بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 111: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
تصویر
صُورَة المُؤلّف «قدّس سرّه»
ص: 5
ص: 6
[المدخل]
بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم
الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی أفضل انبیائه و خاتم رسله محمّد المصطفی و علی آله الأطهار الأخیار.
و بعد فقد وفقنا اللّٰه تبارك و تعالی للقیام بطبع هذا التراث الجلیل و السفر العظیم و نشره فی المجتمع الحضاری المتقدم راجین من اللّٰه أن یسدد خطانا انه سمیع مجیب.
و قد ارتأینا أن نهدی كل جهودنا الی مولاتنا أم الإمامة و مهد التراث الإسلامی «فاطمة الزهراء» صلوات اللّٰه علیها نرجو من اللّٰه و منها القبول.
كما و نودّ أن نبدی شكرنا الصادق و تقدیرنا العمیق الی كل من سعی فی اخراج هذا التراث فی طبعتها الأولی فانهم هم الوحیدون الذین یشكرون و یحمدون علی ما قاموا به من جهد و خدمة فی سبیل الإسلام.
فمنهم من قدم علی الكتاب او علق علیه او صحّحه او وضع له الفهارس او قام بطبعه او نشره و أخص منهم بالذكر المرحوم آیة اللّٰه الشیخ عبد الرحیم الربانی الشیرازی و العلامة الحجة الشیخ محمّد باقر البهبودی و حجة الإسلام و المسلمین الحاجّ السیّد هدایة المسترحمیّ و فضیلة
ص: 7
الحاجّ السیّد جواد العلوی و فضیلة الحاجّ الشیخ محمّد الآخوندی و الحاجّ السیّد إسماعیل الكتابچی و إخوانه الاجلاء و السیّد إبراهیم المیانجی و فضیلة المیرزا علی أكبر الغفاری و فضیلة السیّد محمّد مهدی الموسوی الخرسان و فضیلة الأستاذ یحیی العابدی الزنجانیّ و فضیلة السیّد محمّد تقی مصباح الیزدیّ و فضیلة السیّد كاظم الموسوی المیاموی فجزاهم اللّٰه عن الإسلام خیر جزاء و حشرنا و ایاهم مع الأئمة الأطهار و صلّی اللّٰه علی محمّد و آله الأخیار.
بیروت 17/ ربیع الأوّل/ 1403 ه- 1/ 1/ 1983 م
دار احیاء التراث العَرَبی
ص: 8
بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم
الحمد للّٰه الّذی جعل الحمد مفتاحا لذكره و سببا لمزید فضله و الصلاة علی نبیّه الّذی أرسله علی حین فترة من الرّسل و طول هجعة من الأمم و كان الناس فی غمار الهمجیّة یخوضون و فی بیداء الضلال یخبطون، فقام محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله داعیا إلی شریعته، معلنا بنبوّته، فی قوم قد ملكت سجایا الحیوانیّة أعنّة نفوسهم و أفسدت ضواری الشهوات قلوبهم التی فی صدورهم؛ و سیطرت مخازی العبودیّة علی طبائعهم، تائهین فی مهمه خائف و سیل إشراك جارف، فجاء صلّی اللّٰه علیه و آله و معه كتاب ربّه؛ و قام بأعباء الدعایة؛ و أنار نبراس؟؟؟ المدنیّة؛ و أوقد مقباس الهدایة؛ و أخمد نیران الغوایة؛ و دعا الناس إلی عبادة من یدبّر شئون الكیان و رفض الطواغیت و الأصنام؛ و حثّ الناس علی التعاطف و التراحم و ترك البغی و التنازع و التخاصم فلمّا انقضت أیّامه و أتی علیه یومه ترك بین الناس الثقلین: كتاب اللّٰه و عترته و نصّ بنجاة من تمسّك بهما من امّته، فلم یمض حتّی بیّن لهم معالم دینهم و تركهم علی قصد سبیلهم و أقام أهله علما و إماما للخلق و أوصاهم باتّباع أمرهم و الانتهاء عن نهیهم فقام بعده
أوصیاؤه فیما شرّع و احتذوا مثاله فی كلّ ما صدع، شرحوا كلمه و نشروا دینه و أناروا طرقه و سلكوا مسلكه و أقاموا حدوده و علّموا الناس دقائق كتابه و حقائق سنّته؛ یؤلمهم بقاء الامّة فی الجهل و یؤذیهم خروجهم عن صراط الفطرة و العقل؛ و استنقذوهم عن معاسیف السبیل و معامی الطریق؛ و نهضوا بهم من دركات السفالة و أخادید الخمول و هوی الجهل إلی مستوی العلم و الفضیلة و العقل؛ و أوردوهم منهلا نمیرا رویّا صافیا تطفح ضفّتاه و لا یترنّق جانباه.
و هناك رهط من الامّة، الامویّة الغاشمة، قد ضرب اللّٰه بینهم و بین الحقّ بسور ظاهره الرّحمة و باطنه العذاب، أرادوا خضد شوكة العترة و إضاعة حقّهم و إباحة نصبهم و نبذوا كتاب اللّٰه وراء ظهورهم و أبقوا شطرا من الامّة فی الذهول و بیئة الضلالة و الاستكانة و الخمول، أحیوا البدعة و أماتوا السنّة و فعلوا ما فعلوا و ابتدعوا ما ابتدعوا و أحدثوا فی الإسلام ما لیس فی الحسبان.
ص: 9
و اخری قوم رضی اللّٰه عنهم و رضوا عنه، استضاءوا بنور القرآن و تمسّكوا بحجزة أهل بیت الوحی و شیّدوا بهم و وطّدوا بهم دعائم دینهم و أشادوا بذكرهم و اقتصّوا آثارهم و نهجوا منهجهم و ذبّوا عن حریمهم و قاموا بواجب حقوقهم، لم یثبّط هممهم بعد الغایة الّتی یقصدون و لم یحل شی ء بینهم و بین ما یرجون و لم تأخذهم فی اللّٰه لومة لائم، رجال صدقوا ما عاهدوا اللّٰه علیه، فنهضوا لتدعیم الحقّ و تنویر أفكار المجتمع فجمعوا فی عامّة العلوم و شتّی أنواع الفنون ما أخذوا عن الأئمّة الكرام و عیبة علم الملك العلّام فألّفوا و أفادوا و دوّنوا فأجادوا و خلّفوا من أصناف التصانیف و آلاف التآلیف فی جمیع الأنحاء و الأغراض و الأنواع من فقه و معارف و خطب و رسائل و حكم و مواعظ و أخلاق و سنن و ملاحم و فتن كتبا منشّرة و صحفا مكرّمة مرفوعة مطهّرة. فأبقت لهم كیانا خالدا و ذكرا جمیلا و صحیفة بیضاء تبقی مع الدّهر تذكر و تشكر.
و من الأسف قد نشبت بین أجیال المسلمین خلال تلك القرون حروب طاحنة و فتن غاشمة و دواهی عظیمة منذ عهدهم الأوّل عهد الصحابة الأوّلین ثمّ فی أدوارهم المتتابعة و تعرّضوا فی بعض تلكم الحوادث للمكتبات العامرة الإسلامیة الّتی تربو عدد مجلّداتها مئات الالوف كمكتبة «الصاحب» و مكتبة «شیخ الطائفة» و غیرهما تارة بالإحراق و اخری بالإغراق و ما بقیت بعد هاتیكم الكوارث و الهنابث ذهبت و اندرست أو دثرت و انطمست جلّها فی حادثة «التاتار» فما بقی من تلك المؤلّفات الذّهبیة و الآثار المذهبیّة إلّا قلیل من كثیر و ذلك فی زوایا نسجت علیها عناكب النسیان.
فهنالك نهض بطل عبقریّ إلهیّ كأنّه أمّة فی نفسه، شمّر عن ساق الجدّ و جمع ما لدیه من هذه الأصول و بعث من یفحص عنها من العظماء و الفحول، فتفحّصوا عن الدفائن المغمورة و خزائن الكتب المهجورة و المكتبات الدارسة المطمورة و تجسّسوا عن علماء الأمصار و تتّبعوا خلال الدّیار؛ فجمع ما وصل إلیه من الأثر و قام بإحیاء ما دثر، ضامّا شعثها، جامعا شملها، و بذل همّته القعساء فی تنظیم ما جاءت من الأرجاء، فرتّب أصوله و قرّر فصوله و بوّب أبوابه و أسّس أساسه و علّوا علیها صروحه و فسّر غریبه و أوضح جدده و أبلج معضله و جاء بكتاب كریم لم یری الدّهر مثله. فهو و الحقّ مشكاة أنوار الوحی و مصباح السالك فی دهماء الوخی، تمثّل مجلّداته الضخمة أمام القارئ كالنجوم الزاهرة
ص: 10
أو كالبحار الزاخرة، یحمل بین دفّتیه من العلوم كلّها و من الفنون جلّها، یحتوی ما تحتاج إلیه الامّة و لا یغادر منه شیئا، فلن یفقد الناظر فیه بغیته و یجد كلّ طالب بلغته، بحر متلاطم الأمواج، جیّاش العباب، فیه اللّؤلؤ و المرجان و الدّرّ الوضّاء و الحجّة البالغة و البرهان الساطع و العلم الناجع و الأدب الناصع، و فیه ... و فیه ما لیس فی وسعنا و أیّ ثقافیّ دینیّ أن نحصیه و نعدده. فجزی اللّٰه مؤلّفه العلّامة مولانا «المولی محمّد باقر المجلسیّ» عنّا و عن جمیع المسلمین خیر الجزاء علی موسوعته الّتی لا تتناهی.
ألا و قد طبع ذلك الكتاب بتمامه فی خمس و عشرین مجلّدا بنفقة صاحب السماحة و الكرم ارومة الفضل و الهمم «الحاجّ محمّد حسن الأصفهانیّ» أمین دار الضرب الملقّب ب [الكمپانی] فنفدت تلكم النسخ مع كثرة من یرغب فی اقتنائها و شدّة مسیس الحاجة إلیها فمنّ المولی سبحانه و أنعم علینا و شرّفنا بتجدید طبعه علی هذا الجمال البهیّ و الطرز المرغّب فیه مزدانا بتعالیق نافعة علمیّة لجمع من أعلام قم المشرّفة؛ فالواجب علینا أن نسدی شكرنا الجزیل و ثناءنا العاطر إلی حضرة العلّامة الجلیل «الحاجّ السیّد محمّد حسین الطباطبائی» أبقاه اللّٰه علما للخلق و منارا للحقّ الذی هو رأس هذه اللّجنة، و قد بیّن من الكتاب ما أشكل فهمه علی الطالب المستنیر و نرمز إلی تعالیقه ب [ط]. و إلی العالم الخبیر و المتتبّع البصیر «الشیخ عبد الرحیم الربانیّ الشیرازیّ» أدام اللّٰه إفضاله و كثّر أمثاله حیث بذل جهده فی تصحیح الكتاب سندا و متنا و ترجم بعض رجاله و أوضح مشكله و شرح غامضه و علّق علیه مقدّمة ضافیة شافیة لیتیسّر لمعتنقیه أن یرتشفوا مناهله و یقتطفوا ثمار محاسنه. و إلی الفاضل الأدیب و المحقّق الأریب «الشیخ یحیی العابدیّ الزنجانیّ» أیّده اللّٰه و وفّقه لمراضیه الذی بذل غایة سعیه وراء تصحیح الكتاب و تحسینه و تنمیقه و مقابلته و عرضه علی نسخه المتعدّدة فجاء الكتاب- بحول اللّٰه و طوله- یروق طبعه هذا كلّ مثقّف دینیّ له إلمام بهذا المهمّ و ذلك لخلوّه من الخلل و الخطأ إلّا نزر زهید لا یعبأ.
و فی الختام لا یسعنا إلّا أن نثنی علی مجهود شقیقنا الفاضل «علیّ أكبر الغفاریّ» حیث عاضدنا فی كثیر من الموارد الّتی تحتاج إلی دقّة النظر. و كان حقّا علینا أن نسطّر لهم آیة من الحمد فی تضاعیف هذا السفر القیم الخالد و لروّاد الفضیلة الذین وازرونا فی هذا المشروع شكر متواصل غیر ممنوع و لا مقطوع.
الحاجّ السیّد جواد العلوی
ص: 11
بسمه تعالی
الحمد للّٰه علی فضله و إحسانه، و الشكر له علی نعمائه و سوابغ آلائه، حیث وفّقنا لاحیاء تراث الدّین و نشر آثار خیر المرسلین محمّد و عترته الأمجاد الأطهرین:
الأئمّة الأبرار، علیهم صلوات اللّٰه الرّحمن ما دام اللّیل و النهار.
و بعد- فهذه الموسوعة الكبری من ینابیع علومهم الفاخرة، و مناهل حكمهم القیّمة الزاخرة، و هو بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، الّذی لم ینسج علی منواله و لم یجمع علی شاكلته: جمعا و نظما و شرحا و إیضاحا و تبیانا، لمؤلّفه العبقریّ الفذ البطل: وحید عصره، و فرید دهره، غوّاص بحار الحقائق، حلال الغوامض و الدقائق، المولی العلّامة البحّاثة، ذی الفیض القدسی مولانا محمّد باقر المجلسیّ، أعلی اللّٰه فی غرفات الجنان مقامه، و حشره مع أحبّائه محمّد و آله، وفّقنا اللّٰه تعالی- و له المنّ و الشكر- لاخراج هذا السفر القیّم و تكمیل طبعتها بهذه الصورة الرائقة: ضبطا و تصحیحا و إتقانا، یروق جماله كلّ ناظر یفصل بین الغثّ و السمین و كلّ باحث ثقافیّ ینقد الزیّف المموّه من العقیان الثمین.
و لقد ساعدنا فی تحقیق هذه العزمة لجنة من الفضلاء و المحققین، فوازرونا فی إنجاز هذا المشروع، و بذلوا إمكانیّاتهم فی تحقیق أجزاء الكتاب و تخریج أحادیثها و تصحیح ألفاظها و ضبطها، و السعی وراء هذه الأمنیّة الصالحة بكلّ جدّ و جهد.
فمنهم الفاضل المكرّم و الحبر المعظم الحاجّ السیّد إبراهیم المیانجی دام ظله، فقد ساهمنا فی تصحیح كلّ الأجزاء الّتی صدرت بعنایتنا عند طبعها فنصحنا فی سبیل هذه الفكرة باخلاص و وفاء.
ص: 12
و منهم الفاضل البحّاثة و العلم الحجّة السیّد محمّد مهدی الموسوی الخرسان، حیث ساهمنا بتحقیق شطر من الأجزاء، أرسلها إلینا من مهد العلم و الشرف النجف الأشرف، فله ثناؤنا العاطر و شكرنا الجزیل الفاخر، أبقاه اللّٰه علما للثقافة و الدّین بمحمّد و عترته الطاهرین.
و منهم الفاضل المكرّم السیّد هدایة اللّٰه المسترحمیّ الأصبهانیّ، حیث رتّب فهرسا عامّا لهذه الموسوعة الكبری، و هو فهرس عامّ شامل لمواضیع الكتاب عن آخرها و الإشارة إلی غرر الأحادیث و نوادرها، بما فیها من استخراج فوائده الرجالیة أو مباحثه اللّغویّة و الأدبیّة (یتم فی ثلاثة اجزاء: 54- و قد خرج و 55 تحت الطبع و 56 سیتم إنشاء اللّٰه).
و منهم الفاضل الحبر الذكیّ علی أكبر الغفاریّ صدیقنا المكرّم حیث ساهمنا فی تحقیق بعض الأجزاء و تخریج نصوصه من المصادر و التصحیح عند الطباعة و الإشراف علیه بالتعلیق و التنمیق، أبقاه اللّٰه لخدمة الدّین و الثقافة و العلم.
و منهم الفاضل الخبیر المضطلع بأعباء هذا الثقل الفادح، محمّد الباقر البهبودی، حیث ساهمنا فی تصحیح كلّ الأجزاء عند طبعها بمعاضدة الفاضل المحترم المیانجی المقدّم ذكره، و مع ذلك ساعدنا فی تحقیق شطر كبیر من الأجزاء الّتی صدرت بعنایتنا، و بذل جهده فی تحصیل النسخ الأصیلة الثمینة و مقابلة 30 جزءا من أجزاء هذه المطبوعة علیها بدقة و إتقان.
*** فللّٰه درّهم بما أخلصوا اللّٰه ما وعدوه، و علینا تقدیم الشكر الجزیل إلیهم و إطراء الثناء الجمیل علیهم، حیث أجابوا ملتمسنا فی تحقیق هذه الفكرة القیّمة، و اللّٰه هو الموفّق المعین.
المكتبة الإسلامیة الحاجّ السیّد إسماعیل الكتابچی و إخوانه
ص: 13
*** و من المناسب فی ختام هذه الطبعة، أن نشكر مساعی أعضاء مطبعتنا أیضا و هم: 1- السیّد هادی گیتی آرا 2- بهروز كشور دوست 3- حسین موحدان پیمان حقّ 4- علی ابریشمی: حیث جاهدوا معنا فی سبیل هذه الخدمة المرضیّة و التسریع فی إخراج المطبوعة هذه بصورة رائقة نفیسة فتحمّلوا المشاقّ فی قراءة الأصل (مطبوعة الكمبانی) و ترصیف الحروف بدقّة و رعایة الفواصل و العلامات، و المساهمة فی ذلك مع المصحّحین و مطاوعتهم فی ضبط الكلمات و تشكیلها و استدراك ما سقط عن الأصل (مطبوعة الكمبانی) داخل المتن و هذا ممّا یصعب علی مرصّف الحروف جدّا، فجزاهم اللّٰه خیر الجزاء.
المطبعة الإسلامیة
ص: 14
شكر و تقدیر الحمد للّٰه الّذی یكلّ اللّسان عن إحصاء نعمائه و نعت جلاله، و الصلاة و السلام علی نبیّه المصطفی محمّد و آله.
و بعد لقد قیّض اللّٰه سبحانه و اختار- و له الخیرة- الاخوان الكرام و الأعزّة العظام الكتابچیّین علی رأسهم الأخ المعظم المحترم- الحاجّ السیّد إسماعیل الكتابچی- دامت توفیقاتهم، لنشر ما وصل إلینا من الأخبار و الآثار عن نبیّنا صلّی اللّٰه علیه و آله و سلّم و آله الأئمّة الأطهار صلوات اللّٰه علیهم ما دامت اللّیل و النّهار، فنشروا من كلم اولئك السادة صلوات اللّٰه علیهم أجمعین جوامع و كتبا قیّمة تكلّ الألسن عن وصفها، و یقصر البیان عن مدحها و تعریفها.
منها كتاب وسائل الشیعة الّذی هو منیة المرید و طلبة الباحث للشیخ الحرّ العاملی أعلی اللّٰه مقامه، و لقد عكفت علیه الفقهاء العظام فی استخراج الأحكام من حین تألیفه إلی الیوم، و جعلوه مرجعا فی الحلال و الحرام، و هذا الكتاب فی الطبقة العلیا من موساعات العلم و العمل، أخرجوه فی عشرین مجلّدا بورق صقیل و شكل جمیل.
و منها كتاب مستدرك الوسائل لخاتمة المحدّثین العلّامة النوریّ نوّر اللّٰه مضجعه فی ثلاث مجلّدات المطبوع بالافست.
و منها كتاب منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة للعلّامة الخوئی قدّس سرّه فی أحد و عشرین مجلّدا.
و غیرها من آثار باقیة خالدة تزید علی ثلاثمائة، یری القاری فهرسها فی رسالة مستقلّة مطبوعة.
و فی طلیعة تلك الكتب، هذا الكتاب القیّم الّذی لم یأت الزّمان بمثله:
ص: 15
كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الاطهار فانه مع اشتماله علی الأخبار و ضبطها و تصحیحها، محتو علی فوائد غیر محصورة، و تحقیقات متكثّرة، و لم یوجد مسألة إلّا و فیها أدلّتها و مبادیها و تحقیقها و تنقیحها مذكورة علی الوجه الألیق، و قد وصفه علماؤنا الأعلام فی المعاجم و التراجم بكلّ جمیل، و أثنوا علی مؤلّفه العلّامة المجلسیّ أعلی اللّٰه مقامه بالفقه و العلم و الفضل و التبحّر و التضلّع فی الحدیث، یكفیك منها المراجعة إلی كتاب الفیض القدسی للعلّامة النوریّ قدّس سره المطبوع فی مقدّمة الجزء 105 من هذه الطبعة.
و قد شرعوا وفّقهم اللّٰه تعالی فی نشر هذا الكتاب من الجزء العاشر إلی الجزء الخامس و العشرین آخر الأجزاء من الطبع القدیم (إلّا الجزء الرابع عشر) فأخرجوا الأجزاء 10 و 11 و 12 و 13 فی أحد عشر جزءا من هذا الطبع الجدید، مبتدئا من الجزء 43 إلی الجزء 53، ثمّ من الجزء 67 إلی الجزء 110 آخر الأجزاء، فللّٰه درّهم و علیه أجرهم.
و قد نشروا المصحف الشریف إلی الیوم فی 60 نوعا علی أشكال مختلفة و مزایا متنوّعة بعضها فوق بعض یسرّ الناظر، و یجلو الخاطر، و قد ورد عن الإمام الصادق علیه السّلام:
ستّ خصال ینتفع بها المؤمن بعد موته: ولد صالح یستغفر له، و مصحف یقرأ فیه و قلیب یحفره، و غرس یغرسه، و صدقة ماء یجریه، و سنّة حسنة یؤخذ بها بعده.
فنحن نشكرهم باخراجهم تلك الكتب القیّمة، بصورة بهیّة و تهذیب كامل، و نسأله تعالی أن یؤیّدهم و یسدّدهم، و یجعل ذلك ذخرا و ذخیرة لمعادهم، یوم لا ینفع مال و لا بنون، فجزاهم اللّٰه عنّا و عن الامّة المسلمة خیر جزاء المحسنین و السلام علیهم و رحمة اللّٰه و بركاته. السادس من شهر شعبان سنة 1392
العبد: السیّد إبراهیم المیانجی عفی عنه و عن والدیه
ص: 16
بسمه تعالی
الحمد للّٰه ربّ العالمین، و الصلاة و السلام علی محمّد رسول اللّٰه و خاتم النبیّین، و علی آله الأئمّة الطهر المیامین.
و بعد: فمن منن اللّٰه علیّ أن وفّقنی لتحقیق آثار أهل البیت و سبرها و غورها و الاغتراف من بحار علومهم و الاقتباس من منار فضائلهم، و ذلك بعد ما أخلصنی اللّٰه عزّ و جلّ إلی العاصمة و قیّضنی لتصحیح الآثار و الإشراف علی شتّی المآثر و الأخبار من تاریخ الدین و أبواب الفقه و الحدیث و التفسیر، و فی مقدمها كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الاطهار، لمؤلّفه العلّامة العلم الحجّة ذی الفیض القدسی العلّامة المجلسیّ قدّس اللّٰه لطیفه، فقد كان لی- و للّٰه المنّ و الشكر- فی إخراج هذه الموسوعة
الكبری دائرة معارف المذهب أكبر سهم و أوفر نصیب و أسنی توفیق، حیث أشرفت علی تمام الأجزاء عند الطباعة مقابلة و سبرا و غورا- و أحیانا نقدا و تعلیقا اللّٰهمّ إلّا عشرین جزءا من أجزائها المائة عشر (11).
و أمّا الإشراف علیها بالتحقیق و التخریج و التعلیق، فقد كان حظّی فی ذلك أوفر من غیری، حیث أشرفت علی 45 جزءا منها بتحقیق متونها و تخریج نصوصها عن المصادر و مقابلتها علی النسخ المطبوعة و المخطوطة، و خصوصا ما یسّر اللّٰه لنا من نسخ الأصل بخطّ مؤلّفه العلّامة، فقابلنا المطبوعة هذه علیها فجاء بحمد اللّٰه-
ص: 17
و له المنّ أصحّ- و أمتن و أكمل من غیرها(1)، و عند اللّٰه أحتسب عنای فی ذلك و ما قاسیت من المشاقّ و المتاعب و سهر اللّیل و یقظة الهواجر، و ابیضاض لمّتی فی سبیل ذلك.
فلعلّ الباحث الكریم الناظر فی هذه الوریقات، لا ینازعنی أن أغتنم هذه الفرصة، فأتكلّم حول الكتاب و سیرة مؤلّفه العلامة فی تدوینه، بكلمة موجزة یحضرنی عاجلا، بعد ما أحطت به خبرا و فی غوره سبرا و تحقیقا و نقدا طیلة عشر سنوات فأقول:
و من اللّٰه العصمة:
أما الكتاب، فهو الجامع الوحید الّذی یجمع فی طیّه آلافا من أحادیث الرسول و أهل بیته و آثارهم الذهبیّة و مآثرهم الخالدة فی شتّی معارف الدین الدائرة بین المسلمین، فقد استوعب فی كلّ كتاب من كتبه و كلّ باب من أبوابه ما یناسب عنوان الباب لا یشدّ عنه شاذّ.
و أقلّ فائدة فی ذلك أنّ الباحث عن موضوع من المعارف الدینیّة یجد كمال بغیته و تمام أمنیّته حاضرا عنده كالمائدة بین یدیه: قد قرّب له كلّ بعید نادر، و اتیح له كلّ مستوعر شارد، فیتمكّن بذلك من الغور فیها، و تحقیق متن الحدیث و تصحیح إسناده، و ذلك بتطبیق بعضها علی بعض، و تكمیل الناقص الساقط منها بالكامل التامّ منها»(2).
و ربما ینقدح له عند ذلك أنّ الحدیث متواتر أو مستفیض و قد كان عنده
ص: 18
یعدّ من الآحاد، أو یراه متعاضدا متكاملا من حیث المتن، و قد كان عنده متهافتا متساقطا مضطرب الأطراف.
لست أرید أن أقول فی ذلك قولا زورا: أحكم علی الكتاب أوله بما هو خارج عن حدّه و طوره- معاذ اللّٰه- حقیق علینا أن لا نقول فی ذلك إلّا الحقّ الصریح و القول السدید، و هو أنّ الكتاب- بما جمع فی طیّه من شتات الأحادیث و متفرّقات الآثار- هو المرجع الوحید فی تحقیق معارف المذهب، و نعم العون علی معرفة السقیم من الصحیح، و نقد الغثّ من السمین.
فكلّ باحث ثقافیّ یرید تحقیق الحقّ من دون عصبیّة، لا مغنی له و لا مندوحة عنده عن مراجعة هذه الموسوعة العظمی، و التعمّق فی كلّ باب منها، مع ما یجد فیها من الفوائد فی بیان المعضلات و حلّ المشكلات، و شرح غرائب الحدیث من ألفاظها فقد كان مؤلّفه الفذّ العبقریّ بما وهبه اللّٰه عزّ و جلّ من حسن التقریر و سلامة الفهم و صائب الرأی و ثاقب الفطنة، فی الرعیل الأوّل؛ لم یسبقه سابق و لا یلحقه لا حق.
و أمّا ما ینقد علی الكتاب بأنّه محتو علی روایات متهافتة أو متناقضة، مثلا یوجد فی باب منه روایة ینسب قضیّة أو معجزة إلی الإمام الكاظم علیه السّلام، و فی روایة اخری تنسب تلك القضیّة أو المعجزة بعینها إلی الإمام الرضا علیه السّلام.
فعندی أنّ معرفة أمثال هذا التناقض أیضا من بركات هذا الكتاب، و لو لا سرد الروایات من الكتب المختلفة و جمعها فی باب واحد، لما ظهر هذا التناقض، فانّ من وجد أحد هذین الحدیثین فی كتاب لا یتطرّق إلی ذهنه أنّه متناقض مع روایة اخری فی كتاب آخر فیرویه و یعرّج علیه من دون تتبّع و الحال أنّه ساقط بالتناقض.
فهذا و أمثاله من بركات هذا السفر القیّم، حیث سهّل سبیل المناقشة و التدقیق، و سدّ باب الجهل و الضلالة و القول بلا تحقیق.
كما أنّی كثیرا ما رأیت فی أوّل الباب نقل حدیثا ملخّصا لا بأس به من حیث المتن، ثمّ أشرفت فی ذیل هذا الباب بعینه علی أصل الحدیث بتمامه من مصدر آخر،
ص: 19
فوجدته متناقضا متهافتا، فظهر لی أنّ من لخّص الحدیث و أورده فی كتابه قد أسقط من الحدیث ما یشین علیه و یسقطه من الاعتبار، و لو لا هذا السفر القیّم و جمعه الشوارد و النوادر من هنا و هاهنا فی باب واحد، لما ظهر لی ذلك.
و هكذا عند ما أشرفت علی الجزء 71 ص 354، رأیت أنّه قدّس سرّه قد أخرج تحت عنوان (ختص- ضا) فصلا واحدا مشتملا علی عدّة روایات بلفظ واحد، تنبّهت إلی أنّ كتاب الاختصاص لا یصحّ أن یكون للشیخ المفید قدّس سرّه، لأنّه أجلّ شأنا أن یروی عن كتاب التكلیف (الّذی عرف عند المتأخّرین بفقه الرضا علیه السّلام و إملائه) فینقله بلفظه و عبارته، و لو لا ذلك لما علمت ذلك أبد الآبدین (1).
و هكذا عند ما أشرفت علی كتاب الدعاء و زاولت الأدعیة المطولة، رأیت فی الأكثر أنّ فی اسنادها واحدا أو اثنین من الكتّاب المنشئین كفضل بن أبی قرة و ابن خانبه و أضرابهما، فتنبهت إلی حقیقة أشرت إلی شطر منها فی ج 87 ص 296.
فالیوم تری من لا خبرة له یحفظ حدیثا من أوّل الباب و یلقیها علی الناس المستمعین كأنّه وحی منزل و یلعب بأفكار الناس و عقائدهم، و لا یتعب نفسه بالمراجعة إلی ذیل هذا الباب لیظهر علی تناقضه، فكیف إذا كان الحدیثان باقیین فی مصادرهما، فقلّ من یراجع تلكم المصادر لیحقّق الحقّ كما حقّقه مؤلّفنا العلّامة؟
و كذا أرباب التآلیف الحدیثیّة، حیث لا یحققون الحقّ بعد تسهیل الطریق فیوردون الحدیث فی مؤلّفهم تأییدا لمزعمتهم، مع أمّه متناقض مع الحدیث الآخر الّذی أضرب عنه صفحا.
فاللازم علینا أن نشكر هذه السیرة الجمیلة من المؤلّف و نثنی علیه ثناء بالغا، حیث أورد فی كتابه كلّ ما وصل إلیه، و أحال تمییز الصحیح من السقیم إلی معرفة الناظرین و إحاطتهم و أنظارهم، من دون أن یتحاكم بفكره و نظره فیتحامل علی بعض الأخبار بأنّ هذا مخالف للمذهب ساقط من حدّ الاعتبار فلا أورده و هذا سلیم من العلل
ص: 20
و العیوب أورده، و لعلّ فیما یورده كثیر من المتعارضات أو فیما تركه و طرحه إلحاق الحقیق بالمذهب (1).
و أمّا ما نجد فی بیاناته قدّس سرّه من توجیه الروایات المتعارضة، و تأویلها و رفع التخالف عمّا بینها، فلیس ذلك حكما منه بصحّة الحدیث و قبوله، فانّ هذا شأن كلّ جامع من الجوامع الحدیثیّة، سیرة متّبعة بین الفریقین السلف منهم و الخلف (2) و ذلك لأنّ شأن الجامع المحدّث الاستقصاء و التتبّع و تأیید الأحادیث مهما أمكن بالجمع و التأویل، و أمّا قبول الروایة و الاعتقاد بها، فكلّ محقّق و نظره الثاقب، فلعلّه یرضی بهذا الجمع و التأویل، أو یوجّهه و یؤوّله بوجه آخر، أو یطرحه، فیكون بیان الحدیث و توجیهه من باب هدایة الطریق و النصح لیس إلّا.
و هكذا الكلام فیما ینقد علی الكتاب من اشتماله علی أخبار ضعاف لا یوجب علما و لا عملا فانّ هذا شأن كلّ جامع من الجوامع الحدیثیّة، تری فیها الضعاف و الحسان و الصحاح. فهذه الكتب الأربعة مع اشتهارها و تواترها، یوجد فیها آلاف من الأحادیث لا یحتجّ بها: إمّا لضعفها أو مخالفتها للأصول و المبانی، أو إعراض
ص: 21
الأصحاب عنها مع صحّتها و قوّتها(1) فلا ینكر بذلك لا علی تلك الكتب، و لا علی مؤلّفیها، مع أنّهم لم یكونوا بصدد الاستیعاب و الاستقصاء، بل علی وتیرة أصحاب الصحاح: یوردون من الأحادیث المخالفة للمذهب انموذجا منها، لیصحّ البحث عنها بالجمع أو الطرح، فلا یوردون الباقی منها و إن كانت صحیحة، و یقتصرون فیما یوافق المذهب علی المعتبر منها، لعدم مسیس الحاجة إلی غیرها، اللّٰهمّ إلّا للتأیید.
فكما ذكرنا فی المسألة السابقة، وظیفة المحدّث الجامع النقل و الاستیفاء و تكثیر الاسناد و الروایات، و أمّا البحث عن صحّة الحدیث و سقمه و ضعفه و قوّته:
بالفحص عن رجال سنده، فهو شأن آخر یتكفّل بها علم الرجال و الدرایة، و لیس یخفی هذا الشأن إلّا علی كلّ جاهل مغفّل: إمّا مفرّط یحكم علی المؤلّف بسقوطه و عدم تورّعه حیث أورد الأحادیث الضعاف فیردّ الكتاب رأسا، و إمّا مفرط یظنّ أنّ اعتبار الحدیث یعرف من اعتبار مؤلّفه و جامعه، فیقبل أحادیثه كملا، و یغفل عن أنّ لكلّ مؤلف طریقا إلی المعصوم قد بیّن شطر منها فی كتب المشیخة و الاجازات، و الشطر الآخر مذكور فی صدر الأحادیث، و لا بدّ من اعتبار هذین الطریقین معا.
و مؤلّفنا العلّامة قد أتقن عمله فی ذلك و أوضح طریقه إلی المعصوم فی كلّ من الوجهین:
أما القسم الأوّل: فقد صنّف فیه كتاب الاجازات، لیتّضح طریقه إلی المصادر المذكورة فی متن الاجازات، و ما لم یذكر- و هو القلیل منها(2)-
قد أبان
ص: 22
فی مقدّمة البحار كیفیّة تحصیلها و الظفر بالنسخ المعتبرة منها، معترفا بأنّها غیر متواترة:
قال قدّس سرّه فی مقدّمة كتابه البحار (ج 1 ص 3 من هذه الطبعة):
«ثمّ بعد الإحاطة بالكتب المتداولة المشهورة، تتبّعت الأصول المعتبرة المهجورة الّتی تركت فی الأعصار المتطاولة و الأزمان المتمادیة ... فطفقت أسأل عنها فی شرق البلاد و غربها حینا، و الحّ فی الطلب لدی كلّ من أظنّ عنده شیئا من ذلك و إن كان به ضنینا.
و لقد ساعدنی علی ذلك جماعة من الإخوان ضربوا فی البلاد لتحصیلها، و طلبوها فی الأصقاع و الأقطار طلبا حثیثا، حتّی اجتمع عندی بفضل ربّی كثیر من الأصول المعتبرة الّتی كان علیها معوّل العلماء فی الأعصار الماضیة(1)، فألفیتها مشتملة علی فوائد جمّة خلت
ص: 23
عنها الكتب المشهورة المتداولة، و اطّلعت فیها علی مدارك كثیر من الأحكام، اعترف الأكثرون بخلوّ كلّ منها عمّا یصلح أن یكون مأخذا له، فبذلت غایة جهدی فی ترویجها و تصحیحها و تنسیقها و تنقیحها.
و لمّا رأیت الزّمان فی غایة الفساد، و وجدت أكثر أهلها حائدین عمّا یؤدّی إلی الرشاد، خشیت أن ترجع عمّا قلیل إلی ما كانت علیه من النسیان و الهجران، و خفت أن یتطرّق إلیها التشتّت لعدم مساعدة الدهر الخوّان، و مع ذلك كانت الأخبار المتعلّقة بكلّ مقصد منها متفرّقا فی الأبواب، متبدّدا فی الفصول، قلّما یتیسّر لأحد العثور علی جمیع الأخبار المتعلّقة بمقصد من المقاصد منها، و لعلّ هذا أیضا كان أحد أسباب تركها و قلّة رغبة الناس فی ضبطها.
فعزمت بعد الاستخارة من ربّی ... علی تألیفها و نظمها و ترتیبها و جمعها فی كتاب متّسقة الفصول و الأبواب مضبوطة المقاصد و المطالب، علی نظام غریب، و تألیف عجیب، لم یعهد مثله ... فجاء بحمد اللّٰه كما أردت ...».
فتری المؤلّف العلّامة یصرّح فی مقاله هذا أنّ مصادر البحار كانت أكثرها مهجورة متروكة قد خرجت بذلك عن حدّ التواتر، و انقطع نسبتها إلی مؤلّفیها من طریق المناولة و السماع و الاجازة، و هذا اعتراف منه قدّس سرّه بأنّها سقطت بذلك عن حدّ الصحّة المصطلحة إلی حدّ الوجادة(1).
ص: 24
و لذلك نراه عند ما یبحث فی البحار عن مسئلة فقهیّة أو كلامیّة یتذكّر أنّ هذا الخبر ضعیف (لعدم تواتر مصدره) لكنّه بعین متنه و أحیانا مع سنده مرویّ فی إحدی الكتب المتواترة بطریق صحیح أو حسن أو موثّق (1). فنعلم بذلك أنّه لم یكن لیقابل كتابه هذا مع كثرة فوائده بالكتب الأربعة، و لا لیعامل مع ما أخرجه فی البحار معاملة الصحیح مطلقا، إلّا إذا كانت الوجادة لمصادرها محفوفة بالقرائن الموثّقة، و لذلك عقد الفصل الثانی من مقدّمة البحار، إیضاحا لهذه القرائن و اختلافها(2).
و لذلك نفسه، نراه یتحرّج عن إیراد الكتب الأربعة فی البحار- علی الرغم من إلحاح بعض الفضلاء من أصحابه (3)
لئلا یكون سببا لنسخها و تركها فیصیر بعد
ص: 25
برهة من الزمن متروكة مهجورة لا یمكن الاحتجاج بها(1) فتبتلی فیما بعد بما ابتلیت به سائر الأصول المعتبرة الیوم، حیث كانت فی الزمن الأوّل متواترة أو معروفة تتناول بالسماع و الاجازة، و صارت بعد ذلك مهجورة متروكة بلا تواتر و لا سماع و لا إجازة.
و أمّا القسم الثانی من طریق المؤلّف، أعنی ذكر رجال الاسناد، فقد احتاط قدّس سرّه فی ذلك أشدّ الاحتیاط، و مع ما كان بصدده من الاقتصار و الحذر من التطویل علی ما سیجی ء شرحه، قد ذكر رجال المصدر، بحیث خرج عن الإبهام و الإرسال.
قال قدّس سرّه فی المقدّمة ج 1 ص 48:
«الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الاسناد، مع التحرّز عن الإرسال المفضی إلی قلّة الاعتماد، فانّ أكثر المؤلّفین دأبهم التطویل ... و بعضهم یسقطون الأسانید فتنحطّ الأخبار بذلك عن
ص: 26
درجة المسانید(1)،
فیفوت التمییز بین الأخبار فی القوّة و الضعف و الكمال و النصّ اذ بالمخبر یعرف شأن الخبر، و بالوثوق علی الرواة یستدل علی علو الروایة و الاثر فاخترنا ذكر السند بأجمعه مع رعایة غایة الاختصار، لئلّا یترك فی كتابنا شی ء من فوائد [قواعد] ظ الأصول، فیسقط بذلك عن درجة كمال القبول».
و یدلّ علی احتیاطه أیضا أنّه لمّا بلغ إلی الفروع الفقهیّة، عدل عن اختصار الكلام فی رجال الاسناد، و رفع فی نسبهم و لقبهم إلی حیث لا یشتبه أحد بسمیّه، كما أنّه عدل عن إیراد الرّموز إلی تسمیة المصادر نفسها، لئلا تصحّف فتشتبه بغیرها(2).
ص: 27
و ذلك لأنّ الفروع الفقهیّة لا یجوز التمسّك فیها إلّا بالصحیح أو الحسن من الروایات الّتی تستخرج من المصادر الموثوقة نسبتها إلی مؤلّفیها: فلا بدّ إذا من معرفة المصدر حتّی یعلم أنّه من الكتب المعتمد علیها أو لا، و لو ذكرت المصادر بالرموز، فقد تصحّف الرموز و تشتبه بعضها ببعض فی القراءة أو الكتابة(1)
فیختلّ معرفة المصدر و یسقط الاحتجاج بحدیثه، كما أنّه لا بدّ من معرفة رجال السند حتّی یعلم أنّهم ثقات أو لا؟ و لو اقتصر فی أسامی الرجال بذكر والدهم أو الوصف و الكنیة و اللقب فقد یوجب الاشتباه و التعمیة و یتوهّم الصحیح سقیما أو بالعكس.
فقد كان نظره قدّس سرّه هذا، لكنّه لم یوفّق لمراده إلّا فی كتاب الطهارة و الصلاة، و هكذا كتاب السماء و العالم (2)،
فرحل إلی جوار اللّٰه و رحمته قبل أن یوفّق لهذا الهدف المقدّس فی سایر كتب الفروع، و ذلك لأنّ المؤلّف العلّامة لم یكن من أوّل التدوین
علی هذا الأمر، و إنّما بدا له هذا الرأی بعد تدوین الروایات باستخراجها من المصادر، و لذلك وجدنا المؤلّف العلّامة فی الأصول المبیضّة الّتی وصلت إلینا بخطّه قدّس سرّه، یتدارك فیما بین السطور هدفه فی ذلك بالتصریح بأسماء الكتب و تعریف الرواة بما لا یشتبه معه بغیره.
هذا دأبه و دیدنه فی الفروع الفقهیّة، و أمّا سایر الأبواب من التاریخ و الفضائل و المعجزات، فقد كان المتقدّمون من الفقهاء كلّهم یعملون علی قاعدة التسامح فی الآداب و السنن و الفضائل، لا ینكرون علی الأحادیث الواردة فی ذلك
ص: 28
نكیرهم فی أبواب الفروع (1)، فهكذا فعل المؤلّف العلّامة، و مع ذلك لم یسقط الاسناد رأسا- و له الشكر و الثناء- لیكون الناظر فی تلك الأحادیث علی بصیرة تامّة من التحقیق و التدقیق.
***
و أمّا كیفیة تدوین الكتاب، فقد أوضحنا ذلك فی مقدّمة الجزء 106:
فهرس مصنّفات الأصحاب (2)
فی كلام مستوفی، و ذكرنا أنّه- قدّس سرّه- كان بصدد أن یكتب لهذه الكتب غیر المتداولة غیر المتواترة فهرسا عامّا، فعمل أوّلا عناوین الكتب و الأبواب، عامّا شاملا بأحسن سلیقة و أتمّ استیعاب، ثمّ شرع فی مطالعة الكتب و ترتیب فهرسها، و بعد ما فرغ من فهرس عشرة منها، بدا له أنّ هذا الفهرس لا ینتفع به إلّا الخواصّ، فرجع عن ذلك و كتب هذا الكتاب الجامع
ص: 29
بحار الأنوار علی منواله و ترتیب أبوابه و كتبه.
و قال قدّس سرّه فی مقدّمة البحار ج 1 ص 46، عند مقال له آخر فی إیراد الرموز:
«و نوردها فی صدر كلّ خبر، لیعلم أنّه مأخوذ من أیّ أصل و هل هو فی أصل واحد أو متكرّر فی الأصول (1)،و لو كان فی السند اختلاف نذكر الخبر من أحد الكتابین و نشیر إلی الكتاب الآخر بعده و نسوقه إلی محلّ الوفاق، و لو كان فی المتن اختلاف مغیّر للمعنی نبیّنه و مع اتّحاد المضمون و اختلاف الألفاظ و مناسبة الخبر لبابین نورد بأحد اللفظین فی أحد البابین و باللفظ الآخر فی الباب الآخر»(2).
أقول: و قد كان قدّس سرّه یعمل علی هذه الوتیرة، و هی فی غایة الدقّة و المتانة، حیث تتضمّن و تشمل علی جمیع فوائد الحدیث مع غایة الاختصار و اجتناب التطویل، فحیث ما كان تكرار الحدیث نافعا كرّره، و حیثما كان تكثیر السند و الطریق موجبا لتقویة الحدیث و استفاضته، كثّره و نقله من سائر المصادر، و حیثما كان اختلاف الألفاظ مغیّرا للمعنی تعرّض له، و حینما كان الاختلاف یسیرا تافها لم یتعرّض له (3).
ص: 30
و أمّا من حیث فهم معانی الحدیث و مغزاه (1) و نقله فی الباب الفلانی دون الآخر، فلا أحسب أنّ أحدا یردّ علیه سلامة فهمه و حسن رأیه و فطنته الثاقبة السلیمة، و هكذا فی اختلاف الألفاظ و أنّ هذا الاختلاف مغیّر للمعنی أو لا، و من أراد حسن ثناء العلماء علیه فلیراجع الفیض القدسی الرسالة الّتی كتبها شیخنا النوریّ فی ترجمة العلّامة المجلسیّ، و قد طبع فی صدر الجزء 105 من طبعتنا هذه.
*** و أمّا تعرّضه للمسائل الحكمیّة و التكلّم فیها و الردّ و النكیر علیها أحیانا فقد كان قدّس سرّه مع اطّلاعه علی مبانی القوم (2)، یظنّ بهم ظنّة و یتّهمهم فی سلامة براهینهم و أدلّتهم سیما إذا ما خالف النصوص المأثورة و ذلك لاختلاف مسلكی الاشراق و
المشّاء و تناقض آراء كلّ فریق ثمّ تهافت آراء المتقدّمین منهم مع آراء المتأخرین، مع أنّ كلّ واحد منهم یدّعی البرهان علی رأیه و یقیمه، فیجی ء الآخر و ینسبه إلی السفسطة و یقیم البرهان بوجه آخر علی خلافه.
و قد كان ظنّه قدّس سرّه صائبا صادقا حیث أسفر ضیاء العلم عن وجه هذه
ص: 31
الظنّة، فضرب علی أكثر مباحثها و مبانیها خطّ الترقین و البطلان، فهذا نجومهم و قد كانوا مشغوفین بها مقرّبین بذلك عند الملوك و هذا هیئتهم البطلمیوسیّة و أفلاكهم التسعة الّتی كانت شقیقا للعقول العشرة(1)، و هذا فلسفتهم فی الطبیعیّات و من شعبها طب الأبدان و النفوس قد صارت هباء منثورا(2)
كمثل صفوان علیه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا یقدرون علی شی ء ممّا كسبوا ....
ص: 32
***
فعلی مؤلّفنا العلامة رضوان اللّٰه و سلامه، حیث لم یأل جهدا فی النصیحة و جاهد فی اللّٰه و فی سبیل الدین حقّ جهاده، أسكنه اللّٰه بحبوحة جنانه و سقاه من الرحیق المختوم.
محمد الباقر البهبودی
ص: 33
بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم
بحار الأنوار:
موسوعة حافلة فی العلم و الدین، و الكتاب و السنّة، و الفقه و الحدیث، و الحكمة و العرفان و الفلسفة، و الأخلاق و التاریخ و الأدب، إلی الذكر و الدعاء، و العوذة و الرقیة و الأحراز و الأوراد.
البحار: دائرة معارف تجمع فنون العلوم الإسلامیّة، و تحوی اصولها إلی فروعها. و مدخل واسع إلی الحقائق الراهنة و دروسها العالیة، إلی ینابیع الحكم و الآداب، و جوامع الدقائق و الرقائق.
البحار: أكبر جامع دینیّ یطفح بالفضیلة و یمتاز عمّا سواه من التآلیف القیّمة بغزارة العلم، و جودة السرد، و حسن التبویب، و رصانة البیان، و طول باع مؤلّفه الجلیل فی التحقیق و التدقیق و التثبّت وسعة الاطّلاع.
البحار: آیة محكمة تدلّ علی تضلّع مؤلّفه من فنون العلم، و هو لعمر الحقّ عب ء فادح تنوء به العصبة من الفطاحل اولو منّة، و یبهظ حمله الجمّ الغفیر من عباقرة العلم و الأدب و التاریخ، و یفتقر مثله من التألیف الحافل بالعلوم و الفنون المتنوّعة إلی جماعات و زرافات من أساتذة كلّ فنّ یبحث عنه المؤلّف فی طیّ كتابه.
أخرج فیه شیخنا الحجّة المجلسیّ العظیم قدّس سرّه من الأحادیث المرویّة عن النبیّ الأعظم و آله الأئمّة المعصومین علیهم السّلام جملة وافیة و عدّة جمّة ممّا أوقفه البحث و السبر علیه من أصول السلف الصالح القیّمة، و الكتب القدیمة الثمینة ممّا قصرت عن نیله أیدی الكثیرین، و إنّما أنهته إلیه و أبلغته إیّاه همّته القعساء و مثابرته علی البحث عن ضالّته المنشودة.
ص: 34
حفّل تلكم الدروس الراقیة بما أفادت یمناه من الغرر و الدرر فی تحقیق المعانی و توضیح مغاز و دلالات، و حلّ مشكل الحدیث، و الإعراب عمّا هو المراد منه، و بما جادت غریزته السلیمة عند بیان نوادر الألفاظ، و غرائب اللّغات، و تعارض الآثار، و تشاكس المعانی.
أتی قدّس سرّه فی غضون مجلّدات هذا السّفر القیّم الضخمة أبوابا واسعة النطاق كنطاق الجوزاء فی شتّی فنون الإسلام و علومه، و لم یدع رحمه اللّٰه بحرا إلّا خاضه، و لا غمرة إلّا اقتحمها، و لا وادیا إلّا سلكه، و لا حدیثا إلّا أفاض فیه، و لا فنّا إلّا ولجه، و لا علما إلّا بحث عنه و أبلجه، حتّی جاء كلّ مجلّد فی بابه من العلم كتابا حافلا فی موضوعه، جامعا شتاته، حاویا نوادره و شوارده، جمّع الفرائد و ألّف الفوائد، كلّ ذلك بنسق بدیع، و سلك منضّد، و ترتیب یسهل للباحث بذلك الوقوف علی فصوله.
و الباحث مهما سبح فی أجواء هذا البحر الطامی، و غامس فی غمراته، و اغتمس فی أمواجه یری أمرا إمرا، و یحوله سیبه الفیّاض، غیر آسن ماؤه، أصفی من المزن، و أطیب من المسك.
برز هذا الكتاب الكریم إلی الملأ العلمیّ بحلّة زاهیة، و روعة و جمال، ساطعة أنواره، زاهرة أنواره (1)،
ناصعة حقائقه، رقراقة دقائقه، یجمع كلّ من أجزائه بین دفّتیه من العلم الناجع ما لا غنی عنه لأیّ باحث متضلّع، ففیه ضالّة الفقیه، و طلبة المفسّر، و بلغة
المحدّث، و بغیة العارف المتألّه، و مقصد المؤرّخ، و منیة المفید و المستفید، و غایة الأدیب الأریب، و غرض النطاسیّ المحنّك، و نهایة القول إنّه مأرب المجتمع العلمیّ من أمّة محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله، فالكتاب تقصر عن استكناه وصفه جمل الثناء و الإطراء، و ینحصر دون إدراك عظمته البیان، و ما فاه به الأشدق الذلق الطلق فهو دون حقّه و حقیقته.
قد استصغر شیخ الإسلام المجلسیّ ما كابده و عاناه و قاساه فی تنسیق كتابه هذا، و استسهل ما تحمّل من المشاقّ فی السعی وراء غایته المتوخّاة و تألیفه الباهظ، كلّ
ص: 35
ذلك أداء لواجب الشریعة، و قیاما بفروض الخدمة للحنیفیّة البیضاء، و إحیاء لما قد درس من معالم الدین و طمس تحت أطباق البلی، و إعلاء لكلمة الحقّ، كلمة العدل و و الصّدق، و نشرا لألویة معارف الإسلام المقدّس، و ذبّا عن المذهب الإمامیّ الصحیح.
و كان فی هواجس ضمیره أن یستدرك ما فاته من مصادر استجدّها أو ممّا لم یك یأخذ منه لدی تألیفه لغایة له هنالك (1)،
غیر أنّ القضاء الحاتم و الأجل المسمّی المحتوم حالا بینه و بین ما تحتّم علی نفسه، فأدركه أجله قبل بلوغ أمله، عطّر اللّٰه مضجعه.
و الكتاب فی النهایة صورة ناطقة عن عبقریّة مؤلّفه العلّامة الأوحد، و تقدّمه فی النفسیّات الكریمة و الملكات الفاضلة، و سبقه إلی الفضائل و تضلّعه من العلوم، تعرب صفحاته عن تاریخ حیاته، و لا تدع القارئ مفتقرا إلی أیّ ترجمة له توجد فی طیّات المعاجم (2)،
غیر أنّا نورد هنا جملا منها إعجابا به و تقدیما لمقامه و إیفاء لحقّه، و نذكرها فی مقدّمة و نردفها باخری تتضمّن لتراجم مؤلّفی مصادر كتابه، و نرجو من اللّٰه التوفیق و التسدید.
ص: 36
هو الإمام العلّامة شیخ الإسلام المولی محمّد باقر بن المولی محمّد تقیّ المجلسیّ نوّر اللّٰه ضریحه و قدّس روحه.
الثناء علیه: قد أجمع العلماء علی جلالة قدره و تبرّزه فی العلوم العقلیّة و النقلیّة و الحدیث و الرجال و الأدب. و السابر لكتب التراجم جدّ علیم بأنّه من أكابر الرجال فی علوم الدین و الشریعة، و النظر فی كتبه العلمیّة یهدینا إلی أنّه واقع فی الطلیعة من الفقهاء الأعلام و أنّه عظیم من عظماء الشیعة، و أنّ كلّ ما فی التراجم و المعاجم من جمل الإكبار و التبجیل دون ما هو فیه، فلنذكر هنا نبذة ممّا هتف به العلماء من ألفاظ المدح و الإطراء فی حقّه.
قال المولی الأردبیلیّ (1):
محمّد باقر بن محمّد تقیّ بن المقصود علیّ الملقّب بالمجلسیّ مدّ ظلّه العالی أستادنا و شیخنا و شیخ الإسلام و المسلمین، خاتم المجتهدین، الإمام العلّامة، المحقّق المدقّق، جلیل القدر، عظیم الشأن، رفیع المنزلة، وحید عصره، فرید دهره، ثقة، ثبت، عین، كثیر العلم، جیّد التصانیف، و أمره فی علوّ قدره و عظم شأنه و سموّ رتبته و تبحّره فی العلوم العقلیّة و النقلیّة و دقّة نظره و إصابة رأیه و ثقتة و أمانته و عدالته أشهر من أن یذكر، و فوق ما یحوم حوله العبارة، و بلغ فیضه و فیض والده رحمهما اللّٰه دینا و دنیا بأكثر الناس من العوام و الخواص، جزاه اللّٰه تعالی أفضل جزاء المحسنین، له كتب نفیسة جیّدة، قد أجازنی دام بقاه و تأییده أن أروی عنه جمیعها.
و قال محمّد بن الحسن الحرّ العاملیّ (2):
مولانا الجلیل محمّد باقر ابن مولانا محمّد تقیّ
ص: 37
المجلسیّ عالم، فاضل، ماهر، محقّق، مدقّق، علّامة، فهّامة، فقیه، متكلّم، محدّث ثقة ثقة، جامع للمحاسن و الفضائل، جلیل القدر، عظیم الشأن، أطال اللّٰه بقاه، له مؤلّفات كثیرة مفیدة.
و قال البحرانیّ (1):
العلّامة الفهّامة، غوّاص بحار الأنوار، و مستخرج لآلی الأخبار و كنوز الآثار، الّذی لم یوجد له فی عصره و لا قبله و لا بعده قرین فی ترویج الدین، و إحیاء شریعة سیّد المرسلین، بالتصنیف و التألیف، و الأمر و النهی، و قمع المعتدین و المخالفین من أهل الأهواء و البدع و المعاندین سیّما الصوفیّة المبدعین، «محمّد باقر بن محمّد تقیّ بن مقصود علیّ الشهیر بالمجلسیّ» و هذا الشیخ كان إماما فی وقته فی علم الحدیث و سائر العلوم، و شیخ الإسلام بدار السلطنة أصفهان، رئیسا فیها بالرئاسة الدینیّة و الدنیویّة، إماما فی الجمعة و الجماعة، و هو الّذی روّج الحدیث و نشره لا سیّما فی الدیار العجمیّة، و ترجم لهم الأحادیث العربیّة بأنواعها بالفارسیّة، مضافا إلی تصلّبه فی الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر، و بسط ید الجود و الكرم لكلّ من قصد و أمّ، و قد كانت مملكة الشاه سلطان حسین لمزید خموله و قلّة تدبیره للملك محروسة بوجود شیخنا المذكور، فلمّا مات انتقصت أطرافها، و بدا اعتسافها، و اخذت فی تلك السنة من یده قندهار، لم یزل الخراب یستولی علیها حتّی ذهبت من یده.
و قال المولی محمّد شفیع (2):
منهم السحاب الهابر، و البحر الزاخر، فتّاح العلوم و الأسرار، كشّاف الأستار من الأخبار، مستخرج اللّئالی من الآثار، مفخر الأوائل و الأواخر مولانا محمّد باقر المجلسیّ نور اللّٰه روحه (3).
و قال الأمیر محمّد صالح الخواتون آبادیّ فی حدائق المقرّبین (4): مولانا محمّد باقر المجلسیّ نوّر اللّٰه ضریحه الشریف و قدّس روحه اللّطیف هو الّذی قد كان أعظم أعاظم
ص: 38
الفقهاء و المحدّثین، و أفخم أفاخم علماء أهل الدین، و كان فی فنون الفقه و التفسیر و الحدیث و الرجال و أصول الكلام و أصول الفقه فائقا علی سائر فضلاء الدهر، مقدّما علی جملة علماء العلم، و لم یبلغ أحد من متقدّمی أهل العلم و العرفان و متأخّریهم منزلته من الجلالة و عظم الشأن، و لا جامعیّة ذلك المقرّب بباب إلهنا الرحمن. إلی آخر ما قاله رحمه اللّٰه.
و فی كتاب مناقب الفضلاء(1):
ملاذ المحدّثین فی كلّ الأعصار، و معاذ المجتهدین فی جمیع الأمصار، غوّاص بحار أنوار الحقائق برأیه الصائب، و مشكاة أنوار أسرار الدقائق بذهنه الثاقب، حیاة قلوب العارفین، و جلاء عیون السالكین، ملاذ الأخیار، و مرآة عقول اولی الأبصار، مستخرج الفوائد الطریفة من أصول المسائل، مستنبط الفرائد اللّطیفة من متون الدلائل، مبیّن غامضات مسائل الحلال و الحرام، و موضح مشكلات القواعد و الأحكام، رئیس الفقهاء و المحدّثین، آیة اللّٰه فی العالمین، أسوة المحقّقین و المدقّقین من أعاظم العلماء، و قدوة المتقدّمین و المتأخّرین من فحول أفاخم المجتهدین و الفقهاء، شیخ الإسلام، و ملاذ المسلمین، و خادم أخبار أئمّة المعصومین علیهم السّلام، المحقّق النحریر العلّامة المولی محمّد باقر المجلسیّ طیّب اللّٰه مضجعه.
و وصفه العلّامة الطباطبائی بحر العلوم (2)
فی إجازته للسیّد عبد الكریم ابن السیّد جواد بقوله:
خاتم المحدّثین الجلّة، و ناشر علوم الشریعة و الملّة، العالم الربّانیّ، و النور الشعشعانیّ، خادم أخبار الأئمّة الأطهار، و غوّاص بحار الأنوار، خالنا العلّامة المولی محمّد الباقر لعلوم الدین.
و أطراه السیّد عبد اللّٰه فی إجازته بقوله:(3)
الجامع بین المعقول و المنقول، الأوحد فی الفروع و الأصول، مروّج المذهب فی المائة الثانیة عشر، أستاد الكلّ فی الكلّ، ناشر أخبار الأئمّة الطاهرین علیهم السّلام، و مسهّل
ص: 39
مسالك العلوم الدینیّة للخاصّ و العامّ. ا ه.
و قال المحقّق الكاظمیّ (1)
بعد ذكر والده المعظّم:
منها(2): المجلسیّ لولده و تلمیذه الأجلّ الأعظم الأكمل الأعلم، منبع الفضائل و الأسرار و الحكم، غوّاص بحار الأنوار، مستخرج كنوز الأخبار و رموز الآثار، الّذی لم تسمح بمثله الأدوار و الأعصار، و لم تنظر إلی نظیره الأنظار و الأمصار، كشّاف أنوار التنزیل و أسرار التأویل، حلّال معاضل الأحكام و مشاكل الأفهام بأبلج السبیل و أنهج الدلیل، صاحب الفضل الغامر، و العلم الماهر(3)، و التصنیف الباهر، و التألیف الزاهر، زین المجالس و المدارس و المساجد و المنابر، عین أعیان الأوائل و الأواخر من الأفاضل و الأكابر، الشیخ الواقر الباقر، المولی محمّد باقر جزاه اللّٰه رضوانه، و أحلّه من الفردوس مبطانه. ا ه
و مهما تكثّرت الأقوال من العلماء فی حقّ شیخنا المترجم فإنّا نری البیان یقصر عن تحدید نفسیّاته، و ینحسر عن توصیف محامده و ما آتاه اللّٰه من ملكات فاضلة، و صفات حمیدة، و ما وفّقه من ترویج شریعته و إحیاء سنّة نبیّه، و إماتة الأحداث الهالكة و البدع المهلكة، و إرشاد الناس إلی الطریق السویّ و الصراط المستقیم بكتبه النافعة، و بثّها فی البلدان و القری، و فی الحاضر و البادی، و ذلك فضل اللّٰه یؤتیه من یشاء من عباده و اللّٰه ذو الفضل العظیم.
