقامه أبو الحسن عليّ بن محمد السّمري بنصّ أبي القاسم عليه ، وتوفّي في النصف من شعبان سنه ثمان وعشرين وثلاثمائة.
فروي عن أبي محمد الحسن بن أحمد المكتب أنه قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفّي فيها علي بن محمد السّمري ، فحضرته قبل وفاته بأيّام ، فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته :
« بسم اللّه الرحمن الرحيم
يا عليّ بن محمد السّمري أعظم اللّه أجر إخوانك فيك ، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام ، فاجمع أمرك ، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة ، فلا ظهور إلاّ بعد أن يأذن اللّه تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب (1) ، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ».
قال : فانتسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيّك؟ قال : لله أمر هو بالغه. فقضى. فهذا آخر كلام سمع منه (2).
ثمّ حصلت الغيبة الطولى التي نحن في أزمانها ، والفرج يكون في آخرها بمشيئة اللّه تعالى.
ص: 260
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن حمويه ، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضيّ أبي محمد علیه السلام واجتمع عند أبي مال جليل ، فحمله وركب السفينة ، وخرجت معه مشيّعا ، فوعك وعكا شديدا فقال : يا بنيّ ، ردّني فهو الموت ، وقال لي : اتّق اللّه في هذا المال ، وأوصى إليّ ومات.
فقلت في نفسي : لم يكن أبي ليوصي بشيء غير صحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشطّ ولا أخبر أحدا بشيء ، فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيّام أبي محمد علیه السلام أنفذته ، وإلاّ قصفت (1) به.
فقدمت العراق ، واكتريت دارا على الشطّ ، وبقيت أيّاما فإذا أنا برقعة مع رسول فيها : « يا محمد ، معك كذا وكذا » حتّى قصّ عليّ جميع ما معي ممّا لم أحطّ به علما ، فسلّمته إلى الرسول وبقيت أيّاما لا يرفع لي رأس ، واغتممت فخرج إليّ : « قد أقمناك مقام أبيك ، فاحمد اللّه » (2).
وعنه ، عن محمد بن أبي عبد اللّه ، عن أبي عبد اللّه الشيباني قال : أوصلت أشياء للمرزباني الحارثيّ ، وكان فيها سوار ذهب ، فقبلت وردّ عليّ
ص: 261
السوار وأمرت بكسره ، فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس أو صفر ، فأخرجت ذلك منه وأنفذت الذهب فقبل (1).
وعنه ، عن عليّ بن محمد قال : أوصل رجل من أهل السواد مالا فردّ عليه وقيل له : « أخرج حقّ بني عمّك منه ، وهو أربعمائة درهم » وكان الرجل في يده ضيعة لبني عمّه فيها شركة قد حبسها عليهم ، فنظر فإذا لولد عمّه في ذلك أربعمائة درهم ، فأخرجها وأنفذ الباقي فقبل (2).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن عليّ بن الحسين اليماني قال : كنت ببغداد فاتّفقت قافلة لليمانيّين ، فأردت الخروج معها ، فكتبت ألتمس الإذن في ذلك ، فخرج : « لا تخرج معهم ، فليس لك في الخروج معهم خيرة ، وأقم بالكوفة ».
قال : فأقمت وخرجت القافلة فخرجت (3) عليهم بنو حنظلة فاجتاحتهم.
قال : وكتبت أستأذن في ركوب الماء فلم يؤذن لي ، فسألت عن المراكب التي خرجت تلك السنة في البحر فما سلم منها مركب ، خرج عليها قوم ( من الهند ) (4) يقال لهم : البوارج ، فقطعوا عليها (5).
ص: 262
وعنه ، عن القاسم بن العلاء قال : ولد لي عدّة بنين ، فكنت أكتب وأسأل الدعاء لهم فلا يكتب إليّ لهم بشيء ، فماتوا كلّهم ، فلمّا ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء فأجبت : « يبقى ، والحمد لله » (1).
وعنه ، عن الحسن بن الفضل بن يزيد اليماني قال : كتب أبي بخطّه كتابا فورد جوابه ، ثمّ كتب بخطّي فورد جوابه ، ثمّ كتب بخطّ رجل جليل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه ، فنظرنا فإذا العلّة في ذلك أنّ الرجل تحوّل قرمطيّا (2).
قال الحسن بن الفضل : وردت العراق ، وزرت طوس ، وعزمت أن لا أخرج إلاّ عن بيّنة من أمري ، ونجاح من حوائجي ، ولو احتجت أن اقيم بها حتّى أتصدّق (3). قال : وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام ، وأخاف أن يفوتني الحجّ.
قال : فجئت يوما إلى محمد بن أحمد - وكان السفير يومئذ - أتقاضاه فقال لي : صر إلى مسجد كذا وكذا فإنّه يلقاك رجل.
قال : فصرت إليه ، فدخل عليّ رجل فلمّا نظر إليّ ضحك وقال : لا
ص: 263
تغتم ، فإنّك ستحجّ في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما. قال : فاطمأننت وسكن قلبي وقلت : أرى مصداق ذلك إن شاء اللّه.
قال : ثمّ وردت العسكر ، فخرجت إليّ صرّة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت وقلت في نفسي : جدّي (1) عند القوم هذا ، واستعملت الجهل فرددتها وكتبت رقعة ، ثمّ ندمت بعد ذلك ندامة شديدة ، وقلت في نفسي : كفرت بردّي على مولاي ، وكتبت رقعة أعتذر فيها من فعلي ، وأبوء بالاثم ، وأستغفر من ذلك ، وأنفذتها وقمت أتطهر للصلاة ، فأنا في ذلك أفكّر في نفسي وأقول : إن ردّت عليّ الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حدثا حتّى أحملها إلى أبي فإنّه أعلم منّي ليعمل فيها بما شاء.
فخرج إلى الرسول الذي حمل إليّ الصرّة : « أسأت إذ لم تعلم الرّجل إنا ربّما فعلنا ذلك بموالينا من غير مسألة ليتبرّكوا به ».
وخرج إليّ : « أخطأت في ردّك برّنا ، فإذا استغفرت اللّه فاللّه يغفر لك ، فأمّا إذا كانت عزيمتك وعقيدتك أن لا تحدث فيها حدثا ، ولا تنفقها في طريقك ، فقد صرفناها عنك ، وأمّا الثوب فلا بدّ منه لتحرم فيه ».
قال : وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في ثالث فامتنعت عنه مخافة أن يكره ذلك ، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسّرا ، والحمد لله (2).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن الحسن بن عبد الحميد قال : شككت في أمر حاجز بن يزيد (3) ، فجمعت شيئا وصرت إلى العسكر ، فخرج : « ليس
ص: 264
فينا شكّ ، ولا في من يقوم مقامنا بأمرنا ، فاردد ما معك إلى حاجز بن يزيد » (1).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن الحسن ، والعلاء بن رزق اللّه ، عن بدر - غلام أحمد بن الحسن - قال : وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ، أحبّهم حملة ، إلى أن مات يزيد بن عبد اللّه ، فأوصى في علّته أن يدفع الشهري السمند (2) وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع الشهري إلى أذكوتكين (3) نالني منه استخفاف ، فقوّمت الدابّة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي ولم اطلع عليه أحدا ، ودفعت الشهري إلى أذكوتكين ، فإذا الكتاب قد ورد عليّ من العراق : « أن وجّه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة » (4).
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن شاذان النيسابوري قال : اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرون درهما ، فأنفت أن أبعث بها. ناقصة ، فوزنت من عندي عشرين درهما وبعثت بها إلى الأسدي ولم أكتب مالي فيها ، فورد : « وصلت خمسمائة درهم ، لك منها عشرون درهما » (5).
ص: 265
وعنه ، عن الحسين بن محمد الأشعريّ قال : كان يرد كتاب أبي محمد علیه السلام في الإجراء على الجنيد - قاتل فارس - وأبي الحسن وآخر ، فلمّا مضى أبو محمد علیه السلام ورد استئناف من الصاحب لإجراء أبي الحسن وصاحبه ، ولم يرد في أمر الجنيد شيء فاغتممت لذلك ، فورد نعي الجنيد بعد ذلك (1). وإذا قطع جرايته إنّما كان لوفاته.
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال : كتب عليّ بن زياد الصيمري يسأل كفنا ، فكتب إليه : « إنّك تحتاج إليه في سنة ثمانين » فمات في سنة ثمانين ، وبعث إليه بالكفن قبل موته (2).
وعنه ، عن محمد بن هارون بن عمران الهمدانيّ قال : كان للناحية (3) عليّ خمسمائة دينار ، وضقت بها ذرعا ، ثمّ قلت في نفسي : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار وثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ، ولا واللّه ما نطقت بذلك ، فكتب إلى محمد بن جعفر : « اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه » (4).
وعنه ، عن الحسين بن الحسن العلويّ قال : انهي إلى عبيد اللّه بن سليمان الوزير أنّ له وكلاء ، وأنّه تجبى إليهم الأموال ، وسمّوا الوكلاء في النواحي. فهمّ بالقبض عليهم ، فقيل له : لا ، ولكن دسّوا لهم قوما لا يعرفون
ص: 266
بالأموال ، فمن قبض منهم شيئا قبض عليه.
فلم يشعر الوكلاء بشيء حتّى خرج الأمر أن لا يأخذوا من أحد شيئا ، وأن يتجاهلوا بالأمر ، وهم لا يعلمون ما السبب في ذلك. فاندسّ لمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه وقال : معي مال اريد أن أوصله ، فقال له محمد : غلطت ، أنا لا أعرف من هذا شيئا ، فلم يزل يتلطّف به ومحمد يتجاهل ، وبثّوا الجواسيس ، وامتنع الوكلاء كلّهم لما كان تقدّم إليهم ، فلم يظفر بأحد منهم ، ولم تتمّ الحيلة فيهم (1).
وعنه ، عن عليّ بن محمد قال : خرج النهي عن زيارة مقابر قريش (2) والحائر - على ساكنيهما السلام - ولم نعرف السبب ، فلمّا كان بعد شهر دعا الوزير الباقطائي (3) فقال له : ألق بني الفرات والبرسيّين وقل لهم : لا تزوروا مقابر قريش ، فقد أمر الخليفة أن يتفقّد كلّ من زار فيقبض عليه (4).
الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم الطالقانيّ ، عن أبي القاسم عليّ بن أحمد الخديجي الكوفيّ قال : حدّثنا الأودي قال : بينا أنا في الطواف - وقد طفت ستّا واريد السابع - فإذا بحلقة عن يمين الكعبة ، وشابّ حسن الوجه ، طيّب الرائحة ، هيوب مع هيبته ، متقرّب إلى الناس يتكلّم ، فلم أر أحسن من كلامه ، ولا أعذب من منطقه (5) ، فذهبت اكلّمه فزبرني الناس ، فسألت بعضهم : من هذا؟ فقالوا
ص: 267
هذا ابن رسول اللّه يظهر للناس في كلّ سنة يوما لخواصّه يحدّثهم. فقلت : سيّدي ، مسترشدا اتيتك فأرشدني ، فناولني علیه السلام حصاة وكشفت عنها فإذا بسبيكة ذهب ، فذهبت فإذا أنا به علیه السلام قد لحقني فقال لي : « ثبتت عليك الحجّة ، وظهر لك الحقّ ، وذهب عنك العمى ، أتعرفني؟ » فقلت : لا ، فقال علیه السلام : « أنا المهديّ ، وأنا قائم الزمان ، أنا الذي أملأها عدلا كما ملئت جورا ، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ولا يبقى الناس في فترة ، وهذه أمانة فحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ » (1).
قال : وحدّثنا أبي ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن عليّ بن محمد الرازي قال : حدثني جماعة من أصحابنا : أنه بعث إلى عبد اللّه بن الجنيد - وهو بواسط - غلاما وأمر ببيعه ، فباعه وقبض ثمنه ، فلمّا عيّر الدنانير نقصت في التعيير ثمانية عشرة قيراطا وحبّة ، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبّة وأنفذها ، فردّ عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبّة (2).
قال : وحدّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود : أنّ أبا جعفر العمريّ حفر لنفسه قبرا وسوّاه بالساج ، فسألته عن ذلك فقال : قد امرت أن أجمع أمري. فمات بعد ذلك بشهرين (3).
قال : وحدّثنا محمد بن عليّ الأسود قال : سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه اللّه بعد موت محمد بن عثمان العمريّ أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان علیه السلام أن يدعو اللّه أن يرزقه ولدا ، قال : فسألته فأنهى ذلك ، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا
ص: 268
لعليّ بن الحسين وأنّه سيولد له ولد مبارك ينفع اللّه به ، وبعده أولاد.
قال أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود : وسألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن ارزق ولدا ، فلم يجبني إليه وقال لي : ليس إلى هذا سبيل. قال : فولد لعليّ بن الحسين تلك السنة ابنه محمد بن عليّ وبعده أولاد ، ولم يولد لي.
قال الشيخ : كان أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود رضی اللّه عنه كثيرا ما يقول لي إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد رحمه اللّه وأرغب في كتب العلم وحفظه : ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام علیه السلام (1).
قال : حدّثنا صالح بن شعيب الطالقاني ، عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال : حضرت بغداد عند المشايخ فقال الشيخ عليّ بن محمد السمري - قدس اللّه روحه - ابتداء منه : رحم اللّه عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي.
قال : فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنّه توفّي في ذلك اليوم (2).
فهذا طرف يسير ممّا جاء في هذا المعنى ، وإيراد سائره يخرج عن الغرض في الاختصار ، وفيما أوردناه كفاية في بابه إن شاء اللّه تعالى.
ص: 269
الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه اللّه ، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : سمعت أبا عليّ محمد بن همّام قال : سمعت محمد بن عثمان العمريّ يقول : خرج توقيع بخطّ أعرفه : « من سمّاني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة اللّه ».
قال أبو عليّ محمد بن همّام : وكتبت أسأله عن ظهور الفرج متى يكون؟ فخرج التوقيع : « كذب الوقّاتون » (1).
محمد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب قال : سألت محمد ابن عثمان العمريّ رضی اللّه عنه أن يوصل لي كتابا سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان علیه السلام :
« أمّا ما سألت عنه - أرشدك اللّه وثبّتك - من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا ، فاعلم أنّه ليس بين اللّه وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي ، وسبيله سبيل ابن نوح علیه السلام .
وأمّا سبيل عمّي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف علیه السلام .
وأمّا الفقّاع فشربه حرام ، ولا بأس بالشلماب (2).
ص: 270
وأمّا أموالكم فلا نقبلها إلاّ لتطهروا ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع ، فما آتانا اللّه خير ممّا آتاكم.
وأمّا ظهور الفرج فإنّه إلى اللّه تعالى ذكره ، وكذب الوقّاتون.
وأمّا قول من زعم أنّ الحسين لم يقتل فكفر ، وتكذيب ، وضلال.
وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللّه.
وأمّا محمد بن عثمان العمريّ - رضی اللّه عنه وعن أبيه من قبل - فإنّه ثقتي ، وكتابه كتابي.
وأمّا محمد بن عليّ بن مهزيار الأهوازيّ فسيصلح اللّه قلبه ، ويزيل عنه شكّه.
وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر ، وثمن المغنية حرام.
وأمّا محمد بن شاذان بن نعيم فهو رجل من شيعتنا أهل البيت.
وأمّا أبو الخطّاب محمد بن أبي زينب الأجدع فملعون وأصحابه ملعونون ، فلا تجالس أهل مقالتهم ، فإنّي منهم بريء وآبائي علیهم السلام منهم براء.
وأمّا المتلبّسون بأموالنا فمن استحلّ منها شيئا فأكله فإنّما يأكل النيران.
وأمّا الخمس فقد ابيح لشيعتنا ، وجعلوا منه في حلّ إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث.
وأمّا ندامة قوم شكّوا في دين اللّه على ما وصلونا به فقد أقلنا من استقال ، ولا حاجة لنا في صلة الشاكّين.
وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ اللّه عزّ وجل يقول : ( لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ
ص: 271
إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (1) إنّه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم.
والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى (2) ».
الشيخ أبو جعفر بن بابويه ، عن أبيه ، ومحمد بن الحسن ، عن عبد اللّه ابن جعفر الحميريّ ، عن محمد بن صالح الهمدانيّ قال : كتبت إلى صاحب الزمان علیه السلام : إنّ أهل بيتي يؤذونني ويقرّعونني بالحديث الذي روي عن آبائك علیهم السلام أنّهم قالوا : خدّامنا وقوّامنا شرار خلق اللّه ، فكتب علیه السلام : « أمّا يقرءون قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ) (3) نحن واللّه القرى التي بارك اللّه فيها وأنتم القرى الظاهرة » (4).
ص: 272
الشيخ أبو جعفر - قدّس اللّه روحه - قال : حدّثنا محمد بن محمد الخزاعيّ ، عن أبي عليّ الأسدي ، عن أبيه محمد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ : أنّه ذكر عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان علیه السلام ورآه من الوكلاء :
ببغداد : العمريّ ، وابنه ، وحاجز ، والبلالي ، والعطّار.
ومن الكوفة : العاصميّ.
ومن أهل الأهواز : محمد بن إبراهيم بن مهزيار.
ومن أهل قمّ : أحمد بن إسحاق.
ومن أهل همدان : محمد بن صالح.
ومن أهل الريّ : الشامى (1) ، والأسدي. يعني نفسه.
ومن أهل آذربيجان : القاسم بن العلاء.
ومن نيسابور : محمد بن شاذان.
ومن غير الوكلاء : من أهل بغداد : أبو القاسم بن أبي حليس ، وأبو عبد اللّه الكندي ، وأبو عبد اللّه الجنيدي ، وهارون القزّاز ، والنيلي ، وأبو القاسم ابن رميس ، وأبو عبد اللّه بن فرّوخ ، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن علیه السلام ، وأحمد ، ومحمد ابنا أبي الحسن ، وإسحاق الكاتب من بني
ص: 273
نيبخت وصاحب الفداء ، وصاحب الصرّة المختومة.
( ومن همدان : محمد بن كشمرد ، وجعفر بن حمدان ، ومحمد بن هارون بن عمران ) (1).
ومن الدينور : حسن بن هارون ، وأحمد وأخوه ، وأبو الحسن.
ومن اصفهان : ابن بادشايجه.
ومن الصيمرة : زيدان.
ومن قم : الحسن بن النضر ، ومحمد بن محمد ، وعليّ بن محمد بن إسحاق ، وأبوه ، والحسين (2) بن يعقوب.
ومن أهل الريّ : القاسم بن موسى ، وابنه ، وابن محمد بن هارون ، وصاحب الحصاة ، وعليّ بن محمد ، ومحمد بن محمد الكليني ، وأبو جعفر الرفاء.
ومن قزوين : مرداس ، وعليّ بن أحمد.
ومن قابس : رجلان.
ومن شهر زور : ابن الخال.
ومن فارس : المجروح (3).
ومن مرو : صاحب الألف دينار ، وصاحب المال والرقعة البيضاء ، وأبو ثابت.
ومن نيسابور : محمد بن شعيب بن صالح.
ومن اليمن : الفضل بن يزيد ، والحسن ابنه ، والجعفري ، وابن
ص: 274
الأعجمي ، والشمشاطي.
ومن مصر : صاحب المولودين ؛ وصاحب المال بمكّة ، وأبو رجاء.
ومن نصيبين : أبو محمد بن الوجناء.
ومن الأهواز : الحصيني (1).
ص: 275
ص: 276
في ذكر علامات قيام القائم علیه السلام ومدة أيام ظهوره وطريقة أحكامه ، وسيرته عند قيامه ، وصفته ، وحليته.
أربعة فصول :
ص: 277
ص: 278
قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيامه علیه السلام ، فمن ذلك ما رواه صفوان بن يحيى ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « خمس قبل قيام القائم : اليماني ، والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكيّة » (1).
ومنه ما رواه عليّ بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد اللّه بن عمر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « لا تقوم الساعة حتى يخرج المهديّ من ولدي ، ولا يخرج المهديّ حتى يخرج ستّون كذّابا كلّهم يقول : أنا نبيّ » (2).
وروى الفضل بن شاذان ، عمن رواه ، عن أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر علیه السلام : خروج السفياني من المحتوم؟ قال : « نعم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم ، واختلاف بني العباس محتوم ، وقتل النفس الزكيّة محتوم ، وخروج القائم من آل محمد محتوم ».
قلت له : وكيف يكون النداء؟ فقال : « ينادي مناد من السماء أوّل النهار : ألا إنّ الحقّ مع آل عليّ وشيعته ، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار : ألا إنّ الحقّ مع عثمان (3) وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون » (4).
ص: 279
وروى الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « لا يخرج القائم حتّى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلّهم يدعو إلى نفسه » (1).
وروى صالح بن عقبة ، عن عبد اللّه بن محمد الجعفيّ ، عن جابر قال : قال أبو جعفر علیه السلام : « توقّوا آخر دولة بني العبّاس ، فإنّ لهم في شيعتنا لذعات أمضّ من الحريق الملتهب ».
وروى عمّار الساباطيّ ، عن أبي الحسن علیه السلام قال : « آخر دولة ولد العبّاس ضرام عرفج (2) ، يلتهب ، فتوقوهم فإنّ المتوقّي لهم فائز ».
وروى الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ قدّام القائم علامات تكون من اللّه تعالى للمؤمنين ».
قلت : فما هي جعلني اللّه فداك؟
قال : « ذاك قول اللّه عزّ وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (3) قال : « يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في
ص: 280
آخر سلطانهم ، والجوع بغلاء الأسعار ، ونقص من الأموال بكساد (1) التجارات وقلّة الفضل ، ونقص من الأنفس بالموت الذريع ، ونقص من الثمرات قلّة ريع ما يزرع وقلّة بركات الثمرات ، وبشّر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم » ثم قال لي : « يا محمد ، هذا تأويله ، انّ اللّه تعالى يقول : ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (2) » (3).
وروى عليّ بن مهزيار ، عن عبد اللّه بن محمد الحجّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن شعيب الحذّاء ، عن أبي صالح مولى بني العذراء قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « ليس بين قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكيّة إلاّ خمس عشرة ليلة » (4).
وروى محمد بن أبي البلاد ، عن عليّ بن محمد الأودي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال : « بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض ، وجراد في حينه وجراد في غير حينه ، كألوان الدم ، فأمّا الموت الأحمر فالسيف ، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون » (5).
وروى الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « الزم الأرض ولا تحرّك يدا
ص: 281
ولا رجلا حتّى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك [ ذلك ] : اختلاف بني العباس ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف قرية من قرى الشام تسمّى الجابية ، ونزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كلّ أرض حتّى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها : راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني » (1).
وروى قتيبة عن محمد بن عبد اللّه بن منصور البجليّ قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن اسم السفياني فقال : « وما تصنع باسمه؟! إذا ملك كور الشام الخمس : دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، والاردن ، وقنسرين ، فتوقّعوا عند ذلك الفرج ».
قلت : يملك تسعة أشهر؟
قال : « لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا تزيد يوما » (2).