ص: 40
«1»- كتاب بحار الأنوار فی خمسة و عشرین مجلّدا(1):
الأول: كتاب العقل و الجهل، و فضیلة العلم و العلماء و أصنافهم، و فیه حجّیّة الأخبار و القواعد الكلّیّة المستخرجة منها، و ذمّ القیاس. و أورد فی مقدّمته فصولا مفیدة، و فیه أربعون بابا.
الثانی: كتاب التوحید و الصفات و الأسماء الحسنی، فی أحد و ثلاثون بابا.
و فیه تمام كتاب توحید المفضّل و الرسالة الإهلیلجیّة.
الثالث: كتاب العدل و المشیئة و الإرادة و القضاء و القدر، و الهدایة و الإضلال و الامتحان، و الطینة و المیثاق و التوبة و علل الشرائع، و مقدّمات الموت و ما بعده، و فیه تسعة و خمسون بابا.
الرابع: كتاب الاحتجاجات و المناظرات و هو یشتمل علی ثلاثة و ثمانون بابا و فیه كتاب المسائل لعلیّ بن جعفر.
الخامس: فی أحوال الأنبیاء و قصصهم و فیه ثلاثة و ثمانون بابا.
السادس: فی أحوال نبیّنا الأكرم صلّی اللّٰه علیه و آله و أحوال جملة من آبائه، و فیه شرح حقیقة الإعجاز، و كیفیّة إعجاز القرآن، و فیه ترجمة سلمان و أبی ذرّ و عمّار و مقداد، و بعض آخر من الصحابة و ذكر أحوالهم، و فیه اثنان و سبعون بابا.
السابع: فی مشتركات أحوال الأئمّة علیهم السّلام و شرائط الإمامة و أحوال ولادتهم و غرائب شئونهم و علومهم و فضلهم علی الأنبیاء، و ثواب محبّتهم و فضل ذرّیّتهم، و فی آخره بعض احتجاجات العلماء فی مائة و خمسین بابا.
الثامن: فی الفتن بعد النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و سیرة الخلفاء و ما وقع فی أیّامهم، و كیفیّة حرب الجمل و صفّین و النهروان و غارات معاویة علی أطراف العراق، و أحوال بعض
ص: 41
أصحاب أمیر المؤمنین علیه السّلام، و شرح جملة من الأشعار المنسوبة إلیه، و شرح بعض كتبه فی اثنین و ستّین بابا.
التاسع: فی أحوال أمیر المؤمنین علیه السّلام من ولادته إلی شهادته، و أحوال أبیه و ذكر إیمانه، و أحوال جملة من أصحابه، و النصوص الواردة علی الأئمّة الاثنی عشر علیهم السّلام؛ فی مائة و ثمانیة و عشرین بابا.
العاشر: فی أحوال سیّدة النساء علیها السّلام و الإمامین الهمامین الحسن المجتبی و أبی عبد اللّٰه الحسین علیهما السّلام، و أحوال المختار و أخذه الثار؛ فی خمسین بابا.
الحادی عشر: فی أحوال الأئمّة الأربعة بعد الحسین، و هم السجّاد و الباقر و الصادق و الكاظم علیهم صلوات اللّٰه، و أحوال جماعة من أصحابهم و ذراریهم فی ستّة و أربعین بابا.
الثانی عشر: فی أحوال الائمّة الأربعة قبل الحجّة المنتظر علیهم السّلام، و هم أبو الحسن الرضا، و التقیّ الجواد، و الهادی النقیّ، و الزكیّ العسكریّ، علیهم السّلام و فیه ذكر أحوال بعض أصحابهم، فی تسعة و ثلاثین بابا.
الثالث عشر: فی أحوال الحجّة المنتظر عجّل اللّٰه تعالی فرجه من ولادته إلی غیبته، و علّة غیبته، و علائم ظهوره، و فیه ذكر من تشرّف بخدمته، و إثبات الرجعة؛ فی أربع و ثلاثین بابا.
الرابع عشر: فی السماء و العالم و حدوثهما و أجزائهما من الفلكیّات و الملك و الجانّ و لإنسان و الحیوان و العناصر، و فیه أبواب الصید و الذباحة و الأطعمة و الأشربة، و تمام كتاب «طبّ النبیّ» و كتاب «طبّ الرضا» فی مأتین و عشرة أبواب.
الخامس عشر: فی الإیمان و الكفر، و هو فی ثلاثة أجزاء: «1» الإیمان و شروطه و صفات المؤمنین و فضلهم، و فضل الشیعة و صفاتهم. «2» الأخلاق الحسنة و المنجیات.
«3» الكفر و شعبه، و الأخلاق الرذیلة، فی مائة و ثمانیة أبواب.
و كان فی عزمه قدّس سرّه فی أوّل الشروع فی التألیف أن یدخل أبواب العشرة فی هذا المجلّد، لكن لمّا شرع فی تألیف كتاب الإیمان و الكفر رأی أنّ كتاب العشرة
ص: 42
یصلح أن یجعلها كتابا برأسها، و لذا عدل عن عزمه الأوّل و جعله مجلّدا برأسه، قال قدّس سرّه فی أوّل المجلّد الخامس عشر: و قد أفردت لأبواب العشرة كتابا لصلوحها مجلّدا برأسها و إن أدخلناها فی هذا المجلّد فی الفهرس المذكور فی أوّل الكتاب انتهی.
و بالجملة یعدّ أبواب العشرة المجلّد السادس عشر بحسب الترتیب الثانویّ، و هو فی مائة و سبعة أبواب.
السادس عشر: علی الترتیب الأوّلی فی الآداب و السنن، و یعرف بالزیّ و التجمّل أیضا، فیه أبواب التنظیف و الاكتحال و التدهّن، و أبواب المساكن و السهر و النوم و السفر و جوامع المناهی و الكبائر و المعاصی و الحدود، و فصّل مجموع أبوابه فی فهرسه فی مائة و واحد و ثلاثین بابا، و كانت النسخة الّتی طبع عنها هذا المجلّد غیر تامّة، و جملة من أبوابه كالمناهی و الكبائر و الحدود اقتصر فیها بذكر العنوان، و لم یخرّج فیها روایاتها، فأسقط المباشرون لطبعه العناوین المجرّدة عن الحدیث من الكتاب لعدم الجدوی فیها فخرج هذا المجلّد عن الطبع ناقصا، و ظفر العلّامة الرازیّ (1) و العلّامة میرزا محمّد الطهرانیّ بنسخة كاملة(2) كتبت فیها بعد عنوان كلّ باب أحادیث الباب و هی
ص: 43
نسخة عصر المصنّف أو قریبا من عصره، و كان صاحبها لا یبرزها مخافة التلف، و استنسخ هذه القطعة فخر المحدّثین الحاجّ الشیخ عبّاس القمّیّ رحمة اللّٰه علیه، بخطّه الشریف و أشار إلی وجودها عنده فی كتابه سفینة البحار فی مادّة «قمر» عند ذكر القمار(1).
و طبع تلك النسخة فی سنة 1362 بأمر العلّامة میرزا محمّد الطهرانیّ قدّس سرّه فی 44 صحیفة.
السابع عشر: فی المواعظ و الحكم فی ثلاثة و سبعین بابا(2).
الثامن عشر: فی جزءین: الطهارة فی ستّین بابا، و الصلاة فی مائة و أحد و ستّون بابا، و فیه تمام رسالة «إزاحة العلّة» لشاذان بن جبرئیل.
التاسع عشر: فی جزءین: أوّلهما فی فضائل القرآن و آدابه و ثواب تلاوته و إعجازه، و فیه تفسیر النعمانیّ كلّه فی مائة و ثلاثین بابا؛ ثانیهما فی الذكر و أنواعه، و آداب الدعاء و شروطه، و فیه الأعواذ و الأحراز و أدعیة الأوجاع، و صحیفة إدریس، و غیر ذلك فی مائة و أحد و ثلاثین بابا.
العشرون: فی الزكاة و الصدقة و الخمس و الصوم و الاعتكاف و أعمال السنة، فی مائة و اثنین و عشرین بابا.
الحادی و العشرون: فی الحجّ و العمرة و أحوال المدینة و الجهاد و الرباط، و الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر، فی أربعة و ثمانین بابا.
الثانی و العشرون: فی المزار فی أربعة و ستّین بابا.
الثالث و العشرون: فی العقود و الإیقاعات فی مائة و ثلاثین بابا.
الرابع و العشرون: فی الأحكام الشرعیّة و ینتهی إلی الدیات فی ثمانیة و أربعین بابا.
الخامس و العشرون: فی الإجازات و فیه تمام فهرس الشیخ منتجب الدین، و منتخب من كتاب سلافة العصر، و أوائل كتاب الإجازات للسیّد ابن طاوس و الإجازة الكبیرة لبنی زهرة، و إجازة الشهید الأوّل و الثانی و غیرها.
ص: 44
الثانی: مرآة العقول: فی شرح أخبار آل الرسول، و هو شرح للكافی فی اثنی عشر مجلّدا.
الثالث: ملاذ الأخیار: فی شرح تهذیب الأخبار، خرج منه من أوّله إلی كتاب الصوم و من كتاب الطلاق إلی آخره.
الرابع: شرح الأربعین.
الخامس: الفوائد الطریفة فی شرح الصحیفة، خرج منه إلی آخر الدعاء الرابع.
السادس: الوجیزة فی الرجال.
السابع: رسالة الاعتقادات.
الثامن: رسالة الأوزان و هی أوّل ما صنّفه.
التاسع: رسالة فی الشكوك.
العاشر: المسائل الهندیّة، سألها عنه أخوه المغفور المولی عبد اللّٰه من هند.
الحادی عشر: الحواشی المتفرّقة علی الكتب الأربعة و غیرها.
الثانی عشر: رسالة فی الأذان، ذكرها فی اللؤلؤة.
الثالث عشر: رسالة فی بعض الأدعیة الساقطة عن الصحیفة الكاملة.
ص: 45
«1»- عین الحیاة(1)
«2»- مشكاة الأنوار مختصر عین الحیاة
«3»- حقّ الیقین و هو آخر تصانیفه (2)
«4»- حلیة المتّقین (3)
«5»- حیاة القلوب فی ثلاث مجلّدات «1» فی أحوال الأنبیاء علیهم السّلام «2» فی أحوال نبیّنا صلّی اللّٰه علیه و آله «3» فی الإمامة، لم یخرج
منه إلّا قلیل (4)
«6»- تحفة الزائر(5)
«7»- جلاء العیون (6)
«8»- مقباس المصابیح (7)
«9»- ربیع الأسابیع (8)
«10»- زاد المعاد(9)
«11»- رسالة الدیات (10)
«12»- رسالة فی الشكوك
«13»- رسالة فی الأوقات (11)
«14»- رسالة فی الرجعة
«15»- رساله فی اختیارات الأیّام و هی غیر ما اشتهرت نسبتها إلیه
«16»- رسالة فی الجنّة و النار(12)
«17»- رسالة مناسك الحجّ
«18»- رسالة اخری
«19»- مفاتیح الغیب فی الاستخارة
«20»- رسالة فی مال الناصب
«21»- رسالة فی الكفّارات
«22»- رسالة فی آداب الرمی
«23»- رسالة فی الزكاة
«24»- رسالة فی صلاة اللّیل
«25»- رسالة فی آداب الصلاة(13)
«26»- رسالة السابقون السابقون
«27»- رسالة فی الفرق بین الصفات الذاتیّة و الفعلیّة
«28»- رسالة مختصرة فی التعقیب
ص: 46
«29»- فی البداء(1)
«30»- رسالة فی الجبر و التفویض (2)
«31»- رسالة فی النكاح
«32»- رسالة صواعق الیهود فی الجزیة و أحكام الدیة
«33»- رسالة فی السهام
«34»- رسالة فی زیارة أهل القبور
«35»- مناجات نامه
«36»- شرح دعاء الجوشن الكبیر
«37»- إنشاءات كتبها بعد المراجعة من المشهد الغریّ فی الشوق إلیه
«38»- كتاب مشكاة الأنوار فی آداب قراءة القرآن و الدعاء و شروطهما
«39»- ترجمة عهد أمیر المؤمنین علیه السّلام إلی مالك الأشتر
«40»- ترجمة فرحة الغریّ لابن طاوس (3)
«41»- ترجمة توحید المفضّل (4)
«42»- ترجمة توحید الرضا علیه السّلام (5)
«43»- ترجمة حدیث رجاء بن أبی الضحّاك، ألّفهما فی طریق خراسان
«44»- ترجمة زیارة الجامعة
«45»- ترجمة دعاء كمیل
«46»- ترجمة دعاء المباهلة
«47»- ترجمة دعاء السمات
«48»- ترجمة دعاء الجوشن الصغیر
«49»- ترجمة حدیث عبد اللّٰه بن جندب
«50»- ترجمة قصیدة دعبل
«51»- ترجمة حدیث ستّة أشیاء لیس للعباد فیها صنع:
المعرفة، و الجهل، و الرضا، و الغضب، و النوم، و الیقظة
«52»- ترجمة الصلاة
«53»- أجوبة المسائل المتفرّقة.
و ینسب إلیه غیر ما تقدّم: كتاب اختیارات الأیّام، و كتاب تذكرة الأئمّة، و كتاب صراط النجاة، و كتاب فی تعبیر المنام. و قد یقال: إنّ رسالتی الاختیارات و صراط النجاة و تذكرة الأئمّة من مؤلّفات سمیّه المولی محمّد باقر بن محمّد تقیّ اللّاهیجیّ، لكنّ الشاهد علی عدم صحّة نسبة التذكرة إلیه أنّ تلمیذه الفاضل الآغا میرزا عبد اللّٰه الأصفهانیّ قال فی كتابه الریاض فی الفصل الخامس المعدّ لذكر الكتب المجهولة و قد كتب هذا الموضع منه فی حیاة أستاده كما یظهر من مطاوی الفصل ما لفظه: كتاب تذكرة الأئمّة فی ذكر الأخبار المرویّة فی بیان تفسیر الآیات المنزلة فی شأن أهل البیت علیهم السّلام، من تألیفات
ص: 47
بعض أهل عصرنا ممّن كان له میل إلی التصوّف، و قد ینقل عن صافی المولی محسن الكاشی انتهی.
و ذكر فی الذریعة له رسالة اخری تسمّی بالجنّة و النار و هی شرح للحدیثین:
أحدهما فی الوعد، و الآخر فی الوعید، و یقال لها: شرح حدیثی الوعد و الوعید(1).
و نسب إلیه أیضا ترجمة الباب الحادی عشر(2).
ثمّ اعلم أنّ جماعة من أعلام العلماء حاولوا ترجمة عدّة من مؤلّفاته و لا بأس بالإشارة إلی بعضها:
«1»- ترجمة المجلّد الأوّل و الثانی من البحار لبعض الأصحاب، ترجمهما إلی الفارسیّة لبعض أبناء ملوك الهند المعبّر عنه فی الكتاب: بشاهزاده السلطان محمّد بلنداختر، و للمجلّد الأوّل ترجمة اخری اسمها: عین الیقین، و للمجلّد الثانی ترجمة اخری اسمها:
جامع المعارف، طبع بإیران (3).
«2»- ترجمة السادس من البحار لبعض الأعلام (4).
«3»- ترجمة الثامن تسمّی بمجاری الأنوار(5).
«4»- ترجمة المجلّد التاسع لآغا رضیّ ابن المولی محمّد نصیر ابن المولی عبد اللّٰه ابن المولی محمّد تقیّ الأصفهانیّ (6).
«5»- ترجمة العاشر للمفتی میر محمّد عبّاس التستریّ اللكهنوئیّ، و ترجمه أیضا میرزا محمّد علیّ المازندرانیّ، و لهذا المجلّد ترجمة اخری تسمّی بمحن الأبرار، و ترجمة بلغة اردو(7).
«6»- ترجمة الثالث عشر للشیخ محمّد حسن بن محمّد ولیّ الارومیّ، طبع بطهران
ص: 48
سنة 1319. و ترجمه أیضا میرزا علیّ أكبر من أهل ارومیّة. و له ترجمة اخری لبعض علماء الهند ألّفه باستدعاء الشاه بیكم زوجة السلطان نصیر الدین حیدر. و للعلّامة النوریّ كتاب جنّة المأوی فی الاستدراك علیه (1).
«7»- ترجمة الرابع عشر للشیخ محمّد تقیّ المدعوّ بآغا نجفیّ الأصفهانیّ المتوفّی سنة 1334(2).
«8»- ترجمة السابع عشر تسمّی بحقائق الأسرار لآغا نجفیّ الأصفهانیّ المذكور، و لشیخنا النوریّ معالم العبر فی الاستدراك علی السابع عشر طبع سنة 1297(3).
و تصدّی عدّة من العلماء باختصار بحار الأنوار إلیك جملة من تلكم المقتنیات:
«1»- جامع الأنوار فی مختصر سابع البحار لآغا نجفیّ المذكور(4).
«2»- مختصر السابع لآغا رضیّ ابن المولی محمّد نصیر المتقدّم ذكره (5).
«3»- جوامع الحقوق فی انتخاب المجلّد السادس عشر لآغا نجفیّ المذكور(6).
«4»- درر البحار تألیف المولی محمّد بن محمّد بن المرتضی الشهیر بنور الدین ابن أخی المحدّث الحكیم المولی محسن الكاشانیّ، أسقط المكرّرات و الأسانید، و اقتصر من الكتب و الروایات علی أصحّها و أوثقها، اختصر جملة من مجلّداته، و بعضها مطبوع (7).
«5»- مختصر المزار لبعض فضلاء استرآباد(8).
«6»- الشافی، الجامع بین البحار و الوافی (9)
للمولی محمّد رضا ابن المولی عبد المطّلب التبریزیّ، جمع بینهما مع حذف المكرّرات و البیانات، خرج منه سبع مجلّدات ضخام (10).
ص: 49
«7»- مستدرك الوافی الّذی هو تلخیص للبحار.
«8»- ملخّص الربع الأخیر من كتاب الصلاة منه.
«9»- المنتخب من جمیع البحار و غیرها ممّا یوجد ذكره فی الذریعة ج 3 ص 27.
و استدرك علیه جماعة اخری، منهم:
«1»- الشیخ العلّامة میرزا محمّد العسكریّ الطهرانیّ، استدرك علی جمیع مجلّداته (1).
«2»- العلّامة النوریّ، له جنّة المأوی فی الاستدراك علی المجلّد الثالث عشر، و معالم العبر فی استدراك السابع عشر(2).
و له فهارس وضعها عدّة من العلماء، منها:
«1»- سفینة البحار و هو فهرس عامّ لجمیع الكتاب علی ترتیب حروف الهجا للشیخ المحدّث الصالح عبّاس بن محمّد رضا القمّیّ المتوفّی فی 23 ذی الحجّة 1359(3).
«2»- مفتاح الأبواب فهرس لأبوابه طبع بطهران سنة 1352.
«3»- فهرس أحادیثه مع تعیین محالّها فی الكتب المأخوذ عنها.
«4»- فهرس الكتب الّتی هی مآخذ البحار مفصّلا، و كأنّه شرح للفصل الأوّل من مقدّمة البحار.
«5»- فهرس جملة من مطالبه.
«6»- مصابیح الأنوار فی فهرس أبوابه لتسهیل استدراكها(4).
هذا كلّه ممّا یتعلّق بكتابه القیّم «بحار الأنوار» و أمّا ما یتعلّق بسائر كتبه من تراجمها و شروحها فقد ترجم كثیر منها، نشیر إلی بعضها:
«1»- ترجمة الاعتقادات إلی الفارسیّة لبعض الأصحاب.
ص: 50
«2»- ترجمته أیضا للمولی محمّد كاظم بن محمّد شفیع الهزار جریبیّ (1).
«3»- ترجمته بلغة اردو للمولی عابد حسین الهندیّ طبع بالهند(2).
«4»- ترجمة جلاء العیون بلغة اردو، طبع بالهند للسیّد محمّد باقر الهندیّ المعاصر.
«5»- ترجمته بالعربیّة للسیّد عبد اللّٰه بن محمّد رضا الشبّر المتوفّی سنة 1242.
6 و 7- مختصرة فی عشرة آلاف بیت یسمّی منتخب الجلاء، و مختصر آخر فی خمسة آلاف، كلاهما للسیّد عبد اللّٰه شبّر المذكور(3).
«8»- ترجمة تحفة الزائر بالعربیّة للسیّد عبد اللّٰه شبّر(4).
«9»- ترجمة حقّ الیقین بلغة اردو للسیّد محمّد باقر الهندیّ المتقدّم (5).
«10»- ترجمته بالعربیّة للسیّد عبد اللّٰه شبّر(6).
«11»- ترجمته أیضا بالعربیّة، عرّبه المولی محمّد مقیم بن درویش محمّد الخزاعیّ، أسماه ترجمة شهادة الخصوم (7).
«12»- الجواب عن اعتراض بعض العامّة علی مباحث إمامة حقّ الیقین، للسیّد أحمد الأصفهانیّ الخاتون آبادیّ المتوفّی سنة 1161(8).
«13»- ترجمة حلیة المتّقین بلغة اردو، للسیّد مقبول أحمد الدهلویّ المعاصر أسماه تهذیب الإسلام (9).
«14»- ترجمته بالعربیّة(10).
«15»- ترجمة عین الحیاة بلغة اردو للسیّد محمّد باقر المتقدّم ذكره.
«16»- ترجمته بالعربیّة لبعض الأصحاب (11).
ص: 51
تتلمذ علی عدّة من حملة العلم و الأدب و الفقه و الدرایة و روی عنهم، منهم:
«1»- الشیخ العالم الفاضل القاضی أبو الشرف الأصفهانیّ. قال فی أمل الآمل ص 74:
كان عالما فاضلا، نروی عن مولانا محمّد باقر المجلسیّ (1) عنه.
«2»- العالم النحریر الفقیه أبو الحسن المولی حسنعلیّ التستریّ ابن عبد اللّٰه الأصفهانیّ الفاضل الكامل الفقیه المعروف فی عصر السلطان صفیّ الصفویّ، و الشاه عبّاس الثانی، مؤلّف كتاب التبیان فی الفقه، و رسالة فی حرمة صلاة الجمعة فی الغیبة، المتوفّی سنة 1075 ذكر فی تاریخ وفاته هذا المصرع: «علم علم بر زمین افتاد»(2).
«3»- العالم الفاضل الجلیل النبیل القاضی أمیر حسین، كذا وصفه فی ریاض العلماء و قال: هو من مشایخ الأستاد الاستناد(3).
«4»- العالم المتبحّر الجلیل المولی خلیل بن الغازیّ القزوینیّ، المتولّد سنة 1001 و المتوفّی سنة 1089، شارح كتاب الكافی (4).
«5»- الفاضل الصالح ابن عمّة والده الشیخ عبد اللّٰه ابن الشیخ جابر العاملیّ، قال فی أمل الآمل (5):
كان فاضلا عالما عابدا فقیها(6).
ص: 52
«6»- السیّد الجلیل الشریف الأمیر شرف الدین علیّ بن حجّة اللّٰه بن شرف الدین الطباطبائیّ الشولستانیّ، مؤلّف كتاب توضیح المقال فی شرح الاثنی عشریّة فی الصلاة لصاحب المعالم، المتوفّی سنة 1060(1) المجاور بالمشهد المقدّس الغرویّ حیّا و میّتا(2).
«7»- السیّد الأمجد السیّد نور الدین علیّ بن علیّ بن الحسین بن أبی الحسن الحسینیّ الموسویّ العاملیّ، المجاور لبیت الحرام حیّا و میّتا، طیّب اللّٰه تربته، أجاز له بالمراسلة مع الشیخ الثقة علیّ بن السندیّ البحرانیّ،(3) ولد سنة 970، و توفّی سنة 1068 له شرح المختصر النافع، و الفوائد المكّیّة، و شرح الاثنی عشریّة للشیخ البهائی و غیرها.
«8»- الشیخ الجلیل النبیل الشیخ علیّ ابن العالم النحریر الشیخ محمّد ابن المحقّق البصیر الشیخ حسن ابن الشهید الثانی، صاحب التصانیف الرائقة كشرح الكافی، و الدرّ المنثور و غیرها ولد سنة 1013 أو 14 و توفّی سنة 1103 و قد بلغ التسعین (4).
«9»- الفاضل النحریر و المتبحّر الجلیل السیّد علی خان ابن السیّد نظام الدین أحمد بن محمّد معصوم الحسینیّ الشیرازیّ المدنیّ، شارح الصحیفة و الصمدیّة، و صاحب كتاب سلافة العصر و درجات الرفیعة فی طبقات الإمامیّة و أنوار الربیع فی أنواع البدیع و غیرها من التصانیف الرائقة، المتولّد سنة 1057، و المتوفّی سنة 1120(5).
«10»- السیّد الفاضل الأجلّ الأكمل الأمیر فیض اللّٰه ابن السیّد غیاث الدین محمّد الطباطبائیّ القهبائیّ (6)
الّذی یروی عن السیّد الجلیل السیّد حسین الكركیّ المفتی.
«11»- والده المعظّم البحر الخضم، وحید عصره، فرید دهره، محمّد تقیّ المجلسی (7).
ص: 53
«12»- شیخ المحدّثین محمّد بن الحسن الحرّ العاملیّ صاحب كتاب الوسائل (1).
«13»- سیّد الحكماء و المتألّهین، النحریر الأفخم آغا میرزا رفیع الدین محمّد بن حیدر الحسینیّ الحسنیّ الطباطبائیّ النائینیّ صاحب الرسائل و الحواشی الكثیرة الّتی منها حواشیه علی الكافی، و صرّح المولی الأردبیلیّ فی جامع الرواة(2) بأنّه كان أفضل عصره، توفّی سنة 1099(3)
«14»- السیّد السند، المحدّث النحریر، السیّد محمّد المشتهر بسیّد میرزا الجزائریّ ابن شرف الدین علیّ بن نعمة اللّٰه الموسویّ، صاحب جوامع الكلم فی الحدیث. قال فی أمل الآمل ص 64: كان من فضلاء المعاصرین، عالما فقیها محدّثا حافظا عابدا، من تلامذة الشیخ محمّد بن خاتون العاملیّ ساكن حیدرآباد، نروی عنه (4).
«15»- العالم الفاضل الصالح، المولی محمّد شریف بن شمس الدین محمّد الرویدشتیّ الأصفهانیّ (5).
«16»- العالم العلّام، و المولی المعظّم القمقام، فخر المحقّقین، الزاهد المجاهد، المولی محمّد صالح ابن المولی أحمد السرویّ الطبرسیّ، المدقّق المحقّق، الجامع الماهر
ص: 54
فی المعقول و المنقول، الناقد فی أخبار آل الرسول علیهم السّلام، شارح الكافی، المتوفّی سنة 1081(1).
«17»- العالم الجلیل النبیل، عین الطائفة و وجهها، المولی محمّد طاهر بن محمّد حسین الشیرازیّ النجفیّ القمّیّ، صاحب المؤلّفات الرشیقة النافعة كشرحه علی التهذیب، و حكمة العارفین، و الأربعین فی الإمامة، و تحفة الأخبار بالفارسیّة فی فضائح الصوفیّة و غیرها، المتوفّی سنة 1098(2).
«18»- السیّد الخبیر الفاضل الأمیر محمّد قاسم ابن الأمیر محمّد الطباطبائیّ القهبائیّ (3).
«19»- المحدّث العلّامة، العالم الفاضل، الفقیه الشهید بالحرم الإلهی فی سنة 1088 السیّد محمّد مؤمن بن دوست محمّد الحسینیّ الأسترآبادیّ المجاور بمكّة المعظّمة صهر المحدّث الأسترآبادیّ، له كتاب الرجعة(4).
«20»- العالم الفاضل المتبحّر المحدّث العارف الحكیم المولی محمّد بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود المدعوّ بمحسن المشتهر بالفیض الكاشانیّ، صاحب الوافی و الصافی و المفاتیح و غیرها، المتوفّی سنة 1091 عن 84(5).
«21»- العالم الصالح الفاضل المولی محمّد محسن بن محمّد مؤمن الأسترآبادیّ (6).
ص: 55
تتلمذ علیه عدّة كثیرة من علماء الطائفة و كان مجلس درسه مجمعا للفضلاء، و كان یحضره علی ما قیل: ألف رجل أو أكثر، أورد العلّامة النوریّ فی الفیض القدسیّ، إلیك أسماؤهم:
«1»- المولی الفاضل الصالح التقیّ الزكیّ مولانا إبراهیم الجیلانیّ كذا وصفه شیخه، و أجازه بخطّه فی آخر مجموعة من رسائله و رسائل والده.
«2»- العالم الجلیل و الحبر النبیل السیّد إبراهیم ابن الأمیر محمّد معصوم القزوینیّ والد السیّد الأكمل السیّد حسین القزوینیّ، ذكره آیة اللّٰه بحر العلوم فی إجازته للسیّد حیدر ابن السیّد حسین الیزدیّ.
«3»- أبو أشرف الأصفهانیّ، قال فی أمل الآمل: عالم فاضل یروی عن مولانا محمّد باقر المجلسیّ.
«4»- الفاضل الصالح السعید الحاجّ أبو تراب.
«5»- العالم العامل، الفاضل الكامل، أفقه المحدّثین الشریف العدل المولی أبو الحسن ابن محمّد طاهر بن عبد الحمید الفتّونیّ النباطیّ العاملیّ الأصفهانیّ الغرویّ، و كانت أمّه اخت السیّد الأمیر محمّد صالح الآتی ذكره (1)، و هو جدّ صاحب الجواهر، له تفسیر مرآة الأنوار و غیره، توفّی فی أواخر عشر الأربعین بعد المائة و الألف (2).
«6»- العالم الأمجد، الفاضل الأرشد، الشیخ أحمد ابن الشیخ محمّد بن یوسف الخطّیّ البحرانیّ، مؤلّف ریاض الدلائل و حیاض المسائل و غیرها، بالغ شیخه العلّامة فی إجازته له فی توصیفه توفّی سنة 1121.
«7»- المولی الفاضل الكامل الصالح المتوقّد الذكیّ الألمعیّ مولانا جمشید بن محمّد زمان الكسكریّ، كذا وصفه شیخه بخطّه فی آخر الفقیه الّذی قرأه علیه. و بخطّه
ص: 56
رحمه اللّٰه أیضا فی آخر كتاب الأطعمة من التهذیب: أنهاه المولی الفاضل الصالح الزكیّ مولانا جمشید الكسكریّ وفّقه اللّٰه تعالی سماعا و تصحیحا و تدقیقا فی مجالس آخرها بعض أیّام شهر محرّم الحرام من سنة 1098 فأجزت له روایته عنّی بأسانیدی المتّصل إلی المؤلّف العلّامة قدّس اللّٰه روحه.
«8»- الشیخ العالم العامل البارع التقیّ الزكیّ الألمعیّ الشیخ حسن بن الندیّ البحرانیّ، وصفه شیخه فی إجازة له وجدتها بخطّه فی آخر أصول الكافی الّذی كان بخطّ التلمیذ المذكور و قد قرأه علیه.
«9»- الشیخ الجلیل، العلّامة الربّانیّ، الزاهد الورع، الشیخ سلیمان بن عبد اللّٰه ابن علیّ بن الحسن بن أحمد بن یوسف بن عمّار الماحوزیّ البحرانیّ، صاحب البلغة و المعراج فی الرجال، و الأربعین فی الإمامة، و هو كما فی اللّؤلؤة أحسن تصانیفه توفّی سنة 1027.
«10»- العالم المتبحّر النقّاد، المضطلع الخبیر البصیر، الّذی لم یر مثله فی الاطّلاع علی التراجم، آغا میرزا عبد اللّٰه ابن العالم الجلیل عیسی بن محمّد صالح الجیرانیّ التبریزیّ ثمّ الأصفهانیّ، الشهیر بالأفندیّ، مؤلّف كتاب ریاض العلماء، و الصحیفة الثالثة. قال فی آخر باب ألقاب كتاب ریاض العلماء: اعلم أنّ لنا طرقا عدیدة إلی كتب الأصحاب، أسدّها و أقومها و أقواها و أعلاها و أقربها ما نروی عن الأستاد الاستناد مولانا محمّد باقر المجلسیّ، عن الشیخ الجلیل عبد اللّٰه ابن الشیخ جابر العاملیّ ابن عمّة والدة الأستاد، عن جدّ والد الأستاد من طرف أمّه و هو الشیخ الجلیل مولانا كمال الدین درویش محمّد ابن الشیخ حسن النطنزیّ، عن الشیخ علیّ الكركیّ.
«11»- الفاضل الصالح المولی عبد اللّٰه المدرّس ببعض المدارس فی المشهد الرضویّ، قال فی الریاض: هو من تلامذة الأستاد الاستناد أیّده اللّٰه تعالی، قد قرأ علیه فی أوان مجاورته- سلّمه اللّٰه تعالی- بتلك الروضة المقدّسة، ثمّ لمّا خرج حفظه اللّٰه تعالی سافر معه إلی الأصبهان و قرأ علیه بها أیضا شطرا من كتب الفقه و الحدیث. و فی أمل الآمل: مولانا عبد اللّٰه بن شاه منصور القزوینیّ مولدا الطوسیّ مسكنا كان فقیها مدرّسا، له شرح
ص: 57
ألفیّة ابن مالك فارسیّ، و رسالة فی إثبات إمامة أمیر المؤمنین علیه السّلام فارسیّة سمّاه الغدیریّة، من المعاصرین. انتهی. قال صاحب الریاض: لم نعرف رجلا معاصرا بهذا الاسم سوی المولی عبد اللّٰه المدرّس.
«12»- الفاضل المتتبّع، الخبیر النقّاد، الشیخ عبد اللّٰه بن نور الدین صاحب العوالم فی مجلّدات كثیرة شائعة.
«13»- الفاضل المولی الرضیّ الزكیّ عبد اللّٰه الیزدیّ.
«14»- السیّد الفاضل الموفّق المسدّد میر عبد المطّلب قرأ علیه أصول الكافی إلی آخره و مدحه فی آخره بما ذكرنا فی سادس شهر شوّال سنة 1074.
«15»- السیّد الجلیل آغا میرزا علاء الدین محمّد گلستانه.
«16»- السیّد الأیّد، الحسیب النسیب، اللّبیب الأدیب، الفاضل الكامل، المتوقّد البارع الألمعیّ الأمیر علیّ خان الجرفادقانی، كذا ذكره شیخه بخطّه فی آخر كتاب التهذیب الّذی قرأه علیه فی مجالس آخرها شهر جمادی الأولی سنة 1097.
«17»- تاج الفضلاء، فخر النجباء الأزكیاء، صدر الدین السیّد علی خان الشیرازیّ شارح الصحیفة.
«18»- العالم الكامل السیّد علیّ ابن السیّد محمّد الأصفهانیّ، المعروف بالإمامیّ ابن السیّد أسد اللّٰه ابن السیّد أبی طالب مؤلّف كتاب التراجیح فی الفقه، و هو كما فی الریاض یقرب من ثلاث مائة ألف بیت، ذكر فیه أقوال جمیع الفقهاء، و كتاب ترجمة الشفاء لابن سینا بالفارسیّة، كتاب ترجمة الإشارات بالفارسیّة، و كتاب هشت بهشت و هو ترجمة ثمانیة كتب من كتب أصحابنا كالخصال و إكمال الدین و العیون و الأمالی.
«19»- الفاضل العلّام، فلّاق رءوس أهل الحكمة و الكلام الفاضل الأجلّ مولانا علی أصغر المشهدیّ الرضویّ، وصفه الفاضل الشیخ عبد النبیّ صاحب تتمیم أمل الآمل فی إجازته لبحر العلوم، و صرّح بأنّه من تلامذة العلّامة المجلسیّ و المحقّق آغا جمال الدین.
«20»- السیّد السند، و الشریف الأمجد، و العالم المؤیّد، جامع الكمالات،
ص: 58
و حائز قصبات السبق فی مضمار السعادات، نجل الأكرمین، الأمیر عین العارفین الحسینیّ القمّیّ العاشوریّ، وصفه بهذا شیخه العلّامة فی آخر المجلّد الأوّل من التهذیب فی إجازة كتبها له بخطّه، و صرّح فی موضعین من هوامشه أنّه قرأ علیه التهذیب فی مجالس آخرها بعض أیّام شهر جمادی الآخرة سنة 1092.
«21»- المولی الأجلّ التقیّ، و الفاضل الكامل اللّوذعی، مولانا محمّد إبراهیم السریانی إجازته مذكورة فی كتاب البحار.
«22»- السیّد الموفّق المسدّد، العامل الكامل، الأدیب الأریب، الأمیر محمّد أشرف صاحب كتاب فضائل السادات.
«23»- العالم الكامل، المحقّق المدقّق، الشیخ محمّد أكمل، صرّح ولده الأستاد الأكبر فی إجازته لبحر العلوم.
«24»- شیخ المحدّثین، و أفضل المتبحّرین، الشیخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملیّ صاحب كتاب وسائل الشیعة.
«25»- المولی المتبحّر فی الأخبار مولانا محمّد حسین الطوسیّ البغجمیّ، یروی عنه الشهید السعید سیّد نصر اللّٰه الحائری.
«26»- سبطه العالم الجلیل المعظّم الأمیر محمّد حسین ابن الأمیر محمّد صالح.
«27»- العالم الفاضل المولی محمّد حسین بن یحیی النوریّ صاحب رسالة فی صلاة المسافر، و ملخّص الربع الآخر من المجلّد الثامن عشر من البحار، و فی آخره: تمّ ما أردنا استخراجه من أبواب المجلّد الآخر لكتاب الصلاة من بحار الأنوار للمحقّق العلّامة مولانا و أستادنا محمّد باقر علم الدین المجلسیّ أعلی اللّٰه تعالی مجلسه فی أعلی علیّین، فی لیلة السادس و العشرین من شهر رمضان سنة سبع و عشرین و مائة بعد الألف علی ید المتمسّك بالمصطفین ابن یحیی النوریّ محمّد حسین حامدا مصلّیا. انتهی. قاله محمّد علیّ الكشمیریّ فی كتاب نجوم السماء.
«28»- المولی الفاضل الذّكی المتوقّد محمّد داود، وصفه كذلك شیخه فی آخر فروع الكافی الّذی قرأه علیه و أجازه فی رابع ذی الحجّة سنة 1087.
ص: 59
«29»- الفاضل الزكیّ الألمعیّ المولی محمّد رضا ابن المولی محمّد صادق ابن المولی مقصود علیّ المجلسیّ الأصفهانیّ ابن عمّ المجلسیّ، عندی استبصار بخطّه قرأ من أوّله إلی آخره علی شیخه العلّامة، و فی آخره إجازة له.
«30»- العالم النحریر المولی محمّد رفیع بن فرج الجیلانیّ المعروف بملّا رفیعا.
«31»- السیّد الفاضل الكامل، الحسیب النسیب، الأدیب الأریب اللّبیب، التقیّ الزكیّ، الأمیر محمّد صادق المازندرانیّ، كذا وصفه شیخه فی إجازته له، رأیتها فی آخر الاستبصار الّذی قرأه علیه.
«32»- المولی الفاضل الكامل، الفقیه النبیل، العالم العامل، المحدّث النقیّ، الجلیل الفائق آغا محمّد صادق التنكابنیّ ثمّ الأصبهانیّ ابن العالم الجلیل العلّامة المولی محمّد ابن عبد الفتّاح كذا وصفه السیّد الأكمل السیّد حسین الخونساریّ فی إجازته لبحر العلوم و صرّح بروایته عنه.
«33»- السیّد الفاضل قدوة أرباب التحقیق الأمیر محمّد صالح الحسینیّ القزوینیّ.
«34»- العالم العلّامة، و المحقّق الفهّامة، السیّد الأجل الأمیر محمّد صالح بن عبد الواسع صهره، صاحب المؤلّفات الأنیقة كشرح الاستبصار، و الذریعة، و روادع النفس، و الحدیقة، و حدائق المقرّبین، و غیرها توفّی سنة 1116.
«35»- الفقیه العالم الربّانیّ، الورع التقیّ الثقة العدل الحاجّ محمّد طاهر بن الحاجّ مقصود علیّ الأصبهانیّ.
«36»- المحقّق المدقّق، العلّامة الفهّامة المولی محمّد بن عبد الفتّاح التنكابنیّ المعروف بالسراب، صاحب التصانیف الرائقة الّتی تبلغ ثلاثین ككتاب سفینة النجاة، و رسالة الإجماع و الأخبار، و الرسالة الكبیرة فی حكم صلاة الجمعة.
«37»- الفاضل الكامل، المتبحّر الخبیر المولی محمّد بن علیّ الأردبیلیّ مؤلّف كتاب جامع الرواة، أورد فی آخره إجازة العلّامة المجلسیّ له.
«38»- الفاضل الحبر، العالم العامل، الشیخ محمّد فاضل. و كان من تلامذة والده أیضا.
«39»- الفاضل الكامل الفقیه مولانا محمّد قاسم بن محمّد رضا الهزار جریبیّ، كذا وصفه
ص: 60
فخر الأواخر آغا باقر الهزار جریبیّ فی إجازته لبحر العلوم.
«40»- الفاضل الألمعیّ المولی محمّد قاسم بن محمّد صادق الأسترآبادیّ.
«41»- العالم الجلیل، المفسّر النبیل، المتبحّر الفاضل اللّوذعی آغا میرزا محمّد المشهدیّ ابن محمّد رضا بن إسماعیل بن جمال الدین القمّیّ صاحب تفسیر كنز العرفان فی أربع مجلّدات من أحسن التفاسیر و أجمعها، رأیت علی ظهر المجلّد الأوّل منه مدحا عظیما و ثناء بلیغا من العلّامة المجلسیّ له و لتفسیره، و رأیت علیه إجازته له.
«42»- العالم الفاضل، الزكیّ الألمعی محمّد بن مرتضی الشهیر بنور الدین صاحب تفسیر الوجیز و درر البحار، ابن اخی المولی محسن الكاشیّ.
«43»- الفاضل المجاهد آیة اللّٰه فی الفضل و العلم الأمیر محمّد مهدیّ ابن السیّد إبراهیم یروی عن المجلسیّ بلا واسطة و بواسطة أبیه.
«44»- الفاضل النبیل الحاجّ محمّد نصیر الگلبایگانی، قاله آغا باقر المازندرانیّ فی إجازته لبحر العلوم.
«45»- الشیخ الفقیه، العابد الصالح محمّد بن یوسف بن علیّ بن كنبار النعیمیّ البلادیّ، الشاعر الماجد الّذی له مقتل أبی عبد اللّٰه علیه السّلام، الشهید بأیدی الخوارج فی البحرین سنة 1031.
«46»- المولی الفاضل، الصالح الفالح، المتوقّد الذكیّ الألمعیّ مولانا محمود الطبسیّ، كذا وصفه شیخه بخطّه فی آخر التهذیب الّذی قرأ علیه، و أجازه فی رابع عشر شهر جمادی الأولی سنة 1096، له مختصر شرح النهج لابن أبی الحدید.
«47»- الفاضل التقیّ الصالح الحاجّ محمود بن غیاث الدین محمّد الأصبهانیّ.
«48»- الفاضل الصالح مسیح الدین محمّد الشیرازیّ، مدحه شیخه فی إجازات البحار بأوصاف حسنة جمیلة.
«49»- السیّد الجلیل و المحدّث النبیل السیّد نعمة اللّٰه الجزائریّ، صاحب التصانیف الرائقة، ذكره سبطه الأجلّ السیّد عبد اللّٰه فی إجازته الكبیرة.
ص: 61
قال الأمیر عبد الحسین ابن الأمیر محمّد باقر الخاتون آبادیّ فی تاریخ وقائع الأیّام و السنن: إنّ ولادة رئیس المحقّقین علی الإطلاق، و من یجوز علیه هذه المنقبة بالاستحقاق الفاضل العالم الكامل، شیخ الإسلام و المسلمین، مولانا محمّد باقر المجلسیّ فی ألف و سبعة و ثلاثین، و تاریخه: «غزل». و فی اللؤلؤة و غیره عن حاشیة البحار: و من الغریب أنّه وافق تاریخ ولادتی عدد «جامع كتاب بحار الأنوار» كما تفطّن به بعض علمائنا الأخیار.
و قال صاحب مرآة الأحوال: إنّ ولادته كانت فی أوّل سنة ألف و ثمانیة و ثلاثین.
توفّی قدّس سرّه علی ما فی وقائع الأیّام و فی اللّؤلؤة فی 27 شهر رمضان سنة 1111 تاریخه: «غم و حزن». و نقل فی الروضات عن كتاب حدائق المقرّبین أنّه توفّی فی 27 شهر رمضان سنة 1110، و كان عمره ذاك 73 سنة، و قیل فی تاریخ وفاته بالفارسیّة: «مقتدای جهان ز پا افتاد» و أیضا «عالم علم رفت از دنیا» و أیضا «رونق از دین برفت» و أیضا «باقر علم شد روان بجنان» و أحسن ما قیل فی هذا المعنی قول بعضهم:
ماه رمضان چو بیست و هفتش كم شد*** تاریخ وفات باقر أعلم شد
و دفن رحمه اللّٰه بأصفهان فی الباب القبلی من جامعه العتیق فی القبّة الّتی دفن فیها أبوه، و فیها مدفن عدّة من العلماء الأمجاد(1).
ص: 62
هو محمّد تقیّ بن مقصود علیّ المجلسیّ من أعاظم علماء الإمامیّة و أجلّائهم، ذكره العلماء فی تراجمهم مقرونا بالحفاوة و الإجلال، مرموقا بعین الإكبار و الاحترام. قال المولی الأردبیلیّ: محمّد تقیّ بن المقصود علیّ الملقّب بالمجلسیّ وحید عصره، فرید دهره، أمره فی الجلالة و الثقة و الأمانة و علوّ القدر و عظم الشأن و سموّ الرتبة و التبحّر فی العلوم أشهر من أن یذكر، و فوق ما یحوم حوله العبارة، أورع أهل زمانه و أزهدهم و أتقاهم و أعبدهم، بلغ فیضه دینا و دنیا بأكثر أهل زمانه من العوام و الخواصّ، و نشر أخبار الأئمّة صلوات اللّٰه علیهم بأصفهان جزاه اللّٰه تعالی خیر جزاء المحسنین (1).
و قال الشیخ حرّ العاملی فی كتابه أمل الآمل ص 610: كان فاضلا، عالما، محقّقا، متبحّرا، زاهدا، عابدا، ثقة، متكلّما، فقیها.
و قال صاحب حدائق المقرّبین: كان فی علوم الفقه و التفسیر و الحدیث و الرجال فائق أهل الدهر، و فی الزهد و العبادة و التقوی و الورع و ترك الدنیا تالیا تلو أستاده الأوّل،(2)
مشتغلا طول حیاته بالریاضات و المجاهدات، و تهذیب الأخلاق، و العبادات، و ترویج الأحادیث، و السعی فی حوائج المؤمنین، و هدایة الخلق، و انتشر بیمن همّته أحادیث أهل البیت، و اهتدی بنور هدایته الجمّ الغفیر. و نقل فی بعض مؤلّفاته الرائقة قال: اتّفق لی التشرّف بزیارة العتبات العالیات فلمّا وردت النجف الأشرف اخذ فی الشتاء فعزمت علی الإقامة هنا فرأیت لیلة فی الطیف إذا أنا بأمیر المؤمنین علیه السّلام یلاطف بی كثیرا و یقول: لا تقم بعد ذلك هاهنا، و اخرج إلی بلدك أصفهان، فإنّ وجودك فی ذلك المكان أنفع و أبرّ و بالغت كثیرا فی استدعاء الرخصة عنه فی التوقّف
فلم ینفع ذلك شیئا و قال: إنّ الشاه عبّاس قد توفّی فی هذه السنة، و إنّما یجلس مجلسه الشاه صفیّ الصفویّ و یحدث فی بلادكم الفتن الشدیدة و اللّٰه تبارك و تعالی یرید أن تكون فی هذه النائرة
ص: 63
بأصفهان باذلا جهدك فی هدایة الخلق فارجع فلا بدّ لك من الرجوع (1).
و وصفه فی مناقب الفضلاء بقوله: الفقیه النبیه العلّامة، و الفاضل الكامل الفهّامة، شیخ الفقهاء و المحدّثین، و رئیس الأتقیاء المتورّعین، مقتدی الأنام فی زمانه، و مفتی مسائل الحلال و الحرام فی أوانه، زبدة العارفین، و قدوة السالكین، و جمال الزاهدین، و نور مصباح المتهجّدین و ضیاء المسترشدین، صاحب الكرامات الشریفة، و المقامات المنیفة(2).
و وصفه التستریّ فی المقابس بقوله: منها(3)
المقدّسی للشیخ الأجلّ الأكمل الأفضل الأوحد الأعلم الأعبد الأزهد الأسعد، جامع الفنون العقلیّة و النقلیّة، حاوی الفضائل العلمیّة و العملیّة، صاحب النفس القدسیّة، و السماة الملكوتیّة، و الكرامات السنیّة، و المقامات العلیّة، و ناشر الأخبار الدینیّة، و الآثار المدنیّة، و الأحكام النبویّة، و الأعلام الإمامیّة، العالم العلم الربّانی، المؤیّد بالتأیید السبحانی المولی محمّد تقیّ ابن مجلسیّ الأصفهانیّ قدّس اللّٰه روحه و نوّر ضریحه. انتهی (4).
و أطراه صاحب الروضات بقوله: كان أفضل أهل عصره فی فهم الحدیث، و أحرصهم علی إحیائه، و أقدمهم إلی خدمته، و أعلمهم برجاله، و أعملهم بموجبه، و أعدلهم فی الدین، و أقواهم فی النفس، و أجلّهم فی القدر، و أكملهم فی التقوی، و أورعهم فی الفتوی، و أعرفهم بالمراتب العالیة، و أوقفهم لدی الشبهات، و أجهدهم فی الطاعات و القربات ینتهی نسبه من جهة الأب إلی الحافظ النبیل أبی نعیم الأصفهانیّ كما اشیر إلیه فی ترجمته، و من جهة الامّ إلی المولی درویش محمّد بن الحسن النطنزیّ الّذی یوجد اسمه أیضا فی طرق إجازاته، و قیل: إنّه كان أوّل من نشر حدیث الشیعة بعد ظهور دولة الصفویّة راویا عن الشیخ علیّ الكركیّ المشتهر بالمحقّق الثانی، و یروی عنه الشیخ عبد اللّٰه بن جابر العاملیّ ابن عمّة صاحب العنوان و أحد مشایخ إجازة ولده العلّامة المجلسیّ،
ص: 64
فظهر من ذلك أیضا أنّ محتد الرجل و أصله من «جبل عامل» الّتی هی من الأرض المقدّسة الّتی بارك اللّٰه حولها، و كانت مجمع علماء هذه الطائفة الحقّة دائما ا ه(1).
و السابر لسائر كتب التراجم یری المترجم له فی الصفّ الأوّل من العلماء الباحثین و فی الرعیل المقدّم من رجال التحقیق و التدقیق.
و كان والده المولی مقصود علی علی ما فی مرآة الأحوال بصیرا و رعا مروّجا لمذهب الاثنی عشریّة، جامعا للكمال و الحسن فی المقال، و كان له أبیات رائقة بدیعیّة و لحسن محاضرته و جودة مجالسه سمّی بالمجلسیّ و تخلّص به، فصار هذا لقبا فی هذه الطائفة الجلیلة و السلسلة العلیّة(2)
و كانت أمّه عارفة صالحة مقدّسة بنت العالم المولی كمال الدین محمّد بن الشیخ حسن العاملیّ ثمّ النطنزیّ (3)، و كانت زوجة المولی محمّد تقیّ والدة العلّامة المجلسیّ من أقارب العالم الشیخ عبد اللّٰه بن جابر العاملیّ.
یروی مولانا المترجم محمّد تقیّ عن جملة من المشایخ:
«1»- شیخ الطائفة الإمامیّة فی عصره العلّامة المحقّق الزاهد الورع المولی عبد اللّٰه ابن الحسین التستریّ المتوفّی فی العشر الأوّل من المحرّم سنة 1021 و كان رحمه اللّٰه قد قرأ علی المولی أحمد الأردبیلیّ، و علی الشیخ نعمة اللّٰه بن أحمد بن محمّد بن خاتون العاملیّ، و علی ابنه أحمد بن نعمة اللّٰه رحمهم اللّٰه.
«2»- شیخ الإسلام و المسلمین الشیخ بهاء الدین العاملیّ المتوفّی سنة 1030 أو 1031.
«3»- المحقّق النحریر میر محمّد باقر الحسینیّ الأسترآبادیّ المعروف بالداماد المتوفّی 1041.
«4»- الشیخ الفاضل العابد الشیخ یونس الجزائریّ.
ص: 65
«5»- السیّد حسین ابن السیّد حیدر الكركیّ
«6»- القاضی أبو الشرف الأصفهانیّ و قد تقدّم ذكره فی مشایخ ولده ص 19.
«7»- الشیخ عبد اللّٰه بن جابر كما یظهر من آخر الوسائل.
«8»- الشیخ جابر عبّاس النجفیّ.
«9»- القاضی معزّ الدین محمّد بن تقیّ الدین الأصفهانیّ.
«10»- الشیخ أبو البركات.
«11»- السیّد ظهیر الدین إبراهیم بن الحسین الحسینیّ الهمدانیّ (1).
«12»- الأمیر إسحاق الأسترآبادیّ (2).
و یروی عنه كثیر من العلماء الأعلام. قال صاحب حدائق المقرّبین: و أكثر العلماء الأعلام من تلامذته مثل آغا حسین الخونساریّ، و أستادنا المولی محمّد باقر، بل سائر الفضلاء الأعیان الّذین كانوا قبل هذه الطبقة كانوا من تلامذته، و أخذوا عنه الفقه و الحدیث و التفسیر، و لو لم یكن له أثر غیر ولده المبرور لكان یكفیه فضلا عن سائر فضلاء عصره الّذین صاروا ببركته علماء الدین. ا ه(3)
له قدّس سرّه تألیفات، منها: شرح عربیّ علی من لا یحضره الفقیه، و شرح فارسیّ علیه أیضا،(4)
و كتاب حدیقة المتّقین، شرح علی بعض كتب تهذیب الأحكام، و رسالة فی أفعال الحجّ، و رسالة فی الرضاع،(5) و رسالة فی شرح مشیخة الفقیه (6).
توفّی قدّس اللّٰه روحه بأصفهان سنة 1070 و له نحو من سبع و ستّین سنة و قبره بأصفهان له قبّة عالیة هی مطاف الشیعة.
ص: 66
له قدّس سرّه سبعة أولاد ثلاثة منها ذكور:
«1»- الأكبر: العالم المهذّب المولی عزیز اللّٰه (1).
«2»- الأوسط: العالم الفاضل المقدّس الصالح المولی عبد اللّٰه (2).
«3»- الأصغر: العلّامة محمّد باقر المجلسیّ.
و أربعة منها اناث:
«1»- الفاضلة الصالحة: آمنة بیكم زوج العلّامة الفهّامة المولی محمّد صالح المازندرانی شارح الكافی (3).
«2»- زوج المولی محمّد علیّ الأسترآبادیّ (4).
«3»- زوج العالم الوحید میرزا محمّد بن الحسن الشیروانیّ الشهیر بملّا میرزا، صاحب الحواشی المعروفة علی المعالم و غیره (5).
«4»- زوج الفاضل المتبحّر آغا میرزا كمال الدین محمّد الفسویّ شارح الشافیة.
و قد فصّل العلّامة النوریّ قدّس سرّه فی كتابه الفیض القدسیّ ذكر أولاده و أحفاده و ذراریه، و من خرج من بیته الرفیع السامیّ من العلماء الفطاحل و أساتذة الفقه و الحدیث.
ص: 67
أمره فی العلم و الفهم و الثقافة و الفقاهة و الجلالة و الوثاقة و كثرة التصنیف و جودة التألیف فوق أن تحیطه الأقلام و یحویه البیان، و قد بالغ فی إطرائه و الثناء علیه كلّ من تأخّر عنه، و فی مقدّمهم الرجالیّ الكبیر النجاشیّ حیث قال فی فهرسه:
محمّد بن علیّ بن الحسین بن موسی بن بابویه القمّیّ أبو جعفر نزیل الری، شیخنا و فقیهنا و وجه الطائفة بخراسان، و كان ورد بغداد سنة خمس و خمسین و ثلاثمائة، و سمع منه شیوخ الطائفة و هو حدث السنّ. ا ه
و تبعه الشیخ الطوسیّ فی رجاله و فهرسه، و وصفه بأنّه كان حافظا للأخبار، بصیرا بالرجال، ناقلا للآثار، لم یر فی القمیّین مثله فی حفظه و كثرة علمه.
و أثنی علیه العلّامة فی الخلاصة، و ابن إدریس فی السرائر، و الأسترآبادیّ فی منهج المقال و فی الوسیط، و أبو علیّ فی منتهی المقال، و التفرشیّ فی نقد الرجال، و الأردبیلیّ فی جامع الرواة، و الخونساریّ فی روضات الجنّات، و المامقانیّ فی تنقیح المقال، و أورد ترجمته الخطیب فی تاریخ بغداد(1). و الباحث یری فیها و فی غیرها من المعاجم و التراجم توثیقه و إكباره و تبجیله، و ناهیه عن تلكم التراجم كلّها ما فی الفوائد الرجالیّة للعلّامة بحر العلوم قدّس سرّه و إلیك نصّه:
محمّد بن علیّ بن الحسین بن موسی بن بابویه أبو جعفر القمّیّ شیخ من مشایخ الشیعة و ركن من أركان الشریعة، رئیس المحدّثین، و الصدوق فیما یرویه عن الأئمّة الصادقین، ولد بدعاء صاحب الأمر و العصر علیه السّلام، و نال بذلك عظیم الفضل و الفخر، و وصفه الإمام علیه السّلام فی التوقیع الخارج من الناحیة المقدّسة بأنّه: فقیه، خیّر، مبارك ینفع اللّٰه به. فعمّت بركته الأنام، و انتفع به الخاصّ و العامّ، و بقیت آثاره و مصنّفاته
ص: 68
مدی الأیّام، و عمّ الانتفاع بفقهه و حدیثه فقهاء الاصحاب، و من لا یحضره الفقیه من العوام. ا ه
ولد رحمه اللّٰه بقم و نشأ بها و تلمذ علی أساتذتها و تخرّج علی مشایخها، ثمّ هاجر إلی الری بالتماس أهلها و أقام بها، ثمّ سافر إلی مشهد الرضا- علیه السّلام- فی سنة 352، ثمّ عاد إلی الری، و دخل بنیسابور فی شعبان من تلك السنة، و سمع من جمع من مشایخها منهم: الحسین بن أحمد البیهقیّ، و أبو الطیّب الحسین بن أحمد، و عبد اللّٰه بن محمّد بن عبد الوهّاب. و حدّثه بمرو الرود جماعة، منهم: محمّد بن علیّ الشاه الفقیه، و أبو یوسف رافع بن عبد اللّٰه بن عبد الملك. ثمّ رحل إلی بغداد فی تلك السنة، و سمع من جماعة من مشایخها، منهم: الحسن بن یحیی العلویّ، و إبراهیم بن هارون، و علیّ بن ثابت الدوالیبیّ. و فی سنة 354 ورد الكوفة، و سمع من مشایخها منهم: محمّد بن بكران النقّاش، و أحمد بن إبراهیم بن هارون الفامیّ، و الحسن بن محمّد بن سعید الهاشمیّ، و علیّ بن عیسی- المجاور فی مسجد الكوفة- و الحسن بن محمّد السكونیّ المزكیّ، و یحیی بن زید بن العبّاس بن الولید. و فی تلك السنة ورد همدان بعد منصرفه عن بیت اللّٰه الحرام، و سمع فیها من القاسم بن محمّد بن أحمد بن عبدویه السرّاج، و الفضل بن الفضل بن العبّاس الكندیّ، و محمّد بن الفضل بن زیدویه الجلّاب. و حدّثه بفید بعد منصرفه من مكّة أحمد بن أبی جعفر البیهقیّ.
و یظهر من النجاشیّ دخوله بغداد مرّة اخری فی سنة 355 و لعلّه كان بعد منصرفه عن بیت اللّٰه الحرام.
و یظهر من كتابه المجالس أنّه زار مشهد الرضا علیه السّلام مرّتین اخراویّین: مرّة فی سنة 367 و أملی فیه فی یوم الغدیر من تلك السنة علی السیّد أبی البركات علیّ بن الحسین الحسینیّ، و علی أبی بكر محمّد بن علیّ، و رجع إلی الری قبل المحرّم من سنة 368. و مرّة اخری عند خروجه إلی دیار ما وراء النهر، و كان یوم الثلثاء السابع عشر شعبان سنة 368
ص: 69
فی هذا المشهد. و رحل إلی بلخ و سمع من مشایخها، منهم: الحسین بن محمّد الأشنانی الرازیّ العدل، و الحسین بن أحمد الأسترآبادیّ، و الحسن بن علیّ بن محمّد بن علیّ بن عمرو العطّار، و كان جدّه علیّ بن عمرو صاحب علیّ بن محمّد العسكریّ علیهما السّلام، و الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسین بن علیّ، و عبید اللّٰه بن أحمد الفقیه و غیرهم. و سمع بإیلاق من محمّد بن عمرو بن علیّ بن عبد اللّٰه البصریّ، و من محمّد بن الحسن بن إبراهیم الكرخیّ و غیرهما.
و ورد بتلك القصبة، الشریف الدّین أبو عبد اللّٰه محمّد بن الحسن المعروف بنعمة، و سأله أن یصنّف له كتابا فی الفقه و یسمّیه بكتاب من لا یحضره الإمام، فأجاب ملتمسه. و ورد سرخس و سمع من أبی نصر. محمّد بن أحمد بن تمیم السرخسیّ الفقیه. و حدّثه بسمرقند عبدوس بن علیّ الجرجانیّ، و عبد الصمد بن عبد الشهید الأنصاریّ. و حدّثه بفرغانة تمیم بن عبد اللّٰه القرشیّ، و محمّد بن جعفر البندار، و إسماعیل بن منصور بن أحمد
أمّا أساتذته و مشایخه الّذین تدور روایته علیهم إجازة و قراءة فبعد المراجعة إلی مشیخة الفقیه و كتبه: الخصال و التوحید و العلل و العیون و المعانی و غیرها وجدناهم تزید علی مائتی رجلا، قد أوردناهم مفصّلا فی رسالة فی ترجمته، و قدّمنا قبلا عدّة منهم، و نشیر إلی بعض آخر من مشاهیرهم:
«1»- أحمد بن محمّد بن یحیی العطّار الأشعریّ القمّیّ (1).
«2»- أبو محمّد جعفر بن أحمد بن علیّ الفقیه المروزیّ الإیلاقیّ صاحب المسلسلات (2).
«3»- أحمد بن الحسن بن علیّ بن عبد اللّٰه القطّان (3).
«4»- جعفر بن محمّد بن مسرور(4).
«5»- الحسن بن یحیی بن ضریس (5).
ص: 70
«6»- الحسین بن إبراهیم بن ناتانة(1).
«7»- الحسین بن أحمد بن إدریس (2).
«8»- حمزة بن محمّد العلویّ (3).
«9»- علیّ بن أحمد بن عبد اللّٰه بن أحمد بن محمّد بن خالد البرقیّ (4)
«10»- علیّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق (5).
«11»- علیّ بن حاتم القزوینیّ (6).
«12»- علیّ بن الحسین والده المعظّم (7).
«13»- محمّد بن إبراهیم بن إسحاق المكتب الطالقانی (8).
«14»- محمّد بن أحمد ابن أحمد بن سنان المعروف بالسنانی (9).
«15»- محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید القمّیّ (10).
«16»- محمّد بن علیّ ماجیلویه (11).
«17»- محمّد بن موسی بن المتوكّل (12).
«18»- محمّد بن محمّد بن عصام الكلینیّ (13)
«19»- محمّد بن القاسم المفسّر.(14)
«20»- محمّد بن أحمد القضاعیّ.
«21»- المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلویّ.(15)
ص: 71
یستفاد ممّا سمعت آنفا من النجاشیّ: «أنّ شیوخ الطائفة سمعوا منه و هو حدث السنّ» أنّ تلامذته و الراوین عنه كثیرون جدّا، و لم یتیسّر لنا الوقوف علی الصحیح من عددهم و استقصائهم، و عاقنا عن ذلك عجل الطباعة، و ما ظفرت به منهم یبلغ خمسة عشر رجلا:
«1»- أحمد بن محمّد المعمّریّ (1).
«2»- أبو الحسین جعفر بن الحسن بن حسكة القمّیّ (2).
«3»- الحسن بن الحسین بن علیّ بن بابویه (3).
«4»- الحسن بن عبید اللّٰه الغضائریّ (4).
«5»- الحسین بن علیّ بن بابویه (5).
«6»- عبد الصمد بن محمّد التمیمیّ (6).
«7»- علیّ بن أحمد بن العبّاس النجاشیّ والد الرجالیّ الكبیر(7).
«8»- علیّ بن الحسین الجوزیّ الحسینیّ (8).
«9»- علیّ بن محمّد بن علیّ الخزّاز(9).
«10»- محمّد بن أحمد بن العبّاس ابن فاخر الدوریستیّ (10).
«11»- محمّد بن أحمد بن علیّ القمّیّ المعروف بابن شاذان (11).
ص: 72
«12»- محمّد بن سلیمان الحمرانیّ (1).
«13»- محمّد بن طلحة بن محمّد(2).
«14»- محمّد بن محمّد بن النعمان المفید(3).
«15»- أبو محمّد هارون بن موسی التلعكبریّ (4).
یبلغ قائمة مصنّفاته إلی ثلاث مائة مصنّف، نصّ علی ذلك شیخ الطائفة فی الفهرست و عدّ منها أربعین كتابا، و أورد النجاشیّ فی رجاله نحو مائتین من كتبه، و أخرج العلّامة المجلسیّ فی البحار عن سبع عشر منها:
«1»- عیون أخبار الرضا المطبوع بإیران سنة 1275 و 1318.
2 و 3- علل الشرائع و الأحكام و معانی الأخبار المطبوعان بإیران فی 1311.
«4»- إكمال الدین و إتمام النعمة فی الغیبة المطبوع بإیران فی 1031.
«5»- التوحید طبع مرّة بهند سنة 1321 و مرّة اخری بطهران سنة 1375.
«6»- الخصال المطبوع بإیران فی 1302 و 1347.
«7»- الأمالی و یسمّی بالمجالس أیضا، طبع بإیران فی 1300 و 1374.
8 و 9- ثواب الأعمال و عقاب الأعمال المطبوعان بإیران فی 1298 و 1375.
«10»- الهدایة المطبوع بإیران فی 1276 فی مجموعة تسمّی بالجوامع الفقهیّة.
«11»- العقائد المطبوع بإیران فی 1320 ضمیمة الباب الحادی عشر، و فی غیرها.
«12»- صفات الشیعة؛ مخطوط.
«13»- فضائل الشیعة؛ مخطوط.
«14»- فضائل الأشهر الثلاثة؛ مخطوط.
ص: 73
«15»- مصادقة الإخوان.
«16»- النصوص؛ مخطوط.
«17»- المقنع المطبوع بإیران فی 1276 فی مجموعة تسمّی بالجوامع الفقهیّة.
و له أیضا كتاب من لا یحضره الفقیه، أحد الجوامع الأربعة الّتی علیها مدار الفقه فی الأعصار، طبع ثلاث مرّات: مرّة بتبریز فی 1334 و مرّة بلكهنو فی مجلّدین و مرّة بطهران. و له أیضا كتاب مدینة العلم، كان أكبر من من لا یحضره الفقیه، و یستفاد من الشهید فی الذكری أنّه كان موجودا عنده.
كانت لشیخنا المترجم مضافا إلی ما مرّ من شیخوخیّته فی الحدیث و الإجازة و عبقریّته فی العلم و العمل مرجعیّة واسعة فی الفتیا، ترسل إلیه من أرجاء العالم الإسلامیّة أسئلة مختلفة فی شتّی العلوم، یوقفك علی ذلك ما أثبته النجاشیّ فی رجاله من جوابات المسائل، قال: و له كتاب جوابات مسائل الواردة علیه من واسط، كتاب جوابات مسائل الواردة من قزوین، كتاب جوابات مسائل وردت من مصر، جوابات مسائل وردت من البصرة، جوابات مسائل وردت من الكوفة، جواب مسألة وردت علیه من المدائن فی الطلاق، كتاب جواب مسألة نیسابور، كتاب رسالته إلی أبی محمّد الفارسیّ فی شهر رمضان، كتاب الرسالة الثانیة إلی أهل بغداد فی معنی شهر رمضان. كما أنّ له مباحثات ضافیة و أجوبة شافیة، فی مناصرة المذهب الحقّ و مناجزة الباطل، منها: ما وقع بحضرة الملك ركن الدولة البویهیّ الدیلمیّ (1)
و ذلك كان بعد أن بلغ صیت فضله الآفاق فأرسل الملك إلیه و استدعی حضوره لدیه، فحضر قدّس سرّه مجلسه فرحّب الملك به، و أدناه من نفسه، و بالغ فی تعظیمه و تكریمه و تبجیله، و ألقی إلیه مسائل
ص: 74
غامضة فی المذهب، فأجاب عنها بأجوبة شافیة، و أثبت حقّیّة المذهب ببراهین واضحة، بحیث استحسنه الملك و الحاضرون، و لم یجد بدّا من الاعتراف بصحّتها المخالفون.
و قد كتب الشیخ جعفر بن محمّد الدوریستیّ رسالة فی شرح ذلك، و أوردها الفاضل التستریّ فی مجالسه (1).
و له مباحثة اخری مع بعض الملحدین بحضرته، أورد بعضها فی ص 52 من إكمال الدین (2).
ولد رحمه اللّٰه بقم بعد وفاة محمّد بن عثمان العمری، فی أوائل سفارة حسین بن روح، و كانت وفاة العمری سنة 305.
توفّی رحمه اللّٰه بالری سنة 381، فیكون عمره ذاك نیّفا و سبعین، و قبره الآن بالری موجود.
یوجد ذكره الخالد فی كتب التراجم مشعوفا بالتبجیل و الحفاوة، و الإكبار و الجلالة، قال الرجالیّ الأقدم النجاشیّ فی فهرسه ص 184: علیّ بن الحسین بن موسی ابن بابویه القمّیّ أبو الحسن شیخ القمیّین فی عصره و متقدّمهم و فقیههم و ثقتهم، كان قدم العراق و اجتمع مع أبی القاسم بن روح رحمه اللّٰه، و سأله مسائل، ثمّ كاتبه بعد ذلك علی ید علیّ بن جعفر الأسود، یسأله أن یوصل له رقعة إلی الصاحب علیه السّلام و یسأله فیها الولد، فكتب إلیه: قد دعونا اللّٰه بذلك و سترزق ولدین ذكرین خیّرین، فولد له
ص: 75
أبو جعفر و أبو عبد اللّٰه من أمّ ولد، و كان أبو عبد اللّٰه الحسین بن عبد اللّٰه یقول: سمعت أبا جعفر یقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر علیه السّلام و یفتخر بذلك. ا ه
و قال ابن الندیم فی فهرسه ص 277: ابن بابویه، و اسمه علیّ بن الحسین بن موسی القمّیّ من فقهاء الشیعة و ثقاتهم. و له ترجمة فی رجال الشیخ و فهرسه، و الخلاصة، و سائر التراجم و لا نحتاج إلی الإیعاز إلیها بعد ما ورد من الإمام الحسن العسكریّ علیه السّلام فی حقّه فی توقیعه الشریف: یا شیخی و معتمدی و فقیهی (1).
تتلمذ علی عدّة كثیرة من المشایخ و أساتذة الفقه و الحدیث و روی عنهم. و إحصاؤهم یتوقّف علی تصفّح أسانید الأخبار، و متون التراجم و الإجازات، فمن ظفرنا بهم:
«1»- أحمد بن إدریس (2).
«2»- أیّوب بن نوح (3).
«3»- أحمد بن علیّ التفلیسیّ (4).
«4»- حبیب بن الحسین الكوفیّ (5).
«5»- الحسن بن أحمد المالكیّ (6).
«6»- الحسن بن عبد اللّٰه بن محمّد بن عیسی (7).
«7»- الحسن بن قالولیّ (8).
«8»- الحسین بن محمّد بن عامر(9)
و الظاهر أنّه متّحد مع الحسین بن محمّد بن عمران
ص: 76
ابن أبی بكر الأشعریّ شیخ الكلینیّ و ابن بابویه، و علی فرض التعدّد فهو أیضا یعدّ من مشایخه.
«9»- الحسین بن موسی (1).
«10»- سعد بن عبد اللّٰه بن أبی خلف الأشعری القمّیّ أبو القاسم المتوفّی سنة 301 و قیل: 299(2).
«11»- سعد بن محمّد بن الصالح (3).
«12»- سوید بن عبد اللّٰه (4).
«13»- عبد اللّٰه بن جعفر أبو العبّاس الحمیریّ، صاحب كتاب قرب الإسناد(5).
«14»- عبد اللّٰه بن الحسن المؤدّب (6).
«15»- علیّ بن إبراهیم بن هاشم أبو الحسن القمّیّ (7) و یستفاد من الأمالی ص 27 و 363 حیاته فی سنة 307.
«16»- علیّ بن الحسن بن علیّ الكوفیّ (8)
و لعلّه علیّ بن الحسن بن علیّ بن عبد اللّٰه بن المغیرة الكوفیّ، كما حكی عن الوحید.
«17»- علیّ بن الحسین السعدآبادیّ (9).
«18»- علیّ بن سلیمان الرازیّ،(10)
و الظاهر أنّ الصحیح «الزراریّ» كما فی رجال النجاشیّ، و هو علیّ بن سلیمان بن الحسن بن الجهم بن بكیر بن أعین الزراریّ،
ص: 77
«19»- علیّ بن محمّد بن قتیبة(1).
«20»- علیّ بن موسی بن جعفر بن أبی جعفر الكمیدانیّ (2).
«21»- القاسم بن محمّد بن علیّ بن إبراهیم النهاوندیّ وكیل الناحیة(3).
«22»- محمّد بن أبی عبد اللّٰه (4).
«23»- محمّد بن أبی القاسم ماجیلویه (5).
«24»- محمّد بن أحمد بن علیّ بن الصلت (6).
«25»- محمّد بن إسحاق بن خزومة النیسابوریّ (7).
«26»- محمّد بن الحسن الصفّار(8)
المتوفّی سنة 290 بقم.
«27»- محمّد بن علیّ بن أبی عمر الهمدانیّ (9).
«28»- محمّد بن معقل القرمیسینیّ (10).
«29»- محمّد بن یحیی العطّار(11).
«30»- محمّد بن هشام (12).
«31»- أحمد بن مطهّر أبو علیّ المطهّر.(13)
«32»- أبو الحسن العبّاس بن عمر بن عبّاس بن محمّد بن عبد الملك بن أبی مروان
ص: 78
الكلودانیّ رحمه اللّٰه، قال: أخذت إجازة علیّ الحسین بن بابویه لمّا قدم بغداد سنة 328 بجمیع كتبه (1).
یروی عنه جماعة من المشایخ، منهم:
«1»- ولده الصدوق محمّد بن علیّ، قد أكثر الروایة عنه فی كتبه (2).
«2»- ولده الآخر الحسین بن علیّ بن الحسین (3).
«3»- أحمد بن داود بن علیّ القمّیّ (4).
«4»- هارون بن موسی التلعكبریّ (5)
بیته فی قم من أعظم بیوت الشیعة و أرفعها، یتّصف بالسؤدد و المجد، و قد نبغ من هذا البیت جماعة كثیرة من أعاظم العلماء و المجتهدین، منهم:
«1»- محمّد بن علیّ بن الحسین الصدوق ولده الأعظم الأكبر و قد تقدّم ترجمته.
«2»- ولده الآخر الحسین بن علیّ بن الحسین أبو عبد اللّٰه الثقة، كان كثیر الروایة، قال الشیخ الطوسیّ فی كتاب الغیبة: قال ابن نوح: قال أبو عبد اللّٰه بن سورة حفظه اللّٰه: لأبی الحسن بن بابویه ثلاثة أولاد: محمّد و الحسین فقیهان ماهران فی الحفظ، یحفظان ما لا یحفظ غیرهما من أهل قم، و لهما أخ ثالث و اسمه الحسن، و هو الأوسط مشتغل بالعبادة و الزهد، لا یختلط بالناس، و لا فقه له، قال ابن سورة: كلّما روی أبو جعفر و أبو عبد اللّٰه ابنا علیّ بن الحسین شیئا یتعجّب الناس من حفظهما، و یقولون لهما: هذا الشأن خصوصیّة لكما بدعوة الإمام علیه السّلام لكما، و هذا أمر مستفیض فی أهل قم انتهی.
ص: 79
له كتب، منها: كتاب التوحید و نفی التشبیه، و كتاب عمله للصاحب أبی القاسم بن عبّاد.
روی عن جماعة و عن أبیه و أخیه، و یروی عنه السیّد المرتضی. ترجمه النجاشیّ (1) و الشیخ فی الرجال (2)
و العلّامة فی الخلاصة، و غیرهم من علماء الرجال (3).
«3»- ولده الأوسط الحسن بن علیّ، كان من أهل الزهد و العبادة، غیر مختلط بالناس، و لم یكن له فقه.
«4»- حسین بن الحسن بن محمّد بن موسی بن بابویه، عدّه الشیخ رحمه اللّٰه فی باب من لم یرو عنهم، و قال: كان فقیها عالما، روی عن خاله علیّ بن الحسین بن موسی بن بابویه، و محمّد بن الحسن بن الولید و علیّ بن محمّد ماجیلویه و غیرهم، روی عنه جعفر بن علیّ بن أحمد القمّیّ و محمّد بن أحمد بن سنان و محمّد بن علیّ ملییه. انتهی. و نقل فی جامع الرواة روایة محمّد بن إسماعیل و أحمد بن محمّد و محمّد بن علیّ بن محبوب أیضا عنه، و روایته عن بكر بن صالح و محمّد بن سنان و جعفر بن بشیر(4).
«5»- الحسن بن الحسین بن علیّ بن الحسین بن بابویه، عنونه الشیخ منتجب الدین و لقّبه بالشیخ ثقة الدین، و قال: إنّه فقیه صالح (5).
«6»- الحسن بن الحسین بن بابویه القمّیّ شمس الإسلام، نزیل الری، المدعوّ حسكا، ثقة وجه، قرأ علی أبی جعفر الطوسیّ جمیع تصانیفه بالغریّ علی ساكنه السلام، و قرأ علی الشیخین: سلّار بن عبد العزیز و ابن البرّاج جمیع تصانیفهما، و له تصانیف فی الفقه، منها: كتاب العبادات، و كتاب الأعمال الصالحة، و كتاب سیر الأنبیاء و الأئمّة، أخبرنا بها الوالد عنه. قاله منتجب الدین (6).
«7»- عبد اللّٰه بن الحسن بن الحسین بن بابویه، یروی عن سلّار بن عبد العزیز(7).
ص: 80
«8»- هبة اللّٰه بن الحسن بن الحسین بن بابویه، الشیخ أبو المفاخر، عنونه منتجب الدین كذلك، و قال: فقیه صالح (1).
«9»- سعد بن الحسن بن الحسین بن بابویه، فقیه صالح ثقة، قاله منتجب الدین (2).
«10»- إسحاق بن محمّد بن الحسن بن الحسین بن بابویه، قرأ علی الشیخ الموفّق أبی جعفر جمیع تصانیفه، و له روایات الأحادیث، و مطوّلات و مختصرات فی الاعتقاد، عربیّة و فارسیّة، أخبرنا بها الشیخ الوالد موفّق الدین عبید اللّٰه بن الحسن بن الحسین بن بابویه عنه. قاله الشیخ منتجب الدین (3).
«11»- إسماعیل بن محمّد بن بابویه، ذكره منتجب الدین، و ذكر فیه ما ذكر فی أخیه إسحاق بعینه (4).
«12»- نجم الدین علیّ بن محمّد بن الحسن بن الحسین بن بابویه القمّیّ أبو الحسن، فقیه فاضل، قاله الشیخ منتجب الدین (5).
«13»- علیّ بن محمّد بن حیدر بن بابویه، فاضل فقیه، یروی عن أبی علیّ الطوسیّ (6).
«14»- بابویه بن سعد بن محمّد بن الحسن بن الحسین بن علیّ بن بابویه، فقیه صالح مقری، قرأ علی الجدّ شمس الإسلام الحسن بن الحسین بن بابویه، و له كتاب حسن فی الأصول و الفروع سمّاه الصراط المستقیم، قرأ علیه الشیخ منتجب الدین (7).
«15»- الشیخ منتجب الدین، أبو الحسن علیّ بن عبید اللّٰه بن الحسن بن الحسین بن الحسن بن الحسین بن علیّ بن الحسین بن موسی بن بابویه، كان فاضلا عالما ثقة صدوقا محدّثا حافظا علّامة راویة، له كتاب الفهرست فی ذكر مشایخ المعاصرین للشیخ الطوسیّ
ص: 81
رحمه اللّٰه و المتأخّرین إلی زمانه، و كتاب الأربعین عن الأربعین، و رسالة المواسعة، یروی عن أبیه و عن ابن عمّه الشیخ بابویه، و یروی عنه محمّد بن محمّد بن علیّ الحمدانیّ القزوینیّ (1).
قال ابن الندیم فی فهرسته: قرأت بخطّ ابنه أبی جعفر محمّد بن علیّ علی ظهر جزء:
قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبی علیّ بن الحسین و هی مأتا كتاب، و كتبی و هی ثمانیة كتب (2).
و هو كما تری یدلّ علی أنّ كتب شیخنا المترجم تبلغ مائتی كتاب، لكن لم یبیّن فی الفهارس أسماؤها و مواضیعها إلّا قلیل منها، قال النجاشیّ فی فهرسه ص 185:
له كتب، منها:
«1»- كتاب التوحید.
«2»- كتاب الوضوء.
«3»- كتاب الصلاة.
«4»- كتاب الجنائز.
«5»- كتاب الإمامة و التبصرة من الحیرة.
«6»- كتاب الإملاء نوادر.
«7»- كتاب المنطق.
«8»- كتاب الإخوان.
«9»- كتاب النساء و الولدان.
«10»- كتاب الشرائع و هی الرسالة إلی ابنه.
«11»- كتاب تفسیر.
«12»- كتاب النكاح.
ص: 82
«13»- كتاب مناسك الحجّ.
«14»- كتاب قرب الإسناد.
«15»- كتاب التسلیم.
«16»- كتاب الطبّ.
«17»- كتاب المواریث.
«18»- كتاب المعراج. انتهی. و أوردها أیضا الشیخ الطوسیّ مع اختلاف فی فهرسته (1).
و من المأسوف علیه أنّ جلّ كتبه ضاعت و لم یصل إلینا شی ء منها، نعم كان كتاب الإمامة و التبصرة من الحیرة عند العلّامة المجلسیّ ینقل عنه فی كتابه البحار، لكن هو أیضا ضاع بعده، و فی كون ذلك الكتاب كتاب الإمامة و التبصرة لعلیّ بن بابویه إشكال ذكره العلّامة النوریّ فی خاتمة المستدرك، و أوعز إلیه العلّامة الرازیّ فی الذریعة، قال: بالرجوع إلی سند روایات هذا الكتاب الّتی نقلها العلّامة المجلسیّ عنه فی البحار یحصل الجزم بأنّه لیس هذا الكتاب لوالد الصدوق، لأنّه یروی مؤلّفه فیه عن هارون ابن موسی التلعكبریّ المتوفّی سنة 385 و عن أبی المفضّل الشیبانیّ المتوفّی سنة 387 و عن الحسن بن حمزة العلویّ، و عن سهل بن أحمد الدیباجیّ المتوفّی بعد سنة 370، و عن أحمد بن علیّ الراوی عن محمّد بن الحسن بن الولید الّذی توفّی سنة 343، فكیف یكون من یروی عن هؤلاء المشایخ هو والد الصدوق الّذی توفّی سنة 329. ا ه(2).
و صرّح المقدس الأردبیلیّ فی حدیقة الشیعة بأنّ قرب الإسناد لعلیّ بن بابویه وقع بیده، بعد تألیفه كتاب آیات الأحكام و كان بخطّ مؤلّفه، و قد أخرج منه فی حدیقة الشیعة(3).
ص: 83
لم یسجّل فی التراجم تاریخ ولادته، و لعلّه كان حدود سنة 260، و كان مولده بقم و نشأ بها، و تتلمذ علی مشایخها، و قدم العراق و اجتمع مع أبی القاسم الحسین بن روح و سأله مسائل، و قدم مرّة اخری (1)
سنة 328، و أجاز فی تلك السنة العبّاس ابن عمر فیها و توفّی رحمه اللّٰه فی سنة 328(2)
سنة تناثر النجوم ببلدة قم و دفن فیها، و قبره معروف فیها.
عبد اللّٰه بن جعفر بن الحسین (3)
بن مالك بن جامع الحمیریّ أبو العبّاس القمّیّ، كان فقیها، ثقة، من أصحابنا الإمامیّة، شیخا من مشایخ الحدیث و مؤلّفیهم. أورده الشیخ فی رجاله فی أصحاب الهادیّ و العسكریّ علیهما السّلام و وصفه النجاشیّ: بشیخ القمیّین و وجههم، و قال: قدم الكوفة سنة نیّف و تسعین و مأتین، و سمع أهلها منه فأكثروا، و صنّف كتبا كثیرة، یعرف منها: كتاب الإمامة، كتاب الدلائل، كتاب العظمة و التوحید، كتاب الغیبة و الحیرة، كتاب فضل العرب، كتاب التوحید و البداء و الإرادة و الاستطاعة و المعرفة، كتاب قرب الإسناد إلی الرضا، كتاب قرب الإسناد إلی أبی جعفر بن الرضا علیهما السّلام،(4) كتاب ما بین هشام بن الحكم و هشام بن سالم، و القیاس و الأرواح و الجنّة و النار، و الحدیثین المختلفین، مسائل الرجال و مكاتباتهم أبا الحسن الثالث علیه السّلام، مسائل لأبی محمّد الحسن علیه السّلام علی ید محمّد بن عثمان العمریّ، كتاب قرب الإسناد إلی صاحب الأمر علیه السّلام، مسائل أبی محمّد و توقیعات، كتاب الطبّ. أخبرنا عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
ص: 84
محمّد بن یحیی العطّار عنه بجمیع كتبه (1). و وثّقه الشیخ فی الفهرست و عدّ من كتبه كتاب قرب الإسناد،(2) و ترجمه العلّامة فی القسم الأوّل من الخلاصة مع تبجیله و إكباره و توثیقه (3)
و له فی تراجم المتأخّرین ذكر جمیل مع التوثیق (4).
یروی مولانا المترجم عن جماعة من المشایخ، منهم من روی عنهم فی كتابه قرب الإسناد، و هم:
«1»- أبو غالب أحمد بن محمّد بن سلیمان الزراریّ الكوفیّ «ص 176».
«2»- أحمد بن محمّد بن إسحاق «ص 16».
«3»- أحمد بن محمّد بن عیسی «ص 76».
«4»- ابن أبی حمزة «ص 173».
«5»- أیّوب بن نوح «ص 76».
«6»- الحسن بن علیّ بن النعمان «ص 123».
«7»- حسن بن الجهم «ص 174».
«8»- الحسن بن ظریف «ص 42».
«9»- السندیّ بن محمّد «ص 25».
«10»- الریّان بن الصلت «ص 148».
«11»- علیّ بن إسماعیل «ص 125».
«12»- عبد اللّٰه بن عامر «ص 125».
«13»- علیّ بن سلیمان بن رشید «ص 123».
«14»- عبد اللّٰه بن محمّد بن عیسی «ص 76».
«15»- عبد اللّٰه بن الحسن العلویّ «ص 83».
ص: 85
«16»- محمّد بن عیسی «ص 8».
«17»- محمّد بن خالد الطیالسیّ «ص 15».
«18»- محمّد بن الولید الخزّاز «ص 78».
«19»- محمّد بن عبد الحمید «ص 46».
«20»- محمّد بن علیّ بن خلف العطّار «ص 75».
«21»- محمّد بن الحسین بن أبی الخطّاب «ص 176».
«22»- موسی بن جعفر البغدادیّ «ص 144».
«23»- معاویة بن حكیم «ص 151».
«24»- الفضل الواسطیّ «ص 174».
«25»- عبد الصمد «ص 46».
«26»- هارون بن مسلم «ص 2».
«27»- هیثم بن أبی المسروق «ص 25».
و منهم من ذكروا فی التراجم و غیره و هم:
«1»- الحسن بن علیّ بن كیسان.
«2»- حسین بن مالك
«3»- محمّد بن جزك.
«4»- إبراهیم بن مهزیار.
«5»- علیّ بن محمّد بن سالم.
«6»- محمّد بن الحسن بن شمّون البصریّ.
«7»- یعقوب بن یزید الأنباریّ (1).
«2»- سعد بن عبد اللّٰه.
«3»- علیّ بن الحسین بن بابویه.
«4»- محمّد بن أحمد بن یحیی.
«5»- محمّد بن الحسن الصفّار.
«6»- محمّد بن الحسن بن الولید.
«7»- محمّد بن عبد اللّٰه بن جعفر ابنه.
«8»- محمّد بن قولویه.
«9»- محمّد بن علیّ بن محبوب.
«10»- محمّد بن یحیی العطّار.
«11»- محمّد بن موسی بن المتوكّل (1).
«12»- أحمد بن محمّد أبو غالب الزراریّ (2).
«13»- محمّد بن الحسین بن أحمد(3).
محمّد بن عبد اللّٰه بن جعفر بن الحسین بن جامع بن مالك الحمیریّ، أبو جعفر القمّیّ من أعاظم المشایخ، و أجلّاء هذه الطائفة و مصنّفیهم، أورده أصحابنا فی كتبهم التراجم و صرّحوا بوثاقته و وجاهته و أنّه من المشایخ العظام، یوجد ترجمته فی رجال النجاشیّ ص 251، و فی فهرست الشیخ ص 156، و فی رجاله فی باب من لم یرو عنهم، و فی القسم الأوّل من الخلاصة ص 77 للعلّامة الحلّیّ، و فی غیره من تراجم المتأخّرین.
قال النجاشیّ: كان ثقة وجها، كاتب صاحب الأمر علیه السّلام، و سأله مسائل فی أبواب الشریعة، قال لنا أحمد بن الحسین: وقعت هذه المسائل إلیّ فی أصلها و التوقیعات بین السطور، و كان له أخوه جعفر و الحسین و أحمد كلّ منهم كان له مكاتبة، و لمحمّد
ص: 87
كتب، منها: كتاب الحقوق، كتاب الأوائل، كتاب السماء، كتاب الأرض، كتاب المساحة و البلدان، كتاب إبلیس و جنوده، كتاب الاحتجاج. ا ه.
و حكی العلّامة المجلسیّ (1)
عن ابن إدریس أنّ كتاب قرب الإسناد له أیضا، و قال: و ظنّی أنّ الكتاب لوالده و هو راو له، كما صرّح به النجاشیّ. انتهی. أقول: قد عرفت فی ترجمة أبیه أنّ النجاشیّ و الشیخ قد صرّحا بأنّه لأبیه عبد اللّٰه بن جعفر، فلیراجع.
یروی مولانا المترجم عن أبیه كثیرا،(2)
و یروی عنه جماعة، منهم:
«1»- أحمد بن هارون الفامیّ.
«2»- جعفر بن الحسین (3)
«3»- أحمد بن داود القمّیّ.
«4»- محمّد بن یعقوب (4).
«5»- سعد بن عبد اللّٰه (5).
«6»- علیّ بن حاتم بن أبی حاتم (6).
«7»- جعفر بن محمّد بن قولویه (7).
«8»- الشریف أبو محمّد الحسن بن حمزة الطبریّ الحسینیّ (8).
ص: 88
هو محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار، مولی عیسی بن موسی بن طلحة بن عبید اللّٰه ابن السائب بن مالك بن عامر الأشعریّ، أبو جعفر الأعرج.
قال النجاشیّ فی ص 251 من رجاله: كان وجها فی أصحابنا القمیّین، ثقة، عظیم القدر، راجحا، قلیل السقط فی الروایة. ا ه. و تبعه علی ذلك العلّامة الحلّیّ فی القسم الأوّل من الخلاصة ص 77، و أورده الشیخ فی رجاله فی أصحاب الإمام الحسن العسكریّ علیه السّلام، و ترجمه أیضا فی الفهرست (1).
و له فی كتب تراجم المتأخّرین ذكر مشفوع بالوثاقة و جلالة القدر، و ثقافته و فضله أشهر من أن یحتاج إلی سرد ما قیل فی حقّه.
له كتب كثیرة، منها: كتاب الصلاة، كتاب الوضوء، كتاب الجنائز، كتاب الصیام كتاب الحجّ، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب العتق و التدبیر و المكاتبة، كتاب التجارات، كتاب المكاسب، كتاب الصید و الذبائح، كتاب الحدود، كتاب الدیات، كتاب الفرائض، كتاب المواریث، كتاب الدعاء، كتاب المزار، كتاب المثالب، كتاب بصائر الدرجات، و غیرها(2).
و أخرج العلّامة المجلسیّ من كتابه بصائر الدرجات كثیرا فی البحار، و طبع البصائر بإیران سنة 1285.
مشایخه و من روی عنهم
روی من جماعة كثیرین من مشایخ الحدیث یبلغ عددهم مائة و ثلاثین رجلا، منهم:
«1»- أحمد بن محمّد بن خالد.
«2»- أحمد بن محمّد بن عیسی.
«3»- إبراهیم بن هاشم.
«4»- إبراهیم بن إسحاق.
«5»- أحمد بن جعفر.
«6»- أحمد بن الحسن بن علیّ بن فضّال
«7»- أحمد بن موسی.
«8»- أحمد بن الحسین بن سعید.
ص: 89
«9»- أحمد بن محمّد السیّاریّ.
«10»- أحمد بن محمّد بن عبد العزیز
«11»- أحمد بن محمّد بن إسماعیل (1).
«12»- أحمد بن زكریّا.
«13»- أحمد بن إبراهیم.
«14»- أبو الفضل العلویّ.
«15»- إسماعیل بن شعیب.
«16»- بنان بن محمّد.
«17»- الحسن بن علیّ بن فضّال.
«18»- الحسن بن موسی الخشّاب.
«19»- الحسین بن محمّد بن عامر.
«20»- الحسن بن محبوب.
«21»- الحسن بن علیّ بن عبد اللّٰه بن المغیر
«22»- الحسین بن علیّ الدینوریّ.
«23»- الحسین بن محمّد القاسانیّ.
«24»- الحسن بن أحمد بن محمّد بن سلمة
«25»- الحسن بن علیّ أبو محمّد الحجّال.
«26»- عبد اللّٰه بن محمّد بن عیسی.
«27»- عبد اللّٰه بن جعفر الحمیریّ.
«28»- عبد اللّٰه بن محمّد بن الحسین.
«29»- عبّاد بن سلیمان.
«30»- العبّاس بن معروف.
«31»- عمران بن موسی.
«32»- علیّ بن إسماعیل.
«33»- عامر بن عبد اللّٰه.
«34»- عمّار بن موسی.
«35»- علیّ بن خالد.
«36»- محمّد بن حسّان.
«37»- محمّد بن الجعفیّ.
«38»- محمّد بن عیسی.
«39»- محمّد بن الحسین بن أبی الخطّاب.
«40»- محمّد بن عبد الجبّار.
«41»- محمّد بن عبد الحمید.
«42»- محمّد بن حمّاد.
«43»- محمّد بن هارون.
«44»- محمّد بن إسماعیل.
«45»- محمّد بن علیّ بن سعید الزیّات.
«46»- معاویة بن حكیم.
«47»- محمّد بن جزك.
«48»- موسی بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّٰه.
«49»- هیثم النهدیّ.
«50»- محمّد بن یعلی الأسلم.
«51»- المنبّه بن عبد اللّٰه أبو الجوزاء.
«52»- السندیّ بن محمّد.
«53»- سلام بن أبی عمرة الخراسانیّ.
«54»- سلمة بن الخطّاب.
«55»- حمزة بن یعلی.
«56»- منصور بن العبّاس.
«57»- أحمد بن إسحاق بن عبد اللّٰه.
ص: 90
یروی عنه جماعة، منهم:
«1»- أحمد بن داود بن علیّ القمّیّ.
«2»- أحمد بن إدریس.
«3»- أحمد بن محمّد.
«4»- سعد بن عبد اللّٰه.
«5»- علیّ بن الحسین بن بابویه.
«6»- محمّد بن جعفر المؤدّب
«7»- محمّد بن الحسن الولید.
«8»- محمّد بن الحسین.
«9»- محمّد بن یحیی العطّار.
وفاته
توفّی قدّس سرّه بقم سنة 290.
هو أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علیّ الطوسیّ شیخ الطائفة و فقیه الامّة، المجمع علی وثاقته و تبحّره فی العلوم و الفنون.
قال النجاشیّ فی ص 287 من رجاله: جلیل من أصحابنا، ثقة، عین، من تلامذة شیخنا أبی عبد اللّٰه. و قال محمّد بن إدریس فی ص 5 من السرائر: الشیخ السعید الصدوق أبو جعفر الطوسیّ، رضی اللّٰه عنه و تغمّده اللّٰه تعالی برحمته. و قال العلّامة الحلّیّ فی ص 72 من الخلاصة: شیخ الإمامیّة و وجههم قدّس اللّٰه روحه، رئیس الطائفة، جلیل القدر، عظیم المنزلة، ثقة، صدوق، عین،
عارف بالأخبار و الرجال و الفقه و الأصول و الكلام و الأدب، جمیع الفضائل تنسب إلیه، صنّف فی كلّ فنون الإسلام، و هو المهذّب للعقائد
ص: 91
فی الأصول و الفروع، الجامع لكمالات النفس فی العلم و العمل.
و قال ابن داود: شیخنا الطائفة و عمدتها قدّس اللّٰه روحه، حاله أوضح من أن یوضح (1).
و قال القاضی التستریّ: هو من أكابر مجتهدی الإمامیّة و من مشاهیرهم (2).
و قال الحسین بن عبد الصمد الحارثیّ: إمام وقته، و شیخ عصره، و رئیس هذه الطائفة و عمدتها، بل رئیس العلماء كافّة فی وقته، حاله و جلالة قدره أوضح من أن یوضح، اعترف بفضله و عزارة علمه و علوّ شأنه الخاصّة و العامّة(3).
و قال العلّامة المجلسیّ: ثقة، فضله و جلالته أشهر من أن یحتاج إلی البیان (4).
و قال الشیخ الحرّ: الشیخ الثقة الجلیل رئیس الطائفة(5).
و قال البحرانیّ: شیخ الطائفة المحقّة، و رئیس الملّة الحقّة، إلیه انتهت رئاسة المذهب فی وقته، و أذعن بفضله الخاصّ و العامّ و المخالف و المؤالف (6). و أطراه بهذه الكلمة السیّد محمّد شفیع أیضا(7).
و قال العلّامة الطباطبائیّ فی فوائد الرجالیّة: شیخ الطائفة المحقّة، و رافع أعلام الشریعة الحقّة، إمام الفرقة بعد الأئمّة المعصومین، و عماد الشیعة و الإمامیّة بكلّ ما یتعلّق بالمذهب و الدین، محقّق الأصول و الفروع، و مهذّب فنون المعقول و المسموع، شیخ الطائفة علی الإطلاق، و رئیسها الّذی تلوی إلیه الأعناق، صنّف فی جمیع علوم الإسلام، و كان القدوة فی ذلك و الإمام؛ أمّا التفسیر فله فیه كتاب التبیان الجامع لعلوم القرآن، و أمّا الحدیث فإلیه تشدّ الرحال، و به یبلغ رجاله منتهی الآمال، و أمّا الفقه فهو خرّیت هذه الصناعة، و الملقی إلیه زمام الانقیاد و الطاعة، و كلّ من تأخّر عنه من
ص: 92
الفقهاء الأعیان فقد تفقّه علی كتبه و استفاد منها نهایة أربه و منتهی مطلبه. إ ه(1)
و أثنی علیه بهذه الكلمة العلّامة النوریّ فی خاتمة المستدرك ص 505.
و قال الشیخ أسد اللّٰه التستریّ: الشیخ الإمام، المعظّم الصمصام، و البحر الزاخر القمقام، رئیس المذهب و شیخ الطائفة، و قدوة الفرقة الناجیة النافعة، و بانی مبانی كلّ علم و عمل و مثوبة و مكرمة و مأدبة و فضیلة و منقبة(2).
هذه جملة من كلمات علماء الخاصّة فی مدحه و إطرائه، و فی غیر ذلك من تراجمهم كلمات ضافیة تدلّ علی ثقافته و وثاقته و عظمته، فمن شاء استزادة فلیراجع روضات الجنّات، و منتهی المقال، و تنقیح المقال، و جامع الرواة، و الكنی و الألقاب، و غیرها.
و أمّا ما هتف به علماء العامّة فقد قال ابن حجر:
فقیه الشیعة، أخذ عن ابن النعمان أیضا و طبقته، له مصنّفات كثیرة فی الكلام علی مذهب الإمامیّة، و جمع تفسیر القرآن، و أملی أحادیث و حكایات فی مجلس حدّث عن المفید، روی عنه ابنه الحسن و غیره. إ ه(3)
و قال ابن كثیر الشامیّ فی تاریخه: كان فقیه الشیعة، مشتغلا بالإفادة فی بغداد إلی أن وقعت الفتنة بین الشیعة و السنّة سنة 448، و احترق كتبه و داره فی باب الكرخ، فانتقل إلی النجف، و بقی هناك إلی أن توفّی فی شهر المحرّم سنة 460.
و قال صاحب تاریخ مصر و القاهرة: فقیه الإمامیّة و عالمهم و صاحب التصانیف، منها: تفسیر كبیر فی عشرین مجلّدا، جاور النجف و مات فیه، و كان رافضیّا قویّ التشیّع (4).
و قال ابن الجوزیّ فی تاریخه فیمن توفّی سنة 460: من الأكابر أبو جعفر الطوسیّ فقیه الشیعة، توفّی بمشهد أمیر المؤمنین علیه السّلام (5).
ص: 93
له تآلیف ثمینة و تصانیف قیّمة، من الفقه، و الحدیث، و الأصول، و الكلام، و التفسیر، و الرجال، و مسائل الخلاف، و غیرها من العلوم الإسلامیّة، لم تزل منذ أوّل تألیفها إلی الآن مصدرا و مرجعا لأصحاب العلوم المختلفة، و كانت من أوثق المصادر عند العلماء أجمع، أوردها أصحاب الفهارس فی كتبهم مع الإیعاز إلی أسامیها و مواضیعها.
و قد أخرج العلّامة المجلسیّ قدّس سرّه عن جملة منها فی الكتاب نشیر إلیها:
«1»- المجالس المشتهر بالأمالیّ (1).
«2»- الغیبة(2).
«3»- المصباح الكبیر(3).
«4»- المصباح الصغیر(4).
«5»- الخلاف، و هو كتاب لم یعمل مثله فی مسائل الخلاف (5).
«6»- المبسوط، قد أكثر فیه الفروع الفقهیّة، و فیه من دقائق الأنظار ما لم یحوه غیره (6).
«7»- النهایة فی الفروع الفقهیّة الّتی ضمّنها متون الأخبار(7).
«8»- الفهرست، یذكر فیه أصحاب الكتب و الأصول، و یشیر إلی أسانیده إلیها عن مشایخه،(8) و هو كغیره من كتبه كان منذ تألیفه حتّی الیوم مصدرا للعلماء فی علم الرجال، و لغیر واحد من العلماء ذیول له، قد عمدوا فیها إلی ذكر من بعد الشیخ من المشایخ و العلماء(9).
ص: 94
«9»- الرجال، یذكر فیه أصحاب كلّ من المعصومین من أصحاب رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله إلی الحجّة المنتظر علیه السّلام و فی آخره یذكر من لم یرو عنهم علیهم السّلام (1).
«10»- تفسیر التبیان فی علوم القرآن، و هو كتاب كبیر غزیر(2).
«11»- تلخیص الشافی (3).
«12»- العدّة فی أصول الفقه،(4)
و هو أبسط ما الّف فی الأصول عند القدماء، نقّح فیه مبانی الفقه بما لا مزید علیه فی عصره. و للمولی خلیل القزوینیّ شرح له.
«23»- الاقتصاد، الهادی إلی طریق الرشاد،(5)
فیما یجب علی العباد من أصول العقائد و العبادات الشرعیّة علی وجه الاختصار.
«14»- الإیجاز، فی الفرائض (6).
«15»- الجمل و العقود، فی العبادات (7).
«16»- أجوبة المسائل الحائریّة، یذكر فی الفهرست أنّه نحو ثلاث مائة مسألة و ینقل عنه ابن إدریس فی مستطرفات السرائر بعنوان الحائریّات.
و له أیضا غیر ما ذكر تآلیف أوردها نفسه فی الفهرست، و معاصره الرجالیّ الكبیر النجاشیّ فی فهرسته، منها: كتاب تهذیب الأحكام (8)
یشتمل علی كتب الفقه من الطهارة إلی الدیات، عدد أحادیثه 13590 و عدد أبوابه 393، و كتاب الاستبصار فیما اختلف من الأخبار(9) و هو یشتمل علی عدّة كتب التهذیب، غیر أنّ هذا مقصور علی ذكر ما
ص: 95
اختلف من الأخبار، و الأوّل یجمع الخلاف و الوفاق، عدد أحادیثه 5511 و عدد أبوابه 925، و هما من الجوامع الأربعة الحدیثیّة الّتی تدور علیها رحی الفقه، و كان علیها المعوّل فی جمیع الأعصار.
روی الشیخ قدّس سرّه فی كتبه عن جماعة كثیرین منهم الذین یدور علیهم أكثر روایاته و یعبّر عنهم بعدّة من أصحابنا، أو جماعة من أصحابنا؛ و منهم غیر هؤلاء.
فكلّما ذكر العدّة أو الجماعة عن أحمد بن محمّد بن سلیمان الزراریّ، أو عن أحمد ابن محمّد بن الحسن بن الولید، أو أحمد بن إبراهیم بن أبی رافع الصیمریّ، أو جعفر بن محمّد ابن قولویه، أو حسن بن حمزة العلویّ فالظاهر أنّه أراد منهم: شیخه محمّد بن محمّد بن النعمان المفید، و الحسین بن عبید اللّٰه أبا عبد اللّٰه الغضائریّ، و أحمد بن عبدون المعروف بابن حاشر و غیرهم (1).
و كلّما ذكر العدّة، عن أحمد بن محمّد بن عیسی فالظاهر أنّه أراد بهم: أبا عبد اللّٰه الغضائریّ المتقدّم، و أبا الحسین علیّ بن أحمد بن محمّد بن أبی جیّد، و غیرهم (2).
و كلّما ذكر العدّة أو الجماعة عن أبی المفضّل الشیبانیّ فالظاهر أنّه أراد أبا عبد اللّٰه الغضائریّ و أحمد بن عبدون المتقدّمین و أبا طالب بن عرفة و أبا الحسن الصّقال [الصفّار] و أبا علیّ الحسن بن إسماعیل بن اشناس (3).
و كلّما ذكر العدّة عن ابن بابویه فالظاهر أنّه أراد المفید، و ابن الغضائریّ، و أبا الحسین جعفر بن حسكة القمّیّ، و أبا زكریّا محمّد بن سلیمان الحمرانیّ (4). فهؤلاء تسعة من مشایخه قد أكثر الروایة عنهم فی كتبه.
ص: 96
و أمّا غیرهم فمنهم:
«1»- أحمد بن إبراهیم القزوینیّ (1).
«2»- أحمد بن محمّد الجرجانیّ (2).
«3»- أحمد بن علیّ النجاشیّ أبو الحسین الرجالیّ الكبیر(3).
«4»- أحمد بن محمّد بن موسی المعروف بابن الصلت الأهوازیّ المتوفّی سنة 221(4).
«5»- جعفر بن محمّد الدوریستیّ (5).
«6»- الشریف أبو محمّد الحسن بن أحمد القاسم المحمّدی (6).
«7»- الحسن بن إسماعیل أبو علیّ المعروف بابن الحمّامیّ (7).
«8»- الحسن بن إسماعیل البزّاز(8).
«9»- محمّد الحسن بن محمّد بن یحیی الفحّام السامریّ (9).
«10»- الحسین بن إبراهیم بن علیّ القمّیّ المعروف بابن الخیّاط(10).
«11»- الحسین بن إبراهیم أبو عبد اللّٰه القزوینیّ (11).
«12»- الحسین بن أبی محمّد هارون بن موسی التلعكبریّ (12).
«13»- أبو عبد اللّٰه حمویه بن علیّ بن حمویه البصریّ.(13)
«14»- أبو محمّد عبد الحمید بن محمّد المقریّ النیسابوریّ.(14)
ص: 97
«15»- عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن مهدیّ (1).
«16»- علیّ بن أحمد بن عمر بن حفص المقری المعروف بابن الحمّامیّ (2).
«17»- الحسین الموسوی أبو القاسم المرتضی (3).
«18»- علیّ بن شبل بن أسد أبو القاسم الوكیل، قال الشیخ: قرأ علیّ و أنا أسمع فی منزله ببغداد فی الربض بباب محول فی صفر سنة 410(4).
«19»- القاضی علیّ بن أبی علیّ المحسن بن أبی القاسم التنّوخیّ (5).
«20»- أبو الحسن علیّ بن محمّد بن عبد اللّٰه بن بشران المعدّل، المعروف بابن بشران (6).
«21»- محمّد بن أحمد بن أبی الفوارس الحافظ، حدّثه إملاء ببغداد سنة 411(7).
«22»- محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان أبو الحسن القمّیّ (8).
«23»- محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب (9).
«24»- محمّد بن سنان (10).
«25»- محمّد بن علیّ بن حمویّ أبو عبد اللّٰه البصریّ (11).
«26»- محمّد بن علیّ بن خشیش بن نضر بن جعفر بن إبراهیم التمیمیّ (12).
«27»- أبو بكر محمّد بن عمر.(13)
ص: 98
«28»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن محمّد الزعفرانیّ (1).
«29»- أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد(2).
«30»- هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار أبو الفتح (3).
«31»- یحیی بن زكریّا الساجیّ (4).
«32»- ابن أبی حمید(5).
«33»- أبو حازم النیشابوریّ (6).
«34»- أبو الحسین حسنبش (7).
«35»- أبو الحسین بن سوار المغربیّ (8).
«36»- أبو طالب بن غرور(9).
«37»- أبو علیّ بن شاذان المتكلّم (10).
«38»- أبو منصور السكّریّ (11).
«39»- أبو الطیّب (12).
«40»- أبو الحسن بن أبی جعفر النسّابة.(13)
«41»- أبو عبد اللّٰه أخو سروة.(14)
«42»- أحمد بن علیّ النحّاس، ذكره الشیخ الحرّ فی أمل الآمل.
«43»- أبو عبد اللّٰه الفارسیّ ذكره الشیخ الحرّ فی أمل الآمل.
ص: 99
أمّا تلامذته و من روی عنه فكثیرون، یوجد ذكرهم فی التراجم و الإجازات، و استقصاؤهم یحتاج إلی تتبّع تامّ، و قد أورد العلّامة الطباطبائیّ بحر العلوم ثلاثین منهم فی الفائدة الثانیة من فوائده الرجالیّة، و نحن نذكرهم حسب ما أوردهم:
«1»- الشیخ الثقة أبو إبراهیم إسماعیل بن محمّد بن الحسن بن الحسین بن محمّد بن علیّ ابن الحسین بن بابویه القمّیّ.
«2»- الشیخ الثقة أبو طالب إسحاق أخو إسماعیل المذكور.
«3»- الشیخ الفقیه الثقة العدل آدم بن یونس بن أبی مهاجر النسفیّ.
«4»- الشیخ الفقیه أبو الخیر بركة بن محمّد بن بركة الأسدیّ الفقیه الدّین.
«5»- أبو الصلاح التقیّ الحلبیّ.
«6»- السیّد الثقة المحدّث أبو إبراهیم جعفر بن علیّ بن جعفر الحسینیّ.
«7»- الشیخ الجلیل الثقة العین أبو علیّ الحسن بن الشیخ الطوسیّ رحمه اللّٰه.
«8»- شمس العلماء الفقیه الثقة الوجه الحسن بن الحسین بن بابویه القمّیّ.
«9»- الشیخ الإمام الثقة الوجه الكبیر محیی الدین أبو عبد اللّٰه الحسن بن مظفّر الحمدانیّ.
«10»- الشیخ الفقیه الثقة أبو محمّد الحسن بن عبد العزیز الجهانیّ.
«11»- الشیخ الإمام موفّق الدین الفقیه الثقة الحسین بن الفتح الواعظ الجرجانیّ.
«12»- السیّد الفقیه أبو محمّد زید بن علیّ بن الحسین الحسینیّ [الحسنیّ].
«13»- السیّد عماد الدین أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد الحسینیّ المروزیّ.
«14»- الشیخ الفقیه الثقة أبو الحسن سلیمان الصهرشتیّ.
«15»- الشیخ الفقیه الثقة صابر بن ربیعة بن أبی غانم.
«16»- الشیخ الفقیه أبو الصلت محمّد بن عبد القادر.
«17»- الشیخ الفقیه المشهور سعد الدین ابن البرّاج.
«18»- الشیخ المفید النیسابوریّ.
ص: 100
«19»- الشیخ المفید عبد الجبّار الرازیّ.
«20»- الشیخ علیّ بن عبد الصمد.
«21»- الشیخ عبید اللّٰه بن الحسن بن الحسین بن بابویه.
«22»- الأمیر الفاضل الزاهد الورع الفقیه غازی بن أحمد بن أبی منصور السامانیّ.
«23»- الشیخ كردیّ علیّ بن الكردیّ الفارسیّ الفقیه الثقة نزیل حلب.
«24»- السیّد المرتضی أبو الحسن المطهّر الدیباجیّ صدر الأشراف، و العلم فی فنون العلم.
«25»- الشیخ العالم الثقة أبو الفتح محمّد بن علیّ الكراجكیّ فقیه الأصحاب.
«26»- الشیخ أبو عبد اللّٰه محمّد بن هبة اللّٰه الورّاق الفقیه الثقة.
«27»- الشیخ أبو جعفر محمّد بن علیّ بن المحسن الحلبیّ (1).
«28»- الشیخ أبو سعید منصور بن الحسین الآبیّ.
«29»- الشیخ الإمام جمال الدین محمّد بن أبی القاسم الطبریّ الآملیّ (2).
«30»- السیّد الفقیه المحدّث ناصر بن الرضا بن محمّد الحسینیّ (3).
أضف إلیهم:
«1»- الشیخ العدل العین أحمد بن الحسین بن أحمد النیسابوریّ الخزاعیّ نزیل الری، والد الشیخ الحافظ عبد الرحمن (4).
«2»- العالم الفاضل زین بن الداعی الحسینیّ، یروی عنه و عن المرتضی و عمّن عاصرهما(5).
«3»- الفاضل المحدّث الشیخ شهرآشوب المازندرانیّ جدّ صاحب المناقب (6).
«4»- عبد العزیز بن أبی كامل الطرابلسیّ القاضی الفاضل المحقّق الفقیه، صاحب المهذّب و الجواهر و غیرهما(7).
ص: 101
«5»- المجتبی بن حمزة بن زید بن مهدیّ بن حمزة الفاضل المحدّث الثقة(1).
«6»- المجتبی بن الداعی بن القاسم الحسینیّ المحدّث العالم الصالح (2).
«7»- محمّد بن الحسن بن علیّ الحلّیّ المحقّق المدقّق الفاضل الصالح (3).
«8»- محمّد بن شهریار أبو عبد اللّٰه الخازن لخزانة مولانا أمیر المؤمنین علیه السّلام و الراوی للصحیفة الكاملة، و كان صهر الشیخ الطوسیّ علی ابنته (4).
«9»- محمّد بن هبة اللّٰه بن جعفر الورّاق الطرابلسیّ الفقیه الثقة(5).
«10»- المظفّر بن علیّ بن الحسین الحمدانیّ، الشیخ الثقة أبو الفرج ثقة عین، و هو من سفراء الإمام صاحب الزمان علیه السّلام، أدرك المفید و جلس مجلس درس المرتضی و الشیخ الطوسیّ و قرأ علی المفید و لم یقرأ علیهما(6).
«11»- السیّد العالم الفقیه المنتهی بن أبی زید بن كنابكیّ الحسینیّ الكجیّ الجرجانیّ (7).
«12»- الحسن بن مهدیّ السلیقی (8).
«13»- أبو محمّد الحسن بن عبد الواحد العین زربیّ (9).
«14»- أبو الحسن اللؤلؤیّ (10).
ولد شیخنا المترجم بخراسان فی شهر رمضان سنة 385(11)
بعد وفاة الشیخ الصدوق بأربع سنین، و تتلمذ هنا علی مشایخه، و درس العلوم الإسلامیّة و نبغ فیها، و هبط بغداد سنة 408 و هو ابن ثلاثة و عشرین سنة، و تخرّج علی معلّم الامّة و علم الشیعة
ص: 102
الشیخ محمّد بن محمّد بن النعمان المفید نحوا من خمس سنین، حتّی توفّی شیخه الأستاذ لیلة الجمعة لثلاث لیال خلون من شهر رمضان من سنة 413 فلازم بعده علم الهدی السیّد المرتضی، و استفاد من عبقریّته فی العلم و العمل نحوا من ثلاثة و عشرین سنة، و كان السیّد لما رأی فیه من النبوغ و التهیّؤ للتدرّج إلی أقصی مراتب الفضیلة یدرّ علیه فی كلّ شهر اثنی عشر درهما حتّی ارتحل السیّد إلی الملكوت العلیا لخمس بقین من شهر ربیع الأوّل سنة 436 فاستقلّ بعده بالإمامة و الزعامة و الإفادة و التدریس فشاع نبوغه فی العلوم و تضلّعه فی الفنون و اعترف بفضله الشاهد و الغائب، فقصد إلیه من شتّی النواحی رجالات نجعوا له و رضخوا لتعالیمه و اختلف إلی منتدی تدریسه جماهیر من فطاحل العلم و النظر، فتخرّج من تحت منبره نوابغ و أفذاذ من علماء الكلام و الحدیث و الفقه و التفسیر و غیرها من العلوم الإسلامیّة، و كان یبلغ عدّتهم إلی ثلاث مائة من مجتهدی الخاصّة، و من العامّة ما لا یحصی عددهم، و الكلّ یستفید من عبقریّته و من فضله المتدفّق، و من أنظاره الثاقبة، معترفین بنبوغه و تضلّعه فی العلوم الإسلامیّة و اتّصافه بالأخلاق الفاضلة اللّازمة لكلّ من تولّی زعامة الدین، و من آیة نبوغه و تضلّعه و نفسیّاته الكریمة أنّ القائم بأمر اللّٰه عبد اللّٰه بن القادر باللّٰه جعل له كرسیّ الكلام و الإفادة الّذی ما كانوا یسمعون به یوم ذاك إلّا لوحید العصر المبرّز فی علومه و معارفه علی معاصریه، و لمن كانت له مكانة الأستاذیّة و القدوة.
لم یفتأ شیخنا كذلك فی عاصمة العالم الإسلامیّ فی ذلك الیوم «بغداد» مدّة اثنی عشرة سنة حتّی غادر بغداد للفتنة الواقعة بین الشیعة و أهل السنّة الّتی أحرقت فیها داره و كتبه و كرسیّ كان یجلس علیه للكلام. فهاجر- قدّس اللّٰه سرّه- إلی النجف الأشرف فأسّس هنالك حول مرقد باب مدینة العلم حوزة العلم و العمل و الجامعة الكبری للفضیلة و الأدب، و كان هنالك اثنی عشر عاما یشتغل بالدراسة و تعلیم الامّة و تخریج التلمذة و تألیف الكتب حتّی قضی نحبه فیه فی لیلة الاثنین 22 شهر محرّم الحرام سنة 460 عن 75 سنة، و تولّی غسله و دفنه الشیخ حسن بن المهدیّ السلیقیّ، و الشیخ أبو محمّد الحسن بن عبد الواحد العین زربیّ، و الشیخ أبو الحسن
ص: 103
اللؤلؤیّ، و دفن فی داره الّتی حوّلت بعده مسجدا فی موضعه الیوم (1).
و قیل فی تاریخ وفاته:
أودی بشهر محرّم فأضافه***حزنا بفاجع رزئه المتجدّد
بك شیخ طائفة الدعاة إلی الهدی***و مجمّع الأحكام بعد تبدّد
و بكی له الشرع الشریف مؤرّخا***«أبكی الهدی و الدین فقد محمّد»
و خلّف ولده الشیخ أبا علیّ الملقّب بالمفید الثانی صاحب كتاب المجالس و شرح النهایة.
هو محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان ینتهی نسبه إلی یعرب ابن قحطان. عرّف بابن المعلّم و اشتهر بالمفید إمّا لأنّ الإمام صاحب الزمان لقّبه به كما نصّ علیه ابن شهرآشوب، أو أنّ شیخه علیّ بن عیسی الرمّانیّ لقّبه به لمناظرة جرت بینهما.
قد أجمع الموافق و المخالف علی فضله و ثقافته و تبرّزه فی العلوم العقلیّة و النقلیّة و الحدیث و الرجال و الأدب و قوّة العارضة فی الظهور علی الخصم، یعرب عن ذلك ما فی المعاجم من جملات ذهبیّة تدلّ علی ذلك، قال الیافعیّ فی مرآة الجنان فی وقائع سنة 413 حیث قال:
و فیها توفّی عالم الشیعة و إمام الرافضة صاحب التصانیف الكثیرة، شیخهم المعروف بالمفید و بابن المعلّم، البارع فی الكلام و الفقه و الجدل، و كان یناظر أهل كلّ عقیدة مع الجلالة و العظمة فی الدولة البویهیّة. قال ابن طیّ: و كان كثیر الصدقات، عظیم الخشوع، كثیر الصلاة و الصوم، خشن اللّباس. و قال غیره: كان عضد الدولة ربّما زار الشیخ المفید
ص: 104
و كان شیخا ربعة نحیفا أسمر، عاش ستّا و سبعین سنة، و له أكثر من مأتی مصنّف، و كان یوم وفاته مشهورة، و شیّعه ثمانون ألفا من الرافضة و الشیعة، و أراح اللّٰه منه، و كان موته فی رمضان.