وروى محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، قال : قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « قال أبي علیه السلام : قال أمير المؤمنين علیه السلام : يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان وأبوه عيينة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتّى يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها » (3).
وروى عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى علیه السلام في قوله تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
ص: 282
الْحَقُ ) (1) قال : « الفتن في آفاق الأرض ، والمسخ في أعداد الحقّ » (2)
وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر علیه السلام في قوله تعالى : ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) (3) قال : « سيفعل اللّه ذلك بهم ».
قال : فقلت : من هم؟
قال : « بنو اميّة وشيعتهم ».
قلت : وما الآية؟
قال : « ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، ذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه » (4).
العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما علیهماالسلام قال : « إذا رأيتم نارا من المشرق كهيئة المرد (5) العظيم يطلع ثلاثة أيّام أو سبعة - الشكّ من العلاء - فتوقّعوا فرج آل محمد ، إنّ اللّه عزيز كريم » (6).
علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال :
ص: 283
« إنّ قدّام القائم لسنة غيداقة (1) تفسد الثمر في النخل ، فلا تشكّوا في ذلك » (2).
سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « خروج الثلاثة : السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ، لأنّه يدعو إلى الحقّ » (3).
عليّ بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم قال : سأل رجل أبا الحسن علیه السلام عن الفرج ، فقال : « تريد الإكثار أم اجمل لك؟ »
قال : بل تجمل لي.
قال : « إذا ركزت رايات قيس بمصر ، ورايات كندة بخراسان » (4).
إبراهيم بن محمد بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « سنة الفتح ينشق الفرات حتّى يدخل أزقّة الكوفة » (5).
الحسين بن يزيد ، عن منذر ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء ، وحمرة تجلّل السماء ، وخسف ببغداد ، وخسف ببلد البصرة ، ودماء تسفك بها ، وخراب دورها ، وفناء يقع في أهلها ، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار » (6).
ص: 284
الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة الأزدي قال : قال أبو جعفر علیه السلام : « آيتان تكونان قبل قيام القائم : كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره ».
قال : فقلت : يا ابن رسول اللّه ، تنكسف الشمس في النصف من الشهر والقمر في آخر الشهر؟
فقال : « أنا أعلم بما قلت ، إنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم علیه السلام » (1).
عبد اللّه بن بكير ، عن عبد الملك بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن سعيد ابن جبير قال : إنّ السنة التي يقوم فيها المهديّ تمطر الأرض أربعا وعشرين مطرة ترى آثارها وبركاتها (2) إن شاء اللّه (3).
ص: 285
روى الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « لا يخرج القائم إلاّ في وتر من السنين ، سنة إحدى ، أو ثلاث ، أو خمس ، أو سبع ، أو تسع » (1).
الفضل بن شاذان ، عن محمد بن عليّ الكوفيّ ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « ينادى باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ويقوم في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن عليّ علیهماالسلام ، لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرّم قائما بين الركن والمقام ، جبرئيل بين يديه ينادي بالبيعة له ، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض ، تطوى لهم طيّا ، حتّى يبايعوه ، فيملأ اللّه به الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما » (2).
ص: 286
روى الحجّال ، عن ثعلبة ، عن أبي بكر الحضرميّ ، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال : « كأنّي بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكّة في خمسة آلاف من الملائكة ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرّق الجنود في الأمصار » (1).
وفي رواية عمرو بن شمر ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : ذكر المهديّ فقال : « يدخل الكوفة وفيها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له ، ويدخل حتّى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء ، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلّي بهم الجمعة ، فيأمر أن يخطّ له مسجد على الغريّ ، ويصلّي بهم هناك ، ثمّ يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين علیه السلام نهرا يجري إلى الغريّين حتّى ينزل الماء في النجف ، ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء ، فكأنّي بالعجوز على رأسها مكتل فيه برّ تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء » (2).
وفي رواية المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إذا قام قائم آل محمد بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب ، واتّصلت بيوت أهل الكوفة بنهر كربلاء » (3).
ص: 287
قال : وسمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إذا أذن اللّه تعالى للقائم بالخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه ، وناشدهم باللّه ، ودعاهم إلى حقه ، على أن يسير فيهم بسيرة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ويعمل فيهم بعمله ، فيبعث اللّه عزّ وجل جبرئيل علیه السلام حتّى يأتيه فينزل على الحطيم ثمّ يقول له : إلى أيّ شيء تدعو؟ فيخبره القائم فيقول جبرئيل : أنا أوّل من يبايعك ابسط كفّك ، فيمسح على يده ، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، فيبايعونه ، ويقيم بمكّة حتّى يتمّ أصحابه عشرة آلاف نفس ، ثمّ يسير إلى المدينة » (1).
وروى محمد بن عجلان ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا ، وهداهم إلى أمر قد دثر وضلّ عنه الجمهور ، وإنّما سمّي المهديّ مهديّا [ لأنّه يهدي إلى أمر قد ضلّوا عنه ، وسمّي بالقائم ] (2) لقيامه بالحقّ » (3).
وروى عبد اللّه بن المغيرة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ، ثمّ أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ، ثمّ خمسمائة أخرى ، حتّى يفعل ذلك ستّ مرّات ».
قلت : ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟
قال : « نعم ، منهم ومن مواليهم » (4).
ص: 288
وروى أبو بصير قال : قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه ، وحوّل المقام إلى الموضع الذي كان فيه ، وقطع أيدي بني شيبة وعلّقها بالكعبة ، وكتب عليها : هؤلاء سرّاق الكعبة » (1).
وروى عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا قام القائم نزلت ملائكة بدر : ثلث على خيول شهب ، وثلث على خيول بلق ، وثلث على خيول حوّ ».
قلت : يا ابن رسول اللّه ، وما الحوّ؟
قال : « الحمر » (2).
وروى محمد بن عطاء ، عن سلاّم بن أبي عمرة ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إنّ لصاحب هذا الأمر بيتا يقال له : الحمد ، فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى يوم يقوم بالسيف » (3).
وروى أبو الجارود ، عن أبي جعفر علیه السلام - في حديث طويل - أنّه قال : « إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية ، عليهم السلاح ، فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتّى يأتي على آخرهم ، ثمّ يدخل الكوفة فيقتل بها كلّ منافق مرتاب ، ويهدم قصورها ، ويقتل مقاتليها ، حتّى يرضى اللّه عزّ وجل » (4).
ص: 289
وروى عليّ بن عقبة ، عن أبيه قال : إذا قام القائم علیه السلام حكم بالعدل ، وارتفع في أيّامه الجور ، وأمنت به السبل ، وأخرجت الأرض بركاتها ، وردّ كلّ حقّ إلى أهله ، ولم يبق أهل دين حتّى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان ، أما سمعت اللّه عزّ وجل يقول : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (1) وحكم بين الناس بحكم داود وحكم محمد صلی اللّه علیه و آله ، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها ، وتبدي بركتها ، فلا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته ولا لبرّه لشمول الغنى جميع المؤمنين ».
ثمّ قال علیه السلام : « إنّ دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا لئلاّ يقولوا - إذا رأوا سيرتنا - : لو ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ ( وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (2) » (3).
وروى عبد الكريم الخثعمي قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : كم يملك القائم؟
قال : « سبع سنين ، تطول له الأيّام والليالي حتّى تكون السنة من سنيه مكان عشر سنين من سنيكم هذه ، فيكون ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيّام من رجب مطرا لم ير الناس مثله ، فينبت اللّه به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، فكأنّي انظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون رءوسهم من التراب » (4).
ص: 290
وروى أبو بصير ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إذا قام القائم علیه السلام سار إلى الكوفة فهدم بها أربع مساجد ، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلاّ هدمه وجعلها جمّا ، ووسع الطريق الأعظم ، وكسر كلّ جناح خارج في الطريق ، وأبطل الكنف المازيب ، ولا يترك بدعة إلاّ أزالها ، ولا سنّة إلاّ أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، ويمكث على ذلك سبع سنين من سنيكم هذه ، ثمّ يفعل اللّه ما يشاء ».
قال : قلت له : جعلت فداك ، وكيف تطول السنون؟
قال : « يأمر اللّه تعالى الفلك بالثبوت وقلّة الحركة ، فتطول الأيّام لذلك والسنون ».
قال : قلت : إنّهم يقولون : إنّ الفلك إن تغيّر فسد؟
قال : « ذلك قول الزنادقة ، فأمّا المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شقّ اللّه القمر لنبيّه ، وردّ الشمس من قبله ليوشع بن نون ، وأخبر بطول يوم القيامة وإنّه ( كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) (1) » (2).
وروى عاصم بن حميد الحنّاط ، عن محمد بن مسلم الثقفيّ قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « القائم منّا منصور بالرعب ، مؤيّد بالنصر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر به اللّه دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلاّ عمر ، وينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ».
قال : فقلت : يا ابن رسول اللّه ، ومتى يخرج قائمكم؟
ص: 291
قال : « إذا تشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وركبت ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور وردّت شهادات العدول ، واستخف الناس بالدماء وارتكاب الزنا وأكل الربا ، واتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفيانيّ من الشام ، واليمانيّ من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكيّة ، وجاءت صيحة من السماء بأنّ الحقّ فيه وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا.
فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، فأوّل ما ينطق به هذه الآية ( بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (1) ثمّ يقول : أنا بقيّة اللّه وخليفته وحجّته عليكم ، فلا يسلّم عليه مسلم إلاّ قال : السلام عليك يا بقيّة اللّه في أرضه ، فإذا اجتمع له العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقى في الأرض معبود دون اللّه - من صنم ولا وثن - إلاّ وقعت فيه نار واحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم اللّه من يطيعه بالغيب ويؤمن به » (2).
وروى المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « يخرج إلى القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا ، خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ، ويوشع ابن نون ، وسلمان ، وأبو دجانة الأنصاريّ ، والمقداد بن الأسود ، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصارا وحكّاما » (3).
وروى عبد اللّه بن عجلان ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا قام
ص: 292
قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود ، لا يحتاج إلى بيّنة ، يلهمه اللّه تعالى فيحكم بعلمه ، ويخبر كلّ قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليّه من عدوّه بالتوسّم ، قال اللّه تعالى : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) (1) »
وقد روي : أنّ مدّة دولة القائم تسع عشرة سنة ، تطول أيّامها وشهورها على ما تقدّم ذكره (2).
وروي أيضا : أنّه علیه السلام يملك ثلاثمائة وتسع سنين ، قدر ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم (3) ، وهذا أمر مغيّب عنّا ، واللّه أعلم بحقيقة ذلك.
وروى المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها ، واستغنى العباد عن ضوء الشّمس ، وذهبت الظلمة ، ويعمّر الرجل في ملكه حتّى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم انثى ، وتظهر الأرض كنوزها حتّى يراها الناس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ، ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحدا يقبل منه ذلك ، لاستغناء الناس بما رزقهم اللّه من فضله » (4).
ص: 293
روى عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفيّ قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « سأل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين علي علیه السلام فقال : أخبرني عن المهديّ ما اسمه؟
فقال : أمّا اسمه ، فإنّ حبيبي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عهد إليّ أن لا احدّث به حتّى يبعثه اللّه تعالى.
قال : فأخبرني عن صفته.
فقال : هو شابّ مربوع ، حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه ، بأبي ابن خيرة الإماء » (1).
وروى محمد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام عن أبيه ، عن جدّه علیهماالسلام قال : « قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام على المنبر : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرّب حمرة ، مبدح البطن (2) ، عريض الفخذين ، عظيم مشاش (3) المنكبين ، بظهره شامتان : شامة على لون جلده ، وشامة على لون شامة النبيّ صلی اللّه علیه و آله ، له اسمان :
ص: 294
اسم يخفى واسم يعلن ، فأمّا الذي يخفى فأحمد ، وأمّا الذي يعلن فمحمد ، فإذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ، ووضع يده على رءوس العباد فلا يبقى مؤمن إلاّ صار قلبه أشدّ من زبر الحديد ، وأعطاه اللّه عزّ وجل قوّة أربعين رجلا ، ولا يبقى ميت إلاّ دخلت عليه تلك الفرحة في قبره ، فهم يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم علیه السلام » (1).
وروى أبو الصلت الهروي قال : قلت للرضا علیه السلام : ما علامة القائم منكم إذا خرج؟
فقال : « علامته أن يكون شيخ السن ، شابّ المنظر ، حتّى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها ، وإنّ من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيّام واللّيالي عليه حتّى يأتي أجله » (2).
وجاءت الرواية الصحيحة : بأنّه ليس بعد دولة القائم علیه السلام دولة لأحد ، إلاّ ما روي من قيام ولده إن شاء اللّه تعالى ذلك ، ولم ترد به الرواية على القطع والثبات ، وأكثر الروايات أنّه لن يمضي علیه السلام من الدنيا إلاّ قبل القيامة بأربعين يوما ، يكون فيها الهرج ، وعلامة خروج الأموات ، وقيام الساعة ، واللّه أعلم (3).
ص: 295
ص: 296
في ذكر مسائل يسأل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان علیه السلام ، وحلّ الشبهات فيها بواضح الدليل ولائح البرهان
وهي سبع مسائل :
مسألة : قالوا : ما الوجه في غيبته علیه السلام على الاستمرار والدوام ، حتّى صار ذلك سببا لإنكار وجوده ، ونفي ولادته (1) ، وآباؤه علیهم السلام وإن لم يظهروا الدعاء إلى نفوسهم فيما يتعلّق بالإمامة ، فقد كانوا ظاهرين يفتون في الأحكام ، فلا يمكن لأحد نفي وجودهم؟
الجواب : قد ذكر الأجل المرتضى - قدّس اللّه روحه - في ذلك طريقة لم يسبقه إليها أحد من أصحابنا ، فقال : إنّ العقل إذا دلّ على وجوب الإمامة فإنّ كلّ زمان - كلّف المكلّفون الذين يقع منهم القبيح والحسن ، ويجوز عليهم الطاعة والمعصية - لا يخلو من إمام ، لأنّ خلوّه من الإمام
ص: 297
إخلال بتمكينهم ، وقادح في حسن تكليفهم.
ثمّ دلّ العقل على أنّ ذلك الإمام لا بدّ أن يكون معصوما من الخطأ ، مأمونا منه كلّ قبيح ، وثبت أنّ هذه الصفة - التي دلّ العقل على وجوبها - لا توجد إلاّ فيمن تدّعي الإماميّة إمامته ، ويعرى منها كلّ من تدّعى له الإمامة سواه.
فالكلام في علة غيبته وسببها واضح بعد أن تقرّرت إمامته ، لأنّا إذا علمنا أنّه الإمام دون غيره ، ورأيناه غائبا عن الأبصار ، علمنا أنّه لم يغب مع عصمته وتعيّن فرض الإمامة فيه وعليه إلاّ لسبب اقتضى ذلك ، استدعته ، وضرورة حملت عليه ، وإن لم يعلم وجهه على التفصيل ؛ لأنّ ذلك مما لا يلزم علمه ، وجرى الكلام في الغيبة ووجهها مجرى العلم بمراد اللّه تعالى من الآيات المتشابهات في القرآن التي ظاهرها الجبر أو التشبيه.
فإنّا نقول : إذا علمنا حكمة اللّه سبحانه ، وأنّه لا يجوز أن يخبر بخلاف ما هو عليه من الصفات ، علمنا - على الجملة - أنّ لهذه الآيات وجوها صحيحة بخلاف ظاهرها ، تطابق مدلول أدلّة العقل ، وإن غاب عنّا العلم بذلك مفصّلا ، فإن تكلّفنا الجواب عن ذلك ، وتبرعنا بذكره ، فهو فضل منّا غير واجب.
وكذلك الجواب لمن سأل عن الوجه في إيلام الأطفال ، وجهة المصلحة في رمي الجمار والطواف بالبيت ، وما أشبه ذلك من العبادات على التفصيل والتعيين ، فإنّا إذا عوّلنا على حكمة القديم سبحانه ، وأنّه لا يجوز أن يفعل قبيحا ، فلا بدّ من وجه حسن في جميع ذلك وإن جهلناه بعينه ، وليس يجب علينا بيان ذلك الوجه وأنّه ما هو ، وفي هذا سدّ الباب على مخالفينا في سؤالاتهم ، وقطع التطويلات عنهم والاسهابات ، إلاّ أن نتبرّع بإيراد الوجه في غيبته علیه السلام على سبيل الاستظهار وبيان الاقتدار ، وإن
ص: 298
كان ذلك غير واجب علينا في حكم النظر والاعتبار.
فنقول : الوجه في غيبته علیه السلام هو خوفه على نفسه ، ومن خاف على نفسه احتاج إلى الاستتار ، فأمّا لو كان خوفه على ماله أو على الأذى في نفسه لوجب عليه أن يتحمّل ذلك كله لتنزاح علّة المكلّفين في تكليفهم ، وهذا كما نقوله في النبيّ في أنّه يجب عليه أن يتحمّل كلّ أذى في نفسه حتّى يصحّ منه الأداء إلى الخلق ما هو لطف لهم ، وإنّما يجب عليه الظهور وإن أدّى إلى قتله كما ظهر كثير من الأنبياء وإن قتلوا ، لأنّ هناك كان في المعلوم أنّ غير ذلك النبيّ يقوم مقامه في تحمّل أعباء النبوّة ، أو أنّ المصالح التي كان يؤدّيها ذلك النبيّ قد تغيّرت ، وليس كذلك حال إمام الزمان علیه السلام ، فإنّ اللّه تعالى قد علم أنّه ليس بعده من يقوم مقامه في باب الإمامة والشريعة على ما كانت عليه ، واللطف بمكانه لم يتغيّر ، ولا يصحّ تغيره ، فلا يجوز ظهوره إذا أدّى إلى القتل.
وإنّما كان آباؤه علیهم السلام ظاهرين بين الناس يفتونهم ويعاشرونهم ، ولم يظهر هو لأنّ خوفه علیه السلام أكثر ، فإنّ الأئمّة الماضين من آبائه علیهم السلام أسرّوا إلى شيعتهم أن صاحب السيف هو الثاني عشر منهم ، وأنّه الذي يملأ الأرض عدلا ، وشاع ذلك القول من مذهبهم حتى ظهر ذلك القول بين أعدائهم ، فكانت السلاطين الظلمة يتوقّفون عن إتلاف آبائه لعلمهم بأنّهم لا يخرجون بالسيف ، ويتشوّقون إلى حصول الثاني عشر ليقتلوه ويبيدوه.
ألا ترى أنّ السلطان في الوقت الذي توفّي فيه العسكريّ علیه السلام وكّل بداره وجواريه من يتفقّد حملهنّ لكي يظفر بولده ويفنيه؟
كما أنّ فرعون موسى لمّا علم أن ذهاب ملكه على يد موسى علیه السلام منع الرجال من أزواجهم ، ووكّل بذوات الأحمال منهنّ ليظفر به.
ص: 299
وكذلك نمرود لمّا علم أنّ ملكه يزول على يد إبراهيم علیه السلام وكّل بالحبالى من نساء قومه ، وفرّق بين الرجال وأزواجهم ، فستر اللّه سبحانه ولادة إبراهيم وموسى علیهماالسلام كما ستر ولادة القائم علیه السلام لما علم في ذلك من التدبير.
وأمّا كون غيبته سببا لنفي ولادته ، فإن ذلك لضعف البصيرة والتقصير عن النظر ، وعلى الحق الدليل الواضح ، لمن أراده ، الظاهر لمن قصده.
مسألة ثانية : قالوا : إذا كان الإمام غائبا بحيث لا يصل إليه أحد من الخلق ولا ينتفع به ، فما الفرق بين وجوده وعدمه؟ وإلاّ جاز أن يميته اللّه تعالى أو يعدمه حتّى إذا علم أنّ الرعيّة تمكّنه وتسلّم له وجده أو أحياه كما جاز أن يبيحه الاستتار حتّى يعلم منهم التمكين له فيظهره.
الجواب : أوّل ما نقوله : إنّا لا نقطع على أنّ الإمام لا يصل إليه أحد ، فهذا أمر غير معلوم ، ولا سبيل إلى القطع به. ثمّ إن الفرق بين وجوده غائبا عن أعدائه للتقيّة - وهو في أثناء تلك الغيبة منتظر ان يمكّنوه فيظهر ويتصرّف - وبين عدمه واضح ، وهو أنّ الحجّة هناك فيما فات من مصالح العباد لازمة لله تعالى ، وهاهنا الحجة لازمة للبشر ، لأنّه إذا خيف فغيّب شخصه عنهم كان ما يفوتهم من المصلحة - عقيب فعل كانوا هم السبب فيه - منسوبا إليهم ، فيلزمهم في ذلك الذم ، وهم المؤاخذون به ، الملومون عليه.
وإذا أعدمه اللّه تعالى ، كان ما يفوت العباد من مصالحهم ، ويحرمونه من لطفهم وانتفاعهم به ، منسوبا إلى اللّه تعالى ، ولا حجّة فيه على العباد ، ولا لوم يلزمهم ، لأنهم لا يجوز أن ينسبوا فعلا لله تعالى.
مسألة ثالثة : فإن قالوا : الحدود التي تجب على الجناة في حال الغيبة ما حكمها؟
فإن قلتم : تسقط من أهلها [ فقد ] صرّحتم بنسخ الشريعة ، وإن كانت
ص: 300
ثابتة فمن الذي يقيمها والامام مستتر غائب؟
الجواب : الحدود المستحقّة ثابتة في جنوب ( الجناة بما ) (1) يوجبها من الأفعال ، فإن ظهر الإمام ومستحقّوها باقون أقامها عليهم بالبيّنة أو الإقرار ، وإن فات ذلك بموتهم كان الإثم في تفويت إقامتها على المخيفين للإمام ، المحوجين إيّاه إلى الغيبة.
وليس هذا بنسخ لإقامة الحدود ، لأنّ الحدّ إنّما تجب إقامته مع التمكّن وزوال المانع ، وسقوط فرض إقامته مع الموانع وزوال التمكّن لا يكون نسخا للشرع المتقرّر ، لأنّ الشرط في الوجوب لم يحصل ، وإنّما يكون ذلك نسخا لو سقط فرض إقامتها عن الإمام مع تمكّنه.
على أنّ هذا أيضا يلزم مخالفينا إذا قيل لهم : كيف الحكم في الحدود في الأحوال التي لا يتمكّن فيها أهل الحلّ والعقد من اختيار الإمام ونصبه؟ وهل تبطل أو تثبت من تعذّر إقامتها؟ وهل يقتضي هذا التعذّر نسخ الشريعة؟
فكلّ ما أجابوا به عن ذلك فهو جوابنا بعينه.
مسألة رابعة : فإن قالوا : فالحقّ مع غيبة الإمام كيف يدرك؟
فإن قلتم : لا يدرك ولا يوصل إليه ، فقد جعلتم الناس في حيرة وضلالة مع الغيبة.
وإن قلتم : يدرك الحقّ من جهة الأدلّة المنصوبة (2) عليه فقد صرّحتم بالاستغناء عن الإمام بهذه الأدلّة ، وهذا يخالف مذهبكم.
الجواب : انّ الحقّ على ضربين عقليّ وسمعيّ ، فالعقليّ يدرك بالعقل ، ولا يؤثر فيه وجود الإمام ولا فقده.
والسمعىّ عليه أدلّة منصوبة من أقوال النبيّ صلی اللّه علیه و آله
ص: 301
ونصوصه ، وأقوال الأئمّة الصادقين علیهم السلام ، وقد بيّنوا ذلك وأوضحوه ، غير أنّ ذلك وإن كان على ما قلناه فالحاجة إلى الإمام مع ذلك ثابتة ، لأنّ جهة الحاجة إليه - المستمرّة في كلّ عصر وعلى كلّ حال - هي كونه لطفا في فعل الواجب العقليّ من الإنصاف والعدل واجتناب الظلم والبغي ، وهذا ممّا لا يقوم غيره مقامه فيه.
فأمّا الحاجة إليه من جهة الشرع فهي أيضا ظاهرة ، لأنّ النقل الوارد عن النبيّ والأئمّة علیهم السلام يجوز أن يعدل الناقلون عن ذلك إمّا بتعمّد أو شبهة فينقطع النقل أو يبقى فيمن ليس نقله حجّة ولا دليلا ، فيحتاج حينئذ إلى الإمام ليكشف ذلك ويبيّنه (1) ، وإنّما يثق المكلّفون بما نقل إليهم وأنّه جميع الشرع إذا علموا أنّ وراء هذا النقل إماما متى اختلّ سدّ خلله وبيّن المشتبه فيه.
فالحاجة إلى الإمام ثابتة مع إدراك الحقّ في أحوال الغيبة من الأدلّة الشرعيّة ، على أنّا إذا علمنا بالإجماع أنّ التكليف لازم لنا إلى يوم القيامة ولا يسقط بحال ، علمنا أنّ النقل ببعض الشريعة لا ينقطع في حال تكون تقيّة الإمام فيها مستمرّة ، وخوفه من الأعداء باقيا ، ولو اتّفق ذلك لما كان إلاّ في حال يتمكّن فيها الإمام من البروز والظهور ، والإعلام والانذار.
مسألة خامسة : فإن قالوا : إذا كانت العلّة في غيبة الإمام خوفه من الظالمين واتقاء من المخالفين فهذه العلّة منتفية عن أوليائه فيجب أن يكون ظاهرا لهم أو يجب أن يسقط عنهم التكليف الذي إمامته لطف فيه.
الجواب : قد أجاب أصحابنا عن هذا السؤال بأجوبة :
أحدها : أنّ الإمام ليس في تقيّة من أوليائه وإن غاب عنهم كغيبته من
ص: 302
أعدائه لخوفه من إيقاعهم الضرر به ، وعلمه بأنّه لو ظهر لهم لسفكوا دمه. وغيبته عن أوليائه لغير هذه العلّة ، وهو أنّه أشفق من إشاعتهم خبره ، والتحدّث منهم كذلك على وجه التشرّف بذكره ، والاحتجاج بوجوده ، فيؤدّي ذلك إلى علم أعدائه بمكانه ، فيعقب علمهم بذلك ما ذكرناه من وقوع الضرر به.
وثانيها : أنّ غيبته عن أعدائه للتقيّة منهم ، وغيبته عن أوليائه للتقيّة عليهم ، والإشفاق من إيقاع الضرر بهم ، إذ لو ظهر للقائلين بإمامته وشاهده بعض أعدائه وأذاع خبره طولب أولياؤه به ، فإذا فات الطالب بالاستتار أعقب ذلك عظيم المكروه والضرر بأوليائه ، وهذا معروف بالعادات.
وثالثها : أنّه لا بدّ أن يكون في المعلوم أنّ في القائلين بإمامته من لا يرجع عن الحقّ من اعتقاد إمامته ، والقول بصحّتها على حال من الأحوال ، فأمره اللّه تعالى بالاستتار ليكون المقام على الإقرار بإمامته مع الشبه في ذلك وشدّة المشقّة أعظم ثوابا من المقام على الإقرار بإمامته مع المشاهدة له ، فكانت غيبته عن أوليائه لهذا الوجه ، ولم تكن للتقيّة منهم.
ورابعها : وهو الذي عوّل عليه المرتضى - قدّس اللّه روحه - قال : نحن أولا : لا نقطع على أنّه لا يظهر لجميع أوليائه ، فإنّ هذا أمر مغيّب عنّا ، ولا يعرف كلّ منّا إلاّ حال نفسه ، فإذا جوّزنا ظهوره لهم كما جوّزنا غيبته عنهم فنقول في علّة غيبته عنهم : إنّ الإمام عند ظهوره من الغيبة إنّما يميّز شخصه كما يعرف عينه بالمعجز الذي يظهر على يديه ، لأنّ النصوص الدالّة على إمامته لا تميّز شخصه من غيره كما ميّزت أشخاص آبائه ، والمعجز إنّما يعلم دلالته بضرب من الاستدلال ، والشبه تدخل في ذلك ، فلا يمتنع أن يكون كلّ من لم يظهر له من أوليائه ، فإنّ المعلوم من حاله أنّه متى ظهر له قصر في النظر في معجزه ، ولحق لهذا التقصير بمن يخاف منه من الأعداء.
ص: 303
على أنّ أولياء الإمام وشيعته منتفعون به في حال غيبته ، لأنّهم مع علمهم بوجوده بينهم ، وقطعهم بوجوب طاعته عليهم ، لا بدّ أن يخافوه في ارتكاب القبيح ، ويرهبوا من تأديبه وانتقامه ومؤاخذته ، فيكثر منهم فعل الواجب ، ويقلّ ارتكاب القبيح (1) ، أو يكونوا إلى ذلك أقرب ، فيحصل لهم اللّطف به مع غيبته ، بل ربّما كانت الغيبة في هذا الباب أقوى ؛ لأنّ المكلّف إذا لم يعرف مكانه ، ولم يقف على موضعه ، وجوّز فيمن لا يعرفه أنّه الإمام ، يكون إلى فعل الواجب أقرب منه إلى ذلك لو عرفه ولم يجوّز فيه كونه اماما.
فإن قالوا : إنّ هذا تصريح منكم بأنّ ظهور الإمام كاستتاره في الانتفاع به والخوف منه.
فنقول : إنّ ظهوره لا يجوز أن يكون في المنافع كاستتاره ، وكيف يكون ذلك وفي ظهوره وقوّة سلطانه انتفاع الوليّ والعدوّ ، والمحبّ والمبغض ، ولا ينتفع به في حال الغيبة إلاّ وليّه دون عدوّه ، وأيضا فإنّ في انبساط يده منافع كثيرة لأوليائه وغيرهم ، لأنّه يحمي حوزتهم ، ويسدّ ثغورهم ، ويؤمن طرقهم ، فيتمكّنون من التجارات والمغانم ، ويمنع الظالمين من ظلمهم ، فتتوفّر أموالهم ، وتصلح أحوالهم.
غير أنّ هذه منافع دنيويّة لا يجب إذا فاتت بالغيبة أن يسقط التكليف معها ، والمنافع الدبنيّة الواجبة في كلّ حالة بالإمامة قد بيّنّا أنّها ثابتة لأوليائه مع الغيبة ، فلا يجب سقوط التكليف.
مسألة سادسة : قالوا : لا يمكن أن يكون في العالم بشر له من السنّ ما تصفونه لإمامكم ، وهو مع ذلك كامل العقل ، صحيح الحسّ؟ وأكثروا التعجّب من ذلك ، وشنّعوا به علينا.
ص: 304
والجواب : أنّ من لزم طريق النظر ، وفرّق بين المقدور والمحال ، لم ينكر ذلك ، إلاّ أن يعدل عن الإنصاف إلى العناد والخلاف.
وطول العمر وخروجه عن المعتاد لا اعتراض به لأمرين : أحدهما : إنا لا نسلّم أنّ ذلك خارق للعادة ، لأنّ تطاول الزمان لا ينافي وجود الحياة ، وإنّ مرور الأوقات لا تأثير له في العلوم والقدر ، ومن قرأ الأخبار ونظر فيما سطّر في الكتب من ذكر المعمّرين علم أنّ ذلك ممّا جرت العادة به ، وقد نطق القرآن بذكر نوح وأنّه لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما. وقد صنّفت الكتب في أخبار المعمّرين من العرب والعجم ، وقد تظاهرت الأخبار بأنّ أطول بني آدم عمرا الخضر علیه السلام ، وأجمعت الشيعة وأصحاب الحديث بل الامّة بأسرها - ما خلا المعتزلة والخوارج - على أنّه موجود في هذا الزمان ، حيّ كامل العقل ، ووافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب. ولا خلاف في أنّ سلمان الفارسيّ أدرك رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وقد قارب من عمره أربعمائة عام.
وهب أنّ المعتزلة والخوارج يحملون أنفسهم على دفع الأخبار ، فكيف يمكنهم دفع القرآن وقد نطق بدوام أهل الجنّة والنار ، وجاءت الأخبار بلا خلاف بين الامّة فيها بأنّ أهل الجنّة لا يهرمون ولا يضعفون ، ولا يحدث بهم نقصان في الأنفس
ولو كان ذلك منكرا من جهة العقول لما جاء به القرآن ، ولا حصل عليه الإجماع ، ومن اعترف بالخضر علیه السلام لم يصح منه هذا الاستبعاد ، ومن أنكره حجّته الأخبار ، وجاءت الرواية عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « لمّا بعث اللّه نوحا إلى قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتي سنة ، ولبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما ، وبقي بعد الطوفان مائتين وخمسين سنة ، فلمّا أتاه ملك الموت علیه السلام قال له :
ص: 305
يا نوح ، يا أكبر الأنبياء ، ويا طويل العمر ، ويا مجاب الدعوة ، كيف رأيت الدنيا؟
قال : مثل رجل بني له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من الآخر » (1).
وكان لقمان بن عاد الكبير أطول الناس عمرا بعد الخضر ، وذلك أنّه عاش ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة. ويقال : إنّه عاش عمر سبعة أنسر ، وكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش ، فإذا مات أخذ آخر فربّاه ، حتّى كان آخرها لبد وكان أطولها عمرا فقيل : أتى أبد على لبد (2).
وعاش الربيع بن ضبع الفزاري ثلاثمائة سنة وأربعين سنة ، وأدرك النبيّ صلی اللّه علیه و آله وهو الذي يقول :
ها أنا ذا آمل الخلود وقد *** أدرك عمري ومولدي حجرا
أمّا امرئ القيس قد سمعت به *** هيهات هيهات طال ذا عمرا
وهو القائل :
إذا عاش الفتى مائتين عاما *** فقد أودى المسرّة والغناء
وله حديث طويل مع عبد الملك بن مروان.
وعاش المستوعر بن ربيعة ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين سنة ، وهو الذي يقول :
ولقد سئمت من الحياة وطولها *** وعمّرت من بعد السنين سنينا
وعاش أكثم بن صيفي الأسدي ثلاثمائة وستّا وثلاثين سنة ، وهو الذي
ص: 306
يقول :
وإن امرأ قد عاش تسعين حجّة *** إلى مائة لم يسأم العيش جاهل
خلت مائتان غير ستّ وأربع *** وذلك من عدّ الليالي قلائل
وكان ممّن أدرك النبيّ صلی اللّه علیه و آله وآمن به ، ومات قبل أن يلقاه.
وعاش دريد بن زيد أربعمائة سنة وستّا وخمسين سنة ، فلمّا حضره الموت قال :
ألقى عليّ الدهر رجلا ويدا *** والدهر ما أصلح يوما أفسدا
يفسد ما أصلحه اليوم غدا وعاش دريد بن الصمة مائتي سنة ، وقتل يوم حنين.
وعاش صيف (1) بن رياح بن أكثم مائتي سنة وسبعين سنة ، لا ينكر من عقله شيئا وهو ذو الحلم ، زعموا فيه ما قال المتلمّس :
لذي الحلم قبل اليوم ما يقرع العصا *** وما علّم الإنسان إلاّ ليعلما
وعاش نصر بن دهمان بن سليم بن أشجع مائة وتسعين سنة حتّى سقطت أسنانه ، وابيضّ رأسه ، فاحتاج قومه إلى رأيه ، فدعوا اللّه أن يردّ إليه عقله ، فعاد إليه شبابه واسودّ شعره ، فقال في ذلك سلمة بن الخرشب
لنصر بن دهمان الهنيدة عاشها *** وتسعين حولا ثمّ قوّم فانصاتا
وعاد سواد الرأس بعد بياضه *** وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا
وعاش ممليا في رخاء وغبطة *** ولكنه من بعد ذا كله ماتا
وعاش ضبيرة بن سعيد السهمي مائتين وعشرين سنة ، وكان أسود
ص: 307
الرأس ، صحيح الأسنان.
وعاش عمرو بن حممة الدوسي أربعمائة سنة ، وهو الذي يقول :
كبرت وطال العمر حتّى كأنّني *** سليم يراعي ليله غير مودع
فلا الموت أفناني ولكن تتابعت *** عليّ سنون من مصيف ومرتع
ثلاث مئات قد مررن كواملا *** وها أنا ذا أرتجي مرّ أربع
وروى الهيثم بن عديّ ، عن مجاهد ، عن الشعبي قال : كنّا عند ابن عبّاس في قبّة زمزم وهو يفتي الناس ، فقام إليه أعرابيّ : فقال قد أفتيت أهل الفتوى فافت أهل الشعر.
فقال : قل.
قال : ما معنى قول الشاعر :
لذي الحلم قبل اليوم ما يقرع العصا *** وما علّم الإنسان إلاّ ليعلما
قال : ذلك عمرو بن حممة الدوسيّ ، قضى على العرب ثلاثمائة سنة ، فلمّا كبر ألزموه السادس أو السابع من ولد ولده ، فقال : إنّ فؤادي بضعة منّي ، فربّما تغيّر عليّ في اليوم مرارا ، وأمثل ما أكون فهما في صدر النهار ، فإذا رأيتني قد تغيّرت فاقرع العصا ، فكان إذا رأى منه تغيّر أقرع العصا فراجعه فهمه.
وعاش زهير بن حباب بن عبد اللّه بن كنانة بن عوف أربعمائة سنة وعشرين سنة ، وكان سيّدا مطاعا شريفا في قومه.
وعاش الحارث بن مضاض الجرهميّ أربعمائة سنة ، وهو القائل :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا *** أنيس ولم يسمر بمكّة سامر
بلى نحن كنّا أهلها فأبارنا *** صروف الليالي والجدود العواثر
وعاش عامر بن الظرب العدوانيّ مائتي سنة ، وكان من حكماء العرب ، وله يقول ذو الأصبع :
ص: 308
ومنّا حكم يقضي *** ولا ينقض ما يقضي (1)
فهذا طرف يسير ممّا ذكر من المعمّرين ، وفي إيراد أكثرهم إطالة في الكتاب ، وإذا ثبت أنّ اللّه سبحانه قد عمّر خلقا من البشر ما ذكرناه من الأعمار ، وبعضهم حجج اللّه تعالى وهم الأنبياء ، وبعضهم غير حجّة ، وبعضهم كفّار ، ولم يكن ذلك محالا في قدرته ، ولا منكرا في حكمته ، ولا خارقا للعادة ، بل مألوفا على الأعصار ، معروفا عند جميع أهل الأديان ، فما الذي ينكر من عمر صاحب الزمان أن يتطاول إلى غاية عمر بعض من سمّيناه ، وهو حجّة اللّه تعالى على خلقه ، وأمينه على سرّه ، وخليفته في أرضه ، وخاتم أوصياء نبيّه صلی اللّه علیه و آله وقد صحّ عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أنّه قال : « كلّ ما كان في الامم السالفة فإنّه يكون في هذه الامّة مثله حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (2).
هذا وأكثر المسلمون يعترفون ببقاء المسيح علیه السلام حيّا إلى هذه الغاية ، شابّا قويّا ، وليس في وجود الشباب مع طول الحياة - إن لم يثبت ما ذكرناه - أكثر من أنّه نقض للعادة في هذا الزمان ، وذلك غير منكر على ما نذكره.
والأمر الآخر أن نسلّم لمخالفينا أنّ طول العمر إلى هذا الحدّ مع وجود الشباب خارق للعادات - عادة زماننا هذا وغيره - وذلك جائز عندنا وعند أكثر المسلمين ، فإنّ إظهار المعجزات عندهم وعندنا يجوز على من ليس بنبيّ ، من إمام أو وليّ ، لا ينكر ذلك من جميع الامّة إلاّ المعتزلة والخوارج ، وإن سمّى بعض الامّة ذلك كرامات لا معجزات ، ولا اعتبار بالأسماء ، بل المراد
ص: 309
خرق العادات ، ومن أنكر ذلك في باب الأئمّة فإنّا لا نجد فرقا بينه وبين البراهمة في إنكارهم إظهار المعجزات ونقض العادات لأحد من البشر ، وإلاّ فليأت القوم بالفصل ، وهيهات.
مسألة سابعة : قالوا : إذا حصل الإجماع على أنّ لا نبيّ بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، وأنتم قد زعمتم أنّ القائم إذا قام لم يقبل الجزية من أهل الكتاب ، وأنّه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقّه في الدين ، ويأمر بهدم المساجد والمشاهد ، وأنّه يحكم بحكم داود علیه السلام لا يسأل عن بيّنة ، وأشباه ذلك ممّا ورد في آثاركم ، وهذا يكون نسخا للشريعة ، وإبطالا لأحكامها ، فقد أثبتّم معنى النبوّة وإن لم تتلفّظوا باسمها ، فما جوابكم عنها؟
الجواب : أنّا لا نعرف ما تضمّنه السؤال من أنّه علیه السلام لا يقبل الجزية من أهل الكتاب ، وأنّه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقّه في الدين ، فإن كان ورد بذلك خبر فهو غير مقطوع به.
وأمّا هدم المساجد والمشاهد فقد يجوز أن يختصّ بهدم ما بني من ذلك على غير تقوى اللّه تعالى ، وعلى خلاف ما أمر اللّه سبحانه به ، وهذا مشروع قد فعله النبيّ صلی اللّه علیه و آله .
وأمّا ما روي من أنّه علیه السلام يحكم بحكم داود لا يسأل عن بيّنة فهذا أيضا غير مقطوع به ، وإن صحّ فتأويله : أنّه يحكم بعلمه فيما يعلمه ، وإذا علم الإمام أو الحاكم أمرا من الامور فعليه أن يحكم بعلمه ولا يسأل البيّنة ، وليس في هذا نسخ للشريعة.
على أنّ هذا الذي ذكروه من ترك قبول الجزية واستماع البيّنة ، لو صحّ لم يكن ذلك نسخا للشريعة ، لأنّ النسخ هو ما تأخّر دليله عن الحكم المنسوخ ولم يكن مصاحبا له ، فأمّا إذا اصطحب الدليلان فلا يكون أحدهما
ص: 310
ناسخا لصاحبه وإن كان يخالفه في الحكم ، ولهذا اتّفقنا على أنّ اللّه سبحانه لو قال : ألزموا السبت إلى وقت كذا ، ثمّ لا تلزموه ، أنّ ذلك لا يكون نسخا ، لأنّ الدليل الرافع مصاحب للدليل الموجب.
وإذا صحّت هذه الجملة ، وكان النبيّ صلی اللّه علیه و آله قد أعلمنا بأنّ القائم من ولده يجب اتّباعه وقبول أحكامه ، فنحن إذا صرنا إلى ما يحكم به فينا - وإن خالف بعض الأحكام المتقدّمة - غير عاملين بالنسخ ، لأنّ النسخ لا يدخل فيما يصطحب الدليل ، وهذا واضح.
وهذا ما أردنا أن نبيّن من مسائل الغيبة وجواباتها ، واستقصاء الكلام في مسائل الإمامة والغيبة يخرج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب ، ومن تأمّل كتابنا هذا ، ونظر فيه بعين الإنصاف ، وتصفّح ما أثبتناه من الفصول والأبواب ، وصل إلى الحقّ والصواب ، ونحن نحمد اللّه سبحانه على ما يسّره من ذلك ، وسهّله ، وأعان عليه ، ووفّق له ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل ما عملناه خالصا لوجهه ، وموصلا إلى ثوابه ، ومنجيا من عقابه ، ويلحقنا دعاء من أوغل في شعابه ، وغاص في الدرر الثمينة من لجج عبابه ، واستفاد الغرر الثمينة من خلل أبوابه.