و قال ابن كثیر الشامیّ فی تاریخه: شیخ الروافض و المصنّف لهم و الحامی عنهم، كانت ملوك الأطراف تعتقد به لكثرة المیل إلی الشیعة فی ذلك الزمان، و كان یحضر مجلسه خلق عظیم من جمیع طوائف العلماء(1).
و قال ابن الندیم: فی عصرنا انتهت رئاسة متكلّمی الشیعة إلیه، مقدّم فی صناعة الكلام و الفقه و الآثار علی مذهب أصحابه، دقیق الفطنة، ماضی الخاطر، شاهدته فرأیته بارعا(2).
قال الذهبیّ: كانت له جلالة عظیمة و تقدّم فی العلم مع خشوع و تعبّد و تألّه.
و عن شذرات الذهب لابن العماد أنّه قال: عالم الشیعة و إمام الرافضة و لسان الإمامیّة رئیس الكلام و الفقه و الجدل صاحب التصانیف الكثیرة.
و عن الامتاع و المؤانسة للتوحیدیّ: كان ابن المعلّم حسن اللّسان و الجدل، صبورا علی الخصم، ضنین السرّ، جمیل العلانیة(3).
قال ابن حجر: عالم الرافضة صاحب التصانیف البدیعة، و هی مائتا تصنیف، طعن فیها علی السلف، له صولة عظیمة بسبب عضد الدولة، شیّعه ثمانون ألفا رافضیّ، مات سنة 413 و كان كثیر التقشّف و التخشّع و الإكباب علی العلم، تخرّج به جماعة و برع فی المقالة الإمامیّة حتّی یقال: له علی كلّ إمام منّة؛ و كان أبوه معلّما بواسط و ولد بها و قتل بعكبراء، و یقال: إنّ عضد الدولة كان یزوره فی داره و یعوده إذا مرض، و قال الشریف أبو یعلی الجعفریّ- و كان تزوّج بنت المفید-: ما كان ینام من اللّیل إلّا هجعة، ثمّ یقوم یصلّی أو یطالع أو یدرس أو یتلو القرآن (4).
و قال النجاشیّ: شیخنا و أستادنا رضی اللّٰه عنه أشهر من أن یوصف فی الفقه و الكلام و الروایة و الثقة و العلم (5).
ص: 105
و قال شیخ الطائفة: من جملة متكلّمی الإمامیّة، انتهت إلیه رئاسة الإمامیّة فی وقته، و كان مقدّما فی العلم و صناعة الكلام، و كان فقیها متقدّما فیه، حسن الخاطر، دقیق الفطنة، حاضر الجواب (1).
و قال العلّامة الحلّیّ: من أجلّ مشایخ الشیعة و رئیسهم و أستادهم؛ و كلّ من تأخّر عنه استفاد منه، و فضله أشهر من أن یوصف فی الفقه و الكلام و الروایة أوثق أهل زمانه و أعلمهم (2).
و قال بحر العلوم فی فوائده الرجالیّة: شیخ مشایخ الأجلّة، و رئیس رؤساء الملّة، فاتح أبواب التحقیق بنصب الأدلّة، و الكاسر بشقاشق بیانه الرشیق حجج الفرق المضلّة، اجتمعت فیه خلال الفضل، و انتهت إلیه رئاسة الكلّ، و اتّفق الجمیع علی علمه و فضله و فقهه و عدالته و ثقته و جلالته، و كان رضی اللّٰه عنه كثیر المحاسن، جمّ المناقب، حدید الخاطر، دقیق الفطنة، حاضر الجواب،
واسع الروایة، خبیرا بالرجال و الأخبار و الأشعار و كان أوثق أهل زمانه فی الحدیث و أعرفهم بالفقه و الكلام، و كلّ من تأخّر عنه استفاد منه (3).
إلی غیر ذلك من الجملات الذهبیّة الّتی توجد فی التراجم و المعاجم یقف علیها الباحث، و كلّها دون تحدید حقیقة نفسیّاته، و استكناه ما له من الأشواط البعیدة فی العلم و العمل و ترویج المذهب؛ و حسبه دلالة علی العظمة و الجلالة و الثقة ما ورد من التوقیعات من ولیّ العصر علیه السّلام فی حقّه، ففی أحدها:
أمّا بعد: سلام علیك أیّها الولیّ [المولی] المخلص فی الدین المخصوص فینا بالیقین ... أدام اللّٰه توفیقك لنصرة الحقّ، و أجزل مثوبتك علی نطقك عنّا بالصدق ...
و فی ثانیها: هذا كتابنا إلیك أیّها الأخ الولیّ المخلص فی ودّنا، الصفیّ الناصر لنا الولیّ، حرسك اللّٰه بعینه الّتی لا تنام ...
ص: 106
و فی ثالثها: من عبد اللّٰه المرابط فی سبیله إلی ملهم الحقّ و دلیله: بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم سلام علیك أیّها العبد الصالح الناصر للحقّ الداعی إلیه بكلمة الصدق (1).
قد تخرّج علی عدّة من المشایخ و الأساتذة من العامّة و الخاصّة، منهم:
«1»- الشیخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علیّ بن بابویه القمّیّ (2).
«2»- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه (3).
«3»- أبو علیّ محمّد بن أحمد بن الجنید الكاتب الإسكافیّ (4).
«4»- أحمد بن محمّد بن الحسن بن الولید القمّیّ (5).
«5»- أبو غالب أحمد بن محمّد بن سلیمان الزراریّ (6).
«6»- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن داود بن علیّ القمّیّ (7).
«7»- أبو الطیّب الحسین بن علیّ بن محمّد التمّار(8).
«8»- أبو حفص عمر بن محمّد بن علیّ الصیرفی، المعروف بابن الزیّات (9).
«9»- أبو الحسن علیّ بن خالد المراغیّ (10).
«10»- أبو الحسن علیّ بن مالك النحویّ (11).
«11»- أبو الحسین أحمد بن الحسین بن أسامة البصریّ (12).
«12»- أبو محمّد عبد اللّٰه بن محمّد الأبهریّ.(13)
ص: 107
«13»- أبو محمّد بن عبد اللّٰه بن أبی شیخ (1).
«14»- أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم بن محمّد البراء المعروف بالجعابیّ الحافظ(2).
«15»- الشریف أبو محمّد الحسن بن حمزة العلویّ الحسینیّ الطبریّ (3).
«16»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن عمران المرزبانیّ (4).
«17»- أبو نصر محمّد بن الحسین البصیر الشهرزوریّ (5).
«18»- أبو عبد اللّٰه الحسین بن أحمد بن المغیرة(6).
«19»- أبو الطیّب محمّد بن أحمد الثقفیّ (7).
«20»- أبو الحسن علیّ بن محمّد بن حبیش الكاتب (8).
«21»- أبو بكر محمّد بن أحمد الشافعیّ (9).
«22»- أبو جعفر محمّد بن الحسین البزوفریّ (10).
«23»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن علیّ بن ریاح القرشیّ (11).
«24»- المظفّر بن محمّد البلخیّ (12).
«25»- أبو الحسن علیّ بن بلال المهلبیّ.(13)
«26»- أبو علیّ الحسن بن عبد اللّٰه القطّان.(14)
«27»- أبو القاسم إسماعیل بن محمّد الأنباریّ الكاتب.(15)
ص: 108
«28»- أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقّاق (1).
«29»- أبو الحسن زید بن محمّد بن جعفر السلمیّ (2).
«30»- أبو أحمد إسماعیل بن یحیی العبسیّ (3).
«31»- محمّد بن أحمد بن عبید اللّٰه المنصوریّ (4).
«32»- أبو الحسن علیّ بن الحسین البصریّ البزّاز(5).
«33»- أبو عبد اللّٰه بن أبی رافع الكاتب (6).
«34»- أبو نصر محمّد بن الحسین الخلّال (7).
«35»- أبو محمّد الحسن بن محمّد العطشیّ (8).
«36»- الشریف أبو عبد اللّٰه محمّد بن محمّد بن طاهر(9).
«37»- أبو علیّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصولیّ (10).
«38»- الشریف أبو محمّد أحمد بن محمّد بن عیسی العلویّ الزاهد(11).
«39»- أبو الحسن علیّ بن محمّد بن زبیر الكوفیّ (12).
«40»- أبو الحسن علیّ بن محمّد بن خالد.(13)
«41»- أبو جعفر محمّد بن عمر الزیّات.(14)
«42»- أبو الحسن محمّد بن مظفّر الورّاق.(15)
ص: 109
«43»- أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفیّ النحویّ التمیمیّ (1).
«44»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن الحسن الجوانیّ (2).
«45»- أبو الحسن علیّ بن أحمد بن إبراهیم الكاتب (3).
«46»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن داود الحتمیّ (4).
«47»- أبو علیّ الحسن بن الفضل الرازیّ (5).
«48»- أبو القاسم علیّ بن محمّد الرفاء(6).
«49»- أبو بكر عمر بن محمّد بن سالم بن البراء المعروف بابن الجعابیّ (7).
«50»- محمّد بن أحمد بن عبد اللّٰه بن قضاعة الصفوانیّ (8).
«51»- أحمد بن إبراهیم بن أبی رافع الصیمریّ (9).
«52»- أبو محمّد الحسن بن محمّد بن یحیی الشریف (10).
«53»- أبو الحسن علیّ بن محمّد القرشیّ.
«54»- عبد اللّٰه بن جعفر بن محمّد بن أعین البزّاز.
«55»- أبو الحسن أحمد بن محمّد الجرجانیّ.
«56»- الحسین بن أحمد بن موسی بن هدیّة أبو عبد اللّٰه.
«57»- الشیخ أبو عبد اللّٰه الحسین بن علیّ بن شیبان القزوینیّ.
«58»- محمّد بن سهل بن أحمد الدیباجیّ.
«59»- جعفر بن الحسین المؤمن (11).
ص: 110
تلامذته و الراوون عنه كثیرون یحتاج إحصاؤهم إلی تصفّح تامّ، منهم:
«1»- السیّد المرتضی علم الهدی علیّ بن الحسین بن موسی الموسویّ.
«2»- الشریف الرضی محمّد بن الحسین بن موسی الموسویّ.
«3»- شیخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسیّ.
«4»- الشیخ الجلیل أبو العبّاس أحمد بن علیّ بن أحمد بن العبّاس النجاشیّ الرجالیّ الأقدم (1).
«5»- الشیخ الفقیه أبو یعلی سلّار بن عبد العزیز الدیلمیّ (2).
«6»- الشیخ الثقة أبو الفرج المظفّر بن علیّ بن الحسین الحمدانیّ من سفراء الإمام صاحب الزمان علیه السّلام (3).
«7»- أبو یعلی محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفریّ، صهره و خلیفته و الجالس مجلسه (4).
«8»- أحمد بن علیّ بن قدامة الفاضل الفقیه (5).
«9»- جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس الدوریستیّ الثقة العین (6).
«10»- الشریف أبو الوفاء المحمّدیّ الموصلیّ (7).
«11»- أبو الفتح الفقیه القاضی محمّد بن علیّ الكراجكیّ (8).
«12»- أبو الحسن علیّ بن محمّد بن عبد الرحمن الفارسیّ (9).
«13»- أبو الفوارس بن علیّ بن محمّد الفارسیّ المتقدّم ذكره (10).
«14»- أبو محمّد أخو علیّ بن محمّد الفارسیّ المتقدّم ذكره.
«15»- الحسین بن علیّ النیشابوریّ (11).
ص: 111
له تآلیف ممتعة تقرب من مائتی مصنّف كبار و صغار، نصّ علی ذلك الطوسیّ فی فهرسه، و أورد النجاشیّ مائة و سبعین منها بأسمائه فی رجاله، و أخرج عن جملة منها العلّامة المجلسیّ فی البحار، و هی:
«1»- الإرشاد(1).
«2»- المجالس و یسمّی الأمالی أیضا(2).
«3»- الاختصاص (3).
«4»- الرسالة الكافیة فی إبطال توبة الخاطئة(4).
«5»- مسارّ الشیعة فی مختصر التواریخ الشرعیّة(5).
«6»- المقنعة(6).
«7»- العیون و المحاسن المشتهر بالفصول (7). «8»- المقالات (8).
«9»- كتاب المزار(9). «10»- إیمان أبی طالب (10).
«11»- رساله ذبائح أهل الكتاب (11).
«12»- رسالة المتعة. «13»- رسالة سهو النبیّ و نومه عن الصلاة(12).
«14»- رسالة تزویج أمیر المؤمنین بنته من عمر. «15»- رسالة وجوب المسح. «16»- أجوبة المسائل السرویّة.(13) «17»- أجوبة المسائل العكبریّة.(14)
«18»- أجوبة المسائل الإحدی و الخمسین.(15)
ص: 112
«19»- شرح عقائد الصدوق (1).
و توجد عدّة كثیرة من كتبه، منها: «1»- الإفصاح (2).
«2»- الجمل (3). «3»- اصول الفقه (4).
«4»- أحكام النساء(5). «5»- الإیضاح (6).
«6»- الإعلام فیما اتّفقت الإمامیّة علیه من الأحكام (7).
«7»- كتاب الجوابات (8). «8»- المسائل الحاجبیّة(9).
«9»- جوابات المسائل السرویّة. «10»- جوابات المسائل العكبریّة. «11»- جوابات المسائل العشر. «12»- جوابات المسائل اللّطیف من الكلام. «13»- جوابات المسائل الموصلیّات. «14»- جوابات المسائل النیشابوریّة(10).
«15»- المسائل الصاغانیّة(11).
«16»- أقسام المولی (12)
و غیرها.
ولد فی الحادی عشر من ذی القعدة سنة 336 و قیل: 338 بقریة تعرف بسویقة ابن البصریّ من عكبرا تبعد عن بغداد إلی ناحیة الدجیل بعشرة فراسخ، و توفّی لیلة الجمعة لثلاث لیال خلون من شهر رمضان ببغداد سنة 413، و صلّی علیه علم الهدی السیّد المرتضی بمیدان الأشنان و ضاق علی الناس مع اتّساعه، و كان یوم وفاته یوما لم یر أعظم منه من كثرة الناس للصلاة علیه و كثرة البكاء من المخالف و الموافق، و شیّعه ثمانون ألف من الشیعة. و دفن فی داره سنین و نقل إلی مقابر قریش قرب روضة الإمام أبی جعفر علیه السّلام.(13)
ص: 113
هو الحسن بن محمّد بن الحسن بن علیّ الطوسیّ- نوّر اللّٰه مرقده- الشیخ الثقة الجلیل العالم الفاضل الفقیه. یوجد ترجمته فی كتب تراجم الأصحاب (1) مشفوعا بالتبجیل و الإكبار.
قال التستریّ فی مقدّمة المقابس ص 11: الشیخ المحدّث الفقیه الفاضل الوجیه النبیه، المعتمد المؤتمن، مفید الدین، أبو علیّ الحسن- قدّس اللّٰه تربته و أعلی فی الجنان رتبته- له كتب: منها الأمالیّ المعروف الذی هو غیر أمالی والده (2)، و إن كانت أخباره عن والده أیضا و منها شرح النهایة و المرشد إلی سبیل المتعبّد(3)،
لم أجدهما. و كان من أعاظم تلامذة والده و الدیلمیّ و غیرهما من المشایخ (4).
و تلمذ علیه جماعة كثیرة من أعیان الأفاضل و إلیه ینتهی كثیر من طرق الإجازات إلی مؤلّفات القدیمة و الروایات. و كان ممّن قرأ علیه أو روی عنه:
«1»- الشیخ بوّاب البصریّ.
«2»- الشیخ محمّد بن علیّ الحلبیّ.
«3»- الشیخ الطبریّ الآتی (5).
«4»- أمین الإسلام الآتی (6).
«5»- الشیخ الفاضل الفقیه أبو الفتوح أحمد بن علیّ الرازیّ الذی روی عنه السرویّ.
ص: 114
«6»- الشیخ الثقة أردشیر بن أبی الماجد بن أبی المفاخر الكابلیّ.
«7»- الشیخ الادیب الفقیه إسماعیل بن محمود بن إسماعیل الحلبیّ.
«8»- الشیخ العالم إلیاس بن هشام، أو ابن محمّد بن هشام الحائریّ الذی روی عنه الفقیه الصالح عربیّ بن مسافر العبادیّ الحلّیّ.
«9»- الشیخ الصالح الفقیه بدر بن سیف بن بدر العرنی الذی هو من شیوخ المنتجب (1).
«10»- الشیخ العالم الجلیل الفقیه النبیل أبو عبد اللّٰه الحسین بن أحمد بن طحّال المقدادیّ الذی روی عنه السرویّ (2).
«11»- الشیخ الثقة الصالح الفقیه الوجیه موفّق الدین الحسین بن الفتح الواعظ البكرآبادیّ الجرجانیّ الذی هو من مشایخ الحمصی الآتی (3).
«12»- الشیخ الصالح الفقیه جمال الدین الحسین بن هبة اللّٰه بن رطبة السوراویّ.
«13»- الشیخ الفاضل أبو طالب حمزة بن محمّد بن أحمد بن شهریار الخازن.
«14»- السیّد العالم الفاضل أبو الفضل الداعی بن علیّ الحسینیّ السرویّ الذی هو من مشایخ السرویّ.
«15»- الشیخ الورع الفقیه أبو سلیمان داود بن محمّد بن داود الجاستی.
«16»- السیّد الصالح الفقیه أبو النجم الضیاء بن إبراهیم بن الرضا العلویّ الحسینیّ الشجریّ.
«17»- الشیخ الثقة العالم الفقیه طاهر بن زید بن أحمد.
«18»- الشیخ الصالح الأدیب الفقیه أبو سلیمان ظفر بن داعی ظفر الحمدانیّ القزوینیّ.
«19»- الشیخ الفقیه المحدّث المتكلّم المتبحّر المناظر الماهر رئیس الأئمة فی عصره و أستاد علماء العراق فی الأصولیّین، صاحب المناظرات و المقالات مع المخالفین و المصنّفات
ص: 115
فی أصول الدین رشید الدین أبو سعید عبد الجلیل بن عیسی أو ابن أبی الفتح مسعود بن عیسی بن عبد الوهاب الرازیّ الذی هو من مشایخ السرویّ و ربما كان هو شیخ المنتجب أیضا.
«20»- الشیخ الثقة الفقیه موفّق الدین أبو القاسم عبید اللّٰه بن الحسن والد المنتجب و قد قرأ علی والده الحسن و روی عنه.
«21»- الشیخ الثقة الصالح الحافظ الفقیه أبو الحسن أو أبو القاسم علیّ بن الحسین الجاستی.
«22»- الشیخ المحدّث الفقیه الفاضل الوجیه علیّ بن شهرآشوب والد السرویّ و شیخه.
«23»- الشیخ الثقة ركن الدین علیّ ابن الشیخ العالم الفاضل أبی الحسن علیّ بن عبد الصمد التمیمیّ النیسابوریّ.
«24»- الشیخ الفاضل الجلیل محمّد بن علیّ أخو علیّ المذكور، و كلاهما من مشایخ السروی و المنتجب.
«25»- السیّد السند المعتمد علّامة زمانه و أستاد أئمة عصره و أوانه ضیاء الدین أبو الرضا فضل اللّٰه بن علیّ بن عبید اللّٰه الحسینیّ الراوندیّ القاسانیّ صاحب النوادر و شرح الشهاب و غیرهما.
«26»- الشیخ الثقة الفقیه الصالح أبو جعفر محمّد بن الحسن أو الحسین الشوهانیّ الرضویّ.
«27»- الشیخ الفاضل الجلیل مسعود بن علیّ السوانیّ. و ربما عدّ ممن روی عنه الشیخ الفقیه المحدّث الصدوق جمال الدین هبة اللّٰه بن رطبة السوراویّ و كأنّه اشتبه بابنه الحسین و اللّٰه یعلم. انتهی.
قلت: و یروی عنه أیضا العالم الجلیل أبو الفرج علیّ بن الحسین الراوندیّ (1).
و التواب بن الحسن بن أبی ربیعة الخشاب البصریّ. قرأ علیه و علی تقیّ الحلبیّ (2). و السیّد العالم العابد مهدی بن أبی حرب الحسینیّ المرعشیّ (3).
ص: 116
هو أبو القاسم جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسی بن قولویه القمّیّ، شیخنا الفقیه الأقدم المتفق علی جلالته و وثاقته و تبحّره فی الفقه و الحدیث.
قال النجاشیّ فی رجاله ص 89 بعد ما عنونه بما عنونّاه: كان أبوه یلقّب مسلمة من خیار أصحاب سعد(1)
و كان أبو القاسم من ثقات أصحابنا و أجلّائهم فی الحدیث و الفقه، روی عن أبیه و أخیه عن سعد، و قال: ما سمعت من سعد إلّا أربعة أحادیث. و علیه قرأ شیخنا أبو عبد اللّٰه (2) الفقه و منه حمل و كلّ ما یوصف به الناس من جمیل وفقه فهو فوقه. ا ه.
و تبعه العلّامة الحلّیّ فی الخلاصة بما سمعت و وثّقه شیخ الطائفة فی الفهرست.
و حكی فی تنقیح المقال ج 1 ص 223 عن الشیخ المفید أنّه قال: شیخنا الثقة أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه- أیّده اللّٰه-. و عن ابن طاوس أنّه وصفه بقوله: الشیخ الصدوق المتّفق علی أمانته.
و نصّ علی وثاقته فی الوجیزة و البلغة و البحار و خاتمة الوسائل و المشتركات للطریحیّ و مشتركات الكاظمیّ و منتهی المقال فی ترجمة أخیه علیّ و خاتمة المستدرك. و فی تنقیح المقال: أنّ وثاقته من المسلمات.
و قال ابن حجر فی لسان المیزان ج 2 ص 125(3):
جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسی ابن قولویه أبو القاسم السهمیّ الشیعیّ من كبار الشیعة و علمائهم المشهورین متّهم، و ذكره الطوسیّ و ابن النجاشیّ و علیّ بن الحكم فی شیوخ الشیعة. و تلمذ له المفید و بالغ فی إطرائه و حدّث عنه أیضا الحسین بن عبید اللّٰه الغضائری و محمّد بن سلیم الصابونیّ بمصر. إ ه.
ص: 117
قال النجاشیّ: له كتب حسان: كتاب مداواة الجسد، كتاب الصلاة، كتاب الجمعة و الجماعة، كتاب قیام اللّیل، كتاب الرضاع، كتاب الصداق، كتاب الأضاحی كتاب الصرف، كتاب الوطی بملك الیمین، كتاب بیان حلّ الحیوان من محرّمه، كتاب قسمة الزكاة، كتاب العدد فی شهر رمضان، كتاب الردّ علی ابن داود فی عدد شهر رمضان كتاب الزیارات (1)، كتاب الحجّ، كتاب یوم و لیلة، كتاب القضاء و أدب الحكّام، كتاب الشهادات، كتاب العقیقة، كتاب تاریخ الشهور و الحوادث فیها، كتاب النوادر كتاب النساء- و لم یتمّه-. قرأت أكثر هذه الكتب علی شیخنا أبی عبد اللّٰه- رحمه اللّٰه- و علی الحسین بن عبید اللّٰه. انتهی.
و قال الشیخ فی الفهرست: له تصانیف علی عدد أبواب الفقه. ا ه
یروی فی كتابه كامل الزیارات عن جماعة من المشایخ، نصّ فی أوّل الكتاب علی وثاقتهم و كونهم مشهورین بالحدیث و العلم (2)،
منهم:
«1»- أبوه محمّد بن قولویه الّذی سمعت من النجاشیّ و العلّامة أنّه من خیار أصحاب سعد. قال التفرشی فی نقد الرجال ص 329 بعد ما ذكر كلام النجاشیّ: و أصحاب سعد علی ما یفهم أكثرهم ثقات كعلیّ بن الحسین بن بابویه و محمّد بن الحسن بن الولید و حمزة ابن القاسم و محمّد بن یحیی العطّار و غیرهم فكأنّ قول النجاشیّ: إنّه من خیار أصحاب سعد.
یدلّ علی توثیقه. انتهی.
ص: 118
و حكی المامقانی عن ابن طاوس و الوجیزة و الحاوی وثاقته.
أقول: قد عرفت أنّ ابنه نصّ علی وثاقة مشایخه الّذین روی عنهم فی كتابه و هو منهم، یروی هو عن جماعة منهم: سعد بن عبد اللّٰه. و أحمد بن إدریس. و الحسین بن الحسن ابن أبان. و عبد اللّٰه بن جعفر. و الحسین بن سعید. و علیّ بن إبراهیم. و الحسن بن متّیل و محمّد بن الحسن الصفار. و محمّد بن یحیی العطار. و الحسن بن متویه بن السندیّ. و الحسین بن علیّ الزعفرانیّ. و أحمد بن محمّد بن عیسی. و محمّد بن الحسن بن مهزیار. و موسی بن جعفر البغدادیّ (1).
«2»- أخوه أبو الحسین المترجم فی فهرست النجاشیّ ص 185 بقوله: علیّ بن محمّد ابن جعفر بن مسرور أبو الحسین یلقّب أبوه ممله. روی الحدیث و مات حدیث السنّ، لم یسمع منه، له كتاب فضل العلم و آدابه. ا ه.
و استظهر فی منتهی المقال من ذلك كونه إمامیّا و عن روایة أخیه عنه جلالته و فضله. قلت: قد سمعت قبیل ذلك ما یستفاد منه ثقته. یروی عن سعد بن عبد اللّٰه. و علیّ ابن إبراهیم. و محمّد بن یحیی العطار. و الحسن بن متویه بن السندیّ. و أحمد بن إدریس (2).
«3»- أحمد بن إدریس (3).
«4»- أبو علی أحمد بن علیّ بن مهدیّ (4).
«5»- أبو الحسین أحمد بن عبد اللّٰه بن علیّ الناقد(5).
«6»- أحمد بن محمّد بن الحسن بن سهل (6).
«7»- جعفر بن محمّد بن إبراهیم بن عبید اللّٰه بن موسی بن جعفر(7).
ص: 119
«8»- الحسن بن زبرقان الطبریّ (1).
«9»- الحسن بن عبد اللّٰه بن محمّد بن عیسی (2).
«10»- الحسین بن علیّ الزعفرانیّ، حدّثه بالریّ (3).
«11»- الحسین بن محمّد بن عامر(4).
«12»- حكیم بن داود بن حكیم (5).
«13»- أبو عیسی عبید اللّٰه بن الفضل بن محمّد بن هلال الطائی البصریّ (6).
«14»- علیّ بن حاتم القزوینیّ (7).
«15»- علیّ بن الحسین السعدآبادیّ (8).
«16»- علیّ بن الحسین بن موسی بن بابویه (9).
«17»- علیّ بن محمّد بن یعقوب الكسائیّ (10).
«18»- القاسم بن محمّد بن علیّ بن إبراهیم الهمدانیّ (11).
«19»- محمّد بن أحمد بن إبراهیم (12).
«20»- أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسین العسكریّ.(13)
«21»- أبو الفضل محمّد بن أحمد بن سلیمان.(14)
«22»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن أحمد بن یعقوب بن إسحاق بن عمّار.(15)
«23»- أبو العباس محمّد بن جعفر الرزّاز القرشیّ الكوفیّ ابن اخت محمّد بن الحسین بن أبی الخطّاب.(16)
«24»- محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید.(17)
ص: 120
«25»- محمّد بن الحسن بن علیّ بن مهزیار(1).
«26»- محمّد بن الحسین بن متّ الجوهریّ (2).
«27»- محمّد بن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیریّ (3).
«28»- محمّد بن عبد المؤمن (4).
«29»- أبو الحسن محمّد بن عبد اللّٰه بن علیّ الناقد(5).
«30»- أبو علیّ محمّد بن همام بن سهیل (6).
«31»- محمّد بن یعقوب الكلینیّ (7).
«32»- أبو محمّد هارون بن موسی التلعكبریّ (8).
و یوجد فی كتب التراجم و الفهارس روایته أیضا عن
«33»- أحمد بن اصفهبذ(9)
«34»- ابن عقدة(10)
«35»- أبی عمر و محمّد بن عمر بن عبد العزیز الكشّیّ (11).
«5»- حیدر بن محمّد بن نعیم السمرقندی (1). «6»- أبو الحسن علیّ بن بلال المهلبیّ (2).
«7»- محمّد بن محمّد بن نعمان المفید(3)
«8»- هارون بن موسی التلعكبریّ (4).
«9»- ابن غرور(5).
«10»- محمّد بن سلیم الصابونی سمع منه بمصر(6).
قد ذكر فی كتاب الخرائج و الجرائح فی قصّة فیها مكرمة للامام الثانی عشر علیه صلوات اللّٰه أنّ وفاته وقعت فی سنة 367.
و أرّخها الشیخ فی رجاله 268 و تبعه ابن حجر فی لسان المیزان. و قال العلامة فی الخلاصة: وفاته فی سنة 369.
و من المحتمل تصحیف. سبع بتسع و اشتباه ما فی رجال الشیخ.
ص: 122
هو أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن علیّ البرقیّ. عدّه الشیخ فی رجاله من أصحاب الامامین الجواد و الهادی علیهما السّلام.
و قال النجاشیّ فی فهرست مصنّفی أصحابنا: أصله كوفیّ و كان جدّه محمّد بن علیّ حبسه یوسف بن عمر(1)
بعد قتل زید علیه السّلام ثمّ قتله و كان خالد صغیر السنّ فهرب مع أبیه عبد الرحمن إلی برق رود، و كان ثقة فی نفسه یروی عن الضعفاء و اعتمد المراسیل (2).
1 ه.
و نقل نحو هذه الكلمة الشیخ الطوسیّ فی الفهرست ص 20.
و قال العلامة فی الخلاصة ص 8: البرقی منسوب إلی برقة قم، أصله كوفی ثقة، غیر أنّه أكثر الروایة عن الضعفاء و اعتمد المراسیل.
قال ابن الغضائری: طعن علیه القمیّون و لیس الطعن فیه، و إنّما الطعن فیمن یروی عنه، فانه كان لا یبالی عمّن أخذ علی طریقة أهل الأخبار، و كان أحمد بن محمّد بن عیسی أبعده عن قم ثمّ أعاده إلیها و اعتذر إلیه و قال: وجدت كتابا فیه وساطة بین أحمد بن محمّد بن عیسی و أحمد بن محمّد بن خالد؛ و لمّا توفّی مشی أحمد بن محمّد بن عیسی فی جنازته حافیا حاسرا لیبرئ نفسه ممّا قذفه به و عندی أنّ روایته مقبولة. انتهی.
نصّ علی توثیقه ابن داود، و المجلسیّ فی الوجیزة. و البحرانیّ فی البلغة. و الطریحی و الكاظمیّ فی مشتركاتهما. و البهائی فی مشرق الشمسین. و الشهید فی الدرایة. و المولی عنایة اللّٰه فی المجمع. و الأردبیلیّ فی مجمع الفائدة و غیرهم و هو ظاهر الحاوی (3).
و له ترجمة ضافیة فی فوائد الرجالیّة و روضات الجنّات و فی مقدّمة المحاسن المطبوع و فی غیرها من التراجم و أورده و أباه ابن الندیم فی فهرسته و المسعودی فی مقدّمة مروج الذهب و ابن حجر فی لسان المیزان. و قال: أصله كوفیّ من كبار الرافضة، له تصانیف جمّة أدبیّة. 1 ه.
ص: 123
هو محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن علیّ البرقیّ، أبو عبد اللّٰه مولی أبی موسی الأشعریّ، عدّه الشیخ فی رجاله من أصحاب موسی بن جعفر و الرضا و الجواد علیهم السّلام،
قال النجاشیّ بعد عنوانه بما عنونّاه: ینسب إلی برق رود قریة من سواد قمّ علی واد هناك و أخواه یعرفان بأبی علیّ الحسن بن خالد و أبی القاسم الفضل بن خالد و لابن الفضل ابن یعرف بعلی بن العلاء بن الفضل بن خالد فقیه. و كان محمّد ضعیفا فی الحدیث و كان أدیبا حسن المعرفة بالأخبار و علوم العرب و له كتب: منها كتاب التنزیل و التعبیر. و كتاب یوم و لیله. و كتاب التفسیر. و كتاب مكّة و المدینة و كتاب حروب الأوس و الخزرج.
و كتاب العلل. و كتاب فی علم الباری. و كتاب الخطب. 1 ه.
ذكره الشیخ فی ص 148 فی فهرسته و العلّامة فی ص 67 من الخلاصة و قال: ثقة.
و قال ابن الغضائری: إنّه مولی جریر بن عبد اللّٰه، حدیثه یعرف تارة و ینكر و یروی عن الضعفاء و یعتمد المراسیل.
و قال النجاشیّ: إنّه ضعیف الحدیث و الاعتماد عندی علی قول الشیخ أبی جعفر الطوسیّ- رحمه اللّٰه- من تعدیله. إ ه.
قلت: قد فصّل الأصحاب القول فی تعدیله و جرحه فمن شاء ذلك فلیراجع تنقیح المقال و غیره.
و لابی جعفر أحمد بن محمّد بن خالد كتب كثیرة منها المحاسن و هو مشتمل علی أزید من مائة كتاب عدّ النجاشیّ أسماء نیف و تسعین منها و لا فائدة فی نقلها بعد عدم وجدانها الیوم إلّا ما طبع منها(1)
و قال العلّامة المجلسیّ: إنّه من الأصول المعتبرة. و قال النجاشیّ:
زید فیه و نقص (2)
و ذكر له كتبا آخر منها كتاب التهانی. كتاب التغازی. كتاب أخبار الأصمّ.
ص: 124
یروی فی المحاسن عن عدّة من المشایخ یبلغ عددهم إلی مائتین رجل منهم:
«1»- أیوب بن نوح. «2»- أحمد بن محمّد بن أبی نصر.
«3»- إسماعیل بن إسحاق. «4»- إدریس بن الحسن.
«5»- إبراهیم بن إسحاق النّهاوندیّ. «6»- إسماعیل بن مهران.
«7»- أحمد بن محمّد بن عیسی. «8»- إبراهیم بن هاشم.
«9»- إبراهیم بن محمّد الثقفیّ. «10»- أبان عبد الملك.
«11»- إبراهیم بن عقبة الخزاعیّ. «12»- أحمد بن عبید.
«13»- بنان بن العباس. «14»- بكر بن صالح.
«15»- جعفر بن محمّد بن عبید اللّٰه الأشعریّ «16»- الحسین بن سیف بن عمیرة.
«17»- الحسن بن علیّ بن فضّال. «18»- الحسن بن محبوب.
«19»- الحسن بن علیّ بن یقطین. «20»- حماد بن عیسی.
«21»- الحسن بن ظریف بن ناصح. «22»- حماد بن عمرو النصیبیّ.
«23»- الحسن بن علیّ الوشّاء. «24»- الحسن بن یزید.
«25»- الحكم بن مسكین. «26»- الحسن بن علیّ البطائنیّ.
«27»- الحسین بن سعید. «28»- الحسن بن سعید.
«29»- الحسن بن علیّ بن یوسف. «30»- الحسن بن الحسین اللؤلؤی.
«31»- أبو الخزرج الحسین بن زبرقان. «32»- الحسن بن علیّ بن أبی عثمان.
«33»- الحسن بن علیّ بن بشیر. «34»- جابر بن خلیل القرشیّ.
«35»- الحسین بن یزید النوفلیّ. «36»- خلّاد المقریّ.
«37»- داود بن سلیمان القطان. «38»- سعدان بن مسلم.
«39»- سهل بن زیاد. «40»- صالح بن السندیّ.
«41»- سعد بن سعد الأشعریّ. «42»- داود بن أبی داود.
«43»- داود بن إسحاق الحذّاء. «44»- سعید بن جناح.
ص: 125
«45»- عبد الرّحمن بن حمّاد. «46»- علیّ بن أسباط.
«47»- علیّ بن الحكم. «48»- علیّ بن سیف.
«49»- علیّ بن حدید. «50»- عبید بن یحیی بن المغیرة.
«51»- عبد اللّٰه بن محمّد الحجّال. «52»- عثمان بن عیسی.
«53»- عباس بن الفضل. «54»- عمرو بن عثمان الكندیّ الخزّاز.
«55»- عیسی بن جعفر العلویّ. «56»- عبد اللّٰه بن علیّ العمریّ.
«57»- عبد العظیم بن عبد اللّٰه العلویّ. «58»- علیّ بن إسحاق.
«59»- علیّ بن عیسی القاسانیّ. «60»- علیّ بن إسماعیل المیثمیّ.
«61»- عباس بن معروف. «62»- علیّ بن ریّان بن الصلت.
«63»- عبد العزیز بن المهتدیّ. «64»- الفضل بن عبد الوهاب.
«65»- القاسم بن عروة. «66»- الفضل بن المبارك.
«67»- القاسم بن محمّد الأصفهانیّ. «68»- محمّد بن علیّ الصیرفیّ أبو سمینة.
«69»- محمّد بن تسنیم. «70»- محمّد بن عبد الحمید العطّار البجلیّ.
«71»- محمّد بن جمهور. «72»- محمّد بن عبد اللّٰه الهمدانیّ.
«73»- محمّد بن الحسن الصفار. «74»- محمّد بن سهل بن الیسع.
«75»- محمّد بن علیّ بن محبوب. «76»- محمّد بن سعید.
«77»- محمّد بن الحسن بن شمّون. «78»- محمّد بن الحسین بن أحمد.
«79»- محمّد بن علیّ بن یعقوب الهاشمیّ. «80»- محمّد بن سنان.
«81»- محمّد بن عیسی. «82»- منصور بن العباس.
«83»- مروك بن عبید. «84»- محسن بن أحمد.
«85»- محمّد بن حسان السلمیّ. «86»- موسی بن القاسم.
«87»- محمّد بن خالد، أبوه. «88»- محمّد بن إسماعیل بن بزیع.
«89»- محمّد بن بكر. «90»- محمّد بن أبی المثنّی.
«91»- محمّد بن أحمد بن یحیی. «92»- محمّد بن سلمة.
ص: 126
«93»- معلّی بن محمّد. «94»- محمّد بن الولید الخزاز الأحمسیّ.
«95»- محمّد بن اورمة. «96»- معاویة بن وهب.
«97»- النضر بن سوید. «98»- نوح بن شعیب النیسابوریّ.
«99»- الهیثم بن عبد اللّٰه النهدیّ. «100»- هارون بن الجهم.
«101»- هارون بن مسلم. «102»- یونس بن عبد الرّحمن.
«103»- أبو یوسف یعقوب بن یزید. «104»- یحیی بن محمّد.
«105»- یحیی بن إبراهیم بن أبی البلاد. «106»- یحیی بن المغیرة.
«107»- یاسر الخادم. «108»- یوسف بن السمت البصریّ.
یروی عنه جماعة كثیرة منهم:
«1»- أحمد بن عبد اللّٰه ابن بنت البرقیّ. «2»- أحمد بن إدریس.
«3»- إبراهیم بن هاشم. «4»- سعد بن عبد اللّٰه.
«5»- الحسن بن متّیل. «6»- محمّد بن جعفر بن بطة.
«7»- محمّد بن الحسن الصفّار. «8»- محمّد بن أحمد بن یحیی.
«9»- محمّد بن أبی القاسم ماجیلویه. «10»- محمّد بن یحیی.
«11»- محمّد بن عیسی. «12»- محمّد بن علیّ بن محبوب.
«13»- محمّد بن الحسن بن الولید. «14»- معلّی بن محمّد.
«15»- علیّ بن الحسن المؤدّب. «16»- علیّ بن الحسین السعدآبادیّ.
«17»- علیّ بن إبراهیم. «18»- علیّ بن محمّد بن عبد اللّٰه القمّیّ.
«19»- عبد اللّٰه بن جعفر. «20»- علیّ بن محمّد بن بندار.
«21»- سهل بن زیاد.
قال النجاشیّ: قال أحمد بن الحسین- رحمه اللّٰه- فی تاریخه: توفّی أحمد بن أبی عبد اللّٰه البرقیّ سنة 274، و قال علیّ بن محمّد ماجیلویه: توفّی سنة 280.
ص: 127
علیّ بن إبراهیم بن هاشم، أبو الحسن القمّیّ، من أجلّة رواة الإمامیّة و من أعظم مشایخهم، أطبقت التراجم علی جلالته و وثاقته.
قال النجاشیّ فی الفهرست ص 183: ثقة فی الحدیث ثبت معتمد صحیح المذهب، سمع فأكثر، و صنّف كتبا، و أضرّ فی وسط عمره (1).
و نقل هذه الكلمة العلّامة الحلیّ فی ص 49 من خلاصته.
و قال ابن الندیم فی الفهرست ص 311: علیّ بن إبراهیم بن هاشم من العلماء و الفقهاء. إ ه.
و قال الطبرسیّ فی إعلام الوری: إنّه من أجلّ رواة أصحابنا(2). یوجد ترجمته فی جمیع تراجم أصحابنا، و فی لسان المیزان ج 4 ص 191.
له كتاب التفسیر(3)،
كتاب الناسخ و المنسوخ، كتاب قرب الإسناد، كتاب الشرائع، كتاب الحیض، كتاب التوحید و الشرك، كتاب فضائل أمیر المؤمنین علیه السّلام، كتاب المغازیّ، كتاب الأنبیاء، رسالة فی معنی هشام و یونس، جوابات مسائل سأله عنها محمّد بن بلاك، كتاب یعرف بالمشذّر، اللّٰه أعلم أنّه مضاف إلیه (4)، كتاب المناقب، كتاب اختیار القرآن (5).
یروی عن عدّة كثیرة من المشایخ منهم:
«1»- إبراهیم بن هاشم أبوه و أكثر روایاته عنه. «2»- أحمد بن محمّد بن خالد البرقیّ.
ص: 128
«3»- أحمد بن محمّد بن عیسی. «4»- أحمد بن إسحاق الأحوص.
«5»- إسماعیل بن عیسی المعروف بالسندیّ «6»- جعفر بن سلمة الأهوازیّ.
«7»- الحسن بن سعید الأهوازیّ. «8»- الحسن بن موسی الخشّاب.
«9»- الحسین بن سعید الأهوازیّ. «10»- داود بن القاسم الجعفریّ.
«11»- الریّان بن الصلت (1).
«12»- صالح بن السندیّ (2).
«13»- علیّ بن محمّد القاسانی. «14»- القاسم بن محمّد البرمكیّ.
«15»- محمّد بن أبی إسحاق الخفّاف. «16»- محمّد بن الحسن.
«17»- محمّد بن خالد الطیالسیّ. «18»- محمّد بن سالم.
«19»- محمّد بن علیّ الهمدانیّ. «20»- محمّد بن عیسی بن عبید.
«21»- محمّد بن یحیی. «22»- المختار بن محمّد بن المختار.
«23»- هارون بن مسلم. «24»- یاسر الخادم.
یروی عنه عدّة من الأصحاب منهم:
«1»- أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانیّ. «2»- أحمد بن علیّ بن زیاد.
«3»- أحمد بن علیّ بن إبراهیم بن هاشم. «4»- أحمد بن محمّد العلویّ.
«5»- الحسن بن حمزة بن علیّ بن عبید اللّٰه. «6»- الحسن بن القاسم.
«7»- الحسین بن إبراهیم بن أحمد بن هشام المكتب «8»- الحسین بن إبراهیم بن ناتانه.
«9»- الحسین بن حمدان. «10»- حمزة بن محمّد العلویّ.
«11»- علیّ بن الحسین بن بابویه. «12»- علیّ بن عبد اللّٰه الورّاق.
«13»- علیّ بن محمّد بن قولویه. «14»- محمّد بن أحمد الصفوانیّ.
«15»- محمّد بن الحسن الصفّار. «16»- محمّد بن الحسن بن الولید-
«17»- محمّد بن الحسین. «18»- محمّد بن علیّ ماجیلویه.
ص: 129
«19»- محمّد بن قولویه. «20»- محمّد بن موسی بن المتوكّل.
«21»- محمّد بن یعقوب الكلینیّ، قد أكثر الروایة عنه فی الكافی.
لم نقف علی تاریخ وفاته، و یستفاد من المجالس ص 37 و 363 أنّه كان حیّا فی سنة 307، حیث أن حمزة بن محمّد العلویّ روی عنه فی هذه السنة.
ذكره المصنّف فی الفصل الاوّل من البحار قال بعد ذكره علیّ بن إبراهیم-:
كتاب العلل لولده الجلیل محمّد، و قال فی الفصل الثانی: و كتاب العلل و إن لم یكن مؤلّفه مذكورا فی كتب الرجال، لكن أخباره مضبوطة موافقة لما رواه والده و الصدوق و غیرهما، و مؤلّفه مذكور فی أسانید بعض الروایات، و روی الكلینیّ فی باب من رأی القائم علیه السّلام عن محمّد و الحسن ابنی علیّ بن إبراهیم بتوسّط علیّ بن محمّد، و كذا فی موضع آخر من الباب المذكور عنه فقطّ بتوسّط، و هذا ممّا یؤیّد الاعتماد و إن كان لا یخلو من غرابة لروایته عن علیّ بن إبراهیم كثیرا بلا واسطة، بل الأظهر كما سنح لی أخیرا أنّه محمّد بن علیّ بن إبراهیم بن محمّد الهمدانیّ، و كان وكیل الناحیة كما أوضحته فی تعلیقاتی علی الكافی.
قلت: لم یذكر فی كتب فهارس أصحابنا للهمدانیّ كتاب العلل، فلا یصحّ الاعتماد علیه علی أیّ حال.
محمّد بن مسعود بن محمّد بن عیّاش السلمیّ السمرقندیّ أبو النضر المعروف بالعیّاشیّ من عیون هذه الطائفة و رئیسها و كبیرها، جلیل القدر عظیم الشأن واسع الروایة و نقّادها و نقّاد الرجال (1).
أورده أصحابنا فی كتب تراجمهم و بالغوا فی الثناء علیه و إكباره، قال النجاشیّ فی الفهرست ص 247: ثقة صدوق عین من عیون هذه الطائفة، و كان یروی عن الضعفاء
ص: 130
كثیرا، و كان فی أوّل أمره عامیّ المذهب و سمع حدیث العامّة فأكثر منه ثمّ تبصّر و عاد إلینا و كان حدیث السنّ، سمع أصحاب علیّ بن الحسن بن فضّال و عبد اللّٰه بن محمّد بن خالد الطیالسیّ و جماعة من شیوخ الكوفیّین و البغدادیّین و القمیّین، قال أبو عبد اللّٰه الحسین ابن عبید اللّٰه: سمعت القاضی أبا الحسن علیّ بن محمّد قال لنا أبو جعفر الزاهد: أنفق أبو النضر علی العلم و الحدیث تركة أبیه سائرها، و كانت ثلاث مائة ألف دینار، و كانت داره كالمسجد بین ناسخ أو مقابل أو قارئ أو معلّق، مملوّة من الناس! ا ه.
و قال الشیخ فی رجاله فی باب من لم یرو عنهم: أكثر أهل المشرق علما و أدبا و فضلا و فهما و نبلا فی زمانه، صنّف أكثر من مائتی مصنّف ذكرناها فی الفهرست، و كان له مجلس للخاصیّ و مجلس للعامیّ- رحمه اللّٰه-.
و قال فی الفهرست ص 126: العیّاشیّ من أهل سمرقند، و قیل: إنّه من بنی تمیم یكنّی، أبا النضر، جلیل القدر، واسع الأخبار، بصیر بالروایة مطّلع علیها، له كتب تزید علی مائتی مصنّف، ذكر فهرست كتبه ابن إسحاق الندیم. إ ه.
و قال ابن الندیم فی الفهرست ص 275: العیّاشیّ من أهل سمرقند، و قیل: إنّه من بنی تمیم، من فقهاء الشیعة الإمامیّة، أوحد دهره و زمانه فی غزارة العلم، و لكتبه بنواحی خراسان شأن من الشأن. إ ه.
و قال العلّامة الحلیّ فی الخلاصة ص 71: ثقة صدوق عین من عیون هذه الطائفة و كبیرها، و قیل: إنّه من تمیم، جلیل القدر، واسع الأخبار، بصیر بالروایة، مطّلع بها، له كتب تزید علی مائتی مصنّف، و كان یروی عن الضعفاء كثیرا، و كان فی أوّل أمره عامیّ المذهب، و سمع حدیث العامّة و أكثر منه، ثمّ تبصّر و عاد إلینا، أنفق علی العلم و الحدیث تركة أبیه سائرها و كانت ثلاث مائة دینار.
و نصّ علی أعلمیته ابن شهرآشوب فی معالم العلماء ص 88 بقوله: أفضل أهل المشرق علما.
ص: 131
قد سمعت من شیخ الطائفة فی ترجمته أنّ له أكثر من مائتی مصنّف، و قد أورد هو و النجاشیّ و ابن الندیم فی فهارسهم و ابن شهرآشوب فی معالمه أسماءها، و عدّوا منها التفسیر و قد أخرج منه كثیرا العلّامة المجلسیّ فی كتابه بحار الأنوار، و قال فی الفصل الثانی: روی عنه الطبرسیّ و غیره، و رأینا منه نسختین قدیمتین، و عدّ فی كتاب الرّجال من كتبه، لكن بعض الناسخین حذف أسانیده للاختصار و ذكر فی أوّله عذرا هو أشنع من جرمه.
قلت: یوجد نصفه الأوّل إلی آخر سورة الكهف فی الخزانة الرضویة و فی تبریز عند الخیابانی، و فی مكتبة شیخ الإسلام بزنجان و فی مكتبة السیّد صدر الدین بالكاظمیة و فی خزانة كتب المشكاة بجامعة طهران.
قد سبق من النجاشیّ أنّه سمع أصحاب علیّ بن الحسن بن فضّال و عبد اللّٰه بن محمّد بن خالد الطیالسیّ و جماعة من شیوخ الكوفیّین و البغدادیّین و القمیّین.
و یوجد فی اختیارات الكشّیّ روایته عن عدّة كثیرة منهم:
«1»- إبراهیم بن محمّد بن فارس. «2»- أحمد بن عبد اللّٰه العلویّ.
«3»- أحمد بن منصور الخزاعیّ. «4»- أحمد بن جعفر بن أحمد.
«5»- إسحاق بن محمّد البصری أبو یعقوب. «6»- جعفر بن أحمد بن أیّوب.
«7»- جبرئیل بن أحمد الفاریابیّ. «8»- أبو عبد اللّٰه الحسین بن إشكیب.
«9»- حمدان بن أحمد الكوفیّ القلانسیّ «10»- الحسین بن عبید اللّٰه.
«11»- سلیمان بن جعفر. «12»- عبد اللّٰه بن خلف.
«13»- أبو محمّد عبد اللّٰه بن محمّد خالد القلانسیّ «14»- عبد اللّٰه بن حمدویه البیهقیّ.
«15»- علی بن قیس القومشیّ. «16»- أبو الحسن علیّ بن علیّ الخزاعیّ (1)
«17»- علیّ بن محمّد بن زید القمّیّ. «18»- علیّ بن الحسن بن فضّال.
ص: 132
«19»- علیّ بن محمّد بن فیروزان. «20»- فضل بن شاذان.
«21»- محمّد بن أحمد النهدی الكوفیّ. «22»- محمّد بن عیسی.
«23»- محمّد بن جعفر. «24»- محمّد بن یزداد الرازیّ.
«25»- محمّد بن نصیر. «26»- أبو عبد اللّٰه الشاذانیّ (1).
«27»- ابن المغیرة(2).
«28»- أبو العباس بن عبد اللّٰه بن سهل البغدادیّ الواضحیّ.
«29»- أبو علیّ المحمودیّ (3).
«30»- علیّ بن محمّد بن مروان.
«1»- ابنه جعفر بن محمّد بن مسعود.
«2»- حیدر بن محمّد السمرقندیّ.
«3»- أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزیز الكشّیّ.
الإمام الحادی عشر أبو محمّد الحسن بن علیّ العسكریّ علیه و علی آبائه المعصومین صلوات اللّٰه و سلامه، ولد فی سنة 232 و قام بأمر الإمامة فی 254، و توفّی فی 260. و التفسیر المنسوب إلیه طبع أوّلا بطهران فی 1268 و ثانیا فی 1313، و ثالثا فی هامش تفسیر القمّیّ فی 1315، و قد فصّل القول باعتباره العلّامة النوریّ فی خاتمة المستدرك فی ص 661، و أوعز إلیه العلّامة الرازیّ فی الذریعة فی ج 4 ص 285- 293.
ص: 133
هو محمّد بن الحسن بن علیّ بن أحمد بن علیّ الفتّال الواعظ النیسابوریّ، الشیخ الأجلّ الثقة السعید، الحائز درجة الاجتهاد فی سبیل إشاعة الحقّ و ترویج المذهب المدعوّ تارة بالفتّال و اخری بابن الفارسیّ، المنسوب إلی أبیه الحسن مرّة، و إلی جدّه علیّ ثانیة، و إلی جدّه أحمد ثالثة، و لذلك ذهب بعض العلماء إلی تعدّد المسمّی، و لكنّ الأكثر صرّحوا بأنّ الكلّ تعبیر عن شخص واحد، و استظهروا ذلك من كلام ابن شهرآشوب و غیره، و نحن نشیر إلی ما قیل فی حقّه و نوقف الباحث إلی صراح الحال:
قال تلمیذه العلم الأعظم ابن شهرآشوب فی معالم العلماء ص 103: محمّد بن الحسن الفتّال النیسابوریّ، له التنویر فی معانی التفسیر، روضة الواعظین و بصیرة المتّعظین.
و قال فی مقدّمة مناقبه: حدّثنی الفتّال بالتنویر فی معانی التفسیر، و بكتاب روضة الواعظین ا ه. و قال أیضا: و أمّا أسانید كتب الشریفین: المرتضی و الرضیّ- إلی أن قال:- بحقّ روایتی عن السیّد المنتهی عن أبیه أبی زید، و عن محمّد بن علیّ الفارسیّ عن أبیه الحسن كلیهما عن المرتضی (2).
و قال الشیخ منتجب الدین فی تاریخ الریّ: محمّد بن أحمد بن علیّ الفارسیّ أبو علیّ الفتّال، كان من شیوخ الإمامیّة، سمع من المرتضی أبی الحسن المطهّر و عبد الجبّار بن عبد اللّٰه، روی عنه علیّ بن الحسن بن عبد اللّٰه النیسابوریّ، و مات سنة 508(3). و قال فی فهرسته: الشیخ الشهید محمّد بن أحمد الفارسیّ، مصنّف كتاب روضة الواعظین، ثمّ قال- بعد فصل طویل-: الشیخ محمّد بن علیّ الفتّال النیسابوریّ، صاحب التفسیر ثقة و أیّ ثقة، أخبرنی جماعة من الثقات عنه بتفسیره. ا ه(4).
ص: 134
قال ابن دواد فی كتاب الرجال: محمّد بن أحمد بن علیّ الفتّال النیسابوریّ المعروف بابن الفارسیّ، متكلّم، جلیل القدر، فقیه عالم زاهد ورع، قتله أبو المحاسن عبد الرزّاق رئیس نیسابور، الملقّب بشهاب الإسلام ا ه(1).
و قال الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 62: محمّد بن الحسن الفتّال النیسابوریّ، له كتاب التنویر فی معانی التفسیر. روضة الواعظین و بصیرة المتّعظین، قاله ابن شهرآشوب، و تقدّم ابن أحمد الفتّال الفارسیّ فتأمّل.
و قال فی ص 59 الشیخ الشهید محمّد بن أحمد الفارسیّ الفتّال، ثقة جلیل، له كتاب روضة الواعظین انتهی.
و قال فی ص 66: محمّد بن علیّ الفتّال النیسابوریّ صاحب التفسیر، ثقة و أیّ ثقة، أخبرنا جماعة من الثقات عنه بتفسیره، قاله منتجب الدین. انتهی.
قلت: لعلّه أشار بقوله: «فتأمّل» إلی اتّحاد ابن الحسن و ابن أحمد، و هو كذلك، بل یستفاد من صاحب الرّوضات و غیره اتّحادهما مع ابن علیّ صاحب التفسیر أیضا، و الكلام الّذی نقلنا عن منتجب الدین و عن الشیخ الحرّ فی ص 66 من الأمل ظاهر فی تعدّدهما، حیث أنّ تعدّد الترجمة یكشف عن تعدّد المترجم، و جمع صاحب الذریعة(2) بین كلام ابن شهرآشوب و منتجب الدین بأنّ هنا شخصین یسمّی بالفتّال: أحدهما محمّد بن الحسن بن علیّ بن أحمد بن علیّ الفتّال النیسابوریّ الواعظ الشهید، المعبّر عنه فی التراجم بمحمّد بن علی و محمّد بن أحمد أیضا و هو صاحب كتاب روضة الواعظین و التنویر فی معانی التفسیر، ثانیهما محمّد بن علیّ الفتّال المفسّر و هو صاحب كتاب تفسیر آخر غیر التنویر هذا.
و سیأتی من المصنّف إیعاز إلی ذلك (3).
قد سمعت من التراجم أنّ له كتاب روضة الواعظین و التنویر فی معانی التفسیر و الأوّل قد طبع بایران سنة 1330 و الثانی قد عصفت به عواصف الحدثان.
ص: 135
استشهد- قدّس اللّٰه سرّه- بید أبی المحاسن عبد الرزّاق رئیس نیسابور(1) فی سنة 508(2).
الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسیّ، فخر العلماء الأعلام و أمین الملّة و الإسلام قدوة المفسّرین و عمدة الفضلاء المتبحّرین، كان من زعماء الدین و أجلّاء هذه الطائفة و ثقاتهم، توجد ترجمته فی معالم العلماء ص 123 و نقد الرجال ص 266 و ریاض العلماء و اللؤلؤة ص 279 و أمل الآمل ص 56 و جامع الرواة ج 2 ص 4 و روضات الجنّات ص 489 و مقابس الأنوار ص 13 و خاتمة المستدرك ص 486 و تنقیح المقال ج 2 القسم الثانی ص 7 و الكنی و الألقاب ج 2 ص 403 و غیرها من التراجم، و ذكروه كلّهم بالاطراء و الثناء علیه و إكباره و توثیقه.
و نحن فی غنی عن سرد ما فی التراجم بعد شهرته و سطوع فضله و بعد ما یدلّنا علی فضله الكثار و علمه الغریز و تقدّمه الظاهر فی التفسیر كتابة (مجمع البیان) و غیره من مؤلّفاته و آثاره الخالدة.
یروی هو عن جماعة منهم:
«1»- الشیخ أبو علیّ بن الشیخ الطوسیّ.
«2»- الشیخ أبو الوفاء عبد الجبّار الرازیّ.
«3»- الشیخ الأجلّ الحسن بن الحسین بن الحسن بن بابویه القمّیّ.
«4»- الشیخ موفّق الدین الحسین بن الواعظ البكرآبادیّ الجرجانیّ.
«5»- السیّد محمّد بن الحسین الحسینیّ القصبیّ الجرجانیّ.
ص: 136
«6»- الشیخ أبو الحسین عبید اللّٰه بن محمّد بن الحسین البیهقیّ.
«7»- الشیخ السعید الزاهد أبو الفتح عبد اللّٰه بن عبد الكریم بن هوازن القشیریّ (1)
یروی عنه جماعة من أفاضل العلماء منهم:
«1»- ولده رضیّ الدین أبو نصر حسن بن الفضل.
«2»- ابن شهرآشوب.
«3»- الشیخ منتجب الدین.
«4»- أبو الحسین سعید بن هبة اللّٰه المعروف بالقطب الراوندیّ.
«5»- السیّد أبو الحمد مهدی بن نزار الحسینیّ.
«6»- السیّد، شرفشاه بن محمّد الأفطسیّ.
«7»- الشیخ عبد اللّٰه بن جعفر الدوریستیّ.
«8»- شاذان بن جبرئیل (2).
«9»- السیّد ضیاء الدین فضل اللّٰه الراوندیّ (3).
له مؤلّفات ثمینة قیّمة منها: تفسیره مجمع البیان (4)، و هو كتاب جامع فی التفسیر لا غنی لأیّ أحد عنه، و مختصره الموسوم بجوامع الجامع (5)،
و تفسیره الكافی الشافی، و إعلام الوری (6)، و الآداب الدینیّة للخزینة المعینیّة(7)، و عدّة السفر و عمدة الحضر، و معارج السئول، و العمدة فی أصول الدین و الفرائض و النوافل بالفارسیّة، و الشواهد و غیرها.
ص: 137
صرّح بشهادته صاحب الروضات و غیره، و لم یذكر فی التراجم كیفیّة شهادته، و احتمل العلّامة النوریّ أنّها كانت بالسمّ، و كان ذلك بسبزوار لیلة النحر سنة ثمان و أربعین و خمسمائة، و حمل نعشه إلی مشهد الرضا علیه السّلام و دفن فی مغتسله، و قبره الآن مزار معروف.
الشیخ رضیّ الدین أبو نصر الحسن بن الفضل الطبرسیّ، ترجمه الشیخ الحرّ فی أمل الآمل و قال: إنّه كان فاضلا محدّثا(1)،
له كتاب مكارم الأخلاق، و ینسب إلیه جامع الأخبار، و ربّما ینسب إلی محمّد بن محمّد الشعیریّ، لكن بین النسختین تفاوت.