( تمّ الكتاب ، والحمد لله أوّلا وآخرا )
ص: 311
ص: 312
فهرس الآيات القرآنية
فهرس الأحاديث
فهرس الأشعار
فهرس الأعلام
فهرس الفرق والجماعات
فهرس البقاع والأماكن
فهرس الكتب الواردة في المتن
فهرس مصادر التحقيق
الفهرس الموضوعي
ص: 313
ص: 314
سورة البقرة (2)
الآية الرقم الجزء الصفحة
فأتوا بسورة من مثله 23 1 70
اني جاعل في الأرض خليفة 30 2 45
بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس 55 2 280
يا بني ان اللّه اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون 132 1 518
ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من اللّه 140 2 49
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها 144 1 162
اين ما تكونوا يأت بكم اللّه جميعا ان اللّه على كل شيء قدير 148 2 243
اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون 157 2 177
وأتموا الحج والعمرة لله 196 1 260
يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه 217 1 167
ان الذين آمنوا والذين هاجروا 218 1 167
ص: 315
الآية الرقم الجزء الصفحة
وزاده بسطة في العلم والجسم 247 2 201
أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي 260 2 218
سورة آل عمران (3)
وما يعلم تأويله إلاّ اللّه والراسخون في العلم 7 2 281
قد كان لكم آية في فئتين التقتا 13 1 175
ذرية بعضها من بعض واللّه سميع عليم 34 2 30
وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم 49 1 336
إنّ مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب 59 - 61 1 256
وأنفسنا 61 1 316
وله اسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون 83 2 290
إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا 122 1 176
والكاظمين الغيظ والعافين ... واللّه يحب المحسنين 134 1 490 ، 491
وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات 144 1 268
سورة النساء (4)
ان اللّه يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها 58 2 49
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم 59 2 181
سورة المائدة (5)
اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا 3 1 263
ص: 316
الآية الرقم الجزء الصفحة
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم 11 1 174
قد جاءكم من اللّه نور وكتاب مبين 15 1 48
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء 51 1 261
انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون 55 1 324
يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم 67 1 261
لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم 101 2 272
سورة الأعراف (7)
والعاقبة للمتقين 128 2 290
وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي 142 1 332
الذين يتبعون الرسول النبيّ الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم 157 1 47
سورة الأنفال (8)
انما اموالكم وأولادكم فتنة 28 1 433
وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك 30 1 146
سورة التوبة (9)
براءة من اللّه ورسوله 1 1 248
فاذا انسلخ الأشهر الحرم 5 1 248
ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم 25 1 228
ثم انزل اللّه سكينته على رسوله وعلى المؤمنين 26 1 386
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 33 1 89
ص: 317
الآية الرقم الجزء الصفحة
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض 71 1 325
بالمؤمنين رءوف رحيم 128 1 48
سورة يونس (10)
أفمن يهدي الى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدي إلاّ ان يهدى 35 1 201
سورة هود (11)
فأتوا بعشر سور مثله 13 1 70
تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب 65 2 123
بقية اللّه خير لكم ان كنتم مؤمنين 86 2 292
سورة يوسف (12)
هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون 89 - 90 2 237
سورة الرعد (13)
انما أنت منذر 7 1 48
سورة إبراهيم (14)
يضلّ اللّه الظالمين ويفعل اللّه ما يشاء 27 2 51
ص: 318
الآية الرقم الجزء الصفحة
سورة الحجر (15)
ان في ذلك لآيات للمتوسمين 75 2 293
قل اني انا النذير المبين 89 1 47
فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين 94 1 106
انا كفيناك المستهزئين 95 1 114
سورة النحل (16)
يعرفون نعمة اللّه ثم ينكرونها 83 1 48
ان اللّه يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى 90 1 112
وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به 126 1 182
سورة الاسراء (17)
وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون 45 1 87
جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا 81 1 385
سورة الكهف (18)
أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 1 473
سورة مريم (19)
وهزي إليك بجذع النخلة ... وقرّي عينا 25 - 26 1 116
ص: 319
الآية الرقم الجزء الصفحة
سورة الأنبياء (21)
يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم 69 2 146
وما ارسلناك إلاّ رحمة للعالمين 107 1 48
سورة الحجّ (22)
اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ... يقولوا ربّنا اللّه 39 - 40 1 162
اللّه يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس 75 1 47
سورة النور (24)
وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ان 32 2 103
سورة الفرقان (25)
نزل الفرقان على عبده 1 1 48
وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا 38 1 44
سورة الشعراء (26)
ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين 4 2 241 ، 283
وانذر عشيرتك الأقربين 214 1 322
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 227 2 227
ص: 320
الآية الرقم الجزء الصفحة
سورة القصص (28)
ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض 5 1 517
فخرج منها خائفا يترقب قال ربّ نجني من القوم الظالمين 21 1 435
ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهديني 22 1 435
والعاقبة للمتقين 83 2 290
سورة الروم (30)
الم غلبت الروم في ادنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون 1 - 3 1 336
سورة الاحزاب (33)
ادعوهم لآبائهم 5 1 287
النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم 6 1 328
اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جاءتكم جنودا فأرسلنا عليهم ريحا 9 1 194
منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا 23 1 463
انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا 33 1 50 ، 293 ، 408
انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ... وسراجا منيرا 45 - 46 1 48
سورة سبأ (34)
وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة 18 2 272
ص: 321
الآية الرقم الجزء الصفحة
سورة يس (36)
وجعلنا من بين ايديهم سدا .... فأغشيناهم فهم لا يبصرون 9 1 88 ، 147
سورة ص (38)
وعجبوا ان جاءهم منذر منهم ... بل لمّا يذوقوا العذاب 4 - 8 1 107
سورة الزمر (39)
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون 9 2 201
اللّه يتوفى الأنفس حين موتها 42 1 201
سورة غافر (40)
بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب 27 1 459
سورة فصلت (41)
فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود 13 1 11
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق 53 2 283
سورة الشورى (42)
ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير 30 1 474
ص: 322
الآية الرقم الجزء الصفحة
سورة الدخان (44)
اني عذت بربي وربكم ان ترجمون 20 1 459
سورة الفتح (48)
لتدخلن المسجد الحرام ان شاء اللّه آمنين محلقين رءوسكم 27 1 336
محمّد رسول اللّه ... ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل 29 1 47 ، 348
سورة الحجرات (49)
وجعلناكم شعوبا وقبائل 13 1 50
سورة الطور (52)
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم 21 1 431
سورة القمر (54)
سيهزم الجمع ويولون الدبر 45 1 336
سورة الواقعة (56)
فاصحاب الميمنة 8 1 50
ص: 323
الآية الرقم الجزء الصفحة
واصحاب المشئمة 9 1 50
والسابقون السابقون 10 1 50
واصحاب اليمين 27 1 49
واصحاب الشمال 41 1 49
سورة الحديد (57)
ما اصاب من مصيبة في الأرض ولا في انفسكم 22 1 474
سورة المجادلة (58)
فان لم تجدوا فان اللّه غفور رحيم 13 1 370
سورة الممتحنة (60)
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء 1 1 217
سورة الصف (61)
ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد 6 1 47
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 9 1 89
سورة التغابن (64)
انما اموالكم واولادكم فتنة 15 1 433
ص: 324
الآية الرقم الجزء الصفحة
سورة الجن (72)
وانه لما قام عبد اللّه يدعونه كادوا يكونون عليه لبدا 19 1 48
سورة المزمل (73)
يا أيها المزمل 1 1 47
سورة المدثر (74)
يا أيها المدثر 1 1 47
ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت ... عليها تسعة عشر 11 - 30 1 112
سورة التكوير (81)
إنّه لقول رسول كريم 19 1 48
سورة الغاشية (88)
انما أنت مذكر 21 1 48
سورة العاديات (100)
والعاديات ضبحا 1 1 383
ص: 325
ص: 326
( آ )
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
آخر دولة ولد العباس ضرام عرفج الامام الكاظم 2 280
آمنك اللّه يوم الفزع الاكبر الامام الرضا 2 66
آه لو لا القصاص الامام السجاد 1 490
آية من القرآن لم يعمل بها أحد قبلي أمير المؤمنين 1 370
آيتان تكونان قبل قيام القائم كسوف الامام الباقر 2 285
( أ )
ائت الاخنس بن شريق فقل له ان محمّدا رسول اللّه 1 135
ائت سهيل بن عمرو فاساله أن يجيرني رسول اللّه 1 135
ائت عليا وبشّره بان اللّه قد أذن لي رسول اللّه 1 148
ص: 327
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
ائتوني بدواة وكتف اكتب لكم كتابا رسول اللّه 1 265
ابا الصلت غدا ادخل الى هذا الفاجر الامام الرضا 2 82
ابا وهب قد اجرت واحسنت فرد عليّ جواري رسول اللّه 1 136
ابتدئ من الآن يا علي بن يقطين توضأ الامام الكاظم 2 22
ابدأ فابتهل الى اللّه واساله ان ينطق الامام السجاد 1 485
ابشر واصبر فان اللّه سيجعل لك فرجا رسول اللّه 1 152
ابشروا آل عمار فان موعدكم الجنة رسول اللّه 1 122
ابعد الذي قلتم لا ولكن احفظوني رسول اللّه 1 265
ابناي هذان امامان قاما أو قعدا رسول اللّه 1 407 ، 421
ابني علي أكبر ولدي وآثرهم عندي الامام الكاظم 2 44
ابني محمّد هو الامام والحجة بعدي الامام العسكري 2 253
ابني محمّد واسمه في التوراة باقر الامام السجاد 2 195
ابو محمّد ابني أصح آل محمّد غريزة الامام الهادي 2 135
ابي أعلم مني وعلم أبي لي الامام الصادق 1 545
اتاكم الآن سيدهم قد أسلم فيقول لهم رسول اللّه 1 227
أتاكم شهر رمضان وهو سيد الشهور وأول أمير المؤمنين 1 310
أتاني جبرئيل فأخبرني ان امتي ستقتل رسول اللّه 1 426
أ تبايعونني على الموت رسول اللّه 1 204
ابتعهم فانظر اين يريدون فان كانوا
رسول اللّه 1 181
أ تحبّ أن تكون هكذا ولك ما للناس الامام الباقر 1 504
أ تدرون ما يقول هذا البعير رسول اللّه 1 85
أ تدرون من أتأهب للقيام بين يديه الامام السجاد 1 488
أ ترضى يا حسن نفسك للموت الامام السجاد 1 488
أ ترى في البيت كوة قريبا من السقف الامام الصادق 1 503
أ تريدين دلالة الامامة الامام الحسين 1 409
ص: 328
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
اتسع بهذا يا ابا هاشم واكتم ما رايت الامام الهادي 2 118
اتعجب من سنّة رسول اللّه وتستهزئ الامام الكاظم 2 30
أ تعرف هذا المسجد الامام الجواد 2 96
اتقوا اللّه واصبروا وان رأيتمونا رسول اللّه 1 176
اثنا عشر عدة نقباء بني اسرائيل رسول اللّه 2 161
اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم اللّه رسول اللّه 2 172
اجل واللّه انا ولده وما نحن بذي قرابة الامام الصادق 1 520
اجلس حتى اخبرك الامام الكاظم 2 29
اجلس فانت اخي ووصي ووزيري ووارثي رسول اللّه 1 323
اجلس فليس مثلك يغيب عن سماع كلام الامام الحسين 1 422
اجلسوا على الباب فاذا سمعتم صوتي الامام الحسين 1 434
اجمع مالك في كل شهر ربيع الامام الصادق 1 523
احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك الامام الكاظم 2 20
احذروا من اللّه مثلما نزل بقريش رسول اللّه 1 175
احضره يا امير المؤمنين ليواقفني على الامام الصادق 1 525
احمل وما احسبنا نأكل منه الامام العسكري 2 141
احملوا إليّ الخمس فاني لست آخذه منكم الامام الجواد 2 100
احيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي رسول اللّه 1 165
اخبرني اني أول أهل بيته لحوقا به فاطمة الزهراء 1 268
اخبرني جبرئيل فقال ان هذا يقتل بأرض رسول اللّه 1 93
اخبرني عن رجل نظر الى امرأة في أول الامام الجواد 2 104
اخرج حق بني عمك منه وهو اربعمائة الامام المهدي 2 262
اخرج فان فيه فرجك ان شاء اللّه الامام الهادي 2 115
اخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا رسول اللّه 1 143
اخرجوا بنا حتى ننظر الى تعبئة هذا الامام الهادي 2 117
ص: 329
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
اخشى عليهم أهل نجد رسول اللّه 1 186
اخطأت في ردك برنا فاذا استغفرت اللّه الامام المهدي 2 264
ادرك يا علي سعدا وخذ الراية وكن أنت رسول اللّه 1 385
ادركاها وخذا منها الكتاب رسول اللّه 1 216
ادع اللّه ليرد عليك الشمس فان اللّه رسول اللّه 1 350
ادعوا بهذا الدعاء يا أسمع السامعين الامام العسكري 2 143
ادعوا لي أخي وصاحبي رسول اللّه 1 267
ادعوا لي عليا رسول اللّه 1 207
ادن مني حتى اسر إليك ما اسر إليّ أمير المؤمنين 1 406
اذا اجتمعت ثلاث اسامي متوالية الامام الصادق 2 234
اذا اذن اللّه تعالى للقائم بالخروج الامام الصادق 2 288
اذا أنا مت فاحملاني على سرير ثم أمير المؤمنين 1 393
اذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا رسول اللّه 1 97
اذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلا اتخذوا رسول اللّه 1 97
اذا بلغ نسبي عدنان فأمسكوا رسول اللّه 1 43
اذا تشبّه الرجال بالنساء والنساء الامام الباقر 2 292
اذا حدّثت بالحديث فلم اسنده فسندي الامام الباقر 1 509
اذا خرج القائم أمر بهدم المنائر الامام العسكري 2 142
اذا رايتم نارا من المشرق كهيئة المرد عنهما 2 283
اذا ركزت رايات قيس بمصر ورايات كندة الامام الكاظم 2 284
اذا سمع كلامي ثم جاءكم فلا حاجة لي رسول اللّه 1 205
اذا فقد الخامس من ولدي السابع فاللّه الامام الكاظم 2 239
اذا قام قائم آل محمّد بنى في ظهر الامام الصادق 2 287
اذا قام قائم آل محمّد حكم بين الناس الامام الصادق 2 292
اذا قام القائم دعا الناس الى الاسلام الامام الصادق 2 288
ص: 330
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
اذا قام القائم سار الى الكوفة فهدم الامام الباقر 2 291
اذا قام القائم سار الى الكوفة فيخرج الامام الباقر 2 289
اذا قام القائم من آل محمّد أقام الامام الصادق 2 288
اذا قام القائم نزلت ملائكة بدر ثلث الامام الصادق 2 289
اذا قام القائم هدم المجسد الحرام حتى الامام الصادق 2 289
اذا كان يوم القيامة دعي الناس كلهم رسول اللّه 1 319
اذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم الامام العسكري 2 140
اذهب الى تلك الشجرة فقل لها يقول الامام الكاظم 2 19
اذهب الى فلان الافريقي فاعترض جارية الامام الصادق 2 31
اذهب الى مطعم بن عدي فسله أن رسول اللّه 1 135
اذهب الى هذا الوادي فسيعرض لك من رسول اللّه 1 353
اذهبي فابكي على ابن عمك ولا تدعي رسول اللّه 1 214
ارجع يا ابا سفيان فو اللّه ما تريد اللّه أمير المؤمنين 1 271
ارجعن رحمكن اللّه فقد آسيتن بأنفسكن رسول اللّه 1 183
ارجو ان اكون صالحا الامام الرضا 2 81
اردت ان تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر الامام الهادي 2 135
اردت فضة فاعطيناك خاتما وربحت الامام العسكري 2 144
ارفعوا فانها تخبرني انها مسمومة رسول اللّه 1 80
اركب فان اللّه ورسوله عنك راضيان رسول اللّه 1 383
ارى ان يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم أمير المؤمنين 1 255
از باد ايد به دم بشود الامام الصادق 1 523
أ زكاة أم صلة الامام الصادق 1 521
اسالك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء الامام السجاد 1 485
استاذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن رسول اللّه 1 53
استبدل به قبل المساء ان قدرت الامام العسكري 2 138
ص: 331
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
استوص به وضع امره عند من تثق به الامام الصادق 2 10
استوصوا بابني موسى خيرا فانه أفضل الامام الصادق 2 14
اسري بي في هذه الليلة الى موضع من رسول اللّه 1 428
اسكت فانه سيعود يا أبا الصلت الامام الجواد 2 84
اسمعي واشهدي هذا على أمير المؤمنين رسول اللّه 1 322
اشتد غضب اللّه على من أدمى وجه رسول اللّه فاطمة الزهراء 1 179
اشتر هذا المربد من أصحابه رسول اللّه 1 158
اشرب فداك ابن عمك رسول اللّه 1 298
اشربي فداك أبوك رسول اللّه 1 298
اشهدوا ان ابني هذا وصيي والقيم بأمري الامام الكاظم 2 45
اصطرع الحسن والحسين بين يدي رسول الامام الصادق 1 425
اصيب يومئذ جعفر وبه خمسون جراحة الامام الباقر 1 213
اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت رسول اللّه 1 246
اطعم أبا هاشم شيئا فانه مفطر الامام العسكري 2 141
اعطني يا علي كفا من الحصى رسول اللّه 1 385
اعيذك باللّه يا أمير المؤمنين من هذا الامام الرضا 2 72
اغدرتم يا أبا سفيان رسول اللّه 1 217
أ فبالموت تخوفني وسأقول ما قال أخو الامام الحسين 1 449
افد نفسك وابني أخويك عقيلا ونوفلا رسول اللّه 1 169
افصد فلانا عرق كذا وافصد فلانا عرق الامام الرضا 2 70
افضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج الامام الجواد 2 242
افعل واحدة اقعدني غدا قبله ثم انظر الامام الهادي 2 125
أ فلا الحق لك بهذا الموضع بيتين بهما الامام الرضا 2 67
اقبض الحوانيت من محمّد بن هارون الامام المهدي 2 266
اقتلوهم وان وجدتموهم متعلّقين بأستار رسول اللّه 1 224
ص: 332
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
اقرب ما يكون العباد من اللّه عزّ وجلّ الامام الصادق 2 236
اكتب باسمك اللّهم وامح ما كتبت رسول اللّه 1 372
اكشفوا الارض في هذا المكان أمير المؤمنين 1 346
اكففن فانكن صويحبات يوسف رسول اللّه 1 265
الآن حمى الوطيس رسول اللّه 1 232
الآن نغزوهم ولا يغزوننا رسول اللّه 1 382
أ لا اسرك ألا امنحك ألا ابشرك رسول اللّه 1 319
ألا لبئس جيران النبي كنتم لقد كذبتم رسول اللّه 1 226
الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت الامام الجواد 2 83
الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى الامام الباقر 2 281
أ لست أولى بكم من أنفسكم رسول اللّه 1 262 ، 327
القوا أبا جعفر فسلموا عليه واحدثوا الامام الرضا 2 95
اللّه اعلم باسلامك ان يكن حقا فان رسول اللّه 1 169
اللّه اكبر اخبرني حبيبي رسول اللّه اني أمير المؤمنين 1 337
اللّه تبارك وتعالى بيّن حجته من سائر الامام العسكري 2 145
اللّهم ائتني بأحب خلقك إليك رسول اللّه 1 316
اللّهم أبدلني بهما فارسي العرب رسول اللّه 1 251
اللّهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا الامام الحسين 1 452
اللّهم اكفني عامر بن الطفيل رسول اللّه 1 250
اللّهم اكفني نوفل بن خويلد رسول اللّه 1 376
اللّهم اكفه أذى الحر والبرد فما رسول اللّه 1 364
اللّهم ان جعفرا قد قدم إليك الى أحسن رسول اللّه 1 213
اللّهم ان كنت تعلم ان أبا جندل رسول اللّه 1 205
اللّهم ان متعتهم الى حين ففرّقهم فرقا الامام الحسين 1 468
اللّهم ان هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم رسول اللّه 1 293
ص: 333
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
اللّهم اني ابرأ إليك مما فعل خالد رسول اللّه 1 228
اللّهم اني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت الامام الحسين 1 467
اللّهم اني انشدك ما وعدتني اللّهم لا رسول اللّه 1 232
اللّهم اهدي قلبه وثبّت لسانه فو الذي رسول اللّه 1 258
اللّهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك رسول اللّه 1 298
اللّهم بارك له في صفقته رسول اللّه 1 214
اللّهم توّه سهميهما رسول اللّه 1 240
اللّهم حزه الى النار الامام الحسين 1 462
اللّهم حوالينا ولا علينا رسول اللّه 1 82
اللّهم خذ العيون عن قريش حتى نأتيها رسول اللّه 1 216
اللّهم رب إمامي وربي وخالق إمامي الامام الصادق 1 545
اللّهم سلّط على عتبة كلبا من كلابك رسول اللّه 1 276
اللّهم عليك الملأ من قريش اللّهم عليك رسول اللّه 1 121
اللّهم عمّ عليهم الطريق رسول اللّه 1 203
اللّهم لا معطي لما منعت ولا مانع لما أمير المؤمنين 1 207
أ لم آتكم وأنتم على شفا حفرة من النار رسول اللّه 1 238
أ لم آمركم أن تنفذوا جيش اسامة رسول اللّه 1 265
أ لم يبايعني بعد قتل عثمان لا حاجة لي أمير المؤمنين 1 340
إله الناس عني فانه لا ينبغي لنبي أن رسول اللّه 1 78
الواح موسى عندنا وعصى موسى عندنا الامام الصادق 1 537
الى صاحب هذين الثوبين الأصفرين الامام الصادق 2 14
الى كم هذه النومة أما آن لك أن تنتبه الامام الهادي 2 123
الى هذا فانه مع الحق والحق معه رسول اللّه 2 164
إليّ أنا رسول اللّه الى أين تفرون عن رسول اللّه 1 378
إليّ لا الى المرجئة ولا الى القدرية الامام الكاظم 2 17
ص: 334
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
اما اسمه فان حبيبي رسول اللّه عهد إليّ أمير المؤمنين 2 294
اما انك يا عم لو كنت إماما لأجابك الامام السجاد 1 485
اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب أمير المؤمنين 1 340
اما انه سيعرض لك فى طريقك الاسد أمير المؤمنين 1 355
اما انه سيقول لك دلني على حريف الامام الجواد 2 98
اما انه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون أمير المؤمنين 1 341
اما انه قد قال من كذب عليّ متعمدا أمير المؤمنين 1 273
اما انه لا يأكل من هذا الطعام وسوف الامام الهادي 2 124
اما انه لم يؤذن لنا فى أول ذلك الامام الصادق 2 11
اما انهم لو رأوني ما قالوا شيئا مما رسول اللّه 1 195
اما الاولى فان اللّه تعالى فتح عليّ رسول اللّه 1 192
اما اني قد كنت مقرورا فلما بعثني أمير المؤمنين 1 365
اما بعد أيها الناس انه قد حان مني رسول اللّه 1 264
اما بعد فانسبوني وانظروا من أنا الامام الحسين 1 458
اما بعد فقد أتاني خبر فضيع قتل مسلم الامام الحسين 1 447
أ ما ترضين يا فاطمة اني زوجتك رسول اللّه 1 317
أ ما تعلم ان أمرنا هذا لا ينال إلاّ الامام الصادق 1 521
اما الحسن فان له هيبتي وسؤددي واما رسول اللّه 1 412
اما الريح الاولى فجبرئيل في ألف من رسول اللّه 1 375
اما العبد الصالح اعني الخضر فان اللّه الامام الصادق 2 238
اما عمتي فاحبسها عني واما فاطمة رسول اللّه 1 179
اما في هذه المرة فلا خوف عليّ منهم الامام الكاظم 2 23
اما ليغيبن حتى يقول الجاهل ما لله في أمير المؤمنين 2 228
اما ما سالت عنه ارشدك اللّه وثبتك الامام المهدي 2 270
اما ما قلت انك اعلم مني فقد اعتق جدي الامام الصادق 1 529
ص: 335
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
اما نصيبي ونصيب بني عبد المطلب فهو رسول اللّه 1 240
اما واللّه لاشفعن لعمي شفاعة يعجب رسول اللّه 1 282
أ ما يقرءون قول اللّه عز وجل وجعلنا الامام المهدي 2 272
الامّة ستغدر بك بعدي رسول اللّه 1 92
الامام بعدي ابني الامام الرضا 2 94
الامام بعدي الحسن ابني وبعد الحسن الامام الهادي 2 247
الامر لي ما دمت حيا فاذا نزلت بي الامام العسكري 2 247
امرت بقتال الناكثين والقاسطين أمير المؤمنين 1 336
امض يا علي فتول غسله وتكفينه وتحنيطه رسول اللّه 1 282
ان ابني هذا سيد ولعل اللّه عز وجل رسول اللّه 1 412
ان ابي استودعني ما هناك فلما حضرته الامام الصادق 1 518
ان ابي قال ذات يوم انما بقي من اجلي الامام الصادق 1 504
ان اطاعوا فتزوج ابنه ملكهم رسول اللّه 1 202
ان اللّه تبارك وتعالى خلق اربعة عشر الامام الصادق 2 197
ان اللّه تعالى ارسل محمّدا الى الجنالامام الباقر 2 166
ان اللّه تعالى اطلع على الارض اطلاعة رسول اللّه 2 182
ان اللّه تعالى الحقه بالنبي فكان الامام الصادق 1 431
ان اللّه تعالى خلق محمّدا واثني عشر من الامام السجاد 2 171
ان اللّه تعالى عوّض الحسين من قتله عنهما 1 431
ان اللّه تعالى لم يقبض روح نبيه إلاّ رسول اللّه 1 54
ان اللّه تعالى يامرك ان تسميه باسم جبرئيل 1 411
ان اللّه جعل لجعفر جناحين يطير بهما رسول اللّه 1 214
ان اللّه سبحانه لم يقبض نبيا في مكان أمير المؤمنين 1 270
ان اللّه عز وجل قسّم الخلق قسمين رسول اللّه 1 49
ان اللّه علم ضعف أمته فاوحى الى الرحى رسول اللّه 1 295
ص: 336
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
ان اللّه على كل شيء قدير فان فعل ذلك رسول اللّه 1 74
ان اللّه قد أسرى بي الى بيت المقدس رسول اللّه 1 124
ان اللّه يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها رسول اللّه 1 294
ان الامام من بعد الحسن ابنه القائم الامام الجواد 2 243
ان الايمان قيد الفتك رسول اللّه 1 439
ان المرء كثير باخيه وابن عمه إلاّ ان رسول اللّه 1 214
ان المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة الامام العسكري 2 142
ان امضى حتى تنزل نخلة فائتنا من رسول اللّه 1 166
ان بالمدينة لاقواما ما سرتم من مسير رسول اللّه 1 247
ان بعض اصحابي قد كتب الى اهل مكة رسول اللّه 1 384
ان جاءني فهو آمن رسول اللّه 1 240
ان جابر بن عبد اللّه الانصاري كان الامام الصادق 1 505
ان حبابة الوالبية دعا لها علي بن الحسين الامام الباقر 1 410
ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ الامام الباقر 1 509
ان الحسن ابني اشبه برسول اللّه أمير المؤمنين 1 413
ان الحسين لما حضره الذي حضره دعا الامام الباقر 1 482
ان الحسين لما سار الى العراق استودع الامام الصادق 1 483
ان دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت الامام الصادق 2 290
ان ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله رسول اللّه 2 249
ان رسول اللّه اعطاك اربعا وجعلك من أمير المؤمنين 1 237
ان رسول اللّه إمامنا حيا وميتا أمير المؤمنين 1 270
ان رسول اللّه هكذا كان يبايع الامام الرضا 2 73
ان الريان بن الصلت يريد الدخول علينا الامام الرضا 2 56
ان صاحب هذا الامر لا يلهو ولا يلعب الامام الصادق 2 12
ان صاحب هذا الامر يطلبه منك الامام الكاظم 2 47
ص: 337
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
ان عبد اللّه يقتل محمّدا الامام الرضا 2 56
ان عشت رأيت فيه رأيي وان هلكت أمير المؤمنين 1 391
ان علي بن ابي طالب إمام أمّتي وخليفتي رسول اللّه 2 227
ان عمر بن عبد العزيز كتب الى ابن حزم الامام الباقر 1 501
ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي الامام الصادق 1 539
ان في الجنة بابا يقال له المعروف الامام العسكري 2 143
ان في القائم سنّة من يوسف الامام الصادق 2 236
ان في هذه لعبرة لمن استبصر أمير المؤمنين 1 338
ان فيهم لرجلا موذون اليد له ثدي كثدي أمير المؤمنين 1 338
ان قائمنا اذا قام اشرقت الارض بنور الامام الصادق 2 293
ان قدّام القائم علامات تكون من اللّه الامام الصادق 2 280
ان قدّام القائم لسنة غيداقة تفسد الامام الصادق 2 284
ان قريشا لن يفقدوني ما رأوك رسول اللّه 1 375
ان كان من كان قبلكم ليمشط احدهم رسول اللّه 1 121
ان لصاحب هذا الامر بيتا يقال له الامام الباقر 2 289
ان للقائم غيبة قبل ان يقوم الامام الصادق 2 237
ان لنا عليكم حقا برسول اللّه ولكم الامام الرضا 2 74
ان لهذه الامّة اثني عشر اماما أمير المؤمنين 2 168
ان لهم سيدا أديبا أريبا ورب غاز من رسول اللّه 1 227
ان لي اسماء أنا محمّد وأنا أحمد رسول اللّه 1 49
ان لي إليك حاجة فمتى يخف عليك ان الامام الباقر 2 174
ان ليلة القدر في كلّ سنة وانه ينزل أمير المؤمنين 2 172
ان محمّد بن المنكدر كان يقول ما كنت الامام الصادق 1 507
ان من اضله اللّه واعمى قلبه استوخم الامام الصادق 1 542
ان هذا حق كما ان النهار حق الامام العسكري 2 253
ص: 338
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
ان هذا الرجل قد احضرك ليهتكك ويضع منك الامام الهادي 2 122
ان هذا الرجل منا بحيث قد علمتم رسول اللّه 1 203
ان هذه الصخرة على الماء فاجتهدوا أمير المؤمنين 1 346
ان هذه لهي المواساة جبرئيل 1 178 ، 315
ان وجّه السبعمائة دينار التي لنا قبلك الامام المهدي 2 265
ان ينج زيد من حمى المدينة أو من أم رسول اللّه 1 251
انا ابن البشير انا ابن النذير انا الامام الحسن 1 406
انا اخوك وأنت اخي رسول اللّه 1 363
انا ارجع لا واللّه حتى تسلموا أو أمير المؤمنين 1 383
انا اقول ليس العجب ممن نجا كيف نجا الامام السجاد 1 489
انا اكرم على اللّه من ناقة صالح الامام الهادي 2 123
انا اكفيك المسألة يا شامي اخبرك الامام الصادق 1 533
انا اهل بيت مهور نسائنا وحج صرورتنا الامام الكاظم 2 34
انا الاول والآخر أول في النبوة وآخر رسول اللّه 1 51
انا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من الامام الرضا 2 71
انا بقية اللّه في ارضه والمنتقم من الامام المهدي 2 249
انا حجة اللّه عليك يا ابا الصلت الامام الجواد 2 83
انا رسول اللّه واللّه تعالى أخبرني خبر رسول اللّه 1 134
أنا سيد النبيين وعلي بن ابي طالب رسول اللّه 2 181
انا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها رسول اللّه 1 296
انا صاحب هذا الامر ولكني لست بالذي الامام الرضا 2 240
انا عبد اللّه واخو رسول اللّه وانا أمير المؤمنين 1 360
انا عبد اللّه واخو رسوله لا يقولها أمير المؤمنين 1 363
انا علي بن ابي طالب بن عبد المطلب أمير المؤمنين 1 353
انا الفرط على الحوض رسول اللّه 2 158
ص: 339
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
انا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن رسول اللّه 1 90
انا القائم بالحق ولكن القائم الذي الامام الكاظم 2 239
انا قسيم النار اقول هذا لي وهذا لك أمير المؤمنين 1 367
انا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الامام الرضا 2 70
انا محمّد بن علي بن موسى بن جعفر الامام الجواد 2 97
انا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من الامام الرضا 2 71
انا مدينة العلم وعلي بابها رسول اللّه 1 317
انا المهدي وأنا قائم الزمان أنا الذي الامام المهدي 2 268
انا واللّه احبكم رسول اللّه 1 157
انا وصي رسول اللّه محمّد بن عبد اللّه أمير المؤمنين 1 347
انا وعلي والحسن والحسين وتسعة رسول اللّه 2 181
انا يا رسول اللّه اوازرك على هذا الامر أمير المؤمنين 1 323
أنت اخي في الدنيا والآخرة رسول اللّه 1 363
أنت أول من آمن بي وأنت أول من رسول اللّه 1 360
أنت سيد ابن سيد أنت امام ابن امام رسول اللّه 2 180
أنت شيخ قريش تقوم على باب المسجد أمير المؤمنين 1 218
أنت مني بمنزلة هارون بن موسى رسول اللّه 1 326 ، 331
أنت يا ابن الزرقاء تقتلني أو هو الامام الحسين 1 434
انتظر أمر اللّه عز وجل رسول اللّه 1 160
انتفع بها واكتم ما رأيت الامام الرضا 2 62
انتم المستضعفون من بعدي رسول اللّه 1 266
انتهى الى باب الحصن وقد أغلق في وجهه الامام الباقر 1 208
انزعت منك الرحمة يا بلال رسول اللّه 1 209
انزل فاغرزه في الركي رسول اللّه 1 81
انك آمنت باللّه الساعة ان الاسلام الامام الصادق 1 533
ص: 340
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
الانصار كرشي وعيبتي لو سلك الناس رسول اللّه 1 239
انطق اللّه لي ما طهر من السمك واصمت أمير المؤمنين 1 352
انقص باذن اللّه ومشيئته أمير المؤمنين 1 352
انك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة أمير المؤمنين 1 342
انك تحتاج إليه في سنة ثمانين الامام المهدي 2 266
انك لن تؤمن بها حتى تموت رسول اللّه 1 261
انما جئت يا أم هانئ تشكين عليا فاطمة الزهراء 1 225
انما سميت ابنتي فاطمة لان اللّه رسول اللّه 1 291
انما قلت ويل لقوم تركوا قولي وذهبوا الامام الصادق 1 530
انما كلّف اللّه سبحانه الناس معرفة الامام الباقر 1 509
انما هو حاكم من حكّام الجن التبست أمير المؤمنين 1 352
انه لا بد للمدينة مني أو منك رسول اللّه 1 243
انه لا يؤدي عنك إلاّ أنت أو علي جبرئيل 1 248
انه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق رسول اللّه 1 371
انه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش أمير المؤمنين 1 345
انه من أهل بدر ولعل اللّه اطلع عليهم رسول اللّه 1 216
انه مني وأنا منه رسول اللّه 1 178
انه واللّه لرسول اللّه على رغم أنفك أمير المؤمنين 1 372
انها ابنة أخي من الرضاعة رسول اللّه 1 45
انها بضعة مني يؤذيني ما آذاها رسول اللّه 1 294
انها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت الامام الكاظم 2 27
انها لا تراني رسول اللّه 1 87
انها واللّه ما هي إليك ولا الى ابنيك الامام الصادق 1 527
انهزم الناس عن رسول اللّه فغضب الامام الصادق 1 177
اني أخاف أن يقتلوك رسول اللّه 1 249
ص: 341
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
اني اؤخذ هذه السنة والامر الى ابني الامام الكاظم 2 50
اني اوصيك بوصية فاحفظها اذا أنا مت الامام الحسن 1 421
اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم رسول اللّه 2 179
اني دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان مني رسول اللّه 1 262
اني رأيت رسول اللّه في المنام فقال لي الامام الحسين 1 454
اني رأيت رسول اللّه في المنام وأمرني الامام الحسين 1 446
اني كرهت أن تغلب وأن يقال انه لم يوص الامام الباقر 1 519
اني لا اراك تقنع ببيعتي ليزيد سرا الامام الحسين 1 434
اني ماض والامر صائر الى ابني علي الامام الجواد 2 112
اني مقتول لو قد أصبحت أمير المؤمنين 1 310
اني ممضي فيك ما أمرت أمير المؤمنين 1 237
اهدر الاسلام ما كان في الجاهلية رسول اللّه 1 252
او قد امنتم الجراد الامام الصادق 1 522
اي والذي بعثه بالحق انه ليسمع كلامك أمير المؤمنين 1 181
اي وربي حتى يرجع عن هذا الامر أكثر الامام العسكري 2 249
اياك أن تحملها ولتحملنها فتدخل من أمير المؤمنين 1 345
ايتكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب رسول اللّه 1 91
الائمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي رسول اللّه 2 173
ايما كان خيرا ما أردت أو ما أردتم الامام الكاظم 2 27
أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا الامام الحسين 1 458
أيها الناس ان اللّه تعالى أمر موسى رسول اللّه 1 320
أيها الناس انكم ان تتقوا اللّه الامام الحسين 1 448
أيها الناس انه ليس بين اللّه وبين أحد رسول اللّه 1 264
أيها الناس اني رسول اللّه وان اللّه رسول اللّه 1 177
ص: 342
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
( ب )
بأبي انتما من امامين صالحين اختاركما رسول اللّه 2 191
بأبي وأمّي من لا يلهو ولا يلعب الامام الصادق 2 12
بارك اللّه عليكم من أهل بيت رسول اللّه 1 156
بدعاء جدي الحسين بن علي الامام الصادق 1 525
بشّر هذه الامّة بالسناء والرفعة رسول اللّه 1 89
بعث النبي يوم الاثنين فأسلمت يوم أمير المؤمنين 1 312
بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة الامام الحسين 1 465
بلغنا عن آبائنا انهم قالوا كان رسول الامام الصادق 1 296
بلية الناس علينا عظيمة ان دعوناهم الامام الباقر 1 508
بنفسي هو ان الناس ليقولون فيه انه الامام الصادق 1 528
بوروا أولادكم بحب علي بن أبي طالب رسول اللّه 1 318
بي خفّف اللّه عن هذه الامّة فلم تنزل أمير المؤمنين 1 371
بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض أمير المؤمنين 2 281
( ت )
التاسع من ولدك يا حسين هو القائم أمير المؤمنين 2 229
تحلف باللّه كاذبا وقد دفنت مائتي دينار الامام العسكري 2 137
ترى هذا من الذين قال اللّه الامام الباقر 1 517
تريد الاثر ولا تعرف الامام الصادق 1 533
تسمّون بأسماء فراعنتكم غيّروا اسمه رسول اللّه 1 97
تصلي الظهر اليوم في منزلك الامام العسكري 2 140
ص: 343
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
تفعلوا فان هذا الامر لم يأت بعد الامام الصادق 1 527
تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين رسول اللّه 1 92
تقتلك الفئة الباغية رسول اللّه 1 91
تقول اللّهم اني أتولى من بقي من الامام الصادق 2 11
تقول لهم من قال لا إله إلاّ اللّه رسول اللّه 1 221
تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كناب رسول اللّه 1 126 ، 141
تمنعوني ممّا تمنعون أنفسكم وتمنعون رسول اللّه 1 142
التوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا أمير المؤمنين 1 545
التوحيد أن لا تجوّز على ربك ما جاز الامام الصادق 1 544
توقّد في الاحشاء بالحرقات الامام الرضا 2 67
توقوا آخر دولة بني العبّاس فان لهم الامام الباقر 2 280
( ث )
ثبتت عليك الحجة وظهر لك الحق وذهب الامام المهدي 2 268
ثكلتك أمّك يا ابن يزيد الامام الحسين 1 449
ثم انه ينفلق عن صورة كالطاووس الامام الصادق 1 544
ثم تمتد الغيبة بولي اللّه الثاني عشر الامام السجاد 2 196
( ج )
جاءني جبرئيل فعزّاني بابني الحسين رسول اللّه 1 428
جزاك اللّه من ولد خير ما جزى ولدا الامام الحسين 1 450
جعلتموني عليه رقيبا ألستم قلتم له أمير المؤمنين 1 147
الجنة تملكون بها العرب في الدنيا رسول اللّه 1 142
ص: 344
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
جواري في جوار رسول اللّه فاطمة الزهراء 1 218
( ح )
حدثتني أسماء بنت عميس قالت لما كان الامام السجاد 1 427
حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي الامام الصادق 1 536
حسبنا اللّه ونعم الوكيل رسول اللّه 1 184
حسبنا أن نكون من صالحي قومنا الامام السجاد 1 488
حسبي اللّه هو الذي أيّدني بنصره رسول اللّه 1 244
الحسن والحسين ابني من أحبهما أحبني رسول اللّه 1 432
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رسول اللّه 1 407
2 184
حسين مني وأنا من حسين أحب اللّه من رسول اللّه 1 425
الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه رسول اللّه 1 170
الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني الامام السجاد 1 491
الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا أمير المؤمنين 1 348
الحمد لله الذي منّ عليّ بالاسلام أمير المؤمنين 1 366
الحمد لله اقرارا بنعمته ولا إله إلاّ الامام الجواد 2 13
الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة رسول اللّه 1 263
حملتم معكم المماطر الامام الرضا 2 61
( خ )
خذ من الكمون والسعتر والملح ودقه وخذ الامام الرضا 2 58
خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم أمير المؤمنين 1 379
خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه وقد رسول اللّه 1 379
ص: 345
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
خرج الايمان سائره الى الكفر سائره رسول اللّه 1 381
خرج رسول اللّه في غزوة الفتح فصام الامام الباقر 1 219
خرجنا مع الحسين فما نزل منزلا ولا الامام السجاد 1 429
خروج الثلاثة السفياني والخراساني الامام الصادق 2 284
الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم الامام الهادي 2 136
خلوا سبيلها فانها مأمورة رسول اللّه 1 154
خلوا عنها فانها مأمورة رسول اللّه 1 153
خمس قبل قيام القائم اليماني والسفياني الامام الصادق 2 279
خير الخلق بعدي وسيدهم أخي رسول اللّه 2 184
خير نساء العالمين مريم بنت عمران رسول اللّه 1 295
خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فيكون في رسول اللّه 1 426
( د )
دخلت على جابر بن عبد اللّه فسلّمت عليه الامام الباقر 1 506
دخلت العمرة في الحج هكذا الى يوم رسول اللّه 1 260
دعنا ويحك ننزل في هذه القرية أو هذه الامام الحسين 1 451
دعوة أبي ابراهيم وبشرى عيسى ورأت أمّي رسول اللّه 1 56
دعوا الناقة فانها مأمورة رسول اللّه 1 157
دعوه فانه سيكون له أتباع يمرقون من رسول اللّه 1 388
دعوهنّ فانهنّ صوائح تتبعها نوائح أمير المؤمنين 1 311
( ذ )
ذاك أقصر لعمره عد من يومك هذا خمسة الامام العسكري 2 145
ذاك شيطان يقال له خنزب فاذا خشيت رسول اللّه 1 249
ص: 346
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
ذاك قول اللّه عز وجل ولنبلونكم الامام الصادق 2 280
ذكر لرسول اللّه رجل من أصحابه يقال له الامام الباقر 1 182
ذكرت الحواس الخمس وهي لا تنتفع في الامام الصادق 1 544
ذلك صوم الدهر الامام الرضا 2 64
( ر )
الرابع من ولدي ابن سيدة الاماء يطهر الامام الرضا 2 241
رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنّا رسول اللّه 1 90
رأيت النبي في منامي فشكوت إليه ما أمير المؤمنين 1 310
ربّ ان أمّتي حديثو عهد بالجاهلية رسول اللّه 1 261
ربّ ان تكن حبست عنّا النصر من السماء الامام الحسين 1 466
ربّ العباد والبلاد والسبع والشداد أمير المؤمنين 1 369
رحمك اللّه يا مسلم الامام الحسين 1 463
رحمك ربك وضعت السلاح ولم يضعه أهل جبرئيل 1 195
ردوا عليّ أخي علي بن أبي طالب وعمي رسول اللّه 1 266
ركود الشمس ما بين زوال الشمس الى الامام الباقر 2 283
رويدك يا أنجشه رفقا بالقوارير رسول اللّه 1 287
( ز )
زارنا رسول اللّه فعملنا له حريرة أمير المؤمنين 1 94
( س )
الساعة انفقأت عين هشام في قبره الامام الصادق 1 522
ص: 347
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
سألت رسول اللّه فقلت أنا أحب إليك أم أمير المؤمنين 1 295
سألت عن القائم واذا قام قضى في الناس الامام العسكري 2 145
سبع سنين تطول الايام والليالي حتى الامام الصادق 2 290
سبى رسول يوم حنين أربعة آلاف رأس الامام الصادق 1 233
ستبعث بعوث فكن في بعث يأتي خراسان رسول اللّه 1 89
ستدعى الى مثلها فتجيب وأنت على مضض رسول اللّه 1 372
سترونه عن قريب كثير المال كثير التبع الامام الرضا 2 56
ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى الامام الصادق 2 238
ستكون فى أمّتي فرقة يحسنون القول رسول اللّه 1 92
السفل أرفق بنا لمن يأتينا رسول اللّه 1 155
السّلام عليك يا أبا ابراهيم جبرئيل 1 43
السّلام عليكم أهل القبور ليهنئكم رسول اللّه 1 264
سلّموا على علي بامرة المؤمنين رسول اللّه 1 307 ، 322
سلوني قبل أن تفقدوني واللّه ما تسألوني أمير المؤمنين 1 344
سمّه باسم ابن هارون جبرئيل 1 427
سمّه الحسين جبرئيل 1 428
سنة الفتح ينشق الفرات حتى يدخل أزقة الامام الصادق 2 284
سوف ترد عليك وما يضرك ألاّ يرد عليك الامام الهادي 2 115
سيفعل اللّه ذلك بهم الامام الباقر 2 283
سيقتل بعذراء ناس يغضب اللّه لهم وأهل رسول اللّه 1 93
( ش )
شاهت الوجوه رسول اللّه 1 83 ، 169 ، 232 ، 376
ص: 348
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
( ص )
صاحب هذا الامر من يقول الناس لم يولد الامام العسكري 2 247
صدق الوصف وقرب الوقت هذا صاحب الامام الصادق 1 528
صدقت اللّه جاري ولكن هذا جبرئيل رسول اللّه 1 383
صدقت يا محمّد يمد اللّه في عمرك وتقر الامام الكاظم 2 52
( ض )
ضاق صدرك يا أبا الصلت الامام الجواد 2 85
( ط )
طالما آذت الامم أنبياءها أما ترضى رسول اللّه 1 244
طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في الامام الكاظم 2 240
( ع )
عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك الامام السجاد 1 489
عزمت عليكم ان لا تصلّوا العصر إلاّ في رسول اللّه 1 195
علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر الامام الرضا 2 295
علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب الامام الصادق 1 535
علّمني ألف باب من العلم فتح لي كل باب أمير المؤمنين 1 318
علّمني رسول اللّه ألف باب من العلم أمير المؤمنين 1 267
ص: 349
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
على الدنيا بعدك العفاء الامام الحسين 1 464
علي مع الحق والحق مع علي رسول اللّه 1 316
علي منّي وأنا منه رسول اللّه 1 315
عليكم بهذا بعدي فهو واللّه صاحبكم الامام الصادق 2 12
العمري ثقتي فما أدى إليك فعني يؤدي الامام العسكري 2 219
العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك الامام العسكري 2 219
عهدي الى أكبر ولدي أن يفعل كذا وكذا الامام الكاظم 2 46
( غ )
غطوا اناءكم رسول اللّه 1 80
( ف )
فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة رسول اللّه 1 142
فاخبرني رسول اللّه ان اسمك الذي أمير المؤمنين 1341
فادركه واحبسه في مضايق الوادي حتى رسول اللّه 1 222
فاذهب به يا أبا الفضل فابته عندك رسول اللّه 1 221
فاذهبي فبرّي قسمك فانه بأعلى الوادي أمير المؤمنين 1 224
فاطمة أحب إليّ منك وأنت أعز عليّ منها رسول اللّه 1 295
فاطمة فاعطها حوائط فدك وما لله جبرئيل 1 209
فأقول انهم أمّتي فيقال انك لا تدري رسول اللّه 1 90
فان أصيب زيد فجعفر فان أصيب جعفر رسول اللّه 1 212
فان كنتم في شك من هذا أفتشكون اني الامام الحسين 1 459
فاني أدعها لله والرحم رسول اللّه 1 234
ص: 350
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
فاني أدعوك الى شهادة أن لا إله إلاّ أمير المؤمنين 1 381
فاني أقول لكم كما قال أخي يوسف رسول اللّه 1 225
الفتن في آفاق الارض والمسخ في أعداء الامام الكاظم 2 283
فدنوت لاسمع ما يقول لهم وأنا إذ ذاك الامام السجاد 1 455
فسقطت العنزة من يده وسقط رداؤه من الامام الصادق 1 195
فكنت أصلي سبع سنين قبل الناس أمير المؤمنين 1 361
فكيف بك اذا قاتلته وأنت ظالم له رسول اللّه 1 91
فلا حاجة لنا في الزكاة الامام الصادق 1 521
فما انقضت تلك المدة حتى كاد الاسلام الامام الصادق 1 205
فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه رسول اللّه 1 262 ، 327
فنفث في عيني فما اشتكيتها بعد وهزّ لي أمير المؤمنين 1 365
فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء الامام الكاظم 2 21
في التاسع من ولدي سنّة من يوسف وسنّة الامام الحسين 2 230
في حل أو حرم عالما كان المحرم أو الامام الجواد 2 102
في صاحب هذا الامر أربع سنن من أربعة الامام الباقر 2 232
في القائم منّا سنن من ستة من الأنبياء الامام السجاد 2 231
( ق )
قال جبرئيل يا محمّد هذا آخر نزولي الى الامام الصادق 1 269
قال لي جبرئيل ان اللّه قتل بدم يحيى بن زكريا رسول اللّه 1 429
قال لي رسول اللّه احملني لنطرح أمير المؤمنين 1 362
قام رسول اللّه على التل الذي عليه الامام الصادق 1 193
القائم منّا منصور بالرعب مؤيد الامام الباقر 2 291
قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو الامام الكاظم 2 25
ص: 351
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
قتل اللّه قوما قتلوك يا بني الامام الحسين 1 464
قد أبدلنا اللّه به ما هو أحسن من هذا رسول اللّه 1 138
قد أقمناك مقام أبيك فاحمد اللّه الامام المهدي 2 261
قد بلغني نبأك المشكور وصنيعك المذكور رسول اللّه 1 208
قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد الامام الكاظم 2 65
قد سبقك يا علي إليّ من أخافه اللّه بك رسول اللّه 1 354
قد سمعتم ما قال هذا الرجل وأنا أحب الامام السجاد 1 490
قد شكر اللّه لعلي سعيه وأجرت من رسول اللّه 1 225
قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط الامام الرضا 2 76
قد فعل اللّه ذلك الامام الصادق 2 9
قد كنت ضالا فهداك اللّه يا عمر رسول اللّه 1 229
قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل أمير المؤمنين 1 171
قديما أنت هتكتي حجاب رسول اللّه الامام الحسين 1 415
قل برئت من حول اللّه وقوته والتجأت الامام الصادق 1 525
قوّاك اللّه يا أبا هاشم وقوى برذونك الامام الهادي 2 119
قولوا الحجة من آل محمّد الامام الهادي 2 136
قولوا نعوذ باللّه من شر ما ينزل في هذه الامام الرضا 2 78
قولي لهم يتهيؤون للمأتم الامام الجواد 2 100
قيّاس رواغ تكسر باطلا بباطل إلاّ ان الامام الصادق 1 533
( ك )
كأنّي أنظر الى تدافع مناكب أمّتي على رسول اللّه 1 369
كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار الامام الباقر 2 287
كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف الامام العسكري 2
ص: 352
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
كاني به وقد حمل الى مرو فضربت عنقه الامام الرضا 2 57
كتب إليّ أهل مصركم هذا ان أقدم فأما الامام الحسين 1 451
كذب الوقّاتون الامام المهدي 2 270
كذبوا لعنهم اللّه لو كان حيا ما قسم الامام الرضا 2 59
كرهت أن يراه اللّه تعالى يوحّده ويمجّده الامام الصادق 1 526
كل ما كان في الامم السالفة فانه رسول اللّه 2 309
كلا ان معي ربي عليه توكلت رسول اللّه 1 75
كلامك هذا من كلام رسول اللّه الامام الصادق 1 529
كلوا بسم اللّه رسول اللّه 1 81
كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش رسول اللّه 1 166
كنّا مع رسول اللّه بمكة فخرج في بعض أمير المؤمنين 1 104
كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة الامام الرضا 2 64
كيف اخليك وصاحب الشبكة غائب رسول اللّه 1 81
كيف أنت اذا نعاني إليك محمّد بن سليمان الامام الصادق 1 522
كيف يكون غائبا يا ويلك من هو مع خلقه الامام الصادق 1 543
( ل )
لا اذهب فاحمل غيره رسول اللّه 1 159
لا أريم من هذا المكان حتى يوافي أخي رسول اللّه 1 153
لا أقبل هدية مشرك رسول اللّه 1 84
لا أكره أحدا منكم على شيء من رضي منكم رسول اللّه 1 133
لا أكلت بيمينك ولا شربت بها الامام الحسين 1 467
لا إله إلاّ اللّه أنجز وعده ونصر عبده رسول اللّه 1 225
لا اولئك عتقاء اللّه رسول اللّه 1 234
ص: 353
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
لا بدّ أن تجري مقادير اللّه وأحكامه الامام الهادي 2 114
لا تؤذيني في علي فانه أمير المؤمنين رسول اللّه 1 368
لا تؤنّبني رحمك اللّه فان رسول اللّه الامام الحسن 1 98
لا تبرحوا مكانكم وان قتلنا عن آخرنا رسول اللّه 1 377
لا تحدث شيئا حتى تلقاني رسول اللّه 1 298
لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم الامام المهدي 2 262
لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رسول اللّه 1 90
لا تزال يا حسّان مؤيدا بروح القدس رسول اللّه 1 263
لا تسألني باللات والعزى فو اللّه ما رسول اللّه 1 66
لا تشرك يا أمير المؤمنين بعبادة ربك الامام الرضا 2 80
لا تشغل قلبك بهذا الامر ولا تستبشر له الامام الرضا 2 74
لا تعادوا الايام فتعاديكم رسول اللّه 2 246
لا تعجلي يا عمة فهاك الامر قد قرب الامام العسكري 2 215
لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا رسول اللّه 1 89
لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من رسول اللّه 2 279
لا حاجة لي فيهما ان ابن عمي انتهك رسول اللّه 1 219
لا خير في العيش بعد هؤلاء الامام الحسين 1 447
لا دين لمن لا ورع له ولا ايمان لمن لا تقية له الامام الرضا 2 241
لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي رضوان 1 378
لا صاحبكم بعدي ابني الحسن الامام الهادي 2 133
لا عريش كعريش موسى الامر أعجل رسول اللّه 1 159
لا مفر من الاجل أمير المؤمنين 1 311
لا واللّه لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل الامام الحسين 1 459
لا واللّه ما رغبت فيها ولا في الدنيا أمير المؤمنين 2 228
لا ولكن إن قتلت فأنت على الناس أمير المؤمنين 1 234
ص: 354
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
لا ولكن عارية مضمونة رسول اللّه 1 228
لا ولكني أدعو الى اللّه وهو الرحمن رسول اللّه 1 111
لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق رسول اللّه 1 318
لا يخرج القائم إلاّ في وتر من السنين الامام الصادق 2 286
لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر الامام الصادق 2 280
لا يزال أمر أمّتي صالحا حتى يمضي رسول اللّه 2 162
لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على رسول اللّه 2 162
لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة رسول اللّه 2 158
لا يضر هذا الدين من ناواه رسول اللّه 2 159
لأعطين الراية غدا رجلا كرارا غير رسول اللّه 1 207
لأقعدنّ بك من اللّه مقعدا لا تبقى معه الامام الهادي 2 116
لأقولنّ قولا لم يقله أحد بعدي أمير المؤمنين 1 298
لأمثّلنّ بسبعين من قريش رسول اللّه 1 182
لأنّكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم تسميته الامام الهادي 2 136
لست بداخل الحمام غدا الامام الرضا 2 77
لعل اللّه يكفيكه بصيد البقر فتأخذه رسول اللّه 1 244
لعلك جئت خاطبا رسول اللّه 1 160
لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم الامام الصادق 1 518
لفاطمة تسعة أسماء عند اللّه عز وجل الامام الصادق 1 290
لقائم آل محمّد غيبتان واحدة طويلة الامام الباقر 2 259
لقد تعجبت يوم بدر من جرأة القوم أمير المؤمنين 1 170
لقد حدثني خليلي رسول اللّه بما سألت أمير المؤمنين 1 344
لقد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبعة رسول اللّه 1 196
لقد رأيتني أدخل معه الوادي فلا يمر أمير المؤمنين 1 104
لقد صاهرنا أبو العاص فأحمدنا صهره رسول اللّه 1 127
ص: 355
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
لقد صلّت الملائكة عليّ وعلى علي سبع رسول اللّه 1 361
لقد عذت بمعاذ رسول اللّه 1 279
لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الامام الحسن 1 406
لكن حمزة لا بواكي له اليوم رسول اللّه 1 183
للقائم منّا غيبة أمدها طويل أمير المؤمنين 2 229
لله در أبي طالب لو كان حيّا قرّت عياه رسول اللّه 1 83
لم أقل لكم أنكم تدخلونه ذلك العام رسول اللّه 1 235
لم اومر بذلك ولم يأذن اللّه لي في رسول اللّه 1 143
لمّا انهزم الناس يوم احد عن رسول اللّه أمير المؤمنين 1 378
لمّا بعث اللّه نوحا الى قومه بعثه رسول اللّه 2 305
لمّا تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء اللّه أمير المؤمنين 1 354
لمّا حضر رسول اللّه الوفاة نزل جبرئيل الامام الباقر 1 269
لمّا حضرت أبي الوفاة قال يا جعفر الامام الصادق 1 517
لمّا حضرت الحسن الوفاة قال يا قنبر الامام الصادق 1 422
لمّا حضرت علي بن الحسين الوفاة أخرج الامام الباقر 1 500
لمّا كان فتح مكة قال رسول اللّه عند من المفتاح الامام الصادق 1 225
لن يزال هذا الدين قائما الى اثني رسول اللّه 2 161
لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما رسول اللّه 1 96
لو انّا حدّثنا برأينا ضللنا كما ضل من الامام الباقر 1 508
لو اني أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث الامام الرضا 2 63
لو جاءني واللّه الموت وأنا في هذه الامام الباقر 1 507
لو زادك رسول اللّه لزدناك الامام الرضا 2 54
لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أمير المؤمنين 1 371
لو لم أعجل لاخذت الامام الحسين 1 445
لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد الامام الحسين 2 231
ص: 356
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
لو لا ان اللّه تعالى فرض ولايتنا وأمر الامام الصادق 1 537
لو لا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم الامام العسكري 2 141
لو لا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما رسول اللّه 1 366
لو لا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون رسول اللّه 1 367
ليجهد جهده فلا سبيل له عليّ الامام الرضا 2 60
ليس بين قائم آل محمّد وبين قتل النفس الامام الصادق 2 281
ليس حيث ظننت في هذه السنة الامام الجواد 2 111
ليس عليك من مرضك بأس ولكن كيف بك رسول اللّه 1 97
ليس فينا شك ولا في من يقوم مقامنا الامام المهدي 2 265
ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك اللّه الامام الحسين 1 454
ليسوا بفرّار ولكنهم الكرّار إن شاء اللّه رسول اللّه 1 215
ليقتلنك العتل الزنيم وليقطعنّ يدك أمير المؤمنين 1 341
( م )
ما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس الامام الرضا 2 59
ما أدري بأيهما أسر بفتح خيبر أم رسول اللّه 1 209
ما أنا أخرجتك وأسكنته ولكن اللّه رسول اللّه 1 320
ما أنا ناجيته بل اللّه انتجاه رسول اللّه 1 370
ما بين قبري ومنبري روضة من رياض رسول اللّه 1 301
ما رأيت كاليوم ثيابا أشد بياضا ولا الامام الصادق 1 528
ما زالت قريش كاعة عني حتى مات رسول اللّه 1 53
ما علمك اني لست بامام الامام الرضا 2 57
ما عندي يا رسول اللّه شيء إلاّ درعي أمير المؤمنين 1 160
ما كان لنبي اذا قصد قوما أن يرجع رسول اللّه 1 176
ص: 357
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
ما كنت لابدأهم بالقتال الامام الحسين 1 451
ما كنت لأسبق باسمه ربي عز وجل رسول اللّه 1 411
ما كنت لأسبق باسمه رسول اللّه أمير المؤمنين 1 411
ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه أمير المؤمنين 1 427
ما لهذه عند اللّه من خير رسول اللّه 1 279
ما لي لا أحب ريحانتي من الدنيا رسول اللّه 1 432
ما منّا أحد اختلفت إليه الكتب وسئل الامام الرضا 2 240
ما هذه الشاة يا أم معبد رسول اللّه 1 76
ما هو شعر ولكنه كلام اللّه الذي بعث رسول اللّه 1 110
ما ولدت أم مجفر أشر وألأم الامام السجاد 1 473
ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها أمير المؤمنين 1 310
ما يمنعك أن تكون مثل أخيك فو اللّه اني الامام الصادق 2 13
ما ينقم الناس منّا إلاّ إنّا أهل بيت الامام الباقر 1 508
المرء مع رحله رسول اللّه 1 155
مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين الامام الهادي 2 244
مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا رسول اللّه 2 186
مرحبا بك يا أم هانئ رسول اللّه 1 224
مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه الامام الرضا 2 60
مسعّر حرب لو كان معه أحد رسول اللّه 1 206
مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف الامام الجواد 2 99
معد بن عدنان بن ادد بن زيد بن ثرا رسول اللّه 1 43
معك حلة في السفط الفلاني دفعتها إليك الامام الرضا 2 53
من آذى عليا فقد آذاني رسول اللّه 1 258
من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني رسول اللّه 1 294
من آل محمّد اثنا عشر اماما كلهم الامام الباقر 2 171
ص: 358
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
من آنست منه رشدا فالق إليه وخذ عليه الامام الكاظم 2 17
من أقر بجميع الائمة وجحد المهدي الامام الصادق 2 234
من أقرب الدليل على ذلك ما أذكره لك الامام الصادق 1 544
من أمسك منكم بحقه فله بكلّ انسان رسول اللّه 1 240
من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا الامام السجاد 2 232
من جمع مالا من مهاوش أذهبه اللّه في الامام الصادق 1 523
من الحسين بن علي الى الملأ من الامام الحسين 1 436
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن رسول اللّه 1 222
من ذلك الرجل الذي تغسّله الملائكة رسول اللّه 1 182
من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني الامام العسكري 2 143
من سمّاني في مجمع من الناس باسمي الامام المهدي 2 270
من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فانه رسول اللّه 1 245
من كنت مولاه فعلي مولاه رسول اللّه 1 326 ، 329
من يلتمس لنا الماء رسول اللّه 1 375
منّا اثنا عشر مهديا أولهم أمير الامام الحسين 2 194
المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته رسول اللّه 2 226
المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة رسول اللّه 2 226
( ن )
ناد في القوم وذكّرهم العهد رسول اللّه 1 387
الناس ثلاث عالم ومتعلّم وغثاء فنحن الامام الصادق 1 535
ناولني هذا التراب فهو من تربتي الامام الرضا 2 82
نحن اثنا عشر محدّثا الامام الصادق 2 196
نحن تراجمة وحي اللّه نحن خزانة علم الامام الصادق 1 535
ص: 359
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
نحن خزنة علم اللّه ونحن ولاة أمر الامام الباقر1 508
نشدتك اللّه أما سمعت رسول اللّه يقول أمير المؤمنين 1 91
نظرت الى هذين الصبيين يمشيان ويعثران رسول اللّه 1 433
نعم الايام نحن ما قامت السموات والارض الامام الهادي 2 246
نعم قد علمت ما أنت عليه وان أهل الامام العسكري 2 144
نعم مروا جعدة ليصلي أمير المؤمنين 1 311
نعم والنداء من المحتوم وطلوع الشمس من الامام الباقر 2 279
نعم يا ابا عمارة هؤلاء ولدي وهذا الامام الكاظم 2 77
نعم يا عائشة انه لما أسري بي الى رسول اللّه 1 296
نعم يتوب اللّه عليك فانزل الامام الحسين 1 460
نفذوا جيش أسامة رسول اللّه 1 263
النفس بالنفس ان أنا مت فاقتلوه كما أمير المؤمنين 1 391
( ه )
هاهنا أنت يا ابن سعيد الامام الهادي 2 126
هذا ابني علي ان أبي أخذ بيدي فأدخلني الامام الكاظم 2 45
هذا أخوكم علي بن موسى بن جعفر الامام الكاظم 2 64
هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم الامام العسكري 2 252
هذا جبرئيل يخبرني أن اللّه تعالى رسول اللّه 1 297
هذا جزاء من اجترأ على اللّه في الامام العسكري 2 251
هذا حصن ملموم باطنه غرقئ رقيق الامام الصادق 1 544
هذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا رسول اللّه 1 322
هذا خير البرية الامام الباقر 1 518
هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه رسول اللّه 1 431
ص: 360
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
هذا رجل نصر اللّه ورسوله بالغيب رسول اللّه 1 185
هذا زرعك على حاله واللّه يرزقك فيه الامام الكاظم 2 26
هذا صاحبكم فتمسك به الامام الصادق 2 10
هذا صاحبكم من بعدي الامام الكاظم 2 44
هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها رسول اللّه 1 187
هذا قبر آمنة بنت وهب استاذنت ربي رسول اللّه 1 52
هذا كتاب رسول اللّه لي ولابني فاطمة الزهراء 1 209
هذا اللوح أهداه اللّه عز وجل الى رسول فاطمة الزهراء 2 175
هذا من ولد الاعرابية صاحبة الحصاد الامام العسكري 2 138
هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم الامام الرضا 2 95
هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده الامام الصادق 1 531
هذا هو صاحبكم الامام العسكري 2 250
هذا واللّه قائم آل محمّد الامام الباقر 1 517
هذه أسماء الاوصياء أولهم ابن عمي فاطمة الزهراء 2 178
هذه رقعة ريان بن شبيب الامام الجواد 2 98
هذه الصلاة التي أمرني اللّه بها رسول اللّه 1 103
هذه طابة وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه رسول اللّه 1 247
هشام وربّ الكعبة الامام الصادق 1 531
هكذا ولد وهكذا ولدنا ولكن سنمر الامام العسكري 2 220
هل علمتم ما شأن الركب وما أرادوا رسول اللّه 1 246
هل لك يا أبا القيظان في هذه الساعة أمير المؤمنين 1 165
هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين رسول اللّه 2 182
هو أمان من الموت ثلاثة أيام الامام المهدي 2 217
هيئ منزلا حتى تحوّل فاطمة إليه رسول اللّه 1 161
ص: 361
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
( و )
والذي بعثني بالحق نبيا أن الحسين بن رسول اللّه 2 186
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أمير المؤمنين 1 367
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لاقمعن أمير المؤمنين 1 370
والذي نبأ محمّد وأكرمه إنك لذائد عن رسول اللّه 1 369
والذي نفسي بيده لأعطين الراية غدا رسول اللّه 1 364
واللّه أنّا لخزّان اللّه في سمائه وفي الامام الباقر 1 509
واللّه لا تخصمنا في اللّه بعد اليوم أمير المؤمنين 1 170
واللّه لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه الامام الحسين 1 448
واللّه لا يطوف بالبيت عريان إلاّ ضربته أمير المؤمنين 1 248
واللّه لا يفلت منهم عشرة ولا يهلك منكم أمير المؤمنين 1 338
واللّه لقد استحيينا من حارثة قد أخذنا رسول اللّه 1 161
واللّه لو سقط منه شيء على الارض الامام الصادق 1 179
واللّه ما أطاق عمل رسول اللّه من هذه الامام الصادق 1 487
واللّه ما أمرتكم بالقتال في الشهر رسول اللّه 1 167
واللّه ما ذاك يحملني ولكن هذا واخوته الامام الصادق 1 527
واللّه ما فعلت ولا أردت فإن كان الامام الصادق 1 524
واللّه ما منّا الاّ مقتول شهيد الامام الصادق 2 132
واللّه ما يدري ابناي ما يجيران من فاطمة الزهراء 1 218
واللّه ما تريدان العمرة وإنّما تريدان أمير المؤمنين 1 337
واللّه ما فعلوا وإنه لمصرعهم ومهراق أمير المؤمنين 1 329
واللّه ما كذبت ولا كذّبت أمير المؤمنين 1 311 ، 338
وأمرك رسول اللّه أن تدفعها إلى ابنك أمير المؤمنين 1 405
ص: 362
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
وأنّى تفقدين محمّدا من الفواطم فو اللّه الامام الحسين 1 415
ورأيت ولدي جميعا الأحياء منهم الامام الكاظم 2 49
وزرقه وحشي فوق الثدي فسقط وشدّوا الامام الصادق 1 180
وكان مع هوازن دريد بن الصمّة خرجوا الامام الصادق 1 229
وما تصنع باسمه إذا ملك كور الشام الامام الصادق 2 282