و وصفه صاحب الریاض (2)
بقوله: العالم الفاضل الفقیه المحدّث الجلیل، صاحب كتاب مكارم الأخلاق و معالم الأعلاق (3) یروی عن والده، و یروی عنه الشیخ مهذّب الدین حسین بن رده، و هو و والده أعنی صاحب مجمع البیان و ولده أبو الفضل علیّ بن الحسن صاحب مشكاة الأنوار من أجلّة العلماء و مشاهیر الفضلاء. إ ه
قلت: سیأتی فی ترجمة ابنه أنّ للمترجم كتاب جامع لمحاسن الأفعال، و هو غیر جامع الأخبار المنسوب إلی الشعیریّ.
ص: 138
هو أبو الفضل علیّ بن رضیّ الدین أبی نصر الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسیّ، المترجم فی كثیر من التراجم مقرونا بالاكبار و الإجلال و الحفاوة و الثناء.
قال صاحب الریاض (1):
ثقة الإسلام، العالم الفاضل الفقیه المحدّث الجلیل، صاحب كتاب مشكاة الأنوار، روی عن السیّد السعید جلال الدین أبی علیّ بن حمزة الموسویّ و غیره. إ ه.
و وصفه بهذه الكلمة العلّامة النوریّ فی خاتمة المستدرك.
و تقدّم فی ترجمة والده قوله أیضا: هو و والده و ولده أبو الفضل علیّ بن الحسن صاحب مشكاة الأنوار من أجلّة العلماء و مشاهیر الفضلاء.
قلت: كتابه مشكاة الأنوار طبع فی النجف سنة 1370، قال فی أوّله: و بعد فإنّ مولای والدی الشیخ الإمام الأجلّ السعید رضیّ الدین أمین الإسلام و المسلمین، حجّة الخلق أبا نصر الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسیّ- نور اللّٰه حفرته و حشره مع موالیه الطاهرین- لمّا جمع كتاب مكارم الأخلاق و استحسنه أهل الآفاق ابتدأ بتصنیف كتاب آخر جامع لسائر الأحوال، حاو لمحاسن الأفعال، و اختار فی ذلك المعنی كثیرا من الأخبار المرویّة المنتقاة من مشاهیر كتب أصحابنا رضی اللّٰه عنهم أجمعین و لم یتیسّر له إتمامه و أدركه حمامه، جعل اللّٰه له الجنّة مأواه، و أعطاه من فضله ما یتمنّاه بحقّ محمّد و عترته الطیّبین الطاهرین ثمّ سألنی جماعة من المؤمنین الراغبین فی أعمال الخیر أن أؤلّف هذا الكتاب فتقرّبت إلی اللّٰه عزّ و جلّ بتألیفه و كتبت ما حضرنی من ذلك. إ ه.
و من هذه العبارة یعلم ما فی كلام العلّامة المجلسیّ و غیره من أنّ مشكاة الأنوار الّف تتمیما لمكارم الأخلاق.
ص: 139
الشیخ الجلیل أبو منصور أحمد بن علیّ أبی طالب الطبرسیّ صاحب كتاب الاحتجاج عالم فاضل محدّث ثقة، من أجلّاء أصحابنا المتقدّمین، ذكره تلمیذه فی معالم العلماء ص 21 بقوله: شیخی أحمد بن أبی طالب الطبرسیّ، له كتاب الكافی فی الفقه حسن، و الاحتجاج، و مفاخر الطالبیّة، و تاریخ الأئمّة، و فضائل الزهراء. انتهی.
و صرّح الشیخ الحرّ العاملیّ فی أمل الآمل ص 33 و صاحب الروضات بجلالته فی روضاته ص 19 و أثنی علیه المحدث القمّیّ فی الكنی و الألقاب بقوله: الشیخ العالم الفاضل الكامل النبیل الفقیه المحدّث الثقة الجلیل أبو منصور. إ ه.
قلت: یروی هو عن السیّد العالم العابد أبی جعفر مهدی بن أبی حرب الحسینیّ المرعشیّ، عن الشیخ الصدوق أبی عبد اللّٰه جعفر بن محمّد بن أحمد الدوریستیّ، عن أبیه، عن الشیخ أبی جعفر محمّد بن علیّ بن الحسین بن بابویه القمّیّ (1). و یروی عنه تلمیذاه ابن شهرآشوب و الشیخ منتجب الدین. و قد طبع كتابه الاحتجاج فی النجف فی سنة 1354 و فی إیران سنة 1268 و 1300، و نسبه صاحب الغوالی و الأمین الأسترابادیّ إلی الشیخ أبی علیّ الطبرسیّ صاحب التفسیر، و هو اشتباه عجیب عن مثلهما، و سیأتی من المصنّف الإیعاز إلی ذلك (2).
ص: 140
أبو عبد اللّٰه محمّد بن علیّ بن شهرآشوب بن أبی نصر بن أبی الجیش السرویّ المازندرانیّ.
ترجمه الخاصّة و العامّة و أثنوا علیه:
قال التفرشیّ فی نقد الرجال ص 323: شیخ فی هذه الطائفة و فقیهها و كان شاعرا بلیغا منشیا إ ه.
و قال الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 66: كان عالما فاضلا ثقة محدّثا محقّقا، عارفا بالرجال و الأخبار، أدیبا شاعرا جامعا للمحاسن. إ ه
وصفه بهذه الكلمة أیضا صاحب الروضات فی ص 575. و قال ابن أبی طیّ فی تاریخه (1): اشتغل بالحدیث و لقی الرجال ثمّ تفقّه و بلغ النهایة فی فقه أهل البیت، وسّع فی الأصول، ثمّ تقدّم فی القراءات و القرب (2) و التفسیر و العربیّة، و كان مقبول الصورة ملیح العرض علی المعانی، و صنّف فی المتّفق و المفترق، و المؤتلف و المختلف، و الفصل و الوصل و فرّق بین رجال الخاصّة و رجال العامّة، یعنی أهل السنّة و الشیعة، كان كثیر الخشوع. ا ه.
و قال النوریّ فی خاتمة المستدرك ص 484: فخر الشیعة، و تاج الشریعة، أفضل الأوائل، و البحر المتلاطم الزخّار الذی لیس له ساحل، محیی آثار المناقب و الفضائل، رشید الملّة و الدین، شمس الإسلام و المسلمین، الفقیه المحدّث المفسّر المحقّق الأدیب البارع، الجامع لفنون الفضائل.
و یوجد ترجمته مع الثناء البلیغ فی سائر تراجم الخاصّة.
و أمّا العامّة: قال الصفدیّ فی الوافی بالوفیات: محمّد بن علیّ بن شهرآشوب
ص: 141
- الثانیة سین مهملة- أبو جعفر السرویّ المازندرانیّ رشید الدین الشیعیّ، أحد شیوخ الشیعة، حفظ أكثر القرآن و له ثمان سنین، و بلغ النهایة فی أصول الشیعة، كان یرحل إلیه من البلاد، ثمّ تقدّم فی علم القرآن و الغریب و النحو، و وعظ علی المنبر أیّام المقتفی ببغداد، فأعجبه و خلع علیه، و كان بهیّ المنظر، حسن الوجه و الشیبة، صدوق اللّٰهجة، ملیح المحاورة، واسع العلم، كثیر الخشوع و العبادة و التهجّد، لا یكون إلّا علی وضوء، أثنی علیه ابن أبی طیّ فی تاریخه ثناء كثیرا. إ ه.
و قال السیوطیّ فی بغیة الوعاة: قال الصفدیّ: كان متقدّما فی علم القرآن و الغریب و النحو، واسع العلم، كثیر العبادة و الخشوع. إ ه.
و قال الفیروزآبادیّ فی كتاب البلغة فی تراجم أئمّة النحو و اللّغة- بعد عنوانه-:
بلغ النهایة فی أصول الشیعة، تقدّم فی علم القرآن و اللّغة و النحو، و وعظ أیّام المقتفی فأعجبه و خلع علیه، و كان واسع العلم، كثیر العبادة، دائم الوضوء. إ ه.
و قال محمّد بن علیّ المالكیّ فی طبقات المفسّرین: أحد شیوخ الشیعة، اشتغل بالحدیث، و لقی الرجال، ثمّ تفقّه و بلغ النهایة فی فقه أهل مذهبه، و نبغ فی الأصول حتّی صار رحلة، ثمّ تقدّم فی علم القرآن و القراءات و التفسیر و النحو، و كان إمام عصره، و واحد دهره، أحسن الجمع و التألیف و غلب علیه علم القرآن و الحدیث، و هو عند الشیعة كالخطیب البغدادیّ لأهل السنّة فی تصانیفه و تعلیقات الحدیث و رجاله و مراسیله و متّفقه و متفرّقه، إلی غیر ذلك من أنواعه، واسع العلم، كثیر الفنون، مات فی شعبان سنة ثمان و ثمانین و خمسمائة، قال ابن أبی طیّ: ما زال الناس بحلب لا یعرفون الفرق بین ابن بطّة الحنبلیّ و ابن بطّة الشیعیّ حتّی قدم الرشید فقال: ابن بطّة الحنبلیّ بالفتح و الشیعیّ بالضمّ. انتهی (1).
و ترجمه أیضا ابن حجر العسقلانیّ فی لسان المیزان ج 5 ص 301.
ص: 142
علیّ بن شهرآشوب كان من علماء الإمامیّة و فضلائهم، ترجمه الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 53 و قال: عالم فاضل، یروی عنه ولده محمّد، و كان فقیها محدّثا. انتهی.
قلت: یروی هو عن أبیه شهرآشوب، و عن أبی علیّ الطوسیّ و أبی الوفاء عبد الجبّار الرازیّ (1).
شهرآشوب المازندرانیّ، كان من علمائنا المحدّثین و فضلائهم، ذكره الشیخ الحرّ فی الأمل ص 46 و التستریّ فی المقابس ص 5 و قال: فاضل محدّث، روی عنه ابنه علیّ، و ابن ابنه محمّد بن علیّ، كما ذكره فی المناقب. انتهی.
قلت: یروی هو عن شیخ الطائفة أبی جعفر الطوسیّ (2).
و أبی المظفّر عبد الملك السمعانیّ.
له تألیفات كثیرة أوردها فی معالم العلماء ص 106 عند ترجمة نفسه:
«1»- مناقب آل أبی طالب (3).
«2»- مثالب النواصب.
«3»- المخزون المكنون فی عیون الفنون «4»- الطرائق فی الحدود و الحقائق (4).
«5»- مائدة الفائدة. «6»- المثال فی الأمثال.
«7»- معالم العلماء(5).
«8»- الأسباب و النزول علی مذهب آل الرسول
«9»- الحاوی. «10»- متشابه القرآن.
«11»- الأوصاف. «12»- المنهاج.
و له أیضا بیان التنزیل (6).
ص: 143
یروی عن جماعة من المشایخ العظام منهم:
«1»- أبو منصور أحمد بن علیّ الطبرسیّ.
«2»- الشیخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الشوهانیّ.
«3»- الشیخ محمّد بن علیّ الحلبیّ.
«4»- أبو الحسن علیّ بن عبد الصمد النیسابوریّ التمیمیّ.
«5»- محمّد بن علیّ بن عبد الصمد.
«6»- والده الشیخ علیّ بن شهرآشوب.
«7»- جدّه الجلیل شهرآشوب.
«8»- الشیخ أبو الفتّاح أحمد بن علیّ الرازیّ.
«9»- الشیخ أبو سعید عبد الجلیل بن عیسی بن عبد الوهاب الرازیّ.
«10»- السیّد أبو الفضل داعی بن علیّ الحسن الحسینیّ.
«11»- أبو المحاسن مسعود بن علیّ بن محمّد الصوانیّ.
«12»- أبو علیّ محمّد بن الفضل الطبرسیّ.
«13»- الشیخ الحسین بن أحمد بن طحّال.
«14»- أبو علیّ الفضل بن الحسن الطبرسیّ المفسّر.
«15»- أبو الفتوح الحسین بن علیّ بن محمّد بن أحمد الخزاعیّ.
«16»- الشیخ أبو الحسین سعید بن هبة اللّٰه الراوندیّ.
«17»- الأستاد أبو جعفر.
«18»- الأستاد أبو القاسم.
«19»- السیّد المنتهی بن أبی زید بن كما بكیّ الجرجانیّ.
«20»- السیّد ناصح الدین أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن المحفوظ بن عبد الواحد التمیمیّ الآمدیّ.
«21»- عماد الدین أبو محمّد الحسن الأسترابادیّ.
ص: 144
«22»- الشیخ محمّد بن الحسن بن علیّ بن أحمد بن علیّ الحافظ الفتّال.
«23»- السیّد مهدی بن أبی حرب.
«24»- الحسن بن أبی القاسم بن الحسین البیهقیّ.
«25»- أبو القاسم البیهقیّ والد الشیخ المتقدّم.
«26»- السیّد ضیاء الدین فضل اللّٰه الراوندیّ.
«27»- أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد المروزیّ (1).
یروی عنه جماعة من العلماء منهم: الشیخ تاج الدین الحسن بن علیّ الدربیّ، و محمّد بن أبی القاسم عبد اللّٰه بن زهرة الحلبیّ.، و الشیخ یحیی بن محمّد بن یحیی بن الفرج السوراویّ.
توفّی رحمه اللّٰه فی شعبان 588، قال الفیروزآبادیّ فی البلغة عاش مائة سنة إلّا عشرة أشهر(2).
بهاء الدین أبو الحسن علیّ بن فخر الدین عیسی بن أبی الفتح الإربلیّ، نزیل بغداد و دفینها، من أكابر محدّثی الشیعة و أعاظم علماء المائة السابعة و ثقاتهم وصفه الشیخ الحرّ بقوله: كان عالما فاضلا محدّثا ثقة شاعرا أدیبا منشیا جامعا للفضائل و المحاسن إ ه.
ترجمه العلّامة الأمینیّ فی كتابه القیّم الغدیر ج 5 ص 446.
قال: فذّ من أفذاذ الامّة، و أوحدیّ من نیاقد علمائها، بعلمه الناجع، و أدبه
ص: 145
الناصع، یتبلّج القرن السابع، و هو فی أعاظم العلماء قبله فی أئمّة الأدب، و إن كان به ینضّد جمان الكتابة، تنظّم عقود القریض، و بعد ذلك كلّه هو أحد ساسة عصره الزاهی ترنّحت به أعطاف الوزارة و أضاء دستها، كما ابتسم به ثغر الفقه و الحدیث، و حمیت به ثغور المذهب. و سفره القیّم- كشف الغمّة- خیر كتاب اخرج للناس فی تاریخ أئمّة الدین و سرد فضائلهم و الدفاع عنهم، و الدعوة إلیهم، و هو حجّة قاطعة علی علمه الغزیر، و تضلّعه فی الحدیث، و ثباته فی المذهب، و نبوغه فی الأدب، و تبریزه فی الشعر، حشره اللّٰه مع العترة الطاهرة- صلوات اللّٰه علیهم.
قلت: قد یوجد فی بعض الكلمات تلقّبه بالوزیر، و لعلّ وجهه ما قیل: إنّه استوزره واحد من أبناء خلفاء بنی العبّاس ثمّ تركه و أكبّ علی العلم و الحدیث، و قد یشتبه بسمیّه علیّ بن عیسی بن داود البغدادیّ وزیر المقتدر باللّٰه المتوفّی 334.
ثمّ ذكر ترجمته عن الحوادث الجامعة لابن الفوطیّ و فوات الوفیات للكتبی و شذرات الذهب، و ذكر شطرا طویلا من قصائده المنضودة.
یروی عن جمع من أعلام الفریقین منهم:
«1»- سیّدنا رضیّ الدین السیّد علیّ بن طاوس المتوفّی 664.
«2»- سیّدنا جلال الدین علیّ بن عبد الحمید بن فخّار الموسویّ، أجاز له سنة 676.
«3»- الشیخ تاج الدین أبو طالب علیّ بن أنجب بن عثمان الشهیر بابن الساعیّ البغدادیّ السلامیّ المتوفّی 674.
«4»- الحافظ أبو عبد اللّٰه محمّد بن یوسف بن محمّد الكنجیّ الشافعیّ المتوفّی سنة 658.
«5»- كمال الدین أبو الحسن علیّ بن محمّد بن محمّد بن وضّاح نزیل بغداد الفقیه الحنبلیّ المتوفّی 672 یروی عنه بالإجازة.
«6»- الشیخ رشید الدین أبو عبد اللّٰه محمّد بن أبی القاسم بن عمر بن أبی القاسم.
«7»- الشیخ برهان الدین أبو الحسین أحمد بن علیّ الغزنویّ.
ص: 146
و یروی عنه جمع من أعلام الفریقین منهم:
«1»- جمال الدین العلّامة الحلّیّ الحسن بن یوسف بن المطهّر، كما فی إجازة شیخنا الحرّ العاملیّ.
«2»- الشیخ رضیّ الدین علیّ بن المطهّر كما فی إجازة السیّد محمّد بن القاسم بن معیّة الحسینیّ للسیّد شمس الدین.
«3»- السیّد شمس الدین محمّد بن فضل العلویّ الحسنیّ.
«4»- ولده الشیخ تاج الدین محمّد بن علیّ.
«5»- الشیخ تقیّ الدین بن إبراهیم بن محمّد بن سالم.
«6»- الشیخ محمود بن علیّ بن أبی القاسم.
«7»- حفیده الشیخ شرف الدین أحمد بن الصدر تاج الدین محمّد بن علیّ.
«8»- حفیده الآخر الشیخ عیسی بن محمّد بن علیّ أخو الشرف المذكور.
«9»- الشیخ شرف الدین أحمد بن عثمان النصیبیّ الفقیه المدرّس المالكیّ.
«10»- مجد الدین أبو الفضل یحیی بن علیّ بن المظفّر الطیبی الكاتب بواسط العراق.
و ممّن قرأ علیه:
«11»- عماد الدین عبد اللّٰه بن محمّد بن مكّیّ.
«12»- الصدر الكبیر عزّ الدین أبو علیّ الحسن بن أبی الهیجا الإربلیّ.
«13»- تاج الدین أبو الفتح ابن الحسین بن أبی بكر الإربلیّ.
«14»- المولی أمین الدین عبد الرحمن بن علیّ بن أبی الحسن الجزریّ الموصلیّ.
«15»- الشیخ حسن بن إسحاق بن إبراهیم بن عبّاس الموصلیّ (1).
له كتب منها: كشف الغمّة فی معرفة الأئمّة، جامع حسن، فرغ من تألیفه فی الحادی و العشرین من رمضان لیلة القدر من سنة 687، طبع بإیران سنة 1294، و له
ص: 147
رسالة الطیف، و دیوان شعر، و عدّة رسائل، و له قصائد منضودة فی مدح الأئمّة الأطهار علیهم صلوات اللّٰه.
توفّی ببغداد سنة 392 أو 393.
الشیخ أبو محمّد الحسن بن علیّ بن الحسین بن شعبة الحرّانیّ المعاصر للشیخ الصدوق الّذی توفّی سنة 381، عالم فاضل فقیه محدّث جلیل، له ترجمة فی ریاض العلماء و روضات الجنّات و أمل الآمل و تنقیح المقال.
قال صاحب الروضات: الحسن بن علیّ بن الحسین بن شعبة الحرّانیّ أو الحلبیّ- كما فی بعض النسخ- فاضل فقیه، و متبحّر نبیه، و مترفّع وجیه، له كتاب تحف العقول عن آل الرسول، مبسوط كثیر الفوائد، معتمد علیه عند الأصحاب، أورد فیه جملة وافیة من النبویّات و أخبار الأئمّة علیهم السّلام، و مواعظهم الشافیة علی الترتیب، و فی آخره القدسیّان المبسوطان المعروفان، الموحی بهما إلی موسی و عیسی ابن مریم علیهما السّلام فی الحكم و النصائح البالغة الإلهیّة، و باب فی مواعظ المسیح الواقعة فی الإنجیل، و فی آخره وصیّة المفضّل بن عمر للشیعة. إ ه.
قلت: طبع كتابه هذا بإیران سنة 1303 و 1375 و نسب إلیه صاحب أمل الآمل كتاب التمحیص، و نقل ذلك صاحب الریاض عن الشیخ إبراهیم القطیفیّ و قوّاه و قال: و أمّا قول الأستاد الاستناد(1)
بأنّ كتاب التمحیص من مؤلّفات غیره فهو عندی محلّ تأمّل فلاحظ، لأنّ الشیخ إبراهیم أقرب و أعرف. إ ه.
یروی عن أبی علیّ محمّد بن همّام المتوفّی سنة 236، و یروی عنه الشیخ المفید(2).
ص: 148
الشیخ الأجلّ الأوحد العالم الفقیه شمس الدین شرف الإسلام أبو الحسین یحیی ابن الحسن بن الحسین بن علیّ بن محمّد بن بطریق الأسدیّ، كان عالما فاضلا متكلّما محقّقا فقیها ثقة صدوقا، ترجمه الشیخ الحرّ فی أمل الآمل و المولی عبد اللّٰه الأصبهانیّ فی ریاض العلماء، و الخونساریّ فی روضات الجنّات و الشیخ أسد اللّٰه فی المقابس.
له كتب منها: العمدة(1)
و المناقب و المستدرك، و كتاب اتّفاق صحاح الأثر فی إمامة الأئمّة الاثنی عشر، و كتاب الردّ علی أهل النظر فی تصفّح أدلة القضاء و القدر، و كتاب نهج العلوم إلی نفی المعدوم، و كتاب تصفّح الصحیحین فی تحلیل المتعتین، و كتاب الخصائص (2)
و غیر ذلك.
یروی عن الشیخ عماد الدین أبی جعفر محمّد بن القاسم و عن السیّد الأجلّ نقیب النقباء أحمد بن طاهر بن علیّ الطاهر الحسینیّ، و عن محمّد بن علیّ بن شهرآشوب (3). و قرأ علی الحمصیّ الرازیّ الفقه و الكلام.
و یروی عنه أبو الحسن علیّ بن یحیی الخیّاط و السیّد نجم الإسلام محمّد بن عبد اللّٰه ابن زهرة الحسینیّ و السیّد فخّار بن معد، و یروی الشهید عن محمّد بن جعفر المشهدیّ عنه، و ذكر أنّ محمّد بن جعفر قرأ كتبه علیه.
توفّی رحمه اللّٰه بالحلّة فی شعبان من سنة 600 و له سبع و سبعون سنة(4).
ص: 149
أبو القاسم علیّ بن محمّد بن علیّ الخزّاز الرازیّ القمّیّ من أجلّاء الأصحاب و ثقاتهم ترجمه النجاشیّ فی الفهرست ص 191 بقوله: علیّ بن محمّد بن علیّ الخزّار ثقة من أصحابنا، أبو القاسم، و كان فقیها وجها إ ه.
و قال العلّامة فی الخلاصة ص 50: كان ثقة من أصحابنا وجها فقیها.
و ترجمه ابن شهرآشوب فی معالم العلماء و متأخّری الرجالیّین فی كتبهم و أثنوا علیه.
له كتب منها: الإیضاح فی الاعتقادات الشرعیّة، الكفایة فی النصوص،(1) الأحكام الدینیّة علی مذهب الإمامیّة. یروی عن أبی جعفر الصدوق المتوفّی سنة 381 و أبی المفضّل الشیبانیّ المتوفّی سنة 387 و أحمد بن محمّد بن عیّاش الجوهریّ المتوفّی سنة 401 و محمّد بن أبی الحسن بن عبد الصمد القمّیّ و أضرابهم فی الطبقة.
الأمیر الزاهد أبو الحسین ورّام بن عیسی بن أبی النجم بن ورّام بن خولان بن إبراهیم بن مالك الأشتر(2)
النخعیّ صاحب أمیر المؤمنین علیه السّلام.
قال الشیخ الحرّ فی أمل الآمل: ورّام بن أبی فراس بحلّة من أولاد مالك بن الأشتر النخعیّ صاحب أمیر المؤمنین علیه السّلام، عالم فقیه، شاهدته بحلّة و وافق الخبر الخبر، قرأ علی شیخنا الإمام سدید الدین محمود الحمّصیّ بحلّة و راعاه، قاله منتجب الدین. و هذا الشیخ فاضل جلیل القدر جدّ السیّد رضیّ الدین علیّ بن طاوس لامّه، له كتاب تنبیه الخواطر و نزهة النواظر(3)
حسن، إلّا أنّ فیه الغثّ و السمین، یروی الشهید عن محمّد بن جعفر المشهدیّ عنه (4).
انتهی.
ص: 150
و قال فی التكملة: إنّه ثقة ورع صالح معاصر لمنتجب الدین، یروی عنه ابن طاوس و یثنی علیه، و حكی عن ابن طاوس أنّه قال فی فلاح السائل: كان جدّی ورّام بن أبی فراس ممّن یقتدی بفعله، قد أوصی أن یجعل فی فمه فصّ عقیق علیه أسماء الأئمّة علیهم السّلام (1).
و أرّخ وفاته ابن الأثیر فی وقائع سنة 605 و نقله المحدّث النوریّ فی خاتمة المستدرك ص 477 و المحدّث القمّیّ فی السفینة(2)
الشیخ الحافظ رضیّ الدین رجب بن محمّد بن رجب البرسیّ مولدا و الحلّیّ محتدا من عرفاء علماء الإمامیّة و محدّثیهم.
ترجمه صاحب الریاض و أمل الآمل و روضات الجنّات و تنقیح المقال.
و نحن نذكر ما فی الریاض ملخّصا، قال: الشیخ الحافظ رضیّ الدّین رجب بن محمّد بن رجب البرسیّ مولدا و الحلّیّ محتدا، الفقیه المحدّث الصوفیّ المعروف، صاحب كتاب مشارق الأنوار المشهور(3)
و غیره، كان من متأخّری علماء الإمامیّة، و كان ماهرا فی أكثر العلوم، و له ید طولی فی علم أسرار الحروف و الأعداد و قد أبدع فی كتبه حیث استخرج أسامی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و الأئمّة علیهم السّلام من الآیات، و نحو ذلك من غرائب الفوائد و أسرار الحروف و دقائق الألفاظ و المعمّیات، و لم أجد له إلی الآن مشایخ معروفة من أصحابنا، و لم أعلم أنّه عند من قرأ، له كتب منها: مشارق الأمان، فرغ من تألیفه سنة إحدی عشر و ثمان مائة، و هو غیر مشارق الأنوار الّذی ألّفه فی سنة 813، و رسالة فی ذكر الصلوات علی الرسول صلّی اللّٰه علیه و آله و الأئمّة علیهم السّلام من منشآت نفسه، و زیارة لأمیر المؤمنین علیه السّلام طویلة فی نهایة الحسن و الجزالة و اللّطافة و الفصاحة، و رسالة اللّمعة(4)،
كاشف فیها من أسرار الأسماء و الصفات و الحروف و الآیات و ما یناسبها من
ص: 151
الدّعوات و ما یقارنها من الكلمات، رتّبها علی ترتیب الساعات و تعاقب الأوقات فی اللّیالی و الأیّام و اختلاف الأمور و الأحكام، و كتاب لوامع أنوار التمجید و جوامع أسرار التوحید، و رسالة فی تفسیر سورة الإخلاص،(1) و كتاب فی مولد النبیّ و فاطمة و أمیر المؤمنین- علیهم صلوات اللّٰه- و فضائلهم، و كتاب فی فضائل أمیر المؤمنین علیه السّلام. قال الأستاد الاستناد أیّده اللّٰه تعالی فی أوّل البحار: و كتاب مشارق الأنوار و كتاب الألفین (2) للحافظ رجب البرسیّ، و لا أعتمد علی ما یتفرّد بنقله لاشتمال كتابیه علی ما یوهم الخبط و الخلط و الارتفاع، و إنّما أخرجنا منهما ما یوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة.
و قال الشیخ المعاصر فی أمل الآمل: الشیخ رجب الحافظ البرسیّ كان فاضلا محدّثا شاعرا منشئا أدیبا، له كتاب مشارق أنوار الیقین فی حقائق أسرار أمیر المؤمنین علیه السّلام، و له رسائل فی التوحید و غیره، و فی كتابه إفراط، و ربما نسب إلی الغلوّ، و أورد فیه أشعارا جیّدة، و ذكر فیه أنّ بین ولادة المهدیّ علیه السّلام و بین تألیف ذلك الكتاب خمسمائة و ثمانیة عشر سنة. أقول: التأمّل و التفحّص فی مؤلّفاته یورث ما أفاد الأستاد الاستناد- أیّده اللّٰه تعالی- و الشیخ المعاصر من الغلوّ و الارتفاع. إ ه.
الشیخ الإمام الشهید السعید شمس الملّة و الدّین محمّد ابن الشیخ جمال الدّین مكّیّ ابن محمّد بن حامد بن أحمد العاملیّ النبطیّ الجزینیّ، المنعوت بالشهید الأوّل و الشهید المطلق و هو أوّل من اشتهر من العلماء بهذا اللّقب عند الإمامیّة، شهرته فی الفقهاء و الاصولیّین و مشاركته فی العلوم أظهر من أن یخفی، و محامده و نفسیّاته الزكیّة أوضح من أن یوضح، قد أطبقت التراجم علی وثاقته و جلالته، و صفحاتها مشحونة بسرد فضائله وصفه استاذه العلّامة الحلّیّ- قدّس سرّه- فی إجازته بقوله:(3) مولانا الإمام،
ص: 152
العلّامة الأعظم، أفضل علماء العالم، سیّد فضلاء بنی آدم، مولانا شمس الحقّ و الدین. إ ه.
و أطراه التستریّ فی كتاب المقابس ص 18 بقوله: الشیخ الهمام، قدوة الأنام، فریدة الأیّام، علّامة العلماء العظام، مفتی طوائف الإسلام، ملاذ الفضلاء الكرام، خرّیت طریق التحقیق، مالك أزمّة الفضل بالنظر الدقیق، مهذّب مسائل الدّین الوثیق، مقرّب مقاصد الشریعة من كلّ فجّ عمیق، السارح فی مسارح العرفاء و المتألّهین، العارج إلی أعلی مراتب العلماء الفقهاء المتبحّرین، و أقصی منازل الشهداء السعداء المنتجبین الشیخ شمس الدین أبی عبد اللّٰه محمّد بن مكّیّ العاملیّ المطلّبیّ، أعلی اللّٰه رتبته فی حظائر القدس و بوّأه مع موالیه فی مقاعد الانس، و له كتب زاهرة فاخرة و مصنّفات دائرة باهرة و أكثرها فی الفقه. إ ه.
و قال العلّامة النوریّ فی المستدرك ج 3 ص 437: تاج الشریعة و فخر الشیعة شمس الملّة و الدین ... أفقه الفقهاء عند جماعة من الأساتید، جامع فنون الفضائل، و حاوی صنوف المعالی، و صاحب النفس الزكیّة القدسیّة القویّة. إ ه
و فی الروضات: كان- رحمه اللّٰه- بعد مولانا المحقّق علی الإطلاق أفقه جمیع فقهاء الآفاق، و أفضل من انعقد علی كمال خبرته و أستادیّته اتّفاق أهل الوفاق، و توحّده فی حدود الفقه و قواعد الأحكام مثل تفرّد شیخنا الصدوق فی نقل أحادیث أهل البیت الكرام علیهم صلوات اللّٰه. إ ه.
و یوجد ذكره الجمیل فی سائر التراجم كاللؤلؤة و الروضة البهیّة و أمل الآمل و منهج المقال و توضیح المقال و نقد الرجال و تنقیح المقال و الكنی و الألقاب و غیرها، و لا یسعنا فی هذا المختصر سرد فضائله و نقل الجملات الذهبیّة الّتی قیلت فی حقّه.
و كتاب القواعد،(1)
و كتاب البیان،(2) و الألفیّة،(3)
و النفلیّة،(4) و نكت الإرشاد(5)
و المزار، و رسالة الإجازات،(6) و كتاب اللّوامع، و الأربعین،(7)
و رسالة فی تفسیر الباقیات الصالحات،(8) و اللّمعة الدمشقیّة،(9)
و رسالة التكلیف،(10) و رسالة فی قصر من سافر لقصد الإفطار و التقصیر و غیر ذلك.
و قال العلّامة المجلسیّ فی الفصل الأوّل من البحار عند ذكره مؤلّفاته: و كتاب الاستدراك و كتاب الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة له- قدّس سرّه- أیضا كما أظنّ (11) و الأخیر عندی منقولا عن خطّه- رحمه اللّٰه-. إ ه.
و قال فی الفصل الثانی: و مؤلّفات الشهید مشهورة كمؤلّفها العلّامة إلّا كتاب الاستدراك فإنّی لم أظفر بأصل الكتاب و وجدت أخبارا مأخوذة منه بخطّ الشیخ الفاضل محمّد بن علیّ الجبعیّ، و ذكر أنّه نقلها من خطّ الشهید- رفع اللّٰه درجته-، و الدرّة الباهرة فإنّه لم یشتهر اشتهار سائر كتبه، و هو مقصور علی إیراد كلمات وجیزة مأثورة عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و كلّ من الأئمّة صلوات اللّٰه علیهم أجمعین. انتهی.
قلت: قال العلّامة الرازیّ:(12)
الاستدراك لبعض قدماء الأصحاب، كما نقله
ص: 154
الشیخ شمس الدین محمّد بن علیّ بن الحسین الجبعیّ جدّ شیخنا البهائیّ فی مجموعته الموجودة بخطّه عن خطّ شیخنا الشهید محمّد بن مكّیّ، و صورة خطّ الشهید هكذا: كتاب الاستدراك لبعض قدماء الأصحاب، و لم یظهر لی إلی الآن اسمه و لا شی ء من حاله، نعم یروی عن الشیخ ابن قولویه فهو من معاصری المفید. إ ه.
و له أشعار جیّدة رائقة منها:
عظمت مصیبة عبدك المسكین***فی نومه عن مهر حور العین
الأولیاء تمتّعوا بك فی الدّجی*** بتهجّد و تخشّع و حنین
فطردتنی عن قرع بابك دونهم*** أ تری لعظم جرائمی سبقونی؟
أوجدتهم لم یذنبوا فرحمتهم؟ *** أم أذنبوا فعفوت عنهم دونی؟
إن لم یكن للعفو عندك موضع *** للمذنبین فأین حسن ظنونی؟
و من رائق شعره:
و لا أبتغی الدّنیا جمیعا بمنّة *** و لا أشتری منّ المواهب بالذلّ
و أعشق كحلاء المدامع خلقة *** لئلّا أری فی عینها منّة الكحل
قد كان معظم اشتغاله فی العلوم عند فخر المحقّقین ابن العلّامة الحلّیّ، و له الروایة عنه بالإجازة و من جملة أساتیذه و المجیزین له فی الاجتهاد و الروایة السیّد عمید الدین عبد المطّلب بن أبی الفوارس الحلّیّ الحسینیّ و أخوه السیّد ضیاء الدین عبد اللّٰه، و یروی أیضا عن السیّد تاج الدّین محمّد بن معیّة الحسنیّ و السیّد علاء الدین بن زهرة الحسینی و السیّد أبی طالب أحمد بن زهرة الحلبیّ و السیّد مهنّا بن سنان المدنیّ و الشیخ زین الدین علیّ بن طران المطارآبادیّ و الشیخ رضیّ الدین علیّ بن أحمد المشتهر بالمزیدیّ و الشیخ جلال الدّین محمّد بن الشیخ شمس الدّین محمّد الحارثیّ و الشیخ محمّد بن جعفر المشهدیّ و أحمد بن الحسین الكوفیّ و الشیخ قطب الدین محمّد بن محمّد البویهیّ الرازیّ.
و الشیخ أبی محمّد الحسن بن أحمد ابن نجیب الدین بن محمّد بن نماء الحلّیّ و السیّد شمس الدین محمّد بن أحمد ابن أبی المعالی العلویّ الموسویّ، و السیّد جلال الدین عبد الحمید بن
ص: 155
فخّار الموسویّ و یروی أیضا مصنّفات العامّة عن نحو أربعین شیخا من علمائهم (1).
یروی عنه جماعة من العلماء و الأفاضل منهم: الشیخ ضیاء الدین علیّ، و الشیخ رضیّ الدین أبو طالب محمّد، و الشیخ جمال الدین أبو منصور الحسن ابناؤه، و الفاضلة الفقیهة المدعوّة بامّ علیّ زوجته، و الصالحة الفقیهة أمّ الحسن فاطمة بنته، و السیّد بدر الدین الحسن بن أیّوب الشهیر بابن نجم الدین الأعرج الحسینیّ، و زین الدین علیّ بن خازن الحائریّ و الشیخ مقداد بن عبد اللّٰه السیوریّ الحلّیّ الأسدیّ، و الشیخ محمّد بن عبد العلیّ ابن نجدة.
ولد- رحمه اللّٰه- سنة 734 و استشهد فی سنة 786 یوم الخمیس تاسع جمادی الأولی قتل بالسیف ثمّ صلب ثمّ رجم ثمّ احرق بالنار ببلدة دمشق فی دولة بیدر و سلطنة برقوق بفتوی القاضی برهان الدین! و عباد بن جماعة الشافعیّ بعد ما حبس سنة كاملة فی قلعة الشام.
فكان عمره الشریف اثنین و خمسین سنة. یوجد حكایة قتله و سببه فی الروضات و غیره.
السیّد المرتضی علم الهدی ذو المجدین أبو القاسم علیّ بن الحسین بن موسی بن محمّد بن موسی بن إبراهیم بن الإمام موسی الكاظم علیه السّلام.
هو مفخر من مفاخر الإمامیّة، و بطل من أبطال العلم و الدین، و إمام من أئمّة الفقه و الحدیث و الكلام و الأدب، و أوحد أهل زمانه علما و عملا، انتهت إلیه الرئاسة فی المجد و الشرف و العلم و الأدب، و الفضل و الكرم، ترجمه العامّة و الخاصّة و بالغوا فی الثناء علیه و أذعنوا بتقدّمه فی العلوم و الفضائل و تخلّقه بالنفسیّات الزكیّة.
ص: 156
قال النجاشیّ فی رجاله ص 192: المرتضی حاز من العلوم ما لم یدانه فیه أحد فی زمانه، و سمع من الحدیث فأكثر، و كان متكلّما شاعرا أدیبا عظیم المنزلة فی العلم و الدین و الدنیا. إ ه
قال الشیخ فی الفهرست ص 99: المرتضی- رضی اللّٰه عنه- متوحّد فی علوم كثیرة، مجمع علی فضله، مقدّم فی العلوم، مثل علم الكلام و الفقه و أصول الفقه و الأدب و النحو و الشعر و معانی الشعر و اللّغة و غیر ذلك. إ ه.
و نقل العلّامة الحلّیّ هذه الكلمة فی الخلاصة ص 46 فی ترجمته، و أضاف بعد ذكر كتبه: و بكتبه استفادت الإمامیّة منذ زمنه- رحمه اللّٰه- إلی زماننا هذا و هو سنة ثلاث و تسعین و ستّمائة، و هو ركنهم و معلّمهم- قدّس اللّٰه روحه، و جزاه عن أجداده خیرا-.
و قال الشیخ فی رجاله: علم الهدی- أدام اللّٰه تعالی أیّامه- أكثر أهل زمانه أدبا و فضلا، متكلّم فقیه جامع العلوم كلّها،- مدّ اللّٰه فی عمره- إ ه.
و قال ابن أبی طیّ: هو أوّل من جعل داره دار العلم و قدّرها للمناظرة، و یقال:
إنّه امرؤ لم یبلغ العشرین، و كان قد حصل علی رئاسة الدنیا العلم مع العمل الكثیر فی الیسیر و المواظبة علی تلاوة القرآن و قیام اللّیل و إفادة العلم، و كان لا یؤثر علی العلم شیئا، مع البلاغة و فصاحة اللّٰهجة، و كان أخذ العلوم عن الشیخ المفید، و زعم المفید أنّه رأی فی نومه فاطمة الزهراء لیلة ناولته صبیّین فقالت له: خذ ابنی هذین فعلّمهما، فلما استیقظ وافاه الشریف أبو أحمد(1) و معه ولداه الرضیّ و المرتضی فقال له: خذهما إلیك و علّمهما، فبكی و ذكر القصّة إ ه(2).
و قال السیّد الكبیر المدنی الشیرازیّ فی الدرجات الرفیعة: كان أبوه النقیب أبو أحمد جلیل القدر عظیم المنزلة فی دولة بنی العبّاس و بنی بویه، و أمّا والدة الشریف فهی فاطمة بنت الحسین بن أحمد بن الحسن بن الناصر الأصمّ، و هو أبو محمّد الحسن بن علیّ بن عمر الأشرف بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیه السّلام، و هی أمّ أخیه الرضیّ رحمه اللّٰه، و كان الشریف المرتضی أوحد أهل زمانه فضلا و علما و كلاما و حدیثا و شعرا و خطابة و جاها و كرما. إ ه(3).
ص: 157
و حكی عن غایة الاختصار للسیّد ابن زهرة أنّه قال: علم الهدی الفقیه النظّار سیّد الشیعة و إمامهم، فقیه أهل البیت، العالم المتكلّم البعید، الشاعر المجید، كان له برّ و صدقة و تفقّد فی السرّ، عرف ذلك بعد موته- رحمه اللّٰه- كان أسنّ من أخیه، و لم یر أخوان مثلهما شرفا و فضلا و نبلا و جلالة و رئاسة و تحاببا و تودّدا، لمّا مات الرضیّ لم یصلّ المرتضی علیه عجزا عن مشاهدة جنازته و تهالكا فی الحزن، ترك المرتضی خمسین ألف دینار، و من الآنیة و الفرش و الضیاع ما یزید علی ذلك. انتهی.
و فی تتمیم یتیمة الدهر ج 1 ص 53: قد انتهت الرئاسة الیوم ببغداد إلی المرتضی فی المجد و الشرف و العلم و الأدب و الفضل و الكرم، و له شعر فی نهایة الحسن.
و فی دمیة القصر ص 75: هو و أخوه من دوح السیادة ثمران، و فی فلك الرئاسة قمران، و أدب الرضیّ إذا قرن بعلم المرتضی كان كالفرند فی متن الصارم المنتضی.
و فی وفیات الأعیان: كان نقیب الطالبیّین، و كان إماما فی علم الكلام و الأدب و الشعر، و هو أخو الشریف الرضیّ، و له تصانیف علی مذهب الشیعة، و مقالة فی أصول الدین، و له دیوان شعر كبیر؛ و له الكتاب الذی سمّاه الغرر و الدرر و هی مجالس أملاها تشتمل علی فنون من معانی الأدب، تكلّم فیها علی النحو و اللّغة و غیر ذلك، و هو كتاب ممتع یدلّ علی فضل كثیر و توسّع فی الاطّلاع علی العلوم، و ذكره ابن بسّام فی أواخر كتاب الذخیرة، و قال: كان هذا الشریف إمام أئمّة العراق بین الاختلاف و الاتّفاق، إلیه فزع علماؤها و عنه أخذ عظماؤها، صاحب مدارسها، و جمّاع شاردها و آنسها، ممّن سارت أخباره، و عرفت به أشعاره، و حمدت فی ذات اللّٰه مآثره و آثاره، إلی تآلیفه فی الدین و تصانیفه فی أحكام المسلمین ممّا یشهد أنّه فرع تلك الأصول، و من أهل ذلك البیت الجلیل. إ ه.
هذا قلیل من كثیر ممّا هتفت به التراجم فی الثناء علی سیّدنا المترجم، و بما أنّ شهرته و معروفیّته تغنینا عن تفصیل الكلام و استقصاء الأقوال نوجز الكلام عن سرد كلمات الثناء و نحیل الزیادة علی كتب المعاجم من العامّة و الخاصّة.
ص: 158
«1»- كتاب الغرر و الدرر(1).
«2»- كتاب تنزیه الأنبیاء(2)
«3»- الشافی (3).
«4»- شرح قصیدة السیّد الحمیری (4).
«5»- جمل العلم و العمل (5).
«6»- الانتصار(6).
«7»- الذریعة(7).
«8»- المقنع فی الغیبة(8).
«9»- رسالة تفضیل الأنبیاء علی الملائكة(9).
«10»- رسالة المحكم و المتشابه (10).
«11»- منقذ البشر من أسرار القضاء و القدر. «12»- أجوبة المسائل المختلفة(11).
«13»- الخلاف فی الفقه. «14»- المصباح فی الفقه.
ص: 159
«15»- الموضح عن جهة إعجاز القرآن. «16»- الذخیرة.
«17»- الناصریة(1).
و غیرها و هی كثیرة. و قال المصنّف: و كتاب عیون المعجزات (2) ینسب إلیه و لم یثبت عندی، و لعلّه من مؤلّفات بعض القدماء. إ ه
قلت: هو للشیخ حسین بن عبد الوهّاب أحد الفطاحل من علماء القرن الخامس كان مشاركا للشریفین المرتضی و الرضیّ فی بعض المشایخ كأبی التحف المصریّ و أمثاله و یروی عن هارون بن موسی التلعكبریّ بواسطة واحدة. یوجد ترجمته فی خاتمة المستدرك ص 516 و ریاض العلماء و غیرهما.
«1»- الشیخ المفید محمّد بن محمّد بن نعمان.
«2»- أبو محمّد هارون بن موسی التلعكبریّ
«3»- الحسین بن علیّ بن بابویه أخی الصدوق.
«4»- أبو الحسن أحمد بن علیّ بن سعید الكوفیّ.
«5»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن عمران الكاتب المرزبانیّ الخراسانیّ البغدادیّ.
«6»- أبو یحیی ابن نباتة عبد الرحیم بن الفارقیّ.
«7»- الشیخ الصدوق محمّد بن علیّ بن الحسین بن بابویه القمّیّ.
«8»- أبو القاسم عبید اللّٰه بن عثمان بن یحیی.
«9»- أبو الحسن علیّ بن محمّد الكاتب.
«10»- أحمد بن سهل الدیباجیّ.
ص: 160
«1»- شیخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسیّ.
«2»- أبو یعلی سلّار بن عبد العزیز الدیلمیّ.
«3»- أبو الصلاح تقیّ بن نجم الحلبیّ.
«4»- الشیخ محمّد بن علیّ الكراجكیّ.
«5»- الشیخ أبو عبد اللّٰه جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس الدوریستیّ.
«6»- الشیخ أبو الفضل ثابت بن عبد اللّٰه بن ثابت الیشكریّ (1).
«7»- الشیخ أحمد بن الحسن بن أحمد النیسابوریّ الخزاعیّ.
«8»- الشیخ أحمد بن علیّ بن قدامة.
«9»- السیّد نجیب الدین أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن بن علیّ بن محمّد بن علیّ بن القاسم بن موسی بن عبد اللّٰه بن موسی الكاظم علیه السّلام.
«10»- الشیخ المفید أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسین النیسابوریّ الخزاعیّ.
«11»- الشیخ غانم العصمیّ الهرویّ.
«12»- السیّد الداعی الحسینیّ.
«13»- أبو الفرج المظفّر بن علیّ بن الحسین الحمدانیّ، من سفراء الإمام الحجّة ابن الحسن- عجّل اللّٰه تعالی فرجه-.
«14»- الشیخ عزّ الدین عبد العزیز بن أبی كامل الطرابلسیّ القاضیّ.
«15»- المنتهی بن أبی زید بن كیابكیّ الحسینیّ الكجیّ الجرجانیّ (2).
«16»- الشیخ أبو الحسن محمّد بن محمّد البصریّ (3).
«17»- عزّ الدین عبد العزیز بن نحریر بن عبد العزیز بن البرّاج القاضی فی طرابلس (4).
ص: 161
«18»- الشریف أبو یعلی محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفریّ (1).
«19»- أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسنیّ المروزیّ (2).
«20»- الشیخ سلیمان بن الحسن بن سلیمان الصهرشتیّ (3).
«21»- أبو منصور محمّد بن أبی نصر محمّد بن أحمد بن الحسین بن عبد العزیز العكبریّ المعدّل (4).
«22»- الشیخ محمّد بن علیّ الحمدانیّ (5).
«23»- الحسین بن ثابت بن هارون الفرّاء البزاعیّ، ذكره ابن أبی طیّ فی رجال الشیعة، و قال: رحل إلی العراق سنة 424 فتلقّی الشریف المرتضی فأجازه و قرّظه و وصفه بالعلم و الفهم و نعته بالخطیب (6).
«24»- الحسین بن عقبة بن عبد اللّٰه البصریّ الضریر، قرأ علیه القرآن و حفظه و له سبعة عشرة سنة، و كان من أذكیاء بنی آدم، و كان من أعیان الشیعة، مات سنة 441(7).
«25»- حمزة بن محمّد الجعفریّ أبو یعلی البغدادیّ، كان من كبار علماء الشیعة، لزم الشیخ المفید وفاق فی معرفة الأصلین و الفقه علی مذهب الإمامیّة، و زوّجه المفید بابنته و خصّه بكتبه، و أخذ أیضا عن الشریف المرتضی و كان عارفا بالقراءات، ذكره ابن أبی طیّ، و قال: كان یحتجّ علی حدوث القرآن بدخول النسخ فیه، مات سنة 565(8).
«26»- الحسین بن أحمد بن محمّد القطّان البغدادیّ، ذكره ابن أبی طیّ فی رجال الشیعة، و قال: إمام عالم فاضل من فقهاء الإمامیّة، قرأ علی الشریف المرتضی و علی
ص: 162
الشیخ المفید، و قدم حلب سنة 390، فأقرأ فی جامعها، ثمّ توجّه إلی طرابلس، فأقام عند رئیسها أبی طالب محمّد بن أحمد، و أقرأ أولاده و صنّف الشامل فی الفقه أربع مجلّدات، و كان موجودا سنة 420(1).
جمعت لسیّدنا الشریف الفضائل الكثیرة، و اكتنفته المزایا الفاضلة، و رزقه اللّٰه خیر الدنیا و الآخرة كانت له الزعامة المطلقة و الرئاسة الدینیّة و الدنیویّة، تولّی نقابة الشرفاء شرقا و غربا، و إمارة الحاجّ، و النظر فی المظالم، و قضاء القضاة ثلاثین سنة، و كانت له الدراسة فی علوم مختلفة، یحضر مجلس تدریسه أمّة كبیرة من مشایخ الحدیث، و فطاحل علم الكلام و الفقه و الأدب و غیرها فتخرّج من مدرسته أساتذة فی فنون مختلفة، و جهابذة فی علوم كثیرة، و كان یجری علی تلامذته رزقا، فكان للشیخ أبی جعفر الطوسیّ كلّ شهر اثنی عشر دینارا، و للقاضی ابن البرّاج كلّ شهر ثمانیة دنانیر، و أصاب الناس فی بعض السنین قحط شدید فاحتال رجل یهودیّ علی تحصیل قوت یحفظ نفسه فحضر یوما مجلس المرتضی فاستأذنه أن یقرأ علیه شیئا من علم النجوم فأذن له و أمر له بجائزة تجری علیه كلّ یوم فقرأ علیه برهة، ثمّ أسلم علی یده، و كان قد وقف قریة علی كاغذ الفقهاء.
و كانت له ثروة عظیمة، و مكنة قویّة، خلّف من الأموال و الأملاك ما یتجاوز عن الوصف، حتّی قیل: كانت له قری كثیرة یبلغ عددها ثمانین قریة، كانت واقعة بین بغداد و كربلا، معمورة فی الغایة، یدخل علیه منها كلّ سنة أربعة و عشرون ألف دینار(2).
واطأ الخلیفة أن یأخذ من الشیعة مائة ألف دینار لیجعل مذهبهم فی عداد المذاهب الأربعة و ترتفع التقیّة و المؤاخذة علی الانتساب إلیهم فقبل الخلیفة فبذل لذلك من عین ماله ثمانین ألفا و طلب من الشیعة بقیّة المال فلم یفوا به. و حكی عن تاریخ إتحاف الوری بأخبار أمّ القری فی حوادث سنة 389: أنّ الشریف و أخاه الرضیّ حجّا فی تلك السنة
ص: 163
فاعتلقهما فی أثناء الطریق ابن البرّاج الطائیّ فأعطیاه تسعة آلاف دینار من أموالهما.
و كان یلقّب بالثمانینیّ لما كان له من القری ثمانون، و من الكتب ثمانون ألف مجلّدا(1) بل قیل: إنّه أحرز من كلّ شی ء ثمانین حتّی أنّ مدّة عمره كانت ثمانین سنة و ثمانیة أشهر.
أضف إلی تلك الفضائل شرفه الوضّاح أتاه من نسبه النبویّ، و رفعة بیته و جلالة منبته و عظمة قدره و مكانته العالیة عند الأرقاب و الأدانی، و ذلك فضل اللّٰه یؤتیه من یشاء(2).
ولد سیّدنا الشریف فی رجب سنة 355 و توفّی فی 25 ربیع الأوّل سنة 436، و سنّه یومئذ ثمانون سنة و ثمانیة أشهر(3)،
و صلّی علیه ابنه و تولّی غسله أبو الحسین النجاشیّ مع الشریف أبو یعلی محمّد بن الحسن الجعفریّ و سلّار بن عبد العزیز الدیلمیّ كما فی فهرست النجاشیّ ص 193، و دفن فی داره أوّلا ثمّ نقل إلی جوار جدّه الحسین علیه السّلام و دفن فی مشهده المقدّس مع أبیه و أخیه و قبورهم ظاهرة مشهورة كما فی الدرجات الرفیعة(4).
ص: 164
أبو الحسن محمّد بن أبی أحمد الحسین بن موسی بن محمّد بن موسی بن إبراهیم بن الإمام موسی الكاظم علیه السّلام الشریف الرضیّ ذو الحسبین، لقّبه بذلك الملك بهاء الدولة، و كان یخاطبه بالشریف الأجلّ.
كان نابغة من رجالات الامّة، إماما فی علم الأدب و اللّغة، و فی الطلیعة من علماء الشیعة و شعرائها و مفسّریها، مع ما كان له من علوّ الهمّة و بعد الشاء فی الكرم و الفضل.
ترجمه كلّ من العامّة و الخاصّة و أثنوا علیه ثناء جمیلا.
قال الثعالبیّ فی الیتیمة: ابتدأ یقول الشعر بعد أن جاوز عشر سنین بقلیل، و هو الیوم أبدع أبناء الزمان و أنجب سادة العراق، یتحلّی مع محتده الشریف و مفخره المنیف بأدب ظاهر و حظّ من جمیع المحاسن وافر، ثمّ هو أشعر الطالبیّین من مضی منهم و من غبر علی كثرة شعرائهم المفلّقین، و لو قلت: إنّه أشعر قریش لم أبعد عن الصدق، و سیشهد بما اخبر به شاهد عدل من شعره العالی القدح الممتنع عن القدح، الّذی یجمع إلی السلامة متانة و إلی السهولة رصانة، و یشتمل علی معان یقرب جناها و یبعد مداها، و كان أبوه یتولّی نقابة نقباء الطالبیّین، و یحكم فیهم أجمعین، و النظر فی المظالم و الحجّ بالناس، ثمّ ردّت هذه الأعمال كلّها إلی ولده الرضیّ المذكور فی سنة 388 و أبوه حیّ، و من غرر شعره ما كتبه إلی الإمام القادر باللّٰه أبی العبّاس أحمد بن المقتدر من جملة قصیدة:
عطفا أمیر المؤمنین فإنّنا *** فی دوحة العلیاء لا نتفرّق
ما بیننا یوم الفخار تفاوت *** أبدا كلانا فی المعالی معرق
إلّا الخلافة میّزتك فإنّنی *** أنا عاطل منها و أنت مطوّق
و قال الباخرزیّ فی دمیة القصر: له صدر الوسادة بین الأئمّة و السادة، و أنا إذا مدحته كنت كمن قال لذكاء: ما أنورك، و لخضارة: ما أغزرك!، و له شعر إذا افتخر
ص: 165
به أدرك به من المجد أقاصیه، و عقد بالنجم نواصیه، و إذا نسب انتسب الرقّة إلی نسیبه، و فاز بالقدح المعلّی من نصیبه. إ ه.
و فی عمدة الطالب: هو ذو الفضائل الشائعة و المكارم الذائعة كانت له هیبة و جلالة وفقه و ورع و تقشّف و مراعاة للأمل و العشیرة، ولّی نقابة الطالبیّین مرارا، و كانت إلیه إمارة الحاجّ و المظالم، كان یتولّی عن أبیه ذی المناقب، ثمّ تولّی ذلك بعد وفاته مستقلّا، و حجّ بالناس مرّات، و هو أوّل طالبیّ خلع علیه السواد، و كان أحد علماء عصره، قرّاء علی أجلّاء الأفاضل إ ه.
قلت: جلالة قدره و عظم شأنه أعظم من أن یحویه نطاق البیان، و مآثره و فضائله أشهر لا یحتاج إلی الإطناب فی المقال، و لیس من كتب التراجم إلّا و فیه إیعاز إلی لمع من محامده و تحلیل من كرائم نفسیّاته و سیرته، و هتاف إلی فضائله و مآثره، و لا یمكننا فی هذا المختصر إیراد كلّ ما فی التراجم من إطرائه و إكباره و تبجیله و الثناء علیه، و لنختم الكلام بذكر ما أفرغ. عن لسان الامّة جمعاء السیّد صدر الدین فی تأسیس الشیعة قال فی ص 338:
كان فصیح قریش، و ناطقة الأدباء، و مقدام العلماء و المبرّز علی سائر الفضلاء و البلغاء، المتقدّم ذكره فی مشاهیر الشعراء، صنّف فی جمیع علوم القرآن، منها كتابه المترجم بحقائق التنزیل و دقائق التأویل، كشف فیه عن غرائب القرآن و عجائبه و خفایاه و غوامضه، و أبان غوامض أسراره و دقائق أخباره، و تكلّم فی تحقیق حقائقه و تدقیق تأویله بما لم یسبقه أحد إلیه، و لا حام طائر فكر أحد علیه- إلی أن قال-: و بالجملة لیس الرائی كمن سمع، إن كان هذا هو التفسیر فغیره بالنسبة إلیه قشر اللّباب بلا ارتیاب، و لعمری إنّه الّذی یبیّن بالعیان لا بالبرهان أنّ القرآن هو الكلام المتعذّر المعوز، و الممتنع المعجز، بعبارات تضمّنت عجائب الفصاحة و بدائعها، و شرائف الكلام و نفائسها، و جواهر الألفاظ و فرائدها، یعجز و اللّٰه فم البیان عن بیانها، و یضیق صدر القول عن قیلها، و یكلّ لسان الیراع عن تحریرها، فلیتنی بباقی أجزائه أحظی، و للتمتّع بأنوارها أبقی، و علی الدنیا العفا بعد فقدها، و یا للّٰه العجب من غزارة علم هذا السیّد الشریف مع قلّة
ص: 166
عمره فی الدنیا و یأتی بمثل هذا التصنیف، ثمّ بالمجازات القرآنیّة، ثمّ بكتاب المتشابه فی القرآن، و كتاب المجازات النبویّة- إلی أن قال (1)-: و لم یزد عمره علی سبع و أربعین سنة، و لا عجب فإنّه هو القائل:
إنّی لمن معشر ان جمعوا لعلی *** تفرّقوا عن نبیّ أو وصیّ نبی
نهج البلاغة(2)،
خصائص الأئمّة(3)، المجازات النبویّة(4)،
تفسیر حقائق التنزیل و دقائق التأویل (5)، تلخیص البیان عن مجاز القرآن (6)،
تعلیق خلاف الفقهاء، الحسن من شعر الحسین، انتخب فیه شعر ابن الحجّاج، الزیادات فی شعر ابن الحجّاج، الزیادات فی شعر أبی تمام، دیوانه السائر المطبوع. تعلیقه علی إیضاح أبی علیّ الفارسیّ، مختار شعر أبی إسحاق الصابی، ما دار بینه و بین أبی إسحاق من الرسائل شعرا، أخبار قضاة بغداد، سیرة والده الطاهر و غیر ذلك.
«1»- أبو سعید الحسن بن عبد اللّٰه بن المرزبان النحویّ المعروف بالسیرافیّ، تتلمذ علیه النحو قبل بلوغه عشر سنین.
«2»- أبو إسحاق إبراهیم بن أحمد بن محمّد الطبریّ الفقیه المالكیّ، قرأ علیه القرآن و هو شابّ حدث.
«3»- الشیخ الأكبر أبو عبد اللّٰه محمّد بن محمّد بن نعمان المفید، قرأ علیه هو و أخوه علم الهدی المرتضی.
ص: 167
«4»- أبو محمّد الشیخ الأقدم هارون بن موسی التلعكبریّ.
«5»- أبو علیّ الحسن بن أحمد الفارسیّ النحویّ.
«6»- أبو یحیی عبد الرحیم بن محمّد المعروف بابن نباتة صاحب الخطب.
«7»- أبو الفتح عثمان بن جنّی الموصلیّ قرأ علیه النحو.
«8»- أبو الحسن علیّ بن عیسی الربعی النحویّ البغدادیّ قرأ علیه مختصر الجرمی و قطعة من الإیضاح لأبی علیّ الفارسیّ و مقدّمة أملاها علیه كالمدخل إلی النحو، و العروض لأبی إسحاق الزجاجیّ و القوافی للأخفش.
«9»- القاضی عبد الجبّار بن أحمد الشافعیّ المعتزلیّ.
«10»- أبو حفص عمر بن إبراهیم بن أحمد الكنانیّ، یروی عنه الحدیث.
«11»- أبو القاسم عیسی بن علیّ بن عیسی بن داود بن الجرّاح، شیخه فی الحدیث.
«12»- أبو محمّد عبد اللّٰه بن محمّد الأسدیّ الاكفانیّ.
«13»- أبو بكر محمّد بن موسی الخوارزمیّ، قرأ علیه الفقه.
«14»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن عمران المرزبانیّ (1).
یروی عنه جماعة من أعلام الطائفة و عیونها منهم:
«1»- شیخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسیّ (2).
«2»- الشیخ المفید أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسین النیسابوریّ الخزاعیّ.
«3»- أبو بكر أحمد بن الحسین بن أحمد النیسابوریّ الخزاعیّ.
«4»- القاضی أحمد بن علیّ بن قدامة.
«5»- السیّد أبو زید عبد اللّٰه بن علیّ كیابكیّ ابن عبد اللّٰه بن عیسی بن زید بن علیّ الحسینی الكجیّ الجرجانیّ.
ص: 168
«6»- أبو الحسن مهیار بن مرزویه الدیلمیّ البغدادیّ.
«7»- الشیخ جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس الدوریستیّ.
«8»- القاضیّ السیّد أبو الحسن علیّ بن بندار بن محمّد الهاشمی.
«9»- أبو منصور محمّد بن أبی نصر محمّد بن أحمد بن الحسین بن عبد العزیز العكبریّ المعدّل.
«10»- الشیخ أبو عبد اللّٰه محمّد بن علی الحلوانیّ.
«11»- أبو الأعزّ محمّد بن همام البغدادیّ.
«12»- السیّدة النقیّة بنت أخیه المرتضی (1).
ولد ببغداد سنة 359 و نشأ بها و توفّی بها یوم الأحد سادس محرّم سنة 406، و حضر حین وفاته الوزیر فخر الملك فی داره مع سائر الوزراء و الأعیان و القضاة و الأشراف حفاة و مشاة و صلّی علیه الوزیر و دفن فی داره فی محلّة الكرخ بخطّ مسجد الانباریّین، و كان أخوه المرتضی لم یستطع أن ینظر إلی جنازته فمضی لجزعه علیه إلی المشهد الكاظمیّ و لم یشهد جنازته و لم یصلّ علیه، و مضی إلیه الوزیر فی آخر النهار فألزمه بالعود إلی داره، و نقل جثمانه إلی كربلاء بعد دفنه فی داره.
ص: 169
هما الشیخ الحسین و عبد اللّٰه ابنا بسطام بن سابور الزیّات، كانا من أكابر قدماء علماء الإمامیّة و محدّثیهم و أجلّاء رواة أخبارهم فی طبقة الكلینی أو الشیخ أبی القاسم ابن قولویه،(1)
قال النجاشیّ فی الفهرست ص 28 الحسین بن بسطام و قال أبو عبد اللّٰه بن عیّاش: هو الحسین بن بسطام بن سابور الزیّات، له و لأخیه أبی عتّاب كتاب جمعاه فی الطبّ كثیر الفوائد و المنافع علی طریق الطبّ فی الأطعمة و منافعها و الرقی و العوذ، قال ابن عیّاش: أخبرناه الشریف أبو الحسین صالح بن الحسین النوفلیّ، قال: حدّثنا أبی قال:
أبو عتّاب و الحسین جمیعا به. و قال فی ص 151: عبد اللّٰه بن بسطام أبو عتّاب أخو الحسین بن بسطام المقدّم ذكره فی باب الحسین، الّذی له و لأخیه كتاب الطبّ، و هو عبد اللّٰه بن بسطام بن سابور الزیّات انتهی.
قلت: یسمّی كتابه طبّ الأئمّة و هو مخطوط لم یطبع بعد، و نسخه شائعة.
علیّ بن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیهم السّلام، أبو الحسن المدنیّ العریضیّ، عدّه الشیخ فی رجاله من أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا علیهم السّلام.
و أثنی علیه فی الفهرست ص 87 بقوله: جلیل القدر ثقة، له كتاب المناسك و و مسائل لأخیه موسی بن جعفر علیه السّلام سأله عنها. إ ه.
و قال النجاشیّ فی ص 176 من الفهرست: علیّ بن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین أبو الحسن سكن العریض من نواحی المدینة فنسب ولده إلیها، له كتاب فی الحلال و الحرام، یروی تارة غیر مبوّب و تارة مبوّبا. إ ه.
و قال الشیخ المفید فی الإرشاد ص 307: كان علیّ بن جعفر راویة للحدیث، سدید الطریق، شدید الورع، كثیر الفضل، و لزم أخاه موسی علیه السّلام، و روی عنه شیئا كثیرا.
ص: 170
و قال العلّامة فی الخلاصة ص 45: علیّ بن جعفر أخو موسی بن جعفر الكاظم علیهما السّلام ثقة روی الكشّیّ عنه ما یشهد بصحّة عقیدته و تأدّبه مع أبی جعفر الثانی علیه السّلام، و حاله أجلّ من ذلك، سكن العریض- بضمّ العین المهملة- من نواحی المدینة فنسب ولده إلیها.
قلت: قد روی الكشّیّ فی ص 269 من رجاله و الكلینی فی الكافی فی باب الإشارة و النصّ علی أبی جعفر الثانی علیه السّلام روایات تدلّ علی صحّة عقیدته و جلالته و تأدّبه مع أبی جعفر الثانی علیه السّلام.
قد سمعت من النجاشیّ و الشیخ أنّ له كتاب المناسك و كتاب فی الحلال و الحرام یسمّی بالمسائل، یروی تارة مبوّبا و تارة غیر مبوّب، أورد العلّامة المجلسیّ غیر المبوّب بتمامه فی البحار فی المجلّد الرابع، و أورده الحمیریّ أیضا بطریق آخر فی كتاب قرب الإسناد، و بینها تفاوت یسیر.
روی عنه جماعة منهم: علیّ بن أسباط. و عبد اللّٰه بن الحسن بن علیّ بن جعفر حفیده (1) و العمركیّ البوفكیّ الخراسانیّ. و موسی بن القاسم البجلیّ (2). و محمّد بن عبد اللّٰه بن مهران.
و أبو قتادة علیّ بن محمّد بن حفص القمّیّ. و یعقوب بن یزید. و داود النهدیّ. و محمّد بن علیّ ابن جعفر ابنه. و أحمد بن محمّد بن عبد اللّٰه. و أحمد بن موسی. و إسماعیل بن همام. و الحسن ابن علیّ بن عثمان بن علیّ بن الحسین علیهما السّلام و سلیمان بن جعفر. و الحسین بن عیسی ابن عبد اللّٰه (3).
و محمّد بن الحسن بن عمّار. و زكریّا بن النعمان الصیرفیّ (4).
و موسی بن جعفر بن وهب (5).
ص: 171
لم نقف فی كتب التراجم علی ما یدلّ علی تاریخ ولادته و وفاته نعم یستفاد من كتاب الكافی (1)
أنّه كان حیّا حین توفّی محمّد بن علیّ بن محمّد، و كان ذلك فی سنة 252، أو أكثر، فعلی هذا قد تجاوز عمره عن مائة سنة.
و قیل: إنّه سافر إلی الكوفة فأخذ أهلها عنه ثمّ استدعی القمیّون نزوله إلیهم فنزلها و كان بها حتّی مات بها، و هناك قبر علیه قبّة عالیة یذكر أنّه قبره، و لكن لم یثبت ذلك.
هو الشیخ الإمام الفاضل المتبحّر الفقیه المحدّث الشاعر جامع الفضائل و المناقب قطب الدین أبو الحسین سعید(2)
بن هبة اللّٰه بن الحسن بن عیسی الراوندیّ.
له ترجمة ضافیة فی كتب الترجم تنبئ عن تبحّره فی العلوم و تضلّعه فی الفنون.
قال الشیخ منتجب الدین فی تاریخ الری: كان فاضلا فی جمیع العلوم، له مصنّفات كثیرة فی كلّ نوع، و كان علی مذهب الشیعة. إ ه.
و قال السیّد ابن طاوس فی كشف المحجّة ص 20: الشیخ العالم فی علوم كثیرة قطب الدین الراوندیّ و اسمه سعید بن هبة اللّٰه- رحمه اللّٰه- إ ه.
و قال السماهیجیّ فی إجازته: كان عالما، فاضلا، متبحّرا، كاملا، فقیها، محدّثا ثقة، عینا، علّامة. قال بعض الأفاضل: إنّه من أعظم محدّثی الشیعة. إ ه.
و قال الشیخ أسد اللّٰه فی المقابس ص 14: الفقیه المحدّث الفاضل النحریر العلّامة الكامل العزیز النظیر. إ ه.
و له ذكره الجمیل مشفوعا بالثناء و التبجیل فی معالم العلماء ص 48 و الفهرست
ص: 172
للشیخ منتجب الدین و لسان المیزان ج 3 ص 48 و ریاض العلماء و لؤلؤة البحرین و مستدرك الوسائل ج 3 ص 489 و روضات الجنّات ص 300 و تنقیح المقال ج 2 ص 22، و منتهی المقال ص 148، و غیرها من التراجم.
الخرائج و الجرائح، قصص الأنبیاء، فقه القرآن، منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة مجلّدان، اللّباب، أسباب النزول، المغنیّ فی شرح النهایة عشر مجلّدات، سلوة الحزین، المعارج فی شرح خطبة من نهج البلاغة، إحكام الأحكام، خلاصة التفاسیر عشر مجلّدات، المستقصی شرح الذریعة للشریف المرتضی ثلاث مجلّدات، ضیاء الشهاب فی شرح الشهاب، حلّ العقود فی الجمل و العقود، الإنجاز فی شرح الإیجاز، نهیة النهایة، غریب النهایة، بیان الانفرادات، التغریب فی التعریب، الأغراب فی الإعراب، زهر المباحثة و ثمر المناقشة، تهافت الفلاسفة، جواهر الكلام فی شرح مقدّمة الكلام، رسالة الفقهاء و غیر ذلك ممّا یطول ذكره.
یروی- قدّس سرّه- فی كتابه الخرائج عن عدّة من أساتذة الحدیث منهم:
«1»- الشیخ أبو جعفر محمّد بن علیّ بن المحسن الحلبیّ.
«2»- أبو منصور بن شهریار بن شیرویه بن شهریار الدیلمیّ.
«3»- الشیخ علیّ بن علیّ بن عبد الصمد التمیمیّ.
«4»- الشیخ محمّد بن علیّ بن عبد الصمد التمیمیّ.
«5»- السیّد المجتبی بن الداعی الحسینیّ.
«6»- السیّد المرتضی بن الداعی الحسینیّ صاحب تبصرة العوام.
«7»- السیّد أبو البركات محمّد بن إسماعیل المشهدیّ.
«8»- السیّد عماد الدین أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسینیّ.
«9»- الشیخ أبو جعفر محمّد بن علیّ بن الحسن النیسابوریّ.
«10»- الأستاذ أبو القاسم بن كمیح.
ص: 173
«11»- الأستاذ أبو جعفر بن كمیح.
و یوجد فی كتب التراجم روایته عن غیرهم أیضا، منهم:
«12»- الشیخ أبو علیّ الطبرسیّ صاحب مجمع البیان.
«13»- الشیخ عماد الدین محمّد بن أبی القاسم الطبریّ.
«14»- محمّد بن الحسن والد الخواجة نصیر الدین الطوسیّ.
«15»- الشیخ الأدیب أبو عبد اللّٰه الحسین المؤدّب القمّیّ.
«16»- الشیخ أبو سعد الحسن بن علیّ.
«17»- الشیخ أبو الحسین أحمد بن محمّد بن علیّ بن محمّد.
«18»- الشیخ أبو القاسم الحسن بن محمّد الحدیقیّ.
«19»- الشیخ أبو الحسین أحمد بن محمّد بن علیّ بن محمّد.
«20»- الشیخ هبة اللّٰه بن دعویدار.
«21»- السیّد علیّ بن أبی طالب السلیقیّ.
«22»- أبو السعادات هبة اللّٰه بن علیّ الشجریّ.
«23»- أبو المحاسن مسعود بن علیّ بن محمّد.
«24»- الشیخ عبد الرحیم البغدادیّ المعروف بابن الاخوّة.
«25»- أبو نصر الغاریّ (1).
«26»- الأستاذ أبو جعفر بن المرزبان.
یروی عنه عدّة من أساطین الفقه و الحدیث منهم:
«1»- الشیخ أحمد بن علیّ بن عبد الجبّار الطبرسیّ القاضی.
«2»- الشیخ ابن شهرآشوب محمّد بن علیّ السرویّ المازندرانیّ.
«3»- الشیخ عماد الدین أبو الفرج علیّ ابنه.
ص: 174
«4»- الشیخ منتجب الدین علیّ بن عبید اللّٰه (1).
و یروی عنه غیر هؤلاء من المشایخ یطول ذكرهم.
توفّی شیخنا المترجم یوم الأربعاء الرابع عشر من شوّال سنة 573 كما فی إجازات البحار ص 15 أو فی ثالث عشر شوّال كما فی لسان المیزان ج 3 ص 48، و قبره فی الصحن الكبیر من حضرة المعصومة علیها السّلام بقم.
السیّد الإمام ضیاء الدین أبو الرضا فضل اللّٰه بن علیّ بن عبد اللّٰه الراوندیّ، علّامة زمانه و عمید أقرانه و أستاد أئمّة عصره، جمع مع علوّ النسب كمال الفضل و الحسب، كان من أجلّة السادات و أعاظم مشایخ الإجازات، حكی الشیخ أبو علیّ الرجالیّ فی منتهی المقال ص 242 عن الأنساب للسمعانیّ فی لفظة القاسانیّ أنّه قال: أدركت بها السیّد الفاضل أبا الرضا فضل اللّٰه بن علیّ الحسنیّ القاسانیّ، و كتبت عنه أحادیث و أقطاعا من شعره، و لمّا دخلت إلی باب داره قرعت الحلقة و قعدت علی الدكّة أنتظر خروجه فنظرت إلی الباب فرأیته مكتوبا فوقه بالجصّ: إنّما یرید اللّٰه لیذهب عنكم الرجس أهل البیت و یطهّركم تطهیرا.
یوجد ترجمته مع الثناء الجمیل فی فهرست الشیخ منتجب الدین و الدرجات الرفیعة و جامع الرواة و أمل الآمل و خاتمة المستدرك و منتهی المقال و تنقیح المقال و غیرها من التراجم.
مقاربة الطیّة إلی مقارنة النیّة، نظم العروض للقلب المروض، الحماسة ذات الحواشی، الموجز الكافی فی علم العروض و القوافی، ترجمة العلویّ للطبّ الرضویّ، التفسیر.
و الطراز المذهّب فی إبراز المذهب، و مجمع اللّطائف و منبع الظرائف، و غمام الغموم و غیر ذلك.
و الظاهر ممّا یأتی من المصنّف أنّ الدعوات و اللّباب و شرح نهج البلاغة و أسباب النزول له أیضا، لكن نصّ فی غیر واحد من التراجم أنّها للقطب الراوندیّ المتقدّم.
یروی عن جماعة من أساطین المذهب و أساتذة الحدیث، أورد 22 رجلا منهم العلّامة النوریّ فی خاتمة المستدرك و یروی عنه عدّة من المشایخ لا یسعنا فی هذا المختصر نقلهم (1).
لم نقف علی تاریخ ولادته و لا وفاته، نعم یستفاد من الدرجات الرفیعة حیاته فی سنة 548.
السیّد الشریف رضیّ الدین أبو القاسم علیّ بن سعد الدین أبی إبراهیم موسی بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبی عبد اللّٰه محمّد بن محمّد بن الطاوس، ینتهی نسبه الشریف إلی الحسن المثنّی.
كانت أمّه بنت الشیخ ورّام بن أبی فراس، و أمّ والده سعد الدین بنت ابنة الشیخ الطوسیّ، و لذا یعبّر كثیرا فی تصانیفه عن الشیخ الطوسیّ بالجدّ أو جدّ والدی، و عن الشیخ أبی علیّ الحسن ابن الشیخ الطوسیّ بالخال أو خال والدی.
ص: 176
قد أثنی علیه كلّ من تأخّر عنه و أطراه بالعلم و الفضل و التقی و النسك و الكرامة قال تلمیذه الأعظم العلّامة الحلّیّ فی إجازته الكبیرة: و من ذلك ما صنّفه السیّدان الكبیران السعیدان رضیّ الدین علیّ و جمال الدین أحمد ابنا موسی بن طاوس الحسینیّان- قدّس اللّٰه روحیهما- و هذان السیّدان زاهدان عابدان و رعان، و كان رضیّ الدین علیّ- رحمه اللّٰه- صاحب كرامات حكی لی بعضها و روی لی والدی- رحمة اللّٰه علیه- البعض الآخر(1).
و قال فی منهاج الصلاح فی مبحث الاستخارة: روّیت عن السیّد السند السعید رضیّ الدین علیّ بن موسی بن طاوس، و كان أعبد من رأیناه من أهل زمانه (2).
و قال السیّد التفرشیّ فی نقد الرجال ص 244: إنّه من أجلّاء هذه الطائفة و ثقاتها، جلیل القدر عظیم المنزلة، كثیر الحفظ، نقیّ الكلام، حاله فی العبادة و الزهد أشهر من أن یذكر. إ ه.
و قال الماحوزیّ فی البلغة: صاحب الكرامات و المقامات، لیس فی أصحابنا أعبد منه و أورع (3).
و قال الشیخ أسد اللّٰه فی المقابس ص 16: السیّد السند المعظّم المعتمد العالم العابد الزاهد الطیّب الطاهر، مالك أزمّة المناقب و المفاخر، صاحب الدعوات و المقامات و المكاشفات و الكرامات، مظهر الفیض السنیّ و اللّطف الخفیّ و الجلیّ. إ ه.
و وصفه بعض تلامذته فی أوّل كتاب الیقین بقوله: مولانا الصاحب المصنّف الكبیر العالم العادل الفاضل الفقیه الكامل العلّامة النقیب الطاهر، ذو المناقب و المفاخر و الفضائل و المآثر، الزاهد العابد الورع المجاهد، رضیّ الدین ركن الإسلام و المسلمین انموذج سلفه الطاهرین جمال العارفین افتخار السادة عمدة أهل بیت النبوّة محمّد آل الرسول
ص: 177
شرف العترة الطاهرة ذو الحسبین إ ه. و له ترجمة ضافیة فی خاتمة المستدرك و الروضات و فی غیرهما من التراجم.
ربیع الشیعة(1)،
أمان الأخطار(2)، سعد السعود(3)،
كشف الیقین فی تسمیة مولانا أمیر المؤمنین علیه السّلام (4)،
الطرائف (5)، الدروع الواقیة(6)،
فتح الأبواب فی الاستخارة(7)، فرج المهموم بمعرفة منهج الحلال و الحرام من علم النجوم (8)، جمال الأسبوع (9)،
إقبال الأعمال (10)، فلاح السائل (11)،
مهج الدعوات (12)، مصباح الزائر(13)،
كشف المحجّة لثمرة المهجة(14)، الملهوف علی أهل الطفوف (15)،
غیاث سلطان الوری، المجتنی (16)،
ص: 178
الطرف (1)،التحصین فی أسرار ما زاد علی كتاب الیقین، الإجازات (2)،محاسبة النفس (3)، فتح الجواب الباهر فی شرح خلق الكافر، القبس الواضح من كتاب الجلیس الصالح، و كتاب البهجة لثمرة المهجة، فرحة الناظر و بهجة الخاطر، روح الأسرار و روح الأسمار، ألّفه بالتماس محمّد بن عبد اللّٰه بن علیّ بن زهرة؛ و غیر ذلك.
ولد فی الحلّة فی منتصف المحرّم سنة 589، و نشأ بها سنین و أقام ببغداد خمسة عشر عاما فی زمن العباسیّین، ثمّ رجع إلی الحلّة و جاور العتبات النجف و كربلا و الكاظمیّة فی كلّ واحدة ثلاث سنین، و كان عازما علی مجاورة سامرّاء أیضا ثلاث سنین، و كان یومئذ سامرّاء كصومعة فی برّیّة، و أخیرا عاد إلی بغداد باقتضاء المصالح فی دولة المغول، و ولّی نقابة الطالبیّین بالعراق فی ثلاث سنین و أحد عشر شهرا من قبل «هولاكو» فی سنة 661 مع امتناعه الشدید عن ولایة النقابة فی زمان المستنصر و توفّی فی سنة 668- نوّر اللّٰه تعالی ضریحه-(4).
قد ذكر المصنّف فی الكتاب و العلّامة الخونساریّ فی الروضات أنّ لسیّدنا المترجم ابنا یسمّی باسمه و یكنّی بكنیته، و وصفه الأوّل بالشریف المنیف الجلیل، و الثانی بالصالح المحدّث، و نسبا إلیه كتاب زوائد الفوائد، الّذی هو فی بیان أعمال السنة و الآداب المستحسنة. یوجد منه نسخة فی مكتبة الجامعة بطهران، كما فی فهرسها عدد 84، و نصّ علی أنّ مؤلّفه أبو القاسم علیّ بن علیّ بن موسی ابن طاوس الحسنیّ.
ص: 179
أبو الفضائل و المناقب و المآثر و المكارم السیّد الجلیل أحمد بن موسی بن طاوس أخو السیّد رضیّ الدین علیّ المتقدّم ذكره و هو المراد بابن طاوس كلّما اطلق فی الفقه و الرجال، أطراه تلمیذه الحسن بن داود الحلّیّ فی رجاله و بالغ فی الثناء علیه، قال:
سیّدنا الامام المعظّم فقیه أهل البیت، جمال الدین، أبو الفضائل، مات سنة 673، مصنّف مجتهد، كان أورع فضلاء زمانه، قرأت علیه أكثر البشری و الملاذ و غیر ذلك من تصانیفه، و أجاز لی جمیع تصانیفه و روایاته، و كان شاعرا مصقعا بلیغا منشئا مجیدا، من تصانیفه:
كتاب بشری المحقّقین فی الفقه ستّ مجلّدات، كتاب الملاذ فی الفقه أربع مجلّدات، كتاب الكرّ مجلّد، كتاب السهم السریع فی تحلیل المبایعة مع القرض مجلّدات، كتاب الفوائد العدّة فی أصول الفقه مجلّد، كتاب الثاقب المسخّر علی نقض المشجّر فی أصول الدین، كتاب الروح، كتاب شواهد القرآن مجلّدان، كتاب بناء المقالة العلویّة فی نقض الرسالة العثمانیّة مجلّد(1)،كتاب المسائل فی أصول الدین مجلّد، كتاب عین العبرة فی غبن العترة مجلّد(2)،كتاب زهرة الریاض فی المواعظ مجلّد، كتاب الاختیار فی أدعیة اللّیل و النهار مجلّد، كتاب الأزهار فی شرح لامیّة مهیار مجلّدان، كتاب عمل الیوم و اللّیلة مجلّد، و له كتب غیر ذلك تمام اثنین و ثمانین مجلّدا من أحسن التصانیف و أحقّها، و حقّق الرجال و الدرایة و التفسیر تحقیقا لا مزید علیه؛ ربّانی و علّمنی، و أحسن إلیّ، و أكثر فوائد هذا الكتاب و نكته من إشارته و تحقیقه، جزاه اللّٰه عنّی أفضل جزاء المحسنین. انتهی.
و عدّ المصنّف من تصانیفه كتاب الرجال، و لعلّه هو كتاب حلّ الإشكال فی معرفة الرجال.
ص: 180
یروی قدّس سرّه عن جماعة من المشایخ منهم السیّد فخار بن معد الموسویّ و الحسین بن أحمد السوراویّ، و السیّد صفیّ الدین محمّد بن معد الموسویّ، و نجیب الدین محمّد بن نما، و السیّد محیی الدین ابن أخی ابن زهرة صاحب الغیبة، و أبو علیّ الحسین بن خشرم، و الفقیه نجیب الدین محمّد بن غالب.
و یروی عنه العلّامة الحلّیّ و ولده غیاث الدین و ابن داود الحلّیّ و غیرهم، توفّی- رحمه اللّٰه- سنة 673، و قبره فی الحلّة مزار معروف مشهور كالنور علی الطور، یقصدونه من الأمكنة البعیدة، و یأتون إلیه بالنذور، و تحرّج العامّة فضلا عن الخاصّة عن الحلف به كذبا خوفا، و تسمّیه العوام السیّد عبد اللّٰه. یوجد ذكره الجمیل فی نقد الرجال ص 35 و منتهی المقال ص 46 و المقابس ص 16 و المستدرك ج 3 ص 466 و روضات الجنّات ص 19 و تنقیح المقال ج 1 ص 97 و أمل الآمل ص 34 و غیرها من كتب التراجم.
السیّد عبد الكریم بن أحمد بن موسی الطاوسیّ العلویّ الحسنیّ.
عنونه ابن داود فی رجاله و وصفه بقوله: سیّدنا الإمام المعظّم غیاث الدین الفقیه النسّابة النحویّ العروضیّ الزاهد العابد أبو المظفّر- قدّس اللّٰه روحه- انتهت إلیه رئاسة السادات و ذوی النوامیس إلیه، و كان أوحد زمانه، حائریّ المولد، حلّیّ المنشأ بغدادیّ التحصیل، كاظمیّ الخاتمة.
ولد فی شعبان سنة 648، و توفّی فی شوّال سنة 693، و كان عمره خمسا و أربعین سنة و شهرین و أیّاما، كنت قرینه طفلین إلی أن توفّی. ما رأیت قبله و لا بعده كخلقه و جمیل قاعدته و حلوّ معاشرته ثانیا، و لا لذكائه و قوّة حافظته مماثلا، ما دخل فی ذهنه شی ء فكاد ینساه، حفظ القرآن فی مدّة یسیرة و له إحدی عشرة سنة، و اشتغل بالكتابة، و استغنی عن المعلّم فی أربعین یوما، و عمره إذ ذاك أربع سنین، و لا تحصی مناقبه و فضائله.
ص: 181
له كتب منها: كتاب الشمل المنظوم فی مصنّفی العلوم، ما لأصحابنا مثله، و منها كتاب فرحة الغریّ بصرحة الغریّ (1) و غیر ذلك. انتهی.
قد قرأ علی جماعة من الفضلاء فی عصره و قرأ علیه أیضا طائفة من علماء دهره، فمن جملة أساتیده و مشایخه والده، و عمّه، و المحقّق، و ابن عمّه، و المفید بن الجهم الحلّیّ و خواجه نصیر الدین الطوسیّ، و السیّد عبد الحمید بن فخار الموسویّ، و الشریف أبو الحسن علیّ بن محمّد بن علیّ العلویّ العمریّ النسّابة مؤلّف كتاب المجدی فی أنساب الطالبیّین و من العامّة الشیخ حسین بن أیاز الأدیب النحویّ، و القاضی عمید الدین زكریّا بن محمود القزوینیّ صاحب عجائب المخلوقات. و من تلامیذه: الشیخ أحمد بن داود صاحب الرجال و الشیخ عبد الصمد بن أحمد بن أبی الحبیش الحنبلی.
و یروی عنه أیضا الشیخ كمال الدین أبو الحسن علیّ بن الحسین بن حمّاد اللّیثیّ الواسطیّ.
یوجد ترجمته فی منتهی المقال ص 179 و فی أمل الآمل ص 48 و فی نقد الرجال ص 191 و فی المقابس ص 16 و فی تنقیح المقال ج 2 ص 159 و فی الروضات ص 356 و فی ریاض العلماء و غیرها من المعاجم.
السیّد الفاضل العلّامة الزكیّ شرف الدین علیّ الحسینی الأسترابادیّ المتوطّن فی الغریّ وصفه المصنّف بذلك فی الفصل الأوّل من الكتاب، و أورد ترجمته صاحب أمل الآمل فی ص 51 و قال: عالم فقیه، و وصفه العلّامة التستریّ فی المقابس ص 19 بالعالم الفاضل الفقیه الزكیّ. و عدّة المصنّف و الخونساری فی الروضات ص 392 من تلامذة علیّ ابن عبد العالی الكركیّ له كتاب تأویل الآیات الظاهرة فی فضائل العترة الطاهرة(2)
ص: 182
قال المصنّف: أكثره مأخوذ من تفسیر الشیخ الجلیل محمّد بن العباس بن علیّ بن مروان ابن الماهیار. و له منتخب اسمه: جامع الفوائد و دافع المعاند، انتخبه الشیخ علم بن سیف بن منصور النجفیّ الحلّیّ، فرغ منه بالمشهد الرضویّ سنة 937. و له أیضا كتاب الغرویّة فی شرح الجعفریّة.
محمّد بن زین الدین أبی الحسن علیّ بن حسام الدین إبراهیم بن حسین بن إبراهیم ابن أبی جمهور الهجریّ الأحسائیّ العالم الفاضل الجامع بین المعقول و المنقول الفقیه المحدّث الحكیم المتكلّم، كان معاصرا للشیخ علیّ الكركیّ، راویة للأخبار، تتلمذ علی الشیخ الفاضل شرف الدین حسن بن عبد الكریم الفتّال الغرویّ الخادم للروضة الغرویّة، و علی الشیخ علیّ بن هلال الجزائریّ فی كرك، و كان له میل إلی مذهب التصوّف له كتب منها: غوالی اللّئالی، و نثر اللّئالی و المجلی فی مرآة المنجی، و شرح الألفیّة و الأقطاب فی الأصول، و الأحادیث الفقهیّة، و معین المعین، و زاد المسافرین، و رسالة فی العمل بأخبار أصحابنا، و له مناظرات مع المخالفین كمناظرة الهرویّ و غیرها أورده أصحابنا فی كتب تراجمهم و أثنوا علیه بالفقاهة و الاجتهاد و الفضل، إلّا أنّهم قدحوا فیه لمیله إلی التصوّف و خلط الأخبار بالغثّ و السمین؛ حكی الفاضل المامقانیّ فی تنقیح المقال ج 3 ص 151 عن المجلسیّ- قدّس سرّه- أنّه قال: هو من الأفاضل المشهورین، ولد فی الحسا، و تتلمذ علی فضلاء بلده وفاقهم فی زمان قلیل، ثمّ انتقل إلی العراق و اكتسب العلم من أفاضل تلك الناحیة، منهم: شرف الدین حسن بن عبد الكریم الفتّال مجاور المشهد الغرویّ، ثمّ حجّ فی سنة 879 من طریق الشام، و استفاد من الشیخ علیّ بن هلال الجزائریّ فی كرك لیلا و نهارا كثیرة، ثمّ رجع إلی وطنه و أقام قلیلا، و توجّه إلی زیارة أئمّة العراق علیهم السّلام، ثمّ انتقل إلی المشهد الرضویّ و ألّف فی الطریق رسالة زاد المسافرین
ص: 183
و اتّفق له فی هذا المشهد صحبة السیّد محسن الرضویّ سنة 888، و كتب علی تلك الرسالة بالتماسه شرحا سمّاه كشف البراهین، و لمّا علا أمره و طار صیته فی البلاد أتی بعض علماء هرات لمناظرته و ناظره فی ثلاث مجالس و أفحمه و أسكته فی كلّ منها،(1)
و من تصانیفه كتاب غوالی اللّئالی فی الحدیث، و لكنّه یمیل إلی الحكمة و التصوّف، و له تصانیف فیها ما لا أرتضیه. انتهی.
و قال المصنّف فی المقدّمة الثانیة: و كتاب غوالی اللّئالی و إن كان مشهورا و مؤلّفه فی الفضل معروفا، لكنّه لم یمیّز القشر من اللّباب، و أدخل أخبار متعصّبی المخالفین بین روایات الأصحاب، و مثله كتاب نثر اللّئالی و كتاب جامع الأخبار.
و قال صاحب الحدائق بعد نقل مرفوعة زرارة فی الأخبار العلاجیّة: إنّ الروایة المذكورة لم نقف علیها فی غیر كتاب العوالی، مع ما هی علیها من الإرسال و ما علیه الكتاب المذكور من نسبة صاحبه إلی التساهل فی نقل الأخبار و لإهمال و خلط غثّها بسمینها و صحیحها بسقیمها كما لا یخفی علی من لاحظ الكتاب المذكور.
و قال صاحب الریاض بعد الثناء علیه: لكنّ التصوّف الغالی المفرط قد أبطل حقّه. إ ه.
یوجد ترجمته فی أمل الآمل ص 61 و 65 و فی الروضات ص 595 و فی الریاض فی باب الكنی، و فی المستدرك ج 3 ص 362، و فی المقابس ص 19 و غیر ذلك من كتب التراجم.
ص: 184
محمّد بن إبراهیم بن جعفر أبو عبد اللّٰه الكاتب النعمانیّ، من شیوخ أصحابنا المتقدمین و مصنّفیهم، أورد ترجمته النجاشیّ فی الفهرست، ص 271 قال: محمّد بن إبراهیم بن جعفر أبو عبد اللّٰه الكاتب النعمانیّ، المعروف بابن أبی زینب، شیخ من أصحابنا، عظیم القدر، شریف المنزلة، صحیح العقیدة، كثیر الحدیث، قدم بغداد و خرج إلی الشام و مات بها، له كتب منها: كتاب الغیبة(1)،
كتاب الفرائض، كتاب الرد علی الاسماعیلیة رأیت أبا الحسین محمّد بن علیّ الشجاعیّ الكاتب یقرأ علیه كتاب الغیبة تصنیف محمّد بن إبراهیم بن النعمانیّ بمشهد العتیقة، لأنّه كان قد قرأه علیه و وصّی لی ابنه أبو عبد اللّٰه الحسین بن محمّد الشجاعیّ بهذا الكتاب و بسائر كتبه، و النسخة المقروّة عندی، و كان الوزیر أبو القاسم الحسین بن علیّ بن الحسین بن الحسین بن علیّ بن محمّد بن یوسف المغربیّ ابن بنته فاطمة بنت أبی عبد اللّٰه محمّد بن إبراهیم النعمانیّ رحمهم اللّٰه.
و نقل العلّامة هذه الكلمة إلی قوله: مات بها، فی القسم الأوّل من الخلاصة فی ترجمته.
و قال المصنّف فی الفصل الأوّل: كتاب الغیبة للشیخ الفاضل الكامل الزكیّ محمّد بن إبراهیم النعمانیّ تلمیذ الكلینیّ و له ترجمة ضافیة فی كتب التراجم كلّها، و من جملة كتبه التفسیر(2)
المشهور الّذی ینقل عنه السیّد المرتضی فی رسالة المحكم و المتشابه (3)،
و یظهر من المجلّد العاشر من البحار(4) فی باب عقاب اللّٰه تعالی كثیرا من قتلة الحسین علیه السّلام أنّ له أیضا كتاب التسلّی.
یروی فی كتاب الغیبة عن جماعة منهم:
«1»- محمّد بن یعقوب الكلینیّ. «2»- أحمد بن محمّد بن سعید بن عقدة الكوفیّ
ص: 185
«3»- محمّد بن همام (1).
«4»- علیّ بن أحمد البندینجی.
«5»- محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور.
«6»- عبد الواحد بن عبد اللّٰه بن یونس الموصلیّ.
«7»- أبو سلیمان أحمد بن هودة بن هراسة الباهلیّ.
«8»- أبو القاسم موسی بن محمّد القمّیّ، قال: حدّثنی بشیراز سنة 313.
«9»- محمّد بن عبد اللّٰه بن المعمر الطبرانیّ
«10»- علیّ بن الحسین المسعودیّ.
«11»- سلامة بن محمّد. «12»- أحمد بن محمّد بن أحمد بن یعقوب بن عمّار الكوفیّ.
«13»- أبو الحارث عبد اللّٰه بن عبد الملك بن سهل الطبرانیّ.
«14»- محمّد بن عثمان بن علّان الذهنیّ البغدادیّ.
«15»- محمّد بن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری «16»- محمّد بن همّام بن سهیل.
«16»- عبد العزیز بن عبد اللّٰه بن یونس أخو عبد الواحد المتقدم ذكره.
أبو القاسم سعد بن عبد اللّٰه بن أبی خلف الأشعریّ القمّیّ من أجلّة شیوخ الطائفة و ثقاتهم. عدّه الشیخ فی رجاله من أصحاب الإمام العسكریّ علیه السّلام قال: عاصره و لم أعلم أنّه روی عنه، ترجمه أصحابنا فی كتبهم الرجالیّة، و بالغوا فی الثناء علیه، قال النجاشیّ فی الفهرست ص 126: شیخ هذه الطائفة و فقیهها و وجهها، كان سمع من حدیث العامّة شیئا كثیرا، و سافر فی طلب الحدیث، لقی من وجوههم الحسن بن عرفة و محمّد بن عبد الملك الدقیقیّ و أبا حاتم الرازیّ و عبّاس البرفقیّ، و لقی مولانا أبا محمّد علیه السّلام، و رأیت بعض أصحابنا یضعّفون لقاه لأبی محمّد علیه السّلام، و یقولون: هذه حكایة موضوعة علیه، و اللّٰه أعلم، و كان أبوه عبد اللّٰه بن أبی خلف قلیل الحدیث، روی عن الحكم بن مسكین، و روی عنه أحمد بن محمّد بن عیسی. إ ه.
و قال الشیخ فی رجاله فی باب من لم یرو عنهم: سعد بن عبد اللّٰه بن أبی خلف القمّیّ
ص: 186
جلیل القدر، صاحب تصانیف. و قال فی فهرست ص 75: جلیل القدر، واسع الأخبار، كثیر التصانیف، ثقة. إ ه.
و نقل العلّامة الحلّیّ هذه الكلمة فی القسم الأوّل من الخلاصة ص 39 و زاد:
شیخ هذه الطائفة و فقیهها و وجهها لقی مولانا أبا محمّد العسكریّ. إ ه. و یوجد ذكره الجمیل فی كتب التراجم كلّها.
له كتب كثیرة أوردها النجاشیّ و الشیخ فی فهرستهما، منها: كتاب الرحمة، بصائر الدرجات أربعة أجزاء، الضیاء فی الردّ علی المحمّدیّة و الجعفریّة، فرق الشیعة، الردّ علی الغلاة، ناسخ القرآن و منسوخه و محكمه و متشابهه، مناقب رواة الحدیث، مثالب رواة الحدیث، الردّ علی المجبّرة، فضل قم و الكوفة، مناقب الشیعة، المنتخبات نحو ألف ورقة، فضل النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله، فضل عبد المطلّب و عبد اللّٰه و أبی طالب، الاستطاعة، المزار، كتاب الوضوء، و الصلاة، و الزكاة، و الصوم و الحجّ، و جوامع الحجّ. و غیر ذلك و عدّ المصنّف من كتبه المقالات و الفرق (1).
یروی عن جماعة كثیرة من مشایخ الحدیث، و یروی عنه عدّة من رجالات الفقه و الحدیث لا یسعنا ذكرهم فمن شاء فلیتصفّح الأسانید و لیراجع جامع الرواة.
توفّی- رحمه اللّٰه- سنة 301، و قیل: 299، و فی الخلاصة: قیل: مات یوم الأربعاء لسبع و عشرین من شوّال سنة 300 فی ولایة رستم (2).
ص: 187
أبو صادق سلیم (1)بن قیس الهلالیّ العامریّ الكوفیّ، صاحب أمیر المؤمنین علیه السّلام، كان من كبراء أصحابه علیه السّلام و مصنّفیهم، عدّه الشیخ فی رجاله من أصحابه و أصحاب الحسن و الحسین و السجّاد و الباقر علیهم السّلام و عدّه البرقیّ من أولیاء أمیر المؤمنین علیه السّلام (2)، و ذكره النجاشیّ فی الفهرست ص 6 فی الطبقة الأولی من مصنّفی الشیعة فقال: سلیم بن قیس الهلالیّ، له كتاب، یكنّی أبا صادق، أخبرنی علیّ بن أحمد القمّیّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن الولید قال: حدّثنا محمّد بن أبی القاسم ماجیلویه، عن محمّد بن علیّ الصیرفیّ، عن حمّاد بن عیسی و عثمان بن عیسی، قال حمّاد بن عیسی: و حدّثناه إبراهیم بن عمر الیمانیّ، عن سلیم بن قیس بالكتاب.
و قال الشیخ فی الفهرست ص 81: سلیم بن قیس الهلالیّ یكنّی أبا صادق، له كتاب، أخبرنا به ابن أبی جیّد، عن محمّد بن الحسن بن الولید.- إلی آخر ما سمعت عن النجاشیّ-.
و قال ابن الندیم فی الفهرست ص 307: من أصحاب أمیر المؤمنین علیه السّلام سلیم بن قیس الهلالیّ، و كان هاربا من الحجّاج لأنّه طلبه لیقتله فلجأ إلی أبان بن أبی عیّاش فآواه، فلمّا حضرته الوفاة قال لأبان: إنّ لك علیّ حقّا و قد حضرتنی الوفاة یا ابن أخی، إنّه كان من أمر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله كیت و كیت، و أعطاه كتابا و هو كتاب سلیم بن قیس الهلالیّ المشهور،رواه عنه أبان بن أبی عیّاش، لم یروه عنه غیره، و قال أبان فی حدیثه: و كان قیس (3) شیخا له نور یعلوه، و أوّل كتاب ظهر للشیعة كتاب سلیم بن قیس الهلالیّ. إ ه.
و ذكر العلّامة فی القسم الأوّل من الخلاصة ص 41، بعد ذكره كلام النجاشیّ
ص: 188
المتقدّم عن السیّد علیّ بن أحمد العقیقیّ. مثل ما مرّ عن ابن الندیم، إلّا أنّه قال: و كان شیخا متعبّدا له نور یعلوه، ثمّ قال: و قال ابن الغضائری: سلیم بن قیس الهلالیّ روی عن أبی عبد اللّٰه (1) و الحسن و الحسین و علیّ بن الحسین علیهم السّلام، و ینسب إلیه هذا الكتاب المشهور، و كان أصحابنا یقولون: إنّ سلیما لا یعرف و لا ذكر فی خبر، و قد وجدت ذكره فی مواضع كثیرة من غیر جهة كتابه و لا روایة ابن أبی عیّاش عنه، و قد ذكر له ابن عقدة فی رجال أمیر المؤمنین علیه السّلام أحادیث عنه، و الكتاب موضوع لا مریة فیه، و علی ذلك علامات تدلّ علی ما ذكرناه، منها:
ما ذكر أنّ محمّد بن أبی بكر وعظ أباه عند الموت (2)، و منها: أنّ الأئمّة ثلاثة عشر و غیر ذلك (3)، و أسانید هذا الكتاب تختلف تارة بروایة عمر بن أذینة عن إبراهیم بن عمر الصنعانیّ، عن أبان بن أبی عیّاش، عن سلیم، و تارة یروی عن عمر، عن أبان بلا واسطة و الوجه عندی الحكم بتعدیل المشار إلیه و التوقف فی الفاسد من كتابه. انتهی.
قلت: و تبع العلّامة المحقّق الداماد فی الرواشح و حكم بتوثیقه و عدالته، و عدّه المصنّف فی كتاب الغیبة من الثقات العظام و العلماء الأعلام، بل الظاهر أنّ الرجل فی نفسه صدوق ثقة، و إن توقّف فیه بعض لأجل كتابه.
یعرف كتابه بكتاب سلیم بن قیس، و هو أصل من أصول الشیعة، و أقدم كتاب صنّف فی الإسلام فی عصر التابعین بعد كتاب السنن لابن أبی رافع (4) حاز بذلك مؤلّفه
ص: 189
قصب السبق و شرف التقدّم علی من بعده، و كان ذلك الكتاب فی جمیع الأعصار أصلا ترجع الشیعة إلیه و تعول علیه، حتّی روی فی حقّه عن الصادق علیه السّلام أنّه قال: و من لم یكن عنده من شیعتنا و محبّینا كتاب سلیم بن قیس الهلالیّ فلیس عنده من أمرنا شی ء
ص: 190
و لا یعلم من أسبابنا شیئا، و هو سرّ من أسرار آل محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله و فی الكشّیّ أنّه قرأه أبان بن أبی عیّاش علی علیّ بن الحسین علیه السّلام قال، صدق سلیم رحمة اللّٰه علیه هذا حدیث نعرفه.
و فی حدیث آخر حدّث أبان أبا جعفر محمّد بن علیّ الباقر علیه السّلام: بهذا الحدیث كلّه فاغرورقت عیناه ثمّ قال: صدق سلیم، قد أتی أبی بعد جدّی الحسین علیه السّلام و أنا قاعد عنده فحدّثه بهذا الحدیث بعینه، فقال له أبی: صدقت، قد حدّثنی أبی و عمّی الحسن علیهما السّلام بهذا الحدیث عن أمیر المؤمنین علیه السّلام فقالا لك: صدقت، قد حدّثك بذلك و نحن شهود، ثمّ حدّثناه أنّهما سمعا ذلك من رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
و فی حدیث آخر عن إثبات الرجعة لابن شاذان: ذكر حمّاد بن عیسی هذا الحدیث عند مولانا أبی عبد اللّٰه علیه السّلام فبكی، و قال: صدق سلیم فقد روی هذا الحدیث أبی، عن أبیه، عن جدّه الحسین علیه السّلام قال: سمعت هذا الحدیث عن أبی حین سأله سلیم بن قیس الهلالیّ.
و فی حدیث رابع عن مختصر البصائر أنّه قرأ أبان كتاب سلیم علی سیّدنا علیّ بن الحسین علیه السّلام بحضور جماعة من أعیان أصحابه منهم أبو الطفیل فأقرّه علیه زین العابدین علیه السّلام، و قال: هذه أحادیثا صحیحة. و یعرب عن صحّة الكتاب و عنایة الأصحاب به ما قال النعمانیّ فی كتاب الغیبة ص 47، بعد ما أخرج عنه أحادیث تدلّ علی أنّ الأئمة اثنی عشر، قال: بین جمیع الشیعة ممّن حمل العلم و رواه عن الأئمّة علیهم السّلام خلاف فی أنّ كتاب سلیم بن قیس الهلالیّ أصل من أكبر كتب الأصول التی رواها أهل العلم حملة حدیث أهل البیت علیهم السّلام و أقدمها، لأنّ جمیع ما اشتمل علیه هذا الأصل إنّما هو عن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین علیه السّلام و المقداد و سلمان الفارسیّ و أبی ذرّ و من جری مجراهم ممّن شهد رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین علیه السّلام و سمع منهما، و هو من الأصول الّتی ترجع الشیعة إلیها و تعول علیها. إ ه.
و قد نقل عنه كثیر من قدماء أصحابنا فی كتبهم كثقة الإسلام فی الكافی و الصفّار فی بصائر الدرجات، و الصدوق فی من لا یحضره الفقیه و الخصال. و یظهر ممّا نقلنا سابقا عن ابن الندیم أنّ كتاب سلیم بن قیس أوّل كتاب ظهر للشیعة، و ممّا حكی من القاضی
ص: 191
بدر الدین السبكیّ المتوفّی سنة 769 أنّه قال فی محاسن الوسائل فی معرفة الأوائل:
إنّ أوّل كتاب صنّف للشیعة هو كتاب سلیم بن قیس الهلالیّ، انّ كتاب سلیم هذا كان من الأصول الشهیرة عند العامّة فضلا عن الخاصّة، و سیأتی فی الفصل الثانی عن المصنّف أنّ كتاب سلیم فی غایة الاشتهار، و قد طعن فیه جماعة، و الحقّ أنّه من الأصول المعتبرة.
و بعد ذلك كلّه لا مجال لما حكی عن ابن الغضائریّ فی الكتاب و مؤلّفه.
هذا جملة القول حول الكتاب و إن شئت الزیادة فلیراجع إلی الروضات و تنقیح المقال و الذریعة. و قد طبع الكتاب علی صورته الأصلیّة فی النجف أخیرا.
هو نظام الدین أبو الحسن سلیمان بن الحسن الصهرشتیّ (1).
كان عالما كاملا فقیها وجها دیّنا ثقة، شیخا من شیوخ الشیعة، من كبار تلامذة السیّد المرتضی و الشیخ الطوسیّ قدّس اللّٰه روحهما، راویا عنهما و عن المفید و عن أبی یعلی محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفریّ، و أبی الحسین أحمد بن علیّ الكوفیّ النجاشیّ (2)، و أبی الفرج المظفّر بن علیّ بن حمدان القزوینیّ و أبی المفضّل الشیبانیّ و عن الشیخ أبی عبد اللّٰه الحسین بن الحسن بن بابویه ابن أخی الصدوق، و عن الشیخ أبی الحسن محمّد بن الحسین الفتّال (3)،
و یروی عنه الشیخ الحسن بن الحسین بن بابویه المعروف بحسكا و غیره (4).
ص: 192
له كتب عدیدة منها: قبس المصباح فی الأدعیة، و إصباح الشیعة بمصباح الشریعة(1)
كانا موجودین عند المصنّف، یحكی عنهما فی الكتاب، التبیان فی عمل شهر رمضان، نهج المسالك إلی معرفة المناسك، البدایة، النفیس فی الفقه، التنبیه، النوادر، المتعة، شرح نهایة الشیخ الطوسیّ، شرح ما لا یسع جهله، عمدة الولیّ و النصیر فی نقض كلام صاحب التفسیر و هو القاضی أبو یوسف القزوینیّ. و له الانفرادات بالفتوی.
و یشیر الشهید- قدّس سرّه- إلی بعض فتاویه و خلافاته فی الفروع الفقهیّة فی كتبه ككتاب الذكری و غایة المراد فی مبحثی منزوحات البئر و زكاة النعم.
یوجد ترجمته فی كتب التراجم كریاض العلماء، و روضات الجنّات ص 302، و فهرست منتجب الدین، و معالم العلماء: ص 49، و منتهی المقال: ص 153، و أمل الآمل ص 45، و تنقیح المقال ج 2 ص 56 و المقابس ص 12.
زین الدین أبو محمّد علیّ بن محمّد بن علیّ بن محمّد بن یونس العاملیّ النباطیّ البیاضیّ.
ترجمه صاحب روضات الجنّات ص 388 و صاحب أمل الآمل ص 23 و قال: الثانی:
كان عالما، فاضلا، محقّقا، مدقّقا، ثقة، متكلّما، شاعرا، أدیبا، متبحّرا، له كتب منها: كتاب الصراط المستقیم إلی مستحقّی التقدیم (2)، و رسالة سمّاها الباب المفتوح إلی ما قیل فی النفس و الروح (3)، و رسالة فی المنطق سمّاها اللّمعة، و مختصر المختلف، و مختصر مجمع البیان، و مختصر الصحاح و رسالة فی الكلام، و رسالة فی الإمامة، و غیر ذلك. انتهی.
و عدّ صاحب الروضات من كتبه كتاب نجد الفلاح، و زبدة البیان، و منحل الفلاح
ص: 193
و كتاب المقام الأسنی فی تفسیر أسماء اللّٰه الحسنی، و الكلمات النافعات فی تفسیر الباقیات الصالحات، و هو توضیح للرسالة الّتی ألّفها الشهید فی تفسیر الكلمات، و فاتح الكنوز المحروزة فی ضمن الارجوزة، و هو شرح علی أرجوزة نفسه الّتی نظمها فی علم الكلام، و الرسالة الیونسیّة فی شرح المقالة التكلیفیّة للشیخ الشهید، و قال:
عثرت علی مجموعة من رسائل نفیسة جلّها أم كلّها بخطّ الشیخ زین الدین المذكور، و أكثرها من مؤلّفات نفسه، و من جملتها الرسالة المنطقیّة، و كان تاریخ تألیفها سنة 838.
و نقل صاحب الریاض عن والد شیخنا البهائیّ أنّه وجد بخطّ جدّه الشیخ شمس الدین محمّد بن علیّ الجباعیّ العاملیّ أنّه مات الشیخ علیّ بن یونس النباطیّ سنة 877.
هو أبو محمّد الحسن بن سلیمان بن محمّد بن خالد الحلّیّ العاملیّ، و یقال له: القمّیّ أیضا، و لعلّ العامل كان مولده، ثمّ هبط فی كلّ من مدینتی العلم: قم المشرّفة، و الحلّة الفیحاء.
و علی أیّ حال فشیخنا المترجم له فقیه من الفقهاء الأمجاد و العلماء الأخیار، من أجلّة تلامذة شهیدنا الأوّل، ترجمه الشیخ الحرّ العاملیّ فی أمل الآمل ص 38 و الرجالیّ البصیر المولی عبد اللّٰه أفندی فی ریاض العلماء، و العلّامة الخونساریّ فی روضات الجنّات ص 178، و أثنوا علیه بالفضل و الفقاهة و الزهد و العبادة.
قال الثانی: هو محدّث جلیل و فقیه نبیل، و قد وجدت بخطّ الشیخ محمّد بن علیّ ابن الحسن الجباعیّ تلمیذ ابن فهد- قدّس سرّه- أنّه قال الحسن بن راشد فی وصف هذا الشیخ هكذا: الشیخ الصالح العابد الزاهد عزّ الدین. إ ه.
و قال المصنّف فی الفصل الثانی من البحار: و كتاب البیاضیّ و ابن سلیمان كلّها صالحة للاعتماد، و مؤلّفهما من العلماء الأنجاد، و تظهر منها غایة المتانة و السداد.
انتهی.
ص: 194
تتلمذ- قدّس سرّه- علی الشهید الأوّل، و له إجازة منه، و یروی عنه، و عن السیّد بهاء الدین علیّ بن السیّد عبد الكریم بن عبد الحمید الحسینی، و الشیخ محمّد بن إبراهیم ابن محسن المطارآبادیّ، علی ما یظهر من كتابه المختصر(1).
و روی عنه الحسین بن محمّد بن الحسن الحمویانیّ (2) بإجازة تاریخها 23 من المحرّم 802 ه(3).
و روی الشیخ شمس الدین محمّد جدّ شیخنا البهائیّ الصحیفة السجّادیّة عن الشیخ علیّ بن محمّد بن علیّ إجازة سنة 851 ه. و هو قرأها السیّد تاج الدین عبد الحمید بن جمال الدّین أحمد بن علیّ الهاشمیّ الزینبی و هو یرویها عن شیخنا المؤلّف المترجم له (4).
فالمستفاد من طبقة مشایخة و رواته أنّه من علماء القرن الثامن، بل أدرك زمنا من القرن التاسع.
و له كتب منها: مختصر بصائر الدرجات (5)
لشیخنا الأقدم سعد بن عبد اللّٰه الأشعری الثقة المتقدم ذكره، اختصر البصائر و أضاف إلیه روایات اخری من كتب معتبرة، و كتاب المحتضر(6)،
و كتاب المختصّ، و رسالة فی الرجعة(7).
الشیخ فخر الدین أبی عبد اللّٰه محمّد بن إدریس العجلیّ الحلّیّ صاحب كتاب السرائر.
وصفه ابن داود- رحمه اللّٰه- بقوله: كان شیخ الفقهاء بالحلّة، مفتیا فی العلوم، كثیر التصانیف. إ ه.
ص: 195
و الشهید- قدّس سرّه- فی إجازته: بالشیخ الإمام العلامة شیخ العلماء رئیس المذهب. إ ه.
و الشهید الثانی- قدّس اللّٰه روحه- فی إجارته، بالإمام العلّامة.
و المحقّق الثانی- رحمه اللّٰه- بالإمام السعید المحقّق حبر العلماء و الفقهاء فخر الملّة و الحقّ و الدین.
و الشیخ یوسف البحرانیّ- رحمة اللّٰه علیه- بقوله: كان فقیها اصولیّا بحتا، و مجتهدا صرفا- إلی أن قال-: و التحقیق أن فضل الرجل و علوّ منزلته فی هذه الطائفة ممّا لا ینكر، و غلطه فی مسألة من مسائل الفنّ لا یستلزم الطعن علیه (1).
و العلّامة المصنّف- قدّس سرّه-: بالفاضل الثقة العلّامة.
و التستریّ- ره-: بالفاضل الكامل المحقّق المدقّق عین الأعیان و نادرة الزمان (2).
و العلّامة النوریّ- رحمه اللّٰه-: بالشیخ الفقیه و المحقّق النبیه، أذعن بعلوّ مقامه فی العلم و الفهم و التحقیق و الفقاهة أعاظم العلماء فی إجازاتهم و تراجمهم (3).
و قال ابن حجر فی لسان المیزان ج 5 ص 65: محمّد بن إدریس العجلیّ الحلّیّ فقیه الشیعة و عالمهم، له تصانیف فی فقه الإمامیّة و لم یكن للشیعة فی وقته مثله. ا ه.
و قال الشیخ منتجب الدین فی الفهرست: الشیخ محمّد بن إدریس العجلیّ بحلّة، له تصانیف منها: كتاب السرائر، شاهدته بحلّة، و قال شیخنا سدید الدین محمود الحمّصیّ- رفع اللّٰه درجته- هو مخلّط لا یعتمد علی تصنیفه. انتهی.
قلت: یوجد فی غیر واحد من التراجم ثناؤه و تبجیله و التسلّم فی فقاهته و المهارة فیه، و اجتهاده و التضلّع فیه، لكن قد یقدح فیه بأنّه أعرض عن أخبار أهل البیت بالكلیّة، و بأنّه أساء الأدب فی تعبیره مع شیخ الطائفة بما لا نهایة له، مع أنّ الشیخ من عمد الطائفة و أساطین المذهب، و لا یخفی حقّه علی المذهب و أهله، و لعلّه لذلك عنونه ابن داود فی القسم الثانی من رجاله، و غیر خفیّ أنّ الإشكال الأوّل مدفوع عنه، لانّه لم یعرض عن الأخبار بأسرها، بل انّه كان لا یری الأخبار الآحاد حجّة كسیدنا المرتضی
ص: 196
و غیره، و أمّا الأخبار المتواترة و التی كانت محفوفة بقرائن توجب العمل علیها فقد كان یعمل بها و یعوّل علیها و ذلك مشهود فی السرائر و مستطرفاته.
یروی عن جماعة من المشایخ منهم: الشیخ الفقیه عبد اللّٰه بن جعفر دوریستیّ، و السیّد أبو المكارم حمزة بن علیّ بن زهرة الحسینی الحلبیّ صاحب الغنیة، و الشیخ عربیّ بن مسافر العبادیّ، و الشیخ الحسین بن رطبة، و السیّد شرفشاه بن محمّد الحسینیّ، و الشیخ أبو الحسن علیّ بن إبراهیم العلویّ العریضیّ.
یروی عنه عدّة من العلماء الأمجاد منهم: الشیخ نجیب الدین أبو إبراهیم محمّد بن نما الحلّی الربعیّ، و السیّد شمس الدین أبو علیّ فخار بن معدّ بن فخار الموسویّ الحائریّ، و الشیخ أبو الحسن علیّ بن یحیی بن علیّ الخیاط(1). و السیّد محیی الدین محمّد بن عبد اللّٰه بن زهرة.
كتاب السرائر الحاوی لتحریر الفتاوی (2).
خلاصة الاستدلال فی صلاة القضاء.
التعلیقات، و هو حواش و إیرادات علی التبیان للشیخ الطوسیّ. مختصر التبیان.
حكی المصنّف فی كتاب الإجازات ص 15 عن خطّ الشهید- رحمه اللّٰه- أنّ الشیخ الإمام أبو عبد اللّٰه محمّد بن إدریس العجلیّ قال: بلغت الحلم سنة 558 و أنّه توفّی سنة 578.
و أرّخ وفاته ابن حجر فی لسان المیزان سنة 597 و حكی فی اللّؤلؤة عن الرسالة المشهورة فی وفیات العلماء للكفعمیّ أنّه وجد بخطّ ولده صالح: توفّی والدی محمّد بن إدریس رحمه اللّٰه یوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شوّال سنة 598، و الذی یبطل القول الأوّل أنّه ألّف كتاب الصلح من السرائر فی سنة 587 و المواریث فی سنة 588، و أنّ
ص: 197
تلمیذه السیّد فخار قال فی كتاب الحجّة: أخبرنی شیخنا السعید أبو عبد اللّٰه محمّد بن إدریس فی شهر ربیع سنة 593، و لا یبعد أن یكون كلمة سبعین فی كلام الشهید مصحّف تسعین.
الحسن بن أبی الحسن محمّد(1)الدیلمیّ العالم المحدّث الجلیل، كان معاصرا لفخر المحقّقین ابن العلّامة الحلّیّ المتوفّی سنة 771، علی ما یظهر من كتابه غرر الأخبار عند ذكره لاختلاف ملوك المسلمین شرقا و غربا بعد انقراض دولة بنی العبّاس سنة 656 و أنّ اختلافهم العظیم أثّر ضعفا شدیدا فی المسلمین- إلی أن قال:- فالكفّار الیوم دون المائة سنة قد أباحوا المسلمین قتلا و نهبا. إ ه. فیظهر أنّ تألیفه كان بعد انقراضهم بما یقرب مائة سنة، و ینقل عن كتابه الشیخ أبو العبّاس أحمد بن فهد الحلّی فی عدّة الداعی الذی ألّفه سنة 801(2).
ترجمه الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 39 و قال: كان فاضلا محدّثا صالحا، له كتاب إرشاد القلوب مجلّدان. و وصفه صاحب الریاض: بالعالم المحدّث الجلیل إ ه.
و قال صاحب الروضات: هو من كبراء أصحابنا المحدّثین، له كتب و مصنّفات منها: إرشاد القلوب فی مجلّدین (3)،
و غرر الأخبار و درر الآثار، و أعلام الدین فی صفات المؤمنین.