وما تنكر من ذلك هذه الأمّة أشباه الامام الصادق 2 236
وما يضرّه من ذلك قد قام عيسى بالحجّة الامام الرضا 2 93
ومن بعدي الحسن فكيف للناس بالخلف من الامام الهادي 2 244
ومن سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب الجنّة رسول اللّه 1 411
وجدنا صحيفة بإملاء رسول اللّه وخط الامام الصادق 2 177
وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عم رسول اللّه 1 131
وصلتك رحما وجزيت خيرا يا عم رسول اللّه 1 282
ويحك ما دعاك إلى ما فعلت من غير إذن أمير المؤمنين 1 260
ويحك يا أبا سفيان أما آن لك أن تشهد رسول اللّه 1 220
ويحك يا بريدة أحدثت نفاقا إنّ علي رسول اللّه 1 253
ويحكم ما تدرون ما عملت واللّه للذي الامام الحسن 2 230
ويلك إذا لم يكن العدل عندي فعند رسول اللّه 1 388
ويلك من يعدل إن أنا لم أعدل وقد رسول اللّه 1 241
ويلك ينجيني ربّي رسول اللّه 1 189
( ي )
يا أبا بصير أما علمت أن بيوت الأنبياء الامام الصادق 1 521
يا أبا الجارود إذا دار الفلك وقال الامام الباقر 2 232
يا أبا الصلت أدخل هذه القبّة التي فيها الامام الرضا 2 81
ص: 363
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
يا أبا الصلت أنا حجّة اللّه على خلقه الامام الرضا 2 70
يا أبا القاسم إن القائم منّا هو المهدي الامام الجواد 2 242
يا أبا القاسم هذا واللّه دين اللّه الامام الهادي 2 245
يا أبا علي ما أحبّ إليّ ما أنت فيه الامام الكاظم 2 18
يا أبا محمّد إن الامام لا يخفى عليه الامام الكاظم 2 22
يا أبا هاشم قد أذهب اللّه عنك أكل الامام الجواد 2 98
يا أبتاه إلى جبرئيل ننعاه يا أبتاه فاطمة الزهراء 1 268
يا إبراهيم أما إنّه صاحبك من بعدي الامام الصادق 2 235
يا ابن أحمر إنما إنّها تلد مولودا ليس الامام الصادق 2 32
يا ابن أريقط آتمنك على دمي رسول اللّه 1 148
يا أحمد بن إسحاق إنّ اللّه تبارك وتعالى الامام العسكري 2 248
يا أحمد بن إسحاق لو لا كرامتك على اللّه الامام العسكري 2 248
يا أخا الأزد أتبيّن لك الأمر أمير المؤمنين 1 340
يا أخا الأزد أمعك طهور أمير المؤمنين 1 339
يا أختاه اتّقي اللّه وتعزّي بعزاء اللّه الامام الحسين 1 457
يا أختاه إنّي أقسمت عليك فأبرّي الامام الحسين 1 457
يا أختاه لا يذهبنّ حلمك الشيطان الامام الحسين 1 457
يا أخي إن كنت قد قلت ما فيّ فاستغفر الامام السجاد 1 490
يا أخي إنّني مفارقك ولاحق بربّي وقد الامام الحسن 1 414
يا أخي تقبل وصيّتي وتنجز عدّتي وتقضي رسول اللّه 1 266
يا إسحاق ما تنكرون من ذلك قد كان الامام الكاظم 2 23
يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل الامام الصادق 2 178
يا أسماء تقتله الفئة الباغية رسول اللّه 1 427
يا أصحاب البيعة يوم الحديبية اللّه رسول اللّه 1 232
يا أهل العراق سيقتل سبعة نفر بعذراء أمير المؤمنين 1 93
ص: 364
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
يا أيّها الناس واللّه ما لي من فيئكم رسول اللّه 1 242
يا براء يقتل ابني الحسين وأنت حيّ أمير المؤمنين 1 345
يا بريدة لا تبغض عليا فإنّه منّي رسول اللّه 1 316
يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك الامام الهادي 2 134
يا بني اختر أحبّهما إليك الامام الحسين 1 417
يا بني أمرني رسول اللّه أن أوصي إليك أمير المؤمنين 1 405
يا بني إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على الامام الحسين 1 450
يا بني سررت بكم سرورا لم أسرّ بكم رسول اللّه 1 95
يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم الامام الحسين 1 455
يا بنيّة هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه رسول اللّه 1 268
يا جابر لعلّك تبقى حتى تلقى رجلا من رسول اللّه 1 506
يا حبابة إذا ادّعى مدّع الإمامة فقدر أمير المؤمنين 1 408
يا حمران تجري الكلام على الأثر فتصيب الامام الصادق 1 533
يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى فإنّه رسول اللّه 2 41
يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء رسول اللّه 1 291
يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك الامام الرضا 2 68
يا دعبل الامام بعدي محمّد ابني الامام الرضا 2 69
يا ذا القوّة القوية ويا ذا المحال الامام الصادق 1 524
يا رسول اللّه أتستنهض الكبير على فاطمة الزهراء 1 426
يا رسول اللّه إنّ اللّه عزّ وجل سمع جبرئيل 1 193
يا رسول اللّه إنّ اللّه قد نصرك وبعث جبرئيل 1 194
يا رسول اللّه إنّ يدي لا تنطلق تمحو أمير المؤمنين 1 372
يا رسول اللّه إنك لم تكتب إلي بإهلالك أمير المؤمنين 1 259
يا رسول اللّه هذان ابناك فورّثهما فاطمة الزهراء 1 412
يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فأدم الامام الصادق 2 237
ص: 365
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة الامام الصادق 2 237
يا زياد هذا ابني كتابه كتابي وكلامه الامام الكاظم 2 45
يا سعيد سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب الامام الهادي 2 121
يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة الامام الهادي 2 120
يا شيب أدن منّي اللّهم أذهب عنه الشيطان رسول اللّه 1 231
يا صريخ المكروبين يا مجيب دعوة رسول اللّه 1 193
يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الامام الهادي 2 246
يا عباس اركب بنفسي أنت يا أخي حتى الامام الحسين 1 454
يا عباس إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال رسول اللّه 1 106
يا عباس يا عمّ رسول اللّه تقبل وصيّتي رسول اللّه 1 266
يا عبد اللّه أوص بما تريد واستعد لما الامام الرضا 2 55
يا عبد اللّه قد أمكنت الحشو من أذنيك الامام الباقر 2 232
يا عبد اللّه لا يخفى عليّ الرأي ولكن الامام الحسين 1 447
يا عدّتي عند شدّتي ويا غوثي عند كربتي الامام الصادق 1 526
يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين اللذين الامام الحسين 1 448
يا علي أفدني بنفسك رسول اللّه 1 147
يا علي إنّ اللّه تعالى احتج في الإمامة الامام الجواد 2 99
يا علي إنّي خيّرت بين خزائن الدنيا رسول اللّه 1 264
يا علي بن محمّد السّمري أعظم اللّه أجر الامام المهدي 2 260
يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي أمام الامام الكاظم 2 43
يا علي قم إليه فخذه رسول اللّه 1 209
يا عم ألم تسمع أبي وهو يقول قال الامام الرضا 2 92
يا عم إلى من تكلني لا أب لي ولا أمّ لي رسول اللّه 1 65
يا عم ربّيت صغيرا ونصرت كبيرا وكفلت رسول اللّه 1 129
يا عم كيف حسبي فيكم رسول اللّه 1 120
ص: 366
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
يا عم لا تغضبنّ من سدّ بابك وترك باب رسول اللّه 1 160
يا عم ما لي حاجة في المال فأجيبوني رسول اللّه 1 107
يا عم هذا دين اللّه الذي ارتضاه رسول اللّه 1 106
يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة رسول اللّه 2 165
يا عمّة اجعلي إفطارك الليلة عندنا الامام العسكري 2 214
يا عمر ما أنا انتجيته بل اللّه انتجاه رسول اللّه 1 235
يا عمرو إنّك كنت في الجاهلية تقول أمير المؤمنين 1 381
يا عمرو بن شاص لقد آذيتني رسول اللّه 1 257
يا فاطمة إنّ لعلي ثمانية أضراس رسول اللّه 1 317
يا فلان أنت تموت إلى شهر الامام الكاظم 2 23
يا كميت لا تزال مؤيدا بروح القدس ما الامام الباقر 1 509
يا كنكر إنّ أولي الأمر الذين جعلهم الامام السجاد 2 194
يا محمّد اجمع أمرك وخذ حذرك الامام الهادي 2 115
يا محمّد أما إنّه ستكون هذه السنة حركة الامام الكاظم 2 51
يا محمّد إنّ اللّه يأمرك أنّ تأمر كل من جبرئيل 1 159
يا محمّد بن علي ألا أخبرك بما سمعت الامام الحسن 1 422
يا محمّد بن علي أما علمت أنّ الحسين بن الامام الحسن 1 423
يا محمّد بن عليّ إنّي أخاف عليك الحسد الامام الحسن 1 422
يا محمّد بن علي لو شئت أن أخبرك وأنت الامام الحسن 1 423
يا محمّد بن مسلم إنّ في القائم من آل الامام الباقر 2 233
يا محمّد خذ ناحية ثور جبرئيل 1 147
يا محمّد خذ هذا الصندوق فاذهب به إلى الامام السجاد 1 501
يا محمّد قم وتوضّأ للصلاة جبرئيل 1 102
يا محمّد معك كذا وكذا الامام المهدي 2 261
يا معشر قريش ويا معشر العرب أدعوكم رسول اللّه 1 106
ص: 367
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
يا مفضّل الامام من بعدي موسى الامام الصادق 2 234
يا هؤلاء أنا رسول رسول اللّه إن أمير المؤمنين 1 383
يا هارونيّ إنّ لمحمد اثني عشر وصيا أمير المؤمنين 2 170
يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا أمير المؤمنين 2 169
يا هذا أتضحك ملء فيك وتذهل عن ذكر الامام الهادي 2 123
يا هذا إن كنت يريد النسب فأنا ابن الامام الكاظم 2 28
يا هرثمة هذا أو ان رحيلي إلى اللّه الامام الرضا 2 86
يا هشام لا تكاد تقع تلوى رجليك اذا الامام الصادق 1 534
يا يعقوب انظر من في البيت الامام العسكري 2 250
يا يونس الأمر كما قال لك فيض الامام الصادق 2 12
يا يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه الامام الصادق 1 530
يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل أمير المؤمنين 1 337
يأتيني أمر ربّي وأنا خميص إنّما هي أمير المؤمنين 1 309
يأمر اللّه تعالى الفلك بالثبوت وقلّة الامام الباقر 2 291
يبقى والحمد لله الامام المهدي 2 263
يخبرني رسول اللّه أن معها كتابا أمير المؤمنين 1 384
يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي أمير المؤمنين 2 282
يخرج اللّه منه غوث هذه الأمّة وغياثها الامام الكاظم 2 48
يخرج إلى القائم من ظهر الكوفة سبعة الامام الصادق 2 292
يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أمير المؤمنين 2 294
يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا رسول اللّه 1 319
يدخل الكوفة وفيها ثلاث رايات قد الامام الباقر 2 287
يزجر الناس قبل قيام القائم عن الامام الصادق 2 284
يقتل بهذه الحرّة خيار أمتي بعد رسول اللّه 1 95
يكون بعدي اثنا عشر أميرا رسول اللّه 2 159
ص: 368
الحديث المعصوم علیه السلام الجزء الصفحة
يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من رسول اللّه 2 161
يكون بعدي من الخلفاء عدّة نقباء موسى رسول اللّه 2 160
يكون خلفي اثنا عشر خليفة رسول اللّه 2 163
ينادي باسم القائم في ليلة ثلاث الامام الصادق 2 286
ينادي منادي من السماء أوّل النهار الامام الباقر 2 279
يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من رسول اللّه 1 505
ص: 369
ص: 370
( الهمزة )
الشعر الشاعر الجزء الصفحة
فقد أودى المسرّة والغناء الربيع بن ضبع الفزاري 2 306
واعترتني موارد العرواء - 2 126
ولاّه الأمر أربعة سواء السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 541
( الالف )
وتسعين حولا ثمّ قوّم فانصاتا سلمة بن الخرشب الأنماريّ 2 307
والدهر ما أصلح يوما أفسدا دريد بن يزيد 2 307
حلف أبينا وأبيه الاّ تلدا عمرو بن سالم 1 215
وكن مظهرا للدين وفّقت صابرا أبو طالب 1 123
أدرك عمري ومولدي حجرا الربيع بن ضبغ الفزاري 2 306
ص: 371
الشعر الشاعر الجزء الصفحة
إنّي رأيت الموت شيئا نكرا مسلم بن عقيل 1 443
له اللّه اصفى بالدليل وأخلصا أبو هاشم الجعفري 2 139
أن يروي الصعدة أو تدقّا الإمام علي علیه السلام 1 235
فى رأس غمدان دار منك محلالا سيف بن ذي يزن 1 63
واهد له بمنزله السلاما السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 541
إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما أخو الأوس 1 450
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما يزيد بن معاوية 1 474
وما علّم الإنسان الاّ ليعلما المتلمّس 2 307 ، 308
وما لزماننا عيب سوانا عبد المطلب 2 69
وعمّرت من بعد السنين سنينا المستوعر بن ربيعة 2 306
معترضا في بطنها جنينها أبو حارثة بن علقمة 1 255
إحدى ثلاث خلال حين نأتيها - 2 30
تجري الصلاة عليهم أين ما ذكروا أبو نؤاس 2 65
بخمّ وأسمع بالرسول مناديا حسان بن ثابت 1 262
( الباء )
تصدق أو مناجاة الحباب الرضي الموسوي 1 354
وقت الصلاة وقد دنت للمغرب السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 351
عند ملمّ الزمان والكرب أبو طالب 1 103
عذافرة يطوي بها كلّ سبب السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 540
إنّي امرؤ ذو مرّة وعضب عبد اللّه بن عمير 1 461
وشعب العصا من قومك المتشعب أبو طالب 1 128
ألفوا عليه نسيج غزل العنكب السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 79
بعد العشاء بكربلاء في موكب السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 348
ص: 372
الشعر الشاعر الجزء الصفحة
أنا ابن عبد المطّلب الرسول الأكرم محمّد صلی اللّه علیه و آله 1 232
وعند الشيب يتّعظ اللبيب الإمام الرضا علیه السلام 2 79
طهر بطيبة للرسول مطيب السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 320
( التاء )
ومنزل وحي مقفر العرصات دعبل بن علي الخزاعي 2 66
توقّد في الأحشاء بالحرقات الإمام الرضا علیه السلام 2 67
يقوم على اسم اللّه والبركات دعبل بن علي الخزاعي 2 68
( الحاء )
حتى نبيح القوم أو نباح أبو جرول 1 387
( الدال )
عذيرك من خليلك من مراد - 1 440
عندي بمثل منازل الأولاد أبو طالب 1 68
ببرهانه واللّه أعلى وأمجد حسان بن ثابت 1 50
فذو العرش محمود وهذا محمّد أبو طالب 1 50
( الراء )
يا حبّذا محمّد من جار جوار من بني النجار 1 157
أشجع من ذي لبد هزبر الحر بن يزيد 1 463
ص: 373
الشعر الشاعر الجزء الصفحة
وأيقنت أنّ اللّه يعفو ويغفر السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 539
أنيس ولم يسمر بمكة سامر الحارث بن مضاض الجهرميّ 2 308
( الزاء )
بجمعهم : هل من مبارز عمر بن عبد ود 1 380
( الصاد )
يرجو النجاة ولات حين مناص عبيد اللّه بن زياد 1 452
( العين )
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع - 1 151
سليم يراعي ليله غير مودع عمر بن حممه الدوسي 2 308
بين عيينة والأقرع العباس بن مرداس 1 237
أخبّ فيها وأضع دريد بن الصمّة 1 230
( القاف )
وبنا إليه من الصبابة أولق السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 541
( الكاف )
فإن الموت آتيك الإمام علي علیه السلام 1 311
ص: 374
الشعر الشاعر الجزء الصفحة ( اللام )
وقد قطعوا كلّ العرى والوسائل أبو طالب 1 126
من ابن زياد العبد ذي الحسب الرذل يحيى بن الحكم 1 474
جذلان يرفل من نعماه في حلل - 1 37
إلى مائة لم يسأم العيش جاهل اكتم بن صيفي الأسدي 1 307
إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل معبد الخزاعي 1 184
كم لك بالإشراق والأصيل معبد الخزاعي 1 456
إلى هانئ في السوق وابن عقيل عبد اللّه بن الزبير الأسدي 1 445
( الميم )
أفضل من يشرب صوب الغمام عبد الجبار بن سعيد 2 74
ولبانه حتى تسربل بالدم عنترة بن شداد 1 462
رسول من اللّه بارئ النسم تبع الملك 1 61
ورهطا وأجدادا علي المعظّم - 2 41
ولكن قل اللّهم سلم وتمم - 2 69
عن أن تؤمل إدراكا لها الهمم - 1 36
نبي كموسى والمسيح ابن مريم أبو طالب 1 118
فلست برعديد ولا بمليم الإمام علي علیه السلام 1 379
( النون )
وأمر أبي خالد ذي البيان السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري 1 486
ص: 375
الشعر الشاعر الجزء الصفحة
أبو حسن ممّا نخاف من الفتن خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين 1 361
من هاشم ثم منها عن أبي حسن ربيعة بن حارث بن عبد المطلب 1 362
في العين فضل ولكن ناظر العين منصور الفقيه 1 359
( الهاء )
واستر وغطّ على عيوبه الإمام الرضا علیه السلام 2 69
ولا انتزع اللّه الهدي عزّ نصره - 1 36
خلّوا فكلّ الخير في رسوله عبد اللّه بن رواحة 1 211
لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه سراقة 1 78
اليوم تستحلّ الحرمة سعد بن عبادة 1 222
اليوم تسبى الحرمة سعد بن عبادة 1 385
في فنون من الكلام النبيه أبو نؤاس 2 65
( الياء )
ونصرت ربّ محمّد بصوابي الإمام علي علیه السلام 1 192
نحن وبيت اللّه أولى بالنبي علي بن الحسين علیهم السلام 1 464
ولا سيّما تيم بن مرّة أو عديّ أبو سفيان 1 271
ولا ينقض ما يقضي ذو الأصبع 2 309
أنا على دين علي نافع بن هلال 1 462
أغرق نزعا ولا تطيش سهامي الكميت بن زيد 1 510
ص: 376
الصورة
ص: 377
الصورة
ص: 378
الصورة
ص: 379
الصورة
ص: 380
الصورة
ص: 381
الصورة
ص: 382
الصورة
ص: 383
الصورة
ص: 384
الصورة
ص: 385
الصورة
ص: 386
الصورة
ص: 387
الصورة
ص: 388
الصورة
ص: 389
الصورة
ص: 390
الصورة
ص: 391
الصورة
ص: 392
الصورة
ص: 393
الصورة
ص: 394
الصورة
ص: 395
الصورة
ص: 396
الصورة
ص: 397
الصورة
ص: 398
الصورة
ص: 399
الصورة
ص: 400
الصورة
ص: 401
الصورة
ص: 402
الصورة
ص: 403
الصورة
ص: 404
الصورة
ص: 405
الصورة
ص: 406
الصورة
ص: 407
الصورة
ص: 408
الصورة
ص: 409
الصورة
ص: 410
الصورة
ص: 411
الصورة
ص: 412
الصورة
ص: 413
الصورة
ص: 414
الصورة
ص: 415
الصورة
ص: 416
الصورة
ص: 417
الصورة
ص: 418
الصورة
ص: 419
الصورة
ص: 420
الصورة
ص: 421
الصورة
ص: 422
الصورة
ص: 423
الصورة
ص: 424
الصورة
ص: 425
الصورة
ص: 426
الصورة
ص: 427
الصورة
ص: 428
الصورة
ص: 429
الصورة
ص: 430
الصورة
ص: 431
الصورة
ص: 432
الصورة
ص: 433
الصورة
ص: 434
الصورة
ص: 435
الصورة
ص: 436
الصورة
ص: 437
الصورة
ص: 438
الصورة
ص: 439
الصورة
ص: 440
الصورة
ص: 441
الصورة
ص: 442
الصورة
ص: 443
الصورة
ص: 444
الصورة
ص: 445
ص: 446
الصورة
ص: 447
الصورة
ص: 448
الصورة
ص: 449
الصورة
ص: 450
الصورة
ص: 451
الصورة
ص: 452
الصورة
ص: 453
ص: 454
الصورة
ص: 455
ص: 456
1 - اثبات الوصية :
لعلي بن الحسين المسعودي. نشر المطبعة الحيدرية / النجف الأشرف.
2 - الاحتجاج :
لأحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي. نشر مطبعة المرتضى / مشهد المقدسة.
3 - أحكام القرآن :
لأحمد بن علي الرازي الجصاص. نشر دار الفكر / بيروت.
4 - أحكام القرآن :
لمحمد بن أحمد القرطبي. نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت.
5 - اخبار اصفهان :
لأحمد بن عبد اللّه الاصفهاني. نشر انتشارات العالم / طهران.
6 - اخبار القضاة :
لمحمد بن خلف بن حيان. نشر عالم الكتب / بيروت.
7 - الاختصاص :
لمحمّد بن محمّد بن النعمان العكبري. نشر مكتبة الزهراء / قم.
ص: 457
8 - الأدب المفرد :
للبخاري. نشر عالم الكتب / بيروت.
9 - الإرشاد :
لمحمد بن محمد بن النعمان العكبري. نشر منشورات بصيرتي / قم.
10 - إرشاد القلوب :
للحسن بن محمد الديلمي. نشر منشورات الرضي / قم.
11 - اسباب النزول :
لعلي بن أحمد الواحدي النيسابوري. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
12 - الاستيعاب :
يوسف بن عبد اللّه بن عبد البر. نشر دار صادر / بيروت.
13 - أسد الغابة :
لعلي بن محمد الجزري. نشر المكتبة الإسلامية / طهران.
14 - الإصابة :
لابن حجر العسقلاني. نشر دار صادر / بيروت.
15 - اعلام الدين :
للحسن بن علي بن محمد الديلمي. نشر مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث قم.
16 - الاغاني :
لعلي بن الحسين الأصبهاني. نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت.
17 - اقبال الأعمال :
للسيد علي بن موسى بن طاوس. نشر دار الكتب الإسلامية طهران.
18 - الأمالي :
لمحمد بن علي بن بابويه القمي. نشر مؤسسة الأعلمي / بيروت.
19 - الأمالي :
لمحمد بن الحسن الطوسي. نشر مكتبة الداوري / قم.
20 - الأمالي :
لعلي بن الحسين الموسوي. نشر دار الكتاب العربي / بيروت.
ص: 458
21 - الأمالي :
لمحمد بن محمد بن النعمان العكبري. نشر جماعة المدرسين / قم.
22 - الإمامة والتبصرة :
لعلي بن الحسين بن بابويه. نشر مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث / بيروت.
23 - الإمامة والسياسة :
لابن قتيبة الدينوري. نشر منشورات الرضي / قم.
24 - الانساب :
لعبد الكريم بن محمد السمعاني. نشر محمد أمين دمج / بيروت.
25 - الانساب :
لأحمد بن يحيى البلاذري. نشر منشورات الاعلمي / بيروت.
26 - الانوار في شمائل النبي المختار :
للحسين بن مسعود البغوي. نشر دار الضياء / بيروت.
27 - الأوائل :
للحسين بن عبد اللّه العسكري. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
28 - إيضاح الاشتباه :
للعلاّمة الحلي. نشر مؤسسة النشر الاسلامي / قم.
29 - الأيمان :
لابن مندة. نشر مؤسّسة الرسالة / بيروت.
30 - بحار الأنوار :
لمحمد باقر المجلسي. نشر مؤسسة الوفاء / بيروت.
31 - البحر المحيط :
لابن حيان الاندلسي. نشر دار الفكر / بيروت.
32 - البداية والنهاية :
لابن كثير الدمشقي. نشر دار الفكر / بيروت.
33 - بشارة المصطفى :
لمحمد بن محمد بن علي الطبري. نشر المطبعة الحيدرية / النجف الأشرف.
ص: 459
34 - بصائر الدرجات :
لمحمد بن الحسن الصفار. نشر مؤسّسة الأعلمي / بيروت.
35 - تاج المواليد « مجموعة نفيسة » :
للطبرسي. نشر منشورات بصيرتي / قم.
36 - تأريخ الاسلام :
لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. نشر دار الكتاب العربي / بيروت.
37 - تاريخ الامم والملوك :
لمحمد بن جرير الطبري. نشر دار سويدان / بيروت.
38 - تأريخ أهل البيت : :
نشر مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث / قم.
39 - تأريخ بغداد :
لأحمد بن علي الخطيب البغدادي. نشر دار الكتاب العربي / بيروت.
40 - تأريخ جرجان :
لحمزة بن يوسف السهمي. نشر دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد.
41 - تأريخ دمشق :
لابن عساكر. نشر دار التعارف / بيروت.
42 - التأريخ الكبير :
للبخاري. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
43 - تأريخ اليعقوبي :
لأحمد بن أبي يعقوب بن جعفر اليعقوبي. نشر دار صادر / بيروت.
44 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه :
لابن حجر العسقلاني. نشر الدار المصرية للتأليف والترجمة.