ص: 198
أحمد بن علیّ بن أحمد بن العبّاس بن محمّد بن عبد اللّٰه بن إبراهیم بن محمّد بن عبد اللّٰه ابن النجاشیّ- الذی ولّی الأهواز، و كتب إلی أبی عبد اللّٰه علیه السّلام یسأله و كتب إلیه رسالة عبد اللّٰه النجاشیّ المعروفة- ابن عثیم بن أبی السمال سمعان بن هبیرة الشاعر ابن مساحق ابن بجیر بن أسامة بن نصر بن قعین بن الحرث بن تغلبة بن دودان بن أسد بن خزیمة ابن مدركة بن إلیاس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
هو الرجالیّ الكبیر المعروف الثقة الجلیل، الذی عوّل علی كتابه الأصحاب قدیما و حدیثا فی الجرح و التعدیل، و لم یر له فی دقة النظر و التضلّع فی تراجم الرجال بین مهرة هذا العلم من نظیر. ذكر نسبه فی كتابه الفهرست ص 74 مثل ما عنونّاه، ثمّ اختصر النسب و جری علی ما كان معروفا به فقال: أحمد بن العبّاس النجاشیّ الأسدیّ مصنّف هذا الكتاب- أطال اللّٰه بقاه و أدام علوّه و نعماه- له كتاب الجمعة و ما ورد فیه من الأعمال و كتاب الكوفة و ما فیها من الآثار و الفضائل، و كتاب أنساب بنی نصر بن قعین و أیّامهم و أشعارهم، و كتاب مختصر الانواء و مواضع النجوم التی سمّتها العرب. انتهی.
و قال فی أوّل الجزء الثانی من فهرسته: الجزء الثانی من كتاب فهرست أسماء مصنّفی الشیعة و ما أدركنا من مصنّفاتهم و ذكر طرف من كناهم و ألقابهم و منازلهم و أنسابهم و ما قیل فی كلّ رجل منهم من مدح أو ذمّ ممّا جمعه الشیخ الجلیل أبو الحسین أحمد بن علیّ بن أحمد بن العباس النجاشیّ الأسدیّ- أطال اللّٰه بقاه و أدام علوّه و نعماه-.
و قال فی ترجمة الصدوق فی ص 279: أخبرنا بجمیع كتبه و قرأت بعضها علی والدی علیّ بن أحمد بن العبّاس النجاشیّ إ ه.
و قد ذكر له كنی عدیدة منها: أبو الحسین كما عرفت سابقا، و أبو العبّاس، و أبو الخیر، و ابن الكوفیّ، كما تقدم فی ترجمة الصهرشتیّ و یأتی.
ص: 199
قد أجمع الأصحاب علی وثاقته و ثقافته، و تبحّره فی تراجم الرجال، و جلالة قدره و إكباره و قد ترجمه كلّ من جاء بعده من أصحاب الرجال و أثنوا علیه ثناء جمیلا، و أطرءوه بكل جمیل، و أخذوا عنه و اعتمدوا علی ما فی كتابه من الجرح و التعدیل.
قال سلیمان بن الحسن الصهرشتیّ فی كتابه قبس المصباح: أبو الحسین أحمد بن علیّ الكوفیّ النجاشیّ، أخبرنی ببغداد فی آخر شهر ربیع الأوّل سنة 442، و كان شیخا بهیّا ثقة صدوق اللّسان عند الموافق و المخالف و قال العلّامة فی القسم الأوّل من الخلاصة ص 12: یكنّی أبا العباس رحمه اللّٰه، ثقة معتمد علیه، له كتاب الرجال، نقلنا منه فی كتابنا هذا و غیره أشیاء كثیرة، و له كتب آخر ذكرناها فی الكتاب الكبیر. إ ه.
و قال الجزائریّ فی الحاوی: لا یخفی جلالة هذا الرجل و عظم شأنه و ضبطه للرجال، و قد اعتمد علیه كلّ من تأخّر عنه فی الجرح و التعدیل، بل لا یبعد ترجیح قوله علی قول الشیخ مع التعارض، كما ینبئ عنه تتّبع الأحوال، و صرّح به الشهید الثانی فی بحث المیراث من المسالك، حیث یقول: و ظاهر حال النجاشیّ أنّه أضبط الجماعة و أعرفهم بحال الرجال. إ ه(1).
و قال المحقّق الداماد فی الرواشح ص 76: إنّ أبا العباس النجاشیّ شیخنا الثقة الفاضل الجلیل القدر و السند المعتمد علیه، المعروف، صاحب كتاب الرجال. ا ه.
و قال المصنّف فی الفصل الأوّل من البحار: كتابا معرفة الرجال و الفهرست للشیخین الفاضلین الثقتین محمّد بن عمر بن عبد العزیز الكشّیّ و أحمد بن علیّ بن أحمد النجاشیّ. و قال فی الفصل الثانیّ: و كتابا الرجال علیهما مدار العلماء الأخیار فی الأعصار و الأمصار.
قال الشیخ الحرّ- رحمه اللّٰه- فی أمل الآمل: ثقة جلیل القدر، معاصر للشیخ، یروی عن المفید. إ ه.
و قال العلّامة الطباطبائیّ فی الفوائد الرجالیّة: و أحمد بن علیّ النجاشیّ أحد المشایخ الثقات و العدول الأثبات من أعظم أركان الجرح و التعدیل، و أعلم علماء هذا السبیل،
ص: 200
أجمع علماؤنا علی الاعتماد علیه و أطبقوا علی الاستناد فی أحوال الرجال إلیه. إ ه(1).
و وصفه العلّامة النوریّ (2)
بقوله: العالم النقّاد البصیر المضطلع الخبیر الذی هو أفضل من خطّ فی فنّ الرجال بقلم، أو نطق بفم، فهو الرجل كلّ الرجل لا یقاس بسواه و لا یعدل به من عداه، كلّما زدت به تحقیقا ازددت به وثوقا، و هو صاحب كتاب المعروف الدائر الذی اتّكل علیه كافّة الأصحاب- ثمّ ذكر جملة من كلمات العلماء فی الثناء علیه، ثمّ قال:- و بالجملة فجلالة قدره و عظم شأنه فی الطائفة أشهر من أن یحتاج إلی نقل الكلمات، بل الظاهر منهم تقدیم قوله و لو كان ظاهرا علی قول غیره من أئمّة الرجال فی مقام المعارضة فی الجرح و التعدیل و لو كان نصّا(3).إ ه.
یوجد ذكره الجمیل فی أمل الآمل ص 32 و جامع الرواة: ج 1 ص 54، و روضات الجنّات ص 18 و منتهی المقال ص 37 و رجال المیرزا، و نقد الرجال ص 25 و تنقیح المقال:
ج 1 ص 69، و فی غیرها من كتب التراجم.
له كتاب الجمعة و ما ورد فیه من الأعمال، و كتاب الكوفة و ما فیها من الآثار و الفضائل، و كتاب فهرست مصنّفی الشیعة، و هو فی الكتب الأربعة الرجالیّة كالكافی بین الكتب الأربعة الحدیثیّة، عمله بأمر السیّد المرتضی بعد ما صنّف الطوسیّ الفهرست (4).
و أنساب بنی نصر بن قعین و أیّامهم و أشعارهم، و كتاب مختصر الأنواء و مواضع النجوم التی سمّتها العرب.
أورد العلّامة الطباطبائیّ عدّة كثیرة من مشایخة فی رجاله، هم:
«1»- الشیخ المفید.
ص: 201
«2»- أبو الفرج الكاتب محمّد بن علیّ بن یعقوب بن إسحاق بن أبی قرة القتانیّ.
«3»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن علیّ بن شاذان القزوینیّ.
«4»- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علیّ بن الحسن بن شاذان الفامیّ القمّیّ.
«5»- القاضی أبو الحسین محمّد بن عثمان بن الحسن النصیبیّ.
«6»- محمّد بن جعفر الأدیب، و قد یعبّر عنه بالمؤدّب، و بالقمیّ، و بأبی الحسن النحویّ، و بأبی الحسن التمیمیّ.
«7»- الشیخ الجلیل أبو العباس أحمد بن علیّ بن العبّاس بن النوح السیرافیّ.
«8»- الشیخ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسی المعروف بابن الجندیّ.
«9»- الشیخ أبو عبد اللّٰه أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز، المعروف بابن عبدون.
«10»- الشیخ أبو الحسین أحمد بن الحسین بن عبید اللّٰه الغضائریّ.
«11»- القاضی أحمد بن محمّد بن عبد اللّٰه الجعفیّ.
«12»- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسی الأهوازیّ المعروف بابن الصلت.
«13»- والده علیّ بن أحمد بن علیّ بن العبّاس النجاشیّ.
«14»- الشیخ أبو الحسین علیّ بن أحمد بن أبی جید القمّیّ (1).
«15»- أبو القاسم علیّ بن شبل بن أسد الملقّب بالوكیل.
«16»- القاضی أبو الحسن علیّ بن محمّد بن یوسف.
«17»- الحسن بن أحمد بن إبراهیم.
«18»- أبو محمّد الحسن بن أحمد بن الهیثم العجلیّ.
«19»- الشیخ الجلیل أبو عبد اللّٰه الحسین بن عبید اللّٰه بن إبراهیم الغضائریّ.
«20»- أبو عبد اللّٰه الحسین بن جعفر بن محمّد المخزومیّ الخزّاز المعروف بابن الخمریّ، أجازه فی مشهد أمیر المؤمنین علیه السّلام سنة أربعمائة.
«21»- أبو عبد اللّٰه الحسین بن أحمد بن موسی بن هدبة.
ص: 202
«22»- القاضی أبو إسحاق إبراهیم بن مخلّد بن جعفر.
«23»- أبو الحسن أسد بن إبراهیم بن كلیب السلمیّ الحرّانیّ.
«24»- أبو الخیر الموصلیّ الحرّانیّ سلامة بن ذكا.
«25»- أبو الحسن العبّاس بن عمر بن العبّاس بن عبد الملك بن أبی مروان الكلوذانیّ المعروف بابن المروان.
«26»- أبو أحمد عبد السلام بن الحسین بن محمّد بن عبد اللّٰه البصریّ.
«27»- أبو محمّد عبد اللّٰه بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّٰه الدعلجیّ.
«28»- عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبیّ.
«29»- الشیخ الثقة الجلیل أبو محمّد هارون بن موسی التلعكبریّ.
«30»- أبو جعفر أو أبو الحسین محمّد بن هارون التلعكبریّ.
«31»- أبو الحسین أحمد بن محمّد بن علیّ الكوفیّ الكاتب الذی یروی عنه السیّد الأجلّ المرتضی كتاب الكافی عن مؤلّفه الكلینیّ.
أضف إلی هؤلاء جماعة اخری لم یذكره العلّامة الطباطبائیّ- رحمه اللّٰه-، یروی عنهم فی فهرسته، منهم:
«32»- أحمد بن محمّد بن هارون، یروی عنه كثیرا عن ابن عقدة(1)
«33»- أبو محمّد الشریف النقیب الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمّد بن علیّ بن أبی طالب علیه السلام (2).
«34»- أحمد بن علیّ الأشعریّ (3).
«35»- عثمان بن أحمد الواسطیّ (4).
ص: 203
«36»- أبو محمّد الحسن بن محمّد بن یحیی بن داود الفحّام (1).
«37»- أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن مهدیّ (2).
«38»- محمّد بن جعفر النجّار(3).
«39»- أبو الفرج محمّد بن موسی بن علیّ القزوینیّ (4).
«40»- محمّد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن عبید اللّٰه بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن بحر بن مطر بن مرّة الصغری ابن همام بن مرّة بن ذهل بن شیبان أبو المفضّل. قال فی الفهرست ص 282: رأیت هذا الشیخ و سمعت منه كثیرا ثمّ توقّفت عن الروایة عنه إلّا بواسطة بینی و بینه. إ ه.
«41»- محمّد بن عبید اللّٰه بن أحمد بن محمّد بن سلیمان بن الحسن بن الجهم بن بكیر بن أعین، أبو طاهر الزراریّ قال فی الفهرست ص 283: كان أدیبا و سمع، و هو ابن أبی غالب شیخنا. إ ه.
«42»- محمّد بن الحسین الرضیّ، قال فی الفهرست ص 283: أخبرنا أبو الحسین الرضیّ نقیب العلویّین ببغداد أخو المرتضی. إ ه.
«43»- أبو الحسین بن المهلوس العلویّ الموسویّ (5).
«44»- أبو الحسین بن محمّد بن أبی سعید(6).
«45»- السیّد الشریف علیّ بن الحسین المرتضی علم الهدی (7)
و یروی عنه جماعة من المشایخ منهم: السیّد الجلیل أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسینیّ المروزیّ (8).
ص: 204
و الشیخ الطوسیّ محمّد بن الحسن (1)
ولد رحمه اللّٰه فی صفر سنة 372، و توفّی بمطیرآباد فی جمادی الأولی سنة 450(2).
الشیخ المقدّم الجلیل و الرجالیّ الكبیر أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزیز الكشّیّ (3)
الثقة الثبت العالم البصیر بالرجال و الأخبار.
قال النجاشیّ: كان ثقة عینا، روی عن الضعفاء كثیرا، و صحب العیّاشیّ و أخذ عنه، و تخرّج علیه فی داره التی كانت مرتعا للشیعة و أهل العلم إ ه.
و قال الشیخ فی الفهرست: ثقة بصیر بالاخبار و الرجال، حسن الاعتقاد. إ ه. و فی الرجال فی باب من لم یرو عنهم: من غلمان العیّاشیّ، ثقة بصیر بالرجال و الأخبار، مستقیم المذهب.
و قال العلّامة فی الخلاصة: ص 71: محمّد بن عمر بن عبد العزیز الكشّی، یكنّی أبا عمرو- بفتح العین- بصیر بالأخبار و بالرجال، حسن الاعتقاد، و كان ثقة عینا، روی عن الضعفاء، و صحب العیّاشیّ و أخذ عنه، و تخرّج علیه. إ ه.
و له ترجمة ضافیة فی معالم العلماء ص 90 و فی رواشح السماویّة ص 76 و كتب الأسترابادیّ، و منتهی المقال. و الروضات ص 530، و تنقیح المقال ج 3 ص 164، و نقد الرجال: ص 325، و جامع الرواة ج 2 ص 164 و غیرها من كتب التراجم.
له كتاب الرجال الذی سمّاه ابن شهرآشوب فی المعالم بمعرفة الناقلین عن الأئمّة الصادقین علیهم السّلام، هو أحد الأصول الأربعة الرجالیّة، هذّبه و رتّبه الشیخ الطوسیّ،
ص: 205
و طبع فی بمبئی سنة 1317 فما هو المتداول الیوم هو كتاب اختیار الرجال للشیخ الطوسیّ، و أمّا رجال الكشّیّ الأصل فلا یعلم بوجوده الیوم، نعم یستفاد من مواضع من كتاب لسان المیزان لابن حجر أنّ الكشّیّ الأصل كان عنده، و أورد منه ترجمة كثیر من الرجال فیه.
یروی فی كتاب رجاله عن عدّة من العلماء و المشایخ، منهم:
«1»- أبو الحسن حمدویه بن نصیر الكشّیّ.
«2»- محمّد بن سعید بن یزید الكشّیّ.
«3»- أبو جعفر محمّد بن أبی عوف البخاریّ.
«4»- إبراهیم بن محمّد بن العبّاس الختّلیّ.
«5»- أبو إسحاق إبراهیم بن نصیر الكشّیّ، أخو حمدویه المتقدّم (1).
«6»- أبو نصر محمّد بن مسعود العیّاشیّ السمرقندیّ.
«7»- أبو محمّد جبرئیل بن محمّد الفاریابیّ (2).
«8»- نصر بن الصبّاح البلخیّ.
«9»- أبو عمرو بن عبد العزیز(3).
«10»- علیّ بن محمّد القتیبیّ النیشابوریّ.
«11»- محمّد بن إسماعیل الراوی عن الفضل بن شاذان (4).
«12»- محمّد بن قولویه القمّیّ (5).
«13»- طاهر بن عیسی الورّاق الكشّیّ (6).
«14»- أبو صالح خلف بن حمّاد بن الضحّاك الكشّیّ (7).
«15»- آدم بن محمّد القلانسیّ البلخیّ (8).
«16»- علیّ بن الحسن.
ص: 206
«17»- أبو عبد اللّٰه جعفر بن محمّد شیخ من جرجان عامیّ (1).
«18»- أبو الحسن محمّد بن سعد بن مزید(2).
«19»- أبو علیّ أحمد بن علیّ القمّیّ شقران السلولیّ (3).
«20»- أبو محمّد جعفر بن معروف (4).
«21»- محمّد بن الحسن البراثیّ (5).
«22»- خلف بن محمّد الملقّب بالمنّان الكشّیّ من العامّة(6).
«23»- أبو عبد اللّٰه محمّد بن إبراهیم الورّاق (7).
«24»- الحسین بن الحسن بن بندار القمّیّ (8).
«25»- عبید بن محمّد النخعیّ الشافعیّ السمرقندیّ (9).
«26»- عثمان بن حامد الكشّیّ (10).
«27»- إبراهیم بن الحسین الحسینیّ العقیقیّ (11)
«28»- أبو الحسن عمر بن علیّ التفلیسیّ (12).
«29»- أبو الحسن محمّد بن بحر الكرمانیّ الرهنی الترماشیریّ و كان من الغلاة الحنفیّین.(13)
«30»- محمّد بن یزداد.(14)
«31»- حمدان بن أحمد.
«32»- یوسف بن السخت.
«33»- علیّ بن الحسین بن قتیبة.(15)
ص: 207
«34»- محمّد بن إبراهیم العبیدیّ.
«35»- محمّد بن بشر(1).
«36»- جبرئیل بن أحمد الفاریابیّ (2).
«37»- محمّد بن یحیی الفارسیّ (3).
«38»- إبراهیم بن محمّد بن یحیی بن عبّاس (4).
«39»- إبراهیم بن علیّ الكوفیّ (5).
«40»- أبو محمّد الشامیّ الدمشقیّ (6).
«41»- أبو الحسن أحمد بن محمّد الخالدیّ (7).
«42»- إبراهیم الورّاق السمرقندیّ (8).
«43»- أبو سعید محمّد بن رشید الهرویّ (9).
«44»- أبو علیّ خلف بن حامد(10).
«45»- جعفر بن أحمد بن أیّوب (11).
«46»- أحمد بن محمّد بن یعقوب (12).
«47»- أبو جعفر محمّد بن علیّ بن القاسم بن أبی حمزة القمّیّ.(13)
«48»- أبو الحسن محمّد بن الحسین بن أحمد الفارسیّ.(14)
«49»- أحمد بن محمّد بن یعقوب البیهقیّ.(15)
«50»- إبراهیم بن المختار بن محمّد بن العبّاس.(16)
ص: 208
«51»- الحسین عن محمّد بن خالد البرقیّ.
«52»- عبد اللّٰه بن محمّد عن الوشّاء(1).
«53»- أبو علیّ أحمد بن علیّ بن كلثوم السرخسیّ (2).
«54»- محمّد بن الحسین بن محمّد الهرویّ (3).
«55»- محمّد بن علیّ بن القاسم القمّیّ (4).
«56»- أبو صالح خالد بن حامد(5).
«57»- محمّد بن أحمد بن حمّاد المروزیّ (6).
«58»- أبو بكر أحمد بن إبراهیم السنسنیّ (7).
«59»- أبو احمد(8).
الشیخ الإمام عماد الدین أبو جعفر محمّد بن أبی القاسم علیّ بن محمّد بن علیّ بن رستم ابن یزدبان الطبریّ الآملیّ الكجیّ (1)صاحب كتاب بشارة المصطفی لشیعة المرتضی العالم الجلیل المعمّر الثقة الواسع الروایة، من العلماء الإمامیّة فی القرن السادس و فقهائهم و محدّثیهم، أورده ابن شهرآشوب فی كتاب المعالم ص 106 و قال: له البشارات و ترجمه الشیخ منتجب الدین فی الفهرست بقوله: الشیخ الإمام عماد الدین فقیه ثقة، قرأ علی الشیخ أبی علیّ بن الشیخ أبی جعفر الطوسیّ رحمهم اللّٰه، له تصانیف منها: كتاب الفرج فی الأوقات و المخرج بالبیّنات شرح مسائل الذریعة، قرأ علیه الشیخ الإمام قطب الدین أبو الحسن الراوندیّ، و روی لنا عنه الشیخ الإمام سدید الدین محمود بن علیّ ابن الحسن الحمّصیّ (2) الرازیّ علّامة زمانه فی الاصولین. إ ه.
و نقل هذه الكلمة الأردبیلیّ فی جامع الرواة ج 2 ص 57، و الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 58، و الخونساریّ فی الروضات ص 563، و البحرانیّ فی اللؤلؤة و الجابلقیّ فی الروضة البهیّة. و أطراه التستریّ فی المقابس ص 13 بقوله: الطبریّ المحدّث الجلیل الفقیه النبیل الحاوی لمجامع المكارم و مجامع المراسم، الشیخ
ص: 210
عماد الدین، موفّق الإسلام، قطب الأئمّة أبی جعفر أو أبو القاسم محمّد ابن الشیخ الفقیه أبو القاسم علیّ بن محمّد بن علیّ الفقیه الطبریّ الآملیّ الكجیّ، رفع اللّٰه درجته و أسكنه جنّته. إ ه.
و وصفه المحدّث النوریّ فی المستدرك: ج 3 ص 476 بالإمام عماد الدین أبی جعفر محمّد بن أبی القاسم علیّ بن محمّد بن علیّ الطبریّ الآملی الكجیّ العالم الجلیل الفقیه النبیل. إ ه.
له كتاب بشارة المصطفی لشیعة المرتضی، طبع فی مدینة العلم و الفضیلة النجف الأشرف سنة 1369 فی 346 صحیفة، یشتمل علی أحد عشر جزءا حسب تجزئة المصنّف و لیس فیه خطبة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله الّتی خطبها فی آخر شعبان، مع أنّ السیّد ابن طاوس أخرجها عنه فی الإقبال ص 2، فالظاهر أنّ الكتاب كان أكثر من الموجود، و قد نصّ الشیخ الحرّ فی أمل الأمل و السیّد الخونساریّ فی الروضات أنّ الكتاب یشتمل علی سبعة عشر جزءا.
و استغرب العلّامة النوریّ ذلك حیث لم تكن عنده إلّا أربعة أجزاء.
و له أیضا كتاب الفرج فی الأوقات و المخرج بالبیّنات، و شرح مسائل الذریعة، و كتاب الزهد و التقوی و غیر ذلك (1).
«1»- الشیخ الفقیه أبو علیّ الحسن ابن أبی جعفر محمّد بن الحسن الطوسیّ، قرأ علیه فی جمادی الأولی و الأخری و رجب و رمضان سنة 511 بمشهد مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام (2).
«2»- الشیخ الأمین أبو عبد اللّٰه محمّد بن أحمد بن شهریار الخازن لخزانة مولانا علیّ علیه السّلام الراوی للصحیفة السجّادیّة، صهر الشیخ الطوسیّ علی ابنته، قرأ علیه بمشهد
ص: 211
أمیر المؤمنین علیه السّلام فی شوال و ذی القعدة سنة 512، و فی ربیع الأوّل سنة 516(1)
«3»- الشیخ أبو البقاء إبراهیم بن الحسین بن إبراهیم الرفاء البصریّ، قرأ علیه بهذا المشهد فی المحرّم سنة 516(2).
«4»- الرئیس الزاهد العابد العالم شمس الدین أبو محمّد الحسن بن الحسین بن الحسن المعروف بحسكا، أخبره فی الری سنة 510، عن عمّه محمّد بن الحسن، عن أبیه الحسن بن الحسین، عن عمّه الشیخ السعید أبی جعفر محمّد بن علیّ بن الحسین بن بابویه رضی اللّٰه عنهم (3).
«5»- السیّد الإمام الزاهد أبو طالب یحیی بن محمّد بن الحسین بن عبد اللّٰه الجوانیّ الطبریّ الحسینیّ، أخبره لفظا و قراءة فی داره بآمل فی سنة 508 و 509(4).
«6»- الشیخ الفقیه أبو النجم محمّد بن عبد الوهّاب بن عیسی الرازیّ، قرأ علیه بالریّ فی درب زامهران بمسجد الغربیّ فی صفر سنة 510 و 516(5).
«7»- الشریف أبو البركات عمر بن إبراهیم بن محمّد بن حمزة الحسینیّ الزیدیّ فی النسب
ص: 212
و المذهب، قرأ علیه بالكوفة فی مسجدها بالقلعة فی ذی الحجّة سنة 512 و 516(1).
«8»- أبو غالب سعید بن محمّد بن أحمد بن أحمد الثقفیّ، أخبره إجازة سنة 516(2).
«9»- الشیخ الأدیب أبو علیّ محمّد بن علیّ بن قرواش التمیمیّ قرأ علیه فی المحرّم سنة 516 بمشهد أمیر المؤمنین علیه السّلام (3).
«10»- أبو محمّد الجبّار بن علیّ بن جعفر المعروف بحدقة الرازیّ، قرأ علیه بها فی ذی القعدة سنة 518(4).
«11»- الشیخ العالم أبو جعفر محمّد بن أبی الحسن علیّ بن عبد الصمد التمیمیّ، حدّثه بنیشابور فی شوال سنة 514 و فی ذی القعدة سنة 524(5)
«12»- الفقیه أبو إسحاق إسماعیل بن أبی القاسم بن أحمد الدیلمیّ، قال: أخبرنا من لفظه بآمل فی داره بمحلّة المشهد الناصر فی ربیع الأوّل سنة 520(6).
«13»- والده أبو القاسم علیّ بن محمّد بن علیّ الفقیه رحمهم اللّٰه (7).
«14»- أبو الیقظان عمّار بن یاسر- رحمه اللّٰه-(8).
«15»- أبو القاسم سعد بن عمّار سامحه اللّٰه ولد عمّار المتقدّم (9).
«1»- الشیخ الثقة الجلیل أبو الحسن سعید بن هبة اللّٰه الراوندیّ.
«2»- الشیخ عربیّ بن مسافر العبادیّ.
«3»- شمس الدین أبو الحسن یحیی بن الحسن بن الحسین بن علیّ بن محمّد بن البطریق الأسدیّ الحلّیّ.
ص: 213
«4»- السیّد النقیب الفاضل أبو الفضائل الرضا بن أبی طاهر بن الحسن بن مانكدیم الحسینیّ.
«5»- السیّد العالم الفقیه جمال الدین الرضا بن أحمد بن خلیفة الجعفریّ الأرمیّ.
«6»- أبو الفضل سدید الملّة و الدین شاذان بن جبرئیل بن إسماعیل بن أبی طالب القمّیّ (1).
«7»- الشریف أبو الفتح محمّد بن محمّد بن الجعفریّة العلویّة الطوسیّ الحسینیّ الحائریّ (2).
«8»- الشیخ الجلیل أبو عبد اللّٰه محمّد بن جعفر بن علیّ بن جعفر المشهدیّ مؤلف كتاب المزار المشهور، قال فی المزار: أخبرنا الشیخ الفقیه العالم عماد الدین محمّد بن أبی القاسم الطبریّ قراءة علیه و أنا أسمع فی شهور سنة 553 بمشهد مولانا أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه (3).
«9»- العالم الصالح الشیخ حسین بن محمّد السوراویّ الذی أجاز السیّد ابن طاوس فی جمادی الآخرة سنة 609(4).
ص: 214
الحسین بن سعید بن حمّاد بن مهران مولی علیّ بن الحسین علیه السّلام أبو محمّد الأهوازیّ من أجلّة أصحابنا المتقدّمین و من ثقات المحدّثین، و من أفاخم المصنّفین، أوسع أهل زمانه علما بالفقه و الآثار و المناقب و غیر ذلك من علوم الشیعة، أدرك ثلاثة من الأئمّة، الرضا و الجواد و الهادی علیهم السّلام، و روی عنهم.
ترجمه النجاشیّ فی ص 42 من فهرسته قال: الحسین بن سعید بن حمّاد بن مهران مولی علیّ بن الحسین علیه السّلام أبو محمّد الأهوازیّ، شارك أخاه الحسن فی الكتب الثلاثین المصنّفة، و إنّما كثر اشتهار الحسین أخیه بها، و كان الحسین بن یزید السورانیّ یقول:
الحسن شریك أخیه الحسین فی جمیع رجاله إلّا فی زرعة بن محمّد الحضرمیّ و فضالة بن أیّوب فإنّ الحسین كان یروی عن أخیه عنهما، خاله جعفر بن یحیی بن سعد الأحول من رجال أبی جعفر الثانی علیه السّلام، ذكره سعد بن عبد اللّٰه، و كتب بنی سعید كتب حسنة معمول علیها و هی ثلاثون كتابا. إ ه.
و قال الشیخ فی الفهرست ص 58: ثقة، روی عن الرضا و عن أبی جعفر الثانی و أبی الحسن الثالث علیهم السّلام و أصله كوفیّ و انتقل مع أخیه الحسن إلی الأهواز، ثمّ تحوّل إلی قمّ فنزل علی الحسن بن أبان و توفّی بقم، و له ثلاثون كتابا: إ ه. و ذكره أیضا فی رجاله فی أبواب رجال الأئمّة الثلاثة علیه السّلام.
و قال الكشّیّ فی رجاله ص 341: الحسن و الحسین ابنا سعید بن حمّاد مولی علیّ بن الحسین صلوات اللّٰه علیهما، و كان الحسن بن سعید هو الذی أدخل إسحاق بن إبراهیم الحضینیّ و علیّ بن الریّان بعد إسحاق إلی الرضا علیه السّلام، و كان سبب معرفتهم لهذا الأمر، و منه سمعوا الحدیث و به عرفوا، و كذلك فعل بعبد اللّٰه بن محمّد الحضینیّ و غیرهم (1)
حتّی جرت الخدمة علی أیدیهم، و صنّفا الكتب الكثیرة، و یقال: إنّ الحسن صنّف خمسین، و سعید كان یعرف بدندان.
ص: 215
و ترجمه ابن الندیم فی ص 310 من فهرسته قال: الحسن و الحسین ابنا سعید الأهوازیّان، من أهل الكوفة، من موالی علیّ بن الحسین، من أصحاب الرضا، أوسع أهل زمانهما بالفقه و الآثار و المناقب و غیر ذلك من علوم الشیعة، و هما الحسن و الحسین ابنا سعید بن حمّاد بن سعید، و صحبا أیضا أبا جعفر بن الرضا. إ ه.
و ترجمه أیضا ابن حجر فی لسان المیزان ج 2 ص 284.
و بالجملة فوثاقة الرجل و أخیه الحسن و جلالتهما من المسلّمات و قد نصّ علیها أصحاب الرجال، و أوعز المصنّف إلی ذلك بقوله: و جلالة الحسین بن سعید و أحمد بن محمّد ابن عیسی تغنی عن التعرّض لحال تألیفهما.
قد عرفت من النجاشیّ و غیره أنّ له ثلاثین كتابا و هی:
«1»- كتاب الوضوء. «2»- كتاب الصلاة. «3»- كتاب الزكاة.
«4»- كتاب الصوم. «5»- كتاب الحجّ. «6»- كتاب النكاح.
«7»- كتاب الطلاق. «8»- كتاب الخمس. «9»- كتاب الشهادات.
«10»- كتاب الصید و الذبائح. «11»- كتاب المكاسب. «12»- كتاب الأشربة.
«13»- كتاب الزیارات. «14»- كتاب التقیّة. «15»- كتاب الردّ علی الغلات.
«16»- كتاب المناقب. «17»- كتاب المثالب. «18»- كتاب الزهد.
«19»- كتاب المروّة(1).
«20»- كتاب تفسیر القرآن. «21»- كتاب الوصایا.
«22»- كتاب الفرائض. «23»- كتاب الحدود. «24»- كتاب الدیات.
«25»- كتاب الملاحم. «26»- كتاب الدعاء(2).
«27»- كتاب حقوق المؤمنین و فضلهم (3)
«28»- كتاب العتق و التدبیر و المكاتبة. «29»- كتاب الأیمان و النذور(4).
ص: 216
«30»- كتاب التجارات و الإجارات.
و أضاف الطوسیّ علی ذلك كتاب البشارات. و المصنّف: علیه أصلا، ثمّ قال: و یظهر من بعض مواضعه أنّه كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عیسی (1).
یروی عن جماعة كثیرة مضافا إلی ما سمعت من روایته عن الأئمّة الثلاثة علیهم السّلام، و إحصاؤهم یحتاج إلی تتّبع الأسانید و لا یسعنا ذلك فی هذا المختصر فلنقتصر بذكر بعضهم.
«1»- إبراهیم بن أبی البلاد «2»- ابن أبی نجران.
«3»- صفوان بن یحیی. «4»- ابن أبی عمیر.
«5»- الحسین بن علوان. «6»- محمّد بن سنان.
«7»- عثمان بن عیسی. «8»- الحسن بن سعید أخوه.
«9»- القاسم بن عروة. «10»- القاسم بن محمّد الجوهریّ.
«11»- فضالة بن أیوب. «12»- محمّد بن أبی حمزة.
«13»- یعقوب بن یقطین. «14»- علیّ بن النعمان.
«15»- علیّ بن الصلت. «16»- سلیمان بن صیف الجعفریّ.
«17»- حمّاد بن عیسی. «18»- عبد اللّٰه بن بحر.
«19»- محمّد بن مهران الكرخیّ. «20»- محمّد بن الفضیل.
«21»- علیّ بن أبی جهمة. «22»- الهیثم بن واقد.
«23»- محمّد بن الحصین. «24»- محمّد بن الحسین بن صغیر.
«25»- نضر بن سوید. «26»- الحسین بن میمون.
«27»- الحسن بن محبوب. «28»- محمّد بن إسماعیل بن بزیع.
«29»- عمرو بن عثمان الأعمی. «30»- محمّد بن منصور.
ص: 217
«31»- یحیی الحلبیّ. «32»- الحسین بن یسار.
«33»- الفضل بن صالح. «34»- علیّ بن سعید.
«35»- جعفر بن بشیر. «36»- أحمد بن حمزة
«37»- أحمد بن محمّد بن أبی نصر البزنطیّ «38»- الحسن بن علیّ بن فضّال.
«39»- علیّ بن أسباط. «40»- علیّ بن حدید.
یروی عنه جماعة كثیرة منهم:
«1»- أحمد بن محمّد بن خالد. «2»- أحمد بن محمّد بن عیسی.
«3»- إبراهیم بن هاشم. «4»- سعد بن عبد اللّٰه.
«5»- علیّ بن مهزیار. «6»- بكر بن صالح.
«7»- علیّ بن الحكم. «8»- الحسین بن الحسن بن أبان.
«9»- علیّ بن إبراهیم بن هاشم. «10»- أحمد بن محمّد الحسن بن السكن القرشیّ.
«11»- أحمد بن محمّد الدینوریّ. «12»- أبو داود سلیمان بن سفیان المسترق
«13»- أحمد بن الحسین بن سعید ابنه. «14»- محمّد بن علیّ بن محبوب.
«15»- محمّد بن عیسی. «16»- سهل بن زیاد.
لم نقف علی تاریخ ولادته و لا وفاته، نعم قد عرفت سابقا أنّه تحوّل إلی قمّ فنزل علی الحسن بن أبان، و توفّی بقمّ.
ص: 218
عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد التمیمیّ الآمدیّ فاضل عالم محدّث إمامی شیعیّ عدّه جماعة من الفضلاء من جملة أجلّة العلماء الإمامیّة، منهم ابن شهرآشوب قال فی أوائل كتاب المناقب فی أثناء تعداد كتب الخاصّة و بیان أسانیدها: و قد أذن لی الآمدی فی روایة غرر الحكم، و قال فی كتاب معالم العلماء ص 72: عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد الواحدی التمیمیّ، له غرر الحكم و درر الكلم (1) یذكر فیه أمثال أمیر المؤمنین علیه السّلام و حكمه،(2) و قد ترجمه صاحب ریاض العلماء، و العلّامة النوریّ فی المستدرك ج 3 ص 491 و العلّامة الخونساریّ فی الروضات ص 444، و عدّه من معاصری شیخنا الطّوسی و سیّدنا المرتضی و الرضیّ و هو غریب.
الشیخ تقیّ الدین إبراهیم بن الشیخ زین الدین علیّ بن الشیخ بدر الدین حسن ابن محمّد بن صالح بن إسماعیل الحارثی الهمدانیّ العاملی، الكفعمیّ (3) مولدا، اللّویزیّ محتدا، الجبعیّ أبا، التقیّ لقبا. و هو أخ الشیخ شمس الدین محمّد الجبعیّ جدّ الشیخ البهائیّ، المولود سنة 822.
كان شیخنا المترجم من الفقهاء الإمامیّة فی القرن التاسع و ثقاتهم، و قد جمع بین العلم و الأدب و الفقه و الحدیث و الزهد و التقوی، طفحت صفحات المعاجم علی إطرائه و الثناء علیه قال الشیخ الحرّ بعد سرد نسبه: كان ثقة فاضلا أدیبا شاعرا عابدا زاهدا ورعا. إ ه(4).
ص: 219
و قال الخونساریّ فی روضات الجنّات ص 7: هو العالم الباذل الورع الأمین، و الثقة النقه الأدیب الماهر المتقن المتین. إ ه.
و قال المامقانیّ فی تنقیح المقال ج 1 ص 27: هو من مشاهیر الفضلاء و المحدّثین و الصلحاء المتورّعین، و كان بین زمانی الشهیدین رحمة اللّٰه علیهما، و وصفه فی فهرست الوسائل بالورع، و عدالته لا تحتاج إلی بیان. إ ه.
له ذكره الجمیل فی غیر ذلك من التراجم أیضا، یوجد ترجمته فی ریاض العلماء و سفینة البحار ص 77 و الكنی و الألقاب ج 3 ص 95 و غیرها من المعاجم.
«1»- البلد الأمین (1).
«2»- صفوة الصفات فی شرح دعاء السمات.
«3»- فروق اللّغة. «4»- المنتقی فی العوذ و الرقی.
«5»- الحدیقة الناظرة. «6»- نور حدقة البدیع (2)
«7»- النحلة. «8»- فرج الكرب.
«9»- العین المبصرة. «10»- الكوكب الدریّ
«11»- رسالة فی وفیات العلماء. «12»- رسالة فی البدیع.
«13»- ملحقات الدروع الواقیة. «14»- مجموع الغرائب.
«15»- المصباح و هو الجنّة الواقیة و الجنّة الباقیة، و قد فرغ منه سنة 895.
«16»- نهایة الارب فی أمثال الأدب كبیر فی مجلّدین.
«17»- قراضة النضیر فی التفسیر تلخیص من مجمع البیان للطبرسیّ.
«18»- الرسالة الواضحة فی شرح سورة الفاتحة.
«19»- تعلیقات علی كشف الغمّة للإربلیّ، و غیر ذلك من كتبة و رسائله و نسب إلیه صاحب البلغة كتاب الجنّة الواقیة، كأنّه مختصر للمصباح، و قال المصنّف: إنّه لبعض المتأخرین، و ربّما ینسب إلی الكفعمیّ.
ص: 220
و له قصائد منضودة منها قصیدة فی مدح أمیر المؤمنین علیه السّلام تبلغ 190 بیت، و له أرجوزة طویلة تنوف علی 130 بیت یفصل فیها الأیّام الشریفة التی استحبّ صیامها و عظمت بركاتها فی الشریعة(1).
یروی عن جماعة من المشایخ، منهم:
«1»- والده زین الدین علیّ بن الحسن، و كان من أعاظم الفقهاء الورعین، و قد ینقل عنه كثیرا فی كتابه معبّرا عنه بالفقیه الأعظم الأورع قدّس سرّه.
«2»- أخوه الصالح الفاضل الجلیل أحمد بن علیّ صاحب كتاب زبدة البیان فی عمل شهر رمضان، ینقل عنه فی الحواشی نادرا.
«3»- السیّد الفاضل الشریف الجلیل حسین بن مساعد الحسینی الحائریّ صاحب كتاب تحفة الأبرار فی مناقب الأئمة الأطهار.
«4»- السیّد الحسیب النسیب علیّ بن عبد الحسین بن سلطان الموسویّ الحسینی صاحب كتاب دفع الملامة عن علیّ علیه السّلام فی ترك الإمامة، و كان بینهما مكاتبات و مراسلات بالنظم و النثر.
كانت ولادة شیخنا المترجم قریبا من سنة 828، و وفاته 905، كما أرّخه فی كشف الظنون فی عنوان نور حدقة، و قبره فی قریة جب شیث مزار معروف (2).
و كأنّه یوصی أهله بدفنه فی الحائر المقدّس بأرض تسمّی عقیرا بقوله:
سألتكم باللّٰه أن تدفنوننی *** إذا متّ فی قبر بأرض عقیر
فإنّی به جار الشهید بكربلا *** سلیل رسول اللّٰه خیر مجیر
فإنّی به فی حفرتی غیر خائف *** بلا مریة من منكر و نكیر
أمنت به فی موقفی و قیامتی *** إذ الناس خافوا من لظی و سعیر
ص: 221
فإنّی رأیت العرب یحمی نزیلها *** و یمنعه من أن ینال بضیر
فكیف بسبط المصطفی أن یذود من *** بحائره ثاو بغیر نصیر
و عار علی حامی الحمی و هو فی الحمی *** إذا ضلّ فی البیدا عقال بعیر
السیّد الأجلّ العلّامة النحریر علیّ بن عبد الكریم بن عبد الحمید بهاء الدین النیلیّ الحسینیّ النجفیّ النسابة المحدّث الرجالیّ أورد العلّامة النوریّ فی المستدرك ج 3 ص 435 ترجمته و نسبه فقال: السیّد الأجل الأكمل الأرشد المؤید العلّامة النحریر بهاء الدین علیّ بن السیّد غیاث الدین عبد الكریم بن عبد الحمید بن عبد اللّٰه بن أحمد بن الحسن بن علیّ بن محمّد بن علیّ غیاث الدین- الذی خرج علیه جماعته من العرب بشطّ سوراء بالعراق و حملوا علیه و سلبوه فمانعهم عن سلب سراویله فضربه أحدهم فقتله، و كان عالما تقیّا- ابن السیّد جلال الدین عبد الحمید- الذی یروی عنه محمّد بن جعفر المشهدیّ فی المزار الكبیر، و قال فیه: أخبرنی السیّد الأجل العالم عبد الحمید بن التقیّ عبد اللّٰه بن أسامة العلویّ الحسینی رضی اللّٰه علیه فی ذی القعدة من سنة ثمانین و خمسمائة قراءة علیه بحلّة الجامعین- ابن عبد اللّٰه بن أسامة- المتولّی النقابة بالعراق- ابن أحمد بن علیّ بن محمّد بن عمر-الرئیس الجلیل الّذی ردّ اللّٰه علی یده الحجر الأسود لمّا نهبت القرامطة مكّة فی سنة ثلاث و عشرین و ثلاث مائة، و أخذوا الحجر و أتوا به إلی الكوفة، و علّقوه فی الساریة السابعة من المسجد التی ذكرها أمیر المؤمنین علیه السّلام، فإنّه قال ذات یوم بالكوفة: لا بدّ أن یسلب فی هذه الساریة، و أومأ إلی الساریة السابعة، و القصّة طویلة و بنی قبر جدّه أمیر المؤمنین علیه السّلام من خالص ما له- ابن یحیی القائم بالكوفة ابن الحسین النقیب الطاهر ابن أبی عانقة أحمد الشاعر المحدّث ابن أبی علیّ عمر بن أبی الحسین من أصحاب الكاظم علیه السّلام المقتول سنة خمسین و مائتین الذی حمل رأسه فی قوصرة إلی المستعین- ابن أبی عانقة الزاهد العابد الحسین- الملقب بذی الدمعة الذی ربّاه الصادق علیه السّلام و ورثه علما جمّا- ابن زید الشهید ابن السجّاد علیه السّلام، النیلی النجفیّ النّسابة، و هو كما
ص: 222
فی الریاض الفقیه الشاعر الماهر العالم الفاضل الكامل صاحب المقامات و الكرمات العظیمة قدس اللّٰه روحه الشریف كان من أفاضل عصره و أعالم دهره، و كذا جدّه السیّد عبد الحمید.
له مؤلّفات شریفه قد أكثر النقل عنها نقلة الأخبار و سدنة الآثار أحسنها كتاب الأنوار المضیئة فی الحكمة الشرعیّة فی مجلدات عدیدة، قیل: إنها خمسة، و قد عثرنا بحمد اللّٰه تعالی علی المجلّد الأوّل و هو فی الأصول الخمسة، و فی ظهره فهرست جمیع المجلّدات، و تاریخ الفهرست یوم الأحد 17 جمادی الأولی سنة 777، و یظهر من قرائن كثیرة أنّها نسخة الأصل إ ه.
و ذكره تلمیذه الحسن بن سلیمان الحلّی فی كتابه مختصر البصائر فقال: و ممّا رواه لی و رویته عند السیّد الجلیل السعید الموفّق الموثّق بهاء الدین علیّ بن السیّد عبد الكریم. إ ه.
و قال ابن فهد فی كتاب المهذّب فی مبحث عمل نیروز: و یعضد ما قلناه ما حدّثنی به المولی السیّد المرتضی العلّامة بهاء الدین علیّ بن عبد الحمید(1) النسابة دامت فضائله إ ه(2)
و ذكره المصنّف فی المقدّمة الثانیة من الكتاب و قال: و السیّد المذكور من أفاضل النقباء و النجباء و بالجملة فالرجل من أعیان الشیعة و أجلّة مروجی الشریعة، و فطاحل المصنّفین من الإمامیّة، یوجد ذكره مع الجلالة و الحفاوة فی ریاض العلماء و روضات الجنّات: 387 و خاتمة المستدرك ج 3 ص 435 و سفینة البحار ج 1 ص 114 و فی الذریعة ج 2 ص 397 و 415 و 442 و 500 و ج 3 ص 178 و 332 و ج 8 ص 81 و ج 10 ص 157.
«1»- الأنوار المضیئة فی الحكمة الشرعیّة الإلهیّة، و قد یعبّر عنه بالأنوار الالهیّة و هو كتاب كبیر فی خمس مجلّدات:، الأوّل فی علم الكلام و فیه إثبات ما علیه الطائفة
ص: 223
الاثنا عشریّة و بطلان غیره بالأدلّة النقلیّة و البراهین العقلیّة، الثانی فی بیان الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه و العامّ و الخاصّ و المطلق و المقیّد و غیر ذلك من مباحث اصول الفقه، الثالث و الرابع فی فقه آل محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله، و الخامس فی بیان أسرار القرآن و قصصه مع فوائد اخری. قد عرف سابقا أنّ المجلّد الأوّل كان عند العلّامة النوریّ، و كان المجلّد الخامس عند الشیخ علیّ بن الشیخ محمّد ابن صاحب المعالم (1).
«2»- السلطان المفرّج عن أهل الإیمان.
«3»- الدرّ النضید فی مغازی الإمام الشهید.
«4»- سرور أهل الإیمان (2).
«5»- تبیان انحراف الكشّاف، أو بیان الجزاف فی انحراف صاحب الكشّاف.
«6»- النكت اللّطاف الواردة علی صاحب الكشّاف. أورد فیهما ثمانمائة إیراد علی صاحب الكشّاف.
«7»- الإنصاف فی الردّ علی الكشّاف، و یحتمل اتّحاده مع سابقهما.
«8»- الغیبة، منتخب من كتاب الأنوار المضیئة فی أحوال الحجّة الغائب المنتظر علیه السّلام للسیّد علم الدین المرتضی علیّ بن جلال الدین عبد الحمید النسّابة ابن شمس الدین أبی علیّ شیخ الشرف فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسویّ، من علماء أوائل القرن الثامن. و احتمل صاحب الرّوضات اتّحاده مع كتابه السلطان المفرّج عن أهل الإیمان
«9»- كتاب الرجال، ذیّله السیّد جمال الدین بن الأعرج العمیدیّ بأمره و ذكر فی الذیل أحوال العلماء الّذین كانوا فی عصر العلامة و بعده و بلغوا ستّا و عشرین، كما استخرج صاحب المعالم منهم ستّا و عشرین، و منهم المصنّف و ذكر من تصانیفه الأنوار
ص: 224
الإلهیّة فی خمس مجلّدات، رأی أوّلها فی الخزانة الغرویّة، كما أنّه رأی كتاب الرجال فیها أیضا(1).
و ذكر صاحب الروضات من مصنّفاته كتاب إیضاح المصباح لأهل الصلاح، و هو شرح علی كتاب المصباح الصغیر للشیخ الطوسیّ، و لكنّ الظاهر أنّ الإیضاح لیس لسیّدنا المترجم، بل لسمیّه السیّد بهاء الدّین علیّ ابن مجد الدین محمّد ابن أبی الحسین محمّد ابن أبی الفتح علیّ ابن جلال الدّین النسابة السیّد عبد الحمید بن التقیّ عبد اللّٰه بن أسامة الحسینیّ (2).
یروی عن جماعة من المشایخ منهم:
«1»- فخر المحقّقین محمّد بن آیة اللّٰه العلّامة الحلّیّ.
«2»- السیّد الأجلّ المرتضی عمید الدین عبد المطلب ابن أبی الفوارس.
«3»- العالم الجلیل السیّد ضیاء الدین عبد اللّٰه ابن أبی الفوارس.
«4»- تاج الشریعة شمس الملّة و الدین أبو عبد اللّٰه محمّد ابن الشیخ جمال الدین مكّیّ العاملیّ الشهید الأوّل.
«5»- جدّه الأدنی السیّد عبد الحمید النیلیّ.
و یروی عنه جماعة منهم:
«1»- جمال الدین أبو العبّاس أحمد ابن شمس الدین محمّد بن فهد الأسدیّ الحلّیّ، أجازه سنة 791.
«2»- الشیخ الجلیل الحسن بن سلیمان بن خالد الحلّیّ صاحب منتخب البصائر المتقدم ترجمته.
«3»- الشیخ العالم الفقیه عزّ الدین الحسن بن علیّ بن أحمد بن یوسف الشهیر بابن العشرة العاملیّ (3).
ص: 225
أبو علیّ محمّد بن أبی بكر همّام (1)بن سهیل الكاتب الإسكافیّ شیخ أصحابنا المتقدّمین، ثقة جلیل القدر عظیم المنزلة من أثبات المحدّثین و مصنفیهم، ولد بدعاء الإمام العسكریّ علیه السّلام و یظهر من فهرست النجاشیّ ص 15 و 177 أنّ اسم أبیه علیّ و أنّ همّام جدّه ترجمه الشیخ فی رجاله بقوله: محمّد بن همّام البغدادیّ یكنّی أبا علیّ و همّام یكنّی أبا بكر، جلیل القدر. ثقة، روی عنه التلعكبریّ و سمع منه أوّلا سنة 323، و له منه إجازة، و مات سنة 332. انتهی.
و قال فی الفهرست ص 141: محمّد بن همّام الإسكافیّ یكنّی أبا علیّ، جلیل القدر ثقة، له روایات كثیرة، أخبرنا بها عدّة من أصحابنا عن أبی المفضّل عنه.
و قال النجاشیّ فی فهرست أسماء مصنّفی الشیعة ص 268: محمّد بن أبی بكر همّام ابن سهیل الكاتب الإسكافیّ شیخ أصحابنا و متقدّمهم، له منزلة عظیمة كثیر الحدیث، قال أبو محمّد هارون بن موسی رحمه اللّٰه: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا أحمد بن ما بنداذ قال: أسلم أبی أوّل من أسلم من أهله، و خرج عن دین المجوسیّة، و هداه اللّٰه إلی الحقّ و كان یدعو أخاه سهیلا إلی مذهبه، فیقول له: یا أخی اعلم أنّك لا تألونی نصحا، و لكنّ الناس مختلفون و كلّ یدّعی أنّ الحقّ فیه، و لست أختار أن أدخل فی شی ء إلّا علی یقین، فمضت لذلك مدّة و حجّ سهیل، فلمّا صدر من الحجّ قال لأخیه: الّذی كنت تدعونی إلیه هو الحقّ، قال: و كیف علمت ذلك؟ قال: لقیت فی حجّی عبد الرزّاق بن همّام الصنعانیّ (2)،
و ما رأیت أحدا مثله، فقلت له علی خلوة: نحن قوم من أولاد
ص: 226
الأعاجم و عهدنا بالدخول فی الإسلام قریب، و أری أهله مختلفین فی مذاهبهم، و قد جعلك اللّٰه من العلم بما لا نظیر لك فیه فی عصرك، و أرید أن أجعلك حجّة فیما بینی و بین اللّٰه عزّ و جلّ، فإن رأیت أن یبیّن لی ما یرضاه لنفسك من الدین لا تبعك و اقلّدك فأظهر لی محبّة آل رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و تعظیمهم و البراءة من عدوّهم و القول بإمامتهم، قال أبو علیّ: أخذ أبی هذا المذهب عن أبیه عن عمّه و أخذته عن أبی، قال أبو محمّد هارون ابن موسی: قال أبو علیّ محمّد بن همّام (1):
قال: كتب أبی إلی أبی محمّد الحسن بن علیّ العسكریّ علیه السّلام یعرّفه أنّه ما صحّ له حمل بولد و یعرّفه أنّ له حملا، و یسأله أن یدعو اللّٰه فی تصحیحه و سلامته و أن یجعله ذكرا نجیّا من موالیهم، فوقّع علی رأس الرقعة بخطّ یده: قد فعل اللّٰه ذلك، فصحّ الحمل ذكرا، قال هارون بن موسی: أرانی أبو علیّ ابن همّام الرقعة و الخطّ و كان محقّقا. إ ه.
و وثّقه فی ص 88 فی ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك قال: لا أدری كیف روی عنه شیخنا النبیل الثقة أبو علیّ بن همّام. إ ه.
له ترجمة ضافیة تعرب عن شیخوخته و عن وثاقته فی كلّ من التراجم المتأخّرة عن الفهرستین و الرجال.
له كتاب الأنوار فی تاریخ الأئمة علیهم السّلام، نصّ علیه النجاشیّ فی الفهرست و ابن شهرآشوب فی معالم العلماء ص 90، و ینقل عنه الشیخ حسین بن عبد الوهّاب المعاصر للسیّد المرتضی فی عیون المعجزات (2)،
و السیّد غیاث الدین عبد الكریم بن أحمد بن طاوس المتوفّی سنة 692 فی فرحة الغریّ (3)،
و كان منتخبه عند العلّامة المصنّف.
و نسب إلیه المصنّف كتاب التمحیص فی بیان موجبات تمحیص ذنوب المؤمنین (4)
ص: 227
قال فی المقدّمة الأولی: كتاب التمحیص لبعض قدمائنا و یظهر من القرائن الجلیّة أنّه من مؤلّفات الشیخ الثقة الجلیل أبی علیّ محمّد بن همّام، و عندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدّس سرّه. ا ه.
و قال فی المقدّمة الثانیة: و كتاب التمحیص و متانته تدلّ علی فضل مؤلّفه، و إن كان مؤلّفه أبا علیّ كما هو الظاهر ففضله و توثیقه مشهوران. انتهی.
و جزم بذلك صاحب الروضات، و لكنّ الشیخ إبراهیم القطیفیّ المعاصر للمحقّق الكركیّ نصّ علی أنّه للحسن بن علیّ بن شعبة صاحب تحف العقول، قال فی آخر كتابه الوافیة فی تعیین الفرقة الناجیة بعد إخراجه ثلاثة أحادیث عن كتاب التمحیص: الحدیث الأوّل ما رواه الشیخ العالم الفاضل العامل الفقیه أبو محمّد الحسن بن علیّ بن الحسین بن شعبة الحرّانیّ فی الكتاب المسمّی بالتمحیص عن أمیر المؤمنین علیه السّلام، و یظهر ذلك أیضا من القاضی نور اللّٰه التستریّ فی كتاب المجالس حیث أورد الأحادیث الثلاثة عن كتاب الوافیة فی مجالسه فی ترجمة أبی بكر الحضرمیّ و لم یعترض علی صاحب الوافیة(1)،
و جزم بذلك الشیخ الحرّ العاملیّ فی أمل الآمل ص 39 حیث عدّه من مؤلّفات ابن شعبة و قال: ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنین. انتهی.
و رجّح ذلك صاحب الریاض حیث قال: و أمّا قول الأستاد الاستناد: إنّ كتاب التمحیص من مؤلّفات غیره- أی غیر الحسن المذكور- فهو عندی محلّ تأمّل، لأنّ الشیخ إبراهیم أقرب و أعرف، مع أنّ عدم ذكر كتاب التمحیص فی جملة مؤلّفاته الّتی أوردها أصحاب الرجال فی كتبهم مع قربهم إلیه تدلّ علی أنّه لیس منه فتأمّل، و یستفاد ذلك من العلّامة الرازیّ أیضا(2).
و وقف العلّامة النوریّ فی ذلك، و قال: إنّی إلی الآن ما تحقّقت طبقة صاحب تحف العقول حتّی أستظهر منها ملائمتها للروایة عن أبی علیّ محمّد بن همّام و عدمها، و القطیفیّ من العلماء المتبحّرین إلّا أنّه لم یعلم أعرفیّته فی هذه الأمور من العلّامة المجلسیّ
ص: 228
رحمة اللّٰه علیه، و هو فی طبقة المحقّق الكركیّ، و هذا المقدار من التقدّم غیر نافع فی المقام نعم ما ذكره صاحب الریاض أخیرا یورث الشكّ فی النسبة إلّا أنّه یرتفع بملاحظة ما ذكرنا(1)،
و مع الغضّ عنه فالكتاب مردّد بین العالمین الجلیلین الثقتین، فلا یضرّ التردید فی اعتباره و الاعتماد علیه (2).
یروی عن جماعة كثیرة من مشایخ الفقه و الحدیث منهم:
«1»- عبد اللّٰه بن جعفر الحمیریّ (3).
«2»- أبو القاسم حمید بن زیاد الدهقان الكوفیّ المتوفّی سنة 310(4).
«3»- عبد اللّٰه بن العلا المذاریّ (5).
«4»- أحمد بن ما بنداذ(6).
«5»- أبو عبد اللّٰه جعفر بن محمّد بن مالك الفزاریّ (7).
«6»- عبّاس بن محمّد بن الحسین (8).
«7»- الحسین بن أحمد المالكیّ (9).
«8»- أبو القاسم علیّ بن محمّد بن رباح النحویّ (10).
«9»- أحمد بن محمّد بن موسی النوفلیّ (11).
ص: 229
«10»- علیّ بن الحسین الهمدانیّ (1).
«11»- أحمد بن إدریس (2).
«12»- أبو جعفر محمّد بن أحمد بن خاقان النهدیّ (3).
«13»- المنذر بن زیاد(4).
«14»- عبید بن كثیر(5).
«15»- محمّد بن جعفر الرزّاز(6)
المتولّد سنة 236 و المتوفّی سنة 310.
«16»- محمّد بن عیسی بن عبید الیقطینیّ (7).
«17»- الحسین بن محمّد بن مصعب (8).
«18»- القاسم بن إسماعیل (9).
«19»- محمّد بن أحمد بن ثابت (10).
«20»- العاصمی (11).
«21»- أبو غسان الذهلیّ (12).
«22»- الحسن بن محمّد بن جمهور.(13)
«23»- عبید اللّٰه بن عبد اللّٰه بن طاهر بن أحمد المصعبیّ.(14)
«24»- أبو سعید الحسن بن زكریّا البصریّ.(15)
ص: 230
«25»- أبو جعفر أحمد بن مابدازان منصور بن العباس القصبانیّ (1).
«26»- علیّ بن محمّد بن مسعدة بن صدقة(2).
یروی عنه جماعة من المشایخ الكبار، منهم:
«1»- أبو محمّد هارون بن موسی التلعكبریّ المتوفّی سنة 385 سمع منه أولا سنة 323، و له منه إجازة(3).
«2»- محمّد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن عبید اللّٰه بن البهلول بن المطلب أبو المفضّل الشیبانیّ (4).
«3»- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسی بن الجرّاح المعروف بابن الجندیّ (5).
«4»- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه المتوفّی سنة 368 أو 369(6).
«5»- محمّد بن أحمد بن داود القمّیّ، شیخ القمیین فی وقته و فقیههم المتوفّی سنة 378(7).
«6»- أبو حفص عمر بن محمّد بن علیّ الصیرفیّ المعروف بابن الزیّات (8).
«7»- مظفّر بن محمّد البلخیّ الورّاق (9).
«8»- إبراهیم بن محمّد بن معروف أبو إسحاق المذاری (10).
«9»- أحمد بن إبراهیم بن أبی رافع الصیمریّ (11).
ص: 231
«10»- أحمد بن محمّد المستنشق (1).
ولد- قدّس سرّه- فی یوم الاثنین لستّ خلون من ذی الحجّة سنة 258.
و توفّی یوم الخمیس لإحدی عشر لیلة بقیت من جمادی الأخری سنة 336، هذا علی ما فی فهرست النجاشیّ. و لكن الشیخ قال فی رجاله: مات سنة 332.
جمال الدین أبو العبّاس أحمد بن شمس الدین محمّد بن فهد الأسدیّ الحلّیّ، صاحب المقامات العالیة فی العلم و العمل و الخصال النفسانیّة، ترجمه السیّد جمال الدین ابن الأعرج فی تذییله علی كتاب الرجال للنیلیّ المتقدّم ذكره بقوله: أحمد بن محمّد بن فهد- بالفاء المعجمة و الدال المهملة بعد الهاء- من الرجال المتأخّرین فی زماننا هذا، أحد المدرّسین فی المدرسة الرعیّة فی الحلّة السیفیّة من أهل العلم و الخیر و الصلاح و البذل و السماح، استجازنی فأجزت له مصنّفاتی و روایاتی عن مشایخی و رجالی. إ ه(2).
و أطراه المحقّق الكركیّ فی إجازته للقاضی صفیّ الدین عیسی فی جملة مشایخ علیّ بن هلال بقوله: و أفقههم و أزهدهم و أعبدهم و أتقاهم الشیخ الأجلّ، الزاهد العابد الورع، العلّامة الأوحد جمال الدین إ ه(3).
و وصفه الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 33 بقوله: عالم فاضل ثقة صالح زاهد عابد ورع، جلیل القدر إ ه.
و قال البحرانیّ فی اللّؤلؤة: فاضل عالم فقیه مجتهد زاهد عابد ورع تقیّ نقیّ، إلّا أنّ له میلا إلی الصوفیّة، بل تفوّه به فی بعض مصنّفاته.
و قال الشیخ أسد اللّٰه التستریّ فی المقابس ص 18: الشیخ الأفخر الأجلّ الأوحد
ص: 232
الأكمل الأسعد ضیاء المسلمین، برهان المؤمنین، قدوة الموحّدین، فارس مضمار المناظرة مع المخالفین و المعاندین، أسوة العابدین نادرة العارفین و الزاهدین أبو المحامد جمال الدین. إ ه.
و قال الفاضل الخونساریّ فی الروضات ص 20: الشیخ العالم العامل العارف الملّیّ و كاشف أسرار الفضائل بالفهم الجبلّیّ جمال الدین أبو العبّاس أحمد بن شمس الدین محمّد بن فهد الأسدیّ الحلّیّ الساكن بالحلّة السیفیّة و الحائر الشریف حیّا و میّتا، له من الاشتهار بالفضل و الاتقان و الذوق و العرفان و الزهد و الأخلاق و الخوف و الاشفاق و غیر اولئك من جمیل السیاق ما یكفینا مئونة التعریف و یغنینا عن مرارة التوصیف، و قد جمع بین المعقول و المنقول و الفروع و الأصول و القشر و اللّب و اللّفظ و المعنی و الظاهر و الباطن و العلم و العمل بأحسن ما كان یجمع و یكمل. إ ه.
و وصفه بنحو هذه الكلمة الفاضل المامقانی فی تنقیح المقال ج 1 ص 92.
و أثنی علیه شیخنا النوریّ فی المستدرك ج 3 ص 434 بقوله: صاحب المقامات العالیة فی العلم و العمل و الخصال النفسانیّة التی لا توجد إلّا فی الأقلّ، ثمّ نقل عن الرجالیّ الخبیر الشیخ عبد النبیّ الكاظمیّ أنّه قال فی تكملة الرجال: كان زاهدا مرتاضا عابدا یمیل إلی التصوّف (1)،
و قد ناظر فی زمان میرزا اسیند التركمان والی العراق من علماء المخالفین فأعجزهم فصار ذلك سببا لتشیّع الوالی، و زیّن الخطبة و السكّة بأسماء الأئمّة المعصومین علیهم السّلام، و من تصانیفه المشهورة كتاب المهذّب و الموجز و التحریر و عدّة الداعی و التحصین و رسالة اللّمعة الحلّیّة فی معرفة النیّة، و یروی أنّه رأی فی الطیف أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه آخذا بید السیّد المرتضی رضی اللّٰه عنه یتماشیان فی الروضة المطهّرة الغرویّة و ثیابهما من الحریر الأخضر، و تقدّم الشیخ أحمد بن محمّد و سلّم علیهما فأجاباه فقال السیّد له: أهلا بناصرنا أهل البیت، ثمّ سأله السیّد عن أسماء تصانیفه
ص: 233
فلمّا ذكرها له قال السیّد: صنّف كتابا مشتملا علی تحریر المسائل و تسهیل الطرق و الدلائل، و اجعل مفتتح ذلك الكتاب: بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم الحمد للّٰه المقدّس بكماله عن مشابهة المخلوقات، فلمّا انتبه الشیخ الأجلّ شرع فی تصنیف كتاب التحریر و افتتحه بما ذكره السیّد. إ ه.
و له ذكر جمیل أیضا فی منتهی المقال ص 39 و سفینة البحار ج 2 ص 387 و غیرهما.
«1»- كتاب المهذّب شرح المختصر النافع.
«2»- عدّة الداعیّ (1).
«3»- المقتصر.
«4»- الموجز الحاوی.
«5»- شرح الألفیّة للشهید.
«6»- المحرّر(2).
«7»- التحصین (3).
«8»- الدّر الفرید فی التوحید.
«9»- رسالة اللّمعة الحلّیّة فی معرفة النیّة(4).
«10»- رسالة فی معانی أفعال الصلاة و ترجمة أذكارها.
«11»- نبذة الباغی فیما بدّ من آداب الداعی، و هو ملخّص عدّة الداعیّ.
«12»- مصباح المبتدی و هدایة المقتدی فی فقه الصلاة، علی ما نسبه إلیه بعض الفضلاء.
«13»- كفایة المحتاج فی مناسك الحاجّ.
«14»- رسالة موجزة فی منافیات الحجّ.
ص: 234
«15»- رسالة مختصرة فی واجبات الصلاة.
«16»- رسالة فی تعقیبات الصلاة.
«17»- المسائل الشامیّات.
«18»- المسائل البحریّات، و غیر ذلك من كتبه و رسائله.
یروی عن جملة من تلامذة الشهید الأوّل و فخر المحقّقین:
«1»- الشیخ المتكلّم الفقیه جمال الدین أبی عبد اللّٰه المقداد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن الحسین ابن محمّد السیوریّ الأسدیّ الحلّیّ صاحب التنقیح و كنز العرفان.
«2»- الشیخ زین الدین أبو الحسن علیّ بن الحسن بن الحسن الخازن الحائریّ الفقیه الفاضل أجازه الشهید قدّس سرّه فی 12 رمضان سنة 784.
«3»- الشیخ فخر الدین أحمد بن عبد اللّٰه بن سعید بن المتوّج تلمیذ الشیخ الأجلّ فخر المحقّقین.
«4»- السیّد الأجلّ المتقدّم ذكره بها الدین علیّ بن عبد الكریم النیلیّ النسّابة.
یروی عنه جماعة من العلماء الثقات منهم:
«1»- الشیخ علیّ بن هلال الجزائریّ شیخ المحقّق الكركیّ.
«2»- الشیخ العالم الفقیه عزّ الدین حسن بن علیّ بن أحمد بن یوسف الشهیر بابن العشرة العاملیّ.
«3»- الشیخ عبد السمیع بن فیّاض الأسدیّ الحلّیّ صاحب كتاب الفوائد الباهرة(1).
«4»- السیّد محمّد بن فلاح بن محمّد الموسویّ الواسطیّ، أوّل سلاطین خوزستان و الحویزة.
ص: 235
«5»- الشیخ زین الدین علیّ بن محمّد الطائیّ (1).
ولد- قدّس سرّه- سنة 757، و توفّی سنة 841، و دفن فی البستان المتّصل بالمكان المعروف «بخیمه گاه» فی الحائر الحسینیّ (2).
الشیخ الأجلّ الأعظم، فرید عصره و وحید دهره بحر العلوم و الفضائل و منبع الأسرار و الدقائق، مجدّد المذهب و محییه و ماحی أعلام الغوایة و مفنیه، الإمام العلّامة الأوحد، آیة اللّٰه المطلق، جمال الدین أبو منصور الحسن بن سدید الدین یوسف ابن زین الدین علیّ بن مطهّر الحلّیّ نوّر اللّٰه مضجعه.
كان- قدّس سرّه- من فطاحل علماء الشریعة، و أعاظم فقهاء الجعفریّة، جامعا لشتّی العلوم، حاویا مختلفات الفنون، مكثّرا للتصانیف و مجوّدا فیها، استفادت الامّة جمعاء من تصانیفه القیّمة منذ تألیفها، و تمتّعوا من أنظاره الثاقبة طیلة حیاته و بعد مماته، له ترجمة ضافیة فی كتب التراجم و غیرها تعرب عن تقدّمه فی العلوم و تضلّعه فیها، و تنمّ عن مراتبه السامیة فی العلم و العمل و قوّة عارضته فی الظهور علی الخصم، و ذبّه عن حوزة الشریعة و نصرته للمذهب و إنّا و إن لم یسعنا فی هذا المختصر سرد جمیعها لكنّا نذكر شكرا لحقّه بعضا منها.
قال معاصره ابن داود فی رجاله: شیخ الطائفة و علّامة وقته، صاحب التحقیق و التدقیق، كثیر التصانیف، انتهت رئاسة الإمامیّة إلیه فی المعقول و المنقول. إ ه(3).
و قال الشهید الأوّل فی إجازته لابن الخازن: الإمام الأعظم الحجّة، أفضل المجتهدین جمال الدین إ ه(4).
ص: 236
و وصفه ابن أبی جمهور الأحسائیّ فی إجازته للشیخ محمّد بن صالح الحلّیّ بقوله:
شیخنا و إمامنا، و رئیس جمیع علمائنا، العلّامة الفهّامة، شیخ مشایخ الإسلام، و الفارق بفتاویه بین الحلال و الحرام، و المسلّم له الرئاسة فی جمیع فرق الإسلام. إ ه(1).
و أطراه علیّ بن هلال فی إجازته للمحقّق الكركیّ بقوله: الشیخ الإمام الأعظم المولی الأكمل الأفضل الأعلم جمال الملّة و الحقّ و الدین. إ ه(2)
و فی إجازة المحقّق الكركیّ لسمیّه المیسیّ: شیخنا الإمام، شیخ الإسلام، مفتی الفرق، بحر العلوم، أوحد الدهر، شیخ الشیعة بلا مدافع جمال الملّة و الحقّ و الدین. إ ه(3)
و فی إجازته للمولی حسین بن شمس الدین محمّد الأسترابادیّ: الإمام السعید، استاد الكلّ فی الكلّ، شیخ العلماء و الراسخین، سلطان الفضلاء المحقّقین، جمال الملّة و الحقّ و الدین (4).
و مدحه الشهید الثانی فی إجازته للسیّد علیّ بن الصائغ: بشیخ الإسلام و مفتی فرق الأنام، الفاروق بالحقّ للحقّ، جمال الإسلام و المسلمین، و لسان الحكماء و الفقهاء و المتكلّمین، جمال الدین. إ ه(5).
و وصفه شرف الدین الشولستانیّ فی إجازته للمجلسیّ الأوّل: بالشیخ الأكمل العلّامة آیة اللّٰه فی العالمین جمال الملّة و الحقّ و الدین. إ ه(6)
و قال شیخنا البهائیّ فی إجازته لصفیّ الدین محمّد القمّیّ: العلّامة آیة اللّٰه فی العالمین جمال الحقّ و الملّة و الدین. إ ه(7).
و قال بحر العلوم فی فوائده الرجالیّة: علّامة العالم و فخر نوع بنی آدم أعظم العلماء شأنا، و أعلاهم برهانا، سحاب الفضل الهاطل، و بحر العلم الذی لیس له ساحل جمع من العلوم ما تفرّق فی جمیع الناس و أحاط من الفنون بما لا یحیط به القیاس، مروّج
ص: 237
المذهب و الشریعة فی المائة السابعة، و رئیس علماء الشیعة من غیر مدافعة، صنّف فی كلّ علم كتبا، و آتاه اللّٰه من كلّ شی ء سببا(1).
و قال السماهیجیّ فی إجازته: إنّ هذا الشیخ رحمه اللّٰه بلغ فی الاشتهار بین الطائفة بل العامّة شهرة الشمس فی رابعة النهار، و كان فقیها متكلّما حكیما منطقیّا هندسیّا ریاضیّا، جامعا لجمیع الفنون، متبحّرا فی كلّ العلوم من المعقول و المنقول، ثقة إماما فی الفقه و الأصول، و قد ملاء الآفاق بتصنیفه، و عطّر الأكوان بتألیفه و مصنّفاته، و كان اصولیّا بحتا و مجتهدا صرفا. إ ه(2).
و قال الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 40: فاضل عالم علّامة العلماء، محقّق مدقّق ثقة ثقة فقیه محدّث متكلّم ماهر جلیل القدر، عظیم الشأن، رفیع المنزلة، لا نظیر له فی الفنون و العلوم العقلیّات و النقلیّات، و فضائله و محاسنه أكثر من أن تحصی. إ ه.
و أطراه المولی نظام الدین فی نظام الأقوال بقوله: شیخ الطائفة و علّامة وقته، صاحب التحقیق و التدقیق، و كلّ من تأخّر عنه استفاد منه، و فضله أشهر من أن یوصف. إ ه(3).
و وصفه البحّاثة الرجالیّ المیرزا عبد اللّٰه الأصفهانیّ فی المجلّد الثانی من ریاض العلماء: بالإمام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر، علّامة العلماء و فهّامة الفضلاء، أستاد الدنیا، المعروف فیما بین الأصحاب بالعلّامة عند الإطلاق، و الموصوف بغایة العلم و نهایة الفهم و الكمال فی الآفاق، كان ابن اخت المحقّق، و كان رحمه اللّٰه آیة اللّٰه لأهل الأرض، و له حقوق عظیمة علی زمرة الإمامیّة و الطائفة الحقّة الاثنی عشریّة لسانا و بیانا و تدریسا و تألیفا، و قد كان رضی اللّٰه عنه جامعا لأنواع العلوم، مصنّفا فی أقسامها، حكیما متكلّما فقیها محدّثا اصولیّا أدیبا شاعرا ماهرا، و قد رأیت بعض أشعاره ببلدة أردبیل و هی تدلّ علی جودة طبعه فی أنواع النظم
ص: 238
أیضا، و كان وافر التصانیف متكاثر التآلیف، أخذ و استفاد عن جمّ غفیر من علماء عصره من العامّة و الخاصّة، و أفاد علی جمع كثیر من فضلاء دهره من الخاصّة بل من العامّة- إلی أن قال-: و كان من أزهد الناس و أتقاهم، و من زهده ما حكاه السیّد حسین المجتهد فی رسالة النفحات القدسیّة أنّه قدّس سرّه أوصی بجمیع صلواته و صیامه مدّة عمره و بالحجّ عنه مع أنّه كان قد حجّ. إ ه.
و له ذكر جمیل فی غیر واحد من التراجم، كمنتهی المقال ص 105 و كتب رجال الأسترآبادیّ، و جامع الرواة ج 1 ص 230 و ریاض العلماء و المقابس ص 17 و روضات الجنّات ص 172 و المستدرك ج 3 ص 459 و سفینة البحار ج 2 ص 228 و لسان المیزان ج 6 ص 319(1) و الدرر الكامنة(2).
و محبوب القلوب للإشكوریّ (3) و غیرها من التراجم، و هم و إن بالغوا فی ثناه لكن اعترفوا بأنّهم عاجزون عن درك مداه، و عن الإعراب بما یقتضی شأنه و شخصیّته المثلی، قال الفاضل التفرشیّ فی كتاب نقد الرجال ص 100: و یخطر ببالی أن لا أصفه إذ لا یسع كتابی هذا ذكر علومه و تصانیفه و فضائله و محامده، و انّ كلّ ما یوصف به الناس من جمیل و فضل فهو فوقه، له أزید من سبعین كتابا فی الأصول و الفروع و الطبیعیّ و الإلهیّ و غیرها. إ ه.
و قال العلّامة النوریّ بعد أن بالغ فی ثنائه: و لآیة اللّٰه العلّامة بعد ذلك من المناقب و الفضائل ما لا یحصی، أمّا درجاته فی العلوم و مؤلّفاته فیها فقد ملأت الصحف و ضاق عنه الدفتر، و كلّما اتعب نفسی فحالی كناقل التمر إلی هجر، فالأولی تبعا لجمع من الأعلام الإعراض عن هذا المقام.
ص: 239
له تألیفات كثیرة قیّمة ربما تزید علی مائة مصنّف، بل قال صاحب مجمع البحرین فی مادّة العلّامة: إنّه وجد بخطّه رحمه اللّٰه خمسمائة مجلد من مصنّفاته غیر ما وجد بخط غیره.
و قد عدّ جملة منها هو نفسه فی كتاب الخلاصة عند ترجمة نفسه، منها:
«1»- منتهی المطلب فی تحقیق المذهب، ذكر فیه جمیع مذاهب المسلمین فی الفقه، لم یتمّ، و قد طبع فی المجلّدین الضخمین فی سنة 1316 قال رحمه اللّٰه: هو فی سبع مجلّدات.
«2»- تلخیص المرام فی معرفة الأحكام.
«3»- تحریر الأحكام الشرعیّة، استخرج فیها فروعا كثیرة، طبع بایران فی مجلّد كبیر.
«4»- مختلف الشیعة فی أحكام الشریعة، مطبوع.
«5»- استقصاء الاعتبار فی تحریر معانی الأخبار، قال: ذكرنا فیه كلّ حدیث وصل إلینا، و بحثنا فی كلّ حدیث منه علی صحّة السند أو إبطاله، و كون متنه محكما أو متشابها، و ما اشتمل علیه المتن من المباحث الاصولیّة و الأدبیّة و ما یستنبط من المتن من الأحكام الشرعیة و غیرها.
«6»- مصابیح الأنوار، قال: ذكرنا فیه كلّ أحادیث علمائنا، و جعلنا كلّ حدیث یتعلّق بفنّ فی بابه، و رتّبنا كلّ فنّ علی أبواب، ابتدأنا فیها بما روی عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله ثمّ بما روی عن علیّ علیه السّلام و هكذا إلی آخر الأئمّة علیهم السّلام.
«7»- الدرّ و المرجان فی الأحادیث الصحاح و الحسان.
«8»- نهج الوضاح فی الأحادیث الصحاح.
«9»- نهج الإیمان فی تفسیر القرآن، ذكر فیه ملخّص الكشّاف و التبیان و غیرهما.
«10»- القول الوجیز فی تفسیر الكتاب العزیز.
«11»- منهاج الصلاح فی الدعوات و أعمال السنة.
ص: 240
«12»- كشف الحقّ و نهج الصدق.
«13»- كشف الیقین فی الإمامة، و قد یعبّر عنه بالیقین.
«14»- الألفین.
«15»- منهاج الكرامة.
«16»- شرح التجرید.
«17»- أنوار الملكوت فی شرح الیاقوت.
«18»- نهایة الكلام.
«19»- نهایة الأصول.
«20»- نهایة الفقهاء.
«21»- قواعد الأحكام.
«22»- إیضاح مخالفة أهل السنّة للكتاب و السنّة.
«23»- تذكرة الفقهاء.
«24»- الرسالة السعدیّة.
«25»- خلاصة الرجال.
«26»- إیضاح الاشتباه.
«27»- تبصرة الأحكام.
«28»- التناسب بین الفرق الأشعریّة و الفرق السوفسطائیّة.
«29»- نظم البراهین فی أصول الدّین.
«30»- معارج الفهم فی شرح النظم فی الكلام.
«31»- الأبحاث المفیدة فی تحصیل العقیدة.
«32»- كشف الفوائد فی شرح قواعد العقائد فی الكلام.
«33»- القواعد و المقاصد فی المنطق و الطبیعیّ و الإلهیّ.
«34»- الأسرار الخفیّة فی العلوم العقلیّة.
«35»- الدرّ المكنون فی علم القانون فی المنطق.
ص: 241
«36»- المباحث السنیّة و المعارضات النصیریّة.
«37»- المقاومات، قال: باحثنا فیها الحكماء السابقین و هو یتمّ مع تمام عمرنا.
«38»- حلّ المشكلات من كتاب التلویحات.
«39»- إیضاح التلبیس من كلام الرئیس، قال: باحثنا فیه الشیخ ابن سینا.
«40»- الجوهر النضید فی شرح كتاب التجرید فی المنطق.
«41»- الشفاء فی الحكمة.
«42»- مراصد التدقیق و مقاصد التحقیق فی المنطق و الطبیعیّ و الإلهیّ.
«43»- المحاكمات بین شرّاح الإشارات.
«44»- منهاج الهدایة و معراج الدرایة فی علم الكلام،
«45»- استقصاء النظر فی القضاء و القدر.
«46»- نهج الوصول إلی علم الأصول.
«47»- مختصر شرح نهج البلاغة.
«48»- الأدعیة الفاخرة.
«49»- المنهاج فی مناسك الحاجّ.
«50»- نهج العرفان فی علم المیزان.
و غیر ذلك ممّا یطول ذكره.
له- قدّس سرّه- فی تشیید المذهب و الذبّ عنه یوم مشهور و هو الذی ناظر فیه علماء السنّة فأفحمهم و أثبت حقیّة المذهب فرغب فیه السلطان و أمراؤه.
و كان ذلك فی سلطنة السلطان محمّد الجایتو خان الملقّب بشاه خدابنده فی سنة 708 و كان السلطان مائلا إلی الحنفیّة ثمّ رجع إلی الشافعیّة بعد ما وقع بحضرته مناظرة بین قاضی نظام الدین عبد الملك الشافعیّ و علماء الحنفیّة فأفحمهم القاضی، ثمّ تحیّر هو و أمراؤه فبقوا متذبذبین فی مدّة ثلاثة أشهر فی تركهم دین الإسلام، و ندموا علی تركهم دین الآباء بعد ما ورد علیه ابن صدر جهان الحنفیّ من بخارا فوقعت
ص: 242
بینه و بین القاضی مناظرة فی جواز نكاح البنت المخلوقة من ماء الزنا، حتّی قدم علی السلطان السیّد تاج الدین الآویّ الإمامیّ مع جماعة من الشیعة و ناظروا مع القاضی نظام الدین بمحضر السلطان فی مباحث كثیرة فعزم السلطان الرواح إلی بغداد و زیارة أمیر المؤمنین علیه السّلام فلمّا ورد رأی بعض ما قوّی به دین الشیعة فعرض السلطان الواقعة علی الأمراء فحرصه علیه من كان منهم فی مذهب الشیعة فصدر الأمر بإحضار أئمّة الشیعة فطلبوا جمال الدین العلّامة و ولده فخر المحقّقین و كان مع العلّامة من تألیفاته كتاب نهج الحقّ و كشف الصدق، و كتاب منهاج الكرامة فأهداهما إلی السلطان و صار موردا للألطاف فأمر السلطان قاضی القضاة نظام الدین و هو أفضل علماء زمانهم أن یناظر مع آیة اللّٰه العلامة و هیّأ مجلسا عظیما مشحونا بالعلماء و الفضلاء فأثبت العلّامة بالبراهین القاطعة و الدلائل الساطعة خلافة أمیر المؤمنین علیه السّلام بعد رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله بلا فصل، و أبطل خلافة الثلاثة بحیث لم یبق للقاضی مجال للمدافعة و الإنكار، بل شرع فی مدح العلّامة و استحسن أدلّته، قال: غیر أنّه لمّا سلك السلف سبلا، فاللازم علی الخلف أن یسلكوا سبیلهم لإلجام العوام، و دفع تفرّق كلمة الإسلام، یستر زلّاتهم و یسكت فی الظاهر من الطعن علیهم، فدخل السلطان و أكثر أمراؤه فی ذلك المجلس فی مذهب الإمامیّة، و أمر السلطان فی تمام ممالكه بتغییر الخطبة و إسقاط أسامی الثلاثة عنها، و بذكر أسامی أمیر المؤمنین و سائر الأئمّة علیهم السلام علی المنابر، و بذكر حیّ علی خیر العمل فی الأذان، و بتغییر السكّة و نقش الأسامی المباركة علیها، و لمّا انقضی مجلس المناظرة خطب العلّامة خطبة بلیغة شافیة، و حمد اللّٰه تعالی و أثنی علیه، و صلّی علی النبیّ و آله صلوات اللّٰه علیهم أجمعین، فقال السیّد ركن الدین الموصلیّ- و كان ینتظر عثرة منه و لم یعثر علیها-: ما الدلیل علی جواز الصلاة علی غیر الأنبیاء؟ فقرأ العلّامة: «الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ» فقال الموصلیّ: ما الذی أصاب علیّا و أولاده من المصیبة حتّی استوجبوا الصلاة علیهم؟ فعدّ الشیخ بعض مصائبهم، ثمّ قال:
أیّ مصیبة أعظم علیهم من أن یكون مثلك تدّعی أنّك من أولادهم ثمّ تسلك سبیل مخالفیهم
ص: 243
و تفضل بعض المنافقین علیهم و تزعم الكمال فی شرذمة من الجهّال. فاستحسنه الحاضرون و ضحكوا علی السیّد المطعون فأنشد بعض من حضر:
إذ العلویّ تابع ناصبیّا *** لمذهبه فما هو من أبیه
و كان الكلب خیرا منه طبعا *** لأنّ الكلب طبع أبیه فیه
و جعل السلطان بعد ذلك السیّد تاج الدین محمّد الآویّ المتقدّم ذكره و هو من أقارب السیّد الجلیل رضیّ الدین محمّد بن محمّد الآویّ نقیب الممالك (1).
یروی عن جماعة من حفّاظ الشریعة منهم:
«1»- الشیخ الجلیل مفید الدین محمّد بن علیّ بن محمّد بن جهم الأسدیّ.
«2»- الحكیم المتألّه كمال الدین میثم بن علیّ بن میثم البحرانیّ صاحب الشروح الثلاثة علی نهج البلاغة.
«3»- العالم الفاضل الحسن ابن الشیخ كمال الدین علیّ بن سلیمان البحرانیّ.
«4»- الشیخ نجیب الدین أبو أحمد أو أبو ذكریّا یحیی بن أحمد بن یحیی بن الحسن بن سعید الحلّی الهذلیّ. ابن عمّ المحقّق الحلّیّ، صاحب كتاب جامع الشرائع و نزهة الناظر المتولّد سنة 601 و المتوفّی سنة 690(2).
«5»- والده الأجلّ الأكمل سدید الدین یوسف بن زین الدین علیّ بن المطهّر الحلّیّ الفقیه المتكلّم الأصولیّ (3).
«6»- سلطان المحقّقین الخواجة نصیر الدین محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسیّ المتولّد سنة 597 المتوفّی سنة 672، قرأ علیه الكلام و الهیئة و العقلیّات، و قرأ علیه الطوسیّ الفقه (4).
ص: 244
«7»- جمال الدین أبو الفضائل و المناقب السیّد أحمد بن موسی بن جعفر بن طاوس المتقدّم ذكره (1).
«8»- السیّد الأجل الأسعد رضیّ الدین علیّ بن موسی بن طاوس المتقدّم ذكره (2).
«9»- خاله الأكرم و أستاذه الأعظم رئیس العلماء، المحقّق علی الإطلاق، الشیخ أبو القاسم نجم الدین جعفر بن الحسن بن یحیی بن سعید الهذلیّ الحلّیّ صاحب الشرائع و النافع و النكت، المتوفّی سنة 676. و فیه نظر(3).
«10»- نجم الملّة و الدین جعفر بن نجیب الدین محمّد بن جعفر بن أبی البقاء هبة اللّٰه ابن نما الحلّیّ الربعیّ صاحب مثیر الأحزان و كتاب أخذ الثار المتوفّی فی سنة 645.
«11»- بهاء الدین علیّ بن عیسی الإربلیّ صاحب كشف الغمّة.
«12»- السیّد عبد الكریم بن طاوس صاحب فرحة الغریّ (4).
كان- قدّس سرّه- قرأ علی جماعة من علماء السنة منهم: نجم الدین الكاتبیّ القزوینیّ و الشیخ برهان الدین النسفیّ و الشیخ جمال الدین حسین بن أبان (5) النحوی، و عزّ الدین الفاروقی الواسطیّ، و تقیّ الدین عبد اللّٰه بن جعفر بن علیّ الصبّاغ الحنفیّ، و شمس الدین محمّد بن محمّد بن أحمد الكیشیّ (6) و یروی عن رضیّ الدین الحسن بن علیّ الصنعانی الحنفیّ (7).
ص: 245
یروی عنه جماعة من المشایخ الكبار منهم:
«1»- ولده الصالح، أجلّ المشایخ و أعظم الأساتید، المحقّق النقّاد، الفقیه فخر المحقّقین أبو طالب محمّد، المتولّد فی لیلة الاثنین و لعشرین من جمادی الأولی سنة 628 و المتوفّی لیلة الجمعة الخامس و العشرین من جمادی الآخرة سنة 771(1).
«2»- مجد الدین أبو الفوارس محمّد الحسینیّ (2).
«3»- ابنا أخته السیّد الجلیل المرتضی عمید الدین عبد المطلب و السیّد ضیاء الدین عبد اللّٰه ابنا مجد الدین أبی الفوارس محمّد المتقدّم ذكره (3).
«4»- رضیّ الدین أبو الحسن علیّ بن جمال الدین أحمد بن یحیی المزیدیّ المتوفّی سنة 757(4).
«5»- الشیخ الفقیه زین الملّة و الدین أبو الحسن علیّ بن أحمد بن طراد المطارآبادیّ المتوفّی سنة 762(5).
«6»- السیّد علاء الدین أبو الحسن علیّ بن محمّد بن الحسن بن زهرة الحسنیّ الحلّیّ، و هو الذی كتب العلّامة له و لولده و لأخیه الآتیین الإجازة المعروفة بالإجازة الكبیرة لابناء زهرة(6).
«7»- السیّد بدر الدین محمّد أخو علاء الدین المذكور.
«8»- السیّد شرف الدین أبو عبد اللّٰه الحسین بن علاء الدین المذكور(7).
«9»- السیّد الجلیل أحمد بن أبی إبراهیم محمّد بن الحسن بن زهرة الحسنیّ الحلبیّ (8).
«10»- السیّد العالم الكبیر مهنّا بن سنان بن عبد الوهّاب الحسینیّ (9).
ص: 246
«11»- الشیخ قطب الدین أبو جعفر محمّد بن محمّد الرازیّ البویهیّ الحكیم المتألّه صاحب شرح الشمسیّة و المطالع (1).
«12»- السیّد النقیب تاج الدین أبو عبد اللّٰه محمّد بن القاسم بن الحسین بن معیّة الحلّیّ الحسنیّ (2).
«13»- المولی تاج الدین الحسن بن الحسین بن الحسن السرابشنویّ نزیل قاسان (3).
«14»- الشیخ الحسن بن الحسین بن الحسن بن معانق، ذكره صاحب الریاض و قال: رأیت نسخة من الخلاصة للعلّامة بخطّ هذا الشیخ و كان تاریخ كتابتها 707 فی حیاة أستاده العلّامة.
«15»- السیّد أحمد العریضیّ، ذكره صاحب الریاض.
حكی البحاثة الكبیر المیرزا عبد اللّٰه الأصبهانیّ فی كتاب ریاض العلماء عن كتاب لسان الخواص للآغا رضیّ القزوینیّ أنّ القاضی البیضاویّ لمّا وقف علی ما أفاده العلّامة الحلّی فی بحث الطهارة من القواعد بقوله: و لو تیقّنهما- أی الطهارة و الحدث- و شكّ فی المتأخّر فإن لم یعلم حاله قبل زمانهما تطهّر و إلّا استصحبه، كتب القاضی بخطّه إلی العلّامة: یا مولانا جمال الدین أدام اللّٰه فواضلك، أنت إمام المجتهدین فی علم الأصول و قد تقرّر فی الأصول مسألة إجماعیّة هی أنّ الاستصحاب حجّة ما لم یظهر دلیل علی رفعه و معه لا یبقی حجّة بل یصیر خلافه هو الحجّة، لأنّ خلاف الظاهر إذا عضده دلیل صار هو الحجّة و هو ظاهر و الحالة السابقة علی حالة الشكّ قد انتقض بضدّه، فإن كان متطهّرا فقد ظهر أنّه أحدث حدثا ینقض تلك الطهارة، ثمّ حصل الشك فی رفع هذا الحدث فیعمل علی بقاء الحدث بأصالة الاستصحاب و بطل الاستصحاب الأوّل، و إن كان محدثا فقد ظهر
ص: 247
ارتفاع حدثه بالطهارة المتأخّرة عنه، ثمّ حصل الشكّ فی ناقض هذه الطهارة و الأصل فیها البقاء، و كان الواجب علی القانون الكلّی الأصولیّ أن یبقی علی ضدّ ما تقدم.
فأجاب العلّامة- قدّس سرّه-: وقفت علی ما أفاده المولی الإمام العالم أدام اللّٰه فضائله و أسبغ علیه فواضله، و تعجّبت من صدور هذا الاعتراض عنه، فإنّ العبد ما استدلّ بالاستصحاب، بل استدلّ بقیاس مركّب من منفصلة مانعة الخلوّ بالمعنی الأعمّ عنادیّة و حملیتین، و تقریره أنّه إن كان فی الحالة السابقة متطهّرا فالواقع بعدها إمّا أن یكون الطهارة و هی سابقة علی الحدث أو الحدث الرافع للطهارة الأولی فیكون الطهارة الثانیة بعده و لا یخلو الأمر منهما، لأنّه صدر منه طهارة واحدة رافعة للحدث فی الحالة الثانیة
و حدث واحد رافع للطهارة، و امتناع الخلوّ بین أن یكون السابقة الطهارة الثانیة أو الحدث ظاهر إذ یمتنع أن یكون الطهارة السابقة و إلّا كانت طهارة عقیب طهارة رافعة للحدث، و التقدیر خلافه، فتعیّن أن یكون السابق الحدث، و كلّما كان السابق الحدث فالطهارة الثانیة متأخّرة عنه، لأنّ التقدیر أنّه لم یصدر عنه إلّا طهارة واحدة رافعة للحدث، فإذا امتنع تقدّمها علی الحدث وجب تأخّرها عنه، و إن كان فی الحالة السابقة محدثا فعلی هذا التقدیر إمّا أن یكون السابق الحدث أو الطهارة، و الأوّل محال و إلّا كان حدث عقیب حدث فلم یكن رافعا للطهارة، و التقدیر أنّ الصادر حدث واحد رافع للطهارة فتعیّن أن یكون السابق هو الطهارة و المتأخّر هو الحدث فیكون محدثا، فقد ثبت بهذا البرهان أنّ حكمه فی هذه الحالة موافق للحكم فی الحالة الأولی بهذا الدلیل لا بالاستصحاب، و العبد إنّما قال: استصحبه، أی أعمل بمثل حكمه. انتهی كلامه. ثمّ أنفذه إلیه إلی شیراز و لمّا وقف القاضی البیضاویّ علی هذا الجواب استحسنه جدّا و أثنی علی العلّامة.
قد سمعت من صاحب الریاض أنّه وصفه بالشاعر الماهر، و لم نجد له فی كتب التراجم شعرا غیر ما ذكره صاحب الروضات، قال: اتّفق لی العثور فی هذه الأواخر
ص: 248
علی مجموعة من ذخائر أهل الاعتبار و لطائف آثار فضلاء الأدوار فیها نسبة هذه الأشعار الأبكار إلیه:
لیس فی كلّ ساعة أنا محتاج *** و لا أنت قادر أن تنیلا
فاغتنم حاجتی و یسرك فاحرز *** فرصة تسترقّ فیها الخلیلا
و قال: و له أیضا ما كتبه إلی العلّامة الطوسیّ مسترخصا للسفر إلی العراق من السلطانیّة:
محبّتی تقتضی مقامی *** و حالتی تقتضی الرحیلا
هذان خصمان لست أقضی *** بینهما خوف أن أمیلا
و لا یزالان فی اختصام *** حتّی نری رأیك الجمیلا
و كتب إلی الشیخ تقیّ الدین ابن تیمیّه بعد ما بلغه أنّه ردّ علی كتابه فی الإمامة و وصل إلیه كتابه أبیاتا أوّلها:
لو كنت تعلم كلّ ما علم الوری *** طرّ الصرت صدیق كلّ العالم
لكن جهلت فقلت إنّ جمیع من *** یهوی خلاف هواك لیس بعالم (1)
ولد رضوان اللّٰه تعالی علیه فی التاسع و العشرین من شهر رمضان المبارك سنة 648، و توفّی فی یوم السبت الحادی و العشرین من محرّم الحرام سنة 726، و نقل إلی النجف الأشرف، و دفن فی الحجرة التی إلی جنب المنارة الشمالیّة من حرم أمیر المؤمنین علیه السلام (2).
ص: 249
هو الشیخ الأجلّ الأكمل سدید الدین أبو المظفّر، و یقال: أبو یعقوب، یوسف ابن زین الدین علیّ بن المطهّر الحلّی الفقیه المتكلّم الأصولیّ، كان من أعلم العلماء فی عصره فی الاصولین، قال ولده العلّامة فی إجازته لبنی زهرة: إنّ المحقّق خواجه نصیر الدین لمّا ورد الحلّة و حضر عنده فقهاؤها سأل المحقّق عن أعلمهم بالاصولین فأشار إلی سدید الدین والدی و إلی الفقیه محمّد بن الجهم رحمهما اللّٰه. إ ه.
و قال ابن داود: و كان والده- یعنی العلّامة- قدّس اللّٰه روحه- فقیها محقّقا مدرّسا عظیم الشأن.
و وصفه الشهید فی إجازته لابن الخازن بقوله: الإمام الأعظم الحجّة، أفضل المجتهدین السعید الفقیه سدید الدین أبی المظفّر ابن الإمام المرحوم زین الدین علیّ بن المطهّر، أفاض اللّٰه علی ضرائحهم المراحم الربّانیّة و حباهم بالنعم الهنیئة(1). و ابن أبی جمهور:
بالشیخ الفاضل الكامل سدید الدین (2).
و أطراه المحقّق الكركیّ فی إجازته للمولی عبد العلیّ الأسترابادیّ بقوله: الشیخ الإمام الفقیه سدید الدین. إ ه(3).
و قال فی إجازته للقاضی صفیّ الدین عیسی: و جمیع مصنّفات و مرویّات الشیخ الأجلّ الفقیه السعید سدید الدین. إ ه(4).
و فی إجازته لسمیّه المیسیّ: بالشیخ الأجلّ الفقیه، شیخ الإسلام سدید الدین أبی یعقوب. إ ه(5).
و فی إجازته للمولی حسین بن شمس الدین محمّد الأسترابادیّ: بالشیخ السعید العلّامة سدید الدین، أبی مظفّر. إ ه(6)
ص: 250
و فی إجازة الشهید الثانی للسیّد علیّ الصائغ: الشیخ السعید السدید یوسف. إ ه(1).
و فی إجازة المولی حسن علیّ بن المولی عبد اللّٰه التستریّ للمجلسیّ الأوّل:
الإمام العلّامة الهمام سدید الدین یوسف. إ ه(2).
و قال الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 74: یوسف بن علیّ بن المطهّر الحلّیّ والد العلّامة فاضل عالم فقیه متبحّر نقل ولده أقواله فی كتبه. إ ه.
و وصفه الفاضل التستریّ فی المقابس: ص 16 بالمحقّق المدقق الكامل صدر الأوائل و فخر الأفاضل الشیخ سدید الدین. إ ه.
یوجد ذكره الجمیل فی غیر ما سمعت من التراجم كالمستدرك ج 3 ص 463، و الروضات ص 740 و تنقیح المقال ج 3 ص 336 و نقد الرجال ص 380 و غیرها.
و ممّا یناسب المقام ذكره ما ذكره ولده العلّامة فی كشف الیقین ص 28 فی باب اخبار مغیبات أمیر المؤمنین علیه السّلام، قال: و من ذلك إخباره علیه السّلام بعمارة بغداد و ملك بنی العبّاس و أحوالهم و أخذ المغول الملك منهم، رواه والدی رحمه اللّٰه و كان ذلك سبب سلامة أهل الكوفة و الحلّة و المشهدین الشریفین من القتل لمّا وصل السلطان هلاكو إلی بغداد قبل أن یفتحها هرب أكثر أهل الحلّة إلی البطائح إلّا القلیل فكان من جملة القلیل والدی رحمه اللّٰه و السیّد مجد الدین بن طاوس و الفقیه ابن أبی العزّ فأجمع رأیهم علی مكاتبة السلطان بأنّهم مطیعون داخلون تحت الإیلیّة، و أنفذوا به شخصا أعجمیّا، فأنفذ السلطان إلیهم فرمانا مع شخصین أحدهما یقال له: نكله و الآخر یقال له: علاء الدین، و قال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلینا. فجاء الأمیران فخافوا لعدم معرفتهم بما ینتهی الحال إلیه، فقال والدی رحمه اللّٰه: إن جئت وحدی كفی؟
فقالا: نعم، فأصعد معهما، فلمّا حضر بین یدیه و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخلیفة قال له: كیف قدمتهم علی مكاتبتی و الحضور عندی قبل أن تعلموا بما ینتهی إلیه أمری و أمر صاحبكم؟ و كیف تأمنون إن یصالحنی و رحلت عنه؟ فقال والدی رحمه اللّٰه:
ص: 251
إنّما أقدمنا علی ذلك لأنّا روّینا عن أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السّلام أنّه قال فی خطبة الزوراء(1): و ما أدراك ما الزوراء؟! أرض ذات أثل (2) یشیّد فیها البنیان، و تكثر فیها السكّان، و یكون فیها مهادم (3) و خزّان یتّخذها ولد العبّاس موطنا و لزخرفهم مسكنا تكون لهم دار لهو و لعب، یكون بها الجور الجائر و الخوف المخیف و الأئمّة الفجرة و الامراء الفسقة و الوزراء الخونة تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا یأتمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا یتناهون عن منكر إذا نكروه، تكفی الرجال منهم بالرجال و النساء بالنساء، فعند ذلك الغمّ العمیم و البكاء الطویل و الویل و العویل لأهل الزوراء من سطوات الترك و هم قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجان المطوّقة، لباسهم الحدید، جرد مرد(4) یقدمهم ملك یأتی من حیث بدا ملكهم جهوریّ الصوت قویّ الصولة عالی الهمّة، لا یمرّ بمدینة إلّا فتحها، و لا ترفع علیه رایة إلّا نكسها، الویل الویل لمن ناواه (5)،فلا یزال كذلك حتّی یظفر. فلمّا وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فیكم رجوناك فقصدناك، فطیّب قلوبهم و كتب لهم فرمانا باسم والدی رحمه اللّٰه یطیب فیه قلوب أهل الحلّة و أعمالها.
یروی شیخنا سدید الدین عن جماعة منهم:
«1»- المحقّق الخواجة نصیر الدین الطوسیّ.
«2»- السیّد العلّامة النسّابة فخار بن معد الموسویّ.
«3»- الشیخ نجیب الدین أبو إبراهیم محمّد بن نما.
«4»- الشیخ مهذّب الدین الحسین بن أبی الفرج ابن ردة النیلیّ.
ص: 252
«5»- الفاضل الفقیه الصالح السیّد أحمد بن یوسف بن أحمد العریضیّ العلویّ الحسینیّ.
«6»- الشیخ یحیی بن محمّد بن یحیی بن الفرج السوراویّ الفاضل الصالح.
«7»- الشیخ عزّ الدین بن أبی الحارث محمّد الحسینیّ.
«8»- السیّد صفیّ الدین أبو جعفر محمّد بن معد بن علیّ بن رافع بن أبی الفضائل معد بن علیّ بن حمزة بن أحمد بن حمزة بن علیّ بن أحمد بن موسی بن إبراهیم بن موسی الكاظم علیه السّلام.
«9»- الشیخ الجیل شمس الدین علیّ بن ثابت بن عصیدة السوراویّ.
«10»- السیّد رضیّ الدین علیّ بن طاوس.
«11»- الشیخ سدید الدین سالم بن محفوظ بن عزیزة بن وشّاح السوراوی الحلّیّ الفاضل المتكلّم صاحب المنهاج فی الكلام.
«12»- الشیخ نصیر الدین راشد بن إبراهیم بن إسحاق بن إبراهیم البحرانیّ (1).
«13»- القاضی أبو الفتح محمّد بن أحمد المیدانیّ الواسطیّ.
«14»- السیّد فاخر بن فضائل العلویّ.
«15»- ابن بنت الحریری صاحب المقامات (2).
«16»- الشیخ عمر بن هبة اللّٰه بن نافع الورّاق المجاز من أبی جعفر محمّد بن علیّ بن شهرآشوب (3).
«17»- عزّ الدین عبد الحمید بن أبی الحدید شارح نهج البلاغة(4).
«18»- كمال الدین علیّ بن سلیمان البحرانیّ.
«19»- تاج الدین الارمویّ صاحب حاصل المحصول (5).
ص: 253
«20»- محمّد بن یحیی بن كرم قرأ علیه الجزء الأوّل من غریبی الهروی إلی حرف صاد مع الواو فی جمادی الأولی سنة 619، قاله الشیخ الحسن بن الشهید الثانی فی إجازته الكبیرة(1).
و یروی عنه ولده العلّامة حسن بن یوسف و ولده الآخر رضیّ الدین علیّ الآتی ترجمته (2).
و السیّد الحسن بن محمّد ابن أبی الرضا العلویّ (3).
و الشیخ إبراهیم بن سعد الدین محمّد بن المؤیّد أبی بكر ابن الشیخ جمال السنّة أبی عبد اللّٰه محمّد بن حمّویه بن محمّد الجوینیّ المعروف بالحمویّ و ابن حمّویه من مشایخ العامّة صاحب فرائد السمطین فی فضائل المرتضی و البتول و السبطین (4).
الشیخ رضیّ الدین علیّ بن سدید الدین یوسف بن علیّ بن مطهّر الحلّیّ.
كان عالما فاضلا محدّثا فقیها، له كتاب العدد القویّة لدفع المخاوف الیومیّة، قال المصنّف فی الفصل الأوّل بعد ذكر الكتاب: تألیف الشیخ الفقیه رضیّ الدین علیّ بن یوسف بن المطهّر الحلّیّ، و قال فی الفصل الثانی: كتاب العدد كتاب لطیف فی أعمال أیّام الشهور و سعدها و نحسها، و قد اتّفق لنا نصفه، و مؤلّفه بالفضل معروف، و فی الإجازات مذكور، و هو أخو العلّامة الحلّیّ قدّس اللّٰه لطیفهما. انتهی.
قلت: یروی هو عن أبیه سدید الدین و عن المحقّق الحلّیّ (5) و عن بهاء الدین علیّ بن عیسی الإربلیّ (6) و یروی عنه ابنه الشیخ الفقیه قوام الدین محمّد الّذی یروی عنه السیّد محمّد بن القاسم بن الحسین بن معیّة الحسینیّ (7)، و ابن أخیه فخر المحقّقین محمّد، و ابن أخته عمید الدین عبد المطلب ابن أبی الفوارس (8)
و حكی عن صاحب المعالم
ص: 254
أنّ شیخنا رضیّ الدین توفّی فی حیاة والده (1).
یوجد ذكره الجمیل فی أمل الآمل ص 56 و الروضات ص 386 و المستدرك ج 3 ص 459 و سفینة البحار ج 2 ص 252 و غیرها.
فخر الملّة و الدین أبو طالب محمّد ابن آیة اللّٰه العلّامة الملقّب فی الكتب الفقهیّة بفخر الدین، و فخر الإسلام، و فخر المحقّقین، و الفخر، كان عالما محقّقا نقّادا مجتهدا فقیها من وجوه هذه الطائفة و ثقاتها صاحب التصانیف الرائقة و التحقیقات الشافیة، أثنی علیه علماؤنا فی تراجمهم و إجازاتهم و بالغوا فی المدح علیه، و أطرءوه بكلّ جمیل و تبجیل، و فی مقدّمهم أبوه العلّامة قال فی أوّل كتاب الألفین: أمّا بعد فإنّ أضعف عباد اللّٰه تعالی الحسن بن یوسف بن المطهّر الحلّیّ یقول: أجبت سؤال ولدی العزیز علیّ محمّد أصلح اللّٰه أمر داریه كما هو برّ بوالدیه، و رزقه أسباب السعادات الدنیویّة و الاخرویّة كما أطاعنی فی استعمال قواه العقلیّة و الحسیّة، و أسعفه ببلوغ آماله كما أرضانی بأقواله و أفعاله، و جمع له بین الرئاستین كما لم یعصنی طرفة عین من إملاء هذا الكتاب الموسوم بكتاب الألفین الفارق بین الصدق و المین- إلی أن قال:- و جعلت ثوابه لولدی محمّد وقاه اللّٰه تعالی علیه كلّ محذور و صرف عنه جمیع الشرور و بلغه جمیع أمانیه و كفاه اللّٰه أمر معادیه و شانیه. إ ه(2).
و له وصیة له فی آخر القواعد أمره فیها بإتمام ما بقی ناقصا من كتبه بعد وفاته و إصلاح ما وجد فیها من الخلل. راجعها فإنّها تدلّ علی سموّ رتبة و كثرة علومه.
و أثنی علیه تلمیذه الأعظم الشهید الأوّل فی إجازته للشیخ شمس الدین ابن نجدة بقوله الشیخ الإمام سلطان العلماء منتهی الفضلاء و النبلاء خاتم المجتهدین فخر الملّة و الدین
ص: 255
أبو طالب محمّد بن الشیخ الإمام السعید جمال الدین ابن المطهّر، مدّ اللّٰه فی عمره مدّ او جعل بینه و بین الحادثات سدّا(1).
و قال فی إجازته لزین الدین ابن الخازن: و أمّا مصنّفات الأصحاب فإنّی أرویها عن مشایخی العدول و الثقات الأثبات رضی اللّٰه عنهم فمن ذلك مصنّفات شیخی الإمامین الأفضلین الأكملین المجتهدین منتهی أفاضل المذهب فی زمانهما السیّد المرتضی عمید الدین و الشیخ الأعظم فخر الدین. إ ه(2)
و قال تلمیذه الآخر السیّد الجلیل تاج الدین بن معیّة الحلّیّ فی إجازته: مولانا الشیخ الإمام العلّامة بقیّة الفضلاء انموذج العلماء فخر الملّة و الحقّ و الدین محمّد بن المطهّر حرّس اللّٰه نفسه و أنمی غرسه (3).
و قال تلمیذه الأجلّ السیّد حیدر الآملیّ صاحب المسائل الحیدریّة الّتی سألها عن فخر المحقّقین فی أوّل المسائل: هذه مسائل سألتها عن جناب الشیخ الأعظم سلطان العلماء فی العالم مفخر العرب و العجم قدوة المحقّقین مقتدی الخلائق أجمعین أفضل المتأخّرین و المتقدّمین المخصوص بعنایة ربّ العالمین الامام العلّامة فی الملّة و الحقّ و الدین ابن المطهّر مدّ اللّٰه ظلال إفضاله و شیّد أركان الدین ببقائه، مشافهة فی مجالس متفرّقة علی سبیل الفتوی، و كان ابتداء ذلك فی سلخ رجب المرجّب سنة 759 هجریّة نبویّة هلالیّة ببلدة حلّة السیفیّة حماها اللّٰه عن الحدثان و أنا العبد الفقیر حیدر بن علیّ ابن حیدر العلویّ الحسینیّ الآملیّ أصلح اللّٰه حاله و جعل الجنّة مآله، ما یقول شیخنا. إ ه(4).
ص: 256
و أطراه ابن أبی جمهور الأحسائی فی كتابه الغوالی بقوله: استاد الكلّ الشیخ العلّامة و البحر القمقام فخر المحقّقین (1).
و وصفه العلّامة الكركیّ فی إجازته لسمیّه المیسیّ: بالشیخ الإمام الأجلّ العلّامة علی التحقیق و التدقیق مهذّب الدلائل، منقّح المسائل، فخر الملّة و الحقّ و الدین أبی طالب محمّد بن المطهّر(2).
و فی إجازته للشیخ أحمد بن أبی جامع العاملیّ: بالشیخ الأجلّ الفقیه الأوحد قدوة أهل الإسلام فخر الملّة و الحقّ و الدین. إ ه(3).
و فی إجازته لصفیّ الدین عیسی: بالشیخ الأجلّ الإمام الأوحد المحقّق فخر الملّة و الدین. إ ه(4).
و بجّله الشهید الثانیّ فی إجازته للشیخ الحسین بن عبد الصمد بقوله: الشیخ الإمام العالم المحقّق فخر الدین. إ ه(5).
و وصفه صاحب المعالم فی إجازته الكبیرة بقوله: الشیخ الإمام المحقّق فخر الملّة إ ه(6).
و قال القاضی فی مجالس المؤمنین ما ترجمته: هو افتخار آل المطهّر و شامة البدر الأنور، و هو فی العلوم العقلیّة و النقلیّة محقّق نحریر، و فی علوّ الفهم و الذكاء مدقّق لیس له نظیر، نقل الحافظ من الشافعیّة فی مدحه أنّه رآه مع أبیه فی مجلس السلطان محمّد:
الشهیر بخدابنده، فوجده شابّا عالما فطنا مستعدّا للعلوم ذا أخلاق رضیّة، ربّی فی حجر تربیة أبیه العلّامة، و فی السنة العاشرة من عمره الشریف فاز بدرجة الاجتهاد كما یشعر به كلامه قدّس سرّه أیضا فی شرح خطبة كتاب القواعد، فإنّه كتب ما ملخصه:
إنّی اشتغلت عند أبی بتحصیل العلوم من المعقول و المنقول و قرأت علیه كتبا كثیرة من كتب أصحابنا، و التمست منه تصنیف كتاب القواعد، إذ بعد ملاحظة تولّده قدّس سرّه و تاریخ تصنیف كتاب القواعد یعلم أنّ عمره فی ذلك الوقت أقلّ من عشر سنین. إ ه.
ص: 257
و ترجمه صاحب نقد الرجال و قال: وجه من وجوه هذه الطائفة و ثقاتها و فقهائها جلیل القدر عظیم المنزلة رفیع الشأن، حاله فی علوّ قدره و سموّ مرتبته و كثرة علومه أشهر من أن یذكر. إ ه(1).
یوجد ذكره الجمیل مع التوثیق و التبجیل فی غیر واحد من الإجازات، و فی كتب التراجم كمنتهی المقال ص 280 و أمل الآمل، و تنقیح المقال ج 3 ص 106 و فی كتاب المستدرك ج 3 ص 459، و المقابس ص 17، و سفینة البحار ج 2 ص 349 و غیرها من المعاجم و التراجم.
له كتب منها: شرح القواعد سمّاه إیضاح الفوائد فی حلّ مشكلات القواعد، و شرح خطبة القواعد، و الفخریّة فی النیّة، و حاشیة الإرشاد، و الكافیة الوافیة فی الكلام، و شرح نهج المسترشدین لوالده، و شرح مبادی الأصول له، و شرح تهذیب الأصول له أیضا سمّاه غایة السئول فی شرح تهذیب الأصول و أجوبة مسائل السیّد مهنّا و أجوبة مسائل السیّد حیدر الآملیّ و غیرها(2).
كان معظم قراءته علی شیخه الأعظم و والده المعظّم آیة اللّٰه العلّامة، و یروی أیضا عن عمّه الشیخ رضیّ الدین علیّ بن یوسف المتقدّم ذكره (3).
و یروی عنه جماعة من المشایخ منهم:
«1»- تاج الشریعة و فخر الشیعة محمّد بن جمال الدین مكیّ الشهید الأوّل المتقدّم ذكره (4).
«2»- الشیخ فخر الدین أحمد بن عبد اللّٰه بن سعید بن المتوّج المعروف بابن المتوّج البحرانیّ (5).
«3»- السیّد الأجل بهاء الدین علیّ ابن غیاث الدین عبد الكریم النیلیّ النجفیّ المتقدّم ذكره.
ص: 258
«4»- السیّد العالم الكبیر مهنّا بن سنان الحسینیّ، و هو صاحب المسائل عن العلّامة، و له ثناء جمیل عنه، ذكره العلّامة النوریّ فی المستدرك ج 3 ص 446.
«5»- السیّد النقیب محمّد بن القاسم بن الحسین بن معیّة الحلّیّ الحسنیّ الدیباجیّ (1)
«6»- السیّد عزّ الدین الحسن بن أیّوب بن نجم الدین الأعرج الحسینیّ الاطراویّ العاملیّ (2).
«7»- الشیخ العالم المتكلّم ظهیر الملّة و الدین علیّ بن یوسف بن عبد الجلیل، ذكره ابن أبی جمهور فی طرقه فی العوالی (3).
«8»- السیّد الإمام المعظم الحسن بن عبد اللّٰه بن محمّد بن علیّ الأعرج الحسینیّ، ذكره ابن أبی جمهور فی العوالی و أثنی علیه، و لعلّه متّحد مع السادس.
«9»- ابنه ظهیر الدین محمّد الّذی یروی عنه ابن معیّة، قال فی إجازته: و ممّن رویت عنه من المشایخ أیضا الفقیه السعید المرحوم ظهیر الدین محمّد بن محمّد بن المطهّر انتهی (4).
و قال: صاحب الروضات: و المراد بهذا الرجل هو ظهیر الدین ابن فخر المحقّقین ابن العلّامة المسمّی باسم أبیه و المتوفّی فی حیاته، نصّ علیه صاحب المعالم فی حاشیة إجازته المذكورة(5).
و قال الشیخ الحرّ فی أمل الآمل ص 68: الشیخ ظهیر الدین محمّد بن محمّد بن الحسن ابن یوسف المطهّر الحلّیّ كان فاضلا فقیها وجیها، یروی عنه ابن معیّة، و یروی عن أبیه عن جدّه.
ص: 259
ولد رضی اللّٰه عنه فی لیلة الاثنین العشرین من جمادی الأولی سنة 682، و توفّی لیلة الجمعة الخامس و العشرین من شهر جمادی الأخری سنة 771(1).
و فی النخبة:
فخر المحقّقین نجل الفاضل *** داع للارتحال بعد ناحل
نجزّ الكلام و نرجئ بقیة التراجم إلی كتاب الاجازات و غیرها، و سنذكرها إن شاء اللّٰه مشروحة فی تعالیقنا الآتیة علی كتاب الاجازات و غیرها بعون اللّٰه و توفیقه و تسدیده، و نختم الكلام بذكر تنبیه:
نسب العلامة المصنّف فی المقدّمة الأولی من البحار و غیره كتاب الاستغاثة فی البدع الثلاثة إلی الحكم المدقّق المتألّه العلّامة كمال الدین میثم بن علیّ بن میثم البحرانیّ صاحب الشروح الثلاثة علی نهج البلاغة و شارح مائة كلمة من كلمات أمیر المؤمنین علیه السّلام المتوفّی سنة 679 استاذ العلّامة الحلّیّ و السیّد عبد الكریم بن طاوس و نصیر الدّین الطوسیّ، و الصحیح أنّه من تألیفات السیّد الشریف أبی القاسم علیّ بن أحمد بن موسی بن محمّد التقی بن علیّ بن موسی الرضا علیهم السّلام (2)
المتوفّی بموضع یقال له:
گرمی من ناحیة فسا، بینه و بین فسا خمسة فراسخ، و بینه و بین شیراز نیّف و عشرون فرسخا، فی جمادی الأولی سنة 352، له ترجمة فی كتب التراجم كفهرست الطوسیّ و النجاشیّ و ابن الندیم و منتهی المقال و تنقیح المقال و الروضات و غیرها من التراجم.
و الحمد للّٰه أوّلا و آخرا و الصلاة علی محمّد و آله المعصومین.
قم المشرفة- خادم الشریعة عبد الرحیم الربانی الشیرازی
ص: 260
الموضوع رقم الصفحة
التصدیر 1
المقدّمة الأولی ترجمة المؤلّف 4
مؤلّفاته بالعربیّة 8
مؤلّفاته بالفارسیّة 13
أساتذته و مشایخه 19
تلامذته و من روی عنه 23
ولادته 29
وفاته و مدفنه 29
والده المجلسیّ الأوّل 30
المقدّمة الثانیة أبو جعفر الصدوق 35
ابن بابویه علیّ بن الحسین 42
أبو العباس الحمیریّ 51
أبو جعفر الحمیریّ 54
محمّد بن الحسن الصفّار 56
الشیخ الطوسیّ 58
الشیخ المفید 71
أبو علیّ ابن الشیخ 81
ابن قولویه القمّیّ 84
أبو جعفر البرقی 90
علیّ بن إبراهیم القمّیّ 95
محمّد بن علیّ بن إبراهیم 97
الموضوع رقم الصفحة
العیّاشیّ 97
أبو علیّ الفتال 101
أمین الإسلام الطبرسیّ 103
أبو نصر الطبرسیّ 105
سبط الطبرسیّ 106
أبو منصور الطبرسیّ 107
ابن شهرآشوب 108
علیّ بن عیسی الإربلیّ 112
الحسن بن علیّ بن شعبة 115
ابن البطریق 116
الخزاز القمّیّ 117
ورّام بن أبی فراس 117
الحافظ البرسیّ 118
الشهید الأوّل 119
علم الهدی السیّد المرتضی 123
الشریف الرضیّ 132
ابنا بسطام 137
علیّ بن جعفر 137
قطب الدین الراوندیّ 139
ضیاء الدین الراوندیّ 142
ابن طاوس 143
جمال الدین بن طاوس 147
غیاث الدین 148
ص: 261
الموضوع رقم الصفحة
شرف الدین 149
ابن أبی جمهور الأحسائیّ 150
النعمانیّ 152
سعد بن عبد اللّٰه القمّیّ 153
سلیم بن قیس 155
الصهرشتیّ 159
البیاضیّ 160
عزّ الدین الحلّیّ 161
محمّد بن إدریس الحلّیّ 162
الدیلمیّ 165
النجاشیّ 166
الكشّیّ 172
الموضوع رقم الصفحة
الطبریّ 177
الأهوازی 182
الآمدیّ 186
الكفعمیّ 186
بهاء الدین النیلیّ 189
محمّد بن همّام 193
أحمد بن محمّد الحلّیّ 199
العلّامة الحلّیّ 203
سدید الدین الحلّیّ 217
رضیّ الدین الحلّیّ 221
فخر الدین الحلّیّ 222
ص: 262