45 - تحف العقول :
للحسن بن علي الحراني. نشر المكتبة الحيدرية / النجف الأشرف.
46 - تذكرة الحفاظ :
للذهبي. نشر دار احياء التراث العربي / بيروت.
ص: 460
47 - تذكرة الخواص :
لسبط بن الجوزي. نشر مؤسّسة أهل البيت علیهم السلام / بيروت.
48 - تفسير التبيان :
لمحمد بن الحسن الطوسي. نشر دار احياء التراث العربي / بيروت.
49 - تفسير فرات الكوفي :
لفرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي. نشر وزارة الثقافة والإرشاد الاسلامي / طهران.
50 - تفسير القرآن العظيم :
لابن كثير الدمشقي. نشر دار المعرفة / بيروت.
51 - تفسير القمي :
لعلي بن إبراهيم القمي. نشر مؤسسة دار الكتاب / قم.
52 - التفسير الكبير :
للفخر الرازي. نشر المطبعة البهية المصرية / القاهرة.
53 - تلبيس ابليس :
لعبد الرحمن بن الجوزي البغدادي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
54 - التلخيص للمستدرك :
للذهبي. نشر دار الفكر / بيروت.
55 - التنبيه والاشراف :
لعلي بن الحسين المسعودي. نشر دار الصّاوي / القاهرة.
56 - تهذيب الآثار :
لابن جرير الطبري. نشر مطبعة المدني / مصر.
57 - تهذيب الاحكام :
لمحمد بن الحسن الطوسي. نشر مؤسّسة دار الكتب الاسلامية / بيروت.
58 - تهذيب التهذيب :
لابن حجر العسقلاني. نشر دار الفكر / بيروت.
59 - تهذيب الكمال :
ليوسف بن عبد الرحمن. نشر مؤسسة الرسالة / بيروت.
ص: 461
60 - التوحيد :
لمحمد بن علي بن بابويه القمي. نشر جماعة المدرسين / قم.
61 - الثاقب في المناقب :
لمحمد بن علي الطوسي. نشر مؤسسة انصاريان / قم.
62 - الثقات :
لمحمّد بن حبان السبتي. نشر دار المعارف العثمانية / الهند
63 - جامع الاصول :
لابن الأثير. نشر دار الفكر / بيروت.
64 - جامع البيان :
لمحمد بن جرير الطبري. نشر دار المعرفة / بيروت.
65 - الجرح والتعديل :
لعبد الرحمن بن ادريس التميمي الرازي. نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت.
66 - جمع الجوامع :
للسيوطي.
67 - الجمل :
لمحمد بن محمد بن النعمان العكبري. نشر مكتب الأعلام الاسلامي / قم.
68 - جمهرة الأمثال :
للحسن بن عبد اللّه العسكري. نشر دار الجيل / بيروت.
69 - جمهرة أنساب العرب :
لعلي بن أحمد الأندلسي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
70 - جمهرة اللغة :
لمحمد بن الحسن بن دريد. نشر دار العلم للملايين / بيروت.
71 - جمهرة النسب :
لهشام بن محمد الكلبي. نشر عالم الكتب / بيروت.
72 - حلية الأولياء :
لأحمد بن عبد اللّه الأصبهاني. نشر دار الكتاب العربي / بيروت.
ص: 462
73 - الخرائج والجرائح :
لقطب الدين الرواندي. نشر انتشارات مصطفوي / قم.
74 - خصائص الائمة علیهم السلام :
للشريف الرضي. نشر مجمع البحوث الاسلامية / مشهد.
75 - خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام :
لأحمد بن شعيب النسائي. نشر مكتبة المعلى / الكويت.
76 - الخصال :
لمحمد بن علي بن بابويه القمي. نشر جماعة المدرسين / قم.
77 - الدر المنثور :
لجلال الدين السيوطي. نشر مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي العامة / قم.
78 - الدعوات :
لقطب الدين الراوندي. نشر مطبعة أمير / قم.
79 - دلائل الامامة :
لمحمد بن جرير الطبري. نشر منشورات الرضي / قم.
80 - دلائل النبوة :
لأحمد بن الحسين البيهقي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
81 - دلائل النبوة :
لأبي نعيم الأصبهاني. نشر المكتبة العربية / حلب.
82 - ديوان شيخ الاباطح أبي طالب :
نشر مكتبة نينوى الحديثة / طهران.
83 - ديوان عبد اللّه بن الزبير الأسدي :
نشر وزارة الاعلام / بغداد.
84 - ذخائر العقبى :
لمحب الدين الطبري. نشر مؤسسة الوفاء / بيروت.
85 - الذرية الطاهرة :
لمحمد بن أحمد الانصاري. نشر جماعة المدرسين / قم.
ص: 463
86 - ربيع الابرار :
لمحمود بن عمر الزمخشري. نشر وزارة الأوقاف / بغداد.
87 - الرجال :
للحسن بن علي بن داود الحلي. منشورات المطبعة الحيدرية / النجف الاشرف.
88 - رجال العلاّمة الحلي :
للحسن بن يوسف بن المطهر الحلي. نشر منشورات المطبعة الحيدرية / النجف الأشرف.
89 - رجال الشيخ الطوسي :
نشر المطبعة الحيدرية / النجف الأشرف.
90 - رجال الكشي :
للشيخ محمد بن الحسن الطوسي. نشر مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث / قم.
91 - رجال النجاشي :
نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين / قم.
92 - رسائل الشريف المرتضى :
منشورات دار القرآن الكريم / قم.
93 - روضة الواعظين :
للشيخ محمد بن الفتال النيسابوري. نشر مكتبة الرضي / قم.
94 - الرياض النضرة :
لمحب الدين الطبري. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
95 - السنّة :
لعمر بن أبي عاصم الضحّاك. نشر المكتبة الإسلامية / بيروت.
96 - سنن الدارمي :
نشر دار الفكر / بيروت.
97 - سنن ابي داود :
نشر دار الفكر / بيروت.
98 - السنن الكبرى :
لأحمد بن الحسين بن علي البيهقي. نشر دار الفكر / بيروت.
ص: 464
99 - سنن ابن ماجة :
نشر دار الفكر / بيروت.
100 - سير اعلام النبلاء :
للذهبي. نشر مؤسّسة الرسالة / بيروت.
101 - سيرة ابن اسحاق :
نشر دار الفكر / بيروت.
102 - السيرة النبوية :
لابن هشام. نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت.
103 - السيرة النبوية :
لابن كثير. نشر دار احياء التراث العربي / بيروت.
104 - شرح نهج البلاغة :
لابن أبي الحديد. نشر منشورات مكتبة المرعشي العامة / قم.
105 - شعر ابي طالب واخباره :
لعبد اللّه بن احمد. نشر منشورات دار الثقافة / قم.
106 - شواهد التنزيل :
للحسكاني. نشر مؤسّسة الاعلمي / بيروت.
107 - الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة :
لهاشم معروف الحسيني. نشر دار العلم / بيروت.
108 - الصحاح :
لإسماعيل بن حماد الجوهري. نشر دار العلم للملايين / بيروت.
109 - صحيح البخاري :
نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت.
110 - صحيح مسلم :
نشر دار الفكر / بيروت.
111 - صحيفة الإمام الرضا علیه السلام :
نشر مؤسّسة الإمام المهدي / قم.
ص: 465
112 - صفة الصفوة :
لابن الجوزي. نشر دار المعرفة / بيروت.
113 - الضعفاء الكبير :
لمحمد بن عمر العقيلي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
114 - الضعفاء والمتروكين :
للدار قطني. نشر مؤسسة الرسالة / بيروت.
115 - الضعفاء والمتروكين :
لأحمد بن شعيب النسائي. نشر دار الفكر / بيروت.
116 - الطبقات الكبرى :
لمحمّد بن سعد البصري. نشر دار صادر / بيروت.
117 - الطرائف :
لعلي بن موسى بن طاوس الحلي. نشر مطبعة الخيام / قم.
118 - عدة رسائل :
للشيخ المفيد. نشر منشورات مكتبة المفيد / قم.
119 - العدد القوية :
لعلي بن يوسف بن المطهر الحلي. نشر مكتبة المرعشي العامة / قم.
120 - العقد الفريد :
لابن عبد ربه الاندلسي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
121 - علل الشرائع :
لمحمد بن علي بن بابويه القمي. نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت.
122 - العمدة :
لابن بطريق. نشر جماعة المدرسين / قم.
123 - العين :
للخليل بن أحمد الفراهيدي. نشر دار الهجرة / قم.
124 - عيون الأثر :
لابن سيد الناس. نشر دار الفكر / بيروت.
ص: 466
125 - عيون أخبار الرضا علیه السلام :
لمحمد بن علي بابويه القمي. نشر مطبعة العالم / طهران.
126 - الغدير :
لعبد الحسين الاميني. نشر مكتبة أمير المؤمنين / طهران.
127 - الغيبة :
لمحمد بن الحسن الطوسي. نشر مكتبة نينوى الحديثة / طهران.
128 - الغيبة :
لمحمد بن إبراهيم النعماني. نشر مكتبة الصدوق / بيروت.
129 - فتح الباري :
لابن حجر العسقلاني. نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت.
130 - فرائد السمطين :
لإبراهيم بن محمد الجويني. نشر مؤسّسة المحمودي / بيروت.
131 - فرحة الغري :
للسيد عبد الكريم بن طاوس. نشر المطبعة الحيدرية / النجف الأشرف.
132 - الفردوس بمأثور الخطاب :
لشيرويه بن شهردار الديلمي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
133 - الفرق بين الفرق :
لعبد القاهر بن محمد الأسفراييني. نشر دار المعرفة / بيروت.
134 - فرق الشيعة :
للحسن بن موسى النوبختي. نشر المكتبة المرتضوية / النجف الأشرف.
135 - الفصول المختارة :
لمحمد بن محمد بن النعمان العكبري. نشر مكتبة الداوري / قم.
136 - الفصول المهمة :
لعلي بن محمد المالكي. نشر منشورات الأعلمي / طهران.
137 - الفضائل :
لشاذان بن جبرائيل القمّي. نشر المطبعة الحيدرية / النجف الأشرف.
ص: 467
138 - الفضائل :
لأحمد بن محمد بن حنبل.
139 - الفهرست :
لمحمّد بن الحسن الطوسي. نشر المكتبة المرتضوية النجف الأشرف.
140 - القاموس المحيط :
لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي. نشر دار الفكر / بيروت.
141 - قرب الإسناد :
لعبد اللّه بن جعفر الحميري. نشر مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث / قم.
142 - قصص الأنبياء :
لقطب الدين الراوندي. نشر مجمع البحوث الإسلامية / مشهد.
143 - الكافي :
لمحمد بن يعقوب الكليني. نشر منشورات المكتبة الإسلامية / طهران.
144 - كامل الزيارات :
لجعفر بن محمد بن قولويه. نشر المطبعة المرتضوية / النجف الأشرف.
145 - الكامل في التأريخ :
لابن الاثير. نشر دار صادر / بيروت.
146 - الكامل في اللغة والأدب :
لمحمّد بن يزيد النحوي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
147 - كتاب سليم بن قيس :
نشر دار الفنون / بيروت.
148 - كتاب سيبويه :
نشر عالم الكتب / بيروت.
149 - الكشاف :
للزمخشري. نشر دار المعرفة / بيروت.
150 - كشف الغمة :
لعلي بن عيسى الاربلي. نشر مكتبة بني هاشم / تبريز.
ص: 468
151 - كفاية الأثر :
لعلي بن محمد الخزاز. نشر مطبعة الخيام / قم.
152 - كفاية الطالب :
لمحمّد بن يوسف الشافعي. نشر دار إحياء تراث اهل البيت علیهم السلام / طهران.
153 - كمال الدين :
لمحمّد بن علي بن بابويه القمي. نشر جماعة المدرسين / قم.
154 - الكنى والالقاب :
لعباس القمي. نشر انتشارات بيدار / قم.
155 - كنز الفوائد :
لمحمد بن علي الكراجكي. نشر دار الأضواء / بيروت.
156 - لسان العرب :
لمحمد المصري. نشر أدب الحوزة / قم.
157 - لغت نامه :
لعلي اكبر دهخدا.
158 - مائة منقبة :
لابن شاذان القمي. نشر مؤسّسة الرسالة / بيروت.
159 - المجروحين :
لمحمد بن حبان التميمي. نشر دار المعرفة / بيروت.
160 - مجمع البحرين :
لفخر الدين بن محمّد بن علي الطريحي. نشر المكتبة المرتضوية / مشهد.
161 - مجمع البيان :
للفضل بن الحسن الطبرسي. نشر مكتبة السيد المرعشي العامة / قم.
162 - مجمع الزوائد :
لعلي بن أبي بكر الهيثمي. نشر دار الكتاب العربي / بيروت.
163 - المحاسن :
لأحمد بن محمد البرقي. دار الكتب الإسلامية / قم.
ص: 469
164 - مختصر تأريخ دمشق :
لابن منظور. نشر دار الفكر / بيروت.
165 - مرآة العقول :
لمحمّد باقر المجلسي. نشر دار الكتب الإسلامية.
166 - مروج الذهب :
للمسعودي. منشورات الجامعة اللبنانية.
167 - مسار الشيعة :
لمحمّد بن محمد بن النعمان العكبري. نشر مكتبة بصيرتي / قم.
168 - المستدرك على الصحيحين :
للحاكم النيسابوري. نشر دار الفكر / بيروت.
169 - مسند أحمد بن حنبل :
نشر دار الفكر / بيروت.
170 - مسند الامام علي علیه السلام :
للسيوطي : نشر مكتبة الإيمان / المدينة المنورة.
171 - مسند الحميري :
نشر عالم الكتب / بيروت.
172 - مسند أبي داود الطيالسي :
نشر دار الكتاب اللبناني / بيروت.
173 - مسند أبي يعلى :
نشر دار المأمون للتراث / دمشق.
174 - مشكل الآثار :
أبو جعفر الطحاوي. نشر دار صادر / بيروت.
175 - مصابيح السنة :
للحسين بن مسعود البغوي. نشر دار المعرفة / بيروت.
176 - مصباح المتهجد وسلاح المتعبد :
لمحمد بن الحسن الطوسي. نشر اسماعيل الأنصاري الزنجاني / قم.
ص: 470
177 - المصنف :
لعبد الرزاق بن همام الصنعاني. نشر منشورات المجلسي العلمي / بيروت.
178 - المصنف :
لابن أبي شيبة. نشر دار السلفية / بومباي - الهند.
179 - المطالب العالية :
لابن حجر العسقلاني. نشر دار المعرفة / بيروت.
180 - المعارف :
لابن قتيبة. نشر دار الكتب الإسلامية / بيروت.
181 - معاني الأخبار :
لمحمّد بن علي بن بابويه القمي. نشر جماعة المدرسين / قم.
182 - معجم البلدان :
لياقوت الحموي. نشر دار صادر / بيروت.
183 - المعجم الكبير :
للطبراني. نشر مكتبة ابن تيمية / القاهرة.
184 - المغازي :
لمحمد بن عمر الواقدي. مؤسّسة الاعلمي / بيروت.
185 - مقاتل الطالبيين :
لأبي فرج الاصفهاني. نشر دار المعرفة / بيروت.
186 - مقتضب الأثر :
لأحمد بن عبد اللّه الجوهري. نشر مطبعة المعارف.
187 - مقتل الحسين علیه السلام :
لعلي بن موسى بن محمد بن طاوس. منشورات الداوري / قم.
188 - مقتل الحسين علیه السلام :
لموفق بن أحمد الخوارزمي. نشر مكتبة المفيد / قم.
189 - مقتل ابي مخنف :
نشر مؤسّسة النشر الإسلامي / قم.
ص: 471
190 - المقصد العلي :
لعلي بن أبي بكر الهيثمي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
191 - المقنع في الغيبة :
للسيد المرتضى. مجلة تراثنا / قم.
192 - المقنعة :
لمحمد بن محمد بن النعمان العكبري. نسخة مصورة عن مكتبة الآستانة المقدسة.
193 - مكارم الأخلاق :
للحسن بن الفضل الطبرسي. نشر مؤسسة الاعلمي / بيروت.
194 - الملل والنحل :
لمحمد بن عبد الكريم الشهرستاني. نشر دار المعرفة / بيروت.
195 - من لا يحضره الفقيه :
لمحمد بن علي بن بابويه القمي. نشر دار الكتب الإسلامية / طهران.
196 - مناقب الخوارزمي :
نشر مؤسّسة النشر الإسلامي / قم.
197 - مناقب ابن شهرآشوب :
نشر مؤسّسة انتشارات علاّمة / قم.
198 - مناقب ابن المغازلي :
نشر دار الاضواء / بيروت.
199 - مورد الضمآن بزوائد ابن حبان :
للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.
200 - الموطأ :
لمالك بن انس. نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت.
201 - ميزان الاعتدال :
للذهبي. نشر دار المعرفة / بيروت.
202 - نقد الرجال :
لمير مصطفى الحسيني التفريشي. نشر انتشارات الرسول المصطفى / قم.
ص: 472
203 - النهاية :
لابن الأثير الجزري. نشر المكتبة الإسلامية / طهران.
204 - نوادر المعجزات :
لمحمد بن جرير بن رستم الطبري. نشر مؤسسة الإمام المهدي / قم.
205 - الهداية الكبرى :
للحسين بن حمدان الخصيبي. نشر مؤسّسة البلاغ / بيروت.
206 - الوفا بأحوال المصطفى :
لعبد عبد الرحمن بن الجوزي. نشر دار الكتب الحديثة / مصر.
207 - وفيات الأعيان :
لابن خلكان. نشر دار صادر / بيروت.
208 - وقعة صفين :
لنصر بن مزاحم المنقري. منشورات مكتبة المرعشي العامة / قم.
209 - وقعة الطف :
لأبي مخنف. نشر مؤسّسة النشر الاسلامي / قم.
210 - اليقين :
لابن طاوس. نشر دار الكتاب / قم.
ص: 473
ص: 474
الباب السادس : في ذكر الإمام العالم أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم علیه السلام ... 5
الفصل الأول : ذكر مولده ومبلغ سنه ووقت وفاته علیه السلام ... 6
الفصل الثاني : ذكر النص عليه بالإمامة... 7
الفصل الثالث : ذكر نبد من آياته ودلالاته ومعجزاته علیه السلام ... 16
الفصل الرابع : ذكر طرف من مناقبه وفضائله وخصائصه... 25
الفصل الخامس : ذكر وفاته علیه السلام وسببها... 33
الفصل السادس : ذكر عدد أولاده علیه السلام ... 36
الباب السابع : ذكر الإمام المرتضى أبي الحسن علي بن موسى الرضا علیه السلام ... 39
الفصل الأول : ذكر مولده ومبلغ سنه ووقت وفاته... 40
الفصل الثاني : ذكر النصوص الدالة على إمامته علیه السلام ... 43
الفصل الثالث : ذكر دلالاته ومعجزاته علیه السلام ... 53
الفصل الرابع : طرف من خصائصه ومناقبه وأخلاقه الكريمة علیه السلام ... 63
الفصل الخامس : في ذكر نبذ من أخباره مع المأمون... 72
ص: 475
الفصل السادس : ذكر وفاته علیه السلام وسببها... 80
الباب الثامن : ذكر الإمام التقي أبي جعفر محمد بن علي الرضا علیهماالسلام ... 89
الفصل الأول : ذكر مولده ومدة إمامته ووقت وفاته علیه السلام ... 91
الفصل الثاني : ذكر النصوص الدالة على إمامته علیه السلام ... 92
الفصل الثالث : طرف من دلائله ومعجزاته علیه السلام ... 96
الفصل الرابع : ذكر بعض مناقبه وفضائله علیه السلام ... 101
الباب التاسع : في ذكر الإمام النقي أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى علیهماالسلام ... 107
الفصل الأول : ذكر مولده ومبلغ سنه ووقت وفاته وموضع قبره علیه السلام ... 109
الفصل الثاني : طرف من النص الدال على إمامته علیه السلام ... 111
الفصل الثالث : طرف من دلائله ومعجزاته ومناقبه... 114
الفصل الرابع : طرف من خصائصه وأخباره... 125
أولاده علیه السلام ... 127
الباب العاشر : ذكر الإمام الزكي أبي محمد الحسن بن علي العسكري علیهماالسلام ... 129
الفصل الأول : في ذكر مولده ومبلغ سنه ووقت وفاته علیه السلام ... 131
الفصل الثاني : ذكر النصوص الدالة على إمامته علیه السلام ... 133
الفصل الثالث : طرف من آياته ومعجزاته... 137
الفصل الرابع : طرف من مناقبه وخصائصه وأخباره... 147
الركن الرابع : ذكر امامة الاثني عشر والامام الثاني عشر... 153
القسم الأول : الدلالة على امامة الاثني عشر علیهماالسلام ... 155
الفصل الأول : ذكر النصل على عدد الاثني عشر من الأئمة من طريق العامة... 157
الفصل الثاني : النص على إمامة الاثني عشر من طريق الشيعة... 166
الفصل الثالث : ذكر الدلائل على إمامة الأئمة الاثني عشر علیهم السلام ... 201
القسم الثاني : الكلام في إمامة صاحب الزمان... 209
الباب الأول :... 211
الفصل الأول : ذكر اسمه وكنيته ولقبه علیه السلام ... 213
الفصل الثاني : ذكر مولده علیه السلام واسم أمه... 214
ص: 476
الفصل الثالث : ذكر من رآه علیه السلام ... 218
الباب الثاني :... 223
الفصل الأول : ذكر اثبات النصل على إمامته علیه السلام من طريق الاعتبار... 225
الفصل الثاني : النصوص الواردة من آبائه علیه السلام الدالة على إمامته علیه السلام ... 226
الفصل الثالث : ذكر النصوص عليه علیه السلام من جهة أبيه خاصة... 248
الباب الثالث :... 255
الفصل الأول : ذكر الأخبار الدالة على اثبات غيبته علیه السلام وصحة إمامته وأحوال غيبته... 257
الفصل الثاني : بعض ما روي من دلالاته وبيناته علیه السلام ... 261
الفصل الثالث : بعض التوقيعات الواردة منه علیه السلام ... 270
الفصل الرابع : أسماء الذين شاهدوه أو رأوا دلائله وخروج توقيعاته إليهم... 273
الباب الرابع :... 277
الفصل الأول : ذكر علامات خروجه علیه السلام ... 279
الفصل الثاني : ذكر السنة واليوم الذي يقوم فيه القائم علیه السلام ... 286
الفصل الثالث : سيرته عند قيامه وطريقة أحكامه ووصف زمانه ومدة أيامه... 287
الفصل الرابع : في ذكر صفة القائم وحليته... 294
الباب الخامس : ذكر مسائل يسأل عنها أهل الخلاف في غيبته علیه السلام وحل الشبهات... 297
الفهارس العامة... 313
فهرس الآيات القرآنية... 315
فهرس الأحاديث... 327
فهرس الأشعار... 371
فهرس الأعلام... 377
فهرس الفرق والجماعات... 439
فهرس البقاع والأماكن... 447
فهرس الكتب الواردة في المتن... 455
فهرس مصادر التحقيق... 457
الفهرس الموضوعي... 475
ص: 